You are on page 1of 56

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪81‬‬

‫با فدل على مكانما السن بن زيد فهربا إل موضع آخر فاستدل عليه السن بن زيد ودل عليهما وانتصب البا عليهما عند النصور والعجب منه أنه من أتباعهما واجتهد النصور بكل‬
‫طريق على تصيلهما فلم يتفق له ذلك وإل الن فلما سأل أباها عنهما حلف أنه ليدري أين صارا من أرض ال ث أل النصور على عبدال ف طلب ولديه فغضب عبدال من ذلك وقال وال‬
‫لوكانا تت قدمي ما دللتك عليهما فغضب النصور وأمر بسجنه وامر ببيع رقيقه وأمواله فلبث ف السجن ثلث سني وأشاروا على النصور ببس بن حسن عن آخرهم فحبسهم وجد ف‬
‫طلب ابراهيم وممد جدا هذا وها يضران الج ف غالب السني ويكمنان ف الدينة ف غالب الوقات ول يشعربما من ينم عليهما ول المد والنصور يعزل نائبا عن الدينة ويول عليها‬
‫غيه ويرضه على امساكهما والفحص عنهما وبذل الموال ف طلبهما وتعجزه القادير عنهما لا يريده ال عز وجل‬
‫وقد واطأها على أمرها امي من أمراء النصور يقال له ابو العساكر خالد بن حسان فعزموا ف بعض الجات على الفتك بالنصور بي الصفا والروة فنهاهم عبدال بن حسن لشرف البقعه‬
‫وقد أطلع النصور على ذلك وعلم با مالها ذلك المي فعذبه حت أقر با كانوا تالؤا عليه من الفتك به فقال وما الذي صرفكم عن ذلك فقال عبد ال بن حسن نانا عن ذلك فأمر به‬
‫الليفة فغيب ف الرض فلم يظهر حت الن وقد استشار النصور من يعلم من أمرائه ووزرائه من ذوي الرأي ف أمر ابن عبدال بن حسن وبعث الواسيس والقصاد ف البلد فلم يقع لما‬
‫على خب ول ظهر لما على عي ول أثر وال غالب على امره وقد جاء ممد بن عبدال بن حسن إل امه فقال يا أمه إن قد شفقت على اب وعمومت ولقد همت أن أضع يدي ف يد هؤلء‬
‫لريح أهلي فذهبت أمه إل السجن فعرضت عليهم ما قال إبنها فقالوا ل ول كرامة بل نصب على أمره فلعل ال يفتح على يديه خيا ونن نصب وفرجنا بيد ال إن شاء فرج عنا وإن شاء‬
‫ضيق وتالؤ كلهم على ذلك رحهم ال‬
‫وفيها نقل آل حسن من حبس الدينة إل حبس بالعراق وف أرجلهم القيود وف أعناقهم الغلل وكان ابتداء تقييدهم من الربذة بأمر أب جعفر النصور وقد أشخص معهم ممد بن عبدال‬
‫العثمان وكان أخا عبدال بن حسن لمه وكانت ابنته تت ابراهيم بن عبدال بن حسن وقد حلت قريبا فاستحضر الليفة وقال قد حلفت بالعتاق والطلق إنك ل تغشن وهذه ابنتك حامل‬
‫فإن كان من زوجها فقد حبلت منه وانت تعلم به وان كان من غيه فأنت ديوث فأجابه العثمان بواب أحفظه به فأمر به فجردت عنه ثيابه فإذا جسمه مثل الفضة النقية ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪82‬‬

‫ضربه بي يديه مائة وخسي سوطا منها ثلثون فوق رأسه أصاب أحدها عينه فسالت ث رده إل السجن وقد بقي كأنه عبد أسود من زرقة الضرب وتراكم الدماء فوق جلده فأجلس إل‬
‫جانب اخيه لمه عبدال بن حسن فاستسقى ماء فما جسر أحد أن يسقيه حت سقاه خراسان من جلة اللوزة الوكلي بم ث ركب النصور هودجه وأركبوا اولئك ف مامل ضيقة وعليه‬
‫القيود والغلل فاجتاز بم النصور وهو ف هودجه فناداه عبدال بن حسن وال يا أبا جعفر ما هكذا صنعنا بأسراكم يوم بدر فأخسأ ذلك النصور وثقل عليه ونفر عنهم ولا انتهوا إل العراق‬
‫حبسوا بالاشية وكان فيهم ممد بن ابراهيم بن عبدال بن حسن وكان جيل فتيا فكان الناس يذهبون لينظروا إل حسنه وجاله وكان يقال له الديباج الصفر فأحضره النصور بي يديه وقال‬
‫له أما لقتلنلك قتلة ما قتلتها أحدا ث القاه بي اسطوانتي وسد عليه حت مات فعلى النصور ما تسحقه من عذاب ال ولعنته وقد هلك كثي منهم ف السجن حت فرج عنهم بعد هلك‬
‫النصور على ماسنذكره فكان فيمن هلك ف السجن عبدال بن حسن بن حسن بن علي بن اب طالب وقد قيل والظهر أنه قتل صبا وأخوه إبراهيم بن السن وغيها وقل من خرج منهم‬
‫من البس وقد جعلهم النصور ف سجن ل يسمعون فيه أذانا ول يعرفون فيه وقت صلة ال بالتلوة ث بعث اهل خراسان يشفعون ف ممد بن عبدال العثمان فأمر به فضربت عنقه وأرسل‬
‫برأسه إل أهل خراسان ل جزاه ال خيا ورحم ال ممد بن عبدال العثمان‬
‫وهو ممد بن عبدال بن عمرو بن عثمان بن عفان الموي رحه ال أبو عبدال الدن العروف بالديباج لسن وجهه وأمه فاطمه بنت السي بن علي روى الديث عن أبيه وأمه وحارجة بن‬
‫زيد وطاوس وأب الزناد والزهري ونافع وغيهم وحدث عنه جاعة ووثقه النسائي وابن حبان وكان أخا عبدال بن حسن لمه وكانت ابنته رقية زوجة إبن أخيه ابراهيم بن عبدال وكانت من‬
‫أحسن النساء وبسببها قتله أبو جعفر النصور ف هذه السنة وكان كريا جوادا مدحا قال الزبي بن بكار أنشدن سليمان بن عباس السعدي لب وجرة السعدي يدحه ‪ ...‬وجدنا الحض‬
‫البيض من قريش ‪ ...‬فت بي الليفة والرسول ‪ ...‬أتاك الجد من هنا وهناك ‪ ...‬وكنت له بعتلج السيول ‪ ...‬فما للمجد دونك من مبيت ‪ ...‬وما للمجد دونك من مقيل ‪ ...‬ل يض وراءك‬
‫‪ ...‬يبتغيه ‪ ...‬ول هو قابل بك من بديل‬
‫) ث دخلت سنة خس واربعي ومائة (‬
‫فما كان فيها من الحداث مرج ممد بن عبدال بن حسن بالدينة وأخيه ابراهيم بالبصرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪83‬‬

‫على ما سنبينه إن شاء ال أما ممد فانه خرج على أثر ذهاب أب جعفر النصور بأهله بن حسن من الدينة إل العراق على الصفة والنعت الذي تقدم ذكره وسجنهم ف مكان ساء مستقرا‬
‫ومقاما ليسمعون فيه آذانا ول يعرفون فيه دخول أوقات صلوات إل بالذكار والتلوة وقد مات أكثر أكابرهم هنالك رحهم ال هذا كله وممد الذي يطلبه متف بالدينة حت انه ف بعض‬
‫الحيان اختفى ف بئر نزل ف مائه كله ال رأسه وباقيه مغمورا بالاء وقد تواعد هو وأخوه وقتا معينا يظهران فيه هو بالدينة وابراهيم بالبصرة ول يزل الناس أهل الدينة وغيهم يؤنبون ممد‬
‫بن عبدال ف اختفائه وعدم ظهورة حت عزم على الروج وذلك لا أضر به شدة الختفاء وكثرة الاح رياح نائب الدينة ف طلبه ليل ونارا فلما اشتد به المر وضاق الال واعد أصحابه‬
‫على الظهور ف الليلة الفلنيه فلما كانت تلك الليلة جاء بعض الوشاة إل متول الدينة فأعلمه بذلك فضاق ذرعا وانزعج لذلك انزعاجا شديدا وركب ف جحافله فطاف الدينة وحول دار‬
‫مروان وهم متمعون با فلم يشعربم فلما رجع إل منله بعث إل بن حسي بن علي فجمعهم ومعهم رؤس من سادات قريش وغيهم فوعظهم وأنبهم وقال يا معشر أهل الدينة أمي الؤمني‬
‫يتطلب هذا الرجل ف الشارق والغارب وهو بي أظهركم ث ما كفاكم حت بايعتموه على السمع والطاعة وال ل يبلغن عن أحد منكم خرج معه ال ضربت عنقه فأنكر الذين هم هنالك‬
‫حاضرون أن يكون عندهم علم أو شعور بشيء من هذا وقالوا نن نأتيك برجال مسلحي يقاتلون دونك إن وقع شيء من ذلك فنهضوا فجاؤه بماعة مسلحي فاستأذنوه ف دخولم عليه‬
‫فقال ل إذن لم إن أخشى أن يكون ذلك خديعة فجلس اولئك على الباب ومكث الناس جلوسا حول المي وهو واجم ل يتكلم إل قليل حت ذهبت طائفة من الليل ث ما فجيء الناس إل‬
‫وأصحاب ممد بن عبدال قد ظهروا وأعلنوا بالتكبي فانزعج الناس ف جوف الليل وأشار بعض الناس على المي أن يضرب أعناق بن حسي فقال أحدهم علم ونن مقرون بالطاعة‬
‫واشتغل المي عنهم با فجأه من المر فاغتنموا الغفلة ونضوا سراعا فتسوروا جدار الدار والقوا انفسهم على كناسة هنالك‬
‫وأقبل ممد بن عبدال بن حسن ف مائتي وخسي فمر بالسجن فأخرج من فيه وجاء دار المارة فحاصرها فافتتحها ومسك المي رياح بن عثمان نائب الدينة فسجنه ف دار مروان وسجن‬
‫معه إبن مسلم بن عقبة وهو الذي أشار بقتل بن حسي ف أول هذه الليلة فنجوا وأحيط به وأصبح ممد بن عبدال بن حسن وقد استظهر على الدينة ودان له أهلها فصلى بالناس الصبح‬
‫وقرأ فيها سورة انا فتحنا لك فتحا مبينا وأسفرت هذه الليلة عن مستهل رجب من هذه السنة وقد خطب ممد بن عبدال أهل الدينة ف هذا اليوم فتكلم ف بن العباس وذكر عنهم أشياء‬
‫ذمهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪84‬‬

‫با وأخبهم أنه ل ينل بلدا من البلدان إل وقد بايعوه على السمع والطاعة فبايعه أهل الدينة كلهم إل القليل‬
‫وقد روى ابن جرير عن المام مالك أنه أفت الناس ببايعته فقيل له فإن ف أعناقنا بيعة للمنصور فقال إنا كنتم مكرهي وليس لكره بيعه فبايعه الناس عند ذلك عن قول مالك ولزم مالك بينه‬
‫وقد قال له اساعيل بن عبدال بن جعفر حي دعاه إل بيعته يا ابن أخي إنك مقتول فارتدع بعض الناس عنه واستمر جهورهم معه فاستناب عليه عثمان بن ممد بن خالد بن الزبي وعلى‬
‫قضائها عبد العزيز بن الطلب بن عبدال الخزومي وعلى شرطتها عثمان بن عبدال ابن عمر بن الطاب وعلى ديوان العطاء عبدال بن جعفر بن عبدال بن مسور بن مرمه وتلقب بالهدي‬
‫طمعا ف أن يكون الذكور بالحاديث فلم يكن به ول ت له ما رجاه ول ما تناه فانا ل وقد ارتل بعض أهل الدينة عنها ليلة دخلها فطوى الراحل البعيدةإل النصور ف سبع ليال فورد عليه‬
‫فوجده نائما ف الليل فقال للربيع الاجب استأذن على الليفة فقال إنه ل يوقظ ف هذه الساعه فقال إنه ل بد من ذلك فأخب الليفة فخرج فقال ويك ما وراءك فقال إنه خرج ابن حسن‬
‫بالدينة فلم يظهر النصور لذلك اكتراثا وانزعاجا بل قال أنت رأيته قال نعم فقال هلك وال وأهلك من اتبعه ث أمر بالرجل فسجن ث جاءت الخبار بذلك فتواترت فأطلقة النصور وأطلق له‬
‫عن كل ليلة الف درهم فاعطاه سبعة الف درهم‬
‫ولا تقق النصور المر من خروجه ضاق ذرعا فقال له بعض النجمي يا أمي الؤمني لعليك منه فوال لو ملك الرض بذافيها فإنه ل يقيم أكثر من سبعي يوما ث أمر النصور جيع رؤس‬
‫المراء أن يذهبواإل السجن فيجتمعوا بعبد ال بن حسن والد ممد فيخبوه با وقع من خروج ولده ويسمعوا ما يقول لم فلما دخلوا عليه أخبوه بذلك فقال ما ترون ابن سلمه فاعل‬
‫يعن النصور فقالوا لندري فقال وال لقد قتل صاحبكم البخل ينبغي له أن ينفق الموال ويستخدم الرجال فإن ظهر فاسترجاع ما انفق سهل وال ل يكن لصاحبكم شيئ ف الزائن وكان ما‬
‫خزن لغيه فرجعواإل الليفة فأخبوه بذلك وأشار الناس الناس على الليفة بناجزته فاستدعى عيسى بن موسى فندبه إل ذلك ث قال إن سأكتب إليه كتابا أنذره به قبل قتاله فكتب إليه‬
‫بسم ال الرحن الرحيم من عبد ال أمي الؤمني إل ممد بن عبد ال إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا اليةإل قوله فاعلموا أن ال غفور رحيم ث قال فلك عهد‬
‫ال وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن أنت رجعت إل الطاعة لؤمننك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪85‬‬

‫ومن أتبعك ولعطينك ألف ألف درهم ولدعنك ف أحب البلد اليك ولقضي لك جيع حوائجك ف كلم طويل فكتب إليه ممد جواب كتابه‬
‫من عبدال الهدي ممد بن حسن بسم ال الرحن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب البي نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالق لقوم يؤمنون إن فرعون عل ف الرض وجعل أهلها شيعا‬
‫يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من الفسدين ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم أئمة ونعلهم الوارثي ث قال وإن أعرض عليك من المان‬
‫ما عرضت علي فأنا أحق بذا المر منكم وأنتم إنا وصلتم إليه بنا فان عليا كان الوصي وكان المام فكيف ورثتم وليته وولده أحياء ونن أشرف أهل الرض نسبا فرسول ال خي الناس‬
‫وهو جدنا وجدتنا خدية وهي أفضل زوجاته وفاطمه ابنته أمنا وهي أكرم بناته وإن هاشا ولد عليا مرتي وإن حسنا ولده عبد الطلب مرتي وهو وأخوه سيدا شباب أهل النة وإن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ولد أب مرتي وإن أوسط بن هاشم نسبا [ وأصرحهم أبا ل تعرق ف العجم ول تنازع ف أمهات الولد ] فأنا ابن أرفع الناس درجة ف النه وأخفهم عذابا ف النار فأنا‬
‫أول بالمر منك وأول بالعهد وأوف به منك فانك تعطي فإنك تعطي العهد ث تنكث ولتفي كما فعلت بإبن هبيه فإنك أعطيته العهد ث غدرت به ول أشد عذابا من إمام غادر وكذلك‬
‫[ فعلت بعمك عبدال بن علي وأب مسلم الراسان [ ولوأعلم أنك تصدق لجبتك لا دعوتن إليه ولكن الوفاء بالعهد من مثلك لثلي بعيد والسلم‬
‫فكتب إليه أبو جعفر جواب ذلك ف كتاب طويل حاصله أما بعد فقد قرأت كتابك فاذا جل فحرك وإدللك قرابة النساء لتضل به الفاه والغوغاء ول يعل ال النساء كالعمومة والباء ول‬
‫كالعصبية والولياء وقد أنزل ال وأنذر عشيتك القربي وكان حينئذ له أربعة أعمام فاستجاب له اثنان أحدها جدنا وكفر اثنان أحدها أبوك يعن حده أبا طالب فقطع ال وليتهما منه ول‬
‫يعل بينهما إل ولذمة وقد أنزل ال ف عدم إسلم أب طالب إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وقد فخرت به وأنه أخف أهل النار عذابا وليس ف الشر خيار ول ينبغي‬
‫لؤمن أن بفخر بأهل النار وفخرت بأن عليا ولده هاشم مرتي وأن حسنا ولده عبد الطلب مرتي فهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا ولده عبد ال مرة واحدة وقولك إنك ل تلد أمهات‬
‫أولد فهذا إبراهيم ابن الرسول صلى ال عليه وسلم من ماريه وهو خي منك وعلى بن السن من أم ولد وهو خي منك وكذلك ابنه ممد بن علي وابنه جعفر بن ممد جداتما أمهات‬
‫أولدوها خي منك‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪86‬‬

‫وأما قولك بنو الرسول صلى ال عليه وسلم فقد قال تعإل ما كان ممدا أبا أحد من رجالكم وقد جاءت السنة الت لخلف فيها بي السلمي أن الد أبا الم والال والاله ل يورثون ول‬
‫يكن لفاطمه مياث من رسول ال صلى ال عليه وسلم بنص الديث وقد مرض رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبوك حاضر فلم يأمره بالصلة بالناس بل أمر غيه ولا توف ل يعدل الناس‬
‫بأب بكر وعمر أحدا ث قدموا عليه عثمان ف الشورى واللفة ث لا قتل عثمان اتمه بعضهم به وقاتله طلحة والزبي على ذلك وامتنع سعد من مبايعته ث بعد ذلك معاوية ث طلبها أبوك‬
‫وقاتل عليها الرجال ث اتفق على التحكيم فلم يف به ث صارت إل السن فباعها برق ودراهم وأقام بالجاز مال من غي حله وسلم المر إل غي أهله وترك شيعته ف أيدي بن أميه‬
‫ومعاويه فإن كانت لكم فقد تركتموها وبعتموها بثمنها ث خرج عمك حسي على ابن مرجانه وكان الناس معه عليه حت قتلوه وأتوا برأسه إليه ث خرجتم على بن أميه فقتلوكم وصلبوكم‬
‫على جذوع النخل وحرقوكم بالنار وحلوا نساءكم على البل كالسبايا إل الشام حت حرجنا عليهم نن فأخذنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وأورثناكم أرضهم وديارهم وذكرنا فضل سلفكم‬
‫فجعلت ذلك حجة علينا وظننت أنا إنا ذكرنا فضله على أمثاله على حزه والعباس وجعفر وليس المر كما زعمت فإن هؤلء مضوا ول يدخلوا الفت وسلموا من الدنيا فلم تنقصهم شيئا‬
‫فاستوفوا ثوابم كامل وابتلى بذلك أبوك وكانت بنوا أميه تلعنه كما تلعن الكفرة ف الصلوات الكتوبات فأحيينا ذكره وذكرنا فضله وعنفناهم با نالوا منه وقد علمت أن مكرمتنا الاهليه‬
‫بسقاية الجيج العظم وخدمة زمزم وحكم رسول ال صلى ال عليه وسلم لنا با ولا قحط الناس زمن عمر استسقى بأبينا العباس وتوسل به إل ربه وأبوك حاضر وقد علمت أنه ل يبق أحد‬
‫من بن عبد الطلب بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم إل العباس فالسقاية سقايته والواراثة وراثته واللفة ف ولده فلم يبق شرق ف الاهلية والسلم إل والعباس وارثة ومورثه ف كلم‬
‫طويل فيه بث ومناظره وفصاحه وقد استقصاه ابن جرير بطولة وال سبحانه أعلم فصل‬
‫) ف ذكر مقتل بن ممد بن عبدال بن حسن (‬
‫بعث ممد بن عبدال بن حسن ف غبون ذلك رسولإل أهل الشام يدعوهم إل بيعته وخلفته فأبوا قبول ذلك منه وقالوا قد ضجرنا من الروب ومللنا القتال وجعل يستميل رؤس أهل‬
‫الدينة فمنهم من أجابه ومنهم من امنتنع عليه وقال له بعضهم كيف أبايعك وقد ظهرت ف بلد ليس فيه مال تستعي به على استخدام الرجال ولزم بعضهم منله فلم يرج حت قتل ممد و‬
‫بعث ممد هذا السي بن معاوية ف سبعي رجل ونوا من عشرة فوارس إل مكة نائبا إن هو دخلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪87‬‬

‫فساروا إليها فلما بلغ أهلها قدومهم خرجوا إليهم ف ألوف من القاتله فقال لم السي بن معاوية علم تقاتلون وقد مات أبو جعفر فقال السرى بن عبدال زعيم أهل مكة إن يرده جاءتنا من‬
‫أربع ليال وقد أرسلت إليه كتابا فأنا أنتظر جوابه إل أربع فإن كان ما تقولون حقا سلمتكم البلد وعلى مؤنه رجالكم وخيلكم فامتنع السن بن معاويه من النتظار وأب إل الناجزة وحلف ل‬
‫يبيت الليلة إل بكة إل أن يوت وأرسل إل السرى أن ابرز من الرم إل الل حت ل تراق الدماء ف الرم فلم يرج فتقدموا إليهم فصافوهم عليه السن واصحابه حلة واحده فهزموهم‬
‫وقتلوا منهم نو سبعة ودخلوا مكة فلما أصبحوا خطب السن بن معاوية الناس وأغراهم بأب جعفر ودعاهإل ممد بن عبد ال بن حسن الهدي‬
‫) خروج اخيه إبراهيم بن عبدال بن حسن (‬
‫وظهر بالبصرة أيضا إبراهيم بن عبدال بن حسن وجاء البيدإل أخيه ممد فانتهى إليه فاستؤذن له عليه وهو بدار مروان فطرق بابا فقال اللهم إن أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار إل‬
‫طارقا يطرق بي يا رحن ث خرج فأخب أصحابه عن أخيه فاستبشروا جدا وفرحوا كثيا وكان يقول للناس بعد صلة الصبح والغرب ادعوا ال لخوانكم أهل البصرة وللحسي ابن معاوية‬
‫بكة واستنصروه على أعدائكم‬
‫وأما ما كان من النصور فإنه جهز اليوش إل ممد بن عبدال بن حسن صحبه عيسى بن موسى عشرة آلف فارس من الشجعان النتخبي منهم ممد بن أب العباس وجعفر بن حنظله‬
‫البهران وحيد بن قحطبه وكان النصور قد استشاره فيه فقال يا أمي الؤمني أدع بن شئت من تثق به من مواليك فابعث بم إل وادي القرى ينعونم من مية الشام فيموت هو ومن معه‬
‫جوعا فانه ببلد ليس فيه ول رجال ول كراع ول سلح وقدم بي يديه كثي بن الصي العبدي وقد قال النصور لعيسى بن موسى حي ودعه يا عيسى إن أبعثك إل جبن هذين فإن ظفرت‬
‫بالرجل فشم سيفك وناد ف الناس بالمان وان تغيب فضمنهم اياه حت يأتوك به فانم أعلم بذاهبه وكتب معه كتابا إل رؤساء قريش والنصار من اهل الدينه يدفعها إليهم خفية يدعوهم إل‬
‫الرجوع إل الطاعة فلما اقترب عيسى بن موسى من الدينه بعث الكتب مع رجل فأخذه حرس ممد بن عبدال بن حسن فوجدوا معه تلك الكتب فدفعوهاإل ممد فاستحضر جاعة من‬
‫اولئك فعاقبهم وضربم ضربا شديدا وقيدهم قيودا ثقال وأودعهم السجن ث إن ممدا استشار أصحابه بالقيام بالدينة حت يأت عيسى بن موسى فيحاصرهم با وإنه يرج بن معه فيقاتل أهل‬
‫العراق فمنهم من أشار بذا ومنهم من أشار بذاك ث اتفق الرأى على القام بالدينة لن رسول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪88‬‬

‫ال صلى ال عليه وسلم ندم يوم أحد على الروج منها ث أتفقوا على حفر خندق حول الدينه كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الحزاب فأحاب إل ذلك كله وحفر مع الناس‬
‫ف الندق بيده اقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ظهر لم لبنة من الندق الذي حفره رسول ال صلى ال عليه وسلم ففرحوا بذلك وكبوا وبشروه بالنصر وكان ممد حاضرا‬
‫عليه قباء أبيض وف وسطه منطقة وكان شكل ضخما اسر عظيم الامة‬
‫ولا نزل عيسى بن موسى العوص واقترب من الدينة صعد ممد بن عبدال النب فخطب الناس وحثهم على الهاد وكانوا قريبا من مائة الف فقال لم جلة ما قال إن جعلتكم ف حل من‬
‫بيعت فمن احب منكم أن يقيم عليها فعل ومن أحب أن يتركها فعل فتسلل كثي منهم أو أكثرهم عنه ول يبق إل شرذمة قليله معه وخرج أكثر أهل الدينة بأهلهم منها لئل يشهدوا القتال با‬
‫فنلوا العراض ورؤس البال وقد بعث ممد أبا الليث ليدهم عن الروج فلم يكنه ذلك ف أكثرهم واستمروا ذاهبي وقال ممد لرجل أتأخذ سيفا ورما وترد هؤلء الذين خرجوا من‬
‫الدينة فقال نعم إن أعطيتن رما أطعنهم وهم بالعراض وسيفا أضربم وهم ف رؤس البال فعلت فسكت ممد ث قال ل ويك أهل الشام والعراق وخراسان قد بيضوا يعن لبسوا البياض‬
‫موافقة ل وخلعوا السواد فقال وماذا ينفعن أن لو بقيت الدنيا زبدة بيصاء وأنا ف مثل صوفة الدواة وهذا عيسى ين موسى نازل بالعوص ث جاء عيسى بن موسى فنل قريبا من الدينة على‬
‫ميل منها فقال له دليله ابن الصم أن أخشى إذا كشفتموهم أن يرجعواإل معسكرهم سريعا قبل أن تدركهم اليل ث ارتل به فأنزله الرف على سقاية سليمان بن عبد اللك على أربعة‬
‫أميال من الدينة وذلك يوم السبت لصبح اثنت عشرة ليلة خلت من رمضان من هذه السنة وقال إن الراجل إذا هرب ل يقدر على الرولة أكثر من ميلي أو ثلثة فتدركه اليل‬
‫وأرسل عيسى بن موسى خسمائة فارس فنلوا عند الشجرة ف طريق مكه وقال لم هذا الرجل إن هرب فليس له ملجأ إل مكه فحولوا بينه وبينها ث أرسل عيسىإل ممد يدعوه إل السمع‬
‫والطاعة لمي الؤمني النصور وانه قد أعطاه المان له ولهل بيته إن هو أجابه فقال ممد للرسول لول أن الرسل لتقتل لقتلتك ث بعث إل عيسى بن موسى يقول له إن أدعوك إل كتاب‬
‫ال وسنة رسوله فاحذر أن تتنع فأقتلك فتكون شر قتيل أو تقتلن فتكون قتلت من دعاك إل ال ورسوله ث جعلت الرسل تتردد بينهما ثلثة أيام هذا يدعو هذا وهذا يدعو هذا وجعل عيسى‬
‫بن موسى يقف كل يوم من هذه اليام الثلثه على الثنية عند سلع فينادي يا أهل الدينه إن دماءكم علينا حرام فمن جاءنا فوقف تت رايتنا فهو آمن ومن خرج من الدينه فهو آمن ومن‬
‫دخل داره فهو آمن ومن ألقى سلحه فهو آمن فليس لنا ف قتالكم أرب وانا نريد ممدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪89‬‬

‫وحده لنذهب به إل الليفه فجعلوا يسبونه وينالون من أمه ويكلمونه بكلم شنيع وياطبونه ماطبة فظيعه وقالوا له هذا ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم معنا ونن معه نقاتل دونه‬
‫فلما كان اليوم الثالث أتاهم ف خيل ورجال وسلح ورماح ل ير مثلها فناداه يا ممد إن أمي الؤمني أمرن أن ل أقاتلك حت أدعوك إل الطاعة فان فعلت أمنك وقضى دينك وأعطاك أموال‬
‫وأراضي وإن أبيت قاتلتك فقد دعوتك غي مرة فناداه ممد إنه ليس لكم عندي إل القتال فنشبت الرب حينئذ بينهم وكان جيش عيسى بن موسى فوق أربعة آلف وعلى مقدمته حيد بن‬
‫قحطبه وعلى ميمنته ممد بن السفاح وعلى ميسرته داود بن كرار و على الساقة اليثم بن شعبة ومعهم عدد ل ير مثلها وفرق عيسى اصحابه ف كل قطر طائفه وكان ممد وأصحابه على‬
‫عدة أصحاب أهل بدر واققتل الفريقان قتال شديدا جدا وترجل ممد إل الرض فيقال إنه قتل بيده من جيش عيسى بن موسى سبعي رجل من أبطالم وأحاط بم أهل العراق فقتلوا طائفة‬
‫من أصحاب ممد بن عبدال بن حسن فاقتحموا عليهم الندق الذي كانوا قد حفروه وعملوا أبوابا على قدره وقيل أنم ردموه بدائج المال حت أمكنهم أن يوزوه وقد يكونون فعلوا‬
‫هذا موضع منه وهذا ف موضع آخر وال أعلم‬
‫ول تزل الرب ناشبة بينهم حت صليت العصر فلما صلى العصر نزلواإل مسيل الوادي بسلع فكسر جفن سيفه وعقر فرسه وفعل أصحابه مثله وصبوا أنفسهم للقتال وحيت الرب حينئذ‬
‫جدا فاستظهر أهل العراق ورفعوا راية سوداء فوق سلع ث دنواإل الدينة فدخلوها ونصبوا راية سوداء فوق مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فلما رأى ذلك أصحاب ممد تنادوا أخذت الدينة وهربوا وبقي ممد ف شرذمة قليلة جدا ث بقي وحده وليس معه أحد وف يده سيف صلت يضرب به من تقدم إليه فكان ل يقوم له شيء‬
‫إل أنامه حت قتل خلقا أهل العراق من الشجعان ويقال إنه كان ف يده يومئذ ذو الفقار ث تكاثر عليه الناس فتقدم إليه رجل فضربه بسيفه تت شحمة أذنه اليمن فسقط لركبته وجعل يمي‬
‫نفسه ويقول ويكم ابن نبيكم مرم مظلوم وجعل حيد بن قحطبه يقول ويكم دعوه ل تقتلوه فأحجم عنه الناس وتقدم إليه حيد بن قحطبة فحز رأسه وذهب به إل عيسى بن موسى فوضعه‬
‫بي يديه وكان حيد قد حلف أن يقتله مت رآه فما ادركه إل كذلك ولو كان على حاله وقوته لات استطاعه حيد ول غيه من اليش‬
‫وكان مقتل ممد بن عبدال بن حسن عند أحجار الزيت يوم الثني بعد العصر لربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة خس واربعي ومائة وقال عيسى بن موسى لصحابه حي وضع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪90‬‬

‫رأسه بي يديه ما تقولون فيه فنال منه أقوام وتكلموا فيه فقال رجل كذبتم وال لقد كان صواما قواما ولكنه خالف أمي الؤمني وشق عصى السلمي فقتلناه علىذلك فسكنوا حينئذ‬
‫وأما سيفه ذو الفقار فانه صارإل بن العباس يتوارثونه حت جربه بعضهم فضرب به كلبا فانقطع ذكره ابن جرير وغيه وقد بلغ النصور ف غبون هذا المر ان ممدا فر من الرب فقال هذا‬
‫ل يكون فانا أهل بيت ل نفر‬
‫وقال ابن جرير حدثن عبدال بن راشد أبو الجاج قال إن لقائم على رأس النصور وهو يسالن عن مرج ممد وإذ بلغه أن عيسى بن موسى قد انزم وكان متكئا فجلس فضرب بقضيب‬
‫معه مصلة وقال كل وأين لعب صبياننا با على النابر ومشورة النساء ما إن لذلك بعد وبعث عيسى بن موسى بالشارة إل النصور مع القاسم بن حسن وبالرأس مع ابن أب الكرام وأمر‬
‫بدفن الثة فدفن بالبقيع وأمر بأصحابه الذين قتلوا معه فصلبوا صفي ظاهر الدينة ثلثه أيام ث طرحوه على مقبة اليهود عند سلع ث نقلواإل خندق هناك وأخذ أموال بن حسن كلها‬
‫فسوغها له النصور ويقال أنه ردها بعد ذلك إليهم حكاه ابن جرير ونودي ف أهل الدينه بالمان فأصبح الناس ف أسواقهم وترفع عيسى بن موسى ف اليش إل الرف من مطر أصاب‬
‫الناس يوم قتل ممد وجعل ينتاب السجد من الرف وأقام بالدينة إل اليوم التاسع عشر من رمضان ث خرج منها قاصدا مكة وكان با السن بن معاوية من جهة ممد قد كتب إليه يقدم‬
‫عليه فلما خرج من مكة وكان ببعض الطريق تلقته الخبار بقتل ممد فاستمر فارا إل البصرةإل اخى ممد إبراهيم بن عبدال الذي كان قد خرج با ث قتل بعد أخيه ف هذه السنة على ما‬
‫سنذكره‬
‫ولا جيء النصور برأس ممد بن عبدال بن حسن فوضع بي يديه أمر فطيف به ف طبق أبيض ث طيف به ف القاليم بعد ذلك ث شرع النصور ف استدعاء من خرج مع ممد من أشراف أهل‬
‫الدينة فمنهم من قتله ومنهم من ضربه ضربا مبحا ومنهم من عفا عنه ولا توجه عيسى إل مكه استناب على الدينه كثي بن حصي فاستمر با شهرا حت بعث النصور على نيابتها عبدال بن‬
‫الربيع فعاث جنده ف الدينه فصاروا إذا اشتروا من الناس شيئا ل يعطونم ثنه وان طولبوا بذاك ضربو الطالب وخوفوه بالقتل فثار عليهم طائفه من السودان واجتمعوا ونفخوا ف بوق لم‬
‫فاجتمع على صوته كل اسود الدينة وحلوا عليهم حلة واحدة وهم ذاهبون إل المعة لسبع بقي من ذي الجة من هذه السنة وقيل لمس بقي من شوال منها فقتلوا من الند طائفة كثية‬
‫بالزاريق وغيها وهرب المي عبد ال بن ربيع وترك صلة المعه وكان رؤس السودان وثيق ويعقل ورمقه وحديا وعنقود ومسعر وأبو النار فلما رجع عبدال بن الربيع ركب ف جنوده‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪91‬‬

‫والتقى مع السودان فهزموه أيضا فلحقوه بالقيع فألقى لم رداءه يشغلهم فيه حت نا بنفسه ومن اتبعه فلحق ببطن نل على ليلتي من الدينة ووقع السودان على طعام النصور كان مزونا ف‬
‫دار مروان قد قدم به ف البحر فنهبوه ونبوا ماللجند الذين ف الدينة من دقيق وسويق وغيه وباعوا ذلك بأرخص ثن وذهب الب إل النصور با كان من أمر السودان وخاف من معرة ذلك‬
‫فاجتمعوا وحطبهم ابن أب سبه وكان مسجونا فصعد النب وف رجليه القيود فحثهم على السمع والطاعة للمنصور وخوفهم شر ما صنعه مواليهم فاتفق رأيهم على ان يكفوا مواليهم‬
‫ويفرقوهم ويذهبواإل أميهم فيدوه إل عمله ففعلوا ذلك فسكن المر وهدا الناس وأنطفأت الشرور ورجع عبدال بن الربيع إل الدينه فقطع يد وثيق وأب النار ويعقل ومسعر‬
‫) ذكر خروج إبراهيم بن عبدال بن حسن بالبصرة (‬
‫كان إبراهيم قد هرب إل البصرة فنل ف بن ضبيعه من أهل البصرة ف دار الارث بن عيسى وكان ل يرى بالنهار وكان قدومه إليها بعد أن طاف بلدا كثية جدا وجرت عليه وعلى أخيه‬
‫خطوب شديدة هائلة وانعقد أسباب هلكهما ف أوقات متعددة ث كان آخر ما استقر امره بالبصرة ف سنة ثلث واربعي ومائة بعد منصرف الجيج وقيل إن قدومه إليها كان ف مستهل‬
‫رمضان سنة خس واربعي ومائة بعثه أخوه إليها بعد ظهوره بالدينة قاله الوافدي قال وكان يدعو ف السر إل اخيه فلما قتل اخوه أظهر الدعوة إل نفسه ف شوال من هذه السنة والشهور أنه‬
‫قدمها ف حياة أخيه ودعا لنفسه كما تقدم وال أعلم‬
‫ولا قدم البصرة نزل عند يي بن زياد بن حسان النبطي فاختفى عنده هذه الد كلها حت ظهر ف هذه السنة ف دار أب فروة وكان أول من بايعه نيله بن مرة وعبدال بن سفيان وعبد الواحد‬
‫بن زياد وعمر بن سلمه الجيمي وعبيد ال بن يي بن حصي الرقاشي وندبوا الناس إليه فاستجاب له خلق كثي فتحول إل دار أب مروان ف وسط البصرة واستفحل أمره وبايعه فئام من‬
‫الناس وتفاقم الطب به وبلغ خبه إل النصور فازداد غماإل غمه بأخيه ممد وذلك لنه ظهر قبل مقتل أخيه وانا كان سبب تعجيله الظهور كتاب أخيه إليه فامتثل أمره ودعا نفسه إل‬
‫فانتظم أمره بالبصرة وكان نائبها من جهة النصور سفيان بن معاوية وكان مالئا لبراهيم هذا ف الباطن ويبلغه أخباره فل يكترث با ويكذب من أخبه ويود ان يتضح أمر إبراهيم وقد أمده‬
‫النصور بأميين من اهل خراسان معهما الفا فارس وراجل فأنزلما عنده ليتقوى بما على ماربة إبراهيم وتول النصور من بغدا وكان قد شرع ف عمارتا إل الكوفة وجعل كلما اتم رجل‬
‫من أهل الكوفة ف أمر إبراهيم بعث إليه يقتله ف الليل ف منله وكان الفرافصه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪92‬‬

‫العجلى قدهم بالوثوب بالكوفة فلم يكنه ذلك لكان النصور با وجعل الناس يقصدون البصرة من كل فج لبايعة إبراهيم ويفدون إليها جاعات وفرادى وجعل النصور يرصد لم السال‬
‫فيقتلونم ف الطريق ويأتونه برؤسهم فصلبها بالكوفة ليتعظ با الناس وأرسل النصورإل حرب الراوندي وكان مرابطا بالزيرة ف الفي فارس لقتال الوارج يستدعيه إليه إل الكوفة فأقبل بن‬
‫معه فاجتاز ببلدة با أنصار لبراهيم فقالوا له ل ندعك تتاز لن النصور إنا دعاك لقتال إبراهيم فقال ويكم دعون فأبوا فقاتلهم فقتل منهم خسمائة وأرسل برؤسهم إل النصور فقال هذا‬
‫أول الفتح ولا كانت ليلة الثني مستهل رمضان من هذه السنة خرج إبراهيم ف الليل إل مقبة بن يشكر ف بضعة عشر فارسا وقدم ف هذه الليله أبو حاد البرص ف ألفي فارس مدادا‬
‫لسفيان ابن معاويه فأنزلم المي ف القصر ومال إبراهيم وأصحابه على دواب أولئك اليش واسلحتهم فأخذوها جيعا فتقووا با فكان أول ما أصاب ما أصبح الصباح إل وقد استظهر جدا‬
‫فصلى بالناس صلة الصبح ف السجد الامع والتف اللئق عليه ما بي ناظر وناصر وتصن سفيان بن معاويه نائب الليفه بقصر المارة وحبس عنده النود فحاصرهم إبراهيم فطلب‬
‫سفيان إبن معاوية من إبراهيم المان فأعطاه المان ودخل إبراهيم قصر الماره فبسطت له حصي ليجلس عليها ف مقدم إيوان القصر فهبت الريح فقلبت الصي ظهرا لبطن فتطي الناس‬
‫بذلك فقال إبراهيم إنا نتطي وجلس على ظهر الصي وأمر ببس سفيان بن معاوية مقيدا وأراد بذلك براءة ساحته عند النصور واستحوذ على ما كان ف بيت الال فإذا فيه ستمائة الف‬
‫وقيل الفا الف فقوى بذلك جدا‬
‫وكان ف البصرة جعفر وممد ابنا سليمان بن علي وها ابناء عم الليفة النصور فركبا ف ستمائة فارس إليه فهزمهما وأركب إبراهيم الضاء بن القاسم ف ثانية عشر فارسا وثلثي راجل‬
‫فهزم ستمائة فارس كانت لما وآمن من بقي منهم وبعث إبراهيم إل أهل الهواز فبايعوه وأطاعوه وأرسل إل نائبها مائت فارس عليهم الغيه فخرج إليه ممد بن الصي نائب البلد ف أربعة‬
‫آلف فارس فهزمه الغيه واستحوذ على البلد وبعث إبراهيم إل بلد فارس فأخذها وكذلك واسط والدائن والسواد واستفحل أمره جدا ولكن لا جاءه نعي أخيه ممد انكسر جدا وصلى‬
‫بالناس يوم العيد وهو مكسور قال بعضهم وال لقد رأيت الوت ف وجهه وهو يطب الناس فنعىإل الناس أخاه ممدا فازداد الناس حنقا على النصور وأصبح فعسكر بالناس واستناب على‬
‫البصرة نيله وخلف ابنه حسنا معه‬
‫ولا بلغ النصور خبه تي ف أمره وجعل يتأسف على ما فرق من جنده ف المالك وكان قد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪93‬‬

‫بعث مع ابنه الهدي ثلثي الفا إل الري وبعث مع ممد بن الشعث إل افريقيه اربعي ألفا والباقون مع عيسى بن موسى بالجاز ول يبق مع النصور سوى ألفي فارس وكان يأمر بالنيان‬
‫الكثيه فتوقد ليل فيحسب الناظر إليها أن ث جندا كثيا ث كتب النصور إل عيسى بن موسى إذا قرأت كتاب هذا فأقبل من فورك ودع كل ما انت فيه فلم ينشب أن أقبل إليه فقال له‬
‫اذهب إل إبراهيم بالبصرة ول يهولنك كثرة من معه فإنم جل بن هاشم القتولن جيعا فابسط يدك وثق با عندك وستذكر ما أقول لك فكان المر كما قال النصور وكتب النصور إل ابنه‬
‫الهدي أن يوجه خازم بن خزيه ف أربعة الف إل الهواز فذهب إليها فأخرج منها نائب إبراهيم وهو الغية وأباحها ثلثة ايام ورجع الغية إل البصرة وكذلك بعث إل كل كورة من هذه‬
‫الكور الت نقضت بيعته جندا يردون أهلها إل الطاعة قالوا ولزم النصور موضع مصله فل يبح منه ليل ونارا ف ثياب بذلة قد اتسخت فلم يزل مقيما هناك بضعا وخسي يوما حت فتح‬
‫ال عليه وقد قيل له ف غبون ذلك إن نساءك قد خبثت نفسهن لغيبتك عنهن فانتهر القائل وقال ويك ليست هذه أيام نساء حت أرى رأس إبراهيم بي يدي أو يمل رأسي إليه‬
‫وقال بعضهم دخلت على النصور وهو مهموم من كثرة ما وقع من الشرور وهو ل يستطيع أن يتابع الكلم من كثرة هه وما تتفق عليه من الفتوق والروق وهو مع ذلك أعد لكل أمر ما‬
‫يسد خلله به وقد خرجت عن يده البصرة والهواز وأرض فارس والدائن وأرض السواد وف الكوفة عنده مائة الف مغمدة سيوفها تنتظر به صيحة واحده فيثبتون مع إبراهيم وهو مع ذلك‬
‫‪ ...‬يعرك النوائب ويرسها ول تقعد به نفسه وهو كما قال الشاعر ‪ ...‬نفس عصام سودت عصاما ‪ ...‬وعلمته الكر والقداما ‪ ...‬فصيته ملكا هاما‬
‫وأقبل إبراهيم بعساكر من البصرةإل الكوفة ف مائة الف مقاتل فأرسل إليه النصور عيسى ابن موسى ف خسة عشر الفا وعلى مقدمته حيد بن قحطبة ف ثلثة الف وجاء إبراهيم فنل ف‬
‫باخرى ف جحافل عظيمة فقال له بعض المراء إنك قد اقتربت من النصور فلو انك سرت إليه بطائفة من جيشك لخذت بقفاه فإنه ليس عنده من اليوش ما يردون عنه وقال آخرون إن‬
‫الول ان نناجز هؤلء الذين بازائنا ث هو ف قبضتنا فثناهم ذلك عن الرأي الول ولو فعله لتم لم المر ث قال بعضهم خندق حول اليش وقال آخرون إن هذا اليش ل يتاج إل خندق‬
‫حوله فترك ذلك ث أشار بعضهم أن يبيت جيش عيسى بن موسى فقال إبراهيم انا ل أرى ذلك فتركه ث أشار آخرون بأن يعل جيشه كراديس فإن غلب كردوس ثبت الخر وقال آخرون‬
‫الول أن نقاتل صفوفا لقوله تعإل إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪94‬‬

‫كأنم بنيان مرصوص والمر ل ولو سارواإل الكوفة وبيتوا اليش أو جعل جيشه كراديس لتم له المر مع تقدير ال تعال‬
‫واقبل اليشان فتصافوا ف باخرى وهي على ستة عشر فرسخا من الكوفة فاقتتلوا با قتال شديدا فانزم حيد بن قحطبه بن معه من القدمه فجعل عيسى يناشدهم ال ف الرجوع والكرة فل‬
‫يلوي عليه أحد وثبت عيسى بن موسى ف مائة رجل من أهله فقيل له لو تنحيت من مكانك هذا لئل يطمك جيش إبراهيم فقال وال ل أزول منه حت يفتح ال ل أو أقتل هاهنا وكان‬
‫النصور قد تقدم إليه با أخبه بعض النجمي أن الناس يكون لم جولة عن عيسى بن موسى ث يقومون إليه وتكون العاقبة له فاستمر النهزمون ذاهبي إل نر بي جبلي فلم ينكنهم خوضه‬
‫فكروا راجعي بأجعهم وكان أول راجع حيد بن قحطبة الذي كان أول من إنزم ث اجتلدوا هم وأصحاب إبراهيم فاقتتلوا قتال شديدا وقتل من كل الفريقي خلق كثي ث انزم أصحاب‬
‫إبراهيم وثبت هو ف خسمائة وقيل ف أربعمائة وقيل ف تسعي رجل واستظهر عيسى بن موسى وأصحابه وقتل إبراهيم ف جلة من قتل واختلط رأسه مع رؤس اصحابه فجعل حيد يأت‬
‫بالرؤوس إل عيسى بن موسى حت عرفوا رأس إبراهيم فببعثوه مع البشي إل النصور وكان نيخت النجم قد دخل على النصور قبل ميء الرأس فأخبه أن إبراهيم مقتول فلم يصدقه فقال يا‬
‫أمي الؤمني إن ل تصدقن فاحبسن فان ل يكن المر كما ذكرت فاقتلن فبينما هو عنده إذ جاء البشي بزية جيش إبراهيم ولا جيء بالرأس تثل النصور ببيت معقر بن أوس بن حار البارقي‬
‫‪ ... ...‬فألقت عصاها واستقر با النوى ‪ ...‬كما قرعينا بالياب السافر‬
‫وقيل ان النصور لا رأى الرأس بكى حت جعلت دموعه تسقط على الرأس وقال وال لقد كنت لذا كارها ولكنك ابتليت ب وابتليت بك ث أمر بالرأس فنصب بالسوق وأقطع نيخبت‬
‫النجم الكذاب الفي جريب‬
‫فهذا النجم إن كان قد أصاب ف قضية واحده فقد أخطأ ف أشياء كثية فهم كذبه كفره وقد كان النصور ف ضلل مع منجمه هذا وقد ورث اللوك اعتقاد أقوال النجمي وذلك ضلل‬
‫ليوز‬
‫وذكر صال مول النصور قال لا جيء برأس إبراهيم جلس النصور ملسا عاما وجعل الناس يدخلون عليه فيهنئونه وينالون من إبراهيم ويقبحون الكلم فيه ابتغاء مرضاة النصور والنصور‬
‫ساكت متغي اللون ل يتكلم حت دخل جعفر بن حنظله البهران فوقف فسلم ث قال أعظم ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪95‬‬

