Professional Documents
Culture Documents
html
أما الفلسفة وعلماء الكلم الذين درسوا قرآنهم من باب العقل فهم مبتدعون ،إذ
يقول كتاب التوحيد المقرر هناك على طلبة أول ثانوي ص « ،16 ،15ما من بدعة إل
ويقيض الله لها من يردها ويكشف عوارها وينصر السنة ،عمر بدرته المشهورة..
وعلى بحرقهم في النار ،وهشام بن عبد الملك الذي قتل غيلن الدمشقي ،وخالد
القسري الذي ضحى بالجعد بن درهم «صبيحة عيد الضحى» .ثم المتصوفة الذين
اعتقدوا في الوصول بالحب اللهي إلى درجات راقية تتطهر فيها النفس من
مطالب الدنيا وجسدها ،وكذلك من اعتقدوا في التصوف وأقاموا الضرحة
والمزارات لشيوخهم ،ودانوا بالمحبة لكل الناس وأبرزهم مكانا محيى الدين بن
عربي الذي أعلن أنه يدين بدين الحب لمن يطوف بالكعبة أو يضرب جرس الكنيسة
أو حتى من يعبد الوثان؛ لنهم جميعا خلق الله وليس لحد منا القرار بشأنهم،
فالمر معلق بمشيئة الله.
يقول هنا كتاب التوحيد ثالث ثانوي« :بنوا الضرحة على القبور ..والله أباح دماء
هؤلء ومالهم وأهلهم لهل التوحيد وأن يتخذوهم عبيدا لهم» .وترى وزارة التعليم
هناك أن نهب هؤلء وسبيهم واستعبادهم شريعة إسلمية وعقيدة مؤكدة ،وأن
هؤلء كثيرون بما يفي بحاجات المسلم الوهابي الموحد من سبايا وأموال ،و«عباد
القبور في كثير من المصار /كتاب التوحيد 3ث من ص ،»18 :10مع ما ل يخفي من
استخدام الكتاب لمصطلح المصار جمع مصر وما ينصرف الذهن معه إلى مصر
الوطن وعباد القبور فيها كما يزعمون ،ومن ثم ل يأمن أحدنا من فتح جديد مع
الدعوة التجديدية الوهابية لبلدنا ليذبحونا وينهبوا أموالنا ويركبوا نساءنا ويستعبدوا
أولدنا ؟! خاصة بعد تبنى كل حركات السلم السياسي في بلدنا للوهابية دينا
بديل عن السلم ،وهكذا الرباط واضح سافر بين فتاوى المفتين ومناهج المعلمين
على المستوى الرسمي والموقف موقف حقائق مدونة تنشر وتوزع بين المسلمين
وتدرس في مدارسهم وليست اتهامات أمريكية باطلة.
ونعود للفتاوى المهمة لعموم المة نتابع ديننا الجديد الذي قرره على المسلمين
هؤلء السادة ،في تجديدهم البديع للمذهب الحنبلي ،وإن سألنا مشايخ الفتوى عن
حديث الفرقة الناجية أكدوا فورا لنهم هم الفرقة الناجية وحدهم ،وهى التي
تتميز كما يقول بن عثيمين في المجموع الثمين « .2/54وفى العبادات تجد هذه
الفرقة متميزة بتمسكها التام وتطبيقها لما كان عليه النبي -صلى الله عليه
وسلم -فل تجد عندهم ابتداعا في دين الله» ،لكن الطريف حقا ما أعطته هذه
الفرقة الناجية لنفسها من حقوق حيث يقول ابن عثيمين أنه في مجال «الخلق
والمعاملت فل يخرج الخلل بهما من هذه الفرقة ،وإن كان ينقص مرتبته»؟!
وهكذا فالمسلم حسب هذا التجديد مأمور بالطاعة التامة للوامر والنواهي فيما
يخص العتقاد على الطريقة الوهابية ،أن ترى لله يدا وعينا وأذنا وأنه على كرسي
يحمله ثمانية ،وأن يتمسك بالحديث النبوي وسنة رسوله كما وردت في أكثر كتب
الحديث اتساعا للموضوعات والملفقات من أحاديث «مسند ابن حنبل» فعليه أن
يأكل بيمينه ويدخل بيمينه ويردد دوما أدعية وتشكرات وحمدا ويبسمل ويحوقل مع
كل حركة وسكنة ،ويطلق اللحية ويقصر الجلباب ،فمثل يشرح لنا الدكتور محمد
وهدان بجريدة المساء آداب شرب ماء زمزم ،فعليه أول أن يتجه نحو القبلة ،ثم
عليه أن يذكر الله مع أول شربة ،ثم عليه أن يتنفس ثلثا بين كل شربة وشربة،
وعقب كل نفس عليه أن يسمى الله ،ثم لبد أن يتضلع من شرب الماء أي يمل به
أضلعه ،وبعد الشراب عليه أن يحمد الله ،ثم يدعو بما يحفظ .31/1/2003 -
ومن ثم تصبح حياة المسلم محكومة بالدعية وإبراز العبادة لله طوال الوقت
وإثبات النبوة لنبيه طوال الوقت ،لكن ما ليس مهما عند الفرقة الناجية أن يكون
المسلم عنده أخلق أو حسن معاملة صادقة ،فهذا مما ل يخرج المسلم من هذه
الفرقة ،بتأكيدهم لحديث نبوي ل تعرف كيف جاء ومن أتى به؟! يقول فيما
يزعمون« :ل يدخل ابن آدم الجنة بعمله».
