Professional Documents
Culture Documents
عليه وسلم
كما رواها عنه جابر
رضي الله عنه
إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده ال
فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا
عبده ورسوله .
أما بعد :فهذه هي الطبعة الثانية لكتابنا ( حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها جابر
رضي ال عنه ) عز منا على إعادة طبعه بعد أن عزت نسخه وكثر الطلب عليه من كثي من البلد
السلمية فأعدت النظر فيه وزدت ف متنه بعض المل الت استدركتها من الصادر الديثية الت ل
تكن قد طبعت من قبل أو كانت نسخها عزيزة مثل ( موارد الظمآن إل زوائد ابن حبان ) و(
النتقى ) لبن الارود و( طبقات ابن سعد ) وبعض الخطوطات .بيد أن أضفت إليه تعليقات كثية
تضمنت فوائد جة أغلبها ف بيان بعض الناسك كانت قد فإن أو ل يتيسر ل معها ف طبعته السابقة
.
ث ذيلته بذيل ذكرت فيه قسما كبيا من البدع الت يقع فيها بع الجاج منذ عزمهم على السفر
حت رجوعهم إل أهلهم وأدخلت فيه بدع زيارة السجد النبوي وبيت القدس لن كثيا من
الجاج يمعون بي الج والسفر إل السجد النبوي والسجد القصى وذلك أمر مشروع مرغوب
فيه وإن كان مطلقا غي مقيد بالج فيشرع مع الج قبله أو بعده وبدونه .
وعندي بعض النصائح أريد أن أقدمها إل القراء الكرام والجاج إل بيت ال الرام عسى ال
تبارك وتعال أن ينفعهم با ويكتب ل أجر الدال على الي بإذنه إنه على ما يشاء قدير وبالجابة
جدير .
وما ل ريب فيه أن باب النصيحة واسع جدا ولذلك فإن سأنتقي منه ما أعلم أن كثيا من الجاج
ف جهل به أو إهال له أسأل ال تعال أن يعلمنا ما ينفعنا ويوفقنا للعمل به فإنه خي مسؤول .
أول :إن كثيا من الجاج إذا أحرموا بالج ل يشعرون أبدا أنم تلبسوا بعبادة تفرض عليهم
البتعاد عما حرم ال تعال من الحرمات عليهم خاصة وعلى كل مسلم عامة وكذا تراهم يجون
ويفرغون منه ول يتغي شيء من سلوكهم النحرف قبل الج وذلك دليل عملي منهم على أن
حجهم ليس كامل إن ل نقل :ليس مقبول ولذلك فإن على كل حاج أن يتذكر هذا وأن يرص
جهد طاقته أن ل يقع فيما حرم ال عليه من الفسق والعاصي فإن ال تبارك وتعال يقول ( :الج
أشهر معلومات فمن فرض فيهن الج فل رفث ول فسوق ول جدال ف الج ) -البقرة . 197 :
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( صحيح ) ( من حج فلم يرفث ول يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) أخرجه الشيخان
والرفث :هو الماع .
قال شيخ السلم ابن تيمية :
( وليس ف الحظورات ما يفسد الج إل جنس الرفث فلهذا ميز ال بينه وبي الفسوق .وأما سائر
الحظورات كاللباس والطيب فإنه وإن كان يأث با فل تفسد الج عند أحد من الئمة الشهورين )
.
وهو يشي ف آخر كلمه إل أن هناك من العلماء من يقول بفساد الج بأي معصية يرتكبها الاج
فمن هؤلء المام ابن حزم رحه ال فإنه يقول :
( وكل من تعمد معصية أي معصية كانت وهو ذاكر لجه مذ أن يتم طوافه بالبيت للفاضة ويرمي
المرة فقد بطل حجه ) . . .واحتج بالية السابقة فراجعه ف كتابه ( الحلى ) ( ) 7/186فإنه
مهم .
وما سبق يتب أن العصية من الاج إما أن تفسد عليه حجه على قول ابن حزم وإما أن يأث با
ولكن هذا الث ليس كما لو صدر من غي الاج بل هو أخطر بكثي فإن من آثاره أن ل يرجع من
ذنوبه كما ولدته أمه كما صرح بذلك الديث التقدم .فبذلك يكون كما لو خسر حجته لنه ل
يصل على الثمرة منها وهي مغفرة ال تعال فال الستعان .
وإذا تبي هذا فل بد ل من أن أحذر من بعض العاصي الت يكثر ابتلء الناس با ويرمون بالج
ول يشعرون إطلقا بأن عليهم القلع عنها ذلك لهلهم وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لبائهم .
فإذا عرفنا ذلك فهذا المر للوجوب قطعا ويد لعلى ذلك المور التالية :
الول :أن الصل فيه الوجوب إل لقرينة ول قرينة هنا بل والقرينة هنا تؤكده وهي المر التال
وهو :
الثان :أنه صلى ال عليه وسلم لا أمرهم تعاظم عندهم كما تقدم آنفا ولو ل يكن للوجوب ل
يتعاظموه أل تر أنه صلى ال عليه وسلم قد أمرهم من قبل ثلث مرات أمر تيي ومع ذلك ل
يتعاظموه فدل على أنم فهموا من المر الوجوب وهو القصود .
الثالث :أن ف رواية ف حديث عائشة رضي ال عنها قالت :
( صحيح ) ( . . .فدخل علي وهو غضبان فقلت :من أغضبك يا رسول ال أدخله ال النار قال
:أوما شعرت أن أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون ،ولو أن استقبلت من أمري ما استدبرت ما
سقت الدي معي حت أشتريه ث أحل كما حلوا ) .رواه مسلم والبيهقي وأحد ( . ) 6/175
ففي غضبه صلى ال عليه وسلم دليل واضح على أن أمره كان للوجوب ل سيما وأن غضبه صلى
ال عليه وسلم إنا كان لترددهم ل من أجل امتناعهم من تنفيذ المر وحاشاهم من ذلك ولذلك
حلوا جيعا إل من كان معه هدي كما يأت ف الفقرة ( . ) 44
الرابع :قوله صلى ال عليه وسلم :لا سألوه عن الفسخ الذي أمرهم به :
( ألعامنا هذا أم لبد البد ؟ ) فشبك صلى ال عليه وسلم أصابعه واحدة ف أخرى وقال :
( دخلت العمرة ف الج إل يوم القيامة ل بل لبد أبد ل بل لبد أبد ) .كما يأت ف الفقرة ( 24
).
فهذا نص صريح على أن العمرة أصبحت جزءا من الج ل يتجزأ وأن هذا الكم ليس خاصا
)(2
بالصحابة كما يظن البعض بل هو مستمر إل البد .
خامسا :أن المر لو ل يكن للوجوب لكفى أن ينفذه بعض الصحابة فكيف وقد رأينا رسول ال
صلى ال عليه وسلم ا يكتفي بأمر الناس بالفسخ أمرا عاما فهو تارة يأمر بذلك ابنته فاطمة رضي ال
عنها كما يأت ( فقرة ) 48وتارة يأمر به أزواجه كما ف ( الصحيحي ) عن ابن عمر أن النب صلى
ال عليه وسلم أمر أزواجه أن يللن عام حجة الوداع قالت حفصة :فقلت :ما ينعك أن تل ؟
قال ( :إن لبدت رأسي ) . . .الديث .ولا جاء أبو موسى من اليمن حاجا قال له صلى ال عليه
وسلم ( :ب أهللت ) ؟ قال :أهللت بإهلل النب صلى ال عليه وسلم قال :هل سقت من
الدي ؟ قال :ل قال ( :فطف بالبيت وبالصفا والروة ث حل ) . . .الديث .
فهل هذا الرص الشديد من النب صلى ال عليه وسلم على تبليغ أمره بالفسخ إل كل مكلف ل
يدل على الوجوب ؟ اللهم إن الوجوب ليثبت بأدن من هذا
ولوضوح هذه الدلة الدالة على وجوب الفسخ بله التمتع ل يسع الخالفي لا إل التسليم بدللتها
ث اختلفوا ف الجابة عنها فبعضهم ادعى خصوصية ذلك بالصحابة وقد عرفت بطلن ذلك ما سبق
.
وبعضهم ادعى نسخه ولكنهم ل يستطيعوا أن يذكروا ولو دليل واحدا يسن ذكره والرد عليه
اللهم إل ني عمر رضي ال عنه وكذا عثمان وابن الزبي كما ف ( الصحيحي ) وغيها .
( )5حديثان صحيحان مخرجان في " صفة الصلة " لنا ( 53 / 51الطبعة الثالثة ) .
( )6وهو تحت الطبع في مطابع المكتب السلمي
وف الديث الثان :إياب دفع الار بي يدي الصلي إذا كان يصلي إل السترة وتري الرور عمدا
وأن فاعل ذلك شيطان .
وليت شعري ما هو الكسب الذي يعود به الاج إذا رجع وقد استحق هذا السم ( :الشيطان ) ؟
والديثان وما ف معناها مطلقان ل يتصان بسجد دون مسجد ول بكان دوم مكان فهما يشملن
السجد الرام والسجد النبوي من باب أول لن هذه الحاديث إنا قالا صلى ال عليه وسلم ف
مسجده فهو الراد با أصالة والساجد الخرى تبعا .والثران الذكوران نصان صريان على أن
السجد الرام داخل ف تلك الحاديث فما يقال من بعض الطوفي وغيهم أن السجد الكي
والسجد النبوي مستثنيان من النهي ل أصل له ف السنة ول عن أحد من الصحابة اللهم سوى
حديث واحد روي ف السجد الكي ل يصح إسناده ول دللة فيه على الدعوى كما سيأت بيانه ف (
بدع الج ) ( الفقرة . ) 124
خامسا :وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالجاج ف السجد الرام وغيه من
الواطن القدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الج وأحكامه على وفق الكتابة السنة وأن ل يشغلهم
ذلك عن الدعوة إل أصل السلم الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب أل وهو التوحيد فإن
أكثر من لقيناهم حت من ينتمي إل العلم وجدناهم ف جهل بالغ بقيقة التوحيد وما ينافيه من
الشركيات والوثنيات كما أنم ف غفلة تامة عن ضرورة وجوع السلمي على اختلف مذاهبهم
وكثرة أحزابم إل العمل الثابت ف الكتاب والسنة ف العقائد والحكام والعاملت والخلق
والسياسة والقتصاد وغي ذلك من شؤون الياة وأن أي صوت يرتفع وأي إصلح يزعم على غي
هذا الصل القوي والصراط الستقيم فسوف ل ين السلمون منه إل ذل وضعفا والواقع أكب
شاهد على ذلك وال الستعان .
وقد تتطلب الدعوة إل ما سبق شيئا قليل أو كثيا من الدال بالت هي أحسن كما قال ال عز
وجل ( :ادع إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن ) -النحل :
. 125فل يصدنك عن ذلك معارضة الهلة بقوله تعال . . . ( :فل رفث ول فسوق ول جدال
ف الج ) -البقرة . 196 :فإن الدال النهي عنه ف الج هو كالفسق النهي عنه ف غي الج
أيضا وهو الدال بالباطل وهو غي الدال الأمور به ف آية الدعوة قال ابن حزم رحه ال ( 7/196
):
( والدال قسمان :قسم واجب وحق وقسم ف باطل فالذي ف الق واجب ف الحرام وغي
الحرام قال تعال ( :ادع إل سبيل ربك ) . . .ومن جادل ف طلب حق به فقد دعا إل سبيل ربه
تعال وسعى ف إظهار الق والنع من الباطل وهكذا كل من جادل ف حق لغيه أو ل تعال والدال
بالباطل وف الباطل عمدا ذكرا لحرامه مبطل للحرام وللحج لقوله تعال ( :فل رفث ول فسوق
ول جدال ف الج ) البقرة . ) 196 :
وهذا كله على أن ( الدال ) ف الية بعن الخاصمة واللحاة حت تغضب صاحبك .وقد ذهب
إل هذا العن جاعة من السلف وعزاه ابن قدامة ف ( الغن ) ( ) 3/296إل المهور ورجحه .
وهناك ف تفسيه قول آخر :وهو الجادلة ف وقت الج ومناسكه واختاره ابن جرير ث ابن تيمية
ف ( مموعة الرسائل الكبى ) ( ) 2/361وعلى هذا فالية غي واردة فيما نن فيه أصل .وال
أعلم .
ومع ذلك فإنه ينبغي أن يلحظ الداعية أنه إذا تبي له أنه ل جدوى من الجادلة مع الخالفة له
لتعصبه لرأيه وأنه إذا صابره على الدل فلربا ترتب عليه ما ل يوز فمن الي له حينئذ أن يدع
الدال معه لقوله صلى ال عليه وسلم :
( حسن ) ( أنا زعيم ببيت ف ربض النة لن ترك الراء وإن كان مقا ) .رواه أبو داود بسند
حسن عن أب أمامة وللترمذي نوه من حديث أنس وحسنه .
وفقنا ال والسلمي لعرفة سنة نبيه صلى ال عليه وسلم واتباع هديه .
ل حرج :
وهذه المور يتحرج منها بعض الجاج وهي جائزة :
- 1الغتسال لغي احتلم ودلك الرأس ففي ( الصحيحي ) وغيها
( صحيح ) عن عبد ال بن حني عن عبد ال بن عباس والسور بن مرمة اختلفا بالبواء فقال عبد
ال بن عباس :يغسل الحرم رأسه وقال السور :ل يغسل الحرم رأسه فأرسلن عبد ال بن العباس
إل أب أيوب النصاري أسأله عن ذلك فوجدته يغتسل بي القرني وهو يستر بثوب فسلمت عليه
فقال :من هذا ؟ فقلت :أنا عبد ال بن حني أرسلن إليك عبد ال بن العباس أسألك كيف كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو مرم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه
حت بدا ل رأسه ث قال لنسان يصب عليه :اصبب فصب على رأسه ث حرك رأسه بيديه فأقبل
بما وأدبر وقال :هكذا رأيته صلى ال عليه وسلم يفعل .زاد مسلم ( :فقال السور لبن عباس :
ل أماريك أبدا ) .
وروى البيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال :
( صحيح ) ( ربا قال ل عمر بن الطاب رضي ال عنه :تعال أباقيك ف الاء أينا أطول نفسا ونن
مرمون ) .
وعن عبد ال بن عمر ( أن عاصم بن عمر وعبد الرحن بن زيد وقعا ف البحر يتمالقان ( يتغاطسان
) يغيب أحدها رأس صاحبه وعمر ينظر إليهما فلم ينكر ذلك عليهما ) .
- 2حك الرأس ولو سقط بعض الشعر وحديث أب أيوب التقدم آنفا دليل عليه وروى مالك (
) 1/358/92عن أم علقمة بن أب علقمة أنا قالت :
( صحيح ) سعت عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم تسأل عن الحرم :أيك جسده ؟ فقالت
:نعم فليحكه وليشدد ولو ربطت يداي ول أجد إل رجلي لككت .وسنده حسن ف الشواهد .
قال شيخ السلم ابن تيمية ف ( الجموعة الكبى ) ( : ) 2/368
وله أن يك بدنه إذا حكه وكذلك إذا اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك ل يضره ) .
- 3الحتجام ولو بلق الشعر مكان الجم لديث ابن بينة رضي ال عنه قال :
( صحيح ) ( احتجم النب صلى ال عليه وسلم وهو مرم ب ( لي جل ) -موضع بطريق مكة -
ف وسط رأسه ) .متفق عليه .
قال شيخ السلم ابن تيمية ف ( مناسكه ) ( : ) 2/338
( وله أن يك بدنه إذا حكه ويتجم ف رأسه وغي رأسه وإن احتاج أن يلق شعرا لذلك جاز فإنه
قد ثبت ف ( ث ساق هذا الديث ث قال ) ول يكن ذلك إل مع حلق بعض الشعر وكذلك إذا
اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك ل يضره وإن تيقن أنه انقطع بالغسل ) .
وهذا مذهب النابلة كما ف ( الغن ) ( ) 3/306ولكنه قال ( :وعليه الفدية ) .
وبه قال مالك وغيه .ورده ابن حزم بقوله ) 7/257 ( :عقب هذا الديث :
( ل يب عليه السلم أن ف ذلك غرامة ول فدية ولو وجبت لا أغفل ذلك وكان عليه السلم كثي
الشعر أفرع )(7وإنا نينا عن حلق الرأس ف الحرام ) .
( )8قلت :فقول شيخ السلم " :والفضل للمحرم أن يضحي لمن أحرم له كما كان النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه يحجون
" فيه نظر بين ل يخفى على القارئ .
( صحيح ) فعن عائشة رضي ال عنها أنا سئلت عن اليمان للمحرم ؟ فقالت :وما بأس ؟
ليستوثق من نفقته .وسنده صحيح .وعن عطاء :يتختم -يعن الحرم -ويلبس اليمان .رواه
البخاري تعليقا .
قلت :ول يفى أن الساعة والنظارة ف معن الات والنطقة مع عدم ورود ما ينهى عنهما ( وما كان
ربك نسيا ) مري . 64 :
يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر ولتكبوا ال على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
المد ل رب العالي القائل ف مكم كتابه الكري ( :ول على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيل ومن كفر فإن ال غن عن العالي ) -آل عمران 97 :والصلة والسلم على نبينا ممد
القائل فيما صح عنه :
( صحيح ) ( خذوا عن مناسككم فإن ل أدري لعلي ل أحج بعد عامي هذا ) .وعلى آله الطهار
وأصحابه الخيار ومن تل وتبعهم بإحسان .
أما بعد فإن بعد أن ألفت ( صفة صلة النب صلى ال عليه وسلم ) )(9ونشرته على الناس وجد -
والمد ل على توفيقه -رواجا فوق ما كنت أترقب حيث أن نسخه البالغة ألفي نفدت أو كادت
ف ظرف سنتي بدون أن يتخذ له شيء من وسائل الدعاية العروفة أو أن يتعهد أحد من أصحاب
الكتبات بنشره وما ذلك إل لا لسه الناس من سهولة أسلوبه ف عرضه لصلته صلى ال عليه وسلم
مع استقصائه لا وترير ما صح منها والمر الذي حل كثيين على أن يطلبوا من أن أضع لم كتابا
آخر ف صفة حجة النب صلى ال عليه وسلم على السلوب ذاته فكنت أحبذ ما طلبوا ولكن
أعتذر لم من الستعجال بتحقيق ما رغبوا بأن ف صدد وضع كتب أخرى تفيد السلمي إن شاء ال
تعال .منها كتاب أستقصي فيه قدر المكان البدع الت وقع السلمون فيها منذ قدي الزمان لعله
يكون باعثا لم على اجتنابا وحامل لم على التمسك بالسنة الحمدية وحدها يضاف إل ذلك ما ل
بد منه من الشتغال بسائل فرعية دينية أخرى ما يأخذ من وقت الشيء الكثي هذا عدا انصراف إل
تصيل قوت من مهنت وكسب يدي كل هذا كان يصدقن عن البادرة إل تقيق رغبتهم ورغبت ل
سيما وهو يتطلب سعة من الوقت وجهد كثي لتتبع السنة الطهرة واستخراج ما يتعلق بذا الوضوع
منها .
