Professional Documents
Culture Documents
الله
مجموعة من قصص التائبين ،من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
جمعها
محمد بن عبدالعزيز المسند
المجموعة الثانية
( )1توبة الفكر سيد قطب رحه ال()1
ف قرية صغي ف صعيد مصر ولد سيد قطب رحه ال ،ونشأ ف أسرة متدينة متوسطة الثراء،
وقد حرص والداه على تفيظه القرآن الكري ف صغره ،فما أتّ العاشرة إل وقد حفظه كاملً
..
ول ا بلغ التا سعة عشرة عاش فترة من الضياع ،و صفها بنف سه بأ نه كا نت (فترة إلاد) ح يث
قال( :ظللت ملحدا أحد عشر عاما حت عثرت على الطريق إل ال ،وعرفت طمأنينة اليان.
وفس سسنة 1948م غادر سسيد القاهرة متوجها إل أمريكسا فس بعثسة لوزارة العارف آنذاك،
فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الديد الذي هداه ال إليه ،ووفقه لسلوكه والسي فيه.
كان سفره على ظهر باخرة عبت به البحر التوسط والحيط الطلسي ...وهناك على ظهر
الباخرة ،جرت له عدة حوادث أثرت ف حيا ته في ما ب عد ،وحددت له طري قه ،ولذلك ما إن
غادر الباخرة ف اليناء المري كي الذي و صل إل يه ،و ما إن وطئت قدماه أرض أمري كا ح ت
كان قد عرف طريقه ،وحدد رسالته ،ورسم معال حياته ف الدنيا الديدة.
والن… لنترك الديث لسيد ليخبنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول:
(منذ حوال خ سة ع شر عاما… كنا ستة ن فر من النت سبي إل ال سلم ،على ظ هر سفينة
م صرية ت خر ب نا عباب الحيط الطل سي إل نيويورك ،من ب ي عشر ين ومائة را كب وراك بة
ليس فيهم مسلم.
وخطر لنا أن نقيم صلة المعة ف الحيط على ظهر السفينة!
وال يعلم أنه ل يكن بنا أن نقيم الصلة ذاتا أكثر ما كان بنا حاسة دينية إزاء مبشر كان
يزاول عمله على ظهر السفينة ،وحاول أن يزاول تبشيه معنا!
و قد ي سر ل نا قائد ال سفينة -وكان إنليزيا -أن نق يم صلتنا ،و سح لبحارة ال سفينة وطهات ا
وخدم ها -وكل هم نوبيون م سلمون -أن ي صلي من هم مع نا من ل يكون ف (الد مة) و قت
الصلة.
)(2المسيح عليه السلم ،بريء منهم ،بعد أن حرفوا دينهم والصحيح أن يقال نصرانية.
) (3الظلل .1786 ،3
واضطررت أمام وقاحت ها وماولت ها الدخول عنوة لن أد فع الباب ف وجه ها لت صبح خارج
الغر فة ،و سعت ارتطام ها بالرض الشب ية ف ال مر ،ف قد كا نت ممورة… فقلت :ال مد
ل… هذا أول ابتلء… وشعر تُ باعتزاز ونشوة ،إذ انت صرت على نف سي… وبدأت ت سي
ف الطريق الذي رسته لا(…)4
ول قد وا جه سيد رح ه ال ابتلءات كثية ب عد ذلك ولك نه تغلّب علي ها وانت صر على نف سه
المارة بالسوء!
ول ا و صل إل أمري كا ،يدث نا ع ما رأى فيقول :ول قد ك نت -ف أثناء وجودي ف الوليات
التحدة المريك ية -أرى رأي الع ي م صداق قول ال تعال( :فل ما ن سوا ما ذكروا به فتح نا
عليهم أبواب كل شيء حت إذا فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مُبلسون)( .سورة
النعام الية .)44
فإن الش هد الذي تر سه ال ية مش هد تد فق كل ش يء من اليات والرزاق بل ح ساب ،ل
يكاد يتمثل ف الرض كلها كما يتمثل هناك!
وكنست أرى غرور القوم بذا الرخاء الذي هسم فيسه… وشعورهسم بأنسه وَقسف على الرجسل
البيض… وطريقة تعاملهم مع اللوني ف عجرفة مرذولة ،وف وحشية كذلك بشعة… وف
صلف على أهل الرض كلهم ،كن تُ أرى هذا كله فأذكر هذه الية… وأتوقع سنة ال…
وأكاد أرى خطواتا وهي تدبّ إل الغافلي(.)5
وب عد سنتي قضاه ا سيد ف أمري كا ،عاد رح ه ال إل م صر… ولك نه عاد رجلً آ خر…
رجلً مؤمنا ملتزما صاحب رسالة ودعوة وغاية.
رحم ال سيدا وأسكنه فسيح جناته وعفا عنا وعنه.
إن ف بذل العلماء والدعاة وال صلحي أنف سهم ف سبيل ال حياة للناس ،إذا علموا صدقهم؛
وإخلصهم ل عز وجلّ.
ومن هؤلء الدعاة والفكرين( ..سيد قطب) رحه ال ،فقد كان لقتله أثر بالغ ف نفوس من
عرفوه وعلموا صدقه ،ومنهم اثنان من النود الذين كُلفّوا براسته وحضروا إعدامه.
يروي أحدها القصة فيقول:
هناك أشياء ل تكن نتصورها هي الت أدخلت التغيي الكلي على حياتنا..
ف ال سجن الر ب ك نا ن ستقبل كل ليلة أفرادا أو مموعات من الشيوخ والشباب والن ساء،
ويقال ل نا :هؤلء من الو نة الذ ين يتعاونون مع اليهود ولبدّ من ا ستخلص أ سرارهم ..ول
سبيل إل ذلك إل بأشدّ العذاب .وكان ذلك كافيا لتمزيق لومهم بأنواع السياط والعصي..
ك نا نف عل ذلك ون ن مُوقنون إن نا نؤدي واجبا مقدّ سا… إل أن نا ما لبث نا أن وجد نا أنف سنا
أمام أشياء ل ن ستطع ل ا تف سيا ،ل قد رأي نا هؤلء (الو نة) ،موا ظبي على ال صلة أثناء الل يل
وتكاد ألسنتهم ل تفتر عن ذكر ال حت عند البلء.
بل إن بعض هم كان يوت ت ت و قع ال سياط ،أو أثناء هجوم الكلب الضار ية علي هم ،و هو
مبتسمون على الذكر.
ومسن هنسا… بدأ الشسك يتسسرب إل نفوسسنا… فل يعقسل أن يكون مثسل هؤلء الؤمنيس
الذاكرين من الائني التعاملي مع أعداء ال.
واتفق تُ أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذائهم ما وجدنا إل ذلك سبيل .وأن نقدم لم
كل ما نستطيع من العون.
)) مجلة الدعوة السعودية /العدد /1028بقلم :محمد المجذوب ،باختصار. 6
ومن فضل ال علينا أن وجودنا ف ذلك السجن ل يستمر طويلً… وكان آخر ما كُلفنا به
من عمل هو حراسة الزنزانة الت أفرد فيها أحدهم وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جيعا ،أو أنه
رأسهم الفكر وقائدهم الدبر ()7
وكان قد بلغ به التعذيب إل حد ل يعد قادرا معه على النهوض ،فكانوا يملونه إل الحكمة
العسكرية الت تنظر ف قضيته.
