You are on page 1of 52

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪74‬‬

‫بعض ف سفك الدماء وغيها ل نل شيئا ول نرمه فبعث ال الينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته فدعانا ال أن نعبد ال وحده ل شريك له ونصل الرحام ونمى الوار ونصلي‬
‫ل عز وجل ونصوم له ول نعبد غيه‬
‫وقال زياد عن ابن اسحاق فدعانا ال ال لنوحده ونعبده ونلع ما كنا نعبد نن وآباؤنا من دونه من الجارة والوثان وأمرنا بصدق الديث وأداء المانة وصلة الرحام وحسن الوار‬
‫والكف عن الحارم والدماء ونانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف الحصنة وأمرنا أن نعبد ال ول نشرك به شيئا وأمرنا بالصلة والزكاة والصيام قال فعدوا عليه أمور‬
‫السلم فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من عند ال فعبدنا ال وحده ل شريك له ول نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا واحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا ليفتنونا عن‬
‫ديننا ويردونا ال عبادة الوثان من عبادة ال وأن نستحل ما كنا نستحل من البائث فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبي ديننا خرجنا ال بلدك واخترناك على من سواك‬
‫ورغبنا ف جوارك ورجونا أن ل نظلم عندك أيها اللك قالت فقال النجاشي هل معك شي ما جاء به وقد دعا اساقفته فأمرهم فنشروا الصاحف حوله فقال له جعفر نعم قال هلم فاتل على ما‬
‫جاء به فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى وال النجاشي حت أخضلت ليته وبكت أساقفته حت أخضلوا مصاحفهم ث قال إن هذا الكلم ليخرج من الشكاة الت جاء با موسى انطلقوا‬
‫راشدين ل وال ل أردهم عليكم ول أنعمكم عينا فخرجنا من عنده وكان أبقى الرجلي فينا عبد ال بن ربيعة فقال عمرو بن العاص وال لتينه غدا با استأصل به خضراءهم ولخبنه أنم‬
‫يزعمون أن أله الذي يعبد عيسى بن مري عبد فقال له عبد ال بن أب ربيعة ل تفعل فانم وان كانوا خالفونا فان له رحا ولم حقا فقال وال لفعلن فلما كان الغد دخل عليه فقال أيها اللك‬
‫إنم يقولون ف عيسى قول عظيما فارسل اليهم فسلهم عنه فبعث وال اليهم ول ينل بنا مثلها فقال بعضنا لبعض ماذا تقولون له ف عيسى ان هو يسألكم عنه فقالوا نقول وال الذي قاله ال‬
‫فيه والذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون ف عيسى بن مري فقال له جعفر نقول هو عبد ال ورسوله وروحه وكلمته القاها ال مري العذراء البتول فدل‬
‫النجاشي يده ال الرض فأخذ عودا بي أصبعيه فقال ما عدا عيسى بن مري ما قلت هذا العويد فتناخرت بطراقته فقال وان تناخرت وال اذهبوا فانتم سيوم ف الرض السيوم المنون ف‬
‫الرض من سبكم غرم من سبكم غرم من سبكم غرم ثلثا ما أحب أن ل دبرا وإن آذيت رجل منكم والدبر بلسانم الذهب وقال زياد عن ابن اسحاق ما أحب أن ل دبرا من ذهب قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪75‬‬

‫ابن هشام ويقال زبرا وهو البل بلغتهم ث قال النجاشي فوال ما أخذ ال من الرشوة حي رد علي ملكي ول أطاع الناس ف فاطيع الناس فيه ردوا عليهما هداياهم فل حاجة ل با واخرجا‬
‫من بلدي فخرجا مقبوحي مردودا عليهما ماجآ به قالت فاقمنا مع خي جار ف خي دار فلم نشب أن خرج عليه رجل من البشة ينازعه ف ملكه فوال ما علمنا حزنا حزنا قط هو أشد منه‬
‫فرقا من أن يظهر ذلك اللك عليه فيأت ملك ل يعرف من حقنا ما كان يعرفه فجعلنا ندعوا ال ونستنصره للنجاشي فخرج اليه سائرا فقال أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بعضهم‬
‫لبعض من يرج فيحضر الوقعة حت ينظر على من تكون وقال الزبي وكان من أحدثهم سنا أنا فنفخوا له قربة فجعلها ف صدره فجعل يسبح عليها ف النيل حت خرج من شقه الخر ال‬
‫حيث التقى الناس فحضر الوقعة فهزم ال ذلك اللك وقتله وظهر النجاشي عليه فجائا الزبي فجعل يليح لنا بردائه ويقول أل فابشروا فقد اظهر ال النجاشي قلت فوال ما علمنا [ أننا ]‬
‫فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي ث أقمنا عنده حت خرج من خرج منا إل مكة وأقام من أقام‬
‫قال الزهري فحدثت هذا الديث عروة بن الزبي عن أم سلمة فقال عروة أتدري ما قوله ما أخذ ال من الرشوة حي رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه ول أطاع الناس ف فاطيع الناس فيه‬
‫فقلت ل ما حدثن ذلك أبو بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام عن أم سلمة فقال عروة فان عائشة حدثتن أن أباه كان ملك قومه وكان له أخ له من صلبه اثنا عشر رجل ول يكن‬
‫لب النجاشي ولد غي النجاشي فادارت البشة رأيها بينها فقالوا لو انا قتلنا ابا النجاشي وملكنا أخاه فان له اثنا عشر رجل من صلبه فتوارثوا اللك لبقيت البشة عليهم دهرا طويل ل‬
‫يكون بينهم اختلف فعدوا عليه فقتلوه وملكوا أخاه فدخل النجاشي بعمه حت غلب عليه فل يدبر أمره غيه وكان لبيبا حازما من الرجال فلما رأت البشة مكانه من عمه قالوا قد غلب‬
‫هذا الغلم على أمر عمه فما نأمن أن يلكه علينا وقد عرف أنا قتلنا أباه فلئن فعل ل يدع منا شريفا ال قتله فكلموه فيه فليقتله أو ليخرجنه من بلدنا فمشوا ال عمه فقالوا قد رأينا مكان‬
‫هذا الفت منك وقد عرفت أنا قتلنا أباه وجعلناك مكانه وانا ل نأمن أن يلك علينا فيقتلنا فأما أن تقتله واما أن ترجه من بلدنا قال ويكم قتلتم أباه بالمس واقتله اليوم بل أخرجه من‬
‫بلدكم فخرجوا به فوقفوه ف السوق وباعوه من التجار قذفه ف سفينة بستمائة درهم أو بسبعمائة فانطلق به فلما كان العشي هاجت سحابة من سحائب الريف فخرج عمه يتمطر تتها‬
‫فاصابته صاعقة فقتلته ففزعوا ال ولده فاذا هم ممقون ليس ف أحد منهم خي فمرج على البشة أمرهم فقال بعضهم لبعض تعلمون وال أن ملككم الذي ل يصلح أمركم غيه للذي بعتم‬
‫الغداة فان كان لكم بأمر البشة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪76‬‬

‫حاجة فادركوه قبل أن يذهب فخرجوا ف طلبه فادركوه فردوه فعقدوا عليه تاجه وأجلسوه على سريره وملكوه فقال التاجر ردوا علي مال كما أخذت من غلمي فقالوا ل نعطيك فقال اذا‬
‫وال لكلمنه فمشى اليه فكلمه فقال أيها اللك ان ابتعت غلما فقبض من الذي باعوه ثنه ث عدوا على غلمي فنعوه من يدي ول يردوا علي مال فكان أول ما خب به من صلبة حكمه‬
‫وعدله أن قال لتردن عليه ماله أو لتجعلن يد غلمه ف يده فليذهب به حيث شاء فقالوا بل نعطيه ماله فاعطوه إياه فلذلك يقول ما أخذ ال من الرشوة فآخذ الرشوة حي رد علي ملكي وما‬
‫أطاع الناس ف فاطيع الناس فيه‬
‫وقال موسى بن عقبة كان أبو النجاشي ملك البشة فمات والنجاشي غلم صغي فاوصى ال أخيه أن اليك ملك قومك حت يبلغ ابن فاذا بلغ فله اللك فرغب أخوه ف اللك فباع النجاشي‬
‫من بعض التجار فمات عمه من ليلته وقضى فردت البشة النجاشي حت وضعوا التاج على رأسه هكذا ذكره متصرا وسياق ابن اسحاق أحسن وأبسط فال أعلم والذي وقع ف سياق ابن‬
‫اسحاق انا هو ذكر عمرو بن العاص وعبدال بن أب ربيعة والذي ذكره موسى بن عقبة والموي وغي واحد أنما عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بن الغية وهو أحد السبعة الذين دعا‬
‫عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم حي تضاحكوا يوم وضع سل الزور على ظهره صلى ال عليه وسلم وهو ساجد عند الكعبة وهكذا تقدم ف حديث ابن مسعود وأب موسى الشعري‬
‫والقصود انما حي خرجا من مكة كانت زوجة عمرو معه وعمارة كان شابا حسنا فاصطحبا ف السفينة وكان عمارة طمع ف امرأة عمرو ابن العاص فألقى عمرا ف البحر ليهلكه فسبح حت‬
‫رجع اليها فقال له عمارة لو أعلم أنك تسن السباحة لا ألقيتك فحقد عمرو عليه فلما ل يقض لما حاجة ف الهاجرين من النجاشي وكان عمارة قد توصل إل بعض أهل النجاشي فوشى به‬
‫عمرو فأمر به النجاشي فسحر حت ذهب عقله وساح ف البية مع الوحوش وقد ذكر الموي قصة مطولة جدا وأنه عاش إل زمن أمارة عمر بن الطاب وأنه تقصده بعض الصحابة ومسكه‬
‫فجعل يقول أرسلن أرسلن والمت فلما ل يرسله مات من ساعته فال أعلم وقد قيل أن قريشا بعثت إل النجاشي ف أمر الهاجرين مرتي الول مع عمرو بن العاص وعمارة والثانية مع‬
‫عمرو وعبد ال بن أب ربيعة نص عليه أبو نعيم ف الدلئل وال أعلم وقد قيل إن البعثة الثانية كانت بعد وقعة بدر قاله الزهري لينالوا من هناك ثأرا فلم يبهم النجاشي رضي ال عنه وأرضاه‬
‫إل شيء ما سألوا فال أعلم‬
‫وقد ذكر زياد عن ابن اسحاق أن أبا طالب لا رأى ذلك من صنيع قريش كتب إل النجاشي أبياتا يضه فيها على العدل وعلى الحسان إل من نزل عنده من قومه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪77‬‬

‫أل ليت شعري كيف ف النأي جعفر ‪ ...‬وعمرو وأعداء العدو القارب ‪ ...‬وما نالت افعال النجاشي جعفرا ‪ ...‬وأصحابه أو عاق ذلك شاغب ‪ ...‬ونعلم ابيت اللعن أنك ماجد ‪ ...‬كري فل‬
‫‪ ...‬يشقى اليك الجانب ‪ ...‬ونعلم بأن ال زادك بسطة ‪ ...‬وأسباب خي كلها بك لزب‬
‫وقال يونس عن ابن اسحاق حدثن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبي قال إنا كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان رضي ال عنه والشهور أن جعفرا هو الترجم رضي ال عنهم وقال زياد‬
‫البكائي عن ابن اسحاق حدثن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت لا مات النجاشي كان يتحدث أنه ل يزال يرى على قبه نور ورواه أبو داود عن ممد بن عمرو‬
‫الرازي عن سلمة بن الفضل عن ممد بن اسحاق به لا مات النجاشي رضي ال عنه كنا نتحدث أنه ل يزال يرى على قبه نوروقال زياد عن ممد بن اسحاق حدثن جعفر بن ممد عن أبيه‬
‫قال اجتمعت البشة فقالوا للنجاشي إنك فارقت ديننا وخرجوا عليه فارسل إل جعفر وأصحابه فهيأ لم سفنا وقال اركبوا فيها وكونوا كما أنتم فان هزمت فامضوا حت تلحقوا بيث شئتم‬
‫وان ظفرت فاثبتوا ث عمد إل كتاب فكتب فيه هو يشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله ويشهد أن عيسى عبده ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إل مري ث جعله ف قبائه عند‬
‫النكب الين وخرج إل البشة وصفوا له فقال يا معشر البشة الست أحق الناس بكم قالوا بلى قال فكيف أنتم بسيت فيكم قالوا خي سية قال فما بكم قالوا فارقت ديننا وزعمت أن‬
‫عيسى عبده ورسوله قال فما تقولون أنتم ف عيسى قالوا نقول هو ابن ال فقال النجاشي ووضع يده على صدره على قبائه وهو يشهد أن عيسى بن مري ل يزد على هذا وإنا يعن على ما‬
‫كتب فرضوا وأنصرفوا فبلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما مات النجاشي صلى عليه واستغفر له وقد ثبت ف الصحيحي من حديث أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نعى النجاشي ف اليوم الذي مات فيه وخرج بم إل الصلى فصف بم وكب أربع تكبيات وقال البخاري موت النجاشي حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن‬
‫عطاء عن جابر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حي مات النجاشي مات اليوم رجل صال فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة وروى ذلك من حديث أنس بن مالك وابن مسعود‬
‫وغي واحد وف بعض الروايات تسميته أصحمة وف رواية مصحمة وهو أصحمة بن بر وكان عبدا صالا لبيبا زكيا وكان عادل عالا رضي ال عنه وأرضاه وقال يونس عن ابن اسحاق اسم‬
‫النجاشي مصحمة وف نسخة صححها البيهقي اصحم وهو بالعربية عطية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪78‬‬

‫قال وإنا النجاشي اسم اللك كقولك كسرى هرقل‬


‫قلت كذا ولعله يريد به قيصر فانه علم لكل من ملك الشام مع الزيرة من بلد الروم وكسرى علم على من ملك الفرس وفرعون علم لن ملك مصر كافة والقوقس لن ملك السكندرية‬
‫وتبع لن ملك اليمن والشحر والنجاشي لن ملك البشة وبطليموس لن ملك اليونان وقيل الند وخاقان لن ملك الترك وقال بعض العلماء إنا صلى عليه لنه كان يكتم إيانه من قومه فلم‬
‫يكن عنده يوم مات من يصلي عليه فلهذا صلى عليه صلى ال عليه وسلم قالوا فالغايب ان كان قد صلى عليه ببلده ل تشرع الصلة عليه ببلد أخرى ولذا ل يصل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف غي الدينة ل أهل مكة ول غيهم وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وغيهم من الصحابة ل ينقل أنه صلى على أحد منهم ف غي البلدة الت صلى عليه فيها فال أعلم‬
‫قلت وشهود أب هريرة رضي ال عنه الصلة على النجاشي دليل على أنه إنا مات بعد فتح خيب الت قدم بقية الهاجرين إل البشة مع جعفر بن أب طالب رضي ال عنه يوم فتح خيب ولذا‬
‫روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال وال ما أدري بايهما أنا أسر بفتح خيب أم بقدوم جعفر بن أب طالب وقدموا معهم بدايا وتف من عند النجاشي رضي ال عنه إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وصحبتهم أهل السفينة اليمنية أصحاب أب موسى الشعري وقومه من الشعريي رضي ال عنهم ومع جعفر وهدايا النجاشي ابن أخي النجاشي ذونترا أو ذوممرا أرسله ليخدم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عوضا عن عمه رضي ال عنهما وأرضاها وقال السهيلي توف النجاشي ف رجب سنة تسع من الجرة وف هذا نظر وال أعلم وقال البيهقي أنبأنا الفقيه أبو اسحاق‬
‫ابراهيم بن ممد بن ابراهيم الطوسي حدثنا أبو العباس ممد ابن يعقوب حدثنا هلل بن العلء الرقي حدثنا أب العلء بن مدرك حدثنا أبو هلل بن العلء عن أبيه عن أب غالب عن أب أمامة‬
‫قال قدم وفد النجاشي على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام يدمهم فقال أصحابه نن نكفيك يا رسول ال فقال إنم كانوا لصحاب مكرمي وإن أحب أن أكافيهم ث قال وأخبنا أبو‬
‫ممد عبد ال بن يوسف الصبهان أنبأنا أبو سعيد بن العراب حدثنا هلل بن العلء حدثنا أب حدثنا طلحة بن زيد عن الوزاعي عن يي بن أب كثي عن أب سلمة عن أب قتادة قال قدم‬
‫وفد النجاشي على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يدمهم فقال أصحابه نن نكفيك يا رسول ال فقال انم كانوا لصحابنا مكرمي وإن أحب أن‬
‫أكافيهم تفرد به طلحة بن زيد عن الوزاعي وقال البيهقي حدثنا أبو السي بن بشران حدثنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن اسحاق حدثنا الميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪79‬‬

‫قال لا قدم عمرو بن العاص من أرض البشة جلس ف بيته فلم يرج اليهم فقالوا ما شأنه ماله ل يرج فقال عمرو ان اصحمة يزعم أن صاحبكم نب‬
‫قال ابن اسحاق ولا قدم عمرو بن العاص وعبد ال بن أب ربيعة على قريش ول يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وردهم النجاشي با يكرهون وأسلم عمر بن‬
‫الطاب وكان رجل ذا شكيمة ل يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وبمزة حت غاظوا قريشا فكان عبد ال بن مسعود يقول ما كنا نقدر على أن نصلي‬
‫عند الكعبة حت أسلم عمر فلما اسلم عمر قاتل قريشا حت صلى عند الكعبة وصلينا معه قلت وثبت ف صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال ما زلنا أعزة منذ اسلم عمر بن الطاب‬
‫وقال زياد البكائي حدثن مسعر بن كدام عن سعد بن ابراهيم قال قال ابن مسعود إن اسلم عمر كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا وإن إمارته كانت رحة ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة‬
‫حت أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتل قريشا حت صلى عند الكعبة وصلينا معه‬
‫قال ابن اسحاق وكان اسلم عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل البشة حدثن عبد الرحن بن الارث بن عبد ال بن عياش بن أب ربيعة عن عبد‬
‫العزيز بن عبد ال بن عامر بن ربيعة عن أمه أم عبد ال بنت أب حثمة قالت وال إنا لنترحل إل أرض البشة وقد ذهب عامر ف بعض حاجتنا إذ أقبل عمر فوقف على وهو على شركه‬
‫فقالت وكنا نلقى منه أذى لنا وشدة علينا قالت فقال إنه النطلق يا أم عبد ال قلت نعم وال لنخرجن ف أرض من أرض ال إذ آذيتمونا وقهرتونا حت يعل ال لنا مرجا قالت فقال‬
‫صحبكم ال ورأيت له رقة ل أكن أراها ث انصرف وقد أحزنه فيما ارى خروجنا قالت فجاء عامر باجتنا تلك فقلت له يا أبا عبد ال لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا قال أطمعت ف‬
‫اسلمه قالت قلت نعم قال ل يسلم الذي رأيت حت يسلم حار الطاب قالت يأسا منه لا كان يرى من غلظته وقسوته على السلم‬
‫قلت هذا يرد قول من زعم أنه كان تام الربعي من السلمي فان الهاجرين إل البشة كانوا فوق الثماني اللهم إل أن يقال إنه كان تام الربعي بعد خروج الهاجرين ويؤيد هذا ما ذكره‬
‫ابن اسحاق ههنا ف قصة اسلم عمر وحده رضي ال عنه وسياقها فانه قال وكان اسلم عمر فيما بلغن أن أخته فاطمة بنت الطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت قد‬
‫اسلمت واسلم زوجها سعيد بن زيد وهم مستخفون باسلمهم من عمر وكان نعيم بن عبد ال النحام رجل من بن عدي قد أسلم أيضا مستخفيا باسلمه من قومه وكان خباب بن الرت‬
‫يتلف إل فاطمة بنت الطاب يقرئها القرآن فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول ال صلى ال عليه وسلم ورهطا من أصحابه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪80‬‬

‫فذكروا له أنم قد اجتمعوا ف بيت عند الصفا وهم قريب من أربعي من بي رجال ونساء ومع رسول ال صلى ال عليه وسلم عمه حزة وأبو بكر بن أب قحافة الصديق وعلي بن أب طالب‬
‫رضي ال عنهم ف رجال من السلمي من كان أقام مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ول يرج فيمن خرج إل أرض البشة فلقيه نعيم بن عبد ال فقال أين تريد يا عمر قال أريد ممدا‬
‫هذا الصاب الذي فرق أمر قريش وسفه أحلمها وعاب دينها وسب آلتها فاقتله فقال له نعيم وال لقد غرتك نفسك يا عمر أترى بن عبد مناف تاركيك تشي على الرض وقد قتلت ممدا‬
‫أفل ترجع إل أهل بيتك فتقيم أمرهم قال وأي أهل بيت قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة فقد وال أسلما وتابعا ممدا صلى ال عليه وسلم على دينه فعليك بما فرجع‬
‫عمر عائدا إل أخته فاطمة وعندها خباب بن الرت معه صحيفة فيها طه يقريها إياها فلما سعوا حس عمر تغيب خباب ف مدع لم أو ف بعض البيت وأخذت فاطمة بنت الطاب الصحيفة‬
‫فجعلتها تت فخذها وقد سع عمر حي دنا إل الباب قراءة خباب عليها فلما دخل قال ما هذه الينمة الت سعت قال له ما سعت شيئا قال بلى وال لقد أخبت أنكما تابعتما ممدا على‬
‫دينه وبطش بتنه سعيد بن زيد فقامت إليه أخته فاطمة بنت الطاب لتكفه عن زوجها فضربا فشجها فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه نعم قد أسلمنا وآمنا بال ورسوله فاصنع ما بدا لك‬
‫فلما رأى عمر ما باخته من الدم ندم على ما صنع وأرعوى وقال لخته أعطين هذه الصحيفة الت كنتم تقرؤن آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به ممدا وكان عمر كاتبا فلما قال ذلك قالت له‬
‫اخته إنا نشاك عليها قال ل تاف وحلف لا بآلته ليدنا إذا قرأها اليها فلما قال ذلك طمعت ف إسلمه فقالت يا أخي إنك نس على شركك وإنه ل يسه إل الطهرون فقام عمر فاغتسل‬
‫فأعطته الصحيفة وفيها طه فقرأها فلما قرأ منها صدرا قال ما أحسن هذا الكلم وأكرمه فلما سع ذلك خباب بن الرت خرج إليه فقال له وال يا عمر إن لرجو أن يكون ال قد خصك‬
‫بدعوة نبيه صلى ال عليه وسلم فإن سعته أمس وهو يقول اللهم أيد السلم بأب الكم بن هشام أو بعمر بن الطاب فال ال يا عمر فقال عند ذلك فدلن يا خباب على ممد حت آتيه‬
‫فاسلم فقال له خباب هو ف بيت عند الصفا معه نفر من أصحابه فاخذ عمر سيفه فتوشحه ث عمد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه فضرب عليهم الباب فلما سعوا صوته قام‬
‫رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فنظر من خلل الباب فاذا هو بعمر متوشح بالسيف فرجع إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو فزع فقال يا رسول ال هذا عمر بن‬
‫الطاب متوشحا بالسيف فقال حزة فاذن له فان كان جاء يريد خيا بذلناه وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ايذن له فاذن له الرجل ونض اليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حت لقيه ف الجرة فاخذ بجزته أو بجمع ردائه ث جذبه جذبة شديدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪81‬‬

‫فقال ما جاء بك يا ابن الطاب فوال ما أرى أن تنتهي حت ينل ال بك قارعة فقال عمر يا رسول ال جئتك لومن بال ورسوله وبا جاء من عند ال قال فكب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم تكبية فعرف أهل البيت أن عمر قد أسلم فتفرق أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكانم وقد عزوا ف أنفسهم حي أسلم عمر مع اسلم حزة وعلموا أنما سيمنعان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وينتصفون بما من عدوهم قال ابن اسحاق فهذا حديث الرواة من أهل الدينة عن اسلم عمر حي أسلم رضي ال عنه‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن عبد ال بن أب نيح الكي عن أصحابه عطاء وماهد وعمن روى ذلك أن اسلم عمر فيما تدثوا به عنه أنه كان يقول كنت للسلم مباعدا وكنت صاحب خر ف‬
‫الاهلية أحبها وأشربا وكان لنا ملس يتمع فيه رجال من قريش بالزورة فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك فلم أجد فيه منهم أحدا فقلت لو أن جئت فلنا المار لعلي أجد عنده خرا‬
‫فاشرب منها فخرجت فجئته فلم أجده قال فقلت لو ان جئت الكعبة فطفت سبعا أو سبعي قال فجئت السجد فاذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يصلي وكان إذا صلى استقبل الشام‬
‫وجعل الكعبة بينه وبي الشام وكان مصله بي الركني السود واليمان قال فقلت حي رأيته وال لو أن استمعت لحمد الليلة حت اسع ما يقول فقلت لئن دنوت منه لستمع منه لروعنه‬
‫فجئت من قبل الجر فدخلت تت ثيابا فجعلت أمشي رويدا ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حت قمت ف قبلته مستقبله ما بين وبينه إل ثياب الكعبة قال فلما‬
‫سعت القرآن رق له قلب وبكيت ودخلن السلم فلم أزل ف مكان قائما حت قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم صلته ث انصرف وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أب حسي‬
‫وكان مسكنه ف الدار الرقطاء الت كانت بيد معاوية قال عمر فتبعته حت اذا دخل بي دار عباس ودار ابن أزهر أدركته فلما سع حسي عرفن فظن أن إنا اتبعته لوذيه فنهمن ث قال ما‬
‫جاء بك يا ابن الطاب هذه الساعة قال قلت جئت لومن بال وبرسوله وبا جاء من عند ال قال فحمد ال رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال قد هداك ال يا عمر ث مسح صدري‬
‫ودعا ل بالثبات ث انصرفت ودخل رسول ال صلى ال عليه وسلم بيته قال ابن اسحاق فال أعلم أي ذلك كان‬
‫قلت وقد استقصيت كيفية اسلم عمر رضي ال عنه وما ورد ف ذلك من الحاديث والثار مطول ف أول سيته الت أفردتا على حدة ول المد والنة‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن نافع مول ابن عمر عن ابن عمر قال لا أسلم عمر قال أي قريش انقل للحديث فقيل له جيل بن معمر المحي فغدا عليه قال عبد ال وغدوت أتبع أثره وأنظر ما‬
‫يفعل وأنا غلم أعقل كلما رأيت حت جاءه فقال له اعلمت يا جيل ان أسلمت ودخلت ف دين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪82‬‬

‫ممد صلى ال عليه وسلم قال فوال ما راجعه حت قام ير رداءه واتبعه عمر واتبعته أنا حت قام على باب السجد صرخ باعل صوته يا معشر قريش وهم ف انديتهم حول الكعبة أل إن ابن‬
‫الطاب قد صبا قال يقول عمر من خلفه كذب ولكن قد اسلمت وشهدت أن ل إله إل ال وان ممدا رسول ال وثاروا اليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حت قامت الشمس على رؤسهم قال‬
‫وطلح فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم فاحلف بال ان لو قد كنا ثلثائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا قال فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه‬
‫حلة حبة وقميص موشى حت وقف عليهم فقال ما شأنكم فقالوا صبأ عمر قال فمه رجل اختار لنفسه امرا فماذا تريدون أترون بن عدي يسلمون لكم صاحبهم هكذا خلوا عن الرجل قال‬
‫فوال لكأنا كانوا ثوبا كشط عنه قال فقلت لب بعد أن هاجر ال الدينة يا ابة من الرجل الذي زجر القوم عنك بكة يوم اسلمت وهم يقاتلونك قال ذاك أي بن العاص بن وائل السهمي‬
‫وهذا اسناد جيد قوي وهو يدل على تأخر اسلم عمر لن ابن عمر عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة وكانت احد ف سنة ثلث من الجرة وقد كان ميزا يوم أسلم أبوه فيكون‬
‫اسلمه قبل الجرة بنحو من أربع سني وذلك بعد البعثة بنحو تسع سني وال أعلم‬
‫وقال البيهقي حدثنا الاكم أخبنا الصم أخبنا احد بن عبد البار حدثنا يونس عن ابن اسحاق قال ث قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرون رجل وهو بكة أو قريب من ذلك‬
‫من النصارى حي ظهر خبه من أرض البشة فوجدوه ف الجلس فكلموه وسألوه ورجال من قريش ف انديتهم حول الكعبة فلما فرغوا من مساءلتهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عما‬
‫أرادوا دعاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ال ال عز وجل وتل عليهم القرآن فلما سعوا فاضت أعينهم من الدمع ث استجابوا له وآمنوا به وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لم ف‬
‫كتابم من أمره فلما قاموا من عنده اعترضهم أبو جهل ف نفر من قريش فقال خيبكم ال من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لم فتأتونم بب الرجل فلم تطمئن مالسكم‬
‫عنده حت فارقتم دينكم وصدقتموه با قال لكم ما نعلم ركبا أحق منكم أو كما قال قالوا لم ل ناهلكم سلم عليكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ل نألون أنفسنا خيا فيقال إن النفر من‬
‫نصارى نران وال أعلم أي ذلك كان ويقال وال أعلم أن فيهم نزلت هذه اليات الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الق من ربنا إنا كنا من قبله‬
‫مسلمي أولئك يؤتون أجرهم مرتي با صبوا ويدرؤن بالسنة السيئة وما رزقناهم ينفقون وإذا سعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم ل نبتغي الاهلي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪83‬‬

‫فصل‬
‫قال البيهقي ف الدلئل باب ما جاء ف كتاب النب صلى ال عليه وسلم ال النجاشي ث روى عن الاكم عن الصم عن احد بن عبد البار عن يونس عن ابن اسحاق قال هذا كتاب من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل النجاشي الصحم عظيم البشة سلم على من اتبع الدى وآمن بال ورسوله وشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأن‬
‫ممدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاية ال فان أنا رسوله فاسلم تسلم يا أهل الكتاب تعالوا إل كلمة سواء بيننا وبينكم أن ل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من‬
‫دون ال فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون فان أبيت فعليك إث النصارى من قومك‬
‫هكذا ذكره البيهقي بعد قصة هجرة البشة وف ذكره ههنا نظر فان الظاهر أن هذا الكتاب انا هو إل النجاشي الذي كان بعد السلم صاحب جعفر وأصحابه وذلك حي كتب ال ملوك‬
‫الرض يدعوهم إل ال عز وجل قبيل الفتح كما كتب ال هرقل عظيم الروم قيصر الشام وإل كسرى ملك الفرس وال صاحب مصر وإل النجاشي قال الزهري كانت كتب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اليهم واحدة يعن نسخة واحدة وكلها فيها هذه الية وهي من سورة آل عمران وهي مدنية بل خلف فانه من صدر السورة وقد نزل ثلث وثانون آية من أولا ف وفد نران‬
‫كما قررنا ذلك ف التفسي ول المد والنة فهذا الكتاب إل الثان ل إل الول وقوله فيه ال النجاشي الصحم لعل الصحم مقحم من الراوي بسب ما فهم وال أعلم‬
‫وأنسب من هذا ههنا ما ذكره البيهقي عن الاكم عن أب السن ممد بن عبد ال الفقيه برو حدثنا حاد بن احد حدثنا ممد بن حيد حدثنا سلمة بن الفضل عن ممد بن اسحاق قال بعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إل النجاشي ف شأن جعفر بن أب طالب وأصحابه وكتب معه كتابا بسم ال الرحن الرحيم من ممد رسول ال إل النجاشي الصحم‬
‫ملك البشة سلم عليك فان احد اليك ال اللك القدوس الؤمن الهيمن وأشهد أن عيسى روح ال وكلمته القاها إل مري البتول الطاهرة الطيبة الصينة فحملت بعيسى فخلقه من روحه‬
‫ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخه وإن أدعوك إل ال وحده ل شريك له والوالة على طاعته وأن تتبعن فتؤمن ب وبالذي جاءن فان رسول ال وقد بعثت اليك ابن عمي جعفرا ومعه نفر‬
‫من السلمي فاذا جاؤوك فاقرهم ودع التجب فان أدعوك وجنودك إل ال عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحت‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪84‬‬

‫والسلم على من اتبع الدى فكتب النجاشي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بسم ال الرحن الرحيم إل ممد رسول ال من النجاشي الصحم بن أبر سلم عليك يا نب ال من ال‬
‫ورحة ال وبركاته ل إله إل هو الذي هدان إل السلم فقد بلغن كتابك يا رسول ال فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت وقد عرفنا ما‬
‫بعثت به الينا وقرينا ابن عمك وأصحابه فاشهد أنك رسول ال صادقا ومصدقا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك واسلمت على يديه ل رب العالي وقد بعثت اليك يا نب ال باربا بن الصحم‬
‫بن أبر فان ل أملك إل نفسي وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول ال فان أشهد أن ما تقول حق فصل‬
‫ف ذكر مالفة قبائل قريش بن هاشم وبن عبد الطلب ف نصر رسول ال صلى ال عليه وسلم وتالفهم فيما بينهم عليهم على أن ل يبايعوهم ول يناكحوهم حت يسلموا اليهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وحصرهم إياهم ف شعب أب طالب مدة طويلة وكتابتهم بذلك صحيفة ظالة فاجرة وما ظهر ف ذلك كله من آيات النبوة ودلئل الصدق‬
‫قال موسى بن عقبة عن الزهري ث إن الشركي اشتدوا على السلمي كأشد ما كانوا حت بلغ السلمي الهد واشتد عليهم البلء وجعت قريش ف مكرها أن يقتلوا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم علنية فلما رأى أبو طالب عمل القوم جع بن عبد الطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول ال صلى ال عليه وسلم شعبهم وأمرهم أن ينعوه من أرادوا قتله فاجتمع على ذلك مسلمهم‬
‫وكافرهم فمنهم من فعله حية ومنهم من فعله إيانا ويقينا فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأجعوا على ذلك اجتمع الشركون من قريش فاجعوا أمرهم‬
‫أن ل يالسوهم ول يبايعوهم ول يدخلوا بيوتم حت يسلموا رسول ال صلى ال عليه وسلم للقتل وكتبوا ف مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق ل يقبلوا من بن هاشم صلحا أبدا ول يأخذهم‬
‫بم رأفة حت يسلموه للقتل فلبث بنو هاشم ف شعبهم ثلث سني واشتد عليهم البلء والهد وقطعوا عنهم السواق فل يتركوا لم طعاما يقدم مكة ول بيعا إل بادروهم اليه فاشتروه‬
‫يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فاضطجع على فراشه حت يرى ذلك من‬
‫أراد به مكرا واغتيال له فاذا نام الناس أمرا أحد بنيه أو أخوته أو بن عمه فاضطجعوا على فراش رسول ال صلى ال عليه وسلم وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأت بعض فرشهم‬
‫فينام عليه فلما كان رأس ثلث سني تلوم رجال من بن عبد مناف ومن قصي ورجال من سواهم من قريش قد ولدتم نساء من بن هاشم ورأوا أنم قد قطعوا الرحم واستخفوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪85‬‬

‫بالق واجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والباءة منه وبعث ال على صحيفتهم الرضة فلحست كلما كان فيها من عهد وميثاق ويقال كانت معلقة ف سقف‬
‫البيت فلم تترك اسا ل فيها إل لسته وبقي ما كان فيها من شرك وظلم وقطيعة رحم وأطلع ال عز وجل رسوله على الذي صنع بصحيفتهم فذكر ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم لب‬
‫طالب فقال أبو طالب ل والثواقب ما كذبن فانطلق يشي بعصابته من بن عبد الطلب حت أتى السجد وهو حافل من قريش فلما رأوهم عامدين لماعتهم أنكروا ذلك وظنوا أنم خرجوا‬
‫من شدة البلء فاتوهم ليعطوهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فتكلم أبو طالب فقال قد حدثت أمور بينكم ل نذكرها لكم فاتوا بصحيفتكم الت تعاهدت عليها فعله أن يكون بيننا وبينكم‬
‫صلح وإنا قال ذلك خشية أن ينظروا ف الصحيفة قبل أن يأتوا با فاتوا بصحيفتهم معجبي با ل يشكون أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مدفوعا اليهم فوضعوها بينهم وقالوا قد آن لكم‬
‫أن تقبلوا وترجعوا إل أمر يمع قومكم فانا قطع بيننا وبينكم رجل واحد جعلتموه خطرا للكة قومكم وعشيتكم وفسادهم فقالوا أبو طالب إنا أتيتكم لعطيكم أمرا لكم فيه نصف إن ابن‬
‫أخي أخبن ول يكذبن إن ال بريء من هذه الصحيفة الت ف أيديكم وما كل اسم هو له فيها وترك فيها غدركم وقطيعتكم إيانا وتظاهركم علينا بالظلم فان كان الديث الذي قال ابن‬
‫أخي كما قال فافيقوا فوال ل نسلمه أبدا حت يوت من عندنا آخرنا وإن كان الذي قال باطل دفعناه اليكم فقتلتموه أو استحييتم قالوا قد رضينا بالذي تقول ففتحوا الصحيفة فوجدوا‬
‫الصادق الصدوق صلى ال عليه وسلم قد أخب خبها فلما رأتا قريش كالذي قال أبو طالب قالوا وال إن كان هذا قط ال سحر من صاحبكم فارتكسوا وعادوا بشر ما كانوا عليه من‬
‫كفرهم والشدة على رسول ال صلى ال عليه وسلم والقيام على رهطه با تعاهدوا عليه فقال أولئك النفر من بن عبد الطلب إن أول بالكذب والسحر غينا فكيف ترون فانا نعلم إن الذي‬
‫اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إل البت والسحر من أمرنا ولول إنكم اجتمعتم على السحر ل تفسد صحيفتكم وهي ف أيديكم طمس ما كان فيها من اسه وما كان فيها من بغي تركه‬
‫أفنحن السحرة أم أنتم فقال عند ذلك النفر من بن عبد مناف وبن قصي ورجال من قريش ولدتم نساء من بن هاشم منهم أبو البختري والطعم بن عدي وزهي بن أب أمية بن الغية وزمعة‬
‫بن السود وهشام بن عمرو وكانت الصحيفة عنده وهو من بن عامر بن لؤي ف رجال من اشرافهم ووجوههم نن برءاء ما ف هذه الصحيفة فقال أبو جهل لعنه ال هذا أمر قضى بليل‬
‫وأنشأ أبو طالب يقول الشعر ف شأن صحيفتهم ويدح النفر الذين تبؤا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ويتدح النجاشي‬
‫قال البيهقي وهكذا روى شيخنا أبو عبد ال الافظ يعن من طريق ابن ليعة عن أب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪86‬‬

‫السود عن عروة بن الزبي يعن كسياق موسى بن عقبة رحه ال وقد تقدم عن موسى بن عقبة أنه قال إنا كانت هجرة البشة بعد دخولم إل الشعب عن أمر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لم ف ذلك فال أعلم‬
‫قلت والشبه أن أبا طالب إنا قال قصيدته اللمية الت قدمنا ذكرها بعد دخولم الشعب أيضا فذكرها ههنا أنسب وال أعلم ث روى البيهقي من طريق يونس عن ممد بن اسحاق قال لا‬
‫مضى رسول ال صلى ال عليه وسلم على الذي بعث به وقامت بنو هاشم وبنو عبد الطلب دونه وأبو أن يسلموه وهم من خلفه على مثل ما قومهم عليه إل أنم اتقوا أن يستذلوا ويسلموا‬
‫أخاهم لا قارفه من قومه فلما فعلت ذلك بنو هاشم وبنو الطلب وعرفت قريش أن ل سبيل إل ممد اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بن هاشم وبن عبد الطلب أن ل يناكحوهم ول‬
‫ينكحوا اليهم ول يبايعوهم ول يبتاعوا منهم وكتبوا صحيفة ف ذلك وعلقوها بالكعبة ث عدوا على من أسلم فاوثقوهم وآذوهم واشتد عليهم البلء وعظمت الفتنة وزلزلوا زلزال شديدا ث‬
‫ذكر القصة بطولا ف دخولم شعب أب طالب وما بلغوا فيه من فتنة الهد الشديد حت كان يسمع أصوات صبيانم يتضاغون من وراء الشعب من الوع حت كره عامة قريش ما أصابم‬
‫وأظهروا كراهيتهم لصحيفتهم الظالة وذكروا أن ال برحته أرسل على صحيفة قريش الرضة فلم تدع فيها اسا هو ل إل أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان فاخب ال تعال بذلك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فاخب بذلك عمه أبو طالب ث ذكر بقية القصة كرواية موسى بن عقبة وأت‬
‫وقال ابن هشام عن زياد عن ممد بن اسحاق فلما رأت قريش أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قد نزلوا بلدا أصابوا منه أمنا وقرارا وأن النجاشي قد منع من لأ اليه منهم وأن‬
‫عمر قد أسلم فكان هو وحزة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وجعل السلم يفشو ف القبائل فاجتمعوا وائتمروا على أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بن هاشم وبن عبد‬
‫الطلب على أن ل ينكحوا اليهم ول ينكحوهم ول يبيعوهم شيئا ول يبتاعوا منهم فلما اجتمعوا لذلك كتبوا ف صحيفة ث تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ث علقوا الصحيفة ف جوف الكعبة‬
‫توكيدا على أنفسهم وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي قال ابن هاشم ويقال النضر ابن الارث فدعا عليه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فشل بعض أصابعه وقال الواقدي كان الذي كتب الصحيفة طلحة بن أب طلحة العبدوي‬
‫قلت والشهور أنه منصور بن عكرمة كما ذكره ابن اسحاق وهو الذي شلت يده فما كان ينتفع با وكانت قريش تقول بينها أنظروا إل منصور بن عكرمة قال الواقدي وكانت الصحيفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪87‬‬

‫معلقة ف جوف الكعبة قال ابن اسحاق فلما فعلت ذلك قريش انازت بنو هاشم وبنو عبد الطلب إل أب طالب فدخلوا معه ف شعبه واجتمعوا اليه وخرج من بن هاشم أبو لب عبد العزى‬
‫بن عبد الطلب إل قريش فظاهرهم وحدثن حسي بن عبد ال أن أبا لب لقي هند بنت عتبة ابن ربيعة حي فارق قومه وظاهر عليهم قريشا فقال يا ابنة عتبة نصرت اللت والعزى وفارقت‬
‫من فارقها وظاهر عليها قالت نعم فجزاك ال خيا يا أبا عتبة‬
‫قال ابن اسحاق وحدثت أنه كان يقول ف بعض ما يقول يعدن ممد اشياء ل أراها يزعم أنا كائنة بعد الوت فماذا وضع ف يدي بعد ذلك ث ينفخ ف يديه فيقول تبا لكما ل أرى فيكما‬
‫شيئا ما يقول ممد فانزل ال تعال تبت يدا أب لب وتب قال ابن اسحاق فلما اجتمعت على ذلك قريش وصنعوا فيه الذي صنعوا قال أبو طالب ‪ ...‬أل أبلغا عن على ذات بيننا ‪ ...‬لؤيا‬
‫وخصا من لؤي بن كعب ‪ ...‬أل تعلموا أنا وجدنا ممدا ‪ ...‬نبيا كموسى خط ف أول الكتب ‪ ...‬وأن عليه ف العباد مبة ‪ ...‬ول خي من خصه ال بالب ‪ ...‬وأن الذي الصقتموا من‬
‫كتابكم ‪ ...‬لكم كائن نسا كراغية السقب ‪ ...‬أفيقوا أفيقوا قبل أن يفر الثرى ‪ ...‬ويصبح من ل ين ذنبا كذي الذنب ‪ ...‬ول تتبعوا أمر الوشاة وتقطعوا ‪ ...‬أواصرنا بعد الودة والقرب‬
‫‪ ...‬وتستجلبوا حربا عوانا وربا ‪ ...‬أمر على من ذاقه حلب الرب ‪ ...‬فلسنا ورب البيت نسلم أحدا ‪ ...‬لعزاء من عض الزمان ول كرب ‪ ...‬ولا تب منا ومنكم سوالف ‪ ...‬وأيد أترت‬
‫بالقساسية الشهب ‪ ...‬بعترك ضيق ترى كسر القنا ‪ ...‬به والنسور الطخم يعكفن كالشرب ‪ ...‬كأن ضحال اليل ف حجراته ‪ ...‬ومعمعة البطال معركة الرب ‪ ...‬أليس أبونا هاشم شد‬
‫‪ ...‬أزره ‪ ...‬وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب ‪ ...‬ولسنا نل الرب حت تلنا ‪ ...‬ول نشتكي ما قد ينوب من النكب ‪ ...‬ولكننا أهل الفائظ والنهى ‪ ...‬إذا طار أرواح الكماة من الرعب‬
‫قال ابن اسحاق فاقاموا على ذلك سنتي أو ثلثا حت جهدوا ول يصل اليهم شيء ال سرا مستخفيا به من أراد صلتهم من قريش وقد كان أبو أجهل بن هشام فيما يذكرون لقي حكيم بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪88‬‬

‫حزام بن خويلد بن أسد معه غلم يمل قمحا يريد به عمته خدية بنت خويلد وهي عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الشعب فتعلق به وقال أتذهب بالطعام إل بن هاشم وال ل‬
‫تذهب أنت وطعامك حت أفضحك بكة فجاءه أبو البختري بن هشام بن الارث بن أسد فقال مالك وله فقال يمل الطعام إل بن هاشم فقال له أبو البختري طعام كان لعمته عنده بعثت به‬
‫اليه أتنعه أن يأتيها بطعامها خل سبيل الرجل قال فاب أبو جهل لعنه ال حت نال أحدها من صاحبه فاخذ أبو البختري لى بعي فضربه فشجه ووطئه وطئا شديدا وحزة بن عبد الطلب‬
‫قريب يرى ذلك وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه فيشمتون بم ورسول ال صلى ال عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليل ونارا سرا وجهارا مناديا بامر‬
‫ال تعال ل يتقى فيه أحدا من الناس فجعلت قريش حي منعه ال منها وقام عمه وقومه من بن هاشم وبن عبد الطلب دونه وحالوا بينهم وبي ما أرادوا من البطش به يهمزونه ويستهزؤن به‬
‫وياصمونه وجعل القرآن ينل ف قريش باحداثهم وفيمن نصب لعداوته منهم من سى لنا ومنهم من نزل القرآن ف عامة من ذكر ال من الكفار فذكر ابن اسحاق أبا لب ونزول السورة فيه‬
‫وأمية بن خلف ونزول قوله تعال ويل لكل هزة لزة السورة بكاملها فيه والعاص بن وائل ونزول قوله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لوتي مال وولدا فيه وقد تقدم شيء من ذلك وأبا‬
‫جهل بن هشام وقوله للنب صلى ال عليه وسلم لتتركن سب آلتنا أو لنسب آلتك ونزول قول ال فيه ول تسبوا الذن يدعون من دون ال فيسبوا ال عدوا بغي علم الية والنضر بن‬
‫الارث بن كلدة بن علقمة ومنهم من يقول علقمة بن كلدة قاله السهيلي وجلوسه بعد النب صلى ال عليه وسلم ف مالسه حيث يتلو القرآن ويدعو إل ال فيتلو عليهم النضر شيئا من‬
‫أخبار رستم واسفنديار وما جرى بينهما من الروب ف زمن الفرس ث يقول وال ما ممد باحسن حديثا من وما حديثه إل أساطي الولي اكتتبها كما اكتتبها فانزل ال تعال وقالوا أساطي‬
‫الولي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة وأصيل وقوله ويل لكل أفاك أثيم‬
‫قال ابن اسحاق وجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغنا يوما مع الوليد بن الغية ف السجد فجاء النضر بن الارث حت جلس معهم وف الجلس غي واحد من رجال قريش فتكلم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرض له النضر فكلمه رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أفحمه ث تل عليه وعليهم إنكم وما تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون لو كان‬
‫هؤلء آلة ما وردوها وكل فيها خالدون لم فيها زفي وهم فيها ل يسمعون ث قام رسول ال صلى ال عليه وسلم وأقبل عبد ال بن الزبعري السهمي حت جلس فقال الوليد بن الغية له‬
‫وال ما قام وال ما قام النضر بن الارث لبن عبد الطلب آنفا وما قعد وقد زعم ممد أنا وما نعبد من آلتنا هذه حصب جهنم فقال عبد ال بن الزبعري أما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪89‬‬


‫وال لو وجدته لصمته فسلوا ممدا أكل ما نعبد من دون ال حصب جهنم مع من عبده فنحن نعبد اللئكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى فعجب الوليد ومن كان معه ف‬
‫الجلس من قول ابن الزبعري ورأوا أنه قد احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال كل من أحب أن يعبد من دون ال فهو مع من عبده ف النار انم إنا يعبدون‬
‫الشياطي ومن أمرتم بعبادته فانزل ال تعال إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون ل يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون أي عيسى وعزير ومن عبد من‬
‫الحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة ال تعال ونزل فيما يذكرون أنم يعبدون اللئكة وأنا بنات ال وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون واليات بعدها ونزل ف إعجاب‬
‫الشركي بقول ابن الزبعري ولا ضرب ابن مري مثل إذا قومك منه يصدون وقالوا آلتنا خي أم هو ما ضربوه لك إل جدل بل هم قوم خصمون وهذا الدل الذي سلكوه باطل وهم يعلمون‬
‫ذلك لنم قوم عرب ومن لغتهم أن ما لا ل يعقل فقوله إنكم وما تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون إنا أريد بذلك ما كانوا يعبدونه من الحجار الت كانت صور أصنام ول‬
‫يتناول ذلك اللئكة الذين زعموا أنم يعبدونم ف هذه الصور ول السيح ول عزيرا ول أحدا من الصالي لن اللفظ ل يتناولم ل لفظا ول معن فهم يعلمون أن ما ضربوه بعيسى ابن مري‬
‫من الثل جدل باطل كما قال ال تعال ما ضربوه لك إل جدل بل هم قوم خصمون ث قال إن هو أي عيسى إل عبد أنعمنا عليه أي بنبوتنا وجعلناه مثل لبن اسرائيل أي دليل على تام قدرتنا‬
‫على ما نشاء حيث خلقناه من أنثى بل ذكر وقد خلقنا حواء من ذكر بل أنثى وخلقنا آدم ل من هذا ول من هذا وخلقنا سائر بن آدم من ذكر وأنثى كما قال ف الية الخرى ولنجعله آية‬
‫للناس أي أمارة ودليل على قدرتنا الباهرة ورحة منا نرحم با من نشاء‬
‫وذكر ابن اسحاق الخنس بن شريق ونزول قوله تعال فيه ول تطع كل حلف مهي اليات وذكر الوليد بن الغية حيث قال أينل على ممد وأترك وأنا كبي قريش وسيدها ويترك أبو‬
‫مسعود عمرو بن عمرو الثقفي سيد ثقيف فنحن عظيما القريتي ونزول قوله فيه وقال لول نزل هذا القرآن على رجل من القريتي عظيم والت بعدها وذكر أب بن خلف حي قال لعقبة بن‬
‫أب معيط أل يبلغن أنك جالست ممدا وسعت منه وجهي من وجهك حرام إل أن تتفل ف وجهه ففعل ذلك عدو ال عقبة لعنه ال فانزل ال ويوم يعض الظال على يديه يقول يا ليتن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪90‬‬

