You are on page 1of 52

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪212‬‬

‫حديث آخر‬
‫قال عبد ال بن أحد ثنا عبيد ال بن عمر الفريري ثنا القاسم بن الكم بن أوس النصاري حدثن أبو عبادة الزرقي النصاري من أهل الدينة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال وشهدت عثمان‬
‫يوم حصر ف موضع النائز ولو ألقى حجر ل يقع إل على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الوخة الت تلي باب مقام جبيل فقال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ث قال أيها الناس أفيكم‬
‫طلحة بن عبيد ال فسكتوا ث قال أيها الناس أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد ال فقال له عثمان أل أراك ههنا ما كنت أرى أنك تكون ف جاعة قوم تسمع نداي آخر ثلث مرات ث ل‬
‫تيئن أنشدك ال يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول ال فقال نعم قال فقال لك رسول ال صلى ال عليه وسلم إنه ما من نب إل ومعه من أصحابه رفيق صلى ال عليه وسلم ف‬
‫( موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيي وغيك ف النة وإن عثمان بن عفان هذا يعن نفسه رفيقي ف النة فقال طلحة اللهم نعم تفرد به أحد ( ‪1‬‬
‫حديث آخر عن طلحة‬
‫قال الترمذي حدثنا أبو هشام الرفاعي ثنا يي بن اليمان عن شريح بن زهرة عن الارث بن عبد الرحن بن أب وثاب عن طلحة بن عبيد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لكل نب‬
‫رفيق ورفيقي ف النة عثمان ث قال هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي وإسناده منقطع ورواه أبو عثمان ممد بن عثمان عن أبيه عن أب الزناد عن أبيه عن العرج عن أب هريرة وقال‬
‫الترمذي حدثنا الفضل بن أب طالب البغدادي وغي واحد قالوا حدثنا عثمان بن زفر حدثنا ممد بن زياد عن ممد بن عجلن عن أب الزبي عن جابر قال أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بنازة رجل ليصلي عليه فلم يصل عليه فقيل يا رسول ال ما رأيناك تركت الصلة على أحد قبل هذا فقال إنه كان يبغض عثمان فأبغضه ال عز وجل ث قال الترمذي هذا حديث غريب‬
‫وممد بن زياد هذا صاحب ميمون ابن مهران ضعيف الديث جدا وممد بن زياد صاحب أب هريرة بصرى ثقة يكن أبا الارث وممد بن زياد اللان صاحب أب أمامة ثقة شامي يكن أبا‬
‫سفيان حديث آخر‬
‫روى الافظ بن عساكر من حديث أب مروان العثمان ثنا اب عثمان بن خالد عن عبد الرحن ابن أب الزناد عن أبيه عن العرج عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لقي عثمان‬
‫بن عفان علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪213‬‬

‫باب السجد فقال يا عثمان هذا جبيل يبن أن ال قد زوجك أم كلثوم بثل صداق رقية على مثل مصاحبتها وقد روى ابن عساكر أيضا من حديث ابن عباس وعائشة وعمارة بن رويبة‬
‫وعصمة بن مالك الطمي وأنس بن مالك وابن عمر وغيهم وهو غريب ومنكر من جيع طرقه وروى بأسناد ضعيف عن علي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لو كان ل أربعون ابنة‬
‫لزوجتهن بعثمان واحدة بعد واحدة حت ل يبقى منهن واحدة وقال ممد بن سعيد الموي عن يونس بن أب إسحاق عن أبيه عن الهلب بن أب صفرة قال سألت أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ل قلتم ف عثمان أعلنا فوقا قالوا لنه ل يتزوج رجل من الولي والخرين ابنت نب غيه رواه ابن عساكر‬
‫وقال إساعيل بن عبد اللك عن عبد ال بن أب مليكة عن عائشة قالت ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم رافعا يديه حت يبدو ضبعيه إل لعثمان بن عفان إذا دعا له وقال مسعر عن‬
‫عطية عن أب سعيد قال رايت رسول ال صلى ال عليه وسلم من أول الليل إل أن طلع الفجر رافعا يديه يدعو لعثمان يقول اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه وف رواية يقول لعثمان غفر‬
‫ال لك ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما كان منك وما هو كائن إل يوم القيامة ورواه السن بن عرفة عن ممد ابن القاسم السدي عن الوزاعي عن حسان بن عطية عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم مرسل وقال ابن عدي عن أب يعلى عن عمار بن ياسر الستملى عن إسحاق بن إبراهيم الستملى عن أب إسحاق عن أب وائل عن حذيفة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بعث إل عثمان يستعينه ف غزاة غزاها فبعث إليه عثمان بعشرة آلف دينار فوضعها بي يديه فجعل يقلبها بي يديه ويدعو له غفر ال لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما‬
‫أخفيت وما هو كائن إل يوم القيامة ما يبال عثمان ما فعل بعدها‬
‫حديث آخر‬
‫وقال ليث بن اب سليم أول من خبص البيص عثمان خلط بي العسل والنقي ث بعث به إل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل منل أم سلمة فلم يصادفه فلما جاء وضعوه بي يديه فقال من‬
‫بعث هذا قالوا عثمان قالت فرفع يديه إل السماء فقال اللهم إن عثمان يترضاك فارض عنه حديث آخر‬
‫روى أبو يعلى عن سنان بن فروخ عن طلحة بن يزيد عن عبيدة بن حسان عن عطاء الكيخاران عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اعتنق عثمان وقال أنت ول ف الدنيا وول ف‬
‫الخرة حديث آخر قال أبو داود الطيالسي حدثنا حاد بن سلمة وحاد بن زيد عن الريري عن عبيد ال بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪214‬‬

‫شقيق عن عبد ال بن حوالة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تجمون على رجل معتجر ببدة من أهل النة يبايع الناس قال فهجمنا على عثمان بن عفان فرأيناه معتجرا يبايع الناس‬
‫ذكر شيء من سيته وهي دالة على فضيلته‬
‫قال ابن مسعود لا توف عمر بايعنا خينا ول نأل وف رواية بايعوا خيهم ول يألوا وقال الصمعي عن أب الزناد عن أبيه عن عمرو بن عثمان بن عفان قال كان نقش خات عثمان آمنت بالذي‬
‫خلق فسوى وقال ممد بن البارك بلغن أنه كان نقش خات عثمان آمن عثمان بال العظيم وقال البخاري ف التاريخ ثنا موسى بن إساعيل ثنا مبارك بن فضالة قال سعت السن يقول أدركت‬
‫عثمان على ما نقموا عليه قل ما يأت على الناس يوم إل وهم يقتسمون فيه خيا يقال لم يا معشر السلمي اغدوا على أعطياتكم فيأخذونا وافرة ث يقال لم اغدوا على أرزاقكم فيأخذونا‬
‫وافرة ث يقال لم اغدوا على السمن والعسل العطيات جارية والرزاق دارة والعدو متقى وذات البي حسن والي كثي وما من مؤمن ياف مؤمنا ومن لقيه فهو أخوه قد كان من إلفته‬
‫ونصيحته ومودته قد عهد إليهم أنا ستكون أثره فإذا كانت فاصبوا قال السن فلو أنم صبوا حي رأوها لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق والي الكثي بل قالوا ل وال ما نصابرها‬
‫فوال ما وردوا وما سلموا والخرى كان السيف مغمدا عن أهل السلم فسلوه على أنفسهم فوال ما زال مسلول إل يوم الناس هذا وأي ال إن لراه سيفا مسلول إل يوم القيامة وقال غي‬
‫واحد عن السن البصري قال سعت عثمان يأمر ف خطبته بذبح وقتل الكلب وروى سيف ابن عمر أن أهل الدينة اتذ بعضهم المام ورمى بعضهم باللهقات فوكل عثمان رجل من بن‬
‫ليث يتبع ذلك فيقص المام ويكسر اللهقات وهي قسى البندق وقال ممد بن سعد أنبأنا القعنب وخالد بن ملد ثنا ممد بن هلل عن جدته وكانت تدخل على عثمان وهو مصور‬
‫فولدت هلل ففقدها يوما فقيل له إنا قد ولدت هذه الليلة غلما قالت فأرسل إل بمسي درها وشقيقة سنبلنية وقال هذا عطاء ابنك وكسوته فإذا مرت به سنة رفعناه إل مائة وروى‬
‫الزبي ابن أب بكر عن ممد بن سلم عن ابن بكار قال قال ابن سعيد بن يربوع بن عتكة الخزومي انطلقت وأنا غلم ف الظهية ومعي طي أرسله ف السجد والسجد بيننا فإذا شيخ جيل‬
‫حسن الوجه نائم تت رأسه لبنة أو بعض لبنة فقمت أنظر إليه أتعجب من جاله ففتح عينيه فقال من أنت يا غلم فأخبته فإذا غلم نائم قريبا منه فدعاه فلم يبه فقال ل ادعه فدعوته فأمره‬
‫بشيء وقال ل اقعد فذهب الغلم فجاء بلة وجاء بألف درهم ونزع ثوب وألبسن اللة وجعل اللف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪215‬‬

‫درهم فيها فرجعت إل أب فأخبته فقال يا بن من فعل هذا بك فقلت ل أدري إل أنه رجل ف السجد نائم ل أر قط أحسن منه قال ذاك أمي الؤمني عثمان بن عفان وقال عبد الرزاق عن‬
‫ابن جرير أخبن يزيد بن خصيفة عن أب السائب بن يزيد أن رجل سأل عبد الرحن بن عثمان التميمي أهي صلة طلحة بن عبيد ال عن صلة عثمان قال نعم قال قلت لغلب الليلة النفر‬
‫على الجر يعن القام فلما قمت فإذا رجل يرجن مقنعا قال فالتفت فإذا بعثمان يرحن فتأخرت عنه فصلى فإذا هو يسجد بسجود القرآن حت إذا قلت هذا هو أذان الفجر أوتر بركعة ل‬
‫يصل غيها ث انطلق وقد روى هذا من غي وجه أنه صلى بالقرآن العظيم ف ركعة واحدة عند الجر السود أيام الج وقد كان هذا من دأبه رضي ال عنه ولذا روينا عن ابن عمر أنه قال‬
‫ف قوله تعال أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يذر الخرة ويرجو رحة ربه قال هو عثمان بن عفان وقال ابن عباس ف قوله تعال هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط‬
‫‪ ...‬مستقيم قال هو عثمان وقال حسان ‪ ...‬ضحوا بأشط عنوان السجود به ‪ ...‬يقطع الليل تسبيحا وقرانا‬
‫وقال سفيان بن عيينة ثنا إسرائيل بن موسى سعت السن يقول قال عثمان لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلم ربنا وإن لكره أن يأت علي يوم ل أنظر ف الصحف وما مات عثمان حت‬
‫خرق مصحفه من كثرة ما يدي النظر فيه وقال أنس وممد بن سيين قالت امرأة عثمان يوم الدار اقتلوه أو دعوه فوال لقد كان يي بالقرآن ف ركعة وقال غي واحد إنه رضي ال عنه كان‬
‫ل يوقظ احدا من أهله إذا قام من الليل ليعينه على وضوئه إل أن يده يقظانا وكان يصوم الدهر وكان يعاتب فيقال لو أيقظت بعض الدم فيقول ل الليل لم يستريون فيه وكان إذا اغتسل‬
‫ل يرفع الئزر عنه وهو ف بيت مغلق عليه ول يرفع صلبه جيدا من شدة حيائه رضي ال عنه‬
‫شيء من خطبه‬
‫قال الواقدي حدثن إبراهيم بن إساعيل بن عبد الرحن بن عبد ال بن أب ربيعة الخزومي عن أبيه أن عثمان لا بويع خرج إل الناس فخطبهم فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس أول كل‬
‫مركب صعب وإن بعد اليوم أياما وإن أعش تأتكم الطب على وجهها وما كنا خطباء وسيعلمنا ال وقال السن خطب عثمان فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس اتقوا ال فإن تقوى ال‬
‫غنم وإن أكيس الناس من دان نفسه وعمل لا بعد الوت واكتسب من نور ال نورا لظلمة القب وليخش عبد أن يشره ال أعمى وقد كان بصيا وقد يلقى الكيم جوامع الكلم والصم‬
‫ينادي من مكان بعيد واعلموا أن من كان ال له ل يف شيئا ومن كان ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪216‬‬

‫عليه فمن يرجو بعده وقال ماهد خطب عثمان فقال ابن آدم أعلم أن ملك الوت الذي وكل بك ل يزل يلفك ويتخطى إل غيك منذ أنت ف الدنيا وكأنه قد تطى غيك إليك وقصدك‬
‫فخذ حذرك واستعدله ول تغفل فأنه ل يغفل عنك واعلم ابن آدم إن غفلت عن نفسك ول تستعد لا ل يستعد لا غيك ول بد من لقاء ال فخذ لنفسك ول تكلها إل غيك والسلم وقال‬
‫سيف بن عمر عن بدر بن عثمان عن عمه قال آخر خطبة خطبها عثمان ف جاعة إن ال إنا أعطاكم الدنيا لتطلبوا با الخرة ول يعطكموها لتركنوا إليها إن الدنيا تفن وإن الخرة تبقى ل‬
‫تبطرنكم الفانية ول تشغلنكم عن الباقية وآثروا ما يبقى على ما يفن فإن الدنيا منقطعة وإن الصي إل ال اتقوا ال فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من ال الغي والزموا‬
‫جاعتكم ل تصيوا أحزابا واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بي قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } إل آخر اليتي‬
‫قال المام أحد حدثنا هشيم ث ثنا ممد بن قيس السدي عن موسى بن طلحة قال سعت عثمان بن عفان وهو على النب والؤذن يقيم الصلة وهو يستخب الناس يسألم عن أخبارهم‬
‫وأسفارهم وقال أحد حدثنا إساعيل بن إبراهيم ثنا يونس يعن ابن عبيد حدثن عطاء بن فروخ مول القشيي أن عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه فلقيه فقال ما منعك من قبض مالك‬
‫قال إنك غبنتن فما ألقى من الناس أحدا إل وهو يلومن قال أذلك ينعك قال نعم قال فاختر بي أرضك ومالك ث قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أدخل ال النة رجل كان سهل‬
‫مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا وروى ابن جرير أن طلحة لقى عثمان وهو خارج إل السجد فقال له طلحة إن المسي ألفا الت تلك عندي قد حصلت فأرسل من يقبضها فقال له عثمان إنا‬
‫قد وهبناكها لروءتك وقال الصمعي استعمل ابن عامر قطن بن عوف اللل على كرمان فأقبل جيش من السلمي أربعة آلف وجرى الوادي فقطعهم عن طريقهم وخشى قطن الفوت فقال‬
‫من جاز الوادي فله ألف درهم فحملوا أنفسهم على العوم فكان إذا جاز الرجل منهم قال قطن اعطوه جائزته حت جازوا جيعا وأعطاهم أربعة آلف درهم فأب ابن عامر أن يسبها له فكتب‬
‫بذلك إل عثمان بن عفان فكتب عثمان أن أحسبها له فأنه إنا أعان السلمي ف سبيل ال فمن ذلك اليوم سيت الوائز ل جازة الوادي فقال الكنان ذلك‬
‫فدى للكرمي بن هلل ‪ ...‬على علتم أهلي ومال ‪...‬‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪217‬‬

‫هوا سنو الوائز ف معد ‪ ...‬فعادت سنة أخرى الليال ‪ ...‬رماحهم تزيد على ثان ‪ ...‬وعشر قبل تركيب النصال ‪ ...‬فصل ومن مناقبة الكبار وحسناته العظيمة أنه جع الناس على قارءة‬
‫واحدة وكتب الصحف على العرضة الخية الت درسها جبيل على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف آخر سن حياته وكان سبب ذلك أن حذيفة بن اليمان كان ف بعض الغزوات وقد‬
‫اجتمع فيها خلق من أهل الشام من يقرأ على قراءة القداد بن السود وأب الدرداء وجاعة من أهل العراق من يقرأ على قراءة عبد ال بن مسعود وأب موسى وجعل من ل يعلم بسوغان‬
‫القراءة على سبعة أحرف يفضل قراءته على قراءة غيه وربا خطأ الخر أو كفره فأدى ذلك إل اختلف شديد وانتشار ف الكلم السىء بي الناس فركب حذيفة إل عثمان فقال يا أمي‬
‫الؤمني أدرك هذه الة قبل أن تتلف ف كتابا كاختلف اليهود والنصارى ف كتبهم وذكر له ما شاهد من اختلف الناس ف القراءة فعند ذلك جع عثمان الصحابة وشاورهم ف ذلك ورأى‬
‫أن يكتب الصحف على حرف واحد وأن يمع الناس ف سائر القاليم على القراءة به دون ما سواه لا رأى ف ذلك من مصلحة كف النازعة ودفع الختلف فاستدعى بالصحف الت كان‬
‫الصديق أمر زيد بن ثابت يمعها فكانت عند الصديق أيام حياته ث كانت عند عمر فلما توف صارت إل حفصة أم الؤمني فاستدعى با عثمان وأمر زيد بن ثابت النصاري أن يكتب وأن‬
‫يلي عليه سعيد بن العاص الموي بضرة عبد ال بن الزبي السدي وعبد الرحن بن الارث بن هشام الخزومي وأمرهم إذا اختلفوا ف شيء أن يكتبوه بلغة قريش فكتب لهل الشام‬
‫مصحفا ولهل مصر آخر بعث إل البصرة مصحفا وإل الكوفة بآخر وأرسل إل مكة مصحفا وإل اليمي مثله وأقر بالدينة مصحفا ويقال لذه الصاحف الئمة وليست كلها بط عثمان بل‬
‫ول واحد منها وإنا هي بط زيد بن ثابت وإنا يقال لا الصاحف الئمة وليست كلها بط عثمان بل ول واحد منها وإنا هي بط زيد بن ثابت وإنا يقال لا الصاحف العثمانيه نسبة إل‬
‫أمره وزمانه وإمارته كما يقال دينار هرقلي أي ضرب ف زمانه ودولته قال الواقدي حدثنا ابن أب سبة عن سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب هريرة ورواه غيه من وجه آخر عن أب هريرة‬
‫قال لا نسخ عثمان الصاحف دخل عليه أبو هريرة فقال أصبت ووفقت أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن أشد أمت حبا ل قوم يأتون من بعدي يؤمنون ول يرون‬
‫يعملون با ف الورق العلق فقلت أي ورق حت رأيت الصاحف قال فأعجب ذلك عثمان وأمر لب هريرة بعشرة آلف وقال وال ما علمت أنك لتجلس علينا حديث نبينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪218‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ث عمد إل بقية الصاحف الت بأيدي الناس ما يالف ما كتبه فحرقه لئل يقع بسببه اختلف فقال أبو بكر بن أب داود ف كتاب الصاحف حدثنا ممد بن بشار ثنا ممد‬
‫بن جعفر وعبد الرحن قال ثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال قال ل علي حي حرق عثمان الصاحف لو ل يصنعه هو لصنعته وهكذا رواه أبو داود الطيالسي‬
‫وعمرو بن مرزوق عن شعبة مثله وقد رواه البيهقي وغيه من حديث ممد بن أبان زوج أخت حسي عن علقمة بن مرثد قال سعت العيزار بن جرول سعت سويد بن غفلة قال قال علي‬
‫أيها الناس إياكم والغلو ف عثمان تقولون حرق الصاحف وال ما حرقها إل عن مل من أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم ولو وليت مثل ما ول لفعلت مثل الذي فعل وقد روى عن ابن‬
‫مسعود أنه تعتب لا أخذ منه مصحفه فحرق وتكلم ف تقدم إسلمه على زيد بن ثابت الذي كتب الصاحف وأمر أصحابه أن يغلوا مصاحفهم وتل قوله تعال ومن يغلل يأت با غل يوم‬
‫القيامة فكتب إليه عثمان رضي ال عنه يدعوه إل اتباع الصحابة فيما أجعوا عليه من الصلحة ذلك وجع الكلمة وعدم الختلف فأناب وأجاب إل التابعة وترك الخالفة رضي ال عنهم‬
‫أجعي‬
‫وقد قال أبو إسحاق عن عبد الرحن بن يزيد أن عبد ال بن مسعود دخل مسجد من فقال كم صلى أمي الؤمني الظهر قالوا أربعا فصلى ابن مسعود أربعا فقالوا أل تدثنا أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر صلوا ركعتي فقال نعم وأنا أحدثكموه الن ولكن أكره الختلف وف الصحيح أن ابن مسعود قال ليت حظي من أربع ركعات ركعتي متقبلتي وقال‬
‫العمش حدثن معاوية بن قرة بواسط عن أشياخه قالوا صلى عثمان الظهر بن أربعا فبلغ ذلك ابن مسعود فعاب عليه ث صلى بأصحابه العصر ف رحله أربعا فقيل له عتبت على عثمان‬
‫وصليت أربعا فقال إن أكره اللف وف رواية اللف شر فإذا كان هذا متابعة من ابن مسعود إل عثمان ف هذا الفرغ فكيف بتابعته إياه ف أصل القرآن والقتداء به ف التلوة الت عزم‬
‫على الناس أن يقرؤا با ل بغيها وقد حكى الزهري وغيه أن عثمان إنا أت خشية على العراب أن يعتقدوا أن فرض الصلة ركعتان وقيل بل قد تأهل بكة فروى يعلى وغيه من حديث‬
‫عكرمة بن إبراهيم حدثن عبد ال بن عبد الرحن بن الارث بن اب ذباب عن أبيه أن عثمان صلى بم بن أربع ركعات ث أقبل عليهم فقال إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫إذا تزوج الرجل ببلد فهو من أهله وإن أتمت لن تزوجت با منذ قدمتها وهذا الديث ل يصح وقد تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف عمرة القضاء بيمونة بنت الارث ول يتم‬
‫الصلة وقد قيل إن عثمان تأول أنه أمي الؤمني حيث كان وهكذا تأولت عائشة فأتت وف هذا التأويل نظر فأن رسول ال صلى ال عليه وسلم هو رسول ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪219‬‬

‫حيث كان ومع هذا ما أت الصلة ف السفار وما كان يعتمده عثمان بن عفان أنه كان ( ‪ ) 1‬يلزم عماله بضور الوسم كل عام ويكتب إل الرعايا من كانت له عند أحد منهم مظلمة‬
‫فليواف إل الوسم فأن آخذ له حقه من عامله وكان عثمان قد سح لكثي من كبار الصحابة ف السي حيث شاءوا من البلد وكان عمر يجر عليهم ف ذلك حت ولف الغزو ويقول إن‬
‫أخاف أن تروا الدنيا وأن يراكم ابناؤها فلما خرجوا ف زمان عثمان اجتمع عليهم الناس وصار لكل واحد أصحاب وطمع كل قوم ف تولية صاحبهم المارة العامة بعد عثمان فاستعجلوا‬
‫موته واستطالوا حياته حت وقع ما وقع من بعض أهل المصار كما تقدم فأنا ل وإنا إليه راجعون ول حول ول قوة إل بال العزيز الكيم العلي العظيم‬
‫ذكر زوجاته وبنيه وبناته رضي ال عنهم‬
‫تزوج برقية بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم فولد له منها عبد ال وبه كان يكن بعد ما كان يكن ف الاهلية بأب عمرو ث لا توفيت تزوج بأختها أم كلثوم ث توفيت فتزوج بفاختة بنت‬
‫غزوان بن جابر فولد له منها عبيد ال الصفر وتزوج بأم عمرو بنت جندب بن عمرو الزدية فولدت له عمرا وخالدا وأبانا وعمر ومري وتزوج بفاطمة بنت الوليد بن عبد شس الخزومية‬
‫فولدت له الوليد وسعيدا وتزوج أم البني بنت عيينة بن حصن الفزارية فولدت له عبد اللك ويقال عتبة وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شس بن عبد مناف بن قصي فولدت له‬
‫عائشة وأم أبان وأم عمرو بنات عثمان وتزوج نائلة بنت الفرافصة بن الحوص بن عمرو بن ثعلبة بن حصن ابن ضمضم بن عدي بن حيان بن كليب فولدت له مري ويقال وعنبسة وقتل‬
‫رضي ال عنه وعنده اربع نائلة ورملة وأم البني وفاختة ويقال إنه طلق أم البني وهو مصور فضل‬
‫تقدم ف دلئل النبوة الديث الذي رواه المام أحد وأبو داود من حديث سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن الباء بن ناجية الكاهلي عن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إن رحا السلم ستدور لمس وثلثي أو ست وثلثي أو سبع وثلثي فإن تلك فسبيل ما هلك وإن يقم لم دينهم يقم لم سبعي عاما قال فقال عمر يا رسول ال أبا مضى‬
‫أم با بقى قال بل با بقى وف لفط له ولب داود تدور رحا السلم لمس وثلثي أو ست وثلثي الديث وكان هذا الشك من الراوي والحفوظ ف نفس المر خس وثلثي فإن فيها قتل‬
‫أمي الؤمني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪220‬‬

‫عثمان علي الصحيح وقيل ست وثلثي والصحيح الول وكانت أمور شنيعة ولكن ال سلم ووقى بوله وقوته فلم يكن بأسرع من أن بايع الناس علي بن أب طالب رضي ال عنه وانتظم‬
‫المر واجتمع الشمل ولكن جرت بعد ذلك أمور ف يوم المل وأيام صفي على ما سنبينه إن شاء ال تعال‬
‫فصل ف ذكر من توف زمان عثمان من ل يعرف وقت وفاته على التعيي‬
‫أنس بن معاذ بن أنس بن قيس النصاري النجاري ويقال له أنيس أيضا شهد الشاهد كلها رضي ال عنه‬
‫أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت النصاريان شهد بدرا وأوس هو زوج الجادلة الذكور ف قوله تعال قد سع ال قول الت تادلك ف زوجها وتشتكي إل ال وال يسمع تاوركما إن‬
‫ال سيع بصي وأمرأته خولة بنت ثعلبة‬
‫أوس بن خول النصاري من بن البلى شهد بدرا وهو النفرد من بي النصار بضور غسل النب صلى ال عليه وسلم والنول مع أهله ف قبه عليه الصلة والسلم‬
‫الر بن قيس كان سيدا ف النصار ولكن كان بيل ومتهما بالنفاق يقال إنه شهد بيعة الرضوان فلم يبايع واستتر ببعي له وهو الذي نزل فيه قوله تعال ومنهم من يقول ائذن ل ول تفتن أل‬
‫ف الفتنة سقطوا الية وقد قيل إنه تاب وأقلع فال أعلم‬
‫الطيئة الشاعر الشهور قيل اسه جرول ويكن بأب مليكة من بن عبس أدرك أيام الاهلية وأدرك صدرا من السلم وكان يطوف ف الفاق يتدح الرؤساء من الناس ويستجديهم ويقال كان‬
‫‪ ...‬بيل مع ذلك سافر مرة فودع امرأته فقال لا ‪ ...‬عدي السني إذا خرجت لغيبة ‪ ...‬ودعي الشهور فأنن قصار‬
‫‪ ...‬وكان مداحا هجاء وله شعر جيد ومن شعره ما قاله بي يدي أمي الؤمني عمر بن الطاب فاستجاد منه قوله ‪ ...‬من يفعل الي ل يعدم جوائزه ‪ ...‬ل يذهب العرف بي ال والناس‬
‫()‬
‫خبيب بن يساف بن عتبة النصاري أحد من شهد بدرا سلمان بن ربيعة الباهلي يقال له صحبه كان من الشجعان البطال الذكورين والفرسان الشهورين وله عمر قضاء الكوفة ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪221‬‬

‫ول ف زمن عثمان إمرة على قتال الترك فقتل ببلنجر فقبه هناك ف تابوت يستسقى به الترك إذا قحطوا عبد ال بن حذافة بن قيس القرشي السهمي هاجر هو وأخوه قيس إل البشة وكان‬
‫من سادات الصحابة وهو القائل يا رسول ال من أب وكان إذا لحى الرجال دعى لغي أبيه فقال أبوك حذافة وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسله إل كسرى فدفع كتابه إل عظيم‬
‫بصرى فبعث معه من يوصله ( ‪ ) 1‬إل هرقل كما تقدم وقدأسرته الروم ف زمن عمر بن الطاب رضي ال عنه وف جلة ثاني من السلمي فأرادوه على الكفر فأب عليهم فقال له اللك قبل‬
‫رأسي وأنا أطلقك ومن معك من السلمي فقبل رأسه فأطلقهم فلما قدم على عمر قال له حق على كل مسلم أن يقبل رأسك ث قام عمر فقبل رأسه قبل الناس رضي ال عنه عبد ال بن‬
‫سراقة بن العتمر العدوي صحاب أحدى وزعم الزهري أنه شهد بدرا فال أعلم عبد ال بن قيس بن خالد النصاري شهد بدرا ( ‪ ) 3‬عبد الرحن بن سهل بن زيد النصاري الارثي شهد‬
‫أحدا وما بعدها وقال ابن عبد الب شهد بدرا استعمله عمر على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان وقد نشته حية فرقاه عمارة بن حزم وهو القائل لب بكر وقد جاءته جدتان فأعطى السدس‬
‫أم الم وترك الخرى وهي أم الب فقال له أعطيت الت لو ماتت ل يرثها وتركت الت لو ماتت لورثها فشرك بينهما عمروبن سراقة بن العتمر العدوي أخو عبد ال بن سراقة وهو بدرى‬
‫كبي روى أنه جاع مرة فربط حجرا على بطنه من شدة الوع ومشى يومه ذلك إل الليل فأضافه قوم من العرب ومن معه فلما شبع قال لصحابه كنت أحسب الرجلي يملن البطن‬
‫فإذاالبطن يمل الرجلي‬
‫عمي ( ‪ ) 4‬بن سعد النصاري الوسي صحاب جليل القدر كبي الحل كان يقال له نسيج وحده لكثرة زهادته وعبادته شهد فتح الشام مع أب عبيدة وناب بمص وبدمشق ايضا ف زمان‬
‫عمر فلما كانت خلفة عثمان عزله وول كان شاعرا مغرما ف ابنه عم له وهي عفراء بنت مهاجر يقول فيها الشعر واشتهر معاوية الشام بكماله وله أخبار يطول ذكرها عروة بن حزام أبو‬
‫سعيد العدوي ببها فارتل أهلها من الجاز إل الشام فتبعهم عروة فخطبها إل عمه فامتنع من تزويه لفقره وزوجها بابن عمها الخر فهلك عروة هذا ف مبتها وهو مذكور ف كتاب‬
‫مصارع العشاق ومن شعره فيها قوله ‪ ...‬وما هي إل أن أراها فجاءة ‪ ...‬فأبت حت ما أكاد أجيب ‪ ...‬واصرف عن رأيي الذي كنت أرتأي ‪ ...‬وأنسى الذي أعددت حي تغيب ‪ ...‬قطبة بن‬
‫عامر أبو زيد النصاري عقب بدرى قيس بن مهدى بن قيس بن ثعلبة النصاري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪222‬‬


‫النجاري له حديث ف الركعتي قبل الفجر وزعم ابن ماكول أنه شهد بدرا قال مصعب الزبيي هو جد يي بن سعيد النصاري وقال الكثرون بل هو جد أب مري عبد الغفار ابن القاسم‬
‫الكوف فال أعلم لبيد بن ربيعة أبو عقيل العامري الشاعر الشهور صح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أصدق كلمة قالا شاعر كلمة لبيد ‪ ...‬أل كل شيء ما خل ال باطل ‪ ...‬وتام‬
‫‪ ...‬البيت وكل نعيم ل مالة زائل‬
‫فقال عثمان بن مظعون إل نعيم النة وقد قيل إنه توف سنة إحدى وأربعي فال أعلم السيب بن حزن بن أب وهب الخزومي شهد بيعة الرضوان وهو والد سعيد بن السيب سيد البالغي معاذ‬
‫بن عمرو بن الموح النصاري شهد بدرا وضرب يومئذ أبا جهل بسيفه فقطع رجله وحل عكرمة بن أب جهل على معاذ هذا فضربه بالسيف فحل يده من كتفه فقاتل بقية يومه وهي معلقة‬
‫يسحبها خلفه قال معاذ فلما انتهيت وضعت قدمي عليها ث تطأت عليها حتىطرحتها رضي ال عنه وعاش بعد ذلك إل هذه السنة سنة خس وثلثي‬
‫ممد بن جعفر بن أب طالب القرشي الاشي ولد لبيه وهو بالبشة فلما هاجر إل الدينة سنة خيب وتوف يوم مؤتة شهيدا جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم إلىمنلم فقال لمهم أساء‬
‫بنت عميس ايتين ببن وأخي فجىء بم كأنم أفرخ فجعل يقبلهم ويشمهم ويبكي فبكت أمهم فقال أتافي عليهم العيلة وأنا وليهم ف الدنيا والخرة ث أمر اللق فحلق رؤسهم وقد مات‬
‫ممد وهو شاب ف أيام عثمان كما ذكرنا وزعم ابن عبد الب أنه توف ف تستر فال أعلم معبد بن العباس بن عبد الطلب بن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم قتل شابا بأفريقية من بلد‬
‫الغرب معيقيب بن أب فاطمة الدوسي صاحب خات النب صلى ال عليه وسلم قيل توف ف أيام عثمان وقيل قبل ذلك وقيل سنة أربعي وال أعلم منقذ عمرو النصاري أحد بن مازن بن‬
‫النجار كان قد أصابته آمة ف رأسه فكسرت لسانه وضعف عقله وكان يكثر من البيع والشراء فقال له النب صلى ال عليه وسلم من بايعت فقل ل خلبة ث أنت باليار ف كل ما تشتريه‬
‫ثلثة أيام قال الشافعي كان مصصا باثبات اليار ثلثة ف كل بيع سواء اشترط اليار أم ل نعيم بن مسعود أبو سلمة الغطفان وهو الذي خذل بي الحزاب وبي بن قريظة كما قدمناه فله‬
‫بذلك اليد البيضاء والراية العليا أبو ذؤيب خويلد بن خالد الذل الشاعر أدرك الاهلية وأسلم بعد موت النب صلى ال عليه وسلم وشهد يوم السقيفة وصلى على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ...‬وكان أشعر هذيل وهذيل أشعر العرب وهو القائل ‪ ...‬وإذا النية أنشبت أظفارها ‪ ...‬ألفيت كل تيمة ل تنفع ‪ ...‬وتلدي للشامتي أريهم ‪ ...‬أين لريب الدهر ل اتضعضع‬
‫توف غازيا بافريقية ف خلفة عثمان أبو رهم سبة ابن عبد العزي القرشي الشاعر ذكره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪223‬‬

‫ف هذا الفصل ممد بن سعد وحده أبو زبيد الطائي الشاعر اسه حرملة بن النذر كان نصرانيا وكان يالس الوليد بن عقبة فأدخله على عثمان فاستنشده شيئا من شعره فأنشده قصيدة له ف‬
‫السد بديعة فقال له عمثان تفتأ تذكر السد ما حييت إن لحسبك جبانا نصرانيا أبو سبة بن أب رهم العامري أخو أب سلمة بن عبد السد أمهما برة بنت عبد الطلب هاجر إل البشة‬
‫وشهد بدرا وما بعدها قال الزبي ل نعلم بدريا سكن مكة بعد النب صلى ال عليه وسلم سواه قال وأهله ببدر ف ذلك أبو لبابة بن عبد النذر أحد نقباء ليلة العقبة وقيل إنه توف ف خلفة‬
‫على وال أعلم أبو هاشم بن عتبة تقدم وفاته ف سنة إحدى وعشرين وقيل ف خلفة عثمان وال أعلم‬
‫خلفة أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه‬
‫هو أمي الؤمني علي بن أب طالب واسه عبد مناف بن عبد الطلب واسه شيبة بن هاشم واسه عمرو ابن عبد مناف واسه الغية بن قصي واسه زيد بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن‬
‫غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو السن والسي ويكن بأب تراب وأب القسم الاشي ابن عم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وختنه على ابنته فاطمة الزهراء وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويقال إنا أول هاشية ولدت هاشيا وكان له من الخوة طالب وعقيل وجعفر وكانوا‬
‫أكب منه بي كل واحد منهم وبي الخر عشر سني وله أختان أم هانء وجانة وكلهم من فاطمة بنت أسد وقد أسلمت وهاجرت كان على أحد العشرة الشهود لم بالنة وأحد الستة‬
‫أصحاب الشورى وكان من توف ورسول ال صلى ال عليه وسلم راض عنهم وكان رابع اللفاء الراشدين وكان رجل آدم شديدا لدمة أشكل العيني عظيمهما ذو بطن أصلع وهو إل‬
‫القصر أقرب وكان عظيم اللحية قد ملت صدره ومنكبيه أبيضها وكان كثي شعر الصدر والكتفي حسن الوجه ضحوك السن خفيف الشي على الرض أسلم على قديا وهو ابن سبع وقيل‬
‫ابن ثان وقيل تسع وقيل عشر وقيل أحد عشر وقيل إثن عشر وقيل ثلثة عشر وقيل أربع عشرة وقيل ابن خس عشرة أو ست عشرة سنة قاله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن السن‬
‫ويقال إنه أول من أسلم والصحيح أنه أول من أسلم من الغلمان كما أن خدية أول من أسلمت من النساء وزيد بن حارثة أول من أسلم من الوال وأبو بكر الصديق أول من أسلم من‬
‫الرجال الحرار وكان سبب إسلم على صغيا أنه كان ف كفالة رسول ال صلى ال عليه وسلم لنه كان قد أصابتهم سنة ماعة فأخذوه من أبيه فكان عنده فلما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪224‬‬

‫بعثه ال بالق آمنت خدية وأهل البيت ومن جلتهم على وكان اليان النافع التعدى نفعه إل الناس إيان الصديق رضي ال عنه وقد ورد عن علي أنه قال أنا أول من أسلم ول يصح إسناده‬
‫إليه وقد روى ف هذا العن أحاديث أوردها ابن عساكر كثية منكرة ل يصح شيء منها وال أعلم وقد روى المام أحد من حديث شعبة عن عمرو بن مرة سعت أبا حزة رجل من موال‬
‫النصار قال سعت زيد بن أرقم يقول أول من أسلم مع رسول ال صلى ال عليه وسلم علي وف رواية أول من صلى قال عمرو فذكرت ذلك للنخعي فأنكره وقال أبو بكر أول من أسلم‬
‫وقال ممد بن كعب القرظي أول من آمن من النساء خدية وأول رجلي آمنا ابو بكر وعلي ولكن كان أبو بكر يظهر إيانه وعلي يكتم إيانه قلت يعن خوفا من أبيه ث أمره أبوه بتابعة ابن‬
‫عمه ونصرته وهاجر على بعد خروج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة وكان قد أمره بقضاء ديونه ورد ودائعه ث يلحق به فامتثل ما أمره به ث هاجر وآخى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بينه وبي سهل بن حنيف وذكر ابن إسحاق وغيه من أهل السي والغازي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم آخى بينه وبي نفسه وقد ورد ف ذلك أحاديث كثية ل يصح شيء منها‬
‫لضعف أسانيدها وركة بعض متونا فان ف بعضها أنت أخي ووارثي وخليفت وخي من أمر بعدي وهذا الديث موضوع مالف لا ثبت ف الصحيحي وغيها وال أعلم وقد شهد علي بدرا‬
‫وكانت له اليد البيضاء فيها بارز يومئذ فغلب وظهر وفيه وف عمه حزة وابن عمه عبيدة ابن الارث وخصومهم الثلثة عتبة وشيبة والوليد بن عتبة نزل قوله تعال هذان خصمان اختصموا ف‬
‫ربم الية وقال الكم وغيه عن مقسم عن ابن عباس قال دفع النب صلى ال عليه وسلم الراية يوم بدر إل علي وهو ابن عشرين سنة وقال السن بن عرفة حدثن عمار بن ممد عن سعيد‬
‫بن ممد النظلي عن أب جعفر ممد بن علي قال نادى مناد ف السماء يوم بدر يقال له رضوان ل سيف إل ذو الفقار ول فت إل علي قال ابن عساكر وهذا مرسل وإنا تنفل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر ث وهبه من علي بعد ذلك وقال يونس بن بكي عن مسعر عن أب عوف عن أب صال عن علي قال قيل ل يوم بدر ولب بكر قيل لحدنا معك‬
‫جبيل ومع الخر ميكائيل قال وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ول يقاتل ويكون ف الصف وشهد علي أحدا وكان على اليمنة ومعه الراية بعد مصعب ابن عمي وعلى اليسره النذر بن‬
‫عمرو النصاري وحزة بن عبد الطلب على القلب وعلى الرجالة الزبي بن العوام وقيل القداد بن السود وقد قاتل علي يوم أحد قتال شديدا وقتل خلقا كثيا من الشركي وغسل عن وجه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم الدم الذي كان أصابه من الراح حي شج ف وجهه وكسرت رباعتيه وشهد يوم الندق فقتل يومئذ فارس العرب وأحد شجعانم الشاهي عمرو ابن عبدود‬
‫العامري كما قدمنا ذلك ف غزوة الندق وشهد الديبية وبيعة الرضوان وشهد خيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪225‬‬

‫وكانت له با مواقف هائلة ومشاهد طائلة منها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعطي الراية غدا رجل يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها فدعا‬
‫عليا وكان أرمد فدعا له وبصق ف عينه فلم يرمد بعدها فبأ وأعطاه الراية ففتح ال على يديه وقتل مرحبا اليهودي‬
‫وذكر ممد بن إسحاق عن عبد ال بن حسن عن بعض أهله عن أب رافع أن يهوديا ضرب عليا فطرح ترسه فتناول بابا عند الصن فتترس به فلم يزل ف يده حت فتح ال على يديه ث ألقاه‬
‫من يده قال أبو رافع فلقد رأيتن أنا وسبعة معي نتهد أن نقلب ذلك الباب على ظهره يوم خيب فلم نستطع وقال ليث عن أب جعفر عن جابر أن عليا حل الباب على ظهره يوم خيب حت‬
‫صعد السلمون عليه ففتحوها فلم يملوه إل أربعون رجل ومنها أنه قتل مرحبا فارس يهود وشجعانم وشهد علي عمرة القضاء وفيها قال له النب صلى ال عليه وسلم أنت من وأنا منك‬
‫وما يذكره كثي من القصاص ف مقاتلته الن ف بئر ذات العلم وهو بئر قريب من الحفة فل أصل له وهو من وضع الهلة من الخباريي فل يغتر به وشهد الفتح وحنينا والطائف وقاتل ف‬
‫هذه الشاهد قتال كثيا واعتمر من العرانة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ولا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ‪ ) 1‬إل تبوك واستخلفه على الدينة قال له يا رسول ال اتلفن‬
‫مع النساء والصبيان فقال أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى غي أنه ل نب بعدي وبعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم أميا وحاكما على اليمن ومعه خالد ابن الوليد ث واف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عام حجة الوداع إل مكة وساق معه هديا وأهل كأهلل النب صلى ال عليه وسلم فأشركه ف هديه واستمر على إحرامه ونرا هديهما بعد فارغ نسكهما‬
‫كما تقدم ( ‪ ) 2‬ولا مرض رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له العباس سل رسول ال صلى ال عليه وسلم فيمن المر بعده فقال وال ل أسأله فإنه إن منعناها ل يعطيناها الناس بعده أبدا‬
‫والحاديث الصحيحة الصرية دالة على أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يوص إليه ول إل غيه باللفة بل لوح بذكر الصديق وأشار إشارة مفهمة ظاهرة جدا إليه كما قدمنا ذلك ول‬
‫المد‬
‫وأما ما يفتريه كثي من جهلة الشيعة والقصاص الغبياء من أنه أوصى إل علي باللفة فكذب وبت وافتراء عظيم يلزم منه خطأ كبي من توين الصحابة ومالتم بعده على ترك إنفاذ وصيته‬
‫وإيصالا إل من أوصى إليه وصرفهم إياها إل غيه ل لعن ول لسبب وكل مؤمن بال ورسوله يتحقق أن دين السلم هو الق يعلم بطلن هذا الفتراء لن الصحابة كانوا خي اللق بعد‬
‫النبياء وهم خي قرون هذه المة الت هي أشرف المم بنص القرآن وإجاع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪226‬‬

‫السلف واللف ف الدنيا والخرة ول المد وما قد يقصه بعض القصاص من العوام وغيهم ف السواق وغيها من الوصية لعلي ف الداب والخلق ف الأكل والشرب واللبس مثل ما‬
‫يقولون يا علي ل تعتم وأنت قاعد يا علي ل تلبس سراويلك وأنت قائم يا علي ل تسك عضادت الباب ول تلس على أسكفة الباب ول تيط ثوبك وهو عليك ونو ذلك كل ذلك من‬
‫الذيانات فل أصل لشيء منه بل هو اختلق بعض السفلة الهلة ول يعول على ذلك ويغتر به إل غب عي ث لا مات رسول ال صلى ال عليه وسلم كان علي من جلة من غسله وكفنه‬
‫وول دفنه كما تقدم ذلك مفصل ول المد والنة وسيأت ف باب فضائله ذكر تزويج رسول ال صلى ال عليه وسلم له من فاطمة بعد وقعة بدر فولد له منها حسن وحسي ومسن كما‬
‫قدمنا وقد وردت أحاديث ف ذلك ل يصح شيء منها بل أكثرها من وضع الروافض والقصاص ولا بويع الصديق يوم السقيفة كان علي من جلة من بايع بالسجد كما قدمنا وكان بي يدي‬
‫الصديق كغيه من أمراء الصحابة يرى طاعته فرضا عليه وأحب الشياء إليه ولا توفيت فاطمة بعد ستة أشهر وكانت قد تغضبت بعض الشيء على أب بكر بسبب الياث الذي فاتا من أبيها‬
‫عليه السلم ول تكن اطلعت علىالنص الختص بالنبياء وأنم ل يورثون فلما بلغها سألت أبا بكر أن يكون زوجها ناظرا على هذه الصدقة فأب ذلك عليها فبقي ف نفسها شيء كما قدمنا‬
‫واحتاج علي أن يداريها بعض الداراه فلما توفيت جدد البيعة مع الصديق رضي ال عنهما فلما توف أبو بكر وقام عمر ف اللفة بوصية أب بكر إليه بذلك كان علي من جلة من بايعه وكان‬
‫معه يشاوره ف المور ويقال إنه استقضاه ف أيام خلفته وقدم معه من جلة سادات أمراء الصحابة إل الشام وشهد خطبته بالابية فلما طعن عمر وجعل المر شورى ف ستة أحدهم علي ث‬
‫خلص منهم بعثمان وعلي كما قدمنا فقدم عثمان على علي فسمع وأطاع فلما قتل عثمان يوم المعة لثمان عشرة خلت من ذي الجة سنة خسة وثلثي على الشهور‬
‫عدل الناس إل علي فبايعوه قبل أن يدفن عثمان وقيل بعد دفنه كما تقدم وقد امتنع علي من إجابتهم إل قبول المارة حت تكرر قولم له وفر منهم إل حائط بن عمرو بن مبدول وأغلق بابه‬
‫فجاء الناس فطرقوا الباب وولوا عليه وجاؤوا معهم بطلحة والزبي فقالوا له إن هذا المر ل يكن بقاؤه بل أمي ول يزالوا به حت أجاب‬
‫ذكر بيعة علي رضي ال عنه باللفة‬
‫يقال أن أول من بايعه طلحة بيده اليمن وكان شلء من يوم أحد لا وقى با رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال بعض القوم وال إن هذا المر ل يتم وخرج علي إل السجد فصعد النب‬
‫وعليه إزار وعمامة خز ونعله ف يده توكأ على قوسه فبايعه عامة الناس وذلك يوم السبت التاسع عشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪227‬‬


‫من ذي الجة سنة خس وثلثي ويقال إن طلحة والزبي إنا بايعاه بعد أن طلبهما وسأله أن يؤمرها على البصرة والكوفة فقال لما بل تكونا عندي أستأنس بكما ومن الناس من يزعم أنه ل‬
‫يبايعه طائفة من النصار منهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك ومسلمة بن ملد وأبو سعيد وممد بن مسلمة والنعمان بن بشي وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وفضالة بن عبيد وكعب بن‬
‫عجرة ذكره ابن جرير من طريق الدائن عن شيخ من بن هاشم عن عبد ال بن السن قال الدائن حدثن من سع الزهري يقول هرب قوم من الدينة إل الشام ول بايعوا عليا ول يبايعه قدامة‬
‫بن مظعون وعبد ال بن سلم والغية بن شعبة قلت وهرب مروان بن الكم والوليد بن عقبة وآخرون إل الشام وقال الواقدي بايع الناس عليا بالدينة وتربص سبعة نفر ل يبايعوا منهم ابن‬
‫عمر وسعد بن أب وقاص وصهيب وزيد بن ثابت وممد بن أب مسلمة وسلمة بن سلمة بن رقش وأسامة بن زيد ول يتخلف أحد من النصار إل بايع فيما نعلم وذكر سيف بن عمر عن‬
‫جاعة من شيوخه قالوا بقيت الدينة خسة أيام بعد مقتل عثمان وأميها الغافقي بن حرب يلتمسون من ييبهم إل القيام بالمر والصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم إل اليطان‬
‫ويطلب الكوفيون الزبي فل يدونه والبصريون يطلبون طلحة فل ييبهم فقالوا فيما بينهم ل نول أحدا من هؤلء الثلثة فمضوا إل سعد بن أب وقاص فقالوا إنك من أهل الشورى فلم يقبل‬
‫منهم ث راحوا إل ابن عمر فأب عليهم فحاروا ف أمرهم ث قالوا أن نن رجعنا إل أمصارنا بقتل عثمان من إمرة اختلف الناس ف أمرهم ول نسلم فرجعوا إل علي فألوا عليه وأخذ الشتر‬
‫بيده فبايعه وبايعه الناس وأهل الكوفة يقولون أول من بايعه الشتر النخعي وذلك يوم الميس الرابع والعشرون من ذي الجة وذلك بعد مراجعة الناس لم ف ذلك وكلهم يقول ل يصلح‬
‫لا إل علي فلما كان يوم المعة وصعد على النب بايعه من ل يبايعه بالمس وكان أول من بايعه طلحة بيده الشلء فقال قائل إنا ل وإنا إليه راجعون ث الزبي ث قال الزبي إنا بايعت عليا‬
‫واللج على عنقي والسلم ث راح إل مكة فأقام أربعة أشهر وكانت هذه البيعة يوم المعة لمسة بقي من ذي الجة وكان أول خطبة خطبها أنه حد ال وأثن عليه ث قال إن ال تعال أنزل‬
‫كتابا هاديا بي فيه الي والشر فخذوا بالي ودعوا الشر إن ال حرم حرما مهولة وفضل حرمة السلم عل الرم كلها وشد بالخلص والتوحيد حقوق السلمي والسلم من سلم السلمون‬
‫من لسانه ويده إل بالق ل يل لسلم أذى مسلم إل با يب بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم الوت فان الناس أمامكم وإنا خلفكم الساعة تدو بكم فتخففوا تلحقوا فإنا ينتظر بالناس‬
‫أخراهم اتقوا ال عباده ف عباده وبلده فإنكم مسؤلون حت عن البقاع والبهائم ث أطيعوا ال ول تعصوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪228‬‬

‫وإذا رأيتم الي فخذوا به وإذا رأيتم الشر فدعوه واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون ف الرض الية فلما فرغ من خطبته قال الصريون ‪ ...‬خذها إليك واحذرن أبا السن ‪ ...‬إنا نر المر‬
‫‪ ...‬إمرار الرسن ‪ ...‬صولة آساد كآساد السفن ‪ ...‬بشرفيات كغدران اللب ‪ ...‬ونطعن اللك بلي كالشطن ‪ ...‬حت يرن على غي عنن‬
‫فقال علي ميبا لم‬
‫إن عجزت عجزة ل اعتذر ‪ ...‬سوف أكيس بعدها وأستمر ‪ ...‬أرفع من ذيلي ما كنت أجر ‪ ...‬وأجع المر الشتيت النتشر ‪ ...‬إن ل يشاغبن العجول النتصر ‪ ...‬أو يتركون والسلح ‪...‬‬
‫‪ ...‬يبتدر‬
‫وكان على الكوفة أبو موسى الشعري على الصلة وعلى الرب القعقاع بن عمرو وعلى الراج جابر بن فلن الزن وعلى البصرة عبد ال بن عامر وعلى مصر عبد ال بن سعد بن أب‬
‫سرح وقد تغلب عليه ممد بن أب حذيفة وعلى الشام معاوية بن أب سفيان ونوابه على حص عبد الرحن بن خالد بن الوليد وعلى قنسرين حبيب بن سلمة وعلى الردن أبو العور وعلى‬
‫فلسطي حكيم بن علقمة وعلى أذربيجان الشعث بن قيس وعلى قرقيسيا جرير بن عبد ال البجلي وعلى حلوان عتيبة بن النهاس وعلى قيسارية مالك بن حبيب وعلى هذان حبيش هذا ما‬
‫ذكره ابن جرير من نواب عثمان الذين توف وهم نواب المصار وكان على بيت الال عقبة بن عمرو وعلى قضاء الدينة زيد بن ثابت ولا قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشي ومعه‬
‫قميص عثمان مضمخ بدمه ومعه أصابع نائلة الت أصيبت حي حاجفت عنه بيدها فقطعت مع بعض الكف فورد به على معاوية بالشام فوضعه معاوية على النب لياه الناس وعلق الصابع ف‬
‫كم القميص وندب الناس إل الخذ بذا الثأر والدم وصاحبه فتباكى الناس حول النب وجعل القميص يرفع تارة ويوضع تارة والناس يتباكون حوله سنة وحث بعضهم بعضا على الخذ بثأره‬
‫واعتزل اكثر الناس النساء ف هذا العام وقام ف الناس معاوية وجاعة من الصحابة معه يرضون الناس على الطالبة بدم عثمان من قتله من اولئك الوارج منهم عبادة بن الصامت وأبو‬
‫الدرداء وأبو أمامة وعمرو بن عنبسة وغيهم من الصحابة ومن التابعي شريك بن حباشة وأبو مسلم الولن وعبد الرحن بن غنم وغيهم من التابعي ولا استقر أمر بيعة على دخل عليه‬
‫طلحة والزبي ورؤس الصحابة رضي ال عنهم وطلبوا منه إقامة الدود والخذ بدم عثمان فاعتذر إليهم بأن هؤلء لم مدد وأعوان وأنه ل يكنه ذلك يومه هذا فطلب منه الزبي أن يوليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪229‬‬