وذات ليلة جاءت الوا مر بإعداده للمشن قة ،وأدخلوا عل يه أحد الشيوخ!!! ليذكره ويع ظه!!!
وف ساعة مبكرة من الصباح التال ،أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إل السيارة الغلقة الت
سبقنا إلي ها ب عض الحكوم ي الخر ين… وخلل لظات انطل قت ب نا إل مكان العدام…
ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تمل النود الدججي بالسلح للحفاظ عليهم…
وف مثل لح البصر أخذ كل جندي مكانه الرسوم متضنا مسدسه الرشاش ،وكان السئولون
هناك قد هيئوا كل شيء… فأقاموا من الشانق مثل عدد الحكومي… وسيق كل منهم إل
مشن قة الحددة ،ث ل فّ حبل ها حول عن قه ،وانت صب با نب كل واحدة (العشماوي) الذي
ينتظر الشارة لزاحة اللوح من تت قدمي الحكوم ..ووقف تت كل راية سوداء الندي
الكلف برفعها لظة التنفيذ.
كان أه يب ما هنالك تلك الكلمات ال ت ج عل يوجه ها كل من هؤلء الهيئ ي للموت إل
إخوانه ،يبشره بالتلقي ف جنة اللد ،مع ممد وأصحابه ،ويتم كل عبارة الصيحة الؤثرة:
ال أكب وال المد.
ف هذه اللحظات الرهيبة سعنا هدير سيارة تقترب ،ث ل تلبث أن سكت مركها ،وفتحت
البوا بة الحرو سة ،ليند فع من خلل ا ضا بط من ذوي الر تب العال ية ،و هو ي صيح باللد ين:
مكانكم!
ث تقدم نو صاحبنا الذي ل نزل إل جواره على جانب الشنقة ،وب عد أن أمر الضابط بإزالة
الرباط عن عينه ،ورفع البل عن عنقه ،جعل يكلمه بصوت مرتعش:
رفض كل مغريات الدنيا بكل شهرتا وشهواتا ،هرب من هجي هذا العال إل وهج اليان،
فوجد ف يه الناء والطمأني نة… إنا قصة الفنان البيطان الذي ضربت شهرته الفاق( ،كات
ستيفنسز) ،الذي أصبح اسه فيما بعد (يوسف إسلم) .ها هو يرويها بنفسه ف هذه السطو
البليغة التعبي ،البالغ التأثي فيقول:
(ولدتُ ف لندن قلب العال الغرب...
ولدتُ ف عصر التلفزيون وارتياد الفضاء..
ت ف يه التكنولوج يا إل الق مة ف بلد معروف بضار ته ف بريطان يا..ولد تُ ف ع صر و صل ْ
ترعرع تْ ف هذا الجتمع ،وتعلمت ف مدرسة (كاثوليكية) ،حيث علمتنْي الفهوم السيحي
(الن صران) ،للحياة والعقيدة ،وعر فت ما يفترض أن أعر فه عن ال ،و عن ال سيح (عل يه
السلم) ،والقدر والي والشر.
حدثون كثيا عن ال ،وقليلً عن السيح ،وأقلّ من ذلك عن الروح القدس.
كانت الياة حول ماديّة تنصبّ من كل أجهزة العلم ،حيث كانوا يعلموننا بأن الغن هو
الثروة القيقية ،والفقر هو الضياع القيقي ،وأن المريكي هو الثل للغن ،والعال الثالث هو
الثل للفقر والجاعة والهل والضياع!!
ولذلك لبدّ أن أختار طريق الغن ،وأسلك مسلكه ،لعيش حياة سعيدة ،وأفوز بنعيم الياة،
ولذا فقد بنيت فلسفة الياة على أل علقة لا بالدين ،وانتهجت هذه الفلسفة ،لدرك سعادة
النفس.
وبدأت أن ظر إل و سائل النجاح ،وكا نت أ سهل طري قة أن أشتري (جيتارا) ،وأؤلف ب عض
الغان ،وألنها ،وأنطلق بي الناس ،وهذا ما فعلته بالفعل باسم (كات ستيفنسز).
وخلل فترة ق صية ح يث ك نت ف الثام نة عشرة من عمري ،كان ل ثان ية شرائط م سجلة،
وبدأت أقدم الكثي من العروض ،وأجع الكثي من الال حت وصلت إل القمة!!
) (8المجلة العربية /العدد .104
وعندما كنتُ ف القمة ،كنت أنظر إل أسفل ،خوفا من السقوط!! وبدأ القلق ينتابن ،وبدأت
أشرب زجاجة كاملة ف كل يوم ،لستجمع الشجاعة كي أغن ،كنت أشعر أن الناس حول
يلبسون أقنعة ،ول أحد يكشف عن وجهه القناع -قناع القيقة!!
كان لبدّ من النفاق ،حت تبيع وتكسب -وحت تعيش!!
س إل
وشعرت أن هذا ضلل ،وبدأت أكره حياتس واعتزلت الناس وأصسابن الرض ،فنقلت ُ
الستشفى مريضا بالسل ،وكانت فترة الستشفى خيا ل حيث إنا قادتن إل التفكي.
كان عندي إيان بال ،ولكن الكنيسة ل تعرّفن ما هو الله ،وعجزت عن إيصال حقيقة هذا
الله الذي تتحدث عنه!!
كانت الفكرة غامضة وبدأت أفكر ف طريقي إل حياة جديدة ،وكان معي كتب عن العقيدة
والشرق ،وك نت أب ث عن ال سلم والقي قة ،وانتاب ن شعور أن أت ه إل غا ية مّا ،ول كن ل
أدرك كنهها ول مفهومها ..ول أقتنع أن أظل جالسا خال الذهن ،بل بدأت أفكر وأبث عن
السعادة الت ل أجدها ف الغن ،ول ف الشهرة ،ول ف القمة ،ول ف الكنيسة ،فطرقت باب
(البوذية والفلسفة الصينية) ،فدرستها ،وظننت أن السعادة هي أن تتنبأ با يدث ف الغد حت
تتج نب شروره ،ف صرت قدريّا ،وآم نت بالنجوم ،والتن بؤ بالطالع ،ولكن ن وجدت ذلك كله
هُراء.
ث انتقلت إل الشيوع ية ،ظنّا م ن أن ال ي هو أن نق سم ثروات هذا العال على كل الناس،
ولكننس شعرت أن الشيوعيسة ل تتفسق مسع الفطرة ،فالعدل أن تصسل على عائد مهودك ،ول
يعود إل جيب شخص آخر.
ث اتهت إل تعاطي العقاقي الهدئة ،لقطع هذه السلسلة القاسية من التفكي والية.
وبعد فترة أدركت أنه ليست هناك عقيدة تعطين الجابة ،وتوضح ل القيقة الت أبث عنها،
ويئست حيث ل أكن آنذاك أعرف شيئا عن السلم ،فبقيت على معتقدي ،وفهمي الول،
الذي تعلمته من الكنيسة حيث أيقنت أن هذه العتقدات هراء ،وأن الكنيسة قليلً منها.
عدت إليها ثانيةً وعكفت من جديد على تأليف الوسيقي ،وشعرت أنا هي دين ،ول دين ل
سواها!!