‫اتذت مع الرسول سبيل يا ويلتا ليتن ل أتذ فلنا خليل والت بعدها قال ومشى أب بن خلف بعظم بال قد أرم فقال يا ممد أنت تزعم أن ال يبعث هذا بعد ما أرم ث فته بيده ث نفخه ف‬
‫الريح نو رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال نعم أنا أقول ذلك يبعثه ال وإياك بعد ما تكونان هكذا ث يدخلك النار وأنزل ال تعال وضرب لنا مثل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي‬
‫رميم قل يييها الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق عليم إل آخر السورة قال واعترض رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغن وهو يطوف عند باب الكعبة السود بن الطلب والوليد‬
‫بن الغية وأمية بن خلف والعاص بن وائل فقالوا يا ممد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نن وأنت ف المر فانزل ال فيهم قل يا أيها الكافرون ل أعبد ما تعبدون إل آخرها ولا‬
‫سع أبو جهل بشجرة الزقوم قال أتدرون ما الزقوم هو تر يضرب بالزبد ث قال هلموا فلنتزقم فانزل ال تعال إن شجرة الزقوم طعام الثيم قال ووقف الوليد بن الغية فكلم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ورسول ال صلى ال عليه وسلم يكلمه وقد طمع ف اسلمه فمر به ابن أم مكتوم عاتكة بنت عبد ال بن عنكثة العمى فكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم وجعل يستقريه‬
‫القرآن فشق ذلك عليه حت أضجره وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع فيه من اسلمه فلما أكثر عليه انصرف عنه عابسا وتركه فانزل ال تعال عبس وتول أن جاءه‬
‫العمى ال قوله مرفوعة مطهرة وقد قيل إن الذي كان يدث رسول ال صلى ال عليه وسلم حي جاءه ابن أم مكتوم أمية بن خلف فال أعلم‬
‫ث ذكر ابن اسحاق من عاد من مهاجرة البشة إل مكة وذلك حي بلغهم اسلم أهل مكة وكان النقل ليس بصحيح ولكن كان له سبب وهو ما ثبت ف الصحيح وغيه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جلس يوما مع الشركي وأنزل ال عليه والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يقرؤها عليهم حت ختمها وسجد فسجد من هناك من السلمي والشركي والن والنس وكان‬
‫لذلك سبب ذكره كثي من الفسرين عند قوله تعال وما أرسلنا قبلك من رسول ول نب إل إذا تنىالقن الشيطان ف أمنيته فينسخ ال ما يلقى الشيطان ث يكم ال آياته وال عليم حكيم‬
‫وذكروا قصة الغرانيق وقد أحببنا الضراب عن ذكرها صفحا لئل يسمعها من ل يضعها على مواضيعها إل أن أصل القصة ف الصحيح قال البخاري حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث‬
‫حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال سجد النب صلى ال عليه وسلم بالنجم وسجد معه السلمون والشركون والن والنس انفرد به البخاري دون مسلم وقال البخاري حدثنا ممد‬
‫بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أب اسحاق سعت السود عن عبد ال قال قرأ النب صلى ال عليه وسلم والنجم بكة فسجد فيها وسجد من معه غي شيخ أخذ كفا من حصا أو تراب‬
‫فرفعه إل جبهته وقال يكفين هذا فرأيته بعد قتل كافرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪91‬‬

‫ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث شعبة وقال المام احد حدثنا ابراهيم حدثنا رباح عن معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن جعفر بن الطلب بن أب وداعة عن أبيه قال‬
‫قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد ول يكن أسلم يومئذ الطلب فكان بعد ذلك ل يسمع أحدا يقرأها إل سجد معه‬
‫وقد رواه النسائي عن عبد اللك بن عبد الميد عن احد بن حنبل به وقد يمع بي هذا والذي قبله بأن هذا سجد ولكنه رفع رأسه استكبارا وذلك الشيخ الذي استثناه ابن مسعود ل يسجد‬
‫بالكلية وال أعلم والقصود أن الناقل لا رأى الشركي قد سجدوا متابعة لرسول ال صلى ال عليه وسلم أعتقد أنم قد أسلموا واصطلحوا معه ول يبق نزاع بينهم فطار الب بذلك وانتشر‬
‫حت بلغ مهاجرة البشة با فظنوا صحة ذلك فأقبل منهم طائفة طامعي بذلك وثبتت جاعة وكلها مسن مصيب فيما فعل فذكر ابن اسحاق اساء من رجع منهم عثمان بن عفان وامرأته‬
‫رقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وامرأته سهلة بنت سهيل وعبد ال بن جحش بن رئاب وعتبة بن غزوان والزبي بن العوام ومصعب بن عمي وسويبط‬
‫بن سعد وطليب بن عمي وعبد الرحن بن عوف والقداد بن عمرو وعبد ال بن مسعود وأبو سلمة بن عبد السد وامرأته أم سلمة بنت أب أمية ابن الغية وشاس بن عثمان وسلمة بن هشام‬
‫وعياش بن أب ربيعة وقد حبسا بكة حت مضت بدرا وأحدا والندق وعمار بن ياسر وهو من شك فيه أخرج إل البشة أم ل ومعتب ابن عوف وعثمان بن مظعون وابنه السائب وأخواه‬
‫قدامة وعبد ال ابنا مظعون وخنيس بن حذافة وهشام بن العاص بن وائل وقد حبس بكة إل بعد الندق وعامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أب حثمة وعبد ال بن مرمة وعبد ال بن سهيل بن‬
‫عمرو وقد حبس حت كان يوم بدر فاناز إل السلمي فشهد معهم بدرا وأبو سبة بن أب رهم وامرأته أم كلثوم بنت سهيل والسكران بن عمرو بن عبد شس وامرأته سودة بنت زمعة وقد‬
‫مات بكة قبل الجرة وخلف على امرأته رسول ال صلى ال عليه وسلم وسعد بن خولة وأبو عبيدة بن الراح وعمرو بن الارث بن زهي وسهيل بن بيضاء وعمرو بن أب سرح فجميعهم‬
‫ثلثة وثلثون رجل رضي ال عنهم وقال البخاري وقالت عائشة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اريت دار هجرتكم ذات نل بي لبتي فهاجر من هاجر قبل الدينة ورجع عامة من كان‬
‫هاجر إل البشة إل الدينة فيه عن أب موسى واساء رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم وقد تقدم حديث أب موسى وهو ف الصحيحي وسيأت حديث اساء بنت عميس بعد فتح‬
‫خيب حي قدم من كان تأخر من مهاجرة البشة إن شاء ال وبه الثقة وقال البخاري حدثنا يي بن حاد حدثنا أبو عوانة عن سليمان عن ابراهيم عن علقمة عن عبد ال قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪92‬‬

‫كنا نسلم على النب صلى ال عليه وسلم وهو يصلي فيد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول ال إنا كنا نسلم عليك فترد علينا فلما رجعنا من عند‬
‫النجاشي ل ترد علينا قال إن ف الصلة شغل وقد روى البخاري أيضا ومسلم وأبو داود والنسائي من طرق أخر عن سليمان بن مهران عن العمش به وهو يقوي تأويل من تأول حديث زيد‬
‫بن أرقم الثابت ف الصحيحي كنا نتكلم ف الصلة حت نزل قوله وقوموا ل قانتي فامرنا بالسكوت ونينا عن الكلم على أن الراد جنس الصحابة فان زيدا أنصاري مدن وتري الكلم ف‬
‫الصلة ثبت بكة فتعي المل على ما تقدم وأما ذكره الية وهي مدنية فمشكل ولعله اعتقد أنا الحرمة لذلك وانا كان الحرم له غيها معها وال أعلم‬
‫قال ابن اسحاق وكان من دخل معهم بوار عثمان بن مظعون ف جوار الوليد بن الغية وأبو سلمة بن عبد السد ف جوار خاله أب طالب فان أمه برة بنت عبد الطلب فاما عثمان بن مظعون‬
‫فان صال بن ابراهيم بن عبد الرحن بن عوف حدثن عمن حدثه عن عثمان قال لا رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من البلء وهو يروح ويغدو ف أمان‬
‫من الوليد ابن الغية قال وال ان غدوي ورواحي ف جوار رجل من أهل الشرك وأصحاب وأهل دين يلقون من البلء والذى ف ال ما ل يصيبن لنقص كثي ف نفسي فمشى ال الوليد بن‬
‫الغية فقال له يا أبا عبد شس وفت ذمتك وقد رددت اليك جوارك قال ل يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي فقال ل ولكن أرضى بوار ال عز وجل ول أريد أن أستجي بغيه قال‬
‫فانطلق ال السجد فاردد على جوازي علنية كما أجرتك علنية قال فانطلقنا فخرجا حت أتيا السجد فقال الوليد بن الغية هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري قال صدق قد وجدته وفيا‬
‫كري الوار ولكن قد أحببت أن ل أستجي بغي ال فقد رددت عليه جواره ث انصرف عثمان رضي ال عنه ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر ف ملس من قريش ينشدهم فجلس معهم‬
‫عثمان فقال لبيد ‪ ...‬أل كل شيء ما خل ال باطل ‪ ...‬فقال عثمان صدقت فقال لبيد ‪ ...‬وكل نعيم ل مالة زائل ‪ ...‬فقال عثمان كذبت نعيم النة ل يزول فقال لبيد يا معشر قريش وال‬
‫ما كان يؤذى جليسكم فمت حدث هذا فيكم فقال رجل من القوم إن هذا سفيه ف سفهاء معه قد فارقوا ديننا فل تدن ف نفسك من قوله فرد عليه عثمان حت شرى أمرها فقام اليه ذلك‬
‫الرجل ولطم عينه فخضرها والوليد ابن الغية قريب يرى ما بلغ عثمان فقال وال يا ابن أخي ان كانت عينك عما أصابا لغنية ولقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪93‬‬

‫كنت ف ذمة منيعة قال يقول عثمان بل وال ان عين الصحيحة لفقية ال مثل ما أصاب اختها ف ال وان لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شس فقال له الوليد هلم يا ابن اخي‬
‫ال جوارك فعد قال ل‬
‫قال ابن اسحاق وأما أبو سلمة بن عبد السد فحدثن أب اسحاق بن يسار عن سلمة بن عبد ال بن أب سلمة أنه حدثه أن أبا سلمة لا استجار باب طالب مشى اليه رجال من بن مزوم فقالوا‬
‫له يا أبا طالب هذا منعت منا ابن اخيك ممدا فما لك ولصاحبنا تنعه منا قال إنه استجار ب وهو ابن اخت وإن أنا ل أمنع ابن أخت ل أمنع ابن أخي فقام أبو لب فقال يا معشر قريش وال‬
‫لقد أكثرت على هذا الشيخ ما تزالون تتواثبون عليه ف جواره من بي قومه وال لتنتهن أو لنقومن معه ف كل ما قام فيه حت يبلغ ما أراد قالوا بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة وكان لم وليا‬
‫وناصرا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فابقوا على ذلك فطمع فيه أبو طالب حي سعه يقول ما يقول ورجا أن يقوم معه ف شأن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أبو طالب يرض‬
‫أبا لب على نصرته ونصرة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ...‬إن امرءا ابو عتيبة عمه ‪ ...‬لفي روضة ما أن يسام الظالا ‪ ...‬أقول له وأين منه نصيحت ‪ ...‬أبا معتب ثبت سوادك قائما ‪...‬‬
‫ول تقبلن الدهر ما عشت خطة ‪ ...‬تسب با إما هبطت الواسا ‪ ...‬وول سبيل العجز غيك منهم ‪ ...‬فإنك ل تلق على العجز لزما ‪ ...‬وحارب فان الرب نصف ولن ترى ‪ ...‬أخا الرب‬
‫يعطى السف حت يسالا ‪ ...‬وكيف ول ينوا عليك عظيمة ‪ ...‬ول يذلوك غانا أو مغارما ‪ ...‬جزى ال عنا عبد شس ونوفل ‪ ...‬وتيما ومزوما عقوقا ومأثا ‪ ...‬بتفريقهم من بعد ود وألفة‬
‫‪ ... ...‬جاعتنا كيما ينالوا الحارما ‪ ...‬كذبتم وبيت ال نبزى ممدا ‪ ...‬ولا تروا يوما لدى الشعب قائما‬
‫قال ابن هشام وبقي منها بيت تركناه‬
‫عزم الصديق على الجرة ال البشة‬
‫قال ابن اسحاق وقد كان أبو بكر الصديق رضي ال عنه كما حدثن ممد بن مسلم الزهري عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪94‬‬

‫عروة عن عائشة حي ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الذى ورأى من تظاهر قريش على رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ما رأى استأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الجرة‬
‫فاذن له فخرج أبو بكر رضي ال عنه مهاجرا حت إذا سار من مكة يوما أو يومي لقيه ابن الدغنة أخو بن الارث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو يومئذ سيد الحابيش قال الواقدي اسه‬
‫الارث بن يزيد أحد بن بكر من عبد مناة بن كنانة وقال السهيلي اسه مالك فقال إل أين يا أبا بكر قال أخرجن قومي وآذون وضيقوا علي قال ول فوال إنك لتزين العشية وتعي على‬
‫النوائب وتفعل العروف وتكسب العدوم أرجع فانك ف جواري فرجع معه حت إذا دخل مكة قام معه ابن الدغنة فقال يا معشر قريش إن قد أجرت ابن أب قحافة فل يعرض له أحد ال بي‬
‫قال فكفوا عنه قالت وكان لب بكر مسجد عند باب داره ف بن جح فكان يصلي فيه وكان رجل رقيقا إذا قرأ القرآن استبكى قالت فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لا يرون‬
‫من هيئته قال فمشى رجال من قريش إل ابن الدغنة فقالوا يا ابن الدغنة إنك ل تر هذا الرجل ليؤذينا إنه رجل إذا صلى وقرأ ما جاء به ممد يرق وكانت له هيئة ونن نتخوف على صبياننا‬
‫ونسائنا وضعفائنا أن يفتنهم فاته فمره بان يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء قالت فمشى ابن الدغنة اليه فقال يا أبا بكر إن ل أجرك لتؤذي قومك وقد كرهوا مكانك الذي أنت به وتأذوا بذلك‬
‫منك فادخل بيتك فاصنع فيه ما أحببت قال أو أرد عليك جوارك وأرضى بوار ال قال فأردد علي جواري قال قد رددته عليك قال فقام ابن الدغنة فقال يا معشر قريش إن ابن أب قحافة‬
‫قد رد علي جواري فشأنكم بصاحبكم وقد روى المام البخاري هذا الديث متفردا به وفيه زيادة حسنة فقال حدثنا يي بن بكي حدثنا الليث عن عقيل قال ابن هشام فاخبن عروة بن‬
‫الزبي أن عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت ل أعقل ابواي قط إل وها يدينان الدين ول ير علينا يوم إل يأتينا فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم طرف النهار بكرة وعشية فلما‬
‫ابتلى السلمون خرج أبو بكر مهاجرا نو أرض البشة حت اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجن قومي فاريد أن أسيح ف‬
‫الرض فاعبد رب فقال ابن الدغنة فان مثلك يا أبا بكر ل يرج ول يرج مثله إنك تكسب العدوم وتصل الرحم وتمل الكل وتقري الضيف وتعي على نوائب الق وأنا لك جار فارجع‬
‫فاعبد ربك ببلدك فرجع وارتل معه ابن الدغنة وطاف ابن الدغنة عشية ف اشراف قريش فقال لم إن أبا بكر ل يرج مثله ول يرج أترجون رجل يكسب العدوم ويصل الرحم ويمل‬
‫الكل ويقري الضيف ويعي على نوائب الق فلم يكذب قريش بوار ابن الدغنة وقالوا لبن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه ف داره ويصل فيها ويقرأ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪95‬‬

‫ما شاء ول يؤذينا بذلك ول يستعلن به فانا نشى أن يفت نساءنا وأبناءنا فقال ابن الدغنة ذلك لب بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه ف داره ول يستعلن بصلته ول يقرأ ف غي داره ث بدا‬
‫لب بكر فابتن مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأن القرآن فكان نساء الشركي وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون اليه وكان أبو بكر رجل بكاء ل يلك عينيه إذا قرأ القرآن فافزع‬
‫ذلك اشراف قريش من الشركي فارسلوا ال ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بوارك على أن يعبد ربه ف داره فقد جاوز ذلك فابتن مسجدا بفناء داره فاعلن ف الصلة‬
‫والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتت أبناؤنا ونساؤنا فانه فان أحب على أن يقتصر ان يعبد ربه ف داره فعل وإن أب إل أن يعلن ذلك فسله أن يرد عليك ذمتك فانا قد كرهنا نفرك ولسنا‬
‫مقرين لب بكر الستعلن قالت عائشة فاتى ابن الدغنة إل أب بكر فقال قد علمت الذي قد عاقدت عليه قريش فاما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إل ذمت فان ل أحب أن تسمع‬
‫العرب أن أخفرت ف رجل عقدت له فقال أبو بكر فإن أرد عليك جوارك وأرضى بوار ال عز وجل ث ذكر تام الديث ف هجرة أب بكر رضي ال عنه مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كما سيأت مبسوطا‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن عبد الرحن بن القاسم عن أبيه القاسم بن ممد بن أب بكر الصديق قال لقيه يعن أبا بكر الصديق حي خرج من جوار ابن الدغنة سفيه من سفهاء قريش وهو عامد‬
‫إل الكعبة فحثا على رأسه ترابا فمر بأب بكر الوليد بن الغية أو العاص بن وائل فقال له أبو بكر رضي ال عنه أل ترى ما يصنع هذا السفيه فقال أنت فعلت ذلك بنفسك وهو يقول أي‬
‫رب ما أحلمك أي رب ما أحلمك أي رب ما أحلمك فصل‬
‫كل هذه القصص ذكرها ابن اسحاق معترضا با بي تعاقد قريش على بن هاشم وبن الطلب وكتابتهم عليهم الصحيفة وحصرهم إياهم ف الشعب وبي‬
‫نقض الصحيفة‬
‫وما كان من أمرها وهي أمور مناسبة لذا الوقت ولذا قال الشافعي رحه ال من أراد الغازي فهو عيال على ابن اسحاق نقض الصحيفة‬
‫قال ابن اسحاق هذا وبنو هاشم وبنو الطلب ف منلم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪96‬‬

‫ف الصحيفة الت كتبوها ث أنه قام ف نقض الصحيفة نفر من قريش ول يبل فيها أحدا أحسن من بلء هشام بن عمرو بن الارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي‬
‫وذلك أنه كان ابن اخي نضلة بن هشام بن عبد مناف لمه وكان هشام لبن هاشم واصل وكان ذا شرف ف قومه فكان فيما بلغن يأت بالبعي وبنو هاشم وبنو الطلب ف الشعب ليل قد‬
‫أوقره طعاما حت إذا بلغ فم الشعب خلع خطامه من رأسه ث ضرب على جبينه فدخل الشعب عليهم ث يأت به قد أوقره برا فيفعل به مثل ذلك ث أنه مشى إل زهي بن أب أمية بن الغية بن‬
‫عبد ال ابن عمرو بن مزوم وكانت أمه عاتكة بنت عبد الطلب فقال يا زهي أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث علمت ل يباعون ول يبتاع منهم ول‬
‫ينكحون ول ينكح اليهم أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن هشام ث دعوته إل مثل ما دعاك اليه منهم ما أجابك إليه أبدا قال ويك يا هشام فماذا أصنع إنا أنا رجل واحد‬
‫وال لو كان معي رجل آخر لقمت ف نقضها قال قد وجدت رجل قال من هو قال أنا قال له زهي أبغنا ثالثا فذهب إل الطعم بن عدي فقال له يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بن‬
‫عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما وال لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنم اليها منكم سراعا قال ويك فماذا أصنع إنا أنا رجل واحد قال قد وجدت لك ثانيا قال من‬
‫قال أنا قال أبغنا ثالثا قال قد فعلت قال من هو قال زهي بن أب أمية قال أبغنا رابعا فذهب ال أب البختري بن هشام فقال نو ما قال للمطعم بن عدي فقال وهل تد أحدا يعي على هذا قال‬
‫نعم قال من هو قال زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك قال ابغنا خامسا فذهب إل زمعة بن السود بن الطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم فقال له وهل على هذا المر‬
‫الذي تدعون اليه من أحد قال نعم ث سى القوم فاتعدوا حطم الجون ليل باعل مكة فاجتمعوا هنالك وأجعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام ف الصحيفة حت ينقضوها وقال زهي أنا أبدؤكم‬
‫فاكون أول من يتكلم فلما أصبحوا غدوا إل أنديتهم وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة فطاف بالبيت سبعا ث أقبل على الناس فقال يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى‬
‫ل يبتاعون ول يبتاع منهم وال ل أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالة قال أبو جهل وكان ف ناحية السجد وال ل تشق قال زمعة بن السود أنت وال أكذب ما رضينا كتابا حي‬
‫كتبت قال أبو البختري صدق زمعة ل نرضى ما كتب فيها ول نقر به قال الطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غي ذلك نبأ إل ال منها وما كتب فيها قال هشام بن عمرو نوا من‬
‫ذلك قال أبو جهل هذا أمر قد قضى بليل تشور فيه بغي هذا الكان وأبو طالب جالس ف ناحية السجد‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪97‬‬

‫وقام الطعم بن عدي إل الصحيفة ليشقها فوجد الرضة قد أكلتها إل باسك اللهم وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة فشلت يده فيما يزعمون‬
‫قال ابن هشام وذكر بعض أهل العلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب طالب يا عم إن ال قد سلط الرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسا هو ل إل أثبتته فيها ونفت منها‬
‫الظلم والقطيعة والبهتان فقال أربك أخبك بذا قال نعم قال فوال ما يدخل عليك أحد ث خرج إل قريش فقال يا معشر قريش إن ابن أخي قد أخبن بكذا وكذا فهلم صحيفتكم فإن كانت‬
‫كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها وإن كان كاذبا دفعت اليكم ابن اخي فقال القوم قد رضينا فتعاقدوا على ذلك ث نظروا فاذا هي كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فزادهم‬
‫ذلك شرا فعند ذلك صنع الرهط من قريش ف نقض الصحيفة ما صنعوا‬
‫قال ابن اسحاق فلما مزقت وبطل ما فيها قال أبو طالب فيما كان من أمر أولئك القوم الذين قاموا ف نقض الصحيفة يدحهم ‪ ...‬أل هل أتى برينا صنع ربنا ‪ ...‬على نأيهم وال بالناس أرود‬
‫‪ ...‬فيخبهم أن الصحيفة مزقت ‪ ...‬وأن كل ما ل يرضه ال مفسد ‪ ...‬تراوحها إفك وسحر ممع ‪ ...‬ول يلف سحرا آخر الدهر يصعد ‪ ...‬تداعى لا من ليس فيها بقرقر ‪ ...‬فطائرها ف‬
‫رأسها يتردد ‪ ...‬وكانت كفاء وقعة باثيمة ‪ ...‬ليقطع منها ساعد ومقلد ‪ ...‬ويظعن أهل الكتي فيهربوا ‪ ...‬فرائصهم من خشية الشر ترعد ‪ ...‬ويترك حراث يقلب أمره ‪ ...‬أيتهم فيها عند‬
‫ذلك وينجد ‪ [ ...‬وتصعد بي الخشبي كتيبة ‪ ...‬لا حدج سهم وقوس ومرهد ] ‪ ...‬فمن ينش من ضار مكة عزة ‪ ...‬فعزتنا ف بطن مكة أتلد ‪ ...‬نشأنا با والناس فيها قلئل ‪ ...‬فلم‬
‫ننفكك نزداد خيا ونمد ‪ ...‬ونطعم حت يترك الناس فضلهم ‪ ...‬إذا جعلت أيدي الفيضي ترعد ‪ ...‬جزى ال رهطا بالجون تمعوا ‪ ...‬على ملء يهدي لزم ويرشد ‪ ...‬قعودا لذي حطم‬
‫الجون كأنم ‪ ...‬مقاولة بل هم أعز وأمد ‪ ...‬أعان عليها كل صقر كأنه ‪ ...‬إذا ما مشى ف رفرف الدرع أحرد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪98‬‬

‫جريء على جل الطوب كأنه ‪ ...‬شهاب بكفي قابس يتوقد ‪ ...‬من الكرمي من لؤي بن غالب ‪ ...‬اذا سيم خسفا وجهه يتربد ‪ ...‬طويل النجاد خارج نصف ساقه ‪ ...‬على وجهه يسقي‬
‫الغمام ويسعد ‪ ...‬عظيم الرماد سيد وابن سيد ‪ ...‬يض على مقري الضيوف ويشد ‪ ...‬ويبن لبناء العشية صالا ‪ ...‬اذا نن طفنا ف البلد ويهد ‪ ...‬ألظ بذا الصلح كل مبأ ‪ ...‬عظيم‬
‫اللواء أمره ث يمد ‪ ...‬قضوا ما قضوا ف ليلهم ث أصبحوا ‪ ...‬على مهل وسائر الناس رقد ‪ ...‬هم رجعوا سهل بن بيضاء راضيا ‪ ...‬وسر أبو بكر با وممد ‪ ...‬مت شرك القوام ف حل‬
‫أمرنا ‪ ...‬وكنا قديا قبلها نتودد ‪ ...‬وكنا قديا ل نقر ظلمة ‪ ...‬وندرك ما شئنا ول نتشدد ‪ ...‬فيال قصي هل لكم ف نفوسكم ‪ ...‬وهل لكم فيما ييء به غد ‪ ...‬فإن وإياكم كما قال قائل‬
‫‪ ... ...‬لديك البيان لو تكلمت أسود‬
‫[ قال السهيلي أسود اسم جبل قتل به قتيل ول يعرف قاتله فقال أولياء القتول لديك البيان لو تكلمت أسود أي يا أسود لو تكلمت لبنت لنا عمن قتله ]‬
‫ث ذكر ابن اسحاق شعر حسان يدح الطعم بن عدي وهشام بن عمرو لقيامهما ف نقض الصحيفة الظالة الفاجرة الغاشة وقد ذكر الموي ههنا أشعارا كثية اكتفينا با أورده ابن اسحاق‬
‫وقال الواقدي سألت ممد بن صال وعبد الرحن بن عبد العزيز مت خرج بنو هاشم من الشعب قال ف السنة العاشرة يعن من البعثة قبل الجرة بثلث سني‬
‫قلت وف هذه السنة بعد خروجهم توف أبو طالب عم رسول ال صلى ال عليه وسلم وزوجته خدية بنت خويلد رضي ال عنها كما سيأت بيان ذلك إن شاء ال تعال فصل‬
‫وقد ذكر ممد بن اسحاق رحه ال بعد إبطال الصحيفة قصصا كثية تتضمن نصب عداوة قريش لرسول ال صلى ال عليه وسلم وتنفي أحياء العرب والقادمي إل مكة لج أو عمرة أو غي‬
‫ذلك منه وإظهار ال العجزات على يديه دللة على صدقه فيما جاءهم به من البينات والدى وتكذيبنا لم فيما يرمونه من البغي والعدوان والكر والداع ويرمونه من النون والسحر‬
‫والكهانة والتقول وال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪99‬‬

‫غالب على أمره فذكر قصة الطفيل بن عمرو الدوسي مرسلة وكان سيدا مطاعا شريفا ف دوس وكان قد قدم مكة فاجتمع به اشراف قريش وحذروه من رسول ال ونوه أن يتمع به أو‬
‫يسمع كلمه قال فوال ما زالوا ب حت أجعت أن ل أسع منه شيئا ول أكلمه حت حشوت أذن حي غدوت إل السجد كرسفا فرقا من أن يبلغن شيء من قوله وأنا ل أريد أن اسعه قال‬
‫فغدوت ال السجد فاذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة قال فقمت منه قريبا فاب ال إل أن يسمعن بعض قوله قال فسمعت كلما حسنا قال فقلت ف نفسي واتكل‬
‫امي وال إن لرجل لبيب شاعر ما يفى علي السن من القبيح فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما يقول فان كان الذي يأت به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته قال فمكثت حت انصرف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بيته دخلت عليه فقلت يا ممد إن قومك قالوا ل كذا وكذا الذي قالوا قال فوال ما برحوا ب يوفونن أمرك حت سددت أذن بكرسف لئل اسع قولك‬
‫ث اب ال إل أن يسمعن قولك فسمعت قول حسنا فاعرض علي أمرك قال فعرض علي رسول ال صلى ال عليه وسلم السلم وتل علي القرآن فل وال ما سعت قول قط احسن منه ول‬
‫أمرا أعدل منه قال فاسلمت وشهدت شهادة الق وقلت يا نب ال إن امرؤ مطاع ف قومي وإن راجع اليهم وداعيهم إل السلم فادع ال أن يعل ل آية تكون ل عونا عليهم فيما أدعوهم‬
‫اليه قال فقال اللهم اجعل له آية قال فخرجت ال قومي حت إذا كنت بثنية تطلعن على الاضر وقع بي عين نور مثل الصباح قال فقلت اللهم ف غي وجهي فان اخشى أن يظنوا با مثلة‬
‫وقعت ف وجهي لفراقي دينهم قال فتحول فوقع ف رأس سوطي قال فجعل الاضرون يتراؤن ذلك النور ف رأس سوطي كالقنديل العلق وأنا أتبط عليهم من الثنية حت جئتهم فأصبحت‬
‫فيهم فلما نزلت أتان أب وكان شيخا كبيا فقلت اليك عن يا ابة فلست منك ولست من قال ول يا بن قال قلت أسلمت وتابعت دين ممد صلى ال عليه وسلم قال أي بن فدينك دين‬
‫فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ث ائتن حت أعلمك ما علمت قال فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ث جاء فعرضت عليه السلم فاسلم قال ث أتتن صاحبت فقلت اليك عن فلست منك‬
‫ولست من قالت ول بأب أنت وأمي قال قلت فرق بين وبينك السلم وتابعت دين ممد صلى ال عليه وسلم قالت فدين دينك قال فقلت فاذهب إل حى ذي الشرى فتطهري منه وكان‬
‫ذو الشرى صنما لدوس وكان المى حى حوه حوله به وشل من ماء يهبط من جبل قالت بأب أنت وأمي أتشى على الصبية من ذي الشرى شيئا قلت ل أنا ضامن لذلك قال فذهبت‬
‫فاغتسلت ث جاءت فعرضت عليها السلم فاسلمت ث دعوت دوسا إل السلم فابطؤا علي ث جئت رسول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪100‬‬

‫ال صلى ال عليه وسلم بكة فقلت يا رسول ال إنه قد غلبن على دوس الزنا فادع ال عليهم قال اللهم اهد دوسا ارجع إل قومك فادعهم وارفق بم قال فلم أزل بارض دوس أدعوهم إل‬
‫السلم حت هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة ومضى بدر وأحد والندق ث قدمت على رسول ال صلى ال عليه وسلم بن أسلم معي من قومي ورسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بيب حت نزلت الدينة بسبعي أو ثاني بيتا من دوس فلحقنا برسول ال صلى ال عليه وسلم بيب فاسهم لنا مع السلمي ث ل أزل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت فتح ال‬
‫عليه مكة فقلت يا رسول ال ابعثن إل ذي الكفي صنم عمرو بن حمة حت أحرقه قال ابن اسحاق فخرج اليه فجعل الطفيل وهو يوقد عليه النار يقول ‪ ...‬ياذا الكفي لست من عبادكا ‪...‬‬
‫‪ ...‬ميلدنا أقدم من ميلدكا ‪ ...‬إن حشوت النار ف فؤادكا‬
‫قال ث رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان معه بالدينة حت قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما أرتدت العرب خرج الطفيل مع السلمي فسار معهم حت فرغوا من طليحة ومن‬
‫أرض ند كلها ث سار مع السلمي إل اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فرأى رؤيا وهو متوجه إل اليمامة فقال لصحابه إن قد رأيت رؤيا فاعبوها ل رأيت أن رأسي حلق وأنه خرج من‬
‫فمي طائر وأنه لقيتن امرأة فادخلتن ف فرجها وأرى ابن يطلبن طلبا حثيثا ث رأيته حبس عن قالوا خيا قال أما أنا وال فقد أولتها قالوا ماذا قال اما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي‬
‫خرج منه فروحي واما الرأة الت أدخلتن ف فرجها فالرض تفر ل فأغيب فيها وأما طلب ابن إياي ث حبسه عن فإن أراه سيجتهد أن يصيبه ما أصابن فقتل رحه ال تعال شهيدا باليمامة‬
‫وجرح ابنه جراحة شديدة ث استبل منها ث قتل عام اليموك زمن عمر شهيدا رحه ال هكذا ذكر ممد بن اسحاق قصة الطفيل بن عمرو مرسلة بل اسناد ولبه شاهد ف الديث الصحيح‬
‫قال المام احد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة قال لا قدم الطفيل وأصحابه على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن دوسا قد استعصت قال اللهم‬
‫اهد دوسا وائت بم رواه البخاري عن أب نعيم عن سفيان الثوري وقال المام أحد حدثنا يزيد أنبأنا ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه قال قدم الطفيل بن عمرو‬
‫الدوسي وأصحابه فقالوا يا رسول ال إن دوسا قد عصمت وابت فادع ال عليها قال أبو هريرة فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه فقلت هلكت دوس فقال اللهم اهد دوسا وائت‬
‫بم اسناد جيد ول يرجوه وقال المام احد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حاد بن زيد عن حجاج الصواف عن أب الزبي عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال يا رسول ال هل لك ف حصن حصي ومنعة قال حصن كان لدوس ف الاهلية فأب ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪101‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم للذي ذخر ال للنصار فلما هاجر النب صلى ال عليه وسلم إل الدينة هاجر اليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا الدينة فمرض فجزع‬
‫فأخذ مشاقص فقطع با براجه فشخبت يداه فما رقأ الدم حت مات فرآه الطفيل بن عمرو ف منامه ف هيئة حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع ربك بك فقال غفر ل بجرت إل نبيه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال فما ل أراك مغطيا يديك قال قيل ل لن يصلح منك ما أفسدت قال فقصها الطفيل على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اللهم‬
‫وليديه فاغفر رواه مسلم عن أب بكر بن اب شيبة واسحاق بن ابراهيم كلها عن سليمان ابن حرب به فإن قيل فما المع بي هذا الديث وبي ما ثبت ف الصحيحي من طريق السن عن‬
‫جندب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز با يده فما رقأ الدم حت مات فقال ال عز وجل عبدي بادرن بنفسه فحرمت‬
‫عليه النة فالواب من وجوه أحدها أنه قد يكون ذاك مشركا وهذا مؤمن ويكون قد جعل هذا الصنيع سببا مستقل ف دخوله النار وإن كان شركه مستقل إل أنه نبه على هذا لتعتب أمته‬
‫الثان قد يكون هذاك عالا بالتحري وهذا غي عال لداثة عهده بالسلم الثالث قد يكون ذاك فعله مستحل له وهذا ل يكن مستحل بل مطئا الرابع قد يكون أراد ذاك بصنيعه الذكور أن‬
‫يقتل نفسه بلف هذا فإنه يوز أنه ل يقصد قتل نفسه وإنا أراد غي ذلك الامس قد يكون هذاك قليل السنات فلم تقاوم كب ذنبه الذكور فدخل النار وهذا قد يكون كثي السنات‬
‫فقاومت الذنب فلم يلج النار بل غفر له بالجرة إل نبيه صلى ال عليه وسلم ولكن بقي الشي ف يده فقط وحسنت هيئة سائره فغطى الشي منه فلما رآه الطفيل بن عمرو مغطيا يديه قال له‬
‫مالك قال قيل ل لن يصلح منك ما أفسدت فلما قصها الطفيل على رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا له فقال اللهم وليديه فاغفر أي فأصلح منها ما كان فاسدا والحقق أن ال استجاب‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم ف صاحب الطفيل بن عمرو‬
‫قصة أعشى بن قيس‬
‫قال ابن هشام حدثن خلد بن قرة بن خالد السدوسي وغيه من مشايخ بكر بن وائل عن أهل العلم أن أعشى بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل خرج إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يريد السلم فقال يدح النب صلى ال عليه وسلم ‪ ...‬أل تغتمض عيناك ليلة أرمدا ‪ ...‬وبت كما بات السليم مسهدا ‪ ...‬وما ذاك من عشق النساء وإنا ‪...‬‬
‫تناسيت قبل اليوم خلة مهددا ‪ ...‬ولكن أرى الدهر الذي هو خائن ‪ ...‬اذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪102‬‬

‫كهول وشبانا فقدت وثروة ‪ ...‬فلله هذا الدهر كي ترددا ‪ ...‬وما زلت أبغي الال مذأنا يافع ‪ ...‬وليدا وكهل حي شبت وأمردا ‪ ...‬وأبتذل العيس الراقيل تعتلي ‪ ...‬مسافة ما بي النجي‬
‫فصرخدا ‪ ...‬أل أيهذا السائلي أين يمت ‪ ...‬فإن لا ف أهل يثرب موعدا ‪ ...‬فإن تسأل عن فيا رب سائل ‪ ...‬حفي عن العشى به حيث أصعدا ‪ ...‬أجدت برجليها النجاد وراجعت ‪...‬‬
‫يداها خناقا لينا غي أحردا ‪ ...‬وفيها إذا ما هجرت عجرفية ‪ ...‬إذا خلت حرباء الظهية أصيدا ‪ ...‬وآليت ل آوي لا من كللة ‪ ...‬ول من حفي حت تلقي ممدا ‪ ...‬مت ما تناخي عند‬
‫باب ابن هاشم ‪ ...‬تراحي وتلقي من فواضله ندى ‪ ...‬نب يرى مال ترون وذكره ‪ ...‬أغار لعمري ف البلد وأندا ‪ ...‬له صدقات ما تغب ونائل ‪ ...‬فليس عطاء اليوم مانعه غدا ‪ ...‬أجدك ل‬
‫تسمع وصاة ممد ‪ ...‬نب الله حيث أوصى وأشهدا ‪ ...‬اذا أنت ل ترحل بزاد من التقى ‪ ...‬ولقيت بعد الوت من قد تزودا ‪ ...‬ندمت على أن ل تكون كمثله ‪ ...‬فترصد للمر الذي كان‬
‫أرصدا ‪ ...‬فإياك واليتات ل تقربنها ‪ ...‬ول تأخذن سهما حديدا لتقصدا ‪ ...‬وذا النصب النصوب ل تنسكنه ‪ ...‬ول تعبد الوثان وال فاعبدا ‪ ...‬ول تقربن جارة كان سرها ‪ ...‬عليك‬
‫حراما فانكحن أو تأبدا ‪ ...‬وذا الرحم القرب فل تقطعنه ‪ ...‬لعاقبة ول السي القيدا ‪ ...‬وسبح على حي العشية والضحى ‪ ...‬ول تمد الشيطان وال فاحدا ‪ ...‬ول تسخرن من بائس ذي‬
‫‪ ...‬ضرارة ‪ ...‬ول تسب الال للمرء ملدا‬
‫قال ابن هشام فلما كان بكة أو قريب منها اعترضه بعض الشركي من قريش فسأله عن أمره فاخبه أنه جاء يريد رسول ال صلى ال عليه وسلم ليسلم فقال له يا أبا بصي إنه يرم الزنا‬
‫فقال العشى وال إن ذلك لمر مال فيه من أرب فقال يا ابا بصي إنه يرم المر فقال العشى أما هذه فوال إن ف نفسي منها العللت ولكن منصرف فاتروى منها عامي هذا ث آته‬
‫فاسلم فانصرف فمات ف عامه ذلك ول يعد إل النب صلى ال عليه وسلم هكذا أورد ابن هشام هذه القصة ههنا وهو كثي الؤاخذات لحمد بن اسحاق رحه ال وهذا ما يؤاخذ به ابن‬
‫هشام رحه ال فان المر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪103‬‬

‫إنا حرمت بالدينة بعد وقعة بن النضي كما سيأت بيانه فالظاهر أن عزم العشى على القدوم للسلم إنا كان بعد الجرة وف شعره ما يدل على ذلك وهو قوله ‪ ...‬أل أيها ذا السائلي أين‬
‫‪ ...‬يمت ‪ ...‬فان لا ف أهل يثرب موعدا‬
‫وكان النسب والليق بابن هشام أن يؤخر ذكر هذه القصة ال ما بعد الجرة ول يوردها هاهنا وال أعلم قال السهيلي وهذه غفلة من ابن هشام ومن تابعه فإن الناس ممعون على أن المر‬
‫ل ينل تريها إل ف الدينة بعد أحد وقد قال وقيل إن القائل للعشى هو أبو جهل بن هشام ف دار عتبة بن ربيعة وذكر أبو عبيدة أن القائل له ذلك هو عامر بن الطفيل ف بلد قيس وهو‬
‫مقبل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال وقوله ث آته فأسلم ل يرجه عن كفره بل خلف وال أعلم‬
‫ث ذكر ابن اسحاق هاهنا قصة الراشي وكيف استعدى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من أب جهل ف ثن المل الذي ابتاعه منه وكيف أذل ال أبا جهل وأرغم أنفه حت أعطاه ثنه ف‬
‫الساعة الراهنة وقد قدمنا ذلك ف ابتداء الوحي وما كان من أذية الشركي عند ذلك‬
‫قصة مصارعة ركانة‬
‫وكيف أراه الشجرة الت دعاها فأقبلت صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن أب اسحاق بن يسار قال وكان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن الطلب بن عبد مناف أشد قريشا فخل يوما برسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض شعاب مكة‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم يا ركانة أل تتقي ال وتقبل ما أدعوك اليه قال إن لو أعلم أن الذي تقول حق لتبعتك فقال له رسول ال أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق‬
‫قال نعم قال فقم حت أصارعك قال فقام ركانة اليه فصارعه فلما بطش به رسول ال صلى ال عليه وسلم أضجعه ل يلك من نفسه شيئا ث قال عد يا ممد فعاد فصرعه فقال يا ممد وال‬
‫إن هذا للعجب أتصرعن قال وأعجب من ذلك ان شئت أريكه إن اتقيت ال واتبعت أمري قال وما هو قال أدعو لك هذه الشجرة الت ترى فتأتين قال فادعها فدعاها فأقبلت حت وقفت‬
‫بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لا ارجعي ال مكانك فرجعت ال مكانا قال فذهب ركانة ال قومه فقال يا بن عبد مناف ساحروا صاحبكم أهل الرض فوال ما رأيت أسحر‬
‫منه قط ث أخبهم بالذي رأى والذي صنع‬
‫هكذا روى ابن اسحاق هذه القصة مرسلة بذا البيان وقد روى أبو داود والترمذي من حديث أب السن العسقلن عن أب جعفر بن ممد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فصرعه النب صلى ال عليه وسلم ث قال الترمذي غريب ول نعرف أبا السن ول ابن ركانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪104‬‬

‫قلت وقد روى أبو بكر الشافعي بإسناد جيد عن ابن عباس رضي ال عنهما أن يزيد بن ركانة صارع النب صلى ال عليه وسلم فصرعه النب صلى ال عليه وسلم ثلث مرات كل مرة على‬
‫مائة من الغنم فلما كان ف الثالثة قال يا ممد ما وضع ظهري ال الرض أحد قبلك وما كان أحد ابغض إل منك وأنا أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول ال فقام عنه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ورد عليه غنمه‬
‫وأما قصة دعائه الشجرة فأقبلت فسيأت ف كتاب دلئل النبوة بعد السية من طرق جيدة صحيحة ف مرات متعددة ان شاء ال وبه الثقة وقد تقدم ذلك عن أب الشدين أنه صارع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فصرعه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ذكر ابن اسحاق قصة قدوم النصارى من أهل البشة نوا من عشرين راكبا ال مكة فأسلموا عن آخرهم وقد تقدم ذلك بعد‬
‫قصة النجاشي ول المد والنة‬
‫قال ابن اسحاق وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا جلس ف السجد يلس اليه الستضعفون من أصحابه خباب وعمار وأبو فكيهة ويسار مول صفوان بن أمية وصهيب وأشباههم من‬
‫السلمي هزئت بم قريش وقال بعضهم لبعض هؤلء أصحابه كما ترون أهؤلء من ال عليهم من بيننا بالدى ودين الق لو كان ما جاء به ممد خيا ما سبقنا هؤلء اليه وما خصهم ال به‬
‫دوننا فأنزل ال عز وجل فيهم ول تطرد الذين يدعون ربم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالي‬
‫وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء من ال عليهم من بيننا أليس ال باعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحة إنه من عمل منكم‬
‫سوءا بهالة ث تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم قال وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم كثيا ما يلس عند الروة إل مبيعة غلم نصران يقال له جب عبد لبن الضرمي وكانوا‬
‫يقولون وال ما يعلم ممدا كثيا ما يأت به الجب فأنزل ال تعال ف ذلك من قولم إنا يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عرب مبي ث ذكر نزول سورة الكوثر ف‬
‫العاص بن وائل حي قال عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنه أبتر أي ل عقب له فاذا مات انقطع ذكره فقال ال تعال إن شانئك هو البتر أي القطوع الذكر بعده ولو خلف الوفا من‬
‫النسل والذرية وليس الذكر والصيت ولسان صدق بكثرة الولد والنسال والعقب وقد تكلمنا على هذه السورة ف التفسي ول المد وقد روى عن أب جعفر الباقر أن العاص بن وائل انا‬
‫قال ذلك حي مات القاسم بن النب صلى ال عليه وسلم وكان قد بلغ أن يركب الدابة ويسي على النجيبة ث ذكر نزول قوله وقالوا لول أنزل عليه ملك ولو أنزلنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪105‬‬

‫ملكا لقضي المر وذلك بسبب قول أب بن خلف وزمعة بن السود والعاص بن وائل والنضر ابن الارث لول أنزل عليك ملك يكلم الناس عنك‬
‫قال ابن اسحاق ومر رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغنا بالوليد بن الغية وأمية بن خلف وأب جهل ابن هشام فهمزوه واستهزؤا به فغاظه ذلك فأنزل ال تعال ف ذلك من أمرهم ولقد‬
‫استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن‬
‫قلت وقال ال تعال ولقد استهزئ برسل من قبلك فصبوا على ما كذبوا وأوذوا حت أتاهم نصرنا ول مبدل لكلمات ال ولقد جاءك من نبأ الرسلي وقال تعال إنا كفيناك الستهزئي قال‬
‫سفيان عن جعفر بن اياس عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال الستهزؤن الوليد بن الغية والسود بن عبد يغوث الزهري والسود بن الطلب أبو زمعة والارث بن عيطل والعاص بن وائل‬
‫السهمي فأتاه جبيل فشكاهم اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأراه الوليد فأشار جبيل ال انله وقال كفيته ث أراه السود بن الطلب فأومأ الىعنقه وقال كفيته ث أراه السود بن عبد‬
‫يغوث فأومأ ال رأسه وقال كفيته ث أراه الارث بن عيطل فأومأ ال بطنه وقال كفيته ومر به العاص بن وائل فاومأ ال اخصه وقال كفيته فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبل له‬
‫فأصاب أنله فقطعها وأما السود بن عبد يغوث فخرج ف رأسه قروح فمات منها وأما السود ابن الطلب فعمى وكان سبب ذلك أنه نزل تت سرة فجعل يقول يا بن أل تدفعون عن قد‬
‫قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا وجعل يقول يا بن أل تنعون عن قد هلكت ها هو ذا الطعن بالشوك ف عين فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حت عميت عيناه وأما الارث‬
‫بن عيطل فأخذه الاء الصفر ف بطنه حت خرج خرؤه من فيه فمات منها وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل ف رأسه شبقة حت امتلت منها فمات منها وقال غيه ف هذا‬
‫الديث فركب ال الطائف على حار فربض به على شبقة يعن شوكة فدخلت ف أخص قدمه شوكة فقتلته رواه البيهقي بنحو من هذا السياق‬
‫وقال ابن اسحاق وكان عظماء الستهزئي كما حدثن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبي خسة نفر وكانوا ذوي أسنان وشرف ف قومهم السود بن الطلب أبو زمعة دعا عليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال اللهم أعم بصره وأثكله ولده والسود بن عبد يغوث والوليد بن الغية والعاص بن وائل والارث بن الطلطلة وذكر أن ال تعال أنزل فيهم فاصدع با تؤمر‬
‫وأعرض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪106‬‬

