Professional Documents
Culture Documents
ولكن يول بين وبي الزم بذأ الحتمال أنن رأيته قد أستفاد من نقدي
إياه ف عدة موأضع ،نبهت على بعضها تعلجتا على الصفحات ( 44و
62و 104و 137و ، ) 145و من ذالك موق فه من م سألة الوضوء
من الحرم البل " فإنه ف الطبعة الت وضعت التعليق عليها كان قد أورد
على ترجيح المام النووي وجوب الوضوء منها ،إشكال يصرف ضعفاء
العلم ،ومقلدة الذاهب ،عن العمل بالديث ،فعقب على النووي بقوله
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
5
" :إل أنه يقال :كيف خفي حديث جابر والباء على اللفاء الراشدين
" . .إل .
فرددت عليه با يبطل هذا الشكال من أصله ،كما ستراه ف مله ،
فكان من آثار ذلك أن الؤلف خ ضع لل حق -جزاه ال خيا -وحذف
الشكال الزعوم ،ولك نه ل ينوه ب ن كان ال سبب ف ذلك ! وث ة مثال
آ خر ،ف قد انتقد ته ف ت صديره لد يث " :أ حب الد ين إل ال النيف ية
ال سمحة " ب صيغة التمر يض ،الدالة على ض عف الد يث ،وبينفت أ نه
ح سن لغيه ،وألزم ته أن يقول بذلك ك ما ستراه ف ال صفحة ( ، ) 38
فإذا به يقع ف خطا جديد هو أفحش من الذي قبله من جهة ،وهو أنه
عزاه لسلم ،ول أصل له عنده ! ومع ذلك فهو دليل على أنه وقف على
نقدي إياه ف هذا الديث ،وأراد أن يصحح موقفه منه ،فكان ما رأيت
! والل صة :ل قد ك نت آ مل من الؤلف حف ظه ال تعال أن ي ستجيب
لرغب ت ،وي قق رجائي الذي أودع ته ف مقد مة الطب عة الول ،وأطلع ته
عليها قبلها -كما تقدم -وهو أن " يعيد النظر فيما كتب حت الن ،
ويصفحح الخطاء ألتف تفبينت له ،ويتريفث فف إصفدار أجزاء الكتاب
الخرى " .
كنفت أرجفو ذلك منفه ،ولكفن خاب الرجاء ،ومضفى الرجفل فف
إصفدار بقيفة الكتاب على النهفج النتقفد الذي جرى عليفه فف الجزاء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
6
الول ،دون أن يلتزم تلك القواعفد العلميفة التف كنفت أرسفلتها إليفه ،
ودون أي تعد يل أو تغي ي ف /صفحة / 7منه جه ! والعلم -ك ما هو
معروف -ف تقدم م ستمر ل يعرف للجمود مع ن ،و ف كل يوم ترج
الطا بع م صادر علم ية جديدة ل ت كن معرو فة ص من ق بل ،م ا ي ساعد
الباحثيف الحققيف على تسفي مؤلفاتمف وتنقيحهفا ،وتغذيتهفا بفوائد
جديدة ،وتقيقات ل تكن متيسرة للكثيين من قبل ! من أجل ذلك ،
فإ ن ل ا رأ يت " ف قه ال سنة " جامدا هكذا على مر ال سني ك ما وض عه
الؤلف ق بل ن و ن صف قرن من الزمان ،مع تكرر طب عه مرات ومرات ،
بدا ل أن أعيد النظر فيما عندي من " تام النة ف التعليق على فقه إلسنة
" ،فنقحتفه ،وزدت فيفه مسفائل عدة ،وفوائد جةف ،ذكرت أههفا فف
مطلع هذه الكل مة ،فكان ذلك كله من دوا عي إعادة طب عه ونشره على
الناس فف ثوبفه الديفد ،سفائل الول سفبحانه وتعال أن يعله وسفائر
مؤلفا ت عمل صالا ،ولوج هه خال صا ،وأن ل ي عل ل حد ف يه شيئا .
و سبحانك الل هم وبمدك ،أش هد أن ل إله إل أ نت ،أ ستغفرك وأتوب
إليك .
عمان 1 /رجب سنة 458ه وكتب ممد ناصر الدين اللبان أبو عبد
الرحن.
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
7
مقدمفة الطبعفة الول " :إن المفد ل نمده ونسفتعينه ونسفتغفره ،
ونعوذ بال من شرور أنف سنا ،و من سيئات أعمال نا ،من يهده ال فل
مضل له ،ومن يضلل فل هادي له .
وأشهفد أن ل إله إل ال وحده ل شريفك له ،وأشهفد أن ممدا
عبده ورسوله .
" يفا أيهفا الذيفن آمنوا اتقوا ال حفق تقاتفه ول توتفن إل وأنتفم
مسلمون " " .
يا أيها الناس اتقوا رلكم الذي خلقكم من نفس واحدة ،وخلق
من ها زوج ها و بث منه ما رجال كثيا ون ساء ،واتقوا ال الذي ت ساءلون
به والرحام إن ال كان عليكم رقيبا " .
" يا أي ها الذ ين امنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا ،ي صلح ل كم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع ال ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
( ( * . ) 1هامش ) * ( ) 1هذه خطبة الاجة الت كان رسول ال "
صلى ال عليه وآله " يعلمها أصحابه ،وكان السلف يفتتحون با خطبهم
ف دروسهم وكتب هم ،ول فيها ر سالة لطي فة جعت فيها طرق حديث ها
وألفاظها ،وذكرت فيها فوائد تتناسب مع موضوعها ،وقد طبعت قريبا
على نفقة جعية التمدن السلمي بدمشق ،ث طبعها الكتب السلمي
طبعة ثانية جيلة ،مزيدة ومنقحة ) * ( .أما بعد ،فإن كتاب فقه السنة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
9
للشيفخ سفيد سفابق مفن أحسفن الكتفب التف وقففت عليهفا ماف ألف فف
موضوعه ،ف حسن تبويب ،وسلسة أسلوب ،مع البعد عن العبارات
العقدة ال ت قل ما يلو من ها كتاب من ك تب الف قه ،ال مر الذي ر غب
الشباب السلم ف القبال عليه والتفقه ف دين ال به ،وفتح أمامهم آفاق
الب حث ف ال سنة الطهرة ،وحفز هم على ا ستخراج ما في ها من الكنوز
والعلوم ال ت ل ي ستغن عن ها م سلم أراد ال به خيا ك ما قال " صلى ال
عليه وآله " " :من يرد ال به خيأ يفقهه ف الدين " ،متفق عليه ،وهو
مرج فف " سفلسلة الحاديفث الصفحيحة " ( . ) 1194ولقفد كان
صدور هذا الكتاب -فيما أرى -ضرورة من ضرورات العصر الاضر ،
ث تفبي فيفه لكثيف مفن السفلمي أن ل ناة ماف هفم فيفه مفن النراف
فم إل بالرجوع إل فاق عليهفوالختلف والنيار وتغلب الكفار والفسف
كتاب ال وسنة رسوله " صلى ال عليه وآله " ،يأخذون منها فقط ومن
القران أمور دينهم ومسائل فقههم ،فكان لذا ل بد لعامتهم من مصدر
قريب التناول ،يكن العتماد عليه ،والرجوع إليه حي يقتضيهم المر ،
ويغني هم عن الراجعات الكثية ف الو سوعات العديدة من أ جل م سائل
قليلة أو كثية .فكان أن أل م ال تعال ال ستاذ ال سيد سابق فأخرج ل م
هذا الكتاب " ف قه ال سنة " فقرب ل م الطر يق وأنار ل م ال سبيل جزاه ال
خيا . .من أجل ذلك كنت ول أزال أحض على اقتنائه وال ستفادة م ا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
10
عند الحدثي ( ، ) 1وأوضح ذلك ابن الصلح ف " القدمة " ،فقال
ص ( " : ) 86إذا انفرد الراوي بشئ نظر فيه ،فإن كان ما انفرد به
مالفا لا رواه من هو أول منه بالفظ أو أضبط ،كان ما انفرد به شاذا
مردودأ ،وإن ل تكن فيه مالفة لا رواه غيه وإنا رواه هو ول يروه غيه
،فينظفر فف هذا الراوي إلنفرد ،فإن كان عدل حافظفا موثوقفأ وإتقانفه
وضبطه ،قبل ما انفرد به ،ول يقدح النفراد به ،وإن ل يكن من يوثق
بف ظه وإتقا نه لذلك الذي انفرد به ،كان انفراده خار ما له مزحز حا له
عن حيز الصحيح ،ث هو بعد ذلك دائر بي مراتب متفاوتة بسب الال
،فإن كان النفرد به غي بعيد من درجة الافظ الضابط القبول تفرده ،
ا ستحسنا حدي ثه ذلك ول ن طه إل قب يل الد يث الضع يف ،وإن كان
ف انفرد بفه وكان مفن قبيفل الشاذ النكفر . " . .
فما
بعيدا مفن ذلك رددن ا
والشذوذ يكون فف السفند ،ويكون فف التف ولكفل منهمفا أمثلة كثية
سيأت التنبيه على بعضها ف مواطنها إن شاء ال تعال .
•( هامش ) * ( " ) 1شرح النخبة " لبن حجر ( ،ص 13
) * ( . ) 14 -القاعدة الثانية رد الديث الضطرب علم ما
سفبق آنففا أن مفن شروط الديفث الصفحيح أن ل يكون
معلل ،فاعلم أن من علل الديث الضطراب ،وقد قالوا ف
و صف الد يث الضطرب " :هو الذي ت تك الروا ية ف يه ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
16
ث قال الافظ " :قلت :وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل
إذا انتففت جهالة عينفه كان على العدالة حتف يتفبي جرحفه مذهفب
عجيفب ،والمهور على خلففه ،وهذا مسفلك ابفن حبان فف " كتاب
الثقات " الذي أل فه ،فإ نه يذ كر خل قا نص علي هم أ بو حا ت وغيه على
أن م مهولون ،وكان عند ابن حبان أن جهالة العي ترتفع برواية واحد
مشهور ،و هو مذ هب شي خه ا بن خزي ة ،ول كن جهالة حاله باق ية ع ند
غيه " .
هذا كله كلم الافظ .
و من عج يب أ مر ا بن حبان أ نه يورد ف الكتاب الذكور بناء على هذه
القاعدة الرجوحة جاعة يصرح ف ترجتهم بأنه " ل يعرفهم ول آباءهم "
! فقال ف الطبقة الثالثة " :سهل ،يروي عن شداد بن الاد ،روى عنه
أبو يعفور ،ولست أعرفه ،ول أدري من أبوه " .
ومن شاء الزيادة ف المثلة فلياجع " الصارم النكي " ( ص 93 - 92
) ،وقد قال بعد أن ساقها " :وقد ذكر ابن حبان ف هذا الكتاب خلقا
كثيا من هذا الن مط ،وطريق ته ف يه أ نه كر من ل يعر فه برح وإن كان
مهول ل يعرف حاله ،وينب غي أن ينت به لذا ويعرف أن توث يق ا بن حبان
للرجل بجرد ذكره ف هذا الكتاب من أدن درجات التوثيق " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
21
ث ذكر له بإسناده عنه مرسل " :يرث هذا العلم من كل خلف عدوله .
. " . .الديث .
قلت :ومعان هذا قال الافظ نفسه فيه " :لت الديث " .
وقال الذهب " :ليس بعمدة ،ول سيما أتى بواحد ل يدرى من هو ! "
.يعن إبراهيم هذا ،فهو مهول العي ،وأشار ابن حبان إل هذا فقال ف
ترج ة معان من " الضعفاء " ( " : ) 36 / 3من كر الد يث ،يروي
مراسفيل كثية ،ويدث عفن أقوام ماهيفل ،ل يشبفه حديثفه حديفث
الثبات " .
- 2إبراهيم بن إساعيل .قال ( " : ) 15 - 14 / 4يروي عن أب
هريرة ،روى عنه الجاج بن يسار " .
قلت :الجاج هذا -ويقال فيه :ابن عبيد -قال الافظ فيه :فقال :
" مهول " .
وكذا قال قبله أ بو حا ت وغيه ك ما ف " ميزان " الذ هب ،وب ي و جه
ذلك فقال " :روى عنه ليث بن أب سليم وحده " ! وليث هذا ضعيف
متلط كما هو معروف حت عند ابن حبان ( . ) 231 / 2
- 3إبراهيم النصاري .قال ابن حبان ( " : ) 15 / 4يروي عن
مسلمة بن ملد . .روى .عنه ابنه إساعيل بن إبراهيم " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
23
قلت :وإساعيل هذا مهول كما قال الافظ ومن قبله أبو حات .فتبي
من هذا التحقيق أن ا بن حبان ترت فع جهالة العي عنده برواية وا حد ولو
كان ضعي فا أو مهول ،خل فا لظا هر كلم الا فظ التقدم ،وإن كان ل
يزم به ،فإ نه قال " :وكأن ا بن حبان ، " . .و هو أخذه من قول ا بن
حبان الذي نقله عنفه آنففا " :هذا حكفم الشاهيف مفن الرواة ،فأمفا
الجاهيل " . . .إل ،فهو منقوض بالثال الثان كما هو ظاهر .
وبالملة ،فالهالة العين ية وحد ها لي ست جر حا ع ند ا بن حبان ،و قد
ف بذلك بعفد أن درسفت تراجفم كتابفه " الضعفاء " وقفد بلغ ازددت يقين ا
عدد هم قرا بة ألف وأربعمائة راو ،فلم أر في هم من ط عن ف يه بالهالة ،
اللهم إل أربعة منهم ،لكنه طعن فيهم بروايتهم الناكي وليس بالهالة ،
وهاك أساءهم وكلمه فيهم :
- 1حيد بن علي بن هارون القيسي .ذكر له ( ) 264 - 263 / 1
بعفض الناكيف ثف قال " :فل يوز الحتجاج بفه بعفد روايتفه مثفل هذه
الشياء عن هؤلء الثقات . .وهذا شيخ ليس يعرفه كثي أحد " .
- 2عبد ال بن أب ليلى النصاري .
قال ( " : ) 5 / 2هذا رجل مهول ،ما أعلم له شيئا يرويه غي هذا
الرف النكر الذي يشهد إجاع السلمي قاطبة ببطلنه " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
24
وراجع لذا البحث ردي على الشيخ البشي فإنه كثي العتماد على من
وثقه ابن حبان من الجهولي ( ص . ) 21 - 18
وإن ما يب التنبيه عليه أيضا ،أنه ينبغي أن يضم إل ما ذكره العلمي
أمر آخر هام ،عرفته بالمارسة لذا العلم ،قل من نبه عليه ،وغفل عنه
جاه ي الطلب ،و هو أن من وثقه ابن حبان ،و قد روى عنه ج ع من
الثقات ،ول يأت با ينكر عليه ،فهو صدوق يتج به .
وبناء على ذلك قويفت بعفض الحاديفث التف هفي مفن هذا القبيفل ،
كحد يث الع جن ف ال صلة ،فتو هم ب عض الناشئ ي ف هذا العلم أن ن
ناق ضت نف سي ،وجار يت ا بن حبان ف شذوذه ،وض عف هو حد يث
العجن ،وسيأت الرد عليه مفصل إن شاء ال ،مع ذكر عشرة أمثلة من
الرواة الذين وثقهم ابن حبان فقط ،وتبعه الافظان الذهب والعسقلن ،
فاطلب ذلك فف بثف " كيفيفة الرففع مفن السفجود " ( ص - 197
. ) 207
القاعدة السفادسة قولمف :رجاله رجال الصفحيح ،ليفس تصفحيحا
للحد يث عل مت من القاعدة الول تعر يف الد يث ال صحيح ،وأن من
شرو طه أن ي سلم من العلل ال ت بعض ها الشذوذ والضطراب والتدل يس
ك ما تقدم بيا نه ،وعل يه فقول ب عض ا سحذثي ف حد يث ما " :رجاله
رجال ال صحيح " أو " :رجاله ثقات " أو ن و ذلك ل ي ساوي قوله " :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
26
وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أب داود العلماء الحققون أمثال ابن منده
والذهب وابن عبد الادي وابن كثي ،وقد نقلت كلماتم ف مقدمة كتاب
" صحيح أب داود " .
ث وقف 0ت على كلم الافظ ابن حجر ف هذه السألة ،وقد ذهب
فيفه إل هذا الذي ذكرناه وشرحفه واحتفج له باف ل تراه لغيه ،ولول
خش ية الطالة لنقل ته ه نا ،فأكت في بالحالة إل م صدره و هو " توض يح
الفكار لعان تنقيح النظار " ( ) 199 - 196 / 1للمام الصنعان .
القاعدة الثام نة رموز ال سيوطي ف " الا مع ال صغي " ل يو ثق ب ا اشت هر
أيضا بي كثي من العلماء العتماد على رمز السيوطي للحديث بالصحة
والسن أو الضعف ،وتبعهم ف ذلك الشيخ السيد سابق ،ونرى أنه غي
سائغ لسببي :
- 1طروء التحر يف على رموزه من الن ساخ ،فكثيا ما رأ يت الد يث
فيه مرموزا له بلف ما ينقله شارحه الناوي عن السيوطي نفسه ،وهو
إنا بنقل عن " الامع " بط مؤلفه ،كما صرح بذلك ف أوائل الشرح ،
و هو نف سه يقول ف يه :وأ ما ما يو جد ف ب عض الن سخ من الر مز إل
الصفحيح والسفن والضعيفف بصفورة رأس " صفاد وحاء وضاد " ،فل
ينب غي الوثوق به لغل بة تر يف الن ساخ ،على أ نه و قع له ذلك ف ب عض
دون بعض كما رأيته بطه " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
29
وقفد فصفلت القول على كلمفه هذا ،ومفا فيفه مفن الجال والغموض
والؤاخذات ف مقد مة " صحيح الترغ يب " فراجع ها فإن ا مه مة جدا .
القاعدة العاشرة تقوية الديث بكثرة الطرق ليس على إطلقه من الشهور
عنفد أهفل العلم أن الديفث إذا جاء مفن طرق متعددة فإنفه يتقوى باف ،
ويصي حجة ،وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفا ،ولكن هذا
ل يس على إطل قه ،بل هو مق يد عند الحقق ي من هم ب ا إذا كان ض عف
رواته ف متلف طرقه ناشئا من سوء حفظهم ،ل من تمة ف صدقهم أو
دينهفم ،وإل فإنفه ل يتقؤى مهمفا كثرت طرقفه ،وهذا مفا نقله الحقفق
الناوي ف " ف يض القد ير " عن العلماء ،قالوا " :وإذا قوي الض عف ل
ينجفب بوروده مفن وجفه آخفر وإن كثرت طرقفه ،ومفن ثف اتفقوا على
ضعف حديث " :من حفظ على أمت أربعي حديثا " ( ) 1مع كثرة
طرقه ،لقوة ضعفه ،وقصورها عن الب ،خلف ما خف ضعفه ،ول
يقصر الابر عن جبه ،فإنه ينجب ويعتضد " .
وراجع لذا " قواعد التحديث " ( ص ، ) 90و " شرح النخبة " ( ص
. ) 25وعلى هذا فل بفد لنف يريفد أن يقوي الديفث بكثرة طرقفه أن
يقف على * ( هامش ) * ( ) 1وهو مرج ف " الضعيفة " ( ) 4589
.
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
32
( * ) رجال كفل طريفق منهفا حتف يتفبي له مبلغ الضعفف فيهفا ،ومفن
الؤ سف أن القل يل جدا من العلماء من يف عل ذلك ،ول سيما التأخر ين
منهم ،فإنم يذهبون إل تقوية الديث لجرد نقلهم .
عن غي هم أن له طر قا دون أن يقفوا علي ها ،ويعرفوا ماه ية ضعف ها !
والمثلة على ذلك كثية ،مفن ابتغاهفا وجدهفا فف كتفب التخريفج ،
وباصة ف كتاب " سلسلة الحاديث الضعيفة " .
القاعدة الاديفة عشرة ل يوز ذكفر الديفث الضعيفف إل مفع بيان
ضعففه لقفد جرى كثيف مفن الؤلفيف ول سفيما فف العصفر الاضفر على
اختلف مذاهب هم واخت صاصاتم على روا ية الحاد يث الن سوبة إل ال نب
صلى ال عليه وآله و سلم دون أن ينبهوا على الضيفة منها ،جهل من هم
بالسفنة ،أو رغبفة أو كسفل منهفم عفن الرجوع إل كتفب التخصفصي
فيها ،وبعض هؤلء -أعن التخصصي
يتساهلون ف ذلك ف أحاديث فضائل العمال خاصة ! قال أبو شامة (
" : ) 1وهذا عند الحققي من أهل الديث وعند علماء الصول والفقه
خطأ ،بل ينبغي أن يبي أمره إن علم ،وإل دخل تت الوعيد ف قوله "
صلى ال عليه وآله " " :من حدث عن بديث يرى أنه كذب فهو أحد
الكاذبي " ،رواه مسلم " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
33
ال عليه وآله " أن من حدث بكل ما سعه -ومثله من كتبه -أنه واقع
ف الكذب عل يه " صلى ال عل يه وآله " مالة ،فكان ب سبب ذلك أ حد
الكاذبي .
الول :الذي افتراه ،وال خر :هذا الذي نشره ! قال ا بن حئان أي ضا (
" : ) 9 / 1ف هذا الب زجر للمرء أن يدث بكل ما سع حت يعلم
علم اليقي صحته "
( * .هامش ) * ( ) 1رواه مسلم ( رقم ) 5 :ف مقدمة " صحيحه
" ،وهو مرج ف " الصحيحة " ( ) * ( . ) 205وقد صرح النووي
بأن من ل يعرف ض عف الد يث ل ي ل له أن يه جم على الحتجاج به
من غي بث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا ،أو بسؤال أهل العلم إن
ل يكن عارفا ( . ) 1
ورا جع " التمه يد " ف مقد مة الضي فة ( ص . ) 12 - 10القاعدة
الثانية عشرة ترك العمل بالديث الضعيف ف فضائل العمال اشتهر بي
كثي من أهل العلم وطلبه أن الديث الضعيف يوز العمل به ف فضائل
العمال .
ويظنون أنه ل خلف ف ذلك .
كيف ل والنووي رحه ال نقل التفاق عليه ف أكثر من كتاب واحد
مفن كتبفه ؟ وفيمفا نقله نظفر بيف ،لن اللف فف ذلك معروف ،فإن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
35
ومفن شاء زيادة بيان وتفصفيل فف هذا البحفث الام فلياجفع مقدمفة "
صحيح الترغيب " ( . ) 36 - 16 / 1
القاعدة الثالثة عشرة ل يقال ف الديث الضعيف :قال " صلى ال عليه
وآله " ،أو :ورد عنفه ،ونوف ذلك قال النووي فف " الجموع شرح
الهذب " ( " : ) 63 / 1قال العلماء الحققون من أ هل الد يث
وغي هم :إذا كان الد يث ضعي فا ل يقال ف يه :قال ر سول ال " صلى
ال عليه وآله " ،أو :فعل ،أو :أمر ،أو :نى ،أو :حكم ،وما أشبه
ذلك من صيغ الزم ،وكذا ل يقال ف يه :روى أ بو هريرة ،أو :قال ،
أو :ذكر . . .وما أشبهه ،وكذا ل يقال ذلك ف التابعي ومن بعدهم
فيما كان ضعيفا ،فل يقال ف شئ من ذلك بصيغة الزم ،و إنا يقال ف
هذا كله :روي عنه ،أو :نقل عنه ،أو :حكي عنه ، . .أو :يذكر ،
أو :يكى ، . .أو :يروى ،وما أشبه ذلك من صيغ التمريض وليست
من صيغ الزم .
قالوا :ف صيغ الزم موضو عة لل صحيح أو ال سن ،و صيغ التمر يض ل ا
سواها .
وذلك أن صيغة الزم تقت ضي صحته عن الضاف إل يه ،فل ينب غي أن
يطلق إل في ما صح ،وإل فيكون الن سان ف مع ن الكاذب عل يه ،وهذا
الدب لذ به ال صنف ( ) 1وجاه ي الفقهاء من أ صحابنا وغي هم ،بل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
41
قلت :فيفه أمران :الول :أن الديفث ليفس مفن حديفث أبف سفعيد
الدري ل ع ند البخاري ول ع ند غيه .وإن ا هو من حد يث سعيد بن
أب سعيد القبي عن أب هريرة .
وف طبعة دار الكتاب العرب " :أب سعيد القبي " ،فهو خطأ آخر ،
فإنه من حديث ابنه سعيد عن أ ب هريرة ! ان ظر " فتح الباري " ( / 1
. ) 94
والخر :أن البخاري إنا رواه ف " اليان " بلفظ " :إن الدين يسر .
" .دون زيادة " :هذا " .
وإن ا رواه بذه الزيادة الن سائي ف " اليان " أي ضا .وكذلك رواه ا بن
حبان وإسناده أصح ،كما بينه الافظ ف " الفتح " ،وله شواهد عنده ،
منها عن بريدة ،وهو مرج ف " ظلل النة ف تريج كتاب السنة " (
. ) 97 - 95
قوله " :وروي مرفوعا :أحب الدين إل ال النيفية السمحة " .
قلت :من القرر عند الحدث ي أن تصدير الديث ب صيغة " روي " إنا
هو إشارة إل أن الديث ضعيف ،وعليه جرى النذري ف " الترغيب "
ك ما سبق بيا نه ف قوا عد الكتاب ،و ما أعت قد إل أن الؤلف حف ظه ال
تعال يعلم هذا القرر ويذكره ( ، ) 1وعل يه ن ستطيع أن نقول :إ نه
لذ هب إل أن الد يث ضع يف ول يس كذلك بل هو حد يث ح سن ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
46
وكان يلزم الؤلف أن يسن إسناده لن الافظ صرح بتحسينه ف " الفتح
" فلعله ل يقف عليه ،فإن قيل :لعل الؤلف وقف عليه ول يره صوابا
لن الديث من رواية ممد بن إسحاق ،وهو مدلس ،وقد عنعنه ؟ .
قلت :هذا الواب صحيح ف الوا قع ،ول كن عهدي بالؤلف أ نه يقدم
رأي الافظ على .
مفا يقتضيفه علم أصفول الديفث ! ! علمفت هذا منفه حيف كان ينشفر
فصول كتابه هذا ف ملة " الخوان السلمون ،الصرية فنشرت فيها ردا
على مقال له احتج فيه بديث علي الت ف " ما يرم على النب " بلفظ
" :كان ل يجبه عن القرآن شئ ليس النا بة " ،وقد بينت ف الرد
الشار إليه ضعف هذا الديث حسبما يقتضيه علم الصول ،فكتب فيها
ردا علي خلصته أن الديث حسنه الافظ ابن حجر ! فكتبت رذا آخر
عليه خلصته أن الواب ليس على قواعد علم الديث بل هو مرد تقليد
ل يفيد ،ول ينفق ف باب الناظرة ،ولكن الجلة لمر ما ل تنشر ردي
هذا ،ولذلك فإنف ألزم الؤلف -حفظفه ال تعال -أن يسفن الديفث
بالطريقي :التقليد ،والبحث حسب القواعد .
أ ما الول ،ف قد و ضح م ا سلف ،و هو ت سي الا فظ ل سناده * .
( هامش ) * ( ) 1ث تبي ل بعد التتبع أنه ل يراع هذه القاعدة ،فكثيا
ما يصدر ما يصححه بقوله " :روي " ،فانظر مثل ( ص . ) 121
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
47
" ( رقم ، ) 13وصححه أحد شاكر رحه ال ف تعليقه على " السند "
( ، ) 564 / 19 / 2وقد صرح أنه من " الزوائد " .
قوله ر قد كر حد يث " :إذا كان الاء قلت ي ل ي مل ال بث " " :رواه
المسة ،فهو مضطرب سندا ومتنا . " . .
وأقول :كل ،بل هو حد يث صحيح ،و قد صححه ج ع ،من هم أ بو
جع فر الطحاوي الن في ،والضطراب الذي أشار إل يه إن ا هو ف ب عض
طر قه الضي فة ،ك ما بين ته ف " صحيح أ ب داود " ( ، ) 58 - 56
وأشرت إليه ف " إرواء الغليل " ( ) 23و ( . ) 172
ن عم مفهوم الد يث معارض لعموم حد يث أ ب سعيد " :الاء طهور ل
ينجسه شئ " ،وعليه العتماد ف هذا الباب كما شرحه ابن القيم ف "
تذيب سنن أب داود " فلياجعه من شاء التحقيق ،فإنه بث عزيز هام ،
وكذلك راجع له " السيل الرار " للشوكان ( . ) 55 / 1
ومن ( السؤر ) قوله تت رقم
" : - 3لديث جابر رضي ال عنه عن النب ( ص ) سئل :أنتوضأ با
أفضلت المر ؟ قال :نعم ،وبا أفضلت السباع كلها " .
أخر جه الشاف عي والدارقط ن والبيه قي وقال :له أ سانيد إذا ضم بعض ها
إل بعض كانت قوية " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
50
قلت :هذا الديفث ضعيفف كمفا قال النووي فف " الجموع " ( / 1
، ) 173وتام كلمه " :وإنا ذكرت هذا الديث وإن كان ضعيفا
لكونه مثمهورأ ف كتب الصحاب ،وربا اعتمده بعضهم فنبهت عليه "
.جزاه ال خيا .
قلت :وأما قول البيهقي الذكو فالظاهر من تريه للحديث ف " السنن
الكبى " ( ) 255 - 249 / 1أنه يعن أسانيده الدائرة على داود بن
الصي عن أبيه ،ومع أن هذه السانيد كلها ضعيفة كما يشي إل ذلك
كلم البيهقي نفسه ،فإن مدارها على داود الذكور عن أبيه عن جابر .
وداود مفع كونفه مفن رجال الشيخيف فقفد ضعففه بعضهفم ،لكفن أبوه
ال صي ل ي الد يث ك ما ف " التقر يب " ،و قد أ سقطه ب عض الضعفاء
ف صار الد يث عن داود عن جابر ،ف صار سالا من ض عف أب يه ،ل كن
داود ل يدرك جابرا ،فعاد الديث منقطعا ! ث إن مت الديث منكر ،
لخالفته لديث القلتي ،لنه صدر جوابا لن سأله عن الاء وما ينوبه من
الدوأب وال سباع ؟ فقال " :إذا كان الاء قلت ي ل ي مل ال بث " ،و ف
رواية " :ل ينجس " .
قال ا بن التركما ن ف " الو هر الن قي " ( " : ) 250 / 1وظا هر هذا
يدل على ناسة سؤر السباع ،إذ لول ذلك ل يكن لذا الشرط .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
51
فائدة ،ولكان التقييد به ضائعا " .وذكر النووي نوه ف " الجموع " (
. ) 173 / 1
ث قال السيد سابق " :وعن ابن عمر قال :خرج رسول ال ( ص ) ف
بعض أسفاره . .الديث ،رفيه :فقال له النب " صلى ال عليه وآله " :
" يا صاحب القراة ل تبه ،هذا متكلف ،لا ما حلت بطونا ،ولنا ما
بقي شراب وطهور " .
رواه الدارقطن " .
قلت :وهذا ضعيف أيضا ،فيه عند الدارقطن ( ) 26 / 1أيوب بن
خالد الران قال الافظ " :ضعيف " ،وهو مع ضعفه قد اضطرب ف
إسناده ،فمرة قال :نا ممد بن علوان عن نافع عن ابن عمر .
ومرة قال :نا خطاب بن القاسم عن عبد الكري الزري عن نافع به .
وابن علوان هذا قال الزدي " :متروك " .
وخطاب بن القاسم ثقة لكنه اختلط قبل موته كما ف " التقريب " .
على أن الراوي عن أيوب إ ساعيل بن ال سن الرا ن ل أعر فه .و قد
أشار الافظ ف " التلخيص " إل ضعف هذا الديث ،وتبعه الشوكان
ف " السيل الرار " ( . ) 60 / 1
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
52
قلت :يشي إل حديث جابر وابن عمر التقدمي ،وقد علمت ما فيهما
من الض عف ف ال سند ،والنكارة ف ال ت ،لخالفته ما لد يث القلت ي
فتذكر .
ومفن ( النجاسفات ) قوله تتف الفقرة ( ج ) " :عظفم اليتفة وقرئهفا
وظفرها وشعرها وريشها وجلدها وكل ما هو من جنس ذلك طاهر ،
لن الصل ف هذه .كلها الطهارة ول دليل على النجاسة " .
فأقول :بلى ،قد قام الدل يل على نا سة جلد الي تة ف أحاد يث كث ي
معروففة كقوله ( ص ) " :إذا دبفغ الهاب فقفد طهفر " ،رواه مسفلم
وغيه .وغي : 49
مرجفة فف " غايفة الرام فف تريفج أحاديفث اللل والرام " ( - 25
. ) 29
وف " نيل الوطار " ( ) 54 - 53 / 1وغيه ،فل أدري ل أعرض
الؤلف عنها ؟ ! ومن الغريب حقا أنه ذكر ف الباب حديث ابن عباس ف
قصفة شاة مولة ميمونفة ،وفيفه قوله ( ص ) " :هل أخذتف إهاباف
فدبغتموه فانتفعتم به ؟ " .
وهو صريح ف أن النتفاع به ل يكون إل بعد الدبغ .
ولعله من عه من الحتجاج به قوله " :ول يس ف البخاري والن سائي ذ كر
الدباغ " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
54
سكت عليه فأوهم أنه ثابت عنه ،وليس كذلك ،فقد رواه ابن أب شيبة
ف " الصنف " ( . ) 138 - 137 / 1
حدثنا شريك عن عمران بن مسلم عن ماهد عن أب هريرة .
قلت :وهذا إسناد ضعيف ل يصح :شريك -وهو ابن عبد ال القاضي
-ضعيف لسؤ حفظه ،وشيخه عمران بن مسلم ،يتمل أنه الفزاري
الكوف فقد ذكروا ف الرواة عنه شريكا ،ولكنهم ل يذكروا ف شيوخه
ماهدا ! والخفر :الزدي الكوفف ،فقفد ذكروا مفن شيوخفه ماهدا ،
ولكنهم ل يذكروا ف الرواة عنه شريكا ! فإن يكن الول فهو ثقة .دان
يكن الخر فرافضي خبيث .
وال أعلم .ث هومع ضعفه مالف لا صح عن أب هريرة قال :ل وضوء
إل من حدث .
رواه البخاري معل قا وو صله إ ساعيل القا ضي بإ سناد صحيح ك ما قال
الافظ وقد جاء مرفوعا بلفظ " :إل من صوت أو ريح " ،وهو مرج
ف " الشكاة " ( / 310التحقيق الثان ) ،و " الرواء " ( 145 / 1
و ، ) 153و " صحيح أب داود " ( ، ) 196ورواه مسلم بنحوه .
ومالف أيضا لديث النصاري الذي قام يصت ف الليل ،فرماه الشرك
بسهم ،فوضه فيه ،فنعه حت رماه بثلثة أسهم ث ركع وسجد ومضى
ف صلته وهو يوج دما .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
56
أخرجه عبد الرزاق ف " الصنف " ( ، ) 125 / 1وابن أب شيبة ( / 1
، ) 392والطبان ف " العجم الكبي " ( ) 4 28 / 9بسند صحيح
عنه ،ورواه البغوي ف " العديات " ( . ) 2503 / 887 / 2
وروى عقبفه عفن أبف موسفى الشعري " :مفا أبال لو نرت جزورا
فتلطخت بفرث ودمها .
ث صليت ول أمس ماء " ،وسنده ضعيف .
ثانيا :تفريقه ب ي الدم القليل والكث ي ،وهذا وإن كان مسبوقا إليه من
ب عض الئ مة ،فإ نه م ا ل دل يل عل يه من ال سنة ،بل حد يث الن صاري
يبطله كما هو ظاهر .
ول يسفتدل الؤلف على هذا التفريفق بغيف أثفر أبف هريرة التقدم ،وقفد
عرفت ضعفه ،وإن /ضعفه ،وإن روي مرفوعا ففي إسناده متروك كما
ف " ن يل الوطار " ،و قد خرج ته ف " الضعي فة " ( ، ) 4386و قد
أجاد الرد على هذا التفر يق ا بن حزم رح ه ال ف آ خر الزء الول من "
الحلى ل فلياجعه من شاء ،وكذا القرطب وابن العرب ف تفسييهما ،
فانظر إن شئت " الامع لحكام القرآن " ( . ) 263 / 8ومن عجيب
أ مر الؤلف أ نه سوى ه نا ف النجا سة ب ي الدماء ول ي ستمن من ها دماء
اليوانات الأكولة اللحم ،وفرق فيما يأت بي بول الدمي النجس وبول
مفا يؤكفل لمفه مفن اليوانات ،فحكفم بطهارتفه تسفكا بالصفل ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
58
فكأن مؤلف نقفل الديفث مفن " النتقفى " ،وفف أثناء النقفل لروايفة
الماعة منه انتقل بصره إل لفظة البسملة ف رواية سعيد فيه ،فكتبها ف
روايت هم ،ولي ست من ها ! وروا ية الما عة مر جة ف " الرواء " ( ر قم
، ) 51و " صحيح أب داود " ( ، ) 3وغيها .
وثة وهم آخر ،فإن الؤلف كأنه تسامح ف رواية الديث بالعن ،فانه
قال :كان إذا أراد أن يدخفل ، " . . .فزاد لففظ " :أراد " مفن عنده ،
وليس يسن ذلك رواية .
وأما رواية سعيد بزيادة البسملة ،فقد أخرجها ابن أب شيبة أيضا ف "
الصنف " ( ) 1 / 1من طريق أب معشر نيح عن عبد الئه بن أب طلحة
عن أنس نوه .
وكذا رواه ابن أب حات ف " العلل " ( . ) 64 / 1
وأبو معشر ضعيف ،فل تقبل منه هذه الزيادة .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
62
ويظهر ل أن الافظ ابن حجر ل يقف على هذه الزيادة ،فقد قال ف "
الف تح " " :و قد روى العمرى هذا الد يث من طر يق ع بد العز يز بن
الختار عن عبد العزيز بن صهيب -يعن عن أنس -بلفظ المر قال " :
إذا دخلتم اللء فقولوا :بسم ال ،أعوذ بال من البث والبائث " .
وإ سناده على شرط م سلم ،وف يه زيادة الت سمية ،ول أرها ف غ ي هذه
الرواية " .قلت :وير عندي شاذة لخالفتها لكل طريق الديث عن عبد
العزيز بن صهيب عن أنس ف " الصحيحي " وغيها من سبقت الشارة
إليهم .وقد رويت ف حديث آخر عن أنس من طريق قتادة عنه بلفظ :
" هذه الشوش متضرة ،فإذا دخل أحدكم اللء فليقل :بسم ال " .
لك نه ضع يف بذا ال سياق ،اضطرب ف يه ب عض الرواة ف سنده ومت نه ،
والصواب أنه من مسند زيد بن أرقم مرفوعا بلفظ " :إن هذه الشوش
متضرة ،فإذا أتفى أحدكفم اللء ،فليقفل :أعوذ بال مفن البفث
والبائث " .
وإ سناده صحيح على ضرط البخاري ك ما بين ته ف " صحيح سنن أ ب
داود " برقم ( . ) 4
وبالملة ،فذكر البسملة ف هذا الديث من طريقي عن أنس شاذ أو
منكر .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
63
ل كن قد جاء ما يدل على مشروع ية الت سميه ع ند دخول اللء ،و هو
حد يث علي ر ضي اللة ع نه مرفو عا بل فظ " :ستر ما ب ي أع ي ال ن
وعورات بن آدم إذا دخل أحدكم اللء أن يقول :بسم ال " .
أخرجه الترمذي ( – 504 / 2طبعة أحد شاكر ،وابن ماجه ( / 1
، ) 128 - 127وضعفه الترمذي ،لكن مال مغلطاي إل صحته ،
كما قال الناوي ،وله شاهد من حديث أنس عند الطبان من طريقي
عنه ،فالديث حسن على أقل الدرجات ،ث خرجت الديث وتكلمت
على طرقه ،وبينت ما لا وما عليها ف " الرواء " ( ، ) 50فلياجعه
من شاء .ث اعلم أ نه ل يس ف شئ من هذه الحاد يث أو غي ها ال هر
الذي ذكره الؤلف حفظه ال ،فاقتضى التنبيه .
قوله تت رقم
. . . " : - 4وحديث أب سعيد قال :سعت النب " صلى ال عليه
وآله " يقول " :ل يرج الرجلن يضربان الغائط كاشفي عن عورتيهما
يتحدثان ،فإن ال يقت على ذلك " .
رواه أحدف ،وأبفو داود ،وابفن ماجفه .والديفث بظاهره يفيفد حرمفة
الكلم ،إل أن الجاع صرف النهي عن التحري إل الكراهة " .
قلت :الد يث ضع يف ل ي صح إ سناده ،وله علتان :الول :أ نه من
رواية عكرمة بن عمار عن يي بن أب كثي عن هلل بن عياض عنه ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
64
وقد طعن العلماء ف رواية عكرمة عن يي خاصة ،فقال أبو داود " :ف
حديثه عن يمص بن أب كثي أضطراب " .
وقال الا فظ ف " التقر يب " " :صدوق ينلط ،و ف رواي ته عن ي ي
اضطراب ،ول يكن له كتاب " .
قلت :ومن اضطرابه ف هذا الديث أنه مرة رواه عن يص عن هلل ،
ومرة أخرى قال :عن يي بن أ ب كثي عن أ ب سلمة عن أ ب هريرة .
وكأ نه لذا قال النذري ف " الترغ يب " ب عد أن ذكره من حد يث أ ب
هريرة برواية الطبان " :إسناده لي " .
الثانية :أن هلل بن عياض ،قال النذري " :هو ف عداد الجهول ي "
.وقال الذهب " :ل يعرف " .
وقال الافظ ف " التقريب " " :مهول " .
ولذلك أوردت الديفث فف كتابف " ضعيفف سفنن أبف داود " ( رقفم
، ) 3وقد تكلمت عليه فيه بتفصيل .
ول يتنبه الشوكان ف " السيل " ( ) 68 / 1للعلة الول ،وأجاب عن
الخرى بأن هلل ذكره ا بن حبان ف " الثقات " ،وكأ نه ل ي ستحضر
كلم الافظ وغيه ف تساهل ابن حبان ف التوثيق ،ول تهيل من ذكرنا
للل هذا ،ويقال :عياض بن هلل .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
65
الد يث ،فقال ف " الو هر الن قي " " :قلت :روى ا بن أ ب حا ت عن
حرب بن إساعيل عن ابن حنبل قال :ما أعلم قتادة روى عن أحد من
أصحاب رسول ال ( ص ) إل عن أنس ،قيل له :فابن سرجس ؟ فكأنه
ل يره ساعا " ( . ) 1قوله تت رقم
. . . " : - 9لديث عبد ال بن معقل ( كذا ،والصواب " منفل ) (
) 2أن النب ( ص ) ل قال :ل يبولن أحدكم ف مستحمه ث يتوضأ
فيه ،فان عامة الوسواس منه .
رواه المسة " قلت :القول ف هذا الديث كالقول ف الذي قبله ،فإن
مدار هذا عند جيع مرجيه على السن البصري عن عبد ال بن مغفل ،
والسن البصري على جللة قدره فإنه من الشهورين بالتدليس كما قال
برهان الد ين الل ب ،وقال الا فظ ف " التقر يب " " :كان ير سل كثيا
ويدلس لا ،وقال الذهب " :كان كثي التدليس ،فإذا قال ف حديث :
" عن فلن " ،ضعف احتجاجه ،ول سيما بن قيل :إنه ل يسمع منهم
،كأب هريرة وغيه " .
وقد أشار الترمذي إل ضعف الديث ،فقال بعد أن خرجه " :حديث
غريب " كا ولذلك أوردته ف " ضعيف أب داود " ( رقم . ) 7
لكن ف الباب حديث آخر بلفظ " :نى رسول ال ( ض ) أن يتشط
أحدنا كل يوم ،أو يبول ف مغتسله " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
69
الليث عنه صحيحة ،لنه ل يروي عنه إل ما صرح له بالسماع كما هو
معروف ،فهذا هو الحفوظ ف حديث جابر .
وأما لفظ " :الاري " ،فهو منكر ،وقد بوب أبو عوانة لديث الليث
بقوله " :بيان ح ظر البول ف الاء الرا كد ،والدل يل على إبا حة البول ف
الاء الاري " .
ف سقط بذا البيان إلاق الؤلف الاء الاري بالاء الرا كد ،وحدي ثه الذي
ا ستدل به ،قد ب سطت الكلم على نكار ته ف " الضعي فة " ،بر قم (
. ) 5227
( تنبيه ) :ث إن فبما عزاه الؤلف ل " ممع الزوائد " أنه رواه الطبان ،
اخت صارا مل ،لن من ال صطلح ع ند العلماء أن إطلق العزو لل طبان
يع ن أ نه رواه ف " الع جم ال كبي " ،فإذا أرادوا غيه قيدوا العزو ،وهذا
ما فعله اليثمي ف " الجمع " ( ، ) 204 / 1فإنه قال " :رواه الطبان
ف " الوسط " . " . . .
وكذلك قال النذري ف الترغيب .قوله تت رقم
" : - 10قالت عائ شة :من حدث كم أن ر سول ال ( ص ) بال قائ مأ
فل تصدقوه ،ما كان يبول إل جالسا .
رواه المسفة ال أبفا داود ،وقال الترمذي :وهفو أحسفن شفئ فف هذا
الباب وأصح " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
71
قلت :الديفث صفحيح بل شفك ،فتصفديره بقوله " :روي " ،يشعفر
بأ نه ض يف ك ما ات فق عل يه الحدثون ،فكان الوا جب أن يقال " :ورد
" ،أو نو ذلك ما يشعر بثبوت الديث .
انظر القاعدة ( . ) 13قوله تت رقم
: - 11اأن يزيل ما على السبيلي من النجاسات وجوبا بالجر . . .أو
بالاء فقط ،أوبما معأ " .
قلت :ال مع ب ي الاء والجارة ف ال ستنجاء ل ي صح ع نه ( ص ) ،
فأخ شى أن يكون القول بال مع من الغلو ف الد ين ،لن هد يه ( ص )
الكتفاء بأحدهاف " ،وخيف الدي هدي ممفد ( ص ) ،وشفر المور
مدثاتا . " . . .
وأما حديث جع أهل قباء بي الاء والجارة ،ونزول قوله تعال فيهم :
* ( فيه رجال يتون أن يتطهروا ) * ،فضيف السناد ،ل يتج به ،
ضع فه النووي والا فظ وغيه ا ،وأ صل الدي كث ع ند أ ب داود وغيه
من حد يث أ ب هريرة دون ذ كر الجارة ،ولذلك أورده أ بو داود ف "
باب السفتنجاء بالاء " ،وله شواهفد كثية ،ليفس فف شفئ منهفا ذكفر
الجارة ،وقد بينت ذلك ف " صحيح سنن أب داود " ( رقم * . ) 34
( هامش ) * ( ) 1وأما ما أخرجه البيهقي ( ) 106 / 1من طريق
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
73
عبد اللك بن عمر قال :قال علي بن أب طالب :إنم كانوا يبعرون بعرا
،وأنتم تثلطون ثلطا ،فأتبعوا الجارة الاء .
ف هو مع أ نه موقوف ،فل ي صح ،ل نه منق طع ب ي ع بد اللك بن ع مر
وعلي ،فإنه ليس له رواية عنه ،ث هو مدلس ،ول يصرح بالسماع منه
/)*(.
قوله تت رقم
. . . " : - 14لديث الكم بن سفيان أو سفيان بن الكم قال :
كان النب " صلى ال عليه وآله " إذا بال توضأ ،وينتضح " .
قلت :هذا الديفث ل يصفح متنفه ،لن فيفه اضطرابفا كثيا على نوف
عشرة وجوه لصها الافظ ف " التهذيب " ،وف ثبوت صحبة الكم
بن سفيان خلف .
ل كن الد يث له شوا هد أوردت بعض ها ف " صحيح أ ب داود " ( ر قم
، ) 159منها حديث ابن عباس أن النب ( ص ) توضأ مرة ونضح فرجه
.
أخرجه الدارمي والبيهقي ،وسنده صحيح على شرط الشيخي ،فلو أن
الؤلف آ ثر هذا الد يث ل صحة إ سناده على ذلك ،أو على ال قل أشار
إليه ،لكان أحسن .قوله تت رقم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
74
رواه أ بو داود ،والبزار ،وال طبان ،وغي هم ،وله طرق وشوا هد عن
ج ع من ال صحابة خرجت ها ف " ال صحيحة " ( ) 358 - 353 / 2
ببسط قد ل تراه ف مكان آخر ،وبينت فيه أن خت النساء كان معروفا
عند السلف خلفا لبعض من ل علم بالثار عنده
وإن ماف يؤكفد ذلك كله الديفث الشهور " :إذا التقفى التانان فقفد
و جب الغ سل " ،و هو مرج ف " الرواء " ( ر قم . ) 80قال المام
أحد رحه ال " :وف هذا دليل على أن النساء كن يت " .انظر " تفة
الودود ف أحكام الولود " .
لبن القيم ( ص - 64هندية ) .
ث قال ف التان " :ول يرد تديد وقت ،ول ما يفيد وجوبه " .قلت :
أ ما التحد يد فورد ف يه حديثان :الول :عن جابر أن ر سول ال ( ص )
عفق عفن السفن والسفي ،وختنهمفا لسفبعة أيام .رواه الطفبان فف "
العجم الصغي " ( ص ، 185بسند رجاله ثقات ،لكن فيه ممد بن أب
السرى العسقلن ،وفيه كلم من قبل حفظه ،والوليد بن مسلم يدلس
تدليس التسوية ( ) 1وقد عنعنه .
والديث عزاه الافظ ف " الفتح " ( ) 282 / 10لب الشيخ والبيهقي
،وسكت عليه الافظ ،فلعله عندها من طريق أخرى .الثان :عن ابن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
76
عباس قال :سبعة من السنة ف الصب يوم السابع :يسمى ،ويت . . .
الديث .
رواه الطبان ف " الوسط " ( ، ) 562 / 334 / 1وقال اليثمي ف
" الجمع " ( " : ) 59 / 4رجاله ثقات " ،وأما الافظ ،فقال ف "
الف تح " ( " : ) 483 / 9أخر جه ال طبان ف الو سط ،و ف سنده
ضعف " .
قلت :و هو ال صواب ،لن ف سنده رواد بن الراح ،وف يه ض عف ،
كما ف الكاشف للذهب ،لكن أحد الديثي يقوي الخر ،إذ مرجهما
متلف ،وليس فيهما متهم ،وقد أخذ به الشافعية ،فاستحبوا التان يوم
السابع من الولدة كما ف " الجموع " ( ) 307 / 1وغيه .
( هامش ) * ( ) 2هو شر أنواع التدليس ،وصورته أن يئ الدلس إل
حديفث سفعه مفن شيفخ ثقفة ،وقفد سفعه ذلك الشيفخ الثقفة مفن شيفخ
ضعيف ،وذلك الشيخ الضعيف يرويه عن شيخ ثقة ،فيعمد إلدس الذي
سع الديث من الثقة الول ،فيسقط منه شيخ شيخه الضعيف ،ويعله
من رواية شيخه الثقة ،عن الثقة الثان ،بلفظ متمل ،كالعنعة ونوها ،
فيصي السناد كله ثغات ،ويصرح هر بالتصال بينه وبي شيخه ،لنه
قد سعه م نه ،فل يظ هر حينئذ ف ال سناد ما يقت صي عدم قبوله ،إل
لهل النقد والعرفة بالعلل .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
77
ث ذكر تت رقم
- 7حديث عطاء بن يسار ،قال " :أتى رجل النب ( ص ) ثائر الرأس
واللحيفة ،فأشار إليفه رسفول ال ( ص ) ،كأنفه يأمره بإصفلح شعره
وليته . " . . .رواه مالك .
قلت :عطاء هذا تاب عي معروف ،فالد يث مر سل ضع يف ،و قد جاء
موصول من حديث جابر بلفظ آخر أت منه ،وليس فيه ذكر اللحية .
رواه أبو داود وغيه .
وهو مرج ف " الصحيحة " ( . ) 493
ثف قال " :وعفن أبف قتادة :أنفه كان له جةف ضخمفة ،فسفأل النفب
( ص ) ؟ فأمره أن يسن إليها ،وأن يترجل كل يوم .
رواه الن سائي ،ورواه مالك ف " الو طأ " بل فظ :قلت :إن ل ج ة ،
فأرجلها ؟ قال ( :نعم وأكرمها ) .
فكان أبفو قتادة رباف دهنهفا فف اليوم مرتيف مفن أجفل قوله ( ص ) :
( وأكرمها ) " .فأقول :هذا الديث ل يصح عن أب قتادة لنقطاع
إسناده ،واضطراب متنه .
أما النقطاع فهو أن النسائي رواه ف " سننه " ( ) 292 / 2من طريق
عمر بن علي بن مقدم قال :حدثنا يي بن سعيد عن ممد بن النكدر
عن أ ب قتادة . . .وهذا إ سناد ظاهره ال صحة ،فإن رجاله ثقات رجال
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
79
الشيخي ،لكن له علة خفية ،وهي أن ابن مقدم هذا مع كونه ثقة فقد
كان يدلس تدليسفا غريبفا ،بينفه ابفن سفعد بقوله " :كان ثقفة ،وكان
يدلس تدليسفا شديدا ،يقول " :سفعت " و " حدثنفا " ،ثف يسفكت ،
فيقول :هشام بن عروة والعمش . " . .
ولذلك قال الافظ ف " مقدمة الفتح " ( ص " : ) 431وعابوه بكثرة
التدليس ،ول أر له ف " الصحيح " إل ما توبع عليه " .
ول يوث قه ف " التقر يب " ،فإ نه اقت صر على قوله ف يه " :وكان يدلس
شديدا " .
فمثله ل يتج به ولو صرح بالتحديث ،إل إذا توبع ،فكيف إذا خولف
؟ ! فقد قال مالك ف روايته ( " : ) 624 / 3عن يي بن سعيد أن
أبا قتادة النصاري قال " . . .فذكره .
فأسقط بي يي وأب قتادة ممد بن النكدر ،فصار منقطعا ،لن يي
ابن سعيد -وهو ابن قيس النصاري الدن -ل يدرك أبا قتادة ،ولذا
قال ال سيوطي ف " تنو ير الوالك " " :هو منق طع ،و قد أخر جه البزار
من طريق عمر بن علي القدمي عن يي ابن سعيد عن ممد بن النكدر
عن جابر " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
80
قلت :وهذه خلف روايفة النسفائي ،فإناف عفن أبف قتادة ،وهذه عفن
جابر ! فهذا اختلف آخر ف إسناده .وقد وجدت له طريقا أخرى عن
كل من أب قتادة وجابر .
أما الطريق عن أب قتادة ،فقال الطبان ف " الوسط " ( رقم ) 4090
:حدثنا علي بن سعيد الرازي قال :نا سليمان بن عمربن خالد الرقي
قال :ثنا يي ابن سعيد الموي عن ا بن جريج عن عطاء عن أب قتادة
عن ال نب ( ص ) قال " :من ات ذ شعرا فليح سن إل يه ،أو ليحل قه " ،
وكان أبو قتادة يرجل شعره غبا .
وقال الطبان " :ل يروه عن ابن جريج إل يي بن سعيد الموي " .
قلت :وهو ثقة من رجال الشيخي ،وكذا من فوقه ،وإنا النظر في
دون م ،و قد قم ال اليث مي ف " الج مع " ( " : ) 164 / 5رواه
الطبان ف " الوسط " عن شيخه علي بن سعيد الرازي ،قال الدارقطن
:ليس بالقوي ،وبقية رجاله رجال الصحيح " .
كذا قال ! وسليمان بن عمر وأبوه ليسا من رجال " الصحيح " ،بل ول
من رجال " السنن الربعة " ،والول له ترجة ف " الرح والتعديل " (
) 131 / 1 / 2بكتابة أب حات عنه .
وف " ثقات ابن حبان " ( ، ) 280 / 8وقال " :حدثنا عنه شيخنا
الضفر بفن أحدف بفن قيدهوز ب " حران " -وغيه .مات سفنة تسفع
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
81
أما المر بإكرام الشعر فهو ثابت ف عدة أحاديث ،وقد خرجت بعضها
ف الصدر السابق االصحيحة " ( 500و ، ) 501هو مقيد بالديثي
الشار إليهما كما هو ظاهر .
وبال التوفيق .