‫إمرة الكوفة ليأتيه بالنود وطلب منه طلحة أن يوليه إمرة البصرة ليأتيه منها بالنود ليقوى بم على شوكة هؤلء الوارج وجهلة العراب الذين كانوا معهم ف قتل عثمان رضي ال عنه‬
‫فقال لما مهل على حت أنظر ف هذا المر ودخل عليه الغية بن شعبة على إثر ذلك فقال له إن أرى أن تقر عمالك على البلد فإذا أتتك طاعتهم استبدلت بعد ذلك بن شئت وتركت من‬
‫شئت ث جاءه من الغد فقال له إن أرى أن تعزلم لتعلم من يطيعك من يعصيك فعرض ذلك علي على ابن عباس فقال لقد نصحك بالمس وغشك اليوم فبلغ ذلك الغية فقال نعم نصحته‬
‫فلما ل يقبل غششته ث خرج الغية فلحق بكة ولقه جاعة منهم طلحة والزبي وكانوا قد استأذنوا عليا ف العتمار فأذن لم ث إن ابن عباس أشار على علي باستمرار نوابه ف البلد إل أن‬
‫يتمكن المر وأن يقر معاوية خصوصا على الشام وقال له إن أخشى إن عزلته عنها أن يطلبك بدم عثمان ول آمن طلحة والزبي أن يتكلما عليك بسبب ذلك فقال علي إن ل أرى هذا‬
‫ولكن اذهب أنت إل الشام فقد وليتكها فقال ابن عباس لعلي إن أخشى من معاوية أن يقتلن بعثمان أو يبسن لقرابت منك ولكن اكتب معي إل معاوية فمنه وعده فقال علي وال إن هذا‬
‫مال يكون أبدا فقال بان عباس يا أمي الؤمني الرب خدعة كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فوال لئن أطعتن لوردنم بعد صدرهم ونى ابن عباس عليا فيما أشار عليه أن يقبل من‬
‫هؤلء الذين يسنون إليه الرحيل إل العراق ومفارقة الدينة فأب عليه ذلك كله وطاوع أمر اولئك المراء من اولئك الوارج من أهل المصار‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة قصد قسطنطي بن هرقل بلد السلمي ف ألف مركب فأرسل ال عليه قاصفا من الريح فغرقه ال بوله وقوته ومن معه ول ينج منهم أحد إل اللك ف شرذمة‬
‫قليلة من قومه فلما دخل صقليه عملوا له حاما فدخله فقتلوه فيه وقالوا أنت قتلت رجالنا‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثي من الجرة‬
‫استهلت هذه السنة وقد تول أمي الؤمني علي بن أب طالب اللفة وول على المصار نوابا فول عبد ال بن عباس على اليمن وول سرة بن جندب ( ‪ ) 1‬على البصرة وعمارة بن شهاب‬
‫على الكوفة وقيس بن سعد بن عبادة على مصر وعلى الشام سهل بن حنيف بدل معاوية فسار حت بلغ تبوك فتلقه خيل معاوية فقالوا من أنت فقال أمي قالوا على أي شيء قال علي الشام‬
‫فقالوا إن كان عثمان بعثك فحي هلبك وإن كان غيه فارجع فقال أو ما سعتم الذي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪230‬‬

‫كان قالوا بلى فرجع إل علي وأما قيس بن سعد فاختلف عليه أهل مصر فبايع له المهور وقالت طائفة ل نبايع حت نقتل قتلة عثمان وكذلك أهل البصرة وأما عمارة بن شهاب البعوث‬
‫أميا على الكوفة فصده عنها طلحة بن خويلد غضبا لعثمان فرجع إل علي فأخبه وانتشرت الفتنة وتفاقم المر واختلفت الكلمة وكتب أبو موسى إل علي بطاعة أهل الكوفة ومبايعتهم إل‬
‫القليل منهم وبعث علي إل معاوية كتبا كثية فلم يرد عليه جوابا وتكرر ذلك مرارا إل الشهر الثالث من مقتل عثمان ف صفر ث بعث معاوية طومارا مع رجل فدخل به علي على فقال ما‬
‫وراءك قال جئتك من عند قوم ل يريدون إل القود كلهم موتور تركت سبعي ألف شيخ يبكون تت قميص عثمان وهو على منب دمشق فقال علي اللهم إن أبرأ إليك من دم عثمان ث‬
‫خرج رسول معاوية من بي يدي علي فهم به اولئك الوارج الذين قتلوا عثمان يريدون قتله فما أفلت إل بعد جهد وعزم على رضي ال عنه على قتال أهل الشام وكتب إل قيس بن سعد‬
‫بصر يستنفر الناس لقتالم وإل أب موسى بالكوفة وبعث إل عثمان بن حنيف بذلك وخطب الناس فحثهم على ذلك وعزم على التجهز وخرج من الدينة واستخلف عليها قثم بن العباس‬
‫وهو عازم أن يقاتل بن أطاعه من عصاه وخرج عن أمره ول يبايعه مع الناس وجاء إليه ابنه السن ابن علي فقال يا أبت دع هذا فان فيه سفك دماء السلمي ووقوع الختلف بينهم فلم‬
‫يقبل منه ذلك بل صمم على القتال ورتب اليش فدفع اللواء إل ممد بن النفية وجعل ابن العباس على اليمنة وعمرو بن أب سلمة على اليسرة وقيل جعل على اليسرة عمرو بن سفيان بن‬
‫عبد السد وجعل على مقدمته أبا ليلى بن عمرو بن الراح ابن أخي أب عبيدة واستخلف على الدينة قثم بن العباس ول يبق شيء إل أن يرج من الدينة قاصدا إل الشام حت جاءه ما شغله‬
‫عن ذلك كله وهو ما سنورده‬
‫ابتداء وقعة المل‬
‫لا وقع قتل عثمان بعد أيام التشريق كان أزواج النب صلى ال عليه وسلم أمهات الؤمني قد خرجن إل الج ف هذا العام فرارا من الفتنة فلما بلغ الناس أن عثمان قد قتل أقمن بكة بعد ما‬
‫خرجوا منها ورجعوا إليها وأقاموا با وجعلوا ينتظرون ما يصنع الناس ويتجسسون الخبار فلما بويع لعلي وصار حظ الناس عنده بكم الال وغلبة الرأي لعن اختيار منه لذلك رؤس‬
‫أولئك الوارج الذين قتلوا عثمان مع أن عليا ف نفس المر يكرههم ولكنه تربص بم الدوائر ويود لو تكن منهم ليأخذ حق ال منهم ولكن لا وقع المر هكذا واستحوذوا عليه وحجبوا‬
‫عنه علية الصحابة فر جاعة من بن أمية وغيهم إل مكة واستأذنه طلحة والزبي ف العتمار فأذن لما فخرجا إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪231‬‬

‫مكة وتبعهم خلق كثي وجم غفي وكان على لا عزم على قتال أهل الشام قد ندب أهل الدينة إل الروج معه فأبوا عليه فطلب عبد ال بن عمر بن الطاب وحرضه على الروج معه فقال‬
‫إنا أنا رجل من أهل الدينة إن خرجوا خرجت على السمع والطاعة ولكن ل أخرج للقتال ف هذا العام ث تهز ابن عمر وخرج إل مكة وقدم إل مكة ايضا ف هذا العام يعلى بن أمية من‬
‫اليمن وكان عامل عليها لعثمان ومعه ستمائة بعي وستمائة ألف درهم وقدم لا عبد ال بن عامر من البصرة وكان نائبها لعثمان فاجتمع فيها خلق من سادات الصحابة وأمهات الؤمني‬
‫فقامت عائشة رضي ال عنها ف الناس تطبهم وتثهم على القيام بطلب دم عثمان وذكرت ما افتات به اولئك من قتله ف بلد حرام وشهر حرام ول يراقبوا جوار رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وقد سفكوا الدماء وأخذوا الموال فاستجاب الناس لا وطاوعوها على ما تراه من المر بالصلحة وقالوا لا حيثما ما سرت سرنا معك فقال قائل نذهب إل الشام فقال بعضهم إن‬
‫معاوية قد كفاكم أمرها ولو قدموها لغلبوا واجتمع المر كله لم لن أكابر الصحابة معهم ( ‪ ) 1‬وقال آخرون نذهب إل الدينة فنطلب من علي أن يسلم إلينا قتلة عثمان فيقتلوا وقال‬
‫آخرون بل نذهب إل البصرة فنتقوى من هنالك باليل والرجال ونبدأ بن هناك من قتلة عثمان فاتفق الرأى على ذلك وكان بقية أمهات الؤمني قد وافقن عائشة على السي إل الدينة فلما‬
‫اتفق الناس على السي إل البصرة رجعن عن ذلك وقلن ل نسي إل غي الدينة وجهز الناس يعلى بن أمية فأنفق فيهم ستمائة بعي وستمائة ألف درهم وجهزهم ابن عامرايضا بال كثي‬
‫وكانت حفصة بنت عمر أم الؤمني قد وافقت عائشة على السي إل البصرة فمنعها أخوها عبد ال من ذلك وأب هو أن يسي معهم إل غي الدينة وسار الناس صحبة عائشة ف ألف فارس‬
‫وقيل تسعمائة فارس من أهل الدينة ومكة وتلحق بم آخرون فصاروا ف ثلثة آلف وأم الؤمني عائشة تمل ف هودج على جل اسه عسكر اشتراه يعلى بن أمية من رجل من عرينة بائت‬
‫دينار وقيل بثماني دينارا وقيل غي ذلك وسار معها أمهات الؤمني إل ذات عرق ففارقنها هنالك وبكي للوداع وتباكى الناس وكان ذلك اليوم يسمى يوم النحيب وسار الناس قاصدين‬
‫البصرة وكان الذي يصلي بالناس عن أمر عائشة ابن أختها عبد ال ابن الزبي ومروان بن الكم يؤذن للناس ف أوقات الصلوات وقد مروا ف مسيهم ليل باء يقال له الوأب فنبحتهم‬
‫كلب عنده فلما سعت ذلك عائشة قالت ما اسم هذا الكان قالوا الوأب فضربت بإحدى يديها على الخرى وقالت إنا ل وإنا إليه راجعون ما أظنن إل راجعة قالوا ول قالت سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول لنسائه ليت شعري أيتكن الت تنبحها كلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪232‬‬

‫الوأب ث ضربت عضد بعيها فأناخته وقالت ردون ردون أنا وال صاحبة ماء الوأب وقد أوردنا هذا الديث بطرقه وألفاظه ف دلئل النبوة كما سبق فأناخ الناس حولا يوما وليلة وقال‬
‫لا عبد ال بن الزبي إن الذي أخبك أن هذا ماء الوأب قد كذب ث قال الناس النجا النجا هذا جيش علي بن أب طالب قد أقبل فارتلوا نو البصرة فلما اقتربت من البصرة كتبت إل‬
‫الحنف بن قيس وغيه من رءوس الناس أنا قد قدمت فبعث عثمان بن حنيف عمران بن حصي وأبا السود الدؤل إليها ليعلما ما جاءت له فلما قدما عليها سلما عليها واستعلما منها ما‬
‫جاءت له فذكرت لما ما الذي جاءت له من القيام بطلب دم عثمان لنه قتل مظلوما ف شهر حرام وبلد حرام وتلت قوله تعال ل خي ف كثي من نواهم إل من أمر بصدقة أو معروف أو‬
‫إصلح بي الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات ال فسوف نؤتيه أجرا عظيما فخرجا من عندها فجاءا إل طلحة فقال له ما أقدمك فقال الطلب بدم عثمان فقال ما بايعت عليا قال بلى‬
‫والسيف على عنقي ول أستقبله إن هو ل يل بيننا وبي قتلة عثمان فذهبا إل الزبي فقال مثل ذلك قال فرجع عمران وأبو السود إل عثمان بن حنيف فقال أبو السود ‪ ...‬يا إبن الحتف قد‬
‫‪ ...‬أتيت فانفر ‪ ...‬وطاعن القوم وجالد واصب ‪ ...‬واخرج لم مستلثما وشر‬
‫فقال عثمان بن حنيف إنا ل وإنا إليه راجعون دارت رحا السلم ورب الكعبة فانظروا بأي زيفان نزيف فقال عمران إي وال لتعركنكم عركا طويل يشي عثمان بن حنيف إل حديث ابن‬
‫مسعود مرفوعا تدور رحا السلم لمس وثلثي الديث كما تقدم ث قال عثمان بن حنيف لعمران بن حصي أشر علي فقال اعتزل فأن قاعد ف منل أو قال قاعد على بعيي فذهب فقال‬
‫عثمان بل أمنعهم حت يأت أمي الؤمني فنادى ف الناس يأمرهم بلبس السلح والجتماع ف السجد فاجتمعوا فأمرهم بالتجهز فقام رجل وعثمان على النب فقال أيها الناس إن كان هؤلء‬
‫القوم جاؤا خائفي فقد جاؤا من بلد يأمن فيه الطي وإن كانوا جاؤا يطلبون بدم عثمان فما نن بقتلته فأطيعون وردوهم من حيث جاؤا من فقام السود بن سريع السعدي فقال إنا جاؤا‬
‫يستعينون بنا على قتلة عثمان منا ومن غينا فحصبه الناس فعلم عثمان بن حنيف أن لقتلة عثمان بالبصرة أنصارا فكره ذلك وقدمت أم الؤمني بن معها من الناس فنلوا الربد من أعله‬
‫قريبا من البصرة وخرج إليها من أهل البصرة من أراد أن يكون معها وخرج عثمان بن حنيف باليش فاجتمعوا بالربد فتكلم طلحة وكان على اليمنة فندب إل الخذ بثأر عثمان والطلب‬
‫بدمه وتابعه الزبي فتكلم بثل مقالته فرد عليهما ناس من جيش عثمان بن حنيف وتكلمت أم الؤمني فحرضت وحثت على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪233‬‬

‫القتال فتناور طوائف من أطراف اليش فتراموا بالجارة ث تاجز الناس ورجع كل فريق إل حوزته وقد صارت طائفة من جيش عثمان بن حنيف إل جيش عائشة فكثروا وجاء حارثة ابن‬
‫قدامة السعدي فقال يا أم الؤمني وال لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا المل عرضة للسلح إن كنت أتيتينا طائعة فارجعي من حيث جئت إل منلك وإن كنت أتيتينا‬
‫مكرهة فاستعين بالناس ف الرجوع وأقبل حكيم بن جبلة وكان على خيل عثمان بن حنيف فأنشب القتال وجعل أصحاب أم الؤمني يكفون أيديهم ويتنعون من القتال وجعل حكيم يقتحم‬
‫عليهم فاقتتلوا على فم السكة وأمرت عائشة أصحابا فتيامنوا حت انتهوا إل مقبة بن مازن وحجز الليل بينهم فلما كان اليوم الثان قصدوا للقتال فاقتتلوا قتال شديدا إل أن زال النهار‬
‫وقتل خلق كثي من أصحاب ابن حنيف وكثرت الراح ف الفريقي فلما عضتهم الرب تداعوا إل الصلح على أن يكتبوا بينهم كتابا ويبعثوا رسول إل أهل الدينة يسأل أهلها إن كان‬
‫طلحة والزبي أكرها على البيعة خرج عثمان بن حنيف عن البصرة وأخلها إن ل يكونا أكرها على البيعة خرج طلحة والزبي عنها وأخلوها لم وبعثوا بذلك كعب بن سور القاضي فقدم‬
‫اليدنة يوم المعة فقام ف الناس فسألم هل بايع طلحة والزبي طائعي أو مكرهي فسكت الناس فلم يتكلم إل أسامة بن زيد فقال بل كانا مكرهي فثار إليه بعض الناس فأرادوا ضربه‬
‫فحاجف دونه صهيب وأبو أيوب وجاعة حت خلصوه وقالوا له ما وسعك ما وسعنا من السكوت فقال ل وال ما كنت أرى أن المر ينتهي إل هذا وكتب علي إل عثمان بن حنيف يقول له‬
‫إنما ل يكرها على فرقة ولقد أكرها على جاعة وفضل فان كانا يريدان اللع فل عذر لما وإن كانا يريدان غي ذلك نظرا ونظرنا وقد كعب بن سور على عثمان بكتاب علي فقال عثمان‬
‫هذا أمر آخر غي ما كنا فيه وبعث طلحة والزبي إل عثمان بن حنيف أن يرج إليهما فأب فجمعا الرجال ف ليلة مظلمة وشهدا بم صلة العشاء ف السجد الامع ول يرج عثمان بن حنيف‬
‫تلك الليلة فصلى بالناس عبد الرحن بن عتاب بن أسيد ووقع من رعاع الناس من أهل البصرة كلم وضرب فقتل منهم نوا أربعي رجل ودخل الناس على عثمان بن حنيف قصره فأخرجوه‬
‫إل طلحة والزبي ول يبق ف وجهه شعرة إل نتفوها فاستعظما ذلك وبعثا إل عائشة فأعلماها الب فأمرت أن تلي سبيله فأطلقوه وولوا على بيت الال عبد الرحن بن أب بكر وقسم طلحة‬
‫والزبي أموال بيت الال ف الناس وفضلوا أهل الطاعة وأكب عليهم الناس يأخذون أرزاقهم وأخذوا الرس واستبدوا ف المر بالبصرة فحمى لذلك جاعة من قوم قتلة عثمان وأنصارهم‬
‫فركبوا ف جيش قريب من ثلثمائة ومقدمهم حكيم بن جبلة وهو أحد من باشر قتل عثمان فبارزوا وقاتلوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪234‬‬

‫‪ ...‬فضرب رجل رجل حكيم بن جبلة فقطعها فزحف حت أخذها وضرب با ضاربه فقتله ث أتكأ عليه وجعل يقول ‪ ...‬يا ساق لن تراعي ‪ ...‬إن لك ذراعي ‪ ...‬أحى با كراعي‬
‫وقال أيضا‬
‫‪ ...‬ليس على أن أموت عار ‪ ...‬والعار ف الناس هو الفرار ‪ ...‬والجد ل يفضحه الدمار ‪...‬‬
‫فمر عليه رجل وهو متكىء برأسه على ذلك الرجل فقال له من قتلك فقال له وسادت ث مات حكيم قتيل هو ونو من سبعي من قتلة عثمان وأنصارهم أهل الدينة فضعف جأش من خالف‬
‫طلحة والزبي من أهل البصرة ويقال إن أهل البصرة بايعوا طلحة والزبي وندب الزبي ألف فارس يأخذها معه ويلتقي با عليا قبل أن ييء فلم يبه أحد وكتبوا بذلك إل أهل الشام‬
‫يبشرونم بذلك وقد كانت هذه الوقعة لمس ليال يقي من ربيع الخرة سنة ست وثلثي وقد كتبت عائشة إل زيد بن صوحان تدعوه إل نصرتا والقيام معها فإن ل ييء فليكف يده‬
‫وليلزم منله أي ل يكون عليها ول لا فقال أنا ف نصرتك ما دمت ف منلك وأب أن يطيعها ف ذلك وقال رحم ال أم الؤمني أمرها ال أن تلزم بيتها وأمرنا أن نقاتل فخرجت من منلا‬
‫وأمرتنا بلزوم بيوتنا الت كانت هي أحق بذلك منا وكتبت عائشة إل أهل اليمامة والكوفة بثل ذلك‬
‫مسي علي بن أب طالب من الدينة إل البصرة بدل من الشام‬
‫بعد أن كان قد تهز قاصدا الشام كما ذكرنا فلما بلغه قصد طلحة والزبي البصرة خطب الناس وحثهم على السي إل البصرة ليمنع اولئك من دخولا إن أمكن أو يطردهم عنها إن كانوا قد‬
‫دخلوها فتثاقل عنه أكثر أهل الدينة واستجاب له بعضهم قال الشعب ما نض معه ف هذا المر غي ستة نفر من البدريي ليس لم سابع وقال غيه أربعة وذكر ابن جرير وغيه قال كان من‬
‫استجاب له من كبار الصحابة أبو اليثم بن التيهان وأبو قتادة النصاري وزياد بن حنظلة وخزية بن ثابت قالوا وليس بذي الشهادتي ذاك مات ف زمن عثمان رضي ال عنه وسار على من‬
‫الدينة نو البصرة على تعبئته التقدم ذكرها غي أنه استخلف علىالدينة تام بن عباس وعلى مكة قثم بن عباس وذلك ف آخر شهر ربيع الخر سنة ست وثلثي وخرج علي من الدينة ف‬
‫نو من تسعمائة مقاتل وقد لقي عبد ال بن سلم رضي ال عنه علياذ وهو بالربذة فأخذ بعنان فرسه وقال يا أمي الؤمني ل ترج منها فوال لئن خرجت منها ل يعود إليها سلطان السلمي‬
‫أبدا فسبه بعض الناس فقال علي دعوه فنعم الرجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وجاء السن بن علي إل أبيه ف الطريق فقال لقد نيتك فعصيتن تقتل غدا بضيعة ل ناصر لك‬
‫فقال له علي إنك ل تزال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪235‬‬

‫تن على حني الارية وما الذي نيتن عنه فعصيتك فقال أل آمرك قبل مقتل عثمان أن ترج منها لئل يقتل وأنت با فيقول قائل أو يتحدث متحدث أل آمرك أن ل تبايع الناس بعد قتل‬
‫عثمان حت يبعث إليك أهل كل مصر ببيعتهم وأمرتك حي خرجت هذه الرأة وهذان الرجلن أن تلس ف بيتك حت يصطلحوا فعصيتن ف ذلك كله فقال له علي أما قولك أن أخرج قبل‬
‫مقتل عثمان فلقد أحيط بنا كما أحيط به وأما مبايعت قبل ميء بيعة المصار فكرهت أن يضيع هذا المر وأما أن أجلس وقد ذهب هؤلء إل ما ذهبوا إليه فتريد من أن أكون كالضبع الت‬
‫ياط با ويقال ليست هاهنا حت يشق عرقوبا فتخرج فإذا ل أنظر فيما يلزمن ف هذا المر ويعنين فمن ينظر فيه فكف عن يا بن ولا انتهى إليه خب ما صنع القوم بالبصرة من المر الذي‬
‫قدمنا كتب إل أهل الكوفة مع ممد بن أب بكر وممد بن جعفر إن قد اخترتكم على ألمصار فرغبت إليكم وفرغت لا حدث فكونوا لدين ال أعوانا وانصارا وانضوا إلينا فالصلح نريد‬
‫لتعود هذه المة إخوانا فمضيا وأرسل إل الدينة فأخذ ما أراد من سلح ودواب وقام ف الناس خطيبا فقال إن ال أعزنا بالسلم ورفعنا به وجعلنا به إخوانا بعد ذلة وقلة وتباغض وتباعد‬
‫فجرى الناس على ذلك ما شاء ال السلم دينهم والق قائم بينهم والكتاب إمامهم حت أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلء القوم الذين نزغهم الشيطان لينغ بي هذه المة أل وإن هذه المة‬
‫ل بد مفترقة كما افترقت المم قبلها فنعوذ بال من شر ما هو كائن ث عاد ثانية فقال إنه ل بد ما هو كائن أن يكون أل وإن هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي فرقة شرها فرقة تبن ول‬
‫تعمل بعملي وقد أدركتم ورأيتم فالزموا دينكم واهتدوا بدن فإنه هدى نبيكم واتبعوا سنته وأعرضوا عما أشكل عليكم حت تعرضوه الكتاب فما عرفه القرآن فالزموه وما أنكره فردوه‬
‫وأرضوا بال ربا وبالسلم دينا وبحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما قال فلما عزم على السي من الربذة قام إليه ابن أب رفاعة بن رافع فقال يا أمي الؤمني أي شيء تريد وأين تذهب بنا فقال‬
‫أما الذي نريد وننوي فالصلح إن قبلوا منا وأجابوا إليه قال فان ل ييبوا إليه قال ندعهم بغدرهم ونعطيهم الق ونصب قال فإن ل يرضوا قال ندعهم ما تركونا قال فإن ل يتركونا قال امتنعنا‬
‫منهم قال فنعم إذا فقام إليه الجاج بن غزية النصاري فقال لرضينك بالفعل كما أرضيتن بالقول وال لينصرن ال كما سانا أنصارا قال وأتت جاعة من طىء وعلى الربذة فقيل له هؤلء‬
‫جاعة جاؤا من طىء منهم من يريد الروج معك ومنهم من يريد السلم عليك فقال جزى ال كل خيا وفضل ال الجاهدين على القاعدين أجرا عظيما قالوا فسار علي من الربذة على‬
‫تعبئته وهو راكب ناقة حراء يقود فرسا كميتا فلما كان بفيد جاءه جاعة من أسد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪236‬‬

‫وطىء فعرضوا أنفسهم عليه فقال فيمن معي كفاية وجاء رجل من أهل الكوفة يقال له عامر بن مطر الشيبان فقال له علي ما وراءك فأخبه الب فسأله عن اب موسى فقال إن أردت الصلح‬
‫فأبو سوسى صاحبه وإن أردت القتال فليس بصاحبه فقال علي وال ما أريد إل الصلح من ترد علينا وسار فلما اقترب من الكوفة وجاءه الب با وقع من المر على جليته من قتل ومن‬
‫إخراج عثمان بن حنيف من البصره وأخذهم أموال بيت الال جعل يقول اللهم عافن ما ابتليت به طلحة والزبي فلما انتهى إل ذي قار أتاه عثمان بن حنيف مهشما وليس ف وجهه شعرة‬
‫فقال يا أمي الؤمني بعثتن إل البصرة وأنا ذو لية وقد جئتك أمردا فقال أصبت خيا وأجرا وقال عن طلحة والزبي اللهم احلل ما عقدا ول تبم ما أحكما ف أنفسهما وأرها الساءة فيما‬
‫قد عمل يعن ف هذا المر وأقام علي بذي قار ينتظر جواب ما كتب به مع ممد بن أب بكر وصاحبه ممد بن جعفر وكانا قد قدما بكتابه على أب موسى وقاما ف الناس بأمره فلم يابا ف‬
‫شيء فلما أمسوا دخل أناس من ذوي الجي على أب موسى يعرضون عليه الطاعة لعلي فقال كان هذا بالمس فغضب ممد وممد فقال له قول غليظا فقال لما وال إن بيعة عثمان لفي‬
‫عنقي وعنق صاحبكما فإن ل يكن بد من قتال فل نقاتل أحدا حت نفرغ من قتلة عثمان حيث كانوا ومن كانوا فانطلقا إل علي فأخباه الب وهو بذي قال فقال للشتر أنت صاحب أب‬
‫موسى والعرض ف كل شيء فاذهب أنت وابن عباس فأصلح ما أفسدت فخرجا فقدما الكوفة وكلما أبا موسى واستعانا عليه بنفر من الكوفة فقام ف الناس فقال أيها الناس إن أصحاب ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم الذين صحبوه أعلم بال ورسوله من ل يصحبه وإن لكم علينا حقا وأنا مؤد إليكم نصيحة كان الرأي أن ل تستخفا بسلطان ال وإن ل تترئوا على أمره وهذه فتنة النائم‬
‫فيها خي من اليقظان واليقظان خي من القاعد والقاعد خي من القائم والقائم خي من الراكب والراكب خي من الساعي فاغمدوا السيوف وانصلوا السنة واقطعوا الوتار وأووا الضطهد‬
‫والظلوم حت يلتئم هذا المر وتنجلى هذه الفتنة فرجع ابن عباس والشتر إل علي فأخباه الب فأرسل السن وعمار بن ياسر وقال لعمار انطلق فأصلح ما أفسدت فانطلقا حت دخل‬
‫السجد فكان أول من سلم عليهما مسروق بن الجدع فقال لعمار علم قتلتم عثمان فقال على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا فقال وال ما عاقبتم بثل ما عوقبتم به ولو صبت لكان خيا‬
‫للصابرين قال وخرج أبو موسى فلقي السن بن علي فضمه إليه وقال لعمار يا ابا اليقظان أعدوت على أمي الؤمني عثمان قتلته فقال ل أفعل ول يسؤن ذلك فقطع عليهما السن بن علي‬
‫فقال لب موسى ل تثبط الناس عنا فوال ما أردنا إل الصلح ول مثل أمي الؤمني ياف على شيء فقال صدقت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪237‬‬

‫بأب وأمي ولكن الستشار مؤتن سعت من النب صلى ال عليه وسلم يقول إنا ستكون فتنة القاعد فيها خي من القائم والقائم خي من الاشي والاشي خي من الراكب وقد جعلنا ال إخوانا‬
‫وحرم علينا دماءنا وأموالنا فغضب عمار وسبه وقال يا أيها الناس إنا قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم وحده أنت فيها قاعدا خي منك قائما فغضب رجل من بن تيم لب موسى ونال‬
‫من عمار وثار آخرون وجعل أبو موسى يكفكف الناس وكثر اللغط وارتفعت الصوات وقال أبو موسى أيها الناس أطيعون وكونوا خي قوم من خي أمم العرب يأوي إليهم الظلوم ويأمن‬
‫فيهم الائف وإن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذ أدبرت تبينت ث أمر الناس بكف أيديهم ولزوم بيوتم فقام زيد بن صوحان فقال أيها الناس سيوا إل أمي الؤمني وسيد السلمي سيوا إليه‬
‫أجعون فقام القعقاع بن عمرو فقال إن الق ما قاله المي ولكن ل بد للناس من أمي يردع الظال ويعدي الظلوم وينتظم به شل الناس وأمي الؤمني على ملى با ول وقد أنصف بالدعاء وإنا‬
‫يريد الصلح فانفروا إليه وقام عبد خي فقال الناس أربع فرق علي بن معه ف ظاهر الكوفة وطلحة والزبي بالبصرة ومعاوية بالشام وفرقه بالجاز ل نقاتل ول عناء با فقال أبو موسى‬
‫اولئك خي الفرق وهذه فتنة ث تراسل الناس ف الكلم ث قام عمار والسن بن علي ف الناس علي النب يدعوان الناس إل النفي إل أمي الؤمني فأنه إنا يريد الصلح بي الناس وسع عمار‬
‫رجل يسب عائشة فقال اسكت مقبوحا منبوحا وال إنا لزوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الدنيا والخرة ولكن ال ابتلكم با ليعلم أتطيعوه أو إياها رواه البخاري وقام حجر بن‬
‫عدي فقال أيها الناس سيوا إل أمي الؤمني انفروا خفافا وثقال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ف سبيل ال ذلكم خي لكم إن كنتم تعلمون وجعل الناس كلما قام رجل فحرض الناس على‬
‫النفي يثبطهم أبو موسى من فوق النب وعمار والسن معه على النب حت قال له السن بن علي ويك أعتزلنا ل أم لك ودع منبنا ويقال إن عليا بعث الشتر فعزل أبا موسى عن الكوفة‬
‫وأخرجه من قصر المارة من تلك الليلة واستجاب الناس للنفي فخرج مع السن تسعة آلف ف الب وف دحلة ويقال سار معه اثن عشر ألف رجل ورجل واحد وقدموا على أمي الؤمني‬
‫فتلقاهم بذي قار إل أثناء الطريق ف جاعة منهم ابن عباس فرحب بم وقال يا أهل الكوفة أنتم لقيتم ملوك العجم ففضضتم جوعهم وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة فإن‬
‫يرجعوا فذاك الذي نريده وإن ابوا داويناهم بالرفق حت يبدؤنا بالظلم ول ندع أمرا فيه صلح إل آثرناه على ما فيه الفساد إن شاء ال تعال فاجتمعوا عنده بذي قار وكان من الشهورين من‬
‫رؤساء من الضاف إل علي القعقاع بن عمرو وسعد بن مالك وهند بن عمرو واليثم بن شهاب وزيد بن صوحان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪238‬‬

‫والشتر وعدي بن حات والسيب بن نية ويزيد بن قيس وحجر بن عدي وأمثالم وكانت عبد القيس بكمالا بي على وبي البصرة ينتظرونه وهم ألوف فبعث على القعقاع رسول إل طلحة‬
‫والزبي بالبصرة يدعوها إل اللفة والماعة ويعظم عليهما الفرقة والختلف فذهب القعقاع إل البصرة فبدأ بعائشة أم الؤمني فقال أي أماه ما أقدمك هذا البلد فقالت أي بن الصلح بي‬
‫الناس فسألا أن تبعث إل طلحة والزبي ليحضرا عندها فحضرا فقال القعقاع إن سألت أم الؤمني ما أقدمها فقالت إنا جئت للصلح بي الناس فقال ونن كذلك قال فأخبان ما وجه هذا‬
‫الصلح وعلى أي شيء يكون فوال لئن عرفناه لنصطلحن ولئن أنكرناه ل نصطلحن قال قتلة عثمان فإن هذا إن ترك كان تركا للقرآن فقال قتلتما قتلته من أهل البصرة وأنتما قبل قتلهم‬
‫أقرب منكم إل الستقامة منكم اليوم قتلتم ستمائة رجل فغضب لم ستة آلف فاعتزلوكم وخرجوا من بي أظهركم وطلبتم حرقوص بن زهي فمنعه ستة آلف فان تركتموهم وقعتم فيما‬
‫تقولون وإن قاتلتموهم فأديلوا عليكم كان الذي حذرت وفرقتم من هذا المر أعظم ما أراكم تدفعون وتمعون منه يعن أن الذي تريدونه من قتل قتلة عثمان مصلحة ولكنه يترتب عليه‬
‫مفسدة هي أرب منها وكما أنكم عجزت عن الخذ بثأر عثمان من حرقوص بن زهي لقيام ستة آلف ف منعه من يريد قتله فعلى أعذر ف تركه الن قتل قتلة عثمان وإنا أخر قتل قتلة عثمان‬
‫إل أن يتمكن منهم فان الكلمة ف جيع المصار متلفة ث أعلمهم أن خلقا من ربيعة ومضر قد اجتمعوا لربم بسبب هذا المر الذي وقع فقالت له عائشة أم الؤمني فماذا تقول أنت قال‬
‫أقول إن هذا المر الذي وقع دواؤه التسكي فإذا سكن اختلجوا فإن انتم بايعتمونا فعلمة خي وتباشي رحة وإدراك الثأر وإن أنتم أبيتم إل مكابرة هذا المر وائتنافه كانت علمة شر‬
‫وذهاب هذا اللك فآثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح خي كما كنتم أول ول تعرضونا للبلء فتتعرضوا له فيصرعنا ال وإياكم وإي ال إن لقول قول هذا وأدعوكم إليه وإن لائف أن ل‬
‫يتم حت يأخذ ال حاجته من هذه المة الت قل متاعها ونزل با ما نزل فإن هذا المر الذي قد حدث أمر عظيم وليس كقتل الرجل الرجل ول النفر الرجل ول القبيلة القبيلة فقالوا قد‬
‫أصبت وأحسنت فارجع فإن قدم على وهو على مثل رأيك صلح المر قال فرجع إل علي فأخبه فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح كره ذلك من كرهه رضيه من رضيه وأرسلت‬
‫عائشة إل علي تعلمه أنا إنا جاءت للصلح ففرح هؤلء وهؤلء وقام علي ف الناس خطيبا فذكر الاهلية وشقاءها وأعمالا وذكر السلم وسعادة أهله باللفة والماعة وأن ال جعهم بعد‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم على الليفة أب بكر الصديق ث بعده على عمر بن الطاب ث علي عثمان ث حدث هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪239‬‬

‫الدث الذي جرى على المة أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم ال عليه با وعلى الفضيلة الت من ال با وأرادوا رد السلم والشياء على أدبارها وال بالغ أمره ث قال أل إن مرتل‬
‫غدا فارتلوا ول يرتل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس فلما قال هذا اجتمع من رؤسهم جاعة كالشتر النخعي وشريح بن أوف وعبد ال بن سبأ العروف بابن السوداء‬
‫وسال بن ثعلبة وغلب بن اليثم وغيهم ف ألفي وخسمائة وليس فيهم صحاب ول المد فقالوا ما هذا الرأي وعلى وال أعلم بكتاب ال من يطلب قتلة عثمان وأقرب إل العمل بذلك وقد‬
‫قال ما سعتم غدا يمع عليكم الناس وإنا يريد القوم كلهم أنتم فكيف بكم وعددكم قليل ف كثرتم فقال الشتر قد عرفنا رأي طلحة والزبي فينا وأما رأي علي فلم نعرفه إل اليوم فإن‬
‫كان قد اصطلح معهم فإنا اصطلحوا على دمائنا فإن كان المر هكذا ألقنا عليا بعثمان فرضى القوم منا بالسكوت فقال ابن السوداء بئس ما رايت لو قتلناه قتلنا فأنا يا معشر قتلة عثمان‬
‫ف ألفي وخسمائة وطلحة والزبي وأصحابما ف خسة آلف ل طاقة لكم بم وهم إنا يريدونكم فقال غلب بن اليثم دعوهم وارجعوا بنا حت نتعلق ببعض البلد فنمتنع با فقال ابن‬
‫السوداء بئس ما قلت إذا وال كان يتخطفكم الناس ث قال ابن السوداء قبحه ال يا قوم إن عيكم ف خلطة الناس فإذا التقى الناس فانشبوا الرب والقتال بي الناس ول تدعوهم يتمعون‬
‫فمن أنتم معه ل يد بدا من أي يتنع ويشغل ال طلحة والزبي ومن معهما عما يبون ويأتيهم ما يكرهون فأبصروا الرأي وتفرقوا عليه وأصبح علي مرتل ومر بعبد القيس فساروا من معه‬
‫حت نزلوا بالزاوية وسار منها يريد البصرة وسار طلحة والزبي ومن معهما للقائه فاجتمعوا عند قصر عبيد ال بن زياد ونزل الناس كل ف ناحية وقد سبق علي جيشه وهم يتلحقون به‬
‫فمكثوا ثلثة أيام والرسل بينهم فكان ذلك للنصف من جادى الخرة سنة ست وثلثي فأشار بعض الناس علي طلحة والزبي بانتهاز الفرصة من قتلة عثمان فقال إن عليا أشار بتسكي هذا‬
‫المر وقد بعثنا إليه بالصالة على ذلك وقام علي ف الناس خطيبا فقام إليه العور بن نيار النقري فسأله عن إقدامه على أهل البصرة فقال الصلح وإطفاء الثائرة ليجتمع الناس على الي‬
‫ويلتئم شل هذه المة قال فأن ل ييبونا قال تركناهم ما تركونا قال فان ل يتركونا قال دفعناهم عن أنفسنا قال فهل لم ف هذا المر مثل الذي لنا قال نعم وقام إليه أبو سلم الدالن فقال‬
‫هل لؤلء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا ال ف ذلك قال نعم قال فهل لك من حجة ف تأخيك ذلك قال نعم قال فما حالنا وحالم إن ابتلينا غدا قال إن لرجو أن ل‬
‫يقتل منا ومنهم أحد نقى قلبه ل إل أدخله ال النة وقال ف خطبته أيها الناس أمسكوا عن هؤلء القوم أيديكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪240‬‬

‫وألسنتكم وإياكم أن يسبقونا غدا فإن الخصوم غدا مصوم اليوم وجاء ف غبون ذلك الحنف بن قيس ف جاعة فانضاف إل علي وكان قد منع حرقوص بن زهي من طلحة والزبي وكان قد‬
‫بايع عليا بالدينة وذلك أنه قدم الدينة وعثمان مصور فسأل عائشة وطلحة والزبي إن قتل عثمان من أبايع فقالوا بايع عليا فلما قتل عثمان بايع عليا قال ث رجعت إل قومي فجاءن بعد ذلك‬
‫ما هو أفظع حت قال الناس هذه عائشة جاءت لتأخذ بدم عثمان فحرت ف امري لن اتبع فمنعن ال بديث سعته من أب بكر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد بلغه أن الفرس قد‬
‫ملكوا عليهم ابنة كسرى فقال لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة وأصل هذا الديث ف صحيح البخاري والقصود أن الحنف لا اناز إل علي ومعه ستة آلف قوس فقال لعلي إن شئت قاتلت‬
‫معك وإن شئت كففت عنك عشرة آلف سيف فقال اكفف عنا عشرة آلف سيف ث بعث علي إل طلحة والزبي يقول إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفوا حت ننل‬
‫فننظر ف هذا المر فأرسل إليه ف جواب رسالته إنا على ما فارقنا القعقاع بن عمرو من الصلح بي الناس فأطمأنت النفوس وسكنت واجتمع كل فريق باصحابه من اليشي فلما أمسوا بعث‬
‫علي عبد ال بن عباس إليهم وبعثوا إليه ممد بن طليحةالسجاد وبات الناس بي ليلة وبات قتلة عثمان بشر ليلة وباتوا يتشاورون وأجعوا على أن يثيوا الرب من الغلس فنهضوا من قبل‬
‫طلوع الفجر وهم قريب من ألفي رجل فانصرف كل فريق إل قراباتم فهجموا عليهم بالسيوف فثارت كل طائفة إل قومهم ليمنعوهم وقام الناس من منامهم إل السلح فقالوا طرقتنا أهل‬
‫الكوفة ليل وبيتونا وغدروا بنا وظنوا أن هذا عن مل من أصحاب علي فبلغ المر عليا فقال ما للناس فقالوا بيتنا أهل البصرة فثار كل فريق إل سلحه ولبسوا اللمة وركبوا اليول ول‬
‫يشعر أحد منهم با وقع المر عليه ف نفس المر وكان أمر ال قدرا مقدورا وقامت الرب على ساق وقدم وتبارز الفرسان وجالت الشجعان فنشبت الرب وتوافق الفريقان وقد اجتمع مع‬
‫علي عشرون ألفا وألتف على عائشة ومن معها نوا من ثلثي ألفا فانا ل وإنا إليه راجعون والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه ال ل يفترون عن القتل ومنادى علي ينادي أل كفوا إل كفوا‬
‫فل يسمع أحد وجاء كعب بن سوار قاضي البصرة فقال يا أم الؤمني أدركي الناس لعل ال أن يصلح بك بي الناس فجلست ف هودجها فوق بعيها وستروا الودج بالدروع وجاءت‬
‫فوقفت بيث تنظر إل الناس عند حركاتم فتصاولوا وتاولوا وكان ف جلة من تبارز الزبي وعمار فجعل عمار ينخره بالرمح والزبي كاف عنه ويقول له أتقتلن يا ابا اليقظان فيقول ل يا ابا‬
‫عبد ال وإنا تركه الزبي لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم تقتلك الفئة الباغية وإل فالزبي أقدر عليه منه عليه فلهذا كف عنه وقد كان من سنتهم ف هذا اليوم أنه ل يذفف على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪241‬‬

‫جريح ول يتبع مدبر وقد قتل مع هذا خلق كثي جدا حت جعل على يقول لبنه السن يا بن ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عاما فقال له يا ابت قد كنت أناك عن هذا قال سعيد بن‬
‫أب عجرة عن قتادة عن السن عن قيس بن عبادة قال قال علي يوم المل يا حسن ليت أباك مات منذ عشرين سنة فقال له يا أبه قد كنت أناك عن هذا قال يا بن إن ل أر أن المر يبلغ‬
‫هذا وقال مبارك بن فضالة عن السن بن أب بكرة لا اشتد القتال يوم المل ورأى على الرؤس تندر أخذ علي ابنه السن فضمه إل صدره ث قال إنا ل يا حسن أي خي يرجى بعد هذا فلما‬
‫ركب اليشان وترآى المعان وطلب على طلحة والزبي ليكلمهما فاجتمعوا حت التفت أعناق خيولم فيقال إنه قال لما إن أراكما قد جعتما خيل ورجال وعددا فهل أعددتا عذرا يوم‬
‫القيامة فاتقيا ال ول وأحرم دمكما فهل من حديث أحل لكما دمي فقال طلحة ألبت علي عثمان فقال علي تكونا كالت نقضت غزلا من بعد قوة أنكاثا أل أكن حاكما ف دمكما ترمان دمى‬
‫يومئذ يوفيهم ال دينهم الق ث قال لعن ال قتله عثمان ث قال يا طلحة أجئت بعرس رسول ال صلى ال عليه وسلم تقاتل با وخبأت عرسك ف البيت أما بايعتن قال بايعتك والسيف على‬
‫عنقي وقال للزبي ما أخرجك قال أنت ول أراك بذا المر أول به من فقال له علي أما تذكر يوم مررت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بن غنم فنظر إل وضحك وضحكت إليه‬
‫فقلت ل يدع ابن أب طالب زهوه فقال لك رسول ال صلى ال عليه وسلم إنه ليس بتمرد لتقاتلنه وأنت ظال له فقال الزبي اللهم نعم ولو ذكرت ما سرت مسيي هذا ووال ل أقاتلك وف‬
‫هذا السياق كله نظر والحفوظ منه الديث فقد رواه الافظ أبو يعلى الوصلي فقال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدوري حدثنا أبو عاصم عن عبد ال بن ممد بن عبد اللك بن‬
‫مسلم الرقاشي عن جده عبد اللك عن أب حزم الازن قال شهدت عليا والزبي حي تواقفا فقال له علي يا زبي أنشدك ال أسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إنك تقاتلن وأنت‬
‫ظال قال نعم ل أذكره إل ف موقفي هذا ث انصرف وقد رواه البيهقي عن الاكم عن أب الوليد الفقيه عن السن بن سفيان عن قطن بن بشي عن جعفر بن سليمان عن عبد ال بن ممد بن‬
‫عبد اللك بن مسلم الرقاشي عن جده عن أب حزم الازن عن علي والزبي به وقال عبد الرزاق أنا معمر رعن قتادة قال لا ول الزبي يوم المل بلغ عليا فقال لو كان ابن صفية يعلم أنه على‬
‫حق ما ول وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لقيهما ف سقيفة بن ساعدة فقال أتبه يا زبي فقال وما ينعن قال فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظال له قال فيون أنه إنا ول لذلك قال‬
‫البيهقي وهذا مرسل وقدروى موصول من وجه آخر أخبنا أبو بكر ممد بن السن القاضي أنا أبو عامر بن مطر أنا ابو العباس عبد ال بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪242‬‬

‫ممد بن سوار الاشي الكوف أنا منجاب بن الارث ثنا عبد ال بن الجلح ثنا أب عن مرثد الفقيه عن أبيه قال وسعت فضل بن فضالة يدث عن حرب بن أب السود الدؤل دخل حديث‬
‫أحدها ف حديث صاحبه قال لا دنا علي وأصحابه من طلحة والزبي ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي وهو على بغله رسول ال صلى ال عليه وسلم فنادى ادعوا ل الزبي بن‬
‫العوام فأن علي فدعى له الزبي فأقبل حت اختلفت أعناق دوابما فقال علي يا زبي نشدتك ال أتذكر يوم مر بك رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن ف مكان كذا وكذا فقال يا زبي أل‬
‫تب عليا فقلت أل أحب أبن خال وابن عمي وعلي دين فقال يا زبي أما وال لتقاتلنه وأنت ظال له فقال الزبي بلى وال لقد نسيته منذ سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ذكرته‬
‫الن وال ل أقاتلك فرجع الزبي على دابته يشق الصفوف فعرض له ابنه عبد ال بن الزبي فقال مالك فقال ذكرن علي حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم سعته يقول لتقاتلنه‬
‫وأنت ظال له فقال أو للقتال جئت إنا جئت لتصلح بي الناس ويصلح ال بك هذا المر قال قد حلفت أن ل أقاتله قال اعتق غلمك سرجس وقف حت تصلح بي الناس فأعتق غلمه‬
‫ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه قالوا فرجع الزبي إل عائشة فذكر أنه قد آل أن ل يقاتل عليا فقال له ابنه عبد ال إنك جعت الناس فلمال ترآى بعضهم لبعض خرجت من‬
‫بينهم كفر عن يينك واحضر فأعتق غلما وقيل غلمه سرجس وقد قيل إنه إنا رجع عن القتال لا رأى عمارا مع علي وقد سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة‬
‫الباغية فخشى أن يقتل عمار ف هذا اليوم‬
‫وعندي أن الديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه ويبعد أن يكفر عن يينه ث يضر بعد ذلك لقتال علي وال أعلم‬
‫والقصود أن الزبي لا رجع يوم المل سار فنل واديا يقال له وادي السباع فاتبعه رجل يقال له عمرو بن جرموز فجاءه وهو نائم فقتله غيلة كما سنذكر تفضيله وأما طلحة فجاءه ف‬
‫العركة سهم غرب يقال رماه به مروان بن الكم فال أعلم فانتظم رجله مع فرسه فجمحت به الفرس فجعل يقول إل عباد ال إل عباد ال فاتبعه مول له فأمسكها فقال له ويك أعدل ب‬
‫إل البيوت وامتل خفه دما فقال لغلمه اردفن وذلك أنه نزفه الدم وضعف فركب وراءه وجاء به إل بيت ف البصرة فمات فيه رضي ال عنه‬
‫وتقدمت عائشة رضي ال عنها ف هودجها وناولت كعب بن سوار قاضي البصرة مصحفا وقالت دعهم إليه وذلك أنه حي اشتد الرب وحى القتال ورجع الزبي وقتل طلحة رضي ال‬
‫عنهما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪243‬‬

‫فلما تقدم كعب بن سوار بالصحف يدعو إليه استقبله مقدمة جيش الكوفيي وكان عبد ال بن سبأ وهو ابن السوداء وأتباعه بي يدي اليش يقتلون من قدروا عليه من أهل البصرة ل‬
‫يتوقفون ف أحد فلما رأوا كعب بن سوار رافعا الصحف رشقوه بنبالم رشقة رجل واحد فقتلوه ووصلت النبال إل هودج أم الؤمني عائشة رضي ال عنها فجعلت تنادى ال ال يا بن‬
‫اذكروا يوم الساب ورفعت يديها تدعو على اولئك النفر من قتلة عثمان فضج الناس معها بالدعاء حت بلغت الضجة إل علي فقال ما هذا فقالوا أم الؤمني تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم‬
‫فقال اللهم العن قتلة عثمان وجعل اولئك النفر ل يقلعون عن رشق هودجها بالنبال حت لقى مثل القنفذ وجعلت ترض الناس على منعهم وكفهم فحملت معه الفيظة فطردوهم حت‬
‫وصلت الملة إلىالوضع الذي فيه علي بن أب طالب فقال لبنه ممد بن النفية ويك تقدم بالراية فلم يستطع فأخذها علي من يده فتقدم با وجعلت الرب تأخذ وتعطى فتارة لهل‬
‫البصرة وتارة لهل الكوفة وقتل خلق كثي وجم غفي ول تر وقعة أكثر من قطع اليدي والرجل فيها من هذه الوقعة وجعلت عائشة ترض الناس على اولئك النفر من قتلة عثمان ونظرت‬
‫‪ ...‬عن يينها فقالت من هولء القوم فقالوا نن بكر بن وائل فقالت لكم يقول القائل ‪ ...‬وجاؤا إلينا بالديد كأنم ‪ ...‬من الغرة القعساء بكر بن وائل‬
‫ث لأ إليها بنو ناجية ث بنو ضبة فقتل عنده منهم خلق كثي ويقال إنه قطعت يد سبعي رجل وهي آخذة بطام المل فلما اننوا تقدم بنو عدي بن عبد مناف فقاتلوا قتال شديداورفعوا رأس‬
‫المل وجعل اولئك يقصدون المل وقالوا ل يزال الرب قائما ما دام هذا المل واقفا ورأس المل ف يد عمرة بن يثرب وقيل أخوه عمرو بن يثرب ث صمد عليه علباء بن اليثم وكان من‬
‫الشجعان الذكورين فتقدم إليه عمرو الملي فقتله ابن يثرب وقتل زيد بن صوحان وأرنث صعصعة ابن صوحان فدعاه عمار إل الباز فبز له فتجاول بي الصفي وعمارا راجعون الن يلحق‬
‫عمارا بأصحابه فضربه ابن يثرب بالسيف فاتقاه عمار بدرقته بن تسعي سنة عليه فروة قد ربط وسطه ببل ليف فقال الناس إنا ل وإنا إليه فغض فيها السيف ونشب وضربه عمار فقطع‬
‫رجليه وأخذ أسيا إل بي يدي على فقال استبقن يا أمي الؤمني فقال أبعد ثلثة تقتلهم ث أمر به فقتل واستمر زمام المل بعده بيد رجل كان قد استنابه فيه من بن عدي فبز إليه ربيعة‬
‫العقيلي فتجاول حت قتل كل واحد صاحبه وأخذ الزمام الارث الضب فما رأى أشد منه وجعل يقول ‪ ...‬نن بنو ضبة أصحاب المل ‪ ...‬نبارز القرن إذا القرن نزل ‪ ...‬ننعى ابن عفان‬
‫بأطراف السل ‪ ...‬الوت أحلى عندنا من العسل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪244‬‬

