You are on page 1of 53

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪111‬‬

‫مات وهو شهيد وهذا حديث غريب من هذا الوجه وروى غي واحد عن أب هريرة أنه كان يتعوذ ف سجوده أن يزن أو يسرق أو يكفر أو يعمل كبية فقيل له أتاف ذلك فقال ما يؤمنن‬
‫وإبليس حى ومصرف القلوب يصرفها كيف يشاء وقالت له ابنته يا أبة إن البنات يعينن يقلن ل ل يليك أبوك بالذهب فقال يا بنية قول لن إن أب يشى على حر اللهب وقال أبو هريرة‬
‫أتيت عمر بن الطاب فقمت له وهو يسبح بعد الصلة فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت اقرئن آيات من كتاب ال قال وما أريد إل الطعام قال فأقرأن آيات من سورة آل عمران‬
‫فلما بلغ أهله دخل وتركن على الباب فقلت ينع ثيابه ث أمر ل بطعام فلم أر شيئا فلما طال على قمت فمشيت فاستقبلن رسول ال ص فكلمن فقال يا ابا هريرة إن خلوف فمك الليلة‬
‫لشديد فقلت أجل يا رسول ال لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد وما أجد ما أفطر عليه قال فانطلق فانطلقت معه حت أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال إيتنا بتلك القصعة فأتينا بقصعة‬
‫فيها وضر من طعام أراه شعيا قد أكل وبقى ف جوانبها بعضة وهو يسي فسميت وجعلت اتتبعه فأكلت حت شبعت وقال الطبان ثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن‬
‫أيوب عن ممد بن سيين أن أبا هريرة قال لبنته ل تلبسى الذهب فان أخشى عليك حر اللهب وقد روى هذا عن أب هريرة من طرق وقال المام أحد حدثنا حجاج ثنا شعبة عن ساك بن‬
‫حرب عن أب الربيع عن أب هريرة أنه قال إن هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم يعن الشهوات وما يأكلونه وروى الطبان عن ابن سيين عن أب هريرة أن عمر بن الطاب دعاه‬
‫ليستعمله فأب أن يعمل له فقال أتكره العمل وقد عمل من هو خي منك أو قال قد طلبه من هو خي منك قال من قال يوسف عليه السلم فقال أبو هريرة يوسف نب ابن نب وأنا أبو هريرة‬
‫بن أميمة فأخشى ثلثا أو اثنتي فقال عمر أفل قلت خسا قال أخشى أن أقول بغي علم وأقضى بغي حلم وأن يضرب ظهرى وينتزع مال ويشتم عرضى وقال سعيد بن أب هند عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال ص قال له ل تسألن من هذه الغنائم الت سألن أصحابك فقلت أسألك أن تعلمن ما علمك ال قال فنع نرة على ظهرى فبسطها بين وبينه حت كأن إل القمل يدب‬
‫عليها فحدثن حت إذا استوعب حديثه قال اجعها إليك فصرها فأصبحت ل أسقط حرفا ما حدثن وقال أبو عثمان النهدى قلت لب هريرة كيف تصوم قال أصوم أول الشهر ثلثا فان‬
‫حدث ب حدث كان ل أجر شهرى وقال حاد بن سلمة عن ثابت عن أب عثمان النهدى أن أبا هريرة كان ف سفر ومعه قوم فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا إليه ليأكل معهم فقال إن صائم‬
‫فلما كادوا أن يفرغوا من أكلهم جاء فجعل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪112‬‬

‫يأكل فجعل القوم ينظرون إل رسولم الذى أرسلوه إليه فقال لم أراكم تنظرون إل قد وال أخبن أنه صائم فقال أبو هريرة صدق إن سعت رسول ال ص يقول صوم شهر صوم الصب‬
‫وصوم ثلثة أيام من كل شهر صوم الدهر وقد صمت ثلثة أيام من أول الشهر فأنا مفطر ف تفيف ال صائم ف تضعيف ال عز وجل وروى المام أحد حدثنا عبد اللك بن عمرو ثنا‬
‫إساعيل عن أب التوكل عن أب هريرة أنه كان هو وأصحاب له إذا صاموا يلسون ف السجد وقالوا نظهر صيامنا وقال المام أحد حدثنا أبو عبيدة الداد حدثنا عثمان الشحام أبو سلمة ثنا‬
‫فرقد السبخى قال كان أبو هريرة يطوف بالبيت وهو يقول ويل ل من بطن إن أشبعته كهظن وإن أجعته أضعفن وروى المام أحد عن عكرمة قال قال أبو هريرة إن لستغفر ال عز وجل‬
‫وأتوب إليه كل يوم اثنت عشرة ألف مرة وذلك على قدر ديت وروى عبد ال بن أحد عن أب هريرة أنه كان له خيط فيه اثنا عشر ألف عقدة يسبح به قبل أن ينام وف رواية ألفا عقدة فل‬
‫ينام حت يسبح به وهو أصح من الذى قبله ولا حضره الوت بكى فقيل له ما يبكيك فقال ما أبكى على دنياكم هذه ولكن أبكى على بعد سفرى وقلة زادى وإن أصبحت ف صعود ومهبط‬
‫على جنة ونار ل أدرى إل أيهما يؤخذ ب وروى قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أب سعيد عن أب هريرة قال إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم وروى الطبان‬
‫عن معمر قال بلغن عن أب هريرة أنه كان إذا مر به جنازة قال روحوا فانا غادون أو اغدوا فانا رائحون موعظة بليغة وعقلة سريعة يذهب الول ويبقى الخر ل عقل له وقال الافظ أبو بكر‬
‫بن مالك حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل حدثن أبو بكر ليث بن خالد البجلى ثنا عبد الؤمن بن عبد ال السدوسى قال سعت أبا يزيد الدين يقول قام أبو هريرة على منب رسول ال ص‬
‫دون مقام رسول ال ص بعتبة فقال ويل للعرب من شر قد اقترب ويل لم من إمارة الصبيان يكمون فيهم بالوى ويقتلون بالغضب وقال المام أحد حدثنا على بن ثابت عن أسامة ابن زيد‬
‫عن أب زياد مول ابن عباس عن أب هريرة قال كانت ل خس عشرة ثرة فأفطرت على خس وتسحرت بمس وأبقيت خسا لفطرى وقال أحد حدثنا عبد اللك بن عمرو ثنا إساعيل يعن‬
‫العبدى عن أب التوكل أن أبا هريرة كانت لم زنية قد غمتهم بعملها فرفع عليها يوما السوط ث قال لول القصاص يوم القيامة لغشينك به ولكن سأبيعك من يوفين ثنك أجوج ما أكون‬
‫إليه اذهب فأنت حرة ل عز وجل وروى حاد بن سلمة عن أيوب عن يي بن أب كثي عن أب سلمة أن أبا هريرة مرض فدخلت عليه أعوده فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم ل‬
‫ترجعها ث قال يا أبا سلمة يوشك أن يأتى على الناس زمان يكون الوت أحب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪113‬‬

‫إل أحدهم من الذهب الحر وروى عطاء عن أب هريرة قال إذا رأيتم ستا فان كانت نفس أحدكم ف يده فليسلها فلذلك أتن الوت أخاف أن تدركن إذا أمرت السفهاء وبيع الكم‬
‫وتون بالدم وقطعت الرحام وكثرت اللوزة ونشأ نشو يتخذون القرآن مزامي وقال ابن وهب حدثنا عمرو بن الارث عن يزيد بن زياد القرظى أن ثعلبة بن أب مالك القرظى حدثه أن أبا‬
‫[ هريرة أقبل ف السوق يمل حزمت حطب وهو يومئذ أمي لروان بن الكم فقال أوسع الطريق للمي يا ابن أب مالك [ فقلت يرحك ال يكفى هذا فقال اوسع الطريق للمي والزمة عليه‬
‫وله فضائل ومناقب كثية وكلم حسن ومواعظ جة أسلم كما قدمنا عام خيب فلزم رسول ال ص ول يفارقه إل حي بعثه مع العلء بن الضرمى إل البحرين ووصاه به فجعله العلء مؤذنا‬
‫بي يديه وقال له أبو هريرة ل تسبقن بآمي أيها المي وقد استعمله عمر بن الطاب عليها ف أيام إمارته وقاسه مع جلة العمال قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيين أن‬
‫عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة الف فقال له عمر استأثرت بذه الموال أى عدو ال وعدو كتابه فقال أبو هريرة لست بعدو ال ول عدو كتابه ولكن عدو من عاداها‬
‫فقال فمن أين هى لك قال خيل نتجت وغلة ورقيق ل وأعطية تتابعت على فنظروا فوجدوه كما قال فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأب أن يعمل له فقال له تكره العمل وقد طلبه‬
‫من كان خيا منك طلبه يوسف عليه السلم فقال إن يوسف نب ابن نب ابن نب ابن نب وأنا أبو هريرة بن أمية وأخشى ثلثا واثني قال عمر فهل قلت خسة قال أخشى أن أقول بغي علم‬
‫وأقضى بغي حلم أو يضرب ظهرى وينع مال ويشتم عرضى وذكر غيه أن عمر غرمه ف العمالة الول اثن عشر ألفا فلهذا امتنع ف الثانية وقال عبد الرزاق عن عمر عن ممد بن زياد‬
‫قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على الدينة فاذا غضب عليه عزله وول مروان بن الكم فاذا جاء أبو هريرة إل مروان حجبه عنه فعزل مروان ورجع أبو هريرة فقال لوله من جاءك فل‬
‫ترده واحجب مروان فلما جاء مروان دفع الغلم ف صدره فما دخل إل بعد جهد جهيد فلما دخل قال إن الغلم حجبنا عنك فقال له أبو هريرة إنك أحق الناس أن ل تغضب من ذلك‬
‫والعروف أن مروان هو الذى كان يستنيب أبا هريرة ف إمرة الدينة ولكن كان يكون عن إذن معاوية ف ذلك وال أعلم وقال حاد بن سلمة عن ثابت عن أب رافع كان مروان ربا استخلف‬
‫أبا هريرة على الدينة فيكب المار ويلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء المي يعن نفسه وكان ير بالصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة العراب وهو أمي فل يشعرون إل وقد ألقى نفسه بينهم‬
‫ويضرب برجليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪114‬‬

‫كأنه منون يريد أن يضحكهم فيفزغ الصبيان منه ويفرون عنه ههنا وههنا يتضاحكون قال أبو رافع وربا دعان أبو هريرة إل عشائه بالليل فيقول دع العراق للمي يعن قطع اللحم قال‬
‫فانظر فإذا هو ثريد بالزيت وقال ابن وهب حدثن عمرو بن الارث عن يزيد بن زياد القرظى أن ثعلبة بن أب مالك حدثه أن أبا هريرة أقبل ف السوق يمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة‬
‫مروان فقال أوسع الطريق للمي يا ابن أب مالك فقلت أصلحك ال تلقى هذا فقال أوسع الطريق للمي والزمة عليه وقد تقدم هذا وروى نوه من غي وجه وقال أبو الزعيزعة كاتب‬
‫مروان بعث مروان إل أب هريرة بائة دينار فلما كان الغد بعث إليه إن غلطت ول أردك با وإن إنا أردت غيك فقال أبو هريرة قد أخرجتها فاذا خرج عطائى فخذها منه وكان قد تصدق‬
‫با وإنا أراد مروان اختباره وقال المام أحد حدثنا عبد العل بن عبد البار ثنا حاد بن سلمة عن يي بن سعيد بن السيب قال كان معاوية إذا أعطى أبا هريرة سكت وإذا أمسك عنه تكلم‬
‫وروى غي واحد عن أب هريرة أنه جاءه شاب فقال يا أبا هريرة إن أصبحت صائما فدخلت على أب فجاءن ببز ولم فأكلت ناسيا فقال طعمة أطعمكها ال ل عليك قال ث دخلت دارا‬
‫لهلى فجىء بلب لقحة ؟ فشربته ناسيا قال ل عليك قال ث نت فاستيقظت فشربت ماء وف رواية وجامعت ناسيا فقال أبو هريرة إنك يا ابن أخى ل تعتد الصيام [ وقال غي واحد كان أبو‬
‫هريرة إذا رأى النازة قال روحوا فانا غادون أو اغدوا فانا رائحون وروى غي واحد أنه لا حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك قال على قلة الزاد وشدة الفازة وأنا على عقبة هبوط إما إل‬
‫النة أو إل نار فما أدرى إل أيهما أصي ] وقال مالك عن سعيد بن أب سعيد القبى قال دخل مروان على أب هريرة ف مرضه الذى مات فيه فقال شفاك ال يا أبا هريرة فقال أبو هريرة‬
‫اللهم إن أحب لقاءك فأحب لقائى قال فما بلغ مروان أصحاب القطن حت مات أبو هريرة وقال يعقوب ابن سفيان عن دحيم عن الوليد بن جابر عن عمي بن هانء قال قال أبو هريرة اللهم‬
‫ل تدركن سنة ستي قال فتوف فيها أو قبلها بسنة وهكذا قال الواقدى إنه توف سنة تسع وخسي عن ثان وسبعي سنة قال الواقدى وهو الذى صلى على عائشة ف رمضان وعلى أم سلمة‬
‫ف شوال سنة تسع وخسي ث توف أبو هريرة بعدها فيها كذا قال والصواب أن أم سلمة تأخرت بعد أب هريرة وقد قال غي واحد إنه توف سنة تسع وخسي وقيل ثان وقيل سبع وخسي‬
‫والشهور تسع وخسي قالوا وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أب سفيان نائب الدينة وف القوم ابن عمر وأبو سعيد وخلق من الصحابة وغيهم وكان ذلك عند صلة العصر وكانت وفاته ف‬
‫داره بالعقيق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪115‬‬

‫فحمل إل الدينة فصلى عليه ث دفن بالبقيع رحه ال ورضى عنه وكتب الوليد بن عتبة إل معاوية بوفاة أب هريرة فكتب إليه معاوية أن انظر ورثته فأحسن إليهم واصرف إليهم عشرة آلف‬
‫درهم واحسن جوارهم واعمل إليهم معروفا فانه كان من نصر عثمان وكان معه ف الدار رحهما ال تعال‬
‫سنة ستي من الجرة النبوية‬
‫فيها كانت عزوة مالك بن عبد ال مدينة سورية قال الواقدى وفيها دخل جنادة بن أب أمية جزيرة رودس وفيها أخذ معاوية البيعة ليزيد من الوفد الذين قدموا صحبة عبيد ال بن زياد إل‬
‫دمشق وفيها مرض معاوية مرضه الذى توف فيه ف رجب منها كما سنبينه فروى ابن جرير من طريق أب منف حدثن عبد اللك بن نوفل بن مساحق بن عبد ال بن ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أن معاوية لا‬
‫مرض مرضته الت هلك فيها دعا ابنه يزيد فقال يا بن إن قد كفيتك الرحلة والرجال ووطأت لك الشياء ودللت لك العراء وأخضعت لك أعناق العرب وإن ل أتوف أن ينازعك هذا‬
‫المر الذى أسسته إل أربعة نفر السي بن على وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي وعبد الرحن بن أب بكر كذا قال والصحيح أن عبد الرحن كان قد توف قبل موت معاوية بسنتي كما‬
‫قدمنا فاما ابن عمر فهو رجل ثقة قد وقدته العبادة وإذا ل يبق أحد غيه بايعك وأما السي فان أهل العراق خلفه ل يدعونه حت يرجونه عليك فان خرج فظفرت به فاصفح عنه فان له رحا‬
‫ماسة وحقا عظيما وأما ابن أب بكر فهو رجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله ليست له هة إل النساء واللهو وأما الذى يثم لك جثوم السد ويراوغك روغان الثعلب وإذا أمكنته‬
‫فرصة وثب فذاك ابن الزبي فان هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا قال غي واحد فحي حضرت معاوية الوفاة كان يزيد ف الصيد فاستدعى معاوية الضحاك بن قيس النهرى وكان‬
‫على شرطه دمشق ومسلم بن عقبة فأوصى إليهما أن يبلغا يزيد السلم ويقولن له يتوصى بأهل الجاز وإن سأله أهل العراق ف كل يوم أن يعزل عنهم عامل ويول عليهم عامل فليفعل‬
‫فعزل واحد وأحب إليك من أن يسل عليك مائة سيف وأن يتوصى بأهل الشام وأن يعلهم أنصاره وأن يعرف لم حقهم ولست أخاف عليه من قريش سوى ثلثة السي وابن عمر وابن‬
‫الزبي ول يذكر عبد الرحن بن أب بكر وهذا أصح فأما ابن عمر فقد وقدته العبادة وأما السي فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيه ال تعال بن قتل أباه وخذل أخاه وإن له رحا ماسة وحقا‬
‫عظيما وقرابة من ممد ص ول أظن أهل العراق تاركيه حت يرجوه فان قدرت عليه فافصح عنه فأن لو صاحبته عفوت عنه وأما ابن الزبي فانه خب ضب فان شخص لك فانبذ إليه إل أن‬
‫يلتمس منك صلحا فان فعل فاقبل منه واصفح عن دماء قومك ما استطعت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪116‬‬


‫وكان موت معاوية لستهلل رجب من هذه السنة قاله هشام بن الكلب وقيل للنصف منه قاله الواقدى وقيل يوم الميس لثمان بقي منه قال قاله الرائن قال ابن جرير واجعوا على أنه هلك‬
‫ف رجب منها وكان مدة مكة استقلل من جادى سنة إحدى وأربعي حي بايعه السن بن على بادرج فذلك تسع عشرة سنة وثلثة أشهر وكان نائبا ف الشام عشرين سنة تقريبا وقيل غي‬
‫ذلك وكان عمره ثلثا وسبعي سنة وقيل خسا وسبعي سنة وقيل ثانيا وسبعي سنة وقيل خسا وثاني سنة وسيأتى بقية الكلم ف آخر ترجته وقال أبو السكن زكريا بن يي حدثن عم أب‬
‫زحر بن حصي عن جده حيد بن منهب قال كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن الغية الخزومى وكان الفاكه من فتيان قريش وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس من غي إذن فخل ذلك‬
‫البيت يوما فاضطجع الفاكه وهند فيه ف وقت القائلة ث خرج الفاكه لبعض شأنه وأقبل رجل من كان يغشاه فول البيت فلما رأى الرأة فيه ول هاربا ورآه الفاكه وهو خارج من البيت فأقبل‬
‫إل هند وهى مضطجعة فضربا برجله وقال من هذا الذى عندك قالت ما رأيت أحدا ول انتبهت حت أنبهتن أنت فقال لا القى بأبيك وتكلم فيها الناس فقال لا أبوها يا بنية إن الناس قد‬
‫أكثروا فيك القالة فأنبئين نبأك فان يكن الرجل عليك صادقا دسست إليه من يقتله فينقطع عنك القالة وإن يك كاذبا حاكمته إل بعض كهان اليمن فعند ذلك حلفت هند لبيها با كانوا‬
‫يلفون ف الاهلية إنه لكاذب عليها فقال عتبة بن ربيعة للفاكه يا هذا إنك قد رميت ابنت بأمر عظيم [ وعار كبي ل يغسله الاء وقد جعلتنا ف العرب بكان ذلة ومنقصة ولول أنك من ذو‬
‫قرابة لقتلتك ولكن سأحاكمك إل كاهن اليمن ] ( ‪ ) 1‬فحاكمن إل بعض كهان اليمن فخرج الفاكه ف بعض جاعة من بن مزوم أقاربه وخرج عتبة ف جاعة من بن عبد مناف وخرجوا‬
‫بند ونسوة معها من أقاربم ث ساروا قاصدين بلد اليمن فلما شارفوا بلد الكاهن قالوا غدا نأتى الكاهن فلما سعت هند ذلك تنكرت حالا وتغي وجهها واخذت ف البكاء فقال لا أبوها يا‬
‫بنية قد أرى ما بك من تنكر الال وكثرة البكاء وما ذاك أراه عندك إل ‪ 4‬ا لكروه أحدثتيه وعمل اقترفتيه فهل كان هذا قبل أن يشيع ف الناس ويشتهر مسينا فقالت وال يا أبتاه ما هذا‬
‫الذى تراه من لكروه وقع من وإن لبيئة ولكن هذا الذى تراه من الزن وتغي الال هو أن أعلم أنكم تأتون هذا الكاهن وهو بشر يطىء ويصيب وأخاف أن يطىء ف أمرى بشىء يكون‬
‫عاره على آخر الدهر ول أمنة آمنة أن يسمن ميسما تكون على سبة ف العرب فقال لا أبوها ل تاف فان سوف أختبه وأمتحنه قبل أن يتكلم ف شأنك وأمرك فان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪117‬‬

‫أخطأ فيما أمتحنه به ل أدعه يتكلم ف أمرك ث إنه انفرد عن القوم وكان راكبا مهرا حت توارى عنهم خلف رابية فنل عن فرسه ث صفر له حت أدل ث أخذ حبة بر فأدخلها ف احليل الهر‬
‫وأوكى عليها بسي حت أحكم ربطها ث صفر له حت اجتمع احليله ث أتى القوم فظنوا أنه ذهب ليقضى حاجة له ث أتى الكاهن فلما قدموا عليه أكرمهم ونر لم فقال له عتبة انا قد جئناك‬
‫ف أمر ولكن ل أدعك تتكلم فيه حت تبي لنا ما خبأت لك فأن قد خبأت لك خبيئا فانظر ما هو فأخبنا به قال الكاهن ثرة ف كمرة قال أريد أبي من هذا قال حبات بر ف إحليل مهر قال‬
‫صدقت فخذ لا جئناك له انظر ف أمر هؤلء النسوة فأجلس النساء خلفه وهند معهم ل يعرفها ث جعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويبيها ويقول انضى حت دنا من هند فضرب كتفها‬
‫وقال انضى حصان رزان غي رسخا ول زانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها فنترت يدها من يده وقالت له إليك عن وال ل يمع رأسى ورأسك وسادة وال‬
‫لحرصن أن يكون هذا اللك من غيك فتزوجها أبو سفيان بن حرب فجاءت منه بعاوية هذا وف رواية أن أباها هو الذى قال للفاكه ذلك وال سبحانه أعلم‬
‫وهذه ترجة معاوية وذكر شىء من أيامه وما ورد ف مناقبه وفضائله‬
‫وهو معاوية بن أب سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف بن قصى القرشى الموى أبو عبد الرحن خال الؤمني وكاتب وحى رسول رب العالي وأمه هند بنت عتبة بن‬
‫ربيعة بن عبد شس اسلم معاوية عام الفتح وروى عنه أنه قال أسلمت يوم القضية ولكن كتمت إسلمى من أب ث علم بذلك فقال ل هذا أخوك يزيد وهو خي منك على دين قومه فقلت له‬
‫ل آل نفسى جهدا قال معاوية ولقد دخل على رسول ال ص مكة ف عمرة القضاء وإن لصدق به ث لا دخل عام الفتح أظهرت إسلمى فجئته فرحب ب وكتبت بي يديه قال الواقدى وشهد‬
‫معه حنينا وأعطاه مائة من البل وأربعي اوقية من ذهب وزنا بلل وشهد اليمامة وزعم بعضهم أنه هو الذى قتل مسيلمة حكاه ابن عساكر وقد يكون له شرك ف قتله وإنا الذى طعنه‬
‫وحشى وجلله أبو دجانة ساك بن خرشة بالسيف وكان أبوه من سادات قريش وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر ث لا أسلم حسن بعد ذلك إسلمه وكان له مواقف شريفة وآثار ممودة ف يوم‬
‫اليموك وما قبله وما بعده وصحب معاوية رسول ال ص وكتب الوحى بي يديه مع الكتاب وروى عن رسول ال ص أحاديث كثية ف الصحيحي وغيها من السنن والسانيد وروى عنه‬
‫جاعة من الصحابة والتابعي قال أبو بكر بن أب الدنيا كان معاوية طويل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪118‬‬

‫أبيض جيل إذا ضحك انقلبت شفته العليا وكان يضب حدثن ممد بن يزيد الزدى ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن أب عبد رب قال رأيت معاوية يصفر ليته كأنا الذهب وقال‬
‫غيه كان أبيض طويل أجلح أبيض الرأس واللحيةة يضبهما بالناء والكتم وقد أصابته لوقة ف آخر عمره فكان يستر وجهه ويقول رحم ال عبدا دعا ل بالعافية فقد رميت ف أحسن وما‬
‫يبدو من ولول هواى ف يزيد لبصرت رشدى وكان حليما وقورا رئيسا سيدا ف الناس كريا عادل شهما وقال الدائن عن صال بن كيسان قال رأى بعض متفرسى العرب معاوية وهو صب‬
‫صغي فقال إن لظن هذا الغلم سيسود قومه فقالت هند ثكلته إن كان ل يسود إل قومه وقال الشافعى قال أبو هريرة رأيت هندا بكة كأن وجهها فلقة قمر وخلفها من عجيزتا مثل الرجل‬
‫الالس ومعها صب يلعب فمر رجل فنظر إليه فقال إن لرى غلما إن عاش ليسودن قومه فقالت هند إن ل يسد إل قومه فأماته ال وهو معاوية بن أب سفيان وقال ممد بن سعد أنبأنا على‬
‫بن ممد بن عبد ال بن أب سيف قال نظر أبو سفيان يوما إل معاوية وهو غلم فقال لند إن ابن هذا لعظيم الرأس وإنه لليق أن يسود قومه فقالت هند قومه فقط ثكلته إن ل يسد العرب‬
‫قاطبة وكانت هند تمله وهو صغي وتقول ‪ ...‬إن بن معرق كري ‪ ...‬مبب ف أهله حليم ‪ ...‬ليس بفحاش ول لئيم ‪ ...‬ول ضجور ول سؤوم ‪ ...‬صخر بن فهر به زعيم ‪ ...‬ل يلف الظن‬
‫‪ ...‬ول ييم‬
‫قال فلما ول عمر يزيد بن أب سفيان ما وله من الشام خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لند كيف رأيت صار ابنك تابعا لبن فقالت إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع ابنك ما‬
‫يكون فيه ابن فلما مات يزيد بن أب سفيان سنة بضع عشرة وجاء البيد إل عمر بوته رد عمر البيد إل الشام بولية معاوية مكان أخيه يزيد ث عزى أبا سفيان ف ابنه يزيد فقال يا أمي‬
‫الؤمني من وليت مكانه قال أخوه معاوية قال وصلت رحا يا أمي الؤمني وقالت هند لعاوية فيما كتبت به إليه وال يا بن إنه قل أن تلد حرة مثلك وإن هذا الرجل قد استنهضك ف هذا‬
‫المر فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت وقال له أبوه يا بن إن هؤلء الرهط من الهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقهم وقدمهم عند ال وعند رسوله وقصر بنا تأخينا فصاروا قادة‬
‫وسادة وصرنا أتباعا وقد ولوك جسيما من أمورهم فل تافهم فانك ترى إل امد فنافس فان بلغته أورثته عقبك فلم يزل معاوية نائبا على الشام ف الدولة العمرية والعثمانية مدة خلفة‬
‫عثمان وافتتح ف سنة سبع وعشرين جزيرة قبص وسكنها السلمون قريبا من ستي سنة ف أيامه ومن بعده ول تزل الفتوحات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪119‬‬

‫والهاد قائما على ساقه ف أيامه ف بلد الروم والفرنج وغيها فلما كان من أمره وأمر أمي الؤمني على ما كان ل يقع ف تلك اليام فتح بالكلية ل على يديه ول على يدى على وطمع ف‬
‫معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه واذله وقهر جنده ودحاهم فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية برب على تدان إل بعض البلد ف جنود عظيمة وطمع فيه فكتب معاوية إليه وال‬
‫لئن ل تنته وترجع إل بلدك يا لعي لصطلحن أنا وابن عمى عليك ولخرجنك من جيع بلدك ولضيقن عليك الرض با رحبت فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف وبعث يطلب الدنة ث‬
‫كان من أمر التحكيم ما كان وكذلك ما بعده إل وقت اصطلحه مع السن بن على كما تقدم فانعقدت الكلمة على معاوية واجعت الرعايا على بيعته ف سنة إحدى وأربعي كما قدمنا فلم‬
‫يزل مستقل بالمر ف هذه الدة إل هذه السنة الت كانت فيها وفاته والهاد ف بلد العدو قائم وكلمة ال عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الرض والسلمون معه ف راحة وعدل وصفح‬
‫وعفو‬
‫وقد ثبت ف صحيح مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن أب زميل ساك بن الوليد عن ابن عباس قال قال أبو سفيان يا رسول ال ثلثا أعطنيهن قال نعم قال تؤمرن حت أقاتل الكفار كما‬
‫كنت أقاتل السلمي قال نعم قال ومعاوية تعله كاتبا بي يديك قال نعم وذكر الثالثة وهو أنه أراد أن يزوج رسول ال ص بابنته الخرى عزة بنت أب سفيان واستعان على ذلك باختها أم‬
‫حبيبة فقال إن ذلك ل يل ل وقد تكلمنا على ذلك ف جزء مفرد وذكرنا أقوال الئمة واعتذارهم عنه ول المد والقصود منه أن معاوية كان من جلة الكتاب بي يدى رسول ال ص الذين‬
‫يكتبون الوحى وروى المام أحد ومسلم والاكم ف مستدركه من طريق أب عوانة الوضاح ابن عبد ال اليشكرى عن أب حزة عمران بن أب عطاء عن ابن عباس قال كنت ألعب مع‬
‫الغلمان فاذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد جاء فقلت ما جاء إل إل فاختب على باب فجاءن فخطان خطاة أو خطاتي ث قال اذهب فادع ل معاوية وكان يكتب الوحى قال فذهبت‬
‫فدعوته له فقيل إنه يأكل فأتيت رسول ال ص فقلت إنه يأكل فقال اذهب فادعه فأتيته الثانية فقيل إنه يأكل فأخبته فقال ف الثالثة ل أشبع ال بطنه قال فما شبع بعدها وقد انتفع معاوية بذه‬
‫الدعوة ف دنياه وأخراه أما ف دنياه فانه لا صار إل الشام أميا كان يأكل ف اليوم سبع مرات ياء بقصعة فيها لم كثي وبصل فيأكل منها ويأكل ف اليوم سبع أكلت بلحم ومن اللوى‬
‫والفاكهة شيئا كثيا ويقول وال ما أشبع وإنا أعيا وهذه نعمة ؟ ؟ ومعدة يرغب فيها كل اللوك وأما ف الخرة فقد أتبع مسلم هذا الديث بالديث الذى رواه البخارى وغيها من غي‬
‫وجه عن جاعة من الصحابة أن رسول ال ص قال اللهم إنا أنا بشر فأيا عبد سببته أو جلدته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪120‬‬

‫أو دعوت عليه وليس لذلك أهل فاجعل ذلك كفارة وقربة تقر به با عندك يوم القيامة فركب مسلم من الديث الول وهذا الديث فضيلة لعاوية ول يورد له غي ذلك وقال السيب بن‬
‫واضح عن أب إسحاق الفزارى عن عبد اللك بن أب سليمان عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس قال أتى جبيل إل رسول ال ص فقال يا ممد اقرىء معاوية السلم واستوص به خيا فانه‬
‫أمي ال على كتابه ووحيه ونعم المي ث أورده ابن عساكر من وجه آخر عن عبد اللك بن أب سليمان ث أورده أيضا من رواية على وجابر بن عبد ال أن رسول ال ص استشار جبيل ف‬
‫استكتابه معاوية فقال استكتبه فانه امي ولكن ف السانيد إليهما غرابة ث أورد عن على ف ذلك غرائب كثية عن غيه أيضا وقال أبو عوانة عن سليمان عن عمرو بن مرة عن عبد ال بن‬
‫الارث عن زهي بن القمر الزبيدى عن عبد ال بن عمرو قال كان معاوية يكتب للنب ص وقال أبو القاسم الطبان حدثنا أحد بن ممد الصيدلن ثنا السرى عن عاصم ثنا عبد ال بن يي‬
‫بن أب كثي عن أبيه هشام بن عروة عن عائشة قالت لا كان يوم أم حبيبة من النب ص دق الباب داق فقال النب ص انظروا من هذا قالوا معاوية قال ائذنوا له فدخل وعلى أذنه قلم يط به‬
‫فقال ما هذا القلم على أذنك يا معاوية قال قلم أعددته ل ولرسوله فقال له جزاك ال عن نبيك خيا وال ما استكتبتك إل بوحى من ال وما أفعل من صغية ول كبية إل بوحى من ال‬
‫كيف بك لو قمصك ال قمصا يعن اللفة فقامت أم حبيبة فجلست بي يديه وقالت يا رسول ال وإن ال مقمصه قميصا قال نعم ولكن فيه هنات وهنات فقالت يا رسول ال فادع ال له‬
‫فقال اللهم اهده بالدى وجنبه الردى واغفر له الخرة والول قال الطبان تفرد به السرى عن عاصم عن عبد ال بن يي بن أب كثي عن هشام وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث‬
‫موضوعة والعجب منه مع حفظه واطلعه كيف ل ينبه عليها وعلى نكارتا وضعف رجالا وال الوفق للصواب وقد أوردنا من طريق أب هريرة وأنس وواثلة بن السقع مرفوعا المناء ثلثة‬
‫جبيل وأنا ومعاوية ول يصح من جيع وجوهه ومن رواية ابن عباس المناء سبعة القلم واللوح وإسرافيل وميكائيل وجبيل وأنا ومعاوية وهذا أنكر من الحاديث الت قبله وأضعف إسنادا‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرحن بن مهدى عن معاوية يعن ابن صال عن يونس بن سيف عن الارث بن زياد عن أب رهم عن العرباض بن سارية السلمى قال سعت رسول ال ص يدعونا‬
‫إل السحور ف شهر رمضان هلم إل الغداء البارك ث سعته يقول اللهم علم معاوية الكتاب والساب وقه العذاب تفرد به أحد ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدى وكذلك رواه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪121‬‬

‫أسد بن موسى وبشر بن السرى وعبد ال بن صال عن معاوية بن صال باسناده مثله وف رواية بشر بن السرى وأدخله النة ورواه ابن عدى وغيه من حديث عثمان بن عبد الرحن‬
‫المحى عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول ال ص اللهم علم معاوية الكتاب والساب وقه العذاب وقال ممد بن سعد ثنا سليمان بن حرب والسي بن موسى الشيب قال ثنا أبو‬
‫هلل ممد بن سليم ثنا جبلة بن عطية عن مسلمة بن ملد وقال الشهب قال أبو هلل أو عن رجل عن مسلمة بن ملد وقال سليمان بن حرب أو حدثه مسلمة عن رجل أنه رأى معاوية‬
‫ياكل فقال لعمرو بن العاص إن ابن عمك هذا لخضد قال اما أن أقول لك هذا وقد سعت رسول ال ص يقول اللهم علمه الكتاب ومكن له ف البلد وقه العذاب وقد أرسله غي واحد من‬
‫التابعي منهم الزهرى وعروة بن روي وجرير بن عثمان الرحب المصى ويونس بن ميسرة بن حلبس وقال الطبان ثنا أبو زرعة واحد بن ممد بن يي بن حزة الدمشقيان قال ثنا أبو مسهر‬
‫ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحن بن أب عمية الرب وكان من أصحاب النب ص أن رسول ال ص قال لعاوية اللهم علمه الكتاب والساب وقه العذاب قال ابن‬
‫عساكر وهذا غريب والحفوظ بذا السناد حديث العرباض الذى تقدم ث روى من طريق الطبان عن أب زرعة عن أب مسهر عن سعيد عن ربيعة عن عبد الرحن بن أب عمية الزن قال‬
‫سعت رسول ال ص يقول لعاوية اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به وقال المام أحد حدثنا على بن بر ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحن‬
‫بن أب عمية عن النب ص أنه ذكر معاوية فقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به وهكذا رواه الترمذى عن ممد بن يي عن أب مسهر عن سعيد بن عبد العزيز به وقال حسن غريب وقد‬
‫رواه عمر بن عبد الواحد وممد بن سليمان الران كما رواه الوليد بن مسلم وابو مسهر عن سعيد عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحن بن أب عمية ورواه ممد بن الصفى عن مروان بن‬
‫ممد الطاطرى عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أب إدريس عن ابن أب عمية أن رسول ال ص دعا لعاوية فقال اللهم علمه العلم واجعله هاديا مهديا واهده واهد به وقد رواه‬
‫سلمة بن شبيب وصفوان بن صال وعيسى بن هلل وأبو الزهر عن مروان الطاطرى ول يذكر أبا إدريس ف اسناده ورواه الطبان عن عبدان بن أحد عن على بن سهل الرملى عن الوليد‬
‫بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الرحن بن أب عمية الزن أنه سع رسول ال ص وذكر معاوية فقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهده قال ابن‬
‫عساكر وقول الماعة هو الصواب وقد اعتن ابن عساكر بذا الديث واطنب فيه وأطيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪122‬‬

‫واطرب وافاد واجاد واحسن النتقاد فرحه ال كم له من موطن قد تبز فيه على غيه من الفاظ والنقاد وقال الترمذى حدثنا ممد بن يي ثنا عبد ال بن ممد النفيلى ثنا عمرو بن واقد‬
‫عن يونس بن حلبس عن أب إدريس الولن قال لا عزل عمر بن الطاب عمي بن سعد عن الشام وول معاوية قال للناس عزل عمر عميا وول معاوية فقال عمر ل تذكروا معاوية إل بي‬
‫فان سعت رسول ال ص يقول اللهم اهد به تفرد به الترمذى وقال غريب وعمرو ابن واقد ضعيف هكذا ذكره أصحاب الطراف ف مسند عمي بن سعد النصارى وعندى أنه ينبغى أن‬
‫يكون من رواية عمر بن الطاب ويكون الصواب فقال عمر ل تذكروا معاوية إل بي ليكون عذرا له ف توليته له وما يقوى هذا ان هشام بن عمار قال حدثنا ابن أب السائب وهو عبد‬
‫العزيز بن الوليد بن سليمان قال وسعت أب يذكر أن عمر بن الطاب ول معاوية بن أب سفيان فقالوا ول حدث السن فقال تلومونن ف وليته وأنا سعت رسول ال ص يقول اللهم اجعله‬
‫هاديا مهديا واهد به وهذا منقطع يقويه ما قبله‬
‫قال الطبان حدثنا يي بن عثمان بن صال ثنا نعيم بن حاد ثنا ممد بن شعيب بن سابور ثنا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد ال بن بسر أن رسول ال ص استشار‬
‫أبا بكر وعمر ف أمر فقال أشيوا على فقال ال ورسوله أعلم فقال ادعوا معاوية فقال أبو بكر وعمر أما ف رسول ال ص ورجلي من رجال قريش ما يتقنون امرهم حت يبعث رسول ال‬
‫ص إل غلم من غلمان قريش فقال ادعو ل معاوية فدعى له فلما وقف بي يديه قال رسول ال ص أحضروه أمركم وأشهدوه أمركم فانه قوى أمي ورواه بعضهم عن نعيم وزاد وحلوه‬
‫أمركم ث ساق ابن عساكر أحاديث كثية موضوعة بل شك ف فضل معاوية أضربنا عنها صفحا واكتفينا با اوردناه من الحاديث الصحاح والسان والستجادات عما سواها من الوضعات‬
‫والنكرات‬
‫ث قال ابن عساكر واصح ما روى ف فضل معاوية حديث أب حزة عن ابن عباس أنه كان كاتب النب ص منذ أسلم أخرجه مسلم ف صحيحه وبعده حديث العرباض اللهم علم معاوية‬
‫الكتاب وبعده حديث ابن أب عمي اللهم اجعله هاديا مهديا قلت وقد قال البخارى ف كتاب الناقب ذكر معاوية بن أب سفيان حدثنا السن بن بشر ثنا العاف عن عثمان ابن السود عن ابن‬
‫اب مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مول لبن عباس فأتى ابن عباس فقال أوتر معاوية بعد العشاء فقال دعه فانه قد صحب رسول ال ص حدثنا ابن أب مري ثنا نافع بن عمر‬
‫ثنا ابن أب مليكة قال قيل لبن عباس هل لك ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪123‬‬

‫امي الؤمني معاوية ما اوتر إل بواحدة قال أصاب إنه فقيه ثنا عمرو بن عباس ثنا جعفر ثنا شعبة عن أب التياح قال سعت حدان عن أبان عن معاوية قال إنكم لتصلون صلة لقد صحبنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فما رأيناه يصليهما ولقد نى عنهما يعن الركعتي بعد العصر ث قال البخارى بعد ذلك ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة حدثنا عبدان ثنا عبد ال يونس عن‬
‫الزهرى حدثن عروة أن عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة امرأة أب سفيان إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال ما كان على ظهر الرض من أهل خباء أحب إل من أن‬
‫يذلوا من أهل خبائك فقال وأيضا والذى نفسى بيده فقالت يا رسول ال إن أبا سفيان رجل مسيك فهل على من حرج ان أطعم من الذى له عيالنا قال ل إل بالعروف فالدحة ف قوله وأيضا‬
‫والذى نفسى بيده وهو أنه كان يود أن هندا واهلها وكل كافر يذلوا ف حال كفرهم فلما اسلموا كان يب ان يعزوا فأعزهم ال يعن أهل خبائها‬
‫وقال المام أحد حدثنا روح ثنا أبو أمية عمرو بن يي بن سعيد ‪ 8‬قال سعت جدى يدث أن معاوية أخذ الداوة بعد أب هريرة فتبع رسول ال ص با وكان أبو هريرة قد اشتكى فبينما هو‬
‫يوضىء رسول ال ص إذ رفع رأسه إليه مرة أو مرتي وهو يتوضأ فقال يا معاوية إن وليت أمرا فاتق ال واعدل قال معاوية فما زلت أظن أن سأبتلى بعمل لقول النب ص حت ابتليت تفرد به‬
‫أحد ورواه أبو بكر بن أب الدنيا عن أب إسحاق المذان سعيد بن زنبور بن ثابت عن عمرو ابن يي بن سعيد ورواه ابن منده من حديث بشر بن الكم عن عمرو بن يي به وقال أبو يعلى‬
‫حدثنا سويد بن سعيد ثنا عمرو بن يي بن سعيد عن جده عن معاوية قال اتبعت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء فلما توضأ نظر إل فقال يا معاوية إن وليت أمرا فاتق واعدل فما‬
‫زلت اظن أن مبتلى بعمل حت وليت ورواه غالب القطان عن السن قال سعت معاوية يطب وهو يقول صببت يوما على رسول ال صلى ال عليه وسلم وضوءه فرفع رأسه إل فقال أما‬
‫إنك ستلى أمر أمت بعدى فاذا كان ذلك فاقبل من مسنهم وتاوز عن مسيئهم وقال فما زلت أرجو حت قمت مقامى هذا وروى البيهقى عن الاكم بسنده إل إساعيل بن إبراهيم بن مهاجر‬
‫عن عبد اللك بن عمي قال قال معاوية وال ما حلن على اللفة إل قول رسول ال ص إن ملكت فأحسن قال البيهقى إساعيل بن إبراهيم هذا ضعيف إل أن للحديث شواهد وروى ابن‬
‫عساكر باسناده عن نعيم بن حاد ثنا ممد بن حرب عن أب بكر بن اب مري ثنا ممد بن زياد عن عوف بن مالك الشجعى قال بينما أنا راقد ف كنيسة يوحنا وهى يومئذ مسجد يصلى فيها‬
‫إذا انتبهت من نومى فاذا أنا بأسد يشى بي يدى فوثبت إل سلحى فقال السد مه إنا أرسلت إليك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪124‬‬

‫برسالة لتبلغها قلت ومن ارسلك قال ال أرسلن إليك لتبلغ معاوية السلم وتعلمه أنه من أهل النة فقلت له ومن معاوية قال معاوية بن أب سفيان ورواه الطبان عن أب يزيد القراطيسى عن‬
‫العلى بن الوليد القعقاعى عن ممد بن حبيب الولن عن أب بكر بن عبد ال بن أب مري الغسان وفيه ضعف وهذا غريب جدا ولعل الميع مناما ويكون قوله إذا انتهيت من نومى مدرجا ل‬
‫يضبطه ابن أب مري وال أعلم‬
‫وقال ممد بن عائذ عن الوليد عن ابن ليعة عن يونس عن الزهرى قال قدم عمر الابية فنع شرحبيل وامر عمرو بن العاص بالسي إل مصر ونفى الشام على أميين أب عبيدة ويزيد ث توف‬
‫أبو عبيدة فاستخلف عياض بن غنم ث توف يزيد فأمر معاوية مكانه ث نعاه عمر لب سفيان فقال لب سفيان احتسب يزيد بن أب سفيان قال من أمرت مكانه قال معاوية فقال وصلت رحا يا‬
‫أمي الؤمني فكان معاوية على الشام وعمي بن سعد حت قتل عمر رضى ال عنهم وقال ممد بن إسحاق مات أبو عبيدة ف طاعون عمواس واستخلف معاذا فمات معاذ واستخلف يزيد بن‬
‫أب سفيان فمات واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر وول عمرو بن العاص فلسطي والردن ومعاوية دمشق وبعلبك والبلقاء وول سعد بن عامر بن جذي حص ث جع الشام كلها لعاوية بن‬
‫أب سفيان ث أمره عثمان بن عفان على الشام وقال إساعيل بن أمية افرد عمر معاوية بامرة الشام وجعل له ف كل شهر ثاني دينارا والصواب أن الذى جع لعاوية الشام كلها عثمان بن‬
‫عفان واما عمر فانه إنا وله بعض أعمالا وقال بعضهم لا عزيت هند ف يزيد بن أب سفيان ول يكن منها قيل لا إنه قد جعل معاوية أميا مكانه فقالت أو مثل معاوية يعل خلفا من أحد‬
‫فوال لو أن العرب اجتمعت متوافرة ث رمى به فيها لرج من أى أعراضها ( نواحيها ) شاء وقال آخرون ذكر معاوية عند عمر فقال دعوا فت قريش وابن سيدها إنه لن يضحك ف الغضب‬
‫ول ينال منه إل على الرضا ومن ل ياخذ من فوق رأسه إل من تت قدميه وقال ابن أب الدنيا حدثن ممد بن قدامة الوهرى حدثن عبد العزيز بن يي عن شيخ له قال لا قدم عمر بن‬
‫الطاب الشام تلقاه معاوية ف موكب عظيم فلما دنا من عمر قال له أنت صاحب الوكب قال نعم يا أمي الؤمني قال هذا حالك مع ما بلغن من طول وقوف ذوى الاجات ببابك قال هو‬
‫ما بلغك من ذلك قال ول تفعل هذا لقد همت أن آمرك بالشى حافيا إل بلد الجاز قال يا أمي الؤمني إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثية فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه‬
‫عز للسلم وأهله ويرهبهم به فان أمرتن فعلت وإن نيتن انتهيت فقال له عمر يا معاوية ما سألتك عن شىء إل تركتن ف مثل رواجب الضرس لئن كان ما قلت حقا إنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪125‬‬

‫لرأى أريت ولئن كان باطل إنه لديعة أديت قال فمرن يا أمي الؤمني با شئت قال ل آمرك ول أناك فقال رجل يا أمي الؤمني ما أحسن ما صدر الفت عما اوردته فيه فقال عمر لسن‬
‫موارده ومصادره جشمناه ما جشمناه وف رواية أن معاوية تلقى عمر حي قدم الشام ومعاوية ف موكب كثيف فاجتاز بعمر وهو وعبد الرحن بن عوف راكبان على حار ول يشعر بما فقيل‬
‫له إنك جاوزت أمي الؤمني فرجع فلما رأى عمر ترجل وجعل يقول له ما ذكرنا فقال عبد الرحن بن عوف ما أحسن ما صدر عما أوردته فيه يا أمي الؤمني فقال من أجل ذلك جشمناه ما‬
‫جشمناه‬
‫وقال عبد ال بن البارك ف كتاب الزهد اخبنا ممد بن ذئب عن مسلم بن جندب عن أسلم مول عمر قال قدم علينا معاوية وهو أبيض نص وباص أبض الناس واجلهم فخرج إل الج مع‬
‫عمر فكان عمر ينظر إليه فيعجب منه ث يضع إصبعه على مت معاوية ث يرفعها عن مثل الشراك فيقول بخ بخ نن إذا خي الناس أن جع لنا خي الدنيا والخرة فقال معاوية يا أمي الؤمني‬
‫سأحدثك انا بأرض المامات والريف والشهوات فقال عمر سأحدثك ما بك إل إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حت تضرب الشمس متنيك وذووا الاجات وراء الباب فقال يا‬
‫امي الؤمني علمن امتثل قال فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها ريا كأنه ريح طيب فقال يعمد أحدكم فيخرج حاجا مقل حت إذا جاء أعظم بلدان ال حرمة‬
‫أخرج ثوبيه كأنما كانا ف الطيب فلبسهما فقال معاوية إنا لبستهما لدخل فيهما على عشيتى وقومى وال لقد بلغن أذاك ههنا وبالشام فال يعلم أن لقد عرفت الياء فيه ث نزع معاوية‬
‫ثوبيه ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا حدثن أب عن هشام بن ممد عن أب عبد الرحن الدن قال كان عمر بن الطاب إذا رأى معاوية قال هذا كسرى العرب وهكذا حكى الدائن عن عمر أنه قال‬
‫ذلك وقال عمرو بن يي بن سعيد الموى عن جده قال دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء فنظر إليها الصحابة فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه با وجعل معاوية‬
‫يقول يا أمي الؤمني ال ال ف فرجع عمر إل ملسه فقال له القوم ل ضربته يا أمي الؤمني وما ف قومك مثله فقال وال ما رأيت إل خيا وما بلغن إل خي ولو بلغن غي ذلك لكان من إليه‬
‫غي ما رأيتم ولكن رأيته وأشار بيده فأحببت أن أضع منه ما شخ وقد قال أبو داود حدثنا سليمان بن عبد الرحن الدمشقى ثنا يي بن حزة ثنا ابن أب مري أن القاسم بن ميمرة اخبه أن أبا‬
‫مري الزدى أخبه قال دخلت على معاوية فقال ما أنعمنا بك أبا فلن وهى كلمة تقولا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪126‬‬

‫العرب فقلت حديث سعته أخبك به سعت رسول ال ص يقول من وله ال شيئا من امر السلمي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب ال دون حاجتة ؟ ؟ وخلته وفقره قال‬
‫فجعل معاوية حي سع هذا الديث رجل على حوائج الناس ورواه الترمذى وغيه‬
‫وقال المام أحد حدثنا مروان بن معاوية الفزارى ثنا حبيب بن الشهيد عن أب ملز قال خرج معاوية على الناس فقاموا له فقال سعت رسول ال ص يقول من أحب أن يتمثل له الرجال قياما‬
‫فليتبوأ مقعده من النار [ وف رواية قال خرج معاوية على ابن عامر وابن الزبي فقام له ابن عامر ول يقم له ابن الزبي فقال معاوية لبن عامر إجلس فان سعت رسول ال ص يقول من أحب‬
‫ان يتمثل له العباد قياما فليتبوأ مقعده من النار ( ‪ ) 1‬ورواه أبو داود والترمذى من حديث حبيب بن الشهيد وقال الترمذى حديث حسن وروى أبو داود من حديث الثورى عن ثور بن يزيد‬
‫عن راشد بن سعد القرى المصى عن معاوية قال قال رسول ال ص إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتم أو كدت أن تفسدهم قال كلمة سعها معاوية نفعه ال با تفرد به أحد يعن أنه‬
‫كان جيد السية حسن التجاوز جيل العفو كثي الستر رحه ال تعال وثبت ف الصحيحي من حديث الزهرى عن حيد بن عبد الرحن عن معاوية أنه قال سعت رسول ال ص يقول من يرد‬
‫ال به خيا يفقهه ف الدين وإنا أنا قاسم وال يعطى ول يزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت يأتى أمر ال وهم ظاهرون وف رواية وهم على ذلك‬
‫وقد خطب معاوية بذا الديث مرة ث قال وهذا مالك ابن يامر يب عن معاذ أن رسول ال ص قال وهم بالشام يث بذا أهل الشام على مناجزة أهل العراق وإن أهل الشام هم الطائفة‬
‫النصورة على من خالفها وهذا ما كان يتج به معاوية لهل الشام ف قتالم أهل العراق وقال الليث بن سعد فتح معاوية قيسارية سنة تسع عشرة ف دولة عمر بن الطاب وقال غيه وفتح‬
‫قبص سنة خس وقيل سبع وقيل ثان وعشرين ف أيام عثمان قالوا وكان عام غزوة الضيق يعن مضيق القسطنطينية ف سنة ثنتي وثلثي ف أيامه وكان هو المي على الناس عامئذ وجع‬
‫عثمان لعاوية جيع الشام وقيل إن عمر هو الذى جعها له والصحيح عثمان واستقضى معاوية فضالة بن عبيد بعد أب الدرداء ث كان ما كان بينه وبي على بعد قتل عثمان على سبيل‬
‫الجتهاد والرأى فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا وكان الق والصواب مع على ومعاوية معذور عند جهور العلماء سلفا وخلفا وقد شهدت الحاديث الصحيحة بالسلم للفريقي من‬
‫الطرفي اهل العراق وأهل الشام كما ثبت ف الديث الصحيح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪127‬‬

‫ترق مارقة على خي فرقة من السلمي فيقتلها أدن الطائفتي إل الق فكانت الارقة الوارج وقتلهم على وأصحابه ث قتل على فاستقل معاوية بالمر سنة إحدى وأربعي وكان يغزو الروم ف‬
‫كل سنة مرتي مرة ف الصيف ومرة ف الشتاء ويأمر رجل من قومه فيحج بالناس وحج هو سنة خسي وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخسي وفيها أوف الت بعدها أغزاه بلد الروم [ فسار معه‬
‫خلق كثي من كباء الصحابة حت حاصر القسطنطينية وقد ثبت ف الصحيح أول جيش يغزو القسطنطينة مغفور لم ] وقال وكيع عن العمش عن أب صال قال كان الادى يدو بعثمان‬
‫‪ ...‬فيقول ‪ ...‬إن المي بعده على ‪ ...‬وف الزبي خلف مرضى‬
‫فقال كعب بل هو صاحب البغلة الشهباء يعن معاوية فقال يا أبا إسحاق تقول هذا وههنا على والزبي وأصحاب ممد ص فقال أنت صاحبها ورواه سيف عن بدر بن الليل عن عثمان ابن‬
‫‪ ...‬عطية السدى عن رجل من بن أسد قال ما زال معاوية يطمع فيها منذ سع الادى ف أيام عثمان يقول ‪ ...‬إن المي بعده على ‪ ...‬وف الزبي خلف مرضى‬
‫فقال كعب كذبت بل صاحب البغلة الشهباء بعده يعن معاوية فقال له معاوية ف ذلك فقال نعم أنت المي بعده ولكنها وال ل تصل إليك حت تكذب بديثى هذا فوقعت ف نفس معاوية‬
‫وقال ابن أب الدنيا حدثنا ممد بن عباد الكى ثنا سفيان بن عيينة عن أب هارون قال قال عمر إياكم والفرقة بعدى فان فعلتم فان معاوية بالشام وستعلمون إذا وكلتم إل رأيكم كيف‬
‫يستبزها دونكم ورواه الواقدى من وجه آخر عن عمر رضى ال عنه وقد روى ابن عساكر عن عامر الشعب أن عليا حي بعث جرير بن عبد ال البجلى إل معاوية قبل وقعة صفي وذلك‬
‫حي عزم على على قصد الشام وجع اليوش لذلك وكتب معه كتابا إل معاوية يذكر له فيه أنه قد لزمته بيعته لنه قد بايعه الهاجرون والنصار فان ل تبايع استعنت بال عليك وقاتلتك وقد‬
‫أكثرت القول ف قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس ث حاكم القوم إل أحلك وإياهم على كتاب ال ف كلم طويل وقد قدمنا أكثره فقرأه معاوية على الناس وقام جرير فخطب الناس‬
‫وأمر ف خطبته معاوية بالسمع والطاعة وحذره من الخالفة والعاندة وناه عن إيقاع الفتنة بي الناس وأن يضرب بعضهم بعضا بالسيوف فقال معاوية انتظر حت آخذ رأى أهل الشام فلما‬
‫كان بعد ذلك أمر معاوية مناديا فنادى ف الناس الصلة جامعة فلما اجتمع الناس صعد النب فخطب فقال المد ل الذى جعل الدعائم للسلم أركانا والشرائع لليان برهانا يتوقد مصباحه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪128‬‬

