You are on page 1of 53

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪167‬‬

‫كان قتيبة بن مسلم حي بلغه ولية سليمان اللفة كتب إليه كتابا يعزيه ف أخيه ويهنئه بوليته ويذكر فيه بلءه وعناه وقتاله وهيبته ف صدور العداء وما فتح ال من البلد والدن والقاليم‬
‫الكبار على يديه وانه له على مثل ما كان للوليد من الطاعة والنصيحة إن ل يعزله عن خراسان ونال ف هذا الكتاب من يزيد بن الهلب ث كتب كتابا ثانيا يذكر ما فعل من القتال والفتوحات‬
‫وهيبته ف صدور اللوك والعاجم ويذم يزيد بن الهلب أيضا ويقسم فيه لئن عزله وول يزيد ليخلعن سليمان عن اللفة وكتب كتابا ثالثا فيه خلع سليمان بالكلية وبعث با مع البيد وقال‬
‫له ادفع إليه الكتاب الول فإن قرأه ودفعه إل يزيد بن الهلب فادفع إليه الثان فإن قرأه ودفعه إل يزيد ابن الهلب فادفع إليه الثالث فلما قرأ سليمان الكتاب الول واتفق حضور يزيد عند‬
‫سليمان دفعه إل يزيد فقرأه فناوله البيد الكتاب الثان فقرأه ودفعه إل يزيد فناوله البيد الكتاب الثالث فقرأه فإذا فيه التصريح بعزله وخلعه فتغي وجهه ث ختمه وأمسكه بيده ول يدفعه إل‬
‫يزيد وأمر بإنزال البيد ف دار الضيافة فلما كان من الليل بعث إل البيد فأحضره ودفع إليه ذهبا وكتابا فيه ولية قتيبة على خراسان وأرسل مع ذلك البيد بريدا آخر من جهته ليقرره‬
‫عليها فلما وصل بلد خراسان بلغهما أن قتيبة قد خلع الليفة فدفع بريد سليمان الكتاب الذي معه إل بريد قتيبة ث بلغهما مقتل قتيبة قبل أن يرجع بريد سليمان‬
‫مقتل قتيبة بن مسلم رحه ال‬
‫وذلك أنه جع الند واليوش وعزم على خلع سليمان بن عبد اللك من اللفة وترك طاعته وذكر لم هته وفتوحه وعدله فيهم ودفعه الموال الزيلة إليهم فلما فرغ من مقالته ل يبه أحد‬
‫منهم إل مقالته فشرع ف تأنيبهم وذمهم قبيلة قبيلة وظائفة طائفة فغضبوا عند ذلك ونفروا عنه وتفرقوا وعملوا على مالفته وسعوا ف قتله وكان القائم بأعباء ذلك رجل يقال له وكيع بن أب‬
‫سود فجمع جوعا كثية ث ناهضه فلم يزل به حت قتله ف ذي الجة من هذه السنة وقتل معه أحد عشر رجل من إخوته وابناء إخوته ول يبق منهم سوى ضرار بن مسلم وكانت أمه الغراء‬
‫بنت ضرار بن القعقاع بن معبد بن سعد بن زرارة فحمته أخواله وعمرو بن مسلم كان عامل الوزجان وقتل قتيبة وعبد الرحن وعبد ال وعبيد ال وصال ويسار وهؤلء أبناء مسلم وأربعة‬
‫من أبنائهم فقتلهم كلهم وكيع بن سود‬
‫وقد كان قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصي بن ربيعة أبو حفص الباهلي من سادات المراء وخيارهم وكان من القادة النجباء الكباء والشجعان وذوي الروب والفتوحات السعيدة والراء‬
‫الميدة وقد هدى ال على يديه خلقا ل يصيهم إل ال فأسلموا ودانوا ل عز وجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪168‬‬

‫وفتح من البلد والقاليم الكبار والدن العظام شيئا كثيا كما تقدم ذلك مفصل مبينا وال سبحانه ل يضيع سعيه ول ييب تعبه وجهاده‬
‫ولكن زل زلة كان فيها حتفه وفعل فعلة رغم فيها أنفه وخلع الطاعة فبادرت النية إليه وفارق الماعة فمات ميتة جاهلية لكن سبق له من العمال الصالة ما قد يكفر ال به سيئاته ويضاعف‬
‫به حسناته وال يسامه ويعفو عنه ويتقبل منه ما كان يكابده من مناجزة العداء وكانت وفاته بفرغانه من أقصى بلد خراسان ف ذي الجة من هذه السنة وله من العمر ثان وأربعون سنة‬
‫وكان أبوه أبو صال مسلم فيمن قتل مع مصعب بن الزبي وكانت وليته على خراسان عشر سني واستفاد وأفاد فيها خيا كثيا وقد رثاه عبد الرحن بن جانة الباهلي فقال ‪ ...‬كان أبا‬
‫حفص قتيبة ل يسر ‪ * ...‬ييش إل جيش ول يعل منبا ‪ ...‬ول تفق الرايات والقوم حوله ‪ * ...‬وفوف ول يشهد له الناس عسكرا ‪ ...‬دعته النايا فاستجاب لربه ‪ * ...‬وراح إل النات عفا‬
‫‪ ...‬مطهرا ‪ ...‬فما رزئ السلم بعد ممد ‪ * ...‬بثل أب حفص فبكيه عبهرا‬
‫ولقد بالغ هذا الشاعر ف بيته الخي وعبهر ولد له وقال الطرماح ف هذه الوقعة الت قتل فيها على يد وكيع بن سود ‪ ...‬لول فوارس مذحج ابنه مذحج ‪ * ...‬والزد زعزع واستبيح‬
‫العسكر ‪ ...‬وتقطعت بم البلد ول يؤب ‪ * ...‬منهم إل أهل العراق مب ‪ ...‬واستضلعت عقد الماعة وازدرى ‪ * ...‬أمر الليفة واستحل النكر ‪ ...‬قوم هو قتلوا قتيبة عنوة ‪ * ...‬واليل‬
‫جامة عليها العثي ‪ ...‬بالرج مرج الصي حيث تبينت ‪ * ...‬مضر العراق من العز الكب ‪ ...‬إذ حالفت جزعا ربيعة كلها ‪ * ...‬وتفرقت مضر ومن يتمضر ‪ ...‬وتقدمت ازد العراق ومذحج‬
‫‪ * ...‬للموت يمعها أبوها الكب ‪ ...‬قحطان تضرب رأس كل مدجج ‪ * ...‬تمى بصائرهن إذ ل تبصر ‪ ...‬والزد تعلم أن تت لوائها ‪ * ...‬ملكا قراسية وموت أحر ‪ ...‬فبعزنا نصر النب‬
‫‪ ...‬ممد ‪ * ...‬وبنا تثبت ف دمشق النب‬
‫وقد بسط ابن جرير هذه القصيدة بسطا كثيا وذكر أشعارا كثية جدا وقال ابن خلكان وقال جرير يرثي قتيبة بن مسلم رحه ال وسامه وأكرم مثواه وعفا عنه ‪ ...‬ندمتم على قتل المي‬
‫ابن مسلم ‪ * ...‬وأنتم إذا ل قيتم ال أندم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪169‬‬

‫‪ ...‬لقد كنتم من عزوه ف غنيمة ‪ * ...‬وأنتم لن لقيتم اليوم مغنم ‪ ...‬على أنه أفضى إل حور جنة ‪ * ...‬وتطبق بالبلوى عليكم جهنم‬
‫قال وقد ول من أولد وذريته جاعة المرة ف البلدان فمنهم عمر بن سعيد بن قتيبة بن مسلم وكان جوادا مدحا رثاه حي مات أبو عمرو اشجع بن عمرو السلمى الرى نزيل البصرة يقول‬
‫‪ ...‬مضى ابن سعيد حيث ل يبق مشرق ‪ * ...‬ول مغرب إل له فيه مادح ‪ ...‬وما كنت أدري ما فواضل كفه ‪ * ...‬على الناس حت غيبته الصفائح ‪ ...‬واصبح ف لد من الرض ضيق ‪* ...‬‬
‫وكانت به حيا تضيق الضحاضح ‪ ...‬سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ‪ * ...‬فحسبك من ما تر الوانح ‪ ...‬فما أنا من رزئي وإن جل جازع ‪ * ...‬ول بسرور بعد موتك فارح ‪ ...‬كأن‬
‫‪ ...‬ل يت حي سواك ول تقم ‪ * ...‬على أحد إل عليك النوائح ‪ ...‬لئن حسنت فيك الراثى وذكرها * لقد حسنت من قبل فيك الدائح‬
‫قال ابن خلكان وهي من أحسن الرائي وهي ف الماسة ث تكلم على باهلة وأنا قبيلة مرذولة عند العرب قال وقد رأيت ف بعض الجاميع أن الشعث بن قيس قال يا رسول ال أتتكافأ‬
‫دماؤنا قال نعم ولو قتلت رجل من باهلة لقتلتك وقيل لبعض العرب أيسرك أن تدخل النة وأنت باهلي قال بشرط أن ل يعلم أهل النة بذلك وسأل بعض العراب رجل من أنت فقال من‬
‫باهلة فجعل يرثي له قال وأزيدك أن لست من الصميم وإنا أنا من مواليهم فجعل يقبل يديه ورجليه فقال ول تفعل هذا فقال لن ال تعال ما ابتلك بذه الرزية ف الدنيا إل ليعوضك النة ف‬
‫الخرة‬
‫ث قال ابن جرير وف هذه السنة توف قرة بن شريك العبسي أمي مصر وحاكمها قلت هو قرة بن شريك أمي مصر من جهة الوليد وهو الذي بن جامع الفيوم وفيها حج بالناس أبو بكر ممد‬
‫بن عمرو بن حزم وكان هو المي على الدينة وكان على مكة عبدالعزيز بن عبد ال بن خالد بن أسيد وعلى حرب العراق وصلتا يزيد بن الهلب وعلى خراجها صال بن عبد الرحن‬
‫وعلى نيابة البصرة ليزيد بن الهلب سفيان بن عبد ال الكندي وعلى قضائها عبد الرحن بن أذنية وعلى قضاء الكوفة أبو بكر بن أب موسى وعلى حرب خراسان وكيع بن سود وال سبحانه‬
‫وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي‬
‫وفيها جهز سليمان بن عبد اللك اليوش إل القسطنطينية وفيها أمر ابنه داود على الصائفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪170‬‬

‫ففتح حصن الرأة قال الواقدي وفيها غزا مسلمة بن عبداللك أرض الوضاحية ففتح الصن الذي [ بناه ] الوضاح صاحب الوضاحية وفيها غزا مسلمة أيضا برجة ففتح حصونا وبرجة‬
‫وحصن الديد وسررا وشت بأرض الروم وفيها غزا عمر بن هبية الفزاري ف البحر أرض الروم وشت با وفيها قتل عبد العزيز بن موسى بن نصي وقدم برأسه على سليمان بن عبد اللك‬
‫أمي الؤمني مع حبيب بن أب عبيد الفهري وفيها ول سليمان نيابة خراسان ليزيد بن الهلب مضافا إل ما بيده من إمرة العراق وكان سبب ذلك أن وكيع بن أب سود لا قتل قتيبة بن مسلم‬
‫وذريته بعث برأس قتيبة إل سليمان فحظى عنده وكتب له بامرة خراسان فبعث يزيد بن الهلب عبد الرحن ابن الهتم إل سليمان بن عبد اللك ليحسن عنده أمر يزيد بن الهلب ف إمرة‬
‫خراسان وينتقص عنده وكيع بن سود فسار ابن الهتم وكان ذا دهاء ومكر إل سليمان بن عبد اللك فلم يزل به حت عزل وكيعا عن خراسان وول عليها يزيد مع إمرة العراق وبعث بعهده‬
‫مع ابن الهتم فسار ف سبع حت جاء يزيد فأعطاه عهد خراسان مع العراق وكان يزيد وعده بائة ألف فلم يف با وبعث يزيد ابنه ملدا بي يديه إل خراسان ومعه كتاب أمي الؤمني‬
‫مضمونه أن قيسا زعموا أن قتيبة بن مسلم ل يكن خلع الطاعة فإن كان وكيع قد تعرض له وثار عليه بسبب أنه خلع ول يكن خلع فقيده وابعث به إل فتقدم ملد فأخذ وكيعا فعاقبه وحبسه‬
‫قبل أن ييء أبوه فكانت إمرة وكيع بن أب سود الذي قتل قتيبة تسعة أشهر أو عشرة أشهر ث قدم يزيد بن الهلب فتسلم خراسان وأقام با واستناب ف البلد نوابا ذكرهم ابن جرير‬
‫قال ث سار يزيد بن الهلب فغزا جرجان ول يكن يومئذ مدينة بأبواب وصور وإنا هي جبال وأودية وكان ملكها يقال له صول فتحول عنها إل قلعة هناك وقيل إل جزيرة ف بية هناك ث‬
‫أخذوه من البحية وقتلوا من أهلها خلقا كثيا وأسروا وغنموا قال وفيها حج بالناس سليمان بن عبد اللك ونواب البلد هم الذكورون ف الت قبلها غي أن خراسان عزل عنها وكيع بن‬
‫سود ووليها يزيد بن الهلب بن أب صغرة مع العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن السن بن علي بن اب طالب أبو ممد القرشي الاشي روى عن أبيه عن جده مرفوعا من عال أهل بيت من السلمي يومهم وليلتهم غفر ال له ذنوبه وعن عبد ال بن جعفر عن‬
‫علي ف دعاء الكرب وعن زوجته فاطمة بنت السي وعن ابنه عبد ال وجاعة وفد على عبد اللك بن مروان فأكرمه ونصره على الجاج وأقره وحده على ولية صدقة علي وقد ترجه ابن‬
‫عساكر فأحسن وذكر عنه آثارا تدل على سيادته قيل إن الوليد بن عبد اللك كتب إل عامله بالدينة إن السن بن السن كاتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪171‬‬

‫أهل العراق فإذا جاءك كتاب هذا فاجلده مائة ضربه وقفه للناس ول تران إل قاتله فأرسل خلفه فعلمه علي بن السي كلمات الكرب فقالا حي دخل عليه فنجاه ال منهم وهي ل إله إل‬
‫ال الليم الكري ل إله إل ال العلي العظيم ل إله إل ال رب السموات السبع ورب الرض رب العرش العظيم توف بالدينة وكانت أمه خولة بنت منظور الفزاري وقال يوما لرجل من‬
‫الرافضة وال إن قتلك لقربة إل ال عز وجل فقال له الرجل إنك تزح فقال ال ما هذا من بزح ولكنه الد وقال له آخر منهم أل يقل رسول ال ( ص ) من كنت مواه ؟ فعلى موله فقال‬
‫بلى ولو أراد اللفة لطب الناس فقال أيها الناس اعلموا أن هذا ول أمركم من بعدي وهو القائم عليكم فاسعوا له وأطيعوا وال لئن كان ال ورسوله اختار عليا لذا المر ث تركه علي‬
‫لكان أول من ترك أمر ال ورسوله وقال لم أيضا وال لئن ولينا من المر شيئا لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ث ل نقبل لكم ثوبة ويلكم غررتونا من أنفسنا ويلكم لو كانت القرابة‬
‫تنفع بل عمل لنفعت أباه وأمه لو كان ما تقولون فينا حقا لكان آباؤنا إذ ل يعلمونا بذلك قد ظلمونا وكتموا عنا أفضل المور وال إن لخشى أن يضاعف العذاب للعاصي منا ضعفي كما‬
‫أن لرجو للمحسن منا أن يكون له الجر مرتي ويلكم أحبونا إن أطعنا ال على طاعته وأبغضونا إن عصينا ال على معصيته‬
‫موسى بن نصي أبو عبد الرحن اللخمي‬
‫مولهم كان مول ل مرأة منهم وقيل كان مول لبن أمية افتتح بلد الغرب وغنم منها أموال ل تعد ول توصف وله با مقامات مشهورة هائلة ويقال إنه كان أعرج ويقال إنه ولد ف سنة‬
‫تسع عشرة وأصله من حي التمر وقيل أنه من أراسة من بلى سب أبوه من جبل الليل من الشام ف أيام الصديق وكان إسم أبيه نصرا فصغر روى عن تيم الداري وروى عنه ابنه عبد العزيز‬
‫ويزيد بن مسروق اليحصب وول عزو البحر لعاوية فغزا قبص وبن هنالك حصونا كا لاغوصة وحصن بانس وغي ذلك من الصون الت بناها بقبص وكان نائب معاوية عليها بعد أن‬
‫فتحها معاوية ف سنة سبع وعشرين وشهد مرج راهط مع الضحاك بن قيس فلما قتل الضحاك لأ موسى بن نصي لعبد العزيز بن مروان ث لا دخل مروان بلد مصر كان معه فتركه عند ابنه‬
‫عبد العزيز ث لا أخذ عبد اللك بلد العراق جعله وزيرا عند أخيه بشر بن مروان‬
‫وكان موسى بن نصي هذا ذا رأي وتدبي وحزم و خبة بالرب قال البغوي ول موسى ابن نصي إمرة بلد إفريقية سنة تسع وسبعي فافتتح بلدا كثرة جدا مدنا وأقاليم وقد ذكرنا أنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪172‬‬


‫افتتح بلد الندلس وهي بلد ذات مدن وقرى وريف فسب منها ومن غيها خلقا كثرا وغنم أموال كثية جزيلة ومن الذهب والواهر النفيسة شيئا ل يصى ول يعد وأما اللت والتاع‬
‫والدواب فشيء ل يدري ما هو وسب من الغلمان السان والنساء السان شيئا كثيا حت قيل أنه ل يسلب أحد مثله من العداء وأسلم أهل الغرب على يديه وبث فيهم الدين والقرآن‬
‫وكان إذا سار إل مكان تمل الموال معه على العجل لكثرتا وعجز الدواب عنها‬
‫وقد كان موسى بن نصي هذا يفتح ف بلد الغرب وقتيبة يفتح ف بلد الشرق فجزاها ال خيا فكلها فتح من القاليم والبلدان شيئا كثيا ولكن موسى بن نصي حظى بأشياء ل يظ با‬
‫قتيبة حت قيل أنه لا فتح الندلس جاءه رجل فقال له ابعث معي رجال حت أدلك على كن عظيم فبعث معه رجال فأتى بم إل مكان فقال احفروا فحفروا فأفضى بم الفر إل قاعة عظيمة‬
‫ذات لواوين حسنة فوجدوا هناك من اليواقيت والواهر والزبرجد ما أبتهم وأما الذهب فشيء ل يعب عنه ووجدوا ف ذلك الوضع الطنافس الطنفسة منها منسوجة بقضبان الذهب منظومة‬
‫باللؤلؤ الغال الفتخر والطنفسة منظومة بالوهر الثمن واليواقيت الت ليس لا نظي ف شكلها وحسنها وصفاتاه ولقد سع يومئذ مناذ ينادي ل يرون شخصه أيها الناس إنه قد فتح عليكم‬
‫باب من أبوب جهنم فخذوا حذركم وقيل إنم وجدوا ف هذا الكن مائدة سليمان بن داود الت كان يأكل عليها وقد جع أخباره وما جرى له ف حروبه وغزواته رجل من ذريته يقال له أبو‬
‫معاوية معارك بن مروان بن عبد اللك بن مروان بن موسى بن نصي النصيي‬
‫وروى الافظ ابن عساكر أن عمر بن عبدالعزيز سأل موسى بن نصي حي قدم دمشق أيام الوليد عن أعجب شيء رأيت ف البحر فقال انتهينا مرة إل جزيرة فيها ست عشرة جرة متومة‬
‫بات سليمان بن داود عليهما السلم قال فأمرت بأربعة منها فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت فإذا قد خرج منها شيطان ينفض رأسه ويقول والذي أكرمك بالنبو ل أعود بعدها أفسد ف‬
‫الرض قال ث إن ذلك الشيطان نظر فقال إن ل أرى باء سليمان وملكه فانساخ ف الرض فذهب قال فأمرت بالثلث البواقي فرددن إل مكانن‬
‫وقد ذكر السمعان وغيه عنه أنه سار إل مدينة النحاس الت بقرب البحر الحيط الخضر ف أقصى بلد الغرب وأنم لا أشرفوا عليها رأوا بريق شرفاتا وحيطانا من مسافة بعيدة وانم لا‬
‫أتوها نزلوا عندها ث أرسل رجل من أصحابه ومعه مائة فارس من البطال وأمره أن يدور حول سورها لينظر هل لا باب أو منفذ إل داخلها فقيل إنه سار يوما وليلة حول سورها ث رجع إليه‬
‫فأخبه أنه ل يد بابا ول منفذا إل داخلها فأمرهم فجمعوا ما معهم من التاع بعضه على بعض فلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪173‬‬

‫يبلغوا أعلى سورها فأمر فعمل سلل فصعدوا عليها وقيل إنه أمر رجل فصعد على سورها فلما رأي ماف داخلها ل يلك نفسه أن ألقاها ف داخلها فكان آخر العهد به ث آخر فكذلك ث‬
‫امتنع الناس من الصعود إليها فلم يط أحد منهم با ف داخلها علما ث ساروا عنها فقطعوها إل بية قريبة منها فقيل إن تلك الرار الذكورة وجدها فيها ووجد عليها رجل قائما فقال له ما‬
‫أنت قال رجل من الن وأب مبوس ف هذه البحية حبسه سليمان فأنا أجيء إليه ف كل سنة مرة أزوره فقال له هل رأيت أحدا خارجا من هذه الدينة أو داخل إليها قال ل إل أن رجل يأت‬
‫ف كل سنة إل هذه البحية يتعبد عليها أياما ث يذهب فل يعود إل مثلها وال أعلم ما هو ث رجع إل إفريقية وال أعلم بصحة ذلك والعهدة على من ذكر ذلك أول‬
‫وقد استسقى موسى بن نصي بالناس ف سنة ثلث وتسعي حي أقحطوا بأفريقية فأمرهم بصيام ثلثة أيام قبل الستسقاء ث خرج بي الناس وميز أهل الذمة عن السلمي وفرق بي البهائم‬
‫وأولدها ث أمر بارتفاع الضجيج والبكاء وهو يدعو ال تعال حت انتصف النهار ث نزل فقيل له أل دعوت لمي الؤمني فقال هذا موطن ل يذكر فيه إل ال عز وجل فسقاهم عز وجل لا‬
‫قال ذلك وقد وفد موسى بن نصي على الوليد بن عبد اللك ف آخر أيامه فدخل دمشق ف يوم جعة والوليد على النب وقد لبس موسى ثيابا حسنة وهيئة حسنة فدخل ومعه ثلثون غلما من‬
‫أبناء اللوك الذين اسرهم والسبان وقد ألبسهم تيجان اللوك مع ما معهم من الدم والشم والبة العظيمة فلما نظر إليهم الوليد وهو يطب الناس على منب جامع دمشق بت إليهم لا رأى‬
‫عليهم من الرير والواهر والزينة البالغة وجاء موسى بن نصي فسلم على الوليد وهو على النب وأمر أولئك فوقفوا عن يي النب وشاله فحمد ال الوليد وشكره على ما أيده به ووسع‬
‫ملكه وأطال الدعاء والتحميد والشكر حت خرج وقت المعة ث نزل فصلى بالناس ث استدعى بوسى بن نصي فأحسن جائزته وأعطاه شيئا كثيا وكذلك موسى بن نصي قدم معه بشيء‬
‫كثي من ذلك مائدة سليمان بن داود عليهما السلم الت كان يأكل عليها وكانت من خليطي ذهب وفضة وعليها ثلثة أطواق لؤلؤ وجوهر ل ير مثله وجدها ف مدينة طليطلة من بلد‬
‫الندلس مع أموال كثية وقيل إنه بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السب مائة ألف رأس وبعث ابن أخيه ف جيش فأصاب من السب مائة ألف رأس أيضا من الببر فلما جاء كتابه إل‬
‫الوليد وذكر فيه أن خس الغنائم أربعون ألف رأس قال الناس إن هذا أحق من أين له أربعون ألف رأس خس الغنائم فبلغه ذلك فأرسل أربعي ألف رأس وهي خس ما غنم ول يسمع ف‬
‫السلم بثل سبايا موسى بن نصي أمي الغرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪174‬‬

‫وقد جرت له عجائب ف فتحه بلد الندلس وقال ولو انقاد الناس ل لقدتم حت أفتح بم مدينة رومية وهي الدينة العظمى ف بلد الفرنج ث ليفتحها ال على يدي إن شاء ال تعال ولا قدم‬
‫على الوليد قدم معه بثلثي ألفا من السب غي ما ذكرنا وذلك خس ما كان غنمه ف آخر غزاة غزاها ببلد الغرب وقدم معه من الموال والتحف واللل والواهر مال يد ول يوصف ول‬
‫يزل مقيما بدمشق حت مات الوليد وتول سليمان وكان سليمان عاتبا على موسى فحبسه عنده وطالبه بأموال عظيمة ول يزل ف يده حت حج بالناس سليمان ف هذه السنة وأخذه معه فمات‬
‫بالدينة وقيل بوادي القرى وقد قارب الثماني وقيل توف ف سنة تسع وتسعي فال أعلم ورحه ال وعفا عنه بنه وفضله آمي‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي ففي هذه السنة جهز سليمان بن عبد اللك أمي الؤمني أخاه مسلمة بن عبد اللك لغزو القسطنيطينية وراء اليش الذين هم با فسار إليها ومعه جيش عظيم ث‬
‫التف عليه ذلك اليش الذين مم هناك وقد أمر كل رجل من اليش أن يمل معه على ظهر فرسه مدين من طعام فلما وصل إليها جعوا ذلك فإذا هو أمثال البال فقال لم مسلمة أتركوا‬
‫هذا الطعام وكلوا ما تدونه ف بلدهم وازرعوا ف أماكن الزرع واستغلوه وابنوا لكم بيوتا من خشب فإنا ل نرجع عن هذا البلد إل أن نفتحها إن شاء ال ث إن مسلمة داخل رجل من‬
‫النصارى يقال له اليون وواطأه ف الباطن ليأخذ له بلد الروم فظهر منه نصح ف بادئ المر ث إنه توف ملك القسطنطينية فدخل إليون ف رسالة من مسلمة وقد خافته الروم خوفا شديدا فلما‬
‫دخل إليهم إليون قالوا له رده عنا ونن نلكك علينا فخرج فأعمل اليلة ف الغدر والكر ول يزل قبحه ال حت أحرق ذلك الطعام الذي للمسلمي وذلك أنه قال لسلمة إنم ما داموا يرون‬
‫هذا الطعام يطنون أنك تطاولم ف القتال فلو أحرقته لتحققوا منك العزم وسلموا إليك البلد سريعا فأمر مسلمة بالطعام فأحرق ث انشمر إليون ف السفن وأخذ ما أمكنه من أمتعه اليش ف‬
‫الليل وأصبح وهو ف البلد ماربا للمسلمي وأظهر العداوة الكيدة وتصن واجتمعت عليه الروم وضاق الال على السلمي حت أكلوا كل شيء إل التراب فلم يزل ذلك دأبم حت جاءتم‬
‫وفاة سليمان بن عبد اللك وتوليه عمر بن عبد العزيز فكروا راجعي إل الشام وقد جهدوا جهدا شديدا لكن ل يرجع مسلمة حت بن مسجدا بالقسطنطينية شديد البناء مكما رحب الفناء‬
‫شاهقا ف السماء‬
‫وقال الواقدي لا ول سليمان بن عبد اللك أراد القامة ببيت القدس ث يرسل العساكر إل القسطنطينية فأشار عليه موسى بن نصي بأن يفتح ما دونا من الدن والرساتيق والصون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪175‬‬

‫حت يبلغ الدينة فل يأتيها إل وقد هدمت حصونا ووهنت قوتا فإذا فعلت ذلك ل يبق بينك وبينها مانع فيعطوا بأيديهم ويسلموا لك البلد ث استشار أخاه مسلمة فأشار عليه بأن يدع ما‬
‫دونا من البلد ويفتحها عنوة فمت ما فتحت فإن باقي ما دونا من البلد والصون بيدك فقال سليمان هذا هو الرأي ث أخذ ف تهيز اليوش من الشام والزيرة فجهز ف الب مائة وعشرين‬
‫ألفا وف البحر مائة وعشرين ألفا من القاتلة وأخرج لم العطية وأنفق فيهم الموال الكثية وأعلمهم بغزو القسطنطينية والقامة إل أن يفتحوها ث سار سليمان من بيت القدس فدخل‬
‫دمشق وقد اجتمعت له العساكر فأمر عليهم أخاه مسلمة ث قال سيوا على بركة ال وعليكم بتقوى ال والصب والتناصح والتناصف ث سار سليمان حت نزل مرج دابق فاجتمع إليه الناس‬
‫أيضا من التطوعة الحتسبي أجورهم على ال فاجتمع له جند عظيم ل ير مثله ث أمر مسلمة أن يرحل باليوش وأخذ معه إليون الرومي الرعشي ث ساروا حت نزلوا على القسطنطينية‬
‫فحاصرها إل أن برح بم وعرض أهلها الزية على مسلمة فأب إل أن يفتحها عنوة قالوا فابعث إلينا إليون نشاوره فأرسله إليهم فقالوا له رد هذه العساكر عنا ونن نعطيك ونلكك علينا‬
‫فرجع إل مسلمة فقال قد أجابوا إل فتحها غي أنم ل يفتحونا حت تتنحى عنهم فقال مسلمة إن أخشى غدرك فحلف له أن يدفع إليه مفاتيحها وما فيها فلما تنحى عنهم أخذوا ف ترميم ما‬
‫تدم من أسوارها واستعدوا للحصار وغدر إليون بالسلمي قبحه ال‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة أخذ سليمان بن عبداللك العهد لولده أيوب أنه الليفة من بعده وذلك بعد موت أخيه مروان بن عبد اللك فعدل عن ولية أخيه يزيد إل ولية ولده أيوب‬
‫وتربص بأخيه الدوائر فمات أيوب ف حياة أبيه فبايع سليمان إل ابن عمه عمر بن عبد العزيز أن يكون الليفة من بعده ونعم ما فعل وفيها فتحت مدينة الصقالية قال الواقدي وقد أغارت‬
‫البجان على جيش مسلمة وهو ف قلة من الناس ف هذه السنة فبعث إليه سليمان جيشا فقاتل البجان حت هزمهم ال عز وجل وفيها غزا يزيد بن الهلب قهستان من أرض الصي فحاصرها‬
‫وقاتل عندها قتال شديدا ول يزل حت تسلمها وقتل من الترك الذين با أربعة آلف صبا وأخذ منها من الموال والثاث والمتعة مال يد ول يوصف كثرة وقيمة وحسنا ث سار منها إل‬
‫جرجان فاستجاش صاحبها بالديلم فقدموا لنجدته فقاتلهم يزيد بن الهلب وقاتلوه فحمل ممد بن عبد الرحن أب سبة العفي وكان فارسا شجاعا باهرا على ملك الديلم فقتله وهزمهم ال‬
‫ولقد بارز ابن أب سبة هذا يوما بعض فرسان الترك فضربه التركي بالسيف على البيضة فنشب فيها وضربه ابن اب سبة فقتله ث أقبل إل السلمي وسيفه يقطر دما وسيق التركي ناشب ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪176‬‬

‫خودته فنظر إليه يزيد بن الهلب فقال ما رأيت منظرا أحسن من هذا من هذا الرجل قالوا ابن أب سبة فقال نعم الرجل لول انماكه ف الشراب ث صمم يزيد على ماصرة جرجان وما زال‬
‫يضيق على صاحبها حت صاله على سبعمائة ألف درهم وأربعمائة ألف دينار ومائت ألف ثوب وأربعمائة حار موقرة زعفرانا وأربعمائة رجل على رأس كل رجل ترس على الترس طيلسان‬
‫وجام من فضة وسرفة من حرير وهذه الدينة كان سعيد بن العاص فيها فتحها صلحا على أن يملوا الراج ف كل سنة مائة ألف وف سنة مائت ألف وف بعض السني ثلثائة الف وينعون‬
‫ذلك ف بعض السني ث امتنعوا جلة وكفروا فغزاهم يزيد بن الهلب وردها صلحا على ما كانت عليه ف زمن سعيد بن العاص قالوا وأصاب يزيد بن الهلب من غيها أموال كثية جدا فكان‬
‫من جلتها تاج فيه جواهر نفيسه فقال أترون احدا يزهد ف هذا قالوا ل نعلمه فقال وال إن لعلم رجل لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه ث دعا بحمد بن واسع وكان ف اليش مغازيا‬
‫فعرض عليه أخذ التاج فقال ل حاجة ل فيه فقال أقسمت عليك لتأخذنه فأخذه وخرج به من عنده فأمر يزيد رجل أن يتبعه فينظر ماذا يصنع بالتاج فمر بسائل فطلب منه شيئا فأعطاه‬
‫[ التاج ] بكماله وانصرف فبعث يزيد إل ذلك السائل فأخذ منه التاج وعوضه عنه مال كثيا‬
‫وقال علي بن ممد الدائن قال أبو بكر الذل كان شهر بن حوشب على خزائن يزيد بن الهلب فرفعوا إليه أنه أخذ خريطة فيها مائة دينار فسأله عنها فقال نعم وأحضرها فقال له يزيد هي‬
‫لك ث استدعى الذي وشى به فشتمه فقال ف ذلك القطامي الكلب ويقال أنا لسنان بن مكمل النميي ‪ ...‬لقد باع شهر دينه بريطة ‪ * ...‬فمن يأمن القراء بعدك يا شهر ‪ ...‬أخذت به شيئا‬
‫‪ ...‬طفيفا وبعتا ‪ * ...‬من ابن جونبوذان هذا هو الغدر‬
‫‪ ...‬وقال مرة بن النخعي ‪ ...‬يا ابن الهلب ما أردت إل امرئ ‪ * ...‬لولك كان كصال القراء‬
‫قال ابن جرير ويقال إن يزيد بن الهلب كان ف غزوة جرجان ف مائة ألف وعشرين ألفا منهم ستون ألفا من جيش الشام أثابم ال وقد تهدت تلك لبلد بفتح جرجان وسلكت الطرق‬
‫وكانت قبل ذلك موفة جدا ث عزم يزيد على السي إل خوزستان وقدم بي يديه سرية هي أربعة آلف من سراة الناس فلما التقوا اقتتلوا قتال شديدا وقتل من السلمي ف العركة أربعة‬
‫آلف إنا ل إنا إليه راجعون ث إن يزيد عزم على فتح البلد ل مالة وما زال حت صاله صاحبها وهو الصبهبذ بال كثي سبعمائة ألف ف كل عام وغي ذلك من التاع والرقيق ومن توف‬
‫فيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪177‬‬


‫من العيان‬
‫عبد اله بن عبد ال بن عتبة كان إماما حجة وكان مؤدب عمر بن عبد العزيز وله روايات كثية عن جاعات من الصحابة أبو الفص النخعي عبد ال بن ممد بن النفية وقد ذكرنا تراجهم‬
‫ف التكميل وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي‬
‫فيها كانت وفاة سليمان بن عد اللك أمي الؤمني يوم المعة لعشر مضي وقيل بقي من صغر منها عن خس وأربعي سنة وقيل عن ثلث وأربعي وقيل أنه ل ياوز الربعي وكانت خلفته‬
‫سنتي وثانية أشهر وزعم أبو أحد الاكم أنه توف يوم المعة لثلث عشر بقي من رمضان منها وأنه استكمل ف خلفته ثلث سني وثلثة أشهر وخسة أيام وله من العمر تسع وثلثون سنة‬
‫والصحيح قول المهور وهو الول وال أعلم‬
‫وهو سليمان بن عبد اللك بن مروان بن الكم بن أب العاص بن أمية بن عبد شس القرشي الموي أبو أيوب كان مولده بالدينة ف بن جذيلة ونشأ بالشام عند أبيه وروى الديث عن أبيه‬
‫عن جده عن عائشة أم الؤمني ف قصة الفك رواه ابن عساكر من طريق ابنه عبد الواحد ابن سليمان عنه وروى عن عبد الرحن بن هنيدة أنه صحب عبدال بن عمر إل العابة قال فسكت‬
‫فقال ل ابن عمر مالك فقال إن كنت أتن فقال ابن عمر فما تتمن يا أبا عبد الرحن فقال ل لو أن ل أحدا هذا ذهبا أعلم عدده وأخرج زكاته ما كرهت ذلك أو قال ما خشيت أن يضر‬
‫ب رواه ممد بن يي الذهلي عن أب صال عن الليث عن عبدالرحن ابن خالد بن مسافر عن الزهري عنه‬
‫قال ابن عساكر وكانت داره بدمشق موضع ميضأة جيون الن ف تلك الساحة جيعها وبن دارا كبية ما يلي باب الصغي موضع الدرب العروف بدرب مرز وجعلها دار المارة وعمل‬
‫فيها قبة صفراء تشبيها بالقبة الضراء قال وكان فصيحا مؤثرا للعدل مبا للغزو وقد أنفذ اليش لصار القسطنطينية حت صالوهم على بناء الامع با‬
‫وقد روى أبو بكر الصول أن عبد اللك جع بنيه الوليد وسليمان و مسلمة بي يديد فاستقرأهم القرآن فأجادوا القراءة ث استنشدهم الشعر فأجادوا غي أنم ل يكملوا أو يكموا شعر‬
‫العشى فلمهم على ذلك ث قال لينشدن كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب ول يفحش هات يا وليد فقال الوليد ‪ ...‬ما مركب وركوب اليل يعجبين ‪ * ...‬كمركب بي دملوج‬
‫‪ ...‬وخلخال‬
‫فقال عبد الللك وهل يكون من الشعر أرق من هذا هات يا سليمان فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪178‬‬

‫‪ ...‬حبذا رجعها يديها إليها ‪ * ...‬ف يدى درعها تل الزارا‬


‫‪ ...‬فقال ل تصب هات يا مسلمة فأنشده قول امرئ القيس ‪ ...‬وما ذرفت عيناك إل لتضرب * بسهميك ف أعشار قلب مقتل‬
‫فقال كذب امرؤ القيس ول يصب إذا ذرفت عيناها بالوجد فما بقى إل اللقاء وإنا ينبغي للعاشق أن يغتضى منها الفاء ويكسوها الودة ث قال أنا مؤجلكم ف هذا البيت ثلثة ايام فمن أتان‬
‫به فله حكمة أي مهما طلب أعطيته فنهضوا من عنده فبينما سليمان ف موكب إذا هو بأعراب يسوق إبله وهو يقول ‪ ...‬لو ضربوا بالسيف رأسي ف مودتا ‪ * ...‬لال يهوي سريعا نوها‬
‫‪ ...‬رأسي‬
‫فأمر سليمان بالعراب فاعتقل ث جاء إل أبيه فقال قد جئتك با سألت فقال هات فأنشده البيت فقال أحسنت وأن لك هذا فأخبه خب العراب فقال سل حاجتك ول تنس صاحبك فقال يا‬
‫أمي الؤمني إنك عهدت بالمر من بعدك للوليد وإن أحب أن أكون ول العهد من بعده فأجابه إل ذلك وبعثه على الج ف إحدى وثاني وأطلق له مائة ألف درهم فأعطاها سليمان لذلك‬
‫العراب الذي قال ذلك البيت من الشعر فلما مات أبوه سنة ست وثاني وصارت اللفة إل أخيه الوليد كان بي يديه كالوزير والشي وكان هو الستحث على عمارة جامع دمشق فلما‬
‫توف أخوه الوليد يوم السبت للنصف من جادى الخرة سنة ست وتسعي كان سليمان بالرملة فلما أقبل تلقاه المراء ووجوه الناس وقيل إنم ساروا إليه إل بيت القدس فبايعوه هناك وعزم‬
‫على القامة بالقدس وأتته الوفود إل بيت القدس فلم يروا وفادة هناك وكان يلس ف قبة ف صحن السجد ما يلي الصخرة من جهة الشمال وتلس أكابر الناس على الكراسي وتقسم فيهم‬
‫الموال ث عزم على الجيء إل دمشق فدخلها وكمل عمارة الامع‬
‫وف أيامه جددت القصورة واتذ ابن عمه عمر بن عبد العزيز مستشارا ووزيرا وقال له إنا قد ولينا ما ترى وليس لنا علم بتدبيه فما رأيت من مصلحة العامة فمر به فليكتب وكان من ذلك‬
‫عزل نواب الجاج وإخراج أهل السجون منها وإطلق السرا وبذل العطية بالعراق ورد الصلة إل ميقاتا الول بعد أن كانوا يؤخرونا إل آخر وقتها مع أمور حسنة كان يسمعها من‬
‫عمر بن عبد العزيز وأمر بغزو القسطنطينية فبعث إليها من أهل الشام والزيرة والوصل ف الب نوا من مائة ألف وعشرين ألف مقاتل وبعث من أهل مصر وإفريقية ألف مركب ف البحر‬
‫عليهم عمر بن هبية وعلى جاعة الناس كلهم أخوه مسلمة ومعه ابنه داود بن سليمان بن عبد اللك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪179‬‬

‫ف جاعة من أهل بيته وذلك كله عن مشورة موسى بن نصي حي قدم عليه من بلد الغرب والصحيح أنه قدم ف أيام أخيه الوليد وال أعلم‬
‫قال ابن أب الدنيا حدثن ممد بن إساعيل بن إبراهيم الكوف عن جابر بن عون السدي قال أول كلم تكلم به سليمان بن عبد اللك حي ول اللفة أن قال المد ل الذي ما شاء صنع‬
‫وما شاء رفع وما شاء وضع ومن شاء أعطى ومن شاء منع إن الدنيا دار غرور ومنل باطل وزينة تقلب تضحك باكيا وتبكي ضاحكا وتيف آمنا وتؤمن خائفا تفقر مثريها وتثري فقيها ميالة‬
‫لعة بأهلها يا عباد ال اتذوا كتاب ال إماما وارضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا فإنه ناسخ لا قبله ول ينسخه كتاب بعده اعلموا عباد ال أن هذا القرآن يلو كيد الشيطان وضغائنه كما‬
‫يلو ضوء الصبح إذا تنفس أدبار الليل إذا عسعس وقال يي بن معي عن حجاج بن ممد عن أب معشر عن ممد بن قيس قال سعت سليمان بن عبد اللك يقول ف خطبته فضل القرآن‬
‫على سائر الكلم كفضل ال على خلقه وقال حاد بن زيد عن يزيد بن حازم قال كان سليمان بن عبد اللك يطبنا كل جعة ل يدع أن يقول ف خطبته وإنا أهل الدنيا على رحيل ل تض لم‬
‫نية ول تطمئن بم حت يأت أمر ال ووعده وهم على ذلك كذلك ل يدوم نعيمها ول تؤمن فجائعها ول تبقى من شر أهلها ث يتلو أفرأيت إن متعناهم سني ث جاءهم ما كانوا يوعدون ما‬
‫أغن عنهم ما كانوا يتعون وروى الصمعي أن نقش خات سليمان [ كان ] آمنت بال ملصا وقال أبو مسهر عن أب مسلم سلمة بن العيار الفزاري قال كان ممد بن سيين يترحم على‬
‫سليمان بن عبد اللك ويقول افتتح خلفته بي وختمها بي افتتحها بإجابة الصلة لواقيتها وختمها باستخلفه عمر بن عبد العزيز‬
‫قد أجع علماء الناس والتواريخ أنه حج بالناس ف سنة سبع وتسعي وهو خليفة قال اليثم ابن عدي قال الشعب حج سليمان بن عبد اللك فلما رأى الناس بالوسم قال لعمر بن عبد العزيز‬
‫أل ترى هذا اللق الذي ل يصى عددهم إل ال ول يسع رزقهم غيه فقال يا أمي الؤمني هؤلء رعيتك اليوم وهم غدا خصماؤك عند ال فبكى سليمان بكاء شديدا ث قال بال أستعي‬
‫وقال ابن أب الدنيا ثنا إسحاق بن إساعيل ثنا جرير عن عطاء بن السائب قال كان عمر بن عبد العزيز ف سفر مع سليمان بن عبد اللك فأصابم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة‬
‫حت فزعوا لذلك وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك فقال له سليمان ما يضحكك يا عمر أما ترى ما نن فيه فقال له يا أمي الؤمني هذه آثار رحته فيها شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه‬
‫وغضبه ومن كلمه السن رحه ال قوله الصمت منام العقل والنطق يقظنه ول يتم هذا إل بذا ودخل عليه رجل فكلمه فأعجبه منطقة ث فتشه فلم يمد عقله فقال فضل منطق الرجل على‬
‫عقله خدعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪180‬‬

‫وفضل عقله على منطقه هجنة وخي ذلك ما أشبه بعضه بعضا وقال العاقل أحرص على إقامة لسانه منه على طلب معاشه وقال أيضا إن من تكلم فأحسن قادر على أن يسكت فيحسن وليس‬
‫‪ ...‬كل من سكت فأحسن قادرا على أن يتكلم فيحسن ومن شعره يتسلى عن صديق له مات فقال ‪ ...‬وهون وجدى ف شراحبيل أنن * مت شئت لقيت امرءا مات صاحبه‬
‫‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬ومن شيمى أل أفارق صاحب ‪ * ...‬وإن ملن إل سألت له رشدا ‪ ...‬وإن دام ل بالواد دمت ول أكن ‪ * ...‬كآخر ل يرعى ذماما ول عهدا‬
‫وسع سليمان ليلة صوت غناء ف معسكره فلم يزل يفحص حت أتى بم فقال سليمان إن الفرس ليصهل فتستودق له الرمكة وإن المل ليهدر فتضبع له الناقة وإن التيس لينب فتستخذي له‬
‫العن وإن الرجل ليتغن فتشتاق له الرأة ث أمر بم فقال اخصوهم فيقال إن عمر بن عبدالعزيز قال يا أمي الؤمني إنا مثلة ولكن أنفهم فنفاهم وف رواية أنه خصى أحدهم ث سأل عن أصل‬
‫الغناء فقيل إنه بالدينة فكتب إل عامله با وهو أبو بكر بن ممد بن حزم يأمره أن يصى من عنده من الغني الخنثي‬
‫وقال الشافعي دخل أعراب على سليمان فدعاه إل أكل الفالوذج وقال له إن أكلها يزيد ف الدماغ فقال لو كان هذا صحيحا لكان ينبغي أن يكون رأس أمي الؤمني مثل [ رأس ] البغل‬
‫وذكروا أن سليمان كان نما ف الكل وقد نقلوا عنه أشياء ف ذلك غريبة فمن ذلك أنه اصطبح ف بعض اليام بأربعي دجاجة مشوية وأربع وثاني كلوة بشحمها وثاني جردقة ث أكل مع‬
‫الناس على العادة ف السماط العام ودخل ذات يوم بستانا له وكان قد أمر قيمه أن يثى ؟ ثاه فدخله ومعه أصحابه فأكل القوم حت ملوا واستمر هو يأكل أكل ذريعا من تلك الفواكه ث‬
‫استدعى بشاة مشوية فأكلها ث اقبل على أكل الفاكهة ث أتى بدجاجتي فأكلهما ث عاد إل الفاكهة فأكل منها ث أتى بقبع يقعد فيه الرجل ملوءا سويقا وسنا وسكرا فأكله ث عاد إل دار‬
‫اللفة وأتى بالسماط فما فقدوا من أكله شيئا وقد روى أنه عرضت له حى عقب هذا الكل أدته إل الوت وقد قيل أن سبب مرضه كان من أكل أربعمائة بيضة وسلتي تينا فال أعلم‬
‫وذكر الفضل بن أبا الهلب أنه لبس ف يوم جعة حلة صغراء ث نزعها ولبس بدلا حلة خضراء هذا وامثاله من مبالغات العاجم الت كانوا يتقربون با إل بن العباس وسيأت ف ص ‪ 183‬أن‬
‫سليمان رحه ال أنه كان نيفا جيل وهي صفة ل تتفق مع ما نسبوه إليه الذي اخترع هذه الكاذيب نسى أن العدة ل تقبل زيادة على حجمها وقد قيل إذا كنت كذوبا فكن ذكورا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪181‬‬

‫واعتم بعمامة خضراء وجلس على فراش أخضر وقد بسط ما حوله بالضرة ث نظر ف الرآة فأعجب حسنه وشر عن ذراعيه وقال أنا الليفة الشاب وقيل أنه كان ينظر ف الرآة من فرقه إل‬
‫قدمه ويقول أنا اللك الشاب وف رواية أنه كان ينظر فيها ويقول كان ممد نبيا وكان أبو بكر صديق وكان عمر فاروقا وكان عثمان حييا وكان علي سجاعا وكان معاوية حليما وكان يزيد‬
‫صبورا وكان عبد اللك سائسا وكان الوليد جبارا وأنا اللك الشاب قالوا فما حال عليه بعد ذلك شهر وف رواية جعة حت مات قالوا ولا حم شرع يتوضأ فدعا بارية فصبت عليه ماء‬
‫‪ ...‬الوضوء ث أنشدته ‪ ...‬أنت نعم التاع لو كنت تبقى ‪ * ...‬غي أن ل بقاء للنسان ‪ ...‬أنت خلو من العيوب وما ‪ * ...‬يكره الناس غي أنك فان‬
‫قالوا فصاح با وقال عزتن ف نفسي ث أمر خاله الوليد بن العباس القعقاع العنسي أن يصب عليه وقال ‪ ...‬قرت وضوءك با وليد فإنا ‪ * ...‬دنياك هذى بلغة ومتاع ‪ ...‬فاعمل لنفسك ف‬
‫‪ ...‬حياتك صالا ‪ * ...‬فالدهر فيه فرقة وجاع‬
‫ويروى أن الارية لا جاءته بالطست جعلت تضطرب من المى فقال أين فلنة فقالت ممومة قال ففلنة قالت ممومة وكان برج دابق من أرض قنسرين فأمر خاله فوضأه ث خرج يصلي‬
‫بالناس فأخذته بة ف الطبة ث نزل وقد أصابته المى فمات ف المعة القبلة ويقال إنه أصابه ذات النب فمات با رحه ال‬
‫وكان قد أقسم أنه ل يبح برج دابق حت يرجع إليه الب بفتح القسطنطينية أو يوت قبل ذلك فمات قبل ذلك رحه ال وأكرم مثواه قالوا وجعل يلهج ف مرضه ويقول ‪ ...‬إن بن صغار‬
‫‪ * ... ...‬أفلح من كان له كبار‬
‫فيقول له عمر بن عبد العزيز قد أفلح الؤمنون يا أمي الؤمني ث يقول‬
‫‪ ...‬إن بن صبية صيفيون ‪ * ...‬قد أفلح من كان له ربعيون ‪...‬‬
‫ويروي أن هذا آخر ما تكلم به والصحيح أن آخر ما تكلم به أن قال أسألك منقلبا كريا ث قضى وروى ابن جرير عن رجاء بن حيوة وكان وزير صدق لبن أمية قال استشارن سليمان بن‬
‫عبد اللك وهو مريض أن يول له ابنا صغيا ل يبلغ اللم فقلت إن ما يفظ الليفة ف قبه أن يول على السلمي الرجل الصال ث شاورن ف ولية ابنه داود فقلت إنه غائب عنك‬
‫بالقسطنطينية ول تدري أحي هو أو ميت فقال من ترى فقلت رأيك يا أمي الؤمني‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪182‬‬

‫قال فكيف ترى ف عمر بن عبد العزيز فقلت أعلمه وال خيا فاضل مسلما يب الي وأهله ولكن أتوف عليه إخوتك أن ل يرضوا بذلك فقال هو وال على ذلك وأشار رجال أن يعل‬
‫يزيد بن عبد اللك ول العهد من بعد عمر بن عبد العزيز ليضى بذلك بنو مروان فكتب بسم ال الرحن الرحيم هذا كتاب من عبد ال سليمان بن عبد اللك العمر بن عبد العزيز إن قد‬
‫وليته اللفة من بعدي ومن بعده يزيد بن عبد اللك فاسعوا له وأطيعوا واتقوا ال ول تتلفوا فيطمع فيكم عدوكم وختم الكتاب وأرسل إل كعب بن حامد العبسي صاحب الشرطة فقال له‬
‫اجع أهل بيت فمرهم فليبايعوا على ماف هذا الكتاب متوما فمن أب منهم ضرب عنقه فاجتمعوا ودخل رجال منهم فسلموا على أمي الؤمني فقال لم هذا الكتاب عهدي إليكم فاسعوا له‬
‫وأطيعوا وبايعوا من وليت فيه فبايعوا لذلك رجل رجل قال رجاء فلما تفرقوا جاءن عمر بن عبد العزيز فقال أنشدك ال وحرمت ومودت إل أعلمتن إن كان كتب ل ذلك حت أستعفيه الن‬
‫قبل أن يأت حال ل أقدر فيها على ما أقدر عليه الساعة فقلت وال ل أخبك حرفا واحدا قال ولقيه هشام بن عبد اللك فقال يا رجاء إن ل بك حرمة ومودة قدية فأخبن هذا المر إن كان‬
‫إل علمت وإن كان لغيي فما مثلي قصر به عن هذا فقلت وال ل أخبك حرفا واحدا ما أسره إل أمي الؤمني قال رجاء ودخلت على سليمان فإذا هو يوت فجعلت إذا أخذته السكرة من‬
‫سكرات الوت أحرفه إل القبلة فإذا أفاق يقول ل يأن لذلك بعد يا رجاء فلما كانت الثالثة قال من الن يا رجاء إن كنت تريد شيئا أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسول قال‬
‫فحرفته إل القبلة فمات رحه ال قال فغطيته بقطيغة خضراء وأغلقت الباب عليه وأرسلت إل كعب بن حامد فجمع الناس ف مسجد دابق فقلت بايعوا لن ف هذا الكتاب فقالوا قد بايعنا‬
‫فقلت بايعوا ثانية ففعلوا ث قلت قوموا إل صاحبكم فقد مات وقرأت الكتاب عليهم فلما انتهيت إل ذكر عمر بن عبد العزيز تغيت وجوه بن مروان فلما قرأت وإن هشام بن عبد اللك‬
‫بعده تراجعوا بعض الشيء ونادى هشام ل نبايعه أبدا فقلت أضرب عنقك وال قم فبايع ونض الناس إل عمر بن عبد العزيز وهو ف مؤخر السجد فلما تقق ذلك قال إنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون ول تمله رجله حت أخذوا بضبعية فأصعدوه على النب فسكت حينا فقال رجاء بن حيوة أل تقوموا إل أمي الؤمني فتبايعوه فنهض القوم فبايعوه ث أتى هشام فصعد النب ليبايع‬
‫وهو يقول إنا ل وإنا إليه راجعون فقال عمر نعم إنا ل وإنا إليه راجعون الذي صرت أنا وأنت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪183‬‬

‫تتنازع هذا المر ث نام فخطب الناس خطبة بليغة وبايعوه فكان ما قال ف خطبته أيها الناس إن لست ببتدع ولكن متبع وإن من حولكم من المصار والدن إن أطاعوا كما أطعتم فأنا‬
‫وإليكم وإن هم أبو فلست لكم بوال ث نزل فأخذوا ف جهاز سليمان قال الوزاعي فلم يفرغوا منه حت دخل وقت الغرب فصلى عمر بالناس صلة الغرب ث صلى على سليمان ودفن بعد‬
‫الغرب فلما انصرف عمر أتى براكب اللفة [ فأب أن يركبها ] وركب دابته وانصرف مع الناس حت أتو دمشق فمالوا به نو دار اللفة فقال ل أنزل إل ف منل حت تفرغ دار أب‬
‫أيوب فاستحسنوا ذلك منه ث استدعى بالكاتب فجعل يلى عليه نسخة الكتاب الذي يبايع عليه المصار قال رجاء فما رأيت أفصح منه‬
‫قال ممد بن إسحاق وكان وفاة سليمان بن عبد اللك بدابق من أرض قنسرين يوم المعة لعشر ليال خلت من صفر سنة تسع وتسعي على رأس سنتي وتسعة أشهر وعشرين يوما من متوف‬
‫الوليد وكذا قال المهور ف تاريخ وفاته ومنهم من يقول لعشر بقي من صفر وقالوا كانت وليته سنتي وثانية أشهر زاد بعضهم إل خسة ايام وال أعلم وقول الاكم أب أحد إنه توف يوم‬
‫المعة لثلث عشر بقي من رمضان سنة تسع وتسعي حكاه ابن عساكر وهو غريب جدا وقد خالفه المهور ف كل ما قاله وعندهم أنه جاوز الربعي فقيل بثلث وقيل بمس وال أعلم‬
‫قالوا وكان طويل جيل أبيض نيفا حسن الوجه مقرون الاجبي وكان فصيحا بليغا يسن العربية ويرجع إل دين وخي ومبة للحق وأهله واتباع القرآن والسنة وإظهار الشرائع السلمية‬
‫رحه ال وقد كان رحه ال آل على نفسه حي خرج من دمشق إل مرج دابق ودابق قريبة من بلد حلب لا جهز اليوش إل مدينة الروم العظمى السماة بالقسطنطينية أن ل يرجع إل دمشق‬
‫حت تفتح أو يوت فمات هنالك كما ذكرنا فحصل له بذه النية أجر الرباط ف سبيل ال فهو إن شاء ال من يرى له ثوابه إل يوم القيامة رحه ال‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف ترجة شراحيل بن عبيدة بن قيس العقيلي ما مضمونة إن مسلمة ابن عبد اللك لا ضيق بحاصرته على أهل القسطنطينية وتتبع السالك واستحوذ على ما‬
‫هنالك من المالك كتب إليون ملك الروم إل ملك البجان يستنصره على مسلمة ويقول له ليس لم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪184‬‬

