Professional Documents
Culture Documents
التكفير
للشيخ المحدّث العلمة :محمد ناصر الدين
اللباني –رحمه الله-
تقريظ سماحة الشيخ العلمة :عبد العزيز بن
باز –رحمه الله-
تعليق الشيخ العلمة :محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله-
بسم ال الرحمن الرحيم
إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ،ومن سيئات
أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل
ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد :((1
فإن مسألة التكفير عمومًا – ل للحكام فقط؛ بل وللمحكومين أيضاً – هي فتنة
عظيمة قديمة ،تبنتها فرقة من الفرق السلمية القديمة ،وهي المعروفة بـ
(الخوارج( .((2
ومع السف الشديد فإن البعض من الدعاة أو المتحمسين قد يقع في الخروج عن
الكتاب والسنة ولكن باسم الكتاب والسنة.
والسبب في هذا يعود إلى أمرين اثنين:
أحدهما هو :ضحالة العلم.
والمر الخر – وهو مهم جداً :-أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية ،والتي هي
أساس الدعوة السلمية الصحيحة ،التي يعد كل من خرج عنها من تلك الفرق
المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول ال صلى ال عليه و سلم في غير ما
حديث؛ بل والتي ذكرها ربنا عز وجل ،وبين أن من خرج عنها يكون قد شاق ال
ورسوله ،وذلك في قوله عز وجل } :ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له
الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيراً } (
– 115النساء( .فإن ال – لمر واضح عند أهل العلم – لم يقتصر على قوله }
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى … نوله ما تولى … { وإنما أضاف
إلى مشاقة الرسول اتباع غير سبيل المؤمنين ،فقال { :ومن يشاقق الرسول من بعد
ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولّى ونصله جهنم وساءت
مصيراً } ( – 115النساء(.
( )1هذه بداية كلمة العلّمة اللباني -رحمه ال -والتي تم تسجيلها على الشريط السبعون بعد المائة السادسة ،بتاريخ
12/5/1413هـ ،الموافق 7/11/199م .وهي مطبوعة ضمن كتاب (فتاوى الشيخ اللباني ومقارنتها بفتاوى العلماء)،
إعداد عكاشة عبد المنان صفحة ،)253—238( :ولقد نشرتها المجلة السلفية العدد الول 1415هـ .كما نشرتها أيضاً
جريدة المسلمون العدد ( )556بتاريخ 5/5/1416هـ ،الموافق 29/9/1995م
( )2الخوارج طوائف متعددة مذكورة في كتب الفرق ،ومنها ما يزال موجوداً إلى الن تحت اسم آخر ،هو( :الباضية).
وهؤلء (الباضيـة) كانوا إلى عهـد قريـب منطويـن على أنفسـهم ،ليـس لهـم أي نشاط دعوي ،ولكـن منـذ بضـع سـنين بدأوا
ينشطون وينشرون بعض الرسائل والكتب والعقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى ،إل أنهم يستترون بخصلة من
خصال الشيعة ،أل وهي التقية.
فهم يقولون :نحن لسنا بالخوارج ،والحق أن السماء ل تغير من حقائق المسميات شيئاً ،وهؤلء يلتقون – من جملة ما
يلتقون به – مع الخوارج في مسألة تكفير أصحاب الكبائر.
2
فاتباع سبيل المؤمنين أو عدم اتباع سبيلهم أمر هام جداً إيجاباً وسلباً ،فمن اتبع
سبيل المؤمنين :فهو النّاجي عند رب العالمين ،ومن خالف سبيل المؤمنين :فحسبه
جهنم وبئس المصير.
من هنا ضلت طوائف كثيرة جداً – قديماً وحديثاً – ،لنهم لم يكتفوا بعدم التزام
سبُ ،ولكن ركبوا عقولهم ،واتبعوا أهواءهم في تفسير الكتاب سبيل المؤمنين حَ ْ
والسنة ،ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة جداً ،خرجوا بها عما كان عليه سلفنا
الصالح رضوان ال تعالى عليهم جميعاً.
وهذه الفقرة من الية الكريمة } :ويتبع غير سبيل المؤمنين } أكدها عليه الصلة
والسلم تأكيدًا بالغاً في غير ما حديث نبوي صحيح.
وهذه الحاديث – التي سأورد بعضاً منها – ليست مجهولة عند عامة المسلمين –
فضلً عن خاصتهم – لكن المجهول فيها هو أنها تدل على ضرورة التزام سبيل
المؤمنين في فهم الكتاب والسنة ووجوب ذلك وتأكيده.
وهذه النقطة يسهو عنها – ويغفل عن ضرورتها ولزومها – كثير من الخاصة،
فضلً عن هؤلء الذين عرفوا بـ (جماعة التكفير( ،أو بعض أنواع الجماعات التي
تنسب نفسها للجهاد وهي في حقيقتها من فلول التكفير.
فهؤلء – وأولئك – قد يكونون في دواخل أ نفسهم صالحين ومخلصين ،ولكن هذا
وحده غير كاف ليكون صاحبه عند ال عز وجل من الناجين المفلحين.
إذ لبد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين:
•صدق الخلص في النية ل عز وجل.
•وحسن التباع لما كان عليه النبي صلى ال عليه و سلم.
فل يكفي – إذاً – أن يكون المسلم مخلصًا وجاداً فيما هو في صدده من العمل
بالكتاب والسنة والدعوة إليهما؛ بل ل بد – بالضافة إلى ذلك – من أن يكون
منهجه منهجاً سوياً سليماً ،وصحيحاً مستقيماً؛ ول يتم ذلك على وجهه إل باتباع ما
كان عليه سلف المة الصالحون رضوان ال تعالى عليهم أجمعين.
•فمن الحاديث المعروفة الثابتة التي تؤصل ما ذكرت – وقد أشرت إليها آنفاً –
حديث الفرق الثلث والسبعين ،أل وهو قوله عليه الصلة والسلم[ :افترقت
اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة،
وستفترق أمتي على ثلث وسبعين فرقة ،كلها في النار إل واحدة ] قالوا :من
هي يا رسول ال ؟ قال ] :الجماعة [ ،وفي رواية ] :ما أنا عليه وأصحابي [.
فنجد أن جواب النبي صلى ال عليه و سلم يلتقي تماماً مع الية السابقة } :ويتبع
غير سبيل المؤمنين { .فأول ما يدخل في عموم الية هم أصحاب الرسول صلى
ال عليه و سلم.
