You are on page 1of 71

‫صلى الله‬ ‫حجة النبي‬

‫عليه وسلم‬
‫كما رواها عنه جابر‬
‫رضي الله عنه‬

‫محمد ناصر الدين اللباني‬


‫‪www.saaid.net‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده ال‬
‫فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا‬
‫عبده ورسوله ‪.‬‬
‫أما بعد ‪ :‬فهذه هي الطبعة الثانية لكتابنا ( حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها جابر‬
‫رضي ال عنه ) عز منا على إعادة طبعه بعد أن عزت نسخه وكثر الطلب عليه من كثي من البلد‬
‫السلمية فأعدت النظر فيه وزدت ف متنه بعض المل الت استدركتها من الصادر الديثية الت ل‬
‫تكن قد طبعت من قبل أو كانت نسخها عزيزة مثل ( موارد الظمآن إل زوائد ابن حبان ) و(‬
‫النتقى ) لبن الارود و( طبقات ابن سعد ) وبعض الخطوطات ‪.‬بيد أن أضفت إليه تعليقات كثية‬
‫تضمنت فوائد جة أغلبها ف بيان بعض الناسك كانت قد فإن أو ل يتيسر ل معها ف طبعته السابقة‬
‫‪.‬‬
‫ث ذيلته بذيل ذكرت فيه قسما كبيا من البدع الت يقع فيها بع الجاج منذ عزمهم على السفر‬
‫حت رجوعهم إل أهلهم وأدخلت فيه بدع زيارة السجد النبوي وبيت القدس لن كثيا من‬
‫الجاج يمعون بي الج والسفر إل السجد النبوي والسجد القصى وذلك أمر مشروع مرغوب‬
‫فيه وإن كان مطلقا غي مقيد بالج فيشرع مع الج قبله أو بعده وبدونه ‪.‬‬
‫وعندي بعض النصائح أريد أن أقدمها إل القراء الكرام والجاج إل بيت ال الرام عسى ال‬
‫تبارك وتعال أن ينفعهم با ويكتب ل أجر الدال على الي بإذنه إنه على ما يشاء قدير وبالجابة‬
‫جدير ‪.‬‬
‫وما ل ريب فيه أن باب النصيحة واسع جدا ولذلك فإن سأنتقي منه ما أعلم أن كثيا من الجاج‬
‫ف جهل به أو إهال له أسأل ال تعال أن يعلمنا ما ينفعنا ويوفقنا للعمل به فإنه خي مسؤول ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬إن كثيا من الجاج إذا أحرموا بالج ل يشعرون أبدا أنم تلبسوا بعبادة تفرض عليهم‬
‫البتعاد عما حرم ال تعال من الحرمات عليهم خاصة وعلى كل مسلم عامة وكذا تراهم يجون‬
‫ويفرغون منه ول يتغي شيء من سلوكهم النحرف قبل الج وذلك دليل عملي منهم على أن‬
‫حجهم ليس كامل إن ل نقل ‪ :‬ليس مقبول ولذلك فإن على كل حاج أن يتذكر هذا وأن يرص‬
‫جهد طاقته أن ل يقع فيما حرم ال عليه من الفسق والعاصي فإن ال تبارك وتعال يقول ‪ ( :‬الج‬
‫أشهر معلومات فمن فرض فيهن الج فل رفث ول فسوق ول جدال ف الج ) ‪ -‬البقرة ‪. 197 :‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( من حج فلم يرفث ول يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) أخرجه الشيخان‬
‫والرفث ‪ :‬هو الماع ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪:‬‬
‫( وليس ف الحظورات ما يفسد الج إل جنس الرفث فلهذا ميز ال بينه وبي الفسوق ‪ .‬وأما سائر‬
‫الحظورات كاللباس والطيب فإنه وإن كان يأث با فل تفسد الج عند أحد من الئمة الشهورين )‬
‫‪.‬‬
‫وهو يشي ف آخر كلمه إل أن هناك من العلماء من يقول بفساد الج بأي معصية يرتكبها الاج‬
‫فمن هؤلء المام ابن حزم رحه ال فإنه يقول ‪:‬‬
‫( وكل من تعمد معصية أي معصية كانت وهو ذاكر لجه مذ أن يتم طوافه بالبيت للفاضة ويرمي‬
‫المرة فقد بطل حجه ‪ ) . . .‬واحتج بالية السابقة فراجعه ف كتابه ( الحلى ) ( ‪ ) 7/186‬فإنه‬
‫مهم ‪.‬‬
‫وما سبق يتب أن العصية من الاج إما أن تفسد عليه حجه على قول ابن حزم وإما أن يأث با‬
‫ولكن هذا الث ليس كما لو صدر من غي الاج بل هو أخطر بكثي فإن من آثاره أن ل يرجع من‬
‫ذنوبه كما ولدته أمه كما صرح بذلك الديث التقدم ‪ .‬فبذلك يكون كما لو خسر حجته لنه ل‬
‫يصل على الثمرة منها وهي مغفرة ال تعال فال الستعان ‪.‬‬
‫وإذا تبي هذا فل بد ل من أن أحذر من بعض العاصي الت يكثر ابتلء الناس با ويرمون بالج‬
‫ول يشعرون إطلقا بأن عليهم القلع عنها ذلك لهلهم وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لبائهم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشرك بال عز وجل ‪:‬‬


‫فإن من أكب الصائب الت أصيب با بعض السلمي جهلهم بقيقة الشرك الذي هو من أكب‬
‫الكبائر ومن صفته أنه يبط العمال ‪:‬‬
‫( لئن أشركت ليحبطن عملك ) ‪ -‬ممد ‪ . 65 :‬فقد رأينا كثيا من الجاج يقعون ف الشرك‬
‫وهم ف بيت ال الرام وف مسجد النب عليه الصلة والسلم يتركون دعاء ال والستغاثة به إل‬
‫الستعانة بالنبياء بالصالي ويلفون بم ويدعونم من دون ال عز وجل وال عز وجل يقول ‪:‬‬
‫( إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ول‬
‫ينبئك مثل خبي ) ‪ -‬فاطر ‪ . 14 :‬واليات ف هذا العن كثية جدا وف هذه كفاية لن فتح قلبه‬
‫للهداية ‪ .‬إذ ليس الغرض الن البحث العمي ف هذه السألة وإنا هو التذكي فقط ‪.‬‬
‫فليت شعري ما ذا يستفيد هؤلء من حجهم إل بيت ال الرام إذا كانوا يصرون على مثل هذا‬
‫الشرك ويغيون اسه فيسمونه ‪ :‬توسل تشفعا وواسطة أليس هذه الواسطة هي الت ادعاها‬
‫الشركون من قبيل يبرون با شركهم وعبادتم لغيه تبارك وتعال ‪ ( :‬والذين اتذوا من دونه أولياء‬
‫ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ) ‪ -‬الزمر ‪. 3 :‬‬
‫فيا أيها الاج قبل أن تعزم على الج يب عليك وجوبا عينيا أن تبادر إل معرفة التوحيد الالص‬
‫وما ينافيه من الشرك وذلك بدراسة كتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم فإن من تسك بما نا‬
‫ومن حاد عنهما ضل ‪ .‬وال الستعان ‪.‬‬

‫‪ - 2‬التزين بلق اللحية ‪:‬‬


‫وهذه العصية من أكثر العاصي شيوعا بي السلمي ف هذا العصر بسبب استيلء الكفار على أكثر‬
‫بلدهم ونقلهم هذه العصية إليها وتقليد السلمي لم فيها مع نيه صلى ال عليه وسلم إياهم عن‬
‫ذلك صراحة ف قوله عليه الصلة والسلم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( خالفوا الشركي احفوا الشوارب وأوفوا اللحى ) رواه شيخان وف حديث آخر ‪:‬‬
‫( وخالفوا أهل الكتاب ) ‪.‬‬
‫وف هذه القبيحة عدة مالفات ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مالفة أمره صلى ال عليه وسلم الصريح بالعفاء ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬التشبه بالكفار ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬تغي خلق ال الذي فيه طاعة الشيطان ف قوله كما حكى ال تعال ذلك عنه ‪ ( :‬ولمرنم‬
‫فليغين خلق ال ) ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬التشبه بالنساء وقد لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم من فعل ذلك ‪ .‬وانظر تفصيل هذا‬
‫الجال ف كتابنا ( آداب الزفاف ف السنة الطهرة ) ( ص ‪. ) 131 - 126‬‬
‫وإن من الشاهدات الت يراها الريص على دينه أن جاهي من الجاج يكونون قد وفروا لاهم‬
‫بسبب إحرامهم فإذا تللوا منه فبدل أن يلقوا رؤوسهم كما ندب إليه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حلقوا لاهم الت أمرهم صلى ال عليه وسلم بإغفائها ‪ .‬فإنا ل وإنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تتم الرجال بالذهب ‪:‬‬
‫لقد رأينا كثيا من الجاج قد تزينوا بات الذهب ولدى البحث معهم ف ذلك تبي أنم على ثلثة‬
‫أنواع ‪:‬‬
‫بعضهم ل يعلم تريه ولذلك كان يسارع إل مزعه بعد أن نذكر له شيئا من النصوص الحرمة‬
‫كحديث ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( نى صلى ال عليه وسلم عن خات الذهب ) متفق عليه وقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( يعمد أحدكم إل جرة من نار فيجعلها ف يده ؟ ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫وبعضهم على علم بالتحري ولكنه متبع لواه فهذا ل حيلة لنا فيه إل أن يهديه ال ‪.‬‬
‫وبعضهم يعترف بالتحري ولكن يعتذر هو كما يقال أقبح من ذنب ‪ -‬فيقول ‪ :‬إنه خات الطبة ‪ .‬ول‬
‫يدري السكي‬
‫أنه بذلك يمع بي معصيتي ‪ :‬مالفة نيه صلى ال عليه وسلم الصريح كما تقدم وتشبه بالكفار لن‬
‫خات الطبة ل يكن معروفا عند السلمي إل ما قبل هذا العصر ث سرت هذه العادة إليهم من تقاليد‬
‫النصارى ‪.‬‬
‫وقد فصلت القول ف هذه السألة ف ( آداب الزفاف ) أيضا ( ص ‪ ) 138 - 131‬وبينت فيه أن‬
‫النهي الذكور يشمل النساء أيضا خلفا للجمهور فراجع ( ص ‪ ) 167 - 139‬فإنه مهم جدا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ننصح لكل من أراد الج أن يدرس مناسك الج على ضوء الكتاب والسنة قبل أن يباشر‬
‫أعمال الج ليكون تاما مقبول عند ال تبارك وتعال ‪.‬‬
‫وإنا قلت ‪ :‬على الكتاب والسنة لن الناسك قد وقع فيها من اللف ‪ -‬مع السف ‪ -‬ما وقع ف‬
‫سائر العبادات من ذلك مثل ‪ :‬هل الفضل أن ينوي ف حجه التمتع أم القران أم الفراد ؟ على‬
‫ثلثة مذاهب والذي نراه من ذلك إنا هو التمتع فقط كما هو مذهب المام أحد وغيه بل ذهب‬
‫بعض العلماء الحققي إل وجوبه إذا ل يسق معه الدي منهم ابن حزم وابن القيم تبعا لبن عباس‬
‫وغيه من السلف وتد تفصيل القول ف ذلك ف كتاب ( الحلى ) و( زاد العاد ) وغيها ‪.‬‬
‫ولست أريد الن الوض ف هذه السألة بتفصيل وإنا أريد أن أذكر بكلمة قصية تنفع إن شاء ال‬
‫تعال من كان ملصا وغايته اتباع الق وليس تقليد الباء أو الذهب فأقول ‪:‬‬
‫ل شك أن الج كان ف أول استئنافه صلى ال عليه وسلم إياه جائزا بأنواعه الثلثة التقدمة‬
‫وكذلك كان أصحابه صلى ال عليه وسلم منهم التمتع ومنهم القارن ومنهم الفرد لنه صلى ال‬
‫عليه وسلم خيهم ف ذلك كما ف حديث عائشة رضي ال عنها ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬من أرد منكم أن يهل بج وعمرة‬
‫فليفعل ومن أراد أن يهل بج فليهل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل ‪ ) . . .‬الديث رواه مسلم ‪.‬‬
‫وكان هذا التخيي ف أول إحرامهم عند الشجرة ‪ )(1‬كما ف رواية لحد ( ‪ ) 6/245‬ولكن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يستمر على هذا التخيي بل نقلهم إل ما هو أفضل وهو التمتع دون أن يعزم‬
‫بذلك عليهم أو يأمرهم به وذلك ف مناسبات شت ف طريقهم إل مكة فمن ذلك حينما وصلوا إل (‬
‫سرف ) وهو موضع قريب من التنعيم وهو من مكة على نو عشرة أميال فقالت عائشة ف رواية‬
‫عنها ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( ‪ . . .‬فنلنا سرف فقال النب صلى ال عليه وسلم لصحابه ‪ :‬من ل يكن معه هدي‬
‫فأحب أن يعلها عمرة فليفعل ومن كان معه هدي فل قالت ‪ :‬فالخذ با والتارك لا من أصحابه‬
‫[ من ل يكن معه هدي ] ‪ ) . . .‬الديث متفق عليه والزيادة لسلم ‪.‬‬
‫ومن ذلك لا وصل صلى ال عليه وسلم إل ( ذي طوى ) وهو موضع قريب من مكة وبات با‬
‫فلما صلى الصبح قال لم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( من شاء أن يعلها عمرة فليجعلها عمرة ) أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس‬
‫ولكنا رأيناه صلى ال عليه وسلم لا دخل مكة وطاف هو وأصحابه طواف القدوم ل يدعهم على‬
‫الكم السابق وهو الفضلية بل نقلهم إل حكم جديد وهو الوجوب فإنه أمر من كان ل يسق الدي‬
‫منهم أن يفسخ الج إل عمرة ويتحلل فقالت عائشة رضي ال عنها ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( خرجنا مع النب صلى ال عليه وسلم ول نرى إل أنه الج فلما قدمنا مكة تطوفنا‬
‫بالبيت فأمر النب صلى ال عليه وسلم من ل يكن ساق الدي أن يل قالت ‪ :‬فحل من ل يكن ساق‬
‫الدي ونساؤه ل يسقن فأحللن ‪ ) . . .‬الديث متفق عليه وعن ابن عباس نوه بلفظ ‪:‬‬

‫(‪ )1‬أي عند ذي الحليفة ‪.‬‬


‫( صحيح ) ( فأمرهم أن يعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا ‪ :‬يا رسول ال أي الل ؟ قال ‪:‬‬
‫الل كله ) متفق عليه ‪ .‬وف حديث جابر نوه وأوضح منه كما يأت فقرة ( ‪. ) 45 - 33‬‬
‫قلت ‪ :‬فمن تأمل ف هذه الحاديث الصحيحة تبي له بيانا ل يشوبه ريب أن التخيي الوارد فيها إنا‬
‫كان منه صلى ال عليه وسلم لعداد النفوس وتيئتها لتقبل حكم جديد قد يصعب ولو على البعض‬
‫تقبله بسهولة لول وهلة أل وهو المر بفسخ الج إل العمرة ل سيما وقد كانوا ف الاهلية ‪ -‬كما‬
‫هو ثابت ف ( الصحيحي ) ‪ -‬يرون أن العمرة ل توز ف أشهر الج وهذا الرأي وإن كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قد أبطله باعتباره صلى ال عليه وسلم ثلث مرات ف ثلث سنوات كلها‬
‫ف شهر ذي القعدة فهذا وحده وإن كان كافيا ف إبطال بلك البدعة الاهلية فإنه ول قرينة هنا بل‬
‫ل يكفي ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬لعداد النفوس لتقبل الكم الديد فلذلك مهد له صلى ال عليه وسلم‬
‫بتخييهم بي الج والعمرة مع بيان ما هو الفضل لم ث أتبع ذلك بالمر الازم بفسخ الج إل‬
‫العمرة كما تقدم ‪.‬‬

‫فإذا عرفنا ذلك فهذا المر للوجوب قطعا ويد لعلى ذلك المور التالية ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن الصل فيه الوجوب إل لقرينة ول قرينة هنا بل والقرينة هنا تؤكده وهي المر التال‬
‫وهو ‪:‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه صلى ال عليه وسلم لا أمرهم تعاظم عندهم كما تقدم آنفا ولو ل يكن للوجوب ل‬
‫يتعاظموه أل تر أنه صلى ال عليه وسلم قد أمرهم من قبل ثلث مرات أمر تيي ومع ذلك ل‬
‫يتعاظموه فدل على أنم فهموا من المر الوجوب وهو القصود ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن ف رواية ف حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( ‪ . . .‬فدخل علي وهو غضبان فقلت ‪ :‬من أغضبك يا رسول ال أدخله ال النار قال‬
‫‪ :‬أوما شعرت أن أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون ‪ ،‬ولو أن استقبلت من أمري ما استدبرت ما‬
‫سقت الدي معي حت أشتريه ث أحل كما حلوا ) ‪ .‬رواه مسلم والبيهقي وأحد ( ‪. ) 6/175‬‬
‫ففي غضبه صلى ال عليه وسلم دليل واضح على أن أمره كان للوجوب ل سيما وأن غضبه صلى‬
‫ال عليه وسلم إنا كان لترددهم ل من أجل امتناعهم من تنفيذ المر وحاشاهم من ذلك ولذلك‬
‫حلوا جيعا إل من كان معه هدي كما يأت ف الفقرة ( ‪. ) 44‬‬
‫الرابع ‪ :‬قوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لا سألوه عن الفسخ الذي أمرهم به ‪:‬‬
‫( ألعامنا هذا أم لبد البد ؟ ) فشبك صلى ال عليه وسلم أصابعه واحدة ف أخرى وقال ‪:‬‬
‫( دخلت العمرة ف الج إل يوم القيامة ل بل لبد أبد ل بل لبد أبد ) ‪ .‬كما يأت ف الفقرة ( ‪24‬‬
‫)‪.‬‬
‫فهذا نص صريح على أن العمرة أصبحت جزءا من الج ل يتجزأ وأن هذا الكم ليس خاصا‬
‫‪)(2‬‬
‫بالصحابة كما يظن البعض بل هو مستمر إل البد ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬أن المر لو ل يكن للوجوب لكفى أن ينفذه بعض الصحابة فكيف وقد رأينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ا يكتفي بأمر الناس بالفسخ أمرا عاما فهو تارة يأمر بذلك ابنته فاطمة رضي ال‬
‫عنها كما يأت ( فقرة ‪ ) 48‬وتارة يأمر به أزواجه كما ف ( الصحيحي ) عن ابن عمر أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أمر أزواجه أن يللن عام حجة الوداع قالت حفصة ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما ينعك أن تل ؟‬
‫قال ‪ ( :‬إن لبدت رأسي ‪ ) . . .‬الديث ‪ .‬ولا جاء أبو موسى من اليمن حاجا قال له صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬ب أهللت ) ؟ قال ‪ :‬أهللت بإهلل النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬هل سقت من‬
‫الدي ؟ قال ‪ :‬ل قال ‪ ( :‬فطف بالبيت وبالصفا والروة ث حل ‪ ) . . .‬الديث ‪.‬‬

‫فهل هذا الرص الشديد من النب صلى ال عليه وسلم على تبليغ أمره بالفسخ إل كل مكلف ل‬
‫يدل على الوجوب ؟ اللهم إن الوجوب ليثبت بأدن من هذا‬
‫ولوضوح هذه الدلة الدالة على وجوب الفسخ بله التمتع ل يسع الخالفي لا إل التسليم بدللتها‬
‫ث اختلفوا ف الجابة عنها فبعضهم ادعى خصوصية ذلك بالصحابة وقد عرفت بطلن ذلك ما سبق‬
‫‪.‬‬
‫وبعضهم ادعى نسخه ولكنهم ل يستطيعوا أن يذكروا ولو دليل واحدا يسن ذكره والرد عليه‬
‫اللهم إل ني عمر رضي ال عنه وكذا عثمان وابن الزبي كما ف ( الصحيحي ) وغيها ‪.‬‬

‫والواب من وجوه ‪:‬‬


‫الول ‪ :‬أن الذين يتجون بذا النهي عن التعة ل يقولون به لن من مذهبهم جوازها فما كان‬
‫جوابم عنه فهو جوابنا ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن هذا النهي قد أنكره جاعة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم مهم علي وعمران بن‬
‫حصي وابن عباس وغيهم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقد رددنا على القائلين بالخصوصية في التعليق على الفقرة المشار إليها من الكتاب الصفحة ( ‪) 63‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه رأي مالف للكتاب فضل عن السنة قال ال تعال ‪ ( :‬فمن تتع بالعمر إل الج فما‬
‫استيسر من الدي ) البقرة ‪ . 196 :‬وقد أشار إل هذا العن عمران بن حصي رضي ال عنه بقوله‬
‫‪:‬‬
‫( صحيح ) ( قال تتعنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ول ينل فيه القرآن ( وف رواية ‪ :‬نزلت‬
‫آية التعة ف كتاب ال ‪ -‬يعن متعة الج ‪ -‬وأمرنا با رسول ال صلى ال عليه وسلم حت مات )‬
‫قال رجل برأيه بعد ما شاء ) ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫وقد صرح عمر رضي ال عنه بشروعية التمتع وأن نيه عنه أو كراهته له إنا هو رأي رآه لعلة‬
‫بدت له فقال ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( قد علمت أن النب صلى ال عليه وسلم قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا‬
‫معرسي بن ‪ )(3‬ف الراك ‪ )(4‬ث يروحون ف الج تقطر رؤوسهم ) رواه مسلم وأحد ‪.‬‬
‫ومن المور الت تستلفت نظر الباحث أن هذه العلة الت اعتمدها عمر رضي ال عنه ف كراهته‬
‫التمتع هي عينها الت تذرع با الصحابة الذين ل يبادروا إل تنفيذ أمره صلى ال عليه وسلم بالفسخ‬
‫ف ترك البادرة فقالوا ‪:‬‬
‫( خرجنا حجاجا ل نريد إل الج حت إذا ل يكن بيننا وبي عرفة إل أربع ليال أمرنا أن نفضي إل‬
‫نسائنا فنأت عرفة تقطر مذاكينا الن من النساء ‪ ) . . .‬انظر الفقرة ( ‪ ) 40‬وقد رد النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ذلك بقوله ‪ ( :‬أبال تعلمون أيها الناس ؟ قد علمتم أن أتقاكم ل وأصدقكم وأبركم‬
‫افعلوا ما آمركم به فإن لو ل هديي لللت كما تلون ) ( فقرة ‪. ) 42‬‬
‫فهذا يبي لنا عمر رضي ال عنه لو استحضر حي كرة للناس التمتع قول الصحابة هذا الذي هو‬
‫مثل قوله وتذكر معه رد النب صلى ال عليه وسلم عليهم لا كره ذلك ونى الناس عنه ‪.‬‬
‫وف هذا دليل على أن الصحاب الليل قد تفى عليه سنة من سنن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أو قول من أقواله فيجتهد برأيه فيخطئ وهو مع ذلك مأجور غي مأزور والعصمة ل وحده ث‬
‫لرسوله ‪.‬‬
‫وقد يقول قائل ‪ :‬إن ما ذكرته من الدلة على وجوب التمتع وعلى رد ما يالفه واضح مقبول‬
‫ولكن يشكل عليه ما يذكره البعض‬

‫(‪ )3‬أي ملمين بنسائهم ‪.‬‬


‫(‪ )4‬أي في حجر الراك كناية عن التستر به وهو شجر من الحمض يستاك به ‪ .‬وهو أيضا موضع بعرفة وليس مرادا هنا خلفا‬
‫لبعض المعلقين على مسلم فإن الحجاج في هذا الموضع يكونون محرمين ل يجوز لهم وطأ نسائهم ‪.‬‬
‫هذا وبي ما ذكرته ؟‬
‫والواب ‪ :‬أنه سبق أن بينا أن التمتع إنا يب على من ل يسق الدي وأما من ساق الدي فل يب‬
‫عليه ذلك بل ل يوز له وإنا عليه أن يقرن وهو الفضل وأو يفرد فيحتمل أن ما ذكر عن اللفاء‬
‫من الفراد إنا هو لنم كانوا ساقوا الدي ‪ .‬وحينئذ فل منافاة والمد ل ‪.‬‬
‫وخلصة القول ‪ :‬أن على كل من أراد الج أن يأت إحرامه بالعمرة ث يتحلل منها بعد فراغه من‬
‫السعي بي الصفا والروة بقص شعره ‪ .‬وف اليوم الثامن من ذي الجة يرم بالج فمن كان لب‬
‫بالقران أو الج الفرد فعليه أن يفسخ ذلك بالعمرة إطاعة لنبيه صلى ال عليه وسلم وال عز وجل‬
‫يقول ‪ ( :‬من يطع الرسول فقد أطاع ال ) ‪ -‬النساء ‪ 80 :‬وعلى التمتع بعد ذلك أن يقدم هديا يوم‬
‫النحر أو ف أيام التشريق وهو من تام النسك وهو دم شكران وليس دم جبان وهو ‪ -‬كما قال ابن‬
‫القيم ‪ -‬بنلة الضحية للمقيم وهو من تام عبادة هذا اليوم فالنسك الشتمل على الدم بنلة العيد‬
‫الشتمل على الضحية وهو من أفضل العمال فقد جاء من طرق أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل ‪ :‬أي العمال أفضل ؟‬
‫أن اللفاء الراشدين جيعا كانوا يفردون الج فكيف التوفيق فقال ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( العج والثج ) وصححه ابن خزية والاكم والذهب وحسنه النذري والعج رفع‬
‫الصوت بالتلبية والثج إراقة دن الدي ‪ .‬وعليه أن يأكل من هديه كما فعل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على ما يأت بيانه ( فقرة ‪ ) 90‬ولقوله عز وجل فيما يذبح من الدي ف من ( فكلوا منها‬
‫وأطعموا البائس الفقي ) ‪ -‬الج ‪. 28 :‬‬
‫وقد اتصلنا بكثي من الجاج فعرفنا منهم أنم مع كونم يعلمون أن التمتع أفضل من الفراد‬
‫فكانوا يفردون ث يأتون بالعمرة بعد الج من التنعيم وذلك لئل يلزمهم الدي‬
‫وف هذا من الخالفة للشارع الكيم والحتيال على شرعه ما ل يفى فساده فإن ال بكمته شرع‬
‫العمرة قبل الج وهم يعكسون ذلك وأوجب على التمتع هديا وهم يفرون منه وليس ذلك من‬
‫عمل التقي ث هم يطمعون أن يتقبل ال حجهم وأن يغفر ذنبهم هيهات هيهات ف ( إنا يتقبل ال‬
‫من التقي ) ‪ -‬الائدة ‪ 27 :‬وليس من البخلء الحتالي ‪.‬‬
‫فكن أيها الاج متقيا لربك متبعا لسنة نبيك ف مناسكك عسى أن ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك‬
‫أمك ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬واحذر يا أخي أن تدع البيات ف من ليلة عرفة وكذا البيات ف الزدلفة ليلة النحر فذلك من‬
‫هدي نبيك صلى ال عليه وسلم ل سيما ف البيات ف الزدلفة حت الصبح ركن من أركان الج‬
‫على الراجح من أقوال أهل العلم ‪ .‬ول تغتر با يزخرف لك من القول بعض من يسمون ب‬
‫( الطوفي ) فإنم ل هم لم إل قبض الفلوس وتقليل العمل الذي أخذوا عليه الجر كافيا وافيا على‬
‫أدائه بتمامه وسواء عليهم بعد ذلك أت حجك أم نقص أتبعت سنة نبيك أم خالفت ؟‬
‫رابعا ‪ :‬واحذر أيضا يا أخي من أن تر بي يدي أحد من الصلي ف السجد الرام وف غيه من‬
‫الساجد لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( لو يعلم الار بي يدي الصلي ما ذا عليه لكان أن يقف أربعي خيا له من أن ير بي‬
‫يديه ) ‪ .‬قال الراوي ‪ :‬ل أدري قال ‪ :‬أربعي يوما أو شهرا أو سنة ‪ .‬رواه الشيخان ف ( صحيحيهما‬
‫) ‪ .‬وكما ل يوز لك هذا فل يوز لك أيضا أن تصلي إل غي سترة بل عليك أن تصلي إل أي‬
‫شيء ينع الناس من الرور بي يديك ‪ .‬فإن أراد أحد أن يتاز بينك وبي سترتك فعليك أن تنعه ‪.‬‬
‫وف ذلك أحاديث وآثار أذكر بعضها ‪:‬‬
‫‪ ( 1‬صحيح ) ( إذا وضع أحدكم بي يديه مثل مؤخرة الرجل فليصل ول يبال من مر من وراء‬
‫ذلك ) ‪.‬‬
‫‪ ( 2‬صحيح ) إذا صلى أحدكم إل شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يتاز بي يديه فليدفع ف‬
‫‪)(5‬‬
‫نره وليدرأ ما استطاع فإن أب فليقاتل فإنا هو شيطان ) ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قال يي بن كثي ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( رأيت أنس بن مالك دخل السجد الرام فركز شيئا أو هيأ شيئا يصلي إليه ) ‪ .‬رواه‬
‫ابن سعد ( ‪ ) 7/18‬بسند صحيح ‪.‬‬
‫‪ - 4‬عن صال بن كيسان قال ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( رأيت ابن عمر يصلي ف الكعبة ول يدع أحدا ير بي يديه ) ‪ .‬رواه أبو زرعة الرازي‬
‫ف ( تاريخ دمشق ) ( ‪ )(6 ) 91/1‬وكذا ابن عساكر ف ( تاريخ دمشق ) ( ‪ ) 8/106/2‬بسند‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ففي الديث الول إياب اتاذ السترة وأنه إذا فعل ذلك فل يضره من مر وراءها ‪.‬‬

‫(‪ )5‬حديثان صحيحان مخرجان في " صفة الصلة " لنا ( ‪ 53 / 51‬الطبعة الثالثة ) ‪.‬‬
‫(‪ )6‬وهو تحت الطبع في مطابع المكتب السلمي‬
‫وف الديث الثان ‪ :‬إياب دفع الار بي يدي الصلي إذا كان يصلي إل السترة وتري الرور عمدا‬
‫وأن فاعل ذلك شيطان ‪.‬‬
‫وليت شعري ما هو الكسب الذي يعود به الاج إذا رجع وقد استحق هذا السم ‪ ( :‬الشيطان ) ؟‬

