You are on page 1of 6

‫الكتاب المقدس يتهم النبياء بالزنا والفساد‬

‫أنبياء ‪ ...‬لكنهم عراة !!‬


‫(تكوين ‪ )20: 9‬وشرب نوح من الخمر فسكر وتعّرى داخل خبائه فأبصر حام عورة‬
‫أبيه( )‪.‬‬
‫ضا‪.‬‬
‫ضا ثيابه وتنبّأ هو أي ً‬‫(‪2‬صمو‪ )23: 19‬وكان روح الله على شاول‪ ،‬فخلع هو أي ً‬
‫فانطرح عريانًا ذلك النهار كله وكل الليل‪.‬‬
‫(‪2‬صمو‪ )20: 6‬ورقص داود أمام الناس وأمام الله‪.‬‬
‫فا هي والنساء ورقصت‪.‬‬ ‫(خروج ‪ )20: 15‬وكذلك فعلت أخته مريم النبيّة ‪ ،‬وأخذت د ً‬
‫(قضاة‪ )19 :14‬وحل روح الرب على شمشون فقتل ثلثين رجلً ‪.‬‬
‫(قضاة‪ )5: 15‬وذهب وأمسك ثلثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبا إلى ذنب ووضع‬
‫مشعل ً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل ناًرا وأطلقها بين زروع‬
‫الفلسطينيين فأحرق الكداس والزرع وكروم الزيتون‪.‬‬
‫(قضاة‪ )1: 16‬ثم ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها‪.‬‬
‫بنات لوط يزنين معه‬
‫(تكوين‪ )3: 19‬وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه‪ .‬وقالت‬
‫البكر للصغيرة ‪ :‬أبونا قد شاخ‪ .‬وليس في الرض رجل ليدخل علينا‪ .‬هلمي نسقي‬
‫أبانا خمًرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلً‪ .‬فسقتا أباهما خمًرا في تلك الليلة‪،‬‬
‫ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها‪ ،‬ولم يعلم باضطجاعها ول بقيامها‪ .‬وحدث في‬
‫الغد أن البكر قالت للصغيرة‪ :‬إني قد اضطجعت البارحة مع أبي‪ :‬نسقيه خمًرا الليلة‬
‫ضا‪ .‬وقامت الصغيرة واضطجعت معه‪ ،‬ولم يعلم باضطجاعها ول بقيامها‪ .‬فحبلت‬ ‫أي ً‬
‫ابنتا لوط من أبيهما‪ .‬فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مؤاب‪ ،‬وهو أبو المؤابيين إلى‬
‫ضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي‪ .‬وهو أبو بني عمي إلى‬ ‫اليوم‪ .‬والصغيرة أي ً‬
‫اليوم‪.‬‬
‫يهوذا يزني بكنته ثامار‬
‫(تك ‪ )38 : 15‬فرآها يهوذا فحسبها زانية لنها كانت قد غطت وجهها‪ .‬فمال إليها‬
‫على الطريق وقال‪ :‬هاتي أدخل عليك‪ .‬لنه لم يعلم أنها كنته‪ .‬فقالت ‪ :‬ماذا‬
‫تعطيني لكي تدخل علي‪ .‬فقال‪ :‬إني أرسل جدي معزى من الغنم‪ .‬فقالت‪ :‬هل‬
‫تعطيني رهنا حتى ترسله؟ فقال‪ :‬ما الرهن الذي أعطيك؟ فقالت‪ :‬خاتمك وعصاك‬
‫التي في يدك‪ .‬فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه‪ ...‬وبعد ثلثة شهور قيل ليهوذا‪:‬‬
‫إن كنتك ثامار قد زنت وها هي الن حبلى من الزنا ( )‬
‫داود يزني بزوجة جاره‬
‫(‪2‬صمو‪ )1 :11‬قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على‬
‫م‪ ،‬وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا‪ .‬فأرسل وسأل عن المرأة‪.‬‬ ‫سطح امرأة تستح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فقال واحد‪ :‬أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحتي؟ فأرسل داود رسلً‬
