Professional Documents
Culture Documents
الله
مجموعة من قصص التائبين ،من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
جمعها
محمد بن عبدالعزيز المسند
المجموعة الخامسة
توبة عال هندي من شتم المام الجدد ممد بن عبد الوهاب
(رحه ال الميع)
قال الش يخ العال العلّ مة م مد بن إبراه يم آل الش يخ مف ت الديار ال سعودية ف ع صره رح ة ال عل يه:
حدثنا عبد الرحن البكري النجدي -وهو من طلب العلم التجار الذين يذهبون إل الند للتكسب وربا
م كث هناك الش هر -قال :ك نت بوار م سجد ف ال ند ،وكان ف هذا ال سجد عال كل ما فرغ من
تدريسه رفع يديه ولعن الشيخ ممد بن عبد الوهاب ،وإذا خرج من السجد مرّ ب ،وقال( :أنا أجيد
العربية ،لكن أحب أن أسعها من أهلها) ..ويشرب من عندي ماءً باردا ،فأهن ما يفعل ف درسه من
سب الش يخ ..قال :فاحتل تُ عل يه بأن دعو ته ،وأخذت كتاب التوح يد للش يخ م مد بن ع بد الوهاب
-رح ه ال ،-ونزع تُ ديباج ته (غل فه) ووضع ته على ر فٍ ف منل ق بل ميئه ل كي يراه ،فل ما ح ضر
قلت :أتأذ ن ل أن آ ت ببطي خة؟ فذه بت ،فل ما رج عت إذا هو يقرأ ف يه وي هز رأ سه ،فقال :ل ن هذا
الكتاب؟ -وقد أعجبه -ث قال :هذه التراجم -يعن تراجم الكتاب -تشبه تراجم البخاري -رحه ال-
هذا وال نفس البخاري!! فقلت :ل أدري ،ث قلت :أل نذهب للشيخ الغزوي لنسأله –وكان صاحب
مكت بة وعال بالك تب -فدخل نا عل يه ،فقل تُ للغزوي :كان عندي أوراق سألن الش يخ من هي له؟ فلم
أعرف ،ففهم الغزوي ما أريده ،فنادى مَن يأت بكتاب مموعة التوحيد ،فأتى با ،فقابل بينهما فقال:
هذا لح مد بن ع بد الوهاب ..فقال العال الندي مغضبا وب صوت عالٍ :الكا فر؟! ..ف سكتنا ،و سكت
قليلً ،ث هدأ عضبه فاسترجع ..ث قال :إن كان هذا الكتاب له فقد ظلمناه ..ث إنه صار كل يوم يدعو
له ويدعو معه تلميذه ،وتفرق تلميذه له ف الند ،فكانوا إذا فرغوا من القراءة دعوا جيعا للشيخ ممد
بن عبد الوهاب -رحه ال.-
قال الشيخ العلمة ممد بن إبراهيم تعليقا على هذه القصة:
(إن العماية الكبى كلها من النتسبي إل السلم ،وإن الداعي إل ال أن يدعو إل العقائد أول ،ل إل
العمال الظاهرة كالصلة والزكاة والصيام والج.)..
وقال( :ومع السف ..أهل التوحيد والدعوة قليل فيهم هذا أو معدوم) ()1
) 1انظر فتاوى الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال ،الجلد الول السألة الـ 14وهي بعنوان( :جهل الكثي بدعوة الشيخ ممد عبد الوهاب.
توبة الشيخ عبد الرحن الوكيل من ضللت الصوفية إل أنوار العقيدة السلفية()2
أثر عن شيخ من مشائخ الطرق الصوفية أنه قال :كل الطرائق الصوفية باطلة ،وإنا هي صناعة للحتيال
وأكل أموال الناس بالباطل ،وتسخيهم واستعبادهم ( ).
3
و قد صدق و هو كذوب ،و من قُدّر له الدخول ف ب عض هذه الطرق سيدرك ذلك ل مالة ل سيما إن
كان ذا عقل ذكي وقلب نيّر.
والشيخ عبد الرحن الوكيل من خاض ف هذه الستنقعات السنة ،وتلوث بشيء منها حت هيأ ال له
بنه وكرمنه من أخرجه منها ،وقد سجّل قصته بنفسه لتكون عبة للغافلي بل الغفلي فقال:
(المد ل وحده وبعد :...فإنه قد كانت ل بالتصوف صلة؛ هي صلة العبة بالأساة .فهنالك -حيث
كان يدرج ب ال صبا ف مدار جه ال سحرية ،وت ستقبل الن فس كل صروف القدار بالفر حة الطروب-
هنالك تت شفوف السحار الوردية من ليال القرية الوادعة الالة جثم على صدري صنم صغي يعبده
ت منهم الباه ،وتدلت الفون ،ومشى الرم ف خ تغضن ْ كثي من شيوخ القرية ،كنت أجلس بي شيو ٍ
ل يتراءون تت وصوصة السراج الافت أوها مَ أيديهم خفقات حزينة راعشة ،وف أجسادهم نولً ذاب ً
رجا ٍء ضيّعتْه اليبة ،وبقايا آمال عصف اليأس.
كانت ترانيم الشيوخ -ومن بينها صوت الصب -تتهدج تت أضواء السحر بالتراتيل الوثنية ،وما زلت
أذكر أن صلوات ابن مشيش ومنظمة الدردير كانتا أحب التراتيل إل أولئك الشيوخ ،ومازلت أذكر أن
أصموات الشيوخ كانمت تَشْرُق بالدموع ،وتئن فيهما الهات حيم كانوا ينطقون ممن الول( :اللهـم
انشلن من أوحال التوحيد) (!!!) ومن الثانية( :وجُد ل بجمع المع منك تفضل) (!!!)...
يا للصب الغرير التعس السكي !! فما كان يدري أنه بذه الصلوات الجوسية يطلب أن يكون هو ال
هوية وماهية وذاتا وصفةً ،ما كان يدري ما التوح يد الذي يضرع إل ال أن ينشله من أوحاله ،ول ما
جع المع الذي يبتهل إل ال أن ين به عليه.
ويشب الصب فيذهب إل طنطا ليتعلم ،وليتفقه ف الدين ،وهناك سعت الكبار من الشيوخ يقسمون لنا
أن (البدوي) قطب القطاب ،يُصرّف من شئون الكون ،ويدبر من أقداره وغيوبه الفية ..فتجرأ تُ مرة
فلذتم بالرعمب
ُ فسمألتُ خائفا مرتعدا :وماذا يفعمل ال؟؟!! فإذا بالشيمخ يهدرغضبا ،ويزمرم حنقا
والصمت؛ وقد استشعرت من سؤال وغضب الشيخ أنن لطّخت لسان برية ل تُكتَبْ لا مغفرة ،ولِمَ
) 2انظر مقدمة كتاب تنبيه الغب إل تكفي ابن عرب ،وكتاب الفكر الصوف لعبد الرحن عبد الالق ص ،480ط 3باختصار وتصرف
قال سيد قطب رح ه ال تعال( :إن أقصى مدى أتصوره للمد الشيوعي لن يتجاوز جيلنا هذا الذي
نن فيه وأوائل اليل القادم إذا سارت المور سيتا الالية) ( ).
7
هذا ما ت صوره سيد رح ه ال ق بل ما يقارب من ثلث ي عاما ،فلم ت ضِ سنوات معدودة ح ت كا نت
الشيوعية قد سقطت وأفلس أصحابا.