فبينا أنا على هذه الال إذ ألقى ف البال بناسبة قراءت مع بعض الخوان كتاب الج من ( الروضة
الندية ) لصديق حسن خان ملك بوبال أن أخرج للناس حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها
مسلم ف صحيحه عن جابر رضي ال عنه فإنه يوفر علي وقتا وقتا وجهدا كبيا ويقق للراغبي
بغيتهم كلها أو جلها وما ل يدرك كله ل يترك جله .
( )9ثم طبع بعد ذلك مرتين والثالثة مزيدة ومنقحة طبعت في مطابع المكتب السلمي بدمشق سنة 1381ه .
فلما تكن من هذا الاطر وجدتن منصرفا إليه عن كل شاغل فاستخرجت من صحيح مسلم
الرواية الشار إليها وراجعت متنها مرارا فتبي ل أنا ينقصها بعض الناسك فأعدت استخراجها من
كتب السنة الخرى الت بيانا فوجدت فيها بعض الزيادات الفيدة ولكنها عن القيام بواجب
الستدراك بعيدة فحملن ذلك على أن أتتبع كل رواية لابر يتحدث فيها عن حجته صلى ال عليه
وسلم خلف روايته السابقة فاجتمع عندي من ذلك فوائد وزوائد من الناسك فأضفتها كلها إل
الرواية الول وجعلت كل منها ف موطنها اللئق با فتم بذلك استدراك غي قليل من النقص
وبقيت أشياء أخرى كثية ل يكن استدراكها إل بتغيي هذا النهاج الذي عزمت السي عليه
وبالتوسع ف البحث والتنقيب عن جيع روايات سائر الصحاب حول هذه الجة العظيمة وهذا ما
أجلته إل وقت آخر أوسع فإن النية قد اتهت بعد الفراغ من مسودة هذا النسك إل وضع كتاب
بعنوان :صفة حجة النب صلى ال عليه وسلم منذ خروجه من الدينة إل رجوعه إليها كأنك تصبه
فيها ) أتتبع فيه مناسكها كلها ووقائعها وخطبها وحوادثها وأجوبة النب صلى ال عليه وسلم عن
أسئلة السائلي له ف طرقها ومنازلا وغي ذلك من الفوائد الفيدة والنكت الطريفة أسردها متنقل
من منل إل آخر من التقيد بالصحيح من ذلك كما هو دأب ف كل كتابات وتآليفي وقد جعت حت
الن جل مادته فأرجو أن يوفقن ال تعال لتصنيفه وتأليفه ث لطبعه ونشره هو حسب ل إله إل هو .
ثناء العلماء على حديث جابر
هذا وإنا آثرت حديث جابر رضي ال عنه لنه كما قال النووي :
( وهو أحسن الصحابة سياقة لرواية حديث حجة الوداع فانه ذكرها من حي خروج النب صلى
ال عليه وسلم من الدينة إل آخرها فهو أضبط لا من غيه ) وقال :
( وهو حديث عظيم مشتمل على جل من الفوائد ومهمات من مهمات القواعد قال القاضي عياض
:وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا وصنف فيه أبو بكر بن النذر جزءا كبيا وخرج
فيه من الفقه مائة ونيفا وخسي نوعا ولو تقصى لزيد على هذا القدر قريب منه ) .
قلت وبوب مسلم ب ( باب حجة النب صلى ال عليه وسلم ) )(10وأبو داود ب ( باب صفة حجة
النب صلى ال عليه وسلم ) ونوه به الافظ الذهب ف ترجة جابر فقال :
( وله منسك صغي ف الج أخرجه مسلم ) .
وعقد له الافظ ابن كثي ف الزء الامس من ( البداية والنهاية ) فصل قال فيه :
( وهو وحده منسك مستقل ) ث ساقه ( ص . ) 149 - 146
وهذا الثناء من هؤلء الئمة إنا هو على حديثه من الرواية الول .فإذا علمت ما ضممنا إليها من
فوائد الروايات الخرى كما سيأت الشارة إليه يتبي لك أن منسكا هذا على أسلوبه البتكر أثر
فائدة وأت من منسكه على الرواية الول كما هو بي ل يفى .
( )10وأما قول الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الدارية " ( " : ) 856 / 2فبوب صحيح مسلم بقوله :حديث جابر
الطويل " فوهم منه فإنما بوب مسلم بهذا لحديث آخر طويل لجابر انظر ( :ج 8ص 236 - 231منه ) .
روايات النسك وتريها
واعلم أن مدار هذا النسك من رواية جابر على سبعة من ثقات أصحابه الكابر :
- 1ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب أبو جعفر الباقر .
- 2أبو الزبي بن ممد بن مسلم الكي .
- 3عطاء بن أب رباح الكي .
- 4ماهد بن جب الكي .
- 5ممد بن النكدر الدن .
- 6أبو صال ذكوان السمان الدن .
- 7أبو سفيان طلحة بن نافع الواسطي نزيل مكة .
الصل الذي اعتمدنا عليه ف هذا النسك إنا هو من رواية الول منهم ف صحيح مسلم والخرون
إنا لم منه الشيء اليسي وبعضهم أكثر من بعض على ترتيبهم الذكور .وقد استخرجت فوائدهم
الزائدة على الول ث أشرت إل من أخرج زوائد الولي بوضع الرموز الت بيانا فوقها )(11مكتفيا
بذلك عن الطالة بالتخريج لكل زيادة ومستغنيا عنه بذا التخريج الجال فأقول :
- 1أما رواية الول فأخرجها مسلم( ) 43- 38 :4وأبو نعيم ف ( الستخرج على صحيح مسلم ) (
) 1: 150-149 :17وأبو داود( ) 300- 298: 1والدارمي( ) 49- 45: 2وابن ماجه( 252: 2
) 258-وابن الارود ف ( النتقى )رقم ( 465و 469والبيهقي( ) 9- 7: 5من طريق جعفر بن
ممد الصادق عنه بتمامه والسياق لسلم كما سبقت الشارة إليه وأخرج القسم الكب منه الطيالسي ف
مسنده(رقم ) 1668وأحد( ) 321- 320: 3وروى قطعا متفرقة منه مسلم( 27: 4و 43و ) 64
وأبو داود( ) 305: 1والنسائي(45 , 42, 41, 40, 39, 38, 22, 19, 17, 16, 13, 12: 2
) 49, 48,والترمذي( ) 71: 4, 95, 93, 91, 80: 2والدارمي( )23: 2وابن ماجه (, 214: 2
) 280 ,227 ,225 ,223, 216ومالك ف موطأه ( ) 339 ,337 ,333 ,332 :1ومن طريقة
ممد ف موطأة (ص )220 ،213والشافعي () 65 ,40 ,39 , 9, 4 :2 ,304 ,303 :1
والطحاوي ف (شرح العان ) ( ) 411 ,398 ,393 ,381 ,371 ,363 ,361 :1وف ( مشكل
الثار ) ( )160 :3 , 73 :2 ,346 :1والطبان ف ( العجم الصغي ) ( ص ) 251, 245 , 16
والدارقطن ف ( سننه ) ( ص ) 270 ، 269والاكم ف ( الستدرك ) ( )455 :1وابن خزية ف
( )11كان كذلك في الطبعة الولى وأما في هذه الطبعة فقد رأينا جعل الرموز عقب الزيادة مباشرة لنه أجمل في النظر .
( صحيحه ) على ما ف ( الترغيب والترهيب ) والبيهقي ف سننه الكبى (، 40 ، 39 ، 32 ، 6 :5
،125 ،124 ،121 ،118 ،115 ،114 ،112 ،111 ،101 ،93 ،92 ،90 ، 83 ، 74 ، 45
) 170 ،147 ،146 ،144 ،134 ،129وأحد ف ( مسنده ) ( 394، 331،333،340،388 :3
) ،397وابن سعد ف ( الطبقات الكبى ) ( ) 127 : 1 :2وأبو نعيم ف ( حلية الولياء ) (189، :3
. ) 299 : 9 ،233،234 :7 ،65 :5 ،199،200
- 2أما رواية أب الزبي فأخرجها مسلم ( ) 88 ، 80 ، 79 ، 70 ، 67 ، 36 ، 35 ،7 :4وأبو
نعيم ف ( الستخرج على صحيح مسلم ) (2 – 1: 147 : 19و ) 1 : 170وأبو داود (، 282 : 1
) 309 ، 295والنسائي ( ) 50 ، 49، 46 ، 42 :2والترمذي () 104 ، 103 ، 101 :2
والدارمي ( ) 62 :2وابن ماجه ( ) 247 ، 228 :2والشافعي () 64 ، 53 ، 44 ،12 : 2
والطحاوي ف ( شرح العان ) ( ) 414 ، 406 ، 404 ، 399 ، 360 :1وف ( مشكل الثار ) (:3
) 247والدارقطن (ص ) 262والاكم ( ) 480 :1والبيهقي ( ، 31 ، 27 :5 ، 353 ، 347 :4
) 156 ، 149 ، 131 ، 130 ، 127 ، 125 ، 116 ، 107 ، 101 ، 100 ، 95والطيالسي
( رقم ) 1727وأحد وابن سعد
- 3وأما رواية عطاء فأخرجها البخاري (480،48، 396،398،439،441،478 ،337 ،325 :3
)6ومسلم ( )38-36 :4وأبو نعيم ( ) 1 : 148 :17وأبو داود ( ) 282 :1والنسائي (،17 :2
) 43 ،30 ،23والدارمي ( )57 :2وابن ماجه ( ) 247 ،246 ، 230 :2والشافعي () 3 :2
والطحاوي ف ( الشرح ) ( ) 442 ، 423، 399 ، 361 :1ف ( الشكل ) (– 160 :3 ، 73 :2
) 161وابن حبان ف ( صحيحه ) (رقم -1012موارد الضمآن ) والاكم (477 ، 473 ، 460 :1
) والبيهقي () 170، 143، 122، 95، 41، 38، 23 ، 18، 4 ،3 :5 ، 338 ، 326 :4
والطيالسي (رقم ) 1685، 1684، 1676وأحد (326 ، 318 ، 317 ، 305 ، 304 ، 302 :3
) 389 ، 385 ، 378 ، 373 ، 368 ، 366 ،وابن سعد ( 126 : 1 :2و . )134
- 4وأما رواية ماهد فأخرجها البخاري ( )338 :3ومسلم ( )38 :4والاكم ( )1:473والتيهقي (
) 40، 23 :5وأحد (.) 365 ، 362 ، 356 :3
- 5وأما رواية ممد بن النكدر فأخرجها الترمذي ( ) 112 :2وابن ماجه ( ) 214 :2والبيهقي (:5
) 156وأحد (.) 304 :3
6و - 7وأما رواية أب صال وأب سفيان ف السند (.) 364 ، 371 ، 313 :3
وإليك الن الرموز الت وعدنا با
فللبخاري ..........................................................................خ
ومسلم ............................................................................م
وأبو داود ..........................................................................د
والنسائي ..........................................................................ن
والترمذي .........................................................................ت
والدارمي .........................................................................مي
وابن ماجه ........................................................................مج
ومالك ف ( الوطأ ) ................................................................ما
والشافعي ف مسنده وف سننه بواسطة ( بدائع النن ) ................................شا
وابن سعد .......................................................................سع
والطحاوي ف ( شرح العان ) .....................................................طح
والطحاوي ف ( مشكل الثار ) ....................................................طش
والطبان ف ( الضغي ) ...........................................................طص
وابن خزية ف صحيحه .............................................................خز
والدارقطن ........................................................................قط
وابن حبان .......................................................................حب
وابن الارود .......................................................................جا
والاكم ...........................................................................حا
والبيهقي ..........................................................................هق
والطيالسي ........................................................................طي
وأحد ............................................................................حم
وأبو نعيم ف ( الستخرج ) .........................................................تخ
وقد وضعت على الكتاب تعاليق مفيدة كشفت فيها معان بعض اللفاظ وبينت وفسرت ما جاء فيه من
الماكن ونبهت فيها على بعض الفوائد الفقهية ول أتوسع ف ذلك طلبا للختصار واستدركت أيضا بعض
الناسك الت ل ترد فيه فتمت بذلك فائدة الكتاب كمنسك وسيته :
( حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها عنه جابر ورواها عنه ثقات أصحابه الكابر ) .
أسأل ال تعال أن يعله خالصا لوجهه الكري وينفع به السلمي إنه سيع ميب .
بسم ال الرحن الرحيم
- 1اتفق العلماء على أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة سوى حجة واحدة وهي حجة الوداع هذه
وعلى أنها كانت سنة عشرة واختلفوا في وقت ابتداء فرضه على أقوال أقربها إلى الصواب أنه سنة تسع أو عشر وهو قول غير
واحد من السلف واستدل به ابن القيم في " زاد المعاد " بأدلة قوية فليراجعها من شاء وعلى هذا فقد بادر رسول ال صلى ال
عليه وسلم إلى الحج فورا من غير تأخير بخلف القوال الخرى فيلزم منها أنه تأخر بأداء الفريضة ولذا اضطر القائلون بها إلى
العتذار عنه صلى ال عليه وسلم ول حاجة بنا نحن إلى ذلك .
- 2أي تلحقوا ووصلو .
- 3هذه الرواية في سندها ضعيف لكن يشهد لها أحاديث كثيرة عن غير جابر من الصحابة رضي ال عنهم منهم ابن عمر وفي
حديثه أن ذلك كان في المسجد النبوي .أخرجه الشيخان وغيرهما وفي رواية لحمد " على هذا المنبر " والظاهر أن هذه
الخطبة كانت بين يدي خروجه صلى ال عليه وسلم من المدينة لتعليم الناس مناسك الحج .
الدينة من ذي الليفة ( )4و[ مهل أهل ] الطريق الخر الحفة ( )5ومهل أهل العراق من ذات
عرق ( )6مهل أهل ند من قرن ومهل أهل اليمن من يلملم ) ( : )7نخ مج شا طي هق حم ]
[ - 5قال فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم :د ت مج هق حم ] [ لمس بقي من ذي
القعدة أو أربع :ن جا هق ] )8( .
[ - 6وساق هديا :ن ] (. )9
- 4موضع على ستة أميال من المدينة كما في القاموس وقال الحافظ ابن كثير في البداية " : ) 114 : 5 ( :على ثلثة أميال "
وقال ابن القيم في الزاد ( " : ) 178 : 2ميل أو نحوه " وهذا اختلف شديد .
- 5موضع بينه وبين مكة نحو ثلث مراحل قال شيخ السلم ابن تيمية في " مناسك الحج " ( ) 356 / 2من " مجموعة
الرسائل الكبرى " :
" هي قرية كانت قديمة معمورة وكانت تسمى مهيعة وهي اليوم خراب ولهذا صار الناس يحرمون قبلها :من المكان الذي
يسمى ( رابغا ) وهذا ميقات لمن حج من ناحية المغرب كأهل الشام ومصر وسائر المغرب إذا اجتازوا بالمدينة المنورة كما
يفعلونه في هذه الوقات أحرموا من ميقات أهل المدينة فإن هذا هو المستحب لهم بالتفاق فإن أخروا الحرام إلى الجحفة ففيه
نزاع " .
قلت :والشبه الجواز لهذا الحديث .
- 6مكان بالبادية هو الحد الفاصل بين نجد وتهامة كما في " القاموس " و" معجم البلدان " والمسافة بينه وبين مكة اثنان
وأربعون ميل كما في " الفتح " .
واعلم أن هذه الفقرة من حديث جابر رضي ال عنه قد طعن في صحتها بعض العلماء من جهة سندها ومتنها .أما السند فلنه لم
يجزم برفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم لقول الراوي " :أحسبه " وفي رواية لمسلم " أراه " وهذا معناه الشك وعدم الجزم
وأما المتن فإن العراق لم تكن فتحت يومئذ
والجواب عن الول من جهتين :
أ -أن الشك قد زال بجزم الراوي برفع الحديث إلى النبي صلى ال عليه وسلم في رواية ابن ماجه المشار إليها في العلى وهي
وإن كانت ضعيفة كما سبق فقد ثبت الجزم في رواية أخرى أخرجها المام أحمد وهي وإن كان فيها ابن لهيعة وهو موصوف
بسوء الحفظ فإن من رواتها عنه عبد ال بن وهب عند المام البيهقي ( ) 27 / 5ومثل هذه الرواية صحيحة عند المحققين من
الئمة لن رواية العبادلة عن ابن لهيعة عندهم صحيحة وهم عبد ال بن المبارك وعبد ال بن يزيد المقري وعبد ال بن وهب
هذا وقد بسط القول في ذلك العلمة ابن القيم في " إعلم الموقعين " ( ) 14 - 13 / 3فليراجعه من شاء البسط .
ب -هب أن الشك لم يزل بذلك فإن للحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة يقوي حديث جابر كما جزم بذلك الحافظ ابن
حجر وغيره وقد ساق الشواهد المشار إليها في " التلخيص " وكذلك ساقهما الزيلعي في " نصب الراية " ( ) 15 - 12 / 2
وابن كثير كما في " الجوهر النقي " ( ) 28 / 5ول يتحمل هذا التعليق ذكر تلك الشواهد فليراجعها من شاء في بعض المصادر
المذكورة ولكن ل بد هنا من ذكر شاهد واحد فات أولئك المخرجين جميعا وهو ما أخرجه الطحاوي ( ) 360 / 1وأبو نعيم في "
الحلية " ( ) 94 / 4بسند صحيح عن ابن عمر أنه قال عقب حديثه المشار إليه في المواقيت " :وحدثني أصحابنا أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم وقت لهل العراق ذات عرق " وقال أبو نعيم :
" هذا حديث صحيح ثابت " .
قلت :ففي هذا رد على من ضعف الحديث مطلقا وعلى من قواه لمجموع طرقه ل لذاته ول ينافي صحة الحديث ما في صحيح
البخاري أن عمر بن الخطاب هو الذي وقت ذات عرق لهل العراق لمكان أن يكون ذلك من جملة الموافقات التي وافق عمر
الشرع فيها .
وأما الجواب عن إعلله وهو أن العراق لم تكن فتحت يومئذ فهو :
أن ذلك صدر منه صلى ال عليه وسلم وصدر التعليم لمة السلم إلى يوم القيامة فليس من الضروري أن تكون قد فتحت يومئذ
فهي في هذا كبلد الشام سواء فلم تكن قد فتحت أيضا كما هو معلوم ولذلك قال الحافظ ابن عبر البر :
" هذه غفلة من قائل هذا القول لنه عليه السلم هو الذي وقت لهل العراق ذات عرق كما وقت لهل الشام الجحفة والشام
يومئذ دار كفر كالعراق فوقت المواقيت لهل النواحي لنه علم أن ال سيفتح على أمته الشام والعراق وغيرهما ولم يفتح الشام
والعراق إل على عهد عمر بل خلف وقد قال عليه السلم " :منعت العراق درهما وقفيزها .الحديث معناه عند أهل العلم
ستمتنع " .
نقله ابن التركماني في " الجوهر " ( ) 29 - 28 / 5ووقع فيه " ودرهمها " بدل " وقفيزها " وصححته من " صحيح مسلم
" ( . ) 175 / 8
- 7مكان على مرحلتين من مكة بينهما ثلثون ميل .
