Professional Documents
Culture Documents
144
3
فهرس المحتويات
144
الفهرس4...........................................................
المقدمة 8..........................................................
تعريف القيادة12....................................................
تعريف القائد13.....................................................
القدوة16............................................................
المانة47...........................................................
معرفة الرجال50...................................................
اللين57.............................................................
البعد عن الفظاظة62..............................................
العفصصو.............................................................
64
السصتغفار لهصم.....................................................
66
الحزم71...........................................................
إدارة الجتماعات...............................................
102
3
نصصصائح للناجحيصصن................................................
133
خاتمصصصصصصة.....................................................
138
المراجصصصع........................................................
139
3
الحمد ل الُُذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا
وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولً منا يتلو علينا آياته ويزكينا
وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن ل إله إل ال وحدة ل شريك له
شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبده
ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات
الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى ال علية وعلى أله
وأصحابه صله تكون لنا نوراً من كل ظلمة وسلم تسليما
وبعد
فإن الزمة الشديدة التي وصلت إليها أمة السلم اليوم هي أزمة
التخلف عن المساك بزمام القيادة والسيادة التي أرادها ال -جل
ت لِلنّاسِ
وعل -لهذه المة حينما قال{ :كُنْ ُتمْ خَيْ َر أُمّ ٍة ُأخْ ِرجَ ْ
ن الْمُنْكَرِ} [آل عمران .]110
َتأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْ َهوْنَ عَ ِ
علَى النّاسِ} [البقرة:
ك جَ َعلْنَاكُ ْم أُمّةً َوسَطا لِتَكُونُوا شُ َهدَاءَ َ
{وَكَ َذِل َ
.]143
وما أبعد الفرق بين الليلة والبارحة ما أبعد الفرق بين يوم وقف فيه
ربعي بن عامر كفرد من جيل قيادي مسلم ،أمام رستم قائد الفرس،
144
ليشرح له مهمة هذه المة القيادية قائلً ' :إن ال ابتعثنا لنخرج من
شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ،ومن ضيق الدنيا
إلى سعة الدنيا والخرة ومن جور الديان إلى عدل السلم'.
وبين يوم نعيشه الن يقف فيه المسلمون على أعتاب الصليبيين
واليهود يستجدوا منهم سلم الذل والخزي والعار ،وما زالت المة في
انتظار ذلك القائد المنتظر الذي يقودها إلى ذرى المجد والتمكين.
ومن ناحية أخرى فإن عملية القيادة ووجود القائد الجيد على رأس
عمله أمر غاية في الهمية ،بل نكاد نقول إن جزءا كبيرا من تخلف
المة في شتى الميادين بما فيها العلمية والتجارية والقتصادية يرجع
لعدم وجود ما يكفي من القادة في منظماتنا ومؤسساتنا القتصادية
والتجارية .إذ كيف تبحر السفينة بدون ربان وكيف تصل دون تخطيط
ودراسة للطريق الذي تسلكه وحالة البحر وما إلى ذلك.
فالقيادة ل بد منها حتى تترتب الحياة ،ويوسد المر إلى أهله
ويُقام العدل ،ويُحال دون أن يأكل القوي الضعيف .والقيادة هي التي
تنظم طاقات العاملين وجهودهم لتنصب في إطار خطط المنظمة بما
يحقق الهداف المستقبلية لها ويضمن نجاحها.
وبالجملة فل صلح للبشر إل بوجود القيادة كما قال الشاعر الجاهلي
الفوه الودي:
3
القيادة لغة :قال ابن منظور :ال َقوْدُ :نقيض السّوق ،يقود الدابة من
أمامها ،ويسوقها من خلفها ،فالقود من أمام والسوق من خلف والسم
من ذلك كله القِيادَة .
وسوف نذكر هنا بعض التعريفات لمفهوم القيادة فقد عرف " فيير"
القيادة بأنها تشمل أي جهد لتشكيل سلوك الفراد أو الجماعات في
المؤسسة حيث تحصل المؤسسة من خللها على مزايا أو تحقيق
لغراضها ،بينما عرفها "هرس" بأنها عملية تأثير في نشاطات أفراد
أو مجموعات تسهم في تحقيق الهداف في موقف محدد .
وقد عرفها " ستوجدل" بأنها القدرة على التأثير في الخرين من أجل
تحقيق أهداف أو أغراض محددة .
القائد :هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك
وتوجهات الفراد من حوله لنجاز أهداف محددة .بحث"مهارات
القيادة وصفات القائد"1
والقائد هو الذي ينتظر منه ممارسة دور مؤثر في تحديد واتجاه
أهداف الجماعة .