‫هة إل ف الدعوة إل دينهم القرب منهم فالقرب وإنم مت فرغوا من خلصوا إليك فمهما كنت صانعا حينئذ فاصنعه الن فعند ذلك شرع لعنه ال ف الكر والديعة فكتب إل مسلمة‬
‫يقول له إن إليون كتب إل يستنصرن عليك وأنا نعك فمرن با شئت فكتب إليه مسلمة إن ل أريد منك رجال ول عددا ولكن أرسل إلينا بالية فقد قل ما عندنا من الزواد فكتب إليه إن‬
‫قد أرسلت إليك بسوق عظيمة إل مكان كذا وكذا فأرسل من يتسلمها ويشتري منها فأذن مسلمة لن شاء من اليش أن يذهب إل هناك فيشتري له ما يتاج إليه فذهب خلق كثي فوجدوا‬
‫هنالك سوقا هائلة فيها من أنواع البضائع المتعة والطعمة فأقبلوا يشترون واشتغلوا بذلك ول يشعرون با أرصد لم البيث من الكمائن بي تلك البال الت هنالك فخرجوا عليهم بغتة‬
‫واحدة فقتلوا خلقا كثيا من السلمي وأسروا آخرين وما رجع إل مسلمة إل القليل منهم فإنا ل وإنا إليه راجعون فكتب مسلمة بذلك إل أخيه سليمان يبه با وقع من ذلك فأرسل جيشا‬
‫كثيفا صحبة شراحيل بن عبيدة هذا وأمرهم أن يعبوا خليج القسطنطينية أول فيقاتلوا ملك البجان ث يعودوا إل مسلمة فذهبوا إل بلد البجان وقطعوا إليهم تلك اللجان فاقتتلوا معهم‬
‫قتال شديدا فهزمهم السلمون بإذن ال وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وسبوا واسروا خلقا كثيا وخلصوا اسرى السلمي ث تيزوا إل مسلمة فكانوا عنده حت استقدم الميع عمر بن عبد العزيز‬
‫خوفا عليهم من غائلة الروم وبلدهم ومن ضيق العيش وقد كان لم قبل ذلك مدة طويلة أثابم ال‬
‫خلفة عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه قد تقدم أنه بويع له باللفة يوم المعة لعشر مضي وقد قيل بقي من صفر من هذه السنة أعن سنة تسع وتسعي يوم مات سليمان بن عبد اللك عن‬
‫عهد منه إليه من غي علم من عمر كما قدمنا وقد ظهرت عليه مايل الورع والدين والتقشف والصيانة والناهة من أول حركة بدت منه حيث أعرض عن ركوب مراكب اللفة وهي‬
‫اليول السان الياد العدة لا والجتزاء بركوبه الذي كان يركبه وسكن منله رغبة عن منل اللفة ويقال أنه خطب الناس فقال ف خطبته أيها الناس إن ل نفسا تواقة ل تعطي شيئا إل‬
‫تاقت إل ما هو أعلى منه وإن لا أعطيت اللفة تاقت نفسي إل ما هو أعلى منها وهي النة فأعينون عليها يرحكم ال وستأت ترجته عند وفاته إن شاء ال وكان ما بادر إليه عمر ف هذه‬
‫السنة أن بعث إل مسلمة بن عبد اللك ومن معه من السلمي وهم بأرض الروم ماصروا القسطنطينية وقد اشتد عليهم الال وضاف عليهم الجال لنم عسكر كثي فكتب إليهم يأمرهم‬
‫بالرجوع إل الشام إل منازلم وبعث إليهم بطعام كثي وخيول كثية عتاق يقال خسمائة فرس ففرح الناس بذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪185‬‬

‫وفيها أغارت الترك على أذربيجان فقتلوا خلقا كثيا من السلمي فوجه إليهم عمر حات بن النعمان الباهلي فقتل أولئك التراك ول يفلت منهم إل اليسي وبعث منهم أسارى إل عمر وهو‬
‫بناصرة وقد كان الؤذنون يذكرونه بعد أذانم باقتراب الوقت وضيقه لئل يؤخرها كما كان يؤخرها من قبله لكثرة الشغال وكان ذلك عن أمره لم بذلك وال أعلم فروى ابن عساكر ف‬
‫ترجة جرير بن عثمان الرحب المصي قال رأيت مؤذن عمر بن عبد العزيز يسلمون عليه ف الصلة السلم عليك أمي الؤمني ورحة ال وبركاته حي على الصلة حي على الفلح الصلة‬
‫قد قاربت‬
‫وف هذه السنة عزل عمر يزيد بن الهلب عن إمرة العراق وبعث عدي بن أرطاة الفزاري على إمرة البصرة فاستقضى عليها السن البصري ث استعفاه فأعفاه واستقضى مكانه إياس بن‬
‫معاوية الذكي الشهور وبعث على إمرة الكوفة وأرضها عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب وضم إليه أبا الزناد كاتبا بي يديه واستقضى عليها عامرا الشعب قال الواقدي فلم يزل‬
‫قاضيا عليها مدة خلفة عمر بن عبد العزيز وجعل على إمرة خراسان الراح بن عبد ال الكمي وكان نائب مكة عبد العزيز بن عبد ال بن خالد بن أسيد وعلى إمرة الدينة أبو بكر بن‬
‫ممد بن عمرو بن حزم وهو الذي حج بالناس ف هذه السنة وعزل عن إمرة مصر عبد اللك بن أب وداعة وول عليها أيوب بن شرحبيل وجعل الفتيا إل جعفر بن ربيعة ويزيد بن أب حبيب‬
‫وعبيد ال بن أب جعفر فهؤلء الذين كانوا يفتون الناس واستعمل على إفريقية وبلد الغرب إساعيل بن عبد ال الخزومي وكان حسن السية واسلم ف وليته على بلد الغرب خلق كثي‬
‫من الببر وال سبحانه وتعال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن ممد بن النفية‬
‫تابعي جليل يقال إنه أول من تكلم ف الرجاء وقد تقدم أن أبا عبيد قال توف ف سنة خس وتسعي وذكر خليفة أنه توف ف خلفة عمر بن عبد العزيز وذكر شيخنا الذهب ف العلم أنه توف‬
‫هذا العام وال أعلم عبد ال بن مييز بن جنادة بن عبيد القرشي المحي الكي نزيل بيت القدس تابعي جليل روى عن زوج أم أب مذورة الؤذن وعبادة بن الصامت وأب سعيد ومعاوية‬
‫وغيهم وعنه خالد بن معدان ومكحول وحسان بن عطية والزهري وآخرون وقد وثقه غي واحد وأثن عليه جاعة من الئمة حت قال رجاء بن حيوة أن يفخر علينا أهل الدينة بعابدهم ابن‬
‫عمر فأنا نفخر عليهم بعابدنا عبد ال بن مييز وقال بعض ولده كان يتم القرآن كل جعة وكان يفرش له الفراش فل ينام عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪186‬‬

‫قالوا وكان صمونا معتزل للفت وكان ل يترك المر بالعروف والنهي عن النكر ول يذكر شيئا من خصاله الحمودة ورأى على بعض المراء حلة من حرير فأنكر عليه فقال إنا ألبسها من‬
‫أجل هؤلء وأشار إل عبد اللك بن مروان أمي الؤمني فقال له ابن مييز ل تعدل بوفك من ال خوف أحد من الخلوقي وقال الوزاعي من كان مقتديا فليقتد بثله فإن ال ل يضل أمة‬
‫فيها مثله قال بعضهم توف أيام الوليد وقال خليفة بن خياط توف أيام عمر بن عبد العزيز وذكر الذهب ف العلم أنه توف ف هذا العام وال سبحانه أعلم‬
‫دخل ابن مييز مرة حانوت بزاز ليشتري منه ثوبا فرفع ف السوم فقال له جاره ويك هذا ابن مييز ضع له فأخذ ابن مييز بيد غلمه وقال اذهب بنا إنا جئت لنشتري بأموالنا ل بأدياننا‬
‫فذهب وتركه‬
‫ممود بن لبيد بن عقبة‬
‫أبو نعيم النصاري الشهلي ولد ف حياة النب ( ص ) وروى عنه أحاديث لكن حكمها حكم الرسال وقال البخاري له صحبة وقال ابن عبد الب هو أحسن من ممود بن الربيع قيل إنه توف‬
‫سنة ست وقيل سبع وتسعي وذكر الذهب ف العلم أنه توف ف هذا العام وال أعلم باليقي‬
‫نافع بن جبي بن مطعم‬
‫ابن عدي بن نوفل القرشي النوفلي الدن روى عن أبيه وعثمان وعلي والعباس وأب هريرة وعائشة وغيهم وروى عنه جاعة من التابعي وغيهم وكان ثقة عابدا يج ماشيا ومركوبه يقاد معه‬
‫قال غي واحد توف سنة تسع وتسعي بالدينة‬
‫كريب بن مسلم‬
‫مول ابن عباس روى عن جاعة من الصحابة وغيهم وكان عنده حل كتب وكان من الثقات الشهورين بالي والديانة‬
‫ممد بن جبي بن مطعم‬
‫كان من علماء قريش وأشرافها وله روايات كثيه وكان يعقل مة مها النب ( ص ) ف وجهه وعمره أربع سني توف وعمره ثلث وتسعون سنة بالدينة‬
‫مسلم بن يسار‬
‫أبو عبد ال البصري الفقيه الزاهد له روايات كثية كان ل يفضل عليه أحد ف زمانه وكان عابدا ورعا زاهدا كثي الصلة كثي الشوع وقل إنه وقع ف داره حريق فأطفاؤه وهو ف الصلة ل‬
‫يشعر به وله مناقب كثية رحه ال قلت واندمت مرة ناحية من السجد ففزع أهل السوق لدتا وإنه لفي السجد ف صلته فما التفت وقال ابنه رأيته ساجدا وهو يقول مت ألقاك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪187‬‬


‫وأنت عن راض ث يذهب ف الدعاء ث يقول مت ألقاك وأنت عن راض وكان إذا كان ف غي صلة كأنه ف الصلة وقد تقدمت ترجته‬
‫حنش بن عمرو الصنعان‬
‫كان وال إفريقية وبلد الغرب وبإفريقية توف غازيا وله روايات كثية عن جاعة من الصحابة‬
‫خارجة بن زيد ابن الضحاك النصاري الدن الفقيه كان يفت بالدينة وكان من فقهائها العدودين كان عالا بالفرائض وتقسيم الواريث وهو أحد الفقهاء السبعة الذين مدار الفتوى على قولم‬
‫سنة مائة من الجرة النبوية‬
‫قال المام أحد حدثنا علي بن حفص أنبأ ورقاء عن منصور عن النهال بن عمرو عن نعيم بن دجاجة قال دخل ابن مسعود على علي فقال أنت القائل قال رسول ال ( ص ) ل يأت على‬
‫الناس مائة عام وعلى الرض نفس منفوسة إنا قال رسول ال ( ص ) ل يأت على الناس مائة عام وعلى الرض نفس منفوسة من هو خي وإن رحاء هذه المة بعد الائة تفرد به أحد وف‬
‫رواية لبنه عبد ال أن عليا قال له يا فروخ أنت القائل ل يأت على الناس مائة سنة وعلى الرض عي تطرف من هو حي اليوم وإنا رخاء هذه المة وفرحها بعد الائة إنا قال رسول ال ( ص‬
‫) ل يأت على الناس مائة سنة وعلى الرض عي تطرف أخطأت أستك الفرة وإنا أراد من هو اليوم حي تفرد به وهكذا جاء ف الصحيحي عن ابن عمر فوهل الناس ف مقالة رسول ال‬
‫( ص ) تلك وإنا أراد انرام قرنه وفيها خرجت خارجة من الرورية بالعراق فبعث أمي الؤمي عمر بن عبد العزيز إل عبد الميد نائب الكوفة يأمره بأن يدعوهم إل الق ويتلطف بم ول‬
‫يقاتلهم حت يفسدوا ف الرض فلما فعلوا ذلك بعث إليهم جيشا فكسرهم الرورية فبعث عمر إليه يلومه على جيشه وأرسل عمر ابن عمه مسلمة بن عبد اللك من الزيرة إل حربم‬
‫فأظفره ال بم وقد أرسل عمر إل كبي الوارج وكان يقال له بسطام يقول له ما أخرجك على فإن كنت خرجت غضا ل فأنا أحق بذلك منك ولست أول بذلك من وهلم أنا ظرك فإن‬
‫رايت حقا اتبعته وإن أبديت حقا نظرنا فيه فبعث طائفة من أصحابه إليه فاختار منهم عمر رجلي فسألما ماذا تنقمون فقال جعلك يزيد بن عبد اللك من بعدك فقال إن ل أجعله أبدا وإنا‬
‫جعله غيي قال فكيف ترضى به أمينا للمة من بعدك فقال أنظران ثلثة فيقال إن بن أمية دست إليه سا فقتلوه خشية أن يرج المر من أيديهم وينعم الموال وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪188‬‬

‫وفيها غزا عمر بن الوليد بن هشام العيطي وعمر بن قيس الكندي من أهل حص الصائفة وفيها ول عمر بن عبد العزيز عمر بن هبية الزيرة فسار إليها وفيها حل يزيد بن الهلب إل عمر‬
‫ابن عبد العزيز من العراق فأرسله عدي بن أرطاة نائب البصرة مع موسى بن وجيه وكان عمر يبغض يزيد بن الهلب وأهل بيته ويقول هؤلء جبابرة ول أحب مثلهم فلما دخل على عمر‬
‫طالبه با قبله من الموال الت كان قد كتب إل سليمان أنا حاصلة عنده فقال إنا كتبت ذلك لرهب العداء بذلك ول يكن بين وبي سليمان شيء وقد عرفت مكانت عنده فقال له عمر‬
‫ل أسع منك هذا ولست أطلقك حت تؤدي أموال السليمن وأمر بسجنه وكان عمر قد بعث على إمرة خراسان الراح بن عبد ال الكمي عوضه وقدم ولد يزيد بن الهلب ملد بن يزيد‬
‫فقال يا أمي الؤمني إن ال عز وجل قد من على هذه المة بوليتك عليها فل نكونن نن أشقى الناس بك فعلم تبس هذا الشيخ وأنا أقوم له أتصالن عنه فقال عمر ل اصالك عنه إل أن‬
‫تقوم بميع ما يطلب منه ول آخذ منه إل جيع ما عنده من مال السلمي فقال يا أمي الؤمني إن كانت لك بينة عليه با تقول وإل فاقبل يينه أو فصالن عنه فقال ل آخذ منه إل جيع ما‬
‫عنده فخرج ملد بن يزيد من عند عمر فلم يلبث أن مات ملد وكان عمر يقول هو خي من أبيه ث إن عمر أمر بأن يلبس يزيد بن الهلب جبة صوف ويركب على بعي إل جزيرة دهلك‬
‫الت كان ينفي إليها الفساق فشفعوا فيه فرده إل السجن فلم يزل به حت مرض عمر مرضه الذي مات فيه فهرب من السجن وهو مريض وعلم أنه يوت ف مرضه ذلك وبذلك كتب إليه‬
‫كما سيأت وأظنه كان عالا أن عمر قد سقى سا‬
‫وفيها ف رمضان منها عزل عمر بن عبد العزيز الراح بن عبد ال الكمي عن إمرة خراسان بعد سنة وخسة أشهر وإنا عزله لنه كان يأخذ الزية من أسلم من الكفار ويقول أنتم إنا‬
‫تسلمون فرارا منها فامتنعوا من السلم وثبتوا على دينهم وأدوا الزية فكتب إليه عمر إن ال إنا بعث ممدا ( ص ) داعيا ول يبعثه جابيا وعزله وول بدله عبد الرحن بن نعيم القشيي على‬
‫الرب وعبد الرحن بن عبد ال على الراج وفيها كتب عمر إل عماله يأمرهم بالي وينهاهم عن الشر ويبي لم الق ويوضحه لم ويعظهم فيما بينه وبينهم ويوفهم باس ال وانتقامه وكان‬
‫فيما كتب إل عبد الرحن بن نعيم القشيي أما بعد فكن عبد ال ناصحا ل ف عباده ول تأخذك ف ال لومة لئم فإن ال أول بك من الناس وحقه عليك وأعظم ول نولي شيئا من أمور‬
‫السلمي إل العروف بالنصيحة لم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪189‬‬

‫والتوفي عليهم وأدى المانة فيما استرعى وإياك أن يكون ميلك ميل إل غي الق فإن ال ل تفى عليه خافية ول تذهب عن ال مذهبا فإنه ل ملجأ من ال إل إليه وكتب مثل ذلك مواعظ‬
‫كثية إل العمال وقال البخاري ف صحيحه وكتب عمر إل عدي بن عدي إن لليان فرائض وشرائع وحدودا وسننا من استكملها استكمل اليان ومن ل يستكملها ل يستكمل اليان فإن‬
‫أعش فسأبينها لكم حت تعملوا با وإن أمت فما أنا على صحبتكم بريص‬
‫وفيها كان بدو دعوة بن العباس‬
‫وذلك أن ممد بن علي بن عبد ال بن عباس وكان مقيما بأرض أنشراة بعث من جهته رجل يقال له ميسرة إل العراق وأرسل طائفة أخرى وهم ممد بن خنيس وأبو عكرمة السراج وهو‬
‫أبو ممد الصادق وحيان العطار خال إبراهيم بن سلمة إل خراسان وعليها يومئذ الراح ابن عبد ال الكمي قبل أن يعزل ف رمضان وأمرهم بالدعاء إليه وإل أهل بيته فلقوا من لقوا ث‬
‫انصرفوا بكتب من استجاب منهم إل ميسرة الذي بالعراق فبعث با إل ممد بن علي ففرح با واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ أمر قد كتب ال إتامه وأول رأي قد أحكم ال إبرامه أن‬
‫دولة بن أمية قد بان عليها مايل الوهن والضعف ول سيما بعد موت عمر بن عبد العزيز كما سيأت بيانه وقد اختار أبو ممد الصادق لحمد بن علي اثن عشر نقيبا وهم سليمان بن كثي‬
‫الزاعي ول هز بن قريظ التميمي وقحطبة بن شبيب الطائي وموسى بن كعب التميمي وخالد بن إبراهيم أبو داود من بن عمرو بن شيبان بن ذهب والقاسم بن ماشع التميمي وعمران بن‬
‫إساعيل أبو النجم مول لل أب معيط ومالك بن اليثم الزاعي وطلحة بن زريق الزاعي وعمرو ابن أعي أبو حزة مول لزاعة وشبل بن طهمان أبو علي الروي مول لبن حنيفة وعيسى‬
‫ابن أعي مول لزاعة أيضا واختار سبعي رجل أيضا وكتب إليهم ممد بن علي كتابا يكون مثال وسية يقتدون با ويسيون با‬
‫وقد حج بالناس ف هذه السنة أبو بكر بن ممد بن عمرو بن حزم نائب الدينة والنواب على المصار هم الذكورون ف الت قبلها سوى من ذكرنا من عزل وتول غيه وال أعلم ول يج‬
‫عمر ابن عبد العزيز ف أيام خلفته لشغله بالمور ولكنه كان يبد البيد إل الدينة فيقول له سلم على رسول ال ( ص ) عن وسيأت باسناده إن شاء ال‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫سال بن أب العد الشجعي ) مولهم الكوف أخو زياد وعبد ال وعبيد ال وعمران )‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪190‬‬

‫ومسلم وهو تابعي جليل روى عن ثوبان وجابر وعبد ال بن عمر وعبد ال بن عمرو والنعمان ابن بشي وغيهم وعنه قتادة والعمش وآخرون وكان ثقة نبيل‬
‫جليل أبو أمامة سهل بن حنيف‬
‫النصاري الوسي الدن ولد ف حياة النب ( ص ) ورآه وحدث عن أبيه وعمر وعثمان وزيد بن ثابت ومعاوية وابن عباس وعنه الزهري وأبو حازم وجاعة قال الزهري كان من عليه النصار‬
‫وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدرا وقال يوسف بن الاجشون عن عتبة بن مسلم قال آخر خرجة خرجها عثمان بن عفان إل المعة حصبة الناس وحالوا بينه وبي الصلة فصلى بالناس‬
‫يومئذ أبو أمامة سهل بن حنيف قالوا توف سنة مائة وال أعلم‬
‫أبو الزاهرية حدير بن كريب المصي‬
‫تابعي جليل سع أبا أمامة صدى بن عجلن وعبد ال بن بسر ويقال أنه أدرك أبا الدرداء والصحيح أن روايته عنه وعن حذيفة مرسلة وقد حدث عنه جاعة من أهل بلده وقد وثقه ابن معي‬
‫وغيه ومن أغرب ما روى عنه قول قتيبة ثنا شهاب بن خراش عن حيد عن أب الزاهرية قال أغفيت ف صخرة بيت القدس فجاءت السدنة فأغلقوا علي الباب فما انتبهت إل بتسبيح‬
‫اللئكة فوثبت مذعورا فإذا اللئكة صفوف فدخلت معهم ف الصف قال أبو عبيدة وغيه مات سنة مائة‬
‫أبو الطفيل عامر بن واثلة‬
‫ابن عبد ال بن عمرو الليثي الكنان صحاب وهو آخر من رأى النب ( ص ) وفاة بالجاع قال رأيت النب ( ص ) يستلم الركن بحجنة وذكر صفة النب ( ص ) وروى عن أب بكر وعمر‬
‫وعلي ومعاذ وابن مسعود وحدث عنه الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وأبو الزبي وجاعة من التابعي وكان من أنصار علي بن أب طالب شهد معه حروبه كلها لكن نقم بعضهم عليه كونه‬
‫كان مع الختار بن أب عبيد ويقال أنه كان حامل رأيته وقد روى أنه دخل على معاوية فقال ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا فقال ثكل العجوز القلة والشيخ الرقوب فقال كيف حبك له‬
‫قال حب أم موسى لوسى وإل ال أشكو التقصي قيل إنه أدرك من حياة النب ( ص ) ثان سني ومات سنة مائة وقيل سنة سبع ومائة فال أعلم قال مسلمة بن الجاج وهو آخر من مات من‬
‫الصحابة مطلقا ومات سنة مائة‬
‫أبو عثمان النهدي‬
‫واسه عبدالرحن بن مل البصري أدرك الاهلية وحج ف زمن الاهلية مرتي وأسلم ف حياة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪191‬‬

‫النب ( ص ) ول يره وأدى ف زمانه الزكاة ثلث سني إل عمال النب ( ص ) ومثل هذا يسميه أئمة الديث مضرما وهاجرا إل الدينة ف زمان عمر بن الطاب فسمع منه ومن علي وابن‬
‫مسعود وخلق من الصحابة وصحب سلمان الفارسي ثنت عشرة سنة حت دفنه وروى عنه جاعة من التابعي وغيهم منهم أيوب وحيد الطويل وسليمان بن طرخان التيمي وقال عاصم‬
‫الحول سعته يقول أدركت ف الاهلية يغوث صنما من رصاص يمل على جل أجرد فإذا بلغ واديا برك فيه فيقولون قد رضى ربكم لكم هذا الوادي فينلون فيه قال وسعته وقد قيل له‬
‫أدركت النب ( ص ) فقال نعم أسلمت على عهده وأديت إليه الزكاة ثلث مرات ول ألقه وشهدت اليموك والقادسية وجلولء وناوند كان أبو عثمان صواما قواما يسرد الصوم ويقوم‬
‫الليل ل ل يتركه وكان يصلي حت يغشى عليه وحج ستي مرة ما بي حجة وعمرة قال سليمان التيمي إن لحسبه ل يصيب ذنبا لنه ليله قائما وناره صائما وقال بعضهم سعت أبا عثمان‬
‫النهدي يقول أتت على ثلثون ومائة سنة وما من شيء إل وقد أنكرته خل أملى فإن أجده كما هو وقال ثابت البنان عن أب عثمان قال إن لعلم حي يذكرن رب عز وجل قال فيقول من‬
‫أين تعلم ذلك فيقول قال ال تعال فاذكرون أذكركم فإذا ذكرت ال ذكرن قال وكنا إذا دعونا ال قال وال لقد استجاب ال لنا قال ال تعال [ وقال ربكم ادعون أستجب لكم ] قالوا‬
‫وعاش مائة وثلثي سنة قاله هشيم وغيه قال الدائن وغيه توف سنة مائة وقال الفلس توف سنة خس وتسعي والصحيح سنة مائة وال أعلم‬
‫وفيها توف عبد اللك بن عمر بن عبد العزيز وكان يفضل على والده ف العبادة والنقطاع عن الناس وله كلمات حسان مع أبيه ووعظة إياه‬
‫ث دخلت سنة احدى ومائة‬
‫فيها كان هرب يزيد بن الهلب من السجن حي بلغه مرض عمر بن عبد العزيز فواعد غلمانه يلقونه باليل ف بعض الماكن وقيل بابل له ث نزل من مبسه ومعه جاعة وامرأته عاتكة بنت‬
‫الفرات العامرية فلما جاء غلمانه ركب رواحله وسار وكتب إل عمر بن عبد العزيز إن وال ما خرجب من سجنك إل حي بلغن مرضك ولو رجوت حياتك ما خرجت ولكن خشيت من‬
‫يزيد بن عبد اللك فإنه يتوعدن بالقتل وكان يزيد يقول لئن وليت لقطعن من يزيد بن الهلب طائفة وذلك أنه لا ول العراق عاقب أصهاره آل عقيل وهم بيت الجاج بن يوسف الثقفي‬
‫وكان يزيد بن عبد اللك مزوجا ببنت ممد بن يوسف وله ابنه الوليد بن يزيد الفاسق القتول كما سيأت‬
‫ولا بلغ عمر بن عبد العزيز أن يزيد بن الهلب هرب من السجن قال اللهم إن كان يريد بذه المة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪192‬‬

‫سوءا فاكفهم شره واردد كيده ف نره ث ل يزل الرض بتزايد بعمر بن عبد العزيز حت مات وهو بناصرة من دير سعان بي حاه وحلب ف يوم المعة وقيل ف يوم البعاء لمس بقي من‬
‫رجب من هذه السنة أعن سنة إحدى ومائة عن تسع وثلثي سنة وأشهر وقيل أنه جاوز الربعي بأشهر فال اعلم‬
‫وكانت خلفته فيما ذكر غي واحد سنتي وخسة أشهر وأربعة أيام وكان حكما مقسطا وإماما عادل ورعا دينا أل تأخذه ف ال لومة لئم رحه ال تعال‬
‫وهذه ترجة عمر بن عبد العزيز المام الشهور رحه ال هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الكم بن أب العاص بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف أبو حفص القرشي الموي العروف أمي‬
‫الؤمني وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما ويقال له أشج بن مروان وكان يقال الشج والناقص أعدل بن مروان فهذا هو الشج وسيأت ذكر الناقص كان‬
‫عمر تابعيا جليل روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد ويوسف بن عبد ال بن سلم ويوسف صحاب صغي وروى عن خلق من التابعي وعنه جاعة من التابعي وغيهم قال المام أحد‬
‫بن حنبل ل أدري قول أحد من التابعي حجة إل قول عمر بن عبد العزيز بويع له باللفة بعد ابن عمه سليمان بن عبد اللك عن عهد منه له بذلك كما تقدم ويقال كان مولده ف سنة‬
‫إحدى وستي وهي السنة الت قتل فيها السي بن علي بصر قاله غي واحد وقال ممد بن سعد ولد سنة ثلث وستي وقيل سنة تسع وخسي فال أعلم‬
‫وكان له جاعة من الخوة ولكن الذين هم من أبويه أبو بكر وعاصم وممد وقال أبو بكر بن أب خيثمة عن يي بن معي عن يي بن بكي عن الليث قال بلغن أن عمران بن عبد الرحن ابن‬
‫شرحبيل بن حسنة كان يدث أن رجل رأى ف النام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز أو ليلة ول اللفة شك أبو بكر أن مناديا بي السماء والرض ينادي أتاكم اللي والدين وإظهار العمل‬
‫الصال ف الصلي فقلت ومن هو فنل فكتب ف الرض ع م ر وقال آدم بن إياس ثنا أبو علي ثروان مول عمر بن عبد العزيز قال دخل عمر بن عبد العزيز إل اصطبل أبيه فضربه فرس‬
‫فشجه فجعل أبوه يسح الدم عنه ويقول إن كنت أشج بن أمية إنك إذا لسعيد رواه الافظ ابن عساكر من طريق هارون بن معروف عن ضمرة وقال نعيم بن حاد ثنا ضمام بن إساعيل عن‬
‫أب قبيل أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلم صغي فبلع أمه فأرسلت إليه فقالت ما يبكيك قال ذكرت الوت فبكت أمه وكان قد جع القرآن وهو صغي وقال الضحاك بن عثمان الزامي‬
‫كان أبوه قد جعله عند صال بن كيسان يؤدبه فلما حج أبوه اجتاز به ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪193‬‬

‫الدينة فسأله عنه فقال ما خبت أحدا ال أعظم ف صدره من هذا الغلم وروى يعقوب بن سفيان أن عمر بن عبد العزيز تأخر عن الصلة مع الماعة يوما فقال صال بن كيسان ما شغلك‬
‫فقال كانت مرجلت تسكن شعري فقال له قدمت ذلك على الصلة وكتب إل أبيه وهو على مصر يعلمه بذلك فبعث أبوه رسول فلم يكلمه حت حلق رأسه وكان عمر بن عبد العزيز يتلف‬
‫إل عبيد ال بن عبد ال يسمع منه فبلغ عبيد ال أن عمر ينتقص عليا فلما أتاه عمر أعرض عبيد ال عنه وقام يصلي فجلس عمر ينتظره فلما سلم أقبل على عمر مغضبا وقال له مت بلغك أن‬
‫ال سخط على أهل بدر بعد أن رضى عنهم قال ففهمها عمر وقال معذرة إل ال ث إليك وال ل أعود قال فما سع بعد ذلك يذكر عليا إل بي وقال أبو بكر بن أب خيثمة ثنا أب ثنا الفضل‬
‫بن عبد ال عن داود بن أب هند قال دخل علينا عمر بن عبد العزيز من هذا الباب واشار إل باب من أبواب مسجد النب ( ص ) فقال رجل من القوم بعث الفاسق لنا بابنه هذا يتعلم‬
‫الفرائض والسنن ويزعم أنه لن يوت حت يكون خليفة ويسي سية عمر بن الطاب قال داود وال ما مات حت رأينا ذلك فيه‬
‫وقال الزبي بن بكار حدثن العتب قال إن أول ما استبي من رشد عمر بن عبد العزيز حرصه على العلم ورغبته ف الدب إن أباه ول مصر وهو حديث السن يشك ف بلوغه فأراد أبوه‬
‫إخراجه معه إل مصر من الشام فقال يا أبة أو غي ذلك لعله يكون أنفع ل ولك قال وما هو قال ترحلن إل الدينة فأقعد إل فقهائها وأتأدب بآدابم فعند ذلك أرسله أبوه إل الدينة وأرسل‬
‫معه الدام فقعد مع مشايخ قريش وتنب شبابم وما زال ذلك دأبه حت اشتهر ذكره فلما مات أبوه أخذه عمه أمي الؤمني عبد اللك بن مروان فخلطه بولده وقدمه على كثي منهم وزوجه‬
‫‪ ...‬بابنته فاطمة وهي الت يقول الشاعر فيها ‪ ...‬بنت الليفة والليفة جدها ‪ * ...‬أخت اللئف والليفة زوجها‬
‫قال ول نعرف امرأة بذه الصفة إل يومنا هذا سواها قال‬
‫العتب ول يكن حاسد عمر بن عبد العزيز ينقم عليه شيئا سوى متابعته ف النعمة والختيال ف الشية وقد قال الحنف بن قيس الكامل من عدت هفواته ول تعد إل من قلة وقد ورث عمر‬
‫من أبيه من الموال والتاع والدواب هو وإخوته مال يرثه غيه فيما نعلم كما تقدم ذلك ودخل يوما على عمه عبد اللك وهو يتجانف ف مشيته فقال يا عمر مالك تشي غي مشيتك قال إن‬
‫ف جرحا فقال وأين هو من جسدك قال بي الرانقة والصفن يعن بي طرف اللية وجلدة الصية فقال عبد اللك لروج بن زنباع بال لو رجل من قومك سئل عن هذا ما أجاب بثل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪194‬‬

‫هذا الواب قالوا ولا مات عمه عبد اللك حزن عليه ولبس السوح تت ثيابه سبعي يوما ولا ول الوليد عامله با كان أبوه يعامله به ووله الدينة ومكة والطائف من سنة ست وثاني إل‬
‫سنة ثلث وتسعي وأقام للناس الج سنة تسع وثاني وسنة تسعي وحج الوليد بالناس سنة إحدى وتسعي ث حج بالناس عمر سنة ثنتي أو ثلث وتسعي‬
‫وبن ف مدة وليته هذه مسجد النب ( ص ) ووسعه عن أمر الوليد له بذلك فدخل فيه قب النب ( ص ) وقد كان ف هذه الدة من أحسن الناس معاشرة وأعدلم سية كان إذا وقع له أمر‬
‫مشكل جع فقهاء الدينة عليه وقد عي عشرة منهم وكان ل يقطع أمرا بدونم أو من حضر منهم وهم عروة وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة وأبو بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام وأبو‬
‫بكر بن سليمان بن خيثمة وسليمان بن يسار والقاسم بن ممد بن حزم وسال بن عبد ال وعبد ال بن عامر بن ربيعة وخارجة بن زيد بن ثابت وكان ل يرج عن قول سعيد بن السيب وقد‬
‫كان سعيد بن السيب ل يأت أحدا من اللفاء وكان يأت إل عمر بن عبد العزيز وهو بالدينة وقال إبراهيم بن عبلة قدمت الدينة وبا ابن السيب وغيه وقد ندبم عمر يوما إل رأي وقال‬
‫ابن وهب حدثن الليث حدثن قادم الببري أنه ذاكر ربيعة بن أب عبد الرحن يوما شيئا من قضايا عمر بن عبد العزيز إذا كان بالدينة فقال له الربيع كأنك تقول أخطأ والذي نفسي بيده ما‬
‫أخطأ قط وثبت من غي وجه عن أنس بن مالك قال ما صليت وراء إمام أشبه بصلة رسول ال ( ص ) من هذا الفت يعن عمر بن عبد العزيز حي كان على الدينة قالوا وكان يتم الركوع‬
‫والسجود ويفف القيام والقعود وف رواية صحيحة أنه كان يسبح ف الركوع والسجود عشرا عشرا وقال ابن وهب حدثن الليث عن أب النضر الدين قال رايت سليمان ابن يسار خارجا‬
‫من عند عمر بن عبد العزيز فقلت له من عند عمر خرجت قال نعم قلت تعلمونه قال نعم فقلت هو وال أعلمكم وقال ماهد أتينا عمر نعلمه فما برحنا حت تعلمنا منه وقال ميمون بن‬
‫مهران كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز تلمذة وف رواية قال ميمون كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء وقال الليث حدثن رجل كان قد صحب ابن عمروابن عباس مكان عمر بن‬
‫عبد العزيز يستعمله على الزيرة قال ما التمسنا علم شيء إل وجدنا عمر بن عبد العزيز أعلم الناس بأصله وفرعه وما كان العلماء عند عمر بن عبد العزيز إل تلمذة وقال عبد ال بن‬
‫طاووس رايت أب تواقف هو وعمر بن عبد العزيز من بعد صلة العشاء حت أصبحنا فلما افترقا قلت يا أبة من هذا الرجل قال هذا عمر بن عبد العزيز وهو من صالي هذا البيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪195‬‬

‫يعن بن أمية وقال عبد ال بن كثي قلت لعمر بن عبد العزيز ما كان بدء إنابتك قال أردت ضرب غلم ل فقال ل اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة‬
‫وقال المام مالك لا عزل عمر بن عبد العزيز عن الدينة يعن ف سنة ثلث وتسعي وخرج منها التفت إليها وبكى وقال لوله يا مزاحم نشى أن نكون من نفت الدينة يعن أن الدينة تنفي‬
‫خبئها كما ينفي الكي خبث الديد وينصع طيبها قلت خرج من الدينة فنل بكان قريب منها يقال له السويداء حينا ث قدم دمشق على بن عمه قال ممد بن إسحاق عن إساعيل بن أب‬
‫حكيم قال سعت عمر بن عبد العزيز يقول خرجت من الدينة وما من رجل أعلم من فلما قدمت الشام نسيت وقال المام أحد حدثنا عفان ثنا حاد بن زيد عن معمر عن الزهري قال‬
‫سهرت مع عمر بن عبد العزيز ذات ليلة فحدثته فقال كل ما حدثت فقد سعته ولكن حفظت ونسيت وقال ابن وهب عن الليث عن عقيل عن الزهري قال قال عمر بن عبد العزيز بعث إل‬
‫الوليد ذات ساعة من الظهية فدخلت عليه فإذا هو عابس فأشار إل أن اجلس فجلست فقال ما تقول فيمن يسب اللفاء أيقتل فسكت ث عاد فسكت ث عاد فسكت ث عاد فقلت أقتل يا‬
‫أمي الؤمني قال ل ولكن سب فقلت ينكل به فغضب وانصرف إل أهله وقال ل ابن الريان السياف اذهب قال فخرجت من عنده وما تب ريح إل وأنا أظن أنه رسول يردن إليه وقال‬
‫عثمان بن زبر أقبل سليمان بن عبد اللك وهو أمي الؤمني ومعه عمر بن عبد العزيز على معسكر سليمان وفيه تلك اليوك والمال والبغال والثقال والرجال فقال سليمان ما تقول يا عمر‬
‫ف هذا فقال أرى دنيا يأكل بعضها بعضا وأنت السئول عن ذلك كله فلما اقتربوا من العسكر إذا غراب قد أخذ لقمة ف فيه من فسطاط سليمان وهو طائر با ونعب نعبة فقال له سليمان ما‬
‫هذا يا عمر فقال ل أدري فقال ما ظنك أنه يقول قلت كأنه يقول من أين جاءت وأين يذهب با فقال له سليمان ما أعجبك فقال عمر اعجب من عرف ال فعصاه ومن عرف الشيطان‬
‫فأطاعه ومن عرف الدنيا فركن إليها‬
‫وتقدم أنه لا وقف سليمان وعمر بعرفة ورأي سليمان كثرة الناس فقال له عمر هؤلء رعيتك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪196‬‬

‫اليوم وأنت مسئول عنهم غدا وف رواية وهم خصماؤك يوم القيامة فبكى سليمان وقال بال نستعي‬
‫وتقدم أنم لا أصابم ذلك الطر والرعد فزع سليمان وضحك عمر فقال له أتضحك فقال نعم هذه آثار رحته ونن ف هذه الال فكيف بآثار غضبه وعقابه ونن ف تلك الال وذكر المام‬
‫مالك أن سليمان وعمر تقاول مرة فقال له سليمان ف جلة الكلم كذبت فقال تقول كذبت وال ما كذبت منذ عرفت أن الكذب يضر أهله ث هجره عمر وعزم على الرحيل إل مصر فلم‬
‫يكنه سليمان ث بعث إليه فصاله وقال له ما عرض ل أمر يهمن إل خطرت على بال وقد ذكرنا أنه لا حضرته الوفاة أوصى بالمر من بعده إل عمر بن عبد العزيز فانتظم المر على ذلك‬
‫ول المد‬
‫فصل وقد كان منتظرا فيما يؤثر من الخبار‬
‫قال أبو داود الطيالسي حدثنا عبد العزيز بن عبد ال بن أب سلمة الاجشون ثنا عبد ال ابن دينار قال قال ابن عمر يا عجبا يزعم الناس أن الدنيا ل تنقضي حت يلي رجل من آل عمر يعمل‬
‫بثل عمل عمر قال وكانوا يرونه بلل بن عبد ال بن عمر قال وكان بوجهه أثر فلم يكن هو وإذا هو عمر بن عبد العزيز وأمه ابنه عاصم بن عبد ال بن عمر بن الطاب وقال البيهقي أنبأ‬
‫الاكم أنبأ أبو حامد بن على القري ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا أحد بن إبراهيم ثنا عفان ثنا عثمان بن عبد الميد بن لحق عن جويرية بن أساء عن نافع قال بلغنا أن عمر بن الطاب قال إن‬
‫من ولدي رجل بوجهه شجان يلي فيمل الرض عدل قال نافع من قبله ول أحسبه إل عمر ابن عبد العزيز ورواه مبارك بن فضالة عن عبيد ال عن نافع وقال كان ابن عمر يقول ليت‬
‫شعري من هذا الذي من ولد عمر ف وجهه علمة يل الرض عدل قال وهيب بن الورد بينما أنا نائم رأيت كأن رجل دخل من باب بن شيبة وهو يقول يا أيها الناس ول عليكم كتاب ال‬
‫فقلت من فأشار إل ظفره إغذا مكتوب عليه ع م ر قال فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز وقال بقية عن عيسى بن أب رزين حدثن الزاعي عن عمر بن عبد العزيز أنه رأى رسول ال ( ص )‬
‫ف روضة خضراء فقال له إنك ستلي أمر أمت فزع عن الدم فزع عن الدم فإن اسك ف الناس عمر بن عبد العزيز واسك عند ال جابر وقال أبو بكر بن القري ثنا أبو عروبة السي بن ممد‬
‫بن مودود الران ثنا أيوب بن ممد الوزان ثنا ضمرة بن ربيعة ثنا السرى بن يي عن رياح بن عبيدة قال خرج عمر بن عبد العزيز إل الصلة وشيخ متوكئ على يده فقلت ف نفسي إن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪197‬‬

‫هذا شيخ جاف فلما صلى ودخل لقته فقلت أصلح ال المي من هذا الشيخ الذي أتكأته يدك فقال يا رياح رايته قلت نعم قال ما أحسبك يا رياح إل رجل صالا ذاك أخي الضر أتان‬
‫فأعلمن أن سأل أمر هذه المة وأن سأعدل فيها‬
‫وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو عمي ثنا ضمرة عن علي بن خولة عن أب عنبس قال كنت جالسا مع خالد بن يزد بن معاوية فجاء شاب عليه مقطعات فأخذ بيد خالد فقال هل علينا من‬
‫عي فقال أبو عنبس فقلت عليكما من ال عي بصية وأذن سيعة قال فترقرت عينا الفت فأرسل يده من يد خالد وول فقلت من هذا قال هذا عمر بن عبد العزيز ابن أخي أمي الؤمني ولئن‬
‫طالت بك حياة لترينه إمام هدى قلت قد كان عند خالد بن يزيد بن معاوية شيء جيد من أخبار الوائل وأقوالم وكان ينظر ف النجوم والطب وقد ذكرنا ف ترجة سليمان بن عبد اللك أنه‬
‫لا حضرته الوفاة أراد أن يعهد إل بعض أولده فصرفه وزيره الصال رجاء بن حيوة عن ذلك وما زال به حت عهد إل عمر بن عبد العزيز من بعده وصوب ذلك رجاء فكتب سليمان العهد‬
‫ف صحيفة وختمها ول يشعر بذلك عمر ول أحد من بن مروان سوى سليمان ورجاء ث أمر صاحب الشرطة باحضار المراء ورءوس الناس من بن مروان وغيهم فبايعوا سليمان على ما ف‬
‫الصحيفة الختومة ث انصرفوا ث لا مات الليفة استدعاهم رجاء بن حيوة فبايعوا ثانية قبل أن يعلموا موت الليفة ث فتحها فقرأها عليهم فإذا فيها البيعة لعمر بن عبد العزيز فأخذوه‬
‫فأجلسوه على النب وبايعوه فانعقدت له البيعة‬
‫وقد اختلف العلماء ف مثل هذا الصنيع ف الرجل يوصي الوصية ف كتاب ويشهد على ما فيه من غي أن يقرأ على الشهود ث يشهدون على ما فيه فينفذ فسوغ ذلك جاعات من أهل العلم‬
‫قال القاضي أبو الفرج العاف بن زكريا الريري أجاز ذلك وأمضاه وأنفذ الكم به جهور أهل الجار وروى ذلك عن سال بن عبد ال وهو مذهب مالك وممد بن مسلمة الخزومي‬
‫ومكحول وني بن أوس وزرعة بن إبراهيم والوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ومن وافقهم من فقهاء الشام وحكى نو ذلك خالد بن يزيد بن أب مالك عن أبيه وقضاة جنده وهو قول الليث‬
‫بن سعد فيمن وافقه من فقهاء أهل مصر والغرب وهو قول فقهاء أهل البصرة وقضاتم وروى عن قتادة وعن سوار ابن عبد ال وعبيد ال بن السن ومعاذ بن معاذ العنبي فيمن سلك‬
‫سبيلهم وأخذ بذا عدد كثي من أصحاب الديث منهم أبو عبيد وإسحاق بن راهوية قلت وقد اعتن به البخاري ف صحيحه قال العاف وأب ذلك جاعة من فقهاء العراق منهم إبراهيم وحاد‬
‫والسن وهو مذهب الشافعي وأب ثور قال وهو قول شيخنا أب جعفر وكان بعض أصحاب الشافعي بالعراق يذهب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪198‬‬

‫إل القول الول قال الريري وإل القول الول نذهب وتقدم أن عمر بن عبد العزيز لا رجع من جنازة سليمان أتى براكب اللفة ليكبها فامتنع من ذلك وأنشأ يقول ‪ ...‬فلول التقى ث‬
‫‪ ...‬النهى خشية الردى ‪ * ...‬لعاصبت ف حب الصبا كل زاجر ‪ ...‬قضى ما قضى فيما مضى ث ل ترى ‪ * ...‬له صبوة أخرى الليال الغوابر‬
‫ث قال ما شاء ال ل قوة إل بال قدموا إل بغلت ث أمر ببيع تلك الراكب الليفية فيمن يزيد وكانت من اليول الياد الثمنة فباعها وجعل أثانا ف بيت الال قالوا ولا رجع من النازة وقد‬
‫بايعه الناس واستقرت اللفة باسه انقلب وهومغتم مهموم فقال له موله مالك هكذا مغتما مهموما وليس هذا بوقت هذا فقال ويك ومال ل أغتم وليس أحد من أهل الشارق والغارب من‬
‫هذه المة إل وهو يطالبن بقه أن أؤديه إليه كتب إل ف ذلك أو ل يكتب طلبه من أو ل يطلب قالو ث إنه خي امرأته فاطمة بي أن تقيم معه على أنه ل فراغ له إليها وبي أن تلحق بأهلها‬
‫فبكت وبكى جواريها لبكائها أن فسمعت ضجة ف داره ث اختارت مقامها معه على كل حال رحها ال وقال له رجل تفرغ لنا يا أمي الؤمني فأنشأ يقول ‪ ...‬قد جاءض شغل شاغل ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬وعدلت عن طريق السلمة ‪ ...‬ذهب الفراغ فل فرا ‪ * ...‬غ لنا إل يوم القيامة‬
‫وقال الزبي بن بكار حدثن ممد بن سلم عن سلم بن سليم قال لا ول عمر بن عبد العزيز صعد النب وكان أول خطبة خطبها حد ال واثن عليه ث قال أيها الناس من صحبنا فليصحبنا‬
‫بمس وإل فليفارقنا يرفع إلينا حاجة من ل يستطيع رفعها ويعيننا على الي بهده ويدلنا من الي على مال نتدي إليه ول يغتابن عندنا أحدا ول يعرضن فيما ل يعنيه فانقشع عنه الشعراء‬
‫والطباء وثبت معه الفقهاء والزهاد وقالوا ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حت يالف فعله قوله وقال سفيان ابن عيينة لا ول عمر بن عبد العزيز بعث إل ممد بن كعب ورجاء بن حيوة‬
‫وسال بن عبد ال فقال لم قد ترون ما ابتليت به وما قد نزل ب فما عندكم فقال ممد بن كعب اجعل الشيخ أبا والشاب أخا والصغر ولدا وبر أباك وصل أخاك وتعطف على ولدك وقال‬
‫رجاء ارض للناس ما ترضى لنفسك وما كرهت أن يؤتى إليك فل تأته إليهم واعلم أنك أول خليفة توت وقال سال اجعل المر واحدا وصم فيه عن شهوات الدنيا واجعل آخر فطرك فيه‬
‫الوت فكأن قد فقال عمر ل حول ول قوة إل بال‬
‫وقال غيه خطب عمر بن عبد العزيز يوما الناس فقال وقد خنقته العبة أيها الناس أصلحوا آخرتكم يصلح ال دنياكم وأصلحوا أسراركم يصلح لكم علنيتكم وال إن عبدا ليس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪199‬‬

‫بينه وبي آدم أب إل قد مات إنه لعرق له ف الوت وقال ف بعض خطبه كم من عامر مؤثق عما قليل يرب وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن فأحسنوا رحكم ال من الدنيا الرحلة‬
‫بأحسن ما يضر بكم من النقلة بينما ابن آدم ف الدنيا ينافس قرير العي فيها يانع إذ دعاه ال بقدره ورماه بسهم حتفه فسلبه أثارة دنياه وصي إل قوم آخرين مصانعه ومغناه إن الدنيا ل تسر‬
‫بقدر ما تضر تسر قليل وتزن طويل وقال إساعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال لا استخلف عمر بن عبد العزيز قام ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه ل كتاب بعد‬
‫القرآن ول نب بعد ممد عليه السلم وإن لست بقاض ولكن منفذ وإن لست ببتدع ولكن متبع إن الرجل الارب من المام الظال ليس بظال إل أن المام الظال هو العاصي أل ل طاعة‬
‫لخلوق ف معصية الالق عز وجل وف رواية أنه قال فيها وإن لست بي من أحد منكم ولكنن لثقلكم حل أل ل طاعة لخلوق ف معصية ال أل هل أسعت‬
‫وقال أحد بن مروان ثنا أحد بن يي اللوان ثنا ممد بن عبيد ثنا إسحاق بن سليمان عن شعيب بن صفوان حدثن ابن لسعيد بن العاص قال كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز حد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإنكم ل تلقوا عبثا ول تتركوا سدى وإن لكم معادا ينل ال فيه للحكم فيكم والفصل بينكم فخاب وخسر من خرج من رحة ال تعال وحرم جنة عرضها‬
‫السموات والرض أل تعلموا أنه ل يأمن غدا إل من حذر اليوم الخر وخافه وباع فانيا بباق ونافدا بال نفاد له وقليل بكثي وخوفا بأمان أل ترون أنكم ف أسلب الالكي وسيكون من‬
‫بعدكم للباقي كذلك حت ترد إل خي الوارثي ث إنكم ف كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إل ال ل يرجع قد قضى نبه حت تغيبوه ف صدع من الرض ف بطن صدع غي موسد ول مهد قد‬
‫فارق الحباب وواجه التراب والساب فهو مرتن بعمله غن عما ترك فقي لا قدم فاتقوا ال قبل القضاء راقبوه قبل نزول الوت بكم أما إن أقول هذا ث وضع طرف ردائه على وجهه فبكى‬
‫وأبكى من حوله وف رواية وأي ال إن لقول قول هذا ول أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر ما أعلم من نفسي ولكنها سنن من اله عادلة أمر فيها بطاعته ونى فيها عن معصيته وأستغفر‬
‫ال ووضع كمه على وجهه فبكى حت بل ليته فما عاد لجلسه حت مات رحه ال‬
‫وروى أبو بكر بن أب الدنيا عن عمر بن عبد العزيز أنه رأى رسول ال ( ص ) ف النوم وهو يقول أدن يا عمر قدنوت حت خشيت أن أصيبه فقال إذا وليت فاعمل نوا من عمل هذين فإذا‬
‫كهلن قد اكتنفاه فقلت ومن هذان قال هذا أبو بكر وهذا عمر وروينا أنه قال لسال بن عبد ال بن عمر اكتب ل سية عمر حت أعمل با فقال له سال إنك ل تستطيع ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪200‬‬

‫قال ول قال إنك إن عملت با كنت أفضل من عمر لنه كان يد على الي أعوانا وأنت ل تد من يعينك على الي وقد روى أنه كان نقش خاته ل إله إل ال وحده ل شريك له وف رواية‬
‫آمنت بال وف رواية الوفاء عزيز وقد جع يوما رؤوس الناس فخطبهم فقال إن فدك كانت بيد رسول ال ( ص ) يضعها حيث أراه ال ث وليها أبو بكر وعمر كذلك قال الصمعي وما أدري‬
‫ما قال ف عثمان قال ث إن مروان أقطعها فحصل ل منها نصيب ووهبن الوليد وسليمان نصيبهما ول يكن من مال شيء أرده أغلى منها وقد رددتا ف بيت الال على ما كانت عليه ف زمان‬
‫رسول ال ( ص ) قال فيئس الناس عند ذلك من الظال ث أمر بأموال جاعة من بن أمية فردها إل بيت الال وساها أموال الظال فاستشفعوا إليه بالناس وتوسلوا إليه بعمته فاطمة بنت مروان‬
‫فلم ينجع فيه شيء وقال لم لتدعن وإل ذهبت إل مكة فنلت عن هذا المر لحق الناس به وقال وال لو أقمت فيكم خسي عاما ما أقمت فيكم إل ما أريد من العدل وإن لريد المر فما‬
‫أنفذه إل مع طمع من الدنيا حت تسكن قلوبم‬
‫وقال المام أحد عن عبد الرزاق عن أبيه عن وهب بن منبه أنه قال إن كان ف هذه المة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز ونو هذا قال قتادة وسعيد بن السيب وغي واحد وقال طاووس هو‬
‫مهدي وليس به إنه ل يستكمل العدل كله إذا كان الهدي ثبت على السيء من إساءته وزيد الحسن ف إحسانه سح بالال شديد على العمال رحيم بالساكي وقال مالك عن عبد الرحن بن‬
‫حرملة عن سعيد بن السيب أنه قال اللفاء أبو بكر والعمران فقيل له أبو بكر وعمر قد عرفناها فمن عمر الخر قال يوشك إن عشت أن تعرفه يريد عمر بن عبد العزيز وف رواية أخرى‬
‫عنه أنه قال هو اشج بن مروان وقال عباد السماك وكان يالس سفيان الثوري سعت الثوري يقول اللفاء خسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وهكذا روى عن أب بكر‬
‫بن عياش والشافعي وغي واحد وأجع العلماء قاطبة على أنه من أئمة العدل وأحد اللفاء الراشدين والئمة الهديي وذكره غي واحد ف الئمة الثن عشر الذين جاء فيهم الديث الصحيح‬
‫ليزال أمر هذه المة مستقيما حت يكون فيهم اثن عشر خليفة كلهم من قريش‬
‫وقد اجتهد رحه ال ف مدة وليته مع قصرها حت رد الظال وصرف إل كل ذي حق حقه وكان مناديه ف كل يوم ينادي أين الغارمون أين الناكحون أين الساكي أين اليتامى حت أغن كل‬
‫من هؤلء وقد اختلف العلماء أيهم أفضل هو أو معاوية بن أب سفيان ففضل بعضهم عمر لسيته ومعدلته وزهده وعبادته وفضل آخرون معاوية لسابقته وصحبته حت قال بعضهم ليوم شهده‬
‫معاوية من رسول ال ( ص ) خي من عمر بن عبد العزيز وايامه وأهل بيته وذكر ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪201‬‬