- 7فخرجنا معه [ معنا النساء والولدان :م نخ ] (. )10
- 8حت أتينا ذا الليفة فولدت أساء بنت عميس ممد ابن أب بكر .
- 9فأرسلت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم :كيف أصنع ؟
[ - 10ف ] قال :اغتسلي واستثفري ( )11بثوب وأحرمي .
- 11فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد [ وهو صامت :ن ] (. )12
- 8وذلك بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه ولم ينه عن شيء من الزر والردية تلبس إل المزعفر .كما قال
ابن عباس عند البخاري .والمزعفر هو المصبوغ باللون الصفر كالزعفران .
ففيه أعني حديث ابن عباس مشروعية لبس ثياب الحرام قبل الميقات خلفا لما يظنه كثير من الناس وهذا بخلف نية الحرام
فإنها ل تجوز على الراجح عندنا إل عند الميقات أو قريبا منه لمن كان في الطائرة وخشي أن تتجاوز به الميقات ولما يحرم .
واعلم أنه ل يشرع التلفظ بالنية ل في الحرام ول في غيره من العبادات كالطهارة والصلة والصيام وغيرها وإنما النية بالقلب
فقط وأما التلفظ بها فبدعة " وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار " والذي صح عنه صلى ال عليه وسلم في الحرام إنما هو
قوله " :لبيك اللهم عورة وحجا " فيتوقف عند هذا ول يزاد عليه كما قرره شيخ السلم ابن تيمية في رسالته في " النية
" ( ص 245 - 244من مجموعة الرسائل الكبرى الجزء الول ) وله كلم في هذه المسألة ذكره في " منسكه " ( ) 359 / 2
قد يخالف ظاهره ما ذكرنا فل يلتفت إليه فعليك أن تعرف الحق بدليله ل بقائله ل سيما إذا كان له قولن في المسألة .
- 9أي من ذي الحليفة كما في " الصحيحين " من حديث ابن عمر وقال الحافظ ابن حجر في شرحه :
" وفيه الندب إلى سوق الهدي من المواقيت ومن الماكن البعيدة وهي من السنن التي أغفلها كثير من الناس " .
كذا قال وفيه نظر لن سوق الهدي مما لم يستقر عليه هديه صلى ال عليه وسلم بل ندب عليه كما في الفقرة التية ( " : ) 41
ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي فحلوا " .
فهذا القول منه صلى ال عليه وسلم دل على أمرين هامين :
أول :على أن التمتع بالعمرة إلى الحج بالتحلل بينهما أفضل من سوق الهدي مع القران لنه صلى ال عليه وسلم تأسف إذ لم
يفعل ذلك ول يمكن أن يكون إل على ما هو الفضل ظاهر فالفضل إذن ترك سوق الهدي .
ثانيا :أن كل من لم يسق الهدي من الحجاج سواء كان قارنا أو مفردا فيجب عليه أن يتحلل من ذلك بعمرة ثم يلبي بالحج يوم
التروية لمره صلى ال عليه وسلم بذلك كما يأتي بل صح أن النبي صلى ال عليه وسلم غضب على الذين لم يبادروا إلى تنفيذ
أمره بالتحلل وأكد ذلك صلى ال عليه وسلم بقوله " :دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة فهذا نص أيضا على أن العمرة
صارت جزء ل يتجزء من الحج فكل حاد ل بد له من أن يقرن مع حجه عمرة إما بدون تحلل منها وذلك إذا كان قد ساق معه
الهدي وإما بالتحلل إذا لم يسق الهدي وبهذا قال ابن حزم وكطاه عن ابن عباس ومجاهد وعطاء وإسحاق بن راهوية وغيرهم .
وانتصر له ابن القيم في " زاد المعاد " انتصارا بالغا فليراجعه من شاء البسط .
- 10وأما الزيادة التي عند ابن ماجه وغيره عن جابر بلفظ . . . " :فلبينا عن النساء ورمينا عن الصبيان " فل يصح إسنادها
وقد رواها الترمذي أيضا بلفظ " :فكنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان " .وقال " :حديث غريب ل نعرفه إل من هذا
الوجه " .
قلت :وفيه علتان :عنعنة أبي الزبير وضعف أشعث بن يسار فل يغتر بسكوت من سكت عن الحديث من الفقهاء قديما وحديثا
كالشيخ ابن قدامة وغيره .لكن في المغني ( ) 254 / 3ما نصه :
" قال ابن المنذر :كل من حفظت عنه من أهل العلم يرى الرمي عن الصبي الذي ل يقدر على الرمي كان ابن عمر يفعل ذلك
وبه قال عطاء والزهري ومالك والشافعي وإسحاق " .
فإن كانت المسألة مما ل خلف فيها ففيه مقنع وإل فقد عرفت حال الحديث وأما التلبية عن النساء فقد قال الترمذي عقبه :
" وقد أجمع أهل العلم على أن المرأة ل يلبي عنها غيرها وهي تلبي عن نفسها ويكره لها رفع الصوت بالتلبية " .
- 11أمر من الستثفار .قال ابن الثير في النهاية ( :هو أن تشد فرجها بخرقة عريضة بعد أن تحتشي قطنا وتوثق طرفيها في
شيء تشده على وسطها فتمنع بذلك سيل الدم)
- 12يعني أنه لما يلب بعد وإنما لبى حين استوت به ناقته كما يأتي .
- 13وطيبته عائشة قبل إحرامه بأطيب الطيب .ورؤي وبيض الطيب في مفارق رأيه بعد إحرامه بثلث .كما في الصحيح .
- 12ث ركب القصواء ( )14حت إذا استوت به ناقته على البيداء [ أهل ( )15بالج ( وف رواية
:أفرد الج :مج سع ) هو وأصحابه :مج ] .
[ - 13قال جابر :د مج هق ] :فنظرت إل مد بصري [ من :دمي مج جا ] بي يديه من
راكب وماش ( )16وعن يينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول ال صلى
- 14هي بفتح القاف وبالمد اسم ناقته صلى ال عليه وسلم ولها أسماء أخرى مثل " العضباء " و" الجدعاء " .وقيل :هي
أسماء لنوق له صلى ال عليه وسلم .انظر " شرح مسلم للنووي .
- 15من الهلل وهو رفع الصوت بالتلبية يقال :أهل المحرم بالحج يهل إهلل :إذا لبى ورفع صوته .كذا في النهاية .
وفي الحديث أنه صلى ال عليه وسلم حرم بالحج وحده لكن في حديث أنس وغيره في الصحيحين وغيرهما أنه صلى ال عليه
وسلم أهل بالحج والعمرة معا وهو الصحيح كما بينه ابن القيم في " زاد المعاد " وساق فيه نحو عشرين حديثا عن نحو عشرين
صحابيا أن النبي صلى ال عليه وسلم حج قارنا فليراجعه من شاء التوسع في التحقيق وقد فاته قول عائشة " :يا رسول ال
أتنطلقون بحج وعمرة وأنطلق بحج " وهو عند البخاري وأحمد من حديث جابر نفسه وهو نص في المسألة .انظر الفقرة التية
( . ) 111
وعليه فجابر رضي ال عنه على علم بأن النبي صلى ال عليه وسلم كان قارنا فكيف يخبر عنه أنه أهل بالحج وحده وأفرده .
والجواب من وجهين :
الول :أن يحمل على أول الحرام .وقبل نزوله صلى ال عليه وسلم في وادي العقيق الذي أمر فيه بالقران كما أخبر عمر
رضي ال عنه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوادي العقيق :عمرة في ( وفي رواية :و) حجة " .رواه البخاري
وغيره .
وفي هذا بعد عندي لن جابرا رضي ال عنه لم يتفرد برواية الفراد عنه صلى ال عليه وسلم بل تابعه عليها جماعة من
الصحاب كالسيدة عائشة رضي ال عنها في الصحيحين وغيرهما وفي رواية لمسلم و" الموطأ " وابن سعد عنها بلفظ جابر
الصريح " :أفرد الحج " ومن الصعب حينئذ الحمل المذكور لما فيه من نسبة عدم العلم إلى الصحاب .ولذلك اختار الوجه
الول جماعة من العلماء كابن المنذر وابن حزم والقاضي عياض ورجحه الحافظ في " الفتح " .فمن شاء التوسع في التحقيق
فليرجع إليه .
وأما إعلل ابن القيم لرواية جابر هذه الصريحة يتفرد الداوردي بها فيرده أنه تابعه عبد العزيز بن أبي حازم عليها .أخرجها
ابن سعد في " الطبقات " ( . ) 170 / 1 / 2
- 16قال النووي ما مختصره :
" فيه جواز الحج راكبا وماشيا وهو مجمع عليه واختلف في الفضل منهما فقال جمهور العلماء :الركوب أفضل اقتداء بالنبي
صلى ال عليه وسلم ولنه أعون له على وظائف ومناسكه ولنه أكثر نفقة وقال داود :ماشيا أفضل لمشقته وهذا فاسد لن
المشقة ليست " .
ومنه تعلم جواز بل استحباب الحج راكبا في الطائرة خلفا لمن يظن العكس وأما حديث " :إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها
راحلته سبعين حسنة والماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة " فهو ضعيف ل تقوم به حجته وروي بلفظ " :للماشي أجر
سبعين حجة وللراكب أجر ثلثين حجة " وهو أشد ضعفا من الول ومن شاء الطلع عليها فليراجع كتابنا " سلسلة الحاديث
الضعيفة " ( رقم ) 497 - 496وقد صرح شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال في " مناسك الحج " أن الحكمة في هذه المسألة
تختلف باختلف الناس " فمنهم من يكون حجه راكبا أفضل ومنهم من يكون حجه ماشيا أفضل " .
قلت :ولعل هذا هو القرب إلى الصواب .
ال عليه وسلم بي أظهرنا وعليه ينل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به ()17
.
- 14فأهل بالتوحيد :لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك إن المد والنعمة لك واللك ل
شريك .
- 15وأهل الناس بذا الذي يهلون به ( وف رواية :
ولب الناس [ والناس يزيدون :جا حم ] :جا هق حم ) [ لبيك ذا العارج لبيك ذا الفواضل :د
حم هق ] فلم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهم شيئا منه (. )18
- 16ولزم رسول ال صلى ال عليه وسلم تلبيته .
- 17قال جابر [ ونن نقول [ لبيك اللهم :خ ] لبيك بالج :م مج ] [ نصرخ صراخا :م ]
لسنا نعرف العمرة :جا ) ( )19وف أخرى :أهللنا أصحاب النب صلى ال عليه وسلم بالج خالصا
ليس معه غيه خالصا وحده :سع )
[ - 18قال :وأقبلت عائشة بعمرة حت إذا كانت ب ( سرف ) ( )20عركت ( : )21م نخ ] .
دخول مكة والطواف
- 17فيه إشارة لطيفة إلى أن النبي صلى ال عليه وسلم هو الذي يبين للصحابة ما نزل عليه من القرآن وأنه هو وحده الذي
يعرف تأويله وتفسيره حق المعرفة وأن غيره -حتى من الصحابة -ل يمكنه الستغناء عن بيانه صلى ال عليه وسلم ولذلك كان
الصحابة رضي ال عنهم في هذه الحجة -كغيرها من العبادات -يتتبعون خطاه فما عمل به من شيء عملوا به ففيه رد ظاهر
على فريقين من الناس :
أ -الصوفية الذين يستغني أحدهم عن سنة النبي صلى ال عليه وآله وسلم وهديه وبيانه بما يزعمونه من العلم اللدني يرمز
إليه بعضهم بقوله " :حدثني قلبي عن ربي " بل زعم الشعراني في " الطبقات الكبرى " أن أحد شيوخه ( المجذوبين ) والذين
يترضى هو عنهم كان يقرأ قرآنا غير قرآننا ويهدي ثواب تلوته لموات المسلمين .
ب -طائفة يسمون أنفسهم ب " القرآنيين " والقرآن منهم بريء يزعمون أن ل حاجة بهم لفهم القرآن إلى سنة النبي عليه
الصلة والسلم ويكفي في ذلك المعرفة باللغة العربية وآدابها .مع أن هذا لم يكف جابرا وأصحابه ما عرفت ل سيما وهم عرب
أقحاح نزل القرآن بلغتهم بينا هذه الطائفة كلهم أو جلهم من العاجم وكان من نتيجة زعمهم المذكور أن خرجوا عن السلم
وجاؤوا بدين جديد فصلتهم غير صلتنا وحجهم غير حجنا وصومهم غير صومنا ول أدري لعل توحيدهم غير توحيدنا وقد نبغ
هؤلء في الهند ثم سرت فنتهم إلى مصر وسوريا وكنت قرأت لهم كتابا باسم " الدين " ليس عليه اسم مؤلفه من قرأه عرف
منه ضللهم وخروجهم من الدين كفى ال المسلمين شر الفريقين .
- 18هذا يدل على جواز الزيادة على التلبية النبوية لقراره صلى ال عليه وسلم لهم لها وبه قال مالك والشافعي :وقد روى أحمد
عن ابن عباس أنه قال " :انته إليها فإنها تلبية رسول ال صلى ال عليه وسلم " .وصحح سنده بعض المعاصرين وفيه من
كان اختلط .وقد صح عن أبي هريرة أنه كان من تلبيته عليه السلم :لبيك إله الحق .رواه النسائي وغيره .والتلبية هي إجابة
دعوة ال تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله والملبي هو المستسلم المنقاد لغيره كما ينقاد الذي لبب وأخذ
بلبته والمعنى :أنا مجيبك لدعوتك مستسلم لحكمك مطيع لمرك مرة بعد مرة ل أزال على ذلك .ذكره شيخ السلم رحمه ال
تعالى .
- 19قلت :كان هذا في أول هذه الحجة وقبل أن يعلمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم مشروعية العمرة في أشهر الحج وفي
ذلك أحاديث منها حديث عائشة رضي ال عنها قالت :
" خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ( عام حجة الوداع ) فقال :من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن
يهل بعمرة فليهل قالت عائشة . . .وكنت فيمن أهل بالعمرة " .رواه البخاري ومسلم واللفظ له .
- 20بكسر الراء موضع قرب التنعيم .قال في " النهاية " " وهو من مكة على عشرة أميال وقيل أقل وقيل أكثر " .
- 21أي حاضت .
- 19حت إذا أتينا البيت معه [ صبح رابعة مضت من ذي الجة :م نخ د مج طح طي سع هق
حم ] ( وف رواية :دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى ) :
- 20أتى النب صلى ال عليه وسلم باب السجد فأناخ راحلته ث دخل السجد ف :خز حا هق ).
- 21استلم الركن ( ( )22وف رواية :الجر السود :حم جا ) (. )23
[ - 22ث مضى عن يينه :م ن جا هق ] .
- 23فرمل ( [ )24حت عاد إليه :حم ] ثلثا ومشى أربعا [ على هينته :طح ] (. )25
- 24ث نفذ إل مقام إبراهيم عليه السلم فقرأ ( واتذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ ورفع صوته
يسمع الناس :ن ] .
- 25فجعل القام بينه وبي البيت [ فصلى ركعتي :هق حم ] .
[ - 26قال :ن ت ] :فكان يقرأ ف الركعتي ( :قل هو ال أحد ) و( قل يا أيها الكافرون )
( وف رواية ( :قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو ال أحد ) .
- 27ث ذهب إل زمزم فشرب منها وصب على رأسه :حم ] .
- 28ث رجع إل الركن فاستلمه .
الوقوف على الصفا والروة
- 29ث خرج من الباب ( وف رواية :باب الصفا :طص ) إل الصفا فلما دنا من الصفا قرأ :
( إن الصفا والروة من شعائر ال )
- 22أي مسحه بيده وهو سنة في كل طواف قاله النووي في شرح مسلم .
- 23واستلم الركن اليماني أيضا في هذا الطواف كما في حديث ابن عمر ولم يقبله وإنما قبل الحجر السود وذلك في كل طوفة .
قلت :والسنة في الركن السود تقبيله فإن لم يتيسر استلمه بيده وقبلها وإل استلمه بنحو عصا وقبلها وإل أشار إليه .
ول يشرع شيء من هذا في الركان الخرى إل الركن اليماني فإنه يحسن استلمه فقط .
ويسن التكبير عند الركن السود في كل طوفة لحديث ابن عباس قال " :طاف النبي صلى ال عليه وسلم بالبيت على بعيره كلما
أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر " .رواه البخاري .وأما التسمية فلم أرها في حديث مرفوع وإنما صح عن ابن عمر
أنه كان إذا استلم الحجر قال :بسم ال ال أكبر .أخرجه البيهقي ( ) 79 / 5وغيره بسند صحيح كما قال النووي والعسقلني
ووهم ابن القيم رحمه ال فذكره من رواية الطبراني مرفوعا .وإنما رواه موقوفا كالبيهقي كما ذكر الحافظ في " التلخيص "
فوجب التنبيه عليه حتى ل يلصق بالسنة الصريحة ما ليس منها .
- 24قال العلماء :الرمل هو أسرع المشي مع تقارب الخطى وهو الخبب .نووي .
- 25وطاف صلى ال عليه وسلم مضطبعا كما في غير هذا الحديث والضطباع أن يدخل الرداء من تحت إبطه اليمن ويرد طرفه
على يساره ويبدي منكبه اليمن ويغطي اليسر " قاموس " فإذا فرغ من الطواف سوى رداءه وقال الثرم :يسويه إذا فرغ من
الشواط التي يرمل فيها .والولى أولى بظاهر الحديث كما قال ابن قدامة في " المغني " .
أبدأ ( وف رواية :نبدأ :د ن ت مي ما جا هق حم طص ) ( )26با بدأ ال به فبدأ بالصفا فرقي عليه
حت رأى البيت .
- 30فاستقبل القبلة فوحد ال وكبه [ ثلثا :ن هق حم ] و[ حده :ن مج ] وقال :ل إله إل
ال وحده ل شريك له له اللك وله المد [ ييي وييت :د ن مي مج هق ] وهو على كل شيء
قدير ل إله إل ال وحده [ ل شريك له :مج ] أنز وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحده ()27
ث دعا بي ذلك قال مثل هذا ثلث مرات .
- 31ث نزل [ ماشيا :ن ] ( )28إل الروة حت إذا انصبت قدماه ف بطن الوادي سعى حت إذا
صعدتا [ يعن :مج ] [ قدمناه :مج ما ن ] [ الشق الخر :حم ] مشى حت أتى الروة [ فرقى
عليها حت نظر إل البيت :ن حم ] .
- 32ففعل على الروة كما فعل على الصفا .
- 26وأما الرواية الخرى بلفظ " :ابدؤوا " بصيغة المر التي عند الدارقطني وغيره فهي شاذة ولذلك رغبت عنها قال العلمة
ابن دقيق العيد في " اللمام " ( ق ) 2 / 6بعد أن ذكر الرواية الولى " :أبدأ " والثانية " :نبدأ " :
" والكثرون في الرواية على هذا والمخرج للحديث واحد " ونقله عنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص " ( ) 214كما يأتي :
" مخرج الحديث واحد وقد اجتمع مالك وسفيان ويحيى بن سعيد القطان على رواية " نبدأ " بالنون التي للجمع " قال الحافظ :
" وهم أحفظ من الباقين " .