‫والديثان وما ف معناها مطلقان ل يتصان بسجد دون مسجد ول بكان دوم مكان فهما يشملن‬
‫السجد الرام والسجد النبوي من باب أول لن هذه الحاديث إنا قالا صلى ال عليه وسلم ف‬
‫مسجده فهو الراد با أصالة والساجد الخرى تبعا ‪ .‬والثران الذكوران نصان صريان على أن‬
‫السجد الرام داخل ف تلك الحاديث فما يقال من بعض الطوفي وغيهم أن السجد الكي‬
‫والسجد النبوي مستثنيان من النهي ل أصل له ف السنة ول عن أحد من الصحابة اللهم سوى‬
‫حديث واحد روي ف السجد الكي ل يصح إسناده ول دللة فيه على الدعوى كما سيأت بيانه ف (‬
‫بدع الج ) ( الفقرة ‪. ) 124‬‬
‫خامسا ‪ :‬وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالجاج ف السجد الرام وغيه من‬
‫الواطن القدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الج وأحكامه على وفق الكتابة السنة وأن ل يشغلهم‬
‫ذلك عن الدعوة إل أصل السلم الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب أل وهو التوحيد فإن‬
‫أكثر من لقيناهم حت من ينتمي إل العلم وجدناهم ف جهل بالغ بقيقة التوحيد وما ينافيه من‬
‫الشركيات والوثنيات كما أنم ف غفلة تامة عن ضرورة وجوع السلمي على اختلف مذاهبهم‬
‫وكثرة أحزابم إل العمل الثابت ف الكتاب والسنة ف العقائد والحكام والعاملت والخلق‬
‫والسياسة والقتصاد وغي ذلك من شؤون الياة وأن أي صوت يرتفع وأي إصلح يزعم على غي‬
‫هذا الصل القوي والصراط الستقيم فسوف ل ين السلمون منه إل ذل وضعفا والواقع أكب‬
‫شاهد على ذلك وال الستعان ‪.‬‬
‫وقد تتطلب الدعوة إل ما سبق شيئا قليل أو كثيا من الدال بالت هي أحسن كما قال ال عز‬
‫وجل ‪ ( :‬ادع إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن ) ‪ -‬النحل ‪:‬‬
‫‪ . 125‬فل يصدنك عن ذلك معارضة الهلة بقوله تعال ‪ . . . ( :‬فل رفث ول فسوق ول جدال‬
‫ف الج ) ‪ -‬البقرة ‪ . 196 :‬فإن الدال النهي عنه ف الج هو كالفسق النهي عنه ف غي الج‬
‫أيضا وهو الدال بالباطل وهو غي الدال الأمور به ف آية الدعوة قال ابن حزم رحه ال ( ‪7/196‬‬
‫)‪:‬‬
‫( والدال قسمان ‪ :‬قسم واجب وحق وقسم ف باطل فالذي ف الق واجب ف الحرام وغي‬
‫الحرام قال تعال ‪ ( :‬ادع إل سبيل ربك ‪ ) . . .‬ومن جادل ف طلب حق به فقد دعا إل سبيل ربه‬
‫تعال وسعى ف إظهار الق والنع من الباطل وهكذا كل من جادل ف حق لغيه أو ل تعال والدال‬
‫بالباطل وف الباطل عمدا ذكرا لحرامه مبطل للحرام وللحج لقوله تعال ‪ ( :‬فل رفث ول فسوق‬
‫ول جدال ف الج ) البقرة ‪. ) 196 :‬‬
‫وهذا كله على أن ( الدال ) ف الية بعن الخاصمة واللحاة حت تغضب صاحبك ‪ .‬وقد ذهب‬
‫إل هذا العن جاعة من السلف وعزاه ابن قدامة ف ( الغن ) ( ‪ ) 3/296‬إل المهور ورجحه ‪.‬‬
‫وهناك ف تفسيه قول آخر ‪ :‬وهو الجادلة ف وقت الج ومناسكه واختاره ابن جرير ث ابن تيمية‬
‫ف ( مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪ ) 2/361‬وعلى هذا فالية غي واردة فيما نن فيه أصل ‪ .‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإنه ينبغي أن يلحظ الداعية أنه إذا تبي له أنه ل جدوى من الجادلة مع الخالفة له‬
‫لتعصبه لرأيه وأنه إذا صابره على الدل فلربا ترتب عليه ما ل يوز فمن الي له حينئذ أن يدع‬
‫الدال معه لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( حسن ) ( أنا زعيم ببيت ف ربض النة لن ترك الراء وإن كان مقا ) ‪ .‬رواه أبو داود بسند‬
‫حسن عن أب أمامة وللترمذي نوه من حديث أنس وحسنه ‪.‬‬
‫وفقنا ال والسلمي لعرفة سنة نبيه صلى ال عليه وسلم واتباع هديه ‪.‬‬

‫ل حرج ‪:‬‬
‫وهذه المور يتحرج منها بعض الجاج وهي جائزة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الغتسال لغي احتلم ودلك الرأس ففي ( الصحيحي ) وغيها‬
‫( صحيح ) عن عبد ال بن حني عن عبد ال بن عباس والسور بن مرمة اختلفا بالبواء فقال عبد‬
‫ال بن عباس ‪ :‬يغسل الحرم رأسه وقال السور ‪ :‬ل يغسل الحرم رأسه فأرسلن عبد ال بن العباس‬
‫إل أب أيوب النصاري أسأله عن ذلك فوجدته يغتسل بي القرني وهو يستر بثوب فسلمت عليه‬
‫فقال ‪ :‬من هذا ؟ فقلت ‪ :‬أنا عبد ال بن حني أرسلن إليك عبد ال بن العباس أسألك كيف كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يغسل رأسه وهو مرم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه‬
‫حت بدا ل رأسه ث قال لنسان يصب عليه ‪ :‬اصبب فصب على رأسه ث حرك رأسه بيديه فأقبل‬
‫بما وأدبر وقال ‪ :‬هكذا رأيته صلى ال عليه وسلم يفعل ‪ .‬زاد مسلم ‪ ( :‬فقال السور لبن عباس ‪:‬‬
‫ل أماريك أبدا ) ‪.‬‬
‫وروى البيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( ربا قال ل عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ :‬تعال أباقيك ف الاء أينا أطول نفسا ونن‬
‫مرمون ) ‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن عمر ( أن عاصم بن عمر وعبد الرحن بن زيد وقعا ف البحر يتمالقان ( يتغاطسان‬
‫) يغيب أحدها رأس صاحبه وعمر ينظر إليهما فلم ينكر ذلك عليهما ) ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حك الرأس ولو سقط بعض الشعر وحديث أب أيوب التقدم آنفا دليل عليه وروى مالك (‬
‫‪ ) 1/358/92‬عن أم علقمة بن أب علقمة أنا قالت ‪:‬‬
‫( صحيح ) سعت عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم تسأل عن الحرم ‪ :‬أيك جسده ؟ فقالت‬
‫‪ :‬نعم فليحكه وليشدد ولو ربطت يداي ول أجد إل رجلي لككت ‪ .‬وسنده حسن ف الشواهد ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ف ( الجموعة الكبى ) ( ‪: ) 2/368‬‬
‫وله أن يك بدنه إذا حكه وكذلك إذا اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك ل يضره ) ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحتجام ولو بلق الشعر مكان الجم لديث ابن بينة رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( احتجم النب صلى ال عليه وسلم وهو مرم ب ( لي جل ) ‪ -‬موضع بطريق مكة ‪-‬‬
‫ف وسط رأسه ) ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ف ( مناسكه ) ( ‪: ) 2/338‬‬
‫( وله أن يك بدنه إذا حكه ويتجم ف رأسه وغي رأسه وإن احتاج أن يلق شعرا لذلك جاز فإنه‬
‫قد ثبت ف ( ث ساق هذا الديث ث قال ) ول يكن ذلك إل مع حلق بعض الشعر وكذلك إذا‬
‫اغتسل وسقط شيء من شعره بذلك ل يضره وإن تيقن أنه انقطع بالغسل ) ‪.‬‬
‫وهذا مذهب النابلة كما ف ( الغن ) ( ‪ ) 3/306‬ولكنه قال ‪ ( :‬وعليه الفدية ) ‪.‬‬
‫وبه قال مالك وغيه ‪ .‬ورده ابن حزم بقوله ‪ ) 7/257 ( :‬عقب هذا الديث ‪:‬‬
‫( ل يب عليه السلم أن ف ذلك غرامة ول فدية ولو وجبت لا أغفل ذلك وكان عليه السلم كثي‬
‫الشعر أفرع ‪ )(7‬وإنا نينا عن حلق الرأس ف الحرام ) ‪.‬‬

‫(‪ )7‬الفرع ‪ :‬التام من الشعر ‪.‬‬


‫‪ - 4‬شم الريان وطرح الظفر إذا انكسر ‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنه ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( الحرم يدخل المام وينع ضرسه ويشم الريان وإذا انكسر ظفره طرحه ويقول ‪:‬‬
‫أميطوا عنكم الذى فإن ال عز وجل ل يصنع بأذاكم شيئا ) ‪.‬‬
‫رواه البيهقي ( ‪ ) 63 - 5/62‬بسند صحيح ‪ .‬وإل هذا ذهب ابن حزم ( ‪ ) 7/246‬وروى مالك‬
‫عن ممد بن عبد ال بن أب مري أنه سأل سعيد بن السيب عن ظفر له انكسر وهو مرم ؟ فقال‬
‫سعيد ‪ :‬اقطعه ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الستظلل باليمة أو الظلة ( الشمسية ) وف السيارة ورفع سقفها من بعض الطوائف تشدد‬
‫وتنطع ف الدين ول يأذن به رب العالي ‪ .‬فقد صح أن النب صلى ال عليه وسلم أمر بنصب القبة له‬
‫ب ( نرة ) ث نزل با كما سيأت ف الكتاب فقرة ( ‪ ) 58 - 57‬وعن أم الصي رضي ال عنه‬
‫قالت ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( حججت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة وبلل‬
‫وأحدها آخذ بطام ناقته والخر رافع ثوبه يستره من الر حت رمى جرة العقبة ) ‪.‬‬
‫وأما ما روى البيهقي عن نافع قال ‪:‬‬
‫( أبصر بن عمر رضي ال عنه رجل على بعيه وهو مرم قد استظل بينه وبي الشمس فقال له ‪:‬‬
‫ضح لن أحرمت له ) ‪.‬‬
‫وف رواية من طريق أخرى أنه رأى عبد ال بن أب ربيعة جعل على وسط راحلته عودا وجعل ثوبا‬
‫يستظل به من الشمس وهو مرم فلقيه ابن عمر فنهاه ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فلعل ابن عمر رضي ال عنه ل يبلغه حديث أم الصي الذكور وإل فما أنكره هو عي ما‬
‫فعله رسول ال صلى ال عليه وسلم ولذلك قال البيهقي ‪:‬‬
‫هذا موقوف وحديث أم الصي صحيح ) ‪ .‬يعن فهو أول بالخذ به وترجه له بقوله ‪:‬‬
‫‪)(8‬‬
‫( باب الحرم يستظل با شاء ما ل يس رأسه ) ‪.‬‬
‫‪ - 6‬وله أن يشد النطقة والزام على إزاره وله أن يعقده عند الاجة وأن يتختم وأن يلبس ساعة‬
‫اليد ويضع النظارة لعدم النهي عن ذلك وورد بعض الثار بواز شيء من ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )8‬قلت ‪ :‬فقول شيخ السلم ‪ " :‬والفضل للمحرم أن يضحي لمن أحرم له كما كان النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه يحجون‬
‫" فيه نظر بين ل يخفى على القارئ ‪.‬‬
‫( صحيح ) فعن عائشة رضي ال عنها أنا سئلت عن اليمان للمحرم ؟ فقالت ‪ :‬وما بأس ؟‬
‫ليستوثق من نفقته ‪ .‬وسنده صحيح ‪ .‬وعن عطاء ‪ :‬يتختم ‪ -‬يعن الحرم ‪ -‬ويلبس اليمان ‪ .‬رواه‬
‫البخاري تعليقا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ول يفى أن الساعة والنظارة ف معن الات والنطقة مع عدم ورود ما ينهى عنهما ( وما كان‬
‫ربك نسيا ) مري ‪. 64 :‬‬
‫يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر ولتكبوا ال على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) ‪.‬‬

‫دمشق ف ‪ 15‬شوال ‪ 1384‬ه ‪.‬‬


‫ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬
‫مقدمة الطبعة الول‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل رب العالي القائل ف مكم كتابه الكري ‪ ( :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه‬
‫سبيل ومن كفر فإن ال غن عن العالي ) ‪ -‬آل عمران ‪ 97 :‬والصلة والسلم على نبينا ممد‬
‫القائل فيما صح عنه ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( خذوا عن مناسككم فإن ل أدري لعلي ل أحج بعد عامي هذا ) ‪ .‬وعلى آله الطهار‬
‫وأصحابه الخيار ومن تل وتبعهم بإحسان ‪.‬‬
‫أما بعد فإن بعد أن ألفت ( صفة صلة النب صلى ال عليه وسلم ) ‪ )(9‬ونشرته على الناس وجد ‪-‬‬
‫والمد ل على توفيقه ‪ -‬رواجا فوق ما كنت أترقب حيث أن نسخه البالغة ألفي نفدت أو كادت‬
‫ف ظرف سنتي بدون أن يتخذ له شيء من وسائل الدعاية العروفة أو أن يتعهد أحد من أصحاب‬
‫الكتبات بنشره وما ذلك إل لا لسه الناس من سهولة أسلوبه ف عرضه لصلته صلى ال عليه وسلم‬
‫مع استقصائه لا وترير ما صح منها والمر الذي حل كثيين على أن يطلبوا من أن أضع لم كتابا‬
‫آخر ف صفة حجة النب صلى ال عليه وسلم على السلوب ذاته فكنت أحبذ ما طلبوا ولكن‬
‫أعتذر لم من الستعجال بتحقيق ما رغبوا بأن ف صدد وضع كتب أخرى تفيد السلمي إن شاء ال‬
‫تعال ‪ .‬منها كتاب أستقصي فيه قدر المكان البدع الت وقع السلمون فيها منذ قدي الزمان لعله‬
‫يكون باعثا لم على اجتنابا وحامل لم على التمسك بالسنة الحمدية وحدها يضاف إل ذلك ما ل‬
‫بد منه من الشتغال بسائل فرعية دينية أخرى ما يأخذ من وقت الشيء الكثي هذا عدا انصراف إل‬
‫تصيل قوت من مهنت وكسب يدي كل هذا كان يصدقن عن البادرة إل تقيق رغبتهم ورغبت ل‬
‫سيما وهو يتطلب سعة من الوقت وجهد كثي لتتبع السنة الطهرة واستخراج ما يتعلق بذا الوضوع‬
‫منها ‪.‬‬
‫فبينا أنا على هذه الال إذ ألقى ف البال بناسبة قراءت مع بعض الخوان كتاب الج من ( الروضة‬
‫الندية ) لصديق حسن خان ملك بوبال أن أخرج للناس حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها‬
‫مسلم ف صحيحه عن جابر رضي ال عنه فإنه يوفر علي وقتا وقتا وجهدا كبيا ويقق للراغبي‬
‫بغيتهم كلها أو جلها وما ل يدرك كله ل يترك جله ‪.‬‬

‫(‪ )9‬ثم طبع بعد ذلك مرتين والثالثة مزيدة ومنقحة طبعت في مطابع المكتب السلمي بدمشق سنة ‪ 1381‬ه ‪.‬‬
‫فلما تكن من هذا الاطر وجدتن منصرفا إليه عن كل شاغل فاستخرجت من صحيح مسلم‬
‫الرواية الشار إليها وراجعت متنها مرارا فتبي ل أنا ينقصها بعض الناسك فأعدت استخراجها من‬
‫كتب السنة الخرى الت بيانا فوجدت فيها بعض الزيادات الفيدة ولكنها عن القيام بواجب‬
‫الستدراك بعيدة فحملن ذلك على أن أتتبع كل رواية لابر يتحدث فيها عن حجته صلى ال عليه‬
‫وسلم خلف روايته السابقة فاجتمع عندي من ذلك فوائد وزوائد من الناسك فأضفتها كلها إل‬
‫الرواية الول وجعلت كل منها ف موطنها اللئق با فتم بذلك استدراك غي قليل من النقص‬
‫وبقيت أشياء أخرى كثية ل يكن استدراكها إل بتغيي هذا النهاج الذي عزمت السي عليه‬
‫وبالتوسع ف البحث والتنقيب عن جيع روايات سائر الصحاب حول هذه الجة العظيمة وهذا ما‬
‫أجلته إل وقت آخر أوسع فإن النية قد اتهت بعد الفراغ من مسودة هذا النسك إل وضع كتاب‬
‫بعنوان ‪ :‬صفة حجة النب صلى ال عليه وسلم منذ خروجه من الدينة إل رجوعه إليها كأنك تصبه‬
‫فيها ) أتتبع فيه مناسكها كلها ووقائعها وخطبها وحوادثها وأجوبة النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫أسئلة السائلي له ف طرقها ومنازلا وغي ذلك من الفوائد الفيدة والنكت الطريفة أسردها متنقل‬
‫من منل إل آخر من التقيد بالصحيح من ذلك كما هو دأب ف كل كتابات وتآليفي وقد جعت حت‬
‫الن جل مادته فأرجو أن يوفقن ال تعال لتصنيفه وتأليفه ث لطبعه ونشره هو حسب ل إله إل هو ‪.‬‬
‫ثناء العلماء على حديث جابر‬

‫هذا وإنا آثرت حديث جابر رضي ال عنه لنه كما قال النووي ‪:‬‬
‫( وهو أحسن الصحابة سياقة لرواية حديث حجة الوداع فانه ذكرها من حي خروج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم من الدينة إل آخرها فهو أضبط لا من غيه ) وقال ‪:‬‬
‫( وهو حديث عظيم مشتمل على جل من الفوائد ومهمات من مهمات القواعد قال القاضي عياض‬
‫‪ :‬وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا وصنف فيه أبو بكر بن النذر جزءا كبيا وخرج‬
‫فيه من الفقه مائة ونيفا وخسي نوعا ولو تقصى لزيد على هذا القدر قريب منه ) ‪.‬‬
‫قلت وبوب مسلم ب ( باب حجة النب صلى ال عليه وسلم ) ‪)(10‬وأبو داود ب ( باب صفة حجة‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ) ونوه به الافظ الذهب ف ترجة جابر فقال ‪:‬‬
‫( وله منسك صغي ف الج أخرجه مسلم ) ‪.‬‬
‫وعقد له الافظ ابن كثي ف الزء الامس من ( البداية والنهاية ) فصل قال فيه ‪:‬‬
‫( وهو وحده منسك مستقل ) ث ساقه ( ص ‪. ) 149 - 146‬‬
‫وهذا الثناء من هؤلء الئمة إنا هو على حديثه من الرواية الول ‪ .‬فإذا علمت ما ضممنا إليها من‬
‫فوائد الروايات الخرى كما سيأت الشارة إليه يتبي لك أن منسكا هذا على أسلوبه البتكر أثر‬
‫فائدة وأت من منسكه على الرواية الول كما هو بي ل يفى ‪.‬‬

‫(‪ )10‬وأما قول الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الدارية " ( ‪ " : ) 856 / 2‬فبوب صحيح مسلم بقوله ‪ :‬حديث جابر‬
‫الطويل " فوهم منه فإنما بوب مسلم بهذا لحديث آخر طويل لجابر انظر ‪ ( :‬ج ‪ 8‬ص ‪ 236 - 231‬منه ) ‪.‬‬
‫روايات النسك وتريها‬
‫واعلم أن مدار هذا النسك من رواية جابر على سبعة من ثقات أصحابه الكابر ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب أبو جعفر الباقر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أبو الزبي بن ممد بن مسلم الكي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عطاء بن أب رباح الكي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ماهد بن جب الكي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ممد بن النكدر الدن ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أبو صال ذكوان السمان الدن ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أبو سفيان طلحة بن نافع الواسطي نزيل مكة ‪.‬‬
‫الصل الذي اعتمدنا عليه ف هذا النسك إنا هو من رواية الول منهم ف صحيح مسلم والخرون‬
‫إنا لم منه الشيء اليسي وبعضهم أكثر من بعض على ترتيبهم الذكور ‪ .‬وقد استخرجت فوائدهم‬
‫الزائدة على الول ث أشرت إل من أخرج زوائد الولي بوضع الرموز الت بيانا فوقها ‪ )(11‬مكتفيا‬
‫بذلك عن الطالة بالتخريج لكل زيادة ومستغنيا عنه بذا التخريج الجال فأقول ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أما رواية الول فأخرجها مسلم(‪ ) 43- 38 :4‬وأبو نعيم ف ( الستخرج على صحيح مسلم ) (‬
‫‪) 1: 150-149 :17‬وأبو داود(‪ ) 300- 298: 1‬والدارمي(‪ ) 49- 45: 2‬وابن ماجه( ‪252: 2‬‬
‫‪ ) 258-‬وابن الارود ف ( النتقى )رقم (‪ 465‬و ‪ 469‬والبيهقي(‪ ) 9- 7: 5‬من طريق جعفر بن‬
‫ممد الصادق عنه بتمامه والسياق لسلم كما سبقت الشارة إليه وأخرج القسم الكب منه الطيالسي ف‬
‫مسنده(رقم ‪ ) 1668‬وأحد(‪ ) 321- 320: 3‬وروى قطعا متفرقة منه مسلم(‪ 27: 4‬و ‪ 43‬و ‪) 64‬‬
‫وأبو داود(‪ ) 305: 1‬والنسائي(‪45 , 42, 41, 40, 39, 38, 22, 19, 17, 16, 13, 12: 2‬‬
‫‪ ) 49, 48,‬والترمذي(‪ ) 71: 4, 95, 93, 91, 80: 2‬والدارمي(‪ )23: 2‬وابن ماجه (‪, 214: 2‬‬
‫‪ ) 280 ,227 ,225 ,223, 216‬ومالك ف موطأه (‪ ) 339 ,337 ,333 ,332 :1‬ومن طريقة‬
‫ممد ف موطأة (ص ‪ )220 ،213‬والشافعي (‪) 65 ,40 ,39 , 9, 4 :2 ,304 ,303 :1‬‬
‫والطحاوي ف (شرح العان ) (‪ ) 411 ,398 ,393 ,381 ,371 ,363 ,361 :1‬وف ( مشكل‬
‫الثار ) (‪ )160 :3 , 73 :2 ,346 :1‬والطبان ف ( العجم الصغي ) ( ص ‪) 251, 245 , 16‬‬
‫والدارقطن ف ( سننه ) ( ص ‪ ) 270 ، 269‬والاكم ف ( الستدرك ) ( ‪ )455 :1‬وابن خزية ف‬

‫(‪ )11‬كان كذلك في الطبعة الولى وأما في هذه الطبعة فقد رأينا جعل الرموز عقب الزيادة مباشرة لنه أجمل في النظر ‪.‬‬
‫( صحيحه ) على ما ف ( الترغيب والترهيب ) والبيهقي ف سننه الكبى (‪، 40 ، 39 ، 32 ، 6 :5‬‬
‫‪،125 ،124 ،121 ،118 ،115 ،114 ،112 ،111 ،101 ،93 ،92 ،90 ، 83 ، 74 ، 45‬‬
‫‪ ) 170 ،147 ،146 ،144 ،134 ،129‬وأحد ف ( مسنده ) ( ‪394، 331،333،340،388 :3‬‬
‫‪ ) ،397‬وابن سعد ف ( الطبقات الكبى ) (‪ ) 127 : 1 :2‬وأبو نعيم ف ( حلية الولياء ) (‪189، :3‬‬
‫‪. ) 299 : 9 ،233،234 :7 ،65 :5 ،199،200‬‬
‫‪ - 2‬أما رواية أب الزبي فأخرجها مسلم (‪ ) 88 ، 80 ، 79 ، 70 ، 67 ، 36 ، 35 ،7 :4‬وأبو‬
‫نعيم ف ( الستخرج على صحيح مسلم ) (‪2 – 1: 147 : 19‬و ‪ ) 1 : 170‬وأبو داود (‪، 282 : 1‬‬
‫‪ ) 309 ، 295‬والنسائي (‪ ) 50 ، 49، 46 ، 42 :2‬والترمذي (‪) 104 ، 103 ، 101 :2‬‬
‫والدارمي ( ‪ ) 62 :2‬وابن ماجه (‪ ) 247 ، 228 :2‬والشافعي (‪) 64 ، 53 ، 44 ،12 : 2‬‬
‫والطحاوي ف ( شرح العان ) (‪ ) 414 ، 406 ، 404 ، 399 ، 360 :1‬وف ( مشكل الثار ) (‪:3‬‬
‫‪ ) 247‬والدارقطن (ص ‪ ) 262‬والاكم (‪ ) 480 :1‬والبيهقي ( ‪، 31 ، 27 :5 ، 353 ، 347 :4‬‬
‫‪ ) 156 ، 149 ، 131 ، 130 ، 127 ، 125 ، 116 ، 107 ، 101 ، 100 ، 95‬والطيالسي‬
‫( رقم ‪ ) 1727‬وأحد وابن سعد‬
‫‪ - 3‬وأما رواية عطاء فأخرجها البخاري (‪480،48، 396،398،439،441،478 ،337 ،325 :3‬‬
‫‪ )6‬ومسلم (‪ )38-36 :4‬وأبو نعيم ( ‪ ) 1 : 148 :17‬وأبو داود (‪ ) 282 :1‬والنسائي (‪،17 :2‬‬
‫‪ ) 43 ،30 ،23‬والدارمي (‪ )57 :2‬وابن ماجه (‪ ) 247 ،246 ، 230 :2‬والشافعي (‪) 3 :2‬‬
‫والطحاوي ف ( الشرح ) (‪ ) 442 ، 423، 399 ، 361 :1‬ف ( الشكل ) (‪– 160 :3 ، 73 :2‬‬
‫‪ ) 161‬وابن حبان ف ( صحيحه ) (رقم ‪ -1012‬موارد الضمآن ) والاكم (‪477 ، 473 ، 460 :1‬‬
‫) والبيهقي (‪) 170، 143، 122، 95، 41، 38، 23 ، 18، 4 ،3 :5 ، 338 ، 326 :4‬‬
‫والطيالسي (رقم ‪ ) 1685، 1684، 1676‬وأحد (‪326 ، 318 ، 317 ، 305 ، 304 ، 302 :3‬‬
‫‪ ) 389 ، 385 ، 378 ، 373 ، 368 ، 366 ،‬وابن سعد (‪ 126 : 1 :2‬و ‪. )134‬‬
‫‪ - 4‬وأما رواية ماهد فأخرجها البخاري ( ‪ )338 :3‬ومسلم (‪ )38 :4‬والاكم (‪ )1:473‬والتيهقي (‬
‫‪ ) 40، 23 :5‬وأحد (‪.) 365 ، 362 ، 356 :3‬‬
‫‪ - 5‬وأما رواية ممد بن النكدر فأخرجها الترمذي ( ‪ ) 112 :2‬وابن ماجه (‪ ) 214 :2‬والبيهقي (‪:5‬‬
‫‪ ) 156‬وأحد (‪.) 304 :3‬‬
‫‪6‬و ‪ - 7‬وأما رواية أب صال وأب سفيان ف السند (‪.) 364 ، 371 ، 313 :3‬‬
‫وإليك الن الرموز الت وعدنا با‬
‫فللبخاري ‪ ..........................................................................‬خ‬
‫ومسلم ‪ ............................................................................‬م‬
‫وأبو داود ‪ ..........................................................................‬د‬
‫والنسائي ‪ ..........................................................................‬ن‬
‫والترمذي ‪ .........................................................................‬ت‬
‫والدارمي ‪ .........................................................................‬مي‬
‫وابن ماجه ‪ ........................................................................‬مج‬
‫ومالك ف ( الوطأ ) ‪ ................................................................‬ما‬
‫والشافعي ف مسنده وف سننه بواسطة ( بدائع النن ) ‪ ................................‬شا‬
‫وابن سعد ‪ .......................................................................‬سع‬
‫والطحاوي ف ( شرح العان ) ‪ .....................................................‬طح‬
‫والطحاوي ف ( مشكل الثار ) ‪ ....................................................‬طش‬
‫والطبان ف ( الضغي ) ‪ ...........................................................‬طص‬
‫وابن خزية ف صحيحه ‪ .............................................................‬خز‬
‫والدارقطن ‪ ........................................................................‬قط‬
‫وابن حبان ‪ .......................................................................‬حب‬
‫وابن الارود ‪ .......................................................................‬جا‬
‫والاكم ‪ ...........................................................................‬حا‬
‫والبيهقي ‪ ..........................................................................‬هق‬
‫والطيالسي ‪ ........................................................................‬طي‬
‫وأحد ‪ ............................................................................‬حم‬
‫وأبو نعيم ف ( الستخرج ) ‪ .........................................................‬تخ‬
‫وقد وضعت على الكتاب تعاليق مفيدة كشفت فيها معان بعض اللفاظ وبينت وفسرت ما جاء فيه من‬
‫الماكن ونبهت فيها على بعض الفوائد الفقهية ول أتوسع ف ذلك طلبا للختصار واستدركت أيضا بعض‬
‫الناسك الت ل ترد فيه فتمت بذلك فائدة الكتاب كمنسك وسيته ‪:‬‬
‫( حجة النب صلى ال عليه وسلم كما رواها عنه جابر ورواها عنه ثقات أصحابه الكابر ) ‪.‬‬
‫أسأل ال تعال أن يعله خالصا لوجهه الكري وينفع به السلمي إنه سيع ميب ‪.‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫قال جابر رضي ال عنه ‪:‬‬


‫‪ - 1‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مكث [ بالدينة ‪ :‬ن شا جا حم ] تسع سني ل يج (‪. )1‬‬
‫‪ - 2‬ث أذن ف الناس ف العاشرة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاج [ هذا العام ‪ :‬ن جا‬
‫حم ] ‪.‬‬
‫‪ - 3‬فقدم الدينة بشر كثي ( وف رواية ‪ :‬فلم يبق أحد يقدر أن يأت راكبا أو راجل إل قدم ‪ :‬ي ن‬
‫) [ فتدارك الناس (‪ )2‬ليخرجوا معه ‪ :‬ن شا ] كلهم يلتمس أن يأت برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ويعمل مثل عمله ‪.‬‬
‫‪ [ - 4‬وقال جابر رضي ال عنه ‪ :‬سعت ‪ -‬قال الراوي ‪ :‬أحسبه رفع إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ( وف رواية قال ‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مج ) (‪ )3‬فقال ‪ ( :‬مهل أهل‬

‫‪ - 1‬اتفق العلماء على أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة سوى حجة واحدة وهي حجة الوداع هذه‬
‫وعلى أنها كانت سنة عشرة واختلفوا في وقت ابتداء فرضه على أقوال أقربها إلى الصواب أنه سنة تسع أو عشر وهو قول غير‬
‫واحد من السلف واستدل به ابن القيم في " زاد المعاد " بأدلة قوية فليراجعها من شاء وعلى هذا فقد بادر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إلى الحج فورا من غير تأخير بخلف القوال الخرى فيلزم منها أنه تأخر بأداء الفريضة ولذا اضطر القائلون بها إلى‬
‫العتذار عنه صلى ال عليه وسلم ول حاجة بنا نحن إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أي تلحقوا ووصلو ‪.‬‬
‫‪ - 3‬هذه الرواية في سندها ضعيف لكن يشهد لها أحاديث كثيرة عن غير جابر من الصحابة رضي ال عنهم منهم ابن عمر وفي‬
‫حديثه أن ذلك كان في المسجد النبوي ‪ .‬أخرجه الشيخان وغيرهما وفي رواية لحمد " على هذا المنبر " والظاهر أن هذه‬
‫الخطبة كانت بين يدي خروجه صلى ال عليه وسلم من المدينة لتعليم الناس مناسك الحج ‪.‬‬
‫الدينة من ذي الليفة (‪ )4‬و[ مهل أهل ] الطريق الخر الحفة (‪ )5‬ومهل أهل العراق من ذات‬
‫عرق (‪ )6‬مهل أهل ند من قرن ومهل أهل اليمن من يلملم ) (‪ : )7‬نخ مج شا طي هق حم ]‬
‫‪ [ - 5‬قال فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬د ت مج هق حم ] [ لمس بقي من ذي‬
‫القعدة أو أربع ‪ :‬ن جا هق ] ‪)8( .‬‬
‫‪ [ - 6‬وساق هديا ‪ :‬ن ] (‪. )9‬‬