' -كلكم راع وكلكم و القائد مسئول عن أتباعه ،كما قال النبي -
مسئول عن رعيته ،فالمير راع على رعيته ومسئول عنهم،
والمرأة راعية على بيت زوجها ومسئولة عنه والعبد راع على
مال سيده وهو مسئول عنه' والقيادة في السلم معناها الحقيقي
تحقيق الخلفة في الرض من أجل الصلح والصلح ،وقد أمر النبي
- -بها ولو كانت في الجتماع القليل العدد أو المتواضع الهدف،
يقول ' :- -إذا خرج ثلثة في سفر فليؤمروا أحدهم' ولهذا
أولى علماء السلم موضوع القيادة اهتمامًا كبيرًا ،يقول شيخ السلم
بن تيمية' :يجب أن يعرف أن ولية أمر الناس من أعظم واجبات
الدين ،بل ل قيام للدين إل بها فإن بني آدم ل تتم مصلحتهم إل
وفي يوم مؤته كان المسلمون ثلثة آلف رجل ،ولما وصلوا إلى
معان (بلدة في جنوب الردن) بلغهم أن هرقل نزل في مئة ألف جندي
من الروم ،وانضم إليه من نصارى العرب مئة ألف آخرون ،فقال
بعض المسلمين :نكتب إلى رسول ال _ _ نخبره بعدد عدونا ،فإما
ص وخطب أن يأمرنا بأمره ،فنمضي له ،فقام عبد ال بن رواحه ص
الناس فقال :يا قوم :وال إن كان التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون،
إنها الشهادة ،وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ،ما نقاتلهم إل
بهذا الدين الذي أكرمنا ال به ،فانطلقوا ،إنها إحدى الحسنيين ،إما
ظهور وإما شهادة ،فقال الناس :قد وال صدق ابن رواحه.
روى ابن إسحاق عن معاذ ابن عمرو ابن الجموح قال :سمعت
القوم وهم يقولون :أبو الحكم ل يخلص إليه ،فجعلته من شأني،
فصمدت نحوه ،فلما أمكنني حملت عليه ،فضربته ضربه قطعت قدمه
بنصف ساقه ،وضربني ابنه على عاتقي فطرح يدي ،فتعلقت بجلدة
من جنبي ،وأجهضني (أي :غلبني واشتد عليه) القتال عنه؛ فلقد قاتلت
عامة يومي ،وإني لسحبها خلفي ،فوضعت عليها قدمي ،ثم تمطيت
عليها حتى طرحتها)...فانظر ماذا فعلت قوة الروح في هذا الرجل،
حتى تخلى عن ذراعه بتلك الطريقة التي ذكرها ،ولم يمنعه اللم
ونزف الدم من مواصلة القتال؛ حيث غطت قوة يقينه على كل ألم.
144
_ في تكوين الشخصية القيادية: -2أثر اليمان بالرسول
إن المؤمن الذي أيقن في أن رسوله قد جاء بالهدى والنور لهذه
البشرية فأحبه حبا اكتمل معه إيمانه فصار أحب إليه من والده وولده
والناس أجمعين ..كان سعيه في القتداء به سعي الصادقين ..فإذا
بالحياة في القتداء بالنبي _ _ كلها نور وحبور وصلة بالرض
للسماء وغدا الكون كله جنديا معه يكافح ويناضل في صفه ..ولما
كانت شخصية النبي _ _ قد اكتملت كشخصية قيادية نموذجية كان
في القتداء بها خطوة كبرى على طريق القيادة الناجحة المنجزة ..
التي تجمع بين رضا الرب سبحانه وفهم الناس وحسن القرار ونبل
الهدف وإخلص السلوك ..ولقد بينت لنا السير كيف كان حرص قادة
هذه المة الوائل على اقتفاء أثر النبوة في قيادتهم للبشرية في كل
حين ووقت ..حتى إن أحدهم ليقيم مدى نجاحه وفشله بمدى تطبيقه
لوامر نبيه _ _ ونواهيه وأخذه وعطائه وإقدامه وإحجامه..
-3أثر اليمان باليوم الخر في تكوين شخصية القائد:
إن الذي يحيا متيقنا بالحياة الخرة يقينا ل غبش فيه ول شك ,تتغير
حياته تغيرا إيجابيا يكاد يرفعه إلى مصاف الصالحين فور إيمانه
بذلك ..والذي يعيش منتظرا النهاية والموت في كل حين يعيش معدا
لها ..والذي يحب الجنة لشك يبذل لها ..والذي يخشى النار لشك
3
يهرب منها ..لذا كان عجب السلف الصالحين أكثر ما يكون ممن
(أيقن بالجنة ولم يفر إليها وأيقن بالنار ولم يهرب منها).
إن عقيدة المؤمن الراسخة لتشده إلى الحياة الروحانية في ظل
وارف من ظلل الجنة و يستهين في الحياة فيها بزخرف الدنيا ومتاعه
ويستصغر كل زينة فيها لمل يقارنها بموعود صادق من ربه له في
الخرة ...وإذا كان المسلم بالشهادتين ينطلق ويندفع إلى التضحية،
فإن عقيدته وتصوره عن الخرة تشده إلى العطاء الدائم شدا ،وتمل
قلبه بالشوق إلى الشهادة ،لن هذه العقيدة تعرفه على حقيقة هذه الدنيا،
وقيمة متاعها ،وأنها ليست سوى مرحلة من مراحل وجوده ،وممر
ووسيلة إلى مرحلة نهائية ،فيها القيم الخالدة ،والتجارة الرابحة ،والفوز
الحقيقي .
يروى عن صلح الدين اليوبي أنه كان يحمل معه صناديق مقفلة
في أيام جهاده ،وكان يحرص عليها أعظم الحرص ،ويرعاها أشد
الرعاية ،وبعد وفاته فتحت هذه الصناديق فوجد الذين فتحوها أنها
تحوي وصية صلح الدين وكفنه وكمية من التراب من مخلفات أيام
جهاده ..فانظر إلى حياة القائد المنتصر كيف يراها موصولة في
سبيل ال أرضها وسماءها ,موتها وحياتها..
144
ورد عن أم حارثة سراقة أنها أتت النبي _ _ فقالت :يا نبي ال،
أل تحدثني عن حارثة ص وكان قتل يوم بدر بسهم ص فإن كان في
الجنة صبرت ،وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال :يا أم
حارثة ،إنها جنان في الجنة ،وإن ابنك أصاب الفردوس العلى .فانظر
إلى هذه الصحابية الجليلة كيف استقر في قلبها أن الخسران الذي
يستحق البكاء هو فوات الجنة ،بعدم إحراز الشهادة.
