Professional Documents
Culture Documents
ديــــوان
الــــشــــا
عــــــر
أحــــمــــد مـــــطـــــر
2
ا * ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات ،ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من
لبنيـن والبنات ،في قرية ( ا لتنو مه ) ،إحدى نواحي (شط العرب) في
البصرة .وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته ،وهو في مرحلة
الصبا ،لتقيم عبر النهر في محلة الصمعي.
وكان لتنو نه تأثير واضح في نفسه ،فهي -كما يصفها -تنضح بساطة ورقّة
وطيبة ،مطرّزة بالنهار والجداول والبساتين ،وبيوت الطين والقصب ،و ا
شجار النخيل التي ل تكتفي بالحاطة بالقرية ،بل تقتحم بيوتها ،وتدلي سعفها
الخضر واليابس ظل ًل ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر ،ولم تخرج قصائده الولى عن
نطاق الغزل والرومانسية ،لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين
السُلطة والشعب ،فألقى بنفسه ،في فترة مبكرة من عمره ،في دائرة النار،
حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت ،ول على ارتداء ثياب العرس في المأتم،
فدخل المعترك السياسي من خلل مشاركته في الحتفالت العامة بإلقاء
قصائده من على المنصة ،وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة ،تصل إلى
أكثر من مائه بيت ،مشحونة بقوة عالية من التحريض ،وتتمحور حول
موقف المواطن من سُلطة ل تتركه ليعيش .ولم يكن لمثل هذا الموقف أن
يمر بسلم ،المر الذي إ ضـطـر الشاعر ،في النهاية ،إلى توديع وطنه و
مرا بع صباه والتوجه إلى الكويت ،هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً ،وكان آنذاك في منتصف
العشرينات من عمره ،حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من
أجل ألّ تتعدى موضوعاً واحداً ،وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة ،لكنها
سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر ،فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها
رأسه ،وباركت انطلقته الشعرية أل نتحا ريه ،وسجّلت لفتاته دون خوف،
وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى ،ليجد كلّ منهـما في
الخر توافق ًا نفسياً واضحاً ،فقد كان كلهما يعرف ،غيباً ،أن الخر يكره ما
يكره ويحب ما يحب ،وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة،
دون اتّفاق مسبق ،إذ أن الروابط بينهـما كانت تقوم على الصدق والعفوية
والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة ،ورؤية الشياء بعين مجردة صافية ،بعيدة
عن مزا لق ال يد يو لوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلفتته في الصفحة الولى ،وكان ناجي
العلى يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر ،حيث أن لهجته الصادقة ،وكلماته
الحادة ،ولفتاته الصريحة ،أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية ،تماماً
4
مثلما أثارتها ريشة ناجي العلى ،المر الذي أدى إلى صدور قرار بـنـفـيهـما
معاً من الكويت ،حيث ترافق أل ثنان من منفى إلى منفى .وفي لندن فَقـدَ
أحمد مطر صاحبه ناجي العلى ،ليظل بعده نصف ميت .وعزاؤه أن ناجي
مازال معه نصف حي ،لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام ،1986استقر أحمد مطر في لندن ،ليُمضي العوام الطويلة ،بعيداً
عن الوطن مسافة أميال وأميال ،قريباً منه على مرمى حجر ،في صراع مع
الحنين والمرض ،مُرسّخا حروف وصيته في كل لفتـة يرفعها.
شعـر الرقباء
فكرت بأن أكتب شعراً
ل يهدر وقت الرقباء
ل يتعب قلب الخلفاء
ل تخشى من أن تنشره
كل وكالت النباء
ويكون بل أدنى خوف
في حوزة كل القراء
5
هيأت لذلك أقلمي
ووضعت الوراق أمامي
وحشدت جميع الراء
ثم ..بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة إمضائي
وتركت الصفحة بيضاء!
راجعت النص بإمعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك بياض الصفحة..
واستغنيت عن المضاء!
ورثة إبليس
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلؤها حصافة ،وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا ،وباعكم فنونه
".وقال " :إني راحل ،ما عاد لي دور هنا ،دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الدوار فوق أوجه قاسية ،تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا " :قم يا صلح الدين ،قم " ،حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
8
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
الجثـة
في مقلب المامة ،
رأيت جثة لها ملمح العراب ،
تجمعت من حولها النسور والذباب ،
وفوقها علمة ،
تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة
السلطان الرجيم
الثور والحظيرة
الثور فر من حظيرة البقر ،الثور فر ،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال :قضاء وقدر ،
وقائل :لقد كفر
وقائل :إلى سقـر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه ،وقسموا شعيره ،
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة ،
لم يرجع الثور ،ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
12
هـوّن عليك
ل عليك
بساطٌ أحمرٌ
أمْ مَخفرٌ
**********
13
دَوْلةٌ ..
هون عليك
ض ّيعَتْ
حبَ مما ُ
أر َ
ستُدعى مارشالً
و َ
و ُتغَطى بالنياشين
********
الذين استُشهدوا
أم ُقيْدوا
أم شُرّدوا ؟
هون عليك
*****************
فيكفي
سوق الغنم
كل هذا يا حبيبي كان في سوق الغنم؟؟؟؟؟!!!!!
15
واهم ا نـتَ ول تعرف ما تعني القمم!!!
ما رأيت الجمع غاضب؟؟؟!!!
والعيون الحم ..........ل ل ليس(شارب)
و ا لتنا هيت ا لغوا ضب...........ليس(هارب(
صوتوا للبيع هل من من يزود؟؟؟
ثم قالوا لليهود..
ربح البيع فهيا بالنقود....
كل هذا كان في سوق الغنم
كلـب الـوالـي
كلب والينا المعظم
عظني اليوم ومات
فدعاني حارس المن لعدم
عندما اثبت تقرير الوفاة
ا ن كلب السيد الوالي تسمم
إني المشـنـوق
أعـله
16
ما قبل البدايـة
كُنتُ في ( الرّح ْـمِ ( حزينـاً
سبَبِ !
دونَ أنْ أعرِفَ للحـزانِ أدنى َ
لم أكُـنْ أع ِرفُ جنسيّـة أُمّـي
لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي
لمْ أكُـنْ أع ِرفُ أنّـي عَرَبـي !
آهِ ..لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري
حبْـلَ سِـرّي )
كُنتُ قَطّعتُ بِنفسي ( َ
غضَـبي
ستُ بِنفسي وبِأُمّـي َ
كُنتُ َن ّف ْ
خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ ت ْقذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَ ِربِ
خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن َبعْـدي ِب َغيْري
ن ذنبٍ –
ثُـمّ يغـدو -دو َ
عَرَبيـّا ..في بِلدِ العَ َربِ !
الختـان
شفّافـةً
ألبَسـوني ُب ْر َدةً َ
يَومَ الخِتانْ .
ُثمّ كانْ
بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !
شفّـت البُردةُ عَـنْ سِـرّي،
َ
وفي ِبضْـعِ ثَوانْ
َذبَحـوا سِـرّي
وسـالَ الدّم في حِجْـري
فَقـامَ الصّـوتُ مِـن كُلّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
17
ن!
..وعُقبى لِلّسـا ْ
مـلحوظــة
ترَكَ اللّصّ لنـا ملحوظَـةً
فَـوقَ الحَصيرْ
جاءَ فيها :
َلعَـنَ الّ المـير
لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ
..إلّ الشّخـي ْر !
مـشـاتـمـة
قال الصبي للحمار ( :يا غبي ).
قال الحمار للصبي:
( يا عربي ) !
صاحبـة الجهالـة
مَـرّةَ ،فكّـرت في نشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي ال حتِـل لْ
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ العـ َزلِ
عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
طفْـلِ الّذي يُحـ َرقُ في الثّـورة
وَعَـنِ ال ّ
كي َيغْـرقَ في الثّروة أشباهُ الرّجالْ !
**
قَلّب المَسئولُ أوراقـي ،وَقالْ :
إ جـتـَنـِـبْ أيّ عِباراتٍ تُثيرُ ا ل نفِعـا ل
َمثَـلً :
20
خفّـفْ ( مآسـي )
َ
لِـمَ ل تَك ُتبَ ) ماسـي ( ؟
أو ) مُواسـي (
أو ) أماسـي (
شكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لصحابِ الكراسي !
َ
إ احذ ِفِ ) الع ْـزَلَ ( ..
عـْزلِ السّلطين
فالعْـزلُ تحريضٌ على َ
َوتَعريضٌ بخَـطّ ال نعِـزا لْ !
إحـذ ِفِ ) المـدْ فَـعَ ( ..
كي َتدْفَـعَ عنكَ ال عتِقا لْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـم
وَقـدْ حُـ ّرمَ في السّلمِ القِتالْ
إ حـذ ِفِ ) الربـابَ (
ل ربّ سِـوى الِ العَظيمِ ال ُمتَعـالْ !
طفْـلَ ( ..
إحـذ ِفِ ) ال ّ
فل يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدّ في ُل ْعبِ العِيالْ
إحـذ ِفِ ) الثّـورةَ (
فالوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِ فِ ) ال ّثرْ َوةَ ( و ) الشبـاهَ (
ما كُلّ الذي يُعرفَ ،يا هذا ،يُقـالْ !
قُلتُ :إنّـي لستُ إبليسَ
وأن ُتمْ ل يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي :كانَ هُنـا ..
لكنّـه لم َيتَأقلَـمْ
21
فاس َتقَـالْ !
الـمـنـشــق
أكثَرُ الشياءِ في بَل َدتِنـا
الحـزابُ
وال َفقْـرُ
وحالتُ الطّـلق .
عِنـدَنا عش َرةُ أحـزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُلّ زُقــاقِ !
كُلّهـا يسعـى إلى نبْـذِ الشّقاقِ !
شقّين
شقّ في السّاعـة َ
كُلّها يَن َ
شقّين شَـقّانِ
ويَنشَـقّ على ال ّ
شقّيهما ..
َويَنشقّان عن َ
من أجـلِ تحقيـقِ الوِفـاقِ !
جَمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَراً
والبَـ ْردُ بـاقِ
ُثمّ ل يبقـى لها
22
إلّ رمـادُ ا ل حتِـر ا قِ !
**
لَـمْ َيعُـدْ عنـدي رَفيـقٌ
ظتْ رَغْـمَ أنّ البلـ َدةَ اكتَ ّ
بآلفِ الرّفـاق !
شكّلت من نَفسـيَ حِزبـاً ولِـذا َ
ثُـمّ إنّـي
-مِثلَ كلّ النّاس –
أعلَنتُ عن الحِـ ْزبِ انشِقاقي !
الغـر يـب
كُلّ ما في بَلْـدَتي
يَمـلُ قلـبي بالكَمَـدْ .
جسَـدْ
بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَ َ
غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ
غُربَـةٌ فيها الملييـنُ
وما فيها أحَـدْ .
غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ
تبـدأُ في ال َمهْــدِ
ول عَـ ْو َدةَ منها ..للبَـدْ !
**
شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي
َفتَسلّحـت بِصوتـي :
23
أيّهـا الشّعـرُ َلقَـدْ طالَ ا َلمَـدْ
أه َلكَتني غُربَتي ،يا أيّها الشّعرُ،
فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ .
نَجّـني من بَلْـ َدةٍ ل صوتَ يغشاها
سِـوى صوتِ السّكوتْ !
أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا
شكْلِ بُيوتْ
والقبورُ انتَش َرتْ فيها على َ
ماتَ حتّى المــوتُ
..والحاكِـمُ فيها ل يمـوتْ !
ذُرّ صوتي ،أيّها الشّعر ،بُر و قـاً
في مفا زاتِ الرّمـدْ .
صبّـهُ رَعْـداً على الصّمت
ُ
وناراً في شرايينِ ال َب َردْ .
أ ْلقِــهِ أفعـى
حكّام تسعى
إلى أفئِـ َدةِ ال ُ
وافلِـقِ البَحْـرَ
وأط ِبقْـهُ على نَحْـرِ الساطيلِ
وأعنـاقِ المَساطيلِ
وطَهّـرْ مِن بقايا ُهمْ قَذ اراتِ ال ّزبَـدْ .
إنّ فِرعَــونَ طغى ،يا أيّها الشّعـر،
فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ .
قُل هوَ الّ أحَـدْ.
قُل هوَ الّ أحَـدْ.
قُل هوَ الّ أحَـدْ.
**
قالَها الشّعـرُ
24
وَمَـدّ الصّـوت ،والصّـوت َنفَـدْ
وأتـى مِنْ َبعْـدِ بَعـدْ
واهِـنَ الرّوح مُحاطاً بالرّصـدْ
فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ
يَمُـدّون صـدى صوتـي على نحْـريَ
حبـلً مِن َمسَـدْ
َويَصيْحــونَ " مَـ َددْ " !
هـات العـدل
إ د عُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى
ل بالعِـمّة والقُفطـانْ
مَـن يُدريـني
والطُغيـانْ
رئيسـاً،
مَلِكـاً،
خانـاً،
شيخـاً،
د هـْقـاناً،
عـبـاس
عباس وراء المتراس ،
(بقيت ضفة)
(أصبح ضيفه)
( لوقت الشدة)
بـلد العـرب
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،
لم تزل لصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ،
سـلطـيـن
بـلدي
العادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلدي ،
وسلطين بلدي
يتسلون بتضييع المليين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع اليادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا ل جـتها د ،
عجبا ،كيف اكتشفتم آية القطع ،ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد
ثـارات
قطفـوا الزهرة ..قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم ..قال غيره ينبض في رحــم الجذور
قلعوا الجذر من التربة ..قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعمـاق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلد من صمت القبور
32
تبــرد الشمس ول تبــرد ثارات الزهـــور
الحلـم
وقفت مابين يدي مفسر الحلم ،
المرهم العجيب
بلدُ العُـ ْربِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ َنعَـمْ واللّـه ..مُعجـزةٌ إلهيّـهْ .
حيّـهْ ؟!
فَهـل شيءٌ سـوى العجـازِ يَجعَـلُ َم ْيتَـةً َ
35
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الرضِ أ قـنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر والبـداعِ في أحشـاءِ أُميّـهْ
أجَلْ والّ ..مُعجِـ َزةٌ لَها في الرضِ أجهـ َزةٌ تُحَ ّمصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـا
الهجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُل مـيّـةْ
َوتَعجنُها ب َفذْ َلكَـةٍ كلم ّيهْ َوتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا
مَرا ِهمَ تجعلُ المراضَ صِحيّـةْ !
ضيّـهْ !
فإن دَ َه َنتْ بِلدٌ ظَهْـرَها منها َفكُلّ قضيّـةٍ فيها بإذنَ الّ مَق ِ
خذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَر َهمِنا :عـُطا س النّمْـلِ ..أشعارٌ حَدا ثيّـة !
وُ
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ ..أغنيَةٌ شَبا بيّهْ ! سِـبابُ ال َع ْبدِ للخَلّق ..تَنويرٌ
جعَـةٌ على الوراقِ ..حُر ية! جَلبيبٌ لِحَـدّ الذّقْـنِ
مُضا َ
أذقانٌ لِحَـدّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِـنّ دَفْـنُ الناسِ َقبْلَ الدّفْـنِ
هذي كُلّها صارتْ ب َفضْلِ الدّهْنِ
إيماناً وشَرعيّـهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ ُكلّ ا لرسـالتِ السّماويّهْ !
أجَلْ والّ ..مُعجـ َزةٌ فَحتّى المسِ
صيّهْ !
عفّـةُ الوراقِ بالحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا القلمُ مَخ ِ
كانتْ ِ
وَحتّى المسِ
ُكنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّا َونَك ُتمُ سِرّنا هذا ..بِسـريّهْ !
و ُكنّا لو نَ َويْنا َقتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أن ُفسِنا تَشي بالنيّةِ النيّة
َفنُقتَلُ باسمِ ِن ّيتِنا لِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ َم ّرةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِ يـة َنعَـمْ ُ ..كنّـا وَل ِكنّـا
ضعُ كُلّ مَولودٍ ( ُمعَّلقَةً ) َونَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
غدَوْنا ،اليومَ ،نُر ِ
َ
ِب َفضْلِ المَ ْرهَـمِ السّحريّ
سيْنا ..وأصبَحْنا فَأل َفيْنا عَواصِمَنا ..وَقَد صارت ثقافية !!
أم َ
36
أقـزام طـوال
أيّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن ..
ل تلوموا
ل تلوموه
ل تلوموه
37
فدمانا
أفلح السحر
***
أيها الناس
***
سيقولون :تعال
39
عربي انا
عربيّ أنا أ ر ثـيـنـي ..شقّي لي قبراً ..و ا خـفـيـني
ولي المر
والراقصة ..
والرهابي
في با حة قصر السلطان
راقصة كغـصـين ا لبان ...
41
يفتلها إ يـقا ع الطبلة ...
) تكْ تكْ ..تكْ تكْ(....
والسلطان التّنبل
بين الحين وبين الحين
يراود جارية عن قبلة !!
ويراودها ...
)ليس الن (!!..
ويراودها ) ...ليس الـ ...آن (..
و ير ا ....ودهـــا ...
فإذا انتصف الليل ...تراخت ...
وطواها بين الحضان !!
والحراس المنتشرون بكل مكان
سدوا ثغرات الحيطان
وأحاطوا جداً بالحفلة
كي ل يخدش ا رها بي
أمن الدولة !!..
حب الوطن
ما عندنا خبز ول وقود.
ما عندنا ماء ..ول سدود
ما عندنا لحم ..ول جلود
ما عندنا نقود
42
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن التي الذي
ليس له وجود!
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود لكي يظل شوكة
في مقلة الحسود
إنتفاضة المدفع
خل الخطاب لمدفع هدار
واحرق طر و س النثر والشعار
وانهض فأصفاد ا ل سار لساكن
ومسرة التيسير للـسـيار
43
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لول إ صطر ا ع الرض ما قامت على
يم ا لد جن سوا بح القمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كا لطا رئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملت عقيدة
أما سواك فحاملو أسفار
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على اليراد والصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري ،ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع البرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
44
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير ،وغيرتي
قدر بكف مقدر القدار
شتان بين ظلمكم ونهاري
شتان بين الدين والدينار.
قلة أدب
قرأت في القرآن
تبت يدا ا بي لهب
فأ عـلنت وسائل الذعان
أن السكوت من ذهب
وصودر القرآن
45
لنه حرضني
على الشغب
زمـن الحمـيـر
المعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلزما ،ونصفه خبير ،
مع الشهيق دائما يدخلني ،ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر ،وما آمنت بالشعير ،
في زمن الحمير
إلحاح
ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة.
يا ناس قولوا غيرها.
أسألكم عن تهمتي..
46
ليس عن العقوبة
أوصـاف ناقـصـة
نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً ..إنما
في ظاهر الوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ ..يظل بيننا وبينها اختلف.
نحن بل أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالصواف!
نحن بل أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الظلف!
وهي لقاء ذلها ..تـثغـو ول تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!
وهي قُبيل ذبحها
47
تفوز بالعلف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على ا لكفا ف!
هل نستحق ،يا ترى ،تسمية الخراف؟!
افـتـراء
شعب أمريكا غبي
كف عن هذا الهُراء.
ل تدع للحقد
أن يبلغ حد الفتراء.
قل بهذا الشعب ما شئت
ولكن ل تقل عنه غبيا
أيقولون غبياً
للغباء؟!
الرمضاء والنار
ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي..
48
صُن حيائي..
يا أخي أرجوك ..ل تقطع رجائي..
صُن حيائي..
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!
فلتكن مهما تكن ليس مهما
..إن شرطياً ورائي!
ديوان المسائل
إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!
**
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا ل نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسئولً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
49
وإذا كان سُمُوّ إلهٍ
فلماذا يسمو للسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عـفطة عـنـز
فلماذا ندعوها دولة؟
**
إن كان الثوري نظيفاً
فلماذا تتسخ الثورة؟
وإذا كان وسيلة بول
فلماذا نحترم العورة؟!
**
إن كان لدى الحكم شعور
فلماذا يخشى الشعار؟
وإذا كان بل إحساس
فلماذا نعـنو لِحمار؟!
**
إن كان الليل له صبح
فلماذا تبقى الظلمات؟
وإذا كان يخلّف ليلً
فلماذا يمحو الكلمات؟!
50
**
إن كان الوضع طبيعياً
فلماذا نهوى التطبيع؟
وإذا كان ر هين الفوضى
فلماذا نمشي كقطيع؟!
أعـيـاد
قال الراوي:
للناس ثلثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الضحى،
والثالث عيد الميلد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلد سيأتي
ساعة إعدام الجلد.
قيل له :في أي بلد؟
قال الراوي:
من تونس حتى تـطـوا ن
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد
52
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلد.
البكاء البيض
كنت طفل
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي خدين.
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الكبر في منفاه ،والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني ،فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت :ماذا يا أبي؟!
رد بصوت ل يبين:
ولدي ..مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الخرين؟!
كيف يبكيه أبي ،الن،
ولم يبكِ الضحايا القربين؟!
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلً..
53
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين!
مـفـتـرق
يولد الناس جميعاً أبرياء.
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء
في اتجاهين:
فأما أن يكونوا مستقيمين… وأما أن يكونوا رؤساء
منافسة
أُعلن الضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إل أل د عاء!
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟!
كل ..أصبحت مهنتنا أكل هواء.
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء!
54
كلما جئنا لمبغى
فتح الوغاد في جانبه مبغى
وسموه :اتحاد الدباء!
عكاظ
الرض :ثغـرى أنهر
لكن قلبي نار.
البحر :أُبدي بسمتي..
وأضمر الخطار.
الريح :سِلمي نسمة
وغضبتي إعصار.
الغيم :لي صواعق
تمشي مع المطار.
الصمت :في بالي أنا ..تزمجر
الفكار.
الصخر :أدنى كرمي أن أمنح الحجار
لشرف الثوار.
النسر :رأيي مخلب ومنطقي منقار
النمر :نابي دعوتي ..وحجتي الظفار.
الكلب :لست خائناً ولست بالغدار.
بل أنا أحمي صاحبي ،وأعقر الشرار.
الجحش :نوبتي أنا بعد الخ المنهار.
العربي :ليس لي شيء سوى العذار والنفي والنكار
والعجز والدبار
والبتهال ،مرغماً ،للواحد القهار
بأن يطيل عمر من يقصّر العمار!
بالشكل إنسان أنا ..لكنني حمار.
الجحش :طارت نوبتي
وفخر قومي طار.
أي افتخار يا ترى ..من بعد هذا العار؟
55
أقسى من العدام
العدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي.
أهناك أقسى من هذا؟
-طبعاً..
فالقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي!
المفترى عليه
قال مِحقان بن بل ّع ا ل ..عصير:
قيل إني لي عقارات ولي مال وفير
إنه وهم كبير
كل ما أملكه خمسون قصراً
أتّقي القيظ بها والزمهرير
أين أمضي
من سياط الحر والبرد؟
أطير؟!
ورصيدي كله
ليس سوى عشرين مليارا
فهل هذا كثير؟!
آه لو يدري الذي يحسدني
56
كيف أحير.
منه مأكولي ومشروبي
وملبوسي و مر كوبي
وبترول الفوانيس ..وأقساط السرير.
وعليه الشاي والقهوة والتبغ
وفاتورة ترقيع الحصير.
ل ..وهذا غير(حـفّا ظا ت(
مِحقان الصغير!
ما الذي يـبغـو نه مني؟
أأستجدي ..لكي يقتنعوا أني فقير؟
**
وأشاعوا أنني أنظر للشعب
كما أنظر للدود الحقير!
فووووو وو!!
إلهي ..أنت جاهي بك منهم أستجير.
قسماً باسمك إني عندما أرنو لشعبي
ل أرى إل الحمير!
**
ويقولون ضميري ميت!
كيف يصير؟!
هل لتاهم خبر عما بنفسي
أم هم ال الخبير؟!
كذبوا ..فال يدري أنني من بدء عمري لم يكن عندي ضمير
57
الممكن
والمستحل
لو سقط الثقب من البرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خـمره!
لو مات الضّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُ ِقرّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ ..لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملً
أن يصبح ،يوماً ،إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية ..حرة !
مكتوب
من طرف الداعي..
إلى حضرة حمّال القُرَح:
لك الحياة والفرح.
نحن بخير ،وله الحمد ،ول يهمنا شيء سوى فراقكم.
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح.
58
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير ..إنما
تبدو كأنها شبح.