وحاولت الخلص لذا الد ين ،ح يث حاولت إياد التأل يف الو سيقي ،وانطلقا من الف كر
الغرب الستمد من تعاليم الكنيسة الذي يوحي للنسان أنه قد يكون كاملً كالله إذا أتقن
عمله أو أخلص له وأحبه!!
و ف عام 1975م حد ثت العجزة ،ب عد أن قدّم ل شقي قي ال كب ن سخة من القرآن الكر ي
هدية ،وبقيت معي هذه النسخة حت زرت القدس ف فلسطي ،ومن تلك الزيارة بدأت أهتم
بذلك الكتاب الذي أهدان يه أ خي ،والذي ل أعرف ما بداخله وماذا يتحدث ع نه ،ث ب ثت
عن ترجة للقرآن الكري بعد زيارت للقدس ،وكان الرة الول الت أفكر فيها عن السلم،
فال سلم ف ن ظر الغرب يُع تب عن صريا عرقيا وال سلمون أغراب أجا نب سواء كانوا عربا أو
أتراكا ،ووالديّ كانا من أصل يونان ،واليونان يكره التركي السلم ،لذلك كان الفروض أن
أكره القرآن الذي يديسن بسه التراك بدافسع الوراثسة ،ولكنس رأيست أن أطلع عليسه -أي على
ترجته -فل مانع من أن أرى ما فيه.
و من أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ بس (بسم ال) وليس باسم غي ال ،وعبارة (بسم ال
الرحن الرحيم) كانت مؤثرة ف نفسي ،ث تستمر فاتة الكتاب( :المد ل رب العالي )،كل
المد ل خالق العالي ،ورب الخلوقات.
وح ت ذلك الو قت كا نت فكر ت ضئيلة عن الله ،ح يث كانوا يقولون ل :إن ال الوا حد،
مقسم إل ثلثة ،كيف؟!! ل أدري.
وكانوا يقولون ل إن إلنا ليس إله اليهود!!...
أمسا القرآن الكريس ،فقسد بدأ بعبادة ال الواحسد رب العاليس جيعا ،مؤكدا وحدانيسة الالق،
فليس له شريك يقتسم معه القوة ،وهذا أيضا مفهوم جديد ،ث كنت أفهم قبل معرفت بالقرآن
الكريس ،أن هناك مفهوم اللئمسة والقوى القادرة على العجزات ،أمسا الن فبمفهوم السسلم،
ال وحده هو القادر على كل شيء.
واقترن ذلك باليان باليوم الخسر وأن الياة الخرة خالدة ،فالنسسان ليسس كتلة مسن اللحسم
تتحول يوما ما إل رماد ك ما يقول علماء الياة ..بل ما تفعله ف هذه الياة يدد الالة الت
ستكون عليها ف الياة الخرة.
القرآن هو الذي دعان للسلم ،فأجبت دعوته ،أما الكنسية الت حطمتن وجلبتْ ل التعاسة
والعناء فهسي التس أرسسلتْن لذا القرآن ،عندمسا عجزت عسن الجابسة على تسساؤلت النفسس
والروح.
ول قد لح ظت ف القرآن ،شيئا غريبا ،هو أ نه ل يش به با قي الك تب ،ول يتكوّن من مقا طع
وأوصاف تتوافر ف الكتب الدينية الت قرأتا ،ول يكن على غلف القرآن الكري اسم مؤلف،
ولذا أيقنت بفهوم الوحي الذي أوحى ال به إل هذا النب الرسل.
لقسد تسبي ل الفارق بي نه وبيس النيسل الذي كتسب على أيدي مؤلفيس متلفيس من قصسص
متعددة.
حاولت أن أبث عن أخطاء ف القرآن الكري ،ولكن ل أ جد ،كان كله منسجما مع فكرة
الوحدانية الالصة (.)9
وبدأت أعرف ما هو السلم.
ل يكن القرآن رسالة واحدة ،بل وجدت فيه كل أساء النبياء الذين شرفهم وكرمهم ال ول
يفرق ب ي أحد منهم ،وكان هذا الفهوم منطقيا ،فلو أنك آمنت بنب دون آخر فإنك تكون
قد دمرت وحدة الرسالت.
و من ذلك ال ي فهم تُ ك يف ت سلسلت الر سالت م نذ بدء اللي فة ،وأن الناس على مدى
التاريخ كانوا صنفي :إما مؤمن ،وإما كافر.
لقد أجاب القرآن على كل تساؤلت ،وبذلك شعرت بالسعادة ،سعادة العثور على القيقة.
وبعد قراءة القرآن الكري كله ،خلل عام كامل ،بدأت أطبق الفكار الت قرأتا فيه ،فشعرت
ف ذلك الوقت أنن السلم الوحيد ف العال.
ث فكرتّ ك يف أكون م سلما حقيقيا؟ فات هت إل مسجد لندن ،وأشهرت إسلمي ،وقلت
(أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله).
ح ي ذلك أيق نت أن ال سلم الذي اعتنق ته ر سالة ثقيلة ،ول يس عملً سهلً ينت هي بالن طق
بالشهادتي.
) (9الخ يوسف قرأ ترجمة معاني القرآن ،ولم يقرأ القرآن بلغته التي نزل بها ،فكيف لو قرأ لغته التي نزل بها من عند ال؟
لقد ولدتّ من جديد! وعرفتُ إل أين أسي مع إخوان من عباد ال السلمي ،ول أقابل أحدا
من هم من ق بل ،ولو قابلت م سلما يُحاول أن يدعو ن لل سلم لرف ضت دعو ته ب سبب أحوال
ال سلمي الزر ية ،و ما تشو هه أجهزة إعلم نا ف الغرب ،بل ح ت أجهزة العلم ال سلمية
كثيا ما تشوه القائق ال سلمية ،وكثيا ما ت قف وتؤ يد افتراءات أعداء ال سلم ،العاجز ين
عن إصلح شعوبم الت تدمرها الن المراض الخلقية ،والجتماعية وغيها!!
ل قد اته تُ لل سلم من أف ضل م صادره ،و هو القرآن الكر ي ،ث بدأت أدرس سية الر سول
صلى ال عل يه و سلم ،وك يف أ نه ب سلوكه و سننه ،علّم ال سلمي ال سلم ،فأدر كت الثروة
الائلة ف حياة الرسول صلى ال عليه وسلم ،وسننه ،لقد نسيت الوسيقى ،وسألت إخوان:
هل أستمر؟ فنصحون بالتوقف ،فالوسيقى تشغل عن ذكر ال ،وهذا خطر عظيم.
لقسد رأيست شابا يهجرون أهلهسم ،ويعيشون فس جسو الغانس والوسسيقى ،وهذا ل يرضاه
السلم ،الذي يث على بناء الرجال.
أما الليي الت كسبتها من عملي السابق (وهو الغناء) فوهبتها كلها للدعوة السلمية) .هذه
هي قصة الغن البيطان الشهور ،كات ستيفن (يوسف إسلم) الذي رفض الشهرة والليي،
بعد أن هداه ال إل طريق الق ،نديها إل جيع الفناني والغني ف عالنا العرب والسلمي،
بل ف العال أجع ،لعلها تكون عبة للمعتبين ،وذكرى للذاكرين.
