You are on page 1of 146

3

144
‫‪3‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫‪144‬‬
‫الفهرس‪4...........................................................‬‬

‫المقدمة ‪8..........................................................‬‬

‫تعريف القيادة‪12....................................................‬‬

‫تعريف القائد‪13.....................................................‬‬

‫صفات ووصايا للقائد الناجح‪15...................................‬‬

‫من أخلق القيادة –العقيدة الراسخة‪16.............................‬‬

‫القدوة‪16............................................................‬‬

‫يستطيع أن يؤثر في سلوك المرؤؤسين ‪24........................‬‬

‫الهدوء وضبط النفس‪26..........................................‬‬

‫القيادة ليس لها سن معين‪30.........................................‬‬

‫القدرة على رؤية الصورة الشاملة وتمريرها للخرين‪31........‬‬

‫القدرة على صصصنع القرار الملئم‪...................................‬‬


‫‪32‬‬
‫‪3‬‬

‫القائد المؤثر مستمع جيد‪..........................................‬‬


‫‪37‬‬
‫القوة‪40............................................................:‬‬

‫المانة‪47...........................................................‬‬

‫معرفة الرجال‪50...................................................‬‬

‫اللين‪57.............................................................‬‬

‫البعد عن الفظاظة‪62..............................................‬‬

‫البعصد عصن غلظصة القلب‪............................................‬‬


‫‪63‬‬

‫العفصصو‪.............................................................‬‬
‫‪64‬‬

‫السصتغفار لهصم‪.....................................................‬‬
‫‪66‬‬

‫الشورى فصي المصر‪................................................‬‬


‫‪67‬‬
‫‪144‬‬
‫العزيمصصة وعدم التردد‪..............................................‬‬
‫‪68‬‬

‫التوكصصل على ال‪...................................................‬‬


‫‪69‬‬

‫الحزم‪71...........................................................‬‬

‫القدرة على التخطيط‪77............................................‬‬

‫إجادة التعامل مع الخرين‪80.......................................‬‬

‫مهارات الحوار وإدارة النقاش‪84....................................‬‬

‫فصن إدارة الوقصت‪...................................................‬‬


‫‪87‬‬

‫تشكيل وإدارة الفريق الجماعي‪94...................................‬‬

‫إدارة الجتماعات‪...............................................‬‬
‫‪102‬‬
‫‪3‬‬

‫حصصصل المشكلت واتخاذ القرارات‪.................................‬‬


‫‪107‬‬

‫رؤيصة الصصورة الشمصل‪...........................................‬‬


‫‪111‬‬

‫التأثير على الخرين‪113...........................................‬‬

‫خلق روح التعاون‪..............................................‬‬


‫‪116‬‬

‫التزود بالطاقصصة و الحيويصصة‪........................................‬‬


‫‪119‬‬

‫صفات القادة الملتزمين بالمبادئ‪122................................‬‬

‫العادات السصصبع للقادة الدارييصصن‪...................................‬‬


‫‪125‬‬

‫صصفات القائد عنصد كورتصو‪........................................‬‬


‫‪127‬‬
‫‪144‬‬
‫مصصصن فنون القيادة‪.................................................‬‬
‫‪129‬‬

‫نصصصائح للناجحيصصن‪................................................‬‬
‫‪133‬‬

‫خاتمصصصصصصة‪.....................................................‬‬
‫‪138‬‬

‫المراجصصصع‪........................................................‬‬
‫‪139‬‬
‫‪3‬‬

‫الحمد ل الُُذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا‬
‫وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولً منا يتلو علينا آياته ويزكينا‬
‫وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن ل إله إل ال وحدة ل شريك له‬
‫شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبده‬
‫ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات‬
‫الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى ال علية وعلى أله‬
‫وأصحابه صله تكون لنا نوراً من كل ظلمة وسلم تسليما‬

‫وبعد‬
‫فإن الزمة الشديدة التي وصلت إليها أمة السلم اليوم هي أزمة‬
‫التخلف عن المساك بزمام القيادة والسيادة التي أرادها ال ‪ -‬جل‬
‫ت لِلنّاسِ‬
‫وعل ‪ -‬لهذه المة حينما قال‪{ :‬كُنْ ُتمْ خَيْ َر أُمّ ٍة ُأخْ ِرجَ ْ‬
‫ن الْمُنْكَرِ} [آل عمران ‪.]110‬‬
‫َتأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْ َهوْنَ عَ ِ‬
‫علَى النّاسِ} [البقرة‪:‬‬
‫ك جَ َعلْنَاكُ ْم أُمّةً َوسَطا لِتَكُونُوا شُ َهدَاءَ َ‬
‫{وَكَ َذِل َ‬
‫‪.]143‬‬
‫وما أبعد الفرق بين الليلة والبارحة ما أبعد الفرق بين يوم وقف فيه‬
‫ربعي بن عامر كفرد من جيل قيادي مسلم‪ ،‬أمام رستم قائد الفرس‪،‬‬
‫‪144‬‬
‫ليشرح له مهمة هذه المة القيادية قائلً‪ ' :‬إن ال ابتعثنا لنخرج من‬
‫شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد‪ ،‬ومن ضيق الدنيا‬
‫إلى سعة الدنيا والخرة ومن جور الديان إلى عدل السلم'‪.‬‬
‫وبين يوم نعيشه الن يقف فيه المسلمون على أعتاب الصليبيين‬
‫واليهود يستجدوا منهم سلم الذل والخزي والعار‪ ،‬وما زالت المة في‬
‫انتظار ذلك القائد المنتظر الذي يقودها إلى ذرى المجد والتمكين‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن عملية القيادة ووجود القائد الجيد على رأس‬
‫عمله أمر غاية في الهمية‪ ،‬بل نكاد نقول إن جزءا كبيرا من تخلف‬
‫المة في شتى الميادين بما فيها العلمية والتجارية والقتصادية يرجع‬
‫لعدم وجود ما يكفي من القادة في منظماتنا ومؤسساتنا القتصادية‬
‫والتجارية‪ .‬إذ كيف تبحر السفينة بدون ربان وكيف تصل دون تخطيط‬
‫ودراسة للطريق الذي تسلكه وحالة البحر وما إلى ذلك‪.‬‬
‫فالقيادة ل بد منها حتى تترتب الحياة‪ ،‬ويوسد المر إلى أهله‬
‫ويُقام العدل‪ ،‬ويُحال دون أن يأكل القوي الضعيف‪ .‬والقيادة هي التي‬
‫تنظم طاقات العاملين وجهودهم لتنصب في إطار خطط المنظمة بما‬
‫يحقق الهداف المستقبلية لها ويضمن نجاحها‪.‬‬
‫وبالجملة فل صلح للبشر إل بوجود القيادة كما قال الشاعر الجاهلي‬
‫الفوه الودي‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫ل يصلح الناس فوضى ل سراة لهم * ول سصراة إذاجهالهصم سصادوا‬


‫والبيصت ل يبتنصى إل على عمد *** ول عمصاد إذا لم تصرس أوتصادُ‬
‫فصإن تجمصع أوتصاد وأعمصدة *** وسصاكن أبلغوا المر الذي كادوا‬
‫اللهم هيئ لهذه المة قائدًا ربانيًا ينقاد للحق ويقودها‪.‬‬
‫هذه أسئلة ونداءات ودعوات طالما ترددت في أذهاننا ونطقت بها‬
‫ألسنتنا وسمعناها بين جدران المساجد من أفواه الخطباء على أعواد‬
‫المنابر‪ ،‬ولكنها إنما تعبر تعبيرًا مباشرًا عن أهمية القيادة‪.‬‬
‫ومن هنا كان هذا البحث المتواضع الذي يتناول وصايا وصفات القائد‬
‫الفعال والمؤثر الذي من شأنه أن يعيد للمة شيئا من مجدها الضائع ‪,‬‬
‫وقد أسميته "ثلثون وصية ووصية لتكون قائدا ناجحا"أسأل ال أن ينفع‬
‫به كل قائد وكل مربي وكل مسلم إنه ولي ذلك والقادر عليه ‪.‬‬
‫وفي أول المطاف السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه في بداية الحديث‬
‫عن فن صناعة القادة‪ :‬ما هو تعريف القيادة؟‬
‫‪144‬‬
‫تعريف القيصادة ‪:‬‬

‫القيادة لغة‪ :‬قال ابن منظور‪ :‬ال َقوْدُ ‪ :‬نقيض السّوق‪ ،‬يقود الدابة من‬
‫أمامها‪ ،‬ويسوقها من خلفها‪ ،‬فالقود من أمام والسوق من خلف والسم‬
‫من ذلك كله القِيادَة ‪.‬‬
‫وسوف نذكر هنا بعض التعريفات لمفهوم القيادة فقد عرف " فيير"‬
‫القيادة بأنها تشمل أي جهد لتشكيل سلوك الفراد أو الجماعات في‬
‫المؤسسة حيث تحصل المؤسسة من خللها على مزايا أو تحقيق‬
‫لغراضها‪ ،‬بينما عرفها "هرس" بأنها عملية تأثير في نشاطات أفراد‬
‫أو مجموعات تسهم في تحقيق الهداف في موقف محدد ‪.‬‬
‫وقد عرفها " ستوجدل" بأنها القدرة على التأثير في الخرين من أجل‬
‫تحقيق أهداف أو أغراض محددة ‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن أن نقول ‪:‬‬


‫القيادة هي‪ " :‬هي القدرة على التأثير على الخرين وتوجيه سلوكهم‬
‫لتحقيق أهداف مشتركة ‪ .‬فهى إذن مسؤولية تجاه المجموعة المقودة‬
‫للوصول إلى الهداف المرسومة " والقيادة الناجحة تحرك الفراد في‬
‫التجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد ‪.‬‬
‫القائد‬
‫‪3‬‬

‫القائد ‪ :‬هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك‬
‫وتوجهات الفراد من حوله لنجاز أهداف محددة ‪ .‬بحث"مهارات‬
‫القيادة وصفات القائد‪"1‬‬
‫والقائد هو الذي ينتظر منه ممارسة دور مؤثر في تحديد واتجاه‬
‫أهداف الجماعة ‪.‬‬

‫‪' -‬كلكم راع وكلكم‬ ‫و القائد مسئول عن أتباعه‪ ،‬كما قال النبي ‪-‬‬
‫مسئول عن رعيته‪ ،‬فالمير راع على رعيته ومسئول عنهم‪،‬‬
‫والمرأة راعية على بيت زوجها ومسئولة عنه والعبد راع على‬
‫مال سيده وهو مسئول عنه' والقيادة في السلم معناها الحقيقي‬
‫تحقيق الخلفة في الرض من أجل الصلح والصلح‪ ،‬وقد أمر النبي‬
‫‪ - -‬بها ولو كانت في الجتماع القليل العدد أو المتواضع الهدف‪،‬‬
‫يقول ‪' :- -‬إذا خرج ثلثة في سفر فليؤمروا أحدهم' ولهذا‬
‫أولى علماء السلم موضوع القيادة اهتمامًا كبيرًا‪ ،‬يقول شيخ السلم‬
‫بن تيمية‪' :‬يجب أن يعرف أن ولية أمر الناس من أعظم واجبات‬
‫الدين‪ ،‬بل ل قيام للدين إل بها فإن بني آدم ل تتم مصلحتهم إل‬

‫‪ - 1‬مهارات القيادة وصفات القائد –احمد عبن عبد المحسن العساف‬


‫‪144‬‬
‫بالجماع لحاجة بعضهم إلى بعض‪ ،‬ول بد لهم عند الجتماع من‬
‫رأس'‪.‬‬
‫القائد هو الشخصية القادرة على اختيار الرجال‪ ،‬وفرض احترامه‬
‫عليهم‪ ،‬والحصول على محبتهم ومعرفة إمكاناتهم واستغللها‪ ،‬ووضع‬
‫كل منهم في المكان الذي يلئمه‪ ،‬وبث فكرة القوة والمساواة بينهم‪،‬‬
‫وتوزيع المسؤوليات عليهم‪ ،‬وإشراكهم جميعا في خدمة هدفٍ سامٍ على‬
‫أن يتمثل فيه إيمان جاد بالمهمة التي يقوم بها‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫صفات القائد الفعال والمؤثر‪:‬‬

‫ل شك أن قيادة الناس أمانة‪ ،‬وهي من أصعب المور‪ ،‬وذلك‬


‫بسبب اختلف طبائعهم‪ ،‬والمور المحيطة بهم‪ ،‬ويحتاج القائد إلى فن‬
‫في التعامل معهم ‪ ،‬ورُقي في أسلوب المحاورة للوصول إلى الهدف‬
‫المنشود‪ .‬وحتى يكون القائد بهذه المنزلة فل بدّ من أن يكون صاحب‬
‫تجربّة فذّة‪ ،‬وممارسة لهذه الصنعة‪ .‬فالقيادة فن وعلم ‪ .‬فهي فن بمعنى‬
‫الملكات الموروثة وعلم بمعنى تعلم الصول التي تقوم عليها القيادة ‪.‬‬
‫و لبد أن تكون للقائد صفات مميزة تؤهله ليكون على رأس هرم‬
‫الجماعة‪ ،‬والسراج المنير لمسيرتها حتى تصل إلى هدفها المنشود‪.‬‬
‫وبهذا المعنى يصبح رب السرة هو قائدها ليكون أولده صالحين‬
‫فاعلين‪ ،‬وكذلك يصبح رئيس المؤسسة هو المسؤول عن تسيير‬
‫شؤونها لما فيه نجاحها‪ ،‬والمعلم مسؤول عن طلبه‪ .‬وهكذا ينمو‬
‫المجتمع كوحدة متكاملة‪ ،‬وروح منسجمة‪.‬‬
‫والحق الذي ل يماري فيه منصف أن التاريخ لم يعرف‬
‫ولن يعرف منهجا يستطيع أن يؤهل الشخصيات ويصقلها‬
‫ويربيها ويهيئها للقيادة على أكمل وجه كما يفعل المنهج‬
‫السلمي اليماني العظيم‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫وتعود هذه الحقيقة إلى أن منهج السلم في تكوين الشخصية‬
‫التي تقود العالم هو منهج من عند ال _سبحانه وتعالى_ الذي‬
‫يعلم طاقات النسان ويستطيع أن يستثيرها ويوجهها وينميها‬
‫نحو تحقيق أكرم الهداف‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫من أخلق القيادة – العقيدة الراسخة‬

‫أخلق القيادة –قد تكفلت بها تربية ربانية إيمانية للشخصية‬


‫المسلمة ووضع مقوماتها القرآن وبين فروعها وتطبيقها النبي _ _‬
‫وتبعها صحبه الكرام وتابعوهم ‪..‬‬
‫وسنحاول أن نتتبع بإيجاز أثر العقيدة السلمية والتربية السلمية في‬
‫تكوين شخصية القائد‪:‬‬
‫ونقصد بالعقيدة جميع القناعات العقلية والقلبية الجازمة التي‬
‫يزرعها السلم في قلوب أتباعه عن الخالق سبحانه وصفاته وأفعاله‬
‫وعن النسان وعلقته بربه ووظيفته ومركزه ومصيره وعن الخرة‬
‫وما سيكون فيها من حساب وجزاء وثواب وعقاب ‪..‬إننا نرى أن‬
‫أركان اليمان كلها تقف وتتكاتف في تكوين أعظم الدوافع‪.‬‬

‫‪ -1‬عقيدة اليمان بال وأثرها في تكوين شخصية القائد‪:‬‬


‫إن التحرر من العبودية لغير ال عز وجل لهو الخطوة الولى والدفعة‬
‫القوى في سبيل التغلب على قياد النفس وهواها ومن ثم النطلق‬
‫نحو الحياة في مصاف الصادقين أصحاب التضحيات العظام فل‬
‫خضوع حينئذ لبريق شهوة ول خنوع لسطوة قوة أرضية مهما غشمت‬
‫فالحياة حينئذ تكون ل وحده والنفس تكون عبدة مخلصة لباريها ترى‬
‫‪144‬‬
‫سعادتها في إنفاذ أمره وتستشعر خلودها في الفناء في سبيل مرضاته ‪,‬‬
‫أما الذين يسترقون أنفسهم بدراهم ما تزال أن تنتهي ومراكز ما تلبث‬
‫أن تخلو وقصور ما تلبث أن تخرب ‪ ..‬فأولئك هم العبيد المسترقون‬
‫لعدوهم المستذلون لنفسهم عليهم شعار الخيبة ودثار المهانة ولما‬
‫عرف العدو هؤلء المرضى‪ ،‬وأدرك ما يعبدون من الشهوات‪ ،‬عرض‬
‫عليهم قسطا وافرا منها‪ ،‬فأسال لعابهم‪ ،‬فساومهم على مبادئهم وقيمهم‬
‫وعلى أوطانهم وأمتهم بل على أهلهم وأعراضهم ‪ ،‬فدفعوها أثمانا لما‬
‫يطلبون فاتخذ منهم عملء وخونة وجواسيس‪ ،‬وفرض عليهم مناهج‬
‫وشروطا‪ ،‬فأطاعوه مقابل ما يضمن لهم من الهوى‪.‬‬
‫ففي إحدى المعارك مع الروم قال بعض المسلمون ‪ :‬إنه قد‬
‫حضركم جمع عظيم من الروم ونصارى العرب ‪ ،‬فإن رأيتم أن‬
‫تتأخروا‪ ،‬ويكتب إلى أبي بكر‪ ،‬فيمدكم‪ ،‬فقال هشام ابن العاص _ _‪:‬‬
‫إن كنتم تعلمون أنما النصر من عند العزيز الحكيم‪ ،‬فقاتلوا القوم‪ :‬وان‬
‫كنتم تنتظرون نصرا من عند أبي بكر‪ ،‬ركبت راحلتي ألحق به‪ ،‬فقالوا‬
‫‪ :‬ما ترك لكم هشام بن العاص مقال‪ :‬فقاتلوا قتالً شديدا‪ ،‬وهزم ال‬
‫الروم‪ ،‬فمر رجل بهشام وهو قتيل فقال له ‪ :‬رحمك ال هذا الذي كنت‬
‫تبغي!‬
‫‪3‬‬

‫وفي يوم مؤته كان المسلمون ثلثة آلف رجل‪ ،‬ولما وصلوا إلى‬
‫معان (بلدة في جنوب الردن) بلغهم أن هرقل نزل في مئة ألف جندي‬
‫من الروم‪ ،‬وانضم إليه من نصارى العرب مئة ألف آخرون‪ ،‬فقال‬
‫بعض المسلمين‪ :‬نكتب إلى رسول ال _ _ نخبره بعدد عدونا‪ ،‬فإما‬
‫ص وخطب‬ ‫أن يأمرنا بأمره‪ ،‬فنمضي له‪ ،‬فقام عبد ال بن رواحه ص‬
‫الناس فقال‪ :‬يا قوم ‪ :‬وال إن كان التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون‪،‬‬
‫إنها الشهادة‪ ،‬وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ‪ ،‬ما نقاتلهم إل‬
‫بهذا الدين الذي أكرمنا ال به‪ ،‬فانطلقوا‪ ،‬إنها إحدى الحسنيين‪ ،‬إما‬
‫ظهور وإما شهادة‪ ،‬فقال الناس‪ :‬قد وال صدق ابن رواحه‪.‬‬
‫روى ابن إسحاق عن معاذ ابن عمرو ابن الجموح قال‪ :‬سمعت‬
‫القوم وهم يقولون‪ :‬أبو الحكم ل يخلص إليه‪ ،‬فجعلته من شأني‪،‬‬
‫فصمدت نحوه‪ ،‬فلما أمكنني حملت عليه‪ ،‬فضربته ضربه قطعت قدمه‬
‫بنصف ساقه‪ ،‬وضربني ابنه على عاتقي فطرح يدي‪ ،‬فتعلقت بجلدة‬
‫من جنبي‪ ،‬وأجهضني (أي‪ :‬غلبني واشتد عليه) القتال عنه؛ فلقد قاتلت‬
‫عامة يومي‪ ،‬وإني لسحبها خلفي‪ ،‬فوضعت عليها قدمي‪ ،‬ثم تمطيت‬
‫عليها حتى طرحتها‪)...‬فانظر ماذا فعلت قوة الروح في هذا الرجل‪،‬‬
‫حتى تخلى عن ذراعه بتلك الطريقة التي ذكرها‪ ،‬ولم يمنعه اللم‬
‫ونزف الدم من مواصلة القتال؛ حيث غطت قوة يقينه على كل ألم‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫_ في تكوين الشخصية القيادية‪:‬‬ ‫‪ -2‬أثر اليمان بالرسول‬
‫إن المؤمن الذي أيقن في أن رسوله قد جاء بالهدى والنور لهذه‬
‫البشرية فأحبه حبا اكتمل معه إيمانه فصار أحب إليه من والده وولده‬
‫والناس أجمعين‪ ..‬كان سعيه في القتداء به سعي الصادقين ‪..‬فإذا‬
‫بالحياة في القتداء بالنبي _ _ كلها نور وحبور وصلة بالرض‬
‫للسماء وغدا الكون كله جنديا معه يكافح ويناضل في صفه ‪..‬ولما‬
‫كانت شخصية النبي _ _ قد اكتملت كشخصية قيادية نموذجية كان‬
‫في القتداء بها خطوة كبرى على طريق القيادة الناجحة المنجزة ‪..‬‬
‫التي تجمع بين رضا الرب سبحانه وفهم الناس وحسن القرار ونبل‬
‫الهدف وإخلص السلوك ‪ ..‬ولقد بينت لنا السير كيف كان حرص قادة‬
‫هذه المة الوائل على اقتفاء أثر النبوة في قيادتهم للبشرية في كل‬
‫حين ووقت ‪..‬حتى إن أحدهم ليقيم مدى نجاحه وفشله بمدى تطبيقه‬
‫لوامر نبيه _ _ ونواهيه وأخذه وعطائه وإقدامه وإحجامه‪..‬‬
‫‪ -3‬أثر اليمان باليوم الخر في تكوين شخصية القائد‪:‬‬
‫إن الذي يحيا متيقنا بالحياة الخرة يقينا ل غبش فيه ول شك‪ ,‬تتغير‬
‫حياته تغيرا إيجابيا يكاد يرفعه إلى مصاف الصالحين فور إيمانه‬
‫بذلك‪ ..‬والذي يعيش منتظرا النهاية والموت في كل حين يعيش معدا‬
‫لها‪ ..‬والذي يحب الجنة لشك يبذل لها ‪ ..‬والذي يخشى النار لشك‬
‫‪3‬‬

‫يهرب منها‪ ..‬لذا كان عجب السلف الصالحين أكثر ما يكون ممن‬
‫(أيقن بالجنة ولم يفر إليها وأيقن بالنار ولم يهرب منها)‪.‬‬
‫إن عقيدة المؤمن الراسخة لتشده إلى الحياة الروحانية في ظل‬
‫وارف من ظلل الجنة و يستهين في الحياة فيها بزخرف الدنيا ومتاعه‬
‫ويستصغر كل زينة فيها لمل يقارنها بموعود صادق من ربه له في‬
‫الخرة ‪ ...‬وإذا كان المسلم بالشهادتين ينطلق ويندفع إلى التضحية‪،‬‬
‫فإن عقيدته وتصوره عن الخرة تشده إلى العطاء الدائم شدا‪ ،‬وتمل‬
‫قلبه بالشوق إلى الشهادة‪ ،‬لن هذه العقيدة تعرفه على حقيقة هذه الدنيا‪،‬‬
‫وقيمة متاعها‪ ،‬وأنها ليست سوى مرحلة من مراحل وجوده‪ ،‬وممر‬
‫ووسيلة إلى مرحلة نهائية‪ ،‬فيها القيم الخالدة‪ ،‬والتجارة الرابحة‪ ،‬والفوز‬
‫الحقيقي ‪.‬‬
‫يروى عن صلح الدين اليوبي أنه كان يحمل معه صناديق مقفلة‬
‫في أيام جهاده‪ ،‬وكان يحرص عليها أعظم الحرص‪ ،‬ويرعاها أشد‬
‫الرعاية‪ ،‬وبعد وفاته فتحت هذه الصناديق فوجد الذين فتحوها أنها‬
‫تحوي وصية صلح الدين وكفنه وكمية من التراب من مخلفات أيام‬
‫جهاده ‪ ..‬فانظر إلى حياة القائد المنتصر كيف يراها موصولة في‬
‫سبيل ال أرضها وسماءها ‪ ,‬موتها وحياتها‪..‬‬
‫‪144‬‬
‫ورد عن أم حارثة سراقة أنها أتت النبي _ _ فقالت‪ :‬يا نبي ال‪،‬‬
‫أل تحدثني عن حارثة ص وكان قتل يوم بدر بسهم ص فإن كان في‬
‫الجنة صبرت‪ ،‬وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال‪ :‬يا أم‬
‫حارثة‪ ،‬إنها جنان في الجنة‪ ،‬وإن ابنك أصاب الفردوس العلى‪ .‬فانظر‬
‫إلى هذه الصحابية الجليلة كيف استقر في قلبها أن الخسران الذي‬
‫يستحق البكاء هو فوات الجنة‪ ،‬بعدم إحراز الشهادة‪.‬‬
‫وروى البخاري عن أنس _ _ قال‪ :‬لما طعن حرام بن ملحان‪ ،‬قال‬
‫بالدم هكذا‪ ،‬فنضحه على وجهه ورأسه‪ ،‬وقال‪ :‬فزت ورب الكعبة‪ .‬و‬
‫أن الذي قتله جبار بن سلمى الكلبي‪ .‬قد سأل ما قوله فزت ؟ متعجبا‬
‫‪ ..‬قالوا يعنى الجنة فقال‪ :‬صدق ال‪ ،‬ثم أسلم !!‬
‫‪ -4‬أثر اليمان بالقدر في تكوين شخصية القائد‪:‬‬
‫"واليمان بالقدر يغير النفس من نفس خائفة وجلة مهتزة مترددة‬
‫إلى نفس واثقة مطمئنة ثابتة فتصلح حينئذ لتلقي مهام القيادة ويلتف‬
‫حولها الناس مستلهمين منها اليقين تطبيقا ل قولً ‪ ,‬ويراها الجميع‬
‫أجدر ما تكون بالقيادة ‪ ..‬فاليمان بقضاء ال يحطم الحواجز المثبطة‬
‫للنسان عن البذل والعطاء ويقتل الخوف على الرزق أو النفس مادام‬
‫ذلك ل"‪ .. 1‬روى أصحاب السنن قول النبي _ _‪" :‬ل يمنعن أحدكم‬

