Professional Documents
Culture Documents
إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له وأشهد أن ممداَ عبده ورسوله .
سلِمُونَ } آل عمران 102 {يَا َأّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ اّتقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِ ِه وَلَ تَمُوتُنّ إِ ّل َوأَنتُم مّ ْ
س اّتقُواْ َرّبكُمُ الّذِي خََل َقكُم مّن ّن ْفسٍ وَا ِح َدةٍ وَ َخلَ َق ِمْنهَا َزوْ َجهَا َوَبثّ ِمْنهُمَا رِجَالً {يَا َأّيهَا النّا ُ
َكثِيا َونِسَاء وَاّتقُواْ اللّ َه الّذِي تَسَاءلُونَ بِ ِه وَالَرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عََلْيكُمْ رَقِيبا } النساء 1
{ يَا َأّيهَا الّذِينَ آمَنُوا اّتقُوا اللّ َه وَقُولُوا َقوْ ًل سَدِيدا(ُ )70يصْلِحْ َلكُمْ َأعْمَاَلكُمْ َويَ ْغفِرْ َلكُمْ ُذنُوَبكُمْ
َومَن يُطِعْ اللّ َه وَ َرسُولَهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما(( } )71الحزاب :من الية )71-70
كتبه
خالد بن إبراهيم الصقعب
الشرف العام على موقع الريانة
تهيد
إن الرأة العا صرة والت سنتحدث عن ب عض ال صور النا صعة من حيات ا ..هي ال ت قال
في ها ال نب عل يه ال صلة وال سلم (( :الدن يا متاع وخ ي متعا ها الرأة ال صالة )) رواه المام
مسلم..
هذه الرأة الصالة الت يقرّر الشرع أنا من خي متاع الدنيا ما زالت بمد ل تعال على
مر العصور حاضرة وظاهرة ..فالشارع ل يقصرها على وقت دون آخر ..
-1إنصاف الرأة ف حديثنا عنها ،وهذا من العدل الذي أمر ال تعال به ف قوله تعال:
(( وَإِذَا قُلُْتمْ فَا ْع ِدلُواْ )) (النعام.)152:
-2أننا جيعا ل نرتضي تعميم حكم النراف على جيع النساء وفيهن من لا القدح
العلّى ف السبق إل اليات والدعوة إليها..
-4نداء للفتاة ال ت لن ت ستقيم على شرع ال تعال لنقول ل ا من خلل ذلك " دون كِ
هذه النماذج من اليات يعشن معنا وبيننا حت ل تقول للداعية إذا ضربت لكِ شيئا من سي
الصحابيات والتابعيات :أولئك يعشن ف غي الزمن الذي نعيش فيه ..
-5إغاظة للشائني والناوئي للمرأة لنقول لم :مهما بذلتم جهدكم لعل الرأة ألعوبة
ف أيديكم ،فإن ف نساءنا خي كثي بمد ال تعال لن تؤثر فيها سهامكم الواهية ..ول شك
أن إغا ظة هؤلء قر بة يتقرب ب ا الع بد إل ر به وال تعال يقولَ (( :ولَ يَ َطؤُو نَ َموْطِئا يَغِي ظُ
الْكُفّارَ َولَ يَنَالُونَ ِمنْ َع ُدوّ نّيْلً ِإلّ كُِتبَ لَهُم بِهِ َعمَلٌ صَالِحٌ )) (التوبة.)12 :
لقد جاء نسق هذه الرسالة من خلل قصص وقفت عليها جيعا حت تأكدت من صحة
حدوثها ووقوعها ..بل لعل ما يُبشّر به أنه ورد إل عدد ليس بالقليل من القصص ما يدل
على وجود الي الكثي بمد ال تعال ف نسائنا..
وإن ا عمدت إل أ سلوب الق صة لن الترب ية ف الق صة من هج ربّا ن ،ك ما قال ال تعال
(( َوكُنلّ نّقُصّ َعلَيْكَ ِمنْ أَنبَاء الرّ ُسلِ مَا نُثَّبتُ بِ ِه ُفؤَادَكَ)) (هود.)120:
ولن إيراد القصة أسلوب ومنهج نبوي كري ،كما ورد ف حديث أب هريرة أن النب-
صلى ال عليه وسلم -قال (( :حدثوا عن بن إسرائيل ول حرج )) متفق عليه.
وما زال سلف المة يأنسون بذكر القصص ويتناقلونا فيما بينهم حت قال أبو حنيفة
رح ه ال " الكايات عن العلماء وما سنهم أ حب إل من كث ي من الف قه لن ا آداب القوم
وأخلقهم ".
وقال آخر ( :استكثروا من الكايات فإنا درر وربا كانت فيها الدرة اليتيمة ).
أخ ت الكري ة :هي صور ح ية وق عت على أرض الوا قع لي ست بكلم إنشائي ج يل من
منظومة يب أن نفعل كذا ول يب أن تفعل كذا ،وصدق من قال :فعل رجل ف ألف رجل
أبلغ من قول ألف رجل لرجل !
هني قصنص حرصنت أن تكون منن القصنص التربوينة اليانينة الادفنة ،تمنل الفكرة
السامية ،والدف النبيل ،والبدأ الفاضل ،ولقد عمدت كما يظهر للقارئة إل أن تكون هذه
القصص من خلل ظروف متعددة ،فهذه ف الهاد ،وأخرى ف الصب ،وأخرى ف قيام الليل،
وهكذا دواليك..
تقول ف رسالتها الت سطرتا بيدها ،وقد قمت باختصارها لطولا مع الحافظة على بنية
القصة الساسية..
لقد كنت أسع با وأراها رمزا رائعا بل إنن وضعتها لدفا أتن أن أصل إليه ..أتدرون
ما هي ..إنا " الشهنادة " ..؟! القتل ف ساحة العركة ..عندما كنت أرى صور القتلى
الذيننن نسننبهم بإذن ال شهداء ..كان داخلي يضننج بالفكار واليالت والدعوات
والبتهالت ..أتذ كر ذات مرة عند ما ك نت ف الرحلة الثانو ية ك نت مع إحدى الزميلت
نتحدث ولعلك تعرف ي ما يؤرق بنات هذه الرحلة ،فك نا نتحدث عن ف ت الحلم ..فل ما
جاء دوري قلت لزميلت :سأتكلم بشرط أل تبي أحدا بذلك ..وأل تضحكي عليّ ساخرة
..قالت أحاول ..قلت أتن أن أتزوج شهيدا..
صرخت ضاحكة ث قالت :أتريدين اللص منه قبل ميئه ؟!
كاننت نفسني وال الذي ل إله إل هنو تتوّق دائما إل الهاد والعارك والشهادة على
الرغم من كون من أسرة صارمة نوعا ما ..ف وسط ل يشجع هذه التوجهات ،ولعله يراها
من إضاعة الوقت أو التزمّت إل أن هاجس هذه المور كان يعيش بداخلي..
قلبّت نظري ف كث ي من أشر طة الهاد ..ل أخفي كم سرا أن ال مر جدا شا سع ب ي
القيقة والصورة..
ف القيقة خوف وظلم ..جوع وعطش ..برد وصقيع ..رصاص وقنابل وألغام ..أسر
وتعذيب وتشويه ..هذا طريح وهذا جريح..
أمنا فن الصنورة فالمنر على خلف ذلك ..مشاهند ومقاطنع ..وحصنيلة القتلى كذا
والرحى كذا ث ينتهي كل شيء..
ومع ذلك كانت النفس وما زالت تتمن الهاد ..تركها القارئ بصوته الرنّان وهو يتلو
قول ال تعالَ (( :ولَ َتحْ سَبَنّ اّلذِي َن قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الّل هِ أَ ْموَاتا َبلْ َأحْيَاء عِندَ رَّبهِ مْ ُي ْرزَقُو نَ
فَرِحِيَ بِمَا آتَاهُ مُ الّل هُ مِن َفضْلِ هِ وَيَ سْتَْبشِرُونَ بِالّذِي نَ لَ مْ يَ ْلحَقُواْ بِهِم مّ نْ َخلْ ِفهِ مْ َألّ َخوْ فٌ
عَلَْي ِهمْ َولَ ُهمْ َيحْزَنُونَ )) ( آل عمران. )170،169:
والخر أتأمل قوله وهو يترنّم :
هذي بساتي النان تزينت *** للخاطبي فأين من يرتاد
والخر حي ينشد أمام صديقه القتول:
فإن ل نلتقي ف الرض يوما *** وفرق بيننا كنأس الننونِ
فموعدنا غدا فني دار خلن ٍد *** با يي النون مع النونِ
هنل أحسنستم الن بعنن منا أتكلم عننه ..وهنل أدركتنم نوع الشعور الذي اجتاح
نفسي..تعالوا الن لحدثكم عن شيء ف نظري ،قد يساوي حجم ما ذكرت ..وتعب ما
أسلفت ..ومشقة ما وصفت ..ولذة ما تيلت ..وعاقبة ما تعلمون وقد علمتم..
إن الياة كل ها ساحة للجهاد ..إن حيات نا كل ها هي ميدان القتال ..أل يس كذلك ..أو
ليس أعدائنا كثر ؟!
إبليس والدنيا ونفسي والوى *** ما حيلت وكلهم أعدائي
تعالوا معي لنعيش بروح الجاهد ونفسه ،بل لنكن هو بشحمه ولمه ..مع إطللة كل
فجرٍ نع مل ك ما يع مل الجا هد ..نغت سل ..نتح نط ..نرج ون ضع ف أذهان نا أن نا قد ل
نعود..
دعونا ننقل كل أمور حياتنا إل ساحات الهاد حت مصطلحاتنا وكلماتنا..
أردت أن أقوم بعمنل دعوي قوبلت بالرفنض ..هذا جبنل اعترض طريقني كينف
سأتاوزه ..أق فز فو قه با ستخدام طائرة أو أحاول صعوده وإن شق ..عدّ ت فوق ظهري ..
حل ثقيل ..لكن سوف أصعد ..نعم بإذن ال سوف أصعد..
أردت أن أقوم بعمنل ..قوبلت بردة فعنل معاكسنة ..هذه رصناصة موجهنة ..كينف
أتقيها ؟!
إن كان بإمكا ن لضرب يد ها ق بل أن ترمي ن فعلت ..وإن ل لخ فض رأ سي قليلً..
كيف ..أتاوز ..أصفح ..أبلعها..
أرد نا أن ن شن حلة ف الطائرات لتوز يع ب عض العونات الروح ية الضرور ية ..قوبل نا
بالدبابات الضادة للطائرات ..رُفضنت الفكرة ..جلسننا ..ل يأس ..لنحاول أن نتصندى
للقنابل ونتجاوز ذلك ..إن ل نفعل ذلك لنخفف قليلً من سرعة الطيان حت نعرف من أين
نُقذف ..إن ل ي صل ذلك لنغ ي اتاه الطائرات بدل أن يكون باتاه العاصمة فلي كن إل أهم
الدن أو إحداها ..الغرض أن تتحقق الطائرات هدفها وتوصل حولتها إل من ينتظرها بل وف
أشد التعطش لا..
م نذ دخل نا هذه الب هة والقذائف تنهال علي نا والر صاصات موج هة إلي نا ..والذي نفوس
اللئق بيده أن هذا لن يضعف همنا بل على العكس من ذلك ..كلما زادت زدنا ..ث إن ما
يد فع هم نا اليق ي بتلك العاملة ال ت ن ن نط بق بنود ها ..معاملة مع رب كر ي ..يُد خل ف
ال سهم الوا حد الثل ثة إل ال نة ..إن هذا يدفع نا أن نكون جيعا جنود جب هة واحدة ..كل نا
نبّ يدا واحدة ..ومن يتخلف عنا لن نقول له إل ما علمنا عليه إل خيا ولكننا سنذكره بأن
ال فضل الجاهدين على القاعدين درجة..
