You are on page 1of 55

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪78‬‬

‫عشرة ول يدخلها ف الول من الخريي وهذا يقتضى ما ذكرناه عن سيف انه يقول بكون طاعون عمواس ف سنة سبع عشرة وقد خالفه ممد بن اسحاق وابو معشر وغي واحد فذهبوا ال‬
‫انه كان ف سنة ثان عشرة وفيه توف ابو عبيدة ومعاذ ويزيد بن اب سفيان وغيهم من العيان على ما سيات تفصيله ان شاء ال تعال‬
‫شىء من اخبار طاعون عمواس‬
‫الذي توف فيه ابو عبيدة ومعاذ ويزيد بن اب سفيان وغيهم من اشراف الصحابة وغيهم اورده ابن جرير ف هذه السنة‬
‫قال ممد بن اسحاق عن شعبة عن الختار بن عبدال البجلي عن طارق بن شهاب البجلي قال اتينا ابا موسى وهو ف داره بالكوفة لنتحدث عنده فلما جلسنا قال ل تفوا فقد اصيب ف‬
‫الدار انسان بذا السقم ول عليكم ان تتنهوا عن هذه القرية فتخرجوا ف فسيح بلدكم ونزهها حت يرتفع هذا البلء فان ساخبكم با يكره ما يتقى من ذلك ان يظن من خرج انه لو قام‬
‫مات ويطن من اقام فاصابه ذلك انه لو خرج ل يصبه فاذا ل يظن ذلك هذا الرء السلم فل عليه ان يرج وان يتنه عنه ان كنت مع اب عبيدة بن الراح بالشام عام طاعون عمواس فلما‬
‫اشتعل الوجع وبلغ ذلك عمر كتب ال اب عبيدة ليستخرجه منه ان سلم عليك اما بعد فانه قد عرضت ل اليك حاجة اريد ان اشافهك با فعزمت عليك اذا نظرت ف كتاب هذا ان ل‬
‫تضعه من يدك حت تقبل ال قال فعرف ابو عبيدة انه انا اراد ان يستخرجه من الوباء فقال يغفر ال لمي الؤمني ث كتب اليه يا امي الؤمني ان قد عرفت حاجتك ال وان ف جند من‬
‫السلمي ل اجد بنفسي رغبة عنهم فلست اريد فراقهم حت يقضى ال ف وفيهم امره وقضاءه فخلن من عزمتك يا امي الؤمني ودعن ف جندي فلما قرا عمر الكتاب بكى فقال الناس يا‬
‫امي الؤمني امات ابو عبيدة قال ل وكان قد قال ث كتب اليه سلم عليك اما بعد فانك انزلت الناس ارضا عميقة فارفعهم ال ارض مرتفعة نزهة قال ابو موسى فلما اتاه كتابه دعان فقال يا‬
‫ابا موسى ان كتاب امي الؤمني قد جاءن با ترى فاخرج فارتد للناس منل حت اتبعك بم فرجعت ال منل لرتل فوجدت صاحبت قد اصيبت فرجعت اليه وقلت وال لقد كان ف اهلي‬
‫حدث فقال لعل صاحبتك قد اصيبت قلت نعم فامر ببعي فرحل له فلما وضع رجله ف غرزه طعن فقال وال لقد اصبت ث سار بالناس حت نزل الابية ورفع عن الناس الوباء‬
‫وقال ممد بن اسحاق عن ابان بن صال عن شهر بن حوشب عن رابة رجل من قومه وكان قد خلف على امه بعد ابيه وكان قد شهد طاعون عمواس قال لا اشتغل الوجع قام ابو عبيدة ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪79‬‬

‫الناس خطيبا فقال ايها الناس ان هذا الوجع رحة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالي قبلكم وان ابا عبيدة يسال ال ان يقسم لب عبيدة حظه فطعن فمات واستخلف على الناس معاذ بن‬
‫جبل فقام خطيبا بعده فقال ايها الناس ان هذا الوجع رحة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالي قبلكم وان معاذ يسال ال تعال ان يقسم لل معاذ حظهم فطعن ابنه عبدالرحن فمات ث قام‬
‫فدعا لنفسه فطعن ف راحته فلقد رايته ينظر اليها ث يقلب ظهر كفه ( ‪ ) 1‬ث يقول ما احب أن ل با فيك شيئا من الدنيا فلما مات استخلف على الناس عمر بن العاص فقام فيهم خطيبا‬
‫فقال ايها الناس ان هذا الوجع اذا وقع فانا يشتعل اشتعال النار فتحصنوا منه ف البال فقال ابو وائل الذل كذبت وال لقد صحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم وانت شر من حاري‬
‫هذا فقال وال ما ارد عليك ما تقول واي ال ل نقيم عليه قال ث خرج وخرج الناس فتفرقوا ودفعه ال عنهم‬
‫قال فبلغ ذلك عمر بن الطاب من راي عمرو بن العاص فوال ما كرهه قال ابن اسحاق ولا انتهى ال عمر مصاب اب عبيدة ويزيد بن اب سفيان امر معاوية على جند دمشق وخراجها وامر‬
‫شرحبيل بن حسنة على جند الردن وخراجها‬
‫وقال سيف بن عمر عن شيوخه قالوا لا كان طاعون عمواس وقع مرتي ل ير مثلهما وطال مكثه وفن خلق كثي من الناس حت طمع العدو وتوفت قلوب السلمي لذلك‬
‫قلت ولذا قدم عمر بعد ذلك ال الشام فقسم مواريث الذين ماتوا لا اشكل امرها على المراء وطابت قلوب الناس بقدومه وانقمعت العداء من كل جانب لجيئه ال الشام ول المد‬
‫والنة‬
‫وقال سيف بعد ذكره قدوم عمر بعد طاعون عمواس ف آخر سنة سبع عشرة قال فلما اراد القفول ال الدينة ف ذي الجة منها خطب الناس فحمد ال واثن عليه ث قال ال ان قد وليت‬
‫عليكم وقضيت الذي علي ف الذي ولن ال من امركم ان شاء ال فبسطنا بينكم فيأكم ومنازلكم ومغازيكم وابلغناكم ما لدينا فجندنا لكم النود وهيأنا لكم العروج وبوأنا لكم ووسعنا‬
‫عليكم ما بلغ فيؤكم وما قاتلتم عليه من شامكم وسينا لكم اطعماتكم وامرنا لكم باعطياتكم وارزاقكم ومغانكم فمن علم منكم شيئا ينبغى العمل به فليعلمنا نعمل به ان شاء ال ول قوة ال‬
‫بال قال وحضرت الصلة فقال الناس لو امرت بلل فاذن فامره فاذن فلم يبق احد كان ادرك رسول ال صلى ال عليه وسلم وبلل يؤذن ال بكى حت بل ليته وعمر اشدهم بكاء وبكى‬
‫من ل يدركه لبكائهم ولذكره صلى ال عليه وسلم‬
‫وذكر ابن جرير ف هذه السنة من طريق سيف بن عمر عن اب الجالد ان عمر بن الطاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪80‬‬

‫بعث ينكر على خالد بن الوليد ف دخوله ال المام وتدلكه بعد النورة بعصفر معجون بمر فقال ف كتابه ان ال قد حرم ظاهر المر وباطنه كما حرم ظاهر الث وباطنه وقد حرم مس‬
‫المر فل تسوها اجسامكم فانا نس فان فعلتم فل تعودوا فكتب اليه خالد انا قتلناها فعادت غسول غي خر فكتب اليه عمر ان اظن ان آل الغية قد ابتلوا بالفاء فل اماتكم ال عليه‬
‫فانتهى لذلك‬
‫قال سيف واصاب اهل البصرة تلك السنة الطاعون ايضا فمات بشر كثي وجم غفي رحهم ال ورضى عنهم اجعي قالوا وخرج الارث بن هشام ف سبعي من اهله ال الشام فلم يرجع‬
‫منهم ال اربعة فقال الهاجر بن خالد ف ذلك ‪ ...‬من يسكن الشام يعرس به ‪ ...‬والشام ان ل يفننا كارب ‪ ...‬افن بن ريطة فرسانم ‪ ...‬عشرون ل يقصص لم شارب ‪ ...‬ومن بن اعمامهم‬
‫مثلهم ‪ ...‬لثل هذا يعجب العاجب ‪ ...‬طعنا وطاعونا مناياهم ‪ ...‬ذلك ما خط لنا الكاتب ‪ ...‬كائنة غريبة فيها عزل خالد عن قنسرين ايضا‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة ادرب خالد بن الوليد وعياض بن غنم اي سلكا درب الروم واغارا عليهم فغنموا اموال عظيمة وسبيا كثيا ث روى من طريق سيف عن اب عثمان واب حارثة‬
‫والربيع واب الجالد قالوا لا رجع خالد ومعه اموال جزيلة من الصائفة انتجعه الناس يبتغون وفده ونائله فكان من دخل عليه الشعث بن قيس فاجازه بعشرة الف فلما بلغ ذلك عمر كتب‬
‫ال اب عبيدة يامره ان يقيم خالدا ويكشف عمامته وينع عنه قلنسوته ويقيده بعمامته ويساله عن هذه العشرة الف ان كان اجازها الشعث من ماله فهو سرف وان كان من مال الصائفة‬
‫فهى خيانة ث اعزله عن عمله فطلب ابو عبيدة خالدا وصعد ابو عبيدة النب واقيم خالد بي يدي النب وقام اليه بلل ففعل ما امر به عمر بن الطاب هو والبيد الذي قدم بالكتاب هذا وابو‬
‫عبيدة ساكت ل يتكلم ث نزل ابو عبيدة واعتذر ال خالد ما كان بغي اختياره وارادته فعذره خالد وعرف انه ل قصد له ف ذلك ث سار خالد ال قنسرين فخطب اهل البلد وودعهم وسار‬
‫‪ ...‬باهله ال حص فخطبهم ايضا وودعهم وسار ال الدينة فلما دخل خالد على عمر انشد عمر قول الشاعر ‪ ...‬صنعت فلم يصنع كصنعك صانع ‪ ...‬وما يصنع القوام فال صانع‬
‫ث ساله من اين هذا اليسار الذي تيز منه بعشرة الف فقال من النفال والسهمان قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪81‬‬

‫فما زاد على الستي الفا فلك ث قوم أمواله وعروضه واخذ منه عشرين الفا ث قال وال انك على لكري وانك ال لبيب ولن تعمل ل بعد اليوم على شىء‬
‫وقال سيف عن عبدال عن الستورد عن ابيه عن عدي بن سهل قال كتب عمر ال المصار ان ل اعزل خالدا عن سخطة ول خيانة ولكن الناس فتنوا به فاحببت ان يعلموا ان ال هو الصانع‬
‫ث رواه سيف عن مبشر عن سال قال لا قدم خالد على عمر فذكر مثله قال الواقدي وف هذه السنة اعتمر عمر ف رجب منها وعمر ف السجد الرام وامر بتجديد انصاب الرم امر بذلك‬
‫لخرمة بن نوفل وازهر بن عبدعوف وحويطب بن عبدالعزى وسعيد بن يربوع قال الواقدي وحدثن كثي بن عبدال الرى عن ابيه عن جده قال قدم عمر مكة ف عمرة سنة سبع عشرة فمر‬
‫ف الطريق فكلمه اهل الياه ان يبنوا منازل بي مكة والدينة ول يكن قبل ذلك بناء فاذن لم وشرط عليهم ان ابن السبيل احق بالظزل والاء‬
‫قال الواقدي وفيها تزوج عمر بام كلثوم بنت علي بن اب طالب من فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ودخل با ف ذى القعدة وقد ذكرنا ف سية عمر ومسنده صفة تزويه با انه‬
‫امهرها اربعي الفا وقال انا تزوجتها لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم كل سبب ونسب فانه ينقطع يوم القيامة ال وسبب ونسب قال وف هذه السنة ول عمر ابا موسى الشعري البصرة‬
‫وامره ان يشخص اليه الغية بن شعبة ف ربيع الول فشهد عليه فيما حدثن معمر عن الزهري عن سعيد بن السيب ابو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن عبيد وزياد ث ذكر الواقدي‬
‫وسيف هذه القصة وملخصها ان امرأة كان يقال لا ام جيل بنت الفقم من نساء بن عامر بن صعصعة ويقال من نساء بن هلل وكان زوجها من ثقيف قد توف عنها وكانت تغشى نساء‬
‫المراء والسراف وكانت تدخل على بيت الغية بن شعبة وهو امي البصرة وكانت دار الغية تاه دار اب بكرة وكان بينهما طريق وف دار اب بكرة كوة تشرف على كوة ف دار الغية‬
‫وكان ل يزال بي الغية وبي اب بكرة شنآن فبينما ابو بكرة ف داره وعنده جاعة يتحدثون ف العلية اذ فتحت الريح باب الكوة فقام ابو بكرة ليغلقها فاذا كوة الغية مفتوحة واذا هو على‬
‫صدر امرأة وبي رجليها وهو يامعها فقال ابو بكرة لصحابه تعالوا فانظروا ال اميكم يزن بام جيل فقاموا فنظروا اليه وهو يامع تلك الرأة فقالوا لب بكرة ومن اين قلت انا ام جيل وكا‬
‫راساها من الانب الخر فقال انتظروا فلما فرغا قامت الرأة فقال ابو بكرة هذه ام جيل فعرفوها فيما يظنون فلما خرج الغية وقد اغتسل ليصلي بالناس منعه ابو بكرة ان يتقدم وكتبوا ال‬
‫عمر ف ذلك فول ابا موسى الشعري اميا على البصرة وعزل الغية فسار ال البصرة فنل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪82‬‬

‫البد فقال الغية وال ما جاء ابو موسى تاجرا ول زائرا ول جاء ال اميا ث قدم ابو موسى على الناس وناول الغية كتابا من عمر هو اوجز كتاب فيه اما بعد فانه بلغن نبأ عظيم فبعثت ابا‬
‫موسى اميا فسلم ما ف يديك والعجل وكتب ال اهل البصرة ان قد وليت عليكم ابا موسى لياخذ من قويكم لضعيفكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن دينكم وليجب لكم فياكم ث‬
‫ليقسمه بينكم واهدى الغية لب موسى جارية من مولدات الطائف تسمى عقيلة وقال ان رضيتها لك وكانت فارهة وارتل الغية والذين شهدوا عليه وهم ابو بكرة ونافع بن كلدة وزياد‬
‫بن امية وشبل بن معبد البجلي فلما قدموا على عمر جع بينهم وبي الغية فقال الغية سل هؤلء العبد كيف راون مستقبلهم او مستدبرهم وكيف راو الرأة وعرفوها فان كانوا مستقبلي‬
‫فكيف ل يستتروا او مستدبري فكيف استحلوا النظر ف منل على امرأتى وال ما اتيت ال امرأت وكانت تشبهها فبدأ عمر باب بكرة فشهد عليه انه آه بي رجلي ام جيل وهو يدخله‬
‫ويرجه كاليل ف الكحلة قال كيف رايتهما قال مستدبرها قال فكيف استبنت راسها قال تاملت ث دعا شبل ابن معبد فشهد بثل ذلك فقال استقبلتهما ام استدبرتما قال استقبلتهما‬
‫وشهد نافع بثل شهادة اب بكرة ول يشهد زياد بثل شهادتم قال رايته جالسا بي رجلي امرأة فرايت قدمي مضوبتي يفقان واستي مكشوفتي وسعت حفزانا شديدا قال هل رايت كاليل‬
‫ف الكحلة قال ل قال فهل تعرف الرأة قال ل ولكن اشبهها قال فتنح وروى ان عمر رضى ال عنه كب عند ذلك ث امر بثلث فجلدوا الد وهو يقرأ قوله تعال فاذا ل يأتوا بالشهداء‬
‫فاولئك عند ال هم الكاذبون فقال الغية اشفن من العبد قال اسكت اسكت ال فاك وال ل تت الشهادة لرجناك باحجارك‬
‫فتح الهواز ومناذر ونر تيي‬
‫قال ابن جرير كان ف هذه السنة وقيل ف سنة ست عشرة ث روى من طريق سيف عن شيوخه ان الرمزان كان قد تغلب على هذه القاليم وكان من فر يوم القادسية من الفرس فجهز ابو‬
‫موسى من البصرة وعتبة بن غزوان من الكوفة جيشي لقتاله فنصرهم ال عليه واخذوا منه ما بي دجلة ال دجيل وغنموا من جيشه ما ارادوا وقتلوا من ارادوا ث صانعهم وطلب مصالتهم‬
‫عن بقية بلده فشاورا ف ذلك عتبة بن غزوان فصاله وبعث بالخاس والبشارة ال عمر وبعث وفدا فيهم الحنف بن قيس فاعجب عمر به وحظى عنده وكتب ال عتبة يوصيه به ويامره‬
‫بشاورته والستعانة برايه ث نقض الرمزان العهد والصلح واستعان بطائفة من الكراد وغرته نفسه وحسن له الشيطان عمله ف ذلك فبز اليه السلمون فنصروا عليه وقتلوا من جيشه جا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪83‬‬


‫غفيا وخلقا كثيا وجعا عظيما واستلبوا منه ما بيده من القاليم والبلدان ال تستر فتحصن با وبعثوا ال عمر بذلك وقد قال السود بن سريع ف ذلك وكان صحابيا رضى ال عنه ‪...‬‬
‫لعمرك ما اضاع بنو ابينا ‪ ...‬ولكن حافظوا فيمن يطيعوا ‪ ...‬اطاعول ربم وعصاه قوم ‪ ...‬اضاعوا امره فيمن يضيع ‪ ...‬موس ل ينهنهها كتاب ‪ ...‬فلقوا كبة فيها قبوع ‪ ...‬وول الرمزان‬
‫‪ ...‬على جواد ‪ ...‬سريع الشد يثفنه الميع ‪ ...‬وخلى سرة الهواز كرها ‪ ...‬غداة السر اذ نم الربيع‬
‫وقال حرقوص بن زهي السعدي وكان صحابيا ايضا‬
‫غلبنا الرمزان على بلد ‪ ...‬لا ف كل ناحية ذخائر ‪ ...‬سواء برهم والبحر فيها ‪ ...‬اذا صارت نواحيها بواكر ‪ ...‬لا بر يعج بانبيه ‪ ...‬جعافر ل يزال لا زواخر ‪ ...‬فتح تستر الرة ‪...‬‬
‫الول صلحا‬
‫قال ابن جرير كان ذلك ف هذه السنة ف قول سيف وروايته وقال غيه ف سنة ست عشرة وقال غيه كانت ف سنة تسع عشرة ث قال ابن جرير ذكر الب عن فتحها ث ساق من طريق‬
‫سيف عن ممد وطلحة والهلب وعمرو قالوا ولا افتتح حرقوص بن زهي سوق الهواز وفر الرمزان بي يديه فبعث ف اثره جزء بن معاوية وذلك عن كتاب عمر بذلك فما زال جزء يتبعه‬
‫حت انتهى ال رامهرمز فتحصن الرمزان ف بلدها واعجز جزءا تطلبه واستحوذ جزء على تلك البلد والقاليم والراضي فضرب الزية على اهلها وعمر عامرها وشق النار ال خرابا‬
‫ومواتا فصارت ف غاية العمارة والودة ولا راى الرمزان ضيق بلده عليه لجاورة السلمي طلب من جزء بن معاوية الصالة فكتب ال حرقوص فكتب حرقوص ال عتبة بن غزوان وكتب‬
‫عتبة ال عمر ف ذلك فجاء الكتاب العمرى بالصالة على رامهرمز وتستر وجندسابور ومدائن اخر مع ذلك فوقع الصلح على ذلك كما امر به عمر رضىة ال عنه‬
‫ذكر غزوة بلد فارس من ناحية البحرين عن ابن جرير عن سيف‬
‫وذلك ان العلء بن الضرمي كان على البحرين ف ايام الصديق فلما كان عمر عزله عنها وولها لقدامة بن مظعون ث اعاد العلء بن الضرمي اليها وكان العلء الضرمي يباري سعد بن‬
‫اب وقاص فلما افتتح سعد القادسية وازاح كسرى عن داره واخذ حدود ما يلي السواد واستعلى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪84‬‬

‫وجاء باعظم ما جاء به العلء بن الضرمي من ناحية البحرين فاحب العلء ان يفعل فعل ف فارس نظي ما فعله سعد فيهم فندب الناس ال حربم فاستجاب له اهل بلده فجزاهم اجزاء‬
‫فعلى فرقة الارود بن العلي وعلى الخرى السوار بن هام وعلى الخرى خليد بن النذر بن ساوى وخليد هو امي الماعة فحملهم ف البحر ال فارس وذلك بغي اذن عمر له ف ذلك‬
‫وكان عمر يكره ذلك لن رسول ال صلى ال عليه وسلم وابا بكر ما اغزيا فيه السلمي فعبت تلك النود من البحرين ال فارس فخرجوا من عند اصطخر فحالت فارس بينهم وبي‬
‫سفنهم فقام ف الناس خليد بن النذر فقال ايها الناس انا اراد هؤلء القوم بصنيعهم هذا ماربتكم وانتم جئتم لحاربتهم فاستعينوا بال وقاتلوهم فانا الرض والسفن لن غلب واستعينوا‬
‫بالصب والصلة وانا لكبية ال على الاشعي فاجابوه ال ذلك فصلوا الظهر ث ناهدوهم فاقتتلوا قتال شديدا ف مكان من الرض يدعى طاوس ث امر خليد السلمي فترجلوا وقاتلوا فصبوا‬
‫ث ظفروا فقتلوا فارس مقتلة ل يقتلوا قبلها مثلها ث خرجوا يريدون البصرة فغرقت بم سفنهم ول يدوا ال الرجوع ف البحر سبيل ووجدوا شهرك ف اهل اصطخر قد اخذوا على السلمي‬
‫بالطرق فعسكروا وامتنعوا من العدو ولا بلغ عمر صنع العلء بن الضرمي اشتد غضبه عليه وبعث اليه فعزله وتوعده وامره باثقل الشياء عليه وابغض الوجوه اليه فقال الق بسعد بن اب‬
‫وقاص فخرج العلء ال سعد بن اب وقاص ( ‪ ) 2 ( ) 1‬مضافا اليه وكتب عمر ال عتبة بن غزوان ان العلء بن الضرمي خرج بيش فاقطعهم اهل فارس وعصان واظنه ل يرد ال بذلك‬
‫فخشيت عليهم ان لينصروا ان يغلبوا وينشبوا فاندب اليهم الناس واضممهم اليك من قبل ان يتاحوا فندب عتبة السلمي واخبهم بكتاب عمر اليه ف ذلك فانتدب جاعة من المراء‬
‫البطال منهم هاشم بن اب وقاص وعاصم بن عمرو وعرفجة بن هرثة وحذيفة بن مصن والحنف بن قيس وغيهم ف اثن عشر الفا وعلى الميع ابو سبة بن اب رهم فخرجوا على البغال‬
‫ينبون اليل سراعا فساروا على الساحل ل يلقون احدا حت انتهوا ال موضع الوقعة الت كانت بي السلمي من اصحاب العلء وبي اهل فارس بالكان السمى بطاوس واذا خليد بن النذر‬
‫ومن معه من السلمي مصورون قد احاط بم العدو من كل جانب وقد تداعت عليهم تلك المم من كل وجه وقد تكاملت امداد الشركب ول يبق ال القتال فقدم السلمون اليهم ف احوج‬
‫ما هم فيه اليهم فالتقوا مع الشركي راسا فكسر ابو سبة الشركي كسرة عظيمة وقتل منهم مقتلة عظيمة جدا واخذ منهم اموال جزيلة باهرة واستنقذ خليدا ومن معه من السلمي من‬
‫ايديهم واعز به السلم واهله ودفع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪85‬‬

‫الشرك وذله ول المد والنة ث عادوا ال عتبة بن غزوان ال البصرة‬


‫ولا استكمل عتبة فتح تلك الناحية استاذن عمر ف الج فاذن له فسار ال الج واستخلف على البصرة ابا سبة بن اب رهم واجتمع بعمر ف الوسم وساله ان يقيله فلم يفعل واقسم عليه‬
‫عمر ليجعن ال عمله فدعا عتبة ال عز وجل فمات ببطن نلة وهو منصرف من الج فتاثر عليه عمر واثن عليه خيا وول بعده بالبصرة الغية بن شعبة فوليها بقية تلك السنة والت تليها ل‬
‫يقع ف زمانه حدث وكان مرزوق السلمة ف عمله ث وقع الكلم ف تلك الرأة من اب بكرة فكان امره ما قدمنا ث بعث اليها ابا موسى الشعري واليا عليها رضى ال عنهم‬
‫ذكر فتح تستر ثانية واسر الرمزان وبعثه ال عمر بن الطاب‬
‫قال ابن جرير كان ذلك ف هذه السنة ف رواية سيف بن عمر التميمي وكان سبب ذلك ان يزدجر كان يرض اهل فارس ف كل وقت ويؤنبهم بلك العرب بلدهم وقصدهم اياهم ف‬
‫حصونم فكتب ال اهل الهواز واهل فارس فتحركوا وتعاهدوا وتعاقدوا على حرب السلمي وان يقصدوا البصرة وبلغ الب ال عمر فكتب ال سعد وهو بالكوفة ان ابعث جيشا كثيفا ال‬
‫الهواز مع النعمان بن مقرن وليكونوا بازاء الرمزان وسى رجال من الشجعان العيان المراء يكونون ف هذا اليش منهم جرير بن عبدال البجلي وجرير بن عبدال الميي والنعمان بن‬
‫مقرن وسويد بن مقرن وعبدال بن ذى السهمي وكتب عمر ال اب موسىوهو بالبصرة ان ابعث ال الهواز جندا كثيفا وامر عليهم سهيل بن عدي وليكن معه الباء بن مالك وعاصم ابن‬
‫عمرو ومزأة بن ثور وكعب بن ثور وعرفجة بن هرثة وحذيفة بن مصن وعبدالرحن بن سهل والصي بن معبد وليكن على اهل الكوفة واهل البصرة جيعا ابو سبة بن اب رهم وعلى كل‬
‫من اتاه من الدد قالوا فسار النعمان بن مقرن بيش الكوفة فسبق البصريي فانتهى ال رامهرمز وبا الرمزان فخرج اليه الرمزان ف حنده ونقض العهد بينه وبي السلمي فبادره طمعا ان‬
‫يقتطعه قبل مىء اصحابه من اهل البصرة رجاء ان ينصر اهل فارس فالتقى معه النعمان بن مقرن باربل فاقتتل قتال شديدا فهزم الرمزان وفر ال تستر وترك رامهرمز فتسلمها النعمان عنوة‬
‫واخذ ما فيها من الواصل والذخائر والسلح والعدد فلما وصل الب ال اهل البصرة با صنع الكوفيون بالرمزان وانه فر فلجا ال تستر ساروا اليها ولقهم اهل الكوفة حت احاطوا با‬
‫فحاصروها جيعا وعلى الميع ابو سبة فوجدوا الرمزان قد حشد با خلقا كثيا وجا غفيا وكتبوا ال عمر ف ذلك وسالوه ان يدهم فكتب ال اب موسى ان يسي اليهم فسار اليهم وكان‬
‫امي اهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪86‬‬

‫البصرة واستمر ابو سبة على المرة على جيع اهل الكوفة والبصرة فحاصرهم اشهرا وكثر القتل من الفريقي وقتل الباء بن مالك أخو أنس بن مالك يومئذ مائة مبارز سوى من قتل غي‬
‫ذلك وكذلك فعل كعب بن ثور ومزأة بن ثور وابو يامة وغيهم من اهل البصرة وكذلك اهل الكوفة قتل منهم جاعة مائة مبارزة كحبيب بن قرة وربعي بن عامر وعامر بن عبد السود‬
‫وقد تزاحفوا اياما متعدده حت اذا كان ف آخر زحف قال السلمون للباء بن مالك وكان ماب الدعوة يا براء اقسم على ربك ليهزمنهم لنا فقال اللهم اهزمهم لنا واستشهدن قال فهزمهم‬
‫السلمون حت ادخلوهم خنادقهم واقتحموها عليهم ولأ الشركون ال البلد فتحصنوا به وقد ضاقت بم البلد وطلب رجل من اهل البلد المان من اب موسى فأمنه فبعث يدل السلمي على‬
‫مكان يدخلون منه ال البلد وهو من مدخل الاء اليها فندب المراء الناس ال ذلك فانتدب رجال من الشجعان والبطال وجاؤوا فدخلوا مع الاء كالبط ال البلد وذلك ف الليل فيقال كان‬
‫اول من دخلها عبد ال بن مغفل الزن وجاؤا ال البوابي فأناموهم وفتحوا البواب وكب السلمون فدخلوا البلد وذلك ف وقت الفجر ال ان تعال النهار ول يصلوا الصبح يومئذ ال بعد‬
‫طلوع الشمس كما حكاه البخاري عن انس بن مالك قال شهدت فتح تستر وذلك عند صلة الفجر فاشتغل الناس بالفتح فما صلوا الصبح ال لكحول والوزاعي ف ذهابما إل جواز‬
‫تأخي الصلة لعذر القتال وجنح إليه بعد طلوع الشمس فما احب ان ل بتلك الصلة حر النعم احتج بذلك البخاري البخاري واستدل بقصة الندق ف قوله عليه السلم شغلونا عن الصلة‬
‫الوسطى مل ال قبورهم وبيوتم نارا وبقوله يوم بن قريظة ل يصلي احد منكم العصر ال ف بن قريظة فأخرها فريق من الناس ال بعد غروب الشمس ول يعنفهم وقد تكلمنا على ذلك ف‬
‫غزوة الفتح‬
‫والقصود ان الرمزان لا فتحت البلد لأ ال القلعة فتبعه جاعة من البطال من ذكرنا وغيهم فلما حصروه ف مكان من القلعة ول يبق ال تلفة او تلفهم قال لم بعد ما قتل الباء بن مالك‬
‫ومزأة بن ثور رحهما ال ان معي جعبة فيها مائة سهم وانه ل يتقدم ال احد منكم ال ميته بسهم فتلته ول يسقط ل سهم ال ف رجل منكم فماذا ينفعكم ان اسرتون بعد ما قتلت منكم مائة‬
‫رجل قالوا فماذا تريد قال تؤمنون حت اسلمكم يدي فتذهبوا ب ال عمر بن الطاب فيحكم ف كما يشاء فأجابوه ال ذلك فألقى قوسه ونشابه واسروه فشدوه وثاقا وارصدوه ليبعتوه ال‬
‫امي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪87‬‬

‫الؤمني عمر ث تسلموا ما ف البلد من الموال والواصل فاقتسموا اربعة اخاسه فنال كل فارس ثلثة آلف وكل راجل الف درهم‬
‫فتح السويس‬
‫ث ركب ابو سبة ف طائفة من اليش ومعه ابو موسى الشعري والنعمان بن مقرن واستصحبوا معهم الرمزان وساروا ف طلب النهزمي من الفرس حت نزلوا على السوس فاحاطوا با‬
‫وكتب ابو سبة ال عمر فجاء الكتاب بان يرجع ابو موسى ال البصرة وامر عمر زر بن عبد ال بن كليب العقيمي وهو صحاب ان يسي ال جند سابور فسار ث بعث ابو سبة بالمس‬
‫وبالرمزان مع وفد فيهم انس بن مالك والحنف بن قيس فلما اقتربوا من الدينة هيؤا الرمزان بلبسه الذي كان يلبسه من الديباج والذهب الكلل بالياقوت والللء ث دخلوا الدينة وهو‬
‫كذلك فتيمموا به منل امي الؤمني فسألوا عنه فقالوا إنه ذهب ال السجد بسبب وقد من الكوفة فجاؤا السجد فلم يروا احدا فرجعوا فاذا غلمان يلعبون السجد فإذا هو متوسد برنسا‬
‫كان قد لبسه فسألوهم عنه فقال انه نائم ف السجد متوسدا برنسا له فرجعوا إل للوفد فلما انصرفوا عنه توسد البنس ونام وليس ف السجد غيه والدرة معلقة ف يده فقال الرمزان اين‬
‫عمر فقالوا هوذا وجعل الناس يفضون اصواتم لئل ينبهو وجعل الرمزان يقول واين حجابه ابن حرسة فقالوا ليس له حجاب ول حرس ول كاتب ول ديوان فقال ينبغي ان يكون نبيا فقالوا‬
‫بل يعمل عمل النبياء وكثر الناس فاستيقظ عمر باللبة فاستوى جالسا ث نظر ال الرمزان فقال الرمزان قالوا نعم فتأمله وتأمل ما عليه ث قال اعوذ بال من النار واستعي بال ث قال المد‬
‫ل الذي اذل بالسلم هذا وأشياعه يا معشر السلمي تسكوا بذا الدين واهتدوا بدى نبيكم ول تبطرانكم الدنيا فانا غدارة فقال له الوفد هذا ملك الهواز فكلمه فقال لحت ليبقى عليه‬
‫من حليته شيء ففعلوا ذلك والبسوه ثوبا صفيقا فقال عمر يا هرمزان كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة امر ال فقال يا عمر انا واياكم ف الاهلية كان ال قد خلى بيننا وبينكم فغلبناكم اذ ل‬
‫يكن معنا ول معكم فلما كان معكم غلبتمونا فقال عمر انا غلبتمونا ف الاهلية باجتماعكم وتفرقنا ث قال ما عذرك وما حجتك ف انقاضك مرة بعد مرة فقال اخاف ان تقتلن قبل ان‬
‫اخبك قال لتف ذلك استسقى الرمزان ماء فأتى به ف قدح غليظ فقال لو مت عطشا ل استطع ان اشرب ف هذا فأتى به قدح آخر يرضاه فلما اخذه جعلت يده ترعد وقال ان اخاف ان‬
‫اقتل وأنا اشرب فقال عمر لبأس عليك حت تشربه وأكفأه فقال عمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪88‬‬


‫اعيدوه عليه ول تمعوا عليه القتل والعطش فقال ل حاجة ل ف الاء انا اردت ان استانس به فقال له عمر ان قاتلك فقال انك امنتن قال كذبت فقال انس صدق يا امي الؤمني فقال عمر‬
‫ويك يا انس انا اؤمن من قبل مزأة والباء لتاتين بخرج وال عاقبتك قال قلت ل بأس عليك حت تبن وقلت لباس عليك حت تشربه وقال له من حوله مثل ذلك فاقبل على الرمزان‬
‫فقال خدعتن وال ل اندع ال ان تسلم فاسلم ففرض له ف الفي وانزله الدينة وف رواية ان الترجان بي عمر وبي الرمزان كان الغية بن شعبة فقال له عمر قل له من أي ارض انت قال‬
‫مهرجان قال تكلم بجتك فقال اكلم حي ام ميت قال بل كلم حي فقال قد امنتن فقال خدعتن ول اقبل ذلك ال ان تسلم فاسلم ففرض له الفي وانزله الدينة ث جاء زيد فترجم بينهما‬
‫ايضا‬
‫قلت وقد حسن اسلم الرمزان وكان ليفارق عمر حت قتل عمر فاتمه بعض الناس بملة اب لؤلؤة هو وجفينة فقتل عبد ال بن عمر الرمزان وجفينة على ما سيأت تفصيله‬
‫وقد روينا ان الرمزان لا عله عبيد ال بالسيف قال لإله إل ال واما جفينه فصلب على وجهه‬
‫والقصود ان عمر كان يجر على السلمي ان يتوسعوا ف بلد العجم خوفا عليهم من العجم حت اشار عليه الحنف بن قيس بأن الصلحة تقتضي توسعهم ف الفتوحات فان اللك يزدجرد‬
‫ل يزال يستحثهم على قتال السلمي وان ل يستأصل شأو العجم ول طمعوا ف السلم واهله فاستحسن عمر ذلك منه وصوبه واذن للمسلمي ف التوسع ف بلد العجم ففتحوا بسبب ذلك‬
‫شيئا كثيا ول المد واكثر ذلك وقع ف سنة ثان عشرة كما سيات بيانه فيها‬
‫ث نعود ال فتح السوس وحند سابور وفتح ناوند ف قول سيف كان قد تقدم ان ابا سبة سار بن معه من عليه المراء من تستر ال السوس فنازلا حينا وقتل من الفريقي خلق كثي فأشرف‬
‫عليه علماء اهلها فقالوا يامعشر السلمي لتتعبو ف حصار هذا البلد فانا ناثر فيما نرويه عن قدمائنا من اهل هذا البلد انه ليفتحه ال الدجال او قوم معهم الدحال واتفق انه كان ف جيش اب‬
‫موسى الشعري صاف بن صياد فأرسله ابو موسى فيمن ياصره فجاء ال الباب فدقه برجله فتقطعت السلسل وتكسرت الغلق ودخل السلمون البلد فقتلوا من وجدوا حت نادوا بالمان‬
‫ودعو ا ال الصلح فاجابوهم ال ذلك وكان على السوس شهر يار اخو الرمزان فاستحوذ السلمون على السوس وهو بلد قدي العمارة ف الرض يقال إنه اول بلد وضع على وجه الرض‬
‫وال اعلم وذكر ابن جرير انم وجدوا قب دانيال بالسوس وان ابا موسى لا قدم با بعد مضى اب سبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪89‬‬

‫ال جندي سابور كتب ال عمر ف امره فكتب اليه ان يدفنه وان يغيب عن الناس موضع قبه ففعل وقد بسطنا ذلك ف سية عمر ول المد‬
‫قال ابن جرير وقال بعضهم ان فتح السوس ورامهز وتسيي الرمزان من تستر ال عمر ف سنة عشرين وال اعلم وكان الكتاب العمري قد ورد بان النعمان بن مقرن يذهب ال اهل ناوند‬
‫فسار اليها فمر باه بلدة كبية قبلها فافتتحها ث ذهب ال ناوند ففتحها ول المد‬
‫قلت الشهور ان فتح ناوند انا وقع ف سنة احدى وعشرين كما سيأت فيها بيان ذلك وهي وقعة عظيمة وفتح كمبي وخب غريب ونبأ عجيب وفتح زر بن عبد ال الفقيمي مدينة جندي‬
‫سابور فاستوثقت تلك البلد للمسلمي هذا وقد تول يزدجرد من بلد ال بلد حت انتهى امره ال القامة باصبهان وقد كان صرف طائفة من اشراف اصحابه فريبا من ثلثمائة من العظماء‬
‫عليهم رجل يقال له سياه فكانوا يفرون من السلمي من بلد ال بلد حت فتح السلمون تستر واصطخر فقال سياه لصحابه ان هؤلء بعد الشقاء والذله ملكوا اماكن اللوك القدمي‬
‫وليلقون حندا ال كسروه وال ماهذا عن باطل ودخل ف قلبه السلم وعظمته فقالو له نن تبع لك وبعث عمار ابن ياسر ف غصون ذلك يدعوهم ال ال فأرسلوا ال اب موسى الشعري‬
‫باسلمهم وكتب فيهم ال عمر ف ذلك فامره ان يفرض لم ف الفي الفي وفرض لستة منهم ف الفي وخسائة وحسن اسلمهم وكان لم نكاية عظيمة ف قتال قومهم حت بلغ من امرهم انم‬
‫حاصروا حصنا فامتنع عليهم فجاء احدهم فرمى بنفسه ف الليل على باب الصن وضمخ ثيابه بدم فلما نظروا اليه حسبوا انه منهم ففتحوا اليه باب الصن لياووه فثار ال البواب فقتله‬
‫وجاء بقية اصحابه ففتحوا ذلك السن وقتلوا من فيه من الجوس ال غي ذلك من المور العجيبة اوال يهدي من يشاء ال صراط مستقيم‬
‫وذكر ابن جرير ان عمر بن الطاب عقد الوية والرايات الكبية ف بلد خراسان والعراق لغزو فارس والتوسع ف بلدهم كما اشار عليه بذلك الحنف بن قيس فحصل بسبب ذلك‬
‫فتوحات كثية ف السنة الستقبلة بعدها كما سنبينه وننبه عليه ول المد والنة‬
‫قال وحج بالناس ف هذه السنة امي الؤمني عمر بن الطاب ث ذكر نوابه على البلد وهم من ذكر ف السنة قبلها غي الغية فان على البصرة بدله ابو موسى الشعري‬
‫قلت وقد توف ف هذه السنة اقوام قيل انم توفوا قبلها وقد ذكرناهم وقيل فيما بعدها وسيأت ذكرهم ف اماكنهم وال تعال اعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪90‬‬

‫ث دخلت سنة ثان عشرة‬


‫الشهور الذي عليه المهور ان طاعون عمواس كان با وقد تبعنا قول سيف بن عمر وابن جرير ف ايراده ذلك ف السنة الت قبلها لكنا تذكر وفاة من مات ف الطاعون ف هذه السنة ان شاء‬
‫ال تعال قال ابن اسحاق وابو معشر كان ف هذه السنة طاعون عمواس وعام الرمادة فتفان فيهما الناس قلت كان ف عام الرمادة جدب عم ارض الجاز وجاع الناس جوعا شديدا وقد‬
‫بسطنا القول ف ذلك ف سية عمر وسيت عام الرمادة لن الرض اسودت من قلة الطر حت عاد لونا شبيها بالرماد وقيل لنا تسفى الريح ترابا كالرماد ويكن ان تكون سيت لكل منها‬
‫وال اعلم وقد اجدبت الناس ف هذا السنة بارض الجاز وجفلت الحياء ال الدينة ول يبق عند احد منهم زاد فلجأوا ال امي الؤمني فانفق فيهم من حواصل بيت الال ما فيه منا الطعمة‬
‫والموال حت انفذه والزم نفسه ان ليأكل سنا ول سينا حت يكشف ما بالناس فكان ف زمن الصب يبث له البز باللب والسمن ث كان عام الرمادة يبث له بالزيت والل وكان يستمرئ‬
‫الزيت وكان ليشبع مع ذلك فاسود لون عمر رضي ال عنه وتغي جسمه حت كاد يشى عليه من الضعف واستمر هذا الال ف الناس تسعة اشهر ث تول الال ال الصب والدعة‬
‫وانشمر الناس عن الدينة ال اما كنهم‬
‫قال الشافعي بلغن ان رجل من العرب قال لعمر حي ترحلت الحياء عن الدينة لقد انلت عنك ولنك لبن حرة أي واسيت الناس وانصفتهم واحسنت اليهم وقد روينا ان عمر عس‬
‫الدينة ذات ليلة عام الرمادة فلم يد احدا يضحك ول يتحدث الناس ف منازلم على العادةول ير سائل يسأل فسأل عن سبب ذلك فقيل له يا امي الؤمني ان السؤال سألوا فلم يعطوا‬
‫فقطعوا السؤال والناس ف هم وضيق فهم ليتحدثون وليضحكون فكتب عمر ال بصر أن يا غوثاه لمة ممد فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تمل الب وسائر الطعمات ووصلت‬
‫مية عمرو ف البحر إل جدة ومن جدة إل مكة وهذا الثر جيد السناد لكن ذكر عمرو بن العاص ف اب موسى بالبصرة ان يا غوثاه لمة ممد وكتب ال عمرو بن العاص عام الرمادة‬
‫مشكل فان مصر ل تكن فتحن ف سنة ثان عشرة فاما ان يكون عام الرمادة بعد سنة ثان عشرة او يكون ذكر عمرو بن العاص ف عام الرمادة وهم وال اعلم‬
‫وذكر سيف عن شيوخه ان ابا عبيدة قدم الدينة ومعه اربعة آلف راحله تمل طعاما فامره عمر بتفريقها ف الحياء حول الدينة فلما فرغ من ذلك امر له باربعة آلف درهم فأب ان يقبلها‬
‫فلح عليه عمر حت قبلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪91‬‬

‫وقال سيف بن عمرو عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحن بن كعب بن مالك قال كان عام الرمادة ف آخر سنة سبع عشرة وأول سنة ثان عشرة اصاب اهل الدينة وما حولا جوع‬
‫فهلك كثي من الناس حت جعلت الوحش تاوى ال النس فكان الناس بذلك وعمر كالحصور عن اهل المصار حت اقبل بلل بن الارث الزن فاستأذن على عمر فقال انا رسول رسول‬
‫ال اليك يقول لك رسول ال ( ص ) لقد عهدتك كيسا وما زلت على ذلك فما شأنك قال من رايت هذا قال الباحة فخرج فنادى ف الناس الصلة جامعة فصلى بم ركعتي ث قام فقال‬
‫ايها الناس انشدكم ال هل تعلمون من امرا غيه خي منه فقالو اللهم ل فقال ان بلل بن الارث يزعم ذية وذية قالوا صدق بلل فاستغث بال ث بالسلمي فبعث اليهم وكان عمر عن ذلك‬
‫مصورا فقال عمر ال اكب بلغ البلء مدته فانكشف ما اذن لقوم ف الطلب ال وقد رفع عنهم الذى والبلء وكتب ال امراء المصار ان اغيثوا اهل الدينة ومن حولا فانه قد بلغ جهدهم‬
‫واخرج الناس ال الستسقاء فخرج وخرج معه العباس بن عبد الطلب ماشيا فخطب واوجز وصلى ث حت لركبتيه وقال اللهم اياك نعبد واياك نستعي اللهم اغفر لنا وارحنا وارض عنا ث‬
‫انصرف فما بلغو النازل راجعي حت خاضوا الغدران‬
‫ث روى سيف عن مبشر بن الفضيل عن جبي بن صخر عن عاصم بن عمر بن الطاب ان رجل من مزينة عام الرمادة سأله اهله ان يذبح لم شاة فقال ليس فيهن شيء فالوا عليه فذبح شاة‬
‫فاذا عظامها حر فقال يا ممداه فأقره من السلم وقل له إن عهدي بك وف العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر فجاء حت أتى باب عمر فقال لغلمه استأذن لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فاتى عمر فاخبه ففزع فلما امسى ارى ف النام ان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول له أبشر بالياة إيت عمر ث صعد عمر النب فقال للناس انشدكم ال الذي هداكم للسلم‬
‫هل رأيتم من شيئا تكرهونه فقالوا اللهم لوعم ذلك فأخبوهم بقول الزن وهو بلل بن الارث ففظنوا ول يفطن فقالوا انا استبطأك ف الستسقاء فاستسق بنا فنادى ف الناس فخطب‬
‫فأوجز ث صلى ركعتي فأوجز ث قال اللهم عجزت عنا انصارنا وعجز عنا حولنا وقوتنا وعجزت عن انفسنا ول حول ول قوة ال بك اللهم اسقنا وأحي العباد والبلد‬
‫وقال الافظ ابو بكر البيهقي اخبنا ابو نصر بن قتادة وابو بكر الفارسي قال حدثنا ابو عمر بن مطر حدثنا ابراهيم بن علي الذهلي حدثنا يي بن يي حدثنا ابو معاوية عن العمش عن اب‬
‫( صال عن مالك قال اصاب الناس قحط ف زمن عمر بن الطاب فجاء رجل ال قب النب ( ص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪92‬‬

‫فقال يارسول ال استسق ال لمتك فانم قد هلكوا فأتاه رسول ال ( ص ) ف النام فقال ايت عمر فاقره من السلم واخبهم انه مسقون وقل له عليك بالكيس الكيس فاتى الرجل فاخب‬
‫عمر فقال يارب ما آلوا ال ما عجزت عنه وهذا اسناد صحيح‬
‫وقال الطبان حدثنا ابو مسلم الكشي حدثنا ابو ممد النصاري ثنا اب عن ثامة بن عبد ال ابن انس عن انس ان عمر خرج يستسقى وخرج بالعباس معه يستسقى يقول اللهم انا كنا اذا‬
‫قحطنا على عهد نبينا توسلنا اليك بنبينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا ( ص ) وقد رواه البخاري عن السن بن ممد عن ممد بن عبد ال به ولفظه عن انس ان عمر كان اذا قحطوا يستسقى‬
‫بالعباس ابن عبد الطلب فيقول اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون وقال ابو بكر بن اب الدنيا ف كتاب الطر وف كتاب ماب الدعوة حدثنا‬
‫ابو بكر النيسابوري ثنا عطاء بن مسلم عن العمري عن خوات بن جبي قال خرج عمر يستسقى بم فصلى ركعتي فقال اللهم انا نستغفرك ونستسقيك فما برح من مكانه حت مطروا فقدم‬
‫اعراب فقالوا يا امي الؤمني بينا نن ف وادينا ف ساعة كذا اذ اظلتنا عمامة فسمعنا منها صوتا اتاك الغوث ابا حفص اتاك الغوص ابا حفص وقال ابن اب الدنيا ثنا اسحق بن اساعيل ثنا‬
‫سفيان عن مطرف بن طريف عن الشعب قال خرج عمر يستسقى بالناس فما زاد على الستغفار حت رجع فقالوا يا امي الؤمني ما نراك استسقيت فقال لقد طلبت الطر بحاديج السماء‬
‫الت يستنل با الطر ث قرأ استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ث قرأ وان استغفروا ربكم ث توبوا اليه الية‬
‫وذكر ابن جرير ف هذا السنة من طريق سيف بن عمر عن اب الجالد والربيع واب عثمان واب حارثة وعن عبد ال بن شبمة عن الشعب قالوا كتب ابو عبيدة ال عمر بن الطاب ان نفرا‬
‫من السلمي اصابو الشراب منهم ضرار وابو جندل بن سهل فسألناهم فقالوا خينا فاخترنا قال فهل انتم منتهون ول يعزم فجمع عمر الناس فأجعوا على خلفهم وان العن فهل انتم منتهون‬
‫أي انتهوا واجعوا على جلدهم ثاني ثاني وان من تاول هذا التأويل واصر عليه يقتل فكتب عمر ال اب عبيدة ان ادعهم فسلهم عن المر فان قالوا هي حلل فاقتلهم وان قالوا هي حرام م‬
‫فاجلدهم فاعترف القوم بتحريها فجلدوا الد وندموا على ما كان منهم من اللجاجة فيما تأولوه حت وسوس ابو جندل ف نفسه فكتب ابو عبيدة ال عمر ف ذلك وسأله ان يكتب ال اب‬
‫جندل ويذكره فكتب اليه عمر بن الطاب ف ذلك من عمر ال اب جندل ان ال ليغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء فتب وارفع رأسك وابرز ول تقنط فان ال تعال يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪93‬‬

‫قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لتقنطوا من رحة ال ان ال يفر الذنوب جيعا انه هو الغفور الرحيم وكتب عمر ال الناس ان عليكم انفسكم ومن غي فغيوا عليه ول تعيو احدا‬
‫فيفشوا فيكم البلء وقد قال ابو الزهراء القشيي ف ذلك ‪ ...‬ال تر ان الدهر يعثر بالفت ‪ ...‬وليس على صرف النون بقادر ‪ ...‬صبت ول اجزع وقد مات اخوت ‪ ...‬ولست عن الصهباء‬
‫‪ ...‬يوما بصابر ‪ ...‬رماها امي الؤمني بتفها ‪ ...‬فخلنا يبكون حول القاصر‬
‫قال الواقدي وغيه وف هذه السنة ف ذي الجة منها حول عمر القام وكان ملصقا بدار الكعبة فأخره ال حيث هو الن لئل يشوش الصلون عنده على الطائفتي قلت قد ذكرت اسانيد‬
‫ذلك ف سية عمر ول المد والنه قال وفيها استقضى عمر شريا على الكوفة وكعب ابن سور على البصرة قال وفيها حج عمر بالناس وكانت نوابه فيها الذين تقدم ذكرهم ف السنة‬
‫الاضية وفيها فتحت الرقة والرها وحران على يدي عياض بن غنم قال وفتحت راس عي الوردة على يدي عمر بن سعد بن اب وقاص وقال غيه خلف ذلك وقال شيخنا الافظ الذهب ف‬
‫تاريه وفيها يعن هذه السنة افتتح ابو موسى الشعري الرها وششاط عنوة وف اوائلها وجه ابو عبيدة عياض بن غنيم ال الزيرة فوافق ابا موسى فافتتحا حران ونصيبي وطائفة من الزيرة‬
‫عنوة وقيل صلحا وفيها سار عياض ال الوصل فافتتحها وما حولا عنوة وفيها بن سعد جامع الكوفة وقال الواقدي وفيها كان طاعون عمواس فمات فيه خسة وعشرون الفا قلت هذا‬
‫الطاعون منسوب ال بلدة صغية يقال لا عمواس وهي بي القدس والرمله لنا كان اول ما نم الداء با ث انتشر ف الشام منها فنسب اليها فانا ال وانا اليه راجعون قال الوقادي توف ف‬
‫عام طاعون عمواس من السلمي بالشام خسة وعشرون الفا وقال غيه ثلثون الفا وهذا ذكر طائفة من اعيانم رضي ال عنهم‬
‫الارث بن هشام‬
‫اخو اب جهل اسلم يوم الفتح وكان سيدا شريفا ف السلم كما كان ف الاهلية استشهد باشام ف هذه السنة ف قول وتزوج عمر بعده بامرأته فاطمة‬
‫شرحبيل بن حسنة‬
‫احد امراء الرباع وهو امي فلسطي وهو شرحبيل بن عبد ال بن الطاع بن قطن الكندي حليف بن زهرة وحسنة امه نسب اليها وغلب عليه ذلك اسلم قديا وهاجر ال البشة وجهزه‬
‫الصديق ال الشام فكان اميا على ربع اليش وكذلك ف الدولة العمرية وطعن هو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪94‬‬