3
إذ يكتف الرسول صلى ال عليه و سلم في هذا الحديث بقوله ] :ما أنا عليه… [- ،
مع أن ذلك قد يكون كافيًا في الواقع للمسلم الذي يفهم حقاً الكتاب والسنة -؛ ولكنه
عليه الصلة والسلم يطبق تطبيقاً عملياً قوله سبحانه وتعالى في حقه صلى ال
عليه و سلم أنه } :بالمؤمنين رءوف رحيم { ( -128التوبة(.
فمن تمام رأفته وكمال رحمته بأصحابه وأتباعه ِأن أوضح لهم صلوات ال وسلمه
عليــه أن علمــة الفرقــة الناجيــة :أن يكون أبناؤهــا وأصــحابها على مــا كان عليــه
الرسول عليه الصلة والسلم ،وعلى ما كان عليه أصحابه من بعده.
وعليه فل يجوز أن يقتصر المسلمون عامة والدعاة خاصة في فهم الكتاب والسنة
على الوسائل المعروفة للفهم؛ كمعرفة اللغة العربية ،والناسخ والمنسوخ ،وغير
ذلك؛ بل ل بد من أن يرجع قبل ذلك كله إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى ال
عليه و سلم؛ لنهم – كما تبين من آثارهم ومن سيرتهم – أنهم كانوا أخلص ل عز
وجل في العبادة ،وأفقه منّا في الكتاب والسنة ،إلى غير ذلك من الخصال الحميدة
التي تخلّقوا بها ،وتأدبوا بآدابها.
•ويشبه هذا الحديث تماماً – من حيث ثمرته وفائدته – حديث الخلفاء الراشدين،
المروي في السنن من حديث العرباض بن سارية رضي ال تعالى عنه ،قال:
جلَت منها القلوب ،وذرفت وعظنا رسول ال صلى ال عليه و سلم موعظة َو ِ
منها العيون ،فقلنا :كأنها موعظة مُودّع فأوصنا يا رسول ال ! قال ] :أوصيكم
بالسمع والطاعة ،وإن ولي عليكم عبد حبشي ،وإنه من يعش منكم فسيرى
اختلفاً كثيراً ،فعليكم بسنتي ،وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ،عضوا عليها
بالنواجذ… { وذكر الحديث.
والشاهد من هذا الحديث ،هو معنى جوابه على السؤال السابق ،إذ حض صلى ال
عليه و سلم أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته ،ثم لم يقتصر على ذلك
بل قال ] :وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي [.
فل بد لنا – والحالة هذه – من أن ندندن دائماً وأبداً حول هذا الصل الصيل؛ إذا
أردنا أن نفهم عقيدتنا ،وأن نفهم عبادتنا ،وأن نفهم أخلقنا وسلوكنا.
ول محيد عن العودة إلى منهج سلفنا الصالح لفهم كل هذه القضايا الضرورية
للمسلم ،حتى يتحقق فيه – صدقاً – أنه من الفرقة الناجية.
ومن هنا ضلت طوائف قديمة وحديثة حين لم يتنبّهوا إلى مدلول الية السابقة،
وإلى مغزى حديث سنة الخلفاء الراشدين ،وكذا حديث افتراق المة ،فكان أمراً
طبيعيًا جداَ أن ينحرفوا كما انحرف من سبقهم عن كتاب ال ،وسنة رسول صلى
ال عليه و سلم ،ومنهج السلف الصالح.
ومن هؤلء المنحرفين :الخوارج قدماء ومحدثين.
4
فأن أصل فتنة التكفير في هذا الزمان – ،بل منذ أزمان – هو آية يدندنون دائمًا
حولها؛ أل وهي قوله تعالى } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون { (
-44المائدة( ،فيأخذونها من غير فهوم عميقة ،ويوردونها بل معرفة دقيقة.
ونحن نعلم أن هذه الية الكريمة قد تكررت وجاءت خاتمتها بألفاظ ثلثة ،وهي} :
فأولئك هم الكافرون { } ،فأولئك هم الظالمون { [ -45المائدة ] } ،فأولئك هم
الفاسقون { [ – 47المائدة ].
فمن تمام جَهْل الذين يحتجون بهذه الية باللفظ الول منها فقط } :فأولئك هم
الكافرون { :أنهم لم ُيلِمّوا على القل ببعض النصوص الشريعة – قرآناً أم سنة –
التي جاء فيها ذكر لفظة (الكفر( ،فأخذوها – بغير نظر – على أنها تعني الخروج
من الدين ،وأنه ل فرق بين هذا الذي وقع في الكفر ،وبين أولئك المشركين من
اليهود والنصارى وأصحاب الملل الخرى الخارجة عن ملة السلم.
بينما لفظة الكفر في لغة الكتاب والسنة ل تعني – دائماً – هذا الذي يدندنون حوله،
ويسلطون هذا الفهم الخاطئ المغلوط عليه.
فشأن لفظة } الكافرون { -من حيث إنها ل تدل على معنى واحد – هو ذاته شأن
اللفظين الخرين } :الظالمون {و} الفاسقون { ،فكما أن من وُصف أنه ظالم أو
فاسق ل يلزم بالضرورة ارتداده عن دينه ،فكذلك من وُصف بأنه كافر؛ سواء
بسواء.
وهذا التنوع في معنى اللفظ الواحد هو الذي تدل عليه اللغة ،ثم الشرع الذي جاء
بلغة العرب – لغة القرآن الكريم –.
فمن أجل ذلك كان الواجب على كل من يتصدى لصدار الحكام على المسلمين –
سوا ًء كانوا حكاماً أم محكومين -أن يكون على علم واسع بالكتاب والسنة ،وعلى
ضوء منهج السلف الصالح.
والكتاب والسنة ل يمكن فهمهما – وكذلك ما تفرع عنهما – أل بطريق معرفة
اللغة العربية وآدابها معرفة دقيقة.
فإن كان لدى طالب العلم نقص في معرفة اللغة العربية ،فإن مما يساعده في
استدراك ذلك النقص الرجوع إلى فهم من قبله من الئمة والعلماء ،وبخاصة أهل
القرون الثلثة المشهود لهم بالخيرية.
ولنرجع إلى الية } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون { ،فما المراد
بالكفر فيها ؟ هل هو الخروج عن الملة ؟ أو أنه غير ذلك ؟
فأقول :ل بد من الدقة في فهم هذه الية ،فإنها قد تعني الكفر العملي؛ وهو الخروج
بالعمال عن بعض أحكام السلم.
5
ويساعدنا في هذا الفهم حبر المة وترجمان القرآن ،عبدال بن عباس رضي ال
عنهما؛ الذي أجمع المسلمون جميعاً – إل من كان من تلك الفرق الضالة – على
أنه إمام فريد في التفسير.