تزوجت عبد العظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس ا نذبح.
ولم يزل شقيقكم
في السجن ..لرتكابه أكثر من عشر جُنح.
وداركم عامرة ..أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك ل ينقصنا
سوى وجودكم هنا.
أخوكم الداعي لكم
) قوس قزح (
ملحوظة :كل الذي سمعته
عن مرضي بالضغط والسكرِ ..صح.
ملحوظة ثانية :دماغ عمك انفتح.
وابنة خالك اختفت .لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك ا نفضح!
ملحوظة أخيرة :لك الحياة والفرح !
أمام السوار
احتمالن أمام الشاعر الحر
إذا واجه أسوار السكوت.
احتمالن:
فأما أن يموت
أو يموت!
59
الـلعـبـة
الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً
مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .
وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
جسَـدي مِش َنقَـةً مِـن َ
حِبالُها أعصابـي !
والغَـربُ يرتاعُ إذا
إ ذعتُ ،يومـاً َ ،أنّـه
مَـزّق لي جلبابـي .
وهـوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنتهى إعجابـي ..
إنْ مارسَ اغتصـابي !
والغربُ يلتـاعُ إذا
عَبـدتُ ربّـا واحِـداً
في هـدأ ةِ المِحـرابِ .
وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
شعَـراتِ ذيلِـهِ مِـنْ َ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الربابِ
صبُهـمْ فـوقَ ذُرا ين ُ
مَز ا بِـلِ اللقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
َوكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْـوَ َ ..وهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضـرابي .
وإنْ َذكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الزهـارِ والعشـابِ
سيصلبونني علـى
لئحـةِ الرهـابِ !
60
رائعة
رائعـةٌ كُلّ فعـالِ الغربِ والذنابِ
أمّـا أنا ،فإنّني
مادامَ للحُريّـة انتسابي
فكُلّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الرهـابِ !
هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما َزرَعـوا
إنْ أثمَـ َرتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـات دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ
هـا أ نـا ذ ا أقولُهـا .
أك ُتبُهـا ..أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـ ْربِ
بالقُبقـابِ :
َنعَـمْ ..أنا إرهابـي !
زلزَلـةُ الرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .
لـنْ أحمِـلَ القـلمَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّبا
حـتّى أرى
شـريعـةَ ا لغابِ ِبكُلّ أهلِها
عائـدةً للغا بِ .
61
انا إرهابي
َنعَـمْ ..أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ ،بعـدَ اليـومِ ،في أعقابـي
أن يرتـدي َدبّـابـة
لنّني ..سـوفَ أدقّ رأسَـهُ
إنْ َدقّ ،يومـاً ،بابـي !
تفاؤل
دق بابي كائن يحمل أغلل العبيد بشع..
في فمه عدوى وفي كفه نعيٌ
وبعينيه وعيد.
رأسه ما بين رجليه ورجله دماء
وذراعاه صديد.
قال :عندي لك بشرى.
قلت :خيرا؟!
قال :سجل..
حزنك الماضي سيغدو محض ذكرى.
سوف يستبدل بالقهر الشديد!
إن تكن تسكن بالجر
فلن تدفع بعد اليوم أجرا.
سوف يعطونك بيتا فيه قضبان حديد!
لم يعد محتمل قتلك غدرا.
إنه أمر أكيد!
قوة اليمان فيكم ستزيد.
62
سوف تنجون من النار
فل يدخل في النار شهيد!
ابتهج
حشر مع الخرفان عيد!
قلت ما هذا الكلم؟!
إن أعوام السى ولت ،وهذا خير عام
إنه عام السلم.
عـفط الكائن في لحيته ..قال :بليد.
قلت :من أنت؟!
وماذا يا ترى مني تريد؟!
قال :ل شيء بتاتاً ..إنني العام الجديد!
الرجل المناسب
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلد يسأل… :رأسه ل يصل الحبل
63
فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلً منه
لني كنت أطول…
وظيفة القلم
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و المن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
-عندي قلم
-وقع يا كلب على المحضر
قطعان ورعاة
يتهادى في مراعيه القطيع .
خلفه راعٍ ،و في أعقابه كلبٌ مطيع .
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي .
هل أسميه بلدي ؟!
أ بلدي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع ! ألف ل…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع .
64
هاهنا البواب أبواب السماوات
هنا السوار وأعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلً كاد يضيع
و هنا الغنام تثغو دون خوف
و هنا الفاق ميراث الجميع .
أ بلدي هكذا ؟
كلّ… فراعيها مريع .ومراعيها نجيع .
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلب الصيد فيها تعقر الهمس
و تستجوب أحلم الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… ل يستطيع !
مسألة مبدأ
قال لزوجه :اسكتي .و قال لبنه :ا نكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
ل تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن
حرية التعبير !
65
عقوبة إبليس
طمأن إبليس خليلته :ل تنزعجي يا باريس .
إن عذابي غير بئيس .
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار !
هل يبلسني ؟ أنا إبليس !
قالت :د ع عنك التدليس
أعرف أن هراء ك هذا للتنفيس .
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق ،و أعطاك براءة قديسْ
و حبا ك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بل إنذارٍ … أن تقرأ شعر أ د و نيس ؟!
حديث الحمام
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال :عندي قفصٌ أسلكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
66
فادخلي فيه و عيشي في سلم .
قالت السراب :لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً ،
لكن أسراب النام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الذعان حتى الموت…
من أجل وسام !
تشخيص
من هناك ؟
ل تخف ..إني ملك.
-اقترب حتى أرى… ل ،لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
-أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لن تغدو ملكاً
كي ترى من ل يراك.
عندنا مثلك آلف سواك !
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك.
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملكاً
67
فبحق ال قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!
لن تموت
لن تموت ل… لن تموت أمتي
مهما إ كتوت بالنار و الحديد.
ل… لن تموت أمتي
مهما إ د عى المخدوع والبليد .
ل… لن تموت أمتي
كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟
درس في الملء
كتب الطالب ( :حاكِمَنا مُكـْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ) .
صاح الستاذ به :كلّ … إنك لم تستوعب درسي .
إ رفع حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق ) الكرسي ( .
هتف الطالب :هل تقصدني … أم تقصد عنترة ا لعــبسـي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
د ع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي .
هل درسك أغلى من رأسي ؟!
68
وسائل النجاة
و قاذفات الغرب فوقي
و حصار الغرب حولي
و كلب الغرب دوني .
ساعدوني ما لذي يمكن أن أفعل
كيل يقتلوني ؟! -أنبذ الرهاب…
ملعونٌ أبو الرهاب..
( أخشى يا أخي أن يسمعوني! )
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلح غير أسناني
و منها جردوني !
-لم تزل تؤمن بالسلم
كل … فالنصارى نصّروني .
ثم لما اكتشفوا سر ختاني … هودوني !
و اليهود إ ختبر وني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني .
أيّ إسلم ؟
أنا " َنصَرا يهُوني "
-ل يزال اسمك " طه "… ل… لقد أصبحت " جـو ني " !
-لم تزل عيناك سوداوين …
ل … بالعدسات الزرق أبدلت عيوني …
-ربما سحنتك السمراء كل… صبغوني
-لنقل لحيتك الكثّة … كل …
حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب،
ل… بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون !
-عربيٌ أنت.
No, don't be Silly, they
ترجموني !
-لم يزل فيك دم الجداد !!
ما ذنبي أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفوني ؟
-دمهم فيك هو المطلوب ،ل أنت…
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عـنهـما…
69
كيف ،إذن ،أضمن ألّ يذبحوني ؟!
-إ نتحر أو ُمتْ
أو استسلم لنياب المنون !
حبسة حرة
إ ختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي :ما فيك داء.
حبسه في الصوت ل أكثر…
أدعوك لن تدعو عليها بالبقاء !
َقدَرٌ حكمته أنجتك من حكم ( القضاء (
حبسه الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء.
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء.
باختصار…
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !
أربعة أو خمسة
71
أربعة أو خمسة
يأتون في دبابة
فيملكون وحدهم
حرية الكتابة
والحق في الرقابة
والمنع والجابة
والمن والمهابة
والمال والمال
والتصويب والصابة
وكل من دب
ولم يلق لهم أسلبه
تسحقه الدبابة
مـنـفـيـون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ،ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذل لوالينا ؟
وهل موت ســيحـيـيـنا ؟
،قطيع نحن والجزار راعينا
،ومنفيون نمشي في أراضينا
،ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا
،ونعرب عن تعازينا لنا فينا
،فوالينا ،أدام ال والينا
،رآنا أمة وسطا ،فما أبقى لنا دنيا
72
و ،ل أبقى لنا دينا
،ولة المر :ما نتم ،ول هنتم
خ
حصافة
حيـن رآنـي
قال حذائـي
بضـوءِ النّجْمـــةْ ؟
ل جَـدوى ...
حكْمـَــةْ
خُـذْ منّي ال ِ
فأنـا ،مُنــذُ وجِـدتُ ،حِـذاءٌ
أيّ حِـوارٍ ؟
أيّ خُـوارٍ ؟
أيّ حضيـضٍ ؟
أيّـة ِقمّــةْ ؟
لفتة الكبش
الكبش تظلّم للراعي
ما دمت تفكر
في بيعي
فلماذا ترفض
إشباعي؟
قال له الراعي:
ما الداعي؟
كل رعاة بلدي مثلي
وأنا ل أشكو و أ داعي.
إ حسب نفسك
ضمن قطيعٌ عربي
وأنا القطاعي!
77
عائدون
هرم الناس وكانوا يرضعون،
عندما قال المغني عائدون،
يا فلسطين وما زال المغني يتغنى،
ومليين ا للـحـو ن،
في فضاء الجرح تفنى،
واليتامى من يتامى يولدون،
78
يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون،
ساءهم ما يشهدون،
فمضوا يستنكرون،
ويخوضون ا لنضا لت على هز القنا ني
وعلى هز البطون،
عائدون،
ولقد عاد السى للمرة اللف،
فل عدنا ولهم يحزنون!
إهانة
رأتِ الدول الكبرى تبديل الدوارْ
فأقرّت إعفاء الوالي
واقترحت تعيينَ حِمارْ!
ولدى توقيع القرار ْ نهقتْ كلّ حمير الدنيا باستنكارْ:
نحن حميرَ الدنيا ل نرفضُ أن نُت َعبْ
أ و أ ن نُر َكبْ أو أن نُضربْ أو حتى أن نُصلبْ
لكن نرفضُ في إصرارْ أن نغدو خدماً للستعمارْ.
إن حُمو ر يـتنا تأبى أن يلحقنا هذا العارْ!
79
أوصاف ناقصة
قال :ما الشيءُ الذي يمشي كما تَهوي ال َق َدمْ؟
قلتُ :شعبي قال :كلّ ..هُوَ جِلدٌ ما به لحمٌ و َدمْ
قلتُ :شعبي قال :كلً ..
هو ما تركبُهُ الممْ ..قلت :شعبي
قال :فكّر جيّدا ..فيه فمٌ من غير فم
ولسانٌ موثقٌ ل يشتكي رغم اللمْ قلت :شعبي
قال :ما هذا الغباء؟!
إنني أعني الحِذاءْ!
قلت :ما الفرقُ؟ هما في كلّ ما قلت سواءْ!
لم تقلْ لي إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ لم يتعرّض للتّهمْ
لم تقل لي هُو ضاق برِجْلٍ َو ّرمَ الرّجْلَ ولم يشكُ الو َرمْ
لم تقل لي هو شيءٌ لم يقلْ يوماً نعم
حالت
بالتّمـادي
يُصـبِحُ اللّصّ بأوربّـا
مُديراً للنـوادي .
وبأمريكـا
زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .
و بإ و طا نـي التي
مِـنْ شرعها قَطْـعُ اليادي
يُصبِـحُ اللّصّ
..رئيساً للبـل ِد !
80
إعتـذار
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي :
فـوقَ نَعلـي
كُلّ أصحـابِ المعالـي !
قيـلَ لي :عَيبٌ
فكرّرت مقالـي .
قي َل لي :عيبٌ
وكرّرت مقالي .
ثُـمّ لمّا قيلَ لي :عيبٌ
تنبّهت إلى سـوءِ عباراتي
وخفّفت انفعالـي .
ثُـمّ قدّمـت اعتِـذاراً
ِ ..لنِعالـي !
صنـدوق العجائب
صغَـري فـي ِ
َفتَحْـتُ صُـندوقَ الّلعَـبْ .
أخْرَجـتُ كُرسيّا موشّـى بالذّهـبْ
خشَـبْ قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ ال َ
في يدِهـا سيفُ َقصَـبْ
خفَضـتُ رأسَ دُميَتي َ
رَف ْعتُ رأسَ دُمـيتي
خَلَعتُهـا .
َنصَبتُهـا .
خَلعتُها ..نَصبتُها
شعَرتُ بالتّعـبْحـتّى َ
فما اش َتكَـتْ مـن اختِلفِ رغبتي
ول أحسّـتْ بالغَضـبْ !
وَمثلُها الكُرسـيّ تحتَ راحَـتي
ُمزَوّق بالمجـدِ ..وهـوَ مُستَ َلبْ .
فإنْ َنصَبتـهُ انتصـبْ
81
وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ !
أمتَعني المشهـدُ،
لكـنّ أبـي
حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَ َربْ
خبّـأ اللعبـةَ في صُـندوقِها وَ
وشَـدّ ُأذْنـي ..وانسحَـبْ !
**
وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي .
وعنـدما َكبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنّ لُعبتي
قـدْ جسّـدتْ
ب!
كُلّ سلطينِ العـ َر ْ
التكفير والثـورة
كفرتُ بالقـلمِ والدفاتِـرْ .
كفرتُ بالفُصحـى التي
تحبـلُ وهـيَ عاقِـرْ .
َكفَرتُ بالشّعـرِ الذي
ل يُوقِفُ الظّلمَ ول يُحرّكُ الضمائرْ .
َلعَنتُ كُلّ كِلْ َمةٍ
لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ
ولـمْ يخُطّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ .
لعنتُ كُلّ شاعِـرْ
ينامُ فوقَ الجُ َملِ النّديّـة الوثيرةْ
وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ .
لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يستل ِهمُ الدّمعـة خمـراً
والسـى صَبابَـةً
شعَريـرةْ . والموتَ ُق ْ
لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يُغازِلُ الشّفاه والثداءَ والضفائِرْ
في زمَنِ الكلبِ والمخافِـرْ
ول يرى فوهَـةَ بُندُقيّـة
82
حينَ يرى الشّفاهَ مُستَجِيرةْ !
ول يرى ُرمّانـة ناسِفـةً
حينَ يرى الثـداءَ مُستدي َرةْ !
ول يرى مِش َنقَةً
حينَ يرى الضّفـيرةْ !
**
في زمَـنِ التينَ للحُكـمِ
على دبّابـة أجـيرهْ
أو ناقَـةِ العشيرةْ
لعنتُ كلّ شاعِـرٍ
ل يقتـنى قنبلـةً
كي يكتُبَ القصيـ َدةَ الخيرةْ !
مأسـاة أعـواد
الثقاب
أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ
والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ
وأنـا في داخِلها
خنْـقْ .عُـودٌ محكـومٌ بال َ
فإذا ما فتَحتْها اليـدي
فلِكـي تُحـ ِرقَ جِلـدي
فالعُلبَـةُ ل تُفتـحُ دَومـاً
إلّ للغربِ أو الشّرقْ
إمـّا للحَـرقِ ،أو الحَـرقْ
**
يا فاتِـحَ عُلبتِنا التـي
حا ِولْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ
الفتـحُ الرّاهـنُ ل يُجـدي
الفتـحُ الرّاهـنُ مرسـومٌ ضِـدّي
ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .
83
إسحَـقْ عُلبَتنا ،و ا نثُرنـا
ل تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا
عنـدَ السّحـقْ .
يكفي أنْ يحيا أغ َلبُنا حُـرّا
في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .
عشْـبٌالسـوارُ عليها ُ
..والبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!
الغــربـة
أحرقـي في غُربتي سفـني
ا لَ نّـني
أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذّلّ والمِحَـنِ
وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
فذُبتُ من شجَـني
ا ل نني
أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـح
أبحثُ في ديارِ السّحـر عن َزمَـني
وأردّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
وعَـنْ فَـنَني
عطّلت أحلمـي
وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ ال ِمنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَـعَ ا لفلَوَا ت
مَحمولً على َكفَني
مستوحِشـاً في حومَـةِ المـلقِ والشّجنِ
ما ساءنـي ل ْثمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
بعلْقـمِ التّسليم للوثنِ
84
**
ومِنَ البليّـة أنْ أجـودَ بما أُحِـسّ
فل يُحَسّ بما أجـودْ
وتظلّ تـنثا لُ الحُـدودُ على مُنايَ
بِل حـدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديّ
على يديكِ يَـدَ القيـودْ
أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !
ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ
بِمَهْـرِ صَـبْري ،كي أعـودْ
ثَمِـلً بنشوةِ صُبحـيَ التـي
عنّـة :لنْ تعـودْ فأرخيتِ ال ِ
فَطَفـا على صـدري النّشيج
شفَتي النّشيـدْ ! وذابَ في َ
**
أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوع
على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :
أنـا لن أعـودَ
سفُـني فأحرقـي في غُربتي ُ
وارمـي القلـوعَ
وسمّـري فـوقَ اللّقـاء عقاربَ الزّمـنِ
وخُـذي فـؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّـة الثّمـنِ !
لكـنّ لي وَطَناً
تعفّـر وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ
فضـاعَ في الدّنيـا
وضيّعني
وفـؤادَ ُأمّ مُثقلً بالهـمّ والحُـزُنِ
كانتْ ت َودّعُـني
وكانَ الدّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني .
ويشدّني
ويشدّني
ويشدّني
لكنّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي َكفَني
**
85
َأنَا يا حبيبـ ُة
ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ
أهفـو إلى وَطَـني
وتردّني عيناكِ ..يا وَطني
فأحـارُ بينكُما
أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟
كمْ أشتهي ،حينَ الرحيلِ
غـداةَ تحملُني
ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ
فأرتَـدي بَـدَني
أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي
ن!
داخِـلَ الوَطَـ ِ
نهايـة المشروع
أحضِـرْ سلّـ ْه
ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "
ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .
ضـعْ مذياعاً
ضَـعْ بوقَـاً ،ضَـعْ طبلَـهْ .
ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،
ضـعْ حبـلً،
ضَـع سكّينا ،
ضَـعْ ُقفْلً ..وتذكّرْ َقفْلَـهْ .
ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـةْ
ظلّـهْ
يس ِبقُ ِ
يلمَـحُ حتّى ا لل أشياءَ
ويسمعُ ضِحـْكَ النّملـةْ !
واخلِطْ هـذا كُلّـهْ
وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـةْ .
ُثمّ اسحبْ كُرسيّاً واقعـُـدْ
فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ
..دولَـهْ !
86
هويّـة
في مطـارٍ أجنبيْ
حَـدّق الشّرطيّ بيْ
-قبلَ أنْ يطُلبَ أوراقـي -
شفَـهْ
ولمّـا لم يجِـدْ عِنـدي لساناً أو َ
سفَـهْ
زمّ عينَيــهِ وأبـدى أ َ
قائلً :أهلً وسهـلً
..يا صـديقي العَرَبـي !
إنتفاضــة
ليـسَ لهـم أرديَـةٌ
مـن(سـانِ لـورانَ)
ومِـن( بيـا رِ كا ردانَ)
ول فنـادقٌ
حفَـرْ
سكّـان ال ُ مـنْ جلـدِ ُ
إ رمِ الحَجـرْ
ليسَ لديهـم ثـروةٌ عِبريّـة
أو ثـورةٌ عُـذريّـة
أو دولـةٌ
سفَـرْ.لل صطيا فِ وال َ
دولتهـمْ من حَجَــرٍ
وتُستعادُ بالحَجَـرْ.
-إ رمِ الحَجــرْ
إ رم الحَجَــرْ.
90
طبـق الصـل
الدّو َدةُ قالـتْ للرضْ :
إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ.
زلزَلـتِ الرضُ مُقهقِهـةً :
عضّـي بالطّـولِ وبالعَـرضْ . َ
مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ
ودِماؤكِ من قلـبي المَحـض
ورضـايَ بعضّكِ إحسـانٌ
ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ .
إنّـي قَـد أوجـ ْدتُكِ حـتّى
جسَـدي الموتـى تنتَزِعـي من َ
ولَكِ الدّفـع ..ومنكِ القبـضْ .
**
طرَحَـتْ ِبسُـموّالرضُ ان َ
والدّو َدةُ قامَـتْ في خَفضْ
وأنـا الواقِفُ َوسْـطَ العَرضْ
أسـألُ نفسي في استغرابٍ :
من ذ ا يتعلّـم مِن بعضْ ؟
الرضُ ،تُـرى ،أمْ أمريكـا ؟
الدو َدةُ ..أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟
ضـد ّ التيـار
جعِـ ِه
الحائِطُ رغـمَ توَ ّ
طعْـنَ المِسمـارْ يتحَمّـل َ
والغُصـنُ بِرَغـمِ طرا َوتِـهِ
يحمِـلُ أعشاشَ الطيـارْ .
حتِـهِوالقبْـرُ برغمِ قبا َ
يرضـى بنمـوّ الزهـارْ .
91
وأنـا مِسماري مِزمـارْ
وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ
وأنَـا أزهـاري أشعـارْ
فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟
خفّـف منّـي ..يستـَثـقِلُني ؟ والغُصـنُ ال ُمتَ َ
جنّـة أزهـاري ولِماذا َ
يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـة
ل أحظـى من بعـدِ بِذ ا ري
إلّ بنمـوّ السـوارْ ؟!
يهتِفُ قلـبي :
ذنبُكَ أنّك عُصفـورٌ يُرسِـلُ زق َزقَـةً
ل ُتقَـ ّدمَ في حفلَـةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّك موسيقيّ
يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً
ليُغنيها عنـهُ ..حِمـارْ !
ذنبُكَ أنّك ما أ ْذنَبتَ ..
وعارُكَ أنّك ضِـدّ العـارْ !
**
في طوفـانِ الشّرف العاهِـرِ
والمجـدِ العالـي المُنهـارْ
أحضُـنُ ذنـبي
بِيَـدَيْ قلـبي
وأُقبّـل عاري مُغ َتبِطـاً
لوقوفـي ضِـدّ التّيـارْ .
أصـ ُرخُ :يا تيّـار تقـ ّدمْ
لنْ أهتَـزّ ،ولـنْ أنهـارْ
ستُضارُ بيَ أل وضـارْ . بلْ َ
يا تيّـار تقـدّم ضِـدّي
لستُ لوَحـد ي
فأنا ..عِنـدي !
أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي
وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي
مادمـتُ جميـعَ الحـرارْ !
92
غليـان
ألمـحُ القِـدْرَ على الموقِـدِ تغلـي
وأنا من فَرْطِ إشفاقـيَ أغلـي .
تنفُخُ القِـ ْدرُ بُخـاراً
هازِئـاً بي وبنُبلـي :
قُـمْ إلى شُغلِكَ ..واترُكـني ِلشُغلـي .
أنا ل أوضَـعُ فـوقَ النّار إلّ
بَعـدَ أن يوضَـعَ في بطـنيَ أكلـي .
أنـا أُرغِـي ،حُـرّة ،مِنْ حَـرّ ناري
وأنا أُ ْزبِــدُ لو طالَ ا ستِعـا ري
وأنا ا طفـيءُ بالزّفْراتِ غِلّـي .
أيّها الجاهِـلُ قُلْ لـي :
هلْ لديكُـمْ عربيّ واحِـدٌ
يفعَـلُ مِثلـيْ ؟!
ة المنتصــر
هزيمـ ُ
سنَةْ
لو منحـونا ا ل ل ِ
سنَـهْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ َ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الم ِكنَةْ
لو غفر و ا يوماً لنا ..
سنَـهْ !
ح َإذا ا ر تكَبنا َ
لو قلبـوا مُعتَقلً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِش َنقَـةً بِما ِكنَـه
لو حوّلـوا السّجـنَ إلى َمدْ َرسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
93
لو بادَلـوا دبّابـةً بمخبز
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ
طنَـاً
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَ َ
طنَـهْ
وحوّلـوا ال ّرقَ إلى موا َ
حقّقـوا انتصـارَهمْ لَ
في لحظـةٍ واحِـ َدةٍ
على دُعـاةِ الصّهـينَـةْ .
