You are on page 1of 4

‫‪http://www.sonsofi.org/templates/fatawa_2.

html‬‬

‫مقتطفات مهمة من فتاوى فقهاء الكراهية والغم‬


‫سيد القمني‬
‫نقل عن مجلة روزاليوسف المصرية‬
‫«فتاوى مهمة لفقهاء المة» هو عنوان كتاب يوزع في مصر مجانا‪ ،‬وينصح غلفه‬
‫بأن يعطيه القارئ لغيره طلبا للثواب‪ .‬وهو مجموعة فتاوى للشيخين‪ :‬عبد العزيز‬
‫بن باز ومحمد العثيمين‪ ،‬معرفة بالكتاب بأنها فتاوى في صلب عقيدة المسلمين‬
‫دونها الكفر‪ ،‬ومن ل يؤمن بها فقد خرج وارتد عن دين المسلمين‪ .‬وتبدأ الفتاوى‬
‫بتعريف التوحيد السلمي كأساس اعتقادي أول بتأكيد أسماء وصفات الله كما‬
‫وردت بالقرآن وبأنها حقيقة ل مجاز‪ ،‬فلبد من اليمان بما سمى الله به نفسه‬
‫ووصف به نفسه على وجه الحقيقة ل المجاز «ص ‪ »10‬وإذا «سمى الله نفسه‬
‫بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسما من أسماء الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وبالسمع‬
‫صفة من صفاته وبأنه يسمع‪ /‬ص ‪ »11‬وعندما يقول تعالى «بل يداه مبسوطتان»‬
‫فهو يثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع‪ ،‬فيجب علينا أن‬
‫نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم‪ /‬ص ‪ ،12‬وأثبت لنفسه‬
‫أنه استوى على العرش في سبعة مواضع‪ /‬ص ‪ .»13‬وهكذا تقرر وزارة السلم‬
‫لدولة عربية مذهبها دينا لكل المسلمين ورأيها عقيدة‪ ،‬من خالفها كفر وارتد‪ ،‬لن‬
‫إثبات الصفات والسماء دون مجاز وتأويل ل يقول به سوى أهل السنة وأيضا‬
‫الشاعرة مع بعض الجتهاد‪ ،‬لكن هذا الجتهاد الشعري السني القح وحتى النخاع‬
‫تنكره عليهم السنة الحنبلية الوهابية وتضعهم ضمن بقية الفرق السلمية التي‬
‫رأت في السماء والصفات مساحة للتفلسف الراقي والوصول العقلي إلى معنى‬
‫الكمال اللهي المنزه عن النقص وعن الجسد وعن الشبيه كما عند المعتزلة‪ ،‬أو‬
‫مساحة للحب والذوبان في ذات الله وصفاته كما عند الصوفية‪ ،‬وهو الرأي المقرر‬
‫بكتاب التوحيد المقرر على ثاني ثانوي بتلك الدولة ص ‪ ،37‬إذ يقول‪":‬وإن الفرق‬
‫المخالفة من جهمية ومعتزلة وأشاعرة وصوفية قلدوا من قبلهم من أئمة الضلل‬
‫فضلوا وانحرفوا وهي فرق ضالة منها الشاعرة والماتريدية"‪.‬‬