فكأنه طرق سمعه يومئذ ما نسمعه اليوم تماماً من أن هناك أناساً يفهمون هذه الية
فهماً سطحياً ،من غير تفصيل ،فقال رضي ال عنه " :ليس الكفر الذي تذهبون إليه
" ،و " :إنه ليس كفراً ينقل عن الملة " و " :هو كفر دون كفر ".
ولعله يعني بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي ال عنه،
ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين ،وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا
((3
بالمشركين :فقال :ليس المر كما قالوا ،أو كما ظنوا ،وإنما هو كفر دون كفر .
هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمان القرآن في تفسير هذه الية هو الحكم
الذي ل يمكن أن يُفهم سواه من النصوص التي أشرت إليها قبل .((4
ثم إن كلمة (الكفر( ذُكرت في كثير من النصوص القرآنية والحديثية ،ول يمكن أن
ل الحديث تُحمل – فيها جميعاً – على أنها تساوي الخروج من الملة ،((5من ذلك مث ً
( )3راجع تخريج العلمة لهذه الثار الصحيحة الجزء السادس صفحة ( )109وما بعدها رقم (.)2552
( )4قال الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على كلمة العلًمة اللباني:
أحتج الشيخ اللباني بهذا الثر – عن ابن عباس رضي ال عنهما – ،وكذلك غيره من العلماء الذين تلقوه بالقبول ،وإن
كان في سنده ما فيه ،لكنهم تلقوه بالقبول ،لصدق حقيقته على كثير من النصوص فقد قال النبي صلى ال عليه و سلم] :
ســباب المســلم فســوق ،وقتاله كفــر [ ،ومــع ذلك فإن قتاله ل يخرج النســان مــن الملة ،لقوله تعالى } :وإن طائفتان مــن
المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما { إلى أن قال } :إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم {.
لكن لما كان هذا ل يرضي هؤلء المفتونين بالتكفير ،صاروا يقولون :هذا الثر غير مقبول ،ول يصح عن ابن عباس،
فيقال لهم :كيف ل يصح وقد تلقاه من هو أكبر منكم وأفضل وأعلم بالحديث ،وتقولون ل نقبل ؟!!
فيكفينا أن علماء جهابذة كشيخ السلم ابن تيمية وابن القيم – وغيرهما – تلقوه بالقبول ،ويتكلمون به وينقلونه ،فالثر
صحيح.
ثم هب أن المر كما قلتم :إنه ل يصح عن ابن عباس ،فلدينا نصوص أخرى تدل على أن الكفر قد يطلق ول يراد به الكفر
المخرج عن الملة ،كما في الية المذكورة ،وكما في قوله صلى ال عليه و سلم ] :اثنتان في الناس هما بهم كفر :الطعن
في النسب والنياحة على الميت [ ،وهذه ل تخرج من الملة بل إشكال.
لكن كما قيل قلة البضاعة من العلم ،وقلة فهم القواعد الشرعية العامة – كما قال الشيخ اللباني وفقه ال في أول كلمه –
هي التي توجب هذا الضلل.
ثم شيء آخر نضيفه إلى ذلك وهو :سوء الرادة التي تستلزم سوء الفهم؛ لن النسان إذا كان يريد شيئ ًا لزم من ذلك أن
ينتقل فهمه إلى ما يريد ،ثم يُحرّف النصوص على ذلك .وكان من القواعد المعروفة عند العلماء أنهم يقولون( :استدل ثم
اعتقد) ،ل تعتقد ثم تستدل فتضل .فالسباب ثلث هي:
الول( :قلة البضاعة من العلم الشرعي) ،الثاني( :قلة فقه القواعد الشرعية) ،الثالث( :سوء الفهم المبني على سوء
الرادة).
( )5قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين جواباً على سؤال سائل:
من سوء الفهم قول من نسب لشيخ السلم ابن تيمية أنه قال " :إذا أطلق الكفر فإنما يُراد به كفر أكبر "؛ مستدلً بهذا
القول على التكفير بآية }:فأولئك هم الكافرون { !! مع أنه ليس في الية أن هذا هو (الكفر) !.
وأما القول الصحيح عن شيخ السلم فهو تفريقه – رحمه ال – بين (الكفر) المعرّف بـ (أل) ،وبين (كُفر) منكراً.
فأما الوصف؛ فيصلح أن نقول فيه " :هؤلء كافرون " ،أو " :هؤلء الكافرون "؛ بناءً على ما اتصفوا به من الكفر
ف الفعلُ ،وأن يُوصفَ الفاعلُ.
الذي ل يخرج من الملة ،ففرقٌ بين أن يوص َ
وعليه؛ فإنه بتأويلنا لهذه الية على ما ذكر :نحكم بأن الحكم بغير ما أنزل ال ليس بكفر مخرج عن الملة ،لكنه كفر
عملي ،لن الحاكم بذلك خَرَج عن الطريق الصحيح.
ول يُفرق في ذلك بين الرجل الذي يأخذ قانوناً وضعياً من ِقبَل غيره ويحكّمه في دولته ،وبين من يُنشيءُ قانوناً ،ويضعُ
ن الوضعيّ؛ إذ المهم هو :هل هذا القانون يُخالفُ القانون السماوي أم ل ؟
هذا القانو َ
6
المعروف في الصحيحين عن عبدال بن مسعود رضي ال تعالى عنه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه و سلم ] :سباب المسلم فسوق ،وقتاله كفر [ .فالكفر هنا
هو المعصية ،التي هي الخروج عن الطاعة ،ولكن الرسول عليه الصلة والسلم
– وهو أفصح الناس بيانًا – بالغ في الزجر ،قائلً … ] :وقتاله كفر [.
ومن ناحية أخرى ،هل يمكن لنا أن نفسر الفقرة الولى من هذا الحديث – ] سباب
المسلم فسوق [ – على معنى الفسق المذكور في اللفظ الثالث ضمن الية
السابقة } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الفاسقون { ؟
والجواب :أن هذا قد يكون فسقاً مرادفًا للكفر الذي هو بمعنى الخروج عن الملة،
وقد يكون الفسق مرادفاً للكفر الذي ل يعني الخروج عن الملة ،وإنما يعني ما قاله
ترجمان القرآن إنه كفر دون كفر.
وهذا الحديث يؤكد أن الكفر قد يكون بهذا المعنى؛ وذلك لن ال عز وجل قال} :
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الخرى
فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ال { .إذ قد ذكر ربنا عز وجل هنا الفرقة
الباغية التي تقاتل الفرقة المحقة المؤمنة ،ومع ذلك فلم يحكم على الباغية بالكفر،
مع أن الحديث يقول … ] :وقتاله كفر [.
إذاً فقتاله كفر دون كفر ،كما قال ابن عباس في تفسير الية السابقة تماماً.