أقـولُ ) :لـو (
لكـنّ ) لو ( تقولُ ) :ل (
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لنهَزَمـوا
لنّهُم أن ُفسَهم صَهاينَـةْ !
اقتباس
إنّهـا ل تختفـي.
إنهـا تقضي الليالـي ،دائماً،
في مِعطَفـي .
دائمـاً تحضُـنُ ،في الظُلْمـةِ ،قلبي
هـذهِ الشّمس ..
لكي ل تنطَفـئ !
قســوة
حَجَـرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَـرْ :
أنتَ قاسٍ يا أخـي ..
لمْ تب َتسِـم عن عُشبـه ،يوماً،
94
ول رقّـتْ حَناياكَ
لشـواقِ المَطَـرْ
ضِحكـةُ الشمسِ
على وجهِكَ مـ ّرتْ
وعويلُ الرّيح
في سَمعِكَ مَـرْ
دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهـُما
فيكَ أَثـَرْ .
ل أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّات،
ول قلبُكَ للحُزنِ انفَطَـرْ .
أنتَ ماذا ؟!
كُـنْ طَـريّ القَلـبِ،
كُـنْ سمْحَـاً ،رقيقـاً ..
مثلَما أيّ حَجَـرْ .
ل تكُنْ مِثـلَ سلطيـنِ ال َبشَـ ْر !
أعـذار واهيـة
-أيّها الكا ِتبُ ذو الكفّ النظيفَـةْ
ل تُسـ ّودْها بتبييضِ مجـلّت الخَليفـةْ .
-أيـنَ أمضي
وهـوَ في حو َزتِـهِ كُلّ صحيفَـةْ ؟
-إ مضِ للحائِطِ
واك ُتبْ بالطّباشير وبالفَحـمِ ..
-وهلْ تُش ِبعُني هـذي الوظيفَـةْ ؟!
أنا مُضطَـرّ لنْ آكُلَ خُبـ َزاً ..
-واصِـلِ الصّـوم ..ول تُفطِـرْ بجيفَـهْ .
-أنا إنسانٌ وأحتـاجُ إلى كسبِ رغيفـي ..
-ليسَ بالنسانِ
سبُ بالقتلِ رغيفَـهْ . مَن يك ِ
قاتِلٌ من يتقـوّى بِرغيفٍ
قُصّ من جِلْـدِ الجماهيرِ الضّعيفـةْ !
كُلّ حَـرفٍ في مجـلّت الخَليفَـةْ
98
ليسَ إلّ خِنجـراً يفتـحُ جُرحـاً
يدفعُ الشّعب نزيفَـهْ !
-ل تُقيّـدني بأسـلكِ الشّعارات السخيفَـةْ.
أنا لم أمـ َدحْ ولَـمْ أ ر د ح .
-ولـمْ تنقُـدْ ولم تقْـ َدحْ
ول ْم تكشِفْ ولم تشـ َرحْ .
حصـاةٌ عَلِقـتْ في فتحـةِ المَجْـرى
وقَـدْ كانتْ قذيفَـةْ !
-أكلُ عيشٍ ..
لمْ ي ُمتْ حُـرّ مِنَ الجـوعِ
ولـمْ تأخـ ْذهُ إلّ
مِـنْ حيـاةِ العبـدِ خيفَـةْ .
ل ..ول مِن موضِـعِ القـذارِ
يستر ِزقُ ذو الكفّ النّظيفـةْ .
أكلُ عيـشٍ ..
كسـبُ قـوتٍ ..
إنّـه العـ ْذرُ الذي تع ِلكُـةُ المومِسُ
لو قيلَ لهـا :كوني شريفَـ ْه !
طهــارة
مَلِكٌ يأتـي إليــهْ
يُسـقِطُ الظّـلّ عليـهْ
ولهـذا
يذهَـبُ النّهـر إلى البحـرِ
لكي يغسِـلَ بالمِلـحِ يديـهْ !
99
ت الداء
بي ُ
يا شعـبي ..ربَي يهديكْ .
هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلّ ،وهذا الوالي
جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ .
مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـ َرتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظي َفتَـهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصّ
بالروحِ وبال َدمِ يفديكْ !
لقبُ )الوالي ( لفظٌ َلبِـقٌ
مِنْ شِـدّة لُطفِكَ تُط ِلقَـهُ
عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !
ل يخشى المالِكُ خادِمَـهُ
حمَـهُ ل يتوسّـل أن ير َ
ل يطُلبُ منـهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلـو ،يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
جثّتـهُ
ولِماذا تنفُخُ ُ
حـتّى ينْزو ..ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُث ِبتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّـة ليستْ في الوالـي ..
العِلّـة ،يا شعبي ،فيكْ .
جثّـة مملـوكٍ ل بُـدّ ل ُ
أنْ تتلبّس روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ
ك! تحمِـلُ أرواحَ ممالي ْ
100
بطالـة
أفنيتُ العُمـرَ بتثـقيفي
َوصَـرفتُ الحِـبرَ بتأليفـي
حضَـريّ وحَلُمـتُ بعيشٍ َ
لُح َمتُـهُ دينٌ بدَويّ
َوسُـداهُ نـدى طبـعٍ ريفـي .
يعـني ..في بحْـرِ تخاريفـي
ضِعتُ وضيّعـتُ مجاديفـي !
كمْ َبعُـدَتْ أهـدافي عنّي
مِـنْ فرطِ رداءةِ ( تهد يفي ) !
ورَجفتُ من الجـوعِ لنّـي
ل أُحسِـنُ فـنّ )أ لتر جيفِ)
فأنا عَقلـي
ليسَ بِرجْلـي .
وأنا ذهني
ليسَ بِبطـني .
كيفَ ،إذَنْ ،يُمكِـنُ توظيفي
في زَمَـنِ ) ا لفيفـا ( ..و ) ا لفيفي ( ؟!
101
التهمـة
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَ َمسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم :خُـذوه
سألتُهُـمْ :ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمّعٌ مشبــوه
ثورة الطين
وضعوني في إنـاءْ
ُثمّ قالوا لي :تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
طمْ !
..يتح ّ
**
خيّرونيَ
َبيْنَ مَوتٍ َوبَقاءْ
حبْلِ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ ال َ
أو أر ُقصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ :أُعـ َدمْ.
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ َأبَـديّ يتكّلمْ !
102
قَلـم
جسّ الطبيبُ خافقـي
وقـالَ لي :
هلْ ها هُنـا اللَـمْ ؟
قُلتُ له :نعَـمْ
فَشـقّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
وأخـ َرجَ القَلَــمْ!
**
هَـزّ الطّبيب رأسَـهُ ..ومالَ وابتَسـمْ
وَقالَ لـي :
ليسَ سـوى قَلَـمْ
سيّـدي فقُلتُ :ل يا َ
هـذا يَـدٌ ..وَفَـمْ
رَصـاصــةٌ َ ..و َدمْ
َوتُهمـةٌ سـافِرةٌ ..تَمشي بِل قَـ َد ْم !
نبـوءة
إ سمعـوني َقبْـلَ أن تَفتَقـدوني
يا جماعــهْ
لَسـتُ كذّابـا ..
فمـا كانَ أبي حِزبـاً
ول أُمّـي إذاعـةْ
كُلّ ما في المـرِ
أنّ العَبـْـدَ
صلّـى مُفـرداً بالمسِ
في القُدسِ
ولكـنّ " الجَماعَـةْ "
سيُصلّون جماعَــ ْه !
103
عقوبات شرعيّـة
بتَرَ الوالـي لساني
شعْـريعندما غنّيت ِ
دونَ أنْ أطُلبَ ترخيصاً بترديد الغاني
**
َبتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيّ
إلى كُـلّ مكـانِ
**
َوضَـعَ الوالـي على رِج َليّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلّ الناسِ أمشي
دونَ كفّـي ولسانـي
صامتـاً أشكـو هَوانـي.
**
أَمَـرَ الوالي بإعدامـي
لنّـي لم ُأصَـ ّفقْ
-عندما مَرّ -
ولَـم أهتِفْ..
ولَـمْ أب َرحْ مكانـي !
104
أحبّـك
يا وَطَـني
ض ْقتَ على ملمحـي ِ
َفصِـرتَ في قلـبي.
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
َل َعنْـتني ..
سبّتي في لُغـةِ السّـبّ!واسمُكَ كانَ ُ
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـرب!
طَر ْدتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي َوكُنتَ لي دَرْبـي !
وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي
ُمعْجِــ َزةً
حينَ هَـوى قلْـبي ..فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
ب!مِنْ شِـ ّدةِ الحُـ ّ
قُبلـة بوليسيّة
105
عِنـدي كَلمٌ رائِـعٌ ل أستَطيعُ قولَهْ
أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بِلّـهْ.
لنّ أبجديّتي
في رأيِ حامـي عِـزّتي
ل تحتـوي غيرَ حروفِ العلّـةْ !
فحيثُ سِـرتُ مخبرٌ
يُلقـي عليّ ظلّـهْ
ي ْلصِـقُ بي كالنّمْلـةْ
يبحثُ في حَقيبـتي
يسبـحُ في مِحـبرَتي
حلْـمِ كُلّ ليلهْ!يطْلِـعُ لي في ال ُ
حتّى إذا َقبّلت ،يوماً ،زوجَـتي
أشعُرُ أنّ الدولـةْ
ضعَـتْ لي مُخبراً في القُبلـةْ قَـدْ َو َ
يقيسُ حجْـمَ رغبَـتي
شفَتي طبَعُ بَصمَـةً لها عن َ يْ
يرْصـدُ وعَـيَ الغفْلـةْ!
حتّى إذا ما قُلتُ ،يوماً ،جُملـهْ
يُعلِنُ عن إدانتي
ويطرحُ الدّلةْ!
**
ل تسخروا منّي ..فَحتّى القُبلةْ
ُتعَـدّ في أوطاننـا
حادثَـةً تمسّ أمـنَ الدولـةْ!
سـواسية
َ
()1
سيَةْ
سَـوا ِ
نَحـنُ كأسنانِ كِـلبِ الباديـةْ
106
ص َفعُنا النّباحُ في الذّهابِ واليابْ ي ْ
يص َفعُنا التُرابْ
رؤوسُنا في ُكلّ حَ ْربٍ باديَةْ
والزّهـوُ للذْنابْ
حقُ رأسَ ب ْعضِنا و َب ْعضُنا يَس َ
كي َتسْمَـنَ الكِلبْ!
()2
سيَـةْ
سَوا ِ
نحنُ جُيـوبُ الدّاليَـةْ
يُديرُنا ثَـورٌ زوى عَينيـهِ خَلفَ الغطيَةْ
يسيرُ في استقامـَةٍ مُلتويةْ
ونحْـنُ في مَسي ِرهِ
نَغـرقُ ُكلّ لَحظَـةٍ
في السّاقيـةْ
**
يَدورُ تحتَ ظـِلّه العريشْ
وظِلّنا خُيوطُ شَمسٍ حاميـهْ
ويأكُلُ الحَشيشْ
ونحْـنُ في دو َرتِـهِ
نسقُطُ جائِعينَ ..كي يعيشْ!
()3
()4
107
()5
نَحنُ ِلمَـنْ؟
وَنحْـنُ مَـنْ؟
زَمانُنـا يَ ْل َهثُ خارجَ الزّمـنْ
جثّـة عاريَـةٍ ل فَـرقَ بينَ ُ
جثّـة ُم ْكتَسيَةْ.
وُ
سيَةسَـوا ِ
موتى بِنعْشٍ واسِعٍ ..يُدعى الوَطَـنْ
أسْمى سَما ِئهِ َكفَـنْ.
َبكَتْ علينا البا ِكيَـةْ
َونَـامَ فوقَنا ال َعفَـنْ !
اعترافـات كذّاب
بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ النَ لكم بأنّني كذّابْ!
صرِمـةْ
وقَفتُ طول الشهُرِ المُن َ
ع ُكمْ بالجُ َملِ المُنمنَمـةْ
خدَ ُ
أْ
108
وَأدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضللتي
قولوا معي :إ غْفـرْ َو ُتبْ
يا ربّ يا توّابْ.
**
قُلتُ لكُم :إنّ فَمْي
في أحرُفي مُذابْ
لنّ كُلّ كِلْ َمةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ
لدى الجِهاتِ الحاكِمـةْ.
أس َتغْفرُ الَ ..فما أكذَبني!
فكُلّ ما في المرِ أنّ النظِمـةْ
بما أقولُ م ْغرَمـهْ
وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
شفَتي فقَطّعتْ لي َ
مِن شِدةِ العجابْ!
**
أ ْوهَ ْمتُكـمْ بأنّ بعضَ النظِمـةْ
غربيّـة ..لكنّها مُترجَمـهْ
وأنّها لَت َفهِ السبابْ
طهّمـةْ تأتي على َدبّابةٍ مُ َ
فَتنْـشرُ الخَرابْ
وتجعَلُ النـامَ كالدّوابْ
وتض ِربُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـةْ.
أستَغفرُ الَ ..فما أكذَبني!
َفكُلّها أنظِمَـةٌ شرْعيّة
جـاءَ بهـا انتِخَابْ
وكُلّها مؤ ِمنَـةٌ تَح ُكمُ بالكتابْ
وكُلّها تستنكِرُ الرهـابْ
وكُلّها تحت ِرمُ الرّأي
وليستْ ظال َمهْ
وكُلّهـا
معَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـةْ!
**
قُلتُ ل ُكمْ :إنّ الشّعوب المُسلِمةْ
رغمَ غِنـاها ُ ..معْدمَـهْ
وإنّها بصـوتِها مُكمّـمهْ
وإنّهـا تسْجُـدُ للنصـابْ
109
وإنّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمةْ
ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ.
أستغفرُ الّ ..فما أك َذبَني!
فهاهيَ الحزابْ
تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـةْ
وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
على يَهودِ ا لد ّونمَـهْ
صدّيقُ يمشي زاهِـداً وهاهوَ ال ّ
مُقصّـر الثيابْ
وهاهوَ الدّينُ ِل َفرْطِ ُيسْـ ِرهِ
قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ
فعـادَ بالفتحِ ..بل مُقاوَمـهْ
مِن مكّـة المُكرّمـةْ!
**
يا ناسُ ل تُصدّقـوا
فإنّني كذَابْ!
انحنـاء السنبلة
أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
خُـذوا حِـذْ َر ُكمْ أيّها السّابلةْ
جثّتي نازلـهْ خُطاكُـم على ُ
وصَمـتي سَخــاءْ
لنّ التّرابَ صميمُ البقـاءْ
وأنّ الخُطى زائلـةْ.
حبَس ُتمْ ِبصَـدري الهَـواءْ ولَكنْ إذا ما َ
سَـلوا الرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !
**
سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
110
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَل ْة
ج َهشَتْ بالبُكاءْ إذا أ ْ
فإنّ الصّواعق في دَمعِها مُرسَلَهْ!
**
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ
فل تنحني الشّمسُ
إلّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ول تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ َتكُن مثقََلهْ
ولكنّها سـاعَةَ ا لنحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
َفتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً ُ ..م ْقبِلَـهْ!
**
أجَلْ ..إنّني أنحني
تحتَ سَيفِ العَناءْ
جلْجَلـةْ صمْتي هوَ ال َ ولكِنّ َ
َوذُلّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ
لني أُبالِغُ في النحنـاءْ
ِلكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ!
الفاتحــة
كيفَ يَصطادُ الفتى عُصفو َرهُ
في الغابـةِ المُشتعِلةْ ؟
كيفَ يرعى ور َدةً
َوسْـطَ رُكامِ المزبَلـةْ ؟
كيفَ تَصحـو بينَ كفّيـه الجاباتُ
وفي فكّيـه تغفو السئلَةْ ؟!
السى ل حَـدّ لـهْ
والفَـتى ل حَـولَ لَـهْ
إنّـه يَرسِـفُ بال َويْلِ
فل تست ْكثِروا إسْـرا َفهُ في الوَلْوَلـةْ
111
شعْـ َرهُ
ليسَ هذا ِ
صفَحـاتِ النّطْعِ بل َدمُـهُ في َ
مكتوبٌ بِحَـدّ ال ِم ْقصَلَـةْ!
سـّر المهنة
اثنـانِ في أوطانِنـا
ير َتعِـدانِ خيفَـةً
من يقظَـةِ النّائـمْ:
الّلصّ ..والحاكِـمْ!
سلمـة
طريـق ال ّ
أينَـعَ الرّأس ،و"طَـلّ عُ الثّنايـا"
َوضَـعَ ،اليَومَ ،العِمـامَـةْ.
وحْـ َدهُ النسـانُ ،والكُلّ مطايـا
ل َتقُلْ شيئاً ..ول َتسْ ُكتْ أما َمهْ
إنّ في النّطـقِ النّدامـةْ
إنّ في الصّمـت النّدامـةْ
أنتَ في أ لحا لينِ مشبوهٌ
َفتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ
وعِشْ ِمثْلَ النّعامـةْ.
أنتَ في ألحا لينِ مقتولٌ
فَ ُمتْ مِن شِـدّة القَهْـرِ
لتحظـى بالسّلمـةْ!
فلَنّ الزّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـةْ
ولنّ الزّعَمـاءَ استأثروا
112
بالزّيت والزّفتِ وأنواعِ الدّمامَـةْ
ولنّ الزّعمـاءَ استمرأ و ا وَحْـلَ الخَطايا
وبِهمْ َلمْ َت ْبقَ للطُهـرِ بقايا
فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ
يش ِتمُ أكـوامَ القِمامَـةْ
سيقولونَ:
لقَـدْ سَـبّ الزّعامـةْ!
العلـيل
ربّ اشفـني مِن مَرضِ الكِتابَـةْ
أو أعطِـني مَناعَـةً
لتّقـي مَباضِـعَ الرّقابَـةْ .
فكُلّ حَـرفٍ مِن حـروفي وَ َرمٌ
وكُلّ مِبضَـعٍ لَهُ في جسَـدي إصابَـةْ .
حبُ الجَنابَـةْفَصا ِ
صـْرتُهُ ..ل أتّقي عِقابَهْ ! حتّى إذا نا َ
**
كَتبتُ يَومَ ضَعفِـهِ :
( َنكْـ َرهُ ما أصَـابَهْ
ونكْـرهُ ارتِجافَـهُ ،ونَكرهُ انتِحابَـهْ )
وبَعـدَ أن عبّرت عَـن مشاعِري
تَمرّغتْ في دفتَري
ذُبابتانِ داخَتـا مِنْ شِـدّة الصّبابـةْ
وطارَتــا
فطـارَ رأسـي ،فَجْـأةً ،تَحتَ يَـدِ الرّقابـةْ
113
إذ أصبَـحَ انتِحابُـهُ ( :انتخابَـهْ ) !
ُمتّهـمٌ دومـاً أنا
ع َبتْ ذُبابَـةٌ ذُبابَـهْ
حتّى إذا ما دا َ
أدفـعُ رأسـي ثَمَناً
لهـذهِ الدّعابَـةْ !
ُ
أسلــوب
كُلّمـا حَـلّ الظّـلمْ
جَـدّتي تَروي السـاطيـرَ لنَـا
حتّى نَنـامْ .
جبَـةٌ جِـدّا
جدّتـي مُع َ َ
بأسلــوبِ النّظـام !
مفقــودات
زارَ الرّئيس المؤ َتمَـنْ
بعضَ ولياتِ الوَطـنْ
حيّنا
وحينَ زارَ َ
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ول تَخافـوا أَحَـداً..
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمـنْ .
حسَـنْ ) : فقالَ صاحِـبي ( َ
114
يا سيّـدي
أينَ الرّغيف والَلّبـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكـنْ ؟
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يُوفّـر الدّواء للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
يا سـيّدي
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
جسَـدي أحْـ َرقَ ربّـي َ
َأكُـلّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
**
َوبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
ومَـرّة ثانيَـةً قالَ لنا :
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـ ْدقٍ في العَلَـنْ
ول تَخافـوا أحَـداً
فقـد مَضى ذاكَ الزّمـنْ .
لم يَشتكِ النّاس !
فقُمتُ ُمعْلِنـاً :
أينَ الرّغيف واللّبـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكـنْ ؟
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يوفّـر الدّواء للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
َمعْـذِ َرةً يا سيّـدي
حسَـنْ ) ؟! ..وَأيـنَ صاحـبي ( َ
115
حريّـة
ُ
حينَما اقتيـدَ أسيرا
قفَ َزتْ دَم َعتُـهُ
حكَــةً :ضا ِ
ها قَـدْ تَحـرّرتُ أخـيرا !
مـل الباقـي
ال َ
غاصَ فينا السي ُ
ف
حتّى غصّ فينـا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصّ فينا .
يُولَـدُ النّاس
فيبكونَ لدى الميـلدِ حينا
ُثمّ يَحْبـونَ على الطـرافِ حينا
ُثمّ يَمشـونَ
وَيمشـونَ ..
إلى أنْ يَنقَضـوا .
غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ
نأتـي نَركُضُ
وإلى ال َمدْفَـنِ نبقى نَركُضُ
وخُطـى الشّرطَـةِ
مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !
ُيعْـ َدمُ المُن َتفِضُ
يُعـدمُ المُعتَ ِرضُ
يُعـدمُ المُم َتعِضُ
يُعـ َدمُ الكا ِتبُ والقارئُ
والنّاطـقُ والسّامـعُ
116
والواعظُ وال ُم ّتعِظُ !
**
حكّام
حسَناً يا أيّها ال ُ
ل تَمتعِضـوا .
حسَناً ..أنتُـم ضحايانا َ
وَنحـنُ المُجْـ ِرمُ المُفتَ َرضُ !
حسَناً ..
جلَستُمْ فوقَنا ها قـدْ َ
عِشريـنَ عامـاً
َوبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتق ُتمْ
َوشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِر ُتمْ
شبِع ُتمْ
وأَخذتُم ثأ َركُـمْ حتى َ
أَفَما آنَ ل ُكمْ أنْ تنهَضـوا ؟!
قد دَعَوْنـا ربّنـا أنْ تَمرُضـوا
فَتشا في ُتمْ
ومِـنْ رؤيا كُـم اعتـلّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونـا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم َميْـتٌ
وحتّى قا ِبضُ الرواحِ
حكُـمْ مُن َقبِضُ ! مِنْ أروا ِ
و َه َربْنا نحـوَ بيتِ الِ من ُكمْ
فإذا في البيتِ ..بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلحٌ أبيضُ !
**
هَـدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ َيعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !
أيّهـا الحُكـامُ بالِ عليكُـمْ
أقرِضـوا الَ لوجـهِ الِ
قرضـاً حسَناً
..وانقَرِضـوا !
117
مواطـن
نموذجـي
يا أيّها الجـلّد أب ِعدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فو َهتُـهُ مشـدو َدةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ َمسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحّ أنا كما تَرى
مُعلّق بين السمـاءِ والثّـرى
في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
ل عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُع َتقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرّشـدَ
ضيّعـت الرّشـدْ
سبَ قوانينِ الب َلدْ - وإنّني -ح ْ
بِل عُقـدْ :
إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـا يَ رَمَـدْ
**
من أثـرِ التّعذيب خَـرّ َميّـتا
خمَ ِبكِ ْلمَتينِ :وأغلقـوا مِ َلفّهُ الضّ ْ
ماتَ ( ل أحَـدْ ) !
118
مـة
تُه َ
وَلِـدَ الطِفلُ سليماً
ومُعافـى .
طلبـوا مِنـهُ اعتِرافـا !
قال الشاعـر
أقــولْ :
الشمسُ ل تـزولْ
بلْ تنحَـني
لِمحْـوِ ليلٍ آخَـرٍ
..في سـاعةِ الُُفـولْ !
**
أقــولْ :
يُبالِـغُ ال َقيْـظُ بِنفـخِ نـا ِرهِ
وَتصطَلـي الميـاهُ في أُوا ِرهِ
لكنّهـا تكشِفُ للسّماء عَـنْ همومِها
وتكشفُ الهمـومُ عن غيومِها
وتبـدأُ المطـارُ بالهُطـولْ
..فتولـدُ الحقـولْ !
**
أقــولْ :
تُعلِـنُ عن فَراغِهـا
دَمـدَمـةُ الطّبـولْ .
والصّمـت إذْ يطـولْ
يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ
119
والمُحــولْ :رسـولْ
يحمِـلُ وعـدَاً صـادِقاً
بثـورةِ ا لسّيو لْ !
أقـولْ :
كَـمْ أحـ َرقَ المَغـولْ
مِـنْ ُكتُـبٍ
حقَـتْ سنابِكُ الخُيـولْ كم س َ
مِـنْ قائـلٍ !