‫‪ - 1‬خالد روشه ‪-‬الصدر موقع السلم‬


‫‪3‬‬

‫مخافة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه فإنه ل يقرب من‬
‫أجل ول يباعد من رزق"‪..‬‬
‫فباليمان بقدر ال _عز وجل_ في الجال والعمار وأسباب‬
‫انتهائها يتحرر المؤمن من الخوف من الموت؟‪ ،‬والخوف على الحياة‪،‬‬
‫حيث آمن أن ال _عز وجل_ هو الذي يحيي ويميت‪ ،‬وأن أسباب‬
‫الموت والحياة بيده سبحانه‪ ،‬وأن لكل مخلوق لحظة محددة في علم ال‬
‫_عز وجل_ يخرج فيها من هذه الدنيا‪ ،‬مهما اتخذ لنفسه من وسائل‬
‫الحماية والوقاية‪.‬‬
‫وقد أنكر ال _سبحانه_ على الذين يظنون القعود الكسل والخنوع‬
‫مهربا من الموت قال _عز وجل_ " وقالوا لخوانهم إذا ضربوا‬
‫في الرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا‪،‬‬
‫ليجعل ال ذلك حسرة في قلوبهم‪ ،‬وال يحيي ويميت‪ ،‬وال بما‬
‫تعملون بصير"‪.‬‬
‫إن القائد المؤمن إذا أحيا في نفسه هذه المعاني اليقينية السامية‬
‫انطلق في الرحاب بنورانية لم تسبق وشجاعة لم يعتادها الدنيويون ‪..‬‬
‫‪144‬‬
‫الولى‪ :‬القدوة والتقوى‪:‬‬

‫إن الناس تسمع بأعينها قبل أن تسمع بآذانها‪.‬‬


‫تسمع من القائد الوامر والعرض القوي ‪..‬لكنها مدركة أن هناك‬
‫أمرا أكثر من ذلك وهو رؤية القائد ملتزما بما يقول‪..‬ودون ذلك فل‬
‫استماع ول ثقة ‪.‬‬
‫وما أجمل الحكمة المأثورة التي تصف مسؤولية القائد فتقول‪' :‬إذا‬
‫أردت أن تكون إمامي فكن أمامي'‪.‬‬
‫القيادة الحقة هي التي يترجم بها القائد مهمته بسلوكه فليس تأثيرها‬
‫من خطبة عصماء أو صرخات عرجاء أو صيحات رنانة‪.‬‬
‫القيادة الحقة ليست مجرد مركز أو مكانة أو قوة وإنما تفاعل نشط‬
‫مؤثر وسلوك يترجم به مهمته‪.‬‬
‫وتكمن أهمية القدوة الحسنة في المور التية‪:‬‬
‫‪ -1‬المثال الحي المرتقي في درجات الكمال‪ ،‬يثير في نفس‬
‫البصير العاقل قدرًا كبيرًا من الستحسان والِإعجاب والتقرير والمحبة‪.‬‬
‫ومع هذه المور تتهيج دوافع الغيرة المحمودة والمنافسة الشريفة‪ ،‬فإن‬
‫كان عنده ميل إلى الخير‪ ،‬وتطلع إلى مراتب الكمال‪ ،‬وليس في نفسه‬
‫عقبات تصده عن ذلك‪ ،‬أخذ يحاول تقليد ما استحسنه وأعجب به‪ ،‬بما‬
‫تولد لديه من حوافز قوية تحفزه لن يعمل مثله‪ ،‬حتى يحتل درجة‬
‫‪3‬‬

‫الكمال التي رآها في المقتدى به‪.‬‬


‫‪ -2‬القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل العالية تعطي الخرين قناعة‬
‫بأن بلوغ هذه الفضائل من المور الممكنة‪ ،‬التي هي في متناول‬
‫القدرات الِنسانية وشاهد الحال أقوى من شاهد المقال‪.‬‬
‫‪ -3‬مستويات فهم الكلم عند الناس تتفاوت‪ ،‬ولكن الجميع يتساوى‬
‫أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي‪ .‬فإن ذلك أيسر في إيصال‬
‫المعاني التي يريد الداعية إيصالها للمقتدى‪ .‬أخرج البخاري في‬
‫خاتمَا‬ ‫صحيحه عن ابن عمر ‪ -‬رضيِ ال عنهما‪ -‬قال‪ :‬اتخذ النبي‬
‫{ إني‬ ‫من ذهب‪ ،‬فاتخذ الناس خواتيم من ذهب‪ ،‬فقال النبي‪،‬‬
‫اتخذت خاتمًا من ذهب فنبذه وقال‪ :‬إني لن ألبسه أبدًا‪ ،‬فنبذ‬
‫الناس خواتيمهم } (‪.)1‬‬
‫قالت العلماء‪ " :‬فدلّ ذلك على أن الفعل أبلغ من القول "‪.‬‬
‫‪ -4‬التباع ينظرون إلى القائد نظرة دقيقة فاحصة دون أن يعلم‪،‬‬
‫فربّ عمل يقوم به ل يلقي له بالًا يكون في حسابهم من الكبائر‪ ،‬وذلك‬
‫أنهم يعدونه قدوة لهم‪ ،‬ولكي ندرك خطورة ذلك المر فلنتأمل هذه‬
‫القصة‪ .‬يروى أن أبا جعفر النباري صاحب الِإمام أحمد عندما أُخبر‬
‫بحمل الِمام أحمد للمأمون في اليام الولى للفتنة‪ .‬عبر الفرات إليه‬
‫‪ )(1‬البخاري العت صام بالكتاب وال سنة (‪ ، )6868‬م سلم اللباس والزي نة (‪ ، )2091‬الترمذي اللباس (‪ ، )1741‬الن سائي‬
‫الزينة (‪ ، )5290‬أحد (‪ ، )2/116‬مالك الامع (‪.)1743‬‬
‫‪144‬‬
‫فإذا هو جالس في الخان‪ ،‬فسلم عليه‪ ،‬وقال‪ :‬يا هذا أنت اليوم رأسٌ‬
‫والناس يقتدون بك‪ ،‬فوال لئن أجبتَ إلى خلق القرآن ليجيبنّ بإجابتك‬
‫خلق من خلق ال‪ ،‬وإن أنت لم تجب ليمتنعنّ خلق من الناس كثير‪،‬‬
‫ومع هذا فإن الرجل‪ -‬يعني المأمون ‪ -‬إن لم يقتلك فأنت تموت‪ ،‬ول‬
‫بد من الموت فاتق ال ول تجبهم إلى شيء‪ .‬فجعل أحمد يبكي ويقول‪:‬‬
‫ما قلت؟ فأعاد عليه فجعل يقول‪ :‬ما شاء ال‪ ،‬ما شاء ال‪.‬‬
‫وتمر اليام عصيبة على الِإمام أحمد‪ ،‬ويمتحن فيها أشدّ المتحان‬
‫ولم ينس نصيحة النباري‪ ،‬فها هو المروزي أحد أصحابه يدخل عليه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫أيام المحنة ويقول له‪" :‬يا أستاذ قال ال تعالى‪{ :‬‬
‫‪. )1( }  ‬فقال أحمد‪ :‬يا مروزي اخرج‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫انظر أي شيء ترى ! قال‪ :‬فخرجتُ إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقًا‬
‫من الناس ل يحصي عددهم إل ال والصحف في أيديهم والقلم‬
‫والمحابر في أذرعتهم‪ ،‬فقال لهم المروزي‪ :‬أي شيء تعملون؟ فقالوا‪:‬‬
‫ننظر ما يقول أحمد فنكتبه‪ ،‬قال المروزي‪ :‬مكانكم‪ .‬فدخل إلى أحمد بن‬
‫حنبل فقال له‪ :‬رأيت قومًا بأيديهم الصحف والقلم ينتظرون ما تقول‬
‫فيكتبونه فقال‪ :‬يا مروزي أضل هؤلء كلهم ! أقتل نفسي ول أضل‬
‫هؤلء"‪.‬‬
‫فمن أبرز أسباب أهمية القدوة أنها تساعد على تكوين الحافز في‬
‫‪ )(1‬سورة النساء آية‪.29 :‬‬
‫‪3‬‬

‫التباع دونما توجيه خارجي‪ ،‬وهذا بالتالي يساعد التابع على أن يكون‬
‫من المستويات الجيدة في المسالك الفاضلة من حسن السيرة والصبر‬
‫والتحمل وغير ذلك‪.‬‬
‫بل متى يكون المرء قدوة صالحة وأسوة حسنة ما لم يسابق إلى‬
‫فعل ما يأمر به من خير وترك ما ينهى عنه من سوء؟! وقد جاء في‬
‫الصحيحين وغيرهما عن أسامة بن زيد ‪ -‬رضي ال عنهما‪ -‬أن‬
‫قال‪ { :‬يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق‬ ‫النبي‪،‬‬
‫أقتابه‪ -‬يعني أمعاءه‪ -‬في النار فيدور بها كما يدور الحمار‬
‫برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون‪ :‬أي فلن ما شأنك؟‬
‫أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال‪ :‬كنت‬
‫آمركم بالمعروف ول آتيه‪ ،‬وأنهاكم عن المنكر وآتيه } (‪.)1‬‬
‫وقد قيل‪ :‬وقد قيل‪:‬‬
‫طبيبٌ يداوي الناسَ وهو‬ ‫س بالتقَى‬
‫وغيرُ تقي يأم ُر النا َ‬
‫وهنا مسألة هامة يحسن التنبيه إليها في هذا المقام وهو أن المسلم‪،‬‬
‫حتى ولو كان قدوة مترقيًا في مدارج الكمال قد يغلبه هوى أو شهوة‬
‫أو تدفعه نفس أمارة بالسوء أو ينزغه الشيطان‪ ،‬فتصدر منه زلة أو‬
‫يحصل منه تقصير‪.‬‬

‫‪ )(1‬البخاري بدء الخلق (‪ ، )3094‬مسلم الزهد والرقائق (‪ ، )2989‬أحمد (‪.)5/205‬‬


‫‪144‬‬
‫فإذا حدث ذلك فليبادر بالتوبة والرجوع ول ُيعْلم أن هذا ليس بمانع‬
‫من التأسي به والقتداء‪ ،‬فالضعف البشري غالب والكمال ل وحده ول‬
‫معصوم إل من عصم ال‪.‬‬
‫وقد حدث مالك عن ربيعة قال‪ :‬سمعت سعيد بن جبير يقول‪ :‬لو‬
‫كان المرء ل يأمر بالمعروف ول ينهى عن المنكر حتى ل يكون فيه‬
‫شيء ما أمر أحد بمعروف ول نهى عن منكر‪ .‬قال‪ :‬وصدق من ذا‬
‫الذي ليس فيه شيء "‪.‬‬
‫وقد قال الحسن البصري لمطرف بن عبد ال بن الشَخير‪" :‬يا‬
‫مطرف عظ أصحابك‪ .‬فقال مطرف‪ :‬إني أخاف أن أقول ما ل‬
‫أفعل‪ -‬فقال الحسن‪ :‬يرحمك ال وأينا يفعل ما يقول؟؟ لود‬
‫الشيطان أنه ظفر بهذه منكم فلمِ يأمر أحد بمعروف ولم ينه‬
‫عن منكر"‪.‬‬
‫وقال الحسن أيضًا‪" :‬أيها الناس إني أعظكم ولست بخيركم‬
‫ول أصلحكم وإني لكثير الِسراف على نفسي غير محكم لها‬
‫ول حاملها على الواجب في طاعة ربها‪ ،‬ولو كان المؤمِن ل‬
‫يعظ أخاه إل بعد إحكام أمر نفسه لعُدم الواعظون‪ ،‬وقلّ‬
‫المذكرون ولما ُوجِد من يدعو إلى ال جل ثناؤه ويرغَب في‬
‫‪3‬‬

‫طاعته وينهى عن معصيته‪ ،‬ولكن في اجتماع أهل البصائر‬


‫ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضًا حياة لقلوب المتقين‪ ،‬وإذكار‬
‫من الغفلة‪ ،‬وأمن من النسيان‪ ،‬فألزموا ‪ -‬عافاكم ال‪ -‬مجالس‬
‫الذكر‪ ،‬فرب كلمة مسموعةٌ ومحتق ٍر نافعٌ"‪.‬‬
‫ومن لطائف الفقه عند أهل العلم رحمهم ال ما ذكروا في تفسير‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫} (‪[ )1‬سورة‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫البقرة‪ ،‬الية‪.]44 :‬‬
‫فالمعنى أن ال ذم بني إسرائيل على هذا الصنيع حيث كانوا‬
‫يأمرون بالخير ول يفعلونه‪ ،‬وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع‬
‫تركهم له بل الذم على الترك وحده وليس على المر‪ ،‬فإن المر‬
‫بالمعروف مطلوب من العامل ومن المقصر ويتأكد هذا المعنى من‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫الية الثانية في قوله سبحانه‪{ :‬‬
‫} (‪[ )2‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.]79‬‬
‫فال ذمهم ولعنهم ليس على فعلهم المنكر فحسب بل على تركهم‬

‫‪ )(1‬سورة البقرة آية‪.44 :‬‬


‫‪ )(2‬سورة المائدة آية‪.79 :‬‬
‫‪144‬‬
‫التناهي عنه‪ ،‬فالمقصر عليه واجبان‪ :‬الول‪ :‬الكف عن التقصير‬
‫والثاني‪ :‬دعوة المقصرين إلى ترك التقصير‪ .‬وهو فقه دقيق ينبغي أن‬
‫ينتبه له القادة والدعاة والمربون وكفى بربك هاديًا ونصيرًا‪.‬‬
‫التقوى والخلص‪:‬‬
‫المنهج السلمي التربوي حريص دائما على بلورة شخصية القائد‬
‫بشكل يتم فيه استواء شخصيته مع زيادة إيمانه ‪ ,‬فل يفرق المنهج‬
‫السلمي التربوي بين زيادة اليمان وحسن السلوك وطهارة الباطن ‪,‬‬
‫بل رفع النبي منزلة الخلق الحسن فقال كما روي في الصحيح " إن‬
‫أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلقا " ‪..‬لذلك ل تكتمل‬
‫شخصية القائد على المستوى التربوي في النهج السلمي حتى يكتمل‬
‫شخصيتة من شتى الجوانب وتهذب أخلقه وتتضح مبادئه وتعلو قيمه‬
‫‪..‬‬
‫فقد كتب عمر بن الخطاب _ _ إلى قائدة سعد بن أبي وقاص‬
‫_رضي ال عنه_ ومن معه من الجناد ‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإني آمرك ومن‬
‫معك من الجناد بتقوى ال على كل حال؛ فإن تقوى ال أفضل العدة‬
‫على العدو‪ ،‬وأقوى المكيدة في الحرب‪ ،‬وآمرك ومن معك أن تكونوا‬
‫أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف‬
‫عليهم من عدوهم‪ ،‬وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم ل‪ ،‬ولول‬
‫‪3‬‬

‫ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لن عددنا ليس كعددهم ول عدتنا كعدتهم ‪،‬‬
‫فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة‪ ،‬وإل ننصر‬
‫عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا‪ ،‬واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من‬
‫ال يعلمون ما تفعلون ‪ ،‬فاستحيوا منهم‪ ،‬ول تعملوا بمعاصي ال وأنتم‬
‫في سبيل ال‪ ،‬ول تقولوا‪ :‬إن عدونا شرمنا فلن يسلط وإن أسأنا‪ ،‬فرب‬
‫قوم سلط عليهم شر منهم‪ ،‬كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا‬
‫بمساخط ال كفرة المجوس " فجاسوا خلل الديار وكان وعدا‬
‫مفعول " السراء ص الية ‪ ، 5‬واسألوا ال العون على أنفسكم كما‬
‫تسألونه النصر على عدوكم …)‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثانية ‪:‬يستطيع أن يؤثر على سلوك المرؤوسين ؟‬

‫يعتبر التأثير والنفوذ أحد المحاور الرئيسة في التعرف على ظاهرة‬


‫القيادة وفي اكتشاف القائد الناجح ‪ ،‬ويعتبر القائد ناجحا من خلل‬
‫التعرف على استخدام نفوذه وتأثيره على أتباعه ومرؤوسيه ‪ ،‬وعليه‬
‫يتوجب التعرف على كيفية تأثير القائد على مرؤوسيه ومن تلك‬
‫الساليب التي تؤثر على المرؤوسين ‪:‬‬
‫‪-1‬استخدام المدعمات والعقاب ‪ :‬ويقصد بها منح أو سحب الحوافز‬
‫اليجابية والسلبية حيث تمتع القائد بهذه الصلحيات في هذا المجال‬
‫يزيد من قدرته على التأثير على مرؤوسيه ‪.‬‬
‫‪-2‬تحديد أهداف العمل ‪ :‬القائد الناجح هو الذي يحدد أهداف العمل‬
‫لمرؤوسيه ولفراد الجماعة التي يعمل بها‪ ،‬ويشترط في تحديد‬
‫الهداف أن تكون محددة وموضوعية قابلة للقياس ‪.‬‬
‫‪-3‬جصمصع وتحليل المعلومات ‪ :‬لكي يمارس القائد نفوذا عاليا عليه‬
‫أن يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تهم وتمس‬
‫مرؤوسيه ثم عليه أن يقوم بتحليلها وانتقاء النافع منها والمؤثرة في‬
‫دافعية وأداء المرؤوسين ‪.‬‬
‫‪-4‬تحديد أساليب العمل ‪ :‬ويتم ذلك من خلل قيام القائد بوصف مهام‬
‫العمل وتحديد طرق التنفيذ وتدريب المرؤوسين وتوجيههم ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-5‬تهيئة ظروف العمل ‪ :‬أن قيام القائد بالتأثير في الظروف المحيطة‬


‫بأفراد الجماعة يمكن أن يزيد من نفوذ القائد وتأثيره على مرؤوسيه‬
‫ويتحقق ذلك من خلل تأثير القائد في تشكيل جماعات العمل ‪.‬‬
‫‪-6‬تقديم النصح والخبرة والمشورة ‪ :‬إن توجيه القائد للمرؤوسين من‬
‫فترة لخرى وتقديم الخبرة والمشورة لهم في مجال العمل ‪ ،‬وقيامه‬
‫بتقديم نصيحته في الوقت المناسب تكسبه نفوذا أو تأثيرا على‬
‫مرؤوسيه ‪.‬‬
‫‪-7‬إشراك الخرين في المور التي تهمهم ‪ :‬يتميز القائد الناجح‬
‫بإشراك مرؤوسيه في اتخاذ القرارات التي تمسهم ‪ ،‬فالمشاركة في‬
‫الظروف المناسبة تشعر المرؤوسين بالرضا والعتزاز بأنفسهم ‪.‬‬
‫‪-8‬تشجيع ورفع دافعية المرؤوسين ‪ :‬يواجه القائد مرؤوسين ذوي‬
‫دافعية وحماس منخفض لداء العمل من وقت لخر‪ ،‬حيث إن الفراد‬
‫تختلف دافعيتهم من وقت لخر‪ .‬وعلى القائد الناجح أن يتغلب على‬
‫ذلك بعدة طرق منها أن يدرس حاجات المرؤوسين أو أن يساعدهم في‬
‫تحديد أهدافهم وأن يشعرهم بالعدالة ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثالثة‪:‬الهدوء وضبط النفس‪.‬‬

‫من أهم سمات القيادة الناجحة الهدوء وضبط النفس‪ ،‬وهي صفة‬
‫جلية في رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬في جميع أحواله‪ ،‬إن‬
‫الهدوء وضبط النفس موهبة فطرية وسمة خلقية تكتسب كذلك‪ ،‬ول‬
‫بأس بذكر موقفين له ‪ - -‬تتبين فيهما هذه الصفة‪:‬‬
‫أولً‪ :‬في معركة حنين عندما فوجئ المسلمون بهجوم قوي من الكفار‬
‫(هوازن ومن معها) وفر من فر ممن أسلم بعد الفتح‪ ،‬وتراجع‬
‫المسلمون عشوائيا‪ ،‬في هذه اللحظات الحرجة والصعبة كان رسول ال‬
‫‪ -‬ثابت الجأش هادئ العصاب يقول‪ :‬أيها الناس هلموا إلي أنا‬ ‫‪-‬‬
‫رسول ال‪ ،‬أنا محمد بن عبد ال‪ ،‬ويقول لعمه العباس‪ :‬ناد أصحاب‬
‫الشجرة‪ ،‬وبفضل ال ثم بفضل هذا الثبات من الرسول ‪ - -‬آب‬
‫المسلمون إليه ورجعوا يتجمعون حوله وانتصروا بعدئذ بإذن ال‪.‬‬
‫هذا الموقف يحتاج إلى تأمل‪ ،‬ففيه الشجاعة وحسن التصرف‪ ،‬وفيه‬
‫هدوء النفس وعدم الهيجان‪ ،‬وفيه التوازن مع ما في الحدث من شدة‬
‫انعكست على اللوف ممن سار في الجيش‪ ،‬يذكرني هذا الهدوء من‬
‫رسول ال ‪ - -‬بقول أحدهم‪ » :‬لكي يحافظ القائد على هدوئه‪ ،‬عليه‬
‫أن يعتاد على معالجة المور المفجعة وكأنها عادية‪ ،‬بدلً من معالجة‬
‫المور العادية وكأنها فواجع «‪ ،‬ويقول كذلك‪ » :‬على القائد الذي يود‬
‫‪3‬‬

‫أن يكون أهلً للقيادة أن يبدأ بقيادة نفسه ول يمكن لمن ل يسيطر على‬
‫نفسه أن يسيطر على الخرين « ‪.‬‬
‫إن استقبال أي حدث مهما كانت درجة عظمته بهدوء وضبط نفس‬
‫يمكّن المسئول والقائد من عدة أمور منها‪:‬‬
‫أولً‪ :‬استيعاب الحدث بمعرفة حجمه الحقيقي‪ ،‬فكم من موقف استقبلناه‬
‫بشدة وغلظة بينما هو أبسط وأصغر من أن يواجه ويستعد له على‬
‫حساب أمور أخرى‪ -‬والعكس صحيح فكم من حدث ظهر لنا بسيطا‬
‫فلم يحسب له أي حساب فلما تبين لنا أنه كبير ويحتاج إلى موقف‬
‫سريع منا لم نتمكن من استيعابه‪ ،‬ففي كل الحالتين ضبط النفس‬
‫وهدوءها يعين القائد على دراسة حجم الحداث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استيعاب الحدث بمعرفة مسبباته‪ ،‬السباب التي من شأنها أن‬
‫تؤدي إلى وقوع الحدث يعين على معرفة أفضل المواقف التي ينبغي‬
‫اتخاذها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬استيعاب الحدث بمعرفة أبعاده المستقبلية‪ ،‬فما من حدث إل وله‬
‫ما وراءه‪ ،‬والهدوء وضبط النفس مما يعين القائد على الستعداد‬
‫لمواجهته بعقلية الواعي لما يدور حوله‪.‬‬

‫ففي غزوة حنين نفسها غنم المسلمون غنائم كثيرة جدا‪ ،‬فأعطى‬
‫رسول ال ‪ - -‬من هذه الغنائم أعطيات كبيرة للمؤلفة قلوبهم من‬
‫‪144‬‬
‫أهل مكة وبعض زعماء العراب‪ ،‬فوجد النصار في أنفسهم شيئا؛‬
‫لن رسول ال ‪ - -‬لم يعطهم‪ ،‬وظنوا أنه قسّمه في قومه‪ ،‬فجمعهم‬
‫رسول ال ‪ - -‬في مكان وخاطبهم قائلً‪ ) :‬يا معشر النصار‪،‬‬
‫مقالة بلغتني عنكم‪ ،‬وموجدة وجدتموها علي في أنفسكم‪ ،‬ألم‬
‫آتكم ضللً فهداكم ال‪ ،‬وعالة فأغنكم ال‪ ،‬وأعداء فألف ال‬
‫بين قلوبكم؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬ل ولرسوله المن والفضل! ثم قال‪ :‬أل‬
‫تجيبونني يا معشر النصار؟ قالوا‪ :‬بماذا نجيبك يا رسول ال؟‬
‫ل ولرسوله المن والفضل‪.‬‬
‫قال ‪( :- -‬أما وال لو شئتم لقلتم‪ ،‬فلصدقتم ولصدقكم‪ :‬أتيتناك‬
‫ل فنصرناك‪ ،‬وطريدا فآويناك‪ ،‬وعائلً‬
‫مُكَذّبا فصدقناك‪ ،‬ومخذو ً‬
‫فآسيناك)‪.‬‬
‫أوجدتم يا معشر النصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت‬
‫بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلمكم! أل ترضون يا معشر‬
‫النصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول ال‬
‫إلى رحالكم؟ فوالذى نفس محمد بيده لول الهجرة لكنت امرءا‬
‫من النصار‪ ،‬ولو سلك الناس شعبا وسلكت النصار شعبا‬
‫‪3‬‬