وروى البخاري عن أنس _ _ قال :لما طعن حرام بن ملحان ،قال
بالدم هكذا ،فنضحه على وجهه ورأسه ،وقال :فزت ورب الكعبة .و
أن الذي قتله جبار بن سلمى الكلبي .قد سأل ما قوله فزت ؟ متعجبا
..قالوا يعنى الجنة فقال :صدق ال ،ثم أسلم !!
-4أثر اليمان بالقدر في تكوين شخصية القائد:
"واليمان بالقدر يغير النفس من نفس خائفة وجلة مهتزة مترددة
إلى نفس واثقة مطمئنة ثابتة فتصلح حينئذ لتلقي مهام القيادة ويلتف
حولها الناس مستلهمين منها اليقين تطبيقا ل قولً ,ويراها الجميع
أجدر ما تكون بالقيادة ..فاليمان بقضاء ال يحطم الحواجز المثبطة
للنسان عن البذل والعطاء ويقتل الخوف على الرزق أو النفس مادام
ذلك ل" .. 1روى أصحاب السنن قول النبي _ _" :ل يمنعن أحدكم
مخافة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه فإنه ل يقرب من
أجل ول يباعد من رزق"..
فباليمان بقدر ال _عز وجل_ في الجال والعمار وأسباب
انتهائها يتحرر المؤمن من الخوف من الموت؟ ،والخوف على الحياة،
حيث آمن أن ال _عز وجل_ هو الذي يحيي ويميت ،وأن أسباب
الموت والحياة بيده سبحانه ،وأن لكل مخلوق لحظة محددة في علم ال
_عز وجل_ يخرج فيها من هذه الدنيا ،مهما اتخذ لنفسه من وسائل
الحماية والوقاية.
وقد أنكر ال _سبحانه_ على الذين يظنون القعود الكسل والخنوع
مهربا من الموت قال _عز وجل_ " وقالوا لخوانهم إذا ضربوا
في الرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا،
ليجعل ال ذلك حسرة في قلوبهم ،وال يحيي ويميت ،وال بما
تعملون بصير".
إن القائد المؤمن إذا أحيا في نفسه هذه المعاني اليقينية السامية
انطلق في الرحاب بنورانية لم تسبق وشجاعة لم يعتادها الدنيويون ..
144
الولى :القدوة والتقوى:
التباع دونما توجيه خارجي ،وهذا بالتالي يساعد التابع على أن يكون
من المستويات الجيدة في المسالك الفاضلة من حسن السيرة والصبر
والتحمل وغير ذلك.
بل متى يكون المرء قدوة صالحة وأسوة حسنة ما لم يسابق إلى
فعل ما يأمر به من خير وترك ما ينهى عنه من سوء؟! وقد جاء في
الصحيحين وغيرهما عن أسامة بن زيد -رضي ال عنهما -أن
قال { :يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق النبي،
أقتابه -يعني أمعاءه -في النار فيدور بها كما يدور الحمار
برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون :أي فلن ما شأنك؟
أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال :كنت
آمركم بالمعروف ول آتيه ،وأنهاكم عن المنكر وآتيه } (.)1
وقد قيل :وقد قيل:
طبيبٌ يداوي الناسَ وهو س بالتقَى
وغيرُ تقي يأم ُر النا َ
وهنا مسألة هامة يحسن التنبيه إليها في هذا المقام وهو أن المسلم،
حتى ولو كان قدوة مترقيًا في مدارج الكمال قد يغلبه هوى أو شهوة
أو تدفعه نفس أمارة بالسوء أو ينزغه الشيطان ،فتصدر منه زلة أو
يحصل منه تقصير.
ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لن عددنا ليس كعددهم ول عدتنا كعدتهم ،
فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ،وإل ننصر
عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ،واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من
ال يعلمون ما تفعلون ،فاستحيوا منهم ،ول تعملوا بمعاصي ال وأنتم
في سبيل ال ،ول تقولوا :إن عدونا شرمنا فلن يسلط وإن أسأنا ،فرب
قوم سلط عليهم شر منهم ،كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا
بمساخط ال كفرة المجوس " فجاسوا خلل الديار وكان وعدا
مفعول " السراء ص الية ، 5واسألوا ال العون على أنفسكم كما
تسألونه النصر على عدوكم …).
144
الثانية :يستطيع أن يؤثر على سلوك المرؤوسين ؟
من أهم سمات القيادة الناجحة الهدوء وضبط النفس ،وهي صفة
جلية في رسول ال -صلى ال عليه وسلم -في جميع أحواله ،إن
الهدوء وضبط النفس موهبة فطرية وسمة خلقية تكتسب كذلك ،ول
بأس بذكر موقفين له - -تتبين فيهما هذه الصفة:
أولً :في معركة حنين عندما فوجئ المسلمون بهجوم قوي من الكفار
(هوازن ومن معها) وفر من فر ممن أسلم بعد الفتح ،وتراجع
المسلمون عشوائيا ،في هذه اللحظات الحرجة والصعبة كان رسول ال
-ثابت الجأش هادئ العصاب يقول :أيها الناس هلموا إلي أنا -
رسول ال ،أنا محمد بن عبد ال ،ويقول لعمه العباس :ناد أصحاب
الشجرة ،وبفضل ال ثم بفضل هذا الثبات من الرسول - -آب
المسلمون إليه ورجعوا يتجمعون حوله وانتصروا بعدئذ بإذن ال.
