You are on page 1of 6

‫‪http://www.sonsofi.org/templates/fatawa.

html‬‬
‫بين تجارب المشايخ ومواعظ الدكاترة‪:‬‬

‫فتاوي تغييب العقل وعلماء "الضياع"‬


‫‪3983‬‬ ‫‪ -‬العدد‬ ‫‪15/10/2004‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫سيــد القمنــي ‪ -‬روز اليوسف ‪ -‬من‬
‫* النبي الخاتم ‪ ،‬محمد "ص" كان نهاية عصر النبوات وبداية عصر العقل‪.‬‬

‫* أستاذ جامعي يشرح طريقة سجود الشمس لله وشيخ أزهري يكشف علقة‬
‫الحر والزمهرير بنار جهنم وعذاب الجن‪.‬‬

‫* دكتوراه في العلوم السياسية تروج لخرافة الصورة التي أذهلت العالم ومذيع‬
‫تليفزيوني يسرب الخبر في برنامجه‪.‬‬

‫* الصلح يبدأ بلغتنا ومفاهيمنا والسعي لعادة العلم إلى مكانه الصحيح‪.‬‬

‫يفترض رجال الدين أن النسان كائن عاجز ليس في مستطاعه بمفرده أن‬
‫يفكر أو يكتسب المعارف بجهده ‪ ،‬ول يعترفون أن هناك أصل معارف‬
‫يصنعها النسان بالكشف والبحث والفهم ‪ ،‬لذلك فالنسان عندهم غير‬
‫مدرك لمصالحه ‪ ،‬لذلك وضعوا لنفسهم قوانين فقهية تمنع هذا النسان‬
‫من التفكير ‪ ،‬لنه ربما صادم بذلك معلوما من الدين بالضرورة فاستحق‬
‫الموت ‪ ،‬أو لنه اجتهد في شأن يخالف نصا قطعيا قال قراره مسبقا في‬
‫هذا الشأن ‪ ،‬لذلك فالنسان يملك عقل قاصرا تابعا ل يمكنه الستقلل‬
‫بصنع قوانين تناسب ظروف الحياة المتغيرة ‪ ،‬ول يمكنه أن يتخذ قرارا بدون‬
‫الرجوع إلى أهل الدين للتفسير وللفتوى ‪ ،‬لنه عاجز وفاقد للهلية بالمرة ‪.‬‬

‫المشكلة هنا أن رجال الدين ل ينسون وهم يصوغون لنفسهم هذه السيادة‬
‫والسيطرة والوصاية على الناس ‪ ،‬أنهم أيضا ناس ‪ ،‬وأنهم أيضا بشر ‪ ،‬ومن‬
‫هنا اصطنعوا لنفسهم أزياء مهيبة وألقابا فخيمة ولغة خاصة تشمل في‬
‫معظمها نصوصا دينية كلما تحدثوا ‪ ،‬ومؤسسات طائفية خاصة أضفوا عليها‬
‫القداسة ‪ ،‬للقاء هذه القدسية في روع العامة فيصبحون هم الدين ‪،‬‬
‫ويتحولون إلى نوع خاص من البشر يقف بين الله والنسان في ترتيب‬
‫الدرجات ‪ ،‬ليتحولوا إلى وسائط بين الله وعباده وشفعاء للعباد يمنحون‬
‫الغفران أو اللعنات ‪ ،‬ويطلبون استسلم النسان العاجز لهم لنهم العارف‬
‫بمصالح الناس عبر معرفتهم بقرارات وعلم رب الناس ‪ ،‬بتفويض خفي من‬
‫الله لهم دونا عن بقية عباده دون أن يبرزوا للناس مرة واحدة نسخة واضحة‬
‫من هذا التفويض ول مبررات حصولهم عليه‪.‬‬