‫أجرك يا أمي الؤمني ف ابن عمك وغفر له مافرط من حقك قال فاصفر لون النصور وأقبل عليه وقال له يا أبا خالد مرحبا وأهل ههنا فاجلس فعلم الناس أن ذلك وقع منه موقعا جيدا‬
‫فجعل كل من جاء يقول كما قال جعفر بن حنظله قال أبو نعيم الفضل بن دكي كان مقتل إبراهيم ف يوم الميس لمس بقي من ذي الجة من هذه السنة‬
‫) ذكر من توف من العيان (‬
‫فمن اعيان أهل البيت عبدال بن حسن وابناه ممد وإبراهيم وأخوه حسن بن حسن وأخوه لمه ممد بن عبدال بن عمرو بن عثمان بن عفان اللقب بالديباج وقد تقدمت ترجته‬
‫وأما أخوه عبدال بن حسن بن حسن بن علي بن أب طالب القرشي الاشي فتابعى روى عن أبيه وأمه فاطمة بنت السي وعبدال بن جعفر بن أب طالب وهو صاحب جليل وغيهم وروى‬
‫عنه جاعة منهم سفيان الثورى والدراوردي ومالك وكان معظما عند العلماء وكان عابدا كبي القدر قال يي بن معي كان ثقة صدوقا وفد على عمر بن عبد العزيز فأكرمه ووفد عى‬
‫السفاح فعظمه وأعطاه ألف الف درهم فلما ول النصور عامله بعكس ذلك وكذلك أولده وأهله وقد مضوا جيعا والتقوا عند ال عز وجل وأخذه النصور وأهل بيته مقيدين مغلولي مهاني‬
‫من الدينة إل الاشية فأودعهم السحن الضيق كما قدمنا فمات أكثرهم فيه فكان عبدال بن حسن هذا أول من مات فيه بعد خروج ممد بالدينه وقد قيل إنه قتل ف السجن عمدا وكان‬
‫عمره يوم مات خسا وسبعي سنه وصلى عليه أخوه لمه السن بن السن بن علي ث مات بعده أخوه حسن فصلى عليه أخوه لمه ممد بن عبدال بن عمر بن عثمان بن عفان ث قتل بعدها‬
‫وحل رأسه إل خراسان كما تقدم‬
‫وأما ابنه ممد الذي خرج بالدينه فروى عن أبيه ونافع وعن أب الزناد عن العرج عن أب هريره ف كيفية الوى إل السجود وحدث عنه جاعة ووثقه النسائي وابن حبان وقال البخاري ل‬
‫يتابع على حديثه وقد ذكر أن أمه حلت به أربع سني وكان طويل أسر سينا أسر ضخما ذا هه ساميه وسطوة عإليه وشجاعة باهرة قتل بالدينة ف منتصف رمضان سنة خس وأربعي ومائه‬
‫وله خس وأربعون سنة وقد حلوا برأسه إل النصور وطيف به ف القاليم‬
‫وأما أخوه إبراهيم فكان ظهوره بالبصرة بعد ظهور أخيه بالدينة وكان مقتله بعد مقتل أخيه ف ذي الجة من هذه السنة وليس له شيء ف الكتب السته وحكى أبو داود السجستان عن أب‬
‫عوانه أنه قال كان إبراهيم وأخوه ممد خارجي قال داود ليس كما قال هذا رأي الزيديه قلت وقد حكى عن جاعة من العلماء والئمة أنم مالواإل ظهورها‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪96‬‬

‫) وفيها توف من الشاهي والعيان (‬


‫الجلح بن عبدال واساعيل بن أب خالد ف قول وحبيب بن الشهيد وعبد اللك بن أب سليمان وعمرو مول عفره ويي بن الارث الذماري ويي بن سعيد أبو حيان التيمى ورؤبة بن‬
‫العجاج والعجاج لقب واسه أبو الشعثاء عبدال بن رؤبه وأبو ممد التميمي البصري الراجز بن الراجز ولكل منهما ديوان رجز وكل منهما بارع ف فنه ل ياري ول ياري عال باللغه‬
‫وعبدال بن القفع الكاتب الفوه أسلم على يد عيسى ين علي عم السفاح والنصور وكتب له وله رسائل وألفاظ صحيحه وكان متهما بالزندقه وهو الذي صنف كتاب كليله ودمنه ويقال بل‬
‫هو الذي عربا من الجوسيةإل العربية قال الهدي ما وجد كتاب زندقة إل وأصله من ابن القفع ومطيع بن إياس ويي بن زياد قالوا ونسي الاحظ وهو رابعهم وكان مع هذا فاضل بارعا‬
‫فصيحا قال الصمعي قيل لبن القفع من أدبك قال نفسي إذا رأيت من غيي قبيحا أبيته واذا رأيت حسنا أتيته ومن كلمه شربت من الطب ريا ول أضبط لا رويا فغاضت ث فاضت فل‬
‫هي نظاما ول نسيت غي كلما‬
‫وكان قتل ابن القفع على يد سفيان بن معاوية بن يزيد بن الهلب بن أب صفرة نائب البصرة وذلك أنه كان يعبث به ويسب أمه وإنا كان يسميه ابن العلم وكان كبي النف وكان إذا دخل‬
‫عليه يقول السلم عليكما على سبيل التهكم وقال لسفيان بن معاويه مرة ما ندمت على سكوت قط فقال صدقت الرس لك خي من كلمك ث اتفق أن النصور غضب على بن القفع‬
‫فكتب إل نائبه سفيان بن معاويه هذا أن يقتله فأخذه فأحى له تنورا وجعل يقطعه اربا اربا ويلقيه ف ذلك التنور حت حرقه كله وهو ينظرإل اطرافه كيف تقطع ث ترق وقيل غيذلك ف‬
‫صفة قتله قال ابن خلكان ومنهم من يقول ان ابن القفع نسب إل بيع القفاع وهي من الريد كالزنبيل بل آذان والصحيح أنه ابن القفع وهو أبو دارويه كان الجاج قد استعمله على‬
‫الراج فخان فعاقبه حت تقفعت يداه وال أعلم‬
‫وفيها خرج الترك والزربباب البواب فقتلوا من السلمي بأرمينيه جاعة كثية وحج بالناس ف هذه السنة نائب الدينة عبدال بن الربيع الارثي وعلى الكوفة عيسى بن موسى وعلى البصرة‬
‫مسلم بن قتيبة وعلى مصر يزيد بن حات‬
‫) ث دخلت سنة ست وأربعي ومائة (‬
‫فيها تكامل بناء مدينة السلم ببغداد وسكنها النصور ف صفر من هذه السنة وكان مقيما قبل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪97‬‬

‫ذلك بالاشية التاخة للكوفة وكان قد شرع ف بنائها ف السنة الارجة وقيل ف سنة أربع وأربعي ومائة فال وأعلم‬
‫وقد كان السبب الباعث له على بنائها أن الرواندية لا وثبوا عليه بالكوفة ووقاه ال شرهم بقيت منهم بقية فخشى على جنده فخرج من الكوفة يرتاد لم موضعا لبناء مدينة فسار ف الرض‬
‫حت بلغ الزيرة فلم ير موضعا أحسن لوضع الدينة من موضع بغداد الذي هي فيه الن وذلك بأنه موضع يغدا إليه ويراح بيات ما حوله ف الب والبحر وهو مصن بدجلة والفرات من‬
‫هنها وهنها ل يقدر أحد أن يتواصل إل موضع الليفة إل على جسر وقد بات به النصور قبل بنائه ليال فرأى الرياح تب به ليل ونارا من غي انعار ول غبار ورأى طيب تلك البقعه وطيب‬
‫هوائها وقد كان ف موضعها قرى وديور لعباد النصارى وغيهم ذكر ذلك مفصل بأسائه وتعداده أبو جعفر ابن جرير فحينئذ أمر النصور باختطاطها فرسوها له بالرماد فمشى ف طرقها‬
‫ومسالكها فأعجبه ذلك ث سلم كل ربع منها لمي يقوم على بنائه وأحضر من كل البلد فعال وصناعا ومهندسي فاجتمع عنده الوف منهم ث كان هو أول من وضع لبنة فيها بيده وقال‬
‫بسم ال والمد ل والرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي ث قال أبنو على بركة ال وأمر ببنائها مدورة سك سورها من أسفله خسون ذراعا ومن أعله عشرون ذراعا وجعل‬
‫لا ثانية أبواب ف السور البان ومثلها ف الوان وليس كل واحد تاه الخر ولكن جعله أزور عن الذي يليه ولذا سيت بغداد الزوراء لزورار أبوابا بعضها عن بعض وقيل سيت بذلك‬
‫لنراف دجلة عندها‬
‫وبن قصر المارة ف وسط البلد ليكون الناس منه على حد سواء واختط السجد الامع إل جانب القصر وكان الذي وضع قبلته الجاج بن أرطاة وقال ابن جرير ويقال إن ف قبلته انرافا‬
‫يتاج الصلى فيه أن ينحرف إل ناحية باب البصرة وذكر ان مسجد الرصافة أقرب إل الصواب منه لنه بن قبل القصر وجامع الدينة بن على القصر فاختلت بسبب ذلك وذكر ابن جرير‬
‫عن سليمان بن مالد أن النصور أراد أبا حنيفة النعمان بن ثابت على القضاء با فأب وأمتنع فحلف النصور أن يتول له وحلف أبو حنيفة أن ل يتول له فوله القيام بامر الدينة وضرب اللب‬
‫وأخذ الرجال بالعمل فتول ذلك حت فرغوا من استتمام حائط الدينة ما يلي الندق وكان استتمامه ف سنة أربع وأربعي ومائة قال بن جرير وذكر عن اليثم بن عدي ان النصور عرض على‬
‫أب حنيفة القضاء والظال فامتنع فحلف أن ل يقلع عنه حت يعمل له فأخب بذلك أبو حنيفة فدعاه بقصبة فعد اللب ليب بذلك يي أب جعفر ومات أبوحنيفة ببغداد بعد ذلك وذكر أن خالد‬
‫ابن برمك هو الذي اشار على النصور ببنائها وأنه كان مستحثا فيها للصناع وقد شاور النصور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪98‬‬

‫المراء ف نقل القصر البيض من الدائن إل بغداد لجل قصر المارة با فقالوا ل تفعل فإنه آية ف العال وفيه مصلى أمي الؤمني على بن أب طالب فخالفهم ونقل منه شيئا كثيا فلم يف ما‬
‫تصل منه بأجرة ما يصرف ف حله فتركه ونقل أبواب قصر واسط إل أبواب قصر المارة ببغداد وقد كان الجاج نقل حجارته من مدينة هناك كانت من بناء سليمان بن داود وكانت الن‬
‫قد عملت تلك البواب وهي حجارة هائلة وقد كانت السواق وضجيجها تسمع من قصر المارة فكانت أصوات الباعة وهوسات السواق تسمع منه فعاب ذلك بعض بطارقة النصارى من‬
‫قدم ف بعض الرسائل من الروم فأمر النصور بنقل السواق من هناك إل موضع آخر وأمر بتوسعه الطرقات أربعي ذراعا ف اربعي ذراعا ومن بن ف شيء من ذلك هدم‬
‫قال ابن جرير وذكر عن عيسى بن النصور أنه قال وجدت ف خزائن النصور ف الكتب أنه انفق على بناء مدينة السلم ومسجدها الامع وقصر الذهب با والسواق وغي ذلك أربعة آلف‬
‫وثانائة وثلثة وثاني ألف درهم وكان أجرة الستاذ من البنائي كل يوم قياط فضة واجرة الصانع من البتي إل الثلثة قال الطيب البغدادي وقد رأيت ذلك ف بعض الكتب وحكى عن‬
‫بعضهم أنه قال انفق عليه ثانية عشر الف الف فال اعلم‬
‫وذكر ابن جرير أن النصور ناقص أحد الهندسي الذي بن بيتا حسنا ف قصر المارة فنقصه درها عما ساومه وانه حاسب بعض الستحثي على الذي كان عنده ففضل عنده خسة عشر‬
‫درها فحبسه حت جاء با واحضرها وكان شحيحا قال الطيب وبناها مدورة ول يعرف ف أقطار الرض مدينة مدورة سواها ووضع أساسها ف وقت اختاره له نوبت النجم ث ذكر عن‬
‫بعض النجمي قال قال ل النصور لا فرغ من بناء بغداد خذ الطالع لا فنظرت ف طالعها وكان الشتري ف القوس فأخبته با تدل عليه النجوم من طول زمانا وكثرة عمارتا وانصباب الدنيا‬
‫إليها وفقر الناس إل ما فيها قال ث قلت له وأبشرك يا أمي الؤمني أنه ليوت فيها أحد من اللفاء أبدا قال فرأيته يبتسم ث قال المد ل ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل‬
‫العظيم وذكر عن بعض الشعراء أنه قال ف ذلك شعرا منه‬
‫‪ ...‬قضى ربا ان ليوت خليفة ‪ ...‬با إنه ما شاء ف خلقه يقضي ‪...‬‬
‫وقد قرره على هذا الطأ الطيب وسلم ذلك ول ينقصه بشي ء بل قرره مع اطلعه ومعرفته قال وزعم بعض الناس أن المي قتل بدرب النبار منها فذكرت ذلك للقاضي أب القاسم على‬
‫بن حسن التنوخى فقال ممد المي ل يقتل بالدينة إنا قد نزل ف سفينةإل دجلة ليتنه فقبض عليه ف وسط دجلة وقتل هناك وذكر ذلك الصول وغيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪99‬‬

‫وذكر عن بعض مشايخ بغداد أنه قال اتساع بغداد مائة وثلثون جريبا وذلك بقدر ميلي ف ميلي قال المام أحد بغداد من الصرا إل باب التب وذكر الطيب أن بي كل بابي من أبوابا‬
‫الثمانية ميل وقيل أقل من ذلك وذكر الطيب صفة قصر المارة وأن فيه القبة الضراء طولا ثانون ذراعا على رأسها تثال فرس عليه فارس ف يده رمح يدور به فأي جهة استقبلها واستمر‬
‫مستقبلها علم السلطان أن ف تلك الهة قد وقع حدث فلم يلبث أن يأت الليفة خبه [ وهذه القبة وهي على ملس ف صدر إيوان الحكمة وطوله ثلثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وقد‬
‫[ سقطت هذه القبة ف ليلة برد ومطر ورعد وبرق ليلة الثلثاء لسبع خلون من شهر جادي الخرة سنة تسع وعشرون وثلثائة‬
‫وذكر الطيب البغدادي أنه كان يباع ف بغداد ف أيام النصور الكبش الغنم بدرهم والمل بأربعة دوانق وينادى على لم الغنم كل ستي رطل بدرهم ولم البقر كل تسعي رطل بدرهم‬
‫والتمر كل ستي رطل بدرهم والزيت ستة عشر رطل بدرهم والسمن ثانية أرطال بدرهم والعسل عشرة أرطال بدرهم ولذا المن والرخص كثر ساكنوها وعظم أهلوها وكثر الدارج ف‬
‫أسواقها وأزقتها حت كان الار ل يستطيع أن يتاز ف أسواقها لكثرة زحام أهلها قال بعض المراء وقد رجع من السوق طال وال ما طردت خلف الرانب ف هذا الكان‬
‫وذكر الطيب أن النصور جلس يوما ف قصره فسمع ضجة عظيمة ث أخرى ث أخرى فقال للربيع الاجب ماهذا فكشف فإذا بقرة نفرت من جازرها هاربة ف السواق فقال الرومي يا أمي‬
‫الؤمني إنك بنيت بناء ل يبنه أحد قبلك وفيه ثلثة عيوب بعده من الاء وقرب السواق منه وليس عنده خضرة والعي خضرة تب الضرة فلم يرفع با النصور رأسا ث أمر بتغيي ذلك ث‬
‫بعد ذلك ساق إليها الاء وبن عندها البساتي وحول السواق من ث إل الكرخ‬
‫قال يعقوب بن سفيان كمل بناء بغداد ف سنة ست واربعي ومائه وف سنة سبع وخسي حول السواق إل باب الكرخ وباب الشعي وباب الحول وأمر بتوسيعه السواق أربعي ألفا وبعد‬
‫شهرين من ذلك شرع ف بناء قصره السمى باللد فكمل سنة ثان وخسي ومائة وجعل أمر ذلك إل رجل يقال له الوضاح وبن للعامة جامعا للصلة والمعة لئل يدخلواإل جامع النصور‬
‫فأما دار اللفة الت كانت ببغداد بعد ذلك فإنا كانت للحسن بن سهيل فانتقلت من بعده إل بوران زوجة الأمون فطلبها منها العتضد وقيل العتمد فأنعمت له با ث استنظرته أياما حت‬
‫تنتقل منها فأنظرها فشرعت ف تلك اليام ف ترميمها وتبيضها وتسينها ث فرشتها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪100‬‬

‫بأنواع الفرش والبسط وعلقت فيها أنواع من الستور وأرصدت فيها ما ينبغي للخلفة من الواري والدم وألبستهم أنواع اللبس وجعلت ف الزائن ما ينبغي من أنواع الطعمة والأكل‬
‫وجعلت ف بعض بيوتا من أنواع الموال والذخائر ث أرسلت بفاتيحها إليه ث دخلها فوجد فيها ما أرصدته با فهاله ذلك واستعظمه وكان أول خليفة سكنها وبن عليها سورا ذكره‬
‫الطيب‬
‫وأما التاج فبناه الكتفي على دجلة وحوله القباب والجالس واليدان والثريا وحي الوحوش وذكر الطيب صفة دار الشجرة الت كانت ف زمن القتدر بال وما فيها من الفرش والستور‬
‫والدم والماليك والشمة الباهرة والدنيا الظاهرة وأنا كان با إحد عشر ألف طواشى وسبعمائة حاجب وأما الماليك فألوف ل يصون كثرة وسيأت ذكر ذلك مفصل ف أيامهم ودولتهم‬
‫الت ذهبت كأنا أحلم نوم بعد سنة ثلثمائة وذكر الطيب دار اللك الت بالحرم وذكر الوامع الت تقام فيها المعات وذكر النار والسور الت با وما كان ف ذلك ف زمن النصور وما‬
‫أحدث بعده إل زمانه وأنشد لبعض الشعراء ف جسور بغداد الت على دجله ‪ ...‬يوم سرقنا ف خلسة ‪ ...‬ف ملس بفناء دجلة مفرد ‪ ...‬رق الواء برقة وقدامه ‪ ...‬فغدوت رقا للزمان السعد‬
‫‪ ... ...‬فكأن دجلة طيلسان أبيض ‪ ...‬والسر فيها كالطراز السود‬
‫وقال آخر‬
‫يا حبذا جسر على مت دجلة ‪ ...‬بإتقان تأسيس وحسن ورونق ‪ ...‬جال وحسن للعراق ونزهة ‪ ...‬وسلوة من أضناه فرط التشوق ‪ ...‬تراه إذا ما جئته متأمل ‪ ...‬كسطر عبي خط ف ‪...‬‬
‫‪ ...‬وسط مهرق ‪ ...‬أوالعاج فيه البنوس مرقش ‪ ...‬مثال فيول تتها أرض زئبق‬
‫وذكر الصول قال ذكر أحد بن أب طاهر ف كتاب بغداد أن ذراع بغداد من الانبي ثلثة وخسون ألف جريب وأن الانب الشرقي ستة وعشرون ألف جريب وسبعمائة وخسون جريبا وأن‬
‫عدة حاماتا ستون ألف حام وأقل ما ف كل حام منها خسة نفر حامي وقيم وزبال ووقاد وسقاء وأن بازاء كل حام خسة مساجد فذلك ثلثائة ألف مسجد وأقل ما يكون ف كل مسجد‬
‫خسة نفر يعن إماما وقيما ومأذونا ومأمومي ث تناقضت بعد ذلك ث دثرت بعد ذلك حت صارت كأنا خربة صورة ومعن على ماسيأت بيانه ف موضعه‬
‫وقال الافظ أبو بكر البغدادي ل يكن لبغداد نظي ف الدنيا ف جللة قدرها وفخامة أمرها وكثرة علمائها وأعلمها وتيز خواصها وعوامها وعظم أقطارها وسعة أطرارها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪101‬‬

‫وكثرة دورها ودروبا ومنازلا وشوارعها ومساجدها وحاماتا وخاناتا وطيب هوائها وعذوبة مائها وبرد ظللا واعتدال صيفها وشتائها وصحة بيعها وخريفها وأكثر ما كانت عمارة وأهل‬
‫ف أيام الرشيد ث ذكرتنا قص أحوالا وهلم جراإل زمانه قلت وكذا من بعده إل زماننا هذا ول سيما ف أيام هولكو بن تول بن جنكر بن خان التركي الذي ووضع معالها وقتل خليفتها‬
‫وعالها وخرب دورها وهدم قصورها وأباد الواص والعوام من أهلها ف ذلك العام وأخذ الموال والواصل ونب الذراري والصائل وأورث با حزنا يعدد به ف البكرات والصائل‬
‫وصيها ف القاليم وعبة لكل معتب عليم وتذكره لكل ذي عقل مستقيم وبدلت بعد تلوة القرآن بالنغمات واللان وإنشاد الشعار وكان وكان وبعد ساع الحاديث النبوية بدرس‬
‫الفلسفة اليونانية والناهج الكلمية والتأويلت القرمطية وبعد العلماء بالطباء وبعد الليفة العباسي بشر الوله من الناسي وبعد الرياسة والنباهة بالساسة والسفاهة وبعد الطلبة الشتغلي‬
‫بالظلمة والعيارين وبعد العلم بالثقة والديث وتعبي الرؤيا بالوشح ودوبيت ومواليا وما أصابم ذلك إل ببعض ذنوبم وما ربك بظلم للعبيد والتحول منها ف هذا الزمان لكثرة ما فيها من‬
‫النكرات السية والعنوية وأكل الشيشه والنتقال عنها إل بلد الشام الذي تكفل ال باهلها أفضل وأكمل وأجل‬
‫) وقد روى المام أحد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ) ل تقوم الساعة حت يتحول خيار أهل العراق إل الشام وشرار أهل الشام إل العراق‬
‫) ما ورد ف مدينة بغداد من الثار وما فيها من الخبار (‬
‫فيها أربع لغات بغداد وبغداد بأهال الدال الثانية وإعجامها وبغدان بالنون آخره وباليم مع ذلك أول مغدان وهي كلمة أعجمية قيل أنا مركبة من بغ وداد فقيل بغ بستان وداد اسم رجل‬
‫وقيل بغ اسم صنم وقيل شيطان وداد عطية الضم ولذا كره عبدال بن البارك والصمعي وغيها تسميتها بغداد وإنا يقال لا مدينة السلم وكذا أساها بانيها أبو جعفر النصور لن دجلة‬
‫كان يقال لا وادي السلم ومنهم من يسميها الزوراء‬
‫فروى الطيب البغدادي من طريق عمار بن سيف وهومتهم قال سعت عاصم الحول يدث عن سفيان الثوري عن أب جرير بن عبدال فال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) تبن مدينة‬
‫بي دجلة ودجيل وقطربل والصراة تب إليها خزائن الرض وملوكها جبابرة فلهى أسرع ذهابا ف الرض من الوتد الديد ف الرض الرخوة ( قال الطيب وقد رواه عن عاصم الحول‬
‫سيف ابن أخت سفيان الثوري وهو أخو عمار بن يوسف قلت وكلها ضعبيف متهم يرمى بالكذب وممد بن جابر اليمان ضعيف وأبو شهاب الناطي ضعيف وروى عن سفيان الثورى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪102‬‬

‫عن عاصم من طرق ث أسند ذلك كله وأورد من طريق يي بن معي عن يي بن أب كثي عن عمار بن سيف عن الثوري عن عاصم عن أب عثمان عن جرير عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أحد ويي ليس لذا الديث أصل وقال أحد ما حدث به إنسان ثقة وقد علله الطيب من جيع طرقه وساقه أيضا من طريق عمار بن سيف عن الثوري عن أب عبيده حيد الطويل عن‬
‫أنس بن مالك ول يصح أيضا ومن طريق عمر بن يي عن سفيان عن قيس بن مسلم عن ربعي عن حذيفه مرفوعا بنحوه ول يصح ومن غي وجه عن على بن أب طالب وابن مسعود وثوبان‬
‫وابن عباس وف بعضهما ذكر السفيان ) وأنه يربا ( ول يصح اسناد شيء من هذه الحاديث وقد أوردها الطيب باسانيدها وألفاظها وف كل منها نكاره وأقرب ما فيها عن كعب الحبار‬
‫وقد جاء ف آثار عن كتب متقدمة أن بانيها يقال له مقلص وذو الدوانيق لبخله‬
‫) فصل ) ماسن بغداد ومساويها وما روي ف ذلك عن الئمة‬
‫قال يونس بن عبدال العلى الصدف قال ل الشافعي هل رأيت بغداد قلت ل فقال ما رأيت الدنيا وقال الشافعي ما دخلت بلدا قط إل عددته سفرا إل بغداد فإن حي دخلتها عددتا وطنا‬
‫وقال بعضهم الدنيا بادية وبغداد حاضرتا وقال إبن عليه ما رأيت أعقل ف طلب الديث من أهل بغداد ول أحسن من دعه منهم وقال ابن ماهد رأيت أبا عمر وبن العلء ف النوم فقلت ما‬
‫فعل ال بك فقال دعن من هذا من أقام ببغداد على السنة والماعة ومات نقل من النة إل النة وقال أبو بكر بن عياش السلم ببغداد وإنا لصياد تصيد الرجال ومن ل يرها ل يرا الدنيا‬
‫وقال أبو معاوية بغداد دار الدنيا والخرة وقال بعضهم من ماسن السلم يوم المعة ببغداد وصلة يوم المعة ببغداد وصلة التراويح بكة ويوم العيد بطرسوس قال الطيب من شهد يوم‬
‫المعة بدينة السلم عظم ال ف قلبه مل السلم لن مشاينا كانوا يقولون يوم المعة ببغداد كيوم العيد ف غيها من البلد وقال بعضهم كنت أواظب على المعة بامع النصور فعرض ل‬
‫شغل فصليت ف غيه فرأيت ف النام كأن قائل يقول تركت الصلة ف جامع الدينة وإنه ليصلي فيه كل جعة سبعون وليا وقال آخر أردت النتقال من بغداد فرأيت كأن قائل يقول ف النام‬
‫أتنتقل من بلد فيه عشرة آلف ول ل عز وجل وقال بعضهم رأيت كأن ملكي أتيا بغداد فقال أحدها لصاحبه اقبلها فقد حق القول عليها فقال الخر كيف أقلب ببلد يتم فيها القرآن كل‬
‫ليلة خسة الف ختمه وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز بن سليمان بن موسى قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وصلته شامية فقد كمل وقالت زبيدة لنصور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪103‬‬

‫النمرى قل شعرا تبب فيه بغداد ال فقد إختار عليها الرافقه فقال ‪ ...‬ماذا ببغداد من طيب الفاني ‪ ...‬ومن مناره للدنيا وللدين ‪ ...‬تي الرياح با الرضى إذا نسمت ‪ ...‬وجوشت بي‬
‫‪ ...‬أغصان الرياحي‬
‫قال فأعطته ألفي دينار وقال الطيب وقرأت ف كتاب طاهر بن مظفر بن طاهر الازن بطه من شعره ‪ ...‬سقى ال صوب الغاديات ملة ‪ ...‬ببغداد بي الكرخ فاللد فالسر ‪ ...‬هي البلدة‬
‫السناء خصت لهلها ‪ ...‬بأشياء ل يمعن مذكن ف مصر ‪ ...‬هواء رقيق ف اعتدال وصحة ‪ ...‬وماء له طعم ألذ من المر ‪ ...‬ودجلتها شطان قد نظما لنا ‪ ...‬بتاج إل تاج وقصرإل قصر‬
‫‪ ... ...‬تراها كمسك والياه كفضة ‪ ...‬وحصبانا مثل اليواقيت والدر‬
‫وقد أورد الطيب ف هذا أشعار كثية وفيما ذكرنا كفاية وقد كان الفراغ من بناء بغداد ف هذه السنة أعن سنة ست وأربعي ومائة وقيل ف سنة ثان وأربعي وقيل إن خندقها وسورها‬
‫كمل ف سنة سبع وأربعي ول يزل النصور يزيد فيها ويتأنق ف بنائها حت آخر ما بن فيها قصر اللد فظن أنه يلد فيها أوأنا تلد فل ترب فعند كماله مات وقد خربت بغداد مرات كما‬
‫سيأت بيانه‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة عزل النصور سلم بن قتيبة عن البصرة وول عليها ممد بن سليمان بن علي وذلك لنه كتب إل سلم يأمره بدم بيوت الذين بايعوا إبراهيم بن عبدال بن حسن‬
‫فتوان ف ذلك فعزله وبعث ابن عمه ممد بن سليمان فعاث با فسادا وهدم دورا كثية وعزل عبدال بن الربيع عن إمرة الدينة وول عليها جعفر بن سليمان وعزل عن مكه السرى بن‬
‫عبدال وول عليها عبد الصمد بن علي قال وحج بالناس ف هذه السنة عبد الوهاب بن إبراهيم ابن ممد بن علي قاله الواقدي وغيه قال وفيها غزا الصائفة من بلد الروم جعفر بن حنظله‬
‫البهرن وفيها توف من العيان أشعث بن عبد اللك وهشام السائب الكلب وهشام بن عروة ويزيد ين أب عبيد ف قول‬
‫) ث دخلت سنة سبع وأربعي ومائة (‬
‫فيها أغار اشترخان الوارزمي ف جيش من التراك على ناحية أرمينية فدخلوا تفليس وقتلوا خلقا كثي وأسروا كثيا من السلمي وأهل الذمة ومن قتل يومئذ حرب بن عبدال الراوندي‬
‫الذي تنسب إليه الربية ببغداد وكان مقيما بالوصل ف الفي لقابلة الوارج فأرسله النصور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪104‬‬

‫لساعدة السلمي ببلد أرمينيه وكان ف جيش جبيل بن يي فهزم جبيل وقتل حرب رحه ال وف هذه السنة كان مهلك عبد ال بن علي عم النصور‬
‫وهو الذي أخذ الشام من أيدي بن امية وكان عليها واليا حت مات السفاح فلما مات دعا إل نفسه فبعث إليه النصور أبا مسلم الراسان فهزمه أبومسلم وهرب عبدال إل عند أخيه‬
‫سليمان ابن علي وال البصرة فاختفى عنده مدة ث ظهر النصور على أمره فاستدعى به وسجنه فلما كان ف هذه السنه عزم النصور على الج فطلب عمه عيسى بن موسى وكان ول العهد‬
‫من بعد النصور عن وصية السفاح وسلم إليه عمه عبدال بن علي وقال له إن هذا عدوي وعدوك فاقتله ف غيبت عنك ولتتوان وسار النصور إل الج وجعل يكتب إليه من الطريق يستحثه‬
‫ف ذلك ويقول له ماذا صنعت فيما أودعت اليك منه مرة بعد مرة وأما عيسى بن موسى فانه لا تسلم عمه حار ف أمره وشاور بعض أهله فأشار بعضهم من له رأي أن الصلحة تقتضي أن ل‬
‫تقتله وأبقه عندك وأظهر قتله فأنا نشى أن يطالبك به جهرة فتقول قتله فيأمر بالقود فتدعى أنه أمرك بقتله بالسر بينك وبينه فتعجز عن إثبات ذلك فيقتلك به وانا يريد النصور قتله وقتلك‬
‫ليستريح منكما معا فتغي عيسى بن موسى عند ذلك وأخفى عن عمه وأظهر أنه قتله فلما رجع النصور من الج أمر أهله أن يدخلوا عليه ويشفعوا ف عمه عبدال بن علي والوا ف ذلك‬
‫فأجابم إل ذلك واستدعى عيسى بن موسى وقال له إن هؤلء شفعوا ف عبدال بن علي وقد أجبتهم إل ذلك فسلمه إليهم فقال عيسى وأين عبدال ذاك قتلته منذ أمرتن فقال النصور ل‬
‫آمرك بذلك وجحد ذلك وأن يكون تقدم إليه منه أمره ف ذلك فأخضر عيسى الكتب الت كتب إليه النصور مرة بعد مرة ف ذلك فأنكر أن يكون أراد ذلك وصمم على النكار وصمم‬
‫عيسى ابن موسى أنه قد قتله فأمر النصور عند ذلك بقتل عيسى بن موسى قصاصا بعبد ال فخرج به بنو هاشم ليقتلوه فلما جاؤا بالسيف قال رودن إل الليفة فردوه إليه فقال له إن عمك‬
‫حاضر ول أقتله فقال هلم به فأحضر فسقط ف يد الليفة وأمر بسجنه بدار جدرانا مبنية على ملح فلما كان الليل أرسل على جدرانا الاء فسقط عليه البناء فهلك ث أن النصور خلع عيسى‬
‫بن موسى عن ولية العهد وقدم عليه ابنه الهدي وكان يلسه فوق عيسى بن موسى عن يينه ث كان ل يلتفت إل عيسى بن موسى ويهينه ف الذن والشوره والدخول عليه والروج من‬
‫عنده ث مازال يقصيه ويبعده ويتهدده ويتوعده حت خلع نفسه بنفسه وبايع لحمد بن منصور وأعطاه النصور على ذلك نوا من أثن عشر ألف ألف درهم وانصلح أمر عيسى ين موسى‬
‫وبنيه عند‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪105‬‬

‫النصور وأقبل عليه بعدما كان قد أعرض عنه وكان قد جرت بينهما قبل ذلك مكاتبات ف ذلك كثية جدا ومراودات ف تهيد البيعة لبنه الهدي وخلع عيسى نفسه وان العامة ل يعدلون‬
‫بالهدي أحدا وكذلك المراء والواص ول يزل به حت أجاب إل ذلك مكرها فعوضه عن ذلك ما ذكرنا وسارت بيعة الهدي ف الفاق شرقا وغربا وبعدا وقربا وفرح النصور بذلك فرحا‬
‫شديدا واستقرت اللفة ف ذريته إل زماننا هذا فلم يكن الليفة من بن العباس إل من سللته ذلك تقدير العزيز العليم‬
‫وفيها توف عبيد ال بن عمر العمري وهاشم بن وهشام بن حسان صاحب السن البصري‬
‫) ث دخلت سنة ثان وأربعي ومائة (‬
‫فيها بعث النصور حيد بن قحطبة لغزو الترك الذين عاثوا ف السنة الاضية ببلد تفليس فلم يد منهم أحدا فإنم انشمرواإل بلدهم وحج بالناس فيها جعفر بن أب جعفر ونواب البلد فيها‬
‫هم الذكرون ف الت قبلها وفيها توف جعفر بن ممد الصادق النسوب إليه كتاب اختلج العضاء وهو مكذوب عليه وفيها توف سليمان بن مهران العمش أحد مشايخ الديث ف ربيع‬
‫الول منها وعمر بن الارث والعوام بن حوشب والزبيدي وممد بن عبد الرحن بن أب ليلى وممد بن عجلن‬
‫) ث دخلت سنة تسع وأربعي ومائة (‬
‫فيها فرغ من بناء سور بغداد وخندقها وفيها غزا الصائفه العباس بن ممد فدخل بلد الروم ومعه السي بن قحطبة وممد بن الشعث ومات ممد بن الشعث ف الطريق وفيها حج بالناس‬
‫ممد بن إبراهيم بن علي ووله النصورعلى مكة والجاز عوضا عن عمه عبد الصمد بن علي وعمال المصار فيها هم الذين كانوا ف السنة قبلها وفيها توف زكريا بن أب زائدة وكهمس ين‬
‫السن والثن بن الصباح وعيسى بن عمر أبو عمروالثقفي البصري النحوي شيخ سيبويه يقال إنه من موال خالد بن الوليد وإنا نزل ف ثقيف فنسب إليهم وكان اماما كبيا جليل ف اللغة‬
‫والنحو والقراآت أخذ ذلك عن عبيد ال بن كثي وابن الحيص وعبدال بن أب اسحاق وسع السن البصري وغيهم وعنه الليل بن أحد الصمعي وسيبويه ولزمه وعرف به وانتفع به‬
‫وأخذ كتابه الذي ساه بالامع فزاد عليه وبسطه فهو كتاب سيبويه اليوم وإنا هو كتاب شيخه وكان سيبويه يسأل شيخه الليل بن أحد عما أشكل عليه فيه فسأله الليل أيضا عما صنف‬
‫عيسى بن عمر فقال جع بضعا وسبعي كتابا ذهبت كلها إل كمال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪106‬‬

‫وهو بأرض فارس وهو الذي اشتغل فيه وأسألك عن غوامضه فأطرق الليل ساعة ث أنشد ‪ ...‬ذهب النحو جيعا كله ‪ ...‬غيما أحدث عيسى بن عمر ‪ ...‬ذاك إكمال وهذا جامع ‪ ...‬وها‬
‫‪ ...‬للناس شس وقمر‬
‫وقد كان عيسى يغرب ويتقعر ف عبارته جدا وقد حكى الوهري عنه ف الصحصاح أنه سقط يوما عن حاره فاجتمع عليه الناس فقال مالكم تكأ كأت على تكأ كأت على تكأ كؤكم ذي مرة‬
‫افرنقعوا عن معناه مالكم تمعتم علي تمعكم على منون انكشفوا عن وقال غيه كان به ضيق نفس مسقط بسببه فاعتقد الناس أنه مصروع فجعلوا يعودونه ويقرؤن عليه فلما أفاق من‬
‫غشيته قال ماقال فقال بعضهم إن حسبته يتكلم بالفارسية وذكر ابن خلكان أنه كان صاحبا لب عمر بن العلء وأن عيسى بن عمر قال يوما لب عمرو بن العلء أنا أفصح من معد بن‬
‫‪ ...‬عدنان فقال له أبو عمرو كيف تقرأ هذا البيت ‪ ...‬قد كن يبأن الوجوه تسترا ‪ ...‬فاليوم حي بدأن للنظار‬
‫أو بدين فقال بدين فقال أبو عمرو أخطأت ولو قال بدأن لخطأ أيضا وإنا أراد أبو عمرو تغليطه وإنا الصواب بدون من بدا يبد وإذا ظهر وبدأ يبدأ إذا شرع ف الشيء‬
‫) ث دخلت سنة خس ومائة من الجرة (‬
‫فيها خرج رجل من الكفرة يقال له استاذسيس ف بلد خراسان فاستحوذ على أكثرها والتف معه نو ثلثائة الف وقتلوا السلمي هنالك خلقا كثي وهزموا اليوش ف تلك البلد وسبو‬
‫خلقا كثي وتكم الفساد بسببهم وتفاقم أمرهم فوجه النصور خازم بن خزيةإل ابنه الهدي ليوليه حرب تلك البلد ويضم إليه من الجناد ما يقاوم أولئك فنهض الهدي ف ذلك نضة‬
‫هاشية وجع الازم بن خزية المرة على تلك البلد واليوش وبعثه نو من أربعي ألفا فسار إليهم وما زال يراوغهم وياكرهم ويعمل الديعة فيهم حت فاجأهم بالرب وواجههم بالطعن‬
‫والضرب فقتل منهم نو سبعي الفا وأسر منهم أربعة عشر ألفا وهرب ملكهم استاذسيس فتحرز ف جبل فجاء خازم إل تت البل وقتل اولئك السرى كلهم ول يزل ياصره حت نزل على‬
‫حكم بعض المراء فحكم أن يقيد بالديد هو وأهل بيته وأن يعتق من معه من الجناد وكانوا ثلثي الفا ففعل خازم ذلك كله وأطلق لكل واحد من كان مع استاذسيس ثوبي وكتب با وقع‬
‫من الفتح إل الهدي فكتب الهدي بذلك إل ابيه النصور وفيها عزل الليفة عن إمرة الدينة جعفر بن سليمان وولها السن بن زيد بن السن ابن السن بن علي بن أب طالب وفيها حج‬
‫بالناس عبد الصمد بن عم الليفة وتوف فيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪107‬‬

‫جعفر ابن أمي الؤمني النصور ودفن أول بقابر بن هاشم من بغداد ث نقل منهاإل موضع آخر وفيها توف عبداللك بن عبد العزيز بن جريج أحد أئمة أهل الجاز ويقال إنه أول من جع‬
‫السنن وعثمان بن السود وعمر بن ممد بن زيد وفيها توف المام أبو حنيفة‬
‫) ذكر ترجتة (‬
‫هو المام أبو حنيفة وأسه النعمان بن ثابت التيمي مولهم الكوف فقيه العراق وأحد أئمة السلم والسادة العلم وأحد أركان العلماء وأحد الئمة أصحاب الذاهب التنوعة وهو أقدمهم‬
‫وفاة لنه أدرك عصر الصحابة ورأى أنس بن مالك قيل وغيه وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة فال أعلم‬
‫وروى عن جاعة من التابعي منهم الكم وحاد بن أب سليمان وسلمه بن كهل وعامر الشعب وعكرمة وعطاء وقتادة والزهرى ونافع مول ابن عمر ويي ين سعيد النصاري وأبو اسحاق‬
‫السبيعي وروى عنه جاعة منهم ابنه حاد وإبراهيم بن طهمان واسحاق بن يوسف الزرق وأسد بن ‪ 2‬عمر والقاضي والسن بن زياد اللؤلؤي وحزة الزيات وداود الطائي وزفر وعبدالرزاق‬
‫وأبو نعيم وممد بن السن الشيبان وهشيم ووكيع وأبو يوسف القاضي وقال يي ين معي كان ثقة وكان من أهل الصدق ول يتهم بالكذب ولقد ضربه ابن هبية على القضاء فأب أن يكون‬
‫قاضيا وقد كان يي بن سعيد يتار قوله ف الفتوى وكان يي يقول لنكذب ال ماسعناه أحسن من رأي أب حنيفة وقد أخذ بأكثر أقواله وقال عبدال بن البارك لول أن ال أعانن بأب حنيفة‬
‫وسفيان الثورى لكنت كسائر الناس وقال ف الشافعي رأيت رجل لو كلمك ف هذا السارية أن يعلها ذهبا لقام بجته وقال الشافعي من أراد الفقه فهو عيال على أب حنيفة ومن أراد السي‬
‫فهو عيال على ممد بن اسحاق ومن أراد الديث فهو عيال على مالك ومن أراد التفسي فهو عيال على مقاتل بن سليمان وقال عبدال بن داود الرب ينبغي للناس أن يدعوا ف صلتم لب‬
‫حنيفة لفظه الفقه والسنة عليهم وقال سفيان الثوري وابن البارك كان أبو حنيفة أفقه أهل الرض ف زمانه وقال أبو نعيم كان صاحب غوص ف السائل وقال مكي بن إبراهيم كان أعلم‬
‫أهل الرض وروى الطيب بسنده عن أحد بن عمرو أن أبا حنيفة كان يصلي بالليل ويقرأ القرآن كل ليلة ويبكي حت يرجه جيانه ومكث أربعي سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء وختم‬
‫القرآن ف الوضع الذي توف فيه سبعي الف مرة وكانت وفاته ف رجب من هذه السنة أعن سنة خسي ومائة وعن ابن معي سنة إحدى وخسي وقال غيه سنة ثلث وخسي والصحيح‬
‫الول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪108‬‬

‫وكان مولده ف سنة ثاني فتم له من العمر سبعون سنه وصلى عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام وقبه هناك رحه ال‬
‫) ث دخلت سنة احدى وخسي ومائة (‬
‫فيها عزل النصور عمر بن حفص عن السند وول عليها هشام بن عمرو التغلب وكان سبب عزله عنها أن ممد بن عبدال بن حسن لا ظهر بعث ابنه عبدال اللقب بالشتر ومعه جاعة بدية‬
‫وخيول عتاق إل عمر بن حفص هذاإل السند فقبلها فدعوه إل دعوة أبيه ممد بن عبدال بن حسن ف السر فأجابم إلىذلك ولبسوا البياض ولا جاء خب مقتل ممد بن عبدال بالدينة سقط‬
‫ف آيديهم وأخذوا ف العتذار إل عبدال بن ممد فقال له عبدال إن أخشى على نفسي فقال إن سأبعثك إل ملك من الشركي ف جوار أرضنا وانه من أشد الناس تعظيما لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وانه مت عرفك أنك من سللته أحبك فأجابه إل ذلك وسار عبدال بن ممد إل ذلك اللك وكان عنده آمنا وصار عبدال يركب ف موكب الزيدية ويتصيد ف جحفل من‬
‫النود وانضم إليه خلق وقدم عليه طوائف من الزيدية‬
‫وأما النصور فإنه بعث يعتب على عمر بن حفص نائب السند فقال رجل من المراء إبعثن إليه واجعل القضية مسندةإل فإن سأعتذر إليه من ذلك فإن سلمت وإل كنت فداءك وفداء من‬
‫عندك من المراء فأرسله سفيا ف القضية إل النصور فلما وقف بي يدي النصور أمر بضرب عنقه وكتب إل بن حفص بعزله عن السند ووله بلد إفريقية عوضا عن أميها ولا وجه‬
‫النصور هشام ين عمرو إل السند أمره أن يتهد ف تصيل عبدال بن ممد فجعل يتوان ف ذلك فبعث إليه النصور يستحثه ف ذلك ث اتفق الال أن سيفا أخا هشام بن عمرو لقي عبدال بن‬
‫ممد ف بعض الماكن فاقتتلوا فقتل عبدال وأصحابه جيعا واشتبه عليهم مكانه ف القتلى فلم يقدروا عليه فكتب هشام بن عمرو إل النصور يعلمه بقتله فبعث يشكره على ذلك ويأمر بقتال‬
‫اللك الذي آواه ويعلمه أن عبدال كان قد تسرى بارية هنالك وأولدها ولدا أساه ممدا فاذا ظفرت باللك فاحتفظ بالغلم فنهض هشام بن عمرو إل ذلك اللك فقاتله فغلبه وقهره على‬
‫بلده وأمواله وحواصله وبعث بالفتح والخاس وبذلك الغلم واللك إل النصور ففرح النصور بذلك وبعث الغلم إل الدينة وكتب النصورإل نائبها يعلمة بصحة نسبه‬
‫وف هذه السنة قدم الهدي بن النصور على أبيه من خراسان فتلقاه أبوه والمراء والكابر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪109‬‬

‫إل اثناء الطريق وقدم بعد ذلك نواب الشام وغيها للسلم عليه وتنئته بالسلمة والنصر وحل إليه من الدايا والتحف ما ل يد ول يوصف‬
‫) بناء الرصافة (‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة شرع النصور ف بناء الرصافة لبنه الهدي بعد مقدمه من خراسان وهي ف الانب الشرقي من بغداد وجعل لا سورا وخندقا وعمل عندها ميدانا وبستانا‬
‫وأجرى إليها الاء من نر الهدي قال ابن جرير‬
‫وفيها جدد النصور البيعة لنفسه ث لولده الهدي من بعده ولعيسى بن موسى من بعدها وجاء المراء والواص فبايعوا وجعلوا يقبلون يد النصور ويد ابنه ويلمسون يد عيسى بن موسى ول‬
‫يقبلونا قال الواقدي وول النصور معن بن زائدة سجستان‬
‫وحج بالناس فيها ممد بن إبراهيم بن ممد بن علي وهو نائب مكة والطائف وعلى الدينة السن بن زيد وعلى الكوفة ممد بن سليمان وعلى البصرة جابر بن زيد الكلب وعلى مصر يزيد‬
‫بن حات ونائب خراسان حيد بن قحطبة ونائب سجستان معن بن زائده وغزا الصائفة فيها عبد الوهاب بن إبراهيم بن ممد‬
‫وفيها توف حنظلة بن أب سفيان وعبدال بن عون وممد بن اسحاق بن يسار صاحب السية النبوية الت جعها وجعلها علما يهتدى به وفخرا يستجلى به والناس كلهم عيال عليه ف ذلك‬
‫كما قال الشافعي وغيه من الئمة‬
‫) ث دخلت سنة ثنتي وخسي ومائة (‬
‫فيها عزل النصور عن إمرة مصر يزيد ين حات وولها ممد بن سعيد وبعث إل نائب إفريقية وكان قد بلغه أنه عصى وخالف فلما جيء به أمر بضرب عنقه وعزل عن البصرة جابر ابن زيد‬
‫الكلب وولها يزيد بن منصور وفيها قتلت الوارج معن بن زائدة بسجستان وفيها توف عباد بن منصور ويونس بن يزيد اليلي‬
‫) ث دخلت سنة ثلث وخسون ومائة (‬
‫وفيها غضب النصور على كاتبه أب أيوب الوربان وسجنه وسجن أخاه خالدا وبن أخيه الربعة سعيد ومسعودا وملدا وممدا وطالم بالموال الكثية وكان سبب ذلك ما ذكره ابن‬
‫عساكر ف ترجة أب جعفر النصور وهو انه كان ف زمن شيبته قد ورد الوصل وهو فقي ل شيء له ول معه شيء فأجر نفسه من بعض اللحي حت اكتسب شيئا تزوج به امرأة ث جعل‬
‫يعدها وينيها أنه من بيت سيصي اللك إليهم سريعا فاتفق حبلها منه ث تطلبه بنو أمية فهرب عنها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪110‬‬

‫وتركها حامل ووضع عندها رقعة فيها نسبته وأنه عبدال بن ممد بن علي بن عبدال بن عباس وأمرها إذا بلغها أمره أن تأتيه وإذا ولدت غلما أن تسميه جعفرا فولدت غلما فسمته جعفرا‬
‫ونشأ الغلم فتعلم الكتابة وغوى العربية والدب وأتقن ذلك إتقانا جيدا ث آل المر إل بن العباس فسألت عن السفاح فاذا هو ليس صاحبها ث قام النصور وصارالولد إل بغداد فاختلط‬
‫بكتاب الرسائل فأعجب به أيوب الرويان صاحب ديوان النشاء للمنصور وحظي عنده وقدمه على غيه فاتفق حضوره معه بي يدي الليفة فجعل الليفة يلحظه ث بعث يوما الادم ليأتيه‬
‫بكاتب فدخل ومعه الغلم فكتب بي يدي النصور كتابا وجعل الليفة ينظر إليه ويتأمله ث سأله عن سنه فأخبه أنه جعفر فقال ابن من فسكت الغلم فقال مالك ل تتكلم فقال ياأمي الؤمني‬
‫إن من خبي كيت وكيت فتغي وجه الليفة ث سأله عن أمه فأخبه وسأله عن أحوال بلد الوصل فجعل يبه والغلم ييب ث قام إليه الليفة فاحتضنه وقال انت إبن ث بعثه بعقد ثي ومال‬
‫جزيل وكتاب إل أمه يعلمها بقيقة المر وحال الولد وخرج الغلم ومعه ذلك من باب سر الليفة فأحرز ذلك ث جاءإل أب أيوب فقال ما بطأ بك عند الليفة فقال إنه استكتبن ف رسائل‬
‫كثيه ث تقاول ث فارقه الغلم مغضبا ونض من فوره فاستأجر إل الوصل ليعلم أمه ويملها وأهلهاإل بغداد إل ابيه الليفة فسار مراحل ث سأل عنه أبو أيوب فقيل سافر فظن أبو أيوب أنه‬
‫أفشى شيئا من أسراره إل الليفة وفر منه فبعث ف طلبه رسول وقال حيث وجدته فرده علي فسار الرسول ف طلبه فوجده ف بعض النازل فخنقه وألقاه ف بئر وأخذ ما كان معه فرجع إل‬
‫أب أيوب فلما وقف أبو أيوب على الكتاب أسقط ف يده وندم على بعثه خلفه وانتظر الليفة عود ولده إليه واستبطأه وكشف عن خبه فاذا رسول أب أيوب قد لقه وقتله فحينئذ استحضر‬
‫أبا أيوب وألزمه بأموال عظيمة ومازال ف العقوبة حت أخذ جيع أمواله وحواصله ث قتله وجعل يقول هذا قتل حبيب وكان النصور كلما ذكر ولده حزن عليه حزنا شديدا‬
‫وفيها خرجت الوارج من الصفرية وغيهم ببلد افريقية فاجتمع منهم ثلثائة الف وخسون ألفا ما بي فارس وراجل وعليهم أبو حات الناطي وابو عباد وانظم إليهم أبو قرة الصفرى ف‬
‫أربعي ألفا فقاتلوا نائب افريقية فهزمزوا جيشه وقتلوه وهو عمر بن عثمان بن أب صفرة الذي كان نائب السند كما تقدم قتله هؤلء الوارج رحه ال وأكثرت الوارج الفساد ف البلد‬
‫وقتلوا الري والولد وفيها ألزم النصور الناس بلبس قلنس سود طوال جدا حت كانوا يستعينون عن رفعها من داخلها بالقصب فقال أبو دلمه الشاعر ف ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪111‬‬

