You are on page 1of 41

‫‪ from: http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?

t=15015‬مناظرة بين مجموعة من‬


‫القساوسة وعلماء ازهريين‬

‫مناظرة بين مجموعة من القساوسة وعلماء ازهريين‬


‫إعداد و تأليف‬
‫محمد الحسينى الريس‬

‫مقدمة مراجعة و تعليق‬


‫فضيلة الشيخ ‪ /‬معوض عوض إبراهيم فضيلة الشيخ ‪ /‬الحسينى مصطفى‬
‫الريس‬
‫من علماء الزهر من علماء الزهر‬

‫ذلك الكتاب‬
‫الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على سيدنا محمد‪،‬‬
‫أحمد الفعال‪ ،‬والسوة الحسنة على كل حال‪ ،‬والرحمة المهداة الذى كان‬
‫حفيا وفيا لنبياء الله ورسله وهو يبلغ القرآن إلى البشرية حتى أخر‬
‫الزمان‪ ،‬ورادا قاله لسوء عن المصطفين الخيار ‪ ،‬كاشفا عن أقدارهم في‬
‫أقوامهم منذ اصطفاهم مولهم و أرسلهم مبشرين ومنذرين فى إعصارهم‬
‫بعد أن دعا الخليل إبراهيم وهو يرفع وإسماعيل القواعد من البيت ( ربنا‬
‫واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك‬
‫أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسول منهم يتلوا عليهم آياتك‬
‫ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم ) (‪)129- 128‬‬
‫البقرة ‪.‬‬
‫وقال عيسى عليه السلم ( يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا‬
‫لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ) الصف‬
‫‪.6‬‬
‫وقد أورد أبو نعيم فى الحلية حديثا قدسيا فيه حوار بين الله وبين موسى‬
‫عليه السلم يؤكد أن "أحمد" من أسماء النبى محمد صلوات الله وسلمه‬
‫عليه‪ .‬وقد صح تنويه النبى بأنه دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمه‪.‬‬
‫وهذا الكتاب خليق بأن يتحدث عن نفسه وأن نرهف له السماع فدوافعه‬
‫جليلة وأصوله ومصادرة من الصدق والوضوح إلى استقامة المنهج ويسر‬
‫العرض وسمو المقصد وشرف الغاية تؤهله لكل رعاية واهتمام‪.‬‬
‫يصطنع المانة العلمية وإفساح الصدر لمن يجادلون فى الحق بعد ما تبين‬
‫بقدر سكينة نفس وهو كلم بعض من انصفوا السلم ورسوله وشمائله من‬
‫وراء الساحة ومن لم يذعنوا جهرة للحقيقة اليمانية فى السياق الذى‬
‫استهدفه "أبو احمد" وهو شهادة الكتب المقدسة باسم "أحمد" صلوات الله‬
‫عليه على نحو يثير اليقين ويضاعف الثقة فى المؤلف الفاضل وجهده‬
‫المستعلن فى كل سطر بل و فى كل جملة من جمل هذه الباكورة المباركة‬
‫التى تمس الحاجة إليها والى أمثلها فى مواجهة ما يشغب به كثيرون على‬
‫السلم ورسوله اليوم من أحفاد الذين حكى القرآن من أقوالهم "وقال‬
‫الذين كفروا ل تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" فصلت ‪. 26‬‬
‫و ها نحن فى الخمس الول من القرن الخامس عشر للهجرة والقرآن يتألق‬
‫نوره ويشيع شذاه وعبيره والى البد إن شاء الله "وما يبدىء الباطل وما‬
‫يعيد" سبأ ‪49‬‬
‫ولقد انتهى أبو أحمد من رحلته البرة فى هذا الكتاب بصفحتين أوجز فيهما‬
‫ما بسط وأجمل ما فصل زيادة فى تمام الفادة به والنتفاع منه ودللة‬
‫على انه من اليقين الذى قد يتكرر العراب عنه فل يزيده التكرار إل جلء‬
‫ووضوح مراد وسطوع حجه ‪.‬‬
‫و الله أسأل أن يتقبل بقبول حسن عمل "أبى أحمد" الستاذ محمد‬
‫الحسينى الريس‪ ،‬وأن يثبت به إيمانه ‪ ،‬وهو يحتسب عند ربه وحيده و ليده‬
‫( أحمد ) وأن يخلف لك و لزوجك قرة عين ‪ ،‬وبركه فى الدرتين الغاليتين و‬
‫هو حسبنا و نعم الوكيل ‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬معوض عوض إبراهيم‬
‫ربيع الول ‪ 1419‬هـ‬

‫الهداء‬
‫أهدى هذا الكتاب إلى كل من يطلب الحق و يبغض الباطل و يؤمن بما جاء‬
‫عن رسل الله فى حقيقة محمد ‪ r‬و اليمان به و التصديق بما جاء به عن الله‬
‫كما أهدى هذا الكتاب إلى روح ابني أحمد الذى كنت أمله أن يواصل بعدى ما‬
‫بدأت به من التحقق فى حقيقة محمد ‪ r‬و ذلك من الكتب المقدسة السابقة‬
‫فآثر جوار الله على جوار الناس و أختاره الله تبارك و تعالى و هو يافعا‬
‫ينبض بالحياة ‪ ،‬كما أهدى هذا الكتاب إلى والدي الذين لهم أثر فى تربيتي و‬
‫نشأتي سائل الله أن يجعل هذا الكتاب فى ميزان حسناتي يوم أن ألقاه عز‬
‫و جل‪.‬‬
‫المؤلف‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫لقد تخيلت جمعا يحاول كل منهما مناظرة أخيه فى مسألة عقدية يهتم بها‬
‫الناس جميعا على اختلف ألوانهم وعقائدهم وديانتهم ولهمية هذه‬
‫المناظرة فقد تخيلتها وإننى أدير حوارها بين طائفتين مختلفتين وفكرتين‬
‫متعارضتين وانه ليشرفنى إدارة هذا الحوار من أجل الوصول إلى الحقائق‬
‫التى تظهر الطريق الصحيح إلى مرضاة الله أننى لشكر جميع الحاضرين‬
‫الذين قبلوا الحوار وقبلوا أن ينتقد عملهم وعلى سعه صدر الجميع بل تشنج‬
‫ول عصبيه مما جعل هذا الحوار قيما لقد أدرت هذا الحوار الذى حضره‬
‫مجموعه من قساوسة النصارى وعلماء المسلمين فمنهم من قضى نحبه‬
‫ومنهم من ينتظر فجمعت آرائهم من خلل كتبهم وجعلت هذا الحوار الذى‬
‫أهديه إلى كل البشرية وإلى كل الديان نموذجا لعدم التشنج والحوار‬
‫الهادئ الذى يولد الحساس بالحترام المتبادل كما أهدى هذا العمل إلى‬
‫والدى الذى علمنى الحوار الهادئ واحترام جميع الراء لعلنا نستفيد من‬
‫مجمل الراء ولعل هذا الرأى المخالف يكون مصباحا يضئ لنا طريق الحق‬
‫وأسأل الله أن يوفقنى إلى ما يحب و ير ضاه ‪.‬‬
‫المؤلف‬

‫‪--------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫حضر من أرباب الفكر قساوسة النصارى‬


‫القس ‪ /‬نقول يعقوب غبريال‬
‫النبا ‪ /‬غريغوريوس‬
‫د ‪ .‬القس ‪ /‬منيس عبد النور‬
‫د ‪ .‬القس ‪ /‬لبيب ميخائيل‬
‫وأيضا فقد حضر من علماء المسلمين‬
‫الشيخ ‪ /‬أحمد ديدات‬
‫البروفيسور ‪ /‬عبد الحد داود ( قسيس سابق )‬
‫الشيخ ‪ /‬إبراهيم خليل أحمد ( قسيس سابق )‬
‫سليمان شاهد مفسر ( قسيس سابق )‬
‫المستشار ‪ /‬محمد عزت الطهطاوى‬
‫د‪ /‬احمد حجازى السقا‬
‫اللواء ‪ /‬أحمد عبد الوهاب‬
‫الشيخ ‪/‬جعفر السبحانى‬

‫والن فليتفضل القس ‪/‬نقول يعقوب غبريال بالحديث‬


‫شكرا لكم جميعا ‪ ,‬تحية طيبة لكم جميعا‬
‫يدعى اخوننا المسلمون أن أسم نبيهم محمد قد ورد في النجيل استناداً‬
‫إلى ما ورد في القرآن ( و إذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إني‬
‫رسول الله إليكم مصدقا ً لما بين يدي من التوراة و مبشرا ً برسول يأتى من‬
‫بعدي أسمه أحمد )(‪ )1‬و قالوا إن معنى باراكليت اليونانية الواردة في‬
‫النجيل أحمد و أحمد و محمد سيان‪ ،‬و بعضهم يدعى إن النجيل مبدل لن‬
‫هذه البشارة ليست فيه الن‪ ،‬مع أنها ل تزال مدونة كما كانت في أيام‬
‫محمد في اللغة اليونانية و لكن مـا فهمه القرآن من الكلمة المقصودة في‬
‫الية في غير محله‪ ،‬لن الكلمة في اليونانية هكذا ‪ iiapakahtoe‬و ليست هكذا‬
‫‪ iiepikahtoe‬و بالحروف الفرنجية هكذا ‪ paracletos‬و ليست ‪pericletos‬‬
‫معزى و الثانية‬ ‫تعريبها باراكليتس و ليست بركليتوس فالولى معناها ال ُ‬
‫المشهور و المحمود ‪.‬‬
‫و هذه الية لم تزل في النجيل برهانا ً على أنه لم يتغير‪ .‬و لنرجع الن إلى‬
‫إيراد اليات التي فيها لفظة الباراكليت لنفهم معناها من القرائن‪ ،‬و لنرى‬
‫هل يصح أن تنسب إلى عهد محمد كما يدعى إخواننا المسلمون ؟‬
‫أولً ‪:‬‬
‫قول المسيح " و أنا أطلب من الب فيعطيكم معزيا ً باراكليت آخر ليمكث‬
‫معكم إلى البد‪ ،‬روح الحق‪ ،‬الذي ل يستطيع العالم أن يقبله‪ ،‬لنه ل يراه و‬
‫ل يعرفه‪ ،‬و أما أنتم فتعرفونه لنه ماكث معكم و يكون فيكم "(‪.)2‬‬
‫ثانياً ‪:‬‬
‫قول المسيح " و متى جاء المعزى الباراكليت الذي سأرسله أنا إليكم من‬
‫الب‪ ،‬روح الحـق الذي من عند الب ينبثق فهو يشهد لي "(‪. )3‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫قول المسيح " لنه إن لم أنطق ل يأتيكم المعزى باراكليت و لكن إن ذهبت‬
‫أرسله إليكم و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على‬
‫دينونة"(‪.)4‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫" و فيما هـو ( المسيح ) مجتمع معهم أوصاهم أن ل يبرحوا من أورشليم‪،‬‬
‫بل ينتظروا موعد الب الذي سمعتموه منى‪ ،‬لن يوحنا ( يحيى) عمد بالماء‪،‬‬
‫و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه اليام بكثير"(‪.)5‬‬
‫‪ - 1‬سورة الصف‪ ،‬الية (‪ - 3 )6‬إنجيل يوحنا (‪ – 5 )26 : 15‬إنجيل يوحنا (‪4 : 1‬‬
‫– ‪)5‬‬
‫‪ -2‬إنجيل يوحنا (‪ - 4 )17 – 16 : 14‬إنجيل يوحنا (‪)8 – 7 : 16‬‬
‫خامساً ‪:‬‬
‫" و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة‪ .‬و صار بغتة من‬
‫السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و مل كل البيت حيث كانوا‬
‫جالسين‪ .‬و ظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار و استقرت على كل‬
‫واحد منهم‪ .‬و امتل الجميع من الروح القدس و إبتدأوا يتكلمون بألسنة‬
‫أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا "(‪.)1‬‬
‫ل يخفى أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم‪ ،‬و كان مرشدا و‬
‫معزيا لهم و مدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به‪ ،‬و هو سابق علمه عرف‬
‫أن فراقه بواسطة الموت سيحزنهم جدا‪ .‬و تحقق أنهم في حاجة إلى‬
‫مساعدة سماوية للتقوية و الرشاد و التعزية بعد فراقه‪ ،‬لذلك سبق‬
‫فوعدهم بالروح القدس المعزى الخر‪ ،‬كما رأيت في اليات السالفة الذكر‬
‫و بعد إنعام النظر في هذه اليات يتضح لنا أن الشخص الموعود به ل يمكن‬
‫أن يكون محمدا نبي المسلمين لسباب تراها في نفس اليات ‪ :‬أن الموعود‬
‫به غير ذي جسم "روح الحق" لذلك ل يستطيع العالم أن يقبله لنه ل يراه و‬
‫هذا الوصف ل يصدق على محمد لنه ذو جسم و قد رآه العالم المؤمن و‬
‫الكافر‪.‬‬
‫أن الموعود به جاء ليمكث مع الحواريين إلى البد "ليمكث معكم إلى البد"‬
‫و هذا أيضا ل يصدق على محمد‪ ،‬لنه لم يأت في زمن الحواريين‪ ،‬و لم‬
‫يمكث في العالم أو معهم إلى البد‪.‬‬
‫أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين "لنه ماكث معكم" و هذا أيضا ل‬
‫يصدق على محمد لنه لم يكن مع الحواريين‪.‬‬
‫أن المسيح أوصى الحواريين " أن ل يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا " ذاك‬
‫المعزى الروح القدس‪ ،‬و هم إطاعة لمر سيدهم (و المسلمون يعتقدون أن‬
‫معزى‬ ‫الحواريين طائعون) انتظروا عشرة أيام في أورشليم حتى جاء ذلك ال ُ‬
‫" و امتل الجميع من الروح القدس " و هذا أيضا ل يصدق على محمد‪ ،‬و إل‬
‫كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى‬
‫مجيء محمد‪ ،‬و أنى لهم هذا العمر‪ .‬و خصوصا أن المسيح وعدهم بإرسـال‬
‫هذا الروح المعزى على عجل ‪ ،‬و إل فليس من فائدة للتعزية و هم موتى ‪،‬‬
‫فتعزية لهم قال ‪" :‬و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه‬
‫اليام بكثير"(‪.)2‬‬
‫و لست أظن أن الخ المسلم يريد أن يعتقد أن المسيح هو الذى أرسل‬
‫محمدا ‪ ،‬لن اليات السالفة تبين أن المسيح هو الذى أرسل الروح المعزى‪.‬‬
‫فإن كان ذلك كذلك فلنا معه بحث لخر‪ ،‬فيه يضطر أن يسلم بألوهية‬
‫المسيح المرسل‪ ،‬لن محمدا كان يدعى أنه رسول الله‬
‫‪ – 1‬أعمال الرسل (‪)4 – 1 : 2‬‬
‫‪ – 2‬أعمال الرسل (‪)5 : 1‬‬

‫فتأمل ؟ الله أسأل أن يهب أخى المسلم هذا الروح القدس كما وهب‬
‫الحواريين‪ ،‬كى يرشده إلى الحق و يهديه سواء السبيل‪ ،‬و ينير ذهنه ليعرف‬
‫الغت من السمين(‪ .)1‬و شكرا لكم جميعا‪.‬‬
‫شكرا للقس نقول و الن فليتفضل د ‪ /‬القس لبيب ميخائيل ‪.‬‬
‫شكرا لكم جميعا ‪.‬‬
‫المعزى الذى تحدث عنه المسيح لتلميذه‪ ،‬لم يكن نبيا آتيا بعده‪ ،‬وإنما كان‬
‫الروح القدس كما أوضح له المجد بفمه المبارك قائل " وأما المعزى الروح‬
‫القدس الذى سيرسله الب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما‬
‫قلته لكم "(‪.)2‬‬
‫فالمسيحيون لم ينتظروا نبيا آخر يأتى بعد المسيح‪ ،‬بل كان رجاؤهم ومازال‬
‫فى عودة المسيح ثاني بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم " وها أنا أتى‬
‫سريعا وأجرتى معى لجازى كل واحد كما يكون عمله "(‪.)3‬‬
‫ولذا فإن صلة المسيحيين الحقيقيين فى كل العصور تركزت فى الكلمات "‬
‫آمين‪ .‬أيها الرب يسوع "(‪ )4‬وهى آخر كلمات اختتم بها سفر الرؤيا(‪ ،)5‬أخر‬
‫أسفار الكتاب المقدس و شكرا لكم جميعا على حسن استماعكم لى‪.‬‬
‫شكرا للقس لبيب والن فليتفضل القس منيس عبد النور ‪.‬‬
‫تحيه لكم جميعا وكماله للبحث السابق نقول من هو هذا المعزي ؟‬
‫(‪ " )1‬المعزي " وفي اليونانية " باراكليت" تعني " المؤيد " أو " الوكيل "‬
‫ولقب " المؤيد والوكيل " ل يصح إسنادهما إلى مخلوق‪ ،‬لنهما من ألقاب‬
‫الله ‪.‬‬
‫(‪ )2‬لم تستعمل كلمة الباراكليت " المعزي " في أسفار العهد الجديد إل‬
‫للدللة علي الروح القدس راجع ( يوحنا ‪: 16 ، 26 : 15 ، 26 : 17 ، 16 : 14‬‬
‫‪ ) 13‬وجاءت أيضا للتلميح إلي المسيح ( يوحنا ‪ 1 ، 16 : 14‬يوحنا ‪) 1 :2‬‬
‫(‪ )3‬ل يمكن أن يكون الباراكليت ( حسبما ورد في هذه اليات ) إنسانا ذا‬
‫روح وجسد‪ ،‬بل هو روح محض غير منظور‪ ،‬روح الحق الذي عندما قال‬
‫المسيح عنه انه يأتي‪ ،‬كان ( أي الروح ) حينئذ ماكثا مع التلميذ ( يوحنا ‪: 15‬‬
‫‪) 17 : 16 , 26‬‬
‫(‪ )4‬إن الذي يرسل " الباراكليت " هو المسيح ( يوحنا ‪) 17 : 16 ، 26: 15‬‬
‫(‪ )5‬عمل الروح القدس أن يبكت علي الخطية ‪ ،‬وجوهر الخطية عدم اليمان‬
‫بالمسيح ( يوحنا ‪) 9 : 16‬‬
‫(‪ )6‬قيل عن الروح القدس انه متي جاء يمجد المسيح ول يمجد نفسه‪ ،‬لنه‬
‫يأخذ مما للمسيح ويخبرنا ( يوحنا ‪ 14 : 16‬و ‪) 15‬‬
‫‪ - 1‬مباحث المجتهدين (ص ص ‪ - 3 )111 – 107‬الرؤيا (‪ – 5 )12 : 22‬هل‬
‫المسيح هو الله (ص ‪)209‬‬
‫‪ - 2‬إنجيل يوحنا (‪ - 4 )26 : 14‬الرؤيا (‪)20 : 22‬‬
‫(‪ )7‬قيل عن الباراكليت انه سيسكن في قلوب المسيحيين الحقيقيين‬
‫( يوحنا ‪ 14 : 16‬قابل ‪ 1‬كورنثوس ‪ 19 : 6‬ورومية ‪) 9 : 8‬‬
‫(‪ )8‬وعد المسيح أن الروح القدس يجب أن ينزل من السماء علي التلميذ بعد‬
‫صعوده بأيام قليلة (يوحنا ‪ ) 26: 14‬وأمرهم أن ل يباشروا خدماتهم كرسل‬
‫حتى يحل عليهم الروح القدس ( متي ‪ 20 , 19 : 28‬وأعمال ‪ ) 25 : 1‬وبناء‬
‫علي أمره مكثوا في أورشليم إلي أن تم هذا الوعد ( انظر لوقا ‪49 : 24‬‬
‫وأعمال ‪ 4 : 1‬و ‪ 8‬و ‪. ) 36 - 1 : 2‬‬
‫فهل تظنون أن مراد المسيح أن ينتظر تلميذه بدون أن يمارسوا عملهم‬
‫حتى يجيء نبي بعده؟ هذا محال وعليه فالنبوة هنا تشير إلي ما حدث يوم‬
‫الخمسين بعد صعود المسيح بأيام قليلة ( انظر أعمال الرسل ‪ ) 2‬ومن بعد‬
‫ذلك الوقت نالت جماعة الرسل قوة فائقة وحكمة واسعة و جالوا يكرزون‬
‫بالنجيل في الرض كلها وشكرا لكم جميعا لعلكم تصلون إلي الحقيقة‬
‫شكرا(‪)1‬‬
‫شكرا للدكتور ‪ /‬القس منيس عبد النور وعلي الضافات القيمة ‪0‬‬
‫والن فليتفضل النبا غريغوريوس بالحديث‬

‫شكرا لكم جميعا والي جميع الحاضرين أن حديث كل من القس ‪/‬نقول و‬


‫القس ‪ /‬منيس لهو حديث شامل ول أضيف سوي اختصارا بسيط وهو أن‬
‫روح الحق هو " الروح القدس " وليس محمد بناء علي تحقيق وعد المسيح‬
‫لتلميذه ورسله وحوارييه عنه في يوم الخمسين ‪ ،‬كما أورده سفر أعمال‬
‫في إصحاحه الثاني وشكرا لكم(‪0 )2‬‬
‫شكرا للسادة القساوسة والن هل أحد من الجمهور الحاضر يضيف شيء‬
‫علي ما قاله القساوسة فليتفضل ‪0‬‬
‫وقام أحد الجمهور من الحاضرين وتقدم إلي الميكرفون وبدأ بالحديث‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم أنني أتفق مع ما قاله القساوسة وأنه حسب‬
‫النص فان النبي " محمد " لم يرسله الله ( الب ) باسم يسوع‪ ،‬بل أرسله‬
‫باسمه‪ ،‬باسم الحق‪ ،‬ولم يرسله يسوع بل أرسله رب العالمين‪ ،‬ولم يرسله‬
‫لتمجيد يسوع وأخذ كلمه ونشر رسالته‪ ،‬بل لتمجيد الله وهداية البشر‬
‫وتطهرهم من دنس الشرك والخطيئة وهذا واضح من أدني تتبع للنص وهل‬
‫يمكن أل يراه العالم ول يعرفه وان لم يقبله كما عبر أول النص ؟‬
‫فالمراد من روح الحق هو الروح القدس الذي يدعي تلمذته أنه عليه السلم‬
‫أخبرهم بأنه سيقيم معهم ويكون فيهم وسيظهر عليهم بعد ذهابه من‬
‫العالم فما رآه البعض غير صحيح من أن الباراكليت هو محمد(‪ )3‬وشكرا لكم‬
‫جميعا‪.‬‬
‫والن أجد أحد الجالسين يطلب أن يشارك معنا فى هذا الحوار فليتفضل‬
‫‪ – 1‬شبهات وهمية حول الكتاب المقدس (ص ص ‪ – 3 )403 – 402‬المسيح بين‬
‫القرآن و النجيل (ص ‪)182‬‬
‫‪ – 2‬اللقاء بين السلم و النصرانية (ص ص ‪)22 – 18‬‬
‫شكرا لكم لو رجعنا إلى قاموس الكتاب المقدس تحت أشراف نخبه من‬
‫أساتذة الكتاب المقدس ‪ 27‬من صفوه علماء الكتاب المقدس إذا رجعنا إلى‬
‫معز )‪ ( :‬يوحنا ‪ 16 : 14‬و ‪ 26 : 15‬و ‪ )7 : 16‬هو الروح القدس‪ .‬ولم ترد‬
‫كلمه ( ُ‬
‫إل فى إنجيل يوحنا والكلمة الصلية اليونانية " براكليتيس " وتعنى " معز" و‬
‫" معين " و " شفيع " و " محام " وتشير إلى عمل الروح القدس لجلنا(‪)1‬‬
‫هذا ما قاله قاموس الكتاب المقدس وشكرا لكم جميعا‪.‬‬