‫عن الشركي إنا كفيناك الستهزئي الذين يعلون مع ال إلآ آخر فسوف يعلمون وذكر أن جبيل أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهم يطوفون بالبيت فقام وقام رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إل جنبه فمر به السود ابن الطلب فرمى ف وجهه بورقة خضراء فعمي ومر به السود بن عبد يغوث فأشار ال بطنه فاستسقى باطنه فمات منه حبنا ومر به الوليد بن الغية فأشار‬
‫إل أثر جرح بأسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسني من مروره برجل يريش نبل له من خزاعة فتعلق سهم بازاره فخدشه خدشا يسيا فانتقض بعد ذلك فمات ومر به العاص بن وائل فأشار‬
‫إل أخص رجله فخرج على حار له يريد الطائف فربض به على شبقة فدخلت ف اخص رجله شوكة فقتلته ومر به الارث بن الطلطل فاشار ال رأسه فامتحض قيحا فقتله‬
‫ث ذكر ابن اسحاق أن الوليد بن الغية لا حضره الوت أوصى بنيه الثلثة وهم خالد وهشام والوليد فقال لم أي بن أوصيكم بثلث دمي ف خزاعة فل تطلوه وال إن لعلم أنم منه براء‬
‫ولكن اخشى أن تسبوا به بعد اليوم ورباي ف ثقيف فل تدعوه حت تأخذوه وعقري عند أب أزيهر الدوسي فل يفوتنكم به وكان أبو أزيهر قد زوج الوليد بنتا له ث امسكها عنه فلم يدخلها‬
‫عليه حت مات وكان قد قبض عقرها منه وهو صداقها فلما مات الوليد وثبت بنو مزوم على خزاعة يلتمسون منهم عقل الوليد وقالوا انا قتله سهم صاحبكم فأبت عليهم خزاعة ذلك حت‬
‫تقاولوا أشعارا وغلظ بينهم المر ث أعطتهم خزاعة بعض العقل واصطلحوا وتاجزوا‬
‫قال ابن اسحاق ث عدا هشام بن الوليد على أب أزيهر وهو بسوق ذي الجاز فقتله وكان شريفا ف قومه وكانت ابنته تت أب سفيان وذلك بعد بدر فعمد يزيد بن أب سفيان فجمع الناس‬
‫لبن مزوم وكان أبوه غائبا فلما جاء أبو سفيان غاظه ما صنع ابنه يزيد فلمه على ذلك وضربه وودى أبا أزيهر وقال لبنه أعمدت إل أن تقتل قريش بعضها بعضا ف رجل من دوس وكتب‬
‫حسان بن ثابت قصيدة له يض أبا سفيان ف دم أب أزيهر فقال بئس ما ظن حسان أن يقتل بعضنا بعضا وقد ذهب أشرافنا يوم بدر ولا أسلم خالد بن الوليد وشهد الطائف مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم سأله ف ربا أبيه من أهل الطائف‬
‫قال ابن اسحاق فذكر ل بعض أهل العلم إن هؤلء اليات نزلن ف ذلك يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمني وما بعدها‬
‫قال ابن اسحاق ول يكن ف بن أزيهر ثأر نعلمه حت حجر السلم بي الناس إل أن ضرار ابن الطاب بن مرداس السلمي خرج ف نفر من قريش إل أرض دوس فنلوا على امرأة يقال لا‬
‫أم غيلن مولة لدوس وكانت تشط النساء وتهز العرائس فأرادت دوس قتلهم بأب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪107‬‬

‫أزيهر فقامت دونه أم غيلن ونسوة كن معها حت منعتهم قال السهيلي يقال إنا أدخلته بي درعها وبدنا‬
‫قال ابن هشام فلما كانت أيام عمر بن الطاب أتته أم غيلن وهي ترى أن ضرارا أخوه فقال لا عمر لست بأخيه ال ف السلم وقد عرفت منتك عليه فاعطاها على أنا بنت سبيل‬
‫قال ابن هشام وكان ضرار بن الطاب لق عمر بن الطاب يوم أحد فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول انج يا ابن الطاب ل أقتلك فكان عمر يعرفها له بعد السلم رضي ال عنهما فصل‬
‫وذكر البيهقي ها هنا دعاء النب صلى ال عليه وسلم على قريش حي استعصت عليه بسبع مثل سبع يوسف وأورد ما أخرجاه ف الصحيحي من طريق العمش عن مسلم بن صبيح عن‬
‫مسروق عن ابن مسعود قال خس مضي اللزام والروم والدخان والبطشة والقمر وف رواية عن ابن مسعود قال إن قريشا لا استعصت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبطئوا عن‬
‫السلم قال اللهم أعن عليهم بسبع كسبع يوسف قال فاصابتهم سنة حت فحصت كل شيء حت أكلوا اليف واليتة وحت أن أحدهم كان يرى ما بينه وبي السماء كهيئة الدخان من‬
‫الوع ث دعا فكشف ال عنهم ث قرأ عبد ال هذه الية إنا كاشفوا العذاب قليل انكم عائدون قال فعادوا فكفروا فأخروا إل يوم القيامة أو قال فأخروا إل يوم بدر قال عبد ال إن ذلك لو‬
‫كان يوم القيامة كان ل يكشف عنهم يوم نبطش البطشة الكبى انا منتقمون قال يوم بدر وف رواية عنه قال لا رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم من الناس ادبارا قال اللهم سبع كسبع‬
‫يوسف فاخذتم سنة حت أكلوا اليتة واللود والعظام فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة فقالوا يا ممد إنك تزعم أنك بعثت رحة وأن قومك قد هلكوا فادع ال لم فدعا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة الطر فقال اللهم حوالينا ول علينا فانذب السحاب عن رأسه فسقى الناس حولم قال لقد مضت آية الدخان وهو‬
‫الوع الذي أصابم وذلك قوله إنا كاشفوا العذاب قليل إنكم عائدون وآية الروم والبطشة الكبى وانشقاق القمر وذلك كله يوم بدر قال البيهقي يريد وال أعلم البطشة الكبى والدخان‬
‫وآية اللزام كلها حصلت ببدر قال وقد اشار البخاري إل هذه الرواية ث أورد من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال جاء أبو سفيان إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يستغيث من الوع لنم ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪108‬‬

‫يدوا شيئا حت أكلوا العهن فأنزل ال تعال ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون قال فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم حت فرج ال عنهم ث قال الافظ البيهقي‬
‫وقد روى ف قصة أب سفيان ما دل على أن ذلك بعد الجرة ولعله كان مرتي وال أعلم فصل‬
‫ث أورد البيهقي قصة فارس والروم ونزول قوله تعال آل غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ف بضع سني ل المر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال‬
‫ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ث روى من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أب عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال كان السلمون يبون ان يظهر الروم على فارس لنم أهل‬
‫كتاب وكان الشركون يبون أن تظهر فارس على الروم لنم أهل أوثان فذكر ذلك السلمون لب بكر فذكره أبو بكر للنب صلى ال عليه وسلم فقال أما أنم سيظهرون فذكر أبو بكر‬
‫ذلك للمشركي فقالوا إجعل بيننا وبينك أجل إن ظهروا كان لك كذا وكذا وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا فذكر ذلك أبو بكر للنب صلى ال عليه وسلم فقال أل جعلته أداة قال دون‬
‫العشر فظهرت الروم بعد ذلك‬
‫وقد أوردنا طرق هذا الديث ف التفسي وذكرنا أن الباحث أي الراهن لب بكر أمية ابن خلف وأن الرهن كان على خس قليص وأنه كان إل مدة فزاد فيها الصديق عن أمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وف الرهن وأن غلبة الروم على فارس كان يوم بدر أو كان يوم الديبية فال أعلم‬
‫ث روى من طريق الوليد بن مسلم حدثنا أسيد الكلب أنه سع العلء بن الزبي الكلب يدث عن أبيه قال رأيت غلبة فارس الروم ث رأيت غلبة الروم فارس ث رأيت غلبة السلمي فارس‬
‫والروم وظهورهم على الشام والعراق كل ذلك ف خس عشرة سنة فصل‬
‫السراء برسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة ال بيت القدس‬
‫ذكر ابن عساكر أحاديث السراء ف أوائل البعثة وأما ابن اسحاق فذكرها ف هذا الوطن بعد البعثة بنحو من عشر سني وروى البيهقي من طريق موسى بن عقبة عن الزهري أنه قال أسري‬
‫برسول ال صلى ال عليه وسلم قبل خروجه إل الدينة بسنة قال وكذلك ذكره ابن ليعة عن أب السود عن عروة ث روى الاكم عن الصم عن احد بن عبد البار عن يونس بن بكي عن‬
‫أسباط بن نصر عن اساعيل السدي أنه قال فرض على رسول ال صلى ال عليه وسلم المس ببيت القدس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪109‬‬

‫ليلة أسري به قبل مهاجره بستة عشر شهرا فعلى قول السدي يكون السراء ف شهر ذي القعدة وعلى قول الزهري وعروة يكون ف ربيع الول وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا عثمان عن‬
‫سعيد ابن مينا عن جابر وابن عباس قال ولد رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الفيل يوم الثني الثان عشر من ربيع الول وفيه بعث وفيه عرج به إل السماء وفيه هاجر وفيه مات فيه‬
‫انقطاع وقد اختاره الافظ عبد الغن بن سرور القدسي ف سيته وقد أورد حديثا ل يصح سنده ذكرناه ف فضائل شهر رجب أن السراء كان ليلة السابع والعشرين من رجب وال أعلم‬
‫ومن الناس من يزعم أن السراء كان أول ليلة جعة من شهر رجب وهي ليلة الرغائب الت أحدثت فيها الصلة الشهورة ول أصل لذلك وال أعلم وينشد بعضهم ف ذلك ‪ ...‬ليلة المعة‬
‫‪ ...‬عرج بالنب ‪ ...‬ليلة المعة أول رجب‬
‫وهذا الشعر عليه ركاكة وانا ذكرناه استشهادا لن يقول به وقد ذكرنا الحاديث الواردة ف ذلك مستقصاة عند قوله تعال سبحان الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد‬
‫القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصي فلتكتب من هناك على ما هي عليه من السانيد والعزو والكلم عليها ومعها ففيها مقنع وكفاية ول المد والنة‬
‫ولنذكر ملخص كلم ابن اسحاق رحه ال فانه قال بعد ذكر ما تقدم من الفصول ث أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم من السجد الرام إل السجد القصى وهو بيت القدس من ايلياء‬
‫وقد فشا السلم بكة ف قريش وف القبائل كلها قال وكان من الديث فيما بلغن عن مسراه صلى ال عليه وسلم عن ابن مسعود وأب سعيد وعائشة ومعاوية وأم هانئ بنت أب طالب رضي‬
‫ال عنهم والسن بن أب السن وابن شهاب الزهري وقتادة وغيهم من أهل العلم ما اجتمع ف هذا الديث كل يدث عنه بعض ما ذكر ل من أمره وكان ف مسراه صلى ال عليه وسلم‬
‫وما ذكر ل منه بلء وتحيص وأمر من أمر ال وقدرته وسلطانه فيه عبة لول اللباب وهدى ورحة وثبات لن آمن وصدق وكان من أمر ال على يقي فأسري به كيف شاء وكما شاء لييه‬
‫من آياته ما أراد حت عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم وقدرته الت يصنع با ما يريد وكان عبد ال بن مسعود فيما بلغن يقول أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بالباق وهي الدابة‬
‫الت كانت تمل عليها النبياء قبله تضع حافرها ف موضع منتهي طرفها فحمل عليها ث خرج به صاحبه يرى اليات فيما بي السماء والرض حت انتهى إل بيت القدس فوجد فيه ابراهيم‬
‫وموسى وعيسى ف نفر من النبياء قد جعوا له فصلى بم ث أتى بثلثة آنية من لب وخر وماء فذكر أنه شرب اناء اللب فقال ل جبيل هديت وهديت أمتك وذكر ابن اسحاق ف سياق‬
‫السن البصري مرسل أن جبيل أيقظه ث خرج به إل باب السجد الرام فأركبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪110‬‬

‫الباق وهو دابة أبيض بي البغل والمار وف فخذيه جناحان يفز بما رجليه يضع حافره ف منتهى طرفه ث حلن عليه ث خرج معي ل يفوتن ول أفوته‬
‫قلت وف الديث وهو عن قتادة فيما ذكره ابن اسحاق أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا أراد ركوب الباق شس به فوضع جبيل يده على معرفته ث قال أل تستحي يا براق ما تصنع‬
‫فوال ما ركبك عبد ل قبل ممد أكرم عليه منه قال فاستحى حت أرفض عرقا ث قرحت ركبته قال السن ف حديثه فمضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ومضى معه جبيل حت انتهى به‬
‫ال بيت القدس فوجد فيه ابراهيم وموسى وعيسى ف نفر من النبياء فأمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى بم ث ذكر اختياره إناء اللب على إناء المر وقول جبيل له هديت‬
‫وهديت أمتك وحرمت عليكم المر قال ث انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مكة فأصبح يب قريشا بذلك فذكر أنه كذبه أكثر الناس وارتدت طائفة بعد اسلمها وبادر الصديق‬
‫إل التصديق وقال إن لصدقه ف خب السماء بكرة وعشية أفل أصدقه ف بيت القدس وذكر أن الصديق سأله عن صفة بيت القدس فذكرها له رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فيومئذ‬
‫سي أبو بكر الصديق قال السن وأنزل ال ف ذلك وماجعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس الية وذكر ابن اسحاق فيما بلغه عن أم هانئ أنا قالت ما أسري برسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل من بيت نام عندي تلك الليلة بعد ما صلى العشاء الخرة فلما كان قبيل الفجر أهبنا فلما كان الصبح وصلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الخرة ف هذا الوادي ث‬
‫جئت بيت القدس فصليت فيه ث قد صليت الغداة معكم الن كما ترين ث قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فقلت يا نب ال ل تدث بذا الديث الناس فيكذبونك ويؤذونك قال وال‬
‫لحدثنهموه فأخبهم فكذبوه فقال وآية ذلك أن مررت بعي بن فلن بوادي كذا وكذا فانفرهم حس الدابة فندلم بعي فدللتهم عليه وأنا متوجه إل الشام ث أقبلت حت إذا كنت بصحنان‬
‫مررت بعي بن فلن فوجدت القوم نياما ولم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء فكشفت غطاءه وشربت ما فيه ث غطيت عليه كما كان وآية ذلك أن عيهم تصوب الن من ثنية التنعيم‬
‫البيضاء يقدمها جل أورق عليه غرارتان إحداها سوداء والخرى برقاء قال فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من المل الذي وصف لم وسألوهم عن الناء وعن البعي فأخبوهم كما ذكر‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‬
‫وذكر يونس بن بكي عن اسباط عن اساعيل السدي أن الشمس كادت أن تغرب قبل أن يقدم ذلك العي فدعا ال عز وجل فحبسها حت قدموا كما وصف لم قال فلم تتبس الشمس على‬
‫أحد إل عليه ذلك اليوم وعلى يوشع بن نون رواه البيهقي‬
‫قال ابن اسحاق وأخبن من ل أتم عن أب سعيد قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪111‬‬

‫فرغت ما كان ف بيت القدس أتى بالعراج ول أر شيئا قط أحسن منه وهو الذي يد اليه ميتكم عينيه اذا حضر فاصعدن فيه صاحب حت انتهى ب ال باب من أبواب السماء يقال له باب‬
‫الفظة عليه بريد من اللئكة يقال له اساعيل تت يده اثنا عشر ألف ملك تت يد كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك قال يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا حدث بذا الديث وما‬
‫يعلم جنود ربك إل هو ث ذكر بقية الديث وهو مطول جدا وقد سقناه بإسناده ولفظه بكماله ف التفسي وتكلمنا عليه فإنه من غرائب الحاديث وف اسناده ضعف وكذا ف سياق حديث أم‬
‫هانئ فان الثابت ف الصحيحي من رواية شريك بن أب نر عن أنس أن السراء كان من السجد من عند الجر وف سياقه غرابة ايضا من وجوه قد تكلمنا عليها هناك ومنها قوله وذلك قبل‬
‫أن يوحى اليه والواب أن ميئهم أول مرة كان قبل أن يوحى اليه فكانت تلك الليلة ول يكن فيها شيء ث جاءه اللئكة ليلة أخرى ول يقل ف ذلك وذلك قبل أن يوحى اليه بل جاءه بعد ما‬
‫أوحي اليه فكان السراء قطعا بعد الياء إما بقليل كما زعمه طائفة أو بكثي نو من عشر سني كما زعمه آخرون وهو الظهر وغسل صدره تلك الليلة قبل السراء غسل ثانيا أو ثالثا على‬
‫قول أنه مطلوب إل الل العلى والضرة اللية ث ركب الباق رفعة له وتعظيما وتكريا فلما جاء بيت القدس ربطه باللقة الت كانت تربط با النبياء ث دخل بيت القدس فصلى ف قبلته‬
‫تية السجد وأنكر حذيفة رضي ال عنه دخوله إل بيت القدس وربطه الدابة وصلته فيه وهذا غريب والنص الثبت مقدم على الناف ث اختلفوا ف اجتماعه بالنبياء وصلته بم أكان قبل‬
‫عروجه إل السماء كما دل عليه ما تقدم أو بعد نزوله منها كما دل عليه بعض السياقات وهو أنسب كما سنذكره على قولي فال أعلم‬
‫وقيل أن صلته بالنبياء كانت ف السماء وهكذا تيه من النية اللب والمر والاء هل كانت ببيت القدس كما تقدم أو ف السماء كما ثبت ف الديث الصحيح والقصود أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم لا فرغ من أمر بيت القدس نصب له العراج وهو السلم فصعد فيه ال السماء ول يكن الصعود على الباق كما قد يتوهه بعض الناس بل كان الباق مربوطا على باب مسجد بيت‬
‫القدس ليجع عليه إل مكة فصعد من ساء إل ساء ف العراج حت جاوز السابعة وكلما جاء ساء تلقته منها مقربوها ومن فيها من أكابر اللئكة والنبياء وذكر أعيان من رآه من الرسلي‬
‫كآدم ف ساء الدنيا ويي وعيسى ف الثانية وإدريس ف الرابعة وموسى ف السادسة على الصحيح وابراهيم ف السابعة مسندا ظهره إل البيت العمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من‬
‫اللئكة يتعبدون فيه صلة وطوافا ث ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪112‬‬

‫يعودون إليه إل يوم القيامة ث جاوز مراتبهم كلهم حت ظهر لستوى يسمع فيه صريف القلم ورفعت لرسول ال صلى ال عليه وسلم سدرة النتهى واذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها كقلل‬
‫هجر وغشيها عند ذلك أمور عظيمة الوان متعددة باهرة وركبتها اللئكة مثل الغربان على الشجرة كثرة وفراش من ذهب وغشيها من نور الرب جل جلله ورأى هناك جبيل عليه السلم‬
‫له ستمائة جناح ما بي كل جناحي كما بي السماء والرض وهو الذي يقول ال تعال ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة النتهى عندها جنة الأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما‬
‫طغى أي ما زاغ يينا ول شال ول ارتفع عن الكان الذي حد له النظر اليه وهذا هو الثبات العظيم والدب الكري وهذه الرؤيا الثانية لبيل عليه السلم على الصفة الت خلقه ال تعال‬
‫عليها كما نقله ابن مسعود وأبو هريرة وأبو ذر وعائشة رضي ال عنهم أجعي والول هي قوله تعال علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالفق العلى ث دنا فتدل فكان قاب قوسي أو‬
‫أدن فاوحى إل عبده ما أوحى وكان ذلك بالبطح تدل جبيل على رسول ال صلى ال عليه وسلم سادا عظم خلقه ما بي السماء والرض حت كان بينه وبينه قاب قوسي أو أدن هذا هو‬
‫الصحيح ف التفسي كما دل عليه كلم أكابر الصحابة التقدم ذكرهم رضي ال عنهم فأما قول شريك عن أنس ف حديث السراء ث دنا البار رب العزة فتدل فكان قاب قوسي أو أدن‬
‫فقد يكون من فهم الراوي فأقحمه ف الديث وال أعلم وإن كان مفوظا فليس بتفسي للية الكرية بل هو شيء آخر غي ما دلت عليه الية الكرية وال أعلم‬
‫وفرض ال سبحانه وتعال على عبده ممد صلى ال عليه وسلم وعلى أمته الصلوات ليلتئذ خسي صلة ف كل يوم وليلة ث ل يزل يتلف بي موسى وبي ربه عز وجل حت وضعها الرب‬
‫جل جلله وله المد والنة إل خس وقال هي خس وهي خسون السنة بعشر أمثالا فحصل له التكليم من الرب عز وجل ليلتئذ وأئمة السنة كالطبقي على هذا واختلفوا ف الرؤية فقال‬
‫بعضهم رآه بفؤاده مرتي قاله ابن عباس وطائفة وأطلق ابن عباس وغيه الرؤية وهو ممول على التقييد ومن أطلق الرؤية أبو هريرة واحد بن حنبل رضي ال عنهما وصرح بعضهم بالرؤية‬
‫بالعيني وأختاره ابن جرير وبالغ فيه وتبعه على ذلك آخرون من التأخرين ومن نص على الرؤية بعين رأسه الشيخ أبو السن الشعري فيما نقله السهيلي عنه واختاره الشيخ أبو زكريا‬
‫النووي ف فتاويه وقالت طائفة ل يقع ذلك لديث أب ذر ف صحيح مسلم قلت يا رسول ال هل رأيت ربك فقال نوران أراه وف رواية رأيت نورا قالوا ول يكن رؤية الباقي بالعي الفانية‬
‫ولذا قال ال تعال لوسى فيما روى ف بعض الكتب اللية يا موسى إنه ل يران حي إل مات ول يابس إل تدهده واللف ف هذه السئلة مشهور بي السلف واللف وال أعلم ث هبط‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بيت القدس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪113‬‬

‫والظاهر أن النبياء هبطوا معه تكريا له وتعظيما عند رجوعه من الضرة اللية العظيمة كما هي عادة الوافدين ل يتمعون بأحد قبل الذي طلبوا اليه ولذا كان كلما مر على واحد منهم‬
‫يقول له جبيل عندما يتقدم ذاك للسلم عليه هذا فلن فسلم عليه فلو كان قد اجتمع بم قبل صعوده لا احتاج إل تعرف بم مرة ثانية وما يدل على ذلك أنه قال فلما حانت الصلة أمتهم‬
‫ول ين وقت إذ ذاك إل صلة الفجر فتقدمهم إماما بم عن أمر جبيل فيما يرويه عن ربه عز وجل فاستفاد بعضهم من هذا أن المام العظم يقدم ف المامة على رب النل حيث كان بيت‬
‫القدس ملتهم ودار اقامتهم ث خرج منه فركب الباق وعاد إل مكة فأصبح با وهو ف غاية الثبات والسكينة والوقار وقد عاين ف تلك الليلة من اليات والمور الت لو رآها أو بعضها‬
‫غيه لصبح مندهشا أو طائش العقل ولكنه صلى ال عليه وسلم أصبح واجا أي ساكنا يشى إن بدأ فأخب قومه با رأى أن يبادروا ال تكذيبه فتلطف باخبارهم أول بانه جاء بيت القدس ف‬
‫تلك الليلة وذلك أن أبا جهل لعنه ال رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد الرام وهو جالس واجم فقال له هل من خب فقال نعم فقال ما هو فقال ان اسري ب الليلة ال بيت‬
‫القدس قال ال بيت القدس قال نعم قال أرأيت إن دعوت قومك لك لتخبهم اتبهم با اخبتن به قال نعم فاراد أبو جهل جع قريش ليسمعوا منه ذلك وأراد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم جعهم ليخبهم ذلك ويبلغهم فقال أبو جهل هيا معشر قريش وقد اجتمعوا من أنديتهم فقال أخب قومك با أخبتن به فقص عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم خب ما رأى وأنه‬
‫جاء بيت القدس هذه الليلة وصلى فيه فمن بي مصفق وبي مصفر تكذيبا له واستبعادا لبه وطار الب بكة وجاء الناس ال أب بكر رضي ال عنه فأخبوه أن ممدا صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول كذا وكذا فقال انكم تكذبون عليه فقالوا وال إنه ليقوله فقال ان كان قاله فلقد صدق ث جاء ال رسول ال صلى ال عليه وسلم وحوله مشركي قريش فسأله عن ذلك فاخبه‬
‫فاستعلمه عن صفات بيت القدس ليسمع الشركون ويعلموا صدقه فيما أخبهم به وف الصحيح أن الشركي هم الذين سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك قال فجعلت أخبهم‬
‫عن آياته فالتبس علي بعض الشيء فجلى ال ل بيت القدس حت جعلت أنظر اليه دون دار عقيل وأنعته لم فقال أما الصفة فقد أصاب‬
‫وذكر ابن اسحاق ما تقدم من إخباره لم بروره بعيهم وما كان من شربه مائهم فأقام ال عليهم الجة واستنارت لم الحجة فآمن من آمن على يقي من ربه وكفر من كفر بعد قيام الجة‬
‫عليه كما قال ال تعال وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس أي اختبارا لم وامتحانا‬
‫قال ابن عباس هي رؤيا عي اريها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا مذهب جهور السلف واللف من أن السراء كان ببدنه وروحه صلوات ال وسلمه عليه كما دل على ذلك‬
‫ظاهرالسياقات من ركوبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪114‬‬

‫وصعوده ف العراج وغي ذلك ولذا قال فقال سبحان الذي اسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى الذي باركنا حوله لنريه والتسبيح إنا يكون عند اليات العظيمة الارقة‬
‫فدل على أنه بالروح والسد والعبد عبارة عنهما وأيضا فلو كان مناما لا بادر كفار قريش إل التكذيب به والستبعاد له إذ ليس ف ذلك كبي أمر فدل على أنه أخبهم بأنه أسري به يقظة ل‬
‫مناما وقوله ف حديث شريك عن أنس ث استيقظت فاذا أنا ف الجر معدود ف غلطات شريك أو ممول على أن النتقال من حال إل حال يسمى يقظة كما سيأت ف حديث عائشة رضي‬
‫ال عنها حي ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم الطائف فكذبوه قال فرجعت مهموما فلم استفق إل بقرن الثعالب وف حديث أب أسيد حي جاء بابنه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ليحنكه فوضعه على فخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم واشتغل رسول ال صلى ال عليه وسلم بالديث مع الناس فرفع أبو أسيد ابنه ث استيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يد‬
‫الصب فسأل عنه فقالوا رفع فسماه النذر وهذا المل أحسن من التغليط وال أعلم وقد حكى ابن اسحاق فقال حدثن بعض آل أب بكر عن عائشة أم الؤمني أنا كانت تقول ما فقد جسد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ولكن ال أسرى بروحه قال وحدثن يعقوب بن عتبة أن معاوية كان إذا سئل عن مسرى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال كانت رؤيا من ال صادقة‬
‫قال ابن اسحاق فلم ينكر ذلك من قولما لقول السن إن هذه الية نزلت ف ذلك وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس وكما قال ابراهيم عليه السلم يا بن إن أرى ف النام أن‬
‫أذبك وف الديث تنام عي وقلب يقظان‬
‫قال ابن اسحاق فال أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه ما عاين من أمر ال تعال على أي حاله كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق‬
‫قلت وقد توقف ابن اسحاق ف ذلك وجوز كل من المرين من حيث الملة ولكن الذي ل يشك فيه ول يتمارى أنه كان يقظانا ل مالة لا تقدم وليس مقتضى كلم عائشة رضي ال عنها‬
‫أن جسده صلى ال عليه وسلم ما فقد وإنا كان السراء بروحه أن يكون مناما كما فهمه ابن اسحاق بل قد يكون وقع السراء بروحه حقيقة وهو يقظان ل نائم وركب الباق وجاء بيت‬
‫القدس وصعد السموات وعاين ما عاين حقيقة ويقظة ل مناما لعل هذا مراد عائشة أم الؤمني رضي ال عنها ومراد من تابعها على ذلك ل ما فهمه ابن اسحاق من أنم أرادوا بذلك النام‬
‫وال أعلم‬
‫تنبيه ونن ل ننكر وقوع منام قبل السراء طبق ما وقع بعد ذلك فانه صلى ال عليه وسلم كان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح وقد تقدم مثل ذلك ف حديث بدء الوحي أنه رأى‬
‫مثل ما وقع له يقظة مناما قبله ليكون ذلك من باب الرهاص والتوطئة والتثبت واليناس وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪115‬‬

‫ث قد اختلف العلماء ف أن السراء والعراج هل كانا ف ليلة واحدة أو كل ف ليلة على حدة فمنهم من يزعم أن السراء ف اليقظة والعراج ف النام وقد حكى الهلب بن أب صفرة ف شرحه‬
‫البخاري عن طائفة أنم ذهبوا إل أن السراء مرتي مرة بروحه مناما ومرة ببدنه وروحه يقظة وقد حكاه الافظ أبو القاسم السهيلي عن شيخه أب بكر بن العرب الفقيه قال السهيلي وهذا‬
‫القول يمع الحاديث فإن ف حديث شريك عن أنس وذلك فيما يرى قلبه وتنام عيناه ول ينام قلبه وقال ف آخره ث استيقظت فاذا أنا ف الجر وهذا منام ودل غيه على اليقظة ومنهم من‬
‫يدعي تعدد السراء ف اليقظة أيضا حت قال بعضهم إنا أربع اسراءات وزعم بعضهم أن بعضها كان بالدينة وقد حاول الشيخ شهاب الدين أبو شامة رحه ال أن يوفق بي اختلف ما وقع‬
‫ف روايات حديث السراء بالمع التعدد فجعل ثلث اسراءات مرة من مكة إل بيت القدس فقط على الباق ومرة من مكة ال السماء على الباق أيضا لديث حذيفة ومرة من مكة ال‬
‫بيت القدس ث ال السموات‬
‫فنقول ان كان انا حله على القول بذه الثلث اختلف الروايات فقد اختلف لفظ الديث ف ذلك على أكثر من هذه الثلث صفات ومن أراد الوقوف على ذلك فلينظر فيما جعناه‬
‫مستقصيا ف كتابنا التفسي عند قوله تعال سبحان الذي اسرى بعبده ليل وان كان انا حله أن التقسيم انصر ف ثلث صفات بالنسبة ال بيت القدس وال السموات فل يلزم من الصر‬
‫العقلي والوقوع كذلك ف الارج إل بدليل وال أعلم والعجب أن المام أبا عبد ال البخاري رحه ال ذكر السراء بعد ذكره موت أب طالب فوافق ابن اسحاق ف ذكره العراج ف أواخر‬
‫المر وخالفه ف ذكره بعد موت أب طالب وابن اسحاق أخر ذكر موت أب طالب على السراء فال أعلم أي ذلك كان والقصود أن البخاري فرق بي السراء وبي العراج فبوب لكل‬
‫واحد منهما بابا على حدة فقال باب حديث السراء وقول ال سبحانه وتعال سبحان الذي اسرى بعبده ليل حدثنا يي بن بكي حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثن أبو سلمة بن‬
‫عبد الرحن قال سعت جابر بن عبد ال أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لا كذبتن قريش كنت ف الجر فجلى ال ل بيت القدس فطفقت أحدثهم عن آياته وأنا أنظر اليه وقد‬
‫رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث الزهري عن أب سلمة عن جابر به ورواه مسلم والنسائي والترمذي من حديث عبد ال بن الفضل عن أب سلمة عن أب هريرة عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بنحوه ث قال البخاري باب حديث العراج حدثنا هدبة بن خالد حدثنا هام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النب صلى ال عليه وسلم حدثهم عن ليلة‬
‫أسري به قال بينما أنا ف الطيم وربا قال ف الجر مضجعا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪116‬‬

‫اذ أتان آت فقال وسعته يقول فشق ما بي هذه ال هذه فقلت للجارود وهو ال جنب ما يعن به قال من نقرة نره ال شعرته وسعته يقول من قصه ال شعرته فاستخرج قلب ث أتيت بطست‬
‫من ذهب ملوءة ايانا فغسل قلب ث حشى ث أعيد ث أتيت بدابة دون البغل وفوق المار أبيض فقال الارود وهو الباق يا أبا حزة قال أنس نعم يضع حظوه عند أقصى طرفه فحملت عليه‬
‫فانطلق ب جبائيل حت أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا قال جبائيل قيل ومن معك قال ممد قيل وقد أرسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها‬
‫آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلم ث قال مرحبا بالبن الصال والنب الصال ث صعد ب ال السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبائيل قيل ومن معك قال‬
‫ممد قيل وقد أرسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء ففتح فلما خلصت اذا يي وعيسى وها ابنا خالة قال هذا يي وعيسى فسلم عليهما فسلمت عليهما فردا ث قال مرحبا‬
‫بالخ الصال والنب الصال ث صعد ب ال السماء الثالثة فاستفتح جبائيل قيل من هذا قال جبائيل قال ومن معك قال ممد قيل وقد أرسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء ففتح‬
‫فلما خلصت اذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ث قال مرحبا بالخ الصال والنب الصال ث صعد ب حت أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبائيل قال‬
‫ومن معك قال ممد قيل وقد ارسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء فلما خلصت اذا ادريس قال هذا ادريس فسلم عليه فسلمت فرد ث قال مرحبا بالخ الصال والنب الصال ث‬
‫صعد ب حت أتى السماء الامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبائيل قيل ومن معك قال ممد قيل وقد أرسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء فلما خلصت اذا هارون قال هذا‬
‫هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ث قال مرحبا بالخ الصال والنب الصال ث صعد ب حت أتى السماء السادسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبائيل قيل ومن معك قال ممد قيل وقد‬
‫ارسل اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء فلما خلصت اذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ث قال مرحبا بالخ الصال والنب الصال فلما تاوزت بكى فقيل له‬
‫ما يبكيك قال أبكي لن غلما بعث بعدي يدخل النة من أمته أكثر من يدخلها من أمت ث صعد ب ال السماء السابعة فاستفتح جبائيل قيل من هذا قال جبائيل قيل ومن معك قال ممد‬
‫قيل وقد بعث اليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم الجيء جاء فلما خلصت اذا ابراهيم قال هذا أبوك ابراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلم ث قال مرحبا بالبن الصال والنب الصال ث‬
‫رفعت ال سدرة النتهى وإذا أربعة أنار نران ظاهران ونران باطنان فقلت ما هذا يا جبائيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪117‬‬


‫قال اما الباطنان فنهران ف النة وأما الظاهران فالنيل والفرات ث رفع ل البيت العمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ث أتيت باناء من خؤ وإناء من لب وإناء من عسل فأخذت اللب قال‬
‫هي الفطرة الت أنت عليها وأمتك ث فرض علي الصلوات خسون صلة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال با أمرت قال أمرت بمسي صلة كل يوم قال إن أمتك ل تستطيع‬
‫خسي صلة كل يوم وإن وال قد جربت الناس قبلك وعالت بن اسرائيل أشد العالة فارجع ال ربك فسله التخفيف لمتك فرجعت فوضع عن عشرا فرجعت ال موسى فقال مثله‬
‫فرجعت فوضع عن عشرا فرجعت ال موسى فقال مثله فرجعت فوضع عن عشرا فرجعت ال موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فقال مثله فرجعت فأمرت بمس‬
‫صلوات كل يوم فرجعت ال موسى فقال ب أمرت فقلت بمس صلوات كل يوم قال إن أمتك ل تستطيع خس صلوات كل يوم وإن قد جربت الناس قبلك وعالت بن اسرائيل أشد‬
‫العالة فارجع ال ربك فسله التخفيف لمتك قال سألت رب حت استحييت ولكن أرضى وأسلم قال فلما جاوزت نادان مناد أمضيت فريضت وخففت عن عبادي هكذا روى البخاري هذا‬
‫الديث ههنا وقد رواه ف مواضع أخر من صحيحه ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة ورويناه من حديث أنس بن مالك عن أب بن كعب ومن‬
‫حديث أنس عن أب ذر ومن طرق كثية عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم وقد وقد ذكرنا ذلك مستقصى بطرقه وألفاظه ف التفسي ول يقع ف هذا السياق ذكر بيت القدس وكان‬
‫بعض الرواة يذف بعض الب للعلم به أو ينساه أو يذكر ما هو الهم عنده أو يبسط تارة فيسوقه كله وتارة يذف عن ماطبه با هو النفع عنده ومن جعل كل رواية اسراد على حدة كما‬
‫تقدم عن بعضهم فقد أبعد جدا وذلك أن كل السياقات فيها السلم على النبياء وف كل منها يعرفه بم وف كلها يفرض عليه الصلوات فكيف يكن أن يدعي تعدد ذلك هذا ف غاية البعد‬
‫والستحالة وال أعلم ث قال البخاري حدثنا الميدي حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله تعال وما جعلنا الرؤيا الت أريناك ال فتنة للناس قال هي رؤيا عي أريها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به ال بيت القدس والشجرة اللعونة ف القرآن قال هي شجرة الزقوم فصل‬
‫ولا أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم من صبيحة ليلة السرى جاءه جبائيل عند الزوال فبي له كيفية الصلة وأوقاتا وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه فاجتمعوا وصلى به‬
‫جبائيل ف ذلك اليوم ال الغد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪118‬‬

‫والسلمون يأتون بالنب صلى ال عليه وسلم وهو يقتدي ببائيل كما جاء ف الديث عن ابن عباس وجابر أمن جبائيل عند البيت مرتي فبي له الوقتي الول والخر فهما وما بينهما‬
‫الوقت الوسع ول يذكر توسعة ف وقت الغرب وقد ثبت ذلك ف حديث أب موسى وبريدة وعبد ال بن عمرو وكلها ف صحيح مسلم وموضع بسط ذلك ف كتابنا الحكام ول المد فأما‬
‫ما ثبت ف صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت فرضت الصلة أول ما فرضت ركعتي فأقرت صلة السفر وزيد ف صلة الضر وكذا رواه الوزاعي عن‬
‫الزهري ورواه الشعب عن مسروق عنها وهذا مشكل من جهة أن عائشة كانت تتم الصلة ف السفر وكذا عثمان بن عفان وقد تكلمنا على ذلك عند قوله تعال وإذا ضربتم ف الرض‬
‫فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا قال البيهقي وقد ذهب السن البصري ال أن صلة الضر أول ما فرضت أربعا كما ذكره مرسل من صلته‬
‫عليه السلم صبيحة السراء الظهر اربعا والعصر اربعا والغرب ثلثا يهر ف الوليي والعشاء أربعا يهر ف الوليي والصبح ركعتي يهر فيهما‬
‫قلت فلعل عائشة أرادت أن الصلة كانت قبل السراء تكون ركعتي ركعتي ث لا فرضت المس فرضت حضرا على ما هي عليه ورخص ف السفر أن يصلى ركعتي كما كان المر عليه‬
‫قديا وعلى هذا ل يبقى اشكال بالكلية وال أعلم فصل‬
‫انشقاق القمر ف زمان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وجعل ال له آية على صدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما جاء به من الدى ودين الق حيث كان ذلك وقت اشارته الكرية قال ال تعال ف مكم كتابه العزيز اقتربت الساعة وانشق‬
‫القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر وقد أجع السلمون على وقوع ذلك ف زمنه عليه الصلة والسلم وجاءت بذلك الحاديث‬
‫التواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط با ونظر فيها ونن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء ال وبه الثقة وعليه التكلن وقد تقصينا ذلك ف كتابنا التفسي فذكرنا الطرق‬
‫واللفاظ مررة ونن نشي ههنا إل أطراف من طرقها ونعزوها إل الكتب الشهورة بول ال وقوته وذلك مروي عن أنس بن مالك وجبي بن مطعم وحذيفة وعبد ال بن عباس وعبد ال بن‬
‫عمر وعبد ال بن مسعود رضي ال عنهم أجيعن‬
‫أما أنس فقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪119‬‬

‫سأل أهل مكة النب صلى ال عليه وسلم آية فانشق القمر بكة مرتي فقال اقتربت الساعة وانشق القمر ورواه مسلم عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق به وهذا من مرسلت الصحابة‬
‫والظاهر أنه تلقاه عن الم الغفي من الصحابة أو عن النب صلى ال عليه وسلم أو عن الميع وقد روى البخاري ومسلم هذا الديث من طريق شيبان زاد البخاري وسعيد بن أب عروبة‬
‫وزاد مسلم وشعبة ثلثتهم عن قتادة عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يريهم آية فاراهم القمر شقتي حت رأوا حراء بينهما لفظ البخاري‬
‫وأما جبي بن مطعم فقال المام أحد حدثنا ممد بن كثي حدثنا سليمان بن كثي عن حصي ابن عبد الرحن عن ممد بن جبي بن مطعم [ عن أبيه ] قال انشق القمر على عهد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فصار فرقتي فرقة على هذا البل وفرقة على هذا البل فقالوا سحرنا ممد فقالوا إن كان سحرنا فانه ل يستطيع أن يسحر الناس كلهم تفرد به احد وهكذا رواه ابن‬
‫جرير من حديث ممد بن فضيل وغيه عن حصي به وقد رواه البيهقي من طريق ابراهيم بن طهمان وهشيم كلها عن حصي بن عبد الرحن عن جبي بن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه‬
‫عن جده به فزاد رجل ف السناد‬
‫وأما حذيفة بن اليمان فروى أبو نعيم ف الدلئل من طريق عن عطاء بن السائب عن أب عبد الرحن السلمي قال خطبنا حذيفة بن اليمان بالدائن فحمد ال واثن عليه ث قال اقتربت الساعة‬
‫وانشق القمر أل وإن الساعة قد اقتربت أل وإن القمر قد انشق أل وإن الدنيا قد آذنت بفراق أل وإن اليوم الضمار وغدا السباق فلما كانت المعة الثانية انطلقت مع أب إل المعة فحمد‬
‫ال وقال مثله وزاد أل وإن السابق من سبق إل المعة فلما كنا ف الطريق قلت لب ما يعن بقوله غدا السباق قال من سبق إل النة‬
‫وأما ابن عباس فقال البخاري حدثنا يي بن كثي حدثنا بكر بن جعفر عن عراك بن مالك عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة عن ابن عباس قال إن القمر انشق ف زمان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ورواه البخاري أيضا ومسلم من حديث بكر وهو ابن نصر عن جعفر قوله اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر قال قد مضى ذلك كان قبل الجرة‬
‫انشق القمر حت رأوا شقيه وهكذا رواه العوف عن ابن عباس رضي ال عنه وهو من مرسلته وقال الافظ أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحد حدثنا بكر بن سهيل حدثنا عبد الغن بن سعيد‬
‫حدثنا موسى بن عبد الرحن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال ابن عباس اجتمع الشركون إل رسول‬
‫ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪120‬‬

‫صلى ال عليه وسلم منهم الوليد بن الغية وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والسود ابن عبد يغوث والسود بن الطلب وزمعة بن السود والنضر بن الارث‬
‫ونظراؤهم فقالوا للنب صلى ال عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتي نصفا على أب قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لم النب صلى ال عليه وسلم إن فعلت تؤمنوا قالوا نعم‬
‫وكانت ليلة بدر فسأل ال عز وجل أن يعطيه ما سألوا فامسى القمر وقد سلب نصفا على أب قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول ال صلى ال عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن عبد السد‬
‫والرقم بن الرقم اشهدوا ث قال أبو نعيم وحدثنا سليمان بن أحد حدثنا السن بن العباس الرازي عن اليثم بن العمان حدثنا اساعيل بن زياد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‬
‫انتهى أهل مكة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا هل من آية نعرف با أنك رسول ال فهبط جبائيل فقال يا ممد قل لهل مكة أن يتفلوا هذه الليلة فسيوا آية إن انتفعوا با‬
‫فاخبهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بقالة جبائيل فخرجوا ليلة الشق ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفي نصفا على الصفا ونصفا على الروة فنظروا ث قالوا بأبصارهم فمسحوها ث‬
‫اعادوا النظر فنظروا ث مسحوا أعينهم ث نظروا فقالوا يا ممد ما هذا إل سحر واهب فانزل ال اقتربت الساعة وانشق القمر ث روى الضحاك عن ابن عباس قال جاءت أحبار اليهود إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا أرنا آية حت نؤمن با فسأل ربه فأراهم القمر قد انشق بزئي أحدها على الصفا والخر على الروة قدر ما بي العصر إل الليل ينظرون إليه ث غاب‬
‫فقالوا هذا سحر مفترى وقال الافظ أبو القاسم الطبان حدثنا أحد بن عمرو الرزاز حدثنا ممد بن يي القطعي حدثنا ممد ابن بكر حدثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن‬
‫ابن عباس قال كسف القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا سحر القمر فنلت اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا هذا سحر مستمر وهذا اسناد‬
‫جيد وفيه أنه كسف تلك الليلة فلعله حصل له انشقاق ف ليلة كسوفه ولذا خفي أمره على كثي من أهل الرض ومع هذا قد شوهد ذلك ف كثي من بقاع الرض ويقال إنه أرخ ذلك ف‬
‫بعض بلد الند وبن بناء تلك الليلة وأرخ بليلة انشقاق القمر‬
‫وأما ابن عمر فقال الافظ البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ وأبو بكر احد بن السن القاضي قال حدثنا أبو العباس الصم حدثنا العباس بن ممد الدوري حدثنا وهب بن جرير عن شعبة‬
‫عن العمش عن ماهد به قال مسلم كرواية ماهد عن أب معمر عن ابن مسعود وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح‬
‫وأما عبد ال بن مسعود فقال المام احد حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد عن أب معمر عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم شقتي حت نظروا‬
‫اليه فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪121‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم اشهدوا وهكذا أخرجاه من حديث سفيان وهو بن عيينة به ومن حديث العمش عن ابراهيم عن أب معمر عن عبد ال بن سرة عن ابن مسعود قال انشق‬
‫القمر ونن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بن فقال النب صلى ال عليه وسلم إشهدوا وذهبت فرقة نو البل لفظ البخاري ث قال البخاري وقال أبو الضحاك عن مسروق عن عبد ال‬
‫بكة وتابعه ممد بن مسلم عن ابن أب نيح عن ماهد عن أب معمر عن عبد ال رضي ال عنه وقد أسند أبو داود الطيالسي حديث أب الضحى عن مسروق عن عبد ال بن مسعود قال‬
‫انشق القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت قريش هذا سحر ابن أب كبشة فقالوا أنظروا ما يأتيكم به السفار فإن ممدا ل يستطيع أن يسحر الناس كلهم قال فجاء السفار‬
‫فقالوا ذلك وقال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ ثنا أبو العباس حدثنا العباس بن ممد الدوري حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم حدثنا مغية عن أب الضحى عن مسروق عن عبد ال‬
‫قال انشق القمر بكة حت صار فرقتي فقال كفار قريش لهل مكة هذا سحر سحركم به ابن أب كبشة أنظروا السفارة فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق وإن كانوا ل يروا مثل ما رأيتم فهو‬
‫سحر سحركم به قال فسئل السفار قال وقدموا من كل وجهة فقالوا رأينا وهكذا رواه أبو نعيم من حديث جابر عن العمش عن أب الضحى عن مسروق عن عبد ال به وقال المام احد‬
‫حدثنا مؤمل حدثنا اسرائيل عن ساك عن ابراهيم عن السود عن عبد ال وهو ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم حت رأيت البل بي فرجت القمر‬
‫وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسباط عن ساك به وقال الافظ أبو نعيم حدثنا أبو بكر الطلحي حدثنا أبو حصي ممد بن السي الوادعي حدثنا ييىالمان حدثنا يزيد عن عطاء عن‬
‫ساك عن ابراهيم عن علقمة عن عبد ال قال كنا مع النب صلى ال عليه وسلم بن وانشق القمر حت صار فرقتي فرقة خلف البل فقال النب صلى ال عليه وسلم إشهدوا إشهدوا وقال أبو‬
‫نعيم حدثنا سليمان بن احد حدثنا جعفر بن ممد القلنسي حدثنا آدم بن أب إياس ثنا الليث بن سعد حدثنا هشام بن سعد عن عتبة عن عبدال بن عتبة عن ابن مسعود قال انشق القمر ونن‬
‫بكة فلقد رأيت أحد شقيه على البل الذي بن ونن بكة وحدثنا احد بن اسحاق حدثنا أبو بكر بن أب عاصم حدثنا ممد بن حات حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن عاصم عن زر عن‬
‫عبد ال قال انشق القمر بكة فرأيته فرقتي ث روى من حديث علي بن سعيد بن مسروق حدثنا موسى بن عمي عن منصور بن العتمر عن زيد بن وهب عن عبد ال بن مسعود قال رأيت‬
‫القمر وال منشقا باثنتي بينهما حراء وروى أبو نعيم من طريق السدي الصغي عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس قال انشق القمر فلقتي فلقة ذهبت وفلقة بقيت قال ابن مسعود لقد‬
‫رأيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪122‬‬