‫بالسنة ف الرض القدسة الت جعلها ال مل النبياء والصالي من عباده فأحلها أهل الشام ورضيهم لا ورضيها لم لا سبق ف مكنون علمه من طاعتهم ومناصحتهم اولياءه فيها والقوام‬
‫بأمره الذابي عن دينه وحرماته ث جعلهم لذه المة نظاما وف أعلم الي عظاما يردع ال بم الناكثي ويمع بم اللفة بي الؤمني وال نستعي على إصلح ما تشعث من أمور السلمي‬
‫وتباعد بينهم بعد القرب واللفة اللهم انصرنا على قوم يوقظون نائما وييفون آمنا ويريدون هراقة دمائنا وإخافة سبلنا وقد يعلم ال أنا ل نريد لم عقابا ول نتك لم حجابا غي أن ال‬
‫الميد كسانا من الكرامة ثوبا لن ننعه طوعا ما جاوب الصدى وسقط الندى وعرف الدى وقد علمنا أن الذى حلهم على خلفنا البغى والسد لنا فال نستعي عليهم أيها الناس قد علمتم‬
‫أن خليفة أمي الؤمني عمر بن الطاب وأن خليفة أمي الؤمني عثمان عليكم وأن ل أقم رجل منكم على خزائه قط وإن ول عثمان وابن عمه قال ال تعال ف كتابه ومن قتل مظلوما فقد‬
‫جعلنا لوليه سلطانا وقد علمتم أنه قتل مظلوما وأنا أحب أن تعلمون ذات أنفسكم ف قتل عثمان‬
‫فقال أهل الشام بأجعهم بل نطلب بدمه فأجابوه إل ذلك وبايعوه ووثقوا له أن يبذلوا ف ذلك أنفسهم وأموالم أو يدركوا بثأره أو يفن ال أرواحهم قبل ذلك فلما رأى جرير من طاعة أهل‬
‫الشام لعاوية ما رأى أفزعه ذلك وعجب منه وقال معاوية لرير إن ولن على الشام ومصر بايعته على أن ل يكون لحد بعده على بيعة فقال اكتب إل علي با شئت وأنا أكتب معك فلما‬
‫بلغ عليا الكتاب قال هذه خديعة وقد سألن الغية بن شعبة أن أول معاوية الشام وأنا بالدينة فأبيت ذلك وما كنت متخذ الضلي عضدا ث كتب إل جرير بالقدوم عليه فما قدم إل وقد‬
‫اجتمعت العساكر إل على وكتب معاوية إل عمرو بن العاص وكان معتزل بفلسطي حي قتل عثمان وكان عثمان قد عزله عن مصر فاعتزل بفلسطي فكتب إليه معاوية يستدعيه ليستشيه‬
‫ف أموره فركب إليه فاجتمعا على حرب على وقد قال عقبة بن أب معيط ف كتاب معاوية إل على حي سأله نيابة الشام ومصر فكتب إل معاوية يؤنبه ويلومه على ذلك ويعرض بأشياء ؟ ؟‬
‫فيه ‪ ...‬معاوى إن الشام شامك فاعتصم ‪ ...‬بشامك ل تدخل عليك الفاعيا ‪ ...‬فان عليا ناظر ما تيبه ‪ ...‬فأهد له حربا يشيب النواصيا ‪ ...‬وحام عليها بالقتال وبالقنا ‪ ...‬ول تك مشوش‬
‫الذراعي وانيا ‪ ...‬وإل فسلم إن ف المن راحة ‪ ...‬لن ل يريد الرب فاختر معاويا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪129‬‬

‫وإن كتابا يا ابن حرب كتبته ‪ ...‬على طمع جان عليك الدواهيا ‪ ...‬سألت عليا فيه مال تناله ‪ ...‬ولو نلته ل يبق إل لياليا ‪ ...‬إل أن ترى منه الذى ليس بعدها ‪ ...‬بقاء فل تكثر عليك المانيا‬
‫‪ ... ...‬ومثل على تغترره بدعة ‪ ...‬وقد كان ما خربت من قبل بانيا ‪ ...‬ولو نشبت أظفاره فيك مرة ‪ ...‬فراك ابن هند بعد ما كنت فاريا‬
‫وقد روى من غي وجه أن أبا مسلم الولن وجاعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له أنت تنازع عليا أم أنت مثله فقال وال إن لعلم أنه خي من وأفضل واحق بالمر من ولكن ألستم‬
‫تعلمون أن عثمان قتل مظلوما وأنا ابن عمه وأنا أطلب بدمه وامره إل فقولوا له فليسلم إل قتلة عثمان وأنا أسلم له أمره فأتوا عليا فكلموه ف ذلك فلم يدفع إليهم أحدا فعند ذلك صمم‬
‫أهل الشام على القتال مع معاوية وعن عمرو بن شر عن جابر العفى عن عامر الشعب وأب جعفر الباقر قال بعث على رجل إل دمشق ينذرهم أن عليا قد ند ف أهل العراق إليكم ليستعلم‬
‫طاعتكم لعاوية فلما قدم أمر معاوية فنودى ف الناس الصلة جامعة فملوا السجد ث صعد النب فقال ف خطبته إن عليا قد ند إليكم ف أهل العراق فما الرأى فضرب كل منهم على صدره‬
‫ول يتكلم أحد منهم ول رفعوا إليه أبصارهم وقام ذو الكلع فقال يا أمي الؤمني عليك الرأى وعلينا الفعال ث نادى معاوية ف الناس أن أخرجوا إل معسكركم ف ثلث فمن تلف بعدها‬
‫فقد أحل بنفسه فاجتمعوا كلهم فركب ذلك الرجل إل على فأخبه فأمر على مناديا فنادى الصلة جامعة فاجتمعوا فصعد النب فقال إن معاوية قد جع الناس لربكم فما الرأى فقال كل‬
‫فريق منهم مقالة واختلط كلم بعضهم ف بعض فلم يدر على ما قالوا شيئا فنل عن النب وهو يقول إنا ل وإنا إليه راجعون ذهب وال با ابن آكلة الكباد ث كان من أمر الفريقي بصفي ما‬
‫كان كما ذكرناه مبسوطا ف سنة ست وثلثي وقد قال أبو بكر بن دريد أنبأنا أبو حات عن أب عبيدة قال قال معاوية لقد وضعت رجلى ف الركاب وههممت يوم صفي بالزية فما منعن إل‬
‫قول ابن الطنابة حيث يقول ‪ ...‬أبت ل عفت وأب بلئى ‪ ...‬وأخذى المد بالثمن الربيح ‪ ...‬وإكراهى على الكروه نفسى ‪ ...‬وضرب هامة البطل الشيح ‪ ...‬وقول كلما جشأت وجاشت‬
‫‪ ... ...‬مكانك تمدى أو تستريى‬
‫وروى البيهقى عن المام أحد أنه قال اللفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فقيل له فمعاوية قال ل يكن أحد أحق باللفة ف زمان على من على روحم ال معاوية وقال على بن الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪130‬‬

‫سعت سفيان بن عيينة يقول ما كانت ف على خصلة تقصر به عن اللفة ول يكن ف معاوية خصلة ينازع با عليا وقيل لشريك القاضى كان معاوية حليما فقال ليس بليم من سفه الق‬
‫وقاتل عليا رواه ابن عساكر وقال سفيان الثورى عن حبيب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه ذكر معاوية وأنه لب عشية عرفة فقال فيه قول شديدا ث بلغه أن عليا لب عشية عرفة فتركه‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا حدثن عباد بن موسى ثنا على بن ثابت الزرى عن سعيد بن أب عروبة عن عمر بن عبد العزيز قال رأيت رسول ال ص ف النام وأبو بكر وعمر جالسان عنده‬
‫فسلمت عليه وجلست فبينما أنا جالس إذ أتى بعلى ومعاوية فأدخل بيتا وأجيف الباب وأنا أنظر فما كان بأسرع من أن خرج على وهو يقول قضى ل ورب الكعبة ث ما كان بأسرع من أن‬
‫خرج معاوية وهو يقول غفر ل ورب الكعبة وروى ابن عساكر عن أب زرعة الرازى أنه قال له رجل إن أبغض معاوية فقال له ول قال لنه قاتل عليا فقال له أبو زرعة ويك إن ؟ ؟ ؟ معاوية‬
‫رحيم وخصم معاوية خصم كري فايش دخولك أنت بينهما رضى ال عنهما وسئل المام أحد عما جرى بي على ومعاوية فقرأ تلك أمة قد خلت لا ما كسبت ولكم ما كسبتم ول تسألون‬
‫عما كانوا يعملون وكذا قال غي واحد من السلف‬
‫وقال الوزاعى سئل السن عما جرى بي على وعثمان فقال كانت لذا سابقة ولذا سابقة ولذا قرابة ولذا قرابة فابتلى هذا وعوف هذا وسئل عما جرى بي على ومعاوية فقال كانت لذا‬
‫قرابة ولذا قرابة ولذا سابقة ول يكن لذا سابقة فابتلينا جيعا وقال كلثوم بن جوشن سأل النضر أبو عمر السن البصرى فقال أبو بكر أفضل أم على فقال سبحان ال ول سواء سبقت لعلى‬
‫سوابق يشركه فيها أبو بكر واحدث على حوادث ل يشركه فيها أبو بكر أبو بكر أفضل قال فعمر أفضل أم على فقال مثل قوله ف أب بكر ث قال عمر أفضل ث قال عثمان أفضل أم على‬
‫فقال مثل قوله الول ث قال عثمان أفضل قال فعلى أفضل أم معاوية فقال سبحان ال ول سواء سبقت لعلى سوابق ل يشركه فيها معاوية وأحدث على أحداثا شركه فيها معاوية على أفضل‬
‫من معاوية وقد روى عن السن البصرى أنه كان ينقم على معاوية أربعة أشياء قتاله عليا وقتله حجر بن عدى واستلحاقه زياد بن أبيه ومبايعته ليزيد ابنه وقال جرير بن عبد الميد عن مغية‬
‫قال لا جاء خب قتل على إل معاوية جعل يبكى فقالت له امرأته أتبكيه وقد قاتلته فقال ويك إنك ل تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم وف رواية أنا قالت له بالمس تقاتلنه‬
‫واليوم تبكينه‬
‫قلت وقد كان مقتل على ف رمضان سنة أربعي ولذا قال الليث بن سعد إن معاوية بويع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪131‬‬

‫له بايليا بيعة الماعة ودخل الكوفة سنة أربعي والصحيح الذى قاله ابن اسحاق والمهور انه بويع له بايليا ف رمضان سنة أربعي حي بلغ أهل الشام مقتل على ولكنه إنا دخل الكوفة بعد‬
‫مصالة السن له ف شهر ربيع الول سنة إحدى وأربعي وهو عام الماعة وذلك بكان يقال له أدرج وقيل بسكن من أرض سواد العراق من ناحية النبار فاستقل معاوية بالمر إل أن مات‬
‫سنة ستي قال بعضهم كان نقش خات معاوية لكل عمل ثواب وقيل بل كان ل قوة إل بال وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أب شيبة وسعيد بن منصور قال ثنا أبو معاوية ثنا‬
‫العمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال صلى بنا معاوية بالنخيلة يعن خارج الكوفة المعة ف الضحى ث خطبنا فقال ما قاتلتكم لتصوموا ول لتصلوا ول ؟ ؟ ؟ ول لتزكوا قد‬
‫عرفت أنكم تفعلون ذلك ولكن إنا قاتلتكم لتأمر عليكم فقد أعطان ال ذلك وأنتم كارهون رواه ممد بن سعد عن يعلى بن عبيد عن العمش به وقال ممد بن سعد حدثنا عارم ثنا حاد‬
‫بن يزيد عن معمر عن الزهرى أن معاوية عمل سنتي عمل عمر ما يرم فيه ث إنه بعد عن ذلك وقال نعيم بن حاد حدثنا ابن فضيل عن السرى بن إساعيل عن الشعب حدثن سفيان بن الليل‬
‫قال قلت للحسن بن على لا قدم من الكوفة إل الدينة يا مذل الؤمني قال ل تقل ذلك فإن سعت رسول ال ص يقول ل تذهب اليام والليال حت يلك معاوية فعلمت أن أمر ال واقع‬
‫فكرهت أن تراق بين وبينه دماء السلمي وقال مالد عن الشعب عن الارث العور قال قال على بعد ما رجع من صفي أيها الناس ل تكرهوا إمارة معاوية فانكم لو فقدتوه رأيتم الرؤس‬
‫تندر عن كواهلها كأنا النظل وقال ابن عساكر باسناده عن أب داود الطيالسى ثنا أيوب بن جابر عن أب إسحاق عن السود بن يزيد قال قلت لعائشة أل تعجبي لرجل من الطلقاء ينازع‬
‫أصحاب رسول ال ص ف اللفة فقالت وما تعجب من ذلك هو سلطان ال يؤتيه الب والفاجر وقد ملك فرعون اهل مصر أربعمائة سنة وكذلك غيه من الكفار‬
‫وقال الزهرى حدثن القاسم بن ممد أن معاوية حي قدم الدينة يريد الج دخل على عائشة فكلمها خاليي ل يشهد كلمهما أحد إل ذكوان أبو عمر عمرو ومول عائشة فقالت أمنت أن‬
‫أخبأ لك رجل يقتلك بقتلك أخى ممدا فقال صدقت فلما قضى معاوية كلمه معها تشهدت عائشة ث ذكرت ما بعث ال به نبيه ص من الدى ودين الق والذى سن اللفاء بعده وحضت ؟‬
‫؟ معاوية على العدل واتباع أثرهم فقالت ف ذلك فلم يترك له عذرا فلما قضت مقالتها قال لا معاوية أنت وال العالة العاملة بأمر رسول ال ص الناصحة الشفقة البلوغة الوعظة حضضت‬
‫على الي وامرت به ول تأمرينا إل بالذى هو لنا مصلحة وأنت أهل أن تطاعى وتكلمت هى ومعاوية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪132‬‬

‫كلما كثيا فلما قام معاوية اتكأ على ذكوان وقال وال ما سعت خطيبا ليس رسول ال ص أبلغ من عائشة وقال ممد بن سعد حدثنا خالد بن ملد البجلى ثنا سليمان بن بلل حدثن علقمة‬
‫ابن أب علقمة عن أمه قالت قدم معاوية بن أب سفيان الدينة فأرسل إل عائشة أن ارسلى بانبجانية رسول ال ص وشعره فأرسلت به معى أحله حت دخلت به عليه فأخذ النبجانية فلبسها‬
‫وأخذ شعره فدعا باء فغسله وشربه وأفاض على جلده وقال الصمعى عن الذل عن الشعب قال لا قدم معاوية الدينة عام الماعة تلقته رجال من وجوه قريش فقالوا المد ل الذى أعز‬
‫نصرك وأعل أمرك فما رد عليهم جوابا حت دخل الدينة فقصد السجد وعل النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فان وال ما وليت أمركم حي وليته وأنا أعلم أنكم ل تسرون بوليت‬
‫ول تبونا وإن لا ل با ف نفوسكم من ذلك ولكن خالستكم بسيفى هذا مالسة ولقد رمت نفسى على عمل ابن اب قحافة فلم أجدها تقوم بذلك ول تقدر عليه وأردتا على عمل ابن‬
‫الطاب فكانت أشد نفورا وأعظم هربا من ذلك وحاولتها على مثل سنيات عثمان فأبت على وأين مثل هؤلء ومن يقدر على أعمالم هيهات أن يدرك فضلهم أحد من بعدهم رحة ال‬
‫ورضوانه عليهم غي أن سلكت با طريقا ل فيه منفعة ولكم فيه مثل ذلك ولكل فيه مواكلة حسنة ومشاربة جيلة ما استقامت السية وحسنت الطاعة فان ل تدون خيكم فأنا خي لكم‬
‫وال ل أحل السيف على من ل سيف معه ومهما تقدم ما علمتموه فقد جعلته دبر أذن وإن ل تدون أقوم بقكم كله فارضوا من ببعضه فانا بقاببة قوبا وإن السيل إذا جاء يبى وإن قل‬
‫أغن وإياكم والفتنة فل تتموا با فانا تفسد العيشة وتكدر النعمة وتورث الستيصال أستغفر ال ل ولكم أستغفر ال ث نزل قال أهل اللغة القاببة البيضة والقوب الفرخ قابت البيضة تقوب‬
‫إذا انفلقت عن الفرخ‬
‫والظاهر أن هذه الطبة كانت عام حج ف سنة أربع وأربعي أو ف سنة خسي ل ف عام الماعة وقال الليث حدثن علوان بن صال بن كيسان أن معاوية قدم الدينة أول حجة حجها بعد‬
‫اجتماع الناس عليه فليقيه ؟ ؟ السن والسي ورجال من قريش فتوجه إل دار عثمان بن عفان فلما دنا إل باب الدار صاحت عائشة بنت عثمان وندبت أباها فقال معاوية لن معه انصرفوا‬
‫إل منازلكم فان ل حاجة ف هذه الدار فانصرفوا ودخل فسكن عائشة بنت عثمان وأمرها بالكف وقال لا يا بنت أخى إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لم حلما تته غضب وأظهروا لنا‬
‫طاعة تتها حقد فبعناهم هذا بذا وباعونا هذا بذا فان أعطيناهم غي ما اشتروا منا شعوا علينا بقنا وغمطناهم بقهم ومع كل إنسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته فان نكثناهم نكثوا‬
‫بنا ث ل ندرى أتكون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪133‬‬

‫لنا الدائرة أم علينا وأن تكون ابنة عثمان أمي الؤمني أحب إل أن تكون أمة من إماء السلمي ونعم اللف انا لك بعد أبيك وقد روى ابن عدى من طريق على بن زيد وهو ضعيف عن أب‬
‫نضرة عن أب سعيد ومن حديث مالد وهو ضعيف أيضا عن أب الوداك أب سعيد أن رسول ال ص قال إذا رأيتم معاوية على منب فاقتلوه وأسنده أيضا من طريق الكم بن ظهي وهو متروك‬
‫عن عاصم عن زرعن ابن مسعود مرفوعا وهذا الديث كذب بل شك ولو كان صحيحا لبادر الصحابة إل فعل ذلك لنم كانوا ل تأخذهم ف ال لومة لئم وأرسله عمرو بن عبيد عن‬
‫السن البصرى قال أيوب وهو كذب ورواه الطيب البغدادى باسناد مهول عن أب الزبي عن جابر مرفوعا إذا رأيتم معاوية يطب على منبى فاقتلوه ( ‪ ) 1‬فانه أمي مأمون‬
‫وقال أبو زرعة الدمشقى عن دحيم عن الوليد عن الوزاعى قال أدركت خلفة معاوية عدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت وسلمة بن ملد وأبو سعيد ورافع‬
‫بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك ورجال أكثر وأطيب من سينا بأضعاف مضاعفة كانوا مصابيح الدى وأوعية العلم حضروا من الكتاب تنيله ومن الدين جديده وعرفوا من السلم ما ل‬
‫يعرفه غيهم وأخذوا عن رسول ال ص تأويل القرآن ومن التابعي لم بأحسان ما شاء ال منهم السور بن مرمة وعبد الرحن بن السود بن عبد يغوث وسعيد بن السيب وعبد ال بن مييز‬
‫وف أشباه لم ل ينعوا يدا من جاعة ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال أبو زرعة عن دحيم عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز قال لا قتل عثمان ل يكن للناس غازية تغزو حت كان عام الماعة فأغزوا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة تذهب سرية ف‬
‫الصيف ويشتوا بأرض الروم ث تقفل وتعقبها أخرى وكان ف جلة من أغزى ابنه يزيد ومعه خلق من الصحابة فجاز بم الليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابا ث قفل بم راجعا إل الشام‬
‫وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال شد خناق الروم وقال ابن وهب عن يونس عن الزهرى قال حج معاوية بالناس ف أيام خلفته مرتي وكانت أيامه عشرين سنة إل شهرا وقال أبو بكر‬
‫بن عياش حج بالناس معاوية سنة أربع وأربعي وسنة خسي وقال غيه سنة إحدى وخسي فال أعلم وقال الليث بن سعد حدثنا بكي عن بشر بن سعيد أن سعد بن أب وقاص قال ما رأيت‬
‫أحدا بعد عثمان أقضى بق من صاحب هذا الباب يعن معاوية وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن حيد بن عبد الرحن ثنا السور بن مرمة أنه وفد على معاوية قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪134‬‬


‫فلما دخلت عليه حسبت أنه قال سلمت عليه فقال ما فعل طعنك على الئمة يا مسور قال قلت ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له فقال لتكلمن بذات نفسك قال فلم أدع شيئا أعيبه‬
‫عليه إل أخبته به فقال ل تبأ من الذنوب فهل لك من الذنوب تاف أن تلكك إن ل يغفرها ال لك قال قلت نعم إن ل ذنوبا ل تغفرها هلكت بسببها قال فما الذى يعلك أحق بأن ترجو‬
‫أنت الغفرة من فوال لا إل من إصلح الرعايا وإقامة الدود والصلح بي الناس والهاد ف سبيل ال والمور العظام الت ل يصيها إل ال ول نصيها أكثر ما تذكر من العيوب والذنوب‬
‫وإن لعلى دين يقبل ال فيه السنات ويعفو عن السيئات وال على ذلك ما كنت لخي بي ال وغيه إل اخترت ال على غيه ما سواه ففكرت حي قال ل ما قال فعرفت أنه قد خصمن‬
‫قال فكان السور إذا ذكره بعد ذلك دعا له بي وقد رواه شعيب عن الزهرى عن عروة عن السور بنحوه‬
‫وقال ابن دريد عن أب حات عن العتب قال قال معاوية يا أيها الناس ما أنا بيكم وإن منكم لن هو خي من عبد ال بن عمر وعبد ال بن عمرو وغيها من الفاضل ولكن عسى أن أكون‬
‫أنفعكم ولية وأنكاكم ف عدوكم وأدركم حلبا وقد رواه أصحاب ممد عن ابن سعد عن ممد بن مصعب عن أب بكر بن أب مري عن ثابت مول معاوية أنه سع معاوية يقول نو ذلك وقال‬
‫هشام بن عمار خطيب دمشق حدثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس قال سعت معاوية على منب دمشق يوم جعة يقول أيها الناس اعقلوا قول فلن تدوا أعلم بأمور الدنيا والخرة من‬
‫أقيموا وجوهكم وصفوفكم ف الصلة أو ليخالفن ال بي قلوبكم خذوا على أيدى سفهائكم أو ليسلطن ال عليكم عدوكم قليسومنكم سوء العذاب تصدقوا ول يقولن الرجل إن مقل فان‬
‫صدقة القل أفضل من صدقة الغن وإياكم وقذف الحصنات وأن يقول الرجل سعت وبلغن فلو قذف أحدكم امرأة على عهد نوح لسئل عنها يوم القيامة وقال أبو داود الطيالسى حدثنا‬
‫يزيد ابن طهمان الرقاشى ثنا ممد بن سيين قال كان معاوية إذا حدث عن رسول ال ص ل يتهم ورواه أبو القاسم البغوى عن سويد بن سعيد بن هام بن إساعيل عن أب قبيل قال كان‬
‫معاوية يبعث رجل يقال له أبو اليش ف كل يوم فيدور على الجالس يسأل هل ولد لحد مولود أو قدم أحد من الوفود فاذا أخب بذلك أثبت ف الديوان يعن ليجرى عليه الرزق وقال غيه‬
‫كان معاوية متواضعا ليس له مالد إل كمجالد الصبيان الت يسمونا الخاريق فيضرب با الناس وقال هشام بن عمار عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال رأيت معاوية ف‬
‫سوق دمشق وهو مردف وراءه وصفيا عليه قميص مرقوع اليب وهو يسي ف أسواق دمشق وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪135‬‬

‫العمش عن ماهد إنه قال لو رأيتم معاوية لقلتم هذا الهدى وقال هشيم عن العوام عن جبلة ابن سحيم عن ابن عمرو قال ما رأيت أحدا أسود من معاوية قال قلت ول عمر قال كان عمر‬
‫خيا منه وكان معاوية أسود منه ورواه أبو سفيان اليى عن العوام بن حوشب به وقال ما رأيت أحدا بعد رسول ال ص أسود من معاوية قيل ول أبو بكر قال كان أبو بكر وعمر وعثمان‬
‫خيا منه وهو أسود وروى من طرق عن ابن عمر مثله وقال عبد الرزاق عن معمر عن هام سعت ابن عباس يقول ما رأيت رجل كان أخلق باللك من معاوية وقال حنبل بن إسحاق حدثنا‬
‫أبو نعيم حدثنا ابن أب عتيبة عن شيخ من أهل الدينة قال قال معاوية أنا أول اللوك وقال ابن أب خيثمة حدثنا هارون بن معروف حدثنا حزة عن ابن شوذب قال كان معاوية يقول أنا أول‬
‫اللوك وآخر خليفة قلت والسنة أن يقال لعاوية ملك ول يقال له خليفة لديث سفينة اللفة بعدى ثلثون سنة ث تكون ملكا عضوضا‬
‫وقال عبد اللك بن مروان يوما وذكر معاوية فقال ما رأيت مثله ف حلمه واحتماله وكرمه وقال قبيصة بن جابر ما رأيت أحدا أعظم حلما ول أكثر سؤددا ول أبعد أناة ول ألي مرجا ول‬
‫أرحب باعا بالعروف من معاوية وقال بعضهم أسع رجل معاوية كلما سيئا شديدا فقيل له لو سطوت عليه فقال إن لستحى من ال أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيت وف رواية قال‬
‫له رجل يا أمي الؤمني ما أحلمك فقال إن لستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمى‬
‫وقال الصمعى عن الثورى قال قال معاوية إن لستحى أن يكون ذنب أعظم من عفوى أو جهل أكب من حلمى أو تكون عورة ل أواريها بسترى وقال الشعب والصمعى عن أبيه قال جرى‬
‫بي رجل يقال له أبو الهل وبي معاوية كلم فتكلم أبو جهل بكلم فيه غمر لعاوية فأطرق معاوية ث رفع رأسه فقال يا أبا الهل إياك والسلطان فانه يغضب غضب الصبيان ويأخذ أخذ‬
‫السد وإن قليله يغلب كثي الناس ث أمر معاوية لب الهل بال فقال أبو جهل ف ذلك يدح معاوية ‪ ...‬نيل على جوانبه كأنا ‪ ...‬نيل إذا نيل على أبينا ‪ ...‬نقلبه لنخب حالتيه ‪ ...‬فنخب‬
‫‪ ...‬منها كرما ولينا‬
‫وقال العمش طاف السن بن على مع معاوية فكان معاوية يشى بي يديه فقال السن ما أشبه أليتيه بأليت هند فالتفت إليه معاوية فقال أما إن ذلك كان يعجب أبا سفيان وقال ابن أخته‬
‫عبد الرحن بن أم الكم لعاوية أن فلنا يشتمن فقال له طأطىء لا فتمر فتجاوزك وقال ابن العراب قال رجل لعاوية ما رأيت أندل منك فقال معاوية بلى من واجه الرجال بثل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪136‬‬

‫هذا وقال أبو عمرو بن العلء قال معاوية ما يسر ؟ ب بذل الكرم حر النعم وقال ما يسر ب بذل اللم عز النصر وقال بعضهم قال معاوية يا بن أمية فارقوا قريشا باللم فوال لقد كنت‬
‫ألقى الرحل ف الاهلية فيوسعن شتما وأوسعه حلما فأرجع وهو ل صديق إن استنجدته أندن وأثور به فيثور معى وما وضع اللم عن شريف شرفه ول زاده إل كرما وقال آفة اللم الذل‬
‫وقال ل يبلغ الرجل مبلغ الرأى حت يغلب حلمه جهله وصبه شهوته ول يبلغ الرجل ذلك إل بقوة اللم وقال عبد ال بن الزبي ل در ابن هند إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ‬
‫منه فيتفارق لنا وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الرض بأدهى منه فيتخادع لنا وال لوددت أنا متعنا به ما دام ف هذا البل حجر وأشار إل أب قبيس وقال رجل لعاوية من أسود الناس‬
‫فقال أسخاهم نفسا حي يسأل وأحسنهم ف الجالس خلقا وأحلمهم حي يستجهل وقال أبو عبيدة معمر بن الثن كان معاوية يتمثل بذه البيات كثيا ‪ ...‬فما قتل السفاهة مثل حلم ‪...‬‬
‫‪ ...‬يعود به على الهل الليم ‪ ...‬فل تسفه وإن ملئت غيظا ‪ ...‬على أحد فان الفحش لوم ‪ ...‬ول تقطع أخا لك عند ذنب ‪ ...‬فان الذنب يغفره الكري‬
‫وقال القاضى الاوردى ف الحكام السلطانية وحكى أن معاوية أتى بلصوص فقطعهم حت بقى واحد من بينهم فقال ‪ ...‬يين أمي الؤمني أعيذهاا ‪ ...‬بعفوك أن تلقى مكانا يشينها ‪] ...‬‬
‫‪ ...‬يدى كانت السناء لو ت سترها ‪ ...‬ول تعدم السناء عيبا يشيبها ‪ ...‬فل خي ف الدنيا وكانت حبيبة ‪ ...‬إذا ما شال فارقتها يينها‬
‫فقال معاوية كيف أصنع بك قد قطعنا أصحابك فقالت أم السارق يا أمي الؤمني اجعلها ف ذنوبك الت تتوب منها فخلى سبيله فكان أول حد ترك ف السلم ] وعن ابن عباس أنه قال قد‬
‫علمت ب غلب معاوية الناس كانوا إذا طاروا وقع وإذا وقع طاروا وقال غيه كتب معاوية إل نائبه زياد إنه ل ينبغى أن يسوس الناس سياسة واحدة باللي فيمرحوا ول بالشدة فيحمل الناس‬
‫على الهالك ولكن كن أنت للشدة والفظاظة والغلظة وأنا للي واللفة والرحة حت إذا خاف خائف وجد بابا يدخل منه وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قضى معاوية عن عائشة‬
‫أم الؤمني ثانية عشر ألف دينار وما كان عليها من الدين الذى كانت تعطيه الناس وقال هشام بن عروة عن أبيه قال بعث معاوية إل أم الؤمني عائشة بائة ألف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪137‬‬

‫ففرقتها من يومها فلم يبق منها درهم فقالت لا خادمتها هل أبقيت لنا درها نشترى به لما تفطرى عليه فقال لو ذكرتين لفعلت وقال عطاء بعث معاوية إل عائشة وهى بكة بطوق قيمته‬
‫مائة ألف فقبلته وقال زيد بن الباب عن السي بن واقد عن عبد ال بن بريدة قال قدم السن بن على على معاوية فقال له لجيزنك بائزة ل يزها أحد كان قبلى فأعطاه أربعمائة ألف ألف‬
‫ووفد إليه مرة السن والسي فأجازها على الفور بائت ألف وقال لما ما أجاز بما أحد قبلى فقال له السي ول تعط أحد أفضل منا وقال ابن أب الدنيا حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير‬
‫بن مغية قال أرسل السن بن على وعبد ال بن جعفر إل معاوية يسألنه الال فبعث إليهما أو إل كل منهما بائة ألف فبلغ ذلك عليا فقال لما أل تستحيان رجل نطعن ف عينه غدوة‬
‫وعشية تسألنه الال فقال بل حرمتنا أنت وجاد هو لنا وروى الصمعى قال وفد السن وعبد ال بن الزبي على معاوية فقال للحسن مرحبا وأهل بابن رسول ال وأمر له بثلثائة ألف وقال‬
‫لبن الزبي مرحبا وأهل بابن عمة رسول ال وأمر له بائة ألف وقال أبو مروان الروان بعث معاوية إل السن بن على بائة ألف فقسمها على جلسائه وكانوا عشرة فأصاب كل واحد عشرة‬
‫آلف وبعث إل عبد ال بن جعفر بائة ألف فاستوهبتها منه امرأته فاطمة فأطلقها لا وبعث إل مروان بن الكم بائة ألف فقسم منها خسي ألفا وحبس خسي ألفا وبعث إل ابن عمر بائة‬
‫ألف ففرق منها تسعي واستبقى عشرة آلف فقال معاوية إنه لقتصد يب القتصاد وبعث إل عبد ال بن الزبي بائة ألف فقال للرسول ل جئت با بالنهار هل جئت با بالليل ث حبسها عنده‬
‫ول يعط منها أحدا شيئا فقال معاوية إنه لب ضب كانك به قد رفع ذنبه وقطع حبله وقال ابن دآب كان لعبد ال بن جعفر على معاوية ف كل سنة ألف ألف ويقضى له معها مائة حاجة‬
‫فقدم عليه عاما فأعطاه الال وقضى له الاجات وبقيت منها واحدة فبينما هو عنده إذ قدم أصبغهند سجسنان يطلب من معاوية أن يلكه على تلك البلد ووعد من قضى له هذه الاجة من‬
‫ماله ألف ألف فطاف على رؤوس الشهاد والمراء من أهل الشام وأمراء العراق من قدم مع الحنف بن قيس فكلهم يقولون عليك بعبد ال بن جعفر فقصده الدهقان فكلم فيه ابن جعفر‬
‫معاوية فقضى حاجته تكملة الائة حاجة وأمر الكاتب فكتب له عهده وخرج به ابن جعفر إل الدهقان فسجد له وحل إليه ألف ألف درهم فقال له ابن جعفر اسجد ل واحل مالك إل منلك‬
‫فإنا أهل بيت ل نبيع العروف بالثمن فبلغ ذلك معاوية فقال لن يكون يزيد قالا أحب إل من خراج العراق أبت بنو هاشم إل كرما وقال غيه كان لعبد ال بن جعفر على معاوية ف كل‬
‫سنة ألف ألف فاجتمع عليه ف بعض الوقات دين خسمائة ألف فأل عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪138‬‬

‫غرماؤه فاستنظرهم حت يقم على معاوية فيسأله أن يسلفه شيئا من العطاء فركب إليه فقال له ما أقدمك يا ابن جعفر فقال دين أل على غرماؤه فقال وكم هو قال خسمائة ألف فقضاها عنه‬
‫وقال له إن اللف ألف ستأتيك ف وقتها وقال ابن سعيد حدثنا موسى بن إساعيل ثنا ابن هلل عن قتادة قال قال معاوية يا عجبا للحسن بن على شرب شربة عسل يانية باء رومة فقضى‬
‫نبه ث قال لبن عباس ل يسؤك ال ول يزنك ف السن بن على فقال ابن عباس لعاوية ل يزنن ال ول يسوءن ما أبقى ال أمي الؤمني قال فأعطاه ألف ألف درهم وعروضا وأشياء وقال‬
‫خذها فاقسمها ف أهلك وقال أبو السن الداين عن سلمة بن مارب قال قيل لعاوية أيكم كان أشرف أنتم أو بنو هاشم قال كنا أكثر أشرافا وكانوا هم أشرف فيهم واحد ل يكن ف بن‬
‫عبد مناف مثل هاشم فلما هلك كنا أكثر عددا وأكثر أشرافا وكان فيهم عبد الطلب ل يكن فينا مثله فلما مات صرنا أكثر عددا واكثر أشرافا ول يكن فيهم واحد كواحدنا فلم يكن إل‬
‫كقرار العي حت قالوا منا نب فجاء نب ل يسمع الولون والخرون بثله ممد صلى ال عليه وسلم فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف وروى ابن أب خيثمة عن موسى بن إساعيل عن‬
‫حاد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن عمرو بن العاص قص على معاوية مناما رأى فيه أبا بكر وعمر وعثمان وهم ياسبون على ما ولوه ف أيامهم ورأى‬
‫معاوية وهو موكل به رجلن ياسبانه على ما عمل ف أيامه فقال له معاوية وما رأيت ث دناني مصر وقال ابن دريد عن أب حات عن العتب قال دخل عمرو على معاوية وقد ورد عليه كتاب‬
‫‪ ...‬فيه تعزية له ف بعض الصحابة فاسترجع معاوية فقال عمرو بن العاص ‪ ...‬توت الصالون وأنت حى ‪ ...‬تطاك النايا ل توت‬
‫‪ ...‬فقال له معاوية ‪ ...‬أترجو أن أموت وأنت حى ‪ ...‬فلست بيت حت توت‬
‫وقال ابن السماك قال معاوية كل الناس استطيع ان أرضيه إل حاسد نعمة فانه ل يرضيه إل زوالا وقال الزهرى عن عبد اللك عن أب برية قال قال معاوية الروءة ف أربع العفاف ف‬
‫السلم واستصلح الال وحفظ الخوان وحفظ الار وقال أبو بكر الذل كان معاوية يقول الشعر فلما ول اللفة قال له أهله قد بلغت الغاية فماذا تصنع بالشعر فارتاح يوما فقال ‪...‬‬
‫‪ ...‬صرمت سفاهت وأرحت حلمى ‪ ...‬وف على تملى اعتراضى ‪ ...‬على أن أجيب إذا دعتن ‪ ...‬إل حاجاتا الدق الراض‬
‫وقال مغية عن الشعب أول من خطب جالسا معاوية حي كثر شحمه وعظم بظنه وكذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪139‬‬

‫روى عن مغية عن إبراهيم أنه قال أول من خطب جالسا يوم المعة معاوية وقال أبو الليح عن ميمون أول من جلس على النب معاوية واستأذن الناس ف اللوس وقال قتادة عن سعيد بن‬
‫السيب أول من أذن وأقام يوم الفطر والنحر معاوية وقال أبو جعفر الباقر كانت أبواب مكة ل أغلق لا وأول من اتذ البواب معاوية وقال أبو اليمان عن شعيب عن الزهرى مضت السنة‬
‫أن ل يرث الكافر السلم ول السلم الكافر وأول من ورث السلم من الكافر معاوية وقضى بذلك بنو أمية من بعده حت كان عمر بن عبد العزيز فراجع السنة وأعاد هشام ما قضى به معاوية‬
‫وبنو أمية من بعده وبه قال الزهري ومضت السنة أن دية العاهد كدية السلم وكان معاوية أول من قصرها إل النصف وأخذ النصف لنفسه وقال ابن وهب عن مالك عن الزهرى قال سألت‬
‫سعيد بن السيب عن أصحاب رسول ال ص فقال ل اسع يا زهرى من مات مبا لب بكر وعمر وعثمان وعلى وشهد للعشرة بالنة وترحم على معاوية كان حقا على ال أن ل يناقشه‬
‫الساب وقال سعيد بن يعقوب الطالقان سعت عبد ال بن البارك يقول تراب ف أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز وقال ممد بن يي بن سعيد سئل ابن البارك عن معاوية فقال ما‬
‫أقول ف رجل قال رسول ال ص سع ال لن حده فقال خلفه ربنا ولك المد فقيل له أيهما أفضل هو أو عمر بن عبد العزيز فقال لتراب ف منخرى معاوية مع رسول ال ص خي وأفضل من‬
‫عمر بن عبد العزيز وقال غيه عن ابن البارك قال معاوية عندنا منة فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتمناه على القول يعن الصحابة وقال ممد بن عبد ال بن عمار الوصلى وغيه سئل العاف بن‬
‫عمران أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فغضب وقال للسائل أتعل رجل من الصحابة مثل رجل من التابعي معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحى ال وقد قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم دعوا ل أصحاب واصهارى فمن سبهم فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي وكذا قال الفضل بن عتيبة وقال أبو توبة الربيع بن نافع اللب معاوية ستر لصحاب ممد‬
‫ص فاذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه وقال اليمون قال ل أحد بن حنبل يا أبا السن إذا رأيت رجل يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتمه على السلم وقال الفضل ابن زياد‬
‫سعت أبا عبد ال يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضى فقال إنه ل يترىء عليهما إل وله خبيئة سوء ما انتقص أحد احدا من الصحابة إل وله داخلة سوء وقال‬
‫ابن مبارك عن ممد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إل إنسان شتم معاوية فانه ضربه أسواطا وقال بعض السلف بينما أنا على جبل الشام‬
‫إذ سعت هاتفا يقول من أبغض الصديق فذاك زنديق ومن أبغض عمر فال جهنم زمرا ومن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪140‬‬

‫أبغض عثمان فذاك خصمه الرحن ومن أبغض عليا فذاك خصمه النب ومن أبغض معاوية سحبته الزبانية إل جهنم الامية يرمى به ف الامية الاوية وقال بعضهم رأيت رسول ال ص وعنده‬
‫أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية إذ جاء رجل فقال عمر يا رسول ال هذا يتنقصنا فكأنه انتهره رسول ال ص فقال يا رسول ال إن ل أتنقص هؤلء ولكن هذا يعن معاوية فقال ويلك‬
‫أوليس هو من أصحاب قالا ثلثا ث أخذ رسول ال ص حربة فناولا معاوية فقال جابا ف لبته فضربه با وانتبهت فبكرت إل منل فاذا ذلك الرجل قد اصابته الذبة من الليل ومات وهو‬
‫راشد الكندى وروى ابن عساكر عن الفضيل بن عياض أنه كان يقول معاوية من الصحابة من العلماء الكبار ولكن ابتلى بب الدنيا وقال العتب قيل لعاوية أسرع إليك الشيب فقال كيف‬
‫ل ول ازال أرى رجل من العرب قائما على رأسى يلقح ل كلما يلزمن جوابه فان أصبت ل أحد وإن أخطأت سارت با البود وقال الشعب وغيه أصابت معاوية ف آخر عمره لوقة‬
‫[ وروى ابن عساكر ف ترجة خديج الصى مول معاوية قال اشترى معاوية جارية بيضاء جيلة فأدخلتها عليه مردة وبيده قضيب فجعل يهوى به إل متاعها يعن فرجها ويقول هذا التاع لو‬
‫كان ل متاع اذهب با إل يزيد بن معاوية ث قال ل ادع ل ربيعة بن عمرو الرشى وكان فقيها فلما دخل عليه قال إن هذه اتيت با مردة فرأيت منها ذاك وذاك وإن أردت أن أبعث با إل‬
‫يزيد قال ل تفعل يا أمي الؤمني فانا ل تصلح له فقال نعم ما رأيت قال ث وهبها لعبد ال بن مسعدة الفزارى مول فاطمة بنت رسول ال ص وكان أسود فقال له بيض با ولدك وهذا من‬
‫فقه معاوية وتريه حيث كان نظر إليها بشهوة ولكنه استضعف نفسه عنها فتحرج أن يهبها من ولده يزيد لقوله تعال ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وقد وافقه على ذلك الفقيه ربيعة‬
‫بن عمرو الرشى الدمشقى‬
‫وذكر ابن جرير أن عمرو بن العاص قدم ف أهل مصر إل معاوية فقال لم ف الطريق إذا دخلتم على معاوية فل تسلموا عليه باللفة فانه ل يب ذلك فلما دخل عليه عمرو وقبلهم قال ]‬
‫معاوية لاجبه أدخلهم وأوعز إليه أن يوفهم ف الدخول ويرعبهم وقال إن لظن عمرا قد تقدم إليهم ف شىء فلما أدخلوهم عليه وقد أهانوهم جعل أحدهم إذا دخل يقول السلم عليك يا‬
‫رسول ال فلما نض عمرو من عنده قال قبحكم ال نيتكم عن أن تسلموا عليه باللفة فسلمتم عليه بالنبوة‬
‫وذكر أن رجل سأل من معاوية أن يساعده ف بناء داره باثن عشر ألف جذع من الشب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪141‬‬

‫فقال له معاوية أين دارك قال بالبصرة وكم اتساعها قال فرسخان ف فرسخي قال ل تقل دارى بالبصرة ولكن قل البصرة ف دارى وذكر أن رجل دخل بابن معه فجلسا على ساط معاوية‬
‫فجعل ولده يأكل أكل ذريعا فجعل معاوية يلحظه وجعل أبوه يريد ان ينهاه عن ذلك فل يفطن فلما خرجا لمه أبوه وقطعه عن الدخول فقال له معاوية أين ابنك التلقامة قال اشتكى قال قد‬
‫علمت أن أكله سيورثه داء قال ونظر معاوية إل رجل وقف بي يديه ياطبه وعليه عباءة فجعل يزدريه فقال يا أمي الؤمني إنك ل تاطب العباءة إنا ياطبك من با وقال معاوية أفضل الناس‬
‫من إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صب وإذا غضب كظم وإذا قد غفر وإذا وعد أنز وإذا أساء استغفر وكتب رجل من أهل الدينة إل معاوية بن أب سفيان رضى ال عنه إذا الرجال ولدت‬
‫[ أولدها واضطربت من كب أعضادها وجعلت أسقامها تعتادها فهى زروع قددنا حصادها فقال معاوية نعى إل نفسى‬
‫وقال ابن أب الدنيا حدثن هارون بن سفيان عن عبد ال السهمى حدثن ثامة بن كلثوم أن آخر خطبة خطبها معاوية أن قال أيها الناس إن من زرع قد استحصد وإن قد وليتكم ولن يليكم‬
‫أحد بعدى خي من وإنا يليكم من هو شر من كما كان من وليكم قبلى خيا من ويا يزيد إذا دنا أجلى فول غسلى رجل لبيبا فان اللبيب من ال بكان فلينعم الغسل وليجهر بالتكبي ث‬
‫اعمد إل منديل ف الزانة فيه ثوب من ثياب رسول ال ص وقراضة من شعره واظفاره فاستودع القراضة أنفى وفمى واذن وعين واجعل ذلك الثوب ما يلى جلدى دون لفاف ويا يزيد‬
‫احفظ وصية ال ف الوالدين فاذا أدرجتمون ف جريدتى ووضعتمون ف حفرتى فخلوا معاوية وارحم الراحي وقال بعضهم لا احتضر معاوية جعل يقول ‪ ...‬لعمرى لقد عمرت ف الدهر برهة‬
‫‪ ...‬ودانت ل الدنيا بوقع البواتر ‪ ...‬واعطيت حر الال والكم والنهى ‪ ...‬ول سلمت كل اللوك البابر ‪ ...‬فأضحى الذى قد كان ما يسرن ‪ ...‬كحكم مضى ف الزمنات الغوابر ‪...‬‬
‫‪ ...‬فياليتن ل أعن ف اللك ساعة ‪ ...‬ول أسع ف لذات عيش نواضر ‪ ...‬وكنت كذى طمرين عاش ببلغة ‪ ...‬فلم يك حت زار ضيق القابر‬
‫وقال ممد بن سعد أنبأنا على بن ممد عن ممد بن الكم عمن حدثه أن معاوية لا احتضر أوصى بنصف ماله أن يرد إل بيت الال كأنه أراد لن يطيب له لن عمر بن الطاب قاسم عماله‬
‫وذكروا أنه ف آخر عمره اشتد به البد فكان إذا لبس أو تغطى بشىء ثقيل يغمه فاتذ له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪142‬‬


‫ثوبا من حواصل الطي ث ثقل عليه بعد ذلك فقال تبا لك من دار ملكتك أربعي سنة عشرين أميا وعشرين خليفة ث هذا حال فيك ومصيى منك تبا للدنيا ولحبيها وقال ممد بن سعد‬
‫أنبأنا أبو عبيدة عن أب يعقوب الثقفى عن عبد اللك بن عمي قال لا ثقل معاوية وتدث الناس بوته قال لهله احشوا عين إثدا واوسعول رأسى دهنا ففعلوا وغرقوا وجهه بالدهن ث مهد له‬
‫ملس وقال اسندون ث قال إيذنوا للناس فليسلموا على قياما ول يلس أحد فجعل الرجل يدخل فيسلم قائما فياه مكتحل متدهنا فيقول متقول الناس إن أمي الؤمني لا به وهو أصح الناس‬
‫‪ ...‬فلما خرجوا من عنده قال معاوية ف ذلك ‪ ...‬وتلدى للشامتي أريهم ‪ ...‬أن لريب الدهر ل أتضعضع ‪ ...‬وإذا النية أنشبت أظفارها ‪ ...‬ألفيت كل تيمة ل تنفع‬
‫قال وكان به النقابة يعن لوقة فمات من يومه ذلك رحه ال وقال موسى بن عقبة لا نزل بعاوية الوت قال يا ليتن كنت رجل من قريش بذى طوى ول أل من هذا المر شيئا وقال أبو‬
‫السائب الخزومى لا حضرت معاوية الوفاة تثل بقول الشاعر ‪ ...‬إن تناقش يكن نقاشك يا رب ‪ ...‬عذابا ل طوق ل بالعذاب ‪ ...‬أو تاوز تاوز العفو واصفح ‪ ...‬عن مسء ذنوبه كالتراب‬
‫‪...‬‬
‫وقال بعضهم لا احتضر معاوية جعل أهله يقلبونه فقال لم أى شيخ تقلبون إن ناه ال من عذاب النار غدا‬
‫وقال ممد بن سيين جعل معاوية لا احتضر يضع خدا على الرض ث يقلب وجهه ويضع الد الخر ويبكى ويقول اللهم إنك قلت ف كتابك إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون‬
‫ذلك لن يشاء اللهم فاجعلن فيمن تشاء أن تغفر له وقال العتب عن أبيه تثل معاوية عند موته بقول بعضهم وهو ف السياق ‪ ...‬هو الوت ل منجا من الوت والذى ‪ ...‬ناذر بعد الوت أدهى‬
‫‪ ...‬وافظع‬
‫ث قال اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتاوز بلمك عن جهل من ل يرج غيك فانك واسع الغفرة ليس لذى خطيئة من خطيئته مهرب إل إليك ورواه ابن دريد عن أب حات عن أب عبيدة‬
‫عن أب عمرو بن العلء فذكر مثله وزاد ث مات وقال غيه أغمى عليه ث أفاق فقال لهله اتقوا ال فان ال تعال يقى من اتقاه ول يقى من ل يتقى ث مات رحه ال وقد روى أبو منف عن‬
‫عبد ال بن نوفل قال لا مات معاوية صعد الضحاك بن قيس النب فخطب الناس واكفان معاوية على يديه فقال بعد حد ال والثناء عليه إن معاوية الذى كان سور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪143‬‬

‫العرب وعونم وجدهم قطع ال به الفتنة وملكه على العباد وفتح به البلد ال إنه قد مات وهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبه وملون بينه وبي عمله ث هول البزخ إل يوم‬
‫القيامة فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند الول ث نزل وبعث البيد إل يزيد بن معاوية يعلمه ويستحثه على الجى‬
‫ول خلف أنه توف بدمشق ف رجب سنة ستي فقال جاعة ليلة الميس للنصف من رجب سنة ستي وقيل ليلة الميس لثمان بقي من رجب سنة ستي قاله ابن إسحاق وغي واحد وقيل‬
‫لربع خلت من رجب قاله الليث وقال سعد بن إبراهيم لستهل رجب قال ممد بن إسحاق والشافعى صلى عليه ابنه يزيد وقد ورد من غي وجه أنه أوصى إليه أن يكفن ف ثوب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الذى كساه إياه وكان مدخرا عنده لذا اليوم وأن يعل ما عنده من شعره وقلمة أظفاره ف فمه وأنفه وعينيه وأذنيه وقال آخرون بل كان ابنه يزيد غائبا فصلى عليه‬
‫الضحاك بن قيس بعد صلة الظهر بسجد دمشق ث دفن فقيل بدار المارة وهى الضراء وقيل بقابر باب الصغي وعليه المهور فال أعلم وكان عمره إذ ذاك ثانيا وسبعي سنة وقيل جاوز‬
‫الثماني وهو الشهر وال أعلم ث ركب الضحاك بن قيس ف جيش وخرج ليتلقى يزيد بن معاوية وكان يزيد بوارين فلما وصلوا إل ثنية العقاب تلقتهم أثقال يزيد وغذا يزيد راكب على‬
‫بت وعليه الزن ظاهر فسلم عليه الناس بالمارة وعزوه ف أبيه وهو يفض صوته ف رده عليهم والناس صامتون ل يتكلم معه إل الضحاك بن قيس فانتهى إل باب توما فظن الناس أنه‬
‫يدخل منه إل الدينة فأجازه مع السور حت انتهى إل الباب الشرقى فقيل يدخل منه لنه باب خالد فجازه حت أتى الباب الصغي فعرف الناس أنه قاصد قب أبيه فلما وصل إل باب الصغي‬
‫ترجل عند القب ث دخل فصلى على أبيه بعد ما دفن ث انفتل فلما خرج من القبة أتى براكب اللفة فركب‬
‫ث دخل البلد وامر فنودى ف الناس إن الصلة جامعة ودخل الضراء فاغتسل ولبس ثيابا حسنة ث خرج فخطب الناس أول خطبة خطبها وهو أمي الؤمني فقال بعد حد ال والثناء عليه أيها‬
‫الناس إن معاوية كان عبدا من عبيد ال أنعم ال عليه ث قبضه إليه وهو خي من بعده ودون من قبله ول أزكيه على ال عز وجل فانه أعلم به إن عفى عنه فبحته وإن عاقبه فبذنبه وقد وليت‬
‫المر من بعده ولست آسى على طلب ول أعتذر من تفريط وإذا أراد ال شيئا كان وقال لم ف خطبته هذه وإن معاوية كان يغزيكم ف البحر وإن لست حامل أحدا من السلمي ف البحر‬
‫وإن معاوية كان يشتيكم بأرض الروم ولست مشتيا أحدا بأرض الروم وإن معاوية كان يرج لكم العطاء أثلثا وأنا أجعه لكم كله قال فافترق الناس عنه وهم ل يفضلون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪144‬‬