‫‪ ...‬وكنا نرجى من إمام زيادة ‪ ...‬فزاد المام الرتى ف القلنس ‪ ...‬تراها على هام الرجال كأنا ‪ ...‬دنان يهود جللت بالبانس‬
‫وفيها غزا الصائفة معيوف بن يي الجوري فأسر خلقا كثيا من الروم بنيف على سنة آلف أسي وغنم أموال جزيلة وحج بالناس الهدي بن النصور [ وهو ول العهد اللقب بالهدي‬
‫وكان على نيابة مكة والطائف ممد بن إبراهيم وعلى الدينة السن بن زيد وعلىالكوفة ممد بن سليمان وعلى البصرة يزيد بن منصور وعلى مصر ممد بن سعيد وذكر الواقدي أن يزيد‬
‫[ بن منصور كان وله النصور ف هذه السنة اليمن فال أعلم‬
‫وفيها توف أبان بن صمه وأسامة بن زيد الليثي وثور بن يزيد المصي والسن بن عمارة وقطر بن خليفة ومعمر وهشام بن الغازى وال أعلم‬
‫) ث ث دخلت سنة أربع وخسي ومائة (‬
‫فيها دخل النصور بلد الشام وزار بيت القدس وجهز يزيد بن حات ف خسي ألفا ووله بلد إفريقيه وأمر بقتال الوارج وانفق على هذا اليش نو ثلث وستي ألف درهم وغزا الصائفة‬
‫زفر بن عاصم اللل وحج بالناس فيها ممد بن إبراهيم ونواب البلد والقاليم هم الذكورون ف الت قبلها سوى البصرة فعليها عبداللك بن أيوب بن ظبيان وفيها توف أبو أيوب الكاتب‬
‫وأخوه خالد وأمر النصور ببن أخيه أن تقطع أيديهم وأرجلهم ث تضرب بعد ذلك أعناقهم ففعل ذلك بم وفيها توف‬
‫) أشعب الطامع (‬
‫وهو أشعب بن جبي أبو العلء ويقال أبو اسحاق الدن ويقال له أبو حيدة وكان أبوه مول لل الزبي قتله الختار وهو خال الواقدي‬
‫وروى عن عبدال بن جعفر ) أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يتختم ف اليمي ( وأبان بن عثمان وسال وعكرمه وكان ظريفا ماجنا يبه أهل زمانه للعته وطمعه وكان حيد الغناء‬
‫وقد وفد على الوليد بن زيد فترجه ابن عساكر ترجة ذكر عنه فيها أشياء مضحكة واسند عنه حديثي‬
‫وروى عنه أنه سئل يوما أن يدث فقال حدثن عكرمة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ) خصلتان من عمل بما دخل النة ( ث سكت فقيل له ما ها فقال نسي عكرمة‬
‫الواحده ونسيت أنا الخرى وكان سال بن عبدال ابن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إل الغابة وكذلك كان غيه من أكابر الناس وقال الشافعي عبث الولدان يوما‬
‫بأشعب فقال لم إن ههنا أناسا يفرقون الوز ليطردهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪112‬‬

‫عنه فتسارع الصبيان إل ذلك فلما رآهم مسرعي قال لعله حق فتبعهم وقال له رجل ما بلغ من طمعك فقال مازفت عروس بالدينة إل رجوت أن تزف إل فأكسح داري وأنظف باب‬
‫واكنس بيت واجتاز يوما برجل يصنع طبقا من قش فقال له زد فيه طورا أو طورين لعله أن يهدي يوما لنا فيه هدية وروى ابن عساكر أن أشعب غن يوما لسال بن عبدال بن عمر قول بعض‬
‫الشعراء‬
‫مضي با والبدر يشبه وجهها ‪ ...‬مطهرة الثواب والدين وافر ‪ ...‬لا حسب زاك وعرض مهذب ‪ ...‬وعن كل مكروه من المر زاجر ‪ ...‬من الفرات البيض ل تلق ريبة ‪ ...‬ول يستملها ‪...‬‬
‫‪ ...‬عن تقى ال شاعر‬
‫فقال له سال أحسنت فزدنا فغناه‬
‫‪ ...‬ألت بنا والليل داج كأنه ‪ ...‬جناح غراب عنه قد نفض القطرا ‪ ...‬فقلت أعطار ثوى ف رحالنا ‪ ...‬وما علمت ليلى سوى ريها عطرا ‪...‬‬
‫فقال له أحسنت ولول أن يتحدث الناس لجزلت لك الائزة وإنك من المر لبمكان وفيها توف جعفر بن برقان والكم بن أبان وعبد الرحن بن زيد بن جار وقرة بن خالد وأبو عمرو بن‬
‫العلء أحد أئمة القراء واسه كنيته وقيل اسه ريان والصحيح الول‬
‫وقال أبو عمرو بن العلء بن عمار بن العريان بن عبدال بن الصي التميمي الازن البصري وقيل غي ذلك ف نسبه كان علمة زمانه ف الفقه والنحو وعلم القراآت وكان من كبار العلماء‬
‫العاملي يقال إنه كتب ملء بيت من كلم العرب ث تزهد فأحرق ذلك كله ث راجع المر الول فلم يكن عنده إل ما كان يفظه من كلم العرب وكان قد لقي خلقا كثيا من أعراب‬
‫الاهلية كان مقدما أيام البصري ومن بعده من اختباراته ف العربية قوله ف تفسيه الغرة ف الني إنا لبقبل إل أبيض غلما ما كان أو جارية‬
‫فهم ذلك من قوله عليه السلم ) غرة عبد أو أمة ( ولو أريد عبد كان أو جارية لا قيده بالغرة وإنا الغرة البياض قال ابن خلكان وهذا غريب ول أعلم هل يوافقه قول أحد الئمة الجتهدين‬
‫أم ل وذكر عنه أنه كان إذا دخل شهر رمضان ل ينشد بيتا حت ينسلخ وإنا كان يقرأ القرآن وأنه كان يشتري له كل يوم كوزا جديدا وريانا طريا وقد صحبه الصمعي نو من عشر سني‬
‫كانت وفاته ف هذه السنة وقيل ف سنة ست وخسي وقيل تسع وخسي فال أعلم وقد قارب التسعي وقيل إنه جاوزها فال أعلم وقبه بالشام وقيل بالكوفة فال أعلم‬
‫وقد روى ابن عساكر ف ترجة صال بن علي بن عبدال بن العباس عن أبيه عن جده عبدال ]‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪113‬‬


‫ابن عباس مرفوعا ) لن يرب أحدكم بعد أربع وخسي ومائة جرو وكلب خي له من أن يرب ولدا لصلبه ( وهذا منكر جدا وف اسناده نظر ذكره من طريق تام عن خثيمة بن سلمان عن‬
‫ممد ابن عوف المصي عن أب الغية عبدال بن السمط عن صال به وعبدال بن السمط هذا ل أعرفه وقد ذكره شيخنا الافظ الذهب ف كتابه اليزان وقال روى عن صال بن علي حديثا‬
‫موضوعا‬
‫) ث دخلت سنة خس وخسي ومائة (‬
‫فيها دخل يزيد بن حات بلد إفريقية فافتتحها عودا على بدء وقتل من كان فيها من تغلب عليها من الوارج وقتل أمراءهم وأسر كباءهم وأذل أشرافهم واستبدل أهل تلك البلد بالوف‬
‫أمنا وسلمة وبالهانة كرامة وكان من جلة من قتل من أمرائهم أبو حات وأبو عباد الارجيان ث لا استقامت له وبه المور ف البلدان دخل ذلك بلد القيوان فمهدها وأقر أهلها وقرر‬
‫أمورها وأزال مذورها وال سبحانه أعلم‬
‫) بناء الرافقة وهي الدينة الشهورة (‬
‫وفيها أمر النصور ببناء الرافقه على منوال بناء بغداد ف هذه السنة وأمر فيها ببناء سور وعمل خندق حول الكوفة وأخذ ما غرم على ذلك من أموال أهلها من كل إنسان من أهل اليسار‬
‫أربعي درها وقد فرضها أول خسة دراهم ث جباها أربعي أربعي فقال ف ذلك بعضهم‬
‫‪ ...‬يالقومي مارأينا ‪ ...‬ف أمي الؤمنينا ‪ ...‬قسم المسة فينا ‪ ...‬وجبانا أربعينا ‪...‬‬
‫وفيها غزا الصائفة يزيد بن أسد السلمي وفيها طلب ملك الروم الصلح من النصور على أن يمل إليه الزية وفيها عزل النصور أخاه العباس بن ممد عن الزيرة وغرمه أموال كثية وفيها‬
‫عزل ممد بن سليمان بن علي عن إمرة الكوفة فقيل لمور بلغته عنه ف تعاطي منكرات وأمور ل تليق بالعمال وقيل لقتله ممد بن اب العوجاء وقد كان ابن وقيل ممد بن أب العوجاء هذا‬
‫زنديقا يقال إنه لا أمر بضرب عنقه اعترف على نفسه بوضع أربعة الف حديث يل فيها الرام ويرم فيها اللل ويصوم الناس يوم الفطر ويفطرهم ف أيام الصيام فأراد النصور أن يعل‬
‫قتله له ذنبا فعزله به وإنا أراد أن يقيده منه فقال له عيسى بن موسى يا أمي الؤمني لتعزله بذا ول تقتله به فإنه إنا قتله على الزندقه ومت عزلته به شكره العامه وذموك فتركه حينا ث عزله‬
‫وول مكانه على الكوفة عمر بن زهي وفيها عزل عن الدينة السن بن زيد وول عليها عمه عبد الصمد بن على وجعل معه فليح بن سليمان مشرفا عليه وعلى إمرة مكة ممد بن إبراهيم بن‬
‫ممد وعلى البصرة اليثم بن معاوية وعلى مصر ممد بن سعيد وعلى إفريقية يزيد بن حات وفيها توف صفوان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪114‬‬

‫ابن عمر وعثمان بن أب العاتكه الدمشقيان وعثمان بن عطاء ومسعر بن كدام‬


‫) حاد الراوية (‬
‫وهو ابن أب ليلى ميسرة ويقال سابور بن البارك بن عبيد الديلمي الكوف مول بكي ابن زيد اليل الطائي كان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها واشعارها ولغاتا وهو الذي جع السبع‬
‫العلقات الطوال وانا سى الرواية لكثرة روايته الشعر عن العرب اختبه الوليد بن يزيد بن عبد اللك أمي الؤمني ف ذلك فأنشده تسعا وعشرين قصيدة على حروف العجم كل قصيدة نو‬
‫من مائة بيت وزعم أنه ليسمى شاعر من شعراء العرب إل أنشد له ما ل يفظه غيه فأطلق له مائة الف درهم وذكر أبو ممد الريري ف كتابه درة الغواص أن هشام بن عبداللك استدعاه‬
‫من العراق من نائبه يوسف بن عمر فلما دخل عليه إذا هو ف دار قوراء مرخة بالرخام والذهب وإذا عنده جاريتان حسنتان جدا فاستنشده شيئا فأنشده فقال له سل حاجتك فقال كائنة ما‬
‫كانت يا أمي الؤمني فقال وما هي فقال تطلق ل إحدى هاتي الاريتي فقال ها وما عليهما لك وأخله ف بعض داره وأطلق له مائة ألف درهم هذا ملخص الكاية والظاهر أن هذا الليفة‬
‫إنا هو الوليد بن يزيد فإنه ذكر أنه شرب معه المر وهشام ل يكن يشرب ول يكن نائبه على العراق يوسف بن عمر إنا كان نائبه خالد بن عبدال القسري وبعده يوسف بن عمر بن عبد‬
‫العزيز وكانت وفاة حاد ف هذه السنة عن ستي سنة قال ابن خلكان وقيل إنه أدرك أول خلفة الهدي ف سنة ثان وخسي فال أعلم‬
‫وفيها قتل حاد عجرد على الزندقه وهو حاد بن عمر بن يوسف بن كليب الكوف ويقال إنه واسطى مول بن سواد وكان شاعرا ماجنا ظريفا زنديقا متهما على السلم وقد أدرك الدولتي‬
‫الموية والعباسية ول يشتهر إل ف أيام بن العباس وكان بينه وبي بشار بن برد مهاجاة كثية وقد قتل بشار هذا على الزندقة أيضا كما سيأت ودفن مع حاد هذا ف قبه وقيل إن حادا عجرد‬
‫مات سنة ثان وخسي وقيل إخدى وستي ومائة فال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة ست وخسي ومائة (‬
‫فيها ظفر اليثم بن معاوية نائب النصور على البصرة بعمرو بن شداد الذي كان عامل لبراهيم ابن ممد على فارس فقيل أمر فقطعت يداه ورجله وضربت عنقه ث صلب وفيها عزل‬
‫النصور اليثم بن معاوية هذا الذي فعل هذه الفعلة عن البصرة وول عليها قاضيا سوار بن عبدال فجمع له بي القضاء والصلة وجعل على شرطتها وأحداثها سعيد بن دعلج ورجع اليثم بن‬
‫معاوية قاتل عمرو بن شداد إل بغداد فمات فيها فجأة ف هذه السنة وهو على بطن جارية له وصلى عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪115‬‬

‫النصور ودفن ف مقابر بن هاشم ويقال أصابته دعوة عمر بن شداد الذي قتله تلك القتله فليتق العبد الظال‬
‫وحج بالناس العباس بن ممد أخو النصور ونواب البلد هم الذكورون ف الت قبلها وعلى فارس والهواز وكور دجلة عمارة بن حزة وعلى كرمان والسند هشام بن عمرو وفيها توف حزة‬
‫الزيات ف قول وهو أحد القراء الشهورين والعباد الذكورين وإليه تنسب الدود الطويلة ف القراءة اصطلحا من عنده وقد تكلم فيه بسببها بعض الئمة وأنكروها عليه وسعيد بن أب عروبة‬
‫وهو أول من جع السنن ف قول وعبد ال بن شوذب وعبد الرحن بن زياد بن أنعم الفريقي وعمر بن ذر‬
‫) ث دخلت سنة سبع وخسي ومائة (‬
‫فيها بن النصور قصره السمى باللد ف بغداد تفاؤل بالتخليد ف الدنيا فعند كماله مات وخرب القصر من بعده وكان الستحث ف عمارته أبان بن صدقة والربيع مول النصور وهو حاجبه‬
‫وفيها حول النصور السواق من قرب دار المارةإل باب الكرخ وقد ذكرنا فيما تقدم سبب ذلك وفيها أمر بتوسعة الطرقات وفيها أمر بعمل جسر عند باب الشعي وفيها استعرض النصور‬
‫جنده وهم ملبسون السلح وهو أيضا لبس سلحا عظيما وكان ذلك عند دجلة وفيها عزل عن السند هشام بن عمرو وول عليها سعيد بن الليل وفيها غزا الصائفة يزيد بن أسيد السلمي‬
‫فأوغل ف بلد الروم وبعث سنانا مول البطال مقدمة بي يديه ففتح حصونا وسب وغنم وفيها حج بالناس إبراهيم بن يي بن ممد بن علي ونواب البلد هم الذكورون ف الت قبلها وفيها‬
‫توف السي بن واقد والمام الليل علمة الوقت أبو عمرو عبد الرحن بن عمرو الوزاعي فقيه أهل الشام وإمامهم وقد بقي أهل دمشق وما حولا من البلد على مذهبه نوا من مائتي‬
‫وعشرين سنة‬
‫) شيء من ترجة الوزاعي رحه ال (‬
‫هو عبد الرحن بن عمرو بن ممد أبو عمرو الوزاعي والوزاع بطن من حي وهو من أنفسهم قال ممد بن سعد وقال غيه ل يكن من أنفسهم وإنا نزل ف مله الوزاع وهي قرية خارج‬
‫باب الفراديس من قرى دمشق وهو ابن عم يي بن عمرو الشيبان قال أبو زرعة وأصله من سب السند فنل الوزاع فغلب عليه النسبة إليها وقال غيه ولد ببعلبك ونشأ بالبقاع يتيما ف‬
‫حجر أمه وكانت تنتقل به من بلدإل بلد وتأدب بنفسه فلم يكن ف أبناء اللوك واللفاء والوزراء والتجار وغيهم أعقل منه ول أورع ول أعلم ول أفصح ول أوقر ول أحلم ول أكثر صمتا‬
‫منه ما تكلم بكلمة إل كان التعي على من سعها من جلسائه أن يكتبها عنه من حسنها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪116‬‬

‫وكان يعان الرسائل والكتابة وقد اكتتب مرة ف بعث إل اليمامة فسمع الديث من يي بن أب كثي وانقطع إليه فأرشده إل الرحلةإل البصرة ليسمع من السن وابن سيين فسار إليها‬
‫فوجد السن قد توف من شهرين ووجد ابن سيين مريضا فجعل يتردد لعيادته فقوي الرض به ومات ول يسمع منه الوزاعي شيئا ث جاء فنل دمشق بحلة الوزاع خارج باب الفراديس‬
‫وساد أهلها ف زمانه وسائر البلد ف الفقه والديث الغازي وغي ذلك من علوم السلم وقد أدرك خلقا من التابعي وغيهم وحدث عنه جاعات من سادات السلمي كمالك بن أنس‬
‫والثوري والزهري وهو من شيوخه وأثن عليه غي واحد من الئمة وأجع السلمون على عدالته وإمامته قال مالك كان الوزاعي إماما يقتدى به وقال سفيان بن عيينة وغيه كان الوزاعي‬
‫إمام أهل زمانه وقد حج مرة فدخل مكة وسفيان الثوري آخذ بزمام جله ومالك بن أنس يسوق به والثوري يقول افسحوا للشيخ حت أجلساه عند الكعبة وجلسا بي يديه يأخذان عنه وقد‬
‫تذاكر مالك والوزاعي مرة بالدينة من الظهر حت صليا العصر ومن العصر حت صليا الغرب فغمره الوزاعي ف الغازي وغمره مالك ف الفقه أو ف شيء من الفقه وتناظر الوزعي والثوري‬
‫ف مسجد الليفة ف مسألة رفع اليدين ف الركوع والرفع منه فاحتج الوزاعي على الرفع ف ذلك با رواه عن الزهري عن سال عن أبيه ) أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يرفع يديه‬
‫ف الركوع والرفع منه ( واحتج الثوري بديث يزيد بن أب زياد فغضب الوزاعي وقال تعارض حديث الزهري بديث يزيد بن أب زياد وهو رجل ضعيف فاحار وجه الثوري فقال الوزاعي‬
‫لعلك كرهت ما قلت قال نعم قال فقم بنا حت نلتعن عند الركن أينا على الق فسكت الثوري وقال هقل بن زياد أفت الوزاعي ف سبعي الف مسألة بديثنا وأخبنا وقال أبو زرعه روى‬
‫عنه ستون ألف مسألة وقال غيها أفت ف سنة ثلث عشرة ومائة وعمره إذ ذاك خس وعشرون سنة ث ل يزل يفت حت مات وعقله زاك وقال يي القطان عن مالك اجتمع عندي الوزاعي‬
‫والثوري وأبو حنيفة فقلت أيهم أرجح قال الوزاعي وقال ممد بن عجلن ل أر أحا أنصح للمسلمي من الوزاعي وقال غيه ما رؤى الوزاعي ضاحكا مقهقها قط ولقد كان يعظ الناس‬
‫فل يبقي أحد ف ملسه إل بكى بعينه وبقلبه وما رأيناه يبكى ف ملسه قط وكان إذا خلى بكى حت يرحم وقال يي بن معي العلماء أربعه الثوري وابو حنيفة ومالك والوزاعي قال أبو حات‬
‫كان ثقة متبعا لا سع قالوا وكان الوزاعي ل يلحن ف كلمه وكانت كتبه ترد على النصور فينظر فيها ويتأملها ويتعجب من فصاحتها وحلوة عباراتا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪117‬‬

‫وقد قال النصور يوما لحظى كتابه عنده وهو سليمان بن مالد ينبغي أن نيب الوزاعي على ذلك دائما لنستعي بكلمه فيما نكاتب به إل الفاق إل من ليعرف كلم الوزاعي فقال وال‬
‫يا أمي الؤمني ليقدر أحد من أهل الرض على مثل كلمه ول على شيء منه وقال الوليد ابن مسلم كان الوزاعي إذا صلى الصبح جلس يذكر ال سبحانه وتعإل حت تطلع الشمس وكان‬
‫يأثر عن السلف ذلك قال ث يقومون فيتذاكرون ف اللغة والفقه والديث وقال الوزاعي رأيت رب العزة ف النام فقال أنت تأمر بالعروف وتنهى عن النكر فقال بفضلك أي رب ث قلت‬
‫يارب أمتن على السلم فقال وعلى السنة وقال ممد بن سابور قال ل شيخ بامع دمشق أنا ميت ف يوم كذا وكذا فلما كان ف ذلك اليوم رأيته ف صحن الامع يتفلى فقال ل اذهب إل‬
‫سرير الوتى فأحرزه ل عندك قبل أن تسبق إليه فقلت ماذا تقول فقال هو ما أقول لك وإن رأيت كأن قائل يقول فلن قدري وفلن كذا وعثمان بن العاتكة نعم الرجل وأبو عمرو الوزاعي‬
‫خي من يشي على وجه الرض وأنت ميت ف يوم كذا وكذا قال ممد بن شعيب فما جاء الظهر حت مات وصلينا عليه بعدها وأخرجت جنازته ذكر ذلك ابن عساكر وكان الوزاعي رحه‬
‫ال كثي العبادة حسن الصلة ورعا ناسكا طويل الصمت وكان يقول من أطال القيام ف صلة الليل هون ال عليه طول القيام يوم القيامه أخذ ذلك من قوله تعإل ومن الليل فاسجد له‬
‫وسبحه ليل طويل إن هؤلء يبون العاجلة ويذرون وراءهم يوم ثقيل وقال الوليد بن مسلم ما رأيت أحدا اشد اجتهادا من الوزاعي ف العبادة وقال غيه حج فما نام على الراحلة انا هو ف‬
‫صلة فاذا نعس استند إل القتب وكان من شدة الشوع كأنه أعمى ودخلت امرأة على الوزاعي فرأت الصي الذي يصلي عليه مبلول فقالت لا لعل الصب بال ههنا فقالت هذا أثر دموع‬
‫الشيخ من بكائه ف سجوده هكذا يصبح كل يوم وقال الوزاعي عليك بآثار من سلف وأن رفضك الناس وإياك وأقوال الرجال وإن زخرفوه وحسنوه فإن المر ينجلي وأنت منه على طريق‬
‫مستقيم وقال أيضا اصب على السنة وقف حيث يقف القوم وقل ما قالوا وكف عما كفوا وليسعك ما وسعهم وقال العلم ما جاء عن أصحاب ممد ومال ييء عنهم فليس بعلم وكان يقول‬
‫ل يتمع حب علي و عثمان إل ف قلب مؤمن وإذا أراد ال بقوم شر فتح عليهم باب الدل وسد عنهم باب العلم والعمل قالواوكان الوزاعي من أكرم الناس وأسخاهم وكان له ف بيت‬
‫الال على اللفاء أقطاع صار إليه من بن أمية وقد وصل إليه من خلفاء بن أمية وأقاربم وبن العباس نو سبعي ألف دينار فلم يسك منها شيئا ول اقتن شيئا من عقار ول غيه ول ترك يوم‬
‫مات سوى سبعة دناني كانت جهازه بل‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪118‬‬

‫كان ينفق ذلك ف سبيل ال وف الفقراء والساكي‬


‫ولا دخل عبدال بن علي عم السفاح الذي أجلى بن أمية عن الشام وأزال ال سبحانه وتعإل دولتهم على يده دمشق فطلب الوزاعي فتغيب عنه ثلثة أيام ث حضر بي يديه قال الوزاعي‬
‫دخلت عليه وهو على سرير وف يده خيزرانه والسودة عن يينه وشاله معهم السيوف مصلته والعمد الديد فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك اليزرانه الت ف يده ث قال يا أوزاعي ما‬
‫ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي اولئك الظلمة عن العباد والبلد أجهادا ورباطا هو قال فقلت أيها المي سعت يي بن سعيد النصاري يقول سعت ممد بن إبراهيم التيمى يقول سعت‬
‫علقمة بن وقاص يقول سعت عمر بن الطاب يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫انا العمال بالنيات وإنا لكل إمريء ما نوى فمن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أوامرأة يتزوجها فهجرته إل ما هاجر إليه ( قال (‬
‫فنكت باليزرانه أشد ما كان ينكت وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم ث قال يا أوزاعي ما تقول ف دماء بن أمية فقلت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يل لسلم دم امريء مسلم إل باحدى ثلث النفس بالنفس والثيب الزان والتارك لدينه الفارق للجماعة ( فنكت با أشد من ذلك ث قال ما تقول ف أموالم فقلت إن كانت ف أيديهم (‬
‫حراما فهي عليك أيضا وأن كانت لم حلل فل تل لك إل بطريق شرعي فنكت أشد ما كان ينكت قبل ذلك ث قال إل نوليك القضاء فقلت إن أسلفك ل يكونوا يشقون علي ف ذلك‬
‫وإن أحب أن يتم ما ابتدؤن به من الحسان فقال كأنك تب النصراف فقلت إن ورائي حرما وهم متاجون إل القيام عليهن وسترهن وقلوبن مشغوله بسبب قال وانتظرت رأسي أن‬
‫يسقط بي يدي فأمرن بالنصراف فلما خرجت إذا برسوله من ورائي وإذا معه مائتا دينار فقال يقول لك المي استنفق هذه قال فتصدقت با وانا أخذتا خوفا قال وكان ف تلك اليام‬
‫الثلثة صائما فيقال إن المي لا بلغه ذلك عرض عليه الفطر عنده فأب أن يفطر عنده‬
‫قالوا ث رحل الوزاعي من دمشق فنل بيوت مرابطا بأهله وأولده قال الوزاعي وأعجبن ف بيوت إن مررت بقبورها فإذا إمرأة سوداء ف القبور فقلت لا أين العماره يا هنتاه فقالت إن‬
‫أردت العماره فهي هذه وأشارت إل القبور وان كنت تريد الراب فأمامك وأشارت إل البلد فعزمت على القامة با وقال ممد بن كثي سعت الوزاعي يقول خرجت يوما إل الصحراء‬
‫فإذا رجل جراد وإذا شخص راكب على جرادة منها وعليه سلح الديد وكلما قال بيده هكذاإل جهة مال الراد مع يده وهو يقول الدنيا باطل باطل باطل وما فيها باطل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪119‬‬

‫باطل باطل وقال الوزاعي كان عندنا رجل يرج يوم المعةإل الصيد ول ينتظر المعة فحسف ؟ ببغلته فلم يبق منها إل أذناها وخرج الوزاعي يوما من باب مسجد بيوت وهناك كان فيه‬
‫رجل يبيع الناطف وإل جانبه رجل يبيع البصل وهو يقول له يا بصل أحلى من العسل او قال أحلى من الناطف فقال الوزاعي سبحان ال أيظن هذا أن شيئا من الكذب يباح فكأن هذا ما‬
‫يرى ف الكذب بأسا‬
‫وقال الواقدي قال الوزاعي كنا قبل اليوم نضحك ونلعب أما إذا صرنا أئمة يقتدى بنا فل ترى أن يسعنا ذلك وينبغي أن نتحفط وكتب إل أخ له أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب وإنه‬
‫يسار بك ف كل يوم وليله فاحذر ال والقيام بي يديه وأن يكون آخر العهد بك والسلم‬
‫وقال إبن أب الدنيا حدثن ممد بن إدريس سعت أبا صال كاتب الليث‬
‫يذكر عن القل ابن زياد عن الوزاعي أنه وعظ فقال ف موعظته أيها الناس تقووا بذه النعم الت أصبحتم فيها على الرب من نار ال الوقدة الت تطلع على الفئدة فإنكم ف دار الثواء فيها‬
‫قليل وأنتم عما قليل عنها راحلون خلئف بعد القرون الاضية الذين استقبلوا من الدنيا آنفها وزهرتا فهم كانوا أطول منكم أعمارا وأمد أجساما وأعظم أحلما وأكثر أموال وأولدا‬
‫فخددوا البال وجابوا الصخر بالواد وتنقلوا ف البلد مؤيدين بطش شديد وأجساد كالعماد فما لبثت أليام والليال أن طوت آثارهم وأخربت منازلم وديارهم وأنست ذكرهم فهل تسن‬
‫منهم من أحد أو وتسمع له ركزا كانوا بلهو المل آمني وعن ميقات يوم موتم غافلي فآبوا إياب قوم نادمي ث إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بيانا من عقوبة ال فأصبح كثي منهم ف‬
‫ديارهم جاثي وأصبح الباقون التخلفون يبصرون ف نعمة ال وينظرون ف آثار نقمته وزوال نعمته عمن تقدمهم من الالكي ينظرون وال ف مساكن خإليه خاوية وقد كانت بالعز مفوفة‬
‫وبالنعم معروفة والقلوب إليها مصروفة والعي نوها ناظرة فأصبحت أية للذين يافون العذاب الليم وعبة لن يشى وأصبحتم بعدهم ف أجل منقوص ودنيا منقوصة ف زمان قد ول عفوه‬
‫وذهب رخاؤه وخيه وصفوه فلم يبق منه إل جة شر وصبابة كدر وأهاويل عب وعقوبات غي وارسال فت وتتابع زلل ورذالة خلف بم ظهر الفساد ف الب والبحر يضيقون الديار ويغلون‬
‫السعار با يرتكبونه من العار والشنار فل تكونوا أشباها لن خدعه المل وغيه طول الجل ولعبت به المان نسأل ال أن يعلنا وإياكم من إذا دعى بدر وإذا أنى انتهى وعقل مثواه فمهد‬
‫لنفسه‬
‫وقد اجتمع الوزاعي بالنصور حي دخل الشام ووعظه وأحبه النصور وعظمه ولا أراد النصراف من بي يديه استأذنه أن ل يلبس السواد فأذن له فلما خرج قال النصور للربيع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪120‬‬

‫الاجب القه فاسأله ل كره لبس السواد ول تعلمه إن قلت لك فسأله الربيع فقال لن ل أر مرما أحرم فيه ول ميتا كفن فيه ول عروسا جليت فيه فلهذا أكرهه وقد كان الوزاعي ف الشام‬
‫معظما مكرما أمره أعز عندهم من أمر السلطان وقد هم به بعض مرة فقال له أصحابه دعه عنك وال لو أمر أهل الشام أن يقتلونك لقتلوك ولا مات جلس على قبه بعض الولة فقال رحك‬
‫ال فوال لقد كنت أخاف منك أكثر ما أخاف من الذي ولن يعن النصور وقال ابن أب العشرين ما مات الوزاعي حت جلس وحده وسع شتمه بأذنه‬
‫وقال أبو بكر بن أب خثيمه حدثنا ممد بن عبيد الطنافسى قال كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل فقال رأيت كأن ريانة من الغرب يعن قلعت قال إن صدقت رؤياك فقد مات الوزاعي‬
‫فكتبوا ذلك فجاء موت الوزاعي ف ذلك اليوم وقال أبو مسهر بلغنا أن سبب موته أن امرأته أغلقت عليه باب حام فمات فيه ول تكن عامده ذلك فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبه قال‬
‫وما خلف ذهبا ول فضة ول عقارا ول متاعا إل ستة وثاني فضلت من عطائه وكان قد اكتتب ف ديوان الساحل وقال غيه كان الذي أغلق عليه باب المام صاحب المام أغلقه وذهب‬
‫لاجة له ث جاء ففتح المام فوجده ميتا قد وضع يده اليمن تت خده وهو مستقبل القبلة رحه ال‬
‫قلت ل خلف أنه مات ببيوت مرابطا واختلفوا ف سنة وفاته فروى يعقوب بن سفيان عن سلمه قال قال أحد رأيت الوزاعي وتوف سنة خسي ومائة قال العباس بن الوليد البيوت توف‬
‫يوم الحد أول النهار لليلتي بقيتا من صفر سنة سبع وخسي ومائة وهو الذي عليه المهور وهو الصحيح وهو قول أب مسهر وهشام بن عمار بن الوليد بن مسلم ف أصح الروايات عنه‬
‫ويي بن معي ودحم وخليفة بن خياط وأب عبيد وسعيد بن عبد العزيز وغي واحد قال العباس بن الوليد ول يبلغ سبعي سنة وقال غيه جاوز السبعي والصحيح سبع وستون سنه لن‬
‫ميلده ف سنة ثان وثانون على الصحيح وقيل أنه ولد سنة ثلث وسبعي وهذا ضعيف وقد روآه بعضهم ف النام فقال له دلن على عمل يقربن إل ال فقال ما رأيت ف النة درجة أعلى‬
‫من درجة العلماءالعاملي ث الحزوني‬
‫) ث دخلت سنة ثان وخسي ومائة (‬
‫فيها تكامل بناء قصر النصور السمى باللد وسكنه أياما يسية ث مات وتركه وفيها مات طاغية الروم وفيها وجه النصور ابنه الهدي إل الرقة وأمره بعزل موسى بن كعب عن الوصل وأن‬
‫يول عليها خالد بن برمك وكان ذلك بعد نكته غريبة اتفقت ليحي بن خالد وذلك أن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪121‬‬

‫النصور كان قد غضب على خالد بن برمك وألزمه يمل ثلثة آلف ألف فضاق ذرعا بذلك ول يبق له مال ول حال وعجز عن أكثرها وقد أجله ثلثة أيام وأن يمل ذلك ف هذه الثلثة‬
‫أيام وإل فدمه هدر فجعل يرسل ابنه يي إل أصحابه من المراء يستقرض منهم فكان منهم من أعطاه مائة ألف ومنهم أقل وأكثر قال يي بن خالد فبينا أنا ذات يوم من تلك اليام الثلثه‬
‫على جسر بغداد وأنا مهموم ف تصيل ما طلب منا ما ل طاقة لنا به إذوثب إل زاجر من اولئك الذين يكونون عند السر من الطرقية فقال ل أبشر فلم ألتفت إليه فتقدم حت أخذ بلجام‬
‫فرسي ث قال ل أنت مهموم ليفرجن ال هك ولتمرن غدا ف هذا الوضع واللواء بي يديك فان كان ما قلت لك حقا عليك خسة ألف فقلت نعم ولو قال خسون الفا لقلت نعم لبعد ذلك‬
‫عندي وذهبت لشأن وقد بقي علينا من المل ثلثائة ألف فورد الب إل النصور بانتقاض الوصل وانتشار الكراد فيها فأشار النصور المراء من يصلح للموصل فأشار بعضهم بالد بن‬
‫برمك فقال له النصور أويصلح لذلك بعد ما فعلنا به فقال نعم وأنا الضامن أنه يصلح لا فأمر بإحضاره فوله إياها عنه بقية ما كان عليه وعقد له اللواء وول ابنه يي أذربيجان وخرج‬
‫الناس ف خدمتهما قال يي فمررنا بالسر فثار إل ذلك الزاجر فطالبن با وعدته به فأمرت له به فقبض خسة الف‬
‫وف هذه السنة خرج النصور إل الج فساق الدى معه فلما جاوز الكوفة براحل أخذه وجعه الذي مات به وكان عنده سوء مزاج فاشتد عليه من شدة الد وركوبه ف الواجر وأخذه‬
‫إسهال وأفرط به فقوي مرضه ودخل مكه فتوف با ليلة السبت لست مضي من ذي الجة وصلى عليه ودفن بكدا عند ثينة باب العلة الت بأعل مكة وكان عمره يومئذ ثلثا وقيل أربعا‬
‫وقيل خسا وستي وقيل إنه بلغ ثانيا وستي وال أعلم وقد كتم الربيع الاجب موته حت أخذ البيعة للمهدي من القواد ورؤس بن هاشم ث دفن وكان الذي صلى عليه إبراهيم بن يي بن‬
‫ممد بن علي وهو الذي أقام للناس الج ف هذه السنة‬
‫) ترجة النصور (‬
‫هو عبدال بن ممد بن علي بن عباس بن عبدالطلب بن هاشم أبوجعفر النصور وكان أكب من أخيه أب العباس السفاح وأمه أم ولد أسها سلمة وروى عن جده عن ابن عباس ) أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم كان يتختم ف يينه ( أورده ابن عساكر من طريق ممد بن إبراهيم السلمى عن الأمون عن الرشيد عن الهدي عن أبيه النصور به بويع له باللفة بعد أخيه ف ذي‬
‫الجة سنة ست وثلثي ومائة وعمره يومئذ إحدى وأربعون سنة أنه ولد سنة خس وتسعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪122‬‬

‫على الشهور ف صفر منها بالميمة من بلد البلقاء وكانت خلفته ثنتي وعشرين سنة إل أياما وكان أسر اللون موفور اللمة خفيف اللحية رحب البهة أقن النف أعي كأن عينيه لسانان‬
‫ناطقان يالطه أبمه اللك وتقبله القلوب وتتبعه العيون يعرف الشرف موطنه والعنف ف صورته والليث ف مشيته هكذا وصفه بعض من رآه وقد صح عن ابن عباس أنه قال ) منا السفاح‬
‫والنصور ( وف روايه ) حت نسلمها إل عيسى بن مري ( وقد روى مرفوعا ول يصح ول وقفه أيضا وذكر الطيب أن أمه سلمة قالت رأيت حي حلت به كأنه خرج من أسد فرأر واقفا‬
‫على يديه فما بقي أسد حت جاء فسجد له وقد رأى النصور ف صغره مناما غريبا كان يقول ينبغي أن يكتب ف ألواح الذهب ويعلق ف أعناق الصبيان فقال رأيت كأن ف السجد الرام‬
‫وإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الكعبة والناس متمعون حولا فخرج من عنده مناد أين عبدال فقام أخي السفاح يتخطى الرجال حت جاء باب الكعبة فأخذ بيده فأدخله إياها فما‬
‫لبث أن خرج ومعه لواء أسود ث نودي أين عبدال فقمت أنا وعمي عبدال بن علي نستبق فسبقته إل باب الكعبة فدخلتها فاذا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر وبلل فعقد‬
‫ل لواء وأوصان بأمته وعممن عمامة كورها ثلثة وعشرون كورا وقال ) خذها إليك أبا اللفاءإل يوم القيامه ( ‪0‬‬
‫وقد اتفق سجن النصور ف أيام بن أمية فاجتمع به نوبت النجم وتوسم فيه الرياسة فقال له من تكون فقال من بن العباس فلما عرف منه نسبه وكنيته قال أنت الليفة الذي تلى الرض‬
‫فقال له ويك ماذا تقول فقال هو ما أقول لك فضع ل خطك ف هذه الرقعة أن تعطين شيئا إذا وليت فكتب له فلما ول النصور أعطاه وأسلم نوبت على يديه وكان قبل ذلك موسيا ث‬
‫كان من أخص أصحاب النصور وقد حج النصور بالناس سنة أربعي ومائة وأحرم من اليه وف سنة أربع واربعي وف سنة سبع وأربعي وف سنة ثنتي وخسي ث ف هذه السنة الت مات‬
‫فيها وبن بغداد والرصافة والرفقة وقصره اللد‬
‫قال الربيع بن يونس الاجب سعت النصور يقول اللفاء أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي واللوك أربعة معاوية وعبداللك بن مروان وهشام بن عبداللك وانا وقال مالك قال ل النصور‬
‫من أفضل الناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت أبو بكر وعمر فقال أصبت وذلك رأي أمي الؤمني وعن اساعيل البهري قال سعت النصور على منب عرفة يوم عرفه يقول أيها‬
‫الناس إنا انا سلطان ال ف أرضه أسوسكم بتوفيقه ورشده وخازنه على ماله أقسمه بإرادته وأعطيته بإذنه وقد جعلن ال عليه قفل فان شاء أن يفتحن لعطياتكم وقسم أرزاقكم فتحن وإذا‬
‫شاء أن يقفلن قفلن فارغبوا إل ال ايها الناس وسلوه ف هذا اليوم الشريف الذي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪123‬‬

‫وهبكم فيه من فضله ما أعلمكم به ف كتابه إذ يقول ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا ( أن يوفقن للصواب ويسددن للرشاد ويلهمن الرأفة بكم‬
‫والحسان اليكم ويفتحن لعطياتكم وقسم أرزاقكم بالعدل عليكم فإنه سيع ميب‬
‫وقد خطب يوما فاعترضه رجل وهو يثن على ال عز وجل فقال يا أمي الؤمني أذكر من أنت ذاكره واتق ال فيما تأتيه وتذره فسكت النصور حت أنتهى كلم الرجل فقال أعوذ بال أن‬
‫أكون من قال ال عز وجل فيه وإذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالث أو أن اكون جبارا عصيا أيها الناس إن الوعظة علينا نزلت ومن عندنا نبتت ث قال للرجل ما أظنك ف مقالتك هذه تريد‬
‫وجه ال وإنا أردت أن يقال عنك وعظ أمي الؤمني أيها الناس ل يغرنكم هذا فتفعلوا كفعله ث أمر به فاحتفظ به وعاد إل خطبته فأكملها ث قال لن هو عنده أعرض عليه الدنيا فان قبلها‬
‫فأعلمن وأن ردها فأعلمن فما زال الرجل الذي عنده حت أخذ الال ومال إل الدنيا فوله السبة والظال وأدخله على الليفة ف بزه حسنة وثياب وشارة وهيئة دنيوية فقال له الليفة ويك‬
‫لوكنت مقا مريدا وجه ال با قلت على رؤس الناس لا قبلت شيئا ما أرى ولكن أردت أن يقال عنك إنك وعظت أمي الؤمني وخرجت عليه ث أمر به فضربت عنقه وقد قال النصور لبنه‬
‫الهدي إن الليفة ل يصلحه إل التقوى والسلطان ل يصلحه إل الطاعة والرعية ل يصلحها إل العدل وأول الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقل من ظلم من دونه وقال‬
‫أيضا يا بن استدم النعمة بالشكر والقدرة بالعفو والطاعة بالتأليف والنصر بالتواضع والرحة للناس ولتنس نصيبك من الدنيا ونصيبك من رحة ال‬
‫وحضر عنده مبارك بن فضيلة يوما وقد أمر برجل أن يضرب عنقه وأحضر النطع والسيف فقال له مبارك سعت السي يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إذا كان يوم القيامة نادى‬
‫مناد ليقم من كان أجره على ال فل يقوم إل من عفا ( فأمر بالعفو عن ذلك الرجل ث أخذ يعدد على جلسائه عظيم جرائم ذلك الرجل وما صنعه وقال الصمعي أتى النصور برجل ليعاقبه‬
‫فقال يا أمي الؤمني النتقام عدل والعفو فضل وتعوذ أمي الؤمني بال أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبي وأدن القسمي دون أرفع الدرجتي قال فعفا عنه‬
‫وقال الصمعي قال النصور لرجل من أهل الشام أحد ال يا أعراب الذي دفع عنكم الطاعون بوليتنا فقال ان ال ل يمع علينا حشفا وسوء كيل ول يتكم والطاعون والكايات ف ذكر‬
‫حلمه وعفوه كثية جدا [ ودخل بعض الزهاد إل النصور فقال إن ال أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها واذكر ليلةتبيت ف القب ل تبت قبلها ليلة تخض عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪124‬‬

‫يوم ل ليلة بعده قال فأفحم النصور قوله وأمر له بال فقال لو احتجت إل مالك لا وعظتك ودخل عمر بن عبيد القدري على النصور فأكرمه وعظمه وقربه وسأله عن أهله وعياله ث قال له‬
‫عظن فقرأ عليه سورة الفجر ان ربك لبالرصاد فبكى النصور بكاء شديدا حت كأنه ل يسمع يهذه اليات من قبل ث قال له زدن فقال إن ال قد أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها‬
‫وإن هذا المر كان لن قبلك ث صار اليك هو صائر لن بعدك واذكر ليلة تسفر عن يوم القيامة فبكى النصور أشد من بكائه الول حت اختلفت اجفانه فقال له سليمان بن مالد رفقا بأمي‬
‫الؤمني فقال عمرو وماذا على أمي الؤمني أن يبكي من خشية ال عز وجل ث أمر له النصور بعشرة الف درهم فقال ل حاجة ل فيها فقال النصور وال لتأخذنا فقال وال ل آخذنا فقال‬
‫له الهدي وهو جالس ف سواده وسيفه إل جانب أبيه أيلف أمي الؤمني وتلف أنت فالتفت إل النصور فقال ومن هذا فقال هذا ابن ممد ول العهد من بعدي فقال عمرو إنك سيته اسا ل‬
‫يستحقه لعمله وألبسته لبوسا ماهو لبوس البرار ولقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل ما يكون عنه ث التفت إل الهدي فقال يا ابن أخي إذا حلف أبوك وحلف عمك فلن أبوك أيسر‬
‫من أن ينث عمك لن أباك أقدر على الكفاره من عمك ث قال النصور يا أبا عثمان هل من حاجة قال نعم قال وماهي قال ل تبعث إل حت آتيك ول تعطن حت أسألك فقال النصور إذا‬
‫‪ ...‬وال ل نلتقي فقال عمرو عن حاجت سألتن فودعه وأنصرف فلما ول أمده بصره وهو يقول ‪ ...‬كلكم يشي رويد ‪ ...‬كلكم يطلب صيد ‪ ...‬غي عمر بن عبيد‬
‫ويقال إن عمرو بن عبيد أنشد النصور قصيدة ف موعظة إياه وهي قوله ‪ ...‬يا أيهذا الذي قد غره المل ‪ ...‬ودون ما يأمل التنغيص والجل ‪ ...‬إل ترى أنا الدنيا وزينتها ‪ ...‬كمنل الركب‬
‫حلوا ثت ارتلوا ‪ ...‬حتوفها رصد وعيشها نكد ‪ ...‬وصفوها كدر وملكها دول ‪ ...‬تظل تقرع بالروعات ساكنها ‪ ...‬فما يسوغ له لب ول جذل ‪ ...‬كأنه للمنايا والردى غرض ‪ ...‬تظل‬
‫فيه بنات الدهر تنتقل ‪ ...‬والنفس هاربة والوت يطلبها ‪ ...‬وكل عسرة رجل عندها جلل ‪ ...‬والرء يسعى لوارثه ‪ ...‬والقب وارث مايسعى له الرجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪125‬‬

‫وقال ابن دريد عن الرياشي عن ممد بن سلم قال رأت جارية للمنصور ثوبه مرقوعا فقالت خليفة وقميص مرقوع فقال ويك أما سعت ما قال ابن هرمة ‪ ...‬قد يدرك الشرف الفت ورداؤه‬
‫‪ ... ...‬خلق وبعض قميصه مرقوع‬
‫وقال‬
‫وقال بعض الزهاد للمنصور أذكر ليلة تبيت ف القب ل تبت قبلها ليلة مثلها واذكر ليلة تخض عن يوم القيامة ل ليلة بعدها فأفخم النصور قوله فأمر له بال فقال لو احتجت إل مالك ما‬
‫‪ ...‬وعظتك ومن شعره لا عزم على قتل أب مسلم ‪ ...‬إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزية ‪ ...‬فإن فساد الرأي أن يترددا ‪ ...‬ول تهل العداء يوم لغدره ‪ ...‬وبادرهم أن يلكوا مثلها غدا‬
‫ولا قتله ورآه طريا بي يديه‬
‫‪ ...‬قد أكتنفتك خلت ثلث ‪ ...‬جبلن عليك متوم المام ‪ ...‬خلفك وامتناعك من يين ‪ ...‬وقودك للجماهي العظام ‪...‬‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫الرء يأمل أن يعي ‪ ...‬ش وطول عمر قد يضره ‪ ...‬تبلى بشاشته ويب ‪ ...‬قى بعد حلو العيش مره ‪ ...‬وتونه اليام حت ‪ ...‬ل يرى شيئا يسره ‪ ...‬كم شامت ب إن هلك ‪ ...‬ت وقائل ‪...‬‬
‫‪ ...‬ل دره‬
‫قالوا وكان لنصور ف أول النهار يتصدى للمر بالعروف والنهي عن النكر والوليات ولعزل والنظر ف مصال العامة فاذا صلى الظهر دخل منله واستراح إل العصر فاذا صلها جلس‬
‫لهل بيته ونظر ف مصالهم الاصة فإذا صلى نظر ف الكتب والرسائل الواردة من الفاق وجلس عنده من يسامره إل ثلث الليل ث يقوم إل أهله فينام ف فراشه إل الثلث الخر فيقوم إل‬
‫وضوئه وصلته حت يتفجر الصباح ث يرج فيصلى بالناس ث يدخل فيجلس ف إيوانه وقد ول بعض العمال على بلد فبلغه أنه قد تصدى للصيد وأعد لذلك كلبا وبزاه فكتب إليه ثكلتك‬
‫أمك وعشيتك ويك إنا إنا استكفيناك واستعملناك على أمور السلمي ول نستكفيك أمور الوحوش ف الباري فسلم ماتلى من عملناإل فلن والق بأهلك ملوما مدحورا‬
‫وأتى يوما بارجي قد هزم جيوش النصور غي مرة فلما وقف بي يديه قال له النصور ويك يا ابن الفاعلة مثلك يهزم اليوش فقال الارجي ويلك سوأة لك بين وبينك أمس السيف والقتل‬
‫واليوم القذف والسب وما يؤمنك أن أراد عليك وقد يئست من الياة فما استقبلها ابدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪126‬‬