ط ِفقَـتْ تبحـثُ عـنْ عقولِهـا العُقـولْ كَـم َ
غمْـرةِ الذّهـولْ ! في َ
لكنّما ..
ها أنت ذا تقـولْ .
هاهـوَ ذا يقـولْ .
وها أنا أقـولْ .
مَـنْ يمنـعُ القـولَ مِـنَ الوصـولْ ؟
مـنْ يمنعُ الوصـولَ للوصـولْ ؟
مَـنْ يمنـعُ الوصـولْ ؟!
أقـولْ :
عـوّدنا الدّهـر علـى
تعاقُـبِ الفصـولْ .
ينطَ ِلقُ الرَبيـعُ في ربيعِـهِ
..فيبلغُ الذّبـولْ !
وَيهجُـمُ الصّيف بجيشِ نـا ِرهِ
..فَيسحـبُ الذّيولْ !
ويعتلـي الخريفُ مَـدّ طَيشِـهِ
َ ..فيُـدرِكُ القُفـولْ !
ويصعَـدُ الشّتاء مجنـوناً إلى ذُرْ َوتِـهِ
..ليبـدأَ النّزولْ !
أقـولْ :
ِلكُلّ َفصْـلٍ دولـةٌ
..لكنّهـا تَـدو ْل !
شيطان الثير
120
عهْلـي صـديقٌ بتَـرَ الوالي ذِرا َ
عنـدما امتـ ّدتْ إلى مائـدةِ الشّبعان
أيّـام المَجاعَـةْ .
فمضى يشكـو إلى النّاس
ولكِـنْ
أعلَـنَ المِذيـاعُ فـوراً
أنّ شكـواهُ إشاعَـةْ .
فازدَراهُ النّاس ،وانفضّـوا
ولـمْ يحتمِلـوا حتّى سَماعَـهْ .
وصَـديقي ِمثْلُهُـمْ ..كذّب شكواهُ
وأبـدى بالبياناتِ اقتناعَـهْ !
**
ُلعِـنَ الشّعب الّذي
يَنفـي وجـودَ اللـهِ
إن لـم تُثبتِ الَ بياناتُ الذاعَـ ْة !
مبتـدأ
ال ُ
حكْمـي قَلَمـي رايـةُ ُ
وبِلدي وَرَقَـهْ
وجماهيري مليينُ الحُروف المارقـةْ
وحُـدودي مُطْ َلقَـهْ.
شقُ الكَوْنَ .. ستَن ِ
ها أنا أ ْ
لبِستُ الرضَ نعْلً
والسّماوات قَميصـاً
121
ووض ْعتُ الشّمس في عُروةِ ثوبي
َز ْن َبقَـهْ !
َأنَا سُلْطانُ السّلطين
خ َدمِ
وأنتمْ خَـ َدمٌ لل َ
فاطلُبوا من قَدمي الصّفـح
وبُوسُـوا َقدَمـي
يا سلطينَ البِـلدِ الضّيقةْ !
شيخوخـة البُكـاء
أنتَ تَبكي !؟
َ -أنَا ل أبْكـي
َفقَـدْ جَـ ّفتْ دُموعـي
في لَهيبِ التّجربـةْ.
-إنّهـا ُمنْسَـكِبةْ ! ؟
-هـذه ليسـتْ دموعـي
..بلْ دِمائي الشّائبَـ ْة !
عجائب !
إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو َأنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي َثمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاس
يموتونَ بِطاعـونِ ال َقَلمْ
أو أنا أ ْبصَـرتُ )ل) واحِـ َدةً
122
وسْـطَ مليينِ( َنعَـمْ)
أو أنا شاهَدتّ فيها سـاكِناً
حرّك فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
عشْـتُ كريماً مُطمئنّا آمِنـا أو أنا ِ
فأنا -ل ريبَ -مجْنـونٌ
و إلّ ..
فأنا لستُ أنا !
نحـــن !
نحـنُ من أيّـة مِلّـهْ ؟!
ظِلّـنا ي ْقتَلِعُ الشّمس ..
ول يا مَـنُ ظِلّـهْ !
ختَـ ِرقُ السّيف دَ مُنـأ يَ ْ
ولكّنــا أذِلّـهْ !
خ َتصِـرُ العالَـمَ كُلّـهَْب ْعضُنا يَ ْ
جمّعنـا جميعاً غيرَ أنّـا لو تَ َ
َل َغدَوْنا بِجِـوارِ الصّفرِ قِلّـهْ !
**
نحنُ من أينَ ؟
إلى أينَ ؟
ومَـاذا ؟ ولِمـاذا ؟
نُظُـمٌ مُحتَلّـةٌ حتّى قَفـاها
َوشُعـوبٌ عنْ دِماها ُمسْـ َتقِّلةْ !
ستَظِلّـةْ وجُيوشٌ بالعـادي ُم ْ
123
وبِـلدٌ ُتضْحِكُ الدّمـع وأهلَـهْ :
دولَـةٌ مِنْ دولَتينْ
دَولَـةٌ ما بينَ بَيـنْ
دولَـةٌ مرهونَـةٌ ،والعَرشُ دَيـنْ.
دولَـةٌ ليسَـتْ سِـوى بئرٍ ونَخْلَـهْ
دولَـةٌ أصغَـرُ مِنْ عَـو َرةِ َنمْلَهْ
دولَـةٌ تَسقُطُ في البَحْـرِ
إذا ما حرّك الحاكِـمُ رِجْلَــهْ !
دولـةٌ دونَ رئيسٍ ..
ورئيـسٌ دونَ دَولـهْ !
**
نحْـنُ ُلغْـزٌ ُمعْجِـزٌ ل تسْتطيعُ الجِـنّ حَلّـهْ.
كائِناتٌ دُونَ كَـونٍ
ووجـودٌ دونَ عِلّـهْ
ومِثالٌ لمْ يَرَ التّاريخ ِمثْلَـهْ
َلمْ يرَ التّاريـخ ِمثْلَـهْ!
خســارة
هلْ مِنَ الحِكمـ ِة
عرْضَ الكَلِمَـةْ أنْ أهتِكَ ِ
بِهِجــاءِ النظِمَـةْ ؟
حكّامنا شتَمَـتْ ُ كِلْمَتي لو َ
تَرجِـعُ لي مشتومـةً ل شاتِمـهْ !
كيفَ أمضي في انتقامـي
دُونَ َتلويثِ كلمـي ؟
فِكـرةٌ تَهتِفُ بي :
إ بصُـقْ عليهِـمْ.
آهِ ..حتّى هذه الفِكـرةُ تَبـدو ظالِمَـهْ
خسَـرُ -بال َبصْـقِ -لُعابـي فأنا أ ْ
حمْـلِ الوسِمَـةْ َويَفوزونَ ب َ
124
الحصـاد
أَمَريْكـا تُطُ ِلقُ الكَلْـبَ علينا
وبها مِن كَ ْلبِهـا نَستنجِـدُ !
أَمَريْكـا تُطُ ِلقُ النّار لتُنجينا مِنَ الكَلبِ
س َتشُهَـدُ فَينجـو كَ ْلبُهـا..ل ِكنّنا نُ ْ
أَمَريكا ُت ْبعِـدُ الكَلبَ ..ولكنْ
بدلً مِنهُ علينا تَقعُـدُ !
**
أَمَريْكا َيدُها عُليا
لنّـا ما بأيدينـا يَـدُ.
َزرَعَ الجُبنَ لها فينا عبيـدٌ
ُثمّ لمّـا َنضِـجَ المحصـولُ
جاءتْ تَحصـدُ.
فاشهَـدوا ..أنّ الذينَ ان َهزَمـوا أو عَ ْربَـدوا
والذيـنَ اعترضـوا أو أيّـدوا
والذينَ اح َتشَـدوا
كُلّهـمْ كانَ لـهُ دورٌ فأدّاه
و َتمّ ال َمشْهَـدُ !
قُضـيَ المـرُ ..
رقَـدْنا وَعبيدٌ فوقَنـا قَـدْ رَقَـدوا
َوصَحَـوْنا ..فإذا فوقَ العبيدِ السّيد
**
أَمَريْكا لو ِهيَ استع َب َدتِ النّاس جميعاً
فَسيبقى واحِـدُ
واحِـدٌ يشقى بِـهِ المُستَعبِـدُ
واحِـدٌ يَفنى ول يُستَ ْعبَـدُ
واحِـدٌ يحْمِـلُ وجهـي،
وأحاسيسي،
َوصَـوتي،
وفـؤادي ..
واسْمُـهُ مِنْ غيرِ شَكّ :أحمَـدُ !
**
125
أَمَريْكا ليستِ ا ّ
ل
ولو قُ ْلتُـمْ هي اللّـه
فإنّي مُلحِـ ُد !
دَور
أَعْلَـمُ أنّ القافيَـ ْة
ل تستَطيعُ وَحْـدَها
عرْشِ ألطّا غيَـةْ إسقـاطَ َ
لكنّني أدبُـغُ جِلْـ َدهُ بِهـا
َدبْـغَ جُلـودِ الماشِـ َيةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعـةُ
ضيَـةْضتْ عليهِ القا ِ وا ْنقَـ ّ
واستَلَمَت ْـهُ مِنْ يَـدي
أيـدي الجُمـوعِ الحافيَـةْ
جلْـداً جاهِـزاً يكـونُ ِ
صنَـعُ مِنـهُ الحـذيَ ْة ! ُت ْ
الدولـة الباقيـة
126
ل يسَ عندي وَطَـنٌ
أو صاحِـبٌ
عمَـلُ
.أو َ
. أو مَنزلُ
**
. أو ِمشْعَلُ
.أو مَ ْأكَـلُ
.. ظامـئٌ
127
و الظَمـأُ الكاسِـرُ منّي َينْـهَلُ
..جائِـعٌ
**
!! عَجَـباً
شقِـيّ
َودَمــي مَـوجٌ َ
! وجِراحـي َأشْـرِعَـهْ
وَفَـمُ النّسيان
عنْ ذِكـرى حُضـوري يَسـألُ
حوْلي الحَـ َولُ ؟
هلْ عَـرى با صِـرة الشياءِ َ
**
**
خ لـق
في الرضِ
: مخلوقـانْ
.. إنسٌ
! وَأمْريكانْ
.. حتّى النهايـة
لمْ أَ َزلْ أمشي
الدّجـى داجٍ
والمَهالِكْ
" . أنتَ هالِكْ
مشاجـب
مُتطرّفونَ بكُلّ حالْ
: في ِ
حقْـدِنا
! ملِكَ الجَمـالْ
تأتي الدّروسُ
فل نُحِـسّ بما تَحـوسْ
َفلِـمَ الرؤوسُ ؟
132
ِ ! لمَ الرؤوس ؟
القتيل المقتـو ْ
ل
. بينَ بيـنْ
.مِـنْ جِهَتينْ
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
133
س ـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجـعْ
أيـنَ يمضـي ؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ
إلى من ل يهمـه
المر
يوقِـدُ غيري شمعَـةً
ويستَـدرّ دمعـةً
.. شـتّان
للشّعـراءِ كُلّهم
شيطانُ شعـرٍ واحـدٌ
ولي بمفـردي أنا
! عشـرونَ شيطانـا..
مذهـب الفراشـة
فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ
خُـذي يـدي
وابتعـدي
تحَطّمـتْ
ثُـمّ هَـ َوتْ
: و َ
حشْــر جَ الحُطـامْ
أموتُ في النـورِ(
ول
)! أعيشُ في الظلمْ
وطَـني حبيبي
**
. وطـني هُنـا
) وطـني ( :أنَـا
مقيـم في الهِجـرة
قلَمـي يجـري
ودَمـي يجــري
. وأنَـا أجـري
. وأنـا أجـري
**
يا شِعـري
138
ي ا قاصِـمَ ظهـري
هـلْ يُشبِهُـني أحـدٌ غـيري ؟
في الهِجـرةِ أصبحـتُ مُقيمـاً
.. أجـري
.. أجــري
. ل أدري
. ل أدري
. ل أدري
. ل أدري
! كيفَ سـيدري ؟
! وأنَـا هِجـري
139
ض ـائع
صُـدفَـةً شاهـدتُـني
.. باللـهِ
! سـّلمْ لـي َ
علَـيْ
شاهــد إثبات
ل تطلـبي حُريّـة أيّتها الرّعيـّةْ
تصـدير واسـتيراد
حَلَـبَ البقّـال ضـرعَ البقَـرةْ
قصَـدَتْ ُدكّانـهُ
قانـون السـماك
مُـتْ مِـنَ الجـوعِ
مُـتْ
وإنّـي مُش ِفقٌ
أنْ أظلِـمَ الموتَ
! جائـعٌ ؟
تطلبُ الرّحمـة ؟
مِمّـنْ ؟
أنتَ لـمْ ترحَـمْ بتقريرِكَ
! حـتى رَحِمَـكْ
طعْمـاً
هاهـوَ القِرشُ الذي سـوّاك ُ
**
.مُـتْ
! لو مَـسّ دَمـَكْ
143
البلبـل والوردة
،بُلبُـلٌ غَـ ّردَ
: قالتْ لـهُ
،وردةٌ فاحـتْ
..تملّـى بُلبُـلٌ
! هلُ جُننـّا ؟
جنّـا
قالتِ أل نسـامُ :كلّ ..لم ت ُ
أنتُمـا نِصفاكُمـا شكلً ومعـنى
حنّـا
وكل النّصفـين للخـرِ َ
! والغانـيّ تطـيرْ
اللثغ يحـتج
قـرأَ اللثَـغُ منشـوراً ممتلئاً نقـدا
! بلْ ..تُستجـدى
**
145
ج ُ .. ـنّ اللثـغُ
حقْـدا(
.يا أولدَ الكلـبِ كفاكُـمْ ِ
! يَعني َورْدا
**
وُجِـدَ اللثـغُ
الجارح النبيل
الّلـه أبـدَعَ طائـرا
و حبَـا هُ طبعـاً
أن يلـوذَ مِـنَ العواصِـفِ بالذّرى
َويَطـيرَ مقتحِماً ،ويهبِطَ كاسِـرا
َو َيعِـفّ عـنْ ُذلّ القيـودِ
... وَجَـرى الزّمـان
وذاتَ دَهْـرٍ
أشعلتْ نارَ الفضـولِ بِصـ ْد ِرهِ
نـارُ القُــرى
فَرَنـا
فكانتْ روحُ تلكَ النّـار نـوراً باهِـرا
َودَنـا
فأبصَـرَ بُلبُـلً رَهـنَ السـارِ
وحُزنـهُ ينسـابُ لحنـاً آسِـرا
وهَفـا
! ماذا جـرى ؟
أَلِـيَ الذّرى(
) كُـنْ(
الـبـاب
بابٌ في َوسَـطِ الصّحــراءْ
.. لكـنّي
سـيرة ذاتــيّـة
(1)
. نَمْـلةٌ بي تحتَمـي
.. أ ِمنَـتْ
مُنـذُ سنينٍ
(2)
! وربّـي :حاكِمـي
)(3
(4)
(5)
. في حُلُمــي
(6)
. جالِسٌ في مأتَمـي
! أن ي ُ
ظنّـوا أنّني لي أنتمـي
(7)
! يحمِـلُ َ
شكْـلَ الدَمـي
150
ا لـمـظـلــوم
جلـدُ حِـذائي يابِسٌ
بطـنُ حِـذائي ضيّـق
.لـونُ حِـذائي قاتِـمْ
! أشعُـرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِـمْ
:يعلـو صـريرُ كعْبِـهِ
ُ .قلْ غيرَها يا ظالِـمْ
ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـاً
.أمّا أنـا ..فليسَ لي جرائـمْ
بأيّ شِـرعَـةٍ إذَنْ
،يُمـ َدحُ باسمـي
!وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائـمْ ؟
مزرعـة الدّواجـن
سَبـعُ دجاجـاتٍ
وديكٌ واحِـدٌ
.مُستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلقَـةْ
151
ت نثُـرُ حَـبّ الحُـبّ في أحضـانِـهِ
! وخَـ ْلفَهـا الفـراخُ تشكو الفاقَـةْ
سُبحـانَ مَن يقسِـمُ
.ما بينَ الورى أرزَاقَـهْ
والسّبع تِلكَ باقَـةٌ
ناريّـة سبّاقـهْ
وسـوفَ تأتي باقَـةٌ
.وسـوفَ تأتـي باقـةْ
كُلّ تهُـزّ ِردْفَهــا
ملهـوفَـةً مُشتاقـةْ
كُلّ -لنّ قَلبَهـا
-ل يرتَضـي إرهاقَـهْ
..لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا
! ( تع ِرضُ َبـذْلَ ( الطّاقـةْ
..والدّيك فيمـا بينهـا
طبّــعُ العلقـةْ
! يُ َ
لـيـلـة
لِشهـرزادَ ِقصّـة
152
ت ! بــدأُ في الخِتـامْ
في اللّيلـة الولـى صَحَـتْ
.وشهْريـارُ نـامْ
لم تكثرِ ثْ ِلبَعلِهـا
ظلّـتْ طِـوالَ ليلِها
َ .تكْـ ِذبُ بانتِظـامْ
..كانَ الكلمُ ســاحِـراً
.أرّقــه الكـلمْ
حاولَ ردّ نومِـهِ
لم يستَطِـعْ ..فقـامْ
وصـاحَ :يا غُـلمْ
خذْهــا لبيتِ أْهلِها
ُ
.ل نفـعَ لي بِمثْلِها
إنّ ابنَـةَ الحَـرامْ
تكْـ ِذبُ ِكذباً صـادِقاً
يُبقي الخيالَ مُطْلَقـاً
.ويحبِسُ المَنـامْ
َقِلقْـتُ مِنْ قِلْقا لِها
.أُريـدُ أنْ أَنـامْ
..خُـذْهـا ،وَضـَـعْ مكانَها
! وِزارةَ العْــلمْ
153
خلــود
:قالَ الدّليـل في حَـذَرْ
أُنظُـرْ ..وَخُـذْ مِنـهُ العِـبَرْ
أُنظـرْ ..فهـذا أسَـدٌ
.لـهُ ملمِـحُ ال َبشَـرْ
.قَـدْ قُـدّ مِنْ أقسـى حَجَـرْ
أضخَـمُ ألفَ مـرّة مِنكَ
وَحَبـلُ صَـبْ ِرهِ
.أَطـوَلُ مِـنْ حَبلِ الدّهـرْ
.لكنّـه لم ُيعْـ َتبَرْ
كانَ يدُسّ أنْفـَـهُ في كُلّ شيءٍ
.فانكَسَـرْ
هـلْ أنتَ أقـوى يا مَطَـرْ ؟
كانَ ( أبو الهَـولِ ) أمامـي
َ .أثَـراً مُن َتصِباً
:سـألتُ
!هلْ ظلّ ِلمَـنْ كَسّـر أنفَـهُ َ..أثَرْ ؟
154
احتيـاط
جعَـتْ بي زوجَـتي
فُ ِ
! حينَ رأتني باسِما
لَطَمـتْ كفّـا بِكـفّ
.واستَجارتْ بالسّمـاء
قُلتُ :ل تنزَعِجـي ..إنّي بِخَيرٍ
لم يَزَلْ دائــي مُعافـى
! وانكِسـاري سالِمـا
..إ طمئنّي
..كُلّ شيءٍ فيّ مازالَ كَما
لمْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أب َتسِما
كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارين احتياطاً
ُ ..ربّمـا أف َرحُ يومـاً
! ُربّمــا
155
المفقـود
رئيسُنا كانَ صغيراً و ا ن َفقَـدْ
فانتـابَ أُمّـهُ الكَمَـدْ
وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
.تبحـثُ في كُلّ البَلَـدْ
قِيلَ لها :ل تَجْـزَعـي
َ .فلَـنْ يضِـلّ للبَـدْ
إنْ كانَ مفقـود ُكِ هذا طاهِـراً
.وابنَ حَـللٍ َ ..فسَيلْقاهُ أَحـَـدْ
:صاحــتْ
! إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ
156
ا لـمغـبـون
مؤمِــنٌ
.يُغمِـضُ عينيـهِ ،ولكنْ ل ينامْ
..يقطَـعُ اللّيل قياماً
.والسّلطين نِيـامْ
.مُسـرِفٌ في الحتِشـامْ
إنّما يستُرُ عُـريَ النّاسِ
! حـتى في الحَرامْ
حسْـبُهُ أنّ بحبلِ الِ
َ
.ما ُيغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ التّهـامْ
مُنصِـفٌ بينَ الَنـامْ
تستـوي في عينِـهِ ألكَحْـلءِ
.تيجـانُ السّلطينِ وأسْمالُ العَـوامْ
مؤمِـنٌ بالرّأي
يحيـا صامِتـأً
.لكنّـهُ يرفِضُ أنْ يمحـو الكَلمْ
طَـيّب
يفتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ
.حينَ يُضنيـهِ الصّيـامْ
بلْ يواري أَثـَرَ المُحتـاجِ
157
ل .وْ َفكّـر في السّطـو على مالِ الطّغامْ
َ .ويُغطّـي هَربَ الهاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ
مَلجـأٌ للعتِصـامْ
.وَأَمـانٌ وسـلمْ
وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ
.ل يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرّ الخِصـامْ
**
أيّها النّاس إذا كُنتُـم كِرامـاً
َ .فعَليكُـمْ حَـقّ إكـرامِ الكِرامْ
بَـدَلً من أنْ تُضيئـوا شمعَـةً
! حيّـوا الظـلمْ
مكابــرة
ُ
158
أ ُ .كابِـرْ
أُضمّـد جُرحـي بحشْـدِ الخَناجِـرْ
وأمسَـحُ دَمعـي ب َكفّـيْ دِمائـي
وأُوقِـدُ شمعـي بِنـارِ انطِفائي
وأحـْـدو بِصمْـتي مِئاتِ الحَناجِـرْ
:أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ المُحاصِـرْ
..أل يا غِيابي
! أنـا فيكَ حاضِـرْ
أُكابِـرُ ؟
! كلّ ..أنَـا الكبرياءْ
أنَـا توَأمُ الشّمس
أغـدو و أُ مسـي
! بغيرِ انتِهـاءْ
ضفّتـان
:ولي َ
مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتـرْ
! َوشِعــري قَناطِـرْ
صبْـحِ واللّيل آخِـرْ ؟
متى كانَ لل ُ
**
.إذا عِشـتُ أو مِـتّ فالموتُ خاسِـرْ
شعْراً
فل يعرِفُ الموتُ ِ
! ول يَعرِفُ المـوتَ شاعِـرْ
159
ة
هـزيـمــ ُ
الـمـنـتـصــر
سنَةْ
لو منحـونا أل ل ِ
سنَـهْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ َ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الم ِكنَةْ
..لو غفروا يوماً لنا
سنَـهْ
ح َ
! إذا إ رتكَبنا َ
لو قلبـوا مُعتَقلً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما ِكنَـةْ
لو حوّلـوا السّجـنَ إلى َمدْ َرسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
لو بادَلـوا دبّابـةً بمخبَزٍ
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ
طنَـاً
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَ َ
160
و طنَـهْ
حوّلـوا ال ّرقَ إلى موا َ
حقّقـوا انتصـارَهمْ
لَ
في لحظـةٍ واحِـ َدةٍ
.على دُعـاةِ الصّهينَـةْ
( أقـولُ ( :لـو
( لكـنّ ( لو ) تقولُ ( :ل
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لنهَزَمـوا
! لنّهُم أن ُفسَهم صَهاينَـةْ
الـسـاعــة
ض ّيقَـةٌ
،دائِـرةٌ َ
وهـا ِربٌ مُـدانْ
.أمامَـهُ وَخ ْلفَـهُ يركضُ مُخبِرانْ
! هـذا هُـوَ الزّمـانْ
درس
ساعَـةُ الرّمــل بِـلدٌ
161
ل .ا تُحِـبّ الستِلبْ
كُلّمـا أفرَغَها الوقتُ مِنَ الروحِ
استعادتْ روحَها
ُ
لـبـان
ماذا نملِك
من لحَظـاتِ العُمْـرِ ال ُمضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْـرُ لُبـانٌ في حَ ْلقِ السّاعة
.والسّاعـة غانيـةٌ تَعلِكْ
تـِكْ ..تِـكْ
تِـكْ ..تـِكْ
تِـكْ
محبـوس
حينَ ألقـى نظـ َرةً مُن َتقِـدهْ
لقياداتِ النِظـامِ الفاسِـ َدةْ
162
ح ( ُبِـسَ ( التّاريـخ
! في زِنـزانَـةٍ ُم ْنفَـ ِر َدةْ
الخاســر
عِنـدما يلتَحِـمُ العقْربُ بالعَقـربِ
.ل تُقتَـلُ إلّ اللّحظـاتْ
كـم أقامـا من حـروبٍ
،ثُـمّ قامـا ،دونماَ جُـ ْرحٍ
! وَجَيشُ الوَقـتِ مـاتْ
رقّـاص
.يَخفِـقُ " الرقّاص " صُبحـاً وَمسـاءْ
ويَظـنّ البُسَطـاءْ
! َأنّـه يَرقصُ
.ل يا هـؤلءْ
هـوَ مشنوقٌ
! ول يـدري بما يفعلُهُ فيهِ الهـواءْ
163
المواكـب
صـامِتــةً
تزدَحِـمُ الرقـامُ في الجوا ِنبْ
:صـامِتـةً تُراقِـبُ الموا ِكبْ
.ثانيـةٌ َ،مـرّ الرّئيس المفتـدى
.دقيقَـةٌ ،مَـرّ الميرُ المُفتَـدى
.و ..ساعَـةٌ ،مَـرّ المليكُ المُفتَـدى
طبْـلُ على خَطْـوِ ذَوي المرا ِتبْ
.ويضْـ ِربُ ال ّ
ُت ّعبّرُ الرقـامُ عـنْ أفكارِهـا
.في سِـرّها
تقولُ :مهمـا اختَ َلفَـتْ سيماؤهـمْ
واختَ َلفَـتْ أسماؤهـمْ
َفسُـمّهمْ مُوَحّــد
! ( وكُلّهـمْ ( عقا ِربْ
صدمة
شعرتُ هذا اليوم بالصدمة
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً
164
م كتفياً بالصمت والبسمة
لنني أعلم أن الصمت في أوطاننا ..حكمـهْ
:لكنهُ رد عليّ قائلً
عليكم السلم والرحمـة
.ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه
الحمد ل على النعمـة
مـن قال ماتت عنـدنا
!حُريّــة الكلْمـةْ ؟
طبيعة صامته
في مقلب القمامـة
رأيتُ جثـة لها ملمـحُ العراب
"تجمعت من حولها " النسور" و " ا لد ِباب
وفوقها علمـة
تقولُ :هذي جيفـةٌ
! كانت تسمى سابقاً ..كرامـه
:وفي قصيدة أخرى يقول بنفس السلوب والتركيز
لقد شيّعت فاتنـةً
تسمّى في بلد العُربِ تخريباً
165
و إرهابـاً
وطعنـاً في القوانين اللهيـة
ولكن اسمها
واللـه
! لكن اسمها في الصل ..حرية
الراحلة
..ل شَـيءَ
هذا ما أ ِلفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمدي َدةْ
ل تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَ َوتْ
! من ِثقْل جُملَتنا المُـفيدة
َ .فعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدةْ
وإذا َو َهتْ كُلّ الجمِالِ
عَـنِ احتمالِكِ واحتمالي
َفلْيكُنْ
قَـدَمي أحَـدّ مِـنَ الَحديدِ
! وخُطوتي أبداً وَطيدةْ
166
**
ل ..ما َتعِبتُ
عمْريَ كُلّهُ
وَلو ظَلَ ْلتُ أسيرُ ُ
فَوقَ اللّظـى
سيَظلّ يَفعَمُني الرّضا
َ
.ما دُمتِ طاهرةً حميدةْ
ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟
يا ابنَتي
لو قـدّموا الدّنيـا وما فيها
مُقابِلَ شَـعْرةٍ من مَفرِقيكِ
! َلقُلتُ :دُنيا ُكمْ زَهيدة
**
وَطَـنٌ أَنا
بينَ المنافي أحتويك مُشرّداً
.كي ل تظلّي في البلدِ معي شريدةْ
وأنا ِبنُوركِ يا ابنتي
أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً
.لوطاني الطّريدةْ
لكنّها بُه َرتْ بأنوارِ السّطوعِ
فآنَسَـتْ لعمى الخُضوعِ
وَمَـرّغَـتْ أعطافَها بالكيْـدِ
! حتّى أصبحتْ وهيَ المَكيدةْ
167
**
!ما همّني ؟
كُلّ ا لحُتوف سلمة
كُلّ الشقاءِ سعادةُ
.ما دُمتِ حتّى اليَومِ سالمةً سَعيَدةْ
ل َقصْـدَ لي في ال َعيْشِ
إلّ أن تَعيشي أنتِ
! أيّـتُها القَصيدةْ
**
َ ..هيّا بنا
ُلفّي ذِراعَكِ حَوْل نَحْري
صدْري
والبُدي في دِفءِ َ
كي نَعودَ إلى المَسيرِ
.فإنّ غايتَنا بَعيَدهْ
َودَعي التّل ّفتَ لِلوَراءِ
عمّا هّـ َوتْ
فقد هَوى َ
َ .وصْـفُ الفقيدةْ
ِهيَ لم َت ُذقْ مَعنى المَنيّةِ حُـرّة
َمعَنا
.ول عاشَتْ شَهي َدةْ
ل تَحزني يوماً عَ َليْها
.واحزني دوماً لَها
168
ل َمْ ُننْفَ عَنها ..إنّما
عنّا الجَري َدةْ
! ُن ِف َيتِْ ،لقِلّة حَظّهاَ ،
اللـه
! لهذا الله أصعر خدي
البحـث عن الذات
.أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك ،وأن أتنقّل بحرية مثلك -
171
ق :ال العصفور
لكي تفعل كل هذا ،ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟-
ل أدري..ما رأيك أنت ؟ -
.إني أراك مخلوقاً مختلفاً .حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك-
وما هو جنسي ؟ -
.إذا كنت ل تعرف ما جنسك ،فأنت ،بل ريب ،حمار -
***
أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك ،وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر- ،
.مثلك
:قال الحمار
لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي .هل أنت حمار ؟ -
ماذا تعتقد ؟ -
.قل عني حماراً يا ولدي ،لكن صدّقني..هيئتك ل تدلّ على أنك حمار -
فماذا أكون ؟ -
.إذا كنت ل تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل -
***
،أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك ،لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر -
.وأريد أن أكون بليداً مثلك ،لكي ل أتألم ممّا أراه في هذا الوطن
:قال البغل
كُـنْ..مَن يمنعك ؟ -
.تمنعني ذ لّتي وشدّة طاعتي -
.إذن أنت لست بغلً -
172
وماذا أكون ؟ -
.أعتقد أنك كلب -
***
أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك ،وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك -
.