‫جبل حراء بي فلقت القمر فذهب فلقة فتعجب أهل مكة من ذلك وقالوا هذا سحر مصنوع سيذهب وقال ليث بن أب سليم عن ماهد قال انشق القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فصار فرقتي فقال النب صلى ال عليه وسلم لب بكر فاشهد يا أبا بكر وقال الشركون سحر القمر حت انشق فهذه طرق متعددة قوية السانيد تفيد القطع لن تأملها وعرف عدالة‬
‫رجالا وما يذكره بعض القصاص من أن القمر سقط إل الرض حت دخل ف كم النب صلى ال عليه وسلم وخرج من الكم الخر فل أصل له وهو كذب مفترى ليس بصحيح والقمر حي‬
‫انشق ل يزايل السماء غي أنه حي أشار اليه النب صلى ال عليه وسلم انشق عن اشارته فصار فرقتي فسارت واحدة حت صارت من وراء حراء ونظروا إل البل بي هذه وهذه كما أخب‬
‫بذلك ابن مسعود أنه شاهد ذلك وما وقع ف رواية أنس ف مسند احد فانشق القمر بكة مرتي فيه نظر والظاهر أنه أراد فرقتي وال أعلم فصل‬
‫وفاة أب طالب عم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ث من بعده خدية بنت خويلد زوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنها وقيل بل هي توفيت قبله والشهور الول وهذان الشفقان هذا ف الظاهر وهذه ف الباطن هذاك كافر‬
‫وهذه مؤمنة صديقة رضي ال عنها وأرضاها‬
‫قال ابن اسحاق ث أن خدية وأبا طالب هلكا ف عام واحد فتتابعت على رسول ال صلى ال عليه وسلم الصائب بلك خدية وكانت له وزير صدق على البتلء يسكن اليها ويهلك عمه‬
‫أب طالب وكان عضدا وحرزا ف أمره ومنعة وناصرا على قومه وذلك قبل مهاجره إل الدينة بثلث سني فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول ال صلى ال عليه وسلم من الذى ما ل‬
‫تكن تطمع به ف حياة أب طالب حت اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا فحدثن هشام بن عروة عن أبيه قال فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم بيته والتراب على رأسه‬
‫فقامت اليه إحدى بناته تغسله وتبكي ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تبكي يا بنية فان ال مانع أباك ويقول بي ذلك ما نالتن قريش شيئا أكرهه حت مات أبو طالب‬
‫وذكر ابن اسحاق قبل ذلك أن أحدهم ربا طرح الذى ف برمته إذا نصبت له قال فكان إذا فعلوا ذلك كما حدثن عمر بن عبد ال عن عروة يرج بذلك الشيء على العود فيقذفه على‬
‫بابه ث يقول يا بن عبد مناف أي جوار هذا ث يلقيه ف الطريق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪123‬‬

‫قال ابن اسحاق ولا اشتكى أبو طالب وبلغ قريشا ثقله قالت قريش بعضها لبعض إن حزة وعمر قد أسلما وقد فشا أمر ممد ف قبائل قريش كلها فانطلقوا بنا ال أب طالب فليأخذ لنا على‬
‫ابن أخيه وليعطه منا فانا وال ما نأمن أن يبتزونا أمرنا قال ابن اسحاق وحدثن العباس بن عبد ال بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس قال لا مشوا إل أب طالب وكلموه وهم أشراف قومه‬
‫عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب ف رجال من اشرافهم فقالوا يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت وقد حضرك ما ترى وتوفنا عليك‬
‫وقد علمت الذي بيننا وبي ابن أخيك فادعه فخذ لنا منه وخذ له منا ليكف عنا ولنكف عنه وليدعنا وديننا ولندعه ودينه فبعث اليه أبو طالب فجاءه فقال يا ابن أخي هؤلء اشراف قومك‬
‫قد اجتمعوا اليك ليعطوك وليأخذوا منك قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا عم كلمة واحدة تعطونا تلكون با العرب وتدين لكم با العجم فقال أبو جهل نعم وأبيك وعشر‬
‫كلمات قال تقولون ل إله إل ال وتلعون ما تعبدون من دونه فصفقوا بأيديهم ث قالوا يا ممد أتريد أن تعل اللة إلا واحدا إن أمرك لعجب قال ث قال بعضهم لبعض إنه وال ما هذا‬
‫الرجل بعطيكم شيئا ما تريدون فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حت يكم ال بينكم وبينه ث تفرقوا قال فقال أبو طالب وال يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شططا قال فطمع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيه فجعل يقول له أي عم فانت فقلها استحل لك با الشفاعة يوم القيامة فلما رأى حرص رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يا ابن أخي وال لول مافة السبة عليك‬
‫وعلى بن أبيك من بعدي وأن تظن قريش أن إنا قلتها جزعا من الوت لقلتها ل أقولا إل لسرك با قال فلما تقارب من أب طالب الوت نظر العباس اليه يرك شفتيه فاصغى اليه باذنه قال‬
‫فقال يا ابن أخي وال لقد قال أخي الكلمة الت أمرته أن يقولا قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل اسع قال وأنزل ال تعال ف أولئك الرهط ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا‬
‫ف عزة وشقاق اليات وقد تكلمنا على ذلك ف التفسي ول المد والنة‬
‫وقد استدل بعض من ذهب من الشيعة وغيهم من الغلة إل أن أبا طالب مات مسلما بقول العباس هذا الديث يا ابن أخي لقد قال الكلمة الت أمرته أن يقولا يعن ل إله إل ال والواب‬
‫عن هذا من وجوه أحدها أن ف السند مبهما ل يعرف حاله وهو قوله عن بعض أهله وهذا ابام ف السم والال ومثله يتوقف فيه لو انفرد وقد روى المام احد والنسائي وابن جرير نوا من‬
‫هذا السياق من طريق أب أسامة عن العمش حدثنا عباد عن سعيد بن جبي فذكره ول يذكر قول العباس ورواه الثوري أيضا عن العمش عن يي بن عمارة الكوف عن سعيد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪124‬‬

‫جبي عن ابن عباس فذكره بغي زيادة قول العباس ورواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير أيضا ولفظ الديث من سياق البيهقي فيما رواه من طريق الثوري عن العمش عن يي بن‬
‫عمارة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النب صلى ال عليه وسلم عند رأس أب طالب فجلس رجل فقام أبو جهل كي ينعه ذاك وشكوه إل أب‬
‫طالب فقال يا ابن أخي ما تريد من قومك فقال يا عم إنا أريد منهم كلمة تذل لم با العرب وتؤدي اليهم با الزية العجم كلمة واحدة قال ما هي قال ل إله إل ال قال فقالوا اجعل اللة‬
‫إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب قال ونزل فيهم ص والقرآن ذي الذكر اليات إل قوله إل اختلق ث قد عارضه أعن سياق ابن اسحاق ما هو أصح منه وهو ما رواه البخاري قائل حدثنا‬
‫ممود حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري عن ابن السيب عن أبيه رضي ال عنه أن أبا طالب لا حضرته الوفاة دخل عليه النب صلى ال عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال أي عم قل‬
‫ل إله إل ال كلمة أحاج با عند ال فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد الطلب فلم يزال يكلماه حت قال آخر ما كلمهم به على ملة عبد الطلب فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لستغفر لك مال أنه عنك فنلت ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب من بعد ما تبي لم أنم أصحاب الحيم ونزلت إنك ل تدي‬
‫من أحببت ورواه مسلم عن اسحاق بن ابراهيم وعبد ال عن عبد الرزاق وأخرجاه أيضا من حديث الزهري عن سعيد بن السيب عن أبيه بنحوه وقال فيه فلم يزل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يعرضها عليه ويعودان له بتلك القالة حت قال آخر ما قال على ملة عبد الطلب وأب أن يقول ل إله إل ال فقال النب صلى ال عليه وسلم أما لستغفرن لك مال أنه عنك فانزل ال‬
‫يعن بعد ذلك ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو كانوا أول قرب ونزل ف أب طالب إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين وهكذا روى‬
‫المام احد ومسلم والترمذي والنسائي من حديث يزيد بن كيسان عن أب حازم عن أب هريرة قال لا حضرت وفاة أب طالب أتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا عماه قل ل إله إل‬
‫ال أشهد لك با يوم القيامة فقال لول أن تعين قريش يقولون ما حله عليه ال فزع الوت لقررت با عينك ول أقولا ال لقر با عينك فانزل ال عز وجل إنك ل تدي من أحببت ولكن‬
‫ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين وهكذا قال عبد ال بن عباس وابن عمر وماهد والشعب وقتادة إنا نزلت ف أب طالب حي عرض عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول ل‬
‫إله إل ال فأب أن يقولا وقال هو على ملة الشياخ وكان آخر ما قال هو على ملة عبد الطلب ويؤكد هذا كله ما قال البخاري حدثنا مسدد حدثنا يي عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪125‬‬

‫سفيان عن عبد اللك بن عمي حدثن عبد ال بن الارث قال حدثنا العباس بن عبد الطلب أنه قال قلت للنب صلى ال عليه وسلم ما أغنيت عن عمك فانه كان يوطك ويغضب لك قال‬
‫[ هو ] ف ضحضاح من نار ولول أنا لكان ف الدرك السفل ورواه مسلم ف صحيحه من طرق عن عبد اللك ابن عمي به أخرجاه ف الصحيحي من حديث الليث حدثن ابن الاد عن عبد‬
‫ال بن خباب عن أب سعيد أنه سع النب صلى ال عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال لعله تنفعه شفاعت يوم القيامة فيجعل ف ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه لفظ البخاري وف‬
‫رواية تغلي منه أم دماغه وروى مسلم عن أب بكر بن أب شيبة عن عفان عن حاد بن سلمة عن ثابت عن أب عثمان عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أهون أهل النار‬
‫عذابا أبو طالب منتعل بنعلي من نار يغلي منهما دماغه وف مغازي يونس بن بكي يغلي منهما دماغه حت يسيل على قدميه ذكره السهيلي وقال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده حدثنا عمرو‬
‫هو ابن اساعيل بن مالد حدثنا أب عن مالد عن الشعب عن جابر قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم أو قيل له هل نفعت أبا طالب قال أخرجته من النار ال ضحضاح منها تفرد به‬
‫البزار قال السهيلي وانا ل يقبل النب صلى ال عليه وسلم شهادة العباس أخيه أنه قال الكلمة وقال ل اسع لن العباس كان اذ ذاك كافرا غي مقبول الشهادة‬
‫قلت وعندي أن الب بذلك ما صح لضعف سنده كما تقدم وما يدل على ذلك أنه سأل النب صلى ال عليه وسلم بعد ذلك عن أب طالب فذكر له ما تقدم وبتعليل صحته لعله قال ذلك‬
‫عند معاينة اللك بعد الغرغرة حي ل ينفع إيانا وال أعلم‬
‫وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أب اسحاق سعت ناجية بن كعب يقول سعت عليا يقول لا توف أب أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت إن عمك قد توف فقال اذهب فواره‬
‫فقلت إنه مات مشركا فقال اذهب فواره ول تدثن شيئا حت تأت ففعلت فأتيته فامرن أن أغتسل ورواه النسائي عن ممد بن الثن عن غندر عن شعبة ورواه أبو داود والنسائي من حديث‬
‫سفيان عن أب اسحاق عن ناجية عن علي لا مات أبو طالب قلت يا رسول ال إن عمك الشيخ الضال قد مات فمن يواريه قال اذهب فوار أباك ول تدثن شيئا حت تأتين فاتيته فامرن‬
‫فاغتسلت ث دعا ل بدعوات ما يسرن أن ل بن ما على الرض من شيء وقال الافظ البيهقي أخبنا أبو سعد الالين حدثنا أبو أحد بن عدي حدثنا ممد بن هارون بن حيد حدثنا ممد بن‬
‫عبد العزيز بن أب رزمة حدثنا الفضل عن ابراهيم بن عبد الرحن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم عاد من جنازة أب طالب فقال وصلتك رحم وجزيت‬
‫خيا يا عم قال وروى عن أب اليمان الوزن عن النب صلى ال عليه وسلم مرسل وزاد ول يقم على قبه قال وابراهيم بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪126‬‬

‫عبد الرحن هذا هو الوارزمي تكلموا فيه‬


‫قلت قد روى عنه غي واحد منهم الفضل بن موسى السينان وممد بن سلم البيكندي ومع هذا قال ابن عدي ليس بعروف وأحاديثه عن كل من روى عنه ليست بستقيمة وقد قدمنا ما‬
‫كان يتعاطاه أبو طالب من الحاماة والحاجة والمانعة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم والدفع عنه وعن أصحابه وما قاله فيه من المادح والثناء وما أظهره له ولصحابه من الودة والحبة‬
‫والشفقة ف اشعاره الت اسلفناها وما تضمنته من العيب والتنقيص لن خالفه وكذبه بتلك العبارة الفصيحة البليغة الاشية الطلبية الت ل تدان ول تسامى ول يكن عربيا مقاربتها ول‬
‫معارضتها وهو ف ذلك كله يعلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صادق بار راشد ولكن مع هذا ل يؤمن قلبه وفرق بي علم القلب وتصديقه كما قررنا ذلك ف شرح كتاب اليان من‬
‫صحيح البخاري وشاهد ذلك قوله تعال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الق وهم يعلمون وقال تعال ف قوم فرعون وجحدوا با واستيقنتها‬
‫أنفسهم وقال موسى لفرعون لقد علمت ما أنزل هؤلء ال رب السموات والرض بصائر وان لظنك يا فرعون مثبورا وقول بعض السلف ف قوله تعال وهم ينهون عنه وينأون عنه أنا‬
‫نزلت ف أب طالب حيث كان ينهى الناس عن أذية رسول ال صلى ال عليه وسلم وينأى هو عما جاء به الرسول من الدى ودين الق فقد روى عن ابن عباس والقاسم بن ميمرة وحبيب‬
‫ابن أب ثابت وعطاء بن دينار وممد بن كعب وغيهم ففيه نظر وال أعلم والظهر وال أعلم الرواية الخرى عن ابن عباس وهم ينهون الناس عن ممد أن يؤمنوا به وبذا قال ماهد وقتادة‬
‫والضحاك وغي واحد ‪ 0‬وهو اختيار ابن جرير وتوجيهه أن هذا الكلم سيق لتمام ذم الشركي حيث كانوا يصدون الناس عن اتباعه ول ينتفعون هم أيضا به ولذا قال ومنهم من يستمع‬
‫اليك وجعلنا على قلوبم أكنة أن يفقهوه وف آذانم وقرا وإن يروا كل آية ل يؤمنوا با حت إذا جاؤك يادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إل أساطي الولي وهم ينهون عنه وينأون عنه‬
‫وإن يهلكون إل أنفسهم وما يشعرون وهذا اللفظ وهو قوله وهم يدل على أن الراد بذا جاعة وهم الذكورون ف سياق الكلم وقوله وإن يهلكون إل أنفسهم وما يشعرون يدل على تام‬
‫الذم وأبو طالب ل يكن بذه الثابة بل كان يصد الناس عن أذية رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه بكل ما يقدر عليه من فعال ومقال ونفس ومال ولكن مع هذا ل يقدر ال له اليان‬
‫لا له تعال ف ذلك من الكمة العظيمة والجة القاطعة البالغة الدامغة الت يب اليان با والتسليم لا ولول ما نانا ال عنه من الستغفار للمشركي لستغفرنا لب طالب وترحنا عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪127‬‬


‫فصل‬
‫موت خدية بنت خويلد‬
‫وذكر شيء من فضائلها ومناقبها رضي ال عنها وأرضاها وجعل جنات الفردوس منقلبها ومثواها وقد فعل ذلك ل مالة بب الصادق الصدوق حيث بشرها ببيت ف النة من قصب ل‬
‫صخب فيه ول نصب‬
‫قال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو صال حدثنا الليث حدثن عقيل عن ابن شهاب قال قال عروة بن الزبي وقد كانت خدية توفيت قبل أن تفرض الصلة ث روى من وجه آخر عن الزهري‬
‫أنه قال توفيت خدية بكة قبل خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة وقبل أن تفرض الصلة وقال ممد بن اسحاق ماتت خدية وأبو طالب ف عام واحد وقال البيهقي بلغن أن‬
‫خدية توفيت بعد موت أب طالب بثلثة أيام ذكره عبد ال بن منده ف كتاب العرفة وشيخنا أبو عبد ال الافظ قال البيهقي وزعم الواقدي أن خدية وأبا طالب ماتا قبل الجرة بثلث سني‬
‫عام خرجوا من الشعب وأن خدية توفيت قبل أب طالب بمس وثلثي ليلة‬
‫قلت مرادهم قبل أن تفرض الصلوات المس ليلة السراء وكان النسب بنا أن نذكر وفاة أب طالب وخدية قبل السراء كما ذكره البيهقي وغي واحد ولكن أخرنا ذلك عن السراء‬
‫لقصد ستطلع عليه بعد ذلك فان الكلم به ينتظم ويتسق الباب كما تقف على ذلك إن شاء ال وقال البخاري حدثنا قتيبة حدثنا ممد بن فضيل بن غزوان عن عمارة عن أب زرعة عن أب‬
‫هريرة قال أتى جبائيل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال هذه خدية قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فاذا هي أتتك فاقرأ عليها السلم من ربا ومن وبشرها‬
‫ببيت ف النة من قصب ل صخب فيه ول نصب وقد رواه مسلم من حديث ممد بن فضيل به وقال البخاري حدثنا مسدد حدثنا يي عن اساعيل قال قلت لعبد ال بن أب أوف بشر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم خدية قال نعم ببيت من قصب ل صخب فيه ول نصب ورواه البخاري أيضا ومسلم من طرق عن اساعيل بن أب خالد به‬
‫قال السهيلي وإنا بشرها ببيت ف النة من قصب يعن قصب اللؤلؤ لنا حازت قصب السبق ال اليان ل صخب فيه ول نصب لنا ل ترفع صوتا على النب صلى ال عليه وسلم ول تتعبه‬
‫يوما من الدهر فلم تصخب عليه يوما ول آذته أبدا وأخرجاه ف الصحيحي من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت ما غرت على امرأة للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم ما غرت على خدية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪128‬‬

‫وهلكت قبل أن يتزوجن لا كنت اسعه يذكرها وأمره ال أن يبشرها ببيت ف النة من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدي ف خلئلها منها ما يسعهن لفظ البخاري وف لفظ عن عائشة ما‬
‫غرت على امرأة ما غرت على خدية من كثرة ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم اياها وتزوجن بعدها بثلث سني وأمره ربه أو جبائيل أن يبشرها ببيت ف النة من قصب وف لفظ له‬
‫قالت ما غرت على أحد من نساء النب صلى ال عليه وسلم ما غرت على خدية وما رأيتها ولكن كان يكثر ذكرها وربا ذبح الشاة فيقطعها أعضاء ث يبعثها ف صدائق خدية فربا قلت‬
‫كأنه ل يكن ف الدنيا امرأة إل خدية فيقول إنا كانت وكانت وكان ل منها ولد ث قال البخاري حدثنا اساعيل بن خليل أخبنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‬
‫استأذنت هالة بنت خويلد أخت خدية على رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرف استئذان خدية فارتاع فقال اللهم هالة فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حراء الشدقي‬
‫هلكت ف الدهر ابدلك ال خيا منها وهكذا روا مسلم عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر به وهذا ظاهر ف التقرير على أن عائشة خي من خدية إما فضل وإما عشرة إذا ل ينكر عليها‬
‫ول يرد عليها ذلك كما هو ظاهر سياق البخاري رحه ال ولكن قال المام احد حدثنا مؤمل أبو عبد الرحن حدثنا حاد بن سلمة عن عبد اللك هو ابن عمي عن موسى بن طلحة عن عائشة‬
‫قالت ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما خدية فاطنب ف الثناء عليها فادركن ما يدرك النساء من الغية فقلت لقد أعقبك ال يا رسول ال من عجوز من عجائز قريش حراء‬
‫الشدقي قال فتغي وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم تغي ل أره تغي عند شيء قط إل عند نزول الوحي أو عند الخيلة حت يعلم رحة أو عذابا وكذا رواه عن بز بن أسد وعثمان بن‬
‫مسلم كلها عن حاد بن سلمة عن عبد اللك بن عمي به وزاد بعد قوله حراء الشدقي هلكت ف الدهر الول قال قال فتمعر وجهه تعرا ما كنت أراه إل عند نزول الوحي أو عند الخيلة‬
‫حت ينظر رحة أو عذابا تفرد به احد وهذا اسناد جيد وقال المام احد ايضا عن ابن اسحاق أخبنا مالد عن الشعب عن مسروق عن عائشة قالت كان النب صلى ال عليه وسلم إذا ذكر‬
‫خدية أثن عليها بأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حراء الشدقي قد أبدلك ال خيا منها قال ما أبدلن ال خيا منها وقد آمنت ب إذ كفر ب الناس وصدقتن إذ‬
‫كذبنن وآستن بالا إذ حرمن الناس ورزقن ال ولدها إذ حرمن أولد النساء تفرد به احد أيضا وإسناده ل بأس به ومالد روى له مسلم متابعة وفيه كلم مشهور وال أعلم ولعل هذا أعن‬
‫قوله ورزقن ال ولدها إذ حرمن أولد النساء كان قبل أن يولد ابراهيم بن النب صلى ال عليه وسلم من مارية وقبل مقدمها بالكلية وهذا معي فان جيع أولد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كما تقدم وكما سيأت من خدية إل ابراهيم فمن مارية القبطية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪129‬‬

‫الصرية رضي ال عنها وقد استدل بذا الديث جاعة من أهل العلم على تفضيل خدية على عائشة رضي ال عنها وأرضاها وتكلم آخرون ف إسناده وتأوله آخرون على أنا كانت خيا‬
‫عشرة وهو متمل أو ظاهر وسببه أن عائشة تت بشبابا وحسنها وجيل عشرتا وليس مرادها بقولا قد أبدلك ال خيا منها أنا تزكي نفسها وتفضلها على خدية فإن هذا أمر مرجعه إل ال‬
‫عز وجل كما قال فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بن اتقى وقال تعال أل تر إل الذين يزكون أنفسهم بل ال يزكي من يشاء الية وهذه مسألة وقع الناع فيها بي العلماء قديا وحديثا وبانبها‬
‫طرقا يقتصر عليها أهل الشيع وغيهم ول يعدلون بدية أحدا من النساء لسلم الرب عليها وكون ولد النب صلى ال عليه وسلم جيعهم إل ابراهيم منها وكونه ل يتزوج عليها حت ماتت‬
‫إكراما لا وتقدير إسلمها وكونا من الصديقات ولا مقام صدق ف أول البعثة وبذلت نفسها ومالا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وأما أهل السنة فمنهم من يغلو أيضا ويثبت لكل واحدة‬
‫منهما من الفضائل ما هو معروف ولكن تملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونا ابنة الصديق ولكونا أعلم من خدية فانه ل يكن ف المم مثل عائشة ف حفظها وعلمها وفصاحتها‬
‫وعقلها ول يكن الرسول يب أحدا من نسائه كمحبته إياها ونزلت براءتا من فوق سبع سوات وروت بعده عنه عليه السلم علما جا كثيا طيبا مباركا فيه حت قد ذكر كثي من الناس‬
‫الديث الشهور خذوا شطر دينكم عن المياء والق أن كل منهما لا من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيه والحسن التوقف ف ذلك إل ال عز وجل ومن ظهر له دليل يقطع به‬
‫أو يغلب على ظنه ف هذه الباب فذاك الذي يب عليه أن يقول با عنده من العلم ومن حصل له توقف ف هذه السألة أو ف غيها فالطريق القوم والسلك السلم أن يقول ال أعلم‬
‫وقد روى المام احد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد ال بن جعفر عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خي نسائها مري بنت عمران وخي نسائها خدية بنت خويلد أي خي زمانما وروى شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن اياس رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كمل من الرجال كثي ول يكمل من النساء إل ثلث مري بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخدية بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام رواه ابن‬
‫مردويه ف تفسيه وهذا اسناد صحيح إل شعبة وبعده قالوا والقدر الشترك بي الثلث نسوة آسية ومري وخدية أن كل منهن كفلت نبيا مرسل وأحسنت الصحبة ف كفالتها وصدقته‬
‫فآسية ربت موسى وأحسنت اليه وصدقته حي بعث ومري كفلت ولدها أت كفالة وأعظمها وصدقته حي أرسل وخدية رغبت ف تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم با وبذلت ف ذلك‬
‫أموالا كما تقدم وصدقته حي نزل عليه الوحي من ال عز وجل وقوله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪130‬‬

‫وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام هو ثابت ف الصحيحي من طريق شعبة أيضا عن عمرو بن مرة عن مرة الطيب المدان عن أب موسى الشعري قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كمل من الرجال كثي ول يكمل من النساء إل آسية امرأة فرعون ومري بنت عمران وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام والثريد هو البز‬
‫‪ ...‬واللحم جيعا وهو أفخر طعام العرب كما قال بعض الشعراء ‪ ...‬إذا ما البز تأدمه بلحم ‪ ...‬فذاك أمانة ال الثريد‬
‫ويمل قوله وفضل عائشة على النساء أن يكون مفوظا فيعم النساء الذكورات وغيهن ويتمل أن يكون عاما فيما عداهن ويبقى الكلم فيها وفيهن موقوف يتمل التسوية بينهن فيحتاج من‬
‫رجح واحدة منهن على غيها إل دليل من خارج وال أعلم فصل‬
‫ف تزويه صلى ال عليه وسلم بعد خدية‬
‫والصحيح أن عائشة تزوجها أول كما سيأت قال البخاري ف باب تزويج عائشة * حدثنا معلى ابن أسد حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال لا أريتك ف النام مرتي أرى أنك ف سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فاقول إن كان هذا من عند ال يضه قال البخاري باب نكاح البكار وقال ابن أب‬
‫مليكة قال ابن عباس لعائشة ل ينكح النب صلى ال عليه وسلم بكرا غيك * حدثنا اساعيل بن عبد ال حدثن أخي عن سليمان بن بلل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا‬
‫رسول ال أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة ل يؤكل منها ف أيها كنت ترتع بعيك قال ف الت ل يرتع منها يعن أن النب صلى ال عليه وسلم ل يتزوج بكرا‬
‫غيها انفرد به البخاري ث قال حدثنا عبيد ابن اساعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم أريتك ف النام فيجيء بك اللك‬
‫ف سرقة من حرير فقال ل هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فاذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند ال يضه وف رواية أريتك ف النام ثلث ليال وعند الترمذي أن جبيل جاءه‬
‫بصورتا ف خرقة من حرير خضراء فقال هذه زوجتك ف الدنيا والخرة وقال البخاري تزويج الصغار من الكبار حدثنا عبد ال بن يوسف حدثنا الليث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪131‬‬

‫بن يزيد عن عراك عن عروة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب عائشة إل أب بكر فقال له أبو بكر إنا أنا أخوك فقال انت أخي ف دين ال وكتابه وهي ل حلل هذا الديث ظاهر‬
‫سياقه كانه مرسل وهو عند البخاري والحققي متصل لنه من حديث عروة عن عائشة رضي ال عنها وهذا من افراد البخاري رحه ال وقال يونس بن بكي عن هشام بن عروة عن أبيه قال‬
‫تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم عائشة بعد خدية بثلث سني وعائشة يومئذ ابنة ست سني وبن با وهي ابنة تسع ومات رسول ال صلى ال عليه وسلم وعائشة ابنة ثانية عشرة سنة‬
‫وهذا غريب وقد روى البخاري عن عبيد ابن اساعيل عن أب أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال توفيت خدية قبل مرج النب صلى ال عليه وسلم بثلث سني فلبت سنتي أو قريبا من‬
‫ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سني ث بن با وهي بنت تسع سني وهذا الذي قاله عروة مرسل ف ظاهر السياق كما قدمنا ولكنه ف حكم التصل ف نفس المر وقوله تزوجها وهي ابنة‬
‫ست سني وبن با وهي ابنة تسع مال خلف فيه بي الناس وقد ثبت ف الصحاح وغيها وكان بناؤه با عليه السلم ف السنة الثانية من الجرة إل الدينة وأما كون تزويها كان بعد موت‬
‫خدية بنحو ثلث سني ففيه نظر فان يعقوب بن سفيان الافظ قال حدثنا الجاج حدثنا حاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجن رسول ال صلى ال عليه وسلم متوف‬
‫خدية قبل مرجه من مكة وأنا ابنة سبع أو ست سني فلما قدمنا الدينة جاءن نسوة وأنا ألعب ف ارجوحة وأنا مممة فهيآنن وصنعنن ث أتي ب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا ابنة‬
‫تسع سني فقوله ف هذا الديث متوف خدية يقتضي أنه على أثر ذلك قريبا اللهم إل أن يكون قد سقط من النسخة بعد متوف خدية فل ينفي ما ذكره يونس بن بكي وأبو أسامة عن هشام‬
‫بن عروة عن أبيه وال أعلم وقال البخاري حدثنا فروة بن أب الغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت تزوجن النب صلى ال عليه وسلم وأنا بنت ست‬
‫سني فقدمنا الدينة فنلنا ف بن الارث بن الزرج فوعكت فتمزق شعري وقد وفت ل جيمة فاتتن أمي أم رومان وإن لفي أرجوحة ومعي صواحب ل فصرخت ب فاتيتها ما أدري ما تريد‬
‫من فاخذت بيدي حت أوقفتن على باب الدار وإن لنج حت سكن بعض نفسي ث أخذت شيئا من ماء فمست به وجهي ورأسي ث أدخلتن الدار قال فاذا نسوة من النصار ف البيت فقلن‬
‫على الي والبكة وعلى خي طائر فاسلمتن اليهن فاصلحن من شأن فلم يرعن إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ضحى فاسلمنن اليه وأنا يومئذ بنت تسع سني وقال المام احد ف مسند‬
‫عائشة أم الؤمني حدثنا ممد بن بشر حدثنا بشر حدثنا ممد بن عمرو أبو سلمة ويي قال لا هلكت خدية جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت يا رسول ال أل تزوج‬
‫قال من قالت إن شئت بكرا وإن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪132‬‬


‫شئت ثيبا قال فمن البكر قالت أحب خلق ال اليك عائشة ابنة أب بكر قال ومن الثيب قالت سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك قال فاذهب فاذكريهما علي فدخلت بيت أب بكر‬
‫فقالت يا أم رومان ماذا أدخل ال عليك من الي والبكة قالت وما ذاك قالت أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت انظري أبا بكر حت يأت فجاء أبو بكر فقلت‬
‫يا أبا بكر ماذا أدخل ال عليكم من الي والبكة قال وما ذاك قالت أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخطب عليه عائشة قال وهل تصلح له إنا هي ابنة أخيه فرجعت إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي اليه فقول له أنا أخوك وأنت أخي ف السلم وابنتك تصلح ل فرجعت فذكرت ذلك له قال انتظري وخرج قالت أم رومان إن مطعم بن‬
‫عدي قد ذكرها على ابنه ووال ما وعد أبو بكر وعدا قط فاخلفه فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الصب فقالت يا ابن أب قحافة لعلك مصب صاحبنا تدخله ف دينك‬
‫الذي أنت عليه إن تزوج اليك فقال أبو بكر للمطعم ابن عدي أقول هذه يقول إنا تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب ال ما كان ف نفسه من عدته الت وعده فرجع فقال لولة ادعي‬
‫ل رسول ال صلى ال عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سني ث خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت ما أدخل ال عليك من الي والبكة قالت وما ذاك‬
‫قالت ارسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخطبك اليه قالت وددت ادخلي ال أب بكر فاذكري ذلك له وكان شيخا كبيا قد أدركه السن قد تلف عن الج فدخلت عليه فحييته بتحية‬
‫الاهلية فقال من هذه قالت خولة بنت حكيم قال فما شأنك قالت أرسلن ممد بن عبد ال أخطب عليه سودة فقال كفؤ كري ماذا تقول صاحبتك قال تب ذلك قال ادعيها إل فدعتها قال‬
‫أي بنية إن هذه تزعم أن ممد بن عبد ال بن عبد الطلب قد أرسل يطبتك وهو كفؤ كري أتبي أن أزوجك به قالت نعم قال ادعيه ل فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فزوجها اياه‬
‫فجاء أخوها عبد بن زمعة من الج فجاء يثى على رأسه التراب فقال بعد أن اسلم لعمرك إن لسفيه يوم أحثى ف رأسي التراب أن تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم سودة بنت زمعة‬
‫قالت عائشة فقدمنا الدينة فنلنا ف بن الارث بن الزرج ف السنح قالت فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فدخل بيتنا واجتمع اليه رجال من النصار ونساء فجاءتن أمي وأنا لفي‬
‫أرجوحة بي عذقي يرجح ب فانزلتن من الرجوحة ول جيمة ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من الاء ث أقبلت تقودن حت وقفت ب عند الباب وان لنج حت سكن من نفسي ث دخلت‬
‫ب فاذا رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس على سرير ف بيتنا وعنده رجال ونساء من النصار فاجلستن ف حجرة ث قالت هؤلء أهلك فبارك ال لك فيهم وبارك لم فيك فوثب الرجال‬
‫والنساء فخرجوا وبن ب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيتنا ما نرت على جزور ول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪133‬‬

‫ذبت على شاة حت أرسل الينا سعد بن عبادة بفنة كان يرسل با ال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا دار ال نسائه وأنا يومئذ ابنة تسع سني وهذا السياق كأنه مرسل وهو متصل لا‬
‫رواه البيهقي من طريق احد بن عبد البار حدثنا عبد ال بن ادريس الزدي عن ممد بن عمرو عن يي بن عبد الرحن بن حاطب قال قالت عائشة لا ماتت خدية جاءت خولة بنت حكيم‬
‫فقالت يا رسول ال أل تزوج قال ومن قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال من البكر ومن الثيب قالت أما البكر فابنة أحب خلق ال اليك وأما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك‬
‫واتبعتك قال فاذكريهما علي وذكر تام الديث نو ما تقدم وهذا يقتضي أن عقده على عائشة كان متقدما على تزويه بسودة بنت زمعة ولكن دخوله على سودة كان بكة وأما دخوله على‬
‫عائشة فتأخر ال الدينة ف السنة الثانية كما تقدم وكما سيأت وقال المام احد حدثنا أسود حدثنا شريك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت لا كبت سودة وهبت يومها ل فكان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقسم ل بيومها مع نسائه قالت وكانت أول امرأة تزوجها بعدي وقال المام احد حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الميد حدثن شهر حدثن عبد ال بن عباس أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لا سودة وكانت مصبية كان لا خس صبية أو ست من بعلها مات فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ينعك من قالت وال يا نب ال ما‬
‫ينعن منك أن ل تكون أحب البية إل ولكن أكرمك أن ينعوا هؤلء الصبية عند رأسك بكرة وعشية قال فهل منعك من غي ذلك قالت ل وال قال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يرحك ال ان خي نساء ركب اعجاز البل صال نساء قريش احناه على ولد ف صغره وأرعاه على بعل بذات يده قلت وكان زوجها قبله عليه السلم السكران بن عمرو أخو سهيل بن‬
‫عمرو وكان من أسلم وهاجر إل البشة كما تقدم ث رجع إل مكة فمات با قبل الجرة رضي ال عنه هذه السياقات كلها دالة على أن العقد على عائشة كان متقدما علىالعقد بسودة وهو‬
‫قول عبد ال بن ممد بن عقيل ورواه يونس عن الزهري واختار ابن عبد الب أن العقد على سودة قبل عائشة وحكاه عن قتادة وأب عبيد قال ورواه عقيل عن الزهري فصل‬
‫قد تقدم ذكر موت أب طالب عم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه كان ناصرا له وقائما ف صفه ومدافعا عنه بكل ما يقدر عليه من نفس ومال ومقال وفعال فلما مات اجترأ سفهاء‬
‫قريش على رسول ال صلى ال عليه وسلم ونالوا منه ما ل يكونوا يصلون اليه ول يقدرون عليه كما قد رواه البيهقي عن الاكم عن الصم حدثنا ممد بن اسحاق الصنعان حدثنا يوسف بن‬
‫بلول حدثنا عبد ال بن إدريس حدثنا ممد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪134‬‬

‫اسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبي عن عبد ال بن جعفر قال لا مات أبو طالب عرض لرسول ال صلى ال عليه وسلم سفيه من سفهاء قريش فالقى عليه ترابا فرجع إل بيته فاتت امرأة‬
‫من بناته تسح عن وجهه التراب وتبكي فجعل يقول أي بنية ل تبكي فان ال مانع أباك ويقول ما بي ذلك ما نالت قريش شيئا أكرهه حت مات أبو طالب ث شرعوا قد رواه زياد البكائي‬
‫عن ممد ابن اسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه مرسل وال أعلم وروى البيهقي أيضا عن الاكم وغيه عن الصم عن احد بن عبد البارعن يونس بن بكي عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما زالت قريش كاعي حت مات أبو طالب ث رواه عن الاكم عن الصم عن عباس الدوري عن يي بن معي حدثنا عقبة الجدر عن هشام بن عروة‬
‫عن أبيه عن عائشة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ما زالت قريش كاعة حت توف أبو طالب وقد روى الافظ أبو الفرج ابن الوزي بسنده عن ثعلبة بن صغي وحكيم بن حزام أنما قال‬
‫لا توف أبو طالب وخدية وكان بينهما خسة ايام اجتمع على رسول ال صلى ال عليه وسلم مصيبتان ولزم بيته وأقل الروج ونالت منه قريش ما ل تكن تنال ول تطمع فيه فبلغ ذلك أبا‬
‫لب فجاءه فقال يا ممد امض لا أردت وما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا فاصنعه ل واللت ل يوصل اليك حت أموت وسب ابن الغيطلة رسول ال صلى ال عليه وسلم فاقبل اليه أبو‬
‫لب فنال منه فول يصيح يا معشر قريش صبا أبو عتبة فاقبلت قريش حت وقفوا على أب لب فقال ما فارقت دين عبد الطلب ولكن أمنع ابن أخي أن يضام حت يضي لا يريد فقالوا لقد‬
‫أحسنت وأجلت ووصلت الرحم فمكث رسول ال صلى ال عليه وسلم كذلك أياما يأت ويذهب ل يعرض له أحد من قريش وهابوا أبا لب إذ جاء عقبة بن أب معيط وأبو جهل إل أب لب‬
‫فقال له أخبك ابن أخيك أين مدخل أبيك فقال له أبو لب يا ممد أين مدخل عبد الطلب قال مع قومه فخرج اليهما فقال قد سألته فقال مع قومه فقال يزعم أنه ف النار فقال يا ممد‬
‫أيدخل عبد الطلب النار فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن مات على ما مات عليه عبد الطلب دخل النار فقال أبو لب لعنه ال وال ل برحت لك إل عدوا أبدا وأنت تزعم أن عبد‬
‫الطلب ف النار واشتد عند ذلك أبو لب وسائر قريش عليه‬
‫قال ابن اسحاق وكان النفر الذين يؤذون رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيته أبو لب والكم بن أب العاص بن أمية وعقبة بن أب معيط وعدي بن المراء وابن الصداء الذل وكانوا‬
‫جيانه ل يسلم منهم أحد إل الكم بن أب العاص وكان أحدهم فيما ذكر ل يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي وكان أحدهم يطرحها ف برمته إذا نصبت له حت اتذ رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حجرا يستتر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪135‬‬

‫به منهم إذا صلى فكان إذا طرحوا شيئا من ذلك يمله على عود ث يقف به على بابه ث يقول يا بن عبد مناف أي جوار هذا ث يلقيه ف الطريق‬
‫قلت وعندي أن غالب ما روى ما تقدم من طرحهم سل الزور بي كتفيه وهو يصلي كما رواه ابن مسعود وفيه أن فاطمة جاءت فطرحته عنه وأقبلت عليهم فشتمتهم ث لا انصرف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم دعا على سبعة منهم كما تقدم وكذلك ما أخب به عبد ال بن عمرو بن العاص من خنقهم له عليه السلم خنقا شديدا حت حال دونه أبو بكر الصديق قائل أتقتلون‬
‫رجل أن يقول رب ال وكذلك عزم أب جهل لعنه ال على أن يطأ على عنقه وهو يصلي فحيل بينه وبي ذلك وما أشبه ذلك كان بعد وفاة أب طالب وال أعلم فذكرها ههنا أنسب وأشبه‬
‫فصل‬
‫ف ذهابه صلى ال عليه وسلم إل أهل الطائف يدعوهم إل دين ال‬
‫قال ابن اسحاق فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول ال صلى ال عليه وسلم من الذى ما ل تكن نالته منه ف حياة عمه أب طالب فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الطائف‬
‫يلتمس من ثقيف النصرة والنعة بم من قومه ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من ال تعال فخرج اليهم وحده فحدثن يزيد بن أب زياد عن ممد بن كعب القرظي قال انتهى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل الطائف وعمد إل نفر من ثقيف هم سادة ثقيف وأشرافهم وهم أخوة ثلثة عبد ياليل ومسعود وحبيب بنو عمرو ابن عمي بن عوف بن عقدة بن غية بن عوف بن ثقيف‬
‫وعند أحدهم امرأة من قريش من بن جح فجلس اليهم فدعاهم إل ال وكلمهم لا جاءهم له من نصرته على السلم والقيام معه على من خالفه من قومه فقال أحدهم هو يرط ثياب الكعبة‬
‫إن كان ال أرسلك وقال الخر أما وجد ال أحدا أرسله غيك وقال الثالث وال ل أكلمك أبدا لئن كنت رسول من ال كما تقول لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلم ولئن كنت‬
‫تكذب على ال ما ينبغي ل أن أكلمك فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خي ثقيف وقد قال لم فيما ذكر ل إن فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي وكره رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه فلم يفعلوا وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حت اجتمع عليه الناس وألؤه إل حائط لعتبة ابن ربيعة وشيبة بن‬
‫ربيعة وها فيه ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه فعمد ال ظل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪136‬‬

‫حبلة من عنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران اليه ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف وقد لقي رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذكر ل الرأة الت من بن جح فقال لا ماذا لقينا من‬
‫أحائك فلما اطمأن قال فيما ذكر اللهم اليك أشكو ضعف قوت وهوان على الناس يا أرحم الراحي أنت رب الستضعفي وأنت رب ال من تكلن ال بعيد يتجهمن أم إل عدو ملكته أمري‬
‫إن ل يكن بك غضب علي فل أبال ولكن عافيتك هي أوسع ل أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والخرة من أن تنل ب غضبك أو تل علي سخطك لك‬
‫العتب حت ترضى ل حول ول قوة ال بك قال فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له رحهما فدعوا غلما نصرانيا يقال له عداس [ وقال له ] خذ قطفا من هذا العنب فضعه ف‬
‫هذا الطبق ث اذهب به ال ذلك الرجل فقل له يأكل منه ففعل عداس ث ذهب به حت وضعه بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال له كل فلما وضع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يده فيه قال بسم ال ث أكل ث نظر عداس ف وجهه ث قال وال ان هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن أهل أي بلد أنت يا عداس وما دينك‬
‫قال نصران وأنا رجل من أهل نينوى فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من قرية الرجل الصال يونس بن مت فقال له عداس وما يدريك ما يونس بن مت فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ذلك أخي كان نبيا وأنا نب فاكب عداس على رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه قال يقول أبناء ربيعة احدها لصاحبه اما غلمك فقد افسده عليك فلما جاء‬
‫عداس قال له ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه قال يا سيدي ما ف الرض شيء خي من هذا لقد اخبن بأمر ما يعلمه ال نب قال له ويك يا عداس ل يصرفنك عن‬
‫دينك فإن دينك خي من دينه‬
‫وقد ذكر موسى بن عقبة نوا من هذا السياق ال انه ل يذكر الدعاء وزاد وقعد له أهل الطائف صفي على طريقه فلما مر جعلوا ل يرفع رجليه ول يضعهما ال رضخوها بالجارة حت‬
‫ادموه فخلص منهم وها يسيلن الدماء فعمد إل ظل نلة وهو مكروب وف ذلك الائط عتبة وشيبة ابنا ربيعة فكره مكانما لعداوتما ال ورسوله ث ذكر قصة عداس النصران كنحو ما‬
‫تقدم وقد روى المام احد عن أب بكر بن أب شيبة حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبد ال بن عبد الرحن الطائفي عن عبد الرحن بن خالد بن أب جبل العدوان عن أبيه أنه أبصر رس‬
‫‪ 4‬ول ال صلى ال عليه وسلم ف مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصى حي أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقول والسماء والطارق حت ختمها قال فوعيتها ف الاهلية وأنا مشرك‬
‫ث قرأتا ف السلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪137‬‬


‫قال فدعتن ثقيف فقالوا ماذا سعت من هذا الرجل فقرأتا عليهم فقال من معهم من قريش نن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقا لتبعناه وثبت ف الصحيحي من طريق عبد ال بن‬
‫وهب أخبن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبن عروة بن الزبي إن عائشة حدثته أنا قالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم هل أتى عليك يوم اشد عليك من يوم أحد قال ما لقيت‬
‫من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلل فلم يبن إل ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إل وأنا بقرن الثعالب فرفعت‬
‫رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتن فنظرت فإذا فيها جبيل عليه السلم فنادان فقال إن ال قد سع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث لك ملك البال لتأمره با شئت فيهم ث نادان‬
‫ملك البال فسلم علي ث قال يا ممد قد بعثن ال إن ال قد سع قول قومك لك وأنا ملك البال قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما شئت إن شئت تطبق عليهم الخشبي فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أرجو أن يرج ال من أصلبم من يعبد ال ل يشرك به شيئا فصل‬
‫وقد ذكر ممد بن اسحاق ساع الن لقراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم وذلك مرجعه من الطائف حي بات بنخلة وصلى بأصحابه الصبح فاستمع الن الذين صرفوا اليه قراءته هنالك‬
‫قال ابن اسحاق وكانوا سبعة نفر وأنزل ال تعال فيهم قوله وإذ صرفنا اليك نفرا من الن‬
‫قلت وقد تكلمنا على ذلك مستقصى ف التفسي وتقدم قطعة من ذلك وال أعلم ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة مرجعه من الطائف ف جوار الطعم بن عدي وازداد قومه عليه‬
‫حنقا وغيظا وجرأة وتكذيبا وعنادا وال الستعان وعليه التكلن‬
‫وقد ذكر الموي ف مغازيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أريقط إل الخنس بن شريق فطلب منه أن ييه بكة فقال إن حليف قريش ل يي على صميمها ث بعثه إل سهيل بن‬
‫عمرو ليجيه فقال إن بن عامر بن لؤي ل تي على بن كعب بن لؤي فبعثه إل الطعم بن عدي ليجيه فقال نعم قل له فليأت فذهب اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فبات عنده تلك‬
‫الليلة فلما أصبح خرج معه هو وبنوه ستة أو سبعة متقلدي السيوف جيعا فدخلوا السجد وقال لرسول ال صلى ال عليه وسلم طف واحتبوا بمائل سيوفهم ف الطاف فاقبل أبو سفيان إل‬
‫مطعم فقال أمي أو تابع قال ل بل مي قال إذا ل تفر فجلس معه حت قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم طوافه فلما انصرف انصرفوا معه وذهب أبو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪138‬‬

‫سفيان إل ملسه قال فمكث أياما ث أذن له ف الجرة فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم ال الدينة توف مطعم بن عدي بعده بيسي فقال حسان بن ثابت وال لرثينه فقال فيما قال‬
‫‪ ...‬فلو كان مد ملد اليوم واحد ‪ ...‬من الناس ني مده اليوم مطعما ‪ ...‬أجرت رسول ال منهم فأصبحوا ‪ ...‬عبادك ما لب مل وأحرما ‪ ...‬فلو سئلت عنه معد بأسرها ‪ ...‬وقحطان أو‬
‫باقي بقية جرها ‪ ...‬لقالوا هو الوف بفرة جاره ‪ ...‬وذمته يوما إذا ما تشما ‪ ...‬وما تطلع الشمس النية فوقهم ‪ ...‬على مثله فيهم أعز وأكرما ‪ ...‬إباء إذا يأب وألي شيمة ‪ ...‬وأنوم عن‬
‫‪ ...‬جار اذا الليل أظلما‬
‫قلت ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم يوم أسارن بدر لو كان الطعم بن عدي حيا ث سألن ف هؤلء النقباء لوهبتهم له فصل‬
‫ف عرض رسول ال صلى ال عليه وسلم نفسه الكرية على احياء العرب‬
‫قال ابن اسحاق ث قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلفه وفراق دينه إل قليل مستضعفي من آمن به فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرض‬
‫نفسه ف الواسم اذا كانت على قبائل العرب يدعوهم ال ال عز وجل ويبهم أنه نب مرسل ويسألم أن يصدقوه وينعوه حت يبي عن ال ما بعثه به‬
‫قال ابن اسحاق فحدثن من أصحابنا من ل أتم عن زيد بن اسلم عن ربيعة بن عباد الدؤل ومن حدثه أبو الزناد عنه وحدثن حسي بن عبد ال بن عبيد ال بن عباس قال سعت ربيعة ابن‬
‫عباد يدثه أب قال إن لغلم شاب مع أب بن ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب فيقول يا بن فلن إن رسول ال اليكم آمركم أن تعبدوا ال ول تشركوا‬
‫به شيئا وأن تلعوا ما تعبدون من دونه من هذه النداد وأن تؤمنوا ب وتصدقوا ب وتنعون حت أبي عن ال ما بعثن به قال وخلفه رجل أحول وضيء له غديرتان عليه حلة عدنية فاذا فرغ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من قوله وما دعا اليه قال ذلك الرجل يا بن فلن إن هذا أنا يدعوكم ال أن تسلخوا اللت والعزى من أعناقكم وحلفاءكم من الن من بن مالك بن أقيش‬
‫ال ما جاء به من البدعة والضللة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪139‬‬