هذا الموقف يحتاج إلى تأمل ،ففيه الشجاعة وحسن التصرف ،وفيه
هدوء النفس وعدم الهيجان ،وفيه التوازن مع ما في الحدث من شدة
انعكست على اللوف ممن سار في الجيش ،يذكرني هذا الهدوء من
رسول ال - -بقول أحدهم » :لكي يحافظ القائد على هدوئه ،عليه
أن يعتاد على معالجة المور المفجعة وكأنها عادية ،بدلً من معالجة
المور العادية وكأنها فواجع « ،ويقول كذلك » :على القائد الذي يود
3
أن يكون أهلً للقيادة أن يبدأ بقيادة نفسه ول يمكن لمن ل يسيطر على
نفسه أن يسيطر على الخرين « .
إن استقبال أي حدث مهما كانت درجة عظمته بهدوء وضبط نفس
يمكّن المسئول والقائد من عدة أمور منها:
أولً :استيعاب الحدث بمعرفة حجمه الحقيقي ،فكم من موقف استقبلناه
بشدة وغلظة بينما هو أبسط وأصغر من أن يواجه ويستعد له على
حساب أمور أخرى -والعكس صحيح فكم من حدث ظهر لنا بسيطا
فلم يحسب له أي حساب فلما تبين لنا أنه كبير ويحتاج إلى موقف
سريع منا لم نتمكن من استيعابه ،ففي كل الحالتين ضبط النفس
وهدوءها يعين القائد على دراسة حجم الحداث.
ثانيا :استيعاب الحدث بمعرفة مسبباته ،السباب التي من شأنها أن
تؤدي إلى وقوع الحدث يعين على معرفة أفضل المواقف التي ينبغي
اتخاذها.
ثالثاً :استيعاب الحدث بمعرفة أبعاده المستقبلية ،فما من حدث إل وله
ما وراءه ،والهدوء وضبط النفس مما يعين القائد على الستعداد
لمواجهته بعقلية الواعي لما يدور حوله.
ففي غزوة حنين نفسها غنم المسلمون غنائم كثيرة جدا ،فأعطى
رسول ال - -من هذه الغنائم أعطيات كبيرة للمؤلفة قلوبهم من
144
أهل مكة وبعض زعماء العراب ،فوجد النصار في أنفسهم شيئا؛
لن رسول ال - -لم يعطهم ،وظنوا أنه قسّمه في قومه ،فجمعهم
رسول ال - -في مكان وخاطبهم قائلً ) :يا معشر النصار،
مقالة بلغتني عنكم ،وموجدة وجدتموها علي في أنفسكم ،ألم
آتكم ضللً فهداكم ال ،وعالة فأغنكم ال ،وأعداء فألف ال
بين قلوبكم؟ قالوا :بلى ،ل ولرسوله المن والفضل! ثم قال :أل
تجيبونني يا معشر النصار؟ قالوا :بماذا نجيبك يا رسول ال؟
ل ولرسوله المن والفضل.
قال ( :- -أما وال لو شئتم لقلتم ،فلصدقتم ولصدقكم :أتيتناك
ل فنصرناك ،وطريدا فآويناك ،وعائلً
مُكَذّبا فصدقناك ،ومخذو ً
فآسيناك).
أوجدتم يا معشر النصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت
بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلمكم! أل ترضون يا معشر
النصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول ال
إلى رحالكم؟ فوالذى نفس محمد بيده لول الهجرة لكنت امرءا
من النصار ،ولو سلك الناس شعبا وسلكت النصار شعبا
3
إن الحقائق وحدها ل تكفي لدفع الخرين لنجاز العمل ،بل عليك أن
تستثمر الحقائق مع القيم بحيث تنقل الوعي بالرغبات والمال
والعواطف التي تساعد على نشر رؤيتك .
144
السادسة:القدرة على صنع القرار الملئم
القوة:
وتعني الكفاءة والذكاء والقدرة على أداء المهمة ،وتختلف القوة
المطلوبة باختلف المهمة.
قال ابن تيمية:والقوة في كل عمل بحسبها ،فالقوة في إمارة الحرب
ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب،
والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه
القرآن والسنة وإلى القدرة على تنفيذ الحكام.
يمتلك صاحب المنصب أو القائد أو المدير قوة تسمى
قوةالمنصب ،وتعني السيطرة على حياة الخرين ،وهذا أمر طبعي،
ولكن هذه القوة محدودة التأثير .
3
02الملحظة :
يتميز القائد الفاعل بقوة الملحظة عند متابعته ومراقبته
للخرين عن طريق النظر إلى عيونهم أو تصرفاتهم أو طريقة
حديثهم فيتنبأ بأحوالهم ومشاعرهم .يتميز القادة الناجحون بتشغيل
الحاسة السادسة لديهم وهي ( الحدس ) .
04التقصي :
إن عملية التقصي تشجع الخرين على التحدث معك ،
والتقصي عملية تبين مدى اهتمامك بالعاملين بعيدا عمّا يسمى
بالتطفل ،إذا الفرق بينهما شاسع ،فالتقصي معرفة الحوال
بأسلوب مؤدب بقصد الهتمام بالعاملين وخدمتهم ،أما التطفل فهو
معرفة أحوال الخرين بأسلوب غير لئق بقصد المعرفة والتدخل
في شؤون الخرين.