‫عليه أحدا وقال ممد بن عبد ال بن عبد الكم سعت الشافعى يقول بعث معاوية وهو مريض إل ابنه يزيد فلما جاءه البيد ركب وهو يقول ‪ ...‬جاء البيد بقرطاس يب به ‪ ...‬فأوجس‬
‫القلب من قرطاسه فزعا ‪ ...‬قلنا لك الويل ماذا ف صحيفتكم ‪ ...‬قال الليفة أمسى مثقل وجعا ‪ ...‬فمادت الرض أو كادت تيد بنا ‪ ...‬كأن أغب من أركانا انقلعا ‪ ...‬ث انبعثنا إل خوص‬
‫مضمرة نرمى الفجاج با ما نأتلى سرعا ‪ ...‬فما نبال إذا بلغن أرجلنا ‪ ...‬ما مات منهن بالرمات أو طلعا ‪ ...‬لا انتهينا وباب الدار منصفق ‪ ...‬بصوت رملة ريع القلب فانصدعا ‪ ...‬من ل‬
‫تزل نفسه توف على شرف ‪ ...‬توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا ‪ ...‬أودى ابن هند وأودى الجد يتبعه ‪ ...‬كأنا جيعا خليطا سالي معا ‪ ...‬أغر أبلج يستسقى الغمام به ‪ ...‬لو قارع الناس‬
‫‪ ...‬عن أحلمهم قرعا ‪ ...‬ل يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا ‪ ...‬أن يرقعوه ول يوهون ما رقعا‬
‫وقال الشافعى سرق يزيد هذين البيتي من العشى ث ذكر أنه دخل قبل موت أبيه دمشق وأنه أوصى إليه وهذا قد قاله ابن إسحاق وغي واحد ولكن المهور على أن يزيد ل يدخل دمشق‬
‫إل بعد موت أبيه وأنه صلى على قبه بالناس كما قدمناه وال أعلم وقال أبو الورد العنبى يرثى معاوية رضى ال عنه‬
‫‪ ...‬أل أنعى معاوية بن حرب ‪ ...‬نعاة الل للشهر الرام ‪ ...‬نعاه الناعيات بكل فج ‪ ...‬خواضع ف الزمة كالسهام ‪ ...‬فهاتيك النجوم وهن خرس ‪ ...‬ينحن على معاوية المام ‪...‬‬
‫وقال أين بن خري يرثيه أيضا ‪ ...‬رمى الدثان نسوة آل حرب ‪ ...‬بقدار سدن له سودا ‪ ...‬فرد شعورهن السود بيضا ‪ ...‬ورد وجوههن البيض سودا ‪ ...‬فانك لو شهدت بكاء هند ‪...‬‬
‫‪ ...‬ورملة إذ يصفقن الدودا ‪ ...‬بكيت بكاء معولة قريح ‪ ...‬أصاب الدهر واحدها الفريدا‬
‫ذكر من تزوج من النساء ومن ولد له‬
‫كان له عبد الرحن وبه كان يكن وعبد ال وكان ضعيف العقل وأمهما فاختة بنت قرظة ابن عمرو بن نوفل بن عبد مناف وقد تزوج بأختها منفردة عنها بعدها وهى كنوة بنت قرظة وهى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪145‬‬

‫الت كانت معه حي افتتح قبص وتزوج نائلة بنت عمارة الكلبية فأعجبته وقال ليسون بنت بدل ادخلى فانظرى إل ابنة عمك فدخلت فسألا عنها فقالت إنا لكاملة المال ولكن رأيت‬
‫تت سرتا خال وإن لرى هذه يقتل زوجها ويوضع رأسه ف حجرها فطلقها معاوية فتزوجها بعده حبيب بن سلمة الفهرى ث خلف عليها بعده النعمان بن بشي فقتل ووضع رأسه ف‬
‫حجرها ومن أشهر أولده يزيد وأمه ميسون بنت بعدل بن أنيف بن دلة بن قنافة الكلب وهى الت دخلت على نائلة فأخبت معاوية عنها با أخبته وكانت حازمة عظيمة الشأن جال‬
‫ورياسة وعقل ودينا دخل عليها معاوية يوما ومعه خادم خصى فاستترت منه وقالت ما هذا الرجل معك فقال إنه خصى فأظهرى عليه فقالت ما كانت الثلة لتحل له ما حرم ال عليه ؟ ؟‬
‫عنها وف رواية أنا قالت له إن مرد مثلتك له لن تل ما حرمه ال عليه فلهذا أول ال ابنها يزيد اللفة بعد أبيه وذكر ابن جرير أن ميسون هذه ولدت لعاوية بنتا أخرى يقال لا أمة رب‬
‫الشارق ماتت صغية ورملة تزوحها عبيد بن عثمان بن عفان كانت دارها بدمشق عند عقبة السمك تاه زقاق الرمان قاله ابن عساكر قال ولا طاحون معروفة إل الن وهند بنت معاوية‬
‫تزوجها عبد ال بن عامر فلما أدخلت عليه بالضراء جوار الامع أرادها على نفسها فتمنعت عليه وأبت أشد الباء فضربا فصرخت فلما سع الوارى صوتا صرخن وعلت أصواتن فسمع‬
‫معاوية فنهض إليهن فاستعلمهن ما الب فقلن سعنا صوت سيدتنا فصحنا فدخل فاذا با تبكى من ضربه فقال لبن عامر ويك مثل هذه تضرب ف مثل هذه الليلة ث قال له أخرج من ههنا‬
‫‪ ...‬فخرج ابن عامر وخل با معاوية فقال لا يل بنية إنه زوجك الذى أحله ال لك أو ما سعت قول الشاعر ‪ ...‬من الفرات البيض أما حرامها ‪ ...‬فصعب وأما حلها فذلول‬
‫ث خرج معاوية من عندها وقال لزوجها ادخل فقد مهدت لك خلقها ووطأته فدخل ابن عامر فوجدها قد طابت أخلقها فقضى حاجته منها رحهم ال تعال‬
‫كان على قضاء معاوية أبو الدرداء بولية عمر بن الطاب فلما حضره الوت أشار على معاوية بتولية فضالة بن عبيد ث مات فضالة فول أبا إدريس الولن وكان على حرسه رجل من الوال‬
‫يقال له الختار وقيل مالك ويكن أبا الخارق مول لمي وكان معاوية أول من اتذ الرس وعلى حجابته سعد موله وعلى الشرطة قيس بن حزة ث زميل بن عمرو العذرى ث الضحاك بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪146‬‬

‫قيس الفهرى وكان صاحب أمره سرجون بن منصور الرومى وكان معاوية اول من اتذ ديوان الات وختم الكتب‬
‫ومن ذكر انه توف ف هذه السنة أعن سنة ستي ( صفوان بن العطل ) بن رخصة بن الؤمل ابن خزاعى أبو عمرو وأول مشاهده الريسيع وكان ف الساقة يومئذ وهو الذى رماه أهل الفك‬
‫بأم الؤمني فبأه ال وإياها ما قالوا وكان من سادات السلمي وكان ينام نوما شديدا حت كان ربا طلعت عليه الشمس وهو نائم ل يستيقظ فقال له رسول ال ص إذا استيقظت فصل وقد‬
‫قتل صفوان شهيدا‬
‫أبو مسلم الولن‬
‫عبد بن ثوب الولن من خولن ببلد اليمن دعاه السود العنسى إل أن يشهد أنه رسول ال فقال له أتشهد أن رسول ال فقال ل أسع أشهد أن ممدا رسول ال فأجج له نارا والقاه فيها‬
‫فلم تضره وأناه ال منها فكان يشبه بإبراهيم الليل ث هاجر فوجد رسول ال ص قد مات فقدم على الصديق فأجلسه بينه وبي عمر وقال له عمر المد ل الذى ل يتن حت أرى ف أمة‬
‫ممد من فعل به كما فعل بإبراهيم الليل وقبله بي عينيه وكانت له أحوال ومكاشف وال سبحانه أعلم ويقال إنه توف فيها النعمان بن بشي والظهر أنه مات بعد ذلك كما سيأتى إن شاء‬
‫ال تعال‬
‫يزيد بن معاوية وما جرى ف أيامه‬
‫بويع له باللفة بعد أبيه ف رجب سنة ستي وكان مولده سنة ست وعشرين فكان يوم بويع ابن أربع وثلثي سنة فأقر نواب أبيه على القاليم ل يعزل أحدا منهم وهذا من ذكائه‬
‫قال هشام بن ممد الكلب عن أب منف لوط بن يي الكوف الخبارى ول يزيد ف هلل رجب سنة ستي وامي الدينة الوليد بن عتبة بن أب سفيان وامي الكوفة النعمان بن بشي وامي‬
‫البصرة عبد ال بن زياد وامي مكة عمرو بن سعيد بن العاص ول يكن ليزيد هة حي ول إل بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة ليزيد فكتب إل نائب الدينة الوليد بن عتبة بسم ال‬
‫الرحن الرحيم من يزيد أمي الؤمني إل الوليد بن عتبة أما بعد فان معاوية كان عبدا من عباد ال أكرمه ال واستخلفه وخوله ومكن له فعاش بقدر ومات بأجل فرحه ال فقد عاش ممودا‬
‫ومات برا تقيا والسلم‬
‫وكتب إليه ف صحيفة كأنا أذن الفأرة أما بعد فخذ حسينا وعبد ال بن عمر وعبد ال بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪147‬‬

‫الزبي بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حت يبايعوا والسلم فلما أتاه نعى معاوية فظع به وكب عليه فبعث إل مروان فقرأ عليه الكتاب واستشاره ف أمر هؤلء النفر فقال أرى أن‬
‫تدعوهم قبل أن يعلموا بوت معاوية إل البيعة فان أبو ضربت أعناقهم فأرسل من فوره عبد ال ابن عمرو بن عثمان بن عفان إل السي وابن الزبي وها ف السجد فقال لما أجيبا المي‬
‫فقال انصرف الن نأتيه فلما انصرف عنهما قال السي لبن الزبي إن أرى طاغيتهم قد هلك قال ابن الزبي وأنا ما أظن غيه قال ث نض حسي فأخذ معه مواليه وجاء باب المي فاستأذن‬
‫فأذن له فدخل وحده وأجلس مواليه على الباب وقال إن سعتم أمرا يريبكم فادخلوا فسلم وجلس ومروان عنده فناوله الوليد بن عتبة الكتاب ونعى إليه معاوية فاسترجع وقال رحم ال‬
‫معاوية وعظم لك الجر فدعاه المي إل البيعة فقال له السي إن مثلى ل يبايع سرا وما أراك تتزى من بذا ولكن إذا اجتمع الناس دعوتنا معهم فكان أمرا واحدا فقال له الوليد وكان‬
‫يب العافية فانصرف على اسم ال حت تأتينا ف جاعة الناس فقال مروان للوليد وال لئن فارقك ول يبايع الساعة ليكثرن القتل بينكم وبينه فاحبسه ول ترجه حت يبايع وإل ضربت عنقه‬
‫فنهض السي وقال يا ابن الزرقاء أنت تقتلن كذبت وال وأتت ث انصرف إل داره فقال مروان للوليد وال ل تراه بعدها أبدا فقال الوليد وال يا مروان ما أحب أن ل الدنيا وما فيها وأن‬
‫قتلت السي سبحان ال أقتل حسينا أن قال ل أبايع وال إن لظن أن من يقتل السي يكون خفيف اليزان يوم القيامة وبعث الوليد إل عبد ال بن الزبي فامتنع عليه وما طله يوما وليلة ث‬
‫إن ابن الزبي ركب ف مواليه واستصحب معه أخاه جعفرا وسار إل مكة على طريق الفرع وبعث الوليد خلف ابن الزبي الرجال والفرسان فلم يقدروا على رده وقد قال جعفر لخيه عبد ال‬
‫وها سائران متمثل بقول صبة النظلي ‪ ...‬وكل بن أم سيمسون ليلة ‪ ...‬ول يبق من أعقابم غي واحد ‪ ...‬فقال سبحان ال ما أردت إل هذا فقال وال ما أردت به شيئا يسوءك فقال إن‬
‫كان إنا جرى على لسانك فهو أكره إل قالوا وتطي به وأما السي بن على فان الوليد تشاغل عنه بابن الزبي وجعل كلما بعث إليه يقول حت تنظر وننظر ث جع أهله وبنيه وركب ليلة‬
‫الحد لليلتي بقيتا من رجب من هذه السنة بعد خروج ابن الزبي بليلة ول يتخلف عنه أحد من أهله سوى ممد بن النفية فانه قال له وال يا أخى لنت أعز أهل الرض على وإن ناصح‬
‫لك ل تدخلن مصرا من هذه المصار ولكن اسكن البوادى والرمال وابعث إل الناس فاذا بايعوك واجتمعوا عليك فادخل الصر وإن أبيت إل سكن الصر فاذهب إل مكة فان رأيت ما تب‬
‫وإل ترفعت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪148‬‬

‫إل الرمال والبال فقال له جزاك ال خيا فقد نصحت وأشفقت وسار السي إل مكة فاجتمع هو وابن الزبي با وبعث الوليد إل عبد ال بن عمر فقال بايع ليزيد فقال إذا بايع الناس‬
‫باينت فقال رجل إنا تريد أن تتلف الناس ويقتتلون حت يتفانوا فاذا ل يبق غيك بايعوك فقال ابن عمر ل أحب شيئا ما قلت ولكن إذا بايع الناس فلم يبق غيى بايعت وكانوا يتخوفونه‬
‫وقال الواقدى ل يكن ابن عمر بالدينة حي قدم نعى معاوية وإنا كان هو وابن عباس بكة فلقيهما وها مقبلن منها السي وابن الزبي فقال ما وراءكما قال موت معاوية والبيعة ليزيد بن‬
‫معاوية فقال لما ابن عمر اتقيا ال ول تفرقا بي جاعة السليمن وقدم ابن عمر وابن عباس إل الدينة فلما جاءت البيعة من المصار بايع ابن عمر مع الناس وأما السي وابن الزبي فانما‬
‫قدما مكة فوجدا با عمرو بن سعيد بن العاص فخافاه وقال إنا جئنا عواذا بذا البيت‬
‫وف هذه السنة ف رمضان منها عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة عن إمرة الدينة ؟ ؟ واضافها إل عمرو بن سعيد بن العاص نائب مكة فقدم الدينة ف رمضان وقيل ف ذى القعدة وكان‬
‫متآلا متكبا وسلط عمرو بن الزبي وكان عدوا لخيه عبد ال على حربه وجرده له وجعل عمرو بن سعيد يبعث البعوث إل مكة لرب ابن الزبي وقد ثبت ف الصحيحي أن أبا شريح‬
‫الزاعى قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إل مكة إيذن ل أيها المي أن أحدثك حديثا قام به رسول ال ص الغد من يوم الفتح سعته أذناى ووعاه قلب حي تكلم به إنه حد ال وأثن‬
‫عليه وقال إن مكة حرمها ال ول يرمها الناس وإنه ل يل القتال فيها لحد كان قبلى ول تل لحد بعدى ول تل ل إل ساعة من نار ث قد صارت حرمتها اليوم كحرمتها بالمس فليبلغ‬
‫الشاهد الغائب وف رواية فان أحد ترخص بقتال رسول ال ص فيها فقولوا إن ال أذن لرسوله ول يأذن لكم فقيل لب شريح ما قال لك فقال قال ل نن أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن‬
‫الرم ل يعيذ عاصيا ول فارا بدم ول فارا بربة‬
‫قال الواقدى ول عمرو بن سعيد شرطة الدينة عمرو بن الزبي فتتبع أصحاب أخيه ومن يهوى هواه فضربم ضربا شديدا حت ضرب من جلة من ضرب أخاه النذر بن الزبي وإنه ل بد أن‬
‫يأخذ أخاه عبد ال ف جامعة من فضة حت يقدم به على الليفة فضرب النذر بن الزبي وابنه ممد بن النذر وعبد الرحن بن السود بن عبد يغوث وعثمان بن عبد ال بن حكيم بن حزام‬
‫وخبيب بن عبد ال بن الزبي وممد بن عمار بن ياسر وغيهم ضربم من الربعي إل المسي إل الستي جلدة وفر منه عبد الرحن بن عثمان التيمى وعبد الرحن بن عمرو بن سهل ف‬
‫أناس من مكة ث جاء العزم من يزيد إل عمرو بن سعيد ف تطلب ابن الزبي وأنه ل يقبل منه وإن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪149‬‬

‫بايع حت يؤتى به إل ف جامعة ( ‪ ) 1‬من ذهب أو من فضة تت برنسه فل ترى إل أنه يسمع صوتا وكان ابن الزبي قد منع الارث بن خالد الخزومى من أن يصلى بأهل مكة وكان نائب‬
‫عمرو بن سعيد عليها فحينئذ صمم عمرو على تهيز سرية إل مكة بسبب ابن الزبي فاستشار عمرو بن سعيد عمرو ابن الزبي من يصلح أن نبعثه إل مكة لجل قتاله فقال له عمرو بن الزبي‬
‫إنك ل تبعث إليه من هو أنكى له من فعينه على تلك السرية وجعل على مقدمته انيس بن عمرو السلمى ف سبعمائة مقاتل وقال الواقدى إنا عينهما يزيد بن معاوية نفسه وبعث بذلك إل‬
‫عمرو بن سعيد فعسكر أنيس بالرف وأشار مروان بن الكم على عمرو بن سعيد أن ل يغزو مكة وأن يترك ابن الزبي با فانه عمل قليل إن ل يقتل يت فقال أخوه عمرو بن الزبي وال‬
‫لنغزونه ولو ف جوف الكعبة على رغم انف من رغم فقال مروان وال إن ذلك ليسرن فسار أنيس واتبعه عمرو بن الزبي ف بقية اليش وكانوا ألفي حت نزل بالبطح وقيل بداره عند الصفا‬
‫ونزل أنيس بذى طوى فكان عمرو بن الزبي يصلى بالناس ويصلى وراءه أخوه عبد ال بن الزبي وارسل عمرو إل أخيه يقول له بر يي الليفة واته وف عنقك جامعة من ذهب أو فضة ول‬
‫تدع الناس يضرب بعضهم بعضا واتق ال فانك ف بلد حرام فأرسل عبد ال يقول لخيه موعدك السجد وبعث عبد ال ابن الزبي عبد ال بن صفوان بن أمية ف سرية فاقتتلوا مع عمرو بن‬
‫أنيس السلمى فهزموا أنيسا هزية قبيحة وتفرق عن عمرو بن الزبي أصحابه وهرب عمرو إل دار ابن علقمة فأجاره أخوه عبيدة بن الزبي فلمه أخوه عبد ال بن الزبي وقال تي من ف‬
‫عنقه حقوق الناس ث ضربه بكل من ضربه بالدينة إل النذر بن الزبي وابنه فانما أبيا ان يستقيدا من عمرو وسجنه ومعه عارم فسمى سجن عارم وقد قيل إن عمرو بن الزبي مات تت‬
‫السياط وال أعلم‬
‫قصة السي بن على وسبب خروجه من مكة ف طلب المارة وكيفية مقتله‬
‫ولنبدأ قبل ذلك بشىء من ترجته ث نتبع الميع بذكر مناقبه وفضائله‬
‫هو السي بن على بن أب طالب بن عبد الطلب بن هاشم أبو عبد ال القرشى الاشى السبط الشهيد بكربلء ابن بنت رسول ال ص فاطمة الزهراء وريانته من الدنيا ولد بعد أخيه السن‬
‫وكان مولد السن ف سنة ثلث من الجرة وقال بعضهم إنا كان بينهما طهر واحد ومدة المل وولد لمس ليال خلون من شعبان سنة أربع وقال قتادة ولد السي لست سني وخسة‬
‫أشهر ونصف من التاريخ وقتل يوم المعة يوم عاشوراء ف الحرم سنة إحدى وستي وله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪150‬‬

‫أربع وخسون سنة وستة أشهر ونصف رضى ال عنه وروى عن النب ص أنه حنكة وتفل ف فيه ودعا له وساه حسينا وقد كان ساه أبوه قبل ذلك حربا وقيل جعفرا وقيل إنا ساه يوم سابعه‬
‫وعق عنه وقال جاعة عن إسرائيل عن أب إسحاق عن هانء بن هانء عن على رضى ال عنه قال السن أشبه برسول ال ص ما بي الصدر إل الرأس والسي أشبه به ما بي أسفل من ذلك‬
‫وقال الزبي بن بكار حدثن ممد بن الضحاك الزامى قال كان وجه السن يشبه وجه رسول ال ص وكان جسد السي يشبه جسد رسول ال ص وروى ممد بن سيين وأخته حفصة عن‬
‫أنس قال كنت عند ابن زياد فجىء برأس السي فجعل يقول بقضيب ف أنفه ويقول ما رأيت مثل هذا حسنا فقلت له إنه كان من أشبههم برسول ال ص وقال سفيان قلت لعبيد ال بن أب‬
‫زياد رأيت السي قال نعم أسود الرأس واللحية إل شعرات ههنا ف مقدم ليته فل ادرى أخضب وترك ذلك الكان تشبها برسول ال ص أول يكن شاب منه غي ذلك وقال ابن جريج‬
‫سعت عمر بن عطاء قال رأيت السي بن على يصبغ بالوشة أما هو فكان ابن ستي سنة وكان رأسه وليته شديدى السواد فأما الديث الذى روى من طريقي ضعيفي أن فاطمة سألت‬
‫رسول ال ص ف مرض الوت أن ينحل ولديها شيئا فقال أما السن فله هيبت وسؤددى وأما السي فله جرأتى وجودى فليس بصحيح ول يرجه أحد من أصحاب الكتب العتبة وقد أدرك‬
‫السي من حياة النب ص خس سني او نوها وروى عنه أحاديث وقال مسلم بن الجاج له رؤية من النب ص وقد روى صال بن أحد بن حنبل عن أبيه أنه قال ف السن بن على إنه تابعى‬
‫ثقة وهذا غريب فلن يقول ف السي إنه تابعى بطريق الول‬
‫وسنذكر ما كان رسول ال ص يكرمهما به وما كان يظهر من مبتهما والنو عليهما والقصود أن السي عاصر رسول ال ص وصحبه إل أن توف وهو عنه راض ولكنه كان صغيا ث كان‬
‫الصديق يكرمه ويعظمه وكذلك عمر وعثمان وصحب أباه وروى عنه وكان معه ف مغازيه كلها ف المل وصفي وكان معظما موقرا ول يزل ف طاعة أبيه حت قتل فلما آلت اللفة إل‬
‫أخيه وأراد أن يصال شق ذلك عليه ول يسدد رأى أخيه ف ذلك بل حثه على قتال أهل الشام فقال له أخوه وال لقد همت أن أسجنك ف بيت وأطبق عليك بابه حت أفرغ من هذا الشأن‬
‫ث أخرجك فلما رأى السي ذلك سكت وسلم فلما استقرت اللفة لعاوية كان السي يتردد إليه مع أخيه السن فيكرمهما معاوية إكراما زائدا ويقول لما مرحبا وأهل ويعطيهما عطاء‬
‫جزيل وقد أطلق لما ف يوم واحد مائت ألف وقال خذاها وأنا ابن هند وال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪151‬‬

‫ل يعطيكماها أحد قبلى ول بعدى فقال السي وال لن تعطى أنت ول أحد قبلك ول بعدك رجل أفضل منا ولا توف السن كان السي يفد إل معاوية ف كل عام فيعطيه ويكرمه وقد كان‬
‫ف اليش الذين غزوا القسطنطينية مع ابن معاوية يزيد ف سنة إحدى وخسي ولا أخذت البيعة ليزيد ف حياة معاوية كان السي من امتنع من مبايعته هو وابن الزبي وعبد الرحن بن أب بكر‬
‫وابن عمر وابن عباس ث مات ابن أب بكر وهو مصمم على ذلك فلما مات معاوية سنة ستي وبويع ليزيد بايع ابن عمر وابن عباس وصمم على الخالفة السي وابن الزبي وخرجا من الدينة‬
‫فارين إل مكة فأقاما با فعكف الناس على السي يفدون إليه ويقدمون عليه ويلسون حواليه ويستمعون كلمه حي سعوا بوت معاوية وخلفة يزيد واما ابن الزبي فانه لزم مصله عند‬
‫الكعبة وجعل يتردد ف غبون ذلك إل السي ف جلة الناس ول يكنه أن يتحرك بشىء ما ف نفسه مع وجود السي لا يعلم من تعظيم الناس له وتقديهم إياه عليه غي أنه قد تعينت السرايا‬
‫والبعوث إل مكة بسببه ولكن أظفره ال بم كما تقدم آنفا فانقشعت السرايا عن مكة مفلولي وانتصر عبد ال بن الزبي على من أراد هلكه من اليزيديي وضرب أخاه عمرا وسجنه واقتص‬
‫منه وأهانه وعظم شأن ابن الزبي عند ذلك ببلد الجاز واشتهر أمره وبعد صيته ومع هذا كله ليس هو معظما عند الناس مثل السي بل الناس إنا ميلهم إل السي لنه السيد الكبي وابن‬
‫بنت رسول ال ص فليس على وجه الرض يومئذ احد يساميه ول يساويه ولكن الدولة اليزيدية كانت كلها تناوئه‬
‫وقد كثر ورود الكتب عليه من بلد العراق يدعونه إليهم وذلك حي بلغهم موت معاوية وولية يزيد ومصي السي إل مكة فرارا من بيعة يزيد فكان أول من قدم عليه عبد ال بن سبع‬
‫المذان وعبد ال بن وال معمها كتاب فيه السلم والتهنئة بوت معاوية فقدما على السي لعشر مضي من رمضان من هذه السنة ث بعثوا بعدها نفرا منهم قيس بن مسهر الضدائى وعبد‬
‫الرحن بن عبد ال بن الكوا الرحب وعمارة بن عبد ال السلول ومعهم نو من مائة وخسي كتابا إل السي ث بعثوا هانء بن هانء السبيعى وسعيد بن عبد ال النفى ومعهما كتاب فيه‬
‫الستعجال ف السي إليهم وكتب إليه شيث بن ربعى وحجار بن أبر ويزيد بن الارث ابن روي وعمرو بن حجاج الزبيدى وممد بن عمر بن يي التميمى اما بعد فقد أخضرت النان‬
‫وأينعت الثمار ولطمت المام فاذا شئت فأقدم على جند لك مندة والسلم عليك فاجتمعت الرسل كلها بكتبها عند السي وجعلوا يستحثونه ويستقدمونه عليهم ليبايعوه عوضا عن يزيد‬
‫بن معاوية ويذكرون ف كتبهم أنم فرحوا بوت معاوية وينالون منه ويتكلمون ف دولته وانم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪152‬‬

‫لا يبايعوا أحدا إل الن وأنم ينتظرون قدومك إليهم ليقدموك عليهم فعند ذلك بعث ابن عمه مسلم بن عقيل بن أب طالب إل العراق ليكشف له حقيقة هذا المر والتفاق فان كان متحتما‬
‫وامرا حازما مكما بعث إليه ليكب ف أهله وذويه ويأتى الكوفة ليظفر بن يعاديه وكتب معه كتابا إل أهل العراق بذلك فلما سار مسلم من مكة اجتاز بالدينة فأخذ منها دليلي فسارا به‬
‫على برارى مهجورة السالك فكان أحد الدليلي منهما أول هالك وذلك من شدة العطش وقد أضلوا الطريق فهلك الدليل الواحد بكان يقال له الضيق من بطن خبت فتطي به مسلم بن‬
‫عقيل فتلبث مسلم على ما هنالك ومات الدليل الخر فكتب إل السي يستشيه ف أمره فكتب إليه يعزم عليه ان يدخل العراق وأن يتمع بأهل الكوفة ليستعلم أمرهم ويستخب خبهم‬
‫فلما دخل الكوفة نزل على رجل يقال له مسلم بن عوسجة السدى وقيل نزل ف دار الختار ابن أب عبيد الثقفى فال أعلم فتسامع أهل الكوفة بقدومه فجاؤا إليه فبايعوه على إمرة السي‬
‫وحلفوا له لينصرنه بأنفسهم وأموالم فاجتمع على بيعته من أهلها اثنا عشر ألفا ث تكاثروا حت بلغوا ثانية عشر ألفا فكتب مسلم إل السي ليقدم عليها فقد تهدت له البيعة والمور فتجهز‬
‫السي من مكة قاصدا الكوفة كما سنذكره وانتشر خبهم حت بلغ أمي الكوفة النعمان بن بشي خبه رجل بذلك فجعل يضرب عن ذلك صفحا ول يعبأ به ولكنه خطب الناس وناهم عن‬
‫الختلف والفتنة وأمرهم بالئتلف والسنة وقال إن ل أقاتل من ل يقاتلن ول أثب على من ل يثب على ول آخذكم بالظنة ولكن وال الذى ل إله إل هو لئن فارقتم إمامكم ونكثتم بيعته‬
‫لقاتلنكم ما دام ف يدى من سيفى قائمته فقام إليه رجل يقال له عبد ال بن مسلم بن شعبة الضرمى فقال له إن هذا المر ل يصلح إل بالغشمة وإن الذى سلكته أيها المي مسلك‬
‫الستضعفي فقال له النعمان لن أكون من الستضعفي ف طاعة ال أحب إل من أن أكون من القوياء العزين ف معصية ال ث نزل فكتب ذلك الرجل إل يزيد يعلمه بذلك وكتب إل يزيد‬
‫عمارة ابن عقبة وعمرو بن سعد بن أب وقاص فبعث يزيد فعزل النعمان عن الكوفة وضمها إل عبيد ال ابن زياد مع البصرة وذلك باشارة سرجون مول يزيد بن معاوية وكان يزيد يستشيه‬
‫فقال سرجون أكنت قابل من معاوية ما أشار به لو كان حيا قال نعم قال فاقبل من فانه ليس الكوفة إل عبيد ال بن زياد فوله إياها وكان يزيد يبغض عبيد ال بن زياد وكان يريد أن يعزله‬
‫عن البصرة فوله البصرة والكوفة معا لا يريده ال به وبغيه‬
‫ث كتب يزيد إل ابن زياد إذا قدمت الكوفة فاطلب مسلم بن عقيل فان قدرت عليه فاقتله أو أنفه وبعث الكتاب مع العهد مع مسلم بن عمرو الباهلى فسار ابن زياد من البصرة إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪153‬‬

‫الكوفة فلما دخلها متلثما بعمامة سوداء فجعل ل ير بل من الناس إل قال سلم عليكم فيقولون وعليكم السلم مرحبا بابن رسول ال يظنون أنه السي وقد كانوا ينتظرون قدومه وتكاثر‬
‫الناس عليه ودخلها ف سبعة عشر راكبا فقال لم مسلم بن عمرو من جهه يزيد تأخروا هذا المي عبيد ال بن زياد فلما علموا ذلك علتهم كآبة وحزن شديد فتحقق عبيد ال الب ونزل‬
‫قصر المارة ؟ ؟ من الكوفة فلما استقر امره أرسل مول أب رهم وقيل كان مول له يقال له معقل ومعه ثلثة آلف درهم ف صورة قاصد من بلد حص وأنه إنا جاء لذه البيعة فذهب ذلك‬
‫الول فلم يزل يتلطف ويستدل على الدار الت يبايعون با مسلم بن عقيل حت دخلها وهى دار هانء بن عروة الت تول إليها من الدار الول فبايع وأدخلوه على مسلم بن عقيل فلزمهم‬
‫أياما حت اطلع على جلية أمرهم فدفع الال إل أب ثامة العامرى بأمر مسلم بن عقيل وكان هو الذى يقبض ما يؤتى به من الموال ويشترى السلح وكان من فرسان العرب فرجع ذلك‬
‫الول وأعلم عبيد ال بالدار وصاحبها وقد تول مسلم بن عقيل إل دار هانء بن حيد بن عروة الرادى ث إل دار شريك بن العور وكان من المراء الكابر وبلغه أن عبيد ال يريد عيادته‬
‫فبعث إل هانء يقول له بعث مسلم بن عقيل حت يكون ف دارى ليقتل عبيد ال إذا جاء يعودن فبعثه إليه فقال له شريك كن أنت ف الباء فاذا جلس عبيد ال فأن أطلب الاء وهى إشارتى‬
‫إليك فاخرج فاقتله فلما جاء عبيد ال جلس على فراش شريك وعنده هانء بن عروة وقام من بي يديه غلم يقال له مهران فتحدث عنده ساعة ث قال شريك اسقون فتجب مسلم عن قتله‬
‫وخرجت جارية بكوز من ماء فوجدت مسلما ف الباء فاستحيت ورجعت بالاء ثلثا ث قال اسقون ولو كان فيه ذهاب نفسى أتمونن من الاء ففهم مهران الغدر فغمز مله فنهض سريعا‬
‫وخرج فقال شريك أيها المي إن أريد أن أوصى إليك فقال سأعود فخرج به موله فأركبه وطرد به أى ساق به وجعل يقول له موله إن القوم أرادوا قتلك فقال ويك إن بم لرفيق فما‬
‫بالم وقال شريك لسلم ما منعك أن ترج فتقتله قال حديث بلغن عن رسول ال ص أنه قال اليان ضد الفتك ل يفتك مؤمن وكرهت أن أقتله ف بيتك فقال أم لو قتلته للست ف القصر‬
‫ل يستعد منه أحد وليكفينك أمر البصرة ولو قتلته لقتلت ظالا فاجرا ومات شريك بعد ثلث‬
‫ولا انتهى ابن زياد إل باب القصر وهو متلثم ظنه النعمان بن بشي السي قد قدم فأغلق باب القصر وقال ما أنا بسلم إليك أمانت فقال له عبيد ال افتح لفتحته ففتح وهو يظنه السي‬
‫فلما تقق أنه عبيد ال أسقط ف يده فدخل عبيد ال إل قصر المارة وامر مناديا فنادى إن الصلة جامعة فاجتمع الناس فخرج إليهم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪154‬‬

‫امي الؤمني قد ولن امركم وثغركم وفيأكم وامرن بأنصاف مظلومكم وإعطاء مرومكم والحسان إل سامعكم ومطيعكم والشدة على مريبكم وعاصيكم وإنا أنا متثل فيكم أمره ومنفذ‬
‫عهده ث نزل وامر العرفاء أن يكتبوا من عندهم من الزورية وأهل الريب واللف والشقاق وأيا عريف ل يطلعنا على ذلك صلب أو نفى واسقطت عرافته من الديوان وكان هانء أحد‬
‫المراء الكبار ول يسلم على عبيد ال منذ قدم وتارض فذكره عبيد ال وقال ما بال هانء ل يأتن مع المراء فقالوا أيها المي إنه يشتكى فقال إنه بلغن أنه يلس على باب داره وزعم‬
‫بعضهم أنه عاده قبل شريك بن العور ومسلم بن عقيل عنده وقد هوا بقتله فلم يكنهم هانء لكونه ف داره فجاء المراء إل هانء بن عروة فلم يزالوا به حت أدخلوه على عبيد ال بن‬
‫‪ ...‬زياد فالتفت عبيد ال إل القاضى فقال متمثل بقول الشاعر ‪ ...‬أريد حياته ويريد قتلى ‪ ...‬عذيرك من خليلك من مراد‬
‫فلما سلم هانء على عبيد ال قال يا هانء أين مسلم بن عقيل قال ل أدرى فقام ذلك الول التميمى الذى دخل دار هانء ف صورة قاصد من حص فبايع ف داره ودفع الدراهم بضرة‬
‫هانء إل مسلم فقال أتعرف هذا قال نعم فلما رآه هانء قطع وأسقط ف يده فقال أصلح ال المي وال ما دعوته إل منل ولكنه جاء فطرح نفسه على فقال عبيد ال فأتن به فقال وال لو‬
‫كان تت قدمى ما رفعتها عنه فقال أدنوه من فأدنوه فضربه بربة على وجهه فشجه على حاجبه وكسر أنفه وتناول هانء سيف شرطى ليسله فدفع عن ذلك وقال عبيد ال قد أحل ال ل‬
‫دمك لنك حرورى ث أمر به فحبسه ف جانب الدار وجاء قومه من بن مذحج مع عمرو بن الجاج فوقفوا على باب القصر يظنون أنه قد قتل فسمع عبيد ال لم جلبة فقال لشريح القاضى‬
‫وهو عنده اخرج إليهم فقل لم إن المي ل يبسه إل ليسأله عن مسلم بن عقيل فقال لم إن صاحبكم حى وقد ضربه سلطاننا ضربا ل يبلغ نفسه فانصرفوا ول تلوا بأنفسكم ول بصاحبكم‬
‫فتفرقوا إل منازلم وسع مسلم بن عقيل الب فركب ونادى بشعاره يا منصور امت وفاجتمع ؟ ؟ إليه أربعة آلف من أهل الكوفة وكان معه الختار بن أب عبيد ومعه راية خضراء عبد ال‬
‫بن نوفل بن الارث براية حراء فرتبهم ميمنة وميسرة وسار هو ف القلب إل عبيد ال وهو يطب الناس ف أمر هانء ويذرهم من الختلف وأشراف الناس وأمراؤهم تت منبه فبينما هو‬
‫كذلك إذ جاءت النظارة يقولون جاء مسلم بن عقيل فبادر عبيد ال فدخل القصر ومن معه وأغلقوا عليهم الباب فلما انتهى مسلم إل باب القصر وقف بيشه هناك فأشرف أمراء القبائل‬
‫الذين عند عبيد ال ف القصر فأشاروا إل قومهم الذين مع مسلم بالنصراف وتددوهم وتوعدوهم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪155‬‬

‫وأخرج عبيد ال بعض المراء وامرهم أن يركبوا ف الكوفة يذلون الناس عن مسلم بن عقيل ففعلوا ذلك فجعلت الرأة تىء إل ابنها وأخيها وتقول له ارجع إل البيت الناس يكفونك‬
‫ويقول الرجل لبنه وأخيه كأنك غدا بنود الشام قد أقبلت فماذا تصنع معهم فتخاذل الناس وقصروا وتصرموا وانصرفوا عن مسلم بن عقيل حت ل يبق إل ف خسمائة نفس ث تقالوا حت‬
‫بقى ف ثلثائة ث تقالوا حت بقى معه ثلثون رجل فصلى بم الغرب وقصد أبواب كندة فخرج منها ف عشرة ث انصرفوا عنه فبقى وحده ليس معه من يدله على الطريق ول من يؤانسه‬
‫بنفسه ول من يأويه إل منله فذهب على وجهه واختلط الظلم وهو وحده يتردد ف الطريق ل يدرى أين يذهب فأتى بابا فنل عنده وطرقه فخرجت منه امرأة يقال لا طوعة كانت أم ولد‬
‫للشعث بن قيس وقد كان لا ابن من غيه يقال له بلل بن أسيد خرج من الناس وأمه قائمة بالباب تنتظره فقال لا مسلم بن عقيل اسقن ماء فسقته ث دخلت وخرجت فوجدته فقالت أل‬
‫تشرب قال بلى قالت فاذهب إل أهلك عافاك ال فانه ل يصلح لك اللوس على باب ول أجله لك فقام فقال يا أمة ال ليس ل ف هذا البلد منل ول عشية فهل إل أجر ومعروف وفعل‬
‫نكافئك به بعد اليوم فقالت يا عبد ال وما هو قال أنا مسلم بن عقيل كذبن هؤلء القوم وغرون فقالت أنت مسلم قال نعم قالت ادخل فأدخلته بيتا من دارها غي البيت الذى يكون فيه‬
‫وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش فلم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول والروج فسألا عن شأنا فقالت يا بن اله عن هذا فأل عليها فأخذت عليه أن ل يدث‬
‫أحدا فأخبته خب مسلم فاضطجع إل الصباح ساكتا ل يتكلم وأما عبيد ال بن زياد فانه نزل من القصر بن معه من المراء والشراف بعد العشاء الخرة فصلى بم العشاء ف السجد‬
‫الامع ث خطبهم وطلب منهم مسلم بن عقيل وحث على طلبه ومن وجد عنده ول يعلم به فدمه هدر ومن جاء به فله ديته وطلب الشرط وحثهم على ذلك وتددهم فلما أصبح ابن تلك‬
‫العجوز ذهب إل عبد الرحن بن ممد بن الشعث فأعلمه بأن مسلم بن عقيل ف دارهم فجاء عبد الرحن فسار أباه بذلك وهو عند ابن زياد فقال ابن زياد ما الذى سارك به فأخبه الب‬
‫فنخس بقضيب ف جنبه وقال قم فأتن به الساعة وبعث ابن زياد عمر بن حريث الخزومى وكان صاحب شرطته ومعه عبد الرحن وممد بن الشعث ف سبعي أو ثاني فارسا فلم يشعر‬
‫مسلم إل وقد أحيط بالدار الت هو فيها فدخلوا عليه فقام إليهم بالسيف فأخرجهم من الدار ثلث مرات وأصيبت شفته العليا والسفلى ث جعلوا يرمونه بالجارة ويلهبون النار ف أطناب‬
‫القصب فضاق بم ذرعا فخرج إليهم بسيفه فقاتلهم فأعطاه عبد الرحن المان فأمكنه من يده وجاؤا ببغلة فأركبوه عليها وسلبوا عنه سيفه فلم يبق يلك من نفسه شيئا فبكى عند ذلك‬
‫وعرف أنه مقتول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪156‬‬

‫فيئس من نفسه وقال إنا ل وإنا إليه راجعون فقال بعض من حوله إن من يطلب مثل الذى تطلب ل يبكى إذا نزل به هذا فقال أما وال لست أبكى على نفسى ولكن أبكى على السي وآل‬
‫السي إنه قد خرج إليكم اليوم أو أمس من مكة ث التفت إل ممد بن الشعث فقال إن استطعت أن تبعث إل السي على لسان تأمره بالرجوع فافعل فبعث ممد بن الشعث إل السي‬
‫يأمره بالرجوع فلم يصدق الرسول ف ذلك وقال كل ما حم الله واقع قالوا ولا انتهى مسلم بن عقيل ال باب القصر إذا على بابه جاعة من المراء من أبناء الصحابة من يعرفهم ويعرفونه‬
‫ينتظرون أن يؤذن لم على ابن زياد ومسلم مضب بالدماء ف وجهه وثيابه وهو مثخن بالراح وهو ف غاية العطش وإذا قلة من ماء بارد هنالك فأراد أن يتناولا ليشرب منها فقال له رجل‬
‫من أولئك وال ل تشرب منها حت تشرب من الميم فقال له ويلك يا ابن ناهلة أنت أول بالميم واللود ف نار الحيم من ث جلس فتساند إل الائط من التعب والكلل واالعطش فبعث‬
‫عمارة بن عقبة بن أب معيط مول له إل داره فجاء بقلة عليها منديل ومعه قدح فجعل يفرغ له ف القدح ويعطيه فيشرب فل يستطيع أن يسيغه من كثرة الدماء الت تعلو على الاء مرتي أو‬
‫ثلثا فلما شرب سقطت ثناياه مع الاء فقال المد ل لقد كان بقى ل من الرزق القسوم شربة ماء ث ادخل على ابن زياد فلما وقف بي يديه ل يسلم عليه فقال له الرسى أل تسلم على‬
‫المي فقال ل إن كان يريد قتلى فل حاجة ل بالسلم عليه وإن ل يرد قتلى فسأسلم عليه كثيا فأقبل ابن زياد عليه فقال أيه يا ابن عقيل أتيت الناس وأمرهم جيع وكلمتهم واحدة لتشتتهم‬
‫وتفرق كلمتهم وتمل بعضهم على قتل بعض قال كل لست لذلك أتيت ولكن أهل الصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمر‬
‫بالعدل وندعو إل حكم الكتاب قال وما أنت وذاك يا فاسق ل ل كنت تعمل بذلك فيهم إذ أنت بالدينة تشرب المر فقال أنا أشرب المر وال إن ال ليعلم أنك غي صادق وأنك قلت‬
‫بغي علم وأنت أحق بذلك من فان لست كما ذكرت وإن أول با من من يلغ ف دماء السلمي ولغا ويقتل النفس الت حرم ال بغي نفس ويقتل على الغضب والظن وهو يلهو ويلعب كأنه‬
‫ل يصنع شيئا فقال له ابن زياد يا فاسق إن نفسك تنيك ما حال ال دونك ودونه ول يرك أهله قال فمن أهله يا ابن زياد قال أمي الؤمني يزيد قال المد ل على كل حال رضينا بال حكما‬
‫بيننا وبينكم قال كأنك تظن أن لكم ف المر شيئا قال ل وال ما هو بالظن ولكنه اليقي قال له قتلن ال إن ل أقتلك قتلة ل يقتلها أحد ف السلم من الناس قال أما إنك أحق من أحدث ف‬
‫السلم ما ل يكن فيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪157‬‬

‫أما إنك ل تدع سوء القتلة وقبح الثلة وخبث السية الكتسبة عن كتابكم وجهالكم وأقبل ابن زياد يشتمه ويشتم حسينا وعليا ومسلم ساكت ل يكلمه رواه ابن جرير عن أب منف وغيه‬
‫من رواة الشيعة ث قال له ابن زياد إن قاتلك قال كذلك قال نعم قال فدعن أوصى إل بعض قومى قال أوص فنظر ف جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أب وقاص فقال يا عمر إن بين وبينك‬
‫قرابة ول إليك حاجة وهى سر فقم معى إل ناحية القصر حت أقولا لك فأب أن يقوم معه حت أذن له ابن زياد فقام فتنحى قريبا من ابن زياد فقال له مسلم إن على دينا ف الكوفة سبعمائة‬
‫درهم فاقضها عن واستوهب جثت من ابن زياد فوارها وابعث إل السي فان كنت كتبت إليه أن الناس معه ول أراه إل مقبل فقام عمر فعرض على ابن زياد ما قال له فأجاز ذلك له كله‬
‫وقال أما السي فانه ل يردنا ل نرده وإن أرادنا ل نكف عنه ث أمر ابن زياد بسلم بن عقيل فأصعد إل أعل القصر وهو يكب ويهلل ويسبح ويستغفر ويصلى على ملئكة ال ويقول اللهم‬
‫احكم بيننا وبي قوم غرونا وخذلونا ث ضرب عنقه رجل يقال له بكي ابن حران ث ألقى رأسه إل أسفل القصر وأتبع رأسه بسده ث أمر بانء بن عروة الذحجى فضربت عنقه بسوق الغنم‬
‫وصلب بكان من الكوفة يقال له الكناسة فقال رجل شاعر ف ذلك قصيدة ‪ ...‬فان كنت ل تدرين ما الوت فانظرى ‪ ...‬إل هانء ف السوق وابن عقيل ‪ ...‬أصابما أمر المام فأصبحا ‪...‬‬
‫أحاديث من يغشى بكل سبيل ‪ ...‬إل بطل قد هشم السيف وجهه ‪ ...‬وآخر يهوى ف طمار قتيل ‪ ...‬ترى جسدا قد غي الوت لونه ‪ ...‬ونضح دم قد سال كل مسيل ‪ ...‬فان أنتم ل تثأروا‬
‫‪ ...‬بأخيكم ‪ ...‬فكونوا بغيا أرضيت بقليل‬
‫ث إن ابن زياد قتل معهما أناسا آخرين ث بعث برؤسهما إل يزيد بن معاوية إل الشام وكتب له كتابا صورة ما وقع من أمرها‬
‫وقد كان عبيد ال قبل أن يرج من البصرة بيوم خطب أهلها خطبة بليغة ووعظهم فيها وحذرهم وأنذرهم من الختلف والفتنة والتفرق وذلك لا رواه هشام بن الكلب وأبو منف عن‬
‫الصقعب بن زهي عن أب عثمان النهدى قال بعث السي مع مول له يقال له سلمان كتابا إل أشراف أهل البصرة فيه أما بعد فان ال اصطفى ممدا على خلقه واكرمه بنبوته واختاره‬
‫لرسالته ث قبضه إليه وقد نصح لعباده وبلغ ما أرسل به وكنا أهله واولياءه وورثته وأحق الناس به وبقامه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪158‬‬

‫ف الناس فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ونن نعلم أنا أحق بذلك الق الستحق علينا من توله وقد أحسنوا وأصلحوا وتروا الق فرحهم ال وغفر لنا ولم‬
‫وقد بعثت إليكم بذا الكتاب وأنا أدعوكم إل كتاب ال وسنة نبيه فان السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت فتسمعوا قول وتطيعوا أمرى فان فعلتم أهدكم سبيل الرشاد والسلم عليكم‬
‫ورحة ال وعندى ف صحة هذا عن السي نظر والظاهر أنه مطرز بكلم مريد من بعض رواة الشيعة قال فكل من قرأ ذلك من الشراف كتمه إل النذر بن الارود فانه ظن أنه دسيسة من‬
‫ابن زياد فجاء به إليه فبعث خلف الرسول الذى جاء به من حسي فضرب عنقه وصعد عبيد ال ابن زياد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فوال ما ب تقرن الصعبة وما يقعقع ل‬
‫بالشنان وإن لنكال لن عادان وسهام لن حاربن أنصف القارة ( ‪ ) 1‬من رماها يا أهل البصرة إن أمي الؤمني ولن الكوفة وأنا غاد إليها الغداة وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أب‬
‫سفيان وإياكم واللف والرجاف فوالذى ل إله غيه لئن بلغن عن رجل منكم خلف لقتلنه وعريفه ووليه ولخذن الدن بالقصى حت يستقيم ل المر ول يكن فيكم مالف ول مشاقق‬
‫أنا ابن زياد أشتهته من بي وطىء الصى ول يتنعن شبه خال ول عم ث خرج من البصرة ومعه مسلم ابن عمرو الباهلى فكان من أمره ما تقدم‬
‫قال أبو منف عن الصقعب بن زهي عن عون بن جحيفة قال كان مرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلثاء لثمان مضي من ذى الجة وقتل يوم الربعاء لتسع مضي من ذى الجة وذلك‬
‫يوم عرفة سنة ستي وكان ذلك بعد مرج السي من مكة قاصدا أرض العراق بيوم واحد وكان خروج السي من الدينة إل مكة يوم الحد لليلتي بقيتا من رجب سنة ستي ودخل مكة‬
‫ليلة المعة لثلث مضي من شعبان فأقام بكة بقية شعبان ورمضان وشوال والقعدة وخرج من مكة لثمان مضي من ذى الجة يوم الثلثاء يوم التروية وف رواية ذكرها ابن جرير أن مسلم‬
‫بن عقيل لا بكى قال له عبيد ال بن عباس السلمى إن من يطلب مثل ما تطلب ل يبكى إذ انزل به مثل الذى نزل بك قال إن وال ما لنفسى أبكى ومالا من القتل أرثى وإن كنت ل أحب‬
‫لا طرفة عي تلفا ولكنن أبكى لهلى القبلي إل الكوفة أبكى السي وآل حسي ث أقبل على ممد بن الشعث فقال يا عبد ال إن وال أراك ستعجز عن أمان فهل عندك خي تستطيع أن‬
‫تبعث رجل على لسان يبلغ حسينا عن رسالة فان ل أراه إل قد خرج إليكم اليوم أو غدا هو واهل بيته وإن ما تراه من جزعى لذلك فتقول له إن ابن عقيل بعثن إليك وهو ف أيدى القوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪159‬‬

‫أسي ل يدرى أيصبح أم يسى حت يقتل وهو يقول لك ارجع بأهلك ول يغرنك أهل الكوفة فانم أصحاب أبيك الذى كان يتمن فراقهم بالوت أو القتل أن أهل الكوفة قد كذبوك‬
‫وكذبون وليس لكاذب رأى فقال ابن الشعث وال لفعلن ولعلمن ابن زياد أن قد أمنتك قال أبو منف فدعا ممد بن الشعث إياس بن العباس الطائى من بن مالك بن ثامة وكان شاعرا‬
‫فقال له اذهب فالق حسينا فأبلغه هذا الكتاب وكتب فيه الذى أمره به ابن عقيل ث أعطاه راحلة وتكفل له بالقيام بأهله وداره فخرج حت لقى السي بزبالة لربع ليال من الكوفة فأخبه‬
‫الب وأبلغه الرسالة فقال السي كل ما حم نازل عند ال نتسب وأنفسنا وفساد أئمتنا ولا انتهى مسلم إل باب القصر وأراد شرب الاء قال له مسلم بن عمرو الباهلى أتراها ما أبردها‬
‫وال ل تذوقها أبدا حت تذوق الميم ف نار جهنم فقال ابن عقيل ويك من أنت قال أنا من عرف الق إذ أنكرته ونصح لمامه إذ غششته وسع وأطاع إذ عصيت أنا مسلم بن عمرو‬
‫الباهلى فقال له مسلم لمك الويل ما أجفاك وأفظك وأغلظك يا ابن ناهلة أنت وال أول بالميم ونار الحيم‬
‫صفة مرج السي إل العراق‬
‫لا تواترت الكتب إل السي من جهة أهل العراق وتكررت الرسل بينهم وبينه وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله ث وقع ف غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل‬
‫والسي ل يعلم بشىء من ذلك بل قد عزم على السي إليهم والقدوم عليهم فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد فان مسلما قتل يوم عرفة ولا أستشعر الناس‬
‫خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذروه منه وأشار عليه ذوو الرأى منهم والحبة له بعدم الروج إل العراق وأمروه بالقام بكة وذكره ما جرى لبيه وأخيه معهم قال سفيان بن عيينة عن‬
‫إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس قال استشارن السي بن على ف الروج فقلت لول أن يزرى ب وبك الناس لشبثت يدى ف رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذى رد على أن‬
‫قال لن أقتل ف مكان كذا وكذا أحب إل من أن أقتل بكة قال فكان هذا الذى سلى نفسى عنه وروى أبو منف عن الارث بن كعب الوالب عن عقبة بن سعان أن حسينا لا أجع السي‬
‫إل الكوفة أتاه ابن عباس فقال يا ابن عم إنه قد أرجف الناس أنك سائر إل العراق فبي ل ما أنت صانع فقال إن قد أجعت السي ف أحد يومى هذين إن شاء ال تعال فقال له ابن عباس‬
‫أخبن إن كان قد دعوك بعد ما قتلوا أميهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلدهم فسر إليهم وإن كان أميهم حى وهو مقيم عليهم قاهر لم وعماله تب بلدهم فانم إنا دعوك للفتنة والقتال‬
‫ول آمن عليك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪160‬‬


‫أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبم عليك فيكون الذى دعوك أشد الناس عليك فقال السي إن أستخي ال وأنظر ما يكون فخرج ابن عباس عنه ودخل ابن الزبي فقال له ما أدرى ما‬
‫تركنا لؤلء القوم ونن أبناء الهاجرين وولة هذا المر دونم أخبن ما تريد أن تصنع فقال السي وال لقد حدثت نفسى باتيان الكوفة ولقد كتب إل شيعت با وأشرافها بالقدوم عليهم‬
‫وأستخي ال فقال ابن الزبي أما لو كان ل با مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال السي قد علم ابن الزبي أنه ليس له من المر معى شىء وأن الناس ل يعدلوا ب غيى فود‬
‫أن خرجت لتخلو له فلما كان من العشى أو من الغد جاء ابن عباس إل السي فقال له يا ابن عم إن أتصب ول أصب إن أتوف عليك ف هذا الوجه اللك إن أهل العراق قوم غدر فل‬
‫تغترن بم أقم أمم ف هذا البلد حت ينفى أهل العراق عدوهم ث أقدم عليهم وإل فسر إل اليمن فان به حصونا وشعابا ولبيك به شيعة وكن عن الناس ف معزل واكتب إليهم وبث دعاتك‬
‫فيهم فان أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تب فقال السي يا ابن عم وال إن لعلم أنك ناصح شفيق ولكن قد أزمعت السي فقال له فان كنت ول بد سائرا فل تسر بأولدك ونسائك‬
‫فوال إن لائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه ث قال ابن عباس أقررت عي ابن الزبي بتخليتك إياه بالجاز فوال الذى ل إله إل هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك‬
‫وناصيتك حت يتمع على وعليك الناس أطعتن وأقمت لفعلت ذلك قال ث خرج من عنده فلقى ابن الزبي فقال قرت عينك يا ابن الزبي ث قال ‪ ...‬يالك من قنبة بعمر ‪ ...‬خللك الو‬
‫‪ ...‬فبيضى واصفرى ‪ ...‬ونقرى ما شئت أن تنقرى ‪ ...‬صيادك اليوم قتيل فابشرى‬
‫ث قال ابن عباس هذا حسي يرج إل العراق ويليك والجاز‬
‫وقال غي واحد عن شبابة بن سوار قال حدثنا يي بن إساعيل بن سال السدى قال سعت الشعب يدث عن ابن عمر أنه كان بكة فبلغه أن السي بن على قد توجه إل العراق فلحقه على‬
‫مسية ثلث ليال فقال أين تريد قال العراق وإذا معه طوامي وكتب فقال هذه كتبهم وبيعتهم فقال ل تاتم فأب فقال ابن عمر إن مدثك حديثا إن جبيل أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فخيه بي الدنيا والخرة فاختار الخرة ول يرد الدنيا وإنك بضعة من رسول ال وال ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها ال عنكم إل للذى هو خي لكم فأب أن يرجع قال فاعتنقه ابن عمر‬
‫وبكى وقال أستودعك ال من قتيل وقال يي بن معي حدثنا أبو عبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد ابن مينا قال سعت عبد ال بن عمرو يقول عجل حسي قدره وال لو أدركته ما تركته‬
‫يرج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪161‬‬