لن نغتر يوما بكثرة بإذن ال ..حي يُنادى يا خيل ال اركب ..حي على الهاد ..هي
إل العمل ..هيا إل طلب العلم ..هيا إل التناصح ..هيا إل العمل الدعوي ..سنهب كلنا
سنهب حت لو كانت بيد إحدانا ما تتزود به ..ستأكل ث تأكل أخرى ث تنظر إليها وتقول:
إنا لياة طويلة إن بقيت حت آكلها ..وترمي با ث تضي ..
أأ ضل أك تب أم فهم تم ما أع ن ..إن ا لذة الع يش باحت ساب ..لذة الهاد والجاهدة..
اللذة الت تقود إل لذة أروع (( :وَالّذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لََنهْدِيَّنهُمْ سُُبلَنَا )) (العنكبوت.)69:
إل أن تقول ف ناية قصتها:
ما زال قل مي ير يد التد فق ليتحدث عن الهاد ..ول كن حان الن و قت الع مل فلعلّي
أعود إليكم يا من عشتم معي حقيقةً ..أعود مرة أخرى قريبا لنقل لكم بعض ما يري ف
الساحات أي ف ساحات الوغى..
انتهت قصتها ..وفقها ال تعال.
تعليق:
بقي أن تعلمي أخت الكرية أن هذه الفتاة ليست بطالبة ف كلية شرعية بل هي طالبة ف
كلية علمية ..بل تعيش مع ذلك ف بيت يعج باللهي والنكرات ..ولكن رؤيا فيها رؤى
حسنة فقد رئيت كأنا على فرس وعليها ثياب بيض فعبّرها أحد الذين ييدون تعبي الرؤى
فقال :هذه يُكتب لا الشهادة بإذن ال وإن ل تطأ رجلها أرض الهاد ..
ل أقول ذلك فتنة لصاحبة القصة ..بل أقول لا العمال بالواتيم ..وصدق النب صلى
ال عليه وسلم حيث قال (( :من سأل ال الشهادة بصدق بلّغه ال منازل الشهداء وإن مات
على فراشه )).
لقد فهمت هذه الفتاة للجهاد ..ف وقت غابت فيه عن كثي من الناس معان الهاد
وحقيقة الهاد !!
2
1
خنساء هذا العصر
سافرت إل مدينة جدة ف مهمة رسية ..وف الطريق فوجئت بادث سيارة ..يبدو أنه
و قع لي نه ..ك نت أول من و صل إل يه ..أوق فت سيارت واندف عت م سرعا إل ال سيارة
الصطدمة ..
تسستها ف حذر ..نظرت إل داخلها ..حدّقتُ النظر ..خفقات قلب تنبض بشدة ..
ارتعشت يداي ..تسمّرت قدماي ..خنقتن العبة ..
ترقرقت عيناي بالدموع ..ث أجهشت بالبكاء ..
منظر عجيب ..وصورة تبعث الشجن ..
كان قائد السيارة ملقىً على مقودها ..جثة هامدة ..وقد شبص بصره إل السماء ..
رافعا سبابته ..و قد أف تر ثغره عن ابت سامة جيلة ..ووج هه ت يط به ل ية كثي فة ..كأ نه
الشمس ف ضحاها ..والبدر ف سناه ..
العج يب ..أن طفل ته ال صغية كا نت ملقاة على ظهره ..مي طة بيدي ها على عن قه ..
ولقد لفظت أنفاسها وودعت الياة ..
ل إله إل ال ..
ل أر ميتنة كمثنل هذه اليتنة ..طهنر وسنكينة ووقار ..صنورته وقند أشرقنت شسن
الستقامة على مياه ..منظر سبابته الت ماتت توحّد ال ..جال ابتسامته الت فارق با الياة
..حلّقت ب بعيدا بعيدا ..
تفكرت ف هذه الات ة ال سنة ..ازدح ت الفكار ف رأ سي ..سؤال يتردد صداه ف
أعماقني ..يطرق بشدة ..كينف سنيكون رحيلي !! ..على أي حال سنتكون خاتتن ؟!
يطرق بشدة ..يزّق ح جب الغفلة ..تنه مر دموع الش ية ..ويعلو صوت النح يب ..من
رآن هناك ضن أن أعرف الرجل ..أو أن ل به قرابة ..
- 1وقد نشرت هذه القصة في مجلة حياة في العدد الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1421هـ
كنت أبكي بكاء الثكلى ..ل أكن أشعر بن حول !! ..
ازداد عجنب ..حين انسناب صنوتا يمنل برودة اليقين ..لمنس سنعي وردّنن إل
شعوري ..
يا أخي ل تبك عليه إنه رجل صال ..هيا هيا ..أخرجنا من هناك وجزاك ال خيا
إلتف تُ إلي ها فإذا امرأة تق بع ف القعدة اللف ية من ال سيارة ..ت ضم إل صدرها طفل ي
صغيين ل يُمسا بسوء ،ول يصابا بأذى ..
كانت شامة ف حجابا شوخ البال ..هادئة ف مصابا منذ أن حدث لم الدث !!
ل بكاء ول صياح و ل عويل ..أخرجناهم جيعا من السيارة ..من رآن ورآها ضن
أن صاحب الصيبة دونا ..
ت را ضٍ بقضاء ال وقدرهقالت ل نا و هي تتفقد حجاب ا وتستكمل حشمتها ..ف ثبا ٍ
" لو سحتم أحضروا زو جي وطفل ت إل أقرب م ستشفى ..و سارعوا ف إجراءات الغ سل
والدفن ..واحلون وطفليّ إل منلنا جزاكم ال خي الزاء " ..
بادر ب عض الح سني إل ح ل الر جل وطفل ته إل أقرب م ستشفى ..و من ث إل أقرب
مقبة بعد إخبار ذويهم ..
وأما هي فلقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إل منلا ..فردّت ف حياء وثبات " ل
وال ..ل أركب إل ف سيارة فيها نساء " ..ث انزوت عنا جانبا ..وقد أمسكت بطفليها
الصغيين ..ريثما نلب بغيتها ..وتتحقق أمنيتها ..
استجبنا لرغبتها ..وأكبنا موقفها ..
مرّ الو قت طويلً ..ون ن ننت ظر على تلك الال الع صيبة ..ف تلك الرض اللء ..
و هي ثاب تة ثبات البال ..ساعتان كاملتان ..ح ت مرّت ب نا سيارة في ها ر جل وأ سرته ..
أوقفناهم ..أخبناه خب هذه الرأة ..وسألناه أن يملها إل منلا ..فلم يانع ..
عدت إل سيارت ..وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم ..
ثبات الرجنل على ديننه واسنتقامته فن آخنر لظات الياة ..وأول طرينق الخرة ..
وثبات الرأة على حجابا وعفافها ف أصعب الواقف ..وأحلك الظروف ..ث صبها صب
البال ..
إنه اليان ..إنه اليان ..
{يُثَبّ تُ اللّ هُ اّلذِي نَ آمَنُواْ بِالْ َقوْ ِل الثّابِ تِ فِي اْلحَيَاةِ الدّنْيَا َوفِي الخِ َرةِ وَُيضِلّ اللّ هُ الظّاِلمِيَ
وَيَفْعَلُ الّلهُ مَا َيشَاءُ } إبراهيم 27
تعليق :
ال أكب ..هل نفروا ف هذه الرأة صبها وثباتا ..أم نفروا فيها حشمتها وعفافها ..
وال لقد جعت هذه الرأة الجد من أطرافه ..
إنه موقف يعجز عنه أشداء الرجال ..ولكنه نور اليان واليقي ..
أي ثباتٍ ..وأي صبٍ ..وأي يقي أعظم من هذا !!!
وإن ن لر جو أن يتح قق في ها قول ال تعال { :وََبشّرِ ال صّابِرِينَ * اّلذِي نَ إِذَا أَ صَابَتْهُم
مّصِيبَ ٌة قَالُواْ إِنّا لِلّهِ وَإِنّنا ِإلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَنئِكَ عَلَْيهِمْ صََلوَاتٌ مّن رّّبهِمْ َورَ ْحمَةٌ وَأُولَنئِكَ
ُهمُ اْل ُمهْتَدُونَ }البقرة 156
3
دحداحة هذه المة
هي قصة لمرأة تلك منلً فسيحا ..لكن قلبها قد تعلق بنازل الخرة وهذا هو ما
يؤكده موقفها ..
فقد أرّقها ما تعانيه دار القرآن الكري ف حيّها ..لكون هذه الدار ف مدرسة للبنات ما
يتعذر م عه ا ستعمال كا فة مرا حل الدر سة ..ف ما كان من ها إل وأن تبعت بنل ا وقفا على
دار تف يظ القرآن الكر ي ..ل قد كان هذا الب يت ي ثل ل ا م صدر رزق كا نت تقوم بتأجيه
والستفادة من ثنه للنفاق على نفسها وعلى غيها ..
والذي نف سي بيده لقند ت صورت موقف ها ..فتذكرت حين ها أ با الدحداح ف ق صته
الشهورة كما ف حديث أنس الذي رواه المام أحد أن رجلً قال :يا رسول ال إن لفلن
نلةُ وإن أقيم حائطي با فأْمُرْه أن يعطين تلك النخلة حت أقيم حائطي با ،فقال النب صلى
ال عليه وسلم " :أعطه إياها بنخلة ف النة " ،فأب ذلك الرجل ،قال :فأتاه أبو الدحداح
ر ضي ال ع نه فقال :بع ن نل تك بائ طي ،قال :فف عل ذلك الر جل ،فأ تى ال نب صلى ال
عل يه و سلم فقال :يا ر سول ال ابت عت النخلة بائ طي فاجعل ها له ( أي لذلك الر جل الذي
يريد أن يقيم حائطه عليها ) فقد أعطيتُكَها يا رسول ال ،فقال النب صلى ال عليه وسلم :
" كم من عذق رداح ل ب الدحداح ف ال نة "! ،قال :فأ تى امرأ ته فقال :يا أم الدحداح
اخرجي من الائط فإن بعته بنخلة ف النة ،فقالت " ربح البيع " أو كلمة تشبه هذه ..
وال ل نلك إل أن نقول حسن ظنٍ بال تعال ..ربح البيع أيتها الرأة الصالة نسبك
كذلك ول نزكي على ال أحدا .
4
ل أدري ما ال صانع ب !
ف يوم من اليام ..كنت جاسا ف مكتب ..فإذا بظرف يمل إل ..فتساءلت :يا
ترى ما بداخل هذا الظرف ؟
أهي مشكلة لسرة فقية ؟
أم بث علمي ؟
فقلت لعي أفتح الظرف ليتبي ل ما بداخله وأقطع تلك الفكار والواجس ..
فل ما فت حت الظرف فإذا بعي ن ت قع على ذ هب وموهرات ..ث شاهدت مع ها ر سالة
مغلقنة ..فسنارعت بقراءة منا بداخلهنا ..لتعرف على سنر الذهنب والجوهرات ..فإذا
بامرأة تو صين بإي صاله إل جهات خي ية لتتول توزي عه على م ستحقيه ف مشارق الرض
ومغاربا ..ث تقول بعد ذلك :
كغيي من الفتيات ك نت أنت ظر زوجا يطرق باب نا ..وهذا هو ما ح صل ث تزو جت
ولكنن ال تعال ل يقدر ل هذا الزواج أن يسنتمر ..والمند ل على كنل حال ..ل أملك
وال من حطام الدنيا إل هذا ..ل أدري ما ال ما صانع ب بعد ذلك ..ول يقدر ال لعبده
إل خيا ..
تأملت حال أخوا ت ال سلمات ..و ما يتعر ضن له من فت نة ف الد ين ..وه تك ف
العراض ..وصدٍ عن سبيل ال ..فحمدت ال على ما أنا فيه من خي وعافية ..وهاهو ما
أملكه بل هو كل شيء وأرجو ال تعال أن يلف علي خيا ..
تعليق :
قلت أسأل ال تعال أن يفرج كربت كِ ،وأن يعل ل كِ من كل ضيق مرجا وأن يلف
عليكِ ما أنفقتِ ...