‫لسلكت شعب النصار! اللهم ارحم النصار وأبناء النصار‬


‫وأبناء أبناء النصار‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬رضينا برسول ال‬
‫قسما وحظا‪.‬‬
‫يقول صاحب كتاب فن القيادة‪ » :‬يوحي الهدوء بأن صاحبه ذو إرادة‬
‫ل تتحول عن هدفها وتسبب نظرة الرئيس الهادئة العميقة شعورا من‬
‫القلق لدى المشاغبين ومثيري المشاكل من المرؤوسين‪ ،‬وإحساسا‬
‫‪1‬‬
‫غريزيا بأنهم أمام قوة ل تقهر«‪.‬‬

‫‪- 1‬لحات ف فن القيادة ج كورتوا الطبعة الثالثة ‪1986‬م ‪.‬‬


‫‪144‬‬
‫الرابعة‪:‬القيادة ليس لها سن معين‪:‬‬
‫إن القيادة ل تشترط سنا بعينها‪ ،‬أو من له سللة عريقة‪.‬القرآن‬
‫أخبرنا عن قصص كثيرة للقيادة لكننا في هذه المقالة سوف نذكر قصة‬
‫طالوت عليه السلم ‪.‬‬
‫لقد أخبرنا ال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن صفات قائد‬
‫علَيْكُمْ وَزَا َدهُ‬
‫طفَاهُ َ‬
‫ن اللّ َه اصْ َ‬
‫عظيم‪ ،‬هو طالوت‪ .‬قال تعالى‪{ :‬إِ ّ‬
‫سطَ ًة فِي الْ ِعلْمِ وَا ْلجِسْمِ} (البقرة‪ .)247:‬وجاء في تفسير الية‬
‫بَ ْ‬
‫الكريمة "قيل عن طالوت‪ :‬كان سقاء‪ ،‬وقيل‪ :‬دباغا‪ ،‬ولم يكن من سبط‬
‫النبوة أو الملك‪ ،‬بل إن ال اصطفاه‪ ،‬وزاده بسطة في العلم الذي هو‬
‫ملك النسان‪ ،‬وأعظم وجوه الترجيح‪ ،‬وزادة بسطة في الجسم الذي‬
‫يظهر به الثر أثناء الملمات"‪.1‬‬
‫فأمر القيادة ل يُورّث إذا‪ ،‬ولكن يُعطى لمن له خبرة ودُربة‪ ،‬وحُبي‬
‫بصفات أهّلته لذلك لكن المشكلة في البعض أنه يظن أن القائد لبد ان‬
‫يكون أبناؤه قادة وقد يكون الكلم صحيحا في بعض جوانبه لكن في‬
‫المجمل فالقيادة ل تورث ول تتعلق بجنس ول لون ول لغة ول مهنة‪.‬‬
‫القيادة كذلك ل ترتبط بسن معينة من ذلك قيادة أسامة بن زيد‬
‫‪-‬رضي ال عنهما‪ -‬في بعثه لغزو الشام ومعه أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وكبار‬

‫‪(- 1‬فتح القدير‪ :‬الشوكان ‪)1/338‬‬


‫‪3‬‬

‫الصحابة رضي ال عنهم أجمعين!‪ .‬البعض قال إن أسامه تولى لقربه‬


‫وهذا كلم غير صحيح لنه لو لم يكن يصلح ما وله‬ ‫من النبي‬
‫‪.‬‬ ‫النبي‬
‫يقول المام الذهبي في سير أعلم النبلء إن من صفات القائد العلم‬
‫والخبرة والشطارة وكلها كانت صفات تتوافر في أسامة بن زيد رضي‬
‫ال عنه ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الخامسة‪ :‬القدرة على رؤية الصورة الشاملة وتمريرهاللخرين‪.‬‬

‫ينظر القادة إلى المور بشمولية وبعد نظر‪ ،‬ويسعون جاهدين‬


‫لنقل هذه الصورة إلى الخرين‪ ،‬وبعض القادة يفشلون في نقل رؤاهم‬
‫ومفاهيمهم للخرين‪ ،‬وهذه الخطوة المهمة التي تميز القائد الفعال عن‬
‫غيره‪.‬‬
‫إن القيم والحقائق هي التي تحدد مفاهيم الصورة الشاملة‪ ،‬وعندما ل‬
‫يمتلك القائد الحقائق الوافية والقيم العالية لن يستطيع تحديد الصورة‬
‫الشاملة‪ ،‬وبالتالي لن يستطيع نقلها للخرين‪ ،‬لن فاقد الشيء ل يعطيه‪،‬‬
‫لذلك عادة ما ينجح القادة في إدارة العمل ولكنهم ل يوفقون لقيادة‬
‫الخرين ونقل رؤاهم إليهم؛ لن أولئك ‪-‬بكل بساطة‪ -‬ل يساعدونهم‬
‫في استيعاب ما يحدث لهم وحولهم ‪.‬‬
‫إذا كان طموحك أن تصبح قائدا فعالً يجب عليك أن توضح مفاهيمك‬
‫بطرائق يسهل على الخرين استيعابها‪ ،‬لذا على القائد أن يتأكد دائما‬
‫من وضوح الحقائق للخرين‪ ،‬وأنها رسخت في عقولهم وأدركوها‬
‫تماما‪ ،‬بشرط أن تلمس هذه الحقائق احتياجات وآمال ومشاعر‬
‫الخرين‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫إن الحقائق وحدها ل تكفي لدفع الخرين لنجاز العمل ‪ ،‬بل عليك أن‬
‫تستثمر الحقائق مع القيم بحيث تنقل الوعي بالرغبات والمال‬
‫والعواطف التي تساعد على نشر رؤيتك ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫السادسة‪:‬القدرة على صنع القرار الملئم‬

‫من مميزات القائد الناجح صنع أو اتخاذ القرار‪ ،‬ول شك أن هذا‬


‫المر يزيد من ثقة العاملين بمديرهم وقائدهم‪.‬‬
‫مفهوم عملية صنع القرار ‪:‬‬
‫العملية التي يتم بموجبها تحديد المشكلة والبحث عن أنسب الحلول‬
‫لها ‪ ،‬عن طريق المفاضلة والموضوعية بين عدد من البدائل والختيار‬
‫الحذر والمدرك والهادف لحل المشكلة التي من أجلها تم صنع القرار ‪.‬‬
‫كما أن صناعة القرار ترتكز على المهارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد الولويات‪:‬‬
‫إن صناعة القرار واتخاذه ميزة ضرورية لكل مدير أو قائد‪،‬‬
‫ومهارات صنع القرار أمور ملحة لتحقيق أقصى درجات الداء‪ ،‬وهي‬
‫تتطلب من المدير أو القائد أن يميز بين المور من حيث تحديد‬
‫أولوياتها ومن ثم الحكم عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع أهداف واضحة‪:‬‬
‫أول مرحلة في تحقيق الهداف هو تحديدها‪ .‬إن الهداف المحددة‬
‫تعطي وجهة محددة لعملية صنع القرار‪ ،‬وفي عملية صنع القرار‬
‫يؤدي وضع الهداف إلى توضيح المتطلبات‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -3‬المقاربة المنهجية لصنع القرار‪:‬‬


‫قد يفشل قرار ما‪ ،‬ل لسوء ولكن لظروف خافية حالت دون نجاحه ‪.‬‬
‫هذا السلوب نافع عندما يكون هناك جدل حول مشاريع متعددة وأيها‬
‫أنقع وأجدى‪ ،‬وهنا يعمد المدير على توجيه النقاش لتحديد المتطلبات‬
‫الولية والثانوية ومدى ملءمة كل مشروع مع هذه المتطلبات المحددة‬
‫بما يتوافق مع أهداف الشركة‪.‬‬
‫القيادة تأثير وتأثر لن تستطيع كقائد أن تؤثر في الخرين ما لم تتخلل‬
‫داخل مشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا ما يعرف بالتقمص‬
‫العاطفي ‪.‬‬
‫الساليب الشائعة لتخاذ القرار ‪:‬‬
‫هناك أربعة أساليب يتبعها مديرو المدارس في اتخاذ القرارات وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬الخبرة ‪ :‬استخدام الخبرات السابقة على أساس‬
‫أن المشكلة الحالية تتشابه مع المشكلت‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫‪-2‬المشاهدة ‪ :‬التقليد وتطبيق الحلول التي اتبعها‬
‫مديرون آخرون في حل مشاكل شبيهه ‪.‬‬
‫‪-3‬التجربة والخطأ ‪.‬‬
‫‪-4‬السلوب العلمي ‪.‬‬
‫خطوات السلوب العلمي في إتخاذ القرار ‪:‬‬
‫‪144‬‬
‫‪-1‬تشخيص المشكلة وتحديد الهدف ‪.‬‬
‫‪-2‬تحليل المشكلة ‪.‬‬
‫‪-3‬تحليل البدائل الممكنة ‪.‬‬
‫‪-4‬تحديد البدائل ومقارنتها واختيار البديل المناسب‬
‫‪.‬‬
‫‪-5‬اختيار الحل ‪.‬‬
‫‪-6‬العداد للتنفيذ والمتابعة ‪.‬‬
‫تتنبيهات ‪:‬‬
‫‪-1‬ل يكن قرارك ردة فعل غير مدروسة ‪.‬‬
‫‪-2‬ل تتخذ قرارا مجاملة لقتراح قدم لك ‪ ،‬فإن‬
‫الناس يغيرون آرائهم ‪ ،‬وقد يغضب عليك من‬
‫استرضيته بقرارك ‪ ،‬وتبقى عليك مسئولية القرار‬
‫‪.‬‬
‫‪-3‬ل تلجأ لول حل يخطر ببالك ‪.‬‬
‫‪-4‬ل تنسخ قرارات اتخذها غيرك ‪ ،‬فقد تكون‬
‫ظروف مدرستك ليست كظروف مدرسته ‪.‬‬
‫نصيحة لصنع القرار الجيد ‪:‬‬
‫‪-1‬حدد هدفك أو مشكلتك بدقة ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-2‬اجمع المعلومات الكافية ‪.‬‬


‫‪-3‬وسع قاعدة القرار واطلب المشاركة في صنعه‬
‫من كل الذين لهم علقة به حتى الطلب ‪.‬‬
‫‪-4‬اطلب عدة خيارات وبدائل ‪.‬‬
‫‪-5‬وازن بين تلك البدائل ‪ ،‬وحدد نقاط الضعف‬
‫والقوة فيها‪.‬‬
‫‪-6‬حدد – بالشتراك مع مجموعتك – الخيار المثل‬
‫‪.‬‬
‫‪-7‬أعط نفسك ومجموعتك فرصة لتصور جميع‬
‫النتائج ‪.‬‬
‫السلبية واليجابية المترتبة على هذا القرار ‪:‬‬
‫‪-1‬وضع مبررات اتخاذه ‪.‬‬
‫‪-2‬اختر الوقت المناسب لصداره ‪.‬‬
‫‪-3‬حدد المسؤوليات في تنفيذه ‪.‬‬
‫‪-4‬أعط الدعم المادي والمعنوي لنجاحه ‪.‬‬
‫‪ -5‬تابع تنفيذه ‪.‬‬
‫‪-6‬ضع إجراءات مكتوبة في حال عدم التقيد به ‪.‬‬

‫معوقات اتخاذ القرار ‪:‬‬


‫‪144‬‬
‫‪-1‬قصور البيانات والمعلومات ‪.‬‬
‫‪-2‬التردد وعدم الحسم ‪.‬‬
‫‪-3‬السرعة في اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪-4‬الجوانب النفسية والشخصية لصانع القرار ‪.‬‬
‫‪-5‬عدم المشاركة في اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫السابعة‪ :‬القائد المؤثر مستمع جيد‪:‬‬


‫لكي تصبح قائدا فاعلً يجب أن تنظر إلى الصورة كاملة لكي‬
‫تستطيع أن تؤثر في الخرين‪ ،‬ولكي تؤثر في الخرين يجب عليك أن‬
‫تستمع لهم‪ ،‬والمهم أن تستمع بحق للخرين عن طريق ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اجعل ذهنك صافيا ‪:‬‬
‫لذا يجب عليك التركيز والنصات إلى حديث الخرين وعدم النشغال‬
‫بأي صارف ‪.‬‬
‫‪ -2‬كن صريحا ‪:‬‬
‫عند استماعك للشخص الذي أمامك‪ ،‬بغض النظر عما يقوله هل‬
‫يوافقك أو يخالفك ؟‬
‫‪ -3‬اطرح السئلة‪:‬‬
‫افهم ما يقوله الخرون لك ‪ ،‬واطرح السئلة للتوضيح والتفصيل ل‬
‫للتعجيز والحراج ‪.‬‬
‫‪ -4‬ادرس لغة الجسد‪:‬‬
‫اللسان يخبرك بما يدور في العقول‪ ،‬بينما حركات الجسد تخبرك بما‬
‫يدور في الروح‪ ،‬لذلك أحسِن استخدام لغة الجسد لتستمع وتفهم بشكل‬
‫أكبر ‪.‬‬
‫‪-5‬العتراف‪:‬‬
‫‪144‬‬
‫إن التفاعل مع الشخص المتحدث تعطيه شعورًا أنك تفهم ما يعنيه‪،‬‬
‫وبأنك تفهم مشاعره وأحاسيسه‪.‬‬
‫‪ -6‬تبادل الرأي ‪:‬‬
‫تجاذب الحديث مع الشخص المتحدث‪ ،‬وأعد صياغة كلمه‪ ،‬وتبادل‬
‫معه المشاعر والحاسيس‪.‬‬
‫‪ -7‬لخص الموضوع‪:‬‬
‫قبل الخوض في الحديث والكلم الكثير‪ ،‬فعندما تتأكد من انتهاء‬
‫المتحدث عن الحديث السابق‪ ،‬لخص حديثه بدون مقاطعة ثم اتركه‬
‫يتابع الحديث ‪.‬‬
‫‪ -8‬أظهر الهتمام ‪:‬‬
‫يجب عليك كقائد فاعل أن تظهر اهتمامك بالمتحدث‪ ،‬وأن تصل‬
‫وإياه إلى درجة العتناق العاطفي‪ ،‬ولن يستطيع أي قائد أن ينجح دون‬
‫هذه الرابطة التي هي نقل احتياجات وآمال ومشاعر الخرين‪ ،‬وكذلك‬
‫يجب أن تكون هذه المشاعر صادقة من لدن القائد حتى يحصل على‬
‫ولء الخرين‪ ،‬إذ ل قيادة دون ولء ‪.‬‬
‫‪ -9‬أظهر مشاعر الحترام‪:‬‬
‫بدون التزام ل يوجد ولء‪ ،‬وبدون ولء ل توجد قيادة ‪ ،‬وإذا أردت‬
‫أن تحقق هذه المقولة عليك أن تحترم حقوق واحتياجات ومشاعر‬
‫‪3‬‬

‫وأحاسيس الخرين‪ .‬إن تقدير الخرين سر من أسرار القيادة الناجحة‬


‫‪.‬‬
‫‪ -10‬التصال القائم على الصراحة‪:‬‬
‫إن الوضوح والصراحة ركيزتان من ركائز القيادة الناجحة ‪ .‬إن‬
‫التصال مع الخرين بوضوح يشكل لك ‪-‬كقائد‪ -‬مصداقية لدى‬
‫الخرين‪،‬وبالتالي تستطيع أن تؤثر على الخرين عبر قنوات التصال‬
‫الفاعلة‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثامنة ‪:‬القوة‪:‬‬
‫( المعيار هو )إنّ خيرَ من استأجرتَ القويّ المين) ؟! سورة‬
‫القصص‪.‬‬

‫القوة والمانة‪ ،‬نعم‪ ..‬إن هاتين الصفتين تجمعان كل المعاني القيادية‬


‫التي تحدّث عنها علماء الدارة في العالم‪.‬‬

‫القوة‪:‬‬
‫وتعني الكفاءة والذكاء والقدرة على أداء المهمة‪ ،‬وتختلف القوة‬
‫المطلوبة باختلف المهمة‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪:‬والقوة في كل عمل بحسبها‪ ،‬فالقوة في إمارة الحرب‬
‫ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب‪،‬‬
‫والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه‬
‫القرآن والسنة وإلى القدرة على تنفيذ الحكام‪.‬‬
‫يمتلك صاحب المنصب أو القائد أو المدير قوة تسمى‬
‫قوةالمنصب‪ ،‬وتعني السيطرة على حياة الخرين‪ ،‬وهذا أمر طبعي‪،‬‬
‫ولكن هذه القوة محدودة التأثير ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫إن الذين يستطيعون أن يؤثروا في حياة الخرين يمتلكون قوة‬


‫خفية تعرف بقوة الشخصية (كريزما) تمكنهم من توجيه الفراد ومن‬
‫ثم التأثير عليهم وحثهم على العمل ‪.‬‬

‫•أنواع القوى ‪:‬‬

‫‪ 01‬قوة المركز ( المنصب ) ‪:‬‬

‫وهي الحق المعطى لك داخل منصبك ومركزك الوظيفي الذي‬


‫تتوله‪ ،‬وتظهر هذه القوة عند أول مرحلة من تعيينك في المنصب‪،‬‬
‫وتتميز بأنها ذات تأثير محدود‪ ،‬وإنتاجية سريعة لكنها غير مستقرة‬
‫‪.‬‬
‫‪ .2‬قوة الشخصية ( الكريزما )‪:‬‬
‫وهي مجموعة من السمات والقيم المثلى والمهارات العالية‬
‫تجذب بها لب الخرين وتكسب طابع التأثير عليهم‪ .‬تظهر هذه‬
‫القوة بعد مدة من تعيينك في المنصب ‪ ،‬فيرى الخرون أنك تمتلك‬
‫قيمًا ومبادئ مثلى‪ ،‬وذو مصداقية وعزيمة صادقة فيتأثرون بك‪،‬‬
‫هذه القوة ذات تأثير عالي وإنتاجيتها عالٍ ومستقرة‪.‬‬

‫* قد يمتلك البعض قوة المركز بينما ل يتمتعون بقوة الشخصية ‪،‬‬


‫‪144‬‬
‫والعكس قد يحدث ‪ ،‬وعند إيجاد الشخص الذي يتمتع بقوة المنصب‬
‫ويمتلك قوة الشخصية نحصل على القائد الناجح ‪.‬‬

‫والسؤال هنا‪ :‬ما الممارسات التي تزيد من قوة الشخصية ؟‬

‫•ممارسات قوة الشخصية ‪:‬‬


‫‪01‬التحريض ‪:‬‬

‫يدرك القادة الناجحون أن التحريض يأتي من الداخل ‪ ،‬وهم‬


‫يقومون بمجهود صادق لتفهم احتياجات الفراد ومشاعرهم ‪ ،‬لذا‬
‫يتم تحريض الفرد بحسب احتياجاته‪.‬‬

‫‪ 02‬الملحظة ‪:‬‬
‫يتميز القائد الفاعل بقوة الملحظة عند متابعته ومراقبته‬
‫للخرين عن طريق النظر إلى عيونهم أو تصرفاتهم أو طريقة‬
‫حديثهم فيتنبأ بأحوالهم ومشاعرهم‪ .‬يتميز القادة الناجحون بتشغيل‬
‫الحاسة السادسة لديهم وهي ( الحدس ) ‪.‬‬

‫‪ .3‬تبادل الفكار ‪:‬‬


‫‪3‬‬

‫إن روح العلقة والمعاملة بين القائد الناجح وأتباعه قائمة‬


‫على تبادل الفكار وتلحمها مع بعضها البعض‪ ،‬لذا ستدرك من‬
‫خلل هذه الطريقة النتائج المرغوبة لديك ‪.‬‬

‫‪ 04‬التقصي ‪:‬‬
‫إن عملية التقصي تشجع الخرين على التحدث معك ‪،‬‬
‫والتقصي عملية تبين مدى اهتمامك بالعاملين بعيدا عمّا يسمى‬
‫بالتطفل ‪ ،‬إذا الفرق بينهما شاسع‪ ،‬فالتقصي معرفة الحوال‬
‫بأسلوب مؤدب بقصد الهتمام بالعاملين وخدمتهم‪ ،‬أما التطفل فهو‬
‫معرفة أحوال الخرين بأسلوب غير لئق بقصد المعرفة والتدخل‬
‫في شؤون الخرين‪.‬‬
‫‪ .5‬التشجيع ‪:‬‬
‫القائد الناجح شخص مؤثر يشع حماسا ويبعث على التشجيع؛‬
‫لنه يمتلك روحا عالية وعزيمة صادقة‪ ،‬وهنا السؤال كيف يتم‬
‫تشجيع الخرين؟ والجواب على ذلك يجب عليك أن تجعل العاملين‬
‫يدركون الفوائد التي تعود عليهم من تحقيق ما تطلبه منهم‪.‬‬

‫‪ 06‬منح المكافآت ‪:‬‬


‫‪144‬‬
‫يدرك القائد الناجح أن العاملين ل يندفعون إلى العمل ما لم‬
‫يجدوا التقدير‪ .‬لذا يجب عليك كقائد أن توفر الحوافز الملئمة؛‬
‫لتضمن استمرار العمل خصوصا إذا كان العمل شاقا ‪.‬‬

‫‪ 07‬التوجيه ‪:‬‬
‫إن القائد المؤثر هو الذي يحدد مسار الخرين‪ ،‬وتركيز‬
‫جهودهم على تحقيق الهداف المشتركة التي يشارك فيها كل فرد‬
‫من أفراد الفريق مع المحافظة على الروح العالية للفريق‪.‬‬
‫‪ .8‬التكيف مع الهدف‪:‬‬
‫القائد الناجح يستطيع التكيف مع الهدف؛ لن لديه رؤية‬
‫شاملة وصورة أكبر‪ ،‬لذلك عليك كقائد فعال أن توجه عن طريق‬
‫تحديد الهداف التي يجب تحقيقها مع وضع المواعيد النهائية‬
‫والوسائل الملئمة للنتهاء من العملية ‪.‬‬
‫‪ .9‬نقل الهداف والغراض الموضوعية‪:‬‬
‫إن الرؤية عبارة عن هدف‪ ،‬ومعالم الطريق للوصول إلى‬
‫الهدف هي الغراض الموضوعية‪ ،‬ولتحقيق ذلك يجب أن تكون‬
‫واضحا وتتحدث عن رؤياك بحماس وبإيجاز وشجاعة وإبداع‪.‬‬
‫‪ 010‬التنشيط‬
‫‪3‬‬

‫إن وضع خطة تعتمد على أهداف وأغراض تم تحديدها‬


‫بعناية هي الجزء العقلني في القيادة‪ ،‬وأما الرغبة في الدفاع عن‬
‫كل ما هو سليم فهو الجزء العاطفي‪ ،‬واندماج الجزء العقلني مع‬
‫الجزء العاطفي يخلقان روح التعاون وتركيز أنشطة الناس على‬
‫تحقيق الهداف المشتركة ‪.‬‬

‫ومن مظاهر فقدان القوة‪:‬‬


‫الروتين القاتل‪ :‬وأعراضه البطء في إنجاز المعاملت والضغط في‬
‫العمل والذي يسبب الكتئاب والملل‪ ،‬ويؤدي إلى تمضية الوقت كيفما‬
‫اتفق‪ .‬ولعل هذا واضح في ترهّل الدارة والروتين الحكومي‬
‫المستشري في معظم الدول العربية‪.‬‬
‫ضعف الستغفار‪ :‬يضعف الستغفار عندما يصبح استغفارا سريعا بل‬
‫روح‪ ،‬استغفارا شفهيا ل يلمس شغاف القلب‪ ،‬فيرق به من خشونة‬
‫الذنب‪ .‬وهو من شروط القوة المعنوية والقتصادية التي غفلنا عنها‬
‫ول توجد لدى أنظمة الغرب أو علومهم‪ .‬وهذا هود عليه السلم ينصح‬
‫س َتغْ ِفرُواْ َر ّبكُمْ‬
‫قومه بشروط البنية المعنوية القتصادية فيقول‪) :‬يَا َقوْمِ ا ْ‬
‫سورة‬ ‫عَل ْيكُم مّ ْدرَارا َو َيزِ ْدكُمْ ُق ّوةً ِإلَى ُق ّو ِتكُمْ (‬
‫سمَاء َ‬
‫ثُمّ تُوبُواْ ِإَليْهِ ُيرْسِلِ ال ّ‬
‫هود‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫التاسعة‪:‬المانة‪:‬‬