قوله ف تغيي الشيب بالناء " :قلت :وقد ورد ما يفيد كراهية الضاب
" .قلت :ل أ جد للمؤلف ف هذه الدعوى سلفا ،ول عل مت ل ا
أصل ،ولعله يعن ورود ذلك عن الصحابة ،والذي نقله الشوكان عنهم
ف " الن يل " ( ) 103 / 1إن ا هو الختلف ف الف ضل ،ول يس
الكراهة ،وعلى افتراض أ نه روي ذلك عن أحد منهم ،فل حجة فيه ،
لمرين :الول :أن الصحابة ل يتفقوا على ذلك ،بل منهم من خضب
كالشيخي رضي ال عنهما ،وهو ف " صحيح مسلم " وغيه ،ومنهم
من ترك ،والترك ل يدل على كرا هة الضاب ،بل على جواز تر كه .
الثان :أنه مالف للثابت عنه ف قول وفعل .
أما القول فقد ذكر الصنف فيه حديثي .
وأما الفعل ،ففي " صحيح البخاري " وغيه من حديث أم سلمة رضي
ال عنها أنا أخرجت من شعر النب ( ص ) مضوبأ .وف معناه أحاديث
أخرى بوب لاف الترمذي فف " الشمائل الحمديفة " " :باب مفا جاء فف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
84
لذأ الديث ،لنه بناه على توثيق ابن حبان للمذكور ،وكثيا ما يفعل
ذلك ،ويصحح أحاديث ل يسبق إل تصحيحها ،وقد كنت ناقشته ف
هذه السألة ف الدينة النورة وهو ف " الفندق " سنة 69ه بعد موسم
ال ج ،ولك ن ل أ صل م عه إل نتي جة مع ال سف ،وال يرح نا وإياه .
والديث الثان :عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه بلفظ " :
من شاب شيبة فهي نور إل أن ينتفها أو يضبها " .
هكذا أورده بعضهم ،وهو ف " سنن أب دأود " ،وألترمذي وحسنه ،
وابن ماجه ،من هذا الوجه ،لكن دون قوله " :إل أن ينتفها أو يضبها
" ،وكذلك هو ف " السند " ( 6962 ، 6937 ، 6675 ، 6672
. ) 6989 ،
و ف روا ية له " :ن ى ر سول ال ( ص ) عن ن تف الش يب ،وقال :هو
نور " .
فهذا يدل على أن ذكفر الضاب فف الديفث ل أصفل له ،وتفد قال
الاففظ فف " الفتفح " بعفد أن سفاق الديفث باللففظ الول " :أخرجفه
الترمذي وحسنه ،ول أر ف شئ من طرقه الستثناء الذكور " .قلت :
ويستدرك عليه برواية أحد الت فيها ذكر النتف .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
86
وثة حديث ثالث مكن أن يؤخذ حكم الضاب من لفظه الطلق ،وهو
:عن أم سليم مرفوعا " :من شاب شيبة ف السلم كانت له نورا ما ل
يغيها " .
رواه الاكم ف " الكن " كما ف " الامع الصغي " ،ورمز لسنه كما
قال الناوي ف شر حه ،ول كن الن فس ل تطمئن لتح سي ال سيوطي له ل ا
عرف من تساهله ،فراجع " القدمة :القاعدة الثامنة " .ث وقفت على
سند الد يث ،و تبي ل أن ن ك نت على صواب ف عدم العتماد على
تسينه ،وقد كشفت عن علته ف " الصحيحة " تت الديث ( 1244
) ،وحكمفت بوضعفه ،فأوردتفه فف " ضعيفف الامفع الصفغي " (
، ) 5651وهو كتاب حافل بالحاديث الضعيفة والوضوعة ل مثيل له
.وال الوفق .وخلصة القول ،أنه ل يوز معارضة .
الحاديث الصحيحة التضمنة لواز الضاب واستحبابه بذه الحاديث
الضعيفة ،ولو صح شئ منها لوجب التوفيق بينها بوجه من وجوه المع
بي الحاديث وما أكثرها ،والوجه هنا أن يقال :إن التغيي الذكور ف
الديث الول والثالث هو النتف ،وهو منهي عنه صراحة ف رواية أحد
للحديث الثان .أو هو الضب بالسواد ،فإنه سنهي عنه .
وبذا شرح الديثان ،انظر الطاب ف " العال " ،والناوي ف " الفيض
" ،وقال ابن القيم ف " تذيب السنن " ( " : ) 103 / 6والصواب أن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
87
الحاديفث فف هذا الباب ل اختلف بينهفا بوجفه ،فإن الذي نىف عنفه
الرسول ( ص ) من تغيي الشيب أمران :أحدها :نتفه .
والثان :خضابه بالسواد كما تقدم .
والذي أذن ف يه هو صبغه وتغييه بغ ي ال سواد كالناء وال صفرة ،و هو
الذي عمله الصحابة رضي ال عنهم " .
قال " :وأمفا الضاب بالسفواد فكرهفه جاعفة مفن أهفل العلم ،وهفو
الصواب بل ريب لا تقدم ،وقيل للمام أحد :تكره الضاب بالسواد ؟
قال :إي وال .ورخفص فيفه آخرون ،ومنهفم أصفحاب أبف حنيففة ،
وروي ذلك عن ال سن وال سي ،وف ثبوته عنهم ن ظر ،ولو ث بت فل
قول لحد مع رسول ال ( ص ) ،وسنته أحق بالتباع ،ولو خالفها من
خالفهفا " .قلت :وللحاديفث التقدمفة فف الضف على الضاب كثفر
اشتغال ال سلف بذه ال سنة ،فترى الؤرخ ي ف الترا جم ل م يقولون " :
وكان يضب " ،و " كان ل يضب " ،ول تزال هذه السنة معمول با
ف بعض البلد السلمية ،ول سيما الت ل تتأثر كثيأ بالدنية الغربية ،
وعاداتا السيئة .والق أنا سنة ثابتة مستمرة ،وقد جرى عمل السلف
عليها -كما تقدم -وتواردت الحاديث ف الض على العمل با ،فل
يوز للمسلمي أن يدثوا عرفا مالفا لا ،ولسيما مع بقاء علة الضاب
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
88
بالديث تقتضي وجوب العمل بالقسمي كليهما ،ول فرق ،فمن ادعى
التخصفيص فليتفضفل بالبيف مشكورا ،وهيهات هيهات ! ! ثف ألففت
رسالتي هامتي جدا ف بيان بطلن التقسيم الذكور ،الول " :وجوب
ال خذ بد يث الحاد ف العقيدة " ،والخرى " :الد يث ح جة بنف سه
ف العقائد والحكام " .
( * ) لذوقهفم وعصفرهم ،وإن ل يسفتذوقوه ،تركوه غيف مباليف
بخالفتهم لمره ( ص ) ،ولو فرض أنه للندب ! وإن لخشى أن يكون
رأي الؤلف قري بأ من هذا ،وإل ف ما باله ل يتعرض لبيان ح كم العفاء
مع كثرة النصوص الت تتعلق به كما يأت بيانه ،بينما نراه قد جزم ببيان
حكم التان مع أنه ل نص فيه كما أشار إليه فيما تقدم مع الرد عليه ،
اللهفم إل تعليقفه على قوله ( ص ) " :وفروا اللحفى " : " . . .حلف
الفقهاء هذا المر على الوجوب ،وقالوا برمة حلق اللحية ، " . . .فإنه
ل يس صريا ف الت عبي عن رأ يه الشخ صي ،وبا صة أ نه يعلم أن مال فة
العفاء أكثفر وأظهفر مفن مالففة التان ،فإن كثيا مفن خاصفة العلماء
والشيوخ قفد ابتلوا بالوقوع فيهفا ،بفل وبالتزيفن والتجمفل باف ،بفل إن
بعضهم قد يتجرأ على الفتاء بواز حلقها ،ولسيما ف مصر الت يعيش
فيها السيد سابق والستاذ السمان ،فهذا وحده كان كافيا ف أن يمله
على بيان حكفم هذه الخالففة ،ولذلك فإنف أهتبفل هذه الفرصفة لبيف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
92
حكم الشرع فيها ،وأستحسن أن يكون ذلك بالرد على تلك الفقرة الت
نقلتها عن كتاب " السلم الصفى " لشديد صلتها بالوضوع ،فأقول :
أول :ذكر أن المر بإعفاء اللحية للندب ،وقد سعنا هذا كثيا من غيه
،وإبطال لذه الدعوى أقول :هذا خلف ما تقرر ف " علم الصول " :
أن الصفل فف أوامره ( ص ) الوجوب ،لقوله تعال " :فليحذر الذيفن
يالفون عن أمره أن ت صيبهم فت نة أو ي صيبهم عذاب أل يم " ،وغيه من
الدلة التف ل مال لذكرهفا الن ،والروج عفن هذا الصفل ل يوز إل
بدليل صحيح تقوم به الجة ،وحضرة الكاتب ل يأت بأي دليل يسوغ
/صفحة / 81له خرو جه عن هذا ال صل ف هذه ال سألة ،الل هم إل
ادعاؤه أن ال سلم ل يه تم ب كل الظا هر الشكل ية . . .و مع أن ا دعوى
عارية عن الدليل ،فإنا منقوضة أيضا بأحاديث كثية ،وهو ف قولنا :
ثانيا :زعم أن كل الظاهر الشكلية ل يهتم با السلم ،وأن اللحية منها
.أقول :هذا الز عم با طل قط عا ،ل ي شك ف يه ذلك أي من صف متجرد
عن اتباع الوى بعد أن يقف على الحاديث التية ،وكلها صحيحة :
- 1عن ابن عباس قال " :لعن رسول ال ( ص ) التشبهي من الرجال
بالنساء ،والتشبهات من النساء بالرجال " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
93
:ل يقرها الن طق ! كما قال ذلك ف مسألة نزول عيسى عليه السلم
( ص ، ) 75وحينئذ أعترف بأنه ل جواب إل الشكوى إل ال تعال .
. .ما سبق من النصوص يكن للمسلم الذي ل تفسد فطرته أن يأخذ
من ها أدلة كثية قاط عة على وجوب إعفاء اللح ية وحر مة حلق ها :أول :
أمر الشارع بإعفائها ،والصل ف المر الوجوب ،فثبت الدعى .ثانيا :
حرم تش به الرجال بالن ساء ،وحلق الر جل لي ته ف يه تش به بالن ساء في ما
هومن أظهر مظاهر أنوثتهن ،فثب حرمة حلقها ،ولزم وجوب اعفائها .
ثالثفا :لعفن النامصفة -وهفي التف تنتفف شعفر حاجبيهفا أو غيف بقصفد
التجم يل -وعلل ذلك بأ نه تغي ي للق ال تعال ،والذي يلق لي ته إن ا
يفعل ذلك للحسن -زعم -وهو ف ذلك يغي خلقة ال تعال ،فهو ف
حكم النامصة تاما ول فرق إل ف اللفظ ،ول أعتقد أنه يوجد اليوم على
و جه الرض ظاهري ي مد على ظا هر الل فظ ،ول ي عن الن ظر ف الع ن
ف بعلة يقتضفي عدم المود عليفه القصفود منفه ،ولسفيما إذا كان مقرون ا
كقوله عليه السلم ههنا . . . " :للحسن ،الغيات خلق ال " .
وثة دليل رابع ،وهو أنه ( ص ) جعل إعفاء اللحية من الفطرة ،كما
ج عل من ها قص الظفار وحلق العا نة ،وغ ي ذلك م ا رواه م سلم ف "
صحيحه " ،ففيه رد صريح على الكاتب ومن ذهب مذهبه أن اللحية من
أمور العادات ال ت يتلف ال كم في ها باختلف الزمان والع صور ! ذلك
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
95
ولذلك جرى العلماء على الحتجاج بذا الديفث على أنفه ليفس خاصفا
بأب قحافة ،وتقدم كلم النووي ف ذلك قريبا .
ونوه كلم الا فظ ف " الف تح " ( 499 / 6و . ) 354 / 10
فلياجعه من شاء .ويؤيد ما سبق أحاديث :
- 1عفن ابفن عباس قال :قال رسفول ال " صفلى ال عليفه وآله " " :
يكون قوم فف آخفر الزمان يضبون بذا السفواد كحواصفل المام ل
يريون رائحة النة " .أخرجه أبو داود ،والنسائي ،وأحد ،والطبان
ف " الكبي " ،بسند صحيح ،وقال الافظ ف " الفتح " " :وصححه
ابن حبان ،وإسناده قوي ،إل أنه اختلف ف رفعه ووقفه ،وعلى تقدير
ترج يح وق فه فمثله ل يقال بالرأي ،فحك مه الر فع ،ولذا اختار النووي
أن الصبغ بالسواد يكره كراهة تري " .
والديفث أورده اليثمفي فف " الجمفع " ( ) 161 / 5بلففظ " :
يسودون أشعارهم ،ل ينظر ال إليهم " ،والباقي مثله ،ث قال " :رواه
الطبان ف الوسط ،وإسناده جيد " .وله شاهد من حديث ابن عمر
مرفوعا ،رواه أبو السن الخيمي ف " حديثه " ( . ) 1 / 11 / 2
- 2عن أب الدرداء مرفوعا " :من خضب بالسواد سود ال وجهه يوم
القيامة " .قال اليثمي " :رواه الطبان ،وفيه الوضي بن عطاء ،وثقه
أحد وابن معي ،وابن حبان ،وضعفه من هو دونم ف النلة ،وبقية
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
99
" با أخرجه أحد ،ومن طريقه أبو داود عن القدام بن معدي كرب قال
" :أت رسول ال ( ص ) بوضوء ،فتوضأ ،فغسل كفيه ثلثا ،ث غسل
وجهه ثلثا ،ث غسل ذراعيه ثلثا ،ث مضمض واستنشق ثلثا ،ومسح
برأسه وأذنيه ظاهرها وباطنهما ،وغسل رجليه ثلثا " .
وسنده صحيح .وقال الشوكان " :إسناده صال " .
وقفد أخرجفه الضياء فف " الختارة " ،وهفو يدل على عدم وجوب
الترتيب ،وأزيد هنا فأقول :إن النووي والافظ ابن حجر حسنا إسناده
/ .صفحة / 89ومن ( سنن الوضوء ) قوله " :
- 1التسمية ف أوله ،ورد ف التسمية للوضوء أحاديث ضعيفة ،لكن
مموعها يزيدها قوة تدل على أن لا أصل " .قلت :أقوى ما ورد فيها
حديث أب هريرة مرفوعا بلفظ " :ل صلة لن ل وضؤ له ،ول وضؤ
ل ن ل يذكر اسم ال عليه " .له ثلثة طرق وشواهد كثية أشرت إليها
ف " صحيح سنن أب داود " ( رقم ، ) 90فإذا كان الؤلف قد اعترف
بأن الديفث قوي ،فيلزمفه أن يقول باف يدل عليفه ظاهره ،أل وهفو
وجوب التسفمية ،ول دليفل يقتضفي الروج عفن ظاهره إل القول بأن
ال مر ف يه لل ستحباب ف قط ،فث بت الوجوب ،و هو مذ هب الظاهر ية ،
وإسفحاق ،وإحدى الروايتيف عفن أحدف ،واختاره صفديق خان ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
102
والشركان ،وهو الق إن شاء ال تعال ،وراجع له " السيل الرار " (
. ) 77 - 76 / 1قوله تت رقم
. . . " : - 2لديث عامر بن ربيعة قال :رأيت رسول ال ( ص ) ما
ل أحصي يتسوك وهو صائم .رواه أحد وأبو داود والترمذي " .قلت :
استدلله بالديث وسكوته عليه يوهم أنه حديث ثابت ،وليس كذلك ،
لن مدار سنده على عاصم بن عبد ال ،وهو ضعيف كما قال الافظ ف
" التقريب " ،وقد أشار البخاري ف " صحيحه " إل تضعيف الديث
حيث قال " :ويذكر عن عامر بن ربيعة . " . . .
وتنا قض ف يه كلم الا فظ ف " التلخ يص " ،ف في مو ضع ح سنه ،و ف
آ خر ضع فه ،وهذا هو النا سب ،لز مه ف الكتاب الول ب ضف راوي
الديث ،وهو الق إن شاء ال تعال ،لذلك كنا نتمن أن يستدل على
ما ذ هب إل يه من ا ستحباب ال سواك لل صائم أول النهار وآخره بالباءة
الصلية ،وإذا أورد الديث أن يبي ضعفه .
وقوله . . . " :لديث عائشة قالت :كان النب ( ص ) يستاك فيعطين
السواك لغسله ،فأبدأ به ،ث أغسله وأدفعه إليه .رواه أبو داود البيهقي
" .قلت :سكت عليه الؤلف تبعا لب داود ،ث النذري ف " متصره "
،و ف إ سناده كث ي بن عب يد رض يع عائ شة ،ول يوث قه أ حد غ ي ا بن
حبان ،وروى عنه جاعة ،وف " التقريب " " :مقبول " . . .فالديث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
103
متمل للتحسي ،وقد حسنه النووي ،وقواه الافظ فاحتج به كما بينته
ف " صحيح أب داود " ( . ) 41وال أعلم .وقوله . . . " :لديث
عائشة رضي ال .عنها قالت :
قلت :يا رسول ال ! الر جل يذهب فوه أيستاك ؟ قال :ن عم .قلت :
كيفف يصفنع ؟ قال :يدخفل أصفبعه فف فيفة .رواه الطفبان " .قلت :
سكت عليه فأوهم بثبوته ،وليس بثابت ،فقد قال اليثمي ف " الجمع "
( " : ) 100 / 2رواه الطبان ف " الوسط " ،وفيه عيسى بن عبد
ال النصاري وهو ضعيف " .وساق له الذهب ف ترجته من " اليزان "
أحاديث ما أنكر عليه هذا أحدها ! وقال الافظ ف " التلخيص " ( / 1
" : ) 383قلت :عيسى ضعفه ابن حبان ،وذكر له ابن عدي هذا
الديث من مناكيه " .قلت :وإذا عرفت ذلك تبي لك أن قول الؤلف
" :ويسن ، " . . .منكر أيضا كما ل يفى .قوله " :ول يصح مسح
الرأس أك ثر من مرة " .قلت :بلى ،قد صح من حد يث عثمان ر ضي
ال ع نه أن ال نب ( ص ) م سح رأ سه ثل ثا ،أخر جه أ بو داود ب سندين
حسني ،وله إسناد ثالث حسن أيضا ،وقد تكلمت على هذه السانيد
بشئ من التفصيل ف " صحيح أب داود " ( رقم ، ) 98 ، 95وقد قال
الا فظ ف " الف تح " " :و قد روى أبو داود من وجه ي صحح أحده ا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
104
ابن خزية وغيه ف حديث عثمان تثليث مسح الرأس ،والزيادة من الثقة
مقبولة " .
وذ كر ف " التلخ يص " أن ا بن الوزي مال ف " ك شف الش كل " إل
تصحيح التكرير .قلت :وهو الق ،لن رواية الرة الواحدة وإن كثرت
ل تعارض روا ية التثل يث ،إذ الكلم ف أ نه سنة ،و من شأن ا أن تف عل
أحيانا وتترك أحيانا ،وهو اختيار ف " سبل السلم " ،فراجعه إن شئت
.قوله تت رقم
" : - 10أن النيي ( ص ) أت بثالث مد فتوضأ . " . . .رواه .ابن
خزية .قلت :الديث ف " بلوغ الرام " وغيه برواية ابن خزية بلفظ :
" ثلثي " ،على التثنية ،وكذلك هو ف " مستدرك الاكم " و " سنن
البيه قي " ،فالظا هر أن ما ف الكتاب خ طأ مطب عي في صحح ،و قد قال
الصنعان " :فثلثا الد هوم أقل ما ورد أنه توضأ به ( ص ) ،وأما حديث
أ نه تو ضأ بثلث مد ،فل أ صل له . ،ث ط بع -وال مد ل " -صحيح
ابن خزية " ،فرأيت الديث فيه ( ) 118 / 2 6 / 1بلفظ التثنية ،
وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( ، ) 84وبال التوفيق .
قوله تت رقم
" : - 13لديث أب هريرة أن النب ( ص ) قال :إن أمت يأتون يوم
القيامة غرا مجلي من آثار الوضوء ،فمن استطاع منكم أن يطيل غرته
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
105
فليفعفل .رواه أحدف والشيخان " .قلت :قوله فف الديفث " :فمفن
استطاع " . . .مدرج فيه من أحد رواته ،ليس من كلم النب ( ص )
كما ذكره غي واحد من الفاظ ،كما قال النذري ف " الترغيب " ( 1
، ) 92 /والديث عندهم من رواية نعيم بن الجمر عن أب هريرة ،
وقد بي أحد ف رواية له ( ) 523 - 334 / 2أنه مدرج ،فقال ف
آ خر الد يث " :فقال نع يم :ل أدري قوله " :من ا ستطاع أن يط يل
غر ته فليف عل " من قول ر سول ال " صلى ال عل يه وآله " ،أو من قول
أب هريرة ؟ " .وقال الافظ ف " الفتح " " :ل أر هذه الملة ف رواية
أحد من روى هذا الديث من الصحابة ،وهم عشرة ،ول من رواه عن
أب هريرة غي رواية نعيم هذه " .
وكان ابن تيمية يقول :هذه اللفظة ل يكن أن تكون من كلمه ( ص )
فإن الغرة ل تكون ف اليد ،ل تكون إل ف الوجه ،وإطالته غي مكنة ،
إذ تد خل ف الرأس ،فل ت سمى تلك غرة ،كذا ف " إعلم الوقع ي " (
. ) 316 / 6ذ كر ت ت " سنن الوضوء " " :الضم ضة ثل ثا ،
والستنشاق والستنثار ثلثا " .فأقول :إن كان يعن التثليث فيهما فهو
مسفلم ،وإن كان يعنف أصفل الذكورات -كمفا هفو الظاهفر -فهفو
مرفوض ،ل نه خلف الوا مر ال ت جاءت ف الحاد يث ال ت ذكر ها ،
فإنا تدل على وجوبا ،ولذلك قال الشوكان ف " السيل الرار " ( 1
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
106
يرجه من رواية أب زرعة ،فل يوز عزوها إليه ،وإنا رواه من طريق
أب حازم عن أب هريرة متصرا ،ومن طريق نعيم بن الجمر عنه أت من
الروايتي ،ولفظه . . . " :ث غسل يده اليمن حت أشرع ف العضد ،ث
يده اليسرى حت أشرع ف العضد ،ث مسح رأسه ،ث غسل رجله اليمن
حت أشرع ف الساق ،ث غسل رجله اليسرى حت أشرع ف الساق ،ث
قال :هكذا رأيفت رسفول ال ( ص ) يتوضفأ ،وقال :قال رسفول ال
( ص ) :أن تم ال غر الحجلون يوم القيا مة من إ سباغ الوضوء ،ف من
استطاع . . .الديث " .وهكذا أخرجه أبو عوانة ف " صحيحه " ( 1
، ) 243 /ولكنه ل يصرح برفع الملة الخية إل النب " صلى ال
عليه وآله " ،وال أعلم .قوله ف الدعاء تت رقم
" : - 15ل يثبت من أدعية الوضؤ شئ عن رسول ال ( ص ) غي
حديفث أبف موسفى الشعري قال :أتيفت رسفول ال ( ص ) بوضوء ،
فتو ضأ ،ف سمعته يد عو ،يقول " :الل هم اغ فر ل ذ نب ،وو سع ل ف
داري ،وبارك ل فف رزقفي " .فقلت :يفا رسفول ال ! سفعتك تدعفو
بكذا وكذا ،قال " :وهل تركن من شئ ؟ " .رواه النسائي وابن السن
بإ سناد صحيح " .قلت :ل نا على هذا مؤاخذات :الول :أن الد يث
ليس من أذكار الوضوء ،وإنا هو من أذكار الصلة ،بدليل رواية المام
أحد ف " السندا " ،وابنه عبد ال ف " زوائده " ،من طريق عبد ال بن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
108
منهم مع ظاهر إسناده ،فإنم ثقات جيعأ .قال الافظ ابن حجر ف "
المال " " :وأمفا حكفم الشيفخ ( يعنف المام النووي ) على السفناد
بالصحة ففيه نظر ،لن أبا ملز ل يلق سرة بن جندب ،ول عمران بن
حصي فيما قال ابن الدين ،وقد تأخرا بعد أب موسى ،ففي ساعه من
أب موسى نظر ،وقد عهد منه الرسال عمن يلقاه " ( . ) 1
وقد وجدت للحديث علة أخرى ،وهي الوقف ،فقد أخرجه ابن أب
شيبة ف " الصنف " ( ) 297 / 1من طريق أب بردة قال :كان أبو
موسى إذا فرغ من صلته قال " :اللهم اغفر ل ذنب ،ويسر ل أمري ،
وبارك ل ف رز قي " .و سنده صحيح ،وهذا ير جح أن الد يث أ صله
موقوف ،وأنه ل يصح رفعه ،وأنه من أذكار الصلة لو صح .وقد غفل
عن هذا التحقيق العلق على " زاد العاد " ،فإنه صرح بأن سنده صحيح
تبعفا للنووي ،ثف تعقفب مؤلف " الزاد " الذي ذكفر الديفث فف أدعيفة
الصلة ،فقال " :ول نر من ذكره ف أدعية الصلة كما ذكر الصنف
" ! ! ن عم الدعاء الذي ف الد يث له شا هد ذكر ته ف " غا ية الرام
" ( ص ، ) 85فالدعاء به مطلقا غي مقيد بالصلة أو الوضوء حسن ،
ولذلك أوردته ف " صحيح الامع " ( ، ) 1276وغفل عن هذا بعض
إخواننفا ،فأورده فيمفا يقال فف الوضوء أو الصفلة -والشفك منف -
فرسالته ل تطولا الن يدي .قوله تت رقم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
110
الزيادة عنفد الترمذي ؟ قلت :إسفنادها صفحيح ،رجاله كلهفم ثقات ،
رجال مسلم ،غي شيخ الترمذي جعفر بن ممد بن عمران التغلب ،وهو
صدوق كما قال أبو حات .ث إن لا شواهد من حديث ثوبان عند ابن
السن ( رقم ، ) 30وابن عمر ،وأنس ،كما ذكره البيهقي ف " سننه
" ( ، ) 78 / 1ولذلك جزم ابن القيم ف " زاد العاد " ( ) 69 / 1
بثبوت الديث مع هذه الزيادة عن النب " صلى ال عليه وآله " .قوله ف
حديث أب سعيد الدري مرفوعا " :من توضأ فقال :سبحانك اللهم .
" . .إل " :رواه الطبان ف " الوسط " ،ورواته رواة الصحيح ،
والل فظ له ،ورواه الن سائي ،وقال ف آخره :خ تم عل يه با ت . " . . .
قلت :فيفه مؤاخذات :الول :أطلق عزوه للنسفائي ،فأوهفم أنفه فف "
سننه " ،وليس كذلك ،وإنا أخرجه ف " عمل اليوم والليلة " كما قيده
النووي ،والافظ الزي ف " التحفة " ( / 3صفحة ، ) 447 / / 98
والعسقلن ،وهو فيه برقم ( 81و ، ) 82وأما عزو ابن القيم اياه ف
" الزاد " ل " سنن النسائي " فوهم مض ل يتنبه له العلق عليه ،ث قصر
تقصيا فاحشا ف تريه ،فلم يعزه لغي ابن السن بسند ضعيف ! الثانية
:أن النسائي قال ف الرفوع " :هذأ خطأ ،والصواب موقوف " .
فكان ينبغي نقله عنه أداء للمانة ،ث الواب عن هذا العلل كما فعل
الا فظ بأ نه ف ح كم الرفوع ،ل نه ل يقال بجرد الرأي ،وبا صة أ نه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
112
جاء مرفوعا من طرق أخرى كما هو مبي ف " الصحيحة " ( ) 2333
.الثالثة :أن التخريج الذكور من رواية الطبان . .نقله من كتاب "
الترغ يب " للمنذري ( ، ) 105 / 1و قد قال ف آخره " :و صوب
وقفه على أب سعيد " .وكذلك قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( / 1
. ) 239وقد عرفت الواب آنفا .وقد وقع لبعض العلماء حول هذا
الد يث أخطاء عجي بة ،ل أط يل الكلم بذكر ها ه نا ،وم ل ذلك ف
ال صدر ال سابق .وإل ته تعال هو الو فق .قوله " :و ما ب قي من تعا هد
موقي العيني وغضون الوجه ومن تريك الات ،ومن مسح العنق ،ل
نتعرض لذكره ،لن الحاد يث في ها ل تبلغ در جة ال صحيح ،وإن كان
يعمل با تتميما للنظافة " .قلت :العنق لمكر مل للنظافة ف الوضوء
شرعفا بلف الحال الخرى التف ذكرت قبله ،ولذلك فإنف ل أرى
جواز م سحه ف الوضوء ،إل بدل يل خاص ي صلح الحتجاج به ،و هو
مفقود كمفا أشار إليفه الصفنف ،وخلف هذا تشريفع بالرأي ل يوز .
على أن تريك الات ل بد منه إذا كان ضيقا .وال ول التوفيق .ومن (
نوا قض الوضوء ) قوله ف صدد عد النوا قض - 6 ، 5 ، 4 " :ال ن
والذي والودي ،لقول ابن عباس :أما الن فهو الذي منه الغسل ،وأما
الذي والودي فقال :اغ سل ذكرك أو مذاكيك وتو ضأ وضوءك لل صلة
.رواه البيهقي ف ( السنن ) " .قلت :هذا موقوف ،والستدلل به
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
113
ويتأ كد القول بأن النوم نا قض مطل قا .ول قد أنرف قلم الشوكا ن عن
ال صواب ه نا ف " ال سيل الرار " ،فإ نه ب عد أن قررو جه القول الدكور
ف وردت أح سن تقريفر ،عقفب عليفه بقوله ( " : ) 96 / 1ولكنه ا
أحاديث قاضية بأنه ل ينتقض الوضؤ بالنوم إل إذا نام مضطجعا ،وهي
تقوي بعضها بعضا كما أوضحت ذلك ف شرحي ل " النتفى " ،فتكون
مقيدة لاف ورد فف نقفض مطلق النوم ،فل ينقفض إل نوم الضطجفع " !
وأنت إذا رجعت إل الشرح الذكور وجدته قد ذكر فيه ثلثة أحاديث :
الول :عن ابن عباس " :ليس على من نام ساجدا وضوء ، " . .ومع
أنه قد ذكر تضعيفه عن جع كث ي من الئ مة .وعن البيهقي أنه قال :
أنكره جيع أئمة الديث على أب خالد الدالن .فقد حاول تقويته بقول
الذ هب ف " الع ن " ف الدال ن " :مشهور ح سن الد يث " .ول يس
ي فى على العارف بذا ال فن ،أن م ثل هذأ القول لو سلم به ،فل يف يد
تقو ية للحد يث ،و قد أج ع الحدثون التقدمون على إنكاره ك ما تقدم ،
فك يف و قد قال الا فظ ف الدال ن هذا " :صدوق ي طئ كثيا وكان
يدلس " ؟ ! والذهب نفسه قد ذكر هذا الديث ف ترجته من " اليزان "
ف جلة ما أنكر عليه ؟ ! فكيف وف إسناده علل ثلثة أخرى بينتها ف
كتاب " ضعيف أب داود " ( ، ) 25ذكر الشوكان نفسه منها الوقف ،
ولكنه مر عليها ! الثان :عن ابن عمرو مرفوعا نوه .قال الشوكان " :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
117
أكل لم البل ،وهو رأي اللفاء الربعة وكثي من الصحابة والتابعي ،
إل أنه صح الديث بالمر بالوضوء منه " .ث ذكره من حديث جابر بن
سرة والباء بن عازب ،ث قال " :وقال ا بن خزي ة :ل أر خل فا ب ي
علماء الديث أن هذا الب صحيح من جهة النقل ،لعدالة ناقليه .وقال
النووي :هذا الذهففب أقوى دليل ،إن كان المهور على خلفففه .
انتهفى .إل أنفه يقال :كيفف خففي حديفث جابر والباء على اللفاء
الراشديفن والمهور العظفم مفن الصفحابة والتابعيف " ! قلت :هذا
الستفهام ل طائل تته بعد أن صح الديث عنه ( ص ) باعتراف الؤلف
،فل يوز تر كه مه ما كان الخالفون له ف العدد والنلة ،فإن حد يث
ر سول ال ( ص ) إن ا " يث بت بنف سه ل بع مل غيه من بعده " ك ما قال
المام الشافعفي على مفا سفبق فف " القدمفة :القاعدة . " 14وإنف
ل ستغرب جدا من الؤلف هذا القول ،ل نه ل يت فق ف شئ مع الغرض
الذي مفن أجله وضفع كتابفه هذا ،وهفو " جعف السفلمي على الكتاب
وال سنة ،والقضاء على اللف وبدعة التع صب للمذا هب " ،ك ما نص
هو عل يه ف " القد مة " ،بل إن قوله هذا تأي يد عملي للممقلدة الذ ين
يردون أحاديث الرسول ( ص ) بثل هذه الدعوى ف أئمتهم ! ( . ) 1
* ( هامش ) * ( ) 1ث رأيت الؤلف -جزاه ال خيا -قد حذف من
طبع ته الديدة للكتاب ( ) 55 / 1هذا ال ستفهام ،تاو با م نه مع
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
119
أخرجا نوه عن عثمان ،والبيهقي عن علي .فأنت ترى أنه ليس ف هذه
الثار ذكر للحم البل البتة ،وإنا ذكر فيهااللحم مطلقا ،وهذا لو كان
عن رسول ال ( ص ) لو جب حله على غي ل م ال بل دف عا للتعارض ،
فك يف و هو عن غيه ( ص ) ،فحمله على غ ي ل م ال بل وا جب من
باب أول ،حل لعمالمف على موافقفة الشريعفة ،ل على مالفتهفا ،
ولذلك أورد إلطحاوي والبيه قي هذه الثار ف باب " الوضوء م ا م ست
النار " ،ول يورد ها البيه قي ف " باب التو ضؤ من لوم ال بل " ،وإن ا
قال فيه " :وروينا عن علي بن أب طالب وابن عباس :الوضوء ما خرج
ول يس م ا د خل ،وإن ا تال ذلك ف ترك الوضوء م ا م ست النار " .ث
روى البيهقي فيه بسنده عن ابن مسعود أنه أكل لم جزور ول يتوضأ ،
ث قال " :وهذا منقطع وموقوف ،وبثل هذا ل يترك ما ثبت عن رسول
ال ( ص ) " .قلت :وباصة أنه ثبت عن الصحابة خلفه ،فقال جابر
بن سرة رضي ال عنه :كنا نتوضأ من لوم البل ،ول نتوضأ من لوم
الغنم ،رواه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ) 46 / 1بسند صحيح عنه
و من ( ما ي ب له الوضوء ) قلت :ذ كر ف يه حد يث " :ل ي س القرآن
إل طاهر " من طريقي ،ث قال " :فالديث يدل على أنه ل يوز مس
الصفحف إل لنف كان طاهرا ،ولكفن الطاهفر لففظ مشترك يطلق على
الطا هر من الدث ال كب ،والطا هر من الدث ال صغر ،ويطلق على
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
121
ذكرت نصوصهم ف ذلك ف كتاب " ضعيف سنن أب داود " ( رقم ) 9
،ومنهفم النذري ،حيفث صفدره بصفينة ( روي ) ،وعنفه نقله الؤلف
بالرف الواحد !
هذا ،وتتميمفا للفائدة ،أذكفر مواضفع أخرى يسفتحب لاف الوضوء ل
يذكرها الؤلف ،وقد أوردتا ف " الثمر الستطاب ف فقه السنة والكتاب
" ومنه نقلت اللصة التية - 1 :الوضوء عند كل حدث ،لديث
بريدة بن الصيب قال " :أصبح رسول ال ( ص ) يوما ،فدعا بلل ،
فقال :يا بلل با سبقتن إل النة ؟ ! ان دخلت البارحة النة فسمعت
خشخشتك أمامى ؟ فقال بلل :يا رسول ال ! ما أذنت قط ال صليت
ركعتيف ،ول أصفابن حدث قفط إل توضأت عنده ،فقال رسفول ال "
صلى ال عل يه وآله " :لذا " .رواه الترمذي والا كم وا بن خزي ة ف "
صحيحه " ،وإ سناده صحيح على شرط م سلم ،واقت صر النذزي على
عزوه لبن خزية وحده ،وهو قصور ! - 2الوضوء من القئ ،لديث
معدان بفن أبف طلحفة عفن أبف الدرداء " :أن رسفول ال ( ص ) قاء ،
فأف طر ،فتو ضأ ،فلق يت ثولن ف م سجد دم شق ،فذكرت ذلك له ،
فقال :صدق ،أنا صببت له وضؤه " .أخرجه الترمذي ( - 142 / 1
) 143وغيه با سناد صحيح ،والضطراب الذي و قع ف سنده ل
يعله ،لن حسينا العلم قد جوده كما قال الترمذي وأحد .راجع " نيل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
126
الوطار " ( ، ) 164 / 1وتعليق الشيخ أحد ممد شاكر على الترمذي
و قد نص ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ف " ممو عة الر سائل ال كبى " على
استحباب الوضوء من القئ ،لذا الديث ( - 3 . ) 234 / 2الوضوء
مفن حلف اليفت ،لقوله " صفلى ال عليفه وآله " " :مفن غسفل ميتفا
فليغت سل ،و من حله فليتو ضأ " .و هو حد يث صحيح جاء من طرق
بعض ها صحيح وبعض ها ح سن ك ما ذكر ته ف " إرواء الغل يل " ( ر قم
، ) 144وقواه ا بن الق يم وا بن القطان وا بن حزم والا فظ ،را جع "
التلخيص البي " ( . ) 134 / 2ث رأيت الؤلف قد احتج بالديث
على استحباب الغسل من غسل اليت فيما يأت من كتابه ،فكأنه ذهل
عن الستدلل به لا ذكرته هنا .ومن ( السح على الفي ) قوله تت
رقم " : - 2وعن الغية بن شعبة أن رسول ال ف ( ص ) توضأ ومسح
على الورب ي والنعل ي .رواه أح د والطحاوي وا بن ما جه والترمذي ،
وقال :حديث حسن صحيح ،وضعفه أبو داود " .قلت :قال أبو داود
ف " سننه " ب عد أن ساق الد يث " :كان ع بد الرح ن بن مهدي ل
يدث بذا الديث ،لن العروف عن الغية أن النب ( ص ) مسح على
الفيف " .قلت :فأنفت ترى أن أبفا داود إناف ضعففه ل لعلة فف سفند
الديفث ،بفل لخالفتفه للمعروف عفن الغية مفن مسفحه ( ص ) على
الفيف ،ول يففى على العاقفل أن هذا ليفس بعلة تقدح فف صفحة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
127
وابن عمر ،وصححه ابن القطان كما ف " شرح علوم الديث " للعراقي
( ص ، ) 12وقد نكلمت على أسانيدها ف " صحيح سنن أب داود " (
ر قم 150و / . ) 156صفحة / 114فهذه الحاد يث تدل على
جواز السح على النعلي أيضا ،و قد ث بت ذلك عن بعض ال سلف أيضا
ك ما يأ ت قري با ،فف يه دل يل وا ضح على عدم اشتراط كون ال ف ساترا
لحل الفرض كما نقله الؤلف عن شيخ السلم ( ص . ) 106قوله " :
يبطل السح على الفي ) 1 ( :انقضاء الدة ) 2 ( .النابة ) 3 ( .
نزع الفف " .قلت :المفر الثانف دليله حديفث صففوان -بفن عسفال
التقدم ف الكتاب ف ب ث ( نوا قض الوضوء /النوم ال ستغرق ) .وأ ما
المر الول والثالث فل دليل عليهما البتة ،ولذلك قال شيخ السلم ف
" الختيارات " ( ص " : ) 9ل ين قض وضوء الا سح على ال ف
والعما مة بنعه ما ،ول بانقضاء الدة ،ول ي ب عل يه م سح رأ سه ول
ش سمل قدم يه ،و هو مذ هب ال سن الب صري ،كإزالة الش عر الم سوح
على الصحيح من مذهب أحد وقول المهور " .قلت :وما ذكره عن
السن البصري علقه البخاري عنه ف " صحيحه " ( ، ) 225 / 1فقال
" :وقال ال سن :إن أ خذ من شعره وأظفاره ،أو خلع خف يه ،فل
وضوء عل يه " .قال الا فظ " :التعل يق ع نه للم سألة الول و صله سعيد
بن منصور وابن النذر بإسناد صحيح ،وأما التعليق ع نه للمسألة الثانية
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
129
فو صله ا بن أ ب شيبة بإ سناد صحيح ،وواف قه على ذلك إبراه يم النخعي
وطاوس وقتادة وعطاء وبه كان يفت سليمان بن حرب وداود " .
قلت :وهذا مذهب علي بن أب طالب أيضا ،فقد أخرج البيهقي ( / 1
، ) 288والطحاوي ف " شرح العان " ( ، ) 58 / 1عن أب ظبيان
أنه رأى عليا رضي ال عنه بال قائما ،ث دعا باء ،فتوضأ ومسح على
نعل يه ،ث د خل ال سجد ،فخلع نعل يه ،ث صلى .زاد البيه قي " :فأم
الناس " .وإ سنادها صحيح على شرط الشيخ ي .وفيه دل يل على جواز
السح على النعلي ،وقد صح ذلك عن النب ( ص ) ف أحاديث سبقت
الشارة إلي ها .و من ( الغ سل ) قوله ت ت الفقرة ( أ ) من موجبا ته " :
قال رسول ال ( ص ) :فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " .
قلت :أورده من حد يث ا بن عباس ف ق صة له مع ب عض أ صحابه من
التابعي ،وقد أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن عبد الب ف " جامع العلم
" عنه مرفوعأ دون القصة ،وقال الترمذي " :حديث غريب " .يعن
ضع يف ،ون قل الناوي عن الا فظ العرا قي أ نه قال " :إ سناده ضع يف
جدا " .وهو كما قال ،وبيانه ف التعليق على " الشكاة " ( . ) 217
وأ ما الق صة ،فلم أ قف الن على سندها للن ظر ف يه ،و ما أظن ها ت صح ،
وفيها نكارة ،وال أعلم .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
130
تعال ( * :ول جنبفا إل عابري سفبيل ) * ،رواه ابفن جريفر " .قلت :
كذا ف الصل " :ابن حبيب " ،ولعله خطأ مطبعي ،والصواب " :ابن
أ ب حبيب " ك ما ف " تف سي ا بن جر ير " ،وك تب الرجال ،و هو أ بو
رجاء الصفري ،وكان فقيهفا مفن ثقات التابعيف ،إل أنفه كان يرسفل .
فهذه الرواية معللة بالرسال ،فل يفرح با ( * .هامش ) * ( ) 1قلت
:وقد خفي هذا التحقيق على الشوكان ،فقوى حديث عائشة بديث
أم سلمة ! كما خفي عليه أن علة الديث جسرة هذه ! فانظر " السيل
الرار " ( ) * ( . ) 109 / 1ومن ( الغسال الستحبة ) قوله تت
رقم " : - 1و قد ذهب جاعة من العلماء إل القول بوجوب الغسل
للجمعفة . " . . .قلت :وهفو القف الذي ل ينبغفي العدول عنفه ،لن
الحاديث الدالة عليه أقوى إسنادا وأصرح ف الدللة من الحاديث الت
استدل با الخالفون على الستحباب ،فانظر مثل استدللم بديث عمر
الذكور ف الكتاب ،فإ نه ل ح جة ل م ف يه ،بل هو علي هم ،لن إنكار
عمر على رأس النب ف ذلك المع الافل على مثل ذلك الصحاب الليل
،وتقرير جيع الاضرين من الصحابة وغيهم لا وقع من ذلك النكار ،
ل و من أع ظم الدلة القاض ية بأن الوجوب كان معلو ما ع ند ال صحابة ،
ولو كان المفر عندهفم على عدم الوجوب لاف عول ذلك الصفحاب فف
العتذار على غيه ،فأي تقرير من عمر ومن حضر بعد هذا النكار ؟ !
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
135
وكذلك استدللم بديث أب هريرة " :من توضأ فأحسن الوضوء . . .
" ،فقد أجاب عنه الافظ نفسه بقوله ف " الفتح " " :ليس فيه نفي
الغ سل ،و قد ورد من و جه آ خر ف ال صحيح بل فظ " :من اغت سل " ،
فيحت مل أن يكون ذ كر الوضوء ل ن تقدم غ سله على الذهاب فاحتاج إل
إعادة الوضوء " .وجلة القول أن الحاديفث الصفرحة بوجوب شسفمل
المعة فيها حكم زائد على الحاديث الفيدة لستحبابه فل تعارض بينها
،والواجب الخذ با تضمن الزيادة منها .وراجع تفصيل هذا البحث ف
" نيل الوطار " للشوكان ،و " الحلى " لبن حزم .
قوله تت رقم
" : - 3لا روي عن عمر قال :كنا نغسل اليت ،فمنا من يغتسل ،
ومنا من ل يغتسل .رواه الطيب بأسناد صحيح " .قلت :ل شك أن
إ سناده صحيح ،ل كن ت صديره بقوله " :روي " ،ل يت فق مع ما طلح
عليفه الحدثون مفن أن هذه الصفيغة ونوهفا إناف يصفدر باف الديفث
الضعيف ! فهذا يدلنا على أن الؤلف ل يراع هذا الصطلح ههنا ،فهل
يا ترى يرعاه حي يفمدر الديث بذه الصيغة ،ويكست عنه كما فعل
ف الديث التقدم ( ص ) 44؟ أنا ف شك من ذلك كما ذكرته هناك
.وال أعلم .ث إن الؤلف تبع الافظ ابن حجر ف " التلخيص " أو من
ن قل ذلك ع نه ف اقت صار عزوه للخط يب ،يع ن ف " تاري ه " ،وذلك
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
136
فقلنفا :ل ،هفم ينتظرونفك يفا رسفول ال .فقال :ضعوا ل الاء فف
الخ ضب .قالت :ففعل نا ،فاغت سل ،ث ذ هب لينوء فأغ مي عل يه ،ث
أفاق ،قال :أ صلى الناس ؟ فقل نا :ل ،هم ينتظرو نك يا ر سول ال .
فذكرت إرساله إل أب بكر وتام الديث .متفق عليه كما ف " النتقى "
،أورده ف " باب :غسل الغمى عليه إذا أفاق " .قال الشوكان ( / 1
" : ) 212وقفد سفاقه الصفنف ههنفا للسفتدلل بفه على اسفتحباب
الغت سال للمغ مى عليه و قد فعله ال نب ( ص ) ثلث مرات ،وهو مثقل
بالرض ،فدل ذلك على تأكد استحبابه " .
- 4الغتسال من دفن الشرك ،لديث علي بن أب طالب أنه أتى النب
( ص ) فقال :إن أ با طالب مات ،فقال :اذ هب فواره ،فل ما واري ته ،
رجعت إليه ،فقال ل :اغتسل .أخرجه النسائي وغيه بسند صحيح ،
وله إ سناد آ خر صحيح أيضا ،وفيه زيادات ،و قد أوردته ف " البحث
" ( ، ) 79فقرة " ب " ،من كتاب " أحكام النائز " ،وقد فرغت منه
قريبا .ث طبع والمد ل الذي بنعمته تتم الصالات .
ومن ( غسل الرأة ) قوله " :فعن عائشة أن أساء بنت يزيد سألت النب
( ص ) عن غسل الحيض ،قال :تأخذ إحداكن ماءها وسدرتا فتطهر
. . .ث تأخذ فرصة مسكة فتطهر با .قالت أساء :وكيف تطهر با ؟
قال :سبحان ال تطهري ب ا . . .و سألته عن غ سل النا بة ،فقال :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
139
تأخذين ماءك . . .فقالت عائشة :نعم النساء نساء النصار ،ل ينعهن
الياء أن يتفقهفن فف الديفن .رواه الماعفة إل الترمذي " .قلت :فيفه
وهان :الول :أن جاعفة الذكوريفن ل يرووا الديفث بتمامفه ،وإناف
رواه كذالك من بينهم مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحد ( 147 / 6
) 148 -والسياق له .وأما بقية الماعة وهم البخاري والنسائي فإنا
أخرجا القسم الول منه دون السؤال عن غسل النابة ،وهذا القدر هو
الذي عزاه ف " النتقى " ( 218 - 217 / 1بشرح الشوكان ) لرواية
الما عة إل الترمذي .وروى الب خا .ري معل قا تول عائ ثة ف آخره " :
نعم النساء ، " . . .فقال الافظ ف " شرحه " ( 84 / 1ا ) " :هذا
التعليق وصله مسلم . . .عن عائشة ف حديث أوله :أن أساء بنت يزيد
النصفاري سفألت النفب ( ص ) عفن غسفل الحيفض . " . . .فهذا ماف
يدلك على و هم ن سبته الد يث برم ته إل البخاري .و قد و قع ف هذا
الوهم الشيخ ممود السبكي أيضا ف " الدين الالص " ( ، ) 313 / 1
والظاهر أنما قلدا غيها فيه .
الثان :أنه ليس عند أحد الذكورين من روى الديث متصرا أو تاما أن
السائلة هي أساء بنت يزيد ،بل هي عندهم أساء غي منسوبة ،وبعضهم
ل يسمها مطلقا ،اللهم إل ف رواية لسلم ( ، ) 180 / 1فإنه ساها :
" أساء بنت شكل " ،وما تقدم عن الافظ أنا عند مسلم " :أساء بنت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
140
يزيد النصاري " وهم منه رحه ال ،ولعله منشأ وهم الؤلف أو من نقل
هو عنه ،وال أعلم .ث إن الديث صريح ف التفريق بي غسل الرأة ف
اليفض ،وغسفلها مفن النابفة ،حيفت أكفد على الائض أن تبالغ فف
التدليك الشديد والتطهي ما ل يؤكد مثله ف غسلها من النابة ،كما أن
حد يث أم سلمة الذكور ف الكتاب دل يل على عدم وجوب الن قض ف
غ سلها من النا بة ،و هو الراد ف حد يث عب يد بن عم ي عن عائ شة ،
بقري نة اغت سالا مع ال نب ( ص ) ،فل تعارض ب ي الحاد يث على هذا
التف صيل . ،في جب الن قض ف ال يض ،ول ي ب ف النا بة خل فا ل ا
ذ هب إل يه ال صنف ،وعلى مذه به يلزم رد حد يث عائ شة بدون ح جة ،
ول يوز .و قد ذ هب إل التف صيل الذكور المام أح د ،و صححه ا بن
الق يم ف " تذ يب ال سنن " ،فراج عه ( ، ) 168 - 165 / 1و هو
مذهب ابن حزم ( . ) 40 - 37 / 2
و من ( م سائل تتعلق بالغ سل ) قوله - 1 " :يزئ غ سل وا حد عن
حيض وجنابة ،أو عن جعة وعيد ،أو عن جنابة وجعة ،إذا نوى الكل
،لقول رسفول ال ( ص ) :وإناف لكفل امرئ مفا نوى " .قلت :الذي
يتبي ل أنه ل يزى ذلك ،بل ل بد من الغسل لكل ما يب الغسل له
غ سل على حدة ،فيغت سل للح يض غ سل ،وللجنا بة غ سل آ خر ،أو
للجنابة غسل ،وللجمعة غسل آخر ،لن هذه الغسال قد قام الدليل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
141
جنابة أو للجمعة ؟ قال :قلت :من جنابة .قال :أعد غسل آخر ،فإن
سعط رسول ال ( ص ) يقول " :من اغتسل يوم المعة كان ف طهارة
إل المعفة الخرى " .وقال الاكفم " :حديفث صفحيح على شرط
الشيخيف " .ووافقفه الذهفب ! فلو كان أبفو قتادة يرى إجزاء الغسفل
الوا حد عن الغ سلي ل ا أمره بإعادة غ سل وا حد للجم عة ،بل لقال له :
انو ف غسلك من النابة الغسل للجمعة أيضا .لكن ف صحة السناد
الذكور نظر ،لن يي بن أب كثي مدلس وقد عنعنه ،ث إن ف الطريق
إليه هارون بن مسلم العجلي ،وليس من رجال الشيخي ،بل ول روى
له أحد .من الستة شيئا ،وقد قال فيه الاكم عقب هذا الديث " :ثقة
،روى عنه أحد بن حنبل وعبد ال بن عمر القواريري " .
وروى عنه جاعة آخرون ،وذكره ابن حبان ف " الثقات " ،وأخرج له
هو وابن خزية ف " صحيحيهما " كما ف " التهذيب " ،وقال :قال أبو
حا ت " :ف يه ل ي " .وقال ف " التقر يب " " :صدوق " .فالظا هر أ نه
حسن الديث على القل .وقد رواه من طريقه الطبان ف " الوسط "
كما ف " الجمع " ( ، ) 174 / 2وقال " :وفيه هارون بن مسلم ،
قال أبو حات :فيه لي .ووثقه الاكم وابن حبان ،وبقية رجاله ثقات "
/ .ث خرجته ف " الصحيحة " ( . ) 2321قوله " :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
144
- 2إذا اغتسفل مفن النابفة ،ول يكفن قفد توضفأ ،يقوم الغسفل عفن
الوضوء قالت عائشفة :كان رسفول ال ( ص ) ل يتوضفأ بعفد الغسفل .
وعن ابن عمر أنه قال لرجل قال له :إن أتوضأ بعد الغسل ؟ فقال له :
لقد تعمقت " .قلت :ف هذا الستدلل نظر ،أما الثر عن ابن عمر ،
فموقوف ،ول ح جة ف يه إن صح ،ت الظا هر أن الراد م نه ما يراد من
الديث ،وهوأن السنة الوضوء قبل الغسل ل بعده ،بدليل حديثها الخر
،قالت " :كان رسفول ال ( ص ) إذا اغتسفل مفن النابفة غسفل يديفه
وتو ضأ وضوءه لل صلة ،ث اغت سل . . .الد يث " .أخر جه الشيخان
وغيها .ول شك أن من توضأ قبل الغسل ،ث بعده ،فهو تعمق ،ومن
اقتصر على الوضوء بعده فهو مالف للسنة ،فليس إذن ف حديث عائشة
أنفه ( ص ) كان ل يتوضفا فف الغسفل مطلقفا ،ولو كان كذلك لصفح
الستدلل به ،وإذ ل ،فل .فالول الستدلل بديث جابر بن عبد ال
:أن أهفل الطائف قالوا :يفا رسفول ال ! إن أرضنفا أرض باردة ،فمفا
يزئ نا من غ سل النا بة ؟ فقال ر سول ال ( ص ) :أ ما أ نا فأفرغ على
رأسي ثلثا .رواه مسلم وغيه .وبه استدل البيهقي للمسألة ،فقال ف
" سننه " ( " : ) 177 / 1باب :الدليل على دخول الوضوء ف الغسل
، " . . .وهذا ظا هر من الد يث ،فإذا ضم إل يه حد يث عائ شة الذي
أورده الؤلف -وهو صحيح كما بينته ف " صحيح سنن أب داود " برقم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
145
بكسفبه وتكاسفله ،أو بسفبب ل يلكفه مثفل النوم والنسفيان ،فففي هذه
الالة الثانية فالوقت يبتدئ من حي الستيقاظ أو التذكر بقدر ما يتمكن
من أداء الصلة فيه كما أمر ،بدليل قوله ف " :من نسي صلة أو نام
عنها فكفارتا أن يصليها إذا ذكرها " .
أخرجه الشيخان وغيها واللفظ لسلم ،فقد جعل الشارع الكيم لذا
العذور وقتا خاصا به ،فهو إذا صلى كما أمر ،يستعمل الاء لغسله أو
وضوئه ،فليس يشى عليه خروج الوقت ،فثبت أنه ل يوز له أن يتيمم
،وهفو اختيار شيفخ السفلم ابفن تيميفة كمفا فف " الختيارات " ( ص
، ) 12وذكر ف " السائل الاردينية " ( ص ) 65أنه مذهب المهور
.وأما ف الالة الول ،فمن السلم أنه ف الصل مأمور باستعمال الاء ،
وأ نه ل يتي مم ،فكذلك ي ب عل يه ف هذه الالة أن ي ستعمل الاء ،فإن
أدرك الصلة فبها ،وإن فاتته فل يلرمن إل نفسه ،لنه هو الذي سعى
إل هذه النتيجة .