( )4توبة المثلة هناء ثروت)()10
هناء ثروت مثلة مشهورة ،عا شت ف (الع فن الف ن) فترة من الزمان ،ولكن ها عر فت الطر يق
بعد ذلك فلزمته ،فأصبحت تبكي على ماضيها الؤل.
تروي قصتها فتقول:
أنيست أعمال النليسة عصسر ذلك اليوم ،وبعسد أن اطمأننست على أولدي ،وقسد بدءوا فس
استذكار دروسهم ،جلست ف الصالة ،وهمت بتابعة ملة إسلمية حبيبة إل نفسي ،ولكن
شيئا ما شد انتبا هي ،أره فت سعي ل صوتٍ ينب عث من إحدى الغرف .وبالذات من حجرة
ابنت الكبى ،الصوت يعلو تارة ويغيب بعيدا تارةً أخرى.
ن ضت بتع جل ل ستبي ال مر ،ث عدت إل مكا ن با سة عند ما رأيت صغيت م سكة بيد ها
ملدا أنيقا تدور به الغرفة فرحة ،وهي تلحّن ما تقرأ ،لقد أهدتْها إدارة الدرسة ديوان (أحد
شوقي) ،لتفوقها ف دراستها ،وف لجة طفولية مرحة كانت تردد:
والغسوان يغسرهسن الثنسسسساء خسدعوها بقسولسم حسنسساء
ل أدري لاذا أخذت ابن ت ف تكرار هذا الب يت ،لعله أعجب ها ..وأخذ تُ أردده مع ها ،و قد
انفجر تْ مدامعي تأثرا وانفعالً .أناملي الراعشة تضغط بالنديل الورقي على الكرات الدمعية
التهطلة كي ل تفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكريات ف ثناياها ،وصوت ابنت ل
يزال يردد بيت شوقي:
(خدعوها)؟!
نعم ،لقد مُورستْ عليّ عمليات خداع ،نصبتها أكثر من جهة.
تعود جذور الأ ساة إل سنوات كن تُ في ها الطفلة البيئة لبو ين م سلمي ،كان من الفروض
عليه ما ا ستشعار ال سئولية تاه ودي عة ال لديه ما -ال ت هي أ نا -بتعهدي بالترب ية وح سن
التوجيه وسلمة التنشئة ،لغدو بق مسلمة كما الطلوب ،ولكن أسأل ال أن يعفو عنهما.
) (10مجلة المة /العدد /62بعنوان :مهاجرة إلى ال .وقد نشرت هذه القصة أيضا باختصار في مجلة لبنانية ،وقد قامت هذه المجلة بنشر صور هذه
الممثلة قبل الحجاب وبعده!!!
كا نا من صرفي ،كل وا حد منه ما لعمله ،فأ ب -بطبي عة الال -دائما خارج الب يت ف كدح
متوا صل تاركا ع بء ال سرة ل مي ال ت كا نت بدور ها موز عة الهتمامات ما ب ي عمل ها
الوظيفي خارج النل وداخله ،إل جانب تلبية احتياجاتا الشخصية والاصة ،وبالطبع ل أجد
الرعاية والعتناء اللزمي حت تلقفتن دور الضانة ،ولّا أبلغ الثالثة من عمري.
ك نت أع يش ف قلق وتو تر وخوف من كل ش يء ،فانع كس ذلك على ت صرفات الفوضو ية
الثائرة ف الرحلة البتدائية ف ماولة لذب النتباه إل شخصي الهمل (أُسريّا) بيد أن شيئا ما
أخذ يلفت النظار إل بشكل متزايد.
أجل ،فقد حبان ال جالً ،ورشاقة ،وحنجرة غريدة ،جعلت معلمة الوسيقى تلزمن بصفة
شبه دائمة ،تستعيدن الدوار الغنائية -الراقصة منها والستعراضية -الت أشاهدها ف التلفاز،
حت عدوت أف ضل من تقوم با ف الفلت الدر سية ،ول أزال أحتفظ ف ذاكر ت بأحداث
ت فيه لتفوقي ف الغناء والرقص والتمثيل على مستوى الدارس البتدائية ف بلدي، يوم كُرّم ُ
احتضنتن (الم ليليان) ،مديرة مدرست ذات الوية الجنبية ،وغمرتن بقبلتا قائلة لزميلة لا
فقد نحنا ف مهمتنا ،إنا -وأشارت إلّ -من نتاجنا ،وسنعرف كيف نافظ عليها لتكمل
رسالتنا!! ()11
لقد صور ل خيال الساذج آنذاك أن سأبقى دائما مع تلك العلمة وهذه الديرة ،وأسعدن أن
أجد بعضا من حنان افتقدته ،وإن كنت قد لحظتُ أن عطفهما من نوع غريب ،تكشفت ل
أبعاده ومراميه بعدئذ ،وأفقت على حقيقة هذا الهتمام الستورد!!
صراحة ،ل أستطيع نكران مدى غبطت ف تلك السني الفائتة ،وأنا أدرج من مرحلة لخرى،
خاصة بعد أن تبنان أحد مرجي الفلم السينمائية كفنانة (!!) دائما وسط اهتمام إعلمي
كبي ب!
كما أخذت تفخر أمي بابنتها الوهوبة (!!) أمام معارفها ،وصويباتا ،وتكاد تتقافز سرورا
وهي تلي صوري على شاشة التلفاز ،جليسها الدائم.
كا نت تتلك ن نشوة مك سرة ،وأ نا أر فل ف الزياء الفاخرة والجوهرات النفي سة وال سيارات
الفار هة ،كا نت تطرب ن القابلت ،والتعليقات ال صحفية ،ورؤ ية صوري اللو نة ،و هي ت تل
) (11صدق ال إذ يقول( :يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) .آل عمران ،الية .)100
أغلفسة الجلت ،وواجهات الحلت ،حتس وصسل بس المسر إل أن تعاقسد معسي متعهدو
العلنات والدعايات ،لستخدام اسي -اسي فقط -لترويج مستحضراتم وبضائعهم!
كانت حيات بعمومها موضع العجاب والتقليد ف أو ساط الراهقات ،وغ ي الراهقات على
ال سواء ،وبالقا بل كان تأل قي هذا مو طن ال سد والغية ال ت شب أوار ها ف نفوس زميلت
اله نة -إن صح الت عبي -وب صورة أك ثر ع ند من و صل ب ن قطار الع مر إل مطات التر هل،
والنطفاء ،وقسد أخفقست عمليات التجميسل فس إعادة نضارة شبابنس ،فانصسرفن إل تعاطسي
الخدرات ،ول يتبق من دنياهن سوى التشبث بذه الجواء العطنة ،وقد لُفظْن كبقايا هياكل
ميتة ف طريقها إل الزوال.
قد تتساءل صغيت :وهل كنت سعيدة حقا يا أمي؟!!
ابن ت البي بة ل تدري بأ ن ك نت قط عة من الشقاء والل ،ف قد عرف تُ وع شت كل ما ي مل
قاموس البئوس والعاناة من معانٍ وأحداث(!)12
إنسانة واحدة عاشت أحزان ،وترفقت بعذابات رحلة الشقاء (البهرجة) ،وعلى الرغم من أنا
شقيقة والدت إل أنا تتلف عنها ف كل شيء ،ويكفيها أنا امرأة فاضلة ،وزوجة مؤمنة ،وأم
صالة.