‫وابو عبيدة وابو مالك الشعري ف يوم واحد سنة ثان عشرة له حديثان روى ابن ماجه احدها ف الوضوء وغيه‬
‫عامر بن عبدال بن الراح‬
‫ابن هلل بن اهيب بن ضبة بن الارث بن فهر القرشي ابو عبيدة بن الراح الفهري امي هذه المة وأحد العشرة الشهود لم بالنة وأحد المسة الذين اسلموا ف يوم واحد وهم عثمان بن‬
‫مظعون وعبيدة بن الارث وعبدالرحن بن عوف وابو سلمة بن عبد السد وابو عبيدة بن الراح اسلموا على يدي الصديق ولا هاجروا آخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي سعد‬
‫بن معاذ وقيل بي ممد بن مسلمة وقد شهدا بدرا وما بعدها وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان لكل امة امينا وامي هذه المة ابو عبيدة بن الراح ثبت ذلك ف الصحيحي وثبت ف‬
‫الصحيحي ايضا ان الصديق قال يوم السقيفة وقد رضيت لكم احد هذين الرجلي فبايعوه يعن عمر بن الطاب وابا عبيدة وبعثه الصديق اميا على ربع اليش ال الشام ث لا انتدب خالدا‬
‫من العراق كان اميا على اب عبيدة وغيه لعلمه بالروب فلما انتهت اللفة ال عمر عزل خالدا وول ابا عبيدة ابن الراح وامره ان يستشي خالدا فجمع للمة بي امانة اب عبيدة‬
‫وشجاعة خالد قال ابن عساكر وهو اول من سى امي المراء بالشام قالوا وكان ابو عبيدة طوال نيفا اجن معروق الوجه خفيف اللحية اهتم وذلك لنه لا انتزع اللقتي من وجنت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يوم احد خاف ان يؤل رسول ال صلى ال عليه وسلم فتحامل على ثنيتيه فسقطتا فما راى احسن هتما منه والصحيح أن عمواس كانت ف هذه السنة سنة ثان‬
‫عشرة بقرية توف بالطاعون عام عمواس كما تقدم سياقه ف سنة ست عشرة عن سيف بن عمر فحل وقيل بالابية وقد اشتهر ف هذه العصار قب بالقرب من عقبة ينسب اليه وال اعلم‬
‫وعمره يوم مات ثان وخسون سنة‬
‫الفضل بن عباس بن عبدالطلب‬
‫كان حسنا وسيما جيل اردفه رسول ال صلى ال عليه وسلم وراءه يوم النحر من حجة الوداع وهو شاب حسن وقد شهد فتح الشام واستشهد بطاعون عمواس ف قول ممد بن سعد‬
‫والزبي بن بكار واب حات وابن الرقى وهو الصحيح وقيل يوم مرج الصفر وقيل باجنادين ويقال باليموك سنة ثان وعشرين‬
‫معاذ بن جبل‬
‫ابن عمرو بن اوس بن عابد بن عدي بن كعب بن عمرو بن ادى بن علي بن اسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الزرج النصاري الزرجي ابو عبدالرحن الدن صحاب جليل كبي القدر‬
‫قال الواقدي كان طوال حسن الشعر والثغر براق الثنايا ل يولد له وقال غيه بل ولد له ولد وهو عبدالرحن شهد معه اليموك وقد شهد معاذ العقبة ولا هاجر الناس آخى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪95‬‬

‫بينه وبي ابن مسعود وحكى الواقدي الجاع على ذلك وقد قال ممد بن اسحاق آخى بينه وبي جعفر بن اب طالب وشهد بدرا وما بعدها وكان احد الربعة من الزرج الذين جعوا‬
‫القرآن ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وهم اب بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وابو زيد عمر بن انس بن مالك وصح ف الديث الذي رواه ابو داود والنسائي من حديث حيوة‬
‫بن شريح عن عقبة بن مسلم عن اب عبدالرحن اليلي عن الصنابى عن معاذ ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له يا معاذ وال ان لحبك فل تدعن ان تقول ف دبر كل صلة اللهم‬
‫اعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وف السند والنسائي وابن ماجه من طريق اب قلبة عن انس مرفوعا واعلمهم باللل والرام معاذ بن جبل وقد بعثه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ال اليمن وقال له ب تكم فقال بكتاب ال وبالديث وكذلك اقره الصديق على ذلك يعلم الناس الي باليمن ث هاجر ال الشام فكان با حت مات بعد ما استخلفه ابو عبيدة حي‬
‫طعن ث طعن بعده ف هذه السنة وقد قال عمر بن الطاب ان معاذا يبعث امام العلماء بربوة ورواه ممد بن كعب مرسل وقال ابن مسعود كنا نشبهه بابراهيم الليل وقال ابن مسعود ان‬
‫معاذا كان قانتا ل حنيفا ول يكن من الشركي وكانت وفاته شرقي غورينسان سنة ثان عشرة وقيل سنة تسع عشرة وقيل سبع عشرة عن ثان وثلثي سنة على الشهور ( ‪ ) 1‬وقيل غي‬
‫ذلك وال اعلم‬
‫يزيد بن اب سفيان‬
‫ابو خالد صخر بن حرب بن امية بن عبد شس بن عبد مناف القرشي الموي اخو معاوية وكان يزيد اكب وافضل وكان يقال له يزيد الي اسلم عام الفتح وحضر حنينا واعطاه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مائة من البل واربعي اوقية واستعمله الصديق على ربع اليش ال الشام وهو اول امي وصل اليها ومشى الصديق ف ركابه يوصيه وبعث معه ابا عبيدة وعمرو بن‬
‫العاص وشرحبيل بن حسنة فهؤلء امراء الرباع ولا افتتحوا دمشق دخل هو من باب الابية الصغي عنوة كخالد ف دخوله من الباب الشرقي عنوة وكان الصديق قد وعده بأمرتا فوليها‬
‫عن امر عمر وانفذ له ما وعده الصديق وكان اول من وليها من السلمي الشهور انه مات ف طاعون عمواس كما تقدم وزعم الوليد بن مسلم انه توف سنة تسع عشرة بعدما فتح قيسارية‬
‫ولا مات كان قد استخلف اخاه معاوية على دمشق فامضى عمر بن الطاب له ذلك رضى ال عنهم وليس ف الكتب شىء وقد روى عنه ابو عبدال الشعري ان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال مثل الذي يصلى ول يتم ركوعه ول سجوده مثل الائع الذى ل يأكل ال التمرة والتمرتي ل يغنيان عنه شيئا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪96‬‬

‫ابو جندل بن سهيل‬


‫ابن عمرو وقيل اسه العاص اسلم قديا وقد جاء يوم صلح الديبية مسلما يوسف ف قيوده لنه كان قد استضعف فرده ابوه واب ان يصال حت يرد ث لق ابو جندل بأب بصي ال سيف‬
‫البحر ث هاجر ال الدينة وشهد فتح الشام وقد تقدم انه تأول آية آية المر ث رجع ومات بطاعون عمواس رحه ال ورضى عنه ابو عبيدة بن الراح هو عامر بن عبدال تقدم ابو مالك‬
‫الشعري قيل اسه كعب بن عاصم قدم مهاجرا سنة خيب مع اصحاب السفينة وشهد ما بعدها واستشهد بالطاعون عام عمواس هو وابو عبيدة ومعاذ ف يوم واحد رضى ال عنهم اجعي‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة‬
‫قال الواقدي وغيه كان فتح الدائن وجلولء فيها والشهور خلف ما قال كما تقدم وقال ممد ابن اسحاق كان فتح الزيرة والرها وحران ورأس العي ونصيبي ف هذه السنة وقد خالفه‬
‫غيه وقال ابو معشر وخليفة وابن الكلب كان فتح قيسارية ف هذه السنة واميها معاوية وقال غيه يزيد بن اب سفيان وقد تقدم ان معاوية افتتحها قبل هذا بسنتي وقال ممد بن اسحاق‬
‫كان فتح قيسارية من فلسطي وهرب هرقل وفتح مصر ف سنة عشرين وقال سيف بن عمر كان فتح قيسارية وفتح مصر ف سنة ست عشرة قال ابن جرير فاما فتح قيسارية فقد تقدم واما‬
‫فتح مصر فان ساذكره ف سنة عشرين ان شاء ال تعال قال الواقدي وف هذه السنة ظهرت نار من حرة ليل فأراد عمر ان يرج بالرجال اليها ث امر السلمي بالصدقة فطفئت ول المد‬
‫ويقال كان فيها وقعه ارمينية واميها عثمان بن اب العاص وقد اصيب فيها صفوان بن العطل بن رخصة السلمي ث الذكوان وكان احد المراء يومئذ وقد قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ما علمت عليه ال خيا وهو الذي ذكره النافقون ف قصة الفك فبأ ال ساحته وجناب ام الؤمني زوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قالوا وقد كان ال حي قالوا ل يتزوج‬
‫ولذا قال وال ما كشفت كنف انثى قط ث تزوج بعد ذلك وكان كثي النوم ربا غلب عليه عن صلة الصبح ف وقتها كما جاء ف سنن اب داود وغيه وكان شاعرا ث حصلت له شهادة ف‬
‫سبيل ال قيل بذا البلد وقيل بالزيرة وقيل بشمشاط وقد تقدم بعض هذا فيما سلف وفيها فتحت تكريت ف قول والصحيح قبل ذلك وفيها فيما ذكرنا اسرت الروم عبدال بن حذافة وفيها‬
‫ف ذى الجة منها كانت وقعة بأرض العراق قتل فيها امي الجوس شهرك وكان امي السلمي يومئذ الكم بن اب العاص رضى ال عنه قال ابن جرير وفيها حج بالناس عمر ونوابه ف البلد‬
‫وقضاته هم الذكورون قبلها وال اعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪97‬‬

‫ذكر من توف فيها من العيان‬


‫ومن توف فيها من العيان اب بن كعب سيد القراء وهو اب بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ابو النذر وابو الطفيل النصاري النجاري سيد القراء‬
‫شهد العقبة وبدرا وما بعدها وكان سيدا جليل القدر وهو احد القراء الربعة الزرجيي الذين جعوا القرآن ف حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد قال لعمر يوما ان تلقيت القرآن من‬
‫تلقاه منه جبيل وهو رطب وف السند والنسائي وابن ماجه من طريق اب قلبة عن انس مرفوعا اقرأ امت اب ابن كعب وف الصحيح ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له ان ال امرن‬
‫ان اقرا عليك القرآن قال وسان لك قال نعم فزرفت عيناه وقد تكلما على ذلك ف التفسي عند سورة ل يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والشركي منفكي حت تاتيهم البينة قال اليثم‬
‫بن عدي توف اب سنة تسع عشرة وقال يي بن معي سنة سبع عشرة او عشرين وبه قال ابو عبيد وابن ني وجاعة وقال الفلس وخليفة توف ف خلفة عثمان بن عفان رضى ال عنه وفيها‬
‫مات خباب مول عتبة بن غزوان من الهاجرين شهد بدرا وما بعدها وهو صحاب من السابقي وصلى عليه عمر ومات فيها صفوان بن العطل ف قول كما تقدم وال اعلم‬
‫سنة عشرين من الجرة‬
‫قال ممد بن اسحاق فيها كان فتح مصر وكذا قال الواقدي انا فتحت هي واسكندرية ف هذه السنة وقال ابو معشر فتحت مصر سنة عشرين واسكندرية ف سنة خس وعشرين وقال سيف‬
‫فتحت مصر واسكندرية ف سنة ست عشرة ف ربيع الول منها ورجح ذلك ابو السن ابن الثي ف الكامل لقصة بعث عمرو الية من مصر عام الرمادة وهو معذور فيما رجحه وال اعلم‬
‫وفيها كان فتح تستر ف قول طائفة من علماء السي بعد ماصرة سنتي وقيل سنة ونصف وال اعلم‬
‫صفة فتح مصر عن ابن اسحاق وسيف‬
‫قالوا لا استكمل عمر والسلمون فتح الشام بعث عمرو بن العاص ال مصر وزعم سيف انه بعثه بعد فتح بيت القدس واردفه بالزبي بن العوام وف صحبته بشر بن ارطاة وخارجة بن حذافة‬
‫وعمي ابن وهب المحي فاجتمعا على باب مصر فلقيهم ابو مري جاثليق مصر ومعه السقف ابو مريام ف اهل الثبات بعثه القوقس صاحب اسكندرية لنع بلدهم فلما تصافوا قال عمرو بن‬
‫العاص ل تعجلوا حت نعذر ليبز ال بومري وابو مريام راهبا هذه البلد فبزا اليه فقال لما عمرو بن العاص انتما راهبا هذه البلد فاسعا ان ال بعث ممدا صلى ال عليه وسلم بالق وامره‬
‫به وامرنا به ممد صلى ال عليه وسلم وادى‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪98‬‬

‫الينا كل الذي امر به ث مضى وتركنا على الواضحة وكان ما امرنا به العذار ال الناس فنحن ندعوكم ال السلم فمن اجابنا اليه فمثلنا ومن ل يبنا عرضنا عليه الزية وبذلنا له النعة وقد‬
‫اعلمنا انا مفتتحوكم واوصانا بكم حفاظا لرحنا منكم وان لكم ان اجبتمونا بذلك ذمة ال ذمة وما عهد الينا امينا استوصوا بالقبطيي خيا فان رسول ال صلى ال عليه وسلم اوصانا‬
‫بالقبطيي خيا لن ل رحا وذمة فقالوا قرابة بعيدة ل يصل مثلها ال النبياء معروفة شريفة كانت ابنة ملكنا وكانت من اهل منف واللك فيهم فاديل عليهم اهل عي شس فقتلوهم وسلبوهم‬
‫ملكهم واغتربوا فلذلك صارت ال ابراهيم عليه السلم مرحبا به واهل امنا حت نرجع اليك فقال عمرو ان مثلي ل يدع ولكن اؤجلكما ثلثا لتنظروا ولتناظرا قومكما وال ناجزتكم قال‬
‫زدنا فزادهم يوما فقال زدنا فزادهم يوما فرجعا ال القوقس فاب ارطبون ان ييبهما وامر بناهدتم فقال لهل مصر اما نن فسنجتهد ان ندفع عنكم ول نرجع اليهم وقد بقيت اربعة ايام‬
‫قاتلوا واشار عليهم بأن يبيتوا السلمي فقال الل منهم ما تقاتلون من قوم قتلوا كسرى وقيصر وغلبوهم على بلدهم فال الرطبون ف ان يبيتوا للمسلمي ففعلوا فلم يظفروا بشىء بل قتل‬
‫منهم طائفة منهم الرطبون وحاصر السلمون عي شس من مصر ف اليوم الرابع وارتقى الزبي عليهم سور البلد فلما احسوا بذلك خرجوا ال عمرو من الباب الخر فصالوه واخترق الزبي‬
‫البلد حت خرج من الباب الذي عليه عمرو فامضوا الصلح وكتب لم عمرو كتاب امان بسم ال الرحن الرحيم هذا ما اعطى عمرو بن العاص اهل مصر من المان على انفسهم وملتهم‬
‫واموالم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبرهم ل يدخل عليهم شىء من ذلك ول ينتقص ول يساكنهم النوبة وعلى اهل مصر ان يعطوا الزية اذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة‬
‫نرهم خسي الف الف وعليهم ما حق لصونم فان اب احد منهم ان ييب رفع عنهم من الزاء بقدرهم وذمتنا من اب بريئة وان نقص نرهم من غايته رفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل ف‬
‫صلحهم من الروم والنوبة فله مثل ما لم وعليه مثل ما عليهم ومن اب واختار الذهاب فهو آمن حت يبلغ مأمنه او يرج من سلطاننا عليهم ما عليهم اثلثا ف كل ثلث جباية ثلث ما عليهم‬
‫على ما ف هذ الكتاب عهد ال وذمة رسوله وذمة الليفة امي الؤمني وذمم الؤمني وعلى النوبة الذين استجابوا ان يعينوا بكذا وكذا رأسا وكذا وكذا فرسا على ان ل يغزوا ول ينعوا من‬
‫تارة صادرة ول واردة شهد الزبي وعبدال وممد اليول بصر وعمروا الفسطاط وظهر ابو مري وابو مريام فكلما عمرا ف السبايا ابناه وكتب وردان وحضر فدخل ف ذلك أهل مصر‬
‫كلهم وقبلوا الصلح واجتمعت الت اصيبت بعد العركة فاب عمرو ان يردها عليهما وامر بطردها واخراجهما من بي يديه فلما بلغ ذلك امي الؤمني عمر بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪99‬‬

‫الطاب امر ان كل سب اخذ ف المسة ايام الت امنوها فيها ان يرد عليهم وكل سب اخذ من ل يقاتل وكذلك من قاتل فل يرد عليه سباياه وقيل انه امره ان ييوا من ف ايديهم من السب‬
‫بي السلم وبي ان يرجع ال اهله فمن اختار السلم فل يردوه اليهم ومن اختارهم ردوه عليهم واخذوا منه الزية واما ما تفرق من سبيهم ف البلد ووصل ال الرمي وغيها فانه ل‬
‫يقدر على ردهم ول ينبغي ان يصالهم على ما يتعذر الوفاء به ففعل عمرو ما امر به امي الؤمني وجع السبايا وعرضوهم وخيوهم فمنهم من اختار السلم ومنهم من عاد ال دينه وانعقد‬
‫الصلح بينهم ث ارسل عمرو جيشا ال اسكندرية وكان القوقس صاحب اسكندرية قبل ذلك يؤدي خراج بلده وبلد مصر ال ملك الروم فلما حاصره عمرو بن العاص جع اساقفتة واكابر‬
‫دولته وقال لم ان هؤلء العرب غلبوا وقيصر وازالوهم عن ملكهم ول طاقة لنا بم والرأي عندى ان نؤدي الزية اليهم ث بعث ال عمرو بن العاص يقول ان كنت اؤدى الراج ال من هو‬
‫ابغض منكم فارس والروم ث صاله على اداء الزية وبعث عمرو بالفتح والخاس ال عمر بن الطاب رضى ال عنه‬
‫وذكر سيف ان عمرو بن العاص لا التقى مع القوقس جعل كثي من السلمي يفر من الزحف فجعل عمر يزمرهم ويثهم على الثبات فقال له رجل من اهل اليمن انا ل نلق من حجارة ول‬
‫حديد فقال عمرو اسكت فإنا انت كلب فقال له الرجل فأنت اذا امي الكلب فاعرض عنه عمرو ونادى يطلب اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما اجتمع اليه من هناك من‬
‫الصحابة قال لم عمرو تقدموا فيكم ينصر ال السلمي فنهدوا ال القوم ففتح ال عليهم وظفروا ات الظفر قال سيف ففتحت مصر ف ربيع الول من سنة ست عشرة وقام فيها ملك السلم‬
‫ول المد والنة وقال غيه فتحت مصر ف سنة عشرين وفتحت اسكندرية ف سنة خس وعشرين بعد ماصرة ثلثة اشهر عنوة وقيل صلحا على ثنت عشر الف دينار وقد ذكر ان القوقس‬
‫سأل من عمرو ان يهادنه اول فلم يقبل عمرو وقال له قد علمتم ما فعلنا بلككم الكب هرقل فقال القوقس لصحابه صدق فنحن احق بالذعان ث صال على ما تقدم وذكر غيه ان عمرا‬
‫والزبي سارا ال عي شس فحاصراها وان عمرا بعث ال الفرما ابرهة بن الصباح وبعث عوف بن مالك ال السكندرية فقال كل منهما لهل بلده ان نزلتم فلكم المان فتربصوا ماذ يكون‬
‫من اهل عي شس فلما صالوا صال الباقون وقد قال عوف بن مالك لهل اسكندرية ما احسن بلدكم فقالوا ان اسكندر لا بناها قال لبني مدينة فقية ال ال غنية عن الناس فبقيت بجتها‬
‫وقال ابرهة لهل الفرما ما اقبح مدينتكم فقالوا ان الفرما وهو اخو السكندر لا بناها قال لبني مدينة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪100‬‬

‫غنية عن ال فقية إل الناس فهي ليزال ساقطا بناؤها فشوهت بذلك‬


‫وذكر سيف ان عبد ال بن سعد بن أب سرح لا ول مصر بعد ذلك زاد ف الراج عليهم رءوسا من الرقيق يهدونا إل السلمي ف كل سنة ويعوضهم السلمون بطعام مسمى وكسوة وأقر‬
‫ذلك عثمان بن عفان وولة المور بعده حت كان عمر بن عبدالعزيز فأمضاه أيضا نظرا لم وإبقاء لعهدهم قلت وإنا سيت ديرا مصر بالفسطاط نسبة إل فسطاط عمرو بن العاص وذلك أنه‬
‫نصب خيمته وهي الفسطاط موضع مصر اليوم وبن الناس حوله وتركت مصر القدية من زمان عمرو بن العاص وإل اليوم ث رفع الفسطاط وبن موضعه جامعا وهو النسوب إليه اليوم وقد‬
‫غزا السلمون بعد فتح مصر النوبة فنالم جراحات كثية وأصيبت أعي كثية لودة رمى النوبة فسموهم حند الدق ث فتحها ال بعد ذلك وله المد والنة وقد اختلف ف بلد مصر فقيل‬
‫فتحت صلحا إل السكندرية وهو قول يزيد بن أب حبيب وقيل كلها عنوة وهو قول ابن عمر وجاعة وعن عمرو بن العاص أنه خطب الناس فقال ما قعدت مقعدي هذا ولحد من القبط‬
‫عندي عهد إن شئت قلت وإن شئت بعت وإن شئت خست إل لهل الطابلس فان لم عهدا نوف به‬
‫قصة نيل مصر‬
‫روينا من طريق ابن ليعة عن قيس بن الجاج عمن حدثه قال لا افتتحت مصر آتى اهلها عمرو بن العاص حي دخل بؤنة من أشهر العجم فقالوا أيها الي لنيلنا هذا سنة ليري إل با قال‬
‫وما ذلك قالوا إذا كانت اثنت عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إل جارية بكر من ابويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من اللي والثياب أفضل ما يكون ث ألقيناها ف هذا النيل فقال‬
‫لم عمرو إن هذا ما ليكون ف السلم إن السلم يهدم ماقبله قال فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل ليري قليل ول كثيا حت هوا باللء فكتب عمرو إل عمر ابن الطاب بذلك‬
‫فكتب إليه إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن قد بعثت إليك بطاقة داخل كتاب فألقها ف النيل فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فاذا فيها من عبد ال عمر أمي الؤمني إل نيل أهل مصر أما‬
‫بعد فان كنت إنا تري من قبلك ومن أمرك فل تر فلحاجة لنا فيك وإن كنت إنا تري بأمر ال الواحد القهار وهو الذي يريك فنسأل ال تعال أن يريك قال فألقى البطاقة ف النيل‬
‫فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى ال النيل ستة عشر ذراعا ف ليلة واحدة وقطع ال تلك السنة عن أهل مصر إل اليوم‬
‫قال سيف بن عمرو وف ذي القعدة من هذه السنة وهي عنده سنة ست عشرة جعل عمرو السال على أرجاء مصر وذلك لن هرقل أغزا الشام ومصر ف البحر قال ابن جرير وف هذه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪101‬‬

‫السنة غزا أرض الروم أبو برية عبد ال بن قيس العبدي وهو أول من دخلها فيما قيل فسلم وغنم وقيل أول من دخلها ميسرة بن مسروق العبسي قال الواقدي وفيها عزل عمر قدامة بن‬
‫مظعون عن البحرين وحده ف الشراب وول على البحرين واليمامة أبا هريرة الدوسي رضي ال عنه قال وفيها شكا أهل الكوفة سعدا ف كل شيء حت قالوا ليسن يصلى فعزله عنها وول‬
‫عليها عبد ال بن عبد ال بن عتبان وكان نائب سعد وقيل بل ولها عمرو بن ياسر وقال المام أحد حدثنا سفيان عن عبداللك سعه من جابر بن سرة قال شكا أهل الكوفة سعدا إل عمر‬
‫فقالوا إنه ليسن يصلى قال العاريب وال ما آلو بم صلة رسول ال صلى ( ص ) ف الظهر والعصر اردد ف الوليي وأصرف ف الخرين فسمعت عمر يقول كذا الظن بك يا أبا إسحق‬
‫وف صحيح مسلم أن عمر بعث من يسأل عنه أهل الكوفة فأثنوا خيا إل رجل يقال له أبو سعدة قتادة بن أسامة قام فقال أما إذا انشدتنا فان سعدا ليقسم بالسوية ول يعدل ف القضية ول‬
‫يرج ف السرية فقال سعد اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء سعه فأطل عمره وأدم فقره وعرضه للفت فأصابته دعوة سعد فكان شيخا كبيا يرفع حاجبيه عن عينيه ويتعرض للجواري‬
‫ف الطرق فيغمزهن فيقال له ف ذلك ن فيقول شيخ كبي مفتون أصابته دعوة سعد وقد قال عمر ف وصيته وذكره ف السته فان أصابت المرة سعدا فذلك وإل فليستعن به أيكم ول فان ل‬
‫أعزله عن عجز ول خيانة قال وفيها أجلي عمر يهود خيب عنها إل أذرعات وغيها وفيها أجلى عمر يهود نران منها أيضا إل الكوفة وسم خيب ووادي القرى ونران بي السلمي قال‬
‫وفيها دون عمر الدواوين وزعم غيه أنه دونا قبل ذلك فال أعلم قال وفيها بعث عمر علقمة بن مزر الدجلي إل البشة ف البحر فأصيبوا فآل عمر على نفسه أن ليبعث جيشا ف البحر‬
‫بعدهاا وقد خالف الواقدي ف هذا أبو معشر فزعم أن غزوة البشة إنا كانت ف سنة إحدى وثلثي يعن ف خلفة عثمان بن عفان وال أعلم قال الواقدي وفيها تزوج عمر فاطمة بنت‬
‫الوليد بن عتةه الت مات عنها الارث بن هشام ف الطاعون وهي أخت خالد بن الوليد قال وفيها مات هلل بدمشق وأسيد بن الضي ف شعبان وزينب بنت جحش أم الؤمني وهي أول‬
‫من مات من أمهات الؤمني رضي ال عنها قال وفيها مات هرقل وقام بعده ولده قسطنطي قال وحج بالناس ف هذه السنة عمرو ونوابة وقضاته ومن تقدم ف الت قبلها سوى من ذكرنا أنه‬
‫عزل وول غيه‬
‫ذكر التوفي من العيان أسيد بن الضي‬
‫ابن ساك النصاري الشهلي من الوس ابو يي أحد النقباء ليلة العقبة وكان أبوه رئيس الوس يوم بعاث وكان قبل الجرة بست سني وكان يقال حضي الكتائب يقال إنه أسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪102‬‬

‫على يدي مصعب بن عمي ولا هاجر الناس آخى رسول ال ( ص ) بينه وبي زيد بن حارثة ول يشهد بدرا وف الديث الذي صححه الترمذي عن أب هريرة أن رسول ال ( ص ) قال نعم‬
‫الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل اسيد بن الضي وذكر جاعة وقدم الشام مع عمر وأثنت عليه عائشة وعلى سعد بن معاذ وعباد بن بشر رضي ال عنهم وذكر ابن بكي أنه توف‬
‫بالدينة سنة عشرين وأن عمر حل بي عموديه وصلى عليه ودفن بالبقيع وكذا أرخ وفاته سنة عشرين الواقدي وأبو عبيد وجاعة‬
‫أنيس بن مرثد بن اب مرتذ الغنوي‬
‫هو وابوه وجده صحابة وكان أنيس هذا عينا لرسول ال يوم حني يقال إنه الذي قال له رسول ال ( ص ) إغد يا أنيس إل امرأة هذا فان اعترفت فارجها والصحيح أنه غيه فان ف الديث‬
‫فقال لرجل من أسلم فقيل أنه أنيس بن الضحاك السلمي وقد مال ابن الثي إل ترجيجه وال أعلم له حديث ف الفتنة قال إبراهيم بن النذر توف ف ربيع الول سنة عشرين‬
‫بلل بن أب رباح البشي الؤذن مول أب بكر‬
‫ويقال له بلل بن حامة وهي امه اسلم قديا فعذب ف ال فصب فاشتراه الصديق فأعتقه شهد بدرا وما بعدها وكان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا رواه البخاري ولا شرع الذان‬
‫بالدينة كان هو الذي يؤذن بي يدي رسول ال ( ص ) وابن مكتوم يتناوبان تارة هذا وتارة هذا وكان بلل ندى الصوت حسنه فصيحا وما يروى أن سي بلل عند ال شينا فليس له أصل‬
‫وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة ولا توف رسول ال ( ص ) ترك الذان ويقال أذن للصديق أيام خلفته ول يصح ث خرج إل الشام ماهدا ولا قدم عمر إل الابية اذن بي يديه بعد‬
‫الطبة لصلة الظهر فانتحب الناس بالبكاء وقيل إنه زار الدينة ف غضون ذلك فأذن فبكى الناس بكاء شديدا ويق لم ذلك رضي ال عنهم وثبت ف الصحيح أن رسول ال ( ص ) قال‬
‫لبلل إن دخلت النة فسمعت خشف نعليك أمامي فأخبن بأرجى عمل عملته فقال ما توضأت إل وصليت ركعتي فقال بذاك وف رواية ما أحدثت إل توضأت وما توضأت إل رأيت أن‬
‫على أن أصلي ركعتي قالوا وكان بلل آدم شديد الدمة طويل نيفا كثي الشعر خفيف العارضي قال ابن بكي توف بدمشق ف طاعون عمواس سنة ثان عشرة وقال ممد بن إسحق وغي‬
‫واحد توف سنة عشرين قال الواقدي ودفن بباب الصغي وله بضع وستون سنة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪103‬‬

‫وقال غيه مات بداريا ودفن بباب كيسان وقيل دفن بداريا وقيل إنه مات بلب والول اصح وال أعلم‬
‫سعيد بن عامر بن خذي‬
‫من أشراف بن جح شهد خيب وكان من الزهاد والعباد وكان أميا لعمر على حص بعد اب عبيدة بلغ عمر أنه قد أصابته جراجة شديدة فأرسل إليه بالف دينار فتصدق با جيعا وقال‬
‫لزوجته اعطيناها لن يتجر لنا فيها رضي ال عنه قال خليفة فتح هو ومعاوية فيسارية كل منهما أمي على من معه‬
‫عياض بن غنم‬
‫أبو سعد الفهري من الهاجرين الولي شهد بدرا وما بعدها وكان سحا جوادا شجاعا وهو الذي افتتح الزيرة وهو أول من جاز درب الروم غازيا واستنابه أبو عبيدة بعده على الشام فأقره‬
‫عمر عليها إل أن مات سنة عشرين عن ستي سنة‬
‫ابو سفيان بن الارث‬
‫ابن عبدالطلب بن عم رسول ال ( ص ) قيل اسه الغية أسلم عام الفتح فحسن إسلمه جدا وكان قبل ذلك من أشد الناس على رسول ال ( ص ) وعلى دينه ومن تبعه وكان شاعرا مطيقا‬
‫يهجو السلم وأهله وهو الذي رد عليه حسان بن ثابت رضي ال عنه ف قوله ‪ ...‬أل أبلغ أبا سفيان عن ‪ ...‬مغلغلة فقد برح الفاء ‪ ...‬هجوت ممدا وأجبت عنه ‪ ...‬وعند ال ف ذاك‬
‫‪ ...‬الزاء ‪ ...‬أتجوه ولست له بكفء ‪ ...‬فشركما ليكما الفداء‬
‫ولا جاء هو وعبد ال بن أب أمية ليسلما ل يأذن لما عليه السلم حت شفعت أم سلمة لخيها فأذن له وبلغه أن أبا سفيان هذا قال وال لئن ل يأذن ل لخذن بيد بن هذا لولد معه صغي‬
‫فلذهب فل يدري وأذن له ولزم رسول ال صلى ال عليه وسلم أين اذهب فرق حينئذ له رسول ال صلى ال عليه وسلم أحبه يوم حني وكان آخذا بلجام بغلته يومئذ وقد روى أن رسول‬
‫ال ( ص ) احبه وشهد له بالنة وقال أرجو أن تكون خلفا من حزة وقد رثى رسول ال ( ص ) حي توف بقصيدة ذكرناها فيما سلف وهي الت يقول فيها ‪ ...‬ارقت فبات ليلى ليزول ‪...‬‬
‫وليل أخ الصيبة فيه طول ‪ ...‬وأسعدن البكاء وذاك فيما ‪ ...‬أصيب السلمون به قليل ‪ ...‬فقد عظمت مصيبتنا وجلت ‪ ...‬عشية قيل قد قبض الرسول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪104‬‬

‫‪ ...‬فقدنا الوحي والتنيل فينا ‪ ...‬بروح به ويعدو جبئيل‬


‫ذكروا أن أبا سفيان حج فلما حلق رأسه قطع الالق ثؤلولله ف رأسه فتمرض منه فلم يزل كذلك حت مات بعد مرجعه إل الدينة وصلى عليه عمر بن الطاب وقد قيل إن أخاه نوفل توف‬
‫قبله باربعة أشهر وال أعلم‬
‫أبو اليثم بن التيهان‬
‫هو مالك بن مالك بن عسل بن عمرو وبن عبد العلم بن عامر بن دعورا بن جشم بن الارث بن الزرج بن عمرو بن مالك بن الوس النصاري الوسي شهد العقبة نقيبا وشهد بدرا وما‬
‫بعدها ومات سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين وقيل إنه شهد صفي مع علي قال ابن الثي وهو الكثر وقد ذكره شيخنا هنا فال أعلم‬
‫زينب بنت جحش‬
‫ابن ربان السدية من أسد خزية أول أمهات الؤمني وفاة أمها أميمة بنت عبدالطلب وكان اسها برة فسماها رسول ال زينب وتكن ام الكم وهي الت زوجه ال با وكانت تفتخر بذلك‬
‫على سائر أزواج النب ( صلى ال عليه وسلم فتقول زوجكن أهلوكن وزوجن ال من السماء قال ال تعال فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها الية وكانت قبله عند موله زيد بن حارثه‬
‫فلما طلقها تزوجها رسول ال ( ص ) قيل كان ذلك ف سنة ثلث وقيل اربع وهو الشهر وقيل سنة خس وف دخوله عليه السلم با نزل الجاب كما ثبت ف الصحيحي عن أنس وهي‬
‫الت كانت تسامى عائشة بنت الصديق ف المال والظوة وكانت دينة ورعة عابدة كثية الصدقة وذاك الذي اشار إليه رسول ال ( ص ) بقوله اسرعكن لاقا ب اطولكن يدا أي بالصدقة‬
‫وكانت امرأة صناعا تعمل بيديها وتتصدق على الفقراء قالت عائشة ما رأيت امرأة قط خيا ف الدين وأتقى ل واصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة من زينب بن جحش ول‬
‫تج بعد حجة الوداع ل هي ول سودة لقوله عليه السلم لزواجه هذه ث ظهور الصر وأما بقية أزواج النب ( ص ) فكن يرجن إل الج وقالتا زينتب وسودة وال لتركنا بعده دابة قالوا‬
‫وبعث عمر إليها فرضها اثن عشر ألفا فتصدقت به ف اقاربا ث قالت اللهم ليدركن عطاء عمر بعد هذا فماتت ف سنة عشرين وصلى عليها عمر وهي اول من صنع لا النعش ودفنت‬
‫بالبقيع‬
‫صفية بنت عبد الطلب عمة الرسول‬
‫وهي أم الزبي بن العوام وهي شقيقة حزة والقوم وحجل أمهم هالة بنت وهيب بن عبد مناف ابن زهرة لخلف ف إسلمها وقد حضرت يوم أحد ووجدت على أخيها حزة وجدا كثيا‬
‫وقتلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪105‬‬

‫يوم الندق رجل من اليهود جاء فجعل يطوف بالصن الت هي فيه وهو فارع حصن حسان فقالت لسان انزل فاقتله فأب فنلت إليه فقتلته ث قالت انزل فاسليه فلول أنه رجل لستلبته‬
‫فقال ل حاجة ل فيه وكانت أول امرأة قتلت رجل من الشركي وقد اختلف ف إسلم من عداها من عمات النب ( ص ) فقيل اسلمت أروى وعاتكة قال ابن الثي وشيخنا أبو عبد ال‬
‫الذهب الافظ والصحيح أنه ل يسلم منهن غيها وقد تزوجت أول بالارث بن حرب بن أمية ث خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبي وعبد الكعبة وقيل تزوج با العوام بكرا‬
‫والصحيح الول توفيت بالدينة سنة عشرين عن ثلث وسبعي سنة ودفنت بالبقيع رضي ال عنها وقد ذكر ابن إسحق من توف غيها‬
‫عوي بن ساعدة النصاري‬
‫شهد العقبتي والشاهد كلها وهو أول من استنجى بالاء وفيه نزل قوله تعال فيه رجال يبون أن يتطهروا وال يب الطهرين وله روايات توف هذه السنة بالدينة بشر بن عمرو بن حنش‬
‫يلقب الاورد اسلم ف السنة العاشرة وكان شريفا مطاعا ف عبد القيس وهو الذي شهد على قدامة بن مظعون أنه شرب المر فعزله عمر عن اليمن وحده قتل الاورد شهيدا أبو خراشة‬
‫خويلد بن مرة الذل كان شاعرا ميدا مضرما أدرك الاهلية والسلم وكان إذا جرى سبق اليل لشته حية فمات بالدينة‬
‫ث دخلت سنة احدى وعشرين وكانت وقعة ناوند‬
‫وهي وقعة عظيمة جدا لا شأن رفيع ونبأ عجيب وكان السلمون يسمونا فتح الفتوح‬
‫قال ابن إسحق والواقدي كانت وقعة ناوند ف سنة إحدى وعشرين وقال سيف كانت ف سنة سبع عشرة وقيل ف سنة تسع عشرة وال أعلم وإنا ساق أبو جعفر بن جرير قصتها ف هذه‬
‫السنة فتبعناه ف ذلك وجعنا كلم هؤلء الئمة ف هذا الشأن سياقا واحدا حت دخل سياق بعضهم ف بعض قال سيف وغيه وكان الذي هاج هذه الوقعة أن السلمي لا افتتحوا الهواز‬
‫ومنعوا جيش العلء من أيديهم واستولوا على دار اللك القدي من اصطخر مع ما حازوا من دار ملكتهم حديثا وهي الدائن وأخذ تلك الدائن والقاليم والكور والبلدان الكثية فحموا عند‬
‫ذلك واستجاشهم يزدجر الذي تقهقر من بلد إل بلد حت صار إل اصبهان مبعدا طريدا لكنه ف اسرة من قومه وأهله وماله وكتب إل ناحية ناوند وما ولها من البال والبلدان فتجمعوا‬
‫وتراسلوا حت كمل لم من النود مال يتمع لم قبل ذلك فبعث سعد إل عمر يعلمه بذلك وثار أهل الكوفة على سعد ف غضون هذا الال فشكوة ف كل شيء حت قالوا ليسن يصلى‬
‫كان الذي نض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪106‬‬

‫بذه الشكوى رجل يقال له الراح بن سنان السدي ف نفر معه فلما ذهبوا إل عمر فشكوه قال لم عمر إن الدليل على ماعندكم من الشر نوضكم ف هذا الال عليه وهو مستعد لقتال‬
‫أعداء ال وقد جعوالكم ومع هذا لينعن أن أنظر ف أمركم ث بعث ممد بن مسلمة وكان رسول العمال فلما قدم ممد بن مسلمة الكوفة طاف على القبائل والعشائر والساجد بالكوفة‬
‫فكل يثن على سعد خيا إل ناحية الراح بن سنان فانم سكتوا فلم يذموا ول يشكروا حت انتهى إل بن عبس فقام رجل يقال له أبو سعدة أسامة بن قتادة فقال أما إذا ناشدتنا فان سعدا ل‬
‫يقسم بالسوية ول يعدل ف الرعية وليغزو ف السرية فدعا عليه سعد فقال اللهم إن كان قالا كذبا ورياءا وسعة فاعم بصره وكثر عياله وعرضه لضلت الفت فعمى واجتمع عنده عشر‬
‫بنات وكان يسمع بالرأة فل يزال حت يأتيها فيجسها فاذا عثر عليه قال دعوة سعد الرجل البارك ث دعا سعد الراح واصحابه فكل اصابته فارعة ف جسده ومصيبة ف ماله بعد ذلك‬
‫واسنفر ممد بن مسلمة أهل الكوفة لغزو أهل ناوند ف غضون ذلك عن أمر عمر بن الطاب ث سار سعد وممد بن مسلمة والراح واصحابه حت جاءوا عمر فسأله عمر كيف يصلي‬
‫فأخبه أنه يطول ف الوليي ويفف ف الخريي وما آلوا ما اقتديت به من صلة رسول ال ( ص ) فقال له عمر ذاك الظن بك يا أبا إسحق وقال سعد ف هذه القصة لقد أسلمت خامس‬
‫خسة ولقد كنا ومالنا طعام إل ورق البلة حت تقرحت أشداقنا وإن لول رجل رمى بسهم ف سبيل ال ولقد جع ل رسول ال ( ص ) أبويه وما جعهما لحد قبلي ث أصبحت بنو أسد‬
‫يقولون ل يسن يصلي وف رواية يغرر ب على السلم لقد خبت إذا ضل عملي ث قال عمر لسعد من أستخلفت على الكوفة فقال عبد ال بن عبد ال ابن عتبان فأقره عمر على نيابته‬
‫الكوفة وكان شيخا كبيا من اشراف الصحابة حليفا لبن البلى من النصار واستمر سعد معزول من غي عجز ول خيانة ويهدد اولئك النفر وكان يوقع بم بأسا ث ترك ذلك خوفا من أن‬
‫ليشكو أحدا أميا‬
‫والقصود أن أهل فارس اجتمعوا من كل فج عميق بأرض ناوند حت اجتمع منهم مائة ألف وخسون ألف مقاتل وعليهم الفيزان ويقال بندار ويقال ذو الاجب وتذامروا فيما بينهم وقالو‬
‫إن ممدا الذي جاء العرب ل يتعرض لبلدنا ول أبو بكر الذي قام بعده تعرض لنا ف دار ملكنا وإن عمر بن الطاب هذا لا طال ملكه انتهك حرمتنا وأخذ بلدنا ول يكفه ذلك حت أغزانا‬
‫ف عقر دارنا وأخذ بيت الملكة وليس بنته حت يرجكم من بلدكم فتعاهدوا وتعاقدوا على أن يقصدوا البصرة والكوفة ث يشغلوا عمر عن بلده وتواثقوا من أنفسهم وكتبوا بذلك عليهم‬
‫كتابا فلما كتب سعد بذلك إل عمر وكان قد عزل سعدا ف غضون ذلك شافه سعد عمر با‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪107‬‬

‫تالؤا عليه وتصدوا إليه وأنه قد اجتمع منهم مائة وخسون ألفا وجاء كتاب عبد ال بن عبد ال ابن عتبان من الكوفة إل عمر مع قريب بن ظفر العبدي بأنم قد اجتمعوا وهم منحرفون‬
‫متذامرون على السلم وأهله وأن الصلحة يا أمي الؤمني أن نقصدهم فنعالهم عما هوا به وعزموا عليه من السي إل بلدنا فقال عمر لامل الكتاب ما اسك قال قريب قال ابن من قال‬
‫ابن ظفر فتفاءل عمر بذلك وقال ظفر قريب ث امر فنودى للصلة جامعة فاجتمع الناس وكان أول من دخل السجد لذلك سعد بن اب وقاص فتفاءل عمر أيضا بسعد فصعد عمر النب حت‬
‫اجتمع الناس فقال إن هذا يوم له مابعده من اليام أل وإن قد همت بأمر فاسعوا وأجيبوا وأوجزوا ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريكم إن قد رأيت أن أسي بن قبلي حت أنزل منل وسطا‬
‫ب هذين الصرين فاستفر الناس ث أكون لم ردءا حت يفتح ال عليهم فقام عثما وعلى وطلحة والزبي وعبد الرحن بن عوف ف رجال من أهل الرأي فتكلم كل منهم بانفراده فأحسن وأجاد‬
‫واتفق رأيهم على أن ليسي من الدينة ولكن يبعث البعوث ويصرهم برأيه ودعائه وكان من كلم علي رضي ال عنه أن قال يا أمي الؤمني إن هذا المر ل يكن نصره ول خذلنه بكثرة ول‬
‫قلة هو دينه الذي أظهر وجنده الذي أعزه وأمده باللئكة حت بلغ ما بلغ فنحن على موعود من ال وال منجز وعده وناصر جنده ومكانك منهم يا أمي الؤمني مكان النظام من الرز يمعه‬
‫ويسكه فاذا انل تفرق ما فيه وذهب ث ل يتمع بذافيه أبدا والعرب اليوم وإن كانو قليل فهم كثي عزيز بالسلم فأقم مكانك واكتب إل اهل الكوفة فهم أعلم العرب ورؤساؤهم‬
‫فليذهب منهم الثلثان ويقيم الثلث واكتب إل أهل البصرة يدونم أيضا وكان عثمان قد أشار ف كلمه أن يدهم ف جيوش من أهل اليمن والشام ووافق عمر على الذهاب إل ما بي البصرة‬
‫والكوفة فرد على علي عثمان ف موافقته على الذهاب إل مابي البصرة والكوفة كما تقدم ورد رأي عثمان فيم أستار به من استمداد أهل الشام خوفا على بلدهم إذا قل جيوشها من الروم‬
‫ومن أهل اليمن خوفا على بلدهم من البشة فأعجب عمر قول علي وسر به وكان عمر إذا استشار أحدا ليبم أمرا حت يشاور العباس فلما أعجبه كلم الصحابة ف هذا القام عرضه على‬
‫العباس فقال يا أمي الؤمني خفض عليك فانا اجتمع هؤلء الفرس لنقمة تنل عليهم ث قال عمر اشيوا على بن أوليه أمر الرب وليكن عراقيا فقالوا أنت أبصر بندك يا أمي الؤمني فقال‬
‫ما وال لولي رجل يكون أول السنة إذا لقيها غدا قالوا من يا أمي الؤمني قال النعمان بن مقرن فقالوا هو لا وكان النعمان قد كتب إل عمر وهو على كسكر وسأله أن يعزله عنها ويوليه‬
‫قتال أهل ناوند فلهذا أجابه إل ذلك وعينه له ث كتب عمر إل حذيفة أن يسي من الكوفة بنود‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪108‬‬

‫منها وكتب ال اب موسى ان يسي بنود البصرة وكتب ال النعمان وكان بالبصرة ان يسي بن هناك من النود ال ناوند وإذا اجتمع الناس فكل امي على جيشه والمي على الناس كلهم‬
‫النعمان بن مقرن فاذا قتل فحذيفة بن اليمان فان قتل فجرير بن عبدال فان قتل فقيس ب مكشوح فان قتل قيس ففلن ث فلن حت عد سبعة احدهم الغية بن شعبة وقيل ل يسم فيهم وال‬
‫اعلم‬
‫وصور الكتاب بسم ال الرحن الرحيم من عبد ال عمر امي الؤمني ال النعمان بن مقرن سلم عليك فان احد اليك ال الذي ل اله ال هو واما بعد فانه قد بلغن ان جوعا من العاجم‬
‫كثية وقد جعوا لكم بدينة ناوند فاذا اتاك كتاب هذا فسر بأمر ال وبعون ال وبنصر ال بن معك من السلمي ول توطئهم وعرا فتؤذيهم ول تنعهم حقهم فتكفرهم ول تدخلهم غيضة فان‬
‫رجل من السلمي احب ال من مائة الف دينار والسلم عليك فسر ف وجهك ذلك حت تات ماه فان قد كتب ال اهل الكوفة ان يوافوك با فاذا اجتمع اليك جنودك فسر ال الفيزان ومن‬
‫جع معه من العادجم من اهل فارس وغيهم واستنصروا واكثروا من ل حول ول قوة ال بال وكتب عمر ال نائب الكوفة عبد ال بن عبدال ان يعي جيشا ويبعثهم ال ناوند وليكن المي‬
‫عليهم حذيفة بن اليمان حت ينتهي ال النعمان بن مقرن فان قتل النعمان فحذيفة فان قتل فنعيم بن مقرن وول السائب بن القرع قسم الغنائم فسار حذيفة ف جيش كثيف نو النعمان ابن‬
‫مقرن ليوافوه باه وسار مع حذيفة خلق كثي من امراء العراق وقد ارصد ف كل كورة ما يكفيها من القاتله وجعل الرس ف ناحية واحتاطوا احتياطا عظيما ث انتهوا ال النعمان ابن مقرن‬
‫حيث اتعدوا فدفع حذيفة بن اليمان ال النعمان كتاب عمر وفيه الر له با يعتمده ف هذه الوقعة فكل جيش السلمي ف ثلثي الفا من القاتله فيما رواه سيف عن الشعب فمنهم من سادات‬
‫الصحابة ورءوس العرب خلق كثي وجم غفي منهم عبد ال بن عمر امي الؤمني وجرير بن عبد ال البجلي وحذيفة بن اليمان والغية بن شعبة وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وطليحة بن‬
‫خويلد السدي وقيس بن مكشوح الرادي فسار الناس نو ناوند وبعث النعمان بن مقرن المي بي يديه طليعة ثلثة وهم طليحة وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وعمرو بن اب سلمة‬
‫ويقال له عمرو بن ثب ايضا ليكشفوا له خب القوم وما هم عليه فسارت الطليعة يوما وليلة فرجع عمرو بن ثب فقيل له ما رجعك فقال كنت ف ارض العجم وقتلت ارض جاهلها وقتل‬
‫ارضا عالها ث رجع بعده عمرو بن معدي كرب وقال ل نر أحدا وخفت ان يؤخذ علينا الطريق ونفذ طليحة ول يفل برجوعهما فسار بعد ذلك نوا من بضعة عشر فرسخا حت انتهى ال‬
‫ناوند ودخل ف العجم وعلم من أخبارهم ما أحب ث رجع ال النعمان فأخبه بذلك وأنه ليس بينه وبي ناوند‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪109‬‬

‫شيء يكرهه فسار النعمان على تعبئته وعلى القدمة نعيم بن مقرن وعلى الجنبتي حذيفة وسويد بن مقرن وعلى الجردة القعقاع بن عمرو وعلى الساقة ماشع بن مسعود حت انتهوا ال‬
‫الفرس وعليهم الفيزان ومعه من اليش كل من غاب عن القادسية ف تلك اليام التقدمة وهو ف مائة وخسي الفا فلما تراءا المعان كب النعمان وكب السلمون ثلث تكبيات فزلزلت‬
‫العاجم ورعبوا من ذلك رعبا شديدا ث امر النعمان بط الثقال وهو واقف فحط الناس اثقالم وتركوا رحالم وضربوا خيامهم وقبابم وضربت خيمة للنعمان عظيمة وكان الذين ضربوا‬
‫اربعة عشر من اشراف اليش وهم حذيفة بن اليمان وعتبة بن عمرو والغية بن شعبة وبشي بن الصاصية وحنظلة الكاتب وابن الوير وربعي بن عامر وعامر بن مطر وجرير بن عبد ال‬
‫الميي وجرير بن عبد ال البحلي والقرع بن عبد ال الميي والشعث بن قيس الكندي وسعيد بن قيس المدان ووائل بن حجر فلم ير بالعراق خيمة عظيمة اعظم من بناء هذا اليمة‬
‫وحي حطو الثقال امر النعمان بالقتال وكان يوم الربعاء فاقتتلوا ذلك اليوم والذي بعده والرب سجال فلما كان يوم المعة انجزوا ف حصنهم وحاصرهم السلمون فأقاموا عليهم ماشاء‬
‫ال والعاجم يرجون اذا ارادوا ويرجعون ال حصونم اذا ارادوا وقد بعث امي الفرس يطلب رجل من السلمي ليكلمه فذهب اليه الغية بن شعبة فذكر من عظم ما رأى عليه من لبسه‬
‫وملسه وفيما خاطبه به من الكلم ف احتقار العرب واستهانته بم وانم كانوا اطول الناس جوعا واقلهم دار وقدرا وقال ما ينع هؤلء الساورة حول ان ينتظموكم بالنشاب ال ما من‬
‫جيفكم فان تذهبوا نل عنكم وان تأبوا نزركم مصارعكم قال فتشهدت وحد ال وقلت لقد كنا اسوأ حال ما ذكرت حت بعث ال رسوله فوعدنا النصر ف الدنيا والي ف الخرة وما زلنا‬
‫نتعرف من ربنا النصر منذ بعث ال رسوله الينا وقد جئناكم ف بلدكم وانا لن نرجع ال ذلك الشقاء ابدا حت نغلبكم على بلدكم وما ف ايديكم اونقتل بأرضكم فقال اما وال ان العور‬
‫لقد صدقكم ما ف نفسه فلما طال على السلمي هذا الال واستمر جع النعمان بن مقرن اهل الراي من اليش وتشاوروا ف ذلك وكيف يكون من أمرهم حت يتواجهوا هم والشركون ف‬
‫صعيد واحد فتكلم عمرو بن اب سلمة اول وهو اسن من كان هناك فقال ان بقاءهم على ماهم عليه اضر عليهم من الذي يطلبه منهم وابقى على السلمي فرد الميع عليه وقالوا انا لعلى‬
‫يقي من اظهار ديننا واناز موعود ال لنا وتكلم عمرو بن معدي كرب فقال ناهدهم وكاثرهم ول تفهم فردوا جيعا عليه وقالوا انا تناطح بنا الدران والدران اعوان لم علينا وتكلم‬
‫طليحة السدي فقال إنما ل يصيبا وان ارى ان تبعث سرية فتحدق بم ويناوشوهم بالقتال ويمشوهم فاذا برزوا اليهم فليفروا الينا هرابا فاذ استطردوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪110‬‬