‫شكرا لجميع الحاضرين وجميع المتكلمين والن جاء دور علماء المسلمين‬
‫ولنبدأ بالشيخ ‪ /‬أحمد ديدات حيث طلب العلماء الفاضل تقديمه عليهم‬
‫فليتفضل الشيخ ‪ /‬أحمد ديدات بالحديث‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم " وإذ قال عيسي بن مريم يا بني إسرائيل إني‬
‫رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من‬
‫بعدي اسمه أحمد "(‪)2‬صدق الله العظيم السيد الرئيس السادة العزاء إن‬
‫المسلم يحتار لغرور و عناد المسيحي و الرؤيا الضيقة التي تمنعه من أن‬
‫يرى الضوء في المصباح الذي في يديه من أن يستمع إلى صوت الضمير‬
‫لكي يتعرف على الحقيقة فيما سبق و بالمقابل فإن المسيحيين يحتارون و‬
‫يندهشون لغلظة قلوب اليهود و عنادهم(‪ )3‬فتذكروا أنه حتى القرن‬
‫السادس من التقويم المسيحي حينما كان محمد صلى الله عليه و سلم‬
‫يرتل كلم الله الذي أوحى به إليه لم يكن النجيل قد ترجم بعد إلى اللغة‬
‫العربية و لم يكن يستطيع أن يعرف كبشر أنه كان ينجز و يحقق ما تفوه به‬
‫سلفه عيسى عليه السلم إلى أبعد مدى(‪ .)4‬لقد بشر النجيل برسولنا‬
‫العظم فإذا نظرنا إلى اسم وجدناهما يعنيان أحمد و محمد تعنى موضع‬
‫الثناء و الحمد و هي تترجم في اللغة اليونانية دائما بكلمة بيريكليتوس و‬
‫إنجيل يوحنا حاليا في اليات ‪ 7 : 16 ، 26 : 15 ، 16 : 14‬يستخدم كلمة‬
‫‪ ( comfortes‬معزى ) من النسخة النجليزية كترجمة للكلمة اليونانية‬
‫باراكليتوس و التي تعنى شفيع أو مدافع و هو الشخص الذي يدعى‬
‫لمساعدة آخر أو صديق رحيم أكثر مما تعنى معزى والساتذة المتخصصون‬
‫في اللهوت يقولون إن باراكليتوس هي تحريف في القراءة للكلمة الصلية‬
‫بيركليتوس‪ ،‬وفى القول الصلى ليسوع المسيح فيه تنبؤ لنبينا أحمد بالسم‬
‫وحتى لو قرأنا باراكليتوس فإنها تدل على النبي الكريم الذي كان رحيما‬
‫بكل الخلئق(‪ .)5‬و من فضلك عدد ضمائر " هو " ‪ he’s‬المستخدمة لوصف‬
‫الباراكليت ‪:‬‬
‫‪hom brit when he the spirit of truth is come, he will guide you into all truth‬‬
‫‪for he shall not speak of himself, but what so ever he shall hear that shall‬‬
‫‪.he speak and he will show you things to come‬‬
‫ستجدهم سبعة ضمائر مذكرة في جملة واحدة ‪ .‬ل توجد آية أخرى في الـ ‪66‬‬
‫سـفرا لنجيل‬
‫‪ – 1‬قاموس الكتاب المقدس (ص ‪ - 4 )626‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح‬
‫(ص ص ‪)32 – 31‬‬
‫‪ – 2‬سورة الصف (الية ‪ - 5 )6‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪)38‬‬
‫‪ – 3‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص ‪)25 – 24‬‬
‫البروتستانت أو الـ ‪ 73‬سفرا لنجيل الكاثوليك بها سبعة ضمـائر مـذكرة و‬
‫سـوف توافقني أن كل هذه الضمائر المذكرة من آية واحدة ل يمكن أن تدل‬
‫على ‪ ( ghost‬شبح أو طيف أو روح ) سواء كان مقدسا أم ل(‪.)1‬‬
‫عندما نوقشت في هذه النقطة الخاصة بالسبعة ضمائر المذكورة في آية‬
‫واحدة من النجيل في مناظرة في الهند بين المسلمين و المبشرين‬
‫المسيحيين غيرت النسخة الردية من النجيل و هو خداع معتاد من‬
‫المبشرين خاصة في اللغات القليمية‪ .‬آخر حيلة عثرت عليها في النجيل‬
‫باللغة الفريقية في هذه الية موضع البحث فقد غيروا كلمة معزى‬
‫( مساعد ‪ ) comforter‬إلى كلمة وسيط ( ‪ ) mediator‬و أقحموا فيها جملة‬
‫الروح القدس و هي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي في إقحامها إلى النسخ‬
‫النجليزية المتعددة ل و ل حتى جماعة شهود يهوا‪ .‬و هكذا يصنع المسيحيون‬
‫كلمات الله(‪ .)2‬إذا رجعنا إلى الكلمة ( الروح القدس في الصل اليوناني "‬
‫بنيوما ‪ ." penuma‬و معناها النفس أو الروح أو الغاز أو الهواء و ل توجد كلمة‬
‫واحدة منفصلة للتعبير عن الروح في الكتب المقدسة اليونانية‪ ،‬و بالنسبة‬
‫لمحرري نسخة الملك جيمس و التي تسمى أيضا النسخة المرجع و نسخة‬
‫الرومان الكاثوليك أعطوا أفضلية لكلمة ‪ ghost‬بمعني الطيف أو الشبح بدل‬
‫من كلمة ‪ spirit‬بمعني الروح عندما يترجمون كلمة ‪ penuma‬اليونانية(‪)3‬‬
‫ويمكن أن نلحظ أن أي دارس إنجيلي من أي مستوي لم يحاول أن يوازن‬
‫أو يقارن في المعني بين كلمة باراكليتوس في النسخ الصلية اليونانية‬
‫وبين الطيف القدسي ‪ holy ghost‬ونستطيع الن أن نقول بكل ثقة وبدون‬
‫تردد أنه إذا كان المعزي أو المساعد هو الروح القدسي أو اللهي إذا فان‬
‫الروح القدسي أو اللهي هو النبي القدسي أو اللهي ونحن كمسلمين نقر‬
‫ونؤمن بأن أي نبي مرسل من قبل الله عز وجل هو نبي قدسي وبدون أي‬
‫خطيئة(‪ )4‬أن يوحنا الذي ينسب إليه النجيل وكتب ثلث رسالت هي أيضا‬
‫أجزاء من النجيل المسيحي استخدم تعبير الروح اللهي للدللة علي النبوة‬
‫اللهية " أيها الحباء ل تصدقوا كل روح بل امتحنوا الرواح هل هي من الله‬
‫لن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم "(‪.)5‬‬
‫وفي استطاعتك أن تلحظ أن كلمة استخدمت هنا مرادفة لكلمة النبي‪،‬‬
‫الروح الحقيقي هو النبي الحقيقي والروح المزيف هو النبي المزيف(‪.)6‬‬
‫لكن القديس يوحنا لم يتركنا معلقين في الهواء لكي نخمن الحق من‬
‫الباطل ولكن أعطانا اختبارا حاسما للتعرف علي النبي الحق‪ .‬فيقول "‬
‫‪ - 1‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص ‪ – 5 )90 – 89‬إنجيل يوحنا (‪: 4‬‬
‫‪)1‬‬
‫‪ - 2‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص ‪ - 6 )91 – 90‬محمد ‪ r‬الخليفة‬
‫الطبيعى للمسيح (ص ص ‪)49 – 48‬‬
‫‪ - 3‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص ‪)45 – 44‬‬
‫‪ - 4‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص ‪)48 – 47‬‬
‫بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد‬
‫فهو من الله "(‪.)1‬‬
‫وتبعا لكلمات يوحنا التفسيرية السابقة فمعني روح مرادفة لكلمة نبي‬
‫وعلي هذا فمعني روح الله في الية هي نبي الله ومعني كل روح هو كل‬
‫نبي(‪.)2‬‬
‫وبذلك يكون المساعد أو المعزي المذكور في إنجيل يوحنا ل يمكن أن يكون‬
‫هو الروح القدسي (‪ )holy ghost‬لن المسيح عليه السلم قال " وأنا أطلب‬
‫من الب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلي البد "(‪ )3‬أنني أحب أن أو‬
‫كد هنا علي كلمة " آخر " من الية معناها شخص بخلف الول شخص‬
‫إضافي ولكن من نفس النوع وان كان يختلف بوضوح عن الشخص الول‪0‬‬
‫من إذا هو المعزي الول ؟(‪)4‬‬
‫لكن المعزي الموعود يمكث معكم إلي البد أنها معجزه القرآن ‪0‬‬

‫شروط قدوم المعزي ‪- :‬‬


‫المعزي ليس هو الروح القدس بكل تأكيد لن قدوم المعزي له شروط ل‬
‫تنطبق علي الروح القدس كما نلحظ من النبؤة " لكن أقول لكم الحق انه‬
‫خير لكم أن أنطلق ‪ ،‬لنه إن لم أنطلق ل يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت‬
‫أرسله إليكم "(‪ )5‬إذا لم أذهب ل يأتي ولكن إذا ذهبت أرسله(‪ )6‬أما الروح‬
‫القدس كان يساعد عيسي عليه السلم في وظائفه وواجباته الدينية ‪-‬‬
‫الروح القدس كان يساعد الحواريين أيضا في مهامهم التبشيرية الوعظية‬
‫والنتقالية ‪ ،‬وان كان ل يزال عندكم شك في مفهوم وظيفة الروح القدس‬
‫ارجوا أن تقرؤوا هذه الية" فقال لهم يسوع أيضا سلم لكم كما أرسلني‬
‫الب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس"(‪)8()7‬‬
‫إذا حاولتم فهم النبوءة موضع الدراسة بطريقة محايدة مع تشديد النطق‬
‫علي الضمائر الواردة في النبوءة فسوف توافقني بدون أي شك أن المعزي‬
‫القادم يجب أن يكون رجل وليس روحا‪ " .‬وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو‬
‫يرشدكم إلي جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به‬
‫ويخبركم ( هو ) بأمور آتيه "(‪ " ،)9‬ذاك ( روح الحق ) يمجدني (عيسي) لنه‬
‫يأخذ مما لي ويخبركم "(‪ " ،)10‬ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم‬
‫من الب روح الحق الذي من عند الب ينبثق فهو يشهد لي "(‪)12()11‬‬
‫مليين المسلمين اليوم يؤمنون بعيسي عليه السلم كأحد أولي العزم من‬
‫الرسل انهم يؤمنون أنـه المسيح ويؤمـنون‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ - 7 )2 : 4‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪)58‬‬
‫‪ - 2‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪ - 8 )50‬إنجيل يوحنا (‪)22 : 21 : 20‬‬
‫‪ - 3‬إنجيل يوحنا (‪ - 9 )16 : 14‬إنجيل يوحنا (‪)13 : 16‬‬
‫‪ - 4‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪ - 10 )51‬إنجيل يوحنا (‪)14 : 16‬‬
‫‪ - 5‬إنجيل يوحنا (‪ - 11 )7 : 16‬إنجيل يوحنا (‪)16 : 15‬‬
‫‪ - 6‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪ - 12 )56‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى‬
‫للمسيح (ص ‪)105‬‬
‫بميلده المعجز و الذي ل يؤمن به الكثير من المسيحيين من الساقفة منهم‬
‫و يؤمنون بمعجزاته الكثيرة بمـا فيها إحيــاء الموتى بإذن الله ويشفي‬
‫العمى والمجزوم بإذن الله(‪.)1‬‬
‫ل أطيل عليكم كثيرا فالمطلوب من المسيحيين الحياد في فهمهم لهذه‬
‫النقاط السابقة ‪ .‬وأخيرا اشكر الجميع علي سعه الصدر والسلم عليكم‬
‫ورحمه الله وبركاته‬
‫والن جاء دور سليمان شاهد مفسر فليتفضل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة الفاضل أن هذا البحث لهو من‬
‫الهتمامات التي دفعتني لن أشهر إسلمي يعتقد بعض العلماء أن ما قاله‬
‫عيسي بلغته الرامية‪ ،‬أقرب إلى الكلمة اليونانية ‪ periklytos‬التي تقابلها‬
‫كلمة " محمد " في العربية‪ ،‬وقد ثبت أن ثمة حالت كثيرة مماثلة في العهد‬
‫الجديد‪ ،‬حلت فيها كلمة محل أخري‪ ،‬أضف علي ذلك أن هناك احتمال آخر‪،‬‬
‫وهو أن الكلمة كانت ‪ ، perikltos‬ثم أغفل الكتبة إحداهما لتشابههما الشديد‬
‫مع الخرى وقربها المكاني منها‪ ،‬وإذا صح هذا الغرض‪ ،‬فسيكون معني النص‬
‫اليوناني " فيعطيكم معزيا آخر‪ ،‬محمد" بدل من " فيعطيكم معزيا آخر " وقد‬
‫ظهرت مثل تلك الخطاء في كتابة أناجيل العهد الجديد لعدم وجود مسافات‬
‫بين الحروف في النص اليوناني‪ ،‬وذلك قد ينتج عنه أن تغفل عين الكاتب‬
‫كلمة تشبه أخرى أو تقاربها فى المكان(‪ )2‬أما بالنسبة لكلمة " روح " التي‬
‫وردت في هذا الموضوع أن النبي القادم سيكون من جنس البشر‪ ،‬ففي‬
‫أناجيل العهد الجديد أطلقت هذه الكلمة أيضا على من يتلقى الوحي اللهي‪،‬‬
‫وعلى من يمتلك القدرة على التصال الروحي وبناء على ذلك " روح الحق "‬
‫هو ذلك الشخص الذى لديه قوى اتصال روحيه‪ ،‬أى ذلك الشخص الذى يتلقى‬
‫الوحي اللهي‪ ،‬والذي يتميز بأنه مكرس للحق كليتا في حياته وسلوكه‬
‫وشخصيته(‪ )3‬وأن عيسي عليه السلم قد ذكر أن ذلك النبي سوف يكشف‬
‫عن أمور يجهلها عيسي نفسه‪ ،‬ولو كان عيسى قد جاء " بجميع الحق " لما‬
‫كانت هناك حاجة لن يأتى نبى من بعده يحل للناس " جميع الحق " أن "‬
‫المعزى " سيكون مثل عيسى‪ ،‬بشرا نبيا‪ ،‬وليس روحا‪ .‬يقدم لنا النص‬
‫اليونانى الجابة الواضحة على ذلك السؤال لنه يستخدم كلمه ‪ allon‬وهى‬
‫مفعول به مذكر من كلمه ‪ allos‬التى معناها " آخر من نفس النوع " أما‬
‫الكلمة التى معناها ” آخر من نفس مغاير " فهى ‪ hetenos‬وهى غير‬
‫مستخدمة فى النص اليونانى‪ ،‬و هذا يحسم المسألة ‪ ،‬فسيكون " المعزى "‬
‫إذن " آخر من نفس النوع "‪ ،‬أى مثل عيسى وموسى الذى قال " مثلى " أى‬
‫بشر وليس روح ويمكننا أن نرسم معالم الصورة التى يبرزها لنا العهد‬
‫الجديد ‪ ،‬ونتوصل إلى شكل واضح ومحدد لذلك الرسول الذى ابرز سماته أنه‬
‫‪:‬‬
‫‪ – 1‬يأتى بعد أن تنتهى رسالة عيسى ‪.‬‬
‫‪ – 1‬محمد ‪ r‬الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ‪ – 3 )106‬عيسى عليه السلم‬
‫رسول السلم (ص ‪)34‬‬
‫‪ – 2‬عيسى عليه السلم رسول السلم (ص ‪)33‬‬
‫‪ - 2‬رحمة ونصحا لبنى آدم " معزى " ‪ paraclete‬و لذلـك سيعـرف بأنه " محمد‬
‫" الشخص المعزى " ‪" periclyte‬‬
‫‪ - 3‬يشتهر بالصدق ‪.‬‬
‫‪ - 4‬يبلغ " جميع الحق" ‪.‬‬
‫‪ – 5‬يظل لعهده أثر يبقى ‪.‬‬
‫‪ - 6‬يمجد عيسى ( يوحنا ‪ )1() 13 : 16 - 17 ، 16 : 14‬وآخر دعونا أن الحمد لله‬
‫رب العالمين والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته‬

‫شكرا لسليمان شاهد ‪.‬‬


‫والن البروفيسور ‪ /‬عبد الحد داود فليتفضل بالحديث ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬لقد قام الستاذ الفاضل الشيخ أحمد ديدات‬
‫بشرح قضيه أن "المعزى" ليس " الروح القدس " وأثبت أنه شخص وليس‬
‫شبح وكذلك سليمان شاهد ولكنى أكمل البحث من وجهه نظرى الخاصة‬
‫النجيل الرابع فهو مثل أى كتاب أو سفر آخر من العهد الجديد‪ ،‬فقد كتب‬
‫باليونانية وليس بالرامية التى كانت اللغة الوطنية لعيسى وتلميذه ما هى‬
‫الكلمة أو السم الذى استعمله عيسى فى لغته الصلية و التى نقلها‬
‫النجيل الرابع بلفظ " البرقليط أو الفرقليط " ثم ترجمت إلى " المعزى "‬
‫فى جميع نسخ ذلك النجيل والن نتقدم لنعرى وندحض الخطأ النصرانى‬
‫حول " الفرقليط " وسأحاول أن أبرهن فى هذه الحلقة أن الفرقليط كما‬
‫تعتقد الكنائس النصرانية ليس هو الروح القدس ول تعنى كلمة " الفرقليط‬
‫" المعزى أو الشفيع‪ ،‬وبعد ذلك أبين بوضوح أن الكلمة التى تعنى أحمد‬
‫بمعنى الشهر والكثر حمدا وشهرة هى ليست باراكليت ‪ ،paraclete‬بل هى‬
‫بيروكليت‪.‬‬
‫‪ -1‬الروح القدس موصوف فى العهد الجديد بأنه شئ آخر غير شخصى إن‬
‫دراسة دقيقة للعبارات التالية فى العهد الجديد سوف تقنع القراء أن الروح‬
‫القدس ليس هو " القنوم " الثالث للثالوث كما أنه ليس شخصية مستقلة‪،‬‬
‫ولذلك فهذا الفرق الساسى بين المرين حجة قاطعة ضد الفتراض بأنهما‬
‫نفس الشخص‪.‬‬
‫( أ ) " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولدكم عطايا جيدة فكم‬
‫بالحرى الب الذى فى السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه "(‪)2‬‬
‫يقال إن الروح القدس " هبة من الله "‪.‬‬
‫(ب) " ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الشياء‬
‫الموهوبة لنا من الله"(‪ )3‬يوصف هذا " الروح القدس " بصيغه المجد " الذى‬
‫ل هو مؤنث ول مذكر " الروح من الله ويذكر القديس بولس بوضوح أنه كما‬
‫أن الروح التى فـى النسان تجعله يعرف الشـياء‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫‪ – 1‬عيسى عليه السلم رسول السلم (ص ص ‪ – 3 )39 – 37‬سفر‬
‫الكورنثيين الول (‪)2/12‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل لوقا (‪)11/13‬‬
‫‪----------------------------------‬‬