وأترككم الن مع صاحبنا ليوي لنا رحلته من الشيوعية مرورا بالصوفية وانتها ًء بالعقيدة السلفية النقية،
يقول:
ّدتم كثيا ممن الشباب -ممن النسمي -فم الحزاب الشيوعيمة، كنمت شيوعيا داعيا إل اللاد ،جن ُ
وترقي تُ ف مراتب ها ح ت و صلتُ إل مرتب ٍة عاليةٍ ،ث تبيَن ل سخف هذه العقيدة وهذا الف كر وضلله
ومصادمته للفطرة النسانية ،فقرر تُ تركه إل غي رجعة ،فبحث تُ عن السلم فوجدته -بسب فمهي
الوراثي -عند التصوفة؛ فاعتنق تُ الطريقة السمانية ،ومؤسسها ف الصل من طيبة الطيبة ،ومقرها الن
ت أهها ،وكنت بالسودان ،وهذه الطريقة تعتقد من العقائد الكفرية ما ال به عليم ،ولا مؤلفات درس ُ
) 8يراجع ف موضوع الصوفية كتاب (الفكر الصوف ف ضوء الكتاب والسنة) لبعد الرحن عبد الالق.
توبة قبوري ()9
قال ابن القيم رحه ال( :ومن أعظم مكائد الشيطان الت كاد با أكثر الناس ،وما نا منها إل من ل يرد
ال فتن ته؛ ما أوحاه قديا وحديثا إل حز به وأوليائه من الفن تة بالقبور ،ح ت آل ال مر في ها إل أن عُ بد
ت أوثانا ،وبُنيت عليها الياكل والنصاب )...إل أن قال: أربابا من دون ال ،وعُبدت قبورهم واتذ ْ
ت غلة التخذين لا عيدا؛ وقد نزلوا عن الكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد ،فوضعوا (فلو رأي َ
وارتفعتم أصمواتم بالضجيمج ،وتباكوا حتم تسممع لمم ْ لام الباه ،وقبّلوا الرض وكشفوا الرؤوس،
النشيج ،ورأوا أنم قد أربوا ف الربح على الجيج ،فاستغاثوا بن ل يُبدي ول يُعيد ،ونادوا ..ولكن من
مكان بعيد ،حت إذا دنوا منها صلوا عند القب ركعتي ،ورأوا أنه قد أحرزوا من الجر فوق أجر من
صلى إل القبلتي ،فتراهم حول القب رُكّعا سُجّدا يبتغون فضلً من اليت ورضوانا ،وقد ملئوا أكفّهم
خي بة وخ سرانا ،فلغ ي ال بل للشيطان ما يُراق هناك من ال عبات ،ويرت فع من ال صوات ،ويُطلب من
ال يت الاجات ،ويُ سأل من تفيج الكُربات ،وإغناء ذوي الفاقات ،ومعافاة أول العاهات والبليات ،ث
انثنوا بعد ذلك حول القب طائفي تشبيها له بالبيت الرام ،ث أخذوا ف التقبيل والستلم ،أرأيت الجر
السود وما يُفعل به وفدُ بيت ال الرام؟ ث عفّروا لديه تلك الباه والدود ،الت يعلم ال أنا ل تُغفّر
مثل بي يديه ف السجود ،ث قرّبوا لذلك الوثن القرابي ،وكانت صلتم ونسكهم وقربانم لغي ال رب
العالي.)..
إل أن قال رحه ال( :هذا ول نتجاوز فيما حكيناه عنهم ،ول استقصينا جيع بدعهم وضللم؛ إذ هي
فوق ما يطر بالبال ،أو يدور ف اليال ،وهذا كان مبدأ عبادة الصنام ف قوم نوح) ( )...
10
أخي القارئ :بعد هذه القدمة الرائعة والت ل أجد مزيدا عليها؛ أتركك الن مع صاحب القصة ليحدثنا
عن رحلته ،يقول:
نشأت ف متمع قبوري وبيئة قبورية قي قرية من قرى باكستان كانت تسمى (مدينة الولياء) لكثرة ما
في ها من الضر حة والقبور ...م نذ نعو مة أظفاري ك نت أرى والدي ووالد ت وإخو ت الكبار و سائر
ت ب م السفاهة إل أن أقربائي ،بل سائر مَ نْ ف قريتنا يذهبون إل ما يسمى بالول أو ال سيد ،حت بلغ ْ
يذهبوا إل غر فة خال ية ،في ها سرير ل يس عل يه أ حد ،ويزعمون أ نه ضر يح الول ال ي الذي ل يوت،
) 9حدثن با بنفسه..
) 10إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لب القيم ج 1ص 182/194باختصار وتصرف .وهو كتاب عظيم جدير بكل مسلم أن يقرأه.
وينسون قول ال عز وجل( :إن تدعوهم ل يسمعوا دعائكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة
يكفرون بشرككم ول ينبئك مثل خبي).
كنت أشاركهم ف شركهم وطقوسهم وخرافاتم ،حت أصبحت تلك الرافات عقيدة راسخة ف قلب،
والرسول صلى ال عليه وسلم يقول( :كل مولود يولد على الفطرة ،فأبواه يهودانه )..الديث.
فلو مِتّ على هذه العقيدة لكن تُ من أ هل النار( :إ نه من يُشرك بال ف قد حرّم ال عل يه النةَ ومأواه
النار وما للظالي من أنصار).
فكنتم أربّي أولدي على هذه
ُ ظللتم على هذه العقيدة الشركيمة حتم بعمد أن أصمبحتُ زوجا وأبا،
ُ
العقيدة ..أحل هم إل ضر يح الول الزعوم فأحلق ش عر أحد هم هناك تقربا و تبكا(!!!) ،وأح ل م عي
الدايا والقربات والذبائح والنذور ،وأرش الاء على القب...
ولئن كان غين متعلما ،ف قد كن تُ أميا جاهلً ،ح ت ي سّر ال ل القدوم إل هذه البلد .مه بط الو حي
ومنبع الرسالة ،فلم أجد فيها ما كن تُ معتادا عليه من الضرحة والقبور ومظاهر الشرك ،ومع ذلك ل
أف كر ف تغي ي عقيد ت الباطلة ،كن تُ متعلقا بتلك الضر حة وإن كا نت بعيدة ع ن ،ول يس أع جب من
ذلك أن ن ل أ كن أ صلي ال صلوات الفرو ضة ،بل ح ت الم عة ل أحضر ها ،وأد خن بشرا هة ،وأرتك بُ
كثيا من الحرمات !..فليس بعد الكفر ذنبا.
ويشاء ال عزّ وجلّ أن ألتق َي بأحد الدعاة الباكستانيي مَن الذين درسوا ف هذه البلد ،وبعد ماورات
ل استطاع أن ينتشلن من أوحال الشرك وغَوره السحيق ،إل رياض التوحيد ف علو سامق، ل تدم طوي ً
ح يث ا ستنشقت عبي اليان ال صحيح ،و ها أنذا اليوم أن ظر إل أهلي وقو مي من هذا العلو ،أ مد ل م
يدي ،أحاول انتشالم من مستنقعات الشرك السنة( :ومن يشرك بال فكأنا خرّ من السماء فتخطفه
الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق).