‫عساكر ف تاريه أن عمر بن عبد العزيز كان يعجبه جارية من جواري زوجته فاطمة بنت عبد اللك فكان سألا إياها إما بيعا أو هبة فكانت تأب عليه ذلك فلما ول اللفة ألبستها وطيبتها‬
‫وأهدتا إليه ووهبتها منه فلما أخلتها به أعرض عنها فتعرضت له فصدف عنه فقالت له ياسيدي فأين ما كان يظهر ل من مبتك إياي فقال وال إن مبتك لباقية كما هي ولكن ل حاجة ل ف‬
‫النساء فقد جاءن أمر شغلن عنك وعن غيك ث سألا عن أصلها ومن أين جلبوها فقالت يا أمي الؤمني إن أب أصاب جناية ببلد الغرب فصادره موسى بن نصي فأخذت ف الناية وبعث ب‬
‫إل الوليد فوهبن الوليد إل أخته فاطمة زوجتك فأهدتن إليك فقال عمر إنا ل وإنا إليه راجعون كدنا وال نفتضح ونلك ث أمر بردها مكرمة إل بلدها وأهلها‬
‫وقالت زوجته فاطمة دخلت يوما عليه وهو جالس ف مصله واضعا خده على يده ودموعه تسيل على خديه فقلت مالك فقال ويك يا فاطمة قد وليت من أمر هذه المة ما وليت فتفكرت‬
‫ف الفقي الائع والريض الضائع والعاري الجهود واليتيم الكسور والرملة الوحيدة والظلوم القهور والغريب والسي والشيخ الكبي وذي العيال الكثي والال القليل وأشباههم ف أقطار‬
‫الرض وأطراف البلد فعلمت أن رب عز وجل سيسألن عنهم يوم القيامة وأن خصمي دونم ممد ( ص ) فخشيت أن ل يثبت ل حجة عند خصومته فرحت نفسي فبكيت وقال ميمون بن‬
‫مهران ولن عمر بن عبد العزيز عمالة ث قال ل إذا جاءك كتاب من على غي الق فاضرب به الرض وكتب إل بعض عماله إذا دعتك قدرتك على الناس إل مظلمة فاذكر قدرة ال عليك‬
‫ونفاد ما تأت إليهم وبقاء ما يأتون إليك وقال عبد الرحن بن مهدي عن جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم قال كتب عمر بن عبد العزيز إل عدي بن عدي إن للسلم سننا وفرائض‬
‫وشرائع فمن استكملها استكمل اليان ومن ل يستكملها ل يستكمل اليان فإن أعش أبينها لكم لتعملوا با وإن أمت فما أنا على صحبتكم بريص وذكره البخاري ف صحيحه تعليقا‬
‫مزوما به‬
‫وذكر الصول أن عمر كتب إل بعض عماله عليك بتقوى ال فإنا هي الت ل يقبل غيها ول يرحم إل أهلها ول يثاب إل عليها وإن الواعظي با كثي والعاملي با قليل وقال من علم أن‬
‫كلمه من عمله قل كلمه إل فيما يعنيه وينفعه ومن أكثر ذكر الوت اجتز أمن الدنيا باليسي وقال من ل يعد كلمه من عمله كثرت خطاياه ومن عبد ال بغي علم كان ما يفسده أكثر ما‬
‫يصلحه وكلمه رجل يوما حت أغضبه فهم به عمر ث أمسك نفسه ث قال للرجل أردت أن يستغزن الشيطان بعزة السلطان فأنال منك ما تناله من غدا قم عافاك ال ل حاجة لن ف مقاولتك‬
‫وكان يقول إن أحب المور إل ال القصد ف الد والعفو ف القدرة والرفق ف الولية وما رفق عبد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪202‬‬

‫بعبد ف الدنيا إل رفق ال به يوم القيامة وخرج ابن له وهو صغي يلعب مع الغلمان فشجه صب منهم فاحتملوا الصب الذي شج ابنه وجاؤا به إل عمر فسمع اللبة فخرج إليهم فإذا مريئة‬
‫تقول إنه ابن وإنه يتيم فقال لا عمر هون عليك ث قال لا عمر أله عطاء ف الديوان قالت ل قال فاكتبوه ف الذرية فقالت زوجته فاطمة أتفعل هذا به وقد شج ابنك فعل اله به وفعل الرة‬
‫الخرى يشج ابنك ثانية فقال ويك إنه يتيم وقد أفزعتموه وقال مالك بن دينار يقولون مالك زاهد أي زهد عندي إنا الزاهد عمر بن عبد العزيز أتته الدنيا فاغرة فاها فتركها جلة قالوا ول‬
‫يكن له سوى قميص واحد فكان إذا غسلوه جلس ف النل حت ييبس وقد وقف مرة على راهب فقال له ويك عظن فقال له عليك بقول الشاعر ترد من الدنيا فإنك إنا * خرجت إل‬
‫‪ ...‬الدنيا وأنت مرد‬
‫قال وكان يعجبه ويكرره وعمل به حق العمل قالوا ودخل على امرأته يوما فسألا أن تقرضه درها أو فلوسا يشتري له با عنبا فلم يد عندها شيئا فقالت له أنت أمي الؤمني وليس ف‬
‫خزانتك ما تشتري فقال هذا أيسر من معالة الغلل والنكال غدا ف نار جهنم قالوا وكان سراج بيته على ثلث قصبات ف رأسهن طي قالوا وبعث يوما غلمه ليشوي له لمة فجاءه با‬
‫سريعا مشوية فقال أين شويتها قال ف الطب فقال ف مطبخ السلمي قال نعم فقال كلها فإن ل أرزقها هي رزقك وسخنوا له الاء ف الطبخ العام فرد بدل ذلك بدرهم حطبا وقالت زوجته ل‬
‫جاع ول احتلم وهو خليفة قالوا وبلغ عمر بن عبد العزيز عن أب سلم السود أنه يدث عن ثوبان بديث الوض فبعث إليه فأحضره على البيد وقال له كالتوجع له يا أبا سلم ما أردنا‬
‫الشقة عليك ولكن أردت أن تشافهن بالديث مشافهة فقال سعت ثوبان يقول قال رسول ال ( ص ) حوضي ما بي عدن إل عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللب وأحلى من العسل‬
‫وأكوابه عدد نوم السماء من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء الهاجرين الشعث رؤسا الدنس ثيابا الذين ل ينكحون التنعمات ول تفتح لم السدد فقال‬
‫عمر لكن نكحت التنعمان فاطمة بنت عبد اللك فل جرم ل أغسل رأسي حت يشعث ول ألقى ثوب حت يتسخ قالوا وكان له سراج يكتب عليه حوائجه وسراج لبيت الال يكتب عليه‬
‫مصال السلمي ل يكتب على ضوئه لنفسه حرفا وكان يقرأ ف الصحف كل يوم أول النهار ول يطيل القراءة وكان له ثلثائة شرطي وثلثائة حرسي وأهدى له رجل من أهل بيته تفاحا‬
‫فاشتمه ث رده مع الرسول وقال له قل له قد بلغت ملها فقال له رجل يا أمي الؤمني إن رسول ال ( ص ) كان يقبل الدية وهذا رجل من أهل بيتك فقال إن الدية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪203‬‬

‫كانت لرسول ال ( ص ) هدية فأما نن فهي لنا رشوة قالوا وكان يوسع على عماله ف النفقة يعطي الرجل منهم ف الشهر مائة دينار ومائت دينار وكان يتأول أنم إذا كانوا ف كفاية تفرغوا‬
‫لشغال السلمي فقالوا له لو أنفقت على عيالك كما تنفق عل عمالك فقال ل أمنعهم حقا لم ول أعطيهم حق غيهم وكان أهله قد بقوا ف جهد عظيم فاعتذر بأن معهم سلفا كثيا من قبل‬
‫ذلك وقال يوما لرجل من ولد علي إن لستحي من ال أن تقف بباب ول يؤذن لك وقال لخر منهم إن لستحي من ال وأرغب بك أن أدنسك بالدنيا لا أكرمكم ال به وقال أيضا كنا نن‬
‫وبنو عمنا بنو هاشم مرة لنا ومرة علينا نلجأ إليهم ويلجئون إلينا حت طلعت شس الرسالة فأكسدت كل نافق وأخرست كل منافق وأسكتت كل ناطق‬
‫وقال أحد بن مروان ثنا أبو بكر ابن أخي خطاب ثنا خالد بن خداش ثنا حاد بن زيد عن موسى بن أين الراعي وكان يرعى الغنم لحمد بن عيينة قال كانت السد والغنم والوحش ترعى ف‬
‫خلفة عمر بن عبد العزيز ف موضع واحد فعرض ذات يوم لشاة منها ذئب فقلت إنا ل ما أرى الرجل الصال إل قد هلك قال فحسبناه فوجدناه قد هلك ف تلك الليلة ورواه غره عن حاد‬
‫فقال كان يرعى الشاة بكرمان فذكر نوه وله شاهد من وجه آخر ومن دعائه اللهم إن رجال أطاعوك فيما أمرتم وانتهوا عما نيتهم اللهم وإن توفيقك إياهم كان قبل طاعتهم إياك فوفقن‬
‫ومنه اللهم إن عمر ليس بأهل أن تناله رحتك ولكن رحتك أهل أن تنال عمر وقال له رجل أبقاك ال ما كان البقاء خيا لك فقال هذا شيء قد فرغ منه ولكن قل أحياك اله حياة طيبة‬
‫وتوفاك مع البرار وقال له رجل كيف أصبحت يا أمي الؤمني فقال أصبحت بطيئا بطينا متلوثا بالطايا أتن على ال عز وجل ودخل عليه رجل فقال يا أمي الؤمني إن من كان قبلك كانت‬
‫‪ ...‬اللفة لم زين وأنت زين اللفة وإنا مثلك يا أمي الؤمني كما قال الشاعر ‪ ...‬وإذا الدر زان حسن وجوه ‪ * ...‬كان للدر حسن وجهك زينا‬
‫قال فأعرض عنه عمر وقال رجاء بن حيوة سرت عند عمر بن عبد العزيز ذات ليلة فعشى السراج فقلت يا أمي الؤمني أل أنبه هذا الغلم يصلحه فقال ل دعه ينام ل أحب أن أجع عليه‬
‫عملي فقلت أفل أقوم أصلحه فقال ل ليس من الروءة استخدام الضيف ث قام بنفسه فأصلحه وصب فيه زيتا ث جاء وقال قمت وأنا عمر بن عبد العزيز وجلست وأنا عمر ابن عبد العزيز‬
‫وقال أكثر ذكر النعم فإن ذكرها شكرها وقال إنه ليمنعن من كثرة ذكرها مافة الباهاة وبلغه أن رجل من أصحابه توف فجاء إل أهله ليغزيهم فيه فصرخوا ف وجهه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪204‬‬

‫بالبكاء عليه فقال مه إن صاحبكم ل يكن يرزقكم أن الذي يرزقكم حي ل يوت وإن صاحبكم هذا ل يسد شيئا من حفركم وإنا سد حفرة نفسه أل وإن لكل امرئ منكم حفرة لبد وال أن‬
‫يسدها إن ال عز وجل لا خلق الدنيا حكم عليها بالراب وعلى أهلها بالفناء وما امتلت دار خبة إل امتلت عبة ول اجتمعوا إل تفرقوا حت يكون ال هو الذي يرث الرض ومن عليها‬
‫فمن كان منكم باكيا فليبك على نفسه فإن الذي صار إليه صاحبكم كل الناس يصيون إليه غدا‬
‫وقال ميمون بن مهران خرجت مع عمر إل القبور فقال ل يا أبا أيوب هذه قبور آبائي بن أمية كأنم ل يشاركوا أهل الدنيا ف لذتم وعيشهم أما تراهم صرعى قد خلت بم الثلت‬
‫واستحكم فيهم البلء ث بكى حت غشي عليه ث أفاق فقال انطلقوا بنا فو ال ل أعلم أحدا أنعم من صار إل هذه القبور وقد أمن من عذاب ال ينتظر ثواب ال وقال غيه خرج عمر بن‬
‫عبد العزيز ف جنازة فلما دفنت قال لصحابه قفوا حت آت قبور الحبة فأتاهم فجعل يبكي ويدعو إذ هتف به التراب فقال يا عمر أل تسألن ما فعلت ف الحبة قال قلت وما فعلت بم قال‬
‫مزقت الكفان وأكلت اللحوم وشدخت القلتي وأكلت الدقتي ونزعت الكفي من الساعدين والساعدين من العضدين والعضدين من النكبي والنكبي من الصلب والقدمي من الساقي‬
‫والساقي من الفخذين والفخذين ن الورك والورك من الصلب فلما أراد أن يذهب قال له يا عمر أدلك على أكفان ل تبلى قال وما هي قال تقوى ال والعمل الصال‬
‫وقال مرة لرجل من جلسائه لقد أرقت الليلة مفكرا قال وفيم يا أمي الؤمني قال ف القب وساكنه إنك لو رأيت اليت بعد ثلث ف قبه وما صار إليه ل ستوحشت من قربه بعد طول النس‬
‫منك بناحيته ولرأيت بيتا تول فيه الوام وتترق فيه الديدان ويري فيه الصديد مع تغي الريح وبلى الكفان بعد حسن اليئة وطيب الريح ونقاء الثوب قال ث شهق شهقة خر مغشيا عليه‬
‫وقال مقاتل بن حيان صليت وراء عمر بن عبد العزيز فقرأ وقفوهم إنم مسؤلون فجعل يكررها وما يستطيع أن يتجاوزها وقالت امرأته فاطمة ما رأيت أحدا أكثر صلة وصياما منه ول أحدا‬
‫اشد فرقا من ربه منه كان يصلي العشاء ث يلس يبكي حت تغلبه عيناه ث ينتبه فل يزال يبكي حت تغلبه عيناه قالت ولقد كان يكون معي ف الفراش فيذكر الشيء من أمر الخرة فينتفض‬
‫كما ينتفض العصفور ف الاء ويلس يبكي فأطرح عليه اللحاف رحة له وأنا أقول ياليت كان بيننا وبي اللفة بعد الشرقي فو ال ما رأينا سرورا منذ دخلنا فيها‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪205‬‬

‫وقال علي بن زيد ما رأيت رجلي كان النار ل تلق إل لما مثل السن وعمر بن عبد العزيز وقال بعضهم رأيته يبكي حت بكى دما قالوا وكان إذا أوى إل فراشه قرأ إن ربكم الذي خلق‬
‫السموات والرض ف ستة أيام الية ويقرأ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ونو هذه اليات وكان يتمع كل ليلة إليه أصحابه من الفقهاء فل يذكرون إل الوت والخرة‬
‫ث يبكون حت كان بينهم جنازة وقال أبو بكر الصول كان عمر بن عبد العزيز يتمثل بقول الشاعر ‪ ...‬فما تزود ما كان يمعه ‪ * ...‬سوى حنوط غداة البي ف خرق ‪ ...‬وغي نفحة أعواد‬
‫‪ ...‬تشب له ‪ * ...‬وقل ذلك من زاد لنطلق ‪ ...‬بأيا بلد كانت منيته ‪ * ...‬إن ل يسر طائعا ف قصدها يسق‬
‫ونظر عمر بن عبد العزيز وهو ف جنازة إل قوم قد تلثموا من الغبار والشمس وانازوا إل الظل فبكى وأنشد ‪ ...‬من كان حي تصيب الشمس جبهته ‪ * ...‬أو الغبار ياف الشي والشعثا ‪...‬‬
‫ويألف الظل كي تبقى بشاشته ‪ * ...‬فسوف يسكن يوما راغما جدثا ‪ ...‬ف قعر مظلمة غباء موحشة ‪ * ...‬يطيل ف قعرها تت الثرى اللبثا ‪ ...‬تهزي بهاز تبلغي به ‪ * ...‬يا نفس قبل‬
‫‪ ...‬الردى ل تلقي عبثا‬
‫هذه البيات ذكرها الجري ف أدب النقوس بزيادة فيها فقال أخبنا أبو بكر أنبأنا أبو حفص عمر بن سعد القراطيسي حدثنا أبو بكر بن عبد ال بن أب الدنيا حدثن ممد بن صال القرشي‬
‫أخبن عمر بن الطاب الزدي حدثن ابن لعبد الصمد بن عبد العلىب أب عمرة قال أراد عمر بن عبد العزيز أن يبعثه رسول إل اليون طاغية الروم يدعوه إل السلم فقال له عبد العلى‬
‫يا أمي الؤمني إئذن ل ف بعض بن يرج معي وكان عبد العلى له عشرة من الذكور فقال له انظر من يرج معك من ولدك فقال عبد ال فقال له عمر إن رأيت ابنك عبد ال يشي مشية‬
‫كرهتها منه ومقته عليها وبلغن أنه يقول الشعر فقال عبد العلى أما مشيته تلك فغريزة فيه وأما الشعر فإنا هو نواحة ينوح با على نفسه فقال له مر عبد ال يأتين وخذ معك غيه فراح‬
‫عبد العلى بابنه عبد ال إليه فاستنشده فأنشده ذلك الشعر التقدم ‪ ...‬تهزي بهاز بتلغي به ‪ * ...‬يانفس قبل الردى ل تلقي عبثا ‪ ...‬ول تكدي لن يبقى وتفتقري ‪ * ...‬إن الردى وارث‬
‫الباقي وما ورثا ‪ ...‬واخشى حوادث صرف الدهر ف مهل ‪ * ...‬واستيقظى ل تكون كالذي بثا ‪ ...‬عن مدية كان فيها قطع مدية ‪ * ...‬فوافت الرث موفورا كما حرثا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪206‬‬

‫ل تأمن فجع دهر مترف ختل ‪ * ...‬قد استوى عنده من طاب أو خبثا ‪ ...‬يارب ذي أمل فيه على وجل ‪ * ...‬أضحى به آمنا أمسى وقد حدثا ‪ ...‬من كان حي تصيب الشمس جبهته ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬أو الغبار ياف الشي والشعثا ويألف الظل كي تبقى بشاشته ‪ * ...‬فكيف يسكن يوما راغما جدثا ‪ ...‬قفراء موحشة غباء مظلمة ‪ * ...‬يطيل تت الثرى من قعرها اللبثا‬
‫وقد ذكرها ابن أب الدنيا فعمر أنشدها عنه وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫وكان عمر يتمثل با كثيا ويبكي‬
‫‪ ...‬وقال الفضل بن عباس اللب كان عمر بن عبد العزيز ل يف فوه من هذا البيت ‪ ...‬ول خي ف عيش امرئ ل يكن له ‪ * ...‬من ال ف دار القرار نصيب‬
‫وزاد غيه معه بيتا حسنا وهو قوله‬
‫فإن تعجب الدنيا أناسا فإنا ‪ * ...‬متاع قليل والزوال قريب ‪ ...‬ومن شعره الذي أنشده ابن الوزي ‪ ...‬أنا ميت وعز من ل يوت ‪ * ...‬قد تيقنت أنن سأموت ‪ ...‬ليس ملك يزيله ‪...‬‬
‫‪ ...‬الوت ملكا ‪ * ...‬إنا اللك ملك من ل يوت‬
‫وقال عبد ال بن البارك كان عمر بن عبد العزيز يقول‬
‫تسر با يفن وتفرح بالن ‪ * ...‬كما اغتر باللذات ف النوم حال ‪ ...‬نارك يا مغرور سهو وغفلة ‪ * ...‬وليلك نوم والردى لك لزم ‪ ...‬وسعيك فيما سوف تكره غبه ‪ * ...‬كذلك ف ‪...‬‬
‫‪ ...‬الدنيا تعيش البهائم‬
‫وقال ممد بن كثي قال عمر بن عبد العزيز يلوم نفسه‬
‫أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ‪ * ...‬وكيف يطيق النوم حيان هائم ‪ ...‬فلو كنت يقظان الغداة لرقت ‪ * ...‬ماجر عينيك الدموع السواجم ‪ ...‬أصبحت ف النوم الطويل وقد دنت ‪... ...‬‬
‫‪ * ...‬إليك أمور مغظعات عظائم ‪ ...‬وتكدح فيما سوف تكره غبا ‪ * ...‬كذلك ف الدنيا تعيش البهائم ‪ ...‬فل أنت ف النوام يوما بسال ‪ * ...‬ول أنت ف اليقاظ يقظان حازم‬
‫وروى ابن أب الدنيا بسنده عن فاطمة بنت عبد اللك قالت انتبه عمر ذات ليلة وهو يقول لقد رأيت الليلة رؤيا عجيبة فقلت أخبن با فقال حت تصبح فلما صلى بالسلمي دخل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪207‬‬

‫فسألته فقال رأيت كأن دفعت إل أرض خضراء واسعة كأنا بساط أخضر وإذا فيها قصر كأنه الفضة فخرج منه خارج فنادى أين ممد بن عبدال أين رسول ال إذ أقبل رسول ال ( ص )‬
‫حت دخل ذلك القصر ث خرج آخر فنادى أين أبو بكر الصديق فأقبل فدخل ث خرج آخر فنادى ابن عمر بن الطاب فأقبل فدخل ث خرج آخر فنادى أين عثمان بن فان فأقبل فدخل ث‬
‫خرج آخر فنادى أين علي بن أب طالب فأقبل فدخل ث خرج آخر فنادى أين عمر بن عبد العزيز فقمت فدخلت فجلست إل جانب أب عمر بن الطاب وهو عن يسار رسول ال ( ص )‬
‫وأبو بكر عن يينه وبينه وبي رسول ال ( ص ) رجل فقلت لب من هذا قال هذا عيسى بن مري ث سعت هاتفا يهتف بين وبينه نور ل أراه وهو يقول يا عمر بن عبد العزيز تسك با أنت‬
‫عليه واثبت على ما أنت عليه ث كأنه أذن ل ف الروج فخرجت فالتفت فإذا عثمان بن عفان وهو خارج من القصر وهو يقول المد ل الذي نصرن رب وإذا علي ف إثره وهو يقول المد‬
‫ل الذي غفر ل رب‬
‫فصل وهو ذكرنا ف دلئل النبوة الديث الذي رواه أبو داود ف سننه أن رسول ال ( ص ) قال إن ال يبعث لذه المة على رأس كل مائة سنة من يدد لا أمر دينها فقال جاعة من أهل‬
‫العلم منهم أحد بن حنبل فيما ذكره ابن الوزي وغيه إن عمر بن عبد العزيزكان على رأس الائة الول وإن كان هو أول من دخل ف ذلك وأحق لمامته وعموم وليته وقيامه واجتهاده ف‬
‫تنفيذ الق فقد كانت سيته شبيهة بسية عمر بن الطاب وكان كثيا ما تشبه به وقد جع الشيخ أبو الفرج ابن الوزي سية لعمر بن الطاب وعمر بن عبد العزيز وقد أفردنا سية عمر‬
‫بن الطاب ف ملد على حدة ومسندة ف ملد ضخم وأما سية عمر بن عبد العزيز فقد ذكرنا منها طرفا صالا هنا يستدل به على مال نذكره‬
‫وقد كان عمر رحه ال يعطي من أنقطع إل السجد الامع من بلده وغيها للفقه ونشر العلم وتلوة القرآن ف كل عام من بيت الال مائة دينار وكان يكتب إل عماله أن يأخذوا بالسنة‬
‫ويقول إن ل تصلحهم السنة فل أصلحهم ال وكتب إل سائر البلد أن ل يركب دمي من اليهود والنصارى وغيهم على سرج ول يلبس قباء ول طيلسانا ول السراويل ول يشي أحد‬
‫منهم إل بزنار من جلد وهو مقرون الناصية ومن وجد منهم ف منله سلح أخذ منه وكتب أيضا أن ل يستعمل على العمال إل أهل القرآن فإن ل يكن عندهم خي فغيهم أول أن ل يكون‬
‫عنده خي وكان يكتب إل عماله اجتنبوا الشغال عند حضور الصلة فإن من أضاعها فهو لا سواها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪208‬‬

‫من شرائع السلم أشد تضييعا وقد كان يكتب الوعظة إل العامل من عماله فينخلع منها وربا عزل بعضهم نفسه عن العمالة وطوى البلد من شدة ما تقع موعظته منه وذلك أن الوعظة إذا‬
‫خرجت من قلب الواعظ دخلت قلب الوعوظ وقد صرح كثي من الئمة بأن كل من استعمله عمر بن عبد العزيز ثقة وقد كتب إليه السن البصري بواعظ حسان ولو تقصينا ذلك لطال‬
‫هذا الفصل ولكن قد ذكرنا ما فيه إشارة إل ذلك وكتب إل بعض عماله أذكر ليلة تخض بالساعة فصباحها القيامة فيالا من ليلة وياله من صباح وكان يوما على الكافرين بن عسيا وكتب‬
‫إل آخر أذكرك طول سهر أهل النار ف النار مع خلود البد وإياك أن ينصرف بك من عند ال فيكون آخر العهد بك وانقطاع الرجاء منك قالوا فخلعت هذا العامل نفسه من العمالة وقدم‬
‫على عمر فقال له مالك فقال خلقت قلب بكتابك يا أمي الؤمني وال ل أعود إل ولية أبدا فصل وقد رد جيع الظال كما قدمنا حت أنه رد فص خات كان ف يده قال أعطانيه الوليد من غي‬
‫حقه وخرج من جيع ما كان فيه من النعيم ف اللبس والأكل والتاع حت أنه ترك التمتع بزوجته السناء فاطمة بنت عبد اللك يقال كانت من أحسن النساء ويقال أنه رد جهازها إل بيت‬
‫الال وال أعلم وقد كان دخله ف كل سنة قبل أن يلي اللفة أربعي ألف دينار فترك ذلك كله حت ل يبق له دخل سوى أربعمائة دينار ف كل سنة وكان حاصله ف خلفته ثلثائة درهم‬
‫وكان له من الولد جاعة وكان ابنه عبد اللك أجلهم فمات ف حياته ف زمن خلفته حت يقال إنه كان خيا من أبيه فلما مات ل يظهر عليه حزن وقال أمر رضيه ال فل أكرهه وكان قبل‬
‫اللفة يؤتى بالقميص الرفيع اللي جدا فيقول ما أحسنه لول خشونة فيه فلما ول اللفة كان بعد ذلك يلبس القميص الغليظ الرقوع و ل يغسله حت يتسخ جدا ويقول ما أحسنه لول لينه‬
‫وكان يلبس الفروة الغليظة وكان سراجه على ثلث قصبات ف رأسهن طي ول يب شيئا ف أيام خلفته وكان يدم نفسه بنفسه وقال ما تركت شيئا من الدنيا إل عوضن ال ما هو خي منه‬
‫وكان يأكل الغليظ ول يبال بشيء من النعيم ول يتبعه نفسه ول يوده حت قال أبو سليمان الداران كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس القرن لن عمر ملك الدنيا بذافيها وزهد فيها‬
‫ول ندري حال أويس لو ملك ما ملكه عمر كيف يكون ليس من جرب كمن ل يرب وتقدم قول مالك بن دينار إنا الزاهد عمر بن عبد العزيز وقال عبد ال بن دينار ل يكن عمر يرتزق‬
‫من بيت الال شيئا وذكروا أنه أمر جارية تروحه حت ينام فروحته فنامت هي فأخذ الروحة من يدها وجعل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪209‬‬

‫يروحها ويقول أصابك من الر ما أصابن وقال له رجل جزاك ال عن السلم خيا فقال بل جزى ال السلم عن خيا ويقال إنه كان يلبس تت ثيابه مسحا غليظا من شعر ويضع ف رقبته‬
‫غل إذا قام يصلي من الليل ث إذا اصبح وضعه ف مكان وختم عليه فل يشعر به أحد وكانوا يظنونه مال أو جوهرا من حرصه عليه فلما مات فتحوا ذلك الكان فإذا فيه غل و مسح‬
‫وكان يبكي حت يبكي الدم من الدموع ويقال أنه بكى فوق سطح حت سال دمعه من اليزاب وكان يأكل من العدس ليق قلبه وتغزر دمعته وكان إذا ذكر الوت اضطربت أوصاله وقرأ‬
‫رجل عنده وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرني الية فبكى بكاء شديدا ث قام فدخل منله وتفرق الناس عنه وكان يكثر أن يقول اللهم سلم سلم وكان يقول اللهم أصلح من كان ف صلحه‬
‫صلح لمة ممد ( ص ) وأهلك من كان ف هلكه صلح أمة ممد ( ص ) وقال أفضل العبادة أداء الفرائض واجتناب الحارم وقال لو أن الرء ل يأمر بالعروف ول ينهى عن النكر حت‬
‫يكم أمر نفسه لتواكل الناس الي ولذهب المر بالعروف والنهي عن النكر ولقل الواعظون والساعون ل بالنصيحة وقال الدنيا عدوة أولياء ال وولية أعداء ال أما الولياء فغمتهم‬
‫وأخزنتهم وأما العداء فغرتم وشتتهم وأبعدتم عن ال وقال قد أفلح من عصم من الراء والغضب والطمع وقال لرجل من سيد قومك قال أنا قال لو كنت كذلك ل تقله وقال أزهد الناس‬
‫ف الدنيا علي بن أب طالب وقال لقد بورك لعبد ف حاجة أكثر فيها سؤال ربه أعطى أو منع وقال قيدوا العلم بالكتاب وقال لرجل علم ولدك الفقه الكب القناعة وكف الذى‬
‫وتكلم رجل عنده فأحسن فقال هذا هو السحر اللل وقصته مع أب حازم مطولة حي رآه خليفة وقد شحب وجهه من التقشف وتغي حاله فقال له أل يكن ثوبك نقيا ووجهك وضيا‬
‫وطعامك شهيا ومركبك وطيا فقال له أل تبن عن أب هريرة أن رسول ال ( ص ) قال إن من ورائكم عقبة كئودا ل يوزها إلكل ضامر مهزول ث بكى حت غشي عليه ث أفاق فذكر أنه‬
‫لقى ف غشيته تلك أن القيامة قد قامت وقد استدعى بكل من اللفاء الربعة فأمر بم إل النة ث ذكر من بينه وبينهم فلم يدر ما صنع بم ث دعى هو فأمر به إل النة فلما انفصل لقيه سائل‬
‫فسأله عما كان من أمره فأخبه ث قال للسائل فمن أنت قال أنا الجاج بن يوسف قتلن رب كل قتلة قتلة ث ها أنا انتظر ما ينتظره الوحدون وفضائلة ومآثره كثية جدا وفيما ذكرنا كفاية‬
‫ول المد والنة وهو حسبنا ونعم الوكيل ول حول ول قوة إل به‬
‫ذكر سبب وفاته رحه ال‬
‫كان سببها السل وقيل سببها أن مول له سه ف طعام أو شراب وأعطى على ذلك ألف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪210‬‬


‫دينار فحصل له بسبب ذلك مرض فأخب أنه مسموم فقال لقد علمت يوم سقيت السم ث استدعى موله الذي سقاه فقال له ويك ما حلك على ما صنعت فقال ألف دينار أعطيتها فقال‬
‫هاتا فأحضرها فوضعها ف بيت الال ث قال له اذهب حيث ل يراك أحد فتهلك ث قيل لعمر تدارك نفسك فقال وال لو ان شفائي أن أمس شحمة أذن أو وت بطيب فأشه ما فعلت فقيل له‬
‫هؤلء بنوك وكانوا اثن عشر أل توصي لم بشيء فإنم فقراء فقال إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو يتول الصالي وال ل أعطيتهم حق أحد وهم بي رجلي إما صال فال يتول‬
‫الصالي وإما غي صال فما كنت لعينه على فسقه وف رواية فل أبال ف أي واد هلك وف رواية أفأدع له ما يستعي به على معصية ال فأكون شريكه فيما يعمل بعد الوت ما كنت لفعل‬
‫ث استدعى بأولده فودعهم وعزاهم بذا وأوصاهم بذا الكلم ث قال انصرفوا عصمكم ال وأحسن اللفة عليكم قال فلقد رأينا بعض أولد عمر ابن عبد العزيز يمل على ثاني فرس ف‬
‫سبيل ال وكان بعض أولد سليمان بن عبد اللك مع كثرة ما ترك لم من الموال يتعاطى ويسأل من أولد عمر بن عبد العزيز لن عمرو كل ولده إل ال عز وجل وسليمان وغيه إنا‬
‫يكلون أولدهم إل ما يدعون لم فيضيعون وتذهب أموالم ف شهوات أولدهم وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان ثنا حاد بن زيد عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد لعزيز يا أمي الؤمني‬
‫لو أتيت الدينة فإن قضى ال موتا دفنت ف القب الرابع مع رسول ( ص ) وأب بكر وعمر فقال ال لن يعذبنا ال بكل عذاب إل النار فإنه ل صب ل عليها أحب إل من أن يعلم ال من قلب‬
‫أن لذلك الوضع أهل قالوا وكان مرضه بدير سعان من قرى حص وكانت مدة مرضه عشرين يوما ولا احتضر قال أجلسون فأجلسوه فقال إلي أنا الذي أمرتن فقصرت ونيتن فعصيت‬
‫ثلثا ولكن ل إله إل ال ث رفع رأسه فأحد النظر فقالوا إنك لتنظر نظرا شديدا يا أمي الؤمني فقال إن لرى حضرة ما هم بانس ول جان ث قبض من ساعته وف رواية أنه قال لهله اخرجوا‬
‫عن فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبد اللك وأخته فاطمة فسمعوه يقول مرحبا بذه الوجوه الت ليست بوجوه إنس ول جان ث قرأ تلك الدار الخرة نعلها للذين ل يريدون علوا‬
‫ف الرض ول فسادا والعاقبة للمتقي ث هدأ الصوت فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوى إل القبلة وقبض‬
‫وقال أبو بكر بن أب شيبة ثنا عبد اللك بن عبد العزيز عن الدراوردي عن عبد العزيز بن أب سلمة أن عمر بن عبد العزيز لا وضع عند قبه هبت ريح شديدة فسقطت صحيفة بأحسن‬
‫كتاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪211‬‬

‫فقرأوها فإذا فيها بسم ال الرحن الرحيم براءة من ال لعمر بن عبد العزيز من النار فأدخلوها بي أكفانه ودفنوها معه وروى نو هذا من وجه آخر ابن عساكر ف ترجة عبد الصمد بن‬
‫إساعيل بسنده عن عمي ابن حبيب السلمي قال أسرت أنا وثانية ف زمن بن أمية فأمر ملك الروم بضرب رقابنا فقتل أصحاب وشفع ف بطريق من بطارقة اللك فأطلقن له فأخذن إل منله‬
‫وإذا له ابنه مثل الشمس فعرضها علي على أن يقاسن نعمته وأدخل معه ف دينه فأبيت وخلت ب ابنته فعرضت نفسها علي فامتنعت فقالت ما ينعك من ذلك فقلت ينعن دين فل أترك‬
‫دين لمرأة ول لشيء فقالت تريد الذهاب إل بلدك قلت نعم فقالت سر علي هذا النجم بالليل واكمن بالنهار فإنه يلقيك إل بلدك قال فسرت كذلك قال فبينا أنا ف اليوم الرابع مكمن‬
‫إذا بيل مقبلة فخشيت أن تكون ف طلب فإذا أنا بأصحاب الذين قتلوا ومعهم آخرون على دواب شهب فقالوا عمي فقلت عمي فقلت لم أوليس قد قتلتم قالوا بلى ولكن ال عز وجل نشر‬
‫الشهداء وأذن لم أن يشهدوا جنازة عمر بن عبدالعزيز قال ث قال ل بعضهم ناولن يدك يا عمي فأردفن فسرنا يسيا ث قذف ب قذفة وقعت قرب منل بالزيرة من غي أن يكون لقن‬
‫شر‬
‫وقال رجاء بن حيوة كان عمر بن عبد العزيز قد أوصى إل أن أغسله وأكفنه فإذا حللت عقدة الكفن أن أنظر ف وجهه فادل ففعلت فإذا وجهه مثل القراطيس بياضا وكان قد أخبن أنه‬
‫كل من دفنه قبله من اللفاء وكان يل عن وجوههم فإذا هي مسودة وروى ابن عساكر ف ترجة يوسف ابن ما هك قال بينما نن نسوي التراب على قب عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا‬
‫من السماء كتاب فيه بسم ال الرحن الرحي أمان من ال لعمر بن عبد العزيز من النار ساقه من طريق إبراهيم بن بشار عن عباد بن عمرو عن ممد بن يزيد البصري عن يوسف بن ماهك‬
‫فذكره وفيه غرابة شديدة وال أعلم وقد رئيت له منامات صالة وتأسف عليه الاصة والعامة ل سيما العلماء والزهاد والعباد ورثاه الشعراء فمن ذلك ما أنشده أبو عمرو الشيبان لكثي‬
‫عزة يرثي عمر ‪ ...‬عمت صنائعه فعم هلكه ‪ * ...‬فالناس فيه كلهم مأجور ‪ ...‬والناس مأتهم عليه واحد ‪ * ...‬ف كل دار رنة وزفي ‪ ...‬يثن عليك لسان من ل توله ‪ * ...‬خيا لنك بالثناء‬
‫‪ ...‬جدير ‪ ...‬ردت صنائعه عليه حياته ‪ * ...‬فكأنه من نشرها منشور‬
‫وقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز رحه ال‬
‫ينعى النعاة أمي الؤمني لنا ‪ * ...‬يا خي من حج بيت ال واعتمرا ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪212‬‬

‫‪ ...‬حلت أمرا عظيما فاطلحت به ‪ * ...‬وسرت فيه بأمر ال يا عمرا ‪ ...‬الشمس كاسفة ليست بطالعة ‪ * ...‬تبكي عليك نوم الليل والقمرا‬
‫وقال مارب بن دثار رحه ال يرثي عمر بن عبد العزيز رحه ال تعال‬
‫لو أعظم الوت خلقا أن يواقعه ‪ * ...‬لعدله ل يصبك الوت يا عمر ‪ ...‬كم من شريعة عدل قد نعشت لم ‪ * ...‬كادت توت وأخرى منك تنتظر ‪ ...‬يا لف نفسي ولف الواجدين معي ‪...‬‬
‫‪ * ...‬على العدول الت تغتالا الفر ‪ ...‬ثلثة ما رأت عين لم شبها ‪ * ...‬تضم أعظمهم ف السجد الفر ‪ ...‬وأنت تتبعهم ل تأل متهدا ‪ * ...‬سقيا لا سنن بالق تفتقر ‪ ...‬لو كنت أملك‬
‫‪ ...‬والقدار غالبة ‪ * ...‬تأت روحا وتبيانا وتبتكر ‪ ...‬صرفت عن عمر اليات مصرعه ‪ * ...‬بدير سعان لكن يغلب القدر‬
‫قالوا وكانت وفاته بدير سعان من أرض حص يوم الميس وقيل المعة لمس مصي وقيل بقي من رجب وقيل لعشر بقي منه سنة إحدى وقيل ثنتي ومائة وصلى عليه ابن عمه مسلمة ابن‬
‫عبداللك وقيل صلى عليه يزيد بن عبداللك وقيل ابنه عبد العزيز بن عمر بن عبدالعزيز وكان عمره يوم مات تسعا وثلثي سنة وأشهرا وقيل أنه جاوز الربعي بأشهر وقيل بسنة وقيل بأكثر‬
‫وقيل أنه عاش ثلثا وستي سنة وقيل ستا وثلثي وقيل سبعا وثلثي وقيل ثانيا وثلثي سنة وقيل ما بي الثلثي إل الربعي ول يبلغها وقال أحد بن عبد الرزاق عن معمر مات على رأس‬
‫خس وأربعي سنة قال ابن عساكر وهذا وهم والصحيح الول تسعا وثلثي سنة وأشهرا وكانت خلفته سنتي وخسة أشهر وأربعة أيام وقيل أربعة عشر يوما وقيل سنتان ونصف‬
‫وكان رحه ال أسر دقيق الوجه حسنه نيف السم حسن اللحية غائر العيني ببهته أثر شجة وكان قد شاب وخضب رحه ال وال سبحانه أعلم فصل‬
‫لا ول عمر بن عبد العزيز اللفة جاءه صاحب الشرطة ليسي بي يديه بالربة على عادته مع اللفاء قبله فقال له عمر مال ولك تنح عن إناأنا رجل من السلمي ث سار وساروا معه حت‬
‫دخل السجد فصعد النب واجتمع الناس إليه فقال أيها الناس إن قد ابتليت بذا المر عن غي رأي كان من فيه ول طلبة له ول مشورة من السلمي وإن قد خلعت ما ف أعناقكم من بيعت‬
‫فاختاروا لنفسكم ولمركم من تريدون فصاح السلمون صيحة واحدة قد اخترناك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪213‬‬

‫لنفسنا وأمرنا ورضينا كلنا بك فلما هدأت أصواتم حد ال وأثن عليه وقال أوصيكم بتقوى ال فإن تقوى ال خلف من كل شيء وليس من تقوى ال خلف وأكثروا من ذكر الوت فإنه‬
‫هادم اللذات وأحسنوا الستعداد له قبل نزوله وإن هذه المة ل تتلف ف ربا ول ف كتابا ول ف نبيها وإنا اختلفوا ف الدينار والدرهم وإن وال ل أعطي أحدا باطل ول أمنع أحدا حقا ث‬
‫رفع صوته فقال أيها الناس من أطاع ال وجبت طاعته ومن عصى ال فل طاعة له أطيعون ما أطعت ال فإذا عصيت ال فل طاعة ل عليكم ث نزل فدخل فأمر بالستور فهتكت والثياب الت‬
‫كانت تبسط للخلفاء أمر با فبيعت وأدخل أثانا ف بيت الال ث ذهب يتبوأ مقيل فأتاه ابنه عبد اللك فقال يا أمي الؤمني ماذا تريد أن تصنع قال يا بن أقيل قال تقيل ول ترد الظال إل‬
‫أهلها فقال إن سهرت البارحة ف أمر سليمان فإذا صليت الظهر رددت الظال فقال له ابنه ومن لك أن تعيش إل الظهر قال ادن من أى بن فدنا منه فقبل بي عينيه وقال المد ل الذي‬
‫أخرج من صلب من يعينن على دين ث قام وخرج وترك القائلة وأمر مناديه فنادى أل من كانت له مظلمة فليفعها فقام إليه رجل ذمي من أهل حص فقال يا أمي الؤمني أسألك كتاب ال‬
‫قال ما ذااك قال العباس بن الوليد بن عبد اللك اغتصبن أرضي والعباس جالس فقال له عمر يا عباس ما تقول قال نعم أقطعنيها أمي الؤمني الوليد وكتب ل با سجل فقال عمر ما تقول يا‬
‫ذمي قال يا أمي الؤمني أسألك كتاب ال تعال فقال عمر نعم كتاب ال أحق أن يتبع من كتاب الوليد قم فاردد عليه ضيعته فردها عليه ث تتابع الناس ف رفع الظال إليه فما رفعت إليه‬
‫مظلمة إل ردها سواء كانت ف يده أو ف يد غيه حت أخذ أموال بن مروان وغيهم ما كان ف أيديهم بغي استحقاق فاستغاث بنومروان بكل واحد من أعيان الناس فلم يفدهم ذلك شيئا‬
‫فأتوا عمتهم فاطمة بنت مروان وكانت عمته فشكوا إليها ما لقوا من عمر وأنه قد أخذ أموالم ويستنقصون عنده وأنه ل يرفع بم رأسا وكانت هذه الرأة ل تجب عن اللفة اللفاء و ل‬
‫ترد لا حاجة وكانوا يكرمونا ويعقمونا وكذلك كان عمر يفعل معها قبل اللفة وقامت فركبت إليه فلما دخلت عليه عظمها وأكرمها لنا أخت أبيه وألقى لا وسادة وشرع يادثها فرآها‬
‫غضب وهي على غي العادة فقال لا عمر يا عمة مالك فقالت بنو أخي عبد اللك وأولدهم يهانون ف زمانك ووليتك وتأخذ أموالم فتعطيها لغيهم ويسبون عندك فل تنكر فضحك عمر‬
‫( وعلم أنا متحملة وأن عقها قد كب ث شرع يادثها والغضب ل يتحيز عنها فلما رأى ذلك أخذ معها ف الد فقال يا عمه اعلمي أن النب ( ص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪214‬‬

‫مات وترك الناس على نر مورود فول ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص منه شيئا حت مات ث ول ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فلم يستنقص منه شيئا حت مات ث ول ذلك‬
‫النهر رجل آخر فكرى منه ساقية ث ل يزل الناس بعده يكرون السواقي حت تركوه يابسا ل قطرة فيه واي ال لئن أبقان ال لردنه إل مراه الول فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله‬
‫السخط وإذا كان الظلم من القارب الذين هم بطانة الوال والوال ل يزيل ذلك فكيق يستطيع أن يزيل ما هو ناء عنه ف غيهم فقالت فل يسبوا عندك‬
‫قال ومن يسبهم إنا يرفع الرجل مظلمته فآخذ له با ذكر ذلك ابن أب الدنيا وأبو نعيم وغيها وقد أشار إليه الؤلف إشارة خفية وقال مسلمة بن عبد اللك دخلت على عمر ف مرضه فإذا‬
‫عليه قميص وسخ فقلت لفاطمة أل تغسلوا قميص أمي الؤمني فقالت وال ماله قميص غيه وبكى فبكت فاطمة فبكى أهل الدار ل يدري هؤلء ما أبكى هؤلء فلما انلت عنهم العبة‬
‫قالت فاطمة ما أبكاك يا أمي الؤمني فقال إن ذكرت منصرف اللئق من بي يدي ال فريق ف النةوفريق ف السعي ث صرخ وغشى عليه‬
‫وعرض عليه مرة مسك من بيت الال فسد أنفه حت وضع فقيل له ف ذلك فقال وهل ينتفع من السك إل بريه ولا احتضر دعا بأولده وكانوا بضعة عشر ذكرا فنظر إليهم فذرفت عيناه ث‬
‫قال بنفسي الفتية وكان عمر بن عبد العزيز يتمثل كثيا بذه البيات ‪ ...‬يرى مستكينا وهو للقول ماقت ‪ * ...‬به عن حديث القوم ماهو شاغله ‪ ...‬وأزعجه علم عن الهل كله ‪ * ...‬وما‬
‫‪ ...‬عال شيئا كمن هو جاهله ‪ ...‬عبوس عن الهال حي يراهم ‪ * ...‬فليس له منهم خدين يهازله ‪ ...‬تذكر ما يبقى من العيش فارعوى ‪ * ...‬فأشغله عن عاجل العيش آجله‬
‫وروى ابن أب الدنيا عن ميمون بن مهران قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق الببري وهو ينشده شعرا فانتهى ف شعره إل هذه البيات ‪ ...‬فكم من صحيح بات للموت آمنا‬
‫‪ * ...‬أتته النايا بغتة بعد ما هجع ‪ ...‬فلم يستطع إذ جاءه الوت بغتة ‪ * ...‬فرارا ول منه بقوته امتنع ‪ ...‬فأصبح تبكيه النساء مقنعا * ول يسمع الداعي وإن صوته رفع ‪ ...‬وقرب من لد‬
‫‪ ...‬فصار مقيله ‪ * ...‬وفارق ما قد كان بالمس قد جع ‪ ...‬فل يترك الوت الغن لاله ‪ * ...‬ولمعدما ف الال ذا حاجة يدع‬
‫وقال رجا بن حيوة لا مات أمي الؤمني عمر بن عبد العزيز وقام يزيد بن عبد اللك بعده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪215‬‬

‫ف اللفة أتاه عمر بن الوليد بن عبد اللك فقال ليزيد يا أمي الؤمني إن هذا الرائي يعن عمر ابن عبد العزيز قد خان من السلمي كل ما قدر عليه من جوهر نفيس ودر ثي ف بيتي ف‬
‫داره ملوءين وها مقفولن على ذلك الدر والوهر فأرسل يزيد إل أخته فاطمةبنت عبد اللك امرأة عمر بلغن أن عمر خلف جوهرا ودرا ف بيتي مقفولي فأرسلت إليه يا أخي ما ترك عمر‬
‫من سبد ول لبد إل ما ف هذا النديل وأرسلت إليه به فحله فوجد فيه قميصا غليظا مرفوعا ورداء قشبا وجبة مشوة غليظة واهية البطانة فقال يزيد للرسول قل لا ليس عن هذا أسأل ول‬
‫هذا أريد إنا أسأل عما ف البيتي فأرسلت تقول له والذي فجعن بأمي الؤمني ما دخلت هذين البيتي منذ ول اللفة لعلمي بكراهته لذلك وهذه مفاتيحهما فتعال فحول ما فيهما لبيت‬
‫مالك فركب يزيد ومعه عمر بن الوليد حت دخل الدار ففتح أحد البيتي فإذا فيه كرسي من أدم وأربع آجرات مبسوطات عند الكرسي وقمقم فقال عمر بن الوليد أستغفر ال ث فتح البيت‬
‫الثان فوجد فيه مسجدا مفروشا بالصا وسلسلة معلقة بسقف البيت فيها كهيئة الطوق بقدر ما يدخل النسان رأسه فيها إل أن تبلغ العنق كان إذا فتر عن العبادة أو ذكر بعض ذنوبه‬
‫وضعها ف رقبته وربا كان يضعها إذا نعس لئل ينام ووجدوا صندوقا مقفل ففتح فوجدوا فيه سفطا ففتحه فإذا فيه دراعة وتبان كل ذلك من مسوح غليظ فبكى يزيد ومن معه وقال يرحك‬
‫ال يا أخي إن كنت لنقي السريرة نقي العلنية وخرج عمر بن الوليد وهو مذول وهو يقول أستغفر ال إنا قلت ما قيل ل‬
‫وقال رجاء لا احتضر جعل يقول اللهم رضن بقضائك وبارك ل ف قدرك حت ل أحب لا عجلت تأخيا ول لا أخرت تعجيل فل زال يقول ذلك حت مات وكان يقول لقد أصبحت ومال‬
‫ف المور هوى إل ف مواضع قضاء ال فيها‬
‫وقال شعيب بن صفوان كتب سال بن عبد ال بن عمر بن الطاب إل عمر بن عبد العزيز لا ول اللفة أما بعد يا عمر فإنه قد ول اللفة واللك قبلك أقوام فماتوا على ما قد رأيت ولقوا‬
‫ال فرادى بعد الموع والفدة والشم وعالوا نزع الوت الذي كانوا منه يفرون فانفقأت عينهم الت كانت ل تفتأ تنظر لذاتا واندفنت رقابم غي موسدين بعد لي الوسائد وتظاهر الفرش‬
‫والرافق والسرر والدم وانشقت بطونم الت كانت ل تشبع من كل نوع ولوث من الموال والطعمة وصاروا جيفا بعد طيب الروائح العطرة حت لو كانوا إل جانب مسكي من كانوا‬
‫يقرونه وهم أحياء لتأذي بم ولنفر منهم بعد إنفاق الموال على أغراضهم من الطيب والثياب الفاخرة اللينة كانوا ينفقون الموال إسرافا ف أغراضهم وأهوائهم ويقترون ف حق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪216‬‬

‫ال وأمره فإن استطعت أن تلقاهم يوم القيامة وهم مبوسون مرتنون با عليهم وأنت غي مبوس ول مرتن بشيء فافعل واستعن بال ول قوة إل بال سبحانه ‪ ...‬وما ملك عما قليل بسال ‪...‬‬
‫* ولو كثرت أحراسة ومواكبه ‪ ...‬ومن كان ذا باب شديد وحاجب ‪ * ...‬فعما قليل يهجر الباب حاجبه ‪ ...‬وما كان غي الوت حت تفرقت ‪ * ...‬إل غيه أعوانه وحبائبه ‪ ...‬فأصبح‬
‫‪ ...‬مسرورا به كل حاسد ‪ * ...‬وأسلمه أصحابه وحبائبه‬
‫وقيل إن هذه البيات لغيه وقال ابن أب الدنيا ف كتاب الخلص حدثنا عاصم بن عامر حدثنا أب عن عبد ربه بن أب هلل عن ميمون بن مهران قال تكلم عمر بن عبد العزيز ذات يوم‬
‫وعنده رهط من إخوانه ففتح له منطق وموعظة حسنة فنظر إل رجل من جلسائه وقد ذرفت عيناه بالدموع فلما رأى ذلك عمر قطع منطقه فقلت له يا أمي الؤمني امض ف موعظتك فإن‬
‫أرجو أن ين ال به على من سعه أو بلغه فقال إليك عن يا أبا أيوب فإن ف القول على الناس فتنة ل يلص من شرها متكلم عليهم والفعال أول بالؤمن من القال وروى ابن أب الدنيا عنه أنه‬
‫قال استعملنا أقواما كنا نرى أنم أبرار أخيار فلما استعملناهم إذا هم يعملون أعمال الفجار قاتلهم ال أما كانوا يشون على القبور وروى عبد الرزاق قال سعت معمرا يذكر قال كتب عمر‬
‫بن عبد العزيز إل عدي بن أرطاة وبلغه عنه بعض ما يكره أما بعد فإنه غرن بك مالستك القراء وعمامتك السوداء وإرسالك إياها من وراء ظهرك وإنك أحسنت العلنية فأحسنا بك الظن‬
‫وقد أطلعنا ال على كثي ما تعملون‬
‫وروى الطبان والدارقطن وغي واحد من أهل العلم بأسانيدهم إل عمر بن عبد العزيز أنه كتب إل عامل له أما بعد فإن أوصيك بتقوى ال واتباع سنة رسوله والقتصاد ف أمره وترك ما‬
‫أحدث الحدثون بعده من قد حارب سنته وكفوا مؤنته ث أعلم أنه ل تكن بدعة إل وقد مضى قبلها ما هو دليل على بطلنا أو قال دليل عليها فعليك لزوم السنة فإنه إنا سنها من قد علم ما‬
‫ف خلفها من الزيغ والزلل والمق والطأ والتعمق ولم كانوا على كشف المور أقوى وعلى العمل الشديد اشد وإنا كان عملهم على السدن ولو كان فيما تملون أنفسكم فضل لكانوا‬
‫فيه أحرى وإليه أجرى لنم السابقون إل كل خي فإن قلت قد حدث بعدهم خي فاعلم أنه إنا أحدثه من قد اتبع غي سبيل الؤمني وحاد عن طريقهم ورغبت نفسه عنهم ولقد تكلموا منه‬
‫ما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فأين ل أين فمن دونم مقصر ومن فوقهم غي مسن ولقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪217‬‬