‫‪ - 4‬موضع على ستة أميال من المدينة كما في القاموس وقال الحافظ ابن كثير في البداية ‪ " : ) 114 : 5 ( :‬على ثلثة أميال "‬
‫وقال ابن القيم في الزاد ( ‪ " : ) 178 : 2‬ميل أو نحوه " وهذا اختلف شديد ‪.‬‬
‫‪ - 5‬موضع بينه وبين مكة نحو ثلث مراحل قال شيخ السلم ابن تيمية في " مناسك الحج " ( ‪ ) 356 / 2‬من " مجموعة‬
‫الرسائل الكبرى " ‪:‬‬
‫" هي قرية كانت قديمة معمورة وكانت تسمى مهيعة وهي اليوم خراب ولهذا صار الناس يحرمون قبلها ‪ :‬من المكان الذي‬
‫يسمى ( رابغا ) وهذا ميقات لمن حج من ناحية المغرب كأهل الشام ومصر وسائر المغرب إذا اجتازوا بالمدينة المنورة كما‬
‫يفعلونه في هذه الوقات أحرموا من ميقات أهل المدينة فإن هذا هو المستحب لهم بالتفاق فإن أخروا الحرام إلى الجحفة ففيه‬
‫نزاع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والشبه الجواز لهذا الحديث ‪.‬‬
‫‪ - 6‬مكان بالبادية هو الحد الفاصل بين نجد وتهامة كما في " القاموس " و" معجم البلدان " والمسافة بينه وبين مكة اثنان‬
‫وأربعون ميل كما في " الفتح " ‪.‬‬
‫واعلم أن هذه الفقرة من حديث جابر رضي ال عنه قد طعن في صحتها بعض العلماء من جهة سندها ومتنها ‪ .‬أما السند فلنه لم‬
‫يجزم برفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم لقول الراوي ‪ " :‬أحسبه " وفي رواية لمسلم " أراه " وهذا معناه الشك وعدم الجزم‬
‫وأما المتن فإن العراق لم تكن فتحت يومئذ‬
‫والجواب عن الول من جهتين ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن الشك قد زال بجزم الراوي برفع الحديث إلى النبي صلى ال عليه وسلم في رواية ابن ماجه المشار إليها في العلى وهي‬
‫وإن كانت ضعيفة كما سبق فقد ثبت الجزم في رواية أخرى أخرجها المام أحمد وهي وإن كان فيها ابن لهيعة وهو موصوف‬
‫بسوء الحفظ فإن من رواتها عنه عبد ال بن وهب عند المام البيهقي ( ‪ ) 27 / 5‬ومثل هذه الرواية صحيحة عند المحققين من‬
‫الئمة لن رواية العبادلة عن ابن لهيعة عندهم صحيحة وهم عبد ال بن المبارك وعبد ال بن يزيد المقري وعبد ال بن وهب‬
‫هذا وقد بسط القول في ذلك العلمة ابن القيم في " إعلم الموقعين " ( ‪ ) 14 - 13 / 3‬فليراجعه من شاء البسط ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬هب أن الشك لم يزل بذلك فإن للحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة يقوي حديث جابر كما جزم بذلك الحافظ ابن‬
‫حجر وغيره وقد ساق الشواهد المشار إليها في " التلخيص " وكذلك ساقهما الزيلعي في " نصب الراية " ( ‪) 15 - 12 / 2‬‬
‫وابن كثير كما في " الجوهر النقي " ( ‪ ) 28 / 5‬ول يتحمل هذا التعليق ذكر تلك الشواهد فليراجعها من شاء في بعض المصادر‬
‫المذكورة ولكن ل بد هنا من ذكر شاهد واحد فات أولئك المخرجين جميعا وهو ما أخرجه الطحاوي ( ‪ ) 360 / 1‬وأبو نعيم في "‬
‫الحلية " ( ‪ ) 94 / 4‬بسند صحيح عن ابن عمر أنه قال عقب حديثه المشار إليه في المواقيت ‪ " :‬وحدثني أصحابنا أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وقت لهل العراق ذات عرق " وقال أبو نعيم ‪:‬‬
‫" هذا حديث صحيح ثابت " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ففي هذا رد على من ضعف الحديث مطلقا وعلى من قواه لمجموع طرقه ل لذاته ول ينافي صحة الحديث ما في صحيح‬
‫البخاري أن عمر بن الخطاب هو الذي وقت ذات عرق لهل العراق لمكان أن يكون ذلك من جملة الموافقات التي وافق عمر‬
‫الشرع فيها ‪.‬‬
‫وأما الجواب عن إعلله وهو أن العراق لم تكن فتحت يومئذ فهو ‪:‬‬
‫أن ذلك صدر منه صلى ال عليه وسلم وصدر التعليم لمة السلم إلى يوم القيامة فليس من الضروري أن تكون قد فتحت يومئذ‬
‫فهي في هذا كبلد الشام سواء فلم تكن قد فتحت أيضا كما هو معلوم ولذلك قال الحافظ ابن عبر البر ‪:‬‬
‫" هذه غفلة من قائل هذا القول لنه عليه السلم هو الذي وقت لهل العراق ذات عرق كما وقت لهل الشام الجحفة والشام‬
‫يومئذ دار كفر كالعراق فوقت المواقيت لهل النواحي لنه علم أن ال سيفتح على أمته الشام والعراق وغيرهما ولم يفتح الشام‬
‫والعراق إل على عهد عمر بل خلف وقد قال عليه السلم ‪ " :‬منعت العراق درهما وقفيزها ‪ .‬الحديث معناه عند أهل العلم‬
‫ستمتنع " ‪.‬‬
‫نقله ابن التركماني في " الجوهر " ( ‪ ) 29 - 28 / 5‬ووقع فيه " ودرهمها " بدل " وقفيزها " وصححته من " صحيح مسلم‬
‫" ( ‪. ) 175 / 8‬‬
‫‪ - 7‬مكان على مرحلتين من مكة بينهما ثلثون ميل ‪.‬‬
‫‪ - 7‬فخرجنا معه [ معنا النساء والولدان ‪ :‬م نخ ] (‪. )10‬‬
‫‪ - 8‬حت أتينا ذا الليفة فولدت أساء بنت عميس ممد ابن أب بكر ‪.‬‬
‫‪ - 9‬فأرسلت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كيف أصنع ؟‬
‫‪ [ - 10‬ف ] قال ‪ :‬اغتسلي واستثفري (‪ )11‬بثوب وأحرمي ‪.‬‬
‫‪ - 11‬فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد [ وهو صامت ‪ :‬ن ] (‪. )12‬‬

‫‪)13( :‬‬ ‫الحرام‬

‫‪ - 8‬وذلك بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه ولم ينه عن شيء من الزر والردية تلبس إل المزعفر ‪ .‬كما قال‬
‫ابن عباس عند البخاري ‪ .‬والمزعفر هو المصبوغ باللون الصفر كالزعفران ‪.‬‬
‫ففيه أعني حديث ابن عباس مشروعية لبس ثياب الحرام قبل الميقات خلفا لما يظنه كثير من الناس وهذا بخلف نية الحرام‬
‫فإنها ل تجوز على الراجح عندنا إل عند الميقات أو قريبا منه لمن كان في الطائرة وخشي أن تتجاوز به الميقات ولما يحرم ‪.‬‬
‫واعلم أنه ل يشرع التلفظ بالنية ل في الحرام ول في غيره من العبادات كالطهارة والصلة والصيام وغيرها وإنما النية بالقلب‬
‫فقط وأما التلفظ بها فبدعة " وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار " والذي صح عنه صلى ال عليه وسلم في الحرام إنما هو‬
‫قوله ‪ " :‬لبيك اللهم عورة وحجا " فيتوقف عند هذا ول يزاد عليه كما قرره شيخ السلم ابن تيمية في رسالته في " النية‬
‫" ( ص ‪ 245 - 244‬من مجموعة الرسائل الكبرى الجزء الول ) وله كلم في هذه المسألة ذكره في " منسكه " ( ‪) 359 / 2‬‬
‫قد يخالف ظاهره ما ذكرنا فل يلتفت إليه فعليك أن تعرف الحق بدليله ل بقائله ل سيما إذا كان له قولن في المسألة ‪.‬‬
‫‪ - 9‬أي من ذي الحليفة كما في " الصحيحين " من حديث ابن عمر وقال الحافظ ابن حجر في شرحه ‪:‬‬
‫" وفيه الندب إلى سوق الهدي من المواقيت ومن الماكن البعيدة وهي من السنن التي أغفلها كثير من الناس " ‪.‬‬
‫كذا قال وفيه نظر لن سوق الهدي مما لم يستقر عليه هديه صلى ال عليه وسلم بل ندب عليه كما في الفقرة التية ( ‪" : ) 41‬‬
‫ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي فحلوا " ‪.‬‬
‫فهذا القول منه صلى ال عليه وسلم دل على أمرين هامين ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬على أن التمتع بالعمرة إلى الحج بالتحلل بينهما أفضل من سوق الهدي مع القران لنه صلى ال عليه وسلم تأسف إذ لم‬
‫يفعل ذلك ول يمكن أن يكون إل على ما هو الفضل ظاهر فالفضل إذن ترك سوق الهدي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن كل من لم يسق الهدي من الحجاج سواء كان قارنا أو مفردا فيجب عليه أن يتحلل من ذلك بعمرة ثم يلبي بالحج يوم‬
‫التروية لمره صلى ال عليه وسلم بذلك كما يأتي بل صح أن النبي صلى ال عليه وسلم غضب على الذين لم يبادروا إلى تنفيذ‬
‫أمره بالتحلل وأكد ذلك صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة فهذا نص أيضا على أن العمرة‬
‫صارت جزء ل يتجزء من الحج فكل حاد ل بد له من أن يقرن مع حجه عمرة إما بدون تحلل منها وذلك إذا كان قد ساق معه‬
‫الهدي وإما بالتحلل إذا لم يسق الهدي وبهذا قال ابن حزم وكطاه عن ابن عباس ومجاهد وعطاء وإسحاق بن راهوية وغيرهم ‪.‬‬
‫وانتصر له ابن القيم في " زاد المعاد " انتصارا بالغا فليراجعه من شاء البسط ‪.‬‬
‫‪ - 10‬وأما الزيادة التي عند ابن ماجه وغيره عن جابر بلفظ ‪ . . . " :‬فلبينا عن النساء ورمينا عن الصبيان " فل يصح إسنادها‬
‫وقد رواها الترمذي أيضا بلفظ ‪ " :‬فكنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان " ‪ .‬وقال ‪ " :‬حديث غريب ل نعرفه إل من هذا‬
‫الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وفيه علتان ‪ :‬عنعنة أبي الزبير وضعف أشعث بن يسار فل يغتر بسكوت من سكت عن الحديث من الفقهاء قديما وحديثا‬
‫كالشيخ ابن قدامة وغيره ‪ .‬لكن في المغني ( ‪ ) 254 / 3‬ما نصه ‪:‬‬
‫" قال ابن المنذر ‪ :‬كل من حفظت عنه من أهل العلم يرى الرمي عن الصبي الذي ل يقدر على الرمي كان ابن عمر يفعل ذلك‬
‫وبه قال عطاء والزهري ومالك والشافعي وإسحاق " ‪.‬‬
‫فإن كانت المسألة مما ل خلف فيها ففيه مقنع وإل فقد عرفت حال الحديث وأما التلبية عن النساء فقد قال الترمذي عقبه ‪:‬‬
‫" وقد أجمع أهل العلم على أن المرأة ل يلبي عنها غيرها وهي تلبي عن نفسها ويكره لها رفع الصوت بالتلبية " ‪.‬‬
‫‪ - 11‬أمر من الستثفار ‪ .‬قال ابن الثير في النهاية ‪ ( :‬هو أن تشد فرجها بخرقة عريضة بعد أن تحتشي قطنا وتوثق طرفيها في‬
‫شيء تشده على وسطها فتمنع بذلك سيل الدم)‬
‫‪ - 12‬يعني أنه لما يلب بعد وإنما لبى حين استوت به ناقته كما يأتي ‪.‬‬
‫‪ - 13‬وطيبته عائشة قبل إحرامه بأطيب الطيب ‪ .‬ورؤي وبيض الطيب في مفارق رأيه بعد إحرامه بثلث ‪ .‬كما في الصحيح ‪.‬‬
‫‪ - 12‬ث ركب القصواء (‪ )14‬حت إذا استوت به ناقته على البيداء [ أهل (‪ )15‬بالج ( وف رواية‬
‫‪ :‬أفرد الج ‪ :‬مج سع ) هو وأصحابه ‪ :‬مج ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 13‬قال جابر ‪ :‬د مج هق ] ‪ :‬فنظرت إل مد بصري [ من ‪ :‬دمي مج جا ] بي يديه من‬
‫راكب وماش (‪ )16‬وعن يينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول ال صلى‬

‫‪ - 14‬هي بفتح القاف وبالمد اسم ناقته صلى ال عليه وسلم ولها أسماء أخرى مثل " العضباء " و" الجدعاء " ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي‬
‫أسماء لنوق له صلى ال عليه وسلم ‪ .‬انظر " شرح مسلم للنووي ‪.‬‬
‫‪ - 15‬من الهلل وهو رفع الصوت بالتلبية يقال ‪ :‬أهل المحرم بالحج يهل إهلل ‪ :‬إذا لبى ورفع صوته ‪ .‬كذا في النهاية ‪.‬‬
‫وفي الحديث أنه صلى ال عليه وسلم حرم بالحج وحده لكن في حديث أنس وغيره في الصحيحين وغيرهما أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أهل بالحج والعمرة معا وهو الصحيح كما بينه ابن القيم في " زاد المعاد " وساق فيه نحو عشرين حديثا عن نحو عشرين‬
‫صحابيا أن النبي صلى ال عليه وسلم حج قارنا فليراجعه من شاء التوسع في التحقيق وقد فاته قول عائشة ‪ " :‬يا رسول ال‬
‫أتنطلقون بحج وعمرة وأنطلق بحج " وهو عند البخاري وأحمد من حديث جابر نفسه وهو نص في المسألة ‪ .‬انظر الفقرة التية‬
‫( ‪. ) 111‬‬
‫وعليه فجابر رضي ال عنه على علم بأن النبي صلى ال عليه وسلم كان قارنا فكيف يخبر عنه أنه أهل بالحج وحده وأفرده ‪.‬‬
‫والجواب من وجهين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يحمل على أول الحرام ‪ .‬وقبل نزوله صلى ال عليه وسلم في وادي العقيق الذي أمر فيه بالقران كما أخبر عمر‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوادي العقيق ‪ :‬عمرة في ( وفي رواية ‪ :‬و) حجة " ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وغيره ‪.‬‬
‫وفي هذا بعد عندي لن جابرا رضي ال عنه لم يتفرد برواية الفراد عنه صلى ال عليه وسلم بل تابعه عليها جماعة من‬
‫الصحاب كالسيدة عائشة رضي ال عنها في الصحيحين وغيرهما وفي رواية لمسلم و" الموطأ " وابن سعد عنها بلفظ جابر‬
‫الصريح ‪ " :‬أفرد الحج " ومن الصعب حينئذ الحمل المذكور لما فيه من نسبة عدم العلم إلى الصحاب ‪ .‬ولذلك اختار الوجه‬
‫الول جماعة من العلماء كابن المنذر وابن حزم والقاضي عياض ورجحه الحافظ في " الفتح " ‪ .‬فمن شاء التوسع في التحقيق‬
‫فليرجع إليه ‪.‬‬
‫وأما إعلل ابن القيم لرواية جابر هذه الصريحة يتفرد الداوردي بها فيرده أنه تابعه عبد العزيز بن أبي حازم عليها ‪ .‬أخرجها‬
‫ابن سعد في " الطبقات " ( ‪. ) 170 / 1 / 2‬‬
‫‪ - 16‬قال النووي ما مختصره ‪:‬‬
‫" فيه جواز الحج راكبا وماشيا وهو مجمع عليه واختلف في الفضل منهما فقال جمهور العلماء ‪ :‬الركوب أفضل اقتداء بالنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ولنه أعون له على وظائف ومناسكه ولنه أكثر نفقة وقال داود ‪ :‬ماشيا أفضل لمشقته وهذا فاسد لن‬
‫المشقة ليست " ‪.‬‬
‫ومنه تعلم جواز بل استحباب الحج راكبا في الطائرة خلفا لمن يظن العكس وأما حديث ‪ " :‬إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها‬
‫راحلته سبعين حسنة والماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة " فهو ضعيف ل تقوم به حجته وروي بلفظ ‪ " :‬للماشي أجر‬
‫سبعين حجة وللراكب أجر ثلثين حجة " وهو أشد ضعفا من الول ومن شاء الطلع عليها فليراجع كتابنا " سلسلة الحاديث‬
‫الضعيفة " ( رقم ‪ ) 497 - 496‬وقد صرح شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال في " مناسك الحج " أن الحكمة في هذه المسألة‬
‫تختلف باختلف الناس " فمنهم من يكون حجه راكبا أفضل ومنهم من يكون حجه ماشيا أفضل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولعل هذا هو القرب إلى الصواب ‪.‬‬
‫ال عليه وسلم بي أظهرنا وعليه ينل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به (‪)17‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 14‬فأهل بالتوحيد ‪ :‬لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك إن المد والنعمة لك واللك ل‬
‫شريك ‪.‬‬
‫‪ - 15‬وأهل الناس بذا الذي يهلون به ( وف رواية ‪:‬‬
‫ولب الناس [ والناس يزيدون ‪ :‬جا حم ] ‪ :‬جا هق حم ) [ لبيك ذا العارج لبيك ذا الفواضل ‪ :‬د‬
‫حم هق ] فلم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهم شيئا منه (‪. )18‬‬
‫‪ - 16‬ولزم رسول ال صلى ال عليه وسلم تلبيته ‪.‬‬
‫‪ - 17‬قال جابر [ ونن نقول [ لبيك اللهم ‪ :‬خ ] لبيك بالج ‪ :‬م مج ] [ نصرخ صراخا ‪ :‬م ]‬
‫لسنا نعرف العمرة ‪ :‬جا ) (‪ )19‬وف أخرى ‪ :‬أهللنا أصحاب النب صلى ال عليه وسلم بالج خالصا‬
‫ليس معه غيه خالصا وحده ‪ :‬سع )‬
‫‪ [ - 18‬قال ‪ :‬وأقبلت عائشة بعمرة حت إذا كانت ب ( سرف ) (‪ )20‬عركت (‪ : )21‬م نخ ] ‪.‬‬
‫دخول مكة والطواف‬

‫‪ - 17‬فيه إشارة لطيفة إلى أن النبي صلى ال عليه وسلم هو الذي يبين للصحابة ما نزل عليه من القرآن وأنه هو وحده الذي‬
‫يعرف تأويله وتفسيره حق المعرفة وأن غيره ‪ -‬حتى من الصحابة ‪ -‬ل يمكنه الستغناء عن بيانه صلى ال عليه وسلم ولذلك كان‬
‫الصحابة رضي ال عنهم في هذه الحجة ‪ -‬كغيرها من العبادات ‪ -‬يتتبعون خطاه فما عمل به من شيء عملوا به ففيه رد ظاهر‬
‫على فريقين من الناس ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الصوفية الذين يستغني أحدهم عن سنة النبي صلى ال عليه وآله وسلم وهديه وبيانه بما يزعمونه من العلم اللدني يرمز‬
‫إليه بعضهم بقوله ‪ " :‬حدثني قلبي عن ربي " بل زعم الشعراني في " الطبقات الكبرى " أن أحد شيوخه ( المجذوبين ) والذين‬
‫يترضى هو عنهم كان يقرأ قرآنا غير قرآننا ويهدي ثواب تلوته لموات المسلمين ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬طائفة يسمون أنفسهم ب " القرآنيين " والقرآن منهم بريء يزعمون أن ل حاجة بهم لفهم القرآن إلى سنة النبي عليه‬
‫الصلة والسلم ويكفي في ذلك المعرفة باللغة العربية وآدابها ‪ .‬مع أن هذا لم يكف جابرا وأصحابه ما عرفت ل سيما وهم عرب‬
‫أقحاح نزل القرآن بلغتهم بينا هذه الطائفة كلهم أو جلهم من العاجم وكان من نتيجة زعمهم المذكور أن خرجوا عن السلم‬
‫وجاؤوا بدين جديد فصلتهم غير صلتنا وحجهم غير حجنا وصومهم غير صومنا ول أدري لعل توحيدهم غير توحيدنا وقد نبغ‬
‫هؤلء في الهند ثم سرت فنتهم إلى مصر وسوريا وكنت قرأت لهم كتابا باسم " الدين " ليس عليه اسم مؤلفه من قرأه عرف‬
‫منه ضللهم وخروجهم من الدين كفى ال المسلمين شر الفريقين ‪.‬‬
‫‪ - 18‬هذا يدل على جواز الزيادة على التلبية النبوية لقراره صلى ال عليه وسلم لهم لها وبه قال مالك والشافعي ‪ :‬وقد روى أحمد‬
‫عن ابن عباس أنه قال ‪ " :‬انته إليها فإنها تلبية رسول ال صلى ال عليه وسلم " ‪ .‬وصحح سنده بعض المعاصرين وفيه من‬
‫كان اختلط ‪ .‬وقد صح عن أبي هريرة أنه كان من تلبيته عليه السلم ‪ :‬لبيك إله الحق ‪ .‬رواه النسائي وغيره ‪ .‬والتلبية هي إجابة‬
‫دعوة ال تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله والملبي هو المستسلم المنقاد لغيره كما ينقاد الذي لبب وأخذ‬
‫بلبته والمعنى ‪ :‬أنا مجيبك لدعوتك مستسلم لحكمك مطيع لمرك مرة بعد مرة ل أزال على ذلك ‪ .‬ذكره شيخ السلم رحمه ال‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫‪ - 19‬قلت ‪ :‬كان هذا في أول هذه الحجة وقبل أن يعلمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم مشروعية العمرة في أشهر الحج وفي‬
‫ذلك أحاديث منها حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫" خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ( عام حجة الوداع ) فقال ‪ :‬من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن‬
‫يهل بعمرة فليهل قالت عائشة ‪ . . .‬وكنت فيمن أهل بالعمرة " ‪ .‬رواه البخاري ومسلم واللفظ له ‪.‬‬
‫‪ - 20‬بكسر الراء موضع قرب التنعيم ‪ .‬قال في " النهاية " " وهو من مكة على عشرة أميال وقيل أقل وقيل أكثر " ‪.‬‬
‫‪ - 21‬أي حاضت ‪.‬‬
‫‪ - 19‬حت إذا أتينا البيت معه [ صبح رابعة مضت من ذي الجة ‪ :‬م نخ د مج طح طي سع هق‬
‫حم ] ( وف رواية ‪ :‬دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى ) ‪:‬‬
‫‪ - 20‬أتى النب صلى ال عليه وسلم باب السجد فأناخ راحلته ث دخل السجد ف‪ :‬خز حا هق )‪.‬‬
‫‪ - 21‬استلم الركن (‪ ( )22‬وف رواية ‪ :‬الجر السود ‪ :‬حم جا ) (‪. )23‬‬
‫‪ [ - 22‬ث مضى عن يينه ‪ :‬م ن جا هق ] ‪.‬‬
‫‪ - 23‬فرمل (‪ [ )24‬حت عاد إليه ‪ :‬حم ] ثلثا ومشى أربعا [ على هينته ‪ :‬طح ] (‪. )25‬‬
‫‪ - 24‬ث نفذ إل مقام إبراهيم عليه السلم فقرأ ( واتذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ ورفع صوته‬
‫يسمع الناس ‪ :‬ن ] ‪.‬‬
‫‪ - 25‬فجعل القام بينه وبي البيت [ فصلى ركعتي ‪ :‬هق حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 26‬قال ‪ :‬ن ت ] ‪ :‬فكان يقرأ ف الركعتي ‪ ( :‬قل هو ال أحد ) و( قل يا أيها الكافرون )‬
‫( وف رواية ‪ ( :‬قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو ال أحد ) ‪.‬‬
‫‪ - 27‬ث ذهب إل زمزم فشرب منها وصب على رأسه ‪ :‬حم ] ‪.‬‬
‫‪ - 28‬ث رجع إل الركن فاستلمه ‪.‬‬
‫الوقوف على الصفا والروة‬
‫‪ - 29‬ث خرج من الباب ( وف رواية ‪ :‬باب الصفا ‪ :‬طص ) إل الصفا فلما دنا من الصفا قرأ ‪:‬‬
‫( إن الصفا والروة من شعائر ال )‬

‫‪ - 22‬أي مسحه بيده وهو سنة في كل طواف قاله النووي في شرح مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 23‬واستلم الركن اليماني أيضا في هذا الطواف كما في حديث ابن عمر ولم يقبله وإنما قبل الحجر السود وذلك في كل طوفة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والسنة في الركن السود تقبيله فإن لم يتيسر استلمه بيده وقبلها وإل استلمه بنحو عصا وقبلها وإل أشار إليه ‪.‬‬
‫ول يشرع شيء من هذا في الركان الخرى إل الركن اليماني فإنه يحسن استلمه فقط ‪.‬‬
‫ويسن التكبير عند الركن السود في كل طوفة لحديث ابن عباس قال ‪ " :‬طاف النبي صلى ال عليه وسلم بالبيت على بعيره كلما‬
‫أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر " ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وأما التسمية فلم أرها في حديث مرفوع وإنما صح عن ابن عمر‬
‫أنه كان إذا استلم الحجر قال ‪ :‬بسم ال ال أكبر ‪ .‬أخرجه البيهقي ( ‪ ) 79 / 5‬وغيره بسند صحيح كما قال النووي والعسقلني‬
‫ووهم ابن القيم رحمه ال فذكره من رواية الطبراني مرفوعا ‪ .‬وإنما رواه موقوفا كالبيهقي كما ذكر الحافظ في " التلخيص "‬
‫فوجب التنبيه عليه حتى ل يلصق بالسنة الصريحة ما ليس منها ‪.‬‬
‫‪ - 24‬قال العلماء ‪ :‬الرمل هو أسرع المشي مع تقارب الخطى وهو الخبب ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 25‬وطاف صلى ال عليه وسلم مضطبعا كما في غير هذا الحديث والضطباع أن يدخل الرداء من تحت إبطه اليمن ويرد طرفه‬
‫على يساره ويبدي منكبه اليمن ويغطي اليسر " قاموس " فإذا فرغ من الطواف سوى رداءه وقال الثرم ‪ :‬يسويه إذا فرغ من‬
‫الشواط التي يرمل فيها ‪ .‬والولى أولى بظاهر الحديث كما قال ابن قدامة في " المغني " ‪.‬‬
‫أبدأ ( وف رواية ‪ :‬نبدأ ‪ :‬د ن ت مي ما جا هق حم طص ) (‪ )26‬با بدأ ال به فبدأ بالصفا فرقي عليه‬
‫حت رأى البيت ‪.‬‬
‫‪ - 30‬فاستقبل القبلة فوحد ال وكبه [ ثلثا ‪ :‬ن هق حم ] و[ حده ‪ :‬ن مج ] وقال ‪ :‬ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له له اللك وله المد [ ييي وييت ‪ :‬د ن مي مج هق ] وهو على كل شيء‬
‫قدير ل إله إل ال وحده [ ل شريك له ‪ :‬مج ] أنز وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحده (‪)27‬‬
‫ث دعا بي ذلك قال مثل هذا ثلث مرات ‪.‬‬
‫‪ - 31‬ث نزل [ ماشيا ‪ :‬ن ] (‪ )28‬إل الروة حت إذا انصبت قدماه ف بطن الوادي سعى حت إذا‬
‫صعدتا [ يعن ‪ :‬مج ] [ قدمناه ‪ :‬مج ما ن ] [ الشق الخر ‪ :‬حم ] مشى حت أتى الروة [ فرقى‬
‫عليها حت نظر إل البيت ‪ :‬ن حم ] ‪.‬‬
‫‪ - 32‬ففعل على الروة كما فعل على الصفا ‪.‬‬

‫‪ - 26‬وأما الرواية الخرى بلفظ ‪ " :‬ابدؤوا " بصيغة المر التي عند الدارقطني وغيره فهي شاذة ولذلك رغبت عنها قال العلمة‬
‫ابن دقيق العيد في " اللمام " ( ق ‪ ) 2 / 6‬بعد أن ذكر الرواية الولى ‪ " :‬أبدأ " والثانية ‪ " :‬نبدأ " ‪:‬‬
‫" والكثرون في الرواية على هذا والمخرج للحديث واحد " ونقله عنه الحافظ ابن حجر في " التلخيص " ( ‪ ) 214‬كما يأتي ‪:‬‬
‫" مخرج الحديث واحد وقد اجتمع مالك وسفيان ويحيى بن سعيد القطان على رواية " نبدأ " بالنون التي للجمع " قال الحافظ ‪:‬‬
‫" وهم أحفظ من الباقين " ‪.‬‬
‫‪ - 27‬معناه ‪ :‬هزمهم بغير قتال من الدميين ول بسبب من جهتهم والمراد بالحزاب الذين تحزبوا على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم الخندق ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 28‬هذا الحديث صريح في أنه صلى ال عليه وسلم سعى ماشيا ‪ .‬وفي حديث آخر لجابر أنه صلى ال عليه وسلم طاف بين‬
‫الصفا والمروة على بعير ليراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه ‪ .‬رواه مسلم وغيره وسيأتي في الكتاب فقرة (‬
‫‪ ) 105‬أنه صلى ال عليه وسلم لم يطف بعد طواف الصدر بين الصفا والمروة وفي رواية عنه أنه لم يطف بينها إل مرة واحدة‬
‫فتعين أن طوافه بينهما راكبا كان بعد طواف القدوم فالجمع أنه طاف أول ماشيا ثم طاف راكبا لما غشيه الناس وازدحموا عليه‬
‫ويؤيده حديث لبن عباس صرح فيه بأنه مشى أول فلما كثر عليه الناس ركب ‪ .‬أخرجه مسلم وغيره وذكر هذا ابن القيم في الزاد‬
‫واستحسنه ‪.‬‬
‫المر بفسخ الج إل العمرة‬

‫‪ - 33‬حت إذا كان آخر طوافه ( وف رواية ‪ :‬كان السابع ‪ :‬جا حم ) (‪ )29‬على الروة فقال ‪ [ :‬يا‬
‫أيها الناس ‪ :‬حم ] لو أن استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي و[ ل ‪ :‬د جا هق حم ]‬
‫جعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ( وف رواية ‪ :‬فقال ‪ :‬أحلوا من‬
‫إحرامكم فطوفوا بالبيت وبي الصفا والروة وقصروا (‪ )30‬وأقيموا حلل ‪ .‬حت إذا كان يوم التروية‬
‫(‪ )31‬فأهلوا بالج واجعلوا الت قدمتم با متعة ‪ :‬خ م ) (‪. )32‬‬
‫‪ - 34‬فقام سراقة بن مالك بن جعشم ( وهو ف أسفل الروة ‪ :‬جا حم ) فقال ‪ :‬يا رسول ال‬
‫[ أرأيت عمرتنا ( وف لفظ ‪ :‬متعتنا ‪ :‬ن مج هق ) هذه ‪ :‬ن طح ] [ أ ‪ :‬نخ مي مج جا هق حم ]‬
‫لعامنا هذا أم لبد [ البد ‪ :‬مج ] ؟ [ قال ‪ :‬مج ] فشبك رسول ال صلى ال عليه وسلم أصابعه‬