كن تُ ألأ إليها بي الي والخر ،أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتا ،وأرتضي وسائلها
لتقوي اعوجاجي ،وهي تاول فتح مغاليق قلب ومسارب روحي بكلماتا القوية ومشاعرها
الانية ،ولكن -والق يُقال -كان شيطان يتغلب على الانب الطيب الضئيل ف نفسي لقلة
إيانس ،وضعسف إرادتس ،وتعلقسي بالظاهسر ،وعلى الرغسم مسن هذا العال ل يكسن بالسستطاع
إسكات الصوت الفطري الصاهل ،النبعث ف صحراء قلب القرور.
بات مألوفا رؤيت ساهة واجة ،وقد أصبحتُ دمية يلهو با أصحاب الدارس الفكرية -على
اختلل انتماءات ا العقائد ية -لترو يج أغراض هم ومرامي هم عن طر يق أمثال من الخدوع ي
والخدوعات ،واستبدالنا بن هم أكثر إخلصا ،أو إذا شئت (عمالة) ،ف هذا الوسط الطر،
والسئول عن الكثي من توجهات الناس الفكرية.
) (12هذا هو حال أولك الفنانين والفنانات!! شقاء وتعاسة وبؤس ومعاناة ،وإن بلغوا ما بلغوا من الشهرة والغنى.
وجدت نفسي شيئا فشيئا أ سقط ف عزلة نفسية قائ ظة ،زاد عليها نفوري من أجواء الو سط
الفن -كما يُد عى !! -معر ضة عن جلساته و سهراته ال صاخبة ال ت يُرت كب فيها الكث ي من
التفاهات والماقات باسم الفن أو الزمالة!!
ل يدث أن أبطلت التعا مل مع عقلي ف ساعات خلو ت نف سي ،وأ نا أحاول تد يد ال هة
السئولة عن ضياعي وشقائي ،أهي التربية السرية الاطئة؟ أم التوجيه الدرسي النحرف؟ أم
هي جناية وسائل العلم؟ أم كل ذلك معا؟!!
لقد توصلت -أيامها -إل تصميم وعزم يقتضي تنيب أولدي -مستقبلً -ما ألقاه من تعاسة
مهمسا كان الثمسن غاليا إذ يكفسي الجتمسع أنس قُدمست ضحيسة على مذبسح الهال والتآمسر
والشهوات ،أو كما تقول خالت :على دين الشيطان.
وفجأة ،التقينا على غي ميعاد.
كان مثلي ،دفعتسه نزوات الشباب -كمسا علمست بعدئذ -إل هذا الوسسط ليصسبح نما!
-وعذرا فهذه اصطلحاتنا آنذاك -ومع ذلك كان يفضل تأدية الدوار الادة -ولو كانت
ثانوية -نافرا من التعامل مع الدوار النسائية.
ومرة احتفلت الوسساط الفنيسة والعلميسة بزيارة أحسد مشاهيس (هوليوود) لاس ،واضطررت
يومها لتقدي الكثي من الجاملت الت تتمها مناسبة كهذه!! ،وانتهزت فرصة تبادل الدوار
وتسللت إل مكان هادئ للتقاط أنفاسي ،لحته جالسا ف مكان قريب من ،شجعن صمته
الشارد أن أقتحم عليه عزلته.
سألته -بدون مقدمات -عن رأيه ف الرأة لعرف كيف أبدأ حديثي معه.
أجاب ن باقتضاب أن الر جل ر جل ،والرأة امرأة ،ول كل مكا نه الاص ،و فق طبيعته ال ت خلق
عليها.
استرسلت ف التحادث معه ،وقد أدهشن وجود إنسان عاقل ف هذا الوسط!… ٍفهمت من
كلمه أنه سيضحي -غي آ سف -بالثراء والشهرة التح صلي له من التمث يل ،وسيبحث عن
عمل شريف نافع ،يستعيد فيه رجولته وكرامته.
لظتها قفز إل خاطري سؤال عرفت الياء القيقي وأنا أطرحه عليه.
ل يشأ أن يرجن يومها ،ولكن ما وعيت من حديثه قوله] :إذا تزوجت فتكون زوجت أمّا
وزوجا بكل معن الكلمة ،فاهة مسئولياتا وواجباتا ،وستكون لنا رسالة نؤديها نو أولدنا
لينشئوا على الفضيلة والسستقامة ،كمسا أمسر ال ،بعيدا عسن الزالق والنعطفات ،وقسد عرفست
مرارة السقوط وخبت تعاريج الطريق[.
وقال كلما أك ثر من ذلك :أي قظ فّ ال صوت الفطري الرائق ،يدعو ن إل معراج طا هر من
ق حط القاع الزائف إل نور ال ق ال صيب وأح سستُ أ ن أمام ر جل ي صلح لن يكون أبا
لولدي ،على خلف الكثي من التقيتُ ،ورفضت القتران بم.
وبعد فترة ،شاء ال وتزوجنا.
وكالعادة كان زواج نا ق صة الو سم ف أجهزة العلم التعددة ،ح يث تع يش دائما على م ثل
هذه الخبار.
ولكن الفاجأة الت أذهلت الميع كانت بإعلننا -بعد زيارتنا للراضي القدسة-عن تطليق
حياة الفراغ والضياع والسوء ،وأن سألتزم بالجاب ،وسائر السلوكيات ال سلمية الطلوبة
إل جا نب تكر يس اهتما مي لملك ت الطاهرة -بي ت الؤ من -لرعا ية زو جي وأولدي طبقا
لتعاليم ال ورسوله.
أما زوجي فقد أكرمه ال بسن التفقه ف دينه ،وتعليم الناس ف السجد.
أولدي الحباء ل يعرفوا بعد أن أباهم ف عمامته ،وأمهم ف جلبابا ،كانا ضالي فهداها ال،
وأذاقهما حلوة التوبة واليان.
خال ت الؤم نة ذر فت دموع ها فر حة ،و هي ترى ثرة اهتمام ها ب ف اليام الوال ،ول تزال
الن تتضنن كما لو كنت صغية ،وتسأل ال ل الصب والثبات أمام حلت التشهي والنكاية
التس اسستهدفت إغاظتس بعرض أفلمسي السسافرة التس اقترفتهسا أيام جاهليتس ،على أن أعاود
الرتكاس ف ذاك المأ اللهب وقد نان ال منه.
ومسن الضحسك أن أحسد النتجيس ،عرض على زوجسي أن أقوم بتمثيسل أفلم ،وغناء أشعار،
يلصقون با مسمى (دينية) !!!( )13ول يعلم هؤلء الساكي أن إسلمي يربأ ب عن مزاولة ما
يدش كرامت أو يناف عقيدت.
نعم ،لقد كانت هجرت ل ،وإل ال ،وعندما تكب براعمي الؤمنة ،سيدركون إن شاء ال لِمَ
وكيف كنت؟! وتندفع صغيت إل حجري بعد الستئذان ،وأراها تضع بي يد يّ الديوان،
ت سألن بله جة الوا ثق من نف سه أن أتا بع ما حف ظت من ق صيد ،وق يل أن أث بت ب صري على
الصفحة الطلوبة ،اندفعتْ ف تسميعها:
والغسوان يغسرهسن الثنسسسساء خسدعوها بقسولسم حسنسساء
)(13من أساليب الشيطان وأعوانه في الغواء التدرج ،قال تعالى( :يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء
والنكر) فالواجب الحذر من ذلك.