‫‪ ...‬ردوا علينا شيخنا ث يل‬


‫وقيل إن هذه البيات لوسيم بن عمرو الضب فكلما قتل واحد من يسك المل يقوم غيه حت قتل منهم أربعون رجل قالت عائشة ما زال جلى معتدل حت فقدت أصوات بن ضبة ث أخذ‬
‫الطام سبعون رجل من قريش وكل واحد يقتل بعد صاحبه فكان منهم ممد بن طلحة العروف بالسجاد فقال لعائشة مرين بأمرك يا أمه فقالت آمرك أن تكون كخي ابن آدم فامتنع أن‬
‫ينصرف وثبت ف مكانه وجعل يقول حم ل ينصرون فتقدم إليه نفر فحملوا عليه فقتلوه وصار لكل واحد منهم بعد ذلك يدعى قتله وقد طعنه بعضهم بربة فأنفذه وقال ‪ ...‬وأشعث قوام‬
‫بآيات ربه ‪ ...‬قليل الذى فيما ترى العي مسلم ‪ ...‬هتكت له بالريح جيب قميصه ‪ ...‬فخر صريعا لليدين وللفم ‪ ...‬يناشدتى حم والرح شاجن ‪ ...‬فهل تل حم قبل التقدم ‪ ...‬على غي‬
‫‪ ...‬شيء غي أن ليس تابعا ‪ ...‬عليا ومن ل يتبع الق يندم‬
‫وأخذ الطام عمرو بن الشرف فجعل ل يدنو منه أحد إل حطه بالسيف فأقبل إليه الارث بن زهي الزدي وهو يقول ‪ ...‬يا أمنا يا خي أم نعلم ‪ ...‬أما ترين كما شجاع يكلم ‪ ...‬وتتلي‬
‫‪ ...‬هامته والعصم‬
‫واختلفا ضربتي فقتل كل واحد صاحبه وأحدق أهل النجدات والشجاعة بعائشة فكان ل يأخذ الراية ول بطام المل إل شجاع معروف فيقتل من قصده ث يقتل بعد ذلك وقد فقأ بعضهم‬
‫عي عدي بن حات ذلك اليوم ث تقدم عبد ال بن الزبي فأخذ بطام المل وهو ل يتكلم فقيل لعائشة إنه ابنك ابن أختك فقالت واثكل أساء وجاء مالك بن الارث الشتر النخعي فاقتتل‬
‫‪ ...‬فضربه الشتر على رأسه فجرحه جرحا شديدا وضربه عبد ال ضربة خفيفة ث اعتنقا وسقطا إل الرض يعتركان فجعل عبد ال بن الزبي يقول ‪ ...‬اقتلون ومالكا ‪ ...‬واقتلوا مالكا معي‬
‫فجعل الناس ل يعرفون مالكا من هو وإنا هو معروف بالشتر فحمل اصحاب علي وعائشة فخلصوها وقد جرح عبد ال بن الزبي يوم المل بذه الراحة سبعا وثلثي جراحة وجرح‬
‫مروان بن الكم ايضا ث جاء رجل فضرب المل علي قوائمه فعقره وسقط إل الرض فسمع له عجيج ما سع أشد ول أنفذ منه وآخر من كان الزمام بيده زفر بن الارث فعقر المل وهو‬
‫ف يده ويقال إنه اتفق هو وبي بن دلة على عقره ويقال إن الذي أشار بعقر المل علي وقيل القعقاع بن عمرو لئل تصاب أم الؤمني فإنا بقيت غرضا للرماة ومن يسك بالزمام برجاسا‬
‫للرماح ولينفصل هذا الوقف الذي‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪245‬‬

‫قد تفان فيه الناس ولا سقط البعي إل الرض انزم من حوله من الناس وحل هودج عائشة وأنه لكالقنفذ من السهام ونادى منادى علي ف الناس أنه ل يتبع مدبر ول يذفف على جريح ول‬
‫يدخلوا الدور وأمر على نفرا أن يملوا الودج من بي القتلى وأمر ممد بن أب بكر وعمارا أن يضربا عليها قبة وجاء إليها أخوها ممد فسألا هل وصل إليك شيء من الراج فقالت ل وما‬
‫أنت ذاك يا ابن الثعمية وسلم عليها عمار فقال كيف أنت يا أم فقالت ليس لك بأم قال بلى وإن كرهت وجاء إليها علي بن أب طالب أمي الؤمني مسلما فقال كيف أنت يا أمه قالت بي‬
‫فقال يغفر ال لك وجاء وجوه الناس من المراء والعيان يسلمون على أم الؤمني رضي ال عنها ويقال إن أعي بن ضبيعة الجاشعي اطلع ف الودج فقالت إليك لعنك ال فقال وال ما أرى‬
‫إل حياء فقالت هتك ال سترك وقطع يدك وأبدى عورتك فقتل بالبصرة وسلب وقطعت يده ورمى عريانا ف خربة من خرابات الزد فلما كان الليل دخلت أم الؤمني البصرة ومعها أخوها‬
‫ممد بن اب بكر فنلت ف دار عبد ال بن خلف الزاعي وهي أعظم دار بالبصرة على صفية بنت الارث بن أب طلحة بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار وهي أم طلحة الطلحات عبد‬
‫ال بن خلف وتسلل الرحى من بي القتلى فدخلوا البصرة وقد طاف على بي القتلى فجعل كلما مر برجل يعرفه ترحم عليه ويقول يعز على أن ارى قريشا صرعى وقد مر على ما ذكر‬
‫على طلحة بن عبيد ال وهو مقتول فقال لفي عليك يا أبا ممد إنا ل وإنا إليه راجعون وال لقد كنت كما قال الشاعر ‪ ...‬فت كان يدنيه الغن من صديقه ‪ ...‬إذا ما هو استغن ويبعده الفقر‬
‫‪...‬‬
‫وأقام علي بظاهر البصرة ثلثا ث صلى على القتلى من الفريقي وخص قريشا بصلة من بينهم ث جع ما وجد لصحاب عائشة ف العسكر وأمر به أن يمل إل مسجد البصرة فمن عرف‬
‫شيئا هو لهلهم فليأخذه إل سلحاص كان ف الزائن عليه سة السلطان وكان مموع من قتل يوم المل من الفريقي عشرة آلف خسة من هؤلء وخسة من هؤلء رحهم ال ورضي عن‬
‫الصحابة منهم وقد سأل بعض أصحاب على عليا أن يقسم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبي فأب عليه فطعن فيه السبائية وقالوا كيف يل لنا دماؤهم ول تل لنا أموالم فبلغ ذلك عليا‬
‫فقال أيكم يب أن تصي أم الؤمني ف سهمه فسكت القوم ولذا لا دخل البصرة فض ف أصحابه أموال بيت الال فنال كل رجل منهم خسمائة وقال لكم مثلها من الشام فتكلم فيه السبائية‬
‫ايضا ونالوا منه من وراء وراء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪246‬‬

‫فصل‬
‫ولا فرغ علي من أمر المل أتاه وجوه الناس يسلمون عليه فكان من جاءه الحنف بن قيس ف بن سعد وكانوا قد اعتزلوا القتال فقال له علي تربعت يعن بنا فقال ما كنت أران إل قد‬
‫أحسنت وبامرك كان ما كان يا أمي الؤمني فارفق فإن طريقك الذي سلكت بعيد وأنت إل فإن أحوج منك أمس فاعرف إحسان واستبق مودت لغد ول تقل مثل هذا فأن ل أزل لك ناصحا‬
‫قالوا ث دخل علي البصرة يوم الثني فبايعه أهلها على راياتم حت الرحى والستأمنة وجاءه عبد الرحن بن أب بكرة الثقفي فبايعه فقال له علي أين الريض يعن أباه فقال إنه وال مريض يا‬
‫أمي الؤمني وإنه على مسرتك لريص فقال امش أمامي فمضى إليه فعاده واعتذر إليه أبو بكر فعذره وعرض عليه البصرة فامتنع وقال رجل من أهلك يسكن إليه الناس وأشار عليه بابن‬
‫عباس فوله على البصرة وجعل معه زياد بن أبيه على الراج وبيت الال وأمر ابن عباس أن يسمع من زياد وكان زياد معتزل ث جاء علي إل الدار الت فيها أم الؤمني عائشة فاستأذن ودخل‬
‫فسلم عليها ورحبت به وإذا النساء ف دار بن خلف يبكي على من قتل منهم عبد ال وعثمان ابنا خلف فعبد ال قتل مع عائشة وعثمان قتل مع علي فلما دخل علي قالت له صفية امرأة‬
‫عبد ال أم طلحة الطلحات أيتم ال منك أولدك كما أيتمت أولدي فلم يرد عليها علي شيئا فلما خرج أعادت عليه القالة ايضا فسكت فقال له رجل يا أمي الؤمني أتسكت عن هذه الرأة‬
‫وهي تقول ما تسمع فقال ويك إنا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات أفل نكف عنهن وهن مسلمات فقال له رجل يا أمي الؤمني إن على الباب رجلي ينالن من عائشة فأمر علي‬
‫القعقاع بن عمرو أن يلد كل واحد منهما مائة وأن يرجهما من ثيابما وقد سألت عائشة عمن قتل معها من السلمي ومن قتل من عسكر علي فجعلت كلما ذكر لا واحد منهم ترحت‬
‫عليه ودعت له ولا أرادت أم الؤمني عائشة الروج من البصرة بعث إليها علي رضي ال عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغي ذلك وأذن لن نا من جاء ف اليش معها أن يرجع‬
‫إل أن يب القام واختار لا أربعي إمرأه من نساء أهل البصرة العروفات وسي معها أخاها ممد بن أب بكر فلما كان اليوم الذي ارتلت فيه جاء علي فوقف على الباب وحضر الناس‬
‫وخرجت من الدار ف الودج فودعت الناس ودعت لم وقالت يا بن ل يعتب بعضنا على بعض إنه وال ما كان بين وبي علي ف القدم إل ما يكون بي الرأة وأحائها وإنه على معتبت لن‬
‫الخيار فقال علي صدقت وال ما كان بين وبينها إل ذاك وإنا لزوجة نبيكم صلى ال عليه وسلم ف الدنيا والخرة وسار علي معها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪247‬‬

‫ودعا ومشيعا أميال وسرح بنيه معها بقية ذلك اليوم وكان يوم السبت مستهل رجب سنة ست وثلثي وقصدت ف مسيهاذلك إل مكة فأقامت با إل أن حجت عامها ذلك ث رجعت إل‬
‫الدينة رضي ال عنها‬
‫وأما مروان بن الكم فأنه لا فر استجار بالك بن مسمع فأجاره ووف له ولذا كان بنو مروان يكرمون مالكا ويشرفونه ويقال إنه نزل دار بن خلف فلما خرجت عائشة خرج معها فلما‬
‫سارت هي إل مكة سار إل الدينة قالوا وقد علم من بي مكة والدينة والبصرة بالوقعة يوم الوقعة وذلك ما كانت النسور وتطفه من اليدي والقدام فيسقط منها هنالك حت أن أهل الدينة‬
‫علموا بذلك يوم المل قبل أن تغرب الشمس وذلك أن نسرا مر بم ومعه شيء فسقط فإذا هو كف فيه خات نقشه عبد الرحن بن عتاب‬
‫هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحه ال عن ائمة هذا الشأن وليس فيما ذكره أهل الهواء من الشيعة وغيهم من الحاديث الختلفة على الصحابة والخبار الوضوعة الت ينقلونا‬
‫با فيها وإذا دعوا إل الق الواضح اعرضوا عنه وقالوا لنا أخبارنا ولكم أخباركم فنحن حينئذ نقول لم سلم عليكم ل نبتغي الاهلي فصل‬
‫ف ذكر أعيان من قتل يوم المل من السادة النجباء من الصحابة وغيهم من الفريقي رضي ال عنهم أجعي وقد قدمنا أن عدة القتلى نو من عشرة آلف وأما الرحى فل يصون كثرة‬
‫فممن قتل يوم المل ف العركة‬
‫طلحة بن عبيد ال‬
‫ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة أبو ممد القرشي التيمي ويعرف بطلحة الي وطلحة الفياض لكرمه‬
‫ولكثرة جوده أسلم قديا على يدي أب بكر الصديق فكان نوفل بن خويلد بن العدوية يشدها ف حبل واحد ول تستطيع بنو تيم أن تنعهما منه فلذلك كان يقال لطلحة وأب بكر القرينان‬
‫وقد هاجر وآخي رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي أب أيوب النصاري وشهد الشاهد كلها مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بدرا فإنه كان بالشام لتجارة وقيل ف رسالة ولذا‬
‫ضرب له رسول ال صلى ال عليه وسلم بسهمه وأجره من بدر وكانت له يوم أحد اليد البيضاء وشلت يده يوم أحد وقى با رسول ال صلى ال عليه وسلم واستمرت كذلك إل أن مات‬
‫وكان الصديق إذا حدث عن يده أحد يقول ذاك يوم كان كله لطلحة وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪248‬‬

‫قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ أوجب طلحة وذلك أنه كان على رسول ال صلى ال عليه وسلم درعان فأراد أن ينهض وها عليه ليصعد صخرة هنالك فما استطاع فطأطأ له‬
‫طلحة فصعد على ظهره حت استوى عليها وقال أوجب طلحة وهو أحدالعشرة الشهود لم بالنة وأحد الستة أصحاب الشورى وقد صحب رسول ال صلى ال عليه وسلم فأحسن صحبته‬
‫حت توف وهو عنه راض وكذلك أبو بكر وعمر فلما كان قضية عثمان اعتزل عنه فنسبه بعض الناس إل تامل فيه فلهذا لا حضر يوم المل واجتمع به علي فوعظه تأخر فوقف ف بعض‬
‫الصفوف فجاءه سهم غرب فوقع ف ركبته وقيل ف رقبته والول اشهر وانتظم السهم مع ساقه خاصرة الفرس فجمح به حت كاد يلقيه وجعل يقول إل عباد ال فأدركه مول له فركب‬
‫وراءه وأدخله البصرة فمات بدار فيها ويقال إنه مات بالعركة وإن عليا لا دار بي القتلى رآه فجعل يسح عن وجهه التراب وقال رحة ال عليك أبا ممد يعز علي أن أراك مدول تت نوم‬
‫السماء ث قال إل ال اشكو عجري ويري وال لوددت أن كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ويقال إن الذي رماه بذا السهم مروان بن الكم وقال لبان بن عثمان قد كفيتك رجال‬
‫من قتلة عثمان وقد قيل إن الذي رماه غيه وهذا عندي أقرب وإن كان الول مشهورا وال أعلم‬
‫وكان يوم الميس لعشر خلون من جادى الخرة سنة ست وثلثي ودفن طلحة إل جانب الكل وكان عمره ستي سنة وقيل بضعا وستي سنة وكان آدم وقيل أبيض حسن الوجه كثي‬
‫الشعر إل القصر أقرب وكانت غلته ف كل يوم ألف درهم‬
‫وروى حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبيه أن رجل رأى طلحة ف منامه وهو يقول حولون عن قبي فقد أذان الاء ثلث ليال فأتى ابن عباس فأخبه وكان نائبا على البصرة‬
‫فاشتروا له دارا بالبصر بعشرة آلف درهم فحولوه من قبه إليها فإذا قد أخضر من جسده ما بلى الاء وإذا هو كهيئته يوم أصيب وقد وردت له فضائل كثي فمن ذلك ما رواه أبو بكر بن‬
‫أب عاصم حدثنا السن بن علي بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد ال حدثن أب عن جده عن موسى بن طلحة عن أبيه قال سان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد‬
‫طلحة الي ويوم العسرة طلحة الفياض ويوم حني طلحة الود وقال أبو يعلى الوصلي ثنا أبو كريب ثنا يونس عن ابن بكر عن طلحة بن يي عن موسى وعيسى ابن طلحة عن أبيهما أن‬
‫ناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا لعراب جاء يسأل عمن قضى نبه فقالوا سل رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأله ف السجد فأعرض عنه ث سأله فأعرض عنه ث‬
‫أطلعت من باب السجد وعلى ثياب خضر فقال رسول ال اين السائل قال ها أنا ذا فقال هذا من قضى نبه وقال أبو القاسم البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا مكي ثنا علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪249‬‬

‫ابن إبراهيم ثناالصلت بن دينار عن اب نضرة عن جابر بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أراد أن ينظر إل شهيد يشي على رجليه فلينظر إل طلحة بن عبيد ال وقال‬
‫الترمذي حدثنا أبو سعيد الشج ثنا أبو عبد الرحن بن منصور العني اسه النضر ثنا عقبة بن علقمة اليشكري سعت علي بن أب طالب يقول سعت أذناي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول طلحة والزبي جاراي ف النة وقد روى من غي وجه عن علي أنه قال إن لرجو أن أكون أناوطلحة والزبي وعثمان من قال ال ونزعنا ما ف صدورهم من غل إخوانا على سرر‬
‫متقابلي وقال حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن السيب أن رجل كان يقع ف طلحة والزبي وعثمان وعلي رضي ال عنهم فجعل سعد ينهاه ويقول ل تقع ف إخوان فأب فقام‬
‫فصلى ركعتي ث قال اللهم إن كان سخطا لك فيما يقول فأرن فيه اليوم آية واجعله للناس عبه فخرج الرجل فإذا ببخت يشق الناس فأخذه بالبلط فوضعه بي كركرته والبلط فسحقه‬
‫حت قتله قال سعيد بن السيب فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا ويقولون هنيئا لك ابا إسحاق أجيبت دعوتك‬
‫والزبي بن العوام بن خويلد‬
‫ابن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة أبو عبد ال القرشي السدي وأمه صفية بنت عبد الطلب عمة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أسلم قديا وعمره خس عشرة سنة وقيل أقل وقيل أكثرها جر إل البشة ث إل الدينة فآخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينه وبي سلمة بن سلمة بن وقش وقد‬
‫شهد الشاهد كلها وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الحزاب من يأتينا بب القوم فقال أنا ث ندب الناس فانتدب الزبي ث ندبم فانتدب الزبي فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن لكل نب حورايا وحوارى الزبي ثبت ذلك من رواية زر عن علي وثبت عن الزبي أنه قال جع ل رسول ال صلى ال عليه وسلم أبويه يوم بن قريظة وروى أنه أول من سل سيفا ف‬
‫سبيل ال وذلك بكة حي بلغ الصحابة أن رسول ال قد قتل فجاء شاهرا سيفه حت رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم فشام سيفه وهو أحد العشرة الشهود لم بالنة وأحد الستة الذين‬
‫توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عنهم راض وصحب الصديق فأحسن صحبته وكان ختنه علىابنته أساء بنت الصديق وابنه عبد ال منها أول مولود ولد للمسلمي بعد الجرة‬
‫وخرج مع الناس إل الشام ماهدا فشهد اليموك فتشرفوا بضوره وكانت له با اليد البيضاء والمة العلياء اخترق جيوش الروم وصفوفهم مرتي من أولم إل آخرهم وكان من جلة من‬
‫دافع عن عثمان وحاجف عنه فلما كان يوم المل ذكره علي با ذكره به فرجع عن القتال وكر راجعا إل الدينة فمر بقوم الحنف بن قيس وكانوا قد انعزلوا عن الفريقي فقال قائل يقال له‬
‫الحنف ما بال هذا جع بي الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪250‬‬

‫حت إذا التقوا كر راجعا إل بيته من رجل يكشف لنا خبه فاتبعه عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع ف طائفة من غواة بن تيم فيقال إنم لا ادركوه تعاونوا عليه حت قتلوه ويقال بل‬
‫أدركه عمرو بن جرموز فقال له عمرو إن ل إليك حاجة فقال ادن فقال مول الزبي واسه عطية إن معه سلحا فقال وإن فتقدم إليه فجعل يدثه وكان وقت الصلة فقال له الزبي الصلة‬
‫فقال الصلة فتقدم الزبي ليصلي بما فطعنه عمرو بن جرموز فقتله ويقال بل أدركه عمرو بواد يقال له وادي السباع وهو نائم ف القائله فهجم عليه فقتله وهذا القول هو الشهر ويشهد له‬
‫شعر امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت آخر من تزوجها وكانت قبله تت عمر بن الطاب فقتل عنها وكانت قبله تت عبد ال بن أب بكر الصديق فقتل عنها فلما قتل الزبي‬
‫رثته بقصيدة مكمة العن فقالت ‪ ...‬غدر ابن جرموز بفارس بمة ‪ ...‬يوم اللقاء وكان غر معرد ‪ ...‬ياعمرو لو نبهته لوجدته ‪ ...‬ل طائشا رعش النان ول اليد ‪ ...‬ثكلتك أمك أن طفرت‬
‫‪ ...‬بثله ‪ ...‬من بقي من يروح ويغتدي ‪ ...‬كم غمرة قد خاضها ل يثنه ‪ ...‬عنها طراك يا ابن فقع العردد ‪ ...‬وال رب إن قتلت لسلما ‪ ...‬حلت عليك عقوبة التعمد‬
‫ولا قتله عمرو بن جرموز فاختز رأسه وذهب به إل علي ورأى أن ذلك يصل له به حظوة عنده فاستأذن فقال علي ل تأذنوا له وبشروه بالنار وف رواية أن عليا قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول بشر قاتل ابن صفية بالنار ودخل ابن جرموز ومعه سيف الزبي فقال علي إن هذا السيف طال ما فرج الكرب عن وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم فيقال إن عمرو‬
‫بن جرموز لا سع ذلك قتل نفسه وقيل بل عاش إل أن تأمر مصعب بن الزبي على العراق فاختفى منه فقيل لصعب إن عمرو بن جرموز ها هنا وهو متف فهل لك فيه فقال مروه فليظهر‬
‫فهو آمن وال ما كنت لقيد للزبي منه فهو أحقر من أن أجعله عدل للزبي وقد كان الزبي ذا مال جزيل وصدقات كثية جدا لا كان يوم المل أوصى إل ابنه عبد ال فلما قتل وجدوا عليه‬
‫من الدين ألفي ألف ومائتا ألف فوفوها عنه وأخرجوا بعد ذلك ثلث ماله الذي أوصى به ث قسمت التركة بعد ذلك فأصاب كل واحدة من الزوجات الربع من ربع الثمن ألف ألف ومائتا‬
‫ألف درهم فعلى هذا يكون مموع ما قسم بي الورثة ثانية وثلثي ألف ألف واربعمائة ألف والثلث الوصى به تسعة عشر ألف ألف ومائتا ألف فتلك الملة سبعة وخسون الف ألف‬
‫وستمائة ألف والدين الخرج قبل ذلك ألفا ألف ومائتا ألف فعلى هذا يكون جيع ما تركه من الدين والوصية والياث تسعة وخسي ألف ألف وثانائة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪251‬‬

‫ألف وإنا نبهنا على هذا لنه وقع ف صحيح البخاري ما فيه نظر ينبغي أن ينبه له وال أعلم‬
‫وقد جع ماله هذا بعد الصدقات الكثية والآثر الغزيرةما أفاء ال عليه من الهاد ومن خس المس ما يص امه منه ومن التجارة البورة من اللل الشكورة وقد قيل إنه كان له ألف ملوك‬
‫يؤدون إليه الراج فربا تصدق ف بعض اليام براجهم كلهم رضي ال عنه وأرضاه وكان قتله يوم الميس لعشر خلون من جادى الخرة سنة ست وثلثي وقد نيف على الستي بست او‬
‫سبع وكان أسر ربعة من الرجال معتدل اللحم خفيف اللحية رضي ال عنه‬
‫وف هذه السنة اعن سنة ست وثلثي‬
‫ول علي بن أب طالب نيابة الديار الصرية لقيس بن سعد بن عبادة وكان على نيابتها ف أيام عثمان عبد ال بن سعد بن أب سرح فلما توجه اولئك الحزاب من خوارج الصريي إل عثمان‬
‫وكان الذي جهزهم إليه مع عبد ال بن سبأ العروف بأبن السوداء ممد بن أب حذيفة بن عتبة وكان لا قتل أبوه باليمامة أوصى به إل عثمان فكفله ورباه ف حجره ومنله وأحسن إليه‬
‫إحسانا كثيا ونشأ ف عبادة وزهادة وسأل من عثمان أن يوليه عمل فقال له مت ما صرت أهل لذلك وليتك فتعتب ف نفسه على عثمان فسأل من عثمان أن يرج إل الغزو فأذن له فقصد‬
‫الديار الصرية وحضر مع أميها عبد ال بن سعد بن أب سرح غزوة الصواري كما قدمنا وجعل ينتقص عثمان رضي ال عنه وساعده على ذلك ممد بن أب بكر فكتب بذلك ابن أب سرح‬
‫إل عثمان يشكوها إليه فلم يعبأ بما عثمان ول يزل ذلك داب ممد بن أب حذيفة حت استنفر اولئك إل عثمان فلما بلغه أنم قد حصروا عثمان تغلب على الديار الصرية وأخرج منها عبد‬
‫ال بن سعد بن أب سرح وصلى بالناس فيها فلما كان ابن أب سرح ببعض الطريق جاءه الب بقتل أمي الؤمني عثمان فقال إنا ل وإنا إليه راجعون وبلغه أن عليا قد بعث علي إمرة مصر‬
‫قيس بن سعد بن عبادة فشمت بحمد بن أب حذيفة إذ ل ينع بلك الديار الصرية سنة وسار عبد ال بن سعد إل الشام إل معاوية فأخبه با كان من أمره بديار مصر وأن ممد بن أب حذيفة‬
‫قد استحوذ عليها فسار معاوية وعمرو بن العاص ليخرجاه منها لنه من أكب العوان على قتل عثمان مع أنه كان قد رباه وكفله وأحسن إليه فعالا دخول مصر فلم يقدرا فلم يزال يدعانه‬
‫حت خرج إل العريش ف ألف رجل فتحصن با وجاء عمرو بن العاص فنصب عليه النجنيق حت نزل ف ثلثي من أصحابه فقتلوا ذكره ممد بن جرير ث سار إل مصر قيس ابن سعد بن‬
‫عبادة بولية من علي فدخل مصر ف سبعة نفر فرقي النب وقرأ عليهم كتاب أمي الؤمني علي بن أب طالب‬
‫بسم ال الرحن الرحيم من عبد ال على أمي الؤمني إل من بلغه كتاب هذا من الؤمني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪252‬‬

‫والسلمي سلم عليكم فأن أحد ال كثيا الذي ل إله إل هو أما بعد فان ال بسن صنيعه وتقديره وتدبيه اختار السلم دينا لنفسه وملئكته ورسله وبعث به الرسل إل عباده وخص به من‬
‫انتخب من خلقه فكان ما أكرم ال به هذه المة وخصهم به من الفضيلة أن بعث ممدا صلى ال عليه وسلم يعلمهم الكتاب والكمة والفرائض والسنة لكيما يهتدوا وجعهم لكيما يتفرقوا‬
‫وزكاهم لكي يتطهروا ووفقهم لكيل يوروا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه ال إليه صلوات ال وسلمه عليه وبركاته ورحته ث إن السلمي استخلفوا بعده أميين صالي عمل بالكتاب‬
‫وأحسنا السيه ول يعدوا السنة ث توفاها ال فرحهما ال ث ول بعدها وال أحدث احداثا فوجدت المة عليه مقال فقالوا ث نقموا عليه فغيوا ث جاءون فبايعون فأستهدى ال بداه‬
‫وأستعينه على التقوى أل وإن لكم علينا العمل بكتاب ال وسنة رسول ال والقيام عليكم بقه والنصح لكم بالغيب وال الستعان وحسبنا ال ونعم الوكيل وقد بعثت إليكم قيس بن سعد بن‬
‫عبادة فوازروه وكانفوه وأعينوه على الق وقد أمرته بالحسان إن مسنكم والشدة على مريبكم والرفق بعوامكم وخواصكم وهو من أرضى هديه وأرجو صلحه ونصيحته أسأل ال‬
‫لناولكم عمل زاكيا وثوابا جزيل ورحة واسعة والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‬
‫وكتب عبد ال بن أب رافع ف صفر سنة ست وثلثي قال ث قام قيس بن سعد فخطب الناس ودعاهم إل البيعة لعلي فقام الناس فبايعوه واستقامت له طاعة بلد مصر سوى قرية منها يقال‬
‫لا خربتا فيها ناس قد اعظموا قتل عثمان وكانوا سادة الناس ووجوههم وكانوا ف نو من عشرة آلف وعليهم رجل يقال له يزيد بن الارث الدلي وبعثوا إل قيس بن سعد فوادعهم‬
‫وكذلك مسلمة بن مدل النصاري تأخر عن البيعة فتركه قيس بن سعد ووادعه ث كتب معاوية ابن أب سفيان وقد استوثق له أمر الشام بذافيه إل أقصى بلد الروم والسواحل وجزيرة‬
‫قبص ايضا تت حكمه وبعض بلد الزيرة كالرها وحران وقرقيسيا وغيها وقد ضوى إليها الذين هربوا يوم المل من العثمانية وقد أراد الشتر انتزاع هذه البلد من يد نواب معاوية‬
‫فبعث إليه عبد الرحن بن خالد بن الوليد ففر منه الشتر واستقر أمر معاوية على تلك البلد فكتب إل قيس بن سعد يدعوه إل القيام بطلب دم عثمان وأن يكون مؤازرا له على ما هو‬
‫بصددة من القيام ف ذلك ووعده أن يكون نائبه على العراقي إذا ت له المر ما دام سلطانا فلما بلغه الكتاب وكان قيس رجل حازما ل يالفه ول يوافقه بل بعث يلطف معه المر وذلك‬
‫لبعده عن علي وقر به من بلد الشام وما مع معاوية من النود فسلله قيس وتاركه ول يواقعه على ما دعاه إليه ول وافقه عليه فكتب إليه معاويةإنه ل يسعك معي تسويتك ب وخديعتك ل‬
‫ول بد أن أعلم أنك سلم أو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪253‬‬

‫عدو وكان معاويةحازما أيضا فكتب إليه با صمم عليه إن مع على إذ هو أحق بالمر منك فلما بلغ ذلك معاوية بن اب سفيان يئس منه ورجع ث أشاع بعض أهل الشام أن قيس بن سعد‬
‫يكابتهم ف الباطن ويالئهم على أهل العراق وروى ابن جرير أنه جاء من جهته كتاب مزور ببايعته معاوية وال أعلم بصحته ولا بلغ ذلك عليا فاتمه وكتب له أن يغزو أهل خربتا الذين‬
‫تلفوا عن البيعة فبعث إليه يعتذر إليه بأنم عدد كثي وهم وجوه الناس وكتب إليه إن كنت إنا أمرتن بذا لتختبن لنك اتمتن فابعث على عملك بصر غيي فبعث على علي إمرة مصر‬
‫الشتر النخعي فسار إليها الشتر النخعي فلما بلغ القلزم شرب شربة من عسل فكان فيها حتفه فبلغ ذلك أهل الشام فقالوا إن ل جندا من عسل فلما بلغ عليا مهلك الشتر بعث ممد بن‬
‫أب بكر على إمرة مصر وقد قيل وهو الصح إن عليا ول ممد بن أب بكر بعد قيس بن سعد فارتل قيس إل الدينة ث ركب هو وسهل بن حنيف إل علي فاعتذر إليه قيس بن سعد فعذره‬
‫علي وشهدا معه صفي كما سنذكره فلم يزل ممد بن أب بكر بصر قائم المر مهيبا بالديار الصرية حت كانت وقعة صفي وبلغ أهل مصر خب معاوية ومن معه من أهل الشام على قتال‬
‫أهل العراق وصاروا إل التحكيم فطمع أهل مصر ف ممد بن أب بكر واجترأوا عليه وبارزوه بالعداوة فكان من أمره ما سنذكره وكان عمر بن العاص قد بايع معاوية على القيام بطلب دم‬
‫عثمان وكان قد خرج من الدينة حي أرادوا حصره لئل يشهد مهلكه مع أنه كان متعتبا عليه بسبب عزله له عن ديار مصر وتوليته بدله عليها عبد ال بن سعد بن أب سرح فتسرح عن‬
‫الدينة علي تغضب فنل قريبا من الردن فلما قتل عثمان صار إل معاوية فبايعه على ما ذكرنا‬
‫فصل ف وقعة صفي‬
‫بي أهل العراق وبي أهل الشام‬
‫قد تقدم ما رواه المام أحد عن إساعيل بن علية عن أيوب عن ممد بن سيين أنه قال هاجت الفتنة وأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرات اللوف فلم يضرها منهم مائة بل ل‬
‫يبلغوا ثلثي وقال المام أحد حدثنا أمية بن خلد قال لشعبة إن ابا شيبة روى عن الكم عن عبد الرحن بن أب ليلى قال شهد صفي من أهل بدر سبعون رجل فقال كذب أبو شيبة وال لقد‬
‫ذاكرنا الكم ف ذلك فما وجدناه شهد صفي من أهل بدر غي خزية بن ثابت وقد قيل أنه شهدها من أهلي بدر سهل بن حنيف وكذا أبو أيوب النصاري قاله شيخنا العلمة ابن تيمية ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪254‬‬

‫كتاب الرد على الرافضة وروى ابن بطة باسناده عن بكي بن الشج أنه قال أما إن رجال من أهل بدر لزموا بيوتم بعد قتل عثمان فلم يرجوا إل إل قبورهم‬
‫وأما علي بن أب طالب رضي ال عنه فأنه لا فرغ من وقعة المل ودخل البصرة وشيع أم الؤمني عائشة لا أرادت الرجوع إل مكة سار من البصرة إل الكوفة قال ابو الكنود عبد الرحن بن‬
‫عبيد فدخلها علي يوم الثني لثنت عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وثلثي فقيل له انزل بالقصر البيض فقال ل إن عمر بن الطاب كان يكره نزوله فأنا أكرهه لذلك فنل ف الرحبة‬
‫وصلى ف الامع العظم ركعتي ث خطب الناس فحثهم على الي وناهم عن الشر ومدح أهل الكوفة ف خطبته هذه ث بعث إل جرير بن عبد ال وكان على هذان من زمان عثمان وإل‬
‫الشعث بن قيس وهو على نيابة أذربيجان من زمان عثمان أن يأخذا البيعة على من هنالك من الرعايا ث يقبل إليه ففعل ذلك فلما أراد علي رضي ال عنه أن يبعث إل معاوية رضي ال عنه‬
‫يدعوه إل بيعته قال جرير بن عبد ال أنا أذهب إليه يا أمي الؤمني فأن بين وبينه ودا فآخذ لك منه البيعة فقال الشتر ل تبعثه يا أمي الؤمني فأن أخشى أن يكون هواه معه فقال علي دعه‬
‫وبعثه وكتب معه كتابا إل معاوية يعلمه باجتماع الهاجرين والنصار على بيعته ويبه با كان ف وقعة المل ويدعوه إل الدخول فيما دخل فيه الناس فلما انتهى إليه جرير بن عبد ال أعطاه‬
‫الكتاب فطلب معاوية عمرو بن العاص ورؤس أهل الشام فاستشارهم فأبوا أن يبايعوا حت يقتل قتلة عثمان أو أن يسلم إليهم قتلة عثمان وإن ل يفعل قاتلوه ول يبايعوه حت يقتل عثمان بن‬
‫عفان رضي ال عنه فرجع جرير إل علي فأخبه با قالوا فقال الشتر يا أمي الؤمني أل أنك أن تبعث جريرا فلو كنت بعثتن لا فتح معاوية بابا إل أغلقته فقال له جرير لو كنت ث لقتلوك‬
‫بدم عثمان فقال الشتر وال لو بعثن ل يعنن جواب معاوية ولعجلنه عن الفكرة ولو أطاعن قبل لبسك وأمثالك حت يستقيم أمر هذه المة فقام جرير مغضبا وأقام بقرقيسيا وكتب إل‬
‫معاوية يبه با قال وما قيل له فكتب إليه معاوية يأمره بالقدوم عليه وخرج أمي الؤمني علي بن أب طالب من الكوفة عازما على الدخول إل الشام فعسكر بالنخيلة واستخلف على الكوفة‬
‫ابا مسعود عقبة ابن عامر البدري النصاري وكان قد أشار عليه جاعة بأن يقيم بالكوفة ويبعث النود وأشار آخرون أن يرج فيهم بنفسه وبلغ معاوية أن عليا قد خرج بنفسه فاستشار‬
‫عمرو بن العاص فقال له اخرج أنت أيضا بنفسك وقام المل ول يبق مع على إل شرذمة قليلة من الناس من قتل وقد قتل عمرو بن العاص ف الناس فقال إن صناديد أهل الكوفة والبصرة قد‬
‫تفانوا يوم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪255‬‬

‫الليفة أمي الؤمني عثمان بن عفان فال ال ف حقكم أن تضيعوه وف دمكم أن تطلوه وكتب إل أجناد الشام فحضروا وعقدت اللوية والرايات للمراء وتيأ أهل الشام وتأهبواوخرجوا‬
‫ايضا إل نو الفرات من ناحية صفي حيث يكون مقدم علي بن أب طالب رضي ال عنه وسار علي رضي ال عنه بن معه من النود من النخيلة قاصدا ارض الشام قال أبو إسرائيل عن‬
‫الكم ابن عيينة وكان ف جيشه ثانون بدريا ومائة وخسون من بايع تت الشجرة رواه ابن ديزيل وقد اجتاز ف طريقه براهب فكان من أمره ما ذكره السي بن ويزيل ف كتابه فيما رواه‬
‫عن يي ابن عبد ال الكرابيسي عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد حدثن مسلم العور عن حبة العرن قال لا أتى على الرقة نزل بكان يقال له البلبخ على جانب الفرات فنل إليه‬
‫راهب من صومعته فقال لعلي إن عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مري عليهما السلم أعرضه عليك فقال علي نعم فقرأ الراهب الكتاب‬
‫بسم ال الرحن الرحيم الذي قضى فيما قضى وسطر فيما سطر وكتب فيما كتب أنه باعث ف الميي رسول منهم يعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم ويدلم على سبيل ال ل فظ ول غليظ‬
‫ول صخاب ف السواق ول يزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح أمته المادون الذين يمدون ال على كل شرف وف كل صعود وهبوط تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبي وينصره ال‬
‫على كل من ناوأه فإذا توفاه ال اختلفت أمته ث اجتمعت فلبثت بذلك ما شاء ال ث اختلفت ث ير رجل من أمته بشاطىء هذا الفرات يأمر بالعروف وينهى عن النكر ويقضي بالق ول‬
‫ينكس الكم الدنيا أهون عليه من الرماد أو قال التراب ف يوم عصفت فيه الريح والوت أهون عليه من شرب الاء ياف ال ف السر وينصح ف العلنية ول ياف ف ال لومة لئم فمن‬
‫أدرك ذلك النب من أهل البلد فآمن به كان ثوابه رضوان والنة ومن أدرك ذلك العبد الصال فلينصره فأن القتل معه شهادة ث قال لعلي فأنا أصاحبك فل أفارقك حت يصيبن ما أصابك‬
‫فبكى علي ث قال المد ل الذي ل يعلن عنده نسيا منسيا والمد ل الذي ذكرن عنده ف كتب البرار فمضى الراهب معه وأسلم فكان مع علي حت أصيب يوم صفي فلما خرج الناس‬
‫يطلبون قتلهم قال علي اطلبوا الراهب فوجدوه قتيل فلما وجدوه صلى عليه ودفنه واستغفر له وقد بعث على بي يديه زياد بن النضر الارثي طليعة ف ثانية آلف ومعه شريح بن هان ف‬
‫أربعة آلف فساروا ف طريق بي يديه غي طريقه وجاء علي فقطع دجلة من جسر منبج وسارت القدمتان فبلغهم أن معاوية ركب ف أهل الشام ليلتقي أمي الؤمني عليا فهموا بلقياه فخافوا‬
‫من قلة عددهم بالنسبة إليه فعدلوا عن طريقهم وجاؤا ليعبوا من عانات فمنعهم أهل عانات فساروا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪256‬‬

‫فعبوا من هيت ث لقوا عليا وقد سبقهم فقال علي مقدمت تأت من ورائي فاعتذروا إليه با جرى لم فعذرهم ث قدمهم أمامه إل معاوية بعد أن عب الفرات فتلقاهم أبو العور عمرو بن‬
‫سفيان السلمى ف مقدمة أهل الشام فتواقفوا ودعاهم زياد بن النضر أمي مقدمة أهل العراق إل البيعة فلم ييبوه بشيء فكتب إل علي بذلك فبعث إليهم على الشتر النخعي أميا وعلى‬
‫ميمنته زياد وعلى ميسرته شريح وأمره أن ل يتقدم إليهم بقتال حت يبدءوه بالقتال ولكن ليدعهم إل البيعة مرة بعد مرة فان امتنعوا فل يقاتلهم حت يقاتلوه ول يقرب منهم قرب من يريد‬
‫الرب ول يبتعد منهم ابتعاد من يهاب الرجال ولكن صابرهم حت آتينك فأنا حثيت السي وراءك إن شاء ال فتحاجزوا يومهم ذلك فلما كان آخر النهار حل عليهم أبو العور السلمى‬
‫وبعث معه بكتاب المارة علىالقدمة مع الارث بن جهمان العفي فلما قدم الشتر على القدمة امتثل ما أمره به علي فتواقف هو ومقدمة معاوية وعليها أبو العور السلمي فثبتوا له‬
‫واصطبوا لم ساعة ث انصرف أهل الشام عند الساء فلما كان الغد تواقفوا ايضا وتصابروا فحمل الشتر فقتل عبد ال بن النذر التنوخي وكان من فرسان أهل الشام قتله رجل من أهل‬
‫العراق يقال له ظبيان بن عمارة التميمي فعند ذلك حل عليهم أبو العور بن معه فتقدموا إليهم وطلب الشتر من أب العور أن يبارزه فلم يبه أبو العور إل ذلك وكأنه رآه غي كفء له‬
‫ف ذلك وال أعلم وتاجز القوم عن القتال عند إقبال الليل من اليوم الثان فلما كان صباح اليوم الثالث أقبل علي رضي ال عنه ف جيوشه وجاء معاوية رضي ال عنه ف جنوده فتواجه‬
‫الفريقان وتقابل الطائفتان فبال الستعان فتواتفوا طويل وذلك بكان يقال له صفي وذلك ف أوائل ذي الجة ث عدل علي رضي ال عنه فارتاد ليشه منل وقد كان معاوية سبق بيشه‬
‫فنلوا على مشرعة الاء ف أسهل موضع وأفسحه فلما نزل على نزل بعيدا من الاء وجاء سرعان أهل العراق ليدوا من الاء فمنعهم أهل الشام فوقع بينهم مقاتلة بسبب ذلك وقد كان‬
‫معاوية وكل علي الشريعة أبا لعور السلمي وليس هناك مشرعة سواها فعطش أصحاب علي عطشا شديدا فبعث علي الشعث بن قيس الكندي ف جاعة ليصلوا إل الاء فمنعهم اولئك‬
‫وقال موتوا عطشا كما منعتم عثمان الاء فتراموا بالنبل ساعة ث تطاعنوا بالرماح أخرى ث تقاتلوا بالسيوف بعد ذلك كله وأمد كل طائفة أهلها حت جاء الشتر النخعي من ناحية العراقيي‬
‫وعمرو بن العاص من ناحية الشاميي واشتدت الرب بينهم أكثر ما كانت وقد قال رجل من أهل العراق وهو عبد ال بن عوف بن الحر الزدي وهو يقاتل ‪ ...‬خلوا لنا ماء الفرات‬
‫الاري ‪ ...‬أو أثبتوا بحفل جرار ‪ ...‬لكل قرم مشرب تيار ‪ ...‬مطاعن برمه كرار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪257‬‬

‫‪ ...‬ضراب هامات العدي مغوار‬


‫ث ما زال أهل العراق يكشفون الشاميي عن الاء حت أزاحوهم وخلوا بينهم وبينه ث اصطلحوا على الورود حت صاروا يزدحون ف تلك الشريعة ل يكلم أحد أحدا ول يؤذي إنسان إنسانا‬
‫وف رواية أن معاوية لا أمر ابا لعور بفظ الشريعة وقف دونا برماح مشرعة وسيوف مسللة وسهام مفوقة وقسى موترة فجاءأصحاب علي عليا فشكوا إليه ذلك فبعث صعصعة بن صوحان‬
‫إل معاوية يقول له إناجئنا كافي عن قتالكم حت نقيم عليكم الجة فبعثت إلينا مقدمتك فقاتلتنا قبل أن نبدأكم ث هذه أخرى قد منعونا الاء فلما بلغه ذلك قال معاوية للقوم ماذا يريدون‬
‫فقال عمر وخل بينهم وبينه فليس من النصف أن نكون رياني وهم عطاش وقال الوليد دعهم يذوقوا من العطش ما أذاقوا أمي الؤمني عثمان حي حصروه ف داره ومنعوه طيب الاء والطعام‬
‫أربعي صباحا وقال عبد ال بن سعد بن أب سرج امنعهم الاء إل الليل فلعلهم يرجعون إل بلدهم فسكت معاوية فقال له صعصعة بن صوحان ماذا جوابك فقال سيأتيكم رأيي بعد هذا فلما‬
‫رجع صعصعة فأخب الب ركب اليل والرجال فما زالوا حتىأزاحوهم عن الاء ووردوه قهرا ث اصطلحوا فيما بينهم على ورود الاء ول ينع أحد أحدا منه وأقام على يومي ل يكاتب‬
‫معاوية ول يكاتبه معاوية ث دعا على بشي بن عمرو النصاري وسعيد بن قيس المذان وشبيث بن ربعي السهمي فقال إيتوا هذا الرجل فادعوه إل الطاعة والماعة واسعوا ما يقول لكم‬
‫فلما دخلوا علي معاوية قال له بشي بن عمرو يا معاوية إن الدنيا عنك زائلة وإنك راجع إل الخرة وال ماسبك بعملك ومازيك با قدمت يداك وإن أنشدك ال أن تفرق جاعة هذه المة‬
‫وأن تسفك دماءها بينها فقال له معاوية هل أوصيت بذلك صاحبكم فقال له إن صاحب أحق هذه البية بالمر ف فضله ودينه وسابقته وقرابته وإنه يدعوك إل مبايعته فأنه اسلم لك ف ديناك‬
‫وخي لك ف آخرتك فقال معاوية ويطل دم عثمان ل وال ل أفعل ذلك أبدا ث أراد سعيد بن قيس المدان أن يتكلم فبدره شبيث بن ربعي فتكلم قبله بكلم فيه غلظة وجفاء ف حق معاوية‬
‫فزجره معاوية وزبره ف افتياته على من هو أشرف منه وكلمه با ل علم له به ث أمر بم فأخرجوا من بي يديه وصمم على القيام بطلب دم عثمان الذي قتل مظلوما فعند ذلك نشبت الرب‬
‫بينهم وأمر علي بالطلئع والمراء أن تتقدم للحرب وجعل على يؤمر على كل قوم من الرب أميا فمن أمرائه علىالرب الشتر النخعي وهو أكب من كان يرج للحرب وحجر بن عدي‬
‫وشبيث بن ربعي وخالد بن العتمر وزياد بن النضر وزياد بن حفصة وسعيد بن ايس ومعقل بن قيس وقيس بن سعد وكذلك كان معاوية يبعث على الرب كل يوم أميا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪258‬‬

‫فمن أمرائه عبد الرحن بن خالد بن الوليد وأبو العور السلمي وحبيب بن مسلم وذو الكلع الميي وعبيد ال بن عمر بن الطاب وشرحبيل بن السمط وحزة بن مالك المدان وربا‬
‫اقتتل الناس ف اليوم مرتي وذلك ف شهر ذي الجة بكماله وحج بالناس ف هذه السنة عبد ال ابن عباس عن أمر علي له بذلك فلما انسلخ ذوالجة ودخل الحرم تداعى الناس للمتاركة‬
‫لعل ال أن يصلح بينهم على أمر يكون فيه حقن دمائهم فكان ما سنذكره‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثي‬
‫استهلت هذه السنة وأمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه متواقف هو ومعاوية بن أب سفيان رضي ال عنه كل منهما ف جنوده بكان يقال له صفي بالقرب من الفرات شرقي بلد‬
‫الشام وقد اقتتلوا ف مدة شهر ذي الجة كل يوم وف بعض اليام ربا اقتتلوا مرتي وجرت بينهم حروب يطول ذكرها والقصود أنه لا دخل شهر الحرم تاجز القوم رجاء أن يقع بينهم‬
‫مهادنة وموادعة يؤول أمرها إل الصلح بي الناس وحقن دمائهم فذكر ابن جرير من طريق هشام عن أب منف مالك حدثن سعيد بن الجاهد الطائي عن مل بن خليفة أن عليا بعث عدي بن‬
‫حات ويزيد ابن قيس الرحب وشبيث بن ربعي وزياد بن حفصة إل معاوية فلما دخلوا عليه وعمرو بن العاص إل جانبه قال عدي بعد حد ال والثناء عليه أما بعد يا معاوية فأنا جئناك ندعوك‬
‫إل أمر يمع ال به كلمتنا وأمرنا وتقن به الدماء ويأمن به السبل ويصلح ذات البي إن ابن عمك سيد السلمي أفضلها سابقة وأحسنها ف ألسلم أثرا وقد استجمع له الناس وقد أرشدهم‬
‫ال بالذي رأوا فلم يبق أحد غيك وغي من معك من شيعتك فانته يا معاوية ل يصبك ال وأصحابك مثل يوم المل فقال له معاوية كأنك إنا جئت مهددا ول تأت مصلحا هيهات وال يا‬
‫عدي كل وال إن لبن حرب ل يقعقع ل بالشنان أما وال إنك لن الجلبي علي ابن عفان وإنك لن قتلته وإن لرجو أن تكون من يقتله ال به وتكلم شبيث بن ربعي وزياد بن حفصة‬
‫فذكرا من فضل علي وقال اتق ال يا معاوية ول تالفه فأنا وال ما رأينا رجل قط أعمل بالتقوى ول أزهد ف الدنيا ول أجع لصال الي كلها منه فتكلم معاوية فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أما بعد فانكم دعوتون إل الماعة والطاعة فأما الماعة فمعنا هي وأما الطاعة فكيف أطيع رجل أعان على قتل عثمان وهو يزعم أنه ل يقتله ونن ل نرد ذلك عليه ول نتهمه به ولكنه آوى‬
‫قتلته فيدفعهم إلينا حت نقتلهم ث نن نيبكم إل الطاعة والماعة فقال له شبيث بن ربعي أنشدك ال يا معاوية لو تكنت من عمار أكنت قاتله بعثمان قال معاوية لو تكنت من ابن سية ما‬
‫قتلته بعثمان ولكن كنت قتلته بغلم عثمان فقال له شبيث بن ربعي وإله الرض والسماء ل تصل إل قتل عمار حت تندر الرؤس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪259‬‬

‫عن كواهلها ويضيق فضاء الرض ورحبها عليك فقال معاوية ولو قد كان ذلك كانت عليك أضيق وخرج القوم من بي يديه فذهبوا إل علي فأخبوه با قال وبعث معاوية حبيب بن مسلمة‬
‫الفري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الخنس إل علي فدخلوا عليه فبدأ حبيب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فأن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا عمل بكتاب ال وثبت‬
‫لمر ال فاستثقلتم حياته واستبطأت وفاته فعدوت عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلته إن زعمت أنك ل تقتله ث اعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم فيول الناس أمرهم من جع عليه رأيهم‬
‫فقال له علي وما أنت ل أم لك وهذا المر وهذا العزل فاسكت فأنك لست هناك ول بأهل لذاك فقال له حبيب أما وال لترين حيث تكره فقال له علي وما أنت ولو أجلبت بيلك‬
‫ورجلك ل أبقى ال عليك إن أبقيت اذهب فصعد وصوب ما بدا لك ث ذكر أهل السي كلما طويل جرى بينهم وبي علي وف صحة ذلك عنهم وعنه نظر فإن ف مطاوي ذلك الكلم من‬
‫علي ما ينتقص فيه معاوية وأباه وإنم انا دخلوا ف السلم ول يزال ف تردد فيه وغي ذلك وإنه قال ف غبون ذلك ل أقول إن عثمان قتل مظلوما ول ظالا فقالوا نن نبأ من ل يقل إن‬
‫عثمان قتل مظلوما وخرجوا من عنده فقال علي إنك ل تسمع الوتى ول تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بادي العمي عن ضللتهم إن تسمع إل من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون‬
‫ث قال لصحابه ل يكن هؤلء أول بالد ف ضللتهم منكم بالد ف حقكم وطاعة نبيكم وهذا عندي ل يصح عن علي رضي ال عنه‬
‫وروى ابن ديزيل من طريق عمرو بن سعد بأسناده أن قراء أهل العراق وقراء أهل الشام عسكروا ناحية وكانوا قريبا من ثلثي ألفا وأن جاعة من قراء العراق منهم عبيده السلمان وعلقمة‬
‫بن قيس وعامر بن عبد قيس وعبد ال بن عتبة بن مسعود وغيهم جاؤا معاوية فقالوا له ما تطلب قال أطلب بدم عثمان قالوا فمن تطلب به قال عليا قالوا أهو قتله قال نعم وآوى قتلته‬
‫فانصرفوا إل علي فذكروا له ما قال فقال كذب ل أقتله وأنتم تعلمون أن ل أقتله فرجعوا إل معاوية فقال إن ل يكن قتله بيده فقد أمر رجال فرجعوا إل علي فقال وال ل قتلت ول أمرت‬
‫ول ماليت فرجعوا فقال معاوية فان كان صادقا فليقدنا من قتلة عثمان فانم ف عسكره وجنده فرجعوا فقال علي تأول القوم عليه القرآن ف فتنة ووقعت الفرقه لجلها وقتلوه ف سلطانه‬
‫وليس ل عليهم وسبيل فرجعوا إل معاوية فأخبوه فقال إن كان المر عل ما يقول فماله أنفذ المر دوننا من غي مشورة منا ول من ها هنا فرجعوا إل علي فقال علي إنا الناس مع‬
‫الهاجرين والنصار فهم شهود الناس على وليتهم وأمر دينهم ورضوا وبايعون ولست أستحل‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪260‬‬