‫وأخذها‪ ،‬فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها‪ ،‬ثم رجعت إلى بيتها‪.‬‬
‫وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها (أوريا الحتي) فأكل أمامه‬
‫وشرب وأسكره‪ .‬وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا‪ .‬وكتب‬
‫في المكتوب يقول‪ :‬اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة‪ ،‬وارجعوا من ورائه‪:‬‬
‫فيُضرب ويموت‪ .‬ومات أوريا … فأرسل داود وضم امرأة أوريا إلى بيته وصارت له‬
‫امرأة وولدت له ابنًا‪.‬‬
‫الرب يعاقب داود‬
‫(‪2‬صمو‪ )11: 12‬فقال له الرب‪ .‬لنك خدعتني وأخذت امرأة أوريا الحتي‪ :‬ها أنذا‬
‫أقيم عليك الشر في بيتك وآخذ نسائك( ) أمام عينيك وأعطيهن لقريبك ويضطجع‬
‫مع نسائك في عين هذه الشمس‪.‬‬
‫ابن داود يزني باخته‬
‫(‪2‬صمو‪ )1 :13‬وكان لبشالوم امرأة جميلة اسمها ثامار‪ .‬فأحبها أمنون ومرض‬
‫لعدم تمكنه منها لنها عذراء‪ .‬فنصحه أحد زملئه أن تظاهر بالمرض واضطجع على‬
‫سريرك وقل لبيك أن يرسل أختك ثامار لتعتني به ويأكل من يدها‪ .‬فأرسل داود‬
‫إليه فأمر أمنون أن يخرج الجميع من غرفته إل ثامار‪ .‬ثم قال لها‪ :‬ائتي بالطعام‬
‫إلى المخدع فآكل من يدك‪ .‬فأحضرت الكعكة أمامه وأطعمته بيدها في المخدع‪.‬‬
‫فأمسكها وقال لها‪ :‬تعالي اضطجعي معي يا أختي‪ .‬فقالت له‪ :‬ل يا أخي ل تذلني‬
‫أين أذهب بعاري‪ .‬فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع‬
‫معها‪ .‬فخرجت صارخة فقال لها أخوها أبشالوم‪ :‬فالن يا أختي أسكتي‪ ،‬أخوك هو‪.‬‬
‫اتخذ لنفسك زانية !!‬
‫ً‬
‫(هوشع‪ )2 :1‬أول ما كلم الرب هوشع قائل‪ :‬اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولد‬
‫زنى لن الرض قد زنت زني‪.‬‬
‫(تك‪( )22 :35‬رأوبين ابن يعقوب يضاجع زوجة أبيه بلها التي كانت جارية (تك‪:49‬‬
‫‪ .)4‬ووبّخه أبوه يعقوب قائلً) ‪ :‬لنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ دنسته‪ ،‬على‬
‫الفراش صعدت‪.‬‬
‫أنبياء وثنيون !!‬
‫(‪1‬ملوك‪ )3 :11‬وكانت لسليمان سبعمائة من النساء السيدات وثلثمائة من‬
‫السراري‪ .‬فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى‪ .‬وعمل سليمان الشر في عيني‬
‫ما كداود أبيه( ) فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة‬ ‫الرب‪ .‬ولم يتبع الرب تما ً‬
‫الصيدونيين‪.‬‬
‫هارون النبي يروج لعبادة الصنام !!‬
‫(خروج‪ )32 :30‬قال هرون لبني اسرائيل‪ " :‬انزعوا أقراط الذهب‪ .‬فنزعوها وأتوا‬
‫ون في تبليغ أقول الله‪ ،‬ول يجوز أن يخطئوا فيها ل عمدا ً ول سهواً‪ ،‬لن الله هو‬
‫الحافظ لهم في ذلك‪ ،‬وهو الناطق على ألسنتهم بروحه القدوس‪ ،‬وهم آلت في‬
‫يده‬

‫================‬
‫وقد فرق الكتاب المقدس بين الذين فعلوا الخطية وتابوا عنها ‪ ،‬والذين فعلوا‬
‫الخطية وتمادوا فيها ‪......‬‬
‫م‬
‫وقبل أن أتناول هذه الموضوعات بشيء من التفصيل ينبغي أن نتطرق لشيء مه ً‬