فقتال المسلم للمسلم بغي واعتداء ،وفسق وكفر ،ولكن هذا يعني أن الكفر قد يكون
كفراً عملياً ،وقد يكون كفراً اعتقادياً.
من هنا جاء هذا التفصيل الدقيق الذي تولى بيانه وشرحه المام – بحق – شيخ
السلم ابن تيمية رحمه ال ،وتولى ذلك من بعده تلميذه البار ابن قيم الجوزية ،إذ
لهما الفضل في التنبيه والدندنة على تقسيم الكفر إلى ذلك التقسيم ،الذي رفع رايته
ترجمان القرآن بتلك الكلمة الجامعة الموجزة ،فابن تيمية يرحمه ال وتلميذه
وصاحبه ابن قيم الجوزية :يدندنان دائماً حول ضرورة التفريق بين الكفر
العتقادي والكفر العملي ،وإل وقع المسلم من حيث ل يدري في فتنة الخروج عن
جماعة المسلمين ،التي وقع فيها الخوارج قديماً وبعض أذنابهم حديثاً.
وخلصة القول :إن قوله صلى ال عليه و سلم ] … وقتاله كفر [ ل يعني – مطلقاً
– الخروج عن الملة.
والحاديث في هذا كثيرة جداً ،فهي – جميعاً -حجة دامغة على أولئك الذين يقفون
عند فهمهم القاصر للية السابقة ،ويلتزمون تفسيرها بالكفر العتقادي.
فحسبنا الن هذا الحديث؛ لنه دليل قاطع على أن قتال المسلم لخيه المسلم هو
كفر ،بمعنى الكفر العملي ،وليس الكفر العتقادي.
فإذا عدنا إلى (جماعة التكفير( – أو من تفرع عنهم – ،وإطلقهم على الحكام– ،
وعلى من يعيشون تحت رايتهم بالولى ،وينتظمون تحت إمرتهم وتوظيفهم –
7
الكفر والردة ،فإن ذلك مبني على وجهة نظرهم الفاسدة ،القائمة على أن هؤلء
ارتكبوا المعاصي فكفروا بذلك .((6
ومن جملة المور التي يفيد ذكرها وحكايتها :أنني التقيت مع بعض أولئك الذين
كانوا من (جماعة التكفير( ثم هداهم ال عز وجل:
فقلت لهم :ها أنتم كفرتم بعض الحكام ،فما بالكم تكفرون أئمة المساجد ،وخطباء
المساجد ،ومؤذني المساجد ،وخَدَ َمةَ المساجد ؟ وما بالكم تكفرون أساتذة العلم
الشرعي في المدارس وغيرها ؟
قالوا :لن هؤلء رضوا بحكم هؤلء الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل ال.
ى قلبياً بالحكم بغير ما أنزل ال ،فحينئذ ينقلب فأقول :إذا كان هذا الرضى رض ً
الكفر العملي إلى كفر اعتقادي .فأي حاكم يحكم بغير ما أنزل ال وهو يرى ويعتقد
أن هذا هو الحكم اللئق تبنيه في هذا العصر ،وأنه ل يليق به تبنيه للحكم الشرعي
المنصوص في الكتاب والسنة ،فل شك أن هذا الحاكم يكون كفره كفراً اعتقادياً،
وليس كفراً عملياً فقط ،ومن رضي ارتضاءه واعتقاده :فإنه يلحق به .((7
ثم قلت لهم :فأنتم – أولً – ل تستطيعون أن تحكموا على كل حاكم يحكم بالقوانين
الغربية الكافرة – أو بكثير منها – ،أنه لو سئل عن الحكم بغير ما أنزل ال ؟!
لجاب :بأن الحكم بهذه القوانين هو الحق والصالح في هذا العصر ،وأنه ل يجوز
الحكم بالسلم ،لنهم لو قالوا ذلك لصاروا كفارًا – حقاً – دون شك ول ريب.
فإذا انتقلنا إلى المحكومين – وفيهم العلماء والصالحون وغيرهم – ،فكيف تحكمون
عليهم بالكفر بمجرد أنهم يعيشون تحت حكم يشملهم كما يشملكم أنتم تماماً ؟
ولكنكم تعلنون أن هؤلء كفار مرتدون ،والحكم بما أنزل ال هو الواجب ،ثم
تقولون معتذرين لنفسكم :إن مخالفة الحكم الشرعي بمجرد العمل ل يستلزم الحكم
على هذا العامل بأنه مرتد عن دينه !.
وهذا عين ما يقوله غيركم ،سوى أنكم تزيدون عليهم – بغير حق – الحكم بالتكفير
والردة.
ومن جملة المسائل التي توضح خطأهم وضللهم ،أن يقال لهم :متى يحكم على
المسلم الذي يشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمداً رسول ال – وقد يكون يصلي –
بأنه ارتد عن دينه ؟
أيكفي مرة واحدة ؟
أو أنه يجب أن يعلن أنه مرتد عن الدين ؟!.
إنهم لن يعرفوا جواباً ،ولن يهتدوا صواباً ،فنضطر إلى أن نضرب لهم المثل
التالي ،فنقول:
8
قاضِ يحكم بالشرع ،هكذا عادته ونظامه ،لكنه في حكومة واحدة زلَت به القدم
فحكم بخلف الشرع ،أي :أعطى الحق للظالم وحرمه المظلوم ،فهذا – قطعاً –
حكم بغير ما أنزل ال ؟ فهل تقولون بأنهَ :كفَرَ كُفرَ ردة ؟
سيقولون :ل؛ لن هذا صدر منه مرة واحدة.
فنقول :إن صدر نفس الحكم مرة ثانية ،أو حكم آخر ،وخالف الشرع أيضاً ،فهل
يكفر ؟
ثم نكرر عليهم :ثلث مرات ،أربع مرات ،متى تقولون :أنه كفر ؟! لن يستطيعوا
وضع حد بتعداد أحكامه التي خالف فيها الشرع ،ثم ل يكفرونه بها.
في حين يستطيعون عكس ذلك تماماً ،إذا عُلمَ منه أنه في الحكم الول استحسن
الحكم بغير ما أنزل ال – مستحلً له – واستقبح الحكم الشرعي ،فساعتئذ يكون
الحكم عليه بالردة صحيحاً ،ومن المرة الولى.
وعلى العكس من ذلك :لو رأينا منه عشرات الحكومات ،في قضايا متعددة خالف
فيها الشرع ،وإذا سألناه :لماذا حكمت بغير ما أنزل ال عز وجل ؟ فرد قائلً :خفت
وخشيت على نفسي ،أو ارتشيت مثلً فهذا أسوأ من الول بكثير ،ومع ذلك فإننا ل
نستطيع أن نقول بكفره ،حتى يعرب عمّا في قلبه بأنه ل يرى الحكم بما أنزل ال
عز وجل ،فحينئذ فقط نستطيع أن نقول :إنه كافر كفر ردة.