‫التى تخصه‪ ،‬فإن روح الله تجعل النسان يعرف الشياء التى تخصه‪ ،‬يعرف‬
‫الشياء اللهية ( حيث أن روح المرء هى التى تمكنه من معرفة ذاته كذلك‬
‫فإن روح الله تمكن المرء من معرفة المور اللهية)(‪ )1‬و بالتالى فإن الروح‬
‫القدس هنا ليس هو الله ولكنه منفذ أو طريق أو وسيط يختص الله‬
‫بواسطته من يشاء من عباده بالتعليم والتنوير واللهام‪.‬‬
‫(ج) مرة أخرى ( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى‬
‫فيكم الذى لكم من الله وأنكم لستم لنفسكم )(‪ )2‬نقرأ أن عباد الله‬
‫التقياء يطلق عليهم " هيكل الروح القدس " تلك التسمية التى " تقلدها‬
‫من الله " وهنا مرة أخرى دليل على أن الروح اللهي ليس شخصا أو ملكا‬
‫ولكنه كلمة الله أو قداسة الله أو قوة الله ودينه‪.‬‬
‫(د) فى الرسالة الموجهة إلى الرومان ( وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى‬
‫الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم)(‪ )3‬فإن هذه الروح نفسها التى "‬
‫تعيش " داخل المؤمنين بشيء " روح الله " و "روح المسيح " بالتناوب وفى‬
‫هذه العبارة فإن الروح تعنى ببساطة اليمان ودين الله الحقيقى الذى نادى‬
‫به عيسى وبالتأكيد فإن هذه الروح ل يمكن أن تعنى المثل العلى النصرانى‬
‫للروح القدس أى " ثالث الثلثة الخير " أما بالنسبة للروح القدس فى‬
‫معادلة فهو ليس شخصا أو روح فرد‪ ،‬بل وسيلة أو قوة أو قدرة الله التى‬
‫يولد بها النسان أو يهدى إلى الدين والى معرفة إله واحد‪.‬‬
‫ماذا يقول الباء النصارى الولون عن الروح القدس‪.‬‬
‫(أ) يفهم هرماس ( التثنية ‪ ) 6- 5 : 5‬أن الروح القدس يعنى العنصر اللهي‬
‫فى المسيح‪.‬‬
‫(ب) جوستين المسمى بالشهيد ( ‪ 167 - 100‬م ) وتيفيلس يفهمان أن‬
‫الروح القدس تعنى أحيانا نوعا غريبا من إظهار الكلمة وأحيانا صفة الهبة‪.‬‬
‫ولكن ل تعنى شخصا إلهيا أبدا‪.‬‬
‫(ج) يقول أثيناغوراس (‪ 180 - 110‬م ) إن الروح القدس هى فيض من الله‬
‫يأتى منه ويعود إليه كأشعة الشمس ‪ ،‬ويقول أيرينايوس ( ‪ 202 - 130‬م )‬
‫إن الروح القدس والبن خادمان لله‪ .‬وإن الملئكة يخضعون لهما‪ .‬والفرق‬
‫الشاسع بين اليمان والمفاهيم لهذين الولين عن الروح القدس أوضح من‬
‫أن يحتاج إلى أى تعليق‪.‬‬
‫وخلصه القول يمكننا أن نفهم أن الروح القدس ما لم توصف بصورة‬
‫محددة كشخصية‪ .‬أنها قوة الله ونعمته وعطاؤه وعمله وإلهامه ‪.‬‬
‫ونعود إلى شرح للفرقليط فالهجاء للكلمة هى ( ‪ ) parakiytos‬وقد جعلتها‬
‫كتابات الكنسية تعنى " شخص يدعى للمساعدة ‪،‬محام ‪ ،‬وسيط "‬
‫( القاموس اليونانى ‪ -‬الفرنسى ) تأليف "إسكندر " لكن البديهى أن الكلمة‬
‫اليونانية التى تقابل مـعنى المـعزى ليـست ( باراكليتوس‬
‫‪ – 1‬سفر الكورنثيين ‪ – 3 )11/12( 2‬رسالة بولس (‪)8/9‬‬
‫‪ - 2‬سفر الكورنثيين الول (‪)6/19‬‬
‫‪ )paraklytos‬بل ( بارا كالون‪ ) parakalon‬وقد وردت هذه الكلمة الخيرة‬
‫فى الترجمة السبعينية اليونانية مقابل كلمة ( مناحيم ) العبرية التى تعنى (‬
‫معزى ) ( انظر سفر مراثى إرميا ‪.. 21 ، 17 ، 16 ، 9، 2 : 1‬الخ )‪ ،‬وهناك‬
‫كلمة يونانية أخرى مرادفة لكلمة (معزى) وهى باريجوريتس (‬
‫‪ ) parygorytys‬مشتقة من ( أنا أعزى ) أما المعنى الخر وهو ( الوسيط أو‬
‫المحامى ) الذى تعطيه الدبيات الكنسية لكلمة برقليط فإن الكلمة اليونانية‬
‫(بارا كالون ‪ ) parakalon‬أيضا وليس ( باراكليتوس ‪ ) paraklytos‬هى التى‬
‫تؤدى معنى مشابها لذلك حيث أن الكلمة ( ‪ ) parakalon‬مشتقة من فعل‬
‫باراكالو( ‪ ) parakaloo‬الذى يعنى "ينادى‪ ،‬يدعو‪ ،‬يحث‪ ،‬يعزى‪ ،‬يرجو‪ ،‬يناشد "‬
‫وهناك أيضا كلمة ‪ sunegorus‬اليونانية التى تعنى ( الوسيط ) أو‬
‫( الشفيع ) ولقرون طويلة كتب الوروبيون واللتينيون الجهلة اسم‬
‫‪ muhammad‬على أنه ‪ mahomet‬وأسم ‪ mushi‬على أنه ‪ moses‬فهل من‬
‫عجب أن يكون أحد الرهبان النصارى أو النساخين قد حرف اسم ( أحمد‬
‫‪ ) periqlytos‬إلى‪ paraklytos‬؟‬
‫ذلك أن أحمد يعنى ( الشهر ‪ ،‬أو الجدير بالحمد ) ؟‬
‫أما الكلمة المحرفة فهى تعنى العار لولئك الذين جعلوها تحمل معنى‬
‫المعزى أو المحامى منذ ثمانية عشر قرنا ‪.‬‬
‫إن النص قبل التحريف هكذا " وسوف أذهب إلى الب وهو سيرسل لكم‬
‫رسول آخر ( أو الرسول الخير ) سيكون اسمه " البرقليطوس" لكى يبقى‬
‫معكم إلى البد " وبالكلمات التى أضيفت‪ ،‬يعود تواضع عيسى الذى سلب‬
‫منه‪ ،‬كما نتعرف على طبيعة " البرقليطوس " وسبق أن رأينا أن " البرقليط‬
‫" ليس بالروح القدس‪ ،‬أى أنه ليس شخصا إلهيا‪ ،‬ول هو جبريل‪ ،‬أو أى ملك‬
‫آخر ويبقى الن أن نثبت أن البرقليط أو " البرقليطوس" ل يمكن أن يكون‬
‫معزيا ول محاميا أو وسيطا عن الله والبشر أن " البرقليط " ليس هو "‬
‫المعزى " ول " الوسيط " ولقد أظهرنا بوضوح استحالة العثور على معنى "‬
‫العزاء " أو " الوساطة " والمسيح لم يستخدم كلمة " ‪" " paraqalon‬‬
‫باراكالون" ‪ ،‬يضاف إلى ذلك أنه من ناحية دينية وأخلقية‪ ،‬فإن فكرة التعزية‬
‫أو الوساطة ليست مقبولة‪.‬‬
‫وبعد أن أثبتنا أن البرقليطوس المذكور في إنجيل القديس يوحنا ل يعني‬
‫ول يمكن أن يعني "المعزي أو المحامي أو أي شيء البتة " وأن الكلمة‬
‫صورة مشوهة عن كلمة أخرى برقليطي ‪ ، periqlytos‬بعد أن فعلنا ذلك‬
‫نرجو أن نتابع مسيرتنا في مناقشة هذا المر وإبراز أهميته الحقيقية ‪ .‬إن‬
‫كلمة برقليطوس تعني من الناحية اللغوية البحتة " المجد والشهر‬
‫والمستحق المديح " ‪ ،‬وإنني أتناول قاموس السكندر الغريقي بالفرنسية‬
‫حيث يفسر كلمة ‪ periqleitos‬فيقول هذا السم المركب مكون من‬
‫مقطعين الول ( ‪ ) peri‬والثاني (‪ )kleitos‬وهذا مشتق من التمجيد أو الثناء‬
‫والسم الذي أكتبه بالحروف النجليزية وهو " ‪ " periqleitos‬أو "‬
‫‪ " periqlytos‬يعني بالضبط ما يعنيه اسم احمد باللغة العربية أي المشهور‬
‫والممجد‪ .‬والصعوبة الوحيدة التي ينبغي حلها والتغلب عليها هي اكتشاف‬
‫السم السامي الصلي الذي استخدمه عيسي المسيح إما بالعبرية أو‬
‫حميدا ً " و ذلك‬ ‫مداً" أو " َ‬‫حا َ ْ‬
‫م َ‬
‫الرامية فإن الصيغة الرامية لبد أنها كانت " ْ‬
‫لتتناسب مع كلمة " محمد " العربية أو " أحمد " و البرقليط اليونانية ل يوجد‬
‫أدنى شك أن المقصود " بالبرقليط " هو محمد أى أحمد ‪ -‬فالسمان لهما‬
‫نفس الدللة بالضبط‪ ،‬واحد باليونانية و الخر بالعربية‪ ،‬لهما معنى واحد هو‬
‫عز " أو " محام "‬ ‫" الشهر أو أكثر حمدا ً " ورأينا أن ترجمة الكلمة إلي " م ُ‬
‫مستحيلة وخاطئة والصيغة المركبة لبراقلون " ‪ " paraquion‬مشتقة من‬
‫الفعل المؤلف من " ‪ " para-qulo‬بينما " ‪ "periqlyte‬مشتقة من " ‪peri-‬‬
‫‪ " qlue‬والفرق واضح كل الوضوح فلنفحص علمات ال " ‪ " periqlyte‬التى‬
‫ل توجد إل فى أحمد ومحمد من الواضح تماما فى وصف النجيل الرابع أن‬
‫برقليط اسم شخص محدد المعالم وروح مقدسة مخلوقة‪ ،‬ستأتى جسما‬
‫بشريا‪ ،‬لتؤدى العمل الهائل المحدد لها من قبل الله‪ ،‬ذلك العمل الذى لم‬
‫يقم به أو ينجزه قط أحد من النبياء بما فيهم موسى وعيسى وغيرهما أنه‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين(‪ )1‬وصلى الله على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته‪.‬‬
‫شكرا للبروفيسور ‪ /‬عبد الحد داود‬
‫وحقا بحثا مختلف كل الختلف فى طبيعته‬
‫والن المستشار ‪ /‬محمد عزت الطهطاوى فليتفضل ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم والصلة والسلم على أشرف المرسلين أما بعد‬
‫فشكرا لكم جميعا وعلى إنصاتكم لكل ما قيل وهذا أن دل فأنه يدل على‬
‫حبكم لمعرفة الحقيقة التى يمكن أن نصل إليها جميعا‪ ،‬لن أكرر إثبات أصل‬
‫كلمه باركليتوس أو أنها تعنى ( أحمد ) ول إثبات أن الباركليتوس ليس‬
‫الروح القدس وإنما هنا سوف نرد على نقاط أثارها القساوسة أن روح‬
‫الحق ليس هو روح القدس كما تزعم النصارى لن روح الحق إنسان وله‬
‫صفة السمع ( فل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ) كما جاء فى‬
‫قوله ( كما يخبر عن المور التية فى المستقبل وذلك عن طريق سماعها‬
‫من قبل الله )(‪.)2‬‬
‫وهذا الوصف ل ينطبق إل على نبى السلم ( محمد ) صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫إذ كان ل يقرأ ول يكتب‪ ،‬وكان يبلغ رسالته وكلم الله عن طريق ما يسمعه‬
‫من الوحي الذى يأتيه من‬
‫‪ – 1‬محمد ‪ r‬كما ورد فى كتاب اليهود و النصارى (ص ص ‪)148 – 132‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪)13 : 16‬‬
‫السماء‪ ،‬وذلك معنى قوله تعالى فى القرآن الكريم ( وما ينطق عن الهوى‬
‫إن هو إل وحي يوحى )(‪ ،)1‬وقد استطرد المسيح عليه السلم فى أقواله‬
‫الواردة بالصحاح سالف الـذكر إلـى القول ( ذاك يمجدنى لنه يأخذ مما لى‬
‫ويخبركم ) ولم يمجد المسـيح نبى ظـهر بعده إل نبى السلم ( محمد ) فهو‬
‫قد أثنى عليه وبين فضله ومنزلته وأشاد بمكانته السامية بين النبياء‬
‫والمرسلين كما سمعه من قبل الله‪ ،‬وذلك عن طريق الوحى الذى أوحاه‬
‫الله إليه فى القرآن الكريم أو فى الحاديث النبوية التى تكلم فيها عن‬
‫المسيح عليه السلم‪ ،‬وأنه كان صلى الله عليه وسلم يأخذ من نفس المعين‬
‫المقدس الذى كان يأخذ منه المسيح من الرب وهو معين التوحيد والداب‬
‫الفاضلة ويخبر قومه عنها مثل ما أخبر عنها المسيح عليه السلم‪.‬‬
‫أما روح القدس فهو الذى كان يحل على النبياء عليهم السلم أى العناية‬
‫الربانية‪)2(.‬‬
‫شكرا لكم جميعا والسلم عليكم ورحمه الله‬
‫شكرا للمستشار ‪ /‬محمد عزت الطهطاوى‬
‫والن الدكتور ‪ /‬احمد حجازى السقا فليتفضل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم والصله والسلم على أفضل المرسلين سيدنا‬
‫محمد أما بعد ‪....‬‬
‫لقد قال عيسى عليه السلم ( وأما أنتم فتعرفونه ) وكان الصواب أن يقول‬
‫( وأما أنتم فترونه وتعرفونه ) ولما كان قد حذف الرؤية دل على أن‬
‫المقصود بالرؤية المعرفة الحقيقية‪ ،‬ل الرؤيا البصرية وهنا معناه " أن‬
‫النبى إذا جاء لن يعرفه أهل العالم معرفة حقيقية‪ ،‬بينما يعرفه التلميذ‬
‫معرفة حقيقية‪ ،‬لن عندهم خبر عنه‪.‬‬
‫( وأما أنتم فتعرفونه لنه ماكث معكم ويكون فيكم ) قوله ( ماكث معكم ) ل‬
‫ينطبق على الروح اللهى ‪ ،‬لن الروح اللهى على زعم النصارى ما كان قد‬
‫نزل بعد‪ ،‬ولو كان هو ماكث فلماذا وعدهم بنزوله عليهم ؟ ولو كان هو‬
‫ماكث ما كان من داع أن يطلب من الله أن يرسله ليمكث‪ ،‬وما كان يقول‬
‫( إن لم أنطلق ل يأتيكم المعزى ) وهذا القول من أقوى الشارات على‬
‫بطلن قولكم بنزول الله والمعنى الصحيح لهذا القول تفسره الجملة‬
‫التالية له وهى ( ويكون فيكم ) أى ‪ :‬يكون مستقبل وعلى ذلك فالمكث‬
‫يكون مستقبل أيضا وقول المسيح عليه السلم ( ومتى جاء المعزى الذى‬
‫سأرسله أنا إليكم من الب‪ ،‬روح الحق الذى من عند الب ينبثق‪ ،‬فهو يشهد‬
‫لى وتشهدون أنتم أيضا لنكم معى من البتداء ) هذا الكلم ل يصح انطباقه‬
‫على الروح اللهى‪ ،‬لن الله ل يرسل إلها مثله‪ ،‬والمعنى أن هذا‬
‫( الباراكليت ) سيأتي من عند الب وحده أى سيرسل من الله وحده والنص‬
‫اليونانى هكذا ( يشهد لى وستشهدون أنتم أيضا ) وهذا يعنى أن عيسى‬
‫عليه السلم سيطلب من الله إرساله‪ ،‬ليفيد تلميذه أنه يجب عليهم احترامه‬
‫وتوقيره لنه تسبب فى إرساله‪.‬‬
‫‪ – 1‬سورة النجم (اليتين ‪ – 2 )4 – 3‬البرهان بورود اسم محمد و أحمد فى‬
‫السفار (ص ص ‪)32 – 28‬‬
‫النصارى يضطرهم الناس إلى هذه الشهادة هل نبى السلم صادق أم ل ؟‬
‫( ومتى جاء المعزي يبكت العلم على خطية وعلى بر وعلى دينونة كلمة‬
‫( يبكت ) جاءت ( يفحم ) و ( أفحمه )‪ ،‬أسكته فى خصومة أو غيرها والمعنى‬
‫‪ :‬أن النبى التي سيكون من شأنه توبيخ(‪ )1‬العالم بحيث يفحمهم عن الرد‬
‫عليه‪ ،‬ول يستطيعون مع هذا التوبيخ مناقضة كلمه‪ ،‬لكن من المقصود‬
‫بالعالم ؟ يقول النصارى " العالم اليهودي والمم " ونقول معهم اليهود‬
‫والمم‪ .‬فهل لما نزل الروح الله وبخ ( يبين مساوئ ) اليهود والمم ؟ ( أما‬
‫على خطية فلنهم ل يؤمنون بي ) وهذا ل ينطبق على الروح الله لن‬
‫التلميذ ساعة نزوله على حد قولكم‪ ،‬كانوا مؤمنين بعيسى نبيا رسول إنما‬
‫ينطبق على نبى السلم صلى الله عليه وسلم لنه وبخ (يبين مساوئ )‬
‫اليهود فى عدم إيمانهم برسالة عيسى عليه السلم ووبخ غير اليهود الذين‬
‫ألصقوا بعيسى صفة الربوبية‪ ،‬والذين أنكروه أصل‪ ،‬وأنكروا رسالت السماء‬
‫( وأما متى جاء ذاك روح الحق‪ ،‬فهو يرشدكم إلى جميع الحق‪ ،‬لنه ل يتكلم‬
‫من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) أى إذا جاء نبى السلم صلى الله عليه‬
‫وسلم فإنه سيرشدكم إلى جميع الحق‪ ،‬والحق الذى عرفتكم به وأنا معكم‪،‬‬
‫سيذكركم به وحق سيأتي به من عند الله‪ ،‬هذا كله سيخبركم به‪ ،‬لن الله هو‬
‫الذى سيوحي إليه‪ ،‬ولن يتكلم بشيء من تلقاء نفسه‪ ،‬والروح الله لما نزل‬
‫يوم الخمسين لم يتكلم كلما حقا أو باطل‪.‬‬
‫وفى النهاية يشهد عيسى عليه السلم شهادة قيمة لنبي السلم صلى الله‬
‫عليه وسلم بقوله (ذاك يمجدنى ) إنه يعظم رسالتي ويعترف بفضلى وعلى‬
‫ذلك فل تحتقروا رسالته ول تنكروا فضله‪ ،‬بل أتبعوه وعظموه ومجدوه‪ ،‬كما‬
‫يمجدنى وهذا التمجيد منه لى ( لنه يأخذ مما لى ويخبركم )(‪ )2‬إنه يأخذ من‬
‫الله ما هو معد لى من علم الله‪ ،‬أى من نفس العلم الذى أخذت منه‪ ،‬ونسب‬
‫لى لني أنا الذى أتكلم معكم‪ .‬كلنا فى الهدف سواء‪ ،‬ومن هذا المصدر الذى‬
‫أخذته منه‪ ،‬سوف يأخذ ويخبركم‪.‬‬
‫وأما عـن وصف عيسى لنبي السلم وهـو (سيخبركم بأمور آتية) فهذا‬
‫تشير إليـه اليات‬
‫‪" – 1‬توبيخ العالم" هذا لفظ ل يليق بمقام النبوات و إنما محمد جاء "شاهدا‬
‫و مبشرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا"(سورة الحزاب ‪،‬‬
‫اليتين ‪ 45‬و ‪.)46‬‬
‫‪ – 2‬آيات القرآن تبين أخذ العهد و الميثاق على الرسل السابقين لمحمد‪r‬‬
‫بأن الله سيبعث رسول يرشد الناس و على أتباع الرسل متى جاء أن‬
‫يصادقوا به و يؤمنوا بدعوته و يقومون بنصرته و تأييده و أشهدهم على ذلك‬
‫بل و قارن الله شهادته بشهادتهم "و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم‬
‫من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه‬
‫قال أأقررتم و أخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا‬
‫معكم من الشاهدين" (سورة آل عمران‪ ،‬الية ‪ .)81‬لما ذكر الله تعالى خيانة‬
‫أهل الكتاب بتحريفهم كلم الله عن مواضعه‪ ،‬و تغييرهم أوصاف رسول الله‬
‫‪ r‬الموجودة فى كتبهم حتى ل يؤمنوا بمحمد ‪ r‬إن أدركوا حياته‪ ،‬و أن يكونوا‬
‫من أتباعه و أنصاره‪ ،‬فإذا كان النبياء قد أخذ عليهم العهد أن يؤمنوا به و‬
‫يبشروا بمبعثه فكيف يصح من أتباعهم التكذيب برسالته؟ ثم ذكر الله تعالى‬
‫أن اليمان بجميع الرسل شرط لصحة اليمان و بين أن السلم هو الدين‬
‫الحق الذى ل يقبل الله دينا سواه‪.‬‬
‫الكريمات (آلم غلبت الروم فى أدنى الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون‬
‫فى بضع سنين لله المر من قبل ومن بعد ويوميذ يفرح المؤمنون بنصر‬
‫الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله ل يخلف الله وعده ولكن‬
‫أكثر الناس ل يعلـمون يعـلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم‬
‫غافلون )(‪ )1‬وأيضا قوله تعالى ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن‬
‫المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ل تخافون‬
‫فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذى أرسل رسوله‬
‫بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا )(‪ ،)2‬وقول‬
‫عيسى عليه السلم ( ذاك يمجدنى ) يشير إليه قوله تعلى ( ما المسيح بن‬
‫مريم إل رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلن الطعام‬
‫انظر كيف نبين لهم اليات ثم انظر أنى يؤفكون )(‪.)3‬‬
‫‪ - 1‬أما بالنسبة لكلمه باراكليتوس فهى لفظه يونانية‪ ،‬تعنى شخصا بشريا‬
‫يأتى بعد عيسى عليه السلم‪ ،‬ليبلغ الناس شريعة الله والكلمة اليونانية‬
‫التى وضع بدلها لفظ المعزى كما يقول الب متى المسكين " كلمة يونانية‬
‫قديمة مكونه من مقطعين ‪ :‬الول " بارا " ويفيد الملزمة‪ ،‬والثاني "‬
‫كليتوس" ويفيد الدعوة للمعنه وينحصر على الصفة القضائية للشخص الذى‬
‫يمكنه القانون من الدفاع والمحاماة‪ ،‬والشفاعة عن آخر‪ ،‬وقد وردت فى‬
‫اصطلحات الربيين اليهود بهذا المعنى‪ .‬وبالذات فى كتابة العلمة فيلو‬
‫اليهودي‪ ،‬وإنما كانت تنطق باللغة العبرية هكذا ( البرقليط ) وهذا النطق‬
‫عينه هو الذى اشتق إلى الخذ فى اللغة العبرية البرقليط‪ ،‬ووردت أيضا بهذا‬
‫المعنى فى كتابات الباء الرسوليين‪ ،‬وبالذات فى رسالة برناباس‪ ،‬وتوجد‬
‫وثيقة فى كنيسة ( فينا ) ليدسابيوس القيصرى وردت فيها كلمة البراقليط‬
‫كصفة أطلقت على شخص تبنى مسئولية الدفاع عن المساحيين المتهمين‬
‫بمسيحيتهم‪ .‬وهى مقالة ممتعة فيها ينعت المسيحيون هذا الشخص‪ ،‬وأسمه‬
‫" فيتوش أيب‪ ،‬أجانوس " بالبراكليتى‪ ،‬لنه حامى عنهم‪ ،‬وتشفع لهم جهارا‬