توبة السفاح ()11
هكذا كان يُلقب لكثرة جرائ مه ،ال ت ل ت قف ع ند حد ،ف قد كان مضرب ال ثل ف الرية والرهاب،
ال كل يره به ويا فه ،كان الناس يقولون :لو ا ستقام الع صاة والجرمون كل هم ما ا ستقام فلن -يعنو نه-
فسبحان من بيده قلوب العباد ..من كان يُصدّق أن مثل هذا القلب القاسي َسيَِليْنُ ف يوم من اليام؟!
ض بعد موتا قد بينا لكم اليات لعلكم
لكنها إرادة ال عزّ وجلّ ،ومشيئته( :اعْلَ ُموْا أن ال ييي الر َ
تعقلون) ،وقد روى ل قصته كاملة يوم أن هداه ال ،فإذا فيها أمور عظام تقشعر منها البدان ،وتتعض
لولا القلوب ،اقتصرت منها على ما يسن ذكره ف مثل هذا القام ،قال عفا ال عنا وعنه:
تو ف والدي ق بل أن أ ت التا سعة من عمري ،وك نت أ كب أولده فانتقل تْ أ مي إل ب يت أبي ها (جدي
ت بينهم كاللقيط ،الذي ل يعرف لمي) ،أما أنا فاستقر ب القام عند أعمامي ،ف بيت جدّي لب ،كن ُ
نسبه ،أو كاليتيم على مائدة اللثام ،بل لقد كن تُ كذلك ،وكأنم ل يسمعوا قول ال عز و جل( :فأمّا
اليتيمَ فل َت ْق َهرْ) أو ما ورد ف الثر( :خي بيت ف السلمي فيه يتيم يُحسن إليه ،وشر بيت ف السلمي
بيت فيه يتيم يُساء إليه).
ت المر اقتصر على ذلك؛ بل كانت التهم دائما توجه إلّ ..بالسرقة ..والفساد ...وغي ذلك ،ف ولي َ
الوقت الذي كنت فيه أشد الاجة إل العطف والنان واليد الرحيمة الشفقة ،كنت أرى الباء وهم
يقبلون أبناءهم ويلعبونم ،ويشترون لم اللوى واللّعب والثياب الديدة ،أما أنا ...فتدمع عين،
ويتقطع قلب ألا وحسرة.
أصبحتُ أكره كل من حول ..انتظر اللحظة السانة لنتقم من الميع.
ت التمردَ ..تلفتّ يينا وشالً فلم أجد إل رفقاء السوء ،فانرط تُ
وحي بلغ تُ سن الامسة عشرة بدأ ُ
مع هم ف غي هم ،وتعلم تُ من هم التدخيَن وال سهرَ إل أوقات متأخرة ،وعلم ع مي أن ن أ صبحتُ مدخنا
فضربن دون مفاهة وطردن من البيت وكأنه ينتظر هذه اللحظة ،فلجأ تُ إل بيت جدي لمي حيث
تق يم والد ت ،ول ت كن والد ت مع اخوت ا ف ب يت جدي أح سن حالً م ن ،ف قد كانوا يعاملون ا هي
ت عليها وأنا
الخرى كالادمة ف البيت فهي الت تطبخ وتنظف وتغسل و ...ول أنسى مرة أنن دخل ُ
ف أوج انراف وهي تبكي ألا وتقول :يا بن ،اعقل وعد إل رشدك ،وابث لك عن وظيفة تنقذن با
من هذا العذاب ،فلم أكن ألقي لا بالً.
) 11رواها ل بنفسه.
وعلمتُ مع أخوال ف الزراعة والرث تت الضرب والتهديد ،فضاقتْ ب الدنيا ،فاقترضتُ من والدت
بعض الال ،فاشتري تُ به سيارة ،وتوظفتّ ف إحدى الشركات ،فتعرف تُ على رفقاء جدد عرّفون على
الخدرات وأنواع أخرى من الشرور ،فلما علم تْ والدت أصابا ال ُم والزن والرض ،وفزعَ تْ إل عمي
وخال لنصحي وإنقاذي قبل فوات الوان ،لكنهم انالوا عليّ ضربا وما هكذا تكون النصيحة؛ فلم أزدد
إل بعدا وتردا وتاديا ف النراف ،وعرفتُ طريق الروب من البيت ،فكنتُ أقضي وقت كله مع رفقاء
السوء ،ول أعد أفرق بي اللل والرام ،أما العقوق وقسوة القلب فقد بلغت فيها حدا ل يوصف..
وأذكر مرة أنن دخل تُ على والدت وهي تبكي وقد أعياها الرض وشحب وجهها -فشتمتها ،وقذفتها
بكلم جارح جدا وخرج تُ ،وكأن شيئا ل يكن ،أسأل ال أن يعفو عن بنه وكرمه ..فل كِ ال يا أمي
البيبة ،ما ذنبك؟ وقد ربيتين وأنفق تِ عل يّ ،وربا كانت هدايت بسبب دعوة صالة ف جوف الليل
خرجتْ من قلبك الطاهر( ..قتل النسان ما أكفره)
بنقموده حت ينممال به الوطممر أغمرى امرؤ يوممُا غلمما جاهلً
ولك المدارهم والواهممر والدرر قال ائتنممي بفؤاد أممك يا فتمى
والقلب أخرجمه وعماد على الثمر فمضمى وأغمد خنجرا ف صدرهما
فتمدحرج القلبُ الخضمب إذ عثمر لكنمه من فرط دهشتمه همموى
طعنمما سيبقى عبمرة لن اعتممب فاستلّ خنجمره ليطعن نفسمممه
تطعمن فؤادي مرتمي علمى الثمر ف بُنميّ ل
نمماداه قلب الم :كُ ّ
ت بالغناء والعزف على العود -وكان صوت جيلً ..-ث بالتفحيط وما يصاحبه من أمور ل واشتهر ُ
تفى على الكثيين حت أُطلِ َق علىّ لقب السفاح لكثرة الرائم الت كنت أقوم با ،فكان ل يركب معي
إل الكبار الذين ل يافون على أنفسهم ،أما البقية فكانون يلوذون بالفرار.
ت ال سجن مرات عديدة ،فل ما أراد ال هداي ت ه يأ لذلك ال سباب؛ ف قد كان ل صديق عز يز، ودخل ُ
كن تُ أحبه كثيا ،فقد كان جيل الوجه ،بي الطلعة ،فلم تكن هذه الحبة ف ال ،بل كانت مع ال،
ف سألت ع نه يوما فق يل ل إ نه أد خل ال ستشفى ف العنا ية الركزة ،و هو ف حالة خطرة جدا من جرّاء
حادث مروع ،فانطلقتُ مسرعا لزيارته ،فلما رأيته ل أكد أعرفه؛ فقد ذهب جاله وباؤه ،وصار منظره
ميفا مفزعا ،فكنت كلما رأيته أبكي من هول ما أرى!..
فلم تض أيام معدودة حت قيل أنه مات ،فبكيتُ يومي كاملي خوفا من الوت فكان هذا الدث فاتة
خي ل ،وكن تُ عندما أتوضأ أحس براحة نفسية عظيمة ،وأتذكر الوت وسكراته وشدائده فأعزم على
التوبة إل ال قبل حلول الجل.
وأل قى ال ف نف سي ب عض العا صي كل ها ،وح بب إلّ اليان والع مل ال صال ،فجمّع تُ ما عندي من
أشرطة الغناء والباطل وذهبتُ إل مكتب الدعوة فاستبدلتها بأشرطة إسلمية نافعة.