وخلصة الكلم :ل بد من معرفة أن الكفر – كالفسق والظلم – ،ينقسم إلى قسمين:
•كفر وفسق وظلم يخرج من الملة ،وكل ذلك يعود إلى الستحلل القلبي.
•وآخر ل يخرج من الملة؛ يعود إلى الستحلل العملي.
فكل المعاصي – وبخاصة ما فشا في هذا الزمان من استحلل عملي للرّبا،
والزنى ،وشرب الخمر ،وغيرها – ،هي من الكفر العملي ،فل يجوز أن نكفر
العصاة المتلبسين بشيء من المعاصي لمجرد ارتكابهم لها ،واستحللهم إياها
عملياً ،إل إذا ظهر – يقينًا – لنا منهم – يقيناً – ما يكشف لنا عما في قرارة نفوسهم
أنهم ل ُيحَرّمون ما حرم ال ورسوله اعتقاداً؛ فإذا عرفنا أنهم وقعوا في هذه
المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة.
أما إذا لم نعلم ذلك فل سبيل لنا إلى الحكم بكفرهم؛ لننا نخشى أن نقع تحت وعيد
قوله عليه الصلة والسلم ] :إذا قال الرجل لخيه :يا كافر ،فقد باء بها أحدهما [.
والحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة جداً ،أذكر منها حديثاً ذا دللة كبيرة ،وهو
في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين ،فلما رأى هذا المُشرك أنه صار
تحت ضربة سيف المسلم الصحابي ،قال :أشهد أن ل إله إل ال ،فما بالها
الصحابي فقتله ،فلما بلغ خبره النبي صلى ال عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد
النكار ،فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إل خوفًا من القتل ،وكان جوابه
9
صلى ال عليه و سلم ] :هلّ شققت عن قلبه ؟! [ .أخرجه البخاري ومسلم من
حديث أسامة بن زيد رضي ال عنه.
((8
إذاً الكفر العتقادي ليس له علقة أساسية بمجرد العمل إنما علقته الكبرى
بالقلب.
ونحن ل نستطيع أن نعلم ما في قلب الفاسق ،والفاجر ،والسارق ،والزاني،
والمرابي … ومن شابههم ،إل إذا عبّر عما في قلبه بلسانه ،أما عمله فيبنئ أنه
خالف الشرع مخالفة عملية.
فنحن نقول :إنك خالفت ،وإنك فسقت ،وإنك فجرت ،لكن ل نقول :إنك كفرت،
وارتدت عن دينك ،حتى يظهر منه شئ يكون لنا عذر عند ال عز وجل في الحكم
بردته ،ثم يأتي الحكم المعروف في السلم عليه؛ أل وهو قوله عليه الصلة
والسلم ]:من بدل دينه فاقتلوه [ .
ثم قلت – وما أزال أقول – لهؤلء الذين يدندنون حول تكفير حكام المسلمين:
هبوا أن هؤلء الحكام كفار كفر ردة ،وهبوا – أيضًا – أن هناك حاكماً أعلى على
هؤلء ،فالواجب – والحالة هذه – أن يطبق هذا الحاكم العلى فيهم الحد.
ولكن؛ الن :ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلّمنا – جدلً – أن هؤلء
الحكام كفار كفر ردة ؟! ماذا يمكن أن تصنعوا وتفعلوا ؟.
إذ قالوا :ولء وبراء؛ فنقول :الولء والبراء مرتبطان بالموالة والمعاداة – قلبية
وعملية – وعلى حسب الستطاعة ،فل يشترط لوجودهما إعلن التكفير وإشهار
الردة.
بل إن الولء والبراء قد يكونان في مبتدع ،أو عاص ،أو ظالم.
ثم أقول لهؤلء :ها هم هؤلء الكفار قد احتلوا من بلد السلم مواقع عدة ،ونحن
مع السف ابتلينا باحتلل اليهود لفلسطين.
فما الذي نستطيع نحن وأنتم فعله مع هؤلء ؟! حتى تقفوا أنتم – وحدكم – ضد
أولئك الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار ((9؟!.
( )8قال العلمة اللباني معلقاً " :ومن العمال أعمالٌ قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً؛ لنها تدل على كفره دللة قطعيّة
يقينيّة ،بحيث يقوم فعله هذا منه مقام إعرابه بلسانه عن كفره؛ كمثل أن يدوس المصحف َ ،مع علمه به ،وقصده له ".
( )9قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه ال:
هذا الكلم جيــد ،يعنــي أن هؤلء الذيــن يحكمون على الولة المســلمين بأنهــم كفار ماذا يســتفيدون إذا حكموا بكفرهــم ؟
أيسـتطيعون إزالتهـم ؟ ل يسـتطيعون ،وإذا كان اليهود قـد احتلوا فلسـطين قبـل نحـو خمسـين عاماً ،ومـع ذلك مـا اسـتطاعت
المة السلمية كلها عربها وعجمها أن يزيحوها عن مكانها ،فكيف نذهب ونسلط ألسنتنا على ولة يحكموننا ؟ ونعلم أننا
ل نستطيع إزالتهم ،وأنه سوف تراق دماء وتستباح أموال ،وربما أعراض أيضاً ،ولن نصل إلى نتيجة= .
= إذاً ما الفائدة ؟ حتى لو كان النسان يعتقد فيما بينه وبين ربه أن من هؤلء الحكام من هو كافر كفراً مخرجاً عن الملة
حقاً ،فما الفائدة من إعلنه وإشاعته إل إثارة الفتن ؟ كلم الشيخ اللباني هذا جيد جداً.
لكنا قد نخالفه في مسألة أنه ل يحكم بكفرهم إل إذا اعتقدوا حل ذلك ،هذه المسألة تحتاج إلى نظر(أ) .لننا نقول :من حكم
بحكم ال ،وهو يعتقد أن حكم غير ال أولى فهو كافر – وإن حكم بحكم ال – وكفره كفر عقيدة.
10
هل تركتم هذه الناحية جانباً ،وبدأتم بتأسيس القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة
الحكومة المسلمة ،وذلك باتباع سنة رسول ال التي ربى أصحابه عليها،
و َنشّأهم على نظامها وأساسها.
نذكر هذا مراراً ،ونؤكده تكراراً :ل بد لكل جماعة مسلمة من العمل بحق لعادة
حكم السلم ،ليس فقط على أرض السلم ،بل على الرض كلها ،وذلك تحقيقاً
لقوله تبارك وتعالى } :هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون { ( -9الصف( .وقد جاء في بعض بشائر الحاديث
النبوية أن هذه الية ستتحقق فيما بعد.
فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني والوعد اللهي ،فل بد من
سبيل بيّن وطريق واضح ،فهل يكون ذلك الطريق بإعلن ثورة على هؤلء الحكام
الذين يظن هؤلء أن كفرهم كفر ردة ؟ ثم مع ظنهم هذا – وهو ظن غالط خاطئ –
ل يستطيعون أن يعملوا شيئاً .((10
( )10وقد سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن الشبهة التالية وهي:
هناك شبهة عند كثير من الشباب هي التي استحكمت في عقولهم ،وأثارت عندهم مسألة الخروج ،وهي :أن هؤلء الحكام
المبدلون وضعوا قوانين وضعية من عندهم ،ولم يحكموا بما أنزل ال فحكم هؤلء الشباب بردتهم وكفرهم ،وبنوا على
ذلك :أن هؤلء ما داموا كفاراً فيجب قتالهم ،ول ينظر إلى حالة ضعفهم لن حالة الضعف قد نسخت ،كما يقولون بآية
السيف!!! (الية – 5التوبة) فما عاد هناك مجال للعمل بمرحلة الستضعاف ،التي كان المسلمون عليها في مكة !!.
فأجاب فضيلته عن هذه الشبهة فقال:
ل بد أن نعلم أولً هل انطبق عليهم وصف الردة أم ل ؟
وهذا يحتاج إلى معرفة الدلة الدالة على أن هذا القول أو الفعل ردة ،ثم تطبيقها على شخص بعينه ،وهل له شبهة أم ل ؟
يعني :قد يكون النص قد دل على أن هذا الفعل كفر ،وهذا القول كفر ،لكن هناك مانع يمنع من تطبيق حكم الكفر على هذا
الشخص المعين.
والموانع كثيرة ،منها :الظن – وهو جهل – ومنها :الغلبة.
فالرجل الذي قال لهله :إذا مت فحرقوني واسحقوني في اليم ،فإن ال لو قدر عليّ ليعذبني عذاباً ل يعذبه أحد من
العالمين؛ – والحديث أخرجه البخاري ،ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه – هذا الرجل ظاهر عقيدته الكفر
والشك في قدرة ال ،لكن ال لما جمعه وخاطبه قال :يارب إني خشيت منك أو كلمة نحوها ،فغفر له ،فصار هذا الفعل منه
تأويلً( .أي غير مقصود له ،ول مُراد منه).
ومثل ذلك الرجل الذي غلبه الفرح ،وأخذ بناقته قائلً :اللهم أنت عبدي وأنا ربك!! – أخرجه البخاري ،ومسلم عن أنس
بن مالك رضي ال عنه – كلمة كفر ،لكن هذا القائل يكفر؛ لنه مغلوب عليه ،فمن شدة الفرح أخطأ ،أراد أن يقول :اللهم
أنت ربي وأنا عبدك ،فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك !.
والمكره يكره على الكفر فيقول كلمة الكفر ،أو يفعل فعل الكفر ،ولكن ل يكفر بنص القرآن؛ لنه غير مريد ،وغير مختار.
وهؤلء الحكام ،نحن نعرف أنهم في المسائل الشخصية – كالنكاح والفرائض وما أشبهها – يحكمون بما دل عليه القرآن
على اختلف المذاهب.
وأما في الحكم بين الناس فيختلفون … ولهم شبهة يوردها لهم بعض علماء السوء ،يقولون :إن النبي صلى ال عليه و
سلم يقول ] :أنتم أعلم بأمور دنياكم [ .وهذا عام ،فكل ما تصلح به الدنيا فلنا الحرية فيه؛ لن الرسول صلى ال عليه و
سلم قال ] :أنتم أعلم بأمور دنياكم [ !!.
وهذه – ل شك – شبهة .لكن هل هو مسوغ لهم في أن يخرجوا عن قوانين السلم في إقامة الحدود ،ومنع الخمور وما
شابه ذلك ؟.
وعلى فرض أن يكون لهم في بعض النواحي القتصادية شبهة ،فإن هذا ليس فيه شبهة.
وأما تمام الشكال المطروح فيقال فيه :إذا كان ال تعالى بعد أن فرض القتال قد قال }:إن يكن منكم عشرون صابرون
يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قو ٌم ل يفقهون { ( -65النفال) .فكم هؤلء ؟! واحدٌ
بعشرة.
ثم قال }:الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا
ألفين بإذن ال وال مع الصابرين {.
11
إذاً؛ ما هو المنهج ؟ وما هو الطريق ؟
ل شك أن الطريق الصحيح هو ما كان رسول ال صلى ال عليه و سلم يدندن
حوله ،ويُذكّر أصحابه به في كل خطبة ] :وخير الهدي هدي محمد صلى ال عليه
و سلم [.
فعلى المسلمين كافة – وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم السلمي – أن يبدؤوا
من حيث بدأ رسول ال صلى ال عليه و سلم ،وهو ما نوجزه نحن بكلمتين
خفيفتين( :التصفية ،والتربية(.
ذلك لننا نعلم حقائق ثابتة وراسخة يغفل عنها – أو يتغافل عنها – أولئك الغلة،
الذين ليس لهم إل إعلن تكفير الحكام ،ثم ل شيء.
وسيظلون يعلنون تكفير الحكام ،ثم ل يصدر منهم – أو عنهم – إل الفتن
والمحن !!.
والواقع في هذه السنوات الخيرة على أيدي هؤلء ،بدءاً من فتنة الحرم المكي،
إلى فتنة مصر ،وقتل السادات ،وأخيراً في
سوريا ،ثم الن في مصر والجزائر – منظور لكل أحد – :هدر دماء من المسلمين
البرياء بسبب هذه الفتن والبليا ،وحصول كثير من المحن والرزايا.
كل هذا بسبب مخالفة هؤلء لكثير من نصوص الكتاب والسنة ،وأهمها قوله
تعالى } :لقد كان لكم في رسول ال أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو ال واليوم الخر
وذكر ال كثيرًا { ( – 21الحزاب(.
إذا أردنا أن نقيم حكم ال في الرض – حقاً ل ادعاء – ،هل نبدأ بتكفير الحكام
ونحن ل نستطيع مواجهتهم ،فضلً عن أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ – وجوباً – بما بدأ به
الرسول عليه الصلة والسلم ؟
لشك أن الجواب } :لقد كان لكم في رسول ال أسوةٌ حسن ٌة … {.