‫‪ - 29‬فيه رد صريح على من قال إنه صلى ال عليه وسلم سعى أربع عشرة مرة وكان يحتسب بذهابه ورجوعه مرة واحدة ‪ .‬قال‬
‫ابن القيم في " زاد المعاد " ‪:‬‬
‫وهذا غلط عليه صلى ال عليه وسلم لم ينقله أحد عنه ول قاله أحد من الئمة الذين اشتهرت أقوالهم وإن ذهب إليه بعض‬
‫المتأخرين من المنتسبين إلى الئمة ‪ .‬ومما يبين بطلن هذا القول أنه صلى ال عليه وسلم لختلف عنه أنه ختم سعيه بالمروة‬
‫ولو كان الذهاب والرجوع مرة واحدة لكان ختمه إنما يقع على الصفا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والقول الصحيح عند الحنفية هو الموافق للسنة في هذه المسألة كما صرح بذلك السمرقندي في " تحفة الفقهاء " ( ‪/ 1‬‬
‫‪ ) 866 / 2‬فالقول الخر ضعيف ل يجوز اللتفات إليه ‪.‬‬
‫‪ - 30‬هذا هو السنة والفضل بالنسبة للمتمتع أن يقصر من شعره ول يحلقه وإنما يلحقه يوم النحر بعد فراغه من أعمال الحج كما‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية وغيره ‪ .‬فقوله صلى ال عليه وسلم " اللهم اغفر للمحلقين ثلثا وللمقصرين مرة واحدة " محمول‬
‫على غير المتمتع كالقارن والمعتمر مفردة ‪ .‬فالقول بأن الحلق للمتمتع أفضل ‪ -‬كما هو مذهب الحنفية ‪ -‬ليس بصواب ‪.‬‬
‫‪ - 31‬هو اليوم الثامن من ذي الحجة سمي به لنهم كانوا يرتوون من الماء لما بعده أي يسقون ويستقون ‪ .‬نهاية ‪.‬‬
‫‪ - 32‬أي جعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة تحللوا منها فتصيروا متمتعين ‪ .‬فأطلق على العمرة متعة مجازا والعلقة‬
‫بينهما ظاهرة ‪ .‬فتح ‪.‬‬
‫واحدة ف الخرى وقال ‪ :‬دخلت العمرة ف الج [ إل يوم القيامة ‪ :‬جا حم ] (‪ )33‬ل بل لبد أبد‬
‫[ ل بل لبد أبد ‪ :‬د مي هق ] [ ثلث مرات ‪ :‬جا ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 35‬قال ‪ :‬يا رسول ال بي لنا ديننا كأنا خلقنا الن فيما العمل ؟ أفيما جفت به القلم‬
‫وجرت به القادير أو فيما نستقبل ؟ قال ‪ :‬ل بل فيما جفت به القلم وجرت به القادير ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ففيم العمل [ إذن ‪ :‬حم ] ؟ قال ‪ :‬اعملوا فكل ميسر ‪ :‬طي حم ] ( لا خلق له ‪ :‬حم ] (‪. )34‬‬
‫‪ ( 36‬قال جابر ‪ :‬فأمرنا إذا حللنا أن ندي (‪ )35‬ويتمع النفر منا ف الدية ‪ :‬م طي حم ] [ كل‬
‫سبعة منا ف بدنة ‪ :‬طي حم ] [ فمن ل يكن معه هدي فليصم ثلثة أيام وسبعة إذا رجع إل أهله ‪:‬‬
‫ما هق ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 37‬قال ‪ :‬فقلنا ‪ :‬حل ماذا ؟ قال ‪ :‬الل كله ‪ :‬م نخ طح طي حم ] (‪. )36‬‬
‫‪ [ - 38‬قال ‪ :‬فكب ذلك علينا وضاقت به صدورنا ‪ :‬ن حم ] ‪.‬‬

‫النول ف البطحاء‬

‫‪ - 33‬قال النووي ‪ " :‬معناه عند الجمهور ‪ :‬أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إبطال لما كان عليه أهل الجاهلية وقيل معناه‬
‫جواز القران أي دخلت أفعال العمرة في أفعال الحج وقيل ‪ :‬معناه ‪ :‬سقط وجوب العمرة وهذا ضعيف لنه يقتضي النسخ بغير دليل‬
‫وقيل معناه ‪ :‬جواز فسخ الحج إلى العمرة ‪ .‬قال ‪ :‬وهو ضعيف " ‪.‬‬
‫كذا قال ورد الحافظ في " الفتح " بقوله ‪:‬‬
‫" وتعقب بأن سياق السؤال يقوي هذا التأويل بالظاهر أن السؤال وقع عن الفسخ والجواب وقع عما هو أعم من ذلك حتى‬
‫يتناول التأويلت المذكورة إل الثالث ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد روى عنه صلى ال عليه وسلم المر بفسخ الحج إلى العمرة أربعة عشر من أصحابه وأحاديثهم كلها صحاح وقد‬
‫ساقها ابن القيم في الزاد ( ‪ ) 286 - 282 : 1‬وذكر أنه قول ابن عباس ومذهب أحمد وأهل الحديث ‪ .‬وهو الحق الذي ل ريب فيه‬
‫عندنا ‪ .‬وقد أجاب ابن القيم عن شبهات المخالفين فراجعه ( ‪. ) 303 - 286 : 1‬‬
‫واعلم أن حديث سراقة هذا فيه دليل قاطع على بطلن الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن الحارث بن بلل عن أبيه قال ‪:‬‬
‫" قلت يا رسول ال فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة ؟ قال ‪ :‬بل لنا خاصة " ‪.‬‬
‫إذ كيف يمكن أن يصح هذا وهو صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬دخلت العمرة الحج إلى يوم القيامة ل بل لبد أبد ‪ " . . .‬ل سيما‬
‫وهو قد صدر جوابا عن سؤال مثل سؤال بلل المذكور ‪ " :‬متعتنا هذا أو لبد البد ؟ " ‪.‬‬
‫على أن حديث الحارث هذا معلول من جهة إسناده أيضا وهي جهالة الحارث ولذلك ضعف حديثه جماعة من الئمة كأحمد وابن‬
‫حزم وابن القيم وقد فصلت القول في ذلك في " سلسلة الحاديث الضعيفة " ( رقم بعد ‪. ) 1000‬‬
‫وأما ما رواه مسلم وغيره عن أبي ذر أن المتعة في الحج كانت لهم خاصة ‪ .‬فهو مع كونه موقوفا معارض للحديث المرفوع فإن‬
‫ظاهره مما ل يقول به أحد لتفاق العلماء جميعا ‪ -‬فيما علمنا ‪ -‬على جواز التمتع في الحج كيف ل وهي في كتاب ال تعالى ( فمن‬
‫تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) ‪.‬‬
‫‪ - 34‬زاد في حديث آخر ‪ :‬أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ ‪:‬‬
‫( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب الحسنى فسنيسره للعسرى ) رواه‬
‫البخاري وغيره ‪.‬‬
‫‪ - 35‬من الهدي بالتشديد والتخفيف وهو ما يهدى إلى البيت الحرام منم النعم لتنحر ‪ .‬نهاية ‪.‬‬
‫‪ - 36‬يعني الذي يحرم على المحرم ‪ .‬قال الحافظ ‪:‬‬
‫" كأنهم كانوا يعرفون أن للحج تحللين فأرادوا بيان ذلك فبين لهم أنهم يتحللون الحل كله لن العمرة ليس لها إل تحلل واحد " ‪.‬‬
‫‪ [ - 39‬قال ‪ :‬فخرجنا إل البطحاء (‪ )37‬قال ‪ :‬فجعل الرجل يقول ‪ :‬عهدي بأهلي اليوم ‪ :‬حم ] (‬
‫‪. ) 38‬‬
‫‪ [ - 40‬قال ‪ :‬فتذاكرنا بيننا فقلنا ‪ :‬خرجنا حجاجا ل نريد إل الج ول ننوي غيه حت إذا ل‬
‫يكن بيننا وبي عرفة إل أربع ‪ :‬حم ] (‪)38‬‬
‫( وف رواية ‪ :‬خس [ ليال ] أمرن أن نفيض إل نسائنا فنأت عرفة تقطر مذاكينا الن (‪ [ )39‬من‬
‫النساء ] قال ‪ :‬يقول جابر بيده ( قال الراوي ) ‪ :‬كأن أنظر إل قوله بيده يركها [ قالوا ‪ :‬كيف‬
‫نعلها متعة وقد سينا الج ؟ ‪ :‬خ م ] ‪.‬‬
‫‪ - 41‬قال ‪ [ :‬فبلغ ذلك النب صلى ال عليه وسلم فما ندري أشيء بلغه من السماء أم شيء بلغه‬
‫من قبل الناس ‪ :‬م ] ‪.‬‬

‫خطبته صلى ال عليه وسلم بتأكيد الفسخ وإطاعة الصحابة له‬


‫‪ [ - 42‬فقام ‪ :‬م نخ ن مج طح ] [ فخطب الناس فحمد ال وأثن عليه ‪ :‬طح سع حم ] فقال ‪:‬‬
‫[ أبال تعلمون أيها الناس ‪ :‬خا ] قد علمتم أن أتقاكم ل وأصدقكم وأبركم [ افعلوا ما آمركم به‬
‫فإن ‪ :‬م خ ] لو ل هديي لللت كما تلون [ ولكن ل يل من حرام (‪ )40‬حت يبلغ الدي مله ‪:‬‬
‫خ ] (‪ )41‬ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ل أسق الدي فحلوا ‪ :‬م نخ ن مج طح سع هق ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 43‬قال ‪ :‬فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا ‪ :‬م نخ ن حم ] [ وسعنا وأطعنا ‪ :‬م نخ‬
‫طح ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 44‬فحل الناس كلهم وقصروا إل النب صلى ال عليه وسلم ومن كان معه هدي ‪ :‬مج طح‬
‫هق ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 45‬قال ‪ :‬وليس مع أحد منهم هدي غي النب صلى ال عليه وسلم وطلحة ‪ :‬خ هق حم ]‬
‫(‪. )42‬‬
‫‪ - 37‬يعني بطحاء مكة ‪ .‬وهو البطح وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى كما في القاموس وغيره وموقعه شرقي مكة ‪.‬‬
‫‪ - 38‬كأنهم يستنكرون ذلك وهذا يدل على أن بعضهم قد تحلل بعد أمره صلى ال عليه وسلم بذلك ولكن لم يزل في نفوسهم شيء‬
‫من ذلك ‪ .‬وأما الخرون فإنهم تأخروا حتى خطبهم صلى ال عليه وسلم الخطبة التية وأكد فيها المر بالفسخ فتحللوا رضي ال‬
‫عنهم جميعا ‪.‬‬
‫‪ - 39‬هو إشارة إلى قرب العهد بوطء النساء ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 40‬أي شيء حرام والمعنى ل يحل مني حرام ‪ .‬فتح ‪.‬‬
‫‪ - 41‬أي إذا نحر يوم منى ‪.‬‬
‫‪ - 42‬هذا ما اطلع عليه جابر رضي ال عنه فل يعارض قول عائشة ‪ " :‬فكان الهدي مع النبي صلى ال عليه وسلم وأبي بكر‬
‫وعمر وذوي اليسارة " وقالت أختها أسماء ‪ " :‬وكان مع الزبير هدي فلم يحلل " أخرجهما مسلم ( ‪ ) 55 30 : 4‬لن من علم‬
‫قدوم علي من اليمن مثل بإهلل النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 46‬وقدم علي [ من سعته ‪ :‬م ن شا هق ] (‪ )43‬من اليمن ببدن النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 47‬فوجد فاطمة رضي ال عنها من حل ‪ [ :‬ترجلت ‪ :‬جا ]‬
‫ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها [ وقال ‪ :‬من أمرك بذا ؟ ‪ :‬د هق ] فقالت ‪ :‬إن‬
‫أب أمرن بذا ‪.‬‬
‫‪ - 48‬قال ‪ :‬فكان علي يقول بالعراق ‪ :‬فذهبت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم مرشا (‪)44‬‬
‫على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبته أن‬
‫أنكرت ذلك عليها [ فقالت ‪ :‬أب أمرن بذا ‪ :‬د هق ] فقال ‪ :‬صدقت صدقت [ صدقت ‪ :‬ن جا‬
‫حم ] [ أنا أمرتا به ‪ :‬ن جا حم ] ‪.‬‬
‫‪ - 49‬قال جابر ‪ :‬وقال لعلي ‪ :‬ما قلت حي فرضت الج ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬اللهم إن أهل با أهل به‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 50‬قال ‪ :‬فإن معي الدي فل تل [ وامكث حراما كما أنت ‪ :‬ن ] ‪.‬‬
‫‪ - 51‬قال ‪ :‬قال فكان جاعة الدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النب صلى ال عليه‬
‫وسلم [ من الدينة ‪ :‬د ن مج جا هق ] مائة [ بدنة ‪ :‬مي ] ‪.‬‬
‫‪ - 52‬قال ‪ :‬فحل الناس كلهم (‪ )45‬وقصروا إل النب صلى ال عليه وسلم ومن كان معه هدي‬
‫(‪. )46‬‬
‫التوجه إل من مرمي يوم الثامن‬
‫‪ - 53‬فلما كان يوم التروية [ وجعلنا مكة يظهر ‪ :‬خ م نخ ن حم ] توجهوا إل من (‪ )47‬فأهلوا‬
‫بالج [ من البطحاء ‪ :‬خ م طح هق حم ] ‪.‬‬

‫حجة على من ل يعلم والمثبت مقدم على النافي ‪ .‬وانظر " فتح الباري " ( ‪. ) 473 : 3‬‬
‫‪ - 43‬أي من عمله في السعي في الصدقات ‪ .‬لكن مع المقرر في الشريعة أن الصدقة ل تحل لمحمد ول لل محمد فيحتمل أن عليا‬
‫ولي الصدقات وغيرها احتسابا أو أعطى عمالة عليها من غير الصدقة كما قال القاضي واستحسنه النووي إل أنه ذهب إلى أن‬
‫السعاية ل تختص بالصدقة بل تستعمل في مطلق الولية وإن كان أكثر استعمالها في الولية على الصدقة انظر شرحه على مسلم‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 44‬التحريش ‪ :‬الغراء والمراد هنا أن يذكر ما يقتضي عتابه ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 45‬قال النووي ‪ " :‬فيه إطلق اللفظ العام وإرادة الخصوص لن عائشة لم تحل ولم تكن ممن ساق الهدي ‪ .‬والمراد بقوله ‪ :‬حل‬
‫الناس كلهم أي معظمهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬أما أنها لم تحل فهو صريح في أحاديث منها حديث جابر هذا في الفقرة التالية ‪ .‬وأما أنها لم تسق الهدي فهو قول عائشة‬
‫‪ " :‬فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن الهدي " أخرجه مسلم وغيره من حديثها ‪.‬‬
‫‪ - 46‬سبق هذه الفقرة برقم ( ‪ . ) 44‬وهي مكررة عند بعض من خرج الحديث ‪.‬‬
‫‪ - 47‬قال النووي ‪ " :‬وفي هذا بيان أن السنة أن ل يتقدم أحد إلى منى قبل يوم التروية وقد كره مالك ذلك وقال بعض السلف ل‬
‫بأس به ومذهبنا أنه خلف السنة ‪.‬‬
‫‪ [ - 54‬قال ‪ :‬ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم على عائشة رضي ال عنها فوجدها تبكي‬
‫فقال ‪ :‬ما شأنك ؟ قالت ‪ :‬شأن أن قد حضت وقد حل الناس ول أحلل ول أطف بالبيت والناس‬
‫يذهبون إل الج الن فقال ‪ :‬إن هذا أمر كتبه ال على بنات آدم فاغتسلي ث أهلي بالج [ ث‬
‫حجي واصنعي ما يصنع الاج غي أن ل تطوف بالبيت ول تصلي ‪ :‬حم د ] (‪ )48‬ففعلت ‪ :‬م نخ د‬
‫ن طح هق حم ] ‪ ( .‬وف رواية ‪ :‬فنسكت الناسك كلها غي أنا ل تطف بالبيت ‪ :‬حم ) ‪.‬‬
‫‪ - 55‬وركب (‪ )49‬رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى با ( يعن ‪ :‬من وف رواية ‪ :‬بنا ‪ :‬د )‬
‫الظهر والعصر والغرب والعشاء والفجر ‪.‬‬
‫‪ - 56‬ث مكث قليل حت طلعت الشمس (‪. )50‬‬
‫‪ - 57‬وأمر بقبة [ له ‪ :‬د جا هق ] من شعر عمل له بنمرة (‪. )51‬‬

‫التوجه إل عرفات والنول بنمرة‬

‫‪ - 58‬فسار رسول ال صلى ال عليه وسلم (‪ )52‬ول تشك قريش إل أنه واقف عند الشعر الرام‬
‫[ بالزدلفة ‪ :‬د جا هق ] [ ويكون منله ث ‪ :‬م ] كما كانت قريش تصنع ف الاهلية (‪ - )53‬فأجاز‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أتى عرفة (‪ )54‬فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنل با ‪.‬‬

‫‪ - 48‬قلت ‪ :‬فيه دليل على جواز قراءة الحائض للقرآن لنها بل ريب من أفضل أعمال الحج وقد أباح لها أعمال الحاج كلها سوى‬
‫الطواف والصلة ولم كان يحرم عليها التلوة أيضا لبين لها كما بين لها حكم الصلة بل التلوة أولى بالبيان لنه ل نص على‬
‫تحريمها عليها ول إجماع بخلف الصلة فإذا نهاها عنها وسكت عن التلوة دل ذلك على جوازها لها لنه تأخير البيان عن وقت‬
‫الحاجة ل يجوز كما هو مقرر في علم الصول وهذا بين ل يخفى والحمد ل ‪.‬‬
‫وأما حديث " ل يقرأ القرآن جنب ول حائض " فهو ضعيف قال المام أحمد فيه ‪ :‬باطل وقد فصلت القول عليه في " إرواء‬
‫الغليل " ( رقم ‪ ) 191 :‬يسر ال إتمامه ‪.‬‬
‫‪ - 49‬فيه أن الركوب في تلك المواطن أفضل من المشي كما أنه في جملة الطريق أفضل من المشي هذا هو الصحيح في الصورتين‬
‫عند النووي ‪ .‬وانظر التعليق ‪. 16‬‬
‫‪ - 50‬فيه أن السنة البيان في منى وأن ل يخرجوا منها حتى تطلع الشمس ‪.‬‬
‫‪ - 51‬بفتح النون وكسر الميم قال ابن الثير ‪ " :‬هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات " وليست نمرة من عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 52‬وكان أصحابه في مسيره هذا منهم الملبي ومنهم المكبر كما في حديث أنس في الصحيحين ‪.‬‬
‫‪ - 53‬معنى هذا قريشا كانت في الجاهلية تقف بالمشعر الحرام وهو جبل في المزدلفة يقال له قزح وكان سائر العرب يتجاوزون‬
‫المزدلفة ويقفون بعرفات فظنت قريش أن النبي صلى ال عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم ‪ .‬ول يتجاوزه ‪.‬‬
‫فتجاوزه صلى ال عليه وسلم إلى عرفات لن ال تعالى أمره بذلك في قوله تعالى ‪ ( :‬ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) أي‬
‫سائر العرب غير قريش وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم ال فل نخرج منه ‪.‬‬
‫نووي ‪.‬‬
‫‪ - 54‬قال النووي ‪ :‬هذا مجاز والمراد قارب عرفات لنه فسره بقوله فوجد القبة ضربت بنمرة فنزل بها وقد سبق أن نمرة ليست‬
‫من عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 59‬حت إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ف [ ركب حت ‪ :‬د مج ] أتى بطن‬
‫الوادي (‪. )55‬‬

‫‪ - 55‬هو وادي عرنة بضم العين وفتح الراء ‪ .‬وليست من عرفات ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫خطبة عرفات‬

‫‪ - 60‬فخطب الناس وقال ‪:‬‬


‫( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ف شهركم هذا ف بلدكم هذا أل [ و‪:‬‬
‫مج جا ] [ إن ‪ :‬د مي مج هق ] كل شيء من أمر الاهلية تت قدمي [ هاتي ‪ :‬مج جا ] موضوع‬
‫ودماء الاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة بن الارث [ ابن عبد الطلب ‪ :‬د‬
‫هق ] ‪ -‬كان مسترضعا ف بن سعد فقتلته هذيل ‪ -‬وربا الاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ‪ :‬ربا‬
‫عباس بن عبد الطلب فإنه موضوع كله (‪ )56‬فاتقوا ال ف النساء فإنكم أخذتوهن بأمان [ ة ‪ :‬د شا‬
‫مج هق ] ال (‪ )57‬واستحللتم فروجهن بكلمة ال (‪ )58‬و[ إن ‪ :‬د مي مج هق ] لكم عليهن أن ل‬
‫يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه (‪ )59‬فإن فعلن ذلك فاضربوهن مبح (‪ )60‬ولن عليكم رزقهن‬
‫وكسوتن بالعروف و[ إن ‪ :‬جا هق ] قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ‪ :‬كتاب‬
‫ال (‪ )61‬وأنتم تسألون ( وف لفظ ‪ :‬مسؤولون ‪ :‬د مي مج جا هق ) عن فما أنتم قائلون ؟ قالوا ‪:‬‬
‫نشهد أنك قد بلغت [ رسالت ربك ‪ :‬جا ] وأديت ونصحت [ لمتك وقضيت الذي عليك ‪:‬‬
‫جا ] فقال بإصبعه السبابة يرفعها إل السماء وينكتها إل الناس ‪ :‬اللهم اشهد اللهم اشهد ) ‪.‬‬
‫المع بي الصلتي والوقوف على عرفات‬
‫‪ - 61‬ث أذن [ بلل ‪ :‬مي مج جا هق ] [ بنداء واحد ‪ :‬مي ]‬
‫‪ - 62‬ث أقام فصلى الظهر ث أقام فصلى العصر‬

‫‪ - 56‬معناه الزائد على رأس المال كما قال تعالى ‪ ( :‬وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) والمراد بالوضع الرد والبطال ‪.‬‬
‫‪ - 57‬فيه الحث على مراعاة حق النساء والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بهن‬
‫وبيان حقوقهن والتحذير من التقصير في ذلك ‪ .‬فليراجعها من شاء في " الترغيب والترهيب ؟ ( ‪ ) 74 - 71 : 3‬للمنذري و"‬
‫رياض الصالحين " للنووي ‪.‬‬
‫‪ - 58‬في معناه أربعة أقوال ذكرها في شرح مسلم وقال ‪ :‬إن الصحيح منها أن المراد قوله تعالى ‪ ( :‬فانكحوا ما طاب لكم من‬
‫النساء ) ‪.‬‬
‫‪ - 59‬المختار في معناه ‪ :‬أن ل يأذن لحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجل أجنبيا أو‬
‫امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك كما ذكره النووي وراجع تمام كلمه في شرح مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 60‬الضرب المبرح هو الضرب الشديد الشاق ومعناه ‪ :‬اضربوهن ضربا ليس بشديد ول شق ‪ .‬قلت ‪ :‬وهذا من قوامة الرجال‬
‫على النساء كما قال تعالى ‪ ( :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل ال بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم والصالحات‬
‫قانتات حافظات للغيب بما حفظ ال واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فل‬
‫تبغوا عليهن سبيل إن ال كان عليا كبيرا ) ‪.‬‬
‫‪ - 61‬قلت ‪ :‬صدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن المسلمين المتأخرين ‪ -‬إل قليل منهم ‪ -‬لما لم يعتصموا بكتاب ال تعالى ولم‬
‫يتمسكوا بسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ضلوا وذلوا وذلك حين أقاموا آراء الرجال ومذاهبهم أصل يرجعون إليه عند اختلفهم‬
‫فما وافقها من الكتاب والسنة قبلوه ومال رفضوه حتى لقد قال قائلهم ‪ :‬كل آية أو كل حديث خالف المذهب يحمل على النسخ‬
‫ورحم ال مالكا حيث قال ‪ :‬ول يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به أولها فعلى المسلمين أن يعتصموا بكتاب ربهم ويجعلوه‬
‫الحكم في جميع شؤونهم ول يقدوا عليه شيئا من آراء الرجال شرقية كانت أو غريبة ‪.‬‬
‫‪ - 63‬ول يصل بينهما شيئا‬
‫‪ - 64‬ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم [ القصواء ‪ :‬جا ] حت أتى الوقف فجعل بطن‬
‫ناقته القصواء إل الصخرات (‪ )62‬وجعل حبل الشاة (‪ )63‬بي يديه واستقبل القبلة (‪. )64‬‬
‫‪ - 65‬فلم يزل واقفا حت غربت الشمس وذهبت الصفرة قليل حت غاب القرص (‪. )65‬‬
‫‪ [ - 66‬وقال ‪ :‬وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ‪ :‬د ن مي مج جا حا حم ] ‪.‬‬
‫‪ - 67‬وأردف أسامة [ بن زيد ‪ :‬مج جا هق ] خلفه ‪.‬‬

‫الفاضة من عرفات‬

‫‪ - 68‬ودفع رسول ال صلى ال عليه وسلم ( وف رواية ‪ :‬أفاض وعليه السكينة ‪ :‬د ن مج ) (‪)66‬‬
‫وقد شنق (‪ )67‬للقصواء الزمام حت إن رأسها ليصيب مورك (‪ )68‬رحله ويقول بيده اليمن [ هكذا‬
‫‪ :‬وأشار بباطن كفه إل السماء ‪ :‬ن ] أيها الناس السكينة السكينة ‪.‬‬
‫‪ - 69‬كلما أتى حبل (‪ )69‬من البال أرخى لا قليل حت تصعد (‪. )70‬‬

‫‪ - 62‬هي صرخات مفترشات في أسفل جبل الرحمة وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات ‪ .‬قال النووي ‪ :‬فهذا هو الموقف‬
‫المستحب ‪ .‬وأما ما اشتهر بين العوام من الغبياء بصعود الجبل وتوهمهم أنه ل يصح الوقوف إل فيه فغلط ‪.‬‬
‫‪ - 63‬أي مجتمعهم ‪.‬‬
‫‪ - 64‬وجاء في غير حديث أنه صلى ال عليه وسلم وقف يدعو رافعا يديه ‪ .‬ومن السنة أيضا التلبية في موقفه على عرفة خلفا‬
‫لما ذكره شيخ السلم في منسكه ( ص ‪ ) 383‬فقد قال سعيد بن جبير ‪:‬‬
‫" كنا مع ابن عباس بعرفة لي ‪ :‬يا سعيد ما لي ل أسمع الناس يلبون ؟ فقلت ‪ :‬يخافون من معاوية قال فخرج ابن عباس من‬
‫فسطاطه فقال ‪ :‬لبيك اللهم لبيك ‪ .‬فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي ال عنه " ‪.‬‬
‫أخرجه الحاكم ( ‪ ) 465 - 464 / 1‬والبيهقي ( ‪ ) 113 / 5‬من طريق ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عنه ‪ .‬قال الحاكم ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي ‪.‬‬
‫ثم روى الطبراني في " الوسط " ( ‪ ) 2 / 115 / 1‬والحاكم من طريق أخرى عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقف بعرفات فلما قال ‪ :‬لبيك اللهم لبيك قال ‪ :‬إنما الخير خير الخرة ‪ .‬وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ‪.‬‬
‫وفي الباب عن ميمونة زوج النبي صلى ال عليه وسلم من فعلها ‪ .‬أخرجه البيهقي ‪.‬‬
‫‪ - 65‬وكان صلى ال عليه وسلم في موقفه هذا مفطرا فقد أرسلت أليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه ‪ .‬كما في‬
‫" الصحيحين " عنها ‪.‬‬
‫‪ - 66‬هي الرفق والطمأنينة قال النووي ‪ :‬ففيه أن السكينة في الدفع من عرفات سنة فإذا وجد فرجة يسرع كما في الحديث الخر ‪.‬‬
‫‪ - 67‬أي ضم وضيق ‪.‬‬
‫‪ - 68‬هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مل من الركوب ‪.‬‬
‫‪ - 69‬في " النهاية " ‪ " :‬الحبل المستطيل من الرمل ‪ .‬وقيل ‪ :‬الضخم منه وجمعه حبال ‪ .‬وقيل ‪ :‬الحبال في الرمل كالجبال في غير‬
‫الرمل " ‪.‬‬
‫‪ - 70‬وكان في سيره هذا يلبي ل يقطع التلبية كما في حديث الفضل بن العباس في " الصحيحين " ‪.‬‬
‫المع بي الصلتي ف الزدلفة والبيات با‬

‫‪ - 70‬حت أتى الزدلفة فصلى با [ فجمع بي ‪ :‬د جا ] الغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتي (‪)71‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 71‬ول يسبح (‪ )72‬بينهما شيئا ‪.‬‬
‫‪ - 72‬ث اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت طلع الفجر (‪. )73‬‬
‫‪ - 73‬وصلى الفجر حي تبي له الفجر بأذان وإقامة ‪.‬‬
‫الوقوف على الشعر الرام‬
‫‪ - 74‬ث ركب القصواء حت أتى الشعر الرام (‪ [ )74‬فرقى عليه ‪ :‬د مج جا هق ] ‪.‬‬
‫‪ - 75‬فاستقبل القبلة فدعاه ( وف لفظ ‪ :‬فحمد ال ‪ :‬د مج جا هق ] وكبه وهلله ووحده ‪.‬‬
‫‪ - 76‬فلم يزل واقفا حت أسفر جدا ‪.‬‬
‫‪ ( 77‬وقال ‪ :‬وقفت ههنا والزدلفة كلها موقف ‪ :‬م د ن مج جا حم ) ‪.‬‬

‫الدفع من الزدلفة لرمي المرة‬

‫‪ - 78‬فدفع [ من جع ‪ :‬هق ] قبل أن تطلع الشمس [ وعليه السكينة ‪ :‬د ت هق حم ] (‪. )75‬‬
‫‪ - 79‬وأردف الفضل بن عباس (‪ - )76‬وكان رجل حسن الشعر أبيض وسيما ‪-‬‬
‫‪ - 80‬فلما دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم مرت به ظعن (‪ )77‬ترين فطفق الفضل ينظر إليهن‬
‫فوضع رسول ال صلى ال عليه وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إل الشق الخر‬

‫‪ - 71‬هذا هو الصحيح فما في بعض المذاهب أنه يقيم إقامة واحدة خلف السنة وإن ورد ذلك في بعض الطرق فإنه شاذ كما أن‬
‫الذان لم يرد أصل في بعض الحاديث ‪ .‬انظر ‪ " :‬نصب الراية " ( ‪. ) 70 - 69 / 3‬‬
‫‪ - 72‬أي لم يصل سبحة أي نفل ‪.‬‬
‫‪ - 73‬قال ابن القيم ‪ :‬ولم يحي تلك الليلة ول صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء ‪ .‬قلت ‪ :‬وهو كما قال وقد بينت حال تلك‬
‫الحاديث في " التعليق الغيب على الترغيب والترهيب " ‪.‬‬
‫‪ - 74‬المراد به هنا قزح بضم القاف وفتح الزاي وبحاء مهملة وهو جبل معروف في المزدلفة وهذا الحديث حجة الفقهاء في أن‬
‫المشعر الحرام هو قزح ‪ .‬وقال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث ‪ :‬المشعر الحرام جميع المزدلفة ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 75‬واستمر صلى ال عليه وسلم على تلبيته لم يقطعهما ‪.‬‬
‫‪ - 76‬فيه وفي الفقرة المتقدمة ( رقم ‪ ) 65 :‬جواز الرداف إذا كانت الدابة مطيقة وقد تظاهرت به الحاديث كما قال النووي ‪.‬‬
‫‪ - 77‬بضم الظاء والعين ‪ ،‬ويجوز إسكان العين ‪ ،‬جمع ظعينة كسفينة وسفن ‪ ،‬وأصل الظعينة البعير الذي عليه امرأة ‪ ،‬ثم تسمى‬
‫به المرأة مجازاً لملبستها البعير منه ‪.‬‬
‫فحول رسول ال صلى ال عليه وسلم يده من الشق الخر على وجه الفضل يصرف وجهه من‬
‫الشق الخر ينظر (‪. )78‬‬
‫‪ - 81‬حت أتى بطن مسر (‪ )79‬فحرك قليل (‪ [ )80‬وقال ‪ :‬عليكم السكينة ‪ :‬مي ] ‪.‬‬