- 27معناه :هزمهم بغير قتال من الدميين ول بسبب من جهتهم والمراد بالحزاب الذين تحزبوا على رسول ال صلى ال عليه
وسلم يوم الخندق .نووي .
- 28هذا الحديث صريح في أنه صلى ال عليه وسلم سعى ماشيا .وفي حديث آخر لجابر أنه صلى ال عليه وسلم طاف بين
الصفا والمروة على بعير ليراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه .رواه مسلم وغيره وسيأتي في الكتاب فقرة (
) 105أنه صلى ال عليه وسلم لم يطف بعد طواف الصدر بين الصفا والمروة وفي رواية عنه أنه لم يطف بينها إل مرة واحدة
فتعين أن طوافه بينهما راكبا كان بعد طواف القدوم فالجمع أنه طاف أول ماشيا ثم طاف راكبا لما غشيه الناس وازدحموا عليه
ويؤيده حديث لبن عباس صرح فيه بأنه مشى أول فلما كثر عليه الناس ركب .أخرجه مسلم وغيره وذكر هذا ابن القيم في الزاد
واستحسنه .
المر بفسخ الج إل العمرة
- 33حت إذا كان آخر طوافه ( وف رواية :كان السابع :جا حم ) ( )29على الروة فقال [ :يا
أيها الناس :حم ] لو أن استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي و[ ل :د جا هق حم ]
جعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ( وف رواية :فقال :أحلوا من
إحرامكم فطوفوا بالبيت وبي الصفا والروة وقصروا ( )30وأقيموا حلل .حت إذا كان يوم التروية
( )31فأهلوا بالج واجعلوا الت قدمتم با متعة :خ م ) (. )32
- 34فقام سراقة بن مالك بن جعشم ( وهو ف أسفل الروة :جا حم ) فقال :يا رسول ال
[ أرأيت عمرتنا ( وف لفظ :متعتنا :ن مج هق ) هذه :ن طح ] [ أ :نخ مي مج جا هق حم ]
لعامنا هذا أم لبد [ البد :مج ] ؟ [ قال :مج ] فشبك رسول ال صلى ال عليه وسلم أصابعه
- 29فيه رد صريح على من قال إنه صلى ال عليه وسلم سعى أربع عشرة مرة وكان يحتسب بذهابه ورجوعه مرة واحدة .قال
ابن القيم في " زاد المعاد " :
وهذا غلط عليه صلى ال عليه وسلم لم ينقله أحد عنه ول قاله أحد من الئمة الذين اشتهرت أقوالهم وإن ذهب إليه بعض
المتأخرين من المنتسبين إلى الئمة .ومما يبين بطلن هذا القول أنه صلى ال عليه وسلم لختلف عنه أنه ختم سعيه بالمروة
ولو كان الذهاب والرجوع مرة واحدة لكان ختمه إنما يقع على الصفا " .
قلت :والقول الصحيح عند الحنفية هو الموافق للسنة في هذه المسألة كما صرح بذلك السمرقندي في " تحفة الفقهاء " ( / 1
) 866 / 2فالقول الخر ضعيف ل يجوز اللتفات إليه .
- 30هذا هو السنة والفضل بالنسبة للمتمتع أن يقصر من شعره ول يحلقه وإنما يلحقه يوم النحر بعد فراغه من أعمال الحج كما
قال شيخ السلم ابن تيمية وغيره .فقوله صلى ال عليه وسلم " اللهم اغفر للمحلقين ثلثا وللمقصرين مرة واحدة " محمول
على غير المتمتع كالقارن والمعتمر مفردة .فالقول بأن الحلق للمتمتع أفضل -كما هو مذهب الحنفية -ليس بصواب .
- 31هو اليوم الثامن من ذي الحجة سمي به لنهم كانوا يرتوون من الماء لما بعده أي يسقون ويستقون .نهاية .
- 32أي جعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة تحللوا منها فتصيروا متمتعين .فأطلق على العمرة متعة مجازا والعلقة
بينهما ظاهرة .فتح .
واحدة ف الخرى وقال :دخلت العمرة ف الج [ إل يوم القيامة :جا حم ] ( )33ل بل لبد أبد
[ ل بل لبد أبد :د مي هق ] [ ثلث مرات :جا ] .
[ - 35قال :يا رسول ال بي لنا ديننا كأنا خلقنا الن فيما العمل ؟ أفيما جفت به القلم
وجرت به القادير أو فيما نستقبل ؟ قال :ل بل فيما جفت به القلم وجرت به القادير .قال :
ففيم العمل [ إذن :حم ] ؟ قال :اعملوا فكل ميسر :طي حم ] ( لا خلق له :حم ] (. )34
( 36قال جابر :فأمرنا إذا حللنا أن ندي ( )35ويتمع النفر منا ف الدية :م طي حم ] [ كل
سبعة منا ف بدنة :طي حم ] [ فمن ل يكن معه هدي فليصم ثلثة أيام وسبعة إذا رجع إل أهله :
ما هق ] .
[ - 37قال :فقلنا :حل ماذا ؟ قال :الل كله :م نخ طح طي حم ] (. )36
[ - 38قال :فكب ذلك علينا وضاقت به صدورنا :ن حم ] .
النول ف البطحاء
- 33قال النووي " :معناه عند الجمهور :أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إبطال لما كان عليه أهل الجاهلية وقيل معناه
جواز القران أي دخلت أفعال العمرة في أفعال الحج وقيل :معناه :سقط وجوب العمرة وهذا ضعيف لنه يقتضي النسخ بغير دليل
وقيل معناه :جواز فسخ الحج إلى العمرة .قال :وهو ضعيف " .
كذا قال ورد الحافظ في " الفتح " بقوله :
" وتعقب بأن سياق السؤال يقوي هذا التأويل بالظاهر أن السؤال وقع عن الفسخ والجواب وقع عما هو أعم من ذلك حتى
يتناول التأويلت المذكورة إل الثالث .وال أعلم .
قلت :وقد روى عنه صلى ال عليه وسلم المر بفسخ الحج إلى العمرة أربعة عشر من أصحابه وأحاديثهم كلها صحاح وقد
ساقها ابن القيم في الزاد ( ) 286 - 282 : 1وذكر أنه قول ابن عباس ومذهب أحمد وأهل الحديث .وهو الحق الذي ل ريب فيه
عندنا .وقد أجاب ابن القيم عن شبهات المخالفين فراجعه ( . ) 303 - 286 : 1
واعلم أن حديث سراقة هذا فيه دليل قاطع على بطلن الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن الحارث بن بلل عن أبيه قال :
" قلت يا رسول ال فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة ؟ قال :بل لنا خاصة " .
إذ كيف يمكن أن يصح هذا وهو صلى ال عليه وسلم يقول " :دخلت العمرة الحج إلى يوم القيامة ل بل لبد أبد " . . .ل سيما
وهو قد صدر جوابا عن سؤال مثل سؤال بلل المذكور " :متعتنا هذا أو لبد البد ؟ " .
على أن حديث الحارث هذا معلول من جهة إسناده أيضا وهي جهالة الحارث ولذلك ضعف حديثه جماعة من الئمة كأحمد وابن
حزم وابن القيم وقد فصلت القول في ذلك في " سلسلة الحاديث الضعيفة " ( رقم بعد . ) 1000
وأما ما رواه مسلم وغيره عن أبي ذر أن المتعة في الحج كانت لهم خاصة .فهو مع كونه موقوفا معارض للحديث المرفوع فإن
ظاهره مما ل يقول به أحد لتفاق العلماء جميعا -فيما علمنا -على جواز التمتع في الحج كيف ل وهي في كتاب ال تعالى ( فمن
تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) .
- 34زاد في حديث آخر :أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ :
( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب الحسنى فسنيسره للعسرى ) رواه
البخاري وغيره .
- 35من الهدي بالتشديد والتخفيف وهو ما يهدى إلى البيت الحرام منم النعم لتنحر .نهاية .
- 36يعني الذي يحرم على المحرم .قال الحافظ :
" كأنهم كانوا يعرفون أن للحج تحللين فأرادوا بيان ذلك فبين لهم أنهم يتحللون الحل كله لن العمرة ليس لها إل تحلل واحد " .
[ - 39قال :فخرجنا إل البطحاء ( )37قال :فجعل الرجل يقول :عهدي بأهلي اليوم :حم ] (
. ) 38
[ - 40قال :فتذاكرنا بيننا فقلنا :خرجنا حجاجا ل نريد إل الج ول ننوي غيه حت إذا ل
يكن بيننا وبي عرفة إل أربع :حم ] ()38
( وف رواية :خس [ ليال ] أمرن أن نفيض إل نسائنا فنأت عرفة تقطر مذاكينا الن ( [ )39من
النساء ] قال :يقول جابر بيده ( قال الراوي ) :كأن أنظر إل قوله بيده يركها [ قالوا :كيف
نعلها متعة وقد سينا الج ؟ :خ م ] .
- 41قال [ :فبلغ ذلك النب صلى ال عليه وسلم فما ندري أشيء بلغه من السماء أم شيء بلغه
من قبل الناس :م ] .
حجة على من ل يعلم والمثبت مقدم على النافي .وانظر " فتح الباري " ( . ) 473 : 3
- 43أي من عمله في السعي في الصدقات .لكن مع المقرر في الشريعة أن الصدقة ل تحل لمحمد ول لل محمد فيحتمل أن عليا
ولي الصدقات وغيرها احتسابا أو أعطى عمالة عليها من غير الصدقة كما قال القاضي واستحسنه النووي إل أنه ذهب إلى أن
السعاية ل تختص بالصدقة بل تستعمل في مطلق الولية وإن كان أكثر استعمالها في الولية على الصدقة انظر شرحه على مسلم
.
- 44التحريش :الغراء والمراد هنا أن يذكر ما يقتضي عتابه .نووي .
- 45قال النووي " :فيه إطلق اللفظ العام وإرادة الخصوص لن عائشة لم تحل ولم تكن ممن ساق الهدي .والمراد بقوله :حل
الناس كلهم أي معظمهم " .
قلت :أما أنها لم تحل فهو صريح في أحاديث منها حديث جابر هذا في الفقرة التالية .وأما أنها لم تسق الهدي فهو قول عائشة
" :فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن الهدي " أخرجه مسلم وغيره من حديثها .
- 46سبق هذه الفقرة برقم ( . ) 44وهي مكررة عند بعض من خرج الحديث .
- 47قال النووي " :وفي هذا بيان أن السنة أن ل يتقدم أحد إلى منى قبل يوم التروية وقد كره مالك ذلك وقال بعض السلف ل
بأس به ومذهبنا أنه خلف السنة .
[ - 54قال :ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم على عائشة رضي ال عنها فوجدها تبكي
فقال :ما شأنك ؟ قالت :شأن أن قد حضت وقد حل الناس ول أحلل ول أطف بالبيت والناس
يذهبون إل الج الن فقال :إن هذا أمر كتبه ال على بنات آدم فاغتسلي ث أهلي بالج [ ث
حجي واصنعي ما يصنع الاج غي أن ل تطوف بالبيت ول تصلي :حم د ] ( )48ففعلت :م نخ د
ن طح هق حم ] ( .وف رواية :فنسكت الناسك كلها غي أنا ل تطف بالبيت :حم ) .
- 55وركب ( )49رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى با ( يعن :من وف رواية :بنا :د )
الظهر والعصر والغرب والعشاء والفجر .
- 56ث مكث قليل حت طلعت الشمس (. )50
- 57وأمر بقبة [ له :د جا هق ] من شعر عمل له بنمرة (. )51
- 58فسار رسول ال صلى ال عليه وسلم ( )52ول تشك قريش إل أنه واقف عند الشعر الرام
[ بالزدلفة :د جا هق ] [ ويكون منله ث :م ] كما كانت قريش تصنع ف الاهلية ( - )53فأجاز
رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أتى عرفة ( )54فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنل با .
- 48قلت :فيه دليل على جواز قراءة الحائض للقرآن لنها بل ريب من أفضل أعمال الحج وقد أباح لها أعمال الحاج كلها سوى
الطواف والصلة ولم كان يحرم عليها التلوة أيضا لبين لها كما بين لها حكم الصلة بل التلوة أولى بالبيان لنه ل نص على
تحريمها عليها ول إجماع بخلف الصلة فإذا نهاها عنها وسكت عن التلوة دل ذلك على جوازها لها لنه تأخير البيان عن وقت
الحاجة ل يجوز كما هو مقرر في علم الصول وهذا بين ل يخفى والحمد ل .
وأما حديث " ل يقرأ القرآن جنب ول حائض " فهو ضعيف قال المام أحمد فيه :باطل وقد فصلت القول عليه في " إرواء
الغليل " ( رقم ) 191 :يسر ال إتمامه .
- 49فيه أن الركوب في تلك المواطن أفضل من المشي كما أنه في جملة الطريق أفضل من المشي هذا هو الصحيح في الصورتين
عند النووي .وانظر التعليق . 16
- 50فيه أن السنة البيان في منى وأن ل يخرجوا منها حتى تطلع الشمس .
- 51بفتح النون وكسر الميم قال ابن الثير " :هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات " وليست نمرة من عرفات .
- 52وكان أصحابه في مسيره هذا منهم الملبي ومنهم المكبر كما في حديث أنس في الصحيحين .
- 53معنى هذا قريشا كانت في الجاهلية تقف بالمشعر الحرام وهو جبل في المزدلفة يقال له قزح وكان سائر العرب يتجاوزون
المزدلفة ويقفون بعرفات فظنت قريش أن النبي صلى ال عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم .ول يتجاوزه .
فتجاوزه صلى ال عليه وسلم إلى عرفات لن ال تعالى أمره بذلك في قوله تعالى ( :ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) أي
سائر العرب غير قريش وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم ال فل نخرج منه .
نووي .
- 54قال النووي :هذا مجاز والمراد قارب عرفات لنه فسره بقوله فوجد القبة ضربت بنمرة فنزل بها وقد سبق أن نمرة ليست
من عرفات .
- 59حت إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ف [ ركب حت :د مج ] أتى بطن
الوادي (. )55
- 55هو وادي عرنة بضم العين وفتح الراء .وليست من عرفات .نووي .
خطبة عرفات
- 56معناه الزائد على رأس المال كما قال تعالى ( :وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) والمراد بالوضع الرد والبطال .
- 57فيه الحث على مراعاة حق النساء والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن
وبيان حقوقهن والتحذير من التقصير في ذلك .فليراجعها من شاء في " الترغيب والترهيب ؟ ( ) 74 - 71 : 3للمنذري و"
رياض الصالحين " للنووي .
- 58في معناه أربعة أقوال ذكرها في شرح مسلم وقال :إن الصحيح منها أن المراد قوله تعالى ( :فانكحوا ما طاب لكم من
النساء ) .
- 59المختار في معناه :أن ل يأذن لحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجل أجنبيا أو
امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك كما ذكره النووي وراجع تمام كلمه في شرح مسلم .
- 60الضرب المبرح هو الضرب الشديد الشاق ومعناه :اضربوهن ضربا ليس بشديد ول شق .قلت :وهذا من قوامة الرجال
على النساء كما قال تعالى ( :الرجال قوامون على النساء بما فضل ال بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم والصالحات
قانتات حافظات للغيب بما حفظ ال واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فل
تبغوا عليهن سبيل إن ال كان عليا كبيرا ) .
- 61قلت :صدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن المسلمين المتأخرين -إل قليل منهم -لما لم يعتصموا بكتاب ال تعالى ولم
يتمسكوا بسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ضلوا وذلوا وذلك حين أقاموا آراء الرجال ومذاهبهم أصل يرجعون إليه عند اختلفهم
فما وافقها من الكتاب والسنة قبلوه ومال رفضوه حتى لقد قال قائلهم :كل آية أو كل حديث خالف المذهب يحمل على النسخ
ورحم ال مالكا حيث قال :ول يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به أولها فعلى المسلمين أن يعتصموا بكتاب ربهم ويجعلوه
الحكم في جميع شؤونهم ول يقدوا عليه شيئا من آراء الرجال شرقية كانت أو غريبة .
- 63ول يصل بينهما شيئا
- 64ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم [ القصواء :جا ] حت أتى الوقف فجعل بطن
ناقته القصواء إل الصخرات ( )62وجعل حبل الشاة ( )63بي يديه واستقبل القبلة (. )64
- 65فلم يزل واقفا حت غربت الشمس وذهبت الصفرة قليل حت غاب القرص (. )65
[ - 66وقال :وقفت ههنا وعرفة كلها موقف :د ن مي مج جا حا حم ] .
- 67وأردف أسامة [ بن زيد :مج جا هق ] خلفه .
الفاضة من عرفات
- 68ودفع رسول ال صلى ال عليه وسلم ( وف رواية :أفاض وعليه السكينة :د ن مج ) ()66
وقد شنق ( )67للقصواء الزمام حت إن رأسها ليصيب مورك ( )68رحله ويقول بيده اليمن [ هكذا
:وأشار بباطن كفه إل السماء :ن ] أيها الناس السكينة السكينة .
- 69كلما أتى حبل ( )69من البال أرخى لا قليل حت تصعد (. )70
- 62هي صرخات مفترشات في أسفل جبل الرحمة وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات .قال النووي :فهذا هو الموقف
المستحب .وأما ما اشتهر بين العوام من الغبياء بصعود الجبل وتوهمهم أنه ل يصح الوقوف إل فيه فغلط .
- 63أي مجتمعهم .
- 64وجاء في غير حديث أنه صلى ال عليه وسلم وقف يدعو رافعا يديه .ومن السنة أيضا التلبية في موقفه على عرفة خلفا
لما ذكره شيخ السلم في منسكه ( ص ) 383فقد قال سعيد بن جبير :
" كنا مع ابن عباس بعرفة لي :يا سعيد ما لي ل أسمع الناس يلبون ؟ فقلت :يخافون من معاوية قال فخرج ابن عباس من
فسطاطه فقال :لبيك اللهم لبيك .فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي ال عنه " .
أخرجه الحاكم ( ) 465 - 464 / 1والبيهقي ( ) 113 / 5من طريق ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عنه .قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي .
ثم روى الطبراني في " الوسط " ( ) 2 / 115 / 1والحاكم من طريق أخرى عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
وقف بعرفات فلما قال :لبيك اللهم لبيك قال :إنما الخير خير الخرة .وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
وفي الباب عن ميمونة زوج النبي صلى ال عليه وسلم من فعلها .أخرجه البيهقي .
- 65وكان صلى ال عليه وسلم في موقفه هذا مفطرا فقد أرسلت أليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه .كما في
" الصحيحين " عنها .
- 66هي الرفق والطمأنينة قال النووي :ففيه أن السكينة في الدفع من عرفات سنة فإذا وجد فرجة يسرع كما في الحديث الخر .
- 67أي ضم وضيق .
- 68هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مل من الركوب .
- 69في " النهاية " " :الحبل المستطيل من الرمل .وقيل :الضخم منه وجمعه حبال .وقيل :الحبال في الرمل كالجبال في غير
الرمل " .
- 70وكان في سيره هذا يلبي ل يقطع التلبية كما في حديث الفضل بن العباس في " الصحيحين " .