‫أما الفلسفة وعلماء الكلم الذين درسوا قرآنهم من باب العقل فهم مبتدعون‪ ،‬إذ‬
‫يقول كتاب التوحيد المقرر هناك على طلبة أول ثانوي ص ‪« ،16 ،15‬ما من بدعة إل‬
‫ويقيض الله لها من يردها ويكشف عوارها وينصر السنة‪ ،‬عمر بدرته المشهورة‪..‬‬
‫وعلى بحرقهم في النار‪ ،‬وهشام بن عبد الملك الذي قتل غيلن الدمشقي‪ ،‬وخالد‬
‫القسري الذي ضحى بالجعد بن درهم «صبيحة عيد الضحى»‪ .‬ثم المتصوفة الذين‬
‫اعتقدوا في الوصول بالحب اللهي إلى درجات راقية تتطهر فيها النفس من‬
‫مطالب الدنيا وجسدها‪ ،‬وكذلك من اعتقدوا في التصوف وأقاموا الضرحة‬
‫والمزارات لشيوخهم‪ ،‬ودانوا بالمحبة لكل الناس وأبرزهم مكانا محيى الدين بن‬
‫عربي الذي أعلن أنه يدين بدين الحب لمن يطوف بالكعبة أو يضرب جرس الكنيسة‬
‫أو حتى من يعبد الوثان؛ لنهم جميعا خلق الله وليس لحد منا القرار بشأنهم‪،‬‬
‫فالمر معلق بمشيئة الله‪.‬‬
‫يقول هنا كتاب التوحيد ثالث ثانوي‪« :‬بنوا الضرحة على القبور‪ ..‬والله أباح دماء‬
‫هؤلء ومالهم وأهلهم لهل التوحيد وأن يتخذوهم عبيدا لهم»‪ .‬وترى وزارة التعليم‬
‫هناك أن نهب هؤلء وسبيهم واستعبادهم شريعة إسلمية وعقيدة مؤكدة‪ ،‬وأن‬
‫هؤلء كثيرون بما يفي بحاجات المسلم الوهابي الموحد من سبايا وأموال‪ ،‬و«عباد‬
‫القبور في كثير من المصار‪ /‬كتاب التوحيد ‪ 3‬ث من ص ‪ ،»18 :10‬مع ما ل يخفي من‬
‫استخدام الكتاب لمصطلح المصار جمع مصر وما ينصرف الذهن معه إلى مصر‬
‫الوطن وعباد القبور فيها كما يزعمون‪ ،‬ومن ثم ل يأمن أحدنا من فتح جديد مع‬
‫الدعوة التجديدية الوهابية لبلدنا ليذبحونا وينهبوا أموالنا ويركبوا نساءنا ويستعبدوا‬
‫أولدنا ؟! خاصة بعد تبنى كل حركات السلم السياسي في بلدنا للوهابية دينا‬
‫بديل عن السلم‪ ،‬وهكذا الرباط واضح سافر بين فتاوى المفتين ومناهج المعلمين‬
‫على المستوى الرسمي والموقف موقف حقائق مدونة تنشر وتوزع بين المسلمين‬
‫وتدرس في مدارسهم وليست اتهامات أمريكية باطلة‪.‬‬

‫ونعود للفتاوى المهمة لعموم المة نتابع ديننا الجديد الذي قرره على المسلمين‬
‫هؤلء السادة‪ ،‬في تجديدهم البديع للمذهب الحنبلي‪ ،‬وإن سألنا مشايخ الفتوى عن‬
‫حديث الفرقة الناجية أكدوا فورا لنهم هم الفرقة الناجية وحدهم‪ ،‬وهى التي‬
‫تتميز كما يقول بن عثيمين في المجموع الثمين ‪« .2/54‬وفى العبادات تجد هذه‬
‫الفرقة متميزة بتمسكها التام وتطبيقها لما كان عليه النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬فل تجد عندهم ابتداعا في دين الله»‪ ،‬لكن الطريف حقا ما أعطته هذه‬
‫الفرقة الناجية لنفسها من حقوق حيث يقول ابن عثيمين أنه في مجال «الخلق‬
‫والمعاملت فل يخرج الخلل بهما من هذه الفرقة‪ ،‬وإن كان ينقص مرتبته»؟!‬

