Professional Documents
Culture Documents
================
وقد فرق الكتاب المقدس بين الذين فعلوا الخطية وتابوا عنها ،والذين فعلوا
الخطية وتمادوا فيها ......
م
وقبل أن أتناول هذه الموضوعات بشيء من التفصيل ينبغي أن نتطرق لشيء مه ً
وهو موضوع اختيار الله لنبيائه وأزمان النبوة :
هناك أبعاد كثيرة لحكمة الله ومعرفته لم يصل إليها النسان ولن يصل إليها وذلك
لسبب بسيط أن عقل النسان مهما برع في أمور كثيرة إل أن عقله محدود ل
يرتقي إلى عقل الله الغير محدود ..
ً
فاختيار الله لنبيائه هو اختيار لسابق معرفته بأمور البشر فهو يعلم جيدا بالضعف
البشري وقدرته المحدودة وقد يتطرق إلى البشر فهما ً خاطئا ً عن مضمون الحياة
إذ أسقطته روح الكبرياء ففي أوقات كثيرة يظن النسان أن قوته الذاتية هي
طوق النجاة له وقد يظن في أوقات آخرى أن عقله هو طوق النجاة له وفي
أوقات آخرى يستسلم لمتطلبات غرائزه مستخدما ً أياها بطرق غير سوية متناسياً
أن الله قد خلق هذه الغرائز من أجل بركة النسان ل لعنته فأفسد غرائزة في
ارتكاب الثام متعديا ً لوصايا الرب ...........
وقد قصد الله سبحانه من اختياراته للنبياء أن يختار الضعفاء ليخزي بهم الذين
يستخدمون القوة كمسعى لهم فيرى الناس كيف عملت قوة الله في ضعف البشر
ويسخدم الله الغير عالمين بالحكمة ليخزي بهم الحكماء كي ينظروا عطية الله من
الحكمة للبشر ،فحينما نقرأ في الكتاب المقدس عن نبي يخطيء فهذا ليظهر
مدى الضعف البشري وفي نفس الوقت نرى عمل الله في هذا الضعف ليحوله إلى
قوة ليظهر مجد الله في النسان ........
فحينما نتناول النقاط المذكورة سلفاً :
-1الجنس البشري قابل للخطية و السقوط :
فالمثلة الكثيرة للخطية توضح أن الجنس البشري تحت الخطية حتى النبياء فقد
أظهر الكتاب المقدس مدى الضعف البشري وأن النبياء أيضا ً يخطئون والفضل
الوحيد في هذا أن الله هو المحب للبشر والمتحنن ولو لم تكن رحمة الله لفني
الجنس البشري بكامله .
ولكن الكتاب المقدس فرق بين أبناء الله المخطئون حيث إذا سقطوا يشعرون
بفداحة الخطية ويتوبوا ويرجعوا عن هذه الخطية أما البعيدين عن الله فيستهويهم
عمل الخطية ويتمادوا فيها .
والفداء كان من أجل الحياء الذين قبلوا اليمان بالرب يسوع المسيح له المجد
والموات الذين ماتوا على رجاء الفداء والقيامة .
وجدير بالذكر هنا أن نوضح أن الله يمحو الذنوب لكل من تاب ورجع فقد أوضح لنا
الكتاب المقدس " السماء تفرح بخاطيء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون بارا ً ل
يحتاجون إلى التوبة " ..فليس عيبا ً أن يخطيء النسان ولكن كل العيب أن يتمادى
النسان في خطيته ،فيجب على النسان أن يقر بخطيته ويتوب عنها توبة صادقة
لن الخطية هي موت ..........
وعلى المستوى النساني نجد أن السبب الرئيسي لتخلف الشعوب هو عدم
العتراف بالسلبيات الموجودة داخل المجتمع فنجد الشعوب المتخلفة دائما ً ما
تلقي باللوم على الخرين دون أن تحاول من إصلح الذات ،فبداية تقدم أي شعب
هو الوقوف على سلبياتها وأسباب تخلفها والعمل الجاد من أجل التغلب على هذه
السلبيات وهذه السباب .
وهذا الكلم ينطبق على الحياة الروحية أيضا ً فكل إنسان يظن أن الحياة تمر بدون
جهاد فيخطيء هذا النسان في ظنه هذا ....
-2ليس هناك أحد معصوما ً من الخطأ :
فيوضح لنا الكتاب المقدس أن " الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله " " ليس
أحد بار ،ليس ول واحد " وهنا نجد أنه لم يحدد الجزء من الكل بل ذكرها بمطلق
معناها فلم يقل البعض بل قال الكل ( الجميع ) ،فالبر المطلق هي سمة من
سمات الله سبحانه ول يتميز أحد من البشر بهذا البر المطلق ،وإنما البر الذي
يطلق على النسان يقصد به طاعة الله سبحانه وإن أخطأ النسان تاب توبة صادقة
،ونستطيع أن نطلق على النسان البار أنه إنسانا ً تائباً .........