‫وراءهم وانتموا الينا عزمنا ايضا على الفرار كلنا فانم حينئد ليشكون ف الزية فيخرجون من حصونم عن بكرة ابيهم فاذا تكامل خروجهم رجعنا اليهم فجالدناهم حت يقضى ال بيننا‬
‫فاستجاد الناس هذا الرأي وامر النعمان على الجردة القعقاع بن عمرو وامرهم ان يذهبوا ال البلد فيحاصروهم وحدهم ويهربوا بي ايديهم اذا برزوا اليهم ففعل الققاع ذلك فلما برزوا من‬
‫حصونم نكص القعقاع بن معه ث نكص ث نكص فاغتنمها العاجم ففعلوا ما ظن طليحة وقالوا هي هي فخرجوا بأجعهم ول يبق بالبلد من القاتلة ال من يفظ لم البواب حت انتهوا ال‬
‫اليش والنعمان بن مقرن على تعبئته وذلك ف صدر نار جعة فعزم الناس على مصادمتهم فنهاهم النعمان وأمرهم ان ليقاتلوا حت تزول الشمس وتب الرواح وينل النصر كما كان‬
‫رسول ال ( ص ) بفعل وأل الناس على النعمان ف الملة فلم يفعل وكان رجل ثابتا فلما حان الزوال صلى بالسلمي ث ركب برذونا له احوى قريبا من الرض فجعل يقف على كل راية‬
‫ويثهم على الصب ويأمرهم بالثبات ويقدم ال السلمي انه يكب الول فيتأهب الناس للحملة ويكب الثانية فل يبقى لحد اهبة ث الثالثة ومعها الملة الصادقة ث رجع ال موقفه وتعبت‬
‫الفرس تعبئة عظيمة واصطفوا صفوفا هائلة ف عددوعدد ل ير مثله وقد تغلغل كثي منهم بعضهم ف بعض والقوا حسك الديد وراء ظهورهم حت ليكنهم الرب ول الفرار ول التحيز ث ان‬
‫النعمان بن مقرن رضي ال عنه كب الول وهز الراية فتأهب الناس للحملة ث كب الثانية وهز الراية فتأهبوا ايضا ث كب الثالثة وحل وحل الناس على الشركي وجعلت راية النعمان تنقض‬
‫على الفرس كانقضاض العقاب على الفريسة حت تصافحوا بالسيوف فاقتتلوا قتال ل يعهد مثله ف موقف من الواقف التقدمة ول سع السامعون بوقعة مثلها قتل من الشركي ما بي الزوال‬
‫ال الظلم من القتلى ما طبق وجه الرض دما بيث ان الدواب كانت تطبع فيه حت قيل ان المي النعمان بن مقرن زلق به حصانة ف ذلك الدم فوقع وجاءه سهم ف خاصرته فقتله ول يشعر‬
‫به أحجد سوى اخيه سويد وقيل نعيم وقيل غطاه بثوبه واخفى موته ودفع الراية ال حذيفة بن اليمان فأقام حذيفة اخاه نعيما مكانه وأمر بكتم موته حت ينفصل الال لئل ينهزم الناس فلما‬
‫اظلم الليل انزم الشركون مدبرين وتبعهم السلمون وكان الكفار قد قرنوا منهم ثلثي الفا بالسلسل وحفروا حولم خندقا فلما انزموا وقعوا ف الندق وف تلك الودية نو مائة الف‬
‫وجعلوا يتساقطون ف اودية بلدهم فهلك منهم بشر كثي نو مائة الف او يزيدون سوى من قتل ف العركة ول يفلت منهم ال الشريد وكان الفيزان اميهم قد صرع ف العركة فانفلت‬
‫وانزم واتبعه نعيم بن مقرن وقدم القعقاع بي يديه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪111‬‬

‫وقصد الفيزان هدان فلحقه القعقاع وادركه عند ثنية هدان وقد اقبل منها بغلل كثي وحر تمل عسل فلم يستطع الفيزان صعودها منهم وذلك لينه فترجل وتعلق ف البل فاتبعه‬
‫القعقاع حت قتله وقال السلمون يومئذ ان ل جنودا من عسل ث غنموا ذلك العسل وماخالطه من الحال ووسيت تلك الثنية ثنية العسل ث لق القعقاع بقية النهزمي منهم ال هدان‬
‫وحاصرها وحوى ما حولا فنل اليه صاحبها وهو خسر شنوم فصاله عليها ث رجع القعقاع ال حذيفة ومن معه من السلمي وقد دخلوا بعد الوقعة ناوند عنوة وقد جعوا السلب والغان‬
‫ال صاحب القباض وهو السائب ابن القرغ ولا سع أهل ماه بب اهل هدان بعثوا ال حذيفة وأخذوا لم منه المان وجاء رجل يقل له الرند وهو صاحب نارهم فسأل من حذيفة المان‬
‫ويدفع اليهم وديعة عنده لكسرى ادخرها لنوائب الزمان فأمنه حذيفة وجاء ذلك الرجل بسفطي ملوءتي جوهرا ثينا ل يقوم غي ان السلمي ل يعبئوا به واتفق رأيهم على بعثه لعمر خاصة‬
‫وارسلوه صحبة الخاس السائب بن الرقع وأرسل قبله بالفتح مع طريف بن سهم ث قسم حذيفة بقية الغنيمة ف الغاني ورضخ ونفل لذوي النجدات وقسم لن كان قد ارصد من اليوش‬
‫لفظ ظهور السلمي من ورائهم ومن كان رداءا لم ومنسوبا اليهم واما امي الؤمني فانه كان يدعو ال ليل ونارا لم دعاء الوامل القربات وابتهال ذوي الضرورات وقد استبطأ الب‬
‫عنهم فبينا رجل من السلمي ظاهر الدينة اذا هو براكب فسأله من أين اقبل فقال من ناوند فقال ما فعل الناس قال فتح ال عليهم وقتل المي وغنم السلمون غنيمة عظيمة اصاب الفارس‬
‫ستة آلف والراجل الفان ث فاته وقدم ذلك الرجل الدينة فأخبه الناس وشاع الب حت بلغ امي الؤمني فطلبه فسأله عمن اخبه فقال راكب فقال انه ل يئن وانا هو رجل من الن وهو‬
‫بريدهم واسه عثيم ث قدم طريف بالفتح بعد ذلك بايام وليس معه سوى الفتح فسأله عمن قتل النعمان فلم يكن معه علم حت قدم الذين معهم الخاس فأخبوا بالمر على جليته فإذا ذلك‬
‫قد الن شهد الوقعة ورجع سريعا ال قومه نذيرا ولا اخب عمر بقتل النعمان بكى وسأل السائب وعمن قتل من السلمي فقال فلن وفلن وفلن لعيان الناس واشرافهم‬
‫ث قال وآخرون من افناد الناس من ليعرفهم امي الؤمني فجعل يبكي ويقول وما ضرهم ان ليعرفهم امي الؤمني لكن ال يعرفهم وقد اكرمهم بالشهادة وما يصنعون بعرفة عمر ث امر‬
‫بقسمة المس على عادته وحلت ذانك السفطان ال منل عمر ورجعت الرسل فلما اصبح عمر طلبهم فلم يدهم فارسل ف اثرهم البد فما لقهم البيد ال بالكوفة‬
‫قال السائب بن القرع فلما انت بعيي بالكوفة أناخ البيد على عرقوب بعيي وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪112‬‬

‫اجب امي الؤمني فقلت لاذا فقال ل ادري فرجعنا على اثرنا حت انتهيت اليه قال مال ولك يا ابن ام السائب بل مال بن ام السائب ومال قال فقلت وما ذاك يا امي الؤمني فقال ويك‬
‫وال ان هو ال ان نت ف الليلة الت خرجت فيها فباتت ملئكة ال تسحبن ال ذينك السفطي وها يشتعلن نارا ويقولون لنكوينك بما فاقول ان ساقسمهما بي السلمي فاذهب بما ل‬
‫ابالك فبعهما فاقسمهما ف اعطية السلمي وارزاقهم فانم ليدرون ما وهبوا ول تدر انت معهم‬
‫قال السائب فأخذتما حت جئت بما مسجد الكوفة وغشيتن التجار فابتاعهما من عمرو بن حريث الخزومي بالفى الف ث خرج بما ال ارض العاجم فباعهما باربعة آلف الف فما زال‬
‫اكثر اهل الكوفة مال بعد ذلك قال سيف ث قسم ثنهما بي الغاني فنال كل فارس اربعة آلف درهم من ثن السفطي قال الشعب وحصل للفارس من اصل الغنيمة ستة آلف وللراجل‬
‫الفان وكان السلمون ثلثي الفا‬
‫قال وافتتحت ناوند ف اول سنة تسع عشرة لسبع سني من امارة عمر ورواه سيف عن عمرو ابن ممد عنه وبه عن الشعب قال لا قدم سب ناوند ال الدينة جعل ابو لؤلؤة فيوز غلم‬
‫الغية ابن شعبة ليلقى منهم صغيا ال مسح رأسه وبكى وقال اكل عمر كبدي وكان اصل اب لؤلؤة من ناوند فأسرته الروم ايام فارس واسرته السلمون بعد فنسب ال حيث سب قالوا ول‬
‫تقم للعاجم بعد هذه الوقعة قائمة واتف عمر الذين ابلوا فيها بالفي تشريفا لم واظهارا لشأنم‬
‫وف هذه السنة افتتح السلمون ايضا بعد ناوند مدينة حب ؟ وهي مدينة اصبهان بعد قتال كثي وامور طويلة فصالوا السلمي وكتب لم عبد ال بن عبد ال كتاب امان وصلح وفر منهم‬
‫ثلثون نفرا ال كرمان ل يصالوا السلمي وقيل ان الذي فتح اصبهان هو النعمان بن مقرن وانه قتل با ووقع امي الجرس وهو ذو الاجبي عن فرسه فانشق بطنه ومات وانزم اصحابه‬
‫والصحيح ان الذي فتح اصبهان عبد ال بن عبد ال بن عتبان الذي كان نائب الكوفة وفيها افتتح ابو موسى قم وقاشان وافتتح سهيل بن عدي مدينة كرمان‬
‫وذكر ابن جرير عن الواقدي ان عمرو بن العاص سار ف جيش معه ال طرابلس قال وهي برقة فافتتحها صلحا على ثلثة عشر الف دينار ف كل سنة‬
‫قال وفيها بعث عمرو بن العاص عقبة بن نافع الفهري ال زويلة ففتحها بصلح وصار ما بي برقة ال زويلة سلما للملسلمي قال وفيها ول عمر عمار بن ياسر على الكوفة بدل زياد بن‬
‫حنظلة الذي وله بعد عبد ال بن عبد ال بن عتبان وجعل عبد ال بن مسعود على بيت الال فاشتكى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪113‬‬

‫اهل الكوفة من عمار فاستعفى عمار من عمله فعزله وول جبي بن مطعم وامره ان ليعلم احدا وبعث الغية بن شعبة امرأته ال امرأة جبي يعرض عليها طعاما للسفر فقالت اذهب فأتين به‬
‫فذهب الغية ال عمر فقال بارك ال يا امي الؤمني فيمن وليت على الكوفة فقال وما ذاك وبعث ال جبي بن مطعم فعزله وول الغية بن شعبة ثانية فلم يزل عليها حت مات عمر رضي ال‬
‫عنهم قال وفيها حج عمر واستخلف على الدينة زيد بن ثابت وكان عما له على البلدان التقدمون ف السنة الت قبلها سوى الكوفة‬
‫قال الواقدي وفيها توف خالد بن الوليد بمص وأوصى ال عمر بن الطاب وقال غيه توف سنة ثلث وعشرين وقيل بالدينة والول اصح وقال غيه وفيها توف العلء بن الضرمي فول‬
‫عمر مكانه ابا هريرة وقد قيل ان العلء توف قبل هذا كما تقدم وال اعلم‬
‫وقال ابن جرير فيما حكاه عن الواقدي وكان أمي دمشق ف هذه السنة عمي بن سعيد وهو ايضا على حص وحوران وقنسرين والزيرة وكان معاوية على البلقاء والردن وفلسطي‬
‫والسواحل وانطاكية وغي ذلك‬
‫ذكر من توف احدى وعشرين‬
‫خالد بن الوليد‬
‫ابن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم القرشي ابو سليمان الخزومي سيف ال احد الشجعان الشهورين ل يقهر ف جاهلية ول اسلم وامه عصماء بنت الارث اخت لبابة بنت الارث‬
‫واخت ميمونه بنت الارث ام الؤمني قال الوقدي اسلم اول يوم من صفر سنة ثان وشهد مؤتة وانتهت اليه المارة يومئذ من غي امرة فقاتل يومئذ قتال شديدا ل ير مثله اندقت ف يده‬
‫تسعة اسياف ول تثبت ف يده ال صفيحة يانية وقد قال رسول ال ( ص ) أخذ الراية زيد فاصيب ث اخذها جعفر فاصيب ث اخذها عبد ال بن رواحة فاصيب ث اخذها سيف من سيوف ال‬
‫ففتح ال على يديه وقد روي ان خالدا سقطت قلنسوته يوم اليموك وهو ف الرب فجعل يستحث ف طلبها فعوتب ف ذلك فقال ان فيها شيئا من شعر ناصية رسول ال ( ص ) وانا ما‬
‫كانت معي ف موقف ال نصرت با‬
‫وقد روينا ف مسند احد من طريق الوليد بن مسلم عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي بن حرب عن اب بكر الصديق انه لا امر خالدا على حرب اهل الردة قال سعت رسول ال‬
‫( ص ) يقول فنعم عبد ال واخو العشية خالد بن الوليد خالد بن الوليد سيف من سيوف ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪114‬‬

‫سله ال على الكفار والنافقي وقال احد حدثنا حسي العفي عن زائدة عن عبد اللك بن عمي قال استعمل عمر بن الطاب ابا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال خالد بعث‬
‫اليكم امي هذ المة سعت رسول ال ( ص ) يقول امي هذه المة ابو عبيدة بن الراح فقال ابو عبيدة سعت رسول ال ( ص ) يقول خالد سيف من سيوف ال نعم فت العشية وقد اورده‬
‫ابن عساكر من حديث عبد ال بن أب اوف واب هريرة ومن طرق مرسلة يقوى بعضها بعضا وف الصحيح واما خالد فانكم تظلمون خالدا وقد احتبس ادراعه واعبده ف سبيل ال وشهد‬
‫الفتح وشهد حنينا وغزا بن جذية اميا ف حياته عليه السلم واختلف ف شهوده خيب وقد دخل مكة اميا على طائفة من اليش وقتل خلقا كثيا من قريش كما قدمنا ذلك مبسوطا ف‬
‫موضعه ول المد والنة وبعثه رسول ال ( ص ) ال العزى وكانت لوزن فكسر قمتها اول ث دعثرها وجعل يقول ياعزي كفرانك لسبحانك ان رايت ال قد اهانك ث حرقها وقد استعمله‬
‫الصديق بعد رسول ال ( ص ) على قتال اهل الردة وما نعى الزكاة فشفي واستشفى ث وجهه ال العراق ث اتى الشام فكانت له من القامات ما ذكرناها ما تقربا القلوب والعيون وتتشنف‬
‫با الساع ث عزله عمر عنها وول ابا عبيدة وابقاه مستشارا ف الرب ول يزل بالشام حت مات على فراشه رضي ال عنه‬
‫وقد روي الواقدي عن عبد الرحن بن اب الزناد عن ابيه قال لا حضرت خالدا الوفاة بكى ث قال لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما ف جسدي شب ال وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح او‬
‫رمية بسهم وها أنا أموت على فراشي حتف انفي كما يوت البعي فل نامت اعي البناء وقال ابو يعلى ثنا شريح بن يونس ثنا يي بن زكريا عن اساعيل بن اب خالد عن قيس قال قال خالد‬
‫بن الوليد ما ليلة يهدي ال فيها عروس او ابشر فيها بغلم باحب ال من ليلة شديدة الليد ف سرية من الهاجرين اصبح بم العدو وقال ابو بكر بن عياش عن العمش عن خيثمة قال اتى‬
‫خالد برجل معه زق خر فقال اللهم اجعله عسل فصار عسل وله طرق وف بعضها مر عليه رجل معه زق خر فقال له خالد ماهذا فقال عسل فقال اللهم اجعله خل فلما رجع ال اصحابه‬
‫قال جئتكم بمر ل يشرب العرب مثله ث فتحه فاذا هو خل فقال اصابته وال دعوة خالد رضي ال عنه وقال حاد بن سلمة عن ثامة عن انس قال لقي خالد عدوا له فول عنه السلمون‬
‫منهزمي وثبت هو واخو الباء بن مالك وكنت بينهما واقفا قال فنكس خالد رأسه ساعة ال الرض ث رفع رأسه ال السماء ساعة قال وكذلك كان يفعل اذا اصابه مثل هذا ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪115‬‬

‫قال لخي الباء قم فركبا واختطب خالد من معه من السلمي وقال ماهو ال النة وما ال الدينة سبيل ث حل بم فهزم الشركي‬
‫وقد حكى مالك عن عمر بن الطاب انه قال لب بكر اكتب ال خالد ان ليعطى شاة ول بعيا ال بامرك فكتب ابو بكر ال خالد بذلك فكتب اليه خالد اما ان تدعن وعملي وال فشأنك‬
‫بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال ابو بكر فمن يزي عن جزاء خالد قال عمر انا قال فأنت فنجهر عمر حت انيخ الظهر ف الدار ث جاء الصحابة فاشاروا على الصديق بابقاء عمر بالدينة‬
‫وابقاء خالد بالشام فلما ول عمر كتب ال خالد بذلك فكتب اليه خالد بثل ذلك فعزله وقال ما كان ال ليان آمر ابا بكر بشيء ل انفذه انا وقد روى البخاري ف التاريخ وغيه من طريق‬
‫علي بن رباح عن ياسر بن سي البن قال سعت عمر يعتذر ال الناس بالابية من عزل خالد فقال امرته ان يبس هذا الال على ضعفة الهاجرين فاعطاه ذا البأس وذا الشرف واللسان‬
‫فامرت أبا عبيدة فقال ابو عمرو بن حفص بن الغية ما اعتذرت ياعمر لقد نزعت عامل استعمله رسول ال ( ص ) ووضعت لواء رفعه رسول ال ( ص ) واغمدت سيفا سلة ال ولقد‬
‫قطعت الرحم وحسدت ابن العم فقال عمر انك قريب القرابة حديث السن مغضب ف ابن عمك‬
‫قال الواقدي رحه ال وممد بن سعيد وغي واحد مات سنة احدى وعشرين بقرية على ميل من حص وأوصى ال عمر بن الطاب وقال دحيم وغيه مات بالدينة والصحيح الول وقدمنا‬
‫فيما سلف تعزير عمر له حي اعطى الشعث بن قيس عشرة آلف وأخذه من ماله عشرين الفا ايضا وقدمنا عتبه عليه لدخوله المام وتدلكه بعد النورة بدقيق عصفر معجون بمر واعتذار‬
‫خالد اليه بانه صار غسول وروينا عن خالد انه طلق امرأة من نسائه وقال ان ل أطلقها عن ريبة ولكنها ل ترض عندي ول يصبها شيء ف بدنا ول رأسها ول ف شيء من جسدها وروى‬
‫سيف وغيه ان عمر قال حي عزل خالدا عن الشام والثن بن حارثة عن العراق انا عزلتهما ليعلم الناس ان ال نصر الدين لبنصرها وان القوة ل جيعا وروى سيف ايضا ان عمر قال حي‬
‫عزل خالدا عن قنسرين وأخذ منه ما أخذ انك على لكري وانك عند لعزيز ولن يصل اليك من امر تكرهه بعد ذلك وقد قال الصمعي عن سلمة عن بلل عن مالد عن الشعب قال اصطرع‬
‫عمر وخالد وها غلمان وكان خالد ابن خال عمر فكسر خالد ساق عمر فعولت وجبت وكان ذلك سبب العداوة بينهما وقال الصمعي عن ابن عون عن ممد بن سيين قال دخل خالد‬
‫على عمر وعليه قميص حرير فقال عمر ماهذا يا خالد فقال وما بأس يا امي الؤمني اليس قد لبسه عبد الرحن بن عوف فقال وانت مثل ابن عوف ولك مثل ما لبن عوف عزمت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪116‬‬

‫على من ف البيت ال اخذ كل واحد منهم بطائفة ما يليه قال فمزقوه حت ل يبق منه شىء وقال عبدال بن البارك عن حاد بن زيد حدثنا عبد ال بن الختار عن عاصم بن بدلة عن أب وائل‬
‫ث شك حاد ف أب وائل قال ولا حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال لقد طلبت القتل ف مظانه فلم يقدر ل إل أن أموت على فراشي وما من عملي شيء ارجى عندي بعد ل إله إل ال من‬
‫ليلة بتها وأنا متترس والسماء تلن تطر إل الصبح حت نغي على الكفار ث قال إذا أنامت فانظروا إل سلحي وفرسي فاجعلوه عدة ف سبيل ال فلما توف خرج عمر على جنازته فذكر قوله‬
‫ما على آل نساء الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما ل يكن نقعا أو لقلقة‬
‫قال ابن الختار النقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت وقد علق البخاري ف صحيحه بعض هذا فقال وقال عمر دعهن يبكي على أب سليمان ما ل يكن نقع أو لقلقة وقال ممد بن سعد‬
‫ثنا وكيع وأبو معاوية وعبد ال بن ني قالوا حدثنا العمش عن شقيق بن سلمة قال لا مات خالد ابن الوليد اجتمع نسوة بن الغية ف دار خالد يبكي عليه فقيل لعمر إنن قد اجتمعن ف دار‬
‫خالد يبكي عليه وهن خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره فأرسل إليهن فانهن فقال عمر وما عليهن أن ينفن من دموعهن على أب سليمان ما ل يكن نقعا أو لقلقة ورواه البخاري ف التاريخ‬
‫من حديث العمش بنحوه وقال إسحاق بن بشر وقال ممد مات خالد بن الوليد بالدينة فخرج عمر ف جنازته وإذا امه تندبه وتقول ‪ ...‬انت خي من ألف ألف من القو ‪ ...‬م إذا ما كبت‬
‫‪ ...‬وجوه الرجال‬
‫فقال صدقت وال إن كان لكذلك‬
‫وقال سيف بن عمر عن شيوخه عن سال قال فأقام خالد ف الدينة حت إذا ظن عمر أنه قد زال ما كان يشاه من افتتان الناس به وقد عزم على توليته بعد أن يرجع من الج واشتكى خالد‬
‫بعده وهو خارج من الدينة زائرا لمه فقال لا احدرون إل مهاجري فقدمت به الدينة ومرضته فلما ثقل وأظل قدوم عمر لقيه لق على مسية ثلث صادرا عن حجة فقال له عمر بم فقال‬
‫خالد بن الوليد ثقيل لا به فطوى عمر ثلثا ف ليلة فادركه حي قضى فرق عليه واسترجع وجلس ببابه حت جهز وبكته البواكي فقيل لعمر أل تسمع ال تنهاهن فقال وما على نساء قريس أن‬
‫يبكي أبا سليمان مال يكن نقع ول لقلقة فلما خرج لنازته رأى عمر امرأة مرمة تبكيه وتقول ‪ ...‬أنت خي من ألف ألف من النا ‪ ...‬س إذا ماكبت وجوه الرجال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪117‬‬

‫‪ ...‬أشجاع فأنت أشجع من ليث ‪ ...‬ضمر بن جهم أب أشبال ‪ ...‬أجواد فأنت أجود من سيل ‪ ...‬دياس يسيل بي البال‬
‫فقال عمر من هذه فقيل له أمه فقال أمه وإل له ثلثا وهل قامت النساء عن مثل خالد قال فكان عمر يتمثل ف طيه تلك الثلث ف ليلة وف قدومه‬
‫‪ ...‬تبكي ما وصلت به الندامى ‪ ...‬ولتبكي فوارس كالبال ‪ ...‬أولئك إن بكيت أشد فقدا ‪ ...‬من الذهاب والعكر اللل ‪ ...‬تن بعدهم قوم مداهم ‪ ...‬فلم يدنوا لسباب الكمال ‪...‬‬
‫وف رواية أن عمر قال لم خالد أخالدا أو أجزه ترزئي عزمت عليك أن لتبين حت تسود يداك من الضاب وهذا كله ما يقتضى موته بالدينة النبوية وإليه ذهب دحيم عبد الرحن بن‬
‫إبراهيم الدمشقي ولكن الشهور عن المهور وهم الواقدي وكاتبه ممد بن سعد وابو عبيد القاسم ابن وموسى بن أيوب وابو سليمان بن اب ممد وغيهم أنه مات بمص سنة إحدى‬
‫وعشرين سلم وإبراهيم بن النذر وممد بن عبدال بن ني وأبو عبدال العصفري زاد الواقدي وأوصى إل عمر بن الطاب وقد روى ممد بن سعد عن الواقدي عن عبد الرحن بن أب‬
‫الزناد وغيه قالوا قدم خالد بالدينة بعد وعشرين وروى الواقدي أن عمر رأي حجاجا يصلون بسجد قباء فقال أين نزلتم ما عزله عمر فاعتمر ث رجع إل الشام فلم يزل با حت مات ف‬
‫سنة إحدى بالشام قال بمص قال فهل من معرفة خب قالوا نعم مات خالد بن الوليد قال فاسترجع عمر وقال كان وال سدادا لنحور العدو ميمون النقيبة فقال له على فلم عزلته قال لبذله‬
‫الال لذوي الشرف واللسان‬
‫وف رواية آن عمر قال لعلي ندمت على ماكان من وقال ممد بن سعد أخبنا عبدال بن الزبي الميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا إساعيل بن أب خالد سعت قيس بن أب حازم يقول لا مات‬
‫خالد بن الوليد قال عمر رحم ال أبا سليمان لقد كنا نظن به أمورا ما كانت وقال جويرية عن نافع قال لا مات خالد ل يوجد له إل فرسه وغلمه وسلحه وقال القاضي العافا بن زكريا‬
‫الريري ثنا أحد بن العباس العسكري ثنا عبدال بن اب سعد حدثن عبدالرحن بن حزة اللخمي ثنا أبو علي الرنازي قال دخل هشام بن البحتري ف ناس من بن مزوم على عمر بن‬
‫الطاب فقال له يا هشام أنشدن شعرك ف خالد فأنشده فقال قصرت ف الثناء على أب سليمان رحه ال إنه كان ليحب أن الشرك وأهله وإن كان الشامت به لتعرضا لقت ال ث قال عمر‬
‫قاتل ال أخا بن تيم ما اشعره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪118‬‬

‫‪ ...‬وقل للذي يبقى خلف الذي مضى ‪ ...‬تيأ لخرى مثلها فكأن قدى ‪ ...‬فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي ‪ ...‬ول موت من قد مات يوما بخلدي‬
‫ث قال عمر رحم ال أبا سليمان ما عند ال خي له ما كان فيه ولقد مات سعيدا وعاش حيدا ولكن رأيت الدهر ليس بقائل‬
‫طليحة بن خويلد‬
‫ابن نوفل بن نضلة بن الشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمر بن قعي بن الارث بن ثعلبة بن داود بن أسعد بن خزية السدي الفقعسي كان من شهد الندق من ناحية الشركي ث‬
‫أسلم سنة تسع ووفد على رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة ث ارتد بعد وفاة رسول ال ( ص ) ف ايام الصديق وادعى النبوة كما تقدم وروى ابن عساكر ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فساله ما اسم الذي يأت إل أنه ادعى النبوة ف حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأن ابنه خيال قدم على رسول أبيك فقال ذو النون الذي ليكذب ول يون ول يكون كما يكون فقال‬
‫لقد سى ملكا عظيم الشأن ث قال لبنه قتلك ال وحرمك الشهادة ورده كما جاء فقتل خيال ف الردة ف بعض الوقائع قتله عكاشة بن مصن ث قتل طليحة عكاشة وله مع السلمي وقائع ث‬
‫خذله ال على يدي خالد بن الوليد وتفرق حنده فهرب حت دخل الشام فنل على آل جفنة فأقام عندهم حت مات الصديق حياء منه ث رجع إل السلم واعتمر ث جاء يسلم على عمر‬
‫فقال له أغرب عن فأنك قاتل الرجلي الصالي وعكاشة بن مصن وثابت بن أقرم فقال ياأمي الؤمني ها رجلن أكرمهما ال على يدي ول يهن بأيديهما فأعجب عمر كلمه ورضي عنه‬
‫وكتب له بالوصاة إل المراء أن يشاور ول يول شيئا من المر ث عاد إل الشام ماهدا فشهد اليموك وبعض حروب كالقادسية وناوند الفرس وكان من الشجعان الذكورين والبطال‬
‫الشهورين وقد حسن إسلمه بعد هذا كله وذكره ممد بن سعد ف الطبقة الرابعة من الصحابة وقال كان يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالرب وقال أبو نصر بن ماكول اسلم ث‬
‫ارتد ث أسلم وحسن إسلمه وكان يعدل بألف فارس ومن شعره أيام ردته وادعائه النبوة ف قتل السلمي اصحابه‬
‫فما ظنكم بالقوم إذا تقتلونم ‪ ...‬أليسوا وإن ل يسلموا برجال ‪ ...‬فان يكن اذداد أصب ونسوة ‪ ...‬فلم يذهبوا فرعا بقتل خيال ‪ ...‬نصبت لم صدر المالة إنا ‪ ...‬معاودة قتل الكماة ‪...‬‬
‫نزال ‪ ...‬فيوما تراها ف اللل مصونة ‪ ...‬ويوما ف ظلل عوال ‪ ...‬تراها غي ذات جلل ‪ ...‬ويوما تراها تضيء الشرفية نوها ‪ ...‬ويوما تراها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪119‬‬

‫‪ ...‬عشية غادرت ابن أقرم ثاويا ‪ ...‬وعكاشة العمى عند مال‬


‫وقال سيف بن عمر عن مبشر بن الفضيل عن جابر بن عبدال قال بال الذي ل إله إل هو ما اطلعنا على أحد من أهل القادسية يريد الدنيا مع الخرة ولقد اتمنا ثلثة نفر فما رأينا كما‬
‫هجمنا عليهم من أمانتهم وزهدهم طليحة بن خويلد السدي وعمر بن معدي كرب وقيس ابن الكشوح قال ابن عساكر ذكر أبو السي ممد بن أحد بن الفراس الوراق أن طليحة‬
‫أستشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين مع النعمان بن مقرن و‬
‫عمرو بن معدي كرب‬
‫رضي ال عنهم عمرو بن معدي كرب‬
‫ابن عبدال بن عمر بن عاصم بن عمرو بن زبيد الصعر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة ابن شيبة وهو زبيد الكب بن الارث بن صعف بن سعد العشية بن مذحج الزبيدي الدحجي‬
‫أبو ثور أحد الفرسان الشاهي البطال والشجعان الذاكي قدم على رسول ال ( ص ) سنة تسع وقيل عشر مع وفد مراد وقيل ف وفد مراد وقيل ف وقد زبيد قومه وقد ارتد مع السود‬
‫العنسي فسار إليه خالد بن سعيد بن العاص فقاتله فضربه خالد بن سعيد بالسيف على عاتقه فهرب وقومه وقد استلب خالد سيفه الصمصامة ث اسر ودفع إل أب بكر فأنبه وعاتبه واستنابه‬
‫فتاب وحسن إسلمه بعد ذلك فسيه إل الشام فشهد اليموك ث أمره عمر بالسي إل سعد وكتب بالوصاة به وأن يشاور ول يول شيئا فنفع ال به السلم وأهله وأبلى بلء حسنا يوم‬
‫القادسية وقيل إنه قتل با وقيل بنهاوند وقيل مات عطشا ف بعض القرى يقال لا روذة فال أعلم وذلك كله ف إحدى وعشرين فقال بعض من رثاه من قومه ‪ ...‬لقد غادر الركبان يوم‬
‫‪ ...‬تملوا ‪ ...‬بروذة شخصا ل جبانا ول غمرا ‪ ...‬فقل لزبيد بل لذحج كلها ‪ ...‬رزئتم ابا ثور قريع الوغى عمرا‬
‫وكان عمرو بن معدي كرب رضي ال عنه من الشعراء الجيدين فمن شعره‬
‫أعاذل عدت بدن ورمي ‪ ...‬وكل مقلص سلس القياد ‪ ...‬أعاذل انا أفن شباب ‪ ...‬إجابت الصريخ إل النادي ‪ ...‬مع البطال حت سل جسمي ‪ ...‬وأقرع عاتقي حل النجاد ‪ ...‬ويبقى ‪...‬‬
‫بعد حلم القوم حلمي ‪ ...‬ويفن قبل زاد القوم زادي ‪ ...‬تن أن يلقين قييس ‪ ...‬وددت وأينما من ودادي ‪ ...‬فمن ذا عاذري من ذي سفاه ‪ ...‬يرود بنفسه من الرادى ‪ ...‬أريد حياته‬
‫ويريد قتلي ‪ ...‬عذيرك من خليلك من مرادي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪120‬‬

‫له حديث واحد ف التلبيه رواه شراحيل بن القعقاع عنه قال كنا نقول ف الاهلية إذا لبينا لبيك تعظيما إليك عذرا هذي زبيد قد أتتك قسرا يعدو با مضمرات شزرا يقطعن خبتا وجبال‬
‫وعرا قد تركوا الوثان خلوا صفرا قال عمرو فنحن نقول الن ول المد كما علمنا رسول ال ( ص ) لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك إن المد والنعمة لك واللك ل شريك‬
‫لك‬
‫العلء بن الضرمي‬
‫امي البحرين لرسول ال ( ص ) وأقره عليها أبو بكر ث عمر تقدم أنه توف سنة اربع عشرة ومنهم من يقول إنه تأخر إل سنة إحدى وعشرين وعزله عمر عن البحرين وول مكانه أبا هريرة‬
‫وأمره عمر على الكوفة فمات قبل أن يصل إليها منصرفه من الج كما قدمنا ذلك وال أعلم وقد ذكرنا ف دلئل النبوة قصته ف سيه بيشه على وجه الاء وما جرى له من خرق العادات‬
‫وال المد‬
‫النعمان بن مقرن بن عائذ الزن‬
‫أمي وقعة ناوند صحاب جليل قدم مع قومه من مزينة ف اربعمائة راكب ث سكن البصرة وبعثه الفاروق أميا على النود إل ناوند ففتح ال على يديه فتحا عظيما ومكن ال له ف تلك‬
‫البلد ومكنه من رقاب اولئك العباد ومكن به للمسلمي هنالك إل يوم التناد ومنحه النصر ف الدنيا ويوم يقوم الشهاد وأتاح له بعدما أراه ما أحب شهادة عظيمة وذلك غاية الراد فكان‬
‫من قال ال تعال ف حقه ف كتابه البي وهو صراطه الستقيم إن ال اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ف التوراة والنيل‬
‫والقرآن ومن أوف بعهده من ال فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وعشرين وفيها كانت فتوحات كثية منها فتح حدان ثانية ث الري وما بعدها ث اذربيجيان‬
‫قال الواقدي وأبو معشر كانت ف سنة ثنتي وعشرين وقال سيف كانت ف سنة ثان عشرة بعد فتح هدان والرى وجرجان وأبو معشر يقول بأن أذربيجان كانت بعد هذه البلدان ولكن‬
‫عنده أن الميع كان ف هذه السنة وعند الواقدي أن فتح هدان والرى ف سنة ثلث وعشرين فهمدان افتتحها الغية بعد مقتل عمر بستة أشهر قال ويقال كان فتح الرى قبل وفاة عمر‬
‫سنتي إل أن الواقدي وأبا معشر متفقان على أن اذربيجان ف هذه السنة وتبعهما ابن جرير وغيه وكان السبب ف ذلك أن السلمي لا فرغوا من ناوند وما وقع من الرب التقدم فتحوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪121‬‬

‫حلوان وهذان بعد ذلك ث ان أهل هذان نقضوا عهدهم الذي صالهم عليه القعقاع بن عمرو فكتب عمر إل نعيم بن مقرن ان يسي ال هذان وان يعل على مقدمته اخاه سويد بن مقرن‬
‫وعلى منبتيه ربعي بن عامر الطائي ومهلهل بن زيد التميمي فسار حت نزل على ثنية العسل ث تدر على هذان واستول على بلدها وحاصرها فسألوه الصلح فصالهم ودخلها فبينما هو‬
‫فيها ومعه اثن عشر الفا من السلمي إذ تكاتف الروم والديلم وأهل الرى وأهل اذربيجان واجتمعوا على حرب نعيم بن مقرن ف جع كثي فعلى الديلم ملكهم واسه موتا وعلى أهل الرىي‬
‫أبو الفرخان وعلى أذربيجان اسفندياذ أخو رستم فخرج إليهم بن معه من السلمي حت التقوا بكان يقال له واج الروذ فاقتتلوا قتال شديدا وكانت وقعة عظيمة تعدل ناوند ول تك دونا‬
‫فقتلوا من الشركي جعا كثيا وجعا صغيا ليصون كثرة وقتل ملك الديلم موتا وتزق شلهم وانزموا بأجعهم مد من قتل بالعركة منهم فكان تعيم بن مقرن أول من قاتل الديلم من‬
‫السلمي وقد كان نعيم كتب إل عمر يعلمه باجتماعهم فهمه ذلك واغتم له فلم يفجأه إل البيد بالبشارة فحمد ال واثن عليه وأمر بالكتاب فقرئ على ناس ففرحوا وحدوا ال عز وجل ث‬
‫قدم عليه بالخاس ثلثة من المراء وهم ساك بن خرشة ويعرف بأب دجانة وساك بن عبيد وساك بن مرمة فلما استسماهم عمر قال اللهم اسك بم السلم وأمد بم السلم ث كتب إل‬
‫نعيم بن مقرن بأن يستخلف على هذان ويسي إل الرى فامتثل نعيم وقد قال نعيم ف هذه الوقعة ‪ ...‬ولا أتان أن موتا ورهطه ‪ ...‬بن باسل جروا جنود العاجم ‪ ...‬نضت إليهم بالنود‬
‫مساميا ‪ ...‬لمنع منهم ذمت بالقواصم ‪ ...‬فجئنا إليهم بالديد كأننا ‪ ...‬جبال تراءى من فروع القلسم ‪ ...‬فلما لقيناهم با مستفيضة ‪ ...‬وقد جعلوا يسمعون فعل الساهم ‪ ...‬صدمناهم ف‬
‫واج روذ بمعنا ‪ ...‬غداة رميناهم باحدى العظائم ‪ ...‬فما صبوا ف حومة الوت ساعة ‪ ...‬لد الرماح والسيوف الصوارم ‪ ...‬كأنم عند انبثاث جوعهم ‪ ...‬جدار تشظى لبنة للهادم ‪ ...‬أ‬
‫‪ ...‬أصبنا با موتا ومن لف جعة ‪ ...‬وفيها ناب قسمه غي عات ‪ ...‬تبعناهم حت أووا ف شعابم ‪ ...‬فنقتلهم قتل الكلب الواحم ‪ ...‬كأنم ف واج روذ وجوه ‪ ...‬ضئي أصابتها فروج‬
‫‪ ...‬الخارم‬
‫فتح الري‬
‫استخلف نعيم بن مقرن على هذان يزيد بن قيس المدان وسار باليوش حت لق الري فلقي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪122‬‬

‫هناك جعا كثيا من الشركي فاقتتلوا عند سفح جبل الري فصبوا وصبا عظيما ث انزموا فقتل منهم النعمان بن مقرن مقتلة عظيمة بيث عدوا بالقصب فيها وغنموا منهم غنيمة عظيمة‬
‫قريبا ما غنم السلمون من الدائن وصال ابو الفرخان على الري وكتب له أمانا بذلك ث كتب نعيم إل عمر بالفتح ث الخاس ول المد والنة‬
‫فتح قومس‬
‫ولا ورد البشي بفتح الري وأخاسها كتب عمر إل نعيم بن مقرن أن‬
‫يبعث أخاه سويد بن مقرن إل قومس فسار إليها سويد فلم يقم له شء حت أخذها سلما وعسكر با وكتب لهلها كتاب أمان وصلح‬
‫فتح جرجان‬
‫لا عسر سويد بقومس بعث إليه أهل بلدان شت منها جرجان وطبستان وغيها يسألونه الصلح على الزية فصال الميع وكتب لهل كل بلدة كتاب أمان وصلح وحكى الدائن أن‬
‫جرجان فتحت ف سنة ثلثي ايام عثمان فال أعلم‬
‫وهذا فتح اذربيجيان‬
‫لا فتح نعيم بن مقرن هذان ث الري وكان قد بعث بي يديه بكي بن عبدال من هذان إل أذربيجان وأردفه بسماك بن خرشة فاقتتلوا فهزم ال الشركي وأسر بكي أسفندياذ فقال له‬
‫اسفندياذ فلقي اسفندياذ بن الفرخزاذ بكيا وأصحابه قبل أن يقدم عليهم ساك الصلح أحب إليك أم الرب بل الصلح قال فأمسكن عندك فأمسكه ث جعل يفتح بلدا بلدا وعتبة بن فرقد‬
‫أيضا يفتح معه بلدا بلدا ف مقابلته من الانب الخر ث جاء كتاب عمر بأن يتقد بكي إل الباب وجعل ساك موضعه نائبا لعبته بن فرقد وجع عمر أذربيجان كلها لعتبة بن فرقد وسلم إليه‬
‫بكي أسفندياذ وسار كما أمره عمر إل الباب قالوا وقد كان ا اعترض برام بن فرخزاذ لعتبة بن فرقد فهزمه عتبه وهرب برام فلما بلغ ذلك اسفدياذ وهو ف السر عند بكي قال الن ث‬
‫الصلح وطفئت الرب فصاله فأجاب إل ذلك كلهم وعادت اذربيجان سلما وكتب بذلك عتبة وبكي إل عمر وبعثوا بالخاس إليه وكتب عتبة حي انتهت إمرة أذربيجان لهلها كتاب‬
‫أمان وصلح‬
‫فتح الباب‬
‫قال ابن جرير وزعم سيف أنه كان ف هذه السنة كتب عمر بن الطاب كتابا بالمرة على هذه الغزوة لسراقة بن عمرو اللقب بذي النور وجعل على مقدمته عبدالرحن بن ربيعة ويقال له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪123‬‬

‫ذو النور ايضا وجعل على احدى الجنبتي حذيفة بن أسيد وعلى الخرى بكي بن عبد ال الليثي وكان قد تقدمهم إل الباب وعلى القاسم سلمان بن ربيعة فساروا كما أمرهم عمر وعلى‬
‫تعبئته فلما انتهى مقدم العساكر وهو عبدالرحن بن ربيعة إل اللك الذي هناك عند الباب وهو شهر براز ملك أرمينية وهو من بيت اللك الذي قتل بن إسرائيل وغزا الشام ف قدي الزمان‬
‫فكتب شهر براز لعبد الرحن واستأمنه فأمنه عبدالرحن بن ربيعة فقدم عليه اللك فأنى إليه أن صغوة إل السلمي وانه مناصح للمسلمي فقال له إن فوقي رجل فاذهب إليه فبعثه إل سراقة‬
‫ابن عمرو وأمي اليش فسأل من سراقة المان فكتب إل عمر فأجازما أعطاه من المان واستحسنه فكتب له سراقة كتابا بذلك ث بعث سراقة بكيا وحبيب بن مسلمة وحذيفة ابن اسيد‬
‫وسلمان بن ربيعة إل أهل تلك البال الحيطة بأرمينية جبال اللن وتفليس وموتان فافتتح بكي موقان وكتب لم كتاب أمان ومات ف غضون ذلك أمي السلمي هناك وهو سراقة بن عمرو‬
‫واستخلف بعده بعد الرحن بن ربيعة فلما بلغ عمر ذلك أقره على ذلك وأمره بغزو الترك‬
‫أول غزو الترك‬
‫وهو تصديق الديث التقدم الثابت ف الصحيح عن اب هريرة وعمر بن تغلب أن رسول ال ( ص ) قال ل تقوم الساعة حت تقاتلوا قوما عراض الوجوه دلف النوف حر الوجوه كأن‬
‫وجوهم الجان الطرقة وف رواية يبتلعون الشعر‬
‫لا جاء كتاب عمر إل عبدالرحن بن ربيعة يأمره بأن يغزو الترك سار حت قطع الباب قاصدا لا أمره عمر فقال له شهر براز أين تريد قال أريد ملك الترك بلنجر فقال له شهر براز إنا لنرضى‬
‫منهم الوادعة ونن من وراء الباب فقال له عبد الرحن إن ال بعث إلينا رسول ووعدنا على لسانه بالنصر والظفر ونن ل نزال منصورين فقاتل الترك وسار ف بلد بلنجر مائت فرسخ وغزا‬
‫مرات متعددة ث كانت له وقائع هائلة ف زمن عثمان كما سنورده ف موضعه إن شاء ال تعال‬
‫وقال سيف بن عمر عن الغصن بن القاسم عن رجل عن سلمان بن ربيعة قال لا دخل عليهم عبد الرحن بن ربيعة بلدهم حال ال بي الترك والروج عليه وقالوا ما اجترأ علينا هذا الرجل‬
‫إل ومعهم اللئكة تنعهم من الوت فتحصنوا منه وهربوا بالغنم والظفر ث إنه غزاهم غزوات ف زمن عثمان فظفر بم كما كان يظفر بغيهم فلما ول عثمان على الكوفة بعض من كان ارتد‬
‫غزاهم فتذامرت الترك وقال بعضهم لبعض إنم ليوتون وقال انظروا وفعلوا فاختفوا لم ف الغياض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪124‬‬

‫فرمى رجل منهم رجل من السلمي على غرة فقتله وهرب عنه أصحابه فخرجوا على السلمي بعد ذلك حت عرفوا أن السلمي يوتون فاقتتلوا قتال شديدا ونادى مناد من الو صبا آل‬
‫عبد الرحن موعدكم النة فقاتل عبد الرحن حت قتل وانكشف الناس وأخذ الراية سلمان بن ربيعة فقاتل با ونادى النادي من الو صبا آل سلمان بن ربيعة فقاتل قتال شديدا ث تيز‬
‫سلمان وأبو هريرة بالسلمي وفروا من كثرة الترك ورميهم الشديد السديد على جيلن فقطعوها إل جرجان واجترأت الترك بعدها ومع هذا أخذت الترك عبد الرحن بن ربيعة فدفنوه ف‬
‫بلدهم فهم يستسقون بقبه إل اليوم وسيأت تفصيل ذلك كله‬
‫قصة السد‬
‫أن ذكر ابن جرير بسنده أن شهريراز قال لعبد الرحن بن ربيعة لا قدم عليه حي وصل إل الباب وأراه رجل فقال شهر براز أيها المي إن هذا الرجل كنت بعثته نو السد وزودته مال‬
‫جزيل وكتبت له إل اللوك الذين يولون وبعثت لم هدايا وسألت منهم أن يكتبوا له إل من يليهم من اللوك حت ينتهي إل سد ذي القزني فينظر إليه ويأتينا ببه فسار حت انتهى إل اللك‬
‫الذي السد ف أرضه فبعثه إل عامله ما يلي السد فبعث معه بازيارة ومعه عقابه فلما انتهوا إل السد إذا جبلن بينهما سد مسدود حت ارتفع على البلي وإذا دون السد خندق أشد سوادا‬
‫من الليل لبعده فنظر إل ذلك كله وتفرس فيه ث لا هم بالنصراف قال له البازيار على رسلك ث شرح بضعة لم معه فالقاها ف ذلك الواء وانقض عليها العقاب فقال إن أدركتها قبل أن‬
‫تقع فل شيء وإن ل تدركها حت تقع فذلك شيء قال فلم تدركها حت وقعت ف اسفله واتبعها العقاب فأخرجها فاذا فيها ياقوته وهي هذه ث ناولا اللك شهر براز لعبد الرحن بن ربيعة‬
‫فنظر إليها عبد الرحن ث ردها اليه فلما ردها إليه فرح وقال وال لذه خي من ملكة هذه الدينة يعن مدينة باب البواب الت هو فيها وهي هذه خي من ملكة هذه الدينة يعن مدينة باب‬
‫البواب الت خبها لنتزعوها من وأي ال ل يقوم لكم شيء ما وفيتم وف ملككم ووال لنتم أحب إل اليوم من ملكة آل كسرى ولو كنت ف سلطانم وبلغهم الكب ث أقبل عبدالرحن‬
‫بن ربيعة على الرسول الذي ذهب على السد فقال ما حال هذا الردم يعن ما صفته فاشار إل ثوب ف زرقه وحرة فقال مثل هذا فقال رجل لعبد الرحن صدق وال لقد نفذ ورأى فقال أجل‬
‫وصف صفة الديد والصفر قال ال تعلى آتون زبر الديد حت إذا ساوى بي الصدفي قال انفخوا حت إذا جعله نارا قال آتون أفرغ عليه قطرا وقد ذكرت صفة السد ف التفسي وف أوائل‬
‫هذا الكتاب وقد ذكر البخاري ف صحيحه تعليقا أن رجل قال للنب ( ص ) رأيت السد فقال كيف رأيته قال مثل البد الحب رأيته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪125‬‬


‫قالوا ث قال عبد الرحن بن ربيعة لشهر براز كم كانت هديتك قال قيمة مائة آلف ف بلدي وثلثة آلف آلف ف تلك البلدان‬
‫بقية من خب السد‬
‫اورد شيخنا ابو عبدال الذهب الافظ ف هذه السنة ما ذكره صاحب كتاب مسالك المالك عما امله عليه سلم الترجان حي بعثه الواثق هذا وكتب له إل اللوك بالوصاة به وبعث معه‬
‫الفي بغل تمل طعاما فساروا بي س بامر ال بن العتصم وكان قد رأى ف النوم كأن السد قد فتح فأرسل سلما السرير ال ملك اللن فكتب سامرا ال اسحاق بتفليس فكتب لم إل‬
‫صاحب السرير وكتب لم صاحب لم ال قبلن شاه فكتب لم ال ملك الزر فوجه معه خسة اولد فساروا ستة وعشرين يوما نتهوا ال ارض سواداء منتنة حت جعلوا يشمون الل‬
‫فساروا فيها عشرة ايام فانتهوا ال مدائن خراب مدة سبعة وعشرين يوما وهي الت كانت يأجوج و مأجوج تطرقها فخربت من ذلك الي و ال الن ث انتهوا ال حصن قريب من السد‬
‫فوجدوا قوما يعرفون بالعربية و بالفارسية و يفظون القرآن ولم مكاتب و مساجد فجعلوا يعجبون منهم و يسألونم من أين أقبلوا فذكروا لم أنم من جهة أمي الؤمني الواثق فلم يعرفوه‬
‫بالكلية ث انتهوا ال جبل أملس ليس عليه خضرا و إذا السد هنالك من لب حديد مغيب ف ناس و هو مرتفع جدا ل يكاد البصر ينتهي إليه وله شرفات من حديد و ف وسطه باب عظيم‬
‫بصراعي مغلقي عرضهما مائة ذراع ف طول مائة ذراع ف ثخانة خسة أذرع و عليه قفل طوله سبعة أذرع ف غلظ باع وذكر أشياء كثية و عند ذلك الكان حرس يضربون عند القفل ف‬
‫كل يوم فيسمعون بعد ذلك صوتا عظيما مزعجا كأن وراء هذا الباب حرس وحفظة وقريب من هذا الباب حصنان عظيمان بينهما عي ماء عذبة وف احداها بقايا العمارة من مغارف ولب‬
‫وحديد وغي ذلك واذا طول اللبنة ذراع ونصف ف مثله ف سك شب وذكروا انم سالوا اهل تلك البلد هل راوا احدا من ياجوج وماجوج فاخبوهم انم راوا منهم يوما أشخاصا فوق‬
‫الشرفات فهبت الريح فالقتهم اليهم فاذا طول الرجل منهم شب او نصف شب وال اعلم‬
‫حاد والصحابة فسار وغنم ورجع سالا وفيها ولد يزيد وعبداللك بن مروان وفيها قال الواقدي وف هذه السنة غزا معاوية الصائفة من بلد الروم وكان معه حج بالناس عمر ابن الطاب‬
‫وكان عماله فيها على البلد وهم الذين كانوا ف السنة قبلها وذكر ان عمر عزل عمارا ف هذه السنة عن الكوفة اشتكاه اهلها وقالوا ل يسن السياسة فعزله وول ابا موسى الشعري فقال‬
‫اهل الكوفة ل نريده وشكوا من غلمه فقال دعون انظر ف امري وذهب ال طائفة من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪126‬‬

‫السجد ليفكر من يول فنام من الم فجاءه الغية فجعل يرسه حت استيقظ فقال له ان هذا المر عظيم يا امي الؤمني الذي بلغ بك هذا قال وكيف واهل الكوفة مائة الف ل يرضون امي‬
‫الؤمني ول يرضى عنهم امي ث جع الصحابة واستشارهم هل يول عليهم قويا مشددا او ضعيفا مسلما فقال له الغية بن شعبة يا امي الؤمني ان القوي قوته لك وللمسلمي وتشديده لنفسه‬
‫واما الضعيف السلم فضعفه عليك وعلى السلمي واسلمه لنفسه فقال عمر للمغية واستحسن ما قال له اذهب فقد وليتك الكوفة فرده اليها بعد ما كان عزله عنها بسبب ما كان شهد‬
‫عليه الذين تقدم حدهم بسبب قذفه والعلم عند ال عز وجل وبعث ابا موسى الشعري ال البصرة فقيل لعمار اساءك العزل فقال وال ما سرتن الولية ولقد ساءن العزل وف رواية ان الذي‬
‫ساله عن ذلك عمر رضى ال عنه ث اراد عمر ان يبعث سعد بن اب وقاص على الكوفة بدل الغية فعالته النية سنة ثلث وعشرين على ما سيات بيانه ولذا اوصى لسعد به‬
‫قال الواقدي وف هذه السنة غزا الحنف بن قيس بلد خراسان وقصد البلد الذي فيه يزدجر ملك الفرس قال ابن جرير وزعم سيف ان هذا كان ف سنة ثان عشرة قلت والول هو‬
‫الشهور وال اعلم‬
‫قصة يزدجرد بن شهريار بن كسرى‬
‫لا استلب سعد من يديه مدينة ملكه ودار مقره وايوان سلطانه وبساط مشورته وحواصله تول من هناك ال حلوان ث جاء السلمون ليحاصروا حلوان فتحول ال الرى واخذ السلمون‬
‫حلوان ث اخذت الرى فتحول منها ال اصبهان فسار ال كرمان فقصد السلمون كرمان فافتتحوها فانتقل ال خراسان فنلا هذا كله والنار الت يعبدها من دون ال يسي با معه من بلد ال‬
‫بلد ويبن لا ف كل بيت توقد فيهم على عادتم وهو يمل ف الليل ف مسيه ال هذا البلدان على بعي عليه هودج ينام فيه فبينما هو ذات ليلة ف هودجه وهو نائم فيه اذا مروا به على‬
‫ماضة فارادوا ان ينبهوه قبلها لئل ينعج اذا استيقظ ف الخاضة فلما ايقظوه تغضب عليهم شديدا وشتمهم وقال حرمتمون ان اعلم مدة بقاء هؤلء ف هذه البلد وغيها ان رايت ف منامي‬
‫هذا ان وممدا عندال فقال له ملككم مائة سنة فقال زدن فقال عشرا ومائة فقال زدن فقال عشرين ومائة سنة فقال زدن فقال لك وانبهتمون فل تركتمون لعلمت مدة هذه المة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪127‬‬