5
2
أسية طلب العلم
به عر فت أن للحياة هدفا أ سى ،ي سعى الن سان من أجله ،أيام وليال ت ر علي هي
وال غنائم بالعلم ،إذا انقضى يوم منها ل أستفد فيه من فنونه هو ليس من أيامي ..ليس من
عمري ..نعم لقد علمن تدراسه كيف هي الياة وأنسها ..أنسها بال تعال ..وتدارس قال
ال ..قال رسوله صلى ال عليه وسلم ..
أنس الياة ..قال أحد ..رجح ابن تيميه رحه ال ..صوّب الشيخ ابن باز ..رجح
الشيخ ممد رحهم ال تعال ..
أنس الياة ..ف هذه السألة خلف بي أهل العلم ..
لذة الياة وبجت ها ..حدث نا فلن عن فلن ..كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم
يفعل كذا ..رأيت رسول ال عليه الصلة والسلم يفعل مثله ..
لذة الوقات وبجتها ..بعد صلة الفجر وأنا أترنّم مراجعة لبعض التون الت حفظتها
..فتارة مع منظومة السعدي ف القواعد الفقهية :
المد ل العلي الرفقِ – وجامع الشياء والفرّقِ
ث أنتقل إل رحيق الصطلح ..عب منظومة البيقون :
أبدأ بالمد مصليا على – ممد خي نب أرسل
فأقفز ف ذهن إل النظومة الرحبية ف الفرائض الرددة :
أول ما تستفتح القال -بذكر حد ربنا تعال
وهذه ورقات تشت مل على أ صول من أ صول الف قه ..وهكذا دوال يك ..ح ت طلوع
الش مس ..ل إله إل ال ..ك يف ي د ر جل أو شاب م ن هم من أ هل ال صلح أ نس الياة
بغيهنا ..وقند هُيئت لمن السنباب ..ولول أن ال تعال قال { َولَ تََتمَّن ْواْ مَا َفضّلَ اللّهُنبِهِن
بَ ْعضَكُمْ َعلَى بَعْضٍ } النساء 32
- 2هذه الرسالة من إحدى الخوات وقد كتبت العنوان بـ :هكذا وجدت ( العلم ).
لتمنيت أن أكون شابا لجالس أهل العلم وآنس بصحبتهم ..
ل أكتم كم سرا إذا قلت ل كم أ نه ينتاب ن ف كث ي من الحيان أثناء مُدار ست لب عض
الفنون كأن روحني ترفرف إل السنماء ..أي وال وبل مبالغنة ..ول أدري لاذا ..حتن
ربطت ذلك يوما بقوله صلى ال عليه وسلم " إن اللئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا
با يصنع "
فقلت ف نفسي هل أكون كأهل العلم ..هل أكون كأهل العلم وطلبته ف ذلك ..لعل
ذلك يكون ولو بحبة العلم والرغبة ف تصيله وإن ل أبلغ مدهم ول نصيبهم ..
وال إن ل ما يقارب خسة أشهر أو تزيد وأنا أشتهي الروج مع أهلي للنهة السبوعية
للمزر عة أو الب ،فأننا أحنب تأمنل الشجار والثمار ومياه السنواقي ..ول كن لن ذلك اليوم
يتوا فق مع و قف در سي عل مي أحضره ل أ ستطع ذلك بل ل أو ثر على هذا الدرس شيئا ..
ومع أن أهلي قد يرجون مرة أخرى ف اليوم الذي يليه لكن ل أستطيع الروج لناء بعض
العمال حت ل يؤثر تركها علي مراجعة العلم وكتابته ف بقية السبوع .
لقند ك نت أقرأ قصنة ذلك الر جل الذي يقول :بقينت سني أشتري الري سة ول أقدر
عليها لن وقت بيعها ف وقت ساع الدرس ..لقد كنت أقرأ هذه العبارة مردة حت تقق ل
ذلك على أرض الواقع بنة من ال وفضل ..
بل وال ل قد فقدت يوما ملدا من الجلدات و قد نفدت هذه الن سخة من الكتبات ..
فاغتممت لذلك غما كثيا ..حت أشفقت علي أخوات ..لا أصابن فأخذن يبحثن معي عنه
فلم أستفد ف ذلك اليوم ..فلما وجدته بمد ال سجدت ل تعال مباشرة ..
إنن ل أستطيع مفارقة الكتب الجلدة ..ل ف حضر ول ف سفر ..فكنا إذا أردنا سفرا
سألن الهل عن حقيبت ..لنا تتاج إل مكان أوسع ..فكل التاع بعدها أهون كما يقول
أهلي ذلك !!
وكنت بمد ال تعال ل أحل فيها شي من حطام الدنيا إل ما ندر ولكنها لكتب الت ل
أستطيع أن أفارقها ..
وذات يوم أراد الهل الروج ..فدخل علي أخي بعد أن أحس أن ف البيت أحدا من
أفراد العائلة ..ف مر على مكتب ت كالعادة ؟! فوجد ن جال سة قد آن ست الك تب وحش ت ..
فقال :فلنة ألن ترجي معنا كالعادة ..فقلت نعم ..
فقال و هو يقلب نظره ف مكتب ت ي نة وي سرة فقال ل فل نة ..قلت ن عم ..قال :أن تِ
تعيشي ف عال آخر ..فقلت أجل ..أجل ..أخي إن العلم أنيس ف وحشة ..وصديق ف
الغربة ..وفوق ذلك فيه رضا الرحن وهو طريق دخول النان ..
أجل ..سعادت ف مكتبت ومع كتب ..وال إن هذه السعادة تضيق إذا فارقتهما حت
أرجع إليها ..
لست وال مبالغة لكنها القيقة ..أكتب لكم ذلك لعل ف قصت تكون العظة والعبة
لن ضيعوا أوقاتم وأقبلوا على قراءة كل شي إل قراءة كتب أهل العلم ..أسأل ال أن يسن
ل ولكم الاتة ..
تعليق :
هل سعتم بأ سية للعلم كهذه ..ل قد ذكرت ن وال هذه الفتاة بإقبال ا على العلم بأ ساء
ب نت أ سد الفرات ..وراب عة ب نت ممود ال صفهانية ..وزلي خة ب نت إ ساعيل الشاف عي ..
وغيهن ما يضيق القام عن حصرهن ..
إنا رسالة لتلك الفتاة الت عكفت على قراءة القصص الابطة ..والجلت الفاسدة ..
فشتان بي من تعكف على قال ال وقال رسوله صلى ال عليه وسلم ومن تعكف على قال
الشيطان وأعوانه وجنوده !! نسأل ال السلمة والعافية ..
6
وف الليل لن شأن آخر
يدثن أحد الخوة من طلب العلم يقول :كان لدي مموعة من الخوات الكريات ..
أقوم بتدريسهن بعض التون العلمية ف مركز من الراكز النسائية ..
يقول :أقدم أ حد الشباب الخيار لطبة واحدة من هن ..وف ليلة زواجها ..بل وب عد
صلة العشاء ..وبينما أنا ف مكتبت ..وإذا با تتصل علي ..فقلت ف نفسي :خيا إن شاء
ال تعال ..
وإذا با تسأل عن حديث النب صلى ال عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة أن النب عليه
ال صلة وال سلم قال " ر حم ال رجلً قام من الل يل ف صلّى فأي قظ امرأ ته فإن أ ب ن ضح ف
وجه ها الاء ور حم ال امرأة قا مت من الل يل ف صلّت فأيق ظت زوج ها فإن أ ب نض حت ف
وجهه الاء " ..
أتدرون لاذا تسأل ؟ ..هي تسأل هل من الستحسن أن أقوم بأمر زوجي بصلة الليل
ولو كانت أول ليلة معه ..
يقول هذا الخ :فأجبتها با فتح ال علي ..
فقلت ف نفسي :سبحان ال تسأل عن قيام الليل ف هذه الليلة وعن إيقاظ زوجها ..
ومن رجالنا من ل يشهد صلة الفجر ف ليلة الزفاف ! ..ول أملك وال دمعة سقطت من
عين فرحا بذا الوقف الذي إذا دلّ على شيء فإنا يدل على الي الؤصل ف أعماق نسائنا
..
حت يقول :كنت أظن أن النساء جيعا ههن ف تلك الليلة زينتهن ول غي ..
وأحد ال تعال أن ال خيّب ظن ف ذلك وأران ف أمت من نساءنا من هتها ف الي
عالية ..
وهذه والدة إحدى الفتيات تقول :
ابنت عمرها سبعة عشر فقط ،ليست ف مرحلة الشباب فقط لكنها مع ذلك ف مرحلة
الراهقة ..حبيبها الليل كما تقول والدتا ..تقوم إذا ج نّ الليل ..ل تدع ذلك ل شتاء ول
صيفا ..طال الليل أم قصر ..تبكي ..لطالا سعت خرير الاء على أثر وضوءها ..ل أفقد
ذلك ليلة واحدة ..و هي مع ذلك تقوم ف كل ليلة بزأ ين من القرآن ..بل قد عاهدت
نفسها على ذلك إن ل تزد فهي ل تنقص ..إنا تتم القرآن ف الشهر مرتي ف صلة الليل
فقط ..كنت أرأف لالا -كما تقول والدتا -لكنن وجدت أن أنسها وسعادتا إنا هو
بقيام الليل ..فدعوت ال لا أن يثبتها على قولا الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة وأن يسن
لنا ولا الاتة ..
تعليق :
يا أيت ها الفتاة ..دون كِ هذه الفتاة ..عمر ها سبعة ع شر عاما وتقوم الل يل ..لاذا ؟!
لقراءة كتاب ال ..للصننلة ..لسننؤال ال سننبحانه وتعال ..للتهجنند ..للدعاء ..
أفل تكون ل كِ قدوة أيت ها الفتاة ال ت طالا قم تِ الل يل ..ل كن لي شي ..إن كِ تقوم ي مع
بالغ ال سف لحادثة الشباب ومعاكستهم ..فهل أيتها البار كة ..لق تِ بركب ال صالات
..واقتديتِ بذه الفتاة ..
أسأل ال تعال لكِ ذلك ..
7
المة العالية
تشربتُ حب الدعوة إل ال تعال ..هي كالدم تري ف عروقي ..ل أستطيع أن
أتناسى ذلك أو أنساه ..نعم ..أنا امرأة ضعيفة كما أعلم من نفسي ويشي إل كثي من
الناس ..بل أنا امرأة من جنس النساء لكنن كنت أعلم أن من أساسيات النجاح ف الدعوة
التوكل على ال ..
كنت أتأمل قول ابن القيم رحه ال تعال ..وهو يتكلم عن أرفع مقامات التوكل
حيث يقول :
أرفع مقامات التوكل :التوكل على ال ف الدعوة إل ال سبحانه وتعال ..وهو
توكل النبياء والصالي ومن سار على نجهم من الدعاة والصلحي ..
فقلت ف نفسي :حسب ال ونعم الوكيل ..
ع الّنخْلَةِ
جذْ ِ
كنت أتأمل أمر ال تعال لري عليها السلم ف قوله تعال {وَهُزّي ِإلَيْكِ ِب ِ
ك رُطَبا جَنِيّا }مري 25
ُتسَاِقطْ عَلَْي ِ
فقلت ف نفسي :سبحان ال كيف لري عليها السلم ..وهي الرأة الضعيفة كحال
..بل هي منهكة ف أضعف أحوالا ف حالة ماض ل تستطيع الراك ..يأمرها ال تعال أن
تز النخلة ..وهي قلقة مضطربة ..وتز النخلة ..
سبحان ال ..النخلة الت هي من أصلب الشجار وجذوعها ..من أقوى الخشاب
..ومع ذلك جاءها المر اللي بأن تز النخلة اتاذا للسباب ..فتأت النتيجة وهي تساقط
الرطب ..