هل أنت كلب ؟ -
ل أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا السم ،لكنني ل أستطيع النباح -
.أو العقر
لماذا ل تستطيع ؟ -
.ل أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً -
.ما دمت ل تملك الشجاعة فأنت لست كلباً -
إذَن فماذا أكون ؟ -
.هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك -
.بحثت كثيراً دون جدوى -
.ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فل ُبدّ أنك من جنس َزبَد البحر -
***
أيّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الرض أيها البحر العظيم -
.
.إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف ال ّزبَد
:قال البحر
أأنت َزبَد ؟ -
ل أدري..ماذا تعتقد ؟ -
لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها ..هـه..حسناً- ،
.أدنُ قليلً
173
أ ! و و وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي
وما العمل ؟ -
.تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً .بصراحة..لو كنت مكانك لنتحرت -
.إ بلعني ،إذن ،أيها البحر العظيم -
.آسف..ل أستطيع هضم مواطن مثلك -
كيف أنتحر إذن ؟ -
.أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء -
.ليس في بيتي كهرباء -
.ألقِ بنفسك من فوق بيتك -
!وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟ -
مشرّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا ل تشنق نفسك ؟ -
ومن يعطيني ثمن الحبل ؟ -
.ل تملك حتى حبلً ؟ أخنق نفسك بثيابك -
!أل تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟ -
إ سمع..لم تبقَ إلّ طريقة واحدة .إنها طريقة مجانية وسهلة ،لكنها ستجعل انتحارك -
.مُدويّا
أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة ؟ -
- حيّـا
!إ بقَ َ
174
عفو عام
أصدر عفو عام
،عن الذين أعدموا
بشرط أن يقدموا عريضة استرحام
،مغسولة القدام
،غرامة استهلكهم لطاقة النظام
،كفالة مقدارها خمسون ألف عام
تعهد بأنهم
،ليس لهم أرامل
،ول لهم ثو ا كل
،ول لهم أيتام
،شهادة التطعيم ضد الجدري
،قصيدة صينية للبحتري
،خريطة واضحة لثر الكلم
هذا ومن لم يلتزم بهذه الحكام
يحكم بالعدام
175
جاهـلـيـة
في زمان الجاهلية
،كانت الصنام من تمر
،وإن جاع العباد
،فلهم من جثة المعبود زاد
،وبعصر المدنية
صارت الصنام تأتينا من الغرب
،ولكن بثياب عربية
تعبد ال على حرف ،وتدعو للجهاد
،وتسب الوثنية
،وإذا ما ستفحلت ،تأكل خيرات البلد
،وتحلي بالعباد
رحم ال زمان الجاهلية
176
البكم
،أيها الناس ا تقو نار جهنم
،ل تسيئوا الظن بالوالي
،فسوء الظن في ا لشرع محرم
،أيها الناس أنا في كل أحوالي سعيد ومنعم
،ليس لي في الدرب سفاح ،ول في البيت مأتم
،ودمي غير مباح ،وفمي غير مكمم
فإذا لم أتكلم
،ل تشيعوا أن للوالي يداً في حبس صوتي
،بل أنا يا ناس أبكم
.قلت ما أعلمه عن حالتي ،وال أعلم
177
لحارس السجين ا
وقفت في زنزانتي
اُقُُلبُ الفكار
أنا السجين ها هنا
أ م ذلك الحارسُ بالجوار ؟
،بيني وبين حارسي جدار
،وفتحة في ذلك الجدار
،يرى الظلم من ورائها و ا ر قب النهار
،لحارسي ولي أنا صغار
،وزوجة ودار
،لكنه مثلي هنا ،جاء به وجاء بي قرار
،وبيننا الجدار
يوشك أن ينهار
حدثني الجدار
فقال لي :إ نّ ترثي له
قد جاء باختيارهِ
وجئت بالجبار
وقبل ا ن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
سجانهُ حمار
178
شطرنج
،منذ ثلثين سنة
،لم نر أي بيد ق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه
،ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة
،والكل خاض حربه بخطبة ذرية ،ولم يغادر مسكنه
،وكلما حيا على جهاده ،أحيا العد ا مستوطنة
،منذ ثلثين سنة
،والكل يمشي ملكا تحت أيادي الشيطنة
،يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنة
،الفيل يبني قلعة ،والرخ يبني سلطنة
،ويدخل الوزير في ماخوره ،فيخرج الحصان فوق المئذنة
،منذ ثلثين سنة
،نسخر من عدونا لشركه ونحن نحيي وثنه
،ونشجب الكثار من سلحه ونحن نعطي ثمنه
،فإن تكن سبعا عجائب ا لدنى ،فنحن صرنا الثامنة
بعد ثلثين سنة
180
ا لـلعـبـان
،على رقعة تحتويها يدان
،تسير إلى الحرب تلك ا لبيا د ق
،فيالق تتلو فيالق
،بل دافع تشتبك
،تكر ،تفر ،وتعدوا المنايا على عدوها المرتبك
،وتهوي القلع ،ويعلو صهيل الحصان
،ويسقط رأس الوزير المنافق
،وفي آخر المر ينهار عرش الملك
،وبين السى والضحك
،يموت الشجاع بذنب الجبان
،وتطوي يدا اللعبين المكان
أقول لجدي" :لماذا تموت ا لبيا د ق "؟
" ،يقول" :لينجو الملك
،أقول" :لماذا إذن ل يموت الملك
لحقن الدم ا لمنسفك" ؟
"يقول" :إذا مات في البدء ،ل يلعب اللعبان
181
ف ـصـيحـنـا
،فصيحنا ببغاء
،قوينا مومياء
،ذكينا يشمت فيه الغباء
،ووضعنا يضحك منه البكاء
،تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء
،وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء
،يا أرضنا ،يا مهبط النبياء
،قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء
،يا أرضنا ،ضاع رجاء الرجاء
،فينا ومات الباء
،يا أرضنا ،ل تطلبي من ذلنا كبرياء
قومي ا حبلي ثانية ،وكشفي عن رجل لهؤلء النساء
زنـزانـة
،صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي
،يدهمها المخبر بالهلوع
،يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء
،ونسبة الحمرة في دمائي
،وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي ،والدم في قلبي كالدموع
،يلومني لنني مبذر في نعمة الخضوع
،شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي
،لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء ،من قلة الغذاء
لنـتـشـل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي
182
صـنـام الـبـشـر أ
،يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
،مالي يد في ما جرى فالمر ما أمروا
،وأنا ضعيف ليس لي أثر
،عار علي السمع والبصر
،وأنا بسيف الحرف أنتحر
،وأنا اللهيب وقادتي المطر
فمتى سأستعر ؟
،لو أن أرباب الحمى حجر
،لحملت فأسا فوقها القدر
هوجاء ل تبقي ول تذر ؛
،لكنما أصنامنا بشر
،الغدر منهم خائف حذر
والمكر يشكو الضعف إن مكروا ؛
،فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر
،والسلم مختصر
،ساق على ساق ،وأقداح يعر ش فوقها الخدر
،وموائد من حولها بقر
ويكون مؤتمر ؛
،هزي إليك بجذع مؤتمر يسا قط حولك الهذر
184
ع اش اللهيب ويسقط المطر
عـلـى باب
الـشعـر
،حين وقفت بباب الشعر
،فتش أحلمي الحراس
،أمروني أن أخلع رأسي
،وأريق بقايا الحساس
،ثم دعوني أن أكتب شعرا للناس
،فخلعت نعالي بالباب وقلت خلعت الخطر يا حراس
هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس
185
ا للـغـز
:قالت أمي مرة
،يا أولدي عندي لغز من منكم يكشف لي سره
،تابوت قشرته حلوى "
" ،ساكنة خشب والقشرة
" ،قالت أختي " :التمرة
،حضنتها أمي ضاحكة لكني خـنـقـتـني العبرة
" قلت لها " :بل تلك بلدي
لبنان الجريح
،صفت النية يا لبنان ،صفت النية ،لم نهملك ولكن كنا مختلفين على تحديد الميزانية
كم تحتاج من التصفيق ؟
ومن الرقصات الشرقية ؟
ما مقدار جفاف الريق في التصريحات الثورية ؟
شعـراء الـبـلط
،من بعد طول الضرب والحبس
،والفحص ،والتدقيق ،والجس
،والبحث في أمتعتي ،والبحث في جسمي ،وفي نفسي
،لم يعثر الجند على قصيدتي ،فغادروا من شدة اليأس
،لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي
،فأطلق الجند شراح جثتي وصادروا رأسي
،تقول لي والدتي " :يا ولدي ،إن شئت أن تنجو من النحس
،وأن تكون شاعرا محترم الحس
" سبح لرب العرش ،واقرأ آية الكرسي
عـزف عـلـى
الـقـانـون
188
ي ،شتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه
،يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه
،يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه
،فأخرج القانون من متحفه
،وأمسح الغبار عن جـبـيـنـه
،أطلب بعض عطفه
،لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه
،يقول حبري ودمي " :ل تندهش
" من يملك القانون في أوطاننا ،هو الذي يملك حق عزفه
حجة سخيـفة
،بيني وبين قاتلي حكاية طريفة
190
ف ،قبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة
،أن أطعن السيف أنا بجثتي ،فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة
،حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة
،فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة
،شكوته لحضرة الخليفة
فرد شكواي لن حجتي سخيفة
عصر العصر
والسحق
،أكاد لشدة القهر
،أظن القهر في أوطانـنا يشكو من القهر
،ولي عذري
191
ف ،إني أتقي خيري لكي أنجو من الشر
،فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر
،لن الكفر في أوطانـنا ل يورث العدام كالفكر
،فأ نكر خالق الناس
،ليأ من خانق الناس
،ول يرتاب في أمري
،وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر
،فألعن كل دساس ،و وسواس ،وخناس
،ول أخشى على نحري من النحر
،لن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر
،ومن حذري
،أمارس دائما حرية التعبير في سري
،وأخشى أن يبوح السر بالسر
،أشك بحر أنفاسي
،فل أدنيه من ثغري
،أشك بصمت كراسي
،أشك بنقطة الحبر
،وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر
،ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر
،إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري
،وأني هارب مني
وأني أقتفي أثري ول أدري ؛
192
إ ،ذا ما عدت العمار با نعمى وباليسر
،فعمري ليس من عمري
،لني شاعر حر
،وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر
،إلى أقصاه :بين الرحم والقبر
على بيت من الشعر
بدعـة
،بدعة عند ولة المر صارت قاعدة
،كلهم يشتم أمريكا
،وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة
فإذا ما قعدوا ،تنهض أمريكا لتبني قاعدة
البيان الختامي
لؤتمر القمة
العربية
193
ل َ .يسَ ِمنّا هؤلءْ
ط َفيْـليّـونَ
ُهمْ ُ
َلمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ
.وَلم يُفتَـحْ لَ ُهمْ بابُ عَـزاءْ
خَلَطوا أنفسَ ُهمْ في زَحْمـةِ النّاس
فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطّوا بالزّغاريـد
.وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ
ُثمّ لمّا ُرصّـتِ الطباقُ
لَبـّـوا دَعوةَ الدّاعي
! وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ
وَبأفـواهِ بِحـارٍ
بَلِعوا الطباقَ والزَادَ مَعاً
.وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ
***
.لَيسَ ِمنّا هؤلءْ
ألفُ كـلّ
ِ ..هيَ دَعوى ليسَ إلّ
حقّا علينا
زَعَموا أنّ لَ ُهمْ َ
عمِ ..صاروا زُعَماءْ
! وَبهذا الزَ ْ
(..وَأذاعوا ( :كُلّنا راعٍ
وَظنّوا أنّ ُهمْ في الرضِ ر عيانٌ
! وَظنّوا َأنّنا قُطعانُ شاءْ
194
ث ُمّ ساقُونا إلى ا ل َمسْلخِ
لماّ لم نَجدْ في ظِلّهمْ مرَعى
! وأسْرَفنا بإطلقِ الثّغاءْ
***
.ليسَ ِمنّا هؤلءْ
ُهمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً
..دُونَ عَقـدٍ
ع َقدَ الدّنيا بنا دونَ انتهاءْ
.وأَقاموا ُ
..وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا
وَلِطُـولِ النحنـاءْ
َلمْ َتعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشّمسُ
! ول تَعرفُ ما مَعنى السّماء
َونَزحْنا الذّهـبَ السْودَ أعواماً
وَمازا َلتْ عُيونُ ال َفقْرِ تبكينا
! لنّا فُقـراءْ
ذَ َهبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنيا ُهمْ
وَظَـلّ ال َوصْـفُ في حَوْزتنا
جسْم والرّوح رداءْ
! للِ ِ
***
.ليسَ ِمنّا هؤلءْ
َلمْ نُكلّفْ أحَداً من ُهمْ بتَطبيبٍ
.ول قُلنا َل ُهمْ هاتُوا الدّواءْ
195
ح صدَقوا
سبُنا ،لو َ
ْ َ،
عنّا بَعيداً
أن يَرحلوا َ
َ .ف ُهمُ الدَاءُ ا لعَياءْ
كُلّ بَلوى َبعْد ُهمْ سَلْوى
علّـةٍ
وَأقـوى ِ
عنّا ..شِفاءْ
! في ُب ْعدِ ِهمْ َ
***
.لَيسَ ِمنّا هؤلءْ
غرَباءْ
عنّا ُ
أنتَ تدري أنّهمْ مِثلُكَ َ
زَحَفوا مِن حَيث ل ندري إلينا
.وَ َفشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ
َو َبقُوا مادُمتَ تَبغي
! َوبَغوا حتّى يُمدّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ
أنتَ أو ُهمْ
:مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا
فإذا بانَ لِهذا المنتهى
.كانَ بذاك البتداءْ
:مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ
أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَ ْربِ
! وَ ُهمْ عنكَ َلدَينا وُكلءْ
***
ليسَ منّا هؤلء
196
إ نهم منكَ
طبّعْ َمعَ ُهمْ
فإنْ وافَوكَ للتّطبيعِ َ
.واطبَعْ على لَوحِ قَفا ُهمْ ما تَشاءْ
ليسَ في المرِ جَديدٌ
نَحنُ نَدري
أنّ ما أصبحَ تطبيعاً جَ ِليّا
! كانَ طبْعاً في الخَفاءْ
ش ُكمْ نحو الضّحى
وَ َل ُكمْ أن تَسحبوا مِفر َ
.كي تُكمِلوا ِفعْلَ المَساءْ
شأن ُكمْ هذا
ول شأنَ لَنا نَحنُ
! بِما يَح ُدثُ في دُورِ البِغاءْ
***
.ليسَ ِمنَا هؤلء
ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه
عنّا
..أو باعُوهُ َ
َلمْ نُبايعْ أَحَداً من ُهمْ على البَيعِ
حقّ الشّراءْ
.ول ِبعْناَ لَ ُهمْ َ
فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِن ُهمُ الّلغْوَ
َ .وسَلّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ
ص ْف َقتُنا
:وَلَنا َ
سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلفاً
197
و َنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً
ستَوفي عَن القَطرةِ ..طُوفانَ دِماءْ
! َونَ ْ
***
أيُها الباغي شَ ِه ْدتَ النَ
.كيفَ اعتق َلتْ جَيشَكَ رُوحُ الشّهداءْ
ج ْرحَ الكبرياءْ
وَفَهِمتَ النَ جدّا أنّ ُ
شفَةٌ تَصرُخ أنّ العَيشَ والموتَ سواءْ
َ .
وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى
لَنا عِشرونَ دَرْساً
ضَمّها عِشرونَ طِر سا
ُكتِبتْ بال ّدمِ والح ْقدِ بأقلمِ العَناءْ
سَوفَ نتلوها غَداً
! فَوقَ البَغايا هؤلءْ
تـطـبـيـق عـمـلـي
كلّ ما يُحكى عنِ القَ ْمعِ هُراءْ
أينَ ُكنّا ؟
أينَ ُكنّا ؟
وجميعُ النّاسِ
لحظةً .
أينَ ُكنّا ؟
لمنِ الدّور ؟
ح ْزبِ ،
هذا مُر َفقُ ال ِ
طبْ )
حَسناً ُ ( ...
خ ْتمُ ..تَفضّلْ
ها هوَ ال َ
شـروطـ
السـتـيـقـاظـ
_ أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِما َمهْ .
مربوطةً مثلي
جِراحُها
و َنوْحُها
و ا أ َسَفا يا سَيّدي
خل
دود ال َ
شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !
203
صبْحا ً،
يَشحذُ سيفَ الظّا ِلمِ ُ ،
طقُ صَمْتاً
يَن ِ
كَيل ُي ْقفَلْ !
يَحيا مَوتاً
كيل يُقتلْ !
خلِ مَلغومْ !
وهوَ منَ الدّا ِ
**
نحن بالخدمة
قَلْ جاءَنا الطّغيانُ ،بالصّدفَةِ ،مِنْ غَيمَهْ
قُلها
أنيابهُ الضّخْمَةْ
**
حدٌ
ل يَستَطيعُ وا ِ
ح ْكمَهْ
حُكمَ المليينِ إذا لمْ يَقبلوا ُ
ويستطيعُ عِندما
**
لكنني
عوَتي
أخافُ أنْ َي ْقبَلَ ربّي د ْ
فَتهلِكَ المّةْ !
هذا هو السبب
سَمّمتَ باللّوم دَمي .
ستَحبْ .
ذلكَ قولٌ ُم ْ
ذلكَ ما ل يَنبغي
جبْ .
ذلكَ مِمّا قدْ وَ َ
طبْ
ما القصدُ مِنْ هذي الخُ َ
شعْري كُلّهُ
نعم ..و ِ
سبْ .
ش ْتمٍ َو َ
ليسَ سِوى َ
جبْ ؟!
وما العَ َ
طبْ
خنَقوها بالحَ َ
إنْ َ
خ َت ِنقٌ
وإنني مُ ْ
غضَبي
حدّ التِهامي َ
َ
ضبْ !
غ َ
مِنْ فَرْطِ ما بي منْ َ
أسفَلُها رأسٌ
وأعلها َذ َنبْ !
كيف تأتينا
النظافة ؟
العِرافَةْ
جثّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة
ُ
بينَ سِجْنٍ وَقَرا َفةْ .