‫رمي المرة الكبى‬

‫‪ - 82‬ث سلك الطريق الوسطى (‪ )81‬الت ترج [ ك ‪ :‬ن د مي مج جا هق ] على المرة الكبى‬
‫حت أتى المرة الت عند الشجرة‬
‫‪ - 83‬فرماها [ ضحى ‪ :‬م نخ د ت طح جا قط هق حم ] بسبع حصيات (‪)82‬‬
‫‪ - 84‬يكب مع كل حصاة منها مثل حصى الذف (‪)83‬‬

‫‪ - 78‬قلت ‪ :‬وهذه القصة هي غير التي رواها علي وابن عباس في نظر الفضل إلى المرأة الخثعمية من وجوه منها ‪ :‬أن في‬
‫حديثهما أنها كانت يوم النحر وهذه كانت صبح المزدلفة قبل إتيانه بطن محسر وفي حديث علي فائدة أخرى وهي التصريح بأن‬
‫القصة وقعت في منى عند المنحر بعد رمي جمرة العقبة ‪ .‬كما رواه أحمد ( ‪ ) 76 - 75 / 1‬وابنه في " زوائده " ( ‪ 76 / 1‬و ‪81‬‬
‫) والملخص في " الفوائد المنتقاة " ( ‪ ) 1 / 220 /9‬بسند حسن كما قال الحافظ وصححه الترمذي ‪.‬‬
‫وفي ذلك رد صريح على من يدعي ن المتقدمين والمتأخرين أن المرأة الخثعمية كانت محرمة ولذلك لم يأمرها النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم بأن تغطي وجهها ‪ .‬يقولون ذلك لرد دللة الحديث الصريحة على أن وجه المرأة ليس بعورة إذ لو كان عورة لمرها‬
‫بالتغطية ولو سلم أنها كانت محرمة فالحرام ل يمنع من التغطية ل سيما في هذه الحالة التي كاد الشيطان أن يدخل بينها وبين‬
‫الفضل وإنما يمنع من النقاب والبرقع ونحوه ‪ .‬فكيف وليس في الحديث أنها كانت محرمة ؟ فكيف وفيه أن القصة كانت بعد رمي‬
‫الجمرة وعند المنحر كما سبق وفي هذه الحالة يحل لها كل شيء إل النكاح كما يأتي فلو فرض أنه ل يجوز لها التغطية قبل ذلك‬
‫فقد زال المانع وقد فصلت القول في ذلك " في حجاب المرأة المسلمة " " ل سيما في الطبعة الثانية وهي وشيكة الصدور إن‬
‫شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ - 79‬بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة سمي بذلك لن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعي وكل ن قال ابن القيم ‪" :‬‬
‫ومحسر برزخ بين منى ومزدلفة ل من هذه ول من هذه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن في صحيح مسلم والنسائي عن الفضل بن عباس أن محسرا من منى ‪.‬‬
‫‪ - 80‬أي أسرع السير كما في غير هذا الحديث قال النووي ‪ :‬فهي سنة من سنن السير في ذلك الموضع قال ابن القيم ‪ " :‬وهذه‬
‫كانت عادته صلى ال عليه وسلم في المواضع التي نزل فيها بأس ال بأعدائه وكذلك فعل في سلوكه الحجر وديار ثمود تقنع‬
‫بثوبه وأسرع السير " ‪.‬‬
‫‪ 81‬قال النووي ‪ :‬فيه أن سلوك هذا الطريق في الرجوع من عرفات سنة وهو غير الطريق الذي ذهب في إلى عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 82‬وحينئذ قطع أي تلبيته كما في حديث الفضل وغيره ‪.‬‬
‫‪ - 83‬قال النووي ‪ " :‬وهو نحو حبة الباقلء وينبغي أن ل يكون أكبر ول أصغر فإن كان أكبر أو أصغر أجزأه " ‪.‬‬
‫وفي " النهاية " ‪ " :‬الخذف هو رميك الحصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد جاءت هذه الكيفية في بعض الحاديث عن غير واحد من الصحابة منهم عبد الرحمن بن معاذ التميمي قال ‪:‬‬
‫" خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن بمنى قال ‪ :‬ففتحت أسماعنا حتى أن كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فطفق يعلمنا مناسكنا حتى بلغ الجمار فقال ‪ :‬بحصى الخذف ووضع أصبعيه السبابتين أحدهما على الخرى ‪ " . . .‬الحديث ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد والبيهقي والسياق له بسند صحيح ‪ .‬وفي الباب عن حرملة بن عمرو في " أمالي المحاملي‬
‫" ( ‪ " ) 1 / 120 / 5‬وفوائد الملخص " ( ‪ ) 2 / 184 / 7‬وابن عباس في " طبقات ابن سعد " في " الطبقات " ( ‪) 129 / 2‬‬
‫وهو عند مسلم في رواية له ( ‪. ) 71 / 4‬‬
‫ولكن هل المراد بهذه الكيفية هو اليضاح وزيادة البيان لحصى الخذف الذي ينبغي أن يرمى به أم المراد التعليم واللتزام بها‬
‫دون غيرها من الكيفيات ؟ كل من المرين محتمل لكن الول هو الظهر حتى أن النووي لم يذكر غيره أما ابن الهمام فقد ذكر في‬
‫" الفتح " الحتمال الثاني ورده وجزم بأن المراد الول وعليه فليس في السنة كيفية للرمي ينبغي التزامها فكيف تيسر له رمي ‪.‬‬
‫وهنا تنبيهات ‪:‬‬
‫‪ [ - 85‬ف ‪ :‬د هق ] رمى من بطن الوادي [ وهو على راحلته [ وهو ‪ :‬ن ] يقول ‪ :‬لتأخذوا‬
‫مناسككم (‪ )84‬فإن ل أدري لعلي ل أحج بعد حجت هذه ‪ :‬م د ن هق حم سع ] (‪. )85‬‬
‫‪ [ - 86‬قال ‪ :‬ورمى بعد يوم النحر [ ف شائر أيام التشريق ‪ :‬حم ] (‪ )86‬إذا زالت الشمس ‪ :‬م د‬
‫ن ت مي مج طحا جا حا هق حم ] ‪.‬‬

‫الول ‪ :‬أنه ل يجوز الرمي يوم النحر قبل طلوع الشمس ولو من الضعفة والنساء الذين يرخص لهم أن يرتحلوا من المزدلفة بعد‬
‫نصف الليل فل بد لهم من النتظار حتى تطلع الشمس ثم يرمون لحديث ابن عباس رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قدم أهله وأمرهم أن ل يرموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس " وهو حديث صحيح بمجموع طرقه وصححه الترمذي وابن حبان‬
‫وحسنه الحافظ في " الفتح " ( ‪ ) 422 / 3‬ول يصلح أن يعارض بما في البخاري أن أسماء بنت أبي بكر رمت الجمرة ثم صلت‬
‫الصبح بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم لنه ليس صريحا أنها فعلت ذلك بإذن منه صلى ال عليه وسلم بخلف ارتحالها بعد‬
‫نصف الليل فقد صرحت بأن النبي صلى ال عليه وسلم أذن بذلك للظعن فمن الجائز أنها فهمت من هذا الذن الذن أيضا بالرمي‬
‫بليل ولم يبلغها نهيه صلى ال عليه وسلم الذي حفظه ابن عباس رضي ال عنه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن هناك رخصة بالرمي في هذا اليوم بعد الزوال ولو إلى الليل فيستطيع أن يتمتع بها من يجد المشقة في الرمي ضحى‬
‫والدليل حديث ابن عباس أيضا قال ‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى فيقول ‪ :‬ل حرج فسأله رجل فقال ‪:‬‬
‫حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ‪ :‬اذبح ول حرج قال ‪ :‬رميت بعد ما أمسيت ‪ .‬فقال ‪ :‬ل حرج ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وغيره ‪ .‬وإلى هذا ذهب‬
‫الشوكاني ومن قبله ابن حزم قال في " المحلى " ‪:‬‬
‫" إنما نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن رميها ما لم تطلع الشمس من يوم النحر وأباح رميها بعد ذلك وإن أمسى وهذا يقع‬
‫على الليل والعشي معا " ‪.‬‬
‫فاحفظ هذه الرخصة فإنها تنجيك من الوقوع في ارتكاب نهي الرسول صلى ال عليه وسلم المتقدم عن الرمي قبل طلوع الشمس‬
‫الذي يخالفه كثير ن الحجاج يزعم الضرورة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن المحرم إذا رمى جمرة العقبة حل له كل شيء إل النساء ولو لم يحلق لحديث عائشة رضي ال عنها ‪ " :‬طيبت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي بذريرة لحجة الوداع للحل والحرام حين أحرم وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن‬
‫يطوف بالبيت " ‪ .‬رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين وأصله عندهما ‪ .‬وبهذا قال عطاء ومالك وأبو ثور وأبو يوسف‬
‫وهو رواية عن أحمد ‪ .‬قال ابن قدامة في " المغني " ( ‪ " : ) 439 / 3‬وهو الصحيح إن شاء ال تعالى " وإليه ذهب ابن حزم‬
‫بل قال ‪ :‬يحل له ذلك بمجرد دخول وقت الرمي ولو لم يرم ‪.‬‬
‫وأما اشتراط الحلق مع الرمي كما جاء في بعض المذاهب وغير واحد من كتاب المناسك فهو مع مخالفته لهذا الحديث الصحيح‬
‫فليس فيه حديث يصلح للمعارضة أما حديث " إذا رميتم وحلقتم ‪ -‬زاد في رواية ‪ :‬وذبحتم فقد حل لكم كل شي إل النساء " فهو‬
‫ضعيف السناد مضطرب المتن كما بينته في " الحاديث الضعيفة " ( رقم ما بعد اللف ) ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أنه يجوز له أن يلتقط الحصى من حيث شاء كما قال ابن تيمية رحمه ال وذلك لن النبي صلى ال عليه وسلم لم يحدد‬
‫لذلك مكانا وغاية ما جاء فيه حديث ابن عباس ( وفي رواية ‪ :‬الفضل بن عباس ) قال ‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫غداة العقبة ( وفي رواية ‪ :‬غداة النحر وفي أخرى ‪ :‬غداة جمع ) وهو على راحلته ‪ :‬هات القط لي فلقطت له حصيات نحوا من‬
‫حصى الخذف فلما وضعتهن في يده قال ‪ :‬مثل هؤلء ثلث مرات وإياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين‬
‫‪ .‬أخرجه النسائي وابن ماجه وابن الجارود في " المنتقى " ( رقم ‪ ) 473‬والسياق له وابن حبان في صحيحه والبيهقي وأحمد (‬
‫‪ ) 347 215 / 1‬بسند صحيح فهذا مع كونه ل نص فيه على المكان فهو يشرع بأن اللتقاط كان عند جمرة العقبة على الرواية‬
‫الثانية وكذا الولى وعليها أكثر الرواة وكأن ابن قدامة لحظ هذا المعنى فقال في " المغني " ( ‪ " ) 425 / 3‬وكان ذلك بمنى "‬
‫‪.‬‬
‫فما يفعله كثير من الحجاج من التقاط الحصيات في المزدلفة وحين وصولهم إليها خلف السنة مع ما فيه من التكلف لحمل‬
‫الحصيات لكل يوم ‪.‬‬
‫واعلم أنه ل مانع من رمي الجمرات بحصيات قد رمي بها إذ لم يرد أي دليل على المنع وبه قال الشافعي وابن حزم رحمة ال‬
‫عليهما خلفا لبن تيمية ‪.‬‬
‫ثم في حديث الفضل بن عباس رضي ال عنهما أن من الغلو في الدين الرمي بحصى أبكر من حصى الخذف وهو فوق الحمص‬
‫ودون البندق فماذا يقال فما يفعله بعض الجهالة من رميهم الجمرات بالنعال ؟ أصلح ال شأن المسلمين وعرفهم بسنة نبيهم‬
‫الكريم ووفقهم للعمل بها إن أرادوا السعادة الحقة في الدنيا والخرى ‪.‬‬
‫‪ - 84‬هذه اللم لم المر أي خذوا مناسككم كما وقع في رواية غير مسلم وتقديره ‪ :‬هذه المور التي أتيت بها في حجتي من‬
‫القوال والفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس‬
‫وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج وهو نحو قوله صلى ال عليه وسلم في الصلة ‪ " :‬صلوا كما رأيتموني أصلي " ‪.‬‬
‫‪ [ - 87‬ولقيه شراقة وهو يرمي جرة العقبة فقال ‪ :‬يا رسول ال ألنا هذه خاصة ؟ قال ‪ :‬ل بل‬
‫لبد ‪ :‬خ م هق حم ] (‪. )87‬‬

‫النحر واللق‬

‫‪ - 88‬ث انصرف إل النحر فنحر ثلثا وستي [ بدنة ‪ :‬مج ] بيده‬


‫‪ - 89‬ث أعطى عليا فنحر ما غب [ يقول ‪ :‬ما بقي ‪ :‬د جا هق ] وأشركه ف هديه ‪.‬‬
‫‪ - 90‬ث أمر من كل بدنة ببضعة (‪ )88‬فجعلت ف قدر فطبخت فأكل من لمها وشربا من مرقها ‪.‬‬
‫‪ ( 91‬وف رواية قال ‪ :‬نر رسول ال صلى ال عليه وسلم عن نسائه بقرة ‪ :‬م ) ‪.‬‬
‫‪ ( 92‬وف أخرى قال ‪ :‬فنحرنا البعي ( وف أخرى ‪ :‬نر البعي ‪ :‬حم ) عن سبعة والبقرة عن سبعة‬
‫‪ :‬م نخ حم ) ( وف رواية خامسة عنه قال ‪ :‬فاشتركنا ف الزور سبعة فقال له رجل ‪ :‬أرأيت البقرة‬
‫أيشترك ؟ فقال ‪ :‬ما هي إل من البدن ‪ :‬نخ ) ‪.‬‬
‫‪ ( 93‬وف رواية ‪ :‬قال جابر ‪ :‬كنا ل نأكل من البدن إل ثلث من فأرخص لنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ ( :‬كلوا وتزودوا ) ‪ :‬حم ) ‪ [ .‬قال ‪ :‬فأكلنا وتزودنا ‪ :‬خ حم ] [ حت بلغنا با‬
‫الدينة ] (‪. )89‬‬

‫نووي ‪.‬‬
‫‪ - 85‬فيه إشارة إلى توديعهم وإعلنهم بقرب وفاته صلى ال عليه وسلم وحثهم على العتناء بالخذ عنه وانتهاز الفرصة في‬
‫ملزمته وتعلم أمور الدين وبهذا سميت حجة الوداع ‪ .‬منه ‪.‬‬
‫‪ - 86‬وهي اليام الثلثة التي بعد يوم النحر ومذهب جماهير العلماء أنه ل يجوز الرمي في هذه اليام الثلثة إل بعد الزوال لهذا‬
‫الحديث قال النووي ‪ " :‬واعلم أن رمي جمار أيام التشريق يشترط فيه الترتيب وهو أن يبدأ بالجمرة الولى التي تلي مسجد‬
‫الخيف ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ويستحب أن يقف عقب رمي الول عندها مستقبل القبلة زمانا طويل يدعو ويذكر ال ويقف‬
‫كذلك عند الثانية ول يقف عند الثالثة ثبت معنى ذلك في صحيح البخاري من رواية ابن عمر رضي ال عنهما عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ويستحب هذا في كل يوم من اليام الثلثة وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ - 87‬كذا في هذه الرواية وهي من طريق عطاء عن جابر وفي الرواية الخرى المتقدمة فقرة ( ‪ ) 33‬أن سراقة قال ذلك وهو في‬
‫أسفل المروة بعد فراغه صلى ال عليه وسلم من السعي فالظاهر أنه سأل مرتين وكأنه للستيثاق والتثبت وال أعلم " ‪ .‬وانظر‬
‫فتح الباري ( ‪. ) 480 : 3‬‬
‫‪ - 88‬قال النووي ‪ " :‬البضعة بفتح الباء ل غير وهي القطعة من اللحم وفيه استحباب الكل من هدي التطوع وأضحيته " قلت ‪:‬‬
‫قد علم أن النبي صلى ال عليه وسلم كان قارنا وكذلك على رضي ال عنه والقارن يجب عليه الهدي فعليه فهديه صلى ال عليه‬
‫وسلم ليس كله هدي تطوع بل فيه ما هو واجب والحديث صريح في أنه أخذ من كل بدنة بضعة فتخصيص الستحباب بهدي‬
‫التطوع غير ظاهر بل قال صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( ‪ ) 274 : 1‬بعد أن نقل كلم النووي ‪ " :‬والظاهر أنه ل‬
‫فرق بين هدي التطوع وغيره لقوله تعالى ‪ " :‬فكلوا منها " ‪.‬‬
‫‪ - 89‬وكانت السيدة عائشة رضي ال عنها قد طيبته صلى ال عليه وسلم بالمسك وذلك عقب رميه صلى ال عليه وسلم لجمرة‬
‫العقبة يوم النحر كما تقدم ‪.‬‬
‫رفع الرج‬
‫عمن قدم شيئا من الناسك أو أخر يوم النحر‬
‫‪ ( 94‬وف رواية ‪ :‬نر رسول ال صلى ال عليه وسلم [ فحلق ‪ :‬حم ] (‪)90‬‬
‫‪ - 95‬وجلس [ بن يوم النحر ‪ :‬مج ] للناس فما سئل [ يومئذ ‪ :‬مج ] عن شيئ [ قدم قبل شيء‬
‫‪ :‬مج ] إل قال ‪ ( :‬ل حرج ل حرج ) (‪)91‬‬
‫"حت جاءه رجل فقال ‪ :‬حلقت قبل أن أنر ؟ قال ‪ ( :‬ل حرج ) " ‪.‬‬
‫‪ - 96‬ث جاء آخر فقال ‪ :‬حلقت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ :‬ل حرج ‪.‬‬
‫‪ [ - 97‬ث جاءه آخر فقال ‪ :‬طفت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ :‬ل حرج ‪ :‬مي حب ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 98‬قال آخر ‪ :‬طفت قبل أن أذبح قال ‪ :‬ذبح ول حرج ‪ :‬طح ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 99‬ث جاءه آخر فقال ‪ :‬إن نرت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ [ :‬ارم و‪ :‬طي حم ] ل حرج ‪ :‬مي‬
‫مج طح حب طي حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 100‬ث قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قد نرت ههنا ومن كلها منحر ‪ :‬حم مي م د جا‬
‫هق ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 101‬وكل فجاج مكة وطريق ومنحر ‪ :‬د حم مج طش حا هق ] (‪. )92‬‬

‫‪ - 90‬فيه أن السنة الحلق بعد النحر وأن النحر بعد الرمي ومن السنة أن يبدأ الحالق بيمين المحلوق خلفا لمذهب الحنفية لحديث‬
‫أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحالق ‪ :‬خذ وأشار إلى جانبه اليمن ثم اليسر ثم‬
‫جعل يعطيه الناس ‪ .‬رواه مسلم ‪ .‬وقد أنصف هنا المحقق ابن الهمام فقال في " الفتح " عقب هذا الحديث ‪:‬‬
‫" وهذا يفيد أن السنة في الحلق البداءة بيمين المحلوق ورأسه وهو خلف ما ذكر في المذهب وهذا الصواب " ‪.‬‬
‫‪ - 91‬معناه ‪ :‬افعل ما بقي عليك وقد أجزأك ما فعلته ول حرج عليك في التقديم والتأخير ‪.‬‬
‫واعلم أن أفعال يوم النحر أربعة ‪ :‬رمي جمرة العقبة ثم الذبح ثم الحلق ثم طواف الفاضة والسنة ترتيبها هكذا كما سبق في‬
‫العلى فلو خالف وقدم بعضها على بعض جاز ول فدية عليه لهذا الحديث وغيره مما في معناه قال النووي ‪:‬‬
‫" وبهذا قال جماعة من السلف وهو مذهبنا " ‪.‬‬
‫‪ - 92‬فيه جواز نحر الهدايا في مكة كما يجوز نحرها في منى وقد روى البيهقي في سننه ( ‪ ) 239 / 5‬بسند صحيح عن ابن‬
‫عباس قال ‪ " :‬إنما النحر بمكة وكلن نزهت عن الدماء ومكة من منى كذا وفي رواية ‪ :‬ومنى من مكة ولعلها الصواب ‪ .‬زاد في‬
‫الرواية الولى عن عطاء أن ابن عباس كان ينحر بمكة وأن ابن عمر لم يكن ينحر بمكة كان ينحر بمنى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فلو عرف الحجاج هذا الحكم فذبح قسم كبير منهم في مكة لقل تكدس الذبائح في منى وطمرها في التراب كي ل يفسد‬
‫الهواء ولستفاد الكثيرون من ذبائحهم ولزال بذلك بعض ما يشكو منه قسم كبير من الحجيج وما ذلك إل بسبب جهل أكثرهم‬
‫بالشرع وتركهم العمل به وبما حض عليه من الفضائل فإنهم مثل يضحون بالهزيل من الهدايا ول يستسمنونها ثم هم بعد الذبح‬
‫يتركونها بدون سلخ ول تقطيع فيمر الفقير بها فل يجد فيها ما يحمله على الستفادة منها وفي رأيي أنهم لو فعلوا ما يأتي لزالت‬
‫الشكوى بطبيعة الحال ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬أن يذبح الكثيرون منهم في مكة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن ل يتزاحموا على الذبح في يوم النحر فقط بل يذبحون في أيام التشريق أيضا ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬استسمان الذبائح وسلخها وتقطيعها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الكل منها والتزود من لحومها إذا أمكن كما فعل النبي صلى ال عليه وسلم على ما تقدم في الفقرة ( ‪ . ) 93 90‬وخير‬
‫الهدى هدى محمد صلى ال عليه وسلم ول يصلح آخر هذه المة إل بما صلح به أولها ‪.‬‬
‫‪ [ - 102‬فانروا من رحالكم ‪ :‬م مج د هق ] ‪.‬‬

‫خطبة النحر‬

‫‪ [ - 103‬وقال جابر رضي ال عنه ‪ :‬خطبنا صلى ال عليه وسلم يوم النحر فقال ‪ :‬أي يوم أعظم‬
‫حرمة ؟ فقالوا ‪ :‬يومنا هذا قال ‪ :‬فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا ‪ :‬شهرنا قال ‪ :‬أي بلد أعظم حرمة ؟‬
‫قالوا ‪ :‬بلدنا هذا قال ‪ :‬فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ف بلدكم هذا ف‬
‫شهركم هذا هل بلغت ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬اللهم اشهد ‪ :‬حم ] ‪.‬‬

‫الفاضة لطواف الصدر‬

‫‪ - 104‬ث ركب رسول ال صلى ال عليه وسلم فأفاض إل البيت [ فطافوا (‪. )93‬‬
‫‪ - 105‬ول يطوفوا بي الصفا والروة ‪ :‬د طح هق حم سع ] (‪. )94‬‬

‫على أن هناك وسائل أخرى تيسرت في هذا العصر ‪ :‬لو اتخذ المسؤولون بعضها لقضي على المشكلة من أصلها فمن أسهلها أن‬
‫تهيأ في أيام العيد الربعة سيارات خاصة كبيرة فيها برادات لحفظ اللحوم ويكون في منى موظفون مختصون لجمع الهدايا‬
‫والضحايا التي رغب عنها أصحابها آخرون لسلخها وتقطيعها ثم تشحن في تلك السيارات كل يوم من اليام الربعة وتطوف على‬
‫القرى المجاورة لمكة المكرمة وتوزع مشحونها من كل يوم من اللحوم على الفقراء والمساكين وبذلك تكون قد قضينا على‬
‫المشكلة فهل من مستجيب ؟‬
‫‪ - 93‬ثم حل منهم كل شيء حرم منهم كما في الصحيحين عن عائشة وابن عمر ‪.‬‬
‫‪ - 94‬كذا أطلق جابر رضي ال عنه ‪ .‬وفصلت ذلك عائشة رضي ال عنها حيث قالت ‪ " :‬فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت‬
‫وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجحوا من منى وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا‬
‫واحدا " أخرجه الشيخان ‪ .‬قال ابن القيم في " زاد المعاد " ‪ :‬فأما أن يقال عائشة أثبتت وجابر نفى والمثبت مقدم على النافي أو‬
‫يقال ‪ :‬مراد جابر من قرن مع النبي صلى ال عليه وسلم وساق الهدي كأبي بكر وعمر وطلحة وعلي وذري اليسار فإنهم إنما‬
‫سعوا سعيا واحدا وليس المراد به عموم الصحابة أو يعلل حديث عائشة بأن قولها ‪ :‬فطاف الخ ‪ . .‬في الحديث مدرج من قول‬
‫هشام وهذه ثلث طرق للناس في حديثها ‪ .‬وال أعلم ‪ .‬كذا في زاد المعاد ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬والطريق الخير منها ضعيف لن تخطئة الثقة بدون حجة ل تجوز ل سيما إذا كان مثل هشام ‪.‬‬
‫ثم استدركت فقلت ‪ :‬ليس في طريق الحديث هشام لنه من رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عنها ‪ .‬فهذا إسناد‬
‫غاية في الصحة فمن الخطأ والدراج ؟‬
‫ثم وجدت شيخ السلم ابن تيمية قال في " مناسك الحج " ( ص ‪ 385‬ج ‪ 2‬من مجموعة الرسائل الكبرى ) ‪:‬‬
‫" وقد روى في حديث عائشة أنهم طافوا مرتين لكن هذه الزيادة قبل أنها من قول الزهري ل من قول عائشة " ‪.‬‬
‫والزهري جبل في الحفظ فكيف يخطأ بمجرد " قيل " ؟‬
‫وأزيد الن في هذه الطبقة فأقول ‪:‬‬
‫فمن العجيب أن يعتمد على ذلك ابن تيمية فيرد به حديث عائشة فيقول ‪:‬‬
‫" وقد احتج بها ‪ -‬يعني الزيادة ‪ -‬بعضهم على أنه يستحب طوافان بالبيت وهذا ضعيف والظهر ما في حديث جابر ويؤيده قوله‬
‫‪ :‬دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬حديث عائشة صحيح ل شك فيه وما أعل به ل يساوي حكايته كما عرف ومما يؤكد ذلك شيئان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن له طريقا أخرى عنها في " الموطأ " ( رقم ‪ 223 :‬ج ‪ ) 410 : 1‬عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه به ‪.‬‬
‫وهذا سند صحيح أيضا كالجبل ثبوتا ‪.‬‬
‫والخر أن له شاهدا صريحا صحيحا من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعة الحج فقال ‪:‬‬
‫‪ - 106‬فصلى بكة الظهر (‪. )95‬‬
‫‪ - 107‬فأتى بن عبد الطلب [ وهم ‪ :‬نخ مي مج جا هق ] يسقون على زمزم (‪ )96‬فقال ‪ :‬انزعوا‬
‫(‪ )97‬بن عبد الطلب فلول أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنعت معكم (‪)98‬‬
‫‪ - 108‬فناولوه دلوا فشرب منه ) ‪.‬‬

‫تام قصة عائشة‬

‫‪ [ - 109‬وقال جابر رضي ال عنها ‪ :‬وإن عائشة حاضت فنسكت الناسك كلها غي أنا ل تطف‬
‫بالبيت ‪ :‬خ حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 110‬قال ‪ :‬حت إذا طهرت طافت بالكعبة (‪ )99‬والصفا والروة ث قال ‪ :‬قد حللت من حجك‬
‫وعمرتك جيعا ‪ :‬م د ن هق حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 111‬قالت ‪ :‬يا رسول ال أتنطلقون بج وعمرة وأنطلق بج ؟ ‪ :‬خ حم ] (‪ [ )100‬قال ‪ :‬إن‬
‫لك مثل ما لم ‪ :‬حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 112‬فقالت ‪ :‬إن أجد ف نفسي أن ل أطف بالبيت حت حججت ‪ :‬م د ن طح هق حم ] ‪.‬‬

‫" أهل المهاجرون والنصار وأزواج النبي صلى ال عليه وسلم في حجة الوداع فلما قدمنا مكة قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬اجعلوا إهللكم بالحج عمرة إل من قلد الهدي " ‪ .‬طفنا بالبيت وبالصفا والمروة وأتينا النساء ولبسنا الثياب وقال ‪" :‬‬
‫من قلد الهدي فإنه ل يحل له حتى يبلغ الهدي محله ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا‬
‫بالبيت وبالصفا والمروة فقد تم حجنا وعلينا الهدي ‪ " . . .‬الحديث ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري تعليقا مجزوما ورواه مسلم خارج صحيحه موصول وكذا السماعيلي في مستخرجه ومن طريقه البيهقي في‬
‫سننه ( ‪ ) 23 / 5‬وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح ‪.‬‬
‫فهذا كله يؤكد بطلن دعوى الدراج في حديث عائشة رضي ال عنها ويؤيد أنها حفظت ما لم يحفظ جابر رضي ال عنه ويدل‬
‫على أن التمتع ل بد له من الطواف مرة أخرى بين الصفا والمروة وفي حديث ابن عباس فائدة أخرى هامة جدا وهي أن من فعل‬
‫ذلك فقد تم حجه ومفهومه أن من لم يفعل ذلك لم يتم حجه فهذا إن لم يدل على أنه ركن فل أقل من أن يدل على الوجوب فكيف‬
‫الستحباب ؟‬
‫وأما تأييد شيخ السلم ما ذهب إليه من عدم المشروعية بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬دخلت العمرة ‪ " . . .‬فل يخفى ضعفه‬
‫بعد ما ثبت المر به من النبي صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 95‬كذا قاله جابر وقال ابن عمر إنه صلى ال عليه وسلم الظهر بمنى كما في " الصحيحين " واختلفوا في الترجيح وذهب‬
‫بعضهم إلى الجمع بين القولين ولكن النفس لم تطمئن لشيء من ذلك فراجع " شرح مسلم " للنووي ‪ " .‬وزاد المعاد " " ونيل‬
‫الوطار " ‪.‬‬
‫تتمة ‪ :‬ثم رجع إلى منى فمكث بها أيام التشريق يرمي في كل يوم الجمرات الثلث على الترتيب المتقدم عن النووي ‪.‬‬
‫‪ - 96‬معناه يغرقون بالدلء ويصبونه في الحياض ونحوها ويسبلونه للناس ‪.‬‬
‫‪ - 97‬أي استقوا بالدلء وانزعوها بالرشاء ‪.‬‬
‫‪ - 98‬معناه ‪ :‬لول خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحموا عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الستقاء لستقيت‬
‫معكم لكثرة فضيلة هذا الستقاء ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 99‬أي طواف الفاضة والصدر ‪ .‬قال الحافظ ( ‪: ) 480 / 3‬‬
‫" واتفقت الروايات كلها على أنها طافت طواف الفاضة من يوم النحر " ‪.‬‬
‫‪ - 100‬وفي حديث آخر ‪ :‬قالت ‪ :‬أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر ‪ .‬أخرجه مسلم من حديثها ‪.‬‬
‫‪ [ - 113‬قال ‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم وجل سهل إذا هويت الشيء تابعها عليه ‪:‬‬
‫م هق ] (‪. )101‬‬
‫‪ [ - 114‬قال ‪ :‬فاذهب با يا عبد الرحن فأعمرها من التنعيم ‪.‬‬
‫‪ [ - 115‬فاعتمرت بعد الج ‪ :‬خ حم ] [ ث أقبلت ‪ :‬حم ] وذلك ليلة الصبة ‪ :‬م ط هق حم ]‬
‫(‪. )102‬‬
‫‪ [ - 116‬وقال جابر ‪ :‬طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبيت ف حجة الوداع (‪ )103‬على‬
‫راحلته يستلم الجر بحجنه لن يراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه ‪ :‬م د حم ] ‪.‬‬
‫‪ [ - 117‬وقال (‪ : )104‬رفعت امرأة صبيا لا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ألذا حج ؟ قال ‪ :‬نعم ولك أجر ‪ :‬ت مج هق ] (‪. )105‬‬