المع بي الصلتي ف الزدلفة والبيات با
- 70حت أتى الزدلفة فصلى با [ فجمع بي :د جا ] الغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتي ()71
.
- 71ول يسبح ( )72بينهما شيئا .
- 72ث اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت طلع الفجر (. )73
- 73وصلى الفجر حي تبي له الفجر بأذان وإقامة .
الوقوف على الشعر الرام
- 74ث ركب القصواء حت أتى الشعر الرام ( [ )74فرقى عليه :د مج جا هق ] .
- 75فاستقبل القبلة فدعاه ( وف لفظ :فحمد ال :د مج جا هق ] وكبه وهلله ووحده .
- 76فلم يزل واقفا حت أسفر جدا .
( 77وقال :وقفت ههنا والزدلفة كلها موقف :م د ن مج جا حم ) .
- 78فدفع [ من جع :هق ] قبل أن تطلع الشمس [ وعليه السكينة :د ت هق حم ] (. )75
- 79وأردف الفضل بن عباس ( - )76وكان رجل حسن الشعر أبيض وسيما -
- 80فلما دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم مرت به ظعن ( )77ترين فطفق الفضل ينظر إليهن
فوضع رسول ال صلى ال عليه وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إل الشق الخر
- 71هذا هو الصحيح فما في بعض المذاهب أنه يقيم إقامة واحدة خلف السنة وإن ورد ذلك في بعض الطرق فإنه شاذ كما أن
الذان لم يرد أصل في بعض الحاديث .انظر " :نصب الراية " ( . ) 70 - 69 / 3
- 72أي لم يصل سبحة أي نفل .
- 73قال ابن القيم :ولم يحي تلك الليلة ول صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء .قلت :وهو كما قال وقد بينت حال تلك
الحاديث في " التعليق الغيب على الترغيب والترهيب " .
- 74المراد به هنا قزح بضم القاف وفتح الزاي وبحاء مهملة وهو جبل معروف في المزدلفة وهذا الحديث حجة الفقهاء في أن
المشعر الحرام هو قزح .وقال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث :المشعر الحرام جميع المزدلفة .نووي .
- 75واستمر صلى ال عليه وسلم على تلبيته لم يقطعهما .
- 76فيه وفي الفقرة المتقدمة ( رقم ) 65 :جواز الرداف إذا كانت الدابة مطيقة وقد تظاهرت به الحاديث كما قال النووي .
- 77بضم الظاء والعين ،ويجوز إسكان العين ،جمع ظعينة كسفينة وسفن ،وأصل الظعينة البعير الذي عليه امرأة ،ثم تسمى
به المرأة مجازاً لملبستها البعير منه .
فحول رسول ال صلى ال عليه وسلم يده من الشق الخر على وجه الفضل يصرف وجهه من
الشق الخر ينظر (. )78
- 81حت أتى بطن مسر ( )79فحرك قليل ( [ )80وقال :عليكم السكينة :مي ] .
- 82ث سلك الطريق الوسطى ( )81الت ترج [ ك :ن د مي مج جا هق ] على المرة الكبى
حت أتى المرة الت عند الشجرة
- 83فرماها [ ضحى :م نخ د ت طح جا قط هق حم ] بسبع حصيات ()82
- 84يكب مع كل حصاة منها مثل حصى الذف ()83
- 78قلت :وهذه القصة هي غير التي رواها علي وابن عباس في نظر الفضل إلى المرأة الخثعمية من وجوه منها :أن في
حديثهما أنها كانت يوم النحر وهذه كانت صبح المزدلفة قبل إتيانه بطن محسر وفي حديث علي فائدة أخرى وهي التصريح بأن
القصة وقعت في منى عند المنحر بعد رمي جمرة العقبة .كما رواه أحمد ( ) 76 - 75 / 1وابنه في " زوائده " ( 76 / 1و 81
) والملخص في " الفوائد المنتقاة " ( ) 1 / 220 /9بسند حسن كما قال الحافظ وصححه الترمذي .
وفي ذلك رد صريح على من يدعي ن المتقدمين والمتأخرين أن المرأة الخثعمية كانت محرمة ولذلك لم يأمرها النبي صلى ال
عليه وسلم بأن تغطي وجهها .يقولون ذلك لرد دللة الحديث الصريحة على أن وجه المرأة ليس بعورة إذ لو كان عورة لمرها
بالتغطية ولو سلم أنها كانت محرمة فالحرام ل يمنع من التغطية ل سيما في هذه الحالة التي كاد الشيطان أن يدخل بينها وبين
الفضل وإنما يمنع من النقاب والبرقع ونحوه .فكيف وليس في الحديث أنها كانت محرمة ؟ فكيف وفيه أن القصة كانت بعد رمي
الجمرة وعند المنحر كما سبق وفي هذه الحالة يحل لها كل شيء إل النكاح كما يأتي فلو فرض أنه ل يجوز لها التغطية قبل ذلك
فقد زال المانع وقد فصلت القول في ذلك " في حجاب المرأة المسلمة " " ل سيما في الطبعة الثانية وهي وشيكة الصدور إن
شاء ال تعالى .
- 79بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة سمي بذلك لن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعي وكل ن قال ابن القيم " :
ومحسر برزخ بين منى ومزدلفة ل من هذه ول من هذه " .
قلت :لكن في صحيح مسلم والنسائي عن الفضل بن عباس أن محسرا من منى .
- 80أي أسرع السير كما في غير هذا الحديث قال النووي :فهي سنة من سنن السير في ذلك الموضع قال ابن القيم " :وهذه
كانت عادته صلى ال عليه وسلم في المواضع التي نزل فيها بأس ال بأعدائه وكذلك فعل في سلوكه الحجر وديار ثمود تقنع
بثوبه وأسرع السير " .
81قال النووي :فيه أن سلوك هذا الطريق في الرجوع من عرفات سنة وهو غير الطريق الذي ذهب في إلى عرفات .
- 82وحينئذ قطع أي تلبيته كما في حديث الفضل وغيره .
- 83قال النووي " :وهو نحو حبة الباقلء وينبغي أن ل يكون أكبر ول أصغر فإن كان أكبر أو أصغر أجزأه " .
وفي " النهاية " " :الخذف هو رميك الحصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها " .
قلت :وقد جاءت هذه الكيفية في بعض الحاديث عن غير واحد من الصحابة منهم عبد الرحمن بن معاذ التميمي قال :
" خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن بمنى قال :ففتحت أسماعنا حتى أن كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا .قال :
فطفق يعلمنا مناسكنا حتى بلغ الجمار فقال :بحصى الخذف ووضع أصبعيه السبابتين أحدهما على الخرى " . . .الحديث .
أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد والبيهقي والسياق له بسند صحيح .وفي الباب عن حرملة بن عمرو في " أمالي المحاملي
" ( " ) 1 / 120 / 5وفوائد الملخص " ( ) 2 / 184 / 7وابن عباس في " طبقات ابن سعد " في " الطبقات " ( ) 129 / 2
وهو عند مسلم في رواية له ( . ) 71 / 4
ولكن هل المراد بهذه الكيفية هو اليضاح وزيادة البيان لحصى الخذف الذي ينبغي أن يرمى به أم المراد التعليم واللتزام بها
دون غيرها من الكيفيات ؟ كل من المرين محتمل لكن الول هو الظهر حتى أن النووي لم يذكر غيره أما ابن الهمام فقد ذكر في
" الفتح " الحتمال الثاني ورده وجزم بأن المراد الول وعليه فليس في السنة كيفية للرمي ينبغي التزامها فكيف تيسر له رمي .
وهنا تنبيهات :
[ - 85ف :د هق ] رمى من بطن الوادي [ وهو على راحلته [ وهو :ن ] يقول :لتأخذوا
مناسككم ( )84فإن ل أدري لعلي ل أحج بعد حجت هذه :م د ن هق حم سع ] (. )85
[ - 86قال :ورمى بعد يوم النحر [ ف شائر أيام التشريق :حم ] ( )86إذا زالت الشمس :م د
ن ت مي مج طحا جا حا هق حم ] .
الول :أنه ل يجوز الرمي يوم النحر قبل طلوع الشمس ولو من الضعفة والنساء الذين يرخص لهم أن يرتحلوا من المزدلفة بعد
نصف الليل فل بد لهم من النتظار حتى تطلع الشمس ثم يرمون لحديث ابن عباس رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم
قدم أهله وأمرهم أن ل يرموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس " وهو حديث صحيح بمجموع طرقه وصححه الترمذي وابن حبان
وحسنه الحافظ في " الفتح " ( ) 422 / 3ول يصلح أن يعارض بما في البخاري أن أسماء بنت أبي بكر رمت الجمرة ثم صلت
الصبح بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم لنه ليس صريحا أنها فعلت ذلك بإذن منه صلى ال عليه وسلم بخلف ارتحالها بعد
نصف الليل فقد صرحت بأن النبي صلى ال عليه وسلم أذن بذلك للظعن فمن الجائز أنها فهمت من هذا الذن الذن أيضا بالرمي
بليل ولم يبلغها نهيه صلى ال عليه وسلم الذي حفظه ابن عباس رضي ال عنه .
الثاني :أن هناك رخصة بالرمي في هذا اليوم بعد الزوال ولو إلى الليل فيستطيع أن يتمتع بها من يجد المشقة في الرمي ضحى
والدليل حديث ابن عباس أيضا قال :كان النبي صلى ال عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى فيقول :ل حرج فسأله رجل فقال :
حلقت قبل أن أذبح ؟ قال :اذبح ول حرج قال :رميت بعد ما أمسيت .فقال :ل حرج .رواه البخاري .وغيره .وإلى هذا ذهب
الشوكاني ومن قبله ابن حزم قال في " المحلى " :
" إنما نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن رميها ما لم تطلع الشمس من يوم النحر وأباح رميها بعد ذلك وإن أمسى وهذا يقع
على الليل والعشي معا " .
فاحفظ هذه الرخصة فإنها تنجيك من الوقوع في ارتكاب نهي الرسول صلى ال عليه وسلم المتقدم عن الرمي قبل طلوع الشمس
الذي يخالفه كثير ن الحجاج يزعم الضرورة .
الثالث :أن المحرم إذا رمى جمرة العقبة حل له كل شيء إل النساء ولو لم يحلق لحديث عائشة رضي ال عنها " :طيبت
رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي بذريرة لحجة الوداع للحل والحرام حين أحرم وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن
يطوف بالبيت " .رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين وأصله عندهما .وبهذا قال عطاء ومالك وأبو ثور وأبو يوسف
وهو رواية عن أحمد .قال ابن قدامة في " المغني " ( " : ) 439 / 3وهو الصحيح إن شاء ال تعالى " وإليه ذهب ابن حزم
بل قال :يحل له ذلك بمجرد دخول وقت الرمي ولو لم يرم .
وأما اشتراط الحلق مع الرمي كما جاء في بعض المذاهب وغير واحد من كتاب المناسك فهو مع مخالفته لهذا الحديث الصحيح
فليس فيه حديث يصلح للمعارضة أما حديث " إذا رميتم وحلقتم -زاد في رواية :وذبحتم فقد حل لكم كل شي إل النساء " فهو
ضعيف السناد مضطرب المتن كما بينته في " الحاديث الضعيفة " ( رقم ما بعد اللف ) .
الرابع :أنه يجوز له أن يلتقط الحصى من حيث شاء كما قال ابن تيمية رحمه ال وذلك لن النبي صلى ال عليه وسلم لم يحدد
لذلك مكانا وغاية ما جاء فيه حديث ابن عباس ( وفي رواية :الفضل بن عباس ) قال :قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم
غداة العقبة ( وفي رواية :غداة النحر وفي أخرى :غداة جمع ) وهو على راحلته :هات القط لي فلقطت له حصيات نحوا من
حصى الخذف فلما وضعتهن في يده قال :مثل هؤلء ثلث مرات وإياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين
.أخرجه النسائي وابن ماجه وابن الجارود في " المنتقى " ( رقم ) 473والسياق له وابن حبان في صحيحه والبيهقي وأحمد (
) 347 215 / 1بسند صحيح فهذا مع كونه ل نص فيه على المكان فهو يشرع بأن اللتقاط كان عند جمرة العقبة على الرواية
الثانية وكذا الولى وعليها أكثر الرواة وكأن ابن قدامة لحظ هذا المعنى فقال في " المغني " ( " ) 425 / 3وكان ذلك بمنى "
.
فما يفعله كثير من الحجاج من التقاط الحصيات في المزدلفة وحين وصولهم إليها خلف السنة مع ما فيه من التكلف لحمل
الحصيات لكل يوم .
واعلم أنه ل مانع من رمي الجمرات بحصيات قد رمي بها إذ لم يرد أي دليل على المنع وبه قال الشافعي وابن حزم رحمة ال
عليهما خلفا لبن تيمية .
ثم في حديث الفضل بن عباس رضي ال عنهما أن من الغلو في الدين الرمي بحصى أبكر من حصى الخذف وهو فوق الحمص
ودون البندق فماذا يقال فما يفعله بعض الجهالة من رميهم الجمرات بالنعال ؟ أصلح ال شأن المسلمين وعرفهم بسنة نبيهم
الكريم ووفقهم للعمل بها إن أرادوا السعادة الحقة في الدنيا والخرى .
- 84هذه اللم لم المر أي خذوا مناسككم كما وقع في رواية غير مسلم وتقديره :هذه المور التي أتيت بها في حجتي من
القوال والفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس
وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج وهو نحو قوله صلى ال عليه وسلم في الصلة " :صلوا كما رأيتموني أصلي " .
[ - 87ولقيه شراقة وهو يرمي جرة العقبة فقال :يا رسول ال ألنا هذه خاصة ؟ قال :ل بل
لبد :خ م هق حم ] (. )87
النحر واللق
نووي .
- 85فيه إشارة إلى توديعهم وإعلنهم بقرب وفاته صلى ال عليه وسلم وحثهم على العتناء بالخذ عنه وانتهاز الفرصة في
ملزمته وتعلم أمور الدين وبهذا سميت حجة الوداع .منه .
- 86وهي اليام الثلثة التي بعد يوم النحر ومذهب جماهير العلماء أنه ل يجوز الرمي في هذه اليام الثلثة إل بعد الزوال لهذا
الحديث قال النووي " :واعلم أن رمي جمار أيام التشريق يشترط فيه الترتيب وهو أن يبدأ بالجمرة الولى التي تلي مسجد
الخيف ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ويستحب أن يقف عقب رمي الول عندها مستقبل القبلة زمانا طويل يدعو ويذكر ال ويقف
كذلك عند الثانية ول يقف عند الثالثة ثبت معنى ذلك في صحيح البخاري من رواية ابن عمر رضي ال عنهما عن النبي صلى ال
عليه وسلم ويستحب هذا في كل يوم من اليام الثلثة وال أعلم .
- 87كذا في هذه الرواية وهي من طريق عطاء عن جابر وفي الرواية الخرى المتقدمة فقرة ( ) 33أن سراقة قال ذلك وهو في
أسفل المروة بعد فراغه صلى ال عليه وسلم من السعي فالظاهر أنه سأل مرتين وكأنه للستيثاق والتثبت وال أعلم " .وانظر
فتح الباري ( . ) 480 : 3
- 88قال النووي " :البضعة بفتح الباء ل غير وهي القطعة من اللحم وفيه استحباب الكل من هدي التطوع وأضحيته " قلت :
قد علم أن النبي صلى ال عليه وسلم كان قارنا وكذلك على رضي ال عنه والقارن يجب عليه الهدي فعليه فهديه صلى ال عليه
وسلم ليس كله هدي تطوع بل فيه ما هو واجب والحديث صريح في أنه أخذ من كل بدنة بضعة فتخصيص الستحباب بهدي
التطوع غير ظاهر بل قال صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( ) 274 : 1بعد أن نقل كلم النووي " :والظاهر أنه ل
فرق بين هدي التطوع وغيره لقوله تعالى " :فكلوا منها " .
- 89وكانت السيدة عائشة رضي ال عنها قد طيبته صلى ال عليه وسلم بالمسك وذلك عقب رميه صلى ال عليه وسلم لجمرة
العقبة يوم النحر كما تقدم .
رفع الرج
عمن قدم شيئا من الناسك أو أخر يوم النحر
( 94وف رواية :نر رسول ال صلى ال عليه وسلم [ فحلق :حم ] ()90
- 95وجلس [ بن يوم النحر :مج ] للناس فما سئل [ يومئذ :مج ] عن شيئ [ قدم قبل شيء
:مج ] إل قال ( :ل حرج ل حرج ) ()91
"حت جاءه رجل فقال :حلقت قبل أن أنر ؟ قال ( :ل حرج ) " .
- 96ث جاء آخر فقال :حلقت قبل أن أرمي ؟ قال :ل حرج .
[ - 97ث جاءه آخر فقال :طفت قبل أن أرمي ؟ قال :ل حرج :مي حب ] .
[ - 98قال آخر :طفت قبل أن أذبح قال :ذبح ول حرج :طح ] .
[ - 99ث جاءه آخر فقال :إن نرت قبل أن أرمي ؟ قال [ :ارم و :طي حم ] ل حرج :مي
مج طح حب طي حم ] .
[ - 100ث قال النب صلى ال عليه وسلم :قد نرت ههنا ومن كلها منحر :حم مي م د جا
هق ] .
[ - 101وكل فجاج مكة وطريق ومنحر :د حم مج طش حا هق ] (. )92
- 90فيه أن السنة الحلق بعد النحر وأن النحر بعد الرمي ومن السنة أن يبدأ الحالق بيمين المحلوق خلفا لمذهب الحنفية لحديث
أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحالق :خذ وأشار إلى جانبه اليمن ثم اليسر ثم
جعل يعطيه الناس .رواه مسلم .وقد أنصف هنا المحقق ابن الهمام فقال في " الفتح " عقب هذا الحديث :
" وهذا يفيد أن السنة في الحلق البداءة بيمين المحلوق ورأسه وهو خلف ما ذكر في المذهب وهذا الصواب " .
- 91معناه :افعل ما بقي عليك وقد أجزأك ما فعلته ول حرج عليك في التقديم والتأخير .
واعلم أن أفعال يوم النحر أربعة :رمي جمرة العقبة ثم الذبح ثم الحلق ثم طواف الفاضة والسنة ترتيبها هكذا كما سبق في
العلى فلو خالف وقدم بعضها على بعض جاز ول فدية عليه لهذا الحديث وغيره مما في معناه قال النووي :
" وبهذا قال جماعة من السلف وهو مذهبنا " .
- 92فيه جواز نحر الهدايا في مكة كما يجوز نحرها في منى وقد روى البيهقي في سننه ( ) 239 / 5بسند صحيح عن ابن
عباس قال " :إنما النحر بمكة وكلن نزهت عن الدماء ومكة من منى كذا وفي رواية :ومنى من مكة ولعلها الصواب .زاد في
الرواية الولى عن عطاء أن ابن عباس كان ينحر بمكة وأن ابن عمر لم يكن ينحر بمكة كان ينحر بمنى .