‫فل تطيعوه ول تسمعوا منه قال فقلت لب يا أبت من هذا الرجل الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول قال هذا عمه عبد العزى بن عبد الطلب أبو لب وقد روى المام احد هذا الديث عن‬
‫ابراهيم بن أب العباس حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه أخبن رجل يقال له ربيعة بن عباد من بن الدئل وكان جاهليا فاسلم قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الاهلية ف‬
‫سوق ذي الجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا ل إله إل ال تفلحوا والناس متمعون عليه ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتي يقول إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه‬
‫فقالوا هذا عمه أبو لب ورواه البيهقي من طريق ممد بن عبد ال النصاري عن ممد بن عمرو عن ممد بن النكدر عن ربيعة الدئلي رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم بسوق ذي الجاز‬
‫يتبع الناس ف منازلم يدعوهم ال ال ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول أيها الناس ل يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم قلت من هذا قالوا هذا أبو لب وكذا رواه أبو نعيم ف‬
‫الدلئل من طريق ابن أب ذئب وسعيد ابن سلمة بن أب السام كلها عن ممد بن النكدر به نوه ث رواه البيهقي من طريق شعبة عن الشعث بن سليم عن رجل من كنانة قال رأيت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بسوق ذي الجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا ل إله إل ال تفلحوا واذا رجل خلفه يسفي عليه التراب فاذا هو أبو جهل وهو يقول يا أيها الناس ل يغرنكم هذا عن‬
‫دينكم فإنا يريد أن تتركوا عبادة اللت والعزى كذا قال ف هذا السياق أبو جهل وقد يكون وها ويتمل أن يكون تارة يكون ذا وتارة يكون ذا وأنما كانا يتناوبان على اذائه صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن ابن شهاب الزهري أنه عليه السلم أتى كندة ف منازلم وفيهم سيد لم يقال له مليح فدعاهم ال ال عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا عليه قال ابن اسحاق‬
‫وحدثن ممد بن عبد الرحن بن حصي أنه أتى كلبا ف منازلم ال بطن منهم يقال لم بنو عبد ال فدعاهم ال ال وعرض عليهم نفسه حت إنه ليقول يا بن عبد ال إن ال قد أحسن اسم‬
‫أبيكم فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم وحدثن بعض أصحابنا عن عبد ال بن كعب بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى بن حنيفة ف منازلم فدعاهم ال ال وعرض عليهم نفسه‬
‫فلم يك أحد من العرب اقبح ردا عليه منهم وحدثن الزهري أنه أتى بن عامر بن صعصعة فدعاهم إل ال وعرض عليهم نفسه فقال له رجل منهم يقال له بية بن فراس وال لو أن أخذت‬
‫هذا الفت من قريش لكلت به العرب ث قال له أرأيت إن نن تابعناك ف أمرك ث أظهرك ال على من يالفك أيكون لنا المر من بعدك قال المر ل يضعه حيث يشاء قال فقال له أفنهدف‬
‫نورنا للعرب دونك فإذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪140‬‬

‫أظهرك ال كان المر لغينا ل حاجة لنا بأمرك فابوا عليه فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إل شيخ لم كان أدركه السن حت ل يقدر أن يواف معهم الواسم فكانوا إذا رجعوا اليه حدثوه‬
‫با يكون ف ذلك الوسم فلما قدموا عليه ذلك العام سألم عما كان ف موسهم فقالوا جاءنا فت من قريش ث أحد بن عبد الطلب يزعم أنه نب يدعونا إل أن ننعه ونقوم معه ونرج به إل‬
‫بلدنا قال فوضع الشيخ يده على رأسه ث قال يا بن عامر هل لا من تلف هل لذناباها من مطلب والذي نفس فلن بيده ما تقولا اساعيلي قط وإنا لق فأين رأيكم كان عنكم‬
‫وقال موسى بن عقبة عن الزهري فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف تلك السني يعرض نفسه على قبائل العرب ف كل موسم ويكلم كل شريف قوم ل يسألم مع ذلك إل أن يؤوه‬
‫وينعوه ويقول ل أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه اليه فذلك ومن كره ل أكرهه إنا أريد ان ترزون فيما يراد ل من القتل حت أبلغ رسالة رب وحت يقضي ال ل‬
‫ولن صحبن با شاء فلم يقبله أحد منهم وما يأت أحدا من تلك القبائل إل قال قوم الرجل أعلم به أترون أن رجل يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه وكان ذلك ما ذخره ال للنصار‬
‫وأكرمهم به‬
‫وقد روى الافظ أبو نعيم من طريق عبد ال بن الجلح ويي بن سعيد الموي كلها عن ممد بن السائب الكلب عن أب صال عن ابن عباس عن العباس قال قال ل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل أرى ل عندك ول عند أخيك منعة فهل أنت مرجي إل السوق غدا حت نقر ف منازل قبائل الناس وكانت ممع العرب قال فقلت هذه كندة ولفها وهي أفضل من يج البيت‬
‫من اليمن وهذه منازل بكر بن وائل وهذه منازل بن عامر بن صعصعة فاختر لنفسك قال فبدأ بكندة فأتاهم فقال من القوم قالوا من أهل اليمن قال من أي اليمن قالوا من كندة قال من أي‬
‫كندة قالوا من بن عمرو بن معاوية قال فهل لكم إل خي قالوا وما هو قال تشهدون أن ل إله إل ال وتقيمون الصلة وتؤمنون با جاء من عند ال قال عبد ال بن الجلح وحدثن أب عن‬
‫اشياخ قومه أن كندة قالت له إن ظفرت تعل لنا اللك من بعدك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن اللك ل يعله حيث يشاء فقالوا ل حاجة لنا فيما جئتنا به وقال الكلب فقالوا أجئتنا‬
‫لتصدنا عن آلتنا وننابذ العرب الق بقومك فل حاجة لنا بك فانصرف من عندهم فأتى بكر بن وائل فقال من القوم قالوا من بكر بن وائل فقال من أي بكر بن وائل قالوا من بن قيس بن‬
‫ثعلبة قال كيف العدد قالوا كثي مثل الثرى قال فكيف النعة قالوا ل منعة جاورنا فارس فنحن ل نتنع منهم ول ني عليهم قال فتجعلون ل عليكم إن هو أبقاكم حت تنلوا منازلم‬
‫وتستنكحوا نساءهم وتستعبدوا أبناءهم أن تسبحوا ال ثلثا وثلثي وتمدوه ثلثا وثلثي وتكبوه أربعا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪141‬‬

‫وثلثي قالوا ومن أنت قال أنا رسول ال ث انطلق فلما ول عنهم قال الكلب وكان عمه أبو لب يتبعه فيقول للناس ل تقبلوا قوله ث مر أبو لب فقالوا هل تعرف هذا الرجل قال نعم هذا ف‬
‫الذروة منا فعن أي شأنه تسألون فأخبوه با دعاهم اليه وقالوا زعم أنه رسول ال قال أل ل ترفعوا برأسه قول فانه منون يهذي من أم رأسه قالوا قد رأينا ذلك حي ذكر من أمر فارس ما‬
‫ذكر‬
‫قال الكلب فاخبن عبد الرحن العايري عن اشياخ من قومه قالوا اتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن بسوق عكاظ فقال من القوم قلنا من بن عامر بن صعصعة قال من أي بن عامر‬
‫بن صعصعة قالوا بنو كعب بن ربيعة قال كيف النعة قلنا ل يرام ما قبلنا وليسطلى بنارنا قال فقال لم إن رسول ال وآتيكم لتمنعون حت أبلغ رسالة رب ول اكره أحدا منكم على شيء‬
‫قالوا ومن أي قريش أنت قال من بن عبد الطلب قالوا فأين أنت من عبد مناف قال هم أول من كذبن وطردن قالوا ولكنا ل نطردك ول نؤمن بك وسنمنعك حت تبلغ رسالة ربك قال‬
‫فنل اليهم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بية بن فراس القشيي فقال من هذا الرجل أراه عندكم أنكره قالوا ممد بن عبد ال القرشي قال فما لكم وله قالوا زعم لنا أنه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فطلب الينا أن ننعه حت يبلغ رسالة ربه قال ماذا رددت عليه قالوا بالترحيب والسعة نرجك ال بلدنا وننعك ما ننع به أنفسنا قال بية ما أعلم أحدا من أهل هذه السوق‬
‫يرجع بشيء أشد من شيء ترجعون به بدءا ث لتنابذوا الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه خيا لكانوا أسعد الناس به أتعمدون ال زهيق قد طرده قومه‬
‫وكذبوه فتؤوونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ث أقبل على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال قم فالق بقومك فوال لول أنك عند قومي لضربت عنقك قال فقام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ال ناقته فركبها فغمر البيث بية شاكلتها فقمصت برسول ال صلى ال عليه وسلم فالقته وعند بن عامر يومئذ ضباعة ابنة عامر بن قرط كانت من النسوة اللت أسلمن مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بكة جاءت زائرة ال بن عمها فقالت يا آل عامر ول عامر ل أيصنع هذا برسول ال بي أظهركم ل ينعه أحد منكم فقام ثلثة من بن عمها ال بية واثني اعاناه‬
‫فاخذ كل رجل منهم رجل فجلد به الرض ث جلس على صدره ث علوا وجوههم لطما فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اللهم بارك على هؤلء والعن هؤلء قال فأسلم الثلثة الذين‬
‫نصروه وقتلوا شهداء وهم غطيف وغطفان ابنا سهل وعروة أو عذرة بن عبد ال بن سلمة رضي ال عنهم وقد روى هذا الديث بتمامه الافظ سعيد بن يي بن سعيد الموي ف مغازيه عن‬
‫أبيه به وهلك الخرون وهم بية بن فراس وحزن بن عبد ال بن سلمة بن قشي ومعاوية بن عبادة أحد بن عقيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪142‬‬


‫لعنهم ال لعنا كثيا وهذا أثر غريب كتبناه لغرابته وال أعلم‬
‫وقد روى أبو نعيم له شاهدا من حديث كعب بن مالك رضي ال عنه ف قصة عامر بن صعصعة وقبيح ردهم عليه وأغرب من ذلك وأطول ما رواه ابو نعيم والاكم والبيهقي والسياق لب‬
‫نعيم رحهم ال من حديث ابان بن عبد ال البجلي عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثن علي بن أب طالب قال لا أمر ال رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا‬
‫معه وأبو بكر إل من حت دفعنا إل ملس من مالس العرب فتقدم أبو بكر رضي ال عنه فسلم وكان أبو بكر مقدما ف كل خي وكان رجل نسابة فقال من القوم قالوا من ربيعة قال وأي‬
‫ربيعة أنتم أمن هامها أم من لازمها قالوا بل من هامها العظمى قال أبو بكر فمن أي هامتها العظمى فقال ذهل الكب قال لم أبو بكر منكم عوف الذي كان يقال لحر بوادي عوف قالوا ل‬
‫قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الحياء قالوا ل قال فمنكم الوفزان بن شريك قاتل اللوك وسالبها أنفسها قالوا ل قال فمنكم جساس بن مرة بن ذهل حامي الذمار ومانع‬
‫الار قالوا ل قال فمنكم الزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا ل قال فانتم اخوال اللوك من كندة قالوا ل قال فأنتم اصهار اللوك من لم قالوا ل قال لم أبو بكر رضي ال عنه فلستم‬
‫بذهل الكب بل أنتم ذهل الصغر قال فوثب اليه منهم غلم يدعى دغفل بن حنظلة الذهلي حي بقل وجهه فأخذ بزمام ناقة أب بكر وهو يقول ‪ ...‬إن على سائلنا أن نسأله ‪ ...‬والعبء ل‬
‫‪ ...‬نعرفه أو نمله‬
‫يا هذا إنك سألتنا فأخبناك ول نكتمك شيئا ونن نريد أن نسألك فمن أنت قال رجل من قريش فقال الغلم بخ بخ أهل السؤدد والرئاسة قادمة العرب وهاديها فمن أنت من قريش فقال له‬
‫رجل من بن تيم بن مرة فقال له الغلم أمكنت وال الرامي من سواء الثغرة أفمنكم قصي بن كلب الذي قتل بكة التغلبي عليها واجلى بقيتهم وجع قومه من كل أوب حت أوطنهم مكة ث‬
‫‪ ...‬استول على الدار وأنزل قريشا منازلا فسمته العرب بذلك ممعا وفيه يقول الشاعر ‪ ...‬أليس أبوكم كان يدعى ممعا ‪ ...‬به جع ال القبائل من فهر‬
‫فقال أبو بكر ل قال فمنكم عبد مناف الذي انتهت اليه الوصايا وابو الغطاريف السادة فقال أبو بكر ل قال فمنكم عمرو بن عبد مناف هاشم الذي هشم الثريد لقومه ولهل مكة ففيه يقول‬
‫الشاعر‬
‫عمرو العل هشم الثريد لقومه ‪ ...‬ورجال مكة مسنتون عجاف ‪ ...‬سنوا اليه الرحلتي كليهما ‪ ...‬عند الشتاء ورحلة الصياف ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪143‬‬

‫كانت قريش بيضة فتفلقت ‪ ...‬فالح خالصة لعبد مناف ‪ ...‬الرايشي وليس يعرف رايش ‪ ...‬والقائلي هلم للضياف ‪ ...‬والضاربي الكبش يبق بيضه ‪ ...‬والانعي البيض بالسياف ‪ ...‬ل‬
‫‪ ...‬درك لو نزلت بدارهم ‪ ...‬منعوك من أزل ومن إقراف‬
‫فقال أبو بكر ل قال فمنكم عبد الطلب شيبة المد وصاحب عي مكة ومطعم طي السماء والوحوش والسباع ف الفل الذي كأن وجهه قمر يتلل ف الليلة الظلماء قال ل قال أفمن أهل‬
‫الفاضة أنت قال ل قال أفمن أهل الجابة أنت قال ل قال أفمن أهل الندوة أنت قال ل قال أفمن أهل السقاية أنت قال ل قال أفمن أهل الرفادة أنت قال ل قال فمن الفيضي أنت قال ل‬
‫ث جذب أبو بكر رضي ال عنه زمام ناقته من يده فقال له الغلم‬
‫صادف در السيل در يدفعه ‪ ...‬يهيضه حينا وحينا يرفعه ‪ ...‬ث قال أما وال يا أخا قريش لو ثبت لبتك أنك من زمعات قريش ولست من الذوائب قال فأقبل الينا رسول ال صلى ال ‪...‬‬
‫عليه وسلم يتبسم قال علي فقلت له يا أبا بكر لقد وقعت من العراب على باقعة فقال أجل يا أبا السن إنه ليس من طامة إل وفوقها طامة والبلء موكل بالقول قال ث انتهينا إل ملس عليه‬
‫السكينة والوقار واذا مشايخ لم اقدار وهيئات فتقدم أبو بكر فسلم قال علي وكان أبو بكر مقدما ف كل خي فقال لم أبو بكر من القوم قالوا من بن شيبان بن ثعلبة فالتفت إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال بأب أنت وأمي ليس بعد هؤلء من عز ف قومهم وف رواية ليس وراء هؤلء عذر من قومهم وهؤلء غرر ف قومهم وهؤلء غرر الناس وكان ف القوم مفروق ابن‬
‫عمرو وهانئ بن قبيصة والثن بن حارثة والنعمان بن شريك وكان أقرب القوم إل أب بكر مفروق بن عمرو وكان مفروق بن عمرو قد غلب عليهم بيانا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان‬
‫على صدره فكان أدن القوم ملسا من أب بكر فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم فقال له إنا لنيد على الف ولن تغلب الف من قلة فقال له فكيف النعة فيكم فقال علينا الهد ولكل قوم‬
‫جد فقال أبو بكر فكيف الرب بينكم وبي عدوكم فقال مفروق إنا أشد ما نكون لقاء حي نغضب وإنا لنؤثر الياد على الولد والسلح على اللقاح والنصر من عند ال يديلنا مرة ويديل‬
‫علينا لعلك أخو قريش فقال أبو بكر إن كان بلغكم أنه رسول ال فها هو هذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذلك ث التفت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله‬
‫بثوبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪144‬‬

‫فقال صلى ال عليه وسلم أدعوكم إل شهادة أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن رسول ال وأن تؤوون وتنصرون حت أؤدي عن ال الذي أمرن به فان قريشا قد تظاهرت على أمر ال‬
‫وكذبت رسوله واستغنت بالباطل عن الق وال هو الغن الميد قال له وإل ما تدعو أيضا يا أخا قريش فتل رسول ال صلى ال عليه وسلم قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أل تشركوا‬
‫به شيئا وبالوالدين احسانا إل قوله وذلك وصاكم به لعلكم تتقون فقال له مفروق وإل ما تدعو أيضا يا أخا قريش فوال ما هذا من كلم أهل الرض ولو كان من كلمهم لعرفناه فتل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القرب وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فقال له مفروق دعوت وال يا أخا قريش إل‬
‫مكارم الخلق وماسن العمال ولقد افك قوم كذبوك وظاهروا عليك وكأنه أحب أن يشركه ف الكلم هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا فقال له هانئ قد‬
‫سعت مقالتك يا أخا قريش وصدقت قولك وإن أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لجلس جلسته الينا ليس له اول ول آخر ل نتفكر ف أمرك وننظر ف عاقبة ما تدعو اليه زلة ف‬
‫الرأي وطيشة ف العقل وقلة نظر ف العاقبة وإنا تكون الزلة مع العجلة وإن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر وكأنه أحب أن يشركه ف الكلم‬
‫الثن بن حارثة فقال وهذا الثن شيخنا وصاحب حربنا فقال الثن قد سعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش وأعجبن ما تكلمت به والواب هو جواب هانئ بن قبيصة وتركنا ديننا‬
‫واتباعنا إياك لجلس جلسته الينا وإنا إنا نزلنا بي صريي أحدها اليمامة والخر السماوة فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم وما هذان الصريان فقال له أما أحدها فطفوف الب وأرض‬
‫العرب واما الخر فارض فارس وأنار كسرى وإنا نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن ل ندث حدثا ول نؤوى مدثا ولعل هذا المر الذي تدعونا اليه ما تكرهه اللوك فاما ما كان ما‬
‫يلي بلد العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وأما ما كان يلي بلد فارس فذنب صاحبه غي مغفور وعذره غي مقبول فان أردت أن ننصرك وننعك ما يلي العرب فعلنا فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ما أسأت الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه ل يقوم بدين ال ال من حاطه من جيع جوانبه ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيتم ان ل تلبثوا ال يسيا حت ينحكم‬
‫ال بلدهم وأموالم ويفرشكم بناتم أتسبحون ال وتقدسونه فقال له النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش فتل رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا‬
‫ونذيرا وداعيا ال ال بإذنه وسراجا منيا ث نض رسول ال صلى ال عليه وسلم قابضا على يدي أب بكر قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪145‬‬

‫علي ث التفت الينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا علي أية أخلق للعرب كانت ف الاهلية ما أشرفها با يتحاجزون ف الياة الدنيا قال ث دفعنا ال ملس الوس والزرج فما نضنا‬
‫حت بايعوا النب صلى ال عليه وسلم قال علي وكانوا صدقاء صباء فسر رسول ال صلى ال عليه وسلم من معرفة أب بكر رضي ال عنه بانسابم قال فلم يلبث رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ال يسيا حت خرج ال أصحابه فقال لم احدوا ال كثيا فقد ظفرت اليوم أبناء ربيعة بأهل فارس قتلوا ملوكهم واستباحوا عسكرهم وب نصروا قال وكانت الوقعة بقراقر ال جنب‬
‫ذي قار وفيها يقول العشى ‪ ...‬فدى لبن ذهل بن شيبان ناقت ‪ ...‬وراكبها عند اللقاء وقلت ‪ ...‬هوا ضربوا بالنو حنو قراقر ‪ ...‬مقدمة الامرز حت تولت ‪ ...‬فلله عينا من رأى من‬
‫‪ ...‬فوارس ‪ ...‬كذهل بن شيبان با حي ولت ‪ ...‬فثاروا وثرنا والودة بيننا ‪ ...‬وكانت علينا غمرة فتجلت‬
‫هذا حديث غريب جدا كتبناه لا فيه من دلئل النبوة وماسن الخلق ومكارم الشيم وفصاحة العرب وقد ورد هذا من طريق أخرى وفيه أنم لا تاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقراقر‬
‫مكان قريب من الفرات جعلوا شعارهم اسم ممد صلى ال عليه وسلم فنصروا على فارس بذلك وقد دخلوا بعد ذلك ف السلم‬
‫وقال الواقدي أخبنا عبد ال بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قال جاءنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف منازلنا بن ونن نازلون بازاء المرة الول الت تلي مسجد اليف وهو على‬
‫راحلته مردفا خلفه زيد بن حارثة فدعانا فوال ما استجبنا له ول خي لنا قال وقد كنا سعنا به وبدعائه ف الواسم فوقف علينا يدعونا فلم نستجب له وكان معنا ميسرة بن مسروق العبسي‬
‫فقال لنا أحلف بال لو قد صدقنا هذا الرجل وحلناه حت نل به وسط بلدنا لكان الرأي فأحلف بال ليظهرن أمره حت يبلغ كل مبلغ فقال القوم دعنا منك ل تعرضنا لا ل قبل لنا به وطمع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ميسرة فكلمه فقال ميسرة ما أحسن كلمك وأنوره ولكن قومي يالفونن وإنا الرجل بقومه فإذا ل يعضدوه فالعدى أبعد فانصرف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وخرج القوم صادرين ال أهليهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪146‬‬

‫فقال لم ميسرة ميلوا نأت فدك فان با يهودا نسائلهم عن هذا الرجل فمالوا إل يهود فاخرجوا سفرا لم فوضعوه ث درسوا ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم النب المي العرب يركب‬
‫المار ويتزي بالكسرة ليس بالطويل ول بالقصي ول بالعد ول بالسبط ف عينيه حرة مشرق اللون فان كان هو الذي دعاكم فاجيبوه وادخلوا ف دينه فانا نسده ول نتبعه وإنا [ منه ] ف‬
‫مواطن بلء عظيم ول يبقى أحد من العرب ال اتبعه وال قاتله فكونوا من يتبعه فقال ميسرة يا قوم أل [ إن ] هذا المر بي فقال القوم نرجع ال الوسم ونلقاه فرجعوا ال بلدهم وأب ذلك‬
‫عليهم رجالم فلم يتبعه أحد منهم فلما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة مهاجرا وحج حجة الوداع لقاه ميسرة فعرفه فقال يا رسول ال وال ما زلت حريصا على اتباعك من يوم‬
‫أنت بنا حت كان ما كان وأبىال ال ما ترى من تأخر اسلمي وقد مات عامة النفر الذين كانوا معي فأين مدخلهم يا رسول ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل من مات على غي‬
‫دين السلم فهو ف النار فقال المد ل الذي أنقذن فأسلم وحسن إسلمه وكان له عند أب بكر مكان وقد استقصى المام ممد بن عمر الواقدي فقص [ خب ] القبائل واحدة واحدة‬
‫فذكر عرضه عليه السلم نفسه على بن عامر وغسان وبن فزارة وبن مرة وبن حنيفة وبن سليم وبن عبس وبن نضر بن هوازن وبن ثعلبة بن عكابة وكندة وكلب وبن الارث بن كعب‬
‫وبن عذرة وقيس بن الطيم وغيهم وسياق أخبارها مطولة وقد ذكرنا من ذلك طرفا صالا ول المد والنة‬
‫وقال المام احد حدثنا أسود بن عامر أنا اسرائيل عن عثمان يعن ابن الغية عن سال ابن أب العد عن جابر بن عبد ال قال كان النب صلى ال عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالوقف‬
‫فيقول هل من رجل يملن ال قومه فان قريشا قد منعون أن أبلغ كلم رب عز وجل فأتاه رجل من هدان فقال من أنت قال الرجل من هدان قال فهل عند قومك من منعة قال نعم ث إن‬
‫الرجل خشي أن يفره قومه فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال آتيهم فأخبهم ث آتيك من عام قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد النصار ف رجب وقد رواه أهل السنن الربعة من‬
‫طرق عن اسرائيل به وقال الترمذي حسن صحيح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪147‬‬

‫فصل‬
‫قدوم وفد النصار عاما بعد عام حت بايعو رسول ال صلى ال عليه وسلم بيعة بعد بيعة ث بعد ذلك تول اليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ال الدينة‬
‫حديث سويد بن صامت النصاري‬
‫وهو سويد بن الصامت بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس وأمه ليلى بنت عمرو النجارية أخت سلمى بنت عمرو أم عبد الطلب بن هاشم فسويد هذا ابن‬
‫خالة عبد الطلب جد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ممد بن اسحاق بن يسار وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم على ذلك من أمره كلما اجتمع الناس بالوسم أتاهم يدعو القبائل إل ال وإل السلم ويعرض عليهم نفسه وما جاء به‬
‫من الدى والرحة ول يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف إل تصدى له ودعاه إل ال تعال وعرض عليه ما عنده قال ابن اسحاق حدثن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من‬
‫قومه قالوا قدم سويد بن الصامت أخو بن عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا وكان سويد إنا يسميه قومه فيهم الكامل للده وشعره وشرفه ونسبه وهو الذي يقول ‪ ...‬أل رب من تدعو‬
‫صديقا ولو ترى ‪ ...‬مقالته بالغيب ساءك ما يفري ‪ ...‬مقالته كالشهد ما كان شاهدا ‪ ...‬وبالغيب مأثور على ثغرة النحر ‪ ...‬يسرك باديه وتت أديه ‪ ...‬تيمة غش تبتري عقب الظهر ‪...‬‬
‫‪ ...‬تبي لك العينان ما هو كات ‪ ...‬من الغل والبغضاء بالنظر الشزر ‪ ...‬فرشي بي طالا قد بريتن ‪ ...‬وخي الوال من يريش ول يبي‬
‫قال فتصدى له رسول ال صلى ال عليه وسلم حي سع به فدعاه إل ال والسلم فقال له سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم وما الذي معك قال‬
‫ملة لقمان يعن حكمة لقمان فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا الكلم حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله ال علي هو هدى ونور فتل‬
‫عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم القرآن ودعاه إل السلم فلم يبعد منه وقال إن هذا القول حسن ث انصرف عنه فقدم الدينة على قومه فلم يلبث أن قتله الزرج فان كان رجال من‬
‫قومه ليقولون إنا لنراه قتل وهو مسلم وكان قتله قبل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪148‬‬

‫بعاث وقد رواه البيهقي عن الاكم عن الصم عن احد بن عبد البار عن يونس بن بكي عن ابن اسحاق بأخصر من هذا‬
‫اسلم إياس بن معاذ‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن الصي بن عبد الرحن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن ممود بن لبيد قال لا قدم أبو اليسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بن عبد الشهل فيهم إياس بن معاذ‬
‫يلتمسون اللف من قريش على قومهم من الزرج سع بم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتاهم فجلس اليهم فقال هل لكم ف خي ما جئتم له قال قالوا وما ذاك قال انا رسول ال ال‬
‫العباد أدعوهم ال أن يعبدوا ال ول يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ث ذكر لم السلم وتل عليهم القرآن قال فقال اياس بن معاذ وكان غلما حدثا يا قوم هذا وال خي ما جئتم له‬
‫فأخذ أبو اليسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء فضرب با وجه اياس بن معاذ وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغي هذا قال فصمت اياس وقام رسول ال صلى ال عليه وسلم عنهم‬
‫وانصرفوا ال الدينة وكانت وقعة بعاث بي الوس والزرج قال ث ل يلبث اياس بن معاذ أن هلك قال ممود بن لبيد فاخبن من حضرن من قومه أنم ل يزالوا يسمعونه يهلل ال ويكبه‬
‫ويمده ويسبحه حت مات فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما لقد كان استشعر السلم ف ذلك الجلس حي سع من رسول ال صلى ال عليه وسلم ما سع‬
‫قلت كان يوم بعاث وبعاث موضع بالدينة كانت فيه وقعة عظيمة قتل فيها خلق من أشراف الوس والزرج وكبائهم ول يبق من شيوخهم إل القليل وقد روى البخاري ف صحيحه عن‬
‫عبيد بن اساعيل عن أب أمامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان يوم بعاث يوما قدمه ال لرسوله قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة وقد افترق ملؤهم وقتل سراتم باب‬
‫بدء اسلم النصار رضي ال عنهم‬
‫قال ابن اسحاق فلما أراد ال اظهار دينه واعزاز نبيه واناز موعده له خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الوسم الذي لقيه فيه النفر من النصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما‬
‫كان يصنع ف كل موسم فبينا هو عند العقبة لقي رهطا من الزرج أراد ال بم خيا فحدثن عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا لا لقيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لم من أنتم قالوا نفر من الزرج قال أمن موال يهود قالوا نعم قال افل تلسون أكلمكم قالوا بلى فجلسوا معه فدعاهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪149‬‬

‫إل ال وعرض عليهم السلم وتل عليهم القرآن قال وكان ما صنع ال بم ف السلم أن يهود كانوا معهم ف بلدهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانوا هم أهل شرك اصحاب أوثان وكانوا‬
‫قد غزوهم ببلدهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا إن نبيا مبعوث الن قد أظل زمانه نتبعه نقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إل ال‬
‫قال بعضهم لبعض يا قوم تعلمون وال إنه النب الذي توعدكم به يهود فل يسبقنكم اليه فاجابوه فيما دعاهم اليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من السلم وقالوا له إنا قد تركنا‬
‫قومنا ول قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى أن يمعهم ال بك فسنقدم عليهم فندعوهم إل أمرك ونعرض عليم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فان يمعهم ال عليك فل رجل‬
‫أعز منك ث انصرفوا راجعي إل بلدهم قد آمنوا وصدقوا‬
‫قال ابن اسحاق وهم فيما ذكر ل ستة نفر كلهم من الزرج وهم أبو امامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار قال أبو نعيم وقد قيل إنه أول من أسلم من‬
‫النصار من الزرج ومن الوس أبو اليثم بن التيهان وقيل إن أول من اسلم رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء وال أعلم وعوف بن الارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن‬
‫النجار وهو ابن عفراء النجاريان ورافع بن مالك بن العجلن بن عمرو بن زريق الزرقي وقطبة ابن عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن‬
‫أسد ابن ساردة بن تزيد بن جشم بن الزرج السلمي ث من بن سواد وعقبة بن عامر بن ناب بن زيد ابن حرام بن كعب بن سلمة السلمي أيضا ث من بن حرام وجابر بن عبد ال بن رئاب‬
‫بن النعمان ابن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي أيضا ث من بن عبيد رضي ال عنهم وهكذا روي عن الشعب والزهري وغيها أنم كانوا ليلتئذ ستة نفر من‬
‫الزرج‬
‫وذكر موسى بن عقبة فيما رواه عن الزهري وعروة بن الزبي أن أول اجتماعه عليه السلم بم كانوا ثانية وهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان وهو ابن عبد قيس‬
‫وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحن يزيد بن ثعلبة وأبو اليثم بن التيهان وعوي بن ساعدة فأسلموا وواعدوه ال قابل فرجعوا إل قومهم فدعوهم إل السلم وأرسلوا إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث الينا رجل يفقهنا فبعث اليهم مصعب بن عمي فنل على أسعد بن زرارة وذكر تام القصة كما سيوردها ابن اسحاق أت من سياق موسى‬
‫بن عقبة وال أعلم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪150‬‬

‫قال ابن اسحاق فلما قدموا الدينة ال قومهم ذكروا لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعوهم ال السلم حت فشا فيهم فلم يبق دار من دور النصار ال وفيها ذكر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حت اذا كان العام القبل واف الوسم من النصار اثن عشر رجل وهم أبو امامة أسعد بن زرارة التقدم ذكره وعوف بن الارث التقدم وأخوه معاذ وها ابنا عفراء ورافع بن‬
‫مالك التقدم ايضا وذكوان ابن عبد قيس بن خلدة بن ملد بن عامر بن زريق الزرقي قال ابن هشام وهو انصاري مهاجري وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن‬
‫عوف بن عمرو بن عوف بن الزرج وحليفهم أبو عبد الرحن يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم البلوى والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلن بن يزيد بن غنم بن سال بن عوف بن‬
‫عمرو بن عوف بن الزرج العجلن وعقبة بن عامر بن ناب التقدم وقطبة بن عامر بن حديدة التقدم فهؤلء عشرة من الزرج ومن الوس اثنان وها عوي بن ساعدة وأبو اليثم مالك بن‬
‫التيهان قال ابن هشام التيهان يفف ويثقل كميت وميت‬
‫قال السهيلي أبو اليثم بن التيهان اسه مالك بن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد العلم بن عامر بن زعون بن جشم بن الارث بن الزرج بن عمرو بن مالك بن الوس قال وقيل إنه‬
‫أراشي وقيل بلوي وهذا ل ينسبه ابن اسحاق ول ابن هشام قال واليثم فرخ العقاب وضرب من النبات والقصود أن هؤلء الثن عشر رجل شهدوا الوسم عامئذ وعزموا على الجتماع‬
‫برسول ال صلى ال عليه وسلم فلقوه بالعقبة فبايعوه عندها بيعة النساء وهي العقبة الول وروى أبو نعيم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ عليهم من قوله ف سورة ابراهيم وإذ قال‬
‫ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا إل آخرها وقال ابن اسحاق حدثن يزيد بن أب حبيب عن مرثد بن عبد ال اليزن عن عبد الرحن ابن عسيلة الصنابي عن عبادة وهو ابن الصامت قال‬
‫كنت من حضر العقبة الول وكنا اثن عشر رجل فبايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض الرب على أن ل نشرك بال شيئا ول نسرق ول نزن ول‬
‫نقتل أولدنا ول نأت ببهتان نفتريه بي أيدينا وأرجلنا ول نعصيه ف معروف فان وفيتم فلكم النة وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إل ال إن شاء عذب وإن شاء غفر وقد روى البخاري‬
‫ومسلم هذا الديث من طريق الليث بن سعد عن يزيد ابن أب حبيب به نوه‬
‫قال ابن اسحاق وذكر ابن شهاب الزهري عن عائذ ال أب إدريس الولن أن عبادة بن الصامت حدثه قال بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة العقبة الول أن ل نشرك بال شيئا ول‬
‫نسرق ول نزن ول نقتل أولدنا ول نأت ببهتان نفتريه بي أيدينا وأرجلنا ول نعصيه ف معروف فإن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪151‬‬

‫وفيتم فلكم النة وإن غشيتم من ذلك شيئا فأخذت بده ف الدنيا فهو كفارة له وإن سترت عليه إل يوم القيامة فأمركم إل ال إن شاء عذب وإن شاء غفر وهذا الديث مرج ف الصحيحي‬
‫وغيها من طرق عن الزهري به نوه وقوله على بيعة النساء يعن وفق على ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الديبية وكان هذا ما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة‬
‫وليس هذا عجيب فان القرآن نزل بوافقة عمر بن الطاب ف غي ما موطن كما بيناه ف سيته وف التفسي وإن كانت هذه البيعة وقعت عن وحي غي متلو فهو أظهر وال أعلم‬
‫قال ابن اسحاق فلما انصرف عنه القوم بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معهم مصعب بن عمي بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم السلم‬
‫ويفقههم ف الدين وقد روى البيهقي عن ابن اسحاق قال فحدثن عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا بعث مصعبا حي كتبوا اليه أن يبعثه اليهم وهو الذي ذكره‬
‫موسى بن عقبة كما تقدم إل أنه جعل الرة الثانية هي الول‬
‫قال البيهقي وسياق ابن اسحاق أت وقال ابن اسحاق فكان عبد ال بن أب بكر يقول ل أدري ما العقبة الول ث يقول ابن اسحاق بلى لعمري قد كانت عقبة وعقبة قالوا كلهم فنل مصعب‬
‫على أسعد بن زرارة فكان يسمى بالدينة القرئ قال ابن اسحاق فحدثن عاصم ابن عمر بن قتادة أنه كان يصلي بم وذلك أن الوس والزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض رضي ال عنهم‬
‫أجعي‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن ممد بن أب امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن عبد الرحن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أب حي ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إل المعة فسمع الذان‬
‫با صلى على أب أمامة أسعد بن زرارة قال فمكث حينا على ذلك ل يسمع لذان المعة إل صلى عليه واستغفر له قال فقلت ف نفسي وال إن هذا ب لعجز أل أسأله فقلت يا أبت مالك‬
‫إذا سعت الذان للجمعة صليت على أب أمامة فقال أي بن كان أول من جع بنا بالدينة ف هزم النبيت من حرة بن بياضة ف بقيع يقال له بقيع الضمات قال قلت وكم أنتم يومئذ قال‬
‫أربعون رجل وقد روى هذا الديث أبو داود وابن ماجه من طريق ممد بن اسحاق رحه ال وقد روى الدارقطن عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل مصعب بن عمي‬
‫يأمره باقامة المعة وف اسناده غرابة وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪152‬‬

‫قال ابن اسحاق وحدثن عبيد ال بن الغية بن معيقيب وعبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة خرج بصعب بن عمي يريد به دار بن عبد الشهل ودار بن ظفر‬
‫وكان سعد بن معاذ ابن خالة اسعد بن زرارة فدخل به حائطا من حوائط بن ظفر على بئر يقال له بئر مرق فجلسا ف الائط واجتمع اليهما رجال من أسلم وسعد بن معاذ وأسيد بن الضي‬
‫يومئذ سيدا قومهما من بن عبد الشهل وكلها مشرك على دين قومه فلما سعا به قال سعد لسيد ل أبالك انطلق ال هذين الرجلي اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا فازجرها وانهما‬
‫أن يأتيا دارينا فانه لول أسعد بن زرارة من حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالت ول أجد عليه مقدما قال فأخذ أسيد بن حضي حربته ث أقبل اليهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال‬
‫لصعب هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق ال فيه قال مصعب إن يلس أكلمه قال فوقف عليهما متشتما فقال ما جاء بكما الينا تسفهان ضعفاءنا اعتزلنا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة‬
‫وقال موسى بن عقبة فقال له غلم أتيتنا ف دارنا بذا الرعيد الغريب الطريد ليتسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم اليه‬
‫قال ابن اسحاق فقال له مصعب أو تلس فتسمع فان رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره قال أنصفت قال ث ركز حربته وجلس اليهما فكلمه مصعب بالسلم وقرأ عليه‬
‫القرآن فقال فيما يذكر عنهما وال لعرفنا ف وجهه السلم قبل أن يتكلم ف اشراقه وتسهله ث قال ما أحسن هذا وأجله كيف تصنعون إذا أردت أن تدخلوا ف هذا الدين قال له تغتسل‬
‫فتطهر وتطهر ثوبيك ث تشهد شهادة الق ث تصلي فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الق ث قام فركع ركعتي ث قال لما إن ورائي رجل إن اتبعكما ل يتخلف عنه أحد من قومه‬
‫وسأرسله اليكما الن سعد بن معاذ ث أخذ حربته وانصرف إل سعد وقومه وهم جلوس ف ناديهم فلما نظر اليه سعد بن معاذ مقبل قال أحلف بال لقد جاءكم أسيد بغي الوجه الذي ذهب‬
‫به من عندكم فلما وقف على النادي قال له سعد ما فعلت قال كلمت الرجلي فوال ما رأيت بما بأسا وقد نيتهما فقال نفعل ما أحببت وقد حدثت أن بن حارثة خرجوا إل أسعد بن‬
‫زرارة ليقتلوه وذلك أنم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك قال فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا موفا للذي ذكر له من بن حارثة وأخذ الربة ف يده ث قال وال ما أراك أغنيت شيئا ث خرج‬
‫اليهما سعد فلما رآها مطمئني عرف أن أسيدا إنا أراد أن يسمع منهما فوقف متشتما ث قال لسعد بن زرارة وال يا ابا أمامة وال لول ما بين وبينك من القرابة ما رمت هذا من أتغشانا ف‬
‫دارنا با نكره قال وقد قال أسعد لصعب جاءك وال سيد من ورائه قومه إن يتبعك ل يتخلف عنك منهم اثنان قال فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪153‬‬

‫له مصعب أو تقعد فتسمع فإن رضيت أمرا رغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره قال سعد أنصفت ث ركز الربة وجلس فعرض عليه السلم وقرأ عليه القرآن وذكر موسى بن‬
‫عقبة أنه قرأ عليه أول الزخرف قال فعرفنا وال ف وجهه السلم قبل أن يتكلم ف اشراقه وتسهله ث قال لما كيف تصنعون إذا أنتم اسلمتم ودخلتم ف هذا الدين قال تغتسل فتطهر وتطهر‬
‫ثوبيك ث تشهد شهادة الق ث تصلي ركعتي قال فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الق ث ركع ركعتي ث أخذ حربته فاقبل عائدا إل نادي قومه ومعه أسيد بن الضي فلما رآه قومه‬
‫مقبل قالوا نلف بال لقد رجع اليكم سعد بغي الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بن عبد الشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا وأفضلنا رأيا وأيننا نقيبة قال‬
‫فان كلم رجالكم ونسائكم علي حرام حت تؤمنوا بال ورسوله قال فوال ما أمسى ف دار بن عبد الشهل رجل ول امرأة إل مسلما أو مسلمة ورجع سعد ومصعب إل منل أسعد بن‬
‫زرارة فأقاما عنده يدعوان الناس إل السلم حت ل تبق دار من دور النصار إل وفيها رجال ونساء مسلمون إل ما كان من دار بن أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف وتلك أوس وهم من‬
‫الوس بن حارثة وذلك أنم كان فيهم أبو قيس بن السلت واسه صيفي وقال الزبي بن بكار اسه الارث وقيل عبيد ال واسم أبيه السلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر‬
‫بن مرة بن مالك بن الوس وكذا نسبه الكلب ايضا وكان شاعرا لم قائدا يستمعون منه ويطيعونه فوقف بم عن السلم حت كان بعد الندق‬
‫قلت وأبو قيس بن السلت هذا ذكر له ابن اسحاق أشعارا بائية حسنة تقرب من أشعار أمية بن الصلت الثقفي‬
‫قال ابن اسحاق فيما تقدم ولا انتشر أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العرب وبلغ البلدان ذكر بالدينة ول يكن حي من العرب أعلم بأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم حي ذكر‬
‫وقبل أن يذكر من هذا الي من الوس والزرج وذلك لا كان يسمعون من أحبار يهود فلما وقع أمره بالدينة وتدثوا با بي قريش فيه من الختلف قال أبو قيس بن السلت أخو بن‬
‫واقف قال السهيلي هو أبو قيس صرمة بن أب أنس واسم أب أنس قيس بن صرمة بن مالك بن عدي بن عمرو بن غنم بن عدي ابن النجار قال وهو الذي أنزل فيه وف عمر أحل لكم ليلة‬
‫الصيام الرفث إل نسائكم الية قال ابن اسحاق وكان يب قريشا وكان لم صهرا كانت تته أرنب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي وكان يقيم عندهم السني بامرأته قال قصيدة يعظم فيها‬
‫الرمة وينهى قريشا فيها عن الرب ويذكر فضلهم وأحلمهم ويذكرهم بلء ال عندهم ودفعه عنهم الفيل وكيده ويأمرهم بالكف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪154‬‬

‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ...‬أيا راكبا إما عرضت فبلغن ‪ ...‬مغلغلة عن لؤي بن غالب ‪ ...‬رسول امرئ قد راعه ذات بينكم ‪ ...‬على النأي مزون بذلك ناصب ‪ ...‬وقد كان‬
‫عندي للهموم معرس ‪ ...‬ول اقض منها حاجت ومآرب ‪ ...‬نبيتكم شرجي كل قبيلة ‪ ...‬لا أزمل من بي مذك وحاطب ‪ ...‬أعيذكم بال من شر صنعكم ‪ ...‬وشر تباغيكم ودس العقارب ‪...‬‬
‫وإظهار أخلق ونوى سقيمة ‪ ...‬كوخز الشاف وقعها حق صائب ‪ ...‬فذكرهم بال أول وهلة ‪ ...‬واحلل إحرام الظباء الشوازب ‪ ...‬وقل لم وال يكم حكمه ‪ ...‬ذروا الرب تذهب‬
‫عنكم ف الراجب ‪ ...‬مت تبعثوها تبعثوها ذميمة ‪ ...‬هي الغول للقصي أو للقارب ‪ ...‬تقطع أرحاما وتلك أمة ‪ ...‬وتبي السديف من سنام وغارب ‪ ...‬وتستبدلوا بالتمية بعدها ‪...‬‬
‫شليل وأصداء ثياب الحارب ‪ ...‬وبالسك والكافور غبا سوابغا ‪ ...‬كأن قتييها عيون النادب ‪ ...‬فإياكم والرب لتعلقنكم ‪ ...‬وحوضا وخيم الاء مر الشارب ‪ ...‬تزين للقوام ث يرونا‬
‫‪ ...‬بعاقبة إذ بيتت أم صاحب ‪ ...‬ترق ل تشوي ضعيفا وتنتحي ‪ ...‬ذوي العز منكم بالتوف الصوائب ‪ ...‬أل تعلموا ما كان ف حرب داحس ‪ ...‬فتعتبوا أو كان ف حرب حاطب ‪...‬‬
‫وكم ذا أصابت من شريف مسود ‪ ...‬طويل العماد ضيفه غي خائب ‪ ...‬عظيم رماد النار يمد أمره ‪ ...‬وذي شيمة مض كري الضارب ‪ ...‬وماء هريق ف الضلل كأنا ‪ ...‬أذاعت به ريح‬
‫الصبا والنائب ‪ ...‬يبكم عنها امرؤ حق عال ‪ ...‬بأيامها والعلم علم التجارب ‪ ...‬فبيعوا الراب ملمحارب واذكروا ‪ ...‬حسابكم وال خي ماسب ‪ ...‬ول امرئ فاختار دينا فل يكن ‪...‬‬
‫عليكم رقيب غي رب الثواقب ‪ ...‬أقيموا لنادينا حنيفا فأنتموا ‪ ...‬لنا غاية قد يهتدى بالذوائب ‪ ...‬وأنتم لذا الناس نور وعصمة ‪ ...‬تؤمون والحلم غي عوازب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪155‬‬

‫وأنتم إذا ما حصل الناس جوهر ‪ ...‬لكم سرة البطحاء شم الرانب ‪ ...‬تصونون أنسابا كراما عتيقة ‪ ...‬مهذبة النساب غي أشائب ‪ ...‬يرى طالب الاجات نو بيوتكم ‪ ...‬عصائب هلكى‬
‫تتدي بعصائب ‪ ...‬لقد علم القوام أن سراتكم ‪ ...‬على كل حال خي أهل الباجب ‪ ...‬وأفضله رأيا وأعله سنة ‪ ...‬وأقوله للحق وسط الواكب ‪ ...‬فقوموا فضلوا ربكم وتسحوا ‪...‬‬
‫بأركان هذا البيت بي الخاشب ‪ ...‬فعندكم منه بلء ومصدق ‪ ...‬غداة أب يكسوم هادي الكتائب ‪ ...‬كتيبته بالسهل تشي ورجله ‪ ...‬على القاذفات ف رءوس الناقب ‪ ...‬فلما أتاكم نصر‬
‫ذي العرش ردهم ‪ ...‬جنود الليك بي ساف وحاصب ‪ ...‬فولوا سراعا هاربي ول يؤب ‪ ...‬إل أهله ملحبش غي عصائب ‪ ...‬فان تلكوا نلك وتلك مواسم ‪ ...‬يعاش با قول امرئ غي‬
‫‪ ...‬كاذب‬
‫وحرب داحس الذي ذكرها أبو قيس ف شعره كانت ف زمن الاهلية مشهورة وكان سببها فيما ذكره أبو عبيد معمر بن الثن وغيه أن فرسا يقال لا داحس كانت لقيس بن زهي بن جذية‬
‫ابن رواحة الغطفان أجراه مع فرس لذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤبة الغطفان أيضا يقال لا الغباء فجاءت داحس سابقا فأمر حذيفة من ضرب وجهه فوثب مالك بن زهي فلطم وجه‬
‫الغباء فقام حل بن بدر فلطم مالكا ث أن أبا جنيدب العبسي لقي عوف بن حذيفة فقتله ث لقي رجل من بن فزارة مالكا فقتله فشبت الرب بي بن عبس وفزارة فقتل حذيفة بن بدر وأخوه‬
‫حل ابن بدر وجاعات آخرون وقالوا ف ذلك أشعارا كثية يطول بسطها وذكرها‬
‫قال ابن هشام وأرسل قيس داحسا والغباء وأرسل حذيفة الطار والنفاء والول أصح قال وأما حرب حاطب بن الارث بن قيس بن هيشة بن الارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن‬
‫عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس كان قتل يهوديا جارا للخزرج فخرج اليه زيد بن الارث بن قيس بن مالك بن أحر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن مالك بن كعب بن الزرج‬
‫ابن الارث بن الزرج وهو الذي يقال له ابن قسحم ف نفر من بن الارث بن الزرج فقتلوه فوقعت الرب بي الوس والزرج فاقتتلوا قتال شديدا وكان الظفر للخزرج وقتل يومئذ‬
‫السود بن الصامت الوسي قتله الجذر بن ذياد حليف بن عوف بن الزرج ث كانت بينهم حروب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪156‬‬