‫خرسان مع الحنف بن قيس‬


‫وذلك ان الحنف بن قيس هو الذي اشار على عمر بان يتوسع السلمون بالفتوحات ف بلد العجم ويضيقوا على كسرى يزدجر فانه هو الذي يستحث الفرس والنود على قتال السلمي‬
‫فاذن عمر بن الطاب ف ذلك عن رايه وامر الحنف وامره بغزو بلد خراسان فركب الحنف ف جيش كثيف ال خراسان قاصدا حرب يزدجر فدخل خراسان فافتتح هراة عنوة واستخلف‬
‫عليها صحار بن فلن العبدي ث سار ال مرو الشاهجان وفيها يزدجر وبعث الحنف بي يديه مطرف بن عبدال بن الشخي ال نيسابور والارث بن حسان ال سرخس ولا اقترب الحنف‬
‫من مروالشاهجان ترحل منها يزدجرد ال مرو الروذ فافتتح الحنف مرو الشاهجان فنلا وكتب يزدجرد حي نزل مروالروذ ال خاقان ملك الترك يستمده وكتب ال ملك الصفد يستمده‬
‫وكتب ال ملك الصي يستعينه وقصده الحنف بن قيس ال مروالروذ وقد استخلف على مرو الشاهجان حارثة بن النعمان وقد وفدت ال الحنف امداد من اهل الكوفة مع اربعة امراء فلما‬
‫بلغ مسية إل يزدجرد ترحل إل بلخ فالتقى معه ببلخ يزدجرد فهزمه فهزمه ال عز وجل وهرب هو ومن بقي معه من جيشه فعب النهر واستوثق ملك خراسان على يدي الحنف ابن قيس‬
‫واستخلف ف كل بلدة اميا ورجع الحنف فنل مرو الروذ وكتب ال عمر با فتح ال عليه من بلد خراسان بكمالا فقال عمر وددت انه كان بيننا وبي خراسان بر من نار فقال له علي‬
‫ول يا امي الؤمني فقال ان اهلها سينقضون عهدهم ثلث مرات فيجتاحون ف الثالثة فقال يا امي الؤمني لن يكون ذلك باهلها احب ال من ان يكون ذلك بالسلمي وكتب عمر ال‬
‫الحنف ينهاه عن العبور ال ما وراء النهر وقال احفظ ما بيدك من بلد خراسان ولا وصل رسول يزدجرد ال اللذين استنجد بما ل يتفل بامره فلما عب يزدجرد النهر ودخل ف بلدها‬
‫تعي عليهما اناده ف شرع اللوك فسار معه خاقان العظم ملك الترك ورجع يزدجرد بنود عظيمة فيهم ملك التتار خاقان فوصل ال بلخ واسترجعها وفر عمال الحنف اليه ال مرو الروذ‬
‫وخرج الشركون من بلخ حت نزلوا على الحنف برو الروذ فتبز الحنف بن معه من اهل البصرة واهل الكوفة والميع عشرون الفا فسمع رجل يقول لخر ان كان المي ذا رأي فانه‬
‫يقف دون هذا البل فيجعله وراء ظهره ويبقى هذا النهر خندقا حوله فل ياتيه العدو إل من جهة واحدة فلما اصبح الحنف امر السلمي فوقفوا ف ذلك الوقف بعينه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪128‬‬

‫وكان امارة النصر والرشد وجاءت التراك والفرس ف جع عظيم هائل مزعج فقام الحنف ف الناس خطيبا فقال إنكم قليل وعدوكم كثي فل يهولنكم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية‬
‫باذن ال وال مع الصابرين فكانت الترك يقاتلون بالنهار وليدري الحنف اين يذهبون ف الليل فسار ليلة مع طليعة من اصحابه نو جيش خاقان فلما كان قريب الصبح خرج فارس من‬
‫الترك طليعة وعليه طوق وضرب بطبله فتقدم إليه الحنف فاختلفا طعنتي فطعنه الحنف فقتله وهو يرتز ‪ ...‬ان على كل رئيس حقا ‪ ...‬ان يضب الصعدة او يندقا ‪ ...‬ان لا شيخا با‬
‫‪ ...‬ملقى ‪ ...‬بسيف اب حفص الذي تبقى‬
‫قال ث استلب التركي طوقه ووقف موضعه فخرج آخر علم طوق ومعه طبل فجعل يضرب بطبله فتقدم اليه الحنف فقتله ايضا واستلبه طوقه ووقف موضعه فخرج ثالث فقتله واخذ طوقه‬
‫ث اسرع الحنف الرجوع ال جيشه ول يعلم بذلك احد من الترك بكلية وكان من عادتم بطبله ث الثان ث الثالث ث يرجون بعد الثالث فلما خرجت الترك ليلتئذ سد انم ليرجون من‬
‫صبيتهم حت ترج ثلثة من كهولم بي أيديهم يضرب الول الثالث فأتوا على فرسانم مقتلي تشاءم بذلك اللك خاقان وتطي وقال لعسكره قد طال قامنا وقد اصيب هؤلء القوم بكان ل‬
‫نصب بثله ما لنا ف قتال هؤلء القوم من خي فانصرفوا بنا فرجعوا ال بلدهم وانتظرهم السلمون يومهم ذلك ليخرجوا اليهم من شعبهم فلم يروا احدا منهم ث بلغهم انصرافهم ال بلدهم‬
‫راجعي عنهم وقد كان يزدجرد وخاقان ف مقابلة الحنف بن قيس ومقاتلته ذهب ال مرو الشاهجان فحاصرها وحارثة بن النعمان با واستخرج منها خزانته الت كان دفنها با ث رجع‬
‫وانتظره خاقان ببلخ حت رجع اليه‬
‫وقد قال السلمون للحنف ما ترى ف اتباعهم فقال اقيموا بكانكم ودعوهم وقد اصاب الحنف ف ذلك فقد جاء ف الديث اتركوا الترك ما تركوكم وقد رد ال الذين كفروا بغيظهم ل‬
‫ينالوا خيا وكفى ال الؤمني القتال وكان ال قويا عزيزا ورجع كسرى خاسرا الصفقة ل يشف له غليل ول حصل على خي ول انتصر كما كان ف زعمه بل تلى عنه من كان يرجو النصر‬
‫منه وتنحى عنه وتبأ منه احوج ماكان اليه وبقي مذبذبا ل ال هؤلء ول ال هؤلء ومن يضلل ال فلن تد له سبيل وتي ف امره ماذا يصنع وال اين يذهب وقد اشار عليه بعض اول النهى‬
‫من قومه حي قال قد عزمت ان اذهب ال بلد الصي او اكون مع خاقان ف بلده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪129‬‬

‫فقالوا انا نرى ان نصانع هؤلء القوم فان لم ذمة ودينا يرجعون اليه فنكون ف بعض هذه البلد وهم ماورينا فهم خي لنا من غيهم فاب عليهم كسرى ذلك ث بعث ال ملك الصي‬
‫يستغيث به ويستنجده فجعل ملك الصي يسال الرسول عن صفة هؤلء القوم الذين قد فتحوا البلد وقهروا رقاب العباد فجعل يبة عن صفتهم وكيف يركبون اليل والبل وماذا يصنعون‬
‫وكيف يصلون فكتب معه ال يزدجرد انه ل ينعن ان ابعث اليك بيش اوله برو وآخره بالصي الهالة با يق على ولكن هؤلء القوم الذين وصف ل رسولك صفتهم لو ياولون البال‬
‫لدوها ولو جئت لنصرك ازالون ماداموا على ما وصف ل رسولك فسالهم وارض منهم بالسالة فاقام كسرى وآل كسرى ف بعض البلد مقهورين ول يزل ذلك دأبه حت قتل بعد سنتي‬
‫من إمارة عثمان كما سنورده ف موضعه ولا بعث الحنف بكتاب الفتح وما أفاء ال عليهم من أموال الترك ومن كان معهم وانم قتلوا منهم مع ذلك مقتله عظيمة ث ردهم ال بغيظهم ل‬
‫ينالوا خيا فقام عمر على النب وقرئ الكتاب بي يديه ث قال عمر ان ال بعث ممدا بالدى ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله خي الدنيا والخرة فقال هو الذي أرسل رسوله‬
‫بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون فالمد ل الذي انز وعده ونصر جنده ال وان ال قد اهلك ملك الجوسية فرق شلهم فليسوا يلكون من بلدهم شبا يضي‬
‫بسلم ال وان ال قد اورثكم ارضهم وديارهم واموالم وأبناءهم لينظر كيف تعملون فقوموا ف امره على وجل يوف لكم بعهده ويؤتكم وعده ول تغيوا يستبدل قوما غيكم فان ل اخاف‬
‫على هذه المة ان تؤتى إل من قبلكم‬
‫وقال شيخنا ابو عبد ال الذهب الافظ ف تاريخ هذه السنة اعن سنة ثنتي وعشرين وفيها فتحت اذربيجان على يدي الغية بن شعبة قاله ابن اسحاق فيقال انه صالهم على ثانائة الف‬
‫درهم وقال ابو عبيدة فتحها حبيب بن سلمة الفهري بأهل الشام عنوة ومعه اهل الكوفة فيهم حذيفة فافتتحها بعد قتال شديد وال أعلم وفيها افتتح حذيفة الدينور عنوة بعدما كان سعد‬
‫افتتحها فانتقضوا عهدهم وفيها افتتح حذيفة ماه سندان عنوة وكانوا نقضوا ايضا عهد سعد وكان مع حذيفة أهل البصرة فلحقهم أهل الكوفة فاختصموا ف الغنيمة فكتب عمر ان الغيمة لن‬
‫شهد الوقعة قال ابو عبيدة ث غزا حذيفة هذان فافتتحها عنوة ول تكن فتحت قبل ذلك واليها انتهى فتوح حذيفة قال ويقال افتتحها جرير بن عبدال بأمر الغية ويقال افتتحها الغية سنة‬
‫اربع وعشرين وفيا افتتحت جرجان قال خليفة وفيها افتتح عمرو بن العاص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪130‬‬

‫طرابلس الغرب ويقال ف السنة الت بعدها قلت وف هذا كله غرابة لنسبته ال ما سلف وال اعلم قال شيخنا وفيها توف اب بن كعب ف قول الواقدي وابن ني والذهلي والترمذي وقد تقدم‬
‫ف سنة تسع عشرة ومعضد بن يزيد الشيبان استشهد بأذربيجان ول صحبه له‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وفيها وفاة عمر بن الطاب‬
‫قال الواقدي وابو معشر فيها كان فتح اصطخر وهذان وقال سيف كان فتحها بعد فتح توج الخرة ث ذكر ان الذي افتتح توج ماشع بن مسعود بعد ما قتل من الفرس مقتله عظيمة وغنم‬
‫منهم عنائم جة ث ضرب الزية على اهلها وعقد لم الذمة ث بعث بالفتح وخس الغنائم ال عمر بن الطاب رضي ال عنه ث ذكر ان عثمان بن اب العاص افتتح جور بعد قتال شديد كان‬
‫عندها ث افتتح السلمون اصطخر وهذه الرة الثانية وكان اهلها قد نقضوا العهد بعدما كان جند العلء بن الضرمي افتتحوها حي جاز ف البحر من ارض البحرين والتقوا هم والفرس ف‬
‫مكان يقل له طاوس كما تقدم بسط ذلك ف موضعه ث صاله الربد على الزية وان يضرب لم الذمة ث بعث بالخاس والبشارة ال عمر قال ابن جرير وكانت الرسل لا جوائز وتقضي لم‬
‫حوائج كما كان رسول ال ( ص ) يعاملهم بذلك ث ان شهرك خلع العهد ونقض الذمة ونشط الفرس فنقضوا فبعث اليهم عثمان بن أب العاص ابنه وأخاه الكم فاقتلوا مع الفرس فهزم ال‬
‫جيوش الشركي وقتل الكم بن اب العاص شهرك وقتل ابنه معه ايضا وقال ابو معشر كانت فارس الول واصطخر الخرة سنة ثان وعشرين ف امارة عثمان وكانت فارس الخرة ووقعه‬
‫جور ف سنة تسع وعشرين‬
‫فتح فسا ودار ابرد وقصة سارية بن زنيم‬
‫ذكر سيف عن مشايه ان سارية بن زنيم قصد فسا ودارأبرد فاجتمع له جوع من الفرس والكراد عظيمة ودهم السلمي منهم أمر عظيم وجع كثي فراى عمر ف تلك الليلة فيما يرى‬
‫النائم معركتهم وعددهم ف وقت من النهار وانم ف صحراء وهناك جبل ان اسندوا اليه ل يؤتوا ال من وجه واحد فنادى من الغد الصلة جامعة حت إذا كانت الساعة الت رأى أنم‬
‫اجتمعوا فيها خرج إل الناس وصعد النب فخطب الناس واخبهم بصفة مارأى ث قال ياسارية البل البل ث اقبل عليهم وقال ان ل جنودا ولعل بعضها ان يبلغهم قال ففعلوا ما قال عمر‬
‫فنصرهم ال على عدوهم وفتحوا البلد وذكر سيف ف رواية اخرى عن شيوخه ان عمر بينهما هو يطب يوم المعة اذ قال ياسارية بن زنيم البل البل فلجأ السلمون ال جبل هناك فلم‬
‫يقدر العدو عليهم ال من جهة واحدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪131‬‬

‫فأظفرهم ال بم وفتحوا البلد وغنموا شيئا كثيا فكان من جلة ذلك سفط من جوهر فاستوهبه سارية من السلمي لعمر فلما وصل اليه ما الخاس قدم الرسول بالمس فوجد عمر قائما ف‬
‫يده عصا وهو يطعم السلمي ساطهم فلما رآه عمر قال له اجلس ول يعرفه فجلس الرجل فأكل مع الناس فلما فرغوا انطلق عمر ال منله واتبعه الرجل فاستأذن فاذن له واذا هو قد وضع‬
‫له خبز وزيت وملح فقال ادن فكل قال فجلست فجعل يقول لمرأته أل ترجي ياهذه فتأكلي فقالت إن اسع حس رجل عندك فقال أوماترضي ان يقال ام كلثوم بنت عمر على وامرأة‬
‫عمر فقالت ما أقل غناء ذلك عن ث قال للرجل ادن فكل فلوكانت راضية لكان اطيب ما ترى فأكل فلما فرغا قال أنا رسول سارية بن زنيم يا أمي الؤمني فقال مرحبا وأهل ث أدناه حت‬
‫مست ركبته ركبته ث سأله عن السلمي ث سأله عن سارية بن زنيم فأخبه ث ذكرله شأن السفط من الوهر فاب ان يقبله وامر برده ال الند وقد سأل قال نعم سعنا قائل يقول يا سارية‬
‫البل وقد كدنا نلك فلجأنا اليه ففتح ال اهل الدينة رسول سارية عن الفتح فأخبهم فسألوه هل سعوا صوتا يوم الوقعة الوقعة ث رواه سيف عن مالد عن الشعب بنحو هذا وقال عبد ال‬
‫بن وهب عن يي بن ايوب عن ابن عجلن عن نافع عن ابن عمر ان عمر وجه جيشا ورأس عليهم رجل يقال له سارية قال فبينما عمر يطب فجعل ينادي ياساري البل ياساري البل ثلثا‬
‫ث قدم رسول اليش فسأله عمر فقال يا أمي الؤمني هزمنا فبينما نن كذلك اذا سعنا مناديا ياسارية البل ثلثا فأسندنا ظهورنا بالبل فهزمهم ال قال فقيل لعمر انك كنت تصيح بذلك‬
‫وهذا إسناد جيد حسن‬
‫وقال الواقدي حدثن نافع بن اب نعيم عن نافع مول ابن عمر ان عمر قال على النب ياسارية ابن زنيم البل فلم يدر الناس مايقول حت قدم سارية بن زنيم الدينة على عمر فقال يا امي‬
‫الؤمني كنا ماصرىي العدو فكنا نقيم اليام ليرج علينا منهم احد نن ف خفض من الرض وهم ف حصن عال فسمعت صائحا ينادي بكذا وكذا ياسارية بن زنيم البل فعلوت بأصحاب‬
‫البل فما كان إل ساعة حت فتح ال علينا وقد رواه الافظ ابو القاسم الللكائي من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر بنحوه وف صحته من حديث مالك نظر وقال الواقدي حدثن اسامة‬
‫بن زيد عن اسلم عن ابيه وأبو سليمان عن يعقوب بن زيد قال خرج عمر بن الطاب رضي ال عنه يوم المعة ال الصلة فصعد النب ث صاح ياسارية بن زنيم البل ياسارية بن زنيم البل‬
‫ظلم من استرعى الذئب الغنم ث خطب حت فرغ فجاء كتاب سارية ال عمر ان ال قد فتح علينا يوم المعة ساعة كذا وكذا لتلك الساعة الت خرج فيها عمر فتكلم على النب قال سارية‬
‫فسمعت صوتا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪132‬‬

‫يا سارية بن زنيم البل ياسارية بن زنيم البل ظلم من استرعى الذئب الغنم فعلوت باصحاب البل ونن قبل ذلك ف بطن واد ونن ماصروا العدو ففتح ال علينا فقيل لعمر بن الطاب ما‬
‫ذلك الكلم فقال وال ما القيت له إلبشيء القى علي لسان فهذه طرق يشد بعضها بعضا‬
‫ث ذكر ابن جرير طريق سيف عن شيوخه فتح كرمان على يدي سهيل بن عدي وأمده عبدال ابن عبد ال بن عتبان وقيل على يدي عبد ال بن بديل بن ورقاء الزاعي وذكر فتح سجستان‬
‫على يدي عاصم بن عمرو بعد قتال شديد وكانت ثغورها متسعة وبلدها متنائية مابي السند ال نر بلخ وكانوا يقاتلون القند هار والترك من ثغورها وفروجها وذكر فتح مكران على يدي‬
‫الكم بن عمرو وأمده بشهاب بن الخارق بن شهاب وسهيل بن عدي وعبد ال بن عبد ال واقتتلوا مع ملك السند فهزم ال جوع السند وغنم السلمون منهم غنيمة كثية وكتب الكم‬
‫ابن عمرو بالفتح وبعث بالخاس مع صحار العبدي فلما قدم على عمر سأله عن أرض مكران فقال يا أمي الؤمني ارض سهلها جبل وماؤها وشل وثرها دقل وعدوها بطل وخيها قليل‬
‫وشرها طويل والكثي با قليل والقليل با ضائع وماوراءها شر منها فقال عمر اسجاع انت ام مب فقال ل بل مب فكتب عمر ال الكم بن عمرو وأن ليغزو بعد ذلك مكران وليقتصروا‬
‫على مادون النهر وقد قال الكم بن عمر ف ذلك ‪ ...‬لقد شبع الرامل غي فخر ‪ ...‬بقيء جاءهم من مكران ‪ ...‬اتاهم بعد مسغبة وجهد ‪ ...‬وقد صفر الشتاء من الدخان ‪ ...‬فإن ل يذم‬
‫اليش فعلى ‪ ...‬ولسيفى يذم ول لسان ‪ ...‬غداة أدافع الوباش دفعا ‪ ...‬ال السند العريضة والدان ‪ ...‬ومهران لنا فيما اردنا ‪ ...‬مطيع غي مسترخي العنان ‪ ...‬فلول ما نى عنه اميي ‪...‬‬
‫قطعناه ال البدد الزوان ‪ ...‬غزة الكراد‬
‫ث ذكر ابن جرير بسنده عن سيف عن شيوخه ان جاعة من الكراد والتف اليهم طائفة من الفرس اجتمعوا فلقيهم ابو موسى بكان من ارض بيوذقريب من نر تيى ث سار عنهم ابو موسى‬
‫ال اصبهان وقد استخلف على حربم الربيع بن زناد بعد مقتل اخيه الهاجر بن زياد فتسلم الرب وحنق عليهم فهزم ال العدو وله المد والنه كما هي عادته الستمرة وسننه الستقره ف‬
‫عباده الؤمني وحزبه الفلحي من اتباع سيد الرسلي ث خست الغنيمة وبعث بالفتح والمس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪133‬‬

‫ال عمر رضي ال عنه وقد سار ضبه بن مصن العني فاشتكى ابا موسى ال عمر وذكر عنه امورا لينقم عليه بسببها فاستدعاه عمر فسأله عنها فاعتذر منها بوجوه مقبوله فسمعها عمرو‬
‫وقبلها ورده ال عمله وعذر ضبه فيما تأوله ومات عمر وابو موسى على صلة البصرة‬
‫خب سلمة بن قيس الشجعي والكراد‬
‫بعثه عمر على سرية ووصاه بوصايا كثية بضمون حديث بريدة ف صحيح مسلم اغزوا بسم ال قاتلوا من كفر بال الديث ال آخره فساروا فلقوا جعا من الشركي فدعوهم ال احدى‬
‫ثلث خلل فأبوا ان يقبلوا واحدة منها فقاتلوهم فقتلوا مقاتلتهم وسبوا ذراريهم وغنموا اموالم ث بعث سلمة بن قيس رسول إل عمر بالفتح وبالغنائم فذكروا وروده على عمر وهو يطعم‬
‫الناس وذهابه معه ال منله كنحو ما تقدم من قصة ام كلثوم بنت علي وطلبها الكسوة كما يكسى طلحة وغية أزواجهم فقال ال يكفيك ان يقال بنت علي وأمرأة امي الؤمني ث ذكر‬
‫طعامه الشن وشرابه من سلت ث شرع يستعمله عن أخبارالهاجرين وكيف طعامهم واشعارهم وهل يأكلون اللحم الذي هو شجرتم ول بقاء للعرب دونه شجرتم وذكر عرضه عليه ذلك‬
‫السفط من الوهر فاب ان ياخذه واقسم على ذلك وامره بأن يرده فيقسم بي الغنمي وقد اورده ابن جرير مطول جدا‬
‫وقال ابن جرير وف هذه السنة حج عمر بازواج النب ( ص ) وهي آخر حجة حجها رضي ال عنه قال وهي هذه السنة كانت وفاته ث ذكر صفة قتله مطول ايضا وقد ذكرت ذلك‬
‫مستقصى ف آخر سية عمر فليكتب من هناك ال هنا‬
‫وهو عمر بن الطاب بن نفيل بن عبدالعزي بن رياح بن عبد ال بن قرط بن رزاح بن عدي ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن الياس‬
‫بن مضر بن نزاربن معد بن عدنان القرشي ابو حفص العدوي اللقب بالفاروق قيل لقبه بذلك اهل الكتاب وامه خنتمه بنت هشام اخت اب حهل بن هشام اسلم عمر وعمره سبع وعشرين‬
‫سنة وشهد بدرا واحدا والشاهد كلها مع النب ( ص ) وخرج ف عدة سرايا وكان اميا على بعضها وهو اول من دعىامي الؤمني وأول من كتب التاريخ وجع الناس على التراويح وأول‬
‫من عس بالدينة وحل الدرة وادب با وجلد ف المر ثاني وفتح الفتوح ومصر المصار وجند الناد ووضع الراج ودون الدواوين وعرض العطية واستقضى القضاه وكور الكور مثل‬
‫السواد والهواز والبال وفارس وغيها وفتح الشام كله ولزيرة والوصل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪134‬‬

‫وميافارقي وارمينية ومصر واسكندرية ومات عساكره على بلد الرى فتح من الشام اليموك وبصرى ودمشق والردن وبيسان وطبية والابية وفلسطي والرملة وعسقلن وغزة والسواحل‬
‫والقدس وفتح مصر واسكندرية وطرابلس الغرب وبرقة ومن مدن الشام بعلبك وحص وقنسرين وحلب وانطاكية وفتح الزيرة وحران والرها والرقة ونصيبي وراس عي وششاط وعي‬
‫وردة وديار بكر وديار ربيعة وبلد الوصل وارمينية جيعها وبالعراق القادسية والية ونرسي وساباط ومدائن كسرى وكورة الفرات ودجلة والبلة والبصرة والهواز وفارس وناوند‬
‫وهذان والري وقومس وخراسان واصطخر واصبهان والسوس ومرو ونيسابور وجرجان واذربيجان وغي ذلك وقطعت جيوشه النهر مرارا وكان متواضعا ف ال خشن العيش خشن الطعم‬
‫شديدا ف ذات ال يرقع الثوب بالدي ويمل القربة على كتفه مع عظم هيبته ويركب المار عريا والبعي مطوما بالليف وكان قليل الضحك ل يازح احدا وكان نقش خاته كفى بالوت‬
‫واعظا يا عمر‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم اشد امت ف دين ال عمر وعن ابن عباس ان النب صلى ال عليه وسلم قال ان ل وزيرين من اهل السماء ووزيرين من اهل الرض فوزيراي من اهل السماء‬
‫جبيل وميكائيل ووزيراي من اهل الرض ابو بكر وعمر وانما السمع والبصر وعن عائشة ان النب صلى ال عليه وسلم قال ان الشيطان يفرق من عمر وقال ارحم امت ابو بكر واشدها ف‬
‫دين ال عمر وقيل لعمر انك قضاء فقال المد ل الذي مل قلب لم رحا ومل قلوبم ل رعبا وقال عمر ل يل ل من مال ال ال حلتان حلة للشتاء وحلة للصيف وقوت اهلي كرجل من‬
‫قريش ليس باغناهم ث انا رجل من السلمي وكان عمر اذا استعمل عامل كتب له عهدا واشهد عليه رهطا من الهاجرين واشترط عليه ان ل يركب برذونا ول ياكل نقيا ول يلبس رقيقا ول‬
‫يغلق بابه دون ذوى الاجات فان فعل شيئا من ذلك حلت عليه العقوبة وقيل انه كان اذا حدثه الرجل بالديث فيكذب فيه الكلمة والكلمتي فيقول عمر احبس هذه احبس هذه فيقول‬
‫الرجل وال كلما حدثتك به حق غي ما امرتن ان احبسه‬
‫وقال معاوية بن اب سفيان اما ابو بكر فلم يرد الدنيا واما عمر فارادته فلم يردها واما نن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن وعوتب عمر فقيل له لو اكلت طعاما طيبا كان اقوى لك على الق فقال‬
‫ان تركت صاحب على جادة فان أدركت جادتما فلم ادركهما ف النل وكان يلبس وهو خليفة جبة صوف مرقوعة بعضها بادم ويطوف بالسواق على عاتقه الدرة يؤدب با الناس واذا مر‬
‫بالنوى وغيه يلتقطه ويرمي به ف منازل الناس ينتفعون به‬
‫قال انس كان بي كتفي عمر اربع رقاع وازاره بادم وخطب على النب وعليه ازار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪135‬‬

‫فيه اثن عشر رقعة وانفق ف حجته ستة عشر دينارا وقال لبنه قد اسرفنا وكان ل يستظل بشيء غي انه كان يلقي كساءه على الشجرة ويستظل تته وليس له خيمة ول فسطاط ولا قدم‬
‫الشام لفتح بيت القدس كان على جل اورق تلوح صلعته للشمس ليس عليه قلنسوة ول عمامه قد طبق رجليه بي شعب الرحل بل ركاب ووطاؤه كبش صوف وهو فراشه اذا نزل وحقيبته‬
‫مشوة ليفا وهي وسادته اذا نام وعليه قميص من كرابيس قد رسم وترق جيبه فلما نزل قال ادعوا ل راس القرية فدعوه فقال اغسلوا قميصي وخيطوه واعيون قميصا فاتى بقميص كتان‬
‫فقال ما هذا فقيل كتان فقال فما الكتان فاخبوه فنع قميصه فغسلوه وخاطوه ث لبسه فقال له انت ملك العرب وهذه بلد ل يصلح فيها ركوب البل فات ببذون فطرح عليه قطيفة بل‬
‫سرج ول رحل فلما سار جعل البذون يهملج به فقال لن معه احبسوا ما كنت اظن الناس يركبون الشياطي هاتوا جلي ث نزل وركب المل‬
‫وعن انس قال كنت مع عمر فدخل حائطا لاجته فسمعته يقول بين وبينه جدار الائط عمر بن الطاب امي الؤمني بخ بخ وال لتتقي ال بن الطاب او ليعذبنك وقيل انه حل قربة على‬
‫عاتقه فقيل له ف ذلك فقال ان نفسي اعجبتن فاردت ان اذلا وكان يصلي بالناس العشاء ث يدخل بيته فل يزال يصلي إل الفجر وما مات حت سرد الصوم وكان ف عام الرمادة ل ياكل ال‬
‫البز والزيت حت اسود جلده ويقول بئس الوال ان شبعت والناس جياع وكان ف وجهه خطان اسودان من البكاء وكان يسمع الية من القرآن فيغشى عليه فيحمل صريعا ال منله فيعاد‬
‫اياما ليس به مرض ال الوف وقال طلحة بن عبدال خرج عمر ليلة ف سواد الليل فدخل بيتا فلما اصبحت ذهبت ال ذلك البيت فاذا عجوز عمياء مقعدة فقلت لا ما بال هذا الرجل‬
‫ياتيكي فقالت انه يتعاهدن مدة كذا وكذا ياتين با يصلحن ويرج عن الذى فقلت لنفسي ثكلتك امك يا طلحة اعثرات عمر تتبع‬
‫وقال اسلم مول عمر قدم الدينة رفقة من تار فنلوا الصلى فقال عمر لعبد الرحن بن عوف هل لك ان نرسهم الليلة قال نعم فباتا يرسانم ويصليان فسمع عمر بكاء صب فتوجه نوه‬
‫فقال لمه اتق ال تعال واحسن ال صبيك ث عاد ال مكانه فسمع بكاءه فعاد ال امه فقال لا مثل ذلك ث عاد مكانه فلما كان آخر الليل سع بكاء الصب فاتى ال امه فقال لا ويك انك‬
‫ام سوء مال ارى ابنك ل يقر منذ الليلة من البكاء فقالت يا عبدال ان اشغله عن الطعام فياب ذلك قال ول قالت لن عمر ل يفرض ال للمفطوم قال وكم عمر ابنك هذا قالت كذا وكذا‬
‫شهرا فقال ويك ل تعجليه عن الفطام فلما صلى الصبح وهو ل يستبي للناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪136‬‬

‫قراءته من البكاء قال بؤسا لعمر كم قتل من اولد السلمي ث امر مناديه فنادى ل تعجلوا صبيانكم عن الفطام فانا نفرض لكل مولود في السلم وكتب بذلك ال الفاق‬
‫وقال اسلم خرجت ليلة مع عمر ال ظاهر الدينة فلح لنا بيت شعر فقصدناه فاذا فيه امرأة تخض وتبكي فسالا عمر عن حالا فقالت انا امرأة عربية وليس عندي شىء فبكى عمر وعاد‬
‫يهرول ال بيته فقال لمرأته ام كلثوم بنت علي بن اب طالب هل لك ف اجر ساقه ال اليك واخبها الب فقالت نعم فحمل على ظهره دقيقا وشحما وحلت ام كلثوم ما يصلح للولدة‬
‫وجاءا فدخلت ام كلثوم على الرأة وجلس عمر مع زوجها وهو ل يعرفه يتحدث فوضعت الراة غلما فقالت ام كلثوم يا امي الؤمني بشر صاحبك بغلم فلما سع الرجل قولا استعظم ذلك‬
‫واخذ يعتذر إل عمر فقال عمر ل باس عليك ث اوصلهم بنفقة وما يصلحهم وانصرف‬
‫وقال اسلم خرجت ليلة مع عمر ال حرة واقم حت اذا كنا بصرار اذا بنار فقال يا اسلم ههنا ركب قد قصر بم الليل انطلق بنا اليهم فاتيناهم فاذا امرأة معها صبيان لا وقدر منصوبة على‬
‫النار وصبيانا يتضاغون فقال عمر السلم عليكم يا اصحاب الضوء قالت وعليك السلم قال ادنو قالت ادن أودع فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبد قال فما بال هؤلء الصبية‬
‫يتضاغون قالت من الوع فقال واي شىء على النار قالت ماء اعللهم به حت يناموا ال بيننا وبي عمر فبكى عمر ورجع يهرول ال دار الدقيق فاخرج عدل من دقيق وجراب شحم وقال يا‬
‫اسلم احله على ظهري فقلت انا احله عنك فقال انت تمل وزري يوم القيامة فحمله على ظهره وانطلقنا ال الراة فالقى عن ظهره واخرج من الدقيق ف القدر والقى عليه من الشحم وجعل‬
‫ينفخ تت القدر والدخان يتخلل ليته ساعة ث انزلا عن النار وقال ايتن بصحفة فاتى با فغرفها ث تركها بي يدي الصبيان وقال كلوا فأكلوا حت شبعوا والرأة تدعوا له وهى ل تعرفه فلم‬
‫يزل عندهم حت نام الضغار ث اوصلهم بنفقة وانصرف ث اقبل على فقال يا اسلم الوع الذي اسهرهم وابكاهم‬
‫وقيل ان علي بن اب طالب رضى ال عنه راى عمر وهو يعدو ال ظاهر الدينة فقال له ال اين يا امي الؤمني فقال قد ند بعي من ابل الصدقة فانا اطلبه فقال قد اتعبت اللفاء من بعدك وقيل‬
‫انه راى جارية تتمايل من الوع فقال من هذه فقالت ابنة عبدال هذه ابنت قال فما بالا فقالت انك تبس عنا ما ف يدك فيصيبنا ما ترى فقال يا عبدال بين وبينكم كتاب ال وال اعطيكم‬
‫إل ما فرض ال لكم اتريدون من ان اعطيكم ما ليس لكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪137‬‬

‫فاعود خائنا روى ذلك عن الزهري‬


‫وقال الواقدي حدثنا ابو حزة يعقوب بن ماهد عن ممد بن ابراهيم عن اب عمر قال قلت لعائشة من سى عمر الفاروق امي الؤمني قالت النب صلى ال عليه وسلم قال امي الؤمني هو‬
‫واول من حياه با الغية بن شعبة وقيل غيه وال اعلم‬
‫وقال ابن جرير حدثن احد بن عبدالصمد النصاري حدثتن ام عمر وبنت حسان الكوفية وكان قد اتى عليها مائة وثلثون سنه عن ابيها قال لا ول عمر قالوا يا خليفة خليفة رسول ال‬
‫فقال عمر هذا امر يطول بل انتم الؤمنون وانا اميكم فسمي امي الؤمني‬
‫وملخص ذلك ان رضى ال عنه لا فرغ من الج سنة ثلث وعشرين ونزل بالبطح دعا ال عز وجل وشكا اليه انه قد كبت سنه وضعفت قوته وانتشرت رعيته وخاف من التقصي وسال‬
‫ال ان يقبضه اليه وان ين عليه بالشهادة ف بلد النب صلى ال عليه وسلم كما ثبت عنه ف الصحيح انه كان يقول اللهم ان اسالك شهادة ف سبيلك وموتا ف بلد رسولك فاستجاب له ال‬
‫هذا الدعاء وجع له بي هذين المرين الشهادة ف الدينة النبوية وهذا عزيز جدا ولكن ال لطيف بن يشاء تبارك وتعال فاتفق له ان ضربه ابو لؤلؤة فيوز الجوسي الصل الرومي الدار وهو‬
‫قائم يصلي ف الحراب صلة الصبح من يوم الربعاء لربع بقي من ذي الجة من هذه السنة بنجر ذات طرفي فضربه ثلث ضربات وقيل ست ضربات احداهن تت سرته قطعت السفاق‬
‫فخر من قامته واستخلف عبدالرحن بن عوف ورجع العلج بنجره ل ير باحد ال ضربه حت ضرب ثلثة عشر رجل مات منهم ستة فألقى عليه عبدال بن عوف برنسا فانتحر نفسه لعنه ال‬
‫وحل عمر ال منله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس فجعل يفيق ث يغمى عليه ث يذكرونه بالصلة فيفيق ويقول نعم ولحظ ف السلم لن تركها ث صلى ف الوقت ث سال‬
‫عمن قتله من هو فقالوا له ابو لؤلؤة غلم الغية بن شعبة فقال المد ل الذي ل يعل منيت على يدي رجل يدعي اليان ول يسجد ل سجدة ث قال قبحه ال لقد كنا امرنا به معروفا وكان‬
‫الغية قد ضرب عليه ف كل يوم درهي ث سأل من عمر ان يزيد ف خراجه فانه نار نقاش حداد فزاد ف خراجه ال مائة ف كل شهر وقال له لقد بلغن انك تسن ان تعمل رحا تدور‬
‫بالواء فقال ابو لؤلؤة اماوال لعملن لك رحا يتحدث عنها الناس فيس الشارق والغارب وكان هذا يوم الثلثاء عشية وطعنه صبيحة الربعاء لربع بقي من ذى الجةواوصى عمر ان‬
‫يكون المر شورى بعده ف ستة من توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو راض عنهم وهم عثمان وعلي وطلحة والزبي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪138‬‬

‫وعبدالرحن بن عوف وسعد بن اب وقاص ول يذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى فيهم لكونه من قبيلته خشية ان يراعى ف المارة بسببه واوصى من يستخلف بعده بالناس خيا‬
‫على طبقاتم ومراتبهم ومات رضى ال عنه بعد ثلث ودفن يوم الحد مستهل الحرم من سنة اربع وعشرين بالجرة النبوية ال جانب الصديق عن اذن ام الؤمني عائشة رضى ال عنها ف‬
‫ذلك وف ذلك اليوم حكم امي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه‬
‫قال الواقدي رحه ال حدثن ابو بكر بن اساعيل بن ممد بن سعد عن ابيه قال طعن عمر يوم الربعاء لربع ليال بقي من ذي الجة سنة ثلث وعشرين ودفن يوم الحد صباح هلل‬
‫الحرم سنة اربع وعشرين فكانت وليته عشر سني وخسة اشهر واحدا وعشرين يوما وبويع لعثمان يوم الثني لثلث مضي من الحرم قال فذكرت ذلك لعثمان الخنس فقال ما اراك ال‬
‫وهلت توف عمر لربع ليال بقي من ذي الجة وبويع لعثمان لليلة بقيت من ذي الجة فاستقبل بلفته الحرم سنة اربع وعشرين وقال ابو معشر قتل عمر لربع بقي من ذي الجة تام‬
‫سنة ثلث وعشرين وكانت خلفته عشر سني وستة اشهر واربعة ايام وبويع عثمان ابن عفان‬
‫وقال ابن جرير حدثت عن هشام بن ممد قال قتل عمر لثلث بقي من ذى الجة سنة ثلث وعشرين فكانت خلفته عشر سني وستة اشهر واربعة ايام وقال سيف عن خليد بن وفرة‬
‫ومالد قال استخلف عثمان لثلث من الحرم فخرج فصلى بالناس صلة العصر وقال علي بن ممد الدائن عن شريك عن العمش او جابر العفى عن عوف بن مالك الشجعي وعامر بن‬
‫اب ممد عن اشياخ من قومه وعثمان بن عبدالرحن عن الزهري قال طعن عمر يوم الربعاء لسبع بقي من ذي الجة والقول الول هو الشهر وال سبحانه وتعال اعلم‬
‫صفته رضي ال عنه‬
‫كان رجل طوال اصلع اعسر أيسر احور العيني آدم اللون وقيل كان ابيض شديد البياض تعلوه حرة اشنب السنان وكان يصفر ليته ويرجل راسه بالناء‬
‫واختلف ف مقدار سنه يوم مات رضى ال عنه على اقوال عدتا عشرة فقال ابن جرير حدثنا زيد بن احزم ابو قتيبة عن جرير بن حازم عن ايوب عن نافع عن ابن عمر قال قتل عمر ابن‬
‫الطاب وهو ابن خس وخسي سنة ورواه الدرواردى عن عبدال عن نافع عن ابن عمر وقاله عبدالرزاق عن ابن جريج عن الزهري ورواه احد بن هشيم عن علي بن زيد عن سال بن‬
‫عبدال ابن عمر وعن نافع رواية اخرى ست وخسون سنة قال ابن جرير وقال آخرون كان عمره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪139‬‬

‫ثلث وخسي سنة حدثت بذلك عن هشام بن ممد ث روى عن عامر الشعب انه توف وله ثلث وستون سنة‬
‫قلت وقد تقدم ف عمر الصديق مثله وروى عن قتادة انه قال توف عمر وهو ابن احدى وستي سنة وعن ابن عمر والزهري خس وستون وعن ابن عباس ست وستون وروى ابن جرير عن‬
‫اسلم مول عمر انه قال توف وهو ابن ستي سنة قال الواقدي وهذا اثبت القاويل عندنا وقال الدائن توف عمر وهو ابن سبع وخسي سنة‬
‫ذكر زوجاته وابنائه وبناته‬
‫قال الواقدي وابن الكلب وغيها تزوج عمر ف الاهلية زينب بنت مظعون اخت عثمان ابن مظعون فولدت له عبدال وعبدالرحن الكب وحفصة رضى ال عنهم وتزوج مليكة بنت جرول‬
‫فولدت له عبيد ال فطلقها ف الدنة فخلف عليها ابو الهم بن حذيفة قاله الدائن‬
‫وقال الواقدي هي ام كلثوم بنت جرول فولدت له عبيد ال وزيدا الصغر قاله الدائن وتزوج قريبة بنت اب امية الخزومي ففارقها ف الدنة فتزوجها بعده عبدالرحن بن اب بكر‬
‫قالوا وتزوج ام حكيم بنت الارث بن هشام بعد زوجها حي قتل ف الشام فولدت له فاطمة ث طلقها قال الدائن وقيل ل يطلقها قالوا تزوج جيلة بنت عاصم بن ثابت بن اب الفلح من‬
‫الوس وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت قبله عند عبدال بن اب مليكة ولا قتل عمر تزوجها بعده الزبي بن العوام رضى ال عنهم ويقال هى ام ابنه عياض فال اعلم قال‬
‫الدائن وكان قد خطب ام كلثوم ابنة اب بكر الصديق وهى صغية وارسل فيها عائشة فقالت ام كلثوم ل حاجة ل فيه فقالت عائشة اترغبي عن امي الؤمني قالت نعم انه خشن العيش‬
‫فارسلت عائشة ال عمرو بن العاص فصده عنها ودله على ام كلثوم بنت علي بن اب طالب ومن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال تعلق منها بسبب من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فخطبها من علي فزوجه اياها فاصدقها عمر رضي ال عنه اربعي الفا فولدت له زيدا ورقية قالوا وتزوج لية امرأة من اليمن فولدت له عبدالرحن الصغر وقيل الوسط وقال‬
‫الواقدي هي ام ولد وليست زوجة قالوا وكانت عنده فكيهة ام ولد فولدت له زينب قال الواقدي وهي اصغر ولده قال الواقدي وخطب ام ابان بنت عتبة بن شيبة فكرهته وقالت يغلق بابه‬
‫وينع خيه ويدخل عابسا ويرج عابسا‬
‫قلت فجملة اولده رضى ال عنه وارضاه ثلثة عشر ولدا وهم زيد الكب وزيد الصغر وعاصم وعبدال وعبدالرحن الكب وعبدالرحن الوسط قال الزبي بن بكار وهو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪140‬‬

‫ابو شحمة وعبدالرحن الصغر وعبيدال وعياض وحفصة ورقية وزينب وفاطمة رضى ال عنهم ومموع نسائه اللت تزوجهن ف الاهلية والسلم من طلقهن او مات عنهن سبع وهن جيلة‬
‫بنت عاصم بن ثابت بن الفلح وزينب بنت مظعون وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وقريبة بنت اب امية ومليكة بنت جرول وام حكيم بنت الارث بن هشام وام كلثوم بنت علي بن اب‬
‫طالب وام كلثوم اخرى وهي مليكة بنت جرول وكانت له امتان له منهما اولد ها فكيهة ولية وقد اختلف ف لية هذه فقال بعضهم كانت ام ولد وقال بعضهم كان اصلها من اليمن‬
‫وتزوجها امي الؤمني عمر بن الطاب فال اعلم‬
‫ذكر بعض ما رثى به‬
‫قال علي بن ممد الدائن عن ابن داب وسعيد بن خالد عن صال بن كيسان عن الغية ابن شعبة قال لا مات عمر بكته ابنة اب خيثمة فقالت واعمراه اقام الود وابر العهد امات الفت‬
‫واحيا السنن خرج نقي الثوب بريا من العيب‬
‫قال فقال علي بن اب طالب وال لقد صدقت ذهب بيها ونا من شرها اما وال ماقالت ولكن قولت وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ف زوجها عمر ‪ ...‬فجعن فيوز ل در دره‬
‫‪ ... ...‬بابيض تال للكتاب منيب ‪ ...‬رؤف على الدن غليظ على العدى ‪ ...‬اخى ثقة ف النائبات نيب ‪ ...‬مت ما يقل ل يكذب القول فعله ‪ ...‬سريع ال اليات غي معطوب‬
‫وقالت ايضا‬
‫عي جودى بعبة ونيب ‪ ...‬ل تلى على المام النجيب ‪ ...‬فجعتنا النون بالفارس العي ‪ ...‬ل يوم الياج والتلبيب ‪ ...‬عصمة الناس والعي على الدهر ‪ ...‬ر وغيث النتاب والحروب ‪...‬‬
‫‪ ... ...‬قل لهل السراء والبؤس موتوا ‪ ...‬وقد سقته النون كاس سغوب‬
‫وقالت امرأة من السلمي تبكيه‬
‫سيبكيك نساء الى ‪ ...‬يبكي شجيات ‪ ...‬ويمشن وجوها كالدناني نقيات ‪ ...‬ويلبسن ثياب الز ‪ ...‬ن بعد القصيبات ‪ ...‬وقد ذكر ابن جرير ترجة طويلة لعمر بن الطاب وكذلك ‪...‬‬
‫اطال ابن الوزي ف سيته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪141‬‬

‫وشيخنا الافظ ابو عبدال الذهب ف تاريه وقد جعنا متفرقات كلم الناس ف ملد مفرد افردنا لا اسنده وروى عنه من من الحكام ملدا اخر كبيا مرتبا على ابواب الفقه ول المد‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة توف قتادة بن النعمان وفيها غزا معاوية معاوية الصائفة حت بلغ عمورية ومعه من الصحابة عبادة بن الصامت وابو ايوب وابو ذر وشداد بن اوس وفيها فتح‬
‫معاوية عسقلن صلحا قال وفيها كان على قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة كعب بن سوار قال واما مصعب الزبيي فانه ذكر ان مالكا روى عن الزهري ان ابا بكر وعمر ل يكن‬
‫لما قاض وقال شيخنا ابو عبدال الذهب ف تاريه ف سنة ثلث وعشرين فيها كانت قصة سارية بن زنيم وفيها فتحت كرمان واميها سهيل بن عدي وفيها فتحت سجستان واميها عاصم‬
‫بن عمرو وفيها فتحت مكران واميها الكم بن اب العاص اخو عثمان وهى من بلد البل وفيها رجع ابو موسى الشعري من بلد اصبهان وقد افتتح بلدها وفيها غزا معاوية الصائفة حت‬
‫بلغ عمورية ث ذكر وفاة من مات فيها فمنهم قتادة بن النعمان النصاري الوسي الظفري اخو اب سعيد الدري لمه وقتادة اكب منه شهد بدرا واصيبت عينه ف يوم احد حت وقعت على‬
‫خده فردها رسول ال صلى ال عليه وسلم فصارت احسن عينيه وكان من الرماة الذكورين وكان على مقدمة عمر حي قدم ال الشام توف ف هذه السنة على الشهور عن خس وستي سنة‬
‫ونزل عمر ف قبه وقيل انه توف ف الت قبلها ث ذكر ترجة عمر بن الطاب فاطال فيها واكثر واطنب واتى بقاصد كثية مهمة وفوائد جة واشياء حسنة فاثابه ال النة ث قال ذكر من توف‬
‫ف خلفة عمر بن الطاب رضى ال عنه‬
‫القرع بن حابس‬
‫ابن عقال بن ممد بن سفيان بن ماشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تيم التميمي الجاشعي قال ابن دريد واسه فراس بن حابس ولقب بالقرع لقرع ف رأسه وكان‬
‫احد الرؤساء قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم مع وفد بن تيم وهو الذي نادى من وراء الجرات يا ممد ان مدحي زين وذمي شي وهو القائل وقد راى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقبل السن اتقبله وال ان ل عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم فقال من ل يرحم ل يرحم وف رواية ما املك ان نزع ال الرحة من قلبك وكان من تالفه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فاعطاه يوم حني مائة من البل وكذلك لعيينة بن حصن الفزاري واعطى عباس بن مرداس خسي من البل فقال ‪ ...‬اتعل نب ونب العب ‪ ...‬د بي عيينة والقرع ‪ ...‬فما كان‬
‫حصن ول حابس ‪ ...‬يفوقان مرداس ف ممع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪142‬‬

‫‪ ...‬وما كنت دون امرىء منهما ‪ ...‬ومن يفض اليوم ل يرفع‬


‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم انت القائل‬
‫‪ ...‬اتعل نب ونب العب ‪ ...‬د بي عيينة والقرع ‪...‬‬
‫ورواه البخاري قال السهلي انا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر القرع قبل عيينة لن القرع كان خيا من عيينة ولذا ل يرتد بعد النب صلى ال عليه وسلم كما ارتد عيينة فبايع‬
‫طليحة وصدقه ث عاد والقصود ان القرع كان سيدا مطاعا وشهد مع خالد وقائعه بارض العراق وكان على مقدمته يوم النبار ذكره شيخنا فيمن توف ف خلفة عمر بن الطاب والذي‬
‫ذكره ابن الثي ف الغابة انه استعمله عبدال بن عامر على جيش وسيه ال الوزجان فقتل وقتلوا جيعا وذلك ف خلفة عثمان كما سياتى ان شاء ال تعال‬
‫حباب من النذر‬
‫ابن الموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ابو عمر ويقال ابو عمرو النصاري الزرجي السلمي ويقال له ذو الراي لنه اشار يوم بدر ان ينل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على ادن ماء يكون ال القوم وان يغور ما وراءهم من القلب فاصاب ف هذا الراى ونزل اللك بتصديقه واما قوله يوم السقيفة انا جذيلها الحكك ومزيها الرجب منا امي‬
‫ومنكم امي فقد رده عليه الصديق والصحابة‬
‫ربيعة بن الارث بن عبدالطلب‬
‫عتبة بن مسعود الذل هاجر مع اخيه لبويه عبدال ال البشة شهد احدا وما بعدها قال الزهري ما كان عبدال بافقه منه ولكن مات عتبة قبله وتوف زمن عمر على الصحيح ويقال ف زمن‬
‫معاوية سنة اربع واربعي‬
‫علقمة بن علثة‬
‫ابن عوف بن الحوص بن جعفر بن كلب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلب اسلم عام الفتح وشهد حنينا واعطى يومئذ مائة من البل تاليفا لقلبة وكان يكون بتهامة وكان‬
‫شريفا مطاعا ف قومه وقد ارتد ايام الصديق فبعث اليه سرية فانزم ث اسلم وحسن اسلمه ووفد على عمر ف خلفته وقدم دمشق ف طلب مياث له ث ويقال استعمله عمر على حوران‬
‫فمات با وقد كان الطيئة قصده ليمتدحه فمات قبل مقدمه بليل فقال ‪ ...‬فما كان بين لو لقيتك سالا ‪ ...‬وبي الغن ال ليال قلئل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪143‬‬

‫علقمة بن مزز‬
‫ابن العور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدل الكنان الدلي فأجج نارا وأمر أصحابه أن يدخلوا فيها فامتنعوا فقال النب صلى ال احد امراء رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على بعض السرايا وكانت فيه دعابة منها وقال انا الطاعة ف العروف وقد كان علقمة جوادا مدحا رثاه عليه وسلم لو دخلوا فيها ما خرجوا جواس العذرى فقال ‪ ...‬ان السلم وحسن كل‬
‫تية ‪ ...‬تغدو على ابن مزز وتروح ‪ ...‬عوي بن ساعدة‬
‫ابن عباس ابو عبدالرحن النصاري الوسي احد بن عمرو بن عوف شهد العقبة وبدرا وما بعدها له حديث عند احد وابن ماجة ف الستنجاء بالاء قال ابن عبدالب توف ف حياة النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وقيل ف خلفة عمر وقال وهو واقف على قبه ل يستطيع احد ان يقول انا خي من صاحب هذا القب ما نصبت راية للنب صلى ال عليه وسلم ال وهو واقف تتها وقد روى‬
‫هذا الثر ابن اب عاصم كما اورده ابن الثي من طريقه‬
‫غيلن بن سلمة الثقفي‬
‫اسلم عام الفتح على عشر نسوة فامره رسول ال صلى ال عليه وسلم ان يتار منهن اربعا وقد وفد قبل السلم على كسرى فامره ان يبن له قصرا بالطائف وقد سأله كسرى أى ولدك‬
‫احب اليك قال الصغي حت يكب والريض حت يبأ والغائب حت يقدم فقال له كسرى ان لك هذا هذا كلم الكماء قال فما غذائك قال الب قال نعم هذا من الب ل من التمر واللب‬
‫معمر بن الارث‬
‫ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جح القرشي المحي اخو حاطب وحطاب امهم قيلة بنت مظعون اخت عثمان بن مظعون اسلم معمر قبل دخول النب صلى ال عليه وسلم دار الرقم‬
‫وشهد بدرا وما بعدها وآخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي معاذ بن عفراء‬
‫ميسرة بن مسروق العبسي‬
‫شيخ صال قيل انه صحاب شهد اليموك ودخل الروم اميا على جيش ستة الف وكانت له هة عالية فقتل وسب وغنم وذلك ف سنة عشرين وروى عن اب عبيدة وعنه اسلم مول عمر ل‬
‫يذكره ابن الثي ف الغابة‬
‫واقد بن عبدال‬
‫بن عبد مناف بن عرين النظلي اليبوعى حليف بن عدي بن كعب اسلم قبل دخول النب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪144‬‬