والحَصافَةْ
غفْ َوةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة !
َ
والصّحافَةْ
خِ َرقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلفَةْ
والرّها َفةْ
خَلْطَةٌ منْ أصدقِ ال ِك ْذبِ
ومنْ أفضَلِ أنواعِ السّخَا َفةْ .
والمُذيعونَ ...خِرافٌ
والذاعاتُ ..خُرافَهْ
ستَنيرينَ
وعُقولُ ال ُم ْ
صناديقُ صِرا َفهْ !
كيفَ تأتينا النّظافةْ ؟!
**
ضبَ الُ علينا
غ ِ
َ
َودَه ْتنَا ألفُ آفةْ
مُنذُ أبدَ ْلنَا المَراحيضَ لدينا
بِوِزاراتِ الثّقافَ ْة !
209
جناية
..وفجأةً ،يا سيدي ،توقفَ الرسالْ .
..واعتقلوا تِلفازَنا !
منافسة !
أُعلن الضرابُ في دُورِ البِغاءْ .
البغايا ُقلْنَ :
َلمْ يبقَ لنا منْ شرفِ المِهنةِ
إلّ أل دّعاءْ !
إننا مهْما اتّسعْنا
ضاقَ بابُ الرّزقِ
سقِ الشّركاءْ .
منْ زَحمةِ ِف ْ
أبغايا نحنُ ؟!
كلّ ..أصبحتْ مِهنتُنا َأ ْكلَ هَواءْ .
حمَ الُ زماناً
رَ ِ
كانَ فيهِ الخيرُ مَوفوراً
وكانَ العِهْرُ مَقصوراً
جنْسِ النِساءْ .
على ِ
ما الذي نَص َنعُهُ ؟
ما عادَ في الدنيا حَياءْ !
كلما جِئنا ِل َمبْغى
فتحَ الوغادُ في جانبهِ َمبْغى
َوسَمّوهُ :اتّحاد ا ُلدَباءْ !
211
الحاكم الصالح
وصفوا لي حاكماً
لم يَقترفْ ,منذُ زمانٍ ,
فِتنةً أو مذبحهْ !
لمْ ُي َك ّذبْ !
لمْ يَخُنْ!
لم يُطلقِ النّار على مَنْ ذمّهُ !
لم َي ْنثُرِ المال على من َمدَحَهْ !
لم يضع فوق َفمٍ دبّابة!
لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ!
لمْ يَجُرْ!
لمْ يَضطَ ِربْ !
لمْ يختبئْ منْ شعبهِ
خلفَ جبالِ أل سلحهْ !
هُوَ شَعبيّ
ومأواهُ بسيطٌ
ِمثْلُ مَأوى الطّبقاتِ الكادِحَةْ !
***
زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحةْ
حةْ !
...وَقَرأتُ الفاتِ َ
212
حقوق الجيرة
جاري أتاني شاكياً من شدّة الظّلمِ :
َتعِبتُ يا عَمّي
كأنّني أّعمل أسبوعَينِ في اليومِ!
في الصّبحِ فرّاشٌ
وبعد الظّهرِ َبنّاءٌ
وبعدَ العصرِ نَجّارٌ
وعندَ اللّيل ناطورٌ
وفي وقت فراغي مُط ِربٌ
صمّ !
في مَعهدِ ال ّ
غمَ هذا فأنا
ورَ ْ
مُنذ شهورٍ لم أ ُذقْ رائحةَ اللّحمِ
جِئتُكَ كي ُتعِينني
خشْمي
قُلتُ :على َ
قالَ :خَ َلتْ وظيفةٌ
شغَلَها ...لكنّني أُ ّميْ
أَ َودّ أنْ أ ْ
أُريدُ أنْ تَك ُتبَ لي
وشايةً عنكَ
وأنْ تَختِمَها باسمي !!!
213
مفقودات
زارَ الرئيسُ المُؤتمنْ
حيّنا
وحينَ زارَ َ
يا سيدي
وأين منْ
يا سيدي
حزَنْ :
قال الرئيسُ في َ
وأينَ مَنْ
معذرةً يا سيدي
جرأة
ُ
قلتُ للحاكمِ :هلْ أنتَ الذي أنجبتنا ؟
قال :كل
قال :كل
قضاء
الخراطيمُ وأيدي ونعالُ المخبرينْ
شريكاً للذينْ
بهدوءٍ ورويهْ
مجهود حربي
لبي كانَ معاشٌ
وما يبقى
لغوثِ اللجئينْ
َفتَلينْ
شقّينِ :
فانشقّتْ فلسطينُ إلى ِ
للثوّار :فِلسٌ
ولسرائيلَ :طِينْ !
و حده
والذيلُ في اليابان !
ـ أتقثد ُونَني ؟
ـ قل ،هل عذبوك ؟
ـ بشّركَ الرحمن
لكننا في قلقٍ
221
ن !!!.
وثالثاً :أنا هو الحِثا ْ
222
الـمـعـجزة
ماتَ خالي !
هكــــذا !
خللَ العتقالِ !
ماتَ خالي
فدفناهُ
حـبـيـب الـشعـب
صورةُ الحاكمِ في كلّ اتّجاهْ
في المقاهي
في الملهي
في الوزاراتِ
وفي الحارات
والباراتِ
والسواقِ
والتلفازِ
والمسرحِ
والمبغى
سمٌ
با ِ
224
في بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !
مُشرقٌ
عمٌ
نا ِ
صادحٌ
شفَاهْ !
ومنزوعِ ال ّ
سالمٌ
باللفِ ،يومياً
بدعوى الشتباهْ !
* * * *
صورةُ الحاكم في كُلّ اتّجاهْ
حيّاً
أنّه لمّا يَزَلْ َ
حيـثـيـات
السـتـقـالـة
ـ ل ترتكبْ قصيدةً عنيفةْ
طبْطَبهً خفيفةْ
طبْ على أعجازِها َ
طبْ َ
َ
ن شئتَ أنْ
إْ
ـ ( ما باعنا ) ...كافيةٌ
ل تذكُرِ الخليفةْ
* وهاهُنا
ـ ل تَنفعِلْ
ليستْ زِنى
***************
أيتها الصَحيفةْ
وكِذبتي
أيتُها الصحيفةْ
تمسّحي ِبذُلّةٍ
و ا نطر حي بِرهبَةٍ
وانبطحي بِخِيفَةْ
أمّا أنا
خطـة
حينَ أموتْ
وتقومُ بتأبيني السّلطةْ
ويشيّعُ جثماني الشرطةْ
سبْ أنّ الطاغوت
ل تَحْ َ
قد كرّمني
جبَروتْ
بل حاصرني بال َ
وتبعني حتى آخرِ نقطهْ
كي ل أشعْرَ أني حُرّ
حتى وأنا في التابوتْ !!
228
الحافـز
مائتا مليونِ نملهْ
لكنْ .....
الوسـمـة
شاعرُ السّلطة ألقى طَبقهْ
وتناولتُ التياعي
حلّى بالنياشينِ
شاعرُ السّلطةِ َ
الناس للناس
أمّ عبدِ ال ثاكلْ
فاضلُ اغتيلَ
كيف ماتتْ ؟
وشقيقي خائنٌ
سيموتون قريباً
وأنا ؟
بالطبعِ راحلْ
بتقريرٍ مماثلْ
أمير المخبرين
تهتُ عنْ بيتِ صديقي
فسألتُ العابرين
ْ
قيلَ لي امشِ يَساراً
سترى خلفكَ بعضَ المخبرينْ
الـرقـيـب
قالَ ليَ الطبيبْ :
خُذ نفساً
فكدتُ ـ من فرط اختناقي
بالسى والقهر ـ أستجيبْ
لكنني خشيتُ أن يلمحني الرقيبْ
وقال :ممّ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنني خشيتُ أن يسمعني الرقيبْ
وعندما حيّرتهُ بصمتيَ الرهيبْ
وجّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاولَ رفعَ هامتي
لكنني خفضتها
ولذتُ بالنحيبْ
قلتُ له :معذرةً يا سيدي الطبيبْ
أودّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنني
ب!
أخافُ أنْ ..يحذفهُ الرقي ْ
234
صـدمـة
شعرتُ هذا اليوم بالصدمةْ
حكمـهْ
أبا العوائد
قرأتُ في الجرائدْ
بين الطلل
أضم في القلب أحبائي أنا
و القلب أطلل
أخدعني
عجائب
إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو َأنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي َثمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاس
يموتونَ بِطاعـونِ ال َقَلمْ
أو أنا أ ْبصَـرتُ (ل) واحِـ َدةً
وسْـطَ مليينِ ( َنعَـمْ)
أو أنا شاهَدتّ فيها سـاكِناً
حرّك فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
عشْـتُ كريماً مُطمئنّا آمِنـا
أو أنا ِ
فأنا -ل ريبَ -مجْنـونٌ
و إلّ ..
فأنا لستُ أنا !
238
دور
أَعْلَـمُ أنّ القافيَـةْ
ل تستَطيعُ وَحْـدَها
عرْشِ ألطّاغيـةْ
إسقـاطَ َ
ضيَـةْ
ضتْ عليهِ القا ِ
وا ْنقَـ ّ
جلْـداً جاهِـزاً
يكـونُ ِ
القتيل المقتـول
بينَ بيـنْ .
فالمَدافِـعْ
والمَدافِـعْ
طرْفَـةِ عينْ.
واقِـفٌ ،والمَوتُ في َ
أيـنَ يمضـي ؟
طفْلـي
َقتَـلَ الحاكِـمُ ِ
َمرّتيـنْ
240
الدّجـى داجٍ
والمَهالِكْ
ودمعـي
الدولـة
قالت خيبر:
شبران… و ل تطلب أكثر.
ل تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي…
الشرطة في الشبر اليمن
و المسلخ في الشبر اليسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ و انحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
242
المتكتم
ألقيت خطاباً في النادي،
……… !
جارك سلّم.
ي سلم
فصرخت به :أ ّ
ل تتكتّم.
ل تتكلّم ؟
***
جواز
قال :إلهي… إنني لم أحفظ السنة
و لم أقدم لغدي
و ألف أ لف مرةٍ
وقعت في الفتنة.
لكنني…
من حب أمريكا
حوار وطني
دعوتني إلى حوار وطني…
كان الحوار ناجحاً…
أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.
رشحتني.
قلت لعلّي هذه المرة ل أخدعني.
لكنّي وجدت أنّني
لم أ نتخبني
إنما إ نتخبتني !
لم يرضني هذا الخداع العلني.
عارضتني سراً
و آ ليت على نفسي أن أسقطني !
لكنني قبل إ ختما ر خطتي
وشيت بي إليّ
فاعتقلتني !
***
الحمد ل على كلّ…
فلو كنت مكاني
ربّما أعدمتني !
246
مزايا و عـيـوب
نبح الكلب بمسئول شؤون العاملين:
لهثٌ في كل حين.
تقويم إجمالي
سألت أستاذ أخي
عن وضعه المفصّل
فقال لي :ل تسألْ.
أخوك هذا فطح ْل !
حضوره منتظم
سلوكه محترم
تفكيره مسلسلْ.
لسانه يدور مثل مغزلْ
و عقله يعدل ألف محمل.
ناهيك عن تحصيله…
ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟
كلّ… أخوك أكمل.
ترتيبه ،يا سيدي ،يجيء قبل الول !
و عنده معدّل أعلى من المعدل !
لو شئتها بالمجمل
أخوك هذا يا أخي ليس له
مستقبل !
248
شموخ
في بيتنا
جذع حنى أيامه
و ما انحنى.
فيه أنا !
علمة الموت
يوم ميلدي
تعلقت بأجراس البكاء
فأفاقت حزم الورد ,على صوتي
و فرت في ظلم البيت أسراب الضياء
و تداعى الصدقاء
يتقصون الخبر
ثم لما علموا أني ذكر
أجهشوا ...بالضحك ,
قالوا لبي ساعة تقديم التهاني
يا لها من كبرياء
صوته جاوز أعنان السماء
عظم ال لك الجر
على قدر البلء.
249
العهد الجديد
كان حتى أل كتئاب
غارقا في أل كتئاب
فجميع الناس في بلدتنا
بين قتيل و مصاب
و الذي ليس على جثته بصمه ظفر
فعلى جثته بصمه ناب
كلنا يحمل ختم الدولة الرسمي
من تحت الثياب
** **
ذات فجر
مادت الرض
و ساد أل ضطراب
و إ ستفز الناس من مراقدهم
صوت مجنزر
تم ترم ال أكبر
تم ترم ال أكبر
إ نقل ب
تم ترم تم
و ا نتهى عهد الكلب
** **
بعد شهر
250
لم نعد نخرج للشارع ليل
لم نعد نحمل ظل
لم نعد نمشي فرادى
لم نعد نملك زادا
لم نعد نفرح بالضيف
إذا ما دق عند الفجر باب
لم يعد للفجر باب
** **
فص ملح الصبح
في مستنقع الظلمة ذاب
هذه النجم أحداق
و هذا البدر كشاف
و هذه الريح سوط
و السماوات نقاب
تم
ترم
تم
كلنا من آدم نحن
وما آدم إل من تراب
فوقه تسرح ...قطعان الذئاب
251
الجريمة و
العقاب
مرة ,قال أبي
إن الذباب
ل يعاب
إنه أفضل منا
فهو ل يقبل منا
و هو ل ينكص جبنا
و هو إن لم يلق ما يأكل
يستوف الحساب
ينشب الرجل في الرجل
و العين
و اليدي
و يجتاح الرقاب
فله الجلد سماط
و دم الناس شراب
** **
مرة قال أبي
لكنه قال و غاب
252
إصلح زراعي
قرر الحاكم إصلح الزراعة
عين الفلح شرطي مرور
و ا بنة الفلح بياعة فول
و ابنه نادل مقهى
في نقابات الصناعة
و أخيرا
عين المحراث في القسم أ لفو لو كلوري
و الثور مديرا للذاعة
****
قفزة نوعية في أل قتصاد
أصبحت بلدتنا الولى
بتصدير الجراد
و بإنتاج المجاعة
254
مـرسـوم
نحن لسنا فقراء
بلغت ثروتنا مليون فقر
و غدا الفقر لدى أمثالنا
و صفا جديدا للثراء
وحده الفقر لدينا
كان أغنى الغنياء
** **
بيتنا كان عراء
و الشبابيك هواء قارس
و السقف ماء
فشكونا أمرنا عند ولي المر
فأغتم
و نادى الخبراء
و جميع الوزراء
و أقيمت ندوة و ا سعة
نوقش فيها وضع إ ير لندا
و أنف ا لجيو كندا
و فساتين اميلدا
255
و قضايا هو نو لو لو
و بطولت جيوش الحلفاء
ثم بعد الخذ و الرد
صباحا و مساء
أصدر الحاكم مرسوما
بإلغاء الشتاء!
تـبـلـيـط
ر صفوا البلدة ,يوما
بالبلط
ثم لما و ضعوا فيه المل ط
منعوا أي نشاط
فا لتزمنا الدور
حتى يتأتى للمل ط
زمن كاف لكي يلصق جدا
با لبل ط.
256
الرحمة فوق
القانون
ذات يوم
الموجز
ليس الناس في أمان
ليس للناس أمان
نصفهم يعمل شرطيا لدى الحاكم
...و النصف مدان
257
تـوبـة
صاحبي كان يصلي
دون ترخيص
و يتلو بعض آيات الكتاب
كان طفل
و لذا لم يتعرض للعقاب
فلقد عزره القاضي
....و تاب.
يـقـظـة
صباح هذا اليوم
ياليتنى كنت
معي
أصابعي تفر من أصابعي
و أدمعي حجارة تسد مجرى أدمعي
و خلف سور أضلعي
مجمرة تفور بالضرام
تحمل في ثانية كلم ألف عام
لكنني بيني و بيني تائه
فها أنا من فوق قبري واقف
و ها أنا في جوفه أنام
وأحرفي مصلوبة بين فمي و مسمعي
ما أصعب الكلم
ما أصعب الكلم
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام
يا ليتني مثلي أنا أقوي على القيام
حيران بين موقفي و مضجعي
يا ليتني ...كنت معي
259
الصدى
صرخت :ل
من شدة اللم
لكن صدى صوتي
خاف من الموت
فارتد لي :نعم
خطاب تاريخي
رأيت جرذاً
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الوساخ بالعقاب
وحوله
يصفق الذباب !
260
فقاقيع
تنتهي الحرب لدينا دائماً
إذ تبتدئ
بفقاقيع من الوهام تر غـو
فوق حلق المنشد
(( تم ترم ..ال أكبر
فوق كيد المعتدي ))
فإذا الميدان أسفر
لم أجد زاوية سالمة في جسدي
ووجدت القادة (( الشراف )) باعوا
قطعة ثانيةً من بلدي
وأعدوا ما استطاعوا
من سباق الخيل
و (( الشاي المقطر ))
وهو مشروب لدى الشراف معروف
ومنكر
يجعل الديك حماراً
وبياض العين أحمر
***
بلدي ...يا بلدي
شئت أن أكشف ما في خلدي
261
شئت أن أكتب أكثر
شئت ...لكن
قطع الوالي يدي
و أنا أعرف ذنبي
إنني
حاجتي صارت لدى كلبٍ
و ما قلت له :يا سيدي
262
بحث في معنى
اليدي
أيها الشعب
لماذا خلق ال يديك؟
ألكي تعمل؟
ل شغل لديك.
ألكي تأكل؟
ل قوت لديك.
ألكي تكتب؟
ممنوع وصول الحرف
حتى لو مشى منك إليك!
أنت ل تعمل
إل عاطلً عنك..
ول تأكل إل شفتيك!
أنت ل تكتب بل تُكبت
من رأسك حتى أ خمصيك!
فلماذا خلق ال يديك؟
أتظن ال -جل ال -
قد سوّاهما..
حتى تسوي شاربيك؟
أو لتفلي عا رضيك؟
263
حاش ل..
لقد سواهما كي تحمل الحكام
من أعلى الكراسي ..لدنى قدميك!
ولكي تأكل من أكتافهم
ما أكلوا من كتفيك.
ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم
ملحمة أكبر مما كبتوا في أ صغر يك.
هل عرفت الن ما معنا هما؟
إ نهض ،إذن.
إ نهض ،وكشر عنهـما.
إ نهض
ودع كُلك يغدو قبضتيك!
نهض النوم من النوم
على ضوضاء صمتي!
أيها الشعب وصوتي
لم يحرك شعرة في أذنيك.
أنا ل علة بي إل كَ
ل لعنة لي إل كَ
إ نهض
لعنة ال عليك!
264
أجب عن أربعة
أسئلة فقط
-ما هو رأيك في الماشين
من خلف جنازة (ر ا بين)
-طلبوا الجر على عادتهم
ولقد ذهبوا،
ولقد عادوا..
مأجورين!
-ماذا سأقول لمسكين
يتمنى ميتة ( ر ا بين)؟
-قل :آمين!
-كيف أواسي المرزوئين
بوفاة أخيهم (ر ا بين)؟
-إ مزح معهم.
إ مسح بالنكتة أدمعهم.
إ رو لهم طرفة تشرين
دغدغهم بصلح الدين.
ضع في الحَطّةِ كل الحِطّة
واستخرج أرنب حطين!
-هاهم يبكون لر ا بيـن
ِلمَ َلمْ يبكوا لفلسطين؟!
265
-لفلسطين؟
ماذا تعني بفلسطين؟!
الحل
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة…
و أرحت الشعب مما أثقله…
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء…
و للقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
و عن سر العناء…
و لقاطعت جميع السئلة…
و قرأت البسملة…
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…
266
الولد
رئيسنا كان صغيراً ،و ا نفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
تبحث في كل البلد.
قيل لها ل تجزعي
فلن يضِلّ للبد.
إن كان مفقود ك هذا طاهرا
وابن حلل ..فسيلقاه أحد.
صاحت :إذن ..ضاع الولد!
267
المتهم
كنت أمشي في سلم…
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
ل أصيخ السمع
ل أنظر
ل أبلع ريقي…
ل أروم الكشف عن حزني…
و عن شدة ضيقي…
ل أميط الجفن عن دمعي.
و ل أرمي قناع البتسام
كنت أمشي… و السلم
فإذا بالجند قد سدوا طريقي…
ثم قادوني إلى الحبس
و كان التهام…:
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلم
قبل عام…
ثم بعد البحث و الفحص الدقيق…
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
على جار صديقي…!
268
الهارب
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ…
يحيط بي في منزلي
يرصدني في عملي
يتبعني في الدربْ…
ففي بلد العرب
كلّ خيالٍ بدعةٌ
و كل فكرٍ جنحةٌ
و كل صوت ذنبْ…
هربت للصحراء من مدينتي
و في الفضاء الرحبْ…
صرخت ملء القلبْ…
إ لطف بنا يا ربنا من عملء الغربْ…
إ لطف بنا يا ربْ…
سكتّ… فارتد الصدى:
خسئت يا ابن الكلبْ…!
269
أدوار الستحالة
oمراحل استحالة البعوضة:
بويضة.
دو يبةٌ في يرقة
عذراء وسط شرنقة.
بعوضةٌ كاملة
… ثم تدور الحلقة.
oمراحل استحالة المواطن:
بويضة
فنطفة معلّقة
فمضغةٌ مخلّقة
فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة
فكتلة طرية بلفةٍ مختنقة
فكائن مكتمل من أهل هذي المنطقة.
فتهمة بالسرقة
أو تهمة بالزندقة
أو تهمة بالهر طـقة
فجثة راقصة تحت حبال المشنقة
و حولها سرب من البعوض
يغوص وسط لحمها
و يرتوي من دمها
271
و يطرح البيوض.
و للبيوض دورة استحالة موفقة:
بويضة
دويبة في يرقة
عذراء وسط شرنقة
بعوضة كاملة…
حفلة شنقٍ لحقة
… ثم تدور ( الحلقة ) !
احتمالت
ربما الماء يروب،
ربما الزيت يذوب،
ربما يحمل ماء في ثقوب،
ربما الزاني يتوب،
ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب،
ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب،
.إنما ل يبرأ الحكام في كل بلد العرب من ذنب الشعوب
272
إسـتغـاثـة
الناس ثلثةُ ا مـوا ت
في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))
والثاني تقتله (( إسرائيل ))
والثالث تقتله (( عربا ئيل ))
وهي بلد
تمتد من الكعبة حتى النيل
وال إ شتقنا للموت بل تنكيل
وال اشتقنا
واشتقنا
ثم اشتقنا
أنقذنا ...يا عزرائيل
274
إرادة الحيـاة
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فل بد أن يُبتلى (( بالمرينز ))..
ول بد أن يهدموا ما بناه
ول بد أن يخلفوا (( النجليز ))
ومن يتطوع لشتم الغزاة
يُطوع بأولد عبد العزيز
فكيف سيمكن رفع الجباه
وأكبر رأس لدى العرب طيـ ...؟!
صـورة
لو ينظر الحاكم في المرآة
لمات
وعنده عذر إذا لم يستطع
تحمل المأ ساه!
275
تـفـاهـم
علقتي بحاكمي
ليس لها نظير
تبدأ تم تنتهي ..
براحة الضمير
متفقان دائماً
لكننا
لو وقع الخلف فيما بيننا
نحسمه في جدل قصير
أنا أقول كلمة
وهو يقول كلمة
وإنه من بعد أن يقولها ...
يسير
وإنني من بعد أن أقولها ...
أسير !
276
القصيدة
المقبولة
ـ أكتب لنا قصيدة
ل تزعج القيادة
().........
ـ تسع نقاط ؟؟!
ما لذي يدعوك للزيادة ؟
().......
سبع نقاط ؟؟!
لم يزل شعرك فوق العادة
().....
ـ خمس نقاط ؟؟!
عجب ًا !
هل تدعي البلدة ؟
) ( .
ـ واحـــدة ؟!
عليك أن تحذف منها نقطة
إ حذف
فل جدوى من أل سها ب والعادة
) (
ـ أحسنت
277
هذا منتهى اليجاز والفادة !!
السيدة والكلب
يا سيدتي . .هذا ظلم !
كلب يتمتع باللحم
وشعوب ل تجد العظم !
كلب يتحمـم بالشامبو
وشعوب تسبح في الدم !
كلب في حضنك يرتاح
يمتص عصير التفاح
وينال القُبلة بالفم !
وشعوب مثل الشباح
تقتات بقايا الرواح
وتنام با ثناء النوم !
? Who are they
قومي
Do not mention them
قومك هم أولى بالذم
وبحمل الذلة والضيم
هذا ظلم يا سيد تي
أين الظلم ؟؟
ومن المتلبس بالجرم ؟!