‫إل أن يغلبن ببن هاشم فتح هذا المر وببن هاشم يتم فاذا رأيت الاشى قد ملك فقد ذهب الزمان قلت وهذا مع حديث ابن عمر يدل على أن الفاطميي أدعياء كذبة ل يكونوا من سللة‬
‫فاطمة كما نص عليه غي واحد من الئمة على ما سنذكره ف موضعه إن شاء ال‬
‫وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الميدى ثنا أبو سفيان ثنا عبد ال بن شريك عن بشر ابن غالب قال قال ابن الزبي للحسي أين تذهب إل قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك فقال لن أقتل‬
‫بكان كذا وكذا أحب إل من أن تستحل ب يعن مكة وقال الزبي بن بكار حدثن عمى مصعب بن عبد ال أخبن من سع هشام بن يوسف يقول عن معمر قال سعت رجل يدث عن‬
‫السي أنه قال لعبد ال بن الزبي أتتن بيعة أربعي ألفا يلفون بالطلق والعناق إنم معى فقال له ابن الزبي أترج إل قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك قال هشام فسألت معمرا عن الرجل فقال‬
‫هو ثقة قال الزبي وقال عمى وزعم بعض الناس أن ابن عباس هو الذى قال هذا وقد ساق ممد بن سعد كاتب الواقدى هذا سياقا حسنا مبسوطا فقال أنبأنا على ابن ممد عن يي بن‬
‫إساعيل بن أب الهاجر عن أبيه وعن لوط يي العامرى عن ممد بن بشي المدان وغيه وعن ممد بن الجاج عن عبد اللك بن عمي عن هارون بن عيسى عن يونس بن إسحاق عن أبيه‬
‫وعن يي بن زكريا بن أب زائدة عن مالد عن الشعب قال ممد بن سعد وغي هؤلء قد حدثن أيضا ف هذا الديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم ف مقتل السي رضى ال عنه وأرضاه‬
‫قالوا لا بايع الناس معاوية ليزيد كان حسي من ل يبايع له وكان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إل الروج إليهم ف خلفة معاوية كل ذلك يأب عليهم فقدم منهم قوم إل ممد بن النفية‬
‫يطلبون إليه أن يرج معهم فأب وجاء إل السي يعرض عليه أمرهم فقال له السي إن القوم إنا يريدون أن يأكلوا بنا ويستطيلوا بنا ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا فأقام حسي على ما هو‬
‫عليه من الموم مرة يريد أن يسي إليهم ومرة يمع القامة عنهم فجاءه أبو سعيد الدرى فقال يا أبا عبد ال إن لكم ناصح وإن عليكم مشفق وقد بلغن أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم‬
‫بالكوفة يدعونك إل الروج إليهم فل ترج إليهم فان سعت أباك يقول بالكوفة وال لقد مللتهم وأبغضتهم وملون وأبغضون وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بم فاز بالسهم الخيب وال‬
‫ما لم نيات ول عزم على أمر ول صب على السيف قال وقدم السيب بن عتبة الفزارى ف عدة معه إل السي بعد وفاة السن فدعوه إل خلع معاوية وقالوا قد علمنا رأيك ورأى أخيك‬
‫فقال إن لرجو أن يعطى ال أخى على نيته ف حبه الكف وأن يعطين على نيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪162‬‬

‫ف حب جهاد الظالي وكتب مروان إل معاوية إن لست آمن أن يكون حسي مرصدا للفتنة وأظن يومكم من حسي طويل فكتب معاوية إل السي إن من أعطى ال صفقة يينه وعهده‬
‫لدير بالوفاء وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك إل الشقاق وأهل العراق من قد جربت قد أفسدوا على أبيك وأخيك فاتق ال واذكر اليثاق فانك مت تكدن أكدك فكتب اليه‬
‫السي أتان كتابك وأنا بغي الذى بلغك عن جدير والسنات ل يهدى لا إل ال وما أردت لك ماربة ول عليك خلفا وما أظن ل عند ال عذرا ف ترك جهادك وما أعلم فتنة أعظم من‬
‫وليتك أمر هذه المة‬
‫فقال معاوية إن أثرنا بأب عبد ال إل شرا وكتب إليه معاوية أيضا ف بعض ما بلغه عنه إن لظن أن ف رأسك نزوة فوددت أن أدركها فأغفرها لك قالوا فلما احتضر معاوية دعا يزيد فأوصاه‬
‫با أوصاه به فقال له انظر حسي بن على بن فاطمة بنت رسول ال فانه أحب الناس إل الناس فصل رحه وارفق به يصلح لك أمره فان يكن منه شىء فأن أرجو أن يكفيكه ال بن قتل أباه‬
‫وخذل أخاه وتوف معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستي وبايع الناس يزيد فكتب يزيد مع عبد ال بن عمرو بن أويس العامرى عامر بن لؤى إل الوليد بن عتبة بن أب سفيان وهو على‬
‫الدينة أن ادع الناس فبايعهم وابدأ بوجوه قريش وليكن أول من تبدأ به السي بن على فان أمي الؤمني عهد إل ف أمره الرفق به واستصلحه فبعث الوليد من ساعته نصف الليل إل‬
‫السي بن على وعبد ال بن الزبي فأخبها بوفاة معاوية ودعاها إل البيعة ليزيد ابن معاوية فقال إل أن نصبح وننظر ما يصنع الناس ووثب السي فخرج وخرج معه ابن الزبي وقال هو‬
‫يزيد الذى نعرف وال ما حدث له عزم ول مروءة وقد كان الوليد أغلظ للحسي فشتمه السي وأخذ عمامته فنعها من رأسه فقال الوليد إن هجنا بأب عبد ال إل شرا فقال له مروان أو‬
‫بعض جلسائه اقتله فقال إن ذلك لدم مضنون به مصون ف بن عبد مناف قالوا وخرج السي وابن الزبي من ليلتهما إل مكة وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد وطلب السي وابن‬
‫الزبي فلم يوجدا فقال السور بن مرمة عجل السي وابن الزبي يلفته ويرجيه ليخلو بكة فقدما مكة فنل السي دار العباس ولزم ابن الزبي الجر ولبس العافرى وجعل يرض الناس على‬
‫بن أمية وكان يغدو ويروح إل السي ويشي عليه أن يقدم العراق ويقول هم شيعتك وشيعة أبيك وكان ابن عباس ينهاه عن ذلك وقال له عبد ال بن مطيع إن فداؤك وأب وأمى فأمتعنا‬
‫بنفسك ول تسر إل العراق فوال لئن قتلك هؤلء القوم ليتخذونا عبيدا وخول قالوا ولقيهما عبد ال بن عمر وعبد ال بن عباس وابن أب ربيعة بالبواء منصرفي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪163‬‬

‫من العمرة فقال لما ابن عمر أذكركما ال إل رجعتما فدخلتما ف صال ما يدخل فيه الناس وتنظر فان اجتمع الناس عليه فلم تشدا وإن افترقوا عليه كان الذى تريدان وقال ابن عمر‬
‫للحسي ل ترج فان رسول ال صلى ال عليه وسلم خيه ال بي الدنيا والخرة فاختار الخرة وإنك بضعة منه ول تنالا يعن الدنيا واعتنقه وبكى وودعه فكان ابن عمر يقول غلبنا حسي‬
‫بن على بالروج ولعمرى لقد رأى ف أبيه واخيه عبة فرأى من الفتنة وخذلن الناس لما ما كان ينبغى له أن ل يتحرك ما عاش وأن يدخل ف صال ما دخل فيه الناس فان الماعة خي‬
‫وقال له ابن عباس واين تريد يا ابن فاطمة فقال العراق وشيعت فقال إن لكاره لوجهك هذا ترج إل قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حت تركهم سخطة ومللة لم أذكرك ال أن تغزر بنفسك‬
‫وقال أبو سعيد الدرى غلبن السي على الروج وقلت له اتق ال ف نفسك والزم بيتك ول ترج على إمامك وقال أبو واقد الليثى بلغن خروج السي بن على فأدركته بلل فناشدته ال‬
‫أن ل يرج فانه يرج ف غي وجه الروج إنا خرج يقتل نفسه فقال ل أرجع وقال جابر بن عبد ال كلمت حسينا فقلت اتق ال ول تضرب الناس بعضهم ببعض فوال ما حدت ما صنعتم‬
‫فعصان وقال سعيد بن السيب لو أن حسينا ل يرج لكان خيا له وقال أبو سلمة ابن عبد الرحن وقد كان ينبغى لسي أن يعرف أهل العراق ول يرج إليهم ولكن شجعه على ذلك ابن‬
‫الزبي وكتب إليه السور بن مرمة إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبي الق بم فانم ناصروك وقال له ابن عباس ل تبح الرم فانم إن كانت بم إليك حاجة فسيضربوه إليك‬
‫أباط البل حت يوافوك فتخرج ف قوة وعدة فجزاه خيا وقال أستخي ال ف ذلك وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحن تعظم عليه ما يريد أن يصنع وتأمره بالطاعة ولزوم الماعة وتبه أنه‬
‫إن ل يفعل إنا يساق إل مصرعه وتقول أشهد لسمعت عائشة تقول إنا سعت رسول ال ص يقول يقتل السي بأرض بابل فلما قرأ كتابا قال فل بد ل إذا من مصرعى ومضى وأتاه بكر بن‬
‫عبد الرحن بن الارث بن هشام فقال له يا ابن عم قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن تسي إليهم وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ويذلك من أنت‬
‫أحب إليه من ينصره فأذكرك ال ف نفسك فقال جزاك ال يا ابن عم خيا مهما يقضى ال من أمر يكن فقال ابو بكر إنا ل وإنا إليه راجعون نتسب أباه عبد ال عند ال وكتب إليه عبد ال‬
‫بن جعفر كتابا يذره اهل العراق ويناشده ال إن شخص إليهم فكتب إليه السي إن رأيت رؤيا ورأيت رسول ال ص أمرن بامر وأنا ماض له ولست بخب با أحدا حت ألقى عملى وكتب‬
‫إليه عمرو بن سعيد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪164‬‬

‫العاص نائب الرمي إن أسأل ال أن يلهمك رشدك وأن يصرفك عما يرديك بلغن أنك قد عزمت على الشخوص إل العراق وإن أعيذك ال من الشقاق فانك إن كنت خائفا فاقبل إل فلك‬
‫عندى المان والب والصلة فكتب إليه السي إن كنت أردت بكتابك برى وصلت فجزيت خيا ف الدنيا والخرة وإنه ل يشاقق من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي وخي‬
‫المان أمان ال ول يؤمن بال من ل يفه ف الدنيا فنسأل ال مافة ف الدنيا توجب لنا أمانا يوم القيامة عنده قالوا وكتب يزيد بن معاوية إل ابن عباس يبه بروج السي إل مكة وأحسبه قد‬
‫جاءه رجال من أهل الشرق فمنوه اللفة وعندك منهم خي وتربة فان كان قد فعل فقد قطع راسخ القرابة وأنت كبي أهل بيتك والنظور إليه فاكففه عن السعى ف الفرقة وكتب لذه‬
‫البيات إليه وإل من بكة والدينة من قريش ‪ ...‬يا أيها الراكب العادى مطيته ‪ ...‬على غدافرة ف سيها فحم ‪ ...‬أبلغ قريشا على نأى الزار با ‪ ...‬بين وبي حسي ال والرحم ‪ ...‬وموقف‬
‫بفناء البيت أنشده ‪ ...‬عهد الله وما توف به الذمم ‪ ...‬عنيتم قومكم فخرا بأمكم ‪ ...‬أم لعمرى حصان برة كرم ‪ ...‬هى الت ل يدان فضلها أحد ‪ ...‬بنت الرسول وخي الناس قد علموا ‪...‬‬
‫وفضلها لكم فضل وغيكم ‪ ...‬من قومكم لم ف فضلها قسم ‪ ...‬إن لعلم أو ظنا كعاله ‪ ...‬والظن يصدق أحيانا فينتظم ‪ ...‬أن سوف يترككم ما تدعون با ‪ ...‬قتلى تاداكم العقبان‬
‫والرخم ‪ ...‬يا قومنا ل تشبوا الرب إذ مسكت ‪ ...‬ومسكوا ببال السلم واعتصموا ‪ ...‬قد جرب الرب من قد كان قبلكم ‪ ...‬من القرون وقد باذت با المم ‪ ...‬فانصفوا قومكم ل‬
‫‪ ...‬تلكوا برحا ‪ ...‬فرب ذى برح زلت به القدم‬
‫قال فكتب إليه ابن عباس إن لرجو أن ل يكون خروج السي لمر تكرهه ولست أدع النصيحة له ف كل ما تتمع به اللفة وتطفى به الثائرة ودخل ابن عباس على السي فكلمه طويل‬
‫وقال له أنشدك ان تلك غدا بال مضيعة لتأتى العراق وإن كنت ل بد فاعل فأقم حت ينقضى الوسم وتلقى الناس وتعلم ما يصدرون ث ترى رأيك وذلك ف عشر ذى الجة فأب السي‬
‫إل أن يضى إل العراق فقال له ابن عباس وال إن لظنك ستقتل غدا بي نسائك وبناتك كما قتل عثمان بي نسائه وبناته وال إن لخاف أن تكون أنت الذى يقاد به عثمان فأنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون فقال له السي أبا العباس إنك شيخ قد كبت فقال له ابن عباس لول أن يزرى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪165‬‬

‫ذلك ب وبك لنشبت يدى ف رأسك ولو أعلم أنا إذا تباصينا أقمت لفعلت ولكن ل أخال ذلك مانعك فقال السي لن أقتل بكان كذا وكذا أحب إل من أن أقتل بكة وتستحل ب قال‬
‫فبكى ابن عباس وقال أقررت عي ابن الزبي بذلك وذلك الذى سلى نفسى عنه قال ث خرج ابن عباس عنه وهو مغضب وابن الزبي على الباب فلما رآه قال يا ابن الزبي قد أتى ما أحببت‬
‫‪ ...‬قرت عينك هذا أبو عبد ال خارج ويتركك والجاز ث قال ‪ ...‬يالك من قنبة بعمر ‪ ...‬خللك الو فبيضى واصفرى ‪ ...‬ونقرى ما شئت أن تنقرى ‪ ...‬صيادك اليوم قتيل فابشرى‬
‫قال وبعث السي إل الدينة يقدم عليه من خف من بن عبد الطلب وهم تسعة عشر رجل ونساء وصبيان من إخوته وبناته ونسائه وتبعهم ممد بن النفية فأدرك حسينا بكة فأعلمه ان‬
‫الروج ليس له برأى يومه هذا فأب السي أن يقبل فحبس ممد بن النفية ولده فلم يبعث أحدا منهم حت وجد السي ف نفسه على ممد وقال ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه فقال‬
‫وما حاجت إل أن تصاب ويصابون معك وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم قالوا وبعث أهل العراق إل السي الرسل والكتب يدعونه إليهم فخرج متوجها إليهم ف أهل بيته وستي‬
‫شخصا من أهل الكوفة صحبته وذلك يوم الثني ف عشر ذى الجة فكتب مروان إل ابن زياد أما بعد فان السي بن على قد توجه إليك وهو السي بن فاطمة وفاطمة بنت رسول ال ص‬
‫وتال ما احد يسلمه ال احب إلينا من السي فاياك أن تيج على نفسك مال يسده شىء ول تنساه العامة ول تدع ذكره آخر الدهر والسلم وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص أما بعد‬
‫فقد توجه إليك السي وف مثلها تعتق أو تكون عبدا تسترق كما يسترق العبيد وقال الزبي بن بكار حدثن ممد بن الضحاك عن أبيه قال كتب يزيد إل ابن زياد إنه قد بلغن أن حسينا قد‬
‫سار إل الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بي الزمان وبلدك من بي البلدان وابتليت أنت به من بي العمال وعندها تعتق أو تعود عبدا كما ترق العبيد وتعبد فقتله ابن زياد وبعث برأسه إليه‬
‫قلت والصحيح أنه ل يبعث برأس السي إل الشام كما سيأتى وف رواية أن يزيد كتب إل ابن زياد قد بلغن أن السي قد توجه إل نو العراق فضع الناظر والسال واحترس واحبس على‬
‫الظنة وخذ على التهمة غي أن ل تقتل إل من قاتلك واكتب إل ف كل ما يدث من خب والسلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪166‬‬

‫قال الزبي بن بكار وحدثن ممد بن الضحاك قال لا أراد السي الروج من مكة إل الكوفة مر بباب السجد الرام وقال ‪ ...‬ل ذعرت السوام ف فلق الصبح ‪ ...‬مغيا ول دعيت يزيدا‬
‫‪ ... ...‬يو أعطى مافة الوت ضيما ‪ ...‬والنايا ترصدنن أن أحيدا‬
‫وقال أبو منف قال أبو حناب يي بن أب خيثمة عن عدى بن حرملة السدى عن عبد ال ابن سليم والنذر بن الشمعل السديي قال خرجنا حاجي من الكوفة فقدمنا مكة فدخلنا يوم‬
‫التروية فاذا نن بالسي وابن الزبي قائمي عند ارتفاع الضحى فيما بي الجر والباب فسمعنا ابن الزبي وهو يقول للحسي إن شئت ان تقم أقمت فوليت هذا المر فوازرناك وساعدناك‬
‫ونصحنا لك وبايعناك فقال السي إن اب حدثن أن لا كبشا يستحل حرمتها يقتل فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش فقال له ابن الزبي فأقم إن شئت وولن أنا المر فتطاع ول تعصى‬
‫فقال وما أريد هذا أيضا ث إنما أخفيا كلمهما دوننا فما زال يتناجيان حت سعنا دعاة الناس متوجهي إل من عند الظهية قال فطاف السي بالبيت وبي الصفا والروة وقصر من شعره‬
‫وحل من عمرته ث توجه نو الكوفة وتوجهنا نن مع الناس إل من‬
‫وقال أبو منف حدثن الارث بن كعب الوالب عن عقبة بن سعان قال لا خرج السي من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد يعن نائب مكة عليهم أخوه يي بن سعيد فقالوا له انصرف‬
‫أين تريد فأب عليهم ومضى وتدافع الفريقان وتضاربوا بالسياط والعصى ث إن حسينا واصحابه امتنعوا منهم امتناعا قويا ومضى السي على وجهه ذلك فناداه يا حسي ال تتقى ال ترج من‬
‫الماعة وتفرق بي المة بعد اجتماع الكلمة قال فتأول السي هذه الية ل عملى ولكم عملكم أنتم بريئون ما أعمل وأنا برىء ما تعملون‬
‫قال ث إن السي مر بالتنعيم فلقى با عيا قد بعث با بي بن زياد الميى نائب اليمن قد أرسلها من اليمن إل يزيد بن معاوية عليها ورس وحلل كثية فأخذها السي وانطلق با واستأجر‬
‫أصحاب المال عليها إل الكوفة ودفع إليهم أجرتم ث ساق أبو منف باسناده الول ان الفرزدق لقى السي ف الطريق فسلم عليه وقال له أعطاك ال سؤلك وأملك فيما تب فسأله‬
‫السي عن أمر الناس وما وراءه فقال له قلوب الناس معك وسيوفهم مع بن أمية والقضاء ينل من السماء وال يفعل ما يشاء فقال له صدقت ل المر من قبل ومن بعد يفعل ما يشاء وكل‬
‫يوم ربنا ف شان إن نزل القضاء با نب فنحمد ال على نعمائه وهو الستعان على أداء الشكر وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعد من كان الق نيته والتقوى سريرته ث حرك السي‬
‫راحلته وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪167‬‬

‫السلم عليكم ث افترقا وقال هشام بن الكلب عن عوانة بن الكم عن ليطة بن غالب بن الفرزدق عن أبيه قال ححجبت بأمى فبينما أنا أسوق با بعيها حي دخلت الرم ف أيام الج‬
‫وذلك ف سنة ستي إذ لقيت السي خارجا من مكة معه أسيافه وأتراسه فقلت له بأب وامى يا ابن رسول ال ما أعجلك عن الج فقال لو ل أعجل لخذت ث سألن من أنت فقلت امرؤ من‬
‫العراق فسألن عن الناس فقلت له القلوب معك والسيوف مع بن أمية وذكر نو ما تقدم‬
‫قال الفرزدق وسألت السي عن أشياء وعن الناسك فأخبن با قال وإذا هو ثقيل اللسان من برسام كان أصابه بن بالعراق قال ث مضيت فاذا فسطاط مضروب ف الرم وهيئة حسنه فاذا‬
‫هو عبد ال بن عمرو بن العاص فسألن فأخبته أن لقيت السي قال فهل أتبعته فان السي ل ييك فيه السلح ول يوز فيه وف أصحابه فندم الفرزدق وهم أن يلحق به ووقع ف قلبه‬
‫مقالة ابن عمرو ث ذكرت النبياء وقتلهم فصدن ذلك عن اللحاق به فلما بلغه أنه قتل لعن ابن عمرو وكان ابن عمرو يقول وال ل تبلغ الشجرة ول النخلة ول الصغي حت يبلغ هذا المر‬
‫ويظهر وإنا أراد ابن عمرو بقوله ل ييك فيه أي السلح الذى ل يقدر أن يقتل به وقيل غي ذلك وقيل أراد الزل بالفرزدق قالوا ث سار السي ل يلوى على شىء حت نزل ذات عرق‬
‫قال أبو منف فحدثن الارث بن كعب الوالب عن على بن السي بن على قال لا خرجنا من مكة كتب عبد ال بن جعفر إل السي مع ابنه عون وممد أما بعد فان أسائلك بال لا‬
‫انصرفت حت تنظر ف كتاب هذا فان مشفق عليك من الوجه الذى توجهت له أن يكون فيه هلكك واستئصال أهل بيتك إن هلكت اليوم طفىء نور السلم فانك علم الهتدين ورجاء‬
‫الؤمني فل تعجل بالسي فان ف أثر كتاب والسلم ث نض عبد ال بن جعفر إل عمرو بن سعيد نائب مكة فقال له اكتب إل السي كتابا تعل له فيه المان وتنيه ف الب والصلة وتوثق له‬
‫ف كتابك وتساله الرجوع لعله يطمئن إل ذلك فيجع فقال له عمرو اكتب عن ما شئت وأتن به حت أختمه فكتب ابن جعفر على لسان عمرو بن سعيد ما أراد عبد ال ث جاء بالكتاب إل‬
‫عمرو فختمه باتة وقال عبد ال لعمرو بن سعيد ابعث معى أمانك فبعث معه أخاه يي فانصرفا حت لقا السي فقرآ عليه الكتاب فأب أن يرجع وقال إن رأيت رسول ال ص ف النام وقد‬
‫أمرن فيها وأنا بامر وأنا ماض له فقال وما تلك الرؤيا فقال ل أحدث با أحدا حت ألقى رب عز وجل‬
‫قال أبو منف وحدثن ممد بن قيس أن السي أقبل حت إذا بلغ الاجر من بطن ذى الرمة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪168‬‬

‫بعث قيس بن مسهر الصيداوى إل أهل الكوفة وكتب معه إليهم بسم ال الرحن الرحيم من السي بن على إل إخوانه من الؤمني والسلمي سلم عليكم فان أحد إليكم ال الذى ل إله إل‬
‫هو أما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاءن يبن فيه بسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بقنا فنسأل ال أن يسن لنا الصنيع وأن يتيبكم على ذلك أعظم الجر وقد‬
‫شخصت إليكم من مكة يوم الثلثاء لثمان مضي من ذى الجة يوم التروية فاذا قدم عليكم رسول فاكتموا أمركم وجدوا فان قادم عليكم ف أيامى هذه إن شاء ال تعال والسلم عليكم‬
‫ورحة ال وبركاته قال وكان كتاب مسلم قد وصل إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة ومضمونه أما بعد فان الرائد ل يكذب أهله وإن جيع أهل الكوفة معك فأقبل حي تقرأ كتاب هذا‬
‫والسلم عليكم‬
‫قال وأقبل قيس بن مسهر الصيداوى بكتاب السي إل الكوفة حت إذا انتهى إل القادسية أخذه الصي بن ني فبعث به إل عبيد ال بن زياد فقال له ابن زياد اصعد إل أعل القصر فسب‬
‫الكذاب ابن الكذاب على بن أب طالب وابنه السي فصعد فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن هذا السي بن على خي خلق ال وهو ابن فاطمة بنت رسول ال ص وأنا رسوله‬
‫إليكم وقد فارقته بالاجز من بطن ذى الرمة فأجيبوه واسعوا له وأطيعوا ث لعن عبيد ال بن زياد وأباه واستغفر لعلى والسي فأمر به ابن زياد فألقى من رأس القصر فتقطع ويقال بل‬
‫تكسرت عظامه وبقى فيه بقية رمق فقام إليه عبد اللك بن عمي البجلى فذبه وقال إنا أردت إراحته من الل وقيل إنه رجل يشبه عبد اللك بن عمي وليس به وف رواية أن الذى قدم‬
‫بكتاب السي إنا هو عبد ال بن بقطر أخو السي من الرضاعة فألقى من أعلى القصر وال أعلم‬
‫ث أقبل السي يسي نو الكوفة ول يعلم بشىء ما وقع من الخبار قال أبو منف عن أب على النصارى عن بكر بن مصعب الزن قال وكان السي ل ير باء من مياه العرب إل اتبعوه قال‬
‫قال أبو منف عن أب جناب عن عدى بن حرملة عن عبد ال بن سليم والنذر بن الشمعل السديي قال لا قضينا حجنا ل يكن لنا هة إل اللحاق بالسي فأدركناه وقد مر برجل من بن أسد‬
‫فهم السي أن يكلمه ويساله ث ترك فجئنا ذلك الرجل فسألناه عن أخبار الناس فقال وال ل أخرج من الكوفة حت قتل مسلم بن عقيل وهانء بن عروة ورأيتهما يران بأرجلهما ف السوق‬
‫قال فلحقنا السي فأخبناه فجعل يقول إنا ل وإنا إليه راجعون مرارا فقلنا له ال ال ف نفسك فقال ل خي ف العيش بعدها قلنا خار ال لك وقال له بعض أصحابه وال ما انت مثل مسلم‬
‫بن عقيل ولو قد قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع وقال غيها لا سع أصحاب السي بقتل مسلم بن عقيل وثب عند ذلك بنو عقيل بن أب طالب وقالوا ل وال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪169‬‬

‫ل ترجع حت ندرك ثأرنا ما نذوق أخونا فسار السي حت إذا كان بزرود بلغه ايضا مقتل الذى بعثه بكتابه إل أهل الكوفة بعد أن خرج من مكة ووصل إل حاجر فقال خذلتنا شيعتنا فمن‬
‫أحب منكم النصراف فلينصرف من غي حرج عليه وليس عليه منا ذمام قال فتفرق الناس عنه أيادى سبا يينا وشال حت بقى ف أصحابه الذين جاؤا معه من مكة وإنا فعل ذلك لنه ظن أن‬
‫من اتبعه من العراب إنا اتبعوه لنه يأتى بلدا قد استقامت له طاعة اهلها فكره أن يسيوا معه إل وهم يعلمون على م يقدمون وقد علم أنه إذا بي لم المر ل يصحبه إل من يريد مواساته‬
‫ف الوت معه قال فلما كان السحر امر فتيانه أن يستقوا من الاء ويكثروا منه ث سار حت مر ببطن العقبة فنل با‬
‫وقال ممد بن سعد حدثنا موسى بن إساعيل ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك قال حدثن من شافه السي قال رأيت اخبية مضروبة بفلة من الرض فقلت لن هذه قالوا هذه لسي‬
‫قال فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خديه وليته قال قلت بأب وأمى يا ابن بنت رسول ال ما أنزلك هذه البلد والفلة الت ليس با أحد فقال هذه كتب أهل الكوفة إل‬
‫ول أراهم إل قاتلى فاذا فعلوا ذلك ل يدعوا ل حرمة إل انتهكوها فيسلط ال عليهم من يذلم حت يكونوا اذل من قرم المة يعن مقنعتها وأخبنا على بن ممد عن السن بن دينار عن‬
‫معاوية بن قرة قال قال السي وال لتعتدن على كما اعتدت بنو إسرائيل ف السبت وحدثنا على بن ممد عن جعفر بن سليمان الضبعى قال قال السي وال ل يدعون حت يستخرجوا هذه‬
‫العلقة من جوف فاذا فعلوا ذلك سلط ال عليهم من يذلم حت يكونوا أذل من قرم المة فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستي وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الميدى ثنا‬
‫سفيان ثنا شهاب بن حراش عن رجل من قومه قال كنت ف اليش الذين بعثهم ابن زياد إل السي وكانوا أربعة آلف يريدون قتال الديلم فعينهم ابن زياد وصرفهم إل قتال السي فلقيت‬
‫حسينا فرأيته أسود الرأس واللحية فقلت له السلم عليك أبا عبد ال فقال وعليك السلم وكانت فيه غنة فقال لقد باتت فيكم سللة منذ الليلة يعن سراقا قال شهاب فحدثت به زيد بن‬
‫على فأعجبه وكانت فيه غنة قال سفيان بن عيينة وهى ف السينيي‬
‫قال أبو منف عن أب خالد الكاهلى قال لا صبحت اليل السي بن على رفع يديه فقال اللهم أنت ثقت ف كل كرب ورجائى ف كل شدة وأنت ل من كل أمر نزل ثقة وعدة فكم من هم‬
‫يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه اليلة ويذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو فأنزلته بك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪170‬‬

‫وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ل ول كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل غاية وقال أبو عبيد القاسم بن سلم حدثن حجاج بن ممد عن‬
‫أب معشر عن بعض مشيخته قال قال السي حي نزلوا كربلء ما اسم هذه الرض قالوا كربلء قال كرب وبلء وبعث عبيد ال بن زياد عمر بن سعد لقتالم فقال له السي يا عمر اختبن‬
‫إحدى ثلث خصال إما أن تتركن أرجع كما جئت فان أبيت هذه فسين إل يزيد فأضع يدى ف يده فيحكم ف ما رأى فان أبيت هذه فسين إل الترك فأقاتلهم حت أموت فأرسل إلىابن‬
‫زياد بذلك فهم أن يسيه إل يزيد فقال شر بن ذى الوشن ل إل أن ينل على حكمك فأرسل إل السي بذلك فقال السي وال ل أفعل وأبطأ عمر عن قتاله فأرسل ابن زياد شر بن ذى‬
‫الوشن وقال له إن تقدم عمر فقاتل وإل فاقتله وكن مكانه فقد وليتك المرة وكان مع عمر قريب من ثلثي رجل من أعيان أهل الكوفة فقالوا له يعرض عليكم ابن بنت رسول ال ص‬
‫ثلث خصال فل تقبلوا منها شيئا فتحولوا مع السي يقاتلون معه‬
‫وقال أبو زرعة حدثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن حصي قال أدركت من مقتل السي قال فحدثن سعد بن عبيدة قال فرأيت السي وعليه جبة برود ورماه رجل يقال له عمرو‬
‫ابن خالد الطهوى بسهم فنظرت إل السهم معلقا ببته وقال ابن جرير حدثنا ممد بن عمار الرازى حدثن سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام ثنا حصي أن السي بعث إليه أهل الكوفة إن‬
‫معك مائة ألف فبعث إليهم مسلم بن عقيل فذكر قصة مقتل مسلم كما تقدم قال حصي فحدثن هلل بن يساف أن ابن زياد أمر الناس أن يأخذوا ما بي واقصة إل طريق الشام إل طريق‬
‫البصرة حفظا فل يدعون أحدا يلج ول أحدا يرج وأقبل السي ول يشعر بشىء حت أتى العراب فسألم عن الناس فقالوا وال ل ندرى غي أنك ل تستطيع أن تلج ول ترج قال فانطلق‬
‫يسي نو يزيد بن معاوية فتلقته اليول بكربلء فنل يناشدهم ال والسلم قال وكان بعث إليه ابن زياد عمر بن سعد وشر بن ذى الوشن وحصي بن ني فناشدهم ال والسلم أن‬
‫يسيوه إل أمي الؤمني يزيد فيضع يده ف يده فقالوا له ل إل أن تنل على حكم ابن زياد وكان ف جلة من معهم الر بن يزيد النظلى ث النهشلى على خيل فلما سع ما يقول السي قال‬
‫لم أل تتقون ال أل تقبلون من هؤلء ما يعرضون عليكم وال لو سألتكم هذا الترك والديلم ما حل لكم أن تردوهم فأبوا إل حكم ابن زياد فضرب الروجه فرسه وانطلق إل السي فظنوا‬
‫أنه إنا جاء ليقاتلهم فلما دنا منهم قلب ترسه وسلم عليهم ث كر على أصحاب ابن زياد فقتل منهم رجلي ث قتل رحه ال وذكر أن زهي بن القي البجلى لقى السي وكان حاجا فأقبل معه‬
‫وخرج إليه ابن أب مرمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪171‬‬

‫الرادى ورجلن آخران وها عمرو بن الجاج ومعن السلمى وأقبل السي يكلم من بعث إليه ابن زياد وعليه جبة من برود فلما كلمهم انصرف فرماه رجل من بن تيم يقال له عمرو‬
‫الطهوى بسهم بي كتفيه فان لنظر إل السهم بي كتفيه متعلقا ببته فلما أبوا عليه رجع إل مصافه وإن لنظر إليهم وهم قريب من مائة رجل فيهم لصلب على خسة ومن بن هاشم ستة‬
‫عشر ورجل من بن سليم حليف لم ورجل من بن كنانة حليف لم وابن عم ابن زياد‬
‫وقال حصي حدثن سعد بن عبيدة قال إنا لستنقعون الاء مع عمر بن سعد إذ أتاه رجل فساره فقال له قد بعث إليك ابن زياد جويرية بن بدر التميمى وأمره إن ل تقاتل القوم أن يضرب‬
‫عنقك قال فوثب إل فرسه فركبها ث دعا بسلحه فلبسه وإنه لعلى فرسه ونض بالناس إليهم فقاتلوهم فجىء برأس السي إل ابن زياد فوضع بي يديه فجعل يقول بقضيبه ف أنفه ويقول إن‬
‫أبا عبد ال كان قد شط قال وجىء بنسائه وبناته وأهله قال وكان أحسن شىء صنعه أن أمر لم بنل ف مكان معتزل وأجرى عليهم رزقا وأمر لم بنفقة وكسوة قال وانطلق غلمان منهم‬
‫من أولد عبد ال بن جعفر أو ابن أب جعفر فأتيا رجل من طىء فلجآ إليه مستجيان به فضرب أعناقهما وجاء برأسيهما حت وضعهما بي يدى ابن زياد قال فهم ابن زياد بضرب عنقه وأمر‬
‫بداره فهدمت قال وحدثن مول لعاوية بن أب سفيان قال لا أتى يزيد برأس السي فوضع بي يديه رأيته يبكى ويقول لو كان بي ابن زياد وبينه رحم ما فعل هذا يعن ابن زياد قال الصي‬
‫ولا قتل السي لبثوا شهرين أو ثلثة كأنا تلطخ الوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حت ترتفع‬
‫قال أبو منف حدثن لوذان حدثن عكرمة أن أحد عمومته سأل السي أين تريد فحدثه فقال له أنشدك ال لا انصرفت راجعا فوال ما بي يديك من القوم أحد يذب عنك ول يقاتل معك‬
‫وإنا وال أنت قادم على السنة والسيوف فان هؤلء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطأوا لك الشياء ث قدمت عليهم بعد ذلك كان ذلك رأيا فأما على هذه الصفة فان ل‬
‫أرى لك أن تفعل فقال له السي إنه ليس يفى على ما قلت وما رأيت ولكن ال ل يغلب على أمره ث ارتل قاصدا الكوفة وقال خالد بن العاص ‪ ...‬رب مستنصح يغش ويردى ‪ ...‬وظني‬
‫‪ ...‬بالغيب يلقى نصيحا‬
‫وقد حج بالناس ف هذه السنة عمرو بن سعيد بن العاص وكان عامل الدينة ومكة ليزيد وقد عزل يزيد عن إمرة الدينة الوليد بن عتبة وولها عمرو بن سعيد بن العاص ف شهر رمضان منها‬
‫وال سبحانه وتعال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪172‬‬

‫ث دخلت سنة إحدى وستي‬


‫استهلت هذه السنة والسي بن على سائر إل الكوفة فيما بي مكة والعراق ومعه أصحابه وقراباته فقتل ف يوم عاشوراء من شهر الحرم من هذه السنة على الشهور الذى صححه الواقدى‬
‫وغي واحد وزعم بعضهم أنه قتل ف صفر منهاا والول أصح‬
‫وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلم أئمة هذا الشأن ل كما يزعمه أهل التشيع من الكذب‬
‫قال أبو منف عن أب جناب عن عدى بن حرملة عن عبد ال بن حرملة عن عبد ال بن سليم والذرى ( ‪ ) 1‬بن الشمعل السديي قال أقبل السي فلما نزل شرف قال لغلمانه وقت السحر‬
‫استقوا من الاء فأكثروا ث ساروا إل صدر النهار فسمع السي رجل يكب فقال له مم كبت فقال رأيت النخيلة فقال له السديان إن هذا الكان ل ير أحد منه نيلة فقال السي فماذا‬
‫تريانه رأى فقال هذه اليل قد أقبلت فقال السي أما لنا ملجأ نعله ف ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد فقال بلى ذو حسم فأخذ ذات اليسار إليها فنل وأمر بأبنيته فضربت وجاء‬
‫القوم وهم ألف فارس مع الر بن يزيد التميمى وهم مقدمة اليش الذين بعثهم ابن زياد حت وقفوا ف مقابلته ف نو الظهية والسي وأصحابه معتمون متقلدون سيوفهم فأمر السي‬
‫أصحابه أن يترووا من الاء ويسقوا خيولم وأن يسقوا خيول أعدائهم أيضا وروى هو وغيه قالوا لا دخل وقت الظهر أمر السي الجاج بن مسروق العفى فأذن ث خرج السي ف إزار‬
‫ورداء ونعلي فخطب الناس من أصحابه وأعدائه واعتذر إليهم ف ميئه هذا إل ههنا بأنه قد كتب إليه أهل الكوفة أنم ليس لم إمام وإن أنت قدمت علينا بايعناك وقاتلنا معك ث أقيمت‬
‫الصلة فقال السي للحر تريد أن تصلى بأصحابك قال ل ولكن صل أنت ونن نصلى وراءك فصلى بم السي ث دخل إل خيمته واجتمع به أصحابه وانصرف الر إل جيشه وكل على‬
‫أهبته فلما كان وقت العصر صلى بم السي ث انصرف فخطبهم وحثهم على السمع والطاعة له وخلع من عاداهم من الدعياء السائرين فيكم بالور فقال له الر إنا ل ندرى ما هذه‬
‫الكتب ول من كتبها فأحضر السي خرجي ملوءين كتبا فنثرها بي يديه وقرأ منها طائفة فقال الر لسنا من هؤلء الذين كتبوا إليك ف شىء وقد أمرنا إذا نن لقيناك أن ل نفارقك حت‬
‫نقدمك على عبيد ال بن زياد فقال السي الوت أدن من ذلك ث قال السي لصحابه اركبوا فركبوا النساء فلما أراد النصراف حال القوم بينه وبي النصراف فقال السي للحر ثكلتك‬
‫امك ماذا تريد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪173‬‬

‫فقال له الر أما وال لو غيك يقولا ل من العرب وهو على مثل الال الت أنت عليها لقتصن منه ولا تركت أمه ولكن ل سبيل إل ذكر أمك إل بأحسن ما نقدر عليه وتقاول القوم‬
‫وتراجعوا فقال له الر إن ل أومر بقتالك وإنا أمرت أن ل أفارقك حت أقدمك الكوفة على ابن زياد فإذا أبيت فخذ طريقا ل يقدمك الكوفة ول تردك إل الدينة واكتب أنت إل يزيد‬
‫واكتب انا إل ابن زياد إن شئت فلعل ال أن يأتى بأمر يرزقن فيه العافية من أن أبتلى بشىء من أمرك قال فأخذ السي يسارا عن طريق العذيب والقادسية والر بن يزيد يسايره وهو يقول‬
‫له يا حسي إن أذكرك ال ف نفسك فان أشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى فقال له السي أفبالوت توفن ولكن أقول كما قال أخو الوس لبن عمه وقد لقيه وهو‬
‫يريد نصرة رسول ال ص فقال أين تذهب فانك مقتول فقال ‪ ...‬سأمضى وما بالوت عار على الفت ‪ ...‬إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما ‪ ...‬وآسى الرجال الصالي بنفسه ‪ ...‬وفارق خوفا‬
‫‪ ...‬ان يعيش ويرغما‬
‫ويروى على صفة أخرى‬
‫‪ ...‬سأمضى وما بالوت عار على امرىء ‪ ...‬إذا ما نوى حقا ول يلف مرما ‪ ...‬فان مت ل أندم وإن عشت ل أل ‪ ...‬كفى بك موتا أن تذل وترغما ‪...‬‬
‫فلما سع ذلك الر منه تنحى عنه وجعل يسي بأصحابه ناحية عنه فانتهوا إل عذيب الجانات وإذا سفر أربعة أى أربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم يبون وينبون فرسا لنافع بن‬
‫هلل يقال له الكامل قد أقبلوا من الكوفة يقصدون السي ودليلهم رجل يقال له الطرماح بن عدى راكب على فرس وهو يقول ‪ ...‬يا ناقت ل تذعرى من زجرى ‪ ...‬وشرى قبل طلوع‬
‫‪ ...‬الفجر ‪ ...‬بي ركبان وخي سفر ‪ ...‬حت تلى بكري النجر ‪ ...‬الاجد الر رحيب الصدر ‪ ...‬أتى به ال لي أمر ‪ ...‬ثت أبقاه بقاء الدهر‬
‫فأراد الر أن يول بينهم وبي السي فمنعه السي من ذلك فلما خلصوا إليه قال لم أخبون عن الناس وراءكم فقال له ممع بن عبد ال العامرى أحد النفر الربعة لما أشراف الناس‬
‫فهم إلب عليك لنم قد عظمت رشوتم وملئت غرائرهم يستميل بذلك ودهم ويستخلص به نصيحتهم فهم إلب واحد عليك وأما سائر الناس فأفئدتم توى إليك وسيوفهم غدا مشهورة‬
‫عليك قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪174‬‬

‫لم فهل لكم برسول علم قالوا ومن رسولك قال قيس بن مسهر الصيداوى قالوا نعم أخذه الصي بن ني فبعث به إل ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلى عليك وعلى‬
‫أبيك ولعن زياد وأباه ودعا الناس إل نصرتك وأخبهم بقدومك فأمر به فألقى من رأس القصر فمات فترقرت عينا السي وقرأ قوله تعال فمنهم من قضى نبه ومنهم من ينتظر الية ث قال‬
‫اللهم اجعل منازلم النة نزل واجع بيننا وبينهم ف مستقر من رحتك ورغائب مدخور ثوابك ث إن الطرماح بن عدى قال للحسي انظر فما معك ل أرى معك أحدا إل هذه الشرذمة‬
‫اليسية وإن لرى هؤلء القوم الذين يسايرونك أكفاء لن معك فكيف وظاهر الكوفة ملوء باليول واليوش يعرضون ليقصدونك فأنشدك ال إن قدرت أن ل تتقدم إليهم شبا فافعل فان‬
‫أردت أن تنل بلدا ينعك ال به من ملوك غسان وحي ومن النعمان بن النذر ومن السود والحر وال إن دخل علينا ذل قط فأسي معك حت أنزلك القرية ث تبعث إل الرجال من باجا‬
‫وسلمى من طىء ث أقم معنا ما بدا لك فأنا زعيم بعشرة آلف طائى يضربون بي يديك بأسيافهم وال ل يوصل إليك أبدا ومنهم عي تطرف فقال له السي جزاك ال خيا فلم يرجع عما‬
‫هو بصدده فودعه الطرماح ومضى السي فلما كان من الليل أمر فتيانه أن يستقوا من الاء كفايتهم ث سرى فنعس ف مسيه حت خفق برأسه واستيقظ وهو يقول إنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫والمد ل رب العالي ث قال رأيت فارسا على فرس وهو يقول القوم يسيون والنايا تسرى إليهم فعلمت أنا أنفسنا نعيت إلينا فلما طلع الفجر صلى بأصحابه وعجل الركوب ث تياسر ف‬
‫مسيه حت انتهى إل تينوى فاذاراكب متنكب قوسا قد قدم من الكوفة فسلم على الر بن يزيد ول يسلم على السي ودفع إل الر كتابا من ابن زياد ومضمونه أن يعدل بالسي ف السي‬
‫إل العراق ف غي قرية ول حصن حت تأتيه رسله وجنوده وذلك يوم الميس الثان من الحرم سنة إحدى وستي فلما كان من الغد قدم عمر بن سعد بن أب وقاص ف أربعة آلف وكان قد‬
‫جهزه ابن زياد ف هؤلء إل الديلم فاستعفاه عمر بن سعد من ذلك فقال له ابن زياد إن شئت عفيتك وعزلتك عن ولية هذه البلد الت قد استنبتك عليها فقال حت أنظر ف أمرى فجعل ل‬
‫يستشي أحدا إل ناه عن السي إل السي حت قال له ابن أخته حزة بن الغية بن شعبة إياك أن تسي إل السي فتعصى ربك وتقطع رحك فوال لن ترج من سلطان الرض كلها أحب‬
‫إليك من أن تلقى ال بدم السي فقال إن أفعل إن شاء ال تعال ث أن عبيد ال بن زياد تدده وتوعده بالعزل والقتل فسار إل السي فنازله ف الكان الذى ذكرنا ث بعث إل السي الرسل‬
‫ما الذى أقدمك فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪175‬‬

‫كتب إل اهل الكوفة أن أقدم عليهم فاذ قد كرهون فأنا راجع إل مكة وأذركم فلما بلغ عمر بن سعد هذا قال أرجو أن يعافين ال من حربه وكتب إل ابن زياد ذلك فرد عليه ابن زياد أن‬
‫حل بينهم وبي الاء كما فعل بالتقى الزكى الظلوم أمي الؤمني عثمان بن عفان واعرض على السي أن يبايع هو ومن معه لمي الؤمني يزيد بن معاوية فاذا فعلوا ذلك رأينا رأينا وجعل‬
‫أصحاب عمر بن سعد ينعون أصحاب السي من الاء وعلى سرية منهم عمرو بن الجاج فدعا عليهم بالعطش فمات هذا الرجل من شدة العطش ث إن السي طلب من عمر بن سعد أن‬
‫يتمع به بي العسكرين فجاء كل واحد منهما ف نو من عشرين فارسا فتكلما طويل حت ذهب هزيع من الليل ول يدر أحد ما قال ولكن ظن بعض الناس أنه سأله أن يذهب معه إل يزيد‬
‫بن معاوية إل الشام ويتركا العسكرين متواقفي فقال عمر إذا يهدم ابن زياد داري فقال السي أنا أبنيها لك أحسن ما كانت قال إذا يأخذ ضياعى قال أنا أعطيك خيا منها من مال بالجاز‬
‫قال فتكره عمر بن سعد من ذلك وقال بعضهم بل سأل منه إما أن يذهبا إل يزيد أو يتركه يرجع إل الجاز أو يذهب إل بعض الثغور فيقاتل الترك فكتب عمر إل عبيد ال بذلك فقال نعم‬
‫قد قبلت فقام الشمر بن ذى الوشن فقال ل وال حت ينل على حكمك هو وأصحابه ث قال وال لقد بلغن أن حسينا وابن سعد يلسان بي العسكرين فيتحدثان عامة الليل فقال له ابن‬
‫زياد فنعم ما رأيت‬
‫وقد روى أبو منف حدثن عبد الرحن بن جندب عن عقبة بن سعان قال لقد صحبت السي من مكة إل حي قتل وال ما من كلمة قالا ف موطن إل وقد سعتها وإنه ل يسأل أن يذهب إل‬
‫يزيد فيضع يده إل يده ول أن يذهب إل ثغر من الثغور ولكن طلب منهم أحد أمرين إما أن يرجع من حيث جاء وإما أن يدعوه يذهب ف الرض العريضة حت ينظر ما يصي أمر الناس إليه‬
‫ث إن عبيد ال بعث شر بن ذى الوشن فقال اذهب فان جاء حسي وأصحابه على حكمى وإل فمر عمر بن سعد أن يقاتلهم فان تباطأ عن ذلك فاضرب عنقه ث أنت المي على الناس‬
‫وكتب إل عمر بن سعد يتهدده على توانيه ف قتال السي وأمره إن ل يىء السي إليه أن يقاتله ومن معه فانم مشاقون فاستأمن عبيد ال بن أب الحل لبن عمته أم البني بنت حرام من‬
‫على وهم العباس وعبد ال وجعفر وعثمان فكتب لم ابن زياد كتاب أمان وبعثه عبيد ال بن الحل مع مول له يقال له كرمان فلما بلغهم ذلك قالوا أما أمان ابن سية فل نريده وإنا لنرجو‬
‫أمانا خيا من امان ابن سية ولا قدم شر بن ذى الوشن على عمر بن سعد بكتاب عبيد ال بن زياد قال عمر أبعد ال دارك وقبح ما جئت به وال إن لظنك الذى صرفته عن الذى عرضت‬
‫عليه من المور الثلثة الت طلبها السي فقال له شر فأخبن ما أنت صانع أتقاتلهم أنت أو تاركى وأياهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪176‬‬

‫فقال له عمر ل ول كرامة لك أنا أتول ذلك وجعله على الرجالة ونضوا إليهم عشية يوم الميس التاسع من الحرم فقام شر بن ذى الوشن فقال أين بنو أختنا فقام إليه العباس وعبد ال‬
‫وجعفر وعثمان بنو على بن أب طالب فقال أنتم آمنون فقالوا إن أمنتنا وابن رسول ال ص وإل فل حاجة لنا بأمانك قال ث نادى عمر بن سعد ف اليش يا خيل ال اركب وابشرى فركبوا‬
‫وزحفوا إليهم بعد صلة العصر من يومئذ هذا وحسي جالس أمام خيمته متبيا بسيفه ونعس فخفق برأسه وسعت أخته الضجة فدنت منه فأيقظته فرجع برأسه كما هو وقال إن رأيت رسول‬
‫ال ص ف النام فقال ل إنك تروح إلينا فلطمت وجهها وقالت يا ويلتنا فقال ليس لك الويل يا أختاه اسكن رحك الرحن وقال له أخوة العباس بن على يا أخى جاءك القوم فقال اذهب‬
‫إليهم فسلهم ما بدا لم فذهب إليهم ف نو من عشرين فارسا فقال ما لكم فقالوا جاء أمر المي إما أن تأتوا على حكمه وإما أن نقاتلكم فقال مكانكم حت أذهب إل أب عبد ال فأعلمه‬
‫فرجع ووقف أصحابه فجعلوا يتراجعون القول ويؤنب بعضهم بعضا يقول أصحاب السي بئس القوم أنتم تريدون قتل ذرية نبيكم وخيار الناس ف زمانم ث رجع العباس بن على من عند‬
‫السي إليهم فقال لم يقول لكم أبو عبد ال انصرفوا عشيتكم هذه حت ينظر ف أمره الليلة فقال عمر بن سعد لشمر بن ذى الوشن ما تقول فقال أنت المي والرأى رأيك فقال عمر بن‬
‫الجاج بن سلمة الزبيدى سبحان ال وال لو سألكم ذلك رجل من الدليم لكان ينبغى إجابته وقال قيس بن الشعث أجبهم إل ما سألوك فلعمرى ليصبحنك بالقتال غدوة وهكذا جرى‬
‫المر فان السي لا رجع العباس قال له ارجع فارددهم هذه العشية لعلنا نصلى لربنا هذه الليلة ونستغفره وندعوه فقد علم ال من أن أحب الصلة له وتلوة كتابه والستغفار والدعاء‬
‫وأوصى السي ف هذه الليلة إل أهله وخطب أصحابه ف أول الليل فحمد ال تعال وأثن عليه وصلى على رسوله بعبارة فصيحة بليغة وقال لصحابه من أحب أن ينصرف إل أهله ف ليلته‬
‫هذه فقد أذنت له فان القوم إنا يريدونن فقال مالك بن النضر على دين ول عيال فقال هذا الليل قد غشيكم فاتذوه حجل ليأخذ كل منكم بيد رجل من أهل بيت ث اذهبوا ف بسيط‬
‫الرض ف سواد هذا الليل إل بلدكم ومدائنكم فان القوم إنا يريدونن فلو قد أصابون لوا عن طلب غيى فاذهبوا حت يفرج ال عز وجل فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه ل بقاء لنا‬
‫بعدك ول أرانا ال فيك ما نكره فقال السي يا بن عقيل حسبكم بسلم أخيكم أذهبوا فقد أذنت لكم قالوا فما تقول الناس إنا تركنا شيخنا وسيدنا ونب عمومتنا خي العمام ل نرم معهم‬
‫بسهم ول نطعن معهم برمح ول نضرب معهم بسيف رغبة ف الياة الدنيا ل وال ل نفعل ولكن نفديك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪177‬‬