‫يطول ذكرها أيضا والقصود أن أبا قيس بن السلت مع علمه وفهمه ل ينتفع بذلك حي قدم مصعب بن عمي الدينة ودعا أهلها إل السلم فاسلم من أهلها بشر كثي ول يبق دار أي ملة‬
‫من دور الدينة إل وفيها مسلم ومسلمات غي دار بن واقف قبيلة أب قيس ثبطهم عن السلم وهو القائل أيضا ‪ ...‬ارب الناس أشياء ألت ‪ ...‬يلف الصعب منها بالذلول ‪ ...‬أرب الناس إما‬
‫أن ضللنا ‪ ...‬فيسرنا لعروف السبيل ‪ ...‬فلول ربنا كنا يهودا ‪ ...‬وما دين اليهود بذي شكول ‪ ...‬ولول ربنا كنا نصارى ‪ ...‬مع الرهبان ف جبل الليل ‪ ...‬ولكنا خلقنا إذ خلقنا ‪ ...‬حنيفا‬
‫‪ ...‬ديننا عن كل جيل ‪ ...‬نسوق الدي ترسف مذعنات ‪ ...‬مكشفة الناكب ف اللول‬
‫وحاصل ما يقول أنه حائر فيما وقع من المر الذي قد سعه من بعثة رسول ال صلى ال عليه وسلم فتوقف الواقفي ف ذلك مع علمه ومعرفته وكان الذي ثبطه عن السلم أول عبد ال بن‬
‫اب بن سلول بعدما أخبه أبو قيس أنه الذي بشر يهود فمنعه عن السلم‬
‫قال ابن اسحاق ول يسلم إل يوم الفتح هو وأخوه وخرج وأنكر الزبي بن بكار أن يكون أبو قيس أسلم وكذا الواقدي قال كان عزم على السلم أول ما دعاه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فلمه عبد ال بن اب فحلف ل يسلم إل حول فمات ف ذي القعدة وقد ذكر غيه فيما حكاه ابن الثي ف كتابه [ اسد ] الغابة أنه لا حضره الوت دعاه النب صلى ال عليه وسلم إل‬
‫السلم فسمع يقول ل إله إل ال وقال المام احد حدثنا حسن بن موسى حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عاد رجل من النصار فقال يا‬
‫خال قل ل إله إل ال فقال أخال أم عم قال بل خال قال فخي ل أن أقول ل إله إل ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم نعم تفرد به احد رحه ال وذكر عكرمة وغيه أنه لا توف أراد‬
‫ابنه أن يتزوج امرأته كبيشة بنت معن بن عاصم فسألت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك فأنزل ال ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الية‬
‫وقال ابن اسحاق وسعيد بن يي الموي ف مغازيه كان أبو قيس هذا قد ترهب ف الاهلية ولبس السوح وفارق الوثان واغتسل من النابة وتطهر من الائض من النساء وهم بالنصرانية ث‬
‫أمسك عنها ودخل بيتا له فاتذه مسجدا ل يدخل عليه فيه حائض ول جنب وقال أعبد إله ابراهيم حي فارق الوثان وكرهها حت قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فاسلم فحسن اسلمه‬
‫وكان شيخا كبيا وكان قوال بالق معظما ل ف جاهليته يقول ف ذلك أشعارا حسانا وهو الذي يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪157‬‬

‫يقول أبو قيس وأصبح عاديا ‪ ...‬أل ما استطعتم من وصات فافعلوا ‪ ...‬فأوصيكم بال والب والتقى ‪ ...‬وأعراضكم والب بال أول ‪ ...‬وإن قومكم سادوا فل تسدنم ‪ ...‬وإن كنتم أهل‬
‫الرئاسة فاعدلوا ‪ ...‬وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم ‪ ...‬فأنفسكم دون العشية فاجعلوا ‪ ...‬وإن ناب غرم فادح فارفقوهم ‪ ...‬وما حلوكم ف اللمات فاحلوا ‪ ...‬وإن أنتم أمعزت فتعففوا‬
‫‪ ... ...‬وإن كان فضل الي فيكم فأفضلوا‬
‫وقال أبو قيس أيضا‬
‫سبحوا ال شرق كل صباح ‪ ...‬طلعت شسه وكل هلل ‪ ...‬عال السر والبيان جيعا ‪ ...‬ليس ما قال ربنا بضلل ‪ ...‬وله الطي تستزيد وتأوي ‪ ...‬ف وكور من آمنات البال ‪ ...‬وله ‪...‬‬
‫الوحش بالفلة تراها ‪ ...‬ف حقاف وف ظلل الرمال ‪ ...‬وله هودت يهود ودانت ‪ ...‬كل دين مافة من عضال ‪ ...‬وله شس النصارى وقاموا ‪ ...‬كل عيد لربم واحتفال ‪ ...‬وله الراهب‬
‫البيس تراه ‪ ...‬رهن بؤس وكان أنعم بال ‪ ...‬يا بن الرحام ل تقطعوها ‪ ...‬وصلوها قصية من طوال ‪ ...‬واتقوا ال ف ضعاف اليتامى ‪ ...‬وبا يستحل غي اللل ‪ ...‬واعلموا أن لليتيم‬
‫وليا ‪ ...‬عالا يهتدي بغي سؤال ‪ ...‬ث مال اليتيم ل تأكلوه ‪ ...‬إن مال اليتيم يرعاه وال ‪ ...‬يا بن التخوم ل تزلوها ‪ ...‬إن جزل التخوم ذو عقال ‪ ...‬يا بن اليام ل تأمنوها ‪ ...‬واحذروا‬
‫‪ ...‬مكرها ومر الليال ‪ ...‬واعلموا أن أمرها لنفاد ‪ ...‬اللق ما كان من جديد وبال ‪ ...‬واجعوا أمركم على الب والتق ‪ ...‬وى وترك النا وأخذ اللل‬
‫قال ابن اسحاق وقال أبو قيس صرمة أيضا يذكر ما أكرمهم ال به من السلم وما خصهم به من نزول رسول ال صلى ال عليه وسلم عندهم ‪ ...‬ثوى ف قريش بضع عشرة حجة ‪ ...‬يذكر‬
‫‪ ...‬لو يلقى صديقا مواتيا‬
‫وسيأت ذكرها بتمامها فيما بعد إن شاء ال وبه الثقة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪158‬‬


‫قصة بيعة العقبة الثانية‬
‫قال ابن اسحاق ث أن مصعب بن عمي رجع إل مكة وخرج من خرج من النصار من السلمي مع حجاج قومهم من أهل الشرك حت قدموا مكة فواعدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫العقبة من أواسط أيام التشريق حي أراد ال بم من كرامته والنصر لنبيه واعزاز السلم وأهله فحدثن معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد ال بن كعب وكان من أعلم النصار حدثه أن‬
‫أباه كعبا حدثه وكان من شهد العقبة وبايع رسول ال صلى ال عليه وسلم با قال خرجنا ف حجاج قومنا من الشركي وقد صلينا وفقهنا ومعنا الباء بن معرور سيدنا وكبينا فلما وجهنا‬
‫لسفرنا وخرجنا من الدينة قال الباء يا هؤلء إن قد رأيت رأيا وال ما أدري أتوافقونن عليه أم ل قلنا وما ذاك قال قد رأيت أن ل أدع هذه البنية من بظهر يعن الكعبة وأن أصلي اليها قال‬
‫فقلنا وال ما بلغنا أن نبينا صلى ال عليه وسلم يصلي إل إل الشام وما نريد أن نالفه فقال إن لصلي إليها قال فقلنا له لكنا ل نفعل قال فكنا إذا حضرت الصلة صلينا إل الشام وصلى هو‬
‫إل الكعبة حت قدمنا مكة قال ل يا ابن أخي انطلق بنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أسأله عما صنعت ف سفري هذا فانه قد وقع ف نفسي منه شيء لا رأيت من خلفكم اياي فيه‬
‫قال فخرجنا نسأل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وكنا ل نعرفه ول نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال هل تعرفانه فقلنا ل فقال هل‬
‫تعرفان العباس بن عبد الطلب عمه قال قلنا نعم وقد كنا نعرف العباس كان ل يزال يقدم علينا تاجرا قال فاذا دخلتما السجد فهو الرجل الالس مع العباس قال فدخلنا السجد وإذا العباس‬
‫جالس ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس معه فسلمنا ث جلسنا اليه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلي يا أبا الفضل قال نعم هذا الباء بن معرور‬
‫سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فوال ما أنسى قول رسول ال صلى ال عليه وسلم الشاعر قال نعم فقال له الباء بن معرور يا نب ال إن خرجت ف سفري هذا قد هدان ال تعال‬
‫للسلم فرأيت أن ل أجعل هذه البنية من بظهر فصليت اليها وقد خالفن أصحاب ف ذلك حت وقع ف نفسي من ذلك شيء فماذا ترى قال قد كنت على قبلة لو صبت عليها قال فرجع‬
‫الباء إل قبلة رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى معنا إل الشام قال وأهله يزعمون أنه صلى إل الكعبة حت مات وليس ف ذلك كما قالوا نن أعلم به منهم‬
‫قال كعب بن مالك ث خرجنا إل الج وواعدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الج وكانت الليلة الت واعدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فيها ومعنا عبد ال بن عمرو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪159‬‬

‫ابن حرام أبو جابر سيد من سادتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من الشركي أمرنا فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه‬
‫أن تكون حطبا للنار غدا ث دعوناه إل السلم وأخبناه بيعاد رسول ال صلى ال عليه وسلم إيانا العقبة قال فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا‬
‫وقد روى البخاري حدثن ابراهيم حدثنا هشام أن ابن جريج أخبهم قال عطاء قال جابر أنا وأب وخال من أصحاب العقبة قال عبد ال بن ممد قال ابن عيينة أحدهم الباء بن معرور حدثنا‬
‫علي بن الدين حدثنا سفيان قال كان عمرو يقول سعت جابر بن عبد ال يقول شهد ب خالي العقبة‬
‫وقال المام احد حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمر عن ابن خثيم عن أب الزبي عن جابر قال مكث رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني يتبع الناس ف منازلم عكاظ ومنة وف‬
‫الواسم يقول من يؤوين من ينصرن حت أبلغ رسالة رب وله النة فل يد أحدا يؤويه ول ينصره حت أن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا قال فيه فيأتيه قومه وذوو رحه فيقولون‬
‫احذر غلم قريش ل يفتنك ويضي بي رحالم وهم يشيون اليه بالصابع حت بعثنا ال اليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إل أهله فيسلمون‬
‫باسلمه حت ل تبق دار من دور النصار إل وفيها رهط من السلمي يظهرون السلم ث ائتمروا جيعا فقلنا حت مت نترك رسول ال صلى ال عليه وسلم يطوف ويطرد ف جبال مكة وياف‬
‫فرحل اليه منا سبعون رجل حت قدموا عليه ف الوسم فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلي حت توافينا فقلنا يا رسول ال علم نبايعك قال تبايعون على السمع والطاعة‬
‫ف النشاط والكسل والنفقة ف العسر واليسر وعلى المر بالعروف والنهي عن النكر وأن تقولوا ف ال ل تافوا ف ال لومة لئم وعلى أن تنصرون فتمنعون إذا قدمت عليكم ما تنعون منه‬
‫أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم النة فقمنا اليه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم وف رواية البيهقي وهو أصغر السبعي إل أنا فقال رويدا يا أهل يثرب فانا ل نضرب اليه‬
‫أكباد البل إل ونن نعلم أنه رسول ال وإن اخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة وقتل خياركم وتعضكم السيوف فاما أنتم قوم تصبون على ذلك فخذوه وأجركم على ال وأما أنتم قوم‬
‫تافون من أنفسكم خيفة فذروه فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند ال قالوا أبط عنا يا أسعد فوال ل ندع هذه البيعة ول نسلبها أبدا قال فقمنا اليه فبايعناه وأخذ علينا وشرط ويعطينا على‬
‫ذلك النة وقد رواه المام احد أيضا والبيهقي من طريق داود بن عبد الرحن العطار زاد البيهقي عن الاكم بسنده إل يي بن سليم كلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪160‬‬

‫عن عبد ال بن عثمان بن خثيم عن أب ادريس به نوه وهذا اسناد جيد على شرط مسلم ول يرجوه وقال البزار وروى غي واحد عن ابن خثيم ول نعلمه يروى عن جابر إل من هذا الوجه‬
‫وقال المام احد حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن موسى بن عبد ال عن أب الزبي عن جابر قال كان العباس آخذا بيد رسول ال صلى ال عليه وسلم ورسول ال‬
‫يواثقنا فلما فرغنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذت وأعطيت وقال البزار حدثنا ممد بن معمر حدثنا قبيصة حدثنا سفيان هو الثوري عن جابر يعن العفي عن داود وهو ابن أب‬
‫هند عن الشعب عن جابر يعن أبن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للنقباء من النصار تؤوون وتنعون قالوا نعم قالوا فما لنا قال النة ث قال ل نعلمه يروي ال بذا السناد‬
‫عن جابر ث قال ابن اسحاق عن معبد عن عبد ال عن أبيه كعب بن مالك قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا ف رحالنا حت إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا ليعاد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نتسلل تسلل القطا مستخفي حت اجتمعنا ف الشعب عند العقبة ونن ثلثة وسبعون رجل ومعنا امرأتان من نسائنا نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بن مازن بن النجار واساء‬
‫ابنة عمرو بن عدي بن ناب إحدى نساء بن سلمة وهي أم منيع وقد صرح ابن اسحاق ف رواية يونس بن بكي عنه بأسائهم وأنسابم وما ورد ف بعض الحاديث أنم كانوا سبعي والعرب‬
‫كثيا ما تذف الكسر وقال عروة بن الزبي وموسى بن عقبة كانوا سبعي رجل وامرأة واحدة قال منهم أربعون من ذوي أسنانم وثلثون من شبابم قال وأصغرهم أبو مسعود وجابر بن عبد‬
‫ال قال كعب بن مالك فلما اجتمعنا ف الشعب ننتظر رسول ال صلى ال عليه وسلم حت جاءنا ومعه العباس بن عبد الطلب وهو يومئذ على دين قومه إل أنه أحب أن يضر أمر ابن أخيه‬
‫ويتوثق له فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد الطلب فقال يا معشر الزرج قال وكانت العرب إنا يسمون هذا الي من النصار الزرج خزرجها وأوسها إن ممدا منا حيث علمتم‬
‫وقد منعناه من قومنا من هو على مثل رأينا فيه فهو ف عزة من قومه ومنعة ف بلده وإنه قد أب إل النياز اليكم واللحوق بكم فان كنتم ترون أنكم وافون له با دعوتوه اليه ومانعوه من‬
‫خالفه فانتم وما تملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الروج اليكم فمن الن فدعوه فإنه ف عزة ومنعة من قومه وبلده قال فقلنا له قد سعنا ما قلت فتكلم يا رسول‬
‫ال فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال فتكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فتل القرآن ودعا إل ال ورغب ف السلم قال ابايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم قال‬
‫فأخذ الباء بن معرور بيده [ و ] قال نعم فوالذي بعثك بالق لنمنعنك ما ننع منه أزرنا فبايعنا يا رسول ال فنحن وال أبناء الروب ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول والباء‬
‫يكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪161‬‬

‫أبو اليثم بن التيهان فقال يا رسول ال إن بيننا وبي الرجال حبال وإنا قاطعوها يعن اليهود فهل عسيت إن فعلنا ذلك ث أظهرك ال أن ترجع إل قومك وتدعنا قال فتبسم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ث قال بل الدم الدم والدم الدم أنا منكم وأنتم من أحارب من حاربتم وأسال من سالتم قال كعب وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أخرجوا إل منكم اثن عشر نقيبا‬
‫يكونون على قومهم با فيهم فاخرجوا منهم اثن عشر نقيبا تسعة من الزرج وثلثة من الوس‬
‫قال ابن اسحاق وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة التقدم وسعد بن الربيع بن عمرو بن أب زهي بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الزرج بن الارث بن الزرج وعبد‬
‫ال بن رواحة بن امرئ القيس [ بن عمرو بن امرئ القيس ] بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الزرج بن الارث بن الزرج ورافع بن مالك بن العجلن التقدم والباء بن معرور بن صخر بن‬
‫خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الزرج وعبد ال بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن‬
‫غنم بن كعب بن سلمة وعبادة بن الصامت التقدم وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزية بن ثعلبة بن طريف بن الزرج بن ساعدة بن كعب بن الزرج والنذر بن عمرو بن خنيس بن‬
‫حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الزرج بن ساعدة بن كعب ابن الزرج فهؤلء تسعة من الزرج ومن الوس ثلثة وهم أسيد بن حضي بن ساك بن عتيك بن رافع بن امرئ‬
‫القيس بن زيد بن عبد الشهل بن جشم بن الزرج بن عمرو بن مالك ابن الوس وسعد بن خيثمة بن الارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ‬
‫القيس بن مالك بن الوس ورفاعة بن عبد النذر بن زني بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس‬
‫قال ابن هشام وأهل العلم يعدون فيهم أبا اليثم بن التيهان بدل رفاعة هذا وهو كذلك ف رواية يونس عن ابن اسحاق واختاره السهيلي وابن الثي ف الغابة ث استشهد ابن هشام على ذلك‬
‫با رواه عن أب زيد النصاري فيما ذكره من شعر كعب بن مالك ف ذكر النقباء الثن عشر هذه الليلة ليلة العقبة الثانية حي قال ‪ ...‬أبلغ أبيا أنه قال رأيه ‪ ...‬وحان غداة الشعب والي‬
‫واقع ‪ ...‬أب ال ما منتك نفسك إنه ‪ ...‬برصاد أمر الناس راء وسامع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪162‬‬

‫وابلغ أبا سفيان أن قد بدالنا ‪ ...‬بأحد نور من هدى ال ساطع ‪ ...‬فل ترغب ف حشد أمر تريده ‪ ...‬وألب وجع كل ما أنت جامع ‪ ...‬ودونك فاعلم أن نقض عهودنا ‪ ...‬اباه عليك الرهط‬
‫حي تبايعوا ‪ ...‬اباه الباء وابن عمرو كلها ‪ ...‬وأسعد يأباه عليك ورافع ‪ ...‬وسعد أباه الساعدي ومنذر ‪ ...‬لنفك إن حاولت ذلك جادع ‪ ...‬وما ابن ربيع إن تناولت عهده ‪ ...‬بسلمه‬
‫ل يطمعن ث طامع ‪ ...‬وأيضا فل يعطيكه ابن رواحة ‪ ...‬وإخفاره من دونه السم ناقع ‪ ...‬وفاء به والقوقلي بن صامت ‪ ...‬بندوحة عما تاول يافع ‪ ...‬أبو هيثم أيضا وف بثلها ‪ ...‬وفاء با‬
‫أعطى من العهد خانع ‪ ...‬وما ابن حضي إن أردت بطمع ‪ ...‬فهل أنت عن أحوقة الغي نازع ‪ ...‬وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه ‪ ...‬ضروح لا حاولت ملمر مانع ‪ ...‬أولك نوم ل يغبك‬
‫‪ ...‬منهم ‪ ...‬عليك بنحس ف دجى الليل طالع‬
‫قال ابن هشام فذكر فيهم أبا اليثم بن التيهان ول يذكر رفاعة‬
‫قلت وذكر سعد بن معاذ وليس من النقباء بالكلية ف هذه الليلة وروى يعقوب بن سفيان عن يونس بن عبد العلى عن ابن وهب عن مالك قال كان النصار ليلة العقبة سبعون رجل وكان‬
‫نقباؤهم اثن عشر نقيبا تسعة من الزرج وثلثة من الوس وحدثن شيخ من النصار أن جبائيل كان يشي ال رسول ال صلى ال عليه وسلم إل من يعله نقيبا ليلة العقبة وكان أسيد بن‬
‫حضي أحد النقباء تلك الليلة رواه البيهقي وقال ابن اسحاق فحدثن عبد ال بن أب بكر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال للنقباء أنتم على قومكم با فيهم كفلء ككفالة الواريي‬
‫لعيسى بن مري وأنا كفيل على قومي قالوا نعم وحدثن عاصم بن عمر بن قتادة أن القوم لا اجتمعوا لبيعة رسول ال صلى ال عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة النصاري أخو بن‬
‫سال بن عوف يا معشر الزرج هل تدرون علم تبايعون هذا الرجل قالوا نعم قال إنكم تبايعونه على حرب الحر والسود من الناس فان كنتم ترون أنكم إذا أنكت أموالكم مصيبة‬
‫وأشرافكم قتل أسلمتموه فمن الن فهو وال إن فعلتم خزي الدنيا والخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له با دعوتوه اليه على نكة الموال وقتل الشراف فخذوه فهو وال خي الدنيا‬
‫والخرة قالوا فإنا نأخذه على مصيبة الموال وقتل الشراف فما لنا بذلك يا رسول ال إن نن وفينا قال النة قالوا ابسط يدك فبسط يده فبايعوه قال عاصم ابن عمر بن قتادة وإنا قال‬
‫العباس بن عبادة ذلك ليشد العقد ف أعناقهم وزعم عبد ال بن أب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪163‬‬

‫بكر أنه إنا قال ذلك ليؤخر البيعة تلك الليلة رجاء أن يضرها عبد ال بن أب بن سلول سيد الزرج ليكون أقوى لمر القوم فال أعلم أي ذلك كان‬
‫قال ابن اسحاق فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يده وبنو عبد الشهل يقولون بل أبو اليثم بن التيهان‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن معبد بن كعب عن أخيه عبد ال عن أبيه كعب بن مالك قال فكان أول من ضرب على يد رسول ال صلى ال عليه وسلم الباء بن معرور ث بايع القوم وقال ابن‬
‫الثي ف [ اسد ] الغابة وبنو سلمة يزعمون أن أول من بايعه ليلتئذ كعب بن مالك وقد ثبت ف صحيح البخاري ومسلم من حديث الزهري عن عبد الرحن بن عبد ال بن كعب عن أبيه‬
‫عن كعب بن مالك ف حديثه حي تلف عن غزوة تبوك قال ولقد شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة العقبة حي تواثقنا على السلم وما أحب أن ل با مشهد بدر وإن كانت‬
‫بدرا كثي ف الناس منها وقال البيهقي أخبنا أبو السي بن بشران أخبنا عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن اسحاق حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا بن اب زائدة عن عامر الشعب قال انطلق‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مع العباس عمه إل السبعي من النصار عند العقبة تت الشجرة فقال ليتكلم متكلمكم ول يطل الطبة فان عليكم من الشركي عينا وإن يعلموا بكم‬
‫يفضحوكم فقال قائلهم وهو أبو امامة سل يا ممد لربك ما شئت ث سل لنفسك بعد ذلك ما شئت ث أخبنا ما لنا من الثواب على ال وعليكم إذا فعلنا ذلك قال أسألكم لرب أن تعبدوه‬
‫ول تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي وأصحاب أن تؤوونا وتنصرونا وتنعونا ما تنعون منه أنفسكم قالوا فما لنا اذا فعلنا ذلك قال لكم النة قالوا فلك ذلك ث رواه حنبل عن المام احد عن‬
‫يي بن زكريا عن مالد عن الشعب عن أب مسعود النصاري فذكره قال وكان أبو مسعود أصغرهم وقال احد عن يي عن اساعيل بن أب خالد عن الشعب قال فما سع الشيب والشبان‬
‫خطبة مثلها وقال البيهقي أخبنا أبو طاهر ممد بن ممد بن ممد بن ممش أخبنا ممد بن ابراهيم بن الفضل الفحام أخبنا ممد بن يي الذهلي أخبنا عمرو بن عثمان الرقي حدثنا زهي‬
‫ثنا عبد ال بن عثمان بن خثيم عن اساعيل بن عبيد ال بن رفاعة عن أبيه قال قدمت روايا خر فاتاها عبادة بن الصامت فخرقها وقال إنا بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على السمع‬
‫والطاعة ف النشاط والكسل والنفقة ف العسر واليسر وعلى المر بالعروف والنهي عن النكر وعلى أن نقول ف ال ل تأخذنا فيه لومة لئم وعلى أن ننصر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا قدم علينا يثرب ما ننع به أنفسنا وأرواحنا وأبناءنا ولنا النة فهذه بيعة رسول ال صلى ال عليه وسلم الت بايعناه عليها وهذا اسناد جيد قوي ول يرجوه وقد روى يونس عن ابن‬
‫اسحاق حدثن عبادة بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪164‬‬

‫الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بيعة الرب على السمع والطاعة ف عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا‬
‫وأن ل ننازع المر أهله وأن نقول بالق أينما كنا ل ناف ف ال لومة لئم‬
‫قال ابن اسحاق ف حديثه عن معبد بن كعب عن أخيه عبد ال بن كعب بن مالك قال فلما بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بانفذ صوت سعته قط يا أهل‬
‫الباجب والباجب النازل هل لكم ف مذمم والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا أزب العقبة هذا ابن أزبب قال ابن هشام ويقال ابن أزبب‬
‫أتسمع أي عدو ال أما وال ل تفرغن لك ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ارفضوا ال رحالكم قال فقال العباس بن عبادة بن نضلة يا رسول ال والذي بعثك بالق إن شئت لنميلن‬
‫على أهل من غدا بأسيافنا قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إل رحالكم قال فرجعنا إل مضاجعنا فنمنا فيها حت أصبحنا فلما أصبحنا غدت علينا جلة‬
‫قريش حت جاؤنا ف منازلنا فقالوا يا معشر الزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم ال صاحبنا هذا تستخرجونه من بي أظهرنا وتبايعونه على حربنا وإنه وال ما من حي من العرب أبغض إلينا من‬
‫أن تنشب الرب بيننا وبينهم منكم قال فانبعث من هناك من مشركي قومنا يلفون ما كان من هذا شيء وما عملناه قال وصدقوا ل يعلموا قال وبعضنا ينظر ال بعض قال ث قام القوم وفيهم‬
‫الارث بن هشام بن الغية الخزومي وعليه نعلن له جديدان قال فقلت له كلمة كأن أريد أن أشرك القوم با فيما قالوا يا أبا جابر أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد من سادتنا مثل نعلي هذا‬
‫الفت من قريش قال فسمعها الارث فخلعهما من رجليه ث رمى بما ال قال وال لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر مه أحفظت وال الفت فأردد اليه نعليه قال قلت وال ل أردها فأل وال صال‬
‫لئن صدق الفأل لسلبنه‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن عبد ال بن أب بكر أنم أتوا عبد ال بن أب سلول فقالوا مثل ما ذكر كعب من القول فقال لم إن هذا المر جسيم ما كان قومي ليتفرقوا على مثل هذا وما علمته‬
‫كان قال فانصرفوا عنه قال ونفر الناس من من فتنطس القوم الب فوجدوه قد كان فخرجوا ف طلب القوم فادركوا سعد بن عبادة باذاخر والنذر بن عمرو أخا بن ساعدة بن كعب بن‬
‫الزرج وكلها كان نقيبا فأما النذر فأعجز القوم وأما سعد بن عبادة فأخذوه فربطوا يديه إل عنقه بنسع رحله ث أقبلوا به حت أدخلوه مكة يضربونه ويذبونه بمته وكان ذا شعر كثي قال‬
‫سعد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪165‬‬

‫فوال إن لفي أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش فيهم رجل وضيء أبيض شعشاع حلو من الرجال فقلت ف نفسي إن يك عند أحد من القوم خي فعند هذا فلما دنا من رفع يده فلكمن‬
‫لكمة شديدة فقلت ف نفسي ل وال ما عندهم بعد هذا من خي فوال إن لفي أيديهم يسحبونن إذ أوى ل رجل من معهم قال ويك أما بينك وبي أحد من قريش جوار ول عهد قال قلت‬
‫بلى وال لقد كنت أجي لبي بن مطعم تارة وأمنعهم من أراد ظلمهم ببلدي وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شس فقال ويك فاهتف باسم الرجلي واذكر ما بينك وبينهما قال ففعلت‬
‫وخرج ذلك الرجل اليهما فوجدها ف السجد عند الكعبة فقال لما إن رجل من الزرج الن ليضرب بالبطح ليهتف بكما قال ومن هو قال سعد بن عبادة قال صدق وال إن كان ليجي‬
‫لنا تارنا وينعهم أن يظلموا ببلده قال فجاء فخلصا سعدا من أيديهم فانطلق وكان الذي لكم سعدا سهيل بن عمرو قال ابن هشام وكان الذي أوى له أبو البختري بن هشام وروى البيهقي‬
‫‪ ...‬بسنده عن عيسى بن أب عيسى بن جبي قال سعت قريش قائل يقول ف الليل على أب قبيس ‪ ...‬فإن يسلم السعدان يصبح ممد ‪ ...‬بكة ل يشى خلف الخالف‬
‫فلما أصبحوا قال أبو سفيان من السعدان أسعد بن بكر أم سعد بن هذي فلما كانت الليلة الثانية سعوا قائل يقول‬
‫أيا سعد الوس كن أنت ناصرا ‪ ...‬ويا سعد سعد الزرجي الغطارف ‪ ...‬أجيبا إل داعي الدى وتنيا ‪ ...‬على ال ف الفردوس منية عارف ‪ ...‬فإن ثواب ال للطالب الدى ‪ ...‬جنان من ‪...‬‬
‫‪ ...‬الفردوس ذات رفارف‬
‫فلما أصبحوا قال أبو سفيان هو وال سعد بن معاذ وسعد بن عبادة‬
‫فصل‬
‫قال ابن اسحاق فلما رجع النصار الذين بايعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة العقبة الثانية إل الدينة أظهروا السلم با وف قومهم بقايا من شيوخ لم على دينهم من الشرك منهم‬
‫عمرو بن الموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وكان ابنه معاذ بن عمرو من شهد العقبة وكان عمرو بن الموح من سادات بن سلمة وأشرافهم وكان قد اتذ‬
‫صنما من خشب ف داره يقال له مناة كما كانت الشراف يصنعون يتخذه إلآ يعظمه ويظهره فلما اسلم فتيان بن سلمة ابنه معاذ ومعاذ بن جبل كانوا يدلون بالليل على صنم عمرو ذلك‬
‫فيحملونه فيطرحونه ف بعض حفر بن سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه فاذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على إلنا هذه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪166‬‬

‫الليلة ث يغدو يلتمسه حت إذا وجده غسله وطيبه وطهره ث قال أما وال لو أعلم من فعل بك هذا لخزينه فاذا أمسى ونام عمرو عدوا عليه ففعلوا مثل ذلك فيغدوا فيجده ف مثل ما كان‬
‫فيه من الذى فيغسله ويطيبه ويطهره ث يعدون عليه إذا أمسى فيفعلون به مثل ذلك فلما أكثروا عليه استخرجه من حيث ألقوه يوما فغسله وطهره وطيبه ث جاء بسيفه فعلقه عليه ث قال له‬
‫إن وال ما أعلم من يصنع بك ما أرى فان كان فيك خي فامتنع هذا السيف معك فلما أمسى ونام عمرو عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ث أخذوا كلبا ميتا فقرنوه به ببل ث ألقوه ف‬
‫بئر من آبار بن سلمة فيها عذر من عذر الناس وغدا عمرو بن الموح فلم يده ف مكانه الذي كان به فخرج يتبعه حت إذا وجده ف تلك البئر منكسا مقرونا بكلب ميت فلما رآه أبصر‬
‫شأنه وكلمه من أسلم من قومه فأسلم برحة ال وحسن إسلمه فقال حي اسلم وعرف من ال ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك وما أبصر من أمره ويشكر ال الذي أنقذه ما كان فيه من‬
‫العمى والضللة ويقول ‪ ...‬وال لو كنت إلآ ل تكن ‪ ...‬أنت وكلب وسط بئر ف قرن ‪ ...‬اف للقاك إلا مستدن ‪ ...‬الن فتشناك عن سوء الغب ‪ ...‬المد ل العلي ذي النن ‪ ...‬الواهب‬
‫الرزاق ديان الدين ‪ ...‬هو الذي أنقذن من قبل أن ‪ ...‬أكون ف ظلمة قب مرتن ‪ ...‬فصل يتضمن أساء من شهد بيعة العقبة الثانية ثلثة وسبعون رجل وامرأتان‬
‫فمن الوس أحد عشر رجل أسيد بن حضي أحد النقباء وأبو اليثم بن التيهان بدري أيضا وسلمة بن سلمة بن وقش بدري وظهي بن رافع وأبو بردة بن دينار بدري وني بن اليثم بن ناب‬
‫بن مدعة بن حارثة وسعد بن خيثمة أحد النقباء بدري وقتل با شهيدا ورفاعة ابن عبد النذر بن زني نقيب بدري وعبد ال بن جبي بن النعمان بن أمية بن البك بدري وقتل يوم أحد شهيدا‬
‫أميا على الرماة ومعن بن عدي بن الد بن عجلن بن الارث بن ضبيعة البلوي حليف للوس شهد بدرا وما بعدها وقتل باليمامة شهيدا وعوي بن ساعدة شهد بدرا وما بعدها ومن الزرج‬
‫اثنان وستون رجل أبو ايوب خالد بن زيد وشهد بدرا وما بعدها ومات بأرض الروم زمن معاوية شهيدا ومعاذ بن الارث وأخواه عوف ومعوذ وهم بنو عفراء بدريون وعمارة بن حزم شهد‬
‫بدرا وما بعدها وقتل باليمامة وأسعد بن زرارة أبو أمامة أحد النقباء مات قبل بدر وسهل بن عتيك بدري وأوس بن ثابت بن النذر بدري وأبو طلحة زيد بن سهل بدري وقيس بن أب‬
‫صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن كان أميا على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪167‬‬

‫الساقة يوم بدر وعمرو بن غزية وسعد بن الربيع أحد النقباء شهد بدرا وقتل يوم أحد وخارجة ابن زيد شهد بدرا وقتل يوم أحد وعبد ال بن رواحة أحد النقباء شهد بدرا وأحد والندق‬
‫وقتل يوم مؤتة أميا وبشي بن سعد بدري وعبد ال بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه الذي أرى النداء وهو بدري وخلد بن سويد بدري أحدي خندقي وقتل يوم بن قريظة شهيدا طرحت عليه‬
‫رحى فشدخته فيقال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن له لجر شهيدين وأبو مسعود عقبة بن عمرو البدري قال ابن اسحاق وهو أحدث من شهد العقبة سنا ول يشهد بدرا وزياد‬
‫بن لبيد بدري وفروة بن عمرو بن ودفة وخالد بن قيس بن مالك بدري ورافع بن مالك أحد النقباء وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن ملد بن عامر بن رزيق وهو الذي يقال له مهاجري‬
‫أنصاري لنه أقام عند رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة حت هاجر منها وهو بدري قتل يوم أحد وعباد بن قيس بن عامر بن خالد ابن عامر بن رزيق بدري وأخوه الارث بن قيس بن‬
‫عامر بدري أيضا والباء بن معرور أحد النقباء وأول من بايع فيما تزعم بنو سلمة وقد مات قبل مقدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة وأوصى له بثلث ماله فرده رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على ورثته وابنه بشر بن الباء وقد شهد بدرا وأحدا والندق ومات بيب شهيدا من أكله مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من تلك الشاة السمومة رضي ال عنه وسنان بن صيفي‬
‫بن صخر بدري والطفيل بن النعمان بن خنساء بدري قتل يوم الندق ومعقل بن النذر بن سرح بدري وأخوه يزيد بن النذر بدري ومسعود بن زيد بن سبيع والضحاك بن حارثة بن زيد بن‬
‫ثعلبة بدري ويزيد بن خذام بن سبيع وجبار بن صخر [ بن أمية ] بن خنساء بن سنان بن عبيد بدري والطفيل بن مالك بن خنساء بدري وكعب بن مالك وسليم بن عامر بن حديدة بذري‬
‫وقطبة بن عامر بن حديدة بدري وأخوه أبو النذر يزيد بدري أيضا وأبو اليسر كعب بن عمرو بدري وصيفي بن سواد بن عباد وثعلبة بن غنمة بن عدي بن ناب بدري واستشهد بالندق‬
‫وأخوه عمرو بن غنمة بن عدي وعبس بن عامر بن عدي بدري وخالد بن عمرو بن عدي بن ناب وعبد ال بن أنيس حليف لم من قضاعة وعبد ال بن عمرو بن حرام أحد النقباء بدري‬
‫واستشهد يوم أحد وابنه جابر بن عبد ال ومعاذ بن عمرو بن الموح بدري وثابت بن الذع بدري وقتل شهيدا بالطائف وعمي بن الارث بن ثعلبة بدري وخديج بن سلمة حليف لم من‬
‫بلي ومعاذ بن جبل شهد بدرا وما بعدها ومات بطاعون عمواس ف خلفة عمر بن الطاب وعبادة ابن الصامت أحد النقباء شهد بدرا وما بعدها والعباس بن عبادة بن نضلة وقد أقام بكة‬
‫حت هاجر منها فكان يقال له مهاجري أنصاري أيضا وقتل يوم أحد شهيدا وأبو عبد الرحن يزيد ابن ثعلبة بن خزمة بن أصرم حليف لم من بلي وعمرو بن الارث بن كندة ورفاعة بن‬
‫عمرو بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪168‬‬

‫زيد بدري وعقبة بن وهب بن كلدة حليف لم بدري وكان من خرج إل مكة فاقام با حت هاجر منها فهو من يقال له مهاجري أنصاري أيضا وسعد بن عبادة بن دليم أحد النقباء والنذر بن‬
‫عمرو نقيب بدري احدي وقتل يوم بئر معونة أميا وهو الذي يقال له أعتق ليموت وأما الرأتان فام عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن‬
‫النجار الازنية النجارية قال ابن اسحاق وقد كانت شهدت الرب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وشهدت معها أختها وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها خبيب وعبد ال وابنها‬
‫خبيب هذا هو الذي قتله مسيلمة الكذاب حي جعل يقول له أتشهد ان ممدا رسول ال فيقول نعم فيقول أتشهد أن رسول ال فيقول ل أسع فجعل يقطعه عضوا عضوا حت مات ف يديه‬
‫ل يزيده على ذلك فكانت أم عمارة من خرج إل اليمامة مع السملي حي قتل مسيلمة ورجعت وبا اثن عشر جرحا من بي طعنة وضربة رضي ال عنها والخرى أم منيع أساء ابنة عمرو‬
‫بن عدي بن ناب بن عمرو بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة رضي ال عنها باب‬
‫الجرة من مكة ال الدينة‬
‫قال الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يومئذ بكة للمسلمي قد اريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نل بي لبتي فهاجر من هاجر قبل الدينة‬
‫حي ذكر ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجع إل الدينة من كان هاجر إل أرض البشة من السلمي رواه البخاري وقال أبو موسى عن النب صلى ال عليه وسلم رأيت ف النام أن‬
‫أهاجر من مكة إل أرض با نل فذهب وهلي إل أنا اليمامة أو هجر فإذا هي الدينة يثرب وهذا الديث قد أسنده البخاري ف مواضع أخر بطوله ورواه مسلم كلها عن أب كريب زاد‬
‫مسلم وعبد ال بن مراد كلها عن أب أسامة عن يزيد بن عبد ال بن أب بردة عن جده أب بردة عن أب موسى عبد ال بن قيس الشعري عن النب صلى ال عليه وسلم الديث بطوله‬
‫قال الافظ أبو بكر البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ أخبنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري برو حدثنا ابراهيم بن هلل حدثنا علي بن السن بن شقيق حدثنا عيسى بن عبيد‬
‫الكندي عن غيلن بن عبد ال العامري عن أب زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال أوحى إل أي هؤلء البلد الثلثة نزلت فهي دار هجرتك الدينة‬
‫أو البحرين أو قنسرين قال أهل العلم ث عزم له على الدينة فأمر أصحابه بالجرة اليها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪169‬‬

‫هذا حديث غريب جدا وقد رواه الترمذي ف الناقب من جامعه منفردا به عن أب عمار السي بن حريث عن الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن غيلن بن عبد ال العامري عن أب‬
‫زرعة بن عمر بن جرير عن جرير قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال أوحى إل أي هؤلء الثلثة نزلت فهي دار هجرتك الدينة أو البحرين أو قنسرين ث قال غريب ل نعرفه إل‬
‫من حديث الفضل تفرد به أبو عمار‬
‫قلت وغيلن بن عبد ال العامري هذا ذكره ابن حبان ف الثقات إل أنه قال روى عن أب زرعة حديثا منكرا ف الجرة وال أعلم‬
‫قال ابن اسحاق لا أذن ال تعال ف الرب بقوله أذن للذين يقاتلون بأنم ظلموا وأن ال على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغي حق إل أن يقولوا ربنا ال الية فلما أذن ال ف‬
‫الرب وتابعه هذا الي من النصار على السلم والنصرة له ولن اتبعه وأوى اليهم من السلمي أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه من الهاجرين من قومه ومن معه بكة من‬
‫السلمي بالروج إل الدينة والجرة اليها واللحوق باخوانم من النصار وقال إن ال قد جعل لكم اخوانا ودارا تأمنون با فخرجوا اليها أرسال وأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة‬
‫ينتظر أن يأذن له ربه ف الروج من مكة والجرة إل الدينة فكان أول من هاجر ال الدينة من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من الهاجرين من قريش من بن مزوم أبو سلمة‬
‫عبدال بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر بن مزوم وكانت هجرته اليها قبل بيعة العقبة بسنة حي آذته قريش مرجعه من البشة فعزم على الرجوع اليها ث بلغه أن بالدينة لم‬
‫اخوانا فعزم اليها‬
‫قال ابن اسحاق فحدثن أب عن سلمة بن عبد ال بن عمر بن اب سلمة عن جدته أم سلمة قالت لا أجع أبو سلمة الروج إل الدينة رحل ل بعيه ث حلن عليه وجعل معي ابن سلمة بن أب‬
‫سلمة ف حجري ث حرج يقود ب بعيه فلما رأته رجال بن الغية قاموا اليه فقالوا هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه علم نتركك تسي با ف البلد قالت فنعوا خطام البعي من‬
‫يده وأخذون منه قالت وغضب عند ذلك بنو عبد السد رهط أب سلمة وقالوا وال ل نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا قالت فتجاذبوا ابن سلمة بينهم حت خلعوا يده وانطلق به‬
‫بنو عبد السد وحبسن بنو الغية عندهم وانطلق زوجي أبو سلمة إل الدينة قالت ففرق بين وبي ابن وبي زوجي قالت فكنت أخرج كل غداة فاجلس ف البطح فما أزال أبكي حت‬
‫أمسي سنة أو قريبا منها حت مر ب رجل من بن عمي أحد بن الغية فرأى ما ب فرحن فقال لبن الغية أل ترجون من هذه السكينة فرقتم بينها وبي زوجها وبي ولدها قالت فقالوا ل‬
‫القي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪170‬‬

‫بزوجك إن شئت قالت فرد بنو عبد السد ال عند ذلك ابن قالت فارتلت بعيي ث أخذت ابن فوضعته ف حجري ث خرجت أريد زوجي بالدينة قالت وما معي أحد من خلق ال حت إذا‬
‫كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أب طلحة أخا بن عبد الدار فقال ال أين يا ابنة أب أمية قلت أريد زوجي بالدينة قال أوما معك أحد قلت ما معي أحد إل ال بن هذا فقال وال‬
‫مالك من مترك فاخذ بطام البعي فانطلق معي يهوي ب فوال ما صحبت رجل من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه كان إذا بلغ النل أناخ ب ث استأخر عن حت إذا نزلت استأخر ببعيي‬
‫فحط عنه ث قيده ف الشجر ث تنحى ال الشجرة فاضطجع تتها فإذا دنا الرواح قام إل بعيي فقدمه فرحله ث استأخر عن وقال اركب فاذا ركبت فاستويت على بعيي أتى فاخذ بطامه‬
‫فقادن حت ينل ب فلم يزل يصنع ذلك ب حت أقدمن الدينة فلما نظر إل قرية بن عمرو ابن عوف بقباء قال زوجك ف هذه القرية وكان أبو سلمة با نازل فادخليها على بركة ال ث‬
‫انصرف راجعا إل مكة فكانت تقول ما أعلم أهل بيت ف السلم أصابم ما أصاب آل أب سلمة وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة أسلم عثمان بن طلحة بن اب طلحة‬
‫العبدري هذا بعد الديبية وهاجر هو وخالد بن الوليد معا وقتل يوم أحد أبوه وأخوته الارث وكلب ومسافع وعمه عثمان بن اب طلحة ودفع اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‬
‫وإل ابن عمه شيبة والد بن شيبة مفاتيح الكعبة أقرها عليهم ف السلم كما كانت ف الاهلية ونزل ف ذلك قوله تعال إن ال يأمركم ان تؤدوا المانات إل أهلها الية‬
‫قال ابن اسحاق ث كان أول من قدمها من الهاجرين بعد أب سلمة عامر بن ربيعة حليف بن عدي معه امرأته ليلى بنت أب حسنة العدوية ث عبد ال بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبة‬
‫ابن مرة بن كبي بن غنم بن دودان بن أسد بن خزية حليف بن أمية بن عبد شس احتمل بأهله وبأخيه عبد أب احد اسه عبد كما ذكره ابن اسحاق وقيل ثامة قال السهيلي والول أصح‬
‫وكان أبو احد رجل ضرير البصر وكان يطوف مكة أعلها وأسفلها بغي قائد وكان شاعرا وكانت عنده الفارعة بنت أب سفيان بن حرب وكانت أمه أميمة بنت عبد الطلب بن هاشم‬
‫فغلقت دار بن جحش هجرة فمر با عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد الطلب وأبو جهل بن هشام وهم مصعدون إل أعلى مكة فنظر اليها عتبة تفق أبوابا يبابا ليس با ساكن فلما رآها‬
‫‪ ...‬كذلك تنفس الصعداء وقال ‪ ...‬وكل دار وإن طالت سلمتها ‪ ...‬يوما ستدركها النكباء والوب‬
‫قال ابن هشام وهذا البيت لب داود اليادي ف قصيدة له قال السهيلي واسم أب داود‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪171‬‬

‫حنظلة بن شرقي وقيل حارثة ث قال عتبة أصبحت دار بن جحش خلء من أهلها فقال أبو جهل وما تبكي عليه من فل بن فل ث قال يعن للعباس هذا من عمل ابن أخيك هذا فرق جاعتنا‬
‫وشتت أمرنا وقطع بيننا‬
‫قال ابن اسحاق فنل ابو سلمة وعامر بن ربيعة وبنو جحش بقباء على مبشر بن عبد النذر ث قدم الهاجرون ارسال قال وكان بنو غنم بن دودان أهل اسلم قد أوعبوا إل الدينة هجرة‬
‫رجالم ونساؤهم وهم عبد ال بن جحش وأخوه أبو أحد وعكاشة بن مصن وشجاع وعقبة ابنا وهب وأربد بن جية ومنقذ بن نباتة وسعيد بن رقيش ومرز بن نضلة وزيد بن رقيش وقيس‬
‫بن جابر وعمرو بن مصن ومالك بن عمرو وصفوان بن عمرو وثقف بن عمرو وربيعة بن أكثم والزبي بن عبيدة وتام بن عبيدة وسخبة بن عبيدة وممد بن عبد ال بن جحش ومن نسائهم‬
‫زينب بنت جحش وحنة بنت جحش وأم حبيب بنت جحش وجدامة بنت جندل وأم قيس بنت مصن وأم حبيب بنت ثامة وآمنة بنت رقيش وسخبة بنت تيم قال أبو أحد بن جحش ف‬
‫هجرتم إل الدينة ‪ ...‬ولا رأتن أم أحد غاديا ‪ ...‬بذمة من أخشى بغيب وأرهب ‪ ...‬تقول فإما كنت ل بد فاعل ‪ ...‬فيمم بنا البلدان ولننأ يثرب ‪ ...‬فقلت لا ما يثرب بظنة ‪ ...‬وما يشأ‬
‫الرحن فالعبد يركب ‪ ...‬إل ال وجهي والرسول ومن يقم ‪ ...‬إل ال يوما وجهه ل ييب ‪ ...‬فكم قد تركنا من حيم مناصح ‪ ...‬وناصحة تبكي بدمع وتندب ‪ ...‬ترى أن وترا نائيا عن‬
‫بلدنا ‪ ...‬ونن نرى أن الرغائب نطلب ‪ ...‬دعوت بن غنم لقن دمائهم ‪ ...‬وللحق لا لح للناس ملحب ‪ ...‬أجابوا بمد ال لا دعاهم ‪ ...‬إل الق داع والنجاح فأوعبوا ‪ ...‬وكنا‬
‫وأصحابا لنا فارقوا الدى ‪ ...‬أعانوا علينا بالسلح وأجلبوا ‪ ...‬كفوجي إما منهما فموفق ‪ ...‬على الق مهدي وفوج معذب ‪ ...‬طغوا وتنوا كذبة وأزلم ‪ ...‬عن الق ابليس فخابوا وخيبوا‬
‫‪ ...‬ورعنا إل قول النب ممد ‪ ...‬فطاب ولة الق منا وطيبوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪172‬‬

‫نت بارحام اليهم قريبة ‪ ...‬ول قرب بالرحام إذ ل تقرب ‪ ...‬فأي ابن أخت بعدنا يأمننكم ‪ ...‬وأية صهر بعد صهري يرقب ‪ ...‬ستعلم يوما أينا إذ تزايلوا ‪ ...‬وزيل أمر الناس للحق اصوب‬
‫‪...‬‬
‫قال ابن اسحاق ث خرج عمر بن الطاب وعياش بن أب ربيعة حت قدما الدينة فحدثن نافع عن عبد ال بن عمر عن أبيه قال اتعدنا لا أردت الجرة ال الدينة أنا وعياش بن أب ربيعة وهشام‬
‫بن العاص التناضب من إضاة بن غفار فوق سرف وقلنا أينا ل يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه قال فأصبحت أنا وعياش عند التناضب وحبس هشام وفت فافتت فلما قدمنا الدينة‬
‫نزلنا ف بن عمرو بن عوف بقباء وخرج أبو جهل بن هشام والارث بن هشام ال عياش وكان ابن عمهما وأخاها لمهما حت قدما الدينة ورسول ال صلى ال عليه وسلم بكة فكلماه‬
‫وقال له إن أمك قد نذرت أن ل يس رأسها مشط حت تراك ول تستظل من شس حت تراك فرق لا فقلت له إنه وال إن يريدك القوم ال ليفتنوك عن دينك فاحذرهم فوال لو قد آذى‬
‫أمك القمل لمتشطت ولو قد اشتد عليها حر مكة لستظلت قال فقال أبر قسم أمي ول هنالك مال فآخذه قال قلت وال إنك لتعلم أن لن أكثر قريش مال فلك نصف مال ول تذهب‬
‫معهما قال فأب علي إل أن يرج معهما فلما أب إل ذلك قلت أما إذ فعلت ما فعلت فخذ ناقت هذه فإنا ناقة نيبة ذلول فالزم ظهرها فان رابك من أمر القوم ريب فانج عليها فخرج عليها‬
‫معهما حت اذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل يا أخي وال لقد استغلظت بعيي هذا أفل تعقبن على ناقتك هذه قال بلى فأناخ وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالرض عدوا عليه‬
‫فأوثقاه رباطا ث دخل به مكة وفتناه فافتت قال عمر فكنا نقول ل يقبل ال من افتت توبة وكانوا يقولون ذلك لنفسهم حت قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة وأنزل ال قل يا‬
‫عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إل ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ث ل تنصرون واتبعوا أحسن‬
‫ما أنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم ل تشعرون قال عمر وكتبتها وبعثت با ال هشام بن العاص قال هشام فلما أتتن جعلت أقرأها بذي طوى أصعد با وأصوب‬
‫ول أفهمها حت قلت اللهم فهمنيها فألقى ال ف قلب أنا إنا أنزلت فينا وفيما كنا نقول ف أنفسنا ويقال فينا قال فرجعت إل بعيي فجلست عليه فلحقت برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالدينة وذكر ابن هشام أن الذي قدم بشام بن العاص وعياش ابن أب ربيعة إل الدينة الوليد بن الغية سرقهما من مكة وقدم فيها يملهما على بعيه وهو ماش معهما فعثر فدميت أصبعه‬
‫فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪173‬‬