هذا هو الذي اطمأنت إليه نفسي ،وانشرح له صدري ،وإن كان شيخ
السلم وغيه قالوا :إنه يتيمم ويصلي ،وال أعلم .ث رأيت الشوكان
كأنه مال إل هذا الذي ذكرته ،فراجع " السيل الرار " ( - 126 / 1
. ) 127
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
149
الديث :وقال الشافعي :لو عرفت إسناده بالصحة لقلت به ،وهذا ما
أسفتخي ال فيفه " .وقال ابفن أبف حاتف فف " العلل " عفن أبيفه " :هذا
حديث باطل ل أصل له " .الثالث :عن أب أمامة ،رواه الطبان ف "
العجفم الكفبي " ( ) 7597 / 154 / 8بإسفناده ،وقفد سفاقه فف "
ن صب الرا ية " ( ، ) 186 / 1وف يه ا سحاق بن داود ال صواف ش يخ
ال طبان ،ول أ جد له ترج ة ،وح فص بن ع مر -و هو العد ن -قال
الن سائي " :ل يس ث قة . ،الرا بع :عن ا بن ع مر أن ال نب ( ص ) كان
ي سح على البائر .أخر جه الدارقط ن وقال " :أ بو عمارة ( يع ن م مد
بن أح د بن الهدي أ حد روا ته ) ض يف جدا ،ول ي صح هذا الد يث
مرفو عا " .و قد رواه البيه قي ( ) 228 / 1عن ا بن ع مر موقو فا عل يه
بسند صحيح ،ث قال " :هو عن ابن عمر صحيح " .وقال البيهقي بعد
أن ساق الديث الثان من طريق الول وأشار إل طرقه الخرى وضعفها
كلها " :ول يثبت ف هذا الباب شئ ،وأصح ما روي فيه حديث عطاء
بن اب رباح الذي تقدم -يعن حديث جابر -وليس بالقوي ،وإنا فيه
قول الفقهاء من التابعي فمن بعدهم ،مع ما روينا عن ابن عمر ف السح
على العصفابة " .قلت :فأنفت ترى البيهقفي قفد اعتمفد فف الباب على
أقوال الفقهاء وأثر ابن عمر الشار إليه آنفا ،فلو كان الديث قويا بذه
الطرق ل ح تج البيه قي بذلك ،ل نه من القائل ي بتقو ية الد يث بكثرة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
151
مفن ذكفر عكرمفة فف سفنده والبتداء مفن عنده ،ول سفيما أنفه خلف
الختصار الذي جرى عليه الؤلف ف الكتاب ؟ ! ث إن " حنة " كذا هو
ف الصل أيضا بكسر اليم ،وكذلك تقدم ف بث اضة ،وهو خطأ ،
وال صواب " :ح نة " ب سكون ال يم ك ما ف " الغ ن " للش يخ الفت ن و "
القاموس " وغيهاف .ومفن ( الصفلة ) قوله تتف عنوان " منلتهفا فف
ال سلم " " :ن قل ع بد ال بن قرط قال :قال ر سول ال ( ص ) :أول
ما يا سب . . .رواه ال طبان " .قلت :نقله الؤلف من " الترغ يب "
وهو فيه هكذا من مسند عبد ال بن قرط ،وخالفه اليثمي ف " الجمع "
فجعله من م سند أ نس بن مالك ،وتب عه عل يه ال سيوطي ف " الا مع " ،
وهو الصواب ،فقد رواه بذا اللفظ الضياء القدسي ف مسند أنس من "
الحاديفث الختارة " مفن طريفق الطفبان وغيه ،وقفد خرجتفه فف "
الصفحيحة " ( . ) 1358ثف رأيتفه كذلك فف " العجفم الوسفط "
للطفبان ( - 101 - 100 / 3مصفورة الامعفة السفلمية ) رقفم (
) 2046بترقي مي ( * .ها مش ) * ( ) 1و ف طب عة الكتاب الديدة (
" : ) 89 / 1عكر مة بت ح نة " ! ( * ) قوله ت ت ذ كر الحاد يث
الصفرحة بوجوب قتفل تارك الصفلة - 1 " :عفن ابفن عباس عفن النفب
( ص ) قال " :عرى السلم وقواعد الدين ثلثة ،عليهن أسس السلم
،من ترك واحدة من ها ف هو كا فر حلل الدم :شهادة أن ل إله إل ال ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
154
وال صلة الكتو بة ،و صوم رمضان " .رواه أ بو يعلى بإ سناد ح سن " .
قلت :أ نا ف شك كبي من ثبوت هذا الد يث عن ر سول ال ثه با ،
وال صنف إنا حسنه تب عا للمنذري ،وقد كنت قلت ف تعليقي عليه ما
نصفه " :وكذا قال اليثمفي فف " الجمفع " ( ، ) 48 / 1قلت :وفيفه
عندي نظر ،لنه من رواية عمرو بن مالك النكري ،ول يذكروا توثيقه
إل عفن ابفن حبان ،ومفع ذاك فقفد وصففه ابفن حبان بقوله " :يطفئ
ويغرب . ،وقال أيضا ( :يعتب حديثه من غي رواية ابنه عنه " .وكل
هذا يفيد أنه ل يتج با انفرد به ،ومنه تعلم قول الذهب فيما نقله الناوي
عن كتابه " الكبائر " " :هذا حديث صحيح " ،أنه غي صحيح .ولعله
إن صح إنا هو موقوف من قول ابن عباس ،ول سيما وقد تردد ف رفعه
ب عض التردد أ حد روا ته ،و هو حاد بن ز يد ،ح يث قال " :ول أعل مه
إل قد رفعه " ،وجزم برفعه أخوه سعيد بن زيد ،ليس بجة كما قال
السفعدي ،وقال النسفائي وغيه " :ليفس بلقوى " .وال أعلم .وأزيفد
هنا فأقول :إن توثيق ابن حبان وحده للراوي ما ل يوثق به كما بيناه ف
" القدمة " ،وهذا إذا اقتصر على ترثيقه ،فكيف إذا وصفه بأنه " يطئ
" ! ؟ ولذلك فإنه يغلب على الظن إن كان للحديث أصل عن ابن عباس
أنه موقوف عليه أخطأ النكري هذا فرفعه إل النب " صلى ال عليه وآله "
.وال أعلم ( . ) 1و من ( صلة ال نب ) قوله :اف عن عمرو بن شع يب
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
155
عن أبيه عن جده قال :قال رسول ال ( ص ) " :مروا أولدكم بالصلة
و هم أبناه سبع . " . . .رواه أح د وأ بو داود وال كم وقال :صحيح
على شرط مسلم " .قلت :فيه إيهام أن الاكم صححه من هذا الطريق
على شرط مسفلم ،وليفس كذلك ،وعمرو بفن شعيفب . . .ليفس مفن
أ سانيد م سلم ،والوا قع أن للحد يث إ سنادين هذا أحده ا ،وال خر من
طريق عبد اللك بن الربيع بن سبة عن أبيه عن جده مرفوعأ نوه .وهذا
هو الذي قال فيه الاكم :صحيح على شرط مسلم ،فلو أن الؤلف بي
هذا لفاد فائدتيف :الول :دففع الوهفم الذكور .والثانيفة :تقويفة
الد يث بجيئه من الطر يق الخرى ،ول سيما والطر يق الول يضعف ها
ب عض العلماء ،وإن كان التحق يق أن ا طر يق ح سنة م تج ب ا ع ند أكابر
العلماء كأحد والبخاري وغيها .على أن السناد الثان ليس على شرط
مسلم ،لن عبد اللك بن الربيع إنا روى له مسلم متابعة كما بينته ف "
صحيح سنن أ ب داود " ( ر قم ( * . ) 58ها مش ) * ( ) 1وان ظر "
الضعيففة " ( ، ) 94ففيفه زيادة فائدة عمفا هفا ) * ( .ومفن ( تأكيفد
تعجيلها ف يوم الغيم ) قوله " :عن بريدة السلمي قال :كنا مع رسول
ال ( ص ) ف غزوة ،فقال :بكروا بال صلة ف اليوم الغ يم ،فإ نه من
فاتته صلة العصر فقد حبط عمله .رواه أحد وابن ماجه " .قلت :إنا
ي صح من هذا الد يث مرفو عا قوله " :من فات ته . . .إل " ،كذلك
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
156
أخرجفه البخاري وغيه .وأمفا باقفي الديفث فإناف هفو مفن قول بريدة
موقوففا عليفه ،أخطفأ أحفد رواة الديفث فرفعفه إل النفب ( ص ) ،
والحفوظ الول كما قال الافظ ف " التهذيب " ،وقد أوضحت ذلك
ف " التعل يق الرغ يب " ( ، ) 169 / 1ث ف " إرواء الغل يل " ( ر قم
) 255وهو مطبوع .ومن ( وقت العشاء ) قوله " :وأما وقت الواز
والضطرار ( يعن لصلة العشاء ) فهو متد إل الفجر ،لديث أب قتادة
قال :قال رسفول ال ( ص ) " :أمفا انفه ليفس فف النوم تفريفط ،إناف
التفريط على من ل يصل الصلة حت يئ وقت الصلة الخرى " رواه
م سلم .والد يث يدل على أن و قت كل صلة م تد إل دخول و قت
ال صلة الخرى إل صلة الف جر ،فإن ا ل ت تد إل الظ هر ،فإن العلماء
أجعوا على أن وقتهفا هفي بطلوع الشمفس " .قلت :تبفع الصفنف
الشوكا ن وغيه ف هذا ال ستدلل بذا الد يث ،ول دل يل ف يه على ما
ذهبوا إل يه ،إذ ليس ف عه بياد أوقأت ال صلة ،ول سيق من أ جل ذلك ،
وإنا لبيان إث من يؤخر الصلة حت يرجها عامدا عن وقتها مطلقا سواء
كان يعقبها صلة أخرى مثل العصر مع الغرب ،أو ل ،مثل الصبح مع
الظهر ،ويدل على ذلك أن الديث ورد ف صلة الفجر حي فاتته ( ص
) مع أ صحابه و هم نائمون ف سفر ل م ،وا ستعظم ال صحابة ر ضي اللة
عنهم وقوع ذلك من هم ،فقال ( ص ) لم " :أ ما لكم ف أسوة ؟ " ث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
157
ذ كر الد يث .كذلك هو ف " صحيح م سلم " وغيه ،فلو كان الراد
من الديث ما ذهبوا إليه من امتداد وقمت كل صلة إل دخول الخرى
لكان نصفا صفريا على امتداد وقفت الصفبح إل وقفت الظهفر ،وهفم ل
يقولون بذلك ،ولذلك اضطروا إل استثناء صلة الصبح من ذلك ،وهذا
الستثناء على ما بينا من سبب الديث يعود عليه بالبطال ،لنه إنا ورد
ف خصوص صلة الصبح ،فكيف يصح استثناؤها ؟ ! فالق أن الديث
ل يرد من أ جل التحد يد ،بل لنكار تع مد إخراج ال صلة عن وقت ها
مطلقفا ،ولذلك قال ابفن حزم فف " الحلى " ( ) 178 / 3ميبفا على
اسفتدللم الذكور " :هذا ل يدل على مفا قالوه أصفل ،وهفم ممعون
معنا أن وقت صلة الصبح ل يتد إل وقت صلة الظهر ،فصح أن هذا
ال ب ل يدل على ات صال و قت كل صلة بو قت ال ت بعد ها ،وإن ا ف يه
معصية من أخر صلة إل وقت غيها فقط ،سواء أتصل آخر وقتها بأول
الثان ية أم ل يت صل ،ول يس ف يه أ نه ل يكون مفر طا أي ضا من أخر ها إل
خروج وقتها وإن ل يدخل وقت أخرى ،ول أنه يكون مفرطا ،بل هو
مسكوت عنه ف هذا الب ،ولكن بيانه ف سائر الخبار الت فيها نص
على خروج وقت كل صلة ،والضرورة توجب أن من تعدى بكل عمل
وفتفه الذي حده ال تعال لذلك العمفل ،فقفد تعدى حدود ال ،وقال
تعال ( * :ومن يتعد حدود ال فأولئك هم الظالون ) * " .وإذ قد ثبت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
158
أن الد يث ل دل يل فيه على امتداد وقت العشاء إل الف جر ،فإنه يتح تم
الرجوع إل الحاد يث الخرى ال ت هي صرية ف تد يد و قت العشاء
مثل قوله ( ص ) " :ووقت صلة العشاء إل نصف الليل الوسط " . .
.رواه مسلم وغيه ،وقد مضى بتمامه ف الكتاب ،ويؤيده ما كتب به
ع مر بن الطاب إل أ ب مو سى الشعري . . . " :وأن صل العشاء ما
بينفك وبيف ثلث الليفل ،وإن أخرت فإل شطفر الليفل ،ول تكفن مفن
الغافلي " .أخرجه مالك والطحاوي وابن حزم ،و سنده صحيح .فهذا
الديث دليل واضح على أن وقت العشاء انا يتد إل نصف الليل فقط ،
وهو الق ،ولذلك اختاره الشوكان ف " الدرر البه ية " ،فقال . . " :
.وآ خر و قت صلة العشاء ن صف الل يل " ( ، ) 1وتب عه صديق ح سن
خان ف " شرحه " ( ، ) 70 - 69 / 1وقد روي القول به عن مالك
كما ف " بداية الجتهد " ،وهو اختيار جاعة من الشافعية كأب سعيد
الصفطخري وغيه .انظفر الجموع ( ( . ) 40 / 3فائدة ) :ينتهفي
الليل بطلوع الفجر الصادق وهو مذهب كافة العلماء ،كما ف الصدر
الذكور ( * .ها مش ) * ( ) 1وكذا ف " ال سيل الرار " أي ضا ( / 1
) * ( . ) 183ومن ( الوقات النهي عن الصلة فيها ) قوله تعليقا على
حديث عقبة بن عامر قال " :ثلث ساعات نانا رسول ال ( ص ) أن
نصلي فيهن أو أن نقب فيهن موتانا ، " . . .قال " :النهي عن الدفن ف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
159
هذه الوقات مع نا .تع مد تأخ ي الد فن إل هذه الوقات ،فأ ما إذا و قع
الدففن بل تعمفد فف هذه الوقات فل يكره " .قلت :هذا نفص كلم
النووي فف " شرح صفحيح مسفلم " ،فلو عزاه إليفه كان أول ،ثف إن
الد يث مطلق ،وت صيصه بالتع مد ل دل يل عل يه ك ما بين ته ف " أحكام
النائز " البحث ( ، ) 83فالواجب تأخي دفن النازة حت يرج وقت
الكراهة ،إل إذا خيف تغي اليت .وهو قول النابلة كما ذكره الؤلف
ف كتاب النائز .ومن ( رأيهم ف الصلة عند طلوع الشمس وغروبا
واستوائها ) قوله " :واستثنوا ( يعن النفية ) عصر اليوم وصلة النازة
" .قلت :ا ستثناء ع صر اليوم صحيح ،وأ ما ا ستثناء صلة النازة فغ ي
م سلم ،إذ ل دل يل عل يه ،بل إطلق حد يث عق بة التقدم و ما ف معناه
يشمل ها ،ويؤيده أن ا بن ع مر كان ين هى عن ال صلة على النازة ع ند
طلوع الشمفس كمفا فف " الوطفإ " وغيه .والول أن يسفتثن الصفلة
الن سية أو ال ت نام عن ها ،في صليها إذا ذكر ها ف و قت الكرا هة لد يث
الشيخ ي الذكور ف الباب التقدم من الكتاب .ث إن ما ذكره الؤلف
مفن اسفتثناء بعفض الئمفة التطوع يوم الجمعفة وقفت السفتواء صفحيح
أيضا ،وفيه أحاديث كثية تراجع ف " زاد العاد " و " اعلم أهل العصر
بكم ركعت الفجر " للعظيم آبادي ،وغيها .
ومن ( الذان ) قوله " :وهو واجب أو مندوب " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
160
قلت :عفل الؤلف حفظفه ال تعال ل تتفح له الفرصفة ليحقفق القول ،
ويفبي القف مفن القوليف ،وإل فإن القول بأن الذان مندوب ل نشفك
مطلقا ف بطلنه ،كيف وهو من أكب الشعائر السلمية الت كان عليه
الصلة والسلم إذا ل يسمعه ف أرض قوم أتاهم ليغزوهم وأغار عليهم ،
فإن سعه فيهم كف عن هم كما ثبت ف " ال صحيحي " وغيه ا ،وقد
ثبت المر به ف غي ما حديث صحيح ،والوجوب يثبت بأقل من هذا ،
فال ق أن الذان فرض على الكفا ية ،و هو الذي صححه ش يخ ال سلم
ابفن تيميفة فف " إلفتاوى " ( 68 - 67 / 1و ، ) 20 / 4بفل وعلى
النفرد ك ما يأ ت .و سنذكر دليل آ خر على الوجوب ف ب ث " صلة
الماعفة " ،وقفد ذكره الشوكانف فف " السفيل الرار " ( - 196 / 1
) 197مفع أحاديفث أخرى ،وختفم ذلك بقوله " :والاصفل أنفه مفا
ينبغي ف مثل هذه العبادة العظيمة أن يتردد متردد ف وجوبا ،فإنا أشهر
من نار على علم ،وأدلت ها هي الش مس النية ،ث هذا الشعار ل ي تص
بصلة الماعة ،بل لكل مصل عليه أن يؤذن ويقيم ،لكن من كان ف
جاعفة كفاه أذان الؤذن لاف وإقامتفه .ثف الظاهفر أن النسفاء كالرجال ،
لنن شقائق الرجال ،والمر لم أمر لن ،ول يرد ما ينتهض للحجة ف
عدم الوجوب عليهن ،فإن الوارد ف ذلك ف أ سانيده م تر وكان ل ي ل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
161
الحتجاج بمف ،فإن ورد دليفل يصفلح لخراجهفن فذاك ،وإل فهفن
كالرجال " .
قوله ف حديث عبد ال بن زيد بن عبد ربه ف ابتداء شرع الذان ( ص
" : ) 202 - 201رواه أحد " ! قلت :هذا يوهم أنه ل يروه أحد
من أهل السنن والصحاح ،وهو تقصي فاحش ،فقد أخرجه أبو داود ،
والدارمي ،وابن ماجه ،والدارقطن ،والبيهقي ،وابن خزية وابن حبان
ف " صحيحيهما " ( ، ) 1وإ سناده ح سن صحيح ك ما بين ته ف "
صحيح أب داود " ( ، ) 512وانظر " الشكاة " ( ( . ) 650فائدة )
:قوله ف هذا الديث بعد أن ساق الذان " :ث استأخر غي بعيد ث قال
:تقول إذا أقمت الصلة " . .إل .قلت :ف هذا دليل واضح على أن
السنة ف القامة ف موضع غي موضع الذان ،فقول ابن قدامة ف " الغن
" ( " : ) 427 / 1ويستحب أن يقيم ف موضع أذانه ،قال أحد :
اأ حب إل أن يق يم ف مكا نه ،ول يبلغ ن ف يه شئ إل حد يث بلل :ل
تسفبقن بآميف " ،يعنف :لو كان يقيفم ف موضفع صفلته لاف خاف أن
يسبقه بالتأمي ،لن النب ( ص ) إنا كان يكب بعد فراغه من القامة ،
ولن القامة شرعت للعلم ،فشرعت ف موضعه ليكون أبلغ ف العلم
.وقد دل على هذا حديث عبد ال بن عمر قال :كنا إذا سعنا القامة
توضأنا ث خرجنا إل الصلة " .فأقول :أما حديث ابن عمر فل دللة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
162
فيه لا ذكره مطلقا ،لنه من المكن ساعه للقامة لقربه من السجد ،
وذلك ل ي ستلزم أن تكون القا مة ف مو ضع * ( ها مش ) * ( ) 1ث
رأيته ف الطبعات الديدة قد استدرك بعض هذه الصادر .
( * )الذان كما هو ظاهر .واسناده حسن كما هو مبي ف " صحيح
أب داود ( ، ) 527بلف حديث بلل ،فإنه منقطع بي أب عثمان
وبلل ،ولذلك أورد ته ف " ضع يف أ ب داود " ( بر قم ، ) 167على
أنه لو صح فل دللة فيه أيضا على الدعوى .وما نقله عن المام أحد ،
ففيه نظر ،لنه ل يعن بقوله " :مكانه " الذان ،وإنا القيم ! يعن أنه
يقيم حيث هو ،ول يشي .قال عبد الكه بن أحد ف " مسائله " ( 61
" : ) 220 /قلت لب :الرجل يشي ف القامة ؟ قال :أحب إل أن
يقيم مكانه " . . .إل .وقد وجدت بعض الثار تشهد لديث عبد ال
بن زيد ،فروى ابن أب شيبة ( ) 224 / 1عن عبد ال بن شقيق قال :
من السنة الذان ف النارة ،والقامة ف السجد ،وكان عبد ال يفعله .
و سنده صحيح .وروى ع بد الرزاق ( ) 506 / 1أن ع مر بن ع بد
العزيز بعث إل السجد رجال :إذا أقيمت الصلة فقوموا إليها .وسنده
صحيح أي ضا .و هو ظا هر ف أن القا مة كا نت ف ال سجد .قوله " :
ويشرع للمؤذن التثو يب ،و هو أن يقول ف أذان ال صبح ب عد اليعلت ي :
ال صلة خ ي من النوم ،قال أ بو مذورة " :يا ر سول ال علم ن سنة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
163
الذان ،فعل مه ،وقال :فان كان صلة ال صبح قلت :ال صلة خ ي من
النوم ،ال صلة خ ي من النوم . " . . .رواه أح د وأ بو دارد " .قلت :
اناف يشرع التثويفب فف الذان الول للصفبح ،الذي يكون قبفل دخول
الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا ،لديث ابن عمر رضي ال عنه قال " :
كان ف الذان الول بعد الفلح :الصلة خي من النوم مرتي " .رواه
البيهقي ( ، ) 423 / 1وكذا الطحاوي ف " شرح العان " ( 82 / 1
) ،وإسناده حسن كما قال الافظ .وحديث أب مذورة مطلق ،وهو
يش مل الذان ي ،ل كن الذان الثا ن غ ي مراد ،ل نه جاء مقيدا ف روا ية
أخرى بلفظ " :وإذا أذنت بالول من الصبح فقل :الصلة خي من النوم
.الصلة خي من النوم " .أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيهم
،وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( ، ) 516 - 510فاتفق حديثه
مع حد يث ا بن ع مر ،ولذا قال ال صنعان ف " سبل ال سلم " ( / 1
) 168 - 167ع قب ل فظ الن سائي " :و ف هذا تقي يد ل ا أطلق ته
الروايات .قال ابفن رسفلن :وصفحح هذه الروايفة ابفن خزيةف .قال :
فشرع ية التثو يب إن ا هي ف الذان الول للف جر ،ل نه ليقاظ النائم ،
وأما الذان الثان فإنه إعلم بدخول الوقت ،ودعاء إل الصلة .اه من "
تر يج الزرك شي لحاد يث الراف عي " .وم ثل ذلك ف " سنن البيه قي
ال كبى " عن أ ب مذورة :أ نه كان يثوب ف الذان الول من ال صبح
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
164
بأمره ( ص ) .قلت :وعلى هذا ليفس " الصفلة خيف مفن النوم " مفن
ألفاظ الذان الشروع للدعاء إل الصلة والخبار بدخول وقتها ،بل هو
من اللفاظ الت شرعت ليقاظ النائم ،فهو كألفاظ التسبيح الخي الذي
اعتاده الناس ف هذه العصار التأخرة عوضا عن الذان الول " .قلت :
وإنا أطلت الكلم ف هذه السالة لريان العمل من أكثر الؤذني ف البلد
السلمية على خلف السنة فيها أول ،ولقلة من صرح با من الؤلفي
ثانيا ،فان جهورهم -ومن ورائهم السيد سابق -يقتصرون على إجال
القول في ها ،ول يبينون أ نه ف الذان الول من الف جر ك ما جاء ذلك
صراحة ف الحاد يث ال صحيحة ،خل فا للبيان التقدم من ا بن ر سلن
والصنعاف جزاها ال خيا .
وم ا سبق ي تبي أن ج عل التمولب ف الذان الثا ن بد عة مال فة لل سنة ،
وتزداد الخال فة ح ي يعرضون عن الذان الول بالكل ية ،وي صرون على
التثو يب ف الثا ن ،ف ما أحرا هم بقوله تعال ( * :أت ستبدلون الذي هو
أدنف بالذي هفو خيف ) * ( * ،لو كانوا يعلمون ) * ( .فائدة ) :قال
الطحاوي بعد أن ذكر حديث أب مذورة وابن عمر التقدمي الصريي
ف التثوب ف الذان الول " :و هو قول أ ب حني فة وأ ب يو سف وم مد
رحهفم ال تعال " .قوله فف أذان الفجفر " :يشرع تقديهف على أول
الوقت إذا أمكن التمييز بي الذان الول والثان حت ل يقع الشتباه " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
165
قلت :ذلك مكن بي سر إذا التز مت السنة ال ت ميزت الذان الول بزيادة
جلة " :الصلة خي من النوم ( مرتي ) " كما تقدم .على أن هناك سنة
أخرى تزيفد المفر يسفرا ،ويفر أن يكون مؤذن الذان الول غيف مؤذن
الذان الثانف كمفا فف حديفث ابفن عمفر الذي ذكره الؤلف ،أخرجفه
الشيخان ،وله شواهد كثية ،خرجتها ف " الرواء " ( ، ) 219وهى
سنة متروكة أيضا ،فهنيئا لن وفقه ال تبارك وتعال لحيائها .قوله " :
وروى الطحاوي والنسائي أنه ل يكن بي أذانه ( يعن ابن عمر ) وأذان
ا بن أم مكتوم إل أن ير قى هذا وينل هذا " .قلت :ل قد أب عد النج عة ،
وأ خل ب فن التخر يج ،فان هذه الروا ية قد جاءت ف " ال صحيحي " ف
حديث ابن عمر الشار إليه انفأ من حديث نافع عنه .انظر " الرواء " (
. ) 236 / 1قوله " :فعن أنس أن النب ( ص ) قال :ل يرد الدعاء
بي الذان والقامة .رواه أبو داود والنساف والترمذي . . .وزاد :قالوا
:فماذا نقول يا ر سول ال ؟ قال :سلوا ال الع فو والعاف ية ف الدن يا
والخرة " .قلت :الديفث صفحيح كمفا قال الترمذي ،وأمفا الزيادة
فضعي فة منكرة ،ف سندها ل مى بن اليمان وزيد الع مي وه ا ضيفان ،
وقد وقفت للحديث على أربعة طرق ذكرتا ف " الثمر الستطاب " ث ف
" إرواء الغليل " ( ، ) 244وليس ف شئ منها هذه الزيادة إل ف هذه
الطر يق الضعي فة ،فل يشرع الع مل ب ا ،ول يغ تر أ حد بكلم الشوكا ن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
166
العلل ف " ضعيف أب داود " ( ، ) 83ث ف " الرواء " ( . ) 241
وبذه الناسففففبة أقول :إن كتاب " التاج " هذا ملئ جدا بالخطاء
العلمية ،وقد كنت نقدت الز الول منه منذ أكثر من عشر سني من
تأليفف هذا الكتاب ،ومسفودته موجودة عندي ،ولو تسفن لنفا نشره
لفعل نا ن صحا لل مة .قوله في ما ي ستحب للمؤذن - 4 " :أن يلتففت
برأسه وعنقه وصدره يينا . " . .قلت :أما تويل الصدر فل أصل له ف
السنة البتة ،ول ذكر له ف شئ من الحاديث الواردة ف تويل العنق ،
ولعله سبق قلم من الؤلف وإن كان استمر عليه ف كل طبعات الكتاب ،
ويؤيفد هذا الحتمال قوله عقبفه " :قال النووي فف هذه الكيفيفة :هفي
أصح الكيفيات .قال أبو جحيفة . " . .فإن النووي قال ف " الجموع
" ( ) 104 / 3ب عد حد يث الشيخ ي عن أ ب جحي فة الذي ذكره
الؤلف ،وف يه " :فجعلت أتت بع فاه هه نا وهه نا ،يي نا وشال " .و ف
روا ية أ ب داود " :فل ما بلغ ( جي على ال صلة حي على الفلح ) لوى
عنقه يينا وشال ،ول يستدر " ،وإسناده صحيح .
ث قال ( " : ) 107 - 106 / 3والسنة أن يلتفت ف اليعلتي يينا
وشال ول ي ستدير ،ك ما ذكره ال صنف " .ث قال " :قال أ صحابنا :
والراد باللتفات :أن يلوي رأسه وعنقه ،ول يول صدره عن القبلة ول
يزيل قدمه عن مكانا ،وهذا معن قول الصنف " :ول يستدير " .وهذا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
168
الشوكان ف " نيل الوطار " ( ، ) 27 / 2وهذا قلد الافظ ابن حجر
ف " التلخيص " ( ، ) 211 / 1وذلك لنه من رواية عبد ال بن عمر
عن نا فع عن ا بن ع مر ،وع بد ال بن ع مر هو العمري ال كب ،و هو
ضعيف كما كنت بينت ف " الضعيفة " ( ، ) 270 / 2وخرجته من
طر يق " م صنف ع بد الرزاق " أي ضا من هذا الو جه ،فكأن م توهوا أن
عبد ال هو عبيد ال بن عمر فإنه ثقة ،وليس به .ث هو بظاهره مالف
لا رواه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ) 223 / 1بسند جيد عن وهب
بن كيسان قال :سئل ابن عمر هل على النساء أذان ؟ فغضب ،وقال :
ف أنىف عن ذ كر ال ؟ ! واحتفج به المام أح د كمفا ذكرت هناك ، أن ا
ورا جع كلم الشوكا ن التقدم قري با .قوله " :و عن عائ شة أن ا كا نت
تؤذن وتقيم ،وتؤم النساء ،وتقف وسطهن .رواه البيهقي " .قلت :ف
" السنن الكبى " ( 408 / 1و ) 131 / 3من طريق الاكم ،وهو
ف " الستدرك " ( ) 204 - 203 / 1وفيه ليث وهو ابن أب سليم ،
ومن طريقه عبد الرزاق ( ، ) 126 / 3وابن أب شيبة ( ) 223 / 1
دون اما مة الن ساء .ل كن هذه الزيادة تاب عه علي ها ا بن أ ب ليلى عن عطاء
عن عائشة ،أخرجه ابن أب شيبة ( . ) 89 / 2فأحدها يقوي الخر ،
ول ا طر يق أخرى من حد يث رائ طة النف ية أن عائ شة أ مت ن سوة ف
الكتو بة فأمت هن بين هن و سطا .أخر جه ع بد الرزاق ( ، ) 141 / 3
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
171
وهفي مويدة بعموم قوله ( ص ) " :إناف النسفاء شقائق الرجال " ،كمفا
تقدم في ما نقلناه لك من كلم الشوكا ن ف " ال سيل الرار " فتذكره ،
فإ نه م هم .قوله . . . " :روى الثرم و سعيد بن من صور عن أ نس أ نه
دخل مسجدا قد صلوا فيه ،فأمر رجل فأذن بم وأقام فصلى بم جاعة
" .قلت :قد علقه البخاري ،ووصله البيهقي بسند صحيح عنه ،وقد
ي ستدل به بعض هم على جواز تعدد صلة الما عة ف ال سجد الوا حد ،
ول ح جة ف يه لمر ين :الول :أ نه موقوف .الثا ن :أ نه قد خال فه من
ال صحابة من هو أف قه م نه ،و هو ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه ،
فروى ع بد الرزاق ف " ال صنف " ( ، ) 3883 / 409 / 2وع نه
الطبان ف " العجم الكبي " ( ، ) 9380بسند حسن عن إبراهيم أن
علق مة وال سود أقبل مع ا بن م سعود إل ال سجد فا ستقبلهم الناس و قد
صلوا ،فرجع بما إل البيت . . .ث صلى بما " .فلو كانت الماعة
الثانية ف ال سجد جائزة مطلقا ،ل ا جع ا بن مسعود ف البيت ،مع أن
الفري ضة ف ال سجد أف ضل ك ما هو معلوم .ث وجدت ما يدل على أن
هذا الثر ف حكم الرفوع ،فانه يشهد له ما روى الطبان ف " الوسط
" ( - 4739بترقيمي ) عن عبد الرحن بن أب بكرة عن أبيه أن رسول
ال ( ص ) أقبل من نواحي الدينة يريد الصلة ،فوجد الناس قد صلوا ،
فمال إل منله ،فج مع أهله ،ف صلى ب م .وقال " :ل يروى عن أ ب
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
173
بكرة إل بذا السناد " .قلت :وهو حسن ،وقال اليثمي ( ) 45 / 2
" :رواه الطبان ف " الكبي " و " الوسط " ،ورجاله ثقات " .ولعل
الما عة ال ت أقام ها أ نس ر ضي ال ع نه كا نت ف م سجد ل يس له إمام
راتفب ول مؤذن راتفب ،فإن إعادتاف فف مثفل هذا السفجد ل تكره لاف
ف وقففت عليفه مفن يأتف ،وبذلك يتففق الثران ول يتلفان .وأحسفن م ا
كلم الئمة ف هذه السألة هو كلم المام الشافعي رضي ال عنه ،ول
بأس من نقله مع شئ من الختصار ،ولو طال به التعليق ،نظرا لهيته ،
وغفلة أكثر الناس عنه ،قال رضي ال عنه ف " الم " ( " : ) 136 / 1
وإن كان لرجل مسجد يمع فيه ،ففاتته الصلة ،فإن أتى مسجد جاعة
غيه كان أ حب إل ،لن ل يأ ته و صلى ف م سجده منفردا ،فح سن ،
وإذا كان للمسفجد إمام راتفب ،ففاتفت رجل أو رجال فيفه الصفلة ،
صلوا فرادى ،ول أحب أن يصلوا فيه جاعة ،فإن فعلوا أجزأتم الماعة
فيه ،وإنا كرهت ذلك لم لنه ليس ما فعل السلف قبلنا ،بل قد عابه
بعضهفم ،وأحسفب كراهيفة مفن كره ذلك م منهفم إناف كان لتفرقفة
الكلمة ،وأن يرغب رجل عن الصلة خلف إمام الماعة ،فيتخلف هو
و من أراد عن ال سجد ف و قت ال صلة ،فإذا قض يت دخلوا فجمعوا ،
فيكون بذا اختلف وتفرق الكلمة ،وفيهما الكروه ،وإنا أكره هذا ف
كل مسجد له إمام ومؤذن ،فأما مسجد بن على ظهر الطريق أو ناحية
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
174
ل يؤذن ف يه مؤذن را تب ،ول يكون له إمام را تب ،وي صلي فيه الارة ،
ويستظلون ،فل أكره ذلك ،لنه ليس فيه العن الذي وصفت من تفرق
الكلمة ،وأن يرغب رجال عن إمامة رجل فيتخذون إماما غيه ،قال :
وإنا منعن أن أقول :صلة الرجل ل توز وحده وهو يقدر على جاعة
بال تفضيل النب ( ص ) صلة الماعة على صلة النفرد ،ول يقل :ل
تزي النفرد صلته ،وأ نا قد حفظ نا أن قد فا تت رجال م عه ال صلة ،
فصلوا بعلمه منفردين ،وقد كانوا قادرين على أن يمعوا ،وأن قد فاتت
الصلة ف الماعة قوما فجاؤوا السجد فصلى كل واحد منهم منفردا ،
و قد كانوا قادر ين على أن يمعوا ف ال سجد ،ف صلى كل وا حد من هم
منفردا ،وإنا كرهوا لئل يمعوا ف مسجد مرتي " .وما علقه الشافعي
عن الصحابة قد جاء موصول عن السن البصري قال " :كان أصحاب
ممد ( ص ) إذا دخلوا السجد وقد صلي فيه صلوا فرادى " .رواه ابن
أب شيبة ( . ) 223 / 2وقال أبو حنيفة " :ل يوز إعادة الماعة ف
مسجد له إمام راتب " .ونوه ف " الدونة " عن المام مالك .وبالملة
،فالمهور على كراهة إعادة الماعة ف السجد بالشرط السابق ،وهو
ال ق ،ول يعارض هذا الد يث الشهور " :أل ر جل يت صدق على هذا
فيصلي معه " ،وسيأت ف الكتاب ( ص ، ) 277فإن غاية ما فيه حض
الرسول ( ص ) أحد الذين كانوا صلوا معه ( ص ) ف الماعة الول أن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
175
يصلي وراءه تطوعا ،فهي صلة متنفل وراء مفترض ،وبثنا إنا هو ف
صفلة مفترض وراء الفترض ،فاتتهفم الماعفة الول ،ول يوز قياس
هذه على تلك لنفه قياس مفع الفارق مفن وجوه :الول :أن الصفورة
الول الختلف فيهفا ل تنقفل عنفه ( ص ) ل إذنفا ول تقريرا مفع وجود
القتضى ف عهده ( ص ) ،كما أفادته رواية السن البصري .
الثا ن :أن هذه ال صورة تؤدي إل تفر يق الما عة الول الشرو عة ،لن
الناس إذا علموا أنمف تفوتمف الماعفة يسفتعجلون فتكثفر الماعفة ،وإذا
علموا أناف ل تفوتمف ،يتأخرون ،فتقفل الماعفة ،وتقليفل الماعفة
مكروه ،وليس شئ من هذا الحذور ف الصورة الت أقرها .رسول ال (
ص ) ،فثبفت الفرق ،فل يوز السفتدلل بالديفث على خلف التقرر
مفن هديفه " صفلى ال عليفه وآله " .وبعفد . .فإن هذا البحفث يتطلب
شرحا أوسع ل يتسع له هذا التعليق ،وف النية أن أجع ف ذلك رسالة ،
فعسفى أن أوففق لتحريرهفا إن شاء ال تعال .قوله " :الهفر بالصفلة
والسفلم على الرسفول " صفلى ال عليفه وآله " . . .مدث مكروه " .
قلت :مفهومه أن السرار با سنة ،فأين الدليل على ذلك ؟ فإن قيل :
هو قوله ( ص ) " :إذا سعتم الؤذن فقولوا مثلما يقول ،ث صلوا علي .
، " . .وقد مضى ف الكتاب ف فقرة ( الذكر عند الذان ) ،فالواب :
ان الطاب فيه لل سامعي الأمورين بإجابة الؤذن ،ول يدخل فيه الؤذن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
176
نفسه ،وإل لزم القول بأنه ييب أيضا نفسه بنفسه ،وهذا ل قائل به ،
والقول به بدعة ف الدين .فإن قيل :فهل ينع الؤذن من الصلة عليه "
صفلى ال عليفه وآله " سفرا ؟ قلت :ل ينفع مطلقفا ،وإناف ينفع مفن أن
يلتزم ها ع قب الذان ،خش ية الزيادة ف يه ،وأن يل حق به ما ل يس م نه ،
وشعوى بي من نص عليه ( ص ) -وهو السامع -ومن ل ينص عليه -
وهو الؤذن -وكل ذلك ل يوز القول به .فليتأمل .
ومفن ( شروط الصفلة ) قوله فف بثف سفتر العورة بعفد أن سفاق أدلة
الفريق ي " :وللنا ظر ف هذا أن يتار أي الرأي ي ،وإن كان الحوط أن
يستر الصلي ما بي سرته إل ركبته ما أمكن . " . .قلت :فيه أمور ل
بفد مفن تريفر القول فيهفا :الول :أن الخفذ بالحوط ليفس بالمفر
الواجب ،ط نا هو من باب الورع ،وليس كل مكلف يرغب أن يكرن
ورعا كما ل يفى .الثان :أن الؤلف قيد ذلك بالصلة ،فمفهومه أن
ذلك ليس من الحوط خارج الصلة ،وفيه ما سيأت بيانه .الثالث :أن
الختيار الذي أشار إليفه ينبغفي أن يكون قائمفا على قواعفد علم اصفول
الفقفه ،لكفي ل يكون الختيار كيفيفا تابعفا للعادات والهواء .ومفن
الوا ضح لدى كل نا ظر ف الدلة ال ت ساقها الؤلف أن أدلة القائل ي بأن
الفخفذ ليفس بعورة فعليفة مفن جهفة ،ومبيحفة مفن جهفة أخرى .وأدلة
القائليف بأنفه عورة قوليفة مفن جهفة ،وحاظرة مفن جهفة أخرى .ومفن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
177
القواعد الصولية الت تساعد على الترجيح بي الدلة والختيار بعيدا عن
الرى والغرض قاعدتان :الول :الا ظر مقدم على الب يح .والخرى :
القول مقدم على الفعل لحتمال الصرصية وغيها ،مع أن الفعل بعض
الدلة الشار إلي ها ل يظ هر في ها أ نه كان مق صودا متعمدأ كحد يث أ نس
وأ ثر أ ب ب كر .أض عف إل ذلك أن ا وقائع أعيان ل عموم ل ا ،بلف
الدلة القول ية ،ف هي شري عة عا مة ،وعلي ها جرى ع مل ال سلمي سلفا
وخل فا ،ب يث ل نعلم أن أحدا من هم كان ي شي أو يلس كاش فا عن
فخذ يه ك ما يف عل ب عض الكفار اليوم و من يقلد هم من ال سلمي الذ ين
يلبسون البنطلون الذي يسمونه ب ( الشورت ) ،وهو ( التبان ) ف اللغة .
ولذا ،فل ينبغي التردد ف كون الفخذ عورة ترجيحا للدلة القولية ،فل
جرم أن ذ هب إل يه أك ثر العلماء ،وجزم به الشوكا ف ف " ن يل الوطار
" ( ) 53 - 52 / 2و " السيل الرار " ( . ) 161 - 160 / 1
ن عم ،ي كن القول بأن عورة الفخذ ين أ خف من عورة ال سوأتي ،و هو
الذي مال إليه ابن القيم ف " تذيب السنن " كما كنت نقلته عنه ف "
الرواء " ( . ) 301 / 1وحينئذ ،فمس الفخذ الذي وقع ف حديث
أب ذر ،والظاهر أنه من فوق الثوب ،ليس كمس السوأتي ،خلفا لا
قعقفع حوله ابفن حزم ،ونقله الؤلف عنفه وأقره ! بقفي شفئ ،وهوأن
الؤلف قرن الركبفة والسفرة مفع الفخفذ ،ثف ل يذكفر الدليفل عليهمفا ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
178
قال " :تصفلي الرأة فف ثلثفة أثواب :درع وخار وإزار " .وإسفناده
صحيح .وف طريق أخرى عن ابن عمر قال " :إذا صلت الرأة فلتصل
ف ثيابا كلها :الدرع والمار واللحفة " .رواه ابن أب شيبة ،وسنده
صحيح أيضا .فهذا كله ممول على الكمل والفضل لا .وال أعلم .
قوله تت عنوان :ما يب من الثياب وما يستحب منها " :وعن بريدة
قال :ن ى ر سول ال ( ص ) أن ي صلي الر جل ف . . .سراويل ول يس
عليه رداء .رواه أبو داود والبيهقي " .قلت :واسناده حسن كما حققته
ف " صحيح أب داود " ( . ) 646
وف الديث دللة على أنه يب على الصلي أن يستر من بدنه ما ليس
بعورة ،وهو القسم العلى منه ،وذلك إن وجد كما يدل عليه حديث
ا بن ع مر وغيه ،وظا هر الن هي يف يد بطلن ال صلة ،ويؤ كد ذلك قوله
( ص ) " :ل لي ل يصلي أحدكم ف الثوب الواحد ليس على عاتقه
( وف رواية :عاتقيه .وف أخرى :منكبيه ) منه شئ " .رواه الشيخان
وأبو داود وغيهم ،وهو مرج ف " الرواء " ( ) 275و " صحيح أب
داود " ( . ) 637قال الشوكان ف " نيل الوطار " ( " : ) 59 / 2
و قد ح ل المهور هذا الن هي على التن يه ،و عن أح د :ل ي صح صلة
من قدر على ذلك فتركه .وعنه أيضا :تصح ويأث " .وأغرب ابن حزم
كعادته ف التمسك بظاهريته فقال ( " : ) 71 / 4وفرض على الرجل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
181
إن صلى ف ثوب واسع أن يطرح منه على عاتقه أو عاتقيه ،فإن ل يفعل
بطلت صلته ،فإن كان ضي قا اتزر به وأجزأه ،كان م عه ثوب غيه أو
ل يكفن " .قلت :فوقفف مفع ظاهفر الديفث ،ول يوجفب الرداء إذا
استطاعه ،خلفا لديث بريدة هذا ،وحديث ابن عمر أيضا ،فكأنه ل
يقف عليهما .ومن غرائبه أنه ذكر ف السالة بعض الثار الت يدعم با
رأيه ،وليس فيها شئ من ذلك ،بل أحدها على خلفه ،وهوما ذكر
عن ممد بن النفية " :ل صلة لن ل يمر على عاتقيه ف الصلة " .
فهذا لو صح ح جة عل يه ،ل نه أطلق ،ول يقيده بالثوب الوا حد ،ل كن
ف سنده أشعث وهو ابن سوار الكندي ،وهو ضعيف كما ف " التقريب
" ،ول يرجه ابن حزم ،وقد رواه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( / 1
. ) 349قوله " :كشف الرأس ف الصلة .روى ابن عساكر عن ابن
عباس أن النب ( ص ) كان ربا نزع قلنسوته فجعلها سترة بي يديه " .
قلت :الد يث ل ي صح ال ستدلل به على الك شف لوجه ي :الول :
أنه حديث ضيف .ويكفي للدللة على ذلك تفرد ابن عساكر به ،وقد
كشفت عن علته ف " الضعيفة " ( . ) 2538الثان :أنه لو صح فل
يدل على الكشف مطلقا ،فإن ظاهره أنه كان يفعل ذلك عند عدم تيسر
ما ي ستتر به ،لن اتاذ ال سترة أ هم ،للحاد يث الواردة في ها .والذي
أراه ف هذه السألة أن الصلة حاسر الرأس مكروهة ،ذلك أنه من السلم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
182
شرح الامع الصغي " " :ومن ث رمز الؤلف لضعفه ،لكن يشهد له مأ
رواه ا بن ع سعاكر بل فظ :اثتوا ال ساجد ح سرا ومقنع ي فإن ذلك من
سيما السلمي " .قلت :ل يسق الناوي إسناده لينظر فيه ،وهل يصلح
شاهدا لذا الديث الوصوع أم ل ؟ وجلة القول أنه حديث ضعيف جدا
على أ قل الحوال ،فال ستدلل به غ ي جائز ،وال سكوت ع نه إ ث .ث
تبي ل أن الديث بلفظيه عند ابن عدي من طريق ذاك الوضاع ،ومن
طري قه ع ند ا بن ع ساكر بالل فظ ال خر ،أورده ال سيوطي ف " الا مع
الصغي " باللفظ الول من رواية ابن عدي .وف " الامع الكبي " باللفظ
الخر من رواية ابن عدي وابن عساكر ،فتوهم الناوي بأنه حديث آخر
بإسناد آخر ،فجعله شاهدا للول ! ومن الظاهر أنه ل يقف على إسناد
ا بن ع ساكر ،وإل ل ي قع م نه هذا اللط وال بط الذي قلد ته ف يه ل نة
تقيق " الامع الكبي " بجمع البحوث السلمية ( 32 / 31 / 1و
) 33ف مصر ! ولو فرضنا أن اللفظ الثان سال من مثل هذا الوضاع ،
فهو ليصلح شاهدا للول ،لن الشاهد ل ينفع ف الوضوع ،بل ول ف
الضع يف جدا ،و قد ذ كر الناوي نف سه ن و هذا ف غ ي هذا الد يث ،
فجل من ل ينسى .والديث قد خرجته ف " الضعيفة " ( . ) 1296
وأما استحباب السر بنية الشوع فابتداع حكم ف الدين ل دليل عليه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
184
إل الرأي ،ولو كان حقا لفعله رسول ال ( ص ) ،ولو فعله لنقل عنه ،
وإذ ل ينقل عنه دل ذلك أنه بدعة ،فاحذرها .
وماف سفلف تعلم أن نففي الؤلف ورود دليفل بأفضليفة تغطيفة الرأس فف
ال صلة ل يس صوابا على إطل قه ،إل إن كان ير يد دليل خا صا ،ف هو
مستم ،ولكنه ل ينفي ورود الدليل العام على ما بيناه آنفا ،وهو التزين
للصفلة بالزي السفلمي العروف مفن قبفل هذا العصفر ،والدليفل العام
ح جة ع ند الم يع ع ند عدم العارض .فتأ مل .و من ( كيف ية ال صلة )
قوله تت رقم " : - 1عن عبد ال بن غنم أن أبا مالك الشعري جع
قومفه فقال " :قلت :فذكفر حديثفا طويل فيفه شفئ مفن صففة صفلته
( ص ) ،وأنه كان يصف الولدان خلف الرجال والنساء خلف الولدان ،
وفيه ذكر مالس التحابي ف ال وغبط النبياء لم . " . . .رواه أحد
وأ بو يعلى بإ سناد ح سن ،وال كم ،وقال :صحيح ال سناد " .قلت :
هذا التخر يج نقله الؤلف بالرف من " الترغ يب " ( ، ) 48 / 4ول
نرى تسفينه صفوابا ،لن مدار السفناد على شهفر بفن حوشفب ،وهفو
ضعيف لسوء حفظه واضطرابه ف رواياته كما يظهر ذلك لن تتبعها ،أو
اطلع على أقوال الئمة فيه ،وقد لصها الافظ ف " التقريب " بقوله :
" صدوق كث ي الر سال والوهام " ،لذلك أوردت قط عة ال صف م نه ،
وهي عند أب داود ف " ضعيف سنن أب داود " ( رقم ، ) 105وسيأت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
185
حديث آخر من رواية شهر يدل على ضفه واضطرابه ،فانظر تعليقنا على
" الذكار والدع ية ب عد ال سلم " في ما يأ ت ( ص . ) 229 - 228ث
إن قوله " :عبفد ال بفن غنفم " فيفه خطفأ ( ، ) 1والصفواب " :عبفد
الرح ن بن غ نم " ك ما ف " ال سند " ،وكذلك ذكره الؤلف ف مكان
آخر ،ولكنه قيد " :غنم " ،بالضم أيضا ،لنا هو بالفتح ،كما ف "
التقريب " .ومن ( فرائض الصلة ) قوله ف تريج حديث " :من صلى
صلة ل يقرأ فيها بأم القرآن ( وف رواية :بفاتة الكتاب ) ،فهي خداج
،هي خداج ،هي خداج ،غي تام " " :رواه أحد والشيخان " .قلت
:فيفه مؤاخذتان :الول :أطلق العزو للشيخيف ،فأوهفم أنفه عنفد
البخاري فف " الصفحيح " وهفو خطفأ ،فإنفه ماف تفرد بفه مسفلم دون
البخاري ،ول عل سبب الو هم أن البخاري أخر جه ف " جز القراءة " ،
وف " أفعال العباد " فعزاه إليه هو أو من نقله عنه عزوا مطلقأ غي مقيد ب
" الزء " و " الفعال " ،فحصفل الطفأ ،لن العزو إليهمفا ل يعنف
الصفحة ،بلف العزو ل " صفحيح البخاري " ،وهفو الراد عنفد إطلق
العزو للبخاري ف اصطلح العلماء ( * .هامش ) * ( ) 1وكذا وقع ف
كتاب " الدين والصلة على الذاهب الربعة " ( ص ، ) 137فل أدري
من القلد و من القلد ؟ ! وهذا ومثله من شؤم التقل يد وعدم الرجوع إل
المهات والصول .والخرى :أن لفظ " :فهي خداج هي خداج " ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
186
هو رواية لحد ( ، ) 285 / 2وف رواية أخرى له " :فهي خداج ،
ث هي خداج ،ث هي خداج " .وهى الطابقة لرواية مسلم ( ) 10 / 2
بلفظ " :فهي خداج ،يقولا ثلثا " .وأخرجه أبو داود وبقية أصحاب
" السنن " وغيهم ،وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( . ) 779قوله
" :وأقوى دليل لذا الذهب ( يعن الهر بالبسملة ) حديث نعيم الجمر
قال :صليت وراء أب هريرة فقرأ ( * :بسم ال الرحن الرحيم ) * ،ث
قرأ بأم القرآن . . .الديفث .وفف آخره قال :والذي نفسفي بيده إنف
لشبهكفم صفلة برسفول ال ( ص ) .رواه النسفائي وابفن خزيةف وابفن
حبان .قال الا فظ ف " الف تح " :و هو أ صح حد يث ورب ف ال هر
بالبسفملة " .قلت :ينبغفي أن يعلم أن عبارة الاففظ هذه ل تفيفد عنفد
الحدث ي أن الديث صحيح ،وإنا تع طي له صحة نسبية ،قال النووي
رح ه ال " :ل يلزم من هذه العبارة صحة الد يث ،فإن م يقولون " :
هذا أ صح ما جاء ف الباب " ،وإن كان ضعي فا ،ومراد هم أرج حه أو
أقله ضع فا " . .قلت :ول عل الا فظ رح ه ال ل ي صحح الد يث لن
ب عض الحدث ي قد أ عل ذ كر الب سملة ف يه بالشذوذ ومال فة ج يع الثقات
الذين رووا الديث عن أب هريرة ول يذكروها فيه ،كما رواه الشيخان
وغيه ا من حد يث أ ب سلمة عن أ ب هريرة ،و قد أطال ف بيان ذلك
الزيلعفي فف " نصفب الرايفة " فراجعفه ( . ) 337 - 335 / 1وأقول
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
187
الن :إنه عند ابن خزية وغيه من طريق ابن أب هلل ،واسه سعيد ،
وكان اختلط ،و به أعللت الد يث ف التعل يق على " صحيح ا بن خزي ة
" ( ر قم - 499ط بع الك تب ال سلمي ) / .ث إن الد يث لو صح
فل يس ف يه الت صريح بال هر ب ا ،ول برفع ها إل ال نب ( ص ) ،وقول أ ب
هريرة ف آخره " :إ ن لشبه كم صلة بر سول ال ( ص ) " ،ل يلزم
م نه ر فع كل ما فعله أ بو هريرة ف يه ك ما ف صل ذلك ش يخ ال سلم ف "
الفتاوى " ( ، ) 81 / 1فراج عه .وال ق أ نه ل يس ف ال هر بالب سملة
حديث صريح صحيح ،بل صح عنه ( ص ) السرار با من حديث أنس
،و قد وق فت له على عشرة طرق ذكرت ا ف تر يج كتا ب " صفة صلة
النب ( ص ) " ،أكثرها صحيحة السانيد ،وف بعض ألفاظها التصريح
بأنه ( ص ) ل يكن يهر با ،وسندها صحيح على شرط مسلم ،وهو
مذ هب جهور الفقهاء ،وأك ثر أ صحاب الد يث ،و هو ال ق الذي ل
ريفب فيفه ،ومفن شاء التوسفع فف هذا البحفث فلياجفع " فتاوى شيفخ
ال سلم " ،ففي ها مق نع ل كل عا قل من صف .قوله ت ت عنوان :من ل
يسن فرض القراءة " :حديث رفاعة بن رافع أن النب ( ص ) علم رجل
الصلة ،فقال " :إن كان معك قرآن فاقرأ ،وإل فاحده وكبه وهلله ،
ث ار كع " .رواه أ بو داود والترمذي وح سنه " .قلت :هذا طرف من
حديث السئ صلته من رواية رفاعة رضي ال عنه ،وروايته لن ذكرهم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
188
فإذا جلست ف وسط الصلة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ،ث تشهد
" .أخر جه أ بو داود ( ) 137 / 1ب سند ح سن ،وف يه دل يل على
وجوب التش هد ف اللوس الول ،ولز مه وجوب اللوس له ،لن ما
ل يقوم الوا جب إل به ف هو وا جب ،وهذا بلف روا ية الكتاب ،فإن ا
قيدت تام الصلة بالقعود قدر التشهد ف اللوس الخي ،ومفهومه عدم
وجوب قراءة التشهد ،لكن هذا الفهوم -إن صح الديث -غي مراد
لد يث ا بن عباس الذي بعده :قوله " :قال ا بن قدا مة :و قد روي عن
ابن عباس أنه فقال :كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد . " . .قلت
:فيه مؤاخذتان :الول :أن الديث من مسند ابن مسعود ل ابن عباس
،كذلك أخر جه الن سائي والدارقط ن والبيه قي ،وإ سناده صحيح على
شرط الشيخيف ،وصفححه الدارقطنف ،وكذا الاففظ فف " الفتفح " .