‫دار الرقم وشهد بدرا وما بعدها وآخى رسول ال ( ص ) بينه وبي بشر من الباء بن معرور وهو اول من قتل ف سبيل ال عز وجل ببطن نلة مع عبد ال بن جحش حي قتل عمرو بن‬
‫الضرمي توف ف خلفة عمر رضي ال عنه‬
‫ابو خراش الذل الشاعر‬
‫واسه خويلد بن مرة كان يسبق اليل على قدميه وكان فتاكا ف الاهلية ث اسلم وحسن اسلمه وتوف ف زمن عمر اتاه حجاج فذهب يأتيهم باء فنهشته حية فرجع اليهم بالاء واعطاهم شاة‬
‫وقدرا ول يعلمهم با جرى له فاصبح فمات فدفنوه ذكره ابن عبد البوابن الثي ف اساء الصحابة والظاهر انه ليست له وفادة وانا اسلم ف حياة النب ( شهد أحدا وما بعدها إل تبوك فإنه‬
‫تلف لعذر الفقر وهو أحد البكائي ص ) فهو مضرم وال اعلم‬
‫أبو ليلى عبدالرحن بن كعب ابن عمرو النصاري الذكورين‬
‫سودة بنت زمعة‬
‫القرشية العامرية ام الؤمني اول من دخل با رسول ال ( ص ) بعد خدية رضي ال عنها وكانت صوامة قوامة ويقال كان ف خلقها حدة وقد كبت فأراد رسول ال ( ص ) ان يفارقها‬
‫ويقال بل فارقها فقالت يارسول ال لتفارقن وانا اجعل يومي لعائشة فتركها رسول ال ( ص ) وصالها على ذلك وف ذلك انزل ال عز وجل وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا‬
‫فل جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خي الية قالت عائشة نزلت ف سودة بنت زمعة توفيت ف خلفة عمر بن الطاب‬
‫هند بن عتبة‬
‫يقال ماتت ف خلفة عمر وقيل توفيت قبل ذلك كما تقدم فال اعلم‬
‫خلفة امي الؤمني عثمان بن عفان ث استهلت سنة اربع وعشرين‬
‫ففي أول يوم منها دفن امي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه وذلك يوم الحد ف قول وبعد ثلث ايام بويع امي الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه‬
‫كان عمر رضي ال عنه قد جعل المر بعده شورى بي ستة نفر وهم عثمان بن عفان وعلي بن أب طالب وطلحة بن عبيد ال والزبي بن العوام وسعد بن أب وقاص وعبد الرحن بن عوف‬
‫رضي ال عنهم وترج ان يعلها لواحد من هؤلء على التعيي وقال ل أتمل امرهم حيا وميتا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪145‬‬

‫وان يرد ال بكم خيا يمعكم على خي هؤلء كما جعكم على خيكم بعد نبيكم ( ص ) ومن تام ورعة ل يذكر ف الشورى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فلذلك تركه وهو احد العشرة‬
‫الشهود لم بالنة بل جاء لنة ابن عمه خشى أن يراعي فيول لكونه ابن عمه ف رواية الدائن عن شيوخه انه استثناه من بينهم وقال لست مدخلة فيهم وقال لهل الشورى يضركم عبد ال‬
‫يعن ابنه وليس اليه من المر شيء يعن بل يضر الشورى ويشي بالنصح ول يول شيئا وأوصى ان يصلي بالناس صهيب بن سنان الرومي ثلثة ايام حت تنقضي الشورى وان يتمع اهل‬
‫الشورى ويوكل بم اناس حت ينبم المر ووكل بم خسي رجل من السلمي وجعل عليهم مستحثا ابا طلحة النصاري والقداد بن السود الكندي وقد قال عمر بن الطاب ما اظن الناس‬
‫يعدلون بعثمان وعلى احدا انما كانا يكتبان الوحي بي يدي رسول ال ( ص ) با ينل به جبيل عليه قالوا فلما مات عمر رضي ال عنه واحضرت جنازته تبادر اليها على وعثمان ايهما‬
‫يصلي عليه فقال لما عبد الرحن بن عوف لستما من هذا ف شيء إنا هذا ال صهيب الذي امره عمر ان يصلي بالناس فتقدم صهيب وصلى عليه نزل ف قبه مع ابنه عبد ال اهل الشورى‬
‫سوى طلحة فانه كان غائبا فلما فرغ من شان عمر جعهم القداد بن السود ف بيت السور بن مرمة وقيل ف حجرة عائشة وقيل ف بيت الال وقيل ف بيت فاطمة بنت قيس اخت الضحاك‬
‫بن قيس والول اشبه وال أعلم فجلسوا ف البيت وقام ابو طلحة يجبهم وجاء عمرو بن العاص والغية بن شعبة فجلسا من وراء الباب فحصبهم سعد بن اب وقاص وطردها وقال جئتما‬
‫لتقول حضرنا امر الشورى رواه الدائن عن مشايه وال أعلم بصحته‬
‫والقصود ان القوم خلصوا من الناس ف بيت يتشاورون ف امرهم فكثر القول وعلت الصوات وقال ابو طلحة ان كنت اظن ان تدافعوها ول اكن اظن ان تنافسوها ث صار المر بعد‬
‫حضور طلحة ال ان فوض ثلثة منهم مالم ف ذلك ال ثلثة ففوض الزبي ما يستحقه من المارة ال علي وفوض سعد ماله ف ذلك ال عبد الرحن بن عوف وترك طلحة حقه ال عثمان ابن‬
‫عفان رضي ال عنه فقال عبد الرؤحن لعلي وعثمان ايكما يبأ من هذا المر فنفوض المر اليه وال عليه والسلم ليولي افضل الرجلي الباقيي فاسكت الشيخان علي وعثمان فقال عبد‬
‫الرحن ان اترك حقي من ذلك وال على السلم ان اجتهد فأول اول كما بالق فقال نعم ث خاطب كل واحد منهما با فيه من الفضل واخذ عليه العهد واليثاق لئن وله ليعدلن ولئن ول‬
‫عليه ليسمعن وليطيعن فقال كل منهما نعم ث تفرقوا ويروى ان اهل الشورى جعلوا المر ال عبد الرحن ليجتهد للمسلمي ف افضلهم ليوليه فيذكر انه سأل من يكنه سؤاله من أهل‬
‫الشورى وغيهم فل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪146‬‬

‫يشي ال بعثمان بن عفان حت انه قال يعلى ارايت ان ل اولك بن تشي به علي قال بعثمان وقال لعثمان ارايت ان ل اولك بن تشي به قال بعلي بن اب طالب والظاهر ان هذا كان قبل ان‬
‫ينحصر المر ف ثلثة وينخلع عبد الرحن منها ينظر الفضل وال عليه والسلم ليجتهدن ف افضل الرجلي فيوليه ث نض عبد الرحن بن عوف رضي ال عنه يستشي الناس فيهما ويمع‬
‫راي السلمي برأي رؤس الناس واقيادهم جيعا واشتاتا مثن وفرادى ومتمعي سرا وجهرا حت خلص ال النساء الخدرات ف حجابن وحت سال الولدان ف الكاتب وحت سأل من يرد بن‬
‫الركبان والعراب ال الدينة ف مدة ثلثة ايام بلياليها فلم يد اثني يتلفان ف تقدم عثمان بن عفان ال ما ينقل عن عمار والقداد انما اشارا بعلي بن اب طالب ث بايعا مع الناس علي ما‬
‫سنذكره فعسى ف ذلك عبد الرحن ثلثة ايام بلياليها ل يغتمض بكثي نوم ال صلة ودعاءا واستخارة وسؤال من ذوي الراي عنهم فلم يدا احدا يعدل بعثمان بن عفان رضي ال عنه فلما‬
‫كانت الليلة يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت عمر بن الطاب جاء ال منل ابن اخته السور بن مرمة وعثمان قال السور فقلت بأيهما ابدأ فقال بأيهما شئت قال فذهبت ال علي‬
‫فقلت ا فقال انائم يا مسور وال ل أغتمض بكثي نوم منذ ثلث أذهب فأدع إل عليا أجب خال فقال امرك ان تدعو معي احدا قلت نعم قال من قلت عثمان بن عفان قال بأينا بدا قلت ل‬
‫يأمرن بذلك بل قال ادعو ل ايهما شئت اول فجئت اليك قال فخرج معي فلما مررنا بدار عثمان بن عفان جلس علي حت دخلت فوجدته يوتر مع الفجر فقال ل كما قال ل علي سواء ث‬
‫خرج فدخلت بما على خال وهو قائم يصلي فلما انصرف اقبل علي علي وعثمان فقال ان قد سألت الناس عنكما فلم اجد احدا يعدل بكما احدا ث اخذ العهد على كل منهما ايضا لئن‬
‫وله ليعدلن ولئن ول عليه ليسمعن وليطيعن ث خرج بما ال السجد وقد لبس عبد الرحن العمامة الت عمه رسول ال ( ص ) وتقلد سيفا وبعث ال وجوه الناس من الهاجرين والنصار‬
‫ونودي ف الناس عامة الصلة جامعة فامتل السجد حت غص بالناس وتراص الناس وتراصوا حت ل يبق لعثمان موضع يلس ال ف اخريات الناس وكان رجل حييا رضي ال عنه ث صعد‬
‫عبدالرحن بن عوف منب رسول ال ( ص ) فوقف وقوفا طويل ودعا دعاء طويل ل يسمعه الناس ث تكلم فقال أيها الناس ان سألتكم سرا وجهرا بأمانيكم فلم اجدكم تعدلون باحد هذين‬
‫الرجلي اما علي وأما عثمان فقم ال يا علي فقام اليه فوقف تت النب فأخذ عبدالرحن بيده فقال هل انت مبايعي على كتاب ال وسنة نبيه ( ص ) وفعل اب بكر وعمر قال اللهم ل ولكن‬
‫على جهدي من ذلك وطاقت قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪147‬‬

‫فارسل يده وقال ال يا عثمان فاخذه بيده فقال هل انت مبايعي على كتاب ال وسنة نبيه ( ص ) وفعل اب بكر وعمر قال اللهم نعم قال فرفع راسه ال سقف السجد ويده ف يد عثمان فقال‬
‫اللهم اسع واشهد اللهم اسع واشهد اللهم اسع واشهد اللهم ان قد خلعت ماف رقبت من ذلك ف رقبة عثمان قال وازدهم الناس يبايعون عثمان حت غشوه تت النب قال فقعد عبد الرحن‬
‫مقعد النب ( ص ) واجلس عثمان تته على الدرجة الثانية وجاء اليه الناس يبايعونه وبايعه علي بن اب طالب اول ويقال آخرا وما يذكره كثي من الؤرخي كان جرير وغيه عن رجال ل‬
‫يعرفون ان عليا قال لعبد الرحن خدعتن وانك انا وليته لنه صهرك وليشاورك كل يوم ف شأنه وأنه تلكأ حت قال له عبد الرحن فمن نكث فانا ينكث على نفسه ومن اوف با عاهد عليه‬
‫وال فسيؤتيه اجرا عظيما ال غي ذلك من الخبار الخالفة لا ثبت ف الصحاح فهي مردوده على قائليها وناقلها وال أعلم‬
‫والظنون بالصحابة خلف ما يتوهم كثي من الرافضة وأغبياء القصاص الذين ل تيز عندهم بي صحيح الخبار وضعيفها ومستقيمها وسقيمها ومبادها وقويها وال الوفق للصواب وقد‬
‫اختلف علماء السي ف اليوم الذي بويع فيه لعثمان بن عفان رضي ال عنه فروى الواقدي عن شيوخه انه بويع يوم الثني لليلة بقيت من ذي الجة سنة ثلث وعشرين واستقبل بلفته‬
‫الحرم سنة اربع وعشرين وهذا غريب جدا وقد روي الواقدي ايضا عن ابن جرير عن ابن اب مليكة قال بويع لعثمان بن عفان لعشر خلون من الحرم بعد مقتل عمر بثلث ليال وهذا‬
‫اعرب من الذي قبله وكذا روى سيف بن عمر عن عامر الشعب انه قال اجتمع اهل الشورى على عثمان لثلث خلون الناس بي الذان والقامة فخرج فصلى بم العصر وقال سيف عن‬
‫خليفة بن زفر ومالد قال استخلف عثمان لثلث خلون من الحرم سنة ثلث وعشرين فخرج فصلى بالناس العصر وزاد الناس يعن من الحرم سنة أربع وعشرين وقد دخل وقت العصر وقد‬
‫أذن مؤذن صهيب واجتمع ف اعطياتم مائة ووفد اهل المصار وهو اول من صنع ذلك قلت ظاهر ما ذكرنا من سياق بيعته يقتضي ان ذلك كان قبل الزوال لكنه لا بايعه الناس ف السجد‬
‫ذهب به ال دار الشورى على ما تقدم فيها من اللف فبايعه بقية الناس وكأنه ل يتم البيعة ال بعد الظهر وصلى صهيب يومئذ الظهر ف السجد النبوي وكان اول صلة صلها الليفة امي‬
‫الؤمني عثمان بن عفان بالسلمي صلة العصر كما ذكره الشعب وغيه واما اول خطبة خطبها بالسلمي فروى سيف بن عمر عن بدر بن عثمان عن عمه قال لا بايع اهل الشورى عثمان‬
‫خرج وهو اشدهم كآبه فأتى منب النب ( ص ) فخطب الناس فحمد ال واثن عليه وصلى على النب ( ص ) وقال انكم ف دار قلعة وف بقية أعمار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪148‬‬

‫فبادروا آجالكم بي ما تقدرون عليه فلقد اتيتم صبحتم او مسيتم ال وان الدنيا طويت على الغرور فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور واعتبوا بن مضى ث جدوا ول تغفلوا‬
‫اين ابناء الدنيا واخوانا الذين اثاروها وعمروها ومتعوا با طويل ال تلفظهم ارموا بالدنيا حيث رمى ال با واطلبوا الخرة فان ال قد ضرب لا مثل بالذي هو خي فقال تعال واضرب لم‬
‫مثل الياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فاصبح هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل شىء مقتدرا الال والبنون زينة الياة الدنيا والباقيات الصالات خي عند‬
‫ربك ثوابا وخي امل قال واقبل الناس يبايعونه‬
‫قلت وهذه الطبة اما بعد صلة العصر يومئذ او قبل الزوال وعبدالرحن بن عوف جالس ف راس النب وهو الشبه وال اعلم وما يذكره بعض الناس من ان عثمان لا خطب اول خطبة ارتج‬
‫عليه فلم يدر ما يقول حت قال ايها الناس ان اول مركب صعب وان اعش فستأتيكم الطبة على وجهها فهو شىء يذكره صاحب العقد وغيه من يذكر طرف الفوائد ولكن ل ار هذا‬
‫ياسناد تسكن النفس اليه وال اعلم‬
‫واما قول الشعب انه زاد الناس مائة مائة يعن ف عطاء كل واحد من جند السلمي زاده على ما فرض له عمر مائة درهم من بيت الال وكان عمر قد جعل لكل نفس من السلمي ف كل ليلة‬
‫من رمضان درها من بيت الال يفطر عليه ولمهات الؤمني درهي درهي فلما ول عثمان اقر ذلك وزاده واتذ ساطا ف السجد ايضا للمتعبدين والعتكفي وابناء السبيل والفقراء‬
‫والساكي رضى ال عنه وقد كان ابو بكر اذا خطب يقوم على الدرجة الت تت الدرجة الت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقف عليها فلما ول عمر نزل درجة اخرى عن درجة اب‬
‫بكر رضى ال عنهما فلما ول عثمان قال ان هذا يطول فصعد ال الدرجة الت كان يطب عليها رسول ال صلى ال عليه وسلم وزاد الذان الول يوم المعة قبل الذان الذي كان يؤذن به‬
‫بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا جلس على النب واما اول حكومة حكم فيها فقضية عبيدال بن عمر وذلك انه غدا على ابنة اب لؤلؤة قاتل عمر فقتلها وضرب رجل نصرانيا‬
‫يقال له جفينة بالسيف فقتله وضرب الرمزان الذي كان صاحب تستر فقتله وكان قد قيل انما مال ابا لؤلؤة على قتل عمر فال اعلم‬
‫وقد كان عمر قد امر بسجنه ليحكم فيه الليفة من بعده فلما ول عثمان وجلس للناس كان اول ما توكم اليه ف شأن عبيدال فقال على ما من العدل تركه وامر بقتله وقال بعض الهاجرين‬
‫ايقتل ابوه بالمس ويقتل هو اليوم فقال عمرو بن العاص يا امي الؤمني قد برأك ال من ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪149‬‬

‫قضية ل تكن ف ايامك فدعها عنك فودى عثمان رضى ال عنه اولئك القتلى من ماله لن امرهم اليه اذ ل وارث لم ال بيت الال والمام يرى الصلح ف ذلك وخلى سبيل عبيدال قالوا‬
‫فكان زياد بن لبيد البياضي اذا راى عبيدال بن عمر يقول ‪ ...‬ال يا عبيد ال مالك مهرب ‪ ...‬ول ملجا من ابن اروى ول خفر ‪ ...‬اصبت دما وال ف غي حله ‪ ...‬حراما وقتل الرمزان له‬
‫‪ ...‬خطر ‪ ...‬على غي شىء غي ان قال قائل ‪ ...‬اتتهمون الرمزان سلح العبد ف جوف بيته ‪ ...‬يقلبها والمر بالمر يعتب‬
‫بالمر يعتب‬
‫‪...‬‬
‫على عمر‬
‫فقال سفيه والوادث جة ‪ ...‬نعم اتمه قد اشار وقد أمر ‪ ...‬وكان قال فشكا عبيدال بن عمر زيادا ال عثمان فاستدعى عثمان زياد بن لبيد فانشأ زياد يقول ف عثمان ‪ ...‬ابا عمرو ‪...‬‬
‫‪ ...‬عبيدال رهن ‪ ...‬فل تشكك بقتل الرمزان ‪ ...‬فانك ان غفرت الرم عنه ‪ ...‬واسباب الطا فرسارهان ( ‪ 5 ... ) 1‬اتعفوا اذ عفوت بغي حق ‪ ...‬فمالك بالذي يلى يدان‬
‫قال فنهاه عثمان عن ذلك وزبره فسكت زياد بن لبيد عما يقول ث كتب عثمان بن عفان ال عماله على المصار امراء الرب والئمة على الصلوات والمناء على بيوت الال يأمرهم‬
‫بالعروف وينهاهم عن النكر ويثهم على طاعة ال وطاعة رسوله ويرضهم على التباع وترك البتداع قال ابن جرير وف هذه السنة عزل عثمان الغية بن شعبة عن الكوفة وول عليها سعد‬
‫بن اب وقاص فكان اول عامل وله لن عمر قال فان اصابت المرة سعدا فذاك وال فليستعن به ايكم ول فان ل اعزله عن عجز ول خيانة فاستعمل سعدا عليها سنة وبعض اخرى ث رواه‬
‫ابن جرير من طريق سيف عن مالد عن الشعب وقال الواقدي فيما ذكره عن زيد بن اسلم عن ابيه ان عمر اوصى ان تقرا عماله سنة فلما ول عثمان اقر الغية بن شعبة على الكوفة سنة ث‬
‫عزله واستعمل سعدا ث عزله تكون ولية سعد على الكوفة سنة خس وعشرين قال ابن جرير وف هذه السنة اعن وول الوليد بن عقبة بن اب معيط قال ابن جرير فعلى ما ذكره الواقدي‬
‫سنة اربع وعشرين غزا الوليد بن عقبة اذربيجان وارمينية حي منع اهلها ما كانوا صالوا عليه اهل السلم ف ايام عمر بن الطاب وهذا ف رواية اب منف واما ف رواية غيه فان ذلك‬
‫كان ف سنة ست وعشرين ث ذكر ابن جرير ههنا هذه الوقعة وملخصها ان الوليد بن عقبة سار بيش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪150‬‬

‫الكوفة نو اذربيجان وارمينية حي نقضوا العهد فوطىء بلدهم واغار باراضي تلك الناحية فغنم وسب واخذ اموال جزيلة فلما ايقنوا باللكة صالهم اهلها على ما كانوا صالوا عليه حذيفة‬
‫بن اليمان ثانائة الف درهم ف كل سنة فقبض منهم جزية سنة ث رجع سالا غانا ال الكوفة فمر بالوصل‬
‫وجاءه كتاب عثمان وهو با يامره ان يد اهل الشام على حرب اهل الروم قال ابن جرير وف هذه السنة جاشت الروم حت خاف اهل الشام وبعثوا ال عثمان رضى ال عنه يستمدونه فكتب‬
‫ال الوليد بن عقبة ان اذا جاءك كتاب هذا فابعث رجل امينا كريا شجاعا قي ثانية الف او تسعة الف او عشرة الف ال اخوانكم بالشام فقام الوليد بن عقبة ف الناس خطيبا حي وصل‬
‫اليه كتاب عثمان فاخبهم با امر به امي الؤمني وندب الناس وحثهم على الهاد ومعاونة معاوية واهل الشام وامر سلمان بن ربيعة على الناس الذين يرجون ال الشام فانتدب ف ثلثة ايام‬
‫ثانية الف فبعثهم ال الشام وعلى جند السلمي حبيب بن مسلم الفهري فلما اجتمع اليشان شنوا الغارات على بلد الروم فغنموا وسبوا شيئا كثيا وفتحوا حصونا كثية ول المد‬
‫وزعم الواقدي ان الذي امد اهل الشام بسلمان بن ربيعة انا هو سعيد بن العاص عن كتاب عثمان رضى ال عنه فبعث سعيد بن العاص سلمان بن ربيعة ف ستة الف فارس حت انتهى ال‬
‫حبيب ابن مسلمة وقد اقبل اليه الوريان الرومي ف ثاني الفا من الروم والترك وكان حبيب بن مسلمة شجاعا شهما فعزم على ان يبيت جيش الروم فسمعته امرأته يقول للمراء ذلك فقالت‬
‫له فاين موعدي معك تعن اين اجتمع بك غدا فقال لا موعدك سرادق الوريان او النة ث نض اليهم ف ذلك الليل بن معه من السلمي فقتل من اشرف له وسبقته امرأته ال سرادق‬
‫الوريان فكانت اول امرأة من العرب ضرب عليها سرادق وقد مات عنها حبيب بن مسلمة بعد ذلك فخلف عليها بعده الضحاك بن قيس الفهري فهى ام ولده قال ابن جرير واختلف فيمن‬
‫حج بالناس ف هذه السنة فقال الواقدي وابو معشر حج بم عبدالرحن بن عوف بامر عثمان وقال آخرون حج بالناس عثمان بن عفان رضى ال عنه والول هو الشهر فان عثمان ل يتمكن‬
‫من الج ف هذه السنة لجل رعاف اصابه مع الناس ف هذه السنة حت خشي عليه وكان يقال لذه السنة سنة الرعاف وفيها افتتح ابو موسى الشعري الرى بعد ما نقضوا العهد الذي كان‬
‫واثقهم عليه حذيفة ابن اليمان رضى ال عنه وفيها توف سراقة بن مالك بن جعشم الدلي ويكن باب سفيان كان ينل قديدا وهو الذي اتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم وابا بكر وعامر‬
‫بن فهية وعبدال بن اريقط الديلي حي خرجوا من غار ثور قاصدين الدينة النورة فاراد ان يردهم على اهل مكة لا جعلوا ف كل واحد من النب صلى ال عليه وسلم واب بكر مائة من‬
‫البل فطمع ان يفوز بذا العل فلم يسلطه ال عليهم بل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪151‬‬

‫لا اقترب منهم وسع قراءة رسول ال صلى ال عليه وسلم ساخت قوائم فرسه ف الرض حت ناداهم بالمان فاعطوه المان وكتب له ابو بكر كتاب امان عن إذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ث قدم به بعد غزوة الطائف فاسلم واكرمه رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ‪ ) 1‬وهو القائل يا رسول ال اعمرتنا هذه لعامنا هذا ام للبد فقال له بل لبد البد دخلت العمرة ف الج‬
‫ال يوم القيامة‬
‫ث دخلت سنة خس وعشرين‬
‫وفيها نقض اهل السكندرية العهد وذلك ان ملك الروم بعث اليهم معويل الصى ف مراكب من البحر فطمعوا ف النصرة ونقضوا ذمتهم فغزاهم عمرو بن العاص ف ربيع الول فافتتح‬
‫الرض عنوة وافتتح الدينة صلحا وفيها حج بالناس عثمان بن عفان رضى ال عنه وفيها قول سيف عزل عثمان سعدا عن الكوفة وول الوليد بن عقبة بن اب معيط مكانه فكان هذا ما نقم‬
‫على عثمان وفيها وجه عمرو بن العاص عبدال بن سعد بن اب سرح لغزو بلد الغرب واستأذنه ابن اب سرح ف غزو افريقية فاذن له ويقال فيها ايضا عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر‬
‫وول عليها عبدال بن سعد بن اب سرح وقيل بل كان هذا ف سنة سبع وعشرين كما سيات وال اعلم وفيها فتح معاوية الصون وفيها ولد ابنه يزيد بن معاوية‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين‬
‫قال الواقدي فيها امر عثمان بتجديد انصاب الرم وفيها وسع السجد الرام وفيها عزل سعدا عن الكوفة وولها الوليد بن عقبة وكان سبب عزل سعد انه اقترض من ابن مسعود مال من‬
‫بيت الال فلما تقاضاه به ابن مسعود ول يتيسر قضاؤه نقاول وجرت بينهما خصومة شديدة فغضب عليهما عثمان فعزل سعدا واستعمل الوليد بن عقبة وكان عامل لعمر على عرب الزيرة‬
‫فلما قدمها اقبل عليه اهلها فاقام با خس سني وليس على داره باب وكان فيه رفق برعيته قال الواقدي وفيها حج بالناس عثمان بن عفان رضى ال عنه وقال غيه وفيها افتتح عثمان بن اب‬
‫العاص سابور صلحا على ثلثة اللف الف وثلثمائة الف‬
‫ث دخلت سنة سبع وعشرين‬
‫قال الواقدي وابو معشر وفيها عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر وول عليها عبدال بن سعد بن اب سرح وكان اخا عثمان لمه وهو الذي شفع له يوم الفتح حي اهدر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم دمه‬
‫غزوة افريقية‬
‫امر عثمان عبدال بن اب سرح ان يغزو بلد افريقية فاذا افتتحها ال عليه فله خس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪152‬‬


‫المس من الغنيمة نفل فسار اليها ف عشرة الف فافتتحها سهلها وجبلها وقتل خلقا كثيا من اهلها ث اجتمعوا على الطاعة والسلم وحسن اسلمهم واخذ عبدال بن سعد خس المس‬
‫من الغنيمة وبعث باربعة اخاسه ال عثمان وقسم اربعة اخاس الغنيمة بي اليش فاصاب الفارس ثلثة الف دينار والراجل الف دينار قال الواقدي وصاله بطريقها على الفي ألف دينار‬
‫وعشرين الف دينار فاطلقها كلها عثمان ف يوم واحد لل الكم ويقال لل مروان‬
‫غزوة الندلس‬
‫لا افتتحت افريقية بعث عثمان ال عبدال بن نافع بن عبد قيس وعبدال بن نافع بن الصي الفهريي من فورها ال الندلس فاتياها من قبل البحر وكتب عثمان ال الذين خرجوا اليها يقول‬
‫ان القسطنطينية انا تفتح من قبل البحر وانتم اذا فتحتم الندلس فانتم شركاء لن يفتتح قسطنطينية ف الجر آخر الزمان والسلم قال فسساروا اليها فافتتحوها ول المد والنة‬
‫وقعة جرجي والببر مع السلمي‬
‫لا قصد السلمون وهم عشرون الفا افريقية وعليهم عبدال بن سعد بن اب سرح وف جيشه عبدال بن عمر وعبدال بن الزبي صمد اليهم ملك الببر جرجي ف عشرين ومائة الف وقيل ف‬
‫مائت الف فلما تراءى المعان امر جيشه فاحاطوا بالسلمي هالة فوقف السلمون ف موقف ل ير اشنع منه ول اخوف عليهم منه قال عبدال بن الزبي فنظرت ال اللك جرجي من وراء‬
‫الصفوف وهو راكب على برذون وجاريتان تظلنه بريش الطواويس فذهبت ال عبدال بن سعد بن اب سرح فسالته ان يبعث معى من يمى ظهري واقصد اللك فجهز معى جاعة من‬
‫الشجعان قال فامر بم فحموا ظهرىوذهبت حت خرقت الصفوف اليه وهم يظنون ان ف رسالة ال اللك فلما اقتربت منه احس من الشر ففر على برذونه فلحقته فطعنته برمى وذففت‬
‫عليه بسيفى واخذت راسه فنصبته على راس الرمح وكبت فلما راى ذلك الببر فرقوا وفروا كفرار القطا واتبعهم السلمون يقتلون وياسرون فغنموا غنائم جة واموال كثية وسببا عظيما‬
‫وذلك ببلد يقال له سبيطلة على يومي من القيوان فكان هذا اول موقف اشتهر فيه امر عبدال بن الزبي رضى ال عنه وعن ابيه واصحابما اجعي‬
‫قال الواقدي وف هذه السنة افتتحت اصطخر ثانية على يدي عثمان بن اب العاص وفيها غزا معاوية قنسرين وفيها حج بالناس عثمان بن عفان قال ابن جرير قال بعضهم وف هذه السنة غزا‬
‫معاوية قبص وقال الواقدي كان ذلك ف سنة ثان وعشرين وقال ابو معشر غزاها معاوية سنة ثلث وثلثي فال اعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪153‬‬

‫ث دخلت سنة ثان وعشرين‬


‫فتح قبص ففيها ذكر ابن جرير فتح قبص تبعا للواقدي وهى جزيرة غرب بلد الشام ف البحر ملصة وحدها ولا ذنب مستطيل ال نو الساحل ما يلي دمشق وغربيها اعرضها وفيها فواكه‬
‫كثية ومعادن وهي بلد جيد وكان فتحها على يدي معاوية بن اب سفيان ركب اليها ف جيش كثيف من السلمي ومعه عبادة بن الصامت وزوجته ام حرام بنت ملحان الت تقدم حديثها ف‬
‫ذلك حي نام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيتها ث استيقظ يضحك فقالت ما اضحكك يا رسول ال فقال ناس من امت عرضوا علي يركبون ثبج هذا البحر مثل اللوك على السرة‬
‫فقالت يا رسول ال ادع ال ان يعلن منهم فقال انت منهم ث نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك فقالت ادع ال ان يعلن منهم فقال انت من الولي فكانت ف هذه الغزوة وماتت‬
‫با وكانت الثانية عبارة عن غزوة قسطنطينية بعد هذا كما سنذكره والقصود ان معاوية ركب البحر ف مراكب فقصد الزيرة العروفة بقبص ومعه جيش عظيم من السلمي وذلك بامر من‬
‫عثمان بن عفان رضى ال عنه له ف ذلك بعد سؤاله اياه وقد كان سال ف ذلك عمر بن الطاب فاب ان يكنه من حل السلمي على هذا اللق العظيم الذي لو اضطرب للكوا عن اخرهم‬
‫فلما كان عثمان ل معاوية عليه ف ذلك فاذن له فركب ف الراكب فانتهى اليها ووافاه عبدال بن سعد بن اب سرح اليها من الانب الخر فالتقيا على اهلها فقتلوا خلقا كثيا وسبوا سبايا‬
‫كثية وغنموا مال جزيل جدا ولا جىء بالسارى جعل ابو الدرداء يبكي فقال له جبي بن نفي اتبكي وهذا يوم اعز ال فيه السلم واهله فقال ويك ان هذه كانت امة قاهرة لم ملك فلما‬
‫ضيعوا امر ال صيهم ال ما ترى سلط ال عليهم السب واذا سلط على قوم السب فليس ل فيهم حاجة وقال ما اهون العباد على ال تعال اذا تركوا امره ث صالهم معاوية على سبعة الف‬
‫دينار ف كل سنة وهادنم فلما ارادوا الروج منها قدمت لم حرام بغلة لتركبها فسقطت عنها فاندقت عنقها فماتت هناك فقبها هنالك يعظمونه ويستسقون به ويقولون قب الرأة الصالة‬
‫قال الواقدي وف هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من ارض الروم وتزوج عثمان نائلة بنت الفرافصة الكلبية وكانت نصرانية فاسلمت قبل ان يدخل با وفيها بن عثمان داره بالدينة‬
‫الزوراء وفيها حج بالناس امي الؤمني عثمان بن عقان رضى ال عنه‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين‬
‫ففيها عزل عثمان بن عفان ابا موسى الشعري عن البصرة بعد عمله ست سني وقيل ثلث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪154‬‬

‫وامر عليها عبدال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس وهو ابن خال عثمان بن عفان وجع له بي جند اب موسى وجند عثمان بن اب العاص وله من العمر خس وعشرون سنة‬
‫فأقام با ست سني وف هذه السنة افتتح عبد ال بن عامر فارس ف قول الواقدي واب معشر زعم سيف انه كان قبل هذه السنة فال اعلم‬
‫وفيها وسع عثمان بن عفان مسجد النب ( ص ) وبناه بالقصة وهي الكلس كان يؤتى به من بطن نل والجارة النقوشة وجعل عمدة حجارة مرصعة وسقفه بالساج وجعل طوله ستي ومائة‬
‫ذراع وعرضه خسي ومائة ذراع وجعل ابوابه ستة على ماكانت عليه ف زمان عمر بن الطاب ابتدا بناءه ف ربيع الول منها‬
‫وفيه حج بالناس عثمان بن عفان وضرب له بن فسطاطا فكان اول فسطاط ضربه عثمان بن وات الصلة عامة هذا فأنكر ذلك عليه غي واحد من الصحابة كعلي وعبد الرحن بن عوف‬
‫وعبد ال بن مسعود حت قال ابن مسعود ليت حظي من اربع ركعات ركعتان متقبلتان وقد ناظره عبد الرحن بن عوف فيما فعله فروى ابن جرير انه قال تاهلت بكة فقال له ولك اهل‬
‫بالدينة وانك تقوم حيث اهلك بالدينة قال وان ل مال بالطائف اريد ان اطلعه بعد الصدر قال انك بينك وبي الطائف مسية ثلث فقال وان طائفة من اهل اليمن قالوا ان الصلة بالضر‬
‫ركعتان فربا راون اصلي ركعتي فيحتجون ب فقال له قد كان رسول ال ( ص ) ينل عليه الوحي والناس يومئذالسلم فيهم قليل وكان يصلي ههنا ركعتي وكان ابو بكر يصلي ههنا‬
‫ركعتي وكذلك عمر بن الطاب وصليت انت ركعتي صدرا من امارتك قال فسكت عثمان ث قال انا هو رأي رأيته‬
‫سنة ثلثي من الجرة النبوية‬
‫فيها افتتح سعيد بن العاص طب ستان ف قول الواقدي واب معشر والدائن وقال هو اول من غزاها وزعم سيف انم كانوا صالوا سويد بن مقرن قبل ذلك على ان ليغزوها على مال بذله‬
‫له اصباها فال اعلم فذكر الدائن ان سعيد بن العاص ركب ف جيش فيه السن والسي والعبادلة الربعة وحذيفة بن اليمان ف خلق من الصحابة فسار بم فمر على بلدان شت يصالونه‬
‫على اموال جزيلة حت انتهى ال بلد معاملة جرجان فقاتلوه حت احتاجوا ال صلة الوف فسال حذيفة كيف صلى رسول ال ( ص ) فاخبه فصلى كما اخبه ث ساله اهل ذلك الصن‬
‫المان فاعطاهم على ان ليقتل منهم رجل واحدا ففتحوا الصن فقتلهم ال رجل واحدا وحوى ما كان ف الصن فاصاب رجل من بن ند سفطا مقفول فاستدعى به سعيد ففتحوه فاذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪155‬‬

‫فيه خرقة سوداء مدرجة فنشروها فاذا فيها خرفة حراء فنشروها واذا داخلها خرقة صفراء وفيها ايران كميت وورد فقال شاعر يهجو بما بن ند ‪ ...‬آب الكرام بالسبايا غنيمة ‪ ...‬وفاز بنو‬
‫‪ ...‬ند بايرين ف سفط ‪ ...‬كميت وورد وافرين كلها ‪ ...‬فظنوها غنما فناهيك من غلط‬
‫قالوا ث نفض اهل جرجان ماكان صالهم عليه سعيد بن العاص وامتنعوا عن اداء الال الذي ضربه عليهم وكان مائة الف دينار وقيل مائت الف دينار وقيل ثلثمائة الف دينار ث وجه اليهم‬
‫يزيد بن الهلب بعد ذلك كما سنذكره ان شاء ال تعال وف هذه السنة عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة وول عليها سعيد بن العاص وكان سبب عزلة انه صلى باهل الكوفة‬
‫الصبح اربعا ث التفت فقال ازيدكم فقال قائل مازلنا منك منذ اليوم ف زيارة ث انه تصدى له جاعة يقال كان بينهم وبينه شنآن فشكوه ال عثمان وشهد بعضهم عليه انه شرب المر وشهد‬
‫آخر انه رآه يتقاياها فأمر عثمان باحضاره وأمر بلده فيقال ان عليا نزع عنه حلته وان سعيد بن العاص جلده بي يدي عثمان بن عفان وعزله وامر مكانه على الكوفة سعيد بن العاص‬
‫وف هذه السنة سقط خات النب ( ص ) من يد عثمان ف بئر اريس وهي على ميلي من الدينة وهي من اقل البار ماء فلم يدرك خبه بعد بذل مال جزيل والجتهاد ف طلبه حت الساعة‬
‫فاستخلف عثمان بعده خاتا من فضة ونقش عليه ممد رسول ال فلما قتل عثمان ذهب الات فلم يدر من اخذه وقد روى ابن جرير هاهنا حديثا طويل ف اتاذ النب ( ص ) خاتا من ذهب‬
‫ث من فضة وبعثه عمر بن الطاب ال كسرى ث دحية ال قيصر وان الات الذي كان ف يد النب ( ص ) ث ف يد اب بكر ث ف يد عمر ث ف يد عثمان ست سني ث انه وقع ف بئر اريس‬
‫وقد تقدم بعض هذا ف الصحيح وف هذه السنة وقع بي معاوية واب ذر بالشام وذلك ان ابا ذر انكر على معاوية بعض المور وكان ينكر على من يقتن مال من الغنياء وينع ان يدخر فوق‬
‫القوت ويوجب ان يتصدق بالفضل ويتأول قول ال سبحانه وتعال والذين يكنون الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب اليم فينهاه معاوية عن اشاعة ذلك فل يتنع فبعث‬
‫يشكوه ال عثمان فكتب عثمان ال اب ذر ان يقدم عليه الدينة فقدمها فلمه عثمان على بعض ما صدر منه واسترجعه فلم يرجع فامره بالقام بالربذه وهي شرقي الدينة ويقال انه سال عثمان‬
‫ان يقيم با وقال أن رسول ال ( ص ) قال ل اذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها وقد بلغ لبناء سلعا فاذن له عثمان بالقام بالربذه وامره ان يتعاهد الدينة ف بعض الحيان حت ليرتد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪156‬‬

‫اعرابيا بعد هجرته ففعل فلم يزل مقيما با حت مات على ما سنذكره رضي ال عنه‬
‫وف هذه السنة زاد عثمان النداء الثالث يوم المعة على الزوراء فصل‬
‫ومن ذكر شيخنا ابو عبد ال الذهب انه توف ف هذه السنة اعن خنساء أبو عبدالرحن النصاري عقب بدري وقد بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل خيب خارصا وقد توف عن ستي‬
‫سنة‬
‫حاطب بن بلتعة ابن عمرو سنة ثلثي اب بن كعب فيما صححه الواقدي‬
‫جبار بن صخر‬
‫ابن أمية بن بن عمي اللخمي حليف بن اسد بن عبد العزي شهد بدرا وما بعدها وهو الذي كان كتب ال الشركي يعلمهم بعزم رسول ال ( ص ) على فتح مكة فعذره رسول ال ( ص )‬
‫با اعتذر به ث بعثه بعد ذلك برسالة ال القوقس ملك السكندرية‬
‫الطفيل بن الارث ابن الطلب اخو عبيدة وحصي شهد بدرا قال سعيد بن عمي توف ف هذه السنة‬
‫عبد ال بن كعب ابن عمر الازن ابو الارث وقيل ابو يي النصاري شهد بدرا وكان على المس يومئذ‬
‫عبد ال بن مظعون أخو عثمان بن مظعون هاجر ال البشة وشهد بدرا‬
‫عياض بن زهي ابن اب شداد بن ربيعة بن هلل ابو سعيد أبو عمر القاري شهد بدرا وما بعدها توف عن نيف وستي سنة‬
‫معمر بن اب سرح ابن ربيعة بن القرشي الفهري شهد بدرا وما بعدها‬
‫مسعود بن ربيعة‬
‫وقيل ابن الربيع هلل القرشي ابو سعد الفهري وقيل اسه عمرو بدري قدي الصحبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪157‬‬


‫ابو اسيد‬
‫مالك بن ربيعة قال الفلس مات ف هذه السنة و الصح انه مات سنة اربعي و قيل سنة ستي فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة احدى وثلثي‬
‫ففيها كانت غزوة الصواري وغزوة الساودة ف البحر فيما ذكره الواقدي وقال ابو معشر كانت غزوة الصواري سنة اربع وثلثي وملخص ذلك فيما ذكره الواقدي وسيف وغيها ان‬
‫الشام كان قد جعها لعاوية بن اب سفيان لسنتي مضتا من خلفة عثمان بن عفان رضى ال عنه وقد احرزه غاية الفظ وحى حوزته ومع هذا له ف كل سنة غزوة ف بلد الروم ف زمن‬
‫الصيف ولذا يسمون هذه الغزوة الصائفة فيقتلون خلقا وياسرون آخرين ويفتحون حصونا ويغنمون اموال ويرعبون العداء فلما اصاب عبدال بن سعد بن اب سرح من اصاب من الفرنج‬
‫والببر ببلد افريقية والندلس حيت الروم واجتمعت على قسطنطي بن هرقل وساروا ال السلمي ف جع ل ير مثله منذ كان السلم خرجوا ف خسمائة مركب وقصدوا عبدال بن اب‬
‫سرح ف اصحابه من السلمي الذين ببلد الغرب فلما تراءى المعان بات الروم يقسقسون ويصلبون وبات السلمون يقرؤن ويصلون فلما اصبحوا صف عبدال بن سعد اصحابه صفوفا ف‬
‫الراكب وامرهم بذكر ال وتلوة القرآن قال بعض من حضر ذلك فاقبلوا الينا ف امر ل ير مثله من كثرة الراكب وعقدوا صواريها وكانت الريح لم وعلينا فارسينا ث سكنت الريح عنا‬
‫فقلنا لم ان شئتم خرجنا نن وانتم ال الب فمات العجل مناومنكم قال فنخروا نرة رجل واحد وقالوا الاء الاء قال فدنونا منهم وربطنا سفننا بسفنهم ث اجتلدنا واياهم بالسيوف يثب‬
‫الرجال على الرجال بالسيوف والناجر وضربت المواج ف عيون تلك السفن حت الأتا ال الساحل والقت المواج جثث الرجال ال الساحل حت صارت مثل البل العظيم وغلب الدم‬
‫على لون الاء وصب السلمون يومئذ صبا ل يعهد مثله قط وقتل منهم بشر كثي ومن الروم اضعاف ذلك ث انزل ال نصره على السلمي فهرب قسطنطي وجيشه وقد قلوا جدا وبه‬
‫جراحات شديدة مكينة مكث حينا يداوي منها بعد ذلك واقام عبد ال بن سعد بذات الصواري اياما ث رجع مؤيدا منصورا مظفرا قال الواقدي فحدثن معمر عن الزهري قال كان ف هذه‬
‫الغزوة ممد بن اب حذيفة وممد بن اب بكر فاظهرا عيب عثمان وماغي وما خالف ابا بكر وعمر ويقولن دمه حلل لنه استعمل عبد ال ابن سعد وكان قد ارتد وكفر بالقرآن العظيم‬
‫واباح رسول ال ( ص ) دمه واخرج رسول ال ( ص ) اقواما واستعملهم عثمان ونزع اصحاب رسول ال ( ص ) واستعمل سعيد بن العاص وعبد ال بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪158‬‬

‫عامر فبلغ ذلك عبدال بن سعد فقال ل تركبا معنا فركبا ف مركب ما فيه احد من السلمي ولقوا العدو فكانا انكل السلمي قتال فقيل لما ف ذلك فقال كيف نقاتل مع رجل ل ينبغى لنا‬
‫ان نكمه فارسل اليهما عبدال بن سعد فنهاها اشد النهي وقال وال لول ل ادري ما يوافق امي الؤمني لعاقبتكما وحبستكما قال الواقدي وف هذه السنة فتحت ارمينية على يدي حبيب بن‬
‫مسلمة وف هذه السنة قتل كسرى ملك الفرس‬
‫كيفية قتل كسرى ملك الفرس وهو يزدجر‬
‫قال ابن اسحاق هرب يزدجر من كرمان ف جاعة يسية ال مرو فسأل من بعض اهلها مال فمنعوه وخافوه على انفسهم فبعثوا ال الترك يستفزونم عليه فاتوه فقتلوا اصحابه وهرب هو حت‬
‫اتى منل رجل ينقر الرجية على شط فاوى اليه ليل فلما نام قتله وقال الدائن لا هرب بعد قتل اصحابه انطلق ماشيا عليه تاجه ومنطقته وسيفه فانتهى ال منل هذ الرجل الذي ينقر على‬
‫الرحية فجلس عنده فاستغفله وقتله واخذ ما كان عليه وجاءت الترك ف طلبه فوجدوه وقد قتله واخذ حاصله فقتلوا ذلك الرجل واهل بيته واخذوا ما كان مع كسرى ووضعوا كسرى ف‬
‫تابوت وحلوه ال اصطخر وقد كان يزدجر وطىء امرأة من اهل مرو قبل ان يقتل فحملت منه ووضعت بعد قتله غلما ذاهب الشق وسى ذلك الغلم الخدج وكان له نسل وعقب ف‬
‫خراسان وقد سب قتيبة بن مسلم ف بعض غزواته بتلك البلد جاريتان من نسله فبعث باحداها ال الجاج فبعث با ال الوليد بن عبداللك فولدت له ابنه يزيد بن الوليد عبداللك اللقب‬
‫بالناقص وقال الدائن ف رواية عن بعض شيوخه ان يزدجر لا انزم عنه اصحابه عقر جواده وذهب ماشيا حت دخل رحى على شط نر يقال له الرعاب فمكث فيه ليلتي والعدو ف طلبه فلم‬
‫يدر اين هو ث جاء صاحب الرحى فراى كسرى وعليه ابته فقال له ما انت انسي ام جن قال انسي فهل عندك طعام قال نعم فاتاه بطعام فقال ان مزمزم فأتن با ازمزم به قال فذهب‬
‫الطحان ال اسوار من الساورة فطلب منه ما يزمزم به قال وما تصنع به قال عندي رجل ل ار مثله قط وقد طلب من هذا فذهب به السوار ال ملك البلد مرو واسه ماهويه بن باباه فاخبه‬
‫وخبه فقال هو يزدجر اذهبوا فجيئون براسه فذهبوا مع الطحان فلما دنوا من دار الرحى هابوا ان يقتلوه وتدافعوا وقالوا للطحان ( ‪ ) 1‬ادخل انت فاقتله فدخل فوجده نائما فاخذ حجرا‬
‫فشدخ به راسه ث احتزه فدفعه اليهم والقى جسده ف النهر فخرجت العامة ال الطحان فقتلوه وخرج اسقف فاخذ جسده ال النهر وجعله ف تابوت وحله ال اصطخر فوضعه ف ناووس‬
‫ويروى انه مكث ف منل ذلك الطحان ثلثة ايام ل ياكل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪159‬‬

‫حت رق له وقال له ويك يا مسكي ال تاكل واتاه بطعام فقال ان ل استطيع ان اكل ال بزمزمة فقال له كل وانا ازمزم لك فسال ان ياتيه بزمزم فلما ذهب يطلب له من بعض الساورة‬
‫شوا رائحة السك من ذلك الرجل فانكروا رائحة السك منه فسالوه فاخبهم فقال ان عندي رجل من صفته كيت وكيت فعرفوه وقصدوه مع الطحان وتقدم الطحان فدخل عليه وهم‬
‫بالقبض عليه فعرف يزدجر ذلك فقال له ويك خذ خاتي سواري ومنطقت ودعن اذهب من ههنا فقال ل اعطن اربعة دراهم وانا اطلقك فزاده احدى قرطه من اذنه فلم يقبل حت يعطيه‬
‫اربعة دراهم اخرى فهم ف ذلك اذ دههم الند فلما احاطوا به وارادوا قتله قال ويكم ل تقتلون فانا ند ف كتبنا ان من اجترأ على قتل اللوك عاقبه ال بالريق ف الدنيا مع ما هو قادم‬
‫عليه فل تقتلون واذهبوا ب ال اللك او ال العرب فانم يستحيون من قتل اللوك فابوا عليه ذلك فسلبوه ما كان عليه من اللي فجعلوه ف جراب وخنقوه بوتر والقوه ف النهر فتعلق بعود‬
‫فاخذه اسقف واسه ايليا فحن عليه ما كان من اسلفه من الحسان ال النصارى الذين كانوا ببلدهم فوضعه ف تابوت ودفنه ف ناووس ث حل ما كان عليه من اللي ال امي الؤمني عثمان‬
‫بن عفان ففقد قرط من حليه فبعث ال دهقان تلك البلد فأغرمه ذلك وكان ملك يزدجر عشرين سنة منها اربع سنب ف دعة وباقي ذلك هاربا من بلد ال بلد خوفا من السلم واهله وهو‬
‫اخر ملوك الفرس ف الدنيا على الطلق لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم اذا هلك قيصر فل قيصر بعده واذا هلك كسرى فل كسرى بعده والذي نفسي بيده لتنفق كنوزها ف سبيل‬
‫ال رواه البخاري وثبت ف الديث الصحيح انه لا جاء كتاب النب صلى ال عليه وسلم مزقه فدعا النب صال ال عليه وسلم عليه ان يزق كل مزق فوقع المر كذلك وف هذه السنة فتح‬
‫ابن عامر فتوحات كثية كان قد نقض اهلها ما كان لم من الصلح فمن ذلك ما فتح عنوة ومن ذلك ما فتح صلحا فكان ف جلة ما صال عليه بعض الدائن وهي مرو على الفي ألف ومائت‬
‫الف وقيل على ستة الف الف مائت الف وف هذه السنة حج بالناس عثمان بن عفان رضى ال عنه‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثلثي‬
‫وفيها غزا معاوية بلد الروم حت بلغ الضيق مضيق القسطنطينية ومعه زوجته عاتكة ويقال فاطمة بنت قرطة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبدمناف قاله ابو معشر والواقدي وفيها استعمل‬
‫سعيد بن العاص سلمان بن ربيعة على جيش وامره ان يغزو الباب وكتب ال عبدالرحن بن ربيعة نائب تلك الناحية بساعدته فسار حت بلغ بلنجر فحصروها ونصبت عليها الجانيق‬
‫والعرادات ث ان اهل بلنجر خرجوا اليهم وعاونم الترك فاقتتلوا قتال شديدا وكانت الترك تاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪160‬‬

‫قتال السلمي ويظنون انم ل يوتون حت اجترأوا عليهم بعد ذلك فلما كان هذا اليوم التقوا معهم فاقتتلوا فقتل يومئذ عبدالرحن بن ربيعة وكان يقال له ذو النون وانزم السلمون فافترقوا‬
‫فرقتي ففرقة ذهبت ال بلد الزر وفرقة سلكوا ناحية جيلن وجرجان وف هؤلء ابو هريرة وسلمان الفارسي واخذت الترك جسد عبدالرحن بن ربيعة وكان من سادات السلمي وشجعانم‬
‫ودفنوه ف بلدهم فهم يستسقون عنده ال اليوم ولا قتل عبدالرحن بن ربيعة استعمل سعيد بن العاص على ذلك الفرع سلمان بن ربيعة وامدهم عثمان باهل الشام عليهم حبيب بن مسلمة‬
‫فتنازع حبيب وسلمان ف المرة حت اختلفا فكان اول اختلف وقع بي اهل الكوفة واهل الشام حت قال ف ذلك رجل من اهل الكوفة وهو اوس ‪ ...‬فان تضربوا سلمان نضرب حبيبكم‬
‫‪ ... ...‬وان ترحلوا نو ابن عفان نرحل ‪ ...‬وان تقسطوا فالثغر ثغر امينا ‪ ...‬وهذا امي ف الكتائب مقبل ‪ ...‬ونن ولة الثغر كنا حاته ‪ ...‬ليال نرمى كل ثغر وننكل‬
‫وفيها فتح ابن عامر مرو الروذ والطالقان والفارياب والوزجان وطخارستان فاما مرو الروذ فبعث اليهم أبو عامر الحنف بن قيس فحصرها فخرجوا اليه فقاتلهم حت كسرهم فاضطرهم ال‬
‫حصنهم ث صالوه على مال جزيل وعلى ان يضرب على اراضي الرعية الراج ويدع الرض الت كان اقتطعها كسرى لوالد الرزبان صاحب مرو حي قتل الية الت كانت تقطع الطريق‬
‫على الناس وتاكلهم فصالهم الحنف على ذلك وكتب لم كتاب صلح بذلك ث بعث الحنف القرع بن حابس ال الوزجان ففتحها بعد قتال وقع بينهم قتل فيه خلق من شجعان‬
‫السلمي ث نصروا فقال ف ذلك ابو كثي النهشلي قصيدة طويلة فيها ‪ ...‬سقى مزن السحاب اذا استهلت ‪ ...‬مصارع فتية بالوزجان ‪ ...‬ال القصرين من رستاق حوط ‪ ...‬ابادهم هناك‬
‫‪ ...‬القرعان‬
‫ث سار الحنف من مرو الروذ ال بلخ فحاصرهم حت صالوه على اربعمائة الف واستناب ابن عمه اسيد بن الشمس على قبض الال ث ارتل يريد الهاد وداهه الشتاء فقال لصحابه ما‬
‫تشاؤون فقالوا قد قال عمرو بن معد يكرب‬
‫اذا ل تستطع شيئا فدعه ‪ ...‬وجاوزه ال ما تستطيع ‪ ...‬فامر الحنف بالرحيل ال بلخ فاقام با مدة الشتاء ث عاد ال عامر فقيل لبن عامر ما فتح على احد ما فتح عليك فارس وكرمان ‪...‬‬
‫وسجستان وعامر وخراسان فقال ل جرم لجعلن شكري ل على ذلك ان احرم بعمرة من موقفي هذا مشمرا فاحرم بعمرة من نيسابور فلما قدم على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪161‬‬