‫والمعلوم تاريخيا أن هذه الرؤية التي روجها رجال الدين لصالح سلطانهم‬
‫ليصبحوا الطبقة المميزة تاريخيا عن جميع البشر ‪ ،‬قد أدت إلى تخلف‬
‫البشرية طويل تحت سيطرة حلف رجال الدين مع أية سلطة كانت ‪ ،‬واحيانا‬
‫كانوا يحكمون بأنفسهم مباشرة في دول ثيوقراطية كاملة المعنى‬
‫والمبنى ‪ ،‬حتى أمكن للبشر وعم يصوغون فكرا إنسانيا جديدا ً ‪ ،‬ويرزحون‬
‫تحت أحكام القتل والصلب وجز العناق والعتقالت للتراجع عما يكشفون‬
‫بعقولهم ‪ ،‬أن يراكموا الفكر النساني الجديد لبنة بعد أخرى ليتركوا‬
‫للبشرية بعد عذاباتهم وموتهم من أجلها تأسيسات فكرية ومناهج عقلية‬
‫أدت لبزوغ عصر النوار الذي استحق اسمه التاريخي عن جدارة واستحقاق ‪،‬‬
‫لتبدا ً النهضة العقلية النسانية بالمنهج العملي ‪ ،‬لتتالي كشوف العقل‬
‫القاصر لتؤكد أنه لم يعد قاصرا ول بحاجة لوصاية من أحد ‪ ،‬بل لتتالي‬
‫الكشوف التي تؤكد مدى غباء النظريات السابقة ‪ ،‬ومدى فاشيتها‬
‫وتحالفاتها المشينة ضد إنسانية النسان ‪ ،‬بأدلة تؤيد الجديد بالثبات‬
‫المحسوس والملموس وبالتجربة المخبرية التي أدت في النهاية إلى نتائج‬
‫وإنجازات اختارها الناس بعد تأكدهم من فعاليتها ‪ ،‬لتتطور البشرية وترتقي‬
‫بأدوات إنسانية ل علقة لها بالديان ‪ ،‬ولتصنع لنفسها الجنة على الرض‬
‫بغض النظر عن جنة السماء المؤجلة ‪ ،‬حتى دخلنا عصر التصالت العظيم‬
‫والتحكم بالجينات سعيا نحو خلق أفضل مما هو كائن ومما كان ‪ .‬هذا بينما‬
‫لم يكن بيد رجال الدين وهم يفقدون أوراق سلطانهم على الناس ما‬
‫يقدمونه للناس سوى كلم ل دليل عليه لنه ظل غبيا مجهول ل مصداقيه له‬
‫ول دليل إل كلمه في نصوصه القدسية ‪.‬‬

‫وكان طبيعيا ً أن ينحاز الناس إلى العلم ورجاله ‪ ،‬ليسحب التطور معنى‬
‫العالم ولفظه عن رجل الدين إلى علماء العلم النساني الجليل ‪ ،‬بعدما‬
‫حقق لهم هؤلء العلماء الرفاه والسعادة والمكاسب العظيمة على كل‬
‫المستويات والنواع ‪ ،‬من التداوي وتشخيص المراض واختراع علجاتها ‪.‬‬
‫بعد الحجامة وبول الجمل والعسل والحبة السوداء والسحر والجان والرقية‬
‫والمعوذات إلى تشخيص المرض بأدق الجهزة للوصول إلى أفضل النتائج‬
‫الممكنة للعلج ‪ ،‬إلى تطور كل مناهج وفنون المعرفة في التاريخ الذي‬
‫أصبحت له مناهجه وأدواته إلى القتصاد بنظرياته واسسه ‪ ،‬إلى علوم‬
‫السياسة التي تقوم على الحريات النسانية الكاملة ‪ ،‬إلى السعي في‬
‫الفضاء بحثا وكشفا وتنقيبا‪ .‬هذا بينما مازال النسان في بلدنا يعيش‬
‫مرحلة ما قبل العلم ‪ .‬بل ما قبل النهضة ‪ ،‬بل ما قبل زمن النوار ‪ .‬يحاول‬
‫إثبات أهليته فيصادرونه أو يحاكمونه أو ببساطة يقتلونه‪ ،‬حتى يبقى دون‬
‫سن الرشد فيكبر الجسم دون العقل ليتحول إلى كائن أبله كالقرد الذي‬
‫يمكنه عزف الموسيقى أو مطالعة التلفاز دون أن يعرف شيئا ً عنهما !‬

‫لقد تجاوزتنا النسانية بتطورها المعرفي ومنهجها العلمي إلى مرحلة‬


‫النسان الراقي ونحن عند المرحلة القردية لنهم يوقفون نمو النسان في‬
‫بلدنا نحو الرشد ‪ ،‬ويحرمون عليه إدارة شئونه بنفسه ‪ ،‬ووضع تشريعاته بما‬
‫يناسبه ‪ ،‬لن هناك من هو أدرى بمصالحه من رجال الدين المحترفين الذين‬
‫مازالوا في بلدنا يؤكدون أن نظريتهم هي الزلية البدية الصالحة لكل‬
‫زمان ومكان ‪ ،‬التي خلقت يوم خلق النسان ولن تسقط حتى قيام الساعة‬
‫‪.‬‬