الثان ية :ت صدير الد يث بقوله " :روي " الش عر بإن الد يث ض يف ،
وقد علمت أنه صحيح ! وهو مرج ف " الرواء " ( . ) 319قوله ف
السلم " :وعن وائل بن حجر قال :صليت مع رسول ال ( ص ) فكان
يسلم عن يينه :السلم عليكم ورحة ال وبركاته ،وعن شاله :السلم
علي كم ورح ة ال وبركا ته .قال الا فظ ا بن ح جر ف " بلوغ الرام " :
رواه أبو داود بإسناد صحيح " .قلت :هو كما قال الافظ رحه ال ،
ل كن ل يس ف الن سخ ال ت وق فت علي ها من " سنن أ ب داود " زيادة " :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
190
وبركاتفه " فف التسفليمة الثانيفة ،وإناف هفي فف التسفليمة الول فقفط ،
وكذلك أخر جه الطيال سي من حد يث ا بن م سعود موقو فا ب سند رجاله
ثقات ،والطبان ف " الكبي " ( ) 10191مرفوعا ،ولذلك رجحت
ف " صفة صلة النب ( ص ) " أن ل تزاد هذه الزيادة ف التسليمة الثانية
حت تثبت بطريق تقوم به الجة .وقد خرجت الديت ف " الرواء " (
) 32 - 30 / 2و " صحيح أب داود " ( . ) 915
ومن ( سنن الصلة ) قوله " :يستحب أن يرفع يديه ف أربع حالت :
الول :ع ند ت كبية الحرام . . .الثان ية والثال ثة :ع ند الركوع والر فع
منه . . .الرابعة :عند القيام إل الركعة الثالثة " .قلت :قد ثبت الرفع
ف التكبيات الخرى أيضا ،أما الرفع عند الوئي إل السجود والرفع منه
،ففيفه أحاديفث كثية عفن عشرة مفن الصفحابة ،قفد خرجتهفا فف "
التعليقات الياد " ،منهفا عفن مالك بفن الويرث أنفه رأى النفب ( ص )
رفع يديه ف صلته إذا ركع ،وإذا رفع رأسه من الركوع ،وإذا سجد ،
وإذا ر فع رأ سه من ال سجود ،ح ت ياذي ب ما فروع أذن يه .أخر جه
النسائي وأحد وابن حزم بسند صحيح على شرط مسلم ،وأخرجه أبو
عوانة ف " صحيحه " كما ف " الفتح " للحافظ ،ث قال " :وهو أصح
ما وق فت عل يه من الحاد يث ف الر فع ف ال سجود " .وأ ما الر فع من
الت كبيات الخرى ،فف يه عدة أحاد يث أن ال نب ( ص ) كان ير فع يد يه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
191
عند كل تكبية .ول تعارض بي هذه الحاديث وبي حديث ابن عمر
التقدم ف الكتاب بل فظ " . . .ول يرفعه ما ب ي ال سجدتي " ل نه ناف
وهذه مثبة والثبت مقدم على الناف كما تقرر ف علم الصول .وقد ثبت
الرفع بي السجدتي عن جاعة من السلف ،منهم أنس رضي ال عنه ،
بل منهم ابن عمر نفسه ،فقد روى ابن حزم من طريق نافع عنه أنه كان
يرفع يديه إذا سجد وبي الركعتي .وإسناده قوي .وروى البخاري ف
جزء " رفع اليدين " ( ص ) 7من طريق سال بن عبد ال أن أباه كان
إذا رفع رأسه من السجود وإذا أراد أن يقوم رفع يديه .وسنده صحيح
على شرط البخاري ف الصحيح .وعمل بذه السنة المام أحد بن حنبل
،ك ما رواه الثرم ،وروي عن المام الشاف عي القول به ،و هو مذ هب
ا بن حزم ،فرا جع " الحلى " .قوله " :و قد جاء ف حد يث مالك بن
الويرث بلففظ :كفب ثف رففع يديفه .رواه مسفلم .وهذا يفيفد تقديف
التكفبية على رففع اليديفن .ولكفن الاففظ قال :ل أر مفن قال بتقديف
الت كبي على الر فع " .قلت :بلى ،هو قول ف مذ هب النف ية ،وب عد
صفحة الديفث فل عذر لحفد فف التوقفف عفن العمفل بفه ،ول سفيما
وللحد يث شا هد من روا ية أ نس ع ند الدارقط ن ( ص ، ) 113فال ق
العمل بذه اليئات الثلثة ،تارة بذه ،وتارة بذه ،وتارة بذه ،لنه أت
ف إتباعه عليه السلم .قوله ف أدعية الستفتاح ) 2 ( " :وعن علي قال
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
192
إليه شيخ السلم ابن تيمية ف آخر كلمه على هذا الديث من " الكلم
الطيب ( ،ص - 58بتحقيقي ) فإنه قال " :ويقال :إن هذا كان ف
قيام الل يل " .و قد عل قت عل يه ث ة بإياز منب ها على روا ية الترمذي هذه
وغيه ،وعلى و هم الا فظ وال صنعان والشوكا ن .ول قد أغرق هذا ف
الطأ ف كتابه الخر " السيل الرار " ( ، ) 224 / 1فقال ف حديث
مسلم " :إنه مقيد ف " صحيح مسلم " بصلة الليل ،وإن أطلقه غيه ،
فحمفل الطلق على القيفد متعيف " ! فكأنفه كتفب هذا مفن ذاكرتفه ول
يراجع " النيل " ،فإنه قال فيه " :وأخرجه أيضا ابن حبان وزاد " :وإذا
قام إل الصلة الكتوبة " ،وكذلك رواه الشافعي وقيده أيضا بالكتوبة ،
وكذا غيه ا ،وأما مسلم فقيده بصلة الليل . " . . .إل ما سبق نقله
عنه آنفا .واللصة ،أن الديث مقيد بالصلة الكتوبة عند غي مسلم
من سبق ذكره ،فتكون روايته مقيدة بالكتوبة ،ل بصلة الليل كما قال
الشوكان .وإذا كان ذلك مشروعا ف الفريضة ففي النافلة من باب أول
كما ل يفى على أول النهى .ث إن ف رواية لب عوانة وابن خزية ف "
صحيحه " ( رقم ، ) 462وهي رواقي أب داود وغيه بلفظ " :وأنا
أول ال سلمي " .وعل يه أك ثر روايات الد يث ك ما نب هت على ذلك ف
تعليقفي على " صففة الصفلة " ( ص . ) 84ويزداد قوة بوروده فف
حد يث آ خر مرج هناك .وإن ا نب هت على هذا ل ن رأ يت كلم أح د
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
194
شاكر ف تعليقه على هذا الديث ف " الروضة " بأن هذا اللفظ ل يرد !
فاقتضى التنبيه .وبناء عليه فل حرج على الصلي أن يقول ف توجهه " :
وأ نا أول ال سلمي " ،ل إخبارا عن نف سه ،وإن ا اقتداء به عل يه ال صلة
والسفلم الذي اقتدى بأبيفه إبراهيفم الليفل عليفه الصفلة والسفلم ،مفع
إمكان أن يكون العن بيان السارعة ف المتثال لا أمر به كما بينته هناك
فراجعه ،أو " زاد العاد " .
قوله ف ال ستعاذة " :وقال ا بن النذر :جاء عن ال نب ( ص ) أ نه كان
يقول قبل أعوذ بال من الشيطان الرجيم " .قلت :ل أقف على هذا ف
شئ من كتب السنة العروفة ،ال ما ف " مراسيل أب داود " عن السن
أن رسفول ال ( ص ) كان يتعوذ ،فذكره .وهذا مفع ضعففه لنفه مفن
مراسيل السن البصري ،فليس فيه أن هذه الصيغة كانت ف الصلة ،
فالفضل أن يستعيذ با ف حديث جبي بن مطعم ،وأن يزيد أحيانا " :
ال سميع العل يم " ،ك ما ورد ف ب عض الحاد يث م ثل حد يث أ ب سعيد
الدري عند أب داود والترمذي وغيها بسند حسن ،وها مرجان ف "
الرواء " ( . ) 342ول يذكفر البيهقفي فف الباب غيهاف .قوله فف
مشروع ية ال ستعاذة ف الرك عة الول دون سائر الركعات " :الحوط
القتصفار على ما وردت به ال سنة ،وهفو السفتعاذة ق بل تراءة الرك عة
الول فقط " .قلت :السنة الشار إليها ليست صرية فيما ذكره الؤلف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
195
،لن قول أ ب هريرة ف حدي ثه الذكور ف الكتاب " :ول ي سكت " ،
ل يس صريا ف أ نه أراد مطلق ال سكوت ،بل الظا هر أ نه أراد سكوته
السكتة العهودة عنده ،وهي الت فيها دعاء الستفتاح التقدم ف الكتاب
( ص ، ) 266و هي سكتة طويلة ،ف هي النف ية ف حدي ثه هذا ،وأ ما
سكتة التعوذ والب سملة فلطي فة ل يس ب ا الؤت لشتغاله بركة النهوض
للركعة ،وكان المام مسلما رحه ال أشار إل ما ذكرنا من أن السكتة
النفية ف هذا الديث هي الثبتة ف حديث أب هريرة التقدم ،فإنه ساق
الديث الشار إليه ،ث عقبه بذا ،وكلها عن أب هريرة ،والسند إليه
واحد ،فاحدها متمم للخر حت لكانما حديث واحد ،وحينئذ يظهر
أن الديث ليس على إطلقه ،وعليه نرجح مشروعية الستعاذة ف كل
ركعفة لعموم قوله تعال ( * :فإذا قرأت القران فاسفتعذ بال ) * ،وهفو
الصح ف مذهب الشافعية ،ورجحه ابن حزم ف " الحلى " .وال أعلم
.قوله فف التأميف " :يسفن لكفل مصفل . .أن يقول :اميف بعفد قراءة
الفات ة ي هر ب ا ف ال صلة الهر ية ،وي سر ب ا ف ال سرية ،ف عن نع يم
الجمر قال :صليت وراء أب هريرة فقال :بسم ال الرحن الرحيم .ث
قرأ بأم القران ح ت إذا بلغ ( * :ول الضال ي ) * ،فقال :آم ي .وقال
الناس :آمي قلت :تقدم الديث ف البسملة ،وكما قلنا هناك أنه ليس
ف يه الت صريح بال هر بالب سملة ،فكذلك نقول هه نا أ نه ل يس ف يه ال هر
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
196
بالتأم ي ،ف هو دل يل على مطلق التأم ي ل على ال هر ب ا .قوله " :أ من
ابن الزبي ومن وراءه ،حت إن للمسجد للجة " .قلت :ليس ف تأمي
الؤت ي جهرا سوى هذا ال ثر ،ول ح جة ف يه ،ل نه ل يرف عه إل ال نب
( ص ) ،و قد جاءت أحاد يث كثية ف ج هر ال نب ( ص ) ،ول يس ف
شئ منها جهر الصحابة با وراءه ( ص ) ،ومن العلوم أن التأمي دعاء ،
والصل فيه السرار ،لقوله تعال ( * :ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل
يب العتدين ) * ،فل يوز الروج عن هذا الصل ال بدليل صحيح ،
و قد خرجنا عنه ف تأم ي المام جهرا لثبوته ع نه ( ص ) ،ووقفنا عنده
بصوص القتدين ولعله لذلك رجع الشافعي عن قوله القدي ،فقال ف "
الم " ( " : ) 65 / 1فإذا فرغ المام مفن قراءة القرآن ،قال :آميف .
ورففع باف صفوته ،ليقتدي باف مفن خلففه ،فإذا قالاف قالوهفا ،وأسفعوا
أنفسفهم ،ول أحفب أن يهروا باف ،فإن فعلوا فل شفئ عليهفم " .ثف
خرجت أثر ابن الزبي الذكور ،وبينت صحته عنه تت الديث ( 952
) ف " الضعيفة " ،وأتبعته بأثر آخر صحيح أيضا عن أب هريرة أنه كان
ي هر ب ( آم ي ) وراء المام وي د ب ا صوته ،فملت ث ة إل اتباعه ما ف
ذلك ،ث رأيت المام أحد قال به فيما رواه ابنه عبد ال عنه ف " مسائله
" ( . ) 259 / 72ث إن قوله " :يسن لكل مصل " . . .يناف ظاهر
قوله ( ص ) " :إذا أ من المام فأمنوا ، " . .و ما ف معناه م ا يأ ت ع ند
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
197
الؤلف ،فإنه يدل على وجوب التامي على الأموم ،واستظهره الشوكان
فف " النيفل " ( ، ) 187 / 2لكفن ل مطلقفا ،بفل مقيدا بأن يؤمفن
المام ،وأمفا المام والنفرد فمندوب فقفط .قال " :وحكفى ابفن بزيزة
عن ب عض أ هل العلم بوجو به على الأموم عمل بظا هر ال مر ،وأوجب ته
الظاهريفة على كفل مصفل " .قلط :ابفن حزم مفن أئمتهفم كمفا هفو
مشهور ،ول يوجبفه مطلقفا بالقيفد الذكور ،قال فف " الحلى " ( / 2
" : ) 262وأمفا قول ( آميف ) ،فإنفه كمفا ذكرة يقوله المام والنفرد
ند با و سنة ،ويقول ا الأموم فر ضا ول بد " .قلت :في جب الهتمام به
وعدم التساهل بتركه .ومن تام ذلك موافقة المام فيه وعدم مسابقته ،
وهذا أمر قد أخل به جاهي الصلي ف كل البلد الت أتخ ل زيارتا ،
ويهرون فيهفا بالتأميف .فإنمف يسفبقون المام ،يبتدئون بفه قبفل ابتداء
المام ،ويعود السفبب فف هذه الخالففة الكشوففة ،إل غلبفة الهفل
عليهم ،وعدم قيام أئمة الساجد وغيهم من الدرسي والوعاظ بتعليمهم
وت نبيههم ،ح ت أ صبح قوله ( ص ) " :إذا أ من المام فأمنوا " . .ن سيا
منسيا عندهم ،إل من عصم ال ،وقليل ماهم .
وال السفتعان .وقوله فف " التأميف " أيضفا " :وقال عطاء :أدركفت
مائتيف مفن الصفحابة فف هذا السفجد ،إذا قال المام :ول الضاليف .
سعت لم رجة آمي " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
198
عليه ما نصه " :قلت :ل يثبت هذا ،أخرجه النسائي ( ، ) 151 / 1
وأحد ( 363 / 5و ) 364من طريق عبد اللك بن عمي عن شبيب
أ ب روح عن ر جل من أ صحاب ال نب ( ص ) أ نه صلى صلة ال صبح ،
فقرا ( الروم ) ،فالتبس عليه ،فلما صلى قال :ما بال أقوام يصلون معنا
ل ي سنون الطهور ؟ ! فإن ا يل بس علي نا القرآن أولئك .و شبيب قذا هو
ابن نعيم ،ويقال :ابن أب روح ،وكنيته أبو روح المصي ،ذكره ابن
حبان فف " الثقات " ،وقال ابفن القطان :ل تعرف عدال ! .وفيفه علة
أخرى ،فأن ظر " الشكاة " ( ، ) 295و من ذلك نعلم أن من ح سن
سنده قدي ا وحدي ثا ف ما أح سن ،مع مال فة مت نه لظا هر قوله قعال * :
( ومن أساء فعليها ) * .وال أعلم .قوله ف اقراءة بعد النرب " :ذكر
أبو داود ف حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال :ما من
الفصل سورة ،صغية ول كبية ،إل وقد سعت رسول ال ( ص ) يؤم
الناس ب ا ف الصلة الكتو بة " .قلت :هو من رواية ممد بن إسحاق
عن عمرو بن شعيب ،وابن إسحاق مدلس ،وقد عنعنه ،فالسند ضعيف
.وهو ف " ضعيف أب داود " ( ، ) 144وقد غفل عن عنعنته العلق
على " زاد العاد " فح سن إ سناده .قوله ف قراءة سورة بعين ها " :وأ ما
قراءة أواخفر السفور وأوسفاطها فلم يففظ عنفه " .قلط :هذا بالنسفبة
لو ساط ال سور م سئم ،أ ما الوا خر فل ،ولذلك قلت ف " التعليقات
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
200
الياد " " :يستدرك عليه با ذكره الؤلف نفسه ( أعن ابن القيم ) ف "
رسالة الصلة " ( ص ، ) 207حيث قال " :ول ينقل أحد عنه أنه قرأ
آ ية من سورة أو بآخر ها إل ف سنة الف جر ،فإ نه كان يقرأ في ها بات ي
اليت ي ( * :قولوا آم نا بال و ما أنزل إلي نا ) * ال ية ( * ،قل يا أ هل
الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم ) * الية . " .قلت :أخرجه
مسلم ( ، ) 161 / 2وغيه من حديث ابن عباس " .قلت :وقد ذكر
هذا الديث الؤلف ف الزء الثان من القطع الصغي تت عنوان ( سنة
الفجر ما يقرأ فيها ) ،فكان عليه أن يستدرك به على ما ذكره عن ابن
القيم ولو أن يشي إليه على القل .
و من ( إطالة الرك عة الول ف " ال صبح " ) قوله " :كان ( ص ) يط يل
الرك عة الول على الثان ية ،و من كل صلة ،ورب ا بان يطيل ها ح ت ل
ي سمع و قع قدم " .قلت :هذا ل يرو ب صوص رك عة الف جر ،ول ف
كل صلة ،وإنا ف صلة الظهر فقط ،رواه أبو داود وأحد عن رجل
عن عبد ال بن أب أوف أن النب ( ص ) كان يقوم ف الركعة الول من
صلة الظهر حت ل يسمع وقع قدم .ث هو ضعيف لهالة الرجل الذي
ل ي سم ،ورا جع " ن يل الوطار " ( . ) 117 / 3ث خرج ته ف "
الرواء " ( ، ) 513وف " ضعيف أب داود " ( . ) 143قوله " :
وهذا لن قرآن الف جر مشهود يشهده ال تعال وملئك ته " .قلت :أ ما
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
201
( أي ابن القيم ) ،لكنها رواية شاذة كما قال الافظ " .وأقول الن :
لعل الطأ فيها من ممد بن إساعيل بن أب فديك ،فإنه عند النسائي ف
" عمل اليوم والليلة " ( رقم ، ) 486وابن خزية ف " التوحيد " ( ص
) 87 - 86من طريقه :حدثن ابن أب ذئب عن القاسم بن عباس عن
نافع ابن جبي عن أب هريرة .فإن ابن أب فديك وإن كان ثقة متجا به
ف " الصحيحي " ،فقد قال فيه ابن سعد " :كان كثي الديث ،وليس
بجة " ،ومن الحتمل أن يكون الطأ من شيخه القاسم بن عباس ،فإنه
مع كونه ثقة من رجال مسلم أيضا ،فقد لينه ممد ابن البقي الافظ ،
وقال ابفن الدينف " :مهول " كمفا فف " اليزان " .ولعفل هذا هفو
القرب ،فقد خالفه عمرو بن دينار -وهو الثقة الثبت -إسنادا ومتنا ،
فقال عن نا فع بن جبي بن مط عم عن أب يه مرفو عا بل فظ " :ح ت يطلع
الفجر " .أخرجه ابن خزية ف " التوحيد " ( ص ، ) 88وأحد ( / 4
، ) 81وغيها .وهو مرج ف كتاب " ظلل النة ف تريج السنة " (
. ) 507ث وجدت روايت ي أخري ي :الول :بل فظ " :حت تطلع
الش مس " .أخر جه ا بن خزي ة أي ضا من طر يق إبراه يم الجري عن أ ب
الحوص رف عه .قلت :وهذا مع كو نه مر سل ف هو ضع يف ا من أ جل
إبراهيفم هذا ،وهفو ابفن مسفلم .قال الاففظ فف " التقريفب " " :ليف
الديفث ،رففع موقوفات " .والخرى بلففظ " :حتف يطلع الفجفر أو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
203
، 1397وذلك لقيام دليل الفرق هنا ،وهو ما أشرت إليه بقول " :
فإ نه لو كان ذلك مشرو عا ف الفرائض أي ضا لفعله ال نب ( ص ) " . . .
إل ،وذلك لن ال مم والدوا عي تتو فر على ن قل مثله ،فلمال ين قل دل
على أنه ل يفعله ( ص ) .فوقفنا مع الدليل الانع هنا من الخذ بالصل
الشار إل يه ،فظ هر أ نه ل تنا قض وال مد ل ،وإن ا هو التم سك بالدل يل
اللزم بالتفريق بي السألتي .وال أعلم .قوله " :ويستحب لكل من قرأ
( * :أليس ال بأحكم الكمي ) * أن يقول :بلى ،وأنا على ذلك من
الشاهدين .وإذا قرأ ( * :أليس ذلك بقادر على أن يعب الوتى " ،قال
:بلى أشهد .وإذا قرأ ( * :فبأي حديث بعده يؤمنون ) * ،قال :
آمنت بال .وإذا قال ( * :سبح اسم ربك العلى ) * ،قال :سبحان
ر ب العلى " قلت :ل يبي ما إذا كان ذلك واردا أم ل ،و ما إذا كان
ثابتفا أم ل ؟ ولذلك أقول :أمفا جلة التسفبيح منفه فصفحيح ثابفت مفن
حديث ابن عباس وغيه ،وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( ) 826
.وأما ما قبله فهو من حديث أب هريرة مرفوعا بلفظ " :من قرأ منكم *
( والت ي والزيتون ) * ،فانت هى إل آخر ها ( * :أل يس ال بأح كم
الاكم ي ) * ،فلي قل :بلى " . .إل .أخر جه أ بو داود وغ يز ،وف يه
رجل ل يسم ،وبيانه ف " ضعيف أب داود " ( ، ) 156و " الشكاة "
( . ) 860لكن صح منه قوله " :بلى " ف اية ( القيامة ) ،رواه موسى
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
205
بفن أبف عائشفة قال :كان رجفل يصفلي فوق بيتفه ،وكان إذا قرأ * :
( أل يس ذلك بقادر على أن يي الوتى ) * ،قال :سبحانك فبلى .
فسألوه عن ذلك ؟ فقال :سعته من رسول ال " صلى ال عليه وآله " .
أخر جه أ بو داود ب سند صحيح عن الر جل ،و هو صحاب ،وجهال ته ل
تضركما هو معروف عند العلماء ،ولذلك خرجته ف " صحيح أب داود
" ( رقم . ) 827قوله ف تعداد سنن الصلة ) 7 ( " :تكبيات الصلة
" .قلت :عد هذه التكبيات من السنن يناف أمر النب ( ص ) السئ
صلته با كما جاء ف رواية لب داود وغيه من حديث رفاعة بن رافع ،
وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( ، ) 805 - 803فهي إذن واجبة
،ومؤيدة بعموم قوله ( ص ) " :صلوا كما رأيتمون أصلي " .وقد قرر
المام الشوكا ن ف " ن يل الوطار " ( ) 224 - 222 / 2ث ف "
السيل الرار " أن الصل ف جيع المور الواردة ف حديث السئ صلته
الوجوى ،و قد نص الشوكا ن نف سه ف " الن يل " أن هذه الت كبيات م ا
جاء فيه ف بعض الروايات ،ث نسي ذلك ف " السيل " فذكرها ( / 1
) 228 - 227ف جلة السنن ! فسبحان رب ل يضل ول ينسى ،وقد
ذهفب إل الوجوب المام أحدف رحهف ال كمفا حكاه النووي فف "
الجموع " ( ) 397 / 3عنه ،واحتج له بالعموم السابق ،وخفي عليه
حديث السئ ،فإنه قال متجا عليه لذهبه " :ودليلنا على أحد حديث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
206
الغافقي وليس بالعروف كما حققته ف " ضعيف أب داود " ( - 152
، ) 153ث ف " إرواء الغليل " ( ، ) 334ولو صح الديث لدل على
وجوب التسفبيح ،وهذا خلف مفا قاله الؤلف مفن السفتحباب .
وللحديفث تتمفة سفيذكرها الؤلف فف السفجود ! ثف قال " :يسفتحب
للمصلي إماما أو مأموما أو منفردا أن يقول عند الرفع من الركوع :سع
ال ل ن حده ،فإذا ا ستوى قائ ما . . .ف عن أ ب هريرة أن ال نب ( ص )
كان يقول :سع ال لن حده ،حي يرفع صلبه من الركعة ث يقول وهو
قائم :ربنا ولك ال مد .رواه أحد والشيخان " .قلت :و هر مرج ف
" الرواء " ( ) 331بزيادة كثية ف الصادر .وتأكيدا لا ذكره من
شول الستحباب للمأموم أقول :من الواضح أن ف هذا الديث ذكرين
اثن ي :أحده ا :قوله " :سع ال ل ن حده " ف اعتداله من الركوع .
والخر :قوله " :ربنا ولك المد " إذا استوى قائما .
فإذا ل يقل القتدي ذكر العتدال ،فسيقول مكانه ذكر الستواء ،وهذا
أمر مشاهد من جاهي الصلي ،فإنم ما يكادون يسمعون منه " :سع
ال لن حده " ،إل وسبقوه بقولم :ربنا ولك المد ،وف هذا مالفة
صرية للحديث ،فإن حاول أحدهم تنبها وقع ف مالفة أخرى ،وهي
إخلء العتدال من الذكر الشروع فيه بغي حجة .قال النووي رحه ال
( " : ) 420 / 3ولن الصلة مبنية على أن ل يفتر عن الذكر ف شئ
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
210
الرام " :إن حديث أب هريرة هذا أقوى من حديث وائل " .وذكر نوه
عبد الق الشبيلي ،فانظر " صفة الصلة " ( ص . ) 147ولقد أخطأ
ابن القيم ف " زاد العاد " خطأ بينا حي رجح حديث وائل على حديث
ابن عمرو أب هريرة ،كما أخطأ أخطاء أخرى ف هذه السألة قد قمت
بالرد عليه مفصل ف " التعليقات الياد على زاد العاد " وغيها ،ويسن
ب ه نا أن أضرب على ذلك مثل واحدا ،ل نه شد يد الت صال ب ا ن ن
فيه ،وبه يتضح معن قوله ( ص ) . . . " :فل يبك كما يبك البعي ،
ولي ضع يد يه ق بل ركبت يه " .ز عم ا بن ال يم رح ه ال ته أن الد يث انقلب
على الراوي ،وأن أصله " :وليضع ركبتيه قبل يديه " ،وإنا حله على
هذا ،ز عم آ خر له ،و هو قوله " :إن البع ي ي ضع يد يه ق بل ركبت يه " ،
قال " :فمقتضى النهي عن البوك كبوك البعي ،أن يضع الصلي ركبتيه
قبفل يديفه " ! وسفبب هذا كله أنفه خففي عليفه مفا ذكره علماء اللغفة
كالفيوز آبادي وغيه " :أن ركبت البعي ف يديه الماميتي " .ولذلك
قال الطحاوي ف " شرح معا ن الثار " ( " : ) 150 / 1إن البع ي
ركبتاه فف يديفه ،وكذلك فف سفائر البهائم ،وبنفو آدم ليسفوا كذلك ،
فقال :ل يبك على ركبتيه اللتي ف رجليه كما يبك البعي على ركبتيه
اللتي ف يديه ،ولكن يبدأ فيضع أول يديه اللتي ليس فيهما ركبتاه ،ث
يضع ركبت يه ،فيكون ما يف عل ف ذلك بلف ما يفعل البع ي " .وبذا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
214
ظهر معن الديث ظهورا ل غموض فيه .والمد ل على توفيقه .ث إن
ظا هر ال مر بذه ال سنة يفيد وجوب ا ،و قد قال به ا بن حزم ف " الحلى
" ( ، ) 128 / 4وما نقله الؤلف عنه من الستحباب خطأ واضح .
ولزم القول بالوجوب أن العكفس ل يوز ،ففيفه رد للتفاق الذي نقله
شيخ السلم ف " الفتاوى " ( ) 88 / 1على جواز المرين ! قلت :
وهنا سنة مهجورة ينبغي التنبيه عليها للهتمام بفعلها ،وهي ما جاء ف
حديث أب حيد الساعدي ف عشرة من أصحاب النب ( ص ) أن رسول
ال ( ص ) كان . . .يهوي إل الرض مافيا يديه عن جنبيه ث يسجد .
وقالوا جيعا :صدقت ،هكذا كان النب ( ص ) يصلي .رواه ابن خزية
ف " صحيحه " ( ) 318 - 317 / 1ب سند صحيح وغيه .إذا
عرففت هذا وتأملت معفي معنف ( الوي ) الذي هفو السفقوط مفع مافاة
اليد ين عن ال نبي ،تبي لك بوضوح ل غموض ف يه أن ذلك ل ي كن
عادة إل بتل قي الرض باليد ين ول يس بالركبت ي ،فف يه دل يل آ خر على
ف كيفيفةضعفف حديفث وائل . . .وال تعال هفو الادي .قوله " :وأم ا
الرفع من السجود حي القيام إل الركعة الثانية فهو على اللف أيضا .
فالستحب عند المهور أن يرفع يديه ث ركبتيه ،وعند غيهم يبدأ برفع
ركبتيه قبل يديه " .قلت :الق هذا الثان ،لديث مالك بن الويرث
أ نه كان يقول :أل أحدث كم عن صلة ر سول ال ( ص ) ،في صلي ف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
215
وشيخوخته ! انظر " الغن " لبن قدامة القدسي ( . ) 569 / 1وأما
الفاضل الشار إليه فجاء بشئ ل يأت به الوائل ،فقال ( ص " : ) 16
فهذا الد يث ال صحيح غ ي صريح بالعتماد على الرض باليد ين ،ف هو
يمفل لذلك ،وللعتماد على الركبتيف عنفد النهوض " ! يقول هذا مفن
عنده توهي نا م نه لدلل ته ،و هو يعلم أن الئ مة جي عا فهموه على خلف
زع مه ،من ع مل به من هم ،و من ل يع مل ك ما تقدم ،فهذا هو المام
الشاف عي العر ب القر شي يقول ف كتا به " الم " ( ) 101 / 1ب د أن
ساق الد يث " :وبذا تأ خذ ،فنأ مر من قام من سجود أو جلوس ف
ال صلة ،أن يعت مد على الرض بيد يه م غا اتبا عا لل سنة " .بل هذا هو
المام أح د الذي يقول بالنهوض على صدور القدم ي ،ل ا ذ كر حد يث
ابن الويرث ف " مسائل ابنه " ( ص ، ) 286 / 81ذكره بلفظ يبطل
بفه الحتمال الثانف ،وهفو . . . " :جلس قبفل أن يقوم ،ثف قام ،ول
ين هض على صدور قدم يه " ! وهذا هو الذي ل يف هم سواه كل عر ب
أصيل ل تداخله لوثة العجمة ! ! - 2قال بعد أن خرج ألفاظ حديث
ابن الويرث " :ليس ف شئ من ألفاظه لفظ " :بيديه " ،أي .فاعتمد
بيديه على الرض .وقد جزم بعض الحققي بأن هذه اللفظة ليست ف
شئ من روايات الديث ،كما استقرأه عبد اللة المي ،على ما ذكره
اللبان ف " الضعيفة " . " 392 / 2قلت :الذي ذكرته هناك حجة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
218
فقوله " :هكذا يكون " ،صريح ف أن ا بن ع مر كان يف عل ذلك اتبا عا
ل سنة ال صلة ،ول يس ل سن أو ض عف " .ن قل هذا ع ن ت ت ب ثه ف
حديث العجن ،فأجاب عنه بقوله " :هذا يفيد العتماد فحسب ،وهذا
قد أفاده . . .حديث مالك بن الويرث ف وصفه لصلة النب ( ص ) ،
والسفألة ليسفت فف مشروعيفة العتماد على الرض ،ولكفن فف هيئتفه
و صفته ( الع جن ) " .فأقول :بلى ،ه ا م سالتان :مشروع ية العتماد
باليدين على الرض / ،صفحة / 201ومسألة العجن بما ،وكلتاها
داخلتان ت ت عنوان جزئك " :ف كيف ية النهوض ف ال صلة " ،ولول
ذاك ل تسؤد من " جزئك لا صفحات ف سرد حديث مالك وألفاظه ،
وحديفث وائل وطرقفه المسفة عندك ،وألفاظفه العشرة ،وفف أحدهفا
العتماد على الركبتي والفخذين ،خلفا لديث مالك ،ما حلك على
الت صريح بال شك ف دللة حد يث مالك على العتماد على اليد ين ك ما
تقدم نقله عنك ،فها أ نت قد رجعت من ح يث تدري ،أو ل تدري ،
إل العتراف بدللة حديفث مالك على العتماد على اليديفن ،وأنفه فف
ذلك م ثل حد يث ا بن ع مر هذا ،وأقررت قول نا بأ نه صريح ف أن ا بن
ع مر كان يف عل ذلك اتبا عا لل سنة ،ول يس ل سن أو ض عف ،فال مد ل
الذي المك الرجوع إل الصواب بعد التشكيك ،والهد الهيد ! ولكن
! هل ثبت الستاذ الفاضل على صوابه بعد أن وفقه ال إليه ؟ يؤسفن أن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
221
" العب " . " . . .فنظرنا ،وإذا ف خاتة ترجته من " اليزان " يقول
الذهب " :وهو حسن الديث " ! فهذا حجة عليه ل له كما هو ظاهر ،
فماذا ق صد ف إحال ته عل يه ؟ ! ويقول الا فظ ف " القد مة " " :متلف
فيفه ،وقال أبفو حاتف :مله الصفدق " .وهذا كالذي قبله ،فإن كونفه
متل فا ف يه ،ومله ال صدق ،يع ن أ نه ح سن الد يث ف علم ال صطلح ،
ويؤيفد ذلك أن الاففظ سفكت عفن أحاديفث له كثية ،يضرنف منهفا
حديث عائ شة ف أكل القئاء بالرطب ،فإنه سكت عنه ف " الفتح " /
صفحة ، ) 573 / 9 ( / 203والؤلف يتج بسكوت الافظ كما
ذكر ( ص ) 27من " جزئه " ! ! ث رجعت إل االعب ،فإذا بالذهب
يتبن فيه قول ابن معي " :صدوق " .وهو أيضا بالعن التقدم ،أي أنه
ح سن الد يث .و من أ جل ذلك أورده الذ هب ف كتا به " معر فة الرواة
التكلم فيهم با ل يوجب الرد " ( ص ، ) 383 / 192وقال فيه " :
صدوق ،قال ابن معي :مرجئ يتبع السلطان " .يشي إل أن ما قيل فيه
،فل يس طع نا ف صدقه ورواي ته ،وإن ا لرجائه وتردده على ال سلطان ،
وذلك ما ل يطعن به على حديثه كما هو معروف ف " الصطلح " ،وقد
أشار إل ذلك أبو زرعة حي سئل عنه :أي شئ ينكر عليه ؟ فقال " :
أما ف الديث فل أعلمه " .واللصة :أن الؤلف -عفا ال عنا وعنه
-ل يستفد شيئا من النقول التضاربة الت نقلها عن الثة ف يونس بن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
223
هذا ال سلك النت قد ،وب ي ما سلكته ف تقوية حديث الي ثم هذا لروا ية
الثقات المسة عنه .وقدم للقراء مثل ليبي لم تناقضي -بزعمه -ف
هذا الجال حديث معاذ ف القضاء ،وأن حكمت بنكارته بأمور ،منها
جهالة الارث بن عمرو مع توثيق ابن حبان إياه .فهو يتوهم أن كل من
وثقه ابن حبان ،فهو مهول ،إما عينا ،وإما حال .وهنا يكمن خلطه
وخطؤه الذي حله على القول ( ص ) 56بأن ن جار قي ا بن حبان ف
مسفلكه الذكور .والن أقدم الشواهفد الدالة على صفواب مسفلكي ،
وخطئه في ما رما ن به من أقوال أهل العلم - 1 .قال الذ هب ف ترجة
مالك بن الي الزبادي " :مله الصدق . . .روى عنه حيوة بن شريح ،
وابن وهب ،وزيد بن الباب ،ورشدين .قال ابن القطان :هو من ل
تثبت عدالته . . .يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة . . .والمهور على
أن من كان من الشايخ قد روى عنه جاعة ،ول يأت با ينكر عليه ،أن
حديثه صحيح " / .صفحة / 205وأقره على هذه القاعدة ف " اللسان
" ،وفاتما أن يذكرا أنه ف " ثقات ابن حبان " ( ، ) 460 / 7وف "
أتباع التابعي " ،كاليثم بن عمران هذا ! وبناء على هذه القاعدة -الت
منهفا كان انطلقنفا فف تصفحيح الديفث -جرى الذهفب والعسفقلن
وغيه ا من الفاظ ف توث يق ب عض الرواة الذ ين ل ي سبقوا إل توثيق هم
مطلقا ،فانظر مثل ترجة أحد بن عبدة الملي ف " الكاشف " للذهب ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
225
و " التهذ يب " للع سقلن .وأ ما الذ ين وثق هم ا بن حبان وأقروه ،بل
قالوا فيهم تارة " :صدوق " ،وتارة " :مله الصدق " ،وهي من ألفاظ
التعد يل ك ما هو معروف ،ف هم بالئات ،فأذ كر الن عشرة من هم من
حرف اللف على سبيل الثال ،من " تذ يب التهذ يب " ،ليكون القراء
على بينة من المر - 1 :أحد بن ثابت الحدري - 2 .أحد بن ممد
بن يي البصري - 3 .أحد بن مصرف اليامي - 4 .إبراهيم بن عبد
ال بن الارث المحي .
- 5إبراهيم بن ممد بن عبد اللة السدي - 6 .إبراهيم بن ممد بن
معاو ية بن ع بد ال - 7 .إ سحاق بن إبراه يم بن داود ال سواق - 8 .
اساعيل بن إبراهيم البالسي - 9 .إساعيل بن مسعود بن الكم الزرقي
- 10 .السود بن سعيد المدان .كل هؤلء ،وثقهم ابن حبان فقط
.وقال فيهم الافظ ما ذكرته آنفا من عبارت الترثيق ،ووافقه ف ذلك
غيه من الفاظ ،ف بعضهم ،وف غيهم من أمثالم / ،صفحة 206
/و من عاد ته أن يقول ف غي هم م ن وثق هم ا بن حبان ،م ن روى ع نه
الواحد والثنان " :مستور " ،أو " :مقبول " .كما حققته ف مو ضع
آخر .فأخشى ما أخشاه أن يبادر بعض من ل علم عنده إل القول :إن
الا فظ قد جارى ا بن حبان ف ت ساهله ف توث يق الجهول ي ! ك ما قال
مثله مؤلف " الزا ف كا تب هذه ال سطور " ل نه ل يعرف -ولو تقليدا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
226
مافاتما عن جنبيه " .قلت :بل هذا كله من الواجبات الت جاء ذكرها
ف حديث السئ صلته ،وف غيه ،كما تراه موضحا مرجا ف " صفة
الصفلة " ( ص . ) 153 - 148ومفن ( مقدار السفجود وأذكاره )
قوله ف حديث عقبة . . . " :اجعلوها ف سجودكم " .وسنده جيد .
قلت :هفو تام الديفث التقدم ،وقفد بينفا هناك أن إسفناده ضعيفف ،
فتذكر .وقوله " :عن أنس قال :ما رأيت أحدا أشبه صلة برسول ال
( ص ) من هذا الغلم -يعن عمر بن عبد العزيز -فخررنا ف الركوع
ع شر ت سبيحات ،و ف ال سجود ع شر ت سبيحات ،رواه أح د وأ بو داود
والنسائي بإ سناد ج يد " .قلت :فيه نظرج لن مدار إ سناده على وهب
بن مانوس ،ول يوثقه غي ابن حبان ،ولذلك قال ابن القطان " :مهول
الال " .وقال الاففظ فف " التقريفب " " :مسفتور " .قوله - 3 " :
و عن عائ شة أن ا فقدت الر سول ب ت من مضج عه ،فلم سته بيد ها و هو
ساجد ،وهو يقول " :رب أعط نفسي تقواها ،وزكها أنت خي من
زكاها ،أنت وليها ومولها . ،رواه أحد " .قلت :وإسناده ضعيف ،
لن فيه ( " السند " ) 209 / 6صال بن سعيد ،ل يرو ه عنه غي نافع
بن عمر ،فهو ف عداد الجهولي وإن وثقه ابن حبان / ،صفحة / 209
وال صحيح عن عائ شة ف هذا الباب النوع ( ) 6 ، 5م ا ف الكتاب .
والدعاء الذكور صحيح ثا بت ع نه ( ص ) مطل قا غ ي مق يد بال سجود ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
229
م سلم ،و هو مرج ف " الرواء " ( ) 316و " صحيح أ ب داود " (
، ) 752وله علة بينتهفا وأجبفت عنهفا هناك / .صففحة / 210ومفن
( جلسفة السفتراحة ) قوله " :وقفد اختلف العلماء فف حكمهفا تبعفا
لختلف الحاديث ،ونن نورد ما لصه ابن القيم ف ذلك ، " . . .
ث ساقه .قلت :هذا يو هم أن ف هذه ال سالة أحاد يث متعار ضة ول يس
كذلك ،بل كل ما ورد فيها مثبت لا ،ول يرد مطلقا أي حديث ينفيها
،غاية المر أنا ل تذكر ف بعض الحاديث ،وهذا ل يوجب الختلف
الدعى ،وإل للزم ادعاء مثله ف كل سنة ل تتفق عليها الحاديث ،وهذا
ل يقول به أحد .وقوله " :أن أبا أمامة سئل عن النهوض ؟ فقال :على
صفدور القدميف على حديفث رفاعفة " .قلت :الظاهفر مفن سفياق هذا
الكلم ف " الزاد " أن الراد ب " أبا أمامة " هو المام أحد رحه ال ،ول
أجد ف شئ من كتب التراجم أنه يكن بأب أمامة ،أو أن له ولدا يدعى
أمامة .ث وجدت ف هامش النسخة الندية من " الزاد " :أن ف نسخة :
أبا عبد ال .فلعله الصواب .ث إن قوله " :على حديث رفاعة " .يعن
به حديث رفاعة بن رافع ،قال عبد ال بن المام أحد ف مسائله ( 81
" : ) 286 /سعت أ ب يقول :إن ذ هب ر جل إل حد يث مالك بن
الويرث -تقدم قريبا -فأرجوا أن ل يكون به بأس " .قلت :ث ذكر
جلسة الستراحة ،قال / :صفحة " / 211وكان حاد بن زيد يفعله "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
231
.قال " :وأذهب أنا إل حديث رفاعة بن رافع من طريق ابن عجلن :
ث ا سجد ح ت تطمئن ساجدا ،ث ار فع ح ت تطمئن جال سا ،ث ا سجد
ح ت تطمئن ساجدا ،ث قم " .قلت :وهذا ل ح جة ف يه على ن في ما
ثبت ف حديث ابن الويرث وغيه ،إذ غاية ما فيه أن اللسة ل تذكر
فيه ،وهي سنة وليست بواجب ،فكيف تذكر ف حديث السئ صلته
الذي علمفه ( ص ) فيفه الواجبات دون السفنن والسفتحبات .راجفع "
الجموع " ( . ) 443 / 3وكأنفه لضعفف هذه الجفة رجفع المام
أحد ،رحه ال إل العمل بديث ابن الويرث وهو الق الذي ل شك
فيه .قوله " :وف حديث ابن عجلن ما يدل على أنه كان ينهض على
صدور قدم يه " .قلت :إن كان يع ن حد يث ا بن عجلن عن رفا عة
الذكور ف روا ية ع بد ال عن أح د التقد مة فل يس في ها ما ذ كر من
النهوض ،ثف هومفن تعليمفه ( ص ) للمسفئ صفلته ،وليفس مفن فعله
( ص ) كما تقدم .وإن كان يعن غيه فلم أعرفه ،وعلى الول فالعبارة
مشكلة ،لنا تفيد أن حديث رفاعة غي حديث ابن عجلن ،مع أنما
حديث واحد .فتأمل .قوله أيضا " :وسائر من وصف صلته ( ص )
ل يذكفر هذه اللسفة ،وإناف ذكرت فف حديفث أبف حيفد ومالك بفن
الويرث " .قلت :حد يث أ ب ح يد ف يه و صف صلة ال نب ( ص ) -
وفي ها الل سة -بضرة عشرة من أ صحاب ال نب ( ص ) ،و ف آ خر :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
232
السبحة " .رواه الطبان بالرقم التقدم آنفا ( . ) 84وقد يقول قائل :
لقد ظهر بذا التحقيق خطأ ذكر التحريك بي السجدتي /صفحة 216
/ظهورا ل يدع ريبفا لرتاب .ولكفن منف الطفأ ؟ أمفن الثوري الذي
خالف جيع الثقات ،أم من عبد الرزاق الذي أخطأ هو عليه ؟ فأقول :
الذي أراه -وال أعلم -أن الثوري برئ من هذا الطأ ،وأن العهدة فيه
على ع بد الرزاق ،وذلك ل سببي :الول :أن ع بد الرزاق وإن كان ث قة
حافظا ،فقد تكلم فيه بعضهم ،ولعل ذلك لا رأوا له من الوهام ،وقد
قال الا فظ ف آ خر ترج ته من " التهذ يب " " :وم ا أن كر على ع بد
الرزاق رواي ته عن الثوري عن عا صم بن عب يد ال عن سال عن أب يه أن
النب ( ص ) رأى على عمر ثوبا ،فقال :أجديد هذا أم غسيل ؟ الديث
.قال الطبان ف " الدعاء " :رواه ثلثة من الفاظ عن عبد الرزاق وهو
ما وهم فيه عن الثوري " .قلت :ومن أنكر هذا على عبد الرزاق يي
بن مع ي ك ما رواه ا بن عدي ف " الكا مل " ( ، ) 1948 / 5فلي كن
حديث وائل من هذا القبيل .ويؤيده السبب التال :والخر :أنه خالفه
ع بد ال بن الول يد ع ند أح د ( ) 318 / 4وم مد بن يو سف الفريا ب
فروياه عن الثوري -ساعا منه -به ،دون ذكر السجدة بعد الشارة .
فاتفاق هذ ين الثقت ي على مال فة ع بد الرزاق م ا ير جح أن ال طأ م نه ،
وليس من الثوري ،ول سيما والفرياب كان من تلمذة الئرري اللزمي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
237
له ،فهفو أحففظ لديثفه مفن عبفد الرزاق ،وباصفة ومعفه عبفد ال بفن
الوليد ،وهو صدوق ( .تنبيه ) :لقد أخطأ ف حديث عبد الرزاق هذا
رجلن / :صفحة / 217أحده ا :العلق على " ال صنف " ،فإ نه قال
ف تريه " :أخرجه الربعة ال الترمذي وهق " .قلت :فغفل عما ف
سياق " الصنف " من الشذوذ ،ث أوهم أنه عند الذكورين بذا اللفظ
الشاذ الذي اعتمفد عليفه ابفن القيفم ،فأورد الديفث فف اللسفة بيف
السفجدتي كمفا تقدم .والخفر :العلق على " زاد العاد " ،فإنفه غففل
أي ضا عن صفنيع ابفن القيفم الشار إليفه آن فا ،وتاوب م عه ح ي خرج
الديث معلقا عليه بي السجدتي ،فعزاه لبعض من عزاه الرجل الول ،
وزاد فقال " :و صححه ا بن خزية وا بن حبان " ! و من غفلته البالغة أن
ا بن الق يم ل ا أعاد ذ كر التحر يك ف التش هد ( ) 242 / 1ل ير جه
العلق مطل قا ،فكأ نه اكت فى بتخري ه ال سابق ! ولو أ نه صاحبه التوف يق
لع كس ما صنع ،ولو ضع التخر يج ف الو ضع الثا ن دون الول .ولن به
القراء على مفا فف صفنيع ابفن القيفم مفن الطفإ ،ولكنهفا العجلة وقلة
التحتيق ،إل فيما تيسر له من التقليد ! ث قال " :قال البيهقي :يتمل
أن يكون الراد بالتحريك الشاز با ،ل تكرير تريكها ،ليكون موافقا
لرواية ابن الزبي أن النب ( ص ) كان يشي بإصبعه إذا دعا ،ل يركها .
رواه أبو داود بإسناد صحيح .وذكره النووي " .قلت :بل السناد غي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
238
فظ ، فا أن هذا اللفففث وائل هذا ،مدعيف فف حديف ) 140إل تضعيف
( التحريك ) ،إنا هو من تصرف الرواة ،لن أكثرهم ذكر فيه الشارة
فقط دون التحريك ! وف سفرت الخية للعمرة أول جادى الول سنة
1408ه ،قدم إل أحد
الطلبه -وأنا ف جدة -رسالة مصورة عن " ملة الستجابة " السودانية
بعنوان " :البشارة ف شذوذ تر يك ال صبع ف التش هد وثبوت الشارة
" ،ل حد الطل بة اليماني ي ،و هو ف الملة موا فق للش يخ الغماري في ما
تقدم ذكره ،لك نه ت يز بالتو سع ف تر يج أحاد يث الشارة عن ب عض
الصحابة ،والروايات الكثية فيها /صفحة / 219عن عاصم بن كليب
عن أب يه عن وائل خا صة ،ومن ها روا ية زائدة بن قدا مة عن عا صم ،
ال صرحة بالتحر يك ،و قد أفرغ جهدأ ظاهرا ف تري ها كل ها ،مقرو نة
ببيان أجزاء و صفحات م صادرها ،م ا ير جى له ال جر والثو بة بال سن
عنفد ال تبارك وتعال .إل أننف أرى -والعلم عنفد ال تعال -أن تفرد
زائدة بالتصفريح بالتحريفك ماف ل يسفوغ الكفم على روايتفه بالشذوذ ،
للسباب الت بيانا .أول :تلقي العلماء لا بالتسليم بصحتها وقبولا ،
ح ت من الذ ين ل يعملوا ب ا ،كالبيه قي والنووي وغيه ا ،فإن م اتفقوا
جيعا على تأويلها وتفسيها ،سواء ف ذلك من صرح بالتصحيح أو من
سلم به ،وليس يفى على أحد أن التأويل فرع التصحيح ،ولول ذلك لا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
240
يؤكد ذلك أنه صحح عنه ( ص ) أنه كان يشي بإصبعه السبابة ف خطبة
المعة ،كما رواه مسلم وغيه ،وهو مرج ف " الرواء " ( ) 77 / 3
،و من التبادر م نه أن الق صود أ نه كان يرك ها إشارة للتوح يد ،ول يس
مرد الشارة دون تريك ،ويشهد لذلك رواية ابن خزية ف " صحيحه
" ( ) 351 / 2بسند فيه ضعف عن سهل بن سعد نو حديث عمارة
بلفظ " :وأشار بإصبعه السبابة يركها " .وترجم له ابن خزية بقوله :
" باب إشارة الاطب بالسبابة على النب عند الدعاء ف الطبة ،وتريكه
إياهفا عنفد الشارة باف " .واللصفة :أن الشارة بالسفتحة ل ينافف
تريك ها ،بل قد يامعها ك ما تقدم ،فن صب اللف بينه ما غ ي سليم
لغة وفقها .ومن ذلك تعلم خطأ الخ اليمان ف جزمه بأن الشارة تنفي
التحر يك ،فقال ف حد يث ا بن ع مر ر ضي ال ع نه " :ل ي أ شد على
الشيطان من الديد ،يعن السبابة " " .هذا الديث ليس فيه تريك ،
بل أقول :أنن أدرى بعن الديث أم ابن عمر ؟ فقد وصف نافع صلة
ا بن ع مر بالشارة ل التحر يك " فأقول :ن عم ،ل يس ف يه تر يك ،ول
عك سه أي ضا ،وكله ا مت مل ،هذا /صفحة / 221هو ال ق ،وال
ي ب الن صاف .فحمله على أحده ا با جة إل دل يل ،و هو مع نا ك ما
قدمنفا .ن عم ،لو جاء صراحة عفن ا بن ع مر أ نه ل يرك إصفبعه لكان
مرجح ها لقوله ،وهيهات ! ثال ثا :وعلى افتراض أ نه صح عن ا بن ع مر
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
242
أو غيه التصريح بعدم التحريك ،فإننا نقول ف هذه الالة بواز المرين
:التحريك وعدمه ،كما هو اختيار الصنعاف ف " سبل السلم " ( / 1
، ) 291 - 290وإن كان الر جح عندي التحر يك ،للقاعدة الفقه ية
" :الث بت مقدم على النا ف " ،ولن وائل ر ضي ال ع نه كان له عنا ية
خاصة ف نقل صفة صلته ( ص ) ،ولسيما كيفية جلوسه ( ص ) ف
التشهد ،فقد قال " :قلت :لنظرن إل رسول ال ( ص ) كيف يصلي
؟ " . . .الديث .ث قال " :ث ق عد ،فافترش رجله الي سرى ،فوضع
كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى ،وجعل حد مرفقه الين على
فخذه اليم ن ،ث ق بض [ اثنت ي ] من أ صابعه ،فحلق حل قة ،ث ر فع
إ صبعه ،فرأي ته يرك ها يد عو ب ا .ث جئت ف زمان ف يه برد ،فرأ يت
الناس عليهفم الثياب ،ترك أيديهفم مفن تتف الثياب مفن البد " .رواه
أح د وغيه ،و هو ف " الرواء " ك ما تقدم .ف قد تفرد وائل ر ضي ال
عنه بذا الوصف الدقيق لتشهده ( ص ) ،فذكر فيه ما ل يذكره غيه من
الصحابة ،وهو :أول :مكان الرفق على الفخذ .ثانيا :قبض إصبعيه
والتحليفق بالوسفطى والبام .ثالثفا :رففع السفبابة وتريكهفا .رابعفا :
ال ستمرار بالتحر يك إل آ خر الدعاء / .صفحة / 222خام سا :ر فع
اليدي تتف الثياب فف النتقالت .أقول :فمفن الطفأ اللي رد
التحريك الذكور فيها لتفرد زائدة بن قدامة به دون سائر أصحاب عاصم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
243
من " ال ستدرك " ( ) 265 / 1عن ابن مسعود بل فظ " :كان رسول
ال ( ص ) يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد :اللهم ألف بي قلوبنا . .
.إل " .وقال الاكم " :صحيح على شرط مسلم " .ووافقه الذهب !