قلت :فلو عرف الحجاج هذا الحكم فذبح قسم كبير منهم في مكة لقل تكدس الذبائح في منى وطمرها في التراب كي ل يفسد
الهواء ولستفاد الكثيرون من ذبائحهم ولزال بذلك بعض ما يشكو منه قسم كبير من الحجيج وما ذلك إل بسبب جهل أكثرهم
بالشرع وتركهم العمل به وبما حض عليه من الفضائل فإنهم مثل يضحون بالهزيل من الهدايا ول يستسمنونها ثم هم بعد الذبح
يتركونها بدون سلخ ول تقطيع فيمر الفقير بها فل يجد فيها ما يحمله على الستفادة منها وفي رأيي أنهم لو فعلوا ما يأتي لزالت
الشكوى بطبيعة الحال .
أول :أن يذبح الكثيرون منهم في مكة .
ثانيا :أن ل يتزاحموا على الذبح في يوم النحر فقط بل يذبحون في أيام التشريق أيضا .
ثالثا :استسمان الذبائح وسلخها وتقطيعها .
رابعا :الكل منها والتزود من لحومها إذا أمكن كما فعل النبي صلى ال عليه وسلم على ما تقدم في الفقرة ( . ) 93 90وخير
الهدى هدى محمد صلى ال عليه وسلم ول يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به أولها .
[ - 102فانروا من رحالكم :م مج د هق ] .
خطبة النحر
[ - 103وقال جابر رضي ال عنه :خطبنا صلى ال عليه وسلم يوم النحر فقال :أي يوم أعظم
حرمة ؟ فقالوا :يومنا هذا قال :فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا :شهرنا قال :أي بلد أعظم حرمة ؟
قالوا :بلدنا هذا قال :فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ف بلدكم هذا ف
شهركم هذا هل بلغت ؟ قالوا :نعم .قال :اللهم اشهد :حم ] .
- 104ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم فأفاض إل البيت [ فطافوا (. )93
- 105ول يطوفوا بي الصفا والروة :د طح هق حم سع ] (. )94
على أن هناك وسائل أخرى تيسرت في هذا العصر :لو اتخذ المسؤولون بعضها لقضي على المشكلة من أصلها فمن أسهلها أن
تهيأ في أيام العيد الربعة سيارات خاصة كبيرة فيها برادات لحفظ اللحوم ويكون في منى موظفون مختصون لجمع الهدايا
والضحايا التي رغب عنها أصحابها آخرون لسلخها وتقطيعها ثم تشحن في تلك السيارات كل يوم من اليام الربعة وتطوف على
القرى المجاورة لمكة المكرمة وتوزع مشحونها من كل يوم من اللحوم على الفقراء والمساكين وبذلك تكون قد قضينا على
المشكلة فهل من مستجيب ؟
- 93ثم حل منهم كل شيء حرم منهم كما في الصحيحين عن عائشة وابن عمر .
- 94كذا أطلق جابر رضي ال عنه .وفصلت ذلك عائشة رضي ال عنها حيث قالت " :فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت
وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجحوا من منى وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا
واحدا " أخرجه الشيخان .قال ابن القيم في " زاد المعاد " :فأما أن يقال عائشة أثبتت وجابر نفى والمثبت مقدم على النافي أو
يقال :مراد جابر من قرن مع النبي صلى ال عليه وسلم وساق الهدي كأبي بكر وعمر وطلحة وعلي وذري اليسار فإنهم إنما
سعوا سعيا واحدا وليس المراد به عموم الصحابة أو يعلل حديث عائشة بأن قولها :فطاف الخ . .في الحديث مدرج من قول
هشام وهذه ثلث طرق للناس في حديثها .وال أعلم .كذا في زاد المعاد .
قلت :والطريق الخير منها ضعيف لن تخطئة الثقة بدون حجة ل تجوز ل سيما إذا كان مثل هشام .
ثم استدركت فقلت :ليس في طريق الحديث هشام لنه من رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عنها .فهذا إسناد
غاية في الصحة فمن الخطأ والدراج ؟
ثم وجدت شيخ السلم ابن تيمية قال في " مناسك الحج " ( ص 385ج 2من مجموعة الرسائل الكبرى ) :
" وقد روى في حديث عائشة أنهم طافوا مرتين لكن هذه الزيادة قبل أنها من قول الزهري ل من قول عائشة " .
والزهري جبل في الحفظ فكيف يخطأ بمجرد " قيل " ؟
وأزيد الن في هذه الطبقة فأقول :
فمن العجيب أن يعتمد على ذلك ابن تيمية فيرد به حديث عائشة فيقول :
" وقد احتج بها -يعني الزيادة -بعضهم على أنه يستحب طوافان بالبيت وهذا ضعيف والظهر ما في حديث جابر ويؤيده قوله
:دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة " .
قلت :حديث عائشة صحيح ل شك فيه وما أعل به ل يساوي حكايته كما عرف ومما يؤكد ذلك شيئان :
الول :أن له طريقا أخرى عنها في " الموطأ " ( رقم 223 :ج ) 410 : 1عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه به .
وهذا سند صحيح أيضا كالجبل ثبوتا .
والخر أن له شاهدا صريحا صحيحا من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعة الحج فقال :
- 106فصلى بكة الظهر (. )95
- 107فأتى بن عبد الطلب [ وهم :نخ مي مج جا هق ] يسقون على زمزم ( )96فقال :انزعوا
( )97بن عبد الطلب فلول أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنعت معكم ()98
- 108فناولوه دلوا فشرب منه ) .
[ - 109وقال جابر رضي ال عنها :وإن عائشة حاضت فنسكت الناسك كلها غي أنا ل تطف
بالبيت :خ حم ] .
[ - 110قال :حت إذا طهرت طافت بالكعبة ( )99والصفا والروة ث قال :قد حللت من حجك
وعمرتك جيعا :م د ن هق حم ] .
[ - 111قالت :يا رسول ال أتنطلقون بج وعمرة وأنطلق بج ؟ :خ حم ] ( [ )100قال :إن
لك مثل ما لم :حم ] .
[ - 112فقالت :إن أجد ف نفسي أن ل أطف بالبيت حت حججت :م د ن طح هق حم ] .
" أهل المهاجرون والنصار وأزواج النبي صلى ال عليه وسلم في حجة الوداع فلما قدمنا مكة قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم " :اجعلوا إهللكم بالحج عمرة إل من قلد الهدي " .طفنا بالبيت وبالصفا والمروة وأتينا النساء ولبسنا الثياب وقال " :
من قلد الهدي فإنه ل يحل له حتى يبلغ الهدي محله ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا
بالبيت وبالصفا والمروة فقد تم حجنا وعلينا الهدي " . . .الحديث .
أخرجه البخاري تعليقا مجزوما ورواه مسلم خارج صحيحه موصول وكذا السماعيلي في مستخرجه ومن طريقه البيهقي في
سننه ( ) 23 / 5وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح .
فهذا كله يؤكد بطلن دعوى الدراج في حديث عائشة رضي ال عنها ويؤيد أنها حفظت ما لم يحفظ جابر رضي ال عنه ويدل
على أن التمتع ل بد له من الطواف مرة أخرى بين الصفا والمروة وفي حديث ابن عباس فائدة أخرى هامة جدا وهي أن من فعل
ذلك فقد تم حجه ومفهومه أن من لم يفعل ذلك لم يتم حجه فهذا إن لم يدل على أنه ركن فل أقل من أن يدل على الوجوب فكيف
الستحباب ؟
وأما تأييد شيخ السلم ما ذهب إليه من عدم المشروعية بقوله صلى ال عليه وسلم " :دخلت العمرة " . . .فل يخفى ضعفه
بعد ما ثبت المر به من النبي صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم .
- 95كذا قاله جابر وقال ابن عمر إنه صلى ال عليه وسلم الظهر بمنى كما في " الصحيحين " واختلفوا في الترجيح وذهب
بعضهم إلى الجمع بين القولين ولكن النفس لم تطمئن لشيء من ذلك فراجع " شرح مسلم " للنووي " .وزاد المعاد " " ونيل
الوطار " .
تتمة :ثم رجع إلى منى فمكث بها أيام التشريق يرمي في كل يوم الجمرات الثلث على الترتيب المتقدم عن النووي .
- 96معناه يغرقون بالدلء ويصبونه في الحياض ونحوها ويسبلونه للناس .
- 97أي استقوا بالدلء وانزعوها بالرشاء .
- 98معناه :لول خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحموا عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الستقاء لستقيت
معكم لكثرة فضيلة هذا الستقاء .نووي .
- 99أي طواف الفاضة والصدر .قال الحافظ ( : ) 480 / 3
" واتفقت الروايات كلها على أنها طافت طواف الفاضة من يوم النحر " .
- 100وفي حديث آخر :قالت :أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر .أخرجه مسلم من حديثها .
[ - 113قال :وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم وجل سهل إذا هويت الشيء تابعها عليه :
م هق ] (. )101
[ - 114قال :فاذهب با يا عبد الرحن فأعمرها من التنعيم .
[ - 115فاعتمرت بعد الج :خ حم ] [ ث أقبلت :حم ] وذلك ليلة الصبة :م ط هق حم ]
(. )102
[ - 116وقال جابر :طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبيت ف حجة الوداع ( )103على
راحلته يستلم الجر بحجنه لن يراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه :م د حم ] .
[ - 117وقال ( : )104رفعت امرأة صبيا لا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
فقالت :يا رسول ال ألذا حج ؟ قال :نعم ولك أجر :ت مج هق ] (. )105
وهذا آخر ما وقفت عليه من ( حجة النب صلى ال عليه وسلم ) برواية جابر رضي ال عنه
والمد ل على توفيقه وأسأله الزيد من فضله وقد رأيت أن أختم الكتاب بعرض خلصة ما ورد فيه
من مناسك الج خاصة الت يهم كل حاج معرفتها والوقوف عليها من قرب وذلك بناء على اقتراح
بعض الخوان جزاه ال خيا .
- 101معناه :إذا هويت شيئا ل نقص فيه في الدين -مثل طلبها العتمار وغيره .أجابها إليه .وفيه حسن معاشرة الزواج قال
تعالى ( :وعاشروهن بالمعروف ) ل سيما فيما كان من باب الطاعة .نووي .
- 102بفتح الحاء وإسكان الصاد المهملة وهي التي بعد أيام التشريق وسميت بذلك لنهم نفروا من منى فنزلوا في المحصب
وباتوا به .نووي .والمحصب هو الشعب الذي مخرجه إلى البطح بين مكة ومنى .كما في النهاية .
وأعلم جابر رضي ال عنه مع حسن سياقه لحجة النبي صلى ال عليه وسلم لم يذكر طوافه صلى ال عليه وسلم للوداع فيما
وفقنا عليه من الروايات عنه .وقد ذكرت ذلك السيدة عائشة رضي ال عنها في قصتها هذه فقالت في آخرها " :فجئنا رسول
ال صلى ال عليه وسلم وهو في منزله من جوف الليل فقال :هل فرغت ؟ قلت :نعم فآذن في أصحابه بالرحيل فخرج فمر
بالبيت فطاف به قبل صلة الصبح ثم خرج إلى المدينة " أخرجه البخاري ومسلم والسياق له وأبو داود .ولم يرمل صلى ال
عليه وسلم طوافه هذا ول في طواف الصدر كما أفاده حديث عمر في الصحيحين .
- 103ليس في الحديث كما ترى تعيين هذا الطواف وقد سبق أن طواف القدوم كان صلى ال عليه وسلم ماشيا فهذا محمول -
ضرورة الجمع -إما على طواف الفاضة وإما على طواف الوداع وال أعلم .
- 104جاء هذا الحديث عن ابن عباس أيضا وفي بعض طرقه التصريح بأن السؤال وقع في رجوعه من مكة إلى المدينة في
موضع اسمه الروحاء ولذلك أوردته ههنا .
- 105أي بسبب حملها وتجنبها إياه ما يجتنبه المحرم وفعل ما يفعله المحرم .قال النووي :فيه حجة للشافعي ومالك وأحمد
وجماهير العلماء أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان ل يجزيه عن حجة السلم بل يقع تطوعا إجماعا قال إل فرقة
شذت فقالت :يجزيه .ولم يلتفت العلماء لقولها .وقال أبو حنيفة ل يصح حجه قال أصحابه :وإنما فعلوه تمرينا له ليعتاده
فيفعله .
قال النووي :وهذا الحديث يرد عليهم .
وإتاما للفائدة فإن سأضم إل ذلك الناسك الخرى الت مضى التنبيه عليها ف التعليق لتكون
خلصة جامعة إن شاء ال تعال :
- 1الحرام ف إزار ورداء (. )106
- 2لبسهما والتطيب قبله .
- 3الحرام من اليقات .
- 4إحرام النفساء والائض بعد اللغتسال .
- 5الحرام بج وعمرة (. )107
- 6الج راكبا .
- 7الج بالنساء والصبيان .
- 8التلبية بتلبية النب صلى ال عليه وسلم ورف الصوت با .
- 9فسخ الج من نواه مفردا أو قرن إليه عمرة ول يسق الدي .
- 10طواف القدوم سبعة أشواط
- 11الضطباع فيها
- 12الرمل ف الثلثة الول منه .
- 13التكبي عند الجر .
- 14تقبيل الجر .أو ستلم الركن اليمان ف كل شوط .
- 15صلة ركعتي بعد الفراغ من الشواط .
- 16القراءة فيها ب ( قل يا ) و( قل هو ) .
- 17صلتما خلف القام .
- 18الشرب من زمزم والصب منها على الرأس .
- 19العود إل استلم الجر السود .
- 20الوقوف على الصفا مستقبل القبلة .
- 106قال شيخ السلم في مناسك الحج " :والسنة أن يحرم في إزار ورداء سواء كانا مخيطين أو غير مخيطين باتفاق الئمة "
قال صديقنا مدرس المسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن الفريقي رحمه ال في كتابه " توضيح الحج والعمرة " ( ص " : ) 44
ومعنى مخيطين أن تكون في الرداء والزار خياطة عرضا أو طول وقد غلط في هذا كثير من العوام يظنون أن المخيط الممنوع
هو كل ثوب خيط سواء على صورة عضو النسان أم ل بل كونه مخيطا مطلقا وهذا ليس بصحيح بل المراد بالمخيط الذي نهى
عن ليسه هو ما كان على صورة عضو النسان كالقميص والفنيلة والجبة والصدرية والسراويل وكل ما على صفة النسان
محيط بأعضائه ل يجوز للمحرم لبسه ولو بنسج وأما الرداء الموصل لقصره أو لضيقه أو خيط لوجود الشق فيه فهذا جائز " .
- 107قال شيخ السلم في " المناسك " " :ويستحب أن يحرم عقب صلة إما فرض وإما تطوع إن كان وقت تطوع في أحد
القولين وفي الخر إن كان يصلي فرضا أحرم عقبه .وإل فليس للحرام صلة تخصه هذا أرجح .
- 21ذكر ال عليها وتوحيده وتكبيه وتميده وتليله ثلثا .
- 22الشي بينها وبي الروة سبعا .
- 23السعي بينهما ف بطن الوادي ف كل شوط .
- 24الوقوف على الروة .
- 25الذكر عليها كما فعل على الصفا .
- 26ختم السعي على الروة .
- 27التحلل من الحرام من التمتع أو القران الذي ل يسق الدي بقص الشعر ولبس الثياب
وغي ذلك .
- 28تلل التمتع بقص الشعر ل اللق .
- 29الهلل بالج يوم التروية .
- 30الذهاب إل من والبيات فيها .
- 31أداء صلة الظهر وبقية الصلوات المس با .
- 32التوجه منها بعد طلوع شس يوم عرفة إل عرفات .
- 33النول بنمرة عند عرفات .
- 34المع بي الظهر والعصر عندها جع تقدي .
- 35الوقوف على عرفة مفطرا .
- 36الطبة ف عرفة .
- 37استقبال القبلة رافعا يديه يدعو على عرفة .
- 38التلبية على عرفة .
- 39الفاضة من عرفة بعد الغروب وعليه السكينة .
- 40المع بي الغرب والعشاء جع تأخي ف الزدلفة .
- 41الذان فيه بإقامتي .
- 42ترك السنة بي الصلتي .
- 43البيات با بدون إحياء الليل .
- 44صلة الفجر حي تبي الفجر .
- 45الوقوف على الشعر الرام منها مستقبل القبلة داعيا حامدا مكبا مهلل حت السفار جدا .
- 46الدفع منها قبل أن تطلع الشمس .
- 47السراع قليل ف بطن مسر .
- 48الذهاب إل المرة من طريق أخرى غي طريق الذهاب إل عرفات .
- 49رمي المرة الكبى يوم النحر من بطن الوادي بسبع حصيات ضحى .
- 50الرمي بصى الذف .
- 51جواز رميها بعد الزوال .
- 52الرمي من بطن الوادي .
- 53التكبي مع كل حصاة .
- 54قطع التلبية عند رمي المرة .
- 55التحلل الل الصغر بالرمي .
- 56الرمي ف أيان التشريق بعد الزوال .
- 57نر القارن والتمتع للهدي فمن ل يد صام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجع .
- 58نر البعي وكذلك البقرة عن سبعة .
- 59النحر ف من ومكة .
- 60الكل من الدي .
- 61التطيب بعد الرمي .
- 62اللق .
- 63البدء بيمي الحلوق .
- 64الطبة يوم النحر .
- 65الفاضة لطواف الصدر بدون رمل .
- 66سعي التمتع بعد طواف الفاضة خلفا للقاررن .
- 67ترتيب الناسك يوم النحر .
- 68الحلل بعده الل كله .
- 69الشرب من زمزم عقب الفراغ من الطواف .
- 70الرجوع إل من ومكث فيها أيام التشريق الثلثة .
- 71رمي المرات الثلث ف كل يوم منها بعد الزوال .
- 72الطواف للوداع بدون رمل .
رابعا :عادات وخرافات ل يدل عليها الشرع ول يشهد لا عقل وإن عمل با بعض الهال
واتذوها شرعة لم ول يعمدوا من يؤيدهم ولو ف بعض ذلك من يدعي العلم ويتزي بزيهم .
ث ليعلم أن هذه البدع ليست خطورتا ف نسبة واحدة بل هي على درجات بعضها شرك وكفر
صريح كما سترى وبعضها دون ذلك ولكن يب أن نعلم أن أصغر بدعة يأت الرجل با ف الدين
هي مرمة بعد تبي كونا بدعة فليس ف البدع -كما يتوهم البعض -ما هو رتبة الكروه فقط
كيف ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :
( صحيح ) ( كل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار ) أي صاحبها .وقد حقق هذا أت تقيق المام
الشاطب رحه ال ف كتابه العظيم ( العتصام ) ولذلك فأمر البدعة خطي جدا ل يزال أكثر الناس
ف غفلة عنه ول يعرف ذلك إل طائفة من أهل العلم وحسبك دليل على خطورة البدعة قوله صلى
ال عليه وسلم :
( صحيح ) ( إن ال حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حت يدع بدعته ) رواه الطبان والضياء
القدسي ف ( الحاديث الختارة ) وغيها بسند صحيح وحسنه النذري .
وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إل القراء من إمام كبي من علماء السلمي الولي هو الشيخ
حسن بن علي البباري من أصحاب أصحاب المام أحد رحه ال التوف سنة ( ) 329قال رحه
ال تعال :
( واحذر صغار الحدثات فإن صغار البدع تعود حت تصي كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت ف
هذه المة كان أولا صغيا يشبه الق فاغتر بذلك من دخل فيها ث ل يستطع الخرج منها فعظمت
وصارت دينا يدان به فانظر رحك ال كل من سعت كلمه من أهل زمانك خاصة فل تعجلن ول
تدخلن ف شيء منه حت تسأل وتنظر :هل تكلم فيه أحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أو
أحد من العلماء فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ول تاوزه لشيء ول تتر عليه شيئا فتسقط ف
النار .
واعلم رحك ال أنه ل يتم إسلم عبد حت يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء
من أمر السلم ل يكفونا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد كذبم وكفى بذا فرقة
وفطعن عليهم فهو مبتدع ضال مضل مدث ف السلم ما ليس فيه ) (. )108
- 111وحديث " :ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا " ضعيف السناد بينته في " سلسلة
الحاديث الضعيفة " رقم 372فل يصح التعبد به كما هو مقرر في الصول فقول النووي بعد أن بين ضعفه " فيسن له ذلك غير
مستقيم .ومثله حديث أنس قال " :لم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم سفرا إل قال :حين ينهض من جلوسه :اللهم بك
انتشرت " . . .الحديث .رواه ابن عدي والبيهقي ( ) 250 / 5وفيه عمر -ويقال عمرو بن مساور وهو منكر الحديث كما قال
البخاري وضعفه الخرون .
- 5صلة أربع ركعات (. )112
- 6قراءة الريد للحج إذا خرج من منله آخر سورة ( آل عمران ) وآية الكرسي و( إنا أنزلناه )
و( أم الكتاب ) بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والخرة (. )113
- 7الهر بالذكر والتكبي عند تشييع الاج وقدومهم ( الدخل ) ( ( ) 4/322ملة النار ) (
. ) 12/271
- 8الذان عند توديعهم .
- 9الحمل والحتفال بكسوة الكعبة (. )114
( الدخل ) ( ( ) 4/213والبداع ف مضار البتداع ) ( ( ) 132 - 131تفسي النار ) (
. ) 10/358
- 10توديع الاج من قبل بعض الدول بالوسيقى
- 11السفر وحده أنسا بال كما يزعم بعض الصوفية
- 12السفر من غي زاد التصحيح دعوى التوكل ()115
( 13السفر لزيارة قبور النبياء والصالي ) (. )116
( مموع الرسائل الكبى ) لشيخ السلم ابن تيمية ( ) 2/395
( 14عقد الرجل على الرأة التزوجة إذا عزمت على الج وليس معها مرم بعقد عليها ليكون
معها كمحرم ) (. )117
( السنن والبتدعات ) ( . ) 109
- 15أخذ الكس من الجاج القاصدين لداء فريضة الج ( .الحياء ) ( . ) 1/236
- 112والحديث الوارد فيها ضعيف أيضا رواه الخرائطي في " مكارم الخلق " عن أنس بلفظ " :ما استخلف في أهله خليفة
أحب إلى ال من أربع ركعات يصليهن العبد في بيته إذا شد عليه ثياب سفره " الحديث .قال العراقي :وهو ضعيف .
- 113وفي ذلك حديث مرفوع ولكنه باطل كما في " التذكرة " ( . ) 123
- 114وقد قضي على هذه البدعة والحمد ل منذ سنين ولكن ل يزال في مكانها البدعة التي بعدها .وفي الباجوري على ابن القاسم
( : ) 41 / 1
" ويحرم التفرج على المحمل المعروف وكسوة مقام إبراهيم ونحوه " .
- 115استحب ذلك الغزالي في " الحياء " ( ) 249 / 3وقال في مكان آخر ( " : ) 229 / 4والسفر إلى البوادي من غير زاد
جائز وهو أعلى مقامات التوكل " .
قلت :وهذا باطل إذ لو كان كما قال لكان أحق الناس به رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن نعلم يقينا أنه لم يفعل ذلك كيف
وهو صلى ال عليه وسلم قد تزود من هديه صلى ال عليه وسلم من مكة إلى المدينة ولست أدري كيف يزعم الغزالي ذلك وهو
حجة السلم وال عز وجل يقول ( :وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) وقد نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يحجون ول
يتزودون ويقولون نحن المتوكلون .رواه البخاري وغيره فما الذي صرف الغزالي عن هذه الحقيقة التي دل عليها الكتاب
والسنة ؟ أهو الجهل ؟ كل فإن هذا مما ل يخفى على مثله وإنما هو التصوف الذي يحمل صاحبه على الخروج عن الشرع بطريق
تأويل النصوص فهو في هذا وعلم الكلم سواء عصمنا ال بالسنة من كل من يخالفها .
- 116وأما الزيارة التي ليست سفر فهي مشروعة باتفاق العلماء ومنهم ابن تيمية وكل من يتهمه بإنكارها فهو جاهل أو مغرض .
- 117وهذا من أخبث البدع لما فيه من الحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما ل يخفى .
- 16صلة السافر ركعتي كلما نزل منل وقوله :اللهم أنزلن منل مباركا وأنت خي النلي .
)118( . .
- 17قراء السافر ف كل منل ينله سورة الخلص ( ) 11مرة وآية الكرسي مرة وآية ( وما
قدروا ال حق قدره ) مرة (. )118
- 18الكل من فحاكل أرض يأتيها السافر (. )119
( 19قصد بقعة يرجو الي بقصدها ول تستحب الشريعة ذلك مثل الواضع الت يقال :إن فيها
أثر النب صلى ال عليه وسلم كما يقال ف صخرة بيت القدس ومسجد القدم قبلي دمشق وكذلك
مشاهد النباء والصالي ) .
( اقتضاء الصراط الستقيم مالفة أصحاب الحيم ) ( ص 151و . )120( ) 152
( 20شهر السلح عند قدوم تبوك ) .
( الختيارات العلمية ) لشيخ السلم ابن تيمية .
( 53مسمار ف وسط البيت سوه سرة الدنيا يكشف أحدهم عن سرته وينبطح با على ذلك
الوضع حت يكون واضعا سرته على سرة الدنيا ) (. )134
( الصادر السابقة ) .
- 54قصد الطواف تت الطر بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه (. )135
- 131وأورده الرافعي حديثا مرفوعا إلى النبي صلى ال عليه وسلم ول أصل له كما أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في " التلخيص "
( ص " : ) 214لم أجد " .
- 132قال شيخ السلم في منسكه ( ص : ) 372
" ويستحب له في الطواف أن يذكر ال تعالى ويدعوه بما يشرع وإن قرأ القرآن سرا فل بأس به وليس فيه ذكر محدود عن
النبي صلى ال عليه وسلم ل بأمره ول بقوله ول بتعليمه بل يدعو فيه بسائر الدعية الشرعية وما يذكره كثير من الناس من
دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فل أصل له وكان النبي صلى ال عليه وسلم يختم طوافه بين الركنين بقوله ( :ربنا آتنا في
الدنيا حسنة في الخرة حسنة وقنا عذاب النار ) كما كان يختم سائر أدعيته بذلك وليس في ذلك ذكر واجب باتفاق الئمة " .
- 133وقال " :ويقاسون للوصول إليها شدة وعناء ويركب فعضهم فوق بعض وربما صعدت النثى فوق الذكر " .
- 134وصف ابن الهمام هذه البدعة والتي قبلها بأنها بدعة باطلة ل أصل لها وبأنها فعل من ل عقل له فضل عن علم .
- 135وأما حديث " من طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنبه " فل أصل له كما قال البخاري وغيره .
- 55التبك بالطر النازل من ميزاب الرحة من الكعبة .
( 56ترك الطواف بالثوب القذر ) ( .القتضاء ) لبن تيمية ( . ) 60
- 57إفراغ الاج سؤرة من ماء زمزم ف البئر وقوله :اللهم إن أسألك رزقا واسعا وعلما نافعا
وشفاء من كل داء . . .
- 58اغتسال البعض من زمزم (. )136
( 59اهتمامهم بزمزمة لاهم وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل با البكة ) ( .السنن
والبتدعات ) ( . ) 113
- 60ما ذكر ف بعض كتب الفقه أنه يتنفس ف شرب زمزم مرات ويرفع بصره ف كل مرة وينظر
إل البيت (. )137
بعد السعي بي الصفا والروة
- 61الوضوء لجل الشي بي الصفا والروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون
ألف درجة (. )138
( 62الصعود على الصفا حت يلصق بالدار ) ( .حاشية ابن عابدين ) ( . ) 2/234
- 63الدعاء ف هبوطه من الصفا :اللهم استعملن بسنة نبيك وتوفن على ملته وأعذن من
مضلت الفت برحتك يا أرحم الراحي (. )139
- 64القول ف السعي :رب اغفر وارحم وتاوز عما تعلم إنك أنت العز الكرم اللهم اجعله
حجا مبورا وأو عمرة مبورة وذنبا مغفورة ال أكب ثلثا ول المد ال أكب على ما هدانا والمد
ل على ما أولنا ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد وهو على كل شيء قدير ل إله
إل ال وحده . . .إل قوله :ولو كره الكافرون (. )140
- 65السعي أربع عشرة شوطا بيث يتم على الصفا (. )141
( 66تكرار السعي ف الج أو العمرة ) ( .شرح النووي على مسلم ) ( . ) 9/25
- 136قال ابن تيمية في " منسكه " ( ص : ) 388
" ويستحب أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه ويدعو عند شربه بما شاء من الدعية ول يستحب الغتسال منها " .
- 137وهذه البدعة أصبحت اليوم غير ممكنة والحمد ل ذلك أن القبة التي كانت على زمزم قد هدمت وسويت بالرض للتوسع
على المصلين ونزل بغرفة البئر إلى ما تحت أرض المسجد بحيث ل يمكن رؤية البيت منها .
- 138والحديث الوارد في ذلك موضوع أورده السيوطي وغيره في " الموضوعات " فراجع " الذيل " ( ص ) 122و" التذكرة
" ( ص . ) 74
- 139روي بعضه عن ابن عمر أنه كان يقوله عند الصفا .أخرجه البيهقي بسند ضعيف .
- 140صح منه موقوفا على ابن مسعود وابن عمر :رب اغفر وارحم وأنت العز الكرم .رواه البيهقي .وروي مرفوعا ولم
يصح .
- 141والسنة سبعة أشواط والختم على المروة كما سبق فقرة ( . ) 33
( 67صلة ركعتي بعد الفراغ من السعي ) (. )142
( الباعث على إنكار البدع ) و( القواعد النورانية ) لشيخ السلم ابن تيمية ( . ) 101
- 68استمرارهم ف السعي بي الصفا والروة وقد أقيمت الصلة حت تفوتم صلة الماعة .
- 69التزام دعاء معي إذا أتى من كالذي ف ( الحياء ) ( :اللهم هذه من فامنن علي با مننت
على أوليائك وأهل طاعتك ) وإذا خرج منها ( :اللهم اجعلها خي غدوة غدوتا قط ) . . .إل .
بدع عرفة
- 70الوقوف على جبل عرفة ف اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطا خشية الغلط ف اللل
(. )143
( 71إيقاد الشمع الكثي ليلة عرفة بن ) ( .مموعة الرسائل الكبى ) ( ) 379 378 2/377
.والبجيمي ف ( حاشيته ) ( . ) 2/211
- 72الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة :سبحان الذي ف السماء عرشه سبحان الذي ف
الرض موطئه سبحان الذي ف البحر سبيله . . .إل (. )144
( 73رحيلهم ف اليوم الثامن من مكة إل عرفة رحلة واحدة ) ( .الباعث على إنكار البدع ) (
. )145( ) 70 - 69
( 74الرحيل من من إل عرفة ليل ) (. )146
( الدخل ) ( . ) 4/227
- 142ذهب إلى استحبابهما غير واحد قياسا على ركعتي الطواف وقال ابن الهمام في " الفتح " ( : ) 157 - 156 / 2
" ول حاجة إلى هذا القياس إذ فيه نص وهو ما روى المطلب بن أبي وداعة قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم حين
فرغ من سعيه جاء . .فصلى ركعتين في حاشية المطاف وليس بينه وبين الطائفين أحد .رواه أحمد وابن ماجه " .
قلت :هذا وهم عجيب من مثل هذا العالم النحرير فقد تحرف عليه لفظ " سعيه " والصواب " سبعة " كما في ابن ماجه رقم (
) 2958وهو في المسند بلفظ " أسبوعه " وفي رواية أخرى له " طاف بالبيت سبها ثم صلى ركعتين بحذائه " . . .على أن
الحديث من أصله ل يصح من قبل إسناده فإن فيه اضطرابا وجهالة كما بينته في " سلسلة الحاديث الضعيفة " رقم ( ) 932
كما سبق التنبيه عنه ( ص ) 23وانظر التعليق ( . ) 173
- 143استحسن ذلك في " الحياء " وقال :وهو الحزم .
وهذا شيء عجيب من مثل هذا الفقيه إذ لو كان حقا حسنا لفعله النبي صلى ال عليه وسلم وهو أتقى الناس .قال شيخ السلم
في " المجموعة " ( : ) 374 / 2
" الحتياط حسن ما لم يخالف السنة المعلومة فإذا أفضى إلى ذلك كان خطأ " .
- 144وقد جاء فيه حديث ولكن إسناده ضعيف بل أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال " :ل يصح " .وتعقبه
السيوطي في " الللي " ( ) 120 / 1بما يؤخذ منه أنه مسلم بضعفه .
- 145والسنة بل الواجب البيات في منى ليلة عرفة كما تقدم .وقد تساهل الناس بهذه السنة كثيرا ويساعدهم على ذلك بعض
المطوفين الذين ل يهمهم متابعة النبي صلى ال عليه وسلم في حجه وقد يجدون من الفقهاء من يهون عليهم ذلك كقول الغزالي
" :إن المبيت في منى مبيت منزل ل يتعلق به نسك " .
- 146والسنة الخروج من منى بعد طلوع شمس يوم عرفة كما تقدم .
( 75إيقاد النيان والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة ) ( .الباعث على إنكار البدع ) ( /2
) 379 378و( العتصام ) للشاطب ( ) 2/273و( البداع ف مضار البتداع ) ( . ) 165
- 76الغتسال ليوم عرفة (. )147
- 77قوله إذا قرب من عرفات ووقع بصره على جبل الرحة :سبحان ال والمد ل ول إله إل
ال وال أكب .
( 78الرواح إل عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة ) ( .البداع ) (. )166
- 79التهليل على عرفا مائة مرة ث قراءة سورة الخلص مائة مرة ث الصلة عليه صلى ال عليه
وسلم يزيد ف آخرها :وعلينا معهم مائة مرة (. )148
- 80السكوت على عرفات وترك الدعاء (. )149
( 81الصعود إل جبل الرحة ف عرفات ) .
( مموعة ابن تيمية ) ( ) 2/380و( اختياراته العلمية ) ( )150( ) 69و( الدخل ) ( ) 4/227
.
- 82دخول القبة الت على جبل الرحة ويسمونا قبة آدم والصلة فيها والطواف با كطواف
بالبيت ) ( .مموعة ابن تيمية ) ( ) 2/380و( اقتضاء الصراط الستقيم ) له ( ) 149و( الدخل
) ( . ) 4/237
( 83اعتقاد أن ال تعال ينل عشية عرفة على جل أورق يصافح الركبان ويعانق الشاة ) .
( مموعة ابن تيمية ) ( )151( ) 1/279
- 84خطبة المام ف عرفة خطبتي يفصل بينهما بلسة كما ف المعة (. )152
- 147وأما حديث " أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يغتسل يوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة " فهو ضعيف جدا كما بينه
الزيلعي في " نصب الراية " ( ) 85 / 1وابن الهمام في " الفتح " ( ) 45 / 1وقد خفي حاله على ابن تيمية فقال في "
مجموعه " ( " : ) 380 : 2ولم ينقل عن النبي صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه في الحج إل ثلثة أغسال :غسل الحرام
والغسل عند دخول مكة والغسل يوم عرفة وما سوى ذلك كالغسل لرمي الجمار والطواف وللمبيت بمزدلفة فل أصل له بل هو
بدعة " .
- 148والحديث الوارد فيه يصح إسناده أخرجه البيهقي في " الشعب " وقال " :هذا فنن غريب وليس في إسناده من ينسب إلى
الوضع " كما نقله في " الللي " ( ) 1261وذكره ابن الهمام في " الفتح " ( ) 167 / 2بدون لفظ " ليس " .
- 149انظر " المدخل " ( . ) 229 / 4
- 150قال فيه " :ول يشرع صعود جبل الرحمة إجماعا " .
- 151وذكر أن بعضهم روى ذلك حديثا ثم قال :
" وهذا من أعظم الكذب على ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وقائله من أعظم القائلين على ال غير الحق " .
- 152قال في " الهداية " " :هكذا فعله رسول ال صلى ال عليه وسلم " .فتعقبه ابن الهمام في " الفتح " ( ) 163 / 2بقوله
:
" ل يحضرني فيه حديث " .
- 85صلة الظهر والعصر قبل الطبة (. )153
- 86الذان للظهر والعصر ف عرفة قبل أن ينتهي الطيب من خطبته (. )154
- 87قول المام لهل مكة بعد فراغه من الصلة ف عرفة :أتوا صلتكم فإنا قوم سفر (. )155
- 88التطوع بي صلة الظهر والعصر ف عرفة (. )156
- 89تعيي ذكر أو دعاء خاص بعرفة كدعاء الضر عليه السلم الذي أورده ف ( الحياء )
وأوله :يا من ل يشغله شأن عن شأن ول سع عن سع ) . . .وغيه من الدعية وبعضها يبلغ أكثر
من ست صفحات من قياس كتابنا هذا (. )157
- 90إفاضة البعض قبل غروب الشمس .
- 91ما استفاض عن ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم المعة تعدل اثني وسبعي حجة
( زاد العاد ) ( . )158( ) 1/23
- 153والحديث الذي فيه ذلك شاذ منكر .لنه مخالف لما سبق في الفقرة ( ) 6 - 58وانظر " نصب الراية " ( . ) 60 - 59 / 3
- 154والسنة البدء بالذان بعد الفراغ من الخطبة كما سبق في الفقرة ( . ) 61 - 60
- 155جاء هذا في غير ما كتاب من كتب الحنفية على أنه من وظائف المام في عرفة إذا كان مسافرا منها " تحفة الفقهاء " ( 1
) 876 / 2 /وقد قال شيخ السلم ابن تيمية في " مجموعه " ( : ) 378 / 2
" ويقصر أهل مكة وغير أهل مكة وكذلك يجمعون الصلة بعرفة ومزدلفة ومنى كما كان أهل مكة يفعلون خلف النبي صلى ال
عليه وسلم بعرفة ومزدلفة ومنى وكذلك كانوا يفعلون خلف أبي بكر وعمر رضي ال عنهما ولم يأمر النبي صلى ال عليه وسلم
ول خلفاؤه أحدا من أهل مكة أن يتموا الصلة ول قالوا لهم بعرفة ومزدلفة ومنى :أتوا صلتكم فإنا قوم سفر ومن حكى ذلك
عنهم فقد أخطأ . " . . .