‫وهكذا فالمسلم حسب هذا التجديد مأمور بالطاعة التامة للوامر والنواهي فيما‬
‫يخص العتقاد على الطريقة الوهابية‪ ،‬أن ترى لله يدا وعينا وأذنا وأنه على كرسي‬
‫يحمله ثمانية‪ ،‬وأن يتمسك بالحديث النبوي وسنة رسوله كما وردت في أكثر كتب‬
‫الحديث اتساعا للموضوعات والملفقات من أحاديث «مسند ابن حنبل» فعليه أن‬
‫يأكل بيمينه ويدخل بيمينه ويردد دوما أدعية وتشكرات وحمدا ويبسمل ويحوقل مع‬
‫كل حركة وسكنة‪ ،‬ويطلق اللحية ويقصر الجلباب‪ ،‬فمثل يشرح لنا الدكتور محمد‬
‫وهدان بجريدة المساء آداب شرب ماء زمزم‪ ،‬فعليه أول أن يتجه نحو القبلة‪ ،‬ثم‬
‫عليه أن يذكر الله مع أول شربة‪ ،‬ثم عليه أن يتنفس ثلثا بين كل شربة وشربة‪،‬‬
‫وعقب كل نفس عليه أن يسمى الله‪ ،‬ثم لبد أن يتضلع من شرب الماء أي يمل به‬
‫أضلعه‪ ،‬وبعد الشراب عليه أن يحمد الله‪ ،‬ثم يدعو بما يحفظ ‪.31/1/2003 -‬‬
‫ومن ثم تصبح حياة المسلم محكومة بالدعية وإبراز العبادة لله طوال الوقت‬
‫وإثبات النبوة لنبيه طوال الوقت‪ ،‬لكن ما ليس مهما عند الفرقة الناجية أن يكون‬
‫المسلم عنده أخلق أو حسن معاملة صادقة‪ ،‬فهذا مما ل يخرج المسلم من هذه‬
‫الفرقة‪ ،‬بتأكيدهم لحديث نبوي ل تعرف كيف جاء ومن أتى به؟! يقول فيما‬
‫يزعمون‪« :‬ل يدخل ابن آدم الجنة بعمله»‪.‬‬