‫عثمان لمه على احرامه من خراسان وفيها اقبل قارن ف اربعي الفا فالتقاه عبد ال بن حازم ف اربعة الف وجعل لم مقدمة ستمائة رجل وامر كل منهم ان يمل على راس رمه نارا واقبلوا‬
‫اليهم ف وسط الليل فبيتوهم فثاروا اليهم فناوشتهم القدمة فاشتغلوا بم واقبل عبد ال بن حازم بن معه من السلمي فاتفقواهم واياهم فول الشركون مديرين واتبعهم السلمون يقتلون من‬
‫شاؤا كيف شاؤا وغنموا سبيا كثيا واموال جزيلة ث بعث عبد ال بن حازم بالفتح ال ابن عامر فرضي عنه واقره على خراسان وكان قد عزله عنها فاستمر با عبد ال بن حازم ال ما بعد‬
‫ذلك‬
‫ذكر من توف من العيان ف هذا السنة العباس بن عبد الطلب‬
‫ابن هاشم بن عبد مناف القرشي الاشي ابو الفضل الكي عم رسول ال ( ص ) ووالد اللفاء العباسيي وكان اسن من رسول ال ( ص ) بسنتي او ثلث اسر يوم بدر فافتدى نفسه بال‬
‫وافتدى ابن اخويه عقيل بن اب طالب ونوفل بن الارث وقد ذكرنا انه لا اسر وشد ف الوثاق وامسى الناس ارق رسول ( ص ) فقيل يارسول ال مالك فقال ان اسع اني العباس ف وثاقه‬
‫فل انام فقام رجل من السلمي فحل من وثاق العباس حت سكن انينه فنام رسول ال ( ص ) ث اسلم عام الفتح وتلقى رسول ال ( ص ) ال الحفة فرجع معه وشهد الفتح ويقال انه اسلم‬
‫قبل ذلك ولكنه اقام بكة باذن النب ( ص ) له ف ذلك كما ورد به الديث فال اعلم وقد كان رسول ال ( ص ) يله ويعظمه وينله منلة الوالد من الولد ويقول هذا بقية آبائي وكان من‬
‫أوصل الناس لقريش واشفقهم عليهم وكان ذا رأي وعقل تام واف وكان طويل جيل ابيض بضا ذا طفرتي وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الناث وهم تام وكان اصغرهم والارث‬
‫وعبد ال وعبيد ال وعبد الرحن وعون والفضل وقثم وكثي ومعبد واعتق سبعي ملوكا من غلمانه وقال المام احد ثنا علي بن عبدال قال حدثن ممد بن طلحة التميمي من اهل الدينة‬
‫حدثن ابو سهيل نافع بن مالك عن سعيد بن السيب عن سعد بن اب وقاص قال قال رسول ال ( ص ) للعباس هذا العباس بن عبد الطلب اجود قريش كفا واوصلها تفرد به وثبت ف‬
‫الصحيحي ان رسول ال ( ص ) قال لعمر حي بعثه على الصدقة فقيل منع ابن جيل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول ال ( ص ) فقال له رسول ال ( ص ) ما ينقم ابن جيل ال ان كان‬
‫فقيا فأغناه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪162‬‬


‫واما خالد فانكم تظلمون خالدا وقد احتبس ادراعه واعتاده ف سبيل ال واما العباس فهي على ومثلها ث قال ياعمر اما شعرت ان عم الرجل صنوا ابيه وثبت ف صحيح البخاري عن انس‬
‫ان عمر خرج يستسقي وخرج بالعباس معه يستقسي به وقال اللهم انا كنا إذا قحطنا توسلنا اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا قال فيسقون ويقال ان عمر بن الطاب وعثمان بن‬
‫عفان كانا اذا مرا بالعباس وها راكبان ترجل اكراما له قال الواقدي وغي واحد توف العباس ف يوم المعة لثنت عشرة ليلة خلت من رجب وقيل من رمضان سنة ثنتي وثلثي عن ثان‬
‫وثاني سنة وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع وقيل توف سنة ثلث وثلثي وقيل سنة اربع وثلثي وفضائله ومناقبه كثية جدا‬
‫عبد ال بن مسعود‬
‫ابن غافل بن حبيب بن سح بن فار بن مزوم بن صاهلة بن كاهل بن الارث بن تيم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر الذل ابو عبد الرحن حليف بن زهرة اسلم قديا قبل‬
‫عمر وكان سبب اسلمه حي مر به رسول ال ( ص ) وابو بكر رضي ال عنه وهو يرعى غنما فسأله لبنا فقال ان مؤتن قال فأخذ رسول ال ( ص ) عناقا ل ينل عليها الفحل فاعتقلها ث‬
‫حلب وشرب وسقى ابا بكر ث قال للضرع اقلص فقلص فقلت علمن من هذا الدعاء فقال انك غلم معلم الديث وروى ممد بن اسحاق عن يي بن عروة عن ابيه ان ابن مسعود كان‬
‫اول من جهر بالقرآن بكة فقاموا إليه فضربوه ولزم رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يمل نعليه وسواكه وقال له اذنك على ان تسمع بعد النب صلى ال عليه وسلم عند البيت وقريش‬
‫ف أنديتها قرأ سورة الرحن علم القرآن سوادي ولذا كان يقال له صاحب السواك والوساد وهاجر ال البشة ث عاد ال مكة ث هاجر ال الدينة وشهد بدرا وهو الذي قتل أبا جهل بعد ما‬
‫اثبته ابنا عفراء وشهد بقية الشاهد وقال له رسول ال ( ص ) يوما اقرأ علي فقلت اقرأ عليك وعليك انزل فقال أن احب ان اسعه من غيي فقرأ عليه من أول سورة النساء ال قوله فكيف‬
‫اذا وقال حسبك وقال أبو موسى قدمت أنا وأخي من اليمن وما كنا نظن إل أن ابن مسعود وأمه من أهل بيت النب صلى ال عليه وسلم جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلء‬
‫شهيدا فبكى رسول ال صلى ال عليه وسلم لكثرة دخولم بيت النب ( ص ) وقال حذيفة ما رأيت احدا أشبه برسول ال ( ص ) ف هديه ودله وسته من ابن مسعود ولقد علم الحفوظون‬
‫من اصحاب ممد ( ص ) ان ابن ام عبد أقربم ال ال زلفى وف الديث وتسكوا بعهد ابن ام عبد وف الديث الخر الذي رواه احد عن ممد بن فضيل عن مغية عن ام حرسي عن علي‬
‫ان ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪163‬‬

‫مسعود صعد شجرة يتن الكبات فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه فقال رسول ال ( ص ) والذي نفسي بيده لما ف اليزان اثقل من أحد وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه وقد نظر‬
‫ال قصره وكان يوازي بقامته اللوس فجعل يتبعه بصره ث قال هو كنيف مليء علما وقد شهد ابن مسعود بعد النب ( ص ) مواقف كثية منها اليموك وغيها وكان قدم من العراق حاجا‬
‫فمر بالربذه فشهد وفاة اب ذر ودفنه ث قدم ال الدينة فمرض با فجاءه عثمان بن عفان عائدا فيوى انه قال له ما تشتكي قال ذنوب قال فما تشتهي قال رحه رب قال ال آمر لك بطبيب‬
‫فقال الطبيب امرضن قال ال آمر لك بعطائك وكان قد تركه سنتي فقال لحاجة ل فيه فقال يكون لبناتك من بعدك فقال اتشى على بنات الفقر ان أمرت بنات ان يقرآن كل ليلة سورة‬
‫الواقعه وان سعت رسول ال ‪ 0‬ص ) يقول من قرأ الواقعة كل ليلة ل تصبه فاقة ابدا واوصى عبد ال بن مسعود ال الزبي بن العوام فيقال انه هو الذي صلى عليه ليل ث عاتب عثمان الزبي‬
‫علىذلك وقيل بل صلى عليه عثمان وقيل عمار فال اعلم ودفن بالبقيع عن بضع وستي سنة‬
‫عبد الرحن بن عوف‬
‫ابن عبد عوف بن عبد الارث بن زهرة بن كلب بن مرة ابو ممد القرشي الزهري اسلم فديا على يدي اب بكر وهاجر ال البشة وال الدينة وآخى رسول ال ( ص ) بينه وبي سعد ابن‬
‫الربيع وشهد بدرا وما بعدها وأمره رسول ال ( ص ) حي بعثه ال بن كلب وأرخى له عذته بي كتفية لتكون امارة عليه للمارة وهو احد العشرة الشهود لم بالنة واحد الثمانية السابقي‬
‫ال السلم واحد الستة اصحاب الشورى ث احد الثلثة الذين انتهت اليهم منهم كما ذكرنا ث كان هو الذي اجتهد ف تقدي عثمان رضي ال عنه وقد تقاول هو وخالد بن الوليد ف بعض‬
‫الغزوات فأغلظ له خالد ف القال فلما بلغ ذلك رسول ال ( ص ) قال لتسبوا اصحاب فوالذي نفسي بيد ه لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ول نصيفه وهو ف الصحيح‬
‫وقال معمر عن الزهري تصدق عبد الرحن بن عوف على عهد النب ‪ 0‬ص ) بشطر ماله اربعة آلف ث ث تصدق بأربعي الفا ث تصدق باربعي الف دينار ث حل على خسمائة فرس ف سبيل‬
‫ال ث حل على خسمائة راحله ف سبيل ال وكان عامة ماله من التجارة فأما الديث الذي قال عبد بن حيد ف مسنده ثنا يي بن اسحق ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت البنان عن انس بن‬
‫مالك ان عبد الرحن بن عوف لا هاجر آخى رسول ال ( ص ) بينه وبي عثمان بن عفان فقال له ان ل حائطي فاختر ايهما شئت فقال بارك ال لك ف حائطيك مالذا اسلمت دلن على‬
‫السوق قال فدله فكان يشتري السمنة والقيطة والهاب فجمع فتزوج فأتى النب ( ص ) فقال بارك ال لك اول ولو بشاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪164‬‬

‫قال فكثر ماله حت قدمت له سبعمائة راحله تمل الب وتمل الدقيق والطعام قال فلما دخلت الدينة سع لهل الدينة رجه فقالت عائشة ما هذه الرجه فقيل لا عي قدمت بعبد الرحن بن‬
‫عوف سبعمائة تمل الب والدقيق والطعام فقالت عائشة سعت رسول ال ( ص ) يقول يدخل عبد الرحن بن عوف النة حبوا فلما بلغ عبد الرحن ذلك قال اشهدك يا امة انا باحالا‬
‫واحلسها واقتابا ف سبيل ال وقال المام احد ثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة هو ابن زاذان عن ثابت عن انس قال بينما عائشة ف بيتها اذ سعت صوتا ف الدينة قالت ماهذا قالوا عي‬
‫لعبد الرحن بن عوف قدمت من الشام تمل كل شيء قال وكانت سبعمائة بعي قال فارتت الدينة من الصوت فقالت عائشة سعت رسول ال ( ص ) يقول قد رأيت عبد الرحن ابن عوف‬
‫يدخل النة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحن بن عوف قال لئن استطعت لدخلها قائما فجعلها فأقتابا واحالا ف سبيل ال فقد تفرد به عمارة بن زاذان الصيدلن وهو ضعيف واما قوله ف سياق‬
‫عبد بن حيد انه آخى بينه وبي عثمان بن عفان فغلط مض مالف لا ف صحيح البخاري من أن الذي آخى بينه وبينه انا هو سعد بن الربيع النصاري رضي ال عنهما وثبت ف الصحيح ان‬
‫رسول ال ( ص ) صلى وراءه الركعة الثانية من صلة الفجر ف بعض السفار وهذه منقبة عظيمة لتبارى ولا حضرته الوفاة اوصى لكل رجل من بقي من اهل بدر باربعمائة دينار وكانوا‬
‫مائة فاخذوها حت عثمان وعلي وقال علي اذهب يا ابن عوف فقد ادركت صفوها وسبقت زيفها واوصى لكل امرأة من أمهات الؤمني ببلغ كثي حت كانت عائشة تقول سقاه ال من‬
‫السلسبيل واعتق خلقا من ماليكه ث ترك بعد ذلك كله مال جزيل من ذلك ذهب قطع الفؤس حت ملت ايدي الرجال وترك الف بعي ومائة فرس وثلثة آلف شاة ترعى بالبقيع وكان‬
‫نساؤه اربعا فصولت احداهن من ربع الثمن بثماني الفا ولا مات صلى عليه عثمان بن عفان وحل ف جنازته سعد بن اب وقاص ودفن بالبقيع عن خس وسبعي سنة وكان ابيض مشربا حرة‬
‫حسن الوجه دقيق البشرة اعي اهدب الشفار اقن له جة ضخم الكفي غليظ الصابع ليغي شيبة رضي ال عنه‬
‫ابو ذر الغفاري‬
‫واسه جندب بن جنادة علي الشهور اسلم قديا بكة فكان رابع اربعة او خامس خسة وقصة اسلمه تقدمت قبل الجرة وهو اول من حيا رسول ال ( ص ) بتحية السلم ث رجع ال بلده‬
‫وقومه فكان هناك حت هاجر رسول ال ( ص ) ال الدينة فهاجر بعد الندق ث لزم رسول ال ( ص ) حضرا وسفرا وروى عنه احاديث كثية وجاء ف فضله احاديث كثية من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪165‬‬

‫اشهرها مارواه العمش عن اب اليقظان عثمان بن عمي عن اب حرب بن اب السود عن عبد ال ابن عمرو ان رسول ال ( ص ) قال ما اظلت الضراء ول اقلت الغباء اصدق لجة من اب‬
‫ذر وفيه ضعف ث لا مات رسول ال ( ص ) ومات ابو بكر خرج ال الشام فكان فيه حت وقع بينه وبي معاوية فاستقدمه عثمان ال الدينة ث نزل الربذه فاقام با حت مات ف ذي الجة من‬
‫هذه السنة وليس عنده سوى امرأته وأولده فينما هم كذلك ليقدرون على دفنه اذ قدم عبد ال بن مسعود من العراق ف جاعة من اصحابه فحضروا موته وأوصاهم كيف يفعلون به وقيل‬
‫قدموا بعد وفاته فولوا غسله ودفنه وكان قد امر أهله ان يطبخوا لم شاة من غنمه ليأكلوه بعد الوت وقد ارسل عثمان بن عفان ال اهله فضمهم مع اهله‬
‫ث دخلت سنة ثلت وثلثي‬
‫فيها كان فتح قبص ف قول اب معشر وخالفه المهور فذكروها قبل ذلك كما تقدم وفيه غزا عبد ال بن سعد بن اب سرح افريقية ثانية حي نقض اهلها العهد وفيها سي امي الؤمني جاعة‬
‫من قراء اهل الكوفة ال الشام وكان سبب ذلك انم تكلموا بكلم قبيح ف ملس سعيد بن عامر فكتب ال عثمان ف امرهم فكتب اليه عثمان ان يليهم عن بلده ال الشام وكتب عثمان ال‬
‫معاوية امي الشام انه قد اخرج اليك قراء من اهل الكوفة فانزلم واكرمهم وتألفهم فلما قدموا انزلم معاوية واكرمهم واجتمع بم ووعظهم ونصحهم فيما يعتمدونه من اتباع الماعة وترك‬
‫النفراد والبتعاد فاجابه متكلمهم والترجم عنهم بكلم فيه بشاعة وشناعة فاحتملهم معاوية للمه واخذ ف مدح قريش وكانوا قد نالوا منهم واخذ ف الدح لرسول ال ( ص ) والثناء عليه‬
‫والصلة والتسليم وافتخر معاوية بوالده وشرفه ف قومه وقال فيما قال واظن ابا سفيان لو ولد الناس كلهم ل يلد ال حازما فقال له صعصعة بن صوحان كذبت قد ولد الناس كلهم لن هو‬
‫خي من اب سفيان من خلقه ال بيده ونفخ فيه من روحه وامر اللئكة فسجدوا له فكان فيهم الب والفاجر والحق والكيس ث بذل لم النصح مرة اخرى فاذ هم يتمادون ف غيهم‬
‫ويستمرون على جهالتهم وحاقتهم فعند ذلك اخرجهم من بلده ونفاهم عن الشام لئل يشوشوا عقول الطغام وذلك انه كان يشتمل مطاوى كلمهم على القدح ف قريش كونم فرطوا‬
‫وضيعوا ما يب عليهم من القيام فيه من نصرة الدين وقمع الفسدين وانا يريدون بذا التنقيص والعيب ورجم الغيب وكانوا يشتمون عثمان وسعيد بن العاص وكانوا عشرة وقيل تسعة وهو‬
‫الشبه منهم كميل بن زياد والشتر النخعي واسه مالك بن يزيد وعلقمة بن قيس النخعيان وثابت بن قيس النخعي وجندب بن زهي العامري وجندب بن كعب الزدي وعروة بن العد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪166‬‬

‫وعمرو بن المق الزاعي فلما خرجوا من دمشق اووا ال الزيرة فاجتمع بم عبدالرحن بن خالد بن الوليد وكان نائبا على الزيرة ث ول حص بعد فهددهم وتوعدهم فاعتذروا اليه وانابوا‬
‫ال القلع عما كانوا عليه فدعا لم وسي مالكا الشتر النخعي ال عثمان بن عفان ليعتذر اليه عن اصحابه بي يديه فقبل منهم وكف عنهم وخيهم ان يقيموا حيث احبوا فاختاروا ان‬
‫يكونوا ف معاملة عبدالرحن بن خالد بن الوليد فقدموا عليه حص فامرهم بالقام بالساحل واجرى عليهم الرزق ويقال بل لا مقتهم معاوية كتب فيهم ال عثمان فجاءه كتاب عثمان ان‬
‫يردهم ال سعيد بن العاص بالكوفة فردهم اليه فلما رجعوا كانوا ازلق السنة واكثر شرا فضج منهم سعيد بن العاص ال عثمان فامره ان يسيهم ال عبدالرحن بن خالد بن الوليد بمص وان‬
‫يلزموا الدروب وف هذه السنة سي عثمان بعض اهل البصرة منها ال الشام وال مصر باسباب مسوغة لا فعله رضى ال عنه فكان هؤلء من يؤلب عليه ويالء العداء ف الط والكلم فيه‬
‫وهم الظالون ف ذلك وهو البار الراشد رضى ال عنه وف هذه السنة حج بالناس امي الؤمني عثمان بن عفان رضى ال عنه وتقبل ال منه‬
‫ث دخلت سنة اربع وثلثي‬
‫قال ابو معشر فيها كانت وقعة الصواري والصحيح ف قول غيه انا كانت قبل ذلك كما تقدم وف هذه السنة تكاتب النحرفون عن طاعة عثمان وكان جهورهم من اهل الكوفة وهم ف‬
‫معاملة عبدالرحن بن خالد بن الوليد بمص منفيون عن الكوفة وثاروا على سعيد بن العاص امي الكوفة وتالبوا عليه ونالوا منه ومن عثمان وبعثوا ال عثمان من يناظره فيما فعل وفيما اعتمد‬
‫من عزل كثي من الصحابة وتوليه جاعة من بن امية من اقربائه واغلظوا له ف القول وطلبوا منه ان ( ‪ ) 1‬كذا ف اللبية والذي ف الصرية‬
‫كميل بن زياد والشتر النخعي واسه مالك بن الارث وصعصعة بن صوحان واخوه زيد بن صوحان وكعب بن مالك الوسي والسود بن زيد بن علقمة بن قيس النخعيان وثابت بن قيس‬
‫النخعى وجندب بن زهي الغامدي وجندب بن كعب الزدي وعروة بن العد وعمرو ابن المق الزاعي‬
‫والذي ف الطبي‬
‫مالك بن الارث الشتر وثابت بن قيس النخعى وكميل بن زياد النخعي وزيد بن صوحان العبدي وجندب بن زهي الغامدي وجندب بن كعب الزدي وعروة بن العد وعمرو ابن المق‬
‫الزاعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪167‬‬


‫يعزله ويستبدل ائمة غيهم من السابقي ومن الصحابة حت شق ذلك عليه جدا وبعث ال امراء الجناد فاحضرهم عنده ليستشيهم فاجتمع اليه معاوية بن اب سفيان امي الشام وعمرو بن‬
‫العاص امي مصر وعبدال ابن سعد بن اب سرح امي الغرب وسعيد بن العاص امي الكوفة وعبدال بن عامر امي البصرة فاستشارهم فيما حدث من المر وافتراق الكلمة فاشار فاشار عبدال‬
‫بن عامر ان يشغلهم بالغزو عما هم فيه من الشر فل يكون هم احدهم ال نفسه وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته فان غوغاء الناس اذا تفرغوا وبطلوا واشتغلوا با ل يغن وتكلموا با ل‬
‫يرضى واذا تفرقوا نفعوا انفسهم وغيهم واشار سعيد بن العاص بأن يستاصل شأفة الفسدين ويقطع دابرهم واشار معاوية بان يرد عماله ال اقاليمهم وان ل يلتفت إل هؤلء وما تالبوا عليه‬
‫من الشر فانم اقل واضعف جندا واشار عبدال بن سعد بن اب سرح بان يتالفهم بالال فيعطيهم منه ما يكف به شرهم ويامن غائلتهم ويعطف به قلوبم اليه واما عمرو بن العاص فقام فقال‬
‫اما بعد يا عثمان فانك قد ركبت الناس ما يكرهون فاما ان تعزل عنهم ما يكرهون واما ان تقدم فتنل عمالك على ما هم عليه وقال له كلما فيه غلظة ث اعتذر إليه ف السر بانه انا قال‬
‫هذا ليبلغ عنه من كان حاضرا من الناس ليضوا من عثمان بذا فعند ذلك قرر عثمان عماله على ما كانوا عليه وتالف قلوبم اولئك بالال وامر بان يبعثوا ال الغزو ال الثغور فجمع بي‬
‫الصال كلها ولا رجعت العمال ال اقاليمها امتنع اهل الكوفة من ان يدخل عليهم سعيد بن العاص ولبسوا السلح وحلفوا ان ل يكنوه من الدخول فيها حت يعزله عثمان ويول عليهم ابا‬
‫موسى الشعري وكان اجتماعهم بكان يقال له الرعة ( ‪ ) 1‬وقد قال يومئذ الشتر النخعي وال ل يدخلها علينا ما حلنا سيوفنا وتواقف الناس بالرعة ( ‪ ) 2‬واحجم سعيد عن قتالم‬
‫وصمموا على منعه وقد اجتمع ف مسجد الكوفة ف هذا اليوم حذيفة وابو مسعود عقبة بن عمرو فجعل ابو مسعود يقول وال ل يرجع سعيد بن العاص حت يكون دماء فجعل حذيقة يقول‬
‫( ‪ ) 3‬وال ليجعن ول يكون فيها مجمة من دم وما اعلم اليوم شيئا ال وقد علمته وممد صلى ال عليه وسلم حي والقصود ان سعيد بن العاصص كر راجعا ال الدينة وكسر الفتنة‬
‫فاعجب ذلك اهل الكوفة وكتبوا ال عثمان ان يول عليهم ابا موسى الشعري بذلك فاجابم عثمان ال ما سالوا ازاحة لعذرهم وازالة لشبههم وقطعا لعللهم‬
‫وذكر سيف بن عمر ان سبب تالب الحزاب على عثمان ان رجل يقال له عبدال بن سبأ كان يهوديا فاظهر السلم وصار ال مصر فاوحى ال طائفة من الناس كلما اخترعه من عند نفسه‬
‫مضمونه انه يقول للرجل فيقول له فرسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل منه فما تنكر أن يعود إل هذه الدنيا وهو اشرف من اليس قد ثبت ان عيسى بن مري سيعود ال هذه الدنيا فيقول‬
‫الرجل نعم عيسى ابن مري عليه السلم ث يقول وقد كان اوصى ال علي بن اب طالب فمحمد خات النبياء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪168‬‬

‫وعلى خات الوصياء ث يقول فهو احق بالمرة من عثمان وعثمان معتد ف وليته ما ليس له فانكروا عليه واظهروا المر بالعروف والنهي عن النكر فافتت به بشر كثي من اهل مصر وكتبوا‬
‫ال جاعات من عوام اهل الكوفة والبصرة فتمائلوا على ذلك وتكاتبوا فيه وتواعدوا ان يتمعوا ف النكار على عثمان وارسلوا اليه من يناظره ويذكر له ما ينقمون عليه من توليته اقرباءه‬
‫وذوى رحه وعزله كبار الصحابة فدخل هذا ف قلوب كثي من الناس فجمع عثمان بن عفان نوابه من المصار فاستشارهم فأشاروا عليه با تقدم ذكرنا له فال اعلم‬
‫وقال الواقدي فيما رواه عن عبدال بن ممد عن ابيه قال لا كانت سنة اربع وثلثي اكثر الناس بالقالة على عثمان بن عفان ونالوا منه اقبح ما نيل من احد فكلم الناس علي بن اب طالب ان‬
‫يدخل على عثمان فدخل عليه فقال له ان الناس ورائي وقد كلمون فيك ووال ما ادري ما اقول لك وما اعرف شيئا تهله ول ادلك على امر ل تعرفه انك لتعلم ما نعلم ما سبقناك ال شىء‬
‫فنخبك عنه ول خلونا بشىء فنبلغكه وما خصصنا بامور خفى عنك ادراكها وقد رايت وسعت وصحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم ونلت صهره وما ابن اب قحافة باول بعمل الق‬
‫منك ول ابن الطاب باول بشىء من الي منك وانك اقرب ال رسول ال صلى ال عليه وسلم رحا ولقد نلت من صهر رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ل ينال ول سبقاك ال شىء فال‬
‫ال ف نفسك فانك وال ما تبصر من عمى ول تعلم من جهل وان الطريق لواضح بي وان اعلم الدين لقائمة تعلم يا عثمان ان افضل عباد ال عند ال امام عادل هدى وهدى فاقام سنة‬
‫معلومة وامات بدعة معلومة فوال ان كل لبي وان السنن لقائمة لا اعلم وان البدع لقائمة لا اعلم وان شر الناس عندال امام جائر ضل واضل به فامات سنة معلومة واحيا بدعة متروكة‬
‫وان سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالمام الائر وليس معه نصي ول عاذر فيلقى ف جهنم فيدور فيها كما تدور الرحا ث يرتطم ف غمرة جهنم وان احذرك‬
‫ال واحذرك سطوته ونقمته فان عذابه اليم شديد واحذر ان تكون امام هذه المة القتول فانه كان يقال يقتل ف هذه المة امام فيفتح عليها القتل والقتال ال يوم القيامة وتلبس امورها عليها‬
‫ويتركون شيعا ل يبصرون الق من الباطل يوجون فيها موجا ويرحون فيها مرحا فقال عثمان قد وال علمت لتقولن الذي قلت اما وال لو كنت مكان ما عنفتك ول اسلمتك ول عبت‬
‫عليك ول جئت منكرا ان وصلت رحا وسددت خلة وآويت ضائعا ووليت شبيها بن كان عمر يول انشدك ال يا علي هل تعلم ان الغية بن شعبة ليس هناك قال نعم قال فتعلم ان عمر‬
‫وله قال نعم قال فلم تلومون ان وليت ابن عامر ف رحه وقرابته فقال علي ساخبك ان عمر كان كلما ول اميا فانا يطا على صماخيه وانه ان بلغه حرف جاء به ث بلغ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪169‬‬

‫به اقصى الغاية ف العقوبة وانت ل تفعل ضعفت ورفقت على اقربائك فقال عثمان هم اقرباؤك ايضا فقال على لعمري ان رحهم من لقريبة ولكن الفضل ف غيهم قال عثمان هل تعلم ان‬
‫عمر ول معاوية خلفته كلها فقد وليته فقال على انشدك ال هل تعلم ان معاوية كان اخوف من عمر من يرفا غلم عمر منه قال نعم قال علي فان معاوية يقطع المور دونك وانت تعلمها‬
‫ويقول للناس هذا امر عثمان فليبلغك فل تنكر ول تغي على معاوية ث خرج علي من عنده وخرج عثمان على اثره فصعد النب فوعظ وحذر وانذر وتدد وتوعد وابرق وارعد فكان فيما‬
‫قال ال فقد وال عبتم على با اقررت به لبن الطاب ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له على ما احببتم او كرهتم ولنت لكم واوطات لكم كتفي وكففت يدي‬
‫ولسان عنكم فاجترات علي اما وال لنا اعز نفرا واقرب ناصرا واكثر عددا واقمن ان قلت هلم ال ال ولقد اعددت لكم اقرانكم وافضلت عليكم فضول وكشرت لكم عن ناب فاخرجتم‬
‫من خلقا ل اكن احسنه ومنطقا ل انطق به فكفوا السنتكم وطعنكم وعيبكم على ولتكم فان قد كففت عنكم من لو كان هو الذي يليكم لرضيتم منه دون منطقي هذا ال فما تفقدون من‬
‫حقكم فوال ما قصرت ف بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي ث اعتذر عما كان يعطي اقرباءه بانه من فضل ماله فقام مروان بن الكم فقال ان شئتم وال حكمنا بيننا وبينكم السيف نن وال‬
‫‪ ...‬وانتم كما قال الشاعر ‪ ...‬فرشنا لكم اعراضنا فنبت بكم ‪ ...‬مغارسكم تبنون ف دمن الثرى‬
‫فقال عثمان اسكت لسكت دعن واصحاب ما منطقك ف هذا ال أتقدم اليك ان ل تنطق‬
‫فسكت مروان ونزل عثمان رضى ال عنه‬
‫وذكر سيف بن عمر وغيه ان معاوية لا ودعه عثمان حي عزم على الروج ال الشام عرض عليه ان يرحل معه ال الشام فانم قوم كثية طاعتهم للمراء فقال ل اختار بوار رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم سواه فقال اجهز لك جيشا من الشام يكونون عندك ينصرونك فقال ان اخشى ان اضيق بم بلد رسول ال صلى ال عليه وسلم على اصحابه من الهاجرين والنصار‬
‫قال معاوية فوال يا امي الؤمني لتغتالن او قال لتغزين فقال عثمان حسب ال ونعم الوكيل ث خرج معاوية من عنده وهو متقلد السيف وقوسه ف يده فمر على مل من الهاجرين والنصار‬
‫فيهم علي بن اب طالب وطلحة والزبي فوقف عليهم واتكا على قوسه وتكلم بكلم بليغ يشتمل على الوصاة بعثمان بن عفان رضى ال تعال عنه والتحذير من اسلمه ال اعدائه ث انصرف‬
‫ذاهبا فقال الزبي ما رايت اهيب ف عين من يومه هذا وذكر ابن جرير ان معاوية استشعر المر لنفسه من قدمته هذه إل الدينة وذلك انه سع حاديا يرتز ف ايام الوسم ف هذا العام وهو‬
‫يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪170‬‬

‫قد علمت ضوامر الطى وضمرات عوج القسى ان المي بعده علي وف الزبي خلف رضى وطلحة الامي لا ول‬
‫فلما سعها معاوية ل يزل ذلك ف نفسه حت كان ما كان على ما سنذكره ف موضعه ان شاء ال وبه الثقة قال ابن جرير وف هذ السنة مات ابو عبس بن جبي بالدينة وهو بدري ومات ايضا‬
‫مسطح بن اثاثة وغافل بن البكي وحج بالناس ف هذه السنة عثمان بن عفان رضى ال تعال عنه‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي ففيها مقتل عثمان‬
‫وكان السبب ف ذلك ان عمرو بن العاص حي عزله عثمان عن مصر ول عليها عبدال بن سعد بن اب سرح وكان سبب ذلك ان الوارج من الصريي كانوا مصورين من عمرو بن العاص‬
‫مقهورين معه ل يستطيعون ان يتكلموا بسوء ف خليفة ول امي‬
‫فما زالوا حت شكوه ال عثمان لينعه عنهم وول عليهم من هو الي منه فلم يزل ذلك دابم حت عزل عمرا عن الرب وتركه على الصلة وول على الرب والراج عبدال بن سعد بن‬
‫اب سرح ث سعوا فيما بينهما بالنميمة فوقع بينهما حت كان بينهما كلم قبيح فارسل عثمان فجمع لبن اب سرح جيع عمالة مصر خراجها وحربا وصلتا وبعث ال عمرو يقول له ل خي‬
‫لك ف القام عند من يكرهك فاقدم ال فانتقل عمرو بن العاص ال الدينة وف نفسه من عثمان امر عظيم وشر كبي فكلمه فيما كان من امره بنفس وتقاول ف ذلك وافتخر عمرو بن العاص‬
‫بابيه على عثمان وانه كان اعز منه فقال له عثمان دع هذا فانه من امر الاهلية وجعل عمرو بن العاص يؤلب الناس على عثمان وكان بصر جاعة يبغضون عثمان ويتكلمون فيه بكلم قبيح‬
‫على ما قدمنا وينقمون عليه ف عزله جاعة من علية الصحابة وتوليته من دونم او من ل يصلح عندهم للولية‬
‫وكره اهل مصر عبدال بن سعد بن اب سرح بعد عمرو بن العاص واشتغل عبدال بن سعد عنهم بقتال اهل الغرب وفتحه بلد الببر والندلس وافريقية وانشأ بصر طائفة من ابناء الصحابة‬
‫يؤلبون الناس على حربه والنكار عليه وكان عظم ذلك مسندا ال ممد بن اب بكر وممد بن اب حذيفة حت استنفرا نوا من ستمائة راكب يذهبون ال الدينة ف صفة معتمرين ف شهر‬
‫رجب لينكروا على عثمان فساروا اليها تت اربع رفاق وامر الميع ال عمرو بن بديل بن ورقاء الزاعي وعبدالرحن بن عديس البلوى وكنانة بن بشر التيجي وسودان بن حران السكون‬
‫واقبل معهم ممد بن اب بكر واقام بصر ممد بن اب حذيفة يؤلب الناس ويدافع عن هؤلء وكتب عبدال بن سعد بن اب سرح ال عثمان يعلمه بقدوم هؤلء القوم ال الدينة منكرين عليه‬
‫ف صفة العتمرين فلما اقتربوا من الدينة امر عثمان علي بن اب طالب ان يرج اليهم ليدهم ال بلدهم قبل ان يدخلوا الدينة ويقال بل ندب الناس اليهم فانتدب علي لذلك فبعثه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪171‬‬

‫وخرج معه جاعة الشراف وامره ان ياخذ معه عمار بن ياسر فقال على لعمار فاب عمار ان يرج معه فبعث عثمان سعد بن اب وقاص ان يذهب ال عمار ليحرضه على الروج مع علي‬
‫اليهم فاب عمار كل الباء وامتنع اشد المتناع وكان متعصبا على عثمان بسبب تاديبه له فيما تقدم على امر وضربه اياه ف ذلك وذلك بسبب شتمه عباس بن عتبة بن اب لب فادبما عثمان‬
‫فتآمر عمار عليه لذلك وجعل يرض الناس عليه فنهاه سعد بن اب وقاص عن ذلك ولمه عليه فلم يقلع عنه ول يرجع ول ينع فانطلق علي بن اب طالب اليهم وهم بالحفة وكانوا يعظمونه‬
‫ويبالغون ف امره فردهم وانبهم وشتمهم فرجعوا على انفسهم باللمة وقالوا هذا الذي تاربون المي بسببه وتتجون عليه به ويقال انه ناظرهم ف عثمان وسألم ماذا ينقمون عليه فذكروا‬
‫اشياء منها انه حى المى وحرق الصاحف وانه ات الصلة وانه اول الحداث الوليات وترك الصحابة الكابر واعطى بن امية اكثر من الناس فاجاب علي عن ذلك اما المى فانا حاه لبل‬
‫الصدقة لتسمن ول يمه لبله ول لغنمه وقد حاه عمر من قبله واما الصاحف فانا حرق ما وقع فيه اختلف وابقى لم التفق عليه كما ثبت ف العرضة الخية واما إتامه الصلة بكة فانه‬
‫كان قد تاهل با ونوى القامة فاتها واما توليته الحداث فلم يول ال رجل سويا عدل وقد ول رسول ال صلى ال عليه وسلم عتاب بن اسيد على مكة وهو ابن عشرين سنة وول اسامة‬
‫بن زيد بن حارثة وطعن الناس ف امارته فقال انه لليق بالمارة واما ايثاره قومه بن امية فقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤثر قريشا على الناس ووال لو ان مفتاح النة بيدي‬
‫لدخلت بن امية اليها ويقال انم عتبوا عليه ف عمار وممد بن اب بكر فذكر عثمان عذره ف ذلك وانه اقام فيهما ما كان يب عليهما وعتبوا عليه ف ايوائه الكم بن اب العاص وقد نفاه‬
‫اليها قال فقد نفاه رسول ال صلى إل الطائف فذكر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان قد نفاه إل الطائف ث رده ث نفاه إليها قال فقد نفاه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث رده‬
‫وروى ان عثمان خطب الناس بذا كله بحضر ال عليه وسلم من الصحابة وجعل يستشهد بم فيشهدون له فيما فيه شهادة له ويروى انم بعثوا طائفة منهم فشهدوا خطبة عثمان هذه فلما‬
‫تهدت العذار وانزاحت عللهم ول يبق لم شبهة اشار جاعة من الصحابة على عثمان بتأديبهم فصفح عنهم رضى ال عنه وردهم ال قومهم فرجعوا خائبي من حيث اتوا ول ينالوا شيئا ما‬
‫كانوا املوا وراموا ورجع علي ال عثمان فاخبه برجوعهم عنه وساعهم منه واشار على عثمان ان يطب الناس خطبة يعتذر اليهم فيها ما وقع من الثرة لبعض اقاربه ويشهدهم عليه بانه‬
‫تاب من ذلك واناب ال الستمرار على ما كان عليه من سية الشيخي قبله وانه ل ييد عنها كما كان المر اول ف مدة ست سني الول فاستمع عثمان هذه النصيحة وقابلها بالسمع‬
‫والطاعة ولا كان يوم المعة وخطب الناس رفع يديه ف اثناء الطبة وقال اللهم ان استغفرك‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪172‬‬

‫واتوب اليك اللهم ان اول تائب ما كان من وارسل عينيه بالبكاء فبكى السلمون اجعون وحصل للناس رقة شديدة على امامهم واشهد عثمان الناس على نفسه بذلك وانه قد لزم ما كان‬
‫عليه الشيخان ابو بكر وعمر رضى ال عنهما وانه قد سبل بابه لن اراد الدخول عليه ل ينع احد من ذلك ونزل فصلى بالناس ث دخل منله وجعل من اراد الدخول على امي الؤمني لاجة‬
‫او مسألة او سؤال ل ينع احد من ذلك مدة قال الواقدي فحدثن على بن عمر عن ابيه قال ث ان عليا جاء عثمان بعد انصراف الصريي فقال له تكلم كلما تسمعه الناس منكم ويشهدون‬
‫عليك ويشهد ال على ما ف قلبك من النوع والنابة فان البلد قد تخضت عليك ول آمن ركبا آخرين يقدمون من قبل الكوفة فتقول يا علي اركب اليهم ويقدم آخرون من البصرة‬
‫فتقول يا علي اركب اليهم فان ل افعل قطعت رحك واستخففت بقك قال فخرج عثمان فخطب الطبة الت نزع فيها واعلم الناس من نفسه التوبة فقام فحمد ال واثن عليه با هو اهله ث‬
‫قال اما بعد ايها الناس فوال ما عاب من من عاب شيئا اجهله وما جئت شيئا ال وانا اعرفه ولكن ضل رشدي ولقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من زل فليتب ومن اخطا‬
‫فليتب ول يتمادى ف اللكة ان من تادى ف الور كان ابعد عن الطريق فانا اول اتعظ استغفر ال ما فعلت واتوب فمثلى نزع وتاب فاذا نزلت فلياتن اشرافكم فوال لكونن كالرقوق ان‬
‫ملك صب وان عتق شكر وما عن ال مذهب ال اليه قال فرق الناس له وبكى من بكى وقال ال سعيد بن زيد فقال يا امي الؤمني ال ال ف نفسك فاتم على ما قلت فلما انصرف عثمان‬
‫ال منله وجد به حاعة من اكابر الناس وجاءه مروان بن الكم فقال اتكلم يا امي الؤمني ام اصمت فقالت امرأة عثمان نائلة بنت الفرافصة الكلبية من وراء الجاب بل اصمت فوال انم‬
‫لقاتلوه ولقد قال مقالة ل ينبغى النوع عنها فقال لا وما انت وذاك فوال لقد مات ابوك وما يسن ان يتوضأ فقالت له دع ذكر الباء ونالت من ابيه الكم فاعرض عنها مروان وقال‬
‫لعثمان يا امي الؤمني اتكلم ام اصمت فقال له عثمان بل تكلم فقال مروان باب انت وامي لوددت ان مقالتك هذه كانت وانت منع منيع فكنت اول من رضى با واعان عليها ولكنك قلت‬
‫ما قلت حي جاوز الزام الطبيي وبلغ السيل الزبا وحي اعطى الطة الذليلة الذليل وال ل قامة على خطيئة يستغفر منها خي من توبة خوف عليها وانك لو شئت لعزمت التوبة ول تقرر لنا‬
‫بالطيئة وقد اجتمع اليك على الباب مثل البال من الناس فقال عثمان قم فاخرج اليهم فكلمهم فان استحي ان اكلمهم قال فخرج مروان ال الباب والناس يركب بعضهم بعضا فقال ما‬
‫شانكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪173‬‬

‫كانكم قد جئتم لنهب شاهت الوجوه كل انسان آخذ باذن صاحبه ال من اريد ( ‪ ) 1‬س جئتم تريدون ان تنعوا ملكنا من ايدينا اخرجوا عنا اما وال لئن رمتمونا ليمرن عليكم امر يسؤكم‬
‫ول تمدوا غبه ارجعوا ال منازلكم فوال ما نن مغلوبي على مابايدينا قال فرجع الناس وخرج بعضهم حت اتى عليا فاخبه الب فجاء على مغضبا حت دخل على عثمان فقال اما رضيت‬
‫من مروان ول رضى منك ال بتحويلك عن دينك وعقلك وان مثلك مثل جل الضعينة سار حيث يسار به وال ما مروان بذى راي ف دينه ول نفسه واي وال ان لراه سيوردك ث ل‬
‫يصدرك وما انا بعائد بعد مقامي هذا لعاتبتك اذهبت سوقك وغلبت امرك فلما خرج علي دخلت نائلة على عثمان فقالت اتكلم او اسكت فقال تكلمي فقالت سعت قول علي انه ليس‬
‫يعاودك وقد اطعت مروان حيث شاء قال فما اصنع قالت تتقي ال وحده ل شريك له وتتبع سنة صاحبيك من قبلك فانك مت اطعت مروان قتلك ومروان ليس له عند ال قدر ول هيبة ول‬
‫مبة فارسل ال علي فاستصلحه فان له قرابة منك وهو ل يعصى قال فارسل عثمان ال علي فاب ان ياتيه وقال لقد اعلمته ان لست بعائد قال وبلغ مروان قول نائلة فيه فجاء ال عثمان فقال‬
‫اتكلم او اسكت فقال تكلم فقال إن نائلة بنت الفرافصة فقال عثمان ل تذكرها برف فاسوء ال وجهك فهي وال انصح ل منك قال فكف مروان‬
‫ذكر مىء الحزاب ال عثمان للمرة الثانية من مصر‬
‫وذلك ان اهل المصار لا بلغهم خب مروان وغضب علي على عثمان بسببه ووجدوا المر على ما كان عليه ل يتغي ول يسلك سية صاحبيه كاتب تكاتب اهل مصر واهل الكوفة اهل‬
‫البصرة وتراسلوا وزورت كتب على لسان الصحابة الذين بالدينة وعلى لسان علي وطلحة والزبي يدعون الناس ال قتال عثمان ونصر الدين وانه اكب الهاد اليوم وأذكر سيف بن عمر‬
‫التميمي عن ممد وطلحة واب حارثة واب عثمان وقاله غيهم ايضا قالوا لا كان ف شوال سنة خس وثلثي وخرج اهل مصر ف اربع رفاق على اربعة امراء القلل لم يقول ستمائة والكثر‬
‫يقول الف على الرفاق عبدالرحن ابن عديس البلوى وكنانة بن بشر الليثي وسودان بن حران السكون وقتية السكون وعلي القوم جيعا الغافقي بن حرب العكي وخرجوا فيما يظهرون‬
‫للناس حجاجا ومعهم ابن السوداء وكان اصله ذميا فاظهر السلم واحدث بدعا قولية وفعلية قبحه ال وخرج اهل الكوفة ف عدتم من اربع رفاق وامراؤهم زيد بن صوحان والشتر‬
‫النخعي وزياد بن النضر الارثى وعبدال بن الصم وعلى الميع عمرو بن الصم وخرج ال البصرة ف عدتم ايضا ف اربع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪174‬‬

‫رايات مع حكيم بن جبلة العبدي وبشر بن شريح بن ضبيعة القيسي وذريح بن عباد العبدي وعليهم كلهم حرقوص بن زهي السعدي واهل مصر مصرون على ولية علي بن اب طالب واهل‬
‫الكوفة عازمون على تامي الزبي واهل البصرة مصممون على تولية طلحة ل تشك كل فرقة ان امرها سيتم فسار كل طائفة من بلدهم حت توافوا حول الدينة كما تواعدوا ف كتبهم ف شهر‬
‫شوال فنل طائفة منهم بذي خشب وطائفة بالعوص والمهور بذي الروة وهم على وجل من اهل الدينة فبعثوا قصادا وعيونا بي ايديهم ليخبوا الناس انم انا جاؤا للحج ل لغيه‬
‫وليستعفوا هذا الوال من بعض عماله ما جئنا ال لذلك واستاذنوا للدخول فكل الناس اب دخولم ونى عنه فتجاسروا واقتربوا من الدينة وجاءت طائفة من الصريي ال علي وهو ف عسكر‬
‫عند احجار الزيت عليه حلة اصواف معتم بشقيقة حراء يانية متقلدا السيف وليس عليه قميص وقد ارسل ابنه السن ال عثمان فيمن اجتمع اليه فسلم عليه الصريون فصاح بم وطردهم‬
‫وقال لقد علم الصالون ان جيش ذى الروة وذي خشب نعم وانصرفوا من عنده على ذلك وأتى البصريون طلحة وهو ف جاعة اخرى ال جنب علي وقد ارسل ملعونون على لسان ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم فارجعوا ل صبحكم ال قالوا ابنيه ال عثمان فسلموا عليه فصاح بم وطردهم وقال لم كما قال علي لهل مصر وكذلك كان رد الزبي على اهل الكوفة فرجع كل‬
‫فريق منهم ال قومهم واظهروا للناس انم راجعون ال بلدانم وساروا اياما راجعي ث كرو عائدين ال الدينة فما كان غي قليل حت سع اهل الدينة التكبي واذا القوم قد زحفوا على الدينة‬
‫واحاطوا با وجهورهم عند دار عثمان بن عفان وقالوا للناس من كف يده فهو آمن فكف الناس ولزموا بيوتم واقام الناس على ذلك اياما هذا كله ول يدري الناس ما القوم صانعون ول‬
‫على ما هم عازمون وف كل ذلك وامي الؤمني عثمان بن عفان يرج من داره فيصلي بالناس فيصلي وراءه اهل الدينة واولئك الخرون وذهب الصحابة ال هؤلء يؤنبونم ويعذلونم على‬
‫رجوعهم حت قال على لهل مصر ما ردكم بعد ذهابكم ورجوعكم عن رايكم فقالوا وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا وكذلك قال البصريون لطلحة والكوفيون للزبي وقال اهل كل مصر انا‬
‫جئنا لننصر اصحابنا فقال لم الصحابة كيف علمتم بذلك من اصحابكم وقد افترقتم وصار بينكم مراحل انا هذا امر اتفقتم عليه فقالوا ضعوه على ما اردت ل حاجة لنا ف هذا الرجل‬
‫ليعتزلنا ونن نعتزله يعنون انه ان نزل عن اللفة تركوه آمنا وكان الصريون فيما ذكر لا رجعوا ال بلدهم وجدوا ف الطريق بريدا يسي فاخذوه ففتشوه فاذا معه ف ادواة كتابا على لسان‬
‫عثمان فيه المر بقتل طائفة منهم وبصلب آخرين وبقطع أيدي آخرين منهم وارجلهم وكان على الكتاب طابع بات عثمان والبيد احد غلمان عثمان وعلى جله فلما رجعوا جاءوا بالكتاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪175‬‬

‫وداروا به على الناس فكلم الناس امي الؤمني ف ذلك فقال بينة على بذلك وال فوال ل كتبت ول امليت ول دريت بشىء من ذلك والات قد يزور على الات فصدقه الصادقون ف ذلك‬
‫وكذبه الكاذبون ويقال ان اهل مصر كانوا قد سالوا من عثمان ان يعزل عنهم ابن اب سرح ويول ممد بن اب بكر فاجابم ال ذلك فلما رجعوا وجدوا ذلك البيد ومعه الكتاب بقتل ممد‬
‫ابن اب بكر وآخرين معه فرجعوا وقد حنقوا عليه حنقا شديدا وطافوا بالكتاب على الناس فدخل ذلك ف اذهان كثي من الناس وروى ابن جرير من طريق ممد بن اسحاق عن عمه‬
‫عبدالرحن بن يسار ان الذي كان معه الرسالة من جهة عثمان ال مصر ابو العور السلمي على جل لعثمان وذكر ابن جرير من هذه الطريق ان الصحابة كتبوا ال الفاق من الدينة يأمرون‬
‫الناس بالقدوم على عثمان ليقاتلوه وهذا كذب على الصحابة وانا كتبت كتب مزورة عليهم كما كتبوا من جهة علي وطلحة والزبي ال الوارج كتبا مزورة عليهم انكروها وهكذا زور‬
‫هذا الكتاب على عثمان ايضا فانه ل يامر به ول يعلم به ايضا واستمر عثمان يصلي بالناس ف تلك اليام كلها وهم احقر ف عينه من التراب فلما كان ف بعض المعات وقام على النب وف‬
‫يده العصا الت كان يعمد اليها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف خطبته وكذلك ابو بكر وعمر رضى ال عنهما من بعده فقام اليه رجل من اولئك فسبه ونال منه وانزله عن النب فطمع‬
‫الناس فيه من يومئذ كما قال الواقدي حدثن اسامة بن يزيد بن يي بن عبدالرحن بن حاطب عن ابيه قال بينا انا انظر ال عثمان على عصا النب صال ال عليه وسلم الت يطب عليها وابو‬
‫بكر وعمر فقال له جهجاه قم يا نعثل فانزل عن هذا النب واخذ العصا فكسرها على ركبته اليمن فدخلت شظية منها فيها فبقى الرح حت اصابته الكلة فرايتها تدود فنل عثمان وحلوه‬
‫وامر بالعصا فشدوها فكانت مضببة فما خرج بعد ذلك اليوم ال خرجة او خرجتي حت حصر فقتل‬
‫قال ابن جرير وحدثنا احد بن ابراهيم حدثنا عبدال ابن ادريس عن عبيدال بن عمر عن نافع ان الهجاه الغفاري اخذ عصا كانت ف يد عثمان فكسرها على ركبته فرمى ف ذلك الكان‬
‫بأكلة وقال الواقدي وحدثن ابن اب الزناد عن موسى بن عقبة عن ابن اب حبيبة قال خطب عثمان الناس ف بعض ايامه فقال عمرو بن العاص يا امي الؤمني انك ركبت باتي وركبناها معك‬
‫فتب نتب معك فاستقبل عثمان القبلة وشر يديه وقال ابن اب حبيبة فلم ار يوما اكثر باكيا ول باكية من يومئذ ث لا كان بعد ذلك خطب الناس فقام اليه جهجاه الغفاري فصاح اليه يا عثمان‬
‫ال ان هذه شارف قد جئنابا عليها عباءة وجامعة فانزل فلندرجك ف العباة ولنطرحك ف الامعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪176‬‬

‫ولنحملك على الشارف ث نطرحك ف جبل الدخان فقال عثمان قبحك ال وقبح ما جئت به ث نزل عثمان قال ابن اب حبيبة وكان آخر يوم رايته فيه وقال الواقدي حدثن ابو بكر بن‬
‫اساعيل عن ابيه عن عامر بن سعد قال كان اول من اجترا على عثمان بالنطق السىء جبلة بن عمرو الساعدي مر به عثمان وهو ف نادي قومه وف يد جبلة جامعة فلما مر عثمان سلم فرد‬
‫القوم فقال جبلة ل تردون عليه رجل قال كذا وكذا ث اقبل على عثمان فقال وال لطرحن هذه الامعة ف عنقك او لتتركن بطانتك هذه فقال عثمان اب بطانة فوال لتي الناس فقال مروان‬
‫تيته ومعاوية تيته وعبدال بن عامر بن كريز تيته وعبدال بن سعد بن اب سرح تيته منهم من نزل القرآن بذمه واباح رسول ال صلى ال عليه وسلم دمه قال فانصرف عثمان فما زال‬
‫الناس مترئي عليه ال هذا اليوم قال الواقدي وحدثن ممد بن صال عن عبيدال بن رافع بن نقاخة عن عثمان بن الشريد قال مر عثمان على جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه‬
‫جامعة فقال يا نعثل وال لقتلنك ولحلنك على قلوص جرباء ولخرجنك ال حرة النار ث جاءه مرة اخرى وعثمان على النب فانزله عنه وذكر سيف بن عمر ان عثمان بعد ان صلى بالناس‬
‫يوم المعة صعد النب فخطبهم ايضا فقال ف خطبته يا هؤلء الغرباء ال ال فوال ان اهل الدينة ليعلمون انكم ملعونون على لسان ممد صلى ال عليه وسلم فاموا الطأ بالصواب فان ال‬
‫ل يحو السىء ال بالسن فقام ممد بن مسلمة فقال انا اشهد بذلك فاخذه حكيم بن جبلة فاقعده فقام زيد بن ثابت فقال انه ف الكتاب فثار اليه من ناحية اخرى ممد بن اب مريرة فاقعده‬
‫وقال يا نطع وثار القوم باجعهم فحصبوا الناس حت اخرجوهم من السجد وحصبوا عثمان حت صرع من النب مغشيا عليه فاحتمل وادخل داره وكان الصريون ل يطمعون ف احد من‬
‫الناس ان يساعدهم ال ممد بن اب بكر وممد بن جعفر وعمار ابن ياسر واقبل على وطلحة والزبي ال عثمان ف اناس يعودونه ويشكون اليه بثهم وما حل بالناس ث رجعوا ال منازلم‬
‫واستقبل جاعة من الصحابة منهم ابو هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت ف الحاربة عن عثمان فبعث اليهم يقسم عليهم لا كفوا ايديهم وسكنوا حت يقضى ال ما يشاء‬
‫ذكر حصر امي الؤمني عثمان بن عفان‬
‫لا وقع ما وقع يوم المعة وشج امي الؤمني عثمان وهو ف راس النب وسقط مغشيا عليه واحتمل ال داره وتفاقم المر وطمع فيه اولئك الجلف الخلط من الناس والاوه ال داره‬
‫وضيقوا عليه واحاطوا با ماصرين له ولزم كثي من الصحابة بيوتم وسار اليه جاعة من ابناء الصحابة عن امر أبائهم منهم السن والسي وعبدال بن الزبي وكان امي الدار وعبدال ابن‬
‫عمرو وصاروا ياجون عنه ويناضلون دونه ان يصل اليه احد منهم واسلمه بعض الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪177‬‬