‫المانة‪:‬‬
‫وتعني المصداقية والرقابة الذاتية والمبادرة لداء العمل على أتم‬
‫وجه‪ .‬وتستخدم كلمة المانة بأكثر من معنى‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫علَى السّمَاوَات وَالَرْضِ‬


‫التكليف‪ :‬قال تعالى)إِنّا عَ َرضْنَا المَانَةَ َ‬
‫ن إِنّه كان‬
‫ش َفقْنَ مِنْهَا َوحَ َملَهَا الِنسَا ُ‬
‫ل َفأَبَيْن أَن َيحْ ِملْنَهَا َوأَ ْ‬
‫وَا ْلجِبَا ِ‬
‫ظلوما جهول ( سورة الحزاب‬

‫المانة المعنوية‪ :‬تمتد حدود المانة إلى ما هو أبعد من القضايا‬


‫المالية‪ ،‬فهي تشمل أمانة الفكر والرأي والموقف‪ .‬وعلى سبيل المثال‬
‫عدم بخس العاملين حقوق التقدير الممزوج بالحب‪ ،‬ومساعدتهم في‬
‫قضاياهم ومشاكلهم المؤرقة بقدر الستطاعة‪.‬‬

‫الضمير اليقظ‪ :‬وهو الذي‪ ،‬كما يقول الغزالي‪ ،‬تصان به الحقوق‬


‫المتمثلة في حقوق ال والناس وتحرس به العمال من دواعي التفريط‬
‫والهمال‪. .‬‬
‫‪3‬‬

‫التقان‪ :‬فالحرص على أداء الواجب المنوط بالشخص بشكل متقن من‬
‫أخلق المسلم‪ .‬ومنه السهر على حقوق الناس وإذا استهان الفرد بما‬
‫كلف به وإن كان صغيرا فرط فيما بعده إلى أن تستشري روح الفساد‬
‫والضياع في كيان المؤسسة‪ .‬بل إن المطلوب هو تجاوز التقان‬
‫والوصول إلى درجة البداع في التخطيط والتنفيذ مسترشدين بدعوة‬
‫المصطفى عليه السلم‪" :‬إن ال يحب إذا عمل أحدكم عملً أن‬
‫يتقنه"‪ .‬أخرجه البيهقي‪.‬‬

‫عدم الستغلل‪ :‬أي عدم استغلل المنصب لمنافع شخصية أو‬


‫للضرار بمصالح الخرين وإضاعة حقوقهم‪.‬‬

‫تعيين الصلح‪ :‬وهو تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب وليس‬


‫العكس‪ .‬مصداقا لقول رسول ال عليه الصلة والسلم‪" :‬من استعمل‬
‫رجلً من عصابة‪ ،‬وفي تلك العصابة من هو أرضى ل منه‪،‬‬
‫فقد خان ال وخان رسوله وخان المؤمنين"‪ .‬أخرجه الحاكم‪.‬‬
‫إن المانة قضية عظيمة ل ينبغي أن نستهين بها أو نفرط في‬
‫حقها‪ .‬فل يجب نركز على الشكليات وننسى الجوهر الحقيقي‪ ،‬فبدل أن‬
‫‪144‬‬
‫نمارس التربية والتعليم اكتفينا ‪ -‬على سبيل المثال‪ -‬بالتلقين المبهم‪،‬‬
‫ففقدنا قدرا من المانة‪ ،‬والنتيجة جيل من الشباب ل يرعى مصلحة‬
‫المجتمع‪ ،‬ول يقوم بدوره الصادق والمخلص في تقدمه وازدهاره‪.1‬‬

‫‪ - 1‬موقع الدكتور طارق السويدان‬


‫‪3‬‬

‫العاشرة‪:‬معرفة الرجال‬
‫إن من مسلمّات الدارة الناجحة القدرة على الستفادة من مكامن‬
‫التفوق ‪،‬والتميز لدى المرؤوسين بأفضل ما يمكن ‪ ،‬ولكي يتحقق هذا‬
‫كان لزاما على القادة والرؤساء ضرورة معرفة وتمييز هذه المكامن‬
‫لدى مرؤوسيهم ‪ ،‬وهو ما نعنيه بمعرفة الرجال ‪.‬‬
‫إن توفر الرجال (أولً) ‪ ،‬والقدرة على‪ -‬توظيفهم لخدمة أهداف‬
‫رسمها لهم القادة (ثانيا) ‪ ،‬لهما طرفا المعادلة الدارية التي ينتج عنها‬
‫نجاح القادة ‪ ،‬وكلما أحسنا لمادة الستفادة من هذا التوظيف كلما نتج‬
‫عنه تفوق ونجاح ‪ .‬ومن هنا اعتبرت القيادة فنا صعبا لرتباطها‬
‫بالعنصر البشري الذي يصعب تحليله وفهمه ببساطة كما هو الحال في‬
‫العناصر الكيميائية الطبيعية ‪ .‬ومن خلل هذا التصور يمكننا فهم‬
‫صورة العلقة بين نجاح القادة ‪ ،‬وبين قدرتهم على معرفة الرجال ‪.‬‬
‫وينبغي أل ننسى أن نجاح القادة ينتج عنه تحقيق لهدافهم في الواقع ‪.‬‬
‫كتبت إحدى أكبر المنظمات العالمية هذه الكلمات لتعبر عن سر‬
‫نجاحها وتفوقها ‪:‬‬
‫( لقد حققنا هذا النجاح من خلل تنظيم إداري وجو عمل يساعدان‬
‫على اجتذاب أفضل الكوادر البشرية ‪ ،‬وتطوير وشحذ المواهب الفردية‬
‫‪... . ) ..‬‬
‫‪144‬‬
‫ونلحظ في هذه الكلمات عنصرين أساسين ‪:‬‬
‫العنصر الول ‪ :‬اجتذاب أفضل الكوادر البشرية ‪.‬‬
‫العنصر الثاني ‪ :‬تطوير وشحذ المواهب الفردية ‪.‬‬
‫ول شك أنه ليس من الممكن تحقيق هذين العنصرين دون القدرة على‬
‫معرفة الرجال ‪.‬‬
‫ثبت عن رسول ال ‪ - -‬أنه قال ‪ ( :‬أرأف أمتي بأمتي ‪ ...‬أبو‬
‫بكر ‪ ،‬وأشدهم في دين ال عمر ‪ ،‬وأصدقهم حياءً عثمان ‪ ،‬وأقضاهم‬
‫علي ‪،‬وأفرضهم زيد بن ثابت ‪ ،‬وأقرؤهم أبي ‪ ،‬وأعلمهم بالحلل‬
‫والحرام معاذ بن جبل ‪،‬أل وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه المة أبو‬
‫عبيدة بن الجراح )‪ . 1‬إن من أسرار ‪... ...‬‬
‫العظمة التي تمتع بها رسول ال ‪ - -‬قدرته على معرفة رجاله‪،‬‬
‫وحسن توظيفه لهم ‪ ،‬كلً حسب قدرته ومواهبه ‪ ،‬يقول أحد المفكرين ‪:‬‬
‫( إن معرفة ‪...‬‬
‫الرجال بعمق من أدق أعمال الرئيس و أكثرها تأثيرا ‪ ،‬إنها ينبوع‬
‫القوة التي يملكها ‪،‬‬
‫إنها سر الرؤساء العظام )‪ .2‬ومن المفيد هنا أن نحلل عظم الفائدة التي‬
‫يجنيها ‪...‬‬

‫‪ - 1‬سلسلة الحاديث الصحيحة ‪1224‬‬


‫‪ - 2‬فن القيادة ص ‪32‬‬
‫‪3‬‬

‫القائد المتمكن من معرفة الرجال ‪.‬‬


‫أولً ‪ :‬إن معرفة الرجال هي الطريق المثل لحسن توظيفهم ووضعهم‬
‫في‬
‫المكان الذي يمكنهم أن يقدموا أفضل ما يكون في أنفسهم لخدمة‬
‫أهدافهم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن توظيف المرؤوسين في مكانهم المناسب هو الحافز الحقيقي‬
‫ليجاد روح الستمرارية والعطاء للفراد ‪ ،‬حيث يحقق الفراد ذواتهم‬
‫بتميّزهم وتفوقهم من خلل إمكاناتهم الحقيقية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إن القدرة على الرتقاء والبداع لمن وضعوا في المكان‬
‫المناسب نتيجة إمكاناتهم هو ما أثبته الواقع والتجارب الحية ‪ ،‬مما‬
‫ينعكس على تمييز التنظيم الذي يسير خلف القائد الناجح ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬إن الرباك وقلة الخبرة التي يظهرها أولئك الذين لم يتمكن‬
‫المسئولون من حسن توظيفهم لقلة معرفتهم بحقيقتهم ‪ ،‬هي إحدى‬
‫السلبيات التي يمكن القائد الناجح تفاديها نتيجة معرفته برجاله ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬إن سد الثغرات بالمرؤوسين الكفاء الذين أحسن القائد‬
‫انتقاءهم يمكنه من التفرغ والمراقبة عن كثب لمن هم بحاجة إلى‬
‫توجيه ‪ ،‬وبهذا يستطيع من خلل معرفته للرجال سد الثغرات ‪،‬‬
‫والرتقاء بالخرين دون عناء ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫سادسا ‪ :‬إن درجة سيطرة القائد والرئيس على رجاله عملية مرتبطة‬
‫ارتباطا وثيقا بمدى تفهمه لشخصياتهم ‪ ،‬ونفسياتهم ‪ ،‬وقدراتهم ‪ ،‬ولذلك‬
‫فهو ل يستطيع أن يقدر حجم المهام أو مستوى التكليف أو حدود‬
‫الستطاعة التي إذا تجاوزها تعرض النضباط للمخالفة دون أن يتمكن‬
‫من معرفتهم حق المعرفة ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬إن الستعداد الذي يبديه المرؤوسون بالتعايش وبث اللم‬
‫وطلب المساعدة لولئك الرؤساء الذين استطاعوا فهمهم ومعرفتهم لهو‬
‫أكبر بكثير مما يبديه من لم يستطع رؤساؤهم تخمين ما يدور في‬
‫رؤوس من يقودونهم ومن هنا يستطيع القادة احتواء غيرهم بمعرفة‬
‫أسرارهم ‪ ،‬وآلمهم والعمل على القيام بدور الموجه والناصح لهم ‪،‬‬
‫بعد أن امتلكوا قلوب مرؤوسيهم ‪.‬‬
‫ولنقف وقفة مع هذا النص من واقع الخليفة الثاني ‪ ( :‬كان الخليفة‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬يشاور أفاضل الرجال في تعيين‬
‫كبار موظفيه ‪ ،‬فقال لهم يوما ‪ :‬أشيروا علي ودلوني على رجل‬
‫استعمله في أمر قد دهمني ‪ ،‬فقولوا ما عندكم ‪ ،‬فإنني أريد رجلً إذا‬
‫كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم وإذا كان فيهم وهو‬
‫أميرهم كان كأنه واحد منهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نرى لهذه الصفة الربيع بن‬
‫زياد الحارثي ‪ ،‬فأحضره ووله ‪ .‬فوفق في عمله وقام فيه بما أربى‬
‫‪3‬‬

‫على رجاء عمر وزاد عليه ‪ ،‬فشكر عمر لمن أشاروا عليه بولية‬
‫الربيع )‪.1‬‬
‫والناظر في هذا النص من خلل ما سبق وقدمناه من أهمية معرفة‬
‫الرجال‬
‫يلمس الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬فهم عمر ‪ - -‬لهمية اختيار الرجال ومعرفتهم وذلك منخلل‬
‫تشاوره مع أفاضل الرجال في تعيين كبار موظفيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬حرصه ‪ - -‬على وضع الرجل المناسب في المكان‬
‫المناسب فقد بين لمن استشارهم صفات الرجل الذي يريد ‪ ،‬حتى‬
‫يتمكنوا من اختيار من يوافق هذه الصفات ليحقق هدف عمر ‪.‬‬
‫‪ -3‬حكمته ‪ - -‬في معرفة الرجال من خلل مواقفهم وتصرفاتهم ‪،‬‬
‫ل من خلل أقوالهم وما يقال عنهم ‪ ،‬فقد استطاع أن يجسد في نظر‬
‫مستشاريه مثال الرجل الحي الذي يريده ‪.‬‬
‫وأخيرا بهذه المعاني المتقدمة تستطيع أن تفهم سر المواقف التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يحكم على المرؤوسين بالذكاء والنتاجية في مكان ما ثم يكتشف‬
‫بأن لديه طاقات كامنة من رئيس جديد ‪.‬‬
‫‪ -2‬يصف أحد الرؤوساء مرؤوسا بأنه جيد ويصفه الخر بأنه سيء ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أقوال ف الدارة ‪ -‬إبراهيم عبد ال النيف ‪ -‬دار العلوم للطباعة والنشر ‪1403 -‬هـ‬
‫‪144‬‬
‫‪ -3‬يهمل المرؤوس لنه ل يصلح لشيء البتة ‪ ،‬ثم يكتشف بأن لديه‬
‫طاقات كامنة من رئيس جديد ‪.‬‬
‫‪ -4‬يبذل المرءوس ويعطي عطاء أفضل عند رئيسه الجديد أكثر مما‬
‫كان يفعل مع رئيسه القديم ‪.‬‬
‫وليس هناك من تبرير جيد إل أن أحدهم أحسن القيادة بمعرفته‬
‫مرءوسيه والخر فشل في ذلك ‪.‬‬

‫آية جامعة‬

‫توجد آية أساسية جامعة لهم ملمح القائد الفعال من المنظور‬


‫السلمي ‪ ،‬وهناك العديد من اليات‪ ،‬والمواقف الخرى المكملة لها‬
‫في القرآن‪.‬‬
‫وهذه الية هي‪:‬‬

‫"فبما رحمة من ال لنت لهم‪ ،‬ولو كنت فظا غليظ القلب‬


‫لنفضوا من حولك فاعفو عنهم‪ ،‬واستغفر لهم‪،‬وشاورهم في‬
‫المر‪ ،‬فإذا عزمت فتوكل على ال‪ ،‬إن ال يحب المتوكلين" (آل‬
‫‪3‬‬

‫عمران ‪( 159‬‬
‫أيضا في آخر سورة التوبة وهي‬ ‫وآية أخرى تصف الرسول‬
‫‪:‬‬
‫"لقد جاءكم رسول من أنفسكم‪ ،‬عزيز عليه ما عنتم‪ ،‬حريص‬
‫عليكم‪ ،‬بالمؤمنين رؤوف رحيم" وأعتقد أن هاتين اليتين تمثل معا‬
‫أهم ما يحدده مقومات القيادة الناجحة وكل ما يرتبط بها من صفات أو‬
‫سمات أو أنماط ‪ ،‬فما هي يا ترى تلك المقومات؟‬
‫‪144‬‬
‫الحادية عشرة‪:‬اللين‪:‬‬
‫فأول ما يجب أن يكون عليه القائد مع أتباعه هو اتباع أسلوب‬
‫اللين‪ ،‬واللين عكس الشدة والقسوة‪ ،‬ولكنه ليس ضعفا أو جنبا‪ ،‬وهذا‬
‫هو أكبر خطأ يقع فيه الكثير من القادة حينما يتصورون اللين ضعفا‪،‬‬
‫والشدة والقسوة قوة وهذا قمة خطأ‪.‬‬

‫لذا فإن أول ما يؤكد عليه القرآن هنا هو اتباع القائد لجانب اللين مع‬
‫المرؤوسين‪ ،‬لدرجة تصل كما يذكر القرآن في آيات أخرى إلى خفض‬
‫الجناح "واخفض جناحك عن الذين اتبعك من المؤمنين"‬
‫وهذا السلوب هو الذي يجعل العلقة بين القائد والتباع علقة‬
‫تواصل وحب وتفاهم‪ ،‬وتعطي جوا من الثقة والنفتاح والتشجيع على‬
‫المبادرة والبتكار‪ ،‬وتقتل روح الخوف أو القهر التي قد تسلك إلى‬
‫النفوس دون أن ندري نتيجة للسلوب القاسي العنيف‪ .‬ومن هنا يعتبر‬
‫القائد اللين في طبعه هو أكثر القادة تجميعا لمن حوله وتأثيرا فيهم‪،‬‬
‫وتحقيقا للهدف‪.‬‬
‫وهذا إيراد من قبس النبوة في باب الرفق وبيان أثره لننطلق منه‬
‫إلى ما يخصّ هذا المبحث‪.‬‬
‫يقول عليه الصلة والسلم‪ { :‬إن ال رفيق يحب الرفق‬
‫‪3‬‬

‫ويعطي على الرفق ما ل يعطي على العنف وما ل يعطي على‬


‫ما سواه } (‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وقال مخاطبًا عائشة رضي ال عنها‪ { :‬عليك بالرفق‪ ..‬إن‬
‫الرفق ل يكون في شيء إل زانه‪ ،‬ول ينزع من شيء إل شانه‬
‫} (‪.)2‬‬
‫يا أيها المُقتدى بهم‪ :‬إن الناس في حاجة إلى كنف رفيق‪ ،‬وإلى‬
‫رعاية حانية‪ ،‬وبشاشة سمحة‪ ،‬بحاجة إلى ودّ يسعهم‪ ،‬وحلم ل يضيق‬
‫بجهلهم وضعفهم ونقصهم‪ .‬في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ول يحتاج‬
‫إلى عطائهم‪ ،‬ويحمل همهم ول يثقلهم بهمه‪ ،‬يجدون عنده الهتمام‬
‫والرعاية والعطف والسماحة والمودة والرضا‪.‬‬
‫وقد يحسن أن نخص الدعاة المقتدى بهم بخطاب عن الرفق أخذًا‬
‫من نهج السلف إذ أن هذا الميدان ونحن نعيش الصحوة الِإسلمية‬
‫وأجواءها المباركة نحتاج فيه إلى مزيد عناية وفقه وترفق‪.‬‬
‫وهو على المنبر‪ " :‬أيها الناس ل ُت َب ّغضُوا ال إلى‬ ‫يقول عمر‬

‫‪ )(1‬البخاري اسمتتابة الرتديمن والعانديمن وقتالمم (‪ ، )6528‬الترمذي السمتئذان والداب (‪ ، )2701‬الدارممي الرقاق (‬
‫‪.)2794‬‬
‫‪ )(2‬البخاري الدب (‪ ، )5678‬الترمذي السمتئذان والداب (‪ ، )2701‬أبمو داود الهاد (‪ ، )2478‬أحدم (‪، )6/125‬‬
‫الدارمي الرقاق (‪.)2794‬‬
‫‪144‬‬
‫عباده فقيل كيف ذلك أصلحك ال؟ قال‪ :‬يجلس أحدكم قاصا (‪ )3‬فيقول‬
‫على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه‪ ،‬ويقوم أحدكم إمامًا فيطول‬
‫على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه "‪.‬‬
‫عنهما‪" :-‬حدث الناس كل جمعة فإن‬ ‫ويقول ابن عباس ‪-‬‬
‫أكثرت فمرتين فإن أكثرت فثلث ول تمل الناس من هذا القرآن‪ ،‬ول‬
‫تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم وقال‪ :‬أنصت‪ ..‬فإذا‬
‫أمروك فحدثهم وهم يشتهونه وإياك والسجع في الدعاء‪ ،‬فإني عهدت‬
‫وأصحابه ل يفعلونه "‪.‬‬ ‫رسول ال‪،‬‬
‫وكان ابن مسعود يُذكّر كل خميس فقال رجل من القوم لوددت‪ -‬يا‬
‫أبا عبد الرحمن ‪ -‬لو أنك ذكرتنا كل يوم‪ .‬فرد عليه هذا الكنيف الذي‬
‫قد مليء علمًا‪ " :‬أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملَكم وإني‬
‫يتخولنا بها مخافة السآمة علينا‬ ‫أتخولكم بالموعظة كما كان النبي‪،‬‬
‫"‪.‬‬
‫يعلق على هذا الحافظ ابن حجر في الفتح مستنبطًا مستخلصًا‬
‫بقوله‪ :‬وفي هذا استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح‬
‫خشية الملل‪ ،‬وإن كانت المواظبة مطلوبة‪ ،‬لكنها على قسمين‪ :‬إما كل‬
‫‪ )(3‬قاص‪ :‬أي واعظ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫يوم مع عدم التكلف‪ ،‬وإما يومًا بعد يوم فيكون الترك لجل الراحة‬
‫ليقبل على الثاني بنشاط‪ ،‬وإما يوم الجمعة ويختلف باختلف الحوال‬
‫والشخاص والضابط الحاجة مع وجود النشاط‪.‬‬
‫والرفق ذو ميادين فسيحة ومجالت عريضة فرفق مع الجهال‪ :‬إما‬
‫بالعرابي الذي بال‬ ‫جهل علم‪ ،‬أو جهل تحضر‪ ،‬ولقد رفق النبي‪،‬‬
‫في المسجد وتركه حتى فرغ من بوله وأمر أصحابه بالكف عنه وأل‬
‫وأخبره أن المساجد لم تبنَ‬ ‫يقطعوا عليه بوله‪ ،‬فلما فرغ دعاه النبي‪،‬‬
‫لهذا وإنما هي لذكر ال والصلة‪.‬‬
‫‪ ،‬جذبة شديدة وكان‬ ‫ف أعرابي آخر جذب برداء النبي‪،‬‬
‫وجل ٌ‬
‫ثم {‬ ‫عليه برد نجراني غليظ الحاشية فأثر في صفحة عنق النبي‪،‬‬
‫قال العرابي‪ :‬يا محمد مر لي من مال ال الذي عندك فالتفت نبي‬
‫ما‬ ‫الرفق والرحمة ضاحكًا ثم أمر له بعطاء } (‪ .)1‬بأبي هو وأمي‪،‬‬
‫كهر ول نهر ول تبرم ول ضجر‪.‬‬

‫‪ )(1‬البخاري اللباس (‪ ، )5472‬مسلم الزكاة (‪ ، )1057‬أحمد (‪.)3/224‬‬


‫‪144‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬البعد عن الفظاظة‪:‬‬

‫والفظاظة هنا هي في القول اللذع الشديد وقد تكون طبعا في‬


‫النسان ل يستطيع التخلص منه‪ ،‬وقد تعتريه في أوقات أو ظروف‬
‫معينة نتيجة لما يتعرض له من ضغوط‪ ،‬وما يعتريه من مشاكل أو‬
‫أزمات‪ ،‬فتجعل تعامله وخاصة ردوده وكلماته مع من حول ل تكاد‬
‫تخلو من نقد لذع أو توبيخ أو تعنيف أو استهزاء‪......‬الخ‪ .‬مما يخلق‬
‫في نفوس من حوله حالة من الفزع والرعب التي تجعلهم يترددون‬
‫كثيرا قبل أن يشاركوا برأي أو يدلون بنصيحة‪ ،‬فيكفي من هذا القائد‬
‫مجرد تعليق صغير بلفظ حاد ليخمد أي حماس للمشاركة أو المبادرة‬
‫في نفس كل من تول له نفسه أن يقول رأي خاصة إن كان ل يجاري‬
‫هوى هذا القائد‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫الثالثة عشرة ‪ :‬البعد عن غلظة القلب‪:‬‬

‫وغلظة القلب وما تنطوي عليه من قسوة شديدة تتحول مع‬


‫الوقت إلى سمة وقسمات جامدة ترتسم على وجه مثل هذا الشخص‬
‫لدرجة تجعل من نظراته القاسية وليس من كلماته فقط – سهاما حادة‬
‫تخمد أي محاولة للبداع أو النطلق أو البتكار في نفوس من حوله‬
‫خاصة إذا كانت ل تتمشى مع رأي وهواه‪ ،‬ومع الوقت تحول من‬
‫حوله إلى مجرد أتباع خائفين مرتعشين مترددين‪ ،‬أو منافقين مسبحين‬
‫لحمده ومرددين لما يقول‪ ،‬وفي جميع الحوال تؤدي تلك الصفة والتي‬
‫قبلها إلى حالة من النفور النفسي من المرؤوسين لقائدهم تجعلهم‬
‫ينفرون منه ول يربطهم به إل القهر‪ ،‬فإذا كان لهم الخيرة من أمرهم‬
‫فسوف ينفضون عنه ل محالة‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الرابعة عشرة‪:‬العفو‪:‬‬

‫يلحظ أن العفو عن التباع والمرؤوسين هنا جاء في صيغة‬


‫المر‪ ،‬بينما كانت الصفات الثلث السابقة تقرر حقيقة ما عليه الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم من لين‪ ،‬وبعد الفظاظة وغلظة القلب والعفو هنا‬
‫من المور الساسية والضرورية لي قائد كي يتمكن من خلق مناخ‬
‫حقيقي للشورى والمشاركة والبداع‪.‬‬

‫وذلك أن أي جو للعمل لن يخلو من خلف أو تقصير أو خطأ من‬


‫جانب المرؤوسين فإذا لم يتعلم القائد كيف يعفو ويتسامح بشكل إيجابي‬
‫وفعال ويتناسى هذا الخطأ بمجرد علجه ويذكر صاحبه بضرورة‬
‫القلع عنه والندم عليه‪ ،‬فإن المر ضئيلة يكون من القسوة والشدة‬
‫على نفس المخطئ لدرجة تجعله يستشعر الخجل من نفسه والتواري‬
‫عن النظار‪ ،‬بل والحجام عن أي محاولة للمشاركة الفعالة أو إبداء‬
‫الرأي حتى وإن كان صوابا‪ ،‬خاصة إذا لم يحجم القائد عن تذكير‬
‫مرءوسيه من وقت لخر بعيوبه وأخطائه وتأنيبه عليها وسخريته‬
‫منها‪.‬‬
‫لذا كان من الضروري للقائد أن يعفو ويصفح‪ ،‬وليس معنى ذلك‬
‫‪3‬‬