أفل يفسر لنا هذا مستوى الخلق في بلد المسلمين بعد انتشار التجديد
الوهابي؟! أل يفسر لنا هذا سر ظلم الروح البشرية التي تقبل المساك بالسكين
وذبح البشر كالنعاج والهتاف «الله أكبر» لفعل مثل هذا الفعل ليلطخوا النداء
الكريم بدم بريء؟!
أل يفسر هذا أهازيج شارعنا وعرس فرحنا الشامت بنصر الله والفتح يوم ضربت
القاعدة في أمريكا المدنيين الذين ل يدرون عنا أو عن بلدنا شيئا .أل يفسر لنا
هذا سر الفساد المنتشر على كل المستويات وارتشاء كل الضمائر ،فنحيا المدنية
بروح جاهلية ونرتدي الحجاب على البنطلون السترتش ونقود المرسيدس بأسلوب
قيادة العربة الكارو ،ونصلي ونصوم فرضا وسنة ونخسر الميزان ونسرق أراضي
الدولة أو نهرب بأموال المودعين في الستثمار السلمي ونستورد اللحوم
الفاسدة ونكفر بعضنا بعضا ،ول نقدم للدنيا سوى العداء والكراهية والقتل؟!
أل يعني أن تمسك الناس بدينهم «على هذه الطريقة» هو ما وصل بالشارع
السلمي إلى ما هو عليه الن؟! يرد هنا ابن عثيمين في مجموعه الثمين «ول
تعلم لماذا هو ثمين»؟! فيقول« :هذا الكلم ل يصدر إل من ضعيف اليمان أو
مفقود اليمان ،جاهل بالتاريخ غير عالم بأسباب النصر ،فالمة السلمية لما كانت
متمسكة بدينها في صدر السلم كان لها العزة والتمكين ..لكن المة السلمية
تخلفت كثيرا عن دينها عندما ابتدعت في دين الله ما ليس منه .»3/10-
من المبتدع هنا؟! ومن أدخل في دين الله ما ليس فيه؟! ومن قال إن طاعة
العبادات وفساد الخلق من شيم أي دين كان؟! وأل يعني الصرار على الطاعات
العقيدية وحدها دون المعاملت ،إصرارا على تعويد روح المسلم على الطاعة
مقابل إطلقه شرسا على إخوانه المسلمين أو على غير المسلمين بل ضمير وبل
حظ من مبادئ أخلقية راقية كرشوة مقدمة من حلفاء السلطان المطلوب طاعته،
للمؤمنين الطيعين لولي المر ،الكاسرين على بعضهم وعلى غيرهم؟!
ونأتي إلى الهم عند فضيلة الشيخ بن باز وهو يفتي بشأن علقة المسلم بغير
المسلمين ،فيقول تجاوز الله عن سيئاته« :نشرت بعض الصحف المحلية عن بعض
الناس أنه قال :إننا ل نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الديان» وكما
هو واضح كلم جميل ومحترم وراق يقدم السلم للدنيا كروح حضارية ،لكن ابن
باز له رأى آخر فيقول« :وهذا الكلم يخالف صريح الكتاب العزيز والسنة المطهرة،
ويخالف العقيدة السلمية ،فقد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أنه يجب
على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين ،وأن
يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء ،واليات في هذا المعنى كثيرة وتدل دللة صريحة
على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين ،وعلى وجوب
معاداتهم وتدل أيضا على تحريم مودتهم /مجموع فتاوى سماحة الشيخ بن باز
.»2/178
ومن جانبه يرى القرضاوي الديمقراطي أن العلمانيين من يتسامحون مع غير
المسلمين ،وهذا من كفرهم ،ثم يؤكد «إن المسلم إذا فرضت عليه العلمانية فقد
فرض عليه أن يتحلل من دينه ..لنه ل يستطيع أن يوالى أو يعادى على أساس
العقيدة ،لن العلمانية ترفض العقيدة أساسا للولء والنتماء /السلم والعلمانية
ص .»77 ،76وهو ما يعنى اتفاق كهنة السلم والخوان والجماعات الرهابية على
تكفير العلماني لنه يوالى أو يعادى على أساس المواطنة ،بينما موالة غير
المسلمين حتى لو كانوا مواطنين وجيرانا وزملء في العمل والدراسة والحرب
والسلم والخير والشر ،هو كفر بواح والعياذ بالله .هذا كلم كبار السدنة في بلد
المسلمين ،ثم ينزعج المسلمون من اتهامهم بالكراهية والرهاب؟! ..لماذا؟!.