حينها علمت أن علي فعل السباب والتوكل على ال ..والذي هيأ لري عليها السلم
أن يتساقط عليها ذلك الرطب ..فسيهيئ ال ل ثرة دعوت إن شاء ال ..ولعل ال سبحانه
وتعال بكمته وإرادته أراد أن يتحن صبي ف ذلك ..ليتحول هذا المر من واقع نظري إل
واقع عملي ..
تزوجت بمد ال تعال ..وانتقلت مع زوجي إل عمله خارج الملكة ..وحلت
معي هم الدعوة ف أول أيامي هناك ..
مع ظروف الياة الزوجية ..وغربة الهل والديار وفقد الوالدين والرحم ..انقلبت
حيات رأسا على عقب ..فتذكرت حينها غربة إبراهيم ف قومه ..ويوسف ف السجن ..
وممد عليه الصلة والسلم وهو يهاجر من مكة إل الدينة ..
وما زاد الطي بلة أن زوجي قد حكم علي أل أخرج من النل ..فعرضت عليه أن
أجع نساء الي ف منل ..فوافق مشكورا على ذلك ..فاتصلت عليهن فجمعت النساء ف
منل وقد كنا من الاليات السلمة ..كان العدد ل يتجاوز الربع ..استضفتهن ف بيت ..
مع الفاوة والتكري ..ووال الذي ل إله إل هو ما أردت من خلل ذلك إل للدعوة إل ال
تعال ..
اقترحت عليهن بعد اجتماعي أو ثلثة ..أن نتلو شيئا من كتاب ال تعال ..وافقن
على ذلك ..ويتبع ذلك إلقاء درس تربوي ..زاد العدد بمد ال تعال على مراحل ..حت
استقر على أربعي امرأة ..
حان وقت العودة إل بلدي ..وقد كنت قبل ذلك أبذل غاية جهدي ف تعليمهن
وتربيتهن بمد ال سبحانه وتعال ..ووال الذي ل إله إل هو لا حان وقت العودة إل بلدي
ل آسى على شي ف ذلك البلد الذي يعج بالفضائح والنكرات إل على هذا الدرس ..
ودعتهن على أمل العودة ..حت ل يتفككن وتضعف هتهن ..وقد كنت أعلم أن لن أعود
..
عينت واحدة من الخوات على هذا الدرس ..فكانت تُسمّع لن ما يطلب حفظه ..
وأكون وأنا ف بلدي قد أعددت الدرس ث أرسله بالفاكس ..لتقوم هذه الخت بقراءته على
الخوات ..مع قيامي بالتصال عليهن بي الفينة والخرى ..لطمئن على حفظهن ..وإن
كان هذا قد كلفن بعض العباء الالية ولكن ذلك يهون ف سبيل الدعوة إل ال تعال ..
وقد مكثت على هذه الال بمد ال تعال ما يقرب من سنتي ..أحل لذا الدرس ها
عظيما ..وأنا أتصور حال أولئك النسوة وما يعشن فيه من فتنة ل يعلمها إل ال سبحانه
وتعال ..
وما زاد هي وغمي أن الخت القائمة عليهن هناك اعتذرت على الواصلة لظروفها ..
فأصابن وال من الم ما ال به عليم ..ولكن ال تعال قريب من دعاه ..لأت إل ال تعال
أن يقيّض ل سببا كما قيّضه لري عليها السلم ..
حت جاء الفرج من ال تعال بافتتاح مركز إسلمي ف ذلك البلد ..ولاجة هذا
الركز إل نساء اتصلت علي القائمة على الركز وهي من الخوات الفاضلت تطلب من
ضمهن إل الركز ..فكان كذلك بمد ال تعال ..
وهكذا انتقل الدرس ..من درس ف بيت إل منهج ف مركز ..وما زال إل الن
بمد ال تعال يسي من حسن إل أحسن ..بل ما زلت بمد ال على اتصال بن حت هذه
اللحظة ..
من هنا يتضح أن من يبتعد عن الدعوة ..ويتخاذل عن التقدي والعمل للدعوة ..
ويُبعد نفسه حت من صفوف الستقيمي الصلحي ..إنا ذلك هو عجز وخور ..وضعف
وتواضع مصطنع ..
فالدين لن خدم الدين ..فعلى الرء أن يسعى إل الي جهده وليس على الرء أن تتم
القاصد ..
منا النداء وعلى ال البلغ وعلى الديك الصياح وليس عليه أن يطلع الصباح !!
وهو أول وآخرا كما تقول الخت تشبها بالدعاة والصلحي عسى ال أن يعلنا منهم
" ومن تشبه بقوم فهو منهم "
8
الكلومة
أنا ل أفقد ولدا أو زوجا قريبا أبكي عليه ..وليت المر كان كذلك لكان المر
أهون ..أنا فتاة ل أتزوج بعد ..ف ريعان شباب ..لست أدري من أين أبدأ ..وإل أي حد
أنتهي ..
الكلمات تتصارع ف ثغري ..والدموع تنسال على خدي ..لتخبكم بقيقة طالا
حبستها بي أنياط قلب ..لقد عشت حياة النسيابية ..لست باجة إل تفاصيل هذه الياة
فقد سعتم بذلك كثيا ..
هي حياة تبدأ بالجلت الابطة ..وتنهت بالعاكسات الاتفية ..وما يتبع ذلك أعرف
أن ذلك ليس هو الطلوب من إيراد هذه القصة ..ولكن سأحدثكم عن توبت ..وهي جانب
مشرق من الوانب الشرقة ف حياة الرأة السلمة ..كيف ل وباب التوبة مفتوح ..وليس
العجب من التوبة ولكن الانب الشرق ف هذا هو حرقة الذنب الذي وجدته ف صدري ..
حت زلزل ذلك كيان ..نعم أقول ذلك وهي كلمات عابرة ..لكنها بقلب جروح نازفة ..
لقد وال هجرتن السعادة ..وظلت تعاتبن المانة ..حت ضاقت ب الرض با
رحبت ..فصارت كوابيس الحلم تددن ..لقد كنت أقرأ قول اله تعال {وَعَلَى الثّلَثَةِ
سهُمْ وَظَنّواْ أَن لّ
اّلذِينَ ُخلّفُواْ حَتّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَْي ِه ُم الَ ْرضُ ِبمَا رَحَُبتْ َوضَاَقتْ عَلَْي ِهمْ أَن ُف ُ
مَ ْلجَأَ مِنَ اللّهِ ِإلّ ِإلَيْهِ ُثمّ تَابَ عَلَْي ِهمْ لِيَتُوبُواْ إِنّ اللّهَ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيمُ } التوبة ..118
قرأتا وال حينما منّ ال علي بالداية ..ووال الذي ل إله إل هو كأنن أقرأ هذه الية
ف أول مرة ..لطالا قرأت قصة الغامدية ..فكنت أقول ف نفسي من الذي دفعها لتقدي
نفسها فداء !! ..
وبعد أن من ال علي بالتوبة عرفت لا فعلت ذلك ..ووال الذي ل إله إل هو لطالا
تينت إقامة الد ليتاح ضميي ..أنا بمد ال تعال ل أصل إل حد الزنا بل ول رآن من
أحدثه ..لكن هذا الذنب بفرده قطّع نياط قلب ..أحد ال تعال لقد حلتن حرقت على
الذنب أن استبدلت تصدير وتميل الرسائل الغرامية ف جوف الليل ..إل تميل وجهي
بدموع التوبة ..
ما أروع هذه الدموع من دموع ..وما أجلها من عبات ..لقد غسلت فيها هوم
حيات ..وآثار الذنوب والعاصي ..حت تبدلت بنور الطاعة ..ولذة الداية ..
أنا الن داعية إل ال تعال بلسان وقلمي ..يرقن الذنب إل أن يعلن أسطر حروف
النكسار ف لسان وقلمي ..بعد أن كنت أمل الصحف والجلت بكتابات ساخطة ..
أصبحت بعد ذلك أتدّى كل من يعزف على أوتار الكتابة لتحرير الرأة السلمة ..وسأظل
ف صراع معهم حت ينصر ال السلم والسلمي ..وأخيا ل أستطيع أن أصف لكم واحة
الراحة ف قلب ولكن يكفي أن أقول لكم إن ولدت من جديد ..
أختكم :التائبة
9
الاتة السنة
تعليق :
رحكِ ال أيتها الرأة وأسكنكِ فسيح جناتك ..وهنيئا ث هنيئا لك هذه الاتة السنة
..فأين هذه من تلك الت تردد الغان الساقطة ف سكرات موتا ؟!
10
حكايت مع الصدقة
كنت أرى زمن الاديات قد طغى فتملكن اليأس ،حت جاءتن هذه القصة فانبعث
ف المل ،روعة هذه القصة ف بساطتها ،ل تظن أن صاحبة هذه القصة تلك الليي ،
كل ،جال هذه القصة بإيثار هذه الفتاة ،وال لقد تذكرت وأنا أقرأ هذه القصة ،موقف
عائ شة أم الؤمن ي ر ضي ال تعال عن ها ،حين ما أنف قت ف يوم وا حد ألف در هم و هي
صائمة ،فقالت ل ا خادمت ها :لو أبقي تِ ل نا ما نف طر به اليوم ،فقالت عائ شة ر ضي ال
تعال عنها " :لو ذكرتن لفعلت " ..ولعلي ل أطيل عليكم لترككم مع قصة هذه الفتاة
حيث تقول :
اسعون ول تعجبوا ،فلي مع الصدقة شأ ٌن عجيب ،إنن أعيش معها حياة الراحة
واللذة وال سعادة ،كم أحب ها ،ل أعلم شيئا يأ نس الن سان بتفري قه إل ال صدقة ،فأن سنا
مع شر الناس ف ال مع ل التفر يق لكن ن مع ال صدقة أ جد ال مر بلف ذلك ،أ نا ل ستُ
ب صاحبة أر صدة ف البنوك ،وأ سرت لي ست بذات الثراء ،ح ت ت سد حاج ت ،ن عم ،أ نا
طالبة ف الكلية ،قد تتعجبون لتقول بعد هذه القدمة ،من أين لكِ الال ؟!
لقول ل كم :إن ا مكافأة الكل ية على قلت ها ،فأ نا باجة إل ما تتا جه كل فتاة من
ملبمس ،ومذكرات ومصمروف يوممي ،وغيم ذلك ممن متطلبات الفتاة ،إل أن حمب
لل صدقة ن ر كل رغبات الياة ،ن عم ف نا ية كل ش هر أنت ظر هذه الكافأة على أ حر من
المر ،لدي قائمة لساء بعض السر الفقية ،أقتسم أنا وإياهم هذه الكافأة ،نعم ،وال
ل قد كن تُ أقت في أخبار اليتا مى وال ساكي ،ك ما يقت في العطشان أ ثر الاء ،والذي نفوس
اللئق بيده ،إن ن ل أملك نف سي إذا جاء ن م سكي ي د يده ،أش عر حين ها باضطراب
حت أسد خلته ،لقد استلفتُ ف يوم من اليام مبلغا من الال ،لسدد أجار منل أسرة
فقية ،وما كنت أعلم أن ورائي سوى هذه الكافأة ،ف يوم من اليام جاءتن مسكينة تد
يدها ،فلم أجد ما أعطيها إياه ،ضاقت علي الرض با رحبت ،لأ تُ إل رب قائلة :يا
ال ،قلب تُ نظري ف سية القدوة وال سوة م مد بن ع بد ال على أف ضل ال صلة وأ ت
التسليم ،فإذا ف سيته أنه كان إذا عرض له متاج آثره على نفسه ،تارةً بطعامه ،وتارةً
ت ثوبا متواضعا كن تً قد قم تً بتجهيزه
بلبا سه ،وحين ما و صلتً إل هذا ال د ،تذكر ً
لزواجِ أخي ،فسارعت إل بيعه ث قمتُ بدفع ثنه كامل لذه السائلة ،كنتُ أعلم أن من
سيته عليه الصلة والسلم ،أنه ربا نزع رداءه وتصدق به ،تني تُ حينها أن لو كن تُ
ارتدي تُ هذا الثوب ،لنزعمه لذه ال سكينة ح ت تكت مل صورة القتداء ،عمد تُ ب عد
ذالك إل ثو بٍ من ثيا ب ال سابقة ،ولب سته ف زواج أ خي ،وكن تُ أن ظر إل الفتيا تِ ف
بثوبم ممن هذه الثياب ،ل لرتديمه ،ولكمن ،حتم أبيعمه
ٍ لوظفرتم
ِ الفمل وأقول :آه
وأت صدق بثم نه ،ل قد كن تُ أ ستلم م صروف اليو مي من والدي ،ث أختلس لقيمات من
إفطار البيت وآكلها ،ث أتصدق بصروف ،ول أذكر أنن تلفتُ عن ذالك يوما واحدا ،
أقسمُ لكم بال أن أجدُ لذةٍ لذالك ل تعادلا لذّة ..