‫أفل يفسر لنا هذا مستوى الخلق في بلد المسلمين بعد انتشار التجديد‬
‫الوهابي؟! أل يفسر لنا هذا سر ظلم الروح البشرية التي تقبل المساك بالسكين‬
‫وذبح البشر كالنعاج والهتاف «الله أكبر» لفعل مثل هذا الفعل ليلطخوا النداء‬
‫الكريم بدم بريء؟!‬
‫أل يفسر هذا أهازيج شارعنا وعرس فرحنا الشامت بنصر الله والفتح يوم ضربت‬
‫القاعدة في أمريكا المدنيين الذين ل يدرون عنا أو عن بلدنا شيئا‪ .‬أل يفسر لنا‬
‫هذا سر الفساد المنتشر على كل المستويات وارتشاء كل الضمائر‪ ،‬فنحيا المدنية‬
‫بروح جاهلية ونرتدي الحجاب على البنطلون السترتش ونقود المرسيدس بأسلوب‬
‫قيادة العربة الكارو‪ ،‬ونصلي ونصوم فرضا وسنة ونخسر الميزان ونسرق أراضي‬
‫الدولة أو نهرب بأموال المودعين في الستثمار السلمي ونستورد اللحوم‬
‫الفاسدة ونكفر بعضنا بعضا‪ ،‬ول نقدم للدنيا سوى العداء والكراهية والقتل؟!‬
‫أل يعني أن تمسك الناس بدينهم «على هذه الطريقة» هو ما وصل بالشارع‬
‫السلمي إلى ما هو عليه الن؟! يرد هنا ابن عثيمين في مجموعه الثمين «ول‬
‫تعلم لماذا هو ثمين»؟! فيقول‪« :‬هذا الكلم ل يصدر إل من ضعيف اليمان أو‬
‫مفقود اليمان‪ ،‬جاهل بالتاريخ غير عالم بأسباب النصر‪ ،‬فالمة السلمية لما كانت‬
‫متمسكة بدينها في صدر السلم كان لها العزة والتمكين‪ ..‬لكن المة السلمية‬
‫تخلفت كثيرا عن دينها عندما ابتدعت في دين الله ما ليس منه ‪.»3/10-‬‬
‫من المبتدع هنا؟! ومن أدخل في دين الله ما ليس فيه؟! ومن قال إن طاعة‬
‫العبادات وفساد الخلق من شيم أي دين كان؟! وأل يعني الصرار على الطاعات‬
‫العقيدية وحدها دون المعاملت‪ ،‬إصرارا على تعويد روح المسلم على الطاعة‬
‫مقابل إطلقه شرسا على إخوانه المسلمين أو على غير المسلمين بل ضمير وبل‬
‫حظ من مبادئ أخلقية راقية كرشوة مقدمة من حلفاء السلطان المطلوب طاعته‪،‬‬
‫للمؤمنين الطيعين لولي المر‪ ،‬الكاسرين على بعضهم وعلى غيرهم؟!‬
‫ونأتي إلى الهم عند فضيلة الشيخ بن باز وهو يفتي بشأن علقة المسلم بغير‬
‫المسلمين‪ ،‬فيقول تجاوز الله عن سيئاته‪« :‬نشرت بعض الصحف المحلية عن بعض‬
‫الناس أنه قال‪ :‬إننا ل نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الديان» وكما‬
‫هو واضح كلم جميل ومحترم وراق يقدم السلم للدنيا كروح حضارية‪ ،‬لكن ابن‬
‫باز له رأى آخر فيقول‪« :‬وهذا الكلم يخالف صريح الكتاب العزيز والسنة المطهرة‪،‬‬
‫ويخالف العقيدة السلمية‪ ،‬فقد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أنه يجب‬
‫على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين‪ ،‬وأن‬
‫يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء‪ ،‬واليات في هذا المعنى كثيرة وتدل دللة صريحة‬
‫على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين‪ ،‬وعلى وجوب‬
‫معاداتهم وتدل أيضا على تحريم مودتهم‪ /‬مجموع فتاوى سماحة الشيخ بن باز‬
‫‪.»2/178‬‬
‫ومن جانبه يرى القرضاوي الديمقراطي أن العلمانيين من يتسامحون مع غير‬
‫المسلمين‪ ،‬وهذا من كفرهم‪ ،‬ثم يؤكد «إن المسلم إذا فرضت عليه العلمانية فقد‬
‫فرض عليه أن يتحلل من دينه‪ ..‬لنه ل يستطيع أن يوالى أو يعادى على أساس‬
‫العقيدة‪ ،‬لن العلمانية ترفض العقيدة أساسا للولء والنتماء‪ /‬السلم والعلمانية‬
‫ص ‪ .»77 ،76‬وهو ما يعنى اتفاق كهنة السلم والخوان والجماعات الرهابية على‬
‫تكفير العلماني لنه يوالى أو يعادى على أساس المواطنة‪ ،‬بينما موالة غير‬
‫المسلمين حتى لو كانوا مواطنين وجيرانا وزملء في العمل والدراسة والحرب‬
‫والسلم والخير والشر‪ ،‬هو كفر بواح والعياذ بالله‪ .‬هذا كلم كبار السدنة في بلد‬
‫المسلمين‪ ،‬ثم ينزعج المسلمون من اتهامهم بالكراهية والرهاب؟!‪ ..‬لماذا؟!‪.‬‬

‫ولكن لننا أصبحنا بحاجة إلى التواصل على القل مع بلد غير المسلمين‪ ،‬حيث‬
‫العلم والدرس والطب والسياحة والسعادة في البلد السعيدة‪ ،‬ولننا لم ننجز أو‬
‫ننتج أو نكتشف أو نخترع تظل الحاجة إلى هؤلء الكفار ماسة‪ ،‬وتصبح الحاجة إلى‬
‫الفتوى ماسة أيضا‪ ،‬فيقول ابن عثيمين‪« :‬إن القامة في بلد الكفار خطر عظيم‬
‫على دين المسلمين وأخلقه «لحظ هنا ‪ :‬أخلقه» وسلوكه وآدابه «التي هي كيف‬
‫تشرب ماء زمزم أو تمص غيره مصا»‪ ..‬فالقامة في بلد الكفر لبد فيها من‬
‫شرطين أساسيين‪ :‬الشرط الول أمن المقيم على دينه وأن يكون مضمرا العداوة‬
‫للكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالتهم ومحبتهم لن موالتهم ومحبتهم مما ينافى‬
‫اليمان‪ ،‬ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم‪ ،‬والشرط الثاني‬
‫أن يتمكن من إظهار دينه‪.‬‬