.5التشجيع :
القائد الناجح شخص مؤثر يشع حماسا ويبعث على التشجيع؛
لنه يمتلك روحا عالية وعزيمة صادقة ،وهنا السؤال كيف يتم
تشجيع الخرين؟ والجواب على ذلك يجب عليك أن تجعل العاملين
يدركون الفوائد التي تعود عليهم من تحقيق ما تطلبه منهم.
07التوجيه :
إن القائد المؤثر هو الذي يحدد مسار الخرين ،وتركيز
جهودهم على تحقيق الهداف المشتركة التي يشارك فيها كل فرد
من أفراد الفريق مع المحافظة على الروح العالية للفريق.
.8التكيف مع الهدف:
القائد الناجح يستطيع التكيف مع الهدف؛ لن لديه رؤية
شاملة وصورة أكبر ،لذلك عليك كقائد فعال أن توجه عن طريق
تحديد الهداف التي يجب تحقيقها مع وضع المواعيد النهائية
والوسائل الملئمة للنتهاء من العملية .
.9نقل الهداف والغراض الموضوعية:
إن الرؤية عبارة عن هدف ،ومعالم الطريق للوصول إلى
الهدف هي الغراض الموضوعية ،ولتحقيق ذلك يجب أن تكون
واضحا وتتحدث عن رؤياك بحماس وبإيجاز وشجاعة وإبداع.
010التنشيط
3
المانة:
وتعني المصداقية والرقابة الذاتية والمبادرة لداء العمل على أتم
وجه .وتستخدم كلمة المانة بأكثر من معنى ،ومنها:
التقان :فالحرص على أداء الواجب المنوط بالشخص بشكل متقن من
أخلق المسلم .ومنه السهر على حقوق الناس وإذا استهان الفرد بما
كلف به وإن كان صغيرا فرط فيما بعده إلى أن تستشري روح الفساد
والضياع في كيان المؤسسة .بل إن المطلوب هو تجاوز التقان
والوصول إلى درجة البداع في التخطيط والتنفيذ مسترشدين بدعوة
المصطفى عليه السلم" :إن ال يحب إذا عمل أحدكم عملً أن
يتقنه" .أخرجه البيهقي.
العاشرة:معرفة الرجال
إن من مسلمّات الدارة الناجحة القدرة على الستفادة من مكامن
التفوق ،والتميز لدى المرؤوسين بأفضل ما يمكن ،ولكي يتحقق هذا
كان لزاما على القادة والرؤساء ضرورة معرفة وتمييز هذه المكامن
لدى مرؤوسيهم ،وهو ما نعنيه بمعرفة الرجال .
إن توفر الرجال (أولً) ،والقدرة على -توظيفهم لخدمة أهداف
رسمها لهم القادة (ثانيا) ،لهما طرفا المعادلة الدارية التي ينتج عنها
نجاح القادة ،وكلما أحسنا لمادة الستفادة من هذا التوظيف كلما نتج
عنه تفوق ونجاح .ومن هنا اعتبرت القيادة فنا صعبا لرتباطها
بالعنصر البشري الذي يصعب تحليله وفهمه ببساطة كما هو الحال في
العناصر الكيميائية الطبيعية .ومن خلل هذا التصور يمكننا فهم
صورة العلقة بين نجاح القادة ،وبين قدرتهم على معرفة الرجال .
وينبغي أل ننسى أن نجاح القادة ينتج عنه تحقيق لهدافهم في الواقع .
كتبت إحدى أكبر المنظمات العالمية هذه الكلمات لتعبر عن سر
نجاحها وتفوقها :
( لقد حققنا هذا النجاح من خلل تنظيم إداري وجو عمل يساعدان
على اجتذاب أفضل الكوادر البشرية ،وتطوير وشحذ المواهب الفردية
... . ) ..
144
ونلحظ في هذه الكلمات عنصرين أساسين :
العنصر الول :اجتذاب أفضل الكوادر البشرية .
العنصر الثاني :تطوير وشحذ المواهب الفردية .
ول شك أنه ليس من الممكن تحقيق هذين العنصرين دون القدرة على
معرفة الرجال .
ثبت عن رسول ال - -أنه قال ( :أرأف أمتي بأمتي ...أبو
بكر ،وأشدهم في دين ال عمر ،وأصدقهم حياءً عثمان ،وأقضاهم
علي ،وأفرضهم زيد بن ثابت ،وأقرؤهم أبي ،وأعلمهم بالحلل
والحرام معاذ بن جبل ،أل وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه المة أبو
عبيدة بن الجراح ) . 1إن من أسرار ... ...
العظمة التي تمتع بها رسول ال - -قدرته على معرفة رجاله،
وحسن توظيفه لهم ،كلً حسب قدرته ومواهبه ،يقول أحد المفكرين :
( إن معرفة ...
الرجال بعمق من أدق أعمال الرئيس و أكثرها تأثيرا ،إنها ينبوع
القوة التي يملكها ،
إنها سر الرؤساء العظام ) .2ومن المفيد هنا أن نحلل عظم الفائدة التي
يجنيها ...
على رجاء عمر وزاد عليه ،فشكر عمر لمن أشاروا عليه بولية
الربيع ).1
والناظر في هذا النص من خلل ما سبق وقدمناه من أهمية معرفة
الرجال
يلمس الجوانب التالية :
-1فهم عمر - -لهمية اختيار الرجال ومعرفتهم وذلك منخلل
تشاوره مع أفاضل الرجال في تعيين كبار موظفيه .