أنا دللت الكلب ولكن . . .هـــم
أعطوه مقاليد الحكم!
278
مــبــارزة
لو كان في حكامنا شجاعـة
فليبرزوا لي واحداً فواحداً
صرخة بل صدى !
لو كان . .ما كان
لمسى خبراً في ا لـمـبتـد ا
فالكل قواد
تلقى الدرس في مبغى العدى
ثم دعوه ( قائداً )
وهيأ و ا مقعده
ليمتطينا أبداً
يحرس نفطنا لهم
ويحرسون المقعد ا !
280
لفت نظر
السلطان
ل يمكن أن يفهم طوعاً
أنك مجروح الوجدان
بل ل يفهم ما الوجدان !
السلطان مصاب دوماً
بالنسيان وبالنسوان
مشغول حتى فخذيه
ل فرصة للفهم لديه
ولكي يفهم
ل بد ببعض الحيان
أن تُـسعفه بالتبيان
أن تقرصه من أذنيه
وتعلقه من رجليه
وتمد أصابعك العشرة في عينيه
وتقول له :حان الن
أن تفهم أني إنسان
يا ...حيوان !
281
إ حفروا القبر
عميقاً
مــم نخشى ؟
***
مــم نخشى ؟
أبصرُ الحكام أعمى
أكثر الحكام زهداً
يحسب البصقة قِرشا
أطول الحكام سيفاً
يتقي الخيفة خوفاً
ويرى ا لل شئ وحشا !
أوسع الحكام علماً
لو مشى في طلب العلم إلى الصين
282
شـيخان
ذاك شيخٌ فوق بئر ٍ
مطرق مثلَ ا ل ماء
رأسه أدنى من الرض
لفرط ا لنحناء
بئره نارُ حريقٍ لهاليه
ونورٌ لظلم الغرباء
وزمام المر في كفيه
معقود على ملء وتفريغ الدلء
****
ذاك شيخٌ فوق بئر ٍ
مُفعم بالكبرياء
رأسه الشامخ أسمى
من سماوات السماء !
بئره قبرٌ عميقٌ ل عاديه
وري ل ها ليه ا لـضـماء
وزمام المر في كفيه
معقود على النماء أخذاً وعطاء
السـفـيـنـة
هذي البلد سفينةٌ
والغربُ ريحٌ
والطغاةُ همُ الشراع !
والراكبونَ بكل ناحيةٍ مشاع
إن أذعنوا . .عطشوا وجاعوا
وإذا تصدوا للرياحِ
رمت بهم بحراً . .وما للبحر قاع
وإذا ابتغوا كسر الشراع
ترنحوا معها . .وضاعوا
****
د عهم
فإن الراكبين هُـمُ الفرائسُ . .والسباعُ
د عـهـم
فلو شا و ؤ ا التحرر لستطاعوا
هم ضائعون لنهم
لم يدر سوا علم الملحة
هم غارقون لنهم
الواحد في الكل
مُخبرٌ يسكنُ جنبي
مُخبرٌ يلهو بـجـيـبـي
مُخبرٌ يفحصُ عقلي
مُخبرٌ ينبشُ قلبي
مُخبرٌ يدرسُ جلدي
مُخبرٌ يقرأُ ثوبي
مُخبرٌ يزرعُ خوفي
مُخبرٌ يحصدُ رعبي
مُخبرٌ يرفع بـصـما ت يقيني
مُخبرٌ يبحثُ في عينات ريـبـي
مُخبرٌ خارجَ أكلي
مُخبرٌ داخلَ شُربي
مُخبرٌ يرصد بيتي
مُخبرٌ يكنسُ دربي
مُخبرٌ في مخبرٍ
من منبعي حتى مصبي !
مُخلصاً أدعـوك ربي
ل تعذبهم بذنبي
فإذا أهلكتهم
كيف سأ حيا . . .دون شعبي ؟!
288
الـوصـايـا
()1
()2
289
()3
()4
عند إفطاركَ
ل تشرب سوى كوبِ اللبن
قَـدحُ البُن مُنبه
فتجنبهُ إذن !
قَـدحُ الشاي مُنبه
فتجنبهُ إذن !
يا صديقي
كلُ شخصٍ مُتنبه
290
()5
لك في المطبخ ِ آل ت
تُثيرُ ال رتيا ب
إ نتزع اُ نبو بة الغاز ِ
و ل تنسَ السكاكينَ ,و أعواد الثقاب
وسفا فيدَ الكباب
رُبما تطبخُ شيئاً
وتفوح ُ الرائحة
ما الذي تفعله ُ لو ضبطوا
عندك َ هذي السلحة ؟!
هل تُـرى تـُقـنعهم
أ نك مشغولٌ بإ عداد ِ طبـيـخ ٍ
ل بإ عدادِ انقلب ؟!
()6
قبل أن تخرج
د ع رأسك في بـيـتـك
من باب ِ الحذر
يا صديقي
في بلد العـُرب أضـحـى
291
كلُ راس ٍ في خطر
ما عدا راسَ الشهر !
()7
()8
()9
أ غلق ِ السمعَ
ول تُصغِ لبواق ِ الخيانة
ليسَ في التحقيق ِ ذُلٌ
أو عذابٌ ,أو إهانة
أنت في التحقيقِ موفورُ الحصانة
رُبما يشتمك الشرطيُ
من باب (( الـمـيا نه ))
هل تُسمي ذلكَ اللُـطفَ إهانة ؟!
( ) 10
ل تمُت مُنتحراً
ل تُسلم ِ الروحَ لعزرائيل
في وقت ِ الوفاة
ليس من حقك
أن تختار نوعية َ أو وقت َ الممات
انتبه
ل تتدخل في اختصاص ِ السُـلُـطات !!!
293
صلة في سـو
هـو
أبصرتُ في بيت ِ الحرام ِ
خليفة َ ( البيت ِ الحلل )
مُتخففاً من لبسه ِ زُهداً
فليس عليهِ من كُـلّ الثياب ِ
سوى العِقال ِ !
و لو اقتضى حُكمُ الشريعة ِ خلعَـهُ
لرمى به ِ
لـكـنـهُ . .شرفُ الرجال ِ!
ورأيتُهُ يتـلو على سَـمـع الموائد ِ
ما تيسّـر من للي
من بعدما صَلى صلةَ السهو ِ
في (( سـو هـو ))
على سَجّادة ٍ مثـل ِ الغزال ِ
تنسابُ من فرط ِ الخشوع ِ
كـحـيـة ٍ فوق َ الرمال ِ !
تنأى
فيلهجُ بالدعاء ِ لها :
تعالي !
تدنو . .
294
َفيُشعِـ ُرهُ التُـقى با ل حول ل
ويرى عليها قِبلتين ِ
فقبلةً جهة َ اليمين ِ
وقبلةً جهة َ الشمال ِ
وته ُزهُ التـقـوى
فيسجدُ باتجاهِ القِـبلـتـيـنِ
فمرةً لل بتهال
ومرةً للهتبال !
لمّا رأى في مقلتي
شرر انفعالي
قطع الفريضةَ عامدا ً
وأجاب من قبل ِ السؤال ِ
على سؤالي :
قد حرم الُ الرّبا
لكنني رجلٌ
اُ وظفُ ( رأس مالي )
ما بين أجساد القِصارِ
وبين أجسادِ الطوال ِ !
يا صاح
إن ( الفتحَ ) منهجُنا الرسا لي !
أدري
بأن الفتح َ يُهلِكُ صِحتي
أدري
بأن السُهدَ يُذبلُ مُقلتي
لكنّ من طلبَ العُل
سَهِـرَ الليالي !!
295
حديقة الحيوان
في جهةٍ ما
من هذي الكرة الرضية
قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب
يحرسُهُ جُندٌ وحراب
فيه فهودٌ تؤمنُ بالحرية
وسباعٌ تأكلُ بالشوكة ِ والسكين
بقايا الدمغة ِ البشرية
فوقَ المائدةِ الثورية
وكلبٌ بجوارِ كلب
أذنابٌ تخبطُ في الماءِ على أذناب
وتُحني اللحيةَ بالزيت
وتعتمرُ الكوفية !
فيه ِ قرودٌ أفريقية
رُبطت في أطواق ٍ صهيونية
ترقصُ طولَ اليومِ على اللحان المريكية
فيه ذئاب
يعبدُ ربّ (( العرشِ ))
وتدعو الغنام إلـى ال ِ
لكي تأكُـلها في المحراب
296
فيه ِ غرابٌ
ل يُشبههُ في الوصافِ غـُراب
(( أيـلـولـي )) الريشِ
يطيرُ بأجنحة ٍ ملكيه
ولهُ حجمُ العقرب
لكن له صوتَ الحية
يلعنُ فرخَ (( النسر ِ))
بـكـلّ السُبـل ِ العلمية
ويُقاسمُهُ ــ سِـراً ــ بالسلب
ما بين خراب ٍ وخراب
فيه ِ نمورٌ جمهوريّة
وضباعٌ د يمقـراطية
وخفافيشٌ دستوريه
وذبابٌ ثوريٌ بالمايوهات (( الخا كية ))
يتساقطُ فوق العتاب
ويُناضـلُ وسط الكواب
(( ويدُ قُ على البواب
وسيفـتـحُـها البواب )) !
قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب
ل يُسمحُ لل نسانية
أن تد خُـلـهُ
فلقد كتبوا فوق الباب :
(( جامعةُ الدول ِ العربيّة )) !!
297
مكسب شعبي
آبارُنا الشهيدة
تنزفُ ناراً ودماً
للمم البعيدة
ونحن في جوارها
نُط ِعمُ جوعَ نارها
لكننا نجوع !
ونحملُ البردَ على جُلودنا
ونحملُ الضلوع
و نستضئُ في الدُجى
بالبدر والشموع
كي نقرأ القُرآنَ
والجريدةَ الوحيدة !
****
حملتُ شكوى الشعبِ
في قصيدتي
لحارس ِ العقيدة
وصاحب ِ ا لجللهِ الكيدة
قلتُ له :
شعبُكَ يا سيدَنا
صار (( على الحديدة ))
شعبُكَ يا سيدَنا
299
تهرأت من تحته ِ الحديدة
شعبُكَ يا سيدَنا
قد أكلَ الحديدة !
وقبلَ أن أفرغَ
من تلوة ِ القصيدة
رأيتُهُ يغرقُ في أحزانه ِ
ويذرفُ ا لد موع
****
وبعد َ يوم ٍ
صدرَ القرارُ في الجريدة :
أن تصرفَ الحكومةُ الرشيدة
لكلّ َربّ أسرة ٍ
. . .حد يد ةٌ جديدة !
حكمـة
قالَ أبي :
في آيَ قُطر ٍ عربي
إن أعلنَ الذكيُ عن ذكائه ِ
فهو غبي !
300
أنـشـودة
شعبُنا يومَ الكفاح
ولنا أنظمةٌ
لول العِـد ا
زَعَموا . .
فالرضُ زالت
. .وأمسى مزهرية
صُبحاً وعَشية
حسناً
نـمـور مـن
خشـب
قُتلَ (( السادات )) . .و(( الشاةُ)) هرب
يتهاوى
فالشعبُ لهب !
فعُقبى للبقايا
وكانَ يا ما كان
ويُعلنُ احتقارهُ
للشرطةِ السريةِ
جراحةُ رَسمية
زائدةٌ دودية !
305
اجتياحٌ أجنبي
•أنا من . . .
•أنا . . . . .
حربٌ دائرةٌ
•عُبوةٌ ناسفة
•طلقةُ قنا ص
•كمين
•طعنةٌ في الظهرِ
307
•ثأرٌ
•أنا . . .
•من . . .
•تلكَ ا لـ . . .
• . . .كُرة
أنا ل أهجو
عتُلّ وزنيم
سوى كُلّ ُ
غيرَ أنّي
****
لَتولتهُ الرقابة
خمسَ كلماتٍ
هي :
مـؤهـلت
تنطلقُ الكلبُ في مُختلفِ الجهات
بل مُضايقات
تَلهثُ باختيارها
تنبحُ باختيارها
بل مُضايقات !
بل مُضايقات
في أسفارها
بل مُضايقات
نهربُ من ظِللنا
مخافةَ انتهاكنا
حَظرَ التجمعات !
ونكسرُ المرآة
خوفَ المداهمات !
نهربُ من هروبنا
مخافةَ اعتقالنا
بتهمةِ الحياة !
ل تأملوا أن تعملوا
لدى المخابرات !
312
أمير !
**
أيُها اللصُ الصغير
فـبما ذا تستجير ؟
و لمن تشكو ؟
**
أيُها اللصُ الصغير
والكلبُ يسير !
314
بانحرافٍ في المزاج
باليمان هاج
فتيمم
أفرغوا في حلقهِ
قالَ َ :مسَاج !
. .وعينٌ من زجاج !
316
في جنازة
حسون
بالمسِ ماتَ جارُنا (( حسون))
وشيّعوا جُثمانَهُ
وأهلُهُ في أثرِ التابوتِ يندبون :
ويل هُ يا حسون
أهكذا يمشي بكَ الناعون
لحُفرةٍ مُظلمةٍ يضيقُ منها الضيق
ن تستفيق
وحي َ
يُحيطكَ المكّلون بالحسابِ
ثمّ يسألون
ثمّ يسألون
ثمّ يسألون
ويل ه ياحسون
وفي غمارِ حالةِ التكذيبِ والتصديقِ
هتفتُ في سَمع أبي :
هل يدخُلُ المواتُ أيضاً يا أبي
في غُرفِ التحقيقّ؟!
فقالَ :ل يا ولدي
لكنّهم
317
مختـارات مـن
نـصـوص أحـمد
مـطـر الـسـاخرة
318
فـيـلـم واقعـي
-------------------------------------------------------------------------------
قرّر كاتب السيناريو أن يصنع فيلماً واقعياً حقاً .وقرر الناقد السينمائي أن ينقد
.السيناريو نقداً واقعياً حقاً
.جلس الكاتب ،وجلس الناقد
(الكاتب( :منظر خارجي -نهار :الموظف يحمل أكياس فاكهة ،واقف يقرع باب بيته
الناقد :بداية سيئة .في الواقع ،ليس هناك موظف يعود إلى بيته نهاراً .ل بد له أن
يدوخ ا لد وخا ت السبع بين طوابير الجمعيات ومواقف ا لبا صات ،فإذا هبط المساء
وعاد إلى بيته -إذا عاد في هذا الزمن المكتظ بالمؤامرات والخونة -فليس إلّ مجنوناً
! ذلك الذي يصدّق أنه يحمل أكياس فاكهة
الواقع انّه مفلس على الدوام .وإذا تصادف انه أخذ رشوة في ذلك اليوم ،فالواقع أن
.الفاكهة غير موجودة في السوق
( .الكاتب( :منظر خارجي -ليل :الموظف يقف ليقرع باب بيته
الناقد :هذا أحسن..وإذا أردت رأيي فالفضل أن تُزوّده بمفتاح .ل داعي لقرع الباب في
هذا الوقت .ا نت تعرف أن قرع الباب -في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة -
يرعب أهل الدار ويجعل قلوبهم في بلعيمهم .الموظف نفسه لن يكون واقعياً إذا فعل
ذلك بأهله كلّ يوم .نعم..يمكنك التمسّك بمسألة قرع الباب ،على شرط أن تبدل
.الموظف بشرطي أو مخبر
319
لكاتب( :منظر خارجي -ليل:الموظف يضع المفتاح في قفل باب بيته ويدخل ا
)..لكن يا صديقي الناقد ،ما ضرورة هذا المنظر؟ إنه يستهلك ثلثين متراً
من الفيلم الخام بل فائدة .لماذا ل أضع الموظف في البيت منذ البداية ؟
الناقد :هذا ممكن ،لكن الفضل أن تُبقي على هذا المنظر .فالواقع ان جاره يراقب
أوقات خروجه وعودته ،وإذا لم يظهر عائداً ،وفي نفس موعد عودته كل يوم ،فإنك
تفترض أن تقرير الجار سيكون ناقصاً .وهذا في الواقع أمر غير واقعي ،بل ربما
.سيدعو الجار إلى اختلق معلومات ل أصل لها
(...الكاتب( :منظر داخلي -متوسط :الموظف يخطو داخل الممر
.الناقد :خطأ ،خطأ ..ينبغي أن يدخل مباشرة إلى غرفة النوم
! الكاتب :لكنّ هذا غير واقعي على الطلق
الناقد :بل واقعي على الطلق .أنت غير الواقعي .إنك تفترض دخول الموظف إلى
بيت ،وهنا وجه الخطأ .الموظف عادةً يدخل إلى وجر كلب .نعم .هذا هو الواقع .البيت
غرفة واحدة تبدأ من الشارع..دعك من أ د ونيس ،البيت ثابت لكنّه متحوّل .فهو غرفة
.النوم وهو المطبخ وهو حجرة الجلوس وهو ا لحو ش
الكاتب( :منظر داخلي -قريب :الموظف يخطو على أجساد أولده النائمين -تنتقل
الكاميرا إلى وجه الزوجة وهي تبدو واقفة وسط البيت "كلوز آب" تبدو الزوجة
...مبتسمة ،وعلى وجهها ا مارات الطيبة
(الزوجة :أهلً ..أهلً ..مساء الورد
الناقد :إ قطع ..بدأت بداية حسنة لكنك طيّنتها .في الواقع ليس هناك زوجات طيبات،
والزوجات أصلً ل يبتسمن ،خاصّة زوجات الموظفين..ثم ما هذا الحوار الذي مثل
!قلّته؟ مَن هذه التي تقول لزوجها أهلً ثم تكرر ال هلً ثم تشفع كل هذا بمساء الورد ؟
أيّة واقعيّة في هذا ؟ د عها تنهض من بين أولدها نصف مغمضة ،مشعـثة الشعر،
..بالعة نصف كلمها ضمن وجبة كاملة من التثاؤب ..ثم اتركها تولول كالمعتاد
الزوجة :هذا أنت؟ إ ييه ماذا عليك؟ الولد نا موا بل عشاء ،وأنت آتٍ في هذه)
(..الساعة ويداك فارغتان .مصيبتك بألف يا سنيّة
الكاتب :انظر ماذا فعلت..لو تركتني أزوّده بكيس واحد من الفاكهة على القل ،لما
.اضطرّ إلى مواجهة أناشيد سنيّة
الناقد :زوّده يا أخي .لكنك لن تكون واقعياً .ثم أن أناشيد سنيّة لن تنقص حرف ًا
واحداً..بل ستزيد .إن كيس الفاكهة ليس حذاءً جديداً لبنته التي تهرّأ حذاؤها ،ول هو
320
م صروفات الجامعة لبنه الكبر ،ول أجرة الرحلة المدرسية التي عجز ابنه
.الوسط عن دفعها حتى الن
الكاتب :يصعب بناء الحبكة المشوّقة بوجود مثل هذه المشاكل التي ل حلّ لها في
.الواقع
.الناقد :اجتهدْ..حاول أن تتخلّص من أولده قبل مجيئه
الكاتب :إنهم نائمون أصلً .ماذا أفعل بهم أكثر من ذلك ؟
الناقد :د عهم نائمين..ولكن في مكان آخر .في السجن مثلً .هذا منتهى الواقعيّة .ل
! يمكن أن يكونوا في هذا العمر ولم ينطقوا حتى الن بكلمة معكّرة لمن الدولة
.الكاتب :وماذا أفعل بسنيّة؟ إنّ ا نا شيدها ستكون أشدّ حماسةً في هذه الحالة
الناقد :اقتلْها بالسكتة القلبية..من الواقعي أن تموت الم الرؤوم مصدومةً باعتقال
.جميع أبنائها دفعةً واحدة
!الكاتب :ماذا يبقى من الفيلم إذن ؟
.الناقد :عندك الموظف
الكاتب :ماذا أفعل بالموظف ؟
الناقد :ل تفعلْ أنت..د َعْ جاره يفعل .تخلّصْ من الجميع بضربة واحدة .الزوجة في
ذمّة ال ،والموظف وأولده في ذمّة الدولة .ونصيحتي أن تقف عند هذا الحد .فإذا
.فكّرت أن تذهب أبعد من هذا فستلحق بهم
الكاتب :كأنّك تقول لي ضع كلمة (النهاية) في بداية الفيلم .أيّ فيلم هذا؟ ل يا أخي ،د
.عنا نواصل حبكتنا كما كنا ،وبعيداً عن السياسة
.الناقد :كما تشاء .واصل
(الكاتب( :كلوز -وجه الزوجة وهي غاضبة
الزوجة :هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الولد نا موا جائعين ،وأنت آتٍ كالبغل في مثل)
(هذه الساعة ويداك فارغتان كقلب أمّ موسى .مصيبتك سوداء يا سنيّة
(قطع -الكاميرا على وجه الزوج -يبدو هادئاً)
الموظف :ماذا أفعل يا عزيزتي؟ هذا قدرنا .الصبر طيّب .نامي يا عزيزتي .الصباح ر )
(باح
321
لناقد :هراء..هذا ليس موظفاً .هذا نبي ! بشرفك هل بإ مكانك أن تتحلّى بمثل ا
هذه الرقّة حين تختتم يومك الشاق بوجه سنيّة؟ إ نقل الكاميرا إلى وجه
...الموظف .كلوز رجاءً ،حتى أريك كيف تكون الواقعيّة
الموظف حانقاً يكاد وجهه يتفجّر بالدّم :عُدنا يا سنيّة يا بنت ا ل..؟ أكلّ ليلة تفتحين)
لي باب جهنم؟ أل يكفيني يوم كامل من العذاب؟ تعبت يا بنت السعا لي .تعبت .إ ذهبي
إلى الجحيم(يصفعها)إ ذهبي ..أنتِ طا لق طا لق طا لق .طا لق باللف .طا لق بالمليون
(..هه
و) الزوجة تتسع عيناها كمصائب الوطن العربي ،أو كذمّة الحكومات .وتصرخ:
(آآآآ ي ..وآآآآي
الكاميرا تنتقل إلى الولد .يستيقظون مذعورين على صوت ا مهم الحنون .يصرخ)
الولد .يزداد صراخ الموظف .قرع على الباب ولغط وراءه .تنتقل الكاميرا إلى الباب
لكنها ل تلحق ،الباب ينهد م تحت ضغط الجيران ،وتمتلئ الغرفة بهم ،ويتعلّق بعضهم
بالمروحة لضيق المكان .ضجة الجيران تعلو.أحد الجيران -ولعلّه الذي يكتب التقارير
( -يحاول تهدئة الموقف
الجار :ماذا حصل؟ ماذا حصل يا أخي؟ ماذا حصل يا أختي ؟)
.الموظف :لعنة ال عليها
الجار :تعوّذ من الشيطان..ما ا لحكاية ؟
.الزوجة :هووووء .طّلقَني..بعد كلّ المرّ الذي تحمّلته منه ،طلّقني
.الجار :ل .ا نت عاقل يا أخي .ليس الطلق أمراً بسيطاً
.الموظف :أبسط من مقابلتها كلّ يوم .لعنة ال عليها
الزوجة :إ سألوه يا ناس..ماذا فعلتُ له؟
.الموظف :ا نقبر ي
.الجار :لكل مشكلة حل يا جماعة
.الموظف :ل حل
!الزوجة :يا ناس .يا بني آدم .هل هي جريمة أن ا قول له ل تشتم الرئيس ؟
(الجار فاغر الفم والعينين..يحدّق في وجه الموظف..إظلم)
322
ا !لكاتب :وبعد ؟
الناقد :ليست هناك مشكلة ..بعد إعدام الزوج ،سيمكن الزوجة أن تعمل خادمةً لتعيل
أولدها قبل إلقاء القبض عليهم في المستقبل .تصرّفْ يا أخي .د ع أحداً من الولد
يترك الدراسة ليعمل سمكريّا .أدخله في النقابة وعلّمه كتابة التقارير .أو د عه يواصل
دراسته ،لكن اجعل ا خته تنخرط في التّحاد النسائي .بحبحها يا أخي .كل هذه المور
.واقعية
!الكاتب :واقعية تُوقع المصائب على رأسي ..أيّة رقابة ستجيز هذا السيناريو ؟
.الناقد :إذا أردت الواقع..أعترف لك بأنّ الرقابة لن توافق
الكاتب :ما العمل إذن ؟
الناقد :الواقعيّة المأمونة هي ألّ يعود الموظف ،ول توجد سنيّة وأولدها ،ول يوجد
.البيت
.الكاتب :هذا أفضل
.يرفع الكاتب يده عن الدفتر..ويرفع الناقد لسانه عن النقد
***
.في اليوم التالي ..يرفع الكاتب رجليه على الفلقة ،ويرفع الناقد رجليه على المروحة
! في هذا الزمن المليء بالمؤامرات والخونة ..كلّ شيء مُراقَب
323
لحقـيقـة أكثـر ل
مـن وجـه
-------------------------------------------------------------------------------
يحـدث في بـلدنـا
325
-------------------------------------------------------------------------------
:ضبـط إيـقاع *
تعلّمتْ أختي العزف على الكمان ،وتعلّمت أنا العزف على العود .كانت أمّي تعزف
.على الرّق بمهارة ،وكان أبي طبالً مرموقاً
توسّلت إلينا المعارضة أن ننضم إلى صفوفها ،حيث أن مواهبنا ضرورية جداً لمواكبة
.الرّقص على الحبال
وفي الوقت نفسه توسلت إلينا الحكومة أن ننضم إلى صفوفها ،حيث أن مواهبنا