جربوا هذا الطريق حينها ستجدون سعادةً هي أعظم من سعادة كثرة الال ...
تعليق :
بارك ال ف مال كِ أيت ها الفتاة ال صالة ،وأخلف علي كِ ما أنفق تِ ،وإن ن أذ كر
نفسي وإخوان بديث الصطفى عليه الصلة والسلم الذي يقول فيه ( :ما من يو ٍم يصبح
ط منفقا خلفا ،ويقول الخر :اللهم
به العباد إل وملكانِ ينلن فيقول أحدها :اللهم أع ِ
أعطِ مسكا تلفا ) رواه البخاري من حديث أب هريرة رضي ال تعال عنه ...
11
ففيهما فجاهد
رأى ابن عمر رضي ال عنهما رجلً قد حل أمه على رقبته ،وهو يطوف با حول
الكعبة ،فقال :يا ابن عمر أتران جازيتها ؟! قال :ول بطلقةٍ واحدةٍ من طلقاتا ،ولكن
قد أحسنت وال يثيبكَ على القليلِ كثيا ...ليس بكثيٍ بر الولد بوالديه ،ولكننا ف زمنٍ
قلّ فيه الوفاء ،فكم وكم نسمع من تنكر لكثي من البناء لوالديهم ،ولكن قصة فتاتنا
هذه تعيدُ ل نا ال مل ،و ف ال مة خيٌ كثيٌ ب مد ال تعال ،هي ق صة فتاة تع يش مع عائلةٍ
قوامها الم والب والخ وثلث بنات هي إحداهن ،تزوجت البنات الثلث ،ولكن بعد
فترة طلقت واحدة منهن ،ولعلّ ال تعال أراد با خيا ،قدّر ال بعد ذلك وفاة الخ ،ث
تبعه الب ،ول يبقى ف البي تِ سوى الم وهذه البنت الطلقة ،هنا يبدأ المتحان ،تقدم
رجل لطبة هذه الفتاة ،فوافقت بشر طِ أن تبقى مع أمها ،وأن يأتيها ف يومها ف بي تِ
والدت ا ،واف قَ على ذلك و ت الزواج ،فقا مت هذه الب نت على خد مة والدت ا ،من تيئة
الطعام والشراب وغسميل ملبسمها ،ومما يتبمع ذلك ،كانمت تقول :أجمد لذة وأنسما
و سعادةً ف ذلك ،ك يف ل وطعا مي ضرع ها ،وبي ت حجر ها ،ومر كب ف صباي يدا ها
و صدرها وظهر ها ،أحاطت ن ورعت ن ،كا نت توع لش بع ،وت سهر لنام ،كا نت ب
ط عن الذى ،أول من عرف تُ هو اسها ،كن تُ أحسبُ
رحيمة ،وب شفيقة ،كانت تي ُ
كل الي عند ها ،وك نت أ ظن أن ال شر ل ي صل إل إذا ضمتن إل صدرها ،أو لظت ن
بعينها ،يا إلي ،هل أقدر بعد ذالك على رد دينها ؟!
كن تُ أقول ف نفسي :آ هٍ لق ساة القلوب الذين تنكروا لبائ هم وأمهات م ،كبت
فكنتم آتيهما بسمجادتا ،
ُ والدتم كمما تقول هذه الفتاة ،وكانمت ل تعرف الوقات ،
وأخب ها بدخول الو قت ،ث أجلس أر قب صلتا ل صحح ل ا أخطاء ها ح ت تنت هي ،
أصبحت أمي بعد ذالك ل تقدر على الركة ،فكنت أحلها وأقوم بتنظيفها وإزالة الذى
عن ها ،بعد ما أ صبحت ل ت سك البول والغائط ،أفعلُ كل ذالك ب مد ال تعال بنف سٍ
راضي ٍة مطمئنة ،مع معانات للم الملِ وأوجاعه ،كنت أقول ف نفسي :هو دي نٌ أقوم
بسداده ،وكنت أشتري لا ما تتاجه عن طريق رجلٍ ث أقوم بعد ذالك بسداده مت ما
توفر الال ،فالال ل يعلمها إل ال تعال ،دامت أمي على هذه الال سبع سنوات حت
توفا ها ال تعال ،قا مت أختاي لخرا جي من النل لبي عه ،ول كن ال تعال سخر ل هذا
الرجل ،فاشترى ل مسكنا ،وقد رزق تُ منه بابني أحد ال تعال على أن رزقن برها ،
فقمد تفوقما فم دراسمتهما ،والتحقما بلق تفيمظ القرآن الكريم ،فهمما ممن الشباب
ال صالي ،وأ صبحا يتناوبان على الذهاب ب إل ب يت ال الرام ،وفوق ذالك ،رزق ن
ال تعال مبة الناس ،وأحسبُ أن ذالك من بركة بري بوالدت .
فهل سعتم بقصت يا من تنكرت لفضلِ والديكم ؟! كن تُ وال الذي ل إله إل هو
أرى النة تت قدميها ،ما كن تُ أرى ل بكبي عملٍ أطمع بسببه دخول النة غي هذا ،
مع أنن بمد ال تعال ،فتاة ملتزمة ،ولا ل ؟! أليست النة تت أقدام المهات ،كما
أ خب بذالك ال صادق ال صدوق عل يه ال صلة وال سلم ،ن عم ،ل قد بك يت وال بكاءً مرا
حال وفاتا ،ليس جزعا من قضاء ال وقدره ،ولكن كنتُ أتأمل قصة الارث الكلب لا
بكى ف جنازة أمه ،فقيل له تبكي ؟ قال :ولَ ل أبكي وقد أغلق عن بابا من أبواب النة
"
إن ن أبعث ها ل كم ر سالة أي ها البناء :بروا آباء كم وأمهات كم ،و ستجدون ال نس
والسعادة الت وجدتا ،ولكنن فقدتا بوفاة والدت رحها ال تعال ،والت أرى أنا آخر
معقلٍ من معاقل السعادة فقد هوى من بي يدي ،ما أسعدكم يا من تعيشون بي ظهران
والديكم ،وأنتم بم بررة ،وما أقساكم يا من تلكون القصور والدور وآبائكم وأمهاتكم
ف دور العجزة يأوون وي سكنون ،آ هٍ لو أ ستطيع أن أظ فر بأ حد هؤلء ،الذ ين يقطنون
دور العجزة لستجلب سعادة طارت من بي يدي .
يا قوم :ما أحسبُ أنه فاتن من بر والدي إل ما كان من حجر ابن الجب يصنع
مع أ مه ،ف قد كان يل مس فراش أ مه بيده فيت هم غل ظَ يده ،فيتقلب عل يه على ظهره فإذا
أمن أن يكون عليه شيء أضجعها ،كنتُ أتن لو قرأتُ هذا قبل وفاة أمي ،لصنعت ذلك
معها ولكن عزائي أنن ما زل تُ بوالدي بارة ،حت بعد وفاتما ،فأنا أدع لما وأتصدق
عنهما ،وأصلُ أحبابما وعسى ال أن يعفو عن .
تعليق :
ما أجل صنيعكِ أيتها الفتاة ،وإن لذكر قصتك لرسلها رسالة مطلب للقيام بق
الوالد ين و هي ر سالة ع تب ل ن ق صروا ف حقوق الباء والمهات ،ولنقول ل م على إ ثر
ذالك :الدين مردود ،وإنكَ ل تن من الشوك العنب ...
12
هذه هي الصابرة
الكلم عن ال صب يط يب ،ك يف ل و هو يبي ل نا من خلله معادن النا سِ ،وقوة
إيانم ،وصبهم ورضاهم با قسمه ال وقدره .
ولا رأيتُ الدهر يؤذن صرفه *** بتفريق ما بين وبي البائب
رجعتُ إل نفسي فوطنتها على *** ركوبِ جيل الصب عند النوائب
ومن صحب الدنيا على سوء فعلها *** فأيامه مفوفة بالصائب
فخذ خلسةً من كل يوم تعيشه *** وكن حذرا من كامنات العواقب
وال لو نطق الصب لقال :هذه هي الصابرة ...لطالا وصفت الرأة بالزع واللع ،
ل كن مع اليان ينت قل ذلك إل صبٍ ور ضا ،امرأت نا هذه ،ل ا مع ال صبِ شأن عج يب ،
تقول إحدى الخوات فم رسمالتها :همي قصمة لمرأة وقفمت على فصمولا ،هذه الرأة
تزو جت ،وانتظرت أك ثر من عشر ين عاما ،تنت ظر على إ ثر ذلك ريانةً لقلب ها ،تنت ظر
مولودا يشنف سعها بلفظ المومة ،ولكن ،ل يقدر ال تعال لا من ذلك الزوج أولدا ،
طلبت النفصال عن هذا الزوج ، ،مع حبها الشديد له ،لكن عاطفة المومة لديها سيالة
،انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ،فوهبها النعم التفضل بعد طول مدةٍ مولودا ذكرا
،وفم أثناء حلهما ،طلقهما هذا الرجمل ،فوضعمت حينهما قرة عينهما ،بعمد طول ترقمب
وانتظار ،وحينهما تقدم لام الكثيم ممن الطاب ،ولكنهما رفضتهمم جيعا لتربم ولدهما ،
عكفت على تربيته ،لقد علقت فيه آمالا ،ورأت فيه بجة الدنيا وزينتها ،انصرفت إل
خدمته ف ليلها ونارها ،غذته بصحتها ،ونته بزالا ،وقوته بضعفها ،كانت تاف عليه
من رقة النسيم ،وطني الذباب ،كانت تؤثره على نف سها بالغذاء والراحة ،أصبح هذا
الولد قلب ها النا بض ،تع يش م عه وتأ كل م عه ،وتشرب م عه ،تؤن سه ،تاز حه ،تنتظره
وتودعه ،حي يذهب ف الجالس وبي القارب يلوا لا الديث بطرائفه ونوادره ،تب
البشائر والعطيات ل كل من يبشر ها بنجا حه أو قدو مه من سفره ،ول ا ل و هو وحيد ها
وثرة فؤادها .
تعمد اليام والشهور لترى فلذة كبدهما يكمب رويدا رويدا ..كمب ذالك الطفمل ،
وأ صبح شابا ياف عا ،وا ستوى عوده ،واش تد عظ مه ،كا نت ت قف أما مه مزهوة شام ة ،
كا نت تا هد على إعانته على الطاعة ،ك يف ل ،و هي ك ما تقول ال خت :عر فت م نذ
الصغر بطول قيامها وتجدها ،ل تدخل ملسا إل وتذكر ال وتنهى فيه عن فحش القول
أو البذاءة ،وهي مع ذلك من أهل الصلة والصدقة ،لطالا تاقت نفسها أن تسمع صوت
وحيدها يؤم الصلي ف السجد الرام ،لكم تنت أن يعل ال له شأن يعز به دينه ،لقد
كا نت كثيا ما تتلي بنف سها ف أوقات الجابة تدعو رب ا ،و كم كان ا سه ي سيطر على
دعائها .