‫قصر أقوام دينهم فحفوا وطمح عنهم آخرون فغلوا فرحم ال ابن عبد العزيز ما أحسن هذا القول الذي ما يرج إل من قلب قد امتل بالتابعة ومبة ما كان عليه الصحابة فمن الذي يستطيع‬
‫أن يقول مثل هذا من الفقهاء وغيهم فرحه ال وعفا عنه‬
‫وروى الطيب البغدادي من طريق يعقوب بن سفيان الافظ عن سعيد بن أب مري عن رشيد بن سعيد قال حدثن عقيل عن شهاب عن عمر بن عبد العزيز قال سن رسول ال ( ص )‬
‫وخلفاؤه بعده سننا الخذ با تصديق لكتاب ال واستعمال لطاعة ال ليس على أحد تغييها ول تبديلها ول النظر ف راي من خالفها فمن اقتدى با سبق هدى ومن استبصر با أبصر ومن‬
‫خالفها واتبع غي سبيل الؤمني وله ال ما تول وأصله جهنم وساءت مصيا وأمر عمر بن عبد العزيز مناديه ذات يوم فنادى ف الناس الصلة جامعة فاجتمع الناس فخطبهم فقال ف خطبته‬
‫إن ل أجعكم إل أن الصدق منكم با بي يديه من لقاء ال والدار الخرة ول يعمل لذلك ويستعد له أحق والكذب له كافر ث تل قوله تعال أل إنم ف مرية من لقاء ربم وقوله تعال وما‬
‫يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون‬
‫وروى ابن أب الدنيا عنه أنه أرسل أولده مع مؤدب لم إل الطائف يعلمهم هناك فكتب إليه عمر بئس ما علمت إذ قدمت إمام السلمي صبيا ل يعرف النية أول تدخله النية ذكره ف كتاب‬
‫النية له وروى ابن أب الدنيا ف كتاب الرقة والبكاء عن مول لعمر بن عبد العزيز أنه قال له يا بن ليس الي ان يسمع لك وتطاع وإنا الي أن تكون قد غفلت عن ربك عز وجل ث أطعته‬
‫يا بن ل تأذن اليوم لحد على حت أصبح ويرتفع النهار فإن أخاف أن ل أعقل عن الناس ول يفهمون عن فقال له موله رايتك البارحة بكيت بكاء ما رأيتك بكيت مثله قال فبكى ث قال يا‬
‫بن إن وال ذكرت الوقوف بي يدي ال عز وجل قال ث غشى عليه فلم يفق حت عل النهار قال فما رأيته بعد ذلك متبسما حت مات‬
‫وقرأ ذات يوم وما تكون ف شأن وما تتلو منه من قرآن ول تعملون من عمل إل كنا عليكم شهودا الية فبكى بكاءا شديدا حت سعه أهل الدار فجاءت فاطمة فجلست تبكي لبكائه وبكى‬
‫أهل الدار لبكائهما فجاء ابنه عبد اللك فدخل عليهم وهم على تلك الال فقال له يا أبة ما يبكيك فقال يا بن خي ود أبوك أنه ل يعرف الدنيا ول تعرفه وال يابن لقد خشيت أن أهلك وأن‬
‫أكون من أهل النار‬
‫وروى ابن أب الدنيا عن عبد العلى بن أب عبد ال العنبي قال رأيت عمر بن عبد العزيز‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪218‬‬

‫خرج يوم المعة ف ثياب دسة ورآءه حبشي يشي فلما انتهى إل الناس رجع البشي فكان عمر إذا انتهى إل الرجلي قال هكذا رحكما ال حت صعد النب فخطب فقرأ إذا الشمس‬
‫كورت فقال وما شأن الشمس وإذا الحيم سعرت وإذا النة أزلفت فبكى وبكى أهل السجد وارتج السجد بالبكاء حت رأيت حيطان السجد تبكي معه ودخل عليه أعراب فقال يا أمي‬
‫الؤمني جاءت ب إليك الاجة وانتهيت إل الغاية وال سائلك عن فبكى عمر وقال له كم أنتم فقال أنا وثلث بنات ففرض له على ثلثائة وفرض لبناته مائة مائة وأعطاه مائة درهم من ماله‬
‫وقال له اذهب فاستنفقها حت ترج أعطيات السلمي فتأخذ معهم‬
‫وجاءه رجل من أهل أذربيجان فقام بي يديه وقال يا أمي الؤمني اذكر بقامي هذا بي يديك مقامك عدا بي يدي ال حيث ل يشغل ال عنك فيه كثرة من ياصم من اللئق من يوم بلقاه‬
‫بل ثقة من العمل ول براءة من الذنب قال فبكى عمر بكاءا شديدا ث قال له ما حاجتك فقال إن عاملك بأذربيجان عدا على فأخذ من اثن عشر ألف درهم فجعلها ف بيت الال فقال عمر‬
‫اكتبوا له الساعة إل عاملها فليد عليه ث أرسله مع البيد وعن زياد مول ابن عياش قال دخلت على عمر بن عبد العزيز ف ليلة باردة شاتية فجعلت أصطلي على كانون هناك فجاء عمر‬
‫وهو أمي الؤمني فجعل يصطلي معي على ذلك الكانون فقال ل يا زيادظ قلت نعم يا أمي الؤمني‬
‫قال قص علي قلت ما أنا بقاص فقال تكلم فقلت زياد فقال ماله فقلت ل ينفعه من دخل النة إذا دخل النار ول يضره من دخل النار إذا دخل النة فقال صدقت ث بكى حت أطفأ المر‬
‫الذي ف الكانون وقال له زياد العبدي يا أمي الؤمني ل تعمل نفسك ف الوصف واعملها ف الخرج ما وقعت فيه فلو أن كل شعرة فيك نطقت بمد ال وشكره والثناء عليه ما بلغت كنه‬
‫ما أنت فيه ث قال له زياد يا أمي الؤمني أخبن عن رجل له خصم ألد ما حاله قال سيء الال قال فإن كانا خصمي ألدين قال فهو اسوأ حال قال فإن كانوا ثلثة قال ذاك حيث ل يهنئه‬
‫عيش قال فو ال يا أمي الؤمني ما أحد من أمةممد ( ص ) إل وهو خصمك قال فبكى عمر حت تنيت أن ل أكن حدثته ذلك وكتب عمر بن عبد العزيز إل عدي بن أرطاة وأهل البصرة‬
‫أما بعد فإن من الناس من شاب ف هذا الشراب ويغشون عنده أمورا انتهكوها عند ذهاب عقولم وسفه أحلمهم فسفكوا له الدم الرام وارتكبوا فيه الفروج الرام والال الرام وقد جعل‬
‫ال عن ذلك مندوحة من أشربة حلل فمن انتبذ فل ينتبذ إل من أسقية الدم واستغنوا با أحل ال عما حرم فإنا من وجدناه شرب شيئا ما حرم ال بعد ما تقدمنا إليه جعلنا له عقوبة شديدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪219‬‬

‫ومن استخف با حرم ال عليه فال أشد عقوبة له وأشد تنكيل‬


‫خلفة يزيد بن عبد اللك‬
‫بويع له بعهد من أخيه سليمان بن عب اللك أن يكون ول المر من بعد عمر بن عبد العزيز فلما توف عمر ف رجب من هذه السنة أعن سنة إحدى ومائة بايعه الناس البيعة العامة وعمره إذ‬
‫ذاك تسع وعشرون سنة فعزل ف رمضان منها عن إمرة الدينة أبا بكر بن ممد بن عمرو بن حزم وول عليها عبد الرحن بن الضحاك بن قيس فجرت بينه وبي أب بكر بن حزم منافسات‬
‫وضغائن حت آل المر إل أن استدرك عليه حكومة فحده حدين فيها‬
‫وفيها كانت وقعة بي الوارج وهم أصحاب بسطام الارجي وبي جند الكوفة وكانت الوارج جاعة قليلة وكان جيش الكوفة نوا من عشرة آلف فارس وكادت الوارج أن تكسرهم‬
‫فتذامروا بينهم فطحنوا الوارج طحنا عظيما وقتلوهم عن آخرهم فلم يبقوا منهم ثائرة وفيها خرج يزيد بن الهلب فخلع يزيد بن عبد اللك واستحوذ على البصرة وذلك بعد ماصرة طويلة‬
‫وقتال طويل فلما ظهر عليها بسط العدل ف أهلها وبذل الموال وحبس عاملها عدي ابن أرطاة لنه كان قد مبس آل الهلب الذين كانوا بالبصرة حي هرب يزيد بن الهلب من مبس عمر‬
‫بن عبد العزيز كما ذكرنا ولا ظهر على قصر المارة أتى بعدي بن أرطاة فدخل عليه وهو يضحك فقال يزيد بن الهلب إن لعجب من ضحكك لنك هربت من القتال كما ترب النساء‬
‫وإنك جئتن وأنت تتل كما يتل العبد فقال عدي إن لضحك لن بقائي بقاء لك وأن من ورائي طالبا ل يتركن قال ومن هو قال جنود بن أمية بالشام ول يتركونك فدارك نفسك قبل أن‬
‫يرمي إليك البحر بأمواجه فتطلب إل ل قالة فل تقال فرد عليه يزيد جواب ما قال ث سجنه كما سجن أهله واستقر أمر يزيد بن الهلب على البصرة وبعث نوابه ف النواحي والهات‬
‫واستناب ف الهواز وأرسل أخاه مدرك بن الهلب عن نيابة خراسان ومعه جاعة من القاتلة فلما بلغ خبه الليفة يزيد بن عبد اللك جهز ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد اللك ف أربعة‬
‫آلف مقدمة بي يدي عمه مسلمة بن عبد اللك وهو ف جنود الشام قاصدين البصرة لقتاله ولا بلغ يزيد بن الهلب مرج اليوش إليه خرج من البصرة واستناب عليها أخاه مروان بن‬
‫الهلب وجاء حت نزل واسط واستشار من معه من المراء فيما ذا يعتمده فاختلفوا عليه ف الرأي فأشار عليه بعضهم بأن يسي إل الهواز لينحصن ف رؤس البال فقال إنا تريدون أن‬
‫تعلون طائرا ف رأس جبل وأشار عليه رجال أهل العراق أن يسي إل الزيرة فينلا بأحصن حصن فيها ويتمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪220‬‬

‫عليه أهل الزيرة فيقاتل بم أهل الشام وانسلخت هذه السنة وهو نازل بواسط وجيش الشام قاصده‬
‫وحج بالناس ف هذه السنة عبد الرحن بن الضحاك بن قيس أمي الدينة وعلى مكة عبد العزيز ابن عبد ال بن خالد بن أسيد وعلى الكوفة عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب‬
‫وعلى قضائها عامر الشعب وعلى البصرة يزيد بن الهلب قد استحوذ عليها وخلع أمي الؤمني يزيد ابن عبد اللك وفيها توف عمر بن عبد العزيز وربعى بن حراش وأبو صال السمان وكان‬
‫عابدا صادقا ثبتا وقد ترجناه ف كتابنا التكميل وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثنتي ومائة‬
‫فيها كان اجتماع مسلمة بن عبد اللك مع يزيد بن الهلب وذلك أن يزيد بن الهلب ركب من واسط واستخلف عليها ابنه معاوية وسار هو ف جيش وبي يديه أخوه عبد اللك بن الهلب‬
‫حت بلغ مكانا يقال له العقر وانتهى إليه مسلمة بن عبد اللك ف جنود ل قبل ليزيد با وقد التقت القدمتان أول فاقتتلوا قتال شديدا فهزم أهل البصرة أهل الشام ث تذامر أهل الشام فحملوا‬
‫على أهل البصرة فهزموهم وقتلوا منهم جاعة من الشجعان منهم النتوف وكان شجاعا مشهورا وكان من موال بكر بن وائل فقال ف ذلك الفرزدق ‪ ...‬تبكي على النتوف بكر بن وائل ‪...‬‬
‫‪ * ...‬وتنهى عن ابن مسمع من بكاها‬
‫فأجابه العد بن درهم مول الثوريي من هدان وهذا الرجل هو أول الهمية وهو الذي ذبه خالد بن عبد ال القسري يوم عيد الضحى فقال العد ‪ ...‬نبكي على النتوف ف نصر قومه ‪...‬‬
‫* وليتنا نبكي الشائدين أباها ‪ ...‬أرادا فناء الي بكر بن وائل ‪ * ...‬فعز تيم لو أصيب فناها ‪ ...‬فل لقيا روحا من ال ساعة ‪ * ...‬ول رقأت عينا شجي بكاها ‪ ...‬أف الغش نبكي إن بكينا‬
‫‪ ...‬عليهما ‪ * ...‬وقد لقيا بالغش فينا رداها‬
‫ولا اقترب مسلمة وابن أخيه العباس بن الوليد من جيش يزيد بن الهلب خطب يزيد بن الهلب الناس وحرضهم على القتال يعن قتال أهل الشام وكان مع يزيد نو من مائة ألف وعشرين‬
‫ألفا وقد بايعوه على السمع والطاعة وعلى كتاب ال وسنة رسوله ( ص ) وعلى ان ل يطأ النود بلدهم وعلى أن ل تعاد عليهم سية الفاسق الجاج ومن بايعنا على ذلك قبلنا منه ومن‬
‫خالفنا قاتلناه‬
‫وكان السن البصري ف هذه اليام يرض الناس على الكف وترك الدخول ف الفتنة وينهاهم أشد النهي وذلك لا وقع من القتال الطويل العريض ف أيام ابن الشعث وما قتل بسبب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪221‬‬

‫ذلك من النفوس العديدة وجعل السن يطب الناس ويعظهم ف ذلك ويأمرهم بالكف فبلغ ذلك نائب البصرة عبد اللك بن الهلب فقام ف الناس خطيبا فأمرهم بالد والهاد والنفر إل‬
‫القتال ث قال ولقد بلغن أن هذا الشيخ الضال الرائي ول يسمه يثبط الناس أما وال ليكفن عن ذلك أو لفعلن ولفعلن وتوعد السن فلما بلغ السن قوله قال أما وال ما أكره أن يكرمن‬
‫ال بوانه فسلمه ال منه حت زالت دولتهم وذلك أن اليوش لا تواجهت تبارز الناس قليل ول ينشب الرب شديدا حت فر أهل العراق سريعا وبلغهم أن السر الذي جاؤا عليه حرق‬
‫فانزموا فقال يزيد بن الهلب ما بال الناس ول يكن من المر ما يفر من مثله فقيل له إنه بلغهم أن السر الذي جاؤا عليه قد حرق فقال قبحهم ال ث رام أن يرد النهزمي فلم يكنه فثبت ف‬
‫عصابة من أصحابه وجعل بعضهم يتسللون منه حت بقى ف شرذمة قليلة وهو مع ذلك يسي قدما ل ير بيل إل هزمهم وأهل الشام يتجاورون عنه يينا وشال وقد قتل أخوه حبيب بن‬
‫الهلب فازداد حنقا وغيظا وهو على فرس له أشهب ث قصد نو مسلمة بن عبد اللك ل يريد غيه فلما واجه حلت عليه خيول الشام فقتلوه وقتلوا معه أخاه ممد بن الهلب وقتلوا‬
‫السميذع وكان من الشجعان وكان الذي قتل يزيد بن الهلب رجل يقال له القجل بن عياش فقتل إل جانب يزيد ابن الهلب وجاوا برأس يزيد إل مسلمة بن عبد اللك فأرسله مع خالد بن‬
‫الوليد بن عقبة بن أب معيط إل أخيه أمي الؤمني يزيد بن عبد اللك واستحوذ مسلمة على ما ف معسكر يزيد بن الهلب وأسر منهم نوا من ثلثائة فبعث بم إل الكوفة وبعث إل أخيه‬
‫فيهم فجاء كتابه بقتلهم فسار مسلمة فنل الية‬
‫ولا انتهت هزية ابن الهلب إل ابنه معاوية وهو بواسط عمد إل نو من ثلثي أسيا ف يده فقتلهم منهم نائب أمي الؤمني عمر بن عبد العزيز عدي بن أرطاة رحه ال وابنه ومالك وعبد‬
‫اللك ابنا مسمع وجاعة من الشراف ث أقبل حت أتى البصرة ومعه الزائن من الموال وجاء معه عمه الفضل بن الهلب إليه فاجتمع آل الهلب بالبصرة فأعدوا السفن وتهزوا أت الهاز‬
‫واستعدوا للهرب فساروا بعيالم واثقالم حت أتوا جبال كرمان فنلوها واجتمع عليهم جاعة من فل من اليش الذي كان مع يزيد بن الهلب وقد أمروا عليهم الفضل بن الهلب فأرسل‬
‫مسلمة جيشا عليهم هلل بن ماجور الحارب ف طلب آل الهلب ويقال إنم أمروا عليهم رجل يقال له مدرك بن ضب الكلب فلحقهم ببال كرمان فاقتتلوا هنالك قتال شديدا فقتل جاعة‬
‫من أصحاب الفضل وأسر جاعة من أشرافهم وأنزم بقيتهم ث حلقوا الفضل فقتلوه وحل رأسه إل مسلمة بن عبد اللك وأقبل جاعة من أصحاب يزيد بن الهلب فأخذوا لم أمانا من أمي‬
‫الشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪222‬‬

‫منهم مالك بن إبراهيم بن الشتر النخعي ث أرسلوا بالثقال والموال والنساء والذرية فوردت على مسلمة بن عبد اللك ومعهم رأس الفضل ورأس عبد اللك بن الهلب فبعث مسلمة‬
‫بالرؤس وتسعة من الصبيان السان إل أخيه يزيد فأمر بضرب أعناق أولئك ونصبت رؤسهم بدمشق ث أرسلها إل حلب فنصبت با وحلف مسلمة بن عبد اللك ليبيعن ذراري آل الهلب‬
‫فاشتراهم بعض المراء إبرارا لقسمه بائة ألف فأعتقهم وخلى سبيلهم ول يأخذ مسلمة من ذلك المي شيئا وقد رثا الشعراء يزيد بن الهلب بقصائد ذكرها ابن جرير‬
‫ولية مسلمة على بلد العراق وخراسان‬
‫وذلك أنه لا فرغ من حرب آل الهلب كتب إليه أخوه يزيد بن عبد اللك بولية الكوفة والبصرة وخراسان ف هذه السنة فاستناب على الكوفة وعلى البصرة وبعث إل خراسان ختنه زوج‬
‫ابنته سعيد بن عبد العزيز بن الارث بن الكم بن أب العاص اللقب بذينة فسار إليها فحرض أهلها على الصب والشجاعة وعاقب عمال من كان ينوب لل الهلب وأخذ منهم أموال جزيلة‬
‫ومات بعهضهم تت العقوبة‬
‫ذكر وقعة جرت بي الترك والسلمي‬
‫وذلك أن خاقان اللك العظم ملك الترك بعث جيشا إل الصغد لقتال السلمي عليهم رجل منهم يقال له كورصول فأقبل حت نزل على قصر الباهلي فحصره وفيه خلق من السلمي‬
‫فصالهم نائب سرقند وهو عثمان بن عبد ال بن مطرف على أربعي ألفا ودفع إليهم سبعة عشر دهقانا رهائن عندهم ث ندب عثمان الناس فانتدب رجل يقال له السيب بن بشر الرياحي ف‬
‫أربعة آلف فساروا نو الترك فلما كان ف بعض الطريق [ خطبهم ] فحثهم على القتال وأخبهم أنه ذاهب إل العداء لطلب الشهادة فرجع عنه أكثر من ألف ث ل يزل ف كل منل‬
‫يطبهم ويرجع عنه بعضهم حت بقى ف سبعمائة مقاتل فسار بم حت غالق جيش التراك وهم ماصرو ذلك القصر وقد عزم السلمون الذين هم فيه على قتل نسائهم وذبح أولدهم أمامهم‬
‫ث ينلون فيقاتلون حت يقتلوا عن آخرهم فبعث إليهم السيب يثبتهم يومهم ذلك فثبتوا ومكث السيب حت إذا كان وقت السحر فكب وكب أصحابه وقد جعلوا شعارهم يا ممد ث حلوا‬
‫على الترك حلة صادقة فقتلوا منهم خلقا كثيا وعقروا دواب كثية ونض إليهم الترك فقاتلوهم قتال شديدا حت فر أكثر السلمي وضربت دابة السيب ف عجزها فترجل وترجل معه‬
‫الشجعان فقاتلوا وهم كذلك قتال عظيما والتف الماعة بالسيب وصبوا حت فتح ال عليهم وفر الشركون بي أيديهم هاربي ل يلوون على شيء وقد كان التراك ف غاية الكثرة فنادى‬
‫منادي السيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪223‬‬

‫أن ل تتبعوا أحدا وعليكم بالقصر وأهله فاحتملوهم وحازوا ما ف معسكر أولئك التراك من الموال والشياء النفيسة وانصرفوا راجعي سالي بن معهم من السلمي الذين كانوا مصورين‬
‫وجاءت الترك من الغد فلم يدوا به داعيا ول ميبا فقالوا ف أنفسهم هؤلء الذين لقونا بالمس ل يكونوا إنسا إنا كانوا جنا ومن توف فيها من العيان والسادة‬
‫الضحاك بن مزاحم اللل‬
‫أبو القاسم ويقال أبو ممد الراسان كان يكون ببلخ وسرقند ونيسابور وهو تابعي جليل روى عن أنس وابن عمر وأب هريرة وجاعة من التابعي وقيل أنه ل يصح له ساع من الصحابة حت‬
‫ول من ابن عباس ساع وإن كان قد روى عنه أنه جاوره سبع سني وكان الضحاك إماما ف التفسي قال الثوري خذوا التفسي عن أربعة ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي والضحاك وقال‬
‫المام أحد هو ثقة وأنكر شعبة ساعه من ابن عباس وقال إنا أخذ عن سعيد عنه وقال ابن سعيد القطان كان ضعيفا وذكره ابن حبان ف الثقات وقال ل يشافه أحدا من الصحابة ومن قال أنه‬
‫لقى ابن عباس فقدوهم وحلت به أمه سنتي ووضعته وله أسنان وكان يعلم الصبيان حسبة وقيل أنه مات سنة خس وقيل سنة ست ومائة وال وأعلم‬
‫أبو التوكل الناجي‬
‫اسه علي بن البصري تابعي جليل ثقة رفيع القدر مات وقد بلغ الثماني رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثلث ومائة‬
‫فيها عزل أمي العراق وهو عمر بن هبية سعيد اللقب خذينة عن نيابة خراسان وول عليها سعيد بن عمرو الريشي بإذن أمي الؤمني وكان سعيد هذا من البطال الشهورين انزعج له الترك‬
‫وخافوه خوفا شديدا وتقهقروا من بلد الصغد إل ما وراء ذلك من بلد الصي وغيها وفيها جع يزيد بن عبد اللك لعبد الرحن بن الضحاك بن قيس بي إمرة الدينة وإمرة مكة وول عبد‬
‫الرحن الواحد بن عبد ال النضري نيابة الطائف وحج بالناس فيها أمي الرمي عبد الرحن ابن الضحاك بن قيس وال سبحانه وتعال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫يزيد بن أب مسلم‬
‫أبو العلء الدن عطاء بن يسار اللل أبو ممد القاص الدن مول ميمونة وهو أخو سليمان وعبد ال وعبد اللك وكلهم تابعي وروى هذا عن جاعة من الصحابة ووثقه غي واحد من الئمة‬
‫وقيل أنه توف سنة ثلث أو أربع ومائة وقيل توف قبل الائة بالسكندرية وقد جاوز الثماني وال سبحانه أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪224‬‬

‫ماهد بن جبي الكي‬


‫أبو الجاج القرشي الخزومي مول السائب بن أب السائب أحد أئمة التابعي والفسرين كان من أخصاء أصحاب ابن عباس وكان أعلم أهل زمانه بالتفسي حت قيل أنه ل يكن أحد يريد‬
‫بالعلم وجه ال إل ماهد وطاووس وقال ماهد أخذ ابن عمر بركاب وقال وددت أن ابن سالا وغلمي نافعا يفظان حفظك وقيل أنه عرض القرآن على ابن عباس ثلثي مرة وقيل مرتي‬
‫أقفه عند كل آية وأسأله عنها مات ماهد وهو ساجد سنة مائة وقيل إحدى وقيل ثنتي وقيل ثلث ومائة وقيل أربع ومائة وقد جاوز الثماني وال أعلم فصل‬
‫أسند ماهد عن أعلم الصحابة وعلمائهم عن ابن عمر وابن عباس وأب هريرة وابن عمرو وأب سعيد ورافع بن خديج وعنه خلق من التابعي قال الطبان حدثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد‬
‫الرزاق عن أب بكر بن عياش قال أخبن أبو يي أنه سع ماهدا يقول قال ل ابن عباس ل تنامن إل على وضوء فإن الرواح تبعث على ما قبضت عليه‬
‫وروى الطبان عنه أنه قال ف قوله تعال ادفع بالت هي أحسن قال يسلم عليه إذا لقيه وقيل هي الصافحة وروى عمرو بن مرة عنه أنه قال أوحى ال عز وجل إل داود عليه السلم اتق ل‬
‫يأخذك ال على ذنب ل ينظر فيه إليك فتلقاه حي تلقاه وليست لك حاجة وروى ابن أب شيبة عن أب أمامة عن العمش عن ماهد قال كان بالدينة أهل بيت ذوي حاجة عندهم رأس شاة‬
‫فأصابوا شيئا فقالوا لو بعثنا بذا الرأس إل من هو أحوج إليه منا فبعثوا به فلم يزل يدور بالدينة حت رجع إل أصحابه الذين خرج من عندهم أول وروى ابن أب شيبة عن أب الحوص عن‬
‫منصور عن ماهد قال ما من مؤمن يوت إل بكى عليه السماء والرض أربعي صباحا وقال فلنفسهم يهدون قال ف القب وروى الوزاعي عن عبدة بن أب لبانة عن ماهد قال كان يج من‬
‫بن إسرائيل مائة ألف فإذا بلغوا أرصاف الرم خلعوا نعالم ث دخلوا الرم حفاة وقال يي بن سعيد القطان قال ماهد ف قوله تعال يا مري اقنت لربك قال اطلب الركود وف قوله تعال‬
‫واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال الزامي وقال ف قوله تعال أنكال وجحيما قال قيود وقال ف قوله ل حجة بيننا وبينكم قال ل خصومة وقال ث لتسألن يومئذ عن النعيم قال عن كل‬
‫لذة ف الدنيا وروى أبو الديبع عن جرير ابن عبد السيب عن منصور عن ماهد قال رن إبليس أربع رنات حي لعن وحي أهبط‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪225‬‬

‫وحي بعث النب ( ص ) وحي أنزلت المد ل رب العالي وأنزلت بالدينة وكان يقال الرنة والنخرة من الشيطان فلعن من ن أو نر وروى ابن نيح عنه ف قوله تعال أتبنون بكل ربع آية‬
‫تعبئون قال بروج المام وقال ف قوله تعال أنفقوا من طيبات ما كسبتم قال التجارة وروى ليث عن ماهد قال إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا قال استقاموا فلم يشركوا حت ماتوا وروى‬
‫يي بن سعيد عن سفيان عن ابن أبر عن طلحة بن مصرف عن ماهد ول يكن له كفوا أحد قال صاحبة وقال ليث عن ماهد قال النملة الت كلمت سليمان كانت مثل الذئب العظيم‬
‫وروى الطبان عن أب نيح عن ماهد قال كان الغلم من قوم عاد ل يتلم حت يبلغ مائت سنة وقال سأل سائل دعا داع وف قوله [ ماء غدقا لنفتنهم فيه ] حت يرجعوا إل علمي فيه [ ل‬
‫يشركون ب شيئا ] قال ل يبون غيي الذين يكرون السئات قال هم الراؤون وف قوله تعال [ قل للذين آمنوا يغفرون للذين ل يرجون أيام ال ] قال هم الدين ل يدرون أنعم ال عليهم‬
‫أم ل ينعم ث قرأ [ وذكرهم بأيام ال ] قال أيامه نعمه ونقمه [ فردوه إل ال والرسلو ] فردوه إل كتاب ال وإل رسوله ما دام حيا فإذا مات فإل سنته [ واسبغ عليكم معمه ظاهرة‬
‫وباطنة ] قال أما الظاهرة فالسلم والقرآن والرسول الرزق وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب وروى الكم عن ماهد قال لا قدمت مكة نساء على سليمان عليه السلم رأت حطبا‬
‫جزل فقالت لغلم سليمان هل يعرف مولك كم وزن دخان هذا الطب فقال الغلم دعى مولي أنا أعرف كم وزن دخانه فكيف مولي قالت فكم وزنه فقال الغلم يوزن الطب ث يرق‬
‫الطب ويوزن رماده فما نقص فهو دخانه وقال ف قوله تعال ومن ل يتب فأولئك هم الظالون قال من ل يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو من الظالي وقال ما من يوم ينقضي من الدنيا إل قال‬
‫ذلك اليوم المد ل الذي أراحن من الدنيا وأهلها ث تطوى عليه فيختم إل يوم القيامة حت يكون ال عز وجل هو الذي يفض خاته وقال ف قوله تعال يؤتى الكمة من يشاء قال العلم‬
‫والفقه وقال إذا ول المر منكم الفقهاء وف قوله تعال [ ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ] قال البدع والشبهات وقال أفضل العبادة الرأي السن يعن اتباع السنة وقال ما أدري أي‬
‫النعمتي أفضل أن هدان للسلم أو عافان من الهواء وقال ف رواية ألو المر منكم أصحاب ممد وربا قال أولو العقل والفضل ف دين ال عز وجل [ با صنعوا قارعة ] قال السرية ]‬
‫ويلق مال تعلمون ] قال السوس ف الثياب [ وهن العظم من ] قال الضراس [ حفيا ] قال رحيما وروى عبدال بن أحد بن حنبل قال وجدت ف كتاب ممد بن أب حات بط يده حدثنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪226‬‬

‫بشر بن الارث حدثنايي بن يان عن عثمان بن السود عن ماهد قال لو أن رجل أنفق مثل أحد ف طاعة ال عز وجل ل يكن من السرفي وف قوله تعال وهو شديد الحال قال العداوة‬
‫[ بينهما برزخ ل يبغيان ] قال بينهما حاجز من ال فل يبغي اللو على الال ول الال على اللو‬
‫وقال ابن مندة ذكر ممد بن حيد حدثنا عبد ال بن عبد القدوس عن العمش قال كان ماهد ل يسمع بأعجوبة إل ذهب فنظر إليها قال وذهب إل حضرموت إل بئر برهوت قال وذهب‬
‫إل بابل قال وعليها وال صديق لجاهد فقال ماهد تعرض على هاروت وماروت قال فدعا رجل من السحرة فقال اذهب بذا فاعرض عليه هاروت وماروت فقال اليهودي بشرط أن ل‬
‫تدعو ال عندها قال ماهد فذهب ب إل قلعة فقطع منها حجرا ث قال خذ برجلي فهوى ب حت انتهى إل حوبة فإذا ها معلقي منكسي كالبلي العظيمي فلما رأيتهما قلت سبحان ال‬
‫خالقكما قال فاضطربا فكأن جبال الدنيا قد تدكدت قال فغشى علي وعلى اليهودي ث أفاق اليهودي قبلي فقال قم كدت أن تلك نفسك وتلكن‬
‫وروى ابن فضيل عن ليث عن ماهد قال يؤتى يوم القيامة بثلثة نفر بالغن والريض والعبد الملوك قال فيقول ال عز وجل للغن ما شغلك عن عبادت الت إنا خلقتك لا فيقول يارب‬
‫أكثرت ل من الال فطغيت فيؤتى بسليمان عليه السلم ف ملكه فيقول لذا انت كنت أكثر مال واشد شغل أم هذا قال فيقول بل هذا يارب فيقول ال له فإن هذا ل ينعه ما أوتى من اللك‬
‫والال والشغل عن عبادت قال ويؤتى بالريض فيقول ما منعك عن عبادت الت خلقتك لا فيقول يارب شغلن عن هذا مرض جسدي فيؤتى بأيوب عليه السلم ف ضره وبلئه فيقول له أأنت‬
‫كنت أشد ضرا ومرضا أم هذا فيقول بل هذا فيقول إن هذا ل يشغله ضره ومرضه عن عبادت ث يؤتى بالملوك فيقول ال له ما منعك من عبادت الت خلقتك لا فيقول رب فضلت علي أربابا‬
‫فملكون وشغلون عن عبادتك فيؤتى بيوسف عليه السلم ف رقه وعبوديته فيقول ال له أأنت كنت أشد ف رقك وعبوديتك أم هذا فيقول بل هذا يارب فيقول ال فإن هذا ل يشغله ما كان‬
‫فيه من الرق عن عبادت وروى حيد عن العرج عن ماهد قال كنت أصحب ابن عمر ف السفر فإذا أردت أن أركب مسك ركاب فإذا ركبت سوى على ثياب فرآن مرة كأن كرهت ذلك‬
‫ف فقال يا ماهد إنك لضيق اللق وف رواية صبحت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان يدمن‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن رجل عن ماهد قال جعلت الرض للك الوت مثل الطست يتناول منها حيث شاء وجعل له أعوان يتوفون النفس ث يقبضها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪227‬‬

‫منهم وقال لا هبط آدم إل الرض قال له ابن للخراب ولد للفناء وروى قتيبة عن جرير عن منصور عن ماهد ويلعنهم اللعنون قال تلعن عصاة بن آدم دواب الرض وما شاء ال حت‬
‫اليات والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بن آدم وقال غيه تسلط الشرات على العصاة ف قبورهم لا كان ينالم من الشدة بسبب ذنوبم فتلك الشرات من العقارب واليات هي‬
‫السيئات الت كانوايعملونا ف الدنيا ويستلذونا صارت عذابا عليهم نسأل ال العافية وقال إن النسان لربه لكنود لكفور وقال المام أحد حدثنا عمر بن سليمان حدثن مسلم أبو عبد ال‬
‫عن ليث عن ماهد قال من ل يستحي من اللل خفت مؤنته وأراح نفسه وقال عمرو بن زروق حدثنا شعبة عن الكم عن ماهد قال [ فظن أن لن نقدر عليه أن لن نعاقبه بذنبه وبذا‬
‫السناد قال ل أكن أحسن ما الزخرف حت سعتها ف قراة عبد ال بيتا من ذهب وقال قتيبة بن سعيد حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن ماهد إن ال عز وجل ليصلح بصلح العبد ولده‬
‫قال وبلغن أن عيسى عليه السلم كان يقول طوب للمؤمن كيف يلفه ال فيمن ترك بي وقال الفضيل بن عياض عن عبيد الكتب عن ماهد ف قوله تعال [ وتقطعت بم السباب ]‬
‫الوصال الت كانت بينهم ف الدنيا وروى سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله تعال ل يرقبون ف مؤمن إل ول ذمة قال الل ال عز وجل وقال ف قوله‬
‫تعال ط [ بقية ال خي لكم ] طاعة ال عز وجل وف قوله تعال [ ولن خاف مقام ربه جنتان ] قال هو الذي يذكر ال عند الم بالعاصي وقال الفضيل بن عياض عن منصور عن ماهد‬
‫سيماهم ف وجوههم الشوع وف قوله تعال [ وقوموا ل قانتي ] قال القنوت الركود والشوع وغض البصر وخفض الناح من رهبة ال وكان العلماء إذا قام أحدهم ف الصلة هاب‬
‫الرحن أن يشد بصره أو يلتفت أو يقلب الصا أو يعبث بشيء أو يدث نفسه بشيء من الدنيا إل خاشعا مادام ف صلتته‬
‫وقال عبد ال بن أحد بن حنبل حدثنا أبو عمرو حدثنا ابن إدريس حدثن عقبة بن إسحاق وأثن عليه خيا حدثنا ليث عن ماهد قال كنت إذا رأيت العرب استخفيتها وجدتا من وراء دينها‬
‫فإذا دخلوا ف الصلة فكأنا أجساد ليست فيها أرواح وروى العمش عنه قال إنا القلب منلة الكف فإذا أذنب الرجل ذنبا قبض هكذا ضم النصر حت ضم أصابعه كلها اصبعا اصبعا قال‬
‫ث يطبع فكانوا يريدون ذلك الران قال ال تعال كل بل ران على قلوبم ما كانوا يكسبون وروى قبيصة عن سفيان الثوري عن منصور عن ماهد [ بلى من كسب سيئة وأحاطت به‬
‫خطيئته ] قال الذنوب تيط بالقلوب كالائط البن على الشيء الحيط كلما عمل ذنبا ارتفعت حت تغشى القلب حت تكون هكذا ث قبض يده ث قال هو الران وف قوله [ با‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪228‬‬

‫قدم وأخر ] قال أول عمل العبد وآخره [ وإل ربك فارغب ] قال إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إل الصله فاجعل رغبتك إليه ونيتك له‬
‫وعن منصور عن ماهد [ النفس الطمئنة ] قال هي النفس الت قد أيقنت أن ال ربا وضربت حاشا لمره وطاعته وروى عبد ال بن البارك عن ليث عن ماهد قال ما من ميت يوت إل‬
‫عرض عليه أهل ملسه إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو وقال أحد حدثنا هاشم ين القاسم حدثنا ممد بن طلحة عن زبيد بن ماهد قال قال‬
‫إبليس إن يعجزن ابن آدم فلن يعجزن من ثلث خصال أخذ مال بغي حق وإنفاقه ف غي حقه وقال أحد حدثنا ابن ني قال قال العمش كنت إذا رأيت ماهدا ظننت أنه حر مندح قد ضل‬
‫حاره فهو مهتم وعن ليث عن ماهد قال من أكرم نفسه وأعزها أذل دينه ومن أذل نفسه أعز دينه وقال شعبة عن الكم عن ماهد قال قال ل يا أبا الغازي كم لبث نوح ف الرض قال‬
‫قلت ألف سنة إل خسي عاما قال فإن الناس ل يزدادوا ف أعمارهم وأجسادهم وأخلقهم إل نقصا وروى أبو بكر بن أب شيبة عن أب علية عن ليث عن ماهد قال ذهبت العلماء فما بقى‬
‫إل التعلمون وما الجتهد فيكم إل كاللعب فيمن كان قبلكم وروى ابن أب شيبة أيضا عن ابن إدريس عن ليث عن ماهد قال لو ل يصب السلم من أخيه إل أن حياء منه ينعه من العاصي‬
‫لكان ف ذلك خي وقال الفقيه من ياف ال وإن قل علمه والاهل من عصى ال وإن كثر علمه وقال إن العبد إذا أقبل على ال بقلبه أقبل ال بقلوب الؤمني إليه وقال ف قوله تعال وثيابك‬
‫فطهر قال عملك فأصلح [ واسألوا ال من فضله ] قال ليس من عرض الدنيا [ والذي جاء بالصدق وصدق به ] قال هم الذين ييئون بالقرآن قد اتبعوه وعملوا با فيه وقال يقول القرآن‬
‫للعبد إن معك ما اتبعتن فإذا ل تعمل ب اتبعتك ول تنس نصيبك من الدنيا قال خذ من دنياك لخرتك وذلك أن تعمل فيها بطاعة ال عز وجل وقال داود بن الحب عن عباد بن كثي عن‬
‫عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه ماهد بن جبي قال قلت لبن عمر أي حجاج بيت ال أفضل وأعظم أجرا قال من جع ثلث خصال نية صادقة وعقل وافرا ونفقة من حلل فذكرت ذلك‬
‫لبن عباس فقال صدق فقلت إذا صدقت نيته وكانت نفقته من حلل فماذا يضره قلة عقله فقال يا أبا حجاج سألتن عما سألت عنه رسول ال ( ص ) فقال والذي نفسي بيده ما أطاع‬
‫العبد ال بشيء أفضل من حسن العقل ول يقبل ال صوم عبد ول صلته ول شيئا ما يكون من عمله من أنواع الي إن ل يعمل بعقل ولو أن جاهل فاق الجتهدين ف العبادة كان ما يفسد‬
‫أكثر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪229‬‬

‫ما يصلح قلت ذكر العقل ف هذا الديث ورفعه إل النب ( ص ) من النكرات والوضوعات والثلث الصال موقوفة على ابن عمر من قوله من جع ثلث خصال إل قوله قال ابن عباس‬
‫صدق والباقي ل يصح رفعه ول وقفه وداود بن الحب كنيته أبو سليمان قال الاكم حدث ببغداد عن جاعة من الثقات بأحاديث موضوعة حدث با عنه الارث بن أب أسامة وله كتاب‬
‫[ العقل وأكثر ما أودع ذلك الكتاب موضوع على رسول ال ( ص ) وذكر العقل مرفوعا ف هذه الرواية لعلة من جلتها وال أعلم وقد كذبه أحد بن حنبل‬
‫مصعب بن سعد بن أب وقاص تابعي جليل القدر موسى بن طلحة بن عبيد ال التميمي كان يلقب بالهدي لصلحه كان تابعيا جليل القدر من سادات السلمي رحه ال‬
‫ث دخلت سنة أربع ومائة‬
‫فيها قاتل سعيد بن عمرو الرشي نائب خراسان أهل الصغد وحاصر أهل خجندة وقتل خلقا كثيا وأخذ أموال جزيلة وأسر رقيقا كثيا جدا وكتب بذلك إل يزيد بن عبد اللك لنه هو‬
‫الذي وله وف ربيع الول منها عزل يزيد بن عبداللك عن إمرة الرمي عبدالرحن ابن الضحاك بن قيس وكان سببه أنه خطب فاطمة بنت السي فامتنعت من قبول ذلك فأل عليها‬
‫وتوعدها فأرسلت إل يزيد تشكوه إليه فبعث إل عبد الواحد بن عبد ال النضري نائب الطائف فوله الدينة وأن يضرب عبد الرحن بن الضحاك حت يسمع صوته أمي الؤمني وهو متكئ‬
‫على فراشه بدمشق وأن يأخذ منه أربعي ألف دينار فلما بلغ ذلك عبد الرحن ركب إل دمشق واستجار بسلمة بن عبد اللك فدخل على أخيه فقال إن ل إليك حاجة فقال كل حاجة تقولا‬
‫فهي لك إل أن تكون ابن الضحاك فقال هو وال حاجت فقال وال ل أقبلها ول أعفو عنه فرده إل الدينة فتسلمه عبد الواحد فضربه وأخذ ماله حت تركه ف جبة صوف فسأل الناس بالدينة‬
‫وكان قد باشر نيابة الدينة ثلث سني وأشهرا وكان الزهري قد أشار عليه برأي سديد وهو أن يسأل العلماء إذا أشكل عليه أمر فلم يقبل ول يفعل فأبغضه الناس وذمه الشعراء ث كان هذا‬
‫آخر أمره‬
‫وفيها عزل عمر بن هبية سعيد بن عمرو الرشي وذلك أنه كان يستخف بأمر ابن هبية فلما عزله أحضره بي يديه وعاقبه وأخذ منه أموال كثية وأمربقتله ث عفا عنه وول على خراسان‬
‫مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلب فسار إليها فاستخلص أموال كانت منكسرة ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪230‬‬

‫أيام سعيد بن عمرو الرشي وفيها غزا الراح بن عبد ال الكمي نائب أرمينية وأذربيجان أرض الترك ففتح بلنجر وهزم الترك وغرقهم وذراريهم ف الاء وسب منهم خلقا كثيا وافتتح‬
‫عامة الصون الت تلى بلنجر وأجلى عامة أهلها والتقى هو والاقان االلك فجرت بينهم وقعة هائلة آل المر فيها إل أن انزم خاقان وتبعهم السلمون فقتلوا منهم مقتلة عظيمة قتل فيها‬
‫خلق كثي ل يصون وحج بالناس ف هذه السنة عبد الواحد بن عبد ال النضري أمي الرمي والطائف وعلى نيابة العراق وخراسان عمر ونائبه على خراسان مسلم بن سعيد يومئذ وف هذه‬
‫السنة ولد السفاح وهو أبو العباس عبد ال بن ممد بن على بن عبدال بن عباس اللقب بالسفاح أول خلفاء بن العباس وقد بايع أباه ف الباطن جاعة من أهل العراق وفيها توف من العيان‬
‫خالد بن سعدان الكلعي‬
‫له روايات عن جاعة من الصحابة وكان تابعيا جليل وكان من العلماء وأئمة الدين العدودين الشهورين وكان يسبح كل يوم أربعي ألف تسبيحة وهو صائم وكان إمام أهل حص وكان ]‬
‫يصلي التراويح ف شهر رمضان فكان يقرأ فيها ف كل ليلة ثلث القرآن وروى الوزجان عنه أنه قال من اجترأ على اللوم ف مراد الق قلب ال تلك الحامد عليه ذما وروى ابن أب الدنيا‬
‫عنه قال ما من عبد إل وله أربعة أعي عينان ف وجهه يبصر بما أمر دنياه وعينان ف قلبه يبصر بما أمر آخرته فإذا أراد ال بالعبد خيا فتح عينيه اللتي ف قلبه فأبصر بما أمر آخرته وها‬
‫غيب فأمن الغيب بالغيب وإذا أراد ال بالعبد خلف ذلك ترك العبد القلب على ما هو عليه فتراه ينظر فل ينتفعن فإذا نظر بقلبه نفع وقال بصر القلب من الخرة وبصر العيني من الدنيا وله‬
‫[ فضائل كثية رحه ال تعال‬
‫عامر بن سعد بن أب وقاص الليثي له روايات كثية عن أبيه وغيه وهو تابعي جليل ثقة مشهور‬
‫عامر بن شراحيل الشعب‬
‫توف فيها ف قول [ كان الشعب من شعب هدان كنيته أبو عمرو وكان علمة أهل الكوفة كان إماما حافظا ذا فنون وقد أدرك خلقا من الصحابة وروى عنهم وعن جاعة من التابعي وعنه‬
‫أيضا روى جاعة من التابعي قال أبو ملز ما رأيت أفقه من الشعب وقال مكحول ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية منه وقال داود الودى قال ل الشعب قم معي هاهنا حت أفيدك علما بل‬
‫هو رأس العلم قلت أي شيء تفيدن قال إذا سئلت عما ل تعلم فقل ال أعلم فإنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪231‬‬

‫علم حسن وقال لو أن رجل سافر من أقصى اليمن لفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره ما رأيت سفره ضائعا ولو سافر ف طلب الدنيا أو الشهوات إل خارج هذا السجد لرأيت سفره‬
‫[ عقوبة وصياعا وقال العلم أكثر من عدد الشعر فخذ من كل شيء أحسنه‬
‫أبو بردة بن أبو موسى الشعري‬
‫تول قضاء الكوفة قبل الشعب فإن الشعب تول ف خلفة عمر بن عبد العزيز واستمر إل أن مات وأما أبو بردة فإنه كان قاضيا ف زمن الجاج ث عزله الجاج وول أخاه أبا بكر وكان أبو‬
‫بردة فقيها حافظا عالا له روايات كثية‬
‫أبو قلبة الرمي‬
‫عبد ال بن يزيد البصري له روايات كثية عن جاعة من الصحابة وغيهم وكان من كبار الئمة والفقهاء وطلب للقضاء فهرب منه وتغرب قدم الشام فنل داريا وبا مات رحه ال قال ]‬
‫أبو قلبة إذا أحدث ال لك علما فأحدث له عبادة ول يكن هك ما تدث به الناس فلعل غيك ينتفع ويستغن وأنت ف الظلمة تتعثر وإن لرى هذه الجالس إنا هي مناخ البطالي وقال إذا‬
‫[ بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذرا جهدك فإن ل تد له عذرا فقل لعل لخي عذرا ل أعلمه‬
‫ث دخلت سنة خس ومائة‬
‫فيها غزا الراح بن عبد ال الكمي بلد اللن وفتح حصونا كثية وبلدا متسعة الكناف من وراء بلنجر واصاب غنائم جة وسب خلقا من أولد التراك وفيها غزا مسلم بن سعيد بلد‬
‫الترك وحاصر مدينة عظيمة من بلد الصغد فصاله ملكها على مال كثي يمله إليه وفيها غزا سعيد بن عبد اللك بن مروان بلد الروم فبعث بي يديه سرية ألف فارس فأصيبوا جيعا‬
‫وفيها لمس بقي من شعبان منها توف أمي الؤمني يزيد بن عبد اللك بن مروان بأربد من أرض البلقاء يوم المعة وعمره ما بي الثلثي والربعي وهذه ترجته هو‬
‫يزيد بن عبد اللك بن مروان أبو خالد القرشي الموي أمي الؤمني وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية قيل إنا دفنت بقب عاتكة فنسبت الحلة إليها وال أعلم بويع له باللفة بعد عمر بن عبد‬
‫العزيز ف رجب من سنة إحدى ومائة بعهد من أخيه سليمان أن يكون الليفة بعد عمر ابن عبد العزيز لمس بقي من رجب قال ممد بن يي الذهلي حدثنا كثي بن هشام ثنا جعفر ابن‬
‫برقان حدثن الزهري قال كان ل يرث السلم الكافر ول الكافر السلم ف عهد رسول ال ( ص ) وأب بكر وعمر وعثمان وعلي فلما ول اللفة معاوية ورث السلم من الكافر ول يورث‬
‫الكافر من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪232‬‬

‫السلم وأخذ بذلك اللفاء من بعده فلما قام عمر بن عبد العزيز راجع السنة الول وتبعه ف ذلك يزيد بن عبد اللك فلما قام هشام أخذ بسنة اللفاء يعن أنه ورث السلم من الكافر وقال‬
‫الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال بينما نن عند مكحول إذ أقبل يزيد بن عبد اللك فهممنا أن نوسع له فقال مكحول دعوه يلس حيث انتهى به الجلس يتعلم التواضع‬
‫وقد كان يزيد هذا يكثر من مالسة العلماء قبل أن يلي اللفة فلما ول عزم على أن يتأسى بعمر بن عبد العزيز فما تركه قرناء السوء وحسنوا له الظلم قال حرملة عن ابن وهب عن عبد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم قال لا ول يزيد بن عبد اللك قال سيوا بسية عمر فمكث كذلك أربعي ليلة فأتى بأربعي شيخا فشهدوا له أنه ما على اللفاء من حساب ول عذاب وقد اتمه‬
‫بعضهم ف الدين وليس بصحيح إنا ذاك ولده الوليد بن يزيد كما سيأت أما هذا فما كان به بأس وقد كتب إليه عمر بن عبد العزيز أما بعد فأن ل أران إل ملما ب وماأرى المر إل سيفضي‬
‫إليك فال ال ف أمة ممد فإنك عما قليل ميت فتدع الدنيا إل من ل يعذرك والسلم وكتب يزيد بن عبد اللك إل أخيه هشام أما بعد فإن أمي الؤمني قد بلغه أنك استبطأت حياته وتنيت‬
‫وفاته ورمت اللفة وكتب ف آخره ‪ ...‬تن رجال أن أموت وإن أمت ‪ * ...‬فتلك سبيل لست فيها بأوحد ‪ ...‬وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ‪ * ...‬مت مت ما الباغي علي بخلد ‪...‬‬
‫‪ ...‬منيته تري لوقت وحتفه ‪ * ...‬يصادفه يوما على غي موعد ‪ ...‬فقل للذي يبقى خلف الذي مضى ‪ * ...‬تيأ لخرى مثلها وكأن‬
‫قد فكتب إليه هشام جعل ال يومي قبل يومك وولدي قبل ولدك فل خي ف العيش بعدك ولقد كان يزيد هذا يب حظية من حظاياه يقال لا حبابة بتشديد الباء الول والصحيح تفيفها‬
‫واسها عالية وكانت جيلة جدا وكان قد اشتراها ف زمن أخيه بأربعة آلف دينار من عثمان بن سهل بن حنيف فقال له أخوه سليمان لقد همت أحجر على يديك فباعها فلما أفضت إليه‬
‫اللفة قالت له امرأته سعدة يوما يا أمي الؤمني هل بقى ف نفسك من أمر الدنيا شيء قال نعم حبابة فبعثت امرأته فاشترتا له ولبستها وصنعتها وأجلستها من وراء الستارة وقالت له أيضا‬
‫يا أمي الؤمني هل بقى ف نفسك من أمر الدنيا شيء قال أو ما أخبتك فقالت هذه حبابة وأبرزتا له وأخلته با وتركته وإياها فحظيت الارية عنده وكذلك زوجته أيضا فقال يوما أشتهي أن‬
‫أخلو ببابة ف قصر مدة من الدهر ل يكون عندنا أحد ففعل ذلك وجع إليه ف قصره ذلك حبابة وليس عنده ف أحد وقد فرش له بأنواع الفرش والبسط الائلة والنعمة الكثية السابغة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪233‬‬

‫فبينما هو معها ف ذلك القصر عل أسر حال وأنعم بال وبي يديهما عنب يأكلن منه إذ رماها ببة عنب وهي تضحك فشرقت با فماتت فمكث أياما يقبلها ويرشفها وهي ميتة حت أنتنت‬
‫وجيفت فأمر بدفنها فلما دفنها أقام أياما عندها على قبها هائما ث رجع إل النل ث عاد إل قبها فوقف عليه وهو يقول ‪ ...‬فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا ‪ * ...‬فباليأس تسلو عنك‬
‫‪ ...‬ل بالتجلد ‪ ...‬وكل خليل زارن فهو قاتل ‪ * ...‬من أجلك هذا هامة اليوم أو غد‬
‫ث رجع فما خرج من منله حت خرج بنعشه وكان مرضه بالسل وذلك السواد سواد الردن يوم المعة لمس بقي من شعبان من هذه السنة أعن سنة خس ومائة‬
‫وكانت خلفته أربع سني وشهرا على الشهور وقيل أقل من ذلك وكان عمره ثلثا وثلثي سنة وقيل خسا وقيل ستا وقيل ثانيا وقيل تسعا وثلثي وقيل أنه بلغ الربعي فال أعلم‬
‫وكان طويل جسيما أبيض مدور الوجه أفقم الفم ل يشب وقيل أنه مات بالولن وقيل بوران وصلى عليه ابنه الوليد بن يزيد وعمره خس عشرة سنة وقيل بل صلى عليه أخوه هشام بن‬
‫عبد اللك وهو الليفة بعده وحل على أعناق الرجال حت دفن بي باب الابية وباب الصغي بدمشق وكان قد عهد بالمر من بعده لخيه هشام ومن بعده لولده الوليد بن يزيد فبايع الناس‬
‫من بعده هشاما‬
‫خلفة هشام بن عبد اللك بن مروان‬
‫بويع له باللفة يوم المعة بعد موت أخيه لمس بقي من شعبان من هذه السنة أعن سنة خس ومائة وله من العمر أربع وثلثون سنة واشهر لنه ولد لا قتل أبوه عبد اللك مصعب بن‬
‫الزبي ف سنة ثنتي وسبعي فسماه منصور تفاؤل ث قدم فوجد أمه قد أسته باسم أبيها هشام فأقره قال الواقدي أتته اللفة وهو الديثونة ف منل له فجاءه البيد بالعصا والات فسلم عليه‬
‫باللفة فركب من الرصافة حت أتى دمشق فقام بأمر اللفة أت القيام فعزل ف شوال منها عن إمرة العراق وخراسان عمر بن هبية وول عليها خالد بن عبدال القسري وقيل أنه استعمله‬
‫على العراق ف سنة ست ومائة والشهور الول وحج بالناس فيها إبراهيم بن هشام بن إساعيل الخزومي خال أمي الؤمني أخو أمه عائشة بنت هشام بن إساعيل ول تلد من عبد اللك سواه‬
‫حت طلقها لنا كانت حقاء وفيها قوى أمر دعوة بن العباس ف السر بأرض العراق وحصل لدعاتم أموال جزيلة يستعينون با على أمرهم وما هم بصدده وفيها توف من العيان‬
‫أبان بن عثمان بن عفان‬
‫تقدم ذكر وفاته سنة خس وثاني كان من فقهاء التابعي وعلمائهم قال عمرو بن شعيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪234‬‬

‫ما رأيت أعلم منه بالديث والفقه وقال يي بن سعيد القطان فقهاء الدينة عشرة ذكر أبان بن عثمان أحدهم وخارجة بن زيد وسال بن عبد ال وسعيد بن السيب وسليمان بن يسار وعبيد‬
‫ال ابن عبد ال بن عتبة وعروة والقاسم وقبيصة بن ذؤيب وأبو سلمة بن عبد الرحن قال ممد ابن سعد كان به صمم ووضح واصابه الفال قبل أن يوت بسنة وتوف سنة خس ومائة أبو‬
‫رجاء العطاردي عامر الشعب ف قول وقد تقدم وكثي عزة ف قول وقيل ف الت بعدها كما سيأت‬
‫ث دخلت سنة ست ومائة‬
‫ففيها عزل هشام بن عبد اللك عن إمرة الدينة ومكة والطائف عبد الواحد بن عبد ال النضري وول على ذلك كله ابن خاله إبراهيم بن هشام بن إساعيل الخزومي وفيها غزا سعيد بن عبد‬
‫اللك الصائفة وفيها غزا مسلم بن سعيد مدينة فرغانة ومعاملتها فلقيه عندها الترك وكانت بينهم وقعة هائلة قتل فيها الاقان وطائفة كبية من الترك وفيها أوغل الراح الكمى ف أرض‬
‫الزر فصالوه وأعطوه الزية والراج وفيها غزا الجاج بن عبد اللك اللن فقتل خلقا كثيا وغنم وسلم وفيها عزل خالد بن عبد ال القسري عن إمرة خراسان مسلم بن سعيد وول‬
‫عليها أخاه أسد بن عبد ال القسري وحج بالناس ف هذه السنة أمي الؤمني هشام بن اللك وكتب إل أب الزناد قبل دخوله الدينة ليتلقاه ويكتب له مناسك الج ففعل فتلقاه الناس من‬
‫الدينة إل أثناء الطريق وفيهم أبو الزناد قد امتثل ما أمر بن وتلقاه فيمن تلقاه سعيد بن عبدال ابن الوليد بن عثمان بن عفان فقال له يا أمي الؤمني إن أهل بيتك ف مثل هذه الواطن الصالة‬
‫ل يزالوا يلعنون أبا تراب فالعنه أنت أيضا قال أبو الزناد فشق ذلك على هشام وأستثقله وقال ما قدمت لشتم أحد ول لعنة أحد إنا قدمنا حجاجا ث أعرض عنه وقطع كلمه وأقبل على أب‬
‫الزناد يادثه ولا انتهى إل مكة عرض له إبراهيم بن طلحة فتظلم إليه ف أرض فقاله له أين كنت عند عبد اللك قال ظلمن قال فالوليد قال ظلمن قال فسليمان قال ظلمن قال فعمر ابن‬
‫عبد العزيز قال ردها علي قال فيزيد قال انتزعها من يدي وهي الن ف يدك فقال له هشام أما لو كان فيك مضرب لضربتك فقال بلى ف مضرب بالسوط والسيف فانصرف عنه هشام وهو‬
‫يقول لن معه ما رأيت أفصح من هذا وفيها كان العامل على مكة والدينة والطائف إبراهيم بن هشام بن إساعيل وعلى العراق وخراسان خالد القسري وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ومن توف فيها سال بن عبد ال بن عمر بن الطاب أبو عمرو الفقيه أحد الفقهاء وأحد العلماء وله روايات عن أبيه وغيه وكان من العباد الزهاد ولا حج هشام بن عبد اللك دخل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪235‬‬