‫أن أدع مثل معاوية يكم على المة ويشق عصاها فرجعوا إل معاوية فقال ما بال من هاهنا من الهاجرين والنصار ل يدخلوا ف هذا المر فرجعوا فقال علي إنا هذا للبدريي دون غيهم‬
‫وليس على وجه الرض بدرى إل وهو معي وقد بايعن وقد رضي فل يغرنكم من دينكم وأنفسكم قال فأقاموا يتراسلون ف ذلك شهر ربيع الخر وجاديي ويقرعون ف غبون ذلك القرعة‬
‫بعد القرعة ويزحف بعضهم على بعض ويجز بينهم القراء فل يكون قتال قال فقرعوا ف ثلثة أشهر خسة وثاني قرعة قال وخرج أبو الدرداء وأبو أمامة فدخل على معاوية فقال له يا‬
‫معاوية على م تقاتل هذا الرجل فوال إنه أقدم منك ومن أبيك إسلما وأقرب منك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأحق بذا المر منك فقال أقاتله على دم عثمان وإنه آوى قتلته فاذهبا‬
‫إليه فقول له فليقدنا من قتلة عثمان ث أنا أول من بايعه من أهل الشام فذهبا إل علي فقال له ذلك فقال هؤلء الذين تريان فخرج خلق كثي فقالوا كلنا قتلة عثمان فمن شاء فليمنا قال‬
‫فرجع أبو الدرداء وأبو أمامة فلم يشهدا لم حربا وقال عمرو بن سعد باسناده حت إذا كان رجب وخشي معاوية أن تبايع القراء كلهم عليا كتب ف سهم من عبد ال الناصح يا معشر أهل‬
‫العراق إن معاوية يريد أن يفجر عليكم الفرات ليغرقكم فخذوا حذركم ورمى به ف جيش أهل العراق فأخذه الناس فقرؤه وتدثوا به وذكروه لعلي فقال إن هذا مال يكون ول يقع وشاع‬
‫ذلك وبعث معاوية مائت فاعل يفورن ف جنب الفرات وبلغ الناس ذلك فتشوش أهل العراق من ذلك وفزعوا إل علي فقال ويكم إنه يريد خديعتكم ليزيلكم عن مكانكم هذا وينل فيه‬
‫لنه خي من مكانه فقالوا ل بد من أن نلي عن هذا الوضع فارتلوا منه وجاء معاوية فنل بيشه وكان على آخر من ارتل فنل بم وهو يقول ‪ ...‬فلو أن أطعت عصمت قومي ‪ ...‬إل‬
‫‪ ...‬ركن اليمامه أوشآم ‪ ...‬ولكن إذا أبرمت أمرا ‪ ...‬يالفه الطغام بنو الطغام‬
‫قال فأقاموا إل شهر ذي الجة ث شرعوا ف القاتله فجعل على يؤمر على الرب كل يوم رجل وأكثر من كان يؤمر الشتر وكذلك معاوية يؤمر كل يوم أميا فاقتتلوا شهر ذي الجة‬
‫بكماله وربا اقتتلوا ف بعض اليام مرتي قال ابن جرير رحه ال ث ل تزل الرسل تتردد بي على ومعاوية والناس كافون عن القتال حت انسلخ الحرم من هذه السنة ول يقع بينه صلح فأمر‬
‫علي ابن أب طالب يزيد بن الارث الشمي فنادى أهل الشام عند غروب الشمس أل إن أمي الؤمني يقول لكم إن قد أستأ نيتكم لتراجعوا الق وأقمت عليكم الجة فلم تيبوا وإن قد‬
‫نبذت إليك على سواء إن ال ل يب الائني ففزع أهل الشام إل امرائهم فأعلموهم با سعوا النادى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪261‬‬

‫ينادى فنهض عند ذلك معاوية وعمرو فعبيا اليش ميمنة وميسرة وبات على يعب جيشه من ليلته فجعل علي خيل أهل الكوفة الشتر النخعي وعلى رجالتهم عمار بن ياسر وعلى خيل أهل‬
‫البصرة سهل بن حنيف وعلى رجالتهم قيس بن سعد وهاشم بن عتبة وعلى قرائهم سعد بن فدكى التميمي وتقدم على إل الناس أن ل يبدأوا واحدا بالقتال حت يبدأ أهل الشام وأنه ل‬
‫يذفف على جريح ول يتبع مدبر ول يكشف ستر امرأة ول تان وإن شتمت امراء الناس وصلحاءهم وبرز معاوية صبح تلك الليلة وقد جعلت علي اليمنة ابن ذي الكلع الميي وعلى‬
‫اليسرة حبيب بن مسلمة الفهري وعلى القدمة أبا العور السلمي وعلى خيل دمشق عمرو بن العاص وعلى رجالتهم الضحاك بن قيس ذكره ابن جرير‬
‫وروى ابن ديزيل من طريق جابر العفي عن أب جعفر الباقر ويزيد بن السن بن علي وغيها قالوا لا بلغ معاوية سي علي سار معاوية نو علي واستعمل على مقدمته سفيان بن عمرو أبا‬
‫العور السلمي وعلى الساقة بسر بن أب أرطأة حت توافوا جيعا سائرين إل جانب صفي وزاد ابن الكلب فقال جعل علي القدمة أبا العور السلمي وعلى الساقة بسرا وعلى اليل عبد ال‬
‫بن عمر ودفع اللواء إل عبد الرحن بن خالد بن الوليد وجعل على اليمنة حبيب بن مسلمة وعلى رجالتها زيد بن زحر العنسي وعلى اليسرة عبد ال بن عمرو بن العاص وعلى رجالتها‬
‫حابس بن سعد الطائي وعلى خيل دمشق الضحاك بن قيس وعلى رجالتهم يزيد بن لبيد بن كرز البجلي وجعل على أهل حص ذال الكلع وعلى أهل فلسطي مسلمة بن ملد وقام معاوية‬
‫ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس وال ما أصبت الشام إل بالطاعة ول أضبط حرب أهل العراق إل بالصب ول أكابد أهل الجاز إل باللطف وقد تيأت وسرت لتمنعوا‬
‫الشام وتأخذوا العراق وسار القوم ليمنعوا العراق ويأخذوا الشام ولعمري أما للشام رجال العراق ول أموالا ول للعراق خبة أهل الشام ول بصائرها مع أن القوم وبعدهم اعدادهم وليس‬
‫بعدكم غيكم فإن غلبتموهم ل تغلبوا إل من أناتكم وإن غلبوكم غلبوا من بعدكم والقوم ل قوكم بكيد أهل العراق ورقة أهل اليمن وبصائر اهل الجاز وقسوة أهل مصر وإنا ينصر غدا‬
‫من ينصر اليوم استعينوا بال واصبوا إن ال مع الصابرين وقد بلغ عليا خطبة معاوية فقام ف أصحابه فحرضهم على الهاد ومدحهم بالصب وشجعهم بكثرتم بالنسبة إل أهل الشام قال‬
‫جابر العفي عن أب جعفر الباقر وزيد بن أنس وغيها قالوا سار على ف مائة وخسي ألفا من أهل العراق وأقبل معاوية ف نو منهم من أهل الشام وقال غيهم أقبل علي ف مائة ألف أو‬
‫يزيدون وأقبل معاوية ف مائة ألف وثلثي ألفا رواها ابن ديزيل ف كتابه وقد تعاقد جاعة من أهل الشام على أن ل يفروا فعقلوا أنفسهم بالعمائم وكان هؤلء خسة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪262‬‬

‫صفوف ومعهم ستة صفوف آخرين وكذلك أهل العراق كانو أحد عشر صفا أيضا فتواقفوا على هذه الصفة أول يوم من صفر وكان ذلك يوم الربعاء وكان أمي الرب يومئذ للعراقيي‬
‫الشتر النخعي وأمي الرب يومئذ للشاميي حبيب بن مسلمة فاقتتلوا ذلك اليوم قتال شديدا ث تراجعوا من آخر يومهم وقد انتصف بعضهم من بعض وتكافؤا ف القتال ث أصبحوا من الغد‬
‫يوم الميس وأمي حرب أهل العراق هاشم بن عتبة وأمي الشاميي يومئذ أبا العور السلمي فاقتتلوا قتال شديدا تمل اليل على اليل والرجال على الرجال ث تراجعوا من آخر يومهم وقد‬
‫صب كل من الفريقي للخر وتكافؤا ث خرج ف اليوم الثالث وهو يوم المعة عمار بن ياسر من ناحية أهل العراق وخرج إليه عمرو بن العاص ف الشاميي فاقتتل الناس قتال شديدا وحل‬
‫عمار على عمرو بن العاص فأزاله عن موقفه وبارز زياد بن النضر الارث وكان على اليالة رجل فلما تواقفا تعارفا فإذا ها أخوان من أم فانصرف كل واحد منهما إل قومه وترك صاحبه‬
‫وتراجع الناس من العشى وقد صب كل فريق لصاحبه وخرج ف اليوم الرابع وهو يوم السبت ممد بن علي وهو ابن النفية ومعه جع عظيم فخرج إليه ف كثي من جهة الشاميي عبيد ال بن‬
‫عمر فاقتتل الناس قتال شديدا وبرز عبيد ال بن عمر فطلب من ابن النفية أن يبز إليه فبز إليه فلما كادا أن يقتربا قال علي من البارز قالوا ممد ابنك وعبيد ال فيقال إن عليا حرك دابته‬
‫وأمر ابنه أن يتوقف وتقدم إل عبيد ال فقال له تقدم إل قال له ل حاجة ل ف مبارزتك فقال بلى فقال ل فرجع عنه علي وتاجز الناس يومهم ذلك ث خرج ف اليوم الامس وهو يوم الحد‬
‫ف العراقيي عبد ال بن عباس وف الشاميي الوليد بن عقبة واقتتل الناس قتال شديدا وجعل الوليد ينال من ابن عباس فيما ذكره أبو منف ويقول قتلتم خليفتكم ول تنالوا ما طلبتم ووال إن‬
‫ال ناصرنا عليكم فقال له ابن عباس فابرز إل فأب عليه ويقال إن ابن عباس قاتل يومئذ قتال شديدا بنفسه رضي ال عنه ث خرج ف اليوم السادس وهو يوم الثني وعلى الناس من جهة‬
‫العراقيي قيس بن سعد ومن جهة أهل الشام بن ذي الكلع فاقتتلوا قتال شديدا ايضا وتصابروا ث تراجعوا ث خرج الشتر النخعي ف اليوم السابع وهو يوم الثلثاء وخرج إليه قرنه حبيب‬
‫بن مسلمة فاقتتلوا قتال شديدا ايضا ول يغلب أحد أحدا ف هذه اليام كلها قال أبو منف حدثن مالك بن أعي الهن عن زيد بن وهب أن عليا قال حت مت ل نناهض هؤلء القوم بأجعنا‬
‫ث قام ف الناس عشية الربعاء بعد العسر سر فقال المد ل الذي ل يبم ما نقض وما أبرم ل ينقضه الناقضون لو شاء ما اختلف اثنان من خلقه ول تنازعت المة ف شيء من أمره ول جحد‬
‫الفضول ذا الفضل فضله وقد ساقتنا وهؤلء القوم القدار وألقت بيننا ف هذا الكان فنحن من ربنا برأى ومسمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪263‬‬

‫فلو شاء لعجل النقمة وكان منه التعسي حت يكذب ال الظال ويعلم الق أين مصيه ولكنه جعل الدنيا دار العمال وجعل الخرة عنده هي دار القرار ليجزي الذين أساؤا با عملوا ويزي‬
‫الذين أحسنوا بالسن أل وأنكم لقوا القوم غدا فاطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلوة القرآن وأسألوا ال النصر والصب والقوة بالد والزم وكونوا صادقي قال فوثب الناس إل سيوفهم‬
‫ورماحهم ونبالم يصلحونا قال ومر بالناس وهم كذلك كعب بن جعل التغلب فرآى ما يصفون فجعل يقول ‪ ...‬أصبحت المة ف أمر عجب ‪ ...‬واللك مموع غدا لن غلب ‪ ...‬فقلت قول‬
‫‪ ...‬صادقا غي كذب ‪ ...‬إن غدا تلك أعلم العرب‬
‫قال ث أصبح علي ف جنوده قد عبأهم كما أراد وركب معاوية ف جيشه قد عبأهم كما أراد وقد أمر على كل قبيلة من أهل العراق أن تكفيه أختها من أهل الشام فتقاتل الناس قتال عظيما‬
‫ل يفر أحد من أحد ول يغلب أحد أحدا ث تاجزوا عند العشي وأصبح على فصل الفجر بغلس وباكر القتال ث استقبل أهل الشام فاستقبلوه بوجوههم فقال علي فيما رواه ابن منف عن‬
‫مالك بن أعي عن ريد بن وهب اللهم رب السقف الحفوظ الكفوف الذي جعلته سقفا لليل والنهار وجعلت فيه مرى الشمس والقمر ومنازل النجوم وجعلت فيه سبطا من اللئكة ل‬
‫يسأمون العبادة ورب الرض الت جعلتها قرارا للنام والوام والنعام وما ل يصى ما نرى ومال نرى من خلقك العظيم ورب الفلك الت تري ف البحر با ينفع الناس ورب السحاب‬
‫السخر بي السماء والرض ورب البحر السجور الحبط بالعال ورب البال الرواسي الت جعلتها للرض أوتادا وللخلق متاعا إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي والفساد وسددنا للحق‬
‫وإن أظهرتم علينا فارزقن الشهادة وجنب بقية أصحاب من الفتنة ث تقدم علي وهو ف القلب ف أهل الدينة وعلى ميمنتة يومئذ عبد ال بن بديل وعلى اليسرة عبد ال بن عباس وعلى‬
‫القراء عمار بن ياسر وقيس بن سعد والناس على راياتم فزحف بم إل القوم وأقبل معاوية وقد بايعه أهل الشام على الوت فتواقف الناس ف موطن مهول وأمر عظيم وحل عبد ال بن بديل‬
‫أمي ميمنة على علي ميسرة أهل الشام وعليها حبيب ابن مسلمة فاضطره حت ألأه إل القلب وفيه معاوية وقام عبد ال بن بديل خطيبا ف الناس يرضهم على القتال ويثهم على الصب‬
‫والهاد وحرض أمي الؤمني على الناس على الصب والثبات والهاد وحثهم على قتال أهل الشام وقام كل أمي ف أصحابه يرضهم وتل عليهم آيات القتال من أماكن متفرقة من القرآن‬
‫فمن ذلك قوله تعال إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا كأنم بنيان مرصوص ث قال قدموا الدارع وآخروا الاسر وعضوا على الضراس فأنه أنكى للسيوف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪264‬‬

‫عن الام وألبوا إل أطراف الرماح فأنه افوق للسنة وغضوا البصار فأنه اربط للجاش وأسكن للقلب وأميتوا الصوات فإنه أطرد للفشل وأول بالوقار راياتكم ل تيلوها ول نزيلوها ول‬
‫تعلوها إل بأيدي شجعانكم وقد ذكر علماء التاريخ وغيهم أن عليا رضي ال عنه بارز ف أيام صفي وقاتل وقتل خلقا حت ذكر بعضهم أنه قتل خسمائة فمن ذلك أن كريب بن الصباح‬
‫قتل أربعة من أهل العراق ث وضعهم تت قدميه ث نادى هل من مبارز فبز إليه على فتجاول ساعة ث ضربه علي فقتله ث قال علي هل من مبارز فبز إليه الارث بن وداعة الميي فقتله ث‬
‫برز إليه راود ابن الارث الكلعي فقتله ث برز إليه الطاع بن الطلب القيسي فقتله فتل علي قوله تعال والرمات قصاص ث نادى ويك يا معاوية ابرز إل ول تفن العرب بين وبينك فقال‬
‫له عمرو بن العاص اغتنمه فأنه قد أثخن بقتل هؤلء الربعة فقال له معاوية وال لقد علمت أن عليا ل يقهر قط وإنا أردت قتلى لتصيب اللفة من بعدي اذهب إليك فليس مثلي يدع‬
‫وذكروا أن عليا حل على عمرو بن العاص يوما فضربه بالريح فألقاه إل الرض فبدت سوءته فرجع عنه فقال له أصحابه مالك يا أمي الؤمني رجعت عنه فقال أتدرون ما هو قالوا ل قال‬
‫هذا عمرو بن العاص تلقان بسوءته نذكرن بالرحم فرجعت عنه فلما رجع عمرو إل معاوية قال له احد ال وأحد إسنك وقال إبراهيم بن السي بن ديزيل ثنا يي ثنا نصر ثنا عمرو بن شر‬
‫عن جابر العفي عن ني النصاري قال وال لكأن أسع عليا وهو يقول لصحابه يوم صفي أما تافون مقت ال حت مت ث انفتل إل القبله يدعو ث قال وال ما سعنا برئيس أصاب بيده ما‬
‫أصاب علي يومئذ إنه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خسمائة رجل يرج فيضرب بالسيف حت ينحن ث ييء فيقول معذرة إل ال وإليكم وال لقد همت أن أقلعه ولكن يجزن عنه أن‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل سيف إل ذو الفقار ول فت إل علي قال فيأخذه فيصلحه ث يرجع به وهذا إسناد ضعيف وحديث منكر وحدثنا يي ثنا ابن وهب أخبن‬
‫الليث عن يزيد بن حبيب أنه أخبه من حضر صفي مع علي ومعاوية قال ابن وهب وأخبن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن ربيعة بن لقيط قال شهدنا صفي مع علي ومعاوية قال‬
‫فمطرت السماء علينا دما عبيطا قال الليث ف حديثه حت أن كانوا ليأخذونه بالصحاف والنية قال ابن ليعة فتمتلى ونريقها وقد ذكرنا أن عبد ال بن بديل كسر اليسرة الت فيها حبيب بن‬
‫مسلمة حت أضافها إل القلب فأمر معاوية الشجعان أن يعاونوا حبيبا على الكرة وبعث إليه معاوية يأمره بالملة والكره على ابن بديل فحمل حبيب بن معه من الشجعان على ميمنة أهل‬
‫العراق فأزالوهم عن أماكنهم وانكشفوا عن أميهم حت ل يبق معه إل زهاء ثلثمائه وانفل بقية أهل العراق ول يبق مع على من تلك القبائل إل أهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪265‬‬


‫مكة وعليهم سهل بن حنيف وثبت ربيعة مع علي رضي ال عنه واقترب أهل الشام منه حت جعلت نبالم تصل إليه وتقدم إليه مول لبن أمية فاعترضه مول لعلي فقتله الموي وأقبل يريد‬
‫عليا وحوله بنوه السن السي وممد بن حنفية فلما وصل إل علي أخذه علي بيده فرفعه ث ألقاه على الرض فكسر عضده ومنكبه وابتدره السي وممد بأسيافهما فقتله فقال علي‬
‫للحسن ابنه وهو واقف معه ما منعك أن تصنع كما صنعا فقال كفيان أمره يا أمي الؤمني وأسرع إل علي أهل الشام فجعل على ل يزيده قربم منه سرعة ف مشيته بل هو سائر على هينته‬
‫فقال له ابنه السن يا أبة لو سعيت أكثر من مشيتك هذه فقال يا بن إن لبيك يوما لن يعدوه ول يبطىء به عنه السعي ول يعجل به إليه الشي إن أباك وال ما يبال وقع على الوت أو وقع‬
‫عليه ث إن عليا أمر الشتر النخعي أن يلحق النهزمي فيدهم فسار فأسرع حت استقبل النهزمي من العراق فجعل يؤنبهم ويوبهم ويرض القبائل والشجعان منهم على الكرة فجعل طائفة‬
‫تتابعه وآخرون يستمرون ف هزيتهم فلم يزل ذلك دأبة حت اجتمع عليه خلق عظيم من الناس فجعل ل يلقى قبيلة إل كشفها ول طائفة إل ردها حت انتهى إل أمي اليمنة وهو عبد ال بن‬
‫بديل ومعه نو ف ثلثمائة قد ثبتوا ف مكانم فسألوا عن أمي الؤمني فقالوا حي صال فالتفوا إليه فتقدم بم حت تراجع كثي من الناس وذلك ما بي صلة العصر إل الغروب واراد ابن بديل‬
‫أن يتقدم إل أهل الشام فأمره الشتر أن يثبت مكانه فأنه خي له فأب عليه ابن بديل وحل نو معاوية فلما انتهى إليه وجده واقفا أمام أصحابه وف يده سيفان وحوله كتائب أمثال البال فلما‬
‫اقترب ابن بديل تقدم إليه جاعة منهم فقتلوه وألقوه إل الرض قتيل وفر أصحابه منهزمي وأكثرهم مروح فلما انزم أصحابه قال معاوية لصحابه انظروا إل أميهم فجاؤا إليه فلم يعرفوه‬
‫فتقدم معاوية إليه فإذا هو عبد ال بن بديل فقال معاوية هذا وال كما قال الشاعر وهو حات الطائي ‪ ...‬أخو الرب إن عضت به الرب عضها ‪ ...‬وإن شرت يوما به الرب شرا ‪ ...‬ويمي‬
‫‪ ...‬إذا ما الوت كان لقاؤه ‪ ...‬كذلك ذو الشبال يمي إذا ما تأمرا ‪ ...‬كليث هزبر كان يمي ذماره ‪ ...‬رمته النايا سهمها فتقطرا‬
‫ث حل الشتر النخعي بن رجع معه من النهزمي فصدق الملة حت خالط الصفوف المسة الذين تعاقدوا أن ل يفروا وهم حول معاوية فخرق منهم أربعة وبقي بينه وبي معاوية صف قال‬
‫الشتر فرأيت هول عظيما وكدت أن أفر فما ثبتن إل قول ابن الطنابة وهي أمه من بلقي وكان هو من النصار وهو جاهلي ‪ ...‬أبت ل عفت وأب بلئي ‪ ...‬وإقدامي على البطل الشيح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪266‬‬

‫‪ ...‬وإعطائى على الكروه مال ‪ ...‬وضرب هامة الرجل السميح ‪ ...‬وقول كلما جشأت وجاشت ‪ ...‬مكانك تمدي أو تستريي‬
‫قال فثبت ونظر معاوية إل عمرو بن العاص فقال اليوم صب وعذا وإذا فخر فقال له عمرو صدقت قال معاوية فأصبت خي الدنيا وأنا أرجو أن أصيب خي ألخرة ورواه ممد بن إسحاق‬
‫عن عبد ال بن أب بكر عن عبد الرحن بن حاطب عن معاوية وبعث معاوية إل خالد بن العتمر وهو أمي اليالة لعلي فقال له اتبعن على ما أنت عليه ولك إمرة العراق فطمع فيه فلما ول‬
‫معاوية وله العراق فلم يصل إليها خالد رحه ال ث إن عليا لا رأى اليمنة قد اجتمعت رجع إل الناس فأنب بعضهم وعذر بعضهم وحرض الناس وثبتهم ث تراجع أهل العراق فاجتمع شلهم‬
‫ودارت رحى الرب بينهم وجالوا ف الشاميي وصالوا وتبارز الشجعان فقتل خلق كثي من العيان من الفريقي فإنا ل وإنا إليه راجعون وقيل من قتل ف هذا اليوم عبيد ال بن عمر بن‬
‫الطاب من الشاميي واختلفوا فيمن قتله من العراقيي وقد ذكر إبراهيم بن السي بن ديزيل أن عبيد ال لا خرج يومئذ أميا على الرب أحضر أمرأتيه أساء بنت عطارد بن حاجب‬
‫التميمي وبرية بنت هانء بن قبيصة الشيبان فوقفتا وراءه ف راحلتي لينظرا إل قتاله وشجاعته وقوته فواجهته من جيش العراقيي ربيعة الكوفة وعليهم زياد بن حفصة التميمى فشدوا عليه‬
‫شدة رجل واحد فقتلوه بعد ما انزم عنه أصحابه ونزلت ربيعة فضربوا لميهم خيمة فبقي طنب منها ل يدوا له وتدا فشدوه برجل عبيد ال وجاءت أمرأتاه يولولن حت وقفتا عليه وبكتا‬
‫عنده وشفعت امرأته برية إل المي فأطلقه لما فاحتملتاه معهما ف هودجهما وقتل معه ايضا ذو الكلع قال الشعب ففي مقتل عبيد ال بن عمر يقول كعب بن جعل التغلب ‪ ...‬أل إنا‬
‫تبكى العيون لفارس ‪ ...‬بصفي ولت خيله وهو واقف ‪ ...‬تبدل من أساء أسياف وائل ‪ ...‬وكان فت لو أخطأته التالف ‪ ...‬تركن عبيد ال بالقاع ثاويا ‪ ...‬تسيل دماه والعروق نوازف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪267‬‬

‫ينوء ويغشاه شآبيب من دم ‪ ...‬كما لح من جيب القميص الكفائف ‪ ...‬وقد صبت حول ابن عم ممد ‪ ...‬لدى الوت أرباب الناقب شارف ‪ ...‬فما برحوا حت رآى ال صبهم ‪ ...‬وحت‬
‫‪ ...‬رقت فوق الكف الصاحف ‪ ...‬وزاد غيه فيها ‪ ...‬معاوي ل تنهض بغي وثيقة ‪ ...‬فأنك بعد اليوم بالذل عارف‬
‫وقد أجابه أبو جهم السدي بقصيدة فيها أنواع من الجاء تركناها قصدا‬
‫وهذا مقتل عمار بن ياسر رضي ال عنه مع أمي الؤمني على بن أب طالب قتله أهل الشام‬
‫وبان وظهر بذلك سر ما أخب به الرسول صلى ال عليه وسلم من أنه تقتله الفئة الباغية وبان بذلك أن عليا مق وأن معاوية باغ وما ف ذلك من دلئل النبوة ذكر ابن جرير من طريق أب‬
‫منف حدثن مالك ابن أعي الهن عن زيد بن وهب الهن أن عمارا قال يومئذ من يبتغي رضوان ربه ول يلوي إل مال ول ولد قال فأتته عصابة من الناس فقال أيها الناس اقصدوا بنا نو‬
‫هؤلء القوم الذين يبتغون دم عثمان ويزعمون أنه قتل مظلوما وال ما قصدهم الذ بدمه ول الخذ بثأره ولكن القوم ذاقوا الدنيا واستحلوها واستمروا الخرة فقلوها وعلموا أن الق إذا‬
‫لزمهم حال بينهم وبي ما يتمرغون فيه من دنياهم وشهواتم ول يكن للقوم سابقة ف السلم يستحقون با طاعة الناس لم ول الولية عليهم ول تكنت من قلوبم خشية ال الت تنع من‬
‫تكنت من قلبه عن نيل الشهوات وتعقله عن إرادة الدنيا وطلب العلو فيها وتمله على اتباع الق واليل إل أهله فخدعوا أتباعهم بقولم إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة ملوكا‬
‫وتلك مكيدة بلغوا با ما ترون ولول ذلك ما تبعهم من الناس رجلن ولكانوا أذل وأخس وأقل ولكن قول الباطل له حلوة ف أساع الغافلي فسيوا إل ال سيا جيل واذكروا ذكرا كثيا‬
‫ث تقدم فلقيه عمرو بن العاص وعبيد ال بن عمر فلمهما وأنبهما ووعظمها وذكروه من كلمه لما ما فيه غلظة ال فال أعلم‬
‫وقال المام أحد حدثنا ممد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة سعت عبد ال بن سلمة يقول رأيت عمارا يوم صفي شيخا كبيا آدم طوال أخذ الربة بيده ويده ترعد فقال والذي نفسي‬
‫بيده لقد قاتلت بذه الراية مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربونا حت يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الق وأنم على‬
‫الضللة وقال المام أحد حدثنا ممد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج حدثن شعبة سعت قتادة يدث عن أب نضرة قال حجاج سعت أبا نضرة عن قيس بن عباد قال قلت لعمار بن ياسر أرايت‬
‫قتالكم مع علي رأيا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪268‬‬

‫رأيتموه فإن الرأي يطى ويصيب أو عهد عهده إليكم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ما عهد إلينا رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا ل يعهده إل الناس كافة وقد رواه مسلم من‬
‫حديث شعبة وله تام عن عمار عن حذيفة ف النافقي‬
‫وهذا كما ثبت ف الصحيحي وغيها عن جاعة من التابعي منهم الارث بن سويد وقيس ابن عبادة وأبو جحيفة وهب بن عبد ال السوائي ويزيد بن شريك وأبو حسان الجرد وغيهم أن‬
‫كل منهم قال قلت لعلي هل عندكم شيء عهده إليكم رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يعهده إل الناس فقال ل والذي فلق البة وبرأ النسمة إل فهما يؤتيه ال عبدا ف القرآن وما ف هذه‬
‫الصحيفة قلت وما ف هذه الصحيفة فإذا فيها العقل وفكاك السي وأن ل يقتل مسلم بكافر وأن الدينة حرم ما بي ثبي إل ثور‬
‫وثبت ف الصحيحي أيضا من حديث العمش عن أب وائل عن سفيان بن مسلم عن سهل بن حنيف أنه قال يوم صفي يا أيها الناس اتموا الرأي علىالدين فلقد رأيتن يوم أب جندل ولو‬
‫أقدر لرددت على رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره ووال ما حلنا سيوفنا على عواتقنا منذ أسلمنا المر يقطعنا إل أسهل ؟ إل أمر نعرفه غي أمرنا هذا فأنا ل نسد منه خصما إل انفتح لنا‬
‫غيه ل ندري كيف نبال له‬
‫وقال أحد حدثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أب ثابت عن اب البختري قال قام عمار يوم صفي فقال إيتون بشربة لب فأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال آخر شربة تشربا من الدنيا‬
‫تشربا يوم تقتل وقال المام أحد حدثنا عبد الرحن عن سفيان عن حبيب عن أب البختري أن عمارا أتى بشربة لب فضحك وقال إن رسول ال قال ل آخر شراب أشربه لب حي أموت‬
‫وقال إبراهيم بن السي بن ديزيل ثنا يي بن نصر ثنا عمرو بن شر عن جابر العفي قال سعت الشعب عن الحنف بن قيس قال ث حل عمار بن ياسر عليهم فحمل عليه ابن جوى‬
‫السكسكي وأبو الغادية الفزاري فأما أبو الغادية فطعنه وأما ابن جوى فاحتز رأسه وقد كان ذو الكلع سع قول عمرو بن العاص يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمار بن ياسر‬
‫تقتلك الفئة الباغية وآخر شربة تشربا صاع لب فكان ذو الكلع يقول لعمرو ويك ما هذا يا عمرو فيقول له عمرو إنه سيجع إلينا قال فلما أصيب عمار بعد ذو الكلع قال عمرو لعاوية‬
‫ما أدرى بقتل أيهما أنا أشد فرحا بقتل عمار أو ذى الكلع وال لو بقي ذو الكلع بعد قتل عمار لال بعامة أهل الشام ولفسد علينا جندنا قال وكان ل يزال يىء رجل فيقول لعاوية‬
‫وعمرو أنا قتلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪269‬‬

‫‪ ...‬عمارا فيقول له عمرو فما سعته يقول فيخلطون حت جاء جوى فقال أنا سعته يقول ‪ ...‬اليوم ألقى الحبة ‪ ...‬ممدا وحزبه‬
‫فقال له عمرو صدقت أنت إنك لصاحبه ث قال له رويدا أما وال ما ظفرت يداك ولقد أسخطت ربك وقد روى ابن ديزيل من طريق اب يوسف عن ممد بن إسحاق عن عبد ال بن أب بكر‬
‫عن عبد الرحن الكندي عن أبيه عن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية ورواه ايضا من حديث جاعة من التابعي أرسلوه منهم عبد ال بن أب‬
‫الذيل وماهد وحبيب بن أب ثابت وحبة العرن وساقه من طريق إبان عن أنس مرفوعا ومن حديث عمرو بن شر عن جابر العفي عن أب الزبي عن حذيفة مرفوعا ما خي عمار بي شيئي إل‬
‫اختار أرشدها وبه عن عمرو بن شر عن السرى عن يعقوب بن راقط قال اختصم رجلن ف سلب عمار وف قتله فأتيا عبد ال بن عمرو بن العاص ليتحاكما إليه فقال لما ويكما اخرجا‬
‫عن فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ولعبت قريش بعمار ما لم ولعمار عمار يدعوهم إل النة ويدعونه إل النار قاتله وسالبه ف النار قال فبلغن أن معاوية قال إنا قتله من أخرجه‬
‫يدع بذلك أهل الشام وقال إبراهيم بن السي حدثنا يي ثنا عدي بن عمر ثنا هشيم ثنا العوام بن حوشب بن السود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد وكان ناس عند علي ومعاوية قال‬
‫بينا هو عند معاوية إذ جاءه رجلن يتصمان ف قتل عمار فقال لما عبد ال بن عمرو ليطب كل واحد منكما نفسا لصاحبه بقتل عمار فأن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول تقتله‬
‫الفئة الباغية فقال معاوية لعمرو أل تنهي عنا منونك هذا ث أقبل معاوية على عبد ال فقال له فلم تقاتل معنا فقال له إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرن بطاعة والدي ما كان حيا وأنا‬
‫معكم ولست أقاتل وحدثنا يي بن نصر ثنا حفص بن عمران البجي حدثن نافع بن عمر المحي عن ابن اب مليكة أن عبد ال ابن عمر وقال لبيه لول أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أمرن بطاعتك ما سرت معك هذا السي أما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية وحدثنا يي ثنا عبد الرحن بن زياد ثنا هشيم عن مالد عن الشعب‬
‫قال جاء قاتل عمار يستأذن علي معاوية وعنده عمرو فقال ائذن له وبشره بالنار فقال الرجل أو ما تسمع ما يقول عمرو قال صدق إنا قتله الذين جاؤا به وهذا ما ثبت ف الصحيحي‬
‫وغيها عن جاعة من التابعي منهم الارث بن سويد وقيس بن عبادة وأبو جحيفة وهب بن عبد ال السوائي ويزيد بن شريك وأبو حسان الجرد وغيهم أن كل منهم قال قلت لعلي هل‬
‫عندكم شيء عهده إليكم رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يعهده إلىالناس فقال ل والذي فلق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪270‬‬

‫البة وبرأ النسمة إل فهما يؤتيه ال عبدا ف القرآن وما ف هذه الصحيفة قلت وما ف هذه الصحيفة فإذا فيها العقل وفكاك السي وأن ل يقتل مسلم بكافر وأن الدينة حرام ما بي ثبي إل‬
‫ثور وثبت ف الصحيحي ايضا من حديث العمش عن أب وائل شقيق بن سلمة عن سهل بن حنيف أنه قال يوم صفي أيها الناس اتموا الرأي على الدين فلقد رأيتن يوم أب جندل ولو أقدر‬
‫أن ارد على رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره لرددته وال ما حلنا سيوفنا على عواتقنا منذ أسلمنا لمر يقطعنا إل أسهل بنا إل أمر نعرفه غي أمرنا هذا وقال ابن جرير وحدثنا أحد بن‬
‫ممد ثنا الوليد بن صال ثنا عطاء بن مسلم عن العمش قال قال أبو عبد الرحن السلمي قال كنا مع على بصفي وكنا قد وكلنا بفرسه نفسي يفظانه ينعانه أن يمل فكان إذا حانت منهما‬
‫غفلة حل فل يرجع حت يضب سيفه وإنه حل ذات يوم فلم يرجع حت أنثن سيفه فألقاه إليهم وقال لول أنه أنثن ما رجعت قال ورأيت عمارا ل يأخذ واديا من أودية صفي إل أتبعه من‬
‫كان هناك من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ورأيته جاء إل هاشم بن عتبة وهو صاحب راية علي فقال يا هاشم تقدم النة تت ظلل السيوف والوت ف أطراف السنة وقد‬
‫‪ ...‬فتحت أبواب النة وتزينت الور العي ‪ ...‬اليوم ألقى الحبة ‪ ...‬ممدا وحزبه‬
‫ث حل هو وهاشم فقتل رحهما ال تعال قال وحل حينئذ علي وأصحابه على أهل الشام حلة رجل واحد كأنما كان يعن عمارا وهاشا علما لم قال فلما كان الليل قلت لدخلن الليلة إل‬
‫العسكر الشاميي حت أعلم هل بلغ منهم قتل عمار ما بلغ منا وكنا إذا توادعنا من القتال تدثوا إلينا وتدثنا إليهم فركبت فرسي وقد هدأت الرجل ث دخلت عسكرهم فإذا أنا بأربعة‬
‫يتسامرون معاوية وأبو العور السلمي وعمرو بن العاص وابنه عبد ال بن عمرو وهو خي الربعة قال فادخلت فرسي بينهم مافة أن يفوتن ما يقول بعضهم لبعض فقال عبد ال لبيه يا أبة‬
‫قتلتم هذا الرجل ف يومكم هذا وقد قال فيه رسول ال ما قال قال وما قال قال أل يكن معنا ونن نبن السجد والناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وعمار ينقل حجرين حجرين ولبنتي‬
‫لبنتي فأتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فجعل يسح التراب عن وجهه ويقول ويك يا ابن سية الناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وأنت تنقل حجرين حجرين ولبنتي لبنتي رغبة منك‬
‫ف الجر وكنت مع ذلك ويك تقتلك الفئة الباغية قال فرجع عمرو وصدر فرسه ث جذب معاوية إليه فقال يا معاوية أما تسمع ما يقول عبد ال قال وما يقول قال يقول وأخبه الب فقال‬
‫معاوية إنك شيخ أخرق ول تزال تدث بالديث وأنت تدحض ف بولك أو نن قتلنا عمارا إنا قتل عمارا من جاء به قال فخرج الناس من عند فساطيطهم وأخبيتهم وهم يقولون إنا قتل‬
‫عمارا من جاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪271‬‬

‫به فل أدرى من كان أعجب هو أو هم وقال المام أحد حدثنا أبو معاوية ثنا العمش عن عبد الرحن بن أب زياد قال إن لسي مع معاوية منصرفه من صفي بينه وبي عمرو بن العاص فقال‬
‫عبد ال بن عمرو يا أبة أما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لعمار ويل يا ابن سية تقتلك الفئة الباغية قال فقال عمرو لعاوية أل تسمع ما يقول عبد ال هذا فقال معاوية ل يزال‬
‫يأتينا بنة بعد هنة أنن قتلناه إنا قتله الذين جاءوا به ث رواه أحد عن أب نعيم عن سفيان الثوري عن العمش به نوه تفرد به أحد بذا السياق من هذا الوجه وهذا التأويل الذي سلكه‬
‫معاوية رضي ال عنه بعيد ث ل ينفرد عبد ال بن عمرو بذا الديث بل قد روى من وجوه أخر قال المام أحد حدثنا ممد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد عن عكرمة عن أب سعيد الدري أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية وقد روى البخاري ف صحيحه من حديث عبد العزيز بن الختار وعبد الوهاب الثقفي عن خالد الذاء عن عكرمة عن أب سعيد‬
‫ف قصة بناء السجد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمار يا ويح عمار يدعوهم إل النة ويدعونه إل النار قال يقول عمار أعود بال من الفت وف بعض نسخ البخاري يا ويح عمار‬
‫تقتله الفئة الباغية يدعوهم إل النة ويدعونه إل النار وقال أحد حدثنا سليمان بن داود ثنا شعبة ثنا عمرو بن دينار عن أب هشام عن أب سعيد الدري أن رسول ال قال لعمار تقتلك الفئة‬
‫الباغية وروى مسلم من حديث شعبة عن أب نضرة عن اب سعيد قال حدثن من هو خي من يعن أبا قتادة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية وروى مسلم‬
‫ايضا من حديث شعبة عن خالد الذاء عن السن وسعيد ابن أب السن عن أمهما حرة عن أم سلمة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية ورواه عن أب بكر بن‬
‫أب شيبة عن ابن علية عن ابن عون عن السن عن أبيه عن أم سلمة به وف رواية وقاتله ف النار وروى البيهقي عن الاكم وغيه عن الصم عن أب بكر ممد بن إسحاق الصنعان عن أب‬
‫الواب عن عمار بن زريق عن عمار الذهب عن سال بن أب العد عن ابن مسعود قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لعمار إذا اختلف الناس كان ابن سية مع الق وقال‬
‫إبراهيم بن السي بن ديزيل ف سية علي ثنا يي بن عبيد ال الكرابيسي ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية عن عمار بن زريق عن عمار الذهب عن سال بن أب العد قال جاء رجل إل عبد ال بن‬
‫مسعود فقال إن ال قد أمننا أن يظلمنا ول يؤمنا أن يفتننا أرأيت إذا نزلت فتنة كيف أصنع قال عليك بكتاب ال قلت أرأيت إن جاء قوم كلهم يدعون إل كتاب ال فقال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول إذا اختلف الناس كان ابن سية مع الق وروى ابن ديزيل عن عمرو بن العاص ؟ نفسه حديثا ف ذكر عمار وأنه مع فرقه الق وإسناده غريب وقال البيهقي أنا‬
‫علي بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪272‬‬

‫أحد بن عبدان أنا أحد بن عبيد ال الصفار ثنا السقاطي ثنا أبو مصعب ثنا يوسف بن الاجشون عن أبيه عن أب عبيدة عن ممد بن عمار بن ياسر عن مولة لعمار قالت اشتكى عمار شكوى‬
‫أرق منها فغشي عليه فأفاق ونن نبكي حوله فقال ما تبكون أتشون أن أموت على فراشي أخبن حبيب صلى ال عليه وسلم أنه تقتلن الفئة الباغية وأن آخر زادي من الدنيا مذقة من لب‬
‫وقال أحد ثنا ابن أب عدي عن داود عن أب نضرة عن أب سعيد الدري قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ببناء السجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتي لبنتي فتترب‬
‫راسه قال فحدثن أصحاب ول أسعه ؟ من أن رسول ال أنه جعل ينفض راسه ويقول ويك يا ابن سية تقتلك الفئة الباغية تفرد به أحد وما زاده الروافض ف هذا الديث بعد قوله الباغية ل‬
‫أنالا وال شفاعت يوم القيامة فهو كذب وبت على رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنه قد ثبتت الحاديث عنه صلوات ال عليه وسلمه بتسمية الفريقي مسلمي كما سنورده قريبا إن شاء‬
‫ال قال ابن جرير وقد ذكر أن عمارا لا قتل قال على لربيعة وهدان أنتم درعي ورمي فانتدب له نو من اثن عشر ألفا وتقدمهم على ببغلته فحمل وحلوا معه حلة رجل واحد فلم يبق لهل‬
‫‪ ...‬الشام صف إل انتقض وقتلوا كل من انتهوا إليه حت بلغوا معاوية وعلى يقاتل ويقول ‪ ...‬أضربم ول أرى معاوية ‪ ...‬الاحظ العي عظيم الاوية‬
‫قال ث دعى على معاوية إل أن يبارزه فأشار عليه بالروج إليه عمرو بن العاص فقال له معاوية إنك لتعلم أنه ل يبارزه رجل قط إل قتله ولكنك طمعت فيها بعدي ث قدم على ابنه ممد ف‬
‫عصابة كثية من الناس فقاتلوه قتال شديدا ث تبعه علي ف عصابة أخرى فحمل بم فقتل ف هذا الوطن خلق كثي من الفريقي ل يعلمهم إل ال وقتل من العراقيي خلق كثي ايضا وطارت‬
‫أكف ومعاصم ورؤس عن كواهلها رحهم ال ث حانت صلة الغرب فما صلى بالناس إل إياء صلت العشاء واستمر القتال ف هذه الليلة كلها وهي من أعظم الليال شرا بي السلمي‬
‫وتسمى هذه الليلة ليلة الرير وكانت ليلة المعة تقصفت الرماح ونفذت النبال وصار الناس إل السيوف وعلي رضي ال عنه يرض القبائل ويتقدم إيهم يأمر بالصب والثبات وهو أمام الناس‬
‫ف قلب اليش وعلى اليمنة الشتر تولها بعد قتل عبد ال بن بديل عشية الميس ليلة المعة وعلى اليسرة ابن عباس والناس يقتتلون من كل جانب فذكر غي واحد من علمائنا علماء‬
‫السي أنم قتتلوا الرماح حت تقصفت وبالنبال حت فنيت وبالسيوف حت تطمت ث صاروا إل أن تقاتلوا اليدي والرمي بالجارة والتراب ف الوجوه وتعاضوا بالسنان يقتتل الرجلن حت‬
‫يثخنا ث يلسان يستريان وكل واحد منهما يهمر على الخر ويهمر عليه ث يقومان فيقتتلن كما كانا فانا ل‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪273‬‬

‫وإنا إليه راجعون ول يزل ذلك دأبم حت أصبح الناس من يوم المعة وهم كذلك وصلى الناس الصبح إياء وهم ف القتال حت تضاحي النهار وتوجه النصر لهل العراق على أهل الشام‬
‫وذلك أن الشتر النخعي صارت إليه إمرة اليمنة فحمل بن فيها على أهل الشام وتبعه على فتنقضت غالب صفوفهم وكادوا ينهزمون فعند ذلك‬
‫رفع أهل الشام الصاحف‬
‫فوق الرماح وقالوا هذا بيننا وبينكم وقد فن الناس فمن للثغور ومن لهاد الشركي والكفار‬
‫وذكر ابن جرير وغيه من أهل التاريخ أن الذي أشار بذا هو عمرو بن العاص وذلك لا رأى أن أهل العراق قد استظهروا ف ذلك الوقف أحب أن ينفصل الال وأن يتأخر المر فأن كل‬
‫من الفريقي صابر للخر والناس يتفانون فقال إل معاوية إن قد رايت أمرا ل يزيدنا هذه الساعة إل اجتماعا ول يزيدهم إل فرقه ارى أن نرفع الصاحف وندعوهم إليها فأن أجابوا كلهم إل‬
‫ذلك برد القتال وإن اختلفوا فيما بينهم فمن قائل نيبهم وقائل ل نيبهم فشلوا وذهب ريهم وقال المام أحد حدثنا يعلى بن عبيد عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أب ثابت قال أتيت‬
‫أبا وائل ف مسجد أهله أسأله عن هؤلء القوم الذين قتلهم علي بالنهر وإن فيما استجابوا له وفيما فارقوه وفيما استحل قتالم فقال كنا بصفي فلما استحر القتال بأهل الشام اعتصموا بتل‬
‫فقال عمرو بن العاص لعاوية أرسل إل علي بصحف فأدعه إل كتاب ال فأنه لن يأب عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب ال أل تر إل الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إل‬
‫كتاب ال ليحكم بينهم ث ويتول فريق منهم بعد ذلك وهم معرضون آل عمران فقال علي نعم أنا أول بذلك بيننا وبينكم كتاب ال قال فجاءته الوارج ونن ندعوهم يومئذ القراء‬
‫وسيوفهم على عواتقهم فقالوا يا أمي الؤمني ما ينتظر هؤلء القوم الذين على التل أل نشي إليهم سيوفنا حت يكم ال بيننا وبينهم فتكلم سهل بن حنيف فقال يا أيها الناس اتموا أنفسكم‬
‫فلقد رايتنا يوم الديبية يعن الصلح الذي كان بي رسول ال وبي الشركي ولو نرى قتال لقاتلنا فجاء عمر إل رسول ال فقال يا رسول ال ألسنا على حق وهم على باطل وذكر تام‬
‫الديث كما تقدم ف موضعه رفع أهل الشام الصاحف‬
‫فلما رفعت الصاحف قال أهل العراق نيب إل كتاب ال وننيب إليه قال أبو منف حدثن عبد الرحن بن جندب الزدي عن أب أن عليا قال عباد ال أمضوا إل حقكم وصدقكم وقتال‬
‫عدوكم فإن معاوية وعمرو بن العاص وابن أب معيط وحبيب بن مسلمة وابن أب سرح والضحاك ابن قيس ليسوا بأصحاب دين ول قرآن أنا أعرف بم منكم صحبتهم أطفال وصحبتهم‬
‫رجال فكانوا شر أطفال وشر رجال ويكم وال إنم ما رفعوها إنم يقرأونا ول يعملون با فيها وما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪274‬‬

‫رفعوها إل خديعة ودهاء ومكيدة فقالوا له ما يسعنا أن ندعى إل كتاب ال فنأب أن نقبله فقال لم إن إنا أقاتلهم ليدينوا بكم الكتاب فأنم قد عصوا ال فيما أمرهم به وتركوا عهده ونبذوا‬
‫كتابه فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصي الطائي ث السبائي ف عصابة معهما من القراء الذين صاروا بعد ذلك خوارج يا علي أجب إل كتاب ال إذا دعيت إليه وإل دفعناك‬
‫برمتك إل القوم أو نفعل بك ما فعلنا بابن عفان إنه غلبنا أن يعمل بكتاب ال فقتلناه وال لتفعلنها أو لنفعلنها بك قال فاحفظوا عن نيي إياكم وأحفظوا مقالتكم ل أما أنا فأن تطيعون‬
‫فقاتلوا وأن تعصون فاصنعوا ما بدالكم قالوا فابعث إل الشتر فليأتك ويكف عن القتال فبعث إليه علي ليكف عن القتال وقد ذكر اليثم بن عدي ف كتابه الذي صنفه ف الوارج فقال قال‬
‫ابن عباس فحدثن ممد بن النتشر المدان عن من شهد صفي وعن ناس من رؤس الوارج من ل يتهم على كذب أن عمار بن ياسر كره ذلك وأب وقال ف علي بعض ما أكره ذكره ث قال‬
‫من رائح إل ال قبل أن يبتغي غي ال حكما فحمل فقاتل حت قتل رحة ال عليه وكان من دعا إل ذلك سادات الشاميي عبد ال بن عمرو بن العاص قام ف أهل العراق فدعاهم إل الوادعة‬
‫والكف وترك القتال والئتمار با ف القرآن وذلك عن أمر معاوية له بذلك رضي ال عنهما وكان من أشار على علي بالبول والدخول ف ذلك الشعث بن قيس الكندي رضي ال عنه فروى‬
‫أبو منف من وجه آخر أن عليا لا بعث إل الشتر قال قل له إنه ليس هذه ساعة ينبغي أن لتزيلن عن موقفي فيها إن قد رجوت أن يفتح ال علي فل تعجلن فرجع الرسول وهو يزيد بن‬
‫هانء إل علي فأخبه عن الشتر با قال وصمم الشتر على القتال لينتهز الفرصة فارتفع الرج وعلت الصوات فقال اولئك القوم لعلي وال ما نراك إل أمرته أن يقاتل فقال أرأيتمون‬
‫ساررته أل أبعث إليه جهر وأنتم تسمعون فقالوا فابعث إليه فليأتك وإل وال اعتزلناك فقال علي لزيد بن هانء ويك قال له أقبل إل فأن الفتنة قد وقعت فلما رجع إليه يزيد بن هانء فأبلغه‬
‫عن أمي الؤمني أنه ينصرف عن القتال ويقبل إليه جعل يتململ ويقول ويك أل ترى إل ما نن فيه من النصر ول يبق إل القليل فقلت أيهما أحب إليك أن تقبل أو يقتل أمي الؤمني كما‬
‫قتل عثمان ث ماذا يغن عنك نصرتك هاهنا قال فأقبل الشتر إل علي وترك القتال فقال يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن أحي علوت القوم وظنوا أنكم لم قاهرون رفعوا الصاحف‬
‫يدعونكم إل ما فيها وقد وال تركوا ما أمر ال به فيها وسنة من أنزلت عليه فل تيبوهم أمهلون فإن قد أحسست بالفتح قالوا ل قال أمهلون عدو الفرس فأن قد طمعت ف النصر قالوا إذا‬
‫ندخل معك ف خطيئتك ث أخذ الشتر يناظر اولئك القراء الداعي إل إجابة أهل الشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪275‬‬