ل تنامُ إل بعد أن ينام ،ث تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ،وتصلح حاله
،تفعل ذلك ف الليلة الواحدة أكثر من مرة .
ال أكب ،مبلغ النانِ ومنتهاه ! أحسبُ أنكم تقولون كفى ،فقد أبلغتِ ف الوصف
والثناء ،لستِ وال ببالغة ،فهذه حالا مع ولدها .
عزمت على تزويه ،لترى ولده وحفيدها ،بدأت تبحث له عن عروس ،ث سعت
إل تق سيم منل ا إل ق سمي ،العلوي له ،وال سفلي ل ا ،دخلت عل يه ف يوم من اليام
كالعادة ،نادته ل يرد عليها ،خفق قلبها ،رفعت يده فسقطت من يدها ،هزته بقوة ،ل
يتحرك ،بادرت بالتصمال على قريمب لام ،حضمر على عجمل ،فحمله إل السمتشفى ،
أحست أن ف المر شيئا ،لكنها على أمل ،فماذا عملت ،لقد كان من أمرها عجبا !!
توضأت ث يمت شطر سجادتا ،وسألت ربا أن يتار لا الية الباركة ،وصلت ،وبعد
سويعات ،وإذا وحيدها قد مات ،نعم ،بعد أربعي سنة ،عشرون سنة ترقبه ،وأخرى
مثلها تربيه ،ضاع ذالك ف لظة واحدة ،وما كان منها حينما بلغها الب ،إل أن قالت
:وحيدي مات ،ث ا سترجعت ،ث رددت كثيا :ال مد ل ،ال مد ل ،ال مد ل، ..
تقولا بثبات وصب ،ل تندب ول تصرخ ،ول تشق جيبا أو تلطم خدا .
هذه هي ثرة اليان تظ هر ف أ شد الوا قف وأ صعبها وأحلك ها ،كان و قع ال صدمة
شديدا على كل من عرف ،بعض قريباتا يبكي أمامها ليس لفقد الولد ،ولكن رأفةً بالا
،كا نت تنها هن بزم وهدوء ،وتقول بلهجت ها :ما هذا البال ،ر ب أعطا ن إياه ،أ نا
راضية والمد ل أنا ل تكن ف دين .
ل أكمب ،لقمد ضربمت أروع المثلة فم الصمب والرضما ،إل أن بعمض النفوس
الضعي فة ،من الل ت يهلن الت سليم والر ضا بالقدر ،ل ي ستوعب موقف ها ،ف من قائلة :
لعل ها أ صيبت بالة نف سية ،و من قائلةٍ :هي ذاهلة ول ت ستوعب بعدُ وفا ته ،و ف تلك
الليلة الت مات فيها فلذة كبدها ،حان وقت طعام العشاء ،فكان من أمرها عجبا ،امتنع
الكثي عن تناوله ،أما هي فقد مدت يدها إل الطعام وهي تقول :وال ليس ل رغبة فيه ،
ولكن مددتُ يدي رضا بقضاء ال وقدره .
ال أكب ،ما أعظم موقفها ،لقد كانت تشعر بالرقة ،لكن على سجادتا بي يدي
رب ا تناج يه وتد عو لوليد ها ،ن عم ،فقدت فلذة كبد ها ،لكن ها ف الو قت نف سه الؤم نة
الراضية ،لقد حول صبها ورضاها مع حسن ظنها بال تعال حول هذه الحنة إل منحة ،
حينها يكون لا حسن العقب ف الدارين بإذن ال "
تعليق :
أما أنا فأرد تُ أن أعلق على مو قف هذه الصابرة فأعيتن اليلة ،فترك تُ لكم هذه
القصة على سجيتها ،لتتأملوها وتستلهموا منها العبة والعظة ...
13
أترجة البيت
ورد ف حد يث أ ب مو سى الشعري ر ضي ال تعال ع نه ،أن ال نب صلى ال عل يه
وعلى آله وسملم قال ( :الؤممن الذي يقرأ القرآن ويعممل بمه كالترجمة ،طعمهما طيمب
وريها طيب ،والؤمن الذي ل يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ول ريح لا ،
وم ثل النا فق الذي يقرأ القرآن كالريا نة ري ها ط يب وطعم ها مر ،وم ثل النا فق الذي ل
يقرأ القرآن كالنظلة ل يس ل ا ر يح و طعم ها مر ) رواه البخاري وم سلم ..أل ما أروع
الفتاة حي تكون مع القرآن قراء ًة وتدبرا وعمل !! أترجة البيت ...هذه لا مع القرآن
شأن عجيب .
لنقرأ سويا رسالتها والت توجهها إل الفتيات وقد عنونت لا بقولا ( :أتريدين لؤلؤا
..اغطسمي فم البحمر ) تقول هذه الخمت :اسمتعذبت يوما الديمث عمن كتاب ال
فجلست أقطف زهيات لا رحيق ،قصصا أستنشقها ،ولهديها لن تاقت نفسها لفظ
كتاب ال تعال ،وتعل مه والشتغال به ،ن عم وال ،ا ستعذبت حديثا ع من فا قت عذو بة
ألفا ظه وبد يع نظ مه ،امرأَ الق يس إذا ر كب ،وزهيا إذا ر غب ،والع شى إذا طرب ،
والنابغة إذا رهب ،تدور نفسكِ مع وعدٍ ووعيد ،وتويف وتديد ،وتذيب وتأديب ،
بمل وإخبارٍ بغيمب ،حِكَم بالغمة وقصمص واعظمة ،إذا لح لكِم زخرف الدنيما الفانم ،
ْسمنُ َمقِيلً }
ّسمَتقَرّا وَأَح َ
َصمحَابُ اْلجَّنةِ يَ ْومَِئذٍ خَ ْيرٌ م ْ
تأتيكم {أ ْ
ِ ونعيمهما الباق الادع ،
الفرقان . 24
إذا أوذي تِ ف سبيل ال تراءت ل كِ {ال * أَحَ سِبَ النّا سُ أَن يُ ْترَكُوا أَن َيقُولُوا آمَنّ ا
وَ ُهمْ لَا ُيفْتَنُونَ }العنكبوت 2
يسمرح ذهنكِم إل عهمد الصمحابة والنمب صملى ال عليمه وعلى آله وسملم معهمم ،
فتت صورين حال م وكأن كِ تنظر ين إلي هم { ،لَ َقدْ رَضِ يَ اللّ هُ عَ ِن الْ ُمؤْمِنِيَ إِ ْذ يُبَايِعُونَ َ
ك تَحْ تَ
الشّ َج َر ِة }الفتح 18
جدُو نَ فِي
{وَاّلذِي نَ تََبوّؤُوا الدّارَ وَالِْإيَا َن مِن قَبْ ِلهِ مْ ُيحِبّو نَ مَ نْ هَا َجرَ إِلَ ْيهِ مْ وَلَا َي ِ
صةٌ }الشر 9
سهِمْ وَلَوْ كَانَ ِب ِهمْ َخصَا َ
صدُورِ ِهمْ حَا َجةً ّممّا أُوتُوا وَيُؤِْثرُو َن عَلَى أَن ُف ِ
ُ
صدَقُوا
بل يطي قلب كِ شوقا لرؤيتهم ،حينها فتأملي قوله تعال {مِ نَ اْلمُ ْؤمِِنيَ رِجَالٌ َ
مَا عَا َهدُوا اللّ َه عَلَيْ هِ َفمِنْهُم مّ ن قَضَى َنحْبَ هُ َومِنْهُم مّ ن يَنَت ِظرُ وَمَا َبدّلُوا تَ ْبدِيلً }الحزاب
23
بل طريق الدعوة والتعليم ،يسليه ويصبه { ،وَا صِْبرْ َنفْ سَكَ مَ عَ اّلذِي نَ َي ْدعُو نَ رَّبهُم
بِاْل َغدَاةِ وَاْل َعشِيّ ُيرِيدُونَ وَ ْج َههُ وَلَا َت ْعدُ عَيْنَا َك عَ ْن ُهمْ ُترِيدُ زِيَنةَ اْلحَيَا ِة الدّنْيَا }الكهف 28
إذا ضجرتِ من أمرِ أولدكِ أو أهلكِ بالصلة وأحسستِ باللل جاءتكِ {وَْأ ُمرْ أَهْ َلكَ
بِالصّلَاةِ وَاصْطَِب ْر عَلَ ْيهَا }طه 132
{وَكَانَ َي ْأمُرُ أَهْ َلهُ بِالصّلَاةِ وَالزّكَاةِ وَكَا َن عِندَ رَّبهِ َمرْضِيّا }مري 55
لعل الديث استعذبكِ فازدد تِ شوقا لقراءته ،بل ،ستزدادين شوقا لفظه ،لكن
ق بل أن تذ هب لتقرئي وتف ظي تعطري ب ا قطف تِ ل كِ من زهيات هي موا قف لقاءا تٍ
وحافظات :
هذه ق صة لحدا هن ،و ف الر كب ر كب كث ي ب مد ال تعال ،هي ق صة لمرأة
متزوجة ،ذات أولد ،أرقها اجتماع عائلتها على القيل والقال وغي ذالك ،ما ل تسلم
منه الجالس الت ني عنها الي وأبعد ،فكرت كثيا كيف تمع شتات هذه القلوب !!
وهل يتار من يريد الي والادي هو ال ،حينها قالت ف نفسها :
وأي شيء أعظم من كتاب ال ،هذا الكتاب الذي جع ال به شتات العرب ،تآخى
الهاجرون والنصار والوس والزرج بسببه ،كتاب يهدي ول يضل ،يمع ول يفرق ،
حينهما عزممت على جعهمن على مائدة القرآن ،وأنعمم بام ممن مائدة ،وفم أول اجتماع
طرحت هذا الوضوع على كبيات المع ،فتحججن بأنن اجتمعن للمؤانسة والحادثة ،
فراجعمت نفسمي ،حينهما عاهدتام على عدم اليأس فكرت كثيا ،فوجدت أن المهات
مبولت على حب من أحسن على صغارهن ،فعرضت عليهن ف الجتماع القادم افتتاح
حلقةٍ لبناتن الصغيات ،رحب بالفكرة ،ليأم نّ على القل إزعاجهن وعبثهن ولو لبعض
الو قت ،جعتهن مع إحضار ب عض الوائز ،حين ها دفعت المهات إل من هن أ كب سنا
لتعليمهن القرآن ،وشيئا فشيئا ،بدأ يكبُ هذا الدرس قم تُ برعايته بمد ال تعال ،كما
تر عى الم وليد ها ،رعي ته طفلً رضي عا ،فشابا ،لك نه لن يش يخ بإذن ال تعال ،م ضى
على هذا الدرس ما يقرب من ثانية أعوام ،نتمع عليه ف السبوع مرة واحدة ،ولعلكم
تتساءلون عن ثرته بعد ذلك ،فإليكم شيئا من ذلك :
أربعون طالبة يدرسن من خلل حلق أربع ت تقسيمهن على مستويات ،حت ليخيل
للرائي والغر يب عن ذلك الجتماع أن ذالك الجتماع مدر سة لتحف يظ القرآن ب مد ال
تعال ،ل ينته المر عند ذالك الد ،بل كان من ثار ذلك بمد ال تعال طالبتان حفظن
من خلل هذه اللقة أربعة عشر جزءا ،وثلث طالبات حفظن تسعة عشر جزءً ،والبقية
الباق ية ما ب ي ثل ثة أجزاء وأرب عة وخ سة ،وك فى ثرة لذا الدرس أن المهات أ صبحن
يترنن بزء وجزأين ف وقتٍ ُكنّ فيه ل يسن الفاتة .
وما زالت هذه الخت بمد ال تعال ترعى هذه النبتة بل وأضافت إل ذالك در سٍ
علمي لدة نصف ساعة من كل أسبوع ف ذالك الجتماع بأحد طلبة العلم من مارمها ،
ومازال الر كب ي سي ت فه عنا ية ال ورعاي ته ،ي سي بثقةٍ واطمئنان ،ف و سط المواج
وقتم تعانم فيمه السمر ممن الشتات والتفرق عمن طريمق الجتماعات ،ل
العاتيمة ،فم ٍ
ع جب ،هو القرآن ،و من غ ي القرآن ي ستطيع أن ي مع تلك القلوب ويؤلف بين ها !!