‫الكعبة فإذا هو بسال بن عبدال فقال له سال سلن حاجة فقال إن لستحي من ال أن أسأل ف بيته غيه فلما خرج سال خرج هشام ف أثره فقال له الن قد خرجت من بيت ال فسلن حاجة‬
‫فقال سال من حوائج الدنيا أم من حوائج الخرة قال من حوائج الدنيا فقال سال إن ما سألت الدنيا من يلكها فكيف أسألا من ل يلكها وكان سال خشن العيش يلبس الصوف الشن وكان‬
‫يعال بيده أرضا له وغيها من العمال ول يقبل من اللفاء وكان متواضعا وكان شديد الدمة وله من الزهد والروع شيء كثي‬
‫وطاوس بن كيسان اليمان من أكب أصحاب ابن عباس وقد ترجناهم ف كتابنا التكميل ول المد انتهى وقد زدنا هنا ف ترجة سال بن عبد ال بن عمر بن الطاب زيادة حسنة فأما طاوس‬
‫فهو أبو عبد الرحن طاوس بن كيسان اليمان فهو أول طبقة أهل اليمن من التابعي وهو من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إل اليمن‬
‫أدرك طاوس جاعة من الصحابة وروى عنهم وكان أحد الئمة العلم قد جع العبادة والزهادة والعلم النافع والعمل الصال وقد أدرك خسي من الصحابة وأكثر روايته عن ابن عباس‬
‫وروى عنه خلق من التابعي وأعلمهم منهم ماهد وعطاء وعمرو بن دينار وإبراهيم ابن ميسرة وأبو الزبي وممد بن النكدر والزهري وحبيب بن أب ثابت وليث بن أب سليم والضحاك بن‬
‫مزاحم وعبد اللك بن ميسرة وعبد الكري بن الخارق ووهب بن منبه والغية ابن حكيم الصنعان وعبد ال بن طاوس وغي هؤلء‬
‫توف طاوس بكة حاجا وصلى عليه الليفة هشام بن عبد اللك ودفن با رحه ال تعال قال المام أحد حدثنا عبد الرزاق قال قال أب مات طاوس بكة فلم يصلوا عليه حت بعث هشام ابنه‬
‫بالرس قال فلقد رأيت عبدال بن السن واضعا السرير على كاهله قال ولقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه يعن من كثرة الزحام فكيف ل وقد قال النب ( ص ) اليان‬
‫يان وقد خرج من اليمن خلق من هؤلء الشار إليهم ف هذا وغيه منهم أبو مسلم وأبو إدريس ووهب وكعب وطاوس وغي هؤلء كثي وروى ضمرة عن ابن شوذب قال شهدت جنازة‬
‫طاوس بكة سنة خس ومائة فجعلوا يقولون رحم ال أبا عبد الرحن حج أربعي حجة‬
‫وقال عبد الرزاق حدثنا أب قال توف طاوس بالزدلفة أو بن حاجا فلما حل أخذ عبد ال بن السن بن علي بقائمة سريره فما زايله حت بلغ القب وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪236‬‬

‫قال قدم طاوس بكة فقدم أمي الؤمني فقيل لطاوس إن من فضله ومن ومن فلو أتيته قال مال إليه حاجة فقالوا إنا ناف عليك قال فما هو إذا كما تقولون وقال ابن جرير قال ل عطاء‬
‫جاءن طاوس فقال ل يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إل من أغلق دونك بابه وجعل دونه حجابه وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إل يوم القيامة طلب منك أن تدعوه ووعدك الجابة‬
‫وقال ابن جريج عن ماهد عن طاوس أولئك ينادون من مكان بعيد قال بعيد من قلوبم وروى الحجري عن سفيان عن ليث قال قال ل طاوس ما تعلمت من العلم فتعلمه لنفسك فإن‬
‫المانة والصدق قد ذهبا من الناس وقال عبد الرحن بن مهدي عن حاد بن زيد عن الصلت بن راشد قال كنا عند طاوس فجاءه مسلم بن قتيبة بن مسلم صاحب خراسا فسأله عن شىء‬
‫فانتهره طاوس فقلت هذا مسلم بنقتيبة بن مسلم صاحب خراسان قال ذاك أهون له علي وقال لطاوس إن منلك قد استرم فقال أمسينا‬
‫وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس ف قوله تعال وخلق النسان ضعيفا قال ف أمور النساء ليس يكون ف شيء أضعف منه ف النساء وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا يي بن بكي‬
‫حدثنا إبراهيم بن نافع عن ابن طاوس عن أبيه قال لقى عيسى بن مري عليه السلم إبليس فقال إبليس لعيسى أما علمت أنه لن يصيبك إل ما كتب ال لك قال نعم قال إبليس فأوف بذروة‬
‫هذا البل فترد منه فانظر أتعيش أم ل قال عيسى أما علمت أن ال تعال قال ل يربن عبدي فإن أفعل ما شئت وف رواية عن الزهري عنه قال قال عيسى إن العبد ل يتب ربه ولكن الرب‬
‫يتب عبده وف رواية أخرى إن العبد ل يبتلي ربه ولكن الرب يبتلي عبده قال فخصمه عيسى عليه السلم وقال فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس قال حج البرار على الرحال رواه عبد‬
‫ال بن أحد عنه وقال‬
‫المام أحد حدثنا أبو ثيلة عن ابن أب داود قال رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ول يكلموا أحدا وابتهلوا إل ال تعال ف الدعاء وقال من ل يبخل ول يل مال يتيم ل‬
‫ينله جهد البلء روى عنه أبو داود الطيالسي وقد رواه الطبان عن ممد بن يي بن النذر عن موسى بن إساعيل عن أب داود فذكره وقال لبنه يا بن صاحب العقلء تنسب إليهم وإن ل‬
‫تكن منهم ول تصاحب الهال فتنسب إليهم وإن ل تكن منهم واعلم أن لكل شيء غاية وغاية الرء حسن عقله وسأله رجل عن مسألة فانتهره فقال يا أبا عبد الرحن إن أخوك قال أخي من‬
‫دون الناس وف رواية أن رجل من الوارج سأله فانتهره فقال إن أخوك فقال إن أخوك قال أمن بي السلمي كلهم وقال عفان عن حاد بن زيد عن أيوب قال سأل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪237‬‬

‫رجل طاوسا عن شيء فانتهره ث قال تريد أن تعل ف عنقي حبل ث يطاف ب ورأى طاوس رجل مسكينا ف عينه عمش وف ثوبه وسخ فقال له عد إن الفقر من ال فأين أنت من الاء‬
‫وروى الطبان عنه قال إقرار ببعض الظلم خي من القيام فيه وعن عبد الرزاق عن داود عن ابن إبراهيم أن السد حبس الناس ليلة ف طريق الج فدق الناس بعضهم بعضا فلما كان السحر‬
‫ذهب عنهم السد فنل الناس يينا وشال فألقوا أنفسهم وقام طاووس يصلي فقال له رجل وف رواية فقال ابنه أل تنام فإنك قد سهرت ونصبت هذه الليلة فقال وهل ينام السحر أحد وف‬
‫رواية ما كنت أظن أحدا ينام السحر وروى الطبان من طريق عبد الرزاق عن أب جريج وابن عيينة قال حدثنا ابن طاوس قال قلت لب ما أفضل ما يقال على اليت قال الستغفار‬
‫وقال الطبان حدثنا عبدالرزاق قال سعت النعمان بن الزبي الصنعان يدث أن ممد بن يوسف أو أيوب بن يي بعث إل طاوس بسبعمائة دينار وقال للرسول إن أخذها منك فإن المي‬
‫سيكسوك ويسن إليك قال فخرج با حت قدم على طاوس الند فقال يا أبا عبدالرحن نفقة بعث با المي إليك فقال مال با من حاجة فأراده على أخذها بكل طريق فأب أن يقبلها فغفل‬
‫طاوس فرمى با الرجل من كوة ف البيت ث ذهب راجعا إل المي وقال قد أخذها فمكثوا حينا ث بلغهم عن طاوس ما يكرهون أو شيء يكرهونه فقالوا ابعثوا إليه فليبعث إلينا بالنا فجاءه‬
‫الرسول فقال الال الذي بعثه إليك المي رده إلينا فقال ما قبضت منه شيئا فرجع الرسول إليهم فأخبهم فعرفوا أنه صادق فقالوا انظروا الذي ذهب با إليه فأرسلوه إليه فجاءه فقال الال‬
‫الذي جئتك به يا أبا عبد الرحن قال هل قبضت منه شيئا قال ل قال فقام إل الكان الذي رمى به فيه فوجدها كما هي وقد بنت عليها العنكبوت فأخذها فذهب با إليهم‬
‫ولا حج سليمان بن عبداللك قال انظروا إل فقيها أسأله عن بعض الناسك قال فخرج الاجب يلتمس له فمر طاوس فقالوا هذا طاوس اليمان فأخذه الاجب فقال أجب أمي الؤمني فقال‬
‫اعفن فأب فأدخله عليه قال طاوس فلما وقفت بي يديه قلت إن هذا القام يسألن ال عنه فقال يا أمي الؤمني إن صخرة كانت على شفي جهنم هوت فيها سبعي خريفا حت استقرت ف‬
‫قرارها أتدري لن أعدها ال قال ل ويلك لن أعدها ال قال لن أشركه ال ف حكمه فجار وف رواية ذكرها الزهري أن سليمان رأى رجل يطوف بالبيت له جال وكمال فقال من هذا‬
‫يازهري فقلت هذا طاوس وقد أدرك عدة من الصحابة فأرسل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪238‬‬


‫إليه سليمان فأتاه فقال لو ما حدثتنا فقال حدثن أبوموسى قال قال رسول ال ( ص ) إن أهون اللق على ال عز وجل من ول من أمور السلمي شيئا فلم يعدل فيهم فتغي وجه سليمان‬
‫فأطرق طويل ث رفع رأسه إليه فقال لو ما حدثتنا فقال حدثن رجل من أصحاب النب ( ص ) قال ابن شهاب ظننت أنه أراد عليا قال دعان رسول ال ( ص ) إل طعام ف ملس من مالس‬
‫قريش ث قال إن لكم على قريش حقا ولم على الناس حق ما إذا استرحوا رحوا وإذا حكموا عدلوا وإذا ائتمنوا أدوا فمن ل يفعل فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل ال منه صرفا‬
‫ول عدل قال فتغي وجه سليمان وأطرق طويل ث رفع رأسه إليه وقال لوما حدثتنا فقال حدثن ابن عباس أن آخر آية نزلت من كتاب ال واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كل نفس ما‬
‫كسبت وهم ل يظلمون‬
‫وقال عبدال بن أحد بن حنبل حدثن أبو معمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قال قال عمر بن عبدالعزيز لطاوس ارفع حاجتك إل أمي الؤمني يعن سليمان فقال طاوس مال إليه من‬
‫حاجة فكأنه عجب من ذلك قال سفيان وحلف لنا إبراهيم وهو مستقبل لكعبة ورب هذا البيت ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بنلة واحدة إل طاوس قال وجاء ابن لسليمان بن‬
‫عبد اللك فجلس إل جنب طاوس فلم يلتفت إليه فقيل له جلس إليك أمي الؤمني فلم تلتفت إليه قال أردت أن يعلم هو وأبوه أن ل عبادا يزهدون فيهم وفيما ف أيديهم وقد روى عبد ال‬
‫بن أحد عن ابن طاوس قال خرجنا حجاجا فنلنا ف بعض القرى وكنت أخاف أب من الكام لشدته وغلظة عليهم قال وكان ف تلك القرية عامل لحمد بن يوسف أخي الجاج بن يوسف‬
‫يقال له أيوب بن يي وقيل يقال له ابن نيح وكان من أخبث عمالم كبا وتبا قال فشهدنا صلة الصبح ف السجد فإذا ابن نيح قد أخب بطاوس فجاء فقد بي يدي طاوس فسلم عليه‬
‫فلم يبه ث كلمه فأعرض عنه ث عدل إل الشق الخر فأعرض عنه فملما رأيت ما به قمت إليه وأخذت بيده ث قلت له إن أبا عبدالرحن ل يعرفك فقال طاوس بلى إن به لعارف فقال المي‬
‫إنه ب لعارف ومعرفته ب فعلت ب ما رأيت ث مضى وهو ساكت ل يقول شيئا فلما دخلت النل قال ل أب يالكع بينما أنت تقول أريد أخرج عليهم بالسيف ل تستطع أن تبس عنهم‬
‫لسانك‬
‫وقال أبو عبد ال الشامي أتيت طاوسا فاستأذنت عليه فخرج إل ابنه شيخ كبي فقلت أنت طاوس فقال ل أنا ابنه فقلت إن كنت أنت ابنه فإن الشيخ قد خرف فقال إن العال ل يرف‬
‫فدخلت عليه فقال طاوس سل فأوجز فقلت إن أوجزت أو جزت لك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪239‬‬

‫فقال تريد أن أجع لك ف ملسي هذا التوراة والنيل والفرقان قال قلت نعم قال خف ال مافة ل يكون عندك شيء أخوف منه وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه وأحب للناس ما تب‬
‫لنفسك‬
‫وقال الطبان حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال ياء يوم القيامة بالال وصاحبه فيتحاجان فيقول صاحب الال للمال جعتك ف يوم كذا ف‬
‫شهر كذا ف سنة كذا فيقول الال أل أقض لك الوائج أنا الذي حلت بينك وبي أن تصنع فيما أمرك ال عز وجل من حبك إياي فيقول صاحب الال إن هذا الذي نفد على حبال أوثق با‬
‫وأقيد وقال عثمان بن أب شيبة حدثنا أب حدثنا يي بن الضريس عن أب سنان عن حبيب عن ابن أب ثابت قال اجتمع عندي خسة ل يتمع عندي مثلهم قط عطاء وطاووس وماهد وسعيد‬
‫بن جبي وعكرمة وقال سفيان قلت لعبيد ال بن أب يزيد مع من كنت تدخل على ابن عباس قال مع عطاء والعامة وكان طاوس يدخل مع الاصة وقال حبيب قال ل طاوس إذا حدثنك‬
‫حديثا قد أثبته فل تسأل عنه أحدا وف رواية فل تسأل عنه غيي‬
‫وقال أبو أسامة حدثنا العمش عن عبد اللك بن ميسرة عن طاوس قال أدركت خسي من أصحاب رسول ال ( ص ) وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر أخبن ابن طاوس‬
‫قال قلت لب أريد أن أتزوج فلنة قال أذهب فانظر إليها قال فذهبت فلبست من صال ثياب وغسلت رأسي وادهنت فلما رآن ف تلك الال قال اجلس فل تذهب وقال عبد ال بن طاوس‬
‫كان أب إذا سار إل مكة سار شهرا وإذا رجع رجع ف شهر قلت له ف ذلك فقال بلغن أن الرجل إذا خرج ف طاعة ل يزال ف سبيل ال حت يرجع إل أهله وقال حزة عن هلل بن كعب‬
‫قال كان طاوس إذا خرج من اليمن ل يشرب إل من تلك الياه القدية الاهلية وقال له رجل ادع ال ل فقال ادع لنفسك فإنه ييب الضطر إذا دعاه‬
‫وقال الطبان حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال كان رجل فيما خل من الزمان وكان عاقل لبيبا فكب فقعد ف البيت فقال لبنه يوما إن قد‬
‫اغتممت ف البيت فلو أدخلت علي رجال يكلمون فذهب ابنه فجمع نفرا فقال ادخلوا على أب فحدثوه فإن سعتم منه منكرا فاعذروه فإنه قد كب وإن سعتم منه خيا فاقبلوه قال فدخلوا‬
‫عليه فكان أول ما تكلم به أن قال إن أكيس الكيس التقي وأعجز العجز الفجور وإذا تزوج الرجل فليتزوج من معدن صال فإذا اطلعتم على فجرة رجل فاحذروه فإن لا أخوات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪240‬‬

‫وقال سلمة بن شبيب حدثنا أحد بن نصر بن مالك حدثنا عبدال بن عمر بن مسلم اليي عن أبيه قال قال طاوس لبنه إذا قبتن فانظر ف قبي فإن ل تدن فاحد ال تعال وإن وجدتن‬
‫فأنا ل وإنا إليه راجعون قال عبدال فأخبن بعض ولده أنه نظر فلم يره ول يد ف قبه شيئا ورؤى ف وجهة السرور وقال قبيصة حدثنا سفيان عن سعيد بن ممد قال كان من دعاء طاوس‬
‫يدعو اللهم احرمن كثرة الال والولد وارزقن اليان والعمل وقال سفيان عن معمر حدثنا الزهري قال لو رأيت طاوس بن كيسان علمت أنه ل يكذب‬
‫وقال عون بن سلم حدثنا جابر بن منصور أخو إسحاق بن منصور السلول عن عمران ابن خالد الزاعي قال كنت جالسا عند عطاء فجاء رجل فقال أبا ممد إن طاوسا يزعم أن من صلى‬
‫العشاء ث صلى بعدها ركعتي يقرأ ف الول أل تنيل السجدة وف الثانية تبارك الذي بيده اللك كتب له مثل وقوف عرفة وليلة القدر فقال عطاء صدق طاوس ما تركتهما وقال ابن أب‬
‫السرى حدثنا معمر عن ابن طاوس عن ابيه قال كان رجل من بن إسرائيل وكان ربا داوي الجاني وكانت امرأة جيلة فأخذها النون فجئ با إليه فنلت عنده فأعجبته فوقع عليها فحملت‬
‫فجاءه الشيطان فقال إن علم با افتضحت فاقتلها وادفنها ف بيتك فقتلها ودفنها فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها قال ماتت فلم يتهموه لصلحه ومنلته فجاءهم الشيطان فقال إنا‬
‫ل تت ولكن قد وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها ف بيته ف مكان كذا و كذا فجاء أهلها فقالوا ما نتهمك ولكن أخبنا أين دفنتها ومن كان معك فنبشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فأخذوه‬
‫فحبسوه وسجنوه فجاءه الشيطان فقال أنا صاحبك فإن كنت تريد أن أخرجك ما أنت فيه فاكفر بال فأطاع الشيطان فكفر بال عز وجل فقتل فتبأ منه الشيطان حينئذ وقال طاوس ول‬
‫أعلم أن هذه الية نزلت إل فيه وف مثله كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر قال إن بريء منك إن أخاف ال رب العالي‬
‫وقال الطبان حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال كان رجل من بن إسرائيل له أربعة بني فمرض فقال أحدهم إما أن ترضوا أبانا وليس لكم‬
‫من مياثه شىء واما ان امرضه وليس ل من مياثه شيء فمرضه حت مات ودفنه ول يأخذ من مياثه شيئا وكان فقيا وله عيال فأتى ف النوم فقيل له أيت مكان كذا وكذا فاحفره تد فيه‬
‫مائة دينار فخذها فقال للت ف النام ببكة أو بل بركة فقال بل بركة فلما أصبح ذكر ذلك لمرأته فقالت اذهب فخذها فإن من بركتها أن تكسون منها وتعيش منها فأب وقال ل آخذ شيئا‬
‫ليس فيه بركة فلما أمسى أتى ف منامه فقيل له أيت مكان كذا و كذا فخذ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪241‬‬

‫منه عشرة دناني فقال ببكة أو بل بركة قال بل بركة فلما أصبح ذكر ذلك لمرأته فقالت له مثل ذلك فاب أن يأخذها ث أتى ف الليلة الثالثة فقيل له أيت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا‬
‫فقال ببكة أو بل بركة قال ببكة قال نعم إذا فلما أصبح ذهب إل ذلك الكان الذي أشي إليه ف النام فوجد الدينار فأخذه فوجد صيادا يمل حوتي فقال بكم ها قال بدينار فأخذها منه‬
‫بذلك الدينار ث انطلق بما إل امرأته فقامت تصلحهما فشقت بطن أحدها فوجدت فيه درة ل يقوم با شىء ول ير الناس مثلها ث شقت بطن الخر فإذا فيه درة مثلها قال فاحتاج ملك‬
‫ذلك الزمان درة فبعث يطلبها حيث كانت ليشتريها فلم توجد إل عندى فقال اللك أيت با فأتاه با فلما رآها حلها ال عز وجل ف عينية فقال بعنيها فقال ل أنقصها عن وقر ثلثي بغل‬
‫ذهبا فقال اللك ارضوه فخرجوا به فوقروا له ثلثي بغل ذهبا ث نظر إليها اللك فأعجبته إعجابا عظيما فقال ما تصلح هذه إل بأختها اطلبوا ل أختها قال فأتوه فقالوا له هل عندك أختها‬
‫ونعطيك ضعف ما أعطيناك قال وتفعلون قالوا نعم فأتى اللك با فلما رآها أخذت بقلية فقال أرضوه فأضعفوا له ضعف أختها وال أعلم‬
‫وقال عبد ال بن البارك حدثنا وهيب بن الورد حدثنا عبد البار بن الورد قال حدثن داود ابن سابور قال قلنا لطاوس أدع بدعوات فقال ل أجد لذلك حسبة وقال ابن جرير عن ابن طاوس‬
‫عن أبيه قال البخل أن يبخل النسان با ف يده والشح أن يب أن له ما ف أيدي الناس بالرام ل يقنع وقيل الشح هو ترك القناعة وقيل هو أن يشح با ف يد غيه وهو مرض من أمراض‬
‫القلب ينبغي للعبد أن يعزله عن نفسه وينفيه ما استطاع وهو يأمرنا بالبخل كما ف الديث الصحيح عن النب ( ص ) قال اتقوا الشح فأن أهلك من كان قبلكم [ أمرهم ] بالبخل فبخلوا‬
‫وبالقطيعة فقطعوا وهذا هو الرص على الدنيا وحبها وقال ابن أب شيبة حدثنا الحارب عن ليث عن طاوس قال أل رجل يقوم بعشر آيات من الليل فيصبح قد كتب له مائة حسنة أو أكثر‬
‫من ذلك ومن زاد زيد ف ثوابه وقال قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجي عن طاوس قال ل يتم نسك الشاب حت يتزوج وعن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال قال ل‬
‫طاوس لتنكحن أو لقولن لك ما قال عمر بن الطاب لب الزوائد ما ينعك من النكاح إل عجز أو فجوز وقال طاوس ل يرز دين الؤمن إل حفرته وقال عبد الرزاق عن معمر بن طاوس‬
‫وغيه أن رجل كان يسي مع طاوس فسمع الرجل غرابا ينعب فقال خي فقال طاوس أي خي عند هذا أو شر ل تصحبن ول تش معي وقال بشر بن موسى حدثنا الميدي حدثنا سفيان‬
‫عن ابن طاوس عن أبيه قال إذا غدا النسان اتبعه الشيطان فإذا أتى النل فسلم نكص الشيطان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪242‬‬

‫وقال ل مقيل فإذا أتى بغدائه فذكر إسم ال قال ول غداء ول مقيل فإذا دخل ول يسلم قال الشيطان أدركنا القيل فإذا أتى بغذائه ول يذكر إسم ال عليه قال الشيطان مقيل وغداء وف‬
‫العشاء مثل ذلك وقال إن اللئكة ليكتبون صلة بن آدم فلن زاد فيها كذا وكذا وفلن نقص فيها كذا وكذا وذلك ف الركوع والشوع والسجود‬
‫وقال لا خلقت النار طارت أفئدة اللئكة فلما خلق آدم سكنت وكان إذا سع صوت لرعد يقول سبحان من سبحت له وقال المام أحد حدثنا سفيان عن ابن أب نيح قال قال ماهد‬
‫لطاوس يا أبا عبد الرحن رأيتك تصلي ف الكعبة والنب ( ص ) على بابا يقول لك اكشف قناعك وبي قراءتك فقال له اسكت ل يسمع هذا منك أحد ث تيل إل أن انبسط ف الديث‬
‫وقال أحد ايضا بذا السناد إن طاوسا قال لب نيح يا أبا نيح من قال واتقى ال خي من صمت واتقى وقال مسعر عن رجل إن طاوسا أتى رجل ف السحر فقالوا هو نائم فقال ما كنت‬
‫أرى أن أحدا ينام ف السحر وقال عبد ال بن أحد بن حنبل حدثنا ممد بن يزيد حدثنا ابن يان عن مسعود فذكره قال الثوري كان طاوس يلس ف بيته فقيل له ف ذلك فقال حيف الئمة‬
‫وفساد الناس‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق قال أخبن أب قال كان طاوس يصلي ف غداة باردة معتمة فمر به ممد بن يوسف صاحب اليمن وحاجبها وهو أخو الجاج بن يوسف وطاوس ساجد‬
‫والمي راكب فمركبة فأمر بساج أو طيلسان مرتفع القيمة فطرح على طاوس وهو ساجد فلم يرفع رأسه حت فرغ من حاجته فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض فألقاه عنه ول ينظر إليه‬
‫ومضى إل منله وتركه ملقى على الرض وقالنعيم بن حاد حدثنا حاد بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس ما من شيء يتكلم به ابن آدم إل كتب عليه حت أنينه ف‬
‫مرضه فلما مرض المام أحد أن فقيل له إن طاوسا كان يكره أني الرض فتركه وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا الفضل بن دكي حدثنا سفيان عن أبيه عن داود بن شابور قال قال رجل‬
‫لطاوس ادع ال لنا فقال ما أجد بقلب خشية فأدعو لك وقال ابن طالوت حدثنا عبد السلم بن هاشم عن السن بن أب الصي العنبي قال مر طاوس برواس قد أخرج رؤسا فغشي عليه‬
‫وف رواية كان إذا رأى الرؤس الشوية ل يتعش تلك الليلة‬
‫وقال المام أحد حدثنا هشام بن القاسم حدثنا الشجعي عن سفيان الثوري قال قال طاوس إن الوتى يفتنون ف قبورهم سغبا وكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك اليام وقال ابن إدريس‬
‫سعت ليتا يذكر عن طاوس وذكر النساء فقال فيهم كفر من مضى وكفر من بقى وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪243‬‬


‫أبو عاصم عن بقية عن سلمة ابن وهرام عن طاوس قال كان يقال اسجد للقرد ف زمانه أي أطعه ف العروف وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا أسامة حدثنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم‬
‫قال قال طاوس ما رأيت مثل أحد آمن على ننفسه ولقد رأيت رجل لو قيل ل من أفضل من تعرف لقلت فلن ذلك الرجل فمكثت على ذلك حينا ث أخذه وجع ف بطنه فأصاب منه شيئا‬
‫استنضح بطنه عليه فاشتهاه فرأيته ف نطع ما أدري أي طرفيه أسرع حت مات عرفا وروى أحد حدثنا هشيم قال أخبنا ابو بشر عن طاوس أنه رأى فتية من قريش يرفلون ف مشيتهم فقال‬
‫إنكم لتلبسون لبسة ما كانت آباؤكم تلبسها وتشون مشية ما يسن الزفافون أن يشوها وقال أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر أن طاوسا قام على رفيق له مرض حت فاته الج لعله هو‬
‫الرجل التقدم قبل هذا استنضح بطنه وقال مسعر بن كدام عن عبد الكبي العلم قال طاوس قال ابن عباس سئل النب ( ص ) من احسن قراءة قال من إذا سعته يقرأ رأيت أنه يشى ال عز‬
‫وجل وقد روى هذا أيضا من طريق ابن ليعة عن عمرو بن دينار عن طاوس قال قال ابن عباس إن النب ( ص ) قال إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به وعنه عن عبدال بن‬
‫عمرو بن العاص قال رآن رسول ال ( ص ) وعلي ثوبان معصفران فقال أمك أمرتك بذا قلت أغسلهما قال بل أحدها رواه مسلم ف صحيحه عن داود بن راشد عن عمر بن أيوب عن‬
‫إبراهيم بن نافع عن سليمان الحول عن طاوس به‬
‫وروى ممد بن مسلمة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عمرو قال قال رسول ال ( ص ) اللوذة والشرط وأعوان الظلمة كلب النار انفرد به ممد بن مسلم الطالقي‬
‫وقال الطبان حدثنا ممد بن السن الناطي البغدادي حدثنا عبد النعم بن إدريس حدثنا أب عن وهب بن منبه عن طاوس عن أنس بن مالك قال سعت رسول ال ( ص ) يقول لعلي بن أب‬
‫طالب يا علي استكثر من العارف من الؤمني فكم من معرفة ف الدنيا بركة ف الخرة فمضى علي فأقام حينا ل يلقي أحدا إل اتذه للخرة ث جاء من بعد ذلك فقال له رسول ال ( ص ) ما‬
‫فعلت فيما أمرتك به قال قد فعلت يا رسول ال فقال له النب ( ص ) إذهب فابل أخبارهم فذهب ث أتى النب ( ص ) وهو منكس راسه فقال له النب ( ص ) اذهب فابل أخبارهم فذهب ث‬
‫أتى النب ( ص ) تبسم [ فقال ] ما أحسب يا علي ثبت معك إل أبناء الخرة فقال له علي ل والذي بعثك بالق فقال له النب ( ص ) الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل التقي يا عبادي‬
‫ل خوف عليكم يا علي أقبل على شأنك واملك لسانك وأغفل من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪244‬‬

‫تعاشر من أهل زمانك تكن سالا غانا ل يرو إل من هذا الوجه فيما نعلم وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع ومائة‬
‫فيها خرج باليمي رجل يقال له عباد الرعين فدعا إل مذهب الوارج واتبعه فرقة من الناس وحلموا فقاتلهم يوسف بن عمر فقتله وقتل أصحابه وكانوا ثلثائة وفيها وقع بالشام طاعون‬
‫شديد وفيها غزا معاوية بن هشام الصائفة وعلى جيش أهل الشام ميمون بن مهران فقطعوا البحر إل قبص وغزا مسلمة ف الب ف جيش آخر وفيها ظفر أسد بن عبد ال القسري بماعة من‬
‫دعاة بن العباس براسان فصلبهم وأشهرهم وفيها غزا أسد القسري جبال نروذ ملك القرقيسيان ما يلي جبال الطالقان فصاله نروذ وأسلم على يديه وفيها غزا أسد الغور وهي جبال هراة‬
‫فعمد أهلها إل حواصلهم وأموالم وأثقالم فجعلوا ذلك كله ف كهف منيع ل سبيل لحد عليه وهو مستعل جدا فأمر اسد بالرجال فحملوا ف توابيت ودلهم إليه وأمر بوضع ما هنالك ف‬
‫التوابيت ورفعوهم فسلموا وغنموا وهذا رأي سديد وفيها أمر أسد يمع ما حول بلخ إليها واستناب عليها برمك والد خالد بن برمك وبناها بناء جيدا جديدا مكما وحصنها وجعلها معقدا‬
‫للمسلمي وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام أمي الرمي ومن توف فيها من العيان‬
‫سليمان بن يسار أحد التابعي وهو أخو عطاء بن يسار له روايات كثية وكان من الجتهدين ف العبادة وكان من أحسن الناس وجها توف بالدينة وعمره ثلث وسبعون سنة دخلت عليه‬
‫امرأة من أحسن الناس وجها فأرادته على نفسها فأب وتركها ف منله وخرج هاربا منها فرأى يوسف عليه السلم ف النام فقال له أنت يوسف فقال نعم أنا يوسف الذي همت وأنت‬
‫سليمان الذي ل تم وقيل إن هذه الكاية إنا وقعت ف بعض منازل الجاج وكان معه صاحب له فبعثه إل سوق الجاج ليشتري شيئا فانطت على سليمان امرأة من البل حسناء فقالت له‬
‫هيت لك فبكى واشتد بكاؤه فلما رأت ذلك منه ارتفعت ف البل وجاء صديقه فوجده يبكي فقال له مالك تبكي فقال خي فقال لعلك ذكرت بعض ولدك أو بعض أهلك فقال ل فقال وال‬
‫لتخبن ما أبكاك أنت قال أبكان حزن على نفسي لو كنت مكانك ل أصب عنها ث ذكر أنه نام فرأى يوسف ف منامه كما تقدم وال أعلم‬
‫عكرمة مول ابن عباس‬
‫أحد التابعي والفسرين الكثرين والعلماء الربانيي والرحالي الوالي [ وهو أبو عبد ال وقد روى عن خلق كثي من الصحابة وكان أحد أوعية العلم وقد أفت ف حياة موله ابن عباس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪245‬‬

‫قال عكرمة طلبت العلم أربعي سنة وقد طاف عكرمة البلد ودخل إفريقية واليمن والشام والعراق وخراسان وبث علمه هنالك وأخذ الصلت وجوائز المراء وقد روى ابن أب شيبة عنه‬
‫قال كان ابن عباس يعل ف رجلي الكبل يعلمن القرآن والسنن وقال حبيب بن أب ثابت اجتمع عندي خسة ل يتمع عندي مثلهم أبدا عطاء وطاوس وسعيد بن جبي وعكرمة وماهد فأقبل‬
‫سعيد وماهد يلقيان على عكرمة التفسي فلم يسأله عن آية إل فسرها لما فلما نفد ما عندها جعل يقول أنزلت آية كذا ف كذا قال ث دخلوا المام ليل قال جابر بن زيد عكرمة أعلم‬
‫الناس وقال الشعب ما بقى أحد أعلم بكتاب ال من عكرمة وروى المام أحد عن عبد الصمد عن سلم بن مسكي سعت قتادة يقول أعلمهم بالتفسي عكرمة وقال سعيد بن جبي نوه‬
‫وقال عكرمة لقد فسرت ما بي اللوحتي وقال ابن علية عن أيوب سأل رجل عكرمة عن آية فقال نزلت ف سفح ذلك البل وأشار إل سلع وقال عبد الرزاق عن أبيه لا قدم عكرمة الند‬
‫حله طاوس على نيب فقال ابتعت علم هذا الرجل وف رواية أن طاوسا حله على نيب ثنة ستون دينارا وقال أل نشتري علم هذا العبد بستي دينارا‬
‫ومات عكرمة وكثي عزة ف يوم واحد فأخرجت جنازتما فقال الناس مات أفقه الناس وأشعر الناس وقال عكرمة قال ل ابن عباس انطلق فأفت الناس فمن سألك عما يعنيه فأفته ومن سألك‬
‫عما ل يعنيه فل تفته فإنك تطرح عن ثلثي مؤنة الناس وقال سفيان عن عمرو قال كنت إذا سعت عكرمة يدث عن الغازي كأنه مشرف عليهم ينظر كيف يصنعون ويقتتلون وقال المام‬
‫أحد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق قال سعت معمرا يقول سعت أيوب يقول كنت أريد أن أرحل إل عكرمة إل أفق من الفاق قال فإن لفي سوق البصرة فإذا رجل على حار قيل هذا عكرمة‬
‫قال واجتمع الناس إليه فما قدرت أنا على شيء أسأله عنه ذهبت من السائل وشردت عن فقمت إل جنب حاره فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظه وقال شعبة عن خالد الذاء قال قال‬
‫عكرمة لرجل وهو يسأله مالك أخبلت أي فتنت وقال زياد بن أب أيوب حدثنا أبو ثيلة حدثنا عبد العزيز بن أب رواد قال قلت لعكرمة بنيسابور الرجل يريد اللء وف إصبعه خات فيه إسم‬
‫ال قال يعل فصه ف باطن يده ث يقبض عليه‬
‫وقال المام أحد حدثنا أمية بن خالد قال سعت شعبة يقول قال خالد الذاء كل شيء قال فيه ممد بن سيين ثبت عن ابن عباس إنا سعه من عكرمة لقيه أيام الختار بالكوفة وقال سفيان‬
‫الثوري خذوا الناسك عن سعيد بن جبي وماهد وعكرمة وقال أيضا خذوا التفسي عن أربعة سعيد بن جبي وماهد وعكرمة والضحاك وقال عكرمة أدركت مئتي من أصحاب رسول ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪246‬‬

‫ص ) ف هذا السجد وقال ممد بن يوسف الفرياب حدثنا إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن عكرمة قال كانت اليل الت شغلت سليمان بن داود عليه عليه السلم عشرين ألفا فعقرها )‬
‫وقال أبو بكر بن أب شيبة حدثنا معمر بن سليمان عن الكم بن أبان عن عكرمة الذين يعملون السوء بهالة ث يتوبون من قريب قال الدنيا كلها قريب وكلها جهالة وف قوله [ الذين ل‬
‫يريدون علوا ف الرض ] قال عند سلطينها وملوكها [ ول فسادا ] ل يعلمون بعاصي ال عز وجل [ والعاقبة ] هي النة وقال ف قوله تعال فلما نسو ما ذكروا به أي تركوا ما وعظوا‬
‫[ بعذاب بئس ] أي شديد [ فلما عتوا عما نوا عنه ] أي تادوا وأصروا [ خاسئي ] صاغرين [ فجعلناها نكال لا بي يديها ] أي من المم الاضية [ وما خلفها ] من المم التية من أهل‬
‫زمانم وغيهم [ وموعظة ] تقي من اتعظ با الشرك والعاصي‬
‫وقال ابن عباس إذا كان يوم القيامةبعث ال الذين اعتدوا وياسب الذين تركوا المر والنهي كان السخ لم عقوبة ف الدنيا حي تركوا المر بالعروف والنهي عن النكر وقال عكرمة قال‬
‫ابن عباس هلك وال والقوم جيعا قال ابن عباس فالذين أمروا ونوا نوا والذين ل يأمروا ول ينهو هلكوا فيمن هلك من أهل العاصي قال وذلك أهل ايلة وهي قرية على شاطئ البحر وكان‬
‫ال قد أمر بن إسرائيل أن يتفرغوا ليوم المعة فقالوا بل نتفرغ ليوم السبت لن ال فرغ من اللق يوم السبت فأصبحت الشياء مسبوقة وذكروا قصة أصحاب السبت وتري الصيد عليهم‬
‫وأن اليتان كانت تأتيهم يوم السبت ول تأتيهم ف غيه من اليام وذكروا احتيالم على صيدها ف يوم السبت فقال قوم ل ندعكم تصيدون ف يوم السبت ووعظوهم فجاء قوم آخرون‬
‫مداهنون فقالوا ل تعظون قوما ال مهلكهم أو معذبم عذابا شديدا قال الناهون معذرة إل ركم ولعلهم يتقون أي ينتهون عن الصيد ف يوم السبت وقد ذكر عكرمة أنه لا قال لبن عباس إن‬
‫الداهني هلكوا مع الغالفي كساه ثوبي وقال حوثرة عن مغية عن عكرمة قال كانت القضاة ثلة يعن ف بن إسرائيل فمات واحد فجعل الخر مكانه فقضوا ما شاء ال أن يقضوا فبعث ال‬
‫ملكا على فرس فمر على رجل يسقى بقرة معها عجل فدعا اللك العجل فتبع العجل الفرس فجاء صاحبه ليده فقال يا عبد ال عجلي وابن بقرت فقال اللك بل هو عجلي وابن فرسي‬
‫فخاصمه حت أعيا فقال القاضي بين وبينك قال لقد رضيت فارتفعا إل أحد القضاة فتكلم صاحب العجل فقال له مر ب على فرس فدعا عجلي فتبعه فأب أن يرده قال ومع اللك ثلث‬
‫درات ل ير الناس مثلها فأعطى القاضي درة وقال اقض ل فقال كيف يسوغ هذا فقال نرسل العجل خلف الفرس والبقرة فايهما تبعها فهو ابنها ففعل ذلك فتبع الفرس فقضى له فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪247‬‬

‫صاحب العجل ل أرضى بين وبينك القاضي الخر ففعل مثل ذلك ث أتيا الثالث فقصا عليه قصتهما وتأوله اللك الدرة الثالثة فلم يأخذها وقال ل أقضي بينكما اليوم فقال ول ل تقضي بيننا‬
‫فقال لن حائض فقال اللك سبحان ال رجل ييض فقال القاضي سبحان ال وهل تنتج الفرس عجل فقضى لصاحب البقرة فقال اللك إنكم إنا ابتليتم وقد رضى ال عنك وسخط على‬
‫صاحبيك‬
‫وقال أبو بكر بن عياش عن أب حزة الثمال عن عكرمة أن ملكا من اللوك نادى ف ملكته إل إن وجدت أحدا يتصدق بصدقة قطعت يده فجاء سائل إل امرأة فقال تصدقي علي بشيئ‬
‫فقالت كيف أتصدق عليك واللك يقطع يد من تصدق قال أسالك بوجه ال أل تصدقت علي بشيء فتصدقت عليه برغيفي فبلغ ذلك اللك فأرسل إليها فقطع يديها ث أن اللك قال لمه‬
‫دلين على امرأة جيلة لتزوجها فقالت إن ههنا امرأة ما رأيت مثلها لول عيب با قال أي عيب هو قالت مقطوعة اليدين قال فأرسلي إليها فلما رآها أعجبته وكان لا جال فقالت إن اللك‬
‫يريد أن يتزوجك قالت نعم إن شاء ال فتزوجها وأكرمها فنهد إل اللك عدو فخرج إليهم ث كتب إل أمه انظري فلنة فاستوصى با خيا وافعلي وافعلي معها فجاء الرسول فنل على بعض‬
‫ضرائرها فحسدتا فأخذن الكتاب قغينه وكتب إل أمه انظري فلنة فقد بلغن أن رجال يأتونا فأخرجيها من البيت وافعلي وافعلي فكتبت إليه الم إنك قد كذبت وإنا لمرأة صدق فذهب‬
‫الرسول إليهن فنل بن فأخذن الكتاب فغينه فكتب إليه إنا فاجرة وقد ولدت غلما من الزنا فكتب إل أمه انظري فلنه فاجعلي ولدها على رقتبها واضرب على جيبها واخرجيها قال فلما‬
‫جاءها الكتاب قرأته عليها وقالت لا اخرجي فجلعت الصب على رقبتها وذهبت فمرت بنهر وهي عطشانة فنلت لتشرب والصب على رقبتها فوقع ف الاء فغرق فجلست تبكي على شاطئ‬
‫النهر فمر با رجلن فقال ما يبكيك فقالت ابن كان على رقتب وليس ل يدان فسقط ف الاء فغرق فقال لا أتبي أن يرد ال عليك يديك كما كانتا قالت نعم فدعوا ال ربما لا فاستوت‬
‫يداها ث قال لا أتدرين من نن قالت ل قال نن الرغيفان اللذان تصدقت بما وقال ف قوله طيا أبابيل قال طي خرجت من البحر لا رؤس كرؤس السبع فلم تزل ترميهم حت جدرت‬
‫جلودهم وما رؤى الدري قبل يومئذ وما رؤى الطي قبل يومئذ ول بعد وف قوله تعال ويل للمشركي الذين ل يؤتون الزكاة قال ل يقولون ل إله إل ال وف قوله [ قد أفلح من تزكى ]‬
‫قال من يقول ل إله إل ال وف قوله [ هل لك إل أن تزكى ] إل أن تقول ل إله إل ال وف قوله [ إن الذين قالوا ربنا ال ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪248‬‬

‫استقاموا ] على شهادة أن ل إله إل ال وف قوله [ أليس منكم رجل رشيد ] أليس منكم من يقول ل إله إل ال وف قوله [ وقال صوابا ] قال ل إله إل ال وف قوله [ إنك ل تلف اليعاد ]‬
‫لن قال ل إله إل ال وف قوله [ ل عدوان إل على الظالي ] على من ل يقول ل إله إل ال وف قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا غضبت [ سيماهم ف وجوههم ] قال السهر وقال إن‬
‫الشيطان ليزين للعبد الذنب فإذا عمله تبأ منه فل يزال يتضرع إل ربه وبتمسكن له ويبكي حت يغفر ال له ذلك وما قبله وقال قال جبيل عليه السلم إن رب ليبعثن إل الشيء ل مضيه‬
‫فأجد الكون قد سبقن إليه وسئل عن الاعون قال العارية قلت فإن منع الرجل غربال أو قدرا أو قصعة أو شيئا من متاع البيت فله الويل قال ل ولكن إذا نى عن الصلة ومنع الاعون فله‬
‫الويل وقال البضاعة الزجاة الت فيها توز وقال السائحون هم طلبة العلم وقال كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال إذا دخل الكفار القبور وعاينوا ما أعد ال لم من الزي يئسوا من‬
‫نعمه ال وقال غيه [ يئس الكفار من أصحاب القبور ] أي من حياتم وبعثهم بعد موتم وقال كان إبراهيم عليه السلم يدعي أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبوبا لكيل يفوته أحد وقال‬
‫أنكال أي قيودا وقال ف كاهن سبأ أنه قال لقومه لا دنا منهم العذاب من أراد سفرا بعيدا وحل شديدا فعليه بعمان ومن أراد المر والمي وكذا وكذا والعصي فعليه ببصري يعن الشام‬
‫ومن أراد الراسخات ف الوحل والقيمات ف الحل فعليه بيثرب ذات النخل فخرج قوم إل عمان وقوم إل الشام وهم غسان وخرج الوس والزرج وهم بنو كعب بن عمرو وخزاعة حت‬
‫نزلوا يثرب ذات النخل فلما كانوا ببطن مر قالت خزاعة هذا موضع صال ل يزيد به بدل فنلوا فمن ث سيت خزاعة لنم تزعوا من أصحابم وتقدمت الوس والزرج حت نزلوا بيثرب‬
‫فقال ال عز وجل ليوسف عليه السلم يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت لك ذكرك مع الذاكرين وقال قال لقمان لبنه قد دقت الرار فلم أذق شيئا أمر من الفقر وحلت كل حل ثقيل‬
‫فلم أحل أثقل من جار السوء ولو أن الكلم من فضة لكان السكوت من ذهب رواه وكيع بن الراح عن سفيان عن أبيه عن عكرمة [ وما رميت إذ رميت ولكن ال رمى ] قال ما وقع‬
‫شيء منها إل ف عي رجل منهم وقال ف قوله تعال [ زنيم ] هو اللئيم الذي يعرف اللؤمة كما يعرف الشاة بذمتها وقال ف قوله تعال [ الذين يؤذون ال ورسوله ] قال هم أصحاب‬
‫التصاوير وبلغت القلوب الناجر قال لو أن القلوب تركت أو زالت لرجت نفسه وإنا هو الوف والفزع [ فتنتم أنفسكم ] أي بالشهوات [ وتربصتم ] بالتوبة [ وغرتكم المان ] أي‬
‫[ التسويف حت جاء أمر ال الوت [ وغركم بال الغرور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪249‬‬

‫الشيطان وقال من قرأ يس والقرآن الكيم ل يزل ذلك اليوم ف سرور حت يسي‬
‫قال سلمة بن شعيب حدثنا إبراهيم بن الكم عن أبان عن أبيه قال كنت جالسا مع عكرمة عند البحر فذكروا الذين يغرقون ف البحر فقال عكرمة الذين يغرقون ف البحار تقتسم لومهم‬
‫اليتان فل يبقى منهم شيء إل العظام حت تصي حائل نره فتمر با البل فتأكلها ث تسي البل فتبعرها ث ييء بعدهم قوم فينلون ذلك النل فيأخذون ذلك البعر فيوقدونه ث يصي رمادا‬
‫فتجيء الريح فتأخذه فتذريه ف كل مكان من الرض حيث يشاء ال من بره وبره فإذا جاءت النفخة نفخة البعث فيخرج أولئك وأهل القبور الجموعي سواء وبذا السناد عنه قال إن ال‬
‫أخرج رجلي رجل من النة ورجل من النار فقال لصاحب النة عبدي كيف وجدت مقيلك قال خي مقيل ث قال لصاحب النار عبدي كيف وجدت مقيلك فقال شر مقيل قاله القائلون ث‬
‫ذكر من عقاربا وحياتا وزنابيها ومن أنواع ما فيها من العذاب وألونه فيقول ال تعال لصاحب النابر عبدي ماذا تعطين إن أنا أعفيتك من النار فيقول العبد إلي وماذا عندي ما أعطيك‬
‫فقال له الرب تعال لو كان لك جبل من ذهب أكنت تعطين فأعفيك من النار فقال نعم فقال له الرب كذبت لقد سألتك ف الدنيا ما هو أيسر من ذلك تدعون فأستجيب لك وتستغفرن‬
‫فأغفر لك وتسألن فأعطيك فكنت تتول ذاهبا‬
‫وبذا السناد قال ما من عبد يقربه ال عز وجل يوم القيامة للحساب إل قام ومن عند ال بعفوة وبه عنه لكل شيء أساس وأساس السلم اللق السن وبه عنه قال شكا نب من النيباء إل‬
‫ربه عز وجل الوع والعرى فأوحى ال إليه أما ترضى أن سددت عنك باب الشر الناشئ عنها وبه عنه قال إن ف السماء ملكا يقال له إساعيل لو أذن ال له بفتح أذان من آذانه يسبح‬
‫الرحن عز وجل لات من ف السموات والرض وبه عنه قال سعة الشمس سعة الرض وزيادة ثلث مرات وسعة القمر سعة الرض مرة وإن الشمس إذا غربت دخلت برا تت العرش‬
‫تسبح ال حت إذا أضبحت استعفت ربا تعال من الطلوع فيقول لا ول ذاك وهو أعلم فتقول لئل أعبد من دونك فيقول لا اطلعي فليس عليك شيء من ذلك حسبهم جهنم أنا إليهم مع‬
‫ثلثة عشرة ألف ملك تقودها حت يدخلوهم وهذا خلف ما ثبت ف الديث الصحيح إن جهنم يؤتى با تقاد بسبعي ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك وقال مندل عن أسد ابن عطاء‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول ال ( ص ) ليقفن أحدكم علىرجل يضرب ظلما فإن اللعنة تنل من السماء على من يضره إذا ل تدفعوا عنه وليقفن أحدكم على رجل يقتل‬
‫ظلما فإن اللعنة تنل من السماء على من يضره إذا ل تدفعوا عنه ل يرفعه إل مندل هذا ‪250‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪250‬‬

‫وروى شعبة عن عمارة بن حفصة عن عكرمة عن أب هريرة أن رسول ال ( ص ) كان إذا عطس غطى وجهه بثوبه ووضع يديه على حاجبيه هذا حديث عال من حديث شعبة وروى بقية‬
‫عن أسحق بن مالك الضري عن عكرمة عن أب هريرة عن النب ( ص ) قال من حلف على أحد يينا وهو يرى أنه سيبه فلم يفعل فإنا أئمة على الذي ل يبه تفرد به بقية بن الوليد مرفوعا‬
‫وقال عبد ال بن أحد ف مسند أبيه حدثنا عبيد بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن ربيع حدثنا عمارة بن أب حفصة حدثنا عكرمة حدثنا عائشة أن النب ( ص ) كان عليه بردان قطريان‬
‫خشنان غليظان فقالت عائشة يا رسول ال إن ثوبيك هذين غليظان خشنان ترشح فيهما فيثقلن عليك فأرسل إل فلن فقد أتاه برد من الشام فأشتر منه ثوبي إل ميسرة فأرسل إليه فأتاه‬
‫الرسول فقال إن رسول ال ( ص ) بعث إليك لتبيعه ثوبي إل ميسرة فقال قد علمت وال ما يريد نب ال إل أن يذهب بثوب ويطلن بثمنها فرجع الرسول إل رسول ال ( ص ) فأخبه‬
‫} فقال ( ص ) كذب قد علموا إن أتقاهم ل وآداهم للمانة وف هذا اليوم قال النب ( ص ) لن يلبس أحدكم من رقاع شت خي له من أن يستدين ما ليس عنده وال سبحانه أعلم‬
‫القاسم بن ممد بن آب بكر الصديق كان أحد الفقهاء الشهورين له روايات كثية عن الصحابة وغيهم وكان من أفضل أهل الدينة وأعلم أهل زمانه قتل أبوه بصر وهو صغي فأخذته خالته‬
‫فنشأ عندها وساد وله مناقب كثية أبو رجاء العطاردي‬
‫وفيها توف كثي عزة الشاعر الشهور‬
‫وهو كثي بن عبد الرحن بن السود بن عامر أبو صخر الزاعي الجازي العروف بابن أب جعة وعزة هذه الشهور با النسوب إليها لتغزله فيها هي أم عمرو عزة بالعي الهملة بنت جيل بن‬
‫حفص من بن حاجب بن غفار وإنا صغر اسه فقيل كثي لنه كان دميم اللق قصيا طوله ثلثة أشبار قال ابن خلكان كان يقال له رب الدبان وكان إذا مشى يظن أنه صغي من قصره وكان‬
‫إذا دخل على عبد اللك بن مروان يقول له طأطأ رأسك ل يؤذيك السقف وكان يضحك إليه وكان يفد على عبد اللك ووفد على عبد اللك بن مروان مرات ووفد على عمر بن عبد‬
‫العزيز وكان يقال إنه أشعر السلميي على أنه كان فيه تشيع وربا نسبه بعضهم إل مذهب التناسخية وكان يتج على ذلك من جهله وقلة عقله إن صح النقل عنه ف قوله تعال ف أي صورة‬
‫ما شاء ركبك وقد استأذن يوما على عبد اللك فلما دخل عليه قال عبد اللك لن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪251‬‬

‫تسمع بالعيدي خي من أن تراه فقال حي هل يا أمي الؤمني إنا الرء بأصغر قلبه ولسانه إن نطق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بنان وأنا الذي أقول ‪ ...‬وجربت المور وجربتن ‪ * ...‬وقد أبدت‬
‫عريكت المور ‪ ...‬وما تفى الرجال على أن ‪ * ...‬بم لخو مثاقفة خبي ‪ ...‬ترى الرجل النحيف فتزدريه ‪ * ...‬وف أثوابه أسد زئي ‪ ...‬ويعجبك الطرير فتختبه ‪ * ...‬فيخلف ظنك الرجل‬
‫الطرير ‪ ...‬وما هام لا بزين ‪ * ...‬ولكن زينها دين وخي ‪ ...‬بغاث الطي أطولا جسوما ‪ * ...‬ول تطل البزاة ول الصقور ‪ ...‬وقد عظم البعي بغي لب ‪ * ...‬فلم يستغن بالعظم البعي ‪...‬‬
‫‪ ...‬فيكب ث يضرب بالراوي ‪ * ...‬ول عرف لديه ول نكي ‪ ...‬وعود النبع ينبت مستمرا ‪ * ...‬وليس يطول والعضباء حور‬
‫وقد تكلم أبو الفرج بن طرار على غريب هذه الكاية وشعرها بكلم طويل قالوا ودخل كثي عزة يوما على عبد اللك بن مروان فامتدحه بقصيدته الت يقول فيها‬
‫‪ ...‬على أب العاصي دروع حصينة ‪ * ...‬أجاد الدى سردها وأدلا ‪...‬‬
‫قال له عبد اللك أفل قلت كما قال العشى لقيس بن معد يكرب‬
‫‪ ...‬وإذا تيء كتيبة ملمومة ‪ * ...‬شهبا يشى الذائدون صيالا ‪ ...‬كنت القدم غي لبس جبة ‪ * ...‬بالسيف يضرب معلما أبطالا ‪...‬‬
‫فقال يا أمي الؤمني وصفه بالرق ووصفتك بالزم ودخل يوما على عبد اللك وهو يتجهز للخروج إل مصعب بن الزبي فقال ويك يا كثي ذكرتك الن بشعرك فأن أصبته أعطيتك‬
‫حكمك فقال يا أمي الؤمني كأنك لا ودعت عاتكة بنت يزيد بكت لفراقك فبكى لبكائها حشمها فذكرت قول‬
‫‪ ...‬إذا ما أراد الغزو ل تثن عزمه ‪ * ...‬حصان عليها نظم در يزينها ‪ ...‬نته فلما ل تر النهى عاقه ‪ * ...‬بكت فبكى ما عراها قطينها ‪...‬‬
‫قال أصبت فاحتكم قال مائة ناقة من نوقك الختارة قال هي لك فلما سار عبد اللك إل العراق نظر يوما إل كثي عزة وهو مفكر ف أمره فقال على به فلما جيء به قال له أرأيت إن‬
‫أخبتك با كنت تفكر به تعطين حكمى قال نعم قال وال قال وال قال له عبد اللك إنك تقول ف نفسك هذا رجل ليس هو على مذهب وهو ذاهب إل قتال رجل ليس هو على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪252‬‬