‫معرضا حياته للهلك ‪ ...‬وهذه الوثيقة تصور كلمة الباركليت تصويرا واقعيا‬
‫حيا‪ .‬إنما على مستوى بشرى‪.‬‬
‫‪ -2‬ومما يدل على أن لفظ بيرقليط ‪ :‬يعنى نبيا آتيا من بعد عيسى عليه‬
‫السلم ‪ -‬أن مونتانوس ادعى النبوة فى القرن الثانى للميلد‪ ،‬وزعم أنه‬
‫البيرقليط الذى وعد بمجيئه عيسى‪ ،‬وكذلك مانى الفارسى فى القرن‬
‫الثالث‪ .‬وهذا يدل على أن هذه اللفظة تعنى شخصا بشريا‪ ،‬وإل ما جرؤ‬
‫هذان على هذا القول‪.‬‬
‫ويقول النبا اثناسيوس " إن لفظ باراقليط إذا حرف نطقه قليل يصير‬
‫بيريكليت ومعناه الحمد أو الشكر وهو قريب من لفظ " أحمد "‪.‬‬
‫‪ – 1‬سورة الروم (اليات ‪ – 3 )7 – 1‬سورة المائدة (الية ‪)75‬‬
‫‪ – 2‬سورة الفتح (اليتين ‪)28 ، 27‬‬
‫‪ - 3‬الوصاف التى جاءت فى إنجيل يوحنا بعد هذا السم تدل على شخص‬
‫بشرى‪ ،‬وإذا دلت على شخص بشرى‪ ،‬يكون اللفظ الذى نطق به المسيح هو‬
‫بيرقليط‪ ،‬ل باراقليط‪ ،‬وإذا ترجم إلى اللغة اليونانية ‪ greek‬يكون "‬
‫بيركليتوس " ل " باراكلى طوس " ومما يجدر الشارة إليه هنا أن اليونانية‬
‫تزيد حرف السين فى آخر كل أسم والدليل على أن " بيركليتوس" أسم ‪:‬‬
‫مجيئا فى اللغة اليونانيه بالسين‪ .‬مثل بومباي‪ .‬يقولون ‪ :‬بومبيوس‪ ،‬ومثل "‬
‫بيركليتوس" فى إضافة السين كلمة " باراكليتوس " إلى هذا الحين فى‬
‫التراجم اليونانية‪ .‬ومما يدل على أنها أسم ‪ :‬أن حروف المد ‪ -‬وهى ‪ :‬اللف‬
‫والياء والواو ‪ -‬لم تكن قبل القرن الخامس الميلدي‪ .‬فباراكليتوس هى‬
‫نفسها فى رسم الكلمة بيركليتوس‪ .‬ولذلك فإن التراجم اليونانية تكتبها "‬
‫باراكليتوس " بالين‪ ،‬لنها أسم‪ ،‬وليست صفة فى نظر المترجمين‪.‬‬
‫إن السم الذى فاه به عيسى هو " المنحمنا " بضم الميم وفتح الحاء والميم‬
‫وتشديد النون مفتوحة‪ ،‬باللغة السريانية(‪ )1‬وشكرا لكم جميعا والسلم‬
‫عليكم ورحمه الله‬
‫شكرا للدكتور ‪ /‬احمد حجازى السقا‬
‫والن الستاذ ‪ /‬إبراهيم خليل فليتفضل‬
‫السلم عليكم ورحمه الله وبركاته‬
‫سوف أبدأ حديثي عن كلمه " البراقليط " ثم بعد ذلك الدليل على نبوه‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم الكلمة الغريقية "البراقليط " قد وردت معناها‬
‫فى قاموس اللغة اليونانية على هذا النحو‪:‬‬
‫‪ - 1‬المعزى‬
‫‪ - 2‬المحامى‬
‫‪ - 3‬الشفيع‬
‫‪ - 4‬أل محمد‬
‫‪ - 5‬المحمود‬
‫و مهما اعتقد العلماء الباحثون أن حديث المسيح عن المعزى بلسانه‬
‫الرامى بأنه يمثل فى دقة متناهية الترجمة اليونانية ‪ peroklytos‬التى‬
‫تعنى المعجب ‪ admirable‬أو الممجد ‪ glorified‬فكلمة ( الباراقليط ) تطابق‬
‫كلمة ( محمد) أو ( محمود ) فى اللغة العربية‪ .‬إن ملحوظة باهرة تستوقف‬
‫النتباه و هى التشابه بين كلمتى ‪ periklytos‬و ‪ parakletos‬اليونانيتين‪.‬‬
‫فالحروف الساكنة تتشابه تماما و إنما الختلف فى الحروف المتحركة‬
‫فقط‪ .‬المر الذى يزيد فى احتمالت استعاضة كلمة مكان أخرى أو حذف‬
‫كلمة نتيجة عبور البصر (تخطى البصر) عند النسخ‪ .‬و يوجد فى كتاب العهد‬
‫الجديد الترجمة اليونانية حالت من هذا القبيل مؤكدة و كثيرة‪ ،‬أخرى هذه‬
‫الحتمالت تكمن فى أن النص اليونـانى الصـلى يشتمل‬
‫‪ – 1‬بيركليت اسم نبى السلم فى إنجيل عيسى عليه السلم حسب شهادة‬
‫يوحنا (ص ص ‪)68 – 36‬‬
‫على الكلمتين و نظرا للتشابه التام فى التهجئة و التقارب الدقيق الواحدة‬
‫للخرى فى الجملة التامة‪ .‬فإن احتمال أن إحدى الكلمتين قد سقطت سهوا‬
‫من الناسخ و مثل هذه الخطاء تموت فى النسخ بسبب أن النصوص القديمة‬
‫نجد كتـاباتها متقاربة الحروف بعضها لبعض‪ ،‬المـر الذى قـد تتعرض له فى‬
‫النسخ للتخطى لكلمة متشابهة فى التهيئة أو متقاربة فى وضعها مع‬
‫الخرى(‪.)1‬‬
‫فجاءت فى ترجمتها العربية " المعزى " فى النصوص التية ‪-:‬‬
‫‪ ( - 1‬وأنا أطلب من الب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى البد )(‪.)2‬‬
‫‪ ( -2‬ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الب روح الحق الذى من‬
‫عند الب ينبثق فهو يشهد لى )(‪.)3‬‬
‫‪ ( -3‬وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الب بأسمى فهو يعلمكم كل‬
‫شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم )(‪.)4‬‬
‫‪ ( - 4‬لكنى أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لنه إن لم أنطلق ل يأتيكم‬
‫المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم )(‪.)5‬‬
‫‪ ( -5‬وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لنه ل يتكلم‬
‫من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية )(‪.)6‬‬
‫وجاءت فى ترجمتها العربية " الشفيع " فى النص التالي ‪ ( :‬يا أولدى أكتب‬
‫إليكم هذا لكى ل تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الب يسوع المسيح‬
‫البار )(‪ )7‬لقد تنبأ يسوع قائل ( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي‪ .‬وأنا‬
‫أطلب من الب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى البد روح الحق الذى‬
‫ل يستطيع العلم أن يقبله لنه ل يراه ول يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لنه‬
‫ماكث معكم ويكون فيكم )(‪.)9()8‬‬
‫كان يصلى ليرسل الله معزيا آخر وحسب النص اليونانى ( ‪ho parakletos‬‬
‫‪ ) allon‬فإذا قال "آخر " فإنه يعنى أن هناك " مسيا " أول فيكف نستدل‬
‫على المسيا الول‪ .‬يجيب عن هذا يوحنا فى رسالته الولى فيقول وحسب‬
‫النص اليونانى ( وإن أخطأ أحد فلنا (‪ )parakletos‬عند الب يسوع المسيح‬
‫البار )(‪.)10‬‬
‫إن كلمة ( ‪ ) allon‬تعطى حقيقة يقينية وهى تعنى آخر مماثل والكلمة (‬
‫‪ ) heteros‬التى تعنى آخر مغاير‪ ،‬لم تستخدم لتؤكد أن نبوءة عيسى عن‬
‫النبى الذى يأتى بعده مثلما تنبأ موسى‬
‫‪ – 1‬محمد ‪ r‬فى التوراة و النجيل و القرآن (ص ص ‪ – 6 )52 – 51‬إنجيل‬
‫يوحنا (‪)13 : 16‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 7 )14 : 16‬رسالة يوحنا الولى (‪)1 : 2‬‬
‫‪ – 3‬إنجيل يوحنا (‪ – 8 )26 : 15‬إنجيل يوحنا (‪)17 – 15 : 14‬‬
‫‪ – 4‬إنجيل يوحنا (‪ – 9 )26 : 14‬محاضرات فى مقارنة الديان (ص ‪– 110‬‬
‫‪)112‬‬
‫‪ – 5‬إنجيل يوحنا (‪ – 10 )7 : 16‬رسالة يوحنا الولى (‪)1 : 2‬‬
‫من قبل(‪.)1‬‬
‫إن الفعلن اليونانيان ( ‪ ) laleo ، akouo‬يعنيان فعلين ماديين ل يمكن أن‬
‫يخصا إل كائنا يتمتع بجهاز للسمع وآخر للكلم‪ ،‬وبالتالي فتطبيق هذين‬
‫الفعلين على " الروح القدس " أمر غير ممكن إن نـص هذه الفقرة من‬
‫إنجيل يوحنا‪ ،‬كمـا تسلمه لنا المخطوطـات اليونانية‪ ،‬غير مفهوم بالمرة إذا‬
‫ما قبلناه فى تمامه مع كلمتي " الروح القدس " فى الية ‪ 26‬من الصحاح‬
‫‪ 14‬وهى " ‪ " paraklet‬الروح القدس الذى سيرسله الب بأسمى … " الخ …‬
‫أنها الجملة الوحيدة فى إنجيل يوحنا التى لتثبت تطابق بين ال " ‪paraklet‬‬
‫" والروح القدس ولكن إذا حذفنا كلمتي الروح القدس من هذه الجملة (‪to‬‬
‫‪ )pn euma to agion‬فإن نص يوحنا كله يقدم عندئذ دللة شديدة الوضوح‬
‫ويضاف إلى ذلك أن هذه الدللة تتخذ شكل ماديا وذلك من خلل نص آخر‬
‫ليوحنا وهو نص الرسالة الولى حيث يستخدم هذه الكلمة "‪" paraklet‬‬
‫للشارة ببساطه إلى المسيح باعتباره الوسيط لدى الله(‪.)2‬‬
‫ومما سبق إثبات لنبوه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبمراجعه إنجيل‬
‫يوحنا بخصوص البشارة نجد أن‪.‬‬
‫‪ -1‬البشرى بنبي يوحي إليه بآيات هى العجاز العلمي ‪:‬‬
‫جاء إنجيل يوحنا ( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع‬
‫الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية )‬
‫(‪.)3‬‬
‫" روح الحق " تأكيد لشخصية النبى الذى يأتى بعد يسوع أنه روح الحق وقد‬
‫جاء فى يوحنا ( روح الحق الذى ل يستطيع العلم أن يقبله لنه ل يراه ول‬
‫يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لنه ماكث معكم ويكون فيكم )(‪.)4‬‬
‫أنه روح الحق‪ ،‬وهذا لريب يدحض افتراءات المستشرقين والمبشرين بأن‬
‫عيسى تنبأ عن النبى الكذاب فى قوله ( احترزوا من النبياء الكذبة )(‪)5‬‬
‫هؤلء الذين يفترون على محمد صلى الله عليه وسلم جهل أو تجاهلوا سياق‬
‫الكلم بحجه أن المسيح قال عن النبياء الكذبة ( ليس كل من يقول لى‬
‫يارب يارب يدخل ملكوت السماوات‪ .‬بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى‬
‫السماوات كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمك‬
‫تنبأنا وباسمك أخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة‪ .‬فحينئذ أصرح‬
‫لهم أنى لم أعرفكم قط‪ .‬اذهبوا عنى يا فاعلى الثم)(‪ )6‬ويقول يوحنا‬
‫( أيها الحباء ل تصدقوا كل روح بل أمتحنوا الرواح هل هى من الله لن‬
‫أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العلم)(‪ )8()7‬هذا عن النبياء الكذبة‪.‬‬
‫‪ – 1‬محاضرات فى مقارنة الديان (ص ‪ – 4 )113‬إنجيل يوحنا (‪– 7 )17 : 14‬‬
‫رسالة يوحنا الولى (‪)1 : 4‬‬
‫‪ – 2‬محاضرات فى مقارنة الديان (ص ‪ – 5 )114‬إنجيل متى (‪– 8 )15 : 7‬‬
‫محاضرات فى مقارنة الديان (ص ‪)117‬‬
‫‪ – 3‬إنجيل يوحنا (‪ – 6 )13 : 16‬إنجيل متى (‪)23 – 21 : 7‬‬
‫" فهو يرشدكم إلى جميع الحق " إن وظيفة النبى الذى يأتى بعد يسوع هى‬
‫التى ترشد للحق ولذلك يقول الله فى القرآن الكريم ( ليس عليك هداهم‬
‫ولكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلنفسكم وما تنفقون إل‬
‫ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم ل تظلمون)(‪.)1‬‬
‫" ويخبركم بأمور آتيه "‬
‫دللة واضحة على العجاز العلمي فى القرآن الكريم‪ ،‬ولقد حضرت المؤتمر‬
‫الطب السلمي الدولي عن العجاز العلمي للقرآن الكريم المنعقد بجامعه‬
‫الدول العربية بالقاهرة فى الفترة ( من ‪ 26 - 22‬سبتمبر ‪ ) 1985‬وكانت‬
‫المفاجأة السارة والمبهرة فى مساء الخميس (‪26‬سبتمبر ‪ ) 1985‬بفندق‬
‫ماريوت بالزمالك إذ نطق البروفسيور ‪ /‬أليسون بالمر رئيس اللجنة‬
‫التنظيمية للمؤتمر المئوي للجمعية الجيولوجية المريكية نطق قائل " أشهد‬
‫أن ل إله إل الله وأشهد أن محمدا رسول الله " فى حضرة مندوب رئيس‬
‫الجمهورية والمام الكبر شيخ الجامع الزهر وفضيلة الدكتور وزير الوقاف‬
‫وقال ‪ :‬إن القرآن الكريم لريب هو كلم الله‪ ،‬ثم تل قوله سبحانه ( ولقد‬
‫خلقنا النسان من سللة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا‬
‫النطفة علقه فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام‬
‫لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )(‪ ،)2‬وقوله تعالى‬
‫( الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق النسان من طين ثم جعل نسله من‬
‫سللة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع‬
‫والبصار والفئدة قليل ما تشكرون )(‪ ،)3‬وصرخ قائل على رؤوس الشهاد‬
‫إن العلماء قد قضوا سنوات‪ ،‬مضنية من البحوث من نشأه الجنين فى رحم‬
‫المرأة وكيف تدب فيه الحياة‪ ،‬ولقد انبهر بالقرآن الكريم حينما استمع‬
‫لتلوة الشيخ عبد المجيد الزندانى لهذه اليات وأبصرها بنفسه وقرأها فى‬
‫تدبر‪ ،‬وقال إن القرآن الكريم سبق العلم الحديث فى هذا المضمار العلمى‪،‬‬
‫ومن ثم فإن القرآن الكريم هو كلم الله حقا‪ ،‬وإن محمدا هو رسول الله‬
‫حقا وله الشرف الكبير أن يعلن إسلمه ويبرأ من كل دين يغاير دين الله‪.‬‬
‫‪ -2‬البشرى بنبي يدافع عن عيسى ويدفع عنه الشبهات‪:‬‬
‫جاء فى إنجيل يوحنا ( ذاك يمجدنى لنه يأخذ مما لى ويخبركم )(‪.)4‬‬
‫أثار ظهور يحيى بن ذكريا والمسيح عيسى ابن مريم بلبلة بين اليهود‬
‫دفعتهم أن يسألوا يوحنا المعمدان قائلين ( وهذه هى شهادة يوحنا حين‬
‫أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولويين ليسألوه من أنت فاعترف ولم ينكر‬
‫وأقر أنى لست أنا المسيح‪ .‬فسألوه إذا ماذا‪ .‬إيليا أنت فقال لست أنا‪ .‬النبى‬
‫أنت‪ .‬فأجاب ل )(‪.)5‬‬
‫‪ – 1‬سورة البقرة (الية ‪ – 3 )272‬سورة السجدة (اليات ‪ – 5 )9 – 7‬إنجيل‬
‫يوحنا (‪)21 – 19 : 1‬‬
‫‪ – 2‬سورة المؤمنون (اليات ‪ – 4 )14 – 12‬إنجيل يوحنا (‪)14 : 16‬‬
‫وفطن عيسى إلى هذه البلبلة فسأل تلميذه قائل ( وفيما هو يصلى على‬
‫انفراد كان التلميذ معه‪ .‬فسألهم قائل من تقول الجموع أنى أنا فأجبوا‬
‫وقالوا يوحنا المعمدان وآخرون إيليا‪ .‬وآخرون إن نبيا من القدماء قام )(‪.)1‬‬
‫فى مجمع نيقية عام ‪ 325‬م قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم اجتمعوا‬
‫لباحثة حياة المسيح فزادوا حياته تعقيدا وتمخضت هذه المجامع عن شبهات‬
‫خمسة رئيسية هى ‪- :‬‬
‫‪ - 1‬الله المتجسد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬النبوة اللهية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الثالوث المقدس ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الخطيئة الصلية ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الفداء ( الصليب ) ‪.‬‬
‫هنا تنبأ عيسى المسيح عن محمد صلى الله عليه وسلم قائل ( ذاك‬
‫يمجدنى )(‪ )2‬أى ذاك يدفع عن الشبهات(‪ .)3‬وقد اشتملت هذه اليات على‬
‫ثلث أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المعزى الذى يأتى بعد عيسى ( يكبت ) الناس ويوبخهم على عدم‬
‫اليمان بعيسى عليه السلم‪ ،‬وذلك معنى قوله أما على خطية فلنهم ل‬
‫يؤمنون بي‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنه يوبخهم على اعتقادهم الفاسد من أنهم قتلوه وصلبوه وأهانوه‬
‫يرشدهم إلى الحقيقة وهى أن الله رفعه إليه وذلك معنى قوله ( وأما على‬
‫بر فلني ذاهب إلى أبى ول ترونني ) وذلك الفهم لبد منه فى هذه الجملة‬
‫وإل كانت لغوا من القول لنه ل معنى لتوبيخهم على البر إل هذا‪ .‬فهو‬
‫يوبخهم على ما فعوا من اضطهاده وما قصدوه من إرادة قتله ويبين لهم‬
‫أنهم فشلوا فى ذلك وباءوا بالخزى والعار بدون أن ينالوا منه شيئا لنه‬
‫ذهب إلى ربه وهم لم يروه‪.‬‬
‫‪ -3‬يوبخهم على انقيادهم لرئيسهم ورئيس أمثالهم فى العالم وهو إبليس‬
‫اللعين الذى أستحق الطرد من رحمة الله وصار مدانا بخروجه على ربه‪.‬‬
‫فهم بانقيادهم إليه ومسارعتهم إلى العمل بما يوسوس لهم من اضطهاد‬
‫النبياء وقتلهم قد أصبحوا مدانين مثله لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا‪.‬‬
‫شكرا لكم جميعا والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته ‪.‬‬
‫شكرا للستاذ ‪ /‬إبراهيم خليل‬
‫والن فليتفضل الستاذ ‪ /‬احمد عبد الوهاب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم و الصلة والسلم على أشرف المرسلين سيدنا‬
‫محمد أما بعد‪...‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل لوقا (‪ – 3 )20 – 18 : 9‬محاضرات فى مقارنة الديان (ص ص‬
‫‪)122 – 119‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪)14 : 16‬‬
‫سوف أتكلم عن خصوصيات هذه البشارة‬
‫‪ - 1‬روح الحق إنسان ‪:‬‬
‫ولقد بين يوحنا التلميذ أن روح الحق يطلق على النسان الصادق فى القول‬
‫والعقيدة فقال (أيها الحباء ‪،‬ل تصدقوا كل روح بل امتحنوا الرواح هل هى‬
‫من الله ‪ ...‬نحن من الله‬
‫فمن يعرف الله يسمع لنا ‪ ،‬ومن ليس من الله ل يسمع لنا من هذا نعرف ‪:‬‬
‫روح الحق ‪ :‬وروح الضلل(‪ )1‬من ذلك يتبين أن اللغة الشاعرية التى كتب بها‬
‫يوحنا التلميذ إنجيله ورسائله‪ ،‬تعنى أن‪ :‬روح الحق هو إنسان صادق‪ ،‬هو من‬
‫الله ‪ -‬وأن روح الضلل هو إنسان كاذب ليس من الله فى شئ‪.‬‬
‫ولقد أكدت ذلك حاشية كتاب أورشليم الفرنسى ( المقدس ) فأشارت إلى‬
‫أن " روح الحق " الذى تكلم عنه يوحنا فى رسالته الولى هنا (‪ ) 6 : 4‬هو ما‬
‫سبق أن ذكره فى إنجيله (‪.) 17 : 14‬‬
‫‪ - 2‬روح الحق غير الروح القدس ‪:‬‬
‫لقد ذكرت نبوءة المسيح اسم " روح الحق " ثلث مرات وذلك فى الفقرات‬
‫‪ : 3‬ا‪ ،‬ج‪ ،‬هـ‬
‫( ‪ ) 13 : 16 ، 26 : 15 ، 17 : 14‬بينما استبدل كاتب إنجيل يوحنا هذا السم‬
‫بـــ"الروح القدس " مرة واحدة فقط وذلك فى الفقرة ‪ : 3‬ب (‪) 26 : 14‬‬
‫لقد عالج الدكتور موريس بوكاى هذه المشكلة فى كتابه المعروف باسم ‪:‬‬
‫الكتاب ( المقدس ) والقرآن والعلم‪ ،‬إذ بينت المقارنة مع مخطوطة سريانية‬
‫شهيرة اكتشفت بدير سيناء عام ‪ 1812‬أن النص الوارد فى ( ‪) 26 : 14‬‬
‫يخلو من كلمة " القدس " أى أنه يتحدث عن " الروح " فقط‪ ،‬وليس " الروح‬
‫القدس " وهو ما يعنى أن كلمة " القدس " قد أضيفت بفعل أحد النساخ‬
‫مما سبق يتبين ضرورة إسقاط كلمتي " الروح القدس " التى حرفها قلم‬
‫الكاتب فى ( ‪ ) 26 : 14‬واعتبارهما " روح الحق " التى ذكرت فى ذلك‬
‫النبوءة ثلث مرات متتاليات‪.‬‬
‫‪ - 3‬مجيء الروح القدس غير مرتبط برحيل المسيح ‪:‬‬
‫تقول الفقرة ( ‪ : 3‬د ) من النبوءة‪ ،‬على لسان المسيح ( أقول لكم الحق إنه‬
‫خير لكم أن أنطلق لنه إن لم أنطلق ل يأتيكم المعزى )(‪ )7 : 16‬إنها تقرر‬
‫هنا شيئا هاما وهو أن المسيح وذلك الرسول المعزى ل يجتمعان فى الدنيا‬
‫معا‪ ،‬مما يؤكد مرة أخرى أن المعزى ل يمكن أن يكون الروح القدس الذى‬
‫أيد المسيح طيلة حياته‪.‬‬
‫‪ - 1‬رسالة يوحنا الولى (‪)6 – 1 / 4‬‬