‫بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حت نرد موردك فقبح ال العيش بعدك وقال نو ذلك مسلم بن عوسجة السدى وكذلك قال سعيد بن عبد ال النفى وال ل نليك حت يعلم ال أنا‬
‫قد حفظنا غيبة رسول ال ص فيك وال لو علمت أن أقتل دونك ألف قتلة وأن ال يرفع اشرع بذلك القتل عنك وعن أنفس هؤلء الفتية من أهل بيتك لحببت ذلك وإنا هى قتلة واحدة‬
‫وتكلم جاعة أصحابه بكلم يشبه بعضه بعضا من وجه واحد فقالوا وال ل نفارقك وأنفسنا الفداء لك نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا وأبداننا فاذا نن قتلنا وفينا وقضينا ما علينا وقال أخوة‬
‫العباس ل أرانا ال يوم فقدك ول حاجة لنا ف الياة بعدك وتتابع أصحابه على ذلك وقال‬
‫وقال أبو منف حدثن الارث بن كعب وأبو الضحاك عن على بن السي زين العابدين قال إن لالس تلك العشية الت قتل أب ف صبيحتها وعمت زينب ترضن إذا اعتزل أب ف خبائه‬
‫ومعه أصحابه وعنده حوى مول أب ذر الغفارى وهو يعال سيفه ويصلحه وأب يقول ‪ ...‬يا دهر أف لك من خليل ‪ ...‬كم لك بالشراق والصيل ‪ ...‬من صاحب أو طالب قتيل ‪ ...‬والدهر‬
‫‪ ...‬ل يقنع بالبديل ‪ ...‬وإنا المر إل الليل ‪ ...‬وكل حى سالك السبيل‬
‫فأعادها مرتي أو ثلثا حت حفظتها وفهمت ما أراد فخنقتن العبة فرددتا ولزمت السكوت وعلمت أن البلء قد نزل وأما عمت فقامت حاسرة حت انتهت إليه فقالت واثكله ليت الوت‬
‫أعدمن الياة اليوم ماتت أمى فاطمة وعلى أب وحسن أخى يا خليفة الاضى وثال الباقى فنظر إليها وقال يا أخية ل يذهب حلمك الشيطان فقالت بأب أنت وأمى يا أبا عبد ال استقتلت‬
‫ولطمت وجهها وشقت جيبها وخرت مغشيا عليها فقام إليها فصب على وجهها الاء وقال يا أخيه اتق ال واصبى وتعزى بعزاء ال واعلمى أن أهل الرض يوتون وأن أهل السماء ل يبقون‬
‫وأن كل شىء هالك إل وجه ال الذى خلق اللق بقدرته وييتهم بقهره وعزته ويعيدهم فيعبدونه وحده وهو فرد وحده واعلمى أن أب خي من وأمى خي من وأخى خي من ول ولم ولكل‬
‫مسلم برسول ال أسوة حسنة ث خرج عليها أن ل تفعل شيئا من هذا بعد مهلكه ث أخذ بيدها فردها إل عندى ث خرج إل أصحابه فأمرهم أن يدنوا بيوتم بعضها من بعض حت تدخل‬
‫الطناب بعضها ف بعض وأن ل يعلوا للعدو ملصا إليهم إل من جهة واحدة وتكون البيوت عن أيانم وعن شائلهم ومن ورائهم وبات السي وأصحابه طول ليلهم يصلون ويستغفرون‬
‫ويدعون ويتضرعون وخيول حرس عدوهم تدور من ورائهم عليها عزرة بن قيس‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪178‬‬

‫الحسى [ والسي يقرأ ول يسب الذين كفروا أنا نلى لم خي لنفسهم إنا نلى لم ليزدادوا إثا ولم عذاب مهي ما كان ال ليذر الؤمني على ما أنتم عليه حت ييز البيث من الطيب‬
‫الية فسمعها رجل من تلك اليل الت كانت ترس من أصحاب إبن زياد فقال نن ورب الكعبة الطيبون ميزنا ال منكم قال فعرفته فقلت لزيد ( ‪ ) 1‬بن حضي أتدرى من هذا قال ل فقلت‬
‫هذا أبو حرب السبيعى عبيد ال بن شي وكان مضحاكا بطال وكان شريفا شجاعا فاتكا وكان سعيد بن قيس ربا حبسه ف خبائه فقال له يزبد بن حصي يا فاسق مت كنت من الطيبي فقال‬
‫من أنت ويلك قال أنا يزيد بن حصي قال أنا ل هلكت وال عدو ال علم يريد قتلك قال فقلت له يا أبا حرب هل لك أن تتوب من ذنوبك العظام فوال إنا لنحن الطيبون وأنكم لنتم‬
‫البيثون قال نعم وأنا على ذلك من الشاهدين قال ويك أفل ينفعك معرفتك قال فانتهره عزرة بن قيس أمي السرية الت ترسنا فانصرف عنا ] ( ‪ ) 1‬قالوا فلما صلى عمر بن سعد الصبح‬
‫بأصحابه يوم المعة وقيل يوم السبت وكان يوم عاشوراء إنتصب للقتال وصلى السي أيضا بأصحابه وهم إثنان وثلثون فارسا وأربعون راجل ث إنصرف فصفهم فجعل على ميمنته زهي‬
‫بن القي وعلى اليسرة حبيب بن الطهر وأعطى رايته العباس بن على أخاه وجعلوا البيوت با فيها من الرم وراء ظهورهم وقد أمر السي من الليل فحفروا وراء بيوتم خندقا وقذفوا فيه‬
‫حطبا وخشبا وقصبا ث أضرمت فيه النار لئل يلص أحد إل بيوتم من ورائها وجعل عمر بن سعد على ميمنته عمرو بن الجاج الزبيدى وعلى اليسرة شر بن ذى الوشن وأسم ذى‬
‫الوشن شرحبيل بن العور بن عمرو بن معاوية من بن الضباب بن كلب وعلى اليل عزرة بن قيس الحسى وعلى الرجالة شبيث بن ربعى وأعطى الراية لوردان موله وتواقف الناس ف‬
‫ذلك الوضع فعدل السي إل خيمة قد نصبت فاغتسل فيها وانطلى بالنورة وتطيب بسك كثي ودخل بعده بعض المراء ففعلوا كما فعل فقال بعضهم لبعض ما هذا ف هذه الساعة فقال‬
‫بعضهم دعنا منك وال ما هذه بساعة باطل فقال يزيد بن حصي وال لقد علم قومى أن ما أحببت الباطل شابا ول كهل ولكن وال إن لستبشر با نن لحقون وال ما بيننا وبي الور العي‬
‫إل أن ييل علينا هؤلء القوم فيقتلوننا ث ركب السي على فرسه وأخذ مصحفا فوضعه بي يديه ث استقبل القوم رافعا يديه يدعو با تقدم ذكره اللهم أنت ثقت ف كل كرب ورجائى ف كل‬
‫شدة إل آخره وركب إبنه على بن السي وكان ضعيفا مريضا فرسا يقال له الحق ونادى السي أيها الناس اسعوا من نصيحة أقولا لكم فأنصت الناس كلهم فقال بعد حد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪179‬‬

‫ال والثناء عليه أيها الناس إن قبلتم من وأنصفتمون كنتم بذلك أسعد ول يكن لكم على سبيل وإن ل تقبلوا من فاجعوا أمركم وشركاءكم ث ل يكن عليكم غمة ث اقضوا إل ول تنظرون‬
‫وإن ولي ال الذى نزل الكتاب وهو يتول الصالي‬
‫فلما سع ذلك أخواته وبناته ارتفت أصواتن بالبكاء فقال عند ذلك ل يبعد ال ابن عباس يعن حي أشار عليه أن يرج بالنساء معه ويدعهن بكة إل أن ينتظم المر ث بعث أخاه العباس‬
‫فسكتهن ث شرع يذكر للناس فضله وعظمة نسبه وعلو قدره وشرفه ويقول راجعوا أنفسكم وحاسبوها هل يصلح لكم قتال مثلى وأنا ابن بنت نبيكم وليس على وجه الرض ابن بنت نب‬
‫غيى وعلى أب وجعفر ذو الناحي عمى وحزة سيد الشهداء عم أب وقال ل رسول ال ص ولخى هذان سيدا شباب أهل النة فان صدقتمون با أقول فهو الق فوال ما تعمدت كذبة‬
‫منذ علمت أن ال يقت على الكذب وإل فاسألوا أصحاب رسول ال ص عن ذلك جابر بن عبد ال وأبا سعيد وسهل بن سعد وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يبونكم بذلك ويكم إما‬
‫تتقون ال أما ف هذا حاجز لكم عن سفك دمى فقال عند ذلك شر بن ذى الوشن هو يعبد ال على حرف إن كنت أدرى ما يقول فقال له حبيب بن الطهر ( ‪ ) 1‬وال يا شر إنك لتعبد ال‬
‫على سبعي حرفا وأما نن فوال إنا لندرى ما يقول وإنه قد طبع على قلبك ث قال أيها الناس ذرون أرجع إل مأمن من الرض فقالوا ما ينعك أن تنل على حكم بن عمك فقال معاذ ال‬
‫إن عذت برب وربكم من كل متكب ل يؤمن بيوم الساب ث أناخ راحلته وأمر عقبة بن سعان فعقلها [ ث قال أخبون أتطلبون بقتيل لكم قتلته أو مال لكم أكلته أو بقصاصة من جراحه‬
‫قال فأخذوا ل يكلمونه قال فنادى يا شبيث بن ربعى يا حجار بن أبر يا قيس بن الشعث يا زيد بن الارث أل تكتبوا إل أنه قد أينعت الثمار وأخضر الناب فأقدم علينا فانك إنا تقدم على‬
‫جند مندة فقالوا له ل نفعل فقال سبحان ال وال لقد فعلتم ث قال يا أيها الناس إذ قد كرهتمون فدعون أنصرف عنكم فقال له قيس بن الشعث أل تنل على حكم بن عمك فانم لن‬
‫يؤذوك ول ترى منهم إل ما تب فقال له السي أنت أخو أخيك أتريد أن تطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم ابن عقيل ل وال ل أعطيهم بيدى إعطاء الذليل ول أقر لم إقرار العبيد‬
‫قال وأقبلوا يزحفون نوه وقد تيز إل جيش السي من أولئك طائفة قريب من ثلثي فارسا فيما قيل منهم الر بن يزيد أمي مقدمة جيش ابن زياد فاعتذر إل السي ما كان منهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪180‬‬

‫قال ولو أعلم أنم على هذه النية لسرت معك إل يزيد فقبل منه السي ث تقدم بي يدى أصحاب السي فخاطب عمر بن سعد فقال ويكم أل تقبلون من ابن بنت رسول ال ص ما يعرض‬
‫عليكم من الصال الثلث واحدة منها فقال لو كان ذلك إل قبلت‬
‫قال وخرج من أصحاب السي زهي بن القي على فرس له شاك ف السلح فقال يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب ال نذار إن حقا على السلم نصيحة أخيه السلم ونن حت الن أخوة‬
‫وعلى دين واحد وملة واحدة ما ل يقع بيننا وبينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن ال قد ابتلنا وإياكم بذرية نبيه لينظر ما نن وأنتم عاملون إنا ندعوكم‬
‫إل نصره وخذلن الطاغية ابن الطاغية عبيد ال بن زياد فأنكم ل تدركوا منهما إل سوء عموم سلطانا يسملن أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويثلن بكم ويقتلن أماثلكم وقراءكم‬
‫أمثال حجر بن عدى وأصحابه وهانء بن عروة وأشباهه قال فسبوه وأثنوا على ابن زياد ودعوا له وقالوا ل ننع حت نقتل صاحبك ومن معه فقال لم إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من‬
‫ابن سية فان أنتم ل تنصروهم فأعيذكم بال أن تقتلوهم خلوا بي هذا الرجل وبي ابن عمه يزيد بن معاوية نذهب حيث شاء فلعمرى إن يزيد ليضى من طاعتكم بدون قتل السي قال فرماه‬
‫شر بن ذى الوشن بسهم وقال له اسكت اسكت ال نامتك أبرمتنا بكثرة كلمك فقال له زهي يا ابن البوال على عقبية إياك أخاطب إنا أنت بيمة وال ما أظنك تكم من كتاب ال آيتي‬
‫فابشر بالزى يوم القيامة والعذاب الليم فقال له شر إن ال قاتلك وصاحبك بعد ساعة فقال له زهي أبالوت توفن فوال للموت معه أحب إل من اللود معكم ث إن زهيا أقبل على‬
‫الناس رافعا صوته يقول عباد ال ل يغرنكم عن دينكم هذا اللف الاف وأشباهه فوال ل ينال شفاعة ممد ص قوم أهرقوا دماء ذريته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريهم‬
‫وقال الر بن يزيد لعمر بن سعد أصلحك ال أمقاتل أنت هذا الرجل قال إى وال قتال أيسره أن تسقط الرؤس وتطيح اليدى وكان الر من أشجع أهل الكوفة فلمه بعض أصحابه على‬
‫الذهاب إل السي فقال له وال إن أخي نفسى بي النة والنار ووال ل أختار على النة غيها ولو قطعت وحرقت ث ضرب فرسه فلحق بالسي فاعتذر إليه با تقدم ث قال يا أهل الكوفة‬
‫لمكم البل أدعوت السي إليكم حت إذا أتاكم أسلمتموه رغم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ث عدوت عليه لتقتلوه ومنعتموه التوجه ف بلد ال العريضة الوسيعة الت ل ينع فيها الكلب‬
‫والنير وحلتم بينه وبي الاء الفرات الارى الذى يشرب منه الكلب والنير وقد صرعهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪181‬‬

‫العطش بئس ما خلفتم ممدا ف ذريته لسقاكم ال يوم الظما الكب إن ل تتوبوا وترجعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا ف ساعتكم هذه فحملت عليه رجاله لم ترميه بالنبل فأقبل حت وقف‬
‫أمام السي وقال لم عمر بن سعد لو كان المر ل لحببت السي إل ما طلب ولكن أب على عبيد ال بن زياد وقد خاطب أهل الكوفة وأنبهم ووبهم وسبهم فقال لم الر بن يزيد‬
‫ويكم منعتم السي ونساءه وبناته الاء الفرات الذى يشرب منه اليهود والنصارى ويتمرغ فيه خنازير السواد وكلبه فهو كالسي ف أيديكم ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا‬
‫قال فتقدم عمر بن سعد وقال لوله يا دريد أدن رايتك فأدناها ث شر عمر عن ساعده ورمى بسهم وقال أشهدوا أن أول من رمى القوم قال فترامى الناس بالنبال وخرج يسار مول زياد‬
‫وسال مول عبيد ال فقال من يبارز فبز لما عبيد ال بن عمر الكلب بعد استئذانه السي فقتل يسارا أول ث قتل سالا بعده وقد ضربه سال ضربة أطار أصابع يده اليسرى وحل رجل يقال‬
‫له عبد ال بن حوزة حت وقف بي يدى السي فقال له يا حسي أبشر بالنار فقال له السي كل ويك إن أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع بل أنت أول بالنار قالوا فانصرف فوقصته‬
‫فرسه فسقط وتعلقت قدمه بالركاب وكان السي قد سأل عنه فقال أنا ابن حوزة فرفع السي يده وقال اللهم حزه إل النار فغضب ابن حوزة وأراد أن يقحم عليه الفرس وبينه وبينه نر‬
‫فحالت به الفرس فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقى جانبه الخر متعلقا بالركاب وشد عليه مسلم بن عوسجة فضربه فأطار رجله اليمن وغارت به فرسه فلم يبقى حجر ير به إل ضربه ف‬
‫رأسه حت مات‬
‫وروى أبو منف عن أب جناب قال كان منا رجل يدعى عبد ال بن عمي من بن عليم كان قد نزل الكوفة واتذ دارا عند بئر العد من هدان وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط فرأى‬
‫الناس يتهيئون للخروج إل قتال السي فقال وال لقد كنت على قتال أهل الشرك حريصا وإن لرجو أن يكون جهادى مع ابن بنت رسول ال ص لؤلء أفضل من جهاد الشركي وأيسر‬
‫ثوابا عند ال فدخل إل امرأته فأخبها با هو عازم عليه فقالت أصبت أصاب ال بك أرشد أمورك افعل وأخرجن معك قال فخرج با ليل حت أتى السي ث ذكر قصة رمى عمر بن سعد‬
‫بالسهم وقصة قتله يسار مول ابن زياد وسال مول ابن زياد وأن عبد ال ابن عمي استأذن السي ف الروج إليهما فنظر إليه السي فرأى رجل آدم طويل شديد الساعدين بعيد ما بي‬
‫النكبي فقال السي إن لحسبه للقران قتال اخرج إن شئت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪182‬‬

‫فخرج فقال له من أنت فانتسب لما فقال ل نعرفك إل من خي منكما ث شد على يسار فكان كأمس الذاهب فانه لشتغل به إذ حل عليه سال مول ابن زياد فصاح به صائح قد رهقك العبد‬
‫قال فلم ينتبه حت غشية فضربه على يده اليسرى فأطار أصابعه ث مال على الكلب فضربه حت قتله وأقبل يرتز ويقول ‪ ...‬إن تنكران فأنا ابن كلب نسب ‪ ...‬بيت ف عليم حسب ‪ ...‬إن‬
‫‪ ...‬امرؤ ذو مروءة وعضب ‪ ...‬ولست بالوار عند الكرب ‪ ...‬إن زعيم لك أم وهب ‪ ...‬بالطعن فيهم مقدما والضرب ‪ ...‬ضرب غلم مؤمن بالرب‬
‫فأخذت أم وهب عمودا ث أقبلت نو زوجها تقول له فداؤك أب وأمى قاتل دون الطيبي ذرية ممد عليه السلم فأقبل إليها يردها نو النساء فأقبلت تاذبه ثوبه قالت دعن أكون معك‬
‫فناداها السي انصرف إل النساء فاجلسى معهن فانه ليس على النساء قتال فانصرفت إليهن‬
‫قال وكثرت البارزة يومئذ بي الفريقي والنصر ف ذلك لصحاب السي لقوة بأسهم وأنم مستميتون لعاصم لم إل سيوفهم فأشار بعض المراء على عمر بن سعد بعدم البارزة وحل عمر‬
‫بن الجاج أمي ميمنة جيش ابن زياد وجعل يقول قاتلوا من مرق من الدين وفارق الماعة فقال له السي ويك يا حجاج أعلى ترض الناس أنن مرقنا الدين وأنت تقيم عليه ستعلمون إذا‬
‫فارقت أرواحنا أجسادنا من أول بصلى النار وقد قتل ف هذه الملة مسلم بن عوسجة وكان أول من قتل من أصحاب السي فمشى إليه السي فترحم عليه وهو على آخر رمق وقال له‬
‫حبيب بن مطهر ابشر بالنة فقال له بصوت ضعيف بشرك ال بالي ث قال له حبيب لول أن أعلم أن على أثرك لحقك لكنت أقضى ما توصى به فقال له مسلم بن عوسجة أوصيك بذا‬
‫وأشار إل السي إل أن توت دونه قالوا ث حل شر بن ذى الوشن باليسرة وقصدوا نو السي فدافعت عنه الفرسان من أصحابه دفاعا عظيما وكافحوا دونه مكافحة بليغة فأرسلوا‬
‫يطلبون من عمر بن سعد طائفة من الرماة الرجالة فبعث إليهم نوا من خسمائة فجعلوا يرمون خيول أصحاب السي فعقروها كلها حت بقى جيعهم رجاله ولا عقروا جواد الر ابن يزيد‬
‫‪ ...‬نزل عنه وف يده السيف كأنه ليث وهو يقول ‪ ...‬إن تعقروا ب فانا ابن الر ‪ ...‬أشجع من ذى لبد هزبر‬
‫ويقال إن ابن عمر بن سعد أمر بتقويض تلك البنية الت تنع من القتال من أتى ناحيتها فجعل أصحاب السي يقتلون من يتعاطى ذلك فأمر بتحريقها فقال السي دعوهم يرقونا فانم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪183‬‬

‫ل يستطيعون أن يوزوا منها وقد أحرقت وجاء شر بن ذى الوشن قبحه ال إل فسطاط السي فطعنه برمه يعن الفسطاط وقال إيتون بالنار لحرقه على من فيه فصاحت النسوة وخرجن‬
‫منه فقال له السي أحرقك ال بالنار وجاء شبيث بن ربعى إل شر قبحه ال فقال له ما رأيت أقبح من قولك ول من فعلك وموقفك هذا أتريد أن ترعب النساء فاستحى وهم بالرجوع وقال‬
‫حيد بن مسلم قلت لشمر سبحان ال إن هذا ل يصلح لك أتريد أن تمع على نفسك خصلتي تعذب بعذاب ال وتقتل الولدان والنساء وال إن ف قتلك الرجال لا ترضى به أميك قال‬
‫فقال ل من أنت قلت ل أخبك من أنا وخشيت أن إن أخبته فعرفن أن يسوءن عند السلطان‬
‫وشد زهي بن القي ف رجال من أصحاب السي على شر بن ذى الوشن فأزالوه عن موقفه وقتلوا أبا عزة الضباب وكان من أصحاب شر وكان الرجل من أصحاب السي إذا قتل بان‬
‫فيهم اللل وإذا قتل من أصحاب ابن زياد الماعة الكثية ل يتبي ذلك فيهم لكثرتم ودخل عليهم وقت الظهر فقال السي مروهم فليكفوا عن القتال حت نصلى فقال رجل من أهل‬
‫الكوفة إنا ل تقبل منكم فقال له حبيب بن مطهر ويك أتقبل منكم ول تقبل من آل رسول ال ص [ وقاتل حبيب قتال شديدا حت قتل رجل يقال له بديل بن صري من بن عقفان وجعل‬
‫‪ ...‬يقول ‪ ...‬أنا حبيب وأب مطهر ‪ ...‬فارس هيجاء وحرب مسعر ‪ ...‬أنتم أوفر عدة وأكثر ‪ ...‬ونن أوف منكم وأصب ‪ ...‬ونن أعلى حجة وأظهر ‪ ...‬حقا وأبقى منكم واطهر‬
‫ث حل على حبيب هذا رجل من بن تيم فطعنه فوقع ث ذهب ليقوم فضربه الصي بن ني على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمى فاحتز رأسه وحله إل ابن زياد فرأى ابن حبيب رأس‬
‫أبيه فعرفه فقال لامله اعطن رأس أب حت أدفنه ث بكى وقال فمكث الغلم إل أن بلغ أشده ث ل تكن له هة إل قتل قاتل أبيه قال فلما كان زمن مصعب بن عمي دخل الغلم عسكر‬
‫مصعب فاذا قاتل أبيه ف فسطاطه فدخل عليه وهو قائل فضربه بسيفه حت برد‬
‫وقال أبو منف حدثن ممد بن قيس قال لا قتل حبيب بن مطهر هد ذلك السي وقال عند ذلك أحتسب نفسى وأخذ الر يرتز ويقول للحسي ‪ ...‬آليت ل تقتل حت أقتل ‪ ...‬ولن‬
‫أصاب اليوم إل مقبل ‪ ...‬أضربم بالسيف ضربا مفضل ‪ ...‬لنا كل عنهم ول مهمل ‪ ...‬ث قاتل هو وزهي بن القي قتال شديدا فكان إذا شد أحدها حت استلحم شد الخر حت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪184‬‬

‫يلصه فعل ذلك ساعة ث إن رجال شدوا على الر بن يزيد فقتلوه وقتل أبو ثامة الصائدى ابن عم له كان عدو له ث صلى السي بأصحابه الظهر صلة الوف ث اقتتلوا بعدها قتال شديدا‬
‫ودافع عن السي صناديد أصحابه وقاتل زهي بن القي بي يدى السي قتال شديدا ورمى بعض أصحابه بالنبل حت سقط بي يدى السي وجعل زهي يرتز ويقول ‪ ...‬أنا زهي وأنا ابن‬
‫‪ ...‬القي ‪ ...‬أذودكم بالسيف عن السي‬
‫قال وأخذ يضرب على منكب السي ويقول‬
‫‪ ...‬أقدم هديت هاديا مهديا ‪ ...‬فاليوم تلقى جدك النبيا ‪ ...‬وحسنا والرتضى عليا ‪ ...‬وذا الناحي الفت الكميا ‪ ...‬وأسد ال الشهيد اليا ‪...‬‬
‫قال فشد عليه كثي بن عبد ال الشعب ومهاجر بن أوس فقتله‬
‫قال وكان من أصحاب السي نافع بن هلل الملى وكان قد كتب على فوق نبله فجعل يرمى با مسمومة وهو يقول ‪ ...‬أرمى با معلما أفواقها ‪ ...‬والنفس ل ينفعها شقاقها ‪ ...‬أنا الملى‬
‫‪ ...‬أنا على دين على‬
‫فقتل أثن عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح ث ضرب حت كسرت عضداه ث أسروه فأتوا به عمر بن سعد فقال له ويك يا نافع ما حلك على ما صنعت بنفسك فقال إن رب‬
‫يعلم ما أردت والدماء تسيل عليه وعلى ليته ث قال وال لقد قتلت من جندكم اثن عشر سوى من جرحت وما ألوم نفسى على الهد ولو بقيت ل عضد وساعد ما أسرتون فقال شر‬
‫لعمر اقتله قال أنت جئت به فان شئت اقتله فقام شر فأنتضى سيفه فقال له نافع أما وال يا شر لو كنت من السلمي لعظم عليك أن تلقى ال بدمائنا فالمد ل الذى جعل منايانا على يدى‬
‫شرار خلقه ث قتله ث أقبل شر فحمل على أصحاب السي وتكاثر معه الناس حت كادوا أن يصلوا إل السي فلما رأى أصحاب السي أنم قد كثروا عليهم وأنم ل يقدرون على أن‬
‫ينعوا السي ول انفسهم تنافسوا ان يقتلوا بي يديه فجاء عبد الرحن وعبد ال ابنا عزرة الغفارى فقال أبا عبد ال عليك السلم حازنا العدو إليك فأحببنا أن نقتل بي يديك وندفع عنك‬
‫فقال مرحبا بكما ادنو من فدنوا منه فجعل يقاتلن قريبا منه وها يقولن‬
‫قد علمت حقا بنو غفار ‪ ...‬وخندف بعد بن نزار ‪ ...‬لنضربن معشر الفجار ‪ ...‬بكل عضب قاطع بتار ‪ ...‬يا قوم ذودوا عن بن الخيار ‪ ...‬بالشر ف والقنا الطار ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪185‬‬

‫ث أتاه أصحابه مثن وفرادى يقاتلون بي يديه وهو يدعو لم ويقول جزاكم ال أحسن جزاء التقي فجعلوا يسلمون على السي ويقاتلون حت يقتلوا ث جاء عابس بن أب شبيب فقال يا أبا‬
‫عبد ال أما وال ما أمسى على ظهر الرض قريب ول بعيد أعز على منك ولو قدرت أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشىء أعز على من نفسى ودمى لفعلته السلم عليك با أبا عبد ال أشهد‬
‫ل أن على هديك ث مشى بسيفه صلتا وبه ضربة على جبينه وكان أشجع الناس فنادى ألرجل لرجل أل ابرزوا إل فعرفوه فنكلوا عنه ث قال عمر بن سعد ارضخوه بالجارة فرمى بالجارة‬
‫من كل جانب فلما رأى ذلك ألقى درعه ومفرة ث شد على الناس وال لقد رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس بي يديه ث إنم عطفوا عليه من كل جانب فقتل رحه ال فرأيت رأسه ف‬
‫أيدى رجال ذوى عدد كل يدعى قتله فأتوا به عمر بن سعد فقال لم ل تتصموا فيه فانه ل يقتله إنسان واحد ففرق بينهم بذا القول‬
‫ث قاتل أصحاب السي بي يديه حت تفانوا ول يبق معه أحد إل سويد بن عمرو بن أب مطاع الثعمى وكان أول قتيل قتل من أهل السي من بن أب طالب على الكب بن السي بن على‬
‫وأمه ليلى بنت أب مرة بن عروة بن مسعود الثقفى طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبدى فقتله لنه جعل يقى أباه وجعل يقصد أباه فقال على بن السي ‪ ...‬أنا على بن السي بن على ‪...‬‬
‫‪ ...‬نن وبيت ال أول بالنب ‪ ...‬تال ل يكم فينا ابن الدعى ‪ ...‬كيف ترون اليوم سترى عن أب‬
‫فلما طعنه مرة احتوشته الرجال فقطعوه بأسيافهم فقال السي قتل ال قوما قتلوك يا بن ما أجرأهم على ال وعلى انتهاك مارمه فعلى الدنيا بعدك العفاء قال وخرجت جارية كأنا الشمس‬
‫حسنا فقالت يا أخاه ويا ابن أخياه فاذا هى زينب بنت على من فاطمة فأكبت عليه وهو صريع قال فجاء السي فأخذ بيدها فأدخلها الفسطاط وأمر به السي فحول من هناك إل بي يديه‬
‫عند فسطاطه ث قتل عبد ال بن مسلم بن عقيل ث قتل عون وممد ابنا عبد ال بن جعفر ث قتل عبد الرحن وجعفر ابنا عقيل بن أب طالب ث قتل القاسم بن السن بن علي بن أب طالب‬
‫قال أبو منف وحدثن فضيل بن خديج الكندى أن يزيد بن زياد وكان راميا وهو أبو الشعثاء الكنان من بن بدلة جث على ركبتيه بي يدى السي فرمى بائة سهم ما سقط منها على‬
‫الرض خسة أسهم فلما فرغ من الرمى قال قد تبي ل أن قتلت خسة نفر ‪ ...‬أنا يزيد وأنا الهاجر ‪ ...‬أشجع من ليث قوى حادر‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪186‬‬

‫‪ ...‬برب إن للحسي ناصر ‪ ...‬ولبن سعد تارك وهاجر‬


‫قالوا ومكث السي نارا طويل وحده ل يأتى أحد إليه إل رجع عنه ل يب أن يلى قتله حت جاءه رجل من بن بداء يقال له مالك بن البشر فضرب السي على رأسه بالسيف فأدمى رأسه‬
‫وكان على السي برنس فقطعه وجرح رأسه فامتل البنس دما فقال له السي ل أكلت با ول شربت وحشرك ال مع الظالي ث ألقى السي ذلك البنس ودعا بعمامة فلبسها‬
‫وقال أبو منف حدثن سليمان بن أب راشد عن حيد قال خرج إلينا غلم كأن وجهه فلقة قمر ف يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلن قد انقطع شسع أحدها ما أنسى أنا اليسرى فقال‬
‫لنا عمر بن سعد بن نفيل الزدى وال لشدن عليه فقلت له سبحان ال وما تريد إل ذلك يكفيك قتل هؤلء الذين تراهم قد اعتزلوهم فقال وال لشدن عليه فشد عليه عمر بن سعد أمي‬
‫اليش فضربه وصاح الغلم يا عماه قال فشد السي على عمر بن سعد شدة ليث أعضب فضرب عمر بالسيف فاتقاه بالساعد فأطنها من لدن الرفق فصاح ث تنحى عنه وحلت خيل أهل‬
‫الكوفة ليستنقذوا عمر من السي فاستقبلت عمر بصدورها وحركت حوافرها وجالت بفرسانا عليه ث انلت الغبة فاذا بالسي قائم على رأس الغلم والغلم يفحص برجله والسي يقول‬
‫بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ث قال عز وال على عمك أن تدعوه فل ييبك أو ييبك ث ل ينفعك صوت وال كثي عدوه وقل ناصره ث احتمله فكأن أنظر إل‬
‫رجلى الغلم يطان ف الرض وقد وضع السي صدره على صدره ث جاء به حت ألقاه مع ابنه على الكب ومع من قتل من أهل بيته فسألت عن الغلم فقيل ل هو القاسم بن السن بن‬
‫على بن أب طالب‬
‫وقال هانء بن ثبيت الضرمى إن لواقف يوم مقتل السي عاشر عاشرة ليس منا رجل إل على فرس إذ خرج غلم من آل السي وهو مسك بعود من تلك البنية وعليه إزار وقميص وهو‬
‫مذعور يلتفت يينا وشال فكأن أنظر إل درتي ف أذنيه تذبذبان كلما التفت إذ أقبل رجل يركض فرسه حت إذا دنا من الغلم مال عن فرسه ث أخذ الغلم فقطعه بالسيف قال هشام‬
‫السكون هانء بن ثبيت هو الذى قتل الغلم خاف أن يعاب ذلك عليه فكن عن نفسه‬
‫قال ث إن السي أعيا فقعد على باب فسطاطه وأتى بصب صغي من أولده اسه عبد ال فأجلسه ف حجره ث جعل يقبله ويشمه ويودعه ويوصى أهله فرماه رجل من بن أسد يقال له ابن‬
‫موقد النار بسهم فذبح ذلك الغلم فتلقى حسي دمه ف يده وألقاه نو السماء وقال رب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪187‬‬

‫إن تك قد حبست عنا النصر من السماء فاجعله لا هو خي وانتقم لنا من الظالي ورمى عبد ال ابن عقبة الغنوى أبا بكر بن السي بسهم فقتله أيضا ث قتل عبد ال والعباس وعثمان وجعفر‬
‫وممد بنوا على بن أب طالب إخوة السي وقد اشتد عطش السي فحاول أن يصل إل أن يشرب من ماء الفرات فما قدر بل مانعوه عنه فخلص إل شربه منه فرماه رجل يقال له حصي بن‬
‫تيم بسهم ف حنكة فأثبته فانتزعه السي من حنكة ففار الدم فتلقاه بيديه ث رفعهما إل السماء وها ملوءتان دما ث رمى به إل السماء وقال اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ول تذر على‬
‫الرض منهم أحدا ودعا عليهم دعاء بليغا‬
‫قال فوال إن مكث الرجل الرامى إل يسيا حت صب ال عليه الظمأ فجعل ل يروى ويسقى الاء مبدا وتارة يبد له اللب والاء جيعاا ويسقى فل يروى بل يقول ويلكم اسقون قتلن الظمأ‬
‫قال فوال ما لبث إل يسيا حت انفذ بطنه انفداد بطن البعي ث إن شر بن ذى الوشن أقبل ف نو من عشرة من رجالة الكوفة قبل منل السي الذى فيه ثقلة عياله فمشى نوهم فحالوا بينه‬
‫وبي رحله فقال لم السي ويلكم إن ل يكن لكم دين وكنتم ل تافون يوم العاد فكونوا ف دنياكم أحرارا وذوى أحساب امنعوا رحلى وأهلى من طغاتكم وجهالكم فقال ابن ذى الوشن‬
‫ذلك لك يا ابن فاطمة ث أحاطوا به فجعل شر يرضهم على قتله فقال له أبو النوب وما ينعك أنت من قتله فقال له شر إل تقول ذا فقال أبو النوب إل تقول ذا فاستبا ساعة فقال له أبو‬
‫النوب وكان شجاعا وال لقد همت أن اخضخض هذا السنان ف عينك فانصرف عنه شر‬
‫ث جاء شر ومعه جاعة من الشجعان حت أحاطوا بالسي وهو عند فسطاطه ول يبق معه أحد يول بينهم وبينه فجاء غلم يشتد من اليام كأنه البدر وف أذنيه درتان فخرجت زينب بنت‬
‫على لترده فامتنع عليها وجاء ياجف عن عمه فضربه رجل منهم بالسيف فاتقاه بيده فأطنها سوى جلده فقال يا أبتاه فقال له السي يا بن احتسبت أجرك عند ال فأنك تلحق بآبائك‬
‫الصالي ث حل على السي الرجال من كل جانب وهو يول فيهم بالسيف يينا وشال فيتنافرون عنه كتنافر العزى عن السبع وخرجت أخته زينب بنت فاطمة إليه فجعلت تقول ليت‬
‫السماء تقع على الرض وجاءت عمر بن سعد فقالت يا عمر أرضيت أن يقتل أبو عبد ال وأنت تنظر فتحادرت الدموع على ليته وصرف وجهه عنها ث جعل ل يقدم أحد على قتله حت‬
‫نادى شر بن ذى الوشن ويكم ماذا تنتظرون بالرجل فاقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فحملت الرجال من كل جانب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪188‬‬

‫على السي وضربه زرعة بن شريك التميمى على كتفه اليسرى وضرب على عاتقه ث انصرفوا عنه وهو ينوء ويكبو ث جاء إليه سنان بن أب عمرو بن انس النخعى فطعنه بالرمح فوقع ث‬
‫نزل فذبه وحز رأسه ث دفع رأسه إل خول بن يزيد وقيل إن الذى قتله شر بن ذى الوشن وقيل رجل من مذحج وقيل عمرو بن سعد بن أب وقاص وليس بشىء وإنا كان عمر أمي السرية‬
‫الت قتلت السي فقط والول أشهر وقال عبد ال بن عمار رأيت السي حي اجتمعوا عليه يمل على من على يينه حت انذعروا عنه فوال ما رأيت مكثورا قط قد قتل أولده وأصحابه‬
‫أربط جأشا منه ول أمضى جنانا منه وال ما رأيت قبله ول بعده مثله وقال ودنا عمر بن سعد من السي فقالت له زينب يا عمر أيقتل ابو عبد ال وأنت تنظر فبكى وصرف وجهه عنها‬
‫وقال أبو منف حدثن الصقعب بن زهي عن حيد بن مسلم قال جعل السي يشد على الرجال وهو يقول أعلى قتلى تابون أما وال ل تقتلون بعدى عبدا من عباد ال أسخط عليكم بقتله‬
‫من وأي ال إن أرجو أن يكرمن ال بوانكم ث ينتقم ال ل منكم من حيث ل تشعرون أما وال لو قد قتلتمون لقد ألقى ال بأسكم بينكم وسفك دماءكم ث ل يرضى لكم بذلك حت‬
‫يضاعف لكم العذاب الليم قال ولقد مكث طويل من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ولكن كان يتقى بعضهم ببعض دمه ويب هؤلء أن يكفيهم هؤلء مؤنة قتله حت نادى شر بن‬
‫ذى الوشن ماذا تنتظرون بقتله فتقدم إليه زرعة بن شريك التميمى فضربه بالسيف على عاتقه ث طعنه سنان بن أنس بن عمرو النخعى بالرمح ث نزل فاحتز رأسه ودفعه إل خول وقد روى‬
‫ابن عساكر ف ترجة شر بن ذى الوشن وذو الوشن صحاب جليل قيل اسه شرحبيل وقيل عثمان بن نوفل ويقال ابن أوس بن العور العامرى الضباب بطن من كلب ويكن شر بأب‬
‫السابغة‬
‫ث روى من طريق عمر بن شبة ثنا أبو أحد حدثن عمى فضيل بن الزبي عن عبد الرحيم بن ميمون عن ممد بن عمرو بن حسن قال كنا مع السي بنهرى كربلء فنظر إل شر بن ذى‬
‫الوشن فقال صدق ال ورسوله قال رسول ال ص كأن أنظر إل كلب أبقع بلغ ف دماء أهل بيت وكان شر قبحه ال أبرص وأخذ سنان وغيه سلبه وتقاسم الناس ما كان من أمواله‬
‫وحواصله وما ف خبائه حت ما على النساء من الثياب الطاهرة‬
‫وقال أبو منف عن جعفر بن ممد قال وجدنا بالسي حي قتل ثلثة وثلثي طعنة وأربعة وثلثي ضربة وهم شر بن ذى الوشن بقتل على بن السي الصغر زين العابدين وهو صغي‬
‫مريض حت صرفه عن ذلك حيد بن مسلم أحد أصحابه وجاء عمر بن سعد فقال أل ل يدخلن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪189‬‬

‫على هذه النسوة أحد ول يقتل هذا الغلم احد ومن اخذ من متاعهم شيئا فليده عليهم قال فوال ما رد احد شيئا فقال له على بن السي جزيت خيا فقد دفع ال عن بقالتك شرا قالوا ث‬
‫‪ ...‬جاء سنان بن انس إل باب فسطاط عمر بن سعد فنادى بأعلى صوته ‪ ...‬أو قر ركاب فضة وذهبا ‪ ...‬أنا قتلت اللك الحجبا ‪ ...‬قتلت خي الناس اما وأبا ‪ ...‬وخيهم إذ ينسبون نسبا‬
‫فقال عمر بن سعد أدخلوه على فلما دخل رماه بالسوط وقال ويك أنت منون وال لو سعك ابن زياد تقول هذا لضرب عنقك ومن عمر بن سعد على عقبة بن سعان حي أخبه أنه مول‬
‫فلم ينج منهم غيه والرفع بن يانة أسر فمن عليه ابن زياد وقتل من أصحاب السي اثنان وسبعون نفسا فدفنهم أهل الغاضرية من بن أسد بعد ما قتلوا بيوم واحد قال ث أمر عمر بن سعد‬
‫أن يوطأ السي باليل ول يصح ذلك وال أعلم وقتل أصحاب عمر بن سعد ثانية وثانون نفسا وروى عن ممد بن النفية أنه قال قتل مع السي سبعة عشر رجل كلهم من أولد فاطمة‬
‫وعن السن البصرى أنه قال قتل مع السي ستة عشر رجل كلهم من أهل بيته ما على وجه الرض يومئذ لم شبه وقال غيه قتل معه من ولده إخوته وأهل بيته ثلثة وعشرون رجل فمن‬
‫أولد على رضى ال عنه جعفر والسي والعباس وممد وعثمان وابو بكر ومن أولد السي على الكب وعبد ال ومن أولد أخيه السن ثلثة عبد ال والقاسم وأبو بكر بنو السن بن‬
‫على ابن أب طالب ومن أولد عبد ال بن جعفر اثنان عون وممد ومن أولد عقيل جعفر وعبد ال وعبد الرحن ومسلم قتل قبل ذلك كما قدمنا فهؤلء أربعة لصلبه واثنان آخران ها عبد‬
‫ال بن مسلم بن عقيل وممد بن أب سعيد بن عقيل فكملوا ستة من ولد عقيل وفيهم يقول الشاعر‬
‫‪ ...‬واندب تسعة لصلب على ‪ ...‬قد أصيبوا وستة لعقيل ‪ ...‬وسى النب غودر فيهم ‪ ...‬قد علوه بصارم مصقول ‪...‬‬
‫ومن قتل مع السي بكربلء أخوه من الرضاعة عبد ال بن بقطر وقد قيل إنه قتل قبل ذلك حيث بعث معه كتابا إل أهل الكوفة فحمل إل ابن زياد فقتله وقتل من أهل الكوفة من أصحاب‬
‫عمر بن سعد ثانية وثانون رجل سوى الرحى فصلى عليهم عمر بن سعد ودفنهم ويقال إن عمر بن سعد أمر عشرة فرسان فداسوا السي بوافر خيولم حت ألصقوه بالرض يوم العركة‬
‫وأمر برأسه أن يمل من يومه إل ابن زياد مع خول بن يزيد الصبحى فلما انتهى به إل القصر وجده مغلقا فرجع به إل منله فوضعه تت إجانة وقال لمرأته نوار بنت مالك جئتك بعز‬
‫الدهر فقالت وما هو فقال برأس السي فقالت جاء الناس بالذهب والفضة وجئت أنت برأس ابن بنت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪190‬‬

‫رسول ال ص وال ل يمعن وإياك فراش أبدا ث نضت عنه من الفراش واستدعى بامرأة له أخرى من ين أسد فنامت عنده قالت الرأة الثانية السدية وال ما زلت أرى النور ساطعا من تلك‬
‫الجانة إل السماء وطيورا بيضاء ترفرف حولا فلما أصبح غدابه إل ابن زياد فأحضره بي يديه ويقال إنه كان معه رؤس بقية أصحابه وهو الشهور ومموعها اثنان وسبعون رأسا وذلك أنه‬
‫ما قتل قتيل إل احتزوا رأسه وحلوه إل ابن زياد ث بعث با ابن زياد إل يزيد بن معاوية إل الشام‬
‫قال المام أحد حدثنا حسي ثنا جرير عن ممد عن أنس قال أتى عبيد ال بن زياد برأس السي فجعل ف طست ينكت عليه وقال ف حسنه شيئا فقال أنس إنه كان أشبههم برسول ال ص‬
‫وكان مضوبا بالوشة ورواه البخارى ف الناقب عن ممد بن السي بن إبراهيم هو ابن إشكاب عن حسي بن ممد عن جرير بن حازم عن ممد بن سيين عن أنس فذكره وقد رواه‬
‫الترمذى من حديث حفصة بنت سيين عن أنس قال حسن صحيح وفيه فجعل ينكت بقضيب ف أنفه ويقول ما رأيت مثل هذا حسنا وقال البزار حدثنا مفرج بن شجاع بن عبيد ال‬
‫الوصلى ثنا غسان بن الربيع ثنا يونس بن عبيدة عن ثابت وحيد عن أنس قال لا أتى عبيد ال بن زياد برأس السي جعل ينكت بالقضيب ثناياه ويقول لقد كان أحسبه قال جيل فقلت وال‬
‫لسوءنك إن رأيت رسول ال ص يلثم حيث يقع قضيبك قال فانقبض تفرد به البزار من هذا الوجه وقال ل نعلم رواه عن حيد غي يونس بن عبدة وهو رجل من أهل البصرة مشهور وليس‬
‫به بأس ورواه أبو يعلى الوصلى عن إبراهيم بن الجاج عن حاد بن سلمة عن على بن زيد عن أنس فذكره ورواه قرة بن خالد عن السن عن أنس فذكره‬
‫وقال أبو منف عن سليمان بن راشد عن حيد بن مسلم قال دعان عمر بن سعد فسرحن إل أهله لبشرهم با فتح ال عليه وبعافيته فأجد ابن زياد قد جلس للناس وقد دخل عليه الوفد‬
‫الذين قدموا عليه فدخلت فيمن دخل فاذا رأس السي موضوع بي يديه وإذا هو ينكت فيه بقضيب بي ثناياه ساعة فقال له زيد بن أرقم ارفع هذا القضيب عن هاتي الثنيتي فوال الذى ل‬
‫إله إل هو لقد رأيت شفت رسول ال ص على هاتي الثنيتي يقبلهما ث انفضخ الشيخ يبكى فقال له ابن زياد أبكى ال عينك فوال لول أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك‬
‫قال فنهض فخرج فلما خرج قال الناس وال لقد قال زيد بن أرقم كلما لو سعه ابن زياد لقتله قال فقلت ما قال قالوا مر بنا وهو يقول ملك عبد عبيدا فاتذهم تليدا أنتم يا معشر العرب‬
‫العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرت ابن مرجانة فهو يقتل خياركم ويسيتعبد شراركم فبعدا لن رضى بالذل وقد روى من طريق أب داود باسناده عن زيد بن أرقم بنحوه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪191‬‬

‫ورواه الطبان من طريق ثابت عن يزيد‬


‫وقد قال الترمذى حدثنا واصل بن عبد العلى ثنا أبو معاوية عن العمش عن عمارة بن عمي قال لا جىء برأس عبيد ال بن زياد وأصحابه فنصبت ف السجد ف الرحبة فانتهيت إليهم وهم‬
‫يقولون قد جاءت فاذا حية قد جاءت تتخلل الرؤس حت دخلت ف منخرى عبيد ال بن زياد فمكثت هنيهه ث خرجت فذهبت حت تغيب ث قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتي أو‬
‫ثلثا ث قال الترمذى حسن صحيح‬
‫وأمر ابن زياد فنودى الصلة جامعة فاجتمع الناس فصعد النب فذكر ما فتح ال عليه من قتل السي الذى أراد أن يسلبهم اللك ويفرق الكلمة عليهم فقام إليه عبد ال بن عفيف الزدى‬
‫فقال ويك يا ابن زياد تقتلون أولد النبيي وتتكلمون بكلم الصديقي فأمر به ابن زياد فقتل وصلب ث أمر برأس السي فنصب بالكوفة وطيف به ف أزقتها ث سيه مع زحر بن قيس ومعه‬
‫رؤس أصحابه إل يزيد بن معاوية بالشام وكان مع زحر جاعة من الفرسان منهم أبو بردة بن عوف الزدى وطارق بن أب ظبيان الزدى فخرجوا حت قدموا بالرؤوس كلها على يزيد بن‬
‫معاوية بالشام‬
‫قال هشام فحدثن عبد ال بن يزيد بن روح بن زنباع الذامى عن أبيه عن الغاز بنن ربيعة الرشى من حي قال وال إن لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس فدخل على يزيد‬
‫فقال له يزيد ويك ما وراءك فقال أبشر يا أمي الؤمني بفتح ال عليك ونصره ورد علينا السي بن على بن أب طالب وثانية عشر من أهل بيته وستون رجل من شيعته فسرنا إليهم‬
‫فسألناهم أن يستسلموا وينلوا على حكم المي عبيد ال بن زياد أو القتال فاختاروا القتال فغدونا إليهم مع شروق الشمس فأحطنا بم من كل ناحية حت أخذت السيوف مأخذها من هام‬
‫القوم فجعلوا يهربون إل غي مهرب ول وزر ويلوذون منا بالكام والفر لواذا كما لذ المام من صقر فوال ما كانوا إل حزر جزر أو نومة قائل حت أتينا على آخرهم فهاتيك أجسادهم‬
‫مردة وثيابم مزملة وخدودهم معفرة تصهرهم الشمس وتسفى عليهم الريح زوارهم العقبان والرخم‬
‫قال فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل السي لعن ال ابن سية أما وال لو أن صاحبه لعفوت عنه ورحم ال السي ول يصل الذى جاء برأسه بشىء ولا‬
‫وضع رأس السي بي يدي يزيد قال أما وال لو أن صاحبك ما قتلتك ث أنشد قول السي بن المام الرى الشاعر ‪ ...‬يفلقن هاما من رجال أعزة ‪ ...‬علينا وهم كانوا أعق وأظلما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪192‬‬

‫قال أبو منف فحدثن أبو جعفر العبسى قال وقام يي بن الكم أخو مروان بن الكم فقال ‪ ...‬لام بنب الطف أدن قرابة ‪ ...‬من ابن زياد العبد ذى السب الوغل ‪ ...‬سية أضحى نسلها‬
‫‪ ...‬عدد الصى ‪ ...‬وليس لل الصطفى اليوم من نسل‬
‫قال فضرب يزيد ف صدر يي بن الكم وقال له اسكت وقال ممد بن حيد الرازى وهو شيعى حدثنا ممد بن يي الحرى ثنا ليث عن ماهد قال لا جىء برأس السي فوضع بي يدى‬
‫يزيد تثل بذه البيات ‪ ...‬ليت أشياخى ببدر شهدوا ‪ ...‬جزع الزرج ف وقع السل ‪ ...‬فأهلوا واستهلوا فرحا ‪ ...‬ث قالوا ل هنيا ل تسل ‪ ...‬حي حكت بفناء بركها ‪ ...‬واستحر القتل ف‬
‫‪ ( ...‬عبد السل ‪ ...‬قد قتلنا الضعف من أشرافكم ‪ ...‬وعدلنا ميل بدر فاعتدل ( ‪1‬‬
‫قال ماهد نافق فيها وال ث وال ما بقى ف جيشه أحد إل تركه أى ذمه وعابه‬
‫وقد اختلف العلماء بعدها ف رأس السي هل سيه ابن زياد إل الشام إل يزيد أم ل على قولي الظهر منهما أنه سيه إليه وقد ورد ف ذلك آثار كثية فال أعلم وقال أبو منف عن أب‬
‫حزة الثمال عن عبد ال اليمان عن القاسم بن بيت قال لا وضع رأس السي بي يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان ف يده ف ثغره ث قال إن هذا وإيانا كما قال الصي ابن‬
‫‪ ...‬المام الرى ‪ ...‬يفلقن هاما من رجال أعزة ‪ ...‬علينا وهم كاونا أعق وأظلما‬
‫فقال له أبو برزة السلمى أما وال لقد أخذ قضيبك هذا مأخذا لقد رأيت رسول ال ص يرشفه ث قال أل إن هذا سيجىء يوم القيامة وشفيعه ممد وتىء وشفيعك ابن زياد ث قام فول وقد‬
‫رواه ابن أب الدنيا عن أب الوليد عن خالد بن يزيد بن أسد عن عمار الدهن عن جعفر قال لا وضع رأس السي بي يدى يزيد وعنده أبو برزة وجعل ينكت بالقضيب فقال له ارفع قضيبك‬
‫فلقد رأيت رسول ال ص يلثمه قال ابن اب الدنيا وحدثن مسلمة بن شبيب عن الميدى عن سفيان سعت سال بن أب حفصة قال قال السن لا جىء برأس السي جعل يزيد ( ‪ ) 1‬بالامش‬
‫ل يتصور أن يكون يزيد قد تثل بذه البيات هذه اليام فان الؤرخي قاطبة ذكروا أنه تثل با لا جاءه خب وقعة الرة بالدينة الشريفة وقتل النصار ووقعة الرة بعد هذه كما سنراه وأيضا‬
‫فان قضية السي رضى ال عنه ل يكن حاضرها أحد من الزرج يعلم ذلك من اللام بالخبار وأيام الناس وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪193‬‬

‫‪ ...‬يطعن بالقضيب قال سفيان وأخبت أن السن كان ينشد على إثر هذا ‪ ...‬سية أمسى نسلها عدد الصى ‪ ...‬وبنت رسول ال ليس لا نسل‬
‫واما بقية اهله ونسائه فان عمر بن سعد وكل بم من يرسهم ويكلؤهم ث أركبوهم على الرواحل ف الوادج فلما مروا بكان العركة ورأوا السي وأصحابه مطرحي هنالك بكته النساء‬
‫وصرخن وندبت زينب أخاها السي وأهلها فقالت وهى تبكى يا ممداه يا ممداه صلى عليك ال ومليك السماه هذا حسي بالعراء مزمل بالدماه مقطع العضاء يا ممده وبناتك سبايا‬
‫وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا قال فأبكت وال كل عدو وصديق‬
‫قال قرة بن قيس لا مرت النسوة بالقتلى صحن ولطمن خدودهن قال فما رأيت من منظر من نسوة قط أحسن من منظر رأيته منهن ذلك اليوم وال إنن لحسن من مها بيين وذكر الديث‬
‫كما تقدم ث قال ث ساروا بم من كربلء حت دخلوا الكوفة فأكرمهم ابن زياد واجرى عليهم النفقات والكساوى وغيها [ قال دخلت زينب ابنة فاطمة ف أرذل ثيابا قد تنكرت وحفت‬
‫با إماؤها فلما دخلت على عبيد ال بن زياد قال من هذه فلم تكلمه فقال بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة فقال المد ل الذى فضحكم وقتلكم وكذب أحدوثنكم فقالت بل المد ل‬
‫الذى أكرمنا بحمد وطهرنا تطهيا ل كما نقول وإنا يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع ال بأهل بيتكم فقالت كتب عليهم القتل فبزوا إل مضاجعهم وسيجمع ال بينك‬
‫وبينهم فيحاجونك إل ال فغضب ابن زياد واستشاط فقال له عمرو بن حريث أصلح ال المي إنا هى امرأة وهل تؤاخذ الرأة بشىء من منطقها إنا ل تؤاخذ با تقول ول تلم على خطل‬
‫وقال أبو منف عن الجالد عن سعيد إن ابن زياد لا نظر إل على بن السي زين العابدين قال لشرطى انظر أأدرك هذا الغلم فان كان أدرك فانطلقوا به فاضربوا عنقه فكشف إزاره عنه‬
‫فقال نعم فقال اذهب به فاضرب عنقه فقال له على بن السي إن كان بينك وبي هؤلء النسوة قرابة فابعث معهن رجل يافظ عليهن فقال له ابن زياد تعال أنت فبعثه معهن قال أبو منف‬
‫وأما سليمان بن أب راشد فحدثن عن حيد بن مسلم قال إن لقائم عند ابن زياد حي عرض عليه على بن السي فقال له ما أسك قال أنا على بن السي قال أول يقتل ال على ابن السي‬
‫فسكت فقال له ابن زياد مالك ل تتكلم قال كان ل أخ يقال له على أيضا قتله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪194‬‬