‫وتنقسم القامة في دار الكفر إلى أقسام‪ :‬القسم الول أن يقيم للدعوة للسلم‬
‫وهذا جهاد‪ ،‬والثاني أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم فيه من‬
‫فساد العقيدة‪ ،‬وانحلل الخلق؟! وهذا أيضا جهاد‪ ،‬وأن يكون عينا للمسلمين‬
‫ليعرف ما يدبرونه للمسلمين في المكايد وهذا أيضا جهاد أو أن يقيم للدراسة‪،‬‬
‫وهذه أشد فتكا بدين المقيم وأخلقه‪ ،‬بالقتناع بآرائهم وأفكارهم! أو أن يقيم‬
‫للسكن وهذا أخطر مما قبله‪ ،‬فقد قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ :-‬أنا بريء‬
‫من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين‪ ،‬وكيف يسكن فيها بأولده ويطمئن إليها‬
‫كما يطمئن إلى بلد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم‪ /‬المجموع الثمين‬
‫‪.»55 :1/50‬‬

‫ول تعرف أي أخلق يقصد هذا هنا‪ ،‬وماذا تعني لديه الكلمة‪ ،‬في بلد قال عنها‬
‫محمد عبده مسجل احترامه للسلوك والخلق هناك‪« :‬رأيت هناك مسلمين بل‬
‫إسلم‪ ،‬ورأيت هنا إسلما بل مسلمين»‪ .‬والمبكي هنا ذلك الكذب على الذات عندما‬
‫ينعي على المهاجرين هجرتهم لنهم في بلد غير مسلمة وهو ما لن يوفر لهم‬
‫المان‪ ،‬بينما معظمهم قد هاجر هربا من بطش المسلمين باحثا عن المان في‬
‫البلد التي تحترم النسان لنه فقط إنسان‪.‬‬

‫هذه مقتطفات بدائع من فتاوى فقهاء الكراهية والغم الذين حولوا حياتنا إلى غم‬
‫متصل منذ وردت آراؤهم مع العائدين من الخليج‪ ،‬فاختفى من بلدنا التسامح‬
‫والفرح والكرنفالت والموالد الموسمية التي كانت تحشد الناس على حب يوم أو‬
‫مناسبة أو شيخ يسعدون فيه باللفة والمشاركة الوجدانية‪ ،‬وتحولت إلى بلد للكآبة‬
‫والبكاء والتباكي وإسلم المظهر وخراب القلب وحزن الروح واكتئاب النفس‪ .‬ولم‬
‫يحرموه الوطن من كرنفالته الموسمية فقط‪ ،‬بل يريدون أن يحرموا من أخرها‬
‫تواجدا في بلدنا وهو المولد النبوي‪ ،‬فيؤكد ابن عثيمين أنها بدعة محدثة في‬
‫الدين‪ ،‬وهي من الغلو المؤدى إلى الشرك الكبر‪ ،‬وأن النبي استباح دماء أمثالهم‬
‫وأموالهم وأولدهم‪ /‬المجموع الثمين ‪ »1/126‬ومثله الحتفال بليلة النصف من‬
‫شعبان‪ ،‬ومثله الحتفال بليلة السراء والمعراج ومثله الحتفال بليلة النصف من‬
‫شعبان «مجموع فتاوى ابن باز ‪ /1‬من ‪ »190‬يبقى فقط الجائز والمستحب وهو‬
‫البكاء أثناء قراءة القرآن أو سماعه أو التباكي إن لم تستطع البكاء‪ .‬وفى ضوء‬
‫التبارك بصوت القرآن في كل شارع ودرب وحارة‪ ،‬وإتباعا لهذا المر‪ ،‬فإن بلدنا‬
‫ستتحول إلى قوم يبكون ليل نهار‪ ،‬أما أي لون من الفرح أو السعادة أو لقاء الناس‬
‫بعضهم بعضا بالمحبة فهو بدع وتقليد للناس السعيدة في بلد الكافرين‪ ،‬وهو ما‬
‫يخرج المة من عموم الملة‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬

You might also like