فنحمد ال على ذالك ونسأله الزيد ..
14
أمهاتنا والقرآن
نشرت ملة الدعوة قصتي لمرأتي كان من أمرها عج بٌ ،الول :لمرأة كانت
ف السابعة والمسي من عمرها ،بدأت بفظ القرآن وعمرها خسون سنة ،فقد ذهبت
كما تقول هذه الباركة إن شاء ال تعال ،لتسجيل بناتا ف دار تفيظ القرآن ،وقد لفت
نظرها نساء كبيات ف السن يدرسن ف هذه الدار ،فقررت اللتحاق بذه الدار ومن ث
بدأت بالفمظ ،والعجيمب أيهما الخوة والخوات أن عندهما فم البيمت كمما تقول هذه
ال خت ثان ية ع شر فردا هي تقوم على خدمت هم ول خاد مة لدي ها ،وكا نت ك ما تقول :
ت ستغل و قت الرا حة ل فظ كتاب ال ،وكا نت م ا ساعدها على ذالك و صية معلمت ها ،
فكانت توصيها بقول ال تعال { :وَاّتقُواْ ال ّلهَ وَُيعَ ّلمُ ُكمُ }البقرة 282
ث تذكر أن القرآن كما تقول أعطان قوة ف البدن وبركةً ف الوقت .
وهمل تظنون أيهما الخوة والخوات أن هةم هذه الرأة توقفمت عنمد هذا الدم ،
كل ،ف قد أ صبحت ك ما تقول معل مة ف ال سجد تدرس ن ساء ال ي طيلة أيام ال سبوع ،
عدا يوم الربعاء ف هي تذ هب إل دار التحف يظ ح ت ترا جع حفظ ها ع ند العلمات هناك ،
حت تقول هذه الخت :لقد أخذ الفظ والتدريس جل وقت ول أعد أخرج من البيت
للزيارات إل قليل ،إذا كان هناك واجب لبد من تأديته كزيارة مريضة مثل ،حت تقول
:وأظن أن هذا أمر طيب لن مالس النساء فارغة ل خي فيها ،ث توجه نصيحتها للنساء
قائلة :
أوصيهن أن يوجهن اهتمامهن لكتاب ال عز وجل ففيها الي الكثي .
تعليق :
ل أخفيكم سرا أنه تلكن شعور أن المة ما زالت بي ،ووال الذي ل إله إل هو
لقد وصل إل عدد ليس باليسي من أخبار الافظات ،فقلت ف نفسي :أمة تتعلق مربية
الجيال فيها بكتاب ربا إنا لمة خي !
و يا فتاة ال سلم :دون كِ هذه النماذج ،يا من تتحجج ي ب سوء ال فظ ومشا غل
الولد إن اللص كل اللص ف التمسك بكتاب ال العظيم ففيه الفرج والخرج ،مع
سنة النب صلى ال عليه وآله وسلم وصدق القائل حيث يقول :
وليس اغتراب الدين إل كما ترى *** فهل بعد هذا الغتراب إياب
ول يبقى للراجي سلمة دينه *** سوى عزلة فيها الليس كتاب
كتاب حوى كل العلوم وكل ما *** حواه من العلم الشريف صواب
فإن رمت تاريا رأيت عجائبا *** ترى آدم إذ كان وهو تراب
ول قيت هابيل قتيل شقيقه *** يواريه لا أن أراه غراب
وتنظر نوحى وهو ف الفلك قد طغى *** على الرض من ماء السماء عباب
وإن شئت كل النبياء وقومهمُ *** وما قال كل منهُم وأجابُ
وجنات عدن حورها ونعيمها *** ونار با للمشركي عذاب
فتلك لرباب التقى وهذه *** لكل شقي قد حواه عقاب
وإذ ترد الوعظ الذي إن عقلته *** فإن دموع العي عنه جواب
تده وما تواه من كل منهل *** وللروح منه مطعم وشراب
وإن رمت إبراز الدلة ف الذي *** تريد فما تدعوا إليه تاب
تدل على التوحيد فيه قواطع *** با قطعت للملحدين رقاب
وما مطلب إل وفيه دليله *** وليس عليه للذكي حجاب
وفيه الدواء من كل داء فثق به *** فوال ما عنه ينوب كتاب
يريك صراطا مستقيما وغيه *** مفاوز جهلٍ كلها وشعاب
يزيد على مر الليدين حدة *** فألفاظه مهما تلوت عذاب
وآياته ف كل حي طرية *** وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب
وفيه هدى للعالي ورحة *** وفيه علوم جة وثواب
يا فتاة السلم :كون كالترجة ،ل أريدك أن تكون كالتمرة ،وإنن أعيذك بال
أن تكونم كالريانمة أو النظلة ،تلك همي التم ل تقرأ كتاب ربام حينمما هجرتمه ،
واسمتبدلت ذالك بالجلت السماقطة والروايات الابطمة ،حتم عل على قلبهما الران
فأصبحت ل تعرف معروفا ول تنكر منكرا ،وال تعال الستعان .
15
قتيلة المة
هذه مشاعر فتاة مهمومة ،أرقها ما تعانيه أمة السلم ،من قتل وتشريد ف مشارق
الرض ومغاربا ،حيث تقول ف رسالتها :
الوقائع ومداولة اليام مك ل يطئ ،وميزان ل يظلم ،ففي تقلب الدهر عجائب ،
و ف تغ ي الحوال موا عظ ،القوي ل ي ستمر أ بد الد هر قو يا ،والضع يف ل يب قى طول
الياة ضعي فا ،فهذا آدم عل يه ال سلم ت سجد له اللئ كة ،ث ب عد بر هة يرج من ال نة ،
وإبراه يم عل يه ال سلم أراد به قو مه كيدا فكانوا هم ال سفلي ،وأضرموا نارا لر قه ،
فكا نت بردا و سلما على إبراه يم ،ن عم ،معا شر الخوة ،إن من تأ مل صروف الدن يا
ورياح التغييم ،وأمواج التقلبات ،ل يفجمع عنمد نزول البلء ول يفرح بعا جل الرخاء ،
كم من أمة ضعيفة نضت بعد قعود ،وتركت بعد خود ،وكم من قرية بطرت معيشتها
فزالت ممن الوجود ،ذالك كلم جيمل ،سمعته ممن أحمد الدعاة ولول مثمل هذا لتمنيمت
الزوال من الوجود ...
أنا يا قوم فتاة مهمومة ،ل على ثوب أفسده الياط كما تصوروننا معاشر الرجال ،
ل كن حال أ مة ال سلم أهت ن ،وقط عت نياط قل ب ن ذالك القلب يضطرب إذا أ صيب
السملمون بنازلة ،يسمكن ويفمق إذا تقمق للمسملمي انتصمار ،أفرح بانتصمار يققمه
ال سلمون ،ك ما يفرح أحد كم بقدوم مولود وغائب ،وأحزن لزي ة ال سلمي ك ما يزن
أحد كم لف قد حبيب أو قر يب ،أ نا أقوم وأنام على هم ال سلم وال سلمي وأ صحو على
ذلك ،دون كم شيئا من مشاعري :شر يط أحرق فؤادي ،هذا الشر يط ل يس شريطا من
أشرطة الرخص والنا ،إنا هو شريط يثل هوم أمة ،شريط يتحدث عن مأساة الشعب
الشيشان ،يصف مشاهد ويسد جراحات عميقة ،بعمق جراحهم ومعاناتم ،لقد قطع
هذا الشر يط نياط قل ب ،ح ت ظلل تُ أب كي بكاءً حارا ،من أول الشر يط لخره ،ح ت
تورم وج هي وغارت عيناي فلو د خل دا خل علي لقال :مات ل ا م يت ،و ما يدري أن م
أموات ل ميت واحد ،ألسنا من قال فيهم النب صلى ال عليه وسلم ( :مثل الؤمني ف
تواد هم وتراح هم وتعاطف هم كم ثل ال سد الوا حد إذا اشت كى م نه عضوا تدا عى له سائر
السد بالمى والسهر ) ؟!
دونكم شيئا من مشاعري ...كلما شاهدت جثثا جاعية لخواننا ف الدين ،رأيتها
تغطمى بنمرق ( بسماط ) ذكرتنم بنمارق تلس عليهما الشابات ممن طالبات الكليات ،
يتجاذبمن فيمه أطرف الديمث الفارغ ،ويقضيم الفراغ بالتفاهات إن ل تكمن الحرمات ،
ويتفل سفن ب كل ما هو ز يف من لون ش عر ولون عين ي وحركات م ستعارة ،أنواع من
الل هي ت سد ذالك القلب الل هي ،فكا نت مقار نة حادة ،أحد ثت جرحا ف قل ب ،ف يا
ليت صويبات النمارق يوقظن ذالك القلب الفارغ ...
دونكم شيئا من مشاعري ..آلم سببها غلم ...ممد الدرة ،ذالك الغلم البيء
قتلتم قتله ،حتم إن ملذات يوممي
ُ ،فكلمما شاهدت الفلم الذي يعرض بشاعمة قتله ،
السابقة أجدها ف خاطري تتكدر ،فإذا با آية من فوق سبع سوات ،تفف هذه اللوعة :
{ َومَا َيعْ َلمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ }الدثر 31
فحسبتُ أن هذه الشاعر الت شعرها العال السلمي أجع ،ما هي إل جندٌ من جنود
ال تعال ،الذين أولم بدءً من ذالك الغلم وآخرهم عندما ينطق الجر .
دونكم شيئا من مشاعري ...فتاة فلسطينية رأيتها ف شريط فيديو تساق كالنعجة
أمام علجي يهوديي ،وكن تُ أفه مُ مشاعرها ،لنا مهما يكن امرأةٌ مثلي ،تشي منهارة
العنويات والقرى ،ثم نظرت إل الصمورة ،فاجتممع فيهما ضعمف الرأة وقهمر الرجال ،
ومذلة الوقف ،فصرختُ صرخةً أبكتن طويلً وأحدثت جرحا عميقا ف قلب ،وذكرتن
بقول الشاعر:
كم ن ستعذب الد يث عن الدعوة إل ال تعال ،و كم نأ سى على ذلك ،ت ستعذب
ذلك لن الدعوة طريق النبياء ،ولا ل وفيها حياة المة ،ونأسى على ذالك لقصور المة
ف هذا الانب ،ولكن مع ذالك فالبشائر تلوح ف الفق ،ول ل ورحم المة ولود بمد
ال تعال ،نعمم ،تلك البشائر تلوح فم الفمق فم وقمت ضعفمت الكواهمل عمن حلم
التكال يف ،وا ستثقلت أعباء ال جد ،وغلبت ها سنة من النوم والك سل ،و مع ذالك فأ مة
السلم أمة ل توت أبدا ،أما لاذا ؟!
وأرجو ال تعال أن يتحقق ذلك ل ،ما تقق لوسى بقوله { :قَالَ َقدْ أُوتِي تَ سُؤَْلكَ
يَا مُوسَى }
نعم وال ،أريدها معينة ل على الدعوة ،وأريد أن أعينها على الدعوة إل ال تعال .
ثم تقول هذه الخمت :إن هذه الخمت حدثتنم أن صمديقتها رأت فّ رؤيما مرتيم
متتاليت ي و قد سألت عن ها من ي يد ت عبي الرؤى ،فحاول أن يع مي علي ،فقلت أ سألك
وأجب ن ،أتعبي ها كذا وكذا ،و هو ذالك ال م الذي أحله ،قال :ن عم ،قل تُ :ول ا ل
تصارحن ،قال :كنت أخشى من التفريق بينكما ،فقلت ف نفسي :عن هذا كنت أبث
،انتهى ما كتبته هذه الخت وفقها ال تعال ..