‫الناس قال إن ال قتله فسكت فقال مالك ل تتكلم فقال ال يتوف النفس حي موتا وما كان لنفس أن توت إل بأذن ال قال انت وال منهم ويك انظروا هذا أدرك وال إن لحسبه رجل‬
‫فكشف عنه مرى بن معاذ الحرى فقال نعم قد أدرك فقال اقتله فقال على بن السي من يوكل بذه النسوة وتعلقت به زيبنب عمته فقالت يا ابن زياد حسبك منا ما فعلت بنا أما رويت من‬
‫دمائنا وهل ابقيت منا أحدا قال واعتنقته وقالت أسألك بال إن كنت مؤمنا إن قتلته لا قتلن معه وناداه على فقال يا ابن زياد إن كان بينك وبينهن قرابة فابعث معهن رجل تقيا يصحبهن‬
‫بصحبة السلم قال فنظر إليهن ساعة ث نظر إل القوم فقال عجبا للرحم وال إن لظن أنا ودت لو أن قتلته أن أقتلها معه دعوا الغلم انطلق مع نسائك قال ث إن ابن زياد أمر بنساء‬
‫السي وصبيانه وبناته فجهزن إل يزيد وأمر بعلى بن السي فغل بغل إل عنقه وأرسلهم مع مقر بن ثعلبة العائذى من عائذة قريش ومع شر بن ذى الوشن قبحه ال فلما بلغوا باب يزيد‬
‫بن معاوية رفع مقر بن ثعلبة صوته فقال هذا مقر بن ثعلبة أتى أمي الؤمني باللئام الفجرة فأجابه يزيد بن معاوية ما ولدت أم مقر شر وألم ] ( ‪ ) 1‬فلما دخلت الرؤوس والنساء على يزيد‬
‫دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله ث دعا بعلى بن السي وصبيان السي ونسائه فأدخلن عليه والناس ينظرون فقال لعلى بن السي يا على أبوك قطع رحى وجهل حقى ونازعن سلطان‬
‫فصنع ال به ما قد رأيت فقال على ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم إل ف كتاب فقال يزيد لبنه خالد أجبه قال فما درى خالد ما يرد عليه فقال له يزيد قل ما أصابكم من‬
‫مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثي فسكت عنه ساعة ث دعا بالنساء والصبيان فرأى هيئة قبيحة فقال قبح ال ابن مرجانة لو كانت بينهم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بم ول بعث‬
‫بكم هكذا‬
‫وروى أبو منف عن الارث بن كعب عن فاطمة بنت على قالت لا أجلسنا بي يدى يزيد رق لنا وأمر لنا بشىء وألطفنا ث أن رجل من أهل الشام أحر قام إل يزيد فقال يا أمي الؤمني هب‬
‫ل هذه يعنين وكنت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله وظننت أن ذلك جائز لم فأخذت بثياب أخت زينب وكانت أكب من وأعقل وكانت تعلم أن ذلك ل يوز فقالت لذلك الرجل‬
‫كذبت وال ولؤمت وما ذلك لك وله فغضب يزيد فقال لا كذبت وال إن ذلك ل ولو شئت أن أفعله لفعلت قالت كل وال ما جعل ال ذلك لك إل أن ترج من ملتنا وتدين بغي ديننا‬
‫قالت فغضب يزيد واستطار ث قال إياى تستقبلي بذا إنا خرج من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪195‬‬

‫الدين أبوك وأخوك فقالت زينب بدين ال ودين أب ودين أخى وجدى اهتديت أنت وأبوك وجدك قال كذبت يا عدوة ال قالت أنت أمي الؤمني مسلط تشتم ظالا وتقهر بسلطانك قالت‬
‫فوال لكأنه استحى فسكت ث قام ذلك الرجل فقال يا أمي الؤمني هب ل هذه فقال له يزيد اعزب وهب ال لك حتفا قاضيا ث امر يزيد النعمان بن بشي أن يبعث معهم إل الدينة رجل‬
‫أمينا معه رجال وخيل ويكون على بن السي معهن ث أنزل النساء عند حريه ف دار اللفة فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكي وينحن على السي ث أقمن الناحة ثلثة أيام وكان يزيد ل‬
‫يتغدى ول يتعشى إل ومعه على بن السي وأخوه عمر بن السي فقال يزيد يوما لعمر بن السي وكان صغيا جدا أتقاتل هذا يعن ابنه خالد بن يزيد يريد ذلك مازحته وملعبته فقال‬
‫اعطن سكينا واعطه سكينا حت نتقاتل فأخذه يزيد فضمه إليه وقال شنشنة أعرفها من أخزم هل تلد الية إل حية‬
‫ولا ودعهم يزيد قال لعلى بن السي قبح ال بن سية أما وال لو أن صاحب أبيك ما سالن خصلة إل أعطيته إياها ولدفعت التف عنه بكل ما استطعت ولو بلك بعض ولدى ولكن ال‬
‫قضى ما رأيت ث جهزه وأعطاه مال كثيا وكساهم وأوصى بم ذلك الرسول وقال له كاتبن بكل حاجة تكون لك فكان ذلك الرسول الذى أرسله معهن يسي عنهن بعزل من الطريق‬
‫ويبعد عنهن بيث يدركهن طرفه وهو ف خدمتهم حت وصلوا الدينة فقالت فاطمة بنت على قلت لخت زينب إن هذا الرجل أرسل معنا قد أحسن صحبتنا فهل لك أن نصله فقالت وال ما‬
‫معنا شىء نصله به إل حلينا قالت وقلت لا نعطيه حلينا قالت فأخذت سوارى ودملجى واخذت أخت سوارها ودملجها وبعثنا به إليه واعتذرنا إليه وقلنا هذا جزاؤك بسن صحبتك لنا فقال‬
‫لو كان الذى صنعت معكم إنا هو للدنيا كان ف هذا الذى أرسلتموه ما يرضين وزيادة ولكن وال ما فعلت ذلك إل ل تعال ولقرابتكم من رسول ال ص‬
‫وقيل إن يزيد لا رأى رأس السي قال أتدرون من أين أتى ابن فاطمة وما الامل له على ما فعل وما الذى أوقعه فيما وقع فيه قالوا ل قال يزعم أن أباه خي من أب وأمه فاطمة بنت رسول‬
‫ال ص خي من أمى وجده رسول ال صلى ال عليه وسلم خي من جدى وأنه خي من وأحق بذا المر من فأما قوله أبوه خي من أب فقد حاج أب أباه إل ال عز وجل وعلم الناس أيهما‬
‫حكم له واما قوله أمه خي من أمى فلعمرى إن فاطمة بنت رسول ال ص خي من أمى واما قوله جده رسول ال خي من جدى فلعمرى ما أحد يؤمن بال واليوم الخر يرى أن رسول ال فينا‬
‫عدل ول ندا ولكنه إنا أتى من قلة فقهه ل يقرأ قل اللهم مالك اللك تؤتى اللك من تشاء وتنع اللك من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪196‬‬


‫تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء الية وقوله تعال وال يؤتى ملكه من يشاء فلما دخلت النساء على يزيد قالت فاطمة بنت السي وكانت أكب من سكينة يا يزيد بنات رسول ال ص‬
‫سبايا فقال يزيد يا بنت أخى أنا لذا كنت أكره قالت قلت وال ما تركوا لنا خرصا فقال ابنة أخى ما أتى إليك أعظم ما ذهب لك ث أدخلهن داره ث أرسل إل كل امرأة منهن ماذا أخذ لك‬
‫فليس منهن امرأة تدعى شيئا بالغا ما بلغ إل أضعفه لا‬
‫وقال هشام عن أب منف حدثن أبو حزة الثمال عن عبد ال الثمال عن القاسم بن نيب قال لا أقبل وفد الكوفة برأس السي دخلوا به مسجد دمشق فقال لم مروان بن الكم كيف‬
‫صنعتم قالوا ورد علينا منهم ثانية عشر رجل فأتينا وال على آخرهم وهذه الرؤوس والسبايا فوثب مروان وانصرف وأتاهم أخوه يي بن الكم فقال ما صنعتم فقالوا له مثل ما قالوا لخيه‬
‫فقال لم حجبتم عن ممد ص يوم القيامة لن أجامعكم على أمر ابدا ث قام فانصرف قال ولا بلغ اهل الدينة مقتل السي بكى عليه نساء بن هاشم ونن عليه وروى أن يزيد استشار الناس‬
‫ف أمرهم فقال رجال من قبحهم ال يا أمي الؤمني ل يتخذن من كلب سوء جروا اقتل على بن السي حت ل يبقى من ذرية السي أحد فسكت يزيد فقال النعمان بن بشي يا امي الؤمني‬
‫اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول ال ص لو رآهم على هذه الال فرق عليهم يزيد وبعث بم إل المام وأجرى عليهم الكساوى والعطايا والطعمة وأنزلم ف داره‬
‫وهذا يرد قول الرافضة إنم حلوا على جنائب البل سبايا عرايا حت كذب من زعم منهم أن البل البخاتى إنا نبتت لا السنة من ذلك اليوم لتستر عوراتن من قبلهن ودبرهن‬
‫ث كتب ابن زياد إل عمرو بن سعيد أمي الرمي يبشره بقتل السي فأمر مناديا فنادى بذلك فلما سع نساء بن هاشم ارتفعت أصواتن بالبكاء والنوح فجعل عمرو بن سعيد يقول هذا‬
‫ببكاء نساء عثمان بن عفان وقال عبد اللك بن عمي دخلت على عبيد ال بن زياد وإذا رأس السي بن علي بي يديه على ترس فوال ما لبث إل قليل احت دخلت على الختار بن أب عبيد‬
‫وإذا رأس عبيد ال بن زياد بي يدى الختار على ترس ووال ما لبثت إل قليل حت دخلت على عبد اللك بن مروان وإذا رأس مصعب بن الزبي على ترس بي يديه‬
‫وقال أبو جعفر بن جرير الطبى ف تاريه حدثن زكريا بن يي الضرير ثنا أحد بن خباب الصيصى ثنا خالد بن يزيد عن عبد ال القسرى ثنا عمار الدهن قال قلت لب جعفر حدثن عن‬
‫مقتل السي كأن حضرته فقال أقبل السي بكتاب مسلم بن عقيل الذى كان قد كتبه إليه يأمره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪197‬‬

‫فيه بالقدوم عليه حت إذا كان بينه وبي القادسية ثلثة أميال لقيه الر بن يزيد التميمي فقال له أين تريد فقال أريد هذا الصر فقال له ارجع فان ل أدع لك خلفى خيا أرجوه فهم السي‬
‫أن يرجع وكان معه أخوة مسلم بن عقيل فقالوا وال ل نرجع حت نأخذ بثأرنا من قتل أخانا أو نقتل فقال ل خي ف الياة بعدكم فسار فلقيه أوائل خيل ابن زياد فلما رأى ذلك عاد إل‬
‫كربلء فأسند ظهره إل قصيتا وحلفا ليقاتل من جهة واحدة فنل وضرب أبنيته وكان أصحابه خسة وأربعي فارسا ومائة راجل وكان عمر بن سعد بن أب وقاص قد وله بن زياد الرى‬
‫وعهد إليه عهده فقال اكفن هذا الرجل واذهب إل عملك فقال اعفن فأب أن يعفيه فقال أنظرن الليلة فأخره فنظر ف أمره فلما أصبح غدا عليه راضيا با أمره به فتوجه إليه عمر بن سعد‬
‫فلما أتاه قال له السي اختر واحدة من ثلث إما أن تدعون فأنصرف من حيث جئت وإما أن تدعون فأذهب إل يزيد وإما أن تدعون فألق بالثغور فقبل ذلك عمر فكتب إليه عبيد ال ابن‬
‫زياد ل ول كرامة حت يضع يده ف يدى فقال السي ل وال ل يكون ذلك أبدا فقاتله فقتل أصحاب السي كلهم وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته وجاءه سهم فأصاب ابنا له ف حجره‬
‫فجعل يسح الدم ويقول اللهم احكم بيننا وبي قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ث أمر ببة فشقها ث لبسها وخرج بسيفه فقاتل حت قتل قتله رجل من مذحج وحز رأسه فانطلق به إل ابن زياد‬
‫‪ ...‬وقال ف ذلك ‪ ...‬أوقر ركاب فضة وذهبا ‪ ...‬فقد قتلت اللك الحجبا ‪ ...‬قتلت خي الناس أما وأبا ‪ ...‬وخيهم إذ ينسبون نسبا‬
‫قال فأوفده إل يزيد بن معاوية فوضع رأسه بي يديه وعنده أبو برزة السلمي فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول ‪ ...‬يفلقن هاما من رجال أعزة ‪ ...‬علينا وهم كانوا أعق وأظلما أبو‬
‫برزة ارفع قضيبك فوال لربا رأيت رسول ال ص واضعا فيه على فيه يلثمه قال وأرسل عمر بن سعد برمه وعياله إل ابن زياد ول يكن بقى من آل السي إل غلم وكان مريضا مع النساء‬
‫فأمر به ابن زياد ليقتل فطرحت زينب نفسها عليه وقالت وال ل يقتل حت تقتلون فرق لا وكف عنه قال فأرسلهم إل يزيد فجمع يزيد من كان بضرته من أهل الشام ث دخلوا عليه فنهوه‬
‫بالفتح فقام رجل منهم أحر أزرق ونظر إل وصيفة من بناته فقال يا أمي الؤمني هب ل هذه فقالت زينب ل ول كرامة لك ول له إل أن ترجا من دين ال قال فأعادها الزرق فقال له يزيد‬
‫كف عن هذا ث أدخلهم على عياله ث حلهم إل الدينة فلما دخلوها خرجت امرأة من بن عبد الطلب ناشرة شعرها واضعة كمها على رأسها تتلقاهم وهى تبكى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪198‬‬

‫وتقول ‪ ...‬ماذا تقولون إن قال النب لكم ‪ ...‬ماذا فعلتم وأنتم آخر المم ‪ ...‬بعترتى وبأهلى بعد مفتقدى ‪ ...‬منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ‪ ...‬ما كان هذا جزائى إذ نصحت لكم ‪ ...‬أن‬
‫‪ ...‬تلفون بسوء ف ذوى رحم‬
‫وقد روى أبو منف عن سليمان بن أب راشد عن عبد الرحن بن عبيد أب الكنود أن بنت عقيل هى الت قالت هذا الشعر وهكذا حكى الزبي بن بكار أن زينب الصغرى بنت عقيل بن أب‬
‫طالب هى الت قالت ذلك حي دخل آل السي الدينة النبوية وروى أبو بكر بن النبارى باسناده أن زينب بنت على بن أب طالب من فاطمة وهى زوج عبد ال بن جعفر أم بنيه رفعت‬
‫سجف خبائها يوم كربلء يوم قتل السي وقالت هذه البيات فال أعلم وقال هشام بن الكلب حدثن بعض أصحابنا عن عمرو بن القدام قال حدثن عمر بن عكرمة قال أصبحنا صبيحة‬
‫قتل السي بالدينة فاذا مولة لنا تدثنا قالت سعت البارحة مناديا ينادى وهو يقول ‪ ...‬أيها القاتلون ظلما حسينا ‪ ...‬أبشروا بالعذاب والتنكيل ‪ ...‬كل أهل السماء يدعو عليكم ‪ ...‬من نب‬
‫‪ ...‬ومالك وقبيل ‪ ...‬لقد لعنتم على لسان بن داود ‪ ...‬وموسى وحامل النيل‬
‫قال ابن هشام حدثن عمرو بن حيزوم الكلب عن أمه قالت سعت هذا الصوت وقال الليث وأبو نعيم يوم السبت وما أنشده الاكم أبو عبد ال النيسابورى وغيه لبعض التقدمي ف مقتل‬
‫السي ‪ ...‬جاؤوا برأسك يا ابن بنت ممد ‪ ...‬متزمل بدمائه تزميل ‪ ...‬وكأنا بك يا ابن بنت ممد ‪ ...‬قتلوا جهارا عامدين رسول ‪ ...‬قتلوك عطشانا ول يتدبروا ‪ ...‬ف قتلك القرآن‬
‫والتنيل ‪ ...‬ويكبون بأن قتلت وإنا ‪ ...‬قتلوا بك التكبي والتهليل ‪ ...‬فصل‬
‫وكان مقتل السي رضى ال عنه يوم المعة يوم عاشوراء من الحرم سنة إحدى وستي وقال هشام بن الكلب سنة اثنتي وستي وبه قال على بن الدين وقال ابن ليعة سنة ثنتي أو ثلث‬
‫وستي وقال غيه سنة ستي والصحيح الول بكان من الطف يقال له كربلء من أرض العراق وله من العمر ثان وخسون سنة أو نوها وأخطأ أبو نعيم ف قوله إنه قتل وله من العمر خس‬
‫أو ست وستون سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪199‬‬

‫قال المام أحد حدثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة يعن ابن زاذان عن ثابت عن أنس قال أستأذن ملك القطر أن يأتى النب ص فأذن له فقال لم سلمة احفظى علينا الباب ل يدخل علينا‬
‫أحد فجاء السي بن على فوثب حت دخل فجعل يصعد على منكب النب ص فقال اللك أتبه قال نعم فقال إن امتك تقتله وإن شئت أريتك الكان الذى يقتل فيه قال فضرب بيده فأراه‬
‫ترابا أحر فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته ف طرف ثوبا قال فكنا نسمع أنه يقتل بكربلء‬
‫وقال المام أحد حدثنا وكيع حدثن عبد ال بن سعيد عن أبيه عن عائشة وأم سلمة أن رسول ال ص قال لقد دخل على البيت ملك ل يدخل قبلها فقال ل إن ابنك هذا حسي مقتول وإن‬
‫شئت أريتك الرض الت يقتل با قال فأخرج تربة حراء وقد روى هذا الديث من غي وجه عن أم سلمة ورواه الطبان عن أب أمامة وفيه قصة أم سلمة ورواه ممد بن سعد عن عائشة‬
‫بنحو رواية أم سلمة فال أعلم وروى ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة أم الفضل امرأة العباس وأرسله غي واحد من التابعي‬
‫وقال أبو القاسم البغوى حدثنا ممد بن هارون أبو بكر ثنا إبراهيم بن ممد الرقى وعلى بن السن الرازى قال ثنا سعيد بن عبد اللك أبو واقد الران ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن‬
‫سحيم عن أبيه قال سعت أنس بن الارث يقول سعت رسول ال ص يقول إن ابن يعن السي يقتل بأرض يقال لا كربلء فمن شهد منكم ذلك فلينصره قال فخرج أنس بن الارث إل‬
‫كربلء فقتل مع السي قال ول أعلم رواه غيه وقال المام أحد حدثنا ممد بن عبيد ثنا شراحيل بن مدرك عن عبد ال بن يي عن أبيه أنه سار مع على وكان صاحب مطهرته فلما جاؤا‬
‫نينوى وهو منطلق إل صفي فنادى على اصب أبا عبد ال اصب ابا عبد ال بشط الفرات قلت وماذا تريد قال دخلت على رسول ال ص ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت ما أبكاك يا رسول‬
‫ال قال بلى قام من عندى جبيل قبل فحدثن أن السي يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك أن أشك من تربته قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عين أن فاضتا تفرد‬
‫به أحد‬
‫وروى ممد بن سعد عن على بن ممد عن يي بن زكريا عن رجل عن عامر الشعب عن على مثله وقد روى ممد بن سعد وغيه من غي وجه عن على بن أب طالب أنه مر بكربلء عند‬
‫أشجار النظل وهو ذاهب إل صفي فسأل عن أسها فقيل كربلء فقال كرب وبلء فنل فصلى عند شجرة هناك ث قال يقتل ههنا شهداء هم خي الشهداء غي الصحابة يدخلون النة بغي‬
‫حساب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪200‬‬

‫وأشار إل مكان هناك فعلموه بشىء فقتل فيه السي وقد روى عن كعب الحبار آثار ف كربلء وقد حكى أبو الناب الكلب وغيه أن أهل كربلء يل زالون يسمعون نوح الن على‬
‫‪ ...‬السي وهن يقلن ‪ ...‬مسح الرسول جبينه ‪ ...‬فله بريق ف الدود ‪ ...‬أبواه من عليا قريش ‪ ...‬جده خي الدود‬
‫وقد أجابم بعض الناس فقال‬
‫‪ ...‬خرجوا به وفدا إليه ‪ ...‬فهم له شر الوفود ‪ ...‬قتلوا ابن بنت نبيهم ‪ ...‬سكنوا به نار اللود ‪...‬‬
‫وروى ابن عساكر أن طائفة من الناس ذهبوا ف غزوة إل بلد الروم فوجدوا ف كنسية مكتوبا‬
‫‪ ...‬أترجو أمة قتلت حسينا ‪ ...‬شفاعة جده يوم الساب ‪...‬‬
‫فسألوهم من كتب هذا فقالوا إن هذا مكتوب ههنا من قبل مبعث نبيكم بثلثائة سنة وروى أن الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون المر والرأس معهم فبز لم قلم من حديد فرسم لم‬
‫ف الائط بدم هذا البيت‬
‫‪ ...‬أترجو أمة قتلت حسينا ‪ ...‬شفاعة جده يوم الساب ‪...‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرحن وعفان ثنا حاد بن سلمة عن عمار بن أب عمار عن ابن عباس قال رأيت رسول ال ص ف النام نصف النهار أشعث أغب معه قارورة فيها دم فقلت بأب‬
‫وأمى يا رسول ال ما هذا قال هذا دم السي وأصحابه ل أزل ألتقطه منذ اليوم قال عمار فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل ف ذلك اليوم تفرد به أحد وإسناده قوى‬
‫وقال ابن أب الدنيا حدثنا عبد ال بن ممد بن هانء أبو عبد الرحن النحوى ثنا مهدى ابن سليمان ثنا على بن زيد بن جدعان قال استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال قتل السي‬
‫وال فقال له أصحابه ل يا ابن عباس فقال رأيت رسول ال ص ومعه زجاجة من دم فقال أتعلم ما صنعت أمت من بعدى قتلوا السي وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إل ال فكتب ذلك‬
‫اليوم الذى قال فيه وتلك الساعة فما لبثوا إل أربعة وعشرين يوما حت جاءهم الب بالدينة أنه قتل ف ذلك اليوم وتلك الساعة وروى الترمذى عن أب سعيد الشج عن أب خالد الحر عن‬
‫رزين عن سلمى قالت دخلت على أم سلمة وهى تبكى فقلت ما يبكيك فقالت رأيت رسول ال ص وعلى رأسه وليته التراب فقلت ما لك يا رسول ال قال شهدت قتل السي آنفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪201‬‬

‫وقال ممد بن سعد أخبنا ممد بن عبد ال النصارى أنبأنا قرة بن خالد أخبن عامر بن عبد الواحد عن شهر بن حوشب قال إنا لعند أم سلمة زوج النب ص فسمعنا صارخة فأقبلت حت‬
‫انتهت إل أم سلمة فقالت قتل السي فقالت قد فعلوها مل ال قبورهم أو بيوتم عليهم نارا ووقعت مغشيا عليها وقمنا وقال المام أحد حدثنا عبد الرحن بن مهدى ثنا ابن مسلم عن عمار‬
‫قال سعت أم سلمة قالت سعت الن يبكي على السي وسعت الن تنوح على السي رواه السي بن إدريس عن هاشم بن هاشم عن أمه عن أم سلمة قالت سعت الن ينحن على‬
‫السي وهن يقلن ‪ ...‬أيها القاتلون جهل حسينا ‪ ...‬أبشروا بالعذاب والتنكيل ‪ ...‬كل أهل السماء يدعو عليكم ‪ ...‬ونب ومرسل وقبيل ‪ ...‬قد لعنتم على لسان ابن داود ‪ ...‬وموسى‬
‫‪ ...‬وصاحب النيل‬
‫وقد روى من طريق أخرى عن أم سلمة بشعر غي هذا فال أعلم‬
‫وقال الطيب أنبأنا أحد بن عثمان بن ساج السكرى ثنا ممد بن عبد ال بن إبراهيم الشافعى ثنا ممد بن شداد السمعى ثنا أبو نعيم ثنا عبيد ال بن حبيب بن أب ثابت عن أبيه عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس قال أوحى ال تعال إل ممد إن قتلت بيحي بن زكريا سبعي ألفا وأنا قاتل بابن بنتك سبعي ألفا وسبعي ألفا هذا حديث غريب جدا وقد رواه الاكم ف مستدركه‬
‫وقد ذكر الطبان ههنا آثارا غريبة جدا ولقد بالغ الشيعة ف يوم عاشوراء فوضعوا أحاديث كثية كذبا فاحشا من كون الشمس كسفت يومئذ حت بدت النجوم وما رفع يومئذ حجر إل‬
‫وجد تته دم وأن أرجاء السماء احرت وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه دم وصارت السماء كأنا علقة وأن الكواكب ضرب بعضها بعضا وأمطرت السماء دما أحر وأن المرة ل‬
‫تكن ف السماء قبل يومئذ ونو ذلك وروى ابن ليعة عن أب قبيل العافرى أن الشمس كسفت يومئذ حت بدت النجوم وقت الظهر وأن رأس السي لا دخلوا به قصر المارة جعلت‬
‫اليطان تسيل دما وأن الرض أظلمت ثلثة أيام ول يس زعفران ول ورس ( ‪ ) 1‬با كان معه يومئذ إل احترق من مسه ول يرفع حجر من حجارة بيت القدس إل ظهر تته دم عبيط وأن‬
‫البل الت غنموها من إبل السي حي طبخوها صار لمها مثل العلقم إل غي ذلك من الكاذيب والحاديث الوضوعة الت ل يصح منها شىء‬
‫وأما ما روى من الحاديث والفت الت أصابت من قتله فأكثرها صحيح فانه قل من نا من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪202‬‬

‫أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة ف الدنيا فلم يرج منها حت أصيب برض وأكثرهم أصابم النون وللشيعة والرافضة ف صفة مصرع السي كذب كثي وأخبار باطلة وفيما ذكرنا كفاية‬
‫وف بعض ما أوردناه نظر ولول أن ابن جرير وغيه من الفاظ والئمة ذكروه ما سقته وأكثره من رواية أب منف لوط بن يي وقد كان شيعيا وهو ضعيف الديث عند الئمة ولكنه‬
‫أخبارى حافظ عنده من هذه الشياء ما ليس عند غيه ولذا يترامى عليه كثي من الصنفي ف هذا الشأن من بعده وال أعلم‬
‫وقد أسرف الرافضة ف دولة بن بويه ف حدود الربعمائة وما حولا فكانت الدبادب تضرب ببغداد ونوها من البلد ف يوم عاشوراء ويذر الرماد والتب ف الطرقات والسواق وتعلق‬
‫السوح على الدكاكي ويظهر الناس الزن والبكاء وكثي منهم ل يشرب الاء ليلتئذ موافقة للحسي لنه قتل عطشانا ث ترج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن‬
‫وصدورهن حافيات ف السواق إل غي ذلك من البدع الشنيعة والهواء الفظيعة والتائك الخترعة وإنا يريدون بذا وأشباهه أن يشنعوا على دولة بن أمية لنه قتل ف دولتهم‬
‫وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا إل يوم عاشوراء يطبخون البوب ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابم ويتخذون ذلك اليوم عيدا يصنعون‬
‫فيه أنواع الطعمة ويظهرون السرور والفرح يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم‬
‫وقد تأول عليه من قتله أنه جاء ليفرق كلمة السلمي بعد اجتماعها وليخلع من بايعه من الناس واجتمعوا عليه وقد ورد ف صحيح مسلم الديث بالزجر عن ذلك والتحذير منه والتوعد‬
‫عليه وبتقدير أن تكون طائفة من الهلة قد تأولوا عليه وقتلوه ول يكن لم قتله بل كان يب عليهم إجابته إل ما سأل من تلك الصال الثلثة التقدم ذكرها فاذا ذمت طائفة من البارين تذم‬
‫المة كلها بكمالا وتتهم على نبيها ص فليس المر كما ذهبوا إليه ول كما سلكوه بل أكثر الئمة قديا وحديثا كاره ما وقع من قتله وقتل أصحابه سوى شرذمة قليلة من أهل الكوفة‬
‫قبحهم ال وأكثرهم كانوا قد كاتبوه ليتوصلوا به إل أغراضهم ومقاصدهم الفاسدة‬
‫فلما علم ذلك ابن زياد منهم بلغهم ما يريدون من الدنيا وآخذهم على ذلك وحلهم عليه بالرغبة والرهبة فانكفوا عن السي وخذلوه ث قتلوه وليس كل ذلك اليش كان راضيا كما وقع‬
‫من قتله بل ول يزيد بن معاوية رضى بذلك وال أعلم ول كرهه والذى يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه وكما صرح هو به مبا عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪203‬‬

‫نفسه بذلك وقد لعن ابن زياد على فعله ذلك وشتمه فيما يظهر ويبدو ولكن ل يعزله على ذلك ول عاقبه ول أرسل يعيب عليه ذلك وال أعلم‬
‫فكل مسلم ينبغى له أن يزنه قتله رضى ال عنه فإنه من سادات السلمي وعلماء الصحابة وابن بنت رسول ال ص الت هى أفضل بناته وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا ولكن ل يسن ما‬
‫يفعله الشيعة من إظهار الزع والزن الذى لعل أكثره تصنع ورياء وقد كان أبوه أفضل منه فقتل وهم ل يتخذون مقتله مأتا كيوم مقتل السي فان أباه قتل يوم المعة وهو خارج إل صلة‬
‫الفجر ف السابع عشر من رمضان سنة أربعي وكذلك عثمان كان أفضل من على عند أهل السنة والماعة وقد قتل وهو مصور ف داره ف أيام التشريق من شهر ذى الجة سنة ست‬
‫وثلثي وقد ذبح من الوريد إل الوريد ول يتخذ الناس يوم قتله مأتا وكذلك عمر بن الطاب وهو أفضل من عثمان وعلى قتل وهو قائم يصلى ف الحراب صلة الفجر ويقرأ القرآن ول‬
‫يتخذ الناس يوم قتله مأتا وكذلك الصديق كان أفضل منه ول يتخذ الناس يوم وفاته مأتا ورسول ال ص سيد ولد آدم ف الدنيا والخرة وقد قبضه ال إليه كما مات النبياء قبله ول يتخذ‬
‫أحد يوم موتم مأتا يفعلون فيه ما يفعله هؤلء الهلة من الرافضة يوم مصرع السي ول ذكر أحد أنه ظهر يوم موتم وقبلهم شىء ما ادعاه هؤلء يوم مقتل السي من المور التقدمة مثل‬
‫كسوف الشمس والمرة الت تطلع ف السماء وغي ذلك‬
‫وأحسن ما يقال عند ذكر هذه الصائب وأمثالا ما رواه على بن السي عن جده رسول ال ص أنه قال ما من مسلم يصاب بصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها فيحدث لا استرجاعا إل‬
‫أعطاه ال من الجر مثل يوم أصيب منها رواه المام أحد وابن ماجه‬
‫وأما قب السي رضى ال عنه‬
‫فقد اشتهر عند كثي من التأخرين أنه ف مشهد على بكان من الطف عند نر كربلء فيقال إن ذلك الشهد مبن على قبه فال أعلم وقد ذكر ابن جرير وغيه أن موضع قتله عفى أثره حت‬
‫ل يطلع أحد على تعيينه بب وقد كان أبو نعيم الفضل بن دكي ينكر على من يزعم أنه يعرف قب السي وذكر هشام بن الكلب أن الاء لا أجرى على قب السي ليمحى أثره نضب الاء بعد‬
‫أربعي يوما فجاء أعراب من بن أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حت وقع على قب السي فبكى وقال بأب أنت وأمى ما كان أطيبك تربتك ث أنشأ يقول ‪ ...‬أرادوا ليخفوا قبه عن‬
‫عدوه ‪ ...‬فطيب تراب القب دل على القب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪204‬‬

‫واما رأس السي رضى ال عنه‬


‫فالشهور عند أهل التاريخ وأهل السي أنه بعث به ابن زياد إل يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك وعندى أن الول أشهر فال أعلم ث اختلفوا بعد ذلك ف الكان الذى دفن فيه الرأس‬
‫فروى ممد بن سعد أن يزيد بعث برأس السي إل عمرو بن سعيد نائب الدينة فدفنه عند أمه بالبقيع وذكر ابن أب الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحن عن ممد بن عمر بن صال وها‬
‫ضعيفان أن الرأس ل يزل ف خزانة يزيد بن معاوية حت توف فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق قلت ويعرف مكانه بسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس‬
‫الثان وذكر ابن عساكر ف تاريه ف ترجته ريا حاضنة يزيد بن معاوية أن يزيد حي وضع رأس السي بي يديه تثل بشعر ابن الزبعرى يعن قوله ‪ ...‬ليت أشياخى ببدر شهدوا ‪ ...‬جزع‬
‫‪ ...‬الزرج من وقع السل‬
‫قال ث نصبه بدمشق ثلثة أيام ث وضع ف خزائن السلح حت كان زمن سليمان بن عبد اللك جىء به إليه وقد بقى عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلى عليه ودفنه ف مقبة السلمي فلما‬
‫جاءت السودة يعن بن العباس نبشوه وأخذوه معهم وذكر ابن عساكر أن هذه الرأة بقيت بعد دولة بن أمية وقد جاوزت الائة سنة فال أعلم وادعت الطائفة السمون بالفاطميي الذين‬
‫ملكوا الديار الصرية قبل سنة أربعامئة إل ما بعد سنة ستي وستمائة أن رأس السي وصل إل الديار الصرية ودفنوه با وبنوا عليه الشهد الشهور به بصر الذى يقال له تاج السي بعد سنة‬
‫خسمائة وقد نص غي واحد من أئمة أهل العلم على أنه ل أصل لذلك وإنا أرادوا ان يروجوا بذلك بطلن ما ادعوه من النسب الشريف وهم ف ذلك كذبة خونة وقد نص على ذلك‬
‫القاضى الباقلن وغي واحد من أئمة العلماء ف دولتهم ف حدود سنة أربعمائة كما سنبي ذلك كله إذا انتهينا إليه ف مواضعه إن شاء ال تعال قلت والناس أكثرهم يروج عليهم مثل هذا‬
‫فانم جاؤا برأس فوضعوه ف مكان السجد الذكور وقالوا هذا رأس السي فراج ذلك عليهم واعتقدوا ذلك وال أعلم‬
‫فضل‬
‫شىء من فضائله‬
‫روى البخارى من حديث شعبة ومهدى بن ميمون عن ممد بن أب يعقوب سعت ابن أب نعيم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪205‬‬

‫قال سعت عبد ال بن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن الحرم يقتل الذباب فقال أهل العراق يسألون عن قتل الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول ال ص وقد قال رسول ال ص ها‬
‫ريانتاى من الدنيا ورواه الترمذى عن عقبة بن مكرم عن وهب بن جرير عن أبيه عن ممد ابن أب يعقوب به نوه أن رجل من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال‬
‫ابن عمر أنظروا إل أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت ممد ص وذكر تام الديث ث قال حسن صحيح‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو أحد ثنا سفيان عن أب الجاف عن أب حازم عن أب هريرة قال قال رسول ال ص من أحبهما فقد احبن ومن أبغضهما فقد أبغضن يعن حسنا وحسينا وقال‬
‫المام أحد حدثنا تليد بن سليمان كوف ثنا أبو الجاف عن أب حازم عن أب هريرة قال نظر النب ص إل على والسن والسي وفاطمة فقال أنا حرب لن حاربكم سلم لن سالكم تفرد بما‬
‫المام أحد وقال المام أحد حدثنا ابن عمي ثنا الجاج يعن ابن دينار عن جعفر بن إياس عن عبد الرحن بن مسعود عن أب هريرة قال خرج علينا رسول ال ص ومعه حسن وحسي هذا‬
‫على عاتقه الواحد وهذا على عاتقه الخر وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حت انتهى إلينا فقال له رجل يا رسول ال وال إنك لتحبهما فقال من أحبهما فقد أحبن ومن أبغضهما فقد أبغضن‬
‫تفرد به أحد وقال أبو يعلى الوصلى حدثنا أبو سعيد الشج حدثن عقبة بن خالد حدثن يوسف بن إبراهيم التميمى أنه سع أنس بن مالك يقول سئل رسول ال ص أى أهل بيتك أحب إليك‬
‫قال السن والسي قال وكان يقول ادع ل ابن فيشمهما ويضمهما إليه وكذا رواه الترمذى عن أب سعيد الشج به وقال حسن غريب من حديث أنس وقال المام أحد حدثنا أسود بن‬
‫عامر وعفان عن حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ير ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إل صلة الفجر فبقول الصلة يا أهل البيت‬
‫إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا ورواه الترمذى عن عبد بن حيد عن عفان به وقال غريب ل نعرفه إل من حديث حاد بن سلمة‬
‫وقال الترمذى حدثنا ممود بن غيلن ثنا أبو أسامة عن فضيل بن مرزوق عن عدى عن ثابت عن الباء أن رسول ال ص أبصر حسنا وحسينا فقال اللهم إن أححبهما فأحبهما ث قال حسن‬
‫صحيح وقد روى المام أحد عن زيد بن الباب عن السي بن واقد وأهل السنن الربعة من حديث السي بن واقد عن بريدة عن أبيه قال كان رسول ال ص يطبنا إذ جاء السن‬
‫والسي وعليهما قميصان أحران يشيان ويعثران فنل رسول ال ص عن النب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪206‬‬

‫فحملهما فوضعهما بي يديه وقال صدق ال إنا أموالكم وأولدكم فتنة نظرت إل هذين الصبيي يشيان ويعثران فلم أصب حت قطعت حديثى ورفعتها وهذا لفظ الترمذى وقال غريب ل‬
‫نعرفه إل من حديث السي بن واقد ث قال حدثنا السي بن عرفة ثنا إساعيل بن عياش عن عبد ال بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن راشد عن يعلى بن مرة قال قال رسول ال ص حسي‬
‫من وانا من حسي أحب ال من أحب حسينا حسي سبط من السباط ث قال الترمذى هذا حديث حسن ورواه أحد عن عفان عن وهب عن عبد ال بن عثمان بن خيثم به ورواه الطبان‬
‫عن بكر بن سهل عن عبد ال بن صال عن معاوية بن صال بن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة أن رسول ال ص قال السن والسي سبطان من السباط وقال المام أحد حدثنا أبو نعيم ثنا‬
‫سفيان عن يزيد بن أب زياد عن أب نعيم عن أب سعيد الدرى قال قال رسول ال ص السن والسي سيدا شباب أهل النة ورواه الترمذى من حديث سفيان الثورى وغيه عن يزيد بن أب‬
‫زياد وقال حسن صحيح وقد رواه أبو القاسم البغوى عن داود بن رشيد عن مروان الفزارى عن الكم بن عبد الرحن بن أب نعيم عن أبيه عن أب سعيد قال قال رسول ال ص السن‬
‫والسي سيدا شباب أهل النة إل أبن الالة يي وعيسى ص وأخرجه النسائى من حديث مروان بن معاوية الفزارى به ورواه سويد بن سعيد عن ممد بن حازم عن العمش عن عطية عن‬
‫أب سعيد‬
‫وقال المام أحد حدثنا وكيع عن ربيع بن سعد عن أب سابط قال دخل حسي بن على على السجد فقال جابر بن عبد ال من أحب أن ينظر إل سيد شباب أهل النة فلينظر إل هذا سعته‬
‫من رسول ال ص تفرد به أحد وروى الترمذى والنسائى من حديث إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن النهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة أن أمة بعثته ليستغفر له رسول ال ص‬
‫ولا قال فأتيته فصليت معه الغرب ث صلى حي صلى العشاء ث انفتل فتبعته فسمع صوتى فقال من هذا حذيفة قلت نعم قال ما حاجتك غفر ال لك ولمك إن هذا ملك ل ينل إل الرض‬
‫قبل هذه الليلة استأذن ربه بأن يسلم علي ويبشرن بان فاطمة سيدة نساء أهل النة وأن السن والسي سيدا شباب أهل النة ث قال الترمذى هذا حديث حسن غريب ول يعرف إل من‬
‫حديث إسرائيل وقد روى مثل هذا من حديث على بن أب طالب ومن حديث السي نفسه وعمر وابنه عبد ال وابن عباس وابن مسعود وغيهم وف اسانيده كلها ضعف وال أعلم‬
‫وقال ابو داود الطيالسى حدثنا موسى بن عطية عن أبيه عن أب هريرة قال سعت رسول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪207‬‬

‫ال ص يقول ف السن والسي من أحبن فليحب هذين‬


‫وقال المام أحد حدثنا سليمان بن داود ثنا إساعيل يعن ابن جعفر أخبن ممد يعن ابن حرملة عن عطاء أن رجل أخبه أنه رأى النب ص يضم إليه حسنا وحسينا ويقول اللهم إن أحبهما‬
‫فأحبهما وقد روى عن أسامة بن زيد وسلمان الفارسى شىء يشبه هذا وفيه ضعف وسقم وال أعلم‬
‫وقد قال المام أحد حدثنا أسود بن عامر ثنا كامل وأبو النذر ابنا كامل قال أسود أنبأنا العن عن أب صال عن أب هريرة قال كنا نصلى مع رسول ال ص العشاء فاذا سجد وثب السي‬
‫والسن على ظهره فإذا رفع رأسه أخذها أخذا رفيقا فيضعهما على الرض فإذا عاد عادا حت قضى صلته أقعدها على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول ال أردها إل أمهما قال‬
‫فبقت برقة فقال لما القا بأمكما قال فمكث ضؤها حت دخل على أمهما وقد روى موسى بن عثمان الضرمى عن العمش عن أب صال عن أب هريرة نوه وقد روى عن أب سعيد وابن‬
‫عمر قريب من هذا فقال المام أحد حدثنا عفان ثنا معاذ بن معاذ ثنا قيس بن الربيع عن أب القدام عبد الرحن الزرق عن على قال دخل على رسول ال ص وأنا نائم فاستسقى السن أو‬
‫السي فقام رسول ال ص إل شاة لنا كى يلبها فدرت فجاءه الخر فنحاه فقالت فاطمة يا رسول ال كانه أحبهما إليك قال ل ولكنه استسقى قبله ث قال إن وأياك وهذين وهذا الراقد ف‬
‫مكان واحد يوم القيامة تفرد به أحد ورواه أبو داود الطيالسى عن عمر بن ثابت عن أبيه عن أب فاختة عن على فذكر نوه وقد ثبت أن عمر بن الطاب كان يكرمهما ويملهما ويعطيهما‬
‫كما يعطى أباها وجىء مرة بلل من اليمن فقسمها بي أبناء الصحابة ول يعطهما منها شيئا وقال ليس فيها شىء يصلح لما ث بعث إل نائب اليمن فاستعمل لما حلتي تناسبهما‬
‫وقال ممد بن سعد أنبأنا قبيصة بن عقبة ثنا يونس بن أب إسحاق عن العيزار بن حريث قال بينما عمر بن العاص جالس ف ظل الكعبة إذ رأى السي مقبل فقال هذا أحب أهل الرض إل‬
‫أهل السماء وقال الزبي بن بكار حدثن سليمان بن الدراوردى عن جعفر بن ممد عن أبيه أن رسول ال ص بايع السن والسي وعبد ال بن عباس وعبد ال بن جعفر وهم صغار ل يبلغوا‬
‫ول يبايع صغيا إل منا وهذا مرسل غريب وقال ممد بن سعد أخبن يعلى بن عبيد ثنا عبد ال بن الوليد الرصاف عن عبد ال بن عبيد بن عمية قال حج السي ابن على خسا وعشرين‬
‫حجة ماشيا ونائبه تقاد بي يديه وحدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن ممد عن ابيه أن السي بن على حج ماشيا وأن نائبه لتقاد وراءه والصواب أن ذلك إنا‬
‫هو السن أخوه كما حكاه البخارى‬
‫وقال الدائن جرى بي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪208‬‬

‫السن والسي كلم فتهاجرا فلما كان بعد ذلك أقبل السن إل والسي فأكب على رأسه يقبله فقام السي فقبله أيضا وقال إن الذى منعن من ابتدائك بذا أن رأيت أنك أحق بالفضل‬
‫من فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به من وحكى الصمعى عن ابن عون أن السن كتب إل السي يعيب عليه إعطاء الشعراء فقال السي إن أحسن الال ما وقى العرض‬
‫وقد روى الطبان حدثنا أبو حنيفة ممد بن حنيفة الواسطى ثنا يزيد بن الباء بن عمرو ابن الباء الغنوى ثنا سليمان بن اليثم قال كان السي بن على يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما‬
‫وسع له الناس فقال رجل يا أبا فراس من هذا فقال الفرزدق ‪ ...‬هذا الذى تعرف البطحاء وطأته ‪ ...‬والبيت يعرفه والل والرم ‪ ...‬هذا ابن خي عباد ال كلهم ‪ ...‬هذا التقى النقى الطاهر‬
‫العلم ‪ ...‬يكاد يسكه عرفان راحته ‪ ...‬ركن الطيم إذا ما جاء يستلم ‪ ...‬إذا رأته قريش قال قائلها ‪ ...‬إل مكارم هذا ينتهى الكرم ‪ ...‬يفضى حياء ويغضى من مهابته ‪ ...‬فما يكلم إل حي‬
‫يبتسم ‪ ...‬ف كفه خيزران ريها عبق ‪ ...‬بكف أورع ف عرنينه شم ‪ ...‬مشتقة من رسول ال نسبته ‪ ...‬طابت عناصره واليم والشيم ‪ ...‬ل يستطيع جواد بعد غايته ‪ ...‬ول يدانيه قوم إن‬
‫‪ ...‬هوا كرموا ‪ ...‬من يعرف ال يعرف أولية ذا ‪ ...‬فالدين من بيت هذا ناله أمم ‪ ...‬أى العشائر هم ليست رقابم ‪ ...‬لولية هذا أوله نعم‬
‫هكذا أوردها الطبان ف ترجة السي ف معجمه الكبي وهو غريب فان الشهور أنا من قيل الفرزدق ف على بن السي ل ف أبيه وهو أشبه فان الفرزدق ل ير السي إل وهو مقبل إل‬
‫الج والسي ذاهب إل العراق فسأل السي الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ث أن السي قتل بعد مفارقته له بأيام يسية فمت رآه يطوف بالبيت وال أعلم وروى هشام عن عوانة‬
‫قال قال عبيد ال بن زياد لعمر بن سعد أين الكتاب الذى كتبته إليك ف قتل السي فقال مضيت لمرك وضاع الكتاب فقال له ابن زياد لتجيئن به قال ضاع قال وال لتجيئن به قال ترك‬
‫وال يقرأ على عجائز قريش أعتذر إليهن بالدينة أما وال لقد نصحتك ف حسي نصيحة لو نصحتها إل سعد بن أب وقاص لكنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد ال صدق‬
‫عمر وال ولوددت وال أنه ليس من بن زياد رجل إل وف أنفه خزامة إل يوم القيامة وأن حسينا ل يقتل قال فوال ما أنكر ذلك عليه عبيد ال بن زياد‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪209‬‬

‫فصل‬
‫ف شىء من أشعاره الت رويت عنه‬
‫فمن ذلك ما أنشده أبو بكر بن كامل عن عبد ال بن إبراهيم وذكر أنه للحسي بن على بن أب طالب رضى ال عنهما ‪ ...‬إغن عن الخلوق بالالق ‪ ...‬تسد على الكاذب والصادق ‪...‬‬
‫‪ ...‬واسترزق الرحن من فضله ‪ ...‬فليس غي ال من رازق ‪ ...‬من ظن أن الناس يغنونه ‪ ...‬فليس بالرحن بالواثق ‪ ...‬أو ظن أن الال من كسبه ‪ ...‬زلت به النعلن من حالق‬
‫عن العمش أن السي بن على قال ‪ ...‬كلما زيد صاحب الال مال ‪ ...‬زيد ف هه وف الشتغال ‪ ...‬قد عرفناك يا منغصة العيش ‪ ...‬ويا دار كل فان وبال ‪ ...‬ليس يصفوا لزهد طلب الزه‬
‫‪ ... ...‬د إذا كان مثقل بالعيال‬
‫وعن إسحاق بن إبراهيم قال بلغن أن السي زار مقابر الشهداء بالبقيع فقال ‪ ...‬ناديت سكان القبور فأسكتوا ‪ ...‬وأجابن عن صمتهم ترب الصا ‪ ...‬قالت أتدرى ما فعلت بساكن ‪...‬‬
‫مزقت لمهم وخرقت الكسا ‪ ...‬وحشوت أعينهم ترابا بعد ما ‪ ...‬كانت تأذى باليسي من القذا ‪ ...‬أما العظام فانن مزقتها ‪ ...‬حت تباينت الافضل والشوا ‪ ...‬قطعت ذا زاد من هذا كذا‬
‫‪ ... ...‬فتركتها رما يطوف با البل‬
‫وأنشد بعضهم للحسي رضى ال عنه أيضا ‪ ...‬لئن كانت الدنيا تعد نفيسة ‪ ...‬فدار ثواب ال أعلى وأنبل ‪ ...‬وإن كانت البدان للموت أنشئت ‪ ...‬فقتل امرىء بالسيف ف ال أفضل ‪...‬‬
‫‪ ...‬وإن كانت الرزاق شيئا مقدرا ‪ ...‬فقله سعى الرء ف الرزق أجل ‪ ...‬وإن كانت الموال للترك جعها ‪ ...‬فما بال متروك به الرء يبخل‬
‫وما أنشد الزبي بن بكار من شعره ف امرأته الرباب بنت أنيف ويقال بنت امرىء القيس بن عدى بن أوس الكلب أم ابنته سكينة ‪ ...‬لعمرك إنن لحب دارا ‪ ...‬تل با سكينة ولرباب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪210‬‬

‫‪ ...‬أحبهما وأبذل جل مال ‪ ...‬وليس للئمى فيها عتاب ‪ ...‬ولست لم وإن عتبوا مطيعا ‪ ...‬حياتى أو يعلين التراب‬
‫وقد أسلم أبوها على يدي عمر بن الطاب وأمره عمر على قومه فلما خرج من عنده خطب إليه على بن أب طالب أن يزوج ابنه السن أو السي من بناته فزوج السن ابنته سلمى‬
‫والسي ابنته الرباب وزوج عليا ابنته الثالثة وهى الحياة بنت امرىء القيس ف ساعة واحدة فأحب السي زوجته الرباب حبا شديدا وكان با معجبا يقول فيها الشعر ولا قتل بكربلء‬
‫‪ ...‬كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا وذكر أنا أقامت على قبه سنة ث انصرفت وهى تقول ‪ ...‬إل الول ث اسم السلم عليكما ‪ ...‬ومن يبك حول كامل فقد اعتذر‬
‫وقد خطبها بعده خلق كثي من أشراف قريش فقالت ما كنت لتذ حوا بعد رسول ال ص ووال ل يؤوين رجل بعد السي سقف أبدا ول تزل عليه كمدة حت ماتت ويقال أنا إنا عاشت‬
‫بعده أياما يسية فال اعلم وابنتها سكينة بنت السي كانت من أجل النساء حت إنه ل يكن ف زمانا أحسن منها فال أعلم‬
‫وروى أبو منف عن عبد الرحن بن جندب أن ابن زياد بعد مقتل السي تفقد أشراف أهل الكوفة فلم ير عبيد ال بن الر بن يزيد فتطلبه حت جاءه بعد ايام فقال أين كنت يا ابن الر قال‬
‫كنت مريضا قال مريض القلب أم مريض البدن قال أما قلب فلم يرض وأما بدن فقد من ال عليه بالعافية فقال له ابن زياد كذبت ولكنك كنت مع عدونا قال لو كنت مع عدوك ل يف‬
‫مكان مثلى ولكان الناس شاهدوا ذلك قال وعقل عنه ابن زياد غفلة فخرج ابن الر فقعد على فرسه ث قال أبلغوه أن ل آتيه وال طائعا فقال ابن زياد أين ابن الر قال خرج فقال على به‬
‫فخرج الشرط ف طلبه فأسعهم غليظ ما يكرهون وترضى عن السي وعن وأخيه وأبيه ث أسعهم ف ابن زياد غليظا من القول ث امتنع منهم وقال ف السي وف أصحابه شعرا ‪ ...‬يقول أمي‬
‫غادر حق غادر ‪ ...‬أل كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة ‪ ...‬فياندمى أن ل أكون نصرته ‪ ...‬لذو حسرة ما أن تفارق لزمه ‪ ...‬سقى ال أرواح الذين تبارزوا ‪ ...‬على نصره سقيا من الغيث‬
‫دائمه ‪ ...‬وقفت على أحداثهم وقبورهم ‪ ...‬فكان الشى ينقض والعي ساجه ‪ ...‬لعمرى لقد كانوا مصاليت ف الوغى ‪ ...‬سراعا إل اليجا حاة حضارمه ‪ ...‬تأسوا على نصر بن بنت نبيهم‬
‫‪ ...‬بأسيافهم أساد غبل ضراغمه ‪ ...‬فان تقتلوا تلك النفوس التقية ‪ ...‬على الرض قد أضحت لذلك واجة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪211‬‬

‫فما إن رأى الراءون أفضل منهم ‪ ...‬لدى الوت سادات وزهر قماقمة ‪ ...‬أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا ‪ ...‬فذى خطة ليست لنا بلئمة ‪ ...‬لعمرى لقد راغمتمونا بقتلهم ‪ ...‬فكم ناقم منا‬
‫‪ ...‬عليكم وناقمة ‪ ...‬أهم مرارا أن أسي بحفل ‪ ...‬إل فئة زاغت عن الق ظالة ‪ ...‬فيا ابن زياد إستعد لربنا ‪ ...‬وموقف ضنك تقصم الظهر قاصمة‬
‫وقال الزبي بن بكار قال سليمان بن قتيبة يرثى السي رضى ال عنه‬
‫وإن قتيل الطف من آل هاشم ‪ ...‬أذل رقابا من قريش فذلت ‪ ...‬فان تتبعوه عائذا البيت تصبحوا ‪ ...‬كعاد تعمت عن هداها فضلت ‪ ...‬مررت على أبيات آل ممد ‪ ...‬فالفيتها أمثالا ‪...‬‬
‫حيث حلت ‪ ...‬وكانوا لنا غنما فعادوا رزية ‪ ...‬لقد عظمت تلك الرزايا وجلت ‪ ...‬فل يبعد ال الديار وأهلها ‪ ...‬وإن أصبحت منهم برغمى تلت ‪ ...‬إذا افتقرت قيس خبنا ؟ ؟ فقيها‬
‫‪ ... ...‬وتقتلنا قيس إذا النعل زلت ‪ ...‬وعند يزيد قطرة من دمائنا ‪ ...‬سنجزيهم يوما با حيث حلت ‪ ...‬أل تر أن الرض أضحت مريضة ‪ ...‬لقتل حسي والبلد اقشعرت‬
‫وما وقع من الوادث ف هذه السنة أعن سنة إحدى وستي بعد مقتل السي ففيها ول يزيد بن معاوية سلم بن زياد سجستان وخراسان حي وفد عليه وله من العمر أربعة وعشرون سنة‬
‫وعزل عنها أخويه عبادا وعبد الرحن وسار سلم إل عمله فجعل ينتخب الوجوه والفرسان ويرض الناس على الهاد ث خرج ف جحفل عظيم ليغزو بلد الترك ومعه امرأته أم ممد بنت‬
‫عبد ال بن عثمان بن اب العاص فكانت أول امرأة من العرب قطع با النهر وولدت هناك ولدا أسوه صغدى وبعثت إليها امرأة صاحب صغدى بتاجها من ذهب ولل وكان السلمون قبل‬
‫ذلك ل يشتون ف تلك البلد فشت با سلم بن زياد وبعث الهلب بن أب صفرة إل تلك الدينة الت هى للترك وهى خوارزم فحاصرهم حت صالوه على نيف وعشرين ألف ألف وكان‬
‫يأخذ منهم عروضا عوضا فيأخذ الشىء بنصف قيمته فبلغت قيمة ما أخذ منهم خسي ألف ألف فحظى بذلك الهلب عند سلم بن زياد‬
‫ث بعث من ذلك ما اصطفاه ليزيد بن معاوية مع مرزبان ومعه وفد وصال سلم أهل سرقند ف هذه الغزوة على مال جزيل وفيها عزل يزيد عن إمرة الرمي عمرو بن سعيد وأعاد إليها الوليد‬
‫بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪212‬‬