‫وهو موضوع اختيار الله لنبيائه وأزمان النبوة ‪:‬‬
‫هناك أبعاد كثيرة لحكمة الله ومعرفته لم يصل إليها النسان ولن يصل إليها وذلك‬
‫لسبب بسيط أن عقل النسان مهما برع في أمور كثيرة إل أن عقله محدود ل‬
‫يرتقي إلى عقل الله الغير محدود ‪..‬‬
‫ً‬
‫فاختيار الله لنبيائه هو اختيار لسابق معرفته بأمور البشر فهو يعلم جيدا بالضعف‬
‫البشري وقدرته المحدودة وقد يتطرق إلى البشر فهما ً خاطئا ً عن مضمون الحياة‬
‫إذ أسقطته روح الكبرياء ففي أوقات كثيرة يظن النسان أن قوته الذاتية هي‬
‫طوق النجاة له وقد يظن في أوقات آخرى أن عقله هو طوق النجاة له وفي‬
‫أوقات آخرى يستسلم لمتطلبات غرائزه مستخدما ً أياها بطرق غير سوية متناسياً‬
‫أن الله قد خلق هذه الغرائز من أجل بركة النسان ل لعنته فأفسد غرائزة في‬
‫ارتكاب الثام متعديا ً لوصايا الرب ‪...........‬‬
‫وقد قصد الله سبحانه من اختياراته للنبياء أن يختار الضعفاء ليخزي بهم الذين‬
‫يستخدمون القوة كمسعى لهم فيرى الناس كيف عملت قوة الله في ضعف البشر‬
‫ويسخدم الله الغير عالمين بالحكمة ليخزي بهم الحكماء كي ينظروا عطية الله من‬
‫الحكمة للبشر ‪ ،‬فحينما نقرأ في الكتاب المقدس عن نبي يخطيء فهذا ليظهر‬
‫مدى الضعف البشري وفي نفس الوقت نرى عمل الله في هذا الضعف ليحوله إلى‬
‫قوة ليظهر مجد الله في النسان ‪........‬‬
‫فحينما نتناول النقاط المذكورة سلفاً ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنس البشري قابل للخطية و السقوط ‪:‬‬
‫فالمثلة الكثيرة للخطية توضح أن الجنس البشري تحت الخطية حتى النبياء فقد‬
‫أظهر الكتاب المقدس مدى الضعف البشري وأن النبياء أيضا ً يخطئون والفضل‬
‫الوحيد في هذا أن الله هو المحب للبشر والمتحنن ولو لم تكن رحمة الله لفني‬
‫الجنس البشري بكامله ‪.‬‬
‫ولكن الكتاب المقدس فرق بين أبناء الله المخطئون حيث إذا سقطوا يشعرون‬
‫بفداحة الخطية ويتوبوا ويرجعوا عن هذه الخطية أما البعيدين عن الله فيستهويهم‬
‫عمل الخطية ويتمادوا فيها ‪.‬‬
‫والفداء كان من أجل الحياء الذين قبلوا اليمان بالرب يسوع المسيح له المجد‬
‫والموات الذين ماتوا على رجاء الفداء والقيامة ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر هنا أن نوضح أن الله يمحو الذنوب لكل من تاب ورجع فقد أوضح لنا‬
‫الكتاب المقدس " السماء تفرح بخاطيء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون بارا ً ل‬
‫يحتاجون إلى التوبة " ‪ ..‬فليس عيبا ً أن يخطيء النسان ولكن كل العيب أن يتمادى‬
‫النسان في خطيته ‪ ،‬فيجب على النسان أن يقر بخطيته ويتوب عنها توبة صادقة‬
‫لن الخطية هي موت ‪..........‬‬
‫وعلى المستوى النساني نجد أن السبب الرئيسي لتخلف الشعوب هو عدم‬
‫العتراف بالسلبيات الموجودة داخل المجتمع فنجد الشعوب المتخلفة دائما ً ما‬
‫تلقي باللوم على الخرين دون أن تحاول من إصلح الذات ‪ ،‬فبداية تقدم أي شعب‬