‫وهذا آخر ما وقفت عليه من ( حجة النب صلى ال عليه وسلم ) برواية جابر رضي ال عنه‬
‫والمد ل على توفيقه وأسأله الزيد من فضله وقد رأيت أن أختم الكتاب بعرض خلصة ما ورد فيه‬
‫من مناسك الج خاصة الت يهم كل حاج معرفتها والوقوف عليها من قرب وذلك بناء على اقتراح‬
‫بعض الخوان جزاه ال خيا ‪.‬‬

‫‪ - 101‬معناه ‪ :‬إذا هويت شيئا ل نقص فيه في الدين ‪ -‬مثل طلبها العتمار وغيره ‪ .‬أجابها إليه ‪ .‬وفيه حسن معاشرة الزواج قال‬
‫تعالى ‪ ( :‬وعاشروهن بالمعروف ) ل سيما فيما كان من باب الطاعة ‪ .‬نووي ‪.‬‬
‫‪ - 102‬بفتح الحاء وإسكان الصاد المهملة وهي التي بعد أيام التشريق وسميت بذلك لنهم نفروا من منى فنزلوا في المحصب‬
‫وباتوا به ‪ .‬نووي ‪ .‬والمحصب هو الشعب الذي مخرجه إلى البطح بين مكة ومنى ‪ .‬كما في النهاية ‪.‬‬
‫وأعلم جابر رضي ال عنه مع حسن سياقه لحجة النبي صلى ال عليه وسلم لم يذكر طوافه صلى ال عليه وسلم للوداع فيما‬
‫وفقنا عليه من الروايات عنه ‪ .‬وقد ذكرت ذلك السيدة عائشة رضي ال عنها في قصتها هذه فقالت في آخرها ‪ " :‬فجئنا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وهو في منزله من جوف الليل فقال ‪ :‬هل فرغت ؟ قلت ‪ :‬نعم فآذن في أصحابه بالرحيل فخرج فمر‬
‫بالبيت فطاف به قبل صلة الصبح ثم خرج إلى المدينة " أخرجه البخاري ومسلم والسياق له وأبو داود ‪ .‬ولم يرمل صلى ال‬
‫عليه وسلم طوافه هذا ول في طواف الصدر كما أفاده حديث عمر في الصحيحين ‪.‬‬
‫‪ - 103‬ليس في الحديث كما ترى تعيين هذا الطواف وقد سبق أن طواف القدوم كان صلى ال عليه وسلم ماشيا فهذا محمول ‪-‬‬
‫ضرورة الجمع ‪ -‬إما على طواف الفاضة وإما على طواف الوداع وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ - 104‬جاء هذا الحديث عن ابن عباس أيضا وفي بعض طرقه التصريح بأن السؤال وقع في رجوعه من مكة إلى المدينة في‬
‫موضع اسمه الروحاء ولذلك أوردته ههنا ‪.‬‬
‫‪ - 105‬أي بسبب حملها وتجنبها إياه ما يجتنبه المحرم وفعل ما يفعله المحرم ‪ .‬قال النووي ‪ :‬فيه حجة للشافعي ومالك وأحمد‬
‫وجماهير العلماء أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان ل يجزيه عن حجة السلم بل يقع تطوعا إجماعا قال إل فرقة‬
‫شذت فقالت ‪ :‬يجزيه ‪ .‬ولم يلتفت العلماء لقولها ‪ .‬وقال أبو حنيفة ل يصح حجه قال أصحابه ‪ :‬وإنما فعلوه تمرينا له ليعتاده‬
‫فيفعله ‪.‬‬
‫قال النووي ‪ :‬وهذا الحديث يرد عليهم ‪.‬‬
‫وإتاما للفائدة فإن سأضم إل ذلك الناسك الخرى الت مضى التنبيه عليها ف التعليق لتكون‬
‫خلصة جامعة إن شاء ال تعال ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الحرام ف إزار ورداء (‪. )106‬‬
‫‪ - 2‬لبسهما والتطيب قبله ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحرام من اليقات ‪.‬‬
‫‪ - 4‬إحرام النفساء والائض بعد اللغتسال ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الحرام بج وعمرة (‪. )107‬‬
‫‪ - 6‬الج راكبا ‪.‬‬
‫‪ - 7‬الج بالنساء والصبيان ‪.‬‬
‫‪ - 8‬التلبية بتلبية النب صلى ال عليه وسلم ورف الصوت با ‪.‬‬
‫‪ - 9‬فسخ الج من نواه مفردا أو قرن إليه عمرة ول يسق الدي ‪.‬‬
‫‪ - 10‬طواف القدوم سبعة أشواط‬
‫‪ - 11‬الضطباع فيها‬
‫‪ - 12‬الرمل ف الثلثة الول منه ‪.‬‬
‫‪ - 13‬التكبي عند الجر ‪.‬‬
‫‪ - 14‬تقبيل الجر ‪ .‬أو ستلم الركن اليمان ف كل شوط ‪.‬‬
‫‪ - 15‬صلة ركعتي بعد الفراغ من الشواط ‪.‬‬
‫‪ - 16‬القراءة فيها ب ( قل يا ) و( قل هو ) ‪.‬‬
‫‪ - 17‬صلتما خلف القام ‪.‬‬
‫‪ - 18‬الشرب من زمزم والصب منها على الرأس ‪.‬‬
‫‪ - 19‬العود إل استلم الجر السود ‪.‬‬
‫‪ - 20‬الوقوف على الصفا مستقبل القبلة ‪.‬‬
‫‪ - 106‬قال شيخ السلم في مناسك الحج ‪ " :‬والسنة أن يحرم في إزار ورداء سواء كانا مخيطين أو غير مخيطين باتفاق الئمة "‬
‫قال صديقنا مدرس المسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن الفريقي رحمه ال في كتابه " توضيح الحج والعمرة " ( ص ‪" : ) 44‬‬
‫ومعنى مخيطين أن تكون في الرداء والزار خياطة عرضا أو طول وقد غلط في هذا كثير من العوام يظنون أن المخيط الممنوع‬
‫هو كل ثوب خيط سواء على صورة عضو النسان أم ل بل كونه مخيطا مطلقا وهذا ليس بصحيح بل المراد بالمخيط الذي نهى‬
‫عن ليسه هو ما كان على صورة عضو النسان كالقميص والفنيلة والجبة والصدرية والسراويل وكل ما على صفة النسان‬
‫محيط بأعضائه ل يجوز للمحرم لبسه ولو بنسج وأما الرداء الموصل لقصره أو لضيقه أو خيط لوجود الشق فيه فهذا جائز " ‪.‬‬
‫‪ - 107‬قال شيخ السلم في " المناسك " ‪ " :‬ويستحب أن يحرم عقب صلة إما فرض وإما تطوع إن كان وقت تطوع في أحد‬
‫القولين وفي الخر إن كان يصلي فرضا أحرم عقبه ‪ .‬وإل فليس للحرام صلة تخصه هذا أرجح ‪.‬‬
‫‪ - 21‬ذكر ال عليها وتوحيده وتكبيه وتميده وتليله ثلثا ‪.‬‬
‫‪ - 22‬الشي بينها وبي الروة سبعا ‪.‬‬
‫‪ - 23‬السعي بينهما ف بطن الوادي ف كل شوط ‪.‬‬
‫‪ - 24‬الوقوف على الروة ‪.‬‬
‫‪ - 25‬الذكر عليها كما فعل على الصفا ‪.‬‬
‫‪ - 26‬ختم السعي على الروة ‪.‬‬
‫‪ - 27‬التحلل من الحرام من التمتع أو القران الذي ل يسق الدي بقص الشعر ولبس الثياب‬
‫وغي ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 28‬تلل التمتع بقص الشعر ل اللق ‪.‬‬
‫‪ - 29‬الهلل بالج يوم التروية ‪.‬‬
‫‪ - 30‬الذهاب إل من والبيات فيها ‪.‬‬
‫‪ - 31‬أداء صلة الظهر وبقية الصلوات المس با ‪.‬‬
‫‪ - 32‬التوجه منها بعد طلوع شس يوم عرفة إل عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 33‬النول بنمرة عند عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 34‬المع بي الظهر والعصر عندها جع تقدي ‪.‬‬
‫‪ - 35‬الوقوف على عرفة مفطرا ‪.‬‬
‫‪ - 36‬الطبة ف عرفة ‪.‬‬
‫‪ - 37‬استقبال القبلة رافعا يديه يدعو على عرفة ‪.‬‬
‫‪ - 38‬التلبية على عرفة ‪.‬‬
‫‪ - 39‬الفاضة من عرفة بعد الغروب وعليه السكينة ‪.‬‬
‫‪ - 40‬المع بي الغرب والعشاء جع تأخي ف الزدلفة ‪.‬‬
‫‪ - 41‬الذان فيه بإقامتي ‪.‬‬
‫‪ - 42‬ترك السنة بي الصلتي ‪.‬‬
‫‪ - 43‬البيات با بدون إحياء الليل ‪.‬‬
‫‪ - 44‬صلة الفجر حي تبي الفجر ‪.‬‬
‫‪ - 45‬الوقوف على الشعر الرام منها مستقبل القبلة داعيا حامدا مكبا مهلل حت السفار جدا ‪.‬‬
‫‪ - 46‬الدفع منها قبل أن تطلع الشمس ‪.‬‬
‫‪ - 47‬السراع قليل ف بطن مسر ‪.‬‬
‫‪ - 48‬الذهاب إل المرة من طريق أخرى غي طريق الذهاب إل عرفات ‪.‬‬
‫‪ - 49‬رمي المرة الكبى يوم النحر من بطن الوادي بسبع حصيات ضحى ‪.‬‬
‫‪ - 50‬الرمي بصى الذف ‪.‬‬
‫‪ - 51‬جواز رميها بعد الزوال ‪.‬‬
‫‪ - 52‬الرمي من بطن الوادي ‪.‬‬
‫‪ - 53‬التكبي مع كل حصاة ‪.‬‬
‫‪ - 54‬قطع التلبية عند رمي المرة ‪.‬‬
‫‪ - 55‬التحلل الل الصغر بالرمي ‪.‬‬
‫‪ - 56‬الرمي ف أيان التشريق بعد الزوال ‪.‬‬
‫‪ - 57‬نر القارن والتمتع للهدي فمن ل يد صام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجع ‪.‬‬
‫‪ - 58‬نر البعي وكذلك البقرة عن سبعة ‪.‬‬
‫‪ - 59‬النحر ف من ومكة ‪.‬‬
‫‪ - 60‬الكل من الدي ‪.‬‬
‫‪ - 61‬التطيب بعد الرمي ‪.‬‬
‫‪ - 62‬اللق ‪.‬‬
‫‪ - 63‬البدء بيمي الحلوق ‪.‬‬
‫‪ - 64‬الطبة يوم النحر ‪.‬‬
‫‪ - 65‬الفاضة لطواف الصدر بدون رمل ‪.‬‬
‫‪ - 66‬سعي التمتع بعد طواف الفاضة خلفا للقاررن ‪.‬‬
‫‪ - 67‬ترتيب الناسك يوم النحر ‪.‬‬
‫‪ - 68‬الحلل بعده الل كله ‪.‬‬
‫‪ - 69‬الشرب من زمزم عقب الفراغ من الطواف ‪.‬‬
‫‪ - 70‬الرجوع إل من ومكث فيها أيام التشريق الثلثة ‪.‬‬
‫‪ - 71‬رمي المرات الثلث ف كل يوم منها بعد الزوال ‪.‬‬
‫‪ - 72‬الطواف للوداع بدون رمل ‪.‬‬

‫وبذا ينتهي الكتاب ‪ .‬وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي ‪.‬‬


‫وقد رأيت أن ألق بالكتاب من هذه الطبعة ذيل أسرد فيه بدع الج وزيارة الدينة النورة وبيت‬
‫القدس لن كثيا من الناس ل يعرفونا فيقعون فيها فأحببت أن أزيدهم نصحا ببيانا والتحذير منها‬
‫‪ .‬ذلك لن العمل ل يقبله ال تبارك وتعال إل إذا توفر فيه شرطان اثنان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يكون خالصا لوجهه عز وجل ‪.‬‬
‫والخر ‪ :‬أن يكون صالا ‪ .‬ول يكون صالا إل إذا كان موافقا للسنة غي مالف لا ومن القرر‬
‫عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة ل يشرعها لنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بقوله ول يتقرب هو با إل ال بفعله فهي مالفة لسنته لن السنة على قسمي ‪:‬‬
‫سنة فعلية وسنة تركية فما تركه صلى ال عليه وسلم من تلك العبادات فمن السنة تركها أل ترى‬
‫مثل أن الذان للعيدين ولدفن اليت مع كونه ذكرا وتعظيما ل عز وجل ل يز التقرب له إل ال عز‬
‫وجل وما ذلك إل لكونه سنة تركها رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد فهم هذا العن أصحابه‬
‫صلى ال عليه وسلم فكثر عنهم التحذير من البدع تذيرا عاما كما هو مذكور ف موضعه حت قال‬
‫حذيفة بن اليمان رضي ال عنه ‪ ( :‬كل عبادة ل يتعبدها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فل تعبدوها ) ‪ .‬وقال ابن مسعود رضي ال عنه ‪ ( :‬اتبعوا ول تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالمر‬
‫العتيق ) ‪.‬‬
‫فهنيئا لن وفقه ال ف عبادته لتباع سنة نبيه صلى ال عليه وسلم ول يالطها ببدعة إذا فليبشر‬
‫بتقبل ال عز وجل لطاعته وإدخاله إياه ف جنته ‪ .‬جعلنا ال من الذين يستمعون القول فيتبعون‬
‫أحسنه ‪.‬‬
‫واعلم أن البدع الت ستمر بك على نوعي ‪ :‬بدع وجدت أنا من نص على بدعيتها من أهل العلم‬
‫ف كتبهم فهذا العلمة عليه عزوها إليهم ‪ .‬وهذا النوع من الكثر ‪ .‬والخر ‪ :‬بدع ل أجد من نص‬
‫على بدعيتها ولكن السنة أو القواعد العلمية الصولية تكم ببدعتها ‪ .‬فهذا الدليل عليه خلوه من‬
‫العزو ‪.‬‬
‫ومرجع هذه البدع أمور ‪ :‬الول أحاديث ضعيفة ل يوز الحتجاج با ول نسبتها إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ومثل هذا ل يوز العمل به عندنا على ما بينته ف مقدمة ( صفة صلة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ) وهو مذهب جاعة من أهل العلم كابن تيمية وغيه ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أحاديث موضوعة أو ل أصل لا خفي أمرها على بعض الفقهاء خاصة التأخرين منهم ل‬
‫يدعموها بأي دليل شرعي بل ساقوها مساق المور السلمات حت صارت سننا تتبع ول يفى على‬
‫التبصر ف دينه أن ذلك ما ل يسوغ اتباعه إذ ل شرع إل ما شرعه ال تعال وحسب الستحسن ‪-‬‬
‫إن كان متهدا ‪ -‬أن يوز له هو العمل با استحسنه وأن ل يؤاخذه ال به أما أن يتخذ الناس ذلك‬
‫شريعة وسنة فل ث ل ‪ .‬فكيف وبعضها مالف للسنة العملية كما سيأت التنبيه عليه إن شاء ال تعال‬
‫‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬عادات وخرافات ل يدل عليها الشرع ول يشهد لا عقل وإن عمل با بعض الهال‬
‫واتذوها شرعة لم ول يعمدوا من يؤيدهم ولو ف بعض ذلك من يدعي العلم ويتزي بزيهم ‪.‬‬
‫ث ليعلم أن هذه البدع ليست خطورتا ف نسبة واحدة بل هي على درجات بعضها شرك وكفر‬
‫صريح كما سترى وبعضها دون ذلك ولكن يب أن نعلم أن أصغر بدعة يأت الرجل با ف الدين‬
‫هي مرمة بعد تبي كونا بدعة فليس ف البدع ‪ -‬كما يتوهم البعض ‪ -‬ما هو رتبة الكروه فقط‬
‫كيف ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( كل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار ) أي صاحبها ‪ .‬وقد حقق هذا أت تقيق المام‬
‫الشاطب رحه ال ف كتابه العظيم ( العتصام ) ولذلك فأمر البدعة خطي جدا ل يزال أكثر الناس‬
‫ف غفلة عنه ول يعرف ذلك إل طائفة من أهل العلم وحسبك دليل على خطورة البدعة قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( صحيح ) ( إن ال حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حت يدع بدعته ) رواه الطبان والضياء‬
‫القدسي ف ( الحاديث الختارة ) وغيها بسند صحيح وحسنه النذري ‪.‬‬
‫وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إل القراء من إمام كبي من علماء السلمي الولي هو الشيخ‬
‫حسن بن علي البباري من أصحاب أصحاب المام أحد رحه ال التوف سنة ( ‪ ) 329‬قال رحه‬
‫ال تعال ‪:‬‬
‫( واحذر صغار الحدثات فإن صغار البدع تعود حت تصي كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت ف‬
‫هذه المة كان أولا صغيا يشبه الق فاغتر بذلك من دخل فيها ث ل يستطع الخرج منها فعظمت‬
‫وصارت دينا يدان به فانظر رحك ال كل من سعت كلمه من أهل زمانك خاصة فل تعجلن ول‬
‫تدخلن ف شيء منه حت تسأل وتنظر ‪ :‬هل تكلم فيه أحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أو‬
‫أحد من العلماء فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ول تاوزه لشيء ول تتر عليه شيئا فتسقط ف‬
‫النار ‪.‬‬
‫واعلم رحك ال أنه ل يتم إسلم عبد حت يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء‬
‫من أمر السلم ل يكفونا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد كذبم وكفى بذا فرقة‬
‫وفطعن عليهم فهو مبتدع ضال مضل مدث ف السلم ما ليس فيه ) (‪. )108‬‬

‫رحم ال المام مالك حيث قال ‪:‬‬


‫( ل يصلح آخر هذه المة إل با صلح به أولا فما ل يكن يومئذ دينا ل يكون اليوم دينا ) ‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا القائل ‪:‬‬
‫( ما تركت شيئا يقربكم إل ال إل وقد أمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن ال ويقربكم إل‬
‫النار إل وقد نيتكم عنه ) ‪.‬‬
‫والمد ل الذي بنعمته تتم الصالات ‪.‬‬

‫بدع ما قبل الحرام‬


‫‪ - 1‬المساك عن السفر ف شهر صفر وترك ابتداء العمال فيه من النكاح والدخول وغيه (‪)109‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 2‬ترك السفر ف ماق الشهر وإذا كان القمر ف العقرب (‪. )110‬‬
‫‪ - 3‬ترك تنظيف البيت وكنسه عقب سفر السافر ‪.‬‬
‫( الدخل لبن الاج ) ( ‪. ) 2/67‬‬
‫‪ - 4‬صلة ركعتي حي خروج إل الج يقرأ ف الول بعد الفاتة ( قل ياأيها الكافرون ) وف الثانية‬
‫( الخلص ) فإذا فرغ قال ‪ ( :‬اللهم بك انتشرت وإليك توجهت ‪ ) . . .‬ويقرأ آية الكرسي سورة‬
‫الخلص والعوذتي وغي ذلك ما جاء ف بعض الكتب مثل ( إحياء الغزال ) و( الفتاوى الندية )‬
‫وشرعة السلم ) وغيها (‪. )111‬‬
‫‪ - 108‬طبقات الحنابلة لبن أبي يعلى ( ‪. ) 19 - 18 / 2‬‬
‫‪ - 109‬وحديث " من بشرني بخروج صفر بشرته بالجنة " موضوع كما في " الفتاوى الهندية " ( ‪ ) 330 / 5‬وكتب الموضوعات‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬وفيه حديث ل يصح كما في " تذكرة الموضوعات " ص ( ‪. ) 122‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ - 111‬وحديث ‪ " :‬ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا " ضعيف السناد بينته في " سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة " رقم ‪ 372‬فل يصح التعبد به كما هو مقرر في الصول فقول النووي بعد أن بين ضعفه " فيسن له ذلك غير‬
‫مستقيم ‪ .‬ومثله حديث أنس قال ‪ " :‬لم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم سفرا إل قال ‪ :‬حين ينهض من جلوسه ‪ :‬اللهم بك‬
‫انتشرت ‪ " . . .‬الحديث ‪ .‬رواه ابن عدي والبيهقي ( ‪ ) 250 / 5‬وفيه عمر ‪ -‬ويقال عمرو بن مساور وهو منكر الحديث كما قال‬
‫البخاري وضعفه الخرون ‪.‬‬
‫‪ - 5‬صلة أربع ركعات (‪. )112‬‬
‫‪ - 6‬قراءة الريد للحج إذا خرج من منله آخر سورة ( آل عمران ) وآية الكرسي و( إنا أنزلناه )‬
‫و( أم الكتاب ) بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والخرة (‪. )113‬‬
‫‪ - 7‬الهر بالذكر والتكبي عند تشييع الاج وقدومهم ( الدخل ) ( ‪ ( ) 4/322‬ملة النار ) (‬
‫‪. ) 12/271‬‬
‫‪ - 8‬الذان عند توديعهم ‪.‬‬
‫‪ - 9‬الحمل والحتفال بكسوة الكعبة (‪. )114‬‬
‫( الدخل ) ( ‪ ( ) 4/213‬والبداع ف مضار البتداع ) ( ‪ ( ) 132 - 131‬تفسي النار ) (‬
‫‪. ) 10/358‬‬
‫‪ - 10‬توديع الاج من قبل بعض الدول بالوسيقى‬
‫‪ - 11‬السفر وحده أنسا بال كما يزعم بعض الصوفية‬
‫‪ - 12‬السفر من غي زاد التصحيح دعوى التوكل (‪)115‬‬
‫‪ ( 13‬السفر لزيارة قبور النبياء والصالي ) (‪. )116‬‬
‫( مموع الرسائل الكبى ) لشيخ السلم ابن تيمية ( ‪) 2/395‬‬
‫‪ ( 14‬عقد الرجل على الرأة التزوجة إذا عزمت على الج وليس معها مرم بعقد عليها ليكون‬
‫معها كمحرم ) (‪. )117‬‬
‫( السنن والبتدعات ) ( ‪. ) 109‬‬
‫‪ - 15‬أخذ الكس من الجاج القاصدين لداء فريضة الج ‪ ( .‬الحياء ) ( ‪. ) 1/236‬‬
‫‪ - 112‬والحديث الوارد فيها ضعيف أيضا رواه الخرائطي في " مكارم الخلق " عن أنس بلفظ ‪ " :‬ما استخلف في أهله خليفة‬
‫أحب إلى ال من أربع ركعات يصليهن العبد في بيته إذا شد عليه ثياب سفره " الحديث ‪ .‬قال العراقي ‪ :‬وهو ضعيف ‪.‬‬
‫‪ - 113‬وفي ذلك حديث مرفوع ولكنه باطل كما في " التذكرة " ( ‪. ) 123‬‬
‫‪ - 114‬وقد قضي على هذه البدعة والحمد ل منذ سنين ولكن ل يزال في مكانها البدعة التي بعدها ‪ .‬وفي الباجوري على ابن القاسم‬
‫( ‪: ) 41 / 1‬‬
‫" ويحرم التفرج على المحمل المعروف وكسوة مقام إبراهيم ونحوه " ‪.‬‬
‫‪ - 115‬استحب ذلك الغزالي في " الحياء " ( ‪ ) 249 / 3‬وقال في مكان آخر ( ‪ " : ) 229 / 4‬والسفر إلى البوادي من غير زاد‬
‫جائز وهو أعلى مقامات التوكل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا باطل إذ لو كان كما قال لكان أحق الناس به رسول ال صلى ال عليه وسلم ونحن نعلم يقينا أنه لم يفعل ذلك كيف‬
‫وهو صلى ال عليه وسلم قد تزود من هديه صلى ال عليه وسلم من مكة إلى المدينة ولست أدري كيف يزعم الغزالي ذلك وهو‬
‫حجة السلم وال عز وجل يقول ‪ ( :‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) وقد نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يحجون ول‬
‫يتزودون ويقولون نحن المتوكلون ‪ .‬رواه البخاري وغيره فما الذي صرف الغزالي عن هذه الحقيقة التي دل عليها الكتاب‬
‫والسنة ؟ أهو الجهل ؟ كل فإن هذا مما ل يخفى على مثله وإنما هو التصوف الذي يحمل صاحبه على الخروج عن الشرع بطريق‬
‫تأويل النصوص فهو في هذا وعلم الكلم سواء عصمنا ال بالسنة من كل من يخالفها ‪.‬‬
‫‪ - 116‬وأما الزيارة التي ليست سفر فهي مشروعة باتفاق العلماء ومنهم ابن تيمية وكل من يتهمه بإنكارها فهو جاهل أو مغرض ‪.‬‬
‫‪ - 117‬وهذا من أخبث البدع لما فيه من الحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما ل يخفى ‪.‬‬
‫‪ - 16‬صلة السافر ركعتي كلما نزل منل وقوله ‪ :‬اللهم أنزلن منل مباركا وأنت خي النلي ‪.‬‬
‫‪)118( . .‬‬
‫‪ - 17‬قراء السافر ف كل منل ينله سورة الخلص ( ‪ ) 11‬مرة وآية الكرسي مرة وآية ( وما‬
‫قدروا ال حق قدره ) مرة (‪. )118‬‬
‫‪ - 18‬الكل من فحاكل أرض يأتيها السافر (‪. )119‬‬
‫‪ ( 19‬قصد بقعة يرجو الي بقصدها ول تستحب الشريعة ذلك مثل الواضع الت يقال ‪ :‬إن فيها‬
‫أثر النب صلى ال عليه وسلم كما يقال ف صخرة بيت القدس ومسجد القدم قبلي دمشق وكذلك‬
‫مشاهد النباء والصالي ) ‪.‬‬
‫( اقتضاء الصراط الستقيم مالفة أصحاب الحيم ) ( ص ‪ 151‬و ‪. )120( ) 152‬‬
‫‪ ( 20‬شهر السلح عند قدوم تبوك ) ‪.‬‬
‫( الختيارات العلمية ) لشيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬

‫بدع الحرام والتلبية وغيها‬


‫‪ - 21‬اتاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة ف بعض الكتب (‪)121‬‬
‫‪ - 22‬الحرام قبل اليقات (‪)122‬‬
‫‪ - 118‬انظر " شرح شرعة السلم " ( ص ‪. ) 374 - 369‬‬
‫‪ - 181‬انظر " شرح شرعة السلم " ( ص ‪. ) 374 - 369‬‬
‫‪ - 119‬استحبه في " شرح الشرعة " ( ‪ ) 381‬والستحباب حكم شرعي ل بد له من دليل وقد احتج له بقوله ‪:‬‬
‫" وفي الحديث ‪ :‬من أكل فحا أرض لم يضره ماؤها ‪ .‬يعني البصل " ‪.‬‬
‫وهو حديث غريب ل نعرف له أصل إل في " النهاية " لبن الثير وكم فيه مما ل أصل له ‪.‬‬
‫‪ - 120‬وقد صح عن عمر رضي ال عنه أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكة فقال ‪ :‬ما هذا فقال ‪ :‬مسجد صلى فيه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬هكذا هلك أصحاب الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم فيها الصلة فليصل وإل‬
‫فل يصل ‪ .‬انظر كتابنا ‪ " :‬تحذير المساجد " ( ص ‪ ) 97‬ثم قابل ذلك بما في " الحياء " ( ‪ 235 / 1‬طبع الحلبي ) تر عجبا ‪.‬‬
‫‪ - 121‬فإن مثل هذه الشروط لم تأت في السنة ودين ال يسر إذ كل شرط ليس في كتاب ال فهو باطل ولو كان مائة شرط كما ثبت‬
‫في صحيح البخاري وكل الذي اشترطه صلى ال عليه وسلم في النقل أن ل يكون ساترا الكعبين وهما العظمان الناتئان عند‬
‫مفصل الساق المذكوران في آية الوضوء وذلك قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل يلبس المحرم الخفية إل أن ل يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين " متفق عليه ‪ .‬فيجزي من النعال مثل التي‬
‫تعرف في سوريا ب " الكندرة " أو " الصباط " ‪.‬‬
‫‪ - 122‬لنه خلف السنة ‪ .‬وأما حديث " من تمام الحج تحرم من دويرة أهلك " ‪ .‬فهو حديث منكر كما بينته في " سلسله الحاديث‬
‫الضعيفة " ( رقم ‪ ) 210‬على أنه قد روي ما يعارضه مرفوعا وموقوفا عن جماعة من الصحابة كعمر وعثمان رضي ال عنهما‬
‫كما ذكرت هناك وما أحسن ما روى الهروي وغيره عن ابن عيينة أنه قال ‪:‬‬
‫" سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال ‪ :‬يا أبا عبد ال من أين أحرم ؟ قال ‪ :‬من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال ‪ :‬إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر ؟ قال ل تفعل فإني أخشى عليك الفتنة فقال ‪ :‬وأي فتنة في هذه ؟‬
‫إنما هي أميال أريدها قال ‪ :‬وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ إني‬
‫سمعت ال يقول ‪ ( :‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ومن ذلك تعلم قيمة التفاق‬
‫المزعوم على جواز الحرام قبل الميقات المذكور في " شرح الهداية " ( ‪ ) 132 / 2‬وال المستعان ‪.‬‬
‫‪ ( 23‬الضطباع عند الحرام ) (‪. )123‬‬
‫( تلبيس إبليس ) لبن الوزي ( ص ‪. ) 154‬‬
‫‪ - 24‬التلفظ بالنية (‪. )124‬‬
‫‪ ( 25‬الج صامتا ل يتكلم ) ‪ ( .‬القتضاء ) ( ص ‪. ) 60‬‬
‫‪ ( 26‬التلبية جاعة ف صوت واحد ) ‪ ( .‬شرح الطريقة الحمدية ) للحاج رجب ( ‪ ) 1/115‬و(‬
‫الدخل ) لبن الاج ( ‪. ) 2/221‬‬
‫‪ ( 27‬التكبي والتهليل بدل التلبية ) ‪ ( .‬كن العمال ) عن ابن عباس ( ‪. ) 3/30‬‬
‫‪ - 28‬القول بعد التلبية ‪ :‬اللهم إن أريد الج فيسره ل وأعن على أداء فرضه وتقبله من اللهم‬
‫إن نويت أداء فريضتك ف الج فاجعلن من الذين استجابوا لك ‪. )125( ) . . .‬‬
‫‪ ( 29‬قصد الساجد الت بكة وما حولا غي السجد الرام كالسجد الذي تت الصفا وما ف‬
‫سفح أب قبيس ومسجد الولد ونو ذلك من الساجد الت بنيت على آثار من النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ) ‪.‬‬
‫( مموعة الرسائل الكبى ) (‪ )389 - 2/388‬و( تفسي سورة الخلص ) لبن تيمية (‪. )179‬‬
‫‪ ( 30‬قصد البال والبقاع الت حول مكة مثل جبل حراء والبل الذي عند من الذي يقال ‪ :‬إنه‬
‫كان فيه الفداء ونو ذلك ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪. ) 2/289‬‬
‫‪ ( 31‬قصد الصلة ف مساجد عائشة ب ( التنعيم ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪- 2/357‬‬
‫‪. ) 358‬‬
‫‪ ( 32‬التصليب أمام البيت ) ( القتضاء ) ( ‪. ) 101‬‬