‫باحاصله إن كان أول قتالكم هؤلء حقا فاستمروا عليه وإن كان باطل فاشهدوا لقتلكم بالنار فقالوا دعنا منك فأنا ل نطيعك ول صاحبك أبدا ونن قاتلنا هؤلء ف ال وتركنا قتالم ل‬
‫فقال لم الشتر خدعتم وال فاندعتم ودعيتم إل وضع الرب فأجبتم يا أصحاب السوء كنا نظن صلتكم زهادة ف الدنيا وشوقا إل لقاء ال فل أرى فراركم إل إل الدنيا من الوت يا‬
‫أشباه النيب الللة ما أنتم بربانيي بعدها فابعدوا كما بعد القوم الظالون فسبوه وسبهم فضربوا وجه دابته بسياطهم وجرت بينهم أمور طويلة ورغب أكثر الناس من العراقيي وأهل الشام‬
‫بكمالم إل الصالة والسالة مدة لعله يتفق أمر يكون فيه حقن لدماء السلمي فان الناس تفانوا ف هذه الدة ول سيما ف هذه الثلثة اليام التأخرة الت آخر أمرها ليلة المعة وهي ليلة‬
‫الرير كل من اليشي فيه من الشجاعة والصب ما ليس يوجد ف الدنيا مثله ولذا ل يفر أحد عن أحد بل صبوا حت قتل من الفريقي فيما ذكره غي واحد سبعون ألفا خسة وأربعون ألفا من‬
‫أهل الشام وخسة وعشرون ألفا من أهل العراق قاله غي واحد منهم ابن سيين وسيف وغيه وزاد أبو السن ابن الباء وكان ف أهل العراق خسةوعشرون بدريا قال وكان بينهم ف هذه‬
‫الدة تسعون زحفا واختلفا ف مدة القام بصفي فقال سيف سبعة اشهر أو تسعة أشهر وقال أبو السن بن الباء مائة وعشرة ايام قلت ومقتضى كلم أب منف أنه كان من مستهل ذي الجة‬
‫ف يوم المعة لثلث عشرة خلت من صفر وذلك سبعة وسبعون يوما فال أعلم وقال الزهري بلغن أنه كان يدفن ف القب الواحد خسون نفسا هذا كله ملخص من كلم ابن جرير وابن‬
‫الوزي ف النتظم‬
‫وقد روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أب اليمان عن صفوان بن عمرو كان أهل الشام ستي ألفا فقتل منهم عشرون ألفا وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا فقتل منهم أربعون‬
‫ألفا وحل البيهقي هذه الوقعة على الديث الذي أخرجاه ف الصحيحي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن هام بن منبه عن أب هريرة ورواه البخاري من حديث شعيب عن الزهري عن أب‬
‫سلمة عن أب هريرة ومن حديث شعيب عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ل تقوم الساعة حت تقتتل فئتان عظيمتان يقتل بينهما مقتلة‬
‫عظيمة ودعواها واحدة ورواه مالد عن أب الواري عن اب سعيد مرفوعا مثله ورواه الثوري عن ابن جدعان عن أب نضرة عن أب سعيد قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تقوم‬
‫الساعة حت تقتتل فئتان عظيمتان دعوتما واحدة فبينما هم كذلك مرق منهما مارقة تقتلهم أول الطائفتي بالق وقد تقدم ما رواه المام أحد عن مهدي وإسحاق عن سفيان عن منصور عن‬
‫ربعي بن خراش عن الباء بن ناجية الكاهلي عن ابن مسعود قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن رحى السلم ستزول لمس وثلثي أو ست‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪276‬‬

‫وثلثي فان يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لم دينهم يقم لم سبعي عاما فقال عمر يا رسول ال أما مضى أم ما بقى قال بل ما بقى وقد رواه إبراهيم بن السي بن ديزيل ف كتاب جعه‬
‫ف سية على عن اب نعيم الفضل بن دكي عن شريك عن منصور به مثله وقال ايضا حدثنا أبو نعيم ثنا شريك بن عبد ال النخعي عن مالد عن عامر الشعب عن مسروق عن عبد ال قال‬
‫قال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم إن رحى السلم ستزول بعد خس وثلثي سنة فان يصطلحوا فيما بينهم يأكلوا الدنيا سبعي عاما رغدا وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم وقال‬
‫ابن ديزيل حدثنا عبد ال بن عمر ثنا عبد ال بن خراش الشيبان عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التميمي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تدور رحى السلم عند قتل رجل من بن‬
‫أمية يعن عثمان رضي ال عنه وقال ايضا حدثنا الكم عن نافع عن صفوان بن عمرو عن الشياخ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دعى إل جنازة رجل من النصار فقال وهو قاعد‬
‫ينتظرها كيف أنتم إذا راعيتم حلي ؟ كذا ف السلم قال أبو بكر أو يكون ذلك ف أمة إلها واحد ونبيها واحد قال نعم قال أفأدرك ذلك يا رسول ال قال ل قال عمر أفادرك ذلك يا‬
‫رسول ال قال ل قال عثمان أفادرك ذلك يا رسول ال قال نعم بك يفتنون وقال ايضا عمر لبن عباس كيف يتلفون وإلهم واحد وكتابم واحد وملتهم واحدة فقال إنه سيجىء قوم ل‬
‫يفهمون القرآن كما نفهمه فيختلفون فيه فإذا اختلفوا فيه اقتتلوا فأقر عمر بن الطاب بذلك وقال ايضا حدثنا أبو نعيم ثنا سعيد بن عبد الرحن أخو أب حزة ثنا ممد بن سيين قال لا قتل‬
‫عثمان قال عدي بن حات ل ينتطح ف قتله عنان فلما كان يوم صفي فقئت عينه فقيل ل ينتطح ف قتله عنان فقال بلى وتفقأ عيون كثية وروى عن كعب الحبار أنه مر بصفي فرآى‬
‫حجارتا فقال لقد اقتتل ف هذا الوضع بنو إسرائيل تسع مرات وإن العرب ستقتتل فيها العاشرة حت يتقاذفوا بالجاة الت تقاذف فيها بنو إسرائيل ويتفانوا كما تفانوا وقد ثبت ف الديث‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال سألت رب أن ل يهلك أمت بسنة عامة فأعطانيها وسألته أن ل يسلط عليهم عدوا من سواهم فيستبيح بيضتهم فأعطانيها وسألته أن ل يسلط بعضهم‬
‫على بعض فمنعنيها ذكرنا ذلك عند تفسي قوله تعال أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال رسول ال هذا أهون‬
‫قصة التحكيم‬
‫ث تراوض الفريقان بعد مكاتبات ومراجعات يطول ذكرها علىالتحكيم وهو أن يكم كل واحد من الميين على ومعاوية رجل من جهته ث يتفق الكمان على ما فيه مصلحة للمسلمي‬
‫فوكل معاوية عمرو بن العاص وأراد على أن يوكل عبد ال بن عباس وليته فعل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪277‬‬

‫ولكنه منعه القراء من ذكرنا وقالوا ل نرضى إل بأب موسى الشعري وذكر اليثم بن عدي ف كتاب الوارج له أن أول من أشار بأب موسى الشعري الشعث بن قيس وتابعه أهل اليمن‬
‫ووصفوه أنه كان ينهي الناس عن الفتنة والقتال وكان أبو موسى قد اعتزل ف بعض أرض الجاز قال علي فأن أجعل الشتر حكما فقالوا وهل سعر الرب وشعر الرض إل الشتر قال‬
‫فاصنعوا ما شئتم فقال الحنف لعلي وال لقد رميت بجر إنه ل يصلح هؤلء القوم إل رجل منهم يدنو منهم حت يصيف أكفهم ويبتعد حت يصي بنلة النجم فإن أبيت أن تعلن حكما‬
‫فاجعلن ثانيا وثالثا فأنه لن يعقد عقدة إل أحلها ول يل عقدة عقدتا إل عقدت لك أخرى مثلها أو أحكم منها قال فأبوا إل أبا موسى الشعري فذهبت الرسل إل أب موسى الشعري وكان‬
‫قد اعتزل فلما قيل له إن الناس قد اصطلحوا قال المد ل قيل له وقد جعلت حكما فقال إنا ل وإنا إليه راجعون ث أخذوه حت أحضروه إل علي رضي ال عنه وكتبوا بينهم كتابا هذه‬
‫صورته‬
‫بسم ال الرحن الرحيم هذا ما قاضى عليه علي بن أب طالب أمي الؤمني فقال عمرو بن العاص اكتب اسه واسم أبيه هو أميكم وليس بأمينا فقال الحنف ل تكتب إل أمي الؤمني فقال‬
‫علي امح امي الؤمني واكتب هذا ما قاضى عليه علي بن أب طالب ث استشهد علي بقصة الديبية حي امتنع أهل مكة هذا ما قاضى عليه ممد رسول ال فامتنع الشركون من ذلك وقالوا‬
‫اكتب هذا ما قاضى عليه ممد بن عبد ال فكتب الكاتب هدا ما تقاضى عليه علي بن أب طالب ومعاوية بن أب سفيان قاضى على علي أهل العراق ومن معهم من شيعتهم والسلمي وقاضى‬
‫معاوية على أهل الشام ومن كان معه من الؤمني والسلمي إنا ننل عند حكم ال وكتابه وني ما أحي ال ونيت ما أمات ال فما وجد الكمان ف كتاب ال وها أبو موسى الشعري‬
‫وعمرو بن العاص عمل به وما ل يدا ف كتاب ال فالسنة العادلة الامعة غي التفرقة‬
‫ث أخذ الكمان من علي ومعاوية ومن الندين العهود والواثيق أنما آمنان على أنفسهما وأهلهما والمة لما أنصار على الذي يتقاضيان عليه وعلى الؤمني والسلمي من الطائفتي كليهما‬
‫عهد ال وميثاقه أنما على ما ف هذه الصحيفة وأجل القضاء إل رمضان وإن أحبا أن يوخرا ذلك على تراض منهما وكتب ف يوم الربعاء لثلث عشرة خلت من صفر سنة سبع وثلثي‬
‫على أن يواف على ومعاوية موضع الكمي بدومة الندل ف رمضان ومع كل واحد من الكمي اربعمائة من أصحابه فأن ل يتمعا لذلك اجتمعا من العام القبل بأذرح وقد ذكر اليثم ف‬
‫كتابه ف الوارج أن الشعث بن قيس لا ذهب إل معاوية بالكتاب وفيه هذا ما قاضى عبد ال علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪278‬‬

‫أمي الؤمني معاوية بن أب سفيان قال معاوية لو كان أمي الؤمني ل أقاتله ولكن ليكتب اسه وليبدأ به قبل اسى لفضله وسابقته فرجع إل علي فكتب كما قال معاوية وذكر اليثم أن أهل‬
‫الشام أبوا أن يبدأ باسم على قبل معاوية وباسم أهل العراق قبلهم حت كتب كتابان كتاب لؤلء فيه تقدي معاوية على علي وكتاب آخر لهل العراق بتقدي اسم علي وأهل العراق على‬
‫معاوية وأهل الشام وهذه تسمية من شهد على هذا التحكيم من جيش علي عبد ال بن عباس والشعث ابن قيس الكندي وسعيد بن قيس المدان وعبد ال بن الطفيل العافري وحجر بن‬
‫يزيد الكندي وورقاء بن سى العجلي وعبد ال بن بلل العجلي وعقبة بن زياد النصاري ويزيد ابن جحفة التميمي ومالك بن كعب المدان فهؤلء عشرة وأما من الشاميي فعشرة آخرون‬
‫وهم أبو العور السلمي وحبيب بن مسلمة وعبد الرحن بن خالد بن الوليد ومارق بن الارث الزبيدي ووائل بن علقمة العدوى وعلقمة بن يزيد الضرمي وحزة بن مالك المدان وسبيع‬
‫بن يزيد الضرمي وعتبة بن أب سفيان أخو معاوية ويزيد بن الر العبسي وخرج الشعث بن قيس بذلك الكتاب يقرؤه على الناس ويعرضه على الطائفتي ث شرع الناس ف دفن قتلهم قال‬
‫الزهري بلغن أنه دفن ف كل قب خسون نفسا وكان على قد أسر جاعة من أهل الشام فلما أراد النصراف أطلقهم وكان مثلهم أو قريب منهم ف يد معاوية وكان قد عزم على قتلهم لظنه‬
‫أنه قد قتل أسراهم فلما جاءه اولئك الذين أطلقهم أطلق معاويه الذين ف يده ويقال إن رجل يقال له عمرو بن أوس من الزد كان من السارى فأراد معاوية قتله فقال امنن علي فأنك خال‬
‫فقال ويك من أين أنا خالك فقال إن أم حبيبة زوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي أم الؤمني وأنا ابنها وأنت أخوها وأنت خال فأعجب ذلك معاوية وأطلقه وقال عبد الرحن بن‬
‫زياد بن أنعم وذكر أهل صفي فقال كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا ف الاهلية فالتقوا ف السلم معهم على المية وسنة السلم فتصابروا واستحيوا من الفرار وكانوا إذا تاجزوا دخل‬
‫هؤلء ف عسكر هؤلء وهؤلء ف عسكر هؤلء فيستخرجون قتلهم فيدفنوهم قال الشعب هم أهل النة لقى بعضهم بعضا فلم يفر أحد من أحد‬
‫خروج الوارج‬
‫وذلك أن الشعث بن قيس مر على مل من بن تيم فقرأ عليهم الكتاب فقام إليه عروة بن أذينة وهي أمه وهو عروة بن جرير من بن ربيعة بن حنظلة وهو أخو أب بلل بن مرداس بن جرير‬
‫فقال أتكمون ف دين ال الرجال ث ضرب بسيفه عجز دابة الشعث بن قيس فغضب الشعث وقومه وجاء الحنف بن قيس وجاعة من رؤسائهم يعتذرون إل الشعث بن قيس من ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪279‬‬

‫قال اليثم بن عدي والوارج يزعمون أن أول من حكم عبد ال بن وهب الراسب قلت والصحيح الول وقد أخذ هذه الكلمة من هذا الرجل طوائف من أصحاب علي من القراء وقالوا ل‬
‫حكم إل ال فسموا الحكمية وتفرق الناس إل بلدهم من صفي وخرج معاوية إل دمشق بأصحابه ورجع علي إل الكوفة على طريق هيت فلما دخل الكوفة سع رجل يقول ذهب على‬
‫ورجع ف غي شيء فقال علي للذين فارقناهم خي من هؤلء وأنشأ يقول ‪ ...‬أخوك الذي إن أحرجتك ملمة ‪ ...‬من الدهر ل يبح لبثك راحا ‪ ...‬وليس أخوك بالذي إن تشعبت ‪ ...‬عليك‬
‫‪ ...‬أمور ظل يلحاك لئما‬
‫ث مضى فجعل يذكر ال حت دخل قصر المارة من الكوفة ولا كان قد قارب دخول الكوفة اعتزل من جيشه قريب من اثن عشر ألفا وهم الوارج وأبوا أن يساكنوه ف بلده ونزلوا بكان‬
‫يقال له حروراء وأنكروا عليه أشياء فيما يزعمون أنه ارتكبها فبعث إليهم علي رضي ال عنه عبد ال بن عباس فناظرهم فرجع أكثرهم وبقي بقيتهم فقاتلهم علي بن أب طالب وأصحابه كما‬
‫سيأت بيانه وتفصيله قريبا إن شاء ال تعال والقصود أن هؤلء الوارج هم الشار إليهم ف الديث التفق على صحته أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ترق مارقة على حي فرقة من‬
‫الناس وف رواية من السلمي وف رواية من أمت فيقتلها أول الطائفتي وهذا الديث له طرق متعددة وألفاظ كثية‬
‫قال المام أحد حدثنا وكيع وعفان بن القاسم بن الفضل عن أب نضرة عن أب سعيد قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ترق مارقة عند فرقة من السلمي تقتلهم أول الطائفتي بالق‬
‫رواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن القاسم بن ممد به وقال أحد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أب نضرة عن أب سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم تكون أمت فرقتي ترج‬
‫بينهما مارقة تلي قتلها أولها ورواه مسلم من حديث قتادة وداود بن أب هند عن أب نضرة به وقال أحد حدثنا ابن أب عدي عن سليمان عن أب نضرة عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ذكر قوما يكونون ف أمته يرجون ف فرقة من الناس سيماهم التحليق هم شر اللق أو من شر اللق يقتلهم أدن الطائفتي من الق قال أبو سعيد فأنتم قتلتموهم يا أهل العراق‬
‫وقال احد حدثنا ممد بن جعفر ثنا عوف عن أب نضرة عن أب سعيد الدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تفترق أمت فرقتي فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أول الطائفتي بالق‬
‫ورواه عن يي القطان عن عوف وهو العراب به مثله فهذه طرق متعددة عن أب نضرة النذر بن مالك بن قطعة العبدي وهو أحد الثقات الرفعاء ورواه مسلم ايضا من حديث سفيان الثوري‬
‫عن حبيب بن أب ثابت عن الضحاك الشرقى عن أب سعيد بنحوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪280‬‬

‫فهذاالديث من دلئل النبوة إذ قد وقع المر طبق ما أخب به عليه الصلة والسلم وفيه الكم بإسلم الطائفتي أهل الشام وأهل العراق ل كما يزعمه فرقة الرافضة والهلة الطغام من‬
‫تكفيهم أهل الشام وفيه أن أصحاب علي أدن الطائفتي إل الق وهذا هو مذهب أهل السنة والماعة أن عليا هو الصيب وإن كان معاوية متهدا وهو مأجور إن شاء ال ولكن على هو‬
‫المام فله أجران كما ثبت ف صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا اجتهد الاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر وسيأت‬
‫بيان كيفية قتال علي رضي ال عنه للخوارج وصفة الخدج الذي أخب عنه عليه السلم فوجد كما أخب ففرح بذلك علي رضي ال عنه وسجد للشكر فصل‬
‫قد تقدم أن عليا رضي ال عنه لا رجع من الشام بعد وقعة صفي ذهب إل الكوفة فلما دخلهاانعزل عنه طائفة من جيشه قيل ستة عشر ألفا وقيل اثن عشر ألفا وقيل أقل من ذلك فباينوه‬
‫وخرجوا عليه وأنكروا أشياء فبعث إليهم عبد ال بن عباس فناظرهم فيها ورد عليهم ما توهوه شبهة ول يكن له حقيقة ف نفس المر فرجع بعضهم واستمر بعضهم على ضللم حت كان‬
‫منهم ما سنورده قريبا ويقال إن عليا رضي ال عنه ذهب إليهم فناظرهم فيما نقموا عليه حت استرجعهم عما كانوا عليه ودخلوا معه الكوفة ث إنم عاهدوا فنكثوا ما عدهدوا عليه وتعاهدوا‬
‫فيما بينهم على القيام بالمر بالعروف والنهي عن النكر والقيام على الناس ف ذلك ث تيزوا إل موضع يقال له النهروان وهناك قاتلهم على كما سيأت قال المام أحد حدثنا إسحاق بن‬
‫عيسى الطباع حدثن يي بن سليم عن عبد ال بن عثمان بن خثيم عن عبد ال بن عياض بن عمرو القارىء قال جاء عبد ال بن شداد فدخل على عائشة ونن عندها مرجعه من العراق ليال‬
‫قبل علي فقالت له يا عبد ال بن شداد هل أنت صادقى عما أسالك عنه فحدثن عن هؤلء القوم الذين قتلهم علي فقال ومال ل أصدقك قالت فحدثن عن قصتهم قال فإن عليا لا كاتب‬
‫معاوية وحكم الكمي خرج عليه ثانية آلف من قراء الناس فنلوا بأرض يقال لا حروراء من جانب الكوفة وأنم عتبوا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه ال واسم ساك به ال ث‬
‫انطلقت فحكمت ف دين ال ول حكم إل ل فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه عليه أمر فأذن مؤذن أن ل يدخل على أمي الؤمني رجل إل رجل قد حل القرآن فلما أن أمتلت الدار‬
‫من قراء الناس دعا بصحف إمام عظيم فوضعه بي يديه فجعل يصكه بيده ويقول أيها الصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪281‬‬

‫يا أمي الؤمني ما تسأل عنه إنا هو مداد ف ورق ونن نتكلم با روينا منه فماذا تريد قال أصحابكم هؤلء الذين خرجوا بين وبينهم كتاب ال يقول ال تعال ف كتابه ف أمرأة ورجل وإن‬
‫خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلحا يوفق ال بينهما فأمة ممد صلى ال عليه وسلم أعظم دما وحرمة من أمرأة ورجل ونقموا على أن كاتبت معاوية‬
‫كتبت علي بن أب طالب وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدييية حي صال قومه قريشا فكتب رسول ال صلى ال عليه وسلم بسم ال الرحن الرحيم‬
‫فقال سهيل ل اكتب بسم ال الرحن الرحيم قال كيف تكتب قال أكتب باسك اللهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اكتب فكتب فقال اكتب هذا ما صال عليه ممد رسول ال فقال‬
‫لو أعلم أنك رسول ال ل أخالفك فكتب هذا ما صال عليه ممد بن عبد ال قريشا يقول ال تعال ف كتابه لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر فبعث‬
‫إليهم عبد ال بن عباس فخرجت معه حت إذا توسطت عسكرهم فقام ابن الكوا فخطب الناس فقال يا حلة القرآن هذا عبد ال بن عباس فمن ل يكن يعرفه فأنا أعرفه من ياصم ف كتاب‬
‫ال با ل يعرفه هذا من نزل فيه وف قومه بل هم قوم خصمون فردوه إل صاحبه ول تواضعوه كتاب ال قال بعضهم وال لنواضعنه فإن جاء بق نعرفه لنتبعنه وإن جاء بباطل لنكبتنه بباطله‬
‫فواضعوا عبد ال الكتاب ثلثة أيام فرجع منهم أربعة آلف كلهم تائب فيهم ابن الكوا حت أدخلهم على علي الكوفة فبعث علي إل بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم‬
‫فقفوا حيث شئتم حت تتمع أمة ممد صلى ال عليه وسلم بيننا وبينكم أن ل تسفكوا دما حراما أو تقطعوا سبيل أو تظلموا ذمة فانكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الرب على سواء إن ال ل‬
‫يب الائني فقالت له عائشة يا ابن شداد فقتلهم فقالوا وال ما بعثت إليهم حت قطعوا السبيل وسفكوا الدماء واستحلوا أهل الذمة فقالت ال قال ال ل إله إل هو قد كان ذلك قالت فما‬
‫شيء بلغن عن أهل العراق يقولون ذو الثدى وذو الثدية قال قد رايته وكنت مع علي ف القتلى فدعا الناس فقال أتعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول قد رايته ف مسجد بن فلن ورأيته ف‬
‫مسجد بن فلن يصلى ول يأتوا فيه بثبت يعرف إل ذلك قالت فما قول علي حيث قام عليه كما يزعم أهل العراق قال سعته يقول صدق ال ورسوله قالت هل سعت منه أنه قال غي ذلك‬
‫قال اللهم ل قالت أجل صدق ال ورسوله يرحم ال عليا إنه كان ل يرى شيئا يعجبه إل قال صدق ال ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه ف الديث تفرد به أحد‬
‫وإسناده صحيح واختاره الضياء ففي هذا السياق ما يقتضى أن عدتم كانوا ثانية آلف لكن من القراء وقد يكون واطأهم على مذهبهم آخرون من غيهم حت بلغوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪282‬‬

‫أثن عشر ألفا أو ستة عشر ألفا ولا ناظرهم ابن عباس رجع منهم أربعة آلف وبقي بقيتهم علىماهم عليه وقد رواه يعقوب بن سفيان عن موسى بن مسعود عن عكرمة بن عمار عن ساك‬
‫أب زميل عن ابن عباس فذكر القصة وأنم عتبوا عليه ف كونه حكم الرجال وأنه مى اسه من المرة وأنه غزا يوم المل فقتل النفس الرام ول يقسم الموال والسب فأجاب عن الولي با‬
‫تقدم وعن الثالث با قال قد كان ف السب أم الؤمني فأن قلتم لست لكم بأم فقد كفرت وإن استحللتم سب أمهاتكم فقد كفرت قال فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فتقاتلوا وذكر غيه أن‬
‫ابن عباس لبس حلة لا دخل عليهم فناظروه ف لبسه إياها فاحتج بقوله تعال قل من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق الية وذكر ابن جرير أن عليا خرج بنفسه إل بقيتهم‬
‫فلم يزل يناظرهم حت رجعوا معه إل الكوفةوذلك يوم عيد الفطر أو الضحى شك الراوي ف ذلك ث جعلوا يعرضون له ف الكلم ويسمعونه شتما ويتأولون بتأويل ف قوله قال الشافعي‬
‫رحه ال قال رجل من الوارج لعلي وهو ف الصلة لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين فقرأ علي فاصب إن وعد ال حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون‬
‫وقد ذكر ابن جرير أن هذا كان وعلي ف الطبة وذكر ابن جرير ايضا أن عليا بينما هو يطب يوما إذ قام إليه رجل من الوارج فقال يا علي أشركت ف دين ال الرجال ول حكم إل ل‬
‫فتنادوا من كل جانب لحكم إل ل ل حكم إل ل فجعل علي يقول هذه كلمة حق يراد با باطل ث قال إن لكم علينا أن ل ننعكم فيئا ما دامت أيديكم معنا وأن ل ننعكم مساجد ال وأن‬
‫ل نبدأكم بالقتال حت تبدؤنا ث إنم خرجوا بالكلية عن الكوفة وتيزوا إل النهروان وأن علي ما سنذكره بعد حكم الكمي‬
‫اجتماع الكمي أب موسى وعمرو بن العاص بدومة الندل‬
‫وذلك ف شهر رمضان كما تشارطوا عليه وقت التحكيم بصفي وقال الواقدي اجتمعوا ف شعبان وذلك أن عليا رضي ال عنه لا كان مىء رمضان بعث أربعمائة فارس مع شريح بن هانء‬
‫ومعهم أبو موسى وعبد ال بن عباس وإليه الصلة وبعث معاوية عمرو بن العاص ف اربعمائة فارس من أهل الشام ومنهم عبد ال بن عمر فتوافوا بدومة الندل بأذرح وهي نصف السافة بي‬
‫الكوفة والشام بينها وبي كل من البلدين تسع مراحل وشهد معهم جاعة من رؤس الناس كعبد ال ابن عمر وعبد ال بن الزبي والغية بن شعبة وعبد الرحن بن الارث بن هشام الخزومي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪283‬‬


‫وعبد الرحن بن عبد يغوث الزهري وأب جهم بن حذيفة وزعم بعض الناس أن سعد بن اب وقاص شهدهم ايضا وأنكر حضوره آخرون وقد ذكر ابن جرير أن عمر بن سعد خرج إل ابيه‬
‫وهو على ماء لبن سليم بالبادية معتزل فقال يا أبة قد بلغك ما كان الناس بصفي وقد حكم الناس أبا موسى الشعري وعمرو بن العاص وقد شهدهم نفر من قريش فاشهدهم فأنك صاحب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأحد أصحاب الشورى ول تدخل ف شيء كرهته هذه المة فاحضر إنك أحق الناس باللفة فقال ل افعل إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫إنه ستكون فتنة خي الناس فيها الفي البقي وال ل أشهد شيئا من هذا المر أبدا وقد قال المام أحد حدثنا أبو بكر النفي عبد الكبي بن عبد الجيد ثنا بكر بن سار عن عامر بن سعد أن‬
‫أخاه عمر انطلق إل سعد ف غنم له خارجا من الدينة فلما رآه سعد قال أعوذ بال من شر هذا الراكب فلما أتاه قال يا أبة أرضيت أن تكون أعرابيا ف غنمك والناس يتنازعون ف اللك‬
‫بالدينة فضرب سعد صدر عمر وقال اسكت فأن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن ال يب العبد التقي الغن الفي وهكذا رواه مسلم ف صحيحه وقال أحد أيضا حدثنا عبد‬
‫اللك بن عمرو ثنا كثي بن زيد السلمي عن الطلب عن عمر بن سعد عن أبيه أنه جاءه ابنه عامر فقال يا ابة الناس يقاتلون على الدنيا وأنت ههنا فقال يا بن أف الفئة تأمرن أن أكون رأسا‬
‫ل وال حت أعطى سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه وإن ضربت به كافرا قتلته سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن ال يب الغن الفي التقى وهذا السياق كان عكس الول‬
‫والظاهر أن عمر بن سعد استعان بأخيه عامر على أب ليشي عليه أن يضر أمر التحكيم لعلهم يعدلون عن معاوية وعلي ويولونه فامتنع سعد من ذلك وأباه أشد الباء وقنع با هو فيه من‬
‫الكفاية والفاء كما ثبت ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه ال با آتاه وكان عمر بن سعد هذا يب المارة فلم يزل ذلك دأبه‬
‫حت كان هو أمي السرية الت قتلت السي بن علي رضي ال عنه كما سيأت بيانه ف موضعه ولو قنع با كان أبوه عليه ل يكن شيء من ذلك والقصود أن سعدا ل يضر أمر التحكيم ول‬
‫أراد ذلك ولهم به وإنا حضره من ذكرنا فلما اجتمع الكمان تراوضا على الصلحة للمسلمي ونظرا ف تقدير أمور ث اتفقا على أن يعزل عليا ومعاوية ث يعل المر شورى بي الناس‬
‫ليتفقوا على الصلح لم منهما أو من غيها وقد أشار أبو موسى بتولية عبد ال بن عمر بن الطاب فقال له عمرو فول ابن عبد ال فأنه يقاربه ف العلم والعمل والزهد فقال له أبو موسى‬
‫إنك قد غمست ابنك ف الفت معك وهو مع ذلك رجل صدق‬
‫قال أبو منف فحدثن ممد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال قال عمرو بن العاص إن هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪284‬‬

‫المر ل يصلحه إل رجل له ضرس يأكل ويطعم وكان ابن عمر فيه غفلة فقال له ابن الزبي افطن وانتبه فقال ابن عمر ل وال ل أرشو عليها شيئا أبدا ث قال يا ابن العاص إن العرب قد‬
‫أسندت إليك أمرها بعد ما تقارعت بالسيوف وتشاكت بالرماح فل تردنم ف فتنة مثلها أو أشد منها ث إن عمرو بن العاص حاول أبا موسى على أن يقر معاوية وحده على الناس فأب عليه‬
‫ث حاوله ليكون ابنه عبد ال بن عمرو هو الليفه فاب ايضاوطلب أبو موسى من عمرو أن يوليا عبد ال بن عمر فامتنع عمرو ايضا ث اصطلحا على أن يلعا معاوية وعليا ويتركا المر شورى‬
‫بي الناس ليتفقوا على من يتاروه لنفسهم ث جاءا إل الجمع الذي فيه الناس وكان عمرو ل يتقدم بي يدي اب موسى بل يقدمه ف كل المور أدبا وإجلل فقال له يا أبا موسى قم فأعلم‬
‫الناس با اتفقنا عليه فخطب ابو موسى الناس فحمد ال وأثن عليه ث صلى على رسول ال صلى ل عليه وسلم ث قال أيها الناس إنا قد نظرنا ف أمر هذه المة فلم نر أمرا أصلح لا ول أل‬
‫لشعثها م رآى اتفقت أنا وعمرو عليه وهو أنا نلع عليا ومعاوية ونترك المر شورى وتستقبل المة هذا المر فيولوا عليهم من أحبوه وإن قد خلعت عليا ومعاوية ث تنحى وجاء عمرو فقام‬
‫مقامه فحمد ال وأثن عليه ث قال إن هذا قد قال ما سعتم وإنه قد خلع صاحبه وإن قد خلعته كما خلعه وأثبت صاحب معاوية فأنه ول عثمان بن عفان والطالب بدمه وهو أحق الناس بقامه‬
‫وكان عمرو بن العاص رآى أن ترك الناس بل إمام والالة هذه يؤدى إل مفسدة طويلة عريضة أرب ما الناس فيه من الختلف فأقر معاوية لا رأى ذلك من الصلحة والجتهاد يطىء‬
‫ويصيب ويقال إن ابا موسى تكلم معه بكلم فيه غلظة ور عليه عمرو بن العاص مثله‬
‫وذكر ابن جرير أن شريح بن هان مقدم جيش علي وثب على عمرو بن العاص فضربه بالسوط وقال إليه ابن لعمر فضربه بالسوط وتفرق الناس ف كل وجه إل بلدهم فأما عمرو وأصحابه‬
‫فدخلوا على معاوية فسلموا عليه بتحية اللفةوأما أبو موسى فاستحي من علي فذهب إل مكة ورجع ابن عباس وشريح بن هانء إل علي فأخباه با فعل أبو موسى وعمرو فاستضعفوا رأي‬
‫أب موسى وعرفوا أنه ل يوازن عمرو بن العاص فذكر أبو منف عن أب حباب الكلب أن عليا لا بلغه ما فعل عمرو كان يلعن ف قنوته معاوية وعمرو بن العاص وأبا العور السلمي وحبيب‬
‫ابن مسلمة والضحاك بن قيس وعبد الرحن بن خالد بن الوليد والوليد بن عتبة فلما بلغ ذلك معاوية كان يلعن ف قنوته عليا وحسنا وحسينا وابن عباس والشتر النخعي ول يصح هذا وال‬
‫اعلم فأما الديث الذي قال البيهقي ف الدلئل أخبنا علي بن أحد بن عبدان أنا أحد بن عبيد الصفار ثنا إساعيل بن الفضل ثنا قتيبة بن سعيد عن جرير عن زكريا بن يي عن عبد ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪285‬‬

‫ابن يزيد وحبيب بن يسار عن سويد بن غفلة قال إن لمشي مع علي بشط الفرات فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن بن إسرائيل اختلفوا فلم يزل اختلفهم بينهم حت بعثوا‬
‫حكمي فضل وأضل وإن هذه المة ستختلف فل يزال اختلفهم بينهم حت يبعثواحكمي فيضلن ويضلن من اتبعهما فأنه حديث منكر ورفعه موضوع وال أعلم إذ لو كان هذا معلوما عند‬
‫علي ل يوافق على تكيم الكمي حت ل يكون سببا لضلل الناس كما نطق به هذا الديث وآفة هذا الديث هو زكريا بن يي وهو الكندي الميي العمى قال ابن معي ليس بشيء‬
‫خروج الوارج من الكوفة ومبارزتم عليا‬
‫لا بعث على أبا موسى ومن معه من اليش إل دومة الندل اشتد أمر الوارج وبالغواف النكي على علي وصرحوا بكفره فجاء إليه رجلن منهم وها زرعة بن البج الطائي وحرقوص بن‬
‫زهي السعدي فقال ل حكم إل ل فقال علي ل حكم إل ل فقال له حرقوص تب من خطيئتك واذهب بنا إل عدونا حت نقاتلهم حت نلقى ربنا فقال علي قد أردتكم على ذلك فأبيتم وقد‬
‫كتبنا بيننا وبي القوم عهودا وقد قال ال تعال وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت الية فقال له حرقوس ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه فقال علي ما هو بذنب ولكنه عجز من الرأي وقد تقدمت‬
‫إليكم فيما كان منه ونيتكم عنه فقال له زرعة بن البج أما وال يا علي لئن ل تدع تكيم الرجال ف كتاب ال لقاتلنك أطلب بذلك رحة ال ورضوانه فقال علي تبا لك ما أشقاك كأن بك‬
‫قتيل تسقى عليك الريح فقال وددت أن قد كان ذلك فقال له علي إنك لو كنت مقا كان ف الوت تعزية عن الدنيا ولكن الشيطان قد استهواكم فخرجا من عنده يكمان وفشى فيهم ذلك‬
‫وجاهروا به الناس وتعرضوا لعلي ف خطبه وأسعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن وذلك أن عليا قام خطيبا ف بعض المع فذكر أمر الوارج فذمه وعابه فقام جاعة منهم كل‬
‫يقول ل حكم إل ل وقام رجل منهم وهو واضع إصبعه ف أذنيه يقول ولقد أوحى إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين فجعل علي يقلب يديه هكذا‬
‫وهكذا وهو على النب ويقول حكم ال ننتظر فيكم ث قال إن لكم علينا أن ل ننعكم مساجدنا مال ترجوا علينا ول ننعكم نصيبكم من هذا الفىء ما دامت أيديكم مع ايدينا ول نقاتلكم‬
‫حت تقاتلونا وقال أبو منف عن عبد اللك عن أب حره أن عليا لا بعث أبا موسى لنفاذ الكومة اجتمع الوارج ف منل عبد ال بن وهب الراسب فخطبهم خطبة بليغة زهدهم ف هذه‬
‫الدنيا ورغبهم ف الخرة والنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪286‬‬

‫وحثهم على المر بالعروف والنهي عن النكر ث قال فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظال أهلها إل جانب هذا السواد إل بعض كور البال أو بعض هذه الدائن منكرين لذه الحكام‬
‫الائرة ث قام حرقوس بن زهي فقال بعد حد ال والثناء عليه إن التاع بذه الدنيا قليل وإن الفراق لا وشيك فل يدعونكم زينتها أو بجتها إل القام با ول تلتفت بكم عن طلب الق‬
‫وإنكار الظلم إن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون فقال سنان بن حزة السدي يا قوم إن الرأي ما رأيتم وإن الق ما ذكرت فولوا أمركم رجل منكم فأنه ل بد لكم من عماد وسناد‬
‫ومن راية تفون با وترجعون إليها فبعثوا إل زيد بن حصن الطائي وكان من رؤسهم فعرضوا عليه المارة فأب ث عرضوها على حرقوص بن زهي فأب وعرضوها على حزة بن سنان فاب‬
‫وعرضوها على شريح بن أب أوف العبسي فأب وعرضوها على عبد ال بن وهب الراسب فقبلها وقال أما وال ل أقبلها رغبة ف الدنيا ول أدعها فرقا من الوت واجتمعوا ايضا ف بيت زيد بن‬
‫حصن الطائي السنبسي فخطبهم وحثهم على المر بالعروف والنهي عن النكر وتل عليهم آيات من القرآن منها قوله تعال يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي الناس بالق ول‬
‫تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال الية وقوله تعال ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون } وكذا الت بعدها وبعدها الظالون الفاسقون ث قال فأشهد علىأهل دعوتنا من أهل قبلتنا‬
‫أنم قد اتبعوا الوى ونبذوا حكم الكتاب وجاروا ف القول والعمال وأن جهادهم حق على الؤمني فبكى رجل منهم يقال له عبد ال بن سخبة السلمي ث حرض اولئك على الروج على‬
‫الناس وقال ف كلمه اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حت يطاع الرحن الرحيم فأن أنتم ظفرت وأطيع ال كما أردت أثابكم ثواب الطيعي له العاملي بأمره وإن قتلتم فأي شيء أفضل‬
‫من الصي إلىرضوان ال وجنته قلت وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بن آدم فسبحان من نوع خلقه كما أراد وسبق ف قدره العظيم وما أحسن ما قال بعض السلف ف الوارج‬
‫إنم الذكورون ف قوله تعال قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين ضل سعيهم ف الياة الدنيا وهم يسبون أنم يسنون صنعا اولئك الذين كفروا بآيات ربم ولقائه فحبطت أعمالم فل‬
‫نقيم لم يوم القيامة وزنا والقصود أن هؤلء الهلة الضلل والشقياء ف القوال والفعال اجتمع رأيهم على الروج من بي أظهر السلمي وتواطئوا على السي إل الدائن ليملكوها عل‬
‫الناس ويتحصنوا با ويبعثوا إل إخوانم وأضرابم من هو علي رايهم ومذهبهم من أهل البصرة وغيها فيوافوهم إليها ويكون اجتماعهم عليها فقال لم زيد بن حصن الطائي إن الدائن ل‬
‫تقدرون عليها فأن با جيشا ل تطيقونه وسيمنعوها منكم ولكن واعدوا إخوانكم إل جسر نر جوخى ول ترجوا من الكوفة جاعات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪287‬‬

‫ولكن اخرجوا وحدانا لئل يفطن بكم فكتبوا كتابا عاما إل من هو علي مذهبهم ومسلكهم من أهل البصرة وغيها وبعثوا به إليه ليوافوهم إل النهر ليكونوا يدا واحدة عل الناس ث خرجوا‬
‫يتسللون وحدانا لئل يعلم أحد بم فيمنعوهم من الروج فخرجوا من بي الباء والمهات والخوال والالت وفارقوا سائر القرابات يعتقدون بهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا المر‬
‫يرضى رب الرض والسموات ول يعلموا أنه من أكب الكبائر الوبقات والعظائم والطيئات وأنه ما زينه لم إبليس الشيطان الرجيم الطرود عن السموات الذي نصب العداوة لبينا آدم ث‬
‫لذريته ما دامت أرواحهم ف أجسادهم مترددات وال السئول أن يعصمنا منه بوله وقوته إنه ميب الدعوات وقد تدارك جاعة من الناس بعض أولدهم وإخوانم فردوهم وأنبوهم ووبوهم‬
‫فمنهم من استمر على الستقامة ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالوارج فخسر إل يوم القيامة وذهب الباقون إل ذلك الوضع وواف إليهم من كانوا كتبوا إليه من أهل البصر وغيها‬
‫واجتمع الميع بالنهروان وصارت لم شوكة ومنعه وهم جند مستقلون وفيهم شجاعة وعندهم أنم متقربون بذلك فهم ل يصطلى لم بنار ول يطمع ف أن يؤخذ منهم بثأر وبال الستعان‬
‫وقال أبو منف عن أب رزق ؟ عن الشعب أن عليا لا خرجت الوارج إل النهروان وأن وهرب ابو موسى إل مكة ورد ابن عباس إل البصرة قام ف الناس بالكوفة خطيبا فقال المد ل وإن‬
‫أتى الدهر بالطب الفادح والدثان الليل الكادح وأشهد أن ل إله غيه وأن ممدا رسول ال أما بعد فأن العصية تشي وتسوء وتورث السره وتعقب الندم وقد كنت أمرتكم ف هذين‬
‫‪ ...‬الرجلي وف هذه الكومة بأمري ونلتكم رأيي فأبيتم إل ما أردت فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن ‪ ...‬بذلت لم نصحى بنعرج اللوى ‪ ...‬فلم يستبينوا الرشد إلضحى الغد‬
‫ث تكلم فيما فعله الكمان فرد عليهما ما حكما به وأنبهما وقال ما فيه حط عليهما ث ندب الناس إل الروج إل الهاد ف أهل الشام وعي لم يوم الثني يرجون فيه وإل ابن عباس وإل‬
‫البصرة يستنفر له الناس إل الروج إلىأهل الشام وكتب إل الوارج يعلمهم أن الذي حكم به الكمان مردود عليهما وأنه قد عزم على الذهاب إل الشام فهلموا حت نتمع على قتالم‬
‫فكتبوا إليه أما بعد فأنك ل تغضب لربك وإنا غضبت لنفسك وإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإل فقد نابذناك على سواء إن ال ل يب الائني‬
‫فلما قرأ على كتابم يئس منهم وعزم على الذهاب إل أهل الشام ليناجزهم وخرج من الكوفة إل النخيلة ف عسكر كثيف خسة وستي ألفا وبعث إليه ابن عباس بثلثة آلف ومائت فارس‬
‫من أهل البصرة مع جارية بن قدامة ألف وخسمائة ومع أب السود‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪288‬‬


‫الدؤل ألف وسبعمائة فكمل جيش علي ف ثانية وستي ألف فارس ومائت فارس وقام على أمي الؤمني خطيبا فحثهم على الهاد والصب عند لقاء العدو وهو عازم على الشام فبينما هو‬
‫كذلك إذ بلغه أن الوارج قد عاثوا ف الرض فسادا وسفكوا الدماء وقطعوا السبل واستحلوا الحارم وكان من جلة من قتلوه عبد ال بن خباب صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اسروه وامرأته معه وهي حامل فقالوا من أنت قال أنا عبد ال بن خباب صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنكم قد روعتمون فقالوا ل بأس عليك حدثنا ما سعت من أبيك فقال‬
‫سعت أب يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ستكون فتنة القاعد فيها خي من القائم والقائم خي من الاشي والاشي خي من الساعي فاقتادوه بيده فبينما هو يسي معهم إذ لقي‬
‫بعضم خنيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم فشق جلده فقال له آخر ل فعلت هذا وهو لذمي فذهب إل ذلك الذمي فاستحله وأرضاه وبينا هو معهم إذ سقطت ترة من نلة فأخذها‬
‫أحدهم فألقاها ف فمه فقال له آخر بغي إذن ول ثن فألقاها ذاك من فمه ومع هذا قدموا عبد ال بن خباب فذبوه وجاؤا إل امرأته فقالت إن امرأة حبلى أل تتقون ال فذبوها وبقروا بطنها‬
‫عن ولدها فلما بلغ الناس هذا من صنيعهم خافوا إن هم ذهبوا إل الشام واشتغلوا بقتال أهله أن يلفهم هؤلء ف ذراريهم وديارهم بذا الصنع فخافوا غائلتهم وأشاروا على علي بأن يبدأ‬
‫بؤلء ث إذا فرغ منهم ذهب إل أهل الشام بعد ذلك والناس آمنون من شر هؤلء فاجتمع الرأي على هذا وفيه خية عظيمة لم ولهل الشام ايضا فأرسل علي إل الوارج رسول من جهته‬
‫وهو الرب بن مرة العبدي فقال اخب ل خبهم واعلم ل أمرهم واكتب إل به على اللية فلما قدم عليهم قتلوه ول ينظروه فلما بلغ ذلك عليا عزم على الذهاب إليهم أول قبل أهل الشام‬
‫مسي أمي الؤمني علي إل الوارج‬
‫لا عزم علي ومن معه من اليش على البداءة بالوارج نادى مناديه ف الناس بالرحيل فعب السر فصلى ركعتي عنده ث سلك على دير عبد الرحن ث دير أب موسى ث على شاطىء الفرات‬
‫فلقيه هنالك منجم فأشار عليه بوقت من النهار يسي فيه ول يسي ف غيه فأنه يشى عليه فخالفه علي فسار على خلف ما قال فأظفره ال وقال علي إنا أردت أن أبي للناس خطأه‬
‫وخشيت أن يقول جاهل إنا ظفر لكونه وافقه وسلك على ناحية النبار وبعث بي يديه قيس ابن سعد وأمره أن يأت الدائن وأن يتلقاه بنائبها سعد بن مسعود وهو أخو عبد ال بن مسعود‬
‫الثقفي ف جيش الدائن فاجتمع الناس هنالك على علي وبعث إل الوارج أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم حت أقتلهم ث أنا تارككم وذاهب إل العرب يعن أهل الشام ث لعل ال أن يقبل‬
‫بقلوبكم ويردكم إل خي ما أنتم عليه فبعثوا إل علي يقولون كلنا قتل إخوانكم ونن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪289‬‬

‫مستحلون دماءهم ودماءكم فتقدم إليهم قيس بن سعد بن عبادة فوعظهم فيما ارتكبوه من المر العظيم والطب السيم فلم ينفع وكذلك ابو أيوب النصاري أنبهم ووبهم فلم ينجع ؟‬
‫وتقدم أمي الؤمني علي بن أب طالب إليهم فوعظهم وخوفهم وحذرهم وأنذرهم وتوعدهم وقال إنكم أنكرت علىأمرا أنتم دعوتون إليه فنهيتكم عنه فلم تقبلوا وها أنا وأنتم فارجعوا إل ما‬
‫خرجتم منه ول ترتكبوا مارم ال فأنكم قد سولت لكم أنفسكم أمرا تقتلون عليه السلمي وال لو قتلتم عليه دجاجة لكان عظيما عند ال فكيف بدماء السلمي فلم يكن لم جواب إل أن‬
‫تنادوا فيما بينهم أن ل تاطبوهم ول تكلموهم وتيؤا للقاء الرب عز وجل الرواح الرواح إل النة وتقدموا فاصطفوا للقتال وتأهبوا للنال فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصن الطائي‬
‫السنبسي وعلى اليسرة شريح بن أوف وعلىخيالتهم حزة بن سنان وعلى الرجالة حرقوص بن زهي السعدي ووقفوا مقاتلي لعلي وأصحابه وجعل علي على ميمنته حجر بن عدي وعلى‬
‫اليسرة شبيث بن ربعي ومعقل بن قيس الرياحي وعلىاليل أبا أيوب النصاري وعلى الرجالة أبا قتادة النصاري وعلى أهل الدينة وكانوا ف سبعمائة قيس بن سعد بن عبادة وأمر علي ابا‬
‫ايوب النصاري أن يرفع راية أمان للخوارج ويقول لم من جاء إل هذه الراية فهو آمن ومن انصرف إل الكوفة والدائن فهو آمن إنه ل حاجة لنا فيكم إل فيمن قتل إخواننا فانصرف منهم‬
‫طوائف كثيون وكانوا ف أربعة آلف فلم يبق منهم إل ألف او أقل مع عبد ال بن وهب الراسب فزحفوا إل علي فقدم علي بي يديه اليل وقدم منهم الرماة وصف الرجاله وراء اليالة‬
‫وقال لصحابه كفوا عنهم حت يبدؤكم وأقبلت الوارج يقولون ل حكم إل ل الرواح الرواح إل النة فحملوا على اليالة الذين قدمهم على ففرقوهم حت أخذت طائفة من اليالة إل‬
‫اليمنة وأخرى إل اليسرة فاستقبلتهم الرماة بالنبل فرموا وجوههم وعطفت عليهم اليالة من اليمنة واليسرة ونض إليهم الرجال بالرماح والسيوف فأناموا الوارج فصاروا صرعى تت‬
‫سنابك اليول وقتل امراؤهم عبد ال بن وهب وحرقوص بن زهي وشريح بن أوف وعبد ال بن سخبة السلمي قبحهم ال قال أبو أيوب وطعنت رجل من الوارج بالرمح فانفذته من ظهره‬
‫وقلت له أبشر يا عدو ال بالنار فقال ستعلم اينا أول با صليا قالوا ول يقتل من أصحاب على إل سبعة نفر وجعل علي يشي بي القتل منهم ويقول بؤسا لكم لقد ضركم من غركم فقالوا يا‬
‫أمي الؤمني ومن غرهم قال الشيطان وأنفس بالسوء أمارة غرتم بالمان وزينت لم العاصي ونبأتم أنم ظاهرون ث أمر بالرحى من بينهم فإذا هم اربعمائة فسلمهم إل قبائلهم ليداووهم‬
‫وقسم ما وجد من سلح ومتاع لم وقال اليثم بن عدي ف كتاب الوارج وحدثنا ممد بن قيس السدي ومنصور بن دينار عن عبد اللك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪290‬‬

‫ابن ميسرة عن النال بن سبة أن عليا ل يمس ما أصاب من الوارج يوم النهروان ولكن رده إل أهله كله حت كان آخر ذلك مرجل أتى به فرده وقال أبو منف حدثن عبد اللك بن أب‬
‫حرة أن عليا خرج ف طلب ذى الثدية ومعه سليمان بن ثامة النفي أبو حرة والريان بن صبة بن هوذة فوجده الريان ف حفرة على جانب النهر ف أربعي أو خسي قتيل قال فلما استخرج‬
‫نظر إل عضده فإذا لم متمع على منكبه كثدى الرأة له حلمة عليها شعرات سود فإذا مدت امتدت حت تاذى يده الخرى ث تنل فتعود إل منكبه كثدى الرأة فلما رآه علي قال أما وال‬
‫ما كذبت لول أن تتكلوا على العمل لخبتكم با قضى ال ف قتالم عارفا للحق وقال اليثم بن عدي ف كتابه ف الوارج وحدثن ممد بن ربيعة الخنسي عن نافع بن مسلمة الخنسي قال‬
‫كان ذو الثدية رجل من عرنة من بيلة وكان أسود شديد السواد له ريح منتنة معروف ف العسكر وكان يرافقنا قبل ذلك وينازلنا وننازله وحدثن أبو إساعيل النفي عن الريان بن صية‬
‫النفي قال شهدنا النهروان مع علي فلما وجد الخدج سجد سجدة طويلة وحدثن سفيان الثوري عن ممد بن قيس المدان عن رجل من قومه يكن أبا موسى أن عليا لا وجد الخدج‬
‫سجد سجدة طويلة وحدثن يونس بن أب إسحاق حدثن إساعيل عن حبة العرن قال لا أقبل أهل النهروان جعل الناس يقولون المد ل يا أمي الؤمني الذى قطع دابرهم فقال على وكل‬
‫وال إنم لفى أصلب الرجال وأرحام النساء فإذا خرجوا من بي الشرايي فقل ما يقلون أحدا إل ألبوا أن يظهروا عليه قال وكان عبد ال بن وهب الراسب قد قحلت مواضع السجود منه‬
‫من شدة اجتهاده وكثرة السجود وكان يقال له ذو البينات وروى اليثم عن بعض الوارج أنه قال ما كان عبد ال بن وهب من بغضه عليا يسميه إل الاحد وقال اليثم بن عدى ثنا إساعيل‬
‫عن خالد عن علقمة بن عامر قال سئل علي عن أهل النهروان أمشركون هم فقال من الشرك فروا قيل أفمنافقون قال إن النافقي ل يذكرون ال إل قليل فقيل فماهم يا أمي الؤمني قال‬
‫إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا فهذا ما أورده ابن جرير وغيه ف هذا القام‬
‫ما ورد فيهم من الحاديث الشريفة‬
‫الديث الول عن علي رضي ال عنه ورواه عنه زيد بن وهب وسويد بن غفلة وطارق ابن زياد وعبد ال بن شداد وعبيد ال بن أب رافع وعبيدة بن عمرو السلمان وكليب أبو عاصم وأبو‬
‫كثي وأبو مري وأبو موسى وأبو وائل الوضى فهذه اثنتا عشرة طريقا إليه ستراها بأسانيدها وألفاظها ومثل هذا يبلغ حد التواتر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪291‬‬