-2حرصه - -على وضع الرجل المناسب في المكان
المناسب فقد بين لمن استشارهم صفات الرجل الذي يريد ،حتى
يتمكنوا من اختيار من يوافق هذه الصفات ليحقق هدف عمر .
-3حكمته - -في معرفة الرجال من خلل مواقفهم وتصرفاتهم ،
ل من خلل أقوالهم وما يقال عنهم ،فقد استطاع أن يجسد في نظر
مستشاريه مثال الرجل الحي الذي يريده .
وأخيرا بهذه المعاني المتقدمة تستطيع أن تفهم سر المواقف التالية :
-1يحكم على المرؤوسين بالذكاء والنتاجية في مكان ما ثم يكتشف
بأن لديه طاقات كامنة من رئيس جديد .
-2يصف أحد الرؤوساء مرؤوسا بأنه جيد ويصفه الخر بأنه سيء .
- 1أقوال ف الدارة -إبراهيم عبد ال النيف -دار العلوم للطباعة والنشر 1403 -هـ
144
-3يهمل المرؤوس لنه ل يصلح لشيء البتة ،ثم يكتشف بأن لديه
طاقات كامنة من رئيس جديد .
-4يبذل المرءوس ويعطي عطاء أفضل عند رئيسه الجديد أكثر مما
كان يفعل مع رئيسه القديم .
وليس هناك من تبرير جيد إل أن أحدهم أحسن القيادة بمعرفته
مرءوسيه والخر فشل في ذلك .
آية جامعة
عمران ( 159
أيضا في آخر سورة التوبة وهي وآية أخرى تصف الرسول
:
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم ،عزيز عليه ما عنتم ،حريص
عليكم ،بالمؤمنين رؤوف رحيم" وأعتقد أن هاتين اليتين تمثل معا
أهم ما يحدده مقومات القيادة الناجحة وكل ما يرتبط بها من صفات أو
سمات أو أنماط ،فما هي يا ترى تلك المقومات؟
144
الحادية عشرة:اللين:
فأول ما يجب أن يكون عليه القائد مع أتباعه هو اتباع أسلوب
اللين ،واللين عكس الشدة والقسوة ،ولكنه ليس ضعفا أو جنبا ،وهذا
هو أكبر خطأ يقع فيه الكثير من القادة حينما يتصورون اللين ضعفا،
والشدة والقسوة قوة وهذا قمة خطأ.
لذا فإن أول ما يؤكد عليه القرآن هنا هو اتباع القائد لجانب اللين مع
المرؤوسين ،لدرجة تصل كما يذكر القرآن في آيات أخرى إلى خفض
الجناح "واخفض جناحك عن الذين اتبعك من المؤمنين"
وهذا السلوب هو الذي يجعل العلقة بين القائد والتباع علقة
تواصل وحب وتفاهم ،وتعطي جوا من الثقة والنفتاح والتشجيع على
المبادرة والبتكار ،وتقتل روح الخوف أو القهر التي قد تسلك إلى
النفوس دون أن ندري نتيجة للسلوب القاسي العنيف .ومن هنا يعتبر
القائد اللين في طبعه هو أكثر القادة تجميعا لمن حوله وتأثيرا فيهم،
وتحقيقا للهدف.
وهذا إيراد من قبس النبوة في باب الرفق وبيان أثره لننطلق منه
إلى ما يخصّ هذا المبحث.
يقول عليه الصلة والسلم { :إن ال رفيق يحب الرفق
3
)(1البخاري اسمتتابة الرتديمن والعانديمن وقتالمم ( ، )6528الترمذي السمتئذان والداب ( ، )2701الدارممي الرقاق (
.)2794
)(2البخاري الدب ( ، )5678الترمذي السمتئذان والداب ( ، )2701أبمو داود الهاد ( ، )2478أحدم (، )6/125
الدارمي الرقاق (.)2794
144
عباده فقيل كيف ذلك أصلحك ال؟ قال :يجلس أحدكم قاصا ( )3فيقول
على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه ،ويقوم أحدكم إمامًا فيطول
على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه ".
عنهما" :-حدث الناس كل جمعة فإن ويقول ابن عباس -
أكثرت فمرتين فإن أكثرت فثلث ول تمل الناس من هذا القرآن ،ول
تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم وقال :أنصت ..فإذا
أمروك فحدثهم وهم يشتهونه وإياك والسجع في الدعاء ،فإني عهدت
وأصحابه ل يفعلونه ". رسول ال،
وكان ابن مسعود يُذكّر كل خميس فقال رجل من القوم لوددت -يا
أبا عبد الرحمن -لو أنك ذكرتنا كل يوم .فرد عليه هذا الكنيف الذي
قد مليء علمًا " :أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملَكم وإني
يتخولنا بها مخافة السآمة علينا أتخولكم بالموعظة كما كان النبي،
".
يعلق على هذا الحافظ ابن حجر في الفتح مستنبطًا مستخلصًا
بقوله :وفي هذا استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح
خشية الملل ،وإن كانت المواظبة مطلوبة ،لكنها على قسمين :إما كل
)(3قاص :أي واعظ.
3
يوم مع عدم التكلف ،وإما يومًا بعد يوم فيكون الترك لجل الراحة
ليقبل على الثاني بنشاط ،وإما يوم الجمعة ويختلف باختلف الحوال
والشخاص والضابط الحاجة مع وجود النشاط.