ومن هذا فليس إنسانا ً معصوما ً حتى النبياء ،فالعصمة هي صفة من صفات الله
وكلمته لذا فإن الكنيسة أعطتنا أن نصلي من أجل غفران الخطايا ( الخطايا
الخفية والظاهرة حتى الخطايا الغير مقصودة ) وكل إنسان محتاج للصلة من أجل
غفران خطاياه ول يستثنى من ذلك أي إنسان مهما بلغت مكانته ( الدينية
والدنيوية ) ،والذي يظن في نفسه أنه غير خاطيء فقد سقط ويجب عليه أن
يراجع نفسه ..........إذا ً فالنسان لبد أن يعيش في توبة دائمة ،ول يظن في
نفسه البر .
-3تقبل الله لتوبة الذين رجعوا بصدق عن عمل الخطية مهما كانت بشاعتها :
نلحظ أنه في كل النبوات أكد الله على أهمية التوبة في حياة النسان مهما كانت
عظم هذه الخطية والقاريء للكتاب المقدس من بداية سفر التكوين وهو أول
سفر في الكتاب المقدس حتى سفر الرؤيا وهو آخر سفر في الكتاب المقدس
يلحظ اهتمام الله بموضوع توبة النسان ويؤكد على بركات التوبة للتائبين
وعواقب عدم التوبة ...........
والنسان التائب يعلن احتياجة لمعونة الله لنه يشعر بضعفاته وعلته واحتياجه
للطبيب العظم الذي يشفي كل علة " ل يحتاج الصحاء إلى طبيب بل المرضى "
ويقول المزمور " ل يُسر الرب بالمحرقات فالذبيحة للرب روحاص نسحق وقلباً
منكسر " وفي موضع آخر " ل يسر الرب بالذبائح بل يسر الرب بخائفيه وبالراجين
رحمته " .....
ً ً ً
وأحب هنا أن أوضح نقطة في مثال :إنسانا أمامه كوبا ممتلئا إلى نصفه ،وسألته
..ماذا ترى في هذا الكوب ؟؟ فيقول إنني أرى أن نصف الكوب فارغاً ....
فلم ينظر هذا النسان إلى نصف الكوب الممتليء بل نظر إلى نصفه الفارغ ..
فكل القائلين بأن الكتاب المقدس ذكر خطايا النبياء لم ينظر سوى للخطايا التي
صنعها هؤلء النبياء سواء مؤيدين لعدم عصمة النبياء من الخطية أو معارضين لها
ولكنهم لم ينظروا إلى عظمة توبتهم ......
-4إظهار الجوانب التي يحاربنا الشيطان من خللها فهي خبرة عملية لجوانب
الصراع بين النسان والشيطان :
فسؤالي هنا كيف يستطيع النسان أن يكتسب معرفة حيل الشيطان إن لم يطلع
عليها من خلل من سبقوه فخطايا النبياء هي بمثابة دروس مستفادة للبشر عن
الحروب التي يمكن للشيطان أن يسقط النسان فيها ليس هذا فحسب وإنما أيضاً
الدرس الذي من أجله كتبت هذه الخطايا هو كيف تغلب هؤلء القديسين على
سقطاتهم ورجعوا سريعا ً وتابوا وكم كانت هذه التوبة سبب بركة وقوة لهم فيما
بعد فبهذه التوبة يكتسبوا نضجا ً روحيا ً لمقاصد الله من خلقته للبشر .
وأُقرب الفكرة للذين يرفضون فكرة خطأ النبياء بالمثال التالي :
هل كان يستطيع النسان الحالي أن يصل إلى ما وصل إليه من علم وتقدم إذا لم
يستفيد من التجارب والبحاث التي تمت في الماضي فالثقافة والحضارة والتقدم
هي بعد تراكمي للحداث في الماضي والحاضر والمستقبل .
فالحياة الروحية كذلك إذا لم يستفيد النسان من خبرات الباء القديسين الذين
مروا بهذه التجارب لوقع النسان في نفس الخطاء كل يوم وكل لحظة .........
-5أنه ليس خلص من الشر والخطية إل بمعونة الله سبحانه :
أعتقد أن الجميع متفقون على أن القوة نستمدها من الله سبحانه وهو الذي
يقوينا على التجارب وهو الذي يغفر لنا الذنوب …..
-6كل ما خلقه الله هو حسن وحسن جدا ً إل أن الستغلل السيء لمعطيات الله لنا
هو الذي يقود النسان إلى السقوط :
خلق الله الكون كله ولم يكن فيه ما ينجسه لن الله خلق كل شيء طاهر وجميل ،
ولكن النسان بسقوطه في الخطية عرف الشهوة ،واستخدم الشياء المخلوقة
للبر في النجاسة وإشباع شهواته فمثل ً :العضاء التناسلية لقد خلقها الله من
أجل القداسة لجل التزاوج وإكثار النسل على الرض ولكنه للسف استخدمها من
أجل اشباع شهواته في الشر [ فاستخدم النسان أداة القداسة لعمل النجاسة
متعديا ً بذلك شريعة الله القدوس ] .
كذلك فاكهة العنب فقد خلقها الله ليتغذى عليها النسان ويشرب عصيرها لتعطية
سكر والعربدة فأصبحت أيضا ً وسيلة طاقة لبدنه ولكنه للسف استخدمها من أجل ال ُ
لعمل الشر .