قلت :وف يه ن ظر ،لن ف إ سناده شر يك بن ع بد ال القا ضي ،و هو
ضع يف ل سوء حف ظه .وقال الا فظ ف يه " :صدوق ي طئ كثيا " و من
طريقه أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ) 10426 / 236 / 10
،فتجويد اليثمي لسناده ليس بيد ،وهو مرج ف " ضعيف أب داود "
( . ) 172قوله ) 11 ( " :وعن عمي بن سعد قال :كان ابن مسعود
يعلمن ما التش هد . . .رواه ا بن أ ب شي بة و سعيد بن من صور " .قلت :
كذا و قع ف يه " سعد " ف كل الطبعات ،و هو خ طأ ،وال صواب " :
سعيد " ك ما ف ك تب الرجال ،و " ال صنف " ل بن أ ب شي بة ( / 1
، ) 297 - 296وهو عمي ا بن سعيد النخعي الصهبان ،وأ ما عم ي
بن سعد ،وهو النصاري ،فهو صحاب وليس به .ث إن عمي بن سعيد
ثقة من رجال الشيخ ي ،وكذلك من دو نه ،فال سناد صحيح .ث إنه
يبدو أن السياق لسعيد بن منصور ،فإنه ليس عند ابن أب شيبة قوله " :
قال :ل يدع نب " . .إل .فلينظر ما حال إسناده .وزاد ابن أب شيبة
/ :صفحة ( * / 227ربنا إننا آمنا ( فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا
وتوف نا مع البرار [ .رب نا ] وات نا ما وعدت نا على ر سلك ول تز نا يوم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
248
إل أنت " ،تعيدها ثلثا حي تصبح ،وثلثا حي تسي ،فتدعو بن ،
فأ حب أن أ ست ب سنته " .و من هذا الو جه أخر جه الن سائي ف " ع مل
اليوم والليلة " ( رقم ، ) 572 ، 22وعنه ابن السن ( رقم ، ) 67
وأحد ( ، ) 42 / 5وقال النسائي " :جعفر بن ميمون ليس بالقوي "
.قلت :وهو متلف فيه .وقال الافظ " :صدوق يطئ " .قلت :
فالسناد حسن أو قريب من السن .ثانيا :أخرجه الاكم ( ) 35 / 1
متصرا جدأ من طريق أخرى :عن حاد ابن سلمة عن عثمان الشام عن
مسلم بن أب بكر عن أب بكرة قال :سعت /صفحة / 233رسول ال
" صلى ال عليه وآله " يقول " :اللهم إن أعوذ بك من الكفر والفقر
وعذاب ال قب " .وقال الا كم " :صحيح على شرط م سلم " ،وواف قه
الذهب ،وهو كما قال .وقد أخرجه النسائي ( 198 / 1و 315 / 2
) ،وعنه ابن السن ف " عمل اليوم والليلة " ( ، ) 109والاكم أيضا (
، ) 253 - 252 / 1وأحد ( 44 / 5و ) 36بأت منه عن مسلم
بن أ ب بكرة قال " :كان أ ب يقول ف دبر ال صلة ( فذكره ) ،فك نت
أقول ن ،فقال أ ب :أي ب ن ! ع من أخذت هذا ؟ قلت :ع نك .قال :
إن رسفول ال ( ص ) كان يقولنف دبر الصفلة " .قلت :فتفبي بذا
التخر يج والتحق يق أ نه ل يس ع ند الا كم من الد يث إل ال ستعاذة هن
الكفر والفقر وعذاب القب .وأن هذه الثلث هي الت كان ( ص ) يقولا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
255
دبر الصفلة ،بلف الدعاء بالعافاة الذي عنفد أبف داود وغيه ،فليفس
مقيدا بالصلة .وال أعلم .قوله ) 19 ( " :وروى أحد وابن [ أب ]
شيبة وابن ماجه بسند فيه مهول عن أم سلمة أن النب ( ص ) كان يقول
إذا صلى ال صبح ح ي ي سلم ( :الل هم إ ن أ سألك عل ما ناف عا ،ورز قا
وا سعا ،وعمل متقبل ) " .قلت :ل كن أخر جه ال طبان ف " الع جم
الصغي " بإسناد جيد ليس فيه الجهول ،كما بينته ف " الروض النضي
" ( ( . ) 1199ت نبيه ) :سقطت أداة الكن ية ( أ ب ) من طبعات
الكتاب ،وهو ف " مصنف ابن /صفحة / 234أب شيبة " ( / 10
) 234من طريق الجهول .ومن ( التطوع ) قوله ف مشروعيته " :
و عن أ ب أما مة أن ر سول ال ( ص ) قال " :ما أذن ال لع بد ف شئ
أف ضل من ركعت ي ي صليهما . " . . .رواه أح د والترمذي .و صححه
السيوطي " .قلت :إنا صححه السيوطي ف " الامع الصغي " بالرمز ،
و قد ذكرت ف القدمة أنه ل يعتمد عليه ف رموزه ،وبينت السبب ف
ذلك ،فراجعه .وهذا الديث من الشوهد على ما ذكرت ،فإن إسناده
ضعيف ،لنه من رواية بكر بن خنيس ،وفيه ضعف ،عن ليث بن أب
سفليم ،وقفد ضعففه مرجفه الترمذي ،فقال " :هذا حديفث غريفب ل
نعرفه إل من هذا الوجه ،وبكر بن خنيس تكلم فيه ابن البارك ،وتركه
ف آ خر أمره " .ث ب سطت القول على الد يث ف " سلسلة الحاد يث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
256
الضعيفة " ( . ) 1957وقوله " :وقال مالك ف " الوطإ " :بلغن أن
النفب ( ص ) قال :اسفتقيموا ولن تصفوا ،واعلموا أن خيف أعمالكفم
الصلة ،ولن يافظ على الوضوء إل مؤمن " .قلت :ل يسن الصنف
صنعا حيث عزاه لالك بلغا دون سند ،وذلك يوهم أن الديث ضعيف
ل سند له ،مع أنه حديث صحيح جاء مسدا عن ثوبان رضى ال عنه ،
أخر جه أح د من ثل ثة طرق ع نه ،فلو أ نه ن سبه إل يه لكان أ صاب / .
صفحة / 235ث خرجت هذه الطرق مع شواهد للحديث ف " إرواء
الغليل " ( . ) 412قوله ف استحباب صلته ف البيت ) 2 ( " :وعند
أحد عن عمر أن رسول ال ( رسول ال ( ص ) قال :صلة الرجل ف
بيته تطوعا نور ،فمن شاء نور بيته " .قلت :إسناد الديث ضيف ،فيه
مهول ،وقد بينت ذلك ف " التعليق الرغيب " ( ، ) 159 / 1ث ف "
تريج الحاديث الختارة " ( . ) 249 - 248وقوله ) 3 ( " :وعن
عبد ال بن عمر قال :قال رسول ال ( ص ) " :اجعلوا من صلتكم ف
بيوتكفم ،ول تتخذوهفا قبورا " .رواه أحدف وأبفو داود " .قلت :لقفد
أبعد الصنف النجعة ،فالديث ف " الصحيحي " أيضا عن ابن عمر !
وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( . ) 1027ومن ( أقسام التطوع )
قوله " :وروى البيهقي بإسناده أن أبا ذر رضي ال عنه صلى عددا كثيا
،فلما سلم قال له الحنف بن قيس :هل تدري انصرفت على شفع أم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
257
على وتر ؟ قال . . . :إن سعت خليلي أبا القاسم ( ص ) يقول " :ما
من عبد يسجد ل سجدة إل رفعه با درجة ،وحط عنه با خطيئة " .
رواه الدارمي ف " مسنده " بسند صحيح ،إل رجل اختلفوا ف عدالته "
.قلت :ليت الصنف حفظه ال تعال سكت عن إسناد الدارمي بعد أن
عزاه للبيهقي ،فإن إشاده صحيح ليس فيه الرجل الختلف فيه ! وكذلك
أخر جه أح د .ث خرج ته مع شوا هد له ف " الرواء " ( / . ) 457
صفحة / 236ومن ( سنة الفجر ) قوله ف فضلها ) 2 ( " :وعن أب
هريرة أن رسول ال ( ص ) قال " :ل تدعوا ركعت الفجر وإن طردتكم
اليفل " .رواه أحدف وأبفو داود والبيهقفي والطحاوي " .قلت :فيفه
مؤاخذتان :الول :سفكت عفن الديفث ،وهفو ضيفف السفناد كمفا
صرح بذلك عبد الق الشبيلي ،وتبعه ابن القطان ،وأشار إليه البيهقي
حيث ذكره ف ( السنن الكبى " تعليقا بدون إسناد ،فقال ( 471 / 2
) " :وروى عن أب هريرة . " . . .فذكر الديث ،ولو صح لكان
بظاهره دليل لن يقول بوجوب سنة الفجر .الثانية :أطلق عزوه للبيهقي
فأوهم أنه موصول عنده ،وليس كذلك ،بل هو عنده دون إسناد كما
عرفت آنفا ،فينبغي أن يقال ف مثله " :والبيهقي تعليقا " ،ث إن حقه
أن يؤخفر عفن الطحاوي ،لن هذا أعلى طبقفة منفه .ثف تكلمفت على
الد يث ،وبي نت عل ته ف " الرواء " ( ، ) 438و " الضعي فة " (
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
258
( من قال صبيحة يوم المعة قبل صلة الغداة :أستغفر ال الذي ل إله
إل هو الي القيوم ،وأتوب إليه ،ثلث مرات ،غفر ال تعال ذنوبه ولو
كا نت م ثل ز بد الب حر ) " .قلط :الديثان ضعيفان جدا ل يوز الع مل
ب ما ح ت ع ند القائل ي بالع مل بالد يث الضع يف ف فضائل العمال ،
لشدة ضعفهمفا ،فيسفتنكر على النووي ،وبالتال على الؤلف إيرادهاف
لما ساكتي عليهما ،الوهم لواز العمل بما / ،صفحة / 239وإل
ف ما فائدة ذكره ا ؟ ! أ ما الد يث الول ،فإ نه ع ند ا بن ال سن ( ر قم
) 101من طريق يي بن أب زكريا النسائي -قال ابن حبان " :ل
توز الروا ية ع نه " -عن عباد بن سعيد -قال الذ هب " :ل شئ " -
عن مبشر بن أب الليح -اتمه الافظ ابن حجر بديث منكر -فهو
إسناد ظلمات بعضها فوق بعض ! وأما الديث الثان ،فهو عنده ( رقم
) 81من طريق اسحاق بن خالد بن يزيد البالسي -قال ابن عدي " :
روى غ ي حد يث من كر يدل على ضع فه " -عن ع بد العز يز بن ع بد
الرحن القرشي -اتمه المام أحد -عن خصيف -وهو ضيف لسوء
حفظه واختلطه ف آخره .ومن ( سنة الظهر ) قوله ف فضل الربع قبل
الظهر تت رقم ( " : ) 2وإذا صلى أربعا قبلها أو بعدها فالفضل أن
يسفلم بعفد كفل ركعتيف ،وإن كان يوز أن يصفليهما متصفلة بتسفليم
وا حد ،لقول ر سول ال ( ص ) " :صلة الل يل والنهار مث ن مث ن " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
261
رواه أ بو داود ب سند صحيح " .قلت :من شروط الد يث ال صحيح أن
ل يشذ راويه عن رواية الثقات الخرين للحديث ،وهذا الشرط ف هذا
الد يث مفقود ،لن الد يث ف " ال صحيحي " وغيه ا من طرق عن
ا بن ع مر دون ذ كر " النهار " ،وهذه الزيادة تفرد ب ا علي بن ع بد ال
الزدي عن ابن عمر دون سائر من رواه عن ابن عمر ،وقد قال الافظ
ف " الفتح " ما متصره " :إن أكثر أئمة الديث أعلوا هذه الزيادة بأن
الفاظ من أ صحاب ا بن ع مر /صفحة / 240ل يذكرو ها ع نه ،
وح كم الن سائي على راوي ها بأ نه أخ طأ في ها ،وروى ا بن و هب بإ سناد
قوي عن ابن عمر قال :صلة الليل والنهار مثن مثن .موقوف .فلعل
الزدي اختلط عليفه الوموف بالرفوع فل تكون هذه الزيادة صفحيحة
على طريقة من يشترط ف الصحيح أن ل يكون شاذا ،وقد روى ابن أب
ف أربعفا ) .وهذا ف " شي بة عن ا بن ع مر أنفه كان ي صلي بالنهار أربع ا
الصنف " ( ) 274 / 2بسند صحيح .قلت :فإن ل تثبت هذه الزيادة
،فمفهوم الديث الصحيح " :صلة الليل مثن مثن ، " . . .يدل على
أن صلة النهار ليست كذلك ،فتصلى أربعا متصلة ،كما قال النفية ،
قال الافظ ( " : ) 283 / 2وتعقب بأنه مفهوم لقب وليس بجة على
الراجفح " .قلت :ويؤيده صفلة النفب ( ص ) يوم فتفح مكفة صفلة
الض حى ثا ن ركعات ي سلم من كل ركعت ي ،و هو حد يث صحيح
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
262
أخرجه أبو داود ( ) 203 / 1بإسناد صحيح على شرطهما ،وهو ف "
الصحيحي " دون التسليم .وقال الافظ ف " الفتح " ( " : ) 41 / 3
أخر جه ا بن خزية وفيه رد على من ت سك به ف صلتا مو صولة سواء
صلى ثان ركعات أو أ قل " .قلط :فهذا الد يث ي ستأنس به على أن
الف ضل الت سليم ب عد كل ركعت ي ف ال صلة النهار ية .وال أعلم .ث
وجدت للحديفث طرقفا أخرى وبعفض الشواهفد ،أحدهفا صفحيح ،
خرجتها ف " الروض النضي " ( ، ) 522فصح الديث والمد للة ،
ولذلك أوردته ف " صحيح أب داود " ( / . ) 1172صفحة / 241
قوله ف قضاء سنت الظهر " :وروى ابن ماجه عنها قالت :كان رسول
ال ( ص ) إذا فاتته الربع قبل الظهر صلهن بعد الركعتي بعد الظهر "
.قلت :سكت عليه فأوهم صحته ،وليس بصحيح .لنه من رواية
قيس بن الربيع ،قال الافظ ف " التقريب " " :صدوق تغي لا كب ،
وأد خل عل يه اب نه ما ل يس من حدي ثه ،فحدث به " ! قلت :و قد تفرد
بقوله ف الديث " :ب عد الركعت ي " ،فهي زيادة منكرة ،لن الديث
رواه الترمذي دونما من طريق أخرى بسند صحيح عنها ،وهو الذي ف
الكتاب قبيفل هذا .ثف أكدت نكارة الديفث فف " الضعيففة " (
، ) 4208ونب هت ف يه على غفلة العلق على " الزاد " الذي ح سن
حديث ابن ماجه بديث الترمذي ،بدل أن يضعفه به ! ! ومن ( السنن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
263
غي الؤكدة ) قوله تت رقم " : - 1وأما القتصار على ركعتي فقط (
يعن قبل العصر ) ،فدليله عموم قوله ( ص ) :بي كل أذاني صلة " .
قلت :خفي على الؤلف ما أخرجه أبو داود ف " باب الصلة قبل العصر
" ،ومن طريقه الضياء القدسي ف " الختارة " ( 187 / 1من نسخة
الظاهرية الطية ) عن علي رضي ال عنه " :أن النب ( ص ) كان يصلي
قبل العصر ركعتي " .وقد قال النووي ف " الجموع " ( " : ) 8 / 4
إسفناده صفحيح " .وأقول :هفو كذلك لول أنفه شاذ بذا اللففظ ،
والحفوظ بل فظ " :أر بع ركعات " .وبيا نه ف " ضع يف أ ب داود " (
، ) 235و " الروض النضي " ( / . ) 691صفحة / 242قوله تت
رقم " : - 2وف رواية لبن حبان أن النب ( ص ) صلى قبل الغرب
ركعتي " .قلت :هذه الرواية منقطعة السناد ،منكرة الت ،والحفوظ
الروا ية الول ال ت ف الكتاب من حد يث البخاري بل فظ " :صلوا ق بل
الغرب ، " . .ولذلك جزم ابن القيم ف " زاد العاد " ،وابن حجر ف "
فتفح الباري " بأنفه ل ينقفل عنفه ( ص ) أنفه كان يصفلي الركعتيف قبفل
الغرب ،وغ فل عن هذا كله العلق على " الزاد " ،فقال ف حد يث ا بن
حبان ،وقد ذكره ف التعليق ( " : ) 312 / 1وإسناده صحيح " ! وقد
ك نت قلت مثله ف " ال صحيحة " ( ، ) 233ولعلي ك نت ال سبب ف
وقوعه ف هذا الطإ ،لنه كثي الستفادة من كتب وتقيقات وتريات
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
264
الكثية ،وقد ينقل بعضها بالرف الواحد ،دون أن يشي إل ذلك أدن
إشارة ،أو أن يذكرن بي ولو لرة واحدة ،كأنه ل يعلم قوله ( ص ) :
" ل يشكر ال من ل يشكر الناس " ،بل هو كثي التعرض لنقدي لدن
منا سبة تعرض له ،وأ نا أر جو أن يكون البا عث له على ذلك حب ال ي
للمسلمي والنصح لم ،وليس الغية والسد ،نسأل ال السلمة .لكن
كنت أشرت هناك إل شذوذ هذه الرواية ،ومع ذلك فقد بدا ل أن فيها
انقطاعا ،فرأيت أن أبي ذلك بيانا شافيا أودعته ف " سلسلة الحاديث
الضعي فة " ( / . ) 5662صفحة / 243و من ( الو تر ) قوله ت ت
عنوان القنوت ف الو تر " :يشرع القنوت ف الو تر ف ج يع ال سنة .ل ا
رواه أحد وأهل السنن وغيهم من حديث السن بن علي رضي ال عنه
قال :علمن رسول ال ( ص ) كلمات أقولن ف الوتر " :اللهم اهدن
فيمن هديت . . .تباركت ربنا وتعاليت ،وصلى ال على النب ممد " .
قلت :عليه مؤاخذتان :الول :عزوه بذا التمام لؤلء الذكورين خطأ
،إذ إن قوله فف آخره " :وصفلى ال على النفب ممفد " . .تفرد بفه
الن سائي وحده دون م ! الثان ية :أن هذه الزيادة ف آخره ضعيفة ل تث بت
ك ما قال الا فظ ا بن ح جر والق سطلن والزرقا ن ،و ف سندها جهالة
وانقطاع .فراجع بيان ذلك إن شئت ف " التلخيص " و " شرح الواهب
" .لكننا ل نرى مانعا منها لريان عمل السلف با كما ذكرت ف "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
265
تلخيص صفة الصلة " .قوله " :القنوت ف صلة الصبح غي مشروع
إل ف النوازل ،ففيها يقنت وف سائر الصلوات . . .ومذهب الشافعية
أن القنوت ف صلة الصبح . . .سنة " .قلت :ث ساق لم حديثي ،
أحده ا صحيح ،لك نه حله على قنوت النوازل ،و هو ال ق ،وال خر
صريح ف استمراره عليه السلم ف القنوت ف الفجر حت فارق الدنيا .
ولك نه ضع فه ،و قد أ صاب ف هذا كله ،ولك نه كأ نه ترا جع عن ذلك
ح يث خ تم هذا الب حث بقوله " :ومه ما ي كن من شئ ،فإن هذا من
الختلف الباح الذي يسفتوي فيفه الفعفل والترك ( ! ) وإن كان خيف
الدي هدي ممد ( ص ) " / .صفحة / 244قلت :إن ل يكن هذا
تراجعا -وهذا ما نرجوه -فهو اضطراب شديد جدا ،إذ يقرر ف أول
البحث عدم مشروعية القنوت ف الفجر دائما ،ويؤكده أخيا بأن هديه
( ص ) ترك هذا القنوت ،فكيف يقول مع هذا وهو حق بل ريب " :
يستوي فيه الفعل والترك " ،فليت شعري كيف يستوي الفعل وهو غي
مشروع ،مفع الترك ،وهفو الشروع ؟ ! وسفيأت للمؤلف نوهفا فف "
الهر بالقراءة ف صلة الكسوف والسرار با " ،فانظر ( ص . ) 263
وهذا م ا يعل ن أق طع بأن الؤلف ل يع يد الن ظر في ما يك تب ،و هو من
أسفباب وقوع الخطاء الكثية فف كتابفه هذا ،وإل فأقفل الناس علمفأ
وفهما يتبي له هذا التناقض الواضح .ومن ( قيام الليل ) قوله فيما جاء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
266
صلة الليل ،وقد صرحت بذلك رواية أب عوانة ف " صحيحه " وأب
داود لذا الدعاء ،و هو من حد يث ا بن عباس .و قد جاء مطل قأ ف "
الصحيحي " ،فأخذ به الصنف ههنا ،وأخذ برواية أب داود القيدة ف "
التو جه " ( ، ) 270 / 1و هو الصواب ،لن الق يد يق ضي على الطلق
كمفا تقرر /صففحة / 247فف علم الصفول ،فالخفذ بفه ههنفا غيف
صواب ،فلعله ظن أ نه حد يث آ خر ! قوله ف عدد ركعا ته ) 1 ( " :
فعن سرة بن جندب قال :أمرنا رسول ال ( ص ) أن نصلي من الليل ما
قفل أو كثفر .ونعفل آخفر ذلك وترا .رواه الطفبان والبزار " .قلت :
نقله الؤلف عفن " ممفع الزوائد " ( ، ) 252 / 2وإن ل يشفر إل
ذلك ،ول أدري ل ل ينقل تام كلمه عليه ،البي لاله ،وهو قوله " :
وإسفناده ضعيفف " ؟ ! أو نقله مفن " الترغيفب " ( ، ) 217 / 1وقفد
صدره بقوله " :روي " ،مشعرا بضعفه كما نص عليه ف القدمة ،وف
إسناد البزار والطبان متهم بالوضع ،وضعفه البزار نفسه عقب الديث
.لكن وجدت له متابعا وطريقا أخرى ،ل يتقوى الديث با لوهائها ،
وقد بينت ذلك ف " الضعيفة " ( . ) 5284قوله ) 2 ( " :ورري عن
أ نس ر ضي ال ع نه يرف عه إل ال نب ( ص ) ،قال :صلة ف م سجدي
تعدل بعشرة آلت صفلة . . .وأكثفر مفن ذلك كله الركعتان يصفليهما
العبد ف جوف الليل .رواه أبو الشيخ ابن حيان ف " كتاب الثواب " ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
269
حدي السلفي ،جزاه ال سبحانه وتعال خيا .وأما حديثه الخر رقم (
) 5فقد ضعفاه .وقد رواه أحد أيضا ف " الزهد " ( ص ، ) 16بسند
ضعيفف ،كمفا بينتفه فف " الضعيففة " ( ، ) 3912وخرجفت لسفه
حديفث ابفن عباس القوي مفن روايفة أبف يعلى / .صففحة / 249قوله
ت ت ر قم " : - 5والف ضل الواظ بة على إحدى عشرة رك عة أو ثلث
عشرة ركعة ،وهو مي بي أن يصلها ،وبي أن يقطعها ،قالت عائشة
رضي ال عنها :ما كان رسول ال ( ص ) يزيد ف رمضان ول ف غيه
على إحدى عشرة ركعة ،يصلي أربعأ فل تسأل عن حسنهن وطولن .
. .رواه البخاري ومسلم .ورويا أيضا عن القاسم بن ممد قال :سعت
عائ شة رضي ال عنها تقول :كانت صلة رسول ال ( ص ) من الليل
عشر ركعات ويوتر بسجدة " .قلت :وتام حديث القاسم عنها عندها
" :ويركفع ركعتف الفجفر ،فتلك ثلث عشرة ركعفة " .فيؤخفذ على
الؤلف أمور :الول :أ نه خ ي ب ي الو صل والف صل ،و هو يف يد أن ل
تفا ضل ب ي المر ين ،مع أ نه ف ضل في ما سبق الف صل على الو صل ف
ال صلة النهار ية بدل يل " :صلة الل يل والنهار مث ن مث ن " ،فهذا يلز مه
نفس التفضيل ،فتأمل .مع أن ذكر النهار ف الديث شاذ ،لول الطرق
والشواهد الت سبق بيانا .الثان :أنه ل يذكر الدليل على الثلث عشرة
رك عة ،و هو من حديث عائ شة أي ضا قالت " :كان ر سول ال ( ص )
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
271
يصلي بالليل ثلث عشرة ركعة ،ث يصلي إذا سع النداء بالصبح ركعتي
خفيفت ي " .رواه البخاري ( 35 / 3بشرح الف تح ) ،من طر يق مالك
عن هشام بن عروة عن أبيه عنها .وكذلك أخرجه أحد ( ) 178 / 6
.و ف روا ية له ( " : ) 230 / 6ويو تر من ذلك ب مس ل يلس ف
شئ من ها إل ف آخر ها " .وإ سنادها على شرط الشيخ ي / .صفحة
/ 250لك ن أرى أن قوله " :ثلث عشرة " خ طأ من هشام ،ل نه قد
خالففه الزهري عنفد مالك ( ، ) 141 / 1ومفن طريقفه مسفلم ( / 2
، ) 165وأبفو عوانفة ( ، ) 326 / 2فقال :عفن عروة " . .إحدى
عشرة " .وكذلك أخر جه البخاري ( ، ) 6 / 3وم سلم ،وأ بو عوا نة
من طرق أخرى عن الزهري به .و قد تاب عه عمران بن ما لك ،ويأ ت
لفظه ،وممد بن جعفر بن الزبي عن عروة به .بل هو رواية عن هشام
نفسه ،فقال ممد بن إسحاق :حدثن هشام ابن عروة بن الزبي وممد
بن جعفر بن الزبي ،ثلها حدثن عن عروة بن الزبي عن عاثشة زوج
النفب ( ص ) قالت " :كان رسفول ال ( ص ) يصفلي مفن الليفل ثلث
عشرة ركعة ،بركعتي بعد الفجر ،قبل الصبح إحدى عشرة ركعة ،من
الليل ست مثن مثن ،ويوتر بمس ل يقعد فيهن " .أخرجه أحد ( / 6
، ) 276وسنده جيد .فهذه الرواية تدل على أن هشاما كان يضطرب
ف رواية س الديث ،فتارة يعل ركعت سنة الفجر زيادة على " الثلث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
272
عشرة " ،وتارة يعلهما منها ،وهذا هو الصواب ،لمرين :الول :أنه
مواففق لروايفة الثقات الخريفن عفن عروة .الثانف :أنفه مواففق للطرق
الخرى عن عائ شة ،م ثل روا ية القا سم عن ها ،فإن ا صرية بأن ا ثلث
عشرة بركعت الفجر .وقد تقدمت .ومثلها رواية أب سلمة عنها بلفظ :
" كانت صلته ف شهر رمضان وغيه ثلث عشرة ركعة ،منها ركعتا
الف جر " .أخر جه م سلم ( . ) 167 / 2ونوه روا ية عمران عن عروة
بلففظ " :كان يصفلي ثلث عشرة ركعفة بركعتف الفجفر " / .صففحة
/ 251أخر جه م سلم ( ، ) 166 / 2وأح د ( . ) 222 / 6ن عم ،
قد يعارض هذا ما روى ع بد ال بن أ ب ق يس قال :سألت عائ شة ب كم
كان ر سول ال ( ص ) يو تر ؟ قالت :بأر بع وثلث ،و ست وثلث ،
وثان وثلث ،وعشفر وثلث ،ول يكفن يوتفر بأكثفر مفن ثلث عشرة
ركعة ،ول أنقص من سبع " .أخرجه أحد ( ، ) 149 / 6وأبو داود
( ، ) 214 / 1وسنده صحيح كما قال العراقي ف " تريج الحياء " .
وجع بي هذه الرواية والروايات التقدمة عنها بأنا أخبت فيها عن حالته
( ص ) العتادة الغالبفة ،و ف هذه الروايفة أ خبت عن زيادة وقعفت ف
ب عض الوقات ،أو ض مت في ها ،ما كان يفت تح به صلته من ركعت ي
خفيفت ي ق بل الحدى عشرة .قلت :ويؤ يد هذا حد يث ز يد بن خالد
الهن قال :لرمقن صلة رسول ال ( ص ) الليلة ،فتوسدت عتبته أو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
273
تفصيل ل أعلم أن سبقت إليه ف كتاب " صلة التراويح " ،وبينت فيه
أن الروايات الواردة ف ذلك ير من النوع الذي ل يقوي بع ضه بع ضا ،
وأ نه لو صح شئ من ها فإن ا كان ذلك لعلة و قد زالت ،ل نه ل ي بق ف
الئمة من يطيل ف القراءة تلك الت كان عليها السلف حت يعدلوا عنها
إل تقصفي القراءة وتكثيف الركعات بدل التطويفل ،وأنفه ل إجاع على
العشر ين ،وأن الذي صح عن ع مر ر ضي ال ع نه بأ صح إ سناد مطا بق
لسنته ( ص ) الت روتا عائشة ف حديثها الذكور ف الكتاب ،فقد روى
مالك ف " الوطإ " عن السائب بن يزيد رضي ال عنه قال " :أمر عمر
بن الطاب أ ب بن ك عب وتي ما الداري أن يقو ما للناس بإحدى عشرة
ركعة ،قال :وكان القارئ يقرأ بالئي حت كنا نعتمد على العصي من
طول القيام ،ومفا كنفا ننصفرف إل فف بزوغ الفجفر " .وأثبفت فيفه أن
التزا مه ( ص ) بإحدى عشرة رك عة طيلة حيا ته البار كة دل يل قا طع على
أن الصلة ف الليل ليس نفل مطلقا كما يدعي الكثيون ،وأنه ل فرق
بي صلة الليل من حيث اثبات كونا صلة مقيدة وبي السنن الرواتب
و صلة الك سوف /صفحة / 253ونو ها ،فإن هذه إن ا ث بت كون ا
صلة مقيدة بلزم ته ( ص ) ل ا ،ول يس بنه يه عن الزيادة علي ها ،وأن
التمسك بالحاديث الطلقة أو العامة ف الض على الكثار من الصلة ل
يوز الزيادة على العدد الذي ل ير عليه عمله ( ص ) ،كما حققته ف "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
275
صلة التراويح " ،ف بث هام ،دعمته ببعض النقول عن بعض الئمة
الفحول ،مؤداها أنه ل يوز التمسك بالطلقات الت جاءت مقيدة بعمله
( ص ) ،وقلت هناك " :وما مثل من يفعل ذلك إل كمن يصلي صلة
يالف با صلة النب ( ص ) . . .كما وكيفا ،متجا بتلك الطلقات ،
كمن يصلي مثل سنة الظهر خسا ( ، ) 1وسنة الفجر أربعا ،وكمن
يصلى بركوعي وسجدات ! ! وفساد هذا ل يفى على عاقل " .ونقلت
ق بل هذا الكلم عن الفق يه اليت مى أ نه ل يوز الزيادة والن قص ف الو تر
وسنة الظهر ،فراجع هذا وما لصته لك ف الكتاب الذكور ،فإنه مهم
جدا .وبذه الناسبة أقول :لقد ألف الشيخ إساعيل النصاري رسالة ف
الرد على الكتاب الشار إليه ،ل يكن فيها مع السف عند حسن الظن
به إنصافا وعلما ،فإنه مع تكلفه ف الرد ،واحتجاجه با يعلم هو أنه غي
ثابت ،ومكابرته ف رد الدلة الكثية الت احتججت با ف عدم الزيادة
على الحدى عشرة رك عة ،ول يتعرض ل ا بواب مطل قا ،ت سليكا م نه
لواقع الناس ف صلة إلتراويح ،وإرضاء منه للجمهور وغيهم ! فإنه زاد
على ذلك أنه افترى علي ما ل أقل ،تاما كما يفعل أهل الهواء والبدع
* ( هامش ) * ( ) 1سقطت من الطابع لفظة " :سنة " ،ففسره بعض
الغرض ي بأن الق صود فرض الظ هر ،وب ن عل يه ما أو حى إل يه هواه من
التهويل والتشهي ،و عطف سنة الفجر يؤكد السقط ،ول سيما وسنة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
276
الشيخ من هذه الفرية بأنه ل يفهم قيد " با قبله " ،ولكن استعظمت أن
اجزم بذلك ،خش ية أن أ قع أ نا في ما و قع هو ف يه ! /صفحة / 255
فاع تبوا يا أول الب صار ! راب عا :ن سبن أي ضا ( ص ) 41إل ته يل
ال سلف ال صال ! وهذا ف الوا قع أع ظم فريا ته علي ،لن سابقاتا تتعلق
بعلمي ،ومن المكن أن أخطئ ف بعض جوانبه ،ويكون هو مصيبا فيما
ن سب إل ،وإن ك نت أث بت ذ به ف يه ،وأ ما هذه الفر ية فتتعلق بعقيد ت
ودينف وفهمفي إياه على منهفج السفلف الصفال ،فأنفا -والمفد ل -
معروف بي الناس جيعا أنن سلفي ،أدعو إل اتباع السلف الصال لسانا
وقلما ،ومن ذلك قول ف هذا الكتاب " :صلة التراويح " " :لو ثبتت
الزيادة على الحدى عشرة ركعة عن أحد اللفاء الراشدين أو غيهم من
فقهاء ال صحابة ل ا و سعنا إل القول بواز ها ،لعلم نا بفضل هم وفقه هم
وبعدهم عن البتداع ف الدين . " . . .فإذا ل تثبت الزي ادة با عنهم
عندي ،فتمسكت فقط با ثبت عن نب ( ص ) ،أفيكون جزائي أن أتم
بتجه يل ال سلف ؟ ! تال إن ا لحدى ال كب :وال تعال هو ال ستعان .
( فائدة ) :قال المام ابن خزية ف " صحيحه " ( ) 194 / 2بعد أن
ذكر الحاديث الصحيحة ف عدد ركعاته ( ص ) ف الليل من تسع إل ،
ثلث عشرة ركعفة " :وهذا الختلف مفن جنفس الباح ،فجائز للمرء
أن يصلي أي عدد أحب من الصلة ما روي عن النب ( ص ) أنه صلهن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
278
،وعلى الصفة الت رويت عن النب " صلى ال عليه وآله " أنه صلها ل
حظر على أحد ف شئ منها " .فقوله " :ما روي عن النب ( ص ) . .
" .واضح أنه ل ييز الزيادة الت ل ترو /صفحة / 256عن النب ( ص
) ،وما يؤيد ذلك من صنيعه أنه ف أبواب قيام رمضان ،قال ف أحدها
( " : ) 341 / 3باب ذكر عدد صلة النب ( ص ) بالليل ف رمضان ،
والدل يل على أ نه ل ي كن يز يد ف رمضان على عدد الركعات ال ت كان
ي صليها ف غ ي رمضان " .ث ساق حد يث عائ شة بلفظ ي أحده ا " :
كا نت صلته ثلث عشرة رك عة من ها ركع تا الف جر " .و من ( صلة
الضحى ) قوله بعد أن ذكر ف فضلها حديث " :قال ال عزوجل :ابن
آدم ،ل تعجزن عن أربع ركعات ف أول النهار أكفك آخره " " :رواه
أحد والترمذي وأبو داود والنسائي عن نعيم الغطفان بسند جيد ،ولفظ
الترمذي عفن رسفول ال ( ص ) . " . . . .قلت :هذا يوهفم أن جيفع
الذكور ين رووه عن نع يم ،ول يس كذلك ،وإن ا رواه ع نه من هم أح د
وأبفو داود ،وإسفناده صفحيح على شرط مسفلم كمفا فف " الرواء " (
، ) 462وصححه ابن حبان ( . ) 634وأما الترمذي فأخرجه باللفظ
الذي ذكره الؤلف مفن حديفث أبف الدرداء وأبف ذر ،وإسفناده حسفن
صحيح ،و هو مرج ف " الرواء " ( . ) 465وأ ما الن سائي فلم يرج
الد يث ف " سننه ال صغرى " الطبو عة ،فإذا كان العزو إل يه صحيحا ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
279
فلعله رواه ف " سننه الكبى " أو ف " عمل اليوم والليلة " ،ث تبي أنه
ليس فيه بعد أن طبع ،فلم يبق إل أنه ف الكبى ،وقد عزاه ( إليه الزي
ف " ت فة الشراف " ( / . ) 34 / 9صفحة / 257ف تبي أن الؤلف
اختصر تريج الديث اختصارا مل فأوهم أن له طريقا واحدا ،بينما له
أك ثر ،ويك ثر من هذا النوع من الخت صار ال خل مؤلف كتاب " التاج
الامع للصول " ،والمثلة عندي على ذلك كثية جدا ،وهذا الديث
منهفا ،حتف لكاد أقول :إن الؤلف نقفل تريهف منفه .قوله ) 4 ( " :
وعفن عبفد ال بفن عمرو قال :بعفث رسفول ال ( ص ) سفرية ،فغنموا
وأسرعوا الرج عة . . .فقال ر سول ال ( ص ) . . . " :من تو ضأ ،ث
غدا إل ال سجد ب سمته ال ضي ف هو أقرب منى ،وأك ثر غني مة وأو شك
رجعة " .رواه أحد والطبان ،وروى أبو يعلى نوه " .قلت :ف هذا
التخريج من الختصار الخل نو ما ذكرته آنفا ،فإن أبا يعلى إنا رواه
من حد يث أ ب هريرة ر ضي ال ع نه ،و هو أخر جه عن شي خه ا بن أ ب
شي بة ،وهذا رواه ف " ال صنف " ،و سنده صحيح على شرط م سلم ،
فكان من الواجب أن يضاف عقب قوله :نوه " :من حديث أب هريرة
" .وهو مرج ف " التعليق الرغيب " ( ، ) 235 / 1وان ظر " صحيح
الترغيب " ( رقم 663و . ) 664قوله ) 6 ( " :وعن أنس رضي ال
ع نه قال :رأ يت ر سول ال ( ص ) ف سفر صلى سبحة الض حى ثا ن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
280
ركعات ،فلما انصرف قال " :إن صليت صلة رغبة ورهبة . " . . .
رواه أحد والنسائي والاكم وابن خزية وصححاه " .قلت :فيه شيئان
:الول :أن الديث ليس ف " سنن النسائي الصغرى " ،وهي القصودة
عنفد إطلق العزو للنسفائي ،فكان الواجفب تقييفد العزو إليفه ب " السفنن
ال كبى " ،فإ نه أخر جه ف يه ك ما ف " تعج يل النف عة " للحا فظ أ بن
حجر ،وليس له وجود ف النسخة الطبوعة ف الغرب من " عمل اليوم
والليلة " له / .صفحة / 258الثان :أن إسناده ل يصح ،وإن صححه
من ذكرها الؤلف ،لن فيه الضحاك بن عبد ال القرشي ،وهو ف عداد
الجهول ي ك ما يبدو ل ن را جع ترج ته ف " التعج يل " ،فلينظر ها من
شاء ،لكن الديث صحيح لشواهده دون الركعات ،فانظر " الصحيحة
" ( . ) 1724قوله ف حكمها " :فعن أب سعيد الدري قال :كان (
ص ) يصفلى الضحفى حتف نقول :ل يدعهفا ،ويدعهفا حتف نقول :ل
يصليها .رواه الترمذي وحسنه " .قلت :لكن ن سنده عطية العوف ،
وهو ضعيف لكثرة خطئه وتدليسه ،وهو خرج ف " الرواء " ( ) 460
.قوله ف عدد ركعات ا " :و عن أم ها نئ أن ال نب ( ص ) صلى سبحة
الض حى ثا ن ركعات ي سلم من كل ركعت ي " .رواه أ بو داود بإ سناد
صحيح " .قلت :كذا قال النووي ف " الجموع " ( ) 39 / 3وزاد :
" على شرط البخاري " ! وتبعفه على هذا الاففظ ابفن حجفر فف "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
281
باف كقوله ( ص ) " :فإذا رأيتموهفا فصفلوا " .وهفو ظاهفر صفنيع ابفن
خزيةف فف " صفحيحه " ،فإنفه قال فيفه ( " : ) 308 / 2باب المفر
بالصفلة عنفد كسفوف الشمفس والقمفر . " . . .وذكفر أيضفا بعفض
الحاديث ف المر با ،ومن العلوم من أسلوب ابن خزية ف " صحيحه
" أنه حي يكون المر عنده لغي الوجوب ،يبي ذلك ف أبواب كتابه ،
فالسألة فيها خلف ،ولذلك قال الافظ ف " الفتح " ( : ) 527 / 2
" فالمهور على أن ا سنة مؤكدة ،و صرح أ بو عوا نة ف " صحيحه "
بوجوبا ،ول أره لغيه ،إل ما حكي عن ما أنه أجراها مرى المعة ،
ونقل الزين بن الني عن أب حنيفة أنه أوجبها ،وكذا نقل بعض مصنفي
النفية أنا واجبة . ،قلت .وهو الرجح دليل لا يأت / :صفحة 262
/وال خر :أن القول ال سنية ف قط ف يه إهدار للوا مر الكثية ال ت جاءت
عنه ( ص ) ف هذه الصلة دون أي صارف لا عن دللتها الصلية ،أل
وهفو الوجوب .ومال إل هذا الشوكانف فف " السفيل الرار " ( / 1
، ) 323وأقره صديق خان ف " الرو ضة الند ية " ،و هو ال ق إن شاء
ال تعال .والعجب من ابن حزم أنه ل يتعرض ف كتابه " الحلى " لبيان
حكم هذه الصلة العظيمة ،وإنا تكلم فقط عن كيفبة صلتا بتفصيل
بالغ ،ولعله جاء ف يه ب ا ل ي سبق إل يه ،فشغله ذلك عن بيان مذ هب ف
حكمها .قوله " :وذهب أبو حنيفة إل أن صلة الكسوف ركعتان على
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
284
هيئة صفلة العيفد والمعفة ،لديفث النعمان بفن بشيف قال :صفلى بنفا
ر سول ال ( ص ) ف الك سوف ن و صلتكم ،ير كع وي سجد ركعت ي
ركعتي ،ويسأل ال حت تلت الشمس .وف حديث قبيصة اللل أن
ال نب ( ص ) قال " :إذا رأي تم ذلك ف صلوها كأحدث صلة صليتموها
مفن الكتوبفة " .رواه أحدف والنسفائي " .قلت :هذا الذهفب غيف
صحيح ،لن الديث ليس بصحيح ،فإنه مضطرب كما يأت ،ومالف
للحاديث الصحيحة الواردة ف الباب ،وقد ذكر الؤلف منها اثني ،فل
يلتفت إل ما يعارضهما .وقد حققت القول ف ذلك ف كتاب " كيف
صلى رسول ال ( ص ) صلة الكسوف " ألفته منذ سني ،وقد جعت
فيفه جيفع أحاديفث الكسفوف التف وقففت عليهفا ،وتتبعفت طرقهفا
وألفاظ ها ،وبي نت ما ي صح من ها و ما ل ي صح ،ث ختم ته بأن ذكرت
خلصة ما صح منها مزوجا بعضها ببعض على نسق كتاب " صفة صلة
النب ( ص ) من التكبي إل التسليم " ،يسر ال ل تبييضه وطباعته .وقد
حققت ف جلة ما حققت فيه أن حديث النعمان وقبيصة ها حديث /
صففحة / 263واحفد -خلففا لاف يبدو مفن سفياق الصفنف لمفا -
اضطرب ف روايته أبو قلبة ،فكان تارة يقول :عن النعمان بن بشي ،
وتارة :عن قبيصة اللل ،وتارة :عن النعمان ابن بشي أو غيه ،وتارة
:عن قبيصة اللل أو غيه .وقد اضطرب ف متنه أيضا ،من ذلك قوله
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
285
" :ركعتي ركعتي " ،زاد ف رواية " :وشال عنها " .وف أخرى " :
ويسفلم " ،بدل " :ويسفأل عنهفا " .انظفر " ارواء الغليفل " ( / 3
. ) 131ومن القرر ف علم مصطلح الديث أن الضطراب دليل على
ضعف الديث ،وعدم ضبط راويه له ،فكيف يصلح إذن أن يعارض به
الحاد يث ال صحيحة ؟ ! قوله " :ويوز ال هر بالقراءة وال سرار ب ا " .
قلت :التقرر أن صفلة الكسفوف إناف صفلها رسفول ال ( ص ) مرة
واحدة ،وقد صح أنه جهر با كما ف البخاري ،ول يثبت ما يعارضه ،
ولو ث بت لكان مرجو حا ،فك يف إذن ي سوي الؤلف ب ي ما صح ع نه
( ص ) من ال هر ،و ما ل يصح عنه من ال سرار ؟ ! و قد سبق له م ثل
هذا القول فف القنوت فف النوازل ،فتذكره / .صففحة / 264ومفن
( صلة ال ستسقاء ) قوله ت ت ر قم ( " : ) 1ي هر ف الول بالفات ة
وسبح اسم ربك العلى ،وف الثانية بالغاشية بعد الفاتة " .قلت :أما
الهر فيها فصحيح ثابت عنه ( ص ) ف حديث عبد ال بن زيد الذكور
فف الكتاب ،وهفو مرج فف " الرواء " ( . ) 133 / 3وأمفا تعييف
السورتي الذكورتي فل يصح عنه ( ص ) ،لن ف سنده ممد بن عبد
العزيز بن عمر الزهري ،وهو ضعيف جدا .انظر " تلخيص الستدرك "
للذهفب ،و " نصفب الرايفة " للزيلعفي ،و " إرواء الغليفل " ( / 3
، ) 134و " الضعيففة " ( . ) 5631فالصفواب أن يقرأ مفا تيسفر ل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
286
يلتزم سورة معينة .ث قوله " :فإذا انتهى من الطبة حول الصلون جيعا
أرديت هم . . .راف عي أيدي هم مبالغ ي ف ذلك " .قلت :ف هذا الكلم
مسفألتان ل يذكفر الؤلف دليلهمفا :الول :تويفل الصفلي أرديتهفم .
الثانية :رفعهم اليدي .والدليل على الول حديث عبد ال بن زيد قال
:قفد رأيفت رسفول ال ( ص ) حيف اسفتسقى لنفا أطال الدعاء وأكثفر
السفالة ،قال :ثف تول إل القبلة ،وحول رداءه ،فقلبفه ظهرا لبطفن ،
وتول الناس معه ،أخرجه أحد بسند قوي ،لكن ذكر تول الناس معه
شاذ كما حققته ف " سلسلة الحاديث الضعيفة " ( . ) 5629والدليل
على الثان ية حد يث أ نس ال ت ف الكتاب بر قم ( ، ) 2ف قد قال ف /
صفحة / 265روا ية " :فر فع ر سول الة ( ص ) يد يه يد عو ،ور فع
الناس أيديهفم يدعون " .أخرجفه البخاري تعليقفا ،ووصفله البيهقفي
وغيه ،وليس فيه أنم بالغوا ف رفع اليدي ،وإنا ثبت ذلك عن رسول
ال ( ص ) وحده كما ف حديث عائشة ف الكتاب ،وحديث أنس ف "
الصحيحي " ،فأرى مشروعية البالغة ف الرفع للمام دون الؤتي .قوله
تت رقم ( . . . " : ) 1عن عمر بن عبد ال بن زيد الازن أن النب
( ص ) خرج بالناس يستسقي ،فصلى بم ركعتي جهر بالقراءة فيهما .
.الد يث .أخر جه الما عة " .قلت :ف هذا التخر يج م سامة ،فإن
الهر بالقراءة ف الديث ل يرجه مسلم ،وقد صرح بذلك الزيلعي ف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
287
يوهم من ل علم عنده بطرق الديث أن فيه ضعفا من أجل شريك هذا ،
فتأمل .ومن ( سجود التلوة ) قوله " :عن ابن عمر قال :كان رسول
ال ( ص ) يقرأ علي نا القران ،فإذا مر بال سجدة كب و سجد و سجدنا .
رواه أبو داود والبيهقي والكم ،وقال :صحيح على شرط الشيخي " .
قلت :فيه ملحظتان :الول :أن الديث ضعيف ،لن ف سنده عند
أب داود -وعنه رواه البيهقي -عبد ال بن عمر العمري ،وهو ضعيف
كمفا قال الاففظ فف " التلخيفص " ،ولذلك قال فف " بلوغ الرام " " :
سنده ف يه ل ي " .وقال النووي ف " الجموع " " :إ سناده ضع يف " .
وقد روى جع من الصحابة سجوده ( ص ) للتلوة ف كثي من اليات
ف مناسبات متلفة ،فلم يذكر أحد منهم تكبيه عليه السلم للسجود ،
ولذلك ن يل إل عدم مشروع ية هذا الت كبي .و هو روا ية عن المام أ ب
حنيفة رحه ال / .صفحة / 268الثانية :أن الاكم ليس ف روايته " :
كب " ،وهو موضع الشاهد من الديث ،وهو إنا رواه من طريق عبيد
اللة بن عمر العمري وهو الصغر ،وهو ثقة ،بلف أخيه عبد ال الكب
،فهو ضعيف كما تقدم .والديث ف " الصحيحي " أيضا وغيها ،
من طر يق عب يد ال ال صغر ،ل ال كب ،ف هو من أدلة ضع فه ،وان ظر "
الرواء " ( 471و . ) 472وقوله " :وقال ع بد ال بن م سعود :إذا
قرأت سفجدة فكفب واسفجد ،وإذا رفعفت رأسفك فكفب " .كذا ذكره
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
290
لن فيه مهول ي ،ف قد قال الا فظ ف " التلخيص " ب عد أن ن قل ت سي
النذري والنووي للحديث " :وضعفه عبد ال ق وا بن قطان ،وفيه ع بد
النه بن مني ،وهو مهول ،والراوي عنه الارث بن سعيد العتقي ،وهو
ل يعرف أيضا .وقال ابن ماكول :ليس له غي هذا الديث " .ولذلك
اختار الطحاوي أن ليس ف الج سجدة ثانية قرب آخرها ،وهو مذهب
ا بن حزم ف " الحلى " ،قال " :لنه ل يصح فيها سنة عن رسول ال
( ص ) ،ول أج ع علي ها ،و صح عن ع مر ا بن الطاب واب نه ع بد ال
وأب الدرداء السجود فيها " .ث ذهب ابن حزم إل مشروعية السجود ف
السفجدات الخرى الذكورة فف /صففحة / 270الكتاب ،وذكفر أن
الع شر الول مت فق على مشروع ية ال سجود في ها ع ند العلماء .وكذلك
ح كى التفاق علي ها الطحاوي ف " شرح العا ن " ( ، ) 211 / 1إل
أ نه ج عل سجدة ( ف صلت ) بدل سجدة ( ص ) .ث أخر جا كله ا
بأسانيد صحيحة عن رسول ال ( ص ) أنه سجد ف ( ص ) و ( النجم )
و ( النشقاق ) و ( اقرأ ) .وهذه الثلث الخية من الف صل ال ت أش ي
إلي ها ف حد يث عمرو هذا .وبالملة ،فالد يث مع ض عف إ سناده قد
شهفد له اتفاق المفة على العمفل بغالبفه ،ومئف الحاديفث الصفحيحة
شاهدة لبقي ته إل سجدة ال ج الثان ية فلم يو جد ما يش هد ل ا من ال سنة
والتفاق ،إل أن ع مل ب عض ال صحابة على ال سجود فيها ،قد ي ستأنس
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
292
بذلك على مشراعيتيفا ،ول سفيما ول يعرف لمف مالف .وال أعلم .
قوله فيمفا يشترط له " :وأمفا مفا رواه البيهقفي عنفه ( يعنف ابفن عمفر )
بإ سناد قال ف " الف تح " :إ نه صحيح .أ نه قال :ل ي سجد الر جل إل
وهو طاهر ،فيجمع . " . . .قلت :ف سنده عند البيهقي ( 325 / 2
) أبو سهل بشر بن أحد :ثنا داود ابن السي البيهقي .ول أجد لداود
ترجة فيما وقفت عليه من كتب التراجم ،فلعله ف بعض الكتب الت ل
تصل إلينا .نعم ،قد جاء ذكره ف إسنادين ساقهما الرجان ف " تاريخ
جرجان " ( ص 355و - 503ط بع بيوت ) .ث ط بع " سي أعلم
النبلء " للذهب ،فوجدته قد أورده فيه ( ، ) 579 / 13وقال فيه " :
الحدث المام الث قة ،م سند ني سابور . .تو ف سنة ( . " ) 273وهذا
الثر ل يصححه الذهب ف " الهذب " متصر سنن البيهقي ،وإنا سكت
عليفه ،فال أعلم / .صففحة / 271قوله فف السفجود فف الصفلة " :
وروى الكفم وصفححه على شرط الشيخيف عفن ابفن عمفر أن النيفي
( ص ) سجد ف الركعة الول من صلة الظهر ،فرأى أصحابه أنه قرأ
تنيل السجدة " .قلت :هذا الديث غي صحيح ،وإن صححه الاكم
ووافقه الذهب وتبعه الافظ ف " الفتح " والقسطلن والزرقان ،والسبب
ف هذا أن م نظروا إل ظا هر إ سناده ف صححوه ،ف قد رواه الا كم من
طريق يي بن سعيد عن سليمان التيمى عن أب ملز -عن ابن عمر .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
293
صدد بيان الواطن الت يشرع فيها السجود ) 3 ( " :عند نسيان التشهد
الول أو ن سيان سنة من سنن ال صلة ل ا رواه الما عة عن ا بن بي نة أن
النب ف ( ص ) صلى فقام ف الركعتي ،فسبحوا به ،فمضى ،فلما فرغ
مفن صفلته سفجد سفجدتي ثف سفلم " .قلت :ل يذكفر الدليفل على
مشروع ية ال سجود لن سيان سنة من سنن ال صلة ،وإلاق هذه ال سنن
بالتش هد الول ف هذا ال كم ل ي سوغ ،لمر ين :الول :أن التش هد
متلف ف وجوبه ،كما سبق بيانه ف مله من ( التشهد ) ،فل يوز أن
يلحؤ به ما هو متفق على سنيته دون وجوبه .الثان :أن الصواب فيه أنه
وا جب ل نه أ مر به ال سئ صلته ،فقال ( ص ) له " :فإذا جل ست ف
وسط الصلة فاطمئن ،وافترش فخذك اليسرى ،ث شهد " .أخرجه ابو
داود بسند حسن / .صفحة / 273فثبت أنه ل يوز اللاق الذكور ،
فل بد إذن من دل يل آ خر لشروعية ال سجود ف السنن ،و قد ا ستدل له
صديق خان ف " الرو ضة " بد يث " :ل كل سهو سجدتان " ،و هو
حديث حسن عندي ،رواه أبو داود وأحد وغيها .ث ذهب إل أنه ل
فرق ف الشروعية بي السنون والندوب ،فراجعه ( 130 - 129 / 1
) ،وسبقه إل ذلك الشوكان ف " السيل الرار " ( 275 - 274 / 1
) .لك نه صرح بالتفر يق ب ي ال سجود لترك وا جب في جب ،وترك سنة
فيسن ،فراجعه فإنه مهم .قوله بعد أن ذكر حديثي ف بناء الشاك على
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
295
اليقي " :وف هذين الديثي دليل لا ذهب إليه المهور من أنه إذا شك
ال صلي ف عدد الركعات ب ن على ال قل التي قن له ث ي سجد لل سهو " .
قلت :ل كن قد جاء ع نه ( ص ) ما يدل على أن الديث ي الشار إليه ما
لي سا على إطلقه ما ،بل ه ا مقيدان ب ن ل يغلب على رأ يه شئ ،فهذا
هو الذي يبن على القل ،وأما من ظهر له الصواب ،ولو كان الكثر ،
فإنه يأخذ به ويبن عليه ،وذلك قوله " صلى ال عليه وآله " " :إذا شك
أحد كم ف صلته فليت حر ال صواب ( ف روا ية :فلين ظر أحرى ذلك إل
ال صواب .و ف أخرى :فلين ظر الذي يرى أ نه ال صواب .و ف أخرى :
فليت حر أقرب ذلك من ال صراب ) ،فلي تم عل يه ،ث لي سلم ،ث ي سجد
سجدتي " .أخر جه الشيخان وأ بو عوا نة ف " صحاحهم " ،والروا ية
الثانيفة والثالثفة لمف إل البخاري ،والرابعفة للنسفائي ،وهفو عندهفم مفن
حديفث ابفن مسفعود رضفي ال عنفه .وقفد سفلم النووي رحهف ال بأن
الديفث ظاهفر الدللة على الخفذ بغالب الظفن ،وعدم القتصفار على
القل كما هو مذهب أب حنيفة .ولكن النووي رحه /صفحة / 274
ال تأول الديث وأخرجه عن ظاهره حت يتفق مع مذهبه ،فحمل قوله
فيفه " :فليتحفر " على الخفذ باليقيف الذي هفو القفل ! ول يففى على
الن صف ب عد هذا التأو يل ،بل بطل نه إذا أم عن الن ظر ف الروايات ال ت
ذكرت ا للحد يث م ثل قوله " :فلين ظر الذي يرى أ نه ال صواب " ،فإ نه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
296
فف حال الوف ،وذلك دليفل على وجوباف حال الوف ،وهفو يدل
بطر يق الول على وجوب ا حال ال من .الثا ن :أ نه سن صلة الوف
جا عة ،و سوغ في ها ما ل يوز لغ ي عذر ،كا ستدبار القبلة ،والع مل
الكثيف ،فإنفه ل يوز لغيف عذر بالتفاق ،وكذلك مفارقفة المام قبفل
ال سلم ع ند المهور ،وكذلك التخلف عن متاب عة المام ك ما يتخلف
الصف الؤخر بعد ركوعه مع المام إذا كان العدو أمامهم .وهذه المور
ما تبطل الصلة با لو فعلت لغي عذر ،فلو ل تكن الماعة واجبة بل
م ستحبة ،لكان قد /صفحة / 277التزم ف عل مظور مب طل لل صلة ،
وتركت التابعة الواجبة ف الصلة لجل فعل مستحب ! مع أنه قد كان
من الم كن أن ي صلوا وحدا نا صلة تا مة ،فعلم أن ا واج بة .ذ كر هذا
الدل يل ف أدلة أخرى من الكتاب وال سنة ش يخ ال سلم ا بن إتيم ية ف "
الفتاوى " ( ، ) 369 - 363 / 2فمففن شاء الزيادة مففن اليضاح
فليجع إليها وإل " السائل الاردينية " ( ص . ) 92 - 90واعلم أنه ل
ينا ف القول بالوجوب ما تفيده ب عض الحاد يث من صحة صلة النفرد
مثل الديث الول والثان ف الكتاب إذ أفادا أن صلة النفرد صحيحة ،
حيث جعل له درجة واحدة ،لن هذا ل يناف الوجوب الذي من طبيعته
أن يكون أجره مضاعفا على أجر ما ليس بواجب .كما هو واضح .ث
قال ال سيد سابق ف تعلي قه على قوله ال سابق " :هذا ف الفرض ،وأ ما
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
300
الماعة ف النفل فهي مباحة ،سواء قل المع أو كثر . " . . .قلت :
لكن عا مة شفله ( ص ) إنا كان يصليها منفردا ،ولذلك أرى أنه ل بد
مفن تقييفد الباحفة الذكورة ببعفض الحيان ،وإل فاعتياد الجتماع فف
النفل بدعة مالفة لديه ( ص ) الغالب ،كما حققه شيخ السلم ف "
الفتاوى " ( . ) 3 - 2 / 2قوله تتف عنوان :انعقاد الماعفة بواحفد
مع المام ،ب عد أن ساق حد يث من يت صدق على هذا في صلي م عه " :
و قد ا ستدل الترمذي بذا الد يث على جواز أن ي صلي القوم جا عة ف
مسجد قد صلي فيه " .قلت :الديث أخص من الدعوى ،وقد سبق
بيان ذلك فيمفا قدمناه مفن التعليفق فف " الذان " ( ص " " ) 157
وذكرت هناك نص كلم الشافعي ف كراهة الماعة الثانية ،فراجعه / .