( )5توبة الراقصة هالة الصاف ()14
روت الفنانة الراقصة ،العروفة ،هالة الصاف ،قصة اعتزالا الفن وتوبتها ،والراحة النفسية الت
وجدتا عندما عادت إل بيتها وحياتا ،وقالت :بأسلوب مؤثر عب لقاء صحفي معها:
(ف أحد اليام كنت أؤدي رقصة ف أحد فنادق القاهرة الشهورة ،شعرت وأنا أرقص بأنن
عبارة عن جثة ،،دمية تتحرك بل معن ،ولول مرة أشعر بالجل وأنا شبه عارية ،أرقص أمام
الرجال ووسط الكؤوس.
تركت الكان ،وأسرعت وأنا أبكي ف هستييا حت وصلت إل حجرت وارتديت ملبسي.
انتابن شعور ل أحسه طيلة حيات مع الرقص الذي بدأته منذ كان عمري 15سنة ،فأسرعت
لتوضأ وصليت ،وساعتها شعرت لول مرة بالسعادة والمان ،ومن يومها ارتديت الجاب
على الرغم من كثرة العروض ،وسخرية البعض.
أديت فريضة الج ،ووقفت أبكي لعل ال يغفر ل اليام السوداء.)..
وتت تم ق صتها الؤثرة قائلة( :هالة ال صاف ما تت ود فن مع ها ماضي ها ،أ ما أ نا فا سي سهي
عابدين ،أم كري ،ربة بيت ،أعيش مع ابن وزوجي ،ترافقن دموع الندم على أيام قضيتها من
عمري بعيدا عن خالقي الذي أعطان كل شيء.
إن ن الن مولودة جديدة ،أش عر بالراحلة والمان ب عد أن كان القلق والزن صديقي ،بالر غم
من الثراء والسهر واللهو).
وتضيف( :قضيت كل السني الاضية صديقة للشيطان ،ل أعرف سوى اللهو الرقص ،كنت
أعيش حياة كريهة حقية ،كنت دائما عصبية ،والن أشعر أنن مولودة جديدة ،أشعر أنن ف
يد أمينة تنو علي وتباركن ،يد ال سبحانه وتعال).
ضيف نا هذه الرة شاب له ق صة طويلة ،ل يدع مع صية إل فعل ها ،ول كبية إل ارتكب ها ،كل
ذلك بثا عن السعادة ،ولكنه ل يد إل الشقاء والتعاسة.
أغل قت ف وج هه ج يع البواب إل باب وا حد ،باب ال الذي ل يُغلق .فل جأ إل ال وعاد
إليه ،وهنا وجد السعادة الت كان يبحث عنها ،التقيت به فحدثن بقصته فقال:
نشأت ف بيت (عادي) من بيوت السلمي ،وكنت أصلي الصلة العتادة ،أرى الناس يذهبون
إل السجد فأذهب معهم ،ول أكن -لصغر سن -أدرك قيمة الصلة وأهيتها.
ول ا كبت قليلً اشترى ل والدي سيارة -وك نت آنذاك ف بدا ية الرحلة الثانو ية -فكا نت
بداية النطلق.
وجاء دور رفقاء ال سوء ،ليقضوا على ما تب قى لد يّ من خ ي وفضيلة و صلح!! ف قد تعرف تُ
على مموعة منهم ،وكنتُ الوحيد من بينهم الذي يلك سيارة ،فتوليتُ القيادة ،وكنت أغدو
بم وأروح ،فصار كل واحد منا يظهر ما يوحي به إليه شيطانه من الفكار والبتكارات ،ف
فن الختطاف والخدرات ،وغيها من الفنون ...فبدأت شيئا فشيئا أتعلم هذه المور.
انتقل نا من ال ي الذي ك نا ف يه ،إل حي آ خر ،وهناك وجدتّ مموعةً أخرى من الشباب
فت سلمت القيادة أيضا ،ف ما ترك تُ مع صية إل ارتكبت ها ابتداءً من العا صي ال صغية وانتهاءً
بالخدرات والسكرات حت وصل بنا الال بثا عن شرب المور ف نار رمضان ،كنا نفعل
ذلك كله بثا عن السعادة الوهومة.
كن تُ من أ شد الناس عداو ًة وبغضا للملتزم ي الط يبي ،وكان ف الارة ر جل يقال له( :ع بد
الوا حد) كن تُ أ شد الناس عداوةً له ،ل نه كان من الجتهد ين ف ن صح الشباب ف (الارة)،
فكان هدفنا هو إيذاء هذا الرجل ،وقد حاولنا كثيا ولكن ل ند إل ذلك سبيلً.
إن الفرق ب ي الرأة التحج بة الطاهرة ،والرأة التب جة ال سافرة ،كالفرق ب ي الوهرة الثمي نة
الصونة وبي الوردة الت ف قارعة الطريق.
فالرأة الحجبة مصونة ف حجابا ،مفوظة من أيدي العابثي ،وأعينهم.
أما الرأة التبجة السافرة ،فإنا كالوردة على جانب الطريق ،ليس لا من يفظها أو يصونا،
فسرعان ما تتد إليها أيدي العابثي ،فيعبثون با ،ويستمتعون بمالا بل ث ن حت إذا ذبل تْ
وماتتْ ،ألقوها على الرض ،ووطئها الناس بأقدامهم.
فماذا تتارين أخت السلمة؟ أن تكون جوهرة ثينة مصونة ،أم وردة على قارعة الطريق؟
وإليك أخت السلمة هذه القصة ،لفتاة كانت من التبجات ،فتابت إل ال ،وعادت إليه ،فها
هي تروي قصتها فتقول:
(نشأ تُ ف بي تٍ متر فٍ و ف عائلة متر فة ،ول ا كبتُ قليلً بدأ تُ أرتدي الجاب ،وك نت
أرتد يه على أ نه من العادات والتقال يد ل على أ نه من التكال يف الشرع ية الواج بة ال ت يثاب
فاعلها ،ويعاقب تاركها ،فكنتُ أرتديه بطريقة تعلن أكثر فتنةً وجالً.
أما معظم وقت فكنتُ أقضيه ف ساع لو الديث الذي يزيدن بعدا عن ال وغفلة.
أ ما الجازات ال صيفية فكنّا نقضي ها خارج البلد ،وهناك ك نت أل قي الجاب جانبا وأنطلق
سافرة متبجة )17( ،وكأن ال ل يران إل ف بلدي ،وكأنه ل يراقبن هناك.
وفس إحدى الجازات سسافرنا إل الارج ،وقدّر ال علينسا بادث توفس فيسه أخسي الكسب،
وأصيب بعض الهل بكسور والم ،ث عدنا إل بلدنا.،
ت كلما تذكرته أشعر بوف شديد ورهبة ،إل أن ذلك كان هذا الادث هو بداية اليقظة ،كن ُ
ل يغي من سلوكي شيئا ،فما زلتُ أتساهل بالجاب ،وألبس اللبس الضيقة ،وأستمع إل ما
ل ينفع من لو الديث.