‫مذهب فأن أصابن سهم غرب من بينهما خسرت الدنيا والخرة فقال أي وال يا أمي الؤمني فاحتكم قال أحتكم حكمي أن أدرك إل أهلك وأحسن جائزتك فأعطاه مال وأذن له‬
‫بالنصراف وقال حاد الراوية عن كثي عزة وفدت أنا والحوص ونصيب إل عمر بن عبد العزيز حي ول اللفة ونن نت بصحبتنا إياه ومعاشرتنا له لا كان بالدينة وكل منا يظن أنه‬
‫سيشركه ف اللفة فنحن نسي ونتال ف رحالنا فلما انتهينا إل خناصرة ول حت لنا أعلمها تلقانا مسلمة بن عبد اللك فقال ما أقدمكم أو ما علمتم آن صاحبكم ل يب الشعر ول‬
‫والشعراء قال فوجنا لذلك فأنزلنا مسلمة عنده وأجرى علينا النفقات وعلف دوابنا وأقمنا عنده أربعة اشهر ل يكنه آن يستأذن لنا على عمر فلما كان ف بعض المع دنوت منه لسع‬
‫خطبته فاسلم عليه بعد الصلة فسمعته يقول ف خطبته لكل سفر زاد فتزودوا لسفركم من الدنيا إل الخرة بالتقوى وكونوا كمن عاين ما اعد ال له من عذابه وثوابه فترغبوا وترهبوا ول‬
‫يطولن عليكم المد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوكم فانه وال ما بسط أمل من ل يدري لعله ل يسي بعد إصباحه ول يصبح بعد امسائه وربا كانت له كامنة بي ذلك خطرات الوت والنايا‬
‫وإنا يطمئن من وثق بالنجاة من عذاب ال وأهوال يوم القيامة فأما من ل يداوي من الدنيا كلما إل أصابه جارح من ناحية أخرى فكيف يطمئن أعوذ بال آن آمركم با أنى عنه نفسي‬
‫فتحسر صفقت وتبدو مسكنت ف يوم ل ينفع فيه إل الق والصدق ث بكى حن ظنا انه قاض نبه وارتج السجد وما حوله بالبكاء والعويل قال فانصرفت إل صاحب فقلت خذ سرحا من‬
‫الشعر غي ما كنا نقول لعمر وآبائه فانه رجل أخرى ليس برجل دنيا قال ث استأذن لنا مسلمة عليه يوم المعة فلما دخلنا عليه سلمت عليه ث قلت يا أمي الؤمني طال الثواء وقلت الفائدة‬
‫وتدث بفائك إيانا وفود العرب فقال إنا الصدقات للفقراء والساكي وقرا الية فان كنتم من هؤلء أعطيتم وإل فلحق لكم فيها فقلت يا أمي الؤمني أن مسكي وعابر سبيل ومنقطع به‬
‫فقال ألستم عند آب سعيد نعن مسلمة بن عبد اللك فقلنا بلى فقال انه ل ثواب على من هو عند آب سعيد فقلت ائذن ل يا أمي الؤمني بالنشاد قال نعم ول تقل إل حقا فأنشدته قصيدة‬
‫فيه ‪ ...‬وليت فلم تشتم عليا ول تف ‪ * ...‬بريئا ول تقبل إشارة مرم ‪ ...‬وصدقت بالفعل القال مع الذي ‪ * ...‬آتيت فأمسى راضيا كل مسلم ‪ ...‬إل إنا يكفي الفت بعد ريعه ‪ * ...‬من‬
‫الود النادي ثقاف القوم ‪ ...‬وقد لبست تسعى إليك ثيابا ‪ * ...‬تراءى لك الدنيا بكف ومعصم ‪ ...‬وتض أحيانا بعي مريضة ‪ * ...‬وتبسم عن مثل المان النظم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪253‬‬

‫فأعرضت عنها مشمئزا كأنا ‪ * ...‬سقتك مذوقا من سام وعلقم ‪ ...‬وقد كنت من احبالا ف منع ‪ * ...‬ومن برها ف مزبد الوج مفعم ‪ ...‬ومازلت تواقا إل كل غاية ‪ * ...‬بلغت با أعلى‬
‫البناء القدم ‪ ...‬فلما أتاك اللك عفوا ول تكن ‪ * ...‬لطالب دنيا بعدة ف تكلم ‪ ...‬تركت الذي يفن وان كان مونقا * وأثرت ما يبقي برأي مصمم ‪ ...‬وأضررت بالفان وشرت للذي ‪* ...‬‬
‫أمامك ف يوم من الشر مظلم ‪ ...‬ومالك إذ كنت الليفة مانع ‪ * ...‬سوى ال من مال رعيت ولدم ‪ ...‬سا لك هم ف الفؤاد مؤرق ‪ * ...‬بلغت به أعلى العال بسلم ‪ ...‬فما بي شرق‬
‫الرض والغرب كلها ‪ * ...‬مناد ينادي من فصيح وأعجم ‪ ...‬يقول أمي الؤمني ظلمتن ‪ * ...‬يأخذك ديناري وأخذك درهي ‪ ...‬ول بسط كف لمريء غي مرم ‪ * ...‬ول السفك منه ظالا‬
‫مل مجم ‪ ...‬ولو يستطيع السلمون لقسموا ‪ * ...‬لك الشطر من أعمارهم غي ندم ‪ ...‬فعشت با ما حد ال راكب ‪ * ...‬ملب مطيف بالقام وزمزم فاربح با من صفقة لبايع * واعظم با‬
‫‪ ...‬أعظم با ث أعظم‬
‫قال فاقبل على عمر بن عبد العزيز وقال انك تسال عن هذا يوم القيامة ث استأذنه الحوص فانشده قصيدة أخري فقال انك تسال عن هذا يوم القيامة ث استأذنه نصيب فلم يأذن له وأمر‬
‫لكل واحد منهم بائة وخسي درها واغزي نصيبا إل مرج دابق وقد وفد كثي عزة بعد ذلك على يزيد بن عبد اللك فامتدحه بقصائد فأعطاه سبعمائة دينار وقال الزبي بن بكار كان كثي‬
‫عزة شيعيا خبيثا يرى الرجعة وكان يرى التناسخ ويتج بقوله تعال ف أي صورة ما شاء ركبك وقال موسى بن عقبة هول كثي عزة ليلة ف منامه فاصبح يتدح آل الزبي ويرثى عبد ال بن‬
‫الزبي وكان يسئ الرأي فيه ‪ ...‬بفتضح البطحا تأول انه ‪ * ...‬أقام با ما ل ترمها الخاشب سرحنا سروبا آمني ومن يف * بوائق ما يشى تنبه النوائب ‪ ...‬تبأت من عيب ابن أساء أثن‬
‫‪ * ... ...‬إل ال من عيب ابن أساء تائب ‪ ...‬هو الرء ل ترزي به أمهاته * وآباؤه فينا الكرام الطايب‬
‫وقال مصعب بن عبد ال الزبيي قالت عائشة بنت طلحة لكثي عزة ما الذي يدعوك إل ما تقول من الشعر ف عزة وليست على نصف من السن والمال فلو قلت ذلك ف وف أمثال فأنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪254‬‬

‫اشرف وافضل واحسن منها وكانت عائشة بنت طلحة قد فاقت النساء حسنا وجال وأصالة وإنا قالت له ذلك لتختبه وتبلوه فقال ‪ ...‬ضحى قلبه يا عز آو كاد يذهل ‪ * ...‬وأضحى يريد‬
‫الصوم آو يتبدل ‪ ...‬وكيف يريد الصوم من هو وامق ‪ * ...‬لعزة ل قال ول متبذل ‪ ...‬إذا واصلتنا خلة كي تزيلنا ‪ * ...‬أبينا وقلنا الاجبية أول ‪ ...‬سنوليك عرفا آن أردت وصالنا ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬ونن لتيك الاجبية أوصل وحدثها الواشون آن هجرتا ‪ * ...‬فحملها غيظا على الحمل‬
‫فقالت له عائشة قد جعلتن خلة ولست لك خلة وهل قلت كما قال جيل فهو وال اشعر منك حيث يقول ‪ ...‬يا رب عارضة علينا وصلها ‪ * ...‬بالد تلطه بقول الازل ‪ ...‬فأجبتها بالقول‬
‫‪ ...‬بعد تستر ‪ * ...‬حب بثينة عن وصالك شاغلى ‪ ...‬لو كان ف قلب بقدر قلمة ‪ * ...‬فضل وصلتك آو أتتك وسائلي‬
‫فقال وال ما انكر فضل جيل وما آنا إل حسنة من حسناته واستحيا وما انشده ابن النباري لكثي عزة‬
‫باب وأمي أنت من معشوقة ‪ * ...‬طب العدو لا فغي حالا ‪ ...‬ومشى إل بعيب عزة نسوة ‪ * ...‬جعل الله خدودهن نعالا ‪ ...‬ال يعلم لو جعن ومثلت ‪ * ...‬ل خذت قبل تأمل تثالا ‪...‬‬
‫‪...‬‬
‫ولو آن عزة خاصمت شس الضحى‬
‫‪ ...‬ف السن عند موفق لقضى لا * ‪...‬‬
‫واشد غيه لكثي عزة‬
‫‪ ...‬فما احدث النأي الذي كان بيننا ‪ * ...‬سلوا ول طول اجتماع تقاليا ‪ ...‬وما زادن الواشون إل صبابة ‪ * ...‬ول كثرة الناهي إل تاديا ‪...‬‬
‫غيه له‬
‫‪ ...‬فقلت لا يا عز كل مصيبة ‪ * ...‬إذا وطنت يوما لا النفس ذلت ‪ ...‬هنيئا مريئا غي داء مامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت ‪...‬‬
‫‪ ...‬وقال كثي عزة أيضا وفيه حكمة أيضا ‪ ...‬ومن ل يغمض عينه عن صديقه ‪ * ...‬وعن بعض ما فيه يت وهو عاتب ‪ ...‬ومن بتتبع جاهدا كل عثرة ‪ * ...‬يدها ول يبقى له الدهر صاحب‬
‫وذكروا آن عزة بنت جيل بن حفص أحد بن حاجب بن عبد ال بن غفار أم عمرو الضمري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪255‬‬

‫وفدت على عبد اللك بن مروان تشكو إليه ظلمة فقال ل أقضيها لك حت تنشدين شيئا من شعره فقالت ل احفظ لكثي شعرا لكن سعتهم يكون عنه انه قال ف هذه البيات ‪ ...‬قضى‬
‫‪ ...‬كل ذي دين علمت غريه ‪ * ...‬وعزة مطول معن غريها‬
‫‪ ...‬فقال ليس عن هذا أسألك ولكن أنشدين قوله ‪ ...‬وقد زعمت إن تغيت بعدها ‪ * ...‬ومن ذا الذي يا عز ل يتغي ‪ ...‬تغي جسمي والحبة كالذي ‪ * ...‬عهدت ول يب بذاك مب‬
‫قال فاستحيت وقالت أما هذا فل احفظه ولكن سعتهم يكونه عنه ولكن احفظ له قوله ‪ ...‬كأن أنادى صخرة حي أعرضت ‪ * ...‬من الظلم لو تشى با العصم زلت ‪ ...‬صفوح فما تلقاك‬
‫‪ ...‬إل بيلة ‪ * ...‬ومن مل منها ذلك الوصل ملت‬
‫قال فقضى لا حاجتها وردها ورد عليها ظلمتها وقال ادخلوها الرم ليتعلموا من أدبا وروي عن بعض نساء العرب قالت اجتازت بنا عزة فاجتمع نساء الاضر إليها لينظرن حسنها فإذا‬
‫هي حياء حلوة لطيفة فلم تقع من النساء يذلك الوقع حت تكلمت فإذا هي ابرع النساء وأحلهن حديثا فما بقى ف أعيننا امرأة تفوقها حسنا وجال وحلوة وذكر الصمعي عن سفيان بن‬
‫‪ ...‬عيينة قال دخلت عزة على سكينة بنت السي فقالت لا ان أسألك عن شيء فاصدقين ما الذي أراد كثي ف قوله لك ‪ ...‬قضى كل ذي دين فوف غرية * وعزة مطول معن غريها‬
‫فقالت كنت وعدته قبلة فمطلته با فقالت أنزيها له و إثها على وقد كانت سكينة بنت السي من أحسن النساء حت كان يضرب بسنها الثل وروى آن عبد اللك بن مروان أراد آن‬
‫يزوج كثيا من عزة فأبت عليه وقالت يا أمي الؤمني ابعد ما فضحن بي الناس وشهرن ف العرب وامتنعت من ذلك كل المتناع ذكره ابن عساكر وروي إنا اجتازت مرة بكثي وهو ل‬
‫يعرفها فتنكرت عليه وأرادت آن تتب ما عنده فتعرض لا فقالت فأين حبك عزة فقال آنا لك الفداء لو إن عزة آمة ل لوهبتها لك فقالت ويك ل تفعل الست القائل إذا وصلتنا خلة كي‬
‫‪ ...‬تزيلنا ‪ * ...‬أبينا وقلنا الاجبية أول‬
‫‪ ...‬فقال باب أنت وأمي اقصري عن ذكرها وأسعي ما أتقول ‪ ...‬هل وصل عزة إل وصل غانية ‪ * ...‬ف وصل غانية من وصلها بدل‬
‫قالت فهل لك ف الجالسة قال ومن ل بذلك قالت فكيف با قلت ف عزة قال اقلبه فيتحول لك قال فسفرت عن وجهها وقالت اغدرا وتناكثا يا فاسق وانك لا هنا يا عدو‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪256‬‬

‫ال فبهت وابلس ول ينطق وتي وخجل ث قالت قاتل ال جيل حيث يقول ‪ ...‬ما ال من ل ينفع الود عنده ‪ * ...‬ومن حبله آن صد غي متي ‪ ...‬ومن هو ذو وجهي ليس بدائم ‪ * ...‬على‬
‫‪ ...‬العهد حلفا بكل يي‬
‫ث شرع كثي يعتذر ويتنصل ما وقع منه ويقول ف ذلك الشعار ذاكرا وآثرا وقد ماتت عزة بصر ف أيام عبد العزيز بن مروان وزار كثي قبها ورثاها وتغي شعره بعدها فقال له قائل ما بال‬
‫شعرك تغي وقد قصرت فيه فقال ماتت عزة ول اطرب وذهب الشباب فل اعجب ومات عبد العزيز بن مروان فل ارغب وإنا ينشا الشعر عن هذه اللل‬
‫وكانت وفاته ووفاة عكرمة ف يوم واحد ولكن ف سنة خس ومائة على الشهور وإنا ذكره شيخنا الذهب ف هذه السنة أعن سنة سبع ومائة وال سبحانه اعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان ومائة‬
‫ففيها أفتتح مسلمة بن عبد اللك قيسارية من بلد الروم وفتح إبراهيم بن هشام بن عبد اللك حصنا من حصون الروم أيضا وفيها غزا اسيد بن عبد ال القسرى أمي خراسان فكسر )‬
‫التراك كسرة فاضحة وفيها زحف خاقان إل أذربيجان وحاصر مدينة ورثان ورماها بالناجيق فسار أليه أمي تلك الناحية الارث بن عمرو نائب مسلمة بن عبد اللك فالتقى مع خافان ملك‬
‫الترك فهزمه وقتل من جيشه خلق كثي وهرب الاقان بعد آن كان قتل ف جلة من قتل من جيشه وقتل الارث بن عمرو شهيدا وذلك بعد آن قتلوا من التراك خلقا كثيا وفيها غزا معاوية‬
‫( بن هشام بن عبد اللك ارض الروم وبعث البطال على جيش كثيف فافتتح جنجرة وغنم منها شيئا كثيا‬
‫وفيها توف من العيان بكر بن عبد ال الزن البصرى‬
‫كان عالا عابدا زاهدا متواضعا قليل الكلم وله روايات كثرة عن خلق من الصحابة والتابعي قال بكر بن عبد ال إذا رأيت من هو اكب منك من السلمي فقل سبقته إل العاصي فهو خي )‬
‫من وذا رأيت وإخوانك يكرهونك ويعظمونك فقل هذا من فضل رب وإذا رأيت منهم تقصيا فقل هذا بذنب أحدثته وقال من مثلك يا ابن آدم خلى بينك وبي الاء والحراب مت شئت‬
‫تطهرت ودخلت على ربك عز وجل ليس بينك وبينه ترجان ول حاجب وقال ل يكون العبد تقيا حت يكون تقي الطمع تقي الغضب وقال إذا رأيتم الرجل وكل بعيوب الناس ناسيا لعيبه‬
‫فاعلموا انه قد مكر به وقال كان الرجل من بن إسرائيل إذا بلغ البلغ الصال من العمل فمشى ف الناس تظلله غمامة قال فمر رجل قد أظلته غمامة على رجل فأعظمه لا رآه ما آتاه ال‬
‫فأحتقره صاحب الغمامة فآمرها ال آن تتحول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪257‬‬

‫( عن رأسه إل راس الذي احتقره وهو الذي عظم آمر ال عز وجل وقال ما سبقهم آبو بكر بكثي صلة ول صيام ولكن بشيء قر ف صدره وله كلم حسن كثي يطول ذكره‬
‫راشد بن سعد القران المصى عمر دهرا وروي عن جاعة من الصحابة وقد كان عابدا صالا زاهدا رحه ال تعال وله ترجة طويلة‬
‫ممد بن كعب القرظي‬
‫توف فيها ف قول ( وهو آبو حزة له روايات كثية عن جاعة من الصحابة وكان عالا بتفسي القران صالا عابدا قال الصمعي حدثنا آبو القدام هشام بن زياد عن ممد بن كعب القرظي انه‬
‫سئل ما علمة الذلن قال آن يقبح الرجل ما كان يستحن ويستحسن ما كان قبيحا وقال عبد ال بن البارك حدثنا عبد ال بن عبد ال بن وهب قال سعت ابن كعب يقول لن أقرا ف ليلة‬
‫حت اصبح إذا زلزلت والقارعة ل أزيد عليهما واردد فيهما الفكر احب إل من آن اهد القران هدا آو قال انثره نثرا وقال لو رخص لحد ف ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلم قال‬
‫تعال آيتك آن ل تكلم الناس ثلثة أيام إل رمزا وذكر ربك كثيا وسبح بالعشى والبكار ) فلو رخص لحد ف ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون ف سبيل ال قال تعال يأيها الذين آمنوا إذا‬
‫لقيتم فئة فاثبتوا وذكروا ال كثيا لعلكم تفلحون وقال ف قوله تعال اصبوا وصابروا ورابطوا قال اصبوا على دينكم وصابروا لوعدكم الذي وعدت ورابطوا عدوكم الظاهر والباطن واتقوا‬
‫ال فيما بين وبينكم لعلكم تفلحون إذا لقيتمون وقال ف قوله تعال لول آن رأي برهان ربه علم ما أحل القران ما حرم ( منها قائم وحصيد ) قال القائم ما كان من بنائهم قائما والصيد ما‬
‫حصد فهدم ( آن عذابا كان غراما ) قال غرموا ما نعموا به من النعم ف الدنيا وف رواية سألم ثن نعمة فلم يقدروا عليها ول يؤدوها فأغرمهم ثنها فأدخلهم النار‬
‫وقال قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الرحن بن آب الوال قال سعت ممد بن كعب ف هذه الية ( وما آتيتم من ربا ليبو ف أموال الناس فل يربو عند ال ) قال هو الرجل يعطي الخر من ماله‬
‫ليكافئه به آو يزداد فهذا الذي ل يربو عند ال والضعفون هم الذي يعطون لوجه ال ل يبتغى مكافئة أحد وف قوله تعلى ( أدخلن مدخل صدق وأخرجن مرج صدق ) قال اجعل سريرت‬
‫وعلنيت حسنة وقيل أدخلن مدخل صدق ف العمل الصال آي الخلص وأخرجن مرج صدق آى سالا ( آو ألقى السمع وهو شهيد ) آي يسمع القران وقلبه معه ف مكان آخر ( فاسعوا‬
‫إل ذكر ال ) قال السعي العمل ليس بالشد وقال الكبائر ثلثة آن تأمن مكر ال وان تقنط من رحة ال وان تيأس من روح ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪258‬‬

‫وقال عبد ال بن البارك حدثنا موسى بن عبيدة عن ممد ين كعب قال إذا أراد ال بعبد خيا جعل فيه ثلث خصال فقها ف الدين وزهادة ف الدنيا وبصرا بعيوب نفسه وقال الدنيا دار قلق‬
‫رغب عنها السعداء وانتزعت من أيدي الشقياء فأشقي الناس با ارغب الناس فيها وازهد الناس فيها اسعد الناس با هي الغاوية لن أضاعها الهلكة لن اتبعها الائنة لن انقاد لا علمها جهل‬
‫وغناؤها فقر وزيادتا نقصان وأيامها دول وروي ابن البارك عن داود بن قيس قال سعت ممد بن كعب يقول آن الرض لتبكى من رجل وتبكى على رجل تبكي على من كان يعمل على‬
‫ظهرها بطاعة ال وتبكي من كان يعمل على ظهرها بعصية ال قد أثقلها ث قرا فما بكت عليهم السماء والرض وقال ف قوله تعال فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا‬
‫يره من يعمل مثقال ذرة خيا من كافر يرى ثوابا ف نفسه وأهله وماله حن يرج من الدنيا وليس له خي ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره من مؤمن يرى عقوبتها ف نفسه وأهله وماله حت‬
‫يرج من الدنيا وليس له شر وقال ما يؤمنن آن يكون ال قد اطلع على ف بعض ما يكره فمقتن وقال اذهب ل اغفر لك مع إن عجائب القران تردن على أمور حن انه لينقضي الليل ول‬
‫افرغ من حاجت وكتب‬
‫عمر بن عبد العزيز إل ممد بن كعب يسأله آن يبيعه غلمه سالا وكان عابدا خيا زاهدا فكتب إليه أن قد دبرته قال فازدد فيه فاتاه سال فقال له عمر أن قد ابتليت با ترى وأنا وال أتوف‬
‫آن ل أنو فقال له سال آن كنت كما تقول فهذا ناته وإل فهو المر الذي ياف قال يا سال عظن قال آدم عليه السلم أخطأ خطيئة واحدة خرج با من النة وانتم مع عمل الطايا ترجون‬
‫دخول النة ث سكت قلت والمر كما قيل ف بعض كتب ال تزرعون السيئات وترجون السنات ل يتن من الشوك العنب ‪ ...‬تصل الذنوب إل الذنوب وترتي ‪ * ...‬درج النان وطيب‬
‫‪ ...‬عيش العابد ‪ ...‬ونسيت آن ال اخرج ادما ‪ * ...‬منها إل الدنيا بذنب واحد‬
‫وقال من قرا القران منع بعقله وان بلغ من العمر مائت سنة وقال له رجل ما تقول ف التوبة قال ل أحسنها قال افرأيت آن أعطيت ال عهدا آن ل تعصيه أبدا قال فمن اعظم جرما منك تتال‬
‫على ال آن ل ينفذ فيك آمره‬
‫وقال الافظ آبو القاسم سليمان بن احد الطبان حدثنا ابن عبد العزيز حدثنا آبو عبيد القاسم ابن سلم حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن زياد آب القدام قالوا كلهم حدثنا ممد بن كعب‬
‫القرظي قال حدثنا ابن عباس آن رسول ال ( ص ) قال من احب آن يكون أغن الناس فليكن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪259‬‬

‫با ف يد ال أوثق ما ف يده إل أنبئكم بشراركم قالوا نعم يا رسول ال قال من نزل وحده ومنع رفده وجلد عبده افانبئكم بشر من هذا قالوا نعم يا رسول ال قال من ل يقبل عثرة ول يقبل‬
‫معذرة ول يغفر ذنبا ث قال إل أنبئكم بشر من هذا قالوا نعم يا رسول ال قال من ل يرجي خيه ول يؤمن شره آن عيسى بن مري قام ف بن إسرائيل خطيبا فقال يا بن إسرائيل ل تكلموا‬
‫بالكمة عند الهال فتظلموها ول تنعوها أهلها فتظلموها وقال مرة فتظلموهم ول تظلموا ظالا ول تطاولوا ظالا فيبطل فضلكم عند ربكم يا بن إسرائيل المور ثلثة آمر تبي رشده فاتبعوه‬
‫وامر تبي غيه فاجتنبوه وأمر اختلف فيه فردوه إل ال وهذه اللفاظ ل تفظ عن النب ( ص ) بذا السياق إل من حديث ممد بن كعب عن ابن عباس وقد روى أول الديث إل ذكر‬
‫( عيسى من غي طريقه وسيأت آن هذا الديث تفرد به الطبان بطوله وال سبحانه وتعال اعلم‬
‫وفيها توف آبو نضرة النذر بن مالك بن قطعة العبدي وقد ذكرنا ترجهم ف كتابنا التكميل‬
‫ث دخلت سنة تسع ومائة ففيها عزل هشام بن عبد اللك أسد بن عبد ال القسرى عن إمرة خراسان وأمره آن يقدم إل الج فاقبل منها ف رمضان واستخلف على خراسان الكم بن عوانة‬
‫الكلب واستناب هشام على خراسان أشرس بن عبد ال السلمي وأمره آن يكاتب خالد بن عبد ال القسري وكان أشرس فاضل خيا وكان سى الكامل لذلك وكان أول من اتذ الرابطة‬
‫برا سان واستعمل الرابطة عبد اللك بن زياد الباهلي وتول هو المور بنفسه كبيها وصغيها ففرح با أهلها وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام أمي الرمي‬
‫سنة عشر ومائة من الجرة النبوية‬
‫فيها قاتل مسلمة بن عبد اللك ملك الترك العظم خاقان فزحف إل مسلمة ف جوع عظيمة فتوقفوا نوا من شهر ث هزم ال خاقان زمن الشتاء ورجع مسلمة سالا غانا فسلك على مسلك‬
‫ذي القرني ف رجوعه إل الشام وتسمى هذه الغزوة غزاة الطي وذلك انم سلكوا على مفارق ومواضع غرق فيها دواب كثية وتوحل فيها خلق كثي فما نوا حت قاسوا شدائد وأهوال‬
‫صعابا وشدائد عظاما وفيها دعا أشرس بن عبد ال السلمى نائب خراسان آهل الذمة بسمرقند ومن وراء النهر إل الدخول ف السلم ويضع عنهم الزية فأجابوه إل ذلك واسلم غالبهم ث‬
‫طالبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪260‬‬

‫بالزية فنصبوا له الرب وقاتلوه ث كانت بينه وبي الترك حروب كثية أطال أبن جرير بسطها وشرحها فوق الاجة وفيها أرسل أمي الؤمني هشام بن عبيدة إل أفريقية متوليا عليها فلما‬
‫وصل جهز ابنه وأخاه ف جيش فالتقوا مع الشركي ففتلوا منهم خلقا كثيا واسروا بطريقهم وانزم باقيهم وغنم السلمون منهم شيئا كثيا وفيها أفتتح معاوية بن هشام حصني من بلد‬
‫الروم وغنم غنائم جة وفيها حج بالناس إبراهيم ين هشام وعلى العراق خالد القسري وعلى خراسان أشرس السلمي ذكر من توف فيها من العيان‬
‫جرير الشاعر‬
‫وهو جرير بن الطفي ويقال ابن عطية بن الطفي واسم الطفي حذيفة بن بدر بن سلمة عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تيم بن مر بن طابة بن الياس ابن‬
‫مضر ين نزار آبو حرزة الشاعر البصري قدم دمشق مرارا وامتدح يزيد ين معاوية واللفاء من بعده ووفد على عمر بن عبد العزيز وكان ف عصره من الشعراء الذين يقارنونه الفرزدق‬
‫والخطل وكان جرير أشعرهم واخيهم قال غي واحد هو اشعر الثلثة قال ابن دريد ثنا الشناندان ثنا الثوري عن آب عبيدة عن عثمان النب قال رأيت جريرا وما تضم شفتاه من التسبيح‬
‫فقلت وما ينفعك هذا فقال سبحان ال والمد ل ول اله إل ال وال اكب ول المد آن السنات يذهب السيئات وعد من ال حق وقال هشام بن ممد الكلب عن أبيه قال دخل رجل من‬
‫بن عذرة على عبد اللك بن مروان يتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلثة جرير والفرزدق والخطل فلم يعرفهم العراب فقال عبد اللك للعراب هل تعرف اهجي بيت قالته العرب ف‬
‫‪ ...‬السلم قال نعم قول جرير ‪ ...‬فغض الطرف انك من ني * فل كعبا بلغت ول كلبا‬
‫‪ ...‬فقال أحسنت فهل تعرف امدح بيت قيل ف السلم قال نعم قول جرير ‪ ...‬ألستم خي من ركب الطايا ‪ * ...‬وأندى العالي بطون راح‬
‫فقال أصبت وأحسنت فهل تعرف ارق بيت قيل ف السلم قال نعم قول جرير ‪ ...‬آن العيون الت ف طرفها مرض ‪ * ...‬قتلننا ث ل ييي قتلنا ‪ ...‬يصر عن ذا اللب حت ل حراك به ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬وهن اضعف خلق ال أركانا‬
‫فقال احسنت فهل تعرف جريرا قال ل وال وإن إل رؤيته لشتاق قال فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الخطل فانشأ العراب يقول‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪261‬‬

‫‪ ...‬فحيا الله آبا حرزة ‪ * ...‬وأرغم انفك يا أخطل ‪ ...‬وجد الفرزدق اتعس ب ‪ * ...‬ورق خياشيمه الندل‬
‫‪ ...‬فانشا الفرزدق يقول ‪ ...‬يا أرغم ال آنفا آنت حامله ‪ * ...‬يا ذا النا ومقال الزور والطل ‪ ...‬ما أنت بالكم الترضي حكومته ‪ * ...‬ول الصيل ول ذي الرأي والدل‬
‫‪ ...‬ث انشا الخطل يقول ‪ ...‬ياشر من حلت ساق على قدم ‪ * ...‬ما مثل قولك ف القوام يتمل ‪ ...‬آن الكومة ليست ف أبيك ول ‪ * ...‬ف معشر أنت منهم انم سفل‬
‫‪ ...‬فقام جرير مغضبا وقال ‪ ...‬أتشتمان سفاها خيكم حسبا ‪ * ...‬ففيكم والي الزور والطل ‪ ...‬شتمتماه على رفعي ووضعكما ‪ * ...‬ل زلتما ف سفال آيها السفل‬
‫ث وثب جرير فقبل راس العراب وقال يا أمي الؤمني جائزت له وكانت خسة آلف فقال عبد اللك وله مثلها من مال فقبض العراب ذلك كله وخرج وحكى يعقوب بن السكيت آن‬
‫‪ ...‬جريرا دخل على عبد اللك مع وفد آهل العراق من جهة الجاج فانشده مديه الذي يقول فيه ‪ ...‬ألستم خي من ركب الطايا ‪ * ...‬واندى العالي بطون راح‬
‫فاطلق له مائة ناقة وثانية من الرعاء أربعة من النوبة وأربعة من السب الذين قدم بم من الصغد قال جرير وبي يدي عبد اللك جامان من فضة قد أهديت له وهو ل يعبا با شيئا فهو يقرعها‬
‫بقضيب ف يده فقلت يا أمي الؤمني الحلب فالقى إل واحدا من تلك الامات ولا رجع إل الجاج أعجبه إكرام أمي الؤمني له فاطلق الجاج له خسي ناقة تمل طعاما لهله‬
‫وحكي نفطويه آن جريرا دخل يوما على بشر بن مروان وعنده الخطل فقال بشر لرير أتعرف هذا قال ل ومن هذا آيها المي فقال هذا الخطل فقال الخطل آنا الذي فذفت عرضك‬
‫اسهرت ليلك وآذيت قومك فقال جرير أما قولك شتمت عرضك فما ضر البحر آن يشتمه من غرق فيه وما قولك واسهرت ليلك فلو تركتن أنام لكان خيا لك وما قولك وآذيت قومك‬
‫فكيف نؤذيي قوما أنت تؤدي الزية إليهم وكان الخطل من نصارى العرب التنصرة قبحه ال وابعد مثواه وهو الذي انشد بشر ين مروان قصيدته الت يقول فيها ‪ ...‬قد استوى بشر على‬
‫العراق ‪ * ...‬من غي سيف ودم مهرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪262‬‬

‫وهذا البيت تستدل به الهمية على آن الستواء على العرش بعن الستيلء وهذا من تريف الكلم عن مواضعه وليس ف بيت هذا النصران حجة ول دليل على ذلك ول أراد ال عز وجل‬
‫باستوائه على عرشه استيلءه عليه تعال ال عن قول الهمية علوا كبيا فانه إنا يقال استوى على الشيء إذا كان ذلك الشيء عاصيا عليه قبل استيلئه عليه كاستيلء بشر على العراق‬
‫واستيلء اللك على الدينة بعد عصيانا عليه وعرش الرب ل يكن متنعا عليه نفسا واحدا حت يقال استوى عليه آو معن الستواء الستيلء ولتد اضعف من حجج الهمية حت آداهم‬
‫الفلس من الجج إل بيت هذا النصران القبوح وليس فيه حجة وال اعلم‬
‫وقال اليثم بن عدي عن عوانة بن الكم قال لا استخلف عمر بن عبد العزيز وفد إليه الشعراء فمكثوا ببابه أياما ل يؤذن لم ول يلتفت إليهم فساءهم ذلك وهوا بالرجوع إل بلدهم فمر‬
‫‪ ...‬بم رجاء بن حيوة فقال له جرير ‪ ...‬يا أيها الرجل الرخى عمامته ‪ * ...‬هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا‬
‫فدخل ول يذكر لعمر من أمرهم شيئا فمر بم عدي بن ارطاة فقال له جرير منشدا ‪ ...‬يا آيها الراكب الرخي مطيته ‪ * ...‬هذا زمانك أن قد مضى زمن ‪ ...‬أبلغ خلفيتنا إن كنت لقيه ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬أن لدى الباب كالصفود ف قرن ‪ ...‬ل تنس حاجتنا لقيت مغفرة ‪ * ...‬قد طال مكثي عن أهلي وعن وطن‬
‫فدخل عدي على عمر بن عبد العزيز فقال يا أمي الؤمني الشعراء ببابك وسهامهم مسمومة وأقوالم نافذة فقال ويك يا عدي مال وللشعراء فقال يا أمي الؤمني إن رسول ال ( ص ) قد‬
‫كان يسمع الشعر ويزي عليه وقد أنشده العباس بن مرداس مدحه فأعطاه حلة فقال له عمر أتروي منها شيئا قال نعم فأنشده ‪ ...‬رأيتك يا خي البية كلها ‪ * ...‬نشرت كتابا جاء بالق‬
‫معلما ‪ ...‬شرعت لنا دين الدى بعد جورنا ‪ * ...‬عن الق لا أصبح الق مظلما ‪ ...‬ونورت بالبهان أمرا مدلسا ‪ * ...‬وأطفأت بالقرآن نارا تضرما ‪ ...‬فمن مبلغ عن النب ممدا ‪* ...‬‬
‫‪ ...‬وكل إمريء يزى با كان قدما ‪ ...‬أقمت سبيل الق بعد أعوجاجه ‪ * ...‬وكان قديا ركنه قد تدما ‪ ...‬تعال علوا فوق عرش إلنا ‪ * ...‬وكان مكان ال أعل وأعظما‬
‫فقال عمر من الباب منهم فقال عمر بن أب ربيعة فقال أليس هو الذي يقول ‪ ...‬ث نبهتها فهبت كعابا ‪ * ...‬طفلة ما تبي رجع الكلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪263‬‬

‫‪ ...‬ساعة ث أنا قالت ‪ * ...‬ويلنا قد عجلت يا ابن الكرام ‪ ...‬أعلى غي موعد جئت تسرى ‪ * ...‬تتخطى إل رءوس النيام ‪ ...‬ما تشمت ما تريد من المر ‪ * ...‬ول حيت طارقا لصام‬
‫فلو كان عدو ال إذ فجر كتم وستر على نفسه ل يدخل وال أبدا فمن بالباب سواه قال هام بن غالب يعن الفرزدق فقال عمر أو ليس هو الذي يقول ف شعره ‪ ...‬ها دليان من ثاني قامة‬
‫‪ * ... ...‬كما أنقض باز أقتم الريش كاسرة ‪ ...‬فلما استوت رجلي بالرض قالتا ‪ * ...‬أحي يرجى أم قتيل ناذره‬
‫ل يطأ وال بساطي وهو كاذب فمن سواه بالباب قال الخطل قال أو ليس هو الذي يقول‬
‫ولست بصائم رمضان طوعا ‪ * ...‬ولست بآكل لم الضاحي ‪ ...‬ولست بزاجر عيسا بكور ‪ * ...‬إل بطحاء مكة للنجاح ‪ ...‬ولست بزائر بيتا بعيدا ‪ * ...‬بكة أبتغي فيه صلحي ‪... ...‬‬
‫ولست بقائم كالعي أدعو ‪ * ...‬قبيل الصبح حي على الفلح ‪ ...‬ولكن سأشربا شول ‪ * ...‬وأسجد عند منبلج الصباح ‪ ...‬وال ل يدخل على وهو كافر أبدا فهل بالباب سوى من ذكرت‬
‫‪ ...‬قال نعم الحوص قال أليس هو الذي يقول ال بين وبي سيدها ‪ * ...‬يفر من با وأتبعه‬
‫فما هو دون من ذكرت فمن ههنا غيه قال جيل بن معمر قال الذي يقول ‪ ...‬أل ليتنا نيا جيعا وإن نت ‪ * ...‬يوافق ف الوتى خريي خريها ‪ ...‬فما أنا ف طول الياة براغب ‪ * ...‬إذا‬
‫‪ ...‬قيل قد سوى عليها صفيحها‬
‫فلو كان عدو ال تن لقاءها ف الدنيا ليعمل بذلك صالا ويتوب وال ل يدخل على أبدا فهل بالباب أحد سوى ذلك قلت جرير قال أما إنه الذي يقول ‪ ...‬طرقتك صائدة القلوب وليس ذا‬
‫‪ * ... ...‬حي الزيارة فأرجعي‬
‫بسلم فإن كان لبد فأذن لرير فأذن له فدخل على عمر وهو يقول‬
‫إن الذي بعث النب ممدا ‪ * ...‬جعل اللفة للمام العادل ‪ ...‬وسع اللئق عدله ووفاؤه ‪ * ...‬حت أرعوى وأقام ميل الائل ‪ ...‬إن لرجو منك خيا عاجل ‪ * ...‬والنفس مولعة بب ‪...‬‬
‫العاجل ‪ ...‬فقال له ويك يا جرير أتق ال فيما تقول ث إن جرير استأذن عمر ف النشاد فلم يأذن له ول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪264‬‬

‫ينهه فأنشده قصيدة طويلة يدحه با فقال له ويك يا جرير ل أرى لك فيها ههنا حقا فقال إن مسكي وابن سبيل قال إنا ولينا هذا المر ونن ل نلك إل ثلثائة درهم أخذت أم عبد ال‬
‫مائة وابنها مائة وقد بقيت مائة فأمر له با فخرج على الشعراء فقالوا ما وراءك يا جرير فقال ما يسوءكم خرجت من عند أمي الؤمني وهو يعطي الفقراء وينع الشعراء وإن عنه لراض ث‬
‫‪ ...‬أنشأ يقول ‪ ...‬رأيت رقي الشيطان ل تستفزه ‪ * ...‬وقد كان شيطان من الن راقيا‬
‫وقال بعضهم فيما حكاه العاف بن زكريا الريري قالت جارية للحجاج بن يوسف إنك تدخل هذا علينا فقال أنه ما علمت عفيفا فقالت إما أنك لو أخليتن وإياه سترى ما يصنع فأمر‬
‫بإخلئها مع جرير ف مكان يراها الجاج و ل يريا فيه ول يشعر جرير بشيء من ذلك فقالت له يا جرير فأطرق رأسه وقال هاأنذا فقالت أنشدن من قولك كذا وكذا أشعر فيه رقة فقال‬
‫لست أحفظه ولكن أحفظ كذا وكذا ويعرض عن ذاك وينشدها شعرا ف مدح الجاج فقالت لست أريد هذا إنا أريد كذا وكذا فيعرض عن ذاك وينشدها ف الجاج حت انقضى الجلس‬
‫‪ ...‬فقال الجاج ل درك أبيت إل كرما وتكرما وقال عكرمة أنشدت أعرابيا بيتا لرير الطفي أبدل الليل ل تري كواكبه ‪ * ...‬أو طال حت حسبت النجم حيانا‬
‫فقال ‪ ...‬العراب إن هذا حسن ف معناه وأعوذ بال من مثله ولكن انشدك ف ضده من قول ‪ ...‬وليل ل يقصره رقاد ‪ * ...‬وقصره لنا وصل البيب ‪ ...‬نعيم الب أورق فيه ‪ * ...‬حت‬
‫‪ ...‬تناولنا جناه من قريب ‪ ...‬بجلس لذة فيه ‪ * ...‬على شكوى ول عيب الذنوب ‪ ...‬فخشينا أن نقطعه بلفظ ‪ * ...‬فترجت العيون عن القلوب‬
‫فقلت له زدن قال أما من هذا فحسبك ولكن أنشدك غيه فأنشدن وكنت إذا عقدت حبال قوم ‪ * ...‬صحبتهم وشيمت الوفاء ‪ ...‬فأحسن حي يسن مسنوهم ‪ * ...‬وأجتنب الساءة إن‬
‫‪ ...‬أساءوا ‪ ...‬أشاؤ وسوى مشيئتهم فآت ‪ * ...‬مشيئتهم وأترك ما أشاء‬
‫‪ ...‬قال ابن خلكان كان جرير أشعر من الفرزدق عند المهور وأفخر بيت قاله جرير ‪ ...‬إذا غضبت عليك بنو تيم ‪ * ...‬حسبت الناس كلها غضابا‬
‫قال وقد سأل رجل من أشعر الناس فأخذ بيده وأدخله على ابنه إذا هو يرتضع من ثدى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪265‬‬

‫عن فاستدعاه فنهض واللب يسيل على ليتيه فقال جرير للذي سأله أتبصر هذا قال نعم قال أتعرفه قال ل قال هذا أب وإنا يشرب من ضرع العن لئل يلبها فيسمع جيانه حس اللب‬
‫فيطلبوا منه لبنا فأشعر الناس من فاخر بذا ثاني شاعرا فغلبهم وقد كان بي جرير والفرزدق مقاولت ومهاجاة كثية جدا يطول ذكرها وقد مات ف سنة عشر ومائة قال خليفة بن خياط‬
‫وغي واحد قال خليفة مات الفرزدق وجرير بعده بأشهر وقال الصول ماتا ف سنة إحدى عشرة ومائة ومات الفرزدق قبل جرير بأربعي يوما وقال الكريي عن الصمعي عن أبيه قال رأى‬
‫رجل جريرا ف النام بعد موته فقال له ما فعل ال بك فقال غفر ل فقيل باذا قال بتكبية كبتا بالبادية قيل له فما فعل الفرزدق قال أيهات أهلكه قذف الحصنات قال الصمعي ل يدعه ف‬
‫الياة ول ف المات‬
‫وأما الفرزدق وأسه هام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن ممد بن سفيان بن ماشع بن دارم بن حنظلة بن زيد بن مناة بن مربن أد بن طابة أبو فراس بن أب خطل التيمي البصري‬
‫الشاعر العروف بالفرزدق وجده صعصعة بن ناجية صحاب وفد إل رسول ال ( ص ) وكان يي الوؤدة ف الاهلية حدث الفرزدق عن علي إنه ورد مع أبيه عليه فقال من هذا قال ابن وهو‬
‫شاعر قال علمه القراءة فهو خي له من الشعر وسع الفرزدق السي بن علي ورآه وهو ذاهب إل العراق وأبا هريرة وأبا سعيد الدري عرفجة بن أسعد وزرارة بن كرب والطرماح بن‬
‫عدي الشاعر وروى عنه خالد الذاء ومروان الصغر وحجاج بن حجاج الحول وجاعة وقد وفد على معاوية يطلب مياث عمه الباب وعلى الوليد بن عبد اللك وعلى أخيه ول يصح‬
‫ذلك وقال أشعث بن عبد ال عن الفرزدق قال نظر أبو هريرة إل قدمي فقال يا فرزدق إن أرى قدميك صغيين فأطلب لما موضعا ف النة فقلت إن ذنوب كثية فقال ل بأس فإن سعت‬
‫رسول ال ( ص ) يقول إن بالغرب بابا مفتوحا للتوبة ل يغلق حت تطلع الشمس من مغربا وقال معاوية بن عبد الكري عن أبيه قال دخلت على الفرزدق فتحرك فإذا ف رجله قيد فقلت ما‬
‫هذا فقال حلفت أن ل أنزعه حت أحفظ القرآن وقال أبو عمرو بن العلء ما رأيت بدويا أقام بالضر إل فسد لسانه إل رؤبة بن العجاج والفرزدق فانما زادا على طول القامة جدة وحدة‬
‫وقال راويته أبو سهل طلق الفرزدق امرأته النوار ثلثا ث جاء فأشهد على ذلك السن البصري ث ندم على طلقها وإشهاده السن على ذلك فأنشأ يقول ‪ ...‬فلو أن ملكت يدي وقلب ‪...‬‬
‫* لكان علي للقدر اليار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪266‬‬

‫‪ ...‬ندمت ندامة الكسعي لا ‪ * ...‬غدت من مطلقة نوار ‪ ...‬وكانت جن فخرجت منها ‪ * ...‬كآدم حي أخرجه الضرار‬
‫وقال الصمعي وغي واحد لا ماتت النوار بنت أعي بن ضبيعة الجاشعي امرأة الفرزدق وكانت قد أوصت أن يصلي عليها السن البصري فشهدها أعيان أهل البصرة مع السن والسن‬
‫على بغلته والفرزدق على بعيه فسار فقال السن للفرزدق ماذا يقول الناس قال يقولون شهد هذه النازة اليوم خي الناس يعنونك وشر الناس يعنون فقال له يا أبا فراس لست أنا بي‬
‫الناس ولست أنت بشر الناس ث قال له السن ما أعددت لذا اليوم قال شهادة أن ل إله إل ال منذ ثاني سنة فلما أن صلى عليها السن مالوا إل قبها فأنشأ الفرزدق يقول ‪ ...‬أخاف‬
‫وراء القب أن ل يعافن ‪ * ...‬أشد من القب التهابا وأضيقا ‪ ...‬إذا جائن يوم القيامة قائد ‪ * ...‬عنيف وسواق يسوق الفرزدقا ‪ ...‬لقد خاب من أولد دارم من مشى ‪ * ...‬ال النار مغلول‬
‫‪ ...‬القلدة ازرقا ‪ ...‬يساق ال نار الحيم مسربيل ‪ ...‬سرابيل قطران لباسا مرقا ‪ ...‬إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم ‪ * ...‬يذوبون من حر الصديد تزقا‬
‫قال فبكى السن حت بل الثرى ث التزم الفرزدق وقال لقد كنت من أبغض الناس أل وإنك اليوم من أحب الناس إل وقال له بعض الناس أل تاف من ال فيها قذف الحصنات فقال وال ل‬
‫أحب إل من عين اللتي أبصر بما فكيف يعذبن وقد قدمنا أنه مات سنة عشر ومائة قبل جرير بأربعي يوما وقيل بأشهر فال أعلم‬
‫وأما السن وابن سيين فقد ذكرنا ترجة كل منهما ف كتابنا التكميل مبسوطة وحسبنا ال ونعم الوكيل‬
‫فأما السن بن أب السن‬
‫فاسم أبيه يسار وأبرد هو أبو سعيد البصري مول زيد بن ثابت ويقال مول جابر بن عبد ال وقيل غي ذلك وأمة خية مولة لم سلمة كانت تدمها وربا أرسلتها ف الاجة فتشتغل عن‬
‫ولدها السن وهو رضيع فتشاغله أم سلمة بثدييها فيدران عليه فيتضع منهما فكانوا يرون أن تلك الكمة والعلوم الت أوتيها السن من بركة تلك الرضاعة من الثدي النسوب إل رسول‬
‫ال ( ص ) ث كان وهو صغي ترجه أمه إل الصحابة فيدعون له وكان ف جلة من يدعو له عمر بن الطاب قال اللهم فقهه ف الدين وحببه إل الناس وسئل مرة أنس بن مالك عن مسألة‬
‫فقال سلوا عنها مولنا السن فأنه سع وسعنا فحفظ ونسينا وقال أنس مرة إن لغبط أهل البصرة بذين الشيخي السن وابن سيين وقال قتادة ما جالست رجل فقيها إل رأيت فضل‬
‫السن عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪267‬‬

‫وقال أيضا ما رأت عيناي أفقه من السن وقال أيوب كان الرجل يالس السن ثلث حجج ما يسأله عن مسألة هيبة له وقال الشعب لرجل يريد قدوم البصرة إذا نظرت إل رجل أجل أهل‬
‫البصرة وأهيبهم فهو السن فأقرأه من السلم وقال يونس بن عبيد كان الرجل إذا نظر إل السن أنتفع به وإن ل ير عمله ول يسمع كلمه وقال العمش ما زال السن يعي الكمة حت‬
‫نطق با وكان أبو جعفر إذا ذكره يقول ذاك الذي يشبه كلمه كلم النبياء‬
‫وقال ممد بن سعد قالوا كان السن جامعا للعلم والعمل عالا رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا زاهدا ناسكا كثي العلم والعمل فصيحا جيل وسيما وقدم مكة فأجلس على سرير وجلس العلماء‬
‫حوله واجتمع الناس إليه فحدثهم قال أهل التاريخ مات السن عن ثان و ثاني سنة عام عشر ومائة ف رجب منها بينه وبي ممد بن سيين مائة يوم‬
‫وأما ابن سيين فهو‬
‫ممد بن سيين أبو بكر بن أب عمرو النصاري مول أنس بن مالك النضري كان أبو ممد من سب عي التمر أسره خالد بن الوليد ف جلة السب فاشتراه أنس ث كاتبه ث ولد له من الولد‬
‫الخيار جاعة ممد هذا وأنس بن سيين ومعبد ويي وحفصة وكرية وكلهم تابعيون ثقاة أجلء رحهم ال قال البخاري ولد ممد لسنتي بقيتا من خلفة عثمان وقال هشام بن حسان هو‬
‫أصدق من أدركت من البشر وقال ممد بن سعد كان ثقة مأمونا عالا رفيعا فقيها إماما كثي العلم ورعا وكان به صمم وقال مؤرق العجلي ما رأيت رجل أفقه ف ورعه وأورع ف فقهه منه‬
‫قال ابن عون كان ممد بن سيين أرجى الناس لذه المة وأشد الناس إزارا على نفسه وأشدهم خوفا عليها قال ابن عون ما بكى ف الدنيا مثل ثلثة ممد بن سيين ف العراق والقاسم بن‬
‫ممد ف الجاز ورجاء بن حيوة بالشام وكانوا يأتون بالديث على حروفه وكان الشعب يقول عليكم بذاك الصم يعن ممد بن سيين وقال ابن شوذب ما رأيت أحدا أجرأ على تعبي‬
‫الرؤيا منه وقال عثمان البت ل يكن بالبصرة أعلم بالقضاء منه قالوا ومات ف تاسع شوال من هذه السنة بعد السن بائة يوم فصل‬
‫كان اللئق بالؤلف أن يذكر تراجم هؤلء العلماء الخيار قبل تراجم الشعراء التقدم ذكرهم فيبدأ بم ث يأت بتراجم الشعراء وأيضا فأنه أطال القول ف تراجم الشعراء وأختصر تراجم‬
‫العلماء ولو كان فيها حسن وحكم ينتفع با من وقف عليها ولعلها أفيد من مدحهم والثناء عليهم ول سيم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪268‬‬

‫كلم السن وابن سيين ووهب بن منبه كما ذكره بعد وكما سيأت ذكر ترجته ف هذه الزيادة فانه قد اختصره جدا وان الؤلف اقدر أوسع علما فما ينبغي آن يل ببعض كلمهم وحكمهم‬
‫فان النفوس مستشرقة إل معرفة ذلك والنظر فيه فان أقوال السلف لا موقع من القلوب والؤلف غالبا ف التراجم ييل على ما ذكر ف التكميل الذي صنفه ف أساء الرجال وهذا الكتاب ل‬
‫نقف عليه نن ول من سألناه عكة من العلماء فآنا قد سألنا عنه جاعة من آهل الفن فلم يذكر غي واحد انه اطلع عليه فكيف حال غيهم وقد ذكرت ف غالب التراحم زيادات على ما‬
‫ذكره الؤلف ما وصلت إليه معرفت واطلعنا عليه ولو كان عندي كتب لشبعت القول ف ذلك إذا الكمة هي ضالة الؤمن ولعل آن يقف على هذا راغب ف الخرة طالب ما عند ال عز‬
‫وجل فينتفع به اعظم ما ينتفع به من تراجم اللف واللوك والمراء وان كانت تلك أيضا نافعة لعتي ومزدجر فان ذكر أئمة العدل والور بعد موتم فيها افضل أولئك وغم هؤلء ليعلم‬
‫الظال انه وان مات ل يت ما كان متلبسا به من الفساد والظلم بل هو مدون ف الكتب عند العلماء وكذلك آهل العدل والصلح والي فان ال قد قص ف القران أخبار اللوك والفراعنة‬
‫والكفار والفسدين تذيرا من أحوالم وما كانوا يعملون وقص أيضا أخبار التقياء والحسني والبرار والخبار والؤمني للقتداء والتأسي بم وال سبحانه اعلم فنقول وبال التوفيق‬
‫أما السن‬
‫فهو أبو سعيد البصري المام الفقيه الشهور أحد التابعي الكبار الجلء علما وعمل وإخلصا فروي ابن آب الدنيا عنه قال كان الرجل بتعبد عشرين سنة ل يشعر به جاره وأحدهم يصلي‬
‫ليلة آو بعض ليلة فيصبح وقد استطال على جاره وان كان القوم ليجتمعون فيتذاكرون فتجئ الرجل عبته فيدها ما استطاع فان غلب قام عنهم وقال السن تنفس رجل عند عمر بن عبد‬
‫العزيز فلكزه عمر ه آو قال لكمه وقال آن ف هذا لفتنة وقد ذكره ابن آب الدنيا عن السن عن عمر بن الطاب وروي الطبان عنه انه قال آن قوما التهم أمان الغفرة ورجاء الرحة حت‬
‫خرجوا من الدنيا وليست لم اعمال صالة يقول أحدهم أن لسن الظن بال وارجوا رحة ال وكذب لو احسن الظن بال ل حسن العمل ل ولو رجا رحة ال لطلبها بالعمال الصالة‬
‫يوشك من دخل الفازة من غي زاد ول ماء آن يهلك وروي ابن آب الدنيا عنه قال حادثوا هذه القلوب فإنا سريعة الدثور واقنعوا هذه ل نفس فإنا تنع إل شرغاية‬
‫وقال مالك بن دينار قلت للحسن ما عقوبة العال إذا احب الدنيا قال موت القلب فإذا احب الدنيا طلبها بعمل الخرة فعند ذلك ترحل عنه بركات العلم ويبقى عليه رسه وروي الفتن عن‬
‫أبيه قال عاد السن عليل فوجده قد شفى من علته فقال آيها الرجل آن ال قد ذكرك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪269‬‬