أما والدت البيبة فقد عدتّ إليها ،وأخذتا معي معززةً مكرمةً ،وطلبت منها العفو والسماح ،فبك تْ
فرحا و سرورا ،و َحمِدَ تِ ال عزّ وجلّ على هداي ت ،ف ما كا نت ت ظن أن ذلك سيحدث ف يوم من
اليام.
ولكن هل تركن رفقاء السوء؟؟
كل ،بل كانوا يزورون ن ،ويدعون ن إل الرجوع ما كن تُ عل يه ف الا ضي ،ويقولون ل :ل تو سوس،
ار جع إل ال فن ،أ ين العزف؟ أ ين الشهرة؟ أ ين ...وأخذوا يذكرون ن بالعود والغناء والتفح يط والمور
الت أستحي من ذكرها ،بل إن بعضهم -والعياذ بال -ل يستح أن يعرض نفسه عل يّ مقابل الرجوع!!
فأي ضلل أعظم من هذا الضلل؟.
ومض تْ شهور فغر ن أ حد ال سفهاء ودعا ن إل جل سة عود؛ فعز فت؛ ل ن ك نت حد يث ع هد بالتزام،
وبدأتُ أضعف شيئا فشيئا ،حت عدتُ إل ساع الغناء ،وذات ليلة رأيت فيما يرى النائم أن ملك الوت
قد هجم عل يّ ،فأخذتُ أذكر ال ،وأحاول النطق بالشهادة ،فحلف تُ بال إن أصبحتُ حيا أن أتوب إل
ال توبة نصوحا ول أنصح أحدا بفردي ،لن الول قد غرن ،فلما أصبح الصباح قم تُ بتحطيم جيع
أشرطة الغناء ،وقصّرتُ ثوب ،وعزمتُ على الستقامة القة ،وقد مضى على ذلك الن أربع سنوات ول
المد والنّة.
أ ما حال ب عد التو بة فإ ن أش عر الن ب سعادة ل يعلم ها إل ال ،و قد أشرق وج هي بنور الطا عة وذ هب
سواده وظلمته ،وأحبن من كان يبغضن أيام الغفلة ،أما والدت البيبة فقد شفيَتْ من جيع المراض ول
المد.
وما زادن فرحا وسرورا ما أجابن به أحد العلماء حينما سألته عن ذنوب السابقة فقال :إن ال قد وعد
بتبديل سيئات التائبي حسنات ،فلله المد والنة الذي ل يعل منيت قبل توبت..
مايكل جاكسون ف صندوق القمامة ()12
توبة شاب من ضحايا التغريب
الدينمة فم أمسميات الصميف الارة ..الضواء تتلل ..روائح (الشاورمما) تنبعمث على مفارق الشوارع
العريضة ..البعض يشي بطوات وئيدة أمام الواجهات الزجاجية ..البعض الخر مسرع الطى..
سيارة (ا سبور) حراء ينب عث من ها صخب لو سيقى غرب ية متناغ مة مع صوت ماي كل جاك سون تأ خذ
جانبا على الرصيف بوار مل لبيع الشرطة الغربية ..نزل منها شاب دون العشرين قد قص شعره على
الطريقة الغربية ..يلبس نظارة سوداء ..وأثناء انطلقه إل الحل -وهو يدندن مع النغام الت تنبعث من
سيارته -اصطدم برجل من الارة ،كث اللحية ،بي الطلعة..
(هل مطوع) ..قالا بشيء من اللمبالة ،مزوجة بنبات من الستخفاف!..
نظر إليه الشيخ بابتسامة يشوبا شيء من الستغراب ..لنظر سيارته ..لقصة شعره ..ث أشار إل الصورة
الت على صدره متسائل :ما هذا يا بن؟!
-هذا مايكل ...أل تعرف جاكسون..؟!!
-ل يصل ل الشرف من قبل( .قال الشيخ ذلك تنمزلً ،وإل فأي شرف يناله الرء ف معرفة أمثال
هؤلء؟؟؟!).
قال الشاب مفتخرا :هذا الذي يغ ن ف ال سيارة ..رد الش يخ :رب ا قد سعت به ،ولك نه ل يعني ن .ث
استطرد الشيخ قائل :هل تعرف ماذا يقول؟!
أجاب الشاب :صراحة؛ ل أعرف..فر ّد عليه الشيخ بشيء من الدية :تعال معي لعرّفك ماذا يقول...
وم ضى م عه الش يخ بطوات متز نة إل سيارته المراء ..وجلس إل جواره ف الع قد الما مي ،وأ خذ
يترجم له كلمات الغنية ..مقطعا ...حت الكورس.
هنا أحس هذا الشاب بالنزامية أمام لغة الشيخ الوقور ..وهو الذي انطبع ف ذهنه غي ذلك ..أحس
بأن شخصيته ذات الرتوش الغربية أشبه بسيارته المراء ..الرقعة باللصقات الفرنية..
وبينما هو غارق ف تفكيه ،إذ سع صوت الشيخ يقول :إن الشخصية السلمية هي الشخصية السوية،
وإن ال سلم ال ق هو الذي يع تز بشخ صيته ،ول ير ضى أن يكون تابعا مقلدا لغيه ،بل متبوعا شا مخ
الرأس مرفوع البي.
تتم الشاب بصوت خافت وهو مطرق الرأس :نعم.
) 12جريدة الدينة ،9380بلقم عبد الرحن عبد الوهاب (بتصرف).
سأله الشيخ :هل تقرأ القرآن؟
قال :نعم ،قرأته ف رمضان الاضي.
فأخرج الشيخ من جيبه مصحفا ،وقال :خذ هذا يا بن ..إنا تيا المة بعقيدتا..
عاد الشاب إل البيمت ..دخمل غرفتمه ..اسمترجع اهتماماتمه التم كانمت تدور فم فلك الديمد ممن
العطورات ..الديد من الوديلت ..الديد من أشرطة مايكل جاكسون وديس روسس و....غيهم
كثي ..أحس أن هذا العال ليس عاله ...وأنه ل يلق لذا...
أحضر كرتونة كبية ...جع فيها هذه الشياء وكأنه يكفن ماضيه إل البد ..ليبدأ صفحة جديدة ..ث
نادى خادمه وقال ف لجة حازمة :ارمِ بذا كله ف صندوق القمامة..
نظر إليه الادم مندهشا ...أين؟؟!
قال :ف القمامة..
-متأكد؟؟!!
-نعم
توبة متأخرة( )13توبة قاتل
السد داء وبيل ،ومرض قاتل ..بسببه لُعن إبليس وطُرد من رحة ال ..وبسببه وقع تْ أول جرية قتلٍ
على وجه الرض ،كما سطرها ال ف كتابه الكري ،ف قصة ابن آدم عليه السلم..
و قد سُئل ال سن الب صري رح ه الَ :أيَح سِد الؤم نُ؟ قال :ما أن ساك لخوة يو سف! ولذا أ مر ال
بالستعاذة من السد كما ف قوله تعال( :ومن شر حاس ٍد إذا حسد).
أتمدري على ممن أسممأت الدب أل قمل لمن كان لمي حاسمدا
لنك لمم تمرضِ ل ممما وهمب أسمأت علمى ال فممي فعلمه
وق صتنا هذه شبي هة بق صة اب ن آدم ،وفي ها عبة ل كل حا سد ،يقول صاحبها و هو يذرف دموع الندم
خلف القضبان الديدية:
كانت القرية هادئة ،والناس منصرفي إل أعمالم ،فل تسمع إل صياح الطفال وصراخهم ،وهم يلعبون
ويتراكضون ف براءة متناهية؛ ما يضفي على القرية الوادعة جوا من المن والمان..