‫قال فاستحى منه النصور وأطلقه فما رأى له وجها إل الول [ وقال لبنه لا وله العهد يا بن ائتدم النعمة بالشكر والقدرة بالعفو والنصر بالتواضع والتألف بالطاعة ول تنس نصيبك من‬
‫الدنيا ونصيبك من رحة ال‬
‫وقال أيضا يابن ليس العاقل من يتال للمر الذي وقع فيه حت يرج منه ولكن العاقل الذي يتال للمر الذي عشيه حت ل يقع فيه وقال النصور يا بن ل تلس ملسا إل وعندك من أهل‬
‫الديث من يدثك فإن الزهري قال علم الديث ذكر ل يبه إل ذكران الرجال ول يكرهه إل مؤنثوهم وصدق أخو زهرة وقد كان النصور ف شيبته يطلب العلم من مظانه والديث والفقه‬
‫فنال جانبا جيدا وطرفا صالا وقد قيل له يوما يا أمي الؤمني هل بقى شيء من اللذات ل تنله قال شيء واحد قالوا وماهو قال قول الح للشيخ من ذكرت رحك ال فاجتمع وزراؤه وكتابه‬
‫وجلسوا حوله وقالوا ليمل علينا أمي الؤمني شيئا من الديث فقال لستم بم إنا هم الدنسه ثيابم الشققة أرجلهم الطويلة شعورهم رواد الفاق وقطاع السافات تارة بالعراق وتارة بالجاز‬
‫وتارة بالشام وتارة باليمن فهؤلء نقلة الديث‬
‫وقال يوم لبنه الهدي كم عندك من دابة فقال ل أدري فقال هذا هو التقصي فأنت لمر اللفة أشد تضييعا فاتق ال يا بن وقالت خالصة إحدى حظيات الهدي دخلت يوما على النصور‬
‫وهو يشتكي ضرسه ويداه على صدغيه فقال ل كم عندك من الال يا خالصة فقلت ألف درهم فقال ضعي يدك على رأسي واحلفي فقلت عندي عشرة الف دينار قال اذهب فاحليها ال‬
‫قالت فذهبت حت دخلت على سيدي الهدي وهو مع وزوجته اليزران فشكوت ذلك إليه فوكزن برجله وقال ويك إنه ليس يع وجع ولكن سألته بالمس مال فتمارض وانه ل يسعك إل‬
‫ما أمرك به فذهبت إليه خالصة ومعها عشرة الف دينار فاستدعى بالهدي فقال له تشكو الاجة وهذا كله عند خالصه وقال النصور لازنه إذا علمت بجيء الهدي فأتن بلقان الثياب‬
‫فقال يا بن من ليس له خلق ليس له جديد وقد حضر الشتاء فنحتاج نعي العيال والولد فقال الهدي على كسوة أمي الؤمني وعياله فقال دونك فافعل‬
‫وذكر ابن جرير عن اليثم أن النصور أطلق ف يوم واحد لبعض أعمامه ألف ألف درهم وف هذا اليوم فرق ب بيته عشرة الف درهم ول يعلم خليفة فرق مثل هذا ف يوم واحد وقرأ بعض‬
‫القراء عند النصور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فقال وال لول أن الال حصن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪127‬‬

‫للسلطان ودعامة للدين والدنيا وعزها مابت ليلة واحدة وأنا احرز منه دينارا ول درها لا أجد لبذل الال من اللذة ولا أعلم ف إعطائه من جزيل الثوبة وقرأ عنده قاريئ آخر ول تعل يدك‬
‫مغلولةإل عنقك ول تبسطها كل البسط الية فقال ما أحسن ما أدبنا ربنا عز وجل وقال النصور سعت على بن عبدال يقول سادة أهل الدنيا السخياء وسادة أهل الخرة التقياء‬
‫ولا عزم النصور على الج هذه السنة دعا ولده الهدي فأوصاه ف خاصة نفسه وبأهل بيته عليه وبسائر السلمي خيا وعلمه كيف يفعل الشياء وتسد الثغور وأوصاه بوصايا يطول بسطها‬
‫وحرج عليه أن ل يفتح شيئا من خزائن السلمي حت يتحقق وفاته فان با من الموال ما يكفي السلمي لو ل يب إليهم من الوارج درهم عشر سني وعهد إليه أن يقضي ما عليه من الدين‬
‫وهو ثلثائة ألف دينار فإنه ل ير قضاءها من بيت الال فامتثل الهدي ذلك كله وأحرم النصور بج وعمرة من الرصافة وساق بدنه وقال يا بن إن ولدت ف ذي الجة وقد وقع ل أن أموت‬
‫ف ذي الجة وهذا الذي جرأن على الج عامي هذا وودعه وسار واعتراه مرض الوت ف أثناء الطريق فما دخل مكة إل وهو ثقيل جدا فلما كان بآخر منل نزله دون مكه إذا ف صدر‬
‫‪ ...‬منله مكتوب ) بسم ال الرحن الرحيم ( ‪ ...‬ابا جعفر حانت وفاتك وانقضت ‪ ...‬سنوك وأمر ال ل بد واقع ‪ ...‬أبا جعفر هل كاهن أو منجم ‪ ...‬بك اليوم من كرب النية مانع‬
‫فدعا بالجبة فأقرأهم ذلك فلم يروا شيئا فعرف أن أجله قد نعى إليه قالوا ورأى النصور ف منامه ويقال بل هتف وهو يقول ‪ ...‬أما ورب السكون والرك ‪ ...‬إن النايا كثية الشرك ‪...‬‬
‫عليك يا نفس إن أسأت وإن ‪ ...‬أحسنت يانفس كان ذاك لك ‪ ...‬ما اختلف الليل والنهار ول ‪ ...‬دارت نوم السماء ف الفلك ‪ ...‬إل بنقل السلطان عن ملك ‪ ...‬إذا انفضى ملكه إل‬
‫‪ ...‬ملك ‪ ...‬حت يصي أنه إل ملك ‪ ...‬ما عز سلطانه بشترك ‪ ...‬ذاك بديع السماء والرض والر ‪ ...‬سى من البال السخر الفلك‬
‫فقال النصور هذا أوان حضور أجلي وانقضاء عمري وكان قد رأى قبل ذلك ف قصره اللد الذي بناه وتأنق فيه مناما أفزعه فقال للربيع ويك يا ربيع لقد رأيت مناما هالن رأيت قائل‬
‫وقف ف باب هذا القصر وهو يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪128‬‬


‫‪ ...‬كأن بذا القصر قد باد أهله ‪ ...‬وأوحش منه أهله ومنازله ‪ ...‬وصار رئيس القصر من بعد بجة ‪ ...‬إل جدث يبن عليه جنادله‬
‫فما أقام ف اللد إل أقل من سنة حت مرض ف طريق الج ودخل مكة مدنفا ثقيل وكانت وفاته ليلة السبت لست وقيل لسبع مضي من ذي الجة وكان آخر ما تكلم به أن قال اللهم بارك‬
‫ل ف لقائك وقيل انه قال يارب إن كنت عصيتك ف أمور كثية فقد أطعتك ف احب الشياء اليك شهادة ان ل إله إل ال ملصا ث مات وكان نقش ؟ خاته ال ثقة عبدال وبه يؤمن وكان‬
‫عمره يوم وفاته ثلثا وستي سنة على الشهور منها ثنتان وعشرون سنة خليفة ودفن بباب العلة رحه ال قال ابن جرير وما رئى به قول سلم الاسر الشاعر ‪ ...‬عجبا للذي نعى الناعان ‪...‬‬
‫كيف فاهت بوته الشفتان ‪ ...‬ملك أن عدا على الدهر يوما ‪ ...‬أصبح الدهر ساقطا للجران ‪ ...‬ليت كفا حثت عليه ترابا ‪ ...‬ل تعد ف ينها ببنان ‪ ...‬حي دانت له البلد على العس ‪ ...‬ف‬
‫وأغضى من خوفه الثقلن ‪ ...‬اين رب الزوراء قد قلدته ال ‪ ...‬ملك عشرين خجة واثنتان ‪ ...‬إنا الرء كالزناد إذا ما ‪ ...‬أخذته قوادح النيان ‪ ...‬ليس يثن هواه زجر ول يق ‪ ...‬دح ف‬
‫حبله ذوو الذهان ‪ ...‬قلدته أعنه اللك حت ‪ ...‬قاد أعداءه بغي عنان ‪ ...‬يكسر الطرف دونه وترى اللي ‪ ...‬دي من خوفه على الذقان ‪ ...‬ضم أطراف ملكه ث أضحى ‪ ...‬خلف أقصاهم‬
‫ودون الدان ‪ ...‬هاشي التشمي ل يمل الثق ‪ ...‬ل على غارب الشرود الدان ‪ ...‬ذو أناة ينسى لا الائف الوف ‪ ...‬وعزم يلوى بكل حنان ‪ ...‬ذهبت دونه النفوس حذارا ‪ ...‬غي أن‬
‫‪ ...‬الرواح ف البدان‬
‫وقد دفن عند باب العلة بكة ول يعرف قبه لنه أعمى قبه فان الربيع الاجب حفر مائة قب ودفنه ف غيها لئل يعرف‬
‫) ذكر اولد النصور (‬
‫ممد الهدي وهو ول عهده وجعفر الكبمات ف حياته وأمهما أروى بنت منصور وعيسى ويعقوب وسليمان وأمهم فاطمة بنت ممد من ولد طلحة بن عبيد ال وجعفر الصغر من أم ولد‬
‫كردية وصال السكي من أم ولد رومية ويقال لا قال الفراشة والقاسم من أم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪129‬‬

‫ولد أيضا من إمرأة من بن أمية‬


‫) ذكر خلفة الهدي بن النصور (‬
‫لا مات أبوه لست أو لسبع مضي من ذى الجة من سنة ثان وخسي ومائة أخذت البيعة للمهدي من رؤس بن هاشم والقواد الذين هم مع النصور ف الج قبل دفنه وبعث الربيع الاجب‬
‫بالبيعة مع البد إل الهدي وهو ببغداد فدخل عليه البيد بذلك يوم الثلثاء النصف من ذي الجة فسلم عليه باللفة وأعطاه الكتب بالبيعة وبايعه أهل بغداد ونفذت بيعته إل سائر الفاق‬
‫وذكر ابن جرير أن النصور قبل موته بيوم تامل وتساند واستدعى بالمراء فجدد البيعة لبنه الهدي فتسارعواإل ذلك وتبادروا إليه وحج بالناس ف هذه السنة إبراهيم بن يي بن ممد ابن‬
‫علي بن عبدال بن عباس عن وصية عمه النصور وهو الذي صلى عليه وقيل إن الذي صلى على النصور عيسى بن موسى ول العهد من بعد الهدي والصحيح الول لنه كان نائب مكة‬
‫والطائف وعلى إمرة عبدالصمد بن علي وعلى الكوفة عمر بن زهي الضب أخوالسيب ابن زهي أمي الشرطة للخليفة وعلى خراسان حيد بن قحطبة وعلى خراج البصرة وأرضها عمارة ابن‬
‫حزة وعلى صلتا وقضائها عبدال بن السن العنبى وعلى أحداثها سعيد بن دعلج‬
‫قال الواقدي وأصاب الناس ف هذه السنة وباء شديد فتوف فيه خلق كثي وجم غفي منهم أفلح بن حيد وحيوة بن شريح ومعاوية بن صال بكة وزفر الذيل ين قيس بن سليم ث ساق نسبه‬
‫إل معد بن عدنان يقال له التميمي العنبي الكوف الفقيه النفي أقدم أصحاب أب حنيفة وفاة وأكثرهم استعمال للقياس وكان عابدا اشتغل أول بعلم الديث ث غلب عليه الفقه والقياس‬
‫ولد سنة ست عشر ومائة وتوف سنة ثان وخسي ومائة عن ثنتي وأربعي سنة رحه ال وإيانا‬
‫) ث دخلت سنة تسع وخسون ومائة (‬
‫استهلت هذه السنة وخليفة الناس أبو عبدال ممد بن النصور الهدي فبعث ف اولا العباس ابن ممد إل بلد الروم ف جيش كثيف وركب معهم مشيعا لم فساروا إليها فافتتحوا مدينة‬
‫عظيمة للروم وغنموا غنائم كثية ورجعوا سالي ل يفقد منهم أحد وفيها توف حيد بن قحطبة نائب خراسان فول الهدي مكانه أبا عون عبداللك بن يزيد وول حزة بن مالك سجستان وول‬
‫جبيل بن يي سرقند وفيها بن الهدي مسجد الرصافة وخندقها وفيها جهز جيشا كثيفاإل بلد الند فوصلوا اليها ف السنة التية وكان من أمرهم ما سنذكره وفيها توف نائب السند معبد‬
‫بن الليل فول الهدي مكانه روح ين حات بشورة وزيره أب عبدال وفيها أطلق الهدي من كان ف السجون إل من كان مبوسا على دم أو من سعى ف الرض فسادا أو من كان عنده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪130‬‬

‫حق لحد وكان من جلة من أخرج من الطبق يعقوب بن داود مول بن سليم والسن بن إبراهيم ابن عبدال بن حسن وأمر بصيورة حسن هذاإل نصي الادم ليحترز عليه وكان السن قد‬
‫عزم على الرب من السجن قبل خروجه منه فلما خرج يعقوب بن داود ناصح الليفة با كان عزم عليه فنقله من السجن وأودعه عند نصي الادم ليحتاط عليه وحظي يعقوب بن داود عند‬
‫الهدي جدا حت صار يدخل عليه ف الليل بل استئذان وجعله على أمور كثية وأطلق له مائة الف درهم وما زال عنده كذلك حت تكن الهدي من السن بن إبراهيم فسقطت منلة يعقوب‬
‫عنده وقد عزل الهدي نوابا كثية عن البلد وول بدلم وف هذه السنة تزوج الهدي بأبنه عمه أم عبدال بنت صال بن علي وأعتق جاريته اليزران وتزوجها أيضا وهي أم الرشيد وفيها وقع‬
‫حريق عظيم ف السفن الت ف دجلة بغداد ولا ول الهدي سأل عيسى بن موسى وكان ول العهد بعده أن يلع نفسه من المر فامتنع الهدي أن يقيم بأرض الكوفة ف ضيعة له فأذن له وكان‬
‫قد استقر على إمرة الكوفة روح بن حات فكتب إل الهدي إن عيسى بن موسى ل يأت المعة ول الماعة مع الناس إل شهرين من السنة وإنه إذا جاء يدخل بدوابه داخل باب السجد‬
‫فتروث دوابه حيث يصلي الناس فكتب إليه الهدي أن يعمل خشبا على أفواه السكك حت ل يصل الناس إل السجد إل مشاة فعلم بذلك عيسى بن موسى فاشترى قبل المعة دار الختار‬
‫بن أب عبيده من ورثته وكانت ملصقة للمسجد وكان يأت اليها من يوم الميس فاذا كان يوم المعة ركب حارا إل باب السجد فنل إل هناك وشهد الصلة مع الناس وأقام بالكلية‬
‫بالكوفة بأهله ث ال عليه الهدي ف أن يلع نفسه وتوعده إن ل يفعل ووعده إن فعل فأجابه إل ذلك فأعطاه أقطاعا عظيمة وأعطاه من الال عشرة الف ألف وقيل عشرين ألف ألف وبايع‬
‫الهدي لولديه من بعده موسى الادي ث هارون الرشيد كما سيأت‬
‫وحج بالناس يزيد بن منصور خال الهدي وكان نائبا على اليمن فوله الوسم واستقدمه عليه شوقا إليه وغالب نواب البلد عزلم الهدي غي أن إفريقية مع يزيد بن حات وعلى مصر ممد‬
‫إبن سليمان أبو ضمرة وعلى خراسان أبو عون وعلى السند بسطام بن عمرو وعلى الهواز وفارس عمارة بن حزة وعلى اليمن رجاء بن روح وعلى اليمامة بشر بن النذر وعلى الزيرة‬
‫الفضل بن صال وعلى الدينة عبيد ال بن صفوان المحي وعلى مكة والطائف إبراهيم بن يي وعلى أحداث الكوفة إسحاق بن الصباح الكندي وعلى خراجها ثابت بن موسى وعلى‬
‫قضائها شريك بن عبدال النخعي وعلى أحداث البصرة عمارة بن حزه وعلى صلتا عبد اللك بن أيوب بن ظبيان النمري وعلى قضائها عبيد ال بن السن العنبي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪131‬‬

‫وفيها توف عبد العزيز بن أب رواد وعكرمة بن عمار ومالك بن مغول وممد بن عبدالرحن ابن أب ذيب الدن نظي مالك بن أنس ف الفقه وربا أنكر على مالك أشياء ترك الخذ فيها ببعض‬
‫الحاديث كان يراها مالك من إجاع أهل الدينة وغي ذلك من السائل‬
‫) ث دخلت سنة ستي ومائة (‬
‫فيها خرج رجل براسان على الهدي منكرا عليه أحواله وسيته وما يتعاطاه يقال له يوسف البم والتف عليه خلق كثي وتفاقم المر وعظم الطب به فتوجه اليه يزيد بن مزيد فلقيه فاقتتل‬
‫قتال شديدا حت تنازل وتعانقا فأسر زيد بن مزيد يوسف هذا وأسر جاعة من أصحابه فبعثهم إل الهدي فأدخلوا عليه وقد حلوا على جال مموله وجوههم إل ناحية أذناب البل فأمر‬
‫الليفة هرثة أن يقطع يدي يوسف ورجليه ث يضرب عنقه وأعناق من معه وصلبهم على جسر دجلة الكب ما يلي عسكر الهدي وأطفا ال ثائرتم وكفى شرهم‬
‫) البيعة لوسى الادي (‬
‫ذكرنا أن الهدي ال على عيسى بن موسى أن يلع نفسه وهو مع كل ذلك يتنع وهو مقيم بالكوفة فبعث إليه الهدي أحد القواد الكبار وهو أبو هريرة ممد بن فروخ ف ألف من أصحابه‬
‫لحضاره إليه وأمر كل واحد منهم أن يمل طبل فاذا واجهوا الكوفة عند إضاءة الفجر ضرب كل واحد منهم على طبله ففعلوا ذلك فارتت الكوفة وخاف عيسى بن موسى فلما انتهوا‬
‫إليه دعوه إل حضرة الليفة فأظهر أنه يشتكى فلم يقبلوا ذلك منه بل أخذوه معهم فدخلوا به على الليفة ف يوم الميس لثلث خلون من الحرم من هذه السنة فاجتمع عليه وجوه بن‬
‫هاشم والقضاة والعيان وسألوه ف ذلك وهو يتنع ث ل يزل الناس به بالرغبة والرهبة حت أجاب يوم المعة لربع مضي من الحرم بعد العصر وبويع لولدي الهدي موسى بن هارون الرشيد‬
‫صباحه يوم الميس لثلث بقي من الحرم وجلس الهدي ف قبة عظيمة ف إيوان اللفة ودخل المراء فبايعوه ث نض فصعد النب وجلس ابنه موسى الادي تته وقام عيسى بن موسى ف‬
‫أول درجة وخطب الهدي فأعلم الناس با وقع من خلع عيسى بن موسى نفسه وأنه قد حلل الناس من اليان الت له ف أعناقهم وجعل ذلك إل موسى الادي فصدق عيسى ين موسى ذلك‬
‫وبايع الهدي علي ذلك ث نض الناس فبايعوا الليفة على حسب مراتبهم وأسنانم وكتب على عيسى بن موسى مكتوبا مؤكدا باليان البالغة من الطلق والعتاق وأشهد عليه جاعة المراء‬
‫والوزراء وأعيان بن هاشم وغيهم وأعطاه ما ذكرنا من الموال وغيها‬
‫وفيها دخل عبداللك بن شهاب السمعي مدينة بإربد من الند ف جحفل كبي فحاصرها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪132‬‬

‫ونصبوا عليها الجانيق ورموها بالنفط فأحرقوا منها طائفة وهلك بشر كثي من أهلها وفتحوها عنوة وأرادوا النصراف فلم يكنهم ذلك لعتلء البحر فأقاموا هنالك فأصابم داء ف أفواههم‬
‫يقال له حام قر فمات منهم ألف نفس منهم الربيع بن صبيح فلما أمكنهم السي ركبوا ف البحر فهاجت عليهم ريح فغرق طائفة أيضا ووصل بقيتهم إل البصرة ومعهم سب كثي فيهم بنت‬
‫ملكهم وفيها حكم الهدي بإلاق ولد أب بكر الثقفي إل ولء رسول ال صلى ال عليه وسلم وقطع نسبهم من ثقيف وكتب بذلك كتاباإل وال البصرة وقطع نسبه من زياد ومن نسب نافع‬
‫ففي ذلك يقول بعض الشعراء وهو خالد النجار‬
‫‪ ...‬إن زياد ونافعا وأبا ‪ ...‬بكره عندي من أعجب العجب ‪ ...‬ذا قرشي كما يقول وذا ‪ ...‬مول وهذا بزعمه عرب ‪...‬‬
‫وقد ذكر إبن جرير أن نائب البصرة ل ينفذ ذلك‬
‫وف هذه السنة حج بالناس الهدي واستخلف على بغداد ابنه موسى الادي واستصحب معه ابنه هارون الرشيد وخلقا من المراء منهم يعقوب بن داود على منلته ومكانته وكان السن ابن‬
‫إبراهيم قد هرب من الادم فلحق بأرض الجاز فاستأمن له يعقوب بن داود فأحسن الهدي صلته وأجزل جائزته وفرق الهدي ف أهل مكة مال كثيا جدا كان قد قدم معه بثلثي ألف ألف‬
‫درهم ومائة الف ثوب وجاء من مصر ثلثمائة ألف دينار ومن اليمن مائتا الف دينار فأعطاها كلها ف أهل مكة والدينة وشكت الجبة ال الهدي أنم يافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة‬
‫ما عليها من الكساوى فأمر بتجريدها فلما انتهوا إل كساوي هشام بن عبداللك وجدها من ديباج ثخي فأمر بإزالتها وبقيت كساوى اللفاء قبله وبعده فلما جردها طلها باللوف‬
‫وكساها كسوة حسنة جدا ويقال إنه استفت مالكا ف إعادة الكعبة إل ما كانت عليه من بناية ابن الزبي فقال مالك دعها فإن أخشى أن يتخذها اللوك ملعبة فتركها على ماهي‬
‫وحل له ممد ب سليمان نائب البصرة الثلج إل مكة وكان أول خليفة حل إليه الثلج اليها زاده معاوية بن أب سفيان فقال له مالك إنه يشى أن ينكسر خشبه العتيق إذا زعزع فتركه وتزوج‬
‫من الدينة رقية بنت عمرو العثمانية وأنتخب من أهلها خسمائة من أعيانا ليكونوا حوله حرسا بالعراق وأنصارا وأجرى عليهم أرزاقا غي أعطياتم وأقطعهم أقطاعا معروفة بم‬
‫وفيها توف الربيع بن صبيح وسفيان بن حسي أحد أصحاب الزهري وشعبة بن الجاج بن الورد العتكي الزدي أبو بسطام ث انتقل إل البصرة رأى شعبة السن وابن سيين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪133‬‬


‫وروى عن أمم التابعي وحدث عنه خلق من مشايه وأقرانه وأئمة السلم وهو شيخ الحدثي اللقب فيهم بأمي الؤمني قاله الثوري وقال يي بن معي هو إمام التقي وكان ف غاية الزهد‬
‫والورع والتقشف والفظ وحسن الطريقة وقال الشافعي لوله ما عرف الديث بالعراق وقال المام أحد كان أمة وحده ف هذا الشأن ول يكن ف زمانه مثله وقال ممد بن سعد كان ثقة‬
‫مأمونا حجة صاحب حديث وقال وكيع إن لرجو أن يرفع ال لشعبة ف النة درجات ندبة عن حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال صال بن ممد بن حرزة كان شعبة أول من‬
‫تكلم ف الرجال وتبعه يي القطان ث أحد وابن معي وقال ابن الهدي ما رأيت أعقل من مالك ول أشد تقشفا من شعبة ول أنصح للمة من ابن البارك ول أحفظ للحديث من الثوري وقال‬
‫مسلم بن إبراهيم ما دخلت على شعبة ف وقت صلة إل ورأيته يصلي وكان أبا الفقراء وأما لم وقال النضر ابن شيل ما رأيت أرحم بسكي منه كان إذا رأى مسكينا ل يزال ينظر إليه حت‬
‫يغيب عنه وقال غيه ما رأيت أعبد منه لقد عبدال حت لص جلده بعظمة وقال يي القطان ما رأيت أرق للمسكي منه كان يدخل السكي ف منله فيعطيه ماأمكنه قال ممد بن سعد وغيه‬
‫مات ف أول سنة ستي ومائة ف البصرة عن ثان وسبعي سنة‬
‫) ث دخلت سنة إحدى وستي ومائة (‬
‫فيها غزا الصائفة ثامة بن الوليد فنل دابق وجاشت الروم عليه فلم يتمكن السلمون من الدخول اليها بسبب ذلك وفيها أمر الهدي بفر الركايا وعمل الصانع وبناء القصور ف طريق مكة‬
‫وول يقطي بن موسى على ذلك فلم يزل يعمل ف ذلك إل سنة إحدى وسبعي ومائة مقدار عشر سني حت صارت طريق الجاز من العراق من أرفق الطرقات وآمنها وأطيبها وفيها وسع‬
‫الهدي جامع البصرة من قبلته وغربه وفيها كتب إل الفاق أن ل تبقى مقصورة ف مسجد جاعة وأن تقصر النابر إل مقدار منب رسول ال صلى ال عليه وسلم ففعل ذلك ف الدائن كلها‬
‫وفيها أتضعت منله أب عبيد ال وزير الهدي وظهرت عنده خيانته فضم إليه الهدي من يشرف عليه وكان من ضم إليه اساعيل بن عليه ث أبعده واقصاه وأخرجه من معسكره وفيها ول‬
‫القضاء عافية بن يزيد الزدي وكان يكم هو وابن علثة ف عسكر الهدي بالرصافة وفيها رجل يقال له القنع براسان ف قرية من قرى مرو كان يقول بالتناسخ واتبعه على ذلك خلق كثي‬
‫فجهز إليه الهدي عدة من أمرائه وأنفذ إليه جيوشا كثية منهم معاذ بن مسلم أمي خراسان وكان من أمره وأمرهم ماسنذكره‬
‫وحج بالناس فيها موسى الادي بن الهدي وفيها توف اسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪134‬‬

‫وزائدة بن قدامة ) سفيان بن سعد ( بن مسروق الثوري أحد أئمة السلم وعبادهم والقتدي به أبو عبدال الكوف وروى عن غي واحد من التابعي وروى عنه خلق من الئمة وغيهم قال‬
‫شعبة وأبو عاصم وسفيان بن عتيبة ويي بن معي وغي واحد وهو أمي الؤمني ف الديث‬
‫وقال ابن البارك كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ هو أفضلهم وقال أيوب ما رأيت كوفيا أفضله عليه وقال يونس بن عبيد مارأيت أفضل منه وقال عبدال مارأيت أفقه من الثوري وقال شعبة‬
‫ساد ف الناس بالورع والعلم وقال اصحاب الذاهب الثلثة ابن عباس زمانه والسعب ف زمانه والثوري ف زمان وقال المام أحد ل يتقدمه ف قلب أحد ث قال تدري من المام المام سفيان‬
‫الثوري وقال عبد الرازق سعت الثوري يقول ما استودعت قلب شيئا قط فخانن خت إن لمر بالائك يتغن فأسد اذن مافة أن أحفظ ما يقول وقال لن أترك عشرة آلف دينار ياسبن ال‬
‫عليها أحب ال من أن أحتاج الناس‬
‫قال ممد بن سعد أجعو أنه توف ف البصرة سنة إحدى وستي ومائة وكان عمره يوم مات أربعا وستي سنة ورآه بعضهم ف النام يطي ف النة من نله إل نله ومن شجرةإل شجره وهو‬
‫يقرأ المد ل الذي صدقنا وعده الية وقال إذا ترأس الرجل سريعا آخر بكثي من العلم ومن توف فيها‬
‫) أبو دلمه (‬
‫زيد بن الون الشاعر الاجن أحد الظرفاء أصله من الكوفة وأقام ببغداد وحظي عند النصور لنه كان يضحكه وينشده الشعار ويدحه حضر يوما جنازة إمرأة النصور وكانت ابنة عمه يقال‬
‫لا حادة بنت عيسى وكان النصور قد حزن عليها فلما سووا عليها التراب وكان أبو دلمة حاضرا فقال له النصور ويك يا أبا دلمة ما أعددت لذا اليوم فقال ابنة عم أمي الؤمني فضحك‬
‫النصور حت استلقى ث قال ويك فضحتنا ودخل يوما على الهدي يهنئه بقدومه من سفره وأنشده ‪ ...‬إن حلفت لئن رأيتك سالا ‪ ...‬بقرى العراق وانت ذو وفر ‪ ...‬لتصلي على النب ممد‬
‫‪ ... ...‬ولتملن دراها حجري‬
‫فقال الهدي أما الول فنعم نصلي على النب ممد صلى ال عليه وسلم وأما الثانية فل فقال يا أمي الؤمني ها كلمتان فل تفرق بينهما فأمر أن يل حجره دراهم ث قال له قم فقال ينخرق‬
‫منها قميصي فأفرغت منه ف أكياسها ث قام فحملها وذهب وذكر عنه ابن خلكان أنه مرض ابن له فداواه طبيب فلما عوف قال له ليس عندنا ما نعطيك ولكن أدع فلن اليهودي ببلغ ما‬
‫تستحقه عندنا من أجرتك حت أشهد أنا وولدي بالبلغ الذكور قال فذهب الطبيب إل قاضى الكوفة ممد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪135‬‬

‫ابن عبدالرحن بن أب ليلى وقيل ابن شبمه فادعى عليه عنده فأنكر اليهودي فشهد له أبو دلمه وابنه فلم يستطع القاضي أن يرد شهادتما وخاف من طلب التزكية فأعطى الطبيب الدعي‬
‫الال من عنده وأطلق اليهودي وجع القاضي بي الصال توف أبو دلمة ف هذه السنة وقيل إنه أدرك خلفة الرشيد سنة سبعي فال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة ثنتي وستي ومائة (‬
‫فيها خرج عبد السلم بن هاشم اليشكري بأرض قنسرين وأتبعه خلق كثي وقويت شوكته فقاتله جاعة من المراء فلم يقدروا عليه فجهز إليه الهدي جيوشا وأنفق عليهم أمول فهزمهم‬
‫مرات ث آل المر به فقتل بعد ذلك وفيها غزا الصائفة السن بن قحطبة ف ثاني ألفا من الرتزقة سوى التطوعة فدمر الروم وحرق بلدانا كثية وخرب أماكن وأسر خلقا من الذراري‬
‫وكذلك غزا يزيد بن أب أسيد السلمي بلدالروم من باب قالبقل فغنم وسلم وسبا خلقا كثيا‬
‫وفيها خرجت طائفة برجان فلبسوا المرة مع رجل يقال له عبد القهار فغزاه عمرو بن العلء من طب ستان فقهر غبد الفهار وقتله وأصحابه وفيها أجرى الهدي الرزاق ف سائر القاليم‬
‫والفاق على الجذومي والحبوسي وهذه مثوبة عظيمة ومكرمة جسيمة وفيها حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن النصور وفيه توف من العيان‬
‫) إبراهيم بن أدهم (‬
‫أحد مشاهي العباد وأكابر الزهاد كانت له هة عالية ف ذلك رحه ال فهو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي ويقال له العجلي أصله من بلخ ث سكن الشام‬
‫ودخل دمشق وروى الديث عن أبيه العمش وممد بن زياد صاحب أب هريرة وأب إسحاق السبيعي وخلق وحدث عنه خلق منهم بقية والثورى وأبو اسحاق الفزارى وممد بن حيد‬
‫وحكى عنه الوزاعي وروى الديث عن إبن عساكر من طريق عبدال بن عبد الرحن الزري عن إبراهيم بن أدهم عن ممد بن زياد عن أب هريرة قال‬
‫دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي جالسا فقلت يا رسول ال إنك تصلي جالسا فماأصابك قال الوع يا أبا هريره قال فبكيت فقال ل تبك فإن شدة يوم القيامة ل (‬
‫تصيب الائع إذا احتسب ف دار الدنيا ( ومن طريق بقية عن إبراهيم بن أدهم‬
‫) حدثن أبو اسحاق المدان عن عمارة بن عزية عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إن الفتنة تيء فتنسف العباد نسفا وينجوا العال منها بعلمه‬
‫قال النسائي إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد وذكر أبو نعيم أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان وكان قد حبب إليه الصيد قال فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف ب هاتف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪136‬‬

‫من قربوس سرجى ما لذا خلقت ول بذا أمرت قال فوقف وقلت انتهيت انتهيت جاءن نذير من رب العالي فرجعت إل أهلي فخلت عن فرسي وجئت ال بعض رعاة أب فأخذت منه حبة‬
‫وكساء ث ألقيت ثياب اليه ث أقبلت إل العراق فعملت با أياما فلم يصف ل با اللل فسألت بعض الشايخ عن اللل فأرشدن إل بلد الشام فأتيت طرطوس فعملت با أياما أنطر البساتي‬
‫وأحصد الصاد وكان يقول ما تنيت بالعيش إل ف بلد الشام أفر بدين من شاهق إل شاهق ومن جبل إل جبل فمن يران يقول هو موسوس ث خل البادية ودخل مكة وصحب الثوري‬
‫والفضل بن عياض ودخل الشام ومات با وكان ل يأكل إل من عمل يديه مثل الصاد وعمل الفاعل وحفظ البستان وغيذلك وما روى عنه أنه وجد رجل ف البادية فعلمه أسم ال العظم‬
‫فكان يدعو به حت رأى الضر فقال له إنا علمك أخي داود اسم ال ألعظم وذكره القشيي وابن عساكر عنه بإسناد ل يصح وفيه أنه قال له الياس علمك اسم ال العظم وقال إبراهيم‬
‫أطيب مطعمك ول عليك أن ل تقوم الليل ولتصوم النهار‬
‫وذكر أبو نعيم عنه أنه كان أكثر دعائه اللهم أنقلن من ذل معصيتك إل عز طاعتك وقيل له إن اللحم غل فقال ارخصوه أي ل تشتروه فانه يرخص وقال بعضهم هتف به الاتف من فوقه يا‬
‫إبراهيم ماهذا العبث أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون اتق ال وعليك بالزاد ليوم القيامة فنل عن دابته ورفض الدنيا وأخذ ف عمل الخرة وروى ابن عساكر بإسناد فيه‬
‫نظر من ابتداء أمره قال بينما أنا يوما ف منظرة ببلخ واذا شيخ حسن اليئة حسن اللحية قد استظل بظلها فاخذ بجامع قلب فأمرت غلما فدعاه فدخل فعرضت عليه الطعام فأب فقلت من‬
‫أين أقبلت قال من وراء النهر قلت أين تريد قال الج قلت ف هذا الوقت وقد كان أول يوم من ذي الجة أو ثانيه فقال يفعل ال ما يشاء فقلت الصحبة قال إن أحببت ذلك فموعدك الليل‬
‫فلما كان الليل جاءن فقال قم بسم ال فأخذت ثياب سفري وسرنا نشي كأنا الرض تذب من تتنا ونن نر على البلدان ونقول هذه فلنه هذه فلنه فإذا كان الصباح فارقن ويقول‬
‫موعدك الليل فاذا كان الليل جاءن ففعلنا مثل ذلك فانتهينا إل مدينة النب صلى ال عليه وسلم ث سرناإل مكة فجئناها ليل فقضينا الج مع الناس ث رجعناإل الشام فزرنا بيت القدس وقال‬
‫إن عازم على القام بالشام ث رجعت أنا إل بلدي بلخ كسائر الضعفاء حت رجعنا اليها ول أسأله عن اسه فكان ذلك أول أمرى‬
‫وروى من وجه آخر فيه نظر وقال أبو حات الرازي عن أب نعيم عن سفيان الثوري قال كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الليل ولو كان ف الصحابة كان رجل فاضل له سرائر وما ]‬
‫رأيته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪137‬‬

‫[ يظهر تسبيحا ول شيئا ول أكل مع أحد طعاما إل كان آخر من يرفع يديه‬
‫وقال عبد ال بن البارك كان ابراهم رجل فاضل له سرائر ومعاملت بينه وبي ال عز وجل وما رأيته يظهر تسبيحا ول شيئا من عمله ول أكل مع أحد طعاما إل كان آخر من يرفع يده‬
‫وقال بشر بن الارث الاف أربعة رفعهم ال بطيب الطعم إبراهيم ابن أدهم وسليمان بن الواص ووهيب بن الورد ويوسف بن اسباط وروى ابن عساكر من طريق معاوية بن حفص قال إنا‬
‫سع إبراهيم بن أدهم حديثا واحدا فأخذ به فساد أهل زمانه قال‬
‫حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال جاء رجلل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال دلن على عمل يبن ال عليه ويبن الناس قال ) إذا أردت أن يبك ال فأبغض الدنيا‬
‫وأذا أردت أن يبك الناس فما عندك من فضولا فانبذه اليهم ( وقال ابن أب الدنيا حدثنا أبو ربيع عن إدريس قال جلس إبراهيم إل بعض العلماء فجعلوا يتذكرون الديث وإبراهيم ساكت‬
‫ث قال حدثنا منصور ث سكت فلم ينطق برف حت قام من ذلك الجلس فعاتبه بعض أصحابه ف ذلك فقال إن لخشى مضرة ذلك الجلس ف قلب إل هذا اليوم وقال رشدين بن سعد مر‬
‫إبراهيم بن أدهم بالوزاعي وحوله حلقة فقال لو ان هذه اللقة على أب هريرة لعجز عنهم فقام الوزاعي وتركهم وقال إبراهيم بن بشار قيل لبن أدهم ل تركت الديث فقال إن مشغول‬
‫عنه بثلث بالشكر على النعم والستغفار من الذنوب وبالستعداد للموت ث صاح وغشى عليه فسمعوا هاتفا يقول ل تدخلوا بين وبي أوليائي‬
‫وقال أبو حنيفة يوما لبراهيم بن أدهم قد رزقت من العباد شيئا صالا فليكن العلم من بالك فانه رأس العباد وقوام الدين فقال له إبراهيم وأنت فليكن العبادة والعمل بالعلم من بالك وإل‬
‫هلكت وقال إبراهيم ماذا أنعم ال على الفقراء ل يسألم يوم القيامة عن زكاة ول عن حج ول عن جهاد ول عن صلة رحم إنا يسأل وياسب هؤلء الساكي الغنياء وقال شفيق بن‬
‫إبراهيم لقيت ابن أدهم بالشام وقد كنت رأيته بالعراق وبي يديه ثلثون شاكريا فقلت له تركت ملك خراسان وخرجت من نعمتك فقال اسكت ما تنيت بالعيش إل ههنا أفر بدين من‬
‫شاهق إل شاهق فمن يران يقول هو موسوسن أو حال أو ملح ث قال بلغن أنه يؤتى بالفقي يوم القيامة فيوقف بي يدي ال فيقول له يا عبدي مالك ل تج فيقول يا رب ل تعطن شيئا احج‬
‫به فيقول ال صدق عبدي اذهبوا به إل النة وقال أقمت بالشام أربعا وعشرين سنة ول أقم با لهاد ول رباط إنا نزلتها لشبع من خبز حلل وقال الزن حزنان حزن لك وحزن عليك‬
‫فحزنك على الخرة لك وحزنك على الدنيا وزينتها عليك وقال الزهد ثلثة واجب‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪138‬‬

‫ومستحب وزهد سلمة فأما الواجب فالزهد ف الرام والزهد عن الشهوات اللل مستحب والزهد عن الشبهات سلمة وكان هو واصحابه ينعون أنفسهم المام والاء البارد والذاء ول‬
‫يعلون ف ملحهم ابزارا وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طب رمى بطيبها إل أصحابه وأكل هو البز والزيتون وقال قله الرص والطمع تورث الصدق والورع وكثرة الرص والطمع‬
‫تورث الغم والزع وقال له رجل هذه جبة أحب أن تقبلها من فقال إن كنت غنيا قبلتها وإن كنت فقيا ل أقبلها قال أنا غن كم عندك قال الفان قال تود أن تكون أربعة الف قال نعم قال‬
‫فأنت فقي ل أقبلها منك وقيل له لو تزوجت فقال لو أمكنن أن أطلق نفسي لطلقتها ومكث بكة خسة عشر يوما لشيء له ول يكن له زاد سوى الرمل بالاء وصلى بوضوء واحد خس‬
‫عشرة صلة وأكل يوما على حافة الشريعة كسيات مبلولة بالاء وضعل بي يديه أبو يوسف الغسول فأكل منها ث قام فشرب من الشريعة ث [ جاء واستلقى على قفاه وقال يا أبا يوسف لو‬
‫علم اللوك وأبناء اللوك ما نن فيه من النعيم لالدونا بالسيوف أيام الياة على ما نن فيه من لذيذ العيش فقال أبو يوسف طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق الستقيم فتبسم إبراهيم‬
‫وقال من أين لك هذا الكلم وبينما هو بالصيصة ف جاعة من أصحابه إذا جاءه راكب فقال أيكم إبراهيم بن أدهم فأرشد اليه فقال يا سيدي أنا غلمك وإن أباك قد مات وترك مال هو عند‬
‫القاضي وقد جئتك بعشرة الف درهم لتنفقها عليك إل بلخ وفرس وبغله فسكت إبراهيم طويل ث رفع رأسه فقال إن كنت صادقا فالدراهم والفرس والبغلة لك ول تب به أحدا ويقال إنه‬
‫ذهب بعد ذلك إل بلخ وأخذ الال من الاكم وجعله كله ف سبيل ال‬
‫وكان معه بعض أصحابه فمكثوا شهرين ل يصل لم شيء يأكلونه فقال له إبراهيم أدخل إل هذه الغيضة وكان ذلك ف يوم شات قال فدخلت فوجدت شجرة عليها خوخ كثي فملت منه‬
‫جراب ث خرجت فقال ما معك قلت خوخ فقال يا ضعيف اليقي لو صبت لوجدت رطبا جنيا كما رزقت مرين بنت عمران وشكا إليه بعض أصحابه الوع فصلى ركعتي فإذا حوله دناني‬
‫كثية فقال لصاحبه خذ منها دينارا فأخذه واشترى لم به طعاما وذكروا أنه كان يعمل بالفاعل ث يذهب فيشتري البيض والزبدة وتارة الشواء والوذبان والبيص فيطعمة أصحابه وهو‬
‫صائم فإذا أفطر يأكل من رديء الطعام ويرم نفسه الطعم الطيب ليب به الناس تأليفا لم وتببا وتوددا اليهم‬
‫وأضاف الوزاعي إبراهيم بن أدهم فقصر إبراهيم ف الكل فقال مالك قصرت فقال لنك قصرت ف الطعام ث عمل إبراهيم طعاما كثيا ودعا الوزاعي فقال الوزاعي أما تاف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪139‬‬

‫أن يكون سرفا فقال ل إنا السرف ما كان ف معصية ال فأما ما أنفقه الرجل على إخوانه فهو من الدين وذكر أنه حصد مرة بعشرين دينارا فجلس مرة عند حجام وهو صاحب له ليحلق‬
‫رؤسهم ويجمهم فكأنه تبم بم واشتغل عنهم بغيهم فتاذى صاحبه من ذلك ث أقبل عليهم الجام فقال ماذا تريدون قال إبراهيم أريد أن تلق رأسي وتجمن ففعل ذلك فأعطاه إبراهيم‬
‫العشرين دينارا وقال أردت أن ل تقر بعدها فقياأبدا وقال مضاء بن عيسى ما فاق إبراهيم أصحابه بصوم ول صلة ولكن بالصدقة والسخاء‬
‫وكان إبراهيم يقول فروا من الناس كفراركم من السد الضاري ول تلفوا عن المعة والماعة وكان إذا سافر مع أحد من أصحابه يدثه إبراهيم وكان إذا حضر ف ملس فكأنا على ]‬
‫رؤسهم الطي هيبة وإجلل وربا تسامر هو وسفيان الثوري ف الليلة الشاتية إل الصباح وكان الثوري يتحرز معه ف الكلم ورأى رجل قيل له هذا قاتل خالك فذهب إليه فسلم عليه وأهدى‬
‫له وقال بلغن أن الرجل ل يبلغ درجة اليقي حت يأمنه عدوه وقال له رجل طوب لك أفنيت عمرك ف العبادة وتركت الدنيا والزوجات فقال الك عيال قال نعم فقال لروعة الرجل بعياله‬
‫يعن ف بعض الحيان من الفاقة أفضل من عبادة كذا وكذا سنة ورآه الوزاعي ببيوت وعلى عنقه حزمة حطب فقال يا أبا اسحاق إن إخوانك يكفونك هذا فقال له اسكت يا أبا عمرو فقد‬
‫بلغن أنه إذا وقف الرجل موقف مذلة ف طلب اللل وجبت له النة وخرج ابن أدهم من بيت القدس فمر بطريق فأخذته السلحة ف الطريق فقالوا أنت عبد قال نعم قالوا آبق قال نعم‬
‫فسجنوه فبلغ أهل بيت القدس خبه فجاؤا برمتهم إل نائب طبية فقالوا علم سجنت ابراهم ابن أدهم قال ماسجنته قالوا بلى هو ف سجنك فاستحضره فقال علم سجنت فقال سل‬
‫السلحه قالوا أنت عبد قلت نعم وانا عبدال قالوا آبق قلت نعم وأنا عبد آبق من ذنوب فخلى سبيله‬
‫وذكروا أنه مر مع رفقة فاذا السد على الطريق فتقدم إليه ابراهيم بن أدهم فقال له يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فافض ما أمرت به وإل فعودك على بدئك قالوا فول السبع ذاهبا‬
‫يضرب بذنبه ث أقبل علينا إبراهيم فقال قولوا اللهم راعنا بعينك الت ل تنام واكنفنا بكنفك الذي ل يرام وأرحنا بقدرتك علينا ول نلك وأنت رجاؤنا ياال ياال يا ال قال خلف بن تيم فما‬
‫زلت أقولا منذ سعتها فما عرض ل لص ولغيه‬
‫وقد روى لذا شواهد من وجوه أخر وروى أنه كان يصلي ذات ليلة فجاءة ] أسد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪140‬‬

‫ثلثة فتقدم إليه أحدهم فشم ثيابه ث ذهب فربض قريبا منه وجاء الثان ففعل مثل ذلك وجاء الثالث ففعل مثل ذلك واستمر إبراهيم ف صلته فلما كان وقت السحر قال لم إن كنتم أمرت‬
‫بشيء فهلموا وإل فانصرفوا فانصرفوا وصعد مرة جبل بكة ومعه جاعة فقال لم فقال لم لوأن وليا من أولياء ال قال لبل زل لزال فتحرك البل تته فوكزه برجله وقال اسكن اسكن فإنا‬
‫ضربتك مثل لصحاب وكان البل أبا قبيس وركب مرة سفينة فأخذهم الوج من كل مكان فلف إبراهيم رأسه بكسائه واضطجع وعج أصحاب السفينة بالضجيج والدعاء وأيقظوه وقالوا‬
‫ال ترى ما نن فيه من الشدة فقال ليس هذه شدة وإنا الشدة الاجة إل الناس ث قال اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك فصار البحر كأنه قدح زيت وكان قد طالبه صاحب السفينة بأجرة حله‬
‫دينارين وأل عليه فقال له اذهب معي حت أعطيك ديناريك فأتى إل جزيرة ف البحر فتوضأ إبراهيم وصلى ركعتي ودعا وإذا ما حوله قد مليء دناني فقال له خذ حقك ول تزد ول تذكر‬
‫هذا لحد وقال حذيفة الرعشي أويت أنا وإبراهيم إل مسجد خراب بالكوفة وكان قد مضى علينا أياما ل نأكل فيها شيئا فقال ل كأنك جائع قلت نعم فأخذ رقعة فكتب فيها بسم ال‬
‫الرحن الرحيم أنت القصود إليه بكل حال الشارإليه بكل معن ‪ ...‬أنا حامد أنا ذاكر أنا شاكر ‪ ...‬أنا جائع أنا حاسر أنا عاري ‪ ...‬هي ستة وأنا الضمي لنصفها ‪ ...‬فكن الضمي لنصفها‬
‫‪ ...‬ياباري ‪ ...‬مدحي لغيك وهج نار خضتها ‪ ...‬فأجر عبيدك من دخول النار‬
‫ث قال أخرج بذه الرقعة ول تعلق قلبك بغي ال سبحانه وتعال وادفع هذه الرقعة لول رجل تلقاه فخرجت فإذا رجل على بغلة فدفعتها إليهفلما قرأها بكى ودفع إل ستمائة دينار وانصرف‬
‫فسألت رجل من هذا الذي على البغلة فقالوا هو رجل نصران فجئت إبراهيم فأخبته فقال الن ييء فيسلم فما كان غي قريب حت جاء فأكب على رأس إبرهيم وأسلم وكان إبراهيم‬
‫يقول دارنا امامنا وحياتنا بعد وفاتنا فأما ال النة وإما ال النار مثل لبصرك حضور ملك الوت وأعوانه لقبض روحك وانظر كيف تكون حينئذ ومثل له هول الضجع ومساءلة منكر ونكي‬
‫وانظر كيف تكون ومثل له القيامة وأهوالا وأفزاعها والعرض والساب وانظر كيف تكون ث صرخ صرخة خر مغشيا عليه ونظر إل رجل من أصحابه يضحك فقال له ل تطمع فيما ل‬
‫يكون ول تنسى ما يكون فقيل له كيف هذا يا أبا إسحاق فقال ل تطمع ف البقاء والوت يطلبك فكيف يضحك من يوت ول يدري أين يذهب به إل جنة أم إل نار ل تنس ما يكون الوت‬
‫يأتيك صباحا أو مساء ث قال أوه أوه ث خر مغشيا عليه وكان يقول مالنا نشكو فقرنا إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪141‬‬