والرفق ذو ميادين فسيحة ومجالت عريضة فرفق مع الجهال :إما
بالعرابي الذي بال جهل علم ،أو جهل تحضر ،ولقد رفق النبي،
في المسجد وتركه حتى فرغ من بوله وأمر أصحابه بالكف عنه وأل
وأخبره أن المساجد لم تبنَ يقطعوا عليه بوله ،فلما فرغ دعاه النبي،
لهذا وإنما هي لذكر ال والصلة.
،جذبة شديدة وكان ف أعرابي آخر جذب برداء النبي،
وجل ٌ
ثم { عليه برد نجراني غليظ الحاشية فأثر في صفحة عنق النبي،
قال العرابي :يا محمد مر لي من مال ال الذي عندك فالتفت نبي
ما الرفق والرحمة ضاحكًا ثم أمر له بعطاء } ( .)1بأبي هو وأمي،
كهر ول نهر ول تبرم ول ضجر.
التاسعة عشرة:الحزم
-2وضع الرسالة:
والرسالة جملة تعبيرية تصاغ كلماتها بدقة وعناية تحدد ما نريد أن
تكون على المدى البعيد.
وهي تتضمن الهوية للفرد أو المؤسسة والتعريف بالغراض المنشودة
والوسائل التي تحقق هذه الغراض.
-3وضع الهداف:
وهي المور التي نسعى لتحقيقها على المدى البعيد.
ويراعى عند وضع الهداف ما يلي:
صياغة الهدف بصيغة الفعل تحقيق ،إنهاء ،تبديل.
تكتب بعبارة إيجابية تدل على ما يفترض فعله ل ما يفترض تركه.
الدقة والختصار دون إطالة أو إطناب.
أن تكون الهداف وفق القدرات والمكانات.
3
ولكن ما هو التصال؟
3
وأسلوبها
اللتزام بالعقل والمنطق والبحث عن الدليل. •
عمره في غير حق قضاه ,أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله
أو خير أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفيه "
لذلك علينا أن نستغل ألوقات وأن نجعل حياتنا كلها ل فل نضيع من
أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع النقضاء فهو يمر مر
السحاب وفي ذلك قيل:
مرت سنيصن بالوصال وبإلهنا *** فكأنها من قصرها أيام
مهارة النصات:
من أهم مزايا الفريق الناجح القدرة على النصات ،والنصات
مهارة يمكن للجميع أن يطورها متى ما أراد ذلك ولتطوير مهارة
النصات يذكر روبرت مونتجمري بعض القواعد لذلك منها:
القاعدة الولى :النظر إلى الشخص الذي يتحدث إليك – ليس مجرد
الحملقة بل الهدف ألّ تبعد نظرك عنه.
القاعدة الثانية :التشجيع على إلقاء السئلة.
3
-2تحديد الهدف:
حدد ما الذي تريد أن تحققه وتجنب أي ذكر لما تنوي إتباعه في
سبيل الوصول لهذا الهدف.
-3تحديد البدائل:
يقصد بذلك مرحلة التحري والتفتيش عن الحلول المختلفة لحل
المشكلة التي تم تشخيصها بدقة ويجب أن يضع الداري عدد أكبر من
الحلول البديلة حتى يضمن عدم وقوعه في الخطأ واختيار البديل
المناسب.
3
-4تقويم البدائل:
يجب أن نقيم كل حل بديل مع مراعاة العتبارات التالية:
إمكانية تنفيذ البديل ومدى توافر المكانات البشرية والمادية الملئمة
لتنفيذه.
التكاليف المالية لتنفيذه والرباح التي يتوقع تحقيقها والخسائر
المحتملة.
النعكاسات النفسية والجتماعية لتنفيذه ومدى استجابة المرؤوسين
للبديل وحسن توقيت تنفيذه.
ول شك أن المشاركة الجماعية تساعد في تقويم البدائل وإثراء النقاش.
-5اختيار البديل:
وهنا يتم الختيار النسب للبدائل المتاحة وينبغي مراعاة اختيار
البديل الذي يؤدي إلى الستغلل المثل لعناصر النتاج المادية
والبشرية المتاحة بأقل جهد ممكن ،كذلك ينبغي تضمن اختيار البديل
تحقيق السرعة المطلوبة لسيما إذا كان الحل يتطلب الستعجال
والسرعة .ولشك أن الشتراك الجماعي في اختيار البديل يعطي
الفراد نوع من المان كذلك الحماس لتنفيذ القرار الذي اتخذ بناء على
مشاركتهم.
144
-6تنفيذ القرار:
وهنا يلزم – بعد اختيار البدائل – تنفيذ القرار علما بأن مرحلة تنفيذ
القرار تتطلب نوعا من المتابعة وتعاون الخرين ومراقبة التنفيذ للتأكد
من سلمة التطبيق.
* الستماع
لكي تصبح قائدا فاعلً يجب أن تنظر إلى الصورة كاملة لكي
تستطيع أن تؤثر في الخرين ،ولكي تؤثر في الخرين يجب عليك أن
تستمع لهم ،والمهم أن تستمع بحق للخرين عن طريق ما يلي:
01اجعل ذهنك صافيا :لذا يجب عليك التركيز والنصات إلى حديث
الخرين وعدم النشغال بأي صارف .
.2كن صريحا :عند استماعك للشخص الذي أمامك ،بغض النظر
عما يقوله هل يوافقك أو يخالفك ؟
.3اطرح السئلة :افهم ما يقوله الخرون لك ،واطرح السئلة
للتوضيح والتفصيل ل للتعجيز والحراج .