‫هو الوقوف على سلبياتها وأسباب تخلفها والعمل الجاد من أجل التغلب على هذه‬
‫السلبيات وهذه السباب ‪.‬‬
‫وهذا الكلم ينطبق على الحياة الروحية أيضا ً فكل إنسان يظن أن الحياة تمر بدون‬
‫جهاد فيخطيء هذا النسان في ظنه هذا ‪....‬‬
‫‪ -2‬ليس هناك أحد معصوما ً من الخطأ ‪:‬‬
‫فيوضح لنا الكتاب المقدس أن " الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله " " ليس‬
‫أحد بار ‪ ،‬ليس ول واحد " وهنا نجد أنه لم يحدد الجزء من الكل بل ذكرها بمطلق‬
‫معناها فلم يقل البعض بل قال الكل ( الجميع ) ‪ ،‬فالبر المطلق هي سمة من‬
‫سمات الله سبحانه ول يتميز أحد من البشر بهذا البر المطلق ‪ ،‬وإنما البر الذي‬
‫يطلق على النسان يقصد به طاعة الله سبحانه وإن أخطأ النسان تاب توبة صادقة‬
‫‪ ،‬ونستطيع أن نطلق على النسان البار أنه إنسانا ً تائباً ‪.........‬‬
‫ومن هذا فليس إنسانا ً معصوما ً حتى النبياء ‪ ،‬فالعصمة هي صفة من صفات الله‬
‫وكلمته لذا فإن الكنيسة أعطتنا أن نصلي من أجل غفران الخطايا ( الخطايا‬
‫الخفية والظاهرة حتى الخطايا الغير مقصودة ) وكل إنسان محتاج للصلة من أجل‬
‫غفران خطاياه ول يستثنى من ذلك أي إنسان مهما بلغت مكانته ( الدينية‬
‫والدنيوية ) ‪ ،‬والذي يظن في نفسه أنه غير خاطيء فقد سقط ويجب عليه أن‬
‫يراجع نفسه ‪ ..........‬إذا ً فالنسان لبد أن يعيش في توبة دائمة ‪ ،‬ول يظن في‬
‫نفسه البر ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقبل الله لتوبة الذين رجعوا بصدق عن عمل الخطية مهما كانت بشاعتها ‪:‬‬
‫نلحظ أنه في كل النبوات أكد الله على أهمية التوبة في حياة النسان مهما كانت‬
‫عظم هذه الخطية والقاريء للكتاب المقدس من بداية سفر التكوين وهو أول‬
‫سفر في الكتاب المقدس حتى سفر الرؤيا وهو آخر سفر في الكتاب المقدس‬
‫يلحظ اهتمام الله بموضوع توبة النسان ويؤكد على بركات التوبة للتائبين‬
‫وعواقب عدم التوبة ‪...........‬‬
‫والنسان التائب يعلن احتياجة لمعونة الله لنه يشعر بضعفاته وعلته واحتياجه‬
‫للطبيب العظم الذي يشفي كل علة " ل يحتاج الصحاء إلى طبيب بل المرضى "‬
‫ويقول المزمور " ل يُسر الرب بالمحرقات فالذبيحة للرب روحاص نسحق وقلباً‬
‫منكسر " وفي موضع آخر " ل يسر الرب بالذبائح بل يسر الرب بخائفيه وبالراجين‬
‫رحمته " ‪.....‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وأحب هنا أن أوضح نقطة في مثال ‪ :‬إنسانا أمامه كوبا ممتلئا إلى نصفه ‪ ،‬وسألته‬
‫‪ ..‬ماذا ترى في هذا الكوب ؟؟ فيقول إنني أرى أن نصف الكوب فارغاً ‪....‬‬
‫فلم ينظر هذا النسان إلى نصف الكوب الممتليء بل نظر إلى نصفه الفارغ ‪..‬‬
‫فكل القائلين بأن الكتاب المقدس ذكر خطايا النبياء لم ينظر سوى للخطايا التي‬
‫صنعها هؤلء النبياء سواء مؤيدين لعدم عصمة النبياء من الخطية أو معارضين لها‬
‫ولكنهم لم ينظروا إلى عظمة توبتهم ‪......‬‬
‫‪ -4‬إظهار الجوانب التي يحاربنا الشيطان من خللها فهي خبرة عملية لجوانب‬