وقد قال بعض العلماء :إن ذلك في ،وقت الضعف ،والحكم يدور مع علته ،فبعد أن أوجب ال عليهم مصابرة العشرة
قال } :الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعف ًا {.
ثم نقول :إن عندنا نصوصاً محكمة تبين هذا المر ،وتوضحه؛ منها قوله تعالى } :ل يكلف ال نفساً إل وسعها { .فال
سبحانه ل يكلف نفس ًا إل وسعها وقدرتها ،وال سبحانه يقول – أيضاً – } :فاتقوا ال ما استطعتم {.
فلو فرضنا – بحسب الشروط والضوابط التي ذكرها العلماء الجلّء – أن الخروج المشار إليه على هذا الحاكم واجب،
فإنه ل يجب علينا ونحن ل نستطيع إزاحته ،فالمر واضح … ولكنه الهوى يهوي بصاحبه.
(أ) قال العلمة اللباني معلقاً :لم يظهر لي وجه احتمالية هذه المخالفة ،إذ أنني أقول :لو أن أحداً من الناس – ولو من
غير الحكام – رأى أن حكم غير السلم أولى من حكم السلم – ولو حكم بالسلم عملً – فهو كافر؛ إذًا ل اختلف ،لن
المرجع أصلً إلى ما في القلب.
لكن كلمنا على العمل.
وفي ظني أنه ل يمكن لحد أن يطبق قانوناً مخالفاً للشرع يحكم فيه في عباد ال إل وهو يستحله ويعتقد أنه خير من
القانون الشرعي ،فهو كافر ،هذا هو الظاهر ،وإل فما الذي حمله على ذلك ؟
قد يكون الذي حمله على ذلك خوفاً من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه ،فيكون مداهناً لهم ،فحينئذ نقول :إن هذا
كالمداهن في بقية المعاصي ،وأهم شيء في هذا الباب هو مسألة التكفير الذي ينتج العمل ،وهو الخروج على هؤلء
الئمة ،هذا هو المشكل .نعم ،لو أن النسان عنده قوة يستطيع يُصفي كل حاكم كافر له ولية على المسلمين ،كان هذا مما
نرحب به إذا كان كفراً بواحاً عندنا فيه من ال برهان ،لكن المسألة ليست على هذه الصفة وليست هينة !!.
12
ولكن؛ بماذا بدأ رسول ال صلى ال عليه و سلم ؟
من المتيقين عند كل من اشتم رائحة العلم أنه صلى ال عليه و سلم بدأ بالدعوة بين
الفراد الذين كان يظن فيهم الستعداد لتقبل الحق ،ثم استجاب له من استجاب من
أفراد الصحابة – كما هو معروف في السيرة النبوية – ،ثم وقع بعد ذلك التعذيب
والشدة التي أصابت المسلمين في مكة ،ثم جاء المر بالهجرة الولى والثانية ،حتى
وطد ال عز وجل السلم في المدينة المنورة ،وبدأت هناك المناوشات
والمواجهات ،وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفار من جهة ،ثم اليهود من جهة
أخرى … هكذا.
إذاً؛ ل بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس السلم الحق ،كما بدأ الرسول عليه الصلة
والسلم ،لكن؛ ل يجوز لنا الن أن نقتصر على مجرد التعليم فقط ،فلقد دخل في
السلم ما ليس منه ،وما ل يمت إليه بصلة ،من البدع والمحدثات مما كان سبباً
في تهدم الصرح السلمي الشامخ.
فلذلك كان الواجب على الدعاة أن يبدءوا بتصفية هذا السلم مما دخل فيه.
هذا هو الصل الول( :التصفية(
وأما الصل الثاني :فهو أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ
على هذا السلم المصفى .((11
ونحن إذا درسنا واقع الجماعات السلمية القائمة منذ نحو قرابة قرن من الزمان،
وأفكارها وممارساتها ،لوجدنا الكثير منهم لم يستفيدوا – أو يفيدوا – شيئاً يذكر،
برغم صياحهم وضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلمية ،مما سبب سفك دماء
أبرياء كثيرين بهذه الحجة الواهية ،دون أن يحققوا من ذلك شيئاً.
فل نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة ،والعمال المنافية للكتاب
والسنة ،فضلً عن تكرارهم تلك المحاولت الفاشلة المخالفة للشرع.
وختاماً أقول :هناك كلمة لحد الدعاة– كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن
يحققوها – وهي( :أقيموا دولة السلم في قلوبكم تقم لكم على أرضكم(.((12
لن المسلم إذا صحح عقيدته بناءً على الكتاب والسنة ،فل شك أنه بذلك ستصلح
عبادته ،وستصلح أخلقه ،وسيصلح سلوكه …الخ
13
لكن هذه الكلمة الطيبة – مع السف – لم يعمل بها هؤلء الناس ،فظلوا يصيحون
مطالبين بإقامة الدولة المسلمة … لكن دون جدوى ،ولقد صدق فيهم – وال – قول
إن السفينة ل تجري على ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها الشاعر:
اليبس
لعل فيما ذكرت مقنعًا لكل منصف ،ومنتهى لكل متعسف .وال المستعان.
14
تقريظ سماحة العلمة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه ال
الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
أما بعد .((13
فقد اطلعت على الجواب المفيد الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد
ناصرالدين اللباني وفقه ال ،المنشور في صحيفة المسلمون ،الذي أجاب به
فضيلته من سأله عن " :تكفير من حكم بغير ما أنزل ال من غير تفصيل ".
فألفيتها كلمة قيمة أصاب فيها الحق ،وسلك فيها سبيل المؤمنين ،وأوضح وفقه ال
أنه ل يجوز لحد من الناس أن يُ َكفّر من حكم بغير ما أنزل ال بمجرد الفعل من
دون أن يعلم أنه استحل ذلك بقلبه ،واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس رضي
ال عنهما وعن غيره من سلف المة.
ولشك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى } :ومن لم يحكم بما أنزل ال
فأولئك هم الكافرون { ،و } ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الظالمون {،
و } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الفاسقون { ،هو الصواب.
وقد أوضح أن الكفر كفران :أكبر وأصغر ،كما أن الظلم ظلمان ،وهكذا الفسق
فسقان :أكبر وأصغر.
فمن استحل الحكم بغير ما أنزل ال ،أو الزنى ،أو الربا ،أو غيرها من المحرمات
المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر ،وظلم ظلماً أكبر ،وفسق فسقاً أكبر:
ومن فعلها بدون استحلل كان كفره كفراً أصغر ،وظلمه ظلمًا أصغر ،وهكذا
فسقه ،لقول النبي في حديث ابن مسعود رضي ال عنه ] :سباب المسلم فسوق
وقتاله كفر [ أراد بهذا صلى ال عليه و سلم الفسق الصغر ،والكفر الصغر،
وأطلق العبارة تنفيراً من هذا العمل المنكر.