شاب مسن ضحايسا رفقاء السسوء ،كانست له صسولت وجولت فس عال الضياع والخدرات،
حد ثت ف حيا ته حاد ثة أيقظ ته من غفل ته ،وأعاد ته إل خال قه ،التقي تُ به ف أ حد م ساجد
الرياض ،فحدثن عن قصته ،فقال:
نشأ تُ ف ب يت متد ين جدّا ،ف حي من أحياء مدي نة الرياض ،والدي رح ه ال كان شد يد
التدين ،فلم يكن يسمح بدخول شيء من آلت اللهو والفساد إل البيت.
ومض تِ اليام ،وتاوزت مرحلة الطفولة البيئة ،ولا بلغت الرابعة عشرة من عمري -وكنت
ف السنة الثانية من الرحلة التوسطة -حدث ف حيات حادث كان سببا ف تعاست وشقائي
فترة من الز من ،ف قد تعر فت على (شلة) من رفقاء ال سوء ،فكانوا ينتظرون الفر صة النا سبة
ليقاعي ف شباكهم (.)20
وجاءت الفرصة الناسبة ،فترة المتحانات ،فجاءون ببوب بيضاء منبهة ،فكنت أسهر عددا
وانتهتس
ِ مسن الليال التواليات فس الذاكرة دون أن يغلبنس نعاسسٌ ،أو أشعسر باجسة إل نوم،
المتحانات ،ونحتُ بتفوق!!
وتعبتس تعبا
ُ وبعسد المتحانات داومست على تعاطسي هذه البوب البيضاء ،فأرهقنس السسهر،
شديدا ،فجاءنس أولئك (الشياطيس) ،وقدموا ل فس هذه الرة حبوبا حراء (مدرات) ،وقالوا
ب ل النوم والراحة ،ول أكن -لصغر سن -أدرك حقيقة هذه ل :إنا تطرد عن السهر وتل ُ
اللعبة ،وهذا التآمر وهذا الكر البيث من هؤلء الشياطي ،شياطي النس.
أخذت أتعاطى هذه البوب المراء يوميا وبالعشرات ،وبقي تُ على هذه الال ثلث سنوات
تقريبا أو أكثسر ،وفشلت فس دراسست ،ول أتكسن مسن إتام الرحلة التوسسطة مسن الدراسسة
والصول على الشهادة ،فصرتُ أنتقل من مدرسة إل مدرسة عليّ أحصل عليها ،ولكن دون
(ليلى اللوة) امرأة مغربية ،أصيبت بالرض البيث (السرطان) ،فعجز الطباء عن علجها،
ففقدت المل إل بال الذي ل تكن تعرفه من قبل ،فتوجهت إليه ف بيته الرام ،وهناك كان
الشفاء ،والن -عزيزي القارئ -أتركسك مسع الخست ليلى لتروي تفاصسيل قصستها بنفسسها،
فتقول:
م نذ ت سع سنوات أ صبتُ برض خط ي جدا ،و هو مرض ال سرطان ،والم يع يعرف أن هذا
السسم ميسف جدا وهناك فس الغرب ل نسسميه السسرطان ،وإناس نسسميه (الغول) أو (الرض
البيث).
أصبتُ بالتاج الي سر ،وكان إيان بال ضعيفا جدا ،كن تُ غافلة عن ال تعال ،وك نت أظن
أن جال الن سان يدوم طوال حيا ته ،وأن شبا به و صحته كذلك ،و ما ك نت أ ظن أبدا أ ن
سأصاب برض خطي كالسرطان ،فلما أصبتُ بذا الرض زلزلن زلزالً شديدا ،وفكرت ف
الروب ،ولكن إل أين؟! ومرضي معي أينما كنت ،فكرت ف النتحار ،ولكن كن تُ أحب
زو جي وأولدي ،و ما فكرت أن ال سيعاقبن إذا انتحرت ،ل ن كنست غافلة عن ال ك ما
أسلفت.
وأراد ال سبحانه وتعال أن يهدين بذا الرض ،وأن يهدين ب كثيا من الناس فبدأت المور
تتطور.
لا أصبتُ بذا الرض رحلت إل بلجيكا ،وزرت عددا من الطباء هناك ،فقالوا لزوجي لبدّ
من إزالة الثدي ..وب عد ذلك ا ستعمال أدو ية حادّة تُ سقط الش عر وتز يل الرموش والا جبي،
ت رفضا كليا ،وقلت :إ نوتع طي ل ية على الو جه ،ك ما ت سقط الظا فر وال سنان ،فرفض ُ
أفضل أن أموت بثديي وشعري وكل ما خلق ال ب ول أشوّه ،وطلب تُ من الطباء أن يكتبوا
شاب ع شق الب حر وأح به ،ول جل ذلك اشترى مركبا ليب قى ف الب حر أطول و قت م كن،
كيف ل وقد أصبح الوج النغمة الالة الت يب أن يسمعها دائما.
كان يتنه مع أصدقائه فأراد ال به خيا فحدثتِ الفاجأة يقول :م .ص .ر:
كنت ذات يوم ف البحر مع قارب وحيدا ،أقطع المواج وكان الوقت قد قارب على الغرب،
وأنا أحب أن أبقى منفردا ف هذه الساعة بالذات ،أعيش مع أحلمي ،وأقضي أجل أوقات
مع الطياف ،وأ نا وح يد على الاء الزرق ،وفجأة حدث ما ل ي كن ف ال سبان ،ورأ يت
القارب وقد اعتلن ،وأصبحت بي الاء أصارع المواج والوت معا.
ل أستطع أن ألتزم بقارب النجاة أو بالطوق العد لثل هذه الالت ،صرخت بأعلى صوت :يا
رب أنقذن ،صدرتْ هذه الصيحة من أعماق قلب ،ول أدر بنفسي.
غبست عسن الوعسي ..اسستيقظت ،أ َجلْت بصسري ينسة ويسسرة ،رأيست رجا ًل كثييسن يقولون:
(المد ل ،إنه حي ل يت) ،ومنهم اثنان قد لبسا ملبس البحر.
قالوا ل( :المد ل الذي ناك من الغرق) ،ل قد شار فت على اللك ،ول كن إرادة ال كا نت
لك رحة ومنقذا.
ل أتذكر ما مضى ف تلك الادثة إل ندائي لرب.
دارت ب الدن يا مرة أخرى ،وأ صبحت أحدث نف سي ،لاذا تا ف ر بك؟ لاذا تع صيه؟ كان
الواب :الشيطان والنفس ،والدنيا كانت تصرفن عن ذكر ال!!
أفقت من دواري ،قلت للحاضرين :هل دخل وقت العشاء؟ قالوا :نعم.
ق مت ب ي ده شة الضور ،توضأت و صليت ،قلت :واعجبا هل حقي قة أ ن أ صلي؟! ل أ كن
أؤدي هذه ال صلوات ف حيا ت إل مرات قليلة جدا ،وفوق ذلك رح ن ر ب وأكرم ن بوده
ومنّه.
عاهدتُ رب أن ل أعصيه أبدا ،وإن أزلن الشيطان أستغفر ،فإن رب غفور رحيم.
) (22جريد البلد :إعداد :عبد العزيز الحمدان.