تعليق :
ولكمن هذه الرغبمة اصمطدمت برفمض زوجهما لروجهما إل مياديمن الدعوة على
اختلف ها ،ل كن ما زال ال م ف قلب ها ي كب وي كب مع مرور اليام ،فعز مت على ال ضي
على شق الطر يق مه ما تو غل ف الوعورة ،ل كن مع ر ضا زوج ها ،وفكرةً ب عد فكرة ،
وخاطرةً ب عد خاطرة ،و مع الدعاء والتضرع هدا ها ال عز و جل إل فكرةٍ وضاءة ت مع
فيها بي رضا خالقها ورضا زوجها ،إنا الدعوة بالراسلة ،هي وسيلة ل تتاج إل كبي
جهد ،و مع ذالك فهي عظيمة النفع وال ثر ،ولكن تصدت لفكرتا عقبة كؤود كادت
تتهاوى عليها قوارب الحلم ،إنا الادة عصب الياة ،من أين لا تأمي مستلزمات هذه
الرسائل ،مع قيمة إرسالا ؟ لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه ال تعال :
أرى نفسي تتوق إل أمور *** وتقصر دون مبلغها بعض حال
فاتذت من صنع يديها عملً يدر عليها ربا وإن قل ،فالشأن كل الشأن ف البكة ،
حين ها تو صلت إل ما تتا جه ،ف هي تتاج إل جهاز للحا سب الل ،مع طابع ته ،وآلة
تصوير ،وجهاز للفاكس ،ولكن من أين ذلك ؟؟
فتأملت ذهبا عندها ،ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تتاجه ،فكلمت زوجها بذالك
فأكمل لا البلغ مع قلة ذات اليد ،حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل ،مقابل مبلغ مادي
تتقاضاه ،ث ت ستثمر ث ن ذالك ف الدعوة إل ال عز و جل ،وكان من نتاج ذالك مئة
وعشرون رسالة دعوية ،تصلت على عناوينها من خلل إذاعة القرآن الكري ،تتراوح
هذه الرسائل ما بي مطوية وكتب صغية ومتوسطة تتعلق بوضوعات العقيدة الصحيحة ،
وهي ما كانت ترص عليه ،ث هي مع ذلك تقوم بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية
الاليات وتقوم بنشر ها على ال طبيبات والمرضات ف ال ستوصفات وال ستشفيات ،ح ت
أخذت رسائل السترشدين تتوافد على غرفتها الصغية ،فهذا يطلب مصحفا وآخر كتابا
وآخر مطوية ،كان جهد القل ،مع ذلك فكم أحيا ال بذا العمل اليسي قلوبا غافلة ،
وأنار بصمائر مسمتغرقة ،كانمت ر سائل خيم ونور رائعمة ،وأروع منهما اليدان اللتان قمد
مته ما و صاغتهما أحرفا من نور تض يء لل سالكي الطر يق ..وتوا صل ال خت حديث ها
قائلة :
هذا هو ال هد وإن قل ،فالد ين ين صر ب نا أو بدون نا ،فإن بذل نا أ صبنا العزة ،وإن منع نا
أخذنا بالوان وكل واحد منا على ثغرٍ من ثغور السلم .
الاتة
ما أروعكِ أيتها الفتاة الصالة ،نعم أقول ذلك وأنا الفتاة التبجة ،وأنا العاكسة ،
وأ نا ال ت ا ستبدلت كتاب رب ا بأ صوات الناعق ي والناعقات ،أ نا الشاردة عن ال أقول ا
بلئ فمي ،ما أروع كِ أيتها الية ..كن تُ أراك رمزا رائعا وما زلت أصدقكِ القول فقد
ت شيئا من خبكِ ،كم أنا باجة إلي كِ ،مدي
ازددت ف عين رفعةً ومكانة ،حينما سع ُ
إل يدك لتسملكِ بام سمبيل النجاة ،أحمس الن بانكشاف حجمب الغفلة ،فقمد وجدت
الصوت فهيا بارك ال فيك دلين على طريق الي لسلكه ،ل وقت للتأخي والتسويف .
أخي ت :إن طر يق ذلك الجاهدة ،أل ت سمعي إل قول ال تعال { :وَاّلذِي نَ جَا َهدُوا
حسِنِيَ }العنكبوت 69
فِينَا لََن ْهدِيَّنهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ ال ّلهَ َلمَعَ اْل ُم ْ
نعم أخية ،يعجبنا كغينا برج الياة الدنيا ،وزينتها ،لكننا آثرن ما عند ال على
الياة الفان ية ،ن عم أخ ية ،ن ن ف هذا الز من أحوج ما نكون إل الجاهدة ،عدة الهاد
لي ست مدا فع ول طائرات ،بل عدة ذالك سلح اليان ،به نقا تل ون صول ونول ،به
نكر ونفر ،لسنا يا أخية من يتول يوم الزحف ،إل لنتحرف إل قتال أو لنتحيز إل فئة .
أعداءنا كثر ،إبليس والوى والنفس وشياطي النس والن ،يا أخية ،هيا احلي
السلح ،قد تقولي أي سلح !! فأقول ل كِ ،هو ف نداءات ل كِ فأرعن سعكِ يا رعاك
ال تعال ..
حينها يأتيها الواب مرة ثانية :إن طريق ذالك القرآن يا أخية ،فهو حبل ال التي
والنور ال بي ،من ت سك به ع صمه ال تعال ،و من اتب عه أناه ال تعال ،و من د عا إل يه
هدي إل صراط م ستقيم ،ن عم ،إ نه يزرع اليان ،ويز كي الن فس ،إن ا آيات تنل بردا
وسلما على قلب الؤمن ،فل تعصف فيه فتنة ،حينها يطمئن القلب بذكر ال تعال ،إنه
يرد على الشبهات التم يثيهما أعداء السملم ممن الكفار والنافقيم ،نعمم ،إذا هممت
ِنم
ْنم م ْ
َاتم َي ْغضُض َ
بإطلق نظري إل الرام ،وإذا القرآن ربانم بقوله تعال {وَقُل لّ ْلمُ ْؤمِن ِ
حفَ ْظنَ ُفرُوجَ ُهنّ }النور 31
أَْبصَارِ ِهنّ وََي ْ
ّاسم مَن
ِنم الن ِ
وإذا هممت بسمماع رقيمة الشيطان ،إذا القرآن يُربينم بقوله { َوم َ
َيشَْترِي َلهْوَ اْلحَدِيثِ لُِيضِ ّل عَن سَبِيلِ ال ّلهِ }لقمان 6
َعم
ْنم بِاْلقَوْلِ فَيَ ْطم َ
ضع َخ َ
وإذا هممت بالضوع بالقول ،إذا القرآن يُربينم { :فَلَا َت ْ
اّلذِي فِي قَلِْبهِ َمرَضٌ }الحزاب 32
وإذا هممت بالغيبمة ،فإذا القرآن يُربينم { :وَلَا َيغْتَب ّب ْعضُكُم َبعْضا }الجرات
12
وإذا تقاعسمت عمن قيام الليمل ،وإذا القرآن يهمز أعماق قلبم بوصمف ربم لعباده
جعُو نَ * وَبِالْأَ ْسحَارِ هُ مْ يَ سَْت ْغ ِفرُونَ }الذاريات 17
الؤمن ي {كَانُوا قَلِيلً مّ نَ اللّيْلِ مَا َي ْه َ
18
حين ها أ هب من فرا شي لناجاة ال تعال ،ك نت أقرأ ف و صف ال نة فيط ي قل ب
شوقا إلي ها ،وكنت أقرأ ف و صف النار فيط ي قلب فزعا من ها ،ل تعجب من ذالك إن ا
تربية القرآن ،فقول ل كيف حالكِ مع القرآن يا أخية ؟!
ث يأتيها الواب مرة ثالثة :إنه طريق ذلك الدعاء ،نعم ،فالدعاء أكرم شيء على
ال تعال ،هو طريق إل الصب ف سبيل ال تعال ،وصدق ف اللجأ وتفويض المور إليه
والتوكل عليه .
يا أخ ية :ك يف حال كِ مع الدعاء ؟ إن هذه العبادة سهلة مي سورة مطلقا ،لي ست
بقيدة بكان ول زمان ول حال ،وإن كانت تتأكد ف بعض الوقات وف بعض الماكن ،
فالدعاء ف الليل والنهار وف الب والبحر والو ،والسفر والضر ،وحال الغن والفقر ،
والرض والصحة ،والسر والعلنية ،فالدعاء وأي وال وظيفة العمر ،وهي مع السلم ف
أول منازل العبود ية ،وأو سطها وآخر ها ،ليع يش الع بد دائما ف حال اللتجاء والفتقار
لالقه وموله سبحانه وتعال ،وملزمة الدعاء أخذ بأسباب رفع البلء ،ودفع الشقاء ،
كما قال تعال { :وََأ ْدعُو رَبّي َعسَى أَلّا أَكُونَ ِب ُدعَاء رَبّي َشقِيّا }مري 48
يا أخ ية :كم من بلء ُردّ ب سبب الدعاء ..و كم من م صيبة كشف ها ال بالدعاء ،
وكم من ذنب ومعصية غفرها ال تعال بالدعاء ،فهو حرز للنفس من الشيطان ،وترس
لرد الصعاب ،وقد قال تعال { وَلَْيأْ ُخذُواْ ِحذْرَ ُهمْ وَأَسْ ِلحََتهُمْ }النساء 102
يا أخية :ما أحوجنا فيه إل الدعاء ف وقت كثرت فيه الفت وادلمت ،يا أخية :يا
م،
م عمن ال تعال ،قمد تقوليم دعوت فلم يسمتجب ل ،فأقول لك ِ
ممن شردت ِ
نن ندعو ال ف كل كرب ث ننساه عند كشف الكروب :
ث يأتيها الواب مرة رابعة ،يا أخية :إنه الوت ..وكفى بالوت واعظا و زاجرا :
إن البيب من الحباب متلس *** ل ينع الوت بواب ول حر
فكيف تفرح بالدنيا ولذتا *** ..يامن يعد عليه اللفظ والنفس
ل يرحم الوت ذا جهر لغرته *** ول الذي كان منه العلم يقتبس
يا أخية :إن المر أكب ما تتصورين ،نعم ،وبعد هذا القب ،وبعد ذلك الشر ،
ث ال ساب وال صراط ،ث ل ندري إل أي الدار ين ن سي ،يا أخ ية هذا هو طريق نا فه يا
جاهدي واصمبي ،والأي إل ال بالدعاء ،وابتعدي عمن مواطمن الفتم والنكرات ،
وتذكري الوت ل يغيب ل كِ على بال ،ما زالت يدي ف يد كِ ،لن أدع كِ ما حييت بإذن
ال تعال .
هذا هو الذي أو صلن لذا أيت ها البار كة ،ل يأت ذلك من فراغ ،بل كان ذلك
ثرة صمب وماهدة ومكابدة ،فلقمد علممت أن النمة حفمت بالكاره ،وأن النار حفمت
بالشهوات ،فيما غيوم الغفلة تقشعمي ،ويما قلوب الشفقيم اخشعمي ،و يما جوارح
التهجدين اسجدي لربك واركعي ،وبغي جنان اللد أيها المم العالية ل تقنعي ،فطوب
لن أجاب وأصاب ،وويل لن طرد عن الباب .
يا أخية :أل إنا الدنيا بقاؤها قليل ،وعزيزها ذليل ،وغنيها فقي ،شابا يهرم ،
وحيها يوت ،أين سكانا الذين بنوا مرابع ها ..وشققوا أنارها ..وغرسوا أشجارها ..
وأقاموا فيهما أياما يسمية ،وغرتمم بصمحبتها ،وغروا بنشاطهمم ،فارتكبوا العاصمي ،
حدثين ما صنع التراب بأبدانم ؟ ..والرمل بأجسامهم ؟ ..والديدان بأوصالم ولومهم
وعظامهم ؟..