‫عتبة بن أب سفيان فوله الدينة وذلك أن ابن الزبي لا بلغه مقتل السي شرع يطب الناس ويعظم قتل السي وأصحابه جدا ويعيب على أهل الكوفة وأهل العراق ما صنعوه من خذلنم‬
‫السي ويترحم على السي ويلعن من قتله ويقول أما وال لقد قتلوه طويل بالليل قيامه كثيا ف النهار صيامه أما وال ما كان يستبدل بالقرآن الغنا واللهى ول بالبكاء من خشية ال اللغو‬
‫والداء ول بالصيام شرب الدام واكل الرام ول باللوس ف حلق الذكر طلب الصيد يعرض ف ذلك بيزيد بن معاوية فسوف يلقون غيا ويؤلب الناس على بن أمية ويثهم على مالفته‬
‫وخلع يزيد فبايعه خلق كثي ف الباطن وسألوه أن يظهرها فلم يكنه ذلك مع وجود عمرو بن سعيد وكان شديدا عليه ولكن فيه رفق وقد كان كاتبه أهل الدينة وغيهم وقال الناس أما إذ‬
‫قتل السي فليس ينازع أحد ابن الزبي فلما بلغ ذلك يزيد شق ذلك عليه وقيل له إن عمر وبن سعد لو شاء لبعث إليك برأس ابن الزبي أو ياصره حت يرجه من الرم فبعث فعزله وول‬
‫الول بن عتبة فيها وقيل ف مستهل ذى الجة فأقام للناس الج فيها وحلف يزيد ليأتين ابن الزبي ف سلسلة من فضة وبعث با مع البيد ومعه برنس من ليي يينه فلما مر البيد على مروان‬
‫وهو بالدينة وأخبه با هو قاصد له وما معه من الغل أنشأ مروان يقول ‪ ...‬فخذها فما هى للعزيز بصة ‪ ...‬وفيها مقال لمرىء متذلل ‪ ...‬أعامر إن القوم ساموك خطة ‪ ...‬وذلك ف اليان‬
‫‪ ...‬غزل بغزل ‪ ...‬أراك إذا ما كنت ف القوم ناصحا ‪ ...‬يقال له بالدلو أدبر وأقبل‬
‫فلما انتهت الرسل إل عبد ال بن الزبي بعث مروان ابنيه عبد اللك وعبد العزيز ليحضرا مراجعته ف ذلك وقال أسعاه قول ف ذلك قال عبد العزيز فلما جلس الرسل بي يديه جعلت أنشده‬
‫ذلك وهو يسمع ول أشعره فالتفت إل فقال أخبا أباكما أن أقول ‪ ...‬إن لن نبعة صم مكاسرها ‪ ...‬إذا تناوحت القصباء والعشر ‪ ...‬ول ألي لغي الق أسأله ‪ ...‬حت يلي لضرس الاضغ‬
‫‪ ...‬الجر‬
‫قال عبد العزيز فما أدرى أيا كان أعجب‬
‫قال أبو معشر ل خلف بي أهل السي أن الوليد بن عتبة حج بالناس ف هذه السنة وهو أمي الرمي وعلى البصرة والكوفة عبيد ال بن زياد وعلى خراسان وسجستان سلم بن زياد أخو‬
‫عبيد ال ابن زياد وعلى قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة هشام بن هبية‬
‫ذكر من توف فيها من العيان‬
‫السي بن على رضى ال عنهما ومعه بضعة عشر من أهل بيته قتلوا جيعا بكربلء وقيل بضعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪213‬‬

‫وعشرون كما تقدم وقتل معهم جاعة من البطال والفرسان‬


‫جابر بن عتيك بن قيس‬
‫أبو عبد ال النصارى السلمى شهد بدرا وما معه وكان حامل راية النصار يوم الفتح كذا قال ابن الوزى قال وتوف ف هذه السنة عن إحدى وسبعي سنة‬
‫حزة بن عمرو السلمى‬
‫صحاب جليل ثبت ف الصحيحي عن عائشة أنا قالت سأل حزة بن عمرو رسول ال ص فقال إن كثي الصيام أفأصوم ف السفر فقال له إن شئت فصم وإن شئت فأفطر وقد شهد فتح الشام‬
‫وكان هو البشي للصديق يوم أجنادين قال الواقدى وهو الذى بشر كعب بن مالك بتوبة ال عليه فأعطاه ثوبيه وروى البخارى ف التاريخ باسناد جيد عنه أنه قال كنا مع رسول ال ص ف‬
‫ليلة مظلمة فأضاءت ل أصابعى حت جعت عليها كل متاع كان للقوم اتفقوا على أنه توف ف هذه السنة أعن سنة إحدى وستي‬
‫شيبة بن عثمان بن اب طلحة العبدرى الجب‬
‫صاحب مفتاح الكعبة كان أبوه من قتله على بن أب طالب يوم أحد كافرا وأظهر شيبة السلم يوم الفتح وشهد حنينا وف قلبه شىء من الشك وقد هم بالفتك برسول ال ص فأطلع ال على‬
‫ذلك رسوله فأخبه با هم به فأسلم باطنا وجاد إسلمه وقاتل يومئذ وصب قال الواقدى عن أشياخه إن شيبة قال كنت أقول وال لو آمن بحمد جيع الناس ما آمنت به فلما فتح مكة وخرج‬
‫إل هوازن خرجت معه رجاء أن أجد فرصة آخذ بثأر قريش كلها منه قال فاختلط الناس ذات يوم ونزل رسول ال ص عن بغلته فدنوت منه وانتضبت سيفى لضربه به فرفع ل شواظ من‬
‫نار كاد يحشن فالتفت إل رسول ال ص وقال يا شيبة ادن من فدنوت منه فوضع يده على صدرى وقال اللهم أعذه من الشيطان قال فوال ما رفع يده حت لو يومئذ أحب إل من سعى‬
‫وبصرى ث قال اذهب فقاتل قال فتقدمت إل العدو وال لو لقيت أب لقتلته لو كان حيا فلما تراجع الناس قال ل يا شيبة الذى أراد ال بك خي ما أردت لنفسك ث حدثن بكل ما كان ف‬
‫نفسى ما ل يطلع عليه أحد إل ال عز وجل فتشهدت وقلت أستغفر ال فقال غفر ال لك ول الجابة بعد عثمان بن طلحة واستقرت الجابة ف بنيه وبيته إل اليوم وإليه ينسب بنو شيبة‬
‫وهم حجبة الكعبة قال خليفة بن خياط وغي واحد توف سنة تسع وخسي وقال ممد بن سعد بقى إل أيام يزيد بن معاوية وقال ابن الوزى ف النتظم مات ف هذه السنة عبد الطلب بن‬
‫ربيعة بن الارث بن عبد الطلب بن هاشم صحاب انتقل إل دمشق وله با دار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪214‬‬


‫ولا مات أوصى إل يزيد بن معاوية وهو أمي الؤمني‬
‫الوليد بن عقبة بن أب معيط‬
‫ابن أبان بن أب عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف بن قصى أبو وهب القرشى العبشمى وهو أخو عثمان بن عفان لمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس وأمها‬
‫أم حكيم البيضاء بنت عبد الطلب وللوليد من الخوة خالد وعمارة وأم كلثوم وقد قتل رسول ال ص أباه بعد وقعة بدر من بي السرى صبا بي يديه فقال يا ممد من للصبية فقال لم‬
‫النار وكذلك فعل بالنضر بن الارث وأسلم الوليد هذا يوم الفتح وقد بعثه رسول ال ص على صدقات بن الصطلق فخرجوا يتقلونه فظن أنم إنا خرجوا لقتاله فرجع فأخب بذلك رسول‬
‫ال ص فأراد أن يهز إليهم جيشا فبلغهم ذلك فجاء من جاء منهم ليعتذروا إليه ويبونه بصورة ما وقع فأنزل ال تعال ف الوليد يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا‬
‫قوما بهالة الية ذكر ذلك غي واحد من الفسرين وال أعلم بصحة ذلك وقد حكى أبو عمرو بن عبد الب على ذلك الجاع وقد وله عمر صدقات بن تغلب ووله عثمان نيابة الكوفة بعد‬
‫سعد ابن أب وقاص سنة خس وعشرين ث شرب المر وصلى بأصحابه ث التفت إليهم فقال أزيدكم ووقع منه تبيط ث إن عثمان جلده وعزله عن الكوفة بعد أربع سني فأقام با فلما جاء‬
‫على إل العراق سار إل الرقة واشترى له عندها ضيعة وأقام با معتزل جيع الروب الت كانت أيام على ومعاوية وما بعدها إل أن توف بضيعته ف هذه السنة ودفن بضيعته وهى على خسة‬
‫عشر ميل من الرقة ويقال إنه توف ف أيام معاوية فال أعلم روى له المام أحد وأبو داود حديثا واحدا ف فتح مكة وقد ذكر ابن الوزى وفاته ف هذه السنة وذكر أيضا وفاة أم الؤمني‬
‫ميمونة بنت الارث الللية وقد تقدم ذكر وفاتا ف سنة إحدى وخسي وقيل إنا توفيت سنة ثلث وستي وقيل سنة ست وستي والصواب ما ذكرناه‬
‫أم سلمة أم الؤمني‬
‫هند بنت أب أمية حذيفة وقيل سهل بن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم القرشية الخزومية كانت أول تت ابن عمها أب سلمة بن عبد السد فمات عنها فتزوجها رسول ال ص ودخل‬
‫با ف شوال سنة ثنتي بعد وقعة بدر وقد كانت سعت من زوجها أب سلمة حديثا عن رسول ال ص أنه قال ما من مسلم يصاب بصيبة فيقول إنا ل وإنا إليه راجعون اللهم أجرن ف مصيبت‬
‫واخلف ل خيا منها إل أبدله ال خيا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت ذلك ث قلت ومن هو خي من أب سلمة أول رجل هاجر ث عز ال ل فقلتها فأبدلن ال خيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪215‬‬

‫منه رسول ال ص وكانت من حسان النساء وعابداتن قال الواقدى توفيت سنة تسع وخسي وصلى عليها أبو هريرة وقال ابن أب خيثمة توفيت ف أيام يزيد بن معاوية قلت والحاديث‬
‫التقدمة ف مقتل السي تدل على أنا عاشت إل ما بعد مقتله وال أعلم ورضى ال عنها وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وستي‬
‫يقال فيها قدم وفد الدينة النبوية على يزيد بن معاوية فأكرمهم وأجازهم بوائز سنية ث عادوا من عنده بالوائز فخلعوه وولوا عليهم عبد ال بن حنظلة الغسيل فبعث إليهم يزيد جندا ف‬
‫السنة التية إل الدينة فكانت وقعة الرة على ما سنبينه ف الت بعدها إن شاء ال تعال وقد كان يزيد عزل عن الجاز عمرو بن سعيد بن العاص وول عليهم الوليد بن عتبة بن أب سفيان‬
‫فلما دخل الدينة احتاط على الموال والواصل والملك وأخذ العبيد الذين لعمرو بن سعيد فحبسهم وكانوا نو ثلثائة عبد فتجهز عمرو بن سعيد إل يزيد وبعث إل عبيده أن يرجوا من‬
‫السجن ويلحقوا به وأعد لم إبل يركبونا ففعلوا ذلك فما لقوه حت وصل إل يزيد فأكرمه واحترمه ورحب به يزيد وأدن ملسه ث أنه عاتبه ف تقصيه ف شأن ابن الزبي فقال له يا أمي‬
‫الؤمني الشاهد يرى مال يرى الغائب وإن جل أهل مكة والجاز ما لوه علينا وأحبوه ول يكن ل جند أقوى بم عليه لون اهضته وقد كان يذرتى ويترس من وكنت أرفق به كثيا وأداريه‬
‫لستمكن منه فأثب عليه مع أن قد ضيقت عليه ومنعته من اشياء كثية وجعلت على مكة وطرقها وشعابا رجال ل يدعون أحدا يدخلها حت يكتبوا اسه واسم أبيه ومن أى بلد هو وما جاء‬
‫له وماذاا يريد فان كان من أصحابه أو من عرف أنه يريده رددته صاغرا إل خليت سبيله وقد وليت الوليد وسيأتيك من عمله وأمره ما لعلك تعرف به فضل مسارعت واجتهادى ف أمرك‬
‫ومناصحت لك إن شاء ال وال يصنع لك ويكبت عدوك فقال له يزيد أنت أصدق من رماك وحلن عليك وأنت من أثق به وأرجو معونته وادخره لذات الصدع وكفاية الهم وكشف نوازل‬
‫المور العظام ف كلم طويل‬
‫وأما الوليد بن عتبة فانه أقام بالجاز وقد هم مرارا أن يبطش بعبد ال بن الزبي فيجده متحذرا متنعا قد أعد للمور أقرانا وثار باليمامة رجل آخر يقال له ندة بن عامر النفى حي قتل‬
‫السي وخالف يزيد بن معاوية ول يالف ابن الزبي بل بقى على حدة له أصحاب يتبعونه فاذا كان ليلة عرفة دفع الوليد بن عتبة بالمهور وتلف عنه أصحاب ابن الزبي وأصحاب ندة ث‬
‫يدفع كل فريق وحدهم ث كتب ندة إل يزيد إنك بعثت إلينا رجل أخرق ل يتجه لمر رشد ول يرعوى لعظة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪216‬‬

‫الكيم فلو بعثت إلينا رجل سهل اللق لي الكنف رجوت أن يسهل به من المور ما استوعر منها وأن يتمع ما تفرق فانظر ف ذلك فان فيه صلح خواصنا وعوامنا إن شاء ال تعال قالوا‬
‫فعزل يزيد الوليد وول عثمان ممد بن أب سفيان فسار إل الجاز وإذا هو فت غر حدث غمر ل يارس المور فطمعوا فيه ولا دخل الدينة بعث إل يزيد منها وفدا فيهم عبد ال بن حنظلة‬
‫الغسيل النصارى وعبد ال بن أب عمرو بن حفص بن الغية الضرمى والنذر بن الزبي ورجال كثي من أشراف أهل الدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وعظم جوائزهم ث‬
‫انصرفوا راجعي إل الدينة إل النذر بن الزبي فانه سار إل صاحبه عبيد ال بن زياد بالبصرة وكان يزيد قد أجازه بائة ألف نظي أصحابه من أولئك الوفد ولا رجع وفد الدينة إليها أظهروا‬
‫شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب المر وتعزف عنده القينات بالعازف وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه فتابعهم الناس على خلعه وبايعوا عبد ال بن حنظلة الغسيل‬
‫على الوت وأنكر عليهم عبد ال بن عمر بن الطاب ورجع النذر بن الزبي من البصرة إل الدينة فوافق أولئك على خلع يزيد وأخبهم عنه أنه يشرب المر ويسكر حت ترك الصلة وعابه‬
‫أكثر ما عابه أولئك فلما بلغ ذلك يزيد قال اللهم إن آثرته وأكرمته ففعل ما قد رأيت فأدركه وانتقم منه ث أن يزيدا بعث إل أهل الدينة النعمان بن بشي ينهاهم عما صنعوا ويذرهم غب‬
‫ذلك ويأمرهم بالرجوع إل السمع والطاعة ولزوم الماعة فسار إليهم ففعل ما أمره يزيد وخوفهم الفتنة وقال لم إن الفتنة وخيمة وقال ل طاقة لكم بأهل الشام فقال له عبد ال بن مطيع ما‬
‫يملك يا نعمان على تفريق جاعتنا وفساد ما أصلح ال من أمرنا فقال له النعمان أما وال لكأن وقد تركت تلك المور الت تدعو إليها وقامت الرجال على الركب الت تضرب مفارق القوم‬
‫وجباههم بالسيوف ودارت رحى الوت بي الفريقي وكأن بك قد ضربت جنب بغلتك إل وخلفت هؤلء الساكي يعن النصار يقتلون ف سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه‬
‫الناس فلم يسمعوا منه فانصرف وكان المر وال كما قال سواء‬
‫قال ابن جرير وحج بالناس ف هذه السنة الوليد بن عتبة كذا قال وفيه نظر فانه إن كان ف وفد أهل الدينة وقد رجعوا من عند يزيد فانا وفد عثمان بن ممد بن أب سفيان وإن كان قد حج‬
‫بالناس فيها الوليد فما قدم وفد الدينة إل يزيد إل ف أول سنة ثلث وستي وهو أشبه وال أعلم‬
‫ومن توف ف هذه السنة من العيان‬
‫بريدة بن الصيب السلمى كان إسلمه حي اجتاز به رسول ال ص وهو مهاجر إل الدينة عند كراع الغميم فلما كان هناك تلقاه بريدة ف ثاني نفسا من أهله فأسلموا وصلى بم صلة‬
‫العشاء وعلمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪217‬‬

‫ليلتئذ صدرا من سورة مري ث قدم على رسول ال ص الدينة بعد أحد فشهد معه الشاهد كلها وأقام بالدينة فلما فتحت البصرة نزلا واختط با دارا ث خرج إل غزو خراسان فمات برو ف‬
‫خلفة يزيد بن معاوية ذكر موته غي واحد ف هذه السنة‬
‫الربيع بن خيثم‬
‫أبو يزيد الثورى الكوف أحد أصحاب ابن مسعود قال له عبد ال بن مسعود ما رأيتك قط إل ذكرت الخبتي ولو رآك رسول ال ص لحبك وكان ابن مسعود يله كثيا وقال الشعب كان‬
‫الربيع من معادن الصدق وكان أورع أصحاب ابن مسعود وقال ابن معي ل يسأل عن مثله وله مناقب كثية جدا أرخ ابن الوزى وفاته ف هذه السنة‬
‫علقمة بن قيس أبو شبل النخعى الكوف‬
‫كان من أكابر أصحاب ابن مسعود وعلمائهم وكان يشبه بابن مسعود وقد روى علقمة عن جاعة من الصحابة وعنه خلق من التابعي‬
‫عقبة بن نافع الفهرى‬
‫بعثه معاوية إل إفريقية ف عشرة آلف فافتتحها واختط القيوان وكان موضعها غيضة ل ترام من السباع واليات والشرات فدعا ال تعال فجعلن يرجن منها بأولدهن من الوكار‬
‫والجاز فبناها ول يزل با حت هذه السنة غزا أقواما من الببر والروم فقتل شهيدا رضى ال عنه‬
‫عمرو بن حزم‬
‫صحاب جليل استعمله رسول ال ص على نران وعمره سبع عشرة سنة وأقام با مدة وأدرك أيام يزيد بن معاوية‬
‫مسلم بن ملد النصارى‬
‫الزرقى ولد عام الجرة وسع من رسول ال ص وشهد فتح مصر وول الند با لعاوية ويزيد ومات ف ذى القعدة من هذه السنة‬
‫مسلم بن معاوية الديلمي‬
‫صحاب جليل شهد بدرا وأحدا والندق مع الشركي وكانت له ف السلمي نكاية ث أسلم وحسن إسلمه وشهد فتح مكة وحنينا وحج مع أب بكر سنة تسع وشهد حجة الوداع وعمر‬
‫ستي سنة ف الاهلية ومثلها ف السلم قاله الواقدى قال وأدرك أيام يزيد بن معاوية وقال ابن الوزى مات ف هذه السنة‬
‫وفيها توفيت الرباب بنت أنيف امرأة السي بن على الت كانت حاضرة أهل العراق إذ هم يعدون ف السبت أو ف المعة على زوجها السي بن على ابن بنت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وستي‬
‫ففيها كانت وقعة الرة وكان سببها أن أهل الدينة لا خلعوا يزيد بن معاوية وولوا على قريش عبد ال بن مطيع وعلى النصار عبد ال بن حنظلة بن أب عامر فلما كان ف أول هذه السنة‬
‫أظهروا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪218‬‬

‫ذلك واجتمعوا عند النب فجعل الرجل منهم يقول قد خلعت يزيد كما خلعت عمامت هذه ويلقيها عن رأسه ويقول الخر قد خلعته كما خلعت نعلى هذه حت اجتمع شىء كثي من العمائم‬
‫والنعال هناك ث اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بي أظهرهم وهو عثمان بن ممد بن أب سفيان بن عم يزيد وعلى إجلء بن أمية من الدينة فاجتمعت بنو أمية ف دار مروان بن الكم‬
‫وأحاط بم أهل الدينة ياصرونم واعتزل الناس على بن السي زين العابدين وكذلك عبد ال بن عمر ابن الطاب ل يلعا يزيد ول أحد من بيت ابن عمر وقد قال ابن عمر لهله ل يلعن‬
‫أحد منكم يزيد فتكون الفيصل ويورى الصيلم بين وبينه وسيأتى هذا الديث بلفظه وإسناده ف ترجة يزيد وأنكر على أهل الدينة ف مبايعتهم لبن مطيع وابن حنظلة على الوت وقال إنا‬
‫كنا نبايع رسول ال ص على أن ل نفر وكذلك ل يلع يزيد أحد من بن عبد الطلب وقد سئل ممد بن النفية ف ذلك فامتنع من ذلك أشد المتناع وناظرهم وجادلم ف يزيد ورد عليهم‬
‫ما اتموا يزيد به من شرب المر وتركه بعض الصلوات كما سيأتى مبسوطا ف ترجة يزيد قريبا إن شاء ال وكتب بنو أمية إل يزيد با هم فيه من الصر والهانة والوع والعطش وإنه ل‬
‫يبعث إليهم من ينقذهم ما هم فيه وإل استؤصلوا عن آخرهم وبعثوا ذلك مع البيد فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالسا على سريره ورجله ف ماء يتبد به ما به من النقرس ف رجليه‬
‫فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال وقال ويلك ما فيهم ألف رجل قال بلى قال فهل ل قاتلوا ساعة من نار ث بعث إل عمرو بن سعيد ابن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه‬
‫إليهم وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأب عليه ذلك وقال إن أمي الؤمني عزلن عنهاا وهى مضبوطة وأمورها مكمة فأما الن فإنا دماء قريش تراق بالصعيد فل أحب أن أتول ذلك منهم ليتول‬
‫ذلك من هو أبعد منهم من قال فبعث البيد إل مسلم بن عقبة الزن وهو شيخ كبي ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلف فارس وقيل اثنا عشر ألفا وخسة عشر ألف رجل‬
‫وأعطى كل واحد منهم مائة دينار وقيل أربعة دناني ث استعرضهم وهو على فرس له قال الدائن وجعل على أهل دمشق عبد ال بن مسعدة الفزارى وعلى أهل حص حصي بن ني السكون‬
‫وعلى أهل الردن حبيش بن دلة القين وعلى أهل فلسطي روح بن زنباع الذامى وشريك الكنان وعلى أهل قنسرين طريف بن السحاس اللل وعليهم مسلم بن عقبة الزن من غطفان‬
‫وإنا يسميه السلف مسرف بن عقبة فقال النعمان بن بشي يا أمي الؤمني ولن عليهم أكفك وكان العمان أخا عبد ال بن حنظلة لمه عمرة بنت رواحة فقال يزيد ل ليس لم إل هذا‬
‫الغشمة وال لقتلنهم بعد إحسان إليهم وعفوى عنهم مرة بعد مرة فقال النعمان يا أمي الؤمني أنشدك ال ف عشيتك وأنصار رسول ال ص وقال عبد ال بن جعفر أرأيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪219‬‬

‫إن رجعوا إل طاعتك أيقبل منهم قال إن فعلوا فل سبيل عليهم وقال يزيد لسلم بن عقبة ادع القوم ثلثا فان رجعوا إل الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم وإل فاستعن بال وقاتلهم وإذا ظهرت‬
‫عليهم فأبح الدينة ثلثا ث أكفف عن الناس وانظر إل على بن السي فاكفف عنه واستوص به خيا وأدن ملسه فانه ل يدخل ف شىء ما دخلوا فيه وأمر مسلم إذا فرغ من الدينة أن يذهب‬
‫إل مكة لصار ابن ني وقال له إن حدث بك أمر فعلى الناس حصي بن ني السكون وقد كان يزيد كتب إل عبد ال بن زياد أن يسي إل الزبي فيحاصره بكة فأب عليه وقال وال ل‬
‫أجعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول ال ص وأغزو البيت الرام وقد كانت أمه مرجانة قالت له حي قتل السي ويك ماذا صنعت وماذا ركبت وعنفته تعنيفا شديدا قالوا وقد بلغ‬
‫يزيد أن ابن الزبي يقول ف خطبته يزيد القرود شارب المور تارك الصلوات منعكف على القينات فلما جهز مسلم بن عقبة واستعرض اليش بدمشق جعل يقول ‪ ...‬أبلغ أبا بكر إذا اليش‬
‫سرى ‪ ...‬وأشرف اليش على وادى القرى ‪ ...‬أجع سكران من القوم ترى ‪ ...‬يا عجبا من ملحد ف أم القرى ‪ ...‬مادع للدين يقضى بالفرى ‪ ...‬وف رواية ‪ ...‬أبلغ أبا بكر إذا المر انبى‬
‫‪ ... ...‬ونزل اليش على وادى القرى ‪ ...‬عشرون ألفا بي كهل وفت ‪ ...‬أجع سكران من القوم ترى‬
‫قالوا وسار مسلم بن معه من اليوش إل الدينة فلما اقترب منها اجتهد أهل الدينة ف حصار بن أمية وقالوا لم وال لنقتلنكم عن آخركم أو تعطونا موثقا أن ل تدلوا علينا أحدا من هؤلء‬
‫الشاميي ول تالئوهم علينا فأعطوهم العهود بذلك فلما وصل اليش تلقاهم بنو أمية فجعل مسلم يسألم عن الخبار فل يبه أحد فانصر لذلك وجاءه عبد اللك بن مروان فقال له إن‬
‫كنت تريد النصر فانزل شرقى الدينة ف الرة فاذا خرجوا إليك كانت الشمس ف أقفيتكم وف وجوههم فادعهم إل الطاعة فان أجابوك وإل فاستعن بال وقاتلهم فان ال ناصرك عليهم إذ‬
‫خالفوا المام وخرجوا عن الطاعة فشكره مسلم بن عقبة على ذلك وامتثل ما أشار به فنل شرقى الدينة ف الرة ودعا أهلها ثلثة أيام كل ذلك يأبون إل الحاربة والقاتلة فلما مضت الثلثة‬
‫قال لم ف اليوم الرابع وهو يوم الربعاء لليلتي بقيتا من ذى الجة سنة ثلث وستي قال لم يا أهل الدينة مضت الثلث وإن أمي الؤمني قال ل إنكم أصله وعشيته وإنه يكره إراقة‬
‫دمائكم وإنه أمرن أن أؤجلكم ثلثا فقد مضت فماذا أنتم صانعون أتسالون أم تاربون فقالوا بل نارب فقال ل تفعلوا بل سالوا ونعل جدنا وقوتنا على هذا اللحد يعن ابن الزبي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪220‬‬

‫فقالوا يا عدو ال لو أردت ذلك لا مكناك منه أنن نذركم تذهبون فتلحدون ف بيت ال الرام ث تيأوا للقتال وقد كانوا اتذوا خندقا بينهم وبي ابن عقبة وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على‬
‫كل ربع أمي وجعلوا أجل الرباع الربع الذى فيه عبد ال بن حنظلة الغسيل ث اقتتلوا قتال شديدا ث انزم أهل الدينة إليها وقد قتل من الفريقي خلق من السادات والعيان منهم عبد ال بن‬
‫مطيع وبنون له سبعة بي يديه وعبد ال بن حنظلة الغسيل وأخوه لمه ممد بن ثابت بن شاس وممد بن عمرو بن حزم وقد مر به مروان وهو مندل فقال رحك ال فكم من سارية قد‬
‫رأيتك تطيل عندها القيام والسجود‬
‫ث أباح مسلم بن عقبة الذى يقول فيه السلف مسرف بن عقبة قبحه ال من شيخ سوء ما أجهله الدينة ثلثة أيام كما أمره يزيد ل جزاه ال خيا وقتل خيا خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب‬
‫أموال كثية منها ووقع شر وفساد عريض على ما ذكره غي واحد فكان من قتل بي يديه صبا معقل بن سنان وقد كان صديقه قبل ذلك ولكن أسعه ف يزيد كلما غليظا فنقم عليه بسببه‬
‫واستدعى بعلى بن السي فجاء يشى بي مروان بن الكم وابنه عبد اللك ليأخذ له بما عنده أمانا ول يشعر أن يزيد أوصاه به فلما جلس بي يديه استدعى مروان بشراب وقد كان مسلم‬
‫بن عقبة حل معه من الشام ثلجا إل الدينة فكان يشاب له بشرابه فلما جىء بالشراب شرب مروان قليل ث أعطى الباقى لعلى بن السي ليأخذ له بذلك أمانا وكان مروان موادا لعلى ابن‬
‫السي فلما نظر إليه مسلم بن عقبة قد أخذ الناء ف يده قال له ل تشرب من شرابنا ث قال له إنا جئت مع هذين لتأمن بما فارتعدت يد على بن السي وجعل ل يضع الناء من يده ول‬
‫يشربه ث قال له لول أن أمي الؤمني أوصان بك لضربت عنقك ث قال له إن شئت أن تشرب فاشرب وإن شئت دعونا لك بغيها فقال هذه الذى ف كفى أريد فشرب ث قال له مسلم بن‬
‫عقبة قم إل ههنا فاجلس فأجلسه معه على السرير وقال له إن أمي الؤمني أوصان بك وإن هؤلء شغلون عنك ث قال لعلى بن السي لعل أهلك فزعوا فقال إى وال فأمر بدابته فأسرجت‬
‫ث حله عليها حت رده إل منله مكرما ث استدعى بعمرو بن عثمان بن عفان ول يكن خرج مع بن أمية فقال له إنك إن ظهر أهل الدينة قلت أنا معكم وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمي‬
‫الؤمني ث أمر به فنتفت ليته بي يديه وكان ذا لية كبية‬
‫قال الدائن وأباح مسلم بن عقبة الدينة ثلثة أيام يقتلون من وجدوا من الناس ويأخذون الموال فأرسلت سعدى بنت عوف الرية إل مسلم بن عقبة تقول له أنا بنت عمك فمر أصحابك‬
‫أن ل يتعرضوا لبلنا بكان كذا وكذا فقال لصحابه ل تبدؤوا إل بأخذ إبلها أول وجاءته امرأة فقالت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪221‬‬


‫أنا مولتك وابن ف السارى فقال عجلوه لا فضربت عنقه وقال اعطوه رأسه اما ترضي ان ل يقتل حت تتكلمى ف ابنك ووقعوا على النساء حت قيل إنه حبلت ألف امرأة ف تلك اليام‬
‫من غي زوج وال أعلم قال الدائن عن أب قرة قال قال هشام بن حسان ولدت ألف امرأة من أهل الدينة بعد وقعة الرة من غي زوج وقد اختفى جاعة من سادات الصحابة منهم جابر بن‬
‫عبد ال وخرج أبو سعيد الدرى فلجأ إل غار ف جبل فلحقه رجل من أهل الشام قال فلما رأيته انتضيت سيفى فقصدن فلما رآن صمم على قتلى فشممت سيفى ث قلت إن أريد أن تبوء‬
‫باثى وإثك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالي فلما رأى ذلك قال من أنت قلت أنا أبو سعيد الدرى قال صاحب رسول ال ص قلت نعم فمضى وتركن‬
‫قال الدائن وجىء إل مسلم بسعيد بن السيب فقال له بايع فقال أبايع على سية أب بكر وعمر فأمر بضرب عنقه فشهد رجل إنه منون فخلى سبيله وقال الدائن عن عبد ال القرشى وأب‬
‫إسحاق التميمى قال لا انزم أهل الدينة يوم الرة صاح النساء والصبيان فقال ابن عمر بعثمان ورب الكعبة قال الدائن عن شيخ من أهل الدينة قال سألت الزهرى كم كان القتلى يوم‬
‫الرة قال سبعمائة من وجوه الناس من الهاجرين والنصار ووجوه الوال ومن ل أعرف من حر وعبد وغيهم عشرة آلف قال وكانت الوقعة لثلث بقي من ذى الجة سنة ثلث وستي‬
‫وانتهبوا الدينة ثلثة أيام قال الواقدى وأبو معشر كانت وقعة الرة يوم الربعاء لليلتي بقيتا من ذى الجة سنة ثلث وستي‬
‫قال الواقدى عن عبد ال بن جعفر عن ابن عوف قال وحج بالناس ف هذه السنة عبد ال بن الزبي وكانوا يسمونه العائذ يعن العائذ بالبيت ويرون المر شورى وجاء خب الرة إل أهل مكة‬
‫ليلة مستهل الحرم مع سعيد مول السور بن مرمة فحزنوا حزنا شديدا وتأهبوا لقتال أهل الشام قال ابن جرير وقد رويت قصة الرة على غي ما رواه أبو منف فحدثن أحد بن زهي ثنا أب‬
‫سعت وهب بن جرير ثنا جويرية بن أساء قال سعت أشياخ أهل الدينة يدثون أن معاوية لا حضرته الوفاة دعا ابنه يزيد فقال له إن لك من أهل الدينة يوما فان فعلوا فارمهم بسلم ابن عقبة‬
‫فانه رجل قد عرفت نصيحته لنا فلما هلك معاوية وفد إل يزيد وفد من أهل الدينة وكان من وفد إليه عبد ال بن حنظلة بن أب عامر وكان شريفا فاضل سيدا عابدا ومعه ثانية بني له‬
‫فأعطاه يزيد مائة ألف درهم وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلف سوى كسوتم وحلتم ث رجعوا إل الدينة فلما قدمها أتاه الناس فقالوا له ما وراءك فقال جئتكم من عند رجل وال‬
‫لو ل أجد إل بن هؤلء لاهدته بم قالوا قد بلغنا أنه أعطاك وأخدمك وأجزاك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪222‬‬

‫وأكرمك قال قد فعل وما قبلت منه إل لتقوى له على قتاله ث فحض الناس فبايعوه فبلغ ذلك يزيد فبعث إليهم مسلم بن عقبة وقد بعث أهل الدينة إل كل ماء بينهم وبي الشام فصبوا فيه‬
‫زقا من قطران وغوروه فأرسل ال على جيش الشام السماء مدرارا بالطر فلم يستقوا بدلو حت وردوا الدينة فخرج أهل الدينة بموع كثية وهيئة ل ير مثلها فلما رآهم أهل الشام هابوهم‬
‫وكرهوا قتالم وكان أميهم مسلم شديد الوجع فبينما الناس ف قتالم إذ سعوا التكبي من خلفهم ف جوف الدينة قد أقحم عليهم بنو حارثة من أهل الشام وهم على الدر فانزم الناس‬
‫فكان من أصيب ف الندق أعظم من قتل فدخلوا الدينة وعبد ال بن حنظلة مستند إل الدار يغط نوما فنبهه ابنه فلما فتح عينيه ورأى ما صنع الناس أمر أكب بنيه فتقدم فقاتل حت قتل‬
‫فدخل مسلم بن عقبة الدينة فدعا الناس للبيعة على أنم خول ليزيد بن معاوية ويكم ف دمائهم وأموالم وأهليهم ما شاء‬
‫وقد روى ابن عساكر ف ترجة أحد بن عبد الصمد من تاريه من كتاب الجالسة لحد بن مروان الالكى ثنا السي بن السن اليشكرى ثنا الزيادى عن الصمعى ح وحدثن ممد ابن‬
‫لارث عن الدائن قال لا قتل أهل الرة هتف هاتف بكة على أب قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبي جالس يسمع ‪ ...‬والصائمون القانتون ‪ ...‬أولوا العبادة والصلح ‪ ...‬الهتدون‬
‫الحسنون ‪ ...‬السابقون إل الفلح ‪ ...‬ماذا بواقم والبقيع ‪ ...‬من الحاجحة الصباح ‪ ...‬وبقاع يثرب ويهنن ‪ ...‬من النوادب والصياح ‪ ...‬قتل اليار بنوا اليار ‪ ...‬ذوى الهابة والسماح‬
‫‪...‬‬
‫فقال ابن الزبي يا هؤلء قتل أصحابكم فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا ف قوله لسلم بن عقبة أن يبيح الدينة ثلثة أيام وهذا خطأ كبي فاحش مع ما انضم إل ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل السي‬
‫وأصحابه على يدى عبيد ال بن زياد وقد وقع ف هذه الثلثة أيام من الفاسد العظيمة ف الدينة النبوية مال يد ول يوصف ما ل يعلمه إل ال عز وجل وقد أراد بارسال مسلم بن عقبة‬
‫توطيد سلطانه وملكه ودوام أيامه من غي منازع فعاقبه ال بنقيض قصده وحال بينه وبي ما يشتهيه فقصمه ال قاصم البابرة وأخذه أخذ عزيز مقتدر وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى‬
‫ظالة إن أخذه أليم شديد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪223‬‬

‫قال البخارى ف صحيحه حدثنا السي بن الارث ثنا الفضل بن موسى ثنا العد عن عائشة بنت سعد بن أب وقاص عن أبيها قال سعت رسول ال ص يقول ل يكيد أهل الدينة أحد إل‬
‫اناع كما ينماع اللح ف الاء وقد رواه مسلم من حديث أب عبد ال القراظ الدين واسه دينار عن سعد بن أب وقاص أن رسول ال ص قال ل يريد أحد الدينة بسوء إل أذابه ال ف النار‬
‫ذوب الرصاص أو ذوب اللح ف الاء وف رواية لسلم من طريق أب عبد ال القراظ عن سعد وأب هريرة أن رسول ال ص قال من أراد أهل الدينة بسوء أذابه ال كما يذوب اللح ف الاء‬
‫وقال المام أحد حدثنا أنس بن عياض ثنا يزيد بن خصيفة عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أخاف أهل الدينة ظلما أخافه ال وعليه لعنة‬
‫ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل ال منه يوم القيامة صرفا ول عدل ورواه النسائى من غي وجه عن على ابن حجر عن إساعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن عبد الرحن بن عبد ال‬
‫بن عبد الرحن بن أب صعصعة عن عطاء بن يسار عن خلدبن منجوف بن الزرج أخبه فذكره وكذلك رواه الميدى عن عبد العزيز بن أب حازم عن يزيد بن حصيفة ورواه النسائى أيضا‬
‫عن يي بن حبيب بن عرب عن حاد عن يي بن سعيد عن مسلم بن أب مري عن عطاء بن يسار عن ابن خلد وكان من أصحاب النب ص فذكره‬
‫وقال ابن وهب أخبن حيوة بن شريح عن ابن الاد عن أب بكر عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلد قال سعت رسول ال ص يقول من أخاف أهل الدينة أخافه ال وعليه لعنة ال‬
‫واللئكة والناس أجعي‬
‫وقال الدارقطن ثنا على بن أحد بن القاسم ثنا أب ثنا سعيد بن عبد الميد بن جعفر ثنا أبو زكريا يي بن عبد ال بن يزيد بن عبد ال بن أنيس النصارى عن ممد وعبد الرحن ابن جابر بن‬
‫عبد ال قال خرجنا مع أبينا يوم الرة وقد كف بصره فقال تعس من أخاف رسول ال ص ان فقلنا يا أبة وهل أحد ييف رسول ال ص فقال سعت رسول ال ص يقول من أخاف أهل هذا‬
‫الى من النصار فقد اخاف ما بي هذين ووضع يده على جبينه قال الدارقطن تفرد به سعد بن عبد العزيز لفظا وإسناده وقد استدل بذا الديث وأمثاله من ذهب إل الترخيص ف لعنة يزيد‬
‫بن معاوية وهو رواية عن أحد بن حنبل اختارها اللل وأبو بكر عبد العزيز والقاضى أبو يعلى وابنه القاضى أبو السي وانتصر لذلك أبو الفرج بن الوزى ف مصنف مفرد وجوز لعنته‬
‫ومنع من ذلك آخرون وصنفوا فيه أيضا لئل يعل لعنة وسيلة إل أبيه أو أحد من الصحابة وحلوا ما صدر عنه من سوء التصرفات على أنه تأول واخطأ وقالوا إنه كان مع ذلك إماما فاسقا‬
‫والمام إذا فسق ل يعزل بجرد فسقه على أصح قول العلماء بل يوز الروج عليه لا ف ذلك من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪224‬‬

‫إثارة الفتنة ووقوع الرج وسفك الدماء الرام ونب الموال وفعل الفواحش مع النساء وغيهن وغي ذلك ما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى ما تقدم إل يومنا هذا‬
‫وأما ما يذكره بعض الناس من أن يزيد لا بلغه خب أهل الدينة وما جرى عليهم عند الرة من مسلم بن عقبة وجيشه فرح بذلك فرحا شديدا فانه كان يرى أنه المام وقد خرجوا عن طاعته‬
‫وأمروا عليهم غيه فله قتالم حت يرجعوا أل الطاعة ولزوم الماعة كما أنذرهم بذلك على لسان النعمان بن بشي ومسلم بن عقبة كما تقدم وقد جاء ف الصحيح من جاءكم وأمركم جيع‬
‫يريد أن يفرق بينكم فاقتلوه كائنا من كان وأما ما يوردونه عنه من الشعر ف ذلك واستشهاده بشعر ابن الزبعرى ف وقعة أحد الت يقول فيها ‪ ...‬ليت أشياخى ببدر شهدوا ‪ ...‬جزع الزرج‬
‫من وقع السل ‪ ...‬حي حلت بفنائهم بركها ‪ ...‬واستمر القتل ف عبد الشل ‪ ...‬قد قتلنا الضعف من أشرافهم ‪ ...‬وعدنا ميل بدر فاعتدل ‪ ...‬وقد زاد بعض الروافض فيها فقال ‪ ...‬ليت‬
‫‪ ...‬هاشم باللك فل ‪ ...‬ملك جاءه ول وحى نزل‬
‫فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنه ال عليه ولعنه اللعني وإن ل يكن قاله فلعنه ال على من وضعه عليه ليشنع به عليه وسيذكر ف ترجة يزيد بن معاوية قريبا وما ذكر عنه وما قيل فيه وما‬
‫كان يعانيه من الفعال والقبائح والقوال ف السنة التية فانه ل يهل بعد وقعة الرة وقتل السي إل يسيا حت قصمه ال الذى قصم البابرة قبله وبعده إنه كان عليما قديرا‬
‫وقد توف ف هذه السنة خلق من الشاهي والعيان من الصحابة وغيهم ف وقعة الرة ما يطول ذكرهم فمن مشاهيهم من الصحابة عبد ال بن حنظلة أمي الدينة ف وقعة الرة ومعقل بن‬
‫سنان وعبيد ال بن زيد بن عاصم رضى ال عنه ومسروق بن الجدع‬
‫ث دخلت سنة أربع وستي‬
‫ففيها ف أول الحرم منها سار مسلم بن عقبة إل مكة قاصدا قتال ابن الزبي ومن التف عليه من العراب على مالفة يزيد بن معاوية واستخلف على الدينة روح بن زنباع فلما بلغ ثنية هرشا‬
‫بعث إل رؤوس الجناد فجمعهم فقال إن أمي الؤمني عهد إل إن حدث ب حدث الوت أن أستخلف عليكم حصي بن ني السكون ووال لو كان المر ل ما فعلت ث دعا به فقال انظر يا‬
‫ابن بردعة المار فاحفظ ما أوصيك به ث أمره إذا وصل مكة أن يناجز ابن الزبي قبل ثلث ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪225‬‬

‫قال اللهم إن ل أعمل عمل قط بعد شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال أحب إل من قتل أهل الدينة وأجزى عندى ف الخرة وإن دخلت النار بعد ذلك إن لشقى ث مات قبحه ال‬
‫ودفن بالسلك فيما قاله الواقدى‬
‫ث أتبعه ال بيزيد بن معاوية فمات بعده ف ربيع الول لربع عشرة ليلة خلت منه فما متعهما ال بشىء ما رجوه وأملوه بل قهرهم القاهر فوق عباده وسلبهم اللك ونزعه منهم من ينع‬
‫اللك من يشاء‬
‫وسار حصي بن ني باليش نو مكة فانتهى إليها لربع بقي من الحرم فيما قاله الواقدى وقيل لسبع مضي منه وقد تلحق بابن الزبي جاعات من بقى من أشراف أهل الدينة وانضاف إليه‬
‫ندة بن عامر النفى من أهل اليمانة ف طائفة من أهلها ليمنعوا البيت من أهل الشام فنل حصي بن ني ظاهر مكة وخرج إليه ابن الزبي ف أهل مكة ومن التف معه فاقتتلوا عند ذلك قتال‬
‫شديدا وتبارز النذر بن الزبي ورجل من أهل الشام فقتل كل واحد منهما صاحبه وحل أهل الشام على أهل مكة حلة صادقة فانكشف أهل مكة وعثرت بغلة عبد ال بن الزبي به فكر عليه‬
‫السور بن مرمة ومصعب بن عبد الرحن بن عوف وطائفة فقاتلوا دونه حت قتلوا جيعا وصابرهم ابن الزبي حت الليل فانصرفوا عنه ث اقتتلوا ف بقية شهر الحرم وصفرا بكماله فلما كان‬
‫يوم السبت ثالث ربيع الول سنة أربع وستي نصبوا الجانيق على الكعبة ورموها حت بالنار فاحترق جدار البيت ف يوم السبت وهذا قول الواقدى وهم يقولون ‪ ...‬خطاره مثل الفتيق الزبد‬
‫‪ ... ...‬ترمى با جدران هذا السجد‬
‫وجعل عمر بن حوطة السدوسى يقول‬
‫‪ ...‬كيف ترى صنيع أم فروة ‪ ...‬تأخذهم بي الصفا والروة ‪...‬‬
‫وأم فروة اسم النجنيق وقيل إنا احترقت لن أهل السجد جعلوا يوقدون النار وهم حول الكعبة فعلقت النار ف بعض أستار الكعبة فسرت إل أخشابا وسقوفها فاحترقت وقيل إنا احترقت‬
‫لن ابن الزبي سع التكبي على بعض جبال مكة ف ليلة ظلماء فظن أنم أهل الشام فرفعت نار على رمح لينظروا من هؤلء الذين على البل فأطارت الريح شررة من رأس الرمح إل ما بي‬
‫الركن اليمان والسود من الكعبة فعلقت ف أستارها وأخشابا فاحترقت وأسود الركن وانصدع ف ثلثة أمكنة منه واستمر الصار إل مستهل ربيع الخر وجاء الناس نعى يزيد بن معاوية‬
‫وأنه قد مات لربع عشرة ليلة خلت من ربيع الول سنة أربع وستي وهو ابن خس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪226‬‬


‫أو ثان أو تسع وثلثي سنة فكانت وليته ثلث سني وستة أو ثانية أشهر فغلب أهل الشام هنالك وانقلبوا صاغرين فحينئذ خدت الرب وطفئت نار الفتنة ويقال إنم مكثوا ياصرون ابن‬
‫الزبي بعد موت يزيد نو أربعي ليلة ويذكر أن ابن الزبي علم بوت يزيد قبل أهل الشام فنادى فيهم يا أهل الشام قد أهلك ال طاغيتكم فمن أحب منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس‬
‫فليفعل ومن أحب أن يرجع إل شامه فليجع فلم يصدق الشاميون أهل مكة فيما أخبوهم به حت جاء ثابت بن قيس بن القيقع بالب اليقي ويذكر أن حصي بن ني دعاه ابن الزبي ليحدثه‬
‫بي الصفي فاجتمعا حت اختلفت رؤوس فرسيهما وجعلت فرس حصي تنفر ويكفها فقال له ابن الزبي مالك فقال أن المام تت رجلى فرسى تأكل من الروث فأكره أن أطأ حام الرم‬
‫فقال له تفعل هذا وأنت تقتل السلمي فقال له حصي فأذن لنا فلنطف بالكعبة ث نرجع إل بلدنا فأذن لم فطافوا‬
‫وذكر ابن جرير أن حصينا وابن الزبي اتعدا ليلة أن يتمعا فاجتمعا بظاهر مكة فقال له حصي إن كان هذا الرجل قد هلك فأنت أحق الناس بذا المر بعده فهلم فارحل معى إل الشام فوال‬
‫ل يتلف عليك اثنان فيقال إن ابن الزبي ل يثق منه بذلك وأغلظ له ف القال فنفر منه ابن ني وقال أنا أدعوه إل اللفة وهو يغلظ ل ف القال ث كر باليش راجعا إل الشام وقال أعده‬
‫باللك ويتواعد بالقتل ث ندم ابن الزبي على ما كان منه إليه من الغلظة فبعث إليه يقول له أما الشام فلست آتية ولكن خذل البيعة على من هناك فان أؤمنكم وأعدل فيكم فبعث إليه يقول‬
‫له إن من يبتغيها من أهل البيت بالشام لكثي فرجع فاجتاز بالدينة فطمع فيه اهلها وأهانوهم إهانة بالغة وأكرمهم على بن السي زين العابدين وأهدى لصي ابن ني قتا وعلفا وارتلت بنو‬
‫أمية مع اليش إل الشام فوجدوا معاوية بن يزيد بن معاوية قد استحلت مكان أبيه بدمشق عن وصية من أبيه له بذلك وال سبحانه أعلم بالصواب‬
‫وهذه ترجة يزيد بن معاوية‬
‫هو يزيد بن معاوية بن أب سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شس أمي الؤمني أبو خالد الموى ولد سنة خس أو ست أو سبع وعشرين وبويع له باللفة ف حياة ابيه أن يكون ول‬
‫العهد من بعده ث أكد ذلك بعد موت أبيه ف النصف من رجب سنة ستي فاستمر متوليا إل أن توف ف الرابع عشر من ربيع الول سنة أربع وستي وأمه ميسون بنت مول بن أنيف بن دلة‬
‫بن نفاثة بن عدى بن زهي بن حارثة الكلب روى عن أبيه معاوية أن رسول ال ص قال من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين وحديثا آخر ف الوضوء وعنه ابنه خالد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪227‬‬

‫وعبد اللك بن مروان وقد ذكره أبو زرعة الدمشقى ف الطبقة الت تلى الصحابة وهى العليا وقال له أحاديث وكان كثي اللحم عظيم السم كثي الشعر جيل طويل ضخم الامة مدد‬
‫الصابع غليظها مدرا وكان أبوه قد طلق أمه وهى حامل به فرأت أمه ف النام أنه خرج منها قمر من قبلها فقصت رؤياها على أمها فقالت إن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له باللفة‬
‫وجلست أمه ميسون يوما تشطه وهو صب صغي وأبوه معاوية مع زوجته الظية عنده ف النظرة وهى فاختة بنت قرظة فلما فرغت من مشطه نظرت أمه إليه فأعجبها فقبلته بي عينيه فقال‬
‫‪ ...‬معاوية عند ذلك ‪ ...‬إذا مات ل تفلح مزينة بعده ‪ ...‬فنوطى عليه يا مزين التمائما‬
‫وانطلق يزيد يشى وفاختة تتبعه بصرها ث قالت لعن ال سواد ساقى أمك فقال معاوية أما وال إنه لي من ابنك عبد ال وهو ولده منها وكان أحق فقالت فاختة ل وال لكنك تؤثر هذا عليه‬
‫فقال سوف أبي لك ذلك حت تعرفينه قبل أن تقومى من ملسك هذا ث استدعى بابنها عبد ال فقال له إنه قد بدا ل أن أعطيك كل ما تسألن ف ملسى هذا فقال حاجت أن تشترى ل كلبا‬
‫فارها وحارا فارها فقال يا بن أنت حار وتشترى لك حارا قم فاخرج ث قال لمه كيف رأيت ث استدعى بيزيد فقال إن قد بدا ل أن أعطيك كل ما تسألن ف ملسى هذا فسلن ما بدا لك‬
‫فخر يزيد ساجدا ث قال حي رفع رأسه المد ل الذى بلغ أمي الؤمني هذه الدة وأراه ف هذا الرأى حاجت أن تعقد ل العهد من بعدك وتولين العام صائفة السلمي وتأذن ل ف الج إذا‬
‫رجعت وتولين الوسم وتزيد أهل الشام عشرة دناني لكل رجل ف عطائه وتعل ذلك بشفاعت وتعرض ليتام بن جح وأيتام بن سهم وأيتام بن عدى فقال مالك وليتام بن عدى فقال‬
‫لنم حالفون وانتقلوا إل دارى فقال معاوية قد فعلت ذلك كله وقبل وجهه ث قال لفاختة بنت قرظة كيف رأيت فقالت يا أمي الؤمني أوصه ب فأنت أعلم به من ففعل وف رواية أن يزيد‬
‫لا قال له أبوه سلن حاجتك قال له يزيد اعتقن من النار أعتق ال رقبتك منها قال وكيف قال لن وجدت ف الثار أنه من تقلد أمر المة ثلثة أيام حرمه ال على النار فاعهد إل بالمر من‬
‫بعدك ففعل‬
‫وقال العتب رأى معاوية ابنه يزيد يضرب غلما له فقال له اعلم أن ال أقدر عليك منك عليه سوأة لك أتضرب من ل يستطيع أن يتنع عليك وال لقد منعتن القدرة من النتقام من ذوى‬
‫الحن وإن أحسن من عفا لن قدر‬
‫قلت وقد ثبت ف الصحيح أن رسول ال ص رأى أبا مسعود يضرب غلما له فقال أعلم أبا مسعود ل أقدر عليك منك عليه قال العتب وقدم زياد بأموال كثية وبسفط ملوء جواهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪228‬‬