‫الصراع بين النسان والشيطان ‪:‬‬
‫فسؤالي هنا كيف يستطيع النسان أن يكتسب معرفة حيل الشيطان إن لم يطلع‬
‫عليها من خلل من سبقوه فخطايا النبياء هي بمثابة دروس مستفادة للبشر عن‬
‫الحروب التي يمكن للشيطان أن يسقط النسان فيها ليس هذا فحسب وإنما أيضاً‬
‫الدرس الذي من أجله كتبت هذه الخطايا هو كيف تغلب هؤلء القديسين على‬
‫سقطاتهم ورجعوا سريعا ً وتابوا وكم كانت هذه التوبة سبب بركة وقوة لهم فيما‬
‫بعد فبهذه التوبة يكتسبوا نضجا ً روحيا ً لمقاصد الله من خلقته للبشر ‪.‬‬
‫وأُقرب الفكرة للذين يرفضون فكرة خطأ النبياء بالمثال التالي ‪:‬‬
‫هل كان يستطيع النسان الحالي أن يصل إلى ما وصل إليه من علم وتقدم إذا لم‬
‫يستفيد من التجارب والبحاث التي تمت في الماضي فالثقافة والحضارة والتقدم‬
‫هي بعد تراكمي للحداث في الماضي والحاضر والمستقبل ‪.‬‬
‫فالحياة الروحية كذلك إذا لم يستفيد النسان من خبرات الباء القديسين الذين‬
‫مروا بهذه التجارب لوقع النسان في نفس الخطاء كل يوم وكل لحظة ‪.........‬‬
‫‪ -5‬أنه ليس خلص من الشر والخطية إل بمعونة الله سبحانه ‪:‬‬
‫أعتقد أن الجميع متفقون على أن القوة نستمدها من الله سبحانه وهو الذي‬
‫يقوينا على التجارب وهو الذي يغفر لنا الذنوب …‪..‬‬
‫‪ -6‬كل ما خلقه الله هو حسن وحسن جدا ً إل أن الستغلل السيء لمعطيات الله لنا‬
‫هو الذي يقود النسان إلى السقوط ‪:‬‬
‫خلق الله الكون كله ولم يكن فيه ما ينجسه لن الله خلق كل شيء طاهر وجميل ‪،‬‬
‫ولكن النسان بسقوطه في الخطية عرف الشهوة ‪ ،‬واستخدم الشياء المخلوقة‬
‫للبر في النجاسة وإشباع شهواته فمثل ً ‪ :‬العضاء التناسلية لقد خلقها الله من‬
‫أجل القداسة لجل التزاوج وإكثار النسل على الرض ولكنه للسف استخدمها من‬
‫أجل اشباع شهواته في الشر [ فاستخدم النسان أداة القداسة لعمل النجاسة‬
‫متعديا ً بذلك شريعة الله القدوس ] ‪.‬‬
‫كذلك فاكهة العنب فقد خلقها الله ليتغذى عليها النسان ويشرب عصيرها لتعطية‬
‫سكر والعربدة فأصبحت أيضا ً وسيلة‬ ‫طاقة لبدنه ولكنه للسف استخدمها من أجل ال ُ‬
‫لعمل الشر ‪.‬‬
‫وهكذا نقيس على ذلك كل شيء خلقه الله ………‬
‫‪ -7‬الرحمة والرأفة التي أحاط بها الله الجنس البشري ‪:‬‬
‫بالرغم من سلوك النسان في الشر وكسره وصية الله إل أنه الله لم يتركه للهلك‬
‫بل دبر لخلصه وأعطاه التوبة كطوق لنجاته شريطة أن يقبلوا الخلص ‪.‬‬
‫‪ -8‬كشف الخطية ‪:‬‬
‫حينما يقرأ النسان ما صنعه النسان من خطية فنقول لنفسنا " ما هذا الذي‬
‫يصنعه النسان من صورة غير لئقة بمخلوق كرمه الله سبحانه "‬
‫فالخطية أولها شهوة وقد يظن النسان أن هذه الشهوة تعطية المتعة إل أنه‬
‫سريعا ً ما يكتشف أنها شيء بشع يدخل النسان بعده في دوامة من الصراع‬
‫محت هذه الخطايا وإن لم يتب صارت الخطية لعنة له ‪.‬‬ ‫النفسي والدبي ‪ ..‬فإذا تاب ُ‬
‫ومن هنا نرى أن كاتب المقال أدناه لم يرى سوى صور الخطية المذكورة منحرفاً‬