‫تجاهل الخطاء‪ ،‬وإنما يكون علج الخطأ في حينه وتطوى الصفحة‬


‫السوداء تماما ويبدأ القائد صفحة جديدة‪ ،‬ولعل أفضل ما يعلمنا ذلك‬
‫قوله تعالى في معالجة أخطاء الزوجة بعد أن حدد التدرج في العلج‬
‫بالعظة‪ ،‬ثم بالهجر‪ ،‬ثم بالضرب غير المبرح‪ ،‬ثم يقول تعالى‪" :‬فإن‬
‫أطعنكم فل تبغوا عليهم سبيل‪ ،‬إن ال كان عليا كبيرا"‪.‬‬

‫إن أسوأ القادة هو ذلك الذي يُذكّر المرؤوسين بأخطائهم ونقاط‬


‫ضعفهم من وقت لخر ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬الستغفار لهم‪:‬‬

‫إذا كانت الصفات السابقة تعتبر أساسية ويمكن للقادة اكتسابها‬


‫ليحققوا النجاح بصرف النظر عن عقيدتهم أو إيمانهم‪ ،‬فإن هذا المر‬
‫على وجه الخصوص يعتبر من الوامر الذي ل يمكن أن يتصف بها‬
‫إل مؤمن حق‪ .‬لن المر هنا تحظى مرحلة الرسميات ووصل إلى‬
‫مرحلة القلوب والعواطف الشغوفة والحب الشديد الذي يجعل القائد ل‬
‫يكتفي بالعفو فقط عن أخطاء أتباعه‪ ،‬وإنما يحرص على أن يستغفر‬
‫لهم ال كي يعفو عنهم أيضا‪ ،‬ول شك أن ذلك ل يكون إل من قلب‬
‫نقي‪ ،‬رقيق‪ ،‬سليم‪ ،‬محب لمن حوله‪ ،‬رحيم‪ ،‬بل إن مجرد هذا الستغفار‬
‫الذي ل يكون إل بين المرء وربه يترك أثرا طيبا في نفس كل من‬
‫القائد والمرؤوس دون أي تدخل مباشر وهذه لغة القلوب‪ ،‬التي ل‬
‫يعلمها إل ال‪ ،‬ولك أن تجرب ذلك وبصدق ويقين وسوف تجد بنفسك‬
‫كيف تتغير النفوس وتنتهي المشاكل التي لم يكن لها قبل ذلك علج‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫السادسة عشرة‪:‬الشورى في المر‪:‬‬

‫لعلي أكاد أزعم أن كل ما سبق ليس إل تمهيد لهذا المر‪ ،‬وفرشا‬


‫ومناخا ليجاد جو إيجابي لممارسة شورى حقيقية وليست شكلية‪ ،‬تقوم‬
‫وتبني على الجوهر وليس على المظهر‪.‬‬

‫فهل يمكن أن يكون هناك شورى حقيقية في ظل الشدة‪ ،‬والقسوة‪،‬‬


‫والفظاظة والغلظة؟!‬
‫لشك أنه مهما كانت النظم والشكليات والدعاءات والممارسات التي‬
‫تدعى ذلك‪ ،‬فإنها ما لم يتوافر فيها المقومات الخمس السابقة‪ ،‬لن تكون‬
‫إل مجرد شورى شكلية ديكورية جوفاء‪.‬‬
‫لذا فإن السلم ل يدعو فقط إلى نمط قيادة تشاوري‪ ،‬وإنما يضع‬
‫ضمان ومقومات ممارسته وتحقيقه على أفضل صورة وأكمل وجه‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫السابعة عشرة عشرة‪:‬العزيمة وعدم التردد‪:‬‬

‫لشك أن أي قرار يتم بناء على كل ما سبق قد استوفى مقومات‬


‫صنع القرار الصحيح بطريقة صحيحة‪ ،‬لذلك من السوأ المور أن‬
‫يتردد القائد بعد اتخاذ القرار‪ ،‬خاصة إذا كان رأي الغلبية مخالفا‬
‫لرأيه ورضخ هو لرأيهم‪ ،‬ثم حاولوا الرجوع إرضاء له‪ ،‬وهذا هو ما‬
‫حدث بالفعل حينما استشار الرسول صلى ال عليه وسلم أصحابه يوم‬
‫أحد وأشاروا بالخروج للعداء خارج المدينة وكان خلف رأيه صلى‬
‫ال عليه وسلم فلما دخل لرتداء عدة الحرب ندموا وقرروا الرجوع‬
‫قال‪" :‬ما‬ ‫عن رأيهم لرأيه وأخبروه بذلك بعد خروجه ولكن الرسول‬
‫كان لنبي بعد أن لبس لمته وخرج للحرب أن يرجع" ومضى‬
‫لتنفيذ ما اتفق عليه‪.‬‬
‫إن أكبر آفة من آفات اتخاذ القرارات هي التردد‪..‬‬
‫‪3‬‬

‫الثامنة عشرة‪ :‬التوكل على ال‪:‬‬

‫ول تنسى في خضم كل ذلك أنك إنما تسير بفضل ال وحوله‬


‫وقوته ورعايته وعنايته‪ ،‬فإذا أخذت بكل السباب والمقومات السابقة‬
‫فأنت متوكل فاستحضر توكلك وهنا نلحظ أن الية ختمت بقوله‪" :‬إن‬
‫ال يحب المتوكلين"‬
‫وصفة التوكل من الصفات أو الخلق اليمانية‪ ،‬أي التي ل‬
‫تكون إل للمؤمن وهي صفة جامعة‪ ،‬فإذا أردت أن تعرف المعنى‬
‫الحقيقي والمختصر للتوكل فهو أن تعمل على أخذ كافة السباب‬
‫الموصلة إلى النجاح في أمر ما كأنه ليس هناك أي احتمال للنجاح إل‬
‫باتباع هذه السباب فقط‪ ،‬ثم تتوكل على ال في كل ذلك وبعد بقلبك‬
‫وتفوض المر إليه ابتداء من توفيقه لك لهذه السباب وتوفيقه لك في‬
‫النتائج المرضية‪ ،‬وأن يكون يقينك في التوكل على ال والثقة في عونه‬
‫لك وأنه معك‪ ،‬كأن ليس هناك أدنى اعتماد أو ركون للسباب‪.‬‬
‫وليس معنى التوكل أن يأنس المرء إلى الكسل والدعة والتخلف‬
‫عن ركب العمل الجاد الموصل للنجاح والفلح فهذا ل يحبه ال ول‬
‫يرضاه‪ ،‬وإنما يحب فقط المتوكلين عليه حق التوكل وبهذه الكيفية التي‬
‫‪ ،‬وأصحابه والتي أرشدنا إليها هذه الية بشكل‬ ‫كان عليها الرسول‬
‫‪144‬‬
‫عملي ومحدد‪ ،‬ما الذي يجب أن يكون عليه القائد من مقومات حتى‬
‫يظفر بحب ال وتأييده ومن ثم النجاح والفعالية والفوز أو بلفظ جامع‬
‫الفلح في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫فانظر يا أخي لم تتغير أحوالنا ومنظماتنا إن نحن غيرنا أنفسنا‬
‫ونمط قيادتنا ليكون على هذا المستوى الرائع الذي يدعو إليه القرآن‬
‫العظيم‪ ،‬لكن وقبل أن نتركك قد يرد الذهن سؤال وكيف كان نمط‬
‫القيادي؟ وما هي الصفات القيادية التي حرص القرآن على‬ ‫الرسول‬
‫؟‬ ‫ذكره فيه‬
‫وكيف يمكن لنا أن نتعلم منها ونقتدي بها؟وما هي النتيجة المتوخاة‬
‫من وراء ذلك؟‬
‫‪3‬‬

‫التاسعة عشرة‪:‬الحزم‬

‫قال الحكماء قديما في الحزم ‪:‬‬


‫* الحزم أنفس الحظوظ ‪.‬‬
‫* رب رأي أنفع من مال ‪ ،‬وحزم أوفى من رجال ‪.‬‬
‫* من لم يقدمه الحزم ‪ ،‬أخره العجز ‪.‬‬
‫* الحزم يوجب السرور ‪ ،‬والتغرير يوجب الندامة ‪.‬‬
‫وجماع كل هذا في معنى الحزم إذ أن لفظة الحزم تدل على القوة‬
‫والجتماع ويدخل في معناها حسن التصرف واتخاذ المواقف‬
‫الواضحة بقوة وإصرار ‪.‬‬
‫والحازم هو الذي جمع زمام نفسه بقوة مواقفه وزمام الخرين لحزم‬
‫قيادته ‪.‬‬
‫يصف أحدهم شخصية القيادة الحازمة فيقول ‪ :‬إن القيادة الحازمة هي‬
‫التي تحافظ على تفكير واضح ومنطقي رغم المتاعب وتبحث عن‬
‫الحقيقة وتمسك بها بكل إصرار مهما كلف المر وتثبت في المأزق‬
‫بكل صبر ولو انسحب الجميع من حولها وتحكم بدون تحيز لرائها‬
‫وتصرفاتها الشخصية وتعترف بأخطائها بكل صدق وأمانة ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫وتظهر هنا العلقة بين القيادة الناجحة واتسامها بالحزم بوضوح إذ أن‬
‫من أهم معاني القيادة القدرة على امتلك زمام المور وهذا ل يتأتى‬
‫للقيادة إل بعد أمور كلها‪.‬‬
‫من معاني الجزم ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬القدرة على تسيير المور وقت الرخاء والشدة ‪ ،‬فالرجل‬
‫الضعيف‬
‫المتخاذل ل يستطيع أن يقود أفراده ويوحد صفوفهم ويشد أواصرهم‬
‫وقت الرخاء‬
‫فكيف به وقت الشدة حيث تزداد الحاجة إلى الحزم والقوة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوقوف أمام الهواء فالرئيس الحازم ل تتلعب به الهواء ول‬
‫تتقاذفه الراء فبحزمه يستطيع أن يضع المور في نصابها الصحيح‬
‫دون أن يدع فرصة للمور أن تتسيب أو تسير لتخدم غير المصلحة‬
‫المناطة في عنقه ‪ ،‬فهو وبحكمته وحزمه يسمع لذوي الحجة والمنطق‬
‫الصحيح ويقف واضحا حازما أمام ذوي الهواء مما يؤهله للسير‬
‫بقافلته دون تعثر ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الوصول إلى الهدف ولو كان صعبا سمة الحازم فمعنى‬
‫الصرار ل‬
‫‪3‬‬

‫يفترق عن معنى الحزم ‪ ،‬إذ إن القائد الحازم الذي رسخ في نفوس‬


‫مرؤوسيه ضرورة تحقيق الهدف ‪ ،‬يجد نفسه في مقدمة من يصر‬
‫ويسعى جادا ليكون قدوة بحزمه وإصراره حتى يصل هو ومرؤوسوه‬
‫إلى ما تطلعوا إليه وذلك خلف القائد المتخاذل الذي ينقطع به الطريق‬
‫في المنتصف ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬القدرة على اتخاذ القرار وتحديد الموقف الصحيح من أهم‬
‫سمات القائد الحازم فهو ل يدع للشك والتردد سبيلً إلى نفسه فإن‬
‫حزمه يرفض ذلك وبشدة ‪ ،‬إن من المهم دائما أن ل يترك مرؤوسيه‬
‫دون أن يعرفوا قراره أو موقفه في أمر ما لم يشر لهم شخصية‬
‫تقودهم إلى سبل مختلفة ليست كالتي ينبغي أن يرسمها لهم قائدهم‬
‫الحازم ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬تحمل المسئولية وأعبائها يرتبط ارتباطا وثيقا بسمة القيادة‬
‫الحازمة ‪ ،‬إذ أن الحزم أول الطريق ل يعني شيئا ول يحقق أي منفعة‬
‫إذا لم يترتب عليه الوصول إلى نهاية الطريق بكل تبعاتها وعندها‬
‫يدرك المرؤوسون أن حزم قيادتهم ليس مجرد أزمة عابرة بل هي‬
‫سمة متلزمة مع كونهم قادة بيدهم زمام المور ‪.‬‬
‫ويحضرني موقفان عظيمان يبرزان صفة الحزم في القيادة الناجحة‬
‫‪:‬‬
‫‪144‬‬
‫الول ‪:‬‬
‫موقف موسى ‪-‬عليه السلم‪ -‬لما رجع من الطور بعد أن ناجى ربه‬
‫وعاد باللواح وقد علم من ال بخبر عبادة قومه للعجل وعاين المر‬
‫أقبل على قومه فعنفهم ووبخهم وعاتب أخاه هارون [ يَا هَارُونُ مَا‬
‫ضلّوا * أَلّ تَتّبِعَنِ ] ‪ ،‬ثم أقبل على السامري [‬
‫مَنَ َعكَ إذْ َرأَيْتَ ُهمْ َ‬
‫ب فَإنّ َلكَ‬
‫قَالَ فَمَا خَطْ ُبكَ يَا سَامِرِيّ ] ‪ ،‬توعده وأنذره [ قَالَ فَاذْ َه ْ‬
‫فِي الحَيَاةِ أَن َتقُولَ ل ِمسَاسَ ] ‪ .‬وهذا دعاء عليه بأل يمس أحدا ثم‬
‫خلَفَهُ ] ‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫ن َلكَ َموْعِدا لّن ُت ْ‬
‫توعده في الخرى فقال ‪ [ :‬وإ ّ‬
‫عمد إلى العجل فحرقه وذراه في البحر [ وانظُرْ إلَى إلَ ِهكَ الَذِي‬
‫سفَنّهُ فِي اليَمّ نَسْفا ] ‪ .‬والقرآن‬
‫علَيْهِ عَاكِفا لّ ُنحَ ّرقَنّهُ ثُ ّم لَنَن ِ‬
‫ظ ْلتَ َ‬
‫َ‬
‫يصف الموقف بصورة حزم واضحة إذ يشعر القارئ للقصة في كتاب‬
‫ال سرعة اتخاذ الموقف والقضاء على الفتنة برمتها وبحزم سريع‬
‫يكاد يكون خاطفا فلم يتردد أو يتكاسل بل إن الوضوح والصرار كان‬
‫ملزما لتصرفاته في القضاء على المر وهذا هو معنى الحزم الذي‬
‫نتحدث عنه‪.‬‬
‫الثاني ‪:‬‬
‫موقف الصديق أبو بكر ‪ -‬في ردة العراب بعد وفاة رسول‬
‫‪3‬‬

‫ال ‪ - -‬إذ ارتدت أحياء كثيرة وادعى طليحة السدي ومسيلمة‬


‫الكذاب النبوة والتف حولهم قومهم وأنفذ الصديق جيش أسامة فقل‬
‫الجند في المدينة ‪ ،‬فطمعت كثير من العراب في المدينة وراموا أن‬
‫يهجموا عليها ‪ ،‬فجعل الصديق على أنقاب المدينة حراسا يبيتون‬
‫بالجيش حولها ويصف ابن كثير هذا الموقف فيقول ‪ « :‬عظم الخطب‬
‫واشتدت الحال وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يترك المرتدين‬
‫وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن اليمان في قلوبهم ‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك يزكون فامتنع الصديق من ذلك وأباه وقام في الناس وقال‬
‫كلمته المشهورة ‪ ":‬وال لو منعوني عقالً كانوا يؤدونه إلى رسول ال‬
‫‪ - -‬لقاتلهم على منعها وال لقاتلن من فرق بين الصلة‬
‫والزكاة " ‪ ،‬وكان في اشتداد المحنة أن طمع العراب في المدينة‬
‫وأغار بعضهم فما كان من الصديق إل أن بات قائما ليلة يعبئ الناس‬
‫فما طلع الفجر إل وهم والعدو في صيد واحد ومكن ال للمسلمين‬
‫واستمر على ذلك حتى قال المسلمون ‪ :‬لو رجعت إلى المدينة‬
‫وأرسلت رجلً ‪ ،‬فقال ‪ :‬وال ل أفعل ول أواسينكم بنفسي وهكذا بقي‬
‫الصديق هو وصحابة رسول ال يقاتلون حتى خضعت الجزيرة إلى‬
‫حكم ال من جديد ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫فالصرار ظاهر في الموقف وهو من معاني الحزم وكلهما من‬
‫سمات القيادة الناجحة ‪ ،‬رحم ال الصديق فبحزمه شرح ال صدر‬
‫عمر بن الخطاب إذ يقول ‪ :‬فما هو إل أن رأيت ال قد شرح صدر‬
‫أبي بكر للقتال ‪ ،‬فعرفت أنه الحق ‪ .‬وهذان الموقفان كان لهما الثر‬
‫العظيم في بقاء هذه المة ‪ ،‬ولكل موقف حازم أثره ولهذا كانت للقيادة‬
‫شأنها في حياة الجماعات والمم ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫العشرون ‪ :‬القدرة على التخطيط‪:‬‬


‫هناك مقولة تقول‪ :‬إن كل دقيقة نبذلها من وقتنا للتخطيط توفر‬
‫أربع ساعات عند التنفيذ وما ذلك إللهمية التخطيط على مستوى‬
‫الفراد والشركات والدول بل حتى على مستوى المم والحضارات‪.‬‬
‫مفهوم التخطيط‪:‬‬
‫التخطيط هو أحد وظائف الدارة الرئيسية إضافة إلى التنظيم‬
‫والتوجيه والرقابة‪.‬‬
‫ويمكن تعريفه بأنه وضع مجموعة من الفتراضات حول الوضع‬
‫في المستقبل ثم وضع خطة تبين الهداف المطلوب الوصول إليها‬
‫خلل فترة محددة مع تقدير الحتياجات المادية والبشرية لتحقيق هذه‬
‫الهداف بفاعلية‪.‬‬
‫وعليه تكون عناصر التخطيط هي‪:‬‬
‫هدف يُسعى إلى تحقيقه‬
‫وسيلة تحقيق الهدف‬
‫معيار ضبط جودة تحقيق الهدف‪.‬‬

‫خطوات عملية التخطيط‪:‬‬


‫‪144‬‬
‫‪-1‬تحديد الرؤية‪:‬‬
‫وهي الصورة الشاملة المستقبلية التي نريد الحصول عليها في‬
‫المستقبل‪ ،‬ولبد أن تكون واضحة وملهمة للفرد إن كانت فردية‬
‫وللجماعة إن كانت جماعية‪.‬‬

‫‪-2‬وضع الرسالة‪:‬‬
‫والرسالة جملة تعبيرية تصاغ كلماتها بدقة وعناية تحدد ما نريد أن‬
‫تكون على المدى البعيد‪.‬‬
‫وهي تتضمن الهوية للفرد أو المؤسسة والتعريف بالغراض المنشودة‬
‫والوسائل التي تحقق هذه الغراض‪.‬‬

‫‪-3‬وضع الهداف‪:‬‬
‫وهي المور التي نسعى لتحقيقها على المدى البعيد‪.‬‬
‫ويراعى عند وضع الهداف ما يلي‪:‬‬
‫صياغة الهدف بصيغة الفعل تحقيق‪ ،‬إنهاء‪ ،‬تبديل‪.‬‬
‫تكتب بعبارة إيجابية تدل على ما يفترض فعله ل ما يفترض تركه‪.‬‬
‫الدقة والختصار دون إطالة أو إطناب‪.‬‬
‫أن تكون الهداف وفق القدرات والمكانات‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫إن كان الهدف للمجموعة فل بد من اشتراك الجميع في صياغة‬


‫الهدف‪.‬‬
‫تحديد الطار الزمني لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫‪-4‬الهداف الجرائية‪:‬‬

‫ويراد بها الخطوات العملية لتحقيق كل هدف من الهداف المحددة‬


‫آنفا ويراعى في الخطة ما يراعى عند وضع الهداف من حيث‬
‫الصياغة والطار الزمني الخ‪..‬‬

‫‪ -5‬تقويم الخطة ومراجعتها‪:‬‬


‫بعد النتهاء من وضع الخطة والبدء في تنفيذها لبد أن يكون هناك‬
‫مواجهة وتقويم لتنفيذ هذه الخطة وتكون هذه المراجعة إما أسبوعية أو‬
‫شهرية أو غير ذلك بحسب الحاجة والحتياج‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الحادية والعشرون‪ :‬إجادة التعامل مع الخرين‬
‫"مهارات التصال‪":‬‬
‫يمثل التصال دورا هاما ورئيسا في حياة النسان وعلقاته‬
‫الجتماعية وسير مؤسساته‪ .‬وفي إدارة الهيئات يمثل التصال عامل‬
‫حاسما لتحقيق النجاح حتى أن البعض يبالغ بالقول إن الدارة ما هي‬
‫إل مجموعة من التصالت‪ .‬ويستند هذا الرأي إلى نتائج البحاث التي‬
‫أثبتت أن المدير يقضي ‪ %80‬من وقته في العمل بالتصال‪.‬‬
‫فهو يستمع ويتحدث ويقرأ ويكتب المذكرات والتقارير‪.‬وفي بحث‬
‫آخر كانت النتيجة كما يلي‪:‬‬

‫‪% 20‬من وقت المدير أو الرئيس تنفق في اتصالت خارجية خاصة‬


‫بالعمل‪.‬‬
‫‪ 3%‬اتصالت بالمرؤوسين والمنفذين‪.‬‬
‫‪40%‬اتصالت بالمستوى الداري العلى‪.‬‬
‫‪ 10%‬تنفق في أداء أعمال فنية‪.‬‬

‫ولكن ما هو التصال؟‬
‫‪3‬‬

‫التصال له مفهوم ضيق أو مادي وهو يعني وسائل التصال‬


‫المادية(التليفونات‪ ،‬الرسائل‪ ،‬البرقيات‪....‬إلخ) وله مفهوم أوسع وأشمل‬
‫ويقصد بذلك‪:‬‬
‫نقل وتبادل المعلومات التي على أساسها يتوحد الفكر‪ ،‬وتتفق المفاهيم‪،‬‬
‫وتتخذ القرارات‪.‬‬
‫أو هو تبادل الحقائق أو الفكار أو الراء أو المشاعر من خلل‬
‫عمليات الرسال والستقبال‪.‬‬
‫ونستنتج من ذلك أن التصال له عناصر هي‪:‬‬
‫مرسل يقدم مثيرا أو منبها (أو رسالة‪(.‬‬
‫إلى شخص (مرسل إليه) بحيث يدرك معناها المطلوب‪.‬‬
‫بهدف التأثير في سلوكه والحصول على استجابة‪.‬‬
‫وهكذا فأن للتصال أهمية كبيرة فهو وسيلة رئيسة‪:‬‬
‫لتوجيه سلوك الفراد اتجاه الهداف المرغوبة‪.‬‬
‫توفر البيانات والمعلومات وتنقلها إلى مركز اتخاذ القرار‪.‬‬
‫تقرب بين الفكار والمفاهيم للعاملين وتوحد أنماط العمل‪.‬‬
‫تنقل أفكار العاملين إلى مراكز اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫عوامل تزيد من فاعلية التصالت‪:‬‬
‫‪144‬‬
‫‪-1‬الثقة في مصدر الرسالة‪.‬‬
‫‪-2‬المعرفة والوعي الكامل لقيمة المعلومات والبيانات‪.‬‬
‫‪-3‬لغة مفهومة وانتقاء العبارات الواضحة‪.‬‬
‫‪-4‬اختيار الوقت المناسب لتوجيه الرسالة حتى ل تكون المعلومات‬
‫عديمة الفائدة‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام المؤثرات الدالة التي تعكس حقيقة المعنى والمفهوم‬
‫المطلوب(نبرات الصوت‪ ،‬اختيار الكلمات‪ ،‬حركات الوجه)‪.‬‬
‫‪-6‬جذب النتباه الكامل‪.‬‬
‫‪ -7‬التحدث بطريقة مشوقة وتجنب السهاب الزائد أو اليجاز‬
‫الشديد‪ -8 ..‬ضرب المثلة واستخدام وسائل اليضاح البصرية(أو‬
‫السمعية أو الرسوم التوضيحية أو النماذج والبيانات)‬
‫‪ -9‬عدم التسرع في اتخاذ القرارات أو تكوين رأي إل بعد تلقي‬
‫الرسالة كاملة‪.‬‬
‫‪ -10‬اختيار المكان المناسب لبلغ المعلومات‪.‬‬
‫‪ -11‬تنظيم الفكار قبل عرضها‪.‬‬
‫‪-12‬النصات جيدا‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫تضمنت إحدى الدراسات الحديثة قواعد للتصال الناجح أدرجتها تحت‬


‫الكلمة النجليزية (‪ )Human Touch‬أي اللمسة النسانية على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪..H: Hear Him‬‬ ‫استمع إليه‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪U: Understand his feeling‬‬ ‫احترم شعوره‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪M: Motivate his desire‬‬ ‫حرك رغبته‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪A: Appreciate hisefforts‬‬ ‫قدر مجهوده‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪N: News Him‬‬ ‫مده بالخبار‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫‪T: Train Him‬‬ ‫دربه‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫‪O: Open his‬‬ ‫أرشده‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫‪.eyes‬‬
‫‪.U: Understand his uniqueness‬‬ ‫تفهم تفرده‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫‪C: Contact‬‬ ‫اتصل به‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪.Him‬‬
‫‪.H: Honour Him‬‬ ‫‪ ) 10‬أكرمه‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬مهارات الحوار وإدارة‬
‫النقاش‪:‬‬