صفحة / 278قوله ت ت عنوان :ال حق بالما مة ) 2 ( " :و عن ا بن
م سعود قال :قال ر سول ال ( ص ) يؤم القوم أقرؤ هم لكتاب ال . . .
" .قلت :الصواب " :أب مسعود " ،واسه عقبة بن عمرو النصاري
البدري ،فالديث من مسنده عند جيع من خرجه .وقوله أيضا " :فعن
أب هريرة عن النب ( ص ) قال " :ل يل لرجل يؤمن بال واليوم الخر
أن يؤم قو ما إل بإذن م ،ول ي ص نف سه بدعوة دون م ،فإن ف عل ف قد
خانم " .رواه أبو داود " .قلت :إسناده ضعيف مضطرب ،فقيل فيه
" :عفن أبف هريرة " ،وقيفل " :عفن ثوبان " .وقفد ذكره الؤلف مفن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
301
حديثه فيما سيأت متوها أنه حديث آخر ،وسنشي إل هذا هناك .ث إن
ف ال سند رجل ف عداد الجهول ي ،و قد بي نت ذلك كله ف " ضع يف
سنن أب داود " رقم ( . ) 13 ، 12وقد حكم ابن خزية على الشطر
الثان من الديث بالوضع ،وأقره ابن تيمية وابن القيم ،وذلك لن عامة
أحاد يث ال نب ( ص ) ف ال صلة -و هو المام -ب صيغة الفراد ،و قد
سفبق بعضهفا فف الكتاب ( ، ) 321 / 1فكيفف يصفح أن يكون ذلك
خيا نة ل ن أم هم ؟ ! وأ ما الش طر الول م نه ف قد جاء معناه ف أحاد يث
أخرى ،صفحح بعضهفا ابنفة نفسفه فف " صفحيحه " ( ، ) 11 / 3
وأوردها النذري ف " الترغيب " ( ، ) 171 - 175 / 1ويأت بعضها
ف الكتاب .وقد وجدت تصريه بتضعيف الشطر الثان منه ف الباب (
، ) 63 / 3 ( ) 128وذكر تته حديث السكتة التقدم عند الؤلف (
، ) 266 / 1ث أشار إل حد يث علي التقدم هناك بعده ،ث قال ا بن
خزيةف / :صففحة " / 279وهذا باب طويفل ،قفد خرجتفه فف كتاب
الكبي " .قلت :فالظاهر أن الوضع الذي عزاه ابن القيم إليه ،إنا ذكره
ف كتابه هذا " الكبي " ،وهو أصل " صحيح ابن خزية " ،كما يشتعر
بذلك قوله هذا ،وغيه ف غي موضع من " صحيحه " .وقد فات هذا
الشيخ الرناؤوط ف تعليقه على " زاد العاد " ( ، ) 264 / 1فقال " :
ل ن د كلم ا بن خزي ة هذا ف " صحيحه " ع قب الد يث الذي ذكره
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
302
الصفنف ،فلعله فف مكان آخفر ،فإن ثبفت عنفه فإنفه ماف جانبفه فيفه
ال صواب ،فإن سند الد يث ل ينل عن رت بة ال سن ،ك ما يعلم من
ك تب الرح والتعد يل " ! قلت :الحالة ف التعرف على رت بة الد يث
على الكتب الشار إليها أمر عجيب غريب ل يصدر إل من ل معرفة له
بذا العلم الشريف ،فإنه من التفق عليه بي العارفي به أنه ل بد مع ذلك
من الرجوع إل قواعد " مصطلح الديث " الت تكن الباحث من كشف
العلل الت ل تعرف عادة من كتب الرجال ،ومنها الضطراب الذي هو
من أقسام الديث الضعيف ،وقد يكون راويه ثقة ،فكيف إذا كان غي
مشهور بالففظ والعدالة كمفا هفو الال فف راوي هذا الديفث ؟ ! ثف
رأيت الرجل كأنه كتب ما تقدم وهو غافل أيضا عما كتبه ف تعليقه على
" شرح ال سنة " ( ، ) 130 / 3فإ نه قال ف قول الترمذي ف حد يث
ثوبان " :حد يث ح سن " " :و هو ك ما قال إن شاء ال تعال ،فإن له
شوا هد تقو يه دون قوله " :ول يؤم قو ما في خص نف سه بالدعوة دون م ،
فإن فعل فقد خانم " .فهذا هو الصواب ،أن هذه الزيادة ل تصح ،بل
هي منكرة ،لخالفت ها /صفحة / 280لدع ية ال نب ( ص ) ال ت كان
يدعو ب ا ف الصلة ،وهو إمامهم ،وتقدم بعضها .وانظر بقيت ها ف "
مموع فتاوى ابفن تيميفة " ( . ) 119 - 116 / 23قوله فيمفن ل
تصح إمامتهم " :ل تصح إمامة معذور لصحيح ،ول لعذور مبتلى بغي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
303
عذر عنفد جهور العلماء .وقالت الالكيفة :تصفح إمامتفه للصفحيح مفع
الكراهفة " .قلت :ل وجفه للكراهفة بله عدم الصفحة إذا توفرت فيفه
شروط ال حق بالما مة ،ول نرى فر قا بي نه وب ي الع مى الذي ل يك نه
الحتراز من البول احتراز البصي ،والقاعد العاجز عن القيام ،وهو ركن
،لن كل منهمفا قفد فعفل مفا يسفتطيع ،و * ( ل يكلف ال نفسفا إل
و سعها ) * .وللمام الشوكا ن ب ث هام ف صحة ال صلة وراء ال سلم
الفاسق ،وإلصب غي البالغ ،وناقص الضلة والطهارة وغيهم ،فراجعه
ف كتا به " ال سيل الرار " ( ، ) 255 - 247 / 1فإ نه نف يس جدا .
قوله تتف عنوان :اسفتحباب انراف المام " : . . .وعنفد أحدف
والبخاري عفن أم سفلمة قالت :كان رسفول ال ( ص ) إذا سفلم قام
النساء حي يقضي تسليمه ،وهو يكث ف مكانه يسيا قبل أن يقوم .
قالت :فنرى -وال أعلم -أن ذلك كان ل كي ين صرف الن ساء ق بل أن
يدركهفن الرجال " .قلت :كذا وقفع فيفه " :قالت " ،أي أم سفلمة ،
وكذلك وقع ف " منتقى الخبار " ( - 265 / 2بشرح الشوكان ) ،
ومنفه نقله الؤلف ،وهفو خطفأ ،والصفواب " :قال " .كذا هفو عنفد
البخاري ف هذه الرواية ( ، ) 870 / 350 / 2وير من طريق إبراهيم
ا بن سعد عن الزهري عن ه ند ب نت الارث عن أم سلمة .و من هذا
الو جه رواه أح د ( ، ) 296 / 6دون قوله " :قال " . . .إل .وكذا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
304
حسن ،وورد بسند صحيح عند أب داود وغيه ،وهو الذي ف كتاب
الؤلف عقفب هذا ،وهفو مرج فف " صفحيح أبف داود " ( ، ) 610
وانظر " الشكاة " ( . ) 1112قوله بعد أن ذكر بعض الثار ف الصلة
على ظ هر ال سجد وخار جه مقتد يا بالمام " :ال صل الواز ح ت يقوم
دليل النع " .نقله عن الشوكان / .صفحة / 282وأقول :يقابل هذه
الثار آثار أخرى عن عمر والشعب وإبر -اهيم ،عند ابن أب شيبة ( 2
، ) 223 /وعبفد الرزاق ( : ) 82 - 81 / 3أنفه ليفس له ذلك إذا
كان بينه وبي المام طريق ونوه .ولعل ما ف الثار الول ممول على
العذر ،كامتلء السفجد كمفا قال هشام بفن عروة " :جئت أنفا وأبف
مرة ،فوجدنا السجد قد امتل ،فصلينا بصلة المام ف دار عند السجد
بينهمفا طريفق " .رواه عبفد الرزاق ( ) 82 / 3بسفند صفحيح عنفه .
ول يس باف على الفق يه أن إطلق القول بالواز ينا ف الحاد يث المرة
بوصل الصفوف وسد الفرج ،فل بد من التزامها والعمل با إل لعذر ،
ولذا قال ش يخ ال سلم ف " مموع الفتاوى " ( " : ) 410 / 23ول
يصف ف الطرقات والوانيط مع خلو السجد ،ومن فعل ذلك استحق
التأد يب ،ول ن جاء بعده تط يه ،ويد خل لتكم يل ال صفوف التقد مة ،
فإن هذا ل حرمفة له .قال :فإن امتل السفجد بالصففوف صففوا خارج
ال سجد ،فإذا ات صلت ال صفوف حينئذ ف الطرقات وال سواق صحت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
306
صلتم .وأما إذا صفوا وبينهم وبي الصف الخر طريق يشي الناس فيه
ل تصفح صفلتم فف أظهفر قول العلماء .وكذلك إذا كان بينهفم وبيف
الصفوف حائط بيث ل يرون الصفوف ،ولكن يسمعون التكبي من غي
حاجة ،فإنه ل تصح صلتم ف الظهر ،وكذلك من صلى ف حانوته
والطر يق خال ل ت صح صلته ،ول يس له أن يق عد ف الانوت وينت ظر
اتصفال الصففوف بفه ،بفل عليفه أن يذهفب إل السفجد ،فيسفد الول
فالول فالول " / .صففحة / 283قوله تتف عنوان :اقتداء الأموم
بالمام " : . . .و قد تقدم حد يث صلة ال نب ( ص ) والناس يأتون به
مفن وراء الجرة يصفلون بصفلته " .قلت :يشيف إل حديفث عائشفة
التقدم عنده ف أول " قيام رمضان " ،ل كن ل يس ف يه ذ كر " الجرة " ،
و هو مرج ف " صحيح أ ب داود " ( ، ) 1243وإن ا ذلك ف روا ية
للبخاري .وإن ما ينبغي التنبيه عليه أنه ليس القصود من لفظ " الجرة "
ما يتبادر إل الذ هن لول وهلة ،و هو بي ته ( ص ) ،وإن ا ال صي الذي
كان ( ص ) يتجره بالل يل ف ال سجد ،ك ما أفاده الا فظ ا ستنادا إل
بعض الروايات ف هذا الديث ،فانظر كتاب " متصر صحيح البخاري
" ( رقم ، ) 398والتعليق عليه .وتت عنوان :من أم قوما يكرهونه ،
ذ كر حد يث " :ثللة ل يق بل ال من هم صلة :من تقدم قو ما و هم له
كارهون ،ور جل أ تى ال صلة دبارا ،ور جل اعت بد مرره " .رواه أ بو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
307
داود وابن ماجه .قلت :هذا إسناده ضعيف ،فيه مهول وآخر ضيف ،
كمفا تراه مبينفا فف " الشكاة " ( ، ) 1123و " ضعيفف أبف داود " (
، ) 92لكن الفقرة الول منه صحيحة ،لا شواهد ندة خرجتها ف "
صفحيح أبف داود " ( ، ) 607منهفا حديفث ابفن عباس الذي هفو فف
الكتاب قبله / .صفحة / 284ومن ( موقف المام والأموم ) وله تت
ر قم ( " : ) 2لد يث أ ب هريرة أن ال نب ( ص ) قال :و سطوا المام
و سدوا اللل .رواه أ بو داود " .قلت :وإ سناده ضع يف ف يه مهولن ،
وضعفه عبد الق الشبيلي ،وللشطر الثان شاهد من حديث أبن عمر
انظره إن شئت ف " الترغيب " ( ، ) 173 / 1ث خرجته ف " صحيح
أ ب داود " ( ، ) 672ووالول ف " ضع يف أ ب داود " ( . ) 106ث
قال " :وعن أنس قال :كان رسول ال ( ص ) يب أن يليه الهاجرون
. . .رواه أحد وأبو داود " .قلت :عزوه لب داود خطأ إذ ل يروه ف
" سننه " ،والؤلف إن ا ن قل أحاد يث هذا الف صل من " النت قى " ،و قد
قال ف تريه " :رواه أحد وابن ماجه " .وهذا هو الصواب ،وإسناد
الد يث صحيح .قوله ) 3 ( " :مو قف ال صبيان والن ساء من الرجال ،
كان ر سول ال ( ص ) ي مل الرجال قدام الغلمان ،والغلمان خلف هم ،
والنسفاء خلف الغلمان .رواه أحدف وأبفو داود " .قلت :وإسفنادها
ضعيف ،فيه شهر ،وهو ضعيف كما سبق غي مرة .وف صف النساء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
308
لوحدهم وراء الرجال أحاديث صحيحة ،وأما جعل الصبيان وراءهم فلم
أ جد ف يه سوى هذا الد يث ،ول تقوم به ح جة ،فل أرى بأ سا من
وقوف الصبيان مع الرجال إذا كان ف الصف متسع ،وصلة اليتيم مع
أ نس وراءه ( ص ) ح جة ف ذلك / .صفحة / 285قال ت ت ر قم 4
-ف التعليق تفسيا لقوله ( ص ) " :زادك ال حرصا ول تعد " " :قيل
:ل ت عد ف تأخ ي ال جئ إل ال صلة ،وق يل :ل ت عد إل دخولك ف
الصف وأنت راكع ،وقيل :ل تعد إل التيان إل الصلة مسرعا " " .
إذا يتم " إذا أتيتم الصلة فعليكم بالسكينة ،ول تأتوها وأنتم تسعون ،
فما أدركتم فصلوا ،وما فاتكم فأتوا " .متفق عليه .وأما القول الذي
قبله ،فل يصح ما يؤيده ،بل هو مالف لديث عطاء بن أب يسار أنه
سع عبد ال بن الزبي على النب يقول للناس :إذا دخل أحدكم السجد
والناس ركوع ،فلي كع ح ي يد خل ،ث ليدب راك عا ،ح ت يدخل ف
الصف ،فإن ذلك السنة ،قال عطاء :وقد رأيته هو يفعل ذلك .أخرجه
ابن خزية ( ، ) 1571والطبان ،والاكم وصححه ،ووافقه الذهب ،
و هو ك ما قال على ما بين ته ف " ال صحيحة " ( ، ) 229وجرى عل يه
ع مل ال سلف ،كأ ب ب كر وز يد بن ثا بت وا بن م سعود ،و قد خر جت
آثار هم ف ذلك هناك .وأ ما الد يث الخالف له ف هو ضع يف ،وله علة
خف ية بينت ها ف " الضعي فة " ( ، ) 977ولذا ل يأ خذ به المام أح د ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
309
بل أخذ بديث ابن الزبي ،كما يأت قريبا .قوله تعف رقم " : - 4
قال ابن المام :وحل أئمتنا حديث وابصة على الندب ،رحديث علي
بن شيبان على ن في الكمال ،ليواف قا حد يث أ ب بكرة ،إذ ظاهره عدم
لزوم العاده لعدم أمره با " .قلت :ل تعارض بي الديثي من جهة ،
وحد يث أ ب بكرة من ج هة أخرى / ،صفحة / 286لن أ با بكرة ل
يصل ف الصف وحده ،فلم يأمره بالعادة ،والرجل الذكور ف الديثي
صفلى وراء الصفف وحده ،فأمره بالعادة ،فل معارضفة ،وبذا جعف
المام أحدف رحهف ال ،فقال أبفو داود فف " مسفائله " ( ص " : ) 35
سعت أح د سئل عن ر جل ر كع دون ال صف ،ث م شى ح ت د خل
الصف ،وقد رفع المام قبل أن ينتهي إل الصف ؟ قال :تزئه ركعة ،
وإن صلى خلف الصف وحده أعاد الصلة " .قوله ت ت ر قم " : - 5
وعن النعمان بن بشي قال :كان رسول ال ( ص ) يسوينا ف الصفوف
. . .فقال :لتسفون صففوفكم أو ليخالففن ال بيف وجوهكفم .رواه
المسة وصححه الترمذي " .قلت :فيه عند أب داود زيادة كان يسن
بالؤلف نقلها ،لنا تبي سنة طالا غفل أكثر الصلي عنها ،وهي قول
النعمان ع قب الد يث " :فرأ يت الر جل يلزق منك به بن كب صاحبه ،
وركبتفه بركبفة صفاحبه ،وكعبفه بكعبفه " .وإسفناده صفحيح ،وعلقفه
البخاري ف " صحيحه " ،وأسند نوه عن أنس .وقوله " :روى البزار
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
310
" وغيهاف بفتحهفا ،بيفد أن الشوكانف قيده على الوجهيف ،فقال فف "
النيفل " ( " : ) 164 / 4بفتفح التاء الثناة مفن فوق ،وضفم الصفاد ،
وبضم أوله مبن للمفعول ،والراد الصف ف الصلة " / .صفحة 288
/قوله تت رقم " : - 6وروى أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت :
قال رسفول ال ( ص ) :إن ال وملئكتفه يصفلوت على الذيفن يصفلون
على ميامفن الصففوف " .قلت :الديفث بذا اللففظ غيف مفوظ عفن
عائ شة ك ما قال البيه قي ،وال صواب عن ها بل فظ " :على الذ ين ي صلون
الصفوف " ،وقد فصلت القول ف بيان علة الديث ف " ضعيف سنن
أ ب داود " ( ر قم ، ) 104و قد غ فل عن عل ته كل من ح سنه من
التقدمي والتأخرين ،كالعلق على " شرح السنة " للبغوي ( 374 / 3
) ،مفع أنفه نقفل معنف قول البيهقفي الذكور ،فكان عليفه أن يدفعفه
بالجة ،ل أن يمع بي النقيضي ! وقوله " :وعند أحد والطبان بسند
صحيح عن أب أمامة أن النب ( ص ) قال :إن ال وملئكته يصلون على
الصف الول .قالوا :يا رسول ال وعلى الثان . " . . .قلت :ل وجه
ألبتة لتصحيح إسناده ،لنه -كما ف " السند " -من طريق فرج :ا :
ثنا لقمان عن أب أمامة .وفرج ضعيف كما قال الافظ ف " التقريب "
ول سيما أنه يرويه عن لقمان ،فقد سئل الدارقطن عن رواية فرج بن
فضالة عن لقمان ابن عامر عن أب أمامة ؟ فقال " :هذا كله غريب " ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
312
( ص ) قال :إذا خرج الرجفل مفن بيتفه إل الصفلة فقال :اللهفم إنف
أسألك بق السائلي عليك ،وبق مشاي هذا ،فإن ل أخرج أشرا . .
. " .قلت :بك إ سناده ضع يف ،فإ نه من روا ية عط ية العو ف ،و هو
ضع يف ،و قد قال الا فظ ا بن ح جر ف ترج ته من " التقر يب " " :
صدوق ي طئ كثيا ،كان شيع يا مدل سا " .قلت :و هو قد عن عن هذا
الديث عن أب سعيد ،ول يصرح بسماعه منه ،فهي علة ثانية ،فأن
لدي ثه ال سن ؟ ! /صفحة / 290ث وق فت له على علة ثال ثة ،و هي
الوقف ،فقد ذكر ابن أب حات ف " العلل " أنه رواه بعضهم عن عطية
عن أب سعيد موقوفا .وقال أبو حات " :إنه أشبه " .يعن بالصواب ،
ولذلك ضعفف النذري هذا الديفث فف " الترغيفب " ( . ) 130 / 1
وقول الؤلف " :وح سنه الا فظ " ،أظ نه يع ن أ با ال سن القد سي .ا
نظفر " الترغيفب " ( . ) 265 / 2قوله فف دعاء الدخول إل السفجد
والروج منه " :اللهم صل على ممد ،اللهم اغفر ل ذنوب " .قلت :
ل نا على هذا ملحظتان :الول :ينب غى أن يضاف إل ال صلة على ال نب
ف ( ص ) هنا السلم عليه ( ص ) لثبوت المر به ف حديث أب هريرة
الذي منه نقل الؤلف الدعاء بالعصمة عند الروج ،وكذلك ثبت المر
الذكور من حديث أب حيد وأب أسيد ف " صحيح أب عوانة " .الثانية
:أن الدعاء بالغفرة ف الوضع ي ل يرد ف حد يث صحيح ،وإن ا روي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
314
من حديث فاطمة رضي ال عنها ،وهو مع أنه منقطع كما بينه مرجه
الترمذي ،فان الدعاء الذكور ف يه تفرد بذكره ف الد يث ل يث بن أ ب
سليم ،و هو ضع يف ،و قد تاب عه على روا ية أ صل الد يث إ ساعيل بن
علية ،وهو ثقة جليل ،ولكنه ل يذكر فيه هذا الدعاء ،فدل ذلك كله
على أنه ل يصح فيه ،وأنه منكر .ولذلك فإن أرى أنه ل يشرع التزامه
مع الدعية الصحيحة ،ول إيراده فيها ،ولسيما مع القطع بأنه من السنة
،فتأمفل ،وراجفع لذا " تريفج الكلم الطيفب " ( ، ) 66 - 63و "
الشكاة " ( 703و 731و ، ) 749و " صففحيح أبفف داود " (
/ . ) 484صفحة / 291قوله ف ف ضل ال سعي إليها ) 1 ( " : . . .
روى أح د والشيخان عن أ ب هريرة أن ال نب ( ص ) قال :من غدا إل
ال سجد وراح ،أ عد ال له ال نة نزل كل ما غدا أو راح " .قلت :هذا
لففظ أحدف فف " السفند " ( ، ) 509 / 2ويبدو ل أنفه قفد وقفع فيفه
اخت صار ي سي من ب عض رواة " ال سند " أ خل بالع ن الق صود م نه ،فإن
لف ظه ع ند م سلم " :من غدا إل ال سجد أو راح ،أ عد ال له ف ال نة
نزل كلما غدا أو راح " .وهكذا أخرجه أحد أيضا بالرف الواحد ف
" كتاب الزهد " ( ص ، ) 3وهو أول حديث منه ،وسنده سنده ف "
السند " ،ورواية البخاري نوه .ول يفى أن اعداد النة نزل ،هو غي
إعداد نزل في ها كل ما غدا أو راح ،فإن اللفظ ي يفيدان ضمان ال نة ل ن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
315
فراجعها .ث تبي ل بعد الوقوف على سنده ف " زوائد البزار " ( 434
) أن إسناده صحيح ،لكن ليس عنده قوله " :السجد بيت كل تقي " ،
وإنا هو عند الطبان وغيه ،وهو مرج ف " الصحيحة " ( ، ) 716
وأوردته ف " صحيح الترغيب " ( ) 326وف أفضل الساجد ذكر رواية
البيه قي عن جابر مرفو عا " :صلة ف ال سجد الرام مائة ألف صلة ،
و صلة ف م سجدي ألف صلة ،و ف ب يت القدس خ سمائة صلة " .
ح سنه ال سيوطي .قلت :ف يه مؤاخذات :الول :اعتماده على ت سي
ال سيوطي للحد يث ،و هو إن ا ح سنه بالر مز له /صفحة / 293ك ما
صرح بذلك الناوي ف " الفيض " ،ورموزه ما ل يعتمد عليها كما نبهنا
على ذلك مرارا ل سباب ذكرت ا ف القد مة فراجع ها إن شئت ،وإن م ا
يؤكد ذلك أن هذا الديث بالذات قد ضعفه السيوطي نفسه صراحة ف
" الا مع ال كبي " ،وك شف ف يه عن عل ته فقال -جزاه ال خيا " : -
وفيه إبراهيم بن أب حية ،واه " .يعن أنه شديد الضعف كما بينته ف "
الرواء " ( ) 343 / 4نقل عن أئ مة الرح والتعد يل .والثان ية :أ نه
سفكت عنفه ،فأوهفم ثبوتفه ،وهفو ضعيفف جدا ،كمفا ذكرت عفن
ال سيوطي آن فا .والثال ثة :أن ف معناه حدي ثا ا خر من روا ية أ ب الدرداء
إسناده أحسن حال من هذا ،حت إن اليثمي قال فيه " :حديث حسن
" ! فكان الجدر بالؤلف أن ينقفل هذا دون ذاك ،وإن كان تسفينه ل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
317
عنه .فقال أبو داود الطيالسي ف " مسنده " ( : ) 1073حدثنا هارون
أبو مسلم قال :حدثنا قتادة عن معاوية بن قرة به .ومن طريق الطيالسي
أخرجه الدولب ف " الكن " ( ، ) 113 / 2والبيهقي ( ) 104 / 3
.وكذلك رواه ا بن ما جه ،لك نه قرن م عه الث قة الثا ن ،فقال ف " سننه
" ( : ) 1002حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب :ثنا أبو داود وأبو قتيبة
قال :ثنا هارون بن مسلم به .وأبو قتيبة اسه سلم بن قتيبة ،وقد رواه
عنه ابن خزية أيضا ،ولكنه قرن به الثقة الثالث ،فقال ف " صحيحه " (
: ) 1567نا يي بن حكيم :ثنا أبو قتيبة /صفحة / 297ويي بن
حاد عن هارون أب مسلم به .ومن طريق ابن خزية أخرجه ابن حبان (
- 400موارد الظمآن ) ،والا كم ( ، ) 218 / 1من طر يق أخرى
عن سلم بن قتي بة وحده وقال " :صحيح ال سناد " .وواف قه الذ هب .
فثبفت بذا التخريفج والتحقيفق أن هارون بفن مسفلم هذا معروف ليفس
بجهول ،وأن إسناده صحيح ،أو حسن على القل ،وهو صحيح قطعا
با قبله من حديث أنس ،وال أعلم .ومن ( الواضع النهي عن الصلة
فيها ) قوله تت رقم - 1الصلة ف القبة " :وعندها عن جندب بن
ع بد ال البجلي . . .إل " .قلت :عزوه إليه ما -ولج ن الشيخ ي -
خطفأ ،فإن الديفث ماف تفرد بفه مسفلم دون البخاري كمفا فف " تففة
الشراف " وغيه ك " النيل " ( ، ) 114 / 2وهو مرج ف " الرواء "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
321
وبي القبة حائل آخر ،وذكر بعضهم :هذا منصوص أحد " .قلت :
وقد ذكر شيخ السلم ف " الفتاوى " وغيها اتفاق العلماء على كراهة
ال صلة ف ال ساجد البن ية على القبور وح كى بطلن ا في ها ف مذ هب
أحد ،وذلك مستفاد من أحاديث النهى عن اتاذ القبور مساجد وبنائها
عليها ،وهى مسألة هامة قد أغفلها عامة الفقهاء ،ولذلك أحببت أن أنبه
عليها ،وأن ل أخلى هذه /صفحة / 299التعليقات منها ،وقد فصلت
القول فيها ف " التعليقات الياد " و " أحكام النائز " و " تذير الساجد
من اتاذ القبور م ساجد " .قوله - 3 " :ال صلة ف الزبلة والجزرة
وقارعة الطريق وأعطان البل والمام وفوق الكعبة ،فعن زيد بن جبية
عن داود بن حصي عن ابن عمر أن النب ( ص ) نى أن يصلى ف سبعة
موا طن . " . . .قلت :فذ كر الوا ضع الذكورة ،ث ن قل عن الترمذي
تضعي فه الد يث ،وأقره على ذلك ،و هو ال صواب ك ما هو مبي ف "
الرواء " ( ، ) 287فعادت الدعوى بدون دليل صحيح ،فكان على
الؤلف أن يورد أحاديث أخرى صحيحة تشهد للحديث ،ولو ف بعض
مفردا ته :فمن ها قوله " صلى ال عل يه وآله " " :الرض كل ها م سجد ،
إل القفبة والمام " .أخرجفه أبفو داود والترمذي والاكفم والبيهقفي
وغيهم ،وإسناده عند بعضهم صحيح على شرط الشيخي ،وهو مرج
ف ال صدر ال سابق .ومن ها قوله " صلى ال عل يه وآله " " :إذا حضرت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
323
الصلة فلم تدوا إل مرابض الغنم وأعطان البل فصلوا ف مرابض الغنم ،
ول تصلوا ف أعطان البل " .أخرجه أحد رالدارمي وابن ماجه وغيهم
بسفند صفحيح على شرط الشيخيف مفن حديفث أبف هريرة ،وفف معناه
أحاديفث أخرى خرجتهفا فف " الثمفر السفتطاب " .ول أعلم حديثفا
صفحيحا فف النهفي عفن الصفلة فف الواطفن الخرى ،ول يوز القول
يطلن ا في ها ال ب نص ع نه " صلى ال عل يه وآله " ،فليعلم / .صفحة
/ 300و من ( ال سترة أمام ال صلي ) قوله ف حكم ها " :ي ستحب
للم صلي أن ي عل ب ي يد يه سترة . " . . .أقول :القول بال ستحباب
ينا ف ال مر بال سترة ف عدة أحاد يث ذ كر الؤلف أحد ها ،و ف بعض ها
النهي عن الصلة إل غي سترة ،وبذا ترجم له ابن خزية ف " صحيحه
" ،فروى هو ومسلم عن ابن عمر مرفوعا " :ل تصل إل إل سترة . .
. " .وإن ما يؤكد وجوبا أنا سبب شرعي لعدم بطلن الصلة برور
الرأة البالغة والمار والكلب السود ،كما صح ذلك ف الديث ،ولنع
الار من الرور بي يديه ،وغي ذلك من الحكام الرتبطة بالسترة ،وقد
ذهب إل القول بوجوبا الشوكان ف " نيل الوطار " ( ، ) 2 / 3و "
ال سيل الرار " ( ، ) 176 / 1وهو الظا هر من كلم ابن حزم ف "
الحلى " ( . ) 15 - 8 / 4قوله تت رقم " : - 1وعن أب هريرة
قال :قال أ بو القاسم ( ص ) " :إذا صلى أحد كم فليج عل تلقاء وجهه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
324
يديه ،واحتج أبو حات ( هو ابن حبان ) على ذلك با رواه ف " صحيحه
" عن الطلب بن أ ب ودا عة قال :رأ يت ال نب ح ي فرغ من طوا فه ف
حاش ية الطاف ف صلى ركعت ي ول يس بي نه وب ي الطواف ي أ حد . " . . .
قلت :الديث الذكور ضعيف لنه من رواية كثي بن كثي بن الطلب ،
وقد اختلف عليه ف إسناده ،فقال ابن عيينة :عنه عن بعض أهله أنه سع
جده الطلب .وقال ابن جريج :أخبن كثي بن كثي عن أبيه عن جده
.قال سفيان :فذهبت إل كثي ،فسألته ،قلت :حديث تدثه عن
أبيك ؟ قال :ل أسعه من أ ب ،حدثن بعض أهلي عن جدي الطلب .
أخرجه أبو داود والبيهقي وقال " :وقد قيل عن ابن جريج عن كثي عن
أبيه قال :حدثن أعيان بن الطلب عن الطلب .ورواية ابن عيينة أحفظ
" .قلت :ومرجع هذه الرواية على بعض أهل كثي ،ول يسم ،فهو
مهول / ،صفحة / 304وساه ابن جريج " :كثي بن الطلب ،وهو
أيضفا مهول ،وتوثيفق ابفن حبان له ل يرجفه عفن الهالة ،وقفد أشار
الا فظ ف " التقر يب " إل أ نه ل ي الد يث .ث إن الد يث لو صح ل
ي كن ن صا في ما ا ستدل له ا بن حبان ،ل نه يت مل أن يكون جواز الرور
ب ي يدي ال صلي الذي ل يس أما مه سترة خا صا بال سجد الرام ،و قد
اسفتدل بعفض العلماء بفه على ذلك .وال أعلم .قوله فف حكمهفا " :
ويرى النفية والالكية أن اتاذ السترة إنا يستحب للمصلي عند خوف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
328
يصح من قبل إسناده ،فيه الجاج بن أرطاة ،وهو ضعيف مدلس ،وقد
عنع نه .و هو مرج عندي ف " الحاد يث الضعي فة " ( ) 5814مع
أحاد يث أخرى بعناه .الثال ثة :أ نه عزاه ل ب داود ،و هو خ طأ ،فل يس
هو عنده ،وإنا رواه نوه من حديث الفضل بن عباس الذي يأت الكلم
عل يه بعده .الراب عة :قوله :وقال البيه قي :وله شا هد بإ سناد أ صح من
هذا عن الف ضل بن عباس .قلت :هذا من ت ساهل البيه قي رح ه اللة ،
لنه من رواية عباس بن عبيد ال ابن عباس عن الفضل بن عباس .وقد
قال الاففظ فف " التهذيفب " " :أعله ابفن حزم بالنقطاع ،قال ( / 4
: ) 13إن عبا سا ل يدرك ع مه الف ضل .و هو ك ما قال .وقال ا بن
القطان :ل يعرف حاله " .وغفففل عففن هذه العلة ( ،النقطاع )
الشوكا ن ف " ن يل الوطار " ( ، ) 8 / 3وتب عه العلق على " شرح
السنة " ( / ! ) 461 / 2صفحة / 306قوله ) 7 ( " :ل يقطع
ال صلة شئ . . .لد يث أ ب داود عن أ ب الوداك قال :مر شاب من
قر يش ب ي يدي أ ب سعيد و هو ي صلى فدف عه ،ث عاد فدف عه ،ث عاد
فدف عه ،ثلث مرات .فل ما ان صرف قال :إن ال صلة ل يقطع ها شئ ،
ولكن قال الرسول ( ص ) :ادرؤوا ما استطعتم ،فإنه شيطان " .قلت :
الديث ضعيف ل يتج به ،لنه من رواية مالد بن سعيد عن أب الوداك
،ومالد ليف بالقوي ،وقفد تغيف فف آخفر عمره كمفا قال الاففظ فف "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
330
التقريب " ،وقد اضطرب ف رواية هذا الديث ،فمرة أوقف قوله فيه :
" إن الصلة ل يقطعها شئ " ،ول يرفعه إل النب ( ص ) كما ف رواية
الكتاب ،ومرة رفعهفا إليفه ( ص ) كمفا فف روايفة أخرى لبف داود ،
ولذلك ضعف الديث ابن حزم والنووي .ويؤيد ضعف هذه الملة منه
مرفو عة وموقو فة أن ق صة أ ب سعيد مع الشاب ف " ال صحيحي " من
طر يق أخرى عن أ ب سعيد دون هذه الملة ،فث بت أن ا منكرة ف هذا
الديث .نعم ،رويت هذه الملة من طرق أخرى عن بعض الصحابة ،
ولكنها كلها ضعيفة ،خلفا لبعض الحدثي العاصرين ،وقد بينت ذلك
ف " ضعيف سنن أب داود " ( رقم 116و ، ) 117وف " الضعيفة
" ( . ) 5661و قد صح ع نه ( ص ) ما يالف هذه الحاد يث
الضعي فة ،و هو قوله ( ص ) " :يق طع صلة الر جل -إذا ل ي كن ب ي
يديه قيد آخرة الرحل -المار والكلب السود والرأة " .أخرجه مسلم
وغ يبه من حد يث أ ب ذر ،و هو ف كتا ب " صحيح سنن أ ب داود
" ( رقم . ) 699ولو أن تلك الحاديث صحت لمكن التوفيق بينها
وبي هذا /صفحة / 307الديث الصحيح بصورة ل يبقى معها وجه
للتعارض أو دعوى النسخ ،وذلك بأن يقيد عموم تلك الحاديث بفهوم
هذا ،فنقول " :ل يقطفع الصفلة شفئ إذا كان بيف يديفه سفترة ،وإل
قطع ها الذكورات ف يه " ،بل إن هذا ال مع قد جاء من صوصا عل يه ف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
331
رواية عن أب ذر مرفوعا بلفظ " :ل يقطع الصلة شئ إذا كان بي يديه
كآخر الرحل ،وقال :يقطع الصلة الرأة . " . . . .أخرجه الطحاوي
بسفند صفحيح .وبذا اتفقفت الحاديفث ،ووجبف القول بأن الصفلة
يقطعها الشياء الذكورة عند عدم السترة .وهو مذهب إمام السنة أحد
بن حن بل رح ه ال ،و هو اختيار ش يخ ال سلم ابن تيمية ،و قد قال ف
خاتة بث له ف هذه السألة " :والذين خالفوا أحاديث القطع للصلة ل
يعارضو ها إل بتضع يف بعض هم ،و هو تضع يف من ل يعرف الد يث ،
ك ما ذكر أصحابه ،أو بأن عارضوها بروايات ضعيفة عن ال نب ( ص )
أنه قال " :ل يقطع الصلة شئ " .أو با روي ف ذلك عن الصحابة ،
و قد كان ال صحابة متلف ي ف هذه ال سالة ،أو برأي ضع يف لو صح ل
يقاوم هذه الجة " .انظر كتابه " القواعد النورانية " ( ، ) 12 - 9و
" زاد العاد " ( / . ) 111 / 1صفحة / 308ومن ( ما يباح ف
الصلة ) قوله تت رقم " : - 2وعن أب الدرداء رضي ال عنه مرفوعا
:يا أيها الناس إيكم واللتفات ،فإنه ل صلة للملتفت ،فإن غلبتم ف
التطوع فل تغلبف فف الفرائض .رواه أحدف " .قلت :فيفه مؤاخذتان :
الول :أن الديث ف " السند " ( ) 443 - 442 / 6موقوف غي
مرفوع ،و سبب هذا ال طإ أن أحد ساق ب سنده عن أ ب الدرداء حديثا
مرفوعا تقدم الكلم عليه ( ص ، ) 262وجاء عقبه " :قال أبو الدرداء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
332
:يا أيها الناس إياكم واللتفات ، " . . .فلم ينتبه الؤلف لقوله " :قال
أبفو الدرداء " ،وظفن مقوله هذا مفن تام حديثفه الرفوع ،فتأمفل .
والخرى :أن إسفناد الديفث ضعيفف فيفه رجفل مهول اتفاقفا ،وقفد
ذكرت أقوال العلماء فيه عند الكلم على الديث الشار إليه .نعم ،قد
أورد الديث النذري واليث مي برواية ال طبان عن أ ب الدرداء مرفوعا ،
ولكنهما ضعفاه ! قوله أيضا " :وعن أنس قال :قال ل رسول ال ( ص
) " :إياك واللتفات ف الصلة ،فإن اللتفات ف الصلة هلكة ،فإن
كان ل بد ف في التطوع ل ف الفري ضة " .رواه الترمذي و صححه " .
قلت :فيففه مؤاخذتان :الول :أن الترمذي ل يصففححه ،وليففس
تصحيحه ف أية نسخة من " سنن " الترمذي
كما قال مققه الفاضل أحد ممد شاكر ،بل ف بعض نسخه ،قال / :
صفحة " / 309هذا حديث حسن " ،وف بعضها " :هذا حديث
غر يب " ،و ف أخرى " :هذا حد يث ح سن غر يب " .وال صنف إن ا
ن قل ت صحيحه عن " النت قى " ،و هو و هم م نه في ما يظ هر ،ث رأ يت
النذري ذكفر فف " الترغيفب " أن التصفحيح فف بعفض نسفخ الترمذي .
الثانية :أن الديث ليس بصحيح ول حسن ،لنه من رواية علي بن زيد
بن جدعان عن سعيد بن إل سيب قال :قال أ نس بن مالك . . .وهذا
السناد ضعيف ،فيه علتان - 1 :ضعف علي بن زيد - 2 .النقطاع
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
333
بي ابن السيب وأنس .وقد أشار إل ذلك النذري ف " ترغيبه " .وقد
أعل الديث ابن القيم ف " الزاد " بالعلتي ،فل يغتر بقول من قال من
العاصرين " :السناد صحيح " ! قوله " :وعن أب ذر أن النب ( ص )
قال " :ل يزال ال مقبل على الع بد و هو ف صلته ما ل يلت فت ،فإذا
التفت انصرف عنه " .رواه أحد وأبو داود ،وقال :صحيح السناد " .
قلت :ف يه ملحظتان :الول :أن أ با داود ل ي صححه ول يس ذلك من
عادله ،والت صحيح الذكور إن ا هو للحا كم ،ف قد أخرج الد يث ف "
الستدرك " ،وقال " :صحيح السناد " ،فالظاهر أنه سقط من الطابع
أو غيه " :والاكم " من التخريج ،وسيأت سقط آخر يشبه هذا قريبا .
الثان ية :أن إ سناد الد يث غ ي صحيح ،لن ف يه أ با الحوص ،وف يه
جهالة /صفحة / 310ك ما قال النووي ف " الجموع " ،وأ عل
الد يث به .قوله " :ويؤيد هذا ما جاء عن ها أ نه كان ( ص ) ي صلي ،
فإذا استفتح إنسان الباب فتح الباب ما كان ف القبلة أو عن يينه أو عن
يسفاره ،ول يسفتدبر القبلة .رواه الدارقطنف " .قلت :هفو بذا اللففظ
ضعيف جدا ،لنه عند الدارقطن ( ص ) 194من طريق ممد بن حيد
-وهو الرازي -وهو متهم بالكذب ،مع أنه حافظ ! وقد صح بلفظ
آ خر ع ند الن سائي وغيه ،وف يه ال شي الذي ا ستدل له به ،و هو الذي
ذكره الؤلف قبل هذا ،وهو مرج ف " الصحيحة " ( ، ) 2716فلو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
334
أنه اقتصر عليه لكان أول .قوله ) 6 ( " :إلقاء السلم على الصلي ،
وماطب ته ،وأ نه يوز له أن يرد بالشارة على من سلم عل يه أو خاط به ،
فعن جابر بن عبد ال قال :أرسلن رسول ال ( ص ) . . .فأتيته وهو
يصلي على بعيه ،فكلمته ،فقال بيده هكذا . . .رواه أحد ومسلم " .
قلت :وف رواية لسلم ( " : ) 71 / 2فسلمت عليه فأشار إل " ،
فهفي أصفرح فف الدللة على الطلوب ،فإيرادهفا كان هفو الول .قوله
تت رقم " : - 7فعن سهل بن سعد الساعدي عن النب ( ص ) قال :
من نا به شئ ف صلته فلي قل :سبحان ال . . .رواه أح د وأ بو داود
والن سائي " .قلت :الد يث ف " ال صحيحي " أي ضا ف حد يث طو يل
عن سهل ،و قد م ضى ف الكتاب بتما مه ف ب ث " صلة الما عة "
( جواز انتقال المام والأموم ) ،فكأن الؤلف ذ هل ع نه / .صفحة
/ 311قوله ) 10 ( " :فعن ابن عباس أن النب ( ص ) صلى ف ثوب
وا حد يت قى بفضوله حر الرض وبرد ها .رواه أح د ب سند صحيح " .
قلت :كل ل يس ب صحيح ول ح سن ،فإن مدار طر قه على ح سي بن
عبد ال ابن عبيد ال بن عباس وهو ضعيف كما ف " الترقيب " ،راجع
" السند " ( 2320و 2385و 2760و 2940و . ) 3327
والظاهر أن الؤلف استلزم صحة إسناده -كعادته -من قول اليثمي ف
تريه ( " : ) 48 / 2رواه أحد وأبو يعلى والطبان ف " الكبي " و "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
335
الوسفط " ،ورجال أحدف رجال الصفحيح " .وليفس ذلك بلزم كمفا
نبهفت عليفه مرارا وبينتفه فف القدمفة ،هذا لو صفح قول اليثمفي إن " :
رجال أح د رجال ال صحيح " .و هو غ ي صحيح ،ل ا ذكر ته آن فا أن
مداره على حسفي ،وليفس هفو مفن رجال " الصفحيح " ،البخاري أو
مسلم .قوله تت رقم " : - 11وكان ( ص ) يصلي ،فمر بي يديه
غلم ،فقال بيده هكذا ،فرجفع ،ومرت بيف يديفه جاريفة فقال بيده
هكذا ،فمضت ،فلما صلى رسول ال ( ص ) قال :هن أغلب .ذكره
المام أحد ،وهو ف السنن " .قلت :هكذا خرجه ابن القيم ف " الزاد
" . ،وعنه نقله الؤلف ،ولنا عليهما مؤاخذتان :الول :أن عزوه ل "
ال سنن " ،يو هم أن ا ال سنن الرب عة ،والوا قع أ نه ل يروه من هم غ ي ا بن
ماجه ! الثانية :أن إسنادها ضعيف ،فيه من ل يعرف ،ولذلك ضعفه
ابن القطان والبوصيي / .صفحة / 312ث قال " :وكان يتنحنح ف
صلته ،قال علي بن أ ب طالب :كان ل من ر سول ال ( ص ) ساعة
آتيه في ها ،فإذا أتي ته . . .ي صلي تنح نح . . .ذكره الن سائي وأح د " .
قلت :هذا الد يث ضع يف ل تقوم به ح جة ،وله ثلث علل :ض عف
راو يه ،واضطراب إ سناده ومت نه .ف في روا ية " :سبح " بدل " تنح نح
" ،ولذلك ضعفه البيهقي وغيه ،وقال النووي ف " الجموع " " :
وضعفه ظاهر بي " .وقد أوضحت كلمه هذا فيما انتقدته على كتاب
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
336
" التاج " ،وراجع " ليص ( ، ) 116 / 4وتعليقي على " صحيح
ابن خزية " ( . ) 54 / 2وقوله " :وروى البزار عن ابن عباس أن النب
( ص ) قال :قال ال عزوجل :إنا أتقبل الصلة من تواضع با لعظمت
. . .ومثله ف خلقي كمثل الفردوس ف النة " .قلت :سكت عليه
الؤلف ،فأوهم صحته ،وليس كذلك ،بل هو ضعيف جدا ،فقد ذكر
النذري واليثمي أن ف سنده عبد ال بن واقد الران ،قال الافظ ف "
التقريفب " " :إنفه متروك ،وكان أحدف يثنف عليفه ،وقال :لعله كفب
واختلط ،وكان يدلس " .قلت :وقد روي موقوفا ف " تاريخ البخاري
" بإ سناد ف يه جهالة ،ك ما بين ته ف " التعل يق الرغ يب على الترغ يب
والترهيب " ( ، ) 186 / 1فيحتمل أن يكون من السرائيليات ،رفعه
بعض الضعفاء .وال أعلم / .صفحة / 313ومن ( مكروهات الصلة
) قوله تت رقم " : - 1وعن أب ذر أن النب ( ص ) قال " :إذا قام
أحدكم إل الصلة ،فإن الرحة تواجهه ،فل يسح الصى " .أخرجه
أح د ،وأ صحاب ال سنن " .قلت :وف يه عند هم أ بو الحوص ،و هو
مهول .نعم :أخرجه الطياسى ف " مسنده " عن أب ذر متصرا ،قال :
سألت ر سول ال " صلى ال عل يه وآله " عن كل شئ ح ت عن م سح
ال صى ؟ فقال :واحدة .و سنده صحيح .و هو ف " ال سند " ( ر قم
، ) 470ول يورده مرت به الش يخ ع بد الرح ن ال ساعات ف با به من "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
337
واللفظ الول لحد ،وهو مرج ف " صحيح أب داود " ( . ) 1135
قوله ب عد أن ذ كر حد يث ع بد ال بن أن يس ف صلة الطالب وقال " :
رواه أح د وأبفو داود ،وحسفن الا فظ إ سناده " .قلت :و ف تسفينه
ن ظر ،ل نه من روا ية ا بن ع بد ال بن أن يس ،ول ي سم ،ولع بد ال هذا
أبناء عدة ،منهم الغقة وغيه ،وقد ذكر النذري أنه عبد ال بن عبد ال
بن أنس ،فإذا صح هذا فهو ف عداد الجهولي كما بينته ف " ضعيف
أب داود " ( ، ) 232ول وجدت له شاهدا لتقويته له ،وانظر " إرواء
الغل يل ( ) 589وال سبحانه وتعال أعلم / .صفحة / 316و من
( صلة السفر ) قوله ف قصر الصلة الرباعية " :فعن يعلى بن أمية قال :
قلت لعمر بن الطاب .فقال :عجبت ما عجبت منه ،فذكرت ذلك
لرسول ال ( ص ) فقال " :صدقة تصدق ال با عليكم ،فاقبلوا صدقته
" .رواه الما عة " .قلت :الد يث ل يروه البخاري مطل قا ،و قد
صرح بذلك ف " النتقى " ،فقال " :رواه الماعة إل البخاري " .فلعل
اسفتثناء سفقط مفن الطابفع أو غيه .وقوله " :وعفن عائشفة قالت " :
فرشت الصلة ركعتي ركعتي بكة ،فلما قدم رسول ال ( ص ) الدينة
زاد مع كل ركعتي ركعتي ال الغرب ،فإنا وتر النهار ،وصلة الفجر
لطول قراءتاف ،وكان إذا سفافر صفلى الصفلة الول " .رواه أحدف
والبيه قي وا بن حبان وا بن خزي ة ،ورجاله ثقات " .قلت :إن ا ي صدق
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
340
هذا التوثيق -وقد نقله من " ممع الزوائد " ( ) 154 / 2وعزاه لحد
-على إسناد أحد ( 241 / 6و ، ) 265وأحد إسنادى البيهقي ( 3
، ) 145 /ولكنه منقطع بي عامر الشعب وعائشة .نعم ،رواية ابن
خزية ( ، ) 355وابن حبان ( ) 544موصولة ،فإنا عن الشعب عن
م سروق عن عائ شة .ل كن ف إ سنادها مبوب بن ال سن ،و هو غ ي
مبوب ف الرواية ،وهذا لقبه ،واسه ممد ،قال الافظ ف " التقريب "
" :صدوق فيه لي " .ول ينفعه أنه تابعه بكار بن عبد ال بن ممد بن
سيين عند البيهقي ( ، ) 363 / 1لنه ضعيف جدا كما يدل على
ذلك ترجته ف " اليزان " و " الل سان " / ،صفحة / 317ومن ها قول
أ ب زر عة ي ه " :ذا هب الد يث ،روى أحاد يث مناك ي " .وف يه علة
أخرى ،و هي الراوي ع نه م مد بن سنان ،و هو القزاز الب صري ،و هو
ضع يف أي ضا ك ما ف " التقر يب " ،ولذلك فإن الا فظ ل ي صب ح ي
أورد الد يث ف " الف تح " ( ) 464 / 1ساكتا عل يه من روا ية ا بن
خزية وابن حبان والبيهقي ،وقلده ف ذلك الشوكان ( ، ) 250 / 1
كما هي غالب عادته ! ول سيما وابن خزية قد ضعفه بالنقطاع الذي
سبق بيانه ،فقال عقب الديث " :هذا حديث غريب ،ل يسنده أحد
أعل مه غ ي مبوب بن ال سن ،رواه أ صحاب داود فقالوا :عن الش عب
عن عائشة خل مبوب بن السن " .لكن وجدت لحبوب متابعا قويا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
341
ومعناه صحيح ما ل يسمع النداء ،فإذا سعه وجب عليه الضور ،وال
أعلم .ومن ( المع بي الصلتي ) قوله تت عنوان :المع ف الطر :
" وروى البخاري أن النب ( ص ) جع بي الغرب والعشاء ف ليلة مطية
" .قلت :عزوه للبخاري خطأ ل رب فيه ،بل أشك أن يكون له أصل
ف شئ من كتب السنة التداولة اليوم ،فإن ل أذكر أف رأيت حديثا بذا
الع ن ،وقفد راجعفت الن مظانفه ،فلم أجده ،ولو كان له أ صل لكان
العلماء الحدثون أوردوه فف " باب جعف القيفم بصفر " ،ولاف لؤوا إل
الحتجاج بغيه ماف ليفس فف صفراحته ،كحديفث ابفن عباس التف فف
الكتاب فف المفع للحاجفة .ويسفتحيل عادة أن يففى عليهفم مثفل هذا
الديفث لو كان له أصفل ،فل أدرى كيفف تسفرب هذا الطفأ إل
الؤلف ؟ وغالب الظن أنه نقله من بعض كتب الفقه الت ل علم /صفحة
/ 321عندها بالديث وروايته ،وعندي ف ذلك أمثلة كثية أتربا إل
ما نن فيه قول الرافعي ف شرح الوجيز " :وروي عن ابن عمر أن النب
( ص ) جع بي الظهر والعصر للمطر " ،فرد عليه الافظ ف تريه ( 4
) 471 /بقوله " :ل يس له أ صل ،وأن ا ذكره البيه قي عن ابن ع مر
موقو فا عل يه ،وذكره ب عض الفقهاء عن ي ي بن وا ضح عن مو سى بن
عق بة عن نا فع ع نه مرفو عا " .فهذا يؤ يد أن الد يث ل أ صل له مطل قا
مرفو عا إل ال نب ( ص ) ،فك يف يكون له أ صل ف البخاري ،وي فى
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
345
( ص ) إذا أراد أن يرج إل سفر قال :اللهم أنت الصاحب ف السفر ،
والليفة ف الهل ،اللهم ان أعوذ بك من الضبنة ( . . . ) 1رواه أحد
والطبان والبزار بسند رجاله رجال الصحيح " .قلت :رووه جيعا من
طر يق ساك عن عكر مة عن ا بن عباس .وقال البزار " :ل نعل مه يروى
بذا اللفظ إل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس " .قلت :وساك -
و هو ا بن حرب -صدوق من رجال م سلم ،ول كن رواي ته عن عكر مة
خا صة مضطر بة ،و قد تغ ي بأخرة ك ما ف " التقر يب " .ف هو إ سناد
ضع يف .و هو ع ند أح د ( 256 / 1و ، ) 300والبزار ( / 4
، ) 33والطبان ( ، ) 1173 / 280 / 11وكذا ابن أب شيبة (
358 / 10و ، ) 360لكن أكثره صحيح با قبله ( * .هامش ) * (
) 1الضبنة والضبنة :ما تت يدك من مال وعيال ،ومن تلزمك نفقته .
ووقع ف " كشف الستار " " :الصيبة " ،وأظنها مرفة عن " الضبنة "
/ ) * ( .صفحة / 323قوله ) 5 ( " :وعن ابن عمر :كان رسول
ال ( ص ) إذا غزا أو سافر فأدر كه الل يل ،قال :يا أرض ! ر ب ور بك
ال . .رواه أحد وأبو داود " .قلت :ف إ سناده من ل يعرف ،وبيانه
ف " الضعيفة " ( ، ) 4837وف التعليق على " الكلم الطيب " ( رقم
، ) 180وزعم العلق على " شرح السنة " ( ) 147 / 5أن له شاهدا
من حديث عائشة وهم مض ،لنه مت آخر ،وهو الت بعد حديث مع
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
347
) .قوله تت رقم - 6بعد أن ذكر حديث ابن مسعود مرفوعا " :إن
الناس يلسفون يوم القيامفة على قدر رواحهفم إل المعات " : " . . .
رواه ابفن ماجفه والنذري " .كذا وقفع فف هذه الطبعفة وغيهفا ،وهفو
تريج غريب ،ويغلب على الظن أن فيه سقطا ،ولعل الصواب . . " :
.وحسنه النذري " ،فقد قال ف " الترغيب " ( " : ) 225 / 1رواه
ا بن ما جه ،وا بن أ ب عا صم ،وإ سنادها ح سن " .و هو ف نقدي غ ي
ح سن ،لن مداره على ع بد الج يد بن ع بد العز يز بن أ ب رواد ،وف يه
ض عف من ق بل حف ظه ،و ف " التقر يب " " :صدوق ي طئ ،وكان
مرجئا ،أفرط ابفن حبان فقال :متروك " .قلت :وقفد اضطرب عبفد
الج يد ف تعي ي شي خه ف هذا الد يث ،فقال مرة " :عن مع مر " ،
ومع مر ث قة .ومرة قال " :عن مروأن بن سال " ،ومروان هذا متروك
متهم بالو ضع .ومعلوم أن الضطراب علة ف الديث -ولو من ثقة -
تنع الكم عليه بالسن ،فكيف إذا كان ضعيفا ؟ فتحسينه والالة هذه
أب عد ما يكون /صفحة / 326عن ال صواب ،ول يتن به لذه العلة
القاد حة العلق على " الزاد " ( ، ) 409 / 1فقلد من ح سنه ! و قد
خر جت الد يث وب سطت الكلم عل يه ف " الضعي فة " ( ، ) 2810
وأوجزته ف " ظلل النة ف تريج السنة " لبن أب عاصم ( . ) 620
قوله ت
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
350
تت عنوان :مشروعية التنفل قبلها ) 1 ( :فعن ابن عمر رضي ال عنه
أنه كان يطيل الصلة قبل المعة ،ويصلي بعدها ركعتي ،ويدث أن
ر سول ال " صلى ال عل يه وآله " كان يف عل ذلك .رواه أ بو داود " .