‫بنظره عن أن ينظر صورة التوبة العظيمة و الخلص الذي تم للبشرية‬

‫حا فقال‪ :‬هذه آلهتك يا‬ ‫إلى هرون وبنى لهم عجل ً مسبوكًا‪ .‬بنى أمامهم مذب ً‬
‫إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر‪.‬‬
‫أنبياء يسبون ربهم !!!‬
‫(أيّوب‪ )1 :16‬أيوب‪ :‬دفعني الله إلى الظالم‪.‬‬
‫ما فل‬ ‫ً‬ ‫ظل‬ ‫أصرخ‬ ‫هاإني‬ ‫أحبولته‪.‬‬ ‫ي‬
‫ف عل ّ‬
‫وجني ول ّ‬ ‫ن الله قد ع ّ‬ ‫(أيّوب‪ )6 :19‬إ ّ‬
‫يُستجاب لي‪.‬‬
‫(أيّوب‪ )18 :4‬هو ذالله‪ :‬ل يأتمن عبيده‪ .‬وإلى ملئكته ينسب حماقة‪ .‬سكان بيوت‬
‫يموتون بل حكمة‪:‬‬
‫م‬
‫مث ّ‬ ‫َ‬
‫شرفاء‪ ،‬ويُرخي منطقة الشدّاء ‪ ...‬يُكثّر الم َ‬ ‫وانًا على ال ّ‬ ‫(أيّوب‪ )6 :12‬يلقي َ‬
‫ه َ‬
‫يُبيدها‪.‬‬
‫(أيّوب‪ )1 :24‬والله ل ينتبه إلى الظلم‪.‬‬
‫ولت إلى‬
‫ّ‬ ‫تح‬ ‫ي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إل‬ ‫تنتبه‬ ‫فما‬ ‫أقوم‬ ‫ما‪.‬‬
‫ً‬ ‫يو‬ ‫لي‬ ‫تستجيب‬ ‫(أيّوب‪ )16 :29‬إليك أصرخ فما‬
‫ا)‬ ‫جاف من نحوي)‬

‫================‬
‫سلم الرب يكون معكم‬
‫وصلتني رسالة من إحدى المجموعات حول موضوع منقول عن الشيخ عبد الرحمن‬
‫دمشقية ومرسل هذه الرسالة هو أبو معاذ وتتناول هذه الرسالة نقدا ً للكتاب‬
‫المقدس حول موضوعات مختلفة ‪ ،‬ونظرا ً لطول الرسالة فهي حوالي ‪ 38‬صفحة‬
‫فسوف أتناولها موضوعا ً يلي الخر ليكون هناك شيء من التخصصية في تناول‬
‫‪ :‬الموضوعات‬
‫‪ :‬وأول هذه الموضوعات‬
‫نقدا ً حول الكتاب المقدس يتهم النبياء بالزنا والفساد‬
‫هناك أشياء كثيرة يتناولها غير المؤمنين من الكتاب المقدس ويغيب عنهم‬
‫‪ ...‬الموضوعات الساسية التي كتبت هذه الشياء في الكتاب المقدس‬
‫‪ :‬فالكتاب المقدس قد تناول هذه الموضوعات لعدة أغراض‬
‫‪ -1‬إثبات أن الجنس البشري قابل للخطية والسقوط ‪.‬‬
‫‪ -2‬ليس هناك أحدا ً من البشر معصوما ً من هذا الخطأ ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقبل الله لتوبة الذين رجعوا بصدق عن عمل الخطية مهما كانت بشاعتها ‪.‬‬
‫‪ -4‬إظهار الجوانب التي يحاربنا الشيطان من خللها فهي خبرة عملية لجوانب‬
‫الصراع بين النسان والشيطان ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ليس خلص من الشر والخطية إل بمعونة الله ‪.‬‬
‫‪ -6‬كل ما خلقه الله هو حسن وحسن جدا ً إل أن الستغلل السيء لمعطيات‬
‫الله لنا هو الذي يقود النسان إلى السقوط ‪.‬‬
‫‪ -7‬ايضاح الرحمة والرأفة التي أحاط بها الله الجنس البشري ‪.‬‬
‫‪ -8‬كشف الخطية ‪.‬‬
‫الكتاب المقدس ذكر أخنوخ و إيليا ويوسف الصديق ودانيال النبي وغيرهم‪ ،‬ولم‬
‫ينسب إليهم أي خطأ‪ ,‬بل أن القرآن نسب إلى يوسف ما لم يفعله‪ ،‬فقال‪ :‬ولقد‬
‫م بها (يوسف ‪ - )12:24‬أي قصدت مخالطته وقصد مخالطتها‪ ,‬واله ُّ‬
‫م‬ ‫مت به وه َّ‬
‫ه َّ‬
‫م بشيء فعله‪ ,‬أما التوراة‬ ‫َ‬ ‫بالشيء قصده والعزم عليه‪ ،‬ومنه الهمام وهو الذي إذا ه ّ‬