‫‪ - 123‬قال ابن عابدين في " الحاشية " ( ‪: ) 215 / 2‬‬


‫" والمسنون الضطباع قبيل الطواف إلى انتهائه ل غير " ‪.‬‬
‫وكذا في " فتح القدير " ( ‪. ) 150 / 2‬‬
‫‪ - 124‬انظر التعليق ( رقم ‪. ) 9‬‬
‫‪ - 125‬ذكر الغزالي أن هذا مستحب وأما الباجوري فقال ( ‪ ) 329 / 1‬إنه يسن ‪ .‬ولعله يعني سنة المشايخ وإل فكل من له معرفة‬
‫بالسنة يعلم أنه مما ل أصل له ‪.‬‬
‫بدع الطواف‬
‫‪ ( 33‬الغسل للطواف ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪. ) 2/380‬‬
‫‪ - 34‬لبس الطائف الورب أو نوه لئل يطأ على ذرق المام وتغطية يديه لئل يس امرأة (‪. )126‬‬
‫‪ - 35‬صلة الحرم إذا دخل السجد الرام تية السجد (‪. )127‬‬
‫‪ ( 36‬وقوله نويت بطواف هذا السبوع كذا وكذا ) ‪ ( .‬زاد العاد ) ( ‪) 3/303 1/455‬‬
‫( الروضة الندية ) ( ‪. ) 1/261‬‬
‫‪ ( 37‬رفع اليدين عند استلم الجر كما يرفع للصلة ) ‪ ( .‬زاد العاد ) ( ‪ ) 1/303‬و( سفر‬
‫العادة ) للعلمة الفيوزآبادي ( ‪. )128( ) 70‬‬
‫‪ ( 38‬التصويت بتقبيل الج السود ) ‪ ( .‬الدخل ) ( ‪. ) 4/223‬‬
‫‪ - 39‬الزاحة على تقبيله ومسابقة المام بالتسليم ف الصلة لتقبيله‬
‫‪ ( 40‬تشمي نو ذيله عند استلم الجر أو الركن اليمان ) الاج رجب ف ( شرح الطريقة‬
‫الحمدية ) ( ‪. ) 1/122‬‬
‫‪ ( 41‬قولم عند استلم الجر ‪ :‬اللهم إيانا بك وتصديقا بكتابك ) ‪ ( .‬الدخل ) ( ‪) 4/225‬‬
‫(‪. )129‬‬
‫‪ - 42‬قولم عند استلم الجر ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من الكب والفاقة ومراتب الزي ف الدنيا‬
‫والخرة (‪. )130‬‬
‫‪ ( 43‬وضع اليمن على اليسرى حال الطواف ) ‪ ( .‬الصدر السابق ‪. ) 1/122 :‬‬
‫‪ - 44‬القول قبالة باب الكعبة ‪ :‬اللهم إن البيت بيتك والرم حرمك والمن أمنك وهذا مقام‬
‫العائذ بك من النار ‪ -‬مشيا إل مقام إبراهيم عليه السلم ‪.‬‬
‫‪ - 126‬قال شيخ السلم ابن تيمية في " المجموعة " ( ‪: ) 374 / 2‬‬
‫" من فعل ذلك فقد خالف السنة فإن النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه والتابعين ما زالوا يطوفون بالبيت وما زال الحمام في‬
‫مكة " ‪.‬‬
‫‪ - 127‬وإنما تحيته الطواف ثم الصلة خلف المقام كما تقدم عنه صلى ال عليه وسلم من فعله وانظر ‪ " :‬القواعد النورانية " لبن‬
‫تيمية ( ‪. ) 101‬‬
‫‪ - 128‬وذكر أنه ل يفعل ذلك إل الجهال مع أن ذلك مذهب الحنفية وقد احتج لهم في " الهداية " بحديث " ل ترفع اليدي إل في‬
‫سبع مواطن وذكر من جملتها استلم الحجر " ولكنه حديث ضعيف من جميع طرقه ومع ذلك فقد أشار ابن الهمام في " الفتح‬
‫" ( ‪ ) 153 148 / 2‬إلى أنه ل أصل لذكر الحجر فيه ‪ .‬وكأنه أخذ من الزيلعي في " نصب الراية " ( ‪ ) 38 / 2‬وفيه نظر ليس‬
‫هذا محل بيانه ‪.‬‬
‫‪ - 129‬وفي " المؤونة " ( ‪ ) 124 / 2‬أن المام مالك أنكر قول الناس إذا حاذوا الحجر السود ‪ :‬إيمانا بك ‪ . . .‬وقد روي ذلك عن‬
‫علي وابن عمر موقوفا بسندين ضعيفين ول تغتر بقول الهيثمي في حديث ابن عمر ‪ " :‬ورجاله رجال الصحيح " فإنه قد التبس‬
‫عليه راو بآخر كما قد بينته في " السلسلة " ‪.‬‬
‫‪ - 130‬والحديث الوارد فيه ذكره السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص ‪ ) 122‬وقال " وفيه نهشل كذاب " ‪.‬‬
‫‪ - 45‬الدعاء عند الركن العراقي ‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء‬
‫الخلق وسوء النقلب ف الهل والال والولد ‪.‬‬
‫‪ - 46‬الدعاء تت اليزاب ‪ :‬اللهم أظلن ف ظلك يوم ل ظل إل ظلك واسقن بكأس سيدنا ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم شربة هنيئة مريئة ل أظمأ بعدها أبدا ‪ .‬يا ذا اللل والكرام ‪.‬‬
‫‪ - 47‬الدعاء ف الرمل ‪ :‬اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا ومغفورا وسعيا مشكورا وتارة لن تبور يا‬
‫عزيز يا غفور (‪. )131‬‬
‫‪ - 48‬ف الشواط الربعة الباقية ‪ :‬رب اغفر وارحم وتاوز عما تعلم إنك أنت العز الكرم‬
‫(‪. )132‬‬
‫‪ ( 49‬تقبيل الركن اليمان ) ‪ ( .‬الدخل ) ( ‪. ) 4/224‬‬
‫‪ ( 50‬تقبيل الركني الشاميي والقام واستلمهما ) ‪ ( .‬القتضاء ) ( ‪ ) 204‬و( مموعة الرسائل )‬
‫( ‪ ) 2/371‬و( الختيارات العلمية ) لبن تيمية ( ص ‪. ) 69‬‬
‫‪ ( 51‬التمسح بيطان الكعبة والقام ) ‪ ( .‬تفسي سورة الخلص ) ( ‪ ) 177‬و( إغاثة اللهفان ) (‬
‫‪ ) 1/212‬و( السنن والبتدعات ) ( ‪. ) 113‬‬
‫‪ ( 52‬العروة الوثقى وهو موضع عال من جدار البيت القابل لباب البيت تزعم العامة أن من ناله‬
‫بيده فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ‪ ( .‬الباعث على إنكار البدع والوادث ) لب شامة ( ص ‪69‬‬
‫) (‪ )133‬و( فتح القدير ) لبن المام ( ‪ ) 183 - 2/182‬و( البتداع ) ( ‪. ) 165‬‬

‫‪ ( 53‬مسمار ف وسط البيت سوه سرة الدنيا يكشف أحدهم عن سرته وينبطح با على ذلك‬
‫الوضع حت يكون واضعا سرته على سرة الدنيا ) (‪. )134‬‬
‫( الصادر السابقة ) ‪.‬‬
‫‪ - 54‬قصد الطواف تت الطر بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه (‪. )135‬‬

‫‪ - 131‬وأورده الرافعي حديثا مرفوعا إلى النبي صلى ال عليه وسلم ول أصل له كما أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في " التلخيص "‬
‫( ص ‪ " : ) 214‬لم أجد " ‪.‬‬
‫‪ - 132‬قال شيخ السلم في منسكه ( ص ‪: ) 372‬‬
‫" ويستحب له في الطواف أن يذكر ال تعالى ويدعوه بما يشرع وإن قرأ القرآن سرا فل بأس به وليس فيه ذكر محدود عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ل بأمره ول بقوله ول بتعليمه بل يدعو فيه بسائر الدعية الشرعية وما يذكره كثير من الناس من‬
‫دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فل أصل له وكان النبي صلى ال عليه وسلم يختم طوافه بين الركنين بقوله ‪ ( :‬ربنا آتنا في‬
‫الدنيا حسنة في الخرة حسنة وقنا عذاب النار ) كما كان يختم سائر أدعيته بذلك وليس في ذلك ذكر واجب باتفاق الئمة " ‪.‬‬
‫‪ - 133‬وقال ‪ " :‬ويقاسون للوصول إليها شدة وعناء ويركب فعضهم فوق بعض وربما صعدت النثى فوق الذكر " ‪.‬‬
‫‪ - 134‬وصف ابن الهمام هذه البدعة والتي قبلها بأنها بدعة باطلة ل أصل لها وبأنها فعل من ل عقل له فضل عن علم ‪.‬‬
‫‪ - 135‬وأما حديث " من طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنبه " فل أصل له كما قال البخاري وغيره ‪.‬‬
‫‪ - 55‬التبك بالطر النازل من ميزاب الرحة من الكعبة ‪.‬‬
‫‪ ( 56‬ترك الطواف بالثوب القذر ) ‪ ( .‬القتضاء ) لبن تيمية ( ‪. ) 60‬‬
‫‪ - 57‬إفراغ الاج سؤرة من ماء زمزم ف البئر وقوله ‪ :‬اللهم إن أسألك رزقا واسعا وعلما نافعا‬
‫وشفاء من كل داء ‪. . .‬‬
‫‪ - 58‬اغتسال البعض من زمزم (‪. )136‬‬
‫‪ ( 59‬اهتمامهم بزمزمة لاهم وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل با البكة ) ‪ ( .‬السنن‬
‫والبتدعات ) ( ‪. ) 113‬‬
‫‪ - 60‬ما ذكر ف بعض كتب الفقه أنه يتنفس ف شرب زمزم مرات ويرفع بصره ف كل مرة وينظر‬
‫إل البيت (‪. )137‬‬
‫بعد السعي بي الصفا والروة‬
‫‪ - 61‬الوضوء لجل الشي بي الصفا والروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون‬
‫ألف درجة (‪. )138‬‬
‫‪ ( 62‬الصعود على الصفا حت يلصق بالدار ) ‪ ( .‬حاشية ابن عابدين ) ( ‪. ) 2/234‬‬
‫‪ - 63‬الدعاء ف هبوطه من الصفا ‪ :‬اللهم استعملن بسنة نبيك وتوفن على ملته وأعذن من‬
‫مضلت الفت برحتك يا أرحم الراحي (‪. )139‬‬
‫‪ - 64‬القول ف السعي ‪ :‬رب اغفر وارحم وتاوز عما تعلم إنك أنت العز الكرم اللهم اجعله‬
‫حجا مبورا وأو عمرة مبورة وذنبا مغفورة ال أكب ثلثا ول المد ال أكب على ما هدانا والمد‬
‫ل على ما أولنا ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد وهو على كل شيء قدير ل إله‬
‫إل ال وحده ‪ . . .‬إل قوله ‪ :‬ولو كره الكافرون (‪. )140‬‬
‫‪ - 65‬السعي أربع عشرة شوطا بيث يتم على الصفا (‪. )141‬‬
‫‪ ( 66‬تكرار السعي ف الج أو العمرة ) ‪ ( .‬شرح النووي على مسلم ) ( ‪. ) 9/25‬‬
‫‪ - 136‬قال ابن تيمية في " منسكه " ( ص ‪: ) 388‬‬
‫" ويستحب أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه ويدعو عند شربه بما شاء من الدعية ول يستحب الغتسال منها " ‪.‬‬
‫‪ - 137‬وهذه البدعة أصبحت اليوم غير ممكنة والحمد ل ذلك أن القبة التي كانت على زمزم قد هدمت وسويت بالرض للتوسع‬
‫على المصلين ونزل بغرفة البئر إلى ما تحت أرض المسجد بحيث ل يمكن رؤية البيت منها ‪.‬‬
‫‪ - 138‬والحديث الوارد في ذلك موضوع أورده السيوطي وغيره في " الموضوعات " فراجع " الذيل " ( ص ‪ ) 122‬و" التذكرة‬
‫" ( ص ‪. ) 74‬‬
‫‪ - 139‬روي بعضه عن ابن عمر أنه كان يقوله عند الصفا ‪ .‬أخرجه البيهقي بسند ضعيف ‪.‬‬
‫‪ - 140‬صح منه موقوفا على ابن مسعود وابن عمر ‪ :‬رب اغفر وارحم وأنت العز الكرم ‪ .‬رواه البيهقي ‪ .‬وروي مرفوعا ولم‬
‫يصح ‪.‬‬
‫‪ - 141‬والسنة سبعة أشواط والختم على المروة كما سبق فقرة ( ‪. ) 33‬‬
‫‪ ( 67‬صلة ركعتي بعد الفراغ من السعي ) (‪. )142‬‬
‫( الباعث على إنكار البدع ) و( القواعد النورانية ) لشيخ السلم ابن تيمية ( ‪. ) 101‬‬
‫‪ - 68‬استمرارهم ف السعي بي الصفا والروة وقد أقيمت الصلة حت تفوتم صلة الماعة ‪.‬‬
‫‪ - 69‬التزام دعاء معي إذا أتى من كالذي ف ( الحياء ) ‪ ( :‬اللهم هذه من فامنن علي با مننت‬
‫على أوليائك وأهل طاعتك ) وإذا خرج منها ‪ ( :‬اللهم اجعلها خي غدوة غدوتا قط ‪ ) . . .‬إل ‪.‬‬

‫بدع عرفة‬
‫‪ - 70‬الوقوف على جبل عرفة ف اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطا خشية الغلط ف اللل‬
‫(‪. )143‬‬
‫‪ ( 71‬إيقاد الشمع الكثي ليلة عرفة بن ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪) 379 378 2/377‬‬
‫‪ .‬والبجيمي ف ( حاشيته ) ( ‪. ) 2/211‬‬
‫‪ - 72‬الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة ‪ :‬سبحان الذي ف السماء عرشه سبحان الذي ف‬
‫الرض موطئه سبحان الذي ف البحر سبيله ‪ . . .‬إل (‪. )144‬‬
‫‪ ( 73‬رحيلهم ف اليوم الثامن من مكة إل عرفة رحلة واحدة ) ‪ ( .‬الباعث على إنكار البدع ) (‬
‫‪. )145( ) 70 - 69‬‬
‫‪ ( 74‬الرحيل من من إل عرفة ليل ) (‪. )146‬‬
‫( الدخل ) ( ‪. ) 4/227‬‬
‫‪ - 142‬ذهب إلى استحبابهما غير واحد قياسا على ركعتي الطواف وقال ابن الهمام في " الفتح " ( ‪: ) 157 - 156 / 2‬‬
‫" ول حاجة إلى هذا القياس إذ فيه نص وهو ما روى المطلب بن أبي وداعة قال ‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم حين‬
‫فرغ من سعيه جاء ‪ . .‬فصلى ركعتين في حاشية المطاف وليس بينه وبين الطائفين أحد ‪ .‬رواه أحمد وابن ماجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا وهم عجيب من مثل هذا العالم النحرير فقد تحرف عليه لفظ " سعيه " والصواب " سبعة " كما في ابن ماجه رقم (‬
‫‪ ) 2958‬وهو في المسند بلفظ " أسبوعه " وفي رواية أخرى له " طاف بالبيت سبها ثم صلى ركعتين بحذائه ‪ " . . .‬على أن‬
‫الحديث من أصله ل يصح من قبل إسناده فإن فيه اضطرابا وجهالة كما بينته في " سلسلة الحاديث الضعيفة " رقم ( ‪) 932‬‬
‫كما سبق التنبيه عنه ( ص ‪ ) 23‬وانظر التعليق ( ‪. ) 173‬‬
‫‪ - 143‬استحسن ذلك في " الحياء " وقال ‪ :‬وهو الحزم ‪.‬‬
‫وهذا شيء عجيب من مثل هذا الفقيه إذ لو كان حقا حسنا لفعله النبي صلى ال عليه وسلم وهو أتقى الناس ‪ .‬قال شيخ السلم‬
‫في " المجموعة " ( ‪: ) 374 / 2‬‬
‫" الحتياط حسن ما لم يخالف السنة المعلومة فإذا أفضى إلى ذلك كان خطأ " ‪.‬‬
‫‪ - 144‬وقد جاء فيه حديث ولكن إسناده ضعيف بل أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال ‪ " :‬ل يصح " ‪ .‬وتعقبه‬
‫السيوطي في " الللي " ( ‪ ) 120 / 1‬بما يؤخذ منه أنه مسلم بضعفه ‪.‬‬
‫‪ - 145‬والسنة بل الواجب البيات في منى ليلة عرفة كما تقدم ‪ .‬وقد تساهل الناس بهذه السنة كثيرا ويساعدهم على ذلك بعض‬
‫المطوفين الذين ل يهمهم متابعة النبي صلى ال عليه وسلم في حجه وقد يجدون من الفقهاء من يهون عليهم ذلك كقول الغزالي‬
‫‪ " :‬إن المبيت في منى مبيت منزل ل يتعلق به نسك " ‪.‬‬
‫‪ - 146‬والسنة الخروج من منى بعد طلوع شمس يوم عرفة كما تقدم ‪.‬‬
‫‪ ( 75‬إيقاد النيان والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة ) ‪ ( .‬الباعث على إنكار البدع ) ( ‪/2‬‬
‫‪ ) 379 378‬و( العتصام ) للشاطب ( ‪ ) 2/273‬و( البداع ف مضار البتداع ) ( ‪. ) 165‬‬
‫‪ - 76‬الغتسال ليوم عرفة (‪. )147‬‬
‫‪ - 77‬قوله إذا قرب من عرفات ووقع بصره على جبل الرحة ‪ :‬سبحان ال والمد ل ول إله إل‬
‫ال وال أكب ‪.‬‬
‫‪ ( 78‬الرواح إل عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة ) ‪ ( .‬البداع ) (‪. )166‬‬
‫‪ - 79‬التهليل على عرفا مائة مرة ث قراءة سورة الخلص مائة مرة ث الصلة عليه صلى ال عليه‬
‫وسلم يزيد ف آخرها ‪ :‬وعلينا معهم مائة مرة (‪. )148‬‬
‫‪ - 80‬السكوت على عرفات وترك الدعاء (‪. )149‬‬
‫‪ ( 81‬الصعود إل جبل الرحة ف عرفات ) ‪.‬‬
‫( مموعة ابن تيمية ) ( ‪ ) 2/380‬و( اختياراته العلمية ) ( ‪ )150( ) 69‬و( الدخل ) ( ‪) 4/227‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 82‬دخول القبة الت على جبل الرحة ويسمونا قبة آدم والصلة فيها والطواف با كطواف‬
‫بالبيت ) ‪ ( .‬مموعة ابن تيمية ) ( ‪ ) 2/380‬و( اقتضاء الصراط الستقيم ) له ( ‪ ) 149‬و( الدخل‬
‫) ( ‪. ) 4/237‬‬
‫‪ ( 83‬اعتقاد أن ال تعال ينل عشية عرفة على جل أورق يصافح الركبان ويعانق الشاة ) ‪.‬‬
‫( مموعة ابن تيمية ) ( ‪)151( ) 1/279‬‬
‫‪ - 84‬خطبة المام ف عرفة خطبتي يفصل بينهما بلسة كما ف المعة (‪. )152‬‬

‫‪ - 147‬وأما حديث " أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يغتسل يوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة " فهو ضعيف جدا كما بينه‬
‫الزيلعي في " نصب الراية " ( ‪ ) 85 / 1‬وابن الهمام في " الفتح " ( ‪ ) 45 / 1‬وقد خفي حاله على ابن تيمية فقال في "‬
‫مجموعه " ( ‪ " : ) 380 : 2‬ولم ينقل عن النبي صلى ال عليه وسلم ول عن أصحابه في الحج إل ثلثة أغسال ‪ :‬غسل الحرام‬
‫والغسل عند دخول مكة والغسل يوم عرفة وما سوى ذلك كالغسل لرمي الجمار والطواف وللمبيت بمزدلفة فل أصل له بل هو‬
‫بدعة " ‪.‬‬
‫‪ - 148‬والحديث الوارد فيه يصح إسناده أخرجه البيهقي في " الشعب " وقال ‪ " :‬هذا فنن غريب وليس في إسناده من ينسب إلى‬
‫الوضع " كما نقله في " الللي " ( ‪ ) 1261‬وذكره ابن الهمام في " الفتح " ( ‪ ) 167 / 2‬بدون لفظ " ليس " ‪.‬‬
‫‪ - 149‬انظر " المدخل " ( ‪. ) 229 / 4‬‬
‫‪ - 150‬قال فيه ‪ " :‬ول يشرع صعود جبل الرحمة إجماعا " ‪.‬‬
‫‪ - 151‬وذكر أن بعضهم روى ذلك حديثا ثم قال ‪:‬‬
‫" وهذا من أعظم الكذب على ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وقائله من أعظم القائلين على ال غير الحق " ‪.‬‬
‫‪ - 152‬قال في " الهداية " ‪ " :‬هكذا فعله رسول ال صلى ال عليه وسلم " ‪ .‬فتعقبه ابن الهمام في " الفتح " ( ‪ ) 163 / 2‬بقوله‬
‫‪:‬‬
‫" ل يحضرني فيه حديث " ‪.‬‬
‫‪ - 85‬صلة الظهر والعصر قبل الطبة (‪. )153‬‬
‫‪ - 86‬الذان للظهر والعصر ف عرفة قبل أن ينتهي الطيب من خطبته (‪. )154‬‬
‫‪ - 87‬قول المام لهل مكة بعد فراغه من الصلة ف عرفة ‪ :‬أتوا صلتكم فإنا قوم سفر (‪. )155‬‬
‫‪ - 88‬التطوع بي صلة الظهر والعصر ف عرفة (‪. )156‬‬
‫‪ - 89‬تعيي ذكر أو دعاء خاص بعرفة كدعاء الضر عليه السلم الذي أورده ف ( الحياء )‬
‫وأوله ‪ :‬يا من ل يشغله شأن عن شأن ول سع عن سع ‪ ) . . .‬وغيه من الدعية وبعضها يبلغ أكثر‬
‫من ست صفحات من قياس كتابنا هذا (‪. )157‬‬
‫‪ - 90‬إفاضة البعض قبل غروب الشمس ‪.‬‬
‫‪ - 91‬ما استفاض عن ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم المعة تعدل اثني وسبعي حجة‬
‫( زاد العاد ) ( ‪. )158( ) 1/23‬‬

‫‪ - 153‬والحديث الذي فيه ذلك شاذ منكر ‪ .‬لنه مخالف لما سبق في الفقرة ( ‪ ) 6 - 58‬وانظر " نصب الراية " ( ‪. ) 60 - 59 / 3‬‬
‫‪ - 154‬والسنة البدء بالذان بعد الفراغ من الخطبة كما سبق في الفقرة ( ‪. ) 61 - 60‬‬
‫‪ - 155‬جاء هذا في غير ما كتاب من كتب الحنفية على أنه من وظائف المام في عرفة إذا كان مسافرا منها " تحفة الفقهاء " ( ‪1‬‬
‫‪ ) 876 / 2 /‬وقد قال شيخ السلم ابن تيمية في " مجموعه " ( ‪: ) 378 / 2‬‬
‫" ويقصر أهل مكة وغير أهل مكة وكذلك يجمعون الصلة بعرفة ومزدلفة ومنى كما كان أهل مكة يفعلون خلف النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم بعرفة ومزدلفة ومنى وكذلك كانوا يفعلون خلف أبي بكر وعمر رضي ال عنهما ولم يأمر النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ول خلفاؤه أحدا من أهل مكة أن يتموا الصلة ول قالوا لهم بعرفة ومزدلفة ومنى ‪ :‬أتوا صلتكم فإنا قوم سفر ومن حكى ذلك‬
‫عنهم فقد أخطأ ‪. " . . .‬‬
‫‪ - 156‬وصف ذلك في " شرح الهداية " بأنه مكروه ‪ .‬وهذا معناه أنه بدعة ‪.‬‬
‫‪ - 157‬قال شيخ السلم في " مجموعه " ( ‪: ) 380 / 2‬‬
‫" ولم يعين النبي صلى ال عليه وسلم لعرفة دعاء ول ذكرا بل يدعو الرجل بما شاء من الدعية الشرعية وكذلك يكبر ويهلل‬
‫ويذكر ال تعالى حتى تغرب الشمس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويستدرك عليه أنه يسن له أن يلبي أيضا فانظر التعليق المتقدم برقم ( ‪. ) 64‬‬
‫‪ - 158‬وأصل هذه البدعة حديث موضوع أشار إليه ابن القيم في المصدر المذكور أعله قال ‪:‬‬
‫" باطل ل أصل له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فل تغتر بما نقله بما نقله العلمة الكوثري في " الجوبة الفاضلة " ‪.‬‬
‫ص ‪ 37‬طبع حلب ) عن الشيخ على القاري أنه قال ‪:‬‬
‫" أما ذكره بعض المحدثين في إسناد هذا الحديث أنه ضعيف فعلى تقدير صحته ل يضر المقصود فإن الحديث الضعيف معتبر‬
‫في فضائل العمال عند جميع العلماء من أرباب الكمال " ‪.‬‬
‫فل نعلم أن أحدا نص على تضعيفه فقط مع حكم المحقق ابن القيم ببطلنه ‪ .‬وهذا الواقع من المثلة الكثيرة على شؤم ما يذهب‬
‫إليه البعض من العمل بالحديث الضعيف في فضائل العمال على كثرة اختلفهم في تفسير هذا المذهب كما تجده مبسوطا في‬
‫الجوبة المشار إليها آنفا فقد يكون الحديث باطل كهذا فيطلق البعض عليه أنه ضعيف فيأتي آخر فيقول يعمل بالحديث الضعيف‬
‫في فضائل العمال دون أن يتحقق من سلمته من الضعف الشديد الذي هو من شروط العمل به مع أن الضعف المطلق ل ينافي‬
‫الضعف الشديد بل ول الوضع لنها من أقسام الضعيف كما هو مقرر في المصطلح ‪.‬‬
‫ثم ليت شعري ما علقة هذا الحديث بالعمل بالحديث الضعيف فإن هذا محله فيما للنسان فيه الخيرة تركا وفعل وليس كذلك‬
‫الوقوف في عرفة الموافق ليوم الجمعة ‪.‬‬
‫هذا وتجد نص الحديث الباطل المشار إليه في كتابي " سلسلة الحاديث الضعيف والموضوعة " رقم ( ‪ ) 207‬مع ذكر العلماء‬
‫الذي وافقوا ابن القيم على حكمه ببطلن الحديث ‪.‬‬
‫( تنبيه ) قول القاري السابق ‪ :‬أن الحديث الضعيف معتبر في فضائل العمال عند جميع العلماء غير صحيح فالخلف في ذلك‬
‫معروف تجده في " الجوبة الفاضلة " وإن كان لم يحرر القول في هذه المسألة ‪.‬‬
‫‪ ( 92‬التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الجتماع عشية يوم عرفة ف الوامع أو ف مكان‬
‫خارج البلد فيدعون ويذكرون مع رفع الصوت الشديد والطب والشعار ويتشبهون بأهل عرفة )‬
‫‪ ( .‬سنن البيهقي ) ( ‪ ) 5/118‬عن الكم وحاد وإبراهيم و( القتضاء ) ( ‪ ) 149‬و( منية‬
‫الصلي ) للحلب ( ‪. ) 573‬‬

‫بدع الزدلفة‬
‫‪ ( 93‬اليضاح ( السراع ) وقت الدفع من عرفة إل مزدلفة ) ‪.‬‬
‫( زاد العاد ) ( ‪. ) 338 - 1/337‬‬
‫‪ - 94‬الغتسال للمبيت بزدلفة ‪ ( .‬مموعة شيخ السلم ) ( ‪. ) 2/280‬‬
‫‪ - 95‬استحباب نزول الراكب ليخل مزدلفة ماشيا توفيا للحرم (‪. )159‬‬
‫‪ - 96‬التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة ‪ :‬اللهم إن هذه مزدلفة جعت فيها ألسنة متلفة نسألك‬
‫حوائج مؤتنفة ‪ . . .‬إل ما ف الحياء ‪.‬‬
‫‪ - 97‬ترك البادرة إل صلة الغرب فور النول ف الزدلفة والنشغال عن ذلك بلقط الصى ‪.‬‬
‫‪ - 98‬صلة سنة الغرب بي الصلتي أو جعها إل سنة العشاء والوتر بعد الفريضتي كما يقول‬
‫الغزال ‪.‬‬
‫‪ ( 99‬زيادة الوقيد ليلة النحر وبالشعر الرام ) ‪ ( .‬الباعث على إنكار البدع والوادث ) ( ‪25‬‬
‫‪. ) 69‬‬
‫‪ - 100‬إحياء هذه الليلة (‪. )160‬‬
‫‪ - 101‬الوقوف بالزدلفة بدون بيات ‪ ( .‬الروضة الندية ) ( ‪. ) 267 /1‬‬
‫‪ - 102‬التزام الدعاء إذا انتهى إل الشعر الرام بقوله ‪ :‬اللهم بق الشعر الرام والبيت الرام‬
‫والشهر الرام والركن والقام أبلغ روح ممد منا التحية والسلم وأدخلنا دار السلم يا ذا الللة‬
‫والكرام (‪. )161‬‬
‫‪ - 159‬استحب ذلك الغزالي في إحيائه ولو كان كذلك لفعله رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد مضى أنه أتى مزدلفة راكبا وأنه‬
‫حينما صلى الفجر ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام ‪.‬‬
‫‪ - 160‬استحسن إحياءها الغزالي وقال إنها من محاسن القربات وقد علمت من الفقرة ( ‪ ) 72‬أنه صلى ال عليه وسلم نام حتى‬
‫تطلع الفجر وخير الهدى هدى محمد وقد مضى كلم ابن القيم في ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 161‬وهذا الدعاء مع كونه محدثا ففيه ما يخالف السنة وهو التوسل إلى ال بحق المشعر الحرام والبيت والشهر والركن والمقام‬
‫وإنما يتوسل إليه تعالى بأسمائه وصفاته كما هو مفصل في كتب ابن تيمية رحمه ال وقد نص الحنفية على كراهية هذا القول ‪:‬‬
‫اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام الخ ‪ . . .‬انظر " رد المحتار على الدر المختار " من كتبهم ‪.‬‬
‫‪ - 103‬قول الباجوري ( ‪ ( : ) 1/325‬ويسن أخذ الصى الذي يرميه يوم النحر من الزدلفة‬
‫وهي سبع والباقي من المرات تؤخذ من وادي مسر ) (‪. )162‬‬