‫مثلنا ول نسأل كشفه من ربنا ث يقول ثكلت عبدا أمه أحب الدنيا ونسي ما ف خزائن موله وقال إذا كنت بالليل نائما وبالنهار هائما وف العاصي دائما فكيف ترضى من هو بأمورك قائما‬
‫ورآه بعض أصحابه وهو بسجد بيوت وهو يبكي ويضرب بيديه على رأسه فقال ما يبكيك فقال ذكرت يوما تنقلب فيه القلوب والبصار وقال إنك كلما أمعنت النظر ف مرآة التوبة بان‬
‫لك قبح شي العصية‬
‫وكتب إل الثوري من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل ومن أطلق بصره طال أسفه ومن أطلق أمله ساء عمله ومن أطلق لسانه قتل نفسه وسأله بعض الولة من أين معيشتك فأنشأ يقول ‪...‬‬
‫‪ ...‬نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ‪ ...‬فل ديننا يبقى ول ما نرقع‬
‫وكان كثيا ما يتمثل بذه البيات ‪ ...‬لا توعد الدنيا به من شرورها ‪ ...‬يكون بكاء الطفل ساعة يوضع ‪ ...‬وإل فما يبكيه منها وإنا ‪ ...‬لروح ما كان فيه وأوسع ‪ ...‬إذا أبصر الدنيا استهل‬
‫‪ ...‬كأنا ‪ ...‬يرى ماسيلقى من أذاها ويسمع‬
‫وكان يتمثل أيضا ‪ ...‬رأيت الذنوب تيت القلوب ‪ ...‬ويورثها الذل إدمانا ‪ ...‬وترك الذنوب حياة للقلوب ‪ ...‬وخي لنفسك عصيانا ‪ ...‬وماأفسد الدين إل ملوك ‪ ...‬وأحبار سوء ورهبانا‬
‫‪ ... ...‬وباعوا النفوس فلم يربوا ‪ ...‬ول يغل بالبيع اثانا ‪ ...‬لقد رتع القوم ف جيفة ‪ ...‬تبي لذي اللب أنتانا‬
‫وقال انا الورع بتسوية كل اللق ف قلبك والشتغال عن عيوبم بذنبك وعليك باللفظ الميل من قلب ذليل لرب جليل فكر ف ذنبك وتب إل ربك ينبت الورع ف قلبك واقطع الطمع إل‬
‫من ربك وقال ليس من أعلم الب أن تب ما يبغضه حبيبك ذم مولنا الدنيا فمدحنا وأبغضها فأحببناها وزهدنا فيها فآثرناها ورغبنا ف طلبها ووعدكم خراب الدنيا فحصنتموها وناكم عن‬
‫طلبها فطلبتموها وأنذركم الكنوز فكنتوها ودعتكم إل هذه الغرارة دواعيها فأجبتم مسرعي مناديها خدعتكم بغرورها ومنتكم فانقدت خاضعي لمانيها تتمرغون ف زهراتا وزخارفها‬
‫وتتنعمون ف لذاتا وتتقلبون ف شهواتا وتتلوثون بتبعاتا تنبشون بخالب الرص عن خزائنها وتفرون بعاول الطمع ف معادنا وشكى إليه رجل كثرة عياله فقال ابعث ال منهم من ل رزقه‬
‫على ال فسكت الرجل وقال ومررت ف بعض جبال فإذا حجر مكتوب عليه بالعربية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪142‬‬

‫‪ ...‬كل حي وإن بقي ‪ ...‬فمن العيش يستقي ‪ ...‬فاعمل اليوم واجتهد ‪ ...‬وأحذر الوت يا شقي‬
‫قال فبينما أنا واقف أقرأ وأبكي واذا برجل أشعر أغب عليه مدرعة من شعر فسلم وقال مم تبكي فقلت من هذا فأخذ بيدي ومضى غي بعيد فإذا بصخرة عظيمة مثل الحراب فقال إقرأ‬
‫‪ ...‬وابك ول تقصر وقام هو يصلي فإذا ف أعله نقش بي عرب ‪ ...‬ل تبغي جاها وجاهك ساقط ‪ ...‬عند الليك وكن لاهك مصلحا‬
‫‪ ...‬وف الانب الخر نقش بي عرب ‪ ...‬من ل يثق بالقضاء والقدر ‪ ...‬ل قى هوما كثية الضرر‬
‫‪ ...‬وف الانب اليسر نقش بي عرب ‪ ...‬ما أزين التقى وما أقبح النا ‪ ...‬وكا مأخوذ با جنا ‪ ...‬وعند ال الزا‬
‫‪ ...‬وف أسفل الحراب فوق الرض بذراع أو أكثر ‪ ...‬انا الفوز والغن ‪ ...‬ف تقى ال والعمل‬
‫قال فلما فرغت من القراءة التفت فإذا ليس الرجل هناك فما أدري أنصرف أم حجب عن وقال أثقل العمال ف اليزان أثقلها على البدان ومن وف العمل وف الجر ومن ل يعمل رحل من‬
‫الدنيا إل الخرة بل قليل ول كثي وقال كل سلطان ل يكون عادل فهو واللص بنلة واحدة وكل عال ل يكون ورعا فهوا والذئب بنلة واحدة وكل من خدم سوى ال فهو والكلب بنلة‬
‫واحدة وقال ما ينبغي لن ذل ل طاعته أن يذل لغي ال ف ماعته فكيف بن هو يتقلب ف نعم ال وكفايته وقال أعربنا ف كلمنا فلم نلحن ولنا ف أعمالنا فلم نعرب وقال كنا إذا رأينا‬
‫الشباب يتكلم ف الجلس أيسنا من خيه وقال جانبوا الناس ول تنقطعوا ¼عن جمعة ول جماعة‬
‫وقال الحافظ أبو بكر الخطيب أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسن بن محمد بن زامين السترابادى‬
‫قال أنبأ عبدالله بن محمد الشيرازي أنبأ القاضي أحمد بن خرزاد الهوازي حدثني علي بن محمد القصري‬
‫حدثني أحمد بن محمد سمعت سريا السقطي يقول سمعت بشر بن الحارث الحافي يقول قال إبراهيم بن‬
‫أدهم وقفت على راهب فأشرف على فقلت له عطني فأنشأ يقول ‪ ...‬خذ عن الناس جانبا ‪ ...‬كن بعدوك‬
‫راهبا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪143‬‬


‫‪ ...‬إن دهرا أظلن ‪ ...‬قد أران العجائبا ‪ ...‬قلب الناس كيف شئ ‪ ...‬ت تدهم عقاربا‬
‫قال بشر فقلت لبراهيم هذه موعظة الراهب لك فعظن أنت فأنشأ يقول‬
‫توحش من الخوان ل تبغ مونسا ‪ ...‬ول تتخذ خلول تبغ صاحبا ‪ ...‬وكن سامري الفعل من نسل آدم ‪ ...‬وكن أوحديا ما قدرت مانبا ‪ ...‬فقد فسد الخوان والب والخا ‪... ...‬‬
‫‪ ...‬فلست ترى المذوقا وكاذبا ‪ ...‬فقلت ولول أن يقال مدهده ‪ ...‬وتنكر حالت لقد صرت راهبا‬
‫قال سرى فقلت لبشر هذه موعظة إبراهيم لك فعظن انت فقال عليك بالمول ولزوم بيتك فقلت بلغن عن السن أنه قال لول الليل وملقاة الخوان ما باليت مت مت فأنشأ بشر يقول‬
‫يا من يسر برؤية الخوان ‪ ...‬مهل أمنت مكايد الشيطان ‪ ...‬خلت القلوب من العاد وذكره ‪ ...‬وتشاغلوا بالرص والسران ‪ ...‬صارت مالس من ترى وحديثهم ‪ ...‬ف هتك مستور ‪...‬‬
‫‪ ...‬وموت جنان‬
‫قال اللب فقلت لسرى هذه موعظة بشر فعطن أنت فقال ما عليك بالخال فقلت أحب ذاك فأنشأ يقول‬
‫يامن من يروم بزعمه إخال ‪ ...‬إن كان حقا فاستعد خصال ‪ ...‬ترك الجالس والتذاكر يا أخي ‪ ...‬واجعل خروجك للصلة خيال ‪ ...‬بل كن با حيا كأنك ميت ‪ ...‬ول يرتى منه ‪...‬‬
‫‪ ...‬القريب وصال‬
‫قال ممد بن ممد القصري قلت للحلب هذه موعظة سرى لك فعظن أنت قال يا أخي أحب العمال إل ال ما صعد إليه من قلب زاهد ف الدنيا فازهد ف الدنيا يبك ال ث أنشأ يقول ‪...‬‬
‫‪ ...‬أنت ف دار شتات ‪ ...‬فتأهب لشتاتك ‪ ...‬وأجعل الدنيا كيوم ‪ ...‬صمته عن شهواتك ‪ ...‬وأجعل الفطر إذا ‪ ...‬ما صمته يوم وفاتك‬
‫قال ابن خرزاد فقلت لعلي هذه موعظة اللب لك فعظن أنت فقال ل احفط وقتك واسخ بنفسك ل عز وجل وانزع قيمة الشياء من قلبك يصفولك بذلك سرك ويذكو به ذكرك ث أنشد‬
‫يقول ‪ ...‬حياتك أنفسا تعد فكما ‪ ...‬مضى نفس منها انتقضت به جزاء ‪ ...‬فتصبح ف نقص وتسي بثله ‪ ...‬ومالك معقول تس به زرءا ‪ ...‬ييتك ما يييك ف كل ساعة ‪ ...‬ويدوك حاد‬
‫ما يزيد بك الزاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪144‬‬

‫قال أبو ممد لحد هذه موعظة على لك فعظن فقال يا أخي عليك يلزوم الطاعة وإياك أن تفارق باب القناعة وأصلح مثواك ول تؤثر هواك ول تبع آخرتك بدنياك واشتغل با يعنيك بترك‬
‫ما ل يعنيك ث أنشد ‪ ...‬ندمت على ما كان من ندامة ‪ ...‬ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم ‪ ...‬فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم ‪ ...‬ستلقون ربا عادل ليس بظلم ‪ ...‬فليس الغرور بدنياه‬
‫‪ ...‬زاجر ‪ ...‬سيندم إن زلت به النعل فاعلموا‬
‫قال ابن زامي فقلت لب ممد هذه موعظة أحد لك فعظن أنت فقال أعلم رحك ال أن ال عز وجل ينل العبيد حيث نزلت قلوبم بمومها فانظر أين ينل قلبك وأعلم أن ال سبحانه‬
‫يقرب من القلوب على حسب ما تقربت منه وتقرب منه على حسب ما قرب اليها فانظر من القريب من قلبك وأنشدن‬
‫قلوب رجال ف الجاب نزول ‪ ...‬وأرواحهم فيما هناك حلول ‪ ...‬تروح نعيم النس ف عز قربه ‪ ...‬بأفراد توحد الليل تول ‪ ...‬لم بفناء القرب من مض بره ‪ ...‬عوائد بذل خطبهن ‪...‬‬
‫‪ ...‬جليل‬
‫قال الطيب فقلت لبن زامي هذه موعظة الميدي لك فعظن أنت فقال اتق ال وثق به ول تتهمه فان اختباره لك خي من اختبارك لنفسك وأنشدن ‪ ...‬اتذ اللله صاحبا ‪ ...‬ودع الناس‬
‫‪ ...‬جانبا ‪ ...‬جرب الناس كيف شئت ‪ ...‬تدهم عقاربا‬
‫قال أبو الفرج غيث الصوري فقلت للخطيب هذه موعظة ابن زامي لك فعظن أنت فقال احذر نفسك الت هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك واستشرف الوف‬
‫من ال تعإل بلفها وكرر على قلبك ذكر نعوتا وأوصافها فإنا المارة بالسوء والفحشاء والوردة من أطاعها موارد العطب والبلء واعمد ف جيع أمورك إل تري الصدق ول تتبع الوى‬
‫فيضلك عن سبيل ال وقد ضمن ال لن خالف هواه أن يعل له جنة اللد قراره ومأواه ث أنشد لنفسه ‪ ...‬إن كنت تبغي الرشاد مضا ‪ ...‬ف أمر دنياك والعاد ‪ ...‬فخالف النفس ف هواها‬
‫‪ ... ...‬إن الوى جامع الفساد‬
‫قال ابن عساكر الحظوظ أن إبراهيم بن أدهم توف سنة ثنتي وستي ومائة وقال غيه إحدى وستي وقيل سنة ثلث والصحيح ما قاله ابن عساكر وال أعلم وذكروا أنه توف ف جزيرة من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪145‬‬

‫جزائر الروم وهو مرابط وأنه ذهب إل اللء ليله مات نوا من عشرين مرة وف كل مرة يدد الوضوء بعد هذا وكان به البطن فلما كانت غشية الوت قال أو تروا ل قوسي فأوترره فقبض‬
‫عليه فمات وهو قابض عليه يريد الرمي به إل العدو رحه ال وأكرم مثواه‬
‫‪ ...‬وقد قال أبو سعيد بن العراب حدثنا ممد بن علي بن يزيد الصائغ قال سعت الشافعي يقول كان سفيان معجبا به‬
‫أجاعتهم الدنيا فخافوا ول يزل ‪ ...‬كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما ‪ ...‬أخو طيء داود منهم ومسعر ‪ ...‬ومنهم وهيب والعريب أين أدها ‪ ...‬وف ابن سعيد قدوة الب والنهي ‪ ...‬وف ]‬
‫الوارث الفاروق صدقا مقدما ‪ ...‬وحسبك منهم بالفضل مع ابنه ‪ ...‬ويوسف ان ل يأل أن يتسلما ‪ ...‬أولئك أصحاب وأهل مودت ‪ ...‬فصلي عليهم ذو اللل وسلما ‪ ...‬فما ضر ذا التقوى‬
‫‪ ...‬نصال أسنة ‪ ...‬وما زال ذو التقوى أعز وأكرما ‪ ...‬ومازالت التقوى تريك على الفت ‪ ...‬إذا مض من العز ميسما‬
‫[ وروى البخاري ف كتاب الدب عن إبراهيم بن أدهم وأخرج الترمذي ف جامعه حديثا معلقا ف السح على الفي وال سبحانه أعلم‬
‫وفيها توف سليمان داود بن نصي الطائي الكوف الفقيه الزاهد أخذ الفقه عن أب حنيفة قال سفيان بن عيينه ث ترك داود الفقه وأقبل على العبادة ودفن كتبه قال عبدال بن البارك وهل المر‬
‫إل ما كان عليه داود الطائي قال ابن معي كان ثقة وفد على الهدي ببغداد ث عاد إل الكوفة ذكره الطيب البغدادي وقال مات ف سنة ستي ومائة وقيل سنة ست وخسي ومائة وقد ذكر‬
‫شيخنا الذهب ف تاريه أنه توف ف هذه السنة أعن سنة ثنتي وستي ومائة فال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة ثلث وستي ومائة (‬
‫فيها حصر القفع الزنديق الذي كان قد نبغ براسان وقال بالتناسخ واتبعه على جهالته وضللته خلق من الطعام وسفهاء النام والسفلة من العوام فلما كان ف هذا العام لأ إل قلعة كش‬
‫فخاصره سعيد الريثي فأل عليه ف الصار فلما أحس بالغلبة تسى سا وسم نساءه فماتوا جيعا عليهم لعائن ال ودخل اليش السلمي قلعته فاختزوا رأسه وبعثوه إل الهدي وكان الهدي‬
‫يلب قال ابن خلكان كان اسم القنع عطاء وقيل حكيم والول أشهر وكان أول قصارا ث ادعى الربوبية مع أنه كان أعور قبيح النظر وكان يتخذ له وجها من ذهب وتابعه على جهالته خلق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪146‬‬

‫كثي وكان يرى الناس قمرا يرى من مسية شهرين ث يغيب فعظم اعتقادهم له ومنعوه بالسلح وكان يزعم لعنة ال تعإل عما يقولون علوا كبيا ان ال ظهر ف صورة آدم ولذا سجدت له‬
‫اللئكة ث نوح ث ف النبياء واحدا واحدا ث تول إل أب مسلم الراسان ث تول إليه ولا حاصره السلمون ف قلعته كان جددها بناحية كش ما وراء النهر ويقال لا سنام تسى هو ونساؤه‬
‫سا فماتوا واستحوذ السلمون على حواصله وأمواله‬
‫وفيها جهز الهدي البعوث من خراسان وغيها من البلد لغزوالروم وامر على الميع ولده هارون الرشيد وخرج من بغداد مشيعا له فسار معه مراحل واستخلف على بغداد ولده موسى‬
‫الادي وكان ف هذا اليش السي بن قحطبة والربيع الاجب وخالد بن برمك وهو مثل الوزير للرشيد ول العهد ويي بن خالد وهو كاتبه وإليه النفقات وما زال الهدي مع ولده مشيعا له‬
‫حت بلغ الرشيد إل بلد الروم وارتاد هناك الدينة السماه بالهدية ف بلد الروم ث رجع إل الشام وزار بيت القدس فسار الرشيد إل بلد الروم ث رجع إل الشام وزار بيت القدس فسار‬
‫الرشيد إل بلد الروم ف جحافل عظيمة وفتح ال عليهم فتوحات كثية وغنموا أموال جزيلة جدا وكان لالد بن برمك ف ذلك أثر جيل ل يكن لغيه وبعثوا بالبشارة مع سليمان بن برمك‬
‫إل الهدي فأكرمه الهدي وأجزل عطاءه‬
‫وفيها عزل الهدي عمه عبد الصمد بن علي عن الزيرة وول عليها زفر بن عاصم اللل ث عزله وول عبد ال بن صال بن علي وفيها ول الهدي ولده هارون الرشيد بلد الغرب‬
‫وأذربيجان وأرمينية وجعل على رسائله يي بن خالد بن برمك وول وعزل جاعة من النواب وحج بالناس فيها الهدي علي بن الهدي‬
‫وفيها توف إبراهيم بن طهمان وحريز بن عثمان المصي الرحب وموسى بن علي اللخمى الصري وشعيب بن أب حزه وعيسى ين علي بن عبدال بن عباس عم السفاح وإليه ينسب قصر‬
‫عيسى ونر عيسى ببغداد قال يي بن معي كان له مذهب جيل وكان معتزل للسلطان توف ف هذه السنة عن ثان وسبعي سنة وهام بن يي ويي بن أيوب الصري وعبيدة بنت أب كلب‬
‫العابد بكت من خشية ال أربعي سنة حت عميت وكانت تقول أشتهي الوت فان أخشى أن أجن على نفسي جناية تكون سبب هلكي يوم القيامة‬
‫) ث دخلت سنة أربع وستي ومائة (‬
‫فيها غزا عبد الكبي بن عبد الميد بن زيد بن الطاب بلد الروم فأقبل إليه ميخائيل البطريق ف نو تسعي الفا فيهم طازاذ الرمن البطريق ففشل عنه عبد الكبي ومنع السلمي من القتال‬
‫وانصرف راجعا‬
‫فأراد الهدي ضرب عنقه فكلم فيه فحبسه ف الطبق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪147‬‬

‫وف يوم الربعاء ف أواخر ذي القعدة اسس الهدي قصرا من لب بعيسا باذ ث عزم على الذهاب إل الج فأصابه حى فرجع من أثناء الطريق فعطش الناس ف الرجعة حت كاد بعضهم يهلك‬
‫فغضب الهدي على يقطي صاحب الصانع وبعث من حيث رجع الهلب بن صال بن أب جعفر ليحج بالناس فحج بم عامئذ وفيها توف شيبان بن عبد الرحن النحوي وعبد العزيز بن أب‬
‫سلمة الاجشون ومبارك بن فضالة صاحب السن البصري‬
‫) ث دخلت سنة خس وستي ومائة (‬
‫فيها جهز الهدي ولده الرشيد لغزو الصائفة وأنفذ معه من اليوش خسة وتسعي ألفا وسبعمائة وثلثة وتسعي رجل وكان معه من النفقة مائة الف دينار وأربعة وتسعون ألف دينار وأربعمائة‬
‫وخسون دينارا ومن الفضة إحدى وعشرون الف ألف وأربعمائة الف وأربعة عشر ألفا وثانائة درهم قله ابن جرير فبلغ بنوده خليج البحر الذي على القسطنطينية وصاحب الروم يومئذ‬
‫أغسطه امرأة أليون ومعها ابنها ف حجرها من اللك الذي توف عنها فطلبت الصلح من الرشيد على أن تدفع له سبعي الف دينار ف كل سنة فقبل ذلك منها وذلك بعد ما قتل من الروم ف‬
‫الوقائع أربعة وخسي ألفا وأسر من الذاراري خسة آلف رأس وستمائه وأربعي رأسا وقتل من السرى ألفي قتيل صبا وغنم من الدواب بأدواتا عشرين ألف فرس وذبح من البقر والغنم‬
‫مائة الف رأس وبيع البذون بدرهم والبغل بأقل من عشرة دراهم والدرع بأقل من درهم وعشرون سيفا بدرهم فقال ف ذلك مروان بن أب حفصة ‪ ...‬أطفت بقسطنطينية الروم مسندا ‪...‬‬
‫‪ ...‬اليها القنا حت اكتسا الذل سورها ‪ ...‬وما رمتها حت أتتك ملوكها ‪ ...‬بزيتها والرب تغلي قدورها‬
‫وحج بالناس صال بن أب جعفر النصور وفيها توف سليمان بن الغيه وعبدال بن العلء ابن دبر وعبد الرحن بن نائب بن ثوبان ووهب بن خالد‬
‫) ث دخلت سنة ست وستي ومائة (‬
‫ف الحرم منها قدم الرشيد من بلد الروم فدخل بغداد ف أبة عظيمة ومعه الروم يملون الزية من الذهب وغيه وفيها أخذ الهدي البيعه لولده هارون من بعد موسى الادي ولقب بالرشيد‬
‫وفيها سخط الهدي على يعقوب بن داود وكان قد حظي عنده حت استوزره وارتفعت منلته ف الوزارة حت فوض إليه جيع أمر اللفة وف ذلك يقول بشار بن برد ‪ ...‬بن امية هبوا طال‬
‫نومكم ‪ ...‬إن الليفة يعقوب بن داود ‪ ...‬ضاعت خلفتكم يا قوم فاطلبوا ‪ ...‬خليفة ال بي المر والعود‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪148‬‬

‫فلما نزل السعادة والوشاة بينه وبي الليفة حت أخرجوه عليه وكلما سعوا به إليه دخل إليه فأصلح أمره معه حت وقع من أمره ما سأذكره وهو أنه دخل ذات يوم على الهدي ف ملس‬
‫عظيم قد فرش بأنواع الفرش وألوان الرير وحول ذلك الكان أصحان مزهرة بأنواع الزاهي فقال يا يعقوب كيف رأيت ملسنا هذا فقال يا أمي الؤمني ما رأيت أحسن منه فقال هو لك‬
‫با فيه وهذه الارية ليتم با سرورك ول اليك حاجة أحب أن تقضيها قلت وما هي يا أمي الؤمني فقال حت تقول نعم فقلت نعم وعلى السمع والطاعة فقال ال فقلت ال قال وحياة رأسي‬
‫قلت وحياه رأسك فقال ضع يدك على رأسي وقل ذلك ففعلت فقال إن ههنا رجل من العلويي أحب أن تكفينيه والظاهر أنه السن بن إبراهيم بن عبدال بن حسن ابن حسن بن علي بن أب‬
‫طالب فقلت نعم فقال وعجل علي ث أمر بتحويل ما ف ذلك الجلس إل منل وأمر ل بائة الف درهم وتلك الارية فما فرحت بشي فرحي با فلما صارب بنل حجبتها من جانب الدار‬
‫ف خدر فأمرت بذلك العلوي فجيء به فجلس إل فتكلم فما رأيت أعقل منه ول أفهم ث قال ل يا يعقوب تلقي ال بدمي وأنا رجل من ولد فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقلت ل وال ولكن إذهب حيث شئت وأين شئت فقال إن أختار بلد كذا وكذا فقلت اذهب كيف شئت ول يظهرن عليك الهدي فتهلك وأهلك فخرج من عندي وجهزت معه رجلي‬
‫يسفرانه ويوصلنه بعض البلد ول أشعر بأن الارية قد أحاطت علما با جرى وانا كالاسوس علي فبعبث بادمها إل الهدي فأعلمته با جرى فبعث إل تلك الطريق فردوا ذلك العلوي‬
‫فحبسه عنده ف بيت من دار اللفة وأرسل ال من اليوم الثان فذهبت إليه ول أشعر من أمر العلوين بشيء فلما دخلت عليه قال ما فعل العلوي قلت مات قال ال قلت ال قال فضع يدك‬
‫على رأسي واحلف بياته ففعلت فقال يا غلم أخرج ما ف هذا البيت فخرج العلوي فاسقط ف يدي فقال الهدي دمك حلل ث أمر به فألقي ف بئر ف الطبق قال يعقوب فكنت ف مكان ل‬
‫أسع فيه ول أبصر فذهب بصري وطال شعري حت صرت مثل البهائم ث مضيت على مدد متطاولة فبينما أنا ذات يوم إذ دعيت فخرجت من البئر فقيل ل سلم على أمي الؤمني فسلمت‬
‫وأنا أظنه الهدي فلما ذكرت الهدي قال رحم ال الهدي فقلت الادي فقال رحم ال الادي فقلت الرشيد قال نعم فقلت يا أمي الؤمني قد رأيت ما حل ب من الضعف والعلة فان رأيت أن‬
‫تطلقن فقال أين تريد قلت مكة فقال اذهب راشدا فسار إل مكة فما لبث با إل قليل حت مات رحه ال تعال‬
‫وقد كان يعقوب هذا يعظ الهدي ف تعاطيه شرب النبيذ بي يديه وكثرة ساع الغناء فكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪149‬‬

‫يلومه على ذلك ويقول ما على هذا استوزرتن ول على هذا صحبتك أبعد الصلوات المس ف السجد الرام يشرب المر ويغن بي يديك فيقول له الهدي فقد سع عبد ال بن جعفر‬
‫فقال له يعقوب إن ذلك ل يكن له من حسناته ولو كان هذا قربه لكان كلما داوم عليه العبد أفضل وف ذلك يقول بعض الشعراء حثا للمهدي على ذلك‬
‫‪ ...‬فدع عنك يعقوب بن داود جانبا ‪ ...‬وأقبل على صهباء طيبة النشر ‪...‬‬
‫وفيها ذهب الهدي إل قصره السمى بعيسا باذ بن له بالجر بعد القصر الول الذي بناه بالب فسكنه وضرب هناك الدراهم والدناني وفيها أمر الهدي بإقامة البيد بي مكة والدينة واليمن‬
‫ول يفعل أحد هذا قبل هذه السنة وفيها خرج موسى الادي إل جرجان وفيها ول القضاء أبا يوسف صاحب اب حنيفة وفيها حج بالناس إبراهيم بن يي بن ممد عامل الكوفة ول يكن ف‬
‫هذه السنة صائفة للهدنة الت كانت بي الرشيد وبي الروم وفيها توف صدقة بن عبدال السمي وأبو الشهب العطاري وأبو بكر النهشلي وعفي بن معدان‬
‫) ث دخلت سنة سبع وستي ومائة (‬
‫فيها وجه الهدي ابنه موسى الادي إل جرجان ف جيش كثيف ل ير مثله وجعل على رسائله أبان بن صدقة وفيها توف عيسى بن موسى الذي كان ول العهد من بعد الهدي مات بالكوفة‬
‫فأشهد نائبها روح بن حات على وفاته القاضي وجاعة من العيان ث دفن وكان قد امتنع من الصلة عليه فكتب إليه الهدي يعنفه أشد التعنبف وأمر بحاسبته على عمله وفيها عزل الهدي أبا‬
‫عبيدال معاوية بن عبيد ال عن ديوان الرسائل ووله الربيع بن يونس الاجب فاستخلف فيه سعيد بن واقد وكان أبو عبيد ال يدخل على مرتبته وفيها وقع وباء شديد وسعال كثي ببغداد‬
‫والبصرة وأظلمت الدنيا حت كانت كالليل حت تعال النهار وكان ذلك لليال بقي من ذي الجة من هذه السنة وفيا تتبع الهدي جاعة من الزنادقة ف سائر الفاق فاستحضرهم وقتلهم‬
‫صبا بي يديه وكان التول أمر الزنادقة عمر الكلواذي وفيها أمر الهدي بزيادة كثية ف السجد الرام فدخل ف ذلك دور كثية وول ذلك ليقطي بن موسى الوكل بأمر الرمي فلم يزل‬
‫ف عمارة ذلك حت مات الهدي كما سيات ول يكن للناس صائفة للهدنة وحج بالناس نائب الدينة إبراهيم بن ممد وتوف بعد فراغه من الج بأيام وول مكانه اسحاق بن عيسى بن علي بن‬
‫عبدال بن عباس‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫بشار بن برد أبو معاذ الشاعر مول عقيل ولد أعمى وقال الشعر وهو دون عشر سني وله التشبيهات الت ل يهتد اليها البصراء وقد أثن عليه الصمعي والاحظ وأبو تام وأبوعبيدة وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪150‬‬

‫له ثلثة عشر الف بيت من الشعر فلما بلغ الهدي أنه هجاه وشهد عليه قوم أنه زنديق أمر به فضرب حت مات عن بضع وسبعي سنة وقد ذكره ابن خلكان ف الوفيات فقال بشار بن برد‬
‫بن يرجوخ العقيلي مولهم وقد نسبه صاحب الغان فأطال نسبه وهو بصري قدم بغداد أصله من طخارستان وكان ضخما عظيم اللق وشعره ف اول طبقات الولدين ومن شعره البيت‬
‫‪ ...‬الشهور ‪ ...‬هل تعلمي وراء الب منلة ‪ ...‬تدن اليك فإن الب أقصان‬
‫وقوله ‪ ...‬انا وال اشتهي سحر عينيك ‪ ...‬وأخشى مصارع العشاق ‪ ...‬وله ‪ ...‬يا قوم أذن لبعض الي عاشقة ‪ ...‬والذن تعشق قبل العي احيانا ‪ ...‬قالوا ل ل نرى عينيك قلت لم ‪...‬‬
‫الذن كالعي تروى القلب مكانا ‪ ...‬وله ‪ ...‬إذا بلغ الرأي التشاور فاستعن ‪ ...‬بزم نصيح أو نصيحة حازم ‪ ...‬ول تعل الشورى عليك غضاضة ‪ ...‬فريش الواف قوة للقوادم ‪ ...‬وما خي‬
‫‪ ...‬كف أمسك الغل أختها ‪ ...‬وما خي سيف ل تؤد بقائم‬
‫كان بشار يدح الهدي حت وشى إليه الوزير أنه هجاه وقذفه ونسبه إل شيء من الزندقة وانه يقول بتفضيل النار على التراب وعذر إبليس ف السجود لم وأنه أنشد ‪ ...‬الرض مظلمة‬
‫‪ ...‬والنار مشرقة ‪ ...‬والنار معبودة مذ كانت النار‬
‫فأمر الهدي بضربه فضرب حت مات ويقال إنه غرق ث نقل إل البصرة ف هذه السنة وفيها توف السن بن صال بن حي وحاد بن سلمه والربيع بن مسلم وسعيد بن عبد العزيز ابن مسلم‬
‫وعتبة الغلم وهو عتبة بن أبان بن صمعة أحد العباد الشهورين البكائي الذكورين كان يأكل من عمل يده ف الوص ويصوم الدهر ويفطر على البز واللح والقاسم الذاء وأبو هلل ممد‬
‫بن سليم وممد بن طلحة وأبو حزة اليشكري ممد بن ميمون‬
‫) ث دخلت سنة ثان وستي ومائة (‬
‫فيها ف رمضان منها نقضت الروم ما بينهم وبي السلمي من الصلح الذي عقده هارون الرشيد عن أمر أبيه الهدي ول يستمروا على الصلح إل ثنتي وثلثي شهرا فبعث نائب الزيرة خيل‬
‫إل الروم فقتلوا وأسرواوغنموا وسلموا وفيها اتذ الهدي دواوين الزمة ول يكن بنو أمية يعرفون ذلك وفيها حج بالناس على بن ممد الهدي الذي يقال له ابن ريطة وفيها توف السن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪151‬‬

‫ابن يزيد بن حسن ين علي بن أب طالب وله النصور الدينة خس سني ث غضب عليه فضربه وحبسه وأخذ جيع ماله [ وحاد عجرد كان ظريفا ماجنا شاعرا وكان من يعاشر الوليد ابن‬
‫يزيد ويهاجي بشار بن برد وقدم على الهدي ونزل الكوفة واتم بالزندقة قال بن قتيبة ف طبقات الشعراء ثلثة حادون بالكوفة يرمون بالزندقة حاد الرواية وحاد عجرد وحاد بن الزبرقان‬
‫النحوي وكانوا يتشاعرون ويتماجنون ] وخارجه بن مصعب وعبد ال بن السن ابن الصن بن اب السن البصري قاضي البصرة بعد سوار سع خالدا الذاء وداود بن اب هند وسعيدا‬
‫الريرى وروى عنه ابن الهدي وكان ثقة فقهاء به اختيارات تعزى إليه غريبة ف الصول والفروع وقد سئل عن مسألة فأخطا ف الواب فقال له قائل الكم فيها كذا وكذا فأطرق ساعة ث‬
‫قال إذا أرجع وأنا صاغر لن أكون ذنبا ف الق أحب ال من أن أكون رأسا ف الباطل توف ف ذي القعدة من هذه السنة وقيل بعد ذلك بعشر سني فال أعلم غوث ابن سليمان بن زياد بن‬
‫ربيعة أبو يي الرمي قاضي مصر كان من خيار الكام ول الديار الصرية ثلث مرات ف أيام النصور والهدي ] وفليح بن سليمان وقيس بن الربيع ف قول وممد بن عبدال بن علثه بن‬
‫علقمة بن مالك أبو اليسر العقلي قاضي الانب الشرقي من بغداد للمهدي وهو وعافية بن يزيد وكان يقال لبن علثة قاضي الن لنه كانت بئر يصاب من أخذ منها شيئا فقال أيها الن إنا‬
‫[ حكمنا ان لكم الليل ولنا النهار فكان من أخذ منها شيئا ف النهار ل يصبه شيء قال ابن معي كان ثقة وقال البخاري ف حفظه شيء‬
‫) ث دخلت سنة تسع وستي ومائة (‬
‫فيها ف الحرم منها توف الهدي بن النصور بكان يقال له ما سبذان بالمى وقيل مسموما وقيل عضه فرس فمات‬
‫) هذه ترجته (‬
‫هو ممد بن علي بن عبدال بن عباس أبو عبدال الهدي أمي الؤمني وإنا لقب بالهدي رجاء أن يكون الوعود به ف الحاديث فلم يكن به وان اشتركا ف السم فقد افترقا ف الفعل ذاك‬
‫يأت آخر الزمان عند فساد الدنيا فيمل الرض عدل كما ملئت فجورا وظلما وقد قيل إن ف أيامه ينل عيسى بن مري بدمشق كما سيأت ذلك ف أحاديث الفت واللحم وقد جاء ف حديث‬
‫من طريق عثمان بن عفان أن الهدي من بن العباس وجاء موقوفا على ابن عباس وكعب الحبار ول يصح وبتقدير صحة ذلك ل يلزم أن يكون على التعيي وقد ورد ف حديث أخر أن‬
‫الهدي من ولد فاطمة فهو يعارض هذا وال أعلم وأم الهدي بن النصور أم موسى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪152‬‬

‫بنت منصور بن عبدال الميي وروى عن أبيه عن جده عبدال بن عباس ) أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جهر ببسم ال الرحن الرحيم ( رواه عنه يي بن حزة النهشلى قاضي دمشق‬
‫وذكر أنه صلى خلف الهدي حي قدم دمشق فجهر ف السورتي بالبسملة وأسند ذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ورواه غي واحد من يي بن حزه ورواه الهدي عن البارك بن‬
‫فضاله ورواه عنه أيضا جعفر ابن سليمان الضبعي وممد بن عبدال الرقاشي وأبو سفيان سعيد بن يي بن الهدي‬
‫وكان مولد الهدي ف سنة ست او سبع وعشرين ومائة أو ف سنة إحدى وعشرون ومائة ول اللفة بعد موت أبيه ف ذي الجة سنة ثان وخسي ومائة وعمره إذ ذاك ثلث وثلثون سنة‬
‫ولد بالميمة من أرض البلقاء وتوف ف الحرم من هذه السنة أعن سنة تسع وستي ومائة عن ثلث أو ثان وأربعي سنة وكانت خلفته عشر سني وشهرا وبعض الشهر وكان أسرا طويل‬
‫جعد الشعر على إحدى عينيه نكته بيضاء قيل على عينه اليمن وقيل اليسرى قال الربيع الاجب رأيت الهدي يصلي ف ليلة مقمرة ف بولة عليه ثياب حسنة فما أدري هو أحسن أم القمر أم‬
‫بوة أم ثيابه فقرأ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدو ف الرض وتقطعوا أرحامكم الية ث أمرن فأحضرت رجل من أقاربه كان مسجونا فأطلقه ولا جاء خب موت أبيه بكة كما تقدم كتم‬
‫المر يومي ث نودي ف الناس يوم الميس الصلة جامعة فقام فيهم خطيبا فأعلمهم بوت أبيه وقال إن أمي الؤمني دعى فأجاب فعند ال أحتسب أمي الؤمني وأستعينه على خلفة السلمي‬
‫ث بايعه الناس باللفة يومئذ وقد عزاه أبو دلمة وهنأه ف قصيدة له يقول فيها ‪ ...‬عيناي واحدة ترى مسرورة ‪ ...‬بأميها جذل وأخرى تذرف ‪ ...‬تبكي وتضحك تارة ويسؤها ‪ ...‬ما‬
‫أنكرت ويسرها ما تعرف ‪ ...‬فيسؤها موت الليفة مرما ‪ ...‬ويسرها أن قام هذا الرأف ‪ ...‬ما أن رأيت كما رأيت ول أرى ‪ ...‬شعرا أرجله وآخر ينتف ‪ ...‬هلك الليفة يال أمة أحد ‪...‬‬
‫‪ ...‬واتاكم من بعده من يلف ‪ ...‬أهدى لذا ال فضل خلفة ‪ ...‬ولذاك جنات النعيم تزخرف‬
‫وقد قال الهدي يوما ف خطبة أيها الناس أسروا مثلما تعلنون من طاعتنا تنكم العافيه وتمدوا العاقبة واخفظوا جناح الطاعة لن ينشر معدلته فيكم ويطوي ثوب الصر عنكم وأهال عليكم‬
‫السلمة ولي العيشة من حيث أراه ال مقدما ذلك على فعل من تقدمه وال لعفي عمري من عقوبتكم ولحلن نفسي على الحسان اليكم قال فأشرقت وجوه الناس من حسن كلمه ث‬
‫استخرج حواصل أبيه من الذهب والفضة الت كانت ل تد ول توصف كثرة ففرقها‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪153‬‬

‫ف الناس ول يعط أهله وموإليه منها شيئا بل اجرى لم أرزاقا بسب كفايتهم من بيت الال لكل واحد خسمائة ف الشهر غي العطيات وقد كان أبوه حريصا على توفي بيت الال وإنا كان‬
‫ينفق ف السنة الفي درهم من مال السراة وأمر الهدي ببناء مسجد الرصافة وعمل خندق وسور حولما وبن مدنا ذكرناها فيما تقدم‬
‫وذكرله عن شريك بن عبدال القاضي أنه ل يرى الصلة خلفة فأحضره فتكلم معه ث قال له الهدي ف جلة كلمه يا ابن الزانية فقال له شريك مه مه يا أمي الؤمني فلقد كانت صوامه‬
‫قوامه فقال له يا زنديق لقتلنك فضحك شريك فقال يا أمي الؤمني إن للزنادقة علمات يعرفون با شربم القهوات واتاذهم القينات فأطرق الهدي وخرج شريك من بي يديه وذكروا أنه‬
‫هاجت ريح شديدة فدخل الهدي بيتا ف داره فألزق خده بالتراب وقال اللهم إن كنت انا الطلوب بذه العقوبة دون الناس فها أنا ذا بي يديك اللهم ل تشمت ب العداء من أهل الديان‬
‫فلم يزل كذلك حت نلت ودخل عليه رجل يوما ومعه نعل فقال هذه نعل رسول ال صلى ال عليه وسلم قد اهديتها لك فقال هاتا فناوله إياها فقبلها ووضعها على عينيه وأمر له بعشرة‬
‫الف درهم فلما انصرف الرجل قال الهدي وال ان لعلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ير هذه النعل فضل عن أن يلبسها ولكن لو رددته لذهب يقول للناس أهديت إليه نعل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فردها على فتصدقه الناس لن العامة تيل إل أمثالا ومن شأنم نصر الضعيف على القوي إن كان ظالا فاشترينا لسانه بعشرة الف درهم ورأينا هذا أرجح‬
‫وأصلح‬
‫واشتهر عنه أنه كان يب اللعب بالمام والسباق بينها فدخل عليه جاعة من الحدثي فيهم عتاب بن إبراهيم فحدثه بديث اب هريرة ) ل سبق إل ف خف او نعل او حافر ( وزاد الديث )‬
‫أو جناح ( فأمر له بعشرة الف ولا خرج قال وال إن أعلم أن عتابا كذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث أمر بالمام فذبه ول يذكر عتابا بعدها وقال الواقدي دخلت على الهدي‬
‫يوما فحدثته بأحاديث فكتبها عن ث قام فدخل بيوت نسائه ث خرج وهو متليء غيظا فقلت مالك يا أمي الؤمني فقال دخلت على اليزران فقامت ومزقت ثوب وقالت مارأيت منك خيا‬
‫وان وال يا واقدي إنا اشتريتها من ناس وقد نالت عندي ما نالت وقد بايعت لولديها بأمرة الؤمني من بعدي فقلت يا أمي الؤمني إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫انن يغلب الكرام ويغلبهن اللئام ( وقال (‬
‫خيكم خيكم لهله وأنا خيكم لهله وقد خلقت الرأة من ضلع أعوج إن قومته كسرته ( وحدثته ف هذا الباب بكلم حضرن فأمر ل بألفي دينار فلما وافيت النل إذا رسول اليزران (‬
‫قد لقن بألفي دينار إل عشرة دناني واذا معه أثواب أخر وبعثت تشكرن وتثن على معروفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪154‬‬

‫وذكر أن الهدي كان قد أهدر دم رجل من أهل الكوفة وجعل لن جاء به مائة الف فدخل الرجل بغداد متنكرا فلقيه رجل فأخذ بجامع ثوبه ونادى هذا طلبه أمي الؤمني وجعل الرجل يريد‬
‫أن يفلت منه فل يقدر فبينما ها يتجاذبان وقد اجتمع الناس عليهما إذ مر أمي ف موكبه وهو معن بن زائده فقال الرجل يا أبا الوليد خائف مستجي فقال معن ويلك مالك وله فقال هذا‬
‫طلبه أمي الؤمني جعل لن جاء به مائة الف قال معن أما علمت أن قد أجرته أرسله من يدك ث أمر بعض غلمانه فترجل وأركبه وذهب به إل منله وانطلق ذلك الرجل إل باب الليفة وأنى‬
‫اليهم الب فبلغ الهدي فأرسل إل معن فدخل عليه فسلم ول يرد عليه السلم وقال يا معن أبلغ من أمرك أن تي على قال نعم قال ونعم أيضا نعم قد قتلت ف دولتكم أربعة الف مصل فل‬
‫يار ل رجل واحد فأطرق الهدي ث رفع رأسه إليه وقال وقد أجرنا من أجرت يا معن فقال يا أمي الؤمني إن الرجل ضعيف فأمر له بثلثي الفا فقال إن جريته عظيمة وإن جوائز اللفاء‬
‫على قدر جرائم الرعية فأمر له بائة الف فحملت بي يدي معن إل ذلك الرجل فقال له معن خذ الال وأدع لمي الؤمني وأصلح نيتك ف الستقبل‬
‫وقدم الهدي مرة البصرة فخرج ليصلي بالناس فجاء أعراب فقال يا أمي الؤمني مر هؤلء فلينتظرون حت أتوضأ يعن الؤذني فأمرهم بإنتظاره ووقف الهدي ف الحراب ل يكب حت قيل له‬
‫هذا العراب قد جاء فكب فتعجب الناس من ساحة أخلقه وقدم أعراب ومعه كتاب متوم فجعل يقول هذا كتاب أمي الؤمني إل أين الرجل الذي يقال له الربيع الاجب فأخذ الكتاب‬
‫وجاء به إل الليفة وأوقف العراب وفتح الكتاب فإذا هو قطعة أدي فيها كتابة ضعيفة والعراب يزعم أن هذا خط الليفة فتبسم الهدي وقال صدق العراب هذا خطي إن خرجت يوما إل‬
‫الصيد فضعت عن اليش وأقبل الليل فتعودت بتعويذ رسول ال صلى ال عليه وسلم فرفع ل نار من بعيد فقصدتا فإذا هذا الشيخ وامرأته ف خباء يوقدان نارا فسلمت عليهما فردا السلم‬
‫وفرش ل كساء وسقان من لب مشوب باء فما شربت شيئا إل وهي أطيب منه ونت نومة على تلك العباءة ما أذكر أن نت أحلى منها فقام إل شويهة فذبها فسمعت امرأته تقول له‬
‫عمدت إل مكسبك ومعيشة أولدك فذبتها هلكت نفسك وعيالك فما التفت اليها واستيقظت فاشتويت من لم تلك الشويهة وقلت له أعندك شيء أكتب لك فيه كتابا فأتان بذه القطعة‬
‫فكتبت بذه القطعة فكتبت له بعود من ذلك الرماد خسمائة الف وإنا أردت خسي الفا وال لنفذنا له كلها ولو ل يكن ف بيت الال سواها فأمر له بمسمائة الف فقبضها العراب واستمر‬
‫مقيما ف ذلك الوضع ف طريق الاج من ناحية النبار فجعل يقري الضيف ومن مر به من الناس فعرف منله بنل مضيف أمي الؤمني الهدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪155‬‬

‫وعن سوار صاحب رحبة سوار قال انصرفت يوما من عند الهدي فجئت منل فوضع ل الغداء فلم تقبل نفسي عليه فدخلت خلوت لنام ف القائلة فلم يأخذن نوم فاستدعيت بعض حظاياي‬
‫لتلهى با فلم تنبسط نفسي اليها فنهضت فخرجت من النل وركبت بغلت فما جاوزت الدار إل قليل حت لقين رجل ومعه الفا درهم فقلت من أين هذه فقال من ملكك الديد‬
‫فاستصحبته معي وسرت ف أزقة بغداد لتشاغل عما أنا فيه من الضجر فحانت صلة العصر عند مسجد ف بعض الارات فنلت لصلي فيه فلما قضيت الصلة إذا برجل أعمى قد أخذ‬
‫بثياب فقال إن ل اليك حاجة اليك ف قلت ما حاجتك فقال ان رجل ضرير ولكن لا شمت رائحة طيبك ظننت أنك من أهل النعمة والثروة فأحببت أن أفضي اليك حاجت فقلت وما هي‬
‫فقال إن هذا القصر الذي تاه السجد كان لب فسافر منه إل خراسان فباعه وأخذن معه وأنا صغي فافترقنا هناك وأصابن أنا الضرر فرجعنا إل بغداد بعد أن مات أب فجئت إل صاحب‬
‫هذا القصر أطلب منه شيئا اتبلع به لعلي أجتمع بسوار فإنه كان صاحبا لب فلعله أن يكون عنده سعة يود منها علي فقلت ومن أبوك فذكر رجل كان أصحب الناس ال فقلت إن أنا سوار‬
‫صاحب ابيك وقد منعن ال يومك هذا النوم والقرار والكل والراحة حت أخرجن من منل لجتمع بك وأجلسن بي يديك وأمرت وكيلي فدفع له اللفي الدرهم الت معه وقلت له إذا‬
‫كان الغد فأت منل ف مكان كذا وكذا وركبت فجئت دار اللفة وقلت ما أتف الهدي الليلة ف السمر بأغرب من هذا فلما قصصت عليه القصة تعجب من ذلك جدا وأمر لذلك‬
‫العمى بألفي دينار وقال ل هل عليك دين قلت نعم قال كم قلت خسون الف دينار فسكت وحادثن ساعة ث قمت من بي يديه فوصلت إل النل إذا المالون قد سبقون بمسي الف‬
‫دينار وألفي دينار للعمى فانتظرت العمى أن يي ف ذلك اليوم فتأخر فلما أمسي عدت إل الهدي فقال قد فكرت ف أمرك فوجدتك إذا قضيت دينك ل يبقى معك شيء وقد أمرت لك‬
‫بمسي ألف دينار أخرى فلما كان اليوم الثالث جاءن العمى فقلت قد رزقن ال بسببك خيا كثيا ودفعت له اللفي دينار الت من عند الليفة وزدته من عندي أيضا‬
‫وقفت امرأة الهدي فقالت يا عصبة رسول ال اقض حاجت فقال الهدي ما سعتها من أحد غيها اقضوا حاجتها واعطوها عشرة الف درهم ودخل ابن الياط على الهدي فامتدحه فأمر له‬
‫بمسي الف درهم ففرقها ابن الياط وأنشأ يقول ‪ ...‬أخذت بكفي كفه ابتغي الغن ‪ ...‬ول أدر أن الود من كفه يعدى ‪ ...‬فل أنا منه ما أفاد ذوو الغن ‪ ...‬أفدت وأعدن فبددت ما عندي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪156‬‬