‫لقد كان حلف رجال الدين والسلطة هو أبشع حلف عرفته النسانية من‬
‫فجرها ‪ ،‬وسجل مظالم وسحق لكرامة النسان عبر تاريخ مقيت ‪ ،‬حتى‬
‫تمكن النسان في الشمال من استعادة كرامته وإعادة رجل الدين إلى‬
‫حظيرته ‪ ،‬وحكم نفسه بنفسه بتشريعات تناسب زمنه ومصالحه وكرامته ‪.‬‬
‫لكن المر في جنوبنا ليس كذلك ‪ ،‬رغم أننا على تواصل اضطراري مع‬
‫إنجازات النسان الراقي للستفادة من منجزاته ‪ ،‬لكن دون أية مشاركة في‬
‫هذه المنجزات فانتكسنا من المرحلة القردية إلى مرحلة الطفيليات التي‬
‫تتغذى على الخرين ‪ ،‬ول تكتفي بذلك بل تسبب لهم أفدح الضرار ‪ ،‬وهو‬
‫الواضح في أهم صادراتنا للعالم "الكراهية والرهاب" ‪.‬‬

‫وعبر ثلثة وثلثين عاما ً أو أكثر ساد خطاب حلف السلطان والكاهن في‬
‫بلدنا بعد صحوة مؤقتة حدثت في مصر في عشرينات القرن الماضي ‪ ،‬تم‬
‫القضاء عليها بقفز عسكر يوليو على السلطة عام ‪ ، 1952‬ولم نعد بعدها‬
‫حتى اليوم إلى ما حققناه في القرن الماضي ‪ ،‬عندما كان الناس يجدون‬
‫في الدين دعوة لطلب العلم ولو في الصين ‪ ،‬ومن المهد إلى اللحد لتكريم‬
‫بني آدم الذي كرمه ربه بآيات واضحات ‪ ،‬عرف منها أن عصر النبوات قد‬
‫انتهى وبدأ عصر العقل بالنبي الخاتم ‪ ،‬وأن القرار بختم النبوات يعني قرارا‬
‫بعدم تدخل السماء في الرض بقرار إلهي حتى يتمكن النسان من بلوغ‬
‫رشده لدراة الكون الذي خلق له الله ‪ ،‬لكن النتهازيين ‪ ،‬من فجر تاريخ‬
‫دولتنا السلمية قرروا استلم الوصاية من الله على عبادة بقرار شخصي‬
‫مصلحي ليربكوا اعناقنا ومازالوا راكبين ينتهزون موجات المد والجزر‬
‫السياسي ليركبوا الموجة في كل مرة باسم الله والدين ‪.‬‬

‫مشكلتنا الن أنه لم يعد مسموحا ً ان نعيش الزمن القردي في مجتمع دولي‬
‫يسعى للتكامل والتكافل والعيش المتبادل المن ‪ ،‬وانتهاء عصر عبودية‬
‫النسان لي من كان ‪ .‬وأن برامج الصلح والمبادرات تتتالى لثبات وجودنا‬
‫من صحافتنا القومية حتى اليوم ل يعلم فيما يبدو بما حدث ويحدث ‪،‬‬
‫ومازالت عند قدميها ثابته ل تريم حراكا ً ‪ ،‬في حالة موت سريري تعاني فيها‬
‫من الهلوسات !‬

‫هنا سأختار اختيارات عشوائية مما تنشره صحافتنا في زمن الصلح لترى‬
‫كيف يراد للناس أن يفكروا ‪.‬‬