‫الطريق الول‬
‫قال مسلم بن الجاج ف صحيحه حدثنا عبد بن حيد ثنا عبد الرزاق عن هام ثنا عبد اللك ابن أب سليمان ثنا سلمة بن كهيل حدثن زيد بن وهب الهن أنه كان ف اليش الذين كانوا مع‬
‫الذين ساروا إل الوارج فقال علي يا أيها الناس إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يرج قوم من أمت يقرؤن القرآن ليس قراءتكم إل قراءتم بشيء ول صلتكم إل صلتم‬
‫بشيء ول صيامكم إل صيامهم بشيء يقرؤن القرآن يسبون أنه لم وهو عليهم لو يعلم اليش الذين يصيبونم ما قضى لم على لسان نبيهم صلى ال عليه وسلم ل تكلوا على العمل وآية‬
‫ذلك أن فيهم رجل له عضد ليس لا ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض فيذهبون إل معاوية وأهل الشام ويتركون هؤلء يلفونكم ف ذراريكم وأموالكم وإن‬
‫لرجو أن يكونوا هؤلء القوم فأنم قد سفكوا الدم الرام وأغاروا ف سرح الناس فسيوا على اسم ال قال سلمة فذكر زيد بن وهب منل منل حت مروا على قنطرة فلما التقينا وعلى‬
‫الوارج يومئذ عبد ال بن وهب الراسب فقال لم القوا الرماح وسلوا سيوفكم وكسروا جفونا فأن أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا‬
‫السيوف فشجرهم الناس برماحهم قال وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إل رجلن قال علي التمسوا فيهم الخدج فالتمسوه فلم يدوه فقام علي بنفسه حت آتى ناسا‬
‫بعضهم إل بعض فقال أخروه فوجدوه ما يلي الرض فقال أخروهم فوجدوهم ما يلي الرض فكب ث قال صدق ال وبلغ رسوله قال فقام إليه عبيدة السلمان فقال يا أمي الؤمني وال الذي‬
‫ل إله إل هو لسمعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم إن وال الذي ل إله إل هو فاستحلفه ثلثا وهو يلف له أنه سعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا لفظ مسلم وقد رواه‬
‫أبو داود عن السن بن علي اللل عن عبد الرزاق‬
‫طريق أخرى عن علي‬
‫قال المام أحد حدثنا وكيع ثنا العمش وعبد الرحن عن سفيان عن العمش بن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي إذا حدثتكم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فلن أخر من‬
‫السماء أحب إل من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بين وبينكم فإن الرب خدعة سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يرج قوم من أمت ف آخر الزمان أحداث السنان سفهاء‬
‫الحلم يقولون من قول خي البية يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم قال عبد الرحن ل ياوز إيانم حناجرهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف‬
‫قتلهم أجراة لن قاتلهم عند ال يوم القيامة وأخرجاه ف الصحيحي من طرق عن العمش به بنحوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪292‬‬

‫طريق أخرى‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن القاسم المدان ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن عبد العلى عن طارق بن زياد قال سار علي إل النهروان قال الوليد ف روايته وخرجنا معه قتل‬
‫الوارج فقال اطلبوا الخدج فأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال سيجيء قوم يتكلمون بكلمة الق ل تاوز حلوقهم يرقون من السلم كما يرق السهم من الرمية سيماهم أو فيهم‬
‫رجل أسود مدج اليد ف يده شعرات سود إن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس وإن ل يكن فيهم فقد قتلتم خي الناس قال الوليد ف روياته فبكينا قال إنا وجدنا الخدج فخررنا سجودا وخر‬
‫على ساجدا معنا تفرد به احد من هذا الوجه طريق أخرى‬
‫رواه عبد ال بن شداد عن علي كما تقدم قريبا إيراده بطوله‬
‫طريق أخرى عن علي‬
‫قال مسلم حدثن أبو الطاهر ويونس بن عبد العلى ثنا عبد ال بن وهب أخبن عمرو بن الارث عن بكي بن الشج عن بشر بن سعيد عن عبيد ال بن أب رافع مول رسول ال أن‬
‫الرورية لا خرجت وهو مع علي بن أب طالب قالوا ل حكم إل ل قال علي كلمة حق أريد با باطل إن رسول ال صلى ال وعليه سلم وصف ناسا إن لعرف صفتهم ف هؤلء يقولون‬
‫الق بالسنتهم ل ياوز هذا منهم وأشار إل خلقة من أبغض خلق ال منهم أسود إحدى يديه طب شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أب طالب قال انظروا فنظروا فلم يدوا شيئا فقال‬
‫ارجعوا فانظروا فوال ما كذبت ول كذبت مرتي او ثلثا فوجدوه ف خربة فأتوا به عليا حت وضعوه بي يديه قال عبيد ال وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم زاد يونس ف روايته‬
‫قال بكي وحدثن رجل عن ابن حني أنه قال رأيت ذلك السود تفرد به مسلم طريق اخرى قال أحد حدثنا إساعيل ثنا أيوب عن ممد عن عبيدة عن علي قال ذكرت الوارج عند علي‬
‫فقال فيهم مدج اليد أو مثدون اليد أو قال مودن اليد ولول أن تبطروا لدثتكم با وعد ال الذين يقتلونم على لسان ممد صلى ال عليه وسلم قال قلت أنت سعته من ممد قال إي ورب‬
‫الكعبة أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة وقال أحد ثنا وكيع ثنا جرير بن حازم وابو عمرو بن العلء عن ابن سيين سعاه عن عبيدة عن علي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج‬
‫قوم فيهم رجل مودن اليد او مثدون اليد أو مدج اليد ولول أن تبطروا لنبأتكم با وعد ال الذين يقتلونم على لسان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪293‬‬


‫نبيه صلى ال عليه وسلم قال عبيدة قلت لعلي أنت سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة وقال أحد ثنا يزيد ثنا هشام عن ممد عن عبيدة قال قال‬
‫علي لهل النهروان بم رجل مثدون اليد أو مدوج اليد ولول أن تبطروا لخبتكم با قضى ال على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم لن قتلهم قال عبيدة فقلت لعلي أنت سعته قال إي‬
‫ورب الكعبة يلف عليها ثلثا وقال أحد ثنا ابن أب عدي عن أب بن عون عن ممد قال قال عبيدة ل أحدثك إل ما سعت منه قال ممد فحلف لنا عبيدة ثلث مرات وحلف له علي قال‬
‫قال لول أن تبطروا لنبأتكم ما وعد ال الذين يقتلونم على لسان ممد صلى ال عليه وسلم قال قلت أنت سعته قال أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة فيهم رجل مدج‬
‫اليد او مثدون اليد أحسبه قال أو مودن اليد وقد رواه مسلم من حديث إساعيل بن علية وحاد بن زيد كلها عن أيوب وعن ممد بن الثن عن ابن أب عدي عن ابن عون كلها عن ممد‬
‫بن سيين عن عبيدة عن علي وقد ذكرناه من طرق متعددة تفيد القطع عند كثيين عن ممد بن سيين وقد حلف على أنه سعه من عبيدة وحلف عبيدة أنه سعه من علي أنه سعه من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وقد قال علي لن أخر من السماء إل الرض أحب إل من أن أكذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫طريق أخرى‬
‫قال عبد ال بن المام أحد بن حنبل حدثن إساعيل ابو معمر ثنا عبد ال بن إدريس ثنا عاصم بن كليب عن أبيه قال كنت جالسا عند علي إذ دخل رجل عليه ثياب السفر فاستأذن على‬
‫على وهو يكلم الناس فشغل عنه فقال علي إن دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنده عائشة فقال كيف أنت ويوم كذا وكذا فقلت ال ورسوله أعلم قال فقال قوم يرجون من‬
‫قبل الشرق يقرؤن القرآن ل يارز تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية فيهم رجل مدج اليد كأن يديه يدي حبشية أنشدكم بال هل أخبتكم أنه فيهم فذكر الديث بطوله‬
‫ث رواه عبد ال ابن أحد عن أب خيثمة زهي بن حرب عن القاسم بن مالك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن علي فذكر نوه إسناد جيد طريق أخرى‬
‫قال الافظ ابو بكر الطيب البغدادي أخبنا أبو القاسم الزهري أنا علي بن عبد الرحن لكنان أنا ممد بن عبد ال بن عطاء عن سليمان الضرمي أنا يي بن عبد الميد المان انا خالد‬
‫بن عبيد ال عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال قال أبو جحيفة قال علي حي فرغنا من الرب إن فيهم رجل ليس ف عضده عظم ث عضده كحلمة الثدي عليها شعرات طوال عقف‬
‫فالتمسوه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪294‬‬

‫يدوه قال فما رأيت عليا جزع جزعا أشد من جزعه يومئذ فقالوا ما نده يا أمي الؤمني فقال ويلكم ما أسم هذا الكان قالوا النهروان قال كذبتم إنه لفيهم فثورنا القتلى فلم نده فعدنا إليه‬
‫فقلنا يا أمي الؤمني ما نده قال ما اسم هذا الكان قلنا النهروان قال صدق ال ورسوله وكذبتم إنه لفيهم فالتمسوه فالتمسناه فوجدناه ف ساقيه فجئنا به فنظرت إل عضده ليس فيها عظم‬
‫وعليها كحلمة ثدي الرأة عليها شعرات طوال عقف‬
‫طريق أخرى‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم ثنا إساعيل بن مسلم العبدي ثنا ابو كثي مول النصار قال كنت مع سيدي مع علي بن أب طالب حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس‬
‫وجدوا ف أنفسهم من قتلهم فقال علي يا أيها الناس إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ث ل يرجعون فيه أبدا حت يرجع السهم‬
‫على فوقه وإن آية ذلك إن فيهم رجل أسود مدج اليد إحدى يديه كثدي الرأة لاحلمة كحلمة ثدي الرأة حوله سبع هلبات فالتمسوه فأن أراه فيهم فالتمسوه فوجدوه إل شفي النهر تت‬
‫القتلى فأخرجوه فكب علي فقال ال أكب صدق ال ورسوله وإنه لتقلد قوسا له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن با ف مدجته ويقول صدق ال ورسوله وكب الناس حي رأوه واستبشروا‬
‫وذهب عنهم ما كانوا يدون تفرد به أحد طريق أخرى‬
‫قال عبد ال بن أحد حدثنا أبو خيثمة ثنا شبابة بن سوار حدثن نعيم بن حكيم حدثن أبو مري ثنا علي بن أب طالب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن قوما يرقون من السلم كما‬
‫يرق السهم من الرمية يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم طوب لن قتلهم وقتلوه علمتهم رجل مدج وقال أبو داود ف سننه حدثنا بشر بن خالد ثنا شبابة بن سوار عن نعيم بن حكيم عن أب‬
‫مري قال إن كان ذاك الخدج لعنا يومئذ ف السجد نالسه الليل والنهار وكان فقيا ورأيته مع الساكي يشهد طعام على مع الناس وقد كسوته برنسا ل قال ابو مري وكان الخدج يسمى‬
‫نافعا ذا الثدية ودان ف يده مثل ثدي الرأة على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي عليه شعرات مثل سبالة السنور طريق أخرى‬
‫قال الافظ ابو بكر البيهقي ف الدلئل أخبنا أبو علي الروزباري أنا أبو ممد عبد ال بن عمرو ابن شوذب القري الواسطي با ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو الفضل بن دكي عن سفيان هو‬
‫الثوري عن ممد بن قيس عن أب موسى رجل من قومه قال كنت مع علي فجعل يقول التمسوا الخدج فالتمسوه فلم يدوه قال فأخذ يعرق ويقول وال ما كذبت ول كذبت فوجدوه ف‬
‫نر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪295‬‬

‫أود إليه فسجد‬


‫طريق أخرى‬
‫قال أبو بكر البزار حدثن ممد بن مثن وممد بن معمر ثنا عبد الصمد ثنا سويد بن عبيد العجلي ثنا أبو مؤمن قال شهدت علي بن أب طالب يوم قتل الرورية وأنا مع مولي فقال أنظروا‬
‫فإن فيهم رجل إحدى يديه مثل ثدي الرأة وأخبن النب صلى ال عليه وسلم أن صاحبه فقلبوا القتلى فلم يدوه وقالوا سبعة نفر تت النخلة ل نقلبهم بعد قال ويلكم انظروا قال أبو مؤمن‬
‫فرايت ف رجليه حبلي يرونه بما حت ألقوه بي يديه فخر علي ساجدا وقال أبشروا قتلكم ف النة وقتلهم ف النار ث قال البزار ل نعلم روى أبو موسى عن علي غي هذا الديث طريق‬
‫أخرى‬
‫قال البزار حدثنا يوسف بن موسى ثنا إسحاق بن سليمان الرازي سعت ابا سفيان عن حبيب ابن أب ثابت قال قلت لشقيق بن سلمة يعن أبا وائل حدثن عن ذي الثدية قال لا قاتلناهم عقال‬
‫علي اطلبوا رجل علمته كذا وكذا فطلبناه فلم نده فبكى وقال اطلبوه فوال ما كذبت ول كذبت قال فطلبناه فلم نده فبكى وقال اطلبوه فوال ما كذبت ول كذبت قال فطلبناه فلم نده‬
‫قال وركب بغلته الشهباء فطلبناه فوجدناه تت بردى فلما رآه سجد ث قال البزار ل نعلم روى حبيب عن شقيق عن علي إل هذا الديث طريق أخرى‬
‫قال عبد ال بن أحد حدثن عبيد ال بن عمر والقواريري ثنا حاد بن زيد ثنا جيل بن مرة عن أب الوضى قال شهدت عليا حي قتل أهل النهروان قال التمسوا الخدج فطلبوه ف القتلى‬
‫فقالوا ليس نده نده فقال ارجعوا فالتمسوه فوال ما كذبت ول كذبت فرجعوا فطلبوه فردد ذلك مرارا كل ذلك يلف بال ما كذبت ول كذبت فانطلقوا فوجدوه تت القتلى ف طي‬
‫فاستخرجوه فجيء به قال أبو الوضىفكأن أنظر إليه حبشي عليه ثدي قد طبق إحدى يديه مثل ثدي الرأة عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليبوع وقد رواه أبو داود عن ممد‬
‫بن عبيد بن حساب عن حاد بن زيد ثنا جيل بن مرة ثنا أبو الوضى واسه عباد بن نسيب ولكنه اختصره وقال عبد ال بن أحد ايضا حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر حدثن عبدالصمد بن‬
‫عبد الوارث ثنا يزيد بن أب صال أن ابا الوضى عبادا حدثه أنه قال كنا عائدين إل الكوفة مع علي بن أب طالب فلما بلغنا مسية ليلتي أو ثلثا من حروراء شذ منا ناس كثيون فذكرنا‬
‫ذلك لعلي فقال ليهولنكم أمرهم فإنم سيجعون فذكر الديث بطوله قال فحمد ال علي بن أب طالب وقال إن خليلي أخبن أن قائد هؤلء رجل مدج اليد على حلمة ثديه شعرات كأنن‬
‫ذنب اليبوع فالتمسوه فلم يدوه فأتيناه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪296‬‬

‫فقلنا إنا ل نده فجعل يقول اقلبوا ذا اقلبوا ذا حت جاء رجل من أهل الكوفة فقال هو هذا فقال علي ال أكب ل يأتيكم أحد يبكم من أبوه فجعل الناس يقولون هذا مالك هذا مالك فقال‬
‫علي اين من وقال عبد ال بن أحد ايضا حدثن حجاج بن الشاعر حدثن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا يزيد بن أب صال أن ابا الوضي عبادا حدثه قال كنا عائدين إل الكوفة مع علي‬
‫فذكر حديث الخدج قال علي فوال ما كذبت ول كذبت ثلثا ث قال علي أما أن خليلي أخبن بثلثة إخوة من الن هذا أكبهم والثان له جع كثي والثالث فيه ضعف وهذا السياق فيه‬
‫غرابة جدا وقد يكن أن يكون ذو الثدية من الن بل هو من الشياطي إما شياطي النس أو شياطي الن إن صح هذا السياق وال تعالىأعلم والقصود أن هذه طرق متواترة عن علي إذ قد‬
‫روى من طرق متعددة عن جاعة متباينة ل يكن تواطؤهم على الكذب فأصل القصة مفوظ وإن كان بعض اللفاظ وقع فيها اختلف بي الرواة ولكن معناها وأصلها الذي تواطأت الروايات‬
‫عليه صحيح ل يشك فيه عن علي أنه رواه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه أخب عن صفة الوارج وذي الثدية الذي هو علمة عليهم وقد روى ذلك من طريق جاعة من الصحابة‬
‫غي علي كما تراها بأسانيدها وألفاظها وبال الستعان وقد رواه جاعة من الصحابة منهم أنس بن مالك وجابر بن عبد ال ورافع بن عمرو الغفاري وسعد بن أب وقاص وأبو سعيد سعد بن‬
‫مالك بن سنان النصاري وسهل بن حنيف وعبد ال بن عباس وعب ال بن عمر وعبد ال بن عمرو وعبد ال ابن مسعود وعلي وأبو ذر وعائشة أم الؤمني رضي ال عنهم أجعي‬
‫وقد قدمنا حديث علي بطرقه لنه أحد اللفاء الربعة وأحد العشرة وصاحب القصة ولنذكر بعده حديث ابن مسعود لتقدم وفاته على وقعة الوارج‬
‫الديث الثان عن ابن مسعود رضي ال عنه‬
‫قال المام أحد حدثنا يي بن أب بكي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن ذر عن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج قوم ف آخر الزمان سفهاء الحلم أحداث أو‬
‫حدثاء السنان يقولون من خي قول الناس يقرؤن القرآن بألسنتهم ل يعدو تراقيهم يرقون من السلم كما يرق السهم من الرمية فمن أدركهم فليقتلهم فأن ف قتلهم أجر عظيما عند ال لن‬
‫قتلهم وقد رواه الترمذي عن اب كريب وأخرجه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة وعبد ال بن عامر بن ذرارة ثلثتهم عن أب بكر بن عياش به وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ابن‬
‫مسعود مات قبل ظهور الوارج بنحو من خس سني فخبه ف ذلك من أقوى السانيد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪297‬‬

‫الديث الثالث عن أنس بن مالك‬


‫قال المام أحد حدثنا إساعيل ثنا سليمان التميمي ثنا أنس قال ذكر ل أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال ول أسعه منه إن فيكم فرقة يتعبدون ويدينون حت يعجبوا الناس وتعجبهم انفسهم‬
‫يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية‬
‫طريق أخرى‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو الغية ثنا الوزاعي حدثن قتادة عن أنس بن مالك وأب سعيد قال أحد وقد حدثنا أبو الغية فقال عن أنس عن أب سعيد ث رجع أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫سيكون ف أمت اختلف وفرقة قوم يسنون القيل ويسيئون الفعل يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم يقر أحدكم صلته مع صلتم صيامه مع وصيامهم يرقون من الدين كما يرق السهم من‬
‫الرمية ث ل يرجعون حت يرتد السهم على فوقه هم شر اللق والليقة طوب لن قتلهم أو قتلوه يدعون إل كتاب ال وليسوا منه ف شيء من قاتلهم كان أول بال منهم قالوا يا رسول ال ما‬
‫سيماهم قال التحليق وقد رواه أبو داود ف سننه عن نصر بن عاصم النطاكي عن الوليد بن مسلم وقيس بن إساعيل اللب كلها عن الوزاعي عن قتادة وأب سعيد عن أنس به وأخرجه‬
‫أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس وحده وقد روى البزار من طريق أب سفيان وأبو يعلى من طريق يزيد الرقاشي كلها عن أنس بن مالك حديثا ف‬
‫الوارج قريبا من حديث أب سعيد كما سيأت إن شاء ال تعال‬
‫الديث الرابع عن جابر بن عبد ال‬
‫قال المام أحد حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن شهاب عن يي بن سعيد عن أب الزبي عن جابر بن عبد ال قال كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام العرانة وهو يقسم فضة ف‬
‫ثوب بلل للناس فقال رجل يا رسول ال اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا ل أعدل لقد خبت إن ل أكن أعدل فقال عمر يا رسول ال دعن أقتل هذا النافق فقال معاذ ال أن يتحدث الناس‬
‫أن أقتل أصحاب إن هذا واصحابه يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم أو تراقيهم يرقون من الدين مروق السهم من الرمية وقال أحد حدثنا علي بن عياش ثنا إساعيل بن عياش حدثن يي بن‬
‫سعيد أخبن أبو الزبي قال سعت جابرا يقول بصر عين وسع أذن رسول ال صلى ال عليه وسلم بالعرانة وف ثوب بلل فضة ورسول ال صلى ال عليه وسلم بقبضها للناس يعطيهم فقال‬
‫رجل اعدل فقال ويلك من يعدل إذا ل أكن أعدل فقال عمر بن الطاب دعن أقتل هذا النافق البيث فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ ال أن يتحدث الناس أن أقتل أصحاب هذا‬
‫وأصحابه يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪298‬‬

‫يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ث رواه أحد عن أب الغية عن معاذ بن رفاعة ثنا أبو الزبي عن جابر بن عبد ال قال لا قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم غنائم هوازن‬
‫بالعرانه قام رجل من بن تيم فقال اعدل يا ممد فقال ويلك ومن يعدل إن ل أعدل لقد خبت وخسرت إن ل أعدل قال فقال عمر يا رسول ال أل أقوم فأقتل هذا النافق قال معاذ ال أن‬
‫يتسامع المم أن ممدا يقتل أصحابه ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن هذا وأصحابا له يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية قال معاذ فقال ل‬
‫أبو الزبي فعرضت هذا الديث على الزهري فما خالفن فيه إل أنه قال النضو وقلت القدح قال ألست رجل عربيا وقد رواه مسلم عن ممد بن رمح عن الليث وعن ممد بن مثن عن عبد‬
‫الوهاب الثقفي وأخرجه النسائي من حديث الليث ومالك بن أنس كلهم عن يي بن سعيد النصاري به بنحوه حديث رافع بن عمرو النصاري مع حديث أب ذر رضي ال عنهما‬
‫الديث الامس عن سعد بن أب وقاص‬
‫قال يعقوب بن سفيان حدثنا الميدي ثنا سفيان هو ابن عيينة حدثن العلء بن أب عياش أنه سع ابا الطفيل يدث عن بكر بن قرواش عن سعد بن أب وقاص قال ذكر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ذا الثدية فقال شيطان الردهة كراعي اليل يتذره رجل من بيلة يقال له الشهب أو ابن الشهب علبة ف قوم ظلمة قال سفيان فأخبن عمار الذهب أنه جاء رجل يقال له‬
‫الشهب وقد روى هذا الديث المام أحد عن سفيان بن عيينة به متصرا ولفظه شيطان الردهة يتذره رجل من بيلة تفرد به أحد وحكى البخاري عن علي بن الدين قال ل أسع بذكر بكر‬
‫بن قرواش إل ف هذا الديث وروى يعقوب بن سفيان عن عبد ال بن معاذ عن أبيه عن شعبه عن اب إسحاق عن حامد المدان قال سعت سعيد بن أب وقاص يقول قتل علي شيطان الردهة‬
‫قال الافظ أبو بكر البيهقي يريد وال أعلم قتله أصحاب علي بأمره وقال اليثم بن عدي حدثنا إسرائيل بن يونس عن جده أب إسحاق السبيعي عن رجل قال بلغ سعد بن أب وقاص أن عليا‬
‫بن أب طالب قتل الوارج فقال قتل علي بن أب طالب شيطان الردهة‬
‫الديث السادس عن أب سعيد سعد بن مالك بن سنان النصاري وله طرق عنه الول منها‬
‫قال المام أحد حدثنا بكر بن عيسى ثنا جامع بن قطر البطي ثنا أبو روية شداد بن عمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪299‬‬

‫العنسي عن أب سعيد الدري أن أبا بكر جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال إن مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن اليئة يصلي فقال له رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم اذهب إليه فاقتله قال فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الالة كره أن يقتله فجاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم لعمر اذهب‬
‫إليه فاقتله قال فذهب عمر فرآه على تلك الال الت رآه أبو بكر فكره أن يقتله فرجع فقال يا رسول ال إن رأيته متخشعا فكرهت أن أقتله قال يا علي اذهب فاقتله فذهب علي فلم يره‬
‫فرجع فقال يا رسول ال إن ل أره فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا وأصحابه يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ل يعودون فيه حت يعود‬
‫السهم ف فوقه فاقتلوهم هم شر البية تفرد به أحد وقد روى البزار ف مسنده من طريق العمش عن أب سفيان عن أنس بن مالك وأبو يعلى عن أب خيثمة عن عمر بن يونس عن عكرمة بن‬
‫عمار وعن يزيد الرقاشي عن أنس من هذه القصة وأطول منها وفيها زيادات أخرى‬
‫الطريق الثان‬
‫قال المام أحد حدثنا أبو أحد ثنا سفيان عن حبيب بن أب ثابت عن الضحاك الشرقي عن أب سعيد الدري عن النب صلى ال عليه وسلم ف حديث ذكر قوما يرجون على فرقة من الناس‬
‫متلفة يقتلهم أقرب الطائفتي إل الق أخرجاه ف الصحيحي كما سيأت ف ترجة أب سلمة عن اب سعيد‬
‫الطريق الثالث قال المام أحد ثنا وكيع ثنا عكرمة بن عمار ثنا عاصم بن شيخ عن أب سعيد الدري قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حلف فاجتهد ف اليمي قال والذي نفس‬
‫أب القاسم بيده ليخرجن قوم من أمت تقرون أعمالكم عند أعمالم يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم يرقون من السلم كما يرق السهم من الرمية قالوا فهل من علمة يعرفون با قال فيهم‬
‫رجل ذو يدية أو ثدية ملقي رؤسهم قال أبو سعيد فحدثن عشرون أو بضع وعشرون من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن عليا ول قتلهم قال فرأيت أبا سعيد بعد ما كب ويديه‬
‫ترتعش ويقول قتالم عندي من أحل من قتال عدتم من الترك وقد رواه أبو داود عن أحد بن حنبل به‬
‫الطريق الرابع‬
‫قال المام أحد حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن أبيه عن ابن أب نعيم عن أب سعيد الدري قال بعث علي وهو باليمن إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بذهيبة ف تربتها فقسمها رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي القرع ابن حابس النظلي ث أحد بن ماشع وبي عيينة بن بدر الفزاري وبي علقمة بن علثة أو عامر ابن الطفيل أحد بن كلب وبي زيد اليل الطائي ث أحد بن‬
‫نبهان قال فغضبت قريش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪300‬‬

‫والنصار قالوا تعطى صناديد أهل ند وتدعنا قال إنا أتألفهم قال فأقبل رجل غائر العيني ناتىء البي كث اللحية مشرف الوجنتي ملوق الرأس فقال يا ممد اتق ال فقال من يطيع ال إذا‬
‫عصيته يأمنن على أهل الرض ول تأمنون قال فسأل رجل من القوم قتله النب صلى ال عليه وسلم أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ول قال إن من ضئضىء هذا قوم يقرؤن القرآن ل ياوز‬
‫حناجرهم يرقون من السلم مروق السهم من الرمية يقتلون أهل السلم ويدعون اهل الوثان لئن أنا أدركتهم لقتلنهم قتل عاد رواه البخاري من حديث عبد الرزاق به ث رواه أحد عن‬
‫ممد ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن عبد الرحن بن أب نعم عن أب سعيد وفيه الزم بأن خالدا سأل أن يقتل ذلك الرجل ول يناف سؤال عمر بن الطاب وهو ف الصحيحي من‬
‫حديث عمارة بن القعقاع من سيته وقال فيه إنه سيخرج من صلبه ونسله لن الوارج الذين ذكرنا ل يكونوا من سللة هذا بل ول أعلم أحدا منهم من نسله وإنا أراد من ضئضىء هذا أي‬
‫من شكله وعلى صفته فال أعلم وهذا لرجل هو ذو الويصرة التميمي وساه بعضهم حرقوصا فال أعلم‬
‫الطريق الامس‬
‫قال المام أحد ثنا عفان ثنا مهدي بن ميمون ثنا ممد بن سيين عن معبد بن سيين عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال يرج اناس من قبل الشرق يقرؤن القرآن ل ياوز‬
‫تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ث ل يعودون فيه حت يعود السهم على فوقه قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق أو التسبيد ورواه البخاري عن أب النعمان ممد بن‬
‫الفضل عن مهدي بن ميمون به‬
‫الطريق السادس‬
‫قال المام أحد حدثنا ممد بن عبيد ثنا سويد بن نيح عن يزيد الفقي قال قلت لب سعيد إن منا رجالهم أقرؤنا للقرآن وأكثرنا صلة وأوصلنا للرحم وأكثرنا صوما خرجوا علينا بأسيافهم‬
‫فقال أبو سعيد سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول يرج قوم يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية تفرد به أحد ول يرجوه ف الكتب الستة ول‬
‫واحد منهم وإسناده ل بأس به رجاله كلهم ثقات وسويد بن نيح هذا مستور‬
‫الطريق السابع‬
‫قال المام أحد حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب سعيد قال بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الويصرة التميمي‬
‫فقال اعدل يا رسول ال فقال ويلك ومن يعدل إذا ل أعدل فقال عمر بن الطاب يا رسول ال أتأذن ل فيه فأضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يقر أحدكم صلته مع صلتم وصيامه‬
‫مع صيامهم يرقون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪301‬‬

‫من الدين كما يرق السهم من الرمية فينظر ف قذذه فل يوجد ف شيء ث ينظر ف نضبه فل يوجد فيه شيء ث ينظر ف رضافه فل يوجد فيه شيء ث ينظر ف نصله فل يوجد فيه شيء قد سبق‬
‫الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى يديه مثل ثدي الرأة أو مثل البضعة تدردر يرجون على حي فترة من الناس فنلت فيه ومنهم من يلمزك ف الصدقات الية قال أبو سعيد فأشهد أن‬
‫سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم وأشهد أن عليا حي قتلهم وأنا معه جيء بالرجل علىالنعت الذي نعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ورواه البخاري عن أب بكر بن أب‬
‫شيبة عن هشام بن يوسف عن معمر ورواه البخاري من حديث شعبة ومسلم من حديث يونس بن يزيد عن الزهري به لكن ف رواية مسلم عن حرملة وأحد بن عبد الرحن كلها عن ابن‬
‫وهب عن يونس عن الزهري عن أب سلمة والضحاك المدان عن أب سعيد به ث رواه أحد عن ممد بن مصعب عن الوزاعي عن الزهري عن أب سلمة والضحاك الشرقي عن أب سعيد‬
‫فذكر نو ما تقدم من هذا السياق وفيه أن عمر هو استأذن ف قتله وفيه يرجون على حي فرقة من الناس يقتلهم أول الطائفتي بال قال أبو سعيد فأشهد أن سعت هذا من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأن شهدت عليا حي قتلهم فالتمس ف القتلى فوجد على النعت الذي نعته رسول ال صلى ال عليه وسلم ورواه البخاري عن دحيم عن الوليد عن الوزاعي كذلك وقال‬
‫أحد قرأت على عبد الرحن بن مالك عن يي بن سعيد عن ممد بن إبراهيم بن الارث التيمي عن اب سلمة بن عبد الرحن عن أب سعيد أنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول يرج فيكم قوم تقرون صلتكم مع صلتم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالم يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ينظر ف النصل‬
‫فل يرى شيئا ث ينظر ف القدح فل يرى شيئا ث ينظر ف الريش فل يرى شيئا ويتمارى ف الفوق قال عبد الرحن حدثنا به مالك يعن هذا الديث ورواه البخاري عن عبد ال بن يوسف عن‬
‫مالك به ورواه البخاري ومسلم عن ممد بن الثن عن عبد الوهاب عن يي بن سعيد عن ممد بن إبراهيم عن أب سلمة وعطاء بن يسار عن أب سعيد وقال أحد حدثنا يزيد أنا ممد بن‬
‫عمرو عن اب سلمة قال جاء رجل إل أب سعيد فقال هل سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر ف الرورية شيئا فقال سعته يذكر قوما يتعمقون ف الدين يقر أحدكم صلته عند‬
‫صلتم وصومه عند صومهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية أخد سهمه فينظر ف نصله فلم ير شيئا ث ينظر ف رضافه فلم ير شيئا ث ينظر ف القذذ فيماري هل يرى شيئا أم ل‬
‫ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة عن يزيد بن هارون به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪302‬‬

‫الطريق الثامن‬
‫قال المام أحد حدثنا ابن أب عدي عن سليمان عن أب نضرة عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر قوما يكونون ف أمته يرجون ف فرقة من الناس سيماهم التحليق ث هم‬
‫شر اللق ومن شر اللق تقتلهم أول الطائفتي بالق قال فضرب النب صلى ال عليه وسلم لم مثل أو قال قول الرجل يرمي الرمية أو قال الغرض فينظر ف النصل فل يرى بصية وينظر ف‬
‫النضى فل يرى بصية وينظر ف الفوق فل يرى بصية فقال أبو سعيد وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق وقد رواه عن ممد بن الثن عن ممد بن أب عدي عن سليمان وهو ابن طرخان التيمي‬
‫عن أب نضرة واسه النذر بن مالك بن قطعة عن أب سعيد الدري بنحوه‬
‫الديث الثامن عن سلمان الفارسي‬
‫قال اليثم بن عدي ثنا سليمان بن الغية عن حيد بن هلل قال جاء رجل إل قوم فقال لن هذه الباء قالوا لسلمان الفارسي قال أفل تنطلقون معي فيحدثنا ونسمع منه فانطلق معه بعض‬
‫القوم فقال يا أبا عبد ال لو أدنيت خباك وكنت منا قريبا فحدثتنا وسعنا منك فقال ومن أنت قال فلن بن فلن قال سلمان قد بلغن عنك معروف بلغن أنك تف ف سبيل ال وتقاتل العدو‬
‫وتدم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فأن أخطأتك واحدة أن تكون من هؤلء القوم الذين ذكرهم لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا فوجد ذلك الرجل قتيل ف أصحاب‬
‫النهروان‬
‫الديث التاسع‬
‫عن سهل بن حنيف النصاري‬
‫قال المام احد حدثنا أبو النضر ثنا حزام بن إساعيل العامري عن اب إسحاق الشيبان عن بسر بن عمرو قال دخلت على سهل بن حنيف فقلت حدثن ما سعت من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ف الرورية قال أحدثك ما سعت من النب صلى ال عليه وسلم ل أزيدك عليه شيئا سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر قوما يرجون من ها هنا وأشار بيده نو‬
‫العراق يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية قال قلت هل ذكر لم علمة قال هذا ما سعت ل أزيدك عليه وقد أخرجاه ف الصحيحي من حديث‬
‫عبد الواحد بن زياد ومسلم من حديث على ابن مسهر والعوام بن حوشب والنسائي من حديث ممد بن فضيل كلهم عن أب إسحاق الشيبان به وقد رواه مسلم ثنا أبو بكر بن أب شيبة ثنا‬
‫علي بن مسهر عن الشيبان عن بسر بن عمر وقال سألت سهل بن حنيف سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكر الوارج فقال سعته وأشار بيده نو الشرق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪303‬‬

‫قوم يقرؤن القرآن بآلسنتهم ل يعدو تراقيهم يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية حدثناه أبو كامل ثنا عبد الواحد ثنا سليمان الشيبان بذا السناد وقال يرج منه أقوام حدثنا أبو‬
‫بكر بن أب شيبة وإسحاق جيعا عن يزيد قال أبو بكر حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب ثنا أبو إسحاق الشيبان عن بسر بن عمرو عن سهل بن حنيف عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال فتنة قوم قبل الشرق ملقة رؤسهم‬
‫الديث العاشر عن ابن عباس‬
‫قال الافظ أبو بكر البزار ثنا يوسف بن موسى ثنا السن بن الربيع ثنا أبو الحوص عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال صلى ال عليه وسلم يقرأ القرآن أقوام‬
‫من أمت يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة وسويد بن سعيد كلها عن أب الحوص باسناده مثله‬
‫الديث الادي عشر عن ابن عمر‬
‫قال المام أحد حدثنا يزيد ثنا أبو حساب يي بن أب حبة عن شهر بن حوشب قال سعت عبد ال بن عمر يقول لقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يرج من أمت قوم يسيئون‬
‫العمال يقرؤن القرآن ل ياوز حناجرهم قال يزيد ل أعلمه إل قال يقر أحدكم عمله مع عملهم يقتلون أهل السلم فأذا خرجوا فاقتلوهم فطوب لن قتلهم وطوب لن قتلوه كلما طلع‬
‫منهم قرن قطعه ال كلما طلع منهم قرن قطعه ال كلما طلع منهم قرن قطعه ال فردد ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرين مرة أو أكثر وأنا اسع تفرد به أحد من هذا الوجه وقد‬
‫ثبت من حديث سال ونافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الفتنة من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان وأشار بيده نو الشرق‬
‫الديث الثان عشر عن عبد ال بن عمرو‬
‫قال المام أحد حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب قال لا جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبت بقام يقومه نوف البكال فجئته فجاء رجل فانتبذ الناس‬
‫عليه خيصة فإذا هو عبد ال بن عمرو بن العاص فلما رآه نوف أمسك عن الديث فقال عبد ال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إنا ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز الناس إل‬
‫مهاجر إبراهيم ل يبقى ف الرض إل شرار أهلها تلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الرحن تشرهم النار مع القردة والنازير تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا وتأكل من تلف قال‬
‫وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول سيخرج ناس من أمت قبل الشرق يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع حت عدها زيادة على عشر مرات كلما خرج‬
‫منهم قرن قطع حت يرج الدجال ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪304‬‬

‫بقيتهم وقد روى أبو داود أوله ف كتاب الهاد من سننه عن القواريري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة وقد تقدم حديث عبد ال بن مسعود وحديث أمي الؤمني علي بن أب طالب‬
‫رضى ال عنهما‬
‫الديث الثالث عشر عن أب ذر‬
‫قال مسلم بن الجاج حدثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان بن الغية ثنا حبيب بن هلل عن عبد ال بن الصامت عن أب ذر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن بعدي من أمت أو‬
‫سيكون بعدي من أمت قوم يقرؤن القرآن ل ياوز حلقيمهم يرجون من الدين كما يرج السهم من الرمية ل يعودون ف شر اللق والليقة قال ابن الصامت فلقيت زلفع بن عمرو الغفاري‬
‫أخا الاكم الغفاري قال ما حدث سعت من أب ذر كذا كذا فقال وأنا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يروه البخاري‬
‫الديث الرابع عشر عن أم الؤمني عائشة‬
‫قال الافظ البيهقي أنا أبو عبد ال الافظ وأبو سعيد بن اب عمرو ثنا أبو العباس الصم ثنا السري عن يي ثنا أحد بن يونس ثنا علي بن عباس عن حبيب بن مسلمة قال قال علي لقد‬
‫علمت عائشة أن جيش الرده وأهل النهروان وأن ملعونون على لسان ممد صلى ال عليه وسلم قال ابن عباس جيش الشرق قتلة عثمان رضي ال عنه وقال اليثم بن عدي حدثن إسرائيل‬
‫عن يونس عن جده اب إسحاق السبيعي عن رجل عن عائشة قال بلغها قتل علي الوارج فقالت قتل علي بن أب طالب شيطان الردهة تعن الخدج وقال الافظ أبو بكر البزار حدثنا ممد‬
‫بن عمارة بن صبيح ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا أبو خالد عن مالد عن الشعب عن مسروق عن عائشة قالت ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الوارج فقال شرار أمت يقتلهم خيار أمت‬
‫قال وحدثناه إبراهيم بن سعيد ثنا حسي بن ممد ثنا سليمان بن قرم ثنا عطاء ابن السائب عن أب الضحى عن مسروق عن عائشة عن النب صلى ال عليه وسلم فذكر نوه قال فرأيت عليا‬
‫قتلهم وهم أصحاب النهروان ث قال البزار ل نعلم روى عن عطاء عن أب الضحى عن مسروق إل هذا الديث ول نعلم رواه عن عطاء إل سليمان بن قرم وسليمان بن قرم قد تكلموا فيه‬
‫لكن السناد الول يشهد لذا كما أن هذا يشهد للول فيها متعاضدان وهو غريب من حديث أم الؤمني وقد تقدم ف حديث عبد ال بن شعث عن علي ما يدل على أن عائشة استغربت‬
‫حديث الوارج ول سيما خب ذي الثديةكما تقدم وإنا أوردناه هذه الطرق كلها ليعلم الواقف عليها أن ذلك حق وصدق وهو من أكب دللت النبوة كما ذكره غي واحد من الئمة فيها‬
‫وال تعال أعلم وقال سألت عائشة رضي ال عنها بعد ذلك عن خب ذي الثدية فتيقنته من طرق متعددة وقال الافظ أبو بكر البيهقي ف الدلئل أنا أبو عبد ال أنا السي بن السن بن عامر‬
‫الكندي بالكوفة من أصل ساعة ثنا ممد بن صدقة الكاتب حدثن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪305‬‬

‫احد بن أبان فقرأت فيه حدثن السن بن عيينة وعبد ال بن أب السفن بن عامر الشعب عن مسروق قالت عائشة عندك علم عن ذي الثدية الذي أصابه علي ف الرورية قلت ل قالت‬
‫فاكتب ل بشهادة من شهدهم فرجعت إل الكوفة وبا يومئذ أسباع فكتبت شهادة عشرة من كل سبع ث أتيتها بشهادتم فقرأتا عليها قالت أكل هؤلء عاينوه قلت لقد سألتهم فأخبون بأن‬
‫كلهم قد عاينوه فقالت لعن ال فلنا فأنه كتب إل أنه أصابم بليل مصر ث ارخت عينيها فبكت فلما سكنت عبتا قالت رحم ال عليا لقد كان على الق وما كان بين وبينه إل كما يكون‬
‫بي الرأة وأحائها‬
‫حديث آخر عن رجلي من الصحابة‬
‫قال اليثم بن عدي ف كتاب الوارج حدثن سليمان بن الغية عن حبيب بن هلل قال أقبل رجلن من أهل الجاز حت قدما العراق فقيل لما ما أقدمكما العراق قال رجونا أن ندرك‬
‫هؤلء القوم الذين ذكرهم لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجدنا علي بن أب طالب قد سبقنا إليهم يعنيان أهل النهروان‬
‫حديث ف مدح علي رضي ال عنه على قتال الوارج‬
‫قال المام حدثنا حسي بن ممد ثنا مطر عن إساعيل بن رجاء بن ربيعة الربيدي عن أبيه قال سعت أبا سعيد يقول كنا جلوسا ننتظر رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج علينا من بيوت‬
‫بعض نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها على يصفها فمضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ومضينا معه ث قام ينتظره وقمنا معه فقال إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن‬
‫كما قاتلت على تنيله فاستشرف لا وفيهم أبو بكر وعمر فقال ل ولكنه خاصف النعل قال فجئنا نبشره قال فكأنه قد سعه ورواه أحد عن وكيع وأب أسامة عن قطر بن خليفة فأما الديث‬
‫الذي قال الافظ أبو يعلى حدثنا إساعيل بن موسى ثنا الربيع بن سهل عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة قال سعت عليا على منبكم هذا يقول عهد إل النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫أقاتل الناكثي والقاسطي والارقي وقد رواه أبو بكر بن القرىء عن الد بن عبادة البصري عن يعقوب بن عباد عن الربيع بن سهل الفزاري به فأنه حديث غريب ومنكر على أنه قد روى‬
‫من طرق عن علي وعن غيه ول تلو واحدة منها عن ضعف والراد بالناكثي يعن أهل المل وبالقاسطي أهل الشام وأما الارقون فالوارج لنم مرقوا من الدين وقد رواه الافظ أبو أحد‬
‫بن عدي ف كامله عن أحد بن حفص البغدادي عن سليمان بن يوسف عن عبيد ال بن موسى عن قطر عن حكيم بن جبي عن إبراهيم عن علقمة عن علي قال أمرت بقتال الناكثي‬
‫والقاسطي والارقي وقال الافظ أبو بكر الطيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪306‬‬

‫البغدادي أخبن الزهري ثنا ممد بن الظفر ثنا ممد بن أحد بن ثابت قال وجدت ف كتاب جدي ممد بن ثابت ثنا شعيب بن السن السلمي عن جعفر الحر عن يونس بن الرقم عن‬
‫أبان عن خليد الصري قال سعت عليا أمي الؤمني يقول يوم النهروان أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الناكثي والارقي والقاسطي وقد رواه الافظ أبو القاسم بن عساكر من‬
‫حديث ممد بن فرج الند يسابوري أنا هارون بن إسحاق ثنا أبو غسان عن جعفر أحسبه الحر عن عبد البار المدان عن أنس بن عمرو عن أبيه عن علي قال أمرت بقتال ثلثة الارقي‬
‫والقاسطي والناكثي وقال الاكم أبو عبد ال أنا أبو السي ممد بن أحد بن غنم النظلي بقنطرة بردان ثنا ممد السن بن عطية بن سعد العوف حدثن أب حدثن عمي عن عمرو بن عطية‬
‫بن سعد عن أخيه السن بن عطية حدثن جدي بن جنادةعن علي رضي ال عنه قال أمرت بقتال ثلثة القاسطي والناكثي والارقي فأما القاسطون فأهل الشام وأما الناكثون فذكرهم وأما‬
‫الارقون فأهل النهروان يعن الرورية وقال الافظ ابن عساكر أنا أبو القسم زاهر بن طاهر أنا ابو سعد الديب أنا السيد أبو السن ممد بن علي بن السي ثنا ممد بن أحد الصوف ثنا‬
‫ممد بن عمرو الباهلي ثنا كثي بن يي ثنا أبو عوانة عن أب الارود عن زيد بن علي بن السي بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الناكثي‬
‫والارقي والقاسطي‬
‫حديث ابن مسعود ف ذلك‬
‫قال الافظ حدثنا المام أبو بكر أحد بن السن الفقيه أنا السن بن علي ثنا زكريا بن يي الراز القرىء ثنا إساعيل بن عباد القرىء ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد‬
‫ال قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتى منل أم سلمة فجاء علي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا أم سلمة هذا وال قاتل الناكثي والقاسطي والارقي من بعدي‬
‫حديث أب سعيد ف ذلك‬
‫قال الاكم حدثنا أبو جعفر ممد بن علي بن دحيم الشيبان ثنا السي بن الكم اليي ثنا إساعيل بن أبان ثنا إسحاق بن إبراهيم الزدي عن أب هارون العبدي عن أب سعيد الدري قال‬
‫أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الناكثي والقاسطي والارقي فقلت يا رسول ال أمرتنا بقتال هؤلء فمع من فقال مع علي بن أب طالب معه يقتل عمار بن ياسر‬
‫حديث أب أيوب ف ذلك‬
‫قال الاكم أنا أبو السن علي بن حاد العدل ثنا إبراهيم بن السي بن ديزيل ثنا عبد العزيز‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪307‬‬


‫ابن الطاب ثنا ممد بن كثي عن الرث بن خضية عن أب صادق عن منف بن سليمان قال أتينا ابا أيوب فقلنا قاتلت بسيفك الشركي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ث جئت تقاتل‬
‫السلمي فقال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الناكثي والارقي والقاسطي قال الاكم وحدثنا أبو بكر ممد ابن أحد بن بالويه ثنا السن بن علي بن شبيب العمري ثنا ممد بن‬
‫حيد ثنا سلمة بن الفضل حدثن أبو زيد الموي عن عتاب بن ثعلبة ف خلفة عمر بن الطاب قال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال الناكثي والقاسطي والارقي مع علي بن أب‬
‫طالب وقال الطيب البغدادي حدثنا السن بن علي بن عبد ال القرىء ثنا أحد بن ممد بن يوسف ثنا ممد بن جعفر الطيي ثنا أحد بن عبد ال الؤدب بسر من راى ثنا العلى بن عبد‬
‫الرحن ببغداد ثنا شريك عن سليمان بن مهران عن العمش عن علقمة والسود قال أتينا ابا أيوب النصاري عند منصرفه من صفي فقلنا له يا ابا أيوب إن ال أكرمك بنول ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم وبجىء ناقته تفضل من ال وإكراما لك حي اناخت ببابك دون الناس ث جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل ل إله إل ال فقال يا هذا إن الرائد ل يكذب أهله وإن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أمرنا بقتال ثلثة مع علي بقتال الناكثي والقاسطي والارقي فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل المل طلحة والزبي وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم يعن‬
‫معاوية وعمرا وأما الارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلت وأهل النهروان وال ما أدري أين هم ولكن ل بد من قتالم إن شاء ال قال وسعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول لعمار يا عمار تقتللك الفئة الباغية وأنت مذ ذاك مع الق والق معك يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس غيه فاسلك مع علي فأنه لن يدليك ف ردي‬
‫ولن يرجك من هدى يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه قلده ال يوم القيامة وشاحي من در ومن تقلد سيفا أعان به عدو على عليه قلده ال يوم القيامة وشاحي من نار فقلنا يا‬
‫هذا حسبك رحك ال حسبك رحك ال هذا السياق الظاهر أنه موضوع وآفته من جهة العلي بن عبد الرحن فأنه متروك الديث فصل‬
‫قال اليثم بن عدي ف كتابه الذي جعه ف الوارج وهو من أحسن ما صنف ف ذلك قال وذكر عيسى بن دآب قال لا انصرف رضي ال عنه من النهروان قام ف الناس خطيبا فقال بعد حد‬
‫ال والثناء عليه والصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم أما بعد فأن ال قد أعز نصركم فتوجهوا من فوركم هذا إل عدوكم من أهل الشام فقاموا إليه فقالوا يا أمي الؤمني نفذت نبالنا‬
‫وكلت سيوفنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪308‬‬

‫ونصلت أسنتنا فانصرف بنا إل مصرنا حت نستعد بأحسن عدتنا ولعل أمي الؤمني يزيد ف عدتنا عدة من فارتنا وهلك منا فإنه أقوى لنا علي عدونا وكان الذي تكلم بذا الشعث بن قيس‬
‫الكندي فبايعهم وأقبل بالناس حت نزل بالنخيلة وأمرهم أن يلزموا معسكرهم ويوطنوا أنفسهم على جهاد عدوهم ويقلوا زيارة نسائهم وابنائهم فأقاموا معه أياما متمسكي برأيه وقوله ث‬
‫تسللوا حت ل يبق منهم أحد إل وصى أصحابه فقام علي فيهم خطيبا فقال المد ل فاطر اللق وفالق الصباح وناشر الوتى وباعث من ف القبور وأشهد أن ل إله إل وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله وأوصيكم بتقوى ال فأن أفضل ما توسل به العبد اليان والهاد ف سبيله وكلمة الخلص فأنا الفطرة وإقام الصلة فأنا اللة وإيتاء الزكاة فأنا من فريضته وصوم شهر رمضان فانه‬
‫جنة من عذابه وحج البيت فانه منفاة للفقر مدحضة للذنب وصلة الرحم فأنا مثراة ف الال منساة ف الجل مبة ف الهل وصدقة السر فأنا تكفر الطيئة وتطفىء غضب الرب وصنع‬
‫العروف فأنه يدفع مينة السوء ويقي مصارع الول أفيضوا ف ذكر ال فأنه أحسن الذكر وارغبوا فيما وعد التقون فان وعد ال أصدق الوعد واقتدوا بدى نبيكم صلى ال عليه وسلم فأنه‬
‫افضل الدى واستسنوا بسنته فأنا أفضل السنن وتعلموا كتاب ال فأنه أفضل الديث وتفقهوا ف الدين فأنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء لا ف الصدور وأحسنوا تلوته فأنه‬
‫أحسن القصص وإذا قرىء عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون وإذا هديتم لعلمه فاعملوا با علتم به لعلكم تتدون فإن العال العامل بغي علمه كالاهل الائر الذي ل يستقيم عن‬
‫جهله بل قد رأيت أن الجة أعظم والسرة أدوم على هذا العال النسلخ من علمه على هذا الاهل التحي ف جهله وكلها مضلل مثبور ل ترتابوا فتشكوا ول تشكوا فتكفروا ول ترخصوا‬
‫لنفسكم فتذهلوا ول تذهلوا ف الق فتخسروا أل وان من الزم أن تثقوا ومن الثقة أن ل تغتروا وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه من يطع ال يأمن‬
‫ويستبشر ومن يعص ال يف ويندم ث سلوا ال اليقي وارغبوا إليه ف العافية وخي ما دام ف القلب اليقي إن عوازم المور أفضلها وإن مدثاتا شرارها وكل مدث بدعة وكل مدث مبتدع‬
‫ومن ابتدع فقد ضيع وما أحدث مدث بدعة إل ترك با سنة الغبون من غب دينه والغبون من خسر نفسه وإن الريا من الشرك وإن الخلص من العمل واليان ومالس اللهو تنسى القرآن‬
‫ويضرها الشيطان وتدعو إل كل غي ومالسة النساء تزيغ القلوب وتطمح إليه البصار وهي مصائد الشيطان فأصدقوا ال فأن ال مع من صدق وجانبوا الكذب فإن الكذب مانب لليان‬
‫أل إن الصدق على شرف منجاة وكرامة وإن الكذب على شرف ردىء وهلكه أل وقولوا الق تعرفوا به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪309‬‬