أ نا وا بن جارنا م مد ك نا صديقي متلزم ي ،بل كروح ي ف ج سد وا حد ،ل نكاد نفترق أبدا ،ف قد
و صلتْ ال صداقة بين نا إل در جة أن شباب القر ية إذا رأوا أحد نا ي شي بفرده سألوه عن توأ مه ،ل ا قد
ألفوه منا.
وظللنا على هذه الال إل أن وصلنا إل الرحلة الثانوية ..ف ذلك الوقت شاركنا -مع شباب القرية-
ل طيبا ف أواسط الع مر ،ومعه عائلته ف ن قل أثاث جارنا الديد إل دا خل منله ..كان هذا الار رج ً
الكونة من زوجته وبنت واحدة.
وما إن بدأ تْ الزيارات التبادلة بي نساء القرية وزوجة هذا الار الديد ،حت بدأ أهال القرية ف مدح
ت أنا وممد من بي من استمع لتلك الروايات. جال ابنة جارنا وكمال خلقها ،وكن ُ
وصارت هذه الفتاة بعد حوال سنة من إقامتها مع أسرتا حلم أكثر شباب القرية ،وكن تُ أنا وممد ف
مقد مة من يراود نا م ثل هذا اللم ،لعل قة أ سرتنا الوطيدة بأ سرتا ،ح يث ك نا ن ستطيع تت بع أخبار هذه
الفتاة أو ًل بأول.
ل أ كن أظ هر ل صديقي م مد شيئا عن حب لتلك الفتاة لح ساسي أ نه رب ا كان ي مل ن فس الشعور
والرغبة ف الرتباط با ،لكنه ل يكن يفكر مثل تفكيي ..فقد أخذ ي ّد ويتهد ف دراسته حت التحق
فشلي ورسوب التكرر ف الثانوية ما اضطر والدي إل سحب أوراقي من الدرسة للعمل معه ف الحل
التجاري الذي يتلكه.
وحي بلغن إعجاب ممد بذه الفتاة ،وعزمه على التقدم لطبتها؛ بدأ السد يغلي ف داخلي ،وتغي تْ
ب اللوس معه بكثرة ،وأقدم تبيرات واهية لترب من لقائه ..كل ذلك معاملت له كثيا فأصبحتُ أتن ُ
ت أنا ف نظرهم ل شيء. بسبب تفوقه ،الذي يتحدث عنه أهل القرية ،بينما أصبح ُ
وجاءت اللح ظة الا سة ..وتقدم م مد للزواج من ها ..ف سمعت الزغار يد تنطلق من بيت ها ،فأح سستُ
كأن صاعقة وقع تْ على رأ سي ،ول ي عد سرا اتفاق أ هل العرو سي على إتام إجراءات الزواج خلل
شهر واحد..
كان الدم يغلي ف عرو قي ..ل قد أ صبح توأ مي رجلً متميزا بعل مه ع ن ،بين ما ويلت الف شل تتعقب ن،
وتول بين وبي ما كنت أتناه وأحلم به منذ ثان سنوات.
أح سست أن ممدا سرقها م ن ..فجعل تُ كل ه ي أن أثار م نه بأ ية و سيلة ح ت أط فئ نار ال قد ال ت
اشتعلتْ ف صدري ...وتلكن الشيطان بشكل ل أتيله من قبل فقمت بشراء مسدس ملته بالطلقات..
وف ليلة الزفاف دخل تُ على ممد متظاهرا بتهنئته ..وعلى حي غِرة؛ أخرج تُ مسدسَ الغدر من جيب
لطلق عليه أربعة أعية نارية استقرتْ ف صدره!!!...
ويضمج الكان ،وتتلط الصموات ،ويسمقط مممد بيم أهله مضرجا بدمائه ..وتصمطبغ ثيابمه البيضاء
الناصعة البياض بدمه الحر القان ،ويتحول الفرح إل حزن ..ويُسدل الستار عن مشهد مبكٍ حزين..
أعوذ بال من الشيطان الرجيم( :ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه
ولعنه وأعده له عذابا عظيما).
أما الجرم الثيم فقد ت إلقاء القبض عليه ،وها هو الن يدثكم من خلف القضبان ،والدموع تتساقط
من عينيه ..نعم ،تتساقط من عينّ ندما على ما اقترفته ف حق صديق طفولت الذي ل يؤذين يوما من
اليام ..ولكن ،بعد فوات الوان هل ينفع الندم؟
كممل ممما أرجوه أن يطهرنمم القصمماص مممن خطيئتمم ،ويتقبلنمم ال عنده مممن التائبيمم.
(إن الشريط السلمي وسيلة عظيمة من وسائل الدعوة ،وإن استعمالك لذا الشريط جزء من الدعوة
ت ومن ل تعرف ،فلعل ال أن ينفع به) بذه العبارة إل ال عز وجل ،فبادر بإساع هذا الشريط من عرف َ
ص وعاصية، يتم بعض أصحاب التسجيلت السلمية مواد أشرطتهم ..وهي عبارة طيبة ..فكم من عا ٍ
وكم من مرم ،وكم من فاجر هداه ال وفتح على قلبه بعد ساع شريط ،سع فيه عن النة والنار أو
القب وأهوال الخرة أو غي ذلك ما ييي القلب ،ويوقظ الضمي...
وصاحبنا هذا هو واحد من هؤلء الغافلي ..درس ف أمريكا ..وعاد بقلب مظلم ،قد عصفتْ فيه رياح
الهواء والشبهات ،فأطفأ تْ سراج اليان ف قلبه ،واقتلع تْ ما فيه من جذور الي والصلح والدى،
إل أن جاء من بذر ،فيه بذرة طيبة ،أنبتت نباتا طيبا بإذن ال.
يقول هذا التائب :ل أ كن أط يق الصلة ،وحينما أ سع الؤذن وهو ينادي :حي على الصلة ،حي على
الفلح ،أخرج بسيارت هائما على وجهي إل غي وجهةٍ حت ينتهي وقت الصلة ث أعود إل النل،
تاما كالشيطان عندما يسمع النداء للصلة فيول وله ضراط ،كما ثبت ذلك ف الديث الشريف.
و ف يوم من اليام خرج تُ كعاد ت أه يم على وج هي ..وع ند إحدى الشارات الرور ية ،و قف با نب
شاب بي الطلعة -وكانت أصوات الوسيقى الصاخبة تنبعث من سيارت بشكل ملفت .. -ن ظر إلّ
مبتسما ث سلم عليّ وقال :ما أجل هذه الغنية ،هل يكنن استعارة هذا الشريط؟..
عجب تُ لطلبه ..ولكن نظرا لعجابه بالوسيقى الت أسعها ،أخرج تُ له الشريط وقذف تُ به إليه ..عند
ذلك ناولن شريطا آخر ،بدلً عنه ،وقال :استمع لذا الشريط.