‫في علج داء خطير قتال كالسرطان نكتشف إحدى الصحف القومية في "‬
‫‪ "1/4/2004‬أن العسل علج أكيد للسرطان والفيروسات والجهاز الهضمي ‪،‬‬
‫كل هذا معا ً ‪ .‬ويستند الدكتور زغلول النجار في خطاب ل يليق إل بزمن‬
‫القرود ‪ ،‬ومن إبداعات الشيخ زغلول أن بعض المسلمين الباحثين في العلم‬
‫تأكدوا بالتجربة المعملية المخبرية أن الذباب يحمل في إحدى جناحيه سما‬
‫ناقعا وفي الجناح الخر دواء شافيا ‪ .‬كل لم ينشغل زغلول بالمرض في حد‬
‫ذاته ول بالعلج الشافي في أجنحة الذباب ‪ .‬وكيف نستخرج المصل الواقي‬
‫من المراض من جناج الذبابة لنكتفي به عن أدوية بلد الكفر التي تكيد لنا‬
‫بعلجات ل تنفع ‪ ،‬ول حتى الشارة بهؤلء العلماء المسلمين وتعريضا بهم‬
‫ومن هم وأين أجروا أبحاثهم الباهرة ‪ ،‬كل ما شغل الدكتور هو أن تلك‬
‫التجربة "من أعظم الشهادات على صدق نبوة ورسالة وهذا النبي الخاتم"‪.‬‬

‫وتتحفنا نفس الجريدة بأقوال علمائئا لتؤكد لنا أن الدكتورة فاطمة النقلي‬
‫أستاذة الكيمياء الحيوية بكلية طب بنات الزهر ‪" :‬إن الحجامة تسهم في‬
‫شفاء من معظم المراض "لحظ ‪ :‬معظمها ‪ ،‬لحظ أيضا أن الدكتورة‬
‫متخصصة في الكيمياء الحيوية" ‪ .‬و "ذلك مثل الصدفية وارتفاع ضغط الدم‬
‫والروماتويد والسكر وسيلن الدم وتقليل نسبة الدهون" ‪.‬‬

‫وتفسح احدى الصحف القومية مساحة للدكتور أحمد شوقي إبراهيم رئيس‬
‫المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة‪ ،‬ول أستطيع أن أفهم كيف يلتقيان‬
‫"المجمع العلمي" و "القرآن والسنة" ‪ ،‬فللعلم شروط ل تلتقي بحال مع‬
‫النصوص ‪ ،‬والنصوص ثابته والعلم متغير ‪ ،‬والنصوص إلهية والعلم إنساني ‪،‬‬
‫ول تدرك لي غرض تقوم هذه المجامع التي لم تحقق حتى اليوم أي إنجاز‬
‫علمي واحد تتقدم به للعالم كحصوة في عين اللي ما يصلي على النبي ‪.‬‬
‫اللهم إل ابعاد شبابنا عن الكد والبحث العلمي الصارم إلى القول البسيط‬
‫السهل في نصوصنا ‪ ،‬نكتفي به ونظل عالة على الغرب يكتشف لنا‬
‫ونستهلك نحن على الجاهز !‬

‫ومن منجزات تلك المجامع البواهر ما يقوله الدكتور شوقي عن كيفية‬


‫سجود الشمس للله ‪ ،‬يقول سيادته ‪" :‬فنحن في جوف السماوات السبع ‪،‬‬
‫والسماوات السبع في جوف الكرسي ‪ ،‬والكرسي في جوفه العرش ‪ ،‬فأي‬
‫مخلوق في السماء الولى تحت العرش ‪ ،‬وإذا تخيلنا هذا النظام الهندسي‬
‫للكون "لحظ هذا كله من هندسة الدكتور ول علقة له بنظام الكون فالعلم‬
‫لم يعرف الكرسي ول العرش ول السماوات السبع" المهم يتابع قائل ً ‪" :‬إذن‬
‫لعلمنا أن الشمس وهي تجري في السماء الولى هي تحت السماء السابعة‬
‫وتحت كرسي وتحت العرش ‪ ،‬فالشمس أينما ذهبت إنما تسجد تحت العرش‬
‫‪.2004 / 11 / 12‬‬

‫هل فهمتهم شيئا ً ؟! صاحبنا الدكتور الجهبز مهتم بتسبيح وسجود الجمادات‬
‫وحديثها ولغتها ‪ ،‬فهو يقول مرددا عن علي بن أبي طالب ‪ :‬كنت مع النبي‬
‫في مكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ول شجر ول مدر إل‬
‫قال له ‪ :‬السلم عليك يا رسول الله ‪.6/11/2004‬‬