ولكن لننا أصبحنا بحاجة إلى التواصل على القل مع بلد غير المسلمين ،حيث
العلم والدرس والطب والسياحة والسعادة في البلد السعيدة ،ولننا لم ننجز أو
ننتج أو نكتشف أو نخترع تظل الحاجة إلى هؤلء الكفار ماسة ،وتصبح الحاجة إلى
الفتوى ماسة أيضا ،فيقول ابن عثيمين« :إن القامة في بلد الكفار خطر عظيم
على دين المسلمين وأخلقه «لحظ هنا :أخلقه» وسلوكه وآدابه «التي هي كيف
تشرب ماء زمزم أو تمص غيره مصا» ..فالقامة في بلد الكفر لبد فيها من
شرطين أساسيين :الشرط الول أمن المقيم على دينه وأن يكون مضمرا العداوة
للكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالتهم ومحبتهم لن موالتهم ومحبتهم مما ينافى
اليمان ،ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم ،والشرط الثاني
أن يتمكن من إظهار دينه.
وتنقسم القامة في دار الكفر إلى أقسام :القسم الول أن يقيم للدعوة للسلم
وهذا جهاد ،والثاني أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم فيه من
فساد العقيدة ،وانحلل الخلق؟! وهذا أيضا جهاد ،وأن يكون عينا للمسلمين
ليعرف ما يدبرونه للمسلمين في المكايد وهذا أيضا جهاد أو أن يقيم للدراسة،
وهذه أشد فتكا بدين المقيم وأخلقه ،بالقتناع بآرائهم وأفكارهم! أو أن يقيم
للسكن وهذا أخطر مما قبله ،فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم :-أنا بريء
من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ،وكيف يسكن فيها بأولده ويطمئن إليها
كما يطمئن إلى بلد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم /المجموع الثمين
.»55 :1/50
ول تعرف أي أخلق يقصد هذا هنا ،وماذا تعني لديه الكلمة ،في بلد قال عنها
محمد عبده مسجل احترامه للسلوك والخلق هناك« :رأيت هناك مسلمين بل
إسلم ،ورأيت هنا إسلما بل مسلمين» .والمبكي هنا ذلك الكذب على الذات عندما
ينعي على المهاجرين هجرتهم لنهم في بلد غير مسلمة وهو ما لن يوفر لهم
المان ،بينما معظمهم قد هاجر هربا من بطش المسلمين باحثا عن المان في
البلد التي تحترم النسان لنه فقط إنسان.
هذه مقتطفات بدائع من فتاوى فقهاء الكراهية والغم الذين حولوا حياتنا إلى غم
متصل منذ وردت آراؤهم مع العائدين من الخليج ،فاختفى من بلدنا التسامح
والفرح والكرنفالت والموالد الموسمية التي كانت تحشد الناس على حب يوم أو
مناسبة أو شيخ يسعدون فيه باللفة والمشاركة الوجدانية ،وتحولت إلى بلد للكآبة
والبكاء والتباكي وإسلم المظهر وخراب القلب وحزن الروح واكتئاب النفس .ولم
يحرموه الوطن من كرنفالته الموسمية فقط ،بل يريدون أن يحرموا من أخرها
تواجدا في بلدنا وهو المولد النبوي ،فيؤكد ابن عثيمين أنها بدعة محدثة في
الدين ،وهي من الغلو المؤدى إلى الشرك الكبر ،وأن النبي استباح دماء أمثالهم
وأموالهم وأولدهم /المجموع الثمين »1/126ومثله الحتفال بليلة النصف من
شعبان ،ومثله الحتفال بليلة السراء والمعراج ومثله الحتفال بليلة النصف من
شعبان «مجموع فتاوى ابن باز /1من »190يبقى فقط الجائز والمستحب وهو
البكاء أثناء قراءة القرآن أو سماعه أو التباكي إن لم تستطع البكاء .وفى ضوء
التبارك بصوت القرآن في كل شارع ودرب وحارة ،وإتباعا لهذا المر ،فإن بلدنا
ستتحول إلى قوم يبكون ليل نهار ،أما أي لون من الفرح أو السعادة أو لقاء الناس
بعضهم بعضا بالمحبة فهو بدع وتقليد للناس السعيدة في بلد الكافرين ،وهو ما
يخرج المة من عموم الملة.
---------------------------------------------------