وبقيت متخوفا أل يقبل ال توبت حت قرأت هذه الية (إن ال ل يغفر أن يُشرك به ويغفر ما
دون ذلك لن يشاء).
وتذكرت قول ال نب صلى ال عل يه و سلم( ،إن التو بة تبّ ما قبل ها) ...فاطمأ نت نف سي،
واستكانت ،وعرفت أن ال جواد كري يفرح بتوبة عبده مهما بلغت ذنوبه.
أسأل ال أن يتوب عليّ وعليكم وعلى السلمي أجعي ،إنه سيع ميب.
واغرورقت عينها بالدموع وانفجر باكياُ حت أبكانا معه.
( )12توبة شاب بعد ساعه موعظة ()23
الوعسظ أسسلوب مسن أسساليب التأثيس والدعوة إل ال ،ولقسد كان رسسول ال صسلى ال عليسه
خرجتس مسن قلب صسادق فإناس تترق ْ وسسلم ،يتخول أصسحابه بالوعظسة ،فإن الوعظسة إذا
الوا جز وت صل إل القلوب ،فتكون كالغ يث يُ صيب أرضا مي تة فته تز وت يا بإذن ال ،وفي ما
يلي قصة شاب كان على موعد مع فعل الرام ،فسمع موعظة من بعيد لمستْ شغاف قلبه
فاستيقظ من غفلته وعاد إل ال يروي قصته فيقول :أنا شاب نشأ تُ ف بيت (مسلم) ،ولكنه
كان إ سلما (وراثيا) ل ي كن أهلي يثون ن على الطا عة واتباع شرع ال وين صحونن بذلك،
ولكنهم كانوا يتحمسون لنصحي -وأحيانا تديدي -إذا أنا تلفت عن الدرسة أو عصيتهم
ف المور الدنيوية ( )24وما ل شك فيه أن من كان هذا حاله فسوف يتجه إل الاوية ،وهذا
ما حدث ل ،فل قد ابتل يت ب صحبة رفقاء سوء زينوا ل الفوا حش والنكرات ،وأوقعو ن ف
معاصي ال.
فكنا نسخر من أهل الدين والصلح ونستهزئ بم!!! ومع استهزائنا بم كنا نفعل الوبقات
وكبائر الذنوب عل أنه من الرجولة والبطولة ،وندفع كل ما نلك ف سبيل ذلك ولو آل المر
ب نا إل ال سجن ،وك نا مع ذلك نتعا طي الخدرات وال سكرات ،أ ما ال صلة فلم ن كن نعرف ها
أبدا أبدا ،وك نت إذا دخلت دورات الياه التاب عة للم سجد ي ستغرب الناس دخول إلي ها ،ل ا
عرفوا عن من الشر والفساد وعدم الستقامة.
وفس ليلة مسن الليال وفس وقست صسلة العشاء كنست قريبا مسن أحسد السساجد ،وعلى موعسد
للجلوس مع بعض (الصبيان) ،فإذا بصوت مؤثر ينطلق من مكب الصوت من ذلك السجد،
يتحدث عن ال نة والنار ،والوت وال قب ،فأح سست أن ذلك ال صوت ياطب ن ويهز ن هزّا
) (27هذه القصة رواها لي أحد الخوة فكتبتها ثم عرضتها على صاحبها فأجازها.
جلستُ معه ،فجعل يدثن عن تلك اليام الت قضاها ف (التسكع) ف الشوارع والطرقات
وإيذاء ال سلمي وال سلمات ،فأخذت أ سليه ،وأ خبته بأن ال سبحانه وا سع الغفرة ،وتلوت
عل يه قوله تعال ( :قل يا عباد يَ ال أ سرفوا على أنف سهم ل تقنطوا من رح ة ال إن ال يغ فر
الذنوب جيعا إ نه هو الغفور الرح يم) .سورة الز مر ،ال ية .53فانفرج تْ أ سارير وج هه،
واستبشر خيا ،ث ودعن وطلب من أن أردّ الزيارة ،فهو ف حاجة إل من يعينه على السي ف
الطريسق السستقيم ،فوعدتسه بالزيارة ،مضست اليام وشُغلت ببعسض مشاغسل الياة الكثية،
وجعلت أسوّف ف زيارته .وبعد عدة أيام ،وجدت فرصة وذهبت إليه.
طرقت الباب ،فإذا بشيخ كبي يفتح الباب وقد ظهرت عليا آثار الزن والسى ،إنه والده.
صمَتَ برهةً ،ث قال بصوت خافت :يرحه ال سألته عن صاحب ،أطرق برأسه إل الرض ،و َ
ويغفر له ،ث استطرد قائل :حقا إن العمال بالواتيم.
ث أخذ يدثن عن حاله وكيف أنه كان مفرطا ف جنب ال بعيدًا عن طاعة ال ،فمنّ ال عليه
بالداية قبل موته بأيام ،لقد تداركه ال برحته قبل فوات الوان.
ت ال أن أبذل النصيحة لكل مسلم. فلما فرغ من حديثه عزيته ومضيت ،وقد عاهد ُ
( )15توبة فتاة ف العشرين()28
أ .ه س .فتاة ف العشر ين من عمر ها ،أراد ال ب ا خيا فوفق ها للتو بة والدا ية ،تروي ق صتها
فتقول:
كا نت حيا ت أش به بياة الاهل ية ،على الر غم من أ ن اب نة أناس مافظ ي ومتم سكي بالق يم
والبادئ السلمية ،كنت ل أحافظ على أوقات الصلة ،حت أن صلة الفجر ل أصلّيها إل
بعد الساعة العاشرة.
أرى اخوتس يسسهرون فس رمضان لقيام الليسل وقراءة القرآن ،وأنسا أحيسي الليسل بالسسهر على
أشرطة الفيديو والنظر إل ما يغضب ال.
و ف ليلة من الليال وب عد أن آو يت إل فرا شي رأ يت في ما يرى النائم أ ن مع ممو عة من
ال صديقات (قرينات ال سوء) ،وك نا نل عب كعادت نا ،فمر تْ من أما مي جنازة فجل ست أن ظر
إليها ،وكنّ ياولن صدّي عنها ،حاولت أن ألق با فلم أستطع ،فركضت وركضت إل أن
وصلت إليها ،وبعد مرورنا بطريق وعر عجز تُ عن مواصلة الطريق ،فوجد تُ غرفة صغية
مظل مة ،دخلت ها وقلت :ما هذه؟ قالوا ل هذا قبك ،هذا م صيك ،عند ها أردتّ أن أتدارك
عمري فصرخت بأعلى صوت أريد مصحفا ،أريد أن أصلي ،أريد أن أخرج دمعة تنجين من
عذاب ال الليم.
فجاء صوت من خلفي قائل :هيهات هيهات ،انقضى عمرك وأنت منهمكة باللذات.
وفجأة استيقظت من نومي على صوت المام ف صلة الفجر وهو يتلو قوله تعال( :أل يأن
للذين آمنوا أن تشع قلوبم لذكر ال ،وما نزل من الق) .سورة الديد الية .16
سبحان ال ،شريط حيات أخذ ينطوي أمامي ،وقد تداركتن نعمة رب بأن جعلن أوب إليه
قبل الوفاة ،فلله المد والنّة.