‫فاذكره وقد أقالك فاشكره ث قال السن إنا الرض ضربة سوط من ملك كري فإما آن يكون العليل بعد الرض فرسا جوادا واما آن يكون حارا عثورا معقورا وروى العتب عن إبيه أيضا‬
‫قال كتب السن إل فرقد‬
‫أما بعد فان أوصيك بتقوى ال والعمل با علمك ال والستعداد لا وعد ال ما ل حيلة لحد ف دفعه ول ينفع الندم عند نزوله فاحسر عن رأسك قناع الغافلي وانتبه من رقدة الاهلي وشر‬
‫الساق فان الدنيا ميدان مسابقة والغاية النة آو النار فان ل ولك من ال مقاما يسألن وإياك فيه عن القي والدقيق والليل والاف ول آمن آن يكون فيما يسألن وإياك عنه وساوس‬
‫الصدور ولظ العيون واصغاء الساع وما اعجز عنه‬
‫وروى ابن قتيتة عنه انه مر على باب ابن هبية فرأى القراء وكانوا هم الفقهاء جلوسا على باب ابن هبية فقال طفحتم نعالكم وبيضتم ثيابكم ث أتيتم إل أبوابم تسعون ث قال لصحابه ما‬
‫ظنكم بؤلء الذاء ليست مالسهم من مالس التقياء وإنا مالسهم مالس الشرط وروى الرائطي عن السن انه كان إذا اشترى شيئا وكان ف ثنه كسر جبه لصاحبه ومر السن بقوم‬
‫يقولون نقص دافق آي عن الدرهم الكامل والدينار الكامل أما آن يكون درها ينقص نصفا آو ربعا والعشرة تسعة ونصف وقس على هذا فكان السن يستحب جبان هذه الشياء وان‬
‫كان اشترى السلعة بدرهم ينقص دانقا كمله درها آو بتسعة ونصف كملها عشرة مروءة وكرما وقال عبد العلى السمسار قال السن ياعبد العلى أما يبيع أحدكم الثوب لخيه فينقص‬
‫درهي آو ثلثة قلت ل وال ول دانق واحد فقال السن آن هذه الخلق فما بقى من الروءة إذا قال وكان السن يقول ل دين إل بروءة وباع بغلة له فقال له الشتري أما تط ل شيئا يا‬
‫آبا سعيد قال لك خسون درها أزيدك قال ل رضيت قال بارك ال لك‬
‫وروي ابن آب الدنيا عن حزة العمى قال ذهبت ب آمي إل السن فقالت يا آبا سعيد ابن هذا قد أحببت آن يلزمك فلعل اله آن ينفعه بك قال فكنت اختلف إليه فقال ل يوما يا ين آدم‬
‫الزن على خي الخرة لعله آن يوصلك إليه وابك ف ساعات الليل والنهار ف اللوة لعل مولك آن يطلع عليك فيحم عبتك فتكون من الفائزين قال وكنت ادخل على السن منله وهو‬
‫يبكي وربا جئت اله وهو يصلى فاسع بكاءه ونيبه فقلت له يوما انك تكثر البكاء فقال يا بن ماذا يصنع الؤمن إذا ل يبك يا بن آن البكاء داع إل الرحة فان استطعت آن تكون عمرك‬
‫باكيا فافعل لعله تعال آن يرحك فإذا أنت نوت من النار وقال ما هو إل حلول الدار أما النة واما النار ما هناك منل ثالث وقال بلغنا آن الباكي من خشية ال ل تقطر من دموعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪270‬‬

‫قطرة حت تعتق رقبته من النار وقال لو آن باكيا بكى ف ملىء من خشية ال لرحوا جيعا وليس شئ من العمال إل له وزن إل البكاء من خشية ال فإنه ل يقوم ال لدمعة منه شيئا وقال ما‬
‫بكى عبد إل شهد عليه قلبه بالصدق آو الكذب‬
‫وروى ابن آب الدنيا عنه ف كتاب اليقي قال من علمات السلم قوة دين وحزم ف لي وإيان ف يقي وحكم ف علم وحبس ف رفق وإعطاء ف حق وقصد ف غن وتمل ف فاقة وإحسان ف‬
‫قدرة وطاعة معها نصيحة وتورع ف رغبة وتعفف وصب ف شدة ل برديه رغبته ول يبدره لسانه ول يسبقه بصره ول يغلبه فرجه ول ييل به هواه ول يفضحه لسانه ول يستخفه حرصه ول‬
‫تقصر به نيته كذا ذكر هذه اللفاظ عنه قال حدثنا عبد الرحن ابن صال بن عن الكم بن كثي عن يي بن الختار عن السن فذكره وقال فيه أيضا عنه يا ابن آدم آن من ضعف يقينك آن‬
‫تكون با ف يدك أوثق منك با ف يدي ال عز وجل‬
‫وقال ابن أب الدنيا حدثنا على بن إبراهيم اليشكري حدثنا موسى بن إساعيل البلي حدثنا حفص بن سليمان آبو مقاتل عن عون بن آب شداد عن السن قال لقمان لبنه يابن العمل ل‬
‫يستطاع إل باليقي ومن يضعف يقينه يضعف عمله وقال يابن إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريب فاغلبه باليقي والنصيحة وإذا جاءك من قبل الكسل والسامة فاغلبه بذكر القب‬
‫والقيامة وذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبه آن الدنيا مفارقة متروكة وقال السن ما أيقن عبد بالنة والنار حق يقينهما إل خشع وذبل واستقام واقصتد حت يأتيه الوت وقال باليقي‬
‫طلبت النة وباليقي هربت من النار وباليقي أديت الفرائض على اكمل وجهها وباليقي اصب على الق وف معافاة ال خي كثي قد وال رأيناهم يتعاونون ف العافية فإذا نزل البلء تفارقوا‬
‫وقال الناس ف العافية سواء فإذا نزل البلء عنده تبي عنده الرجال وف رواية فإذا نزل البلء تبي من يعبد ال وغيه وف رواية فإذا نزل البلء سكن الؤمن إل أيانه والنافق إل نفاقه‬
‫وقال الفريان ف فضائل القران حدثنا عبد ال بن البارك اخبنا معمر عن يي بن الختار عن السن قال آن هذا القران قد قراه عبيد وصبيان ل علم لم بتأويله ل يأتوا المر من قبل أوله قال‬
‫ال عز وجل كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا اللباب وما تدبر آياته إل أتباعه أما وال ما هو يفظ حروفه وإضاعة حدوده حت آن أحدهم ليقول قد قرأت القران كله فما‬
‫اسقط منه حرفا واحدا وقد وال أسقطه كله ما يرى له القران ف خلق ول عمل حت آن أحدهم ليقول وال أن لقرا السورة ف نفس ل وال ما هؤلء بالقراء ول بالعلماء ول الكماء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪271‬‬

‫ول الورعة ومت كانت القراءة هكذا آو يقول مثل هذا ل اكثر ال ف الناس مثل هؤلء ث روى السن عن جندب قال قال لنا حذيفة هل تافون من شيء قال قلت وال انك وأصحابك‬
‫لهون الناس عندنا فقال أما والذي نفسي بيده لتؤمنن إل من قبلنا ومع ذلك نشء آخر يقرؤن القران يكونون ف آخر هذه المة ينثرونه نثر الدقل ل ياوز تراقيهم تسبق قراءتم أيانم‬
‫وروي ابن آب الدنيا عنه ف ذم الغيبة له قال ول للغيبة أسرع ف دين الؤمن من الكلة ف جسده وكان يقول أين آدم إنك لن تصيب حقيقة اليان حت ل تصيب الناس بعيب هو فيك وحت‬
‫تبدا بصلح ذلك العيب فتصلحه من نفسك فإذا فعلت ذلك كان ذلك شغلك ف طاعة نفسك واحب العباد إل ال من كان هكذا وقال السن ليس بينك وبي الفاسق حرمة وقال ليس‬
‫لبتدع غيبة وقال أصلت بن طريف قلت للحسن الرجل الفاجر العلن بفجوره ذكر له با فيه غيبة قال ل ول كرامة وقال إذا ظهر فجوره فل غية له وقال ثلثة ل ترم عليك غيبتهم الجاهر‬
‫بالفسق والمام الائر والبتدع وقال له رجل آن قوما يالسونك ليجدوا بذلك إل الوقيعة فيك سبيل فقال هون عليك يا هذا فان أطمعت نفسي ف النان فطمعت وأطمعتها ف النجاة من‬
‫النار فطمعت وأطمعتها ف لسلمة من الناس فلم أجد إل ذلك سبيل فان الناس ل يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن ملوق مثلهم وقال كانوا يقولون من رمى أخاه بذنب قد‬
‫تاب منه ل يت حت يصيب ذلك الذنب وقال السن قال لقمان لبنه يابن إياك والكذب فانه شهى كلحم العصفور عما قليل يقله صاحبه وقال السن اعتبوا الناس بأعمالم ودعوا أقوالم‬
‫فان ال عز وجل ل يدع قول إل جعل عليه دليل من عمل يصدقه آو يكذبه فان سعت قول حسنا فرويدا بصاحبه فان وافق قول عمل فنعم ونعمت عي أخته وأخيه وإذا خالف قول عمل‬
‫فماذا يشبه عليك منه إم ماذا يفي عليك منه إياك وإياه ل يدعك كما خدع ابن آدم آن لك قول وعمل فعملك أحق بك من قولك وان لك سريرة وعلنية فسريرتك أحق بك من‬
‫علنيتك وان لك عاجلة وعاقبة فعاقبتك أحق بك من عاجلتك‬
‫وقال ابن آب الدنيا حدثنا حزة بن العباس أنبا عبدان بن عثمان أنبا معمر عن يي بن الختار عن السن قال إذا شبت لقيت الرجل ابيض حديد اللسان حديد النظر ميت القلب والعمل أنت‬
‫ابصر به من نفسه ترى أبدانا ول قلوبا وتسمع الصوت ول أنيس اخصب السنة واجدب قلوبا يأكل أحدهم من غي ماله ويبكي على عماله فإذا كهضته البطنة قال يا جارية أو يا غلم ايتن‬
‫باضم وهل هضمت يا مسكي إل دينك وقال من رق ثوبه رق دينه ومن سن جسده هزل دينه ومن طاب طعامه انت كسبه وقال فيما رواه عنه الجري رأس مال الؤمن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪272‬‬

‫دين حيث ما زال زال معه ل يلفه ف الرحال ول يأتن عليه الرجال وقال ف قوله تعال فل اقسم بالنفس اللوامة قال ل تلقى الؤمن إل يلوم نفسه ما أردت بكلمة كذا ما أردت بآكلة كذا‬
‫ما أردت يجلس كذا واما الفاجر فيمضي قدما قدما ل يلوم نفس وقال تصبوا وتشددوا فإنا هي ليال تعد ونا انتم ركب وقوف يوشك آن يدعي أحدكم فيجيب ول يلتفت فاتقلبوا بصال‬
‫ما بضرتكم آن هذا الق اجهد الناس وحال بينهم وبي شهواتم وإنا يصب على هذا الق من عرف فضله وعاقبته وقال ليزال العبد بي ما كان له واعظ من نفسه وكانت الحاسبة من‬
‫هته‬
‫وقال ابن آب الدنيا ف ماسبة النفس حدثنا عبد ال حدثنا إساعيل بن زكريا حدثنا عبد ال ابن البارك عن معمر عن يي بن الختار عن السن قال الؤمن قوام على نفسه ياسب نفسه ل عز‬
‫وجل وإنا خف الساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم ف الدنيا وإنا شق الساب يوم القيامة على أقوام اخذوا هذا المر من غي ماسبة آن الؤمن يفجاء الشيء ويعجبه فيقول وال‬
‫انك لن حاجت وان لشتهيك ولكن وال مامن صلة إليك هيهات حيل بين وبينك ويفرط منه الشيء فيجع إل نفسه فيقول ما أردت إل هذا أبدا آن شاء ال آن الؤمني قوم قد أوثقهم‬
‫القران وحال بينهم وبي هلكتهم آن الؤمن أسي ف الدنيا يسعى ف فكاك رقبته ليامن شيئا حت يلقى ال عز وجل يعلم انه مأخوذ عليه ف سعه وبصره ولسانه وف جوارحه كلها وقال الرضا‬
‫صعب شديد وإنا معول الؤمن الصب وقال ابن آدم عن نفسك فكايس فانك آن دخلت النار ل تي بعدها أبدا وقال ابن الدنيا أنبا إسحاق بن إبراهيم قال سعت حاد بن زيد يذكر عن‬
‫السن قال الؤمن ف الدنيا كالغريب ل ينافس ف غيها ول يزع من ذلا للناس حال وله حال الناس منه ف راحة ونفسه منه ف شغل وقال لول البلء ما كان ف أيام قلئل ما يهلك الرء‬
‫نفسه وقال أدركت صدر هذه المة وخيارها وطال عمري فيهم فو ال انم كانوا فيما أحل ال لم ازهد منكم فيما حرم ل عليكم أدركتهم عاملي بكتاب ربم متبعي سنة نبيهم ما طوى‬
‫أحدهم ثوبا و ل جعل بينه و بي الرض شيئا و ل أمر أهله بصنع طعام كان أحدهم يدخل منله فإن قرب إليه شيء آكل وإل سكت فل يتكلم ف ذلك وقال آن النافق إذا صلى صلى رياء‬
‫آو حياء من الناس آو خوفا وذا صلى صلى فقراهم الدنيا وان فاتته الصلة ل يندم عليها ول يزنه فواتا‬
‫وقال السن فيما رواه عنه صاحب كتاب النكت من جعل المد له على النعم خصنا وحابسا وجعل أداء الزكاة على الال سياجا وحارسا وجعل العلم له دليل وسائسا أمن العطب وبلغ‬
‫أعلى الرتب ومن كان للمال قانصا وله عن القوق حابسا وشغله والاه عن طاعة ال كان لنفسه ظال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪273‬‬

‫ولقلبه با جنت يداه وسلطه ال على ماله سالبا وخالسا ول يأمل العطب ف سائر وجود الطلب وقيل آن هذا لغيه وال اعلم‬
‫وقال السن أربع من كن فيه ألقى ال عليه مبته ونشر عليه رحته من رق لوالديه ورق لملوكه وكفل اليتيم واعان الضعيف وسئل السن عن النفاق فقال هو اختلف السر والعلنية‬
‫والدخل والخرج وقال ما خافه إل مؤمن ول أمنه إل منافق يعن النفاق وحلف السن ما مضى مؤمن ول بقى إل وهو ياف النفاق وف رواية إل وهو من النفاق مشفق ول مضى منافق ول‬
‫بقى إل وهو من النفاق آمن وكتب عمر بن عبد العزيز إل السن كيف حبك الدينار والدرهم قال ل احبهما فكتب إليه تول فانك تعدل وقال إبراهيم بن عيسى ما رأيت أطول حزنا من‬
‫السن وما رأيته قط إل حسبته حديث عهد بصيبة وقال مسمع لو رأيت السن لقلت قد بث عليه حزن اللئق وقال يزيد بن حوشب ما رأيت احزن من السن وعمر بن عبد العزيز كان‬
‫النار ل تلق ال لما وقال ابن اسباط مكث السن ثلثي سنة ل يضحك أربعي سنة ل يزح وقال ما سع اللئق بعورة بادية وعي باكية مثل يوم القيامة وقال ابن آدم انك ناظرا غدا إل‬
‫عملك يوزن خيه وشره فل تقرن شيء من الشر آن تتقيه فانك إذا رايته غدا ف ميزانك شرك مكانه وقال ذهبك الدنيا وبقيت أعمالكم قلئد ف أعناقكم وقال ابن آدم بع دنياك باخرتك‬
‫تربهما جيعا ولتبع أخرتك بدنياك فتخسرها جيعا وهذا مأثور عن لقمان انه قاله لولده‬
‫وقال السن تد الرجل قد لبس الحر والبيض وقال هلموا فانظروا إل قال السن قد ربيناك يا افسق الفاسقي فل آهل بك ول سهل فأما آهل الدنيا فقد اكتسبوا بنظرهم إليك مزيد‬
‫حرص على دنياهم وجراء على شهوات الغن ف بطونم وظهورهم واما آهل الخرة فقد كرهوك ومقتوك وقال انم وان هلجت بم الباذين وزفرت بم البغال ووطئت أعقابم الرجال آن‬
‫ذل العاصى ل يفارق رقابم ياب ال إل آن يذل من عصاه وقال فرقد دخلنا على السن فقلنا يا آبا سعيد إل يعجبك من ممد بن الهتم فقال ماله فقلنا دخلنا عليه أنفا وهو يود بنفسه‬
‫فقال انظروا إل ذاك الصندوق واوما إل صندوق ف جانب بيته فقال هذا الصندوق فيه ثانون آلف دينار آو قال درهم ل أؤد منها زكاة ول اصل منها رحا ول يأكل منها ( متاج ) فقلنا يا‬
‫آبا عبد ال فلمن كنت تمعها قال بروعة الزمان وكاثرة القران وجفوت السلطان فقال انظروا من أين آتاه شيطانه فخوفه روعة زمانه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪274‬‬

‫ومكاثرة اقرأنه وجفوة سلطانه ث قال آيها الوارث ل تدعن كما خدع صويبك بالمس جاءك هذا الال ل تتعب لك فيه يي ول بعرق لك فيه جبي جاءك من كان له جوعا منوعا من باطل‬
‫جعه من حق منعه ث قال السن آن يوم القيامة لذو حسرات الرجل يمع الال ث يوت ويدعه لغيه فيزقه ال فيه الصلح والنفاق ف وجوه الب فيجد ماله ف ميزان غيه وكان السن‬
‫‪ ...‬يتمثل بذا البيت ف أول النهار يقول ‪ ...‬وما الدنيا بباقية لي ‪ * ...‬ول حي على الدنيا بباق‬
‫وبذا البيت ف آخر النهار‬
‫‪ ...‬يسر الفت ما كان قدم من تقي ‪ * ...‬إذا عرف الداء الذي هو قاتله ‪...‬‬
‫ولد السن ف خلفة عمر بن الطاب واتى به إليه فدعا له وحنكه ومات بالبصرة ف سنة عشر ومائة وال سبحانه وتعال‬
‫اعلم ممد بن سيين‬
‫آبو بكر بن آب عمرو النصاري مول انس بن مالك النضري كان أبوه من سب عي التمر أسره ف حلة السب خالد بن الوليد فاشتراه انس ث كاتبه وقد ولد له من خيار جاعة ممد هذا‬
‫وانس بن سيين ومعبد ويي وحفصة وكرية وكلهم تابعيون ثقات اجلء رحهم ال تعال‬
‫قال البخاري ولد ممد لسنتي بقيتا من خلفة عثمان وقال هشام بن حسان هو اصدق من أدركت من البشر وقد تقدم هذا كله فيما ذكره الؤلف‬
‫كان ابن سيين إذا ذكر عنده رجل بسوء ذكره بأحسن ما يعلم وقال خلف بن هشام كان ممد بن سيين قد أعطى هديا وستا وخشوعا وكان الناس إذا رواه ذكروا ال ولا مات انس بن‬
‫مالك أوصى آن يغسله ممد بن سيين وكان ممد مبوسا فقالوا له ف ذلك فقال آنا مبوس فقالوا قد أستاذنا المي ف إخراجك قال إن المي ل يبسن إما حبسن من له الق فأذن له‬
‫صاحب الق فغسله وقال يونس ما عرض لحمد بن سرين آمران إل اخذ بأوثقهما ف دنيه وقال أن ل علم الذنب الذي حلت بسببه أن قلت يوما لرجل يا مفلس فذكر هذا لب سليمان‬
‫الداران فقال قلت ذنوبم فعرفوا من أين آتوا ومثلنا قد كثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى ول بأي ذنب نؤخذ وكان إذا أدعى إل وليمة يدخل منله فيقول آتون بشربة سويق فيشربا‬
‫ويقول أن اكره آن احل جوعي إل موائدهم وطعامهم وكان يدخل السوق نصف النهار فيكب ال ويسبحه ويذكره ويقول إنا ساعة غفلة الناس وقال إذا أراد ال بعبد خيا جعل له واعظ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪275‬‬

‫من قلبه يأمره وينهاه وقال ظلم لخيك آن تذكر منه آسوا ما تعلم منه وتكتم خيه‬
‫وقال العزلة عبادة وكان إذا ذكر الوت مات منه كل عضو على حدته وف رواية كان يتغي لونه وينكر حاله حت كأنه ليس بالذي كان وكان إذا سئل عن الرؤيا قال للسائل اتق ال ف‬
‫اليقظة ول يغرك ما رأيت ف النام وقال له رجل رأيت كأن اصب الزيت ف الزيتون فقال فتش على آمراتك فإنا أمك ففتش فإذا هي أمه وذلك آن الرجل اخذ من بلده صغيا سبيا ث‬
‫مكث ف بلد السلم إل إن كب ث سبيت أمه فاشتراها جاهل إنا أمه فلما رأى هذه الرؤيا وذكرها لبن سيين فآمره آن يفتش على ذلك ففتش فوجد المر على ما ذكره وقال له آخر‬
‫رأيت كأن دست آو قال وطئت ترة فخرجت منها فارة فقال له تزوج امرأة آو قال تطأ امرأة صالة تلد بنتا فاسقة فكان كما قال وقال له آخر رأيت كان على سطح بيت حبات شعي‬
‫فجاء ديك فلقطها فقال له آن سرق لك شيء ف هذه اليام فأتن فوضعوا بساطا على سطحهم فسرق فجاء إليه فاخبه فقال اذهب إل مؤذن ملتك فخذه منه فجاء إل الؤذن فاخذ البساط‬
‫منه وقال له رجل رأيت المام تلقط الياسي فقال مات علماء البصرة واتاه رجل فقال رأيت رجل عريانا واقفا على مزبلة وبيده طنبور يضرب به فقال له ابن سيين ل تصلح هذه الرؤيا ف‬
‫زماننا هذا إل للحسن البصري فقال السن هو وال الذي رأيت فقال نعم لن الزبلة الدنيا وقد جعلها تت رجليه وعريه ترده عنها والطنبور يضرب به هي الواعظ الت يقرع با آذان‬
‫الناس وقال له آخر رأيت كأن استاك والدم يسيل فقال له أنت رجل تقع ف أعراض الناس وتآكل لومهم وترج ف بابه وتأتيه‬
‫وقال له آخر رأيت كأن أرى اللؤلؤ ف الماة فقال له أنت رجل تضع القران والعلم عند غي أهله ومن ل ينتفع به وجاءته امرأة فقالت رأيت كان سنورا ادخل رأسه ف بطن زوجي فاخذ‬
‫منه قطعة فقال لا ابن سيين سرق لزوجك ثلثائة درهم وستة عشر درها فقالت صدقت من أين أخذته فقال من هجاء حروفه وهي حساب المل فالسي ستون والنون خسون والواو ستة‬
‫والراء مائتان وذلك ثلثائة وستة عشر وذكرت السنور اسود فقال هو عبد ف جواركم فالزموا عبدا اسود كان ف جوارهم وضرب فاقر بالال الذكور وقال له رجل رأيت ليت قد طالت‬
‫وأنا انظر إليها فقال له امؤذن أنت قال نعم قال له اتق ال ول تنظر إل دور اليان وقال له أخر رأيت كان ليت قد طالت حت جزرتا ونسجتها كساء وبعته ف السوق فقال له اتق ال‬
‫فانك شاهد زور وقال له أخر رأيت كأن أكل أصابعي فقال له تآكل من عمل يدك وقال لرجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪276‬‬

‫انظر هل ترى ف السجد أحدا فذهب فنظر ث رجع إليه فقال ليس ف السجد أحد فقال أليس أمرتك أن تنظر هل ترى أحد قد يكون ف السجد من المراء وقال عن رجل ذكر له ذلك‬
‫السود ث قال استغفر ال ما أران إل قد اغتبت الرجل وكان الرجل اسود وقال اشترك سبعة ف قتل امرأة فقتلهم عمر فقال لو آن آهل صنعاء اشتركوا ف قتلها ل بدت خضرائهم‬
‫وهيب بن منبه اليمان تابعي جليل وله معرفة بكتب الوائل وهو يشبه كعب الحبار وله صلح وعبادة ويروي عنه أقوال حسنة وحكم ومواعظ وقد بسطتا ترجته ف كتابنا التكميل ول‬
‫المد قال الواقدي توف بصنعاء سنة عشر ومائة وقال غيه بعدها بسنة وقيل بأكثر وال اعلم ويزعم بعض الناس آن قبه غرب بصري بقرية يقال لا عصم ول أجد لذلك أصل وال اعلم‬
‫انتهى ما ذكر الؤلف فصل‬
‫أدرك وهب بن منبه عدة من الصحابة واسند عن ابن عباس وجابر والنعمان بن بشي وروي عن معاذ بن جبل وآب هريرة وعن طاوس وعنه من التابعي عدة وقال وهب مثل من تعلم علما ل‬
‫يعمل به كمثل طبيب معه شفاء ل يتداوى به وعن مني مول الفضل بن آب عياش قال كنت جالسا مع وهب بن منبه فاتاه رجل فقال له أن مررت بفلن وهو يشتمك فغضب وقال ما وجد‬
‫الشيطان رسول غيك فما برحت من عنده حت جاءه ذلك الشات فسلم على وهب فرد عليه السلم ومد يده إليه وصافحه واجلسه الىجنبه وقال ابن طاوس سعت وهبا يقول ابن آدم‬
‫احتل لدينك فان رزقك سيأتيك وقال وهب كسي آهل النار والعرى كان خيا لم وطعموا والوع كان خيا لم واعطوا الياة والوت كان خيا لم وقال قال داود عليه السلم اللهم ايا‬
‫فقي سأل غنيا فتصام عنه فاسالك إذا دعاك فلتبه وإذا سالك فل تعطه وقال قرأت ف بعض كتب ال ابن آدم ل خي لك ف آن تعلم مال تعلم ول تعمل با قد علمت فان مثلك كمثل رجل‬
‫احتطب حطبا فحزم حزمة فذهب يملها فعجز عنها فضم إليها أخري وقال آن ل ثانية عشر آلف عال الدنيا منها عال واحد وما العمارة ف الراب إل كفسطاط ف الصحراء‬
‫وروى الطبان عنه انه قال إذا أردت آن تعمل بطاعة ال عز وجل فاجتهد ف نصحك وعملك ل فان العمل ل يقبل من ليس بناصح والنصح ل ل يكمل أل بطاعة ال كمثل الثمرة الطيبة‬
‫يها وطعمها كذلك مثل طاعة ال النصح ريها والعمل طعمها ث زين طاعتك باللم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪277‬‬

‫والعقل والفقه والعمل ث أكب نفسك عن أخلق السفهاء وعبيد الدنيا وعبدها على أخلق النبياء والعلماء العاملي وعودها فعل الكماء وامنعها عمل الشقياء وألزمها سية التقياء‬
‫واعزبا عن سبل البثاء وما كان لك من فضل فأعن به من دونك وما كان فيمن دونك من نقص فأعنه عليه حت يبلغه فإن الكيم من جع فواضله وعاد با على من دونه وينظر ف نقائص‬
‫من دونه فيقويها ويرجيها حت يبلغه إن كان فقيها حل من ل فقه له إذا رأى أنه يريد صحابته ومعونته وإذا كان له مال أعطى منه من ل مال له وإذا كان مصلحا استغفر للمذنب ورجا توبته‬
‫وإذا كان مسنا أحسن إل من أساء إليه واستوجب بذلك أجره ول يعتر بالقول حتىيحسن منه الفعل فإذا أحسن الفعل نظر إل فضل ال وإحسانه إليه ول يتمن الفعل حت يفعله فإذا بلغ‬
‫من طاعة ال مبلغا حد ال على ما بلغ منها فيها ث طلب مال يبلغ منها وإذا ذكر خطيئة سترها عن الناس واستغفر ال الذي هو قادر على أن يغفرها وإذا علم من الكمة شيئا ل يشبعه بل‬
‫يطلب ما ل يبلغ منها ث ليستعي بشيء من الكذب فإن الكذب كالكلة ف السد تكاد تأكله أو كالكلة ف الشب يرى ظهرها حسنا وجوفها نر تغر من يراها حت تنكسر على ما فيها‬
‫وتلك من اغتر با وكذلك الكذب ف الديث ل يزال صاحبه يغتر به يظن أنه معينة على حاجته ورائد له ف رغبته حت يعرف ذلك منه ويتبي لذوي العقول غرورةه فتستنبط الفقهاء ما كان‬
‫يستخفي له عنه فإذا أطلعوا على ذلك من أمره وتبي لم كذبوا خبه وأباروا شهادته واتموا صدقة وحقروا شأنه وأبغضوا ملسه واستخفوا منه بسرائرهم وكتموه حديثهم وصرفوا عنه‬
‫أماناتم وغيبوا عنه أمرهم وحذروه على دينهم ومعيشتهم ول يضروه شيئا من ماضرتم ول يأمنوه على شيء من سرهم ول يكموه فيما شجر بينهم‬
‫وروى عبدالنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب قال قال لقمان لبنه إن مثل أهل الذكر والغفلة كمثل النور والظلمة وقال قرأت ف التوراة أربعة أسطر متواليات من قرأ كتاب ال فظن أنه ل‬
‫يغفر له فهو من الستهزئي بآيات ال ومن شكا مصيبة نزلت به فإنا يشكو ربه عز وجل من أسف على ما فاته من الدنيا سخط قضاء ربه عز وجل ومن تضعضع لغن ذهب ثلث دينه وقال‬
‫وهب قرأت ف التوراة أيا دار بنيت بقوة الضعفاء جعلت عاقبتها إل الراب وأيا مال جع من غي حله أسرع الفقر إل أهله‬
‫وقال عبد ال بن البارك حدثنا معمر عن ممد بن عمرو قال سعت وهب بن منبه يقول وجدت ف بعض الكتب يقول ال تعال إذا أطاعن عبدي استجبت له من قبل أن يدعون وأعطيته من‬
‫قبل أن يسألن وإن عبدي إذا أطاعن لو أن أهل السموات وأهل الرض أجلبوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪278‬‬

‫عليه جعلت له الخرج من ذلك وإن عبدي إذا عصان قطعت يديه من أبواب السماء وجعلته ف الواء فل يتنع من شيء أراده من خلقي وقال ابن البارك أيضا حدثنا بكار بن عبد ال قال‬
‫سعت وهب بن منبه يقول قال ال تعال فيما يعيب به أحبار بن إسرائيل تفقهون لغي الدين وتتعلمون لغي العمل و تبتاعون الدنيا بعمل الخرة وتلبسون جلود الضأن وتملون نفس الذباب‬
‫وتنغذون الغذاء من شرابكم وتبتلعون أمثال البال من الرام وتثقلون الدين على الناس أمثال البال ث ل تعينوهم برفع الناصر تطيلون الصلة وتبيضون الثياب تنتقصون بذلك مال اليتيم‬
‫والرملة فبعزت حلفت لضربنكم بفتنة يضل فيها رأى ذي الرأي وحكمة الكيم‬
‫وقال الطبان حدثنا عبدال بن ممد الصنعان حدثنا هام بن مسلمة حدثنا غوث بن جابر حدثنا عقيل بن معقل قال سعت وهب بن منبه يقول إن ال ليس يمد أحدا على طاعة ول ينال‬
‫أحد من ال خيا إل برحته وليس يرجو ال خي الناس ول ياف شرهم ول يعطف ال على الناس إل برحته إياهم إن مكروا به أباد مكرهم وإن خادعوه رد عليهم خداعهم وإن كاذابوه‬
‫كذب بم وإن أدبروا قطع دابرهم وإن أقبلوا قبل منهم ول يقبل منهم شيئا من حيلة ول مكر ول خداع ول سخط ول مشادة وإنا يأت بالي من ال تعال رحته ومن ل يبتغ الي من قبل‬
‫رحته ل يد بابا غي ذلك يدخل منه فإن ال تعال ل ينال الي منه إل بطاعته ول يعطف ال على الناس شيء إل تعبدهم له وتضرعهم إليه حت يرحهم فإذا رحهم استخرجت رحته منه‬
‫حاجتهم وليس ينال الي من ال من وجه غي ذلك وليس إل رحة ال سبيل تؤتى من قبله إل تعبد العباد له وتضرعهم إليه فإن رحه ال عز وجل باب كل خي يبتغي من قبله وإن مفتاح‬
‫ذلك الباب التضرع إل ال عز وجل والتعبد له فمن ترك الفتاح ل يفتح له ومن جاء بالفتاح فتح له به وكيف يفتح الباب بغي مفتاح ول خزائن الي كله وباب خزائن ال رحته ومفتاح‬
‫رحة ال التذلل والتضرع والفتقار إل ال فمن حفظ ذلك الفتاح فتحت له الزائن ودخل فله فيها ما تشتهي النفس وتلذ العي وفيها ما تشاؤون وما تدعون ف مقام أمي ل يلون عنه‬
‫ول يافون ول ينصبون ول يهرمون ول يفتقرون ول يوتون ف نعيم مقيم وأجر عظيم وثواب كري نزل من غفور رحيم‬
‫وقال سفيان بن عيينة قال وهب أعون الخلق على الدين الزهادة ف الدنيا وأسرعها ردا اتباع الوى وحب الال والشرف ومن حب الال والشرف تنتهك الحارم ومن انتهاك الحارم‬
‫بغضب الرب وغضب ال ليس له دواء وقال يقول ال تعال ف بعض كتبه يعتب به بن إسرائيل إن إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبكت ناية وإذا عصيت غضبت وإذا‬
‫غضبت لعنت وإن اللعنة من تبلغ السابع من الولد وقال كان ف بن إسرائيل رجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪279‬‬


‫عصى ال عز وجل مائت سنة ث مات فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة فأوحى ال إل موسى أن صل عليه فقال يا رب إن بن إسرائيل شهدوا أنه قد عصاك مائت سنة قال ال له نعم هكذا‬
‫كان إل أنه كان كلما نشر التوراة ورأى إسم ممد ( ص ) قبله ووضعه على عيينة وصلى عليه فشكرت ذلك له فغفرت له ذنوبه وزوجته سبعي حوراء كذا روى وفيه علل ول يصح مثله‬
‫وف إسناده غرابة وف متنه بكارة شديدة وروى ابن إدريس عن أبيه عن وهب قال قال موسى يارب احبس عن كلم الناس فقال ال له يا موسى ما فعلت هذا بنفسي وقال لا دعى يوسف‬
‫إل اللك وقف بالباب وقال حسب دين من دنياي حسب رب من خلقه عز جارك وجل ثناؤك ول إله غيك ث دخل على اللك فلما نظر إليه اللك نزل عن سريره وخر له ساجدا ث أقعده‬
‫اللك معه على السرير وقال إنك اليوم لدينا مكي أمي فقال اجعلن على خزائن الرض إن حفيظ عليم حفيظ بذه السني وما استودعتن فيها عليم بلغة من يأتين‬
‫وقال المام أحد حدثنا منذر بن النعمان الفطس أنه سع وهبا يقول لا أمر ال الوت أن ل يضره ول يكلمه يعن يونس قال فلول أنه كان من السبحي للبث ف بطنه إل يوم يبعثون قال من‬
‫العابدين قبل ذلك فذكره ال بعبادته التقدمة فلما خرج من البحر نام فأنبت ال شجرة من يقطي وهو الدباء فلما رآها قد أظلته ورأى خضرتا فأعجبته ث نام فاستيقظ فإذا هي قد يبست‬
‫فجعل يتحزن عليها فقيل له أنت ل تلق ول تسق ول تنبت وتزن عليها وأنا الذي خلقت مائة ألف من النار أو يزيدون ث رحتهم فشق ذلك عليك‬
‫وقال المام أحد حدثنا إبراهيم بن خالد الغسان حدثنا رباح حدثن عبد اللك بن عبد الجيد ابن خشك عن وهب قال لا أمر نوح أن يمل من كل زوجي اثني قال يارب كيف أصنع‬
‫بالسد والبقر وكيف أصنع بالعناق والذئب وكيف أصنع بالمام والر قال من ألقى بينهم العداوة قال أنت يارب قال فإن أؤلف بينهم حت ل يتضررن‬
‫وقال وهب لعطاء الراسان ويك يا عطاء أل أخب أنك تمل علمك إل أبواب اللوك وأبناء الدنيا وأبواب المراء ويك يا عطاء أتأت من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه‬
‫وتترك باب من يقول ادعون أستجب لكم ويك يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك فأوهى ما ف الدنيا يكفيك وإن كان ل يغنيك ما يكفيك فليس ف الدنيا شيء يكفيك ويك يا عطاء إنا‬
‫بطنك بر من البحور وود من الدوية ل يلؤه شيء إل التراب وسئل وهب عن رجلي يصليان أحدها أطول قنوتا وصمتا والخر أطول سجودا فأيهما أفضل فقال أنصحهما ل عز وجل‬
‫وقال من خصال النافق أن يب المد ويكره الذم أي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪280‬‬

‫يب أن يمد على مال يفعل ويكره أن يذم با فيه قال وقال لقمان لبنه يا بن اعقل عن ال فإن أعقل الناس من عقل عن ال وإن الشيطان ليفر من العاقل ما يستطيع أن يكايده وقال لرجل‬
‫من جلسائه أل أعلمك طبا ل يتعايا فيه الفقهاء وحلما ل يتعايا فيه اللماء قال بلى يا أبا عبدال قال أما الطب فل تأكل طعاما إل سيت ال على أوله وحدته على آخره وأما الفقه فإن سئلت‬
‫عن شيء عندك فيه علم فأخب با تعلم و إل فقل ل أدري وأما اللم فأكثر الصمت إل أن تسأل عن شيء وقال إذا كان ف الصب خلقان الياء والرهبة طمع ف رشده‬
‫وقال لا بلغ ذو القرني مطلع الشمس قال له ملك هناك صف ل الناس فقال مادثتك من ل يعقل كمن يغن الوتى ومادثتك من ل يعقل كمن يبل الصخر الصم كي يلي وكمن يطبخ‬
‫الديد يلتمس أدمه ومادثتك من ل يعقل كمن يضع الائدة لهل القبور ونقل الجارة من رؤس البال أيسر من مادثتك من ل يعقل وقال قرأت ف بعض الكتب أن مناديا ينادي من السماء‬
‫الرابعة كل صباح أبناء الربعي زرع قد دنا حصاده أبناء المسي ما ذا قدمتم أبناء الستي ل عذر لكم ليت اللق ل يلقوا وليتهم إذ خلقوا علموا لاذا خلقوا قد أتتكم الساعة فخذوا‬
‫حذركم وقال قال دانيال يا لفي على زمن يلتمس فيه الصالون فل يوجد منهم أحد إل كالسنبلة ف أثر الاصد أو كالصلة ف أثر القاطف يوشك نوائح أولئك وبواكيهم أن تبكيهم‬
‫وروى عبد الرزاق عن عبد الصمد بن معقل قال سعت وهبا يقول ف قوله تعال ونضع الوازين القسط ليوم القيامة قال إنا يوزن من العمال خواتيمها وإذا أراد ال بعبد خيا ختم له‬
‫بيعمله وإذا أراد ال بعبد شرا ختم له بشر عمله وقال وهب إن ال تعال لا فرغ من اللق نظر إليهم حي مشوا على وجه الرض فقال أنا ال ل إله إل أنا الذي خلقتكم وأفنيكم بكمي‬
‫حق قضائي ونافذ أمري أنا أعيدكم كما خلقتكم وأفنيكم حت أبقى وحدي فإن اللك واللود ل يق إل ل أدعو خلقي وأجعهم بقضائي يوم أحشر أعدائي وتل القلوب من هيبت تتبأ‬
‫اللة من عبدها دون‬
‫قال وذكر وهب أن ال لا فرغ من خلقه يوم المعة أقبل يوم السبت فمدح نفسه با هو أهله وذكر عصمته وجبوته وكبياءه وسلطانه وقدرته وملكه وربوبيته فأنصت كل شي وأطرق له‬
‫فقال أنا اللك ل إله إل أنا ذو الرحة الواسعة والساء السن أنا ال ل إله إل أنا ذو العرش الجيد والمثال العل أنا ال ل إله إل أنا ذو الطول والن واللء والكبياء أنا ال ل إله إل أنا‬
‫بديع السموات والرض ملت كل شيء عظمت وقهر كل شيء ملكي وأحاطت بكل شيء قدرت وأحصى كل شيء علمي ووسعت كل شيء رحت وبلغ كل شيء لطفي فأنا ال يا معشر‬
‫اللئق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪281‬‬

‫فاعرفوا مكان فليس شيء ف السموات والرضي إل أنا وخلقي كلهم ل يقوم ول يدوم إل ب ويتقلب ف قبضت ويعيش برزقي وحياته وموته وبقاؤه وفناؤه بيدي فليس له ميص ول ملجأ‬
‫غيي لو تليت عنه طرفة عي لدمر كله وكنت أنا على حال ل ينقصن ذلك شيئا ولينقص ذلك ملكي شيئا وأنا مستغن العز كله ف جبوت وملكي وبرهان نوري وشديد بطشي وعلو‬
‫مكان وعظمة شأن فل شيء مثلي ول إله غيي وليس ينبغي لشيء خلقته أن يعدل ب ول ينكرن وكيف ينكرن من خلقته يوم خلقته على معرفت أم كيف يكابرن من قهر قهره ملكي أم‬
‫كيف يعجزن من ناصيته بيدي أم كيف يعدل ب من أعمره وأسقم جسمه وأنقص عقله وأتوف نفسه وأخلقه وأهرمه فل يتنع من أم كيف يستنكف عن عبادت عبدي وابن عبدي وابن أمت‬
‫ومن ل ينسب إل خالق ول وارث غيي أم كيف يعبد دون من تلقه اليام ويفن أجله اختلف الليل والنهار وها شعبة يسية من سلطان فال إل يا أهل الوت والفناء ل إل غيي فإن‬
‫كتبت الرحة على نفسي وقضيت العفو والغفرة لن استغفرن أعفر الذنوب جيعا صغيها وكبيها لن استغفرن وليكب ذلك علي ول يتعاظمن فل تلقوا بأيديكم إل التهلكة ول تقنطوا من‬
‫رحت فإن رحت سبقت غضب وخزائن الي كلها بيدي ول أخلق شيئا ما خلقت لاجة كانت من إليه ولكن لبي به قدرت ولينظر الناظرون ف ملكي ويتدبروا حكمت وليسبحوا بمدي‬
‫ويعبدون ل يشركوا ب شيئا ولتعنوا الوجوه كلها إل‬
‫وقال أشرس عن وهب قال قال داود إلي أين أجدك قال عند النكسرة قلوبم من مافت وقال كان رجل من بن إسرائيل صام سبعي أسبوعا يفطر ف كل أسبوع يوما وهو يسأل ال أن يريه‬
‫كيف يغوي الشيطان الناس فلما أن طال ذلك عليه ول يب قال ف نفسه لو أقبلت على خطيئت وعلى ذنوب وما بين وبي رب لكان خيا من هذا المر الذي أطلب ث أقبل على نفسه فقال‬
‫يا نفس من قبلك أتيت لو علم ال فيك خيا لقضى حاجتك فأرسل ال ملكا إل نبيهم أن قل لفلن العابد إزراؤك على نفسك وكلمك الذي تكلمت به أعجب إل ما مضى من عبادتك‬
‫وقد أجاب ال سؤالك وفتح بصرك فانظر الن فنظر فإذا أحبولة لبليس قد أحاطت بالرض وإذا ليس أحد من بن آدم إل وحوله سياطي مثل الذباب فقال إي رب ومن ينجو من هؤلء‬
‫قال صاحب القلب الوادع اللي‬
‫وقال وهب كان رجل من اسائحي فأتى على أرض فيها قثاء فدعته نفسه إل أخذ شيء منه فعاقبها فقام مكانه يصلى ثلثة أيام فمر به رجل وقد لوحته الشمس والريح فلما نظر إليه قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪282‬‬

‫سبحان ال لكأنا أحرق هذا النسان بالنار فقال السائح هكذا بلغ من ما ترى خوف النار فكيف ب لو قد دخلتها‬
‫وقال كان رجل من الولي أصاب ذنبا فقال ل علي أن ل يظلن سقف بيت أبدا حت تأتين براءة من النار فكان بالصحراء ف الر والقر فمر به رجل فرأى شدة حاله فقال يا عبدال ما بلغ‬
‫بك ما أرى فقال بلغ ما ترى ذكر جهنم فكيف ب إذا أنا وقعت فيها وقال ليكن البطال من الكماء أبدا ول يرث الزناة من ملكوت السماء وقال وهب ف موعظته اليوم يعظ السعيد‬
‫ويستكثر من منافعه اللبيب يا ابن آدم إنا جعت من منافع هذا اليوم لدفع ضرر الهالة عنك وإنا أوقدت فيه مصابيح الدى لتنبه لزبك فلم ار كاليوم ضل مع نوره متحي داع لداوة سلم‬
‫يا ابن آدم إنه ل أقوى من خالق ول أضعف من ملوق ول أقدر من طلبته ف يده ول أضعف من هو ف يد طالبه يا أبن آدم إنه قد ذهب منك مال يرجع إليك وأقام عندك ما سيذهب‬
‫فماالزع ما لبد منه وما الطمع فيما ل يرتي وما اليلة ف بقاء ما سيذهب يا ابن آدم اقصر عن طلب مال تدرك وعن تناول مال تناله وعن ابتغاء مال يوجد واقطع الرجاء عنك كما قعدت‬
‫به عنك الشياء واعلم أنه رب مطلوب هو شر لطالبه يا ابن آدم إنا الصب عند الصيبة وأعظم من الصيبة سوء اللق منها يا ابن آدم أي أيام الدهر ترتي يوم ييء ف عتم أو يوم تستأخر‬
‫عاقبته عن أوان ميئة فانظر إل الدهر تده ثلثة أيام يوم مضى ل ترجوه ويوم ل بد منه ويوم ييء ل تأمنه فأمس شاهد عليك مقبول وأمي مؤد وحكيم مؤدب قد فجعك بنفسه وخلف فيك‬
‫حكمته واليوم صديق مودع كان طويل الغيبة عنك وهو سريع الظعن إياك ول يأته وقد مضى قبله شاهد عدل فإن كان ما فيه لك فاشفعه بثله أو ثق لك باجتماع شهادتما عليك يا ابن آدم‬
‫إنا أهل الدنيا سفر ل يلون عقد رحالم إل ف غيها وإنا يتبلغون بالعوارى فما أحسنه يعن الشكر للمنعم والتسليم للمعاد يا ابن آدم إنا الشيء من مثله وقد مضت قبلنا أصول نن‬
‫فروعها فما بقاء الفرع بعد ذهاب أصله إنا يقر الفرع بعد الصل يا ابن آدم إنه ل أعظم رزية ف عقله من ضيع اليقي وأخطأ العمل أيها الناس إنا البقاء بعد الفناء وقد خلقنا ول نكن‬
‫وسنبلى ث نعود ال وإنا العواري اليوم والنات غدا أل وإنه قد تقارب منا سلب فاحش أو عطاء جزيل فأصلحوا ما تقدمون عليه با تظعنون عنه ايها الناس إنا أنتم ف هذه الدنيا غرض‬
‫تنتضل فيها النايا وإن ما أنتم فيه من دنياكم نب للمصائب ل تنالون فيها نعمة إل بفراق الخرى ول يستقبل منكم معمر يوما من عمره إل بدم آخر من أجله ول يتخذ له زيادة ف ماله إل‬
‫بنفاد ما قبله من رزقه ول يي له أثر إل مات له أثر نسال ال أن يبارك لنا ولكم فيما مضى من هذه العظة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪283‬‬

‫وقال قتيبة بن سعيد حدثنا كثي بن هشام حدثنا جعفر بن مروان عن وهب بن منبه عن طريق ول تستقم لسائقها وإن فتر سائقها حزنت ول تتبع قائدها فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها‬
‫ول تستطيع الدين إل بالطوع والكره وإن كان كلما كره النسان شيئا من دينه تركه أرشك أن ل يبقى معه من دينه شيء وقال وهب إن من حكمة ال عز وجل أنه خلق اللق متلفا خلقه‬
‫ومقاديره فمنه خلق يدوم ما دامت الدنيا ل تنقصه اليام ول ترمه وتبليه ويوت ومنه خلق ل يطعم ول يرزق ومنه خلق يطعم ويرزق خلقه ال وخلق معه رزقه ث خلق ال من ذلك خلقا ف‬
‫الب وخلقا ف البحر ث جعل رزق ما خلق ف البحر وف الب ول ينفع رزق دواب الب دواب البحر ول رزق دواب البحر دواب الب لو خرج ما ف البحر إل الب هلك ولو دخل ما ف الب‬
‫إل البحر هلك ففي ذلك من خلق ال ف الب والبحر عبة لن أهته قسمة الرزاق والعيشة فليعتب ابن دم فيما قسم ال من الرزاق فإنه ل يكون فيها شيء إل كما قسمه سبحانه بي خلقه‬
‫ل يستطيع أحد أن يغيها ول أن يلطها كما ل تستطيع دواب الب أن تعيش بأرزاق دواب البحر ول دواب البحر بأرزاق دواب الب ولو اضطرت إليه هلكت كلها فإذا استقرت كل دابة‬
‫منها فيما رزقت أصلحها ذلك وأحياها وكذلك ابن آدم إذا استقر وقنع با قسم ال له من رزقه أحياه ذلك واصلحه فإذا تعاطى رزق غيه نقصه ذلك وضره وفضحه‬
‫وقال لعطاء الراسان كان العلماء قبلكم قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيهم فكانوا ل يلتفتون إل أهل الدنيا ول إل ما ف أيديهم فكان أهل الدنيا يبذلون إليهم دنياهم رغبة ف علمهم‬
‫فأصبح أهل العلم فينا اليوم يبذلون لهل الدنيا علمهم رغبة ف الدنيا فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا ف علمهم لا رأوا من سوء موضعه عندهم فإياك يا عطاء وأبواب السلطان فإن عند أبوابم‬
‫فتنا كمبارك البل ل تصيب من دنياهم شيئا إل أصابوا من دينك مثله‬
‫وقال إبراهيم النيد حدثنا عبدال بن أب بكر القدمي حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عمر بن عبدالرحن الصنعان قال سعت وهب بن منبه يقول لقى عال عالا هو فوقه ف العلم فقال كيف‬
‫صلتك فقال ما أحسب أحدا سع بذكر النة والنار يأتى عليه ساعة ل يصلي فيها قال فكيف ذكرك للموت قال ما ارفع قدما ول أضع أخرى إل رأيت أن ميت فقال فكيف صلتك أنت‬
‫أيها الرجل فقال إن لصلي و أبكي حت ينبت العشب من دموعت فقال العال أما إنك إن تضحك وأنت معترف بطيئتك خي لك من أن تبكي وأنت مدل بعلمك فإن الدل ل يرفع له عمل‬
‫فقال أوصن فإن أراك حكيما فقال ازهد ف الدنيا ول نازع أهلها فيها وكن فيها كالنخلة إن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪284‬‬


‫أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عدو ل تكسره وانصح ل نصح الكلب لهله فانم ييعونه ويطردونه ويضربونه وهو يأب إل أن يوطهم ويفظهم وينصح لم‬
‫فكان وهب إذا ذكر هذا الديث قال واسوأناه اذا كان الكلب أنصح لهله منك يا ابن آدم ل عز وجل وف رواية أنه قال إن لصلى حت ترم قدماى فقال له إنك ان تبيت تائبا وتصبح‬
‫نادما خي لك من أن تبيت قائما وتصبح معجبا إل آخره وروى سفيان عن رجل من أهل صنعاء عن وهب فذكر الديث كما تقدم‬
‫وقال عثمان بن أب شيبه حدثنا ممد بن عمران بن أب ليلي حدثنا الصلت بن أب عاصم الرادى عن أبيه عن وهب قال لا أهبط آدم من النه استوحش لفقد أصوات اللئكة فهبط عليه‬
‫جبيل فقال يا آدم أل أعلمك شيئا تنفع به ف الدنيا والخرة قال بلي قال قل اللهم تم ل النعمة حت تنيئ العيشة اللهم اختم ل بي حت ل تضرن ذنوب اللهم اكفى مؤنةالدنيا وكل هول‬
‫ف القيامة حت تدخلن النة ف عافية‬
‫وقال عبد الرزاق حدثن بكار بن عبد ال عن وهب قال قرأت ف بعض الكتب فوجدت ال تعال يقول يا ابن آدم ما أنصفتن تذكر ب وتنسان وتدعو إل وتفر من خيى اليك نازل وشرك‬
‫ال صاعد ول يزال ملك كري قد نزل اليك من أجلك يا ابن آدم إن أحب ما تكون إل وأقرب ما تكون من إذا رضيت با قسمت لك وأبغض ما تكون ال وأبعد ما تكون من إذا سخطت‬
‫با قسمت لك يا ابن آدم أطعن فيما أمرتك ول تعلمن با يصلحك إن عال بلقي وأنا أعلم باجتك الت ترفعك من نفسك إن إنا أكرم من أكرمن وأهي من هان عليه أمري لست بناظر ف‬
‫حق عبدي حت ينظر العبد ف حقي وقال وهب قرأت نيفا وتسعي كتابا من كتب ال تعال فوجدت ف جيعها أن من وكل إل نفسه شيئا من الشيئة فقد كفر وقال ل يسكن ابن آدم إن ال‬
‫هو قسم الرزاق متفاضلة ومتلفة فإن تقلل ابن آدم شيئا من رزقه فليزدد إل ال رغبة ول يقولن لو أطلع ال على هذا من حال أو شعر به غيه فكيف ل يطلع على شيء الذي خلقه وقدره‬
‫أو يعتب ابن آدم ف غي ذلك ما يتفاضل فيه الناس كأن ال فاضل بينهم ف الجسام والموال واللوان والعقول والحلم فل يكب علىابن آدم أن يفضل عليه ف الرزق والعيشة ول يكب‬
‫عليه أن يفضل عليه ف اللم والعلم والعقل والدين أول يعلم ابن آدم أن الذي رزقه ف ثلثة أزمان من عمره ل يكن له ف واحد منها كسب ول حيلة أنه سوف يرزقه ف الزمن الرابع أول‬
‫زمان من أزمانه حي كان ف بطن أمه يلق فيه ويرزق من غي مال كسبه وهو ف قرار مكي ل يؤذيه فيه حر ول برد ول شيء ول هم ول حزن وليس له هناك يد تبطش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪285‬‬