‫النسان اجتماعي بطبعه وطبيعته ل يستطيع أن يعيش بمعزل عن‬


‫الناس فهو في اتصال مستمر معهم من خلل الحوار والقناع‪.‬‬
‫لذلك حفل الحوار ومهاراته بأهمية خاصة خصوصا لدى القائد الناجح‬
‫إذ هو يتعامل مع أنواع متنوعة من الناس ‪،‬روى الطبراني بإسناد‬
‫يقبل‬ ‫صحيح عن عمرو بن العاص قال)) كان رسول ال‬
‫بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك‪ ،‬وكان يقبل بوجهه‬
‫وحديثه علىّ حتى ظننت أني خير القوم‪)).‬‬
‫وللحوار آداب يجب أن يتحلى بها كل المتحاورين منها‪:‬‬

‫‪ -1‬التعامل بالحسنى مع المحاور أو المخالف‬


‫‪ .‬قال تعالى‪{:‬وقولوا للناس حسنا}البقرة ‪.83‬‬
‫وقال تعالى‪{:‬وجادلهم بالتي هي أحسن}النحل ‪.125‬‬
‫الكلمة الطيبة صدقة)متفق عليه‪.‬‬ ‫وقال‬
‫‪-2‬أن يكون الحوار لطلب الحق وليس نصرة للنفس والرأي‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-3‬اختيار الوقت والمكان المناسب فليس كل مكان صالح للحوار‬


‫وليس كل زمان كذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬مراعاة المقاصد اليجابية عند الطرف الخر وإحسان الظن به‬

‫‪ -5‬احترام الطرف الخر مهما كان جنسه أو مذهبه أو ديانته‪.‬‬


‫‪ -6‬النصاف والعدل مع الخصوم‪.‬‬

‫صفات المحاور الناجح‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يتقن فن النصات والستماع للخر‬
‫‪ -2‬أن يكون لبقا في العبارات والتعاملت‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتقن معايرة الخر بغرض معرفة سماته الظاهرة ضعفا وقوة‬
‫‪ -4‬أن يتحلى بالهدوء ورباطة الجأش‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون قوي البديهة وحاضر الفكر‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يعمل على ضبط النفس‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يكون متواضعا للخرين‪.‬‬
‫‪ -8‬دماثة الخلق وهذه من أهم الصفات ‪،‬فحسن الخلق جماع كل ما‬
‫سبق‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫وسائل تقوية مهارة الحوار‪:‬‬

‫إذا أرادت أن تكون ماهرا في الحوار والمحاورة فعليك بما يلي‪:‬‬


‫•إخلص النية ل عز وجل والنتصار للحق حتى لو كان‬
‫ضده‪.‬‬
‫الستعداد والتحضير للحوار تحضيرا جيدا واستكشاف‬ ‫•‬

‫خفايا الموضوع والتزود بالمعلومات‪.‬‬


‫تدريب النفس على ممارسة مهارة النصات للخرين‪.‬‬ ‫•‬

‫إتقان فن السؤال من حيث مضمونها ووقت طرحها‬ ‫•‬

‫وأسلوبها‬
‫اللتزام بالعقل والمنطق والبحث عن الدليل‪.‬‬ ‫•‬

‫استخدام الوسائل التعليمية وضرب المثلة الحسية‪.‬‬ ‫•‬

‫•الستفادة من النماذج المثالية في الحوار والمناقشة‬


‫‪3‬‬

‫الثالثة والعشرون ‪ :‬فن إدارة الوقت‪:‬‬

‫الوقت رأس مال المسلم في هذه الحياة ‪ ،‬أثمن من الذهب‬


‫والفضة والدراهم إذ أن الموال تذهب وتعود وأما الوقت فهو‬
‫يذهب بل عودة إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫لذا فاحترس من وحوش الوقت الخمسة واحذرهم أن يأكلوك‪.‬‬
‫في الحديث قال رسول ال ‪ ":‬اغتنم خمسا قبل خمس ‪:‬‬
‫شبابك قبل هرمك‪ ،‬وصحتك قبل سقمك‪ ،‬وغناك قبل فقرك‪،‬‬
‫وفراغك قبل شغلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك"‪.‬‬
‫ماذا نعني بإدارة الوقت ؟‬
‫•*إدارة الوقت تعني أولً إدارة الذات‪ ،‬فهي نوع من إدارة‬
‫الفرد نفسه بنفسه‪.‬‬
‫•* إدارة الوقت هي إدارة العمال التي نقوم بمباشرتها في‬
‫حدود الوقت المتاح‪ ،‬يوميا ‪ 24‬ساعة‪.‬‬
‫•* إدارة الوقت هي محاولة ترويض الوقت وفرض‬
‫سيطرتنا عليه ‪،‬بدلً من أن يفرض سيطرته علينا‪.‬‬
‫•*إدارة الوقت هي إدارة السلوك والشخصية‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫•*هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الستفادة‬
‫القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في‬
‫حياته ما بين الواجبات والرغبات والهداف‪.‬‬
‫روى البخاري من حديث ابن عباس أنه قال ‪(( :‬نعمتان‬
‫مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر ‪ :‬فمن استغل صحته وفراغه في طاعة‬
‫ال فهو المغبوط ومن استغل صحته وفراغه في معصية ال فهو‬
‫والفراغ أنواع ‪ :‬الفراغ القلبي ‪ ،‬والفراغ النفسي ‪،‬‬ ‫المغبون‪.‬‬
‫والفراغ العقلي ‪.‬‬
‫الفراغ القلبي ‪:‬‬
‫أن يفرغ القلب من اليمان !! وهو أخطر أنواع الفراغ على‬
‫الطلق ‪.‬‬
‫إذا فرغ القلب من اليمان فصاحب هذا القلب ميت وإن تحرك بين‬
‫الحياء فالقلب وعاء اليمان كما قال المصطفى في حديث النعمان‬
‫الذي رواه الشيخان وفيه ‪:‬فإن عمر القلب باليمان ما شعر النسان‬
‫أبدا بالفراغ لنه في كل لحظة سيتلذذ بالنس بال ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬مساكين وال أهل الدنيا خرجوا من‬
‫الدنيا ولم يتذوقوا أطعم وأحلى ما فيها ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫قيل ‪ :‬وما أطعم ما فيها ؟!‬


‫قال ‪ :‬ذكر ال والنس بلقائه ‪.‬‬
‫الفراغ النفسي ‪ :‬النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل إن لم‬
‫تفطمها بالطاعات قادتك إلى المعاصي والذلت ‪.‬‬
‫النفس أمارة ‪( :‬إِنّ النّ ْفسَ لََأمّا َرةٌ بِالسّوءِ ِإلّا مَا رَحِمَ َربّي إِنّ‬
‫َربّي)[يوسف‪]53:‬‬
‫الفراغ العقلي ‪ :‬حياته دمار وآخرته بوار بدليل تصايح أهل النار‬
‫وهم فى النار بين يدى الواحد القهار يتصايحون أنهم كانوا ل‬
‫يحملون عقولً ل يعقلون بها ‪.‬‬
‫صور من حرص السلف رضوان ال عليهم على وقتهم‬
‫إن التشبه بالرجال فلح)‬ ‫(فتشبهوا إن تكونوا مثلهم‬
‫‪-1‬هذا المام أبو بكر النبارى يدخل عليه الطبيب في مرض موته‬
‫فينضر إلى بوله ويقول له "قد كنت شي~ا ل يفعله أحد" ثم يخرج‬
‫فيقول "ما يجئ منه شئ" أى أنه فقد المل في شفائه ويعود إليه‬
‫ويسأله "ما الذى كنت تفعل" فيقول المام رحمه ال "كنت أعيد في‬
‫كل أسبوع عشرة آلف ورقة" أي يقرأ ويكتب ويحفظ عشرة آلف‬
‫ورقة أسبوعيا‬
‫‪144‬‬
‫‪-‬وهذه امرأة المام الزهري –شيخ المام مالك صاحب‬ ‫‪-2‬‬
‫المذهب المعروف – تشكو من تعلق زوجها بالكتب فتقول و ال‬
‫إن هذه الكتب اشد على من ثلث ضرائر‪.‬‬
‫‪-3‬وهذا العلمة ابن الجوزي يقول عن نفسه "و إني اخبر عن‬
‫حالي ما أشبع من مطالعة الكتب و إذا رأيت كتابا لم أره فكأني وقعت‬
‫على كنز فلو أني قلت إني قد طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر و‬
‫أنا بعد في طلب الكتب "‪.‬‬
‫‪-4‬وهذا عبد الرحمن تيمية يحكي عن جده فيقول " كان الجد إذا دخل‬
‫الخلء يقول لي ‪ :‬اقرأ هذا الكتاب و ارفع صوتك حتى أسمع " مخافة‬
‫أن يضيع الوقت الذي يدخل فيه الحمام دون استفادة ‪.‬‬
‫‪-5‬أما إمام المفسرين على مر العصور ابن جرير الطبري فيحكى‬
‫عنه أنه مكث أربعين عاما يكتب في كل يوم أربعين ورقة ‪.‬‬
‫‪ -6‬يقول عبد الرحمن ابن المام أبي حاتم الرازي " ربما كان يأكل‬
‫وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلء وأقرأ عليه ويدخل البيت‬
‫في طلب شيء وأقرأ عليه " فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص‬
‫على استغلل الوقت كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات وكتاب‬
‫التفسير في مجلدات عدة وكتاب السند في ألف جزء‪.‬‬
‫وتدبر أخي المسلم معي ما قاله هذا الحكيم " من أمضى يوما من‬
‫‪3‬‬

‫عمره في غير حق قضاه‪ ,‬أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله‬
‫أو خير أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفيه "‬

‫لذلك علينا أن نستغل ألوقات وأن نجعل حياتنا كلها ل فل نضيع من‬
‫أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع النقضاء فهو يمر مر‬
‫السحاب وفي ذلك قيل‪:‬‬
‫مرت سنيصن بالوصال وبإلهنا *** فكأنها من قصرها أيام‬

‫ثم انثنصت أيصام هجر بعدها *** فكأنها من طولها أعوام‬


‫ثم أنقضت تلك السنون وأهلها *** فكأنها وكأنصهم أحلم‬
‫حسب بعض العلماء وبعض الحكماء ذلك فقالوا‪ :‬وجدنا أن النسان‬
‫العادي ينام ثلث عمره‪ ،‬إذا فسوف ينام ثلث هذه الربعين‪ ،‬ثم كم‬
‫لطعامه‪ ،‬وكم لشرابه‪ ،‬ثم كم يأخذ الناس من وقته في المور المباحة‪،‬‬
‫فإن بعض الناس يسلم عليك فيريد من وقتك نصف ساعة‪ ،‬وهذا شيء‬
‫نشاهده نحن‪ ،‬طفل يمسك بك ويضيع عليك ساعة‪ ،‬وكثير من الناس ل‬
‫يشعر بقيمة هذا الزمن ول بأهميته وكأن أمرا ما كان! ولو دقق‬
‫وحسب لوجد أن العمر ضيق وقصير بشكل يدعو إلى الغرابة‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الوقت من اليوم مجموع الوقت من العمر الفتراضي النسبة المئوية‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪%0.35‬‬ ‫ثلثة أشهر‬ ‫‪ -‬خمس دقائق‬
‫‪%0.71‬‬ ‫ستة أشهر‬ ‫‪ -‬عشر دقائق‬
‫‪%1.42‬‬ ‫سنة كاملة‬ ‫‪ -‬عشرون دقائق‬
‫‪%4.28‬‬ ‫ثلث سنوات‬ ‫‪ -‬ساعة كاملة‬
‫ثلثون سنة‬ ‫‪ -‬عشر ساعات‬
‫‪%42.85‬‬
‫‪%32‬‬ ‫‪23‬‬ ‫النوم‪ ،‬بمعدل ثمان ساعات يوميا‬
‫‪%30.7‬‬ ‫‪21.5‬‬ ‫العمل‪( ،‬من ‪ )2.5-7‬يوميا‬
‫الكل والشرب‪ ،‬بمعدل ساعة ونصف يوميا ‪%6.44.5‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫لصوص الوقت‪:‬‬
‫•المقاطعات والزيارات المفاجئة‪-.‬‬
‫• التصالت الهاتفية غير المنتجة‪.‬‬
‫•‪ -‬الجتماعات غير الفعالة‪-.‬‬
‫• التسويف أو التأجيل بأعذار واهية‪.‬‬
‫•‪ -‬الهداف غير الواضحة‪-.‬‬
‫‪3‬‬

‫• المعلومات الضعيفة‪( /‬النقص في المعلومات)‪-‬‬


‫•عدم تحديد الولويات‪-.‬‬
‫•عدم القدرة على قول ”ل“‪.‬‬
‫•عدم تخطيط الوقت‪-‬‬
‫•انخفاض الروح المعنوية‪-.‬‬
‫•الصغاء غير الجيد‪.‬‬
‫أمور تساعدك على تنظيم وقتك‬
‫هذه النقاط التي ستذكر أدناه‪ ،‬هي أمور أو أفعال‪ ،‬تساعدك‬
‫على تنظيم وقتك‪ ،‬فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك‪.‬‬
‫•وجود خطة‪ ،‬فعندما تخطط لحياتك مسبقا‪ ،‬وتضع لها‬
‫الهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلً وميسرا‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في‬
‫تنظيم الوقت صعبة‪.‬‬
‫•ل بد من تدوين أفكارك‪ ،‬وخططك وأهدافك على الورق‪،‬‬
‫وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة‪ ،‬إل‬
‫إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة‪ ،‬وذلك سيساعدك على إدخال‬
‫تعديلت وإضافات وحذف بعض المور من خطتك‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫•بعد النتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال‬
‫تعديلت كثيرة عليها‪ ،‬ل تقلق ول ترمي بالخطة فذلك شيء‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫•الفشل أو الخفاق شيء طبيعي في حياتنا‪ ،‬ل تيأس‪ ،‬وكما‬
‫قيل‪ :‬أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي‪.‬‬
‫•يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الولويات‪ ،‬لن‬
‫الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت‪ ،‬فأيهما‬
‫ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي‬
‫نفس الوقت غير مضر لغيرك‪.‬‬
‫•اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك‪.‬‬
‫•استعن بالتقنيات الحديثة لغتنام الفرص وتحقيق النجاح‪،‬‬
‫وكذلك لتنظيم وقتك‪ ،‬كالنترنت والحاسوب وغيره‪.‬‬
‫•تنظيمك لمكتبك‪ ،‬غرفتك‪ ،‬سيارتك‪ ،‬وكل ما يتعلق بك‬
‫سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت‪ ،‬ويظهرك بمظهر‬
‫جميل‪ ،‬فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك‪.‬‬
‫•الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو‬
‫ناجحين‪ ،‬فكن مرنا أثناء تنفيذ الخطط‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫•ركز‪ ،‬ول تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه‪ ،‬وهذه النصيحة‬


‫أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل المور الخرى‬
‫الكثر أهمية وإلحاحا‪.‬‬
‫•اعلم أن النجاح ليس بمقدار العمال التي تنجزها‪ ،‬بل هو‬
‫بمدى تأثير هذه العمال بشكل إيجابي على المحيطين بك‪.‬‬
‫معوقات تنظيم الوقت‪.‬‬
‫المعوقات لتنظيم الوقت كثيرة‪ ،‬فلذلك عليك تنجنبها ما استطعت‬
‫ومن أهم هذه المعوقات ما يلي‪:‬‬
‫•عدم وجود أهداف أو خطط‪.‬‬
‫•التكاسل والتأجيل‪ ،‬وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت‪ ،‬فتجنبه‪.‬‬
‫•النسيان‪ ،‬وهذا يحدث لن الشخص ل يدون ما يريد إنجازه‪،‬‬
‫فيضيع بذلك الكثير من الواجبات‪.‬‬
‫•مقاطعات الخرين‪ ،‬وأشغالهم‪ ،‬والتي قد ل تكون مهمة أو‬
‫ملحة‪ ،‬اعتذر منهم بكل لباقة‪ ،‬لذى عليك أن تتعلم قول ل‬
‫لبعض المور‪.‬‬
‫•عدم إكمال العمال‪ ،‬أو عدم الستمرار في التنظيم نتيجة‬
‫الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم‪.‬‬
‫•سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫خطوات تنظيم الوقت‪.‬‬
‫هذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو ل تطبقها بتاتا‪ ،‬لن لكل‬
‫شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع السس العامة‬
‫لتنظيم الوقت‪ .‬لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لي‬
‫طريقة لتنظيم الوقت‪.‬‬
‫•فكر في أهدافك‪ ،‬وانظر في رسالتك في هذه الحياة‪.‬‬
‫•أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة‪ ،‬فأنت قد تكون أب أو أم‪،‬‬
‫وقد تكون أخ‪ ،‬وقد تكون ابن‪ ،‬وقد تكون موظف أو عامل‬
‫او مدير‪ ،‬فكل دور بحاجة إلى مجموعة من العمال تجاهه‪،‬‬
‫فالسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم‬
‫جلسات عائلية‪ ،‬وإذا كنت مديرا لمؤسسة‪ ،‬فالمؤسسة بحاجة‬
‫إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك‪.‬‬
‫•حدد أهدافا لكل دور‪ ،‬وليس من الملزم أن تضع لكل دور‬
‫هدفا معينا‪ ،‬فبعض الدوار قد ل تمارسها لمدة‪ ،‬كدور‬
‫المدير إذا كنت في إجازة‪.‬‬
‫•نظم‪ ،‬وهنا التنظيم هو أن تضع جدولً أسبوعيا وتضع‬
‫الهداف الضرورية أولً فيه‪ ،‬كأهداف تطوير النفس من‬
‫خلل دورات أو القراءة‪ ،‬أو أهداف عائلية‪ ،‬كالخروج في‬
‫‪3‬‬

‫رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث‪ ،‬أو‬


‫أهداف العمل كعمل خطط للتسويق مثلً‪ ،‬أو أهدافا لعلقاتك‬
‫مع الصدقاء‪.‬‬
‫•نفذ‪ ،‬وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في‬
‫أسبوعك‪ ،‬وكن مرنا أثناء التنفيذ‪ ،‬فقد تجد فرص لم تخطر‬
‫ببالك أثناء التخطيط‪ ،‬فاستغلها ول تخشى من أن جدولك لم‬
‫ينفذ بشكل كامل‪.‬‬
‫•في نهاية السبوع قيم نفسك‪ ،‬وانظر إلى جوانب التقصير‬
‫فتداركها‪.‬‬
‫•‬
‫إدارة الوقت عادة ‪:‬‬
‫إن المحافظة على الوقت وإدارته الدارة الجيدة عادة يكتسبها‬
‫النسان متى ما أراد ذلك ‪ ،‬ولو أردنا أن نعرف كيف تتكون هذه‬
‫العادات لوجدنا أن العادة هي النقطة التي تلتقي فيها المعرفة‬
‫والمهارة والرغبة‪.‬‬

‫الرابعة والعشرون ‪ :‬تشكيل وإدارة الفريق الجماعي‪:‬‬

‫يتمثل مفهوم فريق العمل بأنه" عدد من الفراد بخلفيات‬


‫‪144‬‬
‫مختلفة في المهارة والمعرفة‪ ،‬يتم اختيارهم من مجالت مختلفة‬
‫بالمنظمة لداء مهمة محددة ومعروفة"‪.‬‬

‫أبرز خصائص فريق العمل هي‪:‬‬


‫‪ -1‬يجمع بينهم هدف مشترك‪.‬‬
‫‪ .-2‬يشعر كل منهم بانتمائه للفريق‪.‬‬
‫‪ -3‬توجد بينهم مهام وعلقات متبادلة‪.‬‬
‫‪ - 4‬يشتركون في قيم ومبادئ متفق عليها لتنظيم سلوك‬
‫وتصرفات الفريق أثناء أداء المهمة‪.‬‬
‫مسؤوليات الفريق‪:‬‬
‫‪ .-1‬أداء المهمة المناطة بهم‪.‬‬
‫‪ -2‬حل مشكلت العمل وابتكار الحلول لها‪.‬‬
‫‪-3‬التدريب والتطوير لعضاء المنظمة‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعم والنماء للمنظمة‪.‬‬
‫مهارات قائد الفريق‪:‬‬
‫‪-1‬القدرة على حل النزاعات‪.‬‬
‫‪-2‬القوة في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪-3‬حسن التعامل مع الخرين‪.‬‬
‫‪-4‬القدرة على إدارة الجتماعات والتخطيط لها‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-5‬الدارة المثلى للوقت‪.‬‬


‫‪-6‬تحفيز أعضاء الفريق‪.‬‬
‫‪-7‬قبول الرأي الخر‪.‬‬
‫مهارات أعضاء الفريق‪:‬‬
‫‪-1‬امتلك مهارة العمل الجماعي‪.‬‬
‫‪-2‬حسن التعامل مع الخرين‪.‬‬
‫القدرة على التفكير اليجابي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫القدرة على النجاز‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المحافظة على الوقت‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫العمل بروح الفريق‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تقبل الرأي الخر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫صفات الفريق الناجح‪:‬‬


‫‪-1‬أن يعمل لهدف مشترك وواضح‪.‬‬
‫النتائج النهائية للفريق تنسب للجميع‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫كل عضو يكمل الخر ول يكرره‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الدافع الساسي للفريق هو النتاج‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪-5‬كل عضو له نفس الحقوق والمتيازات في الثواب‪.‬‬


‫النسياب الحر للمعلومات داخل الفريق‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪144‬‬
‫وجود قيادة راشدة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪-8‬تسمع وتفهم‪ ،‬توجه وترشد‪ ،‬تستشير وتنفذ ‪.‬‬

‫معوقات العمل مع الفريق‪:‬‬


‫‪ -1‬الفشل في مهارة التصال‪.‬‬
‫‪-2‬النزاع في بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬الفروق الفردية الواضحة بين أعضاء الفريق‪.‬‬
‫‪-4‬عدم تحديد المهام بدقة للفريق‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم الستعداد لدى البعض للعمل بروح الفريق الواحد‪.‬‬
‫‪-6‬التكالية من بعض العضاء على إنجازات الخرين مما‬
‫يجعل العمل على بعض أعضاء الفريق وليس الجميع‪.‬‬

‫مهارة النصات‪:‬‬
‫من أهم مزايا الفريق الناجح القدرة على النصات‪ ،‬والنصات‬
‫مهارة يمكن للجميع أن يطورها متى ما أراد ذلك ولتطوير مهارة‬
‫النصات يذكر روبرت مونتجمري بعض القواعد لذلك منها‪:‬‬
‫القاعدة الولى‪ :‬النظر إلى الشخص الذي يتحدث إليك – ليس مجرد‬
‫الحملقة بل الهدف ألّ تبعد نظرك عنه‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬التشجيع على إلقاء السئلة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫القاعدة الثالثة‪ :‬عدم مقاطعة المتحدث‪.‬‬


‫القاعدة الرابعة‪ :‬إذا اضطررت للمقاطعة فل تلجأ إلى تغيير‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫القاعدة الخامسة‪ :‬أن تصغي مع استبعاد العاطفة‪.‬‬
‫القاعدة السادسة‪ :‬أن تكون مصغيا متجاوبا‪.‬‬
‫ويلخص مونتجمري الممارسة الصغائية في القدرة على التوغل في‬
‫الشخص الخر ورؤية الشياء من خلل وجهة نظره الشخصية إن‬
‫الغرض هنا قد يهدف إلى محاولة الصغاء بعيوننا وقلوبنا إلى جانب‬
‫آذاننا‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الخامسة والعشرون‪ :‬إدارة الجتماعات‪:‬‬

‫إن الطريقة التي يتم بها التعامل مع الجتماعات التي يتم‬


‫عقدها‪ ،‬تحدّد بشكل أساسي مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه هذه‬
‫الجتماعات في بلوغ أهدافها‪ .‬وهذا ل يتوقف فقط على أسلوب إدارتها‬
‫أثناء انعقادها‪ ،‬بل يتوقف أيضا على أسلوب العداد المسبق لها‪،‬‬
‫وأسلوب المتابعة اللحقة لما تم التفاق على تنفيذه أثناءها‪.‬‬
‫من أجل توفير مقومات النجاح ليّ من الجتماعات التي يتم عقدها ل‬
‫بد من القيام بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التأكد من أن هناك حاجة فعلية لعقد الجتماع‪.‬‬


‫‪ -2‬تحديد بدقة ووضوح‪ ،‬الهدف الذي يتم عقد الجتماع لتحقيقه‪.‬‬
‫‪ -3‬اختيار فقط الشخاص المناسبين لدعوتهم إلى حضور الجتماع‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد التاريخ والوقت الملئم للجميع لعقد الجتماع‪ ،‬وكذلك المدة‬
‫المخصصة له‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد المكان الملئم لعقد الجتماع‪.‬‬
‫‪ -6‬تحضير جدول أعمال واضح ودقيق للجتماع‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-7‬التأكد من أن الدعوة إلى حضور الجتماع تتضمن هدف‬