قلت :وإ سناده صحيح ،ل كن عنده ب عد قوله ركعت ي " :ف بي ته " .
يعنف أن النفب ( ص ) كان يصفلي الركعتيف بعفد المعفة فف بيتفه ،ول
يصفليهما فف السفجد ،وهذا هفو الرفوع مفن الديفث كمفا يدل عليفه
روايات أخرى للحديث تأت ف الكتاب .وأما صلة ابن عمر قبل المعة
فموقوف عليفه كمفا بينفه أبفو شامفة فف " الباعفث على إنكار البدع
والوادث " ،وا بن الق يم ف " زاد العاد " وغيه ا ،و سيأت ف الكتاب
كلم ابن تيمية ف أنه ليس للجمعة سنة قبلية .فانظره ،وراجع لة رسالت
" الجوبة النافعة " / .صفحة / 327ومن ( من تب عليه ومن ل
ت ب عل يه ) قوله ) 6 ، 5 ( " :الد ين الع سر الذي ياف ال بس ،
والختفي من الكم الظال ،فعن ابن عباس رضي ال عنه أن النب ( ص )
قال " :من سع النداء فلم ي به فل صلة له إل من عذر " .قالوا :يا
رسفول ال ! ومفا العذر ؟ قال " :خوف أو مرض " .رواه أبفو داود
بإ سناد صحيح " .قلت :ف يه خطان :الول :أن إ سناد أ ب داود غ ي
صحيح ،لن ف يه أ با جناب و هو ضع يف ومدلس و قد عنع نه ك ما قال
الافظ ف " التلخيص " وضعفه النذرى أيضا ف " متصر السنن " .الثان
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
351
أنقفص " .وقوله " :أفلح الرجفل إن صفدق " ،أو " :دخفل النفة إن
صدق " ،فث بت من ذلك أن صلة الما عة واج بة ل يوز ترك ها إل
لعذر ،وهو الق كما سبق بيانه هناك .وأما تأويل بعض العلماء لقوله
فف الديفث " :فل صفلة له " ،أي :كاملة ،فإن أرادوا بذلك نففي
الوجوب كما هو الظاهر فهو باطل من وجهي :الول :قوله عقبه " :
إل من عذر " ،فإن هذا ل يقال ف غي الواجب كما سبق بيانه .الثان :
أن هذا التأويل غي معروف ف الشرع كما حققه شيخ السلم ابن تيمية
رحه ال ،ول بأس من أن أنقل كلمه متصرا لهيته ،قال رحه ال ف
" القواعد النورانية " ( ص " : ) 26وأما ما يقوله الناس :إن هذا نفي
للكمال .كقوله " :ل صلة لار السجد إل ف السجد " ( قلت :هذا
ليفس له إسفناد ثابفت ) .فيقال له :نعفم هفو لنففي /صففحة / 329
الكمال ،لكن لنفي كمال الواجبات ،أو لنفي كمال الستحبات ؟ فأما
الول فحق ،وأما الثان فباطل ل يوجد مثل ذلك ف كلم ال عزوجل
ول ف كلم رسول ال قط ،وليس بق ،فإن الشئ إذا كملت واجباته
فك يف ي صح نف يه ؟ ! وأي ضا ،فلو جاز لاز ن في صلة عا مة الول ي
والخر ين ،لن كمال ال ستحبات من أندر المور .وعلى هذا ف ما جاء
من نفي العمال ف الكتاب والسنة فإنا هو لنتفاء بعض واجباته كقوله
تعال ( * :فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ) * الية
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
353
.وقوله ( * :ويقولون آمنا بال وبالرسول وأطعنا ث يتول فريق منهم بن
بعفد ذلك ،ومفا أولئك بالؤمنيف ) * ،ونظائر ذلك كثية .ومفن ذلك
قوله ( ص ) " :ل إيان لنف ل أمانفة له " ،و " ل صفلة إل بفاتةف
الكتاب " ،و " من سع النداء ث ل ي ب من غ ي عذر فل صلة له " .
ول ريب أن هذا يقتضي أن إجابة الؤذن النادي إل الصلة ف جاعة من
الواجبات .لكفن إذا ترك هذا الواجفب ،فهفل يعاقفب عليفه ويثاب على
فعله مفن الصفلة أم يقال :إن الصفلة باطلة ،عليفه إعادتاف كأنفه ل
يصلها ؟ هذا فيه نزاع بي العلماء " .اه .لت
:واختار ش يخ ال سلم ف غ ي هذا الكتاب البطلن ،واختر نا عد مه
لديث التفضيل على ما بينا ل صلة الماعة .وحله هو على العذور ،
وهو غي متبادر عندي .وال أعلم / .صفحة / 330قوله تت رقم (
" : ) 7و عن أ ب مل يح عن أب يه أ نه ش هد ال نب ( ص ) ف يوم ج عة
وأصابم مطر ل تبتل أسفل نعالم ،فأمرهم أن يصلوا ف رحالم .رواه
أ بو داود وا بن ما جه " .قلت :ال سياق ل ب داود ،ولك نه زاد ب عد قوله
شهد النب ( ص ) " :زمن الديبية " ،وهي عند ابن ماجه أيضا ،فهي
تدل على أن القصة كانت ف السفر ،وقد صرح بذلك البيهقي ف رواية
له ،ومن العلوم أن ل جعة ف السفر ،وحينئذ فالديث ل يدل على أن
الطر عذر لترك المعة ،بل للجماعة .قوله ف آخر بث وقت المعة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
354
مرجحا مذهب المهور أنه بعد الزوال نقل عن الافظ " :فروى ابن أب
شيبة عن سويد بن غفلة أنه صلى مع أب بكر وعمر حي زالت الشمس .
وإ سناده قوي " .قلت :صدق سويد رح ه ال ،وأخ طأ الا فظ و من
قلده كالؤلف ومن قبله الشوكان ( ) 221 / 3ف استدللم بذا الثر
على ما ذكر نا ،مع أ نه ل يس ف يه ذ كر ل صلة الم عة ل ت صريأ ول
تلويا ،وهذا بناء على السياق الذي ذكره الافظ ونقلوه عنه ،وهو ف
" الفتح " ( ) 387 / 2كما نقلوا ،وهو من أخطائه العجيبة الت ل
أ ستطيع ت صور صدورها من مثله ،فإن هذا ال ثر ل تعلق له ه نا الب تة ،
وإنا بصلة الظهر ،كذلك وقع التصريح به عند ابن أب شيبة ،أخرجه
ب سنده ال صحيح عن ميمون بن مهران :أن سويد بن غفلة كان ي صلي
الظ هر ح ي تزول الش مس ،فأر سل إل يه الجاج :ل ت سبقنا ب صلتنا .
فقال سويد :قد صليتها مع أب بكر وعمر هكذا ،والوت أقرب إل من
أن أدع ها .أورده ( ) 323 - 2 32 / 1ت ت باب ( :من كان
يصفلي الظهفر إذا زالت الشمفس ول يفبد باف " .إذا عرففت هذا ،فل
يصلح للمعارضة الدعاة ،لكن الافظ ذكر عقبه آثارا /صفحة / 331
أخرى بعناه عن ع مر وغيه من ال صحابة ،ل كن القي قة أ نه ل تعارض
بينها وبي أثر ابن سيدان ،كما ل تعارض بي الحاديث الوافقة لا ،
وبي الحاديث الوافقة له ،فالصحابة رضي ال عنهم تلقوا المرين عن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
355
أعم من ذلك ،فيشمل أهل الياه أيضا ،فقد روى ابن أب شيبة أيضا (
) 102 / 2عقب أثر عمر ،قال :حدثنا ابن إدريس عن مالك قال " :
كان أصحاب ممد ف هذه الياه بي مكة والدينة يمعون " .ويشهد له
أ ثر ا بن ع مر الذكور ف الكتاب آ خر هذا الب حث ،وقال ف يه " :رواه
عبد الرزاق بسند صحيح " .قلت :كذا قال الافظ ،وذكره الشوكان
دون أن ين سبه إل يه كغالب تاري ه ،وا ستشهد به الؤلف ،وف يه ما ل
يفى .وهو ف " مصنف عبد الرزاق " ( ، ) 5185 / 170 / 3عن
عبد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر . . .فذكره .كذا وقع فيه " :
عبد ال " مكبا ،وهو ضعيف ،فلعل الصل " عبيد ال ،مصغرا ،وهو
ث قة ،بدل يل ت صحيح الا فظ ل سناده .وال أعلم .قوله ف آ خر ب ث
حكم الطبة نقل عن السوكان " :فالظاهر ما ذهب إليه السن البصري
وداود الظاهري والوينف مفن أن الطبفة مندوبفة فقفط " .قلت :بفل
الصواب وجوبا ،وما أجاب به الشوكان مردود ،وقد نا نوه صديق
خان ف " الرو ضة الند ية " و ف " الوع ظة ال سنة " ،فرددت عل يه ف
رسفالت " الجولة النافعفة " باف ل يدع اشكال على القول بوجوباف .
فراج عه فإ نه م هم جدا .ث ذ كر حد يث جابر مرفو عا :كان إذا صعد
ال نب سلم ،وضع فه با بن لي عة ،ث ذكره من مر سل الش عب وعطاء .
فأقول :هذان الرسفلن أخرجهمفا ابفن أبف شيبفة وعبفد الرزاق ،وهاف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
357
النسائي والدارقطن أعله أيضا بالرسال ،وهو إنا نقل الديث وتريه
م نه أو /صفحة / 334من مت نه ؟ ! و قد خر جت الد يث وتكل مت
عليه بتفصيل ف أول " إرواء الغليل " ( رقم ، ) 2وذكرت له فيه علة
أخرى ،وهي اضطراب ذاك الضعيف ف متنه على وجوه بينتها ،فراجعه
إن شئت تام التحق يق .قوله " :و ف روا ية " :الط بة ال ت ل يس في ها
شهالة كاليففد الذماء " .رواه أحدفف وأبففو داود والترمذي وقال :
( تشهد ) بدل ( شهادة ) " .قلت :رواية أب داود ( ) 4841مثل
رواية الترمذي ،وهي أصح ،وقال " :حديث حسن صحيح غريب " .
وسنده صحيح ،وهو ف " مسند أحد " ( 302 / 2و . ) 343هذا
وك نت أود أن ل يلي الؤلف كتا به من خط بة الا جة ال ت كان ر سول
ال ( ص ) يعلمها أصحابه ،ول سيما وفيها نص التشهد الشار إليه ف
هذا الديفث وغيه كحديفث جابر بفن عبفد ال رضفي ال عنفه قال " :
كا نت خط بة ال نب ( ص ) يوم الم عة ي مد ال ،ويث ن عل يه ،ث يقول
على إ ثر ذلك . " . . .رواه م سلم ( . ) 11 / 3و نص الط بة ك ما
جاء ف عدة أحاديث كنت جعتها ف رسالة خاصة فيها ،يأت الشارة
إليهفا إن شاء ال " :إن المفد ل ،نمده ونسفتعينه ونسفتغفره ،ونعوذ
بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الئه فل مضل له ،ومن
يضلل فل هادي له .وأشهففد أن ل إله ال ال وحده ل شريففك له ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
359
يطبنا ،فجاه السن والسي عليهما قميصان أحران .رواه المسة " .
قلت :فيه / :صفحة / 337أول :قوله " :اب بريدة " .خطأ متكرر
هنا وف الطبعة الديدة ،والصواب " :بريدة " بذف أداة الكنية ،وهو
بريدة بن ال صيب ر ضي ال ع نه .ثان يا :الق صود ب ( الم سة ) المام
أحدف ،وأصفحاب السفنن الربعفة ،ومنهفم الترمذي ،وقفد قال عقفب
الد يث " :ح سن غر يب ،إن ا نعر فه من حد يث ال سي بن وا قد " .
والسي هذا قال الشوكان ف " نيل الوطار " ( " : ) 233 / 3هو
أ بو علي قا ضي مرو ،اح تج به م سلم ف " صحيحه " ،وقال النذري :
ثقة " .قلت :فكان على الؤلف أن ينقل عنه ما يدل على صحة الديث
،ول يقتصفر على التخريفج ،لن التخريفج بالنسفبة لدرجفة الديفث
كالوسيلة مع الغاية ،فما الفائدة من التيان بالوسيلة دون الناية ،وهذه
مصفيبة عامفة ل ينفج منهفا أكثفر الؤلفيف قدياف وحديثفا وال السفتعان .
والديث صححه ابن خزية والاكم والذهب ،وهو مرج ف " صحيح
أب داود " ( . ) 1016قوله تت عنوان :حرمة الكلم أثناء الطبة ،
ف حديث ابن عباس مرفوعا " :من تكلم يوم المعة والمام يطب فهو
كالمار يمل أسفارا .والذي يقول له :أنصت ،ل جعة له " .قال :
" رواه أحد وابن أب شيبة والطبان ،قال الافظ ف " بلوغ الرام " :
إ سناده ل بأس به " .وأقول :ك يف ل ،وف يه عند هم جي عا مالد بن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
362
سعيد ،والافظ فسه يضعفه ف " التقريب " بقوله / :صفحة " / 338
ليفس بالقوي ،وقفد تغيف فف آخفر عمره " .وبفه أعله اليثمفي ( / 2
، ) 184ولذلك أشار النذري ف " الترغ يب " ( ) 257 / 1إل
ضعف الديث بتصديره إياه بقوله " :روي " كما نص عليه ف القدمة ،
ولذلك خرج ته ف " الضعي فة " ( ) 1760بروا ية من ذكر هم الا فظ
وغيهم .وقد صح معن الديث عن ابن عمر موقوفا عند ابن أب شيبة (
. ) 125 / 2ول عل الا فظ قوى حدي ثه هذا للشا هد الذي ف جا مع
حاد بن سلمة عن ابن ع مر موقو فا .ولك ن ل أرى أن الوقوف ي صلح
شاهدا لتقوية الرفوع هنا .وال أعلم .ث ذكر حديث أب الدرداء ،وفيه
قول أ ب له ح ي سأله وال نب ( ص ) ي طب :ما لك من جع تك إل ما
لغوت .وقوله ( ص ) " :صفدق أبف . . . " .الديفث ،قال " :رواه
أح د وال طبان " .قلت :رجاله موثقون ك ما قال اليث مي ،ل كن أعله
النذري والع سقلن بالنقطاع ك ما بين ته ف " التعل يق الرغ يب " ( / 1
، ) 258لكن الديث صحيح ،فإنه رواه ابن ماجه بإسناد جيد عن أب
نفسه ،وفيه أن أبا ذر هو الذى كلم أبيا .وكذلك رواه الطحاوي ( 1
، ) 215 /والطيالسي عن أب هريرة ،وإسناده حسن كما ف " الرواء
" ( ، ) 80 / 2وابن خزية ف " صحيحه " ( ) 1807عن أب ذر
نف سه .وقوله " :وقال الشاف عي :لو ع طس ر جل يوم الم عة ،فشم ته
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
363
رجل رجوت أن يسعه ،لن التشميت سنة ،ولو سلم رجل على رجل
كرهفت ذلك ورأيفت أن يرد عليفه ،لن السفلم سفنة ،ورده فرض " .
قلت :ذكره الشوكا ن ف " ن يل الوطار " ( ) 232 / 3نقل عن
مت صر البوي طي ،و هو ف " الم " للشاف عي ( ، ) 175 / 1و ف "
متصر الزن " ( / / 1صفحة . ) 138 / 339والتفريق بي التشميت
ورد السلم غي ظاهر عندي ،إذ حكمهما ف الصل واحد ،إما السنة
ك ما ف كلم الشاف عي ،أو الوجوب ك ما هو الرا جح ع ند كث ي من
العلماء ،فينبغي التسوية بينهما ف النع أو الواز ،وف ذلك عند الشافعية
ثلثة ذكرها النووي ف " الجموع " ( ، ) 524 / 4وقال " :الصحيح
النصفوص تريف تشميفت العاطفس ،كرد السفلم " .قلت :وهذا هفو
القرب لا ذكرته ف " الضيفة " تت الديث ( . ) 5665ث قوله " :
ف عن ثعل بة بن أ ب مالك قال :كانوا يتحدثون يوم الم عة وع مر جالس
على النب ،فإذا سكت الؤذن قام عمر فلم يتكلم أحد . .رواه الشافعي
ف ( مسنده ) " .قلت :وهو ف " الم " ( : ) 175 / 1وحدثن ابن
أب فديك عن ابن أب ذئب عن ابن شهاب قال :حدثن ثعلبة به ،وزاد
ف أوله " :أن قعود المام يق طع ال سبحة ،وأن كل مه يق طع الكلم " .
وأخرجه مالك ف " الوطإ " ( ، ) 126 / 1ومن طريقه الشافعي ،عن
ا بن شهاب به نوه ،إل أ نه ج عل الزيادة ف آخره من كلم الزهري ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
364
وهو أصح ،لن مالكا أوثق من ابن أب فديك ،واسه ممد بن إساعيل
بن مسلم بن أب فديك .وقال النووي ف " الجموع " ( : ) 220 / 4
" وحديث ثعلبة صحيح ،رواه الشافعي ف " الم " بإسنادين صحيحي "
! كذا قال وهو يعن طريق إبن أب فديك ومالك عن ابن شهاب ،وهذا
/صفحة / 340اصطلح خاص بالنووي انتقده عليه العسقلن وغيه
لا فيه من اليهام لن ل معرفة له ،أن له طريقا أخرى عند الشافعي عن
ثعلبة ،وهو خلف الواقع ،فإنه عن ابن شهاب وحده .نعم قد وجدت
له متابعا قويا ،أخرجه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ) 124 / 2من
طريفق يزيفد بفن عبفد ال عفن ثعلبفة بفن [ أبف ] مالك القرظفي قال " :
أدركت عمر وعثمان ،فكان المام إذا خرج يوم المعة تركنا الصلة ،
فإذا تكلم تركنا الكلم " .وهذا إسناد صحيح ،ويزيد هذا هو ابن الاد
الليثفي الدنف ( .فائدة ) :فف هذا الثفر دليفل على عدم وجوب إجابفة
الؤذن ،لريان العمفل فف عهفد عمفر على التحدث فف أثناء الذان
وسكوت عمر عليه ،وكثيا ما سئلت عن الدليل الصارف للمر بإجابة
الؤذن عفن الوجوب ؟ فأجبفت بذا .وال أعلم .قوله تتف عنوان :
إدراك رك عة من الم عة أو دون ا " :قال ا بن م سعود :من أدرك من
المعة ركعة ،فليضف إليها أخرى ،ومن فاتته الركعتان ،فليصل أربعا
.رواه الطبان بسند حسن " .قلت :نقله من " ممع اليثمي " ( / 2
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
365
) ،وقد خرجته ف " صحيح أب داود " ( . ) 982والخر :قوله " :
وصححه ابن خزية " .وهو فيه مقلد للمي الصنعان ف " سبل السلم "
،و سبب هذا الو هم م نه هو /صفحة / 344أ نه رأى الد يث ف "
صحيح ا بن خزي ة " ( ، ) 1464فتو هم أن كل أحادي ثه صحيحة ،
وليس المر كذلك عنده ،فكثيا ما يرج الديث تت بابه ،ويصرح
فيه بعلته ،ويشكك ف صحته ،وهذا ما فعله ف هذا الديث ،فإنه قال
أثناء ترج ته ع نه ف الباب ( " : ) 359 / 3إن صح ال ب ،فإ ن ل
أعرف إياس بفن أبف رملة بعدالة ول جرح " .لكفن الديفث صفحيح
بشواهده التية ف الكتاب ،وقد صححه ابن الدين ،والاكم ،والذهب
،وهي مرجة ف " صحيح أب داود " أيضا ( . ) 984 - 983ومن (
باب صلة العيد ين ) قوله " :و هي سنة مؤكدة ،وا ظب ال نب ( ص )
عليهفا ،وأمفر الرجال والنسفاء أن يرجوا لاف " .قلت :فالمفر الذكور
يدل على الوجوب ،وإذا وجفب الروج وجبفت الصفلة مفن ياب أول
كما ل يفى ،فالق وجويها ل سنيتها فحسب ،ومن الدلة على ذلك
أن ا م سقطة للجمعة إذا اتفقتا ف يوم وا حد ك ما سبق ف كتاب الؤلف
قري با ،و ما ل يس بوا جب ل ي سقط واج با ك ما قال صديق خان ف "
الروضة الندية " ،وراجع تام هذا البحث فيه وف " السيل الرار " ( 1
. ) 315 /قوله تت رقم " : - 1فعن جعفر بن ممد عن أبيه عن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
369
الديفث .وقال " :لول جهالة إسفحاق بفن بزرج لكمفت للحديفث
بالصحة " / .صفحة / 346قلت :ل وضعفه الزدي ،وأما ابن حبان
فذكره ف " ثقات التابعي " ( ، ) 24 / 1وقال " :يروي عن السن
بفن علي بفن أبف طالب .روى عنفه الليفث بفن سفعد " .يشيف إل هذا
الديفث ،فقفد رواه البخاري فف " التاريفخ " ( ) 1222 / 1 / 1
هكذا ،ليس فيه ذكر لزيد ،ول قوله :عن أبيه .ولعله الصواب .قوله
تت رقم " : - 4وعن ابن عباس أن رسول ال ( ص ) كان يرج
نساءه وبناته ف العيدين .رواه ابن ماجه والبيهقي " .قلت :ف إسناده
الجاج بن أرطاة ،وهو سدلس ،وقد عنعنه ،وقد اضطرب ف إسناده ،
فمرة قال :عن عبد الرحن بن عابس عن ابن عبابس ،ومرة قال :عن
عطاء عن جابر .أخر جه أح د ( . ) 363 / 3و مع أن البو صيي
أصاب ف " زوائده " ف قوله " :هذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج " ،
فإ نه ج عل روا ية أح د ع نه شاهدا له ! فكأ نه ل ي ستحضر إ سناده ،وإل
فكيف يسوغ ذلك والشاهد له هو عي الشهود ؟ ! قوله تت رقم - 5
" :فعند أب داود والكم . . .عن بكر بن مبشر قال :كنت أغدو مع
أصفحاب رسفول ال ( ص ) إل الصفلى يوم الفطفر . . .فنسفلك بطفن
بطحان . . .ث نر جع من ب طن بطحان إل بيوت نا .قال ا بن ال سكن :
إسناده صال " .قلت :كل ،ليس بصال ،لنه من طريق إسحاق بن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
371
سال عن بكر ،وها مهولن ،ولذلك تعقب الذهب ف " اليزان " قول
ا بن ال سكن هذا بقوله / :صفحة " / 347قلت :ل يعرف إ سحاق
وب كر بغ ي هذا الد يث " .وقال الا فظ ف ترج ة إ سحاق الذكور " :
مهول الال " .والجهول ل يتفج بديثفه بال .قوله فف وقفت صفلة
العيد " :أخرجه أحد بن حسن البناء من حديث جندب قال :كان النب
( ص ) يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمي ،والضحى على قيد
رمح .قال الشوكان :هذا الديث أحسن ما ورد ف تعيي وقت صلة
الع يد " .وأقول :ن عم ،لول أ نه ل ي صح ،و قد نقله الشوكا ن عن "
التلخيص البي " للحافظ ،ث قال ( " : ) 248 / 3ول يتكلم عليه "
.قلت :لك نه قد ساق من إ سناده ما يتم كن به العارف بذا الفن أن
يكم عليه با يستحقه من صحة أو ضعف ،وقد كنت نقلته عنه ف "
الرواء " ( ، ) 101 / 3وعقبت عليه بقول " :لكن العلى بن هلل
الذي ف إسناده اتفق النقاد على تكذيبه ،كما قال الافظ ف تقريبه " .
ث إن الشوكان قد انقلب عليه اسم البناء مرج الديث ،فقال كما ترى
" :أحد بن حسن " ،وقلده الؤلف ،والصواب " :السن بن أحد "
كما ف " التلخيص " ( ، ) 83 / 2وكتب الرجال ،وهو فقيه حنبلي
له ترجة حسنة ف " شذرات الذهب " ،توف سنة ( / . ) 471صفحة
/ 348وف الباب حديث صحيح ،عن عبد الد بن بسر ،أنه خرج مع
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
372
الناس ف يوم عيد فطر أو أضحى ،فأنكر إبطاء المام ،وقال " :إنا كنا
مع النب ( ص ) قد فرغنا ساعتنا هذه ،وذلك حي التسبيح " .أخرجه
أبفو داود وغيه ،وعلقفه البخاري بصفيغة الزم ،وصفححه الاكفم
والنووي والذ هب ،و هو مرج ف " الرواء " ( ، ) 101 / 3و "
صحيح أب داود " قوله تت رقم " : - 7وعن سعد بن أب وقاص أن
ال نب ( ص ) . . .كان ي طب خطبت ي قائ ما ،يف صل بينه ما بل سة .
رواه البزار " .قلت :سكوت الؤلف يو هم صحته ،ول يس ب صحيح ،
ول ح سن ،ف قد قال اليث مي " :رواه البزار وجادة ،و ف ا سناده من ل
أعرفه " .قلت :وفيه عبد اللة بن شبيب شيخ البزار ،وهو واه كما قال
الذهب ،فكان على اليثمي أن يعله به ،ول سيما أن البزار قد قال عقبه
" :ل نعلمه إل بذا السناد " .كما ف " كشف الستار عن زوائد
البزار " ( . ) 315 / 1وقد أشار الؤلف إل ضعف الديث ،فراجع
كلمه عن خطبة العيد .قوله ف التكبي ف صلة العيدين " :يسن . . .
رفع اليدين مع كل تكبية " .قلت :الصواب أن يقال :ل يسن ذلك ،
لنه ل يثبت ذلك عنه ( ص ) ،وكونه روي عن عمر وابنه ل يعله سنة
،أل ترى أن الؤلف قال بثل قولنا ف تكبيات /صفحة / 349النائز
( ، ) 1واحتج بثل حجتنا ،مع أنه قد صح عن ابن عمر أنه كان يرفع
يد يه في ها ؟ ! فإن كان هذا ي عل الت كبيات سنة ،فلي قل ب سنيتها ،وإل
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
373
فليقل بعدم الشروعية ف الوضعي وهو الق ،ول سيما أن رواية عمر
وابنه ههنا ل تصح .أما عن عمر فرواه البيهقي بسند ضعيف .وأما عن
ابنه فلم أقف عليها الن ،وقد قال مالك " :ل أسع فيه شيئا " .انظر "
الرواء " ( . ) 640وقوله " :ول ي فظ ع نه قي ذ كر مع ي ب ي
التكبيات ،ولكن روى الطبان والبيهقي بسند قوي عن ابن مسعود من
قوله وفعله ،أنه كان ي مد ال ويث ن عليه وي صلي على ال نب ( ص ) " .
قلت :قوى إسناده تبعا للحافظ ف " التلخيص " ،وفيه عندي نظر ،لن
ف سند إل طبان انقطا عا ك ما قال اليث مي ف " الج مع " ،وأ ما إ سناد
البيه قي فأعله ا بن التركما ن ف " الو هر الن قي " بأن " :ف يه من يتاج
إل ك شف حاله " .قلت :ول عل الر جل الشار إل يه هو م مد بن أيوب
ول أعرفه ،وف الرواة جاعة بذا السم ،وقد أشار ابن القيم ف االزاد "
إل ض عف هذا ال ثر عن ا بن م سعود ،و هو الر جح ،ويقو يه قول ا بن
التركمان أيضا " :قد ذكر البيهقي قول ابن مسعود ف الباب الذي قبل
هذا من عدة طرق ،وذكره ا بن أ ب شي بة من طرق أك ثر من ذلك ،
وكذا ذكره غيه ا ،ول ذ كر ف شئ من ها للذ كر ب ي الت كبيات ،ول
يرو ذلك ف حد يث م سند ول عن أ حد من ال سلف * ( ها مش ) * (
) 1انظر ( ) 88 / 4من " فقه السنة " ،و ( ) 53 / 4من " نيل
الوطار " / ) * ( .صففحة / 350فيمفا علمنفا إل فف هذه الطريفق
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
374
الضعيفة ،وف حديث جابر الذكور بعد هذا ،وف سنده من يتاج إل
كشف حاله ،وفيه أيضا علي بن عاصم ،قال يزيد بن هارون :ما زلنا
نعرفه بالكذب . . .قال :ولو كان ذلك مشروعا لنقل إلينا ،ولا أغفله
ال سلف ر ضي ال عن هم " .ث وق فت ل ثر ا بن م سعود هذا على طر يق
أخرى لاف قمفت بتحقيفق كتاب " :فضفل الصفلة على النفب ( ص ) "
للمام اسفاعيل القاضفي ،وذكرت هناك أن إسفناده حسفن ،وصفححه
الاظ السخاوي ف " القول البديع ف الصلة على البيب الشفيع " ( ص
- 151هندية ) ،فانظر " فضل الصلة " ( - 38 / 37طبع الكتب
ال سلمي ) ،وان ظر " ا لرواء " ( . ) 642قوله ف خط بة الع يد " :
و عن ع بد ال بن ال سائب قال :شهدت مع ر سول ال ( ص ) الع يد ،
فلمفا قضفى الصفلة قال :إنفا نطفب ،فمفن أحفب أن يلس للخطبفة
فليجلس ،ومن أحب أن يذهب فليذهب .رواه النسائي وأبو داود وابن
ما جه " .قلت :إ سناده ضع يف ،أعله أ بو داود والدارقط ن وا بن مع ي
بالرسال .وأقول :فيه ابن جريج ،وهو مدلس ،وقد عنعنه .ث ترجح
عندي الو صل على الر سال ،وأن عنع نة ا بن جر يج ه نا ل ت ضر ،ك ما
بينته ف " الرواء " ( ، ) 629فراجعه ،وعليه أوردته ف " صحيح أب
داود " ( ، ) 1048وصححه الاكم ،والذهب ،وابن خزية أيضا (
، ) 1462فالديث صحيح / .صفحة / 351وقوله ف خطبة العيد
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
375
أيضا " :وإنا روى ابن ماجه ف " سننه " عن سعيد مؤذن النب ( ص )
أنه كان يكب بي أضعاف الطبة . " . . .قلت :ومع أنه ل يدل على
مشروع ية افتتاح خط بة الع يد بالت كبي ،فإن إ سناده ضع يف ،ف يه ر جل
ضعيف وآ خر مهول ،فل يوز الحتجاج به على سنية التكبي ف أثناء
ال خطبة .قوله تت عنوان :اللعب واللهو والغناء والكل ف العياد :
" قال الافظ ف " الفتح " :وروى ابن السراج من طريق أب الزناد عن
عروة عن عائ شة أ نه ( ص ) قال يومئذ ،لتعلم يهود الدي نة أن ف دين نا
فسفحة :إنف بعثفت بنيفيفة سفحة " .قلت :الذي فف " الفتفح " " :
السراج " بدون " :ابن " ،وهو الصواب ،وهو الافظ المام الثقة أبو
العباس م مد بن إ سحاق الني سابوري صاحب " ال سند " والتار يخ ،له
ترج ة وا سعة ف " تذكرة الفاظ " ( . ) 272 - 168 / 2ث إن
اقتصار الافظ على عزوه للسراج يوهم أنه ل يوجد عند من هو أشهر
منه ،وليس كذلك ،فقد أخرجه المام أحد ( 166 / 6و ) 233
من طر يق ع بد الرح ن ،يع ن ا بن أ ب الزناد ،قال :قال ل عروة . . .
قلت :وعبد الرحن هذا فيه ضعف من قبل حفظه .وقال الافظ ف "
التقريب " " :صدوق تغي حفظه لا قدم بغداد " .قلت :والظاهر ل أن
هذا الد يث حدث به ف حالة التغ ي ،فإ نه تفرد به /صفحة / 352
دون غيه من رواه عن عروة ،وهم جاعة من الثقات ،وتابع عروة على
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
376
رواية أصل القصة أربعة من الثقات ،فلم يذكر أحد منهم هذا الذي رواه
عبفد الرحنفبفن أبف الزناد ،فدل على ضعففه .ثف اسفتدركت فقلت :
وجدت له طري قا أخرى من روا ية يعقوب بن ز يد التي مي عن عائ شة .
أخرجه الميدي ف " مسنده " ( ، ) 123 / 1ورجاله ثقات ،فهو
صحيح إن سلم من النقطاع بي التيمي وعائشة ،وإل فهو شاهد قوي
.ولملة " :النيف ية ال سمحة " شوا هد ،من ها عن أ ب أما مة ،و قد
خرجته مع ما ف معناه ف " الصحيحة " ( . ) 2924وقد أوردت طرق
الديث المسة ،وذكرت ألفاظه وما ف طرقه من الزيادات ف " كتاب
الساجد " من " الثمر الستطاب " ،ث ف " آداب الزفاف " ( - 163
. ) 169قوله تت عنوان :فضل العمل الصال " . . .وعند أحد
والطبان عن ابن عمر قال :قال رسول ال ( ص ) ما من أيام أعظم عند
ال سبحانه . . .من هذه اليام العشر ،فكثروا فيهن من التهليل والتكبي
والتحميد . ،قلت :عزوه للطبان من حديث ابن عمر خطأ ،فإنا رواه
من حديث ابن عباس ،كما ف " الترغيب " و " الجمع " ،وقان الول
" :إسناده جيد " .وقال الخر " :ورجاله رجال الصحيح " / .صفحة
/ 353وفي ما قاله ن ظر ،فإنه عند ال طبان ف " العجم الكبي " من
طريق خالد -وهو ابن الارث البصري أو ابن عبد ال الواسطي -عن
يز يد بن أ ب زياد عن ما هد عن ا بن عباس .ويز يد هذا هو الاش ي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
377
مولهم ،وانا روى له مسلم مقرونا ،ول يتج به ،ث إن فيه ضعفا ،
قال الافظ " :ضعيف ،كب فتغي ،صار يتلقن " .وما يدل على ضعفه
ف هذا الديث ،أنه اضطرب ف روايته ،فمرة رواه هكذا " :عن ماهد
عن ابن عباس " .ومرة قال " :عن ماهد عن ابن عمر " .
أخرجه أحد رقم ( . ) 1154وقد تابعه على هذا الوجه موسى بن أب
عائشة .رواه أبو عوانة يعن ف " صحيحه " كما ف " الفتح " ،وهذه
متابعة قوية ،تدل على ان للحديث أصل عن ابن عمر ،فهو شاهد قوي
لديث ا بن عباس الذي ف الكتاب ق بل هذا ،لكن لين ظر هل تو جد ف
روا ية ا بن أ ب عائ شة هذه الزيادة ،ال ت ف آخره " :فأكثروا في هن " ؟
فإن وجدت فهي صحيحة ،وإل ف ضعيفة ،لتفرد يزيد بن أب زياد با ،
والظا هر من كلم الا فظ ف " الف تح " الول ،فإ نه ب عد أن ذ كر هذه
الرواية من طريق أب عوانة ،قال بعد صفحتي ف آخر شرحه للحديث :
" وقد وقع ف رواية إبن عمر من الزيادة ف آخره :فأكثروا فيهن من
التهليل والتحميد " .فإن التبادر منه أنه يعن تلك الرواية الت كان عزاها
ق بل ل ب عوا نة ،ث ذ كر الا فظ أن هذه الزيادة رو يت ف ب عض طرق
حديث ابن عباس .ولكنه ضعفها .وال أعلم / .صفحة / 354وقوله
" :وروى عن أب هريرة أن النب ( ص ) قال " :ما من أيام أحب ال
أن يتعبد له فيها من عشر ذي ال جة ،يعدل صيام كل يوم منها بصيام
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
378
سنة ،وقيام كل ليلة من ها بقيام ليلة القدر " .رواه الترمذي وا بن ما جه
والبيهقفي " .قلت :إسفناده ضعيفف .والؤلف فقله عفن " الترغيفب "
للمنذري ( ، ) 125 / 2وهو وإن كان قد ضعفه بتصديره إياه بقوله :
" روي " ،كما هو اصطلحه الذي نبه عليه ف القدمة ،ولكنه -جزاه
ال خيا -ل يكتفف بذلك ،بفل أتبعفه بفبيان علتفه ،فقال بعفد تريهف
الذكور " :وقال الترمذي :حديفث غريفب ل نعرففه إل بفن حديفث
مسعود بن واصل عن النهاس بن قهم ،وسألت ممدا -يعن البخاري -
عن هذا الديث ،فلم يعرفه من غي هذا الوجه " .قلت :ولذلك كنت
أود لو أن الؤلف ن قل تام كلم النذري هذا أداء للما نة العلم ية ،وبيا نا
صريا لض عف الد يث ،لن الؤلف ل يلتزم ال صطلح الشار إل يه من
جهة ،كما تقدم بيانه ف القدمة ،ولن عامة قرائه ل علم عندهم على
الغالب بالصطلحات العلمية .ث إن الديث قد تكلمت عليه مفصل ف
" الضيفة " ( . ) 5142وف استحباب التهنئة بالعيد قوله " :عن جبي
بفن نفيف قال :كان أصفحاب النفب ( ص ) إذا التقوا يوم العيفد يقول
بعض هم لب عض :تق بل ال م نا وم نك .قال الا فظ :إ سناده ح سن " .
قلت :الراد ب ( الا فظ ) ع ند الطلق ا بن ح جر الع سقلن ،ول أ قف
على هذا التحسي ف شئ من كتبه ،وإنا وجدته للحافظ السيوطي ف
رسالته " :وصول المان ف أصول التهان " ( ص ، ) 109من الزء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
379
الول من " الاوي /صفحة / 355للفتاوي " ،وقد عزاه لزا هر بن
طاهفر فف " كتاب تففة عيفد الفطفر " ،وأبف أحدف الفرضفي .ورواه
الحاملي ف " كتاب صلة العيدين " ( ) 2 / 129 / 2بإسناد رجاله
كلهم ثقات رجال " التهذ يب " ،غ ي شي خه اله ن بن ي ي ،و هو ث قة
نبيل كما قال الدارقطن ،وهو مترجم ف " تاريخ بغداد " ( 266 / 13
، ) 268 -فال سناد صحيح ،ل كن خال فه حا جب بن الول يد ف
إ سناده ،فلم يرف عه إل أ صحاب ال نب ( ص ) .فقال :حدث نا مب شر بن
إساعيل اللب عن صفوان بن عمرو السكسكي قال " :سعت عبد ال
بن بسرو عبد الرحن بن عائذ وجبي بن نفي وخالد بن معدان يقال لم
ف أيام العياد :تقبل ال منا ومنكم .ويقولون ذلك لغيهم " .أخرجه
أبو القاسم الصبهان ف كتابه " الترغيب والترهيب " ( ق - 2 / 41
. ) 1 / 42فإن صح السند بذا إل الاجب ،فإن ف الطريق إليه من
يتاج إل الكشف عن حاله ،فلعل مبشر بن إساعيل حدث بذا وهذا ،
وباصة أن عبد ال بن بسر هذا -وهو الازن -صحاب صغي ،ولبيه
صحبة ،فيبعد أن يقول هو والتابعون الذكورون معه شيئا دون أن يتلقوه
عفن الصفحابة ،فتكون الروايتان صفحيحتي ،فالصفحابة فعلوا ذلك ،
فاتبعهفم عليفه التابعون الذكورون .وال سفبحانه وتعال أعلم .ويؤيفد
الرواية الول ما ذكره ابن التركمان ف " الوهر النقي " ( ) 320 / 3
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
380
ويعله واهيا ،ول سيما أنه قد روي عن غيه موقوفا ! رابعا :أن ثابت
بفن ممفد الزاهفد -وإن روى له البخاري -فقفد ذكره هفو نفسفه فف
الضعفاء ،وضعفه غيه من قبل حفظه ،ولذلك قال الافظ ف " التقريب
" " :صدوق يطئ " .قوله تت عنوان ) 2 ( :الترغيب ف أدائها " :
وروى أح د ب سند صحيح عن أ نس ر ضي ال ع نه قال :أ تى ر جل من
تيم رسول ال ( ص ) ،فقال . . . :كيف أصنع ؟ وكيف أنفق ؟ فقال
رسول ال ( ص ) :ترج الزكاة من مالك ،فإنا طهرة تطهرك ،وتصل
أقفر باءك ،وتعرف حفق إلسفكي والار والسفائل " .قلت :ل أر مفن
صرح بت صحيحه ،وال صنف صححه بناء على قول النذري " :ورجاله
رجال الصحيح " .وكذا قال اليثمي ،ول يلزم منه أن يكون صحيحا ،
لحتمال فقد شرط من شروط الصحة الخرى كما ذكرناه ف القدمة ،
والواقفع هنفا كذلك ،لن شرط التصفال فيفه مفقود ،فالديفث فف "
السند " ( ) 136 / 3من طريق سعيد بن أب هلل عن أنس ،وسعيد
هذا ل ي سمع من أ نس ك ما ف " التهذ يب " ،ف هو منق طع / ،صفحة
/ 359والنقطع من أقسام الديث الضعيف .قوله ف التعليق " :لو
باع الف صاب ف أثناء الول ،أو أبدله بغ ي جن سه ،انق طع حول الزكاة
واستأنف حول آخر " .قلت :ينبغي أن يقيد هذا با إذا وقع ذلك اتفاقا
،ل لقصد اللص من الزكاة ،كما يروى عن بعض النفية أنه كان إذا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
383
قارب انتهاء حول النصفاب وهفب الال لزوجتفه ،حتف إذا انتهفى الول
اسفترذه منهفا ! لن العود بالديفة جائز عندهفم على تفصفيل فيفه ! فمفن
احتال هذه اليلة -ال ت ي سميها بعض هم حيلة شرع ية ! -فإ ن أرى أن
يؤخذ منه الزكاة ،وش طر ماله ،على حديث بز بن حكيم الذكور ف
الكتاب ،فإن الحتال أول بذا الزاء مفن المتنفع دون حيلة ،فتأمفل .
ورا جع ما سيأت ف الكتاب ت ت عنوان " :الفرار من الزكاة " .قوله
تتف عنوان ) 10 ( :أداؤهفا رقفت الوجوب " :روى الشافعفي
والبخاري ف " التار يخ ،عن عائ شة أن ال نب ( ص ) قال :ما خال طت
الصدقة مال قط إل أهلكته " .قلت :إسناده ضعيف ،فقد قال الشافعي
( 242 / 1من بدائع ال نن ) " :أخبنا ممد بن عثمان بن صفوان
المحي عن هشام بن عروة عن أبيه وممد بن عثمان قال ف " اليزان "
" :شيخ للحميدي ،قال أبو حات :منكر الديث " .ث عد من مناكيه
هذا الب .وقد ضعف الديث النذري ف " الترغيب " ،واليثمي ف "
الج مع " / ،صفحة / 360والناوي ف " شرح الا مع ال صغي " ،
وعيهم ،وإن شئت الزيد من التحقيق فراجع " تريج أحاديث الشكلة
" ( ، ) 63ث " سلسلة الحاديث الضعيفة " ( . ) 5069قوله تت
عنوان ) 12 ( :الدعاء للمزكي " :وعن عبد ال بن أب أوف أن رسول
ال ( ص ) كان إذا أ ت ب صدقة قال :الل هم صل علي هم ،وإن أ ب أتاه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
384
بصدقة ،فقال :اللهم صل على آل أب أوف .رواه أحد وغيه " .قلت
:لقد أبعد الؤلف النجعة ،فالديث ف " الصحيحي " كما ف " النتقى
" وغيه ،ول يوز عزو الد يث إذا كان ف " ال صحيحي " أو ف
أحده ا إل غيه ا ،إل تب عا أو لزيادة ف يه ،ل ا ف يه من إيهام أ نه ل يس
مقطوعا بصحته ،وهو مرج ف " إرواء الغليل " ( ، ) 853و " صحيح
أب داود " ( . ) 1415قوله تت عنوان ضم النقدين " :من ملك من
الذهفب أقفل مفن نصفاب ،ومفن الفضفة كذلك ،ل يضفم أحدهاف إل
الخر ،ليكمل منهما نصابا ،لنما جنسان ل يضم أحدها إل الثان ،
كالال ف الب قر والغ نم . " . . .قلت :والحتجاج لذا بالد يث خ ي
من القياس ،قال ابن حزم -بعد أن رد على القائلي بالضم وأبطل رأيهم
بالنظر " : ) 83 / 6 ( -وحجتنا ف أنه ل يل المع بينهما ف الزكاة
هفو قول رسفول ال ( ص ) " :ليفس فيمفا دون خسف أواق مفن الورق
صدقة " ،فكان من جع بي الذهب والفضة قد أوجب الزكاة ف أقل من
خس أواق ،وهذا خلف مرد لمر رسول ال ( ص ) جييهته ،وشرع
شم يأذن ال تعال به .وهم يصححون الب ف إسقاط الزكاة ف أقل من
عشر ين دينارا ،ث يوجبون ا ف أ قل ،وهذا عظ يم جدا ! " / .صفحة
/ 361قوله تت عنوان :زكاة اللي " :فذهب إل رجوب الزكاة فيه
( يعن :اللي ) أبو حنيفة وابن حزم إذا بلغ نصابا ،استدلل با رواه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
385
الناسب للمقام ،وإل فمتاع البيت ل زكاة عليه اتفاقا .ث اعلم أن هذا
الديث وحديث سرة الذي قبله ضعيفان ليس لما إسناد ثابت ( ، ) 1
وح سن الا فظ ب عض طرق الثا ن ،وظاهره كذلك ،وجر يت عل يه مدة
من الزمن ،ث ظهر ل أن فيه موسى بن عبيدة الضعيف ،كما بينته رواية
الدارقط ن والخلص ،لك نه سقط من إ سناد الا كم ،ف صححه هو ،
وحسنه الافظ ،وها معذوران .ث إن الديث فيه لفظة اختلفت النسخ
في ها ،و هي " :ال بز " ،ف هي ف بعض ها ( ال بز ) بف تح الوحدة والزاي
العجمة ،وقد صرح بذلك موسى بن عبيدة ،وقد علمت ضعفه ،وف
بعضها " الب " بالباء الضمومة والراء الهملة ،ول يتبي لنا ،ول لكثيين
قبلنا أيه ما الرجح ،وهذا ك ما قال صديق خان ف " الروضة " " :م ا
يوجب الحتمال ،فل يتم الستدلل " .لت
هذا لو صفح الديفت ،فكيفف بفه وهفو ضعيفف ؟ ! والقف أن القول
بوجوب الزكاة على عروض التجارة م ا ل دل يل عل يه ف الكتاب وال سنة
الصحيحة ،مع منافاته لقاعدة " الباءة الصلية " الت يؤيدها هنا قوله * (
هامفش ) * ( ) 1والول فف " سفلسلة الحاديفث الضعيففة " (
، ) 1178الجلد الثالث ،وقد ت طبعه والمد ل .والديت الخر
مرج ف " إرواء الغليل " ( / ) * ( ) 827صفحة " / 364صلى ال
عليفه وآله " فف خطبفة حجفة الوداع " :فإن دماءكفم ،وأموالكفم ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
388
وإن كان شيئا من ذلك يدار فف يه ال صدقة ف ث نه ح ي يباع " .أخر جه
عبد الرزاق ( ، ) 7061 / 84 / 4وابن أب شيبة ( ، ) 144 / 3
و سنده صحيح جدا .والشا هد م نه قوله " :فف يه ال صدقة ف ث نه ح ي
يباع " .فإنه ل يذكر تقويا ،ول نصابا ،ول حول ،ففيه إبطال لدعاء
البغوي ف " شرح السنة ) 53 / 6 ( ،الجاع على وجوب الزكاة ف
قي مة عروض التجارة إذا كانت نصابا ع ند تام الول ! ك ما زعم أنه ل
يالف ف ذلك إل داود الظاهري ! وإن م ا يب طل هذا الز عم أن أ با عب يد
رحه ال قد حكى ف كتابه " الموال " ( ) 1193 / 427عن بعض
الفقهاء أ نه ل زكاة ف أموال التجارة .و من ال ستبعد جدا أن يكون ع ن
بذا البعفض داود نفسفه لن عمره كان عنفد وفاة المام أبف عبيفد أربعفا
وعشر ين سنة أو أ قل ،و من كان ف هذا ال سن يب عد عادة أن يكون له
شهرة علمية بيث يكي مثل المام أب عبيد خلفه ،وقد توف سنة (
، ) 224وولد داود سنة ( ) 200أو ( ، ) 202فتأمل .ولعل أبا
عبيد أراد بذاك البعض عطاء بن أب رباح ،فقد قال إبراهيبم الصائغ " :
سئل عطاء :تاجر له مال كئيف أصناف شت ،حضر زكاته ،أعليه أن
يقوم متاعه على نو ما يعلم أنه ثنه ،فيخرج زكاته ؟ قال :ل ،ولكن
ما كان من ذهب أو فضة أخرج منه زكاته ،وما كان من بيع أخرج منه
إذا با عه " .أخر جه ا بن زنو يه ف كتا به " الموال " ( / 946 / 3
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
390
القرن الول ،الذين هم خي القرون ،ول القرن الذي يليه ،ث الذي يليه
،وإناف هفي مفن الوادث * ( هامفش ) * ( ) 1كالذور التف يكريهفا
مالك ها ،وكدلك الدواب ونو ها / ) * ( .صفحة / 367اليمن ية ،
والسائل الت ل يسمع با أهل الذاهب السلمية عن اختلف أقوالم ،
وتباعد أقطارهم ،ول توجد عليها أثارة من علم ،ول من كتاب ،ول
سفنة ،ول قياس .وقفد عرفناك أن أموال السفلمي معصفومة بعصفمة
السلم ،ل يل أخذها إل بقها ،وإل كان ذلك من أكل أموال الناس
بالبا طل .وهذا القدار يكف يك ف هذه ال سالة " .ورا جع ل ا " الرو ضة
الندية " ( ) 194 / 1تزدد فقها وعلما ( .فائدة هامة ) :قد يدعي
بعضهفم أن القول بعدم وجوب زكاة عروض التجارة فيفه إضاعفة لقف
الفقراء والسفاكي فف أموال الغنياء والثريفن .والواب مفن وجهيف :
الول :أن المر كله بيد ال تعال ،فليس لحد أن يشرع شيئا من عنده
بغ ي إذن من ال عزو جل * ( ور بك يلق ما يثاء ويتار ،ما كان ل م
الية سبحانه وتعال عما يشركون ) * ،أل ترى أنم أجعوا على أنه ل
زكاة على الضروات ،على اختلف كثيف بينهفم مذكور عنفد الصفنف
وغيه ،واتفقوا على أنه ل زكاة على القصب والشيش وال طب مه ما
بلغت قيمتها ،فما كان جوابم عن هذا كان الواب عن تلك الدعوى !
على أن الؤلف قد جزم أنه ل تكن تؤخذ الزكاة من الضروات ول من
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
392
إجاع من الصحابة ،أعن إذا نقل عن واحد منهم قرل ،ول ينقل عن
غيه خلفه ،وفيه ضعف " .قلت :وفيه اللف الذي شرحته آنفا ؟ !
قوله ف " زكاة الزروع " " :وأن مذهب السن البصري والشعب أنه ل
زكاة إل ف النطة والشعي والذرة والتمر والزبيب ،لن ما عداه ل نص
فيفه ،واعتفب الشوكانف هذا الذهفب القف " .قلت :وهفو الذي يبف
الوقوف عنده لقوله ( ص ) لب موسى ومعاذ حي أرسلهما إل اليمن :
/صفحة " / 369ل تأخذا ف الصدقة إل من هذه الصناف الربعة :
الشعيف ،والنطفة ،والزبيفب ،والتمفر " .أخرجفه البيهقفي والاكفم
و صححه ،وواف قه الذ هب ،و هو ك ما قال ،على ما بين ته ف " ارواء
الغليل " ( ، ) 801وهو اختيار أب عبيد ف كتابه " الموال " ،فراجع
كل مه ف يه ( رقم ، ) 1409 ، 1381وبه يرتاح ال سلم من القوال
الختلفة التضاربة ما سينقله الؤلف ،والت ليس عليها دليل سوى الرأي !
لكفن هنفا ملحظات دقيقفة يبف التنفبيه عليهفا ،وهفي :أول :أن فف
حديث معاذ " :ل تأخذا الصدقة إل من هذه الربعة ، " . .فذكرها ،
وليس فيها الذرة ،وبا تصبح الربعة خسة ،وهي عندي منكرة ،لنا
مع مالفتها لذا الديث الصحيح ،فليس لا طريق تقوم با الجة ،وهي
:الول :روا ية ا بن ما جه ال ت ذكر ها الؤلف آن فا ،وأفاد أن في ها
العرز مي التروك ،و هي ف " ا بن ما جه " ( ) 1815من رواي ته عن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
394
ولعله تنبه له فيما بعد ،فقد أعاد ذكر حديث أب موسى ،مع الشارة
إل الروايات الخرى ،ولكنه أتبعها بقوله ( " : ) 200 / 1وف بعضها
ذكفر الذرة ،ولكفن مفن طريفق ل تقوم بثلهفا حجفة " .وهذا هفو
الصواب ،فكان عليه أن يعود إل مت شرحه ،ويرفع منه لفظة " :الذرة
" ،ليطابق ذلك ما انتهى إليه من الصواب .ولعل الشوكاف رجع إل
الصراب أيضا ،فإنه ل يذكر ف كتابه " السيل /صفحة / 372الرار "
سفوى الصفناف الربعفة ،فلم يذكفر " الذرة " مطلقفأ ،وذكفر ( / 2
) 43أن الحاد يث الواردة في ها تن هض بجموع ها للع مل ب ا .ك ما
أوضحناه ف شرح نا للمنت قى .هذا كله في ما يتعلق بقول نا أول .وثان يا :
إن ح شر " الذرة " ف مذ هب ال سن الب صري خ طأ ،لنه قد صح من
طرق ع نه :أ نه كان ل يرى الع شر إل ف . . .فذ كر ال صناف الرب عة
فقط .أخرجه أبو عبيد ( ، ) 1380 - 1379 / 469وابن زنويه (
) 1899 / 1030بأسانيد صحيحة عنه .ثالثا :قول الؤلف " :لن
ما عداه ل نص فيه " .يشعر بأن الصنف الامس " الذرة " فيه نص يعتد
به ،وقد عرفت ما فيه ! وزيادة ف الفادة أقول :إن قول السن هذا هو
الذي ينب غي اعتماده لطابق ته للحد يث ال صحيح ،وك نت أر جو للمؤلف
أن يلفت النظر إليه ،كي ل يضيع القارئ ف غمرة القوال الختلفة الت
ساقها ف هذا الاب ،كما كنت أستحب له أن يروي لم قول عبد ال
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
397
بن عمر الذي رواه أبو عبيد ( ) 1378 / 469بسنده الصحيح عنه ف
صفدقة الثمار والزرع ،قال " :مفا كان مفن نلف أو عنفب أو حنطفة أو
شع ي " .ل ا فيه من زيادة اطمئنان ل صحة قوله رح ه ال ،ولذا قال أبو
عب يد وا بن زنو يه ف كتابيه ما " :والذي نتاره ف ذلك التباع ل سنة
ر سول ال ( ص ) ،والتم سك ب ا :أ نه ل /صفحة / 373صدقة ف
شئ من البوب ال ف الب والشعي ،ول صدقة ف شئ من الثمار إل ف
الن خل والكرم ،لن ر سول ال ( ص ) ل ي ستم إل إيا ها ،مع قول من
قال به من الصحابة والتابعي ،ث اختيار ابن أب ليلى وسفيان إياه ،لن
ر سول ال ( ص ) ح ي خص هذه ال صناف الرب عة لل صدقة ،وأعرض
ف سفواها ،قفد كان يعلم أن للناس أموال وأقواتفا ،ماف ترج الرض عم ا
سواها ،فكان تركه ذلك وإعراضه عنه عفوا منه كعفوه عن صدقة اليل
والرقيفق " .قلت :وهذه الجفة الخية تنسفحب أيضفا على عروض
التجارة ،فإنا كانت معروفة ف عهد النب ( ص ) ،وذكرت ف القرآن
والحاديفث مرارا كثية ،وبناسفبات شتف ،فسفكوته ( ص ) عنهفا ،
وعدم تدئه عنها با يب عليها من الزكاة الت ذهب إليها بعضهم ،فهو
عفو منه أيضا لكمة بالغة ،سبق لفت النظر إل شئ منها ما ظهر لنا ،
وال سبحانه وتعال أعلم .قوله تت عنوان :تقدير النصاب ف النخيل :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
398
" أن النب ( ص ) قال :إذا خرصتم فخذرا ،ودعوا الثلث . " . . .