‫على معاوية فسر بذلك معاوية فقام زياد فصعد النب ث أفتخر با يفعله بأرض العراق من تهيد المالك لعاوية فقام يزيد فقال إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولء ثقيف إل قريش ومن‬
‫القلم إل النابر ومن زياد بن عبيد إل حرب بن أمية فقال له معاوية اجلس فداك أب وأمى‬
‫وعن عطاء بن السائب قال غضب معاوية على ابنه يزيد فهجره فقال له الحنف بن قيس يا أمي الؤمني إنا هم أولدنا ثار قلوبنا وعماد ظهورنا ونن لم ساء ظليلة وأرض ذليلة إن غضبوا‬
‫فارضهم وإن طلبوا فاعطهم ول تكن عليهم ثقل فيملوا حياتك ويتمنوا موتك فقال معاوية ل درك يا أبا بر يا غلم أئت يزيد فأقره من السلم وقل له إن أمي الؤمني قد أمر لك بائة ألف‬
‫درهم ومائة ثوب فقال يزيد من عند أمي الؤمني فقال الحنف فقال يزيد ل جرم لقاسنه فبعث إل الحنف بمسي ألفا وخسي ثوبا‬
‫وقال الطبان حدثنا ممد بن زكريا الغلب ثنا ابن عائشة عن أبيه قال كان يزيد ف حداثته صاحب شراب يأخذ مأخذ الحداث فأحس معاوية بذلك فأحب أن يعظه ف رفق فقال يا بن ما‬
‫أقدرك على أن تصل إل حاجتك من غي تتك يذهب بروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسىء بك صديقك ث ‪ 8‬قال يا بن إن منشدك أبياتا فتأدب با واحفظها فأنشده ‪ ...‬أنصب نارا‬
‫ف طلب العل ‪ ...‬واصب على هجر البيب القريب ‪ ...‬حت إذا الليل أتى بالدجا ‪ ...‬واكتحلت بالغمض عي الرقيب ‪ ...‬فباشر الليل با تشتهى ‪ ...‬فإنا الليل نار الريب ‪ ...‬كم فاسق‬
‫‪ ( ...‬تسبه ناسكا ‪ ...‬قد باشر الليل بأمر عجيب ‪ ...‬غطى عليه الليل أستاره ‪ ...‬فبات ف أمن وعيش خصيب ‪ ...‬ولذة الحق مكشوفة ‪ ...‬يسعى با كل عدو مريب ( ‪1‬‬
‫قلت وهذا كما جاء ف الديث من ابتلى بشىء من هذه القاذورات فليستتر بستر ال عز وجل‬
‫وروى الدائن أن عبد ال بن عباس وفد إل معاوية فأمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه فيعزيه ف السن بن على فلما دخل على ابن عباس رحب به وأكرمه وجلس عنده بي يديه فأراد ابن عباس‬
‫أن يرفع ملسه فأب وقال إنا اجلس ملس العزى ل الهن ث ذكر السن فقال رحم ال أبا ممد أوسع الرحة وأفسحها وأعظم ال أجرك وأحسن عزاك وعوضك من مصابك ما هو خي لك‬
‫ثوابا وخي عقب فلما نض يزيد من عنده قال ابن عباس إذا ذهب بنو حرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪229‬‬

‫‪ ...‬ذهب علماء الناس ث أنشد متمثل يقول ‪ ...‬مغاض عن العوراء ل ينطقوا با ‪ ...‬واصل وراثات اللوم الوائل‬
‫وقد كان يزيد أول من غزى مدينة قسطنطينية ف سنةو تسع واربعي ف قول يعقوب بن سفيان وقال خليفة بن خياط سنة خسي ث حج بالناس ف تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من‬
‫أرض الروم وقد ثبت ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لم وهو اليش الثان الذى رآه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف منامه عند أم‬
‫حرام فقالت ادع ال أن يعلن منهم فقال أنت من الولي يعن جيش معاوية حي غزا قبص ففتحها ف سنة سبع وعشرين أيام عثمان بن عفان وكانت معهم أم حرام فماتت هنالك بقبص‬
‫ث كان أمي اليش الثان ابنه يزيد بن معاوية ول تدرك أم حرام جيش يزيد هذا وهذا من أعظم دلئل النبوة‬
‫وقد أورد الافظ ابن عساكر ههنا الديث الذى رواه ماضر عن العمش عن إبراهيم بن عبيدة عن عبد ال أن رسول ال ص قال خي الناس قرن ث الذين يلونم ث الذين يلونم وكذلك‬
‫رواه عبد ال بن شفيق عن أب هريرة عن النب ص مثله ث أورد من طريق حاد بن سلمة عن أب ممد عن زرارة بن أوف قال القرن عشرون ومائة سنة فبعث رسول ال ص ف قرن وكان‬
‫آخره موت يزيد بن معاوية قال قال أبو بكر بن عياش حج بالناس يزيد بن معاوية ف سنة إحدى وخسي وثنتي وخسي وثلث خسي وقال ابن أب الدنيا حدثنا أبو كريب ثنا رشد بن عمرو‬
‫بن الارث عن أب بكي بن الشج أن معاوية قال ليزيد كيف تراك فاعل إن وليت قال يتع ال بك يا أمي الؤمني قال لتخبن قال كنت وال يا أبة عامل فيهم عمل عمر بن الطاب فقال‬
‫معاوية سبحان ال يا بن وال لقد جهدت على سية عثمان بن عفان فما أطقتها فكيف بك وسية عمر‬
‫وقال الواقدى حدثن أبو بكر بن عبد ال بن أب سبة عن مروان بن أب سعيد بن العلى قال قال معاوية ليزيد وهو يوصيه عند الوت يا يزيد اتق ال فقد وطأت لك هذا المر ووليت من‬
‫ذلك ما وليت فان يك خيا فأنا أسعد به وإن كان غي ذلك شقيت به فارفق بالناس واغمض عما بلغك من قول تؤذى به وتنتقص به وطأ عليه يهنك عيشك وتصلح لك رعيتك وإياك‬
‫والناقشة وحل الغضب فانك تلك نفسك ورعيتك وإياك وخية أهل الشرف واستهانتهم والتكب عليهم ولن لم لينا بيث ل يروامنك ضعفا ول خورا وأوطئهم فراشك وقربم إليك وادنم‬
‫منك فانم يعلموا لك حقك ول تنهم ول تستخف بقهم فيهينوك ويستخفوا بقك ويقعوا فيك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪230‬‬

‫فإذا أردت أمرا فادع أهل السن والتجربة من أهل الي من الشايخ وأهل التقوى فشاورهم ول تالفهم وإياك والستبداد برأيك فان الرأى ليس ف صدر واحد وصدق من أشار عليك إذا‬
‫حلك على ما تعرف واخزن ذلك عن نسائك وخدمك وشر إزارك وتعاهد جندك وأصلح نفسك تصلح لك الناس ل تدع لم فيك مقال فان الناس سراع إل الشر واحضر الصلة فانك إذا‬
‫فعلت ما أوصيك به عرف الناس لك حقك وعظمت ملكتك وعظمت ف أعي الناس واعرف شرف أهل الدينة ومكة فانم أصلك وعشيتك واحفظ لهل الشام شرفهم فانم أهل طاعتك‬
‫واكتب إل أهل المصار بكتاب تعدهم فيه منك بالعروف فان ذلك يبسط آمالم وإن وفد عليك وافد من الكور كلها فأحسن إليهم وأكرمهم فانم لن ورائهم ول تسمعن قول قاذف ول‬
‫ماحل فان رايتهم وزراء سوء‬
‫ومن وجه آخر أن معاوية قال ليزيد إن ل خليل من أهل الدينة فاكرمه قال ومن هو قال عبد ال بن جعفر فلما وفد بعد موت معاوية على يزيد أضعف جائزته الت كان معاوية يعطيه إياها‬
‫وكانت جائزته على معاوية ستمائة ألف فأعطاه يزيد ألف ألف فقال له بأب أنت وأمى فأعطاه ألف ألف أخرى فقال له ابن جعفر وال ل أجع أبوى لحد بعدك ولا خرج ابن جعفر من عند‬
‫يزيد وقد أعطاه ألفى ألف رأى على باب يزيد باتى مبكات قد قدم عليها هدية من خراسان فرجع عبد ال بن جعفر إل يزيد فسأله منها ثلث باتى ليكب عليها إل الج والعمرة وإذا‬
‫وفد إل الشام على يزيد فقال يزيد للحاجب ما هذه البخاتى الت على الباب ول يكن شعر با فقال يا أمي الؤمني هذه أربعمائة بتية جاءتنا من خراسان تمل أنواع اللطاف وكان عليها‬
‫أنواع من الموال كلها فقال اصرفها إل أب جعفر با عليها فكان عبد ال بن جعفر يقول أتلومونن على حسن الرأى ف هذا يعن يزيد‬
‫وقد كان يزيد فيه خصال ممودة من الكرم واللم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأى ف اللك وكان ذا جال حسن العاشرة وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض‬
‫الصلوات ف بعض الوقات وإماتتها ف غالب الوقات وقد قال المام أحد حدثنا أبو عبد الرحن ثنا حيوة حدثن بشي بن أب عمرو الولن أن الوليد بن قيس حدثه أنه سع أبا سعيد‬
‫الدرى يقول سعت رسول ال ص يقول يكون خلف من بعد ستي سنة أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ث يكون خلف يقرؤن القرآن ل ياوز تراقيهم ويقرأ القرآن‬
‫ثلثة مؤمن ومنافق وفاجر فقلت للوليد ما هؤلء الثلثة قال النافق كافر به والفاجر يتأكل به والؤمن يؤمن به تفرد به أحد وقال الافظ أبو يعلى حدثنا زهي بن حرب ثنا الفضل بن دكي ثنا‬
‫كامل أبو العلء سعت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪231‬‬

‫أبا صال سعت أبا هريرة يقول قال رسول ال ص تعوذوا بال من سنة سبعي ومن إمارة الصبيان وروى الزبي بن بكار عن عبد الرحن بن سعيد بن زيد ين عمرو بن نفيل أنه قال ف يزيد بن‬
‫‪ ...‬معاوية ‪ ...‬لست منا وليس خالك منا ‪ ...‬يا مضيع الصلوات للشهوات‬
‫قال وزعم بعض الناس أن هذا الشعر لوسى بن يسار ويعرف بوسى شهوات وروى عن عبد ال بن الزبي أنه سع جارية له تغن بذا البيت فضربا وقال قول ‪ ...‬أنت منا وليس خالك منا‬
‫‪ ... ...‬يا مضيع الصلوات للشهوات‬
‫وقال الافظ أبو يعلى حدثنا الكم بن موسى ثنا يي بن حزة عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أب عبيدة أن رسول ال ص قال ل يزال أمر أمت قائما بالقسط حت يثلمه رجل من بن أمية‬
‫يقال له يزيد وهذا منقطع بي مكحول وأب عبيدة بل معضل وقد رواه ابن عساكر من طريق صدقة بن عبد ال الدمشقى عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أب ثعلبة الشن عن أب عبيدة‬
‫عن رسول ال ص قال ل يزال أمر هذه المة قائما بالقسط حت يكون أول من يثلمه رجل من بن أمية يقال له يزيد ث قال وهو منقطع أيضا بي مكحول وأب ثعلبة وقال أبو يعلى حدثنا‬
‫عثمان بن أب شيبة ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن عوف عن خالد بن أب الهاجر عن أب العالية قال كنا مع أب ذر بالشام فقال أبو ذر سعت رسول ال ص يقول أول من يغي سنت رجل‬
‫من بن أمية ورواه ابن خزية عن بندار عن عبد الوهاب بن عبد الجيد عن عوف حدثنا مهاجر بن أب ملد حدثن أبو العالية حدثن أبو مسلم عن أب ذر فذكر نوه وفيه قصة وهى أن أبا ذر‬
‫كان ف غزاة عليهم يزيد بن أب سفيان فاغتصب يزيد من رجل جارية فاستعان الرجل بأب ذر على يزيد أن يردها عليه فأمره أبو ذر أن يردها عليه فتلكأ فذكر أبو ذر له الديث فردها وقال‬
‫يزيد لب ذر نشدتك بال أهو أنا قال ل وكذا رواه البخارى ف التاريخ وأبو يعلى عن ممد بن الثن عن عبد الوهاب ث قال البخارى والديث معلول ول نعرف أن أبا ذر قدم الشام زمن‬
‫عمر بن الطاب قال وقد مات يزيد بن أب سفيان زمن عمر فول مكانه أخاه معاوية وقال عباس الدورى سألت ابن معي أسع ابو العالية من أب ذر قال ل إنا يروى عن أب مسلم عنه قلت‬
‫فمن أبو مسلم هذا قال ل أدرى‬
‫وقد أورد ابن عساكر أحاديث ف ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة ل يصح شىء منها وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه وال أعلم قال الارث بن مسكي عن‬
‫سفيان عن شبيب عن عرقدة بن الستظل قال سعت عمر بن الطاب يقول قد علمت ورب الكعبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪232‬‬

‫مت تلك العرب إذا ساسهم من ل يدرك الاهلية ول يكن له قدم ف السلم قلت يزيد بن معاوية أكثر ما نقم عليه ف عمله شرب المر وإتيان بعض الفواحش فاما قتل السي فانه كما قال‬
‫جده سفيان يوم أحد ل يأمر بذلك ول يسؤه وقد قدمنا أنه قال لو كنت أنا ل أفعل معه ما فعله ابن مرجانة يعن عبيد ال بن زياد وقال للرسل الذين جاؤا برأسه قد كان يكفيكم من الطاعة‬
‫دون هذا ول يعطهم شيئا وأكرم آل بيت السي ورد عليهم جيع ما فقد لم واضعافه وردهم إل الدينة ف مامل وأهبة عظيمة وقد ناح أهله ف منله على السي حي كان أهل السي‬
‫عندهم ثلثة أيام وقيل إن يزيد فرح بقتل السي أول ما بلغه ث ندم على ذلك فقال أبو عبيدة معمر بن الثن إن يونس بن حبيب الرمى حدثه قال لا قتل ابن زياد السي ومن معه بعث‬
‫برؤسهم إل يزيد فسر بقتله أول وحسنت بذلك منلة ابن زياد عنده ث ل يلبث إل قليل حت ندم فكان يقول وما كان على لو احتملت الذى وأنزلته ف دارى وحكمته فيما يريده وإن كان‬
‫على ف ذلك وكف ووهن ف سلطان حفظا لرسول ال ص ورعاية لقه وقرابته ث يقول لعن ال ابن مرجانة فانه أحرجه واضطره وقد كان سأله أن يلى سبيله أو يأتين أو يكون بثغر من‬
‫ثغور السلمي حت يتوفاه ال فلم يفعل بل أب عليه وقتله فبغضن بقتله إل السلمي وزرع ل ف قلوبم العداوة فأبغضن الب والفاجر با استعظم الناس من قتلى حسينا مال ولبن مرجانة‬
‫قبحه ال وغضب عليه‬
‫ولا خرج أهل الدينة عن طاعته وخلعوه وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة ل يذكروا عنه وهم أشد الناس عداوة له إل ما ذكروه عنه من شرب المر وإتيانه بعض القاذورات ل يتهموه‬
‫بزندقة كما يقذفه بذلك بعض الروافض بل قد كان فاسقا والفاسق ل يوز خلعه لجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقوع الرج كما وقع زمن الرة فانه بعث إليهم من يردهم إل الطاعة‬
‫وأنظرهم ثلثة أيام فلما رجعوا قاتلهم وغي ذلك وقد كان ف قتال أهل الرة كفاية ولكن تاوز الد باباحة الدينة ثلثة أيام فوقع بسبب ذلك شر عظيم كما قدمنا وقد كان عبد ال بن عمر‬
‫بن الطاب وجاعات أهل بيت النبوة من ل ينقض العهد ول بايع أحدا بعد بيعته ليزيد كما قال المام أحد حدثنا إساعيل بن علية حدثن صخر بن جويرية عن نافع قال لا خلع الناس يزيد‬
‫بن معاوية جع ابن عمر بنيه وأهله ث تشهد ث قال أما بعد فانا بايعنا هذا الرجل على بيع ال ورسوله وإن سعت رسول ال يقول إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلن‬
‫وإن من أعظم الغدر إل أن يكون الشراك بال أن يبايع رجل رجل على بيع ال ورسوله ث ينكث بيعته فل يلعن أحد منكم يزيد ول يسرفن أحد منكم ف هذا المر فيكون الفيصل بين‬
‫وبينه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪233‬‬

‫وقد رواه مسلم والترمذى من حديث صخر بن جويرية وقال الترمذى حسن صحيح وقد رواه أبو السن على بن ممد بن عبد ال بن أب سيف الدائن عن صخر بن جويرية عن نافع عن‬
‫ابن عمر فذكره مثله‬
‫ولا رجع أهل الدينة من عند يزيد مشى عبد ال بن مطيع وأصحابه إل ممد بن النفية فأرادوه على خلع يزيد فأب عليهم فقال ابن مطيع إن يزيد يشرب المر ويترك الصلة ويتعدى حكم‬
‫الكتاب فقال لم ما رأيت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضبا على الصلة متحريا للخي يسأل عن الفقه ملزما للسنة قالوا فان ذلك كان منه تصنعا لك فقال وما الذى‬
‫خاف من أو رجا حت يظهر إل الشوع أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب المر فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه وإن ل يطلعكم فما يل لكم أن تشهدوا با ل تعلموا قالوا‬
‫إنه عندنا لق وإن ل يكن رأيناه فقال لم أب ال ذلك على أهل الشهادة فقال إل من وشهد بالق وهم يعلمون ولست من أمركم ف شىء قالوا فلعلك تكره أن يتول المر غيك فنحن‬
‫نوليك أمرنا قال ما أستحل القتال على ما تريدونن عليه تابعا ول متبوعا قالوا فقد قاتلت مع أبيك قال جيئون بثل أب أقاتل على مثل ما قاتل عليه فقالوا فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم‬
‫بالقتال معنا قال لو أمرتما قاتلت قالوا فقم معنا مقاما تض الناس فيه على القتال قال سبحان ال آمر الناس با ل أفعله ول أرضاه إذا ما نصحت ل ف عباده قالوا إذا نكرهك قال إذا آمر‬
‫الناس بتقوى ال ول يرضون الخلوق بسخط الالق وخرج إل مكة‬
‫وقال أبو القاسم البغوى حدثنا مصعب الزبيى ثنا ابن أب حازم عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع فلما دخل عليه قال مرحبا بأب عبد الرحن‬
‫ضعوا له وسادة فقال إنا جئتك لحدثك حديثا سعته من رسول ال ص يقول من نزع يدا من طاعة فانه يأتى يوم القيامة ل حجة له ومن مات مفارق الماعة فانه يوت موته جاهلية وهكذا‬
‫رواه مسلم من حديث هشام بن سعد عن زيد عن أبيه عن ابن عمر به وتابعه إسحاق بن عبد ال ابن أب طلحة عن زيد بن أسلم عن أبيه وقد رواه الليث عن ممد بن عجلن عن زيد بن‬
‫أسلم عن ابن عمر فذكره وقال أبو جعفر الباقر ل يرج أحد من آل أب طالب ‪ 2‬ول من بن عبد الطلب أيام الرة ولا قدم مسلم بن عقبة الدينة أكرمه وأدن ملسه واعطاه كتاب أمان‬
‫وروى الدائن أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إل يزيد ببشارة الرة فلما أخبه با وقع قال واقوماه ث دعا الضحاك بن قيس الفهرى فقال له ترى ما لقى أهل الدينة فما الذى يبهم‬
‫قال الطعام والعطية فأمر بمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته وهذا خلف ما ذكره كذبة الروافض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪234‬‬

‫عنه من أنه شت بم واشتفى بقتلهم وانه أنشد ذكرا وأثرا شعر ابن الزبعرى التقدم ذكره وقال أبو بكر ممد بن خلف بن الرزبان بن بسام حدثن ممد بن القاسم سعت الصمعى يقول‬
‫سعت هارون الرشيد ينشد ليزيد بن معاوية ‪ ...‬إنا بي عامر بن لؤى ‪ ...‬حي تن وبي عبد مناف ‪ ...‬ولا ف الطيبي جدود ‪ ...‬ث نالت مكارم الخلف ‪ ...‬بنت عم النب أكرم من ‪...‬‬
‫‪ ...‬يشى بنعل على التراب وحاف ‪ ...‬ان تراها على التبدل والغلظة ‪ ...‬إل كدرة الصداف‬
‫وقال الزبي بن بكار أنشدن عمى مصعب ليزيد بن معاوية بن أب سفيان‬
‫آب هذا الم فاكتنفا ‪ ...‬ث مر النوم فامتنعا ‪ ...‬أعيا للنجم أرقبه ‪ ...‬فاذا ما كوكب طلعا ‪ ...‬حام حت أنن لرى ‪ ...‬أنه بالغور قد وقعا ‪ ...‬ولا بالطارون إذا ‪ ...‬أكل النمل الذى جعا ‪...‬‬
‫‪ ... ...‬نزهه حت إذا بلغت ‪ ...‬نزلت من خلق تبعا ‪ ...‬ف قباب وسط دسكرة ‪ ...‬حولا الزيتون قد ينعا‬
‫ومن شعره‬
‫وقائلة ل حي شبهت وجهها ‪ ...‬ببدر الدجى يوما وقد ضاق منهجى ‪ ...‬تشبهن بالبدر هذا تناقص ‪ ...‬بقدرى ولكن لست أول من هجى ‪ ...‬أل تر أن البدر عند كماله ‪ ...‬إذا بلغ ‪...‬‬
‫‪ ...‬التشبيه عاد كدملجى ‪ ...‬فل فخر إن شبهت بالبدر مبسمى ‪ ...‬وبالسحر أجفان وبالليل مدعجى‬
‫قد ذكره الزبي بن بكار عن أب ممد الزرى قال كانت بالدينة جارية مغنية يقال لا سلمة من أحسن النساء وجها وأحسنهن عقل وأحسنهن قدا قد قرأت القرآن وروت الشعر وقالته‬
‫وكان عبد الرحن بن حسان والحوص بن ممد يلسان إليها فعلقت الحوص فصدت عن عبد الرحن فرحل ابن حسان إل يزيد بن معاوية إل الشام فامتدحه ودله على سلمة وجالا‬
‫وحسنها وفصاحتها وقال ل تصلح إل لك يا أمي الؤمني وأن تكون من سارك فأرسل يزيد فاشتريت له وحلت إليه فوقعت منه موقعا عظيما وفضلها على جيع من عنده ورجع عبد الرحن‬
‫إل الدينة فمر بالحوص فوجده مهموما فأراد أن يزيده إل ما به من الم ها فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪235‬‬

‫يا مبتلى بالب مقروحا ‪ ...‬لقى من الب تباريا ‪ ...‬أفحمه الب فما ينثن ‪ ...‬إل بكاس الب مصبوحا ‪ ...‬وصار ما يعجبه مغلقا ‪ ...‬عنه وما يكره مفتوحا ‪ ...‬قد حازها من أصبحت‬
‫‪ ...‬عنده ‪ ...‬ينال منها الشم والريا ‪ ...‬خليفة ال فسل الوى ‪ ...‬وعز قلبا منك مروحا‬
‫قال فأمسك الحوص عن جوابه ث غلبه وجده عليها فسار إل يزيد فامتدحه فأكرمه يزيد وحظى عنده فدست إليه سلمة خادما وأعطته مال على أن يدخله إليها فأخب الادم يزيد بذلك‬
‫فقال امض لرسالتها ففعل وأدخل الحوص عليها وجلس يزيد ف مكانه يراها ول يريانه فلما بصرت الارية بالحوص بكت إليه وبكى إليها وأمرت فألقى له كرسى فقعد عليه وجعل كل‬
‫واحد منهما يشكو إل صاحبه شدة شوقه إليه فلم يزال يتحدثان إل السحر ويزيد يسمع كلمهما من غي أن يكون بينهما ريبة حت إذا هم الحوص بالروج قال ‪ ...‬أمسى فؤادى ف هم‬
‫وبلبال ‪ ...‬من حب من ل أزل منه على بال ‪ ...‬فقالت ‪ ...‬صحا الحبون بعد النأى إذ يئسوا ‪ ...‬وقد يئست وما أضحوا على حال ‪ ...‬فقال ‪ ...‬من كان يسلو بيأس عن أخى ثقة ‪ ...‬فعنك‬
‫‪ ...‬سلم ما أمسيت بالسال ‪ ...‬فقالت ‪ ...‬وال وال ل أنساك يا شجن ‪ ...‬حت تفارق من الروح أوصال ‪ ...‬فقال ‪ ...‬وال ما خاب من أمسى وأنت له ‪ ...‬يا قرة العي ف أهل وف مال‬
‫قال ث ودعها وخرج فأخذه يزيد ودعا با فقال أخبان عما كان ف ليلتكما وأصدقان فأخباه وأنشداه ما قال فلم يرفا منه حرفا ول غيا شيئا ما سعه فقال لا يزيد أتبينه قالت إى وال يا‬
‫أمي الؤمني‬
‫‪ ...‬حبا شديدا جرى كالروح ف جسدى ‪ ...‬فهل يفرق بي الروح والسد ‪...‬‬
‫فقال له أتبها فقال إى وال يا أمي الؤمني‬
‫حبا شديدا تليدا غي مطرف ‪ ...‬بي الوانح مثل النار يضطرم ‪ 4 ...‬فقال يزيد إنكما لتصفان حبا شديدا خذها يا أحوصى فهى لك ووصله صلة سنية فرجع با الحوص إل الجاز وهو ‪...‬‬
‫قرير العي وقد روى أن يزيد كان قد إشتهر بالعازف وشرب المر والغنا والصيد واتاذ الغلمان والقيان والكلب والنطاح بي الكباش والدباب والقرود وما من يوم إل يصبح فيه ممورا‬
‫وكان يشد القرد على فرس مسرجة ببال ويسوق به ويلبس القرد قلنس الذهب وكذلك الغلمان وكان يسابق بي اليل وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪236‬‬

‫إن سبب موته أنه حل قردة وجعل ينقزها فعضته وذكروا عنه غي ذلك وال أعلم بصحة ذلك وقال عبد الرحن بن أب مدعور حدثن بعض أهل العلم قال آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية‬
‫اللهم ل تؤاخذن با ل أحبه ول أرده واحكم بين وبي عبيد ال بن زياد وكان نقش خاته آمنت بال العظيم‬
‫مات يزيد بوارين من قرى دمشق ف رابع عشر ربيع الول وقيل يوم الميس للنصف منه سنة أربع وستي وكانت وليته بعد موت أبيه ف منتصف رجب سنة ستي وكان مولده ف سنة‬
‫خس وقيل سنة ست وقيل سبع وعشرين ومع هذا فقد اختلف ف سنه ومبلغ أيامه ف المارة على أقوال كثية وإذا تأملت ما ذكرته لك من هذه التحديدات انزاح عنك الشكال من هذا‬
‫اللف فان منهم من قال جاوز الربعي حي مات فال أعلم ث حل بعد موته إل دمشق وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد أمي الؤمني يومئذ ودفن بقابر باب الصغي وف أيامه وسع النهر‬
‫السمى بيزيد ف ذيل جبل قاسيون وكان جدول صغيا فوسعه أضعاف ما كان يرى فيه من الاء‬
‫وقال ابن عساكر حدثنا أبو الفضل ممد بن ممد بن الفضل بن الظفر العبدى قاضى البحرين من لفظه وكتبه ل بطه قال رأيت يزيد بن معاوية ف النوم فقلت له أنت قتلت السي فقال ل‬
‫فقلت له هل غفر ال لك قال نعم وادخلن النة قلت فالديث الذى يروى أن رسول ال ص رأى معاوية يمل يزيد فقال رجل من أهل النة يمل رجل من أهل النار فقال ليس بصحيح‬
‫قال ابن عساكر وهو كما قال فان يزيد بن معاوية ل يولد ف حياة النب ص وإنا ولد بعد العشرين من الجرة‬
‫وقال أبو جعفر بن حرير‬
‫أولد يزيد بن معاوية وعددهم‬
‫‪ ...‬فمنهم معاوية بن يزيد بن معاوية يكن أبا ليلى وهو الذى يقول فيه الشاعر ‪ ...‬إن أرى فتنة قدحان أولا ‪ ...‬واللك بعد أب ليلى لن غلبا‬
‫وخالد بن يزيد يكن أبا هاشم كان يقال إنه أصاب علم الكيمياء وأبو سفيان وأمهما أم هاشم بنت أب هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شس وقد تزوجها بعد يزيد بن مروان بن الكم وهى‬
‫الت يقول فيها الشاعر‬
‫أنعمى أم خالد ‪ ...‬رب ساع كقاعد ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪237‬‬

‫وعبد العزيز بن يزيد ويقال له السوار وكان من أرمى العرب وأمه أم كلثوم بنت عبد ال بن عامر وهو الذى يقول فيه الشاعر ‪ ...‬زعم الناس أن خي قريش ‪ ...‬كلهم حي يذكرون‬
‫‪ ...‬الساور‬
‫وعبد ال الصغر وأبو بكر وعتبة وعبد الرحن والربيع وممد لمهات أولد شت ويزيد وحرب وعمر وعثمان فهؤلء خسة عشر ذكرا وكان له من البنات عاتكة ورملة وأم عبد الرحن وأم‬
‫يزيد وأم ممد فهؤلء خس بنات وقد انقرضوا كافة فلم يبق ليزيد عقب وال سبحانه أعلم‬
‫إمارة معاوية بن يزيد بن معاوية‬
‫أب عبد الرحن ويقال أبو يزيد أبو يعلى القرشى الموى وامه أم هاشم لنت أب هاشم ابن عتبة بن ربيعة بويع له بعد موت أبيه وكان ول عهده من بعده ف رابع عشر ربيع الول سنة أربع‬
‫وستي وكان رجل صالا ناسكا ول تطل مدته قيل إنه مكث ف اللك أربعي يوما وقيل عشرين يوما وقيل شهرين وقيل شهرا ونصف وقيل ثلثة أشهر وعشرون يوما وقيل أربعة أشهر فال‬
‫أعلم‬
‫وكان ف مدة وليته مريضا ل يرج إل الناس وكان الضحاك بن قيس هو الذى يصلي بالناس ويسد المور ث مات معاوية بن يزيد هذا عن إحدى وعشرين وقيل ثلث وعشرين سنة وثانية‬
‫عشر يوما وقيل تسع عشرة سنة وقيل ثلث وعشرون سنة وقيل إنا عاش ثان عشرة سنة وقيل تسع عشرة سنة وقبل عشرون وقسل خس وعشرون فال أعلم وصلى عليه أخوه خالد وقيل‬
‫عثمان بن عنبسة وقيل الوليد بن عتبة وهو الصحيح فانه أوصى إليه بذلك وشهد دفنه مروان بن الكم وكان الضحاك بن قيس هو الذى يصلى بالناس بعده حت استقر المر لروان بالشام‬
‫ودفن بقابر باب الصغي بدمشق ولا حضرته الوفاة قيل له أل توصى فقال ل أتزود مرارتا إل آخرتى وأترك حلوتا لبن أمية وكان رحه ال أبيض شديد البياض كثي الشعر كبي العيني‬
‫جعد الرأس أقن النف مدور الرأس جيل الوجه كثي شعر الوجه دقيقه حسن السم قال أبو زرعة الدمشقى معاوية وعبد الرحن وخالد أخوه وكانوا من صالى القوم وقال فيه بعض‬
‫‪ ...‬الشعراء وهو عبد ال بن هام البلوى ‪ ...‬تلقاها يزيد عن أبيه ‪ ...‬فدونكها معاوى عن يزيدا ‪ ...‬أديروها بن حرب عليكم ‪ ...‬ول ترموا با الغرض البعيدا‬
‫ويروى أن معاوية بن يزيد هذا نادى ف الناس الصلة جامعة ذات يوم فاجتمع الناس فقال لم فيما قال يا أيها الناس إن قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه فان أحببتم تركتها لرجل قوى كما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪238‬‬

‫تركها الصديق لعمر وإن شئتم تركتها شورى ف ستة منكم كما تركها عمر بن الطاب وليس فيكم من هو صال لذلك وقد تركت لكم أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم ث نزل ودخل‬
‫منله فلم يرج منه حت مات رحه ال تعال ويقال إنه سقى ويقال إنه طعن‬
‫ولا دفن حضر مروان دفنه فلما فرغ منه قال مروان أتدرون من دفنتم قالوا نعم معاوية ابن يزيد فقال مروان هو أبو ليلى الذى قال فيه أرث الفزارى ‪ ...‬إن أرى فتنة تغلى مراجلها ‪...‬‬
‫‪ ...‬واللك بعد أب ليلى لن غلبا‬
‫قالوا فكان المر كما قال وذلك أن أبا ليلى توف من غي عهد منه إل أحد فتغلب إل الجاز عبد ال بن الزبي وعلى دمشق وأعمالا مروان بن الكم وبايع أهل خراسان سلم بن زياد حت‬
‫يتول على الناس خليفة وأحبوه مبة عظيمة وسار فيهم سلم سية حسنة أحبوه عليها ث أخرجوه من بي أظهرهم وخرج القراء والوارج بالبصرة وعليهم نافع بن الزرق وطردوا عنهم عبيد‬
‫ال بن زياد بعد ما كانوا بايعوه عليهم حت يصي للناس إمام فأخرجوه عنهم فذهب إل الشام بعد فصول يطول ذكرها وقد بايعوا بعده عبد ال بن الارث بن نوفل العروف ببة وأمه هند‬
‫بنت أب سفيان وقد جعل على شرطة البصرة هيان بن عدى السدوسى فبايعه الناس ف مستهل جادى الخرة سنة أربع وستي وقد قال الفرزدق ‪ ...‬وبايعت أقواما وفيت بعهدهم ‪ ...‬وببة‬
‫‪ ...‬قد بايعته غي نادم‬
‫فأقام فيها أربعة أشهر ث لزم بيته فكتب أهل البصرة إل ابن الزبي إل أنس بن مالك يأمره أن يصلى بالناس فصلى بم شهرين ث كان ما سنذكره وخرج ندة بن عامر النفى باليمامة وخرج‬
‫بنو ماحورا ف الهواز وفارس وغي ذلك على ما سيأتى تفصيله قريبا إن شاء ال تعال‬
‫إمارة عبد ال بن الزبي‬
‫وعند ابن حزم وطائفة أنه أمي الؤمني آنذاك‬
‫قد قدمنا أنه لا مات يزيد أقلع اليش عن مكة وهم الذين كانوا ياصرون ابن الزبي هو عائذ بالبيت فلما رجع حصي بن ني السكون باليش إل الشام استفحل ابن الزبي بالجاز وما‬
‫والها وبايعه الناس بعد يزيد بيعة هناك واستناب على أهل الدينة أخاه عبيد ال بن الزبي وأمره باجلء بن أمية عن الدينة فاجلهم فرحلوا إل الشام وفيهم مروان بن الكم وابنه عبد اللك‬
‫ث بعث أهل البصرة إل ابن الزبي بعد حروب جرت بينهم وفت كثية يطول استقصاؤها غي أنم ف أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نوا من أربعة أمراء من بينهم ث تضطرب أمورهم ث‬
‫بعثوا إل ابن الزبي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪239‬‬

‫وهو بكة يطبونه لنفسهم فكتب إل انس بن مالك ليصلى بم ويقال إن أول من بايع الزبي مصعب بن عبد الرحن فقال الناس هذا أمر فيه صعوبة وبايعه عبد ال بن جعفر وعبد ال ابن‬
‫على بن أب طالب وبعث إل ابن عمر وابن النفية وابن عباس ليبايعوا فأبوا عليه وبويع ف رجب بعد أن أقام الناس نو ثلثة أشهر بل إمام وبعث الزبي إل أهل الكوفة عبد الرحن ابن يزيد‬
‫النصارى على الصلة وإبراهيم بن ممد بن طلحة بن عبيد ال على الراج واستوثق له الصران جيعا وأرسل إل مصر فبايعوه واستناب عليها عبد الرحن بن جحدر وأطاعت له الزيرة‬
‫وبعث على البصرة الارث بن عبد ال بن ربيعة وبعث إل اليمن فبايعوه وإل خراسان فبايعوه وإل الضحاك بن قيس بالشام فبايع وقيل إن أهل دمشق وأعمالا من بلد الردن ل يبايعوه‬
‫لنم بايعوا مروان بن الكم لا رجع الصي بن ني من مكة إل الشام وقد كان التف على عبد ال بن الزبي جاعة من الوارج يدافعون عنه منهم نافع بن الزرق وعبد ال بن أباض وجاعة‬
‫من رؤسهم فلما استقر أمره ف اللفة قالوا فيما بينهم إنكم قد أخطأت لنكم قاتلتم مع هذا الرجل ول تعلموا رأيه ف عثمان بن عفان وكانوا ينتقصون عثمان فاجتمعوا إليه فسألوه عن‬
‫عثمان فأجابم فيه با يسوؤهم وذكر لم ما كان متصفا به من اليان والتصديق والعدل والحسان والسية السنة والرجوع إل الق إذا تبي له فعند ذلك نفروا عنه وفارقوه وقصدوا بلد‬
‫العراق وخراسان فتفرقوا فيها بأبدانم وأديانم ومذاهبهم ومسالكهم الختلفة النتشرة الت ل تنضبط ول تنحصر لنا مفرعة على الهل وقوة النفوس والعتقاد الفاسد ومع هذا استحوذوا‬
‫على كثي من البلدان والكور حت انتزعت منهم على ما سنذكره فيما بعد إن شاء ال‬
‫ذكر بيعة مروان بن الكم‬
‫وكان سبب ذلك أن حصي بن ني لا رجع من أرض الجاز وارتل عبيد ال بن زياد من البصرة إل الشام وانتقلت بنو أمية من الدينة إل الشام اجتمعوا إل مروان بن الكم بعد موت‬
‫معاوية بن يزيد وقد كان معاوية بن يزيد قد عزم على أن يبايع لبن الزبي بدمشق وقد بايع أهلها الضحاك بن قيس على أن يصلح بينهم ويقيم لم أمرهم حت يتمع الناس على إمام‬
‫والضحاك يريد أن يبايع لبن الزبي وقد بايع لبن الزبي النعمان بن بشي بمص وبايع له زفر بن عبد ال الكلب بقنسرين وبايع له نائل بن قيس بفلسطي وأخرج منها روح بن زنباع‬
‫الذامى فلم يزل عبيد ال بن زياد والصي بن ني بروان بن الكم يسنون له أن يتول حت ثنوه عن رأيه وحذروه من دخول سلطان ابن الزبي وملكه إل الشام وقالوا له أنت شيخ قريش‬
‫وسيدها فأنت أحق بذا المر فرجع عن البيعة لبن الزبي وخاف ابن زياد اللك إن تول غي بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪240‬‬

‫أمية فعند ذلك التف هؤلء كلهم مع قومه بن أمية ومع أهل اليمن على مروان فوافقهم على ما أرادوا وجعل يقول ما فات شىء وكتب حسان بن مالك بن بدل الكلب إل الضحاك بن‬
‫قيس يثنيه عن البايعة لبن الزبي ويعرفه أيادى بن أمية عنده وإحسانم ويذكر فضلهم وشرفهم وقد بايع حسان بن مالك أهل الردن لبن أمية وهو يدعو إل ابن أخته خالد بن يزيد بن‬
‫معاوية ابن أب سفيان وبعث الضحاك كتابا بذلك وأمره أن يقرأ كتابه على أهل دمشق يوم المعة على النب وبعث بالكتاب مع رجل يقال له ناغضة بن كريب الطابى وقيل هو من بن‬
‫كلب وقال له إن ل يقرأه هو على الناس فاقرأه أنت فأعطاه الكتاب فسار إل الضحاك فأمره بقراءة الكتاب فلم يقبل فقام ناغض فقرأه على الناس فصدقه جاعة من أمراء الناس وكذبه‬
‫آخرون وثارت فتنة عظيمة بي الناس فقام خالد بن يزيد بن معاوية وهو شاب حدث على درجتي من النب فسكن الناس ونزل الضحاك فصلى بالناس المعة وأمر الضحاك بن قيس بأولئك‬
‫الذين صدقوا ناغضة أن يسجنوا فثارت قبائلهم فأخرجوهم من السجن واضطرب أهل دمشق ف ابن الزبي وبن أمية وكان اجتماع الناس لذلك ووقوفهم بعد صلة المعة بباب اليون‬
‫فسمى هذا اليوم يوم جيون‬
‫قال الدائن وقد أراد الناس الوليد بن عتبة بن أب سفيان أن يتول عليهم فأب وهلك ف تلك الليال ث أن الضحاك بن قيس صعد منب السجد الامع فخطبهم به ونال من يزيد بن معاوية فقام‬
‫إليه شاب من بن كلب فضربه بعصى كانت معه والناس جلوس متقلدى سيوفهم فقام بعضهم إل بعض فاقتتلوا ف السجد قتال شديدا فقيس ومن لف لفيفها يدعون إل ابن الزبي وينصرون‬
‫الضحاك بن قيس وبنو كلب يدعون إل بن أمية وإل البيعة لالد بن يزيد بن معاوية ويتعصبون ليزيد وأهل بيته فنهض الضحاك بن قيس فدخل دار المارة وأغلق الباب ول يرج إل الناس‬
‫إل يوم السبت لصلة الفجر ث أرسل إل بن أمية فجمعهم إليه فدخلوا عليه وفيهم مروان بن الكم وعمرو بن سعيد بن العاص وخالد وعبد ال ابنا يزيد بن معاوية قال الدائن فاعتذر إليهم‬
‫ما كان منه واتفق معهم أن يركب معهم إل حسان بن مالك الكلب فيتفقوا على رجل يرتضونه من بن أمية للمارة فركبوا جيعا إليه فبينما هم يسيون إل الابية لقصد حسان إذ جاء معن‬
‫بن ثور بن الخنس ف قومه قيس فقال له إنك دعوتنا إل بيعة ابن الزبي فأجبناك وأنت الن ذاهب إل هذا العراب ليستخلف ابن أخته خالد بن يزيد بن معاوية فقال له الضحاك وما الرأى‬
‫قال الرأى أن نظهر ما كنا نسر وان ندعو إل طاعة ابن الزبي ونقاتل عليها من أباها فمال الضحاك بن معه فرجع إل دمشق فأقام با بن معه من اليش من قيس ومن لف لفيفها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪241‬‬


‫وبعث إل أمراء الجناد وبايع الناس لبن الزبي وكتب بذلك إل ابن الزبي يعلمه بذلك فذكره ابن الزبي لهل مكة وشكره على صنيعه وكتب إليه بنيابة الشام وقيل بل بايع لنفسه باللفة‬
‫فال أعلم‬
‫والذى ذكره الدائن أنه إنا دعا إل بيعة ابن الزبي أول ث حسن له عبيد ال بن زياد أن يدعو إل نفسه وذلك إنا فعله مكرا منه وكبارا ليفسد عليه ما هو بصدده فدعا الضحاك إل نفسه‬
‫ثلثة ايام فنقم الناس عليه ذلك وقالوا دعوتنا إل بيعة رجل فبايعناه ث خلعته بل سبب ول عذر ث دعوتنا إل نفسك فرجع إل البيعة لبن الزبي فسقط بذلك عند الناس وذلك الذى أراد ابن‬
‫زياد وكان اجتماع عبيد ال بن زياد به بعد اجتماعه بروان وتسينه له أن يدعو إل نفسه ث فارق مروان ليخدع له الضحاك فنل عنده بدمشق وجعل يركب إليه كل يوم ث أشار ابن زياد‬
‫على الضحاك أن يرج من دمشق إل الصحراء ويدعو باليوش إليه ليكون أمكن له فركب الضحاك إل مرج راهط فنل بن معه من النود وعند ذلك اجتمع بنو أمية ومن اتبعهم بالردن‬
‫واجتمع إليهم من هنالك من قوم حسان بن مالك من بن كلب ولا رأى مروان بن الكم ما أنتظم من البيعة لبن الزبي وما استوثق له من اللك وعزم على الرحيل إليه لبايعته وليأخذ منه‬
‫امانا لبن أمية فسار حت بلغ أذرعات فلقيه ابن زياد مقبل من العراق فصده عن ذلك وهجن رأيه واجتمع إليه عمرو بن سعيد بن العاص وحصي بن ني وابن زياد وأهل اليمن وخلق فقالوا‬
‫لروان أنت كبي قريش وخالد بن يزيد غلم وعبد ال بن الزبي كهل فإنا يقرع الديد بعضه ببعض فل تناوئه بذا الغلم وارم بنحرك ف نره ونن نبايعك ابسط يدك فبسط يده فبايعوه‬
‫بالابية ف يوم الربعاء لثلث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستي قاله الواقدى فلما تهد له المر سار بن معه نو الضحاك بن قيس فالتقيا برج راهط فغله مروان بن الكم وقتله وقتل‬
‫من قيس مقتلة ل يسمع بثلها على ما سيأت تفصيله ف أول سنة خس وستي فإن الواقدى وغيه قالوا إنا كانت هذه الوقعة ف الحرم من أول سنة خس وستي وف رواية ممد بن سعد وعن‬
‫الواقدى وغيه قالوا إنا كانت ف أواخر هذه السنة وقال الليث بن سعد والواقدى والدائن وأبو سليمان بن يزيد وأبو عبيدة وغي واحد كانت وقعة مرج راهط للنصف من ذى الجة سنة‬
‫أربع وستي وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫وقعة مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس الفهرى رضى ال عنه‬
‫قد تقدم أن الضحاك كان نائب دمشق لعاوية بن أب سفيان وكان يصلى عنهم إذا اشتغلوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪242‬‬

‫أو غابوا ويقيم الدود ويسد المور فلما مات معاوية قام بأعباء بيعة يزيد ابنه ث لا مات يزيد بايع الناس لعاوية بن يزيد فلما مات معاوية بن يزيد بايعه الناس من دمشق حت تتمع الناس‬
‫على إمام فلما اتسعت البيعة لبن الزبي عزم على البايعة له فخطب الناس يوما وتكلم ف يزيد بن معاوية وذمه فقامت فتنة ف السجد الامع حت اقتتل الناس فيه بالسيوف فسكن الناس ث‬
‫دخل دار المارة من الضراء وأغلق عليه الباب ث اتفق مع بن أمية على أن يركبوا إل حسان ابن مالك بن بدل وهو بالردن فيجتمعوا عنده على من يراه أهل للمارة وكان حسان يريد‬
‫أن يبايع لبن أخته خالد بن يزيد ويزيد ابن ميسون وميسون بنت بدل أخت حسان فلما ركب الضحاك معهم انذل بأكثر اليش فرجع إل دمشق فامتنع با وبعث إل امراء الجناد‬
‫فبايعهم لبن الزبي وسار بنو أمية ومعهم مروان وعمرو بن سعيد وخالد وعبد ال ابنا يزيد بن معاوية حت اجتمعوا بسان بن مالك بالابية وليس لم قوة طائلة بالنسبة إل الضحاك بن قيس‬
‫فعزم مروان على الرحيل إل ابن الزبي ليبايعه ويأخذ امانا منه لبن أمية فانه كان قد امر بأجلئهم عن الدينة فسار حت وصل إل أذعارت فلقيه عبيد ال بن زياد مقبل من العراق فاجتمع به‬
‫ومعه حصي بن ني وعمرو بن سعيد بن العاص فحسنوا إليه أن يدعو إل نفسه فانه أحق بذلك من ابن الزبي الذى قد فارق الماعة وخلع ثلثة من اللفاء فلم يزالوا بروان حت أجابم إل‬
‫ذلك وقال له عبيد ال بن زياد وأنا ذاهب لك إل الضحاك إل دمشق فأخدعه لك وأخذل أمره فسار إليه وجعل يركب إليه كل يوم ويظهر له الود والنصحية والحبة ث حسن له أن يدعو‬
‫إل نفسه ويلع ابن الزبي فانك أحق بالمر منه لنك ل تزل ف الطاعة مشهورا بالمانة وابن الزبي خارج عن الناس فدعا الضحاك الناس إل نفسه ثلثة أيام فلم يصمد معه فرجع إل الدعوة‬
‫لبن الزبي ولكن انط با عند الناس ث قال له ابن زياد إن من يطلب ما تطلب ل ينل الدن والصون وإنا ينل الصحراء ويدعو إليه بالنود فبز الضحاك إل مرج راهط فنله وأقام ابن‬
‫زياد بدمشق وبنو أمية بتدمر وخالد وعبد ال عند خالم حسان بالابية فكتب ابن زياد إل مروان يأمره أن يظهر دعوته فدعا إل نفسه وتزوج بأم خالد بن يزيد وهى أم هاشم بنت هاشم بن‬
‫عتبة بن ربيعة فعظم أمره وبايعه الناس واجتمعوا عليه وسار إل مرج راهط نو الضحاك بن قيس وركب إليه عبيد ال بن زياد وأخوه عباد بن زياد حت اجتمع مع مروان ثلثة عشر ألفا‬
‫وبدمشق من جهته يزيد بن أب النمر وقد أخرج عامل الضحاك منها وهو يد مروان بالسلح والرجال وغي ذلك ويقال كان نائبه على دمشق يومئذ عبد الرحن بن أم الكم وجعل مروان‬
‫على ميمنته عبيد ال بن زياد وعلى ميسرته عمرو بن سعيد بن العاص وبعث الضحاك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪243‬‬

‫إل النعمان بن بشي فأمده النعمان بأهل حص عليهم شرحبيل بن ذى الكلع وركب إليه زفر ابن الارث الكلب ف أهل قنسرين فكان الضحاك ف ثلثي ألفا على ميمنته زياد بن عمرو‬
‫العقيلى وعلى ميسرته زكريا بن شر اللل فتصافوا وتقاتلوا بالرج عشرين يوما يلتقون بالرج ف كل يوم فيقتتلون قتال شديدا ث أشار عبيد ال على مروان أن يدعوهم إل الوادعة خديعة‬
‫فان الرب خديعة وأنت وأصحابك على الق وهم على الباطل فنودى الناس بذلك ث غدر أصحاب مروان فمالوا يقتلونم قتال شديدا وصب الضحاك صبا بليغا فقتل الضحاك بن قيس ف‬
‫العركة قتله رجل يقال له زحة بن عبد ال من بن كلب طعنه بربة فأنفذه ول يعرفه وصب مروان وأصحابه صبا شديدا حت فر أولئك بي يديه فنادى مروان أل ل تتبعوا مدبرا ث جىء‬
‫برأس الضحاك ويقال أن أول من بشره بقتله روح بن زنباع الذامى واستقر ملك الشام بيد مروان بن الكم وروى أنه بكى على نفسه يوم مرج راهط فقال أبعد ما كبت وضعفت صرت‬
‫إل أن أقتل بالسيوف على اللك‬
‫قلت ول تطل مدته ف اللك إل تسعة أشهر على ما سنذكره‬
‫وقد كان الضحاك بن قيس بن خالد الكب بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن مارب بن فهر بن مالك أبو أنيس الفهرى أحد الصحابة على الصحيح وقد سع من النب ص‬
‫وروى عنه أحاديث عدة وروى عنه جاعة من التابعي وهو أخو فاطمة بنت قيس وكانت أكب منه بعشر سني وكان أبو عبيدة بن الراح عمه حكاه ابن أب حات وزعم بعضهم أنه ل صحبة‬
‫له قال الواقدى أدرك النب ص وسع منه قبل البلوغ وف رواية عن الواقدى أنه قال ولد الضحاك قبل وفاة النب ص بسنتي وقد شهد فتح دمشق وسكنها وله با دار عند حجر الذهب ما‬
‫يلى نر بردا وكان اميا على أهل دمشق يوم صفي مع معاوية ولا أخذ معاوية الكوفة استنابه با ف سنة أربع وخسون وقد روى البخارى ف التاريخ أن الضحاك قرأ سورة ص ف الصلة‬
‫فسجد فيها فلم يتابعه علقمة وأصحاب ابن مسعود ف السجود ث استنابه معاوية عنده على دمشق فلم يزل عنده حت مات معاوية وتول ابنه يزيد ث ابنه معاوية بن يزيد ث صار امره إل ما‬
‫ذكرنا‬
‫وقد قال المام أحد حدثنا عفان بن مسلم ثنا حاد بن سلمة أنبأنا على بن زيد عن السن أن الضحاك بن قيس كتب إل اليثم حي مات يزيد بن معاوية السلم عليك أما بعد فأن سعت‬
‫رسول ال ص يقول إن بي يدى الساعة فتنا كقطع الليل الظلم فتنا كقطع الدخان يوت فيها قلب الرجل كما يوت بدنه يصبح الرجل مؤمنا ويسمى كافرا ويسى مؤمنا ويصبح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪244‬‬

‫كافرا يبيع أقوام أخلقهم ودينهم بعرض من الدنيا قليل وإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم إخواننا وأشقاؤنا فل تسبقونا حت نتال لنفسنا وقد روى ابن عساكر من طريق ابن قتية عن‬
‫العباس بن الفرج الرياشى عن يعقوب بن إسحاق بن ثوبة عن حاد بن زيد قال دخل الضحاك ابن قيس على معاوية فقال معاوية منشدا له ‪ ...‬تطاولت للضحاك حت رددته ‪ ...‬إل حسب ف‬
‫‪ ...‬قومه متقاصر‬
‫فقال الضحاك قد علم قومنا أنا أحلس اليل فقال صدقت أنتم أحلسها ونن فرسانا يريد معاوية أنتم راضة وساسة ونن الفرسان ورأى أن أصل الكلمة من اللس وهو كساء يكون تت‬
‫البذعة أى أنه لزم ظهر الفرس كما يلزم اللس ظهر البعي والدابة وروى أن مؤذن دمشق قال للضحاك بن قيس وال أيها المي إن لحبك ف ال فقال له الضحاك ولكن وال أبغضك ف‬
‫ال قال ول أصلحك ال قال لنك تتراءى ف أذانك وتأخذ على تعليمك أجرا قتل الضحاك رحه ال يوم مرج راهط وذلك للنصف من ذى الجة سنة أربع وستي قاله الليث بن سعد وأبو‬
‫عبيدة والواقدى وابن زير والدائن‬
‫وفيها مقتل النعمان بن بشي النصارى‬
‫وأمه عمرة بنت رواحة كان النعمان أول مولود ولد بالدينة بعد الجرة للنصار ف جادى الول سنة ثنتي من الجرة فأتت به أمه تمله إل النب ص فحنكه وبشرها بأنه يعيش حيدا ويقتل‬
‫شهيدا ويدخل النة فعاش ف خي وسعة ول نيابة الكوفة لعاوية تسعة أشهر ث سكن الشام وول قضاءها بعد فضالة بن عبيد وفضالة بعد أب االدرداء وناب بمص لعاوية وهو الذى رد آل‬
‫رسول ال ص إل الدينة بأمر يزيد له ف ذلك وهو الذى أشار على يزيد بالحسان اليهم فرق لم يزيد وأحسن إليهم وأكرمهم ث لا كانت وقعة مرج راهط وقتل الضحاك بن قيس وكان‬
‫النعمان قد أمده بأهل حص فقتلوه بقرية يقال لا بيين قتله رجل يقال له خالد بن خلى الازن وقتل خلى بن داود وهو جد خالد بن خلى وقد رثته ابنته فقالت ‪ ...‬ليت ابن مرنة وابنه ‪...‬‬
‫كانوا لقتلك واقية ‪ ...‬وبن امية كلهم ‪ ...‬ل تبق منهم باقية ‪ ...‬جاء البيد بقتله ‪ ...‬يا للكلب العاوية ‪ ...‬يستفتحون برأسه ‪ ...‬دارت عليهم فانية ‪ ...‬فلبكي سريرة ‪ ...‬ولبكي علنية‬
‫‪ ...‬ول بكينك ما حييت ‪ ...‬مع السباع العادية‬

You might also like