‫‪ ...‬هل أنت إل أصبع دميت ‪ ...‬وف سبيل ال ما لقيت‬


‫وقال البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أنبأنا أبو اسحاق سع الباء قال أول من قدم علينا مصعب بن عمي وابن أم مكتوم ث قدم علينا عمار وبلل وحدثن ممد بن بشار حدثنا غندر‬
‫حدثنا شعبة عن أب اسحاق سعت الباء بن عازب قال أول من قدم علينا مصعب بن عمي وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس فقد بلل وسعد وعمار بن ياسر ث قدم عمر بن الطاب ف‬
‫عشرين نفرا من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ث قدم النب صلى ال عليه وسلم فما رأيت أهل الدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول ال صلى ال عليه وسلم حت جعل الماء يقلن قدم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فما قدم حت قرأت سبح اسم ربك العلى ف سور من الفصل ورواه مسلم ف صحيحه من حديث اسرائيل عن أب اسحاق عن الباء ابن عازب بنحوه وفيه‬
‫التصريح بأن سعد بن اب وقاص هاجر قبل قدوم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة وقد زعم موسى بن عقبة عن الزهري أنه إنا هاجر بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم والصواب ما‬
‫تقدم‬
‫قال ابن اسحاق ولا قدم عمر بن الطاب الدينة هو ومن لق به من أهله وقومه وأخوه زيد ابن الطاب وعمرو وعبد ال ابنا سراقة بن العتمر وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنته حفصة‬
‫وابن عمه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وواقد بن عبد ال التميمي حليف لم وخول بن أب خول ومالك بن أب خول حليفان لم من بن عجل وبنو البكي إياس وخالد وعاقل وعامر‬
‫وحلفاؤهم من بن سعد بن ليث فنلوا على رفاعة بن عبد النذر بن زني ف بن عمرو بن عوف بقباء‬
‫قال ابن اسحاق ث تتابع الهاجرون رضي ال عنهم فنل طلحة بن عبيد ال وصهيب بن سنان على خبيب بن إساف أخي بلحارث بن الزرج بالسنح ويقال بل نزل طلحة على أسعد ابن‬
‫زرارة‬
‫قال ابن هشام وذكر ل عن أب عثمان النهدي أنه قال بلغن أن صهيبا حي أراد الجرة قال له كفار قريش أتيتنا صعلوكا حقيا فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت ث تريد أن ترج بالك‬
‫ونفسك وال ل يكون ذلك فقال لم صهيب أرأيتم إن جعلت لكم مال أتلون سبيلي قال نعم قال فان قد جعلت لكم مال فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح‬
‫صهيب وقد قال البيهقي حدثنا الافظ أبو عبد ال إملء أخبنا أبو العباس اساعيل بن عبد ال بن ممد بن ميكال أخبنا عبدان الهوازي حدثنا زيد بن الريش حدثنا يعقوب بن ممد‬
‫الزهري حدثنا حصي بن حذيفة بن صيفي بن صهيب حدثن أب وعمومت عن سعيد بن السيب عن صهيب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيت دار هجرتكم سبخة بي ظهران‬
‫حرتي فإما أن تكون هجر أو تكون يثرب قال وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة وخرج معه أبو بكر وكنت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪174‬‬

‫قد همت معه بالروج فصدن فتيان من قريش فجعلت ليلت تلك أقوم ل أقعد فقالوا قد شغله ال عنكم ببطنه ول أكن شاكيا فناموا فخرجت ولقن منهم ناس بعد ما سرت يريدوا ليدون‬
‫فقلت لم إن أعطيتكم أواقي من ذهب وتلوا سبيلي وتوفون ل ففعلوا فتبعتهم إل مكة فقلت احفروا تت أسكفة الباب فإن با أواقي واذهبوا إل فلنة فخذوا اللتي وخرجت حت قدمت‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم بقباء قبل أن يتحول منها فلما رآن قال يا أب يي ربح البيع فقلت يا رسول ال ما سبقن إليك أحد وما أخبك إل جبائيل عليه السلم‬
‫قال ابن اسحاق ونزل حزة بن عبد الطلب وزيد بن حارثة وأبو مرثد كناز بن الصي وابنه مرثد الغنويان حليفا حزة وأنسة وأبو كبشة موليا رسول ال صلى ال عليه وسلم على كلثوم بن‬
‫الدم أخي بن عمرو بن عوف بقباء وقيل على سعد بن خيثمة وقيل بل نزل حزة على أسعد بن زرارة وال أعلم قال ونزل عبيدة بن الارث وأخواه الطفيل وحصي ومسطح بن أثاثة‬
‫وسويبط بن سعد ابن حريلة أخو بن عبد الدار وطليب بن عمي أخو بن عبد بن قصي وخباب مول عتبة بن غزوان على عبد ال بن سلمة أخي بلعجلن بقباء ونزل عبد الرحن بن عوف ف‬
‫رجال من الهاجرين على سعد بن الربيع ونزل الزبي بن العوام وأبو سبة بن أب رهم على منذر بن ممد بن عقبة بن أحيحة بن اللح بالعصبة دار بن جحجب ونزل مصعب بن عمي على‬
‫سعد بن معاذ ونزل أبو حذيفة بن عتبة وسال موله ‪ 4‬على سلمة قال ابن اسحاق وقال الموي على خبيب بن اساف أخى بن حارثة ونزل عتبة بن غزوان على عباد بن بشر بن وقش ف بن‬
‫عبد الشهل ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت بن النذر أخي حسان بن ثابت ف دار بن النجار قال ابن اسحاق ونزل العزاب من الهاجرين على سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا‬
‫وال أعلم ف أي ذلك كان‬
‫وقال يعقوب بن سفيان حدثن احد بن أب بكر بن الارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحن بن عوف حدثنا عبد العزيز بن ممد عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر أنه قال قدمنا مكة‬
‫فنلنا العصبة عمر بن الطاب وأبو عبيدة بن الراح وسال مول أب حذيفة فكان يؤمهم سال مول أب حذيفة لنه كان أكثرهم قرآنا فصل‬
‫ف سبب هجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم بنفسه الكرية‬
‫قال ال تعال وقل رب أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪175‬‬

‫سلطانا نصيا أرشده ال وألمه أن يدعو بذا الدعاء [ و ] أن يعل له ما هو فيه فرجا قريبا ومرجا عاجل فاذن له تعال ف الجرة إل الدينة النبوية حيث النصار والحباب فصارت له دارا‬
‫وقرارا وأهلها له انصارا‬
‫قال احد بن حنبل وعثمان بن أب شيبة عن جرير عن قابوس بن أب ظبيان عن أبيه عن ابن عباس كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة فأمر بالجرة وأنزل عليه وقل رب أدخلن مدخل‬
‫صدق وأخرجن مرج صدق واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا وقال قتادة أدخلن مدخل صدق الدينة وأخرجن مرج صدق الجرة من مكة واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا كتاب ال‬
‫وفرائضه وحدوده‬
‫قال ابن اسحاق وأقام رسول ال بكة بعد أصحابه من الهاجرين ينتظر أن يؤذن له ف الجرة ول يتخلف معه بكة إل من حبس أو فت إل علي بن أب طالب وأبو بكر بن أب قحافة رضي ال‬
‫عنهما وكان أبو بكر كثيا ما يستأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الجرة فيقول له ل تعجل لعل ال يعل لك صاحبا فيطمع أبو بكر أن يكونه فلما رأت قريش أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قد صار له شيعة وأصحاب من غيهم بغي بلدهم ورأوا خروج أصحابه من الهاجرين اليهم عرفوا أنم قد نزلوا دارا وأصابوا منهم منعة فحذروا خروج رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم اليهم وعرفوا أنه قد أجع لربم فاجتمعوا له ف دار الندوة وهي دار قصي بن كلب الت كانت قريش ل تقضي أمرا إل فيها يتشاورون فيما يصنعون ف أمر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حي خافوه قال ابن اسحاق فحدثن من ل أتم من أصحابنا عن عبد ال بن أب نيح عن ماهد بن جب عن عبد ال بن عباس وغيه ما ل أتم عن عبد ال بن عباس قال لا اجتمعوا‬
‫لذلك واتعدوا أن يدخلوا ف دار الندوة ليتشاوروا فيها ف أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم غدوا ف اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحة فاعترضهم ابليس لعنه ال ف‬
‫صورة شيخ جليل عليه بتلة فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابا قالوا من الشيخ قال شيخ من أهل ند سع بالذي اتعدت له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى أن ل يعدمكم‬
‫منه رأيا ونصحا قالوا أجل فادخل فدخل معهم وقد اجتمع فيها اشراف قريش عتبة وشيبة وأبو سفيان وطعيمة بن عدي وجبي بن مطعم بن عدي والارث بن عامر بن نوفل والنضر بن‬
‫الارث وأبو البختري بن هشام وزمعة بن السود وحكيم بن حزام وأبو جهل بن هشام ونبيه ومنبه ابنا الجاج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪176‬‬

‫وأمية بن خلف ومن كان منهم وغيهم من ل يعد من قريش فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم وإننا وال ما نأمنه على الوثوب علينا بن قد اتبعه من غينا‬
‫فاجعوا فيه رأيا قال فتشاوروا ث قال قائل منهم قيل إنه أبو البختري بن هشام احبسوه ف الديد وأغلقوا عليه بابا ث تربصوا به ما أصاب اشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيا والنابغة‬
‫ومن مضى منهم من هذا الوت حت يصيبه ما أصابم فقال الشيخ النجدي ل وال ما هذا لكم برأي وال لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب هذا الذي أغلقتم دونه إل‬
‫أصحابه فلوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ث يكاثروكم به حت يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فتشاوروا ث قال قائل منهم نرجه من بي أظهرنا فننفيه من بلدنا فاذا‬
‫خرج عنا فوال ما نبال أين ذهب ول حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت قال الشيخ النجدي ل وال ما هذا لكم برأي أل تروا حسن حديثه وحلوة منطقه‬
‫وغلبته على قلوب الرجال با يأت به وال لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حت يتابعوه عليه ث يسي بم اليكم حت يطأكم بم فيأخذ‬
‫أمركم من أيديكم ث يفعل بكم ما أراد أديروا فيه رأيا غي هذا فقال أبو جهل بن هشام وال إن ل فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا وما هو يا أبا الكم قال أرى ان نأخذ من كل قبيلة‬
‫فت شابا جليدا نسيبا وسيطا وفينا ث نعطي كل فت منهم سيفا صارما ث يعمدوا اليه فيضربوه با ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فانم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه ف القبائل جيعها فلم‬
‫يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جيعا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لم قال يقول الشيخ النجدي القول ما قال الرجل هذا الرأي ول رأي غيه فتفرق القوم على ذلك وهم ممعون له‬
‫فأتى جبائيل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له ل تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه قال فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حت ينام فيثبون عليه‬
‫فلما رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم مكانم قال لعلي بن أب طالب ن على فراشي وتسج ببدي هذا الضرمي الخضر فنم فيه فانه لن يلص اليك شيء تكرهه منهم وكان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ينام ف برده ذلك إذا نام‬
‫وهذه القصة الت ذكرها ابن اسحاق قد رواها الواقدي بأسانيده عن عائشة وابن عباس وعلي وسراقة بن مالك بن جعشم وغيهم دخل حديث بعضهم ف بعض فذكر نو ما تقدم‬
‫قال ابن اسحاق فحدثن يزيد بن أب زياد عن ممد بن كعب القرظي قال لا اجتمعوا له وفيهم أبو جهل قال وهم على بابه إن ممدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب‬
‫والعجم ث بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الردن وإن ل تفعلوا كان فيكم ذبح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪177‬‬

‫ث بعثتم بعد موتكم ث جعلت لكم نار ترقون فيها قال فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب ف يده ث قال نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم وأخذ ال على أبصارهم عنه‬
‫فل يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هذه اليات يس والقرآن الكيم إنك لن الرسلي على صراط مستقيم ال قوله وجعلنا من بي أيديهم سدا من خلفهم سدا‬
‫فأغشيناهم فهم ل يبصرون ول يبق منهم رجل ال وقد وضع على رأسه ترابا ث انصرف ال حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت من ل يكن معهم فقال ما تنتظرون ههنا قالوا ممدا فقال خيبكم‬
‫ال قد وال خرج عليكم ممد ث ما ترك منكم رجل ال وقد وضع على رأسه ترابا وانطلق لاجته أفما ترون ما بكم قال فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فاذا عليه تراب ث جعلوا‬
‫يتطلعون فيون عليا على الفراش متسجيا ببد رسول ال صلى ال عليه وسلم فيقولون وال إن هذا لحمد نائما عليه برده فلم يبحوا كذلك حت أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا وال‬
‫لقد كان صدقنا الذي كان حدثنا‬
‫قال ابن اسحاق فكان ما أنزل ال ف ذلك اليوم وما كانوا أجعوا له قوله تعال وإذ يكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يرجوك ويكرون ويكر ال وال خي الاكرين وقوله أم‬
‫يقولون شاعر نتربص به ريب النون قل تربصوا فان معكم من التربصي قال ابن اسحاق فأذن ال لنبيه صلى ال عليه وسلم عند ذلك بالجرة باب‬
‫هجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم بنفسه الكرية من مكة ال الدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي ال عنه‬
‫وذلك أول التاريخ السلمي كما اتفق عليه الصحابة ف الدولة العمرية كما بيناه ف سية عمر رضي ال عنه وعنهم أجعي قال البخاري حدثنا مطر بن الفضل ثنا روح ثنا هشام ثنا عكرمة‬
‫عن ابن عباس قال بعث النب صلى ال عليه وسلم لربعي سنة فمكث فيها ثلث عشرة يوحى اليه ث مر بالجرة فهاجر عشر سني ومات وهو ابن ثلث وستي سنة وقد كانت هجرته عليه‬
‫السلم ف شهر ربيع الول سنة ثلث عشرة من بعثته عليه السلم وذلك ف يوم الثني كما رواه المام حد عن ابن عباس أنه قال ولد نبيكم يوم الثني وخرج من مكة يوم الثني ونبئ يوم‬
‫الثني ودخل الدينة يوم الثني وتوف يوم الثني‬
‫قال ممد بن اسحاق وكان أبو بكر حي استأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الجرة فقال له ل تعجل لعل ال أن يعل لك صاحبا قد طمع بأن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إنا يعن نفسه فابتاع راحلتي حبسهما ف داره يعلفهما اعدادا لذلك قال الواقدي اشتراها بثمانائة درهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪178‬‬

‫قال ابن اسحاق فحدثن من ل أتم عن عروة بن الزبي عن عائشة أم الؤمني أنا قالت كان ل يطئ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأت بيت أب بكر أحد طرف النهار إما بكرة وإما‬
‫عشية حت إذا كان اليوم الذي أذن ال فيه رسوله صلى ال عليه وسلم ف الجرة والروج من مكة من بي ظهري قومه أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالاجرة ف ساعة كان ل يأت‬
‫فيها قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ف هذه الساعة إل لمر حدث قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وليس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم أحد إل أنا وأخت أساء بنت أب بكر فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اخرج عن من عندك قال يا رسول ال إنا ها ابنتاي وما ذاك فداك أب‬
‫وأمي قال إن ال قد أذن ل ف الروج والجرة قالت فقال أبو بكر الصحبة يا رسول ال قال الصحبة قالت فوال ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حت رأيت أبا بكر‬
‫يومئذ يبكي ث قال يا نب ال إن هاتي راحلتي كنت أعددتما لذا فاستأجرا عبد ال بن أرقد قال ابن هشام ويقال عبد ال بن أريقط رجل من بن الدئل بن بكر وكانت أمه من بن سهم بن‬
‫عمرو وكان مشركا يدلما على الطريق ودفعا اليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاها ليعادها قال ابن اسحاق ول يعلم فيما بلغن بروج رسول ال صلى ال عليه وسلم أحد حي خرج إل علي‬
‫بن أب طالب وابو بكر الصديق وآل أب بكر أما علي فان رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره أن يتخلف حت يؤدي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الودائع الت كانت عنده للناس‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم وليس بكة أحد عنده شيء يشى عليه إل وضعه عنده لا يعلم من صدقه وأمانته قال ابن اسحاق فلما أجع رسول ال صلى ال عليه وسلم [ الروج ]‬
‫أتى أبا بكر بن أب قحافة فخرجا من خوخة لب بكر ف ظهر بيته وقد روى أبو نعيم من طريق ابراهيم بن سعد عن ممد بن اسحاق قال بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا خرج من‬
‫مكة مهاجرا ال ال يريد الدينة قال المد ل الذي خلقن ول أك شيئا اللهم أعن على هول الدنيا وبوائق الدهر ومصائب الليال واليام اللهم اصحبن ف سفري واخلفن ف أهلي وبارك ل‬
‫فيما رزقتن ولك فذللن وعلى صال خلقي فقومن واليك رب فحببن وإل الناس فل تكلن رب الستضعفي وأنت رب أعوذ بوجهك الكري الذي أشرقت له السموات والرض وكشفت به‬
‫الظلمات وصلح عليه أمر الولي والخرين أن تل على غضبك وتنل ب سخطك أعوذ بك من زوال نعمتك وفجأة نقمتك وتول عافيتك وجيع سخطك لك العقب عندي خي ما‬
‫استطعت ل حول ول قوة إل بك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪179‬‬

‫قال ابن اسحاق ث عمدا إل غار بثور جبل بأسفل مكة فدخله وامر أبو بكر الصديق ابنه عبد ال ان يتسمع لما ما يقول الناس فيهما ناره ث يأتيهما اذا أمسى با يكون ف ذلك اليوم من‬
‫الب وأمر عامر بن فهية موله أن يرعى غنمه ناره ث يريها عليهما إذا أمسى ف الغار فكان عبد ال بن أب بكر يكون ف قريش ناره معهم يسمع ما يأترون به وما يقولون ف شأن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر ث يأتيهما إذا أمسى فيخبها الب وكان عامر بن فهية يرعى ف رعيان أهل مكة فاذا أمسى أراح عليهما غنم أب بكر فاحتلبا وذبا فاذا غدا عبد ال بن‬
‫أب بكر من عندها إل مكة أتبع عامر بن فهية اثره بالغنم يعفى عليه وسيأت ف سياق البخاري ما يشهد لذا وقد حكى ابن جرير عن بعضهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سبق‬
‫الصديق ف الذهاب ال غار ثور وأمر عليا أن يدله على مسيه ليلحقه فلحقه ف أثناء الطريق وهذا غريب جدا وخلف الشهور من أنما خرجا معا‬
‫قال ابن اسحاق وكانت أساء بنت أب بكر رضي ال عنها تأتيهما من الطعام إذا أمست با يصلحهما قالت أساء ولا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم‬
‫أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أب بكر فخرجت اليهم فقالوا أين أبوك ياابنة أب بكر قالت قلت ل أدري وال أين أب قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة‬
‫طرح منها قرطي ث انصرفوا قال ابن اسحاق وحدثن يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي أن أباه حدثه عن جدته أساء قالت لا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم وخرج أبو بكر معه‬
‫احتمل أبو بكر ماله كله معه خسة آلف درهم أو ستة آلف درهم فانطلق با معه قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال وال إن لراه قد فجعكم باله مع نفسه قالت‬
‫قلت كل يا أبة إنه قد ترك لنا خيا كثيا قالت وأخذت أحجارا فوضعتها ف كوة ف البيت الذي كان أب يضع ماله فيها ث وضعت عليها ثوبا ث أخذت بيده فقلت يا أبة ضع يدك على هذا‬
‫الال قالت فوضع يده عليه فقال ل بأس إذ كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وف هذا بلغ لكم ول وال ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن اسكن الشيخ بذلك‬
‫وقال ابن هشام وحدثن بعض أهل العلم أن السن بن أب السن البصري قال انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر إل الغار ليل فدخل أبو بكر قبل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فلمس الغار لينظر افيه سبع أو حية يقي رسول ال صلى ال عليه وسلم بنفسه وهذا فيه انقطاع من طرفيه وقد قال أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن عمرو الضب ثنا نافع بن عمر‬
‫المحي عن ابن أب مليكة أن النب صلى ال عليه وسلم لا خرج هو وأبو بكر إل ثور فجعل أبو بكر يكون أمام النب صلى ال عليه وسلم مرة وخلفه مرة فسأله النب صلى ال عليه وسلم‬
‫عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪180‬‬

‫ذلك فقال إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من امامك وإذا كنت امامك خشيت أن تؤتى من خلفك حت إذا انتهى إل الغار من ثور قال أبو بكر كما أنت حت أدخل يدي فاحسه وأقصه‬
‫فان كانت فيه دابة اصابتن قبلك قال نافع فبلغن أنه كان ف الغار جحر فألقم أبو بكر رجله ذلك الحر توفا أن يرج منه دابة أو شيء يؤذي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا مرسل‬
‫وقد ذكرنا له شواهد أخر ف سية الصديق رضي ال عنه‬
‫وقال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ أخبنا أبو بكر احد بن اسحاق أنا موسى بن السن ثنا عباد ثنا عفان بن مسلم ثنا السري بن يي ثنا ممد بن سيين قال ذكر رجال على عهد عمر‬
‫فكأنم فضلوا عمر على أب بكر فبلغ ذلك عمر فقال وال لليلة من أب بكر خي من آل عمر وليوم من أب بكر خي من آل عمر لقد خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة انطلق إل‬
‫الغار ومعه أبو بكر فجعل يشي ساعة بي يديه وساعة خلفه حت فطن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا أبا بكر مالك تشي ساعة خلفي وساعة بي يدي فقال يا رسول ال أذكر‬
‫الطلب فأمشي خلفك ث اذكر الرصد فأمشي بي يديك فقال يا أبا بكر لو كان شيء لحببت أن يكون بك دون قال نعم والذي بعثك بالق فلما انتهينا إل الغار قال أبو بكر مكانك يا‬
‫رسول ال حت استبئ لك الغار فدخل فاستبأه حت إذا كان ذكر أنه ل يستبئ الحرة فقال مكانك يا رسول ال حت أستبئ فدخل فاستبأ ث قال انزل يا رسول ال فنل ث قال عمر‬
‫والذي نفسي بيده لتلك الليلة خي من آل عمر وقد رواه البيهقي من وجه آخر عن عمر وفيه أن أبا بكر جعل يشي بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم تارة وخلفه أخرى وعن يينه‬
‫وعن شاله وفيه أنه لا حفيت رجل رسول ال صلى ال عليه وسلم حله الصديق على كاهله وأنه لا دخل الغار سدد تلك الجحرة كلها وبقي منها جحر واحد فألقمه كعبه فجعلت الفاعي‬
‫تنهشه ودموعه تسيل فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تزن إن ال معنا وف هذا السياق غرابة ونكارة وقال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ وابو سعيد بن أب عمرو قال ثنا أبو‬
‫العباس الصم ثنا عباس الدوري ثنا اسود بن عامر شاذان ثنا اسرائيل عن السود عن جندب بن عبد ال قال كان أبو بكر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الغار فأصاب يده حجر فقال‬
‫‪ ... ...‬إن أنت إل أصبع دميت ‪ ...‬وف سبيل ال ما لقيت‬
‫وقال المام احد حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمر أخبن عثمان الزري أن مقسما مول ابن عباس أخبه عن ابن عباس ف قوله تعال وإذ يكر بك الذين كفروا ليثبتوك قال تشاورت قريش‬
‫ليلة بكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النب صلى ال عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فأطلع ال نبيه صلى ال عليه وسلم على ذلك فبات علي‬
‫على فراش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪181‬‬

‫النب صلى ال عليه وسلم تلك الليلة وخرج النب صلى ال عليه وسلم حت لق بالغار وبات الشركون يرسون عليا يسبونه النب صلى ال عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا عليه فلما رأوا‬
‫عليا رد ال عليهم مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا فقال لأدري فاقتفوا أثره فلما بلغوا البل اختلط عليهم فصعدوا البل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل هاهنا‬
‫أحد ل يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلث ليال وهذا اسناد حسن وهو من أجود ما وري ف قصة نسج العنكبوت على فم الغار وذلك من حاية ال رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال الافظ أبو بكر احد بن علي بن سعيد القاضي ف مسند أب بكر حدثنا بشار الفاف ثنا جعفر وسليمان ثنا ابو عمران الون حدثنا العلى بن زياد عن السن البصري قال انطلق النب ]‬
‫صلى ال عليه وسلم وابو بكر ال الغار وجاءت قريش يطلبون النب صلى ال عليه وسلم وكانوا اذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا ل يدخل احد وكان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قائما يصلي وأبو بكر يرتقب فقال أبو بكر للنب صلى ال عليه وسلم هؤلء قومك يطلبونك أما ال ما على نفسي أثل ولكن مافة أن أرى فيك ما أكره فقال له النب صلى ال عليه وسلم يا‬
‫ابا بكر ل تف إن ال معنا وهذا مرسل عن السن وهو حسن باله من الشاهد وفيه زيادة صلة النب صلى ال عليه وسلم ف الغار وقد كان عليه السلم إذا أحزنه أمر صلى وروى هذا‬
‫الرجل اعن أبو بكر احد بن علي القاضي [ عن ] عمرو الناقد عن خلف بن تيم عن موسى بن مطر عن أبيه عن اب هريرة أن أبا بكر قال لبنه يا بن اذا حدث ف الناس حدث فأت الغار‬
‫الذي اختبأت فيه أنا ورسول ال صلى ال عليه وسلم فكن فيه فانه سيأتيك رزقك فيه بكرة وعشيا ] وقد نظم بعضهم هذا ف شعره حيث يقول ‪ ...‬نسج داود ما حى صاحب الغا ‪ ...‬ر‬
‫‪ ...‬وكان الفخار للعنكبوت‬
‫‪ ...‬وقد ورد أن حامتي عششتا على بابه أيضا وقد نظم ذلك الصرصري ف شعره حيث يقول ‪ ...‬فغمى عليه العنكبوت بنسجه ‪ ...‬وظل على الباب المام يبيض‬
‫والديث بذلك رواه الافظ ابن عساكر من طريق يي بن ممد بن صاعد حدثنا عمرو بن علي ثنا عون بن عمرو ابو عمرو القيسي ويلقب عوين حدثن أبو مصعب الكي قال أدركت زيد‬
‫بن أرقم والغية بن شعبة وأنس بن مالك يذكرون أن النب صلى ال عليه وسلم ليلة الغار أمر ال شجرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪182‬‬

‫فخرجت ف وجه النب صلى ال عليه وسلم تستره وأن ال بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأمر ال حامتي وحشيتي فأقبلتا يدفان حت وقعتا‬
‫بي العنكبوت وبي الشجرة وأقبلت فتيان قريش من كل بطن منهم رجل معهم عصيهم وقسيهم وهراواتم حت اذا كانوا من رسول ال صلى ال عليه وسلم قدر مائت ذراع قال الدليل وهو‬
‫سراقة بن مالك بن جعشم الدلي هذا الجر ث ل أدري أين وضع رجله فقال الفتيان أنت ل تطئ منذ الليلة حت اذا أصبحن قال انظروا ف الغار فاستبقه القوم حت اذا كانوا من النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قدر خسي ذراعا فاذا المامتان ترجع فقالوا ما ردك أن تنظر ف الغار قال رأيت حامتي وحشيتي بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمعها النب صلى ال عليه وسلم فعرف‬
‫ان ال قد درأ عنهما بما فسمت عليهما أي برك عليهما وأحدرها ال إل الرم فأفرخا كما ترى وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه قد رواه الافظ أبو نعيم من حديث مسلم بن‬
‫ابراهيم وغيه عن عون بن عمرو وهو اللقب بعوين باسناده مثله وفيه أن جيع حام مكة من نسل تيك المامتي وف هذا الديث أن القائف الذي اقتفى لم الثر سراقة بن مالك الدلي‬
‫وقد روى الواقدي عن موسى بن ممد بن ابراهيم عن أبيه أن الذي اقتفى لم الثر كرز بن علقمة‬
‫قلت ويتمل أن يكونا جيعا اقتفيا الثر وال أعلم وقد قال ال تعال إل تنصروه فقد نصره ال إذ أخرجه الذين كفروا ثان اثني إذ ها ف الغار إذ يقول لصاحبه ل تزن إن ال معنا فأنزل ال‬
‫سكينته عليه وأيده بنود ل تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة ال هي العليا وال عزيز حكيم يقول تعال مؤنبا لن تلف عن الهاد مع الرسول إل تنصروه أنتم فان ال ناصره‬
‫ومؤيده ومظفره كما نصره إذ أخرجه الذين كفروا من أهل مكة هاربا ليس معه غي صاحبه وصديقه أب بكر ليس غيه ولذا قال ثان اثني اذ ها ف الغار أي وقد لآ إل الغار فأقاما فيه‬
‫ثلثة أيام ليسكن الطلب عنهما وذلك لن الشركي حي فقدوها كما تقدم ذهبوا ف طلبهما كل مذهب من سائر الهات وجعلوا لن ردها أو أحدها مائة من البل واقتصوا آثارها حت‬
‫اختلط عليهم وكان الذي يقتص الثر لقريش سراقة بن مالك بن جعشم كما تقدم فصعدوا البل الذي ها فيه وجعلوا يرون على باب الغار فتحاذى أرجلهم لباب الغار ول يرونما حفظا‬
‫من ال لما كما قال المام احد حدثنا عفان ثنا هام أنا ثابت عن أنس بن مالك أن أبا بكر حدثه قال قلت للنب صلى ال عليه وسلم ونن ف الغار لو أن أحدهم نظر إل قدميه لبصرنا تت‬
‫قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثني ال ثالثهما وأخرجه البخاري ومسلم ف صحيحيهما من حديث هام به وقد ذكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪183‬‬

‫بعض أهل السي أن أبا بكر لا قال ذلك قال النب صلى ال عليه وسلم لو جاؤنا من ههنا لذهبنا من هنا فنظر الصديق إل الغار قد انفرج من الانب الخر وإذا البحر قد اتصل به وسفينة‬
‫مشدودة إل جانبه وهذا ليس بنكر من حيث القدرة العظيمة ولكن ل يرد ذلك باسناد قوي ول ضعيف ولسنا نثبت شيئا من تلقاء أنفسنا ولكن ما صح أو حسن سنده قلنا به وال أعلم‬
‫وقد قال الافظ أبو بكر البزار حدثنا الفضل بن سهل ثنا خلف بن تيم ثنا موسى بن مطي القرشي عن أبيه عن أب هريرة أن أبا بكر قال لبنه يا بن إن حدث ف الناس حدث فأت الغار‬
‫الذي رأيتن اختبأت فيه أنا ورسول ال صلى ال عليه وسلم فكن فيه فانه سيأتيك فيه رزقك غدوة وعشية ث قال البزار ل نعلم يرويه غي خلف بن تيم‬
‫قلت وموسى بن مطي هذا ضعيف متروك وكذبه يي بن معي فل يقبل حديثه وقد ذكر يونس بن بكي عن ممد بن اسحاق أن الصديق قال ف دخولما الغار وسيها بعد ذلك وما كان من‬
‫‪ ...‬قصة سراقة كما سيأت شعرا فمنه قوله ‪ ...‬قال النب ول أجزع يوقرن ‪ ...‬ونن ف سدف من ظلمة الغار ‪ ...‬ل تش شيئا فإن ال ثالثنا ‪ ...‬وقد توكل ل منه بإظهار‬
‫وقد روى أبو نعيم هذه القصيدة من طريق زياد عن ممد بن اسحاق فذكرها مطولة جدا وذكر معها قصيدة أخرى وال أعلم وقد روى ابن ليعة عن أب السود عن عروة بن الزبي قال‬
‫فمكث رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد الج يعن الذي بايع فيه النصار بقية ذي الجة والحرم وصفر ث إن مشركي قريش أجعوا أمرهم ومكرهم على أن يقتلوا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أو يبسوه أو يرجوه فأطلعه ال على ذلك فأنزل عليه وإذ يكر بك الذين كفروا الية فأمر عليا فنام على فراشه وذهب هو وأبو بكر فلما أصبحوا ذهبوا ف طلبهما ف كل وجه‬
‫يطلبونما وهكذا ذكر موسى بن عقبة ف مغازيه وان خروجه هو وابو بكر ال الغار كان ليل وقد تقدم عن السن البصري فيما ذكره ابن هشام التصريح بذلك ايضا وقال البخاري حدثنا‬
‫يي بن بكي ثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبن عروة بن الزبي عن عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت ل أعقل أبوى قط إل وها يدينان الدين ول ير علينا يوم إل يأتينا‬
‫فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم طرف النهار بكرة وعشية فلما ابتلى السلمون خرج أبو بكر مهاجرا نو أرض البشة حت اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فذكرت ما‬
‫كان من رده لب بكر إل مكة وجواره له كما قدمناه عند هجرة البشة إل قوله فقال أبو بكر فان أرد عليك جوارك وأرضى بوار ال قالت والنب صلى ال عليه وسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪184‬‬

‫يومئذ بكة فقال النب صلى ال عليه وسلم للمسلمي إن أريت دار هجرتكم ذات نل بي لبتي وها الرتان فهاجر من هاجر قبل الدينة ورجع بعض من كان هاجر قبل البشة ال الدينة‬
‫وتهز أبو بكر مهاجرا قبل الدينة فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم على رسلك فان أرجو أن يؤذن ل فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأب أنت وأمي قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتي كانتا عنده ورق السمر وهو البط أربعة أشهر وذكر بعضهم أنه علفهما ستة أشهر قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نن‬
‫يوما جلوس ف بيت أب بكر ف حر الظهية فقال قائل لب بكر هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم متقنعا ف ساعة ل يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فداء له أب وأمي وال ما جاء به ف هذه‬
‫الساعة إل أمر قالت فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النب صلى ال عليه وسلم أخرج من عندك فقال أبو بكر إنا هم أهلك بأب أنت يا رسول ال قال‬
‫فانه قد أذن ل ف الروج فقال ابو بكر الصحبة بأب أنت وأمي قال النب صلى ال عليه وسلم نعم قال أبو بكر فخذ انت يا رسول ال إحدى راحلت هاتي فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بالثمن قالت عائشة فجهزناها أحث الهاز فصنعنا لما سفرة ف جراب فقطعت أساء بنت أب بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الراب فلذلك سيت ذات النطاقي قالت ث‬
‫لق رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر بغار ف جبل ثور فمكثا فيه ثلث ليال يبيت عندها عبد ال بن أب بكر وهو غلم شاب ثقف لقن فيدل من عندها بسحر فيصبح مع قريش‬
‫بكة كبائت ل يسمع أمرا يكاد ان به إل وعاه حت يأتيهما بب ذلك حي يتلط الظلم ويرعى عليهما عامر بن فهية مول أب بكر منحة من غنم فييها عليهما حي يذهب ساعة من العشاء‬
‫فيبيتان ف رسل وهو لب منحتهما ورضيعهما حت [ ينعق با ] عامر بن فهية بغلس يفعل ذلك ف كل ليلة من تلك الليال الثلث واستأجر رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر رجل‬
‫من بن الدئل وهو من بن عبد ابن عدي هاديا خريتا والريت الاهر بالداية قد غمس حلفا ف آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا اليه راحلتيهما وواعداه‬
‫غار ثور بعد ثلث ليال براحلتيهما صبح ثلث ليال وانطلق معهما عامر بن فهية والدليل فأخذ بم طريق السواحل قال ابن شهاب فأخبن عبد الرحن بن مالك الدلي وهو ابن أخي سراقة‬
‫أن أباه أخبه أنه سع سراقة بن مالك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪185‬‬

‫ابن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يعلون ف رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر دية كل واحد منهما لن قتله أو أسره فبينما أنا جالس ف ملس من مالس قومي بن مدل إذ‬
‫أقبل رجل منهم حت قام علينا ونن جلوس فقال يا سراقة إن رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها ممدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنم هم فقلت له إنم ليسوا بم ولكنك رأيت فلنا وفلنا‬
‫انطلقوا بأعيننا ث لبثت ف الجلس ساعة ث قمت فدخلت فأمرت جاريت أن ترج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الرض‬
‫وخفضت عاليه حت أتيت فرسي فركبتها فدفعتها ففرت ب حت دنوت منهم فعثرت ب فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي ال كنانت فاستخرجت منها الزلم فاستقسمت با أضرهم‬
‫أم ل فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصبت الزلم فجعل فرسي يقرب ب حت اذا سعت قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ل يلتفت وأبو بكر يكثر اللتفات ساخت يدا فرسي‬
‫ف الرض حت بلغتا الركبتي فخررت عنها فأهويت ث زجرتا فنهضت فلم تكد ترج يديها فلما استوت قائمة إذا لثر يديها غبار ساطع ف السماء مثل الدخان فاستقسمت الزلم فخرج‬
‫الذي اكره فناديتهم بالمان فوقفوا فركبت فرسي حت جئتهم ووقع ف نفسي حي لقيت ما لقيت من البس عنهم أن سيظهر أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت له إن قومك قد‬
‫جعلوا فيك الدية وأخبتم أخبار ما يريد الناس بم وعرضت عليهم الزاد والتاع فلم يردان ول يسألن إل أن قال اخف عنا فسألته أن يكتب ل كتاب أمن فأمر عامر ابن فهية فكتب ل‬
‫رقعة من أدم ث مضى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقد روى ممد بن اسحاق عن الزهري عن عبد الرحن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة فذكر هذه القصة إل أنه ذكر أنه استقسم بالزلم أول ما خرج من منله فخرج السهم‬
‫الذي يكره ل يضره وذكر أنه عثر به فرسه أربع مرات وكل ذلك يستقسم بالزلم ويرج الذي يكره ل يضره حت ناداهم بالمان وسأل أن يكتب له كتابا يكون أمارة ما بينه وبي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال فكتب ل كتابا ف عظم أو رقعة أو خرقة وذكر أنه جاء به ال رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بالعرانة مرجعه من الطائف فقال له يوم وفاء وبر أدنه‬
‫فدنوت منه وأسلمت قال ابن هشام هو عبد الرحن بن الارث بن مالك بن جعشم وهذا الذي قاله جيد‬
‫ولا رجع سراقة جعل ل يلقى أحدا من الطلب إل رده وقال كفيتم هذا الوجه فلما ظهر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد وصل ال الدينة جعل سراقة يقص على الناس ما رأى وما‬
‫شاهد من أمر النب صلى ال عليه وسلم وما كان من قضية جواده واشتهر هذا عنه فخاف رؤساء قريش معرته وخشوا أن يكون ذلك سببا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪186‬‬

‫لسلم كثي منهم وكان سراقة أمي بن مدل ورئيسهم فكتب أبو جهل لعنه ال إليهم ‪ ...‬بن مدل إن أخاف سفيهكم ‪ ...‬سراقة مستغو لنصر ممد ‪ ...‬عليكم به أل يفرق جعكم ‪...‬‬
‫‪ ...‬فيصبح شت بعد عز وسؤدد‬
‫قال فقال سراقة بن مالك ييب أبا جهل ف قوله هذا‬
‫ابا حكم وال لو كنت شاهدا ‪ ...‬لمر جوادي إذ تسوخ قوائمه ‪ ...‬عجيب ول تشكك بأن ممدا ‪ ...‬رسول وبرهان فمن ذا يقاومه ‪ ...‬عليك فكف القوم عنه فإنن ‪ ...‬أخال لنا يوما ‪...‬‬
‫‪ ...‬ستبدو معاله ‪ ...‬بأمر تود النصر فيه فإنم ‪ ...‬وإن جيع الناس طرا مساله‬
‫[ وذكر هذا الشعر الموي ف مغازيه بسنده عن أب اسحاق وقد رواه أبو نعيم بسنده من طريق زياد عن ابن اسحاق وزاد ف شعر أب جهل أبياتا تتضمن كفرا بليغا ]‬
‫وقال البخاري بسنده إل ابن شهاب فأخبن عروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لقي الزبي ف ركب من السلمي كانوا تارا قافلي من الشام فكسى الزبي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض وسع السلمون بالدينة بخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة فكانوا يغدون كل غداة إل الرة فينتظرونه حت يردهم حر الظهية فانقلبوا يوما‬
‫بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إل بيوتم اوف رجل من اليهود على أطم من آطامهم لمر ينظر اليه فبصر برسول ال صلى ال عليه وسلم واصحابه مبيضي يزول بم السراب فلم يلك‬
‫اليهودي أن قال بأعل صوته يا معشرالعرب هذا جدكم الذي تنتظرون فثار السلمون ال السلح فتلقوا رسول ال صلى ال عليه وسلم بظهر الرة فعدل بم ذات اليمي حت نزل بم ف‬
‫بن عمرو بن عوف وذلك يوم الثني من شهر ربيع الول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول ال صلى ال عليه وسلم صامتا فطفق من جاء من النصار من ل ير رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ييي أبا بكر حت أصابت الشمس رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقبل ابو بكر حت ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول ال صلى ال عليه وسلم عند ذلك فلبث رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف بن عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس السجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ركب راحلته وسار يشي معه الناس حت بركت‬
‫عند مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من السلمي وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلمي يتيمي ف حجر اسعد بن زرارة فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حي بركت به راحلته هذا إن شاء ال النل ث دعا صلى ال عليه وسلم الغلمي فساومهما بالربد ليتخذه مسجدا فقال بل نبه لك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪187‬‬

‫يا رسول ال فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقبله منهما هبة حت ابتاعه منهما ث بناه مسجدا فطفق رسول ال صلى ال عليه وسلم ينقل معهم اللب ف بنيانه وهو يقول حي ينقل‬
‫‪ ...‬اللب ‪ ...‬هذا المال ل حال خيب ‪ ...‬هذا أبر ربنا وأطهر ‪ ...‬ويقول ‪ ...‬لهم إن الجر أجر الخرة ‪ ...‬فارحم النصار والهاجره‬
‫فتمثل بشعر رجل من السلمي ل يسم ل قال ابن شهاب ول يبلغنا ف الحاديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم تثل ببيت شعر تام غي هذه البيات هذا لفظ البخري وقد تفرد بروايته‬
‫دون مسلم وله شواهد من وجوه أخر وليس فيه قصة أم معبد الزاعية ولنذكر هنا ما يناسب ذلك مرتبا أول فأول‬
‫قال المام احد حدثنا عمرو بن ممد ابو سعيد العنقزي ثنا اسرائيل عن أب اسحاق عن الباء بن عازب قال اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلثة عشر درها فقال أبو بكر لعازب مر‬
‫الباء فيلحمله إل منل فقال ل حت تدثنا كيف صنعت حي خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنت معه فقال أبو بكر خرجنا فأدلنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حت أظهرنا وقام قائم الظهية‬
‫فضربت بصري هل أرى ظل نأوي اليه فاذا أنا بصخرة فأهويت اليها فإذا هي بقية ظلها فسويته لرسول ال صلى ال عليه وسلم وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول ال فاضطجع ث‬
‫خرجت أنظر هل أرى أحدا من الطلب فاذا أنا براعي غنم فقلت لن أنت يا غلم فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل ف غنمك من لب قال نعم قلت هل أنت حالب ل قال نعم‬
‫فأمرته فاعتقل شاة منها ث أمرته فنفض ضرعها من الغبار ث أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي أداوة على فمها خرقة فحلب ل كثبة من اللب فصببت على القدح حت برد أسفله ث اتيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ فقلت اشرب يا رسول ال فشرب حت رضيت ث قلت هل آن الرحيل فارتلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم إل سراقة بن مالك‬
‫بن جعشم على فرس له فقلت يا رسول ال هذا الطلب قد لقنا قال ل تزن إن ال معنا حت إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪188‬‬

‫رمي أو قال رمي أو ثلثة قلت يا رسول ال هذا الطلب قد لقنا وبكيت قال ل تبكي [ قلت ] اما وال ما على نفسي أبكي ولكن ابكي عليك فدعا عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال اللهم اكفناه با شئت فساخت قوائم فرسه إل بطنها ف أرض صلد ووثب عنها وقال يا ممد قد علمت أن هذا عملك فادع ال ان ينجين ما أنا فيه فوال لعمي على من ورائي من‬
‫الطلب وهذه كنانت فخذ منها سهما فانك ستمر بابلي وغنمي بوضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل حاجة ل فيها ودعا له رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأطلق ورجع إل اصحابه ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا معه حت قدمنا الدينة وتلقاه الناس فخرجوا ف الطرق على الناجي واشتد الدم والصبيان ف الطريق يقولون ال‬
‫أكب جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم جاء ممد قال وتنازع القوم أيهم ينل عليه قال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنزل الليلة على بن النجار أخوال عبد الطلب لكرمهم بذلك‬
‫فلما أصبح غدا حيث أمر قال الباء أول من قدم علينا من الهاجرين مصعب بن عمي أخو بن عبد الدار ث قدم علينا ابن أم مكتوم العمى أحد بن فهر ث قدم علينا عمر بن الطاب ف‬
‫عشرين راكبا فقلنا ما فعل رسول ال قال هو على أثري ث قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر معه قال الباء ول يقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم حت قرأت سورا من الفصل‬
‫أخرجاه ف الصحيحي من حديث اسرائيل بدون قول الباء أول من قدم علينا ال فقد انفرد به مسلم فرواه من طريق اسرائيل به‬
‫وقال ابن اسحاق فاقام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الغار ثلثا ومعه أبو بكر وجعلت قريش فيه حي فقدوه مائة ناقة لن رده عليهم فلما مضت الثلث وسكن عنهما الناس أتاها‬
‫صاحبهما الذي استأجراه ببعييهما وبعي له وأتتهما أساء بنت أب بكر بسفرتما ونسيت أن تعل لا عصاما فلما ارتل ذهبت لتعلق السفرة فاذا ليس فيها عصام فتحل نطاقها فتجعله عصاما‬
‫ث علقتها به فكان يقال لا ذات النطاقي لذلك‬
‫قال ابن اسحاق فلما قرب أبو بكر الراحلتي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قدم له افضلهما ث قال اركب فداك أب وأمي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ل أركب بعيا ليس‬
‫ل قال فهي لك يا رسول ال بأب أنت وأمي قال ل ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به قال كذا وكذا قال أخذتا بذلك قال هي لك يا رسول ال‬
‫وروى الواقدي بأسانيده أنه عليه السلم أخذ القصواء قال وكان أبو بكر اشتراها بثمانائة درهم وروى ابن عساكر من طريق أب أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت وهي الدعاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪189‬‬

‫وهكذا حكى السهيلي عن ابن اسحاق أنا الدعاء وال أعلم‬


‫قال ابن اسحاق فركبا وانطلقا وأردف أبو بكر عامر بن فهية موله خلفه ليخدمهما ف الطريق فحدثت عن اساء أنا قالت لا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر أتانا نفر من‬
‫قريش منهم أبو جهل فذكر ضربه لا على خدها لطمة طرح منها قرطها من اذنا كما تقدم قالت فمكثنا ثلث ليال ما ندري أين وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أقبل رجل من‬
‫الن من اسفل مكة يتغن بأبيات من شعر غناء العرب وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حت خرج من أعل مكة وهو يقول ‪ ...‬جزى ال رب الناس خي جزائه ‪ ...‬رفيقي حل‬
‫‪ ...‬خيمت أم معبد ‪ ...‬ها نزل بالب ث تروحا ‪ ...‬فأفلح من أمسى رفيق ممد ‪ ...‬ليهن بن كعب مكان فتاتم ‪ ...‬ومقعدها للمؤمني برصد‬
‫قالت أساء فلما سعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأن وجهه إل الدينة‬
‫قال ابن اسحاق وكانوا أربعة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعامر بن فهية مول أب بكر وعبد ال بن أرقد كذا يقول ابن اسحاق والشهور عبد ال بن أريقط الدئلي وكان إذ‬
‫ذاك مشركا‬
‫قال ابن اسحاق ولا خرج بما دليلهما عبد ال بن ارقد سلك بما أسفل مكة ث مضى بما على الساحل حت عارض الطريق أسفل من عسفان ث سلك بما على اسفل أمج ث استجاز بما‬
‫حت عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا ث أجاز بما من مكانه ذلك فسلك بما الرار ث أجاز بما ثنية الرة ث سلك بما لقفا ث اجاز بما مدلة لقف ث استبطن بما مدلة ماج ث سلك‬
‫بما مرجح ماج ث تبطن بما مرجح من ذي العضوين ث بطن ذي كشد ث أخذ بما على الداجد ث على الجرد ث سلك بما ذا سلم من بطن أعداء مدلة تعهن ث على العبابيد ث أجاز‬
‫بما القاحة ث هبط بما العرج وقد ابطأ عليهم بعض ظهرهم فحمل رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من أسلم يقال له أوس بن حجر على جل يقال له ابن الرداء إل الدينة وبعث معه‬
‫غلما يقال له مسعود بن هنيدة خرج بما [ دليلهما من العرج فسلك با ثنية العائر عن يي ركوبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪190‬‬