‫فقالت إنها لما طلبت مخالطته قال لها‪ :‬كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى‬
‫الله؟ (تكوين ‪ ,)39:9‬فتأمل في العبارتين‪ ،‬وانظر أي الكتابين نسب إلى يوسف‬
‫الخطية‪ ,‬وقد قال النجيل إن من اشتهى كان كمن اقترف ذات الفعل‪ ،‬والقرآن لم‬
‫يقل إنه اشتهى فقط‪ ،‬بل عزم على الفعل‬

‫يقول الكتاب المقدس إن المسيح وحده هو القدوس المنَّزه عن النقص والعيب‪،‬‬


‫علَّة‪ ،‬فإنه كلمة الله الزلي‪ ،‬الذي داس الشيطان‬‫حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى ِ‬
‫ميتها مريم‪ ،‬وإني‬‫بقوته وقدرته وقداسته‪ ,‬وقد ورد في آل عمران ‪ 36 : 3‬إني س َّ‬
‫أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وللبخاري عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله يقول‪ :‬ما من بني آدم من مولود إل نخسه الشيطان حين يُولد‪،‬‬
‫فيسته ُّ‬
‫ل صارخا ً من نخسه إياه‪ ،‬إل مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة‪ :‬اقرأوا إن‬
‫شئتم‪ :‬وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (صحيح البخاري كتاب‬
‫التفسير ‪ -‬باب سورة آل عمران)‪ ,‬وعن أبي هريرة أيضاً‪ :‬كل ابن آدم يطعنه‬
‫الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد‪ ،‬غير عيسى بن مريم‪ ،‬ذهب ليطعن فطعن‬
‫سه بشيء)(مشكاة المصابيح تحقيق اللباني ‪ -‬حديث رقم‬ ‫في الحجاب (أي لم يم َّ‬
‫ً‬
‫‪ ,)5723‬فمن هنا يظهر عدم صحة القول إن الكتاب المقدس لم يذكر نبيا ول غيره‬
‫إل نسب إليه الفسق‬
‫قال فخر الدين الرازي‪ :‬اختلف الناس في عصمة النبياء‪ ,‬وضبط القول فيها يرجع‬
‫‪:‬إلى أربعة أقسام‬
‫‪,‬أ ‪ -‬ما يقع في باب العتقاد‪ ،‬وهو اعتقاد الكفر والضللة‪ ،‬فإن ذلك غير جائز عليهم‬
‫ب ‪ -‬ما يتعلق بالتبليغ‪ ،‬فقد أجمعت المة على كونهم معصومين عن الكذب‪،‬‬
‫مواظبين على التبليغ والتحريض‪ ،‬وإل ارتفع الوثوق بالداء‪ ,‬واتفقوا على أن ذلك‬
‫وز ذلك سهواً‪ ،‬وقالوا‪ :‬لن‬‫ل يجوز وقوعه منهم عمدا ً ول سهواً‪ ,‬ومن الناس من ج ّ‬
‫‪ ,‬الحتراز عنه غير ممكن‬
‫ج ‪ -‬ما يتعلق بالفتيا‪ ،‬فأجمعوا على أنه ل يجوز خطأهم فيها على سبيل العمد‪،‬‬
‫‪,‬وأجازه بعضهم على سبيل السهو‬
‫‪:‬د ‪ -‬ما يقع في أفعالهم‪ ,‬فقد اختلفت المة فيه على خمسة أقوال‬
‫وز عليهم الكبائر‪,‬‬
‫* قول من ج ّ‬
‫وز الصغائر على جهة العمد‪ ،‬وهو قول أكثر‬‫* قول من منع من الكبائر وج ّ‬
‫المعتزلة‪,‬‬
‫* ل يجوز أن يأتوا بصغيرة ول كبيرة البتة‪ ،‬بل على جهة التأويل وهو قول‬
‫الجبائي‪,‬‬
‫* ل يقع منهم الذنب إل على جهة السهو والخطأ‪,‬‬
‫* ل تقع منهم كبيرة ول صغيرة‪ ،‬ل على سبيل العمد ول على سبيل السهو‪،‬‬
‫ول على سبيل التأويل‪ ,‬وهو قول الشيعة‪ ,‬وغير ذلك من الختلفات (عصمة‬
‫النبياء ‪ -‬فخر الدين الرازي تقديم ومراجعة محمد حجازي)‪,‬‬
‫ومن جرد نفسه من الهوى جزم بجواز وقوعهم في الخطية كما هو نص القرآن‬
‫والحاديث‪ ،‬ولكنهم معصومـ‬

You might also like