‫الجتماع والمشاركين فيه وتاريخ ووقت ومكان انعقاده والمدة‬
‫المخصصة له‪ ،‬بالضافة إلى جدول أعماله والمستندات والوثائق‬
‫المطلوب من المشاركين إعدادها وإحضارها معهم إلى الجتماع‪.‬‬
‫‪-8‬التجهيز الكامل والدقيق للجتماع‪ ،‬والستعداد الميداني لعقده‪،‬‬
‫بما في ذلك مكان الجتماع والدوات المساعدة اللزمة‪.‬‬
‫‪ -9‬تزويد المشاركين بكافة المعلومات الضرورية لمساهمتهم‬
‫الفعّالة في الجتماع‪.‬‬
‫‪-9‬الستعداد الجيّد والمناسب للمدعوين إلى حضور الجتماع‪،‬‬
‫وذلك بهدف المشاركة الفاعلة فيه‪.‬‬
‫‪-10‬بدء الجتماع في الوقت المحدّد له بالضبط‪ ،‬وذلك بعد أن‬
‫يكون قد تم إبلغ المشاركين ضرورة أن ل يتأخروا عن هذا‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪ -11‬الحرص أثناء الجتماع‪ ،‬على التزام جدول العمال المقرّر‪،‬‬
‫وذلك مهما كلف المر‪ ،‬لن أيّ مخالفة لبنوده تفتح الباب واسعا أما‬
‫حالة من الفوضى تؤدي حتما إلى إفشال الجتماع ومنعه من‬
‫تحقيق الهدف المرجو من انعقاده‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ -12‬استماع رئيس الجتماع باهتمام إلى كل ما يطرحه‬
‫المشاركون من أفكار وأراء وملحظات من خلل الجتماع‪.‬‬
‫‪ -13‬تشجيع المشاركين على إبداء الملحظات البناءة وطرح‬
‫الفكار الخلقة التي تقدّم عناصر جديدة تساهم في تحقيق الهدف‬
‫المتوخى من الجتماع‪.‬‬
‫‪-14‬عدم احتكار رئيس الجتماع للنقاش أو محاولة السيطرة‬
‫عليه‪ ،‬وذلك لفساح المجال للخرين أيضا للحصول على فرصتهم‬
‫العادلة في إبداء الرأي ووجهة النظر‪.‬‬
‫‪-15‬احترام رئيس الجتماع لراء وأفكار وملحظات جميع‬
‫المشاركين في الجتماع‪ ،‬حتى ولو لم تكن متوافقة مع آرائه وأفكاره‪.‬‬
‫‪ - 16‬عدم النظر إلى تعددّ الراء والفكار على انه أمر سلبي‪،‬‬
‫بل اعتباره وسيلة ضرورية للوصول إلى القرار الفضل والنسب‪.‬‬
‫‪ -17‬تمتُع رئيس الجتماع بالموضوعية‪ ،‬وعدم تحيّزه لبعض‬
‫المشاركين دون الخرين‪.‬‬
‫‪ -18‬تمتُع رئيس الجتماع بالمرونة والجرأة في تغيير رأيه‪ ،‬إذا‬
‫ما تكشّفت له حقائق جديدة أثناء الجتماع‪.‬‬
‫‪ -19‬اتخاذ القرارات المناسبة التي تحقق الهدف المتوخى من‬
‫الجتماع‪ ،‬وذلك دون أيّ تسرع‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ .-20‬توزيع مسؤولية متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلل‬


‫الجتماع‪ ،‬على مختلف المشاركين فيه‪.‬‬
‫‪-21‬تحديد تاريخ أقصى لنجاز كل قرار مطلوب تنفيذه لحقا‪ ،‬على‬
‫أن ل يتم تجاوز هذا التاريخ مهما كان الثمن‬
‫‪ -22 .‬التأكد من أن الجميع قد فهم واستوعب ماهو مطلوب منه تنفيذه‬
‫بعد الجتماع‪.‬‬
‫‪-23‬توثيق الجتماع‪ ،‬من خلل تدوين محضر الجتماع بالدقة‬
‫والتفصيل المطلوبين‪.‬‬
‫‪-24‬بعد انتهاء الجتماع‪ ،‬إرسال مذكرة خطّية إلى كل من المشاركين‬
‫تتضمن ما هو مطلوب إنجازه والتاريخ المتوقُع للنجاز‪ ،‬مع تحديد أيّ‬
‫نوع من التنسيق يحتاج إلى القيام به مع الخرين‪.‬‬
‫‪-25‬متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها أثناء الجتماع‪ ،‬وذلك‬
‫لضمان تنفيذها في الوقات المحدّدة لها‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫السادسة والعشرون‪ :‬حل المشكلت واتخاذ القرارات‪:‬‬

‫إن حل المشكلت واتخاذ القرارات عملية تمر بمراحل هي‪:‬‬


‫‪ -1‬تحديد المشكلة‪:‬‬
‫التعمق في دراسة المشكلة لمعرفة تفاصيلها وخلفياتها‪ ،‬وتبرز‬
‫المشاركة الجماعية في تحديد المشكلة حيث تعتبر أكثر بروزا ونضجا‬
‫من المجهود الفردي لن مقدرة الفرد ل تمكنه من الحاطة بملبسات‬
‫المشكلة بعكس المجهود الجماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد الهدف‪:‬‬
‫حدد ما الذي تريد أن تحققه وتجنب أي ذكر لما تنوي إتباعه في‬
‫سبيل الوصول لهذا الهدف‪.‬‬

‫‪-3‬تحديد البدائل‪:‬‬
‫يقصد بذلك مرحلة التحري والتفتيش عن الحلول المختلفة لحل‬
‫المشكلة التي تم تشخيصها بدقة ويجب أن يضع الداري عدد أكبر من‬
‫الحلول البديلة حتى يضمن عدم وقوعه في الخطأ واختيار البديل‬
‫المناسب‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -4‬تقويم البدائل‪:‬‬
‫يجب أن نقيم كل حل بديل مع مراعاة العتبارات التالية‪:‬‬
‫إمكانية تنفيذ البديل ومدى توافر المكانات البشرية والمادية الملئمة‬
‫لتنفيذه‪.‬‬
‫التكاليف المالية لتنفيذه والرباح التي يتوقع تحقيقها والخسائر‬
‫المحتملة‪.‬‬
‫النعكاسات النفسية والجتماعية لتنفيذه ومدى استجابة المرؤوسين‬
‫للبديل وحسن توقيت تنفيذه‪.‬‬
‫ول شك أن المشاركة الجماعية تساعد في تقويم البدائل وإثراء النقاش‪.‬‬

‫‪ -5‬اختيار البديل‪:‬‬
‫وهنا يتم الختيار النسب للبدائل المتاحة وينبغي مراعاة اختيار‬
‫البديل الذي يؤدي إلى الستغلل المثل لعناصر النتاج المادية‬
‫والبشرية المتاحة بأقل جهد ممكن‪ ،‬كذلك ينبغي تضمن اختيار البديل‬
‫تحقيق السرعة المطلوبة لسيما إذا كان الحل يتطلب الستعجال‬
‫والسرعة‪ .‬ولشك أن الشتراك الجماعي في اختيار البديل يعطي‬
‫الفراد نوع من المان كذلك الحماس لتنفيذ القرار الذي اتخذ بناء على‬
‫مشاركتهم‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ -6‬تنفيذ القرار‪:‬‬
‫وهنا يلزم – بعد اختيار البدائل – تنفيذ القرار علما بأن مرحلة تنفيذ‬
‫القرار تتطلب نوعا من المتابعة وتعاون الخرين ومراقبة التنفيذ للتأكد‬
‫من سلمة التطبيق‪.‬‬

‫المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات‪:‬‬


‫إعطاء المرؤوسين فرصة للمشاركة في اتخاذ القرارات مما يساعد‬
‫على تقويه نوعية القرار المتخذ وزيادة فعاليته لتحقيق الهدف المرجو‬
‫منه وكذلك زيادة التزام الفراد بتنفيذ جميع بنوده لنهم شاركوا في‬
‫صنع القرار مما يساعد على رفع روحهم المعنوية وزيادة درجة‬
‫انتمائهم‪.‬‬

‫فوائد المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات‪:‬‬


‫‪ -1‬تحقق المشاركة لفهم المرؤوسين للقرار وقبولهم له‪.‬‬
‫‪-2‬تؤدي المشاركة إلى زيادة التزام المرؤوسين بتنفيذ القرار‬
‫وحماسهم لهذا التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقق المشاركة استيعاب المرؤوسين لهداف القرار‪.‬‬
‫‪ -4‬تتيح المشاركة إشباع الحاجات العليا للفراد والتي تتمثل في‬
‫الستقلل والشعور بالذاتية والنجاز‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -5‬عندما تتم المشاركة من خلل أسلوب يعتبره أفراد الجماعة‬


‫مشروعا قبل عقد الجتماعات للمناقشة وإدارة النقاش بأسلوب وافي‬
‫فإن الجماعة تمارس ضغوطا على أفرادها لقبول القرار والذعان له‪.‬‬
‫‪ -6‬تمكن المشاركة الجماعية من زيادة فرص التعاون بين الفراد‬
‫لحل المشكلت المشتركة‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫السابعة والعشرون‪:‬رؤية الصورة الشمل‪:‬‬
‫ينظر القادة إلى المور بشمولية وبعد نظر‪ ،‬ويسعون جاهدين لنقل‬
‫هذه الصورة إلى الخرين‪ ،‬وبعض القادة يفشلون في نقل رؤاهم‬
‫ومفاهيمهم للخرين‪ ،‬وهذه الخطوة المهمة التي تميز القائد الفعال‪.‬‬

‫* رؤية الصورة الشاملة‪:‬‬


‫إن القيم والحقائق هي التي تحدد مفاهيم الصورة الشاملة‪،‬‬
‫وعندما ل يمتلك المدير الحقائق الوافية والقيم العالية لن يستطيع تحديد‬
‫الصورة الشاملة‪ ،‬وبالتالي لن يستطيع نقلها للخرين‪ ،‬لن فاقد الشيء‬
‫ل يعطيه‪ ،‬لذلك عادة ما ينجح الداريون في إدارة العمل ولكنهم ل‬
‫يوفقون لقيادة الخرين ونقل رؤاهم إليهم؛ لن أولئك ‪-‬بكل بساطة‪ -‬ل‬
‫يساعدونهم في استيعاب ما يحدث لهم وحولهم ‪.‬‬

‫* توصيل الصورة الشمل للخرين‪:‬‬


‫إذا كان طموحك أن تصبح قائدا فعالً يجب عليك أن توضح‬
‫مفاهيمك بطرائق يسهل على الخرين استيعابها‪ ،‬لذا على القائد أن‬
‫يتأكد دائما من وضوح الحقائق للخرين‪ ،‬وأنها رسخت في عقولهم‬
‫‪3‬‬

‫وأدركوها تماما‪ ،‬بشرط أن تلمس هذه الحقائق احتياجات وآمال‬


‫ومشاعر الخرين‪.‬‬

‫* إن الحقائق وحدها ل تكفي لدفع الخرين لنجاز العمل ‪ ،‬بل عليك‬


‫أن تستثمر الحقائق مع القيم بحيث تنقل الوعي بالرغبات والمال‬
‫والعواطف التي تساعد على نشر رؤيتك ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثامنة والعشرون‪:‬التأثير على الخرين‪:‬‬
‫لن تستطيع كقائد أن تؤثر في الخرين ما لم تتخلل داخل‬
‫مشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا ما يعرف بالتقمص العاطفي ‪.‬‬

‫* العتناق ‪ :‬هو القدرة على استيعاب الصورة كاملة مع تفهم ما يدور‬


‫بخواطر ومشاعر الخرين مع إدراك التأثير عليهم ‪.‬‬

‫* الستماع‬
‫لكي تصبح قائدا فاعلً يجب أن تنظر إلى الصورة كاملة لكي‬
‫تستطيع أن تؤثر في الخرين‪ ،‬ولكي تؤثر في الخرين يجب عليك أن‬
‫تستمع لهم‪ ،‬والمهم أن تستمع بحق للخرين عن طريق ما يلي‪:‬‬

‫‪ 01‬اجعل ذهنك صافيا ‪ :‬لذا يجب عليك التركيز والنصات إلى حديث‬
‫الخرين وعدم النشغال بأي صارف ‪.‬‬
‫‪ .2‬كن صريحا ‪ :‬عند استماعك للشخص الذي أمامك‪ ،‬بغض النظر‬
‫عما يقوله هل يوافقك أو يخالفك ؟‬
‫‪ .3‬اطرح السئلة‪ :‬افهم ما يقوله الخرون لك ‪ ،‬واطرح السئلة‬
‫للتوضيح والتفصيل ل للتعجيز والحراج ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ .4‬ادرس لغة الجسد‪ :‬اللسان يخبرك بما يدور في العقول‪ ،‬بينما‬


‫حركات الجسد تخبرك بما يدور في الروح‪ ،‬لذلك أحسِن استخدام لغة‬
‫الجسد لتستمع وتفهم بشكل أكبر ‪.‬‬
‫‪ .5‬العتراف‪ :‬إن التفاعل مع الشخص المتحدث تعطيه شعورًا أنك‬
‫تفهم ما يعنيه‪ ،‬وبأنك تفهم مشاعره وأحاسيسه‪.‬‬
‫‪ .6‬تبادل الرأي ‪ :‬تجاذب الحديث مع الشخص المتحدث‪ ،‬وأعد صياغة‬
‫كلمه‪ ،‬وتبادل معه المشاعر والحاسيس‪.‬‬

‫‪ 07‬لخص الموضوع‪ :‬قبل الخوض في الحديث والكلم الكثير‪ ،‬فعندما‬


‫تتأكد من انتهاء المتحدث عن الحديث السابق‪ ،‬لخص حديثه بدون‬
‫مقاطعة ثم اتركه يتابع الحديث ‪.‬‬

‫‪ 08‬أظهر الهتمام ‪ :‬يجب عليك كقائد فاعل أن تظهر اهتمامك‬


‫بالمتحدث‪ ،‬وأن تصل وإياه إلى درجة العتناق العاطفي‪ ،‬ولن يستطيع‬
‫أي قائد أن ينجح دون هذه الرابطة التي هي نقل احتياجات وآمال‬
‫ومشاعر الخرين‪ ،‬وكذلك يجب أن تكون هذه المشاعر صادقة من لدن‬
‫القائد حتى يحصل على ولء الخرين‪ ،‬إذ ل قيادة دون ولء ‪.‬‬
‫‪144‬‬

‫‪ 09‬أظهر مشاعر الحترام‪ :‬بدون التزام ل يوجد ولء‪ ،‬وبدون ولء‬


‫ل توجد قيادة ‪ ،‬وإذا أردت أن تحقق هذه المقولة عليك أن تحترم‬
‫حقوق واحتياجات ومشاعر وأحاسيس الخرين‪ .‬إن تقدير الخرين سر‬
‫من أسرار القيادة الناجحة ‪.‬‬

‫التصال القائم على الصراحة‬


‫إن الوضوح والصراحة ركيزتان من ركائز القيادة الناجحة ‪ .‬إن‬
‫التصال مع الخرين بوضوح يشكل لك –كقائد‪ -‬مصداقية لدى‬
‫الخرين‪،‬وبالتالي تستطيع أن تؤثر على الخرين عبر قنوات التصال‬
‫الفاعلة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫التاسعة والعشرون‪:‬خلق روح التعاون‬


‫يدرك القائد الناجح أن خلق روح التعاون في المنظمات شرط‬
‫أساس من أساسات النجاح‪ ،‬ل شك أن تنظيم فرق لداء العمل تزيد من‬
‫التحام وتماسك والتصاق الفراد مما يزيد من مؤشرات التعاون بينهم‪،‬‬
‫وحتى يتم ذلك ل بد من الجمع بين ديناميكية العمل ودينامكية العملية ‪.‬‬

‫*ديناميكيات العمل‪:‬‬

‫يجب على القائد الناجح أن يوجه تفكيره وطاقته لتحقيق‬


‫النتاجية للجماعة‪ ،‬وحتى تكون قائدا ناجحا يجب عليك مساعدة أية‬
‫جماعة تنتمي إليها لتحقيق أهدافها من خلل وسائل متنوعة تدفع‬
‫الجماعة وتوجهها نحو تحقيق أهدافها ‪ .‬والسؤال هنا ‪ :‬كيف نقود‬
‫الخرين من أجل تحقيق الهداف ؟‬

‫وللجابة عن ذلك يوجد عدة طرائق لتسهيل تحقيق الهداف ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ 01‬أنشطة الدارة ‪ :‬اجتماعات دورية للرؤساء ‪ ،‬وإدارة الموارد‬


‫‪ 02‬المبادرة ‪ :‬تقديم القتراحات وطرح الراء والدعوة للجتماع‪.‬‬
‫‪ 03‬البحث عن المعلومات ‪ :‬التحقق من دقة البيانات‪.‬‬
‫‪ 04‬إعطاء المعلومات ‪ :‬توفير الموارد المطبوعة والمرئية وتقديم‬
‫‪144‬‬
‫المعلومات ‪.‬‬
‫‪ 05‬الرجوع إلى آراء الخرين‪ :‬معرفة وجهات النظر لها فوائد في‬
‫اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ 06‬التعبير عن الراء‪ :‬اطرح وجهة نظرك وحدد الفوائد لفكارك‪.‬‬
‫‪ 07‬طرح أفكار مفاجئة ‪ :‬ناقش الفكار الجديدة وبصراحة‪ ،‬وأطلق‬
‫العنان لخلق البتكار والتجديد في طرح الفكار وتوجيهها ‪.‬‬
‫‪ 08‬التفضيل والتطوير‪ :‬استخدم التحليل المنطقي للحقائق‪ ،‬واستخلص‬
‫البيانات من النتائج المتاحة ‪.‬‬
‫‪ 09‬التشكيل والتكيف ‪ :‬تحديد المناصب وتنظيم النشطة‪.‬‬
‫‪ 010‬التلخيص ‪ :‬تقريب وجهات النظر أثناء الجتماعات أو المناقشات‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ 011‬السعي للموافقة الجماعية‪ :‬اقتراع الجماعة حول استعدادها لتخاذ‬
‫القرارات وحل الخلفات والمنازعات‪.‬‬
‫‪ 012‬الحصول على الموافقة الجماعية ‪ :‬الوصول إلى التزام جماعي‬
‫في الحصول على قرار أو حل لقضية ما ‪ ،‬وهذا المر ل يتأتى إل‬
‫بالموافقة الجماعية على قرار أو حل لقضية ما حتى يثبت عدم جدواه‬
‫‪.‬‬
‫‪ 013‬وضع معايير ‪ :‬إيجاد المقاييس والتقاييم المناسبة للتقييم ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ 014‬التقييم‪ :‬هو عملية قياس الفكار والراء طبقا للمعايير المقررة‪.‬‬


‫‪ 015‬النتاج ‪ :‬تأدية مهمة جماعية لتحقيق الهدف المنشود ‪.‬‬
‫‪ 016‬كتابة التقارير ‪ :‬تدوين الملحوظات أو كتابة التقارير وتوصيل‬
‫المعلومات إلى الراغبين في معرفة المعلومات‪.‬‬
‫‪ 017‬التمثيل ‪ :‬تمثيل الجماعة خارجيا بقراراتها وأعمالها‪.‬‬
‫‪ 018‬الصيانة‪ :‬توفير المواد وأداء العمال التي تضمن استمرار‬
‫الفريق لداء عمله بيسر وسهولة‪.‬‬
‫* سلّط تفكيرك على إنجاز العمل مهما كلف المر‪ ،‬لن إنجازاتك‬
‫سوف تجعل الخرين يلتفون حولك والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثلثون ‪ :‬التزود بالطاقةوالحيوية‪:‬‬
‫على القائد الناجح أن يزود الجماعة بالطاقة اللزمة‪ ،‬وشحذ الهمم‬
‫والعزائم بشكل مستمر‪ ،‬ويتطلب ذلك وجود الحيوية التي يتمتع بها‬
‫القائد‪ ،‬وهي الجاذبية الشخصية للقائد ‪ Charisma‬وهي منحة من ال‬
‫تسلب من خللها لب الخرين‪ ،‬وتحظى بدعمهم بسبب سماتك‬
‫الشخصية ‪ ،‬وهذه ثلثة أنواع من سلوك القائد الفعال والمؤثر‪:‬‬

‫‪ 01‬اللتزام بالقيم‪:‬‬
‫السمة التي تميز القائد الناجح هي التزامه بالقيم والمبادئ في‬
‫الزمات والمسرات‪ ،‬فهي المحك الحقيقي للقائد‪ ،‬فعليك كقائد ناجح ألّ‬
‫تقبل المساومة على قيمك ومبادئك‪ ،‬وأن تتمسك بها مع المرونة وسبل‬
‫تحقيقها‪ ،‬إن قيمك ومبادئك هي الخطوط البارزة التي تنطلق منها‬
‫قراراتك وسلوكك وتصرفاتك ‪.‬‬
‫‪ 02‬الحماس‪:‬‬
‫إن القائد الناجح لديه شعور يدفعه ويوجهه نحو الحياة والجماعة‪،‬‬
‫وهذا الشعور هو الذي نعني به الحماس الذي يتميز به القادة‬
‫الناجحون‪ ،‬الذين يظهرون حماسهم نحو الحياة والجماعة‪ ،‬وتحقيق‬
‫أهدافها وآمالها‪ ،‬وينظرون إلى الدنيا نظرة تفاؤل‪ ،‬وهذه النظرة‬
‫‪3‬‬

‫المتفائلة يطلق عليها (التفاؤل الواقعي) وهي العتراف بصعوبة‬


‫الموقف مع اللتزام الحقيقي بالمبادئ والقيم وتحقيق الهداف ‪.‬‬
‫التفاؤل الواقعي ‪ :‬هو معرفة الخصوم مع اليمان بقيمك ومبادئك‬
‫وقدراتك وقدرات الخرين على تحقيق النجاح‪ ،‬وهذا المر يوجد‬
‫الحماس ‪.‬‬

‫‪03‬الطاقة ‪ :‬يتمتع القادة العظماء بالطاقة والحيوية اللزمة لدارة‬


‫شؤونهم الخاصة والعامة مع القدرة على مواجهة الضغوط والصعاب‪،‬‬
‫وإنجاز كل ما هو مطلوب ‪ ،‬هذه القوة على الحتمال نابعة من الحمية‬
‫الشخصية التي يتمتع بها القادة الناجحون ‪.‬‬

‫* الحمية الشخصية‪:‬‬
‫إن التحكم باستمرار الحيوية والنشاط مقترنة بعدة أمور من أهمها‬
‫‪ ،‬اللياقة البدنية ‪ ،‬ونمطية الغذاء السليم المتوازن‪ ،‬والراحة‪ ،‬كل هذه‬
‫الشياء تساهم في تشكيل مزاجك ونظرتك تجاه نفسك والخرين‪،‬‬
‫وتعطيك دعما قويا لللتزام بقيمك ومبادئك وتحقيق أهدافك‪ ،‬لن القوة‬
‫تولد القوة‪ ،‬والضعف يولد الضعف ‪.‬‬

‫* اللتزام يعزز القوى ‪:‬‬


‫‪144‬‬
‫إن العلقة بين الطاقة واللتزام علقة طردية ‪ ،‬فنجد أنه كلما زاد‬
‫شعورك بالطاقة زاد إحساسك باللتزام ‪ ،‬وكلما زاد شعورك‬
‫باللتزام ‪ ،‬زاد شعورك بالطاقة والحيوية‪ ،‬وكلما زادت طاقتك‬
‫وحيويتك كنت قائدا ناجحا ‪ .‬إن هذه الطاقة والحيوية اللزمة لنجاز‬
‫العمل تنبع من إيمانك بقيمك ومعتقداتك مع التزامك بتحقيق أهدافك ‪،‬‬
‫فالقيم والحماس والطاقة والحيوية هي عناصر مهمة في زيادة الجاذبية‬
‫الشخصية للقائد الناجح ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫الحادية والثلثون ‪:‬صفات القادة الملتزمين بالمبادئ‪:‬‬