‫‪ - 4‬الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح ‪:‬‬


‫تقول الفقرة ( ‪ : 3‬ا ) إن المسيح سيطلب من الله أن يرسل لمن سيرحل‬
‫عنهم رسول آخر‪ ،‬وذلك فى قوله ( أطلب من الب فيعطيكم معزيا آخر ) (‬
‫‪ ) 16 : 14‬وفى ترجمة أخرى دقيقة فإن هذه الفقرة تقرأ هكذا ( أتوسل‬
‫إلى الب ‪ ) ...‬ثم تطور ذلك آلي الفقرة (‪ : 3‬ب ) إلى القول (سيرسله الب‬
‫بأسمى ) ( ‪.) 26 : 14‬‬
‫ثم تطور مرة أخرى ليكون فى الفقرة (‪ : 3‬ج) (الـذى سأرسله أنـا إليكم‬
‫مـن الب) (‪ ،)26 : 15‬و فى الفقرة (‪ : 3‬د) (إن ذهبت أرسله إليكم) (‪: 16‬‬
‫‪ )7‬لكن الذى ل مريه فيه هو أن الله وحده هو مرسل المرسلين وليس‬
‫المسيح‪ .‬إن هذا هو ما أعلنه المسيح على رؤوس الشهاد وبينه قول وفعل‬
‫من أنه ليس له من المر شئ‪ ،‬وأن المر كله لله فقال (تعليمي ليس لى‪،‬‬
‫بل للذي أرسلني ‪ ..‬إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من‬
‫الله أم أتكلم أنا من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه وأما من‬
‫يطلب مجد الذى أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم )(‪.)1‬‬
‫( إني لم آت من نفسي ‪ ،‬بل ذاك أرسلني )(‪ )2‬ومن ثم يتبين أن كل حديث‬
‫عن إرسال المسيح " لروح الحق " بعد رحيله عن الدنيا‪ ،‬إنما هو زعم باطل‬
‫وافتراء على الحق‪.‬‬
‫‪ - 5‬روح الحق ( ما ينطق عن الهوى ) ‪:‬‬
‫( لنه ل يتكلم من نفسه ‪ ،‬بل بكل ما يسمع يتكلم به )(‪.)3‬‬
‫‪ - 6‬روح الحق يعلم الناس الدين الكامل ‪:‬‬
‫( فهو يعلمكم كل شئ ‪ ،‬ويذكركم بكل ما قلته لكم ‪ ...‬وهو يرشدكم إلى‬
‫جميع الحق)(‪.)4‬‬
‫‪ - 7‬ما جاء به روح الحق باق إلى البد ‪:‬‬
‫إن لغة الكتاب ( المقدس ) تعتبر الحديث عن النبياء مكافئا صحيحا للحديث‬
‫عن الكتب التى جاء بها هؤلء النبياء ومن أمثلة ذلك ما ذكره لوقا فى قصة‬
‫الغنى الذى استمتع بالدنيا وكانت عاقبته الجحيم‪ ،‬و لعازر الفقير الذى كانت‬
‫عاقبته النعيم فى حضن إبراهيم أن يرسل لعازر من الموات لينذر أهل‬
‫بيته‪ ( ،‬حتى يشهد لهم لكيل يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا ) فعلى‬
‫ضوء ذلك يفهم معنى قول المسيح فيما يجئ به الرسول التي بعده حين‬
‫أعلن لتلميذه أنه ( يمكث معكم إلى البد )(‪ )6()5‬أن تلميذ المسيح الذين‬
‫قال لهم هذا الكلم لم يمكثوا إلى البد‪ ،‬لكنهم ماتوا أو قتلوا ‪ -‬جميعا ‪ -‬منذ‬
‫تسعه عشر قرنا‪ .‬فهذا القول ل يصلح للتأويل حرفيا ولكنه يعنى أن ما يأتى‬
‫به " روح الحق " إلى الجيال المتلحقة سيبقى إلى يوم الديـن‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 4 )18 – 16 : 7‬إنجيل يوحنا (‪– 5 )13 : 16 ، 26 : 14‬‬
‫إنجيل يوحنا (‪)16 : 14‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 6 )42 : 8‬روح القدس أن يرسل برسالة من الله تعالى‬
‫إلى رسله لتبليغ رسالة إلى الناس‬
‫‪ – 3‬إنجيل يوحنا (‪ )13 : 16‬أما روح الحق فهو من الله تعالى المنزل على‬
‫الرسل‪.‬‬
‫وصدق الله العظيم ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )(‪.)1‬‬
‫المسيح وأسماء الناس‬
‫تبين الناجيل أن المسيح اعتاد أن يطلق اسما آخر على بعض أحبابه‪ ،‬يرى‬
‫فيه دللة صادقة تميز شخصية كل منهم‪ .‬فلقد فعل ذلك مع بعض تلميذه‬
‫الثنى عشر‪ ،‬إذ ( جعل لسمعان اسم بطرس‪ ،‬ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخا‬
‫يعقوب وجعل لهما اسم ‪ :‬بوانرجس‪ ،‬أى ابن الرعد)(‪ )2‬ومن هنا كان إطلق‬
‫المسيح اسم‪ :‬أحمد ‪ -‬بصيغة أفعل التفضيل هذه – على محمد رسول الله‪،‬‬
‫التى إلى الناس من بعده‪ ،‬متفقا تماما وما عرف عنه وهو بـرهان واضح‪،‬‬
‫يضاف إلى البراهين الخرى التى تؤكد انطباق النبوة التى نطق بها المسيح‬
‫فى إنجيل يوحنـا على محمد الرسول روح الحق‪ ،‬إذ تقول إنه ( ل يتكلم من‬
‫نفسه ‪ ،‬بل كل ما يسمع يتكلم به)‪.‬‬
‫لقد عرف بين الناس‪ ،‬قبل النبوة باسم محمد‪ ،‬وعرف بينهم بعد النبوة‪،‬‬
‫باسم محمد‪ ،‬وذكره القرآن بهذا السم أربع مرات‪ ،‬وعلى هذا فإن المنطق‬
‫البسيط يقول إنه لو كان القرآن من عند محمد لكان أولى به يذكر فى‬
‫تبشير المسيح به ‪-‬الذى ذكره القرآن ‪ -‬اسم‪ :‬محمد وليس اسم‪ :‬أحمد(‪.)3‬‬
‫وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته‪.‬‬
‫شكرا للواء ‪ /‬احمد عبد الوهاب ‪.‬‬
‫والن الشيخ ‪ /‬جعفر السبحانى فليتفضل ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم أيها الحباء جميعا السلم عليكم ورحمه الله‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫إن كلمة ( فارقليط ) لفظ من اللغة السريانية التى كان يتحدث بها أهل‬
‫سورية آنذاك حيث نرى اللفظ مستخدما في الناجيل التى كٌتبت بالسريانية‬
‫ويتفق علماء السلم و مفسرا النجيل على أن هذا اللفظ معرب عن‬
‫اليوناني الذي كتب يوحنا به إنجيله‪ ،‬ولكنهم يختلفون في معنى هذا اللفظ‬
‫في اللغة اليونانية‪ .‬والن سوف نترجم النصوص‪.‬‬
‫‪ ( - 1‬إن كنتم تحبونني ‪ ،‬احفظوا أحكامي ‪ ،‬حتى أطلب من الب لكم "‬
‫فارقليط " آخر‪ ،‬سيكون معكم إلى البد‪ ،‬إنه روح الحق والحقيقة ل يقبله‬
‫العالم بسبب عدم رؤيتهم له ‪ -‬معرفتهم به‪ ،‬أما أنتم فتعرفونه لنه سيبقى‬
‫معكم وفيكم )(‪ )4‬طبعة لندن عام ‪ 1837‬ميلدي وباقي الجمل نقلت أيضا‬
‫من هذه الطبعة‪ ،‬ومن أجل التأكد أكثر طبعنا ما لدينا مع التراجم الفارسية‬
‫الخرى عن اللغة السريانية والكلدانية‪.‬‬
‫‪ ( - 2‬إن هذه الحاديث قلتها لكم عندما كنت معكم ‪ ،‬ولكن ذلك " الفارقليط‬
‫" الذى سيبعث من قبل الب بأسمى وهو الذي سيذكركم بما تعلمتموه وما‬
‫علمتكم إياه )(‪.)5‬‬
‫‪ – 1‬سورة الحجر (الية ‪ – 3 )9‬النبوة و النبياء فى اليهودية و المسيحية و‬
‫السلم (ص ص ‪)165 – 145‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل مرقس (‪ – 4 )17 – 16 : 3‬إنجيل يوحنا (‪ – 5 )17 – 15 : 14‬إنجيل‬
‫يوحنا (‪)26 – 25 : 14‬‬
‫‪ ( - 3‬ولن وقبل الوقوع أخبرتكم ‪ ،‬وما إن يقع عليكم أن تؤمنوا )(‪.)1‬‬
‫‪ ( - 4‬وسأبعث لكم " الفارقليط " من جانب الب والذي ستأتيكم روح‬
‫حقيقية من جانبه تشهد بصددى )(‪.)2‬‬
‫‪ ( - 5‬والحقيقة أقول إن ذهابي عنكم سيكون مفيدا لكم‪ ،‬وإذا بقيت فلن‬
‫يتاح لذلك " الفارقليط " المجيء إليكم‪ ،‬وإذ ما ذهبت فسوف أبعثه لكم‪.‬‬
‫ولكنه عندما سيأتي سيلزم العالمين بالمعصية وبالصدق و بالنصاف‬
‫بالمعصية لعدم أيمانهم به‪ ،‬وبالصدق لنني سأذهب إلى الب وسوف لن‬
‫تروني بعدها‪ .‬وبالنصاف لن الحكم جرى على كثيرة رئيس العالم وعندي‬
‫أشياء أريد أن أقولها لكم ولكنكم ل تتحملون ذلك‪ ،‬وإنه سوف يأتى ويخبركم‬
‫بجميع الرشـادات وإنه لن يقول شيئا من عنده‪ ،‬بل سيقول ما سيسمع‪،‬‬
‫وسيخبركم بما ستؤول إليه الدنيا وستمدحني ويمجدني لن ما سيخبركم به‬
‫سيكتسب منى وكل ما كان عندي هو من الب‪ ،‬ولهذا قلت إنه يأخذ عنى‬
‫ويخبركم )(‪.)3‬‬
‫" ما هو الفارقليط " ؟‬
‫أول ‪ :‬يجب اللتفات إلى أن بعض التواريخ المسيحية استخدمت قبل السلم‬
‫بين علماء ومفسري النجيل تشير إلى أن " الفارقليط " هو الرسول‬
‫الموعود‪ ،‬وقد أساء البعض استخدامها فادعى بأنه " الفارقليط " الموعود‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ " ،‬منتس " الرياضي الذى عاش فى القرن الثانى‬
‫الميلدي والذي أدعى فى عام ‪ 187‬ميلدي فى آسيا الصغرى الرسالة قائل‪:‬‬
‫بأنه الفارقليط الذى أخبر عنه عيسى وقد تبعه وقتها أناس وفرق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يستفاد من الثار والتواريخ السلمية ما ذكر عن انتظار القادة‬
‫السياسيين وعلماء الدين المسيحي ليام الرسول الكرم وإنهم كانوا‬
‫ينتظرون موعود النجيل‪ ،‬ويذكر صاحب الطبقات الكبرى موقف ملك‬
‫الحبشة بعد أن قرأ كتاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله بيد‬
‫سفيره إليه والتفاته بعد انتهائه من القراءة إلى السفير ليقول له‪ " :‬أنا‬
‫أشهد على أنه الرسول الذى وعد به أهل الكتاب كما وعد موسى وأخبره‬
‫بنبوة عيسى فى توراته وقد وعد عيسى فى إنجيله عن نبوة آخر الزمان‬
‫وأعطى علئم وشواهد الرسول الذى سيأتي من بعده " وكذلك عندما وصل‬
‫كتاب الرسول إلى قيصر الروم وأتم قراءته حقق فى أمر الرسول الكرم‬
‫وأجاب بكتاب جاء فيه‪ :‬قرأت كتابك وتعرفت على دعوتك‪ ،‬وكنت أعلم أن‬
‫رسول سوف يرسل‪ ،‬ولكنى كنت أظن بأنه سوف يأتى من الشام‪ ،‬يستفاد‬
‫من هذه النصوص التاريخية إنهم كانوا ينتظرون نبيا‪ ،‬ومن المؤكد إن مثل‬
‫هذا النتظار له جذور إنجيلية‪.‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 3 )29 : 14‬إنجيل يوحنا (‪)15 – 7 : 16‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪)26 : 15‬‬

‫شرح للقرائن ‪:‬‬


‫ا ‪ -‬بدأ المسيح حديثه هكذا " إن كنتم تحبونني‪ ،‬احفظوا أحكامي‪ ،‬وسأطلب‬
‫لكم من الب " فارقليط " آخر(‪.)1‬‬
‫أول ‪-:‬‬
‫نفهم من الطريقة التى تحدث بها المسيح‪ ،‬حيث جعل المحبة أول كلمه‪ ،‬أن‬
‫هناك احتمال لعدم قبول البعض للشخص الذى سيأتي من بعده والذي بشر‬
‫به لذا حاول المسيح تحريك العواطف حتى يدفع ذلك البعض إلى القبول‪.‬‬
‫فإذا كان المقصود بهذا التحريك هو "روح القدس" الذى تصور البعض إن‬
‫لفـظ الفارقليط يعنيه – ففي هذه الحـالة – ل موجب لتهيـئة الرضية من‬
‫أجل روح القدس بهذا الشكل العاطفي‪ ،‬لكونه ل يحتاج إلى ذلك‪ ،‬لن " روح‬
‫القدس " بعد النزول كان له فى القلوب والرواح أثر عميق أزال معه كل‬
‫الشكوك و النكارات‪ ،‬ولكن إذا كان المقصود هو النبى الموعود ل تأثير له‬
‫بغير طريق البيان لكسب القلوب والرواح‪ ،‬وبناء على هذه الملحظة فإن‬
‫قسما منصفا يتقرب وينجذب إليه والقسم الخر يبتعد عنه‪.‬‬
‫إن المسيح لم يكتفي بهذا المقدار فى التذكير بل أصر فى الجملة ‪ 29‬من‬
‫الباب ‪ 14‬قائل ( أما الن وقبل الوقوع أخبرتكم لكى يتسنى لكم اليمان‬
‫حين الوقوع ) فى الوقت الذى ل يحتاج اليمان بروح القدس إلى توصية‬
‫لكن الذى حدث هو إصرار المسيح بالمقدار الذى يدلل على أن المقصود‬
‫ليس روح القدس‪.‬‬
‫ثانيا ‪- :‬‬
‫لقد جاء فى حديث المسيح جملة تقول ( سوف يعطيكم " فارقليط " آخر )‬
‫فإذا قلنا إن المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلمنا معقول وصحيحا‬
‫ولكن إذا قلنا بأن المقصود هو روح القدس الخر سوف لن يكون كلمنا‬
‫معقول ول صحيحا‪ ،‬لن روح القدس واحد وغير متعدد‪.‬‬
‫ب ‪ ( -‬كل شئ قلته لكم سوف يذكركم به )(‪)2‬‬
‫( وإن الروح الحقيقية من طرف الب سوف تشهد لى بذلك ) نحن نعلم أن‬
‫الروح القدس نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب المسيح‪ ،‬فهل‬
‫يجوز أن يكون هؤلء المنتخبون الخلص قد نسوا جميع الحكام التى علمها‬
‫لهم المسيح فى هذه المدة القصيرة حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة‬
‫أخرى؟‬
‫وهل يحتاج المسيح إلى شهادة أصحابه ؟ ولكن المقصود بهذه الشهادة هو‬
‫الرسول الموعود‪ ،‬وبهذا تصبح الجملتان صحيحتين‪ ،‬لن المة المسيحية على‬
‫أثر طول الزمان وسرقة البعض لصفحات من النجيل وللتحريف الداخل‬
‫عليه أصبحت أحكامه فى عالم النسيان‪ ،‬وقد أجاب الرسول محمد على عامة‬
‫الحكام التى ينبغي أن يعمل بها إضافة إلى شهادته على نبوة عيسى‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 2 )15 : 14‬إنجيل يوحنا (‪)26 : 14‬‬
‫عليه السلم‪ ،‬وتبرئته من التهم المنسوبة إليه بإدعاء اللوهية والربوبية أو‬
‫ما شابه ذلك فبرئت ساحة المسيح المقدسة من التهم والقاويل‪.‬‬
‫ج ‪ ( -‬إذا لم أذهب لن يأتى فارقليط )(‪)1‬‬
‫إن ذهابه مشروط بمجيء " فارقليط " ومجيء فارقليط مشروط بذهاب‬
‫المسيح‪ ،‬فإذا كان المقصود روح القدس‪ ،‬فإن نزوله على المسيح أو على‬
‫الحواريين ليس مشروطا بذهاب المسيح‪ ،‬لن روح القدس كان قد نزل‬
‫بعقيدة المسيحيين حينما أرسل المسـيح حـوارييه مـن أجـل نشر الدين‪.‬‬
‫وبناء على هذا فإن نزوله ليس مشروطا بذهاب المسيح‪ ،‬ولكن لو قلنا إن‬
‫المقصود هو نبى وصاحب شريعة عالمية‪ ،‬لصبح المر منطقيا ومعقول لن‬
‫مجيئه مشروطا بذهاب المسيح لكونه سينسخ رسالته‪.‬‬
‫د ‪ -‬على أثر نزول " فارقليط " ستعرف ثلثة أشياء لكل العالم‪ ،‬وسيلزم‬
‫الناس إذا أخطئوا أو أساءوا ( عندما سيأتي سيكون الناس ملزمين‬
‫بالمعصية والصدق والنصاف‪ ،‬بالمعصية لعدم إيمانهم بي ) الجملة ‪.7‬‬
‫لقد جاء فى أكثر الناجيل القديمة كلمة " توبيخ " بدل من كلمة " ملزم "‬
‫والكلمة الثانية أنسب وأوضح لن البعض من المفسرين والكتاب المسيحيين‬
‫عندما يصلون إلى هذه الجملة يرون إنه ليس من المناسب استخدامها مع‬
‫روح القدس لنها تجرؤ على مقامه وإن المقصود من رئيس العالمين هو‬
‫الشيطان الذى يلزم الناس بالمعاصي وشاهد هذه الجملة يأتى على لسان‬
‫المسيح فى الية ‪ 30‬حيث جاء فيها ( يأتى رئيس العالم وليس له حصة منى‬
‫) أى ل يتمكن من غلبة المسيح‪ ،‬ومثل هذا التفسير ل يتعدى أن يكون فكرا‬
‫شيطانيا محضا‪ ،‬وعلى سبيل الفرض أن ذلك الرئيس يلزم الناس المعاصي‪،‬‬
‫فكيف يمكنه إلزامهم بالصدق والنصاف؟ واللزام‪ ،‬وكلمة " ملزم " هنا‬
‫جاءت بعنوان توبيخ وهى موجودة فى أغلب الناجيل القديمة‪ ،‬وأما الجملة‬
‫التى جاء فيها ( رئيس العالم وليس له حصة منى )‪ ،‬أى إن الذى سيأتي من‬
‫بعده شخصية مستقلة تماما وليس فرعا من نبوة المسيح بل هو مكمل‬
‫لشرعة المسيح‪ .‬نحن نعلم أن " روح القدس " نزل على الحواريين بعد‬
‫خمسين يوما من صلب عيسى ولم يلزمهم أبدا بالمعصية والصدق والنصاف‬
‫إذا انه لم ينزل على الحواريين الذي لم يكذبوا المسيح طرفة عين بل إن‬
‫نزوله على المنكرين والجاحدين لرسالة المسيح‪.‬‬
‫هـ – ( فارقليط يشهد لى )(‪ ( ،)2‬وسينبئكم بمستقبلكم علوة على تمجيده‬
‫لى )(‪ )3‬إن الشهادة للمسيح ل يمكن أن يقوم بها روح القدس لن‬
‫الحواريين ل يحتاجون إلى من يشهد للمسيح بأنه نبى لكونهم صدقوه من‬
‫قبل وساروا على نهجه ‪ ،‬وكذا التمجيد والثناء عليه ‪ ،‬وهذا ما قام به رسول‬
‫السلم محمد حيث شهد له بالنبوة وأثنى عليه من خلل إكمال رسالة‬
‫جديدة إن التدقيق‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 2 )7 : 15‬إنجيل يوحنا (‪ – 3 )26 : 15‬إنجيل يوحنا (‪: 16‬‬
‫‪)14‬‬
‫فى هذه القرائن يمكن أن يوصلنا إلى الحقيقة التى وصل إليها علماء‬
‫ومحققو السلم العظيم‪ ،‬وإن هذه القرائن غير منحصرة بما قيل ‪ ،‬بل‬
‫يمكن من خلل تدقيق أكثر وبحث أعمق – العثور على قرائن أخرى والن‬
‫ماذا قالت دائرة المعارف الفرنسية الكبرى ج ‪ 23‬ص ‪ " 4174‬محمد مؤسس‬
‫دين السلم ‪ ،‬ورسول الله وخاتم النبيين " كلمة " محمد " بمعنى محمود‬
‫بكثرة ‪ ،‬ومصدرها " حمد " التى تعنى التمجيد والتجليل والعجيب وعلى وجه‬
‫الصدفة إن اسما آخر يترادف مع لفظ محمد ينتمي إلـى نفس المصدر "‬
‫حمد " وهـو " أحمد" الذى يحتمل احتمال قويا بأنه هو المستخدم من قبل‬
‫العيسويين الذين كانوا يقطنون شبه الجزيرة العربية والذين كانوا يبحثون‬
‫عنه لتعيين " فارقليط " ‪ ،‬فأحمد تعنى محمودا جدا وجليل جدا وهو ترجمة‬
‫للفظ " باراكليتوس " والتى تقرأ خطأ " بريكليتوس " ولقد طرق سمعنا‬
‫هذا الترتيب للكتاب المسلمين مرار حيث قالوا إن المراد من هذا اللفظ هى‬
‫البشارة على ظهور رسول السلم وقد أشار القرآن المجيد أيضا وبشكل‬
‫علني إلى هذه الية العجيبة فى سورة الصف التى تهتم بهذا الموضوع ‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫هناك أسئلة حول الفارقليط‬
‫السؤال الول ‪-:‬‬
‫قال المسيح صراحة إن الفارقليط روح حقيقية ‪ ،‬وهذه الية ل يمكن أن‬
‫تتعلق بمحمد لكونه إنسانا وليس روحا ‪.‬‬
‫الجواب ‪-:‬‬
‫إن لفظ الروح التى استعملت فى روح القدس يمكن استخدامها فى مطلق‬
‫النسان الذى يمتلك روحا ملهمة بالفجور والتقوى وإن استعمال لفظ‬
‫الروح فى المعنى الثانى وفى كتب العهدين كثيرة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ما‬
‫جاء فى الرسالة الولى ليوحنا كما يلي ‪ " :‬أيها الحبة ل تصدقوا كل روح ‪،‬‬
‫بل عليكم اختبار الرواح على أنها من الله أومن غيره ‪ ،‬لن النبياء الكذابين‬
‫ازدادوا فى العلم " فمن هنا نعلم أن كل روح تتجسد فى عيسى المسيح‬
‫هى من الله ‪ ،‬وكل روح تتنكر لتجسد عيسى ليست من الله وهكذا تلك‬
‫الروح المخالفة للمسيح ‪ ،‬وأن الدجال الذى سمعتم به بأنه سيأتي ‪ ،‬موجود‬
‫فى العالم‪.‬‬
‫نحن من عند الله وكل من يعرف الله يسمع حديثنا ‪ ،‬ومن لم يكن من عند‬
‫الله ل ينصت لنا ‪ ،‬ومن هنا تمكن من التمييز بين روح الحق وروح الضللة‬
‫(رسالة الولى ليوحنا ‪ )7 -12 / 4‬هذه الجمل تشير إلى استخدام لفظة "‬
‫الروح " وإشاعتها فى غير " روح القدس " وإن ذيل الية يشير بصراحة إلى‬
‫أن كل شخص يدعو إلى الحق والصواب ‪ ،‬يكون روحا حقيقية وكل فرد يدعو‬
‫إلى الضللة تكون روحه روح ضلل ‪.‬‬
‫وبناء على هذا ‪ ،‬تكون المقولة المطلقة على النبى الموعود من أنه روح‬
‫حقيقية ‪ ،‬لكونه سيدعو الناس إلى الحق والحقيقة ‪ ،‬وإن هذا النوع من‬
‫التعبير بين شعوب العالم كثير "وسائغ"‪ ،‬وإن التدقيق فى ذلك يبتعد كثيرا‬
‫بالمدقق عن الشك والشبهة‪.‬‬
‫السؤال الثانى ‪-:‬‬
‫هكذا قال المسيح بحق الفارقليط ‪ :‬إن العالم ل يتمكن من قبوله لنهم لن‬
‫يرونه ولن يعرفونه فى الوقت الذى عرف فيه النبى محمد ‪ r‬وشاهده اللف‬
‫من الشخاص فكيف ذلك ؟‬
‫الجواب ‪- :‬‬
‫إن المقصود من المشاهدة أو الرؤية هو المعرفة ببصيرة الفؤاد وهذا ما‬
‫حصل بالفعل للمسيحيين الذين لم يتعرفوا على رسول السلم أو لم يروه‪.‬‬
‫و إن الستعمال بين الناس معروف ويرى بكثرة حتى فى العهدين ‪ ،‬فمن‬
‫باب المثال ‪ :‬يقول البعض أن فلنا يمتلك فهما ول يفهم ويمتلك عينا ولكنه‬
‫ل يبصر بها ‪ ،‬وهكذا قال أشيعا بحقهم ( ستسمعون باتصالهم ولكن لن‬
‫تفهموا ‪ ،‬نظروا ولكنهم لم يروا شيئا أو يسمعوا شيئا )(‪.)1‬‬
‫وكذا المر بالنسبة للمعرفة حيث لم يتعرفوا على حقيقة رسول السلم‬
‫بشكل كامل كل أولئك الذين يعيشون على سطح العالم ‪ ،‬وفى أغلب‬
‫الحيان لم يتقبلوه ‪ ،‬أى ‪ :‬لم يتعرفوا عليه ‪ .‬وهذا الستعمال موجود بكثرة‬
‫فى كل اللغات وحتى فى نفس النجيل فمثل التصريح الذى يقـول‪ :‬ل‬
‫يعرف البن " المسيح " غير الله ‪ ،‬على الرغم من أن المسيحيين كلهم‬
‫عرفوه " ل يعرف البن غير الب "(‪.)2‬‬
‫" قالوا له ‪ :‬أيها الب أين أنت ؟ فأجاب عيسى أنتم ل تعرفوننى ول تعرفون‬
‫أبى ‪ ،‬ومتى ما تعرفتم على تعرفتم على أبى "(‪ ، )3‬وبناء على هذا فإن‬
‫القصد من عدم رؤية العالم للفارقليط تعنى عدم إدراكهم لحقيقته الكاملة ‪.‬‬
‫السؤال الثالث ‪-:‬‬
‫إن المسيح وعد الحواريين وبشرهم فى الوقت الذى جاء محمد ‪ r‬بعد ‪600‬‬
‫سنة من ذلك الوعد ‪ ،‬وفى زمانه لم يبق أحد من الحواريين‪.‬‬
‫الجواب ‪-:‬‬
‫لقد كان المخاطب " وهم الحواريون " ظاهرا ولكن المقصود الحقيقى هم‬
‫أمة عيسى إن جميع المصلحين والمحدثين العالميين يستعملون هذا‬
‫السلوب فى الخطاب فتراهم يتحدثون إلى جمع من الناس وهم يقصدون‬
‫كل البشر بذلك ‪ ،‬وهذا كثير فى النجيل حيث جاء " وأقول لكم أيضا إن‬
‫إنسانا سوف يأتى بعد هذا البن وعلى يده اليمنى تأتى القوة كما تأتى‬
‫غيوم السماء"(‪.)4‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل متى (‪ – 3 )14 – 13 / 13‬إنجيل يوحنا (‪)19 / 8‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل متى (‪ –4 )27 / 11‬إنجيل متى (‪)64 : 26‬‬
‫إن الذين خاطبهم المسيح حيينها لم يشاهدوا شيئا من هذا الوضع الذى جاء‬
‫فى خطابه بل لم تشاهد أمة عيسى إلى الن ذلك وبعد مضى ألف‬
‫وتسعمائة وتسعين عاما ‪.‬‬
‫على أية حال ‪ ،‬إن النتيجة التى يمكن أن تتوصل إليها هى ‪ :‬إن خطابات‬
‫وأحاديث الرسل والنبياء والمصلحين يقصد بها عامة البشر ‪ ،‬وإن كانت تلك‬
‫الخطابات فى مجالس صغيرة ل يتعدى جلساؤها عدة أفراد ‪.‬‬
‫السؤال الرابع ‪:‬‬
‫إن آخر سؤال هو إن المسيح قال بصدد الفارقليط " سيبقى معكم وفيكم "‬
‫فهل يمكن أن يبقى محمد فى شخص ما ؟ لنه فى المكان أن يكون شخص‬
‫مع شخص آخر ولكن كيف يكون أحد ما فى شخص آخر ؟‬
‫الجواب ‪- :‬‬
‫إن جملة " فيكم سيبقى " تعنى أحكامه وقوانينه ستبقى إلى البد بينكم و‬
‫بين ظهوركم وإن أحكامه سوف لن تنسخ ولن تتمكن هذه النوعية من‬
‫الشبهات الصبيانية آن تقلل من قيمة اليات التى تتطرق إلى ظهور‬
‫الرسول الموعود مع كل هذه القرائن(‪)1‬‬
‫والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته ‪.‬‬