‫أليست هذه مأساة حقيقية ؟! وإذا كان الله قد منح النبي قدرة فهم لغة‬
‫الجبال التي ل شك تختلف عن لغة الشجر ‪ ،‬ولغة المدر لغة أخرى بالطبع ‪،‬‬
‫فكيف سمعها علي وفهمها ورواها لنا ؟ وما سر الهتمام اليوم بهذه‬
‫الشئون السطورية ‪ ،‬وماعلقة المجمع العلمي بالموضوع ؟! وهل سجل لنا‬
‫أحد رجال العلم فيه هذه اللغة لنقدمها للعالم بحسبانها كشفا ً يليق بنا ؟!‬

‫ومع اشتداد موجات الحر أحيانا ً تتقدم الصحيفة القومية الولى بكارثة‬
‫اخرى‪ ،‬فإنها تقدم لنا ما وصل إليه الدكتور عزت عطية في حوار خطير‬
‫أجرته معه عل عامر ‪ ،‬إذ يقول سيادته ‪" :‬قال رسول الله اشتكت النار إلى‬
‫ربها وفقالت ‪ :‬رب أكل بعضي بعضا ً ‪ ،‬فأذن لها بنفسين ‪ :‬نفس في الشتاء‬
‫ونفس في الصيف ‪ ،‬فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من‬
‫الزمهرير" ‪ .‬الدكتور عزت استاذ الحديث بكلية أصول الدين بأزهرنا المبارك‬
‫يشرح قائل ً ل فض فوه ‪" :‬فجهنم بشدة نيرانها يمكن أن يتسرب حرها إلى‬
‫الجواء التي نعيش فيها ‪ ،‬كما يمكن أيضا ً أن يتسرب منها البرد الشديد أو‬
‫الزمهرير" ‪ .‬أما كيف ذلك علميا ً ؟ فيقول سيادته ‪ :‬حرارتها العالية "أي‬
‫جهنم" تنجم عن النيران المتمركزة فتنطلق هذه الحرارة إلى الفضاء فيصل‬
‫بعضها إلى الرض ‪ ،‬أما الزمهرير فهو لتعذيب الجن لنهم خلقوا من نار ‪،‬‬
‫أما البشر مخلوقون من طين فهم يعذبون بالنار" ‪.‬‬

‫ناهيك عن باب حوار العقل بصحيفة الحرار ‪ ،‬وما نشأ من جدل حول حديث‬
‫التفلية ‪ ،‬وأن ابن حجر قد أباح للزوجة أن تستضيف صديق زوجها في غيبته‬
‫لتقوم بتفلية رأسه "‪."31/5/93‬‬

‫ويشرح ابن حجر معنى التفلية "أي تتبع القمل فيه ‪ /‬رد ا لدكتور محمد‬
‫السعيد مشتهري" ‪.‬‬

‫وفي ‪ 12/4/2004‬يكتشف زغلول النجار بالهرام اكتشافنا لسرعة الضوء قبل‬


‫اكتشافه في بلد الغرب الكافر في التيان بعرش ملكة سبأ من أرض سبأ‬
‫إلى بيت المقدس في أقل من طرفة عين ‪ ،‬مما يشير إلى سرعات فائقة‬
‫تقترب من سرعة الضوء ومثل هذه السرعات الفائقة لم تكن معروفة إلى‬
‫في القرن العشرين ‪ ..‬وهو ما يعتبر سبقا علميا معجزا ً ‪ ..‬لحظ السبق‬
‫العلمي هنا لله صاحب تلك القدرة على البشر ؟!‬
‫قَرِدي هي أفضل تسمية تليق بزماننا؟‬
‫أليست تسمية الزمن ال ِ‬
‫هذا ناهيك عما ينشر باسم الدين ليصادم قوانين الدولة ‪ ،‬بل يخرج عليها‬
‫بسفور مدهش وتكرار أكثر إدهاشا ويستحق العقوبة القانونية للخروج على‬
‫النظام العام للدولة ‪ ،‬مثل تكفير القوانين الوضعية لصالح الشريعة‬
‫السلمية ‪ ،‬ول تعرف ماذا يطلب بن لدن أكثر من ذلك ‪ ،‬ونموذجا عشوائيا‬
‫لهذا الحشد الدائم ضد نظام الدولة العام وتكراره باعتداء واضح على‬
‫القانون ‪ ،‬وما جاء في أهرام ‪ ، 2004 / 7 / 24‬وكيف أثبتت الباحثة خديجة‬
‫النبراوي أن الشريعة السلمية كانت ومازالت أفضل السبل للنهوض‬
‫وتطوير المجتمعات ‪ ..‬خلفا ً للقانون الوضعي ‪ ..‬لنها تمتاز بالدقة والمثالية‬
‫التي تتفق والفطرة البشرية وتناسب مختلف المجتمعات ‪.‬‬