‫قال فبلغ ذلك الهدي فأعطاه بدل كل درهم دينار وبالملة فان للمهدي مآثر وماسن كثية وقد كانت وفاته با سبذان كان قد خرج اليها ليبعث إل إبنه الادي ليحضر إليه من جرجان‬
‫حت يلعه من وليه العهد ويعله بعد هارون الرشيد فامتنع الادي من ذلك فركب الهدي إليه قاصدا إحضاره فلما كان باسبذان مات با وكان قد رأى ف النوم وهو بقصره ببغداد السمى‬
‫بقصر السلمه كأن شيخا وقف بباب القصر ويقال إنه سع هاتفا يقول ‪ ...‬كأن بذا القصر قد باد أهله ‪ ...‬وأوحش منه ربعه ومنازله ‪ ...‬وصار عميد التوم بعد بجة ‪ ...‬ملك إل قب عليه‬
‫‪ ...‬جنادله ‪ ...‬ول يبق إل ذكره وحديثه ‪ ...‬تنادي عليه معولت حلئله‬
‫فما عاش بعدها إل عشرا حت مات وروى أنه لا قال له الاتف ‪ ...‬كأن بذا القصر قد باد أهله ‪ ...‬وقد درست أعلمه ومنازله ‪ ...‬فأجابه الهدي كذاك أمور الناس يبلى جديدها ‪ ...‬وكل‬
‫فت يوما ستبلى فعائله ‪ ...‬فقال الاتف تزود من الدنيا فإنك ميت ‪ ...‬وإنك مسئول فما أنت قائله ‪ ...‬فأجابه الهدي ‪ ...‬أقول بأن ال حق شهدته ‪ ...‬وذلك قول ليس تصى فضائله ‪...‬‬
‫فقال الاتف ‪ ...‬تزود من الدنيا فإنك راحل ‪ ...‬وقد أزف المر الذي بك نازل ‪ ...‬فأجابه الهدي ‪ ...‬مت ذاك خبن هديت فإنن ‪ ...‬سأفعل ما قد قلت ل وأعاجله ‪ ...‬فقال الاتف ‪...‬‬
‫تلبث ثلثا بعد عشرين ليلة ‪ ...‬إل منتهى شهر وما أنت كامله ‪ ...‬قالوا فلم يعش بعدها إل تسعا وعشرين يوما حت مات رحه ال تعإل‬
‫وقد ذكر ابن جرير اختلفا ف سبب موته فقيل إنه ساق خلف ظب والكلب بي يديه فدخل الظب إل خربة فدخلت الكلب وراءه وجاء الفرس فحمل بشوار فدخل الربة فكسر ظهره‬
‫وكانت وفاته بسبب ذلك وقيل أن بعض حظايا بعثت إل أخرى لبنا مسموما فمر الرسول بالهدي فأكل منه فمات وقيل بل بعثت اليها بصينيه فيها الكمثرى وف أعلها واحدة كبية‬
‫مسمومة وكان الهدي يعجبه الكمثرى فمرت به الارية ومعها تلك الصينية فأخذ الت ف أعلها فأكلها فمات من ساعته فجعلت الظية تندبه وتقول واأمي الؤمنينا أردت أن يكون ل‬
‫وحدي قتلته بيدي وكانت وفاته ف الحرم من هذه السنة أعن سنة تسع وستي ومائة وله من العمر ثلث وأربعون سنة على الشهور وكانت خلفته عشر سني وشهرا وكسورا ورثاه‬
‫الشعراء براثي كثية قد ذكرها ابن جرير وابن عساكر‬
‫وفيها توف عبيدال بن زياد ونافع بن عمر المحي ونافع بن أب نعيم القاري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪157‬‬

‫) خلفة موسى الادي بن الهدي (‬


‫توف أبوه ف الحرم من أول سنة تسع وستي ومائة كان ول العهد من بعد أبيه وكان أبوه قد عزم قبل موته على تقدي أخيه الرشيد عليه ف ولية العهد فلم يتفق ذلك حت مات الهدي‬
‫باسبذان وكان الادي اذ ذاك برجان فهم بعض الدولة منهم الربيه الاجب وطائفة من القواد على تقدي الرشيد عليه والبايعة له وكان الرشيد حاضرا ببغداد وعزموا على النفقه على الند‬
‫لذلك تنفيذا لارآه الهدي من ذلك فأسرع الادي السي من جرجان إل بغداد حي بلغه الب فساق منها اليها ف عشرين يوما فدخل بغداد وقام ف الناس خطيبا وأخذ البيعة منهم فبايعوه‬
‫وتغيب الربيع الاجب فتطلبه الادي حت حضر بي يديه فعفا عنه وأحسن إليه وأقره على حجو بيته وزاده الوزراء وليات أخر وشرع الادي ف تطلب الزنادقه من الفاق فقتل منهم طائفة‬
‫كثية واقتدى ف ذلك بأبيه وقد كان موسى الادي من أفكه الناس مع اصحابه ف اللوة فاذا جلس ف مقام اللفة كانوا ل يستطيعون النظر اليه لا يعلوه من الهابة والرياسة وكان شابا‬
‫حسنا وقورا مهيبا‬
‫وفيها أعن سنة تسع وستي ومائة خرج بالدينة السي بن علي بن السن بن السن بن علي بن أب طالب وذلك أنه أصبح يوما وقد لبس البياض وجلس ف السجد النبوي وجاء الناس إل‬
‫الصلة فلما رأوه ولوا راجعي والتف عليه جاعة فبايعوه على الكتاب والسنة والرضى من أهل البيت وكان سبب خروجه أن متوليها خرج منها إل بغداد ليهنئ الليفة بالولية ويعزيه ف أبيه‬
‫ث جرت أمور أقتضت خروجه والتف عليه جاعة وجعلوا مأواهم السجد النبوي ومنعوا الناس من الصلة فيه ول يبه أهل الدينة إل ما أراده بل جعلوا يدعون عليه لنتهاكه السجد حت‬
‫ذكر أنم كانو يقذرون ف جنبات السجد وقد اقتتلوا مع السودة مرات فقتل من هؤلء وهؤلء ث ارتل إل مكة فأقام با إل زمن الج فبعث إليه الادي جيشا فقاتلوه بعد فراغ الناس من‬
‫الوسم فقتلوه وقتلوا طائفة من أصحابه وهرب بقيتهم وتفرقوا شذرا مذرا فكان مدة خروجه إل أن قتل تسعة أشهر وثانية عشر يوما وقد كان كريا من أجود الناس دخل يوما على الهدي‬
‫فأطلق له أربعي الف دينار ففرقها ف أهله وأصدقائه من أهل بغداد والكوفة ث خرج من الكوفة وما عليه قميص إنا كان عليه فروة وليس تتها قيمص‬
‫وفيها حج بالناس سليمان بن أب جعفر عم الليفة وغزا الصائفة من طريق درب الراهب معتوق بن يي ف جحفل كثيف وقد أقبلت الروم مع بطريقها فبلغوا الدث وفيها توف السن بن‬
‫علي بن حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أب طالب قتل ف أيام التشريق كما تقدم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪158‬‬

‫والربيع بن يونس الاجب مول النصور وكان حاجبه ووزيره وقد وزر للمهدي والادي وكان بعضهم يطعن ف نسبه وقد أورد الطيب ف ترجة حديثا من طريقة ولكنه منكر وف صحته عنه‬
‫نظر وقد ول الجوبية بعده ولده الفضل بن الربيع وله إياها الادي‬
‫) ث دخلت سنة سبعي ومائة من الجرة النبوية (‬
‫وفيها عزم الادي على خلع أخيه هارون الرشيد من اللفة وولية العهد لبنه جعفر بن الادي فانقادا هارون لذلك ول يظهر عليه منازعة بل أجاب واستدعى الادي جاعة من المراء‬
‫فأجابوه إل ذلك وأبت أمهما اليزران وكانت تيل إل ابنها هارون أكثر من موسى وكان الادي قد منعها من التصرف ف شيء من الملكة لذلك بعدما كانت قد استحوذت عليه ف أول‬
‫وليته وانقلبت الدول إل بابا والمراء إل جانبها فحلف الادي لئن عاد أمي إل بابا ليضربن عنقه ول يقبل منه شفاعة فامتنعت من الكلم ف ذلك وحلفت لتكلمه أبدا وانتقلت عنه إل‬
‫منل آخر وأل هو على أخيه هارون ف اللع وبعث ال يي بن خالد بن برمك وكان من أكابر المراء الذين هم من ف صف الرشيد فقال له ماذا ترى فيما أريد من خلع هارون وتولية ابن‬
‫جعفر فقال له خالد ان اخشى ان تون اليان على الناس ولكن الصلحة تقتضي ان تعل جعفرا ول العهد من بعد هارون وايضا فأن اخشى ان ل ييب اكثر الناس ال البيعة لعفر لنه دون‬
‫البلوغ فيتفاقم المر ويتلف الناس فأطرق مليا وكان ذلك ليل ث أمر بسجنه ث اطلقه وجاء يوما اليه اخوة هارون الرشيد فجلس عن ينيه بعيدا فجعل الادي ينظر إليه مليا ث قال يا هارون‬
‫تطمع أن تكون وليا للعهد حقا فقال إي وال ولئن كان ذلك لصلن من قطعت ولنصفن من ظلمت ولزوجن بنيك من بنات فقال ذاك الظن بك فقام إليه هارون يقبل يده فحلف الادي‬
‫ليجلس معه على السرير فجلس معه ث أمر له بألف الف دينار وأن يدخل الزائن فيأخذ منها ما أراد وإذا جاء الراج دفع إليه نصفه ففعل ذلك كله ورضي الادي عن الرشيد ث سافر‬
‫الادي إل حديثة الوصل بعد الصلح ث عاد منها فمات بعيساباذ ليلة المعة للنصف من ربيع الول وقيل لخر سنة سبعي ومائة وله من العمر ثلث وعشرون سنة وكانت خلفته ستة اشهر‬
‫وثلثة وعشرون يوما وكان طويل جيل أبيض بشفته العليا تقلص‬
‫وقد توف ف هذه الليلة خليفة وهو الادي وول خليفة وهو الرشيد وولد خليفه وهو الأمون بن الرشيد وقد قالت اليزران أمهما ف أول الليل إنه بلغن أن يولد خليفة ويوت خليفة ويول‬
‫خليفة يقال انا سعت ذلك من الوزاعي قبل ذلك بدة وقد سرها ذلك جدا ويقال إنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪159‬‬

‫سعت ولدها الادي خوفا منها على ابنها الرشيد ولنه كان قد أبعدها وأقصاها وقرب حظيته خالصة وأدناها فال أعلم‬
‫) وهذا ذكر شيء من ترجة الادي (‬
‫هو موسى بن ممد الهدي بن عبدال النصور بن ممد بن علي بن عبدال بن عباس أبو ممد الادي ول اللفة ف مرم سنة تسع وستي ومائة ومات ف النصف من ربيع الول أو الخر سنة‬
‫سبعي ومائة وله من العمر ثلث وقيل أربع وقيل ست وعشرون سنة والصحيح الول ويقال إنه ل يل اللفة أحد قبله ف سنة وكان حسنا جيل أبيض وكان طويل وكان قوي البأس يثب‬
‫على الدابة وعليه ذرعان وكان أبوه يسميه ريانت ذكر عيسى بن دأب قال كنت يوما عند الادي إذ جيء بطست فيه رأس جاريتي قد ذبا وقطعا ل أر أحسن صورا منهما ول مثل شعورها‬
‫وف شعورها الللء والواهر منضدة ول رأيت مثل طيب ريهما فقال لنا الليفة أتدرون ما شأن هاتي قلت ل فقال إنه ذكر أنه تركب إحداها الخرى يفعلن الفاحشة فأمرت الادم‬
‫فرصدها ث جاءن فقال إنما متمعتان فجئت فوجدتما ف لاف واحد وها على الفاحشة فأمرت بز رقابما ث أمر برفع رؤسهما من بي يديه ورجع إل حديثه الول كأنه ل يضيع شيئا‬
‫وكان شهما خبيا باللك كريا ومن كلمه ما أصلح اللك بثل تعجيل العقوبة للجان والعفو عن الزلت ليقل الطمع عن اللك وغضب يوما من رجل فاسترضى عنه فرضي فشرع الرجل‬
‫يعتذر فقال الادي إن الرضا كفاك مؤنة العتذار وعزى رجل ف ولده فقال له سرك هو عدو وفتنة وساءك وهو صلة ورحة وروى الزبي بن بكار أن مروان ابن أب حفصة أنشد الادي‬
‫‪ ...‬قصيدة له منها قوله ‪ ...‬تشابه يوما بأسه ونواله ‪ ...‬فما أحد يدري ليهما الفضل‬
‫فقال له الادي أيا أحب اليك ثلثون الفا معجلة أو مائة ألف تدور ف الدواوين فقال يا أمي الؤمني أو أحسن من ذلك قال ما هو قال تكون ألفا معجلة ومائة ألف تدور بالدواوين فقال‬
‫أوأحسن من ذلك نعجل الميع لك فامر له بائة ألف وثلثي ألفا معجلة‬
‫قال الطيب البغدادي حدثن الزهري ثنا سهل بن أحد الديباجي ثنا الصول ثنا الغلب حدثن ممد بن عبدالرحن التيمى الكي حدثن الطلب بن عكاشة الزن قال قدمنا على أب ممد‬
‫الادي شهودا على رجل منا أنه شتم قريشا وتطى إل رسول ال صلى اله عليه وسلم فجلس لنا ملس أحضر فيه فقهاء أهل زمانه ومن كان بالضرة على بابه وأحضر الرجل وأحضرنا‬
‫فشهدنا عليه با سعنا منه فتغي وجه الادي ث نكس رأسه ث رفعه ث قال إن سعت أب الهدي يدث عن ابيه النصور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪160‬‬

‫عن أبيه علي بن عبدال بن عباس قال من أهان قريشا أهانه ال وأنت يا عدو ال ل ترضى بأن آذيت قريشا حت تطيت إل ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم أضربوا عنقه فما برحنا حت‬
‫قتل‬
‫توف الادي ف ربيع الول من هذه السنة وصلى عليه أخوه هارون ودفن ف قصر بناه وساه البيض بعيساباذ من الانب الشرقي من بغداد وكان له من الولد تسعة سبعة ذكور وابنتان‬
‫فالذكور جعفر وعباس وعبدال واسحاق وإساعيل وسليمان وموسى العمى الذي ولد بعد وفاته فسمى باسم أبيه والبنتان ها أم عيسى الت تزوجها الأمون وأم العباس تلقب توبه‬
‫) خلفة هارون الرشيد بن الهدي (‬
‫بويع له باللفة ليلة مات أخوه وذلك ليلة المعة للنصف من ربيع الول سنة سبعي ومائة وكان عمر الرشيد يومئذ ثنتان وعشرين سنة فبعث إل يي بن خالد بن برمك فأخرجه من‬
‫السجن وقد كان الادي عزم تلك الليلة على قتله وقتل هارون الرشيد وكان الرشيد ابنه من الرضاعة فوله حينئذ الوزارة وول يوسف بن القاسم بن صبيح كتابة النشاء وكان هو الذي‬
‫قام خطيبا بي يديه حت أخذت البيعة له على النب بعيساباذ ويقال إنه لا مات الادي ف الليل جاء يي ابن خالد بن برمك إل الرشيد فوجده نائما فقال قم يا أمي الؤمني كم تروعن لو‬
‫سعك هذا الرجل لكان ذلك أكب ذنوب عنده فقال قد مات الرجل فجلس هارون فقال أشر علي ف الوليات فجعل يذكر القاليم لرجال يسميهم فيوليهم الرشيد فبينما ها كذلك إذ جاء‬
‫آخر فقال أبشر يا أمي الؤمني فقد ولدك الساعة غلم فقال هو عبدال وهو الأمون ث أصبح فصلى على أخيه الادي ودفنه بعيساباذ وحلف ل يصلي الظهر إل ببغداد فلما فرغ من النازة‬
‫أمر بضرب عنق أب عصمة القائد لنه كان مع جعفر بن عبد الادي فزاحوا الرشيد على جسر فقال أبو عصمة أصب وقف حت يوز ول العهد فقال الرشيد السمع والطاعة للمي فجاز‬
‫جعفر وأبو عصمة ووقف الرشيد مكسورا ذليل فلما ول بضرب عنق اب عصمة ث سار إل بغداد فلما انى إل جسر بغداد استدعى بالغواصي فقال إن سقطت من هنها خات كان والدي‬
‫الهدي قد اشتراه ل بائة ألف فلما كان من أيام بعث إل الادي يطلبه فألقيته إل الرسول فسقط ههنا فغاص الغواصون وراءه فوجدوه فسر به الرشيد سرورا كثيا ولا ول الرشيد يي بن‬
‫خالد الوزارة قال له قد وضعت اليك أمر الرعية وخلعت ذلك من عنقى وجعلته ف عنقك فول من رأيت وأعزل من رأيت ففي ذلك يقول إبراهيم بن الوصلي ‪ ...‬أل تر الشمس كانت‬
‫سقيمة ‪ ...‬فلما ول هارون أشرق نورها ‪ ...‬بيمن أمي ال هارون ذي الندى ‪ ...‬فهارون واليها ويي وزيرها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪161‬‬

‫ث إن هارون أمر يي بن خالد أن ل يقطع أمرا إل بشاورة والدته اليزران فكانت هي الشاورة ف المور كلها فتبم وتل وتضي وتكم‬
‫وفيها أمر الرشيد بسهم ذوي القرب أن يقسم بي بن هاشم على السواء وفيها تتبع الرشيد خلقا من الزنادقة فقتل منهم طائفة كثية وفيها خرج عليه بعض أهل البيت وفيها ولد المي ممد‬
‫بن الرشيد ابن زبيدة وذلك يوم المعة لست خلت من شوال من هذه السنة وفيها كمل بناء مدينة طرسوس على يدي فرج الادم التركي ونزلا الناس وفيها حج بالناس أمي الؤمني الرشيد‬
‫وأعطى أهل الرمي أموال كثية ويقال إنه غزا ف هذه السنة أيضا وف ذلك يقول داود بن رزين الشاعر ‪ ...‬بارون لح النور ف كل بلدة ‪ ...‬وقام به ف عدل سيته النهج ‪ ...‬إمام بذات‬
‫ال أصبح شغله ‪ ...‬وأكثر ما يعن به الغزو والج ‪ ...‬تضيق عيون الناس عن نور وجهه ‪ ...‬إذا ما بدا للناس منظره البلج ‪ ...‬وإن أمي ال هارون ذا الندا ‪ ...‬ينيل الذي يرجوه أضعاف ما‬
‫‪ ...‬يرجو‬
‫وغزا الصائفة فيها سليمان بن عبد ال البكائي‬
‫) ذكر من توف فيها من العيان (‬
‫الليل بن أحد بن عمرو بن تيم أبو عبد الرحن الفراهيدي ويقال الفرهودي الزدي شيخ النحاة وعنه أخذ سيبويه والنضر بن شيل وغي واحد من أكابرهم وهو الذي اخترع علم العروض‬
‫‪ ...‬قسمه إل خس دوائر وفرعه إل خسة عشر برا وزاد الخفش فيه برا آخر وهو البب وقد قال بعض الشعراء ‪ ...‬قد كان شعر الورى صحيحا ‪ ...‬من قبل أن يلق الليل‬
‫وقد كان له معرفة بعلم النغم وله فيه تصنيف أيضا وله كتاب العي ف اللغة ابتدأه وأكمله النضر بن شيل وأضرابه من أصحاب الليل كمؤرج السدوسي ونصر بن علي الهضمي فلم‬
‫يناسبوا ما وضعه الليل وقد وضع ابن درستويه كتابا وصف فيه ما وقع لم من اللل فأفاد وقد كان الليل رجل صالا عاقل وقورا كامل وكان متقلل من الدنيا جدا صبورا على خشونة‬
‫العيش وضيقه وكان يقول ل ياوز هي ما وراء باب وكان ظريفا حسن اللق وذكر أنه اشتغل رجل عليه ف العروض وكان بعيد الذهن فيه قال فقلت له يوما كيف تقطع هذا البيت ‪ ...‬إذا‬
‫‪ ...‬ل تستطع شيئا فدعه ‪ ...‬وجاوزه إل ما تستطيع‬
‫فشرع معي ف تقطيعه على قدر معرفته ث إنه نض من عندي فلم يعد إل وكأنه فهم ما أشرت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪162‬‬

‫إليه ويقال إنه ل يسم أحد بعد النب صلى ال عليه وسلم بأحد سوى أبيه وروى عن أحد بن أب خثيمة وال أعلم ولد الليل سنة مائة من الجرة ومات بالبصرة سنة سبعي ومائة على‬
‫الشهور وقيل سنة ستي وزعم ابن الوزي ف كتابه شذود والعقود أنه توف سنة ثلثي ومائة وهذا غريب جدا والشهور الول‬
‫وفيها توف الربيع بن سليمان بن عبد البار بن كامل الرادي مولهم الصري الؤدب راوية الشافعي وآخر من روى عنه وكان رجل صالا تفرس فيه الشافعي وف البويطي والزن وابن عبد‬
‫الكم العلم فوافق ذلك ما وقع ف نفس المر ومن شعر الربيع هذا ‪ ...‬صبا جيل ما أسرع الفرجا ‪ ...‬من صدق ال ف المور ونا ‪ ...‬من خشي ال ل ينله أذى ‪ ...‬ومن رجا ال كان‬
‫‪ ...‬حيث رجا‬
‫فاما الربيع بن سليمان بن داود اليزى فانه روى عن الشافعي أيضا وقد مات ف سنة ست وخسي ومائي وال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة إحدى وسبعي ومائة (‬
‫فيها أضاف الرشيد الات ال يي بن خالد مع الوزارة وفيها قتل الرشيد ابا هريرة ممد بن فروخ نائب الزيرة صبا ف قصر اللد بي يديه وفيها خرج الفضل بن سعيد الروري فقتل وفيها‬
‫قدم روح بن حات نائب إفريقية وفيها خرجت اليزران إل مكة فأقامت با إل أن شهدت الج وكان الذي حج بالناس فيها عبد الصمد بن علي عم اللفاء‬
‫) ث دخلت سنة ثنتي وسبعي ومائة (‬
‫فيها وضع الرشيد عن أهل العراق العشر الذي كان يؤخذ منهم بعد النصف وفيها خرج الرشيد من بغداد يرتاد له موضعا يسكنه غي بغداد فتشوش فرجع وفيها حج بالناس يعقوب بن أب‬
‫جعفر النصور عم الرشيد وفيها عزا الصائفة اسحاق بن سليمان بن علي‬
‫) ث دخلت سنة ثلث وسبعي ومائة (‬
‫فيها توف بالبصرة ممد بن سليمان فأمر الرشيد بالحتياط على حواصله الت تصلح للخلفاء فوجدوا من ذلك شيئا كثيا من الذهب والفضة والمتعة وغي ذلك فنضدوه ليستعان به على‬
‫الرب وعلى مصال السلمي وهو ممد بن سليمان بن علي بن عبدال بن عباس وامه ام حسن بنت جعفر بن حسن بن حسن بن علي وكان من رجالت قريش وشجعانم جع له النصور‬
‫بي البصرة والكوفة وزوجه الهدي ابنته العباسه وكان له من الموال شيء كثي كان دخله ف كل يوم مائة ألف وكان له خات من ياقوت أحر ل ير مثله ورزى الديث عن أبيه عن جده‬
‫الكب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪163‬‬

‫وهو حديث مرفوع ف مسح رأس اليتيم إل مقدم رأسه ومسح رأس من له أب إل مؤخر رأسه وقد وفد على الرشيد فهنأه باللفة فأكرمه وعظمه وزاده ف عمل شيئا كثيا ولا أراد الروج‬
‫خرج معه الرشيد يشيعه إل كلواذا توف ف جاد الخرة من خذه السنة عن إحدى وخسي سنة وقد أرسل الرشيد من اصطفى من ماله الصامت فوجد له من الذهب ثلثة آلف الف دينار‬
‫ومن الدراهم ستة آلف ألف خارجا عن الملك‬
‫وقد ذكر ابن جرير أن وفاته ووفاة اليزران ف يوم واحد وقد وقفت جارية من جواريه على قبه فأنشأت تقول ‪ ...‬أمسى التراب لن هويت مبيتا ‪ ...‬الق التراب فقل له حييتا ‪ ...‬إنا ببك يا‬
‫‪ ...‬تراب وما بنا ‪ ...‬إل كرامة من عليه حثيتا‬
‫وفيها توفيت اليزران جارية الهدي وأم أمي الؤمني الادي والرشيد اشتراها الهدي وحظيت عنده جدا ث أعتقها وتزوجها ولدت له خليفتي موسى الادي والرشيد ول يتفق هذا لغيها من‬
‫النساء إل الولدة بنت العباس العبسية زوجة عبداللك بن مروان وهي أم الوليد وسليمان وكذلك لشاه فرند بنت فيوز بن يزدجرد ولدت لولها الوليد بن عبد اللك مروان وإبراهيم‬
‫وكلها ول اللفة وقد روى من طريق اليزران عن مولها الهدي عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫من اتقى ال وقاه كل شيء ( ولا عرضت اليزران على الهدي ليشتريها أعجبته إل دقة ف ساقيها فقال لا يا جارية إنك لعلى غاية الن والمال لول دقة ساقيك وخوشهما فقالت يا أمي (‬
‫الؤمني إنك أحوج ما تكون اليهما ل تراها فاستحسن جوابا واشتراها وحظيت عنده جدا وقد حجت اليزران مرة ف حياة الهدي فكتب اليها وهي بكة يستوحش لا ويتشوق اليها بذا‬
‫الشعر ‪ ...‬نن ف غاية السرور ولكن ‪ ...‬ليس بكم يتم السرور ‪ ...‬عيب ما نن فيه يا أهل ودي ‪ ...‬أنكم غيب ونن حضور ‪ ...‬فأجدوا ف السي بل إن قدرت ‪ ...‬أن تطيوا مع الرياح‬
‫‪ ...‬فطيوا‬
‫فأجابته أو أمرت من أجابة ‪ ...‬قد أتانا الذي وصفت من الشو ‪ ...‬ق فكدنا وما قدرنا نطي ‪ ...‬ليت أن الرياح كن يؤدين ‪ ...‬اليكم ما قد يكن الضمي ‪ ...‬ل أزل صبة فإن كنت بعدي ‪...‬‬
‫‪ ...‬ف سرور فدام ذاك السرور‬
‫وذكر أنه أهدي اليها ممد بن سليمان نائب البصرة الذي مات ف اليوم الذي ماتت فيه مائة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪164‬‬

‫وصيفة مع كل وصيفة جام من فضة ملوء مسكا فكتبت اليه ان كان ما بعثته ثنا عن ظننا فيك فظننا فيك أكثر ما بعثت وقد بستنا ف الثمن وان كنت تريد به زيادة الودة فقد اتمتن ف‬
‫الودة وردت ذلك عليه وقد اشترت الدار الشهورة با بكة العروفة بدار اليزران فزادتا ف السجد الرام‬
‫وكان مغل ضياعها ف كل سنة ألف ألف وستي ألفا واتفق موتا ببغداد ليلة المعة لثلث بقي من جادي الخرة من هذه السنة وخرج ابنها الرشيد ف جنازتا وهو حامل سريرها يب ف‬
‫الطي فلما انتهى إل القبة أتى باء فغسل رجليه ولبس خفا وصلى عليها ونزل لدها فلما خرج من القب أتى بسرير فجلس عليه واستدعى بالفضل بن الربيع فوله الان والنفقات وأنشد‬
‫‪ ...‬الرشيد قول أبن نويره حي دفن أمه اليزران ‪ ...‬وكنا كندمائي جذية برهة ‪ ...‬من الدهر حت قيل لن يتصدعا ‪ ...‬فلما تفرقنا كأن ومالكا ‪ ...‬لطول اجتماع ل نبت ليلة معا‬
‫) وفيها توفيت ) غادر‬
‫جارية كانت لوسى الادي كان يبها حبا شديدا جدا وكانت تسن الغناء جدا فبينما هي يوما تغنيه إذ أخذته فكرة غيبته عنها وتغي لونه فسأله بعض الاضرين ما هذا يا أمي الؤمني فقال‬
‫أخذتن فكرة أن أموت وأخي هارون يتول اللفة بعدي ويتزوج جاريت هذه ففداه الاضرون ودعوا له بطول العمر ث استدعى أخاه هارون فأخبه با وقع فعوذه الرشيد من ذلك‬
‫فاستحلفه الادي باليان الغلظة من الطلق والعتاق والج ماشيا حافيا أن ل يتزوجها فحلف له واستحلف الارية كذلك فحلفت له فلم يكن إل أقل من شهرين حت مات ث خطبها الرشيد‬
‫فقالت كيف باليان الت حلفناها أنا وأنت فقال ان أكفر عن وعنك فتزوجها وحظيت عنده جدا حت كانت ف حجرة فل يتحرك خشية أن يزعجها فبينما هي ذات ليلة نائمة إذا انتبهت‬
‫مذعورة تبكي فقال لا ما شأنك فقالت يا أمي الؤمني رأيت الادي ف منامي هذا وهو يقول ‪ ...‬اخلفت عهدي بعد ما ‪ ...‬جاورت سكان القابر ‪ ...‬ونسيت وحنثت ف ‪ ...‬أيانك الكذب‬
‫الفواجر ‪ ...‬ونكحت غادرة أخي ‪ ...‬صدق الذي ساك غادر ‪ ...‬أمسيت ف أهل البلى ‪ ...‬وعددت ف الوتى الغوابر ‪ ...‬ل يهنك اللف الد ‪ ...‬يد ول تدور عنك الدوائر ‪ ...‬ولقت ب‬
‫قبل الصبا ‪ ...‬ح وصرت حيث غدوت صائر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪165‬‬

‫فقال الرشيد أضغاث أحلم فقالت كل وال يا أمي الؤمني فكأنا كتبت هذه البيات ف قلب ث ما زالت ترتعد وتضطرب حت ماتت قبل الصباح وفيها ماتت ) هيلنه ( جارية الرشيد وهو‬
‫الذي ساها هيلنه لكثرة قولا هي لنه قال الصمعي وكان لا مبا وكانت قبله لالد بن يي بن برمك فدخل الرشيد يوما منله قبل اللفة فاعترضته ف طريقه وقالت أمالنا منك نصيب‬
‫فقال وكيف السبيل إل ذلك فقالت استوهبن من هذا الشيخ فاستوهبها من يي بن خالد فوهبها له وحظيت عنده ومكثت عنده ثلثة سني ث توفيت فحزن عليها حزنا شديدا ورثاها وكان‬
‫‪ ...‬من قوله فيها ‪ ...‬قد قلت لا ضمنوك الثرى ‪ ...‬وجالت السرة ف صدري ‪ ...‬أذهب فلق ال ل سرن ‪ ...‬بعدك شيء آخر الدهر‬
‫‪ ...‬وقال العباس بن الحنف ف موتا ‪ ...‬يامن تباشرت القبور بوتا ‪ ...‬قصد الزمان مساءت فرماك ‪ ...‬أبغي النيس فما أرى ل مؤنسا ‪ ...‬إل التردد حيث كنت أراك‬
‫قال فأمر له الرشيد بأربعي ألفا لكل بيت عشرة آلف فال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة أربع وسبعي ومائة من الجرة النبوية (‬
‫فيها وقعت عصبية بالشام وتبيط من أهلها وفيها استقضى الرشيد يوسف ابن أب يوسف وأبوه حي وفيها عزا الصائفة عبد اللك بن صال فدخل بلد الروم وفيها حج بالناس الرشيد فلما‬
‫اقترب من مكة بلغه أن فيها وباء فلم يدخل مكة حت كان وقت الوقوف فوقف ث جاء الزدلفة ث من ث دخل مكة فطاف وسعى ث ارتل ول ينل با‬
‫) ث دخلت سنة خس وسبعي ومائة (‬
‫فيها أخذ الرشيد بولية العهد من بعده لولده ممد بن زبيده وساه المي وعمره إذ ذاك خس سني فقال ف ذلك سلم الاسر ‪ ...‬قد وفق ال الليفة إذ بن ‪ ...‬بيت اللفة للهجان الزهر‬
‫‪ ... ...‬فهو الليفة عن أبيه وجده ‪ ...‬شهدا عليه بنظر وبخب ‪ ...‬قد بايع الثقلن ف مهد الدى ‪ ...‬لحمد بن زبيدة ابنة جعفر‬
‫وقد كان الرشيد يتوسم النجابة والرجاحة ف عبدال الأمون ويقول وال فيه حزم النصور ونسك الهدي وعزة نفس الادي ولو شئت أن أقول الرابعة من لقلت وإن لقدم ممد بن زبيدة‬
‫وإن لعلم أنه متبع هواه ولكن لأستطيع غي ذلك ث أنشأ يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪166‬‬

‫لقد بان وجه الرأي غي أنن ‪ ...‬غلبت على المر الذي كان أحزما ‪ ...‬وكيف يرد الدار ف الضرع بعدما ‪ ...‬نوزع حت صار نبا مقسما ‪ ...‬أخاف التواء المر بعد استوائه ‪ ...‬وأن ينقص‬
‫‪ ...‬المر الذي كان أبرما‬
‫وغزا الصائفة عبداللك بن صال ف قول الواقدى وحج بالناس الرشيد وفيها سار يي بن عبدال بن حسن إل الديلم وترك هناك من العيان‬
‫) شعوانة العابدة الزاهدة (‬
‫كانت أمة سوداء كثية العبادة روى عنها كلمات حسان وقد سألا الفضل بن عياض الدعاء فقالت أما بينك وبينه ما إن دعوته استجاب لك فشهق الفضيل الفضل ووقع مغشيا عليه وفيها‬
‫توف الليث بن سعد بن عبد الرحن الفهمي مولهم قال ابن خلكان كان مول قيس بن رفاعة وهو مول عبد الرحن بن مسافر الفهمي كان الليث إمام الديار الصرية بل مدافعة وولد‬
‫بقرقشندة من بلد مصر سنة أربع وتسعي وكانت وفاته ف شعبان من هذه السنة ونشأ بالديار الصرية وقال ابن خلكان أصله من قلقشندة وضبطه بلمي الثانية متحركة وحكى عن بعضهم‬
‫أنه كان جيد الذهن وأنه ول القضاء بصر فلم يمدوا ذهنه بعد ذلك ولد سنة أربع وعشرين ومائة وذلك غريب جدا وذكروا أنه كان يدخله من ملكه ف كل سنة خسة الف دينار وقال‬
‫آخرون كان يدخله من الغلة ف كل سنة ثانون ألف دينار وما وجبت عليه زكاة وكان إماما ف الفقه والديث والعربية قال الشافعي كان الليث أفقه من مالك إل أنه ضيعه أصحابه وبعث‬
‫إليه مالك يستهديه شيئا من العصفر لجل جهاز ابنته فبعث إليه بثلثي حل فاستعمل منه مالك حاجته وباع منه بمسمائة دينار ويقيت عنده منه بقية وحج مرة فأهدى له مالك طبقا فيه‬
‫رطب فرد الطبق وفيه الف دينار وكان يهب للرجل من أصحابه من العلماء اللف دينار وما يقارب ذلك وكان يرج إل السكندرية ف البحر هو وأصحابه ف مركب ومطبخه ف مركب‬
‫‪ ...‬ومناقبه كثية جدا وحكى ابن خلكان أنه سع قائل يقوم يوم مات الليث ‪ ...‬ذهب الليث فل ليث لكم ‪ ...‬ومضى العلم غريبا وقب‬
‫فالتفتوا فلم يروا أحدا وفيها توف‬
‫) النذر بن عبدال بن النذر (‬
‫القرشى عرض عليه الهدي أن يلي القضاء ويعطيه من بيت الال مائة ألف درهم فقال ان عاهدت ال أن ل إل شيئا وأعيذ أمي الؤمني بال أن أخيس بعهدي فقال له الهدي ال قال ال قال‬
‫انطلق فقد أعفيتك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪167‬‬

‫) ث دخلت سنة ست وسبعي ومائة (‬


‫فيها كان ظهور يي ين عبدال بن حسن حسن بن بن علي بن أب طالب ببلد الديلم واتبعه خلق كثي وجم غفي وقويت شوكته وارتل اليه الناس من الكور والمصار فانزعج لذلك الرشيد‬
‫وقلق من أمره فندب إليهالفضل بن يي بن خالد بن برمك ف خسي الفا ووله كور البل والري وجرجان وطب ستان وقومس وغي ذلك فسار الفضل بن يي إل تلك الناحية ف أبة‬
‫عظيمة وكتب الرشيد تلحقه مع البد ف كل منلة وأنواع التحف والب وكاتب الرشيد صاحب الديلم ووعده بألف ألف درهم إن هو سهل خرج يي اليهم وكتب الفضل بن يي بن‬
‫عبدال يعده وينيه ويؤمله ويرجيه وأنه إن خرج إليه أن يقيم له العذر عند الرشيد فامتنع يي أن يرج اليهم حت يكتب له الرشيد كتاب أمان بيده فكتب الفضل إل الرشيد بذلك ففرح‬
‫الرشيد ووقع منه موقعا عظيما وكتب المان بيده وأشهد عليه القضاة والفقهاء ومشيخة بن هاشم منهم عبد الصمد بن علي وبعث المان وأرسل معه جوائز وتفا كثية اليهم ليدفعوا ذلك‬
‫إل جيعه ليه ففعلوا فدخلوا بغداد وتلقاه الرشيد وأكرمه وأجزل له ف العطاء وخدمه آل برمك خدمة عظيمة بيث إن يي بن خالد كان يقول خدمته بنفسى وولدي وعظم الفضل عند‬
‫الرشيد جدا بذه الفعلة حيث سعى بالصلح بي العباسي والفاطميي ففي ذلك يقول مروان ابن اب حفصة بن يي ويشكره على صنيعه هذا ‪ ...‬ظفرت فل شلت يد برمكية ‪ ...‬رتقت با‬
‫‪ ...‬الفتق الذي بي هاشم ‪ ...‬على حي أعياه الرتقي التئامه ‪ ...‬فكفوا وقالوا ليس بالتلئم ‪ ...‬وما زال قدح اللك يرج فائزا ‪ ...‬لكم كلما ضمت قداح الساهم‬
‫قالوا ث أن الرشيد تنكر ليحي بن عبدال بن حسن وتغي عليه ويقال إنه سجنه ث استخضره وعنده جاعات من الاشي واحضر المان الذي بعث به إليه فسأل الرشيد ممد بن السن عن‬
‫المان أصحيح هو قال نعم فتغيظ الرشيد عليه وقال أبو البختري ليس هذا المان بشيء فاحكم فيه با شئت ومزق المان وبصق فيه البخترى وأقبل الرشيد على يي بن عبدال فقال هيه‬
‫هيه هيه وهو يبتسم تبسم الغضب وقال ان الناس يزعمون أنا سمناك فقال يي يا أمي الؤمني إن لنا قرابة ورحا وحقا فعلم تعذبن وتبسن فرق له الرشيد فاعترض بكار بن مصعب بن‬
‫ثابت بن عبدال بن الزبي فقال يا أمي الؤمني ل يغرنك هذا الكلم من هذا فإنه عاص شاق وانا هذا منه مكر وخبث وقد أفسد علينا مدينتنا وأظهر‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪168‬‬

‫فيها العصيان فقال له يي ومن أنتم عافاكم ال وإنا هاجر أبوك إل الدينة بأبائي وآباء هذا ث قال يي يا أمي الؤمني لقد جاءن هذا حي قتل أخي ممد بن عبدال فقال لعن ال قاتله‬
‫وأنشدن فيه نو من عشرين بيتا وقال ل إن تركت إل هذا المر فأنا أول من يبايعك وما ينعك أن تلحق بالبصرة وأيدينا معك قال فتغي وجه الرشيد ووجه الزبي وأنكر وشرع يلف‬
‫اليان الغلظة إنه لكاذب ف ذلك وتي الرشيد ث قال ليحي الفظ شيئا من الرثية قال نعم وانشده منها جانبا فازداد الزبي ف النكار فقال له يي بن عبدال فقل إن كنت كاذبا فقد برئت‬
‫من حول ال وقوته ووكلن ال إل حول وقوت فامتنع من اللف بذلك فعزم عليه الرشيد فحلف بذلك فما كان إل أن خرج من عند الرشيد فرماه ال بالفال فمات من ساعته ويقال إن‬
‫امرأته غمت وجهه بخدة فقتله ال‬
‫ث إن الرشيد أطلق يي بن عبد ال وأطلق ل مائة ألف دينار ويقال إنا حبسه بعض يوم وقيل ثلثة أيام وكان جلة ما وصله من الال من الرشيد أربعمائة ألف دينار من بيت الال وعاش بعد‬
‫ذلك كله شهرا واحدا ث مات رحه ال‬
‫وفيها وقعت فتنة عظيمة بالشام بي النناريه وهم قيس واليمانيه وهم ين وهذا كان أول يوم بدو أمر العشيتي بوران وهم قيس وين أعادوا ما كانوا عليه ف الاهلية ف هذا الن وقتل‬
‫منهم ف هذه السنة بشر كثي وكان على نيابة الشام كلها من جهة الرشيد ابن عمه موسى بن عيسى وقيل عبد الصمد بن علي فال أعلم [ وكان على نيابة دمشق بصوصها سندى بن‬
‫سهيل أحد مول جعفر النصور وقد هدم سور دمشق حي ثارت الفتنة خوفا من أن يتغلب عليها أبو اليذام الزي رأس القيسية وقد كان مزب هذا دميم اللق قال الاحظ وكان ل يلف‬
‫الكاري ول اللح ول الائك ويقول القول قولم ويستخي ال ف المال ومعلم الكتاب وقد توف سنة أربع ومائتي ] فلما تفاقم المر بعث الرشيد من جهته موسى بن يي بن خالد ومعه‬
‫جاعة من القواد ورؤس الكتاب فأصلحوا بي الناس وهدأت الفتنة واستقام أمر الرعية وحلوا جاعات من رؤس الفتنة إل الرشيد فرد أمرهم إل يي بن خالد فعفا عنهم وأطلقهم وف ذلك‬
‫يقول بعض الشعراء ‪ ...‬قد هاجت الشام هيجا ‪ ...‬يشيب رأس الوليد ‪ ...‬فصب موسى عليها ‪ ...‬بيله وجنوده ‪ ...‬فدانت الشام لا أتى ‪ ...‬بسنح وحيده ‪ ...‬هذا الواد الذي ب ‪ ...‬د كل‬
‫جود بوده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪169‬‬

‫أعده جود أبيه ‪ ...‬يي وجود جدوده ‪ ...‬فجاد موسى بن يي ‪ ...‬بطارف وتليده ‪ ...‬ونال موسى ذرى الجد ‪ ...‬وهو حشو مهوده ‪ ...‬خصصنه بدحي ‪ ...‬منثورة وقصيده ‪ ...‬من البامك‬
‫‪ ...‬عودا ‪ ...‬له فأكرم بعوده ‪ ...‬حووا على الشعر طرا ‪ ...‬خفيفة ومديده‬
‫وفيها عزل الرشيد الغطريف بن عطاء عن خراسان وولها حزة بن مالك بن اليثم الزاعي اللقب بالعروس وفيها ول الرشيد جعفر بن يي بن خالد نيابة مصر فاسناب عليها جعفر عمر بن‬
‫مهران وكان رديء اللق رديء الشكل زمن الكف أحول وكان سبب وليته إياها أن نائبها موسى ابن عيسى كان قد عزم على خلع الرشيد فقال الرشيد وال لعزلنه ولولي عليها أحسن‬
‫الناس فاستدعى عمر بن مهران هذا فوله عليها عن نائبه جعفر بن يي البمكي فسار اليها على بغل وغلمه أبو ردة على بغل آخر فدخلها كذلك فانتهى إل ملس نائبها موسى بن عيسى‬
‫فجلس ف أخريات الناس فلما انفض الناس أقبل عليه موسى بن عيسى وهو ل يعرف من هو فقال الك حاجة يا شيخ قال نعم أصلح ال المي ث دفع الكتب إليه فلما قرأها قال أنت عمر‬
‫بن مهران قال نعم قال لعن ال فرعون حي قال أليس ل ملك مصر ث سلم إليه العمل وارتل منها وأقبل عمر بن مهران على عمله وكان ل يقبل شيئا من الدايا إل ما كان ذهبا أو فضة أو‬
‫قماشا ث يكتب على كل هدية اسم مهديها ث يطلب الراج ويلح ف طلبه عليهم وكان بعضهم ياطله به فأقسم ل ياطله أحد إل فعل به وفعل فجمع من ذلك شيئا كثيا وكان يبعث ما جعه‬
‫إل بغداد ومن ما طله بعثه إل بغداد فتأدب الناس معه ث جاءهم القسط الثان فعجز كثي منهم عن الداء فجعل يستحضر ما كانوا أدوه إليه من الدايا فإن كان نقدا أداه عنهم وان كان برا‬
‫باعة وأداه عنهم وقال لم إن إنا ادخرت هذا لكم إل وقت حاجتكم ث أكمل استخرج جيع الراج بديار مصر ول يفعل ذلك أحد من قبله ث أنصرف عنها لنه كان شرط الرشيد أنه إذا‬
‫مهد البلد وجب الراج فذاك إذنه ف النصراف ول يكن معه بالديار الصرية جيش ول غيه سوى موله أبو درة وحاجبه وهو منفذ أموره وفيها غزال الصائفة عبد الرحن بن عبد اللك‬
‫ففتح حصنا وفيها حجت زبيدة زوجة الرشيد ومعها أخوها وكان أمي الج سليمان بن أب جعفر النصور عم الرشيد وفيها توف‬
‫) إبراهيم بن صال (‬
‫) ابن علي بن عبدال بن عباس كان أميا على مصر توف ف شعبان ) إبراهيم بن هرمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪170‬‬

‫كان شاعرا وهو إبراهيم بن علي بن سلمه بن عامر بن هرمة أبو اسحاق الفهري الدن وفد على النصور ف وفد من أهل الدينة حي استوفدهم عليه فجلسوا ال ستر دون النصور يرى الناس‬
‫من ورائه ول يرونه وأبو الصيب الاجب واقف يقول يا أمي الؤمني هذا فلن الطيب فيأمره فيخطب ويقول هذا فلن الشاعر فيأمره فينشد حت كان من آخرهم ابن هرمة هذا فسمعته‬
‫‪ ...‬يقول ل مرحبا ول أهلا ول انعم ال بك عينا قال فقلت هلكت ث استنشدن فأنشدته قصيدت الت أقول فيها ‪ ...‬سرى ثوبة عند الصبا التجابل ‪ ...‬وقرب للبي الليط الزايل‬
‫‪ ...‬حت انتهيت ال قول ‪ ...‬فأما الذي أمنته يأمن الردي ‪ ...‬وأما الذي حاولت بالثكل ثاكل‬
‫قال فأمر برفع الجاب فإذا وجهه كأنه فلقة قمر فاستنشدن بقية القصيدة وأمر ل بالقرب بي يديه واللوس إليه ث قال ويك يا إبراهيم لول ذنوب بلغتن عنك لفضلتك على أصحابك‬
‫فقلت يا أمي الؤمني كل ذنب بلغك عن ل تعف عنه فأنا مقربه قال فتناول الخصرة فضربن با ضربتي وأمر ل بعشرة آلف وخلعه وعفى عن وألقن بنظرائي وكان من جلة ما نقم‬
‫النصور عليه قوله‬
‫‪ ...‬ومهما ألم على حبهم ‪ ...‬فإن أحب بن فاطمه ‪ ...‬بن بنت من جاء بالحكما ‪ ...‬ت وبالدين وبالسنة قائما ‪ ...‬فلست أبال بب لم ‪ ...‬سواهم من النعم السائمه ‪...‬‬
‫قال الحفش قال لنا ثعلب قال الصمعي ختمت الشعراء بإبن هرمة ذكر وفاته ف هذه السنة أبو الفرج ابن الوزي وفيها توف الراح بن مليح والد وكيع بن الراح وسعيد بن عبد الرحن‬
‫ابن عبدال بن جيل أبو عبد ال الدن ول قضاء بغداد سبعة عشر سنة لعسكر الهدي وثقة ابن معي وغيه وفيها توف‬
‫) صال بن بشيالري (‬
‫أحد العباد الزهاد كان كثي البكاء وكان يعظ فيحضر ملسه سفيان الثوري وغيه من العلماء ويقول سفيان هذا نذير قوم وقد استدعاه الهدي ليحضر عنده فجاء اليه راكبا على حار فدناه‬
‫من بساط الليفة وهو راكب فأمر الليفة ابنيه ول العهد من بعده موسى الادي وهارون الرشيد أن يقوما اليه لينله عن دابته فابتدراه فأنزله فأقبل صال على نفسه فقال لقد خبت‬
‫وخسرت إن أنا داهنت ول أصدع بالق ف هذا اليوم وف هذا القام ث جلس ال الهدي فوعظه موعظة بليغة حت أبكاه ث قال له اعلم ان رسول ال صلى ال عليه وسلم خصم من خالفه ف‬
‫أمته ومن كان ممد خصمه كان ال خصمه فأعد لخاصمة ال وماصمة رسوله حججا تضمن لك النجاة وإل فاستسلم للهلكة واعلم أن أبطأ الصرعى نضة صريع هوى بدعته وأعلم أن ال‬
‫قاهر فوق عباده وأن أثبت الناس قدما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪171‬‬