3
*ديناميكيات العمل:
وللجابة عن ذلك يوجد عدة طرائق لتسهيل تحقيق الهداف ،وهي :
01اللتزام بالقيم:
السمة التي تميز القائد الناجح هي التزامه بالقيم والمبادئ في
الزمات والمسرات ،فهي المحك الحقيقي للقائد ،فعليك كقائد ناجح ألّ
تقبل المساومة على قيمك ومبادئك ،وأن تتمسك بها مع المرونة وسبل
تحقيقها ،إن قيمك ومبادئك هي الخطوط البارزة التي تنطلق منها
قراراتك وسلوكك وتصرفاتك .
02الحماس:
إن القائد الناجح لديه شعور يدفعه ويوجهه نحو الحياة والجماعة،
وهذا الشعور هو الذي نعني به الحماس الذي يتميز به القادة
الناجحون ،الذين يظهرون حماسهم نحو الحياة والجماعة ،وتحقيق
أهدافها وآمالها ،وينظرون إلى الدنيا نظرة تفاؤل ،وهذه النظرة
3
* الحمية الشخصية:
إن التحكم باستمرار الحيوية والنشاط مقترنة بعدة أمور من أهمها
،اللياقة البدنية ،ونمطية الغذاء السليم المتوازن ،والراحة ،كل هذه
الشياء تساهم في تشكيل مزاجك ونظرتك تجاه نفسك والخرين،
وتعطيك دعما قويا لللتزام بقيمك ومبادئك وتحقيق أهدافك ،لن القوة
تولد القوة ،والضعف يولد الضعف .
المعرفة.
التنبؤ.
ولكل واحدة من هذه الصفات أمثلة شاهدة من حياة القادة عبر
ففيها ما يتخذ التاريخ ؛ وتكفينا السيرة العطرة الشريفة لنبينا محمد
مثالً واضحا على هذه الصفات الكريمة دون اضطرار للي أعناق
النصوص أو اعتساف العبر من القصص دون جلء في الدللة .
144
الرابعة والثلثون :من فنون القيادة:
)1فن إصدار الوامر:
• هل المر ضروري؟وهل تملك حق إصداره "صلحيات" لهؤلء
الشخاص "إشراف".
• الغاية من المر سياسة الرجال والستفادة من قدراتهم ,وليست الغاية
منه استعراضية أو تعسفية.
• عيّن الشخص المسؤول بعد إصدار المر مباشرة ,وحدّد الوقت
المتاح ,وحدد المساعدين والموارد .
• ليكن أمرك واضحا ,كاملً ,موجزا ,دقيقا ,وكن واثقا من نفسك عند
إصداره.
)2فن التأنيب:
• أعط الملحظة الضرورية دون تأخير ,ولتكن بنغمة هادئة ورزينة.
• أنّب ولكن بعد تحري الحقيقة كاملة بملبستها ,وتجنب إثارة الجروح
السابقة.
• التأنيب الذي ل يتناسب مع الخطأ يعطي نتيجة عكسية.
• اسأل المخطئ :ما الواجب عليه فعله لتجنب هذا الخطأ مستقبل ؟
وتوصل معه لحلول عملية .
)3فن معالجة التذمرات:
3
البدار البدار ،قبل تقضي العمال ،وكتابة الثار ،فل بقاء مع الليل
والنهار ،أعوذ بال من خسة الهمم ،وسفاهة العزائم ،وسخف المقاصد،
وثخانة الطبع ،وبلدة النفوس.
بحث علي عن الشهادة في بدر فقال :في أحد ،فهبّ إلى هناك
فقالوا :ربما كانت في الخندق ،فسعى إليها قالوا :التمسها في خيبر ،
فلما أتاها قالوا :تأخر الموعد ،قال :ما أحسن القتلة في المسجد.
يحفظ العلم للعمل به ،وتعليمه ،والتأليف فيه ،ومن حفظه وكرره
وذاكره وذاكر به ودرسه ثبت في صدره.
ل بد للناجح أن يكون قوي الملحظة ،دائم التركيز ،حافظا للوقت،
مديما للتدبر ،طموحا إلى المعالي.
قال ابن عباس [[ :ذللت طالبا فعززت مطلوبا ]] وقال عمر :
[[تفقهوا قبل أن تسودوا ]] وقال مجاهد [[ :ل يطلب العلم مستحٍ ول
مستكبر ]].
144
خاتمصصة
كل شخص قادر على أن يصبح قائدا ،ولن يستطيع أن يصبح
قائدا إل إذا كان له أتباع ،ولكي تكون قائدا ناجحا ل بد أن تتمتع
بمعتقدات وقيم ومبادئ مثلى ،وسمات شخصية تكسب بها لب
الخرين ،ويجب عليك أن يكون لديك رؤية واضحة وشاملة وتكون
قادرا على نقل رؤياك للخرين باختيار نوعية التصال المناسبة
ن ومتوازنٍ بين ديناميكية العمل وديناميكية
والفعالة في جوٍ متعاو ٍ
العملية ،إذا قرنت هذا كله بحماس ونشاط وطاقة وحيوية ،فسوف
تمسك بزمام القيادة والريادة ،وسوف تصبح القائد الناجح الذي تريده
أنصت .
وبهذا القدر أخي القائد نصل أنا وأنت إلى آخر المطاف و
أسأل ال أن ينفع ويصلح بهذه الكلمات و أن يجعلها خالصة لوجهه
الكريم انه نعم المولى ونعم النصير .
أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد اليمان –اليمن – عمران
Almadari_1@hotmail.com
3
المراجع
د /طارق السويدان ،أ .فيصل باشراحيل 1ص صناعة القائد