‫شكرا للشيخ ‪ /‬جعفر السبحانى‬

‫وأجد البروفسيور ‪ /‬عبد الحد داود يريد أن يعلق فليتفضل ‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للمذاهب التى وصمت بالهرطقة مثل‬
‫الغنوصيين ‪ gnostics‬و البوليناريين ‪ appolinarians‬و الدوكيتيين‬
‫‪ docetas‬وغيرهم وقد اتخذ أحد زعماء تلك المواهب لنفسه اسم "‬
‫البراقليوس " وأدعى أنه النبى ( أل أحمد ) الذى تنبأ به المسيح وصار له‬
‫أتباع عديدون ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعلمات ( البرقليطوس الخرى )‬

‫( أ ) أنه ( سوف يوبخ العالم لجل الخطيئة والستقامة والعدالة )(‪ )2‬أما‬
‫تفسير ( الستقامة ) بما نسب إلى عيسى فى قوله ( لنني ذاهب إلى‬
‫أبى )(‪ )3‬فهو تفسير غامض مبهم ‪ .‬إذ يجعل عودة عيسى إلى ربه سببا‬
‫كافيا لتأنيب العالم بواسطة ( البرقليطوس ) لماذا ؟ ومن الذى أنب العالم‬
‫بسبب ذلك ؟ لقد اعتقد اليهود أنهم صلبوا عيسى وقتلوه ولم يؤمنوا أنه‬
‫رفع إلى السماء ‪ .‬ثم عاقبهم محمد ووبخهم بشدة بسبب كفرهم هذا ‪ .‬وقد‬
‫أصاب هذا التوبيخ النصارى الذين يعتقدون أنه صلب ومات على الصليب‬
‫وأنه إله أو ابن الله وقد أوضح القرآن هذه النقطة بقوله تعالى ( وقولهم‬
‫إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن‬
‫شبـه‬

‫‪ – 1‬أحمد موعود النجيل (ص ص ‪ – 3 )102 – 89‬إنجيل يوحنا (‪)10 / 16‬‬


‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪)8 / 16‬‬

‫لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إل اتباع الظن‬
‫وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما )(‪)1‬‬

‫علما أن الكثيرين من النصارى الوائل أنكروا صلب المسيح وأصروا على أن‬
‫أحد أتباعه ( يهوذا السخريوطى ) أو شبها له ألقى القبض عليه وصلب بدل‬
‫منه كما أن الكورنثيون ‪ cornithians‬و البازيلديون ‪ basilidans‬و‬
‫القربوبقراطيون ‪ corpocations‬وغيرهم كثيرون كانوا من نفس الرأى ‪.‬‬

‫(ب) من أهم علمات ( البركليتوس ) أيضا أنه (سوف يؤنب العالم لجل‬
‫الدينونة)(‪ ( )2‬لن رئيس هذا العالم قد أدين )(‪ )3‬لن العالم كان خاضعا له ‪.‬‬
‫وفى الفصل السابع من سفر دانيال يصف النبى دانيال كيف عقدت‬
‫الدينونة الكبرى وصدر الحكم اللهي بتحطيم ديانة الشيطان على يد البر‬
‫ناشا ( ابن النسان ) محمد ويستخدم دانيال تعبير مشابهة جدا لتعبير‬
‫القرآن الكريم عن يوم الحساب أو الدينونة وعن الدين الحق أى السلم‬
‫وأن استعمال القرآن لكلمة ( دين ) الواردة فى سفر دانيال ( بالرامية‬
‫دينا ) بما يعنى الحكم أو الدينونة أو الدين أمر فى غاية الهمية لنه فى‬
‫رأى من أحد البراهين على الحقيقة التى أنزلها الروح القدس جبريل على‬
‫كل من دانيا ل وعيسى ومحمد إذ لم يكن باستطاعة محمد أن يختلق هذا أو‬
‫لفقه حتى ولو كان فيلسوفا ضليعا كأرسطو ‪.‬‬

‫(ج) والعلمة الخيرة للبرقليوس هى أنه ( ل يتكلم من عنده ‪ ،‬بل يتكلم بما‬
‫يسمع ‪ ،‬ويخبركم بما يأتى )(‪ )4‬وهكذا كان محمد ينطق الوحى كما يسمعه‬
‫من جبريل وكان الوحى يدون على يد الكتبة المختارين حتى تم جمع القرآن‬
‫‪.‬‬
‫هذا هو البركليتوس الحقيقى إذن فهل باستطاعتكم أن تدلونا على أى‬
‫شخص آخر تنطبق عليه كل هذه الصفات والعلمات والمميزات التى‬
‫للبركليتوس ؟ إنكم ل تستطيعون(‪. )5‬‬
‫وشكرا لكم جميعا والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته ‪.‬‬

‫شكرا للبر فسور ‪ /‬عبد الحد داود‬


‫والن جاء دور الجمهور فلنستمع من أحد الباحثين عن الحقيقة فليتفضل‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم أطلب منكم أن تعطوني وقتا كافيا لكى اشرح‬
‫شرحا وافيا لكل فقرة‬

‫سوف نعطيك وقتا كافيا دون مقاطعة و إنصات كامل‬

‫شكرا لكم جميعا‬


‫أنا أحاوركم بكلمكم بصرف النظر عن ثقتي فى أصل مصدره ‪ ،‬أننى كنت‬
‫أعددت شرحا وافيا لكل كلمة وإرجاعها إلى أصولها فى تلك البشارات وكان‬
‫من المفروض أن تكون أصول‬
‫‪ – 1‬سورة النساء (اليتين ‪ – 2 )158 – 157‬إنجيل يوحنا (‪– 3 )31 / 12‬‬
‫إنجيل يوحنا (‪)30 / 14‬‬
‫‪ – 3‬إنجيل يوحنا (‪ – 4 )13 / 16‬محمد ‪ r‬كما ورد فى كتاب اليهود و النصارى‬
‫(ص ص ‪)148 – 145‬‬
‫النجيل باللغة الرامية عندما أرسلت رسالة للقس د ‪ /‬منيس عبد النور‬
‫للستفسار عن اللغة التى كان يستخدمها المسيح فقال كان يستخدم اللغة‬
‫السائدة فى قومه وهى الرامية فأين النجيل باللغة الرامية ؟ ل يوجد لكن‬
‫المرجع حاليا للنصوص الصلية باللغة اليونانية فلبد من إرجاع الكلمات إلى‬
‫أصولها وخصوصا المختلف عليها فى هذا النص الوارد على لسان سيدنا‬
‫عيسى ( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ‪ .‬وأنا أطلب من الب فيعطيكم‬
‫معزيا آخر ليمكث معكم إلى البد ‪.‬روح الحق الذى ل يستطيع العالم أن‬
‫يقبله لنه ل يـراه ول يعرفه ‪ .‬وأمـا أنـتم فتعرفونه لنه ماكث معكم ويكون‬
‫فيكم )(‪.)1‬‬

‫أول كلمة عليها جدل هى (البركليتوس ) لقد حاول القساوسة إثبات أنها‬
‫تعنى المعزى وهى تخص الروح القدس فقط‪.‬‬
‫إذا رجعنا إلى كلمة ( معزى ) الواردة سابقا لقد استخدمت فى العهد الجديد‬
‫على صور شتى لقد فسرها د‪ /‬قس منيس عبد النور بأنها تعنى " الوكيل "‬
‫أو " المؤيد " وقد أرجعها الستاذ ‪/‬إبراهيم خليل إلى القاموس اليونانى "‬
‫المعزى " أو " الشفيع " أو " آل محمد " أو " المحمود " وإذا رجعنا إلى ما‬
‫قاله القس ‪/‬غسان خلف ترجمها " المعزى " أو " الشفيع " لكن قبل شرح‬
‫وافى لهذه الكلمة لنا أن ننتقل إلى الكلمة التى بعدها مباشرا وهى " آخر "‬
‫يقول القس ‪ /‬غسان خلف هناك كلمتان ترجمتا إلى العربية بكلمة " آخر "‬
‫هما " ألوس " " ‪ "allov‬رقم أ ‪ 212‬ص ‪ ، 44‬و " هيتروس " "خ‪t‬خ‪ "rov‬رقم‬
‫‪ 1845‬ص ‪ 311‬ومع أن هاتين الكلمتين استعملتا متبادلتان بنفس المعنى‬
‫فى بعض المواضع غير أن هناك تمييزا فى المعنى بينهما فى مواضع كثيرة‬
‫فالولى تعنى " آخر من النوع نفسه " والثانية تعنى "آخر من نوع مختلف "‬
‫الماكن التى استخدمت فيها كلمة آخر من نفس الصنف الول‬

‫( أنت هو التى أم ننتظر آخر )(‪ )2‬أى أنهم كانوا ينتظرون نبى آخر‬
‫( الذى يشهد لى هو آخر )(‪ )3‬أى نبى مثلى‬
‫( إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه )(‪ )4‬أى أسمه يدل على صفته ولم‬
‫يأتى رسول أسمه يدل على صفته إل محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن‬
‫السم مصدر من الحمد‬
‫( فيعطيكم معزيا آخر )(‪)5‬‬
‫( التى يكرز بيسوع آخر )(‪)6‬‬
‫أن كلمة " آخر " تدل على أن هناك صنف من نفس النوع أى أن هناك معزيا‬
‫أول فهل كانت الروح القدس معزيا أول بالطبع ل هل كانت الروح القدس‬
‫معزيا ثانيا ل ‪ .‬فلنبحث عن المعزى إذا رجعنا إلى الصل اليونانى ذكرت‬
‫كلمه " عزاء " على أربع صور‬

‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 3 )17 – 15 : 14‬إنجيل يوحنا (‪ – 5 )32 : 5‬إنجيل يوحنا‬


‫(‪)16 : 14‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل لوقا (‪ – 4 )20 – 19 : 7‬إنجيل لوقا (‪ – 6 )43 : 5‬رسالة كورنثوس‬
‫الثانية (‪)4 : 11‬‬

‫‪ -1‬جاءت على صوره ( يعزى ) ( يشجع ) " ‪paramuq‬خ‪omai‬رقم ‪3220‬‬


‫( إلى مرثا ومريم ليعزوهما )(‪)1‬‬
‫( كانوا معها ‪ 0000‬يعزونها )(‪)2‬‬
‫وهنا العزاء لشيء مادى محسوس‬

‫‪ -2‬وجاءت على صوره ( يعظ ) ( واعظ ) ( يعزى ) (يتعزى ) “‪paracal‬خ‬


‫‪”w‬رقم ‪. 3202‬‬
‫( ول تريد أن تتعزى )(‪)3‬‬
‫( هو يتعزى وأنت تتعذب )(‪)4‬‬
‫وهنا يتقبل العزاء لشيء مادى محسوس أيضا‬

‫‪ - 3‬وجاءت على صوره ( تعزية ) ( عزاء ) ( وعظ ) “ ‪”paraclhsiv‬رقم ‪3206‬‬


‫( ينتظر تعزية إسرائيل )(‪)5‬‬
‫(لنكم قد نلتم عزاءكم)(‪)6‬‬
‫(بتعزية الروح القدس)(‪)7‬‬
‫‪ - 4‬وجاءت على صوره ( المعزى ) ( الشفيع ) “‪ ”paraclhtov‬رقم ‪3207‬‬
‫( فيعطيكم معزيا آخر )(‪)8‬‬
‫( المعزى الروح القدس )(‪)9‬‬
‫( متى جاء المعزى )(‪)10‬‬
‫( يأتيكم المعزى )(‪)11‬‬
‫( إن أخطأ أحد فلنا شفيع )(‪)12‬‬

‫هنا التعزية لشيء مادى ملموس ذو حواس ومعلوم وليس طيف وسوف‬
‫نعرف بعد قليل حقيقة الروح القدس الواردة فى يوحنا ‪ ( 26 : 14‬المعزى‬
‫الروح القدس ) الروح وردت بالمعنى التالية ( روح ) ( روحي ) ( نفس ) و‬
‫وردت بمعنى (نبى )أيضا‬
‫(بل امتحنوا الرواح )(‪)13‬‬
‫(كل روح ل يعترف بيسوع )(‪)14‬‬
‫( روح الحق وروح الضلل )(‪)15‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 6 )19 : 11‬إنجيل لوقا (‪ – 11 )24 : 6‬إنجيل يوحنا (‪: 4‬‬
‫‪)1‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 7 )31 : 11‬العمال (‪ – 12 )31 : 9‬يوحنا الولى (‪)1 : 2‬‬
‫‪ – 3‬إنجيل متى (‪ – 8 )18 : 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 13 )16 : 14‬يوحنا الولى (‪: 4‬‬
‫‪)1‬‬
‫‪ – 4‬إنجيل لوقا (‪ – 9 )25 : 16‬إنجيل يوحنا (‪ – 14 )26 : 14‬يوحنا الولى (‪4‬‬
‫‪)3 :‬‬
‫‪ – 5‬إنجيل لوقا (‪ – 10 )25 : 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 15 )26 : 15‬يوحنا الولى (‪4‬‬
‫‪)6 :‬‬

‫“ ‪pn‬خ‪“ uma‬رقم ‪ 3468‬ص ‪630‬‬


‫القدس وردت بالمعاني التالية ( مقدس ) ( قديس ) ( قدوس) ( اقدس )‬
‫(قدس ) (قدس )‬
‫“ ‪ “ agiov‬رقم ‪ 30‬ص ‪10‬‬
‫( يوحنا ‪ 0000‬رجل بار وقديس )(‪)1‬‬
‫إذا المعنى ( الروح القدس ) هى ( نفس قديسة )أو ( نبى مقدس ) إذا‬
‫التعزية والشفاعة لشيء مادى محسوس وليس شئ غيبي غير محسوس‬
‫العتراض الخر على كلمة يمكث إلى البد وكلمة أبد وردت بالمعاني التالية‬
‫( دهر ) ( أزل )( أبد ) ( عالم ) “ ‪“ aiwn‬رقم ‪ 141‬ص ‪30‬‬
‫أى أنه أثره يبقى بقاء الدهر كله وهو القرآن الكريم ‪ ،‬والسنة الشريفة‬
‫ورسالته عالميه ‪.‬‬

‫والعتراض على " روح الحق " لقد عرفنا سابقا أن الروح تعنى نبى أما‬
‫كلمة الحق فقد وردت على الصور التية ( حق ) ( حقيقة ) ( صدق ) ( صادق‬
‫) “ ‪alhq‬خ‪“ ia‬ص ‪ 40‬رقم ‪ 196‬أى ( نبى صادق) ولقد وصف الرسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بالصادق المين من قبل بعثته‪.‬‬
‫والعتراض على ( ل يراه ول يعرفه )(‪ )2‬فكلمة ( يرى ) فقد وردت على‬
‫الصور التية ( ينظر ) ( ناظر ) ( يرى ) ( يبصر ) “ ‪q‬خ‪wr‬خ‪“ w‬رقم ‪2040‬ص‬
‫‪ 371‬وقد استخدمت الكلمة فى‬
‫( ل يراه ول يعرفه )(‪)3‬‬
‫( الذى يراني يرى الذى أرسلني )(‪)4‬‬
‫( ل يراني العالم ‪ 000‬أما أنتم فتروني )(‪)6()5‬‬
‫أى أن الرؤيا هنا مجازيه لشيء مادى محسوس أما الشيء غير منظور الذى‬
‫ل يرى فيستخدم الكلمة “ ‪ “ aoratov‬رقم ‪ 467‬ص‪84‬‬
‫وقد استخدمت الكلمة فى‬
‫( أموره غير المنظورة ترى )(‪)7‬‬
‫( صورة الله غير المنظور )(‪)8‬‬
‫( الذى ل يفني ول يرى )(‪)9‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل مرقس (‪ – 2 )20 : 6‬الذى يبلغ الحق لبد أن يكون بشرا من جنس‬
‫الناس حتى يكون الستئناس به أكمل و القتناع‬
‫‪ – 3‬إنجيل يوحنا (‪ )17 : 14‬بكلمه أوقع‪ .‬أما الذى ل يرى إما جن أو ملكا‬
‫الذى ل يرى كالهواء هل هذا يقنع الناس بكلمة الحق ‪ – 4‬إنجيل يوحنا ( ‪: 12‬‬
‫‪ – 5 )45‬إنجيل يوحنا ( ‪ – 6 )19 : 14‬و هذا دليل على محدودية رسالة‬
‫المسيح لقومه بنى‬
‫‪ – 7‬رسالة رومية (‪ )20 : 1‬إسرائيل كما قال (لم أرسل إل إلى خراف بيت‬
‫إسرائيل‬
‫‪ – 8‬كورنثوس الولى (‪ )15 : 1‬الضالة)متى‪24 :15‬‬
‫‪ – 9‬تيموثاوس الولى (‪)17 : 1‬‬