وهكذا قوله صلى ال عليه و سلم ] :اثنتان في الناس هما بهما كفر :الطعن في
النسب والنياحة على الميت [ أخرجه مسلم في صحيحه ،وقوله صلى ال عليه و
سلم ] :ل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض [ أخرجه البخاري
ومسلم من حديث جرير رضي ال عنه ،والحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب على كل مسلم ول سيما أهل العلم التثبت في المور ،والحكم فيها على
ضوء الكتاب والسنة ،وطريق سلف المة والحذر من السبيل الوخيم الذي سلكه
الكثير من الناس لطلق الحكام وعدم التفصيل.
( )13هذا تعليق لسماحة الشيخ العلّمة عبد العزيز بن عبد ال بن باز على كلمة العلّمة محمد ناصر الدين اللباني السابقة
رحمهما ال جميعاً.
وقد نُشر في مجلة الدعوة العدد ( )1511بتاريخ 11/5/1416هـ الموافق 5/10/1995م.
كما نشرته أيضاً جريدة المسلمون ،العدد ( )557بتاريخ 12/5/1416هـ الموافق 6/10/1995م.
15
وعلى أهل العلم أن يعتنوا بالدعوة إلى ال سبحانه بالتفصيل ،وإيضاح السلم
للناس بأدلته من الكتاب والسنة ،وترغيبهم في الستقامة عليه ،والتواصي والنصح
في ذلك مع الترهيب من كل ما يخالف أحكام السلم.
وبذلك يكونون قد سلكوا مسلك النبي صلى ال عليه و سلم ،ومسلك خلفائه
الراشدين وصحابته المرضيين في إيضاح سبيل الحق ،والرشاد إليه ،والتحذير
ل بقول ال سبحانه } :ومن أحسن قولً ممّن دعا إلى ال وعمل مما يخالفه عم ً
صالحاً وقال إنني من المسلمين { .وقوله عز وجل } :قل هذه سبيلي أدعو إلى ال
على بصير ٍة أنا ومن اتبعني وسبحان ال وما أنا من المشركين { .وقوله
سبحانه } :ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي
أحسن {.
وقول النبي صلى ال عليه و سلم ] :من دل على خير فله مثل أجر فاعله [ ،وقوله
صلى ال عليه و سلم ] :من دعا إلى هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه ،ل
ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ،ومن دعا إلى ضللة كان عليه من الثم مثل آثام من
تبعه ل ينقص ذلك من آثامهم شيئاً [ .وقول النبي صلى ال عليه و سلم لعلي رضي
ال عنه لما بعثه إلى اليهود في خيبر ] :ادعهم إلى السلم وأخبرهم بما يجب
عليهم من حق ال فيه ،فوال لئن يهدي ال بك رجلً واحداً خي ٌر لك من حمر النعم
[ متفق على صحته.
وقد مكث النبي صلى ال عليه و سلم في مكة ثلث عشرة سنة يدعو الناس إلى
توحيد ال ،والدخول في السلم بالنصح والحكمة والصبر والسلوب الحسن ،حتى
هدى ال على يديه وعلى يد أصحابه من سبقت له السعادة ،ثم هاجر إلى المدينة
عليه الصلة والسلم،
واستمر في دعوته إلى ال سبحانه ،هو وأصحابه رضي ال عنهم ،بالحكمة
والموعظة الحسنة ،والصبر والجدال بالتي هي أحسن ،حتى شرع ال له الجهاد
بالسيف للكفار ،فقام بذلك عليه الصلة والسلم هو وأصحابه رضي ال عنهم أكمل
قيام ،فأيدهم ال ونصرهم وجعل لهم العاقبة الحميدة.
وهكذا يكون النصر وحسن العاقبة لمن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم إلى يوم
القيامة ،وال المسؤول أن يجعلنا وسائر إخواننا في ال من أتباعهم بإحسان ،وأن
يرزقنا وجميع إخواننا الدعاة إلى ال البصيرة النافذة والعمل الصالح ،والصبر
على الحق حتى نلقاه سبحانه ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى ال وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
16
تقريظ العلمة الشيخ محمد العثيمين رحمه ال على كلمتي اللباني و بن باز
الذي فهم من كلم الشيخين :((14أن الكفر لمن استحل ذلك وأما من حكم به على أنه
معصية مخالفة :فهذا ليس بكافر؛ لنه لم يستحله ،لكن قد يكون خوفاً أو عجزاً ،أو
ما أشبه ذلك ،وعلى هذا فتكون اليات الثلث ((15منزلة على أحوال ثلث:
-1من حكم بغير ما أنزل ال بدلً عن دين ال ،فهذا كفر أكبر مخرج عن الملة؛
لنه جعل نفسه مشرعاً مع ال عز وجل ,ولنه كاره لشريعته.
-2من حكم به لهوى في نفسه ،أو خوفاً عليها ،أو ما أشبه ذلك ،فهذا ل يكفر،
ولكنه ينتقل إلى الفسق.
-3من حكم به عدواناً وظلماً - ،وهذا ل يتأتى في حكم القوانين ،ولكن يتأتى في
حكم خاص ،مثل أن يحكم على إنسان بغير ما أنزل ال لينتقم منه – فهذا يقال إنه:
ظالم
فتنزّل الوصاف على حسب الحوال.
ومن العلماء من قال :إنها أوصاف لموصوف واحد ،وأن كل كافر ظالم ،وكل كافر
فاسق ،واستدلوا بقوله تعالى }:والكافرون هم الظالمون { ،وبقوله تعالى } :وأما
الذين فسقوا فمأواهم النّار { .وهذا هو الفسق الكبر.
ومها كان المر فكما أشار الشيخ اللباني ،رحمه ال ،أن النسان ينظر ماذا تكون
النتيجة ؟ ليست المسألة نظرية ،لكن المهم التطبيق العملي ما هي النتيجة؟
وصلى ال وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
______________
________
__
( )14بعد أن قُرِئ على الشيخ ابن عثيمين كلمة اللباني السابقة في مسألة التكفير والحكم بغير ما أنزل ال .فقد قُرئ عليه
تعليق العلمة ابن باز على كلمة العلمة اللباني ،ثم بعد ذلك علّق حفظه ال بتعليق مجمل نافع على الكلمتين خلصة لما
سبق ،سأل ال أن ينفع به.
( )15أي قوله تعالى } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون { ،وقوله تعالى } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك
هم الظالمون { ،وقوله تعالى } :ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الفاسقون { [ سورة المائدة ،اليات] 47،45،44 :
17