‫بدع الرمي‬
‫‪ - 104‬الغسل لرمي المار ‪ ) .‬مموعة ابن تيمية ) ( ‪. ) 2/380‬‬
‫‪ - 105‬غسل الصيات قبل الرمي (‪. )163‬‬
‫‪ - 106‬التسبيح أو غيه من الذكر مكان التكبي ‪.‬‬
‫‪ - 107‬الزيادة على التكبي قولم ‪ :‬زعما للشيطان وحزبه اللهم اجعل حجي مبورا وسعيي‬
‫مشكورا وذنب مغفورا اللهم إيانا بكتابك واتباعا لسنة نبيك ‪.‬‬
‫‪ - 108‬قول الباجوري ف حاشيته ( ‪: ) 1/325‬‬
‫( ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي ‪ :‬بسم ال وال أكب صدق ال وعده ‪ . . .‬إل قوله ‪:‬‬
‫ولو كره الكافرون ) ‪.‬‬
‫‪ - 109‬التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم ‪ :‬يعض طرف إبامه اليمن على وسط السبابة‬
‫ويضع الصاة على ظهر البام كأنه عاقد سبعي فيميها ‪ .‬وقال آخر ‪ :‬يلق سبابته ويضعها على‬
‫مفصل إبامه كأنه عاقد عشرة (‪. )164‬‬
‫‪ - 110‬تديد موقف الرامي ‪ :‬أن يكون بينه وبي الرمى خسة أذرع فصاعدا ‪.‬‬
‫‪ - 111‬رمي المرات بالنعال ‪.‬‬
‫بدع الذبح واللق‬
‫‪ - 112‬الرغبة عن ذبح الواجب من الدي إل التصدق بثمنه بزعم أن لمه يذهب ف التراب‬
‫لكثرته ول يستفيد منها إل القليل (‪. )165‬‬
‫‪ - 113‬ذبح بعضهم هدي التمتع بكة قبل يوم النحر ‪.‬‬
‫‪ 162‬وليس لهذا أصل في السنة فلعله يعني سنة المشايخ وقد خالفه الغزالي في التفصيل الذي ذكره فقال بأنه يتزود بالحصيات‬
‫كلها من المزدلفة وكل ذلك خلف السنة كما تقدم فقرة ( ‪. ) 83‬‬
‫‪ - 163‬قال البجيرمي ( ‪: ) 400 / 2‬‬
‫" ول يشترط في حجر الرمي طهارته " ‪.‬‬
‫‪ - 164‬قال ابن الهمام ‪ :‬وهذا في التمكن من الرمي به مع الزحمة والوهجة عسر ‪ .‬ثم ذكر أنه لم يقم دليل على أولوية تلك الكيفية‬
‫والصل ما هو اليسر ‪ .‬راجع التعليق ( رقم ‪. ) 83‬‬
‫‪ - 165‬قلت ‪ :‬وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي مع أن المسؤول عن‬
‫عدم الستفادة التامة منها إنما هم المضحون أنفسهم لنهم ل يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما سبق بيانه في‬
‫التعليق رقم ( ‪. ) 91‬‬
‫‪ - 114‬البدء باللق بيسار رأس الحلوق (‪. )166‬‬
‫‪ - 115‬القتصار على حلق ربع الرأس (‪. )167‬‬
‫‪ - 116‬قول الغزال ف ( الحياء ) ‪ ( :‬والسنة أن يستقبل القبلة ف اللق ) ‪.‬‬
‫‪ -117‬الدعاء عند اللق بقوله ‪ :‬المد ل على ما هدان وأنعم علينا اللهم هذه ناصيت بيدك‬
‫فتقبل من واغفر ل ذنب اللهم اكتب ل بكل شهرة حسنة وامح با عن سيئة وارفع ل با درجة‬
‫اللهم اغفر ل وللمحلقي والقصرين يا واسع الغفرة آمي (‪. )168‬‬
‫‪ - 118‬الطواف بالساجد الت عند المرات ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪. ) 2/380‬‬
‫‪ ( 119‬استحباب صلة العيد بن يوم النحر ) ‪ ( .‬القواعد النورانية ) ( ‪. )169( ) 101‬‬
‫‪ - 120‬ترك السعي بعد طواف الفاضة من التمتع (‪. )170‬‬

‫بدع متنوعة والوداع‬


‫‪ ( 11‬الحتفال بكسوة الكعبة ) ‪ ( .‬تفسي النار ) ( ‪. ) 1/468‬‬
‫‪ - 122‬كسوة مقام إبراهيم عليه السلم (‪. )171‬‬
‫‪ - 123‬ربط الرق بالقام والنب لقضاء الاجات (‪. )172‬‬
‫‪ - 124‬كتابة الجاج أساءهم على عمد حيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك ‪ ( .‬السنن‬
‫والبتدعات ) ( ‪. ) 113‬‬

‫‪ - 166‬والسنة البدء بيمينه كما تقدم بيانه في التعليق رقم ( ‪. ) 90‬‬


‫‪ - 167‬والواجب حلقه كله لقوله تعالى ( محلقين رؤوسكم ومقصرين ) وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬رحم ال المحلقين ‪" . . .‬‬
‫ولن في القتصار المذكور مخالفة صريحة لنهيه صلى ال عليه وسلم عن القزع وقوله " احلقوه كله أو دعوه كله " ولذلك قال‬
‫ابن الهمام ‪:‬‬
‫" مقتضى الدليل في الحلق وجوب الستيعاب كما هو قول مالك وهو الذي أدين ال به " ‪.‬‬
‫‪ - 168‬استح ذلك في " فتح القدير " ‪ .‬ولم يذكر عليه أي دليل ومع أن هذا ل أصل له في السنة فيما علمت فإني أخشى أن يكون‬
‫قوله فيه ‪ " :‬اللهم اكتب لي بكل شعره حسنة ‪ " . . .‬من العتداء في الدعاء المنهي عنه وأن يكون أوله مقتبسا من حديث "‬
‫الضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة " وهو حديث موضوع كما بينته في " الحاديث الضعيفة " بلفظ " الضحية " ورقمه بعد‬
‫اللف ‪.‬‬
‫‪ - 169‬قال ‪ " :‬هذا غفلة عن السنة فإن النبي صلى ال عليه وسلم وخلفاؤه لم يصلوا بمنى عيدا قط " ‪ .‬وقال في " مجموعته " (‬
‫‪: ) 385 / 2‬‬
‫" وليس بمنى صلة عيد بل رمي جمرة العقبة لهم كصلة العيد لهل المصار " ‪.‬‬
‫‪ - 170‬لنه قد ثبت المر بهذا السعي كما سبق بيانه في التعليق رقم ( ‪. ) 94‬‬
‫‪ - 171‬قال الباجوري في حاشيته ( ‪: ) 21 / 1‬‬
‫" ويحرم التفرج على المحمل المعروف وكسوة مقام إبراهيم ونحوه " ‪.‬‬
‫‪ - 172‬هذه الظاهرة قد تضخمت في الونة الخيرة تضخما لم يكن فيما سبق مما يدل على أن " دولة التوحيد " بدأت تتهاون‬
‫بالقضاء على ما ينافي توحيدها الذي هو رأس مالها والمشايخ وجماعة المر بالمعروف هيئة إل من شاء ال ‪.‬‬
‫‪ - 125‬استحبابم الرور بي يدي الصلي ف السجد الرام ومقاومتهم للمصلي الذي ياول‬
‫دفعهم (‪. )173‬‬
‫‪ - 126‬مناداتم لن حج ب ( الاج ) ‪ ( .‬تلبيس إبليس ) لبن الوزي ( ص ‪ ) 154‬و( نور‬
‫البيان ف بدع آخر الزمان ) ( ص ‪. ) 82‬‬
‫‪ ( 127‬الروج من مكة لعمرة تطوع ) ‪ ( .‬الختيارات العلمية ) ( ‪. ) 70‬‬
‫‪ ( 128‬الروج من السجد الرام بعد طواف الوداع على القهقرى ) (‪. )174‬‬
‫( مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪ ) 2/288‬و( الختيارات العلمية ) ( ‪ ) 70‬و( الدخل ) ( ‪4/238‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪ ( 129‬تبييض بيت الجاج بالبياض ( الي ) ونقشه بالصور وكتب اسم وتاريخ الاج عليه ) ‪( .‬‬
‫السنن والبتدعات ) ( ‪. ) 113‬‬

‫بدع الدينة النورة‬


‫هذا ولا كان من السنة شد الرحل إل زيارة السجد النبوي الكري والسجد القصى لا ورد ف‬
‫ذلك من الفضل والجر وكان الناس عادة يزورونما قبل الج أو بعده وكان الكثي منهم يركبون‬
‫ف سبيل ذلك العديد من الحدثات والبدع العروفة عند أهل العلم رأيت من تام الفائدة أن أسرد ما‬
‫وفقت عليه منها تبليغا وتذيرا فأقول ‪:‬‬
‫‪ - 130‬قصد قبه صلى ال عليه وسلم بالسفر (‪. )175‬‬
‫‪ - 131‬إرسال العرائض مع الجاج والزوار إل النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 132‬الغتسال قبل دخول الدينة النورة ‪.‬‬
‫‪ - 133‬القول إذا وقع بصره على حيطان الدينة ‪ :‬اللهم هذا حرم رسولك فاجعله ل وقاية من‬
‫النار وأمانا من العذاب وسوء الساب ‪.‬‬
‫‪ - 173‬وهذا وإن قال به بعض أهل العلم فل شك أنه مخالف للسنة لن الحاديث وردت في النهي عن المرور بين يدي المصلي‬
‫وأمره بدفع المار بين يديه عامة تشمل كل مصلى وفي أي مسجد ‪ .‬وما استدلوا به من الخصوصية لمكة ل ينهض وهو حديث‬
‫المطلب بن أبي وداعة أنه رأى النبي صلى ال عليه وسلم ليس بينه وبين الكعبة سترة والناس يمرون بين يديه فمع أنه ليس‬
‫صريح في المرور بينه وبين موضع سجوده فإنه ضعيف السند كما بينته في " السلسلة " ( رقم ‪. ) 932‬‬
‫‪ - 174‬قال الغزالي في " الحياء " ( ‪: ) 232 / 1‬‬
‫" والحب أن ل يصرف بصره عن البيت حتى يغيب عنه " ‪ .‬ونقل نحوه شيخ السلم في " الختيارات " ( ص ‪ ) 70‬عن ابن‬
‫عقيل وابن الزاغوني ثم قال ‪ " :‬هذه بدعة " ‪.‬‬
‫‪ - 175‬والسنة قصد المسجد لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تشد الرحال إل إلى ثلثة مساجد ‪ " . . .‬الحديث فإذا وصل إليه‬
‫وصلى التحية زار قبره صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 134‬القول عند دخول الدينة ‪ :‬بسم ال وعلى ملة رسول ال رب أدخلن مدخل صدق‬
‫وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا ‪.‬‬
‫‪ - 135‬إبقاء القب النبوي ف مسجده (‪. )176‬‬
‫‪ - 136‬زيارة قبه صلى ال عليه وسلم قبل الصلة ف مسجده ‪.‬‬
‫‪ - 137‬وقوف بعضهم أمام القب بغاية الشوع واضعا يينه على يساره كما يفعل ف الصلة ‪.‬‬
‫(‪)177‬‬
‫‪ - 138‬قصد استقبال القب أثناء الدعاء ‪.‬‬
‫‪ - 139‬قصد القب للدعاء عنده رجاء الجابة ‪ ( .‬الختيارات العلمية ) ( ‪. ) 50‬‬
‫‪ - 140‬التوسل به صلى ال عليه وسلم إل ال ف الدعاء ‪.‬‬
‫‪ - 141‬طلب الشفاعة وغيها منه ‪.‬‬
‫‪ - 142‬قول ابن الاج (‪ )178‬ف ( الدخل ) ( ‪ ) 1/259‬أن من الداب ‪ ( :‬أن ل يذكر حوائجه‬
‫ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبه صلى ال عليه وسلم لنه أعلم منه بوائجه ومصاله ) ‪.‬‬
‫‪ - 143‬قوله أيضا ( ‪: ) 1/264‬‬
‫( ل فرق بي موته عليه السلم وحياته ف مشاهدته لمته ومعرفته بأحوالم ونياتم وتسراتم‬
‫وخواطرهم ) ‪.‬‬
‫‪ - 144‬وضعهم اليد تبكا على شباك حجرة النب صلى ال عليه وسلم وحلف البعض بذلك‬
‫بقوله ‪ :‬وحق الذي وضعت يدك على شباكه وقلت ‪ :‬الشفاعة يا رسول ال ‪.‬‬
‫‪ ( 145‬تقبيل القب أو استلمه أو ما ياور القب من عود ونوه ) ‪.‬‬
‫( فتاوى ابن تيمية ) ( ‪ ) 4/310‬و( القتضاء ) ( ‪ ) 176‬و( العتصام ) ( ‪) 140 - 2/134‬‬
‫و( إغاثة اللهفان ) ( ‪ ) 1/194‬و( الباعث ) لب شامة ( ‪ ) 70‬والبكوي ف ( أطفال السلمي ) (‬
‫‪ ) 234‬و( البداع ) ( ‪. )179( ) 90‬‬

‫‪ - 176‬والواجب فصله عن المسجد بجدار كما كان في عهد الخلفاء الراشدين كما بينته منذ سنوات في " تحذير المساجد من اتخاذ‬
‫القبور مساجد " ‪.‬‬
‫‪ - 177‬انظر ‪ " :‬مجموعة الرسائل الكبرى " لشيخ السلم ( ‪. ) 390 / 2‬‬
‫‪ - 178‬وهذا الرجل مع فضله وكون كتابه المذكور مرجعا حسنا لمعرفة البدع فإنه في نفسه نخرف ل يعتمد عليه في التوحيد‬
‫والعقيدة ‪.‬‬
‫‪ - 179‬وقد أحسن الغزالي رحمه ال تعالى حين أنكر التقبيل المذكور وقال ( ‪: ) 244 / 1‬‬
‫" إنه عادة النصارى واليهود "‬
‫فهل من معتبر ؟‬
‫‪ - 146‬التزام صورة خاصة ف زيارته صلى ال عليه وسلم وزيارة صاحبيه والتقيد بسلم ودعاء‬
‫خاص مثل قول الغزال ‪ ( :‬يقف عند وجهه صلى ال عليه وسلم ويستدبر القبلة ويستقبل جدار‬
‫القب على نو أربعة أذرع من السارية الت ف زاوية جدار القب ويقول ‪ :‬السلم عليك يا رسول ال‬
‫السلم عليك يا نب ال ‪ . . .‬يا أمي ال ‪ . . .‬يا حبيب ال ) فذكر سلما طويل ث صلة ودعاء نو‬
‫ذلك ف الطول قريبا من ثلث صفحات ( ث يتأخر قدر ذراع يسلم على أب بكر الصديق لن رأسه‬
‫عند منكب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث يتأخر قدر ذراع ويسلم على الفاروق ويقول ‪:‬‬
‫السلم عليكما يا وزيري رسول ال والعاوني له على القيام ‪ . . .‬ث يرجع فيقف عند رأس رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ويستقبل القبلة ‪ ) . . .‬ث ذكر أنه يمد ويجد ويقرأ آية ( ولو أنم إذا‬
‫ظلموا ‪ ) . . .‬ث يدعو بدعاء نو نصف صفحة ) (‪. )180‬‬
‫‪ ( 147‬قصد الصلة تاه قبه ) (‪. )181‬‬
‫( الرد على البكري ) لبن تيمية ( ‪ ) 71‬و( القاعدة الليلة ) ( ‪ ) 126 - 125‬و( الغاثة ) (‬
‫‪ ) 195 - 1/194‬والادمي على ( الطريقة الحمدية ) ( ‪. ) 4/322‬‬
‫‪ ( 148‬اللوس عند القب وحوله للتلوة والذكر ) ‪ ( .‬القتضاء ) ( ‪. ) 210 - 183‬‬
‫‪ - 149‬قصد القب النبوي للسلم عليه دبر كل صلة (‪. )182‬‬
‫‪ ( 150‬قصد أهل الدينة زيارة القب النبوي كلما دخلوا السجد أو خرجوا منه ) ‪ ( .‬الرد على‬
‫الخنائي ) ( ‪ ) 218 217 156 151 - 150‬و( الشفا ف حقوق الصطفى ) للقاضي عياض (‬
‫‪ ) 2/79‬و( الدخل ) ( ‪. ) 1/262‬‬

‫‪ - 180‬والمشروع هو السلم مختصرا ‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ورحمة ال وبركاته السلم عليك يا أبا بكر السلم عليك يا عمر‬
‫كما كان ابن عمر يفعل فإن زاد شيئا يسيرا مما يهمله ول يلتزمه فل بأس إن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ - 181‬لقد رأيت في السنوات الثلث التي قضيتها في المدينة المنورة ( ‪ ) 1383 - 1381‬أستاذا في الجامعة السلمية بدعا كثيرة‬
‫جدا تفعل في المسجد النبوي والمسؤولون فيه عن كل ذلك ساكتون كما هو الشأن عندنا في سوريا تماما ‪.‬‬
‫ومن هذه البدع ما هو شرك صريح كهذه البدعة ‪ :‬فإن كثيرا من الحجاج يتقصدون الصلة تجاه القبر الشريف حتى بعد صلة‬
‫العصر في وقت الكراهة ويشجعهم على ذلك أنهم يرون جدار القبر الذي يستقبلونه محرابا صغيرا من آثار التراك ينادي بلسان‬
‫حاله ‪ :‬الجهال إلى الصلة عنده زد على ذلك أن المكان الذي يصلون عليه مفروشة بأحسن السجاد ولقد تحدثت مع بعض‬
‫الفضلء بضرورة الحيلولة بين هؤلء الجهال وما يأتون من المخالفات وكان من أبسط ما اقترحته رفع السجاد من ذلك المكان‬
‫وليس المحراب فوعدنا خيرا ولكن المسؤول الذي يستطيع ذلك لم يفعل ولن يفعل إل إن شاء ال تعالى ‪ .‬ذلك لنه يساير بعض‬
‫أهل المدينة على رغباتهم وأهوائهم ول يستجيب للناصحين من أهل العلم ولو كانوا من أهل البلد فإلى ال المشتكى من ضعف‬
‫اليمان وغلبة الهوى الذي لم يفد فيه حتى التوحيد لغلبة حب المال على أهله إل من شاء ال وقليل ما هم وصدق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذ يقول ‪ " :‬فتنة أمتي المال " ‪.‬‬
‫‪ - 182‬وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله صلى ال عليه وسلم " ل تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم‬
‫فإن صلتكم تبلغني " فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة إل وهي الذكار والوراد بعد السلم فإنهم يتركونها‬
‫ويبادرون إلى هذه البدعة ‪ .‬فرحم ال من قال ‪ " :‬ما أحدثت بدعة إل وأميتت سنة " ‪.‬‬
‫‪ - 151‬التوجه إل جهة القب الشريف عند دخول السجد أو الروج منه والقيام بعيدا منه بغاية‬
‫الشوع ‪.‬‬
‫‪ - 152‬رفع الصوت عقيب الصلة بقولم ‪ :‬السلم عليك يا رسول ال ‪ ( . ) . . .‬مموعة‬
‫الرسائل الكبى ) ( ‪. ) 2/397‬‬
‫‪ - 153‬تبكهم با يسقط مع الطر من قطع الدهان الخضر من قبة القب النبوي ‪.‬‬
‫‪ ( 154‬تقربم بأكل التمر الصيحان ف الروضة الشريفة بي النب والقب ) ‪ ( .‬الباعث على إنكار‬
‫البدع ) ( ص ‪ ) 70‬و( مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪. ) 2/396‬‬
‫‪ ( 155‬قطعهم من شعورهم ورميها ف القنديل الكبي القريب من التربة النبوية ) ‪ ( .‬الصادر‬
‫السابقة ) ‪.‬‬
‫‪ - 156‬مسح البعض بأيديهم النخلتي النحاسيتي الوضوعتي ف السجد غرب النب (‪. )183‬‬
‫‪ - 157‬التزام الكثيين من أهل الدينة والغرباء بالصلة ف السجد القدي وقطعهم الصفوف الول‬
‫الت ف زيارة عمر وغيه (‪. )184‬‬
‫‪ - 158‬التزام زوار الدينة القامة فيها أسبوعا حت يتمكنوا من الصلة ف السجد النبوي أربعي‬
‫صلة لتكتب لم براءة من النفاق وبراءة من النار (‪. )185‬‬

‫‪ - 183‬ول فائدة مطلقا من هاتين النخلتين وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس وقد وعدنا حين كنا هناك برفعها ولكن عبثا ‪.‬‬
‫‪ - 184‬وقد يقع في هذه البدعة بعض أهل العلم وشبهتهم في ذلك التماس باسم الشارة في قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬صلة في‬
‫مسجدي هذا بألف صلة ‪ " . . .‬ومع أن ذلك ليس نصا فيما ذهبوا إليه لنه ل ينافي امتداد الفضيلة إلى الزيارة كما هو الشأن في‬
‫الزيارات التي ضمت إلى المسجد المكي علما أن غاية ما في المر الحض على الصلة في المسجد وليس فيه إيجاب ذلك فإذا كان‬
‫كذلك فلهم أن يلتزموا صلة النوافل فيه التي ل تجمع فيها وأما أن يتعدوا ذلك إلى صلة الجماعة فذلك خطأ محض لنهم بذلك‬
‫كمن يبني قصرا ويهدم مصرا ل سيما إذا كانوا من أهل العلم فإنهم يضيعون أمورا كثيرة هي أولى من تلك الفضيلة بكثير بل إن‬
‫بعضها واجب يأثم تاركه أذكر من ذلك ما يتيسر الن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ترك وصل الصفوف وهو واجب بأحاديث كثيرة منها قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من وصل صفا وصله ال ومن قطع‬
‫صفا قطعه ال " أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح ‪ .‬ومن المشاهد في المسجد النبوي أن الصفوف الولى في الزيارة القبلية‬
‫ل تتم بسبب حرص أولئك الناس على الصلة في المسجد القديم وبذلك يقعون في الثم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ترك أهل العلم الصلة خلف المام مع أمر النبي صلى ال عليه وسلم إياها بذلك في قوله ‪ :‬ليليني منكم أولو الحلم والنهى‬
‫ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تفويتهم جميعا الصلة في الصفوف الولى وخاصة الولى منها مع قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬خير صفوف الرجال‬
‫أولها وشرها آخرها ‪ " . . .‬رواه مسلم وغيره ‪ .‬وقال ‪ " :‬لو يعلم الناس ما في النداء والصف الول ثم لم يجدوا إل أن يستهموا‬
‫عليه لستهموا " ‪ .‬رواه الشيخان ونحن وإن كنا ل نستطيع أن نجزم بأن فضيلة الصف الول مطلقا أفضل من الصفوف المتأخرة‬
‫في المسجد القديم فكذلك ل يستطيع أحد منهم أن يدعي العكس لكن إذا انضم إليه ما سبق ذكره من المرين الوليين فل شك‬
‫حينئذ في ترجيح الصلة في الزيادة على الصلة في المسجد القديم ولذلك اقتنع بهذا غير واحد من العلماء وطلب العلم حين‬
‫باحثتهم في المسألة وصاروا يصلون في الزيادة ‪ .‬فرحم ال من أنصف ولم يتعسف ‪.‬‬
‫‪ - 185‬والحديث الوارد في ذلك ضعيف ل تقوم به حجة وقد بينت علته في " السلسلة " رقم ( ‪ ) 364‬فل يجوز العمل به لنه‬
‫تشريع ل سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي طنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح وقد تفوته بعض‬
‫الصلوات فيه فيقع في الحرج وقد أراحه ال منه ‪.‬‬
‫‪ ( 159‬قصد شيء من الساجد والزارات الت بالدينة وما حولا بعد مسجد النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إل مسجد قباء ) ‪ ( .‬تفسي سورة الخلص ) ( ‪. ) 177 - 173‬‬
‫‪ - 160‬تلقي من يعرفون ب ( الزورين ) جاعات الجاج بعض الذكار والوراد عند الجرة أو‬
‫بعيدا عنها بالصوات الرتفعة وإعادة هؤلء ما لقنوا بأصوات أشد منها ‪.‬‬
‫‪ - 161‬زيارة البقيع كل يوم والصلة ف مسجد فاطمة رضي ال عنها (‪. )186‬‬
‫‪ - 162‬تصيص يوم الميس لزيارة شهداء أحد ‪.‬‬
‫‪ - 163‬ربط الرق بالنافذة الطلة على أرض الشهداء (‪. )187‬‬
‫‪ - 164‬التبك بالغتسال ف البكة الت بانب قبورهم ‪.‬‬
‫‪ ( 165‬الروج من السجد النبوي على القهقرى عند الوداع ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) (‬
‫‪ ) 2/388‬و( الدخل ) ( ‪. ) 4/238‬‬

‫بدع بيت القدس‬


‫‪ - 166‬قصد زيارة بيت القدس مع الج وقولم ‪ :‬قدس ال حجتك (‪. )188‬‬
‫‪ ( 167‬الطواف بقبة الصخرة تشبها بالطواف بالكعبة ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪2/380‬‬
‫‪. ) 381 - 372‬‬
‫‪ ( 168‬تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم كالتمسح با وتقليلها وسوق الغنم إليها لذبها‬
‫هناك والتعريف با عشية عرفة والبناء عليها وغي ذلك ) ‪.‬‬
‫‪ - 186‬استحب هذا والذي قبله الغزالي عفا ال عنا وعنه ‪ .‬ولم يذكر على ذلك دليل ‪ .‬وهيهات ول شك في مشروعية زيارة القبور‬
‫ولكن مطلقا دون تقييد ذلك بيوم خاص أو بكل يوم بل حسبما يتيسر ‪ .‬وأما الصلة في مسجد فاطمة رضي ال عنها فإن كان‬
‫مسجدا مبنيا على قبرها فل شك في حرمة الصلة فيه وإن كان مسجدا منسوبا إليها فقط فقصد الصلة فيه بدعة كما سبق آنفا‬
‫نقل عن ابن تيمية قبل فقرتين ‪.‬‬
‫‪ - 187‬كانت الرض التي فيها قبر حمزة وغيره من شهداء أحد ل بناء عليها إل السنة الماضية ( ‪ ) 1383‬ولكن الحكومة‬
‫السعودية في هذه السنة أقامت على أرضهم حائطا مبنيا بالسمنت وجعلت له بابا كبيرا من الحديد في الجهلة القلية ونافذة من‬
‫الحديث في آخر الجدار الشرقي فلما رأينا ذلك استبشرنا شرا وقلنا هذا نذير شر ول يبعد أن يكون توطئة لعادة المسجد والقبب‬
‫على قبورهم كما كان المر قبل الحكم السعودي الول حين كان القوم متحمسين للدين عاملين بأحكامه وال غالب على أمره ‪.‬‬
‫وهذا أول الشر فقد رأيت الخرق على النافذة تتكاثر ولما يتكامل بناء الحائط وقيل لي ‪ :‬أن بعضهم صاروا يصلون في داخل البناء‬
‫تبركا وإذا استمر المر على هذا المنوال من التساهل في تطبيق الشرع والتجرأ على مخالفته فل أستبعد يوما تعود مظاهر‬
‫الوثنية إلى أرض دولة التوحيد كما كان الشأن من قبل حكمها ثبت ال خطاها ووجهها إلى العمل بالشرع كامل ل تأخذها في ال‬
‫لوم لئم ‪ .‬وهو المستعان ‪.‬‬
‫‪ - 188‬قال شيخ السلم في " مجموعته " ( ‪: ) 61 - 60 / 2‬‬
‫" وأما زيارة بيت المقدس فمشروعة في جميع الوقات ‪ . . .‬والسفر إليه لجل التعريف به معتقدا أن هذا قربة محرم ‪ . . .‬وليس‬
‫السفر إليه مع الحج قربة وقول القائل ‪ :‬قدس ال حجتك قول باطل ل أصل له كما روى ‪ " :‬من زارني وزار أبي ( إبراهيم ) في‬
‫عام واحد ضمنت له الجنة " فإن هذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث بل وكذلك كل حديث يروي في زيارة قبر النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فإنه ضعيف بل موضوع " ‪.‬‬
‫( مموعة الرسائل الكبى ) ( ‪. )189( ) 57 - 2/56‬‬
‫‪ ( 169‬زعمهم أن من وقف بيت القدس أربع وقفات أنا تعدل حجة ‪.‬‬
‫( الباعث ) ( ص ‪. ) 20‬‬
‫‪ - 170‬زعمهم أن هناك على الصخرة أثر قدم النب صلى ال عليه وسلم وأثر عمامته ومنهم من‬
‫يظن أنه موضع قدم الرب سبحانه وتعال (‪. )190‬‬
‫‪ - 171‬الكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى عليه السلم ‪.‬‬
‫‪ - 172‬زعمهم أن هناك الصراط واليزان وأن السور الذي يضرب به بي النة والنار هو ذلك‬
‫الائط البن شرقي السجد ‪.‬‬
‫‪ ( 173‬تعظيم السلسلة أو موضعها ) ‪ ( .‬مموعة الرسائل ) ( ‪. ) 2/59‬‬
‫‪ ( 174‬والصلة عند قب إبراهيم الليل عليه السلم ) ‪ ( .‬الصدر السابق ) ( ‪. ) 2/56‬‬
‫‪ - 175‬الجتماع ف موسم الج لنشاد الغناء والضرب بالدف بالسجد القصى ‪ ( .‬اقتضاء‬
‫الصراط الستقيم ) ( ص ‪. ) 149‬‬

‫وهكذا آخر ما تيسر جعه من بدع الج والزيارة ‪ .‬أسأله تبارك وتعال أن يعل ذلك عفوا‬
‫للمسلمي على اقتفاء أثر سيد الرسلي والهتداء بديه صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫و( سبحانك اللهم وبمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك ) ‪.‬‬

‫‪ - 189‬وقال رحمه ال ( ص ‪: ) 58 - 57‬‬


‫" المسجد القصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلم وقد صار بعض الناس يسمي القصى المصلى الذي بناه‬
‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه في مقدمه والصلة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلة في سائر المسجد‬
‫فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود‬
‫الذين كانوا يصلون إليها فأمر عمر رضي ال عنه بإزالة النجاسة عنها وقال لكعب ‪ :‬أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال ‪:‬‬
‫خلف الصخرة فقال ‪ :‬يا ابن اليهودية خالطتك يهودية بل ابنيه أمامها فإن لنا صدور المساجد ولهذا كان أئمة المة إذا دخلوا‬
‫المسجد قصدوا الصلة في المصلى الذي بناه عمر ‪ .‬وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر رضي ال عنه ول الصحابة ول كان على‬
‫عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة بك كانت مكشوفة في خلفة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ولكن ‪ " . . .‬ثم ذكر‬
‫أن عبد الملك بن مروان هو الذي بنى القبة عليها وكساها في الشتاء والصيف ليرغب الناس زيارة بيت المقدس ‪ " . . .‬ثم قال ‪:‬‬
‫" وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة وإنما يعظمها اليهود‬
‫وبعض النصارى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومن ذلك تعلم أن ترميمها وتجديد بنائها الذي أعلن عنه منذ أسابيع وقد أنفقوا عليها المليين من الليرات إنما هو إسراف‬
‫وتبذير ومخالفة لسبيل المؤمنين الولين ‪.‬‬
‫‪ - 190‬ذكر هذه المور كلها شيخ السلم رحمه ال تعالى في " المجموعة " ( ‪ ) 59 - 58 / 2‬ووضعها بقوله ‪ " :‬فكله كذب " ‪.‬‬
‫وقال في مكان المهد ‪:‬‬
‫" وإنما كان موضع معمودية النصارى " ‪.‬‬
www.saaid.net

You might also like