الشريط كان للشيخ ناصر العمر ،بعنوان( :السعادة بي الوهم والقيقة) ..ل أسع باسم هذا الشيخ من
قبل ..قل تُ ف نفسي :لعله أحد الفناني الغمورين ..كدتّ أحذف بالشريط من النافذة ،ولكن؛ نظرا
ت استماع الشرطة الت معي ف السيارة؛ قلتُ :لستمع إل هذا الشريط فلعله يعجبن.. لن قد ملل ُ
ويقول الصطفى -صلى ال عليه وسلم( -ل تسبوا أصحاب فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل
أُحدٍ ذهبا؛ ما بلغ ُمدّ أحدهم ،ول نصيفه ) متفق على صحته:
فلول همم ما كان ف الرض مسلمم أولئك أتبماع النبممي وحزبمممه
فيما لئممي ف حبهمم وولئهمم ولكمن همم فيها بدور وأنمممم
بأي كتماب؟ ..أم بأيمة حجممة؟ تأممل -هداك ال -مَن همو ألموَمُ
وما العمار إل بغضهمم واجتنابمم ترى حبهممم عمارٌ علمي وتنقمم
وحب عداهمم ،ذاك عمار ومأثمممُ
ل يس عجبا أن ت سمع ملحدا أو يهوديا أو ن صرانيا يش تم أ صحاب ر سول ال -صلى ال عل يه و سلم-
وينتق صهم ،وإن ا الع جب أن يدث هذا م ن يد عي ال سلم ،وين طق بالشهادت ي ،ث يت خذ من شتم هم
وبغضهم دينا ومذهبا ،ولو أعمل هؤلء عقولم ،وفكروا بتجرد ،لعلموا أن الطعن فيهم طعن ف رسول
ال -صلى ال عليه وسلم -فهو الذي تول تربيتهم وإعدادهم ،ليكونوا قادة الدنيا وسادتا ،فعاشوا ف
وارتدتم قبائل العرب عمن ديمن
ْ كنفمه الدافمئ ،ونلوا ممن معينمه الصماف ،ولام اختاره ال إل جواره،
ال سلم ،قام أ بو ب كر ال صديق -ر ضي ال ع نه -قوم ته العظي مة ،وم عه سائر ال صحابة الكرام ،وقا تل
الرتدين حت أخضعهم لدين ال ،وقال قولته الشهورة :وال لو منعون عقا ًل كانوا يؤدونه إل رسول ال
-صلى ال عليه وسلم -لقاتلتهم على منعه .فدان تْ له الزيرة ،وعاد إليها المن والمان بعد حروب
طاحنة ،استشهد فيها كث ي من الصحابة الطهار رضوان ال علي هم أجع ي ،فك يف يقال ب عد ذلك إن
الصحابة قد ارتدوا جيعا؟! هذا من أعجب العجب ،وأمل الحال!..
وبثل هذا ل عجب قص عليّ هذا الشباب قصته فقال:
) 17رواها ل بنفسه.
) 18قال ابن كثي رحه ال عند تفسي لذه الية( :أخب ال العظيم أنه قد رضي عن السابقي الولي من الهاجرين والنصار ،والذي اتبعوهم بإحسان؛ فيا ويل من أبغضهم أو
سبهم ،أو أبغض أو سب بعضهم ،ول سيما سيد الصحابة بعد رسول ال -صلى ال عليه وسلم -وخيهم وأفضلهم؛ أعن الصدّيق الكب ،والليفة العظم أبا بكر بن أب قحافة
-رضي ال عنه ،-فإن بعض الطوائف الخذولة ،يُعادون أفضل الصحابة ويبغضونم ويسبونم -عياذا بال من ذلك ،-وهذا يدل على أن عقولم معكوسة ،وقلوبم منكوسة ،فأين
هؤلء من اليان بالقرآن ،إذ يسبون مَن رضي ال عنهم؟!! وأما أهل السنة ،فإنم يترضون عمن رضي ال عنه ،ويسبون من سبه ال ،ويوالون من يوال ال ،ويعادون من يعادي
ال ،وهم متبعون ل مبتدعون ،ويقتدون ول يبتدون ،ولذا هم حزب ال الفلحون ،وعباده الؤمنون) انتهى كلمه رحه ال (بتصرف بسيط).
أ نا شاب عر ب ،أ سرت و قبيلت كل ها تعت نق مذهبا غ ي مذ هب أ هل ال سنة والما عة ،هاجر تُ إل هذه
البلد للعممل عام 1401همم ،ول يتجاوز عمري آنذاك الامسمة عشرة ..بدأ التحول فم حياتم يوم أن
التح قت بإحدى الدارس الليلة ل حو الم ية بدي نه جدة ..ل ي كن مد ير الدر سة آنذاك يعلم باعتقادي
الباطل ،فكان يثن عل ّي وعلى ذكائي ،وبالفعل؛ فقد كان ترتيب الول على جيع الطلب.
كان الدرسون والطلب يؤدون صلة العشاء جاعة ف ساحة الدرسة ،فكن تُ أترب ،وأتعمد الروج
خفيةً حت ل يعلم ب أحد !!..وبكم نشأت الطائفية فقد امتل قلب حقدا وكراهيةً لصحاب رسول ال
-صلى ال عليه وسلم -وعلمن أهلي أن أصحاب الذاهب الربعة الت تنتسب لهل السنة؛ كلهم كفرة
وخارجون عن اللة ..ل يؤمنون بإمام الزمان!! ول يدينون دين السلم ..ويتخبطون ف ظلمات الكفر
والضلل ..ول يهتدون سبيلً !!..أي وال هذه هي القيقة الؤلة.
ت عند ما أشا هد زملئي ف الدر سة ي صلون ،أش عر بإح ساس أن م على ال ق ،ف هم أف ضل م ن.. كن ُ
يصلون ،ويتحدثون عن الدين عن علم ودراية ،ومعرفة مقرونة بالدلة الشرعية من الكتاب والسنة ،أما
أنا...
و ف ذات يوم ،قابل ن أ حد الخوة الط يبي -و هو زم يل ل ف الف صل الذي أدرس ف يه-قابل ن خارج
السجد ..فإذا بضربات قلب تشتد ،ولسان ينعقد عن الجابة ..ماذا أقول له؟؟ هو يظن أنن على دينه،
ت معهفبمَ أجبيه ف هذا الوقف الرج؟ ..لقد أصابن ذعر شديد لن ل أملك الجة لقارعته ،وإذا ذهب ُ
إل السجد فقد يصل الب إل أهلي فيؤذونن ،فالسألة معتقد.
ث إ ن ل أعرف من صلتم شيئا ،فماذا أ صنع لو دخلت ال سجد؟!! هذه حقي قة أقول ا ب كل صدق،
أسأل ال أن يغفر ل جيع ذنوب؟
ولك ن ل أ جد بدا من العتراف أمام ذلك الخ ،فأ خبتُه بأن مذهب نا ل ي يز ل ال صلة خلف ( سُن)
ك ما كان يلقنّ ن أهلي ..فتع جب ذلك الخ من قول ،ث جذب ن بقوة ،وأدخل ن ال سجد ..و صليتُ
معهم ،ول أدري كيف صليتُ!!!
بعد ذلك ،كن تُ أذهب إل بيت أحد أقربائي فأسأله كثيا من مذهبنا؛ فوجدته من أجهل الناس ،رغم
أنه يعتب من العالي بذلك الدين أو الذهب ..كان ييبن بعنف ،ويكثر من الوقيعة ف أهل السنة بأقذع
الشتائم والسباب ،ويرميهم بأقسى التهم ..ما جعلن أتذ خطا معاكسا لا هو عليه.