قلت :
ضع يف ،ف يه من ل يعرف ع ند الذ هب وغيه ،ول عبة بت صحيح من
ذكرهاف الؤلف ،لنمفا مفن التسفاهلي ،وحسفبك دليل على ذلك أن
الترمذي -على ت ساهله الذي عرف به -ل ا أخرج الد يث سكت عنه
ول يسنه ! ولذلك خرجته ف " الضيفة " ( ) 2556و " ضعيف أب
داود " ( . ) 281وال ثر الذي ذكره الؤلف بعده عن بشي بن يسار
قال :بعث عمر بن الطاب . . .إل .رواه أبو عبيد ف " الموال " (
، ) 1449 / 486وابن أب شيبة ( ) 194 / 3بسند رجاله ثقات ،
لك نه منق طع ب ي بش ي وع مر ،فإن م ل يذكرواله روا ية إل عن صغار
الصفحابة ،كأنفس وغيه / .صففحة / 374والثفر الذي بعده عفن
مكحول مرسل أيضا .رواه أبو عبيد ( ، ) 1453ورجاله ثقات .قوله
تت عنوان :زكاة العسل " :قال البخاري :ليس ف زكاة العسل شئ
يصفح " .أقول :ليفس هذا على إطلقفه ،فقفد روي فيفه أحاديفث ،
أحسنها حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده ،وأصح طرقه إليه
طر يق عمرو بن الارث ال صري عن عمرو بن شع يب . . .بل فظ " :
جاء هلل أ حد ب ن متعان إل ر سول ال ( ص ) بعشور ن ل له ،وكان
سأله أن يمي له واديا يقال له ( :سلبة ) ،فحمى له رسول ال ( ص )
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
399
للحتجاج ب ا ،ك ما قال هو نفسه ف " الن عل " ،ث تبن العمل ب ا ف
ال صدرين الشار إليه ما ،ون سي قاعدة " ح ل الطلق على الق يد " ال ت
يكررها ف كثي من السائل الت تتعارض فيها الدلة ،فيجمع بينها با .
إذا تبي هذا ،فنستطيع أن نستنبط ما سبق أن الناحل الت تتخذ اليوم ف
بعض الزارع والبساتي ل زكاة عليها ،اللهم إل الزكاة الطلقة با تود
به نفسه ،على النحو الذي سبق ذكره ف عروض التجارة .وال أعلم .
/صفحة / 376ومن ( زكاة الركاز والعدن ) قوله " :وقال أبو حنيفة
:هو ( يع ن :الركاز ) ا سم ل ا ركزه الالق أو الخلوق " .قلت :
الصفواب أن يقال " :وقال النفيفة التأخرون ، " . . .لن أبفا حنيففة
وأصفحابه القدامفى يددون الركاز فيمفا خلقفه ال تعال فف الرض مفن
الذهب والفضة فقط ،فقال أبو يوسف ف " الراج " ( ص " : ) 26
وأما الركاز فهو الذهب والفضة الذي خلقه ال ف الرض يوم خلقت فيه
" .وذكر نوه المام ممد ف " الوطأ " ( ص ، ) 174ث قال " :فيها
المس ،وهو قول أب حنيفة والعامة من فقهائنا " .واحتج المام ممد
وغيه بديفث أبف هريرة قال :قال رسفول ال ( ص ) " :فف الركاز
ال مس " .ق يل :و ما الركاز يا ر سول ال ؟ قال " :الذ هب والف ضة
الذي خلقفه ال فف الرض يوم خلقفت " .أخرجفه البيهقفي ،وضعففه
جدا ،ون قل تضعي فه عن الشاف عي ،وضع فه أي ضا الزيل عي الن في ف "
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
401
لن اختلطت عليه الحوال " .انظر تفصيل كلمه هذا ف " الحلى " (
، ) 86 - 83 / 6وهذا الذهب أقرب إل ظاهر قوله ( ص ) " :ليس
فف الال زكاة حتف يول عليفه الول " ،لول أن فيفه حرجفا فف بعفض
الحوال ،فالقرب فف مثفل هذه الالة أن يلحفق بالصفل ،ويزكفى ،
ورا جع " الموال " ل ب عب يد / ،صفحة / 379قوله ت ت عنوان :
هلك الال " : . . .وقال الشافعفي و . . .و . . . .إن تلف النصفاب
قبل التمكن من الداء سقطت الزكاة ،وإن تلف بعده ل تسقط .ورجح
ا بن قدا مة هذا الرأي . " . . .قلت :و هو اختيار طائ فة من أ صحاب
أحد ،منهم شيخ السلم ابن تيمية كما ف " الختيارات العلمية " ( ص
. ) 58قوله تت عنوان :دفع القيمة بدل العي " :وقد روى البخاري
معلقا بصيغة الزم أن معاذا قال لهل اليمن :ايتون بعرض ( ) 1ثياب
خ يص أو لب يس ف ال صدقة مكان الشع ي والذرة ،أهون علي كم ،وخ ي
لصحاب النب " صلى ال عليه وآله " بالدينة " .قلت :ف هذا الكلم
إشعار بأن ال ثر الذكور عن معاذ صحيح ،ول يس كذلك ،فإن ا عل قه
البخاري هكذا " :قال طاوس :قال معاذ ، " . . .وهذا منقطفع بيف
طاوس ومعاذ ،قال الافظ ف شرحه " :هذا التعليق صحيح السناد إل
طاوس ،لكن طاوس ل يسمع من معاذ فهو منقطع ،فل يغتر بقول من
قال " :ذكره البخاري بالتعل يق الازم ،ف هو صحيح عنده " ،لن ذلك
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
404
قوله ( ص ) " :ل ت ل ال صدقة . . .لذي مرة سوي " .فتأ مل .قوله
ت ت عنوان :و ف سبيل ال " :وال ج ل يس من سبيل ال ال ت ت صرف
في ها الزكاة " .قلت :بلى ،هو من سبيل ال ب نص حد يث ر سوك ال
( ص ) ،فقفد قال ابفن عباس رضفي ال عنفه :أراد رسفول ال الجف ،
فقالت امرأة لزوج ها :أحج ن مع ر سول ال ( ص ) ،فقال :ما عندي
ما أحجك عليه ،قالت :أحجن على جلك فلن ،قال :ذاك حبيس ف
سبيل ال عز وجل ،فأتى رسول ال ( ص ) فقال :إن امرأت تقرأ عليك
السلم ورحة ال ،لنا سألتن الج معك ،قالت :أحجن مع رسول
ال ( ص ) ،فقلت . . . :فقالت :أحجنف على جلك فلن ،فقلت :
ذاك حبيس ف سبيل /صفحة / 381ال ،فقال " صلى ال عليه وآله "
" :أما إنك لو أحججتها عليه كان ف سبيل ال " الديث .أخرجه أبو
داود ب سند ح سن وال طبان ف " ال كبي " ،والا كم و صححه ،وا بن
خزيةف فف " صفحيحه " ،وله شاهفد مفن حديفث أبف طلق ،أخرجفه
الدول ب ف " الك ن " ب سند صحيح ،وقواه النذري والا فظ .ولذلك
قال الا فظ ا بن كث ي ف تف سي ال ية الشار إلي ها " :وع ند المام أح د
والسن وإسحاق ،الج من سبيل ال ،للحد يث " .يريد هذا ،وهو
اختيار شيخ السلم ابن تيمية ،فقال ف " الختيارات العلمية " " :ومن
ل يج حجة السلم وهو فقي ،أعطي ما يج به ،وهو إحدى الروايتي
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
406
عن أحد " .وقد رواه أبو عبيد ف " الموال " ( رقم ) 1976عن ابن
ع مر أ نه سئل عن امرأة أو صت بثلث ي دره ا ف سبيل ال ،فق يل له :
أتعل ف الج ؟ فقال :أما إنه ف سبيل ال .وإسناده صحيح كما قال
الا فظ ف " الفتح " ( . ) 258 / 3وروى أبو عبيد ( رقم 1784و
) 1965بسند صحيح عن ابن عباس " :أنه كان ل يرى بأسا أن يعطي
الرجل من زكاة ماله ف الج وأن يعتق الرقبة " ،وإعلل أب عبيد له بأن
أ با معاو ية انفرد به ،ل يس ب شئ ،لن من روا ية أ با معاو ية ث قة ،و هو
أحفظ الناس لديث العمش كما ف " التقريب " ،وهذا من روايته عنه
،وقد تابعه عنه عبدة بن سليمان كما ف " الفتح " ،فزالت شبهة تفرد
أبف معاويفة بفه ،وانظفر " إرواء الغليفل " ( / . ) 377 - 376 / 3
صفحة / 382ومن الغرائب أن ينكر حضرة الؤلف ما جاء به النص ،
وهو كون الج من سبيل ال ،ث هو يسلم با نقله بعد هذا عن السيد
رش يد ف " النار " :أن من سبيل ال بناء ال ستشفيات الي ية العا مة ،
وإعداد الدعاة إل السلم . . .والنفقة على الدارس الشرعية ،وغيها .
. .إل .مع أن تف سي ال ية بذا الع ن الوا سع الشا مل لم يع العمال
اليية ما ل ينقل عن أحد من السلف فيما علمت ،وإن كان جنح إليه
صديق ح سن خان ف " الرو ضة الند ية " ،ف هو مردود عل يه ،ولو كان
المر كما زعم ،لا كان هناك فائدة كبى ف حصر الزكاة ف الصارف
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
407
البوادي ،ول يكفن يبعثهفم إل القرى ،ول يكفن مفن هديفه ( ص ) أن
يبعث سعاته إل إل أهل الموال الظاهرة من الوا شي والزروع والثمار "
.ولو صفح مفا ذكره الؤلف لكان دليل مفن السفنة على وجوب الزكاة
على عروض التجارة .فتأ مل .وقال أ بو عب يد ( ر قم " : ) 1644سنة
الصفامت خاصفة أن يكون الناس فيفه مؤتنيف عليفه " .ثانيفا :ل أجده
كذلك عفن اللفاء الثللة ،بفل روى أبفو عبيفد ( رقفم ، ) 1805
والبيهقي ( ) 114 / 4عن أ ب سعيد ال قبي ،قال " :أتيت ع مر بن
الطاب فقلت :يا أم ي الؤمن ي ! هذه زكاة مال -قال :وأتي ته بائ ت
در هم -فقال :أعت قت يا كي سان ؟ فقلت :ن عم ،فقال :فاذ هب ب ا
أنت فاقسمها " .إسناده جيد .فهذا عمر رضي ال عنه قد أول تفريز
الزكاة إل صاحبها خل فا ل ا نقله الؤلف ع نه ،و قد تر جم البيه قي لذا
ال ثر ب " باب الر جل يتول تفر قة زكاة ماله الباط نة بنف سه " .ثال ثا :ما
نقله عن عثمان أ نه سار على ذلك الن هج . . .إل .ل أ جد له أ صل /
صففحة / 384فف شفئ مفن كتفب الثار ،ول ذكره أحفد مفن أئمفة
الديفث في ما عل مت .والظا هر أن الؤلف نقله -وكذا ما قبله -من
بعض كتب الفقه أو غيها ،الت ل تتحرى الثابت ما يروى .وال أعلم
.قوله تت عنوان :براءة رب الال بالدفع إل المام - 1 " : . . .فعن
أنس قال :أتى رجل من بن تيم رسول ال ( ص ) ،فقال :حسب يا
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
409
تسي الترمذي إياه إنا هو لشواهده ،كحديث معاذ الذي ذكره الؤلف
قبله ،وحد يث عمران الذي بعده .قوله " :و عن طاوس قال :كان ف
كتاب معاذ :مفن خرج مفن ملف إل ملف فان صفدقته وعشره فف
ملف عشيتفه .رواه الثرم فف ( سفننه ) " .قلت :هذا منقطفع بيف
طاوس ومعاذ ،فإنه ل يسمع منه كما قال الافظ ف مت آخر تقدم تت
عنوان " :دفع القيمة بدل العي " ،وهذا أخرجه ابن زنويه ( ) 1193
نوه .ث قال الؤلف " :ف عن عمرو بن شع يب أن معاذ بن ج بل ل يزل
بال ند إذ بع ثه ر سول ال ( ص ) . . .رواه أ بو عب يد " .هذا ال سناد
منقطع ،فإن عمرو بن شعيب ل يدرك معاذا ،وبي وفاتيهما مائة سنة .
( فائدة ) " :جند " بفتحتي بلد باليمن كما ف " القاموس " وغيه / .
صفحة / 386و من ( زكاة الف طر ) قوله ت ت عنوان :قدر ها " :قال
أبو سعيد الدري :كنا إذا كان فينا رسول ال ( ص ) نرج زكاة الفطر
. . .صاعا من طعام ،أو صاعا من أقط ،أو صاعا من شعي ،أو صاعا
من ت ر ،أو صاعا من زب يب . . .رواه الما عة " .ا ستدل الؤلف بذا
على أن الواجب ف القمح صاع لقوله فيه " :صاعا من طعام " ،وذلك
يناء على مفا حكاه الطابف أن الراد ب " الطعام " هنفا النطفة ،لكفن رد
ذلك ابن النذر بأن أبا سعيد أجل الطعام ،ث فسره ،ث أورد حديث أب
سعيد ع ند البخاري بل فظ " :كنا نرج ف ع هد ر سول ال ( ص ) يوم
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
411
الف طر صاعا من طعام ،قال أ بو سعيد :وكان طعام نا الشع ي والزب يب
وال قط والت مر " .قال الا فظ " :و هي ظاهرة في ما قال " ،وأخر جه
الطحاوي نوه ،وقال فيه " :ول يرج غيه " .ث ذكر الافظ لديث
أب سعيد طرقا وألفاظا أخرى ،ث قال " :وهذه الطرق كلها تدل على
أن الراد بالطعام ف حد يث أ ب سعيد غ ي الن طة ،فيحت مل أن تكون
الذرة ،فإنفه العروف عنفد أهفل الجاز الن وهفي قوت غالب لمف " .
قلت :فتبي أنه ل دليل ف الديث على ما ذكره الؤلف ،ث إن صنيعه
يشي إل أنه ليس لذهب أب حنيفة القائل بإخراج نصف صاع من القمح
دليل ،غي ما جاء ف حديث أب سعيد من تعديل معارية مذين من القمح
بصاع من تر ،وليس ال مر كذلك ،بل ف يه أحاديث مرفوعة إل ال نب
( ص ) ،أصحها حديث عروة بن /صفحة / 387الزبي " :أن أساء
بنت أب بكر كانت ترج على عهد رسول ال ( ص ) عن أهلها -الر
من هم والملوك -مذ ين من حن طة ،أو صاعا من ت ر بال د ،أو بالصاع
الذي يقتاتون بفه " .أخرجفه الطحاوي واللففظ له ،وابفن أبف شيبفة
وأحدف ،وسفنده صفحيح على شرط الشيخيف .فف الباب آثار مرسفلة
وم سندة ،يقوي بعض ها بع ضا ،ك ما قال ا بن الق يم ف " الزاد " و قد
ساقها فيه .فلياجعها من شاء ،وخرجتها أنا ف " التعليقات الياد " .
فثبت من ذلك أن الواجب ف صدقة الفطر من القمح نصف صاع ،وهو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
412
الدي ن ،غيه أو ثق م نه " .وقال الا فظ ف ترجته من " التقريب " " :
ضع يف ،أ سن واختلط " .ولذلك جزم الا فظ بض عف الد يث ف "
بلوغ الرام " ،وسفبقه النووي فف " الجموع " ( ، ) 126 / 6ويغنف
عنه حديث ابن عباس الذي قبله .قوله تت عنوان :إعطاؤها للذمي " :
أجاز الزهري وأ بو حني فة وم مد وا بن شب مة ،إعطاء الذ مي من زكاة
الف طر ،لقول ال تعال ( * :ل ينها كم ال عن الذ ين ل يقاتلو كم ف
الذين ول يرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يث
القسطي ) * ( . " ) 1قلت :ل يظهر ف الية دليل على الواز ،لن
الظاهر منها الحسان إليهم على وجه الصلة من الصدتات غي الواجبة ،
فقد روى أبو عبيد ( رقم ) 1991بسند صحيح عن ابن عباس قال " :
كان ناس لمف أنسفباء وقرابفة مفن قريظفة والنضيف ،وكانوا يثقون أن
يت صدقوا * ( ها مش ) * ( ) 1المتح نة / ) * ( . 80صفحة / 389
عليهم ،ويريدونم على السلم ،فنلت ( * :ليس عليك هداهم ولكن
ال يهدي من يشاء و ما تنفقوا من خ ي فلنف سكم و ما تنفقون إل ابتغاء
و جه ال و ما تنفقوا من خ ي يوف إلي كم وأن تم ل تظلمون ) * " .فهذه
الية مثل الت قبلها .ث روى بسند صحيح إل سعيد بن السيب " :أن
ر سول ال ( ص ) ت صدق ب صرقة على أ هل ب يت من اليهود ف هي تري
عليهم " .وروى عن السن -وهو البصري -قال " :ليس لهل الذمة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
414
ففي " فيض القدير " قال عبد الق " :ول يبي الانع من صحته ،وعلته
ضعف راويه أب خلف ( يعن الزاز هذا ) ،إذ هو منكر الديث ،قال
ابفن القطان :فالديفث ضعيفف ل حسفن .انتهفى .وجزم العراقفي
بضعفه ،قال ابن حجر :أعله ابن حبان والعقيلي وابن طاهر وابن القطان
،وقال ابن عدي :ل يتابع عليه " .كذا ف " فيض القدير " .وللحديث
علة أخرى وهى عنعنة السن البصري ،فإنه كان مدلسا ،وقد أورده ف
" الدلسي " الافظ العسقلن ،وكذا الافظ برهان الدين بن العجمي ،
وقال " :إنه من الشهورين بالتدليس " .وهو مرج ف " إرواء الغليل " (
، ) 885وقفد قلت فيفه / :صففحة " / 391أمفا الشطفر الول مفن
الد يث ف هو قوي ،لن له شوا هد كثية خرجت ها ف " ال صحيحة " (
- 1908الجلد الرا بع ) ،و هو مطبوع .قوله - 2 " :وروى كذلك
أن رسول ال ( ص ) قال :إن صدقة السلم تزيد ف العمر ،وتنع ميتة
ال سوء ،ويذ هب ال ب ا ال كب والف خر " .قلت :هذا الد يث ل يروه
الترمذي ول ي سنه ،وكأن الؤلف -حف ظه ال تعال -أ خذ ذلك من
قول النذري ف تريج الديث " :رواه الطبان من طريق كثي بن عبد
ال عفن أبيفه عنفد جده عفن عمرو بفن عوف ،وقفد حسفنها الترمذي ،
وصححها ابن خزية لغي هذا الت " .ولكن هذا صريح ف أن الترمذي
ل ير جه ،وإن ا ح سن هذه الطر يق ف غ ي هذا الد يث ،فكأنه -من
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
416
استعجاله ف النقل -ل يقع بصره على قول النذري " :لغي هذا الت "
.فتأمفل .ثف إن الديفث ضعيفف ،أو ضعيفف جدا ،لن كثيا هذا
متروك ،كما قال الدارقطن وغيه ،وقال أبو داود " :وكن من أركان
الكذب " ! وت سي الترمذي لدي ثه من ت ساهله الذي عرف به ،و قد
قال الذ هب ف ترج ة كث ي هذا " :وأ ما الترمذي فروى من حدي ثه " :
الصفلح جائز بيف السفلمي " ،وصفححه ،فلهذا ل يعتمفد العلماء على
تصحيح الترمذي " ! لكن الملة الول من الديث ثابتة ف حديث آخر
ك ما سيأت / .صفحة / 392قوله - 4 " :وقال ( ص ) " :صنائع
العروف تقي مصارع السوء ،والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب ،وصلة
الرحم تزيد ف العمر ،وكل معروف صدقة ،وأهل العروف ف الدنيا هم
أهفل العروف فف الخرة ،وأهفل النكفر فف الدنيفا هفم أهفل النكفر فف
الخرة ،وأول مفن يدخفل النفة أهفل العروف " .رواه الطفبان فف "
الوسفط " ،وسفكت عليفه النذري " .قلت :كل ،ل يسفكت عليفه
النذري ،بل ضعفه حيث صدره بقوله " :وروي عن أم سلمة رضي ال
عن ها قالت :قال ر سول ال ( ص ) . . . :فذكره " .ان ظر القد مة . .
.وقد بي اليثمي علة الديث ،فقال ف " الجمع " ( " : ) 115 / 3
. . .وف يه ع بد ال بن الول يد الو صاف ،و هو ضع يف " .ولذلك صرح
العزيزي فف " شرح الامفع الصفغي " ،بإنفه ضعيفف ،فل يغتفر برمفز
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
417
أصبت هذه من معدن ،فخذها فهي صدقة ،ما أملك غيها ،فأعرض
ع نه ر سول ال ( ص ) . . .ث قال " :يأ ت أحد كم باله كله يت صدق
به ،ث يلس ب عد ذلك يتك فف الناس ،إن ا ال صدقة عن ظ هر غ ن " .
رواه أ بو داود والا كم ،وقال :صحيح على شرط م سلم ،وف يه م مد
بفن إسفحاق " .قلت :يعنف أن ابفن إسفحاق مدلس ،وقفد عنعنفه ،
وكذلك رواه الدارمي والبيهقي معنعنا .قال النووي ف " الجموع " ( 6
" : ) 236 /وم مد بن إ سحاق مدلس ،والدلس إذا قال " :عن " ل
يتج به " .قلت :فالديث من أجل ذلك ضعيف ،لكن موضع الشاهد
م نه ،و هو قوله " :إن ا ال صدقة عن ظ هر غ ن " صحيح ،فإن له طري قا
أخرى عن جابر .أخر جه أح د ( ، ) 346 / 3وله شا هد من حد يث
أب هريرة عند البخاري وغيه ،وهو مرج ف " الرواء " ( ) 316 / 3
/ .صفحة / 394و من ( ال صيام ) قوله ت ت عنوان :فضله - 3 " :
وعفن عبفد ال بفن عمرو أن النفب ( ص ) قال " :ام :والقرآن يشفعان
للعبد يوم القيامة . " . . .رواه أحد بسند صحيح " .قلت :بل إسناد
أحد ضعيف ،لن فيه ابن ليعة ،وهو ضعيف من قبل حفظه ،وإنا نشأ
هذا الطأ من اختصار الؤلف لتخريج النذري للحديث اختصارا مل ،
فقد قال ف " الترغيب " " :رواه أحد والطبان ف " الكبي " ،ورجاله
متج بم ف الصحيح " .ففهم الؤلف أن الضمي ف قوله " :ورجاله " ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
419
قضيفة فتفح أبواب النفة وغلق أبواب النيان وغفل الشياطيف ثابتفة فف "
الصحيحي " من حديث أب هريرة أيضا ،وهو مرج ف " الصحيحة "
برقم ( ، ) 1307وباقيه عند ابن ماجه من حديث أنس بسند حسن ،
وقد حسنه النذري .قوله - 4 " :وعن أب سعيد أن النب ( ص ) قال :
" مفن صفام رمضان وعرف حدوده ،وتففظ ماف كان ينبنف أن يتحففظ
منه ،كفر ما قبله " .رواه أحد والبيهقي بسند جيد " .قلت :كذا قال
،وف يه ن ظر ،لن ف سندها ع بد ال بن قر يط ،قال اليث مي " :ذكره
ا بن أ ب حا ت فلم يذ كر ف يه جر حا ول تعديل " .قلت :ف هو ف عداد
الجهولي ،وتوثيق ابن حبان له ل يدفع الهالة عنه ،لا بينا مرارا أن من
مذهبفه توثيفق الجهول ! ولذلك قال السفين فف " رجال السفند " " :
مهول " .كما ف " التعجيل " ،وهو مرج ف " الضعيفة " ( ) 5083
/ .صفحة / 396قوله - 5 " :وعن أب هريرة قال :قال رسول ال (
ص ) " :من صام رمضان إيانا واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه " .
رواه أحدف وأصفحاب السفنن " .قلت :لقفد أبعفد الؤلف النجعفة ،
فالديث عنه ف " الصحيحي " بذا اللفظ تاما ،وهو مرج ف " الرواء
" ( . ) 906ومن ( الترهيب من الفطر ف رمضان ) قوله - 1 " :عن
ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :عرى السلم " . . .
.قلت :ذكره الؤلف ف ( حكم ترك الصلة ) ،وقد بينت ضعفه هناك
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
421
ثلث روايات عن أحد " .ث ذكرها ،والذي يهمنا ذكره منها ما وافق
الديث ،وهو قوله " :والثالث :يصوم مع الناس ،ويفطر مع الناس ،
وهذا أظهفر القوال ،لقول النفب ( ص ) " :صفومكم يوم تصفومون ،
وفطر كم يوم تفطرون ،وأضحا كم يوم تضحون " .رواه الترمذي وقال
:ح سن غر يب .قال :وف سر ب عض أ هل العلم هذا الد يث فقال :إن ا
معن هذا الصرم والفطر مع الماعة وعظم الناس " .وهذا الديث مرج
ف " الصحيحة " ( ، ) 224و " الرواء " ( ) 905من طرق عن أب
هريرة ،فمن شاء رجع إليها .ث قال ابن تيمية ( " : ) 117لكن من
كان ف مكان ل يس ف يه غيه ،إذا رآه صام ،فإ نه ل يس هناك غيه " / .
صفحة / 400قوله ت ت عنوان :من ير خص ل م ف الف طر ،وي ب
عليهم القضاء " :وعن عبيد بن جبي قال :ركبت مع أب بصرة الغفاري
ف سفينة من الف سطاط ف رمضان فد فع -ث قرب غداءه ،ث قال :
اقترب ،فقلت :ألست بي البيوت ؟ فقال أبو بصرة :أرغبت عن سنة
رسفول ال ( ص ) ؟ رواه أحدف وأبفو داود ،ورجاله ثقات " .قلت :
كذا قال الؤلف تبعا للشوكان ،وفيه نظر من وجهي :الول :أن عبيد
بن جبي مهول ،وقيل ف اسم أبيه " :حني " ،فإن كان ابنه فهو ثقة .
والخر :الراوي عنه كليب بن ذهل ،قال ابن خزية " :ل أعرفه بعدالة
" .وأفاد الافظ ف " التقريب " أنه لي الديث .لكن يشهد له الديث
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
425
رواية ومعن ،أما الرواية ؟ فقد عرفتها ما سبق ،وأما العن ،فلمخالفتها
لا ف بعض الطرق الصحيحة بلفظ " :وذكر ال " ،ولن " البعال " ل
يكن تقيقه عمليا ف أيام التشريق تت اليام الكثية الزدحة التلصقة
كما هو ظاهر .وال أعلم ( .تنبيه هام ) :ف " النهاية " لبن الثي " :
البعال :النكاح ،وملعبفة الرجفل أهله " .إذا عرففت هذا فقفد أخطفأ
الش يخ ع بد ال الغماري ف كتا به الذي كان أ ساه ب " الك ن الثم ي ف
أحاديث النب المي " خطأ فاحشا ف حديث نبيشة الشار إليه آنفا .فإنه
أورده بزيادة " :وبعال " برواية ( حم م ) عنه .وهذا باطل من وجوه :
أول :أن هذه الزيادة " :وبعال " مفع ضعفهفا كمفا تقدم ،فلم يروهفا
الذكوران ولغي ها عن نبيشة ،فهوخطأ عليهم جيعا .ثانيا :أنه خطأ
على ال سيوطي أي ضا ،فإن الد يث عنده ف " الا مع الصفغي " بروا ية
الذكور ين ع نه دون الزيادة / .صفحة / 405ثال ثا :كأ نه ل حظ ما
أشرت إليه من نكارة هذه الزيادة ،ولذلك اقتصر من معناها اللغوي على
القدار الذي ل نكارة ف يه ،فف سرها ف التعل يق بقوله " :ملع بة الر جل
زو جه " ! فحذف ل فظ " النكاح " ،الذي هو الغاية عادة من اللعبة ،
لنه مستنكر ،فلو أنه كان على معرفة بالحاديث الصحيحة ومتونا وما
يصح وما ل يصح من ألفاظها لا كان به حاجة إل أن يقع ف هذا الطإ
اللغوي أيضا .وللغماري هذا أخطاء عديدة ،وتصحيح لحاديث كثية
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
429
ف " كن " وغيه ،نبهت على أنواع كثية منها ف الجلد الثالث والرابع
من " الحاديث الضعينة " ،وراجع مقدمتهما .قوله تت عنوان :النهي
عن صوم يوم الم عة منفردا " :ف عن ع بد ال ا بن عمرو أن ر سول ال
( ص ) د خل على جوير ية ب نت الارث و هي صائمة ف يوم الم عة ،
فقال لا :أصمت أمس ؟ فقالت :ل .قال :أتريدين أن تصومي غدا ؟
قالت :ل ،قال :فأفطري إذن .رواه أحدف والنسفائي بسفند جيفد " .
قلت :وقد رواه البخاري من حديث جويرية نفسها ،والديث واحد ،
ولكن الرواة اختلفوا ،فبعضهم رواه من مسند ابن عمرو ،وبعضهم من
م سند جوير ية ،و هو الذي رج حه الا فظ ن " الف تح " ،ان ظر تعلي قي
على " صفحيح ابفن خزيةف " ( ، ) 2162و " صفحيح أبف داود " (
. ) 2093قوله تت عنوان :النهي عن إفراد يوم الست بصيام " :عن
بسر السلمي عن أخته الصماء أن رسول ال ( ص ) قال " :ل تصوموا
يوم السبت إل فيما افترض عليكم . " . . .رواه أحد وأصحاب السنن
وال كم وقال :صحيح على شرط م سلم ،وح سنه الترمذي " .قلت :
اختلف العلماء ف هذا الديث ،فقواه من ذكر الؤلف ،وقال /صفحة
/ 406مالك " :هذا كذب " .وضع فه المام أح د ك ما ف " تذ يب
السنن " ،وقال النسائي " :هو حديث مضطرب " ،وبه أعله الافظ ف
" بلوغ الرام " ،فقال " :ورجاله ثقات ،إل أ نه مضطرب ،و قد أنكره
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
430
مالك " .وقد بي الضطراب فيه الافظ ف " التلخيص " ( ) 472 / 6
،فلياج عه من شاء .ث تبي ل أن الد يث صحيح ،وأن الضطراب
الشار إليه هو من النوع الذي ل يؤثر ف صحة الديث ،لن بعض طرقه
سال م نه ،و قد بي نت ذلك ف " إرواء الغل يل " ( ) 960بيا نا ل يدع
مال للشك ف صحته .وتأويل الديث بالنهي عن صوم السبت مفردا
يأباه قوله " :إل في ما افترض علي كم " ،فإ نه ك ما قال ا بن الق يم ف "
تذ يب ال سنن " " :دل يل على ال نع من صومه ف غ ي الفرض مفردا أو
مضا فا " لن ال ستثناء دل يل التناول ،و هو يقت ضى أن الن هي ع نه يتناول
كل صور صومه إل صورة الفرض ،ولو كان إن ا يتناول صورة الفراد
لقال :ل تصفوموا يوم السفبت إل أن تصفوموا يومفا قبله أو يومفا بعده ،
كما قال ف المعة ،فلما خص الصورة الأذون فيها صومها بالفريضة ،
علم تناول النهي لا قابلها " .قلت :وأيضا لو كانت صورة القتران غي
من هي عن ها ،لكان ا ستثناؤها ف الد يث أول من ا ستثناء الفرض ،لن
شبهفة شول الديفث له أبعفد مفن شوله لصفررة القتران ،فإذا اسفتثن
الفرض وحده دل على عدم استثناء غيه كما ل /صفحة / 407يفى
.وإذ المفر كذلك ،فالديفث مالف للحاديفث البيحفة لصفيام يوم
السبت ،كحديث ابن عمرو الذي قبله ،ونوه ما ذكره ابن القيم تت
هذا الديفث فف بثف له قيفم ،أفاض فيفه فف ذكفر أقوال العلماء فيفه ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
431
وانتهى فيه إل حل النهي على إفراد يوم السبت بالصوم ،جعا بينه وبي
تلك الحاديفث ،وهفو الذي ملت إليفه فف " الرواء " .والذي أراه -
فهفد لول أمران اثنان :الول :مالفتف فع جيف وال أعلم -أن هذا المف
الصرية للحديث ،على ما سبق نقله عن ابن القيم .والخر :أن هناك
مال آخر للتوفيق والمع بينه وبي تلك الحاديث ،إذا ما أردنا أن نلتزم
القواعد العلمية النصوص عليها ف كتب الصول ،ومنها :أول :قولم
:إذا تعارض حا ظر ومب يح ،قدم الا ظر على الب يح .ثا نا :إذا تعارض
القول مع الف عل ،قدم القول على الف عل .و من تأ مل ف تلك اأحاد يث
الخال فة لذا ،وجد ها على نوع ي :الول :من فعله لك ست و صيامه .
الخفر :مفن قوله ( ص ) ،كحديفث ابفن عمرو التقدم .ومفن الظاهفر
البي أن كل منهما مبيح ،وحينئذ ،فالمع بينها وبي الديث يقتضي
تقدي الديث على هذا النوع لنه حاظر ،وهي مبيحة .وكذلك قوله (
ص ) لريرية " :أتريدين أن تصومي غدا " ،وما ف معناه مبيح أيضا ،
فيقدم الديث عليه / .صفحة / 408هذا ما بدا ل ،فإن أصبت فمن
ال ،وله المفد على فضله وتوفيقفه ،وإن أخطأت فمفن نفسفي ،
وأ ستغفره من ذ نب .قوله ت ت عنوان :الن هي عن صوم الد هر " :فان
أف طر يو مي الع يد وأيام التشر يق و صام بق ية اليام ،انت فت الكرا هة " .
قلت :هذا التأويل خلف ظاهر الديث " :ل صام من صام البد " ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
432
وقوله " :ل صام ول أفطر " ،وقد بي ذلك العلمة ابن القيم ف " زاد
العاد " با يزيل كل شبهة ،فقال رحه ال " :وليس مراده بذا من صام
اليام الحرمة . " . . .وذكر نوه الافظ ف " الفتح " ( . ) 180 / 4
قوله ف تام ب ثه ال سابق " :و قد أ قر ال نب ( ص ) حزة ال سلمي على
سرد الصيام ،وقال له " :صم إن شئت ،وأفطر إن شئتط " ،وقد تقدم
" .قلت :نعم ،تقدم الديث تت الكلم عمن يرخص لم ف الفطر .
. .ولكن بلفظ آخر ،وليس فيه السرد ،جاء ذلك ف رواية لسلم بلفظ
" :قال يا رسول ال ! إن رجل أسرد الصوم ؟ أفاصوم ف السفر ؟ قال
:صفم إن شئت ،وأفطفر إن شئت " .ورواه ابفن خزيةف ( . ) 2153
ول دليل ف الديث على ما ذهب إليه الؤلف ،لنه ل تلزم بي السرد
وصوم الدهر ،وقد ذكر الافظ ف " الفتح " استدلل بعض العلماء على
الواز بديفث حزة هذا ،ثف عقفب عليفه بقوله / :صففحة " / 409
وتع قب بأن سؤال حزة إن ا كان عن ال صوج ف ال سفر ،ل عن صوم
الدهر ،ول يلزم من سرد الصيام صوم الدهر ،فقد قال أسامة بن زيد أن
ال نب ( ص ) كان ي سرد ال صوم ،فيقال " :ل يف طر " .أخر جه أح د (
، ) 1ومن العلوم أن النب ( ص ) ،ل يكن يصوم الدهر ،فل يلزم من
ذ كر ال سرد صيام الد هر " .ث قوله أي ضا " :والف ضل أن ي صوم يو ما
ويف طر يو ما ،فإن ذلك أ حب ال صيام إل ال " .قلت :فهذا من الدلة
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
433
على كراهة صوم الدهر مع استثناء اليام الحرمة ،إذ لو كان صرم الدهر
هذا مشرو عا أو م ستحبا ،لكان أك ثر عمل ،فيكون أف ضل ،إذ العبادة
ل تكون إل راج حة ،فلو كان عبادة ل ي كن مرجو حا .ك ما تقدم عن
ابن القيم ( * .هامش ) * ( ) 1ف " السند " ( ، ) 201 / 5وسنده
حسن / ) * ( .صفحة / 410ومن ( صيام التطوع ) قوله تت عنوان
:صوم عشر ذي الجة - 4 " :عن أب هريرة قال " :نى رسول ال
عن صوم يوم عرفة بعرفات " .رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه
" .قلت :وإ سناده ضع يف ،ومداره ع ند الم يع على مهدي الجري ،
وهو مهول ،كما قال النووي ( ، ) 380 / 6والافظ ف " التلخيص
" ( ، ) 469 / 6ولذلك ضع فه ا بن الق يم والشوكا ن وغيه ا ،و هو
مرج ف " الحاديث الضعيفة " ( . ) 404قوله تت عنوان :التوسعة
يوم عاشوراء " :عن جابر أن ر سول ال ( ص ) قال " :من و سع على
نفسه وأهله يوم عاشوراء ،وسع ال عليه سائر سنته " .رواه البيهقي ف
" الشعفب " ،وابفن عبفد الب ،وللحديفث طرق أخرى كلهفا ضعيففة ،
ول كن إذا ضم بعض ها إل ب عض ازدادت قوة ،ك ما قال ال سخاوي " .
قلت :هذا رأي ال سخاوي ،ول نراه صوابا ،لن شرط تقوي الد يث
بكثرة الطرق ،وهفو خلوهفا مفن متروك أو متهفم ،ل يتحقفق فف هذا
الد يث ،فان ظر مثل حد يث جابر هذا ،فإن له طريق ي :الول :عن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
434
عن أسامة حديث آخر ف صوم الثني والميس ،ولذلك اقتصر النذري
ف " الترغيب " ،والافظ ف " تبيي العجب با ورد ف فضل رجب ،
على عزوه للنسائي فقط ،وكذلك النابلسي ف " الذخائر " ،ث الديث
إسناده عند النسائي حسن / .صفحة / 413قوله تت عنوان :صوم
الش هر الرم " :ف عن ر جل من باهلة أ نه أ تى ال نب ( ص ) ،فقال :يا
رسول ال ! أنا الرجل الذي جئتك عام الول ،فقال . . . " :صم من
الرم واترك " .رواه أحد ،وأبو داود ،وابن ماجه ،والبيهقي ،بسند
ج يد " .قلت :ليس بيد ال سناد ،ل نه اضطرب راويه فيه على وجوه
ذكرها الافظ ف " التهذيب " ،ومن قبله النذري ف " متصر السنن " ،
ث قال " :وقد وقع فيه هذا الختلف كما تراه ،وأشار بعض شيوخنا
إل تضعيففه لذلك ،وهفو متوجفه " .قلت :وفيفه علة أخرى ،وهفي
الهالة ،كما بينته ف " ضعيف أب داود " ( . ) 419قوله تت عنوان
:صوم يو مي الثن ي والم يس " :عن أ ب هريرة أن ال نب ( ص ) كان
أكثر ما يصوم الثني والميس ،فقيل له ؟ فقال " :إن العمال تعرض
كل اثني وخيس . " . . .رواه أحد بسند صحيح " .قلت :الديث
صفحيح ،لكفن إسفناد أحدف غيف صفحيح ،فقفد أخرجفه هفو ( / 2
، ) 329والترمذي أي ضا ،وا بن ما جه من طر يق م مد بن رفا عة عن
سهيل بن أب صال عن أبيه عنه .وممد بن رفاعة هذا ،قال الزدي " :
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
437
من كر الد يث " .وأ ما ا بن حبان ،فذكره ف " الثقات " على قاعد ته !
ولذلك أفاد ابن حجر ف " التقريب " أنه لي الديث ،وكل من صحح
هذا السفند ،أو وثفق هذا الراوي ،فإناف /صففحة / 414عمدتفه على
توثيق ابن حبان وحده ،وليس بعمدة .ويدل على ضعف ابن رفاعة هذا
أنه قد خالفه ف متنه مالك وجرير والدراوردي عند مسلم ( ، ) 11 / 7
ومع مر ع ند أح د ( ، ) 268 / 2أربعت هم عن سهيل به ،إل أن م ل
يذكروا صيامه ( ص ) للثن ي والم يس ،و سؤاله ع نه .وكذلك رواه
مسلم بن أب مري عن أب صال به ،رواه مسلم أيضا ،وهو مرج ف "
الرواء " ( . ) 105 / 4وإناف صفححت الديفث ،لن شطره الثانف
صحيح كما ترى ،وشطره الول له شواهد ،منها عن أسامة بن زيد ،
وزاد " :قال :ذانفك يومان تعرض فيهمفا العمال على رب العاليف ،
فأحفب أن يعرض عملي وأنفا صفائم " .أخرجفه النسفائي وأحدف بسفند
ح سن ،ورواه أ بو داود من طر يق ثان ،وا بن خزي ة من طر يق ثالث ،
انظفر " الترغيفب " ،وقفد جعفل مفن طريفق النسفائي وطريفق أبف داود
واحدا ،وهو من أوهامه ،فتنبه .قوله تت عنوان :صيام ثلثة أيام من
كل شهر " :وجاء عنه ( ص ) أنه كان يصوم من الشهر السبت والحد
والثني ،ومن الشهر الخر الثلثاء والربعاء والميس " .قلت :الزم
بنسبته إل النب ( ص ) فيه نظر ،فإنه من رواية سفيان عن منصور عن
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
438
فأوهم أنه صحيح ،ول يس كذلك ،فإن ف سنده إسحاق ابن عب يد ال
الدن ،ول يعرف ،كما قال النذري ف " الترغيب " ،ولذلك أشار ابن
القيم ف " الزاد " إل تضعيف الديث ،وقد خرجته وتكلمت عليه بشئ
من /صفحة / 416التف صيل ف " التعليقات الياد " ،ث ف " إرواء
الغليل " ( . ) 921قوله أيضا " :وروى الترمذي بسند حسن أنه ( ص
) قال :ثلثفة ل ترد دعوتمف :الصفائم حتف يفطفر ،والمام العادل ،
والظلوم " .قلت :كأنفه اسفتلزم حسفن إسفناده مفن تسفي الترمذي
للحد يث ،ول تلزم بينه ما ،ف قد يكون الد يث ح سنا ع ند الترمذي
وغيه لشواهده ،ول يكون إ سناده الذي ساق الد يث به ح سنا ،و ف
مثل هذا يقول التأخرون :إنه حسن لغيه .فتأمل .ث إن مدار الديث
ع ند الترمذي وغيه على ا ب مدلة ،و قد قال ا بن الدي ن " :مهول " .
وقال الذهفب " :ل يكاد يعرف " .ثف خرجتفه فف " الضعيففة " (
، ) 1358وذكرت ف يه أ نه مالف لد يث آ خر مرج ف " ال صحيحة
" ( / . ) 596صفحة / 417ومن ( مباحات الصيام ) قوله تت هذا
العنوان . . . " :فإذا طلع الفجر وف فمه طعام وجب عليه أن يلفظه . .
. " .قلت :هذا تقليد لبعض الكتب الفقهية ،وهو ما ل دليل عليه ف
ال سنة الحمد ية ،بل هو مالف لقوله ( ص ) " :إذا سع أحد كم النداء
والناء على يده ،فل يضه حت يقضي حاجته منه " .أخرجه أحد وأبو
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
440
داود والا كم ،و صححه هو والذ هب ،وأخر جه ا بن حزم ،وزاد " :
قال عمار ( يعن :ابن أب عمار راويه عن أب هريرة ) :وكانوا يؤذنون
إذا بزغ الف جر " .قال حاد ( يع ن :ا بن سلمة ) عن هشام بن عروة :
كان أبف يفتف بذا .وإسفناده صفحيح على شرط مسفلم .وله شواهفد
ذكرتا ف " التعليقات الياد " ،ث ف " الصحيحة " ( . ) 1394وفيه
دليل على أن من طلع عليه الفجر وإناء الطعام أو الشراب على يده ،أنه
يوز له أن ل يضه حت يأخذ حاجته منه ،فهذه الصورة مستثناة من الية
( * :وكلوا واشرلوا حت يتبيق لكم اليط البيض من اليط السود من
الفجر ) * ( ، ) 1فل تعارض بينها وما ف معناها من الحاديث ،وبي
هذا الديث ،ول إجاع يعارضه ،بل ذهب جاعة من الصحابة وغيهم
إل أكثر ما أفاده الديث ،وهو * ( هامش ) * ( ) 1البقرة / . 187
صفحة / 418جواز ال سحور إل أن يت ضح الف جر ،وينت شر البياض ف
الطرق ،راجفع " الفتفح ( . ) 110 - 109 / 4لن مفن فوائد هذا
الد يث إبطال بد عة الم ساك قل الف جر بن حو ر بع ساعة ؟ لن م إن ا
يفعلون ذلك خشية أن يدركهم أذان الفجر وهم يتسحرون ،ولو علموا
هذه الرخصة لا وقعوا ف تلك البدعة .فتأمل .ومن ( ما يبطل الصيام )
قوله " :الستمناء ( إخراج الن ) سواء أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته
أو ضم ها إل يه ،أو كان بال يد ،فهذا يب طل ال صوم ويو جب القضاء " .
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
441
قلت :ل دليل على البطال بذلك ،وإلاقه بالماع غي ظاهر ،ولذلك
قال الصفنعان " :الظهفر أنفه ل قضاء ول كفارة إل على مفن جامفع ،
وإلاق غ ي الجا مع به بعيد " .وإليه مال الشوكان ،وهو مذهب ا بن
حزم ،فانظر " الحلى " ( 177 - 175 / 6و . ) 205وما يرشدك
إل أن قياس السفتمناء على الماع قياس مفع الفارق ،أن بعفض الذيفن
قالوا به ف الفطار ل يقولوا به ف الكفارة ،قالوا " :لن الماع أغلظ ،
والصل عدم الكفارة " .انظر " الهذب " مع " شرحه " للنووي ( / 6
. ) 368فكذلك نقول ن ن :ال صل عدم الفطار ،والماع أغلظ من
الستمناء / ،صفحة / 419فل يقاس عليه .فتأمل .وقال الرافعي ( 6
" : ) 396 /الي إن خرج بالستمناء أفطر ،لن اليلج من غي إنزال
مبطففل ،فالنزال بنوع شهوة أول أن يكون مفطرا " .قلت :لو كان
هذا صفحيحا ،لكان إياب الكفارة فف السفتمناء أول مفن إياباف على
اليلج بدون إنزال ،وهفم ل يقولون أيضفا بذلك .فتأمفل تناقفض
القياسيي ! أضف إل ذلك مالفتهم لبعض الثار الثابتة عن السلف ف أن
الباشرة بغ ي جاع ل تف طر ولو أنزل ،و قد ذكرت بعض ها ف " سلسلة
الحاديث الصحيحة " تت الحاديث ( ، ) 221 - 219ومنها قول
عائشة رضي ال عنها لن سالا :ما يل للرجل من امرأته صائما ؟ قالت
" :كفل شفئ إل الماع " .أخرجفه ع بد الرزاق ف " مصفنفه " ( / 4
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
442
) 8439 / 190بسفند صفحيح ،كمفا قال الاففظ فف " الفتفح " ،
واحتج به ابن حزم .وراجع سائرها هناك .وترجم ابن خزية رحه ال
لب عض الحاد يث الشار إلي ها بقوله ف " صحيحه " ( " : ) 243 / 2
باب الرخصة ف الباشرة الت هي دون الماع للصائم ،والدليل على أن
اسم الواحد قد يقع عل فعلي :أحدها مباح ،والخر مظور ،إذ اسم
الباشرة قد أوق عه ال ف نص كتا به على الماع ،ودل الكتاب على أن
الماع فف الصفوم مظور ،قال الصفطفى ( ص ) " :إن الماع يفطفر
الصائم " ،والنب الصطفى ( ص ) قد دل بفعله على أن الباشرة الت هي
دون الماع مباحة ف الصوم غي /صفحة / 420مكروهة " .وإن ما
ينبغي التنبيه عليه هنا أمرين :الول :أن كون النزال بغي جاع ل يفطر
شئ ،ومباشرة الصائم شئ آخر ،ذلك أننا ل ننصح الصائم وباصة إذا
كان قوي الشهوة أن يبا شر و هو صائم ،خش ية أن ي قع ف الحظور ،
الماع ،وهذا سدا للذري عة ال ستفادة من عد يد من دلة الشريعة ،منها
قوله ( ص ) " :ومفن حام حول المفى أوشفك أن يقفع فيفه " ،وكأن
السيدة عائشة رضي ال عنها أشارت إل ذلك بقولا حي روت مباشرة
ال نب ( ص ) و هو صائم " :وأي كم يلك إر به ؟ " وال مر ال خر :أن
الؤلف لا ذكر الستمناء باليد ،فل يوز لحد أن ينسب إليه أنه مباح
عنده ،لنه إنا ذكره لبيان أنه مبطل للصوم عنده .وأما حكم الستمناء
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
443
بعد أن عزا الديث للدارقطن " :قال :ورواه عطاء عن عبيد بن عمي
مر سل .قلت :وإ سناده ضع يف أي ضا " .وأ ما قول الشوكا ن " :و قد
صحح الديث ابن الوزي ،وقال :ما علمنا أحدا طعن ف سفيان ابن
ب شر " .قلت :هذا القدر ل يك في ف ت صحيح الد يث ،فإن م ثل هذا
القول ي كن أن يقال ف كل مهول ! ونقول على سبيل العار ضة :ما
علمنا أحدا وثق سفيان ابن بشر .وهذا أقرب إل القواعد الديثية ،لن
صحة الديث يشترط فيها ثبوت ثقة رجاله بشهادة الئمة ،وأما ضعفه
فيك في أن ل تث بت ،أو ل تعرف الث قة ولو ف ب عض روا ته ،ك ما هو
معروف عند الشتغلي بعلم ال سنة ،ث نقول :كيف يصح هذا الديث
وقد ضعفه أحد أئمة الديث ونقاده ،وهو المام البيهقي ؟ ! /صفحة
/ 424ث هو معارض با هو أقوى منه ،وهو حديث أب هريرة أن النب
( ص ) قال " :ل صوم بعد النصف من شعبان حت رمضان ،ومن كان
عليه صوم من رمضان فليسرده ،ول يقطعه " .أخرجه الدارقطن ( ص
، ) 243وع نه البيه قي من طر يق حبان بن هلل :ث نا ع بد الرح ن بن
إبراهيم القاص -وهو ثقة : -ثنا العلء بن ع بد الرحن عزا أبيه عنه .
وقال الدارقط ن " :ع بد الرح ن بن إبراه يم ضع يف الد يث " .قلت :
وهو متلف فيه ،وقد وثق ف إسناد الدارقطن كما ترى ،وقد وثقه ابن
مع ي والبخاري وغيه ا ،ولذلك قال ا بن القطان " :ف هو متلف ف يه ،
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
447
والديث من روايته حسن " ،كما ف " الوهر النقي " .ونقل الافظ
عن ابن القطان أنه قال " :ول يأت من ضعفه بجة ،والديث حسن "
.ث تعقبه الافظ بقوله " :قلت :قد صرح ابن أب حات عن أبيه بأنه
أنكر هذا الديث بعينه على عبد الرحن " .قلت :وجلة القول " أنه ل
ي صح ف هذا الباب شئ ل سلبا ول إيا با ،وال مر القرآ ن بال سارعة
يقتضفي وجوب التابعفة إل لعذر ،وهفو مذهفب ابفن حزم أيضفا ( / 6
، ) 261قال " :فإن ل يفعل فيقضيها متفرقة ،وتزيه لقول ال تعال :
* ( فعدة من أيام أ خر ) * ،ول يدد تعال ف ذلك وق تا يب طل القضاء
بروجفه ،وهفو قول أبف /صففحة / 425حنيففة " ( .نائدة ) :ل
يتعرض الؤلف لقضاء رمضان منف أفطره عامدا متعمدا ،هفل يشرع له
قضاؤه أم ل ؟ والظاهر الثان ،وهو اختيار شيخ السلم ابن تيمية ،فقد
قال ف " الختيارات " ( ص " : ) 65ل يق ضي متع مد بل عذر صوما
ول صلة ،ول ت صح م نه ،و ما روي أن ال نب ( ص ) أ مر الجا مع ف
رمضان بالقضاء ضع يف ،لعدول البخاري وم سلم ع نه " .و هو مذ هب
ا بن حزم ،و -رواه عن أ ب ب كر ال صديق ،وع مر بن الطاب ،وعلي
بن أ ب طالب ،وا بن م سعود ،وأ ب هريرة ،فرا جع " الحلى " ( / 6
. ) 185 - 180لكن تعليل ابن تيمية ضعف حديث أمر الجامع ف
رمضان بالقضاء بعدول البخاري ومسلم عنه ليس بشئ عندي ،فكم من
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
448
حديفث عدل الشيخان عنفه وهفو صفحيح ،والقف أنفه ثابفت صفحيح
بجموع طرقه كما قال الافظ ابن حجر ،وأحدها صحيح مرسل كما
ك نت بين ته ف تعلي قي على ر سالة ا بن تيم ية ف " ال صيام " ( ص - 25
، ) 27ث ف " إرواء الغليل " ( ، ) 92 - 90 / 4فقضاء الجامع من
تام كفارته ،فل يلحق به غيه من الفطرين عمدا ،ويبقى كلم الشيخ
ف غيه سليما .أما الصلة فهو متار الصنف أيضا تبعا لبن حزم ،وقد
كان نقل كلمه ف ذلك ملخصا ف " الصلة " تبيل " المعة " ،وكان
يلزمه أن يتار مثله ف الصوم ،فإن دليل عدم القضاء فيه مثله ف الصلة ،
ول سفيما أنفه مذهفب ابفن حزم أيضفا ،فقفد قال " :برهان ذلك أن
وجوب القضاء ف تعمد القئ قد صح عن رسول ال ( ص ) كما ذكرنا
قبل ،ول يأت ف فساد الصوم بالتعمد للكل أو الشرب أو الوطء نص /
صففحة / 426بإياب القضاه ،لناف افترض تعال رمضان ل غيه على
الصحيح القيم العا قل البالغ ،فإياب صيام غيه بدل منه ،إياب شرع
ل يأذن ال تعال به ،فهو باطل ،ول فرق بي أن يوجب ال تعال صوم
ش هر م سمى ،فيقول قائل :إن صوم غيه ينوب ع نه بغ ي نص وارد ف
ذلك ،وبي من قال :إن الج إل غي مكة ينوب عن الج إل مكة ،
والصلة إل غي الكعبة ،تنوب عن الصلة إل الكعبة ،وهكذا ف كل
شفئ ،قال ال تعال ( * :تلك حدود ال فل تعتدوهفا ) * ،وقال تعال
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
449
( * :ومفن يتغفد حدود ال فقفد ظلم نفسفه ) * " .ثف شرع يرد على
الخالف ي قيا سهم كل مف طر بع مد على الف طر بال قئ وعلى الجا مع ف
رمضان .ث روى مثل قوله عن اللفاء الراشدين حاشا عثمان ،وعن ابن
مسعود وأ ب هريرة .فراجعه .قلت :لكن الجامع ف رمضان قد صح
أنه أمره ( ص ) بالقضاء أيضا / .صفحة / 427ومن ( من مات وعليه
صيام ) قوله " :وكذلك أجعوا على أن من ع جز عن ال صيام ل ي صوم
عنه أحد أثناء حياته " .قلت :الظاهر أن ل إجاع ف هذه السالة ،فقد
خالف فيهفا ابفن تيميفة ،فقال فف " الختيارات " ( ص " : ) 64وإن
تبع إن سان بال صوم ع من ل يطي قه ل كبه ونوه ،أو عن م يت ،وه ا
معسران توجه جوازه ،لنه أقرب إل الماثلة من الال ،وحكى القاضي
ف صوم النذر ف حياة الناذر نو ذاك " وقد نقلته على سبيل الطلع ل
التب ن ،فإ ن ل أراه صوابا ،لنافا ته لقوله تعال ( * :وأن ل يس للن سان
إل ما سعى ) * [ النجم ، ] 39 :وأما هو فقد اول الية با ل يتعارض
مع مذه به ،ول يت سع القال لتف صيل ذلك ،فلي جع إل يه من شاء زيادة
العر فة .قوله ف مذ هب الشافع ية الختار :أ نه ي ستحب لول ال يت أن
يصوم عنه " :واستدلوا با رواه أحد والشيخان عن عائشة أن النب ( ص
) قال " :من مات وعل يه صيام ،صام ع نه ول يه " ،زاد البزار ل فظ " :
إن شاء " ،وقال ف التعل يق :سندها ح سن " .قلت :كل ،بل هذه
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
450