‫آخذهم بكتاب ال وسنة رسوله وكلم طويل فبكى الهدي وأمر بكتابة ذلك الكلم ف دواوينه‬
‫وفيها توف عبداللك بن ممد بن ممد بن أب بكر عمرو بن حزم قدم قاضيا بالعراق وفرج بن فضالة التنوخى المصي كان على بيت الال ببغداد ف خلفة الرشيد فتوف ف هذه السنة وكان‬
‫مولده سنة ثان وثاني فمات وله ثان وثانون سنة ومن مناقبه أن النصور دخل يوما إل قصر الذهب فقام الناس إل فرج بن فضالة فقال له وقد غضب عليه ل ل تقم قال خفت أن يسألن ال‬
‫عن ذلك ويسألك ل رضيت بذلك وقد كره رسول ال صلى ال عليه وسلم القيام للناس قال فبكى النصور وقربه به وقضى حوائجه والسيب بن زهي بن عمرو أبو سلمه الضب كان وال‬
‫الشرطة ببغداد ف أيام النصور والهدي والرشيد وول خراسان مرة للمهدي عاش ستا وتسعي سنة والوضاح بن عبدال أبو عوانه السرى مولهم كان من أئمة الشايخ ف الرواية توف ف‬
‫هذه السنة وقد جاوز الثماني‬
‫) ث دخلت سنة سبع وسبعي ومائة (‬
‫فيها عزل الرشيد جعفر البمكي عن مصر وول عليها اسحاق بن سليمان وعزل حزة بن مالك عن خراسان وول عليها الفضل بن يي البمكي مضافا ال ما كان بيده من العمال بالري‬
‫وسجستان وغي ذلك وذكر الواقدي أنه أصاب الناس ريح شديدة وظلمه ف أواخر الحرم من هذه السنه وكذلك ف أواخر صفر منها وفيها حج بالناس الرشيد وفيها توف ) شريك بن‬
‫عبدال ( القاضي الكوف النخعي سع أبا اسحاق وغي واحد وكان مشكورا ف حكمه وتنفيذ الحكام وكان ل يلس للحكم حت يتغدى ث يرج ورقة من خفة فينظر فيها ث يأمر بتقدي‬
‫الصومة إليه فحرص بعض أصحابه على قراءة ما ف تلك الورقة فاذا فيها شريك بن عبدال اذكر الصراط وحدته يا شريك بن عبدال اذكر الوقف بي يدي ال عز وجل كانت وفاته يوم‬
‫السبت مستهل ذي القعدة منها وفيها توف عبدالواحد بن زيد وممد بن مسلم وموسى بن أعي‬
‫) ث دخلت سنة ثان وسبعي ومائة (‬
‫فيها وثبت طائفة من الوفيه من قيس وقضاعة على عامل مصر اسحاق بن سليمان فقاتلوهم حت أذعنو بالطاعة وأدوا ما عليهم من الراج والوظائف واستمر هزئمه نائبا على مصر نوا من‬
‫شهر عوضا عن إسحاق بن سليمان ث عزله الرشيد عنها وول عليها عبد اللك بن صال وفيها وثبت طائفة من أهل إفريقية فقتلوا الفضل بن روح بن حات وأخرجوا من كان با من آل‬
‫الهلب فبعث اليهم الرشيد هرثه فرجعوا إل الطاعة على يديه وفيها فوض الرشيد أمور اللفة كلها ال يي بن خالد بن برمك وفيها خرج الوليد بن طريف بالزيرة وحكم با وقتل خلقا‬
‫من أهلها ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪172‬‬

‫مضى منها ال أرمينية فكان من أمره ماسنذكره وفيها سار الفضل بن يي ال خراسان فأحسن السية فيها وبن فيها الربط والساجد وغزا ما وراء النهر وآتذ با جندا من العجم ساهم‬
‫العباسية وجعل ولؤهم له وكانوا نوا من خسمائة ألف وبعث منهم نوا من عشرين ألفا إل بغداد فكانوا يعرفونه با بالكرمينية وف ذلك يقول مروان بن أب حفصه‬
‫ما الفضل إل سهاب لأفول له ‪ ...‬عند الروب إذا ما تأفل الشهب ‪ ...‬حام على ملك قوم غر سهمهم ‪ ...‬من الوراثة ف أيديهم سبب ‪ ...‬أمست يد لبن ساق الجيج با ‪ ...‬كتائب ‪...‬‬
‫مالا ف غيهم أرب ‪ ...‬كتائب لبن العباس قد عرفت ‪ ...‬ما ألف الفضل منها العجم والعرب ‪ ...‬أثبت خس مئي ف عدادهم ‪ ...‬من اللوف الت أحصت لا الكتب ‪ ...‬يقارعون عن القوم‬
‫الذين هم ‪ ...‬أول بأحد ف الفرقان إن نسبوا ‪ ...‬إن الواد بن يي الفضل لورق ‪ ...‬يبقى على جود كفيه ول ذهب ‪ ...‬ما مر يوم له مذ شد مئزرة ‪ ...‬إل تول أقوام با يهب ‪ ...‬كم غاية‬
‫ف الندى والبأس أحرزها ‪ ...‬للطالبي مداها دونا تعب ‪ ...‬يعطى النهى حي ليعطي الواد ول ‪ ...‬ينبو إذا سلت الندية القضب ‪ ...‬ول الرضى والرضى ل غاية ‪ ...‬إل سوى الق يدعوه‬
‫‪ ...‬ل الغضب ‪ ...‬وقد فاض عرفك حت ما يعادله ‪ ...‬غيث مغيث ول ير له حدب‬
‫وكان قد أنشده قبل خروجه إل خراسان‬
‫‪ ...‬أل تر ان الود من يد آدم ‪ ...‬تدر حت صار ف راحة الفضل ‪ ...‬إذا ما أبو العباس سحت ساؤه ‪ ...‬فيالك من هطل ويالك من وبل ‪...‬‬
‫وقال فيه أيضا‬
‫‪ ...‬إذا أم طفل راعها جوع طفلها ‪ ...‬دعته بإسم الفضل فاعتصم الطفل ‪ ...‬ليحي بك السلم إنك عزه ‪ ...‬وإنك من قوم صغيهم كهل ‪...‬‬
‫‪ ...‬قال فأمر له بائة الف درهم ذكره ابن جرير وقال سلم الاسر فيهم أيضا‬
‫وكيف تاف من بؤس بدار ‪ ...‬يورها البامكة البحور ‪ ...‬وقوم منهم الفضل بن يي ‪ ...‬نفر ما يوازنه نفي ‪ ...‬له يومان يوم ندى وبأس ‪ ...‬كأن الدهر بينهما أسر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪173‬‬

‫‪ ...‬إذا مالبمكي غدا عشر ‪ ...‬فهمته أمي أو وزير‬


‫وقد اتفق للفضل ف هذه السفرة ال خرسان أشياء غريبة وفتح بلدا كثية منها كابل وما وراء النهر وقهر ملك الترك وكان متنعا وأطلق أموال جزيلة جدا ث أقفل راجعا ال بغداد فلما‬
‫اقترب منها خرج الرشيد ووجوه الناس اليه وقدم عليه الشعراء والطباء وأكابر الناس فجعل يطلق اللف ألف والمسمائة ألف نوها وأنفذ ف ذلك من الموال شيئا كثيا ل يكن حصره‬
‫إل بتعب وكلفه وقد دخل عليه بعض الشعراء والبدر موضوعة بي يديه وهي تفرق على الناس فقال‬
‫‪ ...‬كفى ال بالفضل بن يي بن خالد ‪ ...‬وجود يديه يل كل بيل ‪...‬‬
‫فأمر له بال جزيل وغزا الصائفة ف هذه السنة معاوية بن زفي بن عاصم وغزا الشاتية سليمان ابن راشد وحج بالناس فيها ممد بن إبراهيم بن ممد بن علي بن عبدال بن عباس نائب مكة‬
‫وفيها توف جعفر بن سليمان وعنتر بن القاسم وعبد اللك بن ممد بن اب بكر بن عمرو بن حزم القاضي ببغداد وصلى عليه الرشيد ودفن با وقد قيل إنه مات ف الت قبلها فال أعلم‬
‫) ث دخلت سنة تسع وسبعي ومائة (‬
‫فيها كان قدوم الفضل بن يي من خراسان وقد استخلف عليها عمر بن جيل فول الرشيد عليها منصور بن يزيد بن منصور الميي وفيها عزل الرشيد خالد بن برمك على الجوبة وردها‬
‫ال الفضل بن ربيع وفيها خرج براسان حزة بن أترك السجستان وكان من أمره ماسيأت طرف منه وفيها رجع الوليد بن طريف الشاري ال الزيرة واشتدت شوكته وكثر اتباعه فبعث اليه‬
‫الرشيد يزيد بن مزيد الشيبان فراوغه حت قتله وتفرق أصحابه فقالت الفارعة ف أخيها الوليد بن طريف ترثيه‬
‫‪ ...‬أيا شجر الابور مالك مورقا ‪ ...‬كأنك ل تزع على ابن طريف ‪ ...‬فت ل يب الزاد إل من التقى ‪ ...‬ول الال إل من قنا وسيوف ‪...‬‬
‫وفيها خرج الرشيد معتمرا من بغداد شكر ل عز وجل فلما قضى عمرته أقام بالدينة حت حج بالناس ف هذه السنة فمشى من مكة ال من ث ال عرفات وشهد الشاهد والشاعر كلها ماشيا‬
‫ث انصرف ال بغداد على طريق البصرة وفيها توف‬
‫) اساعيل بن ممد (‬
‫بن ابن يزيد ربيعة أبو هاشم الميي اللقب بالسيد كان من الشعراء الشهورين البزين فيه ولكنه كان رافضيا خبيثا وشيعيا غثيثا وكان من يشرب المر ويقول بالرجعة أي بالدور قال يوما‬
‫لرجل أقرضن دينارا ولك عندي مائة دينار إذا رجعنا ال الدنيا فقال له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪174‬‬

‫الرجل ان أخشى أن تعود كلبا أو خنيرا فيذهب ديناري‬


‫وكان قبحه ال يسب الصحابة ف شعره قال الصمعي ولول ذلك ما قدمت عليه أحدا ف طبقته ول سيما الشيخي وابنيهما وقد أورد ابن الوزي شيئا من شعره ف ذلك كرهت أن أذكره‬
‫لبشاعته وشناعته وقد اسود وجهه عند الوت وأصابه كرب شديد جدا ولا مات ل يدفنوه لسبه الصحابة رضي ال عنهم وفيها توف‬
‫) حاد بن زيد (‬
‫أحد أئمة الديث وخالد بن عبدال أحد الصلحاء وكان من سادات السلمي اشترى نفسه من ال أربع مرات ومالك بن أنس المام والقل بن زياد صاحب الوزاعي وأبو الحوص وكلهم‬
‫قد ذكرناهم ف التكميل‬
‫) والمام مالك (‬
‫هو أشهرهم وهو أحد ألئمة الربعة أصحاب الذاهب التبعة فهو مالك بن أنس بن مالك بن عامر بن أب عامر بن عمرو بن الارث بن غيلن بن حشد بن عمر بن الارث وهو ذو أصبح‬
‫الميي أبو عبدال الدن إمام دار الجرة ف زمانه روى مالك عن غي واحد من التابعي وحدث عنه خلق من الئمة منهم السفيانان وشعبة وابن البارك والوزاعي وابن مهدي وابن جريح‬
‫والليث والشافعي والزهري شيخه ويي بن سعيد النصاري وهو شيخه ويي ين سعيد القطان ويي بن يي الندلسي ويي بن يي النيسابوري قال البخاري أصح السانيد مالك عن نافع‬
‫عن ابن عمر وقال سفيان بن عيينه ما كان أشد انتقاده للرجال وقال يي بن معي كل من روى عن مالك فهو ثقه إل أبا أميه وقال غي واحد هو أثبت أصحاب نافع والزهري وقال الشافعي‬
‫إذا جاء الديث فمالك النجم وقال من أراد الديث فهو عيال على مالك ومناقبه كثية جدا وثناء الئمة عليه أكثر من أن يضروا ف هذا الكان قال أبو مصعب سعت مالكا يقول ما أفتيت‬
‫حت شهد ل سبعون أن أهل لذلك وكان إذا أراد أن يدث تنظف وتطيب وسرح ليته ولبس أحسن ثيابه وكان يلبس حسنا وكان نقش خاته حسب ال ونعم الوكيل وكان إذا دخل منله‬
‫قال ما شاء ال ول قوة ال بال وكان منله مبسوطا بأنواع الفارش ومن وقت خروج ممد بن عبدال بن حسن لزم مالك بيته فلم يكن يأت أحدا ل لعزاء ول لناء ول يرج لمعة ول‬
‫لماعة ويقول ما كل ما يعلم يقال وليس كل أحد يقدر على العتذار ولا احتضر قال أشهد أن ل إله إل ال ث جعل يقول ل المر من قبل ومن بعد ث قبض ف ليلة أربعة عشر من صفر‬
‫وقيل من ربيع الول من هذه السنه وله خس وثانون سنة قال الواقدي بلغ سبعي سنة ودفن بالبقيع وقد روى الترمذي عن سفيان بن عيينه عن ابن جريح عن أب الزبي عن أب صال عن أب‬
‫هريره ) يوشك أن يضرب الناس أكباد البل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪175‬‬


‫يطلبون العلم فل يدون أحدا أعلم من عال الدينة ( ث قال هذا حديث حسن وقد روى عن ابن عيينه أنه قال هو مالك بن أنس وكذا قال عبد الرزاق وعن ابن عيينه رواية أنه عبدالعزيز بن‬
‫عبدال العمري وقد ترجه ابن خلكان ف الوفيات فأطنب وأتى بفوائد حة‬
‫) ث دخلت سنة ثانون ومائة (‬
‫فيها هاجت الفتنة بالشام بن النارية واليمنية فانزعج الرشيد لذلك فندب جعفر البمكي ال الشام ف جاعة من المراء والنود فدخل الشام فانقاد الناس له ول يدع جعفر بالشام فرسا ول‬
‫سيفا ول رما ال استلبه من الناس وأطفأ ال به نار تلك الفتنة وف ذلك يقول بعض الشعراء ‪ ...‬لقد اوقدت بالشام نيان فتنة ‪ ...‬فهذا الشام تمد نارها ‪ ...‬إذا جاش موج البحر من آل‬
‫‪ ...‬برمك ‪ ...‬عليها خبت شهبانا وشرارها ‪ ...‬رماها أمي الؤمني بعفر ‪ ...‬وفيه تلف صدعها وانكسارها ‪ ...‬رماها بيمون النقيبة ماجد ‪ ...‬تراضى به قحطانا ونزارها‬
‫ث كر جعفر راجعا ال بغداد بعدما استخلف على الشام عيسى العكى ولا قدم على الرشيد أكرمه وقربه وأدناه وشرع جعفر يذكر كثرة وحشته له ف الشام ويمد ال الذي من عليه‬
‫برجوعه ال أمي الؤمني ورؤيته وجهه وفيها ول الرشيد جعفرا خراسان وسجستان فاستعمل على ذلك ممد بن السن بن قحطبة ث عزل جعفرا عن خراسان بعد عشرين ليلة وفيها هدم‬
‫الرشيد سور الوصل بسبب كثرة الوارج وجعل الرشيد جعفرا على الرس ونزل الرشيد الرقة واستوطنها واستناب على بغداد ابنه المي ممدا ووله العراقي وعزل هرثة عن إفريقية‬
‫واستدعاه ال بغداد فاستنابه جعفر على الرس وفيها كانت بصر زلزلة شديدة سقط منها رأس منارة السكندرية وفيها خرج بالزيرة خراشة الشيبان فقتله مسلم بن بكار بن مسلم العقيلي‬
‫وفيها ظهرت طائفة برجان يقال لا الحمرة لبسوا المرة واتبعوا رجل يقال له عمر بن ممد العمركي وكان ينسب ال الزندقة فبعث الرشيد يأمر بقتله فقتل وأطفأ ال نارهم ف ذلك‬
‫الوقت وفيها غزا الصائفة زفر بن عاصم وحج بالناس موسى بن ممد بن علي بن عبدال بن عباس وفيها كانت وفاة جاعة من العيان‬
‫) اساعيل بن جعفر بن أب كثي النصاري (‬
‫قاريء أهل الدينة ومؤدب على بن الهدي ببغداد وقد مات على بن الهدي ف هذه السنة أيضا وقد ول إمارة الج غي مرة وكان أسن من الرشيد بشهور‬
‫) حسان بن اب سنان (‬
‫ابن أب أوف بن عوف التنوخي النباري ولد سنة ستي ورأى أنس بن مالك ودعا له فجاء من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪176‬‬

‫نسله قضاة ووزراء وصلحاء وأدرك الدولتي الموية والعباسية وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلمه وكان يكتب بالعربية والفارسية والسريانية وكان يعرب الكتب بي يدي ربيعة لا وله‬
‫السفاح النبار وفيها توف عبد الوارث بن سعيد البيوت أحد الثقات‬
‫وعافية بن يزيد‬
‫ابن قيس القاضي للمهدي على جانب بغداد الشرقي هو ابن علئة وكانا يكمان بامع الرصافة وكان عافية عابدا زاهدا ورعا دخل يوما على الهدي ف وقت الظهية فقال يا أمي الؤمني‬
‫اعفن فقال له الهدي ول أعفيك هل اعترض عليك أحد من المراء فقال له ل ولكن كان بي اثني خصومة عندي فعمد أحدها إل رطب السكر وكأنه سع أن أحبه فأهدى إل منه طبقا ل‬
‫يصلح إل لمي الؤمني فرددته عليه فلما أصبحنا وجلسنا إل الكومة ل يستويا عندي ف قلب ول نظري بل مال قلب إل الهدي منهما هذا مع أن ل أقبل منه ما أهداه فكيف لو قبلت منه‬
‫فأعفن عفا ال عنك فأعفاه وقال الصمعي كنت عند الرشيد يوما وعنده عافية قد أحضره لن قوما استعدوا عليه إل الرشيد فجعل الرشيد يوقفه على ماقيل عنه وهو ييب عما يسأله وطال‬
‫الجلس فعطس الليفة فشمته الناس ول يشمته عافيه فقال له الرشيد ل ل تشمتن مع الناس فقال لنك ل تمد ال واحتج بالديث ف ذلك فقال له الرشيد ارجع لعملك فوال ما كنت لتفعل‬
‫ماقيل عنك وأنت ل تسامن ف عطسة ل أحد ال فيها ث رده ردا جيل إل وليته وفيها توف‬
‫سيبويه‬
‫إمام النحاة واسه عمرو بن عثمان بن قنب أبو بشر العروف بسيبوية مول بن الارث بن كعب وقيل آل مول الربيع بن زياد وإنا سى سيبويه لن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ومعن‬
‫سيبويه رائحة التفاح وقد كان ف ابتداء أمره يصحب أهل الديث والفقهاء وكان يستملى على حاد بن سلمة فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك فلزم الليل بن أحد فبع ف النحو‬
‫ودخل بغداد وناظر الكسائي وكان سيبويه شابا حسنا جيل نظيفا وقد تعلق من كل علم بسبب وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنه وقد صنف ف النحو كتابا ل يلحق شأوه‬
‫وشرحه أئمة النحاة بعده فانفمروا ف لج بره واستخرجوا من درره ول يبلغوا إل قعره وقد زعم ثعلب أنه ل ينفرد بتصنيفه بل ساعده جاعة ف تصنيفه نوا من أربعي نفسا هو أحدهم وهو‬
‫أصول الليل فادعاه سيبويه إل نفسه وقد استبعد ذلك السياف ف كتاب طبقات النحاة قال وقد أخذ سيبويه اللغات عن أب الطاب والخفش وغيها وكان سيبويه يقول سعيد بن أب‬
‫العروبة والعروبة يوم المعة وكان يقول من قال عروبة فقد أخطأ فذكر ذلك ليونس فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪177‬‬

‫أصاب ل دره وقد ارتل إل خراسان ليحظى عند طلحة بن طاهر فإنه كان يب النحو فمرض هناك مرضه الذى توف فيه فتمثل عند الوت ‪ ...‬يؤمل دنيا لتبقى له * ‪ ...‬فمات الؤمل قبل‬
‫‪ ...‬المل ‪ ...‬يرب فسيل ليبقى له ‪ ...‬فعاش الفسيل ومات الرجل‬
‫‪ ...‬ويقال إنه لا احتضر وضع رأسه ف حجر أخيه فدمعت عي أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال ‪ ...‬وكنا جيعا فرق الدهر بيننا ‪ ...‬ال المد القصى فمن يأمن الدهرا‬
‫قال الطيب البغدادي يقال إنه توف وعمره ثنتان وثلثون سنة وفيها توفيت‬
‫عفية العابدة‬
‫كانت طويلة الزن كثية البكاء قدم قريب لا من سفر فجعلت تبكى فقيل له ف ذلك فقالت لقد ذكرن قدوم هذا الفت يوم القدوم على ال فمسرور ومثبور وفيها مات مسلم بن خالد‬
‫الزني شيخ الشافعي كان من أهل مكة ولقد تكلموا فيه لسوء حفظه‬
‫ث دخلت سنة احدى وثاني ومائة فيها غزا الرشيد بلد الروم فافتتح حصنا يقال له الصفصاف فقال ف ذلك مروان بن أب حفصة ‪ ...‬إن أمي الؤمني النصفا ‪ ...‬قد ترك الصفصاف قاعا‬
‫‪ ...‬صفصفا‬
‫وفيها غزا عبد اللك بن صال بلد الروم أنقرة وافتتح مطمورة وفيها تغلبت الحمرة على جرجان وفيها أمر الرشيد أن يكتب ف صدور الرسائل الصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بعد الثناء على ال عز وجل وفيها حج بالناس الرشيد وتعجل بالنفر وسأله يى بن خالد أن يعفيه من الولية فأعفاه وأقام يي بكة وفيها توف‬
‫السن بن قحطبة تأحد أكابر المراء وحزة بن مالك ول إمره خراسان ف أيام الرشيد وخلف بن خليفة شيخ السن بن عرفة عن مائة سنة‬
‫وعبد ال بن البارك‬
‫أبو عبد المن الروزى كان أبوه تركيا مول لرجل من التجار من بن حنظلة من أهل هذان وكان ابن البارك إذا قدمها أحسن إل ولد مولهم وكانت أمه خوارزمية ولد لثمان عشرة ومائة‬
‫وسع إساعيل بن خالد والعمش وهشام بن عروة وحيد الطويل وغيهم من أئمة التابعي وحدث عنه خلئق من الناس وكان موصوفا بالفظ والفقة والعربية والزهد والكرم والشجاعة‬
‫والشعر له التصانيف السان والشعر السن التضمن حكما جة وكان كثي الغزو والج وكان له رأس مال نو أربعمائة ألف يدور يتجر به ف البلدان فحيث اجتمع بعال أحسن إليه وكان‬
‫يربو كسبه ف كل سنة على مائة ألف ينفقها كلها ف أهل العبادة والزهد والعلم وربا أنفق من رأس ماله قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪178‬‬

‫سفيان بن عيينة نظرت ف أمره وأمر الصحابة فما رأيتهم يفضلون عليه إل ف صحبتهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال إساعيل بن عياش ما على وجه الرض مثله وما أعلم خصلة من‬
‫الي إل وقد جعلها ال ف ابن البارك ولقد حدثن أصحاب أنم صحبوه من مصر إل مكة فكان يطعمهم البيص وهو الدهر صائم وقدم مرة الرقة وبا هارون الرشيد فلما دخلها احتفل‬
‫الناس به وازدحم الناس حوله فأشرفت أم ولد للرشيد من قصر هناك فقالت ما للناس فقيل لا قدم رجل من علماء خراسان يقال له عبد ال بن البارك فانفل الناس إليه فقالت الرأة هذا هو‬
‫اللك ل ملك هارون الرشيد الذى يمع الناس عليه بالسوط والعصا والرغبة والرهبة‬
‫وخرج مرة إل الج فاجتاز ببعض البلد فمات طائر معهم فأمر بالقائه على مزبلة هناك وسار أصحابه أمامه وتلف هو وراءهم فلما مر بالزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها‬
‫فأخذت ذلك الطائر اليت ث لفته ث أسرعت به إل الدار فجاء فسألا عن أمرها وأخذها اليتة فقالت أنا وأخى هنا ليس لنا شئ إل هذا الزار وليس لنا قوت إل ما يلقى على هذه الزبلة وقد‬
‫حلت لنا اليتة منذ أيام وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل فأمر ابن البارك برد الحال وقال لوكيله كم معك من النفقة قال ألف دينار فقال عد منها عشرين دينارا تكفينا إل مرو‬
‫واعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا ف هذا العام ث رجع‬
‫وكان إذا عزم على الج يقول لصحابه من عزم منكم ف هذا العام على الج فليأت بنفقته حت أكون أنا أنفق عليه فكان يأخذ منهم نفقاتم ويكتب على كل صرة اسم صاحبها ويمها ف‬
‫صندوق ث يرج بم ف أوسع ما يكون من النفقات والركوب وحسن اللق والتيسي عليهم فإذا قضوا حجتهم فيقول لم هل أوصاكم أهلوكم بدية فيشترى لكل واحد منهم ما وصاه أهله‬
‫من الدايا الكية واليمنية وغيها فاذا جاؤا إل الدينة اشترى لم منها الدايا الدنية فاذا رجعوا ال بلدهم بعث من أثناء الطريق ال بيوتم فأصلحت وبيضت ابوابا ورمم شعثها فاذا وصلوا‬
‫إل البلد عمل وليمة بعد قدومهم ودعاهم فأكلوا وكساهم ث دعا بذلك الصندوق ففتحه وأخرج منه تلك الصرر ث يقسم عليهم أن يأخذ كل واحد نفقته الت عليها اسه فيأخذونا‬
‫وينصرفون إل منازلم وهم شاكرون ناشرون لواء الثناء الميل وكانت سفرته تمل على بعي وحدها وفيها من أنواع الأكول من اللحم والدجاج واللوى وغي ذلك ث يطعم الناس وهو‬
‫الدهر صائم ف الر الشديد وسأله مرة سائل فأعطاه درها فقال له بعض أصحابه إن هؤلء يأكلون الشواء والفالودج وقد كان يكفيه قطعة فقال وال ما ظننت أنه يأكل إل البقل والبز فأما‬
‫إذا كان يأكل الفالوذج والشواء فإنه ل يكفيه درهم ث أمر بعض غلمانه فقال رده وادفع إليه عشرة دراهم وفضائله ومناقبه كثية جدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪179‬‬

‫قال أبو عمر بن عبد الب أجع العلماء على قبوله وجللته وإمامته وعدله توف عبد ال بن البارك بيت ف هذه السنة ف رمضانا عن ثلث وستي سنة‬
‫ومفضل بن فضالة‬
‫ول قضاء مصر مرتي وكان دينا ثقة فسأل ال أن يذهب عنه المل فأذهبه فكان بعد ذلك ل يهنئه العيش ول شئ من الدنيا فسأل ال أن يرده عليه فرده فرجع إل حاله‬
‫ويعقوب التائب‬
‫العابد الكوف قال على بن الوفق عن منصور بن عمار خرجت ذات ليلة وأنا أظن أن قد أصبحت فاذا على ليل فجلست إل باب صغي وإذا شاب يبكي وهو يقول وعزتك وجللك ما‬
‫أردت بعصيتك مالفتك ولكن سولت ل نفسى وغلبتن شقوت وغرن سترك الرخى على فلن من عذابك من يستنقذن وببل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عن واسوأتاه على ما مضى‬
‫من أيامى ف معصية رب يا ويلى كم أتوب وكم أعود قد حان ل أن أستحى من رب عز وجل قال منصور فقلت أعوذ بال من الشيطان الرجيم بسم ال الرحن الرحيم يا أيها الذين آمنوا قوا‬
‫أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون قال فسمعت صوتا واضطرابا شديدا فذهبت لاجت فلما رجعت مررت‬
‫بذلك الباب فإذا جنازة موضوعة فسألت عنه فإذا ذاك الفت قد مات من هذه الية‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثاني ومائة‬
‫فيها أخذ الرشيد لولده عبد ال الأمون ولية العهد من بعد أخيه ممد المي بن زبيدة وذلك بالرقة بعد مرجعه من الج وضم ابنه الأمون إل جعفر بن يي البمكي وبعثه إل بغداد ومعه‬
‫جاعة من أهل الرشيد خدمة له ووله خراسان وما يتصل با وساه الأمون وفيها رجع يي بن خالد البمكي من ماورته بكة إل بغداد وفيها غزا الصائمة عبد الرحن بن عبد اللك بن صال‬
‫فبلغ مدينة أصحاب الكهف وفيها سلت الروم عين ملكهم قسطنطي بن اليون وملكوا عليهم أمه رين وتقلب أغسطه وحج بالناس موسى بن عيسى بن العباس‬
‫وفيها توف من العيان إساعيل بن عياش المصى أحد الشاهي من أئمة الشاميي وفيه كلم ومروان بن أب حفصة الشاعر الشهور الشكور كان يدح اللفاء والبامكة‬
‫ومعن بن زائدة حصل من الموال شئيا كثيا جدا وكان مع ذلك من أبل الناس ل يكاد يأكل اللحم من بله ول يشعل ف بيته سراجا ول يلبس من الثياب ال الكرباسي والفرو الغليظ‬
‫وكان رفيقه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪180‬‬

‫سلم الاسر إذا ركب إل دار اللفة يأت على بردون وعليه حلة تساوى ألف دينار والطيب ينفح من ثيابه ويأت هو ف شر حالة وأسوئها وخرج يوما إل الهدي فقالت امرأة من أهله إن‬
‫أطلق لك الليفة شيئا فاجعل ل منه شيئا فقال إن أعطان مائة ألف درهم فلك درهم فأعطاه ستي ألفا فأعطاها أربعة دوانيق توف ببغداد ف هذه السنة ودفن ف مقبة نصر بن مالك‬
‫والقاضي ابو يوسف‬
‫واسه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حسنة وهي أمه وأبوه بي بن معاوية استصغر يوم أحد وأبو يوسف كان أكب أصحاب أب حنيفة روى الديث عن العمش وهام ابن عروة‬
‫وممد بن إسحاق ويى بن سعيد وغيهم وعنه ممد بن السن وأحد بن حنبل ويي ابن معي قال على بن العد سعته يقول توف أب وأنا صغي فأسلمتن أمى إل قصار فكنت أمر على‬
‫حلقة أب حنيفة فأجلس فيها فكانت أمي تتبعن فتأخذ بيدى من اللقة وتذهب ب إل القصار ث كنت أخالفها ف ذلك وأذهب إل أب حنيفة فلما طال ذلك عليها قالت لب حنيفة إن هذا‬
‫صب يتيم ليس له شئ إل ما أطعمه من مغزل وإنك قد أفسدته علي فقال لا اسكت يا رعناء ها هو ذا يتعلم العلم وسيأكل الفالوذج بدهن الفستق ف صحون الفيوزج فقالت له إنك شيخ‬
‫قد خرفت قال أبو يوسف فلما وليت القضاء وكان أول من وله القضاء الادي وهو أول من لقب قاضي القضاة وكان يقال له قاضي قضاة الدنيا لنه كان يستنيب ف سائر القاليم الت‬
‫يكم فيها الليفة قال أبو يوسف فبينا أنا ذات يوم عند الرشيد إذ أتى بفالوذج ف صحن فيوزج فقال ل كل من هذا فانه ل يصنع لنا ف كل وقت وقلت وما هذا يا أمي الؤمني فقال هذا‬
‫الفالوذج قال فتبسمت فقال مالك تتبسم فقلت لشئ أبقى ال أمي الؤمني فقال لتخبن فقصصت عليه القصة فقال إن العلم ينفع ويرفع ف الدنيا والخرة ث قال رحم ال أبا حنيفة فلقد‬
‫كان ينظر بعي عقله ما ل ينظر بعي رأسه وكان أبو حنيفة يقول عن أب يوسف إنه أعلم أصحابه وقال الزن كان أبو يوسف أتبعهم للحديث وقال ابن الدين كان صدوقا وقال ابن معي‬
‫كان ثقة وقال أبو زرعة كان سليما من التجهم وقال بشار الفاف سعت أبا يوسف يقول من قال القرآن ملوق فحرام كلمه وفرض مباينته ول يوز السلم ول رده عليه ومن كلمه الذى‬
‫ينبغي كتابته باء الذهب قوله من طلب الال بالكيما أفلس ومن تتبع غرائب الديث كذب ومن طلب العلم بالكلم تزندق ولا تناظر هو ومالك بالدينة بضرة الرشيد ف مسألة الصاع‬
‫وزكاة الضروات احتج مالك با استدعى به من تلك الصيعان النقولة عن آبائهم وأسلفهم وبأنه ل يكن الضروات يرج فيها شئ ف زمن اللفاء الراشدين فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪181‬‬

‫أبو يوسف لو رأى صاحب ما رأيت لرجع كما رجعت وهذا انصاف منه‬
‫وقد كان يضر ف ملس حكمه العلماء على طبقاتم حت إن أحد بن حنبل كان شابا وكان يضر ملسه ف أثناء الناس فيتناظرون ويتباحثون وهو مع ذلك يكم ويصنف أيضا وقال وليت‬
‫هذا الكم وأرجو ال أن ل يسألن عن جور ول ميل إل أحد إل يوما واحدا جاءن رجل فذكر أن له بستانا وأنه ف يد أمي الؤمني فدخلت إل أمي الؤمني فأعلمته فقال البستان ل اشتراه‬
‫ل الهدي فقلت إن رأى أمي الؤمني أن يضره لسع دعواه فأحضره فادعى بالبستان فقلت ما تقول يا أمي الؤمني فقال هو بستان فقلت للرجل قد سعت ما أجاب فقال الرجل يلف‬
‫فقلت أتلف يا أمي الؤمني فقال ل فقلت سأعرض عليك اليمي ثلثا فان حلفت وإل حكمت عليك يا أمي الؤمني فعرضتها عليه ثلثا فامتنع فحكمت بالبستان للمدعى قال فكنت ف‬
‫أثناء الصومة أو دأن ينفصل ول يكن أن أجلس الرجل مع الليفة وبعث القاضي أبو يوسف ف تسليم البستان إل الرجل‬
‫وروى العاف بن زكريا الريرى عن ممد بن أب الزهر عن حاد بن أب إسحاق عن أبيه عن بشر بن الوليد عن أب يوسف قال بينا أنا ذات ليلة قد نت ف الفراش إذا رسول الليفة يطرق‬
‫الباب فخرجت منعجا فقال أمي الؤمني يدعوك فذهبت فإذا هو جالس ومعه عيسى ابن جعفر فقال ل الرشيد إن هذا قد طلبت منه جارية يهبنيها فلن يفعل أو يبعنيها وإن أشهدك إن ل‬
‫يبن إل ذلك قتلته فقلت لعيسى ل ل تفعل فقال إن حالف بالطلق والعتاق وصدقة مال كله أن ل أبيعها ول أهبها فقال ل الرشيد فهل له من ملص فقلت نعم يبيعك نصفها ويهبك نصفها‬
‫فوهبه النصف وباعه النصف بائة ألف دينار فقبل منه ذلك وأحضرت الارية فلما رآها الرشيد قال هل ل من سبيل عليها الليلة قلت إنا ملوكة ول بد من استبائها إل أن تعتقها وتتزوجها‬
‫فإن الرة ل تستبأ قال فأعتقها وتزوجها منه بعشرين ألف دينار وأمر ل بائت ألف درهم وعشرين تتا من ثياب وأرسلت إل الارية بعشرة آلف دينار‬
‫قال يي بن معي كنت عند أب يوسف فجاءته هدية من ثياب ديبقي وطيب وفانيل ندوغي ذلك فذا كرن رجل ف إسناد حديث ) من أهديت له هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه (‬
‫فقال أبو يوسف إنا ذاك ف القط والتمر والزبيب ول تكن الدايا ف ذلك الوقت ماترون ياغلم ارفع هذا إل الزائن ول يعطهم منها شئيا وقال بشر بن غياث الريسى سعت أبا يوسف يقول‬
‫صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة ث انصبت على الدنيا سبع عشرة سنة وما أظن أجلى إل أن اقترب فما مكث بعد ذلك إل شهورا حت مات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪182‬‬

‫وقد مات أبو يوسف ف ربيع الول من هذه السنة عن سبع وستي سنة ومكث ف القضاء بعده ولده يوسف وقد كان نائبه على الانب الشرقي من بغداد ومن زعم من الرواة أن الشافعي‬
‫اجتمع بأب يوسف كما يقوله عبد ال بن ممد البلوى الكذاب ف الرحلة الت ساقها الشافعي فقد أخطأ ف ذلك إنا ورد [ الشافعي ] بغداد ف أول قدمة قدمها إليها ف سنة أربع وثاني وإنا‬
‫اجتمع الشافعي بحمد بن السن الشيبان فأحسن إليه وأقبل عليه ول يكن بينهما شنآن كما يذكره بعض من ل خبه له ف هذا الشأن وال أعلم وفيها توف‬
‫يعقوب بن داوود بن طهمان‬
‫أبو عبد ال مول عبد ال بن حازم السلمى استوزره الهدي وحظى عنده جدا وسلم إليه أزمة المور ث لا أمر بقتل ذلك العلوى كما تقدم فأطلقه ونت عليه تلك الارية سجنه الهدى ف بئر‬
‫وبنيت عليه قبة ونبت شعره حت صار مثل شعور النعام وعمى ويقال بل غشى بصره ومكث نوا من خسة عشر سنة ف ذلك البئر ل يرى ضوءا ول يسمع صوتا إل ف أوقات الصلوات‬
‫يعلمونه بذلك ويدل إليه ف كل يوم رغيف وكوز ماء فمكث كذلك حت انقضت أيام الهدي وأيام الادي وصدر من أيام الرشيد قال يعقوب فأتان آت ف منامي فقال ‪ ...‬عسى الكرب‬
‫‪ ...‬الذي أمسيت فيه ‪ ...‬يكون وراءه فرج قريب ‪ ...‬فيأمن خائف ويفك عان ويأت أهله النائى الغريب‬
‫فلما أصبحت نوديت فظننت أن أعلم بوقت الصلة ودل إل حبل وقيل ل اربط هذا البل فو وسطك فأخرجون فلما نظرت إل الضياء ل أبصر شيئا وأوقفت بي يدى الليفة فقيل ل سلم‬
‫على أمي الؤمني فظننته الهدى فسلمت عليه بإسه فقال لست به فقلت الادي فقال لست به فقلت السلم عليك يا أمي الؤمني الرشيد فقال نعم ث قال وال إنه ل يشفع فيك عندى أحد‬
‫ولكن البارحة حلت جارية ل صغية على عنقي فذكرت حلك إياى على عنقك فرحت ما أنت فيه من الضيق فأخرجتك ث أنعم عليه وأحسن إليه فغار منه يي بن خالد بن برمك وخشى‬
‫أن يعيده إل منلته الت كان عليها أيام الهدى وفهم ذلك يعقوب فاستأذن الرشيد ف الذهاب إل مكة فأذن له فكان با حت مات ف هذه السنة رحه ال وقال يشى يى أن أرجع إل‬
‫الوليات ل وال ما كنت لفعل أبدا ولو رددت إل مكان وفيها ) توف يزيد بن زريع ( أبو معاوية شيخ المام أحد بن حنبل ف الديث كان ثقة عالا عابدا ورعا توف أبوه وكان وال البصرة‬
‫وترك من الال خسمائة درهم فلم ياخذ منها يزيد درها واحدا وكان يعمل الوص بيده ويقتات منه هو وعياله توف بالبصرة ف هذه السنة وقيل قبل ذلك فال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪183‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وثاني ومائة‬


‫فيها خرجت الزر على الناس من جهة أرمينية فعاثوا ف تلك البلد فسادا وسبوا من السلمي وأهل الذمة نوا من مائة ألف وقتلوا بشرا كثيا وانزم نائب أرمينية سعيد بن مسلم فأرسل‬
‫الرشيد إليهم خازم بن خزية ويزيد بن مزيد ف جيوش كثية كثيفة فأصلحوا ما فسد ف تلك البلد وحج بالناس العباس بن موسى الادي‬
‫وفيها توف من العيان علي بن الفضيل بن عياض ف حياة أبيه كان كثي العبادة والورع والوف والشية وممد بن صبيح أبو العباس مول بن عجل الذكر ويعرف بإبن السماك روى عن‬
‫إساعيل بن أب خالد والعمش والثورى وهشام بن عروة وغيهم ودخل يوما على الرشيد فقال إن لك بي يدى ال موقفا فانظر أين منصرفك إل النة أم النار فبكى الرشيد حت كاد يوت‬
‫وموسى بن جعفر‬
‫ابن ممد بن على بن السن بن على بن أب طالب أبو السن الاشي ويقال له الكاظم ولد سنة ثان أو تسع وعشرين ومائة وكان كثي العبادة والروءة إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه‬
‫بالذهب والتحف ولد له من الذكور والناث أربعون نسمة وأهدى له مرة عبد عصيدة فاشتراه واشترى الزرعة الت هو فيها بألف دينار وأعتقة ووهب الزرعة له وقد استدعاه الهدى إل‬
‫بغداد فحبسه فلما كان ف بعض الليال رأى الهدى على بن أب طالب وهو يقول له يا ممد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا ف الرض وتقطعوا أرحامكم فاستيقظ مذعورا وأمر به فأخرج‬
‫من السجن ليل فأجلسه معه وعانقة وأقبل عليه وأخذ عليه العهد أن ل يرج عليه ول على أحد من أولده فقال وال ما هذا من شأن ول حدثت فيه نفسى فقال صدقت وأمر له بثلثة‬
‫آلف دينار وأمر به فرد إل الدينة فما أصبح الصباح إل وهو على الطريق فلم يزل بالدنية حت كانت خلفة الرشيد فحج فلما دخل ليسلم على قبالنب صلى ال عليه وسلم ومعه موسى‬
‫بن جعفر الكاظم فقال الرشيد السلم عليك يا رسول ال يا ابن عم فقال موسى السلم عليك يا أبت فقال الرشيد هذا هو الفخر يا ابا السي ث ل يزل ذلك ف نفسه حت استدعاه ف سنة‬
‫تسع وستي وسجنه فأطال سجنه فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها أما بعد يا أمي الؤمني إنه ل ينقض عن يوم من البلء إل انقضى عنك يوم من الرخاء حت يفضى بنا ذلك إل يوم يسر‬
‫فيه البطلون توف لمس بقي من رجب من هذه السنة ببغداد وقبه هناك مشهور وفيها توف‬
‫هاشم بن بشي بن اب حازم‬
‫القاسم بن دينار أبو معاوية السلمى الواسطى كان أبوه طباخا للحجاج بن يوسف الثقفي ث كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪184‬‬

‫بعد ذلك يبيع الكوامخ وكن ينع ابنه من طلب العلم ليساعده على شغله فأب إل أن يسمع الديث فاتفق أن هاشا مرض فجاءه أبو شيبة قاضى واسط عائدا له ومعه خلق من الناس فلما رآه‬
‫بشي فرح بذلك وقال يا بن أبلغ من أمرك أن جاء القاضي إل منل ل أمنعك بعد هذا اليوم من طلب الديث كان هاشم من سادات العلماء وحدث عنه مالك وشعبة والثوري وأحد بن‬
‫حنبل وخلق غي هؤلء وكان من الصلحاء العباد ومكث يصلى الصبح بوضوء العشاء قبل أن يوت بعشر سني‬
‫ويي بن زكريا‬
‫ابن أب زائدة قاضى الدائن كان ما الئمة الثقات ويونس بن حبيب أحد النحاة النجباء أخذ النحو عن أب عمرو بن العلء وغيه وأخذ عنه الكسائي والفراء وقد كانت له حلقة بالبصرة‬
‫ينتابا أهل العلم والدب والفصحاء من الاضرين والغرباء توف ف هذه السنة عن ثان وسبعي سنة‬
‫ث دخلت سنة أربع وثاني ومائة‬
‫فيها رجع الرشيد من الرقة إل بغداد فأخذ الناس بأداء بقايا الراج الذى عليهم وول رجل يضرب الناس على ذلك ويبسهم وول على أطراف البلد وعزل وول وقطع ووصل وخرج‬
‫بالزيرة أبو عمرو الشاري فبعث إليه الرشيد من قبله شهر زور وحج بالناس فيها إبراهيم بن ممد العباسى وفيها توف‬
‫احد بن الرشيد‬
‫كان زاهدا عابدا قد تنسك وكان ل يأكل إل من عمل يده ف الطي كان يعمل فاعل فيه وليس يلك ال مروا وزنبيل أى مرفة وقفة وكان يعمل ف كل جعة بدرهم ودانق يتقرب بما من‬
‫المعة إل المعة وكان ل يعمل إل ف يوم السبت فقط ث يقبل على العبادة بقية أيام المعة وكان من زبيدة ف قول بعضهم والصحيح أنه من امرأة كان الرشيد قد أحبها فتزوجها فحملت‬
‫منه بذا الغلم ث إن الرشيد أرسلها إل البصرة وأعطاها خاتا من ياقوت أحر وأشياء نفيسة وأمرها إذا أفضت إليه اللفة أن تأيتيه فلما صارت اللفة إليه ل تأته ول ولدها بل اختفيا وبلغه‬
‫أنما ماتا ول يكن المر كذلك وفحص عنهما فلم يطلع لما على خب فكان هذا الشاب يعمل بيده ويأكل من كدها ث رجع إل بغداد وكان يعمل ف الطي ويأكل مدة زمانية هذا وهو ابن‬
‫أمي الؤمني ول يذكر للناس من هو إل أن اتفق مرضه ف دار من كان يستعمله ف الطي فمرضه عنده فلما احتضر أخرج الات وقال لصاحب النل اذهب بذا إل الرشيد وقل له صاحب‬
‫هذا الات يقول لك إياك أن توت ف سكرتك هذه فتندم حيث ل ينفع نادما ندمه واحذر انصرافك من بي يدي ال إل الدارين وأن يكون آخر العهد بك فإن ما أنت فيه لو دام لغيك ل‬
‫يصل إليك وسيصي إل غيك وقد بلغك أخبار من مضى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪185‬‬

‫قال فلما مات دفنه وطلبت الضور عند الليفة فلما أوقفت بي يديه قال ما حاجتك قلت هذا الات دفعه إل رجل وأمرن أن أدفعه إليك وأوصان بكلم أقوله لك فلما نظر الات عرفه‬
‫فقال ويك وأين صاحب هذا الات قال فقلت مات يا أمي الؤمني ث ذكرت الكلم الذى أوصان به وذكرت له أنه يعمل بالفاعل ف كل جعة يوما بدرهم وأربع دوانيق أو بدرهم ودانق‬
‫يتقوت به سائر المعة ث يقبل على العبادة قال فلما سع هذا الكلم قام فضرب بنفسه الرض وجعل يتمرغ ويتقلب ظهرا لبطن ويقول وال لقد نصحتن يابن ث بكى ث رفع رأسه إل‬
‫الرجل وقال أتعرف قبه قلت نعم أنا دفنته قال إذا كان العشى فائتن فقال فأتيته فذهب إل قبه فلم يزل يبكى عنده حت أصبح ث أمر لذلك الرجل بعشرة آلف درهم وكتب له ولعياله‬
‫رزقا وفيها مات‬
‫عبد ال بن مصعب‬
‫ابن ثابت بن عبد ال بن الزبي بن العوام القرشى السدى والد بكار ألزمه الرشيد بولية الدينة فقبلها بشروط عدل اشترطها فأجابه إل ذلك ث أضاف إليه نيابة اليمن فكان من أعدل الولة‬
‫وكان عمره يوم تول نوا من سبعي سنة‬
‫عبد ال بن عبد العزيز العمري‬
‫أدرك أبا طوالة وروى عن أبيه وإبراهيم بن سعد وكان عابدا زاهدا وعظ الرشيد يوما فأطنب وأطيب قال له وهو واقف على الصفا أتنظركم حولا يعن الكعبة من الناس فقال كثي فقال كل‬
‫منهم يسأل يوم القيامة عن خاصة نفسه وأنت تسأل عنهم كلهم فبكى الرشيد بكاء كثيا وجعلوا يأتونه بنديل بعد منديل ينشف به دموعه ث قال له يا هارون إن الرجل ليسرف ف ماله‬
‫فيستحق الجر عليه فيكيف بن يسرف ف أموال السلمي كلهم ث تركهم وانصرف والرشيد يبكى وله معه مواقف ممودة غي هذه توف عن ست وستي سنة‬
‫وممد بن يوسف بن معدان‬
‫أبو عبد ال الصبهان أدرك التابعي ث اشتغل بالعبادة والزهادة كان عبد ال بن البارك يسميه عروس الزهاد وقال يي بن سعيد القطان ما رأيت أفضل منه كان كأنه قد عاين وقال ابن‬
‫مهدي ما رأيت مثله وكان ل يشتري خبزه من خباز واحد ول بقله من بقال واحد كان ل يشترى إل من ل يعرفه يقول أخشى أن يابون فأكون من يعيش بدينه وكان ل يضع جنبة للنوم‬
‫صيفا ول شتاء ومات ول ياوز الربعي سنة رحة ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪186‬‬