دخلتم مرحلة ممن الشمك القاتمل
ُ وبدأتم أقرأ عمن السملم على خوف ،ثم
ُ وتوجهتم إل الكتبات،
ُ
استمرتْ أكثر من خس سنوات تقريبا ..ل أذق خللا طعم النوم إل قليلً ..ول أبالغ إذا قلتُ إن وزن
ت إل اقتناع تام
قد انفض قريبا من خسة وعشرين كيلو جرام ..فما زلتُ على هذه الال ،حت توصل ُ
بأن ما كن تُ عليه ما هو إل باطل وضلل ..فدخلت بعدها مرحلة جديدة من الكتمان الشديد ،خوفا
من الهل ومن بطشهم ..فكنت أذه بُ إل الساجد للصلة سرا ..ث بدأ تُ أستمع إل خطب ودروس
ب عض الشيوخ الفضلء ،من هم الش يخ ح سن أيوب رح ه ال ف م سجد العمودي ..وأتا بع الد يد من
الك تب والشر طة ال سلمية ..أ ستمع وأقرأ بش غف ..وحفظ تُ من كتاب ال ما شاء ال أن أح فظ..
ت ال سعادة قل ب ..وأصبحتُ أ جد ط عم النوم والرا حة ..وأح سستُ أ نه ي ب عل يّ أن أع مل من
فدخل ْ
أجل تعريف الناس بالدين الصحيح ..لا لحظتُه من بُعد الكثيين عن تعاليم هذا الدين.
خلل هذه الفترة ل يعلم بال أحد سوى بعض الخوة اللتزمي من أبناء هذا البلد ،إل أن -وللسف
الشديد -ل أجد منهم رغم التزامهم التشجيع الكاف( .أسأل ال أن يغفر لنا جيعا).
ث كانت عودت إل بلدي عقب أزمة الليج ..وهناك؛ كان الزلزال العظيم الذي كان يعصف ب لو ل
فضل ال ورحته ،قال تعال( :الـم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يُفتنون ولقد فتنّا
الذ ين من قبل هم فَلَيعلمنّ ال الذ ين صدقوا ولَيَعل من الكاذب ي) .سمورة العنكبوت ..2:ل قد علم أهلي
بال مر ..بل ال قبيلة كل ها ..وكعادة القبائل هناك ف التم سك بأعراف ها وتقاليد ها ..رأوا أ نه قد لق هم
العار من جراء ما فعل تُ ،فتعرضوا ل بأنواع من الذى والضايقات ..ووصل بم المر إل أن أجبون
على تطل يق زوج ت ال ت رزق ن ال من ها بولد ين ..وجردو ن من كل ما أمل كه عن طريق ها ..هددو ن
بالضرب مرة ..ومرة بالقتل ..وأخرى بالطرد من البلد ..وتقق لم ما أرادوا؛ فقد قام والدي بطردي
من البلد ف يوم عيد الفطر البارك ،وإهدار دمي ،لن ل أصلّ معهم صلة العيد ،وصليتُ مع جاعة
السلمي من أهل السنة.
(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودنّ ف ملتنا فأوحى إليهم لنهلكنّ الظالي
ض من بعدهم ذلك لن خاف مقامي وخاف وعيد).
ولَنُسكننّكم الر َ
ت فيها أناسا صالي ،ل وخرج تُ من بلدت -مسقط رأسي ..ومنشأ صباي -إل منطقة أخرى جاور ُ
يدخروا وسعا ف مساعدت -جزاهم ال عن كل خي.-
هذه هي ق صة باخت صار شد يد ..ولن أترا جع -بإذن ال -عن قراري أبدا ،ول قد قل تُ ل م ك ما قال
الصطفى -صلى ال عليه وسلم -لا جاءه عمه أبو طالب يساومه من طرف الشركي لكي يتخلى عن
هذا الدين ،ويعطونه ما يريد ،فقال لم( :وال لو وضعوا الشمس ف يين والقمر ف يساري ،على أن
أترك هذا الديمن؛ مما تركتمه حتم يظهره ال ،أو أهلك دونمه) ..لن أسماوم رغمم الغريات الكثية التم
قدموها ل ..ورغم مفارقت لهلي ووطن ،والالة القتصادية السيئة الت أم ّر با ..لن أتراجع أبدا ،بل
سوف أع مل ب كل ج هد وإخلص -بشيئة ال -ف الدعوة إل ال ،وك شف أ ستار الظلم للم سلمي؛
ت بالف عل ،وك سبتُ ب عض الن صار لشرع ال ول ليوا الطر يق ال صحيح أمام هم واضحا ...ول قد بدأ ُ
المد ،خصوصا بعد ظهور الصحوة السلمية ف كل قطر وناحية..
هذا وأسأل ال أن يرزقن وإياكم الخلص والتوفيق والسداد ..إنه ول ذلك..
أخوكم /أبو صلح الدين
وبعد ،فإن -بذه الناسبة -أو جه كلمة إل نف سي ،وإل كل مسلم وم سلمة ،بل إل كل إن سان على
وجه الرض (أيا كان دينه ومذهبه وعقيدته) ،أدعوهم فيها إل التفكي وإعادة النظر فيما يعتقدونه من
معتقدات ،ويملونه من أفكار ،بتجرد وإخلص ،وبذل الهد ف معرفة الق حيثما كان ،والتحرر من
عبودية الوى والتبعية والتعصب العمى ،وتقليد الباء والجداد( :وإذا قيل لم اتبعوا ما أنزل ال قالوا
بل نت بع ما ألفي نا عل يه آبائ نا أوَ لو كان آبائ هم ل يعقلون شيئا ول يهتدون)( .البقرة )17:فإن ال ق
واحد ل يتعدد ،ولبدّ للباحث عن الق من الطلع على آراء الخرين من مصادرها الصلية ،والنظر
بتجرد وإخلص ،ممع التضرع إل ال عمز وجمل وطلب الدايمة منمه سمبحانه( :والذيـن جاهدوا فينـا
لنهدينّهم سُبُلنا وإن ال لع الحسني) (العنكبوت.)69 :
من غيمر بممواب ول استئممذان العلمم يدخمل قلب كمل موفممق
إحمدٌ ولممو جُمعمت لمه الثقلن والق ركممن ل يقمموم لممدّه
بأي كتماب؟ ..أم بأيمة حجممة؟ تأممل -هداك ال -مَن همو ألم َومُ
توبة شاب ماجن ()19
الشباب هم عماد ال مة وذخيت ا ال ية ،وأمل ها الرت قب ،وم ستقبلها النشود ،لذا؛ فإن العداء ل يألون
جهدا ف تط يم نفوس الشباب وهدم أخلق هم بش ت ال سبل والو سائل ..يقول ال ستشرق شاتلي( :وإذا
أردت أن تغزوا السلم وتكسروا شوكته ،وتقضوا على هذه العقيدة الت قضتْ على كل العقائد السابقة
ت السبب الول والرئيس لعزة السلمي وشوخهم ،وسيادتم وغزوهم للعال.. واللحقة لا ،والت كان ْ
إذا أردتم غزو هذا السملم ،فعليكمم أن توجهوا جهود هدمكمم إل نفوس الشباب السملم والممة
ال سلمية؛ بإما تة روح العتزاز باضي هم وتاري هم وكتاب م :القرآن ،وتويل هم عن كل ذلك بوا سطة
نشر ثقافتكم وتاريكم ،ونشر روح الباحية ،وتوفي عوامل الدم العنوي ،وحت لو ل ند إل الغفلي
منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك ،لن الشجرة يب أن يتسبب ف قطعها أحد أغصانا.) ()..