- 156وصف ذلك في " شرح الهداية " بأنه مكروه .وهذا معناه أنه بدعة .
- 157قال شيخ السلم في " مجموعه " ( : ) 380 / 2
" ولم يعين النبي صلى ال عليه وسلم لعرفة دعاء ول ذكرا بل يدعو الرجل بما شاء من الدعية الشرعية وكذلك يكبر ويهلل
ويذكر ال تعالى حتى تغرب الشمس " .
قلت :ويستدرك عليه أنه يسن له أن يلبي أيضا فانظر التعليق المتقدم برقم ( . ) 64
- 158وأصل هذه البدعة حديث موضوع أشار إليه ابن القيم في المصدر المذكور أعله قال :
" باطل ل أصل له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فل تغتر بما نقله بما نقله العلمة الكوثري في " الجوبة الفاضلة " .
ص 37طبع حلب ) عن الشيخ على القاري أنه قال :
" أما ذكره بعض المحدثين في إسناد هذا الحديث أنه ضعيف فعلى تقدير صحته ل يضر المقصود فإن الحديث الضعيف معتبر
في فضائل العمال عند جميع العلماء من أرباب الكمال " .
فل نعلم أن أحدا نص على تضعيفه فقط مع حكم المحقق ابن القيم ببطلنه .وهذا الواقع من المثلة الكثيرة على شؤم ما يذهب
إليه البعض من العمل بالحديث الضعيف في فضائل العمال على كثرة اختلفهم في تفسير هذا المذهب كما تجده مبسوطا في
الجوبة المشار إليها آنفا فقد يكون الحديث باطل كهذا فيطلق البعض عليه أنه ضعيف فيأتي آخر فيقول يعمل بالحديث الضعيف
في فضائل العمال دون أن يتحقق من سلمته من الضعف الشديد الذي هو من شروط العمل به مع أن الضعف المطلق ل ينافي
الضعف الشديد بل ول الوضع لنها من أقسام الضعيف كما هو مقرر في المصطلح .
ثم ليت شعري ما علقة هذا الحديث بالعمل بالحديث الضعيف فإن هذا محله فيما للنسان فيه الخيرة تركا وفعل وليس كذلك
الوقوف في عرفة الموافق ليوم الجمعة .
هذا وتجد نص الحديث الباطل المشار إليه في كتابي " سلسلة الحاديث الضعيف والموضوعة " رقم ( ) 207مع ذكر العلماء
الذي وافقوا ابن القيم على حكمه ببطلن الحديث .
( تنبيه ) قول القاري السابق :أن الحديث الضعيف معتبر في فضائل العمال عند جميع العلماء غير صحيح فالخلف في ذلك
معروف تجده في " الجوبة الفاضلة " وإن كان لم يحرر القول في هذه المسألة .
( 92التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الجتماع عشية يوم عرفة ف الوامع أو ف مكان
خارج البلد فيدعون ويذكرون مع رفع الصوت الشديد والطب والشعار ويتشبهون بأهل عرفة )
( .سنن البيهقي ) ( ) 5/118عن الكم وحاد وإبراهيم و( القتضاء ) ( ) 149و( منية
الصلي ) للحلب ( . ) 573
بدع الزدلفة
( 93اليضاح ( السراع ) وقت الدفع من عرفة إل مزدلفة ) .
( زاد العاد ) ( . ) 338 - 1/337
- 94الغتسال للمبيت بزدلفة ( .مموعة شيخ السلم ) ( . ) 2/280
- 95استحباب نزول الراكب ليخل مزدلفة ماشيا توفيا للحرم (. )159
- 96التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة :اللهم إن هذه مزدلفة جعت فيها ألسنة متلفة نسألك
حوائج مؤتنفة . . .إل ما ف الحياء .
- 97ترك البادرة إل صلة الغرب فور النول ف الزدلفة والنشغال عن ذلك بلقط الصى .
- 98صلة سنة الغرب بي الصلتي أو جعها إل سنة العشاء والوتر بعد الفريضتي كما يقول
الغزال .
( 99زيادة الوقيد ليلة النحر وبالشعر الرام ) ( .الباعث على إنكار البدع والوادث ) ( 25
. ) 69
- 100إحياء هذه الليلة (. )160
- 101الوقوف بالزدلفة بدون بيات ( .الروضة الندية ) ( . ) 267 /1
- 102التزام الدعاء إذا انتهى إل الشعر الرام بقوله :اللهم بق الشعر الرام والبيت الرام
والشهر الرام والركن والقام أبلغ روح ممد منا التحية والسلم وأدخلنا دار السلم يا ذا الللة
والكرام (. )161
- 159استحب ذلك الغزالي في إحيائه ولو كان كذلك لفعله رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد مضى أنه أتى مزدلفة راكبا وأنه
حينما صلى الفجر ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام .
- 160استحسن إحياءها الغزالي وقال إنها من محاسن القربات وقد علمت من الفقرة ( ) 72أنه صلى ال عليه وسلم نام حتى
تطلع الفجر وخير الهدى هدى محمد وقد مضى كلم ابن القيم في ذلك .
- 161وهذا الدعاء مع كونه محدثا ففيه ما يخالف السنة وهو التوسل إلى ال بحق المشعر الحرام والبيت والشهر والركن والمقام
وإنما يتوسل إليه تعالى بأسمائه وصفاته كما هو مفصل في كتب ابن تيمية رحمه ال وقد نص الحنفية على كراهية هذا القول :
اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام الخ . . .انظر " رد المحتار على الدر المختار " من كتبهم .
- 103قول الباجوري ( ( : ) 1/325ويسن أخذ الصى الذي يرميه يوم النحر من الزدلفة
وهي سبع والباقي من المرات تؤخذ من وادي مسر ) (. )162
بدع الرمي
- 104الغسل لرمي المار ) .مموعة ابن تيمية ) ( . ) 2/380
- 105غسل الصيات قبل الرمي (. )163
- 106التسبيح أو غيه من الذكر مكان التكبي .
- 107الزيادة على التكبي قولم :زعما للشيطان وحزبه اللهم اجعل حجي مبورا وسعيي
مشكورا وذنب مغفورا اللهم إيانا بكتابك واتباعا لسنة نبيك .
- 108قول الباجوري ف حاشيته ( : ) 1/325
( ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي :بسم ال وال أكب صدق ال وعده . . .إل قوله :
ولو كره الكافرون ) .
- 109التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم :يعض طرف إبامه اليمن على وسط السبابة
ويضع الصاة على ظهر البام كأنه عاقد سبعي فيميها .وقال آخر :يلق سبابته ويضعها على
مفصل إبامه كأنه عاقد عشرة (. )164
- 110تديد موقف الرامي :أن يكون بينه وبي الرمى خسة أذرع فصاعدا .
- 111رمي المرات بالنعال .
بدع الذبح واللق
- 112الرغبة عن ذبح الواجب من الدي إل التصدق بثمنه بزعم أن لمه يذهب ف التراب
لكثرته ول يستفيد منها إل القليل (. )165
- 113ذبح بعضهم هدي التمتع بكة قبل يوم النحر .
162وليس لهذا أصل في السنة فلعله يعني سنة المشايخ وقد خالفه الغزالي في التفصيل الذي ذكره فقال بأنه يتزود بالحصيات
كلها من المزدلفة وكل ذلك خلف السنة كما تقدم فقرة ( . ) 83
- 163قال البجيرمي ( : ) 400 / 2
" ول يشترط في حجر الرمي طهارته " .
- 164قال ابن الهمام :وهذا في التمكن من الرمي به مع الزحمة والوهجة عسر .ثم ذكر أنه لم يقم دليل على أولوية تلك الكيفية
والصل ما هو اليسر .راجع التعليق ( رقم . ) 83
- 165قلت :وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي مع أن المسؤول عن
عدم الستفادة التامة منها إنما هم المضحون أنفسهم لنهم ل يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما سبق بيانه في
التعليق رقم ( . ) 91
- 114البدء باللق بيسار رأس الحلوق (. )166
- 115القتصار على حلق ربع الرأس (. )167
- 116قول الغزال ف ( الحياء ) ( :والسنة أن يستقبل القبلة ف اللق ) .
-117الدعاء عند اللق بقوله :المد ل على ما هدان وأنعم علينا اللهم هذه ناصيت بيدك
فتقبل من واغفر ل ذنب اللهم اكتب ل بكل شهرة حسنة وامح با عن سيئة وارفع ل با درجة
اللهم اغفر ل وللمحلقي والقصرين يا واسع الغفرة آمي (. )168
- 118الطواف بالساجد الت عند المرات ( .مموعة الرسائل الكبى ) ( . ) 2/380
( 119استحباب صلة العيد بن يوم النحر ) ( .القواعد النورانية ) ( . )169( ) 101
- 120ترك السعي بعد طواف الفاضة من التمتع (. )170
- 176والواجب فصله عن المسجد بجدار كما كان في عهد الخلفاء الراشدين كما بينته منذ سنوات في " تحذير المساجد من اتخاذ
القبور مساجد " .
- 177انظر " :مجموعة الرسائل الكبرى " لشيخ السلم ( . ) 390 / 2
- 178وهذا الرجل مع فضله وكون كتابه المذكور مرجعا حسنا لمعرفة البدع فإنه في نفسه نخرف ل يعتمد عليه في التوحيد
والعقيدة .
- 179وقد أحسن الغزالي رحمه ال تعالى حين أنكر التقبيل المذكور وقال ( : ) 244 / 1
" إنه عادة النصارى واليهود "
فهل من معتبر ؟
- 146التزام صورة خاصة ف زيارته صلى ال عليه وسلم وزيارة صاحبيه والتقيد بسلم ودعاء
خاص مثل قول الغزال ( :يقف عند وجهه صلى ال عليه وسلم ويستدبر القبلة ويستقبل جدار
القب على نو أربعة أذرع من السارية الت ف زاوية جدار القب ويقول :السلم عليك يا رسول ال
السلم عليك يا نب ال . . .يا أمي ال . . .يا حبيب ال ) فذكر سلما طويل ث صلة ودعاء نو
ذلك ف الطول قريبا من ثلث صفحات ( ث يتأخر قدر ذراع يسلم على أب بكر الصديق لن رأسه
عند منكب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث يتأخر قدر ذراع ويسلم على الفاروق ويقول :
السلم عليكما يا وزيري رسول ال والعاوني له على القيام . . .ث يرجع فيقف عند رأس رسول
ال صلى ال عليه وسلم ويستقبل القبلة ) . . .ث ذكر أنه يمد ويجد ويقرأ آية ( ولو أنم إذا
ظلموا ) . . .ث يدعو بدعاء نو نصف صفحة ) (. )180
( 147قصد الصلة تاه قبه ) (. )181
( الرد على البكري ) لبن تيمية ( ) 71و( القاعدة الليلة ) ( ) 126 - 125و( الغاثة ) (
) 195 - 1/194والادمي على ( الطريقة الحمدية ) ( . ) 4/322
( 148اللوس عند القب وحوله للتلوة والذكر ) ( .القتضاء ) ( . ) 210 - 183
- 149قصد القب النبوي للسلم عليه دبر كل صلة (. )182
( 150قصد أهل الدينة زيارة القب النبوي كلما دخلوا السجد أو خرجوا منه ) ( .الرد على
الخنائي ) ( ) 218 217 156 151 - 150و( الشفا ف حقوق الصطفى ) للقاضي عياض (
) 2/79و( الدخل ) ( . ) 1/262
- 180والمشروع هو السلم مختصرا :السلم عليك يا رسول ال ورحمة ال وبركاته السلم عليك يا أبا بكر السلم عليك يا عمر
كما كان ابن عمر يفعل فإن زاد شيئا يسيرا مما يهمله ول يلتزمه فل بأس إن شاء ال تعالى .
- 181لقد رأيت في السنوات الثلث التي قضيتها في المدينة المنورة ( ) 1383 - 1381أستاذا في الجامعة السلمية بدعا كثيرة
جدا تفعل في المسجد النبوي والمسؤولون فيه عن كل ذلك ساكتون كما هو الشأن عندنا في سوريا تماما .
ومن هذه البدع ما هو شرك صريح كهذه البدعة :فإن كثيرا من الحجاج يتقصدون الصلة تجاه القبر الشريف حتى بعد صلة
العصر في وقت الكراهة ويشجعهم على ذلك أنهم يرون جدار القبر الذي يستقبلونه محرابا صغيرا من آثار التراك ينادي بلسان
حاله :الجهال إلى الصلة عنده زد على ذلك أن المكان الذي يصلون عليه مفروشة بأحسن السجاد ولقد تحدثت مع بعض
الفضلء بضرورة الحيلولة بين هؤلء الجهال وما يأتون من المخالفات وكان من أبسط ما اقترحته رفع السجاد من ذلك المكان
وليس المحراب فوعدنا خيرا ولكن المسؤول الذي يستطيع ذلك لم يفعل ولن يفعل إل إن شاء ال تعالى .ذلك لنه يساير بعض
أهل المدينة على رغباتهم وأهوائهم ول يستجيب للناصحين من أهل العلم ولو كانوا من أهل البلد فإلى ال المشتكى من ضعف
اليمان وغلبة الهوى الذي لم يفد فيه حتى التوحيد لغلبة حب المال على أهله إل من شاء ال وقليل ما هم وصدق رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذ يقول " :فتنة أمتي المال " .
- 182وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله صلى ال عليه وسلم " ل تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم
فإن صلتكم تبلغني " فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة إل وهي الذكار والوراد بعد السلم فإنهم يتركونها
ويبادرون إلى هذه البدعة .فرحم ال من قال " :ما أحدثت بدعة إل وأميتت سنة " .
- 151التوجه إل جهة القب الشريف عند دخول السجد أو الروج منه والقيام بعيدا منه بغاية
الشوع .
- 152رفع الصوت عقيب الصلة بقولم :السلم عليك يا رسول ال ( . ) . . .مموعة
الرسائل الكبى ) ( . ) 2/397
- 153تبكهم با يسقط مع الطر من قطع الدهان الخضر من قبة القب النبوي .
( 154تقربم بأكل التمر الصيحان ف الروضة الشريفة بي النب والقب ) ( .الباعث على إنكار
البدع ) ( ص ) 70و( مموعة الرسائل الكبى ) ( . ) 2/396
( 155قطعهم من شعورهم ورميها ف القنديل الكبي القريب من التربة النبوية ) ( .الصادر
السابقة ) .
- 156مسح البعض بأيديهم النخلتي النحاسيتي الوضوعتي ف السجد غرب النب (. )183
- 157التزام الكثيين من أهل الدينة والغرباء بالصلة ف السجد القدي وقطعهم الصفوف الول
الت ف زيارة عمر وغيه (. )184
- 158التزام زوار الدينة القامة فيها أسبوعا حت يتمكنوا من الصلة ف السجد النبوي أربعي
صلة لتكتب لم براءة من النفاق وبراءة من النار (. )185
- 183ول فائدة مطلقا من هاتين النخلتين وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس وقد وعدنا حين كنا هناك برفعها ولكن عبثا .
- 184وقد يقع في هذه البدعة بعض أهل العلم وشبهتهم في ذلك التماس باسم الشارة في قوله صلى ال عليه وسلم " :صلة في
مسجدي هذا بألف صلة " . . .ومع أن ذلك ليس نصا فيما ذهبوا إليه لنه ل ينافي امتداد الفضيلة إلى الزيارة كما هو الشأن في
الزيارات التي ضمت إلى المسجد المكي علما أن غاية ما في المر الحض على الصلة في المسجد وليس فيه إيجاب ذلك فإذا كان
كذلك فلهم أن يلتزموا صلة النوافل فيه التي ل تجمع فيها وأما أن يتعدوا ذلك إلى صلة الجماعة فذلك خطأ محض لنهم بذلك
كمن يبني قصرا ويهدم مصرا ل سيما إذا كانوا من أهل العلم فإنهم يضيعون أمورا كثيرة هي أولى من تلك الفضيلة بكثير بل إن
بعضها واجب يأثم تاركه أذكر من ذلك ما يتيسر الن :
- 1ترك وصل الصفوف وهو واجب بأحاديث كثيرة منها قوله صلى ال عليه وسلم " :من وصل صفا وصله ال ومن قطع
صفا قطعه ال " أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح .ومن المشاهد في المسجد النبوي أن الصفوف الولى في الزيارة القبلية
ل تتم بسبب حرص أولئك الناس على الصلة في المسجد القديم وبذلك يقعون في الثم .
- 2ترك أهل العلم الصلة خلف المام مع أمر النبي صلى ال عليه وسلم إياها بذلك في قوله :ليليني منكم أولو الحلم والنهى
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه مسلم .
- 3تفويتهم جميعا الصلة في الصفوف الولى وخاصة الولى منها مع قوله صلى ال عليه وسلم " :خير صفوف الرجال
أولها وشرها آخرها " . . .رواه مسلم وغيره .وقال " :لو يعلم الناس ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا
عليه لستهموا " .رواه الشيخان ونحن وإن كنا ل نستطيع أن نجزم بأن فضيلة الصف الول مطلقا أفضل من الصفوف المتأخرة
في المسجد القديم فكذلك ل يستطيع أحد منهم أن يدعي العكس لكن إذا انضم إليه ما سبق ذكره من المرين الوليين فل شك
حينئذ في ترجيح الصلة في الزيادة على الصلة في المسجد القديم ولذلك اقتنع بهذا غير واحد من العلماء وطلب العلم حين
باحثتهم في المسألة وصاروا يصلون في الزيادة .فرحم ال من أنصف ولم يتعسف .
- 185والحديث الوارد في ذلك ضعيف ل تقوم به حجة وقد بينت علته في " السلسلة " رقم ( ) 364فل يجوز العمل به لنه
تشريع ل سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي طنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح وقد تفوته بعض
الصلوات فيه فيقع في الحرج وقد أراحه ال منه .
( 159قصد شيء من الساجد والزارات الت بالدينة وما حولا بعد مسجد النب صلى ال عليه
وسلم إل مسجد قباء ) ( .تفسي سورة الخلص ) ( . ) 177 - 173
- 160تلقي من يعرفون ب ( الزورين ) جاعات الجاج بعض الذكار والوراد عند الجرة أو
بعيدا عنها بالصوات الرتفعة وإعادة هؤلء ما لقنوا بأصوات أشد منها .
- 161زيارة البقيع كل يوم والصلة ف مسجد فاطمة رضي ال عنها (. )186
- 162تصيص يوم الميس لزيارة شهداء أحد .
- 163ربط الرق بالنافذة الطلة على أرض الشهداء (. )187
- 164التبك بالغتسال ف البكة الت بانب قبورهم .
( 165الروج من السجد النبوي على القهقرى عند الوداع ) ( .مموعة الرسائل الكبى ) (
) 2/388و( الدخل ) ( . ) 4/238
وهكذا آخر ما تيسر جعه من بدع الج والزيارة .أسأله تبارك وتعال أن يعل ذلك عفوا
للمسلمي على اقتفاء أثر سيد الرسلي والهتداء بديه صلى ال عليه وسلم .
و( سبحانك اللهم وبمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك ) .