‫ثم تذكرنا الهرام بفضيحة اشجار غابة ألمانيا التي تشكلت بشكل عبارة ل‬
‫إله إل الله محمد رسول الله ‪ ،‬والتي ظلت تباع صورها بوسترات في بلدنا‬
‫في استثمار كاذب ملفق حتى اكتشف الناس أنها لوحة لرسام من‬
‫المنصورة ‪ .‬والفضيحة الجديدة شارك فيها تليفزيون مصر تحت عنوان‬
‫الصورة التي أذهلت العالم والتي قدمها برنامج "صباح الخير يا مصر" وكيف‬
‫أن الرض تبدو مظلمة من الفضاء ما عدا نقطتين مضيئتين هما مكة‬
‫والمدينة‪ ،‬وأن القمار الصناعية صورتها فأذهلت وكالة النباء المريكية ناسا‬
‫‪ ،‬هنا تشارك الهرام باحتجاج طويل عريض للدكتورة أميرة الشنواني التي‬
‫سجلت تحتا اسمها "دكتوراه في العلوم السياسية" لكن يبدو أنها تعمل في‬
‫الدعوة والرشاد والهداية لنها احتجت أشد الحتاج على أن نشرات الخبار‬
‫في بلدنا لم تذع هذا الخبر ‪ ،‬وكيف شعرت بغضب شديد كيف أننا في بلد‬
‫إسلمي به الزهر الشريف ول يهتم بخبر كهذا ‪ ،‬ورأت أن المسجد القصى‬
‫لم يكن مضيئا ً بدوره لنه تحت الحتلل ‪.2/2/2004‬‬

‫مع إشلدتها بالعلمي تامر أمين الذي سرب الخبر لصباح الخير يا مصر‬
‫ومن تلفازنا لتامر أمين لصباح الخير يا مصر لصحفنا لدكتوراه العلوم‬
‫السياسية يا قلبي ل تحزن !‬

‫هذه يا سادة عينات عشوائية كلها دكاترة تمكنات من عقولهم ألة الكهانة‬
‫الدينية حجتى ل تدري كيف مارس أصحابها البحث العلمي للحصول على‬
‫تلك الدرحات ‪ ،‬وهو ما يستدعي السؤال إعمال ً لهذا ‪ :‬هل في بلدنا بحث‬
‫علمي حقا ً ؟‬

‫وفي ظل هذا اللون من الفكر الذي نعيشه وتظلله تلك المفاهيم يطرح‬
‫السؤال الهم نفسه ‪ :‬هل يمكننا أن نتوفغ خيرا ً بإعطاء هذا الفكر الحق في‬
‫سماع شهادته الديمقراطية في صندوق القتراع؟!‬

‫هذا هو الهم في كل ما سبق ‪ ،‬إن الجماهير ل تسمع إل صوتا ً واحدا ً ‪،‬‬


‫وكلهم في انتظار إشارة ساعة الصفر ‪ ،‬فماذا تتوقع من رد فعل سبعين‬
‫مليون مصري استمر شحنهم طوال ثلثة عقود بمثل هذا الفكر انتظاراً‬
‫لعودة صلح الدين؟!‬

‫يبقى أن يبدأ الصلح بإصلح لغتنا ومفاهيمنا قبل أن نفكر في الصلح ‪ ،‬أن‬
‫يهود الوعي إلى بلدنا أول ً ‪ ،‬أن تخرج هذه اللغة وتلك المفاهيم من بلدنا‬
‫لتعيش مع بن لدن في مفازات الجبال والصحاري ‪ ،‬لتعود مصر إلى مصر ‪،‬‬
‫ويعود شعب مصر إلى مجده الحقيقي الذي سجله للعالم بإرادة وتحد مازال‬
‫مفخرة كوكب الرض ‪.‬‬
‫أن يعرف الناس أن في الدنيا شئونا ً أخرى غير الدين تقدم بها البشر علماً‬
‫وسياسة ولغة وفنا ً وأخلقا ً ‪ ،‬لكن هل توجد رغبة حقيقية في أن يعرفوا ؟!‬

‫هذا هو السؤال !!!‬

You might also like