20
وما كان للعداء أن يققوا شيئا لو تسك السلمون بدينهم وصبوا عليه ،لن ال يقول( :وإن تصبوا
ميط) (آل عمران)120 : وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا إن ال با يعملون
يقول هذا التائب:
كن تُ ف ضلل وضياع وفجور ،تربي تُ كسائر الناس على طاعة الوالدين ،لكن ل أكن أعرف الصلة
وكذلك سائر العبادات إل رياءً ...تعلمتُ التدخي ف سن مبكرة ،فكنتُ أدخن كثيا ..ل أكن أعرف
عن قضا يا ال سلمي شيئا؛ الل هم إل القض ية الفل سطينية ..وع ند درا ست ف الام عة تعرف تُ على شاب
أبيض ذي لية سوداء صغية ،ل تفارق البتسامة مياه ..ل أدري لاذا كن تُ أكر هُ هذا الشا بَ وأحقد
عليه ..ربا لنه كان دائما ينصحن ،ويثّن على ترك التدخي ،وكل ما يُغضب ال..
ت عليها حتوف يوم من اليام ،حضر إل الامعة وبيده بعض النشورات عن الجاهدين ،وما أن اطلع ُ
سَرَتْ ف نفسي رعشةٌ وقشعريرةٌ ل أد ِر لا سببا ،لكنها سرعان ما زالت بعد دقائق معدودة..
وذات يوم ،كان الو قت ع صرا وكن تُ أ ستمع إل أغن ية ف الذياع ،و صوت الؤذن يل جل ف الفاق
مناديا لصلة العصر ،ولكن:
إذا تعمالمى ،ول الذان آذانُ فمل الذان أذان فممي منارته
من فلسطي الحتلة ..من جوار بيت القدس ،كتب إلّ الخ ....هذه الرسالة:
(أعر فك على نف سي :شاب م سلم من ب يت القدس ،قرأت كتا بك] :العائدون إل ال[ و قد تأثر تُ به
كثيا ..وق صت تبدأ م نذ ال صغر ،ح ي دعا ن أ ب إل الذهاب إل ال سجد ،ح يث تقام دورات رياض ية
لتقوية أجسام الشباب السلم ،للدفاع عن أنفسهم ف مواجهة بن صهيون ،إضافةً إل الدورات العقدية
واليان ية ،لتقو ية اليان ،الذي هو ال سلح الول ف الزمات ..دعا ن أ ب إل ال سجد ول ي كن هو
يصلي آنذاك ،وكأنه يقول ل :يا بن ،لقد مضى زمننا ،وهذا زمنكم ،وإن العركة الت بيننا وبي بن
صهيون ،معركة عقائدية وليست قومية أو وطنية أو ..ال ،كما يريد البعض تصويرها ،معركة تنطلق من
الساجد ل من بيوت المم...
كان أ ب آنذاك -ف الو قت الذي يدعو ن ف يه إل الذهاب إل ال سجد -يلس هو وج يع ال هل ،وأ نا
معهم ف بعض الحيان ،أمام شاشة التلفاز (!!!) وما أدراك ما التلفاز ،حت اعتاد تْ قلوبنا رؤية النكر،
وألفناه ..وح ي بلغ تُ سن الراهقة ازداد تعلقي بالسجد ،وأصبحتُ ف صراع مرير ب ي صوت ال ق
وصوت الباطل ،وأثر ذلك ف دراست ،حيث مل التفكي ذهن وعقلي..
و ف ذات ليلة ،عدتّ إل غرف ت متعبا ،فوجدتّ كتابا على مك تب ..مدد تُ يدي إليه ..حل ته ..قرأ ُ
ت
عنوانه :العائدون إل ال ..شدّن هذا العنوان ،فما تركته إل بعد أن أكمل تُ قراءتَه ..والمد ل ،أت تْ
من بعده الداية..
وأنا الن وأنا أسطر هذه السطور ،قد عقدتّ النية على اللتزام الق بإذن ال ،وأن أجاهد نفسي على
مرضاة ال ،وكل ما أتناه هو الستشهاد ف سبيل ال على ثرى فلسطيننا السليبة.
ومن جزائر السلم كتب إلّ الخ أبو أمامة ..هذه الكلمات:
من طالب علم يز عم أ نه يل بس ثوب اللتزام ،و هو خال عه م نذ زمان ..من شاب تائه حائر عبث تْ به
الشهوات واللذات ،وا ستدرجه الشيطان؛ ح ت كاد يعم يه عن نور اليان ..إل أخ كر ي ..أهدي هذه
التح ية العطرة الارة ال ت ت سوقها ماري الدموع عب موجات الث ي ،إل هناك ..و ما أدراك ما هناك..
حيث مهبط الوحي ،ومهوى الفئدة..
لقد كن تُ ضالً فهدان ال ..تربي تُ ف أسرة مافظة ،ووالدي جزاه ال خيا كان إماما ،لكن إسلمي،
كان وراثيا ،ل يلو من الشرك والبدع والضللت ..أ سأله ال أن يغ فر ل ،ل ن كل ما تذكرتّ تلك
اليام ،أعض على أصابع الندم..
ت أقوم بأعمال قد ي ستحي ت وو صلتُ سن الراه قة؛ بدأ ُ نشأ تُ وتربي تُ على ذلك ،وب عد أن كب ُ
ت معي ،وظلتْ تعيقن ،إل الشيطان من فعلها ،ث زعمتُ أن التزمت بشرع ال ،ولكن تلك القبائح بقي ْ
ت بقراءت ا ،ف ما إن
أن أعار ن أخ ل قادم من أرض الرم ي الشريف ي ،سلسلة العائدون إل ال ،فبدأ ُ
ت بكاءً شديدا على ما فاتن من عمر ف قرأتُ قصتي أو ثلث حت شعرتُ أن كيان قد تزعزع ،وبكي ُ
معصية ال ،وشعرتُ بسعادة تغمرن من جديد ..أسأل ال أن يثبتن وإياكم على الق البي..
ومن الزائر أيضا بعث إلّ الخ عبد الميد ..برسالة يقول فيها:
أر فع قل مي وأ سطر ل كم هذه الر سالة من كل أعماق قل ب أبشر كم في ها بداي ت إل ال صراط ال ستقيم
بسبب قراءت للجزاء الثلثة الول من هذا الكتاب ،وهذه هي القصة:
فأنا شاب جزائري من هواة الرسلة ،مسلم بالوراثة ،تعرف تُ على كثي من الشباب والشابات(!!) عن
طريق ركن التعارف ف بعض الجلت الساقطة ،وشاء ال أن أتعر فَ على شاب من بلد الرمي اسه
غلم حسي ،فلول مرة بعثَ ل بجموعة من الكتب ومنها كتاب (العائدون إل ال) ،فبعثتُ له برسالة
شكر ،ث بعثَ ل بجموعة أخرى ،فلما رأى ذلك أفراد عائلت فرحوا ب كثيا ،وخاصة والدي ،فبدأتُ
أطالع هذه الكتب وخاص ًة (العائدون إل ال) ،فوجد تُ فيه مفتاح التوبة ،وخرج تُ من طريق الظلمات
إل الطريق الستقيم ،وأنا نادم على أيام ماضية قضيتها بعيدا عن ال...