‫وكلـمة يعرف وردت عـلى الصور التية ( يعرف ) ( يعرف ) ( عارف )‬


‫( معروف ) ( يعلم ) ( عالم ) ( يفهم ) “ ‪ ”ginwscw‬رقم ‪ 961‬ص ‪ 157‬و قد‬
‫استـخدمت الكلمة فى ( فقال قوم من أهل أورشليم أليس هذا هو الذى‬
‫يطلبون أن يقتلوه ‪ .‬وهاهو يتكلم جهارا ول يقولون له شيئا ‪ .‬فلعل هو ‪.‬‬
‫وأما المسيح فمتى جاء ل يعرف أحد من أين هو )(‪ )1‬فعدم المعرفة التى‬
‫وردت هنا ليس شمولية وإنما خصوصية أما عدم المعرفة الشاملة ففي‬
‫اليونانية “ ‪ ”agnohma‬رقم ‪ 41‬ص ‪ 13‬التى تعنى ( ل يعرف ) ( غير معروف‬
‫) ( يجهل ) ( مجهول ) وإنما المعني أن الحواريين أكثر الناس معرفة‬
‫بالرسول ‪ r‬عن الخرين ومتى جاء المسيحيين أكثر الناس أيمانا به لن‬
‫المسيح عليه السـلم بشر به وعرف الحواريين بصفاته فإذا رأوه آمنوا به‬
‫لنهم يعرفونه حقا أما الخرين الذين ل يعرفونه ول يرونه فإنهم لن يؤمنوا‬
‫به ودليل على معرفتهم به النص ( وأما أنتم فتعرفونه ) لما ( لنه ماكث‬
‫معكم ويكون فيكم ) لم يستخدم تعبير مكث أو يمكث أى يبقى الفترة‬
‫الزمنية المحددة لهم فى الرض لكن أستخدم المترجمون كلمة ماكث أى أنة‬
‫بقائه مستمر والكلمة المستخدمة باليونانية "‪m‬خ‪ “ nw‬رقم ‪ 2739‬ص ‪500‬‬
‫والستخدامات المتعددة لها ( يبقى ) ( الباقي ) ( يمكث ) ( ماكث ) ( يثبت )‬
‫( ثابت ) ( يستقر ) ( مستقر ) ( يدوم ) ( دائم ) ( يقيم ) ( ينتظر ) ( يلبث )‬
‫( حال ) ( عند )‬
‫( ماكث معكم ويكون فيكم )(‪)2‬‬
‫( بل يمكث عليه غضب الله )(‪)3‬‬
‫( من يؤمن بي ل يمكث فى الظلمة )(‪)4‬‬
‫بالستخدامات السابقة للكلمة أن البقاء معهم أى البشارة به معهم‬
‫وتتوارثها الجيال وهم أعرف الناس به ( ويكون فيكم ) أى النجيل الذى هو‬
‫بشارة به ولو أن البقاء معهم بنفسه الشريفة لستخدم “ ‪ “ diatribw‬رقم‬
‫‪ 1150‬ص ‪ 189‬بمعنى ( يمكث ) ( يقيم ) ( يصرف ) وقد استخدمت بهذا‬
‫المعنى فى‬
‫( مكث معهم هناك وكان يعمد )(‪)5‬‬
‫( ومكث هناك مع تلميذه )(‪)6‬‬
‫(‪)27 – 25 : 7‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 1‬إنجيل‬
‫(‪)17 : 14‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 2‬إنجيل‬
‫(‪)36 : 3‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 3‬إنجيل‬
‫(‪)46 : 12‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 4‬إنجيل‬
‫(‪)22 : 3‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 5‬إنجيل‬
‫(‪)54 : 11‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ – 6‬إنجيل‬

‫لكن الكلمة المستخدمة تدل على مجاز ويدل على أنه يتخلل أجسامكم أن‬
‫يكون مصباحا لهم ( ماكث معكم ويكون فيكم )(‪ )1‬أى أنكم أكثر الناس‬
‫معرفة به من غيركم لن البشارة الموجودة فى النجيل كافيه لكم وكلمة‬
‫فيكم تفيد أنه يتخللكم و يسكن فيكم ‪ .‬إذا عدنا إلى النص السابق كامل‬
‫سوف يكون الصيغة الحقيقية له هى ( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ‪.‬‬
‫وأنا أطلب من الب فيمنحكم شفيعا آخر مثلى ليمكث فيكم إلى الزل ‪ ،‬نبيا‬
‫حقيقيا صادقا الذى ل يمكن للعالم أن يشاوره لنه ل يراه ول يعرفه كل‬
‫البشر ‪ ،‬وأما أنتم فتعرفونه لنه مبشر به فى إنجيلكم ويكون فى‬
‫ضمائركم ) وأستخدم تعبير ( أما أنتم فتعرفونه) وكان يجب أن يقول ( أما‬
‫أنتم فترونه وتعرفونه ) وحذفت الرؤيا هنا دليل قاطعا أنه لم يأتى فى فترة‬
‫الحواريين وإنما سوف يأتى بعد ذلك لكن لبد أن تكونوا عارفين به وأول‬
‫ناس تؤمنوا به ‪ .‬العتراض الخر هو فى قوله ( ومتى جاء المعزى الذى‬
‫سأرسله أنا إليكم من الب ‪ ،‬روح الحق الذى من عند الب ينبثق فهو يشهد‬
‫لى )(‪)2‬‬

‫لقد أستخدم تعبير “ ‪anap‬خ‪ “ mpw‬رقم ‪ 333‬ص ‪ 61‬التى تعنى ( يرسل )‬


‫( يرد )‬
‫(أرسله إلى هيرودس )(‪ )3‬هنا الرسال من بشر إلى بشر‬
‫أما إذا كان الرسال من الله إلى البشر أستخدم “ ‪p‬خ‪ “ mpw‬رقم ‪ 3317‬ص‬
‫‪ 601‬التى تعنى ( يرسل ) ( مرسل ) ( مرسل ) وقد استخدمت فى‬
‫( يكرم الب الذى أرسلني )(‪)4‬‬
‫( ويؤمن بالذي أرسلني )(‪)5‬‬
‫( الب الذى أرسلني )(‪)6‬‬
‫( الذى أرسلني يشهد لى )(‪)7‬‬
‫( مشيئة الذى أرسلني )(‪)8‬‬
‫( المعزى …‪.‬سيرسله الب باسمي )(‪)9‬‬

‫‪( – 1‬الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) البقرة ‪،146‬‬
‫النعام ‪. 20‬‬
‫أى اليهود و النصارى يعرفون محمدا معرفة ل امتراء فيها كما يعرف الواحد‬
‫منهم ولده معرفة يقينية‪ .‬قال عبد الله بن سلم رضى الله عنه – و كان من‬
‫علماء اليهود و أخبارهم ‪ :‬أنا أعلم به منى بابنى‪ .‬فقال له عمر رضى الله‬
‫عنه‪ :‬لم ؟ قال ‪ :‬لنى لست أشك فى محمد أنه نبى فأما ولدى فلعل والدته‬
‫خانت – فقد اعترف من هداه الله من أحبارهم كهذا العالم الجليل و تميم‬
‫الدارى من علماء النصارى أنهم عرفوه ‪ r‬معرفة ل يتطرق إليها الشك‪.‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل يوحنا (‪ – 6 )26 : 15‬إنجيل يوحنا (‪)30 : 5‬‬
‫‪ – 3‬إنجيل لوقا (‪ – 7 )7 : 23‬إنجيل يوحنا (‪)37 : 5‬‬
‫‪ – 4‬إنجيل يوحنا (‪ – 8 )23 : 5‬إنجيل يوحنا (‪)38 : 6‬‬
‫‪ – 5‬إنجيل يوحنا (‪ – 9 )24 : 5‬إنجيل يوحنا (‪)26 : 14‬‬
‫معنى ذلك أن هناك خلل كيف أن الله تبارك وتعالى هو الذى يرسل الشفيع‬
‫وكيف يقال على لسان المسيح ( سأرسله أنا ) والتصحيح اللغوي هو‬
‫( ومتى جاء الشفيع الذى سوف أطلب من الب إرساله إليكم ‪ ،‬النبى‬
‫الصادق الذى من عند الب ينطلق فهو يشهد لى ) والعبارة الخرى ( لنه إن‬
‫لم أنطلق ل يأتيكم الشفيع ولكن إن ذهبت مرسل إليكم من قبل الله )‬
‫الكلمة التى استخدمت للدللة على أن المسيح أرسل لها معاني متعددة‬
‫فهى ل تستخدم بمعنى أرسل وإنما تستخدم بمعنى (يرسل ) و ( مرسل )‬
‫ومعنى ذلك أن الرسال من قبل الله تبارك وتعالى ‪ ،‬العتراض الخر فى‬
‫قوله ( وأما المعزى الروح القدوس الذى سيرسله الب باسمي فهو يعلمكم‬
‫كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم )(‪)1‬‬

‫العتراض الول أن المعزى هو الروح القدس وقد تكلم فى ذلك الستاذ ‪/‬‬
‫احمد عبد الوهاب أن بالكشف الشعاعي على أقدم مخطوطة وجد الخط‬
‫بقلم مختلف الذى كتب كلمة الروح القدس وأن أقدم مخطوطة لم تكن‬
‫موجود فيها كلمة القدس لكن بالتفسير اللغوي للكلمة عرفنا أن كلمة روح‬
‫تعنى نبى أيضا وأن الكلمة لها معنى آخر هو نبى قدسي وكلمه باسمي‬
‫تعنى ( اسم ) ( يسمى ) ( يسمى باسم ) ( يتسمى باسم )‬
‫“‪ ”onoma‬رقم ‪ 3047‬ص ‪ 551‬ويكون التصحيح اللغوي للعبارة السابقة‬
‫(وأما الشفيع النبى القدسي الذي سيبعثه الب يسمى باسم أحمد فهو‬
‫يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم عن البشارة به ويصحح‬
‫مفاهيمكم) معنى ذلك أن كلمة أحمد حذفت هنا إذا كنتم تريدون أن تعرفوا‬
‫مكان الحذف لن العبارة سوف تصبح ناقصة يسمى باسم ؟ باسم ماذا ؟ أين‬
‫السم الذى يسمى به حذف فى هذه العبارة وبالتأكيد أنه الباركليت الذى‬
‫معناه أحمد أو محمود كما فسر سابقا(‪ )2‬وشكرا لكم جميعا على سعه‬
‫صدركم جميعا والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته‬

‫وقبل أن ننهى هذا اللقاء هل من أحد من الجمهور له أن يسأل أو يضيف‬


‫شئ فليتفضل ‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم لقد قرأنا فى أحد المجلت أنه توجد نظرية قالت‬
‫أن رجل عربيا مسيحيا يتحدث اليونانية أشار على آمنة بذلك لكى يتواءم‬
‫أسم محمد مع الفقرة التالية من النجيل التى تقول على لسان المسيح‬
‫لتباعه ( إذا لم أترككم لن يأتى البركليتوس إليكم ‪ ،‬لكن إذا تركتكم سوف‬
‫يبعث إليكم وبمجيئه سوف يفرض على العالم العدل والحكمة ) ومعنى كلمة‬
‫( البريكليتوس ) اليونانية أحمد أو محمد أو محمود ‪ ،‬فما رأى السادة‬
‫العلماء ؟ وشكرا‬

‫أحد الجمهور يريد التحدث عن نفس الموضوع‬


‫· بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للنقطة التى آثارها الخ عن النظرية‬
‫التى تدعى أن رجل عربيا مسيحيا يتحدث اليونانية أشار على آمنة بذلك لكى‬
‫يتواءم أسم محمد مـع الفـقرة النجيل " البركليتوس "‪.‬‬
‫‪ – 1‬إنجيل يوحنا (‪ – 2 )26 : 14‬جميع الكلمات من الفهرس العربى لكلمات‬
‫العهد الجديد اليونانية‪.‬‬
‫‪ -1‬لم نجد أى دليل يثبت أنها قابلت أى شخص تكلم معها عن هذا السم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الذى سماه جده عبد المطلب كما نعرف من كتب السيرة سماه محمد‬
‫رجاء أن يحمد فى الرض وفى السماء ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا افترضنا صحة هذا الكلم معنى ذلك أنها كانت تعرف أن أبنها قادم‬
‫بدين جديد ومبشر به فى الكتب السابقة بأنه نبى‬
‫‪ - 4‬أن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النجيل وصف ليس‬
‫السم فقط بل وصف الشريعة وصف موقفه من المسيحية لنه يؤيد ما‬
‫سبقه من الرسل وهذا ما جاء به القرآن ‪.‬‬
‫وشكرا والسلم عليكم ورحمه الله وبركاته ‪.‬‬

‫و الن أمامنا أحد الجمهور يريد أن يتحدث فليتفضل‬

‫بسم لله الرحمن الرحيم ‪ ،‬أمامنا ثلثة نصوص يوجد بها بشارات غير‬
‫البشارة المذكورة "الباراكليت" فى النجيل سوف أقرأها عليكم من إنجيل‬
‫متى‪ ،‬مرقس‪ ،‬لوقا‬
‫النص الول ‪:‬‬

‫"اسمعوا مثل آخر‪ .‬كان إنسان رب بيت غرس كرما و أحاطه بسياج و حفر‬
‫فيه معصرة و بنى برجا و سلمه إلى كرامين و سافر و لما قرب وقت‬
‫الثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره فأخذ الكرامون عبيده و‬
‫جلدوا بعضا و قتلوا بعضا و رجموا بعضا ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من‬
‫الولين ففعلوا بهم كذلك فأخيرا أرسل إليهم ابنه قائل يهابون أبني و أما‬
‫الكرامون فلما رأوا البن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلم نقتله و نأخذ‬
‫ميراثه فأخذوه و أخرجوه خارج الكرم و قتلوه فمتى جاء صاحب الكرم ماذا‬
‫يفعل بأولئك الكرامين؟ قالوا له أولئك الردياء يهلكهم هلكا رديا و يسلم‬
‫الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الثمار فى أوقاتها قال لهم يسوع أما‬
‫قرأتم قط فى الكتب‪ .‬الحجر الذى رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية‪.‬‬
‫من قبل الرب كان هذا و هو عجيب فى أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت‬
‫الله ينزع منكم و يعطى لمة تعمل أثماره و من سقط على هذا الحجر‬
‫يترضض و من سقط هو عليه يسحقه"(‪.)1‬‬

‫النص الثانى ‪:‬‬


‫"وابتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر حوض‬
‫معصرة وبنى برجا وسلمه إلى كرامين وسافر ‪ .‬ثم أرسل إلى الكرامين فى‬
‫الوقت عبدا ليأخذ من الكرامين من ثمر الكرم ‪.‬فأخذوه وجلدوه وأرسلوه‬
‫فارغا ‪ .‬ثم أرسل إليهم أيضا عبدا آخر ‪ .‬فرجموه وشجوه وأرسلوه مهانا ‪.‬‬
‫ثم أرسل أيضا آخر ‪ .‬فقتلوه ‪ .‬ثم آخرين كثيرين فجلدوا منهم بعضا وقتلوا‬
‫بعضا ‪ .‬فإذ كان له أيضا ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضا إليهم أخيرا قائل‬
‫إنهم يهابون أبني‪.‬‬

‫‪ – 1‬إنجيل متى (‪)44 – 33 : 21‬‬


‫ولكنى أولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث ‪ .‬هلموا نقتله‬
‫فيكون لنا الميراث ‪ .‬فأخذوه وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم ‪ .‬فماذا يفعل‬
‫صاحب الكرم ‪ .‬يأتى ويهلك الكرامين ويعطى الكرم إلى آخرين ‪ .‬أما قرأتم‬
‫هذا المكتوب ‪ .‬الحجر الذى رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية ‪ .‬من‬
‫قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا ‪ .‬فطلبوا أن يمسكوه ولكنهم‬
‫خافوا من الجمع لنهم عرفوا أنه قال المثل عليهم ‪ :‬فتركوه ومضوا "(‪.)1‬‬
‫النص الثالث ‪:‬‬
‫" وابتدأ يقول للشعب هذا المثل ‪ .‬إنسان غرس كرما وسلمه إلى كرامين‬
‫وسافر زمانا طويل ‪ .‬وفى الوقت أرسل إلى الكرامين عبدا لكي يعطوه من‬
‫ثمر الكرم ‪ .‬فجلده الكرامون وأرسلوه فارغا ‪ .‬فعاد وأرسل عبدا آخر ‪.‬‬
‫فجلدوا ذلك أيضا وأهانوه وأرسلوه فارغا‪ .‬ثم عاد فأرسل ثالثا ‪ .‬فخرجوا‬
‫هذا أيضا وأخرجوه ‪ .‬فقال صاحب الكرم ماذا أفعل ‪ .‬أرسل أبني الحبيب ‪.‬‬
‫لعلهم إذا رأوه يهابون ‪ .‬فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين هذا‬
‫هو الوارث ‪ .‬هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث ‪ .‬فأخرجوه خارج الكرم‬
‫وقتلوه ‪ .‬فماذا يفعل بهم صاحب الكرم ‪ .‬يأتى ويهلك هؤلء الكرامين‬
‫ويعطى الكرم لخرين ‪ .‬فلما سمعوا قالوا حاشا ‪ .‬فنظر إليهم وقال إذا ما‬
‫هو هذا المكتوب الحجر الذى رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية ‪ .‬كل‬
‫من يسقط على ذلك الحجر يترضض ‪ .‬ومن سقط هو عليه يسحقه "(‪.)2‬‬
‫السؤال هو ( ماذا قصد المسيح بمثل الكرامين الردياء وهل هذه النصوص‬
‫بشارة عن نبى يأتى بعد عيسى أم ل ؟ وشكرا لكم جميعا‬

‫وأجد القس د ‪ /‬منيس عبد النور يريد أن يتكلم فليتفضل‬

‫شكرا لكم جميعا ‪.‬للرد على التساؤل السابق فنقول ‪ :‬رب البيت هو الله ‪،‬‬
‫وابنه هو المسيح ‪ ،‬وأنه تكلم عن نفسه كأن اليهود قتلوه ‪ .‬ومادام المسيح‬
‫قائل هذه القوال يكون هو ابن الله ‪ ،‬وأنه مات عن خطايا العالم ‪ .‬وبعد‬
‫إرسال البن لم يرسل رسول آخر ‪ .‬كان الرسول الخير هو البن ‪ ،‬فليس‬
‫من المعقول أنه بعدما أرسل البن يرجع فيرسل العبيد ‪.‬عدا ذلك فإن‬
‫المسيح اقتبس هنا خبر " الحجر الذى رفضه البناؤون " (‪ )3‬وقال بطرس‬
‫إن صاحب سفر المزامير قصد بالحجر الذى رفضه البناؤون المسيح نفسه ‪،‬‬
‫حيث يقول " فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم‬
‫يسوع الناصري الذى صلبتموه أنتم‪ ،‬الذى أقامه الله من الموات ‪ ،‬بذاك‬
‫وقف هذا أمامكم صحيحا‪ .‬هذا هو الحجر الذى احتقرتموه أيها البناؤون‬
‫الـذى صار رأس الزاوية " ( أعمال ‪ 1 , 11, 10 : 4‬بطرس ‪ ) 8 – 4 : 2‬وعليه‬
‫فالبناءون كانوا يهود عصره‪ .‬وقال المسيح المثل خطابا لليهود " ملـكوت‬
‫الله ينـزع منـكم‬
‫‪ – 1‬إنجيل مرقس (‪ – 3 )12 – 1 : 12‬مزمور (‪)22 – 21 : 118‬‬
‫‪ – 2‬إنجيل لوقا (‪)18 – 9 : 20‬‬
‫ويعطى لمة تعمل أثماره "(‪.)1‬‬

‫والعهد الجديد يبين أنه يعطى للذين يؤمنون بالمسيح إيمانا حقيقيا ‪ ،‬الذين‬
‫هم " جنس مختار وكهنوت ملوكي ‪ ،‬أمة مقدسة شعب اقتناء " وقال لهم "‬
‫لكي تخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب ‪ ،‬الذين قبل‬
‫لم تكونوا شعبا وأما الن فأنتم شعب الله ‪ ،‬الذين كنتم غير مرحومين وأما‬
‫الن فمرحومون "(‪ )2‬وهنا تلميح لطيف إلى الثمار التى يطلبها رب البيت‬
‫من المة التى تتولى الكرم ‪ ،‬أل وهى الكنيسة المسيحية ‪ ،‬والكرم ملكوت‬
‫الله ( متى ‪ 43 : 21‬يشرح عدد ‪ ) 41‬وعليه فقد ثبت أن الحجر الذى رفضه‬
‫البناؤون هو المسيح نفسه ‪ .‬وأما مقاومة المسيح وعدم الرضوخ له فهما‬
‫سبب سخط الله وحول نقمته على أعدائه ‪ .‬وقد تم شئ من ذلك عند خراب‬
‫أورشليم وتمثيل الرومان باليهود تمثيل فظيعا ( سنة ‪ 70‬م ) بعد صلب‬
‫المسيح نحو أربعين سنة ‪.‬‬
‫والمراد برب البيت هو الله ‪ ،‬لن المسيح ( فى عدد ‪ 37‬بحسب ما جاء فى‬
‫المثل ) هو ابن رب البيت(‪ )3‬وشكرا لكم جميعا ‪.‬‬

‫والن أجد الشيخ ‪ /‬إبراهيم خليل أحمد يريد أن يعلق فليتفضل ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للبشارة السابقة يقرر سيدنا عيسى عليه‬
‫السلم قرار الرب بانتزاع النبوة والكتاب من ذرية إسحاق إلى ذرية من ؟‬
‫قال لهم يسوع ‪ ":‬أما قرأتم قط فى الكتب ‪ :‬الحجر الذى رفضه البناءون هو‬
‫قد صار رأس الزاوية ‪ .‬من قبل الرب كان هذا وهو فى أعيننا ‪ .‬لذلك أقول‬
‫لكم ‪ :‬إن ملكوت الله ينزع منكم ‪ ،‬ويعطى لمه تعمل أثماره "(‪ )4‬ولتفسير‬
‫هذا القرار الخطير نستند إلى قوله تعالى فى القرآن الكريم لعلنا نهتدي‬
‫إلى شخصية الرسول الكريم الذى يتحدث عنه المسيح عيسى بن مريم عليه‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ - 1‬الحجر الذى رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية ‪-:‬‬
‫قال الرسول الكريم ‪ " :‬مثلى ومثل النبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا ‪،‬‬
‫فأحسنه وأجمله ‪ ،‬إل موضع لبنة من زواياه ‪ ،‬فجعل الناس يطوفون به‬
‫ويعجبهم البناء فيقولون ‪ :‬أل وضعت هنا لبنة فيتم البناء ؟ قال صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬فأنا اللبنة ‪ ،‬جئت فختمت النبياء "(‪ )5‬صدق رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم والذي يؤيده القدير بقوله ‪ ( :‬إنه لقول رسول كريم ‪ .‬وما‬
‫هو بقول شاعر قليل ما تؤمنون ‪ .‬ول بقول كاهن قليل ما تذكرون ‪ .‬تنزيل‬
‫من رب العالمين )(‪)6‬‬
‫إذا من هو النبى الذى رفضه بنو قومه ‪ :‬إنه جد الرسول عليه السلم ‪ ،‬إنه‬
‫سيدنا إسماعيل بن ابراهيم عليه السلم‬

‫‪ 1 – 1‬بطرس (‪ – 4 )10 – 9 : 2‬إنجيل متى (‪)9 – 8 : 15‬‬


‫‪ – 2‬إنجيل متى (‪ – 5 )43 : 21‬صحيح مسلم‬
‫‪ – 3‬شبهات وهمية حول الكتاب المقدس (ص ص ‪ – 6 )323 – 322‬سورة‬
‫الحاقة (اليات ‪)43 – 40‬‬
‫منقول‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫[‪size][b‬في منتهى البساطة و السفاهة يقولوا ان كلمة الباراكليتوس‬


‫محرفة عن كلمة البيريكليتوس‬
‫اين دليلكم من المخطوطات القديمة يا سادة ؟؟؟ ل يوجد دليل‬
‫اين هذة الكلمة ؟؟؟؟ في مخيلة العقول السلمية فقط‬
‫على اي اساس بنيتم كلمكم ان الباراكليتوس هي تحريف‬
‫للبيريكليتوس ؟؟؟ ل يوجد‬

‫ل توجد مخطوطة واحدة في العالم اجمع موجود بها كلمة البيريكليتوس‬


‫هذة او ‪Περικλυτος‬‬
‫بل ان كل مخطوطات الكتاب المقدس الموجودة في جميع انحاء العالم‬
‫تحتوي على كلمة الباراكليتوس ‪ Παρακλητος‬ول تحتوي على كلمة‬
‫البيريكليتوس ‪ Περικλυτος‬المزعومة‬