‫كما يراها ستيفن كوفي في كتابه "القيادة على ضوء المبادئ "‪.‬‬
‫‪‬أنهم يتعلمون باستمرار‪ :‬القراءة‪ ,‬التدريب‪ ,‬الدورات‪,‬‬
‫الستماع‪.‬‬
‫‪‬أنهم يسارعون إلى تقديم الخدمات‪ :‬ينظرون إلى الحياة‬
‫كرسالة ومهمة ل كمهنة‪ ,‬إنهم يشعرون بالحمل الثقيل‬
‫وبالمسؤولية‪.‬‬
‫‪‬أنهم يشعون طاقة إيجابية‪ :‬فالقائد مبتهج دمث سعيد نشيط‬
‫مشرق الوجه باسم الثغر طلق المحيا تقاسيم وجهه هادئة ل‬
‫يعرف العبوس والتقطيب إل في موضعهما‪ ,‬متفائل إيجابي‪.‬‬
‫وتمثل طاقتهم شحنة للضعيف ونزعا لسلبية القوي‪.‬‬
‫‪‬أنهم يثقون بالخرين‪ :‬ل يبالغ القائد في رد الفعل تجاه‬
‫التصرفات السلبية أو الضعف النساني‪ ,‬ويعلمون أن هناك‬
‫فرقا كبيرا بين المكانات والسلوك‪ ,‬فلدى الناس إمكانات‬
‫غير مرئية للتصحيح واتخاذ المسار السليم‪.‬‬
‫‪‬أنهم يعيشون حياة متوازنة‪ :‬فهم نشيطون اجتماعيا‪,‬‬
‫ومتميزون ثقافيا‪ ,‬ويتمتعون بصحة نفسية وجسدية طيبة‪,‬‬
‫ويشعرون بقيمة أنفسهم ول يقعون أسارى لللقاب‬
‫‪144‬‬
‫والممتلكات‪ ,‬وهم أبعد ما يكونون عن المبالغة وعن تقسيم‬
‫الشياء إلى نقيضين‪ ,‬ويفرحون بإنجازات الخرين‪ ,‬وإذا ما‬
‫أخفقوا في عمل رأوا هذا الخفاق بداية النجاح‪.‬‬
‫‪‬أنهم يرون الحياة كمغامرة‪ :‬ينبع المان لديهم من الداخل‬
‫وليس من الخارج ولذا فهم سباقون للمبادرة تواقون للبداع‬
‫ويرون أحداث الحياة ولقاء الناس كأفضل فرصة‬
‫للستكشاف وكسب الخبرات الجديدة؛ إنهم رواد الحياة‬
‫الغنية الثرية بالخبرات الجديدة‪.‬‬
‫‪‬أنهم متكاملون مع غيرهم‪ :‬يتكاملون مع غيرهم ويحسنون‬
‫أي وضع يدخلون فيه‪ ,‬ويعملون مع الخرين بروح الفريق‬
‫لسد النقص والستفادة من الميزات‪ ,‬ول يترددون في إيكال‬
‫العمال إلى غيرهم بسبب مواطن القوة لديهم‪.‬‬
‫‪‬أنهم يدربون أنفسهم على تجديد الذات‪ :‬يدربون أنفسهم على‬
‫ممارسة البعاد الربعة للشخصية النسانية‪ :‬البدنية والعقلية‬
‫والنفعالية والروحية‪ .‬فهم يمارسون الرياضة والقراءة‬
‫والكتابة والتفكير‪ ,‬ويتحلون بالصبر وكظم الغيظ ويتدربون‬
‫على فن الستماع للخرين مع المشاركة الوجدانية‪ ,‬ومن‬
‫الناحية الروحية يصلون ويصومون ويتصدقون ويتأملون‬
‫‪3‬‬

‫في ملكوت ال ويقرءون القرآن ويتدارسون الدين‪ .‬ول‬


‫يوجد وقت في يومهم أكثر عطاء من الوقت الذي‬
‫يخصصونه للتدرب على البعاد الربعة للشخصية‬
‫النسانية‪ ,‬ومن شُغل بالنشاطات اليومية عنها كان كمن‬
‫شغل بقيادة السيارة عن ملء خزانها بالوقود‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثانية والثلثون ‪:‬العادات السبع للقادة الداريين‬
‫كما يراها ستيفن كوفي في كتابه الشهير‪:‬‬
‫‪‬كن مختارا لستجابتك‪ :‬وهذه الخصلة تتصل بمدى معرفة‬
‫الذات ومعرفة الدوافع والميول والقدرات‪ ,‬فل تجعل لي‬
‫شيء أو أي أحد سيطرة عليك‪ ,‬كن فاعلً ل مفعولً به‪,‬‬
‫مؤثرا بالدرجة الولى ل متأثرا دوما‪ ,‬ول تتهرب من‬
‫المسؤولية أبدا ‪ ،‬وهذا سيعطيك درجة من الحربة وكلما‬
‫مارست هذه الحرية أصبحت مختارا بهدوء لردود أفعالك‬
‫وتكون ممسكا بزمام الستجابة بناء على قيمك ومبادئك‪.‬‬
‫‪‬لتكن غايتك واضحة حينما تبدأ بعمل ما‪ :‬يعني ابدأ ونظرك‬
‫على الغاية‪ ,‬فتحتاج إلى إطلق الخيال ليحلّق بعيدا عن أسر‬
‫الماضي وسجن الخبرة وضيق الذاكرة‪.‬‬
‫‪‬أجعل أهمية الشياء بحسب أولويتها‪ :‬وهذه مرتبطة بالقدرة‬
‫على ممارسة الدارة وضبط الرادة فل تجعل تيار الحياة‬
‫يسيرك كيفما سار‪ ,‬بل اضبط أمورك وركز اهتمامك على‬
‫ما له قيمة وأهمية وإن لم يكن أمرا ملحاً الن‪ ,‬ومثل هؤلء‬
‫يكون لهم أدوار بارزة وقوية في حياتهم‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪‬فكر على أساس الطرفين الرابحين‪ :‬أن تؤمن أن نجاح‬


‫شخص ما ل يعني فشل الخر‪ ,‬وتحاول قدر المكان حل‬
‫المشاكل بما يفيد الجميع‪ ,‬وهذه الخصلة ترتبط بعقلية ثرية‬
‫واسعة الفق عظيمة المدارك تتبع عقلية الوفرة ل عقلية‬
‫الشح والندرة ‪.‬‬
‫‪‬اسع أولً لن تفهم‪ ,‬ثم اسع إلى أن تُفهم‪ :‬وترتبط هذه‬
‫الخصلة باحترام الرأي الخر‪ ,‬فمن الخطأ أن يكون‬
‫استماعك لجل الجواب والرد بل لجل الفهم والمشاركة‬
‫الوجدانية‪.‬‬
‫‪‬اجعل العمل شراكة مع الخرين‪ :‬فنحن يكمل بعضنا بعضا‬
‫نظرا للختلفات والفروقات بيننا‪ ,‬وموقف المشاركة هذا‬
‫هو الموقف الرابح للطرفين‪ ,‬ل موقف الرابح والخاسر‪.‬‬
‫‪‬اشحذ قدراتك‪ :‬ويقصد بها التحسين المستمر والولدة‬
‫المتجددة وأل يبقى الفرد منا في مكانه بل تقدم لنه سوف‬
‫يتأخر حتما‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الثالثة والثلثون‪:‬صفات القائد عند كورتو‬
‫• ويرى ج‪ .‬كورتوا في كتابه "لمحات في فن القادة" ‪ 17‬صفة للقائد‬
‫هي‪:‬‬
‫‪‬الهدوء وضبط النفس ‪.‬‬
‫‪‬معرفة الرجال ‪.‬‬
‫‪‬اليمان بالمهمة‪.‬‬
‫‪‬الشعور بالسلطة‪.‬‬
‫‪‬البداهة والمبادرة وأخذ القرار‪.‬‬
‫‪‬النضباط‪.‬‬
‫‪‬الفعالية‪.‬‬
‫‪‬التواضع‪.‬‬
‫‪‬الواقعية‪.‬‬
‫‪‬الدماثة والعطف‪.‬‬
‫‪‬طيبة القلب‪.‬‬
‫‪‬الحزم‪.‬‬
‫‪‬العدل‪.‬‬
‫‪‬احترام الكائن البشري‪.‬‬
‫‪‬إعطاء المثل‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪‬المعرفة‪.‬‬
‫‪‬التنبؤ‪.‬‬
‫ولكل واحدة من هذه الصفات أمثلة شاهدة من حياة القادة عبر‬
‫ففيها ما يتخذ‬ ‫التاريخ ؛ وتكفينا السيرة العطرة الشريفة لنبينا محمد‬
‫مثالً واضحا على هذه الصفات الكريمة دون اضطرار للي أعناق‬
‫النصوص أو اعتساف العبر من القصص دون جلء في الدللة ‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫الرابعة والثلثون ‪:‬من فنون القيادة‪:‬‬
‫‪ )1‬فن إصدار الوامر‪:‬‬
‫• هل المر ضروري؟وهل تملك حق إصداره "صلحيات" لهؤلء‬
‫الشخاص "إشراف"‪.‬‬
‫• الغاية من المر سياسة الرجال والستفادة من قدراتهم‪ ,‬وليست الغاية‬
‫منه استعراضية أو تعسفية‪.‬‬
‫• عيّن الشخص المسؤول بعد إصدار المر مباشرة‪ ,‬وحدّد الوقت‬
‫المتاح‪ ,‬وحدد المساعدين والموارد ‪.‬‬
‫• ليكن أمرك واضحا‪ ,‬كاملً‪ ,‬موجزا‪ ,‬دقيقا‪ ,‬وكن واثقا من نفسك عند‬
‫إصداره‪.‬‬

‫‪ )2‬فن التأنيب‪:‬‬
‫• أعط الملحظة الضرورية دون تأخير‪ ,‬ولتكن بنغمة هادئة ورزينة‪.‬‬
‫• أنّب ولكن بعد تحري الحقيقة كاملة بملبستها‪ ,‬وتجنب إثارة الجروح‬
‫السابقة‪.‬‬
‫• التأنيب الذي ل يتناسب مع الخطأ يعطي نتيجة عكسية‪.‬‬
‫• اسأل المخطئ ‪ :‬ما الواجب عليه فعله لتجنب هذا الخطأ مستقبل ؟‬
‫وتوصل معه لحلول عملية ‪.‬‬
‫‪ )3‬فن معالجة التذمرات‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫• تجنب الوضاع التي تخلق المشكلت‪.‬‬


‫• استقبل الشاكي بالترحاب واستمع إليه ول ترفض الشكوى مباشرة‪,‬‬
‫ثم استمع إلى وجهة النظر الخرى‪.‬‬
‫• إذا قررت فعل شيء فأفعله‪ ,‬وإل وضح للشاكي أسباب حفظ شكواه‪.‬‬
‫‪ )4‬فن المكافأة والتشجيع‪:‬‬
‫• اثن على العمال الناجحة‪ ,‬واعترف بإنجازات الفراد‪ ,‬وشجع معاونيك‬
‫دوما‪.‬‬
‫• عاملهم كخبراء فيما يتقنونه‪ ,‬وتقبل أفكارهم التجديدية‪.‬‬
‫• ل بد من توطيد "ثقافة الشادة" داخل مؤسستك‪.‬‬
‫• كلف المتميزين بأعمال أهم ومسؤوليات أعلى‪.‬‬
‫• تذكر أنه كم من عبقريات رائعة تحطمت لنها لم تجد في اللحظة‬
‫الملئمة رئيسا صالحا يثني بعدل ويشجع بتعقل ويهتم بطريقة تذكي نار‬
‫الحماسة‪.‬‬
‫‪ )5‬فن المراقبة‪:‬‬
‫• إن المر شيء واحد‪ ,‬ولكن التنفيذ كل شيء‪ ,‬ول تظهر صفات القائد‬
‫ومقدرته إل عند مراقبة التنفيذ‪.‬‬
‫• على القائد أن يعترف بالعمال الحسنة‪ ,‬وعليه أن ل يتردد في‬
‫توجيه النتباه نحو الخطاء‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫• إن الحتكاك مع الحقيقة بكل محاسنها ومساويها يعطي القائد فكرة‬
‫صحيحة أفضل من مئات التقارير‪.‬‬
‫‪ )6‬فن المعاقبة‪:‬‬
‫• لتكن العقوبة متناسبة مع الذنب والمذنب والحوال المحيطة‪.‬‬
‫• ل تجمع المعاقبين في عمل واحد‪ ,‬فالجتماع يولد القوة‪ ,‬وقوة الشر‬
‫هدامة‪.‬‬
‫• ل تعاقب الرئيس أمام مرؤوسيه حتى ل ينهار مبدأ السلطة وتتحطم‬
‫سلسلة القيادة‪.‬‬
‫• ل تناقش مشاغبا أمام الخرين‪.‬‬
‫•من العقوبة تغيير نوع العمل‪ ,‬اللوم‪ ,‬ترك استثارة المعاقب‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫‪ )7‬فن التعاون مع القادة الخرين‪:‬‬
‫• تذكر أن غاية العمل ليست لخدمة أشخاص أو أغراض تافهة وإنما‬
‫لخدمة مثل عليا يتقاسم الجميع متاعب تحقيقها‪.‬‬
‫• ل بد من وجود رغبة كبيرة في التفاهم المشترك‪.‬‬
‫• ليكن نقدك لغيرك من القادة لبقا في لفظه بناء في غايته‪.‬‬
‫• ل يكن همك مراقبة أخطاء الخرين فسوف يضيع عملك‪.‬‬
‫• ل تترك مجالً لتفاقم سوء التفاهم على دقائق يسيرة ما دامت الفكرة‬
‫العامة مشتركة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪1‬الخامسة والثلثون‪:‬نصائح للناجحين‬

‫عليك بالمشي والرياضة والنظافة‪ ،‬فإن الناجحين أقوياء أصحاء‬


‫{بارك ال لمتي في بكورها } فإذا أردت عملً فعليك بالصباح فإنه‬
‫أسعد الوقات‪.‬‬
‫ل تقف فإن الملئكة تكتب‪ ،‬والعمر ينصرم‪ ،‬والموت قادم‪ ،‬وكل‬
‫نفسٍ يخرج ل يعود‪.‬‬
‫من زرع (سوف) أنبتت له (لعلّ) وأطلعت له (بعسى) وأثمرت‬
‫(بليت) لها طعم الندامة ومذاق الحسرة‪.‬‬
‫إذا أصبحت فل تنتظر المساء‪ ،‬وبادر الفرصة‪ ،‬واحذر البغتة‪،‬‬
‫وإياك والتأجيل والتردد‪ ،‬وإذا عزمت فتوكل على ال‪.‬‬
‫كل من سار على الدرب وصل‬ ‫ل تقل قد ذهبت أربابه‬
‫علِمَ كُلّ‬
‫البداع أن تجيد في تخصصك‪ ،‬وما يناسب مواهبك فص قَدْ َ‬
‫جهَةٌ ُهوَ ُم َولّيهَا [البقرة‪.]148:‬‬
‫ش َر َبهُمْ [البقرة‪َ ]60:‬وِلكُلّ وِ ْ‬
‫ُأنَاسٍ مَ ْ‬
‫ل يضير الناجحين كلم الساقطين فإنه علوٌ ورفعة‪ ،‬كما قال أبو‬
‫تمام ‪:‬‬
‫طويت أتاح لها لسان حسودِ‬ ‫وإذا أراد ال نشر فضيلةٍ‬

‫‪ - 1‬مفتاح النجاح –عائض القرن‬


‫‪144‬‬
‫النقد الظالم قوةٌ للناجح‪ ،‬ودعاية مجانية‪ ،‬وإعلنٌ محترمٌ له‪ ،‬وتنويه‬
‫بفضله‪:‬‬
‫فهي الشهادة لي بأني كاملُ‬ ‫وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ‬
‫الناجح يقوم بمشاريع يعجز عنها الخيال‪ ،‬وتظهر عظماء الرجال‪،‬‬
‫وتثير الدهشة والغرابة والتعجب في الجيال‪.‬‬
‫الناجح ل يعيش على هامش الحداث‪ ،‬ول يكون صفرا بل قيمة‬
‫ول زيادة في حاشية‪.‬‬
‫من كانت همته في شهواته وطلب ملذاته كثر سقطه وبان خلله‪،‬‬
‫وظهر عيبه وعوره‪.‬‬
‫من خدم المحابر خدمته المنابر‪ ،‬ومن أدمن النظر في الدفاتر‬
‫احترمته الكابر‪.‬‬
‫من خلق الناجح التفاؤل‪ ،‬وعدم اليأس‪ ،‬والقدرة على تلفي الخطاء‪،‬‬
‫والخروج من الزمات‪ ،‬وتحويل الخسائر إلى أرباح‪.‬‬
‫القطرة مع القطرة نهر‪ ،‬والدرهم مع الدرهم مال‪ ،‬والورقة مع‬
‫الورقة كتاب‪ ،‬والساعة مع الساعة عمر‪.‬‬
‫أمس مات‪ ،‬واليوم في السياق‪ ،‬وغدا لم يولد؛ فاغتنم لحظتك‬
‫الراهنة؛ فإنها غنيمة باردة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫المؤمن ل يخلو من عقلٍ يفكر‪ ،‬ونظرٍ يعبر‪ ،‬ولسانٍ يذكر‪ ،‬وقلبٍ‬


‫يشكر‪ ،‬وجسدٍ على العمل يصبر‪.‬‬
‫في الدقيقة الواحدة تسبح مائة تسبيحة‪ ،‬وتقرأ صفحةً من المصحف‪،‬‬
‫وتطالع ثلث صفحات من كتاب‪ ،‬وتكتب رسالة‪ ،‬وتتلو سورة‬
‫الخلص ثلثا‪.‬‬
‫كرر النيسابوري صحيح مسلم مائة مرة‪ ،‬وأعاد ابن سيناء‬
‫كتاب الفارابي أربعين مرة‪ ،‬وقرأ بعضهم المغني عشر مرات‪.‬‬
‫احترقت كتب ابن حزم كلها فأعادها من حفظه‪ ،‬وكان قتادة يحفظ‬
‫حمل بعير‪ ،‬وقال الشعبي ‪[[ :‬ما كتبت سوداء في بيضاء ]]‪.‬‬
‫قام سفيان الثوري ليلةً كاملة يصلي حتى أصبح‪ ،‬وتذاكر ابن‬
‫المبارك الحديث هو وأحد العلماء وقوفا حتى الفجر‪ ،‬وبقي المين‬
‫الشنقيطي يبحث في مسألة يوما وليلة‪.‬‬
‫كتب يحيى بن معين لفظ صلى ال عليه وسلم ألصف ألف مرة‬
‫‪-‬أي‪ :‬مليون‪ -‬وكان ربما كتب الحديث خمسين مرة‪ ،‬وقال الشعبي ‪:‬‬
‫[[أقل ما أحفظ الشعر‪ ،‬ولئن شئتم لنشدنكم شهرا كاملً ]]‪.‬‬
‫الناجح يحترمه أطفال مدينته‪ ،‬والفاشل يسخر منه كل أحد حتى ولو‬
‫اعتذر لهم ألف مرة‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫من بكر في طلب العلم بكور الغراب‪ ،‬وصبر صبر الحمار‪ ،‬وعزم‬
‫عزيمة الليث‪ ،‬واختلس الفرصة اختلس الذئب‪ ،‬حصل علما كثيرا‪.‬‬
‫الكسلن محروم‪ ،‬والعاطل نادم‪ ،‬وماء الحركة البركة‪ ،‬ومن صال‬
‫وجال غلب الرجال‪.‬‬
‫الطريق شاق‪ ،‬ناح فيه نوح‪ ،‬وذبح فيه يحيى‪ ،‬وقتل فيه عمر‪،‬‬
‫وأهرق فيه دم عثمان ‪ ،‬واغتيل علي ‪ ،‬وجلدت فيه ظهور الئمة‪.‬‬
‫نسخ ابن دريد كتاب الجمهرة أربع مرات‪ ،‬ونقح البخاري صحيحه‬
‫في ست عشرة سنة‪ ،‬يغتسل عند كل حديثٍ ويصلي ركعتين‪ ،‬أجر‬
‫أحمد بن حنبل نفسه في طلب العلم‪ ،‬وباع أبو حنيفة بعض سَعف بيته‬
‫في العلم‪ ،‬وجاع سفيان ثلثة أيامٍ في طلب الحديث‪.‬‬
‫كان النووي يطالع ويكتب‪ ،‬ويحفظ ويصلي ويسبح‪ ،‬فإذا نعس نام‬
‫قليلً وهو جالس‪ ،‬وكان للشوكاني اثني عشر درسا في اليوم‪ ،‬وكان‬
‫ابن سيناء يكتب في اليوم خمسا وعشرين صفحة‪.‬‬
‫كان إدريس النبي عليه الصلة والسلم خياطا‪ ،‬وداود عليه السلم‬
‫حدادا‪ ،‬وأجر موسى عليه الصلة والسلم نفسه في الرعي‪ ،‬وكان ابن‬
‫المسيب يبيع الزيت‪ ،‬و أبو حنيفة يبيع البز‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫البدار البدار‪ ،‬قبل تقضي العمال‪ ،‬وكتابة الثار‪ ،‬فل بقاء مع الليل‬
‫والنهار‪ ،‬أعوذ بال من خسة الهمم‪ ،‬وسفاهة العزائم‪ ،‬وسخف المقاصد‪،‬‬
‫وثخانة الطبع‪ ،‬وبلدة النفوس‪.‬‬
‫بحث علي عن الشهادة في بدر فقال‪ :‬في أحد ‪ ،‬فهبّ إلى هناك‬
‫فقالوا‪ :‬ربما كانت في الخندق ‪ ،‬فسعى إليها قالوا‪ :‬التمسها في خيبر ‪،‬‬
‫فلما أتاها قالوا‪ :‬تأخر الموعد‪ ،‬قال‪ :‬ما أحسن القتلة في المسجد‪.‬‬
‫يحفظ العلم للعمل به‪ ،‬وتعليمه‪ ،‬والتأليف فيه‪ ،‬ومن حفظه وكرره‬
‫وذاكره وذاكر به ودرسه ثبت في صدره‪.‬‬
‫ل بد للناجح أن يكون قوي الملحظة‪ ،‬دائم التركيز‪ ،‬حافظا للوقت‪،‬‬
‫مديما للتدبر‪ ،‬طموحا إلى المعالي‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪[[ :‬ذللت طالبا فعززت مطلوبا ]] وقال عمر ‪:‬‬
‫[[تفقهوا قبل أن تسودوا ]] وقال مجاهد ‪[[ :‬ل يطلب العلم مستحٍ ول‬
‫مستكبر ]]‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫خاتمصصة‬
‫كل شخص قادر على أن يصبح قائدا ‪ ،‬ولن يستطيع أن يصبح‬
‫قائدا إل إذا كان له أتباع‪ ،‬ولكي تكون قائدا ناجحا ل بد أن تتمتع‬
‫بمعتقدات وقيم ومبادئ مثلى‪ ،‬وسمات شخصية تكسب بها لب‬
‫الخرين‪ ،‬ويجب عليك أن يكون لديك رؤية واضحة وشاملة وتكون‬
‫قادرا على نقل رؤياك للخرين باختيار نوعية التصال المناسبة‬
‫ن ومتوازنٍ بين ديناميكية العمل وديناميكية‬
‫والفعالة في جوٍ متعاو ٍ‬
‫العملية‪ ،‬إذا قرنت هذا كله بحماس ونشاط وطاقة وحيوية‪ ،‬فسوف‬
‫تمسك بزمام القيادة والريادة ‪ ،‬وسوف تصبح القائد الناجح الذي تريده‬
‫أنصت ‪.‬‬
‫وبهذا القدر أخي القائد نصل أنا وأنت إلى آخر المطاف و‬
‫أسأل ال أن ينفع ويصلح بهذه الكلمات و أن يجعلها خالصة لوجهه‬
‫الكريم انه نعم المولى ونعم النصير ‪.‬‬
‫أمير بن محمد المدري‬
‫إمام وخطيب مسجد اليمان –اليمن – عمران‬
‫‪Almadari_1@hotmail.com‬‬

‫‪‬‬
‫‪3‬‬

‫المراجع‬
‫د‪ /‬طارق السويدان‪ ،‬أ‪ .‬فيصل باشراحيل‬ ‫‪1‬ص صناعة القائد‬

‫أ‪ .‬جمال ماضي‬ ‫‪2‬ص القيادة المؤثرة‬

‫محمد أحمد الراشد‬ ‫‪3‬ص المسار‬

‫‪4‬ص العادات السبع لكثر الناس فاعلية ستيفن كوي‬

‫‪5‬ص العبقرية والبداع والقيادة دين كيث سايمنتن‬

‫‪ -6‬مجلة العالمية العدد ‪197‬‬


‫‪ -7‬موقع الدكتور طارق السويدان‬
‫‪-8‬مهارات القائد الناجح إعداد ‪ :‬محمد بن عبد ال الطريف المحاضر‬
‫بقسم التربية بجامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫‪-9‬القيادة في القرن الحادي والعشرين‪ :‬د‪ .‬محمد أكرم العدلوني ‪ +‬د‪.‬‬
‫طارق محمد السويدان‪ ".‬وهو المرجع الساس "‬
‫‪-10‬القيادة على ضوء المبادئ‪ :‬ستيفين كوفي‪ .‬ترجمة‪ /‬عبداللطيف‬
‫الخياط‪.‬‬
‫‪ -11‬لمحات في فن القيادة‪ :‬ج‪.‬كورتوا‪ .‬تعريب‪ :‬المقدم الهيثم اليوبي‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪-12‬العادات السبع للقادة الداريين‪ :‬ستيفن كوفي‪ .‬ترجمة‪ /‬هشام‬
‫عبدال‪.‬‬
‫‪ -13‬كيف تحصل على أفضل ما لدى الخرين‪ :‬محمد ديماس‪.‬‬
‫‪-14‬مهارات القيادة و صفات القائد إعداد أحمد بن عبد المحسن‬
‫العساف‪.‬‬
‫‪-15‬كيف تصبح قائدا ناجحا؟ المؤلف‪Donald H. Weiss :‬‬
‫‪-16‬دليل التدريب القيادي – المفاهيم القيادية – سلسلة التنمية البشرية‬
‫‪-‬المعهد العالي للفكر السلمي ‪.‬‬

You might also like