وهكذا نقيس على ذلك كل شيء خلقه الله ………
-7الرحمة والرأفة التي أحاط بها الله الجنس البشري :
بالرغم من سلوك النسان في الشر وكسره وصية الله إل أنه الله لم يتركه للهلك
بل دبر لخلصه وأعطاه التوبة كطوق لنجاته شريطة أن يقبلوا الخلص .
-8كشف الخطية :
حينما يقرأ النسان ما صنعه النسان من خطية فنقول لنفسنا " ما هذا الذي
يصنعه النسان من صورة غير لئقة بمخلوق كرمه الله سبحانه "
فالخطية أولها شهوة وقد يظن النسان أن هذه الشهوة تعطية المتعة إل أنه
سريعا ً ما يكتشف أنها شيء بشع يدخل النسان بعده في دوامة من الصراع
محت هذه الخطايا وإن لم يتب صارت الخطية لعنة له . النفسي والدبي ..فإذا تاب ُ
ومن هنا نرى أن كاتب المقال أدناه لم يرى سوى صور الخطية المذكورة منحرفاً
بنظره عن أن ينظر صورة التوبة العظيمة و الخلص الذي تم للبشرية
حا فقال :هذه آلهتك يا إلى هرون وبنى لهم عجل ً مسبوكًا .بنى أمامهم مذب ً
إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر.
أنبياء يسبون ربهم !!!
(أيّوب )1 :16أيوب :دفعني الله إلى الظالم.
ما فل ً ظل أصرخ هاإني أحبولته. ي
ف عل ّ
وجني ول ّ ن الله قد ع ّ (أيّوب )6 :19إ ّ
يُستجاب لي.
(أيّوب )18 :4هو ذالله :ل يأتمن عبيده .وإلى ملئكته ينسب حماقة .سكان بيوت
يموتون بل حكمة:
م
مث ّ َ
شرفاء ،ويُرخي منطقة الشدّاء ...يُكثّر الم َ وانًا على ال ّ (أيّوب )6 :12يلقي َ
ه َ
يُبيدها.
(أيّوب )1 :24والله ل ينتبه إلى الظلم.
ولت إلى
ّ تح ي.
ّ إل تنتبه فما أقوم ما.
ً يو لي تستجيب (أيّوب )16 :29إليك أصرخ فما
ا) جاف من نحوي)
================
سلم الرب يكون معكم
وصلتني رسالة من إحدى المجموعات حول موضوع منقول عن الشيخ عبد الرحمن
دمشقية ومرسل هذه الرسالة هو أبو معاذ وتتناول هذه الرسالة نقدا ً للكتاب
المقدس حول موضوعات مختلفة ،ونظرا ً لطول الرسالة فهي حوالي 38صفحة
فسوف أتناولها موضوعا ً يلي الخر ليكون هناك شيء من التخصصية في تناول
:الموضوعات
:وأول هذه الموضوعات
نقدا ً حول الكتاب المقدس يتهم النبياء بالزنا والفساد
هناك أشياء كثيرة يتناولها غير المؤمنين من الكتاب المقدس ويغيب عنهم
...الموضوعات الساسية التي كتبت هذه الشياء في الكتاب المقدس
:فالكتاب المقدس قد تناول هذه الموضوعات لعدة أغراض
-1إثبات أن الجنس البشري قابل للخطية والسقوط .
-2ليس هناك أحدا ً من البشر معصوما ً من هذا الخطأ .
-3تقبل الله لتوبة الذين رجعوا بصدق عن عمل الخطية مهما كانت بشاعتها .
-4إظهار الجوانب التي يحاربنا الشيطان من خللها فهي خبرة عملية لجوانب
الصراع بين النسان والشيطان .
-5أنه ليس خلص من الشر والخطية إل بمعونة الله .
-6كل ما خلقه الله هو حسن وحسن جدا ً إل أن الستغلل السيء لمعطيات
الله لنا هو الذي يقود النسان إلى السقوط .
-7ايضاح الرحمة والرأفة التي أحاط بها الله الجنس البشري .
-8كشف الخطية .
الكتاب المقدس ذكر أخنوخ و إيليا ويوسف الصديق ودانيال النبي وغيرهم ،ولم
ينسب إليهم أي خطأ ,بل أن القرآن نسب إلى يوسف ما لم يفعله ،فقال :ولقد
م بها (يوسف - )12:24أي قصدت مخالطته وقصد مخالطتها ,واله ُّ
م مت به وه َّ
ه َّ
م بشيء فعله ,أما التوراة َ بالشيء قصده والعزم عليه ،ومنه الهمام وهو الذي إذا ه ّ
فقالت إنها لما طلبت مخالطته قال لها :كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى
الله؟ (تكوين ,)39:9فتأمل في العبارتين ،وانظر أي الكتابين نسب إلى يوسف
الخطية ,وقد قال النجيل إن من اشتهى كان كمن اقترف ذات الفعل ،والقرآن لم
يقل إنه اشتهى فقط ،بل عزم على الفعل