‫رجاء ان ييب اولئك ال واحدة ما سالوا فانم كانوا قد طلبوا منه اما ان يعزل نفسه او يسلم اليهم مروان بن الكم ول يقع ف خلد احد ان القتل كان ف نفس الارجي وانقطع عثمان عن‬
‫السجد فكان ل يرج ال قليل ف اوائل المر ث انقطع بالكلية ف آخره وكان يصلي بالناس ف هذه اليام الغافقي بن حرب وقد استمر الصر اكثر من شهر وقيل اربعي يوما حت كان آخر‬
‫ذلك ان قتل شهيدا رضى ال عنه على ما سنبينه ان شاء ال تعال والذي ذكره ابن جرير ان الذي كان يصلي بالناس ف هذه الدة وعثمان مصور طلحة بن عبيدال وف صحيح البخاري عن‬
‫( ‪ ) 1‬وروى الواقدي ان عليا صلى ايضا وصلى ابو ايوب وصلى بم سهل بن حنيف وكان يمع بم علي وهوالذي صلى بم بعد وقد خاطب الناس ف غبوب ذلك باشياء وجرت امور‬
‫سنورد منها ما تيسر وبال الستعان‬
‫قال المام احد حدثنا بز ثنا ابو عوانة حدثنا حصي عن عمرو بن جاوان قال قال الحنف انطلقنا حجاجا فمررنا بالدينة فبينا نن ف منلنا اذ جاءنا آت فقال الناس ف السجد فانطلقت انا‬
‫وصاحب فاذا الناس متمعون على نفر ف السجد قال فتخللتهم حت قمت عليهم فاذا علي بن اب طالب والزبي وطلحة وسعد بن اب وقاص قال فلم يكن ذلك قالوا نعم قال ههنا طلحة‬
‫قالوا نعم قال ههنا سعد بن أب وقاص قالوا نعم قال انشدكم باسرع من ان جاء عثمان يشي فقال ههنا على قالوا نعم قال ههنا الزبي بال الذي ل اله ال هو تعلمون ان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من يبتاع مربد بن فلن غفر ال له فابتعته فاتيت رسول ال قالوا نعم قال أنشدكم بال الذي ل إله إل هو تعلمون أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من يبتاع بئر رومة‬
‫فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت إن قد ابتعتها يعن بئر رومة قال اجعلها صلى ال عليه وسلم فقلت ان قد ابتعته فقال اجعله ف مسجدنا وأجره لك سقاية‬
‫للمسلمي ولك أجرها قالوا نعم قال انشدكم بال الذي ل اله ال هو تعلمون ان رسول ال صلى ال عليه وسلم نظر ف وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال من يهز هؤلء غفر ال له‬
‫فجهزتم حت ما يفقدون خطاما ول عقال قالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد اللهم اشهد ث انصرف ورواه النسائي من حديث حصي وعنده جاء رجل وعليه ملءة صفراء‬
‫طريق اخرى‬
‫قال عبدال بن احد حدثن عبدال بن عمر القواريري حدثن القاسم بن الكم بن اوس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪178‬‬

‫النصاري حدثن ابو عبادة الدرقى النصاري من اهل الديبية عن زيد بن اسلم عن ابيه قال شهدت عثمان يوم حصر ف موضع النائز ولو القى حجر ل يقع ال على راس رجل فرايت‬
‫عثمان اشرف من الوخة الت تلى مقام جبيل فقال ايها الناس افيكم طلحة فسكتوا ث قال ايها الناس افيكم طلحة فسكتوا ث قال ايها الناس افيكم طلحة فقام طلحة بن عبيدال فقال له‬
‫عثمان ال اراك ههنا ما كنت ارى انك تكون ف جاعة قوم تسمع نداى ال آخر ثلث مرات ث ل تيبن انشدك ال يا طلحة تذكر يوم كنت وانا وأنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف موضع كذا وكذا ليس معه احد من الصحابة غيى وغيك فقال نعم قال فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم يا طلحة انه ليس من نب ال ومعه من اصحابه رفيق من امته معه ف النة‬
‫وان عثمان بن عفان هذا يعن رفيقي ف النة فقال طلحة اللهم نعم ث انصرف ل يرجوه‬
‫طريق اخرى‬
‫قال عبدال بن احد حدثنا ممد بن اب بكر القدسي ثنا ممد بن عبدال النصاري حدثنا هلل بن اسحاق عن الريري عن ثامة بن جزء القشيي قال شهدت الدار يوم اصيب عثمان فاطلع‬
‫عليه اطلعه فقال ادعوا ل صاحبيكم اللذين الباكم عل فدعيا له فقال انشدكما ال تعلمان ان رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة ضاق السجد باهله فقال من يشتري هذه البقعة‬
‫من خالص ماله فيكون فيها كالسلمي وله خي منها ف النة فاشتريتها من خالص مال فجعلتها بي السلمي وانتم تنعون ان اصلي فيه ركعتي ث قال انشدكم ال اتعلمون ان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة ل يكن فيها بئر يستعذب منه ال بئر رومة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من يشتر يها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدلء السلمي وله خي منها‬
‫ف النة فاشتريتها من خالص مال وانتم تنعون ان اشرب منها ث قال هل تعلمون ان صاحب جيش العسرة قالوا اللهم نعم وقد رواه الترمذي عن عبدال بن عبدالرحن الدرامي وعباس‬
‫الدوري وغي واحد اخرجه النسائي عن زياد بن ايوب كلهم عن سعيد بن عامر عن يي بن اب الجاج النقري عن اب مسعود الريري به وقال الترمذي حسن صحيح طريق اخرى‬
‫قال المام احد حدثنا عبدالصمد حدثنا القاسم يعن ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة عن سال ابن اب العد قال دعا عثمان رجال من اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فيهم عمار بن‬
‫ياسر فقال ان سائلكم وان احب ان تصدقون نشدتكم ال اتعلمون ان رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يؤثر قريش اعلى الناس ويؤثر بن هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال لو‬
‫ان بيدي مفاتيح النة لعطيتها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪179‬‬

‫بن امية حت يدخلوا من عند آخرهم فبعث ال طلحة والزبي فقال عثمان ال احدثكما عنه يعن عمارا اقبلت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم اخذ بيدي يشى ف البطحاء حت اتى على‬
‫ابيه وامه وهم يعذبون فقال ابو عمار يا رسول ال الدهر هكذا فقال له النب صلى ال عليه وسلم اصب ث قال اللهم اغفر لل ياسر وقد فعلت تفرد به احد ول يرجه احد من اصحاب‬
‫الكتب‬
‫طريق اخرى‬
‫قال المام احد حدثنا اسحاق بن سليمان سعت معاوية بن سلم ان سلمة يذكر عن مطرف عن نافع ابن عمر ان عثمان اشرف على اصحابه وهو مصور فقال على ل تقتلونن فان سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يمل دم امرىء ال باحدى ثلث رجل زن بعد احصانه فعليه الرجم او قتل عمدا فعليه القتل او ارتد بعد اسلمه فعليه القتل فوال ما زنيت ف‬
‫جاهلية ول اسلم ول قتلت احدا فاقيد نفسي منه ول ارتددت منذ اسلمت ان اشهد ان ل اله ال ال ووان ممدا عبده رسوله ورواه النسائى عن احد بن الزهر عن اسحاق بن سليمان به‬
‫طريق اخرى‬
‫قال المام احد حدثنا عفان حدثنا حاد بن زيد حدثنا يي بن سعيد عن اب امامة ين سهل بن حنيف قال كنت مع عثمان ف الدار وهو مصور قال وكنا ندخل مدخل اذا دخلناه سعنا كلم‬
‫من على البلط قال فدخل عثمان يوما لاجته فخرج الينا منتقعا لونه فقال انم ليتواعدون بالقتل آنفا قال قلنا يكفيكهم ال يا امي الؤمني قال ول يقتلونن فان سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ل يل دم امرىء مسلم ال باحدى ثلث رجل كفر بعد اسلمه او زن بعد احصانه او قتل نفسا بغي نفس فوال ما زنيت ف جاهلية ول اسلم قط ول تنيت بدل بدين منذ‬
‫هدان ال له ول قتلت نفسا فبم يقتلونن وقد رواه اهل السنن الربعة من حديث حاد بن زيد عن يي بن سعيد حدثن ابو اسامة زاد النسائي وعبدال بن عامر بن ربيعة قال كنا مع عثمان‬
‫فذكره وقال الترمذي حسن وقد رواه حاد بن سلمة عن يي بن سعيد فرفعه طريق اخرى‬
‫قال المام احد حدثنا قطن حدثنا يونس يعن ابن اب اسحاق عن ابيه عن اب سلمة بن عبدالرحن قال اشرف عثمان من القصر وهو مصور فقال انشد بال من شهد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم حراء اذا اهتز البل فركله بقدمه ث قال اسكن حراء ليس عليك ال نب او صديق او شهيد وانا معه فانتشد له الرجال ث قال انشد بال من شهد رسول ال يوم بيعة الرضوان اذ‬
‫بعثن ال الشركي ال اهل مكة فقال هذه يدي وهذه يد عثمان ووضع يديه احداها على الخرى فبايع ل فانتشد له رجال ث قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪180‬‬

‫قال أنشد بال من شهد رسول ال قال من يوسع لنا بذا البيت ف السجد بنيت له بيتا ف النة فابتعته من مال فوسعت به السجد فانتشد له رجال ث قال أنشد بال من شهد رسول ال يوم‬
‫جيش العسرة قال من ينفق اليوم نفقة متقبلة فجهزت نصف اليش من مال فانتشد له رجال ث قال انشد بال من شهد رومة يباع ملؤها ابن السبيل فابتعتها من مال فأبتها ابن السبيل قال‬
‫فانتشد له رجال ورواه النسائي عن عمران بن بكار عن حطاب بن عثمان عن عيسى بن يونس بن أب إسحاق عن أبيه عن جده أب إسحاق السبيعي به‬
‫وقد ذكر ابن جرير أن عثمان رضي ال عنه لا رأى ما فعل هؤلء الوارج من أهل المصار من ماصرته ف داره ومنعه الروج إل السجد كتب إل معاوية بالشام وإل ابن عامر بالبصرة‬
‫وإل أهل الكوفة يستنجدهم ف بعث جيش يطردون هؤلء من الدينة فبعث معاوية مسلمة بن ابن حبيب وانتدب يزيد بن أسد القشيي ف جيش وبعث أهل الكوفة جيشا وأهل البصرة‬
‫جيشا فلما سع اولئك بروج اليوش إليهم صمموا ف الصار فما اقترب اليوش إل الدينة حت جاءهم قتل عثمان رضي ال عنه كما سنذكره وذكر ابن جرير أن عثمان استدعى الشتر‬
‫النخعي وضعت لعثمان وسادة ف كوة من داره فأشرف على الناس فقال له عثمان يا أشتر ماذا يريدون فقال إنم يريدون منك إما أن تعزل نفسك عن المرة وإما أن تفتدي من نفسك من‬
‫قد ضربته أو جلدته أو حبسته وإما أن يقتلوك وف رواية أنم طلبوا منه أن يعزل نوابه عن المصار ويول عليها من يريدون هم وإن ل يعزل نفسه أن يسلم لم مروان ابن الكم فيعاقبوه كما‬
‫زور على عثمان كتابه إل مصر فخشى عثمان إن سلمه إليهم أن يقتلوه فيكون سببا ف قتل امرىء مسلم وما فعل من المر ما يستحق بسببه القتل واعتذر عن القتصاص ما قالوا بأنه رجل‬
‫ضعيف البدن كبي السن وأما ما سألوه من خلعه نفسه فأنه ل يفعل ول ينع قميصا قمصه ال إياه ويترك أمة ممد يعدو بعضها على بعض ويول السفهاء من الناس من يتاروه هم فيقع‬
‫الرج ويفسد المر بسبب ذلك ووقع المر كما ظنه فسدت المة ووقع الرج وقال لم فيما قال وأي شيء إل من المر إن كنت كلما كرهتم أميا عزلته وكلما رضيتم عنه وليته وقال لم‬
‫فيما قال وال لئن قتلتمون ل تتحابوا بعدي ول تصلوا جيعا ابدا ول تقاتلوا بعدي عدوا جيعا أبدا وقد صدق رضي ال عنه فيما قال‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرحن بن مهدي ثنا معاوية بن صال عن ربيعة بن يزيد عن عبد ال بن أب قيس حدثن النعمان بن بشي قال كتب معي عثمان إل عائشة كتابا فدفعت إليها كتابه‬
‫فحدثتن أنا سعت رسول ال ( صلى ال عليه وسلم ) يقول لعثمان إن ال لعله يقمصك قميصا فأن أرادك أحد على خلعه فل تلعه ثلث مرات قال النعمان فقلت يا أم الؤمني فأين كنت‬
‫عن هذا الديث فقالت يا بن وال أنسيته وقد رواه الترمذي من حديث الليث عن معاوية بن صال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪181‬‬

‫عن ربيعة بن يزيد عن عبد ال بن عامر عن النعمان عن عائشة به ث قال هذا حديث حسن غريب ورواه ابن ماجه من حديث الفرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد عن النعمان فأسقط عبد ال‬
‫بن عامر‬
‫قال المام أحد حدثنا يي بن إساعيل ثنا قيس عن أب سهلة عن عائشة قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ادعو ل بعض أصحاب قلت أبو بكر قال ل قلت عمر قال ل قلت ابن‬
‫عمك علي قال ل قالت قلت عثمان قال نعم فلما جاء قال تنحى فجعل يساره ولون عثمان يتغي فلما كان يوم الدار وحصر فيها قلنا يا أمي الؤمني أل تقاتل قال ل إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عهد إل عهدا وإن صابر نفسي عليه تفرد به أحد وقال ممد بن عائد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد ال بن ليعة عن يزيد بن عمرو أنه سع أبا ثور الفقيمي يقول قدمت‬
‫على عثمان فبينا أنا عنده فخرجت فإذا بوفد أهل مصر قد رجعوا فدخلت على عثمان فأعلمته قال فكيف رأيتهم فقلت رأيت ف وجوههم الشر وعليهم ابن عديس البلوي فصعد ابن عديس‬
‫منب رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى بم المعة وتنقص عثمان ف خطبته فدخلت على عثمان فأخبته با قال فيهم فقال كذب وال ابن عديس ولول ما ذكر ما ذكرت إن رابع أربعة‬
‫ف السلم ولقد أنكحن رسول ال صلى ال عليه وسلم ابنته ث توفيت فأنكحن ابنته الخرى ول زنيت ول سرقت ف جاهلية ول إسلم ول تعنيت ول تنيت منذ أسلمت ول مسست‬
‫فرجي بيمين منذ بايعت با رسول ال صلى ال عليه وسلم ولقد جعت القرآن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ول أتت على جعة إل وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إل أن ل‬
‫أجدها ف تلك المعة فأجعها ف المعة الثانية ورواه يعقوب بن سفيان عن عبد ال بن أب بكر عن ابن ليعة قال لقد أختبأت عند رب عشرا فذكرهن فصل‬
‫كان الصار مستمرا من أواخر ذي القعدة إل يوم المعة الثامن عشر من ذي الجة فلما كان قبل ذلك بيوم قال عثمان للذين عنده ف الدار من الهاجرين والنصار وكانوا قريبا من‬
‫سبعمائة فيهم عبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي والسن والسي ومروان وأبو هريرة وخلق من مواليه ولو تركهم لنعوه فقال لم أقسم على من ل عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق إل‬
‫منله وعنده من أعيان الصحابة وابنائهم جم غفي وقال لرقيقه من أغمد سيفه فهو حر فبد القتال من داخل وحى من خارج واشتد المر وكان سبب ذلك أن عثمان رأى ف النام رؤيا دلت‬
‫على اقتراب أجله فاستسلم لمر ال رجاء موعوده وشوقا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وليكون خيا بن آدم حيث‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪182‬‬

‫قال حي أراد أخوه قتله إن أريد أن تبوء بأثي وإثك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالي وروى أن آخر من خرج من عند عثمان من الدار بعد أن عزم عليهم ف الروج السن‬
‫بن علي وقد خرج وكان أمي الرب على أهل الدار عبد ال بن الزبي رضي ال عنهم وروى موسى بن عقبة عن سال أو نافع أن ابن عمر ل يلبس سلحه بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إل يوم الدار ويوم نرة الروري قال أبو جعفر الداري عن أيوب السختيان عن نافع عن ابن عمر أن عثمان رضي ال عنه أصبح يدث الناس قال رأيت النب صلى ال عليه وسلم ف النام‬
‫فقال يا عثمان افطر عندنا فأصبح صائما وقتل من يومه وقال سيف بن عمر عن عبد الرحن بن زياد بن أنعم عن رجل قال دخل عليه كثي بن الصلت فقال يا أمي الؤمني أخرج فاجلس‬
‫بالفناء فيى الناس وجهك فأنك إن فعلت ارتدعوا فضحك وقال يا كثي رأيت البارحة وكأن دخلت على نب ال وعنده أبو بكر وعمر فقال ارجع فانك مفطر عندي غدا ث قال عثمان ولن‬
‫تغيب الشمس وال غدا أو كذا وكذا إل وأنا من أهل الخرة قال فوضع سعد وابو هرير السلح وأقبل حت دخل على عثمان وقال موسى بن عقبة حدثن أبو علقمة مول لعبد الرحن بن‬
‫عوف حدثن ابن الصلت قال أغفى عثمان بن عفان ف اليوم الذي قتل فيه فاستيقظ فقال لول أن يقول الناس تن عثمان أمنية لدثتكم قال قلنا أصلحك ال حدثنا فلسنا نقول ما يقول‬
‫الناس فقال إن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف منامي هذا فقال إنك شاهد معنا المعة وقال ابن أب الدنيا حدثنا أبو عبد الرحن القرشي ثنا خلف بن تيم ثنا إساعيل بن إبراهيم بن‬
‫مهاجر البجلي ثنا عبد اللك بن عمي حدثن كثي بن الصلت قال دخلت على عثمان وهو مصور فقال ل يا كثي ما أران إل مقتول يومي هذا قال قلت ينصرك ال على عدوك يا أمي‬
‫الؤمني قال ث أعاد علي فقلت وقت لك ف هذا اليوم شيء أو قيل لك شيء قال ل ولكن سهرت ف ليلت هذا الاضية فلما كان وقت السحر أغفيت إغفاءه فرأيت فيما يرى النائم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يا عثمان القنا ل تبسنا فأنا ننتظرك قال فقتل من يومه ذلك وقال ( ‪ ) 1‬ابن أب الدنيا حدثنا إسحاق بن‬
‫إساعيل ثنا يزيد بن هارون عن فرج بن فضالة عن مروان بن أب أمية عن عبد ال بن سلم قال أتيت عثمان لسلم عليه وهو مصور فدخلت عليه فقال مرحبا بأخي رأيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الليلة ف هذه الوخة قال وخوخة ف البيت فقال يا عثمان حصروك قلت نعم قال عطشوك قلت نعم فأدل دلوا فيه ماء فشربت حت رويت حت إن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪183‬‬

‫لجد برده بي ثديي بي كتفي وقال ل إن شئت نصرت عليهم وإن شئت أفطرت عندنا فاخترت أن افطر عنده فقتل ذلك اليوم‬
‫وقال ممد بن سعد أناعفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود عن زياد بن عبد ال عن ام هلل بنت وكيع عن امرأة عثمان قال وأحسبها بنت الفرافصة قالت أغفى عثمان فلما استيقظ قال إن‬
‫القوم يقتلونن قلت كل يا أمي الؤمني قال إن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا أفطر عندنا الليلة أو إنك مفطر عندنا الليلة وقال اليثم بن كليب حدثنا عيسى بن‬
‫أحد العسقلن ثنا شبابة ثنا يي بن أب راشد مول عمر بن حريث عن ممد بن عبد الرحن الرشي وعقبة بن أسد عن النعمان بن بشي عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان قالت لا‬
‫حصر عثمان ظل اليوم الذي كان فيه قتله صائما فلما كان عند إفطاره سألم الاء العذب فأبوا عليه وقالوا دونك ذلك الركي وركى ف الدار الذي يلقى فيه النت قالت فلم يفطر فرأيت جارا‬
‫على أحاجي متواصلة وذلك ف السحر فسألتهم الاء العذب فأعطون كوزا من ماء فأتيته فقلت هذا ماء عذب أتيتك به قالت فنظر فإذا الفجر قد طلع فقال إن أصبحت صائما قالت فقلت‬
‫ومن اين أكلت ول أر احدا أتاك بطعام ول شراب فقال إن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم اطلع على من هذا السقف ومعه دلو من ماء فقال اشرب يا عثمان فشربت حت رويت ث‬
‫قال ازدد فشربت حت نلت ث قال أما أن القوم سينكرون عليك فإن قاتلتهم ظفرت وإن تركتهم أفطرت عندنا قالت فدخلوا عليه من يومه فقتلوه‬
‫وقال أبو يعلى الوصلي وعبد ال بن المام أحد حدثن عثمان بن أب شيبة ثنا يونس بن أب يعفور العبدي عن أبيه عن مسلم عن أب سعيد مول عثمان بن عفان أن عثمان أعتق عشرين ملوكا‬
‫ودعا بسراويل فشدها ول يلبسها ف جاهلية ول إسلم وقال إن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام وأبا بكر وعمر وأنم قالوا ل اصب فأنك تفطر عندنا القابلة ث دعا بصحف‬
‫فنشره بي يديه فقتل وهو بي يديه قلت إنا لبس السراويل رضي ال عنه ف هذا اليوم لئل تبدو عورته إذا قتل فأنه كان شديد الياء كانت تستحي منه ملئكة السماء كما نطق بذلك النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ووضع بي يديه الصحف يتلو فيه واستسلم لقضاء ال عز وجل وكف يده عن القتال وأمر الناس وعزم عليهم أن ل يقاتلوا دونه ولول عزيته عليهم لنصروه من أعدائه‬
‫ولكن كان أمر ال قدرا مقدرا وقال هشام بن عروة عن أبيه إن عثمان رضي ال عنه أوصى إل الزبي وقال الصمعي عن العلء بن الفضل عن أبيه قال لا قتل عثمان فتشوا خزانته فوجدوا‬
‫فيها صندوقا مقفل ففتحوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪184‬‬

‫فوجدوا فيه حقة فيها ورقة مكتوب فيها هذه وصية عثمان بسم ال الرحن الرحيم عثمان بن عفان يشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله وأن النة حق وأن النار‬
‫حق وأن ال يبعث من ف القبور ليوم ل ريب فيه إن ال ل يلف اليعاد عليها يي وعليها يوت وعليها يبعث إن شاء ال تعال‬
‫‪ ...‬وروى ابن عساكر أن عثمان رضي ال عنه قال يوم دخلوا عليه فقتلوه ‪ ...‬أرى الوت ل يبقى عزيزا ول يدع ‪ ...‬لعاذ ملذا ف البلد ومرتعا‬
‫وقال أيضا ‪ ...‬يبيت أهل الصن والصن مغلق ‪ ...‬ويأت البال الوت ف شاريها العل ‪ ...‬صفة قتله رضي ال عنه‬
‫وقال خليفة بن خياط حدثنا ابن علية ثا ابن عوف عن السن قال أنبأن رباب قال بعثن عثمان فدعوت له الشتر فقال ما يريد الناس قال ثلث ليس من إحداهن بد قال ما هن قال يبونك‬
‫بي أن تلع لم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا من شئتم وبي أن تقتص من نفسك فأن أبيت فأن القوم قاتلوك فقال أما أن أخلع لم أمرهم فما كنت لخلع سربال سربلنيه ال وأما أن‬
‫اقتص لم من نفسي فوال لئن قتلتمون ل تابون بعدي ول تصلون بعدي جيعا ول تقاتلون بعدي جيعا عدوا أبدا قال وجاء رويل كأنه ذئب فاطلع من باب ورجع وجاء ممد بن أب بكر ف‬
‫ثلثة عشر رجل فأخذ بلحيته فعال با حت سعت وقع أضراسه فقال ما أغن عنك معاوية وما أغن عنك ابن عامر وما أغنت عنك كتبك قال اسل ليت يا ابن أخي قال فأنا رأيته استعدي‬
‫رجل من القوم بعينه يعي أشار إليه فقام إليه بشقص فوجى به رأسه قلت ث مه قال ث تعاوروا عليه حت قتلوه‬
‫قال سيف بن عمر التميمي رحه ال عن العيص بن القاسم عن رجل عن خنساء مولة أسامة بن زيد وكانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان أنا كانت ف الدار ودخل ممد بن أب‬
‫بكر وأخذ بلحيته وأهوى بشاقص معه فبحأ با ف حلقه فقال مهل يا ابن أخي فوال لقد أخذت مأخذا ما كان أبوك ليأخذ به فتركه وانصرف مستحييا نادما فاستقبله القوم على باب الصفة‬
‫فردهم طويل حت غلبوه فدخلوا وخرج ممد راجعا فأتاه رجل بيده جريدة يقدمهم حت قام على عثمان فضرب با رأسه فشجه فقطر دمه على الصحف حت لطخه ث تعاوروا عليه فأتاه‬
‫رجل فضربه على الثدي بالسيف ووثبت نائلة بنت الفرافصة الكلبية فصاحت وألقت نفسها عليه وقالت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪185‬‬

‫يا بنت شيبة أيقتل أمي الؤمني وأخذت السيف فقطع الرجل يدها وانتهبوا متاع ( ‪ ) 1‬الدار ومر رجل على عثمان ورأسه مع الصحف فضرب رأسه برجله وناه عن الصحف وقال ما‬
‫رأيت كاليوم وجه كافر أحسن ول مضجع كافر أكرم قال وال ما تركوا ف داره شيئا حت القداح إل ذهبوا به‬
‫وروى الافظ ابن عساكر أن عثمان لا عزم على أهل الدار ف النصراف ول يبق عنده سوى أهله تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه وليس فيهم أحد من الصحابة ول ابنائهم‬
‫إل ممد بن أب بكر وسبقه بعضهم فضربوه حت غشى عليه وصاح النسوة فانزعروا وخرجوا ودخل ممد بن أب بكر وهو يظن أنه قد قتل فلما رآه قد أفاق قال على أي دين أنت يا نعثل‬
‫قال على دين السلم ولست بنعثل ولكن أمي الؤمني فقال غيت كتاب ال فقال كتاب ال بين وبينكم فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال إنا ل يقبل منا يوم القيامة أن نقول ربنا إنا أطعنا‬
‫سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل وشطحه بيده من البيت إل باب الدار وهو يقول يا ابن أخي ما كان أبوك ليأخذ بلحيت وجاء رجل من كندة من أهل مصر يلقب حارا ويكن بأب رومان‬
‫وقال قتادة أسه رومان وقال غيه كان أزرق أشقر وقيل كان أسه سودان بن رومان الرادي وعن ابن عمر قال كان اسم الذي قتل عثمان أسود بن حران ضربه بربة وبيده السيف صلتا‬
‫قال ث جاء فضربه به ف صدره حت أقعصه ث وضع ذباب السيف ف بطنه واتكى عليه وتامل حت قتله وقامت نائلة دونه فقطع السيف أصابعها رضي ال عنها ويروى أن ممد بن أب بكر‬
‫طعنه بشاقص ف أذنه حت دخلت حلقه والصحيح أن الذي فعل ذلك غيه وأنه استحى ورجع حي قال له عثمان لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها فتذمم من ذلك وغطى وجهه ورجع‬
‫وحاجز دونه فلم يفد وكان أمر ال قدرا مقدورا وكان ذلك ف الكتاب مسطورا‬
‫وروى ابن عساكر عن ابن عون أن كنانة بن بشر ضرب جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لنبيه وضربه سودان بن حران الرادي بعد ما خر لنبه فقتله وأما عمرو بن المق فوثب على‬
‫عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات وقال أما ثلث منهن فلله وست لا كان ف صدري عليه‬
‫وقال الطبان حدثنا أحد بن ممد بن صدقة البغدادي وإسحاق بن داود الصواف التستري قال ثنا ممد بن خالد بن خداش ثنا مسلم بن قتيبة ثنا مبارك عن السن قال حدثن سياف عثمان‬
‫أن رجل من النصار دخل على عثمان فقال ارجع يا ابن أخي فلست بقاتلي قال وكيف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪186‬‬

‫علمت ذلك قال لنه أتى بك النب صلى ال عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبكة ث دخل عليه رجل آخر من النصار فقال له مثل ذلك سواء ث دخل ممد بن أب بكر فقال‬
‫أنت قاتلي قال وما يدريك يا نعثل قال لنه أتى بك رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم سابعك ليحنكك ويدعو لك بالبكة فحربت على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فوثب على‬
‫صدره وقبض على ليته ووجأه بشاقص كانت ف يده هذا حديث غريب جدا وفيه نكارة وثبت من غي وجه أن أول قطرة من دمه سقطت على قوله تعال فسيكفيكهم ال وهو السميع‬
‫العليم ويروى أنه كان قد وصل إليها ف التلوة ايضا حي دخلوا عليه وليس ببعيد فأنه كان قد وضع الصحف يقرأ فيه القرآن‬
‫وروى ابن عساكر أنه لا طعن قال بسم ال توكلت على ال فلما قطر الدم قال سبحان ال العظيم وقد ذكر ابن جرير ف تاريه بأسانيده أن الصريي لا وجدوا ذلك الكتاب مع البيد إل‬
‫أمي مصر فيه المر بقتل بعضهم وصلب بعضهم وبقطع أيدي بعضهم وأرجلهم وكان قد كتبه مروان بن الكم على لسان عثمان متأول قوله تعال إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله‬
‫ويسعون ف الرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من لرض ذلك لم خزي ف الدنيا ولم ف الخرة عذاب عظيم وعنده أن هؤلء الذين خرجوا‬
‫على أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه من جلة الفسدين ف الرض ول شك أنم كذلك لكن ل يكن له أن يفتات على عثمان ويكتب على لسانه بغي علمه ويزور على خطه وخاته ويبعث‬
‫غلمه على بعي بعد ما وقع الصلح بي عثمان وبي الصريي على تأمي ممد بن أب بكر على مصر بلف ذلك كله ولذا لا وجدوا هذا الكتاب على خلف ما وقع التفاق عليه وظنوا أنه‬
‫من عثمان أعظموا ذلك مع ما هم مشتملون عليه من الشر فرجعوا إل الدينة فطافوا به على رؤس الصحابة وأعانم على ذلك قوم آخرون حت ظن بعض الصحابة أن هذا عن أمر عثمان‬
‫رضي ال عنه فلما قيل لعثمان رضي ال عنه ف أمر هذا الكتاب بضرة جاعة من أعيان الصحابة وجهور الصريي حلف بال العظيم وهو الصادق البار الراشد أنه ل يكتب هذا الكتاب ول‬
‫أمله على من كتبه ول علم به فقالوا له فإن عليه خاتك فقال إن الرجل قد يزور علىخطه وخاته قالوا فأنه مع غلمك وعلى جلك فقال وال ل أشعر بشيء من ذلك فقالوا له بعد كل‬
‫مقالة إن كنت قد كتبته فقد خنت وإن ل تكن قد كتبته بل كتب على لسانك وأنت ل تعلم فقد عجزت ومثلك ل يصلح للخلفة إما ليانتك وإما لعجزك وهذا الذي قالوا باطل على كل‬
‫تقدير فإنه لو فرض أنه كتب الكتاب وهو ل يكتبه ف نفس المر ل يضره ذلك لنه قد يكون رآى ذلك مصلحة للمة ف إزالة شوكة هؤلء البغاة الارجي على المام وأما إذا ل يكن قد‬
‫علم به فأي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪187‬‬

‫عجز ينسب إليه إذا ل يكن قد اطلع عليه وزور على لسانه وليس هو بعصوم بل الطأ والغفلة جائزان عليه رضي ال عنه وإنا هؤلء الهلة البغاة متعنتون خونة ظلمة مفترون ولذا صمموا‬
‫بعد هذا على حصره والتضييق عليه حت منعوه الية والاء والروج إل السجد وتددوه بالقتل ولذا خاطبهم با خاطبهم به من توسعة السجد وهو أول من منع منه ومن وقفه بئر رومة على‬
‫السلمي وهو أول من منع ماءها ومن أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال إل باحدى ثلث النفس بالنفس والثيب الزان والتارك‬
‫لدينه الفارق للجماعة وذكر أنه ل يقتل نفسا ول ارتد بعد إيانه ول زن ف جاهلية ول إسلم بل ول مس فرجه بيمينه بعد أن بايع با رسول ال صلى ال عليه وسلم وف رواية بعد أن كتب‬
‫با الفصل ث ذكر لم من فضائله ومناقبه ما لعله ينجع فيهم بالكف عنه والرجوع إل الطاعة ل ولرسوله ولول المر منهم فأبوا إل الستمرار على ما هم عليه من البغي والعدوان ومنعوا‬
‫الناس من الدخول إليه والروج من عنده حت اشتد عليه الال وضاق الجال ونفذ ما عنده من الاء فاستغاث بالسلمي ف ذلك فركب علي بنفسه وحل معه قربا من الاء فبالهد حت‬
‫أوصلها إليه بعد ما ناله من جهله اولئك كلم غليظ وتنفي لدابته وإخراق عظيم بليغ وكان قد زجرهم أت الزجر حت قال لم فيما قال وال إن فارس والروم ل يفعلون كفعلكم هذا بذا‬
‫الرجل وال إنم ليأسرون فيطعمون ويسقون فأبوا أن يقبلوا منه حت رمى بعمامته ف وسط الدار وجاءت أم حبيبة راكبة بغلة وحولا حشمها وخدمها فقالوا ما جاء بك فقالت إن عنده‬
‫وصايا بن أمية ليتام وأرامل فأحببت أن أذكره با فكذبوها ف ذلك ونالا منهم شدة عظيمة وقطعوا حزام البغلة وندت با وكادت أو سقطت عنها وكادت تقتل لول تلحق با الناس‬
‫فأمسكوا بدابتها ووقع أمر كبي جدا ول يبق يصل لعثمان وأهله من الاء إل ما يوصله إليهم آل عمرو بن حزم ف الفية ليل فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫ولا وقع هذا أعظمه الناس جدا ولزم أكثر الناس بيوتم وجاء وقت الج فخرجت أم الؤمني عائشة ف هذه السنة إل الج فقيل لا إنك لو أقمت كان أصلح لعل هؤلء القوم يهابونك‬
‫فقالت إن أخشى أن أشي عليهم برأى فينالن منهم من الذية ما نال أم حبيبة فعزمت على الروج واستخلف عثمان رضي ال عنه ف هذه السنة على الج عبد ال بن عباس فقال له عبد ال‬
‫ابن عباس إن مقامي على بابك أحاجف عنك أفضل من الج فعزم عليه فخرج بالناس إل الج واستمر الصار بالدار حت مضت أيام التشريق ورجع اليسي من الج فأخب بسلمة الناس‬
‫وأخب اولئك بأن أهل الوسم عازمون على الرجوع إل الدينة ليكفوكم عن أمي الؤمني وبلغتهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪188‬‬

‫ايضا أن معاوية قد بعث جيشا مع حبيب بن مسلمة وأن عبد ال بن سعد بن أب سرح قد نفذ آخر مع معاوية بن خديج وأن اهل الكوفة قد بعثوا القعقاع بن عمرو ف جيش وأن أهل‬
‫البصرة بعثوا ماشعا ف جيش فعند ذلك صمموا على امرهم وبالغوا فيه وانتهزوا الفرصة بقلة الناس وغيبتهم ف الج وأحاطوا بالدار وجدوا ف الصار وأحرقوا الباب وتسوروا من الدار‬
‫التاخة للدار كدار عمرو بن حزم وغيها وحاجف الناس عن عثمان أشد الحاجفة واقتتلوا على الباب قتال شديدا وتبارزوا وتراجزوا بالشعر ف مبارزتم وجعل أبو هريرة يقول هذا يوم‬
‫طاب ف الضراب فيه وقتل طائفة من أهل الدار وآخرين من اولئك الفجار وجرح عبد ال بن الزبي جراحات كثية وكذلك جرح السن بن علي ومروان ابن الكم فقطع إحدى علباويه‬
‫فعاش أوقص حت مات ومن أعيان من قتل من أصحاب عثمان زياد بن نعيم الفهري والغية بن الخنس بن شريق ونيار بن عبد ال السلمي ف أناس وقت العركة ويقال إنه انزم أصحاب‬
‫عثمان ث رجعوا ولا رأى عثمان ذلك عزم على الناس لينصرفوا إل بيوتم فانصرفوا كما تقدم فلم يبق عنده أحد سوى أهله فدخلوا عليه من الباب ومن الدران وفزع عثمان إل الصلة‬
‫وافتتح سورة طه وكان سريع القراءة فقرأها والناس ف غلبة عظيمة قد احترق الباب والسقيفة الت عنده وخافوا أن يصل الريق إل بيت الال ث فرغ عثمان من صلته وجلس وبي يديه‬
‫الصحف وجعل يتلو هذه الية الذين قال لم الناس إن الناس قد جعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيانا وقالوا حسبنا ال ونعم الوكيل فكان أول من دخل عليه رجل يقال له الوت السود‬
‫فخنقه خنقا شديدا حت غشى عليه وجعلت نفسه تتردد ف حلقه فتركه وهو يظن أنه قد قتله وخل ابن أب بكر فمسك بلحيته ث ند وخرج ث دخل عليه آخر ومعه سيف فضربه به فاتقاه‬
‫بيده فقطعها فقيل إنه أبانا وقيل بل قطعها ول يبنها إل أن عثمان قال وال إنا أول يد كتبت الفصل فكان أول قطرة دم منها سقطت على هذه الية فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم ث‬
‫جاء آخر شاهرا سيفه فاستقبلته نائلة بنت الفرافصة لتمنعه منه وأخذت السيف فانتزعه منها فقطع أصابعها ث إنه تقدم إليه فوضع السيف ف بطنه فتحامل عليه رضي ال عن عثمان وف رواية‬
‫أن الغافقي بن حرب تقدم إليه بعد ممد بن أب بكر فضربه بديدة ف فيه ورفس الصحف الذي بي يديه برجله فاستدار الصحف ث استقر بي يدي عثمان رضي ال عنه وسالت عليه الدماء‬
‫ث تقدم سودان بن حران بالسيف فما نعته نائلة فقطع أصابعها فولت فضرب عجيزتا بيده وقال إنا لكبية العجيزة وضرب عثمان فقتله فجاء غلم عثمان فضرب سودان فقتله فضرب‬
‫الغلم رجل يقال له قترة فقتله‬
‫وذكر ابن جرير أنم أرادوا حز رأسه بعد قتله فصاح النساء وضربن وجوههن فيهن أمرأتاه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪189‬‬

‫نائلة وأم البني وبناته فقال ابن عديس اتركوه فتركوه ث مال هؤلء الفجرة على ما ف البيت فنهبوه وذلك أنه نادى مناد منهم أيل لنادمه ول يل لنا ماله فانتهبوه ث خرجوا فأغلقوا الباب‬
‫على عثمان وفسيلي معه فلما خرجوا إل صحن الدار وثب غلم لعثمان على قترة فقتله وجعلوا ل يرون على شيء إل أخذوه حت استلب رجل يقال له كلثوم التجيب ملءة نائلة فضربه‬
‫غلم لعثمان فقتله وقتل الغلم ايضا ث تنادى القوم أن أدركوا بيت الال ل تستبقوا إليه فسمعهم حفظه بيت الال فقالوا يا قوم النجا النجا فإن هؤلء القوم ل يصدقوا فيما قالوا من أن‬
‫قصدهم قيام الق والمر بالعروف والنهي عن النكر وغي ذلك ما ادعوا أنم إنا قاموا لجله وكذبوا إنا قصدهم الدنيا فانزموا وجاء الوارج فاخذوا مال بيت الال وكان فيه شيء كثي‬
‫جدا فضل‬
‫ولا وقع هذا المر العظيم الفضيع الشنيع أسقط ف أيدي الناس فأعظموه جدا وندم أكثر هؤلء الهلة الوارج با صنعوا وأشبهوا تقدمهم من قص ال علينا خبهم ف كتابة العزيز من الذين‬
‫عبدوا العجل ف قوله تعال ولا سقط ف أيديهم ورأوا أنم قد ضلوا قالوا لئن ل يرحنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الاسرين‬
‫ولا بلغ الزبي مقتل عثمان وكان قد خرج من الدينة قال إنا ل وإنا إليه راجعون ث ترحم على عثمان وبلغه أن الذين قتلوه ندموا فقال تبا لم ث تل قوله تعال ما ينظرون إل صيحة واحدة‬
‫تأخذهم وهم يصمون فل يستطيعون توصية ول إل أهلهم يرجعون وبلغ عليا قتله فترحم عليه وسع بندم الذين قتلوه فتل قوله تعال كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر قال إن‬
‫بريء منك إن أخاف ال رب العالي ولا بلغ سعد بن أب وقاص قتل عثمان استغفر له وترحم عليه وتل ف حق الذين قتلوه قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين ضل سعيهم ف الياة‬
‫الدنيا وهم يسبون أنم يسنون صنعا ث قال سعد اللهم اندمهم ث خذهم وقد أقسم بعض السلف بال إنه ما مات أحد من قتلة عثمان إل مقتول رواه ابن جرير‬
‫وهكذا ينبغي أن يكون لوجوه منها دعوة سعد الستجابة كما ثبت ف الديث الصحيح وقال بعضهم ما مات أحد منهم حت جن وقال الواقدي حدثن عبد الرحن بن أب الزناد عن عبد‬
‫الرحن بن الارث قال الذي قتل عثمان كنانة بن بشر بن عتاب النجيب وكانت امرأة منظور بن سيار الفزاري تقول خرجنا إل الج وما علمنا لعثمان بقتل حت إذا كنا بالرج سعنا رجل‬
‫يغن تت الليل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪190‬‬

‫‪ ...‬أل إن خي الناس بعد ثلثة ‪ ...‬قتيل النجيب الذي جاء من مصر‬


‫ولا رجع الج وجدوا عثمان رضي ال عنه قد قتل وبايع الناس على بن أب طالب رضي ال عنه ولا بلغ أمهات الؤمني ف أثناء الطريق أن عثمان قد قتل رجعن إل مكة فأقمن با نوا من‬
‫أربعة أشهر كما سيأت فصل‬
‫كانت مدة حصار عثمان رضي ال عنه ف داره اربعي يوما على الشهور وقيل كانت بضعا وأربعي يوما وقال الشعب كانت ثنتي وعشرين ليلة ث كان قتله رضي ال عنه ف يوم المعة بل‬
‫خلف قال سيف بن عمر عن مشايه ف آخر ساعة منها ونص عليه مصعب بن الزبي وآخرون وقال آخرون ضحوة نارها وهذا أشبه وكان ذلك لثمان عشر ليلة خلت من ذي الجة على‬
‫الشهور وقيل ف أيام التشريق ورواه ابن جرير حدثن أحد بن زهي ثنا أبو خيثمة ثنا وهب بن جرير سعت يونس عن يزيد عن الزهري قال قتل عثمان فزعم بعض الناس أنه قتل ف أيام‬
‫التشريق وقال بعضهم قتل يوم المعة لثلث خلت من ذي الجة وقيل قتل يوم النحر حكاه ابن عساكر ويستشهد له بقول الشاعر ‪ ...‬ضحوا بأشط عنوان السجود به ‪ ...‬يقطع الليل‬
‫‪ ...‬تسبيحا وقرآنا‬
‫قال والول هو الشهر وقيل إنه قتل يوم المعة لثمان عشرة حلت من ذي الجة سنة خس وثلثي على الصحيح الشهور وقيل سنة ست وثلثي قال مصعب بن الزبي وطائفة وهو غريب‬
‫فكانت خلفته ثنت عشرة سنة إل اثن عشر يوما لنه بويع له ف مستهل الحرم سنة أربع وعشرين فأما عمره رضي ال عنه فإنه جاوز ثنتي وثاني سنة وقال صال بن كيسان توف عن ثنتي‬
‫وثاني سنة وأشهر وقيل أربع وثانون سنة وقال قتادة توف عن ثان وثاني أو تسعي سنة وف رواية عنه توف عن ست وثاني سنة وعن هشام بن الكلب توف عن خس وسبعي سنة وهذا‬
‫غريب جدا وأغرب منه ما رواه سيف بن عمر عن مشايه وهم ممد وطلحة وأبو عثمان وأبو حارثة أنم قالوا قتل عثمان رضي ال عنه عن ثلث وستي سنة‬
‫وأما موضع قبه فل خلف أنه دفن بش كوكب شرقي البقيع وقد بن عليه زمان بن أمية قبة عظيمة وهي باقية إل اليوم قال المام مالك رضي ال عنه بلغن أن عثمان رضي ال عنه كان‬
‫ير بكان قبه من حش كوكب فيقول إنه سيدفن ههنا رجل صال‬
‫وقد ذكر ابن جرير أن عثمان رضي ال عنه بقي بعد أن قتل ثلثة أيام ل يدفن قلت وكأنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪191‬‬

‫اشتغل الناس عنه ببايعة علي رضي ال عنه حت تت وقيل إنه مكث ليلتي وقيل بل دفن من ليلته ث كان دفنه ما بي الغرب والعشاء خيفة من الوارج وقيل بل استؤذن ف ذلك بعض‬
‫رؤسائهم فخرجوا به ف نفر قليل من الصحابة فيهم حكيم بن حزام وحويطب بن عبد العزي وأبو الهم بن حذيفة ونيار بن مكرم السلمي وجبي بن مطعم وزيد بن ثابت وكعب بن مالك‬
‫وطلحة والزبي وعلي بن أب طالب وجاعة من أصحابه ونسائه منهن امرأتاه نائلة وأم البني بنت عتبة بن حصي وصبيان وهذا مموع من كلم الواقدي وسيف بن عمر التميمي وجاعة من‬
‫خدمه حلوه على باب بعد ما غسلوه وكفنوه وزعم بعضهم أنه ل يغسل ول يكفن والصحيح الول وصلى عليه جبي بن مطعم وقيل الزبي بن العوام وقيل حكيم بن حزام وقيل مروان ابن‬
‫الكم وقيل السور بن مرمة وقد عارضه بعض الوارج وأرادوا رجه وإلقاءه عن سريره وعزموا على أن يدفن بقبة اليهود بدير سلع حت بعث علي رضي ال عنه إليهم من ناهم عن ذلك‬
‫وحل جنازته حكيم بن حزام وقيل مروان بن الكم وقيل السور بن مرمة وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم وجبي بن مطعم وذكر الواقدي أنه لا وضع ليصلي عليه عند مصلى النائز‬
‫أراد بعض النصار أن ينعهم من ذلك فقال أبو جهم بن حذيفة ادفنوه فقد صلى ال عليه وملئكته ث قالوا ل يدفن ف البقيع ولكن ادفنوه وراء الائط فدفنوه شقري البقيع تت نلت‬
‫هناك‬
‫وذكر الواقدي أن عمي بن ضاب نزل على سريره وهو موضوع للصلة عليه فكسر ضلعا من أضلعه وقال أحبست ضابيا حت مات ف السجن وقد قتل الجاج فيما بعد عمي بن ضاب‬
‫هذا وقال البخاري ف التاريخ حدثنا موسى بن إساعيل عن عيسى بن منهال ثنا غالب عن ممد بن سيين قال كنت أطوف بالكعبة وإذا رجل يقول اللهم اغفر ل وما أظن أن تغفر ل فقلت‬
‫يا عبد ال ما سعت أحدا يقول ما تقول قال كنت أعطيت ل عهدا إن قدرت أن الطم وجه عثمان إل لطمته فلما قتل وضع علي سريره ف البيت والناس ييئون يصلون عليه فدخلت كأن‬
‫أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه وليته ولطمته وقد يبست يين قال بان سيين فرأيتها يابسة كأنا عود ث أخرجوا بعبدي عثمان اللذين قتل ف الدار وها صبيح ونيح‬
‫رضي ال عنهما فدفنا إل جانبه بش كوكب وقيل إن الوارج ل يكنوا من دفنهما بل جروها بأرجلهما حت ألقوها بالبلط فأكلتهما الكلب وقد اعتن معاوية ف أيام إمارته بقب عثمان‬
‫ورفع الدار بينه وبي البقيع وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حوله حت اتصلت بقابر السلمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪192‬‬

‫ذكر صفته رضي ال عنه‬


‫كان رضي ال عنه حسن الوجه دقيق البشرة كبي اللحية معتدل القامة عظيم الكراديس بعيد ما بي النكبي كثي شعر الرأس حسن الثغر فيه سرة وقيل كان ف وجهه شيء من آثار الدرى‬
‫رضي ال عنه وعن الزهري كان حسن الوجه والثغر مربوعا أصلع أزوح الرجلي يضب بالصفرة وكان قد شد أسنانه بالذهب وقد كسى ذراعيه الشعر‬
‫وقال الواقدي حدثنا ابن أب سبة عن سعيد بن أب زيد عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال ابن عتبة قال كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلثون ألف ألف درهم وخسمائة ألف درهم ومائة‬
‫ألف دينار فانتهبت وذهبت وترك ألف بعي بالربذة وترك صدقات كان تصدق با بئر أريس وخيب ووادي القرى فيه مائتا ألف دينار وبئر رومة كان اشتراها ف حياة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وسبلها ( ‪ ) 1‬فصل‬
‫قال العمش عن زيد بن وهب عن حذيفة أنه قال أول الفت قتل عثمان وآخر الفت الدجال وروى الافظ بن عساكر من طريق شبابه عن حفص بن مورق الباهلي عن حجاج بن أب عمار‬
‫الصواف عن زيد بن وهب عن حذيفة قال أول الفت قتل عثمان وآخر الفت خروج الدجال والذي نفسي بيده ل يوت رجل وف قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إل تبع الدجال إن‬
‫أدركه وإن ل يدركه آمن به ف قبه وقال أبو بكر بن أب الدنيا وغيه أنا ممد بن سعد أنا عمرو بن عاصم الكلب ثنا أبو الشهب حدثن عوف عن ممد بن سيين أن حذيفة بن اليمان قال‬
‫اللهم إن كان قتل عثمان بن عفان خيا فليس ل فيه نصيب وإن كان قتله شرا فأنا منه برىء وال لئن كان قتله خيا ليحلبنه لبنا وإن كان قتله شرا ليمتص به دما وقد ذكره البخاري ف‬
‫صحيحه‬
‫طريق أخرى عنه‬
‫قال ممد بن عائذ ذكر ممد بن حزة حدثن أبو عبد ال الران أن حذيفة بن اليمان ف مرضه الذي هلك فيه كان عنده رجل من إخوانه وهو يناجي امرأته ففتح عينيه فسألما فقال خيا‬
‫فقال شيئا تسرأنه دون ما هو بي قال قتل الرجل يعن عثمان قال فاسترجع ث قال اللهم أن كنت من هذا المر بعزل فان كان خيا فهو لن حضره وأنا منه برىء وإن كان شرا فهو لن‬
‫حضره وأنا منه برىء اليوم تغيت القلوب يا عثمان المد ل الذي سبق ب الفت قادتا وعلوجها الطى من تردي بغيه فشبع شحما وقبل عمله وقال السن بن عرفة ثنا إساعيل بن إبراهيم‬
‫بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪193‬‬

‫علية عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أب موسى الشعري قال لو كان قتل عثمان هدى لحتلبت به المة لبنا ولكنه كان ضلل فاحتلبت به المة دما وهذا منقطع وقال ممد بن سعد‬
‫أنا حازم بن الفضل أنا الصعق بن حزن ثنا قتادة عن زهدم الرمي قال خطب ابن عباس فقال لو ل يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالجارة من السماء وقد روى من غي هذا الوجه عنه وقال‬
‫العمش وغيه عن ثابت بن عبيد عن أب جعفر النصاري قال لا قتل عثمان جئت عليا وهو جالس ف السجد وعليه عمامة سوداء فقلت له قتل عثمان فقال تبا لم آخرالدهر وف رواية‬
‫خيبة لم وقال أبو القاسم البغوي أنبأنا على بن العد أنا شريك عن عبد ال بن عيسى عن ابن أب ليلى قال سعت عليا وهو بباب السجد أو عند أحجار الزيت رافعا صوته يقول اللهم إن‬
‫أبرأ إليك من دم عثمان وقال أبو هلل عن قتادة عن السن قال قتل عثمان وعلي غائب ف ارض له فلما بلغه قال اللهم إن ل أرض ول أمالء وروى الربيع بن بدر عن سيار بن سلمة عن‬
‫أب العالية أن عليا دخل على عثمان فوقع عليه وجعل يبكي حت ظنوا أنه سيلحق به وقال الثوري وغيه عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال قال علي يوم قتل عثمان وال ما قتلت ول‬
‫أمرت ولكن غلبت ورواه غي ليث عن طاووس عن ابن عباس عن علي نوه وقال حبيب بن أب العالية عن ماهد عن ابن عباس قال قال علي إن شاء الناس حلفت لم عند مقام إبراهيم بال‬
‫ما قتلت عثمان ول أمرت بقتله ولقد نيتهم فعصون وقد روي من غي وجه عن علي بنحوه وقال ممد بن يونس الكديي ثنا هارون بن إساعيل ثنا قره بن خالد عن السن عن قيس بن عباد‬
‫قال سعت عليا يوم المل يقول اللهم إن أبرأ إليك من دم عثمان ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي وجاءون للبيعة فقلت وال إن لستحي من ال أن أبايع قوما قتلوا رجل‬
‫قال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم إن لستحيي من تستحي منه اللئكة وإن لستحي من ال أن أبايع وعثمان قتيل ف الرض ل يدفن بعد فانصرفوا فلما دفن رجع الناس يسألون البيعة‬
‫فقلت اللهم إن أشفق ما أقدم عليه ث جاءت عزمه فبايعت فلما قالوا أمي الؤمني كان صدع قلب وأسكت نفرة من ذلك وقد اعتن الافظ الكبي أبو القاسم بن عساكر بمع الطرق‬
‫الواردة عن علي أنه تبأ من دم عثمان وكان يقسم على ذلك ف خطبه وغيها أنه ل يقتله ول أمر بقتله ول مال ول رضى به ولقد نى عنه فلم يسمعوا منه ثبت ذلك عنه من طرق تفيد‬
‫القطع عند كثي من ائمة الديث ول المد والنة وثبت عنه ايضا من غي وجه أنه قال إن لرجو أن أكون أنا وعثمان من قال ال تعال فيهم ونزعنا ما ف صدورهم من غل إخوانا على سرر‬
‫متقابلي وثبت عنه أيضا من غي وجه أنه قال كان من الذين آمنوا وعملوا الصالات ث اتقوا وآمنوا ث اتقوا وأحسنوا وف رواية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪194‬‬