‫ول رجل تسعى ول لسان ينطق فساق ال عز وجل إليه رزقه هناك على أت الوجوه وأهناها وأمراها ث إن ال عز وجل أراد أن يوله من تلك النلة إل غيها ويدث له ف الزمن الثان رزقا‬
‫من أمه يكفيه ويغنيه من غي حول منه ول قوة ولبطش ول سعة بل تفضل من ال وجودا ورزقا أجراه وساقه إليه ث أراد ال سبحانه أن ينقله من الزمن الثان إل الزمن الثالث من ذلك اللب‬
‫إل رزق يدثه له من كسب أبويه بأن يعل له الرحة ف قلوبما حت يؤثراه على نفسهما بكسبهما ويغنياه ويغذياه بأطيب ما يقدران عليه من الغذية وهو ل يعينهما على شيء من ذلك‬
‫بكسب ول حيلة حت إذا عقل حدث نفسه بأنه إنا يرزق بيلته ومكسبه وسعيه ث يدخل عليه ف الزمن الرابع إساءة الظن بربه عز وجل فيضيع أوامر ال ف طلب العاش وزيادة الال وكثرته‬
‫وينظر إل أبناء النس وما عليه من التنافس ف طلب الدنيا فيكسب بذلك ضعف اليقي واليان ويتلئ قلبه فقرا وخوفا منه مع التاع ويبتلى بوت القلب وعدم العقل ولو نظر ابن آدم نظر‬
‫معرفة وعقل لعلم أنه لن يغنيه ف الزمن الرابع إل من أغناه ورزقه ف الزمان الثلثة قبل فل مقال له ول معذرة ما سلط عليه ف الزمان الرابع إل برحة ال فإن ابن آدم كثي الشك يقصر به‬
‫حكمه وعلمه عن علم ال والتفكر ف أمره ولو تفكر حت يفهم وتفهم حت يعلم علم أن علمة ال الت با يعرف خلقه الذي خلق ث رزقه لا خلق وقدره لا قدر‬
‫وقال عطاء الراسان لقيت وهبا ف الطريق فقلت حدثن حديثا أحفظه عنك ف مقامي هذا وأوجز فقال أوحى ال عز وجل إل داود عليه السلم يا داود أما وعزت وعظمت ل ينتصر ب عبد‬
‫من عبادي دون خلق أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع ومن فيهن والرضون السبع ومن فيهن إل جعلت له منهن فرجا ومرجا أما وعزتى وجلل ل يعتصم عبد من عبادي‬
‫بخلوق دون أعلم ذلك من نيته إل قطعت أسباب السموات من يده وأسخت الرض من تته ول أبال ف أي واد هلك‬
‫وقال أبو بلل الشعري عن أب هشام الصنعان قال عبد الصمد بن معقل قال سعت وهب بن منبه يقول وجدت ف بعض الكتب أن ال تعال يقول كفان للعبد مآل إذا كان عبدي ف طاعت‬
‫أعطيته قبل أن يسألن وأستجيب له من قبل أن يدعون فإن أعلم باجته الت رفق به من نفسه وقال قرأت ف بعض الكتب أن الشيطان ل يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل لنه إذا كان‬
‫مؤمنا عاقل ذا بصية فهو أثقل على الشيطان من البال الصم أنه ليزالل الؤمن العاقل فل يستطيعه فيتحول عنه إل الاهل فيستأمره ويتمكن من قياده وقال قام موسى عليه السلم فلما رأته‬
‫بنو إسرائيل قاموا فقال على مكانكم ث ذهب إل الطور فإذا هو بنهر ابيض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪286‬‬

‫فيه مثل رؤس الكثبان كافور مفوف بالرياحي فلمارآه أعجبه فدخل عليه فاغتسل وغسل ثوبه ث خرج وجفف ثوبه ث رجع إل الاء فاستنضح فيه إل أن جف ثوبه فلبسه ث أخذ نو الكثيب‬
‫الخر الذي فوق الطور فإذا هو برجلي يفران قبا فقام عليهما فقال أل أعينكما قال بلى فنل فحفر فقال لما لتحدثان مثل من الرجل فقال على طولك وهيئتك فاضطجع فيه لنظروا‬
‫فالتأمت عليه الرض فلم ينظر إل قب موسى عليه السلم إل الرخم فأصمها ال وأبكمها وقال يقول ال عز وجل لول أن كتبت النت على اليت لبسه الناس ف بيوتم ولول أن كتبت‬
‫الفساد على اللحم لرمه الغنياء على الفقراء‬
‫وقال مر عابد براهب فقال له منذ كم أنت ف هذه الصومعة قال منذ ستي سنة قال وكيف صبت فيها ستي سنة قال مر فان الزمان ير وإن الدنيا تر ث قال له يا راهب كيف ذكرك‬
‫للموت قال ما أحسب عبدا يعرف ال تأتى عليه ساعة إل يذكر الوت فيها وما أرفع قدما إل وأنا أظن أن ل أضعها حت أموت وما أضع قدما إل وأنا أظن أن ل أرفعها حت أموت فجعل‬
‫العابد يبكي فقال له الراهب هذا بكاؤك إذا خلوت أو قال كيف أنت إذا خلوت فقال العابد إن لبكي عند إفطاري فأشرب شراب بدموعي ويصرعن النوم فأبل متاعي بدموعي فقال له‬
‫الراهب إنك إن تضحك وأنت معترف بذنبك خي لك من أن تبكي وأنت مدل على ال بعلمك فقال أوصن بوصية قال كن ف الدنيا بنلة النخلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت‬
‫طيبا وإن سقطت على شيء ل تضره ول تكن ف الدنيا بنلة المار إنا هته أن يشبع ث يرمي بنفسه ف التراب وأنصح ل نصح الكلب لهله فإنم ييعونه ويطردونه وهو يأب إل أن يرسهم‬
‫ويفظهم قال أبو عبد الرحن أشرس وكان طاوس إذا ذكر هذا الديث بكى وقال عز علينا أن تكون الكلب أنصح لهلها منا لولنا عز وجل وقد تقدم نو هذا الت‬
‫وقال وهب تلى راهب ف صومعته ف زمن السيح فأراد إبليس أن يكيده فلم يقدر عليه فأتاه بكل مراد فلم يقدر عليه فأتاه متشبها بالسيح فناداه أيها الراهب أشرف علي أكلمك فأنا‬
‫السيح فقال إن كنت السيح فمال إليك من حاجة أليس قد أمرتنا بالعبادة ووعدتنا القيامة انطلق لشأنك فل حاجة ل فيك قال فذهب عنه الشيطان خاسئا وهو حسي فلم يعد إليه ومن‬
‫طريق أخرى عنه قال أتى إبليس راهبا ف صومعته فاستفتح عليه فقال له من أنت قال أنا السيح فقال الراهب وال لئن كنت إبليس لخلون بك ولئن كنت السيح فما عسى أن أصنع بك‬
‫اليوم شيئا لقد بلغتنا رسالة ربك عز وجل فقبلناها عنك وشرعت لنا الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪287‬‬

‫فنحن عليه فاذهب فلست بفاتح لك فقال صدقت أنا إبليس ول أريد إضللك بعد اليوم أبدا فسلن عما بدا لك أخبك به قال وأنت صادق قال ل تسألن عن شيء إل صدقتك فيه قال‬
‫فأخبن أي أخلق بن آدم أوثق ف أنفسكم أن تضلوهم به قال ثلثة أشياء الدة والشح والشكر وقال وهب قال موسى يارب أي عبادك قال من ل تنفعه موعظة ول يذكرن إذاخل قال‬
‫إلي فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي وأجعله ف كنفي وقال وهب لقى عال عالا هو فوقه ف العلم فقال له رحك ال ما هذا البناء الذي ل إسراف‬
‫فيه قال ما سترك من الشمس وأكنك من الغيث قال فما هذا الطعام الذي ل إسراف فيه قال فوق الوع دون الشبع من غي تكلف قال فما هذا اللباس الذي ل إسراف فيه قال هو ما ستر‬
‫العورة ومنع الر والبد من غي تنوع ول تلون قال فما هذا الضحك الذي ل إسراف فيه قال هو ما أسفر وجهك ول يسمع صوتك قال فما هذا البكاء الذي ل إسراف فيه قال ل تل من‬
‫البكاء من خشية ال عز وجل ول تبك على شيء من الدنيا قال كم أخفي من عملي قال ما أظن بك أنك ل تعمل حسنة قال ما أعلن من عملي قال المر بالعروف والنهي عن النكر وما يأت‬
‫بك الريص واحذر النظر إل الناس وقال لكل شيء طرفان ووسط فإذا أمسكت بأحد الطرفي مال الخر وإذا أمسكت بالوسط اعتدل فعليكم بالوسط من الشياء وقال أربعة أحرف ف‬
‫التوراة من ل يشاور يندم ومن استغن استأثر والفقر الوت الحر وكما تدين تدان ومن تر فجر‬
‫وقال عبدال بن البارك حدثنا بكار بن عبدال أنه سع وهب بن منبه يقول كان رجل من أفضل أهل زمانه وكان يزار فيعظهم فاجتمعوا إليه ذات يوم فقال إنا قد خرجنا عن الدنيا وفارقنا‬
‫الهل والموال مافة الطغيان وقد خفنا أن يكون قد دخل علينا ف حالنا هذه من الطغيان أعظم وأكثر ما يدخل على أهل الموال ف أموالم وعلى اللوك ف ملكهم أرانا يب أحدنا أن‬
‫تقضي له الاحه وإذا اشترى شيئا أن ياب لكان دينه وأن بعظم إذا لقى الناس لكان دينه وجعل يعدد آفات العلماء والعباد الذين يدخل عليهم ف دينهم من حب الشرف والتعظم قال فشاع‬
‫ذلك الكلم عنه حت بلغ مكل ملك البلد فعجب منه اللك وقال لرؤس دولته ينبغي لذا أن يزار ث اتعدوا لزيارته يوما فركب إليه اللك ليسلم عليه فأشرف العابد وكان عالا جيد العلم‬
‫بآفات العلوم والعمال ودسائس النفوس فرأى الرض الت تت مكانه قد سدت اليل والفرسان فقال ماهذا فقيل له هذا اللك قاصد إليك يسلم عليك لا بلغه من حسن كلمك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪288‬‬

‫فقال إنا ل وما أصنع به هلكنا وال إن ل نلقن الجة من عند ال مع هذا الرجل وينصرف عنا وهو ماقت لنا ث سأل خادمه هل عندك طعام قال نعم قال فأت به فضعه بي أيدينا قال هو‬
‫شيء من ثر الشجر وهو شيء من بقل وزيتون قال فأت به فأتى به ث أمر بماعته فاجتمعوا حول ذلك الطعام فقال إذا دخل عليكم هذا الرجل فل يلتفت أحد منكم إليه ول يقم له أحد‬
‫وأقبلوا على الكل العنيف ول يرفع أحد منكم رأسه لعل ال أن يصرفه عنا وهو كاره لنا فأتى أخاف الفتنة والشهرة وامتلء القلب منهما فل تلص إل بنار حهنم قال فبكى القوم وبكى‬
‫ذلك الرجل العال فلما اقترب اللك من جبلهم الذي هم فيه ترجل اللك ومن معه من أعيان دولته وصعد ف البل فلما وصل إل قرب مكانم أخذوا ف الكل العنيف فدخل عليهم اللك‬
‫وهم يأكلون فلم يرفعوا رؤسهم إليه وجعل ذلك العال الفاضل يلف البقل مع الزيتون مع الكسرة الكبية من البز ويدخلها ف فمه فسلم عليهم اللك وقال أيكم العابد فأشاروا إليه فقال له‬
‫اللك كيف أنت أيها الرجل فقال له كالناس وهو يأكل ذلك الكل العنيف فقال اللك ليس عند هذا خي ث أدبر اللك خارجا عنه وقال ما عند هذا من علم فلما نزل اللك من البل نظر‬
‫إليه العابد من كوة وقال أيها اللك المد ل الذي صرفك عن وأنت ل كاره أو قال المد ل الذي صرفك عن با صرفك به وف روابة ذكر ابن البارك أنه قال المد ل الذي صرفه عن‬
‫وهو ل لئم‬
‫وف رواية أن هذا العابد كان ملكا وكان قد زهد ف الدنيا وتركها لنكان قد دخل عيه رجل من بقايا أهل النة والعمل الصال فوعظه فاتعد معه أن يصحبه وأنه يرج عن اللك طلبا لا‬
‫عنده ف الدار الخرة وأنه وافقه جاعة من بنيه وأهله ورؤس دولته فخرجوا برمتهم ل يدري أحد أين ذهبوا وكان هذا اللك من أهل العدل والي والوف من ال عز وجل وكان متسع‬
‫اللك والملكة كثي الموال والرجال فساروا حت أتوا جبل ف أطراف ملكته كثي الشجر والياه فأقاموا به حينا فقال اللك إن نن طال أمرنا ومقامنا ف هذا البل سع بنا الناس من أهل‬
‫ملكتنا فل يدعونا وإن أرى أن نذهب إل غي ملكتنا فننل مكانا بعيدا عن الناس لعل أن نسلم منهم ويسلموا منا فساروا من ذلك البل طالبي بلدا ل يعرفون فوجدوا با جبل نائيا عن‬
‫الناس كثي الشجار والياه قليل الطوارق وإذا ف ذروته عي ماء جارية وارض متسعة تزرع لن أراد الزرع با فنلوا به وبنوا به أماكن للعبادة والسكن وزرعوا لم على ماء تلك العي بعض‬
‫بقول يأتدمون با وأشجار زيتون وجعلوا يزرعون بأيديهم ويأكلون ث شاع أمرهم ف بعض تلك البلد القريبة من جبلهم فجعلوا يأتونم ويزورونم إل أن شاع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪289‬‬

‫ذلك الكلم التقدم عن ذلك العال فبلغ ملك تلك البلد فقصدهم للزيارة فذكر القصة كما تقدم وال أعلم‬
‫وقال وهب أزهد الناس ف الدنيا وإن كان عليها حريصا من ل يرض منها إل بالكسب اللل الطيب مع حفظ المانات وأرغب الناس فيها وإن كان عنها معرضا من ل يبال من أين كسبه‬
‫منها حلل كان أو حراما وإن أجود الناس ف الدنيا من جاد بقوق ال عز وجل وإن رآه الناس بيل فيما سوى ذلك وإن أبل الناس ف الدنيا من بل بقوق ال عز وجل وإن رآه الناس‬
‫جوادا فيما سوى ذلك‬
‫وقال الطبان حدثنا معاذ بن الثن حدثنا علي بن الدين حدثنا ممد بن عمرو بن مقسم قال سعت عطاء بن مسلم يقول سعت وهب بن منبه يقول إن ال تعالىكلم موسى عليه السلم ف‬
‫ألف مقام وكان إذا كلمه رؤى النور على وجه موسى ثلثة أيام ول يس موسى امرأة منذ كلمه ربه عز وجل وقال عثمان بن أب شيبة حدثنا عبدال بن عامر بن زرارة حدثنا عبدال بن‬
‫الجلح عن ممد بن إسحاق قال حدثن ربيعة بن أب عبد الرحن قال سعت ابن منبه اليمان يقول إن للنبوة أثقال ومؤنة ل يملها إل القوي وإن يونس بن مت كان عبدا صالا وكان ف‬
‫خلقه ضيق فلما حلت عليه النبوة تفسخ تتها تفسخ الربع تت المل فرفضها من يده وخرج هاربا فقال ال تعال لنبيه ( ص ) فاصب كما صب أولوا العزم من الرسل وقال فاصب لكم‬
‫ربك ول تكن كصاحب الوت إذ نادى وهو مكظوم الية وقال يونس بن بكي عن أب إسحاق بن وهب بن منبه عن أبيه قال أمر ال الريح أن ل يتكلم أحد من اللئق بشيء ف الرض إل‬
‫ألقته ف أذن سليمان فلذلك سع كلم النملة‬
‫وروى سفيان عن عمرو بن دينار عن وهب قال كان الرجل من بن إسرائيل إذا ساح أربعي سنة أرى شيئا كأن يرى علمة القبول قال فساح رجل من ولد ربيعة أربعي سنة فلم ير شيئا‬
‫فقال يارب إذ أحسنت واساء والداي فما ذنب قال فأرى ما كان يرى غيه وف رواية أنه قال يا رب إذا كان والداي قد أكل أضرس أنا وف رواية عنه أنه قال يا رب إذا كان والداي قد‬
‫أساءا أحرم أنا إحسانك وبرك فأظلته غمامة‬
‫وروى عبد ال بن البارك عن رباح بن زيد عن عبد العزيز بن مروان قال سعت وهب ابن منبه يقول مثل الدنيا والخرة مثل ضرتي إن أرضيت إحداها أسخطت الخرى وقال إن أعظم‬
‫الذنوب عند ال بعد الشرك بال السحر وروى عبد الرزاق قال أخبن أب عن وهب قال إذا صام النسان زاغ بصره فإذا أفطر على حلوة عاد بصره وقال ابن البارك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪290‬‬

‫عن بكر بن عبد ال قال سعت وهبا يقول مر رجل عابد على رجل عابد فرآه مفكرا فقال له مالك فقال له أعجب من فلن أنه كان قد بلغ من عبادته ما بلغ ث مالت به الدنيا فقال ل‬
‫تعجب من مال كيف مال ولكن أعجب من استقام كيف استقام‬
‫وقال عبد ال ابن المام أحد بن حنبل حدثن أب حدثنا عبد الرزاق حدثنا بكار بن عبد ال قال سعت وهب بن منبه يقول إن بن إسرائيل أصابتهم عقوبة وشدة فقال النب ( ص ) وددنا أن‬
‫نعلم ما الذي يرضي ربنا فنتبعه فأوحى ال عز وجل إليه إن قومك يقولون إذا أرضوهم رضيت وإذا أسخطوهم أسخطت وقال عبد ال بن أحد أيضا حدثنا أب حدثنا إبراهيم بن خالد حدثن‬
‫عمر بن عبدالرحن قال سعت وهب بن منبه يقول إن عيسى عليه السلم كان واقفا على قب ومعه الواريون أو نفر من أصحابه قال وصاحب القب يدل فيه قال فذكروا من ظلمة القب‬
‫وضيقه فقال عيسى قد كنتم فيما هو أضيق من ذلك ف أرحام أمهاتكم فإذا أحب ال أن يوسع وسع أو كما قال‬
‫وقال عبد ال بن البارك حدثنا بكار بن عبد ال قال سعت وهب بن منبه يقول كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة والرغبة والغضب فلم يستطع منه شيئا من ذلك‬
‫فتمثل له حية وهو يصلي فمضى ول يلتفت إليه فالتوى على قدميه فلم يلتفت إليه فدخل ثيابه واخرج راسه من عند رأسه فلم يلتفت ول يستأخر فلما أراد أن يسجد التوى ف موضع سجوده‬
‫فما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه فوضع رأسه فجعل يعركه حت استمكن من السجود على الرض ث جاءه على صورة رجل فقال له أنا صاحبك الذي أخوفك أتيتك من قبل‬
‫الشهوة والغضب والرغبة وأنا الذي كنت أتثل لك بالسباع واليات فلم أستطع منك شيئا وقد بدا ل أن أصادقك ول آتيك ف صلتك بعد اليوم فقال له العابد ل يوم خوفتن خفتك ول‬
‫اليوم ب حاجة ف مصادقتك قال سلن عما شئت أخبك قال فما عسيت أن أسألك قال أل تسألن عن مالك ما فعل به بعدك قال لو أردت ذلك ما فارقته قال أفل تسألن عن أهلك من مات‬
‫منهم ومن بقى قال أنا مت قبلهم قال أفل تسألن عما أضل به الناس قال أنت أضلهم فأخبن عن أوثق ما ف نفسك تضل به بن آدم قال ثلثة أخلق الشح والدة والسكر فإن الرجل إذا‬
‫كان شحيحا قللنا ماله ف عينه ورغبناه ف أموال الناس وإذا كان حديدا تداولناه بيننا كما يتداول الصبيان الكرة ولو كان يي الوتى بدعوته ل نيأس منه وكل ما يبنيه ندمه لنا كلمة واحدة‬
‫وإذا سكر قدناه إل كل شر وفضيحة وخزي وهوان كما تقاد القط إذا أخذ بأذنا كيف شئنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪291‬‬

‫وقال وهب أصاب أيوب البلء سبع سني وترك يوسف ف السجن سبع سني ومسخ بتنصر ف السباع سبع سني وسئل وهب عن الدناني والدراهم فقال هي خواتيم رب العالي فالرض‬
‫لعايش بن آدم ل تؤكل ول نشرب فأينما ذهبت بات رب العالي قضيت حاجتك وهي أزمة النافقي با يقادون إل الشهوات وروى داود بن عمر الضب عن ابن البارك عن معمر عن ساك‬
‫ابن الفضل عن وهب قال مثل الذي يدعو بغي عمل مثل الذي يرمي بغي وتر وقال ابن البارك أخبن عمر بن عبد الرحن بن مهرب قال سعت وهبا يقول قال حكيم من الكماء إن‬
‫لستحي من ال عز وجل أن أعبده رجاء ثواب النة فقط فأكون كالجي السوء إن أعطى عمل وإن ل يعط ل يعمل وإن لستحي من ال أن أعبده مافة النار فقط فأكون كالعبد السوء إن‬
‫رهب عمل وإن ترك ل يعمل وإن ليستخرج من حب ال مال يستخرج من غيه‬
‫وقال السري بن يي كتب وهب إل مكحول إنك قد أصبت با ظهر من علم السلم عند الناس مبة وشرفا فاطلب با بطن من علم النسان عند ال مبة وزلفى واعلم أن إحدى الحبتي‬
‫تنع الخرى أو قال سوف تنعك الخرى وقال زافر بن سليمان عن أب سنان الشيبان قال بلغنا أن وهب بن منبه قال قال لقمان لبنه يا بن اتذ طاعة ال تارة تريد با ربح الدنيا والخرة‬
‫واليان سفينتك الت تمل عليها والتوكل على ال شراعها والدنيا برك واليام موجك والعمال الصالة تارتك الت ترجو ربها والنافلة هي هديتك الت ترجوا با كرامتك والرص عليها‬
‫يسيها ويزجيها ورد النفس عن هواها مراسيها والوت ساحلها وال ملكها وإليه مصيها وأحب التجار إل ال وأفضلهم وأقربم منه أكثرهم بضاعة وأصفاهم نية وأخلصهم هدية وأبغضهم‬
‫إليه أقلهم بضاعة وأردأهم هدية وأخبثهم طوية فكلما حسنت تارتك ازداد ربك وكلما خلصت هديتك تكرم وف رواية عنه أنه قال قال لقمان لبنه يا بن اتذ طاعة ال بضاعة تأتك‬
‫الرباح من كل مكان واجعل سفينتك تقوى ال وحشوها التوكل على ال وشراعها اليان بال وبرك العلم النافع والعمل الصال لعلك أن تنجو وماأراك بناج وقال عبدال بن البارك عن‬
‫رباح بن زيد عن رجل قال إن للعلم طغيانا كطغيان الال‬
‫وقال الطبان حدثنا عبيد بن ممد الصنعان بدثنا أبو قدامة هام بن مسلمة بن عقبة حدثنا غوث بن جابر حدثنا عقيل بن منبه قال سعت عمي وهب بن منبه يقول الجر من ال عز وجل‬
‫معروض ولكن ل يستوجبه من ل يعمل ول يده من ل يبتغيه ول يبصره من ل ينظر إليه وطاعة ال قريبة من يرغب فيها بعيدة من زهد فيها ومن يرص عليها يصل إليا ومن ل يبها ل‬
‫يدها ل تسبق من سعى إليها ول يدركها من أبطأ عنها وطاعة ال تشرف من أكرمها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪292‬‬

‫وتي من أضاعها وكتاب ال يدل عليها واليان بال يض عليها‬


‫وقال المام أحد حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا عمر بن عبد الرحن سعت وهب بن منبه يقول قال داود عليه السلم يارب أي عبادك أحب إليك قال مؤمن حسن الصورة حسن العمل قال‬
‫يارب أي عبادك أبغض إليك قال كافر حسن الصورة كفر أو شكر هذان وف رواية ذكرها أحد بن حنبل أي عبادك أبغض إليك قال عبد استخارن ف أمر فخرت له فلم يرض له‬
‫وقال إبراهيم بن النيد حدثن إبراهيم بن سعيد عن عبد النعم بن إدريس حدثنا عبد الصمد ابن معقل عن وهب بن منبه قال كان سائح يعبد ال تعال فجاءه إبليس أو شيطان فتمثل بإنسان‬
‫فجعل يريه أنه يعبد ال تعال وجعل يزيد عليه ف العبادة فأحبه ذلك السائح لا رأى من اجتهاده وعبادته فقال له الشيطان والسائح ف مصله لو دخلنا إل الدينة فخالطنا الناس وصبنا على‬
‫أذاهم وأمرنا ونينا كان أعظم لجرنا فأجابه السائح إل ذلك فلما أخرج السائح إحدى رجليه من باب مكانه لينطلق معه هتف به هاتف فقال إن هذا شيطان أراد أن يفتنك فقال السائح‬
‫رجل خرجت ف معصية ال وطاعة الشيطان ل تدخل معي فما حولا من موضعها ذلك حت فارق الدنيا فأنزل ال تعال ذكره ف بعض كتبه فقال وذو الرجل‬
‫وقال وهب أتى رجل من أهل زمانه إل ملك كان يفت الناس على أكل لم النير فأعظم الناس مكانه وهالم أمره فقال له صاحب شرطة اللك سرا بينه وبينه أيها العال اذبح جديا ما يل‬
‫لك أكله ث ادفعه إل حت أصنعه لك على حدته فإذا دعا اللك بلحم النير أمرت به فوضع ين يديك فتأكل منه حلل ويرى اللك والناس أنك إنا أكلت لم النير فذبح ذلك العال‬
‫جديا ث دفعه إل صاحب الشرطة فصنعه له وأمر الطباخي إذا أمر اللك بأن يقدم إل هذا العال لم النير أن يضعوا بي يديه لم هذا الدى واجتمع الناس لينظروا امر هذا العال فيه أياكل‬
‫ام ل وقالوا أن أكل اكلنا وإن امتنع امنتنعنا فجاء اللك فدعا لم بلحوم النازيز فوضعت بي أيديهم ووضع بي يدى ذلك العال لم ذلك الدي اللل الذكى فألم ال ذلك العال فألقى ف‬
‫روعه وفكره فقال هب أن أكلت لم الدي الذي أعلم حله أنا فماذا أصنع بن ل يعلم والناس إنا ينتظرون أكلى ليقتدوا ب وهم ل يعلمون إل أن إنا أكلت لم النير فيأكلون اقتداء ب‬
‫فأكون من يمل أوزارهم يوم القيامة ل أفعل وال وإن قتلت وحرقت بالنار وأب أن يأكل فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه ويومي إليه ويأمره بأكله أي إنا هو لم الدي فأب أن يأكل ث‬
‫أمره اللك أن يأكل فأب فألوا عليه فأب فأمر اللك صاحب الشرطه بقتله فلما ذهبوا به ليقتلوه قال له صاحب الشرطة ما منعك أن تأكل من اللحم الذي ذكبته أنت ودفعته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪293‬‬

‫إل أظننت أن أتيتك بغيه وخنتك فيما ائتمنتن عليه ما كنت لفعل وال فقال له العال قد علمت أنه هو ولكن خفت أن يتأسى الناس ب وهم إنا ينتظرون أكلي منه ول يعلمون إل أن إنا‬
‫أكلت لم النير وكذلك كل من أريد على أكله فيما يأت من الزمان يقول قد أكله فلن فأكون فتنة لم فقتل رحه ال فينبغي للعال أن يذر العايب ويتنب الحذورات فإن زلته وناقصته‬
‫منظورة يقتدى با الاهل وقال معاذ بن جبل اتقوا زيغة الكيم وقال غيه اتقوا زلة العال فإنه إذا زل بزلته عال كبي ول ينبغي له أن يستهي بالزلة وإن صغرت ول يفعل الرخص الت اختلف‬
‫فيها العلماء فإن العال هو عصاه كل أعمى من العوام با يصول على الق ليدحضه ويقول رأيت فلنا العال وفلنا وفلنا يفعلون ويفعلون وليجتنب العوائد النفسية فإنه قد يفعل أشياء على‬
‫حكم العادة فيظنها الاهل جائزة أو سنة أو واجبة كما قيل سل العال يصدقك ول تقتد بفعله الغريب ولكن سله عنه يصدقك إن كان ذا دين وكم أفسد النظر إل غالب علماء زمانك هذا‬
‫من خلق فما الظن بخالطتهم ومالستهم ولكن من يهدي ال فهو الهتدي ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا‬
‫وقال ممد بن عبد اللك بن زنوية حدثنا عبد الرزاق عن أبيه قال قلت لوهب بن منبه كنت ترى الرؤيا فتخبنا با فل نلبث أن نراها كما رأيتها قال ذهب ذلك عن منذ وليت القضاء قال‬
‫عبد الرزاق فحدثت به معمرا فقال والسن بعد ما ول القضاء ل يمدوا فهمه فمن يأمن القراء بعدك يا شهر فكيف حال من قد غرق ف قاذورات الدنيا من علماء زمانك هذا ولسيما من‬
‫بعد فتنة ترلنك فإن القلوب قد امتلت بب الدنيا فل يد العلم فيها موضعا فجالس من شئت منهم لتنظر مبادئ مالستهم وغاياتا ول تستخفك البدوات فإنا المور بعواقبها وخواتيمها‬
‫ونتائجها وغاياتا ومن يتق ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب وقال وهب البلء للمؤمن كالشكال للدابة وقال أبو بلل الشعري عن أب شهاب الصنعان عن عبد الصمد عن‬
‫وهب قال من أصيب بشيء من البلد فقد سلك به طريق النبياء وقال عبد ال ابن المام أحد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا منذر قال سعت وهبا يقول قرأت ف كتاب رجل من‬
‫الواريي إذا سلك بك طريق أو قال سبيل أهل البلء فطب نفسا فقد سلك بك طريق النبياء والصالي‬
‫وقال المام أحد حدثنا أحد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن خالد حدثن أمية بن شبل عن عثمان بن يزدويه قال كنت مع وهبوسعيد بن جبي يوم عرفة تت نيل ابن عامر فقال وهب لسعيد يا‬
‫أبا عبد ال كم لك منذ خفت من الجاج فقال خرجت عن امرأت وهي حامل فجاءن الذي ف بطنها وقد خرج [ شعر ] وجهه فقال له وهب إن من كان قبلكم كان إذا أصابه بلء عدة‬
‫رجاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪294‬‬

‫وإذا أصابه رجاء عده بلء وروى عبد ال بن أحد بسنده عن وهب قال قرأت ف بعض الكتب ليس من عبادي من سحر أو سحر له أو تكهن أوتكهن له أو تطي أو تطي له فمن كان كذلك‬
‫فليدع غيي فإنا هو أنا وخلقي كلهم ل وقال المام أحد حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح عن جعفر بن ممد عن التيمي عن وهب أنه قال دخول المل ف سم الياط أيسر من دخول‬
‫الغنياء النة قلت هذا إنا هو لشدة الساب وطول وقوف الغنياء ف الكرب كما قد ضربت المثال للشدائد وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبدالرزاق حدثنا بكار قال سعت وهبا يقول ترك الكافأة من التطفيف وقال المام أحد حدثنا الجاج وأبو النصر قال حدثنا ممد بن طلحة عن ممد بن حجادة عن‬
‫وهب قال من يتعبد يزدد قوة ومن يتكسل يزدد فترة وقد قال غيه إن حوراء جاءته ف لنام ف ليلة باردة فقالت له قم إل صلتك فهي خي لك من نومة توهن بدنك ورأيت ف ذلك حديث‬
‫ل يضرن الن وهذا أمر مرب أن العبادة تنشط البدن وتلينه وأن النوم يكسل البدن فيقسيه وقد قال بعض السلف لا تبع ضلة ابن أشيم حي دخل تلك الغيضة وأنه قام ليلته إل أن أصبح‬
‫قال فأصبح كأنه بات على الشايا وأصبحت ول من الكسل والفتور مال يعلمه إل ال عز وجل وقد قيل للحسن ما بال التعبدين أحسن الناس وجوها قال لنم خلو بالليل فألبسهم نورا‬
‫من نوره وقال يي بن أب كثي وال ما رجل يلو باهله عروسا أقر ما كانت نفسه وأنس بأشد سرورا منهم بناجاة ربم تعال إذا خلوا به وقال عطاء الراسان قيام الليل مياة للبدن ونور ف‬
‫القلب وضياء ف الوجه وقوة ف البصر والعضاء كلها وإن الرجل إذا قام بالليل أصبح فرحا مسرورا وإذا نام عن حزبه أصبح حزينا مكسور القلب كأنه قد فقد شيئا وقد فقد أعظم المور‬
‫له نفعا‬
‫وقال ابن أب الدنيا حدثنا أبو جعفر أحد بن منيع حدثنا هاشم بن القاسم أبو النصر حدثنا بكر بن حبيش عن ممد القرشي عن ربيعة بن يزيد عن أب إدريس الولن عن بلل قال قال رسول‬
‫ال ( ص ) عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالي قبلكم وإن قيام الليل قربة إل ال تعال ومنهاة عن الث وتفكي عن السيئات ومطردة للشيطان عن السد وقد رواه غيه من طرق عليكم‬
‫بقيام الليل فإنه دأب الصالي قبلكم ويكفي ف هذا الباب ما رواه أهل الصحيح والسانيد عن أب هريرة أن رسول ال ( ص ) قال يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلث عقد‬
‫يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإذا استيقظ وذكر ال انلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪295‬‬

‫عقدة وإذا توضأ انلت عقدة فإن صلى انلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإل أصبح خبيث النفس كسلن وهذا باب واسع وقد قال هود فيما أخب ال عنه ابعدوا ال مالكم من إله‬
‫غيه ث قال ويزدكم قوة إل قوتكم وهذه القوة تشمل جيع القوى فيزيد ال عابديه قوة ف إيانم ويقينهم ودينهم وتوكلهم وغي ذلك ما هو من جنس ذلك ويزدهم قوة ف أساعهم‬
‫وأبصارهم وأجسادهم وأموالم وأولدهم وغي ذلك وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫وقال المام أحد حدثنا إساعيل بن عبدالكري حدثن عبد الصمد أنه سع وهبا يقول تصدق صدقة رجل يعلم أنه إنا قدم بي يديه ماله وما خلف مال غيه‬
‫قلت وهذا كما ف الديث أيكم مال وارث أحب إليه من ماله فقالوا كلنا ماله أحب إليه من مال وارثه فقال إن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر قال وسعت وهبا على النب يقول احفظوا عن‬
‫ثلثا إياكم وهوى متبعا وقريب سوء وإعجاب الرء بنفسه وقد رويت هذه اللفاظ ف حديث وقال المام أحد حدثنا يونس بن عبد الصمد بن معقل حدثنا إبراهيم بن الجاج قال سعت‬
‫وهبا يقول أحب بن آدم إل الشيطان النؤوم الكول‬
‫وقال المام أحد حدثنا غوث بن جابر حدثنا عمران بن عبد الرحن أبو الذيل أنه سع وهبا يقول إن ال عز وجل يفظ بالعبد الصال القيل من الناس وقال أحد أيضا حدثنا إبراهيم بن عقيل‬
‫حدثنا عمران أبو الذيل من النباء عن وهب بن منبه قال ليس من الدميي أحد إل ومعه شيطان موكل به فأما الكافر فيأكل معه ويشرب معه وينام معه على فراشه وأما الؤمن فهو مانب له‬
‫ينتظر مت يصيب منه غفلة أو غرة وأحب الدميي إل الشيطان الكول النؤوم وقال ممد بن غالب حدثنا أبو العتمر ابن أخي بشر بن منصور عن داود بن أب هند عن وهب قال قرأت ف‬
‫بعض الكتب الذي أنزلت من السماء على بعض النبياء أن ال تعال قال لبراهيم عليه الصلة والسلم أتدري ل اتذتك خليل قال ل يارب قال لذل مقامك بي يدي ف الصلة‬
‫وقال عبدال بن أحد بن حنبل حدثنا ممد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس ابن وهب بن منبه قال حدثن أب قال كان لسليمان بن داود ألف بيت أعله قوارير وأسفله حديد‬
‫فركب الريح يوما فمر براث فنظر إليه الراث فاستعظم ما أوتى سليمان من اللك فقال لقد أوتى آل داود ملكا عظيما فحملت الريح كلم الراث فألقته ف أذن سليمان قال فأمر الريح‬
‫فوقفت ث نزل يشي حت أتى الراث فقال له إن قد سعت قولك وإنا مشيت إليك لئل تتمن مال تقدر عليه ما أقدرن ال عليه تفضل وإحسانا منه على لنه هو الذي أقامن لذا وأعانن ث‬
‫قال وال لتسبيحة واحدة يقبلها ال عز وجل منك أو من مؤمن خي ما أوتى آل داود من اللك لن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪296‬‬

‫ما أوتى آل داود من ملك الدنيا يفن والتسبيحة تبقى وما يبقى خي ما يفن فقال الراث أذهب ال هك كما أذهبت هي‬
‫وقال المام أحد حدثنا إبراهيم بن عقيل بن معقل حدثن أب عن وهب بن منبه قال إن ال عز وجل أعطى موسى عليه السلم نورا فقال له هارون هبه ل يا أخي فوهبه له فأعطاه هارون ابنه‬
‫وكان ف بيت القدس آنية تعظمها النبياء واللوك فكان ابنا هارون يسقيان ف تلك النية المر فنلت نار من السماء فاختطفت ابن هارون فصعدت بما ففزع هارون لذلك فقام مستغيثا‬
‫متوجها بوجهه إل السماء بالدعاء والتضرع فأوحى ال إليه يا هارون هكذا أفعل بن عصان من أهل طاعت فكيف فعلي بن عصان من أهل معصيت وقال الكم بن أبان نزل ب ضيف من‬
‫أهل صنعاء فقال سعت وهب بن منبه يقول إن ل عز وجل ف السماء السابعة دارا يقال لا البيضاء يمع فيها أرواح الؤمني فإذا مات اليت من أهل الدنيا تلقته الرواح فيسألونه عن أخبار‬
‫الدنيا كما يسأل الغائب أهله إذا قدم عليهم وقال من جعل شهوته تت قدمه فزع الشيطان من ظلمه فمن غلب علمه هواه فذلك العال الغلب وقال فضيل بن عياض أوحى ال تعال إل‬
‫بعض أنبيائه بعين ما يتحمل التحملون من أجلي وما يكابدون ف طلب مرضات فكيف بم إذا صاروا إل داري وتبحبحوا ف رياض نعمت هنالك فليبشر الضعفون ل أعمالم بالنظر العجيب‬
‫من البيب القريب أتران أنسى لم عمل وكيف وأنا ذو الفضل العظيم أجود على الولي العرضي عن فكيف بالقبلي علي وما غضبت على شيء كغضب على من أخطأ خطيئة فاستعظمها‬
‫ف جنب عفوي ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا أو كانت العجلة من شأن لعاجلت القانطي من رحت ولو رآن عبادي الؤمني كيف أستوهبهم من اعتدوا عليه ث أحكم لن وهبهم باللد القيم‬
‫اتموا فضلي وكرمي أنا الديان الذي ل تل معصيت والذي أطاعن أطاعن برحت ول حاجة ل بوان من خاف مقامي ولو رآن عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصورا تار فيها البصار‬
‫فيسألون لن ذا فأقول لن وهب ل ذنبا مال يوجب علي نفسه معصيت والقنوط من رحت وإن مكافئ على الدح فامدحون و‬
‫قال سلمة بن شبيب حدثنا سلمة بن عاصم حدثنا عبد ال بن ممد بن عقبة حدثنا عبدالرحن أبو طالوت حدثن مهاجر السدي عن وهب قال مر عيسى بن مري ومعه الواريون بقرية قد‬
‫مات أهلها إنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها فقام عليها ينظر إليها ساعة ث أقبل على أصحابه فقال إنا مات هؤلء بعذاب من عند ال ولول ذلك لاتوا متفرقي ث ناداهم عيسى يا أهل‬
‫القرية فأجابه ميب لبيك يا روح ال فقال ما كانت جنايتكم وسبب هلككم قال‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪297‬‬

‫عبادة الطاغوت وحب الدنيا قال وما كانت عبادتكم للطاغوت قال طاعة أهل العاصي هي عبادة الطاغوت قال وما كان حبكم للدنيا قال كحب الصب لمه كنا إذا أقبلت فرحنا وإذا‬
‫أدبرت حزنا مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة ال وإقبال على مساخطه قال فكيف كان هلككم قال بتنا ليلة ف عافية وأصبحنا ف هاوية قال وما الاوية قال سجي قال وما السجي قال جرة‬
‫من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها قال فما بال أصحابك ل يتكلمون قال ل يستطيعون أن يتكلموا قال وكيف ذلك قال هم ملجمون بلجم من نار قال وكيف كلمتن أنت‬
‫من بينهم قال كنت فيهم لا أصابم العذاب ول أكن منهم ول على أعمالم فلما جاء البلء عمن معهم وأنا معلق بشعرة ف الاوية ل أدري أكردس فيها أم أنو فقال عيسى عليه السلم عند‬
‫ذلك لصحابه بق أقول لكم لبز الشعي وشرب الاء القراح والنوم على الزابل كثي على عافية الدنيا والخرة‬
‫وروى الطبان عنه أنه قال ل يكون الرء حكيما حت يطيع ال عز وجل وما عصى ال حكيم وليعصى ال إل أحق وكما ل يكمل النهار إل بالشمس ول يعرف الليل إل بالظلم كذلك ل‬
‫تكمل الكمة إل بطاعة ال عز وجل ول يعصى ال حكيم كما ل يطي الطي إل بناحي ول يستطيع من ل جناح له أن يطي كذلك ل يطيع ال من ل يعمل له ول يطيق عمل ال من ل‬
‫يطيعه وكما ل مكث للنار ف الاء حت تطفأ كذلك ل مكث لعمل الرياء حت يبور وكما يبدى سر الزانية وفضيحتها فعلها كذلك يفتضح بالفعل السيئ من كان يقرأ لليسه بالقول السن‬
‫ول يعمل به وكما تكذب معذرة السارق بالسرقة إذا ظهر عليها عنده كذلك تكذب معصية القارئ ل قراءته إذا كان يقرؤها لغي ال تعال‬
‫وقال الطبان حدثنا ممد بن النضر حدثنا علي بن بر بن برى حدثنا إساعيل بن عبد الكري حدثنا عبد الصمد بن معقل قال سعت وهبا يقول ف مزامي آل داود طوب لن يسلك سبيل‬
‫الطابي ول يالس البطالي وطوب لن يسلك طريق الئمة ويستقيم على عبادة ربه فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية ل تزال فيها الياة ول تزال خضراء وروى الطبان أيضا عنه قال إذا‬
‫قامت الساعة صرخت الجارة صراح النساء وقطرت العضاة دما وروى عنه انه قال ما من شيء إل يبدو صغيا ث يكب إل الصيبة فإنا تبدو كبية ث تصغر وروى عنه أيضا أنه قال وقف‬
‫سائل على باب داود عليه السلم فيقال يا أهل بيت النبوة تصدقوا علينا بشيء رزقكم ال رزق التاجر القيم ف أهله فقال داود أعطوه فوالذي نفسي بيده إنا لفي الزبور وقال من عرف‬
‫بالكذب ل يز صدقه ومن عرف بالصدق ائتمن على حديث ومن أكثر الغيبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪298‬‬

‫والبغضاء ل يوثق منه بالنصيحة ومن عرف بالفجور والديعة ل يؤمن إليه ف الحنة ومن انتحل فوق قدره جحد قدره ول تستحسن فيك ما تستقبح ف غيك هذه الثار رواها الطبان عنه من‬
‫طرق‬
‫وروى داود بن عمرو عن إساعيل بن عياش عن عبد ال بن عثمان بن خيثم قال قدم علينا وهب مكة فطفق ل يشرب ول يتوضأ إل من زمزم فقيل له مالك ف الاء العذب فقال ما أنا بالذي‬
‫أشرب وأتوضأ إل من زمزم حت أخرج منها إنكم ل تدرون ما ماء زمزم والذي نفسي بيده إنا لفي كتاب ال طعام طعم وشفاء سقم ول يعمد أحد إليها يتضلع منها ريا ابتغاء بركتها إل‬
‫نزعت منه داء وأحدثت له شفاء وقال النظر ف زمزم عبادة وقال النظر فيها يط الطايا حطا وقال وهب مسخ بتنصر أسدا فكان ملك السباع ث مسخ نسرا فكان ملك الطيور ث مسخ‬
‫ثورا فكان ملك الدواب وهو ف كل ذلك يعقل عقل النسان وكان ملكه قائما يدبر ث رد ال عليه روحه إل حالة النسان فدعا إل توحيد ال وقال كل إله باطل إل إله السماء فقيل له‬
‫أمات مؤمنا فقال وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه فقال بعضهم آمن قبل أن يوت وقال بعضهم قتل النبياء وحرق الكتب وحرق بيت القدس فلم يقبل منه التوبة هكذا رواه الطبان عن‬
‫ممد بن أحد بن الفرج عن عباس بن يزيد عن عبدالرزاق عن بكار بن عبدال قال سعت وهب بن منبه يقول فذكره‬
‫وقال وهب كان رجل بصر فسألم ثلثة أيام أن يطعموه فلم يطعموه فمات ف اليوم الرابع فكفنوه ودفنوه فأصبحوا فوجدوا الكفن ف مرابم مكتوب عليه قتلتموه حيا وزرتوه ميتا قال‬
‫يي فأنا رأيت القرية الت مات فيها ذلك الرجل ومابا أحد إل وله بيت ضيافة ل غن ول قفي هكذا رواه يي بن عبد الباقي عن علي بن السن عن عبد ال بن أخي وهب قال حدثن عمي‬
‫وهب بن منبه فذكره قال وأهل القرية يعترفون بذلك فمن ث اتذوا بيوتا للضيفان والفقراء خوفا من ذلك وقال عبدالرزاق عن بكار عن وهب قال إذا دخلت الدية من الباب خرج الق‬
‫من الكوة وقال إبراهيم بن النيد حدثنا إبراهيم بن سعيد عن عبد النعم بن إدريس عن عبد الصمد عن وهب بن منبه قال مر نب من النبياء على عابد ف كهف جبل فمال إليه فسلم عليه‬
‫وقال له يا عبد ال منذ كم أنت هاهنا قال منذ ثلثمائة سنة قال من أين معيشتك قال من ورق الشجر قال فمن أين شرابك قال من ماء العيون قال فأين تكون ف الشتاء قال تت هذا البل‬
‫قال فكيف صبك على العبادة قال وكيف ل أصب وإنا هو يومي إل الليل وأما أمس فقد مضى با فيه وأما غد فلم يأت بعد قال فعجب النب من قوله إنا هو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪299‬‬

‫يومي إل الليل وبذا السناد أن رجل من العباد قال لعلمه قطعت الوى فلست أهوى من الدنيا شيئا فقال له معلمه أتفرق بي النساء والدواب إذا رأيتهن معا قال نعم قال أتفرق بي الدناني‬
‫والدراهم والصا قال نعم قال يا بن إنك ل تقطع الوى عنك ولكنك قد أوثقته فاحذر انقلته وانقلبه‬
‫وقال غوث بن جابر بن غيلن بن منبه حدثن عقيل بن معقل عن وهب قال اعمل ف نواحي الدين لثلث فإن للدين نواحي ثلثا هن جاع العمال الصالة لن أراد جع الصالات أولهن‬
‫تعمل شكرا ل على النعم الكثيات الغاديات الرائحات الظاهرات الباطنات الادثات القديات يعمل الؤمن شكرا لن ورجاء تامهن والناحية الثانية من الدين رغبة ف النة الت ليس لا ثن‬
‫وليس لا مثل ول يزهد فيا وف العمل لا إل سفيه فاجر أو منافق كافر والناحية الثالثة من الدين أن يعمل الؤمن فرارا من النار الت ليس لحد عليها صب ول لحد با طاقة ل يدان وليست‬
‫مصيبتها كالصيبات ول حزن أهلها كالحزان نبأها عظيم وشأنا شديد والخرة وحزنا فظيع ول يغفل عن الفرار والتعوذ بال منها إل سفيه أحق خاسر قد خسر الدنيا ذلك هو لسران‬
‫البي‬
‫وقال إسحاق بن راهوية حدثنا عبد اللك بن ممد الدمادي قال أخبن ممد بن سعيد بن رمانة قال أخبن أب قال قيل لوهب أليس مفتاح النة ل إله إل ال قال بلى ولكن ليس من مفتاح‬
‫إل وله أسنان فمن أتى الباب بفتاح بأسنانه فتح له ومن ل يأت الباب بفتاح بأسنانه ل يفتح له وقال ممد حدثنا إساعيل بن عبد الكري حدثنا عبد الصمد بن معقل أنه سع وهبا يقول ركب‬
‫ابن ملك ف جند من قومه وهو شاب فصرع عن فرسه فدق عنقه فمات ف أرض قريبة من القرى فغضب أبوه وحلف ان يقتل أهل تلك القرية عن آخرهم وأن يطأهم بالفيال فما أبقت‬
‫الفيال وطئته اليل فما أبقت اليل وظئته الرجال فتوجه إليهم بعد أن سقى الفيال واليل المر وقال طأوهم بالفيال وإل فما أبقت الفيال فلتطأه اليل فما أخطأته اليل فلتطأه الرجال‬
‫فلما سع بذلك أهل تلك القرية وعرفوا أنه قد قصدهم لذلك خرجوا بأجعهم فجأروا إل ال سبحانه وعجوا إليه وابتهلوا يدعونه تعال ليكشف عنهم شر هذا اللك الظال وما قصده من‬
‫هلكهم فبينما اللك وجيشه سائرون على ذلك وأهل القرية ف البتهال والدعاء والتضرع إل ال تعال إذ نزل فارس من السماء فوقع بينهم فنفرت الفيال فطغت على اليل وطغت اليل‬
‫على الرجال فقتل اللك ومن معه وطأ بالفيال واليل ونى ال أهل تلك القرية من بأسهم وشرهم‬
‫وروى عبد الرزاق عن النذر بن النعمان أنه سع وهبا يقول قال ال تعال لصخرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪300‬‬

‫بيت القدس لضعن عليك عرشي ولحشرن عليك خلقي وليأتينك داود يومئذ راكبا وروى ساك بن الفضل عن وهب قال إن لتفقد اخلقي وما فيها شيء يعجبن وروى عبد الرزاق عن‬
‫ابيه قال قال وهب ربا صلت الصبح بوضوء العتمة وقال بقية بن الوليد حدثنا زيد بن خالد عن خالد بن معدان عن وهب قال كان نوح عليه السلم من اجل اهل زمانه وكان يلبس البقع‬
‫فأصابم ماعة ف السفينة فكان نوح إذا تلى لم شبعوا وقال قال عيسى الق اقول لكم ان اشدكم جزعا على الصيبة أشدكم حبا للدنيا وقال جعفر بن برقان بلغنا أن وهبا كان يقول طوب‬
‫لن نظر ف عيبه عن عيب غيه وطوب لن تواضع ل من غي مسكنة ورحم اهل الذل والسكنة وتصدق من مال جعه من غي معصية وجالس اهل العلم واللم والكمة ووسعته السنة ول‬
‫يتعدها إل البدعة وروى سيار عن جعفر عن عبد الصمد بن معقل عن وهب قال وجدت ف زبور داود يا داود هل تدري من اسرع الناس مرا على الصراط الذين يرضون بكمى والسنتهم‬
‫رطبة بذكري وقيل إن عابدا عبد ال تعال خسي سنة فأوحى ال إل نبيهم إن قد غفرت له فأخبه ذلك النب فقال أي رب واي ذنب تغفر ل فأمر عرقا ف عنقه فضرب عليه فلم ينم ول‬
‫يهدأ ول يصل ليلته ث سكن العرق فشكا ذلك إل النب فقال مال قيت من عرق ضرب علي ف عنقي ث سكن فقال له النب إن ال يقول إن عبادتك خسي سنة ما تعدل سكون هذا العرق‬
‫وقال وهب رؤوس النعم ثلثة احدها نعمة السلم الت ل تتم نعمة إل با والثانية نعمة العافية الت ل تطيب الياة إل بات والثالثة نعمة الغن الت ل يتم العيش إل با ومر وهب ببتلى‬
‫أعمى مذوم مقعد عريان به وضح وهو يقول المد ل على نعمة فقال له رجل كان مع وهب أي شيء بقي عليك من النعمة تمد ال عليه فقال البتلى ادم بصرك إل اهل الدينة وانظر إل‬
‫كثرة اهلها اول احد ال انه ليس فيها احد يعرفه غيي وقال وهب الؤمن يالط ليعلم ويسكت ليسلم ويتكلم ليفقههم ويلو ليقيم وقال الؤمن مفكر مذكر مدخر تذكر فغلبته السكينة‬
‫سكن فتواضع فلم يتهم رفض الشهوات فصار حرا القى عنه السد فظهرت له الحبة زهد ف كل فإن فاستكمل العقل رغب ف كل باق فعقل العرفة قلبه متعلق بمه وهه موكل بعاده ل‬
‫يفرح إذا فرح اهل الدنيا بل حزنه عليه سرمد وفرحه إذا نامت العيون يتلو كتاب ال ويردده على قلبه فمرة يفرغ قلبه ومرة تدمع عينه يقطع عنه الليل بالتلوة ويقطع عنه النهار باللوة‬
‫والعزلة مفكرا ف ذنوبه مستصغرا لعماله وقال وهب فهذا ينادي يوم القيامة ف ذلك المع العظيم على رؤوس اللئق قم ايها الكري فادخل النة وقال ابراهيم بن سعيد عن عبد الرحن بن‬
‫مسعود عن ثور بن يزيد قال قال وهب بن منبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪301‬‬

‫الويل لكم اذ ساكم الناس صالي واكرموكم على ذلك وقال الطبان حدثنا عبيد بن ممد الكشوري حدثنا هام بن سلمة بن عقبة حدثنا غوث بن جابر حدثنا عقيل بن معقل بن منبه قال‬
‫سعت عمي وهب بن منبه يقول يا بن اخلص طاعة ال بسريرة ناصحة يصدق با فعلك ف العلنية فإن من فعل خيا ث اسره إل ال فقد اصاب مواضعه وابلغه قراره ووضعه عند حافظه وان‬
‫من اسر عمل صالا ل يطلع عليه إل ال فقد اطلع عليه من هو حسبه واستحفظه واستودعه حفيظا ل يضيع اجره فل تافن يابن على من عمل صالا اسره ال ال عز وجل ضياعا ول تافن‬
‫ظلمة ول هضمة ول تظنن أن العلنية هي انح من السريرة فإن مثل العلنية مع السريرة كمثل ورق الشجر مع عرقها العلنية ورقها والسريرة اضلها أن يرق العرق هلكت الشجرة كلها‬
‫وان صلح الصل صلحت الشجرة ثرها وورقها والورق يأت عليه حي يف ويصي هباء تذروه الرياح بلف العرق فإنه ل يزال ما ظهر من الشجرة ف خي وعافية ما كان عرقها مستخفيا‬
‫ل يرى منه شيء كذلك الدين والعلم والعمل ل يزال صالا ما كان له سريرة صالة يصدق ال با علنية العبد فإن العلنية تنفع مع السريرة الصالة ول تنفع العلنية مع السريرة الفاسدة‬
‫كما ينفع عرق الشجرة صلح فرعها وان كان حياته من قبل عرقها فإن فرعها زينتها وجالا وان كانت السريرة هي ملك الدين فإن العلنية معها تزين الدين وتمله إذا عملها مؤمن ل يريد‬
‫با إل رضاء ربه عز وجل‬
‫وقال اليثم بن جيل حدثنا صال الرى عن ابان عن وهب قال قرأت ف الكمة الكفر اربعة اركان ركن منه الغضبة وركن منه الشهوة وركن منه الطمع وركن منه الوف وقال اوحى ال‬
‫تعال إل موسى إذا دعوتن فكن خائفا مشفقا وجل وعفر خدك بالتراب واسجد ل بكارم وجهك ويديك وسلن حي تسألن يشية من قلبك ووجل واخشن ايام الياة وعلم الهال آلئى‬
‫وقل لعبادي ل يتمادوا ف غى ماهم فيه فإن اخذى اليم شديد وقال وهب إذا هم الوال بالور أو عمل به دخل النقص على اهل املكته وقلت البكات ف التجارات والزراعات والضروع‬
‫والواشي ودخل الحق ف ذلك وادخل ال عليه الذل ف ذاته وف ملكه واذا هم بالعدل والي كان عكس ذلك من كثرة الي ونو البكات وقال وهب كان ف مصحف ابراهيم عليه‬
‫السلم ايها اللك البتلي ان ل ابعثك لتجميع الدنيا بعضها على بعض ول لتبن البنيان وانا يعثتك لترفع ل دعوة الظلوم فإن ل اردها ولو كانت من كافر‬
‫وروى ابن اب الدنيا عن الدنيا عن ممد بن اسحاق عن وهب بن منبه أن ذا القرني قال لبعض اللوك ما بال ملتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قال من قبل أنا ل نادع ول يغتاب بعضنا‬
‫بعضا وروى‬

You might also like