‫واعملوا به تكونوا من أهله وأدوا المانة إل من ائتمنكم وصلوا أرحام من قطعكم وعودوا بالفضل على من حرمكم وإذ عاهدت فأوفوا وإذا حكمتم فاعدلوا ول تفاخروا بالباء ول تنابزوا‬
‫باللقاب ول تازحوا ول يغضب بعضكم بعضا وأعينوا الضعيف والظلوم والغارمي وف سبيل ال وابن السبيل والسائلي وف الرقاب وارحوا الرملة واليتيم وافشوا السلم وردوا التحية‬
‫على أهلها بثلها أو بأحسن منها وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث والعدوان واتقوا ال أن ال شديد العقاب وأكرموا الضيف وأحسنوا إل الار وعودوا الرضى وشيعوا‬
‫النائز وكونوا عباد ال إخوانا أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الخرة قد أظلت وأشرفت باطلع وإن الضمار اليوم وغدا السباق وإن السبقة النة والغاية النار أل وإنكم ف‬
‫أيام مهل من ورائها أجل يثه عجل فمن أخلص ل عمله ف أيام مهله قبل حضور أجله فقد أحسن عمله ونال أمله ومن قصر عن ذلك فقد خسر عمله وخاب أمله وضره أمله فاعملوا ف‬
‫الرغبة والرهبة فإن نزلت بكم رغبة فاشكروا ال واجعوا معها رهبة وإن نزلت بكم رهبة فاذكروا ال واجعوا معها رغبة فان ال قد تأذن السلمي بالسن ولن شكر بالزيادة وإن ل أر مثل‬
‫النة نام طالبها ول كالنار نام هاربا ول أكثر مكتسبا من شيء كسبه ليوم تدخر فيه الدخائر وتبلى فيه السرائر وتتمع ف الكبائر وإنه من ل ينفعه الق يضره الباطل ومن ل يستقيم به‬
‫الدى ير به الضلل ومن ل ينفعه اليقي يضره الشك ومن ل ينفعه حاضره فعازبه عنه أعور وغائبه عنه أعجز وإنكم قد أمرت بالظعن ودللتم على الزاد أل وإن أخوف ما أخاف عليكم إثنان‬
‫طول المل واتباع الوى فأما طول المل فينسى الخرة وأما اتباع الوى فيبعد عن الق أل وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الخرة قد ترحلت مقبلة ولما بنون فكونوا من أبناء الخرة إن‬
‫استطعتم ول تكونوا من بن الدنيا فإن اليوم عمل ول حساب وغدا حساب ول عمل وهذه خطبة بليغة نافعة جامعة للخي ناهية عن الشر وقد روى لا شواهد من وجوه أخر متصلة ول‬
‫المد والنة وقد ذكر ابن جرير أن عليا رضي ال عنه لا نكل أهل العراق عن الذهاب إل الشام خطبهم فوبهم وأنبهم وتوعدهم وهددهم وتل عليهم آيات ف الهاد من سور متفرقة وحث‬
‫على السي إل عدوهم فأبوا من ذلك وخالفوه ول يوافقوه واستمروا ف بلدهم وتفرقوا عنه هاهنا وهاهنا فدخل على الكوفة فصل وقد ذكر اليثم بن عدي أنه خرج على علي بعد النهروان‬
‫يقال له الارث بن راشد الناجي قدم مع أهل البصرة فقال لعلي إنك قد قاتلت أهل النهروان ف كونم أنكروا عليك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪310‬‬

‫قصة التحكيم وتزعم أنك قد أعطيت أهل الشام عهودك ومواثيقك وأنك لست بناقضها وهذان الكمان قد اتفقا على خلعك ث اختلفا ف ولية معاوية فوله عمر وامتنع أبو موسى من ذلك‬
‫فأنت ملوع باتفاقهما وأنا قد خلعتك وخلعت معاوية معك وتبع الارث هذا بشر كثي من قومه بن ناجية وغيهم وتيزوا ناحية فبعث إليهم على معقل بن قيس الرماحي ف جيش كثيف‬
‫فقتلهم معقل قتل ذريعا وسب من بن ناجية خسمائة أهل بيت فقدم بم ليقدم بم على علي فتلقاه رجل يقال له مصقلة بن هبية أبو الغلس وكان عامل لعلي على بعض القاليم فتضرروا‬
‫إليه وشكوا ما هم فيه من السب فاشتراهم مصقلة من معقل بمسمائة ألف درهم وأعتقهم فطالبه بالثمن فهرب منه إل ابن عباس بالبصرة فكتب معقل إلىابن عباس فقال له مصقلة إن انا‬
‫جئت لدفع ثنهم إليك ث هرب منه إلىعلي فكتب ابن عباس ومعقل إل علي فطالبه علي فدفع من الثمن مائت ألف ث انشمر هاربا فلحق بعاوية بن أب سفيان بالشام فأمضى على عتقهم‬
‫وقال ما بقي من الال ف ذمة مصقلة وأمر بداره ف الكوفة فهدمت وقد روى اليثم عن سفيان الثوري وإسرائيل عن عمار الذهب عن أب الطفيل أن بن ناجية ارتدوا فبعث إليهم معقل بن‬
‫قيس فسباهم فاشتراهم مصقله من علي بثلثمائة ألف فأعتقهم ث هرب إل معاوية قال اليثم وهذا قول الشيعة ول يسمع بيي من العرب ارتدوا بعد الردة الت كانت ف أيام الصديق وقال‬
‫اليثم حدثن عبد ال ( ‪ ) 1‬بن تيم بن طرفة الطائى حدثن أب أن عدي بن حات قال مرة لعلي بن أب طالب وهو يطب قتلت أهل النهروان على انكار الكومة وقتلت الريث بن راشد‬
‫على مسألتهم إياك ايضا الكومة وال ما بينهما موضع قدم فقال له علي أسكت إنا كنت أعرابيا تأكل الضبع ببل طىء بالمس فقال له عدي وأنت وال قد رأيناك بالمس تأكل البلح‬
‫بالدينة قال اليثم ث خرج على علي رجل من أهل البصرة فقتل فأمر أصحابه عليهم الشرس بن عوف الشيبان فقتل هو وأصحابه قال ث خرج علي على الشهب بن بشر البجلي ث أحد‬
‫عرينة من أهل الكوفة فقتل هو وأصحابه قال ث خرج علي على سعيد بن نغد التميمي ث من بن ثعلبة من أهل الكوفة فقتل بقنطرة درربان فوق الدائن قال اليثم أخبن بذلك عبد ال بن‬
‫عياش عن مشيخته فصل ذكر ابن جرير عن أب منف لوط بن يي وهو أحد ائمة هذا الشأن أن قتال علي للخوارج يوم النهروان كان ف هذه السنة أعن سنة سبع وثلثي قال ابن جرير‬
‫وأكثر أهل السي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪311‬‬

‫على أن ذلك كان ف سنة ثان وثلثي وصححه ابن جرير قلت وهو الشبه كما سننبه عليه ف السنة التية إن شاء ال تعال قال ابن جرير وحج بالناس ف هذه السنة يعن سنة سبع وثلثي‬
‫عبيد ال بن عباس نائب علي على اليمن ومالفيها وكان نائب مكة قثم بن العباس وعلى الدينة تام بن عباس وقيل سهل بن حنيف وعلى البصرة عبد ال بن عباس وعلى قضائها أبو السود‬
‫الدؤل وعلى مصر ممد بن أب بكر وعلي بن أب طالب أمي الؤمني مقيم بالكوفة ومعاوية بن أب سفيان مستحوذ على الشام قلت ومن نيته أن يأخذ مصر من ممد بن أب بكر‬
‫ذكر من توف فيها من العيان‬
‫خباب بن الرت بن جندلة بن سعد بن خزية كان قد أصابه سب ف الاهلية فأشترته أنار الزاعية الت كانت تت النساء وهي أم سباع بن عبد العزي الذي قتله حزة يوم أحد وحالف بن‬
‫زهرة أسلم خباب قديا قبل دار الرقم وكان من يؤذى ف ال فيصب ويتسب وهاجر وشهد بدرا وما بعدها من الشاهد قال الشعب دخل يوما على عمر فأكرم ملسه وقال ما أحد أحق بذا‬
‫الجلس منك إل بلل فقال يا أمي الؤمني إن بلل كان يؤذى وكان له من ينعه وإن كنت ل ناصر ل وال لقد سلقون يوما ف نار أججوها ووضع رجل رجله على صدري فما اتقيت‬
‫الرض إل بظهري ث كشف عن ظهره فإذا هو برص رضي ال عنه ولا مرض دخل عليه أناس من الصحابة يعودونه فقالوا أبشر غدا تلقى الحبة ممدا وحزبه فقال وال إن إخوان مضوا ول‬
‫يأكلوا من دنياهم شيئا وإنا قد أينعت لنا ثرتا فنحن ندبا فهذا الذي يهمن قال وتوف بالكوفة ف هذه السنة عن ثلث وستي سنة وهو أول من دفن بظاهر الكوفة‬
‫خزية بن ثابت‬
‫ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة النصاري ذو الشهادتي وكانت راية بن حطمة معه يوم الفتح وشهد صفي مع علي وقتل يومئذ رضي ال عنه‬
‫سفينة مول رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قدمنا ترجته ف الوال النسوبي إليه صلوات ال وسلمه عليه‬
‫عبد ال بن الرقم بن اب الرقم‬
‫اسلم عام الفتح وكتب بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد تقدم مع كتاب الوحي عبد ال بن بديل بن ورقاء الزاعي قتل يوم صفي وكان أمي اليمنة لعلي فصارت أمرتا للشتر‬
‫النخعي عبد ال بن خباب بن الرت ولد ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وكان موصوفا بالي قتله الوارج كما قدمنا بالنهروان ف هذه السنة فلما جاء علي قال لم أعطونا قتلته ث أنتم‬
‫آمنون فقالوا كلنا قتله فقاتلهم عبد ال بن سعد بن أب سرح أحد كتاب الوحي ايضا أسلم قديا وكتب الوحي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪312‬‬

‫ث ارتد ث عاد إل السلم عام الفتح واستأمن له عثمان وكان أخاه لمه وحسن إسلمه وقد وله عثمان نيابة مصر بعد موت عمرو بن العاص فغزا إفريقية وبلد النوبة وفتح الندلس وغزا‬
‫ذات الصواري مع الروم ف البحر فقتل منهم ما صبغ وجه الاء من الدماء ث لا حصر عثمان تغلب عليه ممد بن أب حذيفة وأخرجه من مصر فمات ف هذه السنة وهو معتزل عليا ومعاوية‬
‫ف صلة الفجر بي التسليمتي رضي ال عنه‬
‫عمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي‬
‫من عبس اليمن وهو حليف بن مزوم أسلم قديا وكان من يعذب ف ال هو وأبوه وأمه سية ويقال إنه أول من اتذ مسجدا ف بيته يتعبد فيه وقد شهد بدرا وما بعدها وقد قدمنا كيفية مقتله‬
‫يوم صفي وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال تقتلك الفئة الباغية وروى الترمذي من حديث السن عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن النة تشتاق إل ثلثة علي‬
‫وعمار وسلمان وف الديث الخر الذي رواه الثوري وقيس بن الربيع وشريك القاضي وغيهم عن أب إسحاق عن هانء بن هانء عن علي أن عمارا استأذن علي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال مرحبا بالطيب الطيب وقال إبراهيم ابن السي حدثنا يي حدثن نصر ثنا سفيان الثوري عن أب العمش عن أب عمار عن عمرو ابن شرحبيل عن رجل من أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لقد ملىء عمار إيانا من قدمه إل مشاشه وحدثنا يي بن معلي عن العمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة أنا قالت مامن أحد من أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إل عمار بن ياسر فأن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم إن عمار بن ياسر حشى ما بي أخص قدميه إل شحمة أذنه إيانا وحدثنا يي ثنا عمرو بن عون أنا‬
‫هشيم عن العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة قال أتيت أهل الشام فلقيت خالد بن الوليد فحدثن قال كان بين وبي عمار بن ياسر كلم ف شيء فشكان إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال يا خالد ل تؤذ عمارا فأنه من ببغض عمارا يبغضه ال ومن يعاد عمارا يعاده ال قال فعرضت له بعد ذلك فسللت ما ف نفسه وله أحاديث كثية ف فضائله رضي ال عنه‬
‫قتل بصفي عن إحدى وقيل ثلث وقيل أربع وتسعي سنة طعنه أبو الغادية فسقط ث أكب عليه رجل فاحتز رأسه ث اختصما إل معاوية أيهما قتله فقال لما عمرو بن العاص اندرا فوال‬
‫إنكما لتختصمان ف النار فسمعها منه معاوية فلمه على تسميعه إياها ذلك فقال له عمرو وال إنك لتعلم ذلك ولوددت أن مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة قال الواقدي حدثن السن بن‬
‫السي بن عمارة عن أب إسحاق عن عاصم أن عليا صلى عليه ول يغسله وصلى معه على هاشم بن عتبة فكان عمار ما يلي عليا وهاشم إل نو القبلة قالوا وقب هنالك وكان آدم اللون‬
‫طويل بعيدا ما بي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪313‬‬

‫النكب أشهل العيني رجل ل يغي شيبه رضي ال عنه‬


‫الربيع بن معوز بن عفراء‬
‫أسلمت قديا وكانت ترج مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الغزوات فتداوى الرحى وتسقى الاء للكلمى وروت أحاديث كثية وقد قتل ف هذه السنة ف أيام صفي خلق كثي وجم‬
‫غفي فقيل قتل من أهل الشام خسة وأربعون ألفا ومن أهل العراق خسةوعشرون ألفا وقيل قتل من أهل العراق اربعون ألفا من مائة وعشرين ألفا وقتل من أهل الشام عشرون ألفا من ستي‬
‫ألفا وبالملة فقد كان فيهم أعيان ومشاهي يطول استقصاؤهم وفيما ذكرناه كفاية وال تعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي‬
‫فيها بعث معاوية عمرو بن العاص إل ديار مصر فأخذها من ممد بن أب بكر واستناب معاوية عمرا عليها وذلك كما سنبينه وقد كان علي رضي ال عنه استناب عليها قيس بن سعد بن‬
‫عبادة وانتزعها من يد ممد بن أب حذيفة حي كان استحوذ عليها ومنع عبد ال بن سعد بن اب سرح من التصرف فيها حي حصر عثمان وقد كان عثمان استخلفه عليها وعزل عنها عمرو‬
‫بن العاص وعمرو كان هو الذي افتتحها كما قدمنا ذكر ذلك ث عزل قيس بن سعد عنها وذلك أنه كان كفوا لعاوية وعمرو ولا ول ممد بن أب إن عليا عزل قيس بن سعد عنها وول‬
‫عليها ممد بن أب بكر وقد ندم على على بكر ل يكن فيه قوة تعادل معاوية وعمرا وحي عزل قيس بن سعد عنها رجع إل الدينة ث سار إل علي بالعراق فكان معه وكان معاوية يقول وال‬
‫لقيس بن سعد عند علي أبغض إل من مائة ألف مقاتل بدله عنده فشهد معه صفي فلما فرغ علي من صفي وبلغه أن أهل مصر قد استخفوا بحمد بن اب بكر لكونه شاب ابن ست‬
‫وعشرين سنة أو نو ذلك عزم على رد مصر إل قيس بن سعد وكان قد جعله على شرطته أو إل الشتر النخعي وقد كان نائبه على الوصل ونصيبي فكتب إليه بعد صفي فاستقدمه عليه ث‬
‫وله مصر فلما بلغ معاوية تولية على للشتر النخعي ديار مصر بدل ممد بن اب بكر عظم ذلك عليه وذلك أنه كان قد طمع ف مصر واستناعها من يد ممد ابن أب بكر وعلم أن الشتر‬
‫سيمنعها منه لزمه وشجاعته فلما سار الشتر إليها وانتهى ال القلزم استقبله الانسار وهو مقدم على الراج فقدم إليه طعاما وسقاه شرابا من عسل فمات منه فلما بلغ ذلك معاوية وعمرا‬
‫وأهل الشام قالوا إن ل جنودا من عسل وقد ذكر ابن جرير ف تاريه أن معاوية كان قد تقدم إل هذا الرجل ف أن يتال على الشتر ليقتله ووعده على ذلك بأمور ففعل ذلك وف هذا نظر‬
‫وبتقدير صحته فمعاوية يستجيز قتل الشتر لنه من قتلة عثمان رضي ال عنه والقصود أن معاوية وأهل الشام فرحوا فرحا شديدا بوت الشتر النخعي ولا بلغ ذلك عليا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪314‬‬

‫تأسف على شجاعته وغنائه وكتب إل ممد بن أب بكر باستقراره واستمراره بديار مصر غي أنه ضعف جاشه مع ما كان فيه من اللف عليه من العثمانية الذين ببلد خربتا وقد كانوا‬
‫استفحل أمرهم حي انصرف على من صفي وحي كان من أمر التحكيم ما كان وحي نكل أهل العراق عن قتال أهل الشام وقد كان أهل الشام حي انقضت الكومة بدومة الندل سلموا‬
‫على معاوية باللفة وقوى أمرهم جدا فعند ذلك جع معاوية أمراءه عمرو بن العاص وشرحبيل بن السمط وعبد الرحن ابن خالد بن الوليد والضحاك بن قيس وبسر بن اب أرطاة وأبا‬
‫العور السلمي وحزة بن سنان المدان وغيهم فاستشارهم ف السي إل ديار مصر فاستجابوا له وقالوا سر حيث شئت فنحن معك وعي معاوية نيابتها لعمرو بن العاص إذا فتحها ففرح‬
‫بذلك عمرو بن العاص ث قال عمرو لعاوية أرى أن تبعث إليهم رجال مع رجل مأمون عارف بالرب فان با جاعة من يوال عثمان فيساعدونه على حرب من خالفهم فقال معاوية لكن أرى‬
‫أن أبعث إل شيعتنا من هنالك كتابا يعلمهم بقدومهم عليهم ونبعث إل مالفينا كتابا ندعوهم فيه إل الصلح وقال معاوية إنك يا عمرو رجل بورك لك ف العجلة وإن أمرؤ بورك ل ف التؤدة‬
‫فقال عمرو أفعل ما أراك ال فوال ما أمرك وأمرهم السيصي إل الرب العوان فكتب عند ذلك معاوية إل مسلمة بن ملد النصاري وإل معاوية بن خديج السكون وها رئيسا العثمانية‬
‫ببلد مصر من ل يبايع عليا ول يأتر بأمر نوابه بصر ف نو من عشرة آلف يبهم بقدوم اليش عليهم سريعا وبعث به مع مول له يقال له سبيع فلما وصل الكتاب إل مسلمه ومعاوية بن‬
‫خديج فرحا به وردا جوابه بالستبشار والعاونة والناصرة له ولن يبعثه من اليوش والند والدد إن شاء ال تعال فعند ذلك جهز معاوية عمرو بن العاص ف ستة آلف وخرج معاوية مودعا‬
‫وأوصاه بتقوى ال والرفق والهل والتؤدة وأن يقتل من قاتل ويعفو عمن أدبر وأن يدعو الناس إل الصلح والماعة فإذا أنت ظهرت فليكن أنصارك آثر الناس عندك فسار عمرو بن العاص‬
‫إل مصر فلما قدمها اجتمعت عليه العثمانية فقادهم وكتب عمرو بن العاص إل ممد بن أب بكر أما بعد فتنح فأن ل أحب أن يصيبك من ظفر فأن الناس قد اجتمعوا بذه البلد على‬
‫خلفك ورفض أمرك وندموا على أتباعك فهم مسلموك لو قد التقت خلقتا البطان فاخرج منها فإن لك لن الناصحي والسلم وبعث إليه عمرو ايضا بكتاب معاوية إليه أما بعد فأن غب‬
‫البغي والظلم عظيم الوبال وإن سفك الدم الرام ل يسلم صاحبه من النقمة ف الدنيا والتبعة الوبقة ف الخرة وإنا ل نعلم أحدا كان أشد خلفا على عثمان منك حي تطعن بشاقصك بي‬
‫حشاشته وأوراحه ث إنك تظن أن عنك نائم أوناس ذلك لك حت تأت فتأمر على بلد أنت با جاري وجل أهلها أنصاري وقد بعثت إليك بيوش يتقربون إل ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪315‬‬

‫بهادك ولن يسلمك ال من القصاص أينما كنت والسلم قال فطوى ممد بن أب بكر الكتابي وبعث بما إل علي وأعلمه بقدوم عمرو إل مصر ف جيش من قبل معاوية فأن كانت لك‬
‫بارض مصر حاجة فابعث إل بأموال ورجال والسلم فكتب إليه يأمره بالصب وبجاهدة العدو وأنه سيبعث إليه الرجال والموال ويده با أمكنه من اليوش وكتب ممد بن اب بكر كتابا إل‬
‫معاوية ف جواب ما قال وفيه غلظة وكذلك كتب إل عمرو بن العاص وفيه كلم غليظ وقام ممد ابن أب بكر ف الناس فخطبهم وحثهم على الهاد ومناجزة من قصدهم من أهل الشام‬
‫وتقدم عمرو ابن العاص إل مصر ف جيوشه ومن لق به من العثمانية الصريي والميع ف قريب من ستة عشر ألفا وركب ممد بن أب بكر ف ألفي فارس الذين انتدبوا معه من الصريي‬
‫وقدم على جيشه بي يديه كنانة بن بشر فجعل ل يلقان أحد من الشاميي إل قاتلهم حت يلحقهم مغلوبي إل عمرو ابن العاص فبعث عمرو بن العاص إليه معاوية بن خديج فجاءه من ورائه‬
‫وأقبل إليه الشاميون حت أحاطوا به من كل جانب فترجل عند ذلك كنانة وهو يتلو وما كان لنفس أن توت إل باذن ال كتابا مؤجل الية ث قاتل حت قتل وتفرق أصحاب ممد بن أب بكر‬
‫عنه ورجع يشي فرأى خربة فآوى إليها ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر وذهب معاوية بن خديج ف طلب ممد بن أب بكر فمر بعلوج ف الطريق فقال لم هل مر بكم أحد تستنكرونه‬
‫قالوا ل فقال رجل منهم إن رأيت رجل جالسا ف هذه الربة فقال هو هو ورب الكعبة فدخلوا عليه فاستخرجوه منها وقد كاد يوت عطشا فانطلق أخوه عبد الرحن بن أب بكر إل عمرو‬
‫بن العاص وكان قد قدم معه إل مصر فقال أيقتل أخي صبا فبعث عمرو بن العاص إل معاوية بن خديج أن يأتيه بحمد بن أب بكر ول يقتله فقال معاوية كل وال أيقتلون كنانة بن بشر‬
‫وأترك ممد بن أب بكر وقد كان من قتل عثمان وقد سألم عثمان الاء وقد سألم ممد بن اب بكر أن يسقوه شربة من الاء فقال معاوية لسقان ال إن سقيتك قطرة من الاء ابدا إنكم منعتم‬
‫عثمان أن يشرب الاء حت قتلتموه صائما مرما فتلقاه ال بالرحيق الختوم وقد ذكر ابن جرير وغيه أن ممد بن أب بكر نال من معاوية بن خديج هذا ومن عمرو بن العاص ومن معاوية‬
‫ومن عثمان بن عفان ايضا فعند ذلك غضب معاوية بن خديج فقدمه فقتله ث جعله ف جيفة حار فأحرقه بالنار فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وضمت عياله إليها وكان فيهم‬
‫ابنه القاسم وجعلت تدعو على معاوية وعمرو بن العاص دبر الصلوات‬
‫وذكر الواقدي أن عمرو بن العاص قدم مصر ف أربعة آلف فيهم أبو العور السلمي فالتقوا مع الصريي بالسناة فاقتتلوا قتال شديدا حت قتل كنانة بن بشر بن عتاب التجيب فهرب عند‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪316‬‬

‫ذلك ممد بن أب بكر فاختبأ عند رجل يقال له جبلة بن مسروق فدل عليه فجاء معاوية بن خديج وأصحابه فأحاطوا به فخرج إليهم ممد بن أب بكر فقاتل حت قتل قال الواقدي وكان‬
‫ذلك ف صفر من هذه السنة قال الواقدي ولا قتل ممد بن أب بكر بعت ؟ على الشتر النخعي إل مصر فمات ف الطريق فال أعلم قال وكانت ادرخ ف شعبان ف هذه السنة ايضا وكتب‬
‫عمرو بن العاص إل معاوية يبه با كان من المر وأن ال قد فتح عليه بلد مصر ورجعوا إل السمع والطاعة واجتماع الماعة وبا عهد لم من المر وقد زعم هشام بن ممد الكلب أن‬
‫ممد بن أب حذيفة بن عتبة مسك بعد مقتل ممد بن أب بكر وكان من جلة الحرضي على قتل عثمان فبعثه عمرو بن العاص إل معاوية ول يبادر إل قتله لنه ابن خال معاوية فحبسه معاوية‬
‫بفلسطي فهرب من السجن فلحقه رجل يقال له عبد ال بن عمرو بن ظلم بأرض البلقاء فاختفى ممد بغار فجاءت حر وحش لتأوى إليه فلما رأته فيه نفرت فتعجب من نفرها جاعة من‬
‫الصادين هنالك فذهبوا إل الغار فوجدوه فيه فجاء اولئك إليه فخشى عبد ال بن عمرو بن ظلم أن يرده إلىمعاوية فيعفو عنه فضرب عنقه هكذا ذكر ذلك ابن الكلب وقد ذكر الواقدي‬
‫وغيه أن ممد بن أب حذيفة قتل ف سنة ست وثلثي كما قدمنا فال أعلم‬
‫وقال إبراهيم بن السي بن ديزيل ف كتابه ثنا عبد ال بن صال حدثن ابن ليعة عن يزيد ابن أب حبيب أن عمرو بن العاص استحل مال قبطى من قبط مصر لنه استقر عنده أنه كان يظهر‬
‫الروم علىعورات السلمي يكتب إليهم بذلك فاستخرج منه بضعا وخسي اردبا دناني قال أبو صال والردب ست ويبات والويبة مثل القفيز واعتبنا الويبة فوجدناها تسعا وثلثي ألف‬
‫دينار قلت فعلى هذا يكون يبلغ ما كان أخذ من القبطي ما يقارب ثلثة عشر ألف ألف دينار قال أبو منف باسناده ولا بلغ علي بن أب طالب مقتل ممد بن أب بكر وما كان بصر من المر‬
‫وتلك عمرو لا واجتماع الناس عليه وعلى معاوية قام ف الناس خطيبا فحثهم على الهاد والصب والسي إلىأعدائهم من الشاميي والصريي وواعدهم الرعة بي الكوفة والية فلما كان‬
‫الغد خرج يشي إليها حت نزلا فلم يرج إليه أحد من اليش فلما كان العشى بعث إل اشراف الناس فدخلوا عليه وهو حزين كئيب فقام فيهم خطيبا فقال المد ل على ما قضى من أمر‬
‫وقدر من فعل وابتلن بكم ول ومن ل يطيع إذا أمرت ول ييب إدا دعوت أو ليس عجبا أن معاوية يدعو الفاة الطغام فيتبعونه بغي عطاء ول معونة وييبونه ف السنة مرتي والثلث إل أي‬
‫وجه شاء وأنا أدعوكم وأنتم اولو النهي وبقية الناس على العونة وطائفة من العطاء فتفرقون عن وتعصونن وتتلفون علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪317‬‬

‫فقام إليه مالك بن كعب الوسي فندب إل امتثال أمر علي والسمع والطاعة له فانتدب ألفان فأمر عليهم مالك بن كعب هذا فسار بم خسا ث قدم على علي جاعة من كان مع ممد بن اب‬
‫بكر بصر فأخبوه كيف وقع المر وكيف قتل ممد بن اب بكر وكيف استقر أمر عمرو با فبعث إل مالك بن كعب فرده من الطريق وذلك أنه خشى عليهم من أهل الشام قبل وصولم إل‬
‫مصر واستقر أمر العراقيي على مالفة علي فيما يأمرهم به وينهاهم عنه والروج عليه والبعد عن أحكامه وأقواله وأفعاله لهلهم وقلة عقلهم وجفائهم وغلظتهم وفجور كثي منهم فكتب‬
‫علي عند ذلك إل ابن عباس وهو نائبه على البصرة يشكو إليه ما يلقاه من الناس من الخالفة والعاندة فرد عليه ابن عباس يسليه ف ذلك ويعزيه ف ممد بن أب بكر ويثه على تلف الناس‬
‫والصب على مسيئهم فان ثواب ال خي من الدنيا ث ركب ابن عباس من البصرة إل علي وهو بالكوفة واستخلف ابن عباس على البصره زيادا وف هذا الي بعث معاوية بن أب سفيان كتابا‬
‫مع عبد ال بن عمرو الضرمي إل أهل البصره يدعوهم إل القرار با حكم له عمرو بن العاص فلما قدمها نزل على بن تيم فأجاروه فنهض إليه زياد وبعث إليه أعي بن ضبيعة ف جاعة من‬
‫الناس فساروا إليهم فاقتتلوا فقتل أعي بن ضبيعة فكتب زياد إل علي يعلمه با وقع بالبصرة بعد خروج ابن عباس منها فبعث عند ذلك على جارية بن قدامة التميمي ف خسي رجل إل قومه‬
‫بن تيم وكتب معه كتابا إليهم فرجع أكثرهم عن ابن الضرمي وقصده جارية فحصره ف دار هو وجاعة معه قيل كان عددهم أربعي وقيل سبعي فحرقهم بالنار بعد أن أعذر إليهم وأنذرهم‬
‫فلم يقبلوا ول يرجعوا عما جاؤا له فصل‬
‫وقد صحح ابن جرير أن قتال علي لهل النهروان كان ف هذه السنة وكذلك خروج الريث ابن راشد الناجي كان ف هذه السنة ايضا وكان مع الريث ثلثمائة رجل من قومه بن ناجية‬
‫وكان مع علي بالكوفة فجاء إل علي فقام بي يديه وقال وال يا علي ل أطيع أمرك ول أصلي خلفك إن لك غدا لفارق فقال له علي ثكلتك أمك إذا تعصى ربك وتنقض عهدك ول تضر‬
‫إل نفسك ول تفعل ذلك قال لنك حكمت ف الكتاب وضعفت عن قيام الق إذ جد الد وركنت إل القوم الظالي فأنا عليك زاري وعليك ناقم وإنا لكم جيعا مباينون ث رجع إل أصحابه‬
‫فسار بم نو بلد البصرة فبعث إليهم معقل بن قيس ث أردفه بالد بن معدان الطائي وكان من أهل الصلح والدين والبأس والنجدة وأمره أن يسمع له ويطيع فلما اجتمعوا صاروا جيشا‬
‫واحدا ث خرجوا ف آثار الريث وأصحابه فلحقوهم وقد أخذوا ف جبال رامهرمز قال فصففنا لم ث أقبلنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪318‬‬

‫إليهم فجعل معقل على ميمنته يزيد بن معقل وعلى ميسرته منجاب بن راشد الضب ووقف الريث فيمن معه من العرب فكانوا ميمنة وجعل من اتبعه من الكراد والعلوج ميسرة قال‬
‫وسارفينا معقل بن قيس فقال عباد ال ل تبدؤا القوم وغضوا أبصاركم وأقلوا الكلم ووطنوا أنفسكم على الطعن والضرب وأبشروا ف قتالكم بالجر إنا تقاتلون مارقة مرقت من الدين‬
‫وعلوجا كسروا الراج ولصوصا وأكرادا فإذا حلت فشدوا شدة رجل واحد ث تقدم فحرك دابته تريكتي ث حل عليهم ف الثالثة وحلنا معه جيعنا فوال ما صبوا لنا ساعة واحدة حت‬
‫ولوا منهزمي وقتلنا من العلوج والكراد نوا من ثلثمائة وفر الريث منهزما حت لق باساف وبا جاعة من قومه كثيه فاتبعوه فقتلوه مع جاعة من أصحابه بسيف البحر قتله النعمان بن‬
‫صهبان وقتل معه ف العركة مائة وسبعون رجل ث ذكر ابن جرير وقعات كثي ةكانت بي أصحاب علي والوارج فيها ايضا ث قال حدثن عمر بن شيبة ثنا أبو السن يعن الدائن علي بن‬
‫ممد بن علي بن ماهد قال قال الشعب لا قتل علي أهل النهر خالفه قوم كثي وانتقضت أطرافه وخالفه بنو ناجية وقدم ابن الضرمي إل البصرة وانتقض أهل البال وطمع أهل الراج ف‬
‫كسره وأخرجوا سهل بن حنيف من فارس وكان عامل عليها فأشار عليه ابن عباس بزياد بن أبيه أن يوليه إياها فوله إياها فسار إليها ف السنة التية ف جع كثي فوطئهم حت أدوا الراج‬
‫قال ابن جرير وغيه وحج بالناس ف هذه السنة قثم بن العباس نائب على علي مكة وأخوه عبيد ال ابن عباس نائب اليمن وأخوها عبد ال نائب البصرة وأخوهم تام بن عباس نائب الدينة‬
‫وعلى خراسان خالد بن قرة اليبوعي وقيل ابن أبزي وأما مصر فقد استقرت بيد معاوية فاستناب عليها عمرو بن العاص‬
‫ذكر من توف ف هذه السنة من العيان سهل بن حنيف‬
‫ابن واهب بن العليم بن ثعلبة النصاري الوسي شهد بدرا وثبت يوم أحد وحضر بقية الشاهد وكان صاحبا لعلي بن أب طالب وقد شهد معه مشاهده كلها ايضا غي المل فأنه كان قد‬
‫استخلفه على الدينة ومات سهل بن حنيف ف سنة ثان وثلثي بالكوفة وصلى عليه على فكب خسا وقيل ستا وقال إنه من أهل بدر رضي ال عنه‬
‫صنوان بن بيضاء أخو سهيل بن بيضاء‬
‫شهد الشاهد كلها وتوف ف هذه السنة ف رمضانا وليس له عقب‬
‫صهيب بن سنان بن مالك‬
‫الرومي وأصله من اليمن أبو يي بن قاسط وكان أبوه أو عمه عامل لكسرى على اليلة وكانت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪319‬‬

‫منازلم على دجلة عند الوصل وقيل على الفرات فاغارت على بلدهم الروم فأسرته وهو صغي فأقام عندهم حينا ث اشترته بنو كلب فحملوه إل مكة فابتاعه عبد ال بن جدعان فأعتقه‬
‫وأقام بكة حينا فلما بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم آمن به وكان من أسلم قديا هو وعمار ف يوم واحد بعد بضعة وثلثي رجل وكان من الستضعفي الذين يعذبون ف ال عز وجل‬
‫ولا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم هاجر صهيب بعده بأيام فلحقه قوم من الشركي يريدون أن يصدوه عن الجرة فلما أحس بم نثل كنانته فوضعها بي يديه وقال وال لقد علمتم أن‬
‫من أرماكم ووال ل تصلون إل حت أقتل بكل سهم من هذه رجل منكم ث أقاتلكم بسيفي حت أقتل وإن كنتم تريدون الال فأنا أدلكم على مال هو مدفون ف مكان كذا وكذا فانصرفوا‬
‫عنه فأخذوا ماله فلما قدم قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ربح البيع أبا يي وأنزل ال ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال وال رؤوف بالعباد ورواه حاد بن سلمةعن علي‬
‫بن زيد عن سعيد بن السيب وشهد بدرا واحدا وما بعدهاولا جعل عمر المر شورى كان هو الذي يصلي بالناس حتىتعي عثمان وهو الذي ول الصلة على عمر وكان له صاحبا وكان‬
‫أحر شديد المرة ليس بالطويل ول بالقصي أقرن الاجبي كثي الشعر وكان لسانه فيه عجمة شديدة وكان مع فضله ودينه فيه دعابة وفكاهة وانشراح روى أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم رآه يأكل بقثاء رطبا وهو أرمد إحدى العيني فقال أتأكل رطبا وأنت أرمد فقال إنا آكل من ناحية عين الصحيحة فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم وكانت وفاته بالدينة سنة‬
‫ثان وثلثي وقيل سنة تسع وثلثي وقد نيف علىالسبعي‬
‫ممد بن أب بكر الصديق‬
‫ولد ف حياة النب صلى ال عليه وسلم ف حجةالوداع تت الشجرة عند الرم وأمه أساء بنت عميس ولااحتضر الصديق أوصى أن تغسله فغسلته ث لا انقصت عدتا تزوجها علي فنشأ ف‬
‫حجره فلما صارت إليه اللفة استنابه على بلد مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة كما قدمنا فلما كانت هذه السنة بعث معاوية عمر بن العاص فاستلب منه بلد مصر وقتل ممد بن أب بكر‬
‫كما تقدم وله من العمر دون الثلثي رحه ال ورضي ال عنه‬
‫اساء بنت عميس‬
‫ابن معبد بن الارث الثعمية أسلمت بكة وهاجرت مع زوجها جعفر بن أب طالب إل البشة وقدمت معه إل خيب ولا منه عبد ال وممد وعون ولا قتل جعفر بوتة تزوجها بعده أبو بكر‬
‫الصديق فولدت منه ممد بن أب بكر أمي مصر ث لا مات الصديق تزوجها بعده علي بن أب طالب فولدت له يي وعونا وهي أخت ميمونة بنت الارث أم الؤمني لمها وكذلك هي أخت‬
‫أم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪320‬‬

‫الفضل امرأة العباس لمها وكان لا من الخوات لمها تسع أخوات وهي أخت سلمى بنت عميس امرأة العباس الت له منها بنت اسها عمارة‬
‫ث دخلت سنة تسع وثلثي‬
‫فيها جهز معاوية بن أب سفيان جيوشا كثية ففرقها ف أطراف معاملت علي بن أب طالب وذلك أن معاوية رأى بعد أن وله عمرو بن العاص بعد اتفاقه مع أب موسى علىعزل علي أن‬
‫وليته وقعت الوقع فهو الذي يب طاعته فيما يعتقده ولن جيوش علي من أهل العراق ل تطيعه ف كثي من المر ول يأترون بأمره فل يصل بباشرته القصود من المارة والالة هذه فهو‬
‫يزعم أنه أول منه إذ كان المر كذلك وكان من بعث ف هذه السنة النعمان بن بشي ف ألفي فارس إل عي التمر وعليها مالك بن كعب الرحب ف ألف فارس مسلحة لعلي فلما سعوا‬
‫بقدوم الشاميي ارفضوا عنه فلم يبق مع مالك بن كعب إل مائة رجل فكتب عند ذلك إل علي يعلمه با كان من المر فندب على الناس إل مالك بن كعب فتثاقلوا ونكلوا عنه ول ييبوا إل‬
‫الروج فخطبهم علي عند ذلك فقال ف خطبته يا أهل الكوفة كلما سعتم بنسر من مناسر أهل الشام انحر كل منكم ف بيته وغلق عليه بابه انحار الضب ف جحره والضبع ف وجاره‬
‫الغرور وال من غررتوه ولن فارقكم فاز بالسهم الصيب ل أحرار عند النداء ول إخوان ثقة عند النجاة إنا ل وإنا إليه راجعون ماذا منيت به منكم عمى ل تبصرون وبكم ل تنطقون وصم‬
‫ل تسمعون إنا ل وإنا إليه راجعون ودههم النعمان بن بشي فاقتتلوا قتال شديدا وليس مع مالك بن كعب إل مائة رجل قد كسر واجفون سيوفهم واستقتلوا فبيناهم كذلك إذ جاءهم ندة‬
‫من جهة منف بن سليم مع ابنه عبد الرحن بن منف ف خسي رجل فلما رآهم الشاميون ظنوا أنم مدد عظيم ففروا هرابا فاتبعهم مالك بن كعب فقتل منهم ثلثة أنفس وذهب الباقون‬
‫على وجوههم ول يتم لم أمر من هذا الوجه وفيها بعث معاوية سفيان بن عوف ف ستة آلف وأمره بأن يأت هيت فيغي عليها ث يأت النبار والدائن فسار حت انتهى إل هبت فلم يد با‬
‫احدا ث إل النبار وفيها مسلحة لعلي نو من خسمائة فتفرقوا ول يبق منهم إل مائة رجل فقاتلوا مع قلتهم وصبوا حت قتل أميهم وهو أشرس بن حسان البلوى ف ثلثي رجل من أصحابه‬
‫واحتملوا ما كان بالنبار من الموال وكروا راجعي إل الشام فلما بلغ الب عليا رضي ال عنه ركب بنفسه فنل بالنخيلة فقال له الناس نن نكفيك ذلك يا أمي الؤمني فقال وال ما‬
‫تكفونن ول أنفسكم وسرح سعد بن قيس ف أثر القوم فسار وراءهم حتىبلغ هيت فلم يلحقهم فرجع وفيها بعث معاوية عبد ال بن مسعدة الفزاري ف ألف وسبعمائة إل تيماء وأمره أن‬
‫يصدق أهل البوادي ومن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪321‬‬

‫امتنع من اعطاءه فليقتله ث يأت الدينة ومكة والجاز فسار إل تيماء واجتمع عليه بشر كثي فلمابلغ عليا بعث السيب بن نيبة الفزاري ف ألفي رجل فالتقوا بتيماء فاقتتلوا قتال شديدا عند‬
‫زوال الشمس وحل السيب بن نية علي ابن مسعدة فضربه ثلث ضربات وهو ليريد قتله بل يقول له النجا النجا فاناز ابن مسعدة ف طائفة من قومه إل حصن هناك فتحصنوا به وهرب‬
‫بقيتهم إل الشام وانتهبت العراب ما كان جعه ابن نية من إبل الصدقة وحاصرهم السيب بن نية ثلثة أيام ث ألقى الطب على الباب وألب فيه النار فلما أحسوا باللك أشرفوا من‬
‫الصن ومتوا إليه بأتم من قومه فرق لم وأطفأ النار فلما كان الليل فتح باب الصن وخرجوا هرابا إل الشام فقال عبد الرحن بن شبيب للمسيب بن نية سر حت ألقهم فقال ل فقال‬
‫غششت أمي الؤمني داهنت ف أمرهم وفيها وجه معاوية الضحاك بن قيس ف ثلثة آلف وأمره أن يغي علىأطراف جيش علي فجهز علي حجر بن عدي ف أربعة آلف وأنفق فيهم خسي‬
‫درها خسي درها فالتقوا بتدمر فقتل من أصحاب الضحاك تسعة عشر رجل ومن أصحاب حجر بن عدي رجلن وغشيهم الليل فتفرقوا واستمر الضحاك بأصحابه فارا إل الشام وفيها‬
‫سار معاوية بنفسه ف جيش كثيف حت بلغ دجلة ث كر راجعاص ذكره ممد بن سعد عن الواقدي باسناده وأبو معشر ايضا‬
‫وف هذه السنة ول علي بن أب طالب زياد بن أبيه على أرض فارس وكانوا قد منعوا الراج والطاعة وسبب ذلك حي قتل ابن الضرمي وأصحابه بالنار حي حرقهم جارية بن قدامة ف تلك‬
‫الدار كما قدمنا فلما اشتهر هذا الصنيع ف البلد تشوش قلوب كثي من الناس على علي واختلفوا على علي ومنع أكثر أهل تلك النواحي خراجهم ول سيما أهل فارس فانم تردوا‬
‫وأخرجوا عاملهم سهل بن حنيف كما تقدم ف العام الاضي من بي أظهرهم فاستشار على الناس فيمن يوليه عليهم فأشار ابن عباس وجارية بن قدامة أن يول عليهم زياد بن أبيه فانه صليب‬
‫الرأي عال بالسياسة فقال علي هو لا فوله فارس وكرمان وجهزه إليهما ف أربعة آلف فارس فسار إليها ف هذه السنة فدوخ أهلها وقهرهم حت استقاموا وأدوا الراج وما كان عليهم من‬
‫القوق ورجعوا إل السمع والطاعة وسار فيهم بالعدلة والمانة حت كان أهل تلك البلد يقولون مارأينا سية اشبه بسية كسرى أنوشروان من سية هذا العرب ف اللي والداراة والعلم با‬
‫يأت وصفت له تلك البلد بعدله وعلمه وصرامته واتذ للمال قلعة حصينة فكانت تعرفه بقلعة زياد ث لا تصن فيها منصور اليشكري فيما بعد ذلك عرفت به فكان يقال لا قلعة منصور‬
‫قال الواقدي وف هذه السنة بعث علي بن أب طالب عبد ال بن عباس على الوسم وبعث معاوية يزيد بن سخبة الرهاوي ليقيم للناس الج فلما اجتمعا بكة تنازعا واب كل واحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪322‬‬


‫منهما أن يسلم لصاحبه فاصطلحا على شيبة بن عثمان بن أب طلحة الجب فحج بالناس وصلى بم ف ايام الوسم قال أبو السن الدائن ل يشهد عبد ال بن عباس الوسم ف أيام على حت‬
‫قتل والذي نازعه يزيد بن سخبة إنا هو قثم بن العباس حت اصطلحا على شيبة بن عثمان قال ابن جرير وكما قال ابو السن الدائن قال أبو مصعب قال ابن جرير وأما عمال علي على‬
‫المصار فهم الذين ذكرنا ف السنة الاضية غي ان ابن عباس كان قد سار من البصرة إل الكوفة واستخلف على البصرة زياد بن أبيه ث سار زياد ف هذه السنة إل فارس وكرمان كما ذكرنا‬
‫ذكر من توف ف هذه السنة من العيان سعد القرظي‬
‫مؤذن مسجد قبا ف زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما ول عمر اللفة وله أذان السجد النبوي وكان أصله مول لعمار بن ياسر وهو الذي كان يمل العنة بي يدي أب بكر وعمر‬
‫وعلي إلىالصلى يوم العيد وبقي الذان ف ذريته مدة طويلة‬
‫عقبة بن عمرو بن ثعلبة‬
‫أبو مسعود البدري سكن ماء بدر ول يشهد الوقعة با على الصحيح وقد شهد العقبة وهو من سادات الصحابة وكان ينوب لعلي بالكوفة إذا خرج لصفي وغيها‬
‫سنة أربعي من الجرة‬
‫قال ابن جرير فمما كان ف هذه السنة من المور الليلة توجيه معاوية بسر بن أب أرطاة ف ثلثة آلف من القاتلة إل الجاز فذكر عن زياد بن عبد ال البكائى عن عوانة قال ارسل معاوية‬
‫بعد تكيم الكمي بسر بن أب ارطاة هو رجل من بن عامر بن لؤي ف جيش فساروا من الشام حتىقدموا الدينة وعامل على عليها يومئذ أبو أيوب ففر منهم أبو أيوب فأتى عليا بالكوفة‬
‫ودخل بسر الدينة ول يقاتله أحد فصعد منبها فنادى على النب يا دينار ويا نار ويارزيق شيخي شيخي عهدي به ها هنا بالمس فأين هو يعن عثمان بن عفان ث قال يا أهل الدينة وال لول‬
‫ما عهد إل معاوية ما تركت با متلما إل قتلته ث بايع أهل الدينة وأرسل إل بن سلمة فقال وال مالكم عندي من أمان ول مبايعة حت تأتون بابر بن عبد ال يعن حت يبايعه فانطلق جابر‬
‫إل أم سلمة فقال لا ماذا ترين إن خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضللة فقالت أرى أن تبايع فأن قد أمرت ابن عمر وختن عبد ال بن زمعة وهو زوج ابنتها زينب أن يبايعا فأتاه جابر فبايعه‬
‫قال وهدم بسر دورا بالدينة ث مضى حت أتى مكة فخافه ابو موسى الشعري أن يقتله فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪323‬‬

‫له بسر ما كنت لفعل بصاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك فخلى عنه وكتب أبو موسى قبل ذلك إل أهل اليمن أن خيل مبعوثة من عند معاوية تقتل من أب أن يقر بالكومة ث‬
‫مضى بسر إل اليمن وعليها عبيد ال بن عباس ففر إل الكوفة حت لق بعلي واستخلف على اليمن عبد ال بن عبد ال بن الدان الاوي فلما دخل بسر اليمن قتله وقتل ابنه ولقي بسر ثقل‬
‫عبيد ال بن عباس وفيه ابنان صغيان له فقتلهما وها عبد الرحن وقثم ويقال إن بسرا قتل خلقا من شيعة علي ف مسيه هذا وهذا الب مشهور عند اصحاب الغازي والسي وف صحته‬
‫عندي نظر وال تعال اعلم ولا بلغ عليا خب بسر وجه جارية بن قدامة ف ألفي ووهب بن مسعود ف ألفي فسار جارية حت بلغ نران فخرق با وقتل ناسامن شيعة عثمان وهرب بسر‬
‫وأصحابه فابتعهم حت بلغ مكة فقال لم جارية بايعوا فقالوا لن نبايع وقد هلك أمي الؤمني فلمن نبايع فقال بايعوا لن بايع له أصحاب علي فتثاقلوا ث بايعوا من خوف ث سار حت أتى‬
‫الدينة وأبو هريرة يصلى بم فهرب منه فقال جارية وال لو أخذت أبا سنور لضربت عنقه ث قال لهل الدينة بايعوا للحسن ابن علي فبايعوا وأقام عندهم ث خرج منصرفا إل الكوفة وعاد‬
‫أبو هريرة يصلى بم قال ابن جرير وف هذه السنة جرت بي علي ومعاوية الهادنة بعد مكاتبات يطول ذكرها على وضع الرب بينهما وأن يكون ملك العراق لعلي ولعاوية الشام ول يدخل‬
‫أحدها على صاحبه ف عمله بيش ول غاره ول غزوة ث ذكر عن زياد عن ابن إسحاق ما هذا مضمونه أن معاوية كتب إل علي أما بعد فأن المة قد قتل بعضها بعضا يعن فلك العراق ول‬
‫الشام فأقر بذلك علي رضي ال عنه وأمسك كل واحد منهما عن قتال الخر وبعث اليوش إل بلده واستقر المر على ذلك قال ابن جرير وف هذه السنة خرج ابن عباس من البصرة إل‬
‫مكةوترك العمل ف قول عامة أهل السي وقد أنكر ذلك بعضهم وزعم أنه ل يزل عامل على البصرة حت صال على معاوية وأنه كان شاهدا للصلح من البصرة وذلك أنه كلم ابا السود‬
‫الدؤل القاضي بكلم فيه غض من أب نص على ذلك أبو عبيدة كما سيأتى ث ذكر ابن جرير سبب خروج ابن عباس عن السود فكتب أبو السود إل علي يشكو إليه ابن عباس وينال من‬
‫عرضه فأنه تناول شيئا من أموال بيت الال فبعث علي إل ابن عباس فعاتبه ف ذلك وحرر عليه التبعة فغضب ابن عباس من ذلك وكتب إل علي ابعث إل عملك من أحببت فأن ظاعن عنه‬
‫والسلم ث سار ابن عباس إل مكة مع أخواله بن هلل وتبعهم قيس كلها وقد أخذ شيئا من بيت الال ما كان اجتمع له من العمالة والفىء ولا سار تبعه أقوام أخر فلحقهم بنو غنم وأرادوا‬
‫منعهم من السي فكان بينهم قتال ث تاجزوا ودخل ابن عباس مكة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪324‬‬

‫ذكر مقتل أمي الؤمني علي بن أي طالب وما ورد من الحاديث النبوية من الخبار بقتله وكيفيته‬
‫كان أمي الؤمني رضي ال عنه قد تنغصت عليه المور واضطرب عليه جيشه وخالفه أهل العراق ونكلوا عن القيام معه واستفحل أمر أهل اشام وصالوا وجالوا يينا وشال زاعمي أن المرة‬
‫لعاوية بقتضى حكم الكمي ف خلعهما عليا وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو المرة عن أحد وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاويةالمي وكلما ازداد أهل الشام قوة‬
‫ضعف جأش أهل العراق هذا وأميهم علي بن أب طالب خي أهل الرض ف ذلك الزمان أعبدهم وأزهدهم وأعلمهم وأخشاهم ل عز وجل ومع هذا كله خذلوه وتلوا عنه حت كره الياة‬
‫وتن الوت وذلك لكثرة الفت وظهور الحن فكان يكثر أن يقول ما يبس اشقاها أي ما ينتظر ماله ل يقتل ث يقول وال لتخضب هذه ويشي إل ليته من هذه ويشي إل هامته كما قال‬
‫البيهقي عن الاكم عن الصم عن ممد بن إسحاق الصنعان ثنا أبو الراب الحوص بن حراب ثنا عمار بن زريق عن العمش عن حبيب بن أب ثابت عن ثعلبة بن يزيد قال قال علي‬
‫والذي فلق البة وبرأ النسمة لتخضب هذه من هذه للحيته من رأسه فما يبس أشقاها فقال عبد ال بن سبع وال يا أمي الؤمني لو أن رجل فعل ذلك لبدنا عترته فقال أنشدكم بال أن‬
‫يقتل غي قاتلي فقالوا يا أمي الؤمني أل تستخلف فقال ل ولكن أترككم كما ترككم رسول ال قالوا فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هل قال أقول اللهم استخلفتن فيهم ما بدا لك ث‬
‫قبضتن وتركتك فيهم فان شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتم‬
‫طريق أخرى‬
‫قال أبو داود الطيالسي ف مسنده ثنا شريك عن عثمان بن الغية عن زيد بن وهب قال جاءت الوارج إل علي فقالوا له اتق ال فانك ميت قال ل والذي فلق البة وبرأ النسمة ولكن‬
‫مقتول من ضربه علي هذه تضب هذه واشار بيده إل ليته عهد معهود وقضى مقضى وقد خاب من افترى‬
‫طريق أخرى عنه‬
‫قال الافظ أبو يعلى ثنا سويد بن سعيد ثنا رشدين بن سعد عن يزيد بن عبد ال بن أسامة عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال قال علي قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم من أشقى‬
‫الولي قلت عاقر الناقة قال صدقت فمن أشقى الخرين قلت ل علم ل يارسول ال قال الذي يضربك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪325‬‬