‫أنه قال كان عثمان رضي ال عنه خينا وأوصلنا للرحم وأشدنا حياء وأحسننا طهورا وأتقانا للرب عز وجل وروى يعقوب بن سفيان عن سليمان بن حرب عن حاد بن زيد عن مالد عن‬
‫عمي ابن رودي كذا أب كثي قال خطب على فقطع الوارج عليه خطبته فنل فقال إن مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار ثلثة أحر وأبيض وأسود ومعهم ف أجة أسد فكان كلما أراد قتل‬
‫أحدهم منعه الخران فقال للسود والحر إن هذا البيض قد فضحنا ف هذه الجة فخليا عنه حت آكله فخليا عنه فأكله ث كان كلما أراد أحدها منعه الخر فقال للحر إن هذا السود‬
‫قد فضحنا ف هذه الجة وإن لون على لونك فلو خليت عنه أكلته فخلى عنه الحر فأكله ث قال للحر إن آكلك فقال دعن حت أصيح ثلث صيحات فقال دونك فقال أل أن انا أكلت‬
‫يوم أكل البيض ثلثا فلو أن نصرته لا أكلت ث قال علي وإنا أنا وهنت يوم قتل عثمان ولو أن نصرته لا وهنت قالا ثلثا وروى ابن عساكر من طريق ممد بن هارون الضرمي عن سويد‬
‫بن عبد ال القشيي القاضي عن ابن مهدي عن حاد بن زيد عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب قال كانت الرأة تيء ف زمان عثمان إل بيت الال فتحمل وقرها وتقول اللهم بدل‬
‫‪ ...‬اللهم غي فقال حسان بن ثابت حي قتل عثمان رضي ال عنه ‪ ...‬قلتم بدل فقد بدلكم ‪ ...‬سنة حرى وحربا كاللهب ‪ ...‬ما نقتم من ثياب خلفة ‪ ...‬وعبيد وإماء وذهب‬
‫قال وقال أبو حيد أخو بن ساعدة وكان من شهد بدرا وكان من جانب عثمان فلما قتل قال وال ما أردنا قتله ول كنا نرى أن يبلغ منه القتل اللهم إن لك على أن ل أفعل كذا وكذا ول‬
‫أضحك حت ألقاك وقال ممد بن سعد أنا عبد ال بن إدريس أنا إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال لقد رأيتن وأن عمر موثقى وأخته على‬
‫السلم ولو أرفض أحد فيما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا وهكذا رواه البخاري ف صحيحه وروى ممد بن عائذ عن إساعيل بن عباس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحن بن جبي قال‬
‫سع عبد ال بن سلم رجل يقول لخر قتل عثمان بن عفان فلم ينتطح فيه عنان فقال ابن سلم أجل إن البقر والعز ل تنتطح ف قتل الليفة ولكن ينتطح فيه الرجال بالسلح وال لنقتلن به‬
‫أقوام إنم لفي أصلب آبائهم ما ولدوا بعد وقال ليث عن طاووس قال قال ابن سلم يكم عثمان يوم القيامة ف القاتل والاذل وقال أبو عبد ال الحاملي ثنا أبو الشعث ثنا حزم بن أب‬
‫حزم سعت أبا السود يقول سعت أبا بكرة يقول لن أخر من السماء إل الرض أحب إل من أن أشرك ف قتل عثمان وقال أبو يعلى ثنا إبراهيم بن ممد بن عرعرة ثنا ممد بن عباد البان‬
‫ثنا الباء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪195‬‬

‫ابن أب فضال ثنا الضرمي عن أب مري رضيع الارود قال كنت بالكوفة فقام السن بن علي خطيبا فقال أيها الناس رأيت البارحة ف منامي عجبا رأيت الرب تبارك وتعال فوق عرشه فجاء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حت قام عند قائمة من قوائم العرش فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب النب صلى ال عليه وسلم ث جاء عمر فوضع يده على منكب أب بكر ث جاء عثمان‬
‫فكان بيده يعن رأسه فقال رب سل عبادك فيم قتلون فانبعث من السماء ميزابان من دم ف الرض قال فقيل لعلي أل ترى ما يدث به السن فقال حدث با رأى ورواه أبو يعلى أيضا عن‬
‫سفيان بن وكيع عن جيع بن عمي عن عبد الرحن بن مالد عن حرب العجلي سعت السن بن علي يقول ما كنت لقاتل بعد رؤيا رأيتها رأيت العرش ورأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم متعلق بالعرش ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب رسول ال وكان عمر واضعا يده على منكب أب بكر ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر ورأيت دما دونم فقتلت ما هذا‬
‫فقيل دم عثمان يطلب ال به وقال مسلم بن إبراهيم ثنا سلم بن مسكي عن وهب بن شبيب عن زيد بن صوحان أنه قال يوم قتل عثمان نفرت القلوب منافرها والذي نفسي بيده ل تتألف‬
‫إل يوم القيامة وقال ممد بن سيين قالت عائشة مصصتموه مص الناء ث قتلتموه وقال خليفة بن خياط ثنا أبو قتيبة ثنا يونس بن إب إسحاق عن عون بن عبد ال ابن عتبة قال قالت عائشة‬
‫غضبت لكم من السوط ول أغضب لعثمان من السيف استعتبتموه حت إذا تركتموه كالعقب الصفى قتلتموه وقال أبو معاوية عن العمش عن خيثمة عن مسروق قال قالت عائشة حي قتل‬
‫عثمان تركتموه كالثوب النقي من الدنس ث قتلتموه وف رواية ث قربتموه ث ذبتموه كما يذبح الكبش فقال لا مسروق هذا عملك أنت كتبت إل الناس تأمربم أن يرجوا إليه فقالت ل‬
‫والذي آمن به الؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لم سوداء ف بيضاء حت جلست ملسي هذا قال العمش فكانوا يرون أنه كتب على لسانا وهذا إسناد صحيح إليها وف هذا وأمثاله‬
‫دللة ظاهرة على أن هؤلء الوارج قبحهم ال وزوروا كتبا على لسان الصحابة إل الفاق يرضونم على قتال عثمان كما قدمنا بيانه ول المد والنة‬
‫وقال أبو داود الطيالسي حدثنا حزم القطعي ثنا أبو السود بن سوادة أخبن طلق بن حسان قال قال قتل عثمان فتفرقنا ف أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم نسألم عن قتله فسمعت‬
‫عائشة تقول قتل مظلوما لعن ال قتلته وروى ممد بن عبد ال النصاري عن ابيه عن ثامة عن أنس قال قالت أم سليم لا سعت بقتل عثمان رحه ال أما إنه ل يلبوا بعده إل دما‬
‫وأما كلم أئمة التابعي ف هذا الفصل فكثي جدا يطول ذكرنا له فمن ذلك قول أب مسلم الولن حي رأى الوفد الذين قدموا من قتله انكم مثلهم أو أعظم جرما ‪ ...‬أما مررت ببلد ثود‬
‫‪ ...‬قالوا نعم قال فأشهد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪196‬‬

‫انكم مثلهم لليفة ال أكرم عليه من ناقته وقال ابن علية عن يونس بن عبدي عن السن قال لو كان قتل عثمان هدى لحتلبت به المة لبنا ولكنه كان ضلل فاحتلبت به المة دما وقال‬
‫أبو جعفر الباقر كان قتل عثمان على غي وجه الق‬
‫وهذا ذكر بعض ما رثي به رضي ال عنه‬
‫قال مالد عن الشعب ما سعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك ‪ ...‬فكف يديه ث أغلق بابه ‪ ...‬وأيقن أن ال ليس بغافل ‪ ...‬وقال لهل الدار ل تقتلوهم ‪ ...‬عفا ال عن كل‬
‫‪ ...‬أمرىء ل يقاتل ‪ ...‬فكيف رأيت ال صب عليهم ‪ ...‬العداوة والبغضاء بعد التواصل ‪ ...‬وكيف رايت الي أدبر بعده ‪ ...‬عن الناس إدبار النعام الوافل‬
‫وقد نسب هذه البيات سيف بن عمر إل أب الغية الخنس بن شريق وقال سيف بن عمر وقال حسان بن ثابت ‪ ...‬ماذا أردت من أخي الدين باركت ‪ ...‬يد ال ف ذاك الدي القدد ‪...‬‬
‫قتلتم ول ال ف جوف داره ‪ ...‬وجئتم بأمر جائر غي مهتد ‪ ...‬فهل رعيتم ذمة ال بينكم ‪ ...‬وأوفيتم بالعهد عهد ممد ‪ ...‬أل يك فيكم ذا بلء ومصدق ‪ ...‬وأوفاكم عهدا لدى كل مشهد‬
‫‪ ... ...‬فل ظفرت أيان قوم تبايعوا ‪ ...‬على قتل عثمان الرشيد السدد‬
‫وقال ابن جرير وقال حسان بن ثابت رضي ال عنه ‪ ...‬من سره الوت صرفا ل مزاج له ‪ ...‬فليأت مأسدة ف دار عثمانا ‪ ...‬مستحقب حلق الاذى قد سفعت ‪ ...‬فوق الخاطم بيض زان‬
‫أبدانا ‪ ...‬ضحوا بأشط عنوان السجود به ‪ ...‬يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ‪ ...‬صبا فدى لكم أمي وما ولدت ‪ ...‬قد ينفع الصب ف الكروه أحيانا ‪ ...‬فقد رضينا بأرض الشام نافرة ‪...‬‬
‫وبالمي وبالخوان إخوانا ‪ ...‬إن لنهم وإن غابوا وإن شهدوا ‪ ...‬ما دمت حيا وما سيت حسانا ‪ ...‬لتسمعن وشيكا ف ديارهم ‪ ...‬ال أكب يا ثارات عثمانا ‪ ...‬يا ليت شعري وليت الطي‬
‫‪ ...‬تبن ‪ ...‬ما كان شأن علي وابن عفانا‬
‫وهو القائل أيضا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪197‬‬

‫إن تس دار ابن آروى منه خاوية ‪ ...‬باب صريع وباب مرق خرب ‪ ...‬فقد يصادف باغي العرف حاجته ‪ ...‬فيها ويأوى إليها الجد والسب ‪ ...‬يا معشر الناس ابدوا ذات انفسكم ‪ ...‬ل‬
‫‪ ...‬يستوي الصدق عند ال والكذب‬
‫وقال الفرزدق‬
‫إن اللفة لا إظعنت ظعنت ‪ ...‬عن أهل يثرب إذ غي الدى سلكوا ‪ ...‬صارت إل أهلها منهم ووارثها ‪ ...‬لا رأى ال ف عثمان ما انتهكوا ‪ ...‬السافكي دمه ظلما ومعصية ‪ ...‬أي دم‬
‫‪ ...‬لهدوا من غيتهم سفكوا‬
‫()‬
‫وقال راعي البل النميي ف ذلك ‪ ...‬عشية يدخلون بغي إذن ‪ ...‬على متوكل أوف وطابا ‪ ...‬خليل ممد ووزير صدق ‪ ...‬ورابع خي من وطىء الترابا ‪ ...‬فصل إن قال قائل كيف وقع قتل‬
‫عثمان رضي ال عنه بالدينة وفيها جاعة من كبار الصحابة رضي ال عنهم فجوابه من وجوه أحدها أن كثيا منهم بل أكثرهم أو كلهم ل يكن يظن أنه يبلغ المر إل قتله فإن اولئك‬
‫الحزاب ل يكونوا ياولون قتله عينا بل طلبوا منه أحد أمور ثلثة إما أن يعزل نفسه أو يسلم إليهم مروان بن الكم أو يقتلوه فكانوا يرجون أن يسلم إل الناس مروان أو أن يعزل نفسه‬
‫ويستريح من هذه الضائقة الشديدة وأما القتل فما كان يظن أحد أنه يقع ول أن هؤلء يترؤن عليه إلىما هذا حده حت وقع ما وقع ال وال أعلم الثان أن الصحابة مانعوا دونه أشد‬
‫المانعة ولكن لا وقع التضييق الشديد عزم عثمان على الناس أن يكفوا أيديهم ويغمدوا أسلحتهم ففعلوا فتمكن اولئك ما أرادوا ومع هذا ما ظن أحد من الناس أنه يقتل بالكلية الثالث أن‬
‫هؤلء الوارج لا اغتنموا غيبة كثي من أهل الدينة ف ايام الج ول تقدم اليوش من الفاق للنصرة بل لا اقترب ميئهم انتهزوا فرصتهم قبحهم ال وصنعوا ما صنعوا من المر العظيم الرابع‬
‫أن هؤلء الوارج كانوا قريبا من ألفي مقاتل من البطال وربا ل يكن ف أهل الدينة هذه العدة من القاتلة لن الناس كانوا ف الثغور وف القاليم ف كل جهة ومع هذا كان كثي من الصحابة‬
‫اعتزل هذه الفتنة ولزموا بيوتم ومن كان يضر منهم السجد ل ييء إل ومعه السيف يضعه على حبوته إذا احتب والوارج مدقون بدار عثمان رضي ال عنه وربا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪198‬‬

‫لو أرادوا صرفهم عن الدار لا أمكنهم ذلك ولكن كبار الصحابة قد بعثوا أولدهم إل الدار ياجفون عن عثمان رضي ال عنه لكي تقدم اليوش من المصار لنصرته فما فجىء الناس إل‬
‫وقد ظفر اولئك بالدار من خارجها وأحرقوا بابا وتسوروا عليه حت قتلوه وأما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه ورضي بقتله فهذا ل يصح عن أحد من الصحابة أنه رضي‬
‫بقتل عثمان رضي ال عنه بل كلهم كرهه ومقته وسب من فعله ولكن بعضهم كان يود لو خلع نفسه من المر كعمار بن ياسر وممد بن أب بكر وعمرو بن المق وغيهم‬
‫وقد ذكر ابن عساكر ف ترجة سهم بن خنش أو خنيش أو خنش الزدي وكان قد شهد الدار ورواه ممد بن عائذ عن إساعيل بن عياش عن ممد بن يزديد الرجي عنه وكان قد استعاده‬
‫عمر بن عبد العزيز إل دير سعان فسأله عن مقتل عثمان فذكر ما ملخصه أن وفد السبائية وفد مصر كانوا قد قدموا على عثمان فأجازهم وأرضاهم فانصرفوا راجعي ث كروا إل الدينة‬
‫فوافقوا عثمان قد خرج لصلة الغداة أو الظهر فحصبوه بالصا والنعال والفاف فانصرف إل الدار ومعه أبو هريرة والزبي وابنه عبد ال وطلحة ومروان والغية بن الخنس ف ناس وطاف‬
‫وفد مصر بداره فاستشار الناس فقال عبد ال ابن الزبي يا أمي الؤمني إن أشي بأحدى ثلث خصال إما أن ترم بعمرة فيحرم عليهم دماؤنا وإما أن نركب معك إل معاوية بالشام وإما أن‬
‫نرج فنضرب بالسيف إل أن يكم ال بيننا وبينهم فأنا على الق وهم على الباطل فقال عثمان أما ما ذكرت من الحياء بعمرة فتحرم دماؤنا فأنم يرونا ضلل الن وحال الحرام وبعد‬
‫الحرام ومن الذهاب إل الشام فأن استحيي أن أخرج من بينهم خائفا فيان أهل الشام وتسمع العداء من الكفار ذلك وأما القتال فأن أرجو أن ألقى ال وليس يهراق بسبب مجمة دم قال‬
‫ث صلينا معه صلة الصبح ذات يوم فلما فرغ أقبل على الناس فقال إن رأيت أبا بكر وعمر أتيان الليلة فقال ل صم يا عثمان فأنك تفطر عندنا وإن أشهدكم إن قد أصبحت صائما وإن‬
‫أعزم على من كان يؤمن بال واليوم الخر أن يرج من الدار سالا مسلوما منه فقلنا يا أمي الؤمني إن خرجنا ل نأمن منهم علينا فأذن لنا أن نكون معه ف بيت من الدار تكون لنا فيه جاعة‬
‫ومنعة ث أمر بباب الدار ففتح ودعا بالصحف فأكب عليه وعنده أمرأتاه بنت الفرافصة وابنه شيبة فكان أول من دخل عليه ممد بن أب بكر فأخذ بلحيته فقال دعها يا ابن أخي فوال لقد‬
‫كان أبوك يتلهف لا بأدن من هذا فاستحيي فخرج فقال للقوم قد أشعرته لكم وأخذ عثمان ما امتعط من ليته فأعطاه إحدى امرأتيه ث دخل رومان بن سودان رجل أزرق قصي مدد عداده‬
‫من مراد معه حرف من حديد فاستقبله فقال علي أي ملة أنت يا نعثل فقال عثمان لست بنعثل ولكن عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من الشركي فقال كذبت‬
‫وضربه بالرف على صدغه اليسر فقتله فخر فأدخلته نائلة بينها وبي ثيابا وكانت جسيمة ضليعة فألقت نفسها عليه وألقت بنت شيبة نفسها على ما بقي من جسده ودخل رجل من أهل‬
‫مصر بالسيف مصلتا فقال وال لقطعن أنفه فعال الرأة عنه فغلبته فكشف عنها درعها من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪199‬‬

‫خلفها حت نظر إل متنها فلما ل يصل إليه أدخل السيف بي قرطها ومنكبها فقبضت على السيف فقطع أناملها فقالت يا رباح لغلم عثمان أسود يا غلم ادفع عن هذا الرجل فمشى إليه‬
‫الغلم فضربه فقتله وخرج أهل البيت يقاتلون عن أنفسهم فقتل الغية بن الخنس وجرح مروان قال فلما أمسينا قلنا إن تركتم صاحبكم حت يصبح مثلوا به فاحتملناه إل بقيع الفرقد ف‬
‫جوف الليل وغشينا سواد من خلفنا فهبناهم وكدنا أن نتفرق عنه فنادى مناديهم أن ل روع عليكم البثوا إنا جئنا لنشهده معكم وكان أبو حبيش يقول هم ملئكة ال فدفناه ث هربنا إل‬
‫الشام من ليلتنا فلقينا اليش بوادي القرى عليه حبيب بن مسلمة قد أتوا ف نصرة عثمان فأخبناهم بقتله ودفنه‬
‫قال أبو عمر بن عبد الب دفنوا عثمان رضي ال عنه بش كوكب وكان قد اشتراه وزاده ف البقيع ولقد أحسن بعض السلف إذ يقول وقد سئل عن عثمان هو أمي البرة وقتيل الفجرة‬
‫مذول من خذله منصور من نصره‬
‫وقال شيخنا أبو عبد ال الذهب ف آخر ترجة عثمان وفضائله بعد حكايته هذا الكلم الذين قتلوه أو ألبوا عليه قتلوا إل عفو ال ورحته والذين خذلوه خذلوا وتنغص عيشهم وكان اللك‬
‫بعده ف نائبه ومعاوية وبنيه ث ف وزيره مروان وثانية من ذريته استطالوا حياته وملوه مع فضله وسوابقه فتملك عليهم من هو من بن عمه بضعا وثاني سنة فالكم ل العلي الكبي وهذا‬
‫لفظه بروفه‬
‫بعض الحاديث الواردة ف فضائل عثمان بن عفان‬
‫هو عثمان بن عفان بن أب العاص بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن‬
‫إلياس ابن مصر بن نزار بن معد بن عدنان أبو عمرو وأبو عبد ال القرشي الموي أمي الؤمني ذو النورين شس وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد الطلب عمة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو أحد العشرة وصاحب الجرتي وزوج البنتي وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد الشهود لم بالنة وأحد الستة أصحاب الشورى وأحد الثلثة الذين خلصت لم اللفة من‬
‫الستة ث تعينت ف بأجاع الهاجرين والنصار رضي ال عنهم فكان ثالث اللفاء الراشدين والئمة الهديي الأمور بأتباعهم والقتداء بم‬
‫أسلم عثمان رضي ال عنه قديا على يدي أب بكر الصديق وكان سبب إسلمه عجيبا فيما ذكره الافظ ابن عساكر وملخص ذلك أنه لا بلغه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم زوج ابنته‬
‫رقية وكانت ذات جال من ابن عمها عتبة بن أب لب تأسف إذ ل ل يكن هو تزوجها فدخل على أهله مهموما فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز وكانت كاهنة فقالت له أبشر وحييت‬
‫ثلثا تترا ث ثلثا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪200‬‬

‫وثلثا أخرى ث بأخرى كي تتم عشرا أتاك خي ووقيت شرا أنكحت وال حصانا زهرا وأنت بكر ولقيت بكرا وافيتها بنت عظيم قدرا بنيت أمرا قد أشاد ذكرا قال عثمان فعجبت من أمرها‬
‫حيث تبشرن بالرأة قد تزوجت بغيي فقلت يا خالة ما تقولي فقالت عثمان لك المال ولك اللسان هذا النب معه البهان أرسله بقه الديان وجاءه التنيل والفرقان فاتبعه ل تغتالك‬
‫الوثان قال فقلت إنك لتذكرين امرا ما وقع ببلدنا فقالت ممد بن عبد ال رسول من عند ال جاء بتنيل ال يدعو به إل ال ث قالت مصباحه مصباح ودينه فلح وامره ناح وقرنه نطاح‬
‫ذلت له البطاح ما ينفع الصياح لو وقع الذباح وسلت الصفاح ومدت الرماح قال عثمان فانطلقت مفكرا فلقين أبو بكر فأخبته فقال ويك يا عثمان إنك لرجل حازم ما يفى عليك الق‬
‫من الباطل ما هذه الصنام الت يعبدها قومنا أليست من حجارة صم ل تسمع ول تبصر ول تضر ول تنفع قال قلت بلى وال إنا لكذلك فقال وال لقد صدقتك خالتك هذا رسول ال ممد‬
‫بن عبد ال قد بعثه ال إل خلقه برسالته هل لك أن تأتيه فاجتمعنا برسول ال فقال يا عثمان أجب ال إل حقه فأن رسول ال إليك وإل خلقه قال فوال ما تالكت نفسي منذ سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أن أسلمت وشهدت أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ث ل ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يقال ‪ ...‬أحسن زوج رآه إنسان ‪...‬‬
‫‪ ...‬رقية وزوجها عثمان‬
‫فقالت ف ذلك سعدي بنت كريز ‪ ...‬هدى ال عثمانا بقول إل الدى ‪ ...‬وأرشده وال يهدي إل الق ‪ ...‬فتابع بالرأي السديد ممدا ‪ ...‬وكان برأي ل يصد عن الصدق ‪ ...‬وأنكحه‬
‫‪ ...‬البعوث بالق بنته ‪ ...‬فكانا كبدر مازج الشمس ف الفق ‪ ...‬فداؤك يا ابن الاشيي مهجت ‪ ...‬وأنت أمي ال أرسلت للخلق‬
‫قال ث جاء أبو بكر من الغد بعثمان بن مظعون وبأب عبيد وعبد الرحن بن عوف وأب سلمة بن عبد السد والرقم بن أب الرقم فأسلموا وكانوا مع من اجتمع مع رسول ال ثانية وثلثون‬
‫رجل وهاجر إل البشة أول الناس ومعه زوجته رقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ث عاد إل مكة وهاجر إل الدينة فلما كانت وقعة بدر اشتغل بتمريض ابنة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وأقام بسببها ف الدينة وضرب له رسول ال صلى ال عليه وسلم بسهمه منها وأجره فيها فهو معدود فيمن شهدها فلما توفيت زوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم بأختها أم كلثوم‬
‫فتوفيت ايضا ف صحبته وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لو كان عندنا أخرى لزوجناها بعثمان وشهد احدا وفر يومئذ فيمن تول وقد نص ال على العفو عنهم وشهد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪201‬‬

‫الندق والديبية وبايع عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ باحدى يديه وشهد خيب وعمرة القضاء وحضر الفتح وهوازن والطائف وغزوة تبوك وجهز جيش العسرة وتقدم عن عبد‬
‫الرحن بن خباب أنه جهزهم يومئذ بثلثائة بعي بأقتابا وأحلسها وعن عبد الرحن بن سرة أنه جاء يومئذ بألف دينار فصبها ف حجر رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال صلى ال عليه‬
‫وسلم ماضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم مرتي وحج مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حجة الوداع وتوف وهو عنه راض وصحب أبا بكر فأحسن صحبته وتوف وهو عنه راض وصحب‬
‫عمر فأحسن صحبته وتوف وهو عنه راض ونص عليه ف أهل الشورى الستة فكان خيهم كما سيأت‬
‫فول اللفة بعده ففتح ال على يديه كثيا من القاليم والمصار وتوسعت الملكة السلمية وامتدت الدولة الحمدية وبلغت الرسالة الصطفوية ف مشارق الرض ومغاربا وظهر للناس‬
‫مصداق قوله تعال وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا‬
‫وقوله تعال هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون وقوله صلى ال عليه وسلم إذا هلك قيصر فل قيصر بعده وإذا هلك كسرى فل كسرى‬
‫بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزها ف سبيل ال وهذا كله تقق وقوعه وتأكد وتوطد زمان عثمان رضي ال عنه‬
‫وقد كان رضي ال عنه حسن الشكل مليح الوجه كري الخلق ذا حياء كثي وكرم غزير يؤثر أهله وأقاربه ف ال تأليفا لقلوبم من متاع الياة الدنيا الفان لعله يرغبهم ف إيثار ما يبقى على‬
‫ما يفن كما كان النب صلى ال عليه وسلم يعطى أقواما ويدع آخرين يعطى أقواما خشية أن يكبهم ال على وجوههم ف النار ويكل آخرين إل ما جعل ال ف قلوبم من الدى واليان وقد‬
‫تعنت عليه بسبب هذه الصلة أقوام كما تعنت بعض الوارج على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف اليثار وقد قدمنا ذلك غزوة حني حيث قسم غنائمها وقد وردت أحاديث كثية ف‬
‫فضل عثمان رضي ال عنه نذكر ما تيسر منها إن شاء ال وبه الثقة وهي قسمان الول فيما ورد ف فضائله مع غيه‬
‫فمن ذلك الديث الذي رواه البخاري ف صحيحه حدثنا مسدد ثنا يي بن سعيد عن سعيد عن قتادة أن أنسا حدثهم قال صعد النب صلى ال عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان‬
‫فرجف فقال اسكن أحد أظنه ضربه برجله فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان تفرد به دون مسلم وقال الترمذي ثنا قتيبة ثنا عبد العزيز بن ممد عن سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أب طالب وطلحة والزبي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪202‬‬


‫فتحركت الصخرة فقال النب صلى ال عليه وسلم اهدن فما عليك إل نب أو صديق أو شهيد ث قال ف الباب عن عثمان بن سعيد بن زيد وابن عباس وسهيل بن سعد وأنس بن مالك‬
‫وبريدة السلمي وهذا حديث صحيح قلت ورواه أبو الدرداء ورواه الترمذي عن عثمان ف خطبته يوم الدار وقال على ثبي‬
‫حديث آخر‬
‫وهو عن أب عثمان النهدي عن أب موسى الشعري قال كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حائط فأمرن بفظ الباب فجاء رجل يستأذن فقلت من هذا قال أبو بكر فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ائذن له وبشره بالنة ث جاء عمر فقال ائذن له وبشره بالنة ث جاء عثمان فقال ائذن له وبشره بالنة على بلوى تصيبه فدخل وهو يقول اللهم صبا وف رواية ال‬
‫الستعان رواه عنه قتادة وأيوب السختيان وقال البخاري وقال حاد بن زيد حدثنا عاصم الحول وعلي بن الكم سعا أبا عثمان يدث عن أب موسى الشعري بنحوه زاد عاصم أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان قاعدا ف مكان قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها وهو ف الصحيحي أيضا من حديث سعيد بن السيب عن اب موسى وفيه أن ابا بكر‬
‫وعمر دليا أرجلهما مع رسول ال ف باب القف وهو ف البئر وجاء عثمان فلم يد له موضعا قال سعيد فأولت ذلك قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان‬
‫وقال المام احد حدثنا يزيد بن مروان ثنا ممد بن عمرو عن أب سلمة قال قال نافع بن الارث خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت دخل حائطا فقال امسك على الباب فجاء‬
‫حت جلس على القف ودل رجليه فضرب الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت يا رسول ال هذا أبو بكر قال ائذن له وبشره بالنة فدخل فجلس مع رسول ال صلى ال قال عمر قلت‬
‫يا رسول ال هذا عمر قال ائذن ل وبشره بالنة ففعلت فجاء فجلس مع رسول ال على القف ودل رجليه ف البئر ث ضرب الباب فقلت من عليه وسلم على القف ودل رجليه ف البئر ث‬
‫ضرب الباب فقلت من هذا هذا قال عثمان قلت يا رسول ال هذا عثمان قال ائذن له وبشره بالنة معها بلء فأذنت له وبشرته بالنة فجلس مع رسول ال صلى ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على القف ودل رجليه ف البئر هكذا وقع ف هذه الرواية وقد أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أب سلمة فيحتمل أن أبا موسى ونافع بن عبد الارث كانا موكلي بالباب أو أنا قصة‬
‫أخرى‬
‫وقد رواه المام أحد عن عفان عن وهيب عن موسى بن عقبة سعت أبا سلمة ول أعلمه إل عن نافع بن عبد الارث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل حائطا فجلس على قف البئر‬
‫فجاء أبو بكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪203‬‬

‫فأستاذن فقال لب موسى ائذن له وبشره بالنة ث جاء عمر فقال ائذن له وبشره بالنة ث جاء عثمان فقال ائذن له وبشره بالنة وسيلقى بلء وهذا السياق أشبه من الول على أنه قد رواه‬
‫النسائي من حديث صال بن كيسان عن أب الزناد عن أب سلمة عن عبد الرحن بن نافع بن عبد الارث عن أب موسى الشعري فال أعلم‬
‫وقال المام أحد حدثنا يزيد أنا هام عن قتادة عن ابن سيين وممد بن عبيد عن عبد ال ابن عمر وقال كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاء أبو بكر فاستأذن فقال ائذن له وبشره‬
‫بالنة ث جاء عمر فقال ائذن له وبشره بالنة ث جاء عثمان فاستأذن فقال ائذن له وبشره بالنة قال قلت فأين أنا قال أنت مع ابيك تفرد به أحد وقد رواه البزار وأبو يعلى من حديث أنس‬
‫بن مالك بنحو ما تقدم‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا حجاج ثنا ليث حدثن عقيل عن ابن شهاب عن يي بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبه أن عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم وعثمان حدثاه أن أبا بكر‬
‫استأذن على النب صلى ال عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لبس مرط عائشة فأذن لب بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ث انصرف فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الالة‬
‫فقضى إليه حاجته ث انصرف قال عثمان ث استأذنت عليه فجلس وقال اجعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجت ث انصرفت فقالت عائشة يا رسول ال مال ل أراك فزعت لب بكر وعمر‬
‫كما فزعت لعثمان فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن عثمان رجل حب وإن خشيت إن أدنت له على تلك الالة ل يبلغ إل حاجته قال الليث وقال جاعة الناس إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لعائشة أل أستحي من تستحي منه اللئكة ( ‪ ) 1‬ورواه مسلم من حديث ممد بن أب حرملة عن عطاء وسليمان بن يسار عن أب سلمة عن عائشة ورواه أبو يعلى الوصلي‬
‫من حديث سهيل عن أبيه عن عائشة ورواه جبي بن نفي وعائشة بنت طلحة وقال المام أحد حدثنا مروان ثنا عبدال بن يسار سعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة أم الؤمني أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان جالسا كاشفا ع عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ث جاء عمر فاستأذن فأذن له وهو على حاله ث استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه فلما‬
‫قاموا قلت يا رسول ال استأذن عليك أبو بكر وعمر فأذنت لما وأنت على حالك فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك فقال يا عائشة أل نستحي من رجل وال إن اللئكة لتستحي منه‬
‫تفرد به أحد من هذا الوجه عنها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪204‬‬

‫طريق أخرى عن حفصة‬


‫رواه السن بن عرفة وأحد بن حنبل عن روح بن عبادة عن ابن جريج أخبن أبوخالد عثمان بن خالد عن عبد ال بن أب سعيد الدن حدثتن حفصة فذكر مثل حديث عائشة وفيه فقال أل‬
‫نستحي من تستحي منه اللئكة‬
‫طريق أخرى عن ابن عباس‬
‫قال الافظ أبو بكر البزار حدثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكي ثنا النضر هو ابن عبد الرحن أبو عمر الزاز الكوف عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أل‬
‫نستحي من تستحي منه اللئكة عثمان بن عفان ث قال البزار ل نعلمه يروى عن ابن عباس إل بذا السناد قلت هو على شرط الترمذي ول يرجوه‬
‫طريق أخرى عن ابن عمر‬
‫قال الطبان حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل ثنا ممد بن أب بكر القدمي ثنا أبو معشر حدثن إبراهيم بن عمر أبان حدثن أب عمر بن أبان عن أبيه قال سعت عبد ال بن عمر يقول بينما‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس وعائشة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل ث استأذن عمر فدخل ث استأذن سعد بن مالك فدخل ث استأذن عثمان بن عفان فدخل ورسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يتحدث كاشفا عن ركبته فرد ثوبه على ركبته حي استأذن عثمان وقال لمراته استأخري فتحدثوا ساعة ث خرجوا فقالت عائشة يا نب ال دخل أب وأصحابه فلم تصلح ثوبك‬
‫على ركبتك ول تؤخرن عنك فقال النب صلى ال عليه وسلم أل أستحي من رجل تستحي منه اللئكة والذي نفسي بيده إن اللئكة لتستحي من عثمان كما تستحي من ال ورسوله ولو‬
‫دخل وأنت قريب من ل يتحدث ول يرفع رأسه حت يرج هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه زيادة على ما قبله وف سنده ضعف قلت وف الباب عن علي وعبد ال بن أب أوف وزيد بن‬
‫ثابت وروى أبو مروان القرشي عن أبيه عن مالك عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عثمان حي تستحي من اللئكة‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الذاء عن أب قلبة عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ارحم أمت أبو بكر وأشدها ف دين ال عمر وأشدها حياء عثمان‬
‫وأعلمها باللل والرام معاذ بن جبل وأقرؤها لكتاب ال أب وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ولكل أمة أمي وأمي هذه المة أبو عبيدة بن الراح وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن‬
‫ماجه من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪205‬‬

‫حديث خالد الذاء وقال الترمذي حسن صحيح وف صحيح البخاري ومسلم آخره ولكل أمة أمي وأمي هذه المة أبو عبيدة بن الراح ( ‪ ) 1‬وقد روى هشيم عن كريز بن حكيم عن‬
‫نافع عن ابن عمر مثل حديث أب قلبة عن أنس أو نوه‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا ممد بن حرب حدثن الزبيدي عن ابن شهاب عن عمرو بن أبان بن عثمان بن جابر بن عبد ال أنه كان يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أرى الليلة رجل صال أن أبا بكر نيط برسول ال ونيط عمر بأب بكر ونيط عثمان بعمر فلما قمنا من عند رسول ال صلى ال عليه وسلم قلنا أما الرجل الصال فرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وأما ما ذكره رسول ال صلى ال عليه وسلم من نوط بعضهم ببعض فهؤلء ولة هذا المر الذي بعث ال به نبيه صلى ال عليه وسلم ورواه أبو داود عن عمرو بن عثمان عن‬
‫ممد بن حرب ث قال ورواه يونس وشعيب عن الزهري فلم يذكرا عمرا حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو داود عمر بن سعد ثنا بدر بن عثمان عن عبيد ال بن مروان عن أب عائشة عن ابن عمر قال خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع‬
‫الشمس فقال رأيت قبل الفجر كأن أعطيت القاليد والوازين فأما القاليد فهذه الفاتيح وأما الوازين فهي الت يوزن با فوضعت ف كفه ووضعت أمت ف كفه فوزنت بم فرجحت ث جىء‬
‫بأب بكر فوزن فوزن بم ث جىء بعمر فوزن فوزن بم ث جىء بعثمان فوزن فوزن بم ث رفعت تفرد به أحد وقال يعقوب بن سفيان حدثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن‬
‫ميسرة عن أب إدريس عن معاذ بن جبل قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن رأيت أن وضعت ف كفه وأمت ف كفة فعدلتها ث وضع أبو بكر ف كفة وأمت ف كفة فعدلا ث وضع‬
‫عمر ف كفة وأمت ف كفة فعدلا قال أبو يعلى حدثنا عبدال بن مطيع ثنا هشيم عن العوام عمن حدثه عن عائشة قالت لا أسس رسول ال صلى ال عليه وسلم مسجد الدينة جاء بجر‬
‫فوضعه وجاء أبو بكر بجر فوضعه وجاء عمر بجر فوضعه وجاء عثمان بجر فوضعه قالت فسئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فقال هم أمراء اللفة من بعدي وقد تقدم هذا‬
‫الديث ف بناء مسجده أول مقدمه الدينة عليه الصلة والسلم وكذلك تقدم ف دلئل النبوة من حديث الزهري عن رجل عن أب ذر ف تسبيح الصا ف يده ث وضع عثمان ف كفة وأمت‬
‫ف كفة فعدلا حديث آخر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪206‬‬

‫عليه السلم ث ف كف أب بكر ث ف كف عمر ث ف كف عثمان رضي ال عنهم وف بعض الروايات فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه خلفة النبوة وسيأت حديث سفينة أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال اللفة بعدي ثلثون سنة ث تكون ملكا فكانت ولية عثمان ومدتا ثنت عشرة سنة من جلة هذه الثلثي بل خلف بي العلماء العاملي كما أخب به سيد‬
‫الرسلي صلى ال عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجعي‬
‫حديث آخر‬
‫وهو ما روى من طرق متعددة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه شهد للعشرة بالنة وهو أحدهم بنص النب صلى ال عليه وسلم حديث آخر‬
‫قال البخاري حدثنا ممد بن حازم بن بزيغ ثنا شاذان ثنا عبد العزيز بن أب سلمة الاجشون عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر قال كنا ف زمن النب صلى ال عليه وسلم ل نعدل بأب بكر‬
‫أحدا ث عمر ث عثمان ث نذر أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ل نفاضل بينهم تابعه عبد ال بن صال بن عبد العزيز تفرد به البخاري ورواه إساعيل بن عياش والفرج بن فضالة عن يي‬
‫بن سعيد النصاري عن نافع عن ابن عمر ورواه أبو يعلى عن أب معشر عن يزيد بن هارون عن الليث عن يزيد بن أب حبيب عن ابن عمر به‬
‫طريق آخرى عن ابن عمر‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو معاوية ثنا سهيل بن أب صال عن أبيه عن ابن عمر قال كنا نعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه متوافرون أبو بكر وعمر وعثمان ث نسكت‬
‫طريق أخرى عن ابن عمر بلفظ آخر‬
‫قال الافظ أبو بكر البزار حدثنا عمرو بن علي وعقبة بن مكرم قال ثنا أبو عاصم عن عمر بن ممد عن سال عن أبيه قال كنا نقول ف عهد النب صلى ال عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان‬
‫يعن ف اللفة وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ول يرجوه لكن قال البزار وهذا الديث قد روى عن ابن عمر من وجوه كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان ث ل نفاضل بعد وعمر بن‬
‫ممد ل يكن بالافظ وذلك يتبي ف حديثه إذا روى عن غي سال فلم يقل شيئا وقد رواه غي واحد من الضعفاء عن الزهري عن سال عن أبيه به وقد اعتن الافظ بن عساكر بمع طرقه عن‬
‫ابن عمر فأفاد وأجاد فأما الديث الذي قال الطبان حدثنا سعيد بن عبد ربه الصفار البغدادي حدثنا علي بن جيل الرقي أنا جرير عن ليث عن ماهد عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف النة شجرة أو ما ف النة شجرة شك على بن حنبل ما عليها ورقة إل مكتوب عليها ل إله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪207‬‬

‫إل ال ممد رسول ال أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين فأنه حديث ضعيف ف إسناده من تكلم فيه وليلو من نكارة وال أعلم‬
‫القسم الثان فيما ورد من فضائله وحده‬
‫قال البخاري حدثنا موسى بن إساعيل ثنا أبو عوانة ثنا عثمان بن موهب قال جاء رجل من أهل مصر حج البيت فرآى قوما جلوسا فقال من هؤلء القوم قالوا قريش قال فمن الشيخ فيهم‬
‫قالوا عبد ال بن عمر قال يا ابن عمر إن سائلك عن شيء فحدثن هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد قال نعم قال تعلم أنه تغيب يوم بدر ول يشهدها قال نعم قال تعلم أنه تغيب عن بيعة‬
‫الرضوان ول يشهدها قال نعم قال ال أكب قال ابن عمر تعال ابي لك أما فراره يوم أحد فأشهد أن ال عفا عنه وغفر له وأما تغيبه عن بدر فأنه كان تته بنت رسول ال وكانت مريضة فقال‬
‫له رسول ال إن لك أجر رجل من شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان وكانت‬
‫بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إل مكة فقال النب صلى ال عليه وسلم بيده اليمن هذه يد عثمان فضرب با على يده فقال هذه لعثمان فقال له ابن عمر اذهب با الن معك تفرد به‬
‫دون مسلم‬
‫طريق أخرى‬
‫وقال المام أحد حدثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن عاصم عن سفيان قال لقي عبد الرحن ابن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد مال أراك جفوت أمي الؤمني عثمان فقال له عبد‬
‫الرحن أبلغه أن ل أفر يوم حني قال عاصم يقول يوم أحد ول اتلف عن يوم بدر ول أترك سنة عمر قال فانطلق فخب بذلك عثمان فقال أما قوله إن ل أفر يوم حني فكيف يعين بذلك وقد‬
‫عفا ال عن فقال إن الذين تولوا منكم يوم التقى المعان إنا استزلم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا ال عنهم وأما قوله إن تلفت يوم بدر فأن كنت أمرض رقية بنت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وقد ضرب ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن ضرب له رسول ال صلى ال عليه وسلم بسهم فقد شهد وأما قوله ول أترك سنة عمر فأن ل أطيقها ول هو فأنه يدثه‬
‫بذلك‬
‫حديث آخر‬
‫قال البخاري حدثنا أحد بن شبيب بن سعد ثنا أب عن يونس قال ابن شهاب أخبن عروة أن عبيد ال بن عدي بن البار أخبه أن السور بن مرمة وعبد الرحن بن السود بن عبد يغوث‬
‫قال ما ينعك أن تكلم عثمان لخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه فقصدت لعثمان حي خرج إل الصلة فقلت إن ل إليك حاجة وهي نصيحة لك فقال يا أيها الرء منك قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪208‬‬

‫أبو عبد ال قال معمر أعوذ بال منك فانصرفت فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته فقال ما نصيحتك فقلت إن ال بعث ممدا بالق وأنزل عليه الكتاب وكنت من أستجاب ل‬
‫ولرسوله وهاجرت الجرتي وصحبت رسول ال صلى ال عليه وسلم ورأيت هديه وقد أكثر الناس ف شأن الوليد فقال أدركت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت ل ولكن خلص إل من‬
‫علمه ما يلص إل العذراء ف سترها قال أما بعد فإن ال بعث ممدا بالق وكنت من استجاب ل ولرسوله فأمنت با بعث به وهاجرت الجرتي كما قلت وصحبت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وبايعته فوال ما عصيته ول غششته حت توفاه ال عز وجل ث أبو بكر مثله ث عمر مثله ث استخلفت أفليس ل من الق مثل الذي لم قلت بلى قال فما هذه الحاديث الت تبلغن‬
‫عنكم أما ما ذكرت من شأن الوليد فسآخذ فيه بالق إن شاء ال ث دعا عليا فأمره أن يلده فجلده ثاني‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو الغية ثنا الوليد بن مسلم حدثن ربيعة بن يزيد عن عبد ال بن عامر عن النعمان بن بشي عن عائشة رضي ال عنها قالت أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫عثمان بن عفان فجاء فأقبل عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما رأينا إقبال رسول ال صلى ال عليه وسلم على عثمان أقبلت إحدانا على الخرى فكان من آخر كلمة أن ضرب منكبه‬
‫وقال يا عثمان إن ال عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك النافقون على خلعه فل تلعه حت تلقان ثلثا فقلت لا يا أم الؤمني فأين كان هذا عنك قالت نسيته وال ما ذكرته قال فأخبته‬
‫معاوية بن أب سفيان فلم يرض بالذي أخبته حت كتب إل أم الؤمني أن أكتب إل به فكتبت إليه به كتابا وقد رواه أبو عبد ال اليي عن عائشة وحفصة بنحو ما تقدم ورواه قيس بن أب‬
‫حازم وأبو سلمة عنها وراه أبو سهلة عن عثمان إن رسول ال صلى ال عليه وسلم عهد إل عهدا فأنا صابر نفسي عليه ورواه فرج بن فضالة عن ممد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن‬
‫عروة عن عائشة فذكره قال الدارقطن تفرد به الفرج بن فضالة ورواه أبو مروان ممد عن عثمان بن خالد العمان عن أبيه عن عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫( ‪ ) 1‬عن عائشة ورواه ابن عساكر من طريق النهال بن عمر عن حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عنها ورواه ابن أسامة عن الريري حدثن أبو بكر العدوى قال سألت عائشة‬
‫وذكر عنها نو ما تقدم تفرد به الفرج بن فضالة ( ‪ ) 2‬ورواه حصي عن ماهد عن وقال المام أحد حدثنا ممد بن كنانة السدي أبو يي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال عائشة بنحوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪209‬‬

‫بلغن أن عائشة قالت ما استمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم إل مرة فإن عثمان جاءه ف حب الظهية فظننت أنه جاءه ف أمر النساء فحملتن الغية على أن أصغيت إليه فسمعته يقول‬
‫إن ال ملبسك قميصا يريدك أمت على خلعه فل تلعه فلما رأيت عثمان يبذل لم ما سألوه إل خلعه علمت أنه عهد من رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي عهد إليه‬
‫طريق آخرى‬
‫قال الطبان حدثنا مطلب بن سعيد الزدي ثنا عبد ال بن صال ثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل عن ربيعة بن سيف قال كنا عند شفي الصبحي فقال حدثنا عبد ال بن‬
‫عمر قال التفت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا عثمان إن ال كساك قميصا فأرادك الناس على خلعه فل تلعه فوال لئن خلعته لترى النة حت يلج المل ف سم الياط وقد رواه‬
‫أبو يعلى من طريق عبد ال بن عمر عن أخته حفصة أم الؤمني وف سياق متنه غرابة وال أعلم‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا عبد الصمد حدثتن فاطمة بنت عبد الرحن قالت حدثتن أمي أنا سألت عائشة وأرسلها عمها فقال قول إن أحد بنيك يقرئك السلم ويسألك عن عثمان بن عفان فأن‬
‫الناس قد شتموه فقالت لعن ال من لعنه فوال لقد كان قاعدا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن رسول ال لسند ظهره إل وإن جبيل ليوحي إليه القرآن وإنه ليقول له اكتب يا عثيم‬
‫قالت عائشة فما كان ال لينل تلك النلة إل كريا على ال ورسوله ث رواه المام أحد عن يونس عن عمر بن إبراهيم اليشكري عن أمه عن أمها أنا سألت عائشة عند الكعبة عن عثمان‬
‫فذكرت مثله حديث آخر‬
‫قال البزار حدثنا عمر بن الطاب قال ذكر أبو الغية عن صفوان بن عمرو عن ماعز التميمي عن جابر إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر فتنة فقال أبو بكر أنا أدركها فقال ل فقال‬
‫عمر أنا يا رسول ال أدركها قال ل فقال عثمان يا رسول ال فأنا أدركها قال بك يبتلون قال البزار وهذا ل نعلمه يروي إل من هذا الوجه حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا أسود بن عمر ثنا سنان بن هارون ثنا كليب بن واصل عن ابن عمر قال ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنة فقال يقتل فيها هذا القنع يومئذ مظلوما فنظرت فإذا‬
‫هو عثمان بن عفان ورواه الترمذي عن إبراهيم بن سعيد عن شاذان به وقال حسن غريب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪210‬‬

‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة حدثن أبو أمي أبو حنيفة أنه دخل الدار وعثمان مصور فيها وأنه سع أبا هريرة يستأذن عثمان ف الكلم فأذن له فقام فحمد ال‬
‫وأثن عليه ث قال إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إنكم تلقون بعدي فتنة واختلفا أو قال اختلفا وفتنة فقال له قائل من الناس فمن لنا يا رسول ال قال عليكم بالمي‬
‫وأصحابه وهو يشي إل عثمان بذلك تفرد به أحد وإسناده جيد حسن ول يرجوه من هذا الوجه‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو أسامة ثنا حاد بن أسامة ثنا كهمس بن السن عن عبد ال بن شقيق حدثن هرم بن الارث وأسامة بن خزي وكانا يغازيان فحدثان حديثا ول يشعر كل واحد‬
‫منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي قال بينما نن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف طريق من طرق الدينة فقال كيف تصنعون ف فتنة تثور ف أقطار الرض كأنا صياصي بقر قالوا‬
‫نصنع ماذا يا رسول ال قال عليكم هذا وأصحابه أو اتبعوا هذا وأصحابه قال فأسرعت حت عييت فأدركت الرجل فقلت هذا يا رسول ال قال هذا فإذا هو عثمان بن عفان فقال هذا‬
‫وأصحابه فذكره طريق أخرى وقال الترمذي ف جامعه حدثنا ممد بن بشار ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أب قلبة عن أب الشعث الصنعان أن خطبا قامت بالشام وفيهم رجال من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم رجل يقال له مرة بن كعب فقال لول حديث سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ما تكلمت وذكر الفت فقر با فمر رجل متقنع ف ثوب فقال هذا‬
‫يومئذ على الدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان فأقبلت عليه بوجهه فقلت هذا قال نعم ث قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وف الباب عن ابن عمر وعبد ال بن حوالة وكعب‬
‫بن عجرة قلت وقد رواه أسد بن موسى عن معاوية بن صال حدثن سليم بن عامر عن جبي بن نفي عن مرة بن كعب البهزي فذكر نوه وقد رواه المام أحد عن عبد الرحن بن مهدي عن‬
‫معاوية عن صال عن سليم بن عامر عن جبي بن نفي عن كعب بن مرة البهزي ( ‪ ) 1‬الصحيح مرة بن كعب كما تقدم وأما حديث ابن حوالة فقال حاد بن سلمة عن سعيد الريري عن‬
‫عبد ال بن سفيان ( ‪ ) 2‬عن عبد ال بن شقيق عن عبد ال بن حوالة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كيف أنت وفتنة تكون ف أقطار الرض قلت ما خار ال ل ورسوله قال اتبع‬
‫هذا الرجل فأنه يومئذ ومن اتبعه على الق قال فاتبعته فأخذت بنكبه ففتلته فقلت هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪211‬‬

‫يا رسول ال فقال نعم فإذا هو عثمان بن عفان وقال حرملة بن أبن وهب عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن ربيعة بن لقيط عن ابن حوالة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ثلث من نا منهن فقد نا موت وخروج الدجال وقتل خليفة مصطب قوام بالق يعطيه‬
‫وأما حديث كعب بن عجرة فقال المام أحد حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي أخبن معاوية بن مسلم عن مطر الوراق عن ابن سيين عن كعب بن عجرة قال ذكر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فتنة فقربا وعظمها قال ث مر رجل مقنع ف ملحفة فقال هذا يومئذ على الق قال فانطلقت مسرعا أو مضرا وأخذت بضبعيه فقلت هذا يا رسول ال قال هذا فإذا هو عثمان بن‬
‫عفان ث رواه أحد عن يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن ممد بن سيين عن كعب بن عجرة فذكر مثله ورواه أبو يعلى عن هدبة عن هام عن قتادة عن ممد بن سيين عن كعب بن‬
‫عجرة وكذا رواه أبو عون عن ابن سيين عن كعب وقد تقدم حديث أب ثور التميمي عنه ف قوله ف الطبة الت خاطب با الناس من داره وال ما تغنيت ول تنيت ول زنيت ف جاهلية ول‬
‫إسلم ول مسست فرجي بيمين منذ بايعت با رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه كان يعتق كل يوم جعة عتيقا فإن تعذر عليه أعتق ف المعة الخرى عتيقي وقال موله حران كان عثمان‬
‫يغتسل كل يوم منذ أسلم رضي ال عنه‬
‫حديث آخر‬
‫قال المام أحد حدثنا علي بن عباس ثنا الوليد بن مسلم أنبأنا الوزاعي عن ممد بن عبد اللك ابن مروان أنه حدثه عن الغية بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو مصور فقال إنك إمام‬
‫العامة وقد نزل بك ما ترى وإن أعرض عليك خصال ثلثا اختر إحداهن إما أن ترج فتقاتلهم فان معك عددا وقوة وأنت على الق وهم على الباطل وإما أن ترق بابا سوى الذي هم عليه‬
‫فتقعد على رواحلك فتلحق مكة فأنم لن يستحلوك وأنت با وإما أن تلحق بالشام فأنم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلف رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف أمته يسفك الدماء وأما أن أخرج إل مكة فأنم لن يستحلون با فأن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يلحد رجل من قريش بكة يكون عليه نصف عذاب العال‬
‫ولن أكون أنا وأما أن ألق بالشام فأنم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرت وماورة رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال المام أحد ثنا أبو الغية ثنا أرطاة يعن ابن النذر حدثن‬
‫أبو عون النصاري أن عثمان قال لبن مسعود هل أنت منته عما بلغن عنك فاعتذر بعض العذر فقال عثمان ويك إن قد سعت وحفظت وليس كما سعت أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال سيقتل أمي ويتبي متبىء وإن أنا القتول وليس عمر إنا قتل عمر واحد وأنه يتمع علي وهذا الذي قاله لبن مسعود قبل مقتله بنحو من أربع سني فأنه مات قبله بنحو ذلك‬

You might also like