.ضرورية جداً لمواكبة القانون
..ول نزال في حيرة شديدة
! ما أشد حيرة أصحاب المواهب في هذا البلد المحب للفن
:مجاملـة *
.دعاني صديقي إلى العشاء ،ا مس ،وقدّم لي طبقاً فارغاً
ولمّا كانت الصول في بلدنا تقضي بردّ الدعوة ،فإنني دعوته إلى الغداء عندنا ،هذا
اليوم ،دون أن يكون في نيّتي أن أقدّم له طبقاً فارغاً كما فعل..ذلك لن تراثنا العائلي ل
! يسمح لنا باقتناء الطباق
لم أدر ماذا أصنع..كان الموقف محرجاً جداً..ولكي أحفظ ماء وجهي ،استقبلت صديقي
.عند الباب بابتسامة عريضة ،وصافحته بحرارة..ثم طردته فوراً
أغلقت الباب وراءه ،ثم ازدردتُ ،بشهيّة ،حلوة ابتسامتي ،ورحت ألعق من أصابعي
! حرارة المصافحة
:ما نتعلّمه من الدنيا *
.في إحصاء السكان الماضي كانت أسرتنا تتكوّن من عشرة أشخاص
326
و ! في الحصاء الخير قامت الدولة بحذف الصّفر من العشرة
أنا الواحد المتبقّي سأعدم بعد يومين ،أمّا الصفر المحذوف فقد أُعدموا لنهم ،قبل
.القبض عليّ ،لم يُبلّغوا السلطة بأني خائن
حتى الن أستطيع القول ا نّ العمر لم يذهب دون فائدة..لقد تعلّمت من الدنيا أنّ الصفر
.في بلدنا يُساوي تسعة
ول ريب عندي في أن الناس ،بعد إعدامي ،سيتعلّمون من الدنيا أنّ العشرة في بلدنا
.تساوي صفراً
قـضـيـة دعـبـول
-------------------------------------------------------------------------------
327
ستلقى "د عبول" على الرض ،وشرع في تقويس ظهره ببراعة لعب " ا
يو غا"..وظل يتدرج في تقوّسه شيئاً فشيئاً ،حتى تم له في النهاية أن يُطبق
.رجليه على فمه
.وحالما استكمل شكله الدائري ،فتح شدقيه بشهية بالغة ،ثم ابتلع نفسه
***
ولن العالم أصبح قرية صغيرة ،فإن الخبر وصل إلى القطب الشمالي ،حتى قبل أن
! يصل إلى "دعبول" نفسه
جاءت ،على الفور ،وفود من شتى أنحاء العالم ،واكتظ بيت دعبول على اتساعه
بالصحافيين وعدسات التصوير وكاميرات التلفزيون وميكروفونات الذاعات ولجان
الحقوق المختلفة ،حتى دعت الحاجة إلى تعطيل حركة المرور..ذلك لن بيت دعبول
.هو رصيف الشارع العام
كانت أنظار العالم كلها مصوبة إلى دعبول..وكان دعبول كلّه عبارة عن كرة مبهمة
.راقدة بسكون وسط الضجة العارمة
***
:صرخت مندوبة الجمعية العالمية للدفاع عن حقوق الحذية
من حق هذا المتوحش أن يفعل بنفسه ما يريد ،لكن ليس من حقه أن يبتلع الحذية
المسكينة..إنني أطالبه ،باسم جمعيتنا الموقرة ،بأن يطلق سراح الفردتين حالً..من
.غير نقصا ن نعل أو مسمار
***
وفي تلك الثناء أصدر صندوق النقد الدولي احتجاج ًا شديد اللهجة على هذا العمل
الوحشي الجبان..وقال ناطق طلب عدم ذكر اسمه أن وراء احتجاج الصندوق أسباباً
.تنافسية ،لكنه لم يُعطِ توضيحات أكثر
***
وأصدر رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الزرار بياناً استنكر فيه العمل البربري الذي
قام به دعبول ،وركز على ضرورة إنقاذ الزرار بأسرع وقت ممكن ،كما ناشد الضمير
العالمي الوقوف وقفة حازمة بوجه مثل هذه العمال الل مسئولة .وختم بيانه بالقول
:إننا نحترم رغبة هذا الدعبول في ابتلع قميصه وبنطلونه ،بل وحتى حذائه..لكن ما
ذنب هذه الزرار الصغيرة المغلوبة على أمرها ،والتي ل تستطيع النطق أو الدفاع عن
!نفسها بأية وسيلة ؟
328
***
وفي كوال لمبور..أعدمت السلطات رجلً حاول أن يقلّد دعبول..وقال مسئولون إنّ هذا
العمل يُعطي صورة بشعة للغربيين عن تخلّف سكان آسيا ،وذلك حين يشاهدون واحداً
! منا وهو يأكل نفسه دون استعمال الشوكة والسكّين
***
وأدلى مندوب جمعية الدفاع عن المصارين بحديث لذاعة مونت كارلو ،قال فيه إن
جمعيته تندد بهذا العمل الثم..وتطالب دعبول بالخروج حالً من مصارينه الدقيقة
.والغليظة على حد سواء
ومما جاء في الحديث قوله :إنني لم أرَ في حياتي كلها مثل هذه القسوة..ول أدري
كيف تأتّى لهذا البغل أن يخنق هذه المصارين الرقيقة بحشر نفسه فيها ! هل يظن
!نفسه قالباً من "اليس كريم" ؟
***
وناقش البيت البيض ،في جلسات مطوّلة ما سمّاه ب" دابولز سيتيويشن"..وحذّر
من احتمالت أن تعطل هذه المسألة مسيرة السلم في الشرق الوسط..وأنحى باللّئمة
.على بكين ،كما حذّر إيران من مغبّة اللعب بالنار
وفي الوقت نفسه أصدر مكتب رئيس الوزراء السرائيلي بياناً أكّد فيه أن "بلعة
.دعبول" تعتبر تهديداً صارخاً لمن إسرائيل
***
وارتفع سعر الدولر إلى أعلى معدّل له منذ سبع سنوات ،فيما انخفضت أسهم نفط
بحر الشمال إلى أدنى معدل لها ،ولم تتوفر على الفور أية معلومات عمّا إذا كان
.لقضية دعبول تأثير مباشر في هذا الشأن
***
وأدلى مندوب لجنة الدفاع عن حقوق القمشة بتصريح قال فيه :ل يهمنا نوع قماش
قميصه أو بنطلونه..إنها مسألة مبدأ بالنسبة لنا ،ل فرق إن كان قميصه من الحرير أو
من الخيش..كلّها في النهاية ،أقمشة بكماء ضعيفة ل تحسن الدفاع عن نفسها..وعليه
.فإننا نطالب هذا الدعبول الجرب بالفراج عن قميصه وبنطلونه فوراً
إن أنظار العالم تراقب معنا ،بقلق شديد ،معاناة هذه القمشة المرتهنة في جوف هذا
.الحمق
329
***
وأعلن أكثر من فصيل عربي معارض مسؤوليته عن بلع دعبول لنفسه ،دون أن
يتعرّض أيّ منها إلى مسألة بلع الموال من أيّة جهة كانت..فيما نفت جميع الحكومات
( .العربية أن يكون لها أي دور في مثل هذه(البلعة
وعززّ هذا النفيَ تصريح لدبلوماسي غربي(رفض فقدان عمولته) حيث قال أن خبرته
الطويلة في الشؤون العربية تجعله يعتقد بأن هذا النوع من البلع غير متعارف عليه
.رسمياً لدى جميع حكومات المنطقة
***
وأعربت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق(البنكرياس)عن قلقها البالغ على مصير
الغدّة المسكينة ،واتخذت بالتعاون مع حركة الدفاع عن حقوق(النزيمات)إجراءات
فورية لتقديم شكوى عاجلة إلى منظمة(الفيفا)على اعتبار أن دعبول في شكله الكروي
.الراهن ،يدخل ضمن مسؤوليتها
***
وفيما كان العالم يتابع هذه القضية بذهول وترقّب وقلق..بدا فجأة ،أن كرة دعبول قد
..أخذت تتمدّد
وعلى حين غرّة ،انطلق منها صوت صاعق أقرب ما يكون إلى(تفوووو)..ثم استوى
! دعبول قائماً على قدميه حافياً عارياً
بهت الجمهور الغفير..ولمعت فلشات أجهزة التصوير ،وتراكض مندوبوا وسائل
.العلم لتسجيل صورة إفراج دعبول عن نفسه..لحظة بلحظة
زمجر دعبول :يا أولد الكلب المحترمين...ما أنا إلّ جائع ،عارٍ ،مشرّد ،عاطل عن
!العمل..فماذا أفعل سوى أن آكل نفسي ،لكون أنا طعامي وأنا بيتي ؟
إنني ضحيّة كل هذه الجهات التي انكرت واستنكرت واحتجت ونددّت ونفت وأعلنت
وادّعت وحذّرت ،في الوقت الذي كان فمي مغلقاً بجسمي ،ول قدرة لي على الشكوى
.أو نفي أل تها مات
لقد تشرّفت ،هذا اليوم ،برؤية منظمات للدفاع عن حقوق كل شيء في هذه القرية
الصغيرة..وها أنتم ترون أن الحذية بخير ،والقمشة بخير ،والمصارين بخير،
والبنكرياس بخير ،وإسرائيل بخير..وأنا الوحيد الذي ليس بخير..فلماذا ل أرى ،وسط
!كل هذه القيامة ،منظمة واحدة للدفاع عن حقوق دعبول ؟
330
س تقولون ،يا أولد الكلب المحترمين ،إنّ الضغط الدولي قد أجبرني على
.الفراج عن جسمي
! ل وال ..إنني،ببساطة شديدة ،تقيّأت نفسي قَرَفاً من هذا العالم
***
تقول أنباء غير مؤكّدة إن السلطات أجبرت دعبول على ابتلع نفسه..عقوبة له
! لوقوفه عارياً وسط الشارع..المر الذي يعتبر خدشاً للحياء العام
كان بين النقاض ثلثة رجال ،هم كلّ من تبقّى بعد المذبحة الرضية .التراب تحت
.أرجلهم رماد ،والسماء فوق رؤوسهم دخان
الول :فعلها الشرار .طمعوا بها فدمّروها .لم يعيشوا ولم يتركوا البرياء يعيشون .ها
.نحن أولء وحدنا على هذه الرض .دعونا نفكّر في طريقة للحياة
331
ا .لثاني :أشتهي أن أدخّن
.الول :دخّن كما تشاء..الهواء كلّه تحت أمرك
.الثاني :كلّ .أريد سيجارة .حبّذا لو كانت سيجارة أجنبية
الثالث :ليس في الرض أجانب يصنعون السجاير .نحن وحدنا الحياء ،وليس بيننا
.أجنبي
.الول :كفاكما جدلً .ليس هذا وقته .المهم الن أن نجد ما نأكله
.الثالث :هذا صحيح .يجب أن نجد ما نأكله
الثاني :أنا جائع في الحقيقة ،لكن ل تظنّا أنني سأنسى رغبتي إذا ما شبعت .التدخين
.يكون أشهى بعد الطعام .ثم إنني أرغب في كوب من الشاي بعد أن آكل
الول :أيّها الطيبان ،هذه كماليات .المر الضروري هو أن نجد ما نأكله .لحظا أننا
.سيمكننا مواصلة العيش بل تبغ أو شاي ،لكننا لن نعيش بل طعام
الثالث :السجاير أصلً اختراع هولندي .هي أصل الشر .ليست سوى وسيلة من وسائل
.ألستعمار
الول :والشاي كذلك .صحيح انه اختراع صيني ،إلّ أن النجليز برعوا في جعله
.وسيلة من وسائل الستعمار
.الثاني :يسقط الستعمار
.الول :لقد سقط فعلً ،لكنّه و أسفاه أسقط الدنيا كلّها معه
.الثاني :لندخّن إذَن على شرف سقوط الستعمار
.الول :حاول أن تصبر يا صديقي ،ودعنا الن نفكّر في طريقة لستعمار الرض
.الثاني :فكّر وحدك .لن أسلك طريق المبريالية حتى لو ِمتّ جوعاً
الول :أنت مخطئ يا عزيزي .الستعمار عمل عظيم .الستعمار هو أصل وجود آدم
.على هذه الرض ،لكنّ قراصنة الغرب هم الذين شوّهوا سمعته
.الثاني :إذن فهو مشوّه السمعة
.الول :لنبدأ سمعته من جديد .دعونا نحسّنها على أيدينا
332
ا .لثالث :نعم .إنه مشوّه السمعة .نعم..دعونا نحسّن سمعته على أيدينا
الثاني :إ رفع قدمك عن أعصابي .إنك تؤلمني .أأنت معي أم معه ؟
.الثالث :أنا معكما
.الول :وأنا أيضاً معكما
الثاني :أنا أكره وجهة نظرك ،لكنني أحترمها .أمّا هذا فليس لديه وجهة نظر..ولذلك
.فأنا مضطر لن أكرهه
الول :ينبغي ألّ يكره أحدنا الخر .أل ترون أن الكراهية هي التي أوصلت الرض إلى
هذه النتيجة ؟
الثاني :إذن ،أنا مضطر لن ل أكرهه ،وأحسب أن هذا المر سيجعلني محتاجاً إلى
.التدخين
.الثالث :التدخين مضر بالصحة
الثاني :صحّتك أم صحّتي ؟
.الثالث :صحّتك طبعاً .لكنني أتضايق أيضاً من رائحة التبغ
.الثاني :إ بتعد عنّي حين أدخّن .بإ مكانك مثلً أن تخرج إلى القطب الشمالي
الول :في الواقع نحن ل نعرف موقعنا على الرض بالضبط .ربّما نحن في القطب
! الشمالي فعلً
.الثاني :ليذهب إلى خط الستواء .هناك سعة لمن ل يحب رائحة التبغ
الول :أ و وه..ل يعنيني تدخينك ،ول كراهيته للتدخين .إنني مهتم الن بتحديد موقعنا
.على هذه الرض
الثاني :هل أنت متأكّد من أننا فوق الرض حقّا ؟
!الول :وأين يمكن أن نكون ؟
.الثاني :على المرّيخ مثلً
.الثالث :ل يمكن .ليس على المريخ حياة
333
ا لثاني :اسكت أنت .ماذا نعرف عن المريخ ؟ كلّ ما نعرفه الن هو أن ليس
.على الرض حياة
.الثالث :عليها..نحن الثلثة ل نزال أحياء
الثاني :أيها الغبي ،لم نتحقق بعد من أننا فوق الرض .ثم مَن يستطيع أن يؤكد أننا
!أحياء ؟
.الول :أعتقد أننا أحياء .فالموتى ل يتكلمون
الثاني :هل ِمتّ من قبل لتعرف أن الموتى ل يتكلمون ؟ ربّما لم نكن نفهم كلم الموتى
! لننا كنا أحياء .وها نحن أولء يفهم بعضنا بعضاً لننا ميتون
.هل تتذكرون ؟ عندما كنا نحيا في الوطن العربي لم نكن نتكلم إطلقاً
.الثالث :هذا صحيح ،أذكر ذلك جيداً
.الثاني :إذن فليس الموتى وحدهم الذين ل يتكلمون .كلّ المسائل نسبيّة يا جماعة
.الثالث :ل أتفق معك .فنحن مازلنا عرباً..ومع ذلك فنحن نتكلّم
الثاني :طبعاً ل تتفق معي ،لنّك مصّر على أن تظلّ عربياً .إ سمع يا رجل ،ينبغي أن
تدرك أنك تتكلم الن لنك لم تعد عربياً .أنت الن عالمي .إذا أردت الدقّة أنت الن ثلث
.نفوس العالم
الثالث :أيّ عالم ؟
الثاني :إذا لم نكن على المريخ ،وإذا كنّا أحياء ،فليس عندي شك في أنك العالم الثالث
!
.الول :نحن جميعاً في موقع واحد
الثاني :في اللحظة الراهنة نعم .لكنني أعتقد أنه جاءنا لجئاً .أل ترى أنه بل رأي ؟
.الول :لقد عبّر عن رأيه بكل وضوح
الثاني :أيّ رأي؟ إنه يردّد ما أقوله أو ما تقوله .لم يقل شيئاً سوى أن التدخين مضر
.بالصحّة
.الثالث :وبالبيئة أيضاً
!الثاني :البيئة ؟
334
لول :اسكتا..البيئة نفسها تدخّن الن .ينبغي أن نفكّر ريثما يزول هذا الدخان ا
.
الثاني :ل أستطيع التفكير وهذا(الخضر) مغروز في خاصرتي .قل له أن يشفق على
.أعصابي بقدر إشفاقه على البيئة
.الول :إذا واصلنا الجدال فسنهلك
.الثاني :ل بأس ،إذا كان الهلك سيخلصني من هذا الببغاء
.الول :الجدل مفيد إذا كان مفيداً
! الثالث :حكمة وال
.الول :علينا أن ننظّم تفكيرنا وحوارنا
.الثاني :الختلف قائم ل محالة
.الثالث :نعم نحن نختلف ل محالة .علينا أن ننظّم تفكيرنا
.الثاني :وحوارنا كما قال
.الثالث :وحوارنا
!الثاني :ألم أقل إنك ببغاء ؟
الول :إننا ندور في حلقة مفرغة .لماذا ل ننتخب واحداً منّا ليكون هو القائد ،ويكون
على الخَرين احترام رأيه ؟
الثاني :مَن يضمن لي أن يجري النتخاب دون تزوير ؟
الول :أنا أضمن ذلك .إننا لم نعد في الوطن العربي ،كما أننا جميعاً سنراقب العملية
.عن كـثب
.الثالث :نحتاج إلى صندوق
!الثاني :ما حاجتنا للصندوق ؟
الثالث :هه..كيف يجري النتخاب دون صندوق للقتراع ؟
الثاني :إذا عثرنا على صندوق فأول ما سأفعله هو أن أضعك فيه وأشيّعك إلى مثواك
.الخير
335
ا .لثالث :أنت دكتاتور
.الول :كلّ..هو ديمقراطي
الثالث :لماذا يقف ضدّ فكرة صندوق القتراع ؟
الثاني :يا كائن .أل ترى أنه ل يوجد صندوق ؟
.الثالث :نبحث عن صندوق
.الول :حسناً..لننتخب أحدنا ليقود عملية البحث
.الثالث :هذا أحسن حل
!الثاني :كيف ننتخب ؟
.الول :بالقتراع
.الثالث :نحتاج إلى صندوق
.الول :نحن نحاول انتخاب أحدنا ليقود عملية البحث عن صندوق
.الثالث :حل جيّد
.الثاني :سأقتل هذا الببغاء
.الول :ل تشتبكا .بإمكاننا في هذه المرّة أن نجري النتخاب بالتصويت المباشر
.الثالث :في هذه المرحلة فقط
.الثاني :أنا أرشّح نفسي
.الول :وأنا ارشّح نفسي
.الثالث :وأنا أرشّح نفسي
.الثاني :أنت ل
!الثالث :لماذا؟ أأنتما أحسن منّي ؟
الثاني :إذا رشّحنا جميعاً فمن سيراقب سير النتخاب؟ لبدّ أن يتولّى أحدنا مهمة
.الرقابة
336
ا .لثالث :لننتخب أحدنا لهذه المهمة
.الثاني :أنا أرشّحك وأصوّت لصالحك
.الول :سأصوّت ضدّه
.الثاني :إذن ،أعيّنك أنت رئيساً للجنة الرقابية
.الثالث :مَن أنت حتى تعيّنه؟ كلّ..يجب أن يجرى انتخاب
الول :ل شأن لي بانتخابات رئاسة اللجنة الرقابية ،أنا مرشّح قيادة للبحث عن
.صندوق اقتراع لنتخابات القيادة العامة
.الثاني :أنا منسحب
.الول :في هذه الحالة رشّح نفسك لنتخابات اللجنة الرقابية
.الثاني :لن أرشّح في أي انتخاب
.الثالث :إذن إدلِ بصوتك كمواطن عادي
الثاني :ل ثقة لي بأي مرشّح .أنت مثلً..ما هو برنامجك النتخابي ؟
!الثالث :برنامجي ؟
الول... :ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الطيبَين .وأعد بشرفي
أنني إذا تمّ انتخابي ،سأعمل بكل طاقاتي وبتفانٍ وإخلص لتحقيق المكاسب التالية:
أولً :العثور على صندوق للقتراع ،ثانياً:إجراء انتخابات حرة مستندة إلى صندوق
.القتراع ،ثالثاً:توحيد الصّف ومحاربة الميّة وتوفير الوظائف وإطلق حرية الرأي
!الثالث :ماذا يقول ؟
.الثاني :أحسن منك .رجل عنده برنامج
الثالث :أهذا هو البرنامج ؟
الثاني :نعم .هذا هو .أم كنت تظنه برنامج(ما يطلبه المستمعون) ؟
.الثالث :ويحي .هذا سهل .أنا أيضاً أستطيع أن أقول مثل هذا البرنامج
.الثاني :هات ما عندك
337
لثالث.. :ومن أبرز أهدافي أن أكون في خدمة هذين الرفيقين الثلثة .وأقسم ا
بشرفي أن أحقق المنجزات التالية :أولً :العثور على صندوق ،ثانياً :العثور
.على طعام ،ثالثاً :توحيد الصف ومحاربة المبريالية
.الول :حسناً..أمامك برنامجان
الثاني :ليس في البرنامجين ما يغريني بانتخاب أحدكما .لم يتطرق أيّ منكما إلى
.ضرورة توفير السجاير لي
.الول :الطعام أوّل
.الثالث :السجاير مضيعة للمال والصحّة
.الثاني :انتخبا لوحدكما
الول :وماذا ستفعل أنت ؟
.الثاني :مقاطعة النتخابات
الول :موقف غير حضاري .ل يجوز للمواطن الصيل أن يتخذ موقفاً سلبيّا من قضيّة
.النتخابات
.الثاني :لست سلبياً .أنا على الحياد .الحياد اليجابي
.الول :أعتقد أن ل مفر من القيادة الجماعية
! الثالث :كنا هكذا منذ البداية
الول :نعم .لكن بطريقة بدائية .أمّا الن وقد تبلورت القضيّة ،فإننا نستطيع أن نسمّي
.أنفسنا مجلس قيادة
!الثاني :نقود مَن ؟
.الول :أنفسنا
.الثاني :هذه بدعة عربية .نحن الن عالميون
الول :ماذا نفعل إذن ؟
.الثاني :احسن شيء هو أن يمضي كل واحد منا في اتجاه
.الثالث :فكرة جيدة..لكنها أيضاً فكرة عربية
338
ا لول :لماذا ا نتما معقّدان من العروبة؟ لماذا ل نكون عرباً وعالميين في
الوقت نفسه؟ أل يكفي العرب كرامة عند ال أن يكون منهم الثلثة ا لوحيد
!ون الذين بقوا على قيد الحياة فوق الرض ؟
الثاني :على قيد الحياة؟ من قال إننا أحياء حقاً؟ فوق الرض؟ من قال إن هذه هي
الرض حقاً؟ كرامة؟ أينبغي أن يزول جميع البشر لكي يستطيع ثلثة من العرب أن
!يشعروا بكرامتهم ؟
الثالث :إ ثنان فقط .أنا ل أشعر بالكرامة .كيف أشعر بها وأنت عاكف على إهانتي ؟
..الثاني :إذا كانت كلمتي ثقيلة عليك فبإمكانك أن تطلب حقّ اللجوء من هذا
.الول :ل تحرجني .أنت تعلم أنني ل أستطيع البتّ في طلبات اللجوء قبل النتخابات
.الثاني :أقترح في هذه الحالة أن تجرى انتخابات مبكّرة
..الثالث :سنحتاج إلى صندوق
..الول :وإلى ناخبين
...الثاني :وإلى لجنة رقابية
339