‫ويقال ثنية الغائر فيما قال ابن هشام حت هبط بما بطن ري ث قدم بما ] قباء على بن عمرو بن عوف لثنت عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الول يوم الثني حي اشتد الضحاء وكادت‬
‫الشمس تعتدل‬
‫وقد روى أبو نعيم من طريق الواقدي نوا من ذكر هذه النازل وخالفه ف بعضها وال أعلم قال أبو نعيم حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا ممد بن اسحاق عن السراج حدثنا ممد بن عبادة‬
‫ابن موسى العجلي حدثن أخي موسى بن عبادة حدثن عبد ال بن سيار حدثن إياس بن مالك بن الوس السلمي عن أبيه قال لا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر مروا بابل‬
‫لنا بالحفة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لن هذه البل فقال لرجل من أسلم فالتفت إل اب بكر فقال سلمت إن شاء ال فقال ما اسك قال مسعود فالتفت إل اب بكر فقال سعدت‬
‫إن شاء ال قال فاتاه أب فحمله على جل يقال له ابن الرداء‬
‫قلت وقد تقدم عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج من مكة يوم الثني ودخل الدينة يوم الثني والظاهر أن بي خروجه عليه السلم من مكة ودخوله الدينة خسة عشر‬
‫يوما لنه أقام بغار ثور ثلثة أيام ث سلك طريق الساحل وهي أبعد من الطريق الادة واجتاز ف مروره على أم معبد بنت كعب من بن كعب بن خزاعة قال ابن هشام وقال يونس عن ابن‬
‫اسحاق اسها عاتكة بنت خلف بن معبد بن ربيعة بن أصرم وقال الموي هي عاتكة بنت تبيع حليف بن منقذ بن ربيعة بن اصرم بن صنبيس بن حرام بن خيسة بن كعب بن عمرو ولذه‬
‫الرأة من الولد معبد ونضرة وحنيدة بنو أب معبد واسه أكتم بن عبد العزى بن معبد بن ربيعة بن اصرم ابن صنبيس وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا‬
‫وهذه قصة أم معبد الزاعية قال يونس عن ابن اسحاق فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم بيمة أم معبد واسها عاتكة بنت خلف بن معبد بن ربيعة بن أصرم فأرادوا القرى فقالت وال ما‬
‫عندنا طعام ول لنا منحة ول لنا شاة إل حائل فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم ببعض غنمها فمسح ضرعها بيده ودعا ال وحلب ف العس حت أرغى وقال اشرب يا أم معبد فقالت‬
‫اشرب فانت أحق به فرده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪191‬‬

‫عليها فشربت ث دعا بائل أخرى ففعل مثل ذلك با فشربه ث دعا بائل أخرى ففعل با مثل ذلك فسقى دليله ث دعا بائل أخرى ففعل با مثل ذلك فسقى عامرا ث تروح وطلبت قريش‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حت بلغوا أم معبد فسألوا عنه فقالوا أرأيت ممدا من حليته كذا وكذا فوصفوه لا فقالت ما أدري ما تقولون قدمنا فت حالب الائل قالت قريش فذاك الذي‬
‫نريد‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار حدثنا ممد بن معمر حدثنا يعقوب بن ممد حدثنا عبد الرحن بن عقبة ابن عبد الرحن بن جابر بن عبد ال ثنا أب عن أبيه عن جابر قال لا خرج رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأبو بكر مهاجرين فدخل الغار إذا ف الغار جحر فالقمه أبو بكر عقبه حت أصبح مافة أن يرج على رسول ال صلى ال عليه وسلم منه شيء فأقاما ف الغار ثلث ليال ث‬
‫خرجا حت نزل بيمات أم معبد فارسلت اليه أم معبد أن أرى وجوها حسانا وإن الي أقوى على كرامتكم من فلما أمسوا عندها بعثت مع ابن لا صغي بشفرة وشاة فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أردد الشفرة وهات لنا فرقا يعن القدح فارسلت إليه أن ل لب فيها ول ولد قال هات لنا فرقا فجاءت بفرق فضرب ظهرها فاجترت ودرت فحلب فمل القدح فشرب‬
‫وسقى أبا بكر ث حلب فبعث فيه ال أم معبد ث قال البزار ل نعلمه يروى إل بذا السناد وعبد الرحن بن عقبة ل نعلم أحدا حدث عنه إل يعقوب بن ممد وان كان معروفا ف النسب‬
‫وروى الافظ البيهقي من حديث يي بن زكريا بن اب زائدة حدثنا ممد بن عبد الرحن بن أب ليلى ثنا عبد الرحن بن الصبهان سعت عبد الرحن بن أب ليلى عن أب بكر الصديق قال‬
‫خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة فانتهينا إل حي من أحياء العرب فنظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بيت منتحيا فقصد اليه فلما نزلنا ل يكن فيه إل امرأة فقالت يا‬
‫عبد ال إنا أنا امرأة وليس معي أحد فعليكما بعظيم الي إن أردت القرى قال فلم يبها وذلك عند الساء فجاء ابن لا باعن يسوقها فقالت يا بن انطلق بذه العن والشفرة إل هذين الرجلي‬
‫فقل لما تقول لكما أمي اذبا هذه وكل وأطعمانا فلما جاء قال له النب صلى ال عليه وسلم انطلق بالشفرة وجئن بالقدح قال إنا قد عزبت وليس با لب قال انطلق فجاء بقدح فمسح‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ضرعها ث حلب حت مل القدح ث قال انطلق به إل أمك فشربت حت رويت ث جاء به فقال انطلق بذه وجئن بأخرى ففعل با كذلك ث سقى أبا بكر ث جاء‬
‫باخرى ففعل با كذلك ث شرب النب صلى ال عليه وسلم فبتنا ليلتنا ث انطلقنا فكانت تسميه البارك وكثرت غنمها حت جلبت جلبا إل الدينة فمر أبو بكر فرأى ابنها فعرفه فقال يا أمه‬
‫هذا الرجل الذي كان مع البارك فقامت اليه فقالت يا عبد ال من الرجل الذي كان معك قال أو ما تدرين من هو قالت ل قال هو نب ال قالت فأدخلن عليه قال فأدخلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪192‬‬

‫فأطعمها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأعطاها زاد ابن عبدان ف روايته قالت فدلن عليه فانطلقت معي وأهدت لرسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا من أقط ومتاع العراب قال فكساها‬
‫وأعطاها قال ول أعلمه إل قال وأسلمت اسناد حسن‬
‫وقال البيهقي هذه القصة شبيهة بقصة أم معبد والظاهر أنا هي وال أعلم وقال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ وأبو بكر احد بن السن القاضي قال ثنا أبو العباس الصم ثنا السن بن‬
‫مكرم حدثن أبو احد بشر بن ممد السكري ثنا عبد اللك بن وهب الذحجي ثنا أبر بن الصباح عن أب معبد الزاعي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة ال الدينة‬
‫هو وأبو بكر وعامر ابن فهية مول أب بكر ودليلهم عبد ال بن أريقط الليثي فمروا بيمت أم معبد الزاعية وكانت أم معبد امرأة برزة جلدة تتب وتلس بفناء اليمة فتطعم وتسقي‬
‫فسألوها هل عندها لم أو لب يشترونه منها فلم يدوا عندها شيء من ذلك وقالت لو كان عندنا شيء ما أعوذكم القرى وإذا القوم مرملون مسنتون فنظر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فإذا شاة ف كسر خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد فقالت شاة خلفها الهد عن الغنم قال فهل با من لب قالت هي أجهد من ذلك قال تأذني ل أن أحلبها قالت إن كان با حلب‬
‫فاحلبها فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالشاة فمسحها وذكر اسم ال ومسح ضرعها وذكر اسم ال ودعا بإناء لا يربض الرهط فتفاجت واجترت فحلب فيها تا حت مله [ وأرسله‬
‫اليها ] فسقاها وسقى أصحابه فشربوا علل بعد نل حت إذا رووا شرب آخرهم وقال ساقي القوم آخرهم ث حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ث ارتلوا قال فقلما لبث أن جاء‬
‫زوجها أبو معبد يسوق أعنا عجافا يتساوكن هزل ل نقي بن مهن قليل فلما رأى اللب عجب وقال من اين هذا اللب يا أم معبد ول حلوبة ف البيت والشاة عازب فقالت ل وال إنه مر بنا‬
‫رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت فقال صفيه ل فوال إن لراه صاحب قريش الذي تطلب فقالت رأيت رجل ظاهر الوضاءة حسن اللق مليح الوجه ل تعبه ثجلة ول تزر به صعلة‬
‫قسيم وسيم ف عينيه دعج وف اشفاره وطف وف صوته صحل أحول أكحل أزج أقرن ف عنقه سطع وف ليته كثاثة اذا صمت فعليه الوقار واذا تكلم سا وعله البهاء حلو النطق فصل ل‬
‫نزر ول هذر كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن أبى الناس وأجله من بعيد وأحسنه من قريب ربعة ل تنساه عي من طول ول تقتحمه عي من قصر غصن بي غصني فهو أنضر الثلثة منظرا‬
‫وأحسنهم قدا له رفقاء يفون به إن قال استمعوا لقوله وإن أمر تبادروا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪193‬‬

‫لمره مفود مشود ل عابس ول معتد فقال يعن بعلها هذا وال صاحب قريش الذي تطلب ولو صادفته للتمست أن أصحبه ولجهدن إن وجدت إل ذلك سبيل قال وأصبح صوت بكة‬
‫عال بي السماء والرض يسمعونه ول يرون من يقول وهو يقول ‪ ...‬جزى ال رب الناس خي جزائه ‪ ...‬رفيقي حل خيمت أم معبد ‪ ...‬ها نزل بالب وارتل به ‪ ...‬فافلح من أمسى رفيق‬
‫ممد ‪ ...‬فيال قصي ما روى ال عنكم ‪ ...‬به من فعال ل تارى وسؤدد ‪ ...‬سلوا أختكم عن شاتا وإنائها ‪ ...‬فانكم إن تسألوا الشاة تشهد ‪ ...‬دعاها بشاة حائل فتحلبت ‪ ...‬له بصريح‬
‫‪ ...‬ضرة الشاة مزبد ‪ ...‬فغادره رهنا لديها لالب ‪ ...‬يدر لا ف مصدر ث مورد‬
‫قال وأصبح الناس يعن بكة وقد فقدوا نبيهم فاخذوا على خيمت أم معبد حت لقوا برسول ال صلى ال عليه وسلم قال وأجابه حسان بن ثابت ‪ ...‬لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ‪ ...‬وقد‬
‫سر من يسري اليهم ويغتدي ‪ ...‬ترحل عن قوم فزالت عقولم ‪ ...‬وحل على قوم بنور مدد ‪ [ ...‬هداهم به بعد الضللة ربم ‪ ...‬وأرشدهم من يتبع الق يرشد ] ‪ ...‬وهل يستوي ضلل‬
‫قوم تسفهوا ‪ ...‬عمي وهداة يهتدون بهتد ‪ ...‬نب يرى مال يرى الناس حوله ‪ ...‬ويتلو كتاب ال ف كل مشهد ‪ ...‬وإن قال ف يوم مقالة غائب ‪ ...‬فتصديقها ف اليوم أو ف ضحى الغد ‪...‬‬
‫‪ ...‬ليهن أبا بكر سعادة جده ‪ ...‬بصحبته من يسعد ال يسعد ‪ ...‬ويهن بن كعب مكان فتاتم ‪ ...‬ومقعدها للمسلمي برصد‬
‫قال يعن عبد اللك بن وهب فبلغن أن أبا معبد أسلم وهاجر إل النب صلى ال عليه وسلم وهكذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪194‬‬


‫روى الافظ أبو نعيم من طريق عبد اللك بن وهب الذحجي فذكر مثله سواء وزاد ف آخره قال عبد اللك بلغن أن أم معبد هاجرت وأسلمت ولقت برسول ال صلى ال عليه وسلم ث‬
‫رواه أبو نعيم من طرق عن بكر بن مرز الكلب الزاعي عن أبيه مرز بن مهدي عن حرام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أخرج من مكة منها مهاجرا هو وأبو بكر وعامر بن فهية ودليلهما عبد ال بن أريقط الليثي فمروا بيمة أم معبد وكانت امرأة برزة جلدة تتب‬
‫بفناء القبة وذكر مثل ما تقدم سواء قال وحدثناه فيما أظن ممد بن أحد بن علي بن ملد ثنا ممد بن يونس بن موسى يعن الكديي ثنا عبد العزيز ابن يي بن عبد العزيز مول العباس بن‬
‫عبد الطلب ثنا ممد بن سليمان بن سليط النصاري حدثن أب عن أبيه سليط البدري قال لا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهية وابن أريقط يدلم‬
‫على الطريق مر بأم معبد الزاعية وهي ل تعرفه فقال لا يا أم معبد هل عندك من لب قالت ل وال إن الغنم لعازبة قال فما هذه الشاة قالت خلفها الهد عن الغنم ث ذكر تام الديث كنحو‬
‫ما تقدم‬
‫ث قال البيهقي يتمل أن هذه القصص كلها واحدة ث ذكر قصة شبيهة بقصة شاة أم معبد الزاعية فقال حدثنا أبو عبد ال الافظ إملء حدثنا أبو بكر احد بن اسحاق بن أيوب أخبنا ممد‬
‫بن غالب ثنا أبو الوليد ثنا عبد ال بن إياد بن لقيط ثنا إياد بن لقيط عن قيس بن النعمان قال لا انطلق النب صلى ال عليه وسلم وأبو بكر مستخفي مروا بعبد يرعى غنما فاستسقياه اللب‬
‫فقال ما عندي شاة تلب غي أن ههنا عناقا حلت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لا من لب فقال ادع با فدعا با فاعتقلها النب صلى ال عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حت أنزلت‬
‫وجاء أبو بكر بجن فحلب فسقى أبا بكر ث حلب فسقى الراعي ث حلب فشرب فقال الراعي بال من أنت فوال ما رأيت مثلك قط قال أوتراك تكتم علي حت أخبك قال نعم قال فإن‬
‫ممد رسول ال فقال أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ قال إنم ليقولون ذلك قال فإن أشهد أنك نب واشهد أن ما جئت به حق وأنه ل يفعل ما فعلت إل نب وأنا متبعك قال إنك ل‬
‫تستطيع ذلك يومك هذا فإذا بلغك أن قد ظهرت فأتنا ورواه أبو يعلى الوصلي عن جعفر بن حيد الكوف عن عبد ال بن إياد بن لقيط به وقد ذكر أبو نعيم ههنا قصة عبد ال بن مسعود‬
‫فقال حدثنا عبد ال بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حاد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد ال بن مسعود قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪195‬‬

‫كنت غلما يافعا أرعى غنما لعتبة بن أب معيط بكة فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من الشركي فقال يا غلم عندك لب تسقينا فقلت إن مؤتن ولست بساقيكما‬
‫فقال هل عندك من جذعة ل ين عليها الفحل بعد قلت نعم فأتيتهما با فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم الضرع فدعا فحفل الضرع وجاء أبو بكر بصخرة متقعرة‬
‫فحلب فيها ث شرب هو وأبو بكر وسقيان ث قال للضرع اقلص فقلص فلما كان بعد أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت علمن من هذا القول الطيب يعن القرآن فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إنك غلم معلم فأخذت من فيه سبعي سورة ما ينازعن فيها أحد فقوله ف هذا السياق وقد فرا من الشركي ليس الراد منه وقت الجرة إنا ذلك ف بعض الحوال قبل‬
‫الجرة فإن ابن مسعود من أسلم قديا وهاجر إل البشة ورجع إل مكة كما تقدم وقصته هذه صحيحة ثابتة ف الصحاح وغيها وال أعلم‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد ال بن مصعب بن عبد ال هو الزبيي حدثن أب عن فائد مول عبادل قال خرجت مع ابراهيم بن عبد الرحن بن سعد حت إذا كنا بالعرج أتى ابن سعد وسعد ]‬
‫هو الذي دل رسول ال صلى ال عليه وسلم على طريق ركوبة فقال ابراهيم [ أخبن ] ما حدثك أبوك قال ابن سعد حدثن أب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر‬
‫وكانت لب بكر عندنا بنت مسترضعة وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أراد الختصار ف الطريق إل الدينة فقال له سعد هذا الغامر من ركوبة وبه لصان من اسلم يقال لما الهانان فان‬
‫شئت أخذنا عليهما فقال النب صلى ال عليه وسلم خذ بنا عليهما قال سعد فخرجنا حت إذا أشرفنا إذا أحدها يقول لصاحبه هذا اليمان فدعاها رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرض‬
‫عليهما السلم فأسلما ث سألما عن أسائهما فقال نن الهانان فقال بل أنتما الكرمان وأمرها أن يقدما عليه الدينة فخرجنا حت إذا أتينا ظاهر قباء فتلقاه بنو عمرو بن عوف فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم اين أبو امامة أسعد بن زرارة فقال سعد ابن خيثمة إنه أصاب قبلي يا رسول ال أفل أخبه ذلك ث مضى رسول ال صلى ال عليه وسلم حت إذا طلع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪196‬‬

‫على النخل فاذا الشرب ملوء فالتفت رسول ال إل أب بكر فقال يا أبا بكر هذا النل رأيتن أنزل إل حياض كحياض بن مدل انفرد به احد فصل‬
‫ف دخوله عليه السلم الدينة واين استقر منله‬
‫قد تقدم فيما رواه البخاري عن الزهري عن عروة أن النب صلى ال عليه وسلم دخل الدينة عند الظهية قلت ولعل ذلك كان بعد الزوال لا ثبت ف الصحيحي من حديث اسرائيل عن أب‬
‫إسحاق الباء بن عازب عن أب بكر ف حديث الجرة قال فقدمنا ليل فتنازعه القوم أيهم ينل عليه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنزل على بن النجار أخوال عبد الطلب أكرمهم‬
‫بذلك وهذا وال أعلم إما أن يكون يوم قدومه إل قباء فيكون حال وصوله إل قرب الدينة كان ف حر الظهية وأقام تت تلك النخلة ث سار بالسلمي فنل قباء وذلك ليل وأنه أطلق على‬
‫ما بعد الزوال ليل فان العشى من الزوال وإما أن يكون الراد بذلك لا رحل من قباء كما سيأت فسار فما انتهى إل بن النجار العشاء كما سيأت بيانه وال أعلم‬
‫وذكر البخاري عن الزهري عن عروة أنه نزل ف بن عمرو بن عوف بقباء وأقام فيهم بضع عشرة ليلة وأسس مسجد قباء ف تلك اليام ث ركب ومعه الناس حت بركت به راحلته ف مكان‬
‫مسجده وكان مربدا لغلمي يتيمي وها سهل وسهيل فابتاعه منهما واتذه مسجدا وذلك ف دار بن النجار رضي ال عنهم‬
‫وقال ممد بن اسحاق حدثن ممد بن جعفر بن الزبي [ عن عروة بن الزبي ] عن عبد الرحن ابن عوي بن ساعدة قال حدثن رجال من قومي من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قالوا لا‬
‫بلغنا مرج النب صلى ال عليه وسلم من مكة وتوكفنا قدومه كنا نرج إذا صلينا الصبح إل ظاهر حرتنا ننتظر النب صلى ال عليه وسلم فوال ما نبح حت تغلبنا الشمس على الظلل فإذا‬
‫ل ند ظل دخلنا وذلك ف أيام حارة حت إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول ال جلسنا كما كنا نلس حت إذ ل يبق ظل دخلنا بيوتنا وقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم حي دخلنا‬
‫البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود فصرخ بأعل صوته يا بن قيلة هذا جدكم قد جاء فخرجنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف ظل نلة ومعه أبو بكر ف مثل سنه وأكثرنا ل‬
‫يكن رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أب بكر حت زال الظل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك وقد‬
‫تقدم مثل ذلك ف سياق البخاري وكذا ذكر موسى بن عقبة ف مغازيه وقال المام احد حدثنا هاشم ثنا سليمان عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪197‬‬

‫ثابت عن أنس بن مالك قال إن لسعى ف الغلمان يقولون جاء ممد فاسعى ول أرى شيئا ث يقولون جاء ممد فاسعى ول أرى شيئا قال حت جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحبه‬
‫أبو بكر فكمنا ف بعض خراب الدينة ث بعثا رجل من أهل البادية يؤذن بما النصار فاستقبلهما زهاء خسمائة من النصار حت انتهوا اليهما فقالت النصار انطلقنا آمني مطاعي فأقبل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحبه بي أظهرهم فخرج اهل الدينة حت أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن أيهم هو أيهم هو فما رأينا منظرا شبيها به قال أنس فلقد رأيته يوم دخل‬
‫علينا ويوم قبض فلم أر يومي شبيها بما ورواه البيهقي عن الاكم عن الصم عن ممد بن اسحاق الصنعان عن أب النضر هاشم بن القاسم عن سليمان بن الغية عن ثابت عن أنس بنحوه‬
‫أو مثله وف الصحيحي من طريق اسرائيل عن أب إسحاق عن الباء عن أب بكر ف حديث الجرة قال وخرج الناس حي قدمنا الدينة ف الطرق وعلى البيوت والغلمان والدم يقولون ال‬
‫أكب جاء رسول ال ال أكب جاء ممد ال أكب جاء ممد ال أكب جاء رسول ال فلما أصبح انطلق وذهب حيث أمر وقال البيهقي أخبنا أبو عمرو والديب أخبنا الساعيلي سعت أبا‬
‫خليفة يقول سعت ابن عائشة يقول لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة جعل النساء والصبيان يقلن ‪ ...‬طلع البدر علينا ‪ ...‬من ثنيات الوداع ‪ ...‬وجب الشكر علينا ‪ ...‬ما دعا ل‬
‫‪ ...‬داع‬
‫قال ممد بن اسحاق فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما يذكرون يعن حي نزل بقباء على كلثوم ابن الدم أخي بن عمرو بن عوف ث أحد بن عبيد ويقال بل نزل على سعد بن‬
‫خيثمة ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن الدم إنا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خرج من منل كلثوم بن الدم جلس للناس ف بيت سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا ل‬
‫أهل له وكان يقال لبيته بيت العزاب وال أعلم ونزل أبو بكر رضي ال عنه على خبيب بن إساف أحد بن الارث بن الزرج بالسنح وقيل على خارجة بن زيد بن اب زهي أخي بن الارث‬
‫بن الزرج‬
‫قال ابن اسحاق وأقام علي بن أب طالب بكة ثلث ليال وأيامها حت أدى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الودائع الت كانت عنده ث لق برسول ال صلى ال عليه وسلم فنل معه على‬
‫كلثوم بن الدم فكان علي بن اب طالب إنا كانت اقامته بقباء ليلة أو ليلتي يقول كانت بقباء امرأة ل زوج لا مسلمة فرأيت انسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابا فتخرج اليه‬
‫فيعطيها شيئا معه فتأخذه فاستربت بشأنه فقلت لا يا أمة ال من هذا الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجي اليه فيعطيك شيئا ل أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة ل زوج لك قالت هذا‬
‫سهل بن حنيف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪198‬‬

‫وقد عرف أن امرأة ل أحد ل فاذا امسى عدا على أوثان قومه فكسرها ث جاءن با فقال احتطب بذا فكان علي رضي ال عنه يأثر ذلك من شأن سهل بن حنيف حي هلك عنده بالعراق‬
‫قال ابن اسحاق فأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بقباء ف بن عمرو بن عوف يوم الثني ويوم الثلثاء ويوم الربعاء ويوم الميس وأسس مسجده ث أخرجه ال من بي أظهرهم يوم‬
‫المعة وبنو عمرو ابن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك وقال عبد ال بن إدريس عن ممد بن اسحاق قال وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه عليه السلم أقام فيهم ثان عشر ليلة‬
‫قلت وقد تقدم فيما رواه البخاري من طريق الزهري عن عروة أنه عليه السلم أقام فيهم بضع عشرة ليلة وحكى موسى بن عقبة عن ممع بن يزيد بن حارثة أنه قال أقام رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فينا يعن ف بن عمرو بن عوف بقباء اثنتي وعشرين ليلة وقال الواقدي ويقال اقام فيهم أربع عشرة ليلة‬
‫قال ابن اسحاق فادركت رسول ال صلى ال عليه وسلم المعة ف بن سال بن عوف فصلها ف السجد الذي ف بطن الوادي وادي رانوناء فكان أول جعة صلها بالدينة فأتاه عتبان بن‬
‫مالك وعباس بن عبادة بن نضلة ف رجال من بن سال فقالوا يا رسول ال أقم عندنا ف العدد والعدة والنعة قال خلوا سبيلها فإنا مأمورة لناقته فخلوا سبيلها فانطلقت حت إذا وازت دار بن‬
‫بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو ف رجال من بن بياضة فقالوا يا رسول ال هلم الينا إل العدد والعدة والنعة قال خلوا سبيلها فانا مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حت إذا مرت‬
‫بدار بن ساعدة اعترضه سعد بن عبادة والنذر بن عمرو ف رجال من بن ساعدة فقالوا يا رسول ال هلم الينا ف العدد والنعة قال خلوا سبيلها فانا مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حت إذا‬
‫وازت دار بن الارث بن الزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبد ال بن رواحة ف رجال من بن الارث بن الزرج فقالوا يا رسول ال هلم الينا إل العدد والعدة والنعة قال‬
‫خلوا سبيلها فانا مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حت اذا مرت بدار عدي بن النجار وهم أخواله دنيا أم عبد الطلب سلمى بنت عمرو إحدى نسائهم اعترضه سليط بن قيس وأبو سليط‬
‫اسية بن خارجة ف رجال من بن عدي بن النجار فقالوا يا رسول ال هلم إل أخوالك إل العدد والعدة والنعة قال خلوا سبيلها فإنا مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حت إذا أتت دار بن‬
‫مالك بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪199‬‬

‫النجار بركت على باب مسجده عليه السلم اليوم وكان يومئذ مربدا لغلمي يتيمي من بن مالك ابن النجار وها سهل وسهيل ابنا عمرو وكانا ف حجر معاذ بن عفراء‬
‫قلت وقد تقدم ف رواية البخاري من طريق الزهري عن عروة أنما كانا ف حجر أسعد بن زرارة وال أعلم‬
‫وذكر موسى بن عقبة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر ف طريقه بعبد ال بن اب سلول وهو ف بيت فوقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ينتظر أن يدعوه إل النل وهو يومئذ سيد‬
‫الزرج ف أنفسهم فقال عبد ال أنظرالذين دعوك فانزل عليهم فذكر ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم لنفر من النصار فقال سعد بن عبادة يعتذر عنه لقد من ال علينا بك يا رسول ال‬
‫وإنا نريد أن نعقد على رأسه التاج ونلكه علينا‬
‫قال موسى بن عقبة وكانت النصار قد اجتمعوا قبل أن يركب رسول ال صلى ال عليه وسلم من بن عمرو بن عوف فمشوا حول ناقته ل يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة شحا على‬
‫كرامة رسول ال صلى ال عليه وسلم وتعظيما له وكلما مر بدار من دور النصار دعوه إل النل فيقول صلى ال عليه وسلم دعوها فانا مأمورة فإنا أنزل حيث أنزلن ال فلما انتهت إل‬
‫دار أب أيوب بركت به على الباب فنل فدخل بيت أب أيوب حت ابتن مسجده ومساكنه‬
‫قال ابن اسحاق لا بركت الناقة برسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينل عنها حت وثبت فسارت غي بعيد ورسول ال صلى ال عليه وسلم واضع لا زمامها ل يثنيها به ث التفتت خلفها‬
‫فرجعت إل مبكها أول مرة فبكت فيه ث تلحلت ورزمت ووضعت جرانا فنل عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأحتمل أبو ايوب خالد بن زيد رحله فوضعه ف بيته ونزل عليه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وسأل عن الربد لن هو فقال له معاذ بن عفراء هو يا رسول ال لسهل وسهيل ابن عمرو وها يتيمان ل وسأرضيهما منه فاتذه مسجدا فأمر به رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يبن ونزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دار أب أيوب حت بن مسجده ومساكنه فعمل فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم والسلمون من الهاجرين والنصار‬
‫وستأت قصة بناء السجد قريبا إن شاء ال وقال البيهقي ف الدلئل وقال أبو عبد ال أخبنا أبو السن علي بن عمرو الافظ ثنا أبو عبد ال ممد بن ملد الدوري ثنا ممد بن سليمان بن‬
‫اساعيل ابن أب الورد ثنا ابراهيم بن صرمة ثنا يي بن سعيد عن اسحاق بن عبد ال بن اب طلحة عن أنس قال قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة فلما دخلنا جاء النصار برجالا‬
‫ونسائها فقالوا الينا يا رسول ال فقال دعوا الناقة فإنا مأمورة فبكت على باب أب أيوب فخرجت جوار من بن النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪200‬‬

‫‪ ...‬نن جوار من بن النجار ‪ ...‬يا حبذا ممد من جار‬


‫فخرج اليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أتبونن فقالوا أي وال يا رسول ال فقال وإنا وال أحبكم وانا وال أحبكم وأنا وال أحبكم هذا حديث غريب من هذا الوجه ل يروه أحد‬
‫من أصحاب السنن وقد خرجه الاكم ف مستدركه كما يروى ث قال البيهقي أخبنا أبو عبد الرحن السلمي أخبنا أبو القاسم عبد الرحن بن سليمان النحاس القرئ ببغداد ثنا عمر بن‬
‫السن اللب حدثنا أبو خيثمة الصيصي ثنا عيسى بن يونس عن عوف العراب عن ثامة عن أنس قال مر النب صلى ال عليه وسلم بي من بن النجار وإذا جوار يضربن بالدفوف يقلن ‪...‬‬
‫‪ ...‬نن جوار من بن النجار ‪ ...‬يا حبذا ممد من جار‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلم ال أن قلب يبكم ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس به وف صحيح البخاري عن معمر عن عبد الوارث عن عبد العزيز عن‬
‫أنس قال رأى النب صلى ال عليه وسلم النساء والصبيان مقبلي حسبت أنه قال من عرس فقام النب صلى ال عليه وسلم مثل فقال اللهم أنتم من أحب الناس إل قالا ثلث مرات وقال‬
‫المام احد حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثن أب حدثن عبد العزيز بن صهيب ثنا أنس بن مالك قال اقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم ال الدينة وهو مردف ابا بكر وأبو بكر‬
‫شيخ يعرف ورسول ال صلى ال عليه وسلم شاب ل يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بي يديك فيقول هذا الرجل يهدين السبيل فيحسب الاسب إنا‬
‫يهديه الطريق وإنا يعن سبيل الي فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لقهم فقال يا نب ال هذا فارس قد لق بنا فالتفت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال اللهم اصرعه فصرعته فرسه‬
‫ث قامت تمحم ث قال مرن يا نب ال با شئت فقال قف مكانك ول تتركن أحدا يلحق بنا قال فكان أول النهار جاهدا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحة له قال‬
‫فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم جانب الرة ث بعث ال النصار فجاؤا فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمني مطاعي فركب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وحفوا حولما‬
‫بالسلح وقيل ف الدينة جاء نب ال صلى ال عليه وسلم فاستشرفوا نب ال ينظرون اليه ويقولون جاء نب ال قال فاقبل يسي حت نزل إل جانب دار أب أيوب قال فانه ليحدث أهله اذ سع‬
‫به عبد ال بن سلم وهو ف نل لهله يترف لم فعجل أن يضع الذي يترف فيها فجاء وهي معه وسع من نب ال صلى ال عليه وسلم ورجع إل أهله وقال نب ال أي بيوت أهلنا أقرب‬
‫فقال أبو ايوب أنا يا نب ال هذه داري وهذا باب قال فانطلق فهيء لنا مقيل فذهب فهيأ ث جاء فقال يا رسول ال قد هيأت مقيل قوما على بركة ال فقيل فلما جاء نب ال صلى ال عليه‬
‫وسلم جاء عبد ال بن سلم فقال اشهد انك نب ال حقا وإنك جئت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪201‬‬

‫بق ولقد علمت يهود أن سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فسلهم فدخلوا عليه فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم يا معشر اليهود ويلكم اتقوا ال فوال الذي ل‬
‫إله إل هو إنكم لتعلمون أن رسول ال حقا وأن جئت بق أسلموا فقالوا ما نعلمه ثلثا وكذا رواه البخاري منفردا به عن ممد غي منسوب عن عبد الصمد به‬
‫قال ابن اسحاق وحدثن يزيد بن اب حبيب عن مرثد بن عبد ال اليزن عن أب رهم السماعي حدثن أبو أيوب قال لا نزل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت نزل ف السفل وأنا‬
‫وأم أيوب ف العلو فقلت له بأب أنت وأمي يا رسول ال إن أكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تت فاظهر انت فكن ف العلو وننل نن فنكون ف السفل فقال يا ابا أيوب أن ارفق بنا‬
‫وبن يغشانا أن أكون ف سفل البيت فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفله وكنا فوقه ف السكن فلقد انكسر حب لنا فيه ماء فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لاف غيها ننشف‬
‫با الاء توفا أن يقطر على رسول ال صلى ال عليه وسلم منه شيء فيؤذيه قال وكنا نصنع له العشاء ث نبعث اليه فإذا رد علينا فضلة تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك‬
‫البكة حت بعثنا اليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له فيه بصل أو ثوما فرده رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم أر ليده فيه أثرا قال فجئته فزعا فقلت يا رسول ال بأب أنت وأمي رددت عشاءك‬
‫ول أر فيه موضع يدك فقال إن وجدت فيه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجي فاما أنتم فكلوه قال فأكلناه ول نصنع له تلك الشجرة بعد وكذلك رواه البيهقي من طريق الليث بن سعد عن‬
‫يزيد بن أب حبيب عن أب السن أو أب الي مرثد بن عبد ال اليزن عن أب رهم عن أب أيوب فذكره ورواه أبو بكر بن أب شيبة عن يونس بن ممد الؤدب عن الليث وقال البيهقي أخبنا‬
‫أبو عبد ال الافظ أخبنا أبو عمرو اليي ثنا عبد ال بن ممد ثنا احد بن سعيد الدارمي ثنا أبو النعمان ثنا ثابت بن يزيد ثنا عاصم الحول عن عبد ال بن الارث عن افلح مول أب أيوب‬
‫عن أب أيوب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نزل عليه فنل ف السفل وأبو أيوب ف العلو فانتبه أبو أيوب فقال نشي فوق رأس رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنحوا فباتوا ف جانب ث‬
‫قال للنب صلى ال عليه وسلم يعن ف ذلك فقال السفل أرفق بنا فقال ل أعلو سقيفة أنت تتها فتحول رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العلو وأبو أيوب ف السفل فكان يصنع لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم طعاما فإذا جيء به سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابع رسول ال صلى ال عليه وسلم فصنع له طعاما فيه ثوم فلما رد اليه سأل عن موضع اصابع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقيل له ل يأكل ففزع وصعد اليه فقال أحرام فقال النب صلى ال عليه وسلم ل ولكن أكرهه قال فان اكره ما تكره أو ما كرهت قال وكان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يأتيه اللك رواه مسلم عن احد بن سعيد به وثبت ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪202‬‬

‫الصحيحي عن أنس بن مالك قال جيء رسول ال صلى ال عليه وسلم ببدر وف رواية بقدر فيه خضروات من بقول قال فسأل فأخب با فيها فلما رآها كره أكلها قال كل فإن أناجي من ل‬
‫تناجي وقد روى الواقدي أن أسعد بن زرارة لا نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دار أب أيوب اخذ بطام ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم فكانت عنده وروى عن زيد بن ثابت أنه‬
‫قال أول هدية أهديت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حي نزل دار أب أيوب أنا جئت با قصعة فيها خبز مثرود بلب وسن فقلت ارسلت بذه القصعة أمي فقال بارك ال فيك ودعا‬
‫أصحابه فأكلوا ث جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق لم وما كانت من ليلة إل وعلى باب رسول ال صلى ال عليه وسلم الثلث والربعة يملون الطعام يتناوبون وكان مقامه ف دار‬
‫أب أيوب سبعة أشهر قال وبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو نازل ف دار أب أيوب موله زيد بن حارثة وأبا رافع ومعهما بعيان وخسمائة درهم ليجئا بفاطمة وأم كلثوم ابنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وسودة بنت زمعة زوجته وأسامة بن زيد وكانت رقية قد هاجرت مع زوجها عثمان وزينب عند زوجها بكة أب العاص بن الربيع وجاءت معهم أم أين امرأة‬
‫زيد بن حارثة وخرج معهم عبد ال بن أب بكر بعيال أب بكر وفيهم عائشة أم الؤمني ول يدخل با رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال البيهقي أخبنا علي بن احد بن عبدان أخبنا أحد بن عبيد الصفار حدثنا خلف بن عمرو العكبي ثنا سعيد بن منصور ثنا عطاف بن خالد ثنا صديق بن موسى عن عبد ال بن الزبي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قدم الدينة فاستناخت به راحلته بي دار جعفر بن ممد بن علي وبي دار السن بن زيد فأتاه الناس فقالوا يا رسول ال النل فانبعثت به راحلته فقال دعوها‬
‫فانا مأمورة ث خرجت به حت جاءت موضع النب فاستناخت ث تللت وث عريش كانوا يعرشونه ويعمرونه ويتبدون فيه فنل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن راحلته فيه فآوى إل الظل‬
‫فأتاه أبو أيوب فقال يا رسول ال إن منل أقرب النازل اليك فأنقل رحلك إل قال نعم فذهب برحله إل النل ث أتاه رجل فقال يا رسول ال أين تل قال إن الرجل مع رحله حيث كان‬
‫وثبت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العريش اثنت عشرة ليلة حت بن السجد وهذه منقبة عظيمة لب أيوب خالد بن زيد رضي ال عنه حيث نزل ف داره رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وقد روينا من طريق يزيد بن أب حبيب عن ممد ابن علي بن عبد ال بن عباس رضي ال عنه أنه لا قدم أبو أيوب البصرة وكان ابن عباس نائبا عليها من جهة علي بن أب طالب رضي‬
‫ال عنه فخرج له ابن عباس عن داره حت أنزله فيها كما أنزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف داره وملكه كل ما أغلق عليها بابا ولا أراد النصراف أعطاه ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪203‬‬

‫عباس عشرين ألفا وأربعي عبدا وقد صارت دار أب أيوب بعده إل موله أفلح فاشتراها منه الغية بن عبد الرحن بن الارث بن هشام بألف دينار وصلح ما وهى من بنيانا ووهبها لهل‬
‫بيت فقراء من أهل الدينة وكذلك نزوله عليه السلم ف دار بن النجار واختيار ال له ذلك منقبة عظيمة وقد كان ف الدينة دور كثية تبلغ تسعا كل دار ملة مستقلة بساكنها ونيلها‬
‫وزروعها وأهلها كل قبيلة من قبائلهم قد اجتمعوا ف ملتهم وهي كالقرى التلصقة فاختار ال لرسول ال دار بن مالك بن النجار‬
‫وقد ثبت ف الصحيحي من حديث شعبة سعت قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خي دور النصار بنو النجار ث بنو عبد الشهل ث بنو الارث بن الزرج ث‬
‫بنو ساعدة وف كل دور النصار خي فقال ‪ 4‬سعد بن عبادة ما أرى النب صلى ال عليه وسلم إل قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثي هذا لفظ البخاري وكذلك رواه البخاري ومسلم‬
‫من حديث أنس وأب سلمة عن أب أسيد مالك بن ربيعة ومن حديث عبادة بن سهل عن أب حيد عن النب صلى ال عليه وسلم بثله سواء زاد ف حديث أب حيد فقال أبو اسيد لسعد بن‬
‫عبادة أل تر أن النب صلى ال عليه وسلم خي النصار فجعلنا آخرا فأدرك سعد النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال خيت دور النصار فجعلتنا آخرا قال أو ليس بسبكم أن‬
‫تكونوا من الخيار قد ثبت لميع من أسلم من أهل الدينة وهم النصار الشرف والرفعة ف الدنيا والخرة قال ال تعال والسابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان‬
‫رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لم جنات تري من تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال تعال والذين تبوؤا الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر اليهم ول يدون ف‬
‫صدورهم حاجة ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لول الجرة لكنت امرءا من النصار‬
‫ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي النصار وشعبهم والنصار شعار والناس دثار وقال النصار كرشي وعيبت وقال أنا سلم لن سالهم وحرب لن حاربم وقال البخاري حدثنا‬
‫حجاج بن منهال ثنا شعبة حدثن عدي بن ثابت قال سعت الباء بن عازب يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم أو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم النصار ل يبهم إل‬
‫مؤمن ول يبغضهم إل منافق فمن أحبهم أحبه ال ومن أبغضهم أبغضه ال وقد أخرجه بقية الماعة إل أبا داود من حديث شعبة به وقال البخاري أيضا حدثنا مسلم بن ابراهيم ثنا شعبة عن‬
‫عبد الرحن بن عبد ال بن جبي عن أنس بن مالك عن النب صلى ال عليه وسلم قال آية اليان حب النصار وآية النفاق بغض النصار ورواه البخاري أيضا عن أب الوليد والطيالسي‬
‫ومسلم من حديث خالد بن الارث وعبد الرحن بن مهدي أربعتهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪204‬‬

‫عن شعبة به واليات والحاديث ف فضائل النصار كثية جدا وما أحسن ما قال أبو قيس صرمة بن أب أنس التقدم ذكره أحد شعراء النصار ف قدوم رسول ال صلى ال عليه وسلم اليهم‬
‫ونصرهم إياه ومواساتم له ولصحابه رضي ال عنهم أجعي‬
‫قال ابن اسحاق وقال أبو قيس صرمة بن اب أنس أيضا يذكر ما أكرمهم ال به من السلم وما خصهم به من رسوله عليه السلم ‪ ...‬ثوى ف قريش بضع عشرة حجة ‪ ...‬يذكر لو يلقى‬
‫صديقا مواتيا ‪ ...‬ويعرض ف أهل الواسم نفسه ‪ ...‬فلم ير من يؤوي ول ير داعيا ‪ ...‬فلما أتانا واطمأنت به النوى ‪ ...‬وأصبح مسرورا بطيبة راضيا ‪ ...‬والفى صديقا واطمأنت به النوى ‪...‬‬
‫وكان له عونا من ال باديا ‪ ...‬يقص لنا ما قال نوح لقومه ‪ ...‬وما قال موسى إذ أجاب الناديا ‪ ...‬فأصبح ل يشى من الناس واحدا ‪ ...‬قريبا ول يشى من الناس نائيا ‪ ...‬بذلنا له الموال‬
‫من جل مالنا ‪ ...‬وأنفسنا عند الوغى والتآسيا ‪ ...‬نعادي الذي عادى من الناس كلهم ‪ ...‬جيعا ولو كان البيب الواسيا ‪ ...‬ونعلم أن ال ل شيء غيه ‪ ...‬وان كتاب ال أصبح هاديا ‪...‬‬
‫اقول اذا صليت ف كل بيعة ‪ ...‬حنانيك ل تظهر علينا العاديا ‪ ...‬أقول اذا جاوزت أرضا ميفة ‪ ...‬تباركت اسم ال أنت الواليا ‪ ...‬فطأ معرضا ان التوف كثية ‪ ...‬وانك ل تبقي لنفسك‬
‫‪ ...‬باقيا ‪ ...‬فوال ما يدري الفت كيف سعيه ‪ ...‬اذا هو ل يعل له ال واقيا ‪ ...‬ول تفل النخل العيمة ربا ‪ ...‬اذا أصبحت ريا وأصبح ثاويا‬
‫ذكرها ابن اسحاق وغيه ورواها عبد ال بن الزبي الميدي وغيه عن سفيان بن عيينة عن يي بن سعيد النصاري عن عجوز من النصار قالت رأيت عبد ال بن عباس يتلف ال صرمة‬
‫بن قيس يروي هذه البيات رواه البيهقي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪205‬‬

‫فصل‬
‫وقد شرفت الدينة أيضا بجرته عليه السلم اليها وصارت كهفا لولياء ال وعباده الصالي ومعقل وحصنا منيعا للمسلمي ودار هدى للعالي والحاديث ف فضلها كثية جدا لا موضع‬
‫آخر نوردها فيه إن شاء ال وقد ثبت ف الصحيحي من طريق حبيب بن يساف عن جعفر بن عاصم عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن اليان ليأرز ال الدينة كما‬
‫تأرز الية ال جحرها ورواه مسلم أيضا عن ممد بن رافع عن شبابة عن عاصم بن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم نوه وف الصحيحي‬
‫أيضا من حديث مالك عن يي ابن سعيد أنه سع أبا الباب سعيد بن يسار سعت أبا هريرة يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي الدينة‬
‫تنقى الناس كما ينقى الكي خبث الديد وقد انفرد المام مالك عن بقية الئمة الربعة بتفضيلها على مكة وقد قال البيهقي أخبنا أبو عبد ال الافظ أخبن أبو الوليد وأبو بكر بن عبد ال‬
‫قال ثنا السن بن سفيان ثنا أبو موسى النصاري ثنا سعيد بن سعيد حدثن أخي عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم انك أخرجتن من أحب البلد إل فاسكن أحب‬
‫البلد اليك فأسكنه ال الدينة وهذا حديث غريب جدا والشهور عن المهور أن مكة أفضل من الدينة إل الكان الذى ضم جسد رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد استدل المهور على‬
‫ذلك بأدلة يطول ذكرها ههنا وملها ذكرناها ف كتاب الناسك من الحكام إن شاء ال تعال وأشهر دليل لم ف ذلك ما قال المام احد حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبنا أبو‬
‫سلمة بن عبد الرحن أن عبد ال بن عدي بن المراء أخبه أنه سع النب صلى ال عليه وسلم وهو واقف بالزورة ف سوق مكة يقول وال إنك لي أرض ال وأحب أرض ال إل ولول أن‬
‫أخرجت منك ما خرجت وكذا رواه احد عن يعقوب بن ابراهيم عن أبيه عن صال بن كيسان عن الزهري به وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث الليث عن عقيل عن‬
‫الزهري به وقال الترمذي حسن صحيح وقد رواه يونس عن الزهري به ورواه ممد بن عمرو عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة وحديث الزهري عندي أصح قال المام احد حدثنا‬
‫عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة قال وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم على الزورة فقال علمت أنك خي أرض أرض ال وأحب الرض ال‬
‫ال ولول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 3‬صفحة ‪206‬‬

‫أن أهلك اخرجون منك ما خرجت وكذا رواه النسائي من حديث معمر به قال الافظ البيهقي وهذا وهم من معمر وقد رواه بعضهم عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة وهو‬
‫أيضا وهم والصحيح رواية الماعة وقال احد أيضا حدثنا ابراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر عن ممد بن مسلم بن شهاب الزهري عن أب سلمة عن بعضهم أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال وهو ف سوق الزورة وال إنك لي ارض ال وأحب الرض ال ال ولول أن أخرجت منك ما خرجت ورواه الطبان عن احد بن خليد اللب عن الميدي عن الدراوردي عن‬
‫ابن أخي الزهري عن ممد ابن جبي بن مطعم عن عبد ال بن عدي بن المراء به فهذه طرق هذا الديث وأصحها ما تقدم وال أعلم‬
‫وقائع السنة الول من الجرة‬
‫اتفق الصحابة رضي ال عنهم ف سنة ست عشرة وقيل سنة سبع عشرة أو ثان عشرة ف الدولة العمرية على جعل ابتداء التاريخ السلمي من سنة الجرة وذلك أن أمي الؤمني عمر رضي‬
‫ال عنه رفع اليه صك أي حجة لرجل على آخر وفيه إنه يل عليه ف شعبان فقال عمر أي شعبان أشعبان هذه السنة الت نن فيها أو السنة الاضية أو التية ث جع الصحابة فاستشارهم ف‬
‫وضع تاريخ يتعرفون به حلول الديون وغي ذلك فقال قائل أرخوا كتاريخ الفرس فكره ذلك وكانت الفرس يؤرخون بلكوهم واحدا بعد واحد وقال قائل أرخوا بتاريخ الروم وكانوا‬
‫يؤرخون بلك اسكندر بن فلبس القدون فكره ذلك وقال آخرون أرخوا بولد رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال آخرون بل ببعثه وقال آخرون بل بجرته وقال آخرون بل بوفاته عليه‬
‫السلم فمال عمر رضي ال عنه إل التاريخ بالجرة لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك‬
‫وقال البخاري ف صحيحه التاريخ ومت أرخوا التاريخ حدثنا عبد ال بن مسلم ثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النب صلى ال عليه وسلم ول من وفاته ما‬
‫عدوا إل من مقدمه الدينة‬
‫وقال الواقدي حدثنا ابن أب الزناد عن أبيه قال استشار عمر ف التاريخ فاجعوا على الجرة وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن ممد بن سيين قال قام رجل إل عمر‬
‫فقال أرخوا فقال ما أرخوا فقال شيء تفعله العاجم يكتبون ف شهر كذا من سنة كذا فقال‬

You might also like