‫الزارقة أصحاب قطري بن الفجاءة بالهواز‬


‫قال ابن جرير وفيها بعث عبد اللك بن مروان الجاج بن يوسف الثقفي إل عبد ال بن الزبي ليحاصره بكة قال وكان السبب ف بعثه له دون غيه أن عبد اللك بن مروان لا أراد الرجوع‬
‫إل الشام بعد قتله مصعبا وأخذه العراق ندب الناس إل قتال عبد ال بن الزبي بكة فلم يبه أحد إل ذلك فقام الجاج وقال يا أمي الؤمني أنا له وقص الجاج على عبد اللك مناما زعم‬
‫أنه رآه قال رأيت يا أمي الؤمني كأن أخذت عبد ال بن الزبي فسلخته فابعث به إليه فأن قاتله فبعثه ف جيش كثيف من أهل الشام وكتب معه امانا لهل مكة إن هم أطاعوه قالوا وفخرج‬
‫الجاج ف جادى من هذه السنة ومعه ألفا فارس من أهل الشام فسلك طريق العراق ول يعرض للمدينة حتىنل الطائف وجعل يبعث البعوث إل عرفة ويرسل ابن الزبي اليل فيلتقيان‬
‫فيهزم خيل ابن الزبي وتظفر خيل الجاج ث كتب الجاج إل عبد اللك يستأذنه ف دخول الرم وماصرة ابن الزبي فأنه قد كلت شوكته وملت جاعته وتفرق عنه عامة أصحابه وسأله أن‬
‫يده برجال ايضا فكتب عبد اللك إل طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بن معه بالجاج وارتل الجاج من الطائف فنل بئر ميمونة وحصر ابن الزبي بالسجد فلما دخل ذو الجة حج‬
‫بالناس الجاج ف هذه السنة وعليه وعلى أصحابه السلح وهم وقوف بعرفات وكذا فيما بعدها من الشاعر وابن الزبي مصور ل يتمكن من الج هذه السنة بل نر بدنا يوم النحر وهكذا ل‬
‫يتمكن كثي من معه من الج وكذا ل يتمكن كثي من مع الجاج وطارق بن عمرو أن يطوفوا بالبيت فبقوا على إحرامهم ل يصل لم التحلل الثان والجاج وأصحابه نزول بي الجون‬
‫وبئر ميمونة فأنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة كتب عبد اللك إل عبد ال بن خازم أمي خراسان يدعوه إل بيعته ويقطعه خراسان سبع سني فلما وصل إليه الكتاب قال للرسول بعثك أبو الذبان وال لول‬
‫أن الرسل ل تقتل لقتلتك ولكن كل كتابه فأكله وبعث عبد اللك إل بكي بن وشاح نائب ابن خازم على مرو يعده بأمره خراسان إن هو خلع عبد ال بن خازم فخلعه فجاء ابن خازم فقاتله‬
‫فقتل ف العركة عبد ال بن خازم أمي خراسان قتله رجل يقال له وكيع بن عمية لكن كان قد ساعده غيه فجلس وكيع على صدره وفيه رمق فذهب لينوء فلم يتمكن من ذلك وجعل‬
‫وكيع يقول يا ثارات دويلة يعن أخاه وكان دويلة قد قتله ابن خازم ث إن ابن خازم تنخم ف وجه وكيع قال وكيع ل أر أحدا أكثر ريقا منه ف تلك الال وكان أبو هريرة إذا ذكر هذا يقول‬
‫هذه وال هي البسالة وقال له ابن خازم ويك أتقتلن بأخيك لعنك ال أتقتل كبش مصر بأخيك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪326‬‬

‫إل ابن عيينة هكذا قال وقد رأيت من الطرق التعددة خلف ذلك وقال البيهقي بعد ذكره طرفا من هذه الطرق وقد رويناه ف كتاب السنن باسناد صحيح عن زيد بن أسلم عن أب سنان‬
‫الدؤل عن علي ف إخبار النب صلى ال عليه وسلم بقتله‬
‫حديث آخر ف ذلك‬
‫قال الطيب البغدادي أخبن علي بن القاسم البصري ثنا علي بن إسحاق الاردان أنا ممد ابن إسحاق الصنعان ثنا إساعيل بن أبان الوراق ثنا ناصح بن عبد ال الحلمي عن ساك عن جابر‬
‫ابن سرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعلي من أشقى الولي قال عاقر الناقة قال فمن أشقى الخرين قال ال ورسوله أعلم قال قاتلك‬
‫حديث آخر ف معن ذلك‬
‫وروى البيهقي من طريق فطر بن خليفة وعبد العزيز بن سياه كلها عن حبيب بن أب ثابت عن ثعلبة المان قال سعت عليا على النب وهو يقول وال إنه لعهد النب المي إل إن المة‬
‫ستعذر بك بعدي قال البخاري ثعلبة بن زيد المان ف حديثه هذا نظر قال البيهقي وقد رويناه باسناد آخر عن علي أن كان مفوظا أخبنا أبو علي الروذبارى أنا أبو ممد بن شوذب‬
‫الواسطي با ثنا شعيب بن أيوب ثنا عمرو بن عون عن هشيم عن إساعيل بن سال عن أب إدريس الزدي عن علي قال إن ما عهد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن المة ستغدر بك‬
‫بعدي قال البيهقي فان صح فيحتمل أن يكون الراد به وال أعلم ف خروج من خرج عليه ث ف قتله وقال العمش عن عمرو بن مرة ابن عبد ال بن الارث عن زهي بن الرقم قال خطبنا‬
‫علي يوم جعة فقال نبئت أن بسرا قد طلع اليمن وإن وال لحسب أن هؤلء القوم سيظهرون عليكم وما يظهرون عليكم إل بعصيانكم إمامكم وطاعتهم إمامهم وخيانتكم وأمانتهم‬
‫وإفسادكم ف أرضكم وإصلحهم قد بعثت فلنا فخان وغدر وبعثت فلنا فخان وغدر وبعث الال إل معاوية لو ائتمنت أحدكم على قدح لخذ علقته اللهم سئمتهم وسئمون وكرهتهم‬
‫وكرهون ال فأرحهم من وأرحن منهم قال فما صلى المعة الخرى حت قتل رضي ال عنه وأرضاه‬
‫صفة مقتله رضي ال عنه‬
‫ذكر ابن جرير وغي واحد من علماء التاريخ والسي وأيام الناس أن ثلثة من الوارج وهم عبد الرحن بن عمرو العروف بابن ملجم الميي ث الكندي حليف بن حنيفة من كندة الصري‬
‫وكان أسر حسن الوجه أبلح شعره مع شحمة أذنيه وف وجهه أثر السجود والبك بن عبد ال التميمي وعمرو بن بكر التميمي ايضا اجتمعوا فتذاكروا قتل على إخوانم من أهل النهروان‬
‫فترحوا عليهم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪327‬‬

‫وقالوا ماذا نصنع بالبقاء بعدهم كانوا ل يافون ف ال لومة لئم فلو شرينا أنفسنا فأتينا ائمة الضلل فقتلناهم فأرحنا منهم البلد وأخذنا منهم ثأر إخواننا فقال ابن ملجم أما أنا فأكفيكم‬
‫على ابن أب طالب وقال البك وأنا أكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر وأنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتواثقوا أن ل ينكص رجل منهم عن صاحبه حت يقتله أو يوت دونه فأخذوا‬
‫أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يبيت كل واحد منهم صاحبه ف بلده الذي هو فيه فأما ابن ملجم فسار إل الكوفة فدخلها وكتم أمره حت عن أصحابه من الوارج‬
‫الذين هم با فبينما هو جالس ف قوم من بن الرباب يتذاكرون قتلهم يوم النهروان إذ أقبلت أمرأة منهم يقال قطام بنت الشجنة قد قتل على يوم النهروان أباها وأخاها وكانت فائقة المال‬
‫مشهورة به وكانت قد انقطعت ف السجد الامع تتعبد فيه فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله ونسى حاجته الت جاء لا وخطبها إل نفسها فاشترطت عليه ثلثة آلف درهم وخادما وقينة‬
‫وأن يقتل لا علي بن أب طالب قال فهو لك ووال ما جاء ب إل هذه البلدة إل قتل علي فتزوجها ودخل با ث شرعت ترضه على ذلك وندبت له رجل من قومها من تيم الرباب يقال له‬
‫وردان ليكون معه ردءا واستمال عبد الرحن ابن ملجم رجل آخر يقال له شبيب بن ندة الشجعي الروري قال له ابن ملجم هل لك ف شرف الدنيا والخرة فقال وما ذاك قال قتل علي‬
‫فقال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إذا كيف تقدر عليه قال أكمن له ف السجد فإذا خرج لصلة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند ال خي من‬
‫الدنيا فقال ويك لو غي على كان أهون على قد عرفت سابقته ف السلم وقرابته من رسول ال صلى ال عليه وسلم فما أجدن أنشرح صدرا لقتله فقال أما تعلم أنه قتل أهل النهروان‬
‫فقال بلى قال فنقتله بن قتل من أخواننا فأجابه إل ذلك بعدلى ودخل شهر رمضان فواعدهم ابن ملجم ليلة المعة لسبع عشرة ليلة خلت وقال هذه الليلة الت واعدت أصحاب فيها أن‬
‫يثأروا بعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلء الثلثة وهم ابن ملجم ووردان وشبيب وهم مشتملون على سيوفهم فجلسوا مقابل السدة الت يرج منها على فلما خرج جعل ينهض الناس من‬
‫النوم إل الصلة ويقول الصلة الصلة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع ف الطاق فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على ليته رضي ال عنه ولا ضربه ابن ملجم قال‬
‫لحكم إل ل ليس لك يا علي ول لصحابك وجعل يتلو قوله تعال ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال وال رؤف بالعباد ونادى علي عليكم به وهرب وردان فأدركه رجل من‬
‫حضرموت فقتله وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس ومسك ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبية بن أب وهب فصلى بالناس صلة الفجر وحل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪328‬‬

‫على إل منله وحل إليه عبد الرحن بن ملجم فأوقف بي يديه وهو مكتوف قبحه ال فقال له أي عدو ال أل أحسن إليك قال بلى قال فما حلك على هذا قال شحذته أربعي صباحا وسألت‬
‫ال أن يقتل به شر خلقه فقال له على ل أراك إل مقتول به ول أراك إل من شر خلق ال ث قال إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به فقال جندب بن عبد ال يا أمي الؤمني إن‬
‫مت نبايع السن فقال ل آمركم ول أناكم أنتم أبصر ولا احتضر على جعل يكثر من قول ل إله إل ال ل يتلفظ بغيها وقد قيل إن آخر ماتكلم به فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن‬
‫يعمل مثقال ذرة شرا يره وقد أوصى ولديه السن والسي بتقوى ال والصلة والزكاة وكظم الغيظ وصلة الرحم واللم عن الاهل والتفقه ف الدين والتثبت ف المر والتعاهد للقرآن‬
‫وحسن الوار والمر بالعروف والنهي عن النكر واجتناب الفواحش ووصاها بأخيهما ممد بن النفية ووصاه با وصاها به وأن يعظمهما ول يقطع أمرا دونما وكتب ذلك كله ف كتاب‬
‫وصيته رضي ال عنه وأرضاه‬
‫وصورة الوصية بسم ال الرحن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أب طالب أنه يشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين‬
‫كله ولو كره الشركون إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك له وبذلك أمرت وأنا أول السلمي أوصيك يا حسن وجيع ولدي ومن بلغه كتاب بتقوى ال ربكم ول‬
‫توتن إل وأنتم مسلمون واعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا فإن سعت أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول إن صلح ذات البي أفضل من عامة الصلة والصيام أنظروا إل ذوي أرحامكم‬
‫فصلوا ليهون ال عليكم الساب ال ال ف اليتام فل تعفو أفواهم ول يضيعن بضرتكم وال ال ف جيانكم فأنم وصية نبيكم ما زال يوصى بم حت ظننا أنه سيورثهم وال ال ف القرآن‬
‫فل يسبقنكم إل العمل به غيكم وال ال ف الصلة فأنا عمود دينكم وال ال ف بيت ربكم فل يلون منكم ما بقيتم فأنه إن ترك ل تناظروا وال ال ف شهر رمضان فأن صيامه جنة من‬
‫النار وال ال ف الهاد ف سبيل ال بأموالكم وأنفسكم وال ال ف الزكاة فأنا تطفىء غضب الرب وال ال ف ذمة نبيكم ل تظلمن بي ظهرانيكم وال ال ف أصحاب نبيكم فأن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أوصى بم وال ال ف الفقراء والساكي فأشركوهم ف معاشكم وال ال فيما ملكت أيانكم فأن آخر ما تكلم به رسول ال صلى ال عليه وسلم أن قال أوصيكم‬
‫بالضعيفي نسائكم وما ملكت أيانكم الصلة الصلة ل تافن ف ال لومة لئم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم وقولوا للناس حسنا كما أمركم ال ول نتركوا المر بالعروف والنهي عن‬
‫النكر فيول المر شراركم ث تدعون فل يستجاب لكم وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪329‬‬

‫والتدابر والتقاطع والتفرق وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث والعدوان واتقوا ال إن ال شديد العقاب حفظكم ال من أهل بيت وحفظ عليكم نبيكم أستودعكم ال وأقرأ‬
‫عليكم السلم ورحة ال ث ل ينطق إل بل إله إل ال حت قبض ف شهر رمضان سنة أربعي‬
‫وقد غسله ابناه السن والسي وعبد ال بن جعفر وصلى عليه السن فكب عليه تسع تكبيات وقال المام أحد حدثنا أبو أحد الزبيي ثنا شريك عن عمران بن ظبيان عن أب يي قال لا‬
‫ضرب ابن ملجم عليا قال لم افعلوا به كما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله فقال اقتلوه ث حرقوه وقد روى أن أم كلثوم قالت لبن ملجم وهو واقف ويك ل‬
‫ضربت أمي الؤمني قال إنا ضربت أباك فقالت إنه ل بأس عليه فقال ل تبكي وال لقد ضربته ضربة لو أصابت أهل الصر لاتوا أجعي وال لقد سحت هذا السيف شهرا ولقد اشتريته بألف‬
‫وسمته بألف‬
‫قال اليثم بن عدي حدثن رجل من بيلة عن مشيخة قومه أن عبد الرحن بن ملجم رأى امرأة من تيم الرباب يقول لا قطام كانت من أجل النساء ترى رأى الوارج قد قتل على قومها على‬
‫هذا الرأي فلما أبصرها عشقها فخطبها فقالت ل أتزوجك إل على ثلثة آلف وعبد وقينة فتزوجها على ذلك فلما بن با قالت له يا هذا قد فرعت فأفرع فخرج ملبسا سلحه وخرجت‬
‫معه فضربت له قبة ف السجد وخرج علي يقول الصلة الصلة فاتبعه عبد الرحن فضربه بالسيف على قرن رأسه فقال الشاعر قال ابن جرير هو ابن مياس الرادي ‪ ...‬فلم أر مهرا ساقه ذو‬
‫‪ ...‬ساحة ‪ ...‬كمهر قطام بينأ غي معجم ‪ ...‬ثلثة آلف وعبد وقينة ‪ ...‬وقتل علي بالسام الصمم ‪ ...‬فل مهر أغل من علي وإن غل ‪ ...‬ولفتك إل دون فتك ( ‪ ) 1‬ابن ملجم‬
‫وقد عزى ابن جرير هذه البيات إل ابن شاس الرادى وأنشد له ابن جرير ف قتلهم عليا ‪ ...‬ونن ضربنا مالك الي حيدرا ‪ ...‬ابا حسن مأمومه فتقطرا ‪ ...‬ونن خلعنا ملكه من نظامه ‪...‬‬
‫‪ ...‬بضربه سيف إذ عل وتبا ‪ ...‬ونن كرام ف الياج أعزة ‪ ...‬إذا الوت بالوت ارتدى وتأزرا‬
‫وقد امتدح ابن ملجم بعض الوارج التأخرين ف زمن التابعي وهو عمران بن حطان وكان أحد العباد من يروى عن عائشة ف صحيح البخاري فقال فيه ‪ ...‬يا ضربة من تقى ما أراد با ‪...‬‬
‫إل ليبلغ من ذي العرش رضوانا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪330‬‬

‫‪ ...‬إن لذكره يوما فأحسبه ‪ ...‬أوف البية عند ال ميزانا‬


‫وأما صاحب معاوية وهو البك فأنه حل عليه وهو خارج إل صلة الفجر ف هذااليوم فضربه بالسيف وقيل بنجر مسموم فجاءت الضربة ف وركه فجرحت إليته ومسك الارجي فقتل وقد‬
‫قال لعاوية اتركن فأن أبشرك ببشارة فقال وما هي فقال إن أخي قد قتل ف هذا اليوم علي بن أب طالب قال فلعله ل يقدرعليه قال بلى إنه ل حرس معه فأمر به فقتل وجاء الطبيب فقال‬
‫لعاوية إن جرحك مسموم فاما أن أكويك وأما أن أسقيك شربة فيذهب السم ولكن ينقطع نسلك فقال معاوية أماالنار فل طاقة ل با وأما النسل ففي يزيد وعبد ال ما تقر به عين فسقاه‬
‫شربة فبأ من أله وجراحه واستقل وسلم رضي ال عنه ومن حينئذ عملت القصورة ف السجد الامع وجعل الرس حولا ف حال السجود فكان أول من اتذها معاوية لذه الادثة‬
‫وأما صاحب عمرو بن العاص وهو عمرو بن بكر فأنه كمن له ليخرج إل الصلة فاتفق أن عرض لعمرو بن العاص مغص شديد ف ذلك اليوم فلم يرج إل نائبه إل الصلة وهو خارجة بن‬
‫أب حبيبة من بن عامر بن لؤي وكان على شرطة عمرو بن العاص فحمل عليه الارجي فقتله وهو يعتقده عمرو بن العاص فلما أخذ الارجي قال أردت عمرا وأراد ال خارجة فأرسلها مثل‬
‫وقتل قبحه ال وقد قيل إن الذي قالا عمرو بن العاص وذلك حي جىء بالارجي فقال ما هذا قالوا قتل نائبك خارجة ث أمر به فضربت عنقه‬
‫والقصود أن عليا رضي ال عنه لا مات صلى عليه ابنه السن فكب عليه تسع تكبيات ودفن بدار المارة بالكوفةخوفا عليه من الوارج أن ينبشوا عن جثته هذا هو الشهور ومن قال إنه‬
‫حل على راحلته فذهبت به فل يدري أين ذهب فقد أخطأ وتكلف ما ل علم له به ول يسيغه عقل ول شرع وما يعتقده كثي من جهلة الروافض من أن قبه بشهد النجف فل دليل على‬
‫ذلك ول أصل له ويقال إنا ذاك قب الغية بن شعبة حكاه الطيب البغدادي عن اب نعيم الافظ عن اب بكر الطلحي عن ممد بن عبد ال الضرمي الافظ عن مطر أنه قال لو علمت‬
‫الشيعة قب هذا الذي يعظمونه بالنجف لرجوه بالجارة هذا قب الغية بن شعبة قال الواقدي حدثن ابو بكر ابن عبد ال بن أب سبة عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروة قال سألت أبا جعفر‬
‫ممد بن علي الباقر كم كان سن علي يوم قتل قال ثلثا وستي سنة قلت أين دفن قال دفن بالكوفة ليل وقد غب عن دفنه وف رواية عن جعفر الصادق أنه كان عمره ثانية وخسي سنة وقد‬
‫قيل إن عليا دفن قبلي السجد الامع من الكوفة قاله الواقدي والشهور بدار المارة وقد حكى الطيب البغدادي عن أب نعيم الفضل بن دكي أن السن والسي حوله فنقله إل الدينة‬
‫فدفناه بالبقيع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪331‬‬

‫عند قب فاطمة وقيل إنم لا حلوه على البعي ضل منهم فأخذته طىء يظنونه مال فلما رأوا أن الذي ف الصندوق ميت ول يعرفوه دفنوا الصندوق با فيه فل يعلم أحد أين قبه حكاه الطيب‬
‫أيضا وروى الافظ ابن عساكر عن السن قال دفنت عليا ف حجرة من دور آل جعدة وعن عبد اللك بن عمي قال لا حفر خالد بن عبد ال اساس دار ابنه يزيد استخرجوا شيخا مدفونا‬
‫أبيض الرأس واللحية كأنا دفن بالمس فهم باحراقه ث صرفه ال عن ذلك فاستدعى بقباطى فلفه فيها وطيبه وتركه مكانه قالوا وذلك الكان بذاء باب الوراقي ما يلي قبلة السجد ف بيت‬
‫اسكاف وما يكاد يقر ف ذلك الوضع أحد إل انتقل منه وعن جعفر بن ممد الصادق قال صلى على علي ليل ودفن بالكوفة وعمي موضع قبه ولكنه عند قصر المارة وقال ابن الكلب‬
‫شهد دفنه ف الليل السن والسي وابن النفية وعبد ال بن جعفر وغيهم من أهل بيتهم فدفنوه ف ظاهر الكوفة وعموا قبه خيفة عليه من الوارج وغيهم وحاصل المر أن عليا قتل يوم‬
‫المعة سحرا وذلك لسبع عشرة خلت من رمضان من سنة أربعي وقيل إنه قتل ف ربيع الول والول هو الصح الشهر وال أعلم ودفن بالكوفة عن ثلث وستي سنة وصححه الواقدي‬
‫وابن جرير وغي واحد وقيل عن خس وستي وقيل عن ثان وستي سنة رضي ال عنه وكانت خلفته أربع سني وتسعة أشهر فلما مات علي إن أعرض عليك خصلة قال وما رضي ال عنه‬
‫استدعى السن بابن ملجم فقال له ابن ملجم هي قال إن كنت عاهدت ال عند الطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونما فأن خليتن ذهبت إل معاوية على أن ل أقتله أو قتلته وبقيت‬
‫فلله على أن أرجع إليك حت أضع يدي ف يدك فقال له السن كل وال حت تعاين النار ث قدمه فقتله ث أخذه الناس فأدرجوه ف بوراي ث أحرقوه بالنار وقد قيل إن عبد ال بن جعفر قطع‬
‫يديه ورجليه وكحلت عيناه وهو مع ذلك يقرأ سورة أقرأ باسم ربك الذي خلق إل آخرها ث جاءوا ليقطعوا لسانه فجزع وقال إن أخشى أن تر على ساعة ل أذكر ال فيها ث قطعوا لسانه‬
‫ث قتلوه ث حرقوه ف قوصرة وال أعلم وروى ابن جرير قال حدثن الارث ثنا ابن سعد عن ممد بن عمر قال ضرب علي يوم المعة فمكث يوم المعة وليلة السبت وتوف ليلة الحد‬
‫لحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعي عن ثلث وستي سنة قال الواقدي وهو الثبت عندنا وال أعلم بالصواب‬
‫ذكر زوجاته وبنيه وبناته‬
‫قال المام أحد حدثنا حدثنا حجاج ثنا إسرائيل عن اب إسحاق عن هانء بن هانء عن علي قال لا ولد السن جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ارون ابن ما سيتموه فقلت سيته‬
‫حربا فقال بل هو حسن فلما ولد السي قال أرون ابن ما سيتموه فقلت سيته حربا قال بل هو‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪332‬‬

‫حسي فلما ولد الثالث جاء النب ( ص ) فقال ارون ابن ما سيتموه فقلت حربا فقال بل هو مسن ث قال ان سيتهم اسم ولد هارون شب وشبي ومشب وقد رواه ممد بن سعد عن يي ابن‬
‫عيسى التيمي عن العمش عن سال بن اب العد قال قال علي كنت رجل احب الرب فلما ولد السن همت ان اسيه حربا فذكر الديث بنحو ما تقدم لكن ل يذكر الثالث وقد ورد ف‬
‫بعض الحاديث ان عليا سى السن اول بمزة وحسينا بعفر فغي اسيهما رسول ال ( ص ) فأول زوجه تزوجها علي رضي ال عنه فاطمة بنت رسول ال ( ص ) بن با بعد وقعة بدر‬
‫فولدت له السن وحسينا ويقال ومسنا ومات وهو صغي وولدت له زينب الكبى وام كلثوم وهذه تزوج با عمر بن الطاب كما تقدم ول يتزوج علي على فاطمة حت توفيت بعد رسول‬
‫ال ( ص ) بستة اشهرفلما ماتت تزوج بعدها بزوجات كثية منهن من توفيت ف حياته ومنهن من طلقها وتوف عن اربع كما سيات فمن زوجاته ام البني بنت حرام وهو الحل بن خالد بن‬
‫ربيعة بن كعب بن عامر ابن كلب فولدت له العباس وجعفر وعبد ال وعثمان وقد قتل هؤلء مع اخيهم السي بكر بلء ول عقب لم سوى العباس ومنهن ليلى بنت مسعود بن خالد بن‬
‫مالك من بن تيم فولدت له عبيد ال وابا بكر قال هشام بن الكلب وقد قتل بكر بلء ايضا وزعم الواقدي ان عبيد ال قتله الختارين بن اب عبيد يوم الدار ومنهن اساء بنت عميس الثعمية‬
‫فولدت له يي وممدا الصغر قاله الكلب وقال الواقدي ولدت له يي وعونا قال الواقدي فأما ممد الصغر فمن ام ولد ومنهن ام حبيبة بنت زمعة بن بر بن العبد بن علقمة وهي ام ولد‬
‫من السب الذين سباهم خالد من بن تغلب حي اغار على عي التمر فولدت له عمر وقد عمر خسا وثلثي سنة ورقية ومنهن أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن مغيث بن مالك الثقفي‬
‫فولدت له ام السن ورملة الكبى ومنهن ابنة امرئ القيس بن عدي بن اوس بن جابر بن كعب بن عليم بن كلب الكلبية فولد له جارية فكانت ترج مع علي ال السجد وهي صغية فيقال‬
‫لا من اخوالك فتقول وه وه تعن بن كلب ومنهن أمامه بنت اب العاص بن الربيع بن عبد شس بن عبد مناف بن قصي وامها زينب بنت رسول ال ( ص ) وهي الت كان رسول ال ( ص )‬
‫يملها وهو ف الصلة اذا قام حلها واذا سجد وضعها فولدت له ممدا الوسط واما ابنه ممد الكب فهو ابن النفية وهي خولة بنت جعفر بن قيس ابن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع‬
‫بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن ليم بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل سباها خالد ايام الصديق ايام الردة من بن حنيفة فصارت لعلي بن اب طالب فولدت له ممدا هذا ومن الشيعة من‬
‫يدعي فيه المامة والعصمة وقد كان من سادات السلمي ولكن ليس بعصوم ول ابوه معصوم بل ول من هو افضل من ابيه من اللفاء الراشدين قبله ليسوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪333‬‬

‫بواجب العصمة كما هو مقرر ف موضعه وال اعلم وقد كان لعلى اولد كثية آخرون من امهات اولد شت فانه مات عن اربع نسوة وتسع عشرة سريه رضى ال عنه فمن اولده رضى ال‬
‫عنهم ما ل يعرف اساء امهاتم ام هانء وميمونة وزينب الصغرى ورملة الكبى وام كلثوم الصغرى وفاطمة وامامة وخدية وام الكرام وام جعفر وام سلمة وجانة قال ابن جرير فجميع ولد‬
‫على اربعة عشر ذكرا وسبع عشرة انثى قال الواقدي وانا كان النسل من خسة وهو السن والسي وممد ابن النفية والعباس بن ( ‪ ) 1‬الكلبية وعمر بن التغلبية رضى ال عنهم اجعي‬
‫وقد قال ابن جرير حدثن ابن سنان القزاز حدثنا ابو عاصم حدثنا مسكي بن عبدالعزيز أنا حفص بن خالد حدثن اب خالد بن جابر قال سعت السن لا قتل علي قام خطيبا فقال لقد قتلتم‬
‫الليلة رجل ف ليلة نزل فيها القرآن ورفع فيها عيسى بن مري وفيها قتل يوشع بن نون فت موسى وال ما سبقه احد من قبله ول يدركه احد يكون بعده وال ان كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ليبعثه ف السرية جبيل عن يينه وميكائيل عن يساره وال ما ترك صفراء ول بيضاء ال ثانائة او تسعمائة ارصدها لادثة وهذا غريب جدا وفيه نكارة وال اعلم هكذا رواه ابو‬
‫يعلي عن ابراهيم بن الجاج عن مسكي به‬
‫وقال المام احد حدثنا وكيع عن شريك عن اب اسحاق عن هبية قال خطبنا السن بن علي قال لقد فارقكم رجل بالمس ل يسبقه الولون بعلم ل يدركه الخرون وكان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يبعثه بالراية جبيل عن يينه وميكائيل عن شاله ل ينصرف حت يفتح له ورواه زيد العمي وشعيب ابن خالد عن اب اسحاق وقال ما ترك ال سبعمائة كان ارصدها يشتري با‬
‫خادما وقال المام احد حدثنا حجاج حدثنا شريك عن عاصم بن كريب عن ممد بن كعب القرظي ان عليا قال لقد رايتن مع رسول ال وان لربط الجر على بطن من الوع وان صدقت‬
‫اليوم لتبلغ اربعي الفا ورواه عن اسود عن شريك به وقال ان صدقت لتبلغ اربعي الفا‬
‫شيء من فضائل امي الؤمني على بن اب طالب من ذلك انه اقرب العشرة الشهود لم بالنة نسبا من رسول ال صلى ال عليه وسلم فانه علي بن اب طالب ابن عبدالطلب واسه شيبة بن‬
‫هاشم واسه عمرو بن عبد مناف واسه الغية بن قصى واسه زيد ابن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة خزية بن مدركة بن الياس بن مضر بن‬
‫نزار بن معد بن عدنان ابو السن القرشي الاشي فهو ابن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم وامه فاطمة بنت اسد بنت هاشم بن عبدمناف قال الزبي بن بكار وهي اول هاشية ولدت‬
‫هاشيا وقد اسلمت وهاجرت وابوه هو العم الشقيق الرفيق ابو طالب واسه عبدمناف كذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪334‬‬

‫نص على ذلك المام احد بن حنبل هو وغي واحد من علماء النسب وايام الناس وزعمت الروافض ان اسم اب طالب عمران وانه الراد من قوله تعال إن ال اصطفى آدم ونوحا وآل‬
‫ابراهيم وآل عمران على العالي وقد أخطأوا ف ذلك خطأ كثيا ول يتأملوا القرآن قبل ان يقولوا هذا البهتان من القول ف تفسيهم له على غي مراد ال تعال فانه قد ذكر بعد هذه قوله‬
‫تعال اذ قالت امرأة عمران رب ان نذرت لك ما ف بطن مررا فذكر ميلد مري بنت عمران عليها السلم وهذا ظاهر ول اعلم وقد كان ابو طالب كثي الحبة الطبيعية لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ول يؤمن به ال ان مات على دينه كما ثبت ذلك ف صحيح البخاري من رواية سعيد بن السيب عن ابيه ف عرضه عليه السلم على عمه اب طالب وهو ف السياق ان يقول ل اله‬
‫ال ال فقال له ابو جهل وعبدال بن اب امية يا ابا طالب اترغب عن ملة عبدالطلب فقال كان آخر ما قال هو على ملة عبدالطلب واب ان يقول ل إله الال فخرج رسول ال وهو يقول انا‬
‫لستغفرن لك مال انه عنك فنل ذلك قوله تعال انك ل تدي من احببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو اعلم بالهتدين ث نزل بالدينة قوله تعال ما كان للنب والذين آمنوا ان يستغفروا‬
‫للمشركي ولو كانوا اول قرب من بعد ما تبي لم انم أصحاب الحيم وما كان استغفار ابراهيم لبيه ال عن موعدة وعدها اياه فلما تبي له انه عدو ل تبأ منه ان ابراهيم لواه حليم وقد‬
‫قررنا ذلك ف اوائل البعث وذهنا على خطأ الرافضة ف دعواهم انه اسلم وافترائهم ذلك بل دليل على مالفة النصوص الصرية واما على رضى ال عنه فانه اسلم قديا وهو دون البلوغ على‬
‫الشهور ويقال انه اول من اسلم من الغلمان كما ان خدية اول من اسلم من النساء وابو بكر الصديق اول من اسلم من الرجال الحرار وزيد بن حارثة اول من اسلم من الوال وقد روى‬
‫الترمذي وابو يعلي عن اساعيل بن السدي عن علي بن عياش عن مسلم اللئي عن حبة بن جوين عن علي وحبة ل يساوى حبة عن انس بن مالك قال بعث رسول ال يوم الثني وصلى‬
‫على يوم الثلثاء ورواه بعضهم عن مسلم اللئي عن حبة ابن جوين عن علي وحبة ل يساوى حبة وقد روى سلمة بن كهيل عن حبة عن علي قال عبدت ال مع رسول ال سبع سني قبل ان‬
‫يعبده احد وهذا ل يصح ابدا وهو كذب وروى سفيان الثوري وشعبة عن سلمة عن حبة عن علي قال انا اول من اسلم وهذا ل يصح ايضا وحبة ضعيف وقال سويد بن سعيد حدثنا نوح بن‬
‫قيس بن سليمان بن عبدال عن معاذة العدوية قالت سعت على بن اب طالب على منب البصرة يقول انا الصديق الكب آمنت قبل ان يؤمن ابو بكر واسلمت قبل ان يسلم وهذا ل يصح قاله‬
‫البخاري وقد ثبت عنه بالتواتر انه قال على منب الكوفة ايها الناس ان خي هذه المة بعد نبيها ابو بكر ث وعمر ولو شئت ان اسى الثالث لسميت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪335‬‬

‫وقد تقدم ذلك ف فضائل الشيخي رضى ال عنهما وارضاها قال المام احد حدثنا سليمان بن داود حدثنا ابو عوانة عن اب بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال اول من صلى وف‬
‫رواية أسلم مع رسول ال بعد خدية علي بن اب طالب ورواه الترمذي من حديث شعبة عن اب بلج به وقد روى عن زيد بن ارقم واب ايوب اللنصاري انه صلى قبل الناس بسبع سني‬
‫وهذا ل يصح من أى وجه كان روى عنه وقد ورد ف انه اول من اسلم من هذه المة احاديث كثية ل يصح منها شىء واجود ما ف ذلك ما ذكرنا على أنه قد خولف فيه وقد اعتن الافظ‬
‫الكبي ابو القاسم بن عساكر ف تاريه بتطريق هذه الروايات فمن اراد كشف ذلك فعليه بكتابة التاريخ وال الوفق للصواب وقد روى الترمذي والنسائي عن عمرو بن مرة عن طلحة بن‬
‫زيد عن زيد ابن ارقم قال اول من اسلم على قال الترمذي حسن صحيح وصحب على رسول ال صلى ال عليه وسلم مدة مقامه بكة وكان عنده ف النل وف كفالته ف حياة ابيه لفقر‬
‫حصل لبيه ف بعض السني مع كثرة العيال ث استمر ف نفقة رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ذلك ال زمن الجرة وقد خلفه رسول ال صلى ال عليه وسلم ليؤدي ما كان عنده عليه‬
‫السلم من ودائع الناس فانه كان يعرف من ؟ قومه بالمي فكانوا يودعونه الموال والشياء النفيسة ث هاجر على بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ال ان توف وهو راض عنه وحضر معه مشاهده كلها وجرت له مواقف شريفة بي يديه ف مواطن الرب كما بينا ذلك ف السية با اغن عن اعادته هاهنا كيوم بدر واحد والحزاب‬
‫وخيب وغيها ولا استخلفه عام تبوك على اهله بالدينة قال اما ترضى ان تكون من بنلة هارون من موسى غي انه ل نب بعدي وقد ذكرنا تزويه فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ودخوله با بعد وقعة بدر با اغن عن اعادته ولا رجع عليه السلم من حجة الوداع فكان بي مكة والدينة بكان يقال له غدير خم خطب الناس هنالك ف اليوم الثان عشر من ذي الجة‬
‫فقال ف خطبته من كنت موله فعلى موله وف بعض الروايات اللهم وال من واله وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله والحفوظ الول وانا كان سبب هذه الطبة والتنبيه‬
‫على فضله ما ذكره ابن اسحاق من ان عليا لا بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم ال اليمن اميا هو وخالد بن الوليد ورجع على فواف رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة ف حجة الوداع‬
‫وقد كثرت فيه القالة وتكلم فيه بعض من كان معه بسبب استرجاعه منهم خلعا كان خلعها نائبه عليهم لا تعجل السي ال رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما تفرغ رسول ال من حجة‬
‫الوداع احب ان يبىء ساحة على با نسب اليه من القول الذي ل اصل له وقد اتذت الروافض هذا اليوم عيدا فكانت تضرب فيه الطبول ببغداد ف ايام بن بويه ف حدود الربعمائة كما‬
‫سننبه عليه اذا انتهينا اليه ان شاء ال ث بعد ذلك بنحو من عشرين يوما تعلق السوح على أبواب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪336‬‬

‫الدكاكي ويذر التب والرماد وتدور الذراري والنساء ف سكك البلد تنوح على السي بن علي يوم عاشوراء صبيحة قراءتم الصرع الكذوب ف قتله وسنبي الق ف صفة قتله كيف وقع‬
‫المر على اللية ان شاء ال تعال وقد كان بعض بن امية يعيب عليا بتسميته ابا تراب وهذا السم انا ساه به رسول ال صلى ال عليه وسلم كما ثبت ف الصحيحي عن سهل بن سعد ان‬
‫عليا غاضب فاطمة فراح ال السجد فجاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجده نائما وقد لصق التراب بلده فجعل ينفض عنه التراب ويقول إجلس ابا تراب‬
‫حديث الؤاخاة‬
‫قال الاكم حدثنا ابو بكر ممد بن عبدال النيد حدثنا السي بن جعفر القرشي حدثننا العلء بن عمرو والنفي حدثنا ايوب بن مدرك عن مكحول عن اب امامة قال لا آخى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي الناس آخى بينه وبي علي ث قال الاكم ل نكتبه من حديث مكحول ال من هذا الوجه وكان الشايخ يعجبهم هذا الديث لكونه من رواية اهل الشام قلت وف‬
‫صحة هذا الديث نظر وورد من طريق انس وعمر ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال انت اخي ف الدنيا والخرة وكذلك من طريق زيد بن اب اوف وابن عباس ومدوج بن زيد‬
‫الذهلي وجابر بن عبدال وعامر بن ربيعة واب ذر وعلي نفسه نو ذلك واسانيدها أنا عبد ال وأخو رسوله ل يقولا بعدى إل كذاب وقال الترمذي ثنا كلها ضعيفة ل يقوم بشىء منها حجة‬
‫وال اعلم وقد جاء من غي وجه أنه قال أنا يوسف بن موسى القطان البغدادي ثنا علي بن قادم ثنا علي بن صال بن حيي عن حكيم بن جبي عن جيع بن عمي التيمي عن ابن عمر قال آخى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بي اصحابه فجاء على تدمع عيناه فقال يا رسول ال آخيت بي اصحابك ول تواخي بين وبي احد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم انت اخى ف الدنيا‬
‫والخرة ث قال هذا حديث حسن غريب وفيه عن زيد بن أب اوف وقد شهد بدرا وقد قال رسول ال لعمر وما يدريك لعل ال قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‬
‫وبارز يومئذ كما تقدم وكانت له اليد البيضاء ودفع اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم الراية يومئذ وهو ابن عشرين سنة قاله الكم عن مقسم عن ابن عباس قال وكانت تكون معه راية‬
‫الهاجرين ف الواقف كلها وكذلك قال سعيد بن السيب وقتادة وقال خيثمة بن سليمان الطرابلسي الافظ حدثنا احد بن حازم عن ابن اب غرزة ثنا اساعيل بن ابان ثنا ناصح بن عبدال‬
‫الحملي عن ساك بن حرب عن جابر بن سرة قال قالوا يا رسول ال من يمل رايتك يوم القيامة قال ومن عسى ان يملها يوم القيامة ال من كان يملها ف الدنيا علي بن اب طالب وهذا‬
‫اسناد ضعيف ورواه ابن عساكر عن انس بن مالك ول يصح ايضا وقال السن بن عرفة حدثن عمار بن ممد عن سعيد بن ممد النظلي عن اب جعفر ممد بن علي قال نادى مناد ف‬
‫السماء يوم بدر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪337‬‬

‫ل سيف ال ذو الفقار ول فت ال علي قال الافظ بن عساكر وهذا مرسل وانا تنفل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر ث وهبه لعلى بعد ذلك وقال الزبي بن بكار‬
‫حدثن علي بن الغية عن معمر بن الثن قال كان لواء الشركي يوم بدر مع طلحة بن اب طلحة فقتله علي بن اب طالب ففى ذلك يقول الجاج بن علط السلمي ‪ ...‬ل أى مذنب عن‬
‫حربه ‪ ...‬اعن ابن فاطمة العم الخول ‪ ...‬جادت يداك له بعاجل طعنة ‪ ...‬تركت طليحة للجبي مندل ‪ ...‬وشددت شدة باسل فكشفتهم ‪ ...‬بالق اذ يهوون اخول اخول ‪ ...‬وعللت‬
‫‪ ...‬سيفك بالدماء ول تكن ‪ ...‬لترده حران حت ينهل‬
‫وشهد بيعة الرضوان وقد قال ال تعال لقد رضى ال عن الؤمني اذ يبايعونك تت الشجرة وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لن يدخل احد بايع تت الشجرة النار وقد ثبت ف الصحاح‬
‫وغيها ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيب لعطي الراية غدا رجل يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله ليس بفرار يفتح ال على يديه فبات الناس يدوكون ايهم يعطاها حت قال‬
‫عمر ما احببت المارة ال يومئذ فلما اصبح اعطاها عليا ففتح ال على يديه ورواه جاعة منهم مالك والسن ويعقوب ابن عبدالرحن وجرير بن عبدالميد وحاد بن سلمة وعبدالعزيز بن‬
‫الختار وخالد بن عبدال ابن سهيل عن ابيه عن اب هريره اخرجه مسلم ورواه ابن اب حازم عن سهل بن سعد اخرجاه ف الصحيحي وقال ف حديثه فدعا به رسول ال وهو ارمد فبصق ف‬
‫عينه فبأ ورواه اياس بن سلمة بن الكوع عن ابيه ويزيد بن اب عبيد عن موله سلمة ايضا وحديثه عنه ف الصحيحي‬
‫وقال ممد بن اسحاق حدثن بريدة عن سفيان عن اب فروة السلمي عن ابيه عن سلمة بن عمرو ابن الكوع قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ال اب بكر الصديق برايته ال بعض‬
‫حصون خيب فقاتل ث رجع ول يكن فتح وقد جهد ث بعث عمر بن الطاب فقاتل ث رجع ول يكن فتح وقد جهد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعطي الراية غدا رجل يب ال‬
‫ورسوله ويبه ال ورسوله يفتح ال على يديه ليس بفرار قال سلمة فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا وهو ارمد فتفل ف عينيه ث قال خذ هذه الراية فامض با حت يفتح ال عليك‬
‫قال سلمة فخرج وال با يهرول هرولة وانا للفه نتبع اثره حت ركز رايته ف رجم من حجارة تت الصن فاطلع إليه يهودي من راس الصن فقال من انت قال علي بن اب طالب قال‬
‫اليهودي غلبتم ومن انزل التوراة على موسى قال فما رجع حت فتح ال علي يديه وقد رواه عكرمة بن عمار عن عطاء مول السائب عن سلمة بن الكوع وفيه انه هو الذي جاء به يقوده‬
‫وهو ارمد حت بصق رسول ال ف عينيه فبأ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪338‬‬

‫رواية بريدة بن الصيب وقال المام احد حدثنا زيد بن الباب ثنا السي بن واقد حدثن عبدال بن بريدة حدثن بريدة بن الصيب قال حاصرنا خيب فاخذ اللواء ابو بكر فانصرف ول‬
‫يفتح له ث اخذه من الغد عمر فخرج فرجع ول يفتح له واصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان دافع اللواء غدا ال رجل يبه ال ورسوله ويب ال‬
‫ورسوله ل يرجع حت يفتح له وبتنا طيبة انفسنا ان الفتح غدا قال فلما اصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى الغداة ث قام قائما فدعا ياللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو ارمد‬
‫فتفل ف عينيه ودفع اليه اللواء ففتح له قال بريدة وانا فيمن تطاول لا ورواه النسائي من حديث السي بن واقد به اطول منه ث رواه احد عن ممد بن جعفر وروح كلها عن عوف عن‬
‫ميمون اب عبدال الكردي عن عبدال ابن بريدة عن ابيه به نوه واخرجه النسائي عن بندار وغند ربه وفيه الشعر‬
‫رواية عبدال بن عمر‬
‫ورواه هشيم عن العوام بن حوشب عن حبيب بن اب ثابت عن ابن عمر فذكر سياق حديث بريدة ورواه كثي من النواء عن جيع بن عمي عن ابن عمر نوه وفيه قال علي فما رمدت بعد‬
‫يومئذ ورواه احد بن وكيع عن هشام بن سعيد عن عمر بن اسيد عن ابن عمر كما سياتى‬
‫رواية ابن عباس‬
‫وقال ابو يعلي حدثنا يي بن عبدالميد ثنا ابو عوانة عن اب بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعطي الراية غدا رجل يب ال ورسوله ويبه‬
‫ال ورسوله فقال اين علي قالوا يطحن قال وما احد منهم يرضى ان يطحن فاتى به فدفع اليه الراية فجاء بصفية بنت حيي بن اخطب وهذا غريب من هذا الوجه وهو متصر من حديث‬
‫طويل ورواه المام احد بن يي بن حاد عن اب عوانة عن اب بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس فذكره بتمامه فقال المام احد عن يي بن حاد حدثنا ابو عوانة حدثنا ابو بلج ثنا عمر‬
‫بن ميمون قال إن لالس إل عن ابن عباس إذا اتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس اما ان تقوم معنا واما ان تلونا هؤلء فقال بل أقوم معكم وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى قال ابتداوا‬
‫فتحدثوا فل ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول اف وتف وقعوا ف رجل له عشر وقعوا ف رجل قال له النب صلى ال عليه وسلم لبعثن رجل ل يزيه ال ابدا يب ال ورسوله قال‬
‫فاستشرف لا من استشرف قال اين علي قالوا ف الرحا يطحن قال وما كان احدكم ليطحن قال فجاء وهو ارمد ل يكاد ان يبصر فنفث ف عينيه ث هز الراية ثلثا فأعطاها اياه فجاء بصفية‬
‫بنت حيي بن اخطب قال ث بعث فلنا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها ث قال ل يذهب با ال رجل من وانا منه قال وقال لبن عمه ايكم يوالين ف الدنيا والخرة فابوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪339‬‬

‫قال وعلى معه جالس فقال علي انا اواليك ف الدنيا والخرة قال فتركه ث اقبل على رجال منهم فقال ايكم يوالين ف الدنيا والخرة فابوا فقال علي انا اواليك ف الدنيا والخرة فقال انت‬
‫وليي ف الدنيا والخرة قال وكان اول من اسلم من الناس بعد خدية قال واخذ رسول ال ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسي فقال إنا يريد ال لبيذهب عنكم الرجس اهل‬
‫البيت ويطهركم تطهيا قال وشرى على نفسه لبس ثوب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث نام مكانه قال وكان الشركون يرمون رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاء ابو بكر وعلي نائم‬
‫وابو بكر يسب انه نب ال فقال يا نب ال فقال له علي ان نب ال قد انطلق نو بئر ميمونة فادركه قال فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار قال وجعل علي يرمى بالجارة كما كان يرمى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يتضرر وقد لف راسه ف الثوب ل يرجه حت اصبح ث كشف عن راسه فقالوا انك لئيم كان صاحبك ترميه فل يتضرر وانت تتضرر وقد استنكرنا ذلك‬
‫قال وخرج يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك فقال له على اخرج معك فقال له النب صلى ال عليه وسلم ل فبكى على فقال اما ترضى ان تكون من بنلة هارون من‬
‫موسى ال انك لست بنب انه ل ينبغي ان اذهب ال وانت خليفت قال وقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم انت ول كل مؤمن بعدي قال وسد ابواب السجد غي باب علي فيدخل‬
‫السجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيه قال وقال من كنت موله فان عليا موله قال واخبنا ال ف القرآن انه قد رضى عن اصحاب الشجرة فعلم ما ف قلوبم فهل حدثنا انه سخط‬
‫عليهم بعد قال وقال نب ال صلى ال عليه وسلم لعمر حي قال ائذن ل ان اضرب عنق هذا النافق يعن حاطب بن اب بلتعة قال وما يدريك لعل ال قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما‬
‫شئتم فقد غفرت لكم وقد روى الترمذي بعضه من طريق شعبة عن اب بلج يي ابن اب سليم واستغربه واخرج النسائي بعضه ايضا عن ممد بن الثن عن يي بن حاد به وقال البخاري ف‬
‫التاريخ حدثنا عمر بن عبدالوهاب الرماحي حدثنا معمر بن سليمان عن ابيه عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لدفعن الراية ال رجل يب‬
‫ال ورسوله ويبه ال ورسوله فبعث ال علي وهو ارمد فتفل ف عينيه واعطاه الراية فما رد وجهه وما اشتكاها علي بن هاشم عن ممد بن علي عن منصور عن ربعي عن عمران فذكره‬
‫واخرجه النسائي بعد ورواه ابو القاسم البغوي عن إسحاق ابن إبراهيم عن أب موسى الروى عن عن عباس العنبي عن عمر بن عبدالوهاب به‬
‫رواية اب سعيد ف ذلك‬
‫قال المام احد حدثنا مصعب بن القدام وحجي بن الثن قال ثنا اسرائيل حدثنا عبدال بن عصمة قال سعت ابا سعيد الدري يقول ان رسول ال صلى ال عليه وسلم اخذ الراية فهزها ث‬
‫قال من يأخذها بقها فجاء فلن فقال انا فقال امض ث جاء رجل آخر فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 7‬صفحة ‪340‬‬

‫انا فقال امض ث قال النب صلى ال عليه وسلم والذي اكرم وجه ممد لعطينها رجل ل يفر فجاء على فانطلق حت فتح ال عليه خيب وفدك وجاء بعجوتما وقديدههما ورواه ابو يعلي عن‬
‫حسي بن ممد عن اسرائيل وقال ف سياقه فجاء الزبي فقال انا فقال امض ث جاء آخر فقال امض وذكره تفرد به احد‬
‫رواية علي بن اب طالب ف ذلك‬
‫وقال المام احد حدثنا وكيع عن ابن اب ليلى عن النهال عن عبدالرحن بن اب ليلى قال كان اب يسي مع علي وكان علي يلبس ثياب الصيف ف الشتاء وثياب الشتاء ف الصيف فقيل له لو‬
‫سألته فسأله فقال ان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث ال وانا ارمد العي يوم خيب فقلت يا رسول ال ان ارمد العي فتفل ف عين فقال اللهم اذهب عنه الر والبد فما وجدت حرا ول‬
‫بردا منذ يومئذ وقال لعطي الراية رجل يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله ليس بفرار فتشرف لا اصحاب النب صلى ال عليه وسلم فأعطانيها تفرد تفرد به احد وقد رواه غي واحد عن‬
‫ممد بن عبدالرحن بن اب ليلى عن ابيه عن علي به مطول وقال ابو يعلي حدثنا زهي حدثنا جرير عن مغية عن ام موسى قالت سعت عليا يقول ما رمدت ول صدعت منذ مسح رسول ال‬
‫وجهى وتفل ف عين يوم خيب واعطان الراية‬
‫رواية سعد بن اب وقاص ف ذلك‬
‫وثبت ف الصحيحي من حديث شعبة عن سعد بن ابراهيم بن سعد بن اب وقاص عن ابيه عن سعد بن اب وقاص ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعلي اما ترضى ان تكون من بنلة‬
‫هارون من موسى غي انه ل نب بعدي قال احد ومسلم والترمذي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حات بن اساعيل عن بكي بن مسمار عن عامر ابن سعد بن اب وقاص عن ابيه قال له امر معاوية‬
‫بن اب سفيان سعدا فقال ما ينعك ان تسب ابا تراب فقال اما ما ذكرت ثلثا قالن له رسول ال صلى ال عليه وسلم لن تكون ل واحدة منهن احب ال من حر النعم سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول وخلفه ف بعض مغازيه فقال له علي يا رسول ال اتلفن مع النساء والصبيان فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اما ترضى ان تكون من بنلة هارون من موسى‬
‫ال انه ل نب بعدي وسعته يقول يوم خيب لعطي الراية رجل يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله قال فتطاولت لا قال ادعوا ل علي فاتى به ارمد فبصق ف عينيه ودفع الرايةاليه ففتح ال‬
‫عليه ولا نزلت هذه الية فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ث قال اللهم هؤلء اهلي وقد‬
‫رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سعيد بن السيب عن سعد ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعلي انت من بنلة هارون من موسى وقال الترمذي ويستغرب من رواية سعيد‬
‫عن سعد وقال المام احد حدثنا احد الزبيي حدثنا عبدال بن حبيب بن اب ثابت عن حزة بن عبدال عن ابيه يعن عبدال بن عمر عن سعد قال لا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ال‬
‫تبوك خلف عليا فقال‬

You might also like