‫اين دليلكم ايها العلماء المسلمون المزيفين على وجود كلمة البيريكليتوس‬
‫في المخطوطات القديمة التي ترجع الى القرن الول الميلدي ؟؟؟؟؟‬
‫اين دليلكم مجرد ادعاء على تحريف الكلمة الى بيريكليتوس ول يوجد سند‬
‫واحد تاريخي وثائقي لما تقولون ايها السادة المدلسين‬
‫اين دليلكم ؟؟؟؟ مجرد ادعاءات بان كلمة الباراكليتوس هي تحريف‬
‫للبيريكليتوس‬

‫الم تعلموا ايها الكتاب المحمدين ان اللغة اليونانية ل يوجد بها تشكيل‬
‫( فتحة و ضمة و كسرة و هكذا ؟؟)‬

‫تغيير كلمة ( ‪ ) Παρακλητος - paraklē tos‬لتصبح ( ‪Περικλυτος -‬‬


‫‪ ،)periklytos‬يعني تغيير ثلثة حروف موجودة في أصل الكلمة ( ‪e, i, u /, υ‬‬
‫‪ ,ι ε‬لتصبح ‪،)a,a,e -,α, η α‬‬

‫فاين دليلكم من المخطوطات القديمة الموجودة من قبل اسلمكم باكثر من‬


‫خمسة قرون ؟؟؟؟‬
‫اين دليلكم على وجود مثل هذة الكلمة في المخطوطات القديمة يا سادة‬
‫!!!!!!‬

‫ول يُوجد أي دليل أو برهان علي حدوث تغيير في القراءة الصلية‪ ،‬فلدينا‬
‫صة بالنجيل بحسب القديس يوحنا والتي‬ ‫عدد ضخم من المخطوطات الخا ّ‬
‫يرجع أقدمها إلي سنة ‪200‬م‪ ،‬وهي معروضة في المتاحف وعلي شبكة‬
‫النترنت ومتاحة للجميع للطلع عليها وجميع المخطوطات ل يوجد بها‬
‫سوي كلمة ( ‪.) Παρακλητος - paraklē tos‬‬

‫فاين كلمة ‪ Περικλυτος‬في المخطوطات يا سادة ؟؟؟؟؟؟؟ اين يا‬


‫مدلسين ؟؟؟؟؟؟‬
‫اين الدليل على حدوث التغير في القراءة ؟؟؟؟؟ اين يا مدلسين ؟؟؟؟؟‬

‫وهذا يبيّن لنا كيف يُلقون بالقوال بل سند أو دليل أو منطق‪ ،‬ويفترضون‬
‫وجود ما ليس له وجود!![‪]b/‬‬

‫ن كلمة باراقليط ‪ paraklete -‬مأخوذة من‬ ‫وقال أحد الكتاب المحمدين " أ َّ‬
‫َ‬
‫الثناء والحمد وتعني الممدوح أو المحمود‪ ،‬وأن ّها تُترجم في اللغة اليونانية‬
‫ما بكلمة بيريكليتوس ‪ ،periklytos‬وإنجيل يوحنا حاليًا في اليات‪:‬‬ ‫دائ ً‬
‫‪14/16‬و‪5‬ا‪26/‬و‪ 16/7‬يستخدم كلمة ‪ ( comforter‬معزي ) من النسخة‬
‫النجليزية كترجمة للكلمة اليونانية باراكليتوس ( ‪Παρακλητος -‬‬
‫‪ ) paraklē tos‬والتي تعني شفيع أو مدافع‪ ،‬وهو الشخص الذي يدعي‬
‫م يزعم قائل ً ‪" :‬‬
‫لمساعدة آخر أو صديق رحيم أكثر مما تعني معزي‪ ،‬ث ّ‬
‫ن باراكليتوس هي تحريف‬ ‫والساتذة المتخصصون في اللهوت يقولون إ َّ‬
‫في القراءة للكتابة الصلية بيريكليتوس"!!‬

‫صصون في اللهوت " الذين تزعم أنَّهم قالوا‬


‫ن هؤلء " المتخ ّ‬
‫م ْ‬
‫ونقول له َ‬
‫ذلك؟!!‬
‫ويزيد من مزاعمه ويقول " وفي القول الصلي ليسوع المسيح فيه تنبؤ‬
‫لنبي يُشتق اسمه من الحمد " ويزعم قائل ً " وحتى لو قرأنا باراكليتوس‬
‫ل الخلئق"!! ثم يلجأ إلى‬ ‫ما بك ّ‬‫ي الكريم الذي كان رحي ً‬ ‫فإنها تد ّ‬
‫ل على النب ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن ذلك يُؤكد مزاعمه‬ ‫ّ‬
‫الترجمة النجليزية ويُعدّد ضمير الغائب المذكر ظنًا منه أ ّ‬
‫دد ضمائر " هو " ‪ he's‬المستخدمة لوصف‬ ‫ع ِّ‬
‫فيقول؛ " ومن فضلك‪َ ،‬‬
‫الباراكليت‪:‬‬

‫" ‪hombeit when he the spirit of truth is come, he will guide you‬‬
‫‪into all truth for he shall not speak of himself, but whatsoever‬‬
‫‪he shall hear that shall he speak and he will show you things‬‬
‫‪"to come‬‬

‫ستجدهم سبعة ضمائر مذكرة في جملة واحدة‪ .‬ل توجد آية أخرى في الـ ‪61‬‬
‫سفًرا في إنجيل البروتستانت أو الـ ‪73‬سفًرا لنجيل الكاثوليك بها سبعة‬
‫مذكّرة من آية واحدة‬ ‫ضمائر مذكرة وسوف توافقني أ َّ‬
‫ن كل هذه الضمائر ال ُ‬
‫سا أم ل‬‫ل يمكن أن تدل على ‪( ghost‬شبح أو طيف أو روح ) سواء كان مقد ً‬
‫"!!‬

‫وهكذا يزعم بل دليل وبدون أي فهم أو معرفة بالكتاب المقدّس والعقيدة‬


‫وة وليس أقنوم الحياة في الذات اللهيّة‬ ‫المسيحية أ َّ‬
‫ن الروح القدس مجّرد ق ّ‬
‫متكلّم‬
‫وأنّه يُخاطب بكل ضمائر العقل‪ ،‬فهو يُخاطب بضمير المخاطب وال ُ‬
‫والغائب في أحوال كثيرة كما سنري لح ً‬
‫قا‪.‬‬

‫ثم يزعم هذا الكاتب أنَّه عندما نوقشت هذه النقطة الخاصة بالسبعة ضمائر‬
‫شرين‬‫المذكورة في آية واحدة من النجيل في مناظرة في الهند مع المب ّ‬
‫غيَّرت النسخة الرديّة من النجيل وهو خداع معتاد من‬ ‫المسيحيّين ُ‬
‫ً‬
‫ما آخر قائل؛ " آخر‬
‫صة في اللغات القليمية!! ثم يُضيف زع ً‬ ‫شرين خا ّ‬ ‫المب ّ‬
‫ت عليها في النجيل باللغة الفريقيّة في هذه الية موضع البحث‬ ‫حيلة عثر ُ‬
‫فقد غيّروا كلمة معّزي ( مساعد ‪ )comforter‬إلي كلمة وسيط ( ‪)mediator‬‬
‫وأقحموا فيها جملة الروح القدس وهي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي في‬
‫إقحامها إلي النسخ النجليزية المتعددة ول حتي جماعة شهود يهوه! وهكذا‬
‫يصنع المسيحيّون بكلمات الله"!!‬

‫مقحمة‬ ‫والسؤال هنا هو‪ :‬من أين جاء بالزعم أ َّ‬


‫ن جملة " الروح القدس " ُ‬
‫سواء في الصل اليوناني أو في أي ترجمة علي الطلق؟!!‬

‫م يًضيف؛ إذا رجعنا إلي الكلمة ( الروح القدس ) في الصل اليوناني "‬ ‫ث ّ‬
‫بنيوما ‪ " pneuma‬ومعناها النفس أو الروح أو الغاز أو الهواء ول توجد كلمة‬
‫واحدة منفصلة للتعبير عن الروح في الكُتب المقدّسة اليونانيّة‪ ،‬وبالنسبة‬
‫ضا النسخة المرجع ونسخة‬ ‫مي أي ً‬‫س ّ‬
‫لمحّرري نسخة الملك جيمس والتي ت ُ َ‬
‫الرومان الكاثوليك أعطوا أفضلية لكلمة ‪ ghost‬بمعني الطيف أو الشبح بدلً‬
‫من كلمة ‪ spirit‬بمعني الروح عندما يترجمون كلمة ‪ pneuma‬اليونانية "!!‬
‫ن أي دارس إنجيلي من أي‬ ‫ن نلحظ أ َّ‬
‫ثم يزيد في إدعاءاته قائل ً " ويمكن أ ْ‬
‫ن يوازن أو يقارن في المعني بين كمة باراكليتوس في‬ ‫مستوي لم يحاول أ ْ‬
‫النسخ الصلية اليونانية وبين الروح القدسي ‪ holy ghost‬ونستطيع الن أن‬
‫نقول بكل ثقة وبدون تردد أنَّه إذا كان المعزي أو المساعد هو الروح‬
‫ن الروح القدسي أو اللهي هو النبي القدسي أو‬ ‫القدسي أو االلهي‪ ،‬إذًا فإ َّ‬
‫اللهي ونحن‪ ....‬نقّر ونؤمن بأن أي نبن مرسل من قبل الله عز وجل هو‬
‫نبلي قدسي وبدون أي خطيئة"!!‬

‫سر كلمة الله‬‫وهو هنا يخترع ترجمة من وحي خياله ليؤيذد بها مزاعمه‪ ،‬ويُف ّ‬
‫علي هواه بعيدًا عن قرينتها وسياق الكلم التي وردت به!! ونسأله هنا‬
‫ضا ؟ من قال أ َّ‬
‫ن النبياء قد تسموا بالرواح القدسيّة ؟!!‬ ‫أي ً‬

‫ن ما قاله عيسي بلغته الرامية‪،‬‬ ‫ويزعم آخر قائلً‪":‬يعتقد بعض العلماء أ َّ‬
‫َ‬
‫أقرب إلي الكلمة اليونانيّة ‪ !!" periklytos‬والتي يقول أن ّها تُقابل في‬
‫ن هم هؤلء العلماء‬ ‫م ْ‬ ‫العربية اسم مشتق من الحمد!! ونقول له َ‬
‫ما " وقد ثبت أ َّ‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫زاع‬ ‫يضيف‬ ‫ثم‬ ‫المزعومون‪ ،‬ومن أين جاءوا بهذا الزعم؟!!‬
‫ّ‬
‫ثمة حالت كثيرة مماثلة في العهد الجديد‪ ،‬حلت فيها كلمة محل أخري‪،‬‬
‫ن الكلمة كانت ‪ ، periklytos‬ثم‬ ‫ن هناك احتمال ً آخر‪ ،‬وهو أ َّ‬ ‫أضف علي ذلك أ َّ‬
‫أغفل الكتبة إحداهما لتشابههما الشديد مع الخري وقربها المكاني منها‪،‬‬
‫ص اليوناني " فيعطيكم معزيًا آخر "‬ ‫ح هذا الغرض‪ ،‬فسيكون معني الن ّ‬ ‫وإذا ص ّ‬
‫!!‬

‫ضا ؟ ما هي الكلمات التي حلّت مكان كلمات أخرى في العهد‬ ‫ونقول له أي ً‬


‫ن يدلّنا عليها ؟!! ونقول له كذلك هل يمكن أ ْ‬
‫ن تُبني‬ ‫الجديد‪ ،‬هل يمكن أ ْ‬
‫العقائد التي يؤمن بها الناس والتي تحكم مصيرهم البدي على مجرد‬
‫الحتمال أو الظن ؟!!‬

‫مل‬‫ثم يضيف السم المشتق من الحمد بدل ً من " فيعطيكم معزيًا آخر "‪ ،‬ويك ّ‬
‫زعمه قائل ً " وقد ظهرت مثل تلك الخطاء في وجود مسافات بين الحروف‬
‫في النص اليوناني‪ ،‬وذلك قد ينتج عنه أن تغفل عين الكاتب كلمة تشبه‬
‫ما بالنسبة لكلمة " روح " التي وردت في هذا‬ ‫أخري أو تقاربها في المكان‪ ،‬أ ّ‬
‫ن النبي القادم سيكون من جنس البشر‪ ،‬ففي أناجيل العهد‬ ‫الموضوع أ ّ‬
‫ضا علي من يتلقي الوحي اللهي‪ ،‬وعلي من‬ ‫الجديد أطلقت هذه الكلمة أي ً‬
‫يمتلك القدرة على التصال الروحي وبناء على ذلك " روح الحق " هو ذلك‬
‫الشخص الذى لديه قوى اتصال روحية‪ ،‬أى ذلك الشخص الذي يتلقي الوحي‬
‫اللهي‪ ،‬والذى يتميّز بأنَّه مكّرس للحق كلية في حياته وسلوكه وشخصيته‪،‬‬
‫ن النبي سوف يكشف عن أمور يجهلها‬ ‫ن عيسي عليه السلم قد ذكر أ َّ‬ ‫وأ َّ‬
‫عيسي نفسه‪ ،‬ولو كان عيسي قد جاء " بجميع الحق " لما كانت هناك حاجة‬
‫ن " المعّزي " سيكون‬ ‫ل للناس " جميع الحق " أ ّّ‬ ‫ن يأتي نبي من بعده يح ّ‬ ‫ل ْ‬
‫حا"!!!!‬‫مثل عيسي‪ ،‬بشًرا نبيًا‪ ،‬وليس رو ً‬

‫ن يذكر دليل ً واحدًا‬


‫مكن أ ْ‬
‫من أين جاء بهذه القوال التي لم يذكر ول ي ُ ْ‬
‫نَ‬
‫ن هناك ما يجهله هو؟ في حين أ ّ‬ ‫ن المسيح قال أ َّ‬
‫عليها؟!!! ومن قال له أ َّ‬
‫ل شيء ؟ّ!! وما هو الحق الذي لم يأت به‬ ‫الكتب الدينية تقول أن َّه يعلم ك ّ‬
‫َ‬
‫المسيح وكان العالم في حاجة إليه‪ ،‬ومن أسمائه أن ّه الحق‪ ،‬كيف يكون هو‬
‫ت للناس بجميع الحق؟!! وإذا كان المسيح‪ ،‬في اعتقاد هذا‬ ‫الحق ولم يأ ِ‬
‫َ‬
‫الكاتب هو كلمة الله وروح منه وأن ّه كان يخلق بإذن الله ويعلم الغيب بأذن‬
‫ن الله جعل الذين إتبعوه‬ ‫الله ويُحيي الموتي ويشفي المرضى بأذن الله وأ َّ‬
‫َ‬
‫فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة‪ ،‬فهل يمكن أن يُقال أن ّه يجهل بعض‬
‫المور؟!!‬

‫ويزعم هذا الكاتب قائلً؛ " يقدّم لنا الن ّ‬


‫ص اليوناني الجابة الواضحة علي‬
‫ذلك السؤال لنَّه يستخدم كلمة ‪ allon‬وهي مفعول به مذكر من كلمة ‪allos‬‬
‫ّ‬
‫التي معناها " آخر من نفس النوع " أما الكلمة التي معناها " آخر من نفس‬
‫ص اليوناني‪ ،‬وهذا يحسم‬
‫مغاير " فهي ‪ hetenos‬وهي غير مستخدمة في الن ّ‬
‫المسألة‪ ،‬فسيكون " المعّزي " إذن " آخر من نفس النوع "‪ ،‬أي مثل عيسي‬
‫وموسي الذي قال " مثلي " أي بشر وليس روح"!!‬

‫هكذا يتحدث دون أي معرفة بالكتاب المقدس!! فكما وصف الرب يسوع‬
‫ضا بالخر‪ ،‬الذي‬ ‫المسيح الروح القدس بالمعزي الخر وصف الله الب أي ً‬
‫نَ‬ ‫عل َم أ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫وأنَا أ ْ ُ‬‫خُر " ‪َ " allos‬‬
‫وآ َ‬
‫ه َ‬
‫هدُ لِي ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫يشهد له‪ ،‬أي المسيح‪ ،‬فقال " ال ّ ِ‬
‫ق " (يوحنا‪.)5/32‬‬ ‫ح ٌّ‬ ‫ي َ‬‫ه َ‬
‫ها لِي ِ‬
‫هدُ َ‬ ‫ه الَّتِي ي َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫هادَت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬

‫وإتّخذ بعض هؤلء من إدعاء " ماني المبتدع ‪ -‬الهرطوقي " وتخيلهم أنه كان‬
‫مسيحيًا‪ ،‬من وجهة نظرهم‪ ،‬في القرن الثاني الميلدي‪ ،‬أنَّه الباراقليط الذي‬
‫ن الباراقليط هو إنسان وليس‬ ‫حة مزاعمهم من أ َّ‬
‫جة على ص ّ‬
‫وعد بمجيئه‪ ،‬ح ّ‬
‫روح!!‬

‫ن لفظ بيرقليط‪ :‬يعنى نبيًا آتيًا من بعد عيسى‬ ‫قال أحدهم " ومما يدل على أ َّ‬
‫وة في القرن الثاني للميلد‪ ،‬وزعم‬ ‫ن مونتانوس إدّعى النب ّ‬ ‫عليه السلم ‪ -‬أ َّ‬
‫أنه البيرقليط الذي وعد بمجيئه عيسى‪ ،‬وكذلك ماني الفارسي في القرن‬
‫صا بشريًا‪ ،‬وإل ما جرؤ‬ ‫ن هذه اللفظة تعنى شخ ً‬ ‫الثالث‪ .‬وهذا يدل علي أ َّ‬
‫ن لفظ باراقليط إذا حّرف‬ ‫َ‬ ‫هذان على هذا القول‪ .‬ويقول النبا أثناسيوس " إ ّ‬
‫نطقه قليل ً يصير بيريكليت ومعناه الحمد أو الشكر وهو قريب من لفظ "‬
‫أحمد"‪.‬‬

‫فهل يريد مثل هذا الكاتب أن يؤمن بكلم محّرف؟!! وهل يقبل أن يحّرف‬
‫اللفظ ليتّفق مع فكره؟!! كما أن ماني كان يخلط بين المسيحية والوثنية‬
‫وكان يؤمن بوجود إلهيين‪ ،‬إله النور وإله الظلمة ( أنظر الفصل التالي )!!‬
‫فهل يمكن أن نتخذ من أفكاره دليل ً على عقيدة صحيحة؟!!‬

‫وكما زعم هؤلء‪ ،‬بناء على ما جاء في كتب الحاديث والسيرة والتفسير غير‬
‫ن أحبار اليهود ورهبان النصارى كانوا في نهاية القرن الخامس‬ ‫المسيحية‪ ،‬أ َّ‬
‫الميلدي وبداية السادس ينتظرون " نبيًا آتيًا "‪ ،‬ومن ثم راحوا يبحثون في‬
‫آيات الكتاب المقدس بعهديه‪ ،‬القديم والجديد‪ ،‬ليجاد ما يثبت هذه القاويل‪،‬‬
‫ن اللفظ الذي استخدمه المسيح هو لفظ عبري وقالوا أنَّه‬ ‫وهنا زعموا أ َّ‬
‫مفقود!! وقالوا أ َّ‬
‫ن الباراقليط هو ترجمة له ويشير إلى ذلك النبي‬
‫الموعود!!‬

‫ثم عادوا وناقضوا كل ما سبق أن قالوه وقالوا أن اللفظ الصلي هو "‬


‫ضا على أن المقصود به هو النبي‬ ‫باراقليط " وأنَّه ل ينفي الستدلل أي ً‬
‫ن معناه المعزي والمعين والشفيع‪ ،‬وهذه المعاني كلها تنطبق‬ ‫الموعود‪ ،‬ل َّ‬
‫َ‬
‫عليه!! وهكذا يقولون القول ونقيضه ليحاولوا إيجاد ما يزعمون أن ّه دليل‬
‫حة ما يدّعون!!‬ ‫علي ص ّ‬

‫وزعم بعض منهم أن التلميذ كانوا قد قبلوا الروح القدس واستفاضوا به‬
‫م‬
‫من قبل لنه نزل على قلب كل واحد منهم وحل فيهم‪ ،‬ومن ث ّ‬
‫ن الروح‬‫َ‬ ‫فالباراقليط الذي وعد به المسيح هو النبي الموعود!! ونقول لهم أ ّ‬
‫القدس لم يحل علي التلميذ إل بعد هذا الوعد الذي وعدهم به وليس قبله‪.‬‬

‫ن الروح القدس متّحد بالب وفي ذاته‪ ،‬حسب أقوال‬ ‫وقال بعض آخر" أ َّ‬
‫علماء اللهوت المسيحيين‪ ،‬فكيف يرسله المسيح؟ ومن ثم فالمرسل هو‬
‫ضا أ َّ‬
‫ن الله غير محدود ل‬ ‫نبي مثل المسيح وليس روح الله " !! ونقول لهم أي ً‬
‫في المكان و ل في الزمان‪ ،‬فهو موجود في كل مكان وزمان‪ ،‬وعملية‬
‫إرسال الروح القدس أو البن ل تعني النفصال عن الب‪ ،‬إنما تعني عمل‬
‫ص بالله غير المحدود‬ ‫الروح القدس أو البن في البشرية‪ ،‬فهذا شئ يخت ّ‬
‫بذاته أو بكلمته أو بروحه‪.‬‬

‫‪ -8‬وزعم د‪ .‬موريس بوكاي الذي اقتبس كل اليات المتصلة بموضوع‬


‫ما‬
‫ص النجيلي‪ ،‬وقال زاع ً‬‫الباراقليط‪ ،‬وقدم ستة انثقادات على صدق هذا الن ّ‬
‫إن بعض الحقائق قد غابث من النجيل!! وإن بعض الكلمات قد أضيفت!!!‬
‫وإن الكلمات اليونانية استُخدمت بطريقة خاطئة!! وإن معظم الترجمات‬
‫ص الصلي خاطئة!!! وهذه النتقادات الخطيرة التي قدّمها د‪ .‬بوكاي‬‫للن ّ‬
‫بمهارة لكي تبدو وكأنها مستندة إلى دراساث علمية صحيحة ل ثستند على‬
‫أى أساس علمي أو غير علمي بالمرة ولكن على مجرذد التخمين والظن‬
‫والفتراض!!‬

‫لتوجد مخطوطة واحدة في العالم اجمع موجود بها كلمة البيريكليتوس هذة‬
‫او ‪Περικλυτος‬‬
‫بل ان كل مخطوطات الكتاب المقدس الموجودة في جميع انحاء العالم‬
‫تحتوي على كلمة الباراكليتوس ‪ Παρακλητος‬ول تحتوي على كلمة‬
‫البيريكليتوس ‪ Περικλυτος‬المزعومة‬

‫اين دليلكم ايها العلماء المسلمون المزيفين على وجود كلمة البيريكليتوس‬
‫في المخطوطات القديمة التي ترجع الى القرون الولى الميلدية ؟؟؟؟؟‬

You might also like