‫ث دخلت سنة خس وثاني ومائة‬


‫فيها قتل أهل طبستان متوليهم مهرويه الرازي فول الرشيد عليهم عبد ال بن سعيد الرشى وفيها قتل عبد الرحن النباري أبان بن قحطبة الرجي برج العلقة وفيها عاث حزة الشاري بلد‬
‫باذغنيس من خراسان فنهض عيسى بن على بن عيسى إل عشرة آلف من جيش حزة فقتلهم وسار وراء حزة إل كابل وزابلستان وفيها خرج أبو الصيب فتغلب على أبيورد وطوس‬
‫ونيسابور وحاصر مرو وقوى أمره وفيها توف يزيد بن مزيد ببذعة فول الرشيد مكانه ابنه أسد بن يزيد واستأذن الوزير يي بن خالد الرشيد ف أن يعتمر ف رمضان فأذن له ث رابط بنده إل‬
‫وقت الج وكان أمي الج ف هذه السنة منصور بن ممد بن عبد ال بن على بن عبد ال بن عباس وفيها توف‬
‫عبد الصمد بن على‬
‫ابن عبد ال بن عباس عم السفاح والنصور ولد سنة أربع ومائة وكان ضخم اللق جدا ول يبدل أسنانه وكانت أصولا صفيحة واحدة قال يوما للرشيد يا أمي الؤميني هذا الجلس اجتمع‬
‫فيه عم أمي الؤمني وعم عمه وعم عم عمه وذلك أن سليمان بن أب جعفر عم الرشيد والعباس بن ممد بن على عم سليمان وعبد الصمد بن على عم السفاح وتلخيص ذلك أن عبد‬
‫الصمد عم عم عم الرشيد لنه عم جده روى عبد الصمد عن أبيه عن جده عبد ال بن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال ) إن الب والصلة ليطيلن العمار ويعمران الديار ويثريان‬
‫الموال ولو كان القوم فجارا ( وبه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ) إن الب والصلة ليخففان الساب يوم القيامة ( ث تل رسول ال صلى ال عليه وسلم والذين يصلون ما أمر ال‬
‫به أن يوصل ويشون ربم ويافون سوء الساب وغي ذلك من الحاديث‬
‫وممد بن إبراهيم بن ممد بن على بن عبد ال بن عباس العروف بالمام كان على إمارة الاج وإقامة سقايته ف خلفة النصور عدة سني توف ببغداد فصلى عليه المي ف شوال من هذه‬
‫السنة ودفن بالعباسية‬
‫وفيها توف من مشايخ الديث تام بن إساعيل وعمرو بن عبيد والطلب بن زياد والعاف ابن عمران ف قول ويوسف بن الاجشون وأبو إسحاق الفزاري إمام أهل الشام بعد الوزاعي ف‬
‫الغازي والعلم والعبادة‬
‫ورابعة العدوية‬
‫وهي رابعة بنت إساعيل مولة آل عتيك العدوية البصرية العابدة الشهورة ذكرها أبو نعيم ف اللية والرسائل وابن الوزي ف صفوة الصفوة والشيخ شهاب الدين السهر وردى ف العارف‬
‫والفشيى وأثن عليها أكثر الناس وتكلم فيها أبو داود السجستان واتمها بالزندقة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪187‬‬

‫فلعله بلغه عنها أمر وأنشد لا السهر وردى ف العارف‬


‫‪ ...‬إن جعلتك ف الفؤاد مدثي ‪ ...‬وأبت جسمى من أراد جلوسى ‪ ...‬فالسم من للجليس موانس ‪ ...‬وحبيب قلب ف الفؤاد أنيسى ‪...‬‬
‫وقد ذكروا لا أحوال وأعمال صالة وصيام نار وقيام ليل ورؤيت لا منامات صالة فال أعلم توفيت بالقدس الشريف وقبها شرقيه بالطور وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني ومائة‬
‫فيها خرج على بن عيسى بن ماهان من مرو لرب أب الصيب إل نسا فقاتله با وسب نساءه وذراريه واستقامت خراسان وحج بالناس فيها الرشيد ومعه ابناه ممد المي وعبد ال الأمون‬
‫فبلغ جلة ما أعطى لهل الرمي ألف ألف دينار وخسي ألف دينار وذلك أنه كان يعطى الناس فيذهبون إل المي فيعطيهم فيذهبون إل الأمون فيعطيهم وكان إل المي ولية الشام‬
‫والعراق وإل الأمون هدان إل بلد الشرق ث تابع الرشيد لولده القاسم من بعد ولديه ولقبه الؤتن ووله الزيرة والثغور والعواصم وكان الباعث له على ذلك أن ابنه القاسم هذا كان ف‬
‫حجر عبد اللك بن صال ولا بايع الرشيد لولديه كتب إليه ‪ ...‬يا أيها اللك الذى ‪ ...‬لو كان نما كان سعدا ‪ ...‬اعقد لقاسم بيعة ‪ ...‬واقدح له ف اللك زندا ‪ ...‬فال فرد واحد ‪ ...‬فاجعل‬
‫‪ ...‬ولة العهد فردا‬
‫ففعل الرشيد ذلك وقد حده قوم على ذلك وذمه آخرون ول ينتظم للقاسم هذا أمر بل اختطفته النون والقدار عن بلوغ المل والوطار ولا قضى الرشيد حجه أحضر من معه من المراء‬
‫والوزراء وأحضر ول العهد ممدا المي وعبد ال الأمون وكتب بضمون ذلك صحيفة وكتب فيها المراء والوزراء خطوطهم بالشهادة على ذلك وأراد الرشيد أن يعلقها ف الكعبة‬
‫فسقطت فقيل هذا أمر سريع انتقاضه وكذا وقع كما سيأت وقال إبراهيم الوصلى ف عقد هده البيعة ف الكعبة ‪ ...‬خي المور مغبة ‪ ...‬وأحق أمر بالتمام ‪ ...‬أمر قضى أحكامه الر ‪ ...‬حن‬
‫‪ ...‬ف البلد الرام‬
‫وقد أطال القول ف هذا القام أبو جعفر بن جرير وتبعه ابن الوزي ف النتظم‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الكم أبو ريان ف رمضان منها وحسان بن إبراهيم قاضي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪188‬‬

‫كرمان عن مائة سنة وسلم الاسر الشاعر‬


‫وهو سلم بن عمرو بن حاد بن عطاء وإنا قيل له الاسر لنه باع مصحفا واشترى به ديوان شعر لمرئ القيس وقيل لنه أنفق مائت ألف ف صناعة الدب وقد كان شاعرا منطيقا له قدرة‬
‫على النشاء على حرف واحد كما قال ف موسى الادى‬
‫موسى الطر غيث بكر ث انمر كم اعتب ث فتر وكم قدر ث غفر عدل السي باقي الثر خي البشر فرع مضر بدر بدر لن نظر هو الوزر لن حضر والفتخر ل غب‬
‫وذكر الطيب أنه كان على طريقة غي مرضية من الجون والفسق وأنه كان من تلميذ بشار ابن برد وأن نظمه أحسن من نظم بشار فمما غلب فيه بشارا قوله ‪ ...‬من راقب الناس ل يظفر‬
‫باجته ‪ ...‬وفاز بالطيبات الفاتك اللهج‬
‫‪ ...‬فقال مسلم ‪ ...‬من راقب الناس مات غما ‪ ...‬وفاز باللذة السور‬
‫فغضب بشار وقال أحذ معان كلمى فكساها ألفاظا أخف من ألفاظي وقد حصل له من اللفاء والبامكة نوا من أربعي ألف دينار وقيل أكثر من ذلك ولا مات ترك ستة وثلثي ألف دينار‬
‫وديعة عند أب الشمر الغسان فغن إبراهيم الوصلى يوما الرشيد فأطر به فقال له سل فقال يا أمي الؤمني أسألك شيئا ليس فيه من مالك شئ ول أرزأوك شيئا سواه قال وما هو فذكر له‬
‫وديعة سلم الاسر وأنه ل يترك وارثا فأمر له با ويقال إنا كانت خسي ألف دينار‬
‫والعباس بن ممد‬
‫ابن على بن عبد ال بن عباس عم الرشيد كان من سادات قريش ول إمارة الزيرة ف أيام الرشيد وقد أطلق له الرشيد ف يوم خسة آلف ألف درهم وإليه تنسب العباسية وبا دفن وعمره‬
‫خس وستون سنة وصلى عليه المي‬
‫ويقطي بن موسى‬
‫كان أحد الدعاة إل دولة بن العباس وكان داهية ذا رأى وقد احتال مرة حيلة عظيمة لا حبس مروان المار إبراهيم بن ممد بران فتحيت الشيعة العباسية فيمن يولون ومن يكون ول‬
‫المر من بعده إن قتل فذهب يقطي هذا إل مروان فوقف بي يديه ف صورة تاجر فقال يا أمي الؤمني إن قد بعت إبراهيم بن ممد بضاعة ول أقبض ثنها منه حت أخذته سلك فإن رأى أمي‬
‫الؤمني أن يمع بين وبينه لطالبه بال فعل قال نعم فأرسل به إليه مع غلم فلما رآه قال يا عدو ال إل من أوصيت بعدك آخذ مال منه فقال له إل ابن الارثية يعن أخاه عبد ال السفاح‬
‫فرجع يقطي إل الدعاة إل بن العباس فأعلمهم با قال فبايعوا السفاح فكان من أمره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪189‬‬


‫ما ذكرناه‬
‫ث دخلت سنة سبع وثاني ومائة‬
‫فيها كان مهلك البامكة علىة يدى الرشيد قتل جعفر بن يي بن خالد الرمكي ودمر ديارهم واندرست آثارهم وذهب صغارهم وكبارهم وقد اختلف ف سبب ذلك علىأقوال ذكره ابن‬
‫جرير وغيه قيل إن الرشيد كان قد سلم يي بن عبد ال بن حسن إل جعفر البمكي ليسجنه عنده فما زال يي يترفق له حت أطلقه فم الفضل بن الربيع ذلك إل الرشيد فقال له اللرشيد‬
‫ويلك ل تدخل بين وبي جعفر فلعله أطلقه عن أمرى وأنا ل أشعر ث سأل الرشيد جعفرا عن ذلك فصدقه فتغيظ عليه وحلف ليقتلنه وكره البامكة ث قتلهم وقلهم بعد ماكانوا أحظى‬
‫الناس عنده وأحبهم إليه وكانت أم جعفر والفضل أم الرشيد من الرضاعة وقد جعلهم الرشيد من الرفعة ف الدنيا وكثرة الال بسبب ذلك شيئا كثيا ل يصل لن قبلهم من الوزراء ول لن‬
‫بعدهم من الكابر والوؤساء بيث إن جعفرا بن دارا غرم عليها عشرين ألف ألف درهم وكان ذلك من جلة ما نقمه عليه الرشيد ويقال إنا قتلهم الرشيد لنه كان ل ير ببلد ول إقليم ول‬
‫قرية ول مزرعة ول بستان إل قيل هذا لعفر ويقال إن البامكة كانوا يريدون إبطال خلفة الرشيد وإظهار الزندقة وقيل إنا قتلهم بسبب العباسة ومن العلماء من أنكر ذلك وإن كان ابن‬
‫جرير قد ذكره‬
‫وذكر ابن الوزي أن الرشيد سئل عن سبب قتله البامكة فقال لو أعلم أن قميصي يعلم ذلك لحرقته وقد كان جعفر يدخل على الرشيد بغي إذن حت كان يدخل عليه وهو ف الفراش مع‬
‫حظاياه وهذه وجاهة ومنلة علية وكان عنده من أحظى العشراء على الشراب السكر فإن الرشيد كان يستعمل ف أواخر أيام خلفته السكر وكان أحب أهله إليه العباسة بنت الهدي وكان‬
‫يضرها معه وجعفر البمكي حاضرا أيضا معه فزوجه با ليحل النظر إليها واشترط عليه أن ل يطأها وكان الرشيد ربا قام وتركهما وها ثلن من الشراب فربا واقعها جعفر فحبلت منه‬
‫فولدت ولدا وبعثته مع بعض جواريها إل مكة وكان يرب با‬
‫وذكر ابن خلكان أن الرشيد ل زوج أخته العباسة من جعفر أحبها حبا شديدا فراودته عن نفسه فامتنع أشد المتناع خوفا من الرشيد فاحتالت عليه وكانت أمه تدى له ف كله ليلة جعة‬
‫جارية حسناء بكرا فقالت لمه أدخلين عليه بصفة جارية فهابت ذلك فتهددتا حت فعلت ذلك فلما دخلت عليه ل يتحقق وجهها فواقعها فقالت له كيف رأيت خديعة بنات اللوك وحلت‬
‫من تلك الليلة فدخل على أمه فقال بعتين وال برخيص ث إن والده يي بن خالد جعل يضيق على عيال الرشيد ف النفقة حت شكت زبيدة ذلك إل الرشيد مرات ث أفشت له سر العباسة‬
‫فاستشاط غيظا ولا أخبته أن الوالد قد أرسلت به إل مكة حج عام ذلك حت تقق المر ويقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪190‬‬

‫إن بعض الواري نت عليها إل الرشيد وأخبته با وقع وأن الولد بكة وعنده جوار وأموال وحلى كثية فلم يصدق حت حج ف السنة الالية ث كشف المر عن الال فإذا هو كما ذكر‬
‫وقد حج ف هذه السنة الت حج فيها الرشيد يي بن خالد فجعل يدعو عند الكعبة اللهم إن كان يرضيك عن سلب جيع مال وولدى وأهلى فافعل ذلك وأبق على منهم الفضل ث خرج‬
‫فلما كان عند باب السجد رجع فقال اللهم والفضل معهم فإن راض برضاك عن ول تستثن منهم أحدا‬
‫فلما قفل الرشيد من الج صار إل الية ث ركب ف السفن إل الغمر من أرض النبار فلما كانت ليلة السبت سلخ الحرم من هذه السنة أرسل مسرورا الادم ومعه حاد بن سال أبو عصمة‬
‫ف جاعة من الند فأطافوا بعفر بن يي ليل فدخل عليه مسرور الادم وعنده بتيشوع التطبب وأبو ركانة العمى الغن الكلوذان وهو ف أمره وسروره وأبو ركانة يغنيه‬
‫‪ ...‬فل تبعد فكل فت سيأت ‪ ...‬عليه الوت يطرق أو يغادي ‪...‬‬
‫فقال الادم له يا أبا الفضل هذا الوت قد طرقك أجب أمي الؤمني فقام إليه يقبل قدميه ويدخل عليه أن يكنه فيدخل إل أهله فيوصى إليهم ويودعهم فقال أما الدخول فل سبيل إليه ولكن‬
‫أوص فأوصى وأعتق جيع ماليكه أو جاعة منهم وجاءت رسل الرشيد تستحثه فأخرج إخراجا عنيفا فجعلوا يقودونه حت أتوا به النل الذى فيه الرشيد فحبسه وقيده بقيد حار وأعلموا‬
‫الرشيد با كان يفعل فأمر بضرب عنقه فجاء السياف إل جعفر فقال إن أمي الؤمني قد أمرن أن آتيه برأسك فقال يا أبا هاشم لعل أمي الؤمني سكران فإذا صحا عاتبك ف فعاوده فرجع‬
‫إل الرشيد فقال إنه يقول لعلك مشغول فقال يا ماص بظر أمه ائتن برأسه فكرر عليه جعفر القالة فقال الرشيد ف الثالثة برئت من الهدى إن ل تأتن برأسه لبعثن من يأتين برأسك ورأسه‬
‫فرجع إل جعفر فحز رأسه وأتى به إل الرشيد فألقاه بي يديه وأرسل الرشيد من ليلته البد بالحتياط على البامكة جيعهم ببغداد وغيها ومن كان منهم بسبيل فأخذوا كلهم عن آخرهم‬
‫فلم يفلت منهم أحد وحبس يي بن خالد ف منله وحبس الفضل بن يي ف منل آخر وأخذ جيع ما كانوا يلكونه من الدنيا وبعث الرشيد برأس جعفر وجثته فنصب الرأس عند‬
‫السرالعلى وشقت الثة باثنتي فنصب نصفها الواحد عند السر السفل والخر عند السر الخر ث أحرقت بعد ذلك ونودي ف بغداد أن ل أمان للبامكة ول لن آواهم إل ممد بن يي‬
‫بن خالد فإنه مستثن منهم لنصحه للخليفة وأتى الرشيد بأنس بن أب شيخ كان يتهم بالزندقة وكان مصاحبا لعفر فدار بينه وبي الرشيد كلم ث أخرج الرشيد من تت فراشه سيفا وأمر‬
‫بضرب عنقه به وجعل يتمثل ببيت قيل ف قتل أنس قبل ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪191‬‬

‫‪ ...‬تلمظ السيف من شوق إل أنس ‪ ...‬فالسيف يلحظ والقدار تنتظر‬


‫فضربت عنق أنس فسبق السيف الدم فقال الرشيد رحم ال عبد ال بن مصعب فقال الناس إن السيف كان للزبي بن العوام ث شحنت السجون بالبامكة واستلبت أموالم كلها وزالت‬
‫عنهم النعمة وقد كان الرشيد ف اليوم الذى قتل جعفرا ف آخره هو وإياه راكبي ف الصيد ف أوله وقد خل به دون ولة العهود وطيبه ف ذلك بالغالية بيده فلما كان وقت الغرب ودعه‬
‫الرشيد وضمه إليه وقال لول أن الليلة ليلة خلوت بالنساء ما فارقتك فاذهب إل منلك واشرب واطرب وطب عيشا حت تكون على مثل حال فأكون أنا وأنت ف اللذة سواء فقال وال يا‬
‫أمي الؤمني ل أشتهى ذلك إل معك فقال ل انصرف إل منلك فانصرف عنه جعفر فما هو إل أن ذهب من الليل بعضه حت أوقع به من البأس والنكال ما تقدم ذكره وكان ذلك ليلة‬
‫السبت آخر ليلة من الحرم وقيل إنا أول ليلة من صفر ف هذه السنة كان عمر جعفر إذ ذاك سبعا وثلثي سنة ولا جاء الب إل أبيه يي بن خالد بقتله قال قتل ال ابنه ولا قيل له قد‬
‫خربت دارك قال خرب ال دوره ويقال إن يي لا نظر إل دوره وقد هتكت ستورها واستبيحت قصورها وانتهب ما فيها قال هكذا تقوم الساعة وقد كتب إليه بعض أصحابه يعزيه فيما‬
‫جرى له فكتب إليه جواب التعزية أنا بقضاء ال راض وبإختياره عال ول يؤاخذ ال العباد إل بذنوبم وما ال بظلم للعبيد وما يغفر ال أكثر ول المد وقد أكثر الشعراء من الراثي ف‬
‫البامكة فمن ذلك قول الرقاشي وقيل إنا لب نواس‬
‫الن استرحنا واستراحت ركابنا ‪ ...‬وأمسك من يدي ومن كان يتدى ‪ ...‬فقل للمطايا قد أمنت من السرى ‪ ...‬وطى الفياف فدفدا بعد فدفد ‪ ...‬وقل للمنايا قد ظفرت بعفر ‪ ...‬ولن ‪...‬‬
‫‪ ...‬تظفري من بعده بسود ‪ ...‬وقل للعطايا بعد فضل تعلطى ‪ ...‬وقل للرزايا كل يوم تددي ‪ ...‬ودونك سيفا برمكيا مهندا ‪ ...‬أصيب بسيف هاشي مهند‬
‫وقال الرقاشي وقد نظر إل جعفر وهو على جذاعه ‪ ...‬أما وال خوف واش ‪ ...‬وعي للخليفة ل تنام ‪ ...‬لطفنا حول جذعك واستلمنا ‪ ...‬كما للناس بالجر استلم ‪ ...‬فما أبصرت قبلك يا‬
‫‪ ...‬ابن يي ‪ ...‬حساما فله السيف السام ‪ ...‬على اللذات والدنيا جيعا ‪ ...‬ودولة آل برمك السلم‬
‫قال فاستدعاه الرشيد فقال له كم كان يعطيك جعفر كل عام قال ألف دينار فأمر له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪192‬‬

‫بألفي دينار وقال الزبي بن بكار عن عمه مصعب الزبيى قال لا قتل الرشيد جعفرا وقفت امرأة على حار فاره فقالت بلسان فصيح وال يا جعفر لئن صرت اليوم آية لقد كنت ف الكارم‬
‫غاية ث أنشأت تقول ‪ ...‬ولا رأيت السيف خالط جعفرا ‪ ...‬ونادى متاد للخليفة ف يي ‪ ...‬بكيت على الدنيا وأيقنت أنا ‪ ...‬قصارى الفت يوما مفارقة الدنيا ‪ ...‬وما هي إل دولة بعد دولة‬
‫‪ ... ...‬تول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى ‪ ...‬إذا أنزلت هذا منازل رفعة ‪ ...‬من اللك حطت إل الغاية القصوى‬
‫قال ث حركت حارها فذهبت فكأنا كانت ريا ل أثر لا ول يعرف أين ذهبت‬
‫وذكر ابن الوزي أن جعفرا كان له جارية يقال لا فتينة مغنية ل يكن لا ف الدنيا نظي كان مشتراها عليه بن معها من الواري مائة ألف دينار فطلبها منه الرشيد فامتنع من ذلك فلما قتله‬
‫الرشيد اصطفى تلك الارية فأحضرها ليلة ف ملس شرابه وعنده جاعة من جلسائه وساره فأمر من معها أن يغني فاندفعت كل واحدة تغن حت انتهت النوبة إل فتينة فأمرها بالغناء فأسبلت‬
‫دمعها وقالت أما بعد السادة فل فغضب الرشيد غضبا شديدا وأمر بعض الاضرين أن يأخذها إليه فقد وهبها له ث لا أراد النصراف قال له فيما بينه وبينه ل تطأها ففهم أنه إنا يريد بذلك‬
‫كسرها فلما كان بعد ذلك أحضرها وأظهر أنه قد رضى عنها وأمرها بالغناء فامتنعت وأرسلت دمعها وقالت أما بعد السادة فل فغضب الرشيد أشد من غضبه ف الرة الول وقال النطع‬
‫والسيف وجاء السياف فوقف على رأسها فقال له الرشيد إذا أمرتك ثلثا وعقدت أصابعى ثلثا فاضرب ث قال غن فبكت وقالت أما بعد السادة فل فقعد أصبعه النصر ث أمرها الثانية‬
‫فامتنعت فعقد اثنتي فارتعد الاضرون وأشفقوا غاية الشفاق وأقبلوا عليها يسألونا أن تغن لئل تقتل نفسها وأن تيب أمي الؤمني إل ما يريد ث أمرها الثالثة فاندفعت تغن كارهة ‪ ...‬لا‬
‫‪ ...‬رأيت الدنيا قد درست ‪ ...‬أيقينت أن النعيم ل يعد‬
‫قال فوثب أليها الرشيد وأخذ العود من يدها وأقبل يضرب به وجهها ورأسها حت تكسر وأقبلت الدماء وتطايرت الوار من حولا وحلت من بي يديه فماتت بعد ثلث‬
‫وروى أن الرشيد كان يقول لعن ال من أغران بالبامكة فما وجدت بعدهم لذة ول راحة ول رجاء وددت وال أن شطرت نصف عمرى وملكي وأن تركتهم على حالم‬
‫وحكى ابن خلكان أن جعفرا اشترى جارية من رجل بأربعي ألف دينار فالتفتت إل بائعها وقالت اذكر العهد الذى بين وبينك ل تأكل من ثن شيئا فبكى سيدها وقال اشهدوا أنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪193‬‬

‫حرة وأن قد تزوجتها فقال جعفر اشهدوا أن الثمن له أيضا وكتب إل نائب له أما بعد فقد كثر شاكوك وقل شاكروك فاما أن تعدل وإما تعتزل ومن أحسن ما وقع منه من التلطف ف إزالة‬
‫هم الرشيد وقد دخل عليه منجم يهودي فأخبه أنه سيموت ف هذه السنة فحمل الرشيد ها عظيما فدخل عليه جعفر فسأله ما الب فأخبه بقول اليهودي فاستدعى جعفر اليهودي فقال له‬
‫كم بقى لك من العمر فذكر مدة طويلة فقال يا أمي الؤمني اقتله حت تعلم كذبه فيما أخب عن عمره فأمر الرشيد باليهودي فقتل وسرى عن الرشيد الذي كان فيه‬
‫وبعد مقتل البامكة قتل الرشيد إبراهيم بن عثمان بن نيك وذلك أنه حزن على البامكة ولسيما على جعفر كان يكثر البكاء عليهم ث خرج من حيز البكاء إل حيز النتصار لم والخذ‬
‫بثأرهم وكان إذا شرب ف منله يقول لاريته ائتن بسيفى فيسله ث يقول وال لقتلن قاتله فأكثر أن يقول ذلك فخشى ابنه عثمان أن يطلع الليفة على ذلك فيهلكهم عن آخرهم ورأى أن‬
‫أباه ل ينع عن هذا فذهب إل الفضل بن الربيع فأعلمه فأخب الفضل الليفة فاستدعى به فاستخبه فأخبه فقال من يشهد معك عليه فقال فلن الادم فجاء به فشهد فقال الرشيد ل يل‬
‫قتل أمي كبي بجرد قول غلم وخصى لعلهما قد تواطآ على ذلك فأحضره الرشيد معه على الشراب ث خل به فقال ويك يا إبراهيم إن عندى سرا أحب أن أطلعك عليه أقلقن ف الليل‬
‫والنهار قال وما هو قال إن ندمت على قتل البامكة ووددت أن خرجت من نصف ملكى ونصف عمرى ول أكن فعلت بم ما فعلت فإن ل أجد بعدهم لذة ول راحة فقال رحة ال على أب‬
‫الفضل يعن جعفرا وبكى وقال وال ياسيدي لقد أخطأت ف قتله فقال له قم لعنك ال ث حبسه ث قتله بعد ثلثة أيام وسلم أهله وولده‬
‫وف هذه السنة غضب الرشيد على عبد اللك بن صال بسبب انه بلغه أنه يريد اللفة واشتد غضبه بسببه على البامكة الذين هم ف البوس ث سجنه فلم يزل ف السجن حت مات الرشيد‬
‫فأخرجه المي وعقد له على نيابة الشام وفيها ثارت العصبية بالشام بي الضرية والنارية فبعث إليهم الرشيد ممد بن منصور بن زياد فأصلح بينهم‬
‫وفيها كانت زلزلة عظيمة بالصيصة فاندم بعض سورها ونضب ماؤها ساعة من الليل وفيها بعث الرشيد ولده القاسم على الصائفة وجعله قربانا ووسيلة بي يديه ووله العواصم فسار إل‬
‫بلد الروم فحاصرهم حت افتدوا بلق من السارى يطلقونم ويرجع عنهم ففعل ذلك وفيها نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبي السلمي الذى كان عقده الرشيد بينه وبي رن ملكة‬
‫الروم اللقبة أغسطه وذلك أن الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور وكان شجاعا يقال إنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪194‬‬


‫منه سللة آل جفنة فخلعوا رن وسلموا عينيها فكتب نقفور إل الرشيد من نقفور ملك الروم إل هارون ملك العرب أما بعد فان اللكة الت كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها‬
‫مقام البيدق فحملت إليك من أموالا ما كنت حقيقا بمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحقهن فإذا قرأت كتاب هذا فاردد إل ماحلته إليك من الموال وافتد نفسك به وإل فالسيف‬
‫بيننا وبينك فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حت ل يتمكن أحد أن ينظر إليه ول يستطيع ماطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ث استدعى بدواة وكتب على ظهر‬
‫الكتاب بسم ال الرحن الرحيم من هارون أمي الؤمني إل نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والواب ما تراه دون ما تسمعه والسلم ث شخص من فوره وسار حت نزل‬
‫بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الموال شيئا كثيا وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الوادعه على خراج يؤدية إليه ف كل سنة فأجابه الرشيد إل ذلك فلما رجع من غزوته‬
‫وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان اليثاق وكان البد قد اشتد جدا فلم يقدر أحد أن يئ فيخب الرشيد بذلك لوفهم على أنفسهم من البد حت يرج فصل الشتاء وحج بالناس فيها‬
‫عبد ال به عباس بن ممد بن على‬
‫ذكر من توف فيها من العيان‬
‫جعفر بن يي بن خالد بن برمك أبو الفضل البمكى الوزير ابن الوزير وله الرشيد الشام وغيها من البلد وبعثه إل دمشق لا ثارت الفتنة العشيان بوران بي قيس وين وكان ذلك أول‬
‫نار ظهرت بي قيس وين ف بلد السلم كان خامدا من زمن الاهلية فأثاروه ف هذا الوان فلما قدم جعفر بيشة خدت الشرور وظهر السرور وقيلت ف ذلك أشعار حسان قد ذكر ذلك‬
‫ابن عساكر ف ترجة جعفر من تاريه منها‬
‫لفد أوقدت ف الشام نيان فتنة ‪ ...‬فهذا أوان الشام تمد نارها ‪ ...‬إذا جاش سوج البحر من ال برمك ‪ ...‬عليها خبت شهبانا وشرارها ‪ ...‬رماها أمي الومني بعفر ‪ ...‬وفيه تلف ‪...‬‬
‫‪ ...‬صدعها وانبارها ‪ ...‬هو اللك الأمول للب والتقى ‪ ...‬وصولته ل يستطاع خطارها‬
‫وهي قصيدة طويلة وكانت له فصاحة وبلغة وذكاء وكرم زائد كان أبوه قد ضمه إل القاضي أب يوسف فتفقه عليه وصار له اختصاص بالرشيد وقد وقع ليلة بضرة الرشيد زيادة علىألف‬
‫توقيع ول يرج ف شئ منها عن موجب الفقة وقد روى الديث عن أبيه عن عبد الميد الكاتب عن عبد اللك بن مروان كاتب عثمان عن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال قال رسول ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪195‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ) إذا كتبت بسم ال الرحن الرحيم فبي السي فيه ( رواه الطيب وابن عساكر من طريق أب القاسم الكعب التكلم واسه عبد ال بن أحد البلخي وقد كان كاتبا لحمد‬
‫بن زيد عن أبيه عن عبد ال بن طاهر بن السي بن زريق عن الفضل بن سهل ذى الرياستي عن جعفر بن يي به وقال عمرو بن بر الاحظ قال جعفر للرشيد با أمي الؤمني قال ل أب يي‬
‫إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط وإذا أدبرت فأعط فانا ل تبقى وأنشدن أب‬
‫‪ ...‬ل تبخلن لدنيا وهي مقبلة ‪ ...‬فليس ينقصها التبذير والسرف ‪ ...‬فإن تولت فأحرى أن تود با ‪ ...‬فالمد منها إذا ما أدبرت خلف ‪...‬‬
‫قال الطيب ولقد كان جعفر من علو القدر ونفاذ المر وعظم الحل وجللة النلة عند الرشيد على حالة انفرد با ول يشاركه فيها أحد وكان سح الخلق طلق الوجه ظاهر البشر أما‬
‫جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فأشهر من أن يذكر وكان أيضا من ذوي الفصاحة والذكورين بالبلغة‬
‫وروى ابن عساكر عن مهذب حاجب العباس بن ممد صاحب قطيعة العباس والعباسية أنه أصابته فاقة وضائقة وكان عليه ديون فأل عليه الطالبون وعنده سفط فيه جواهر شراؤه عليه ألف‬
‫ألف فأتى به جعفرا فعرضه عليه وأخبه با هو عليه من الثمن وأخبه بإلاح الطالبي بديونم وأنه ل يبق له سوى هذا السفط فقال قد اشتريته منك بألف ألف ث أقبضه الال وقبض السفط‬
‫منه وكان ذلك ليل ث أمر من ذهب بالال إل منله وأجلسه معه ف السمر تلك الليلة فلما رجع إل منله إذا السفط قد سبقه إل منله أيضا قال فلما أصبحت غدوت إل جعفر لتشكر له‬
‫فوجدته مع أخيه الفضل على باب الرشيد يستأذن عليه فقال له جعفر إن قد ذكرت أمرك للفضل وقد أمر لك بألف ألف وما أظنها إل قد سبقتك إل منلك وسأفاوض فيك أمي الؤمني‬
‫فلما دخل ذكر له أمره وما لقه من الديون فأمر له بثلثائة ألف دينار‬
‫وكان جعفر ليلة ف سره عند بعض أصحابه فجاءت النفساء فركبت ثياب الرجل فألقاها عنه جعفر وقال إن الناس يقولون من قصدته النفساء يبشر بال يصيبه فأمر له جعفر بألف دينار ث‬
‫عادت النفساء فرجعت إل الرجل فأمر له بألف دينار أخرى‬
‫وحج مرة مع الرشيد فلما كانوا بالدينة قال لرجل من أصحابه انظر جارية أشتريها تكون فائقة ف المال والغناء والدعابة ففتش الرجل فوجد [ جارية ] على النعت فطلب سيدها فيها مال‬
‫كثيا على أن يراها جعفر فذهب جعفر إل منل سيدها فلما رآها أعجب با فلما غنته أعجبته أكثر فساومه صاحبها فيها فقال له جعفر قد أحضرنا مال فإن أعجبك وإل زدناك فقال لا‬
‫سيدها إن كنت ف نعمة وكنت عندى ف غاية السرور وإنه قد انقبض على حال وإن قد أحببت أن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪196‬‬

‫أبيعك لذا اللك لكى تكون عنده كما كنت عندي فقالت له الارية وال ياسيدي لو ملكت منك كما ملكت من ل أبعك بالدنيا وما فيها وأين ما كنت عاهدتن أن ل تبيعن ول تأكل من‬
‫ثن فقال سيدها لعفر وأصحابه أشهدكم أنا حرة لوجه ال وأن قد تزوجتها فلما قال ذلك نض جعفر وقام أصحابه وأمروا المال أن يمل الال فقال جعفر وال ل يتبعن وقال للرجل قد‬
‫ملكتك هذا الال فأنفقه على أهلك وذهب وتركه‬
‫هذا وقد كان يبخل بالنسبة إل أخيه الفضل إل أن الفضل كان أكثر منه مال وروى ابن عساكر من طريق الدار قطن بسنده أنه لا أصيب جعفر وجدوا له ف جرة ألف دينار زنة كل دينار‬
‫‪ ...‬مائة دينار مكتوب على صفحة الدينار جعفر ‪ ...‬وأصفر من ضرب دار اللوك ‪ ...‬يلوح على وجهه جعفر ‪ ...‬يزيد على مائة واحدا ‪ ...‬مت تعطه معسرا يوسر‬
‫وقال أحد بن العلى الرواية كتبت عنان جارية الناطفي لعفر تطلب منه أن يقول لبيه يي أن يشي على الرشيد بشرائها وكتبت إليه هذه البيات من شعرها ف جعفر‬
‫يا لئمي جهل أل تقصر ‪ ...‬من ذا على حر الوى يصب ‪ ...‬ل تلحن إذا شربت الوى ‪ ...‬صرفا فممزوج الوى سكر ‪ ...‬أحاط ب الب فخلفي له ‪ ...‬بر وقدامي له أبر ‪ ...‬تفق ‪...‬‬
‫رايات الوى بالردى ‪ ...‬فوقي وحول للهوى عسكر ‪ ...‬سيان عندي ف الوى لئم ‪ ...‬أقل فيه والذي يكثر ‪ ...‬أنت الصفى من بن برمك ‪ ...‬يا جعفر اليات يا جعفر ‪ ...‬ل يبلغ‬
‫الواصف ف وصفه ‪ ...‬ما فيك من فضل ول يعشر ‪ ...‬من وفر الال لغراضه ‪ ...‬فجعفر أغراضه أوفر ‪ ...‬ديباجة اللك على وجهه ‪ ...‬وف يديه العارض المطر ‪ ...‬سحت علينا منهما دية‬
‫‪ ...‬ينهل منها الذهب الحر ‪ ...‬لو مسحت كفاه جلمودة ‪ ...‬نضر فيها الورق الخضر ‪ ...‬ل يستتم الجد إل فت ‪ ...‬يصب للبذل كما يصب ‪ ...‬يهتز تاج اللك من فوقه ‪ ...‬فخرا ويزهى‬
‫تته النب ‪ ...‬أشبهه البدر إذا ما بدا ‪ ...‬أو غرة ف وجهه يزهر ‪ ...‬وال ما أدري أبدر الدجى ‪ ...‬ف وجهه أم وجهه أنور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪197‬‬

‫‪ ...‬يستمطر الزوار منك الندى ‪ ...‬وأنت بالزوار تستبشر‬


‫وكتبت تت أبياتا حاجتها فركب من فوره إل أبيه فأدخله على الليفة فأشار على بشارئها فقال ل وال ل أشتريها وقد قال فيها الشعراء فأكثروا واشتهر أمرها وهي الت يقول فيها أبو‬
‫نواس‬
‫‪ ...‬ل يشتريها إل ابن زانية ‪ ...‬أو قلطبان يكون من كانا ‪...‬‬
‫وعن ثامة بن أشرس قال بت ليلة مع جعفر بن يي بن خالد فانتبه من منامه يبكي مذعورا فقلت ما شأنك قال رأيت شيخا جاء فأخذ بعضادت هذا الباب وقال‬
‫‪ ...‬كأن ل يكن بي الجون إل الصفا ‪ ...‬أنيس ول يسمر بكة سامر ‪...‬‬
‫‪ ...‬قال فأجبته ‪ ...‬بلى نن كنا أهلها فأبادنا ‪ ...‬صروف الليال والدود العوائر‬
‫قال ثامة فلما كانت الليلة القابلة قتله الرشيد ونصب رأسه على السر ث خرج الرشيد فنظر إليه فتأمله ث أنشأ يقول ‪ ...‬تقاضاك دهرك ما أسلفا ‪ ...‬وكدر عيشك بعد الصفا ‪ ...‬فل تعجب‬
‫‪ ...‬فإن الزمان ‪ ...‬رهي بتفريق ما ألفا‬
‫قال فنظرت إل جعفر وقلت أما لئن أصبحت اليوم آية فلقد كنت ف الكرم والود غاية قال فنظر إل كأنه جل صؤول ث أنشأ يقول ‪ ...‬ما يعجب العال من جعفر ‪ ...‬ما عاينوه فبنا كانا ‪...‬‬
‫‪ ...‬من جعفر أو من أبوه ومن ‪ ...‬كانت بنو برمك لولنا‬
‫ث حول وجه فرسه وانصرف‬
‫وقد كان مقتل جعفر ليلة السبت مستهل صفر من سنة سبع وثاني ومائة وكان عمره سبعا وثلثي سنة ومكث وزيرا سبع عشرة سنة وقد دخلت عبادة أم جعفر على أناس ف يوم عيد‬
‫أضحى تستمنحهم جلد كبش تدفأ به فسألوها عن ما كانت فيه من النعمة فقالت لقد أصبحت ف مثل هذا اليوم وإن على رأسى أربعمائة وصيفة وأقول إن ابن جعفرا عاق ل وروى الطيب‬
‫البغدادي بإسناده أن سفيان بن عيينة لا بلغه قتل الرشيد جعفرا وما أحل بالبامكة استقبل القبلة وقال اللهم إن جعفرا كان قد كفان مؤنة الدنيا فاكفه مؤوه الخره حكاية غريبة‬
‫حكاية غريبة‬
‫ذكر ابن الوزي ف النتظم أن الأمون بلغه أن رجل يأت كل يوم إل قبور البامكة فيبكي عليهم ويندبم فبعث من جاء به فدخل عليه وقد يئس من الياة فقال له ويك ما يملك عل‬
‫صنيقك هذا فقال يا أمي الؤمني إنم أسدوا إل معروفا وخيا كثيا فقال وما الذي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪198‬‬

‫أسدوه إليك فقال أنا النذر بن الغية من أهل دمشق كنت بدمشق ف نعمة عظيمة واسعة فزالت عن حت أفضى ب الال إل أن بعت داري ث ل يبق ل شئ فأشار بعض أصحاب على بقصد‬
‫البامكة ببغداد فأتيت أهلى وتملت بعيال فأتيت بغداد ومعي نيف وعشرون امرأة فأنزلتهن ف مسجد مهجور ث قصدت مسجدا مأهول أصلى فيه فدخلت مسجدا فيه جاعة ل أر أحسن‬
‫وجوها منهم فجلست إليهم فجعلت أدبر ف نفسي كلما أطلب به منهم قوتا للعيال الذين معى فيمنعن من ذلك السؤال الياء فبينا أنا كذلك إذا بادم قد أقبل فدعاهم فقاموا كلهم وقمت‬
‫معهم فدخلوا دارا عظيمة فإذا الوزير يي بن خالد جالس فيها فجلسوا حوله فعقد عقد ابنته عائشة على ابن عم له ونثروا فلق السك وبنادق العنب ث جاء الدم إل كل واحد من الماعة‬
‫بصينية من فضة فيها ألف دينار ومعها فتات السك فأخذها القوم ونضوا وبقيت أنا جالسا وبي يدي الصينية الت وضعوها ل وأنا أهاب أن آخذها من عظمتها ف نفسي فقال ل بعض‬
‫الاضرين أل تأخذها وتذهب فمددت يدي فأخذتا فأفرغت ذهبها ف جيب وأخذت الصينية تت إبطي وقمت وأنا خائف أن تؤخذ من فجعلت أتلفت والوزير ينظر إل وأنا ل أشعر فلما‬
‫بلغت الستارة أمرهم فردون فيئست من الال فلما رجعت قال ل ما شأنك خائف فقصصت عليه خبى فبكى ث قال لولده خذوا هذا فضموه إليكم فجاءن خادم فأخذ من الصينية‬
‫والذهب وأقمت عندهم عشرة أيام من ولد إل ولد وخاطري كله عند عيال ول يكنن النصراف فلما انقضت العشرة اليام جاءن خادم فقال أل تذهب إل عيالك فقلت بلى وال فقام‬
‫يشى أمامي ول يعطن الذهب ول الصينية فقلت يا ليت هذا كان قبل أن يؤخذ من الصينية والذهب ياليت عيال رأوا ذلك فسار يشى أمامي إل ل أر أحسن منها فدخلتها فإذا عيال‬
‫يتمرغون ف الذهب والرير فيها وقد بعثوا إل الدار مائة ألف درهم وعشرة آلف دينار وكتابا فيه تليك الدار با فيها وكتابا آخر فيه تليك قريتي جليلتي فكنت مع البامكة ف أطيب‬
‫عيش فلما أصيبوا أخذ من عمرو بن مسعدة العريتي وألزمن بارجهما فكلما لقتن فاقة قصدت دورهم وقبورهم فبكيت عليهم فأمر الأمون برد القريتي فبكى الشيخ بكاء شديدا فقال‬
‫الأمون مالك أل استأنف بك جيل قال بلى ولكن هو من بركة البامكة فقال له الأمون امض مصاحبا فإن الوفاء مبارك ومراعاة حسن العهد والصحبة من اليان وفيها توف‬
‫الفضيل بن عياض‬
‫أبو على التميمى أحد أئمة العباد الزهاد وهو أحد العلماء والولياء ولد براسان بكورة دينور وقدم الكوفة وهو كبي فسمع با العمش ومنصور بن العتمر وعطاء بن السائب وحصي بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪199‬‬


‫عبد الرحن وغيهم ث انتقل إل مكة فتعبد با وكان حسن التلوة كثي الصلة والصيام وكان سيدا جليل ثقة من أئمة الرواية رحه ال ورضى عنه وله مع الرشيد قصة طويلة وقد روينا ذلك‬
‫مطول ف كيفية دخول الرشيد عليه منله وما قال له الفضيل بن عياض وعرض عليه الرشيد الال فأب أن يقبل منه ذلك توف بكة ف الحرم من هذه السنة وذكروا أنه كان شاطرا يقطع‬
‫الطريق وكان يتعشق جارية فبينما هو ذات ليلة يتسور عليها جدارا إذ سع قارئا يقرأ أل يأن للذين آمنوا أن تشع قلوبم لذكر ال فقال بلى وتاب وأقلع عما كان عليه ورجع إل خربة فبات‬
‫با فسمع سفارا يقولون خذوا حذركم إن فضيل أمامكم يقطع الطريق فأمنهم واستمر على توبته حت كان منه ما كان من السيادة والعبادة والزهادة ث صار علما يقتدى به ويهتدى بكلمه‬
‫وفعاله‬
‫قال الفضيل لو أن الدنيا كلها حلل ل أحاسب با لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم اليفة إذا مر با أن تصيب ثوبه وقال العمل لجل الناس شرك وترك العمل لجل الناس رياء والخلص‬
‫أن يعافيك ال منهما وقال له الرشيد يوما ما أزهدك فقال أنت أزهد من لن أنا زهدت ف الدنيا الت هي أقل من جناح بعوضة وأنت زهدت ف الخرة الت ل قيمة لا فأنا زاهد ف الفان‬
‫وأنت زاهد ف الباقي ومن زهده ف درة أزهد من زهد ف بعرة وقد روي مثل هذا عن أب حازم أنه قال ذلك لسليمان بن عبد اللك‬
‫وقال لو أن دعوة مستجابة لعلتها للمام لن به صلح الرعية فاذا صلح أمنت العباد والبلد وقال إن لعصى ال فأعرف ذلك ف خلق حاري وخادمي وامرأتى وفأر بيت وقال ف قوله تعال‬
‫ليبلوكم أيكم أحسن عمل قال يعن أخلصه وأصوبه إن العمل يب أن يكون خالصا ل وصوابا على متابعة النب صلى ال عليه وسلم وفيها توف‬
‫بشر بن الفضل وعبد السلم بن حرب وعبد العزيز بن ممد الدراوردي وعبد العزيز العمى وعلى بن عيسى المي ببلد الروم مع القاسم بن الرشيد ف الصائفة ومعتمر بن سليمان وأبو‬
‫شعيب الباثي الزاهد وكان أول من سكن براثا ف كوخ له يتعبد فيه فهويته امرأة من بنات الرؤساء فانلعت ما كانت فيه من الدنيا والسعادة والشمة وتزوجته وأقامت معه ف كوخه تتعبد‬
‫حت ماتا يقال إن اسها جوهرة‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني ومائة‬
‫فيها غزا إبراهيم بن إسرائيل الصائفة فدخل بلد الروم من درب الصفصاف فخرج النقفور للقائة فجرح النقفور ثلث جراح وانزم وقتل من أصحابه أكثر من أربعي ألفا وغنموا أكثر من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪200‬‬

‫أربعة آلف دابة وفيها رابط القاسم بن الرشيد برج دابق وفيها حج بالناس الرشيد وكانت آخر حجاته وقد قال أبو بكر حي رأى الرشيد منصرفا من الج وقد اجتاز بالكوفة ل يج‬
‫الرشيد بعدها ول يج بعده خليفة أبدا وقد رأى الرشيد بلول الوله فوعظه موعظة حسنة فروينا من طريق الفضل بن الربيع الاجب قال حججت مع الرشيد فمررنا بالكوفة فإذا بلول‬
‫الجنون يهذي فقلت اسكت فقد أقبل أمي الؤمني فسكت فلما حاذاه الودج قال يا أمي الؤمني حدثن أين بن نائل ثنا قدامة بن عبد ال العامري قال رأيت النب صلى ال عليه وسلم بن‬
‫على جل وتته رحل رث ول يكن ث طرد ول ضرب ول إليك إليك قال الربيع فقلت يا أمي الؤمني إنه بلول فقال قد عرفته قل يا بلول فقال ‪ ...‬هب أن قد ملكت الرض طرا ‪ ...‬ودان‬
‫‪ ...‬لك العباد فكان ماذا ‪ ...‬أليس غدا مصيك جوف قب ‪ ...‬ويثو عليك التراب هذا ث هذا‬
‫قال أجدت يا بلول أفغيه قال نعم يا أمي الؤمني من رزقع ال مال وجال فعف ف جاله وواسى ف ماله كتب ف ديوان ال من البرار قال فظن أنه يريد شيئا فقال إنا أمرنا بقضاء دينك‬
‫فقال ل تفعل يا أمي الؤمني ل يقضى دين بدين اردد الق ال أهله واقض دين نفسك من نفسك قال إنا أمرنا أن يرى عليك رزق تقتات به قال ل تفعل يا أمي الؤمني فإنه سبحانه ل‬
‫يعطيك وينسان وها أنا قد عشت عمرا ل تر على رزقا انصرف لحاجة ل ف جرايتك قال هذه ألف دينار خذها فقال ارددها على أصحابا فهو خي لك وما أصنع أنا با انصرف عن فقد‬
‫آذيتن قال فانصرف عنه الرشيد وقد تصاغرت عنده الدنيا ومن توف فيها من العيان‬
‫ابو اسحاق الفزاري‬
‫إبراهيم بن ممد بن الارث بن إساعيل بن خارجة إمام أهل الشام ف الغازي وغي ذلك أخذ عن الثوري والوزاعي وغيها توف ف هذه السنة وقيل قبلها‬
‫وإبراهيم الوصلي‬
‫الندي وهو إبراهيم بن ماهان بن بمن أبو إسحاق أحد الشعراء والغني والندماء للرشيد وغيه أصله من الفرس وولد بالكوفة وصحب شبابا وأخذ عنهم الغناء ث سافر إل الوصل ث عاد إل‬
‫الكوفة فقالوا الوصلى ث اتصل باللفاء أولم الهدي وحظى عند الرشيد وكان من جلة ساره وندمائه ومغنيه وقد أثرى وكثر ماله جدا حت قيل إنه ترك أربعة وعشرين ألف ألف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪201‬‬

‫درهم وكانت له طرف وحكايات غريبة وكان مولده سنة خس عشرة ومائة ف الكوفة ونشأ ف كفالة بن تيم فتعلم منهم ونسب إليهم وكان فاضل بارعا ف صناعة الغناء وكان مزوجا‬
‫بأخت النصور اللقب بزلزل الذي كان يضرب معه فاذا غن هذا وضرب هذا اهتز الجلس توف ف هذه السنة على الصحيح وحكى ابن خلكان ف الوفيات أنه توف وأبو العتاهية وأبو عمرو‬
‫الشيبان ببغداد ف يوم واحد من سنة ثلث عشرة ومائتي وصحح الول ومن قوله ف شعره عند احتضاره قوله ‪ ...‬مل وال طبيب ‪ ...‬من مقاساة الذي ب ‪ ...‬سوف أنعى عن قريب ‪...‬‬
‫‪ ...‬لعدو وحبيب‬
‫وفيها مات جرير بن عبد الميد ورشد بن سعد وعبدة بن سليمان وعقبة بن خالد وعمر ابن أيوب العابد أحد مشايخ أحد بن حنبل وعيسى بن يونس ف قول‬
‫ث دخلت سنة تسع وثاني ومائة‬
‫فيها رجع الرشيد من الج وسار إل الري فول وعزل وفيها رد على بن عيسى إل ولية خراسان وجاءه نواب تلك البلد بالدايا والتحف من سائر الشكال واللوان ث عاد إل بغداد‬
‫فأدركه عيد الضحى بقصر اللصوص فضحى عنده ودخل إل بغداد لثلث بقي من ذي الجة فلما اجتاز بالسر أمر بثة جعفر بن يي البمكي فأحرقت ودفنت وكانت مصلوبة من حي‬
‫قتل إل هذا اليوم ث ارتل الرشيد من بغداد إل الرقة ليسكنها وهو متأسف على بغداد وطيبها وإنا مراده بقامه بالرقة ردع الفسدين با وقد قال العباس بن الحنف ف خروجهم من بغداد‬
‫‪ ...‬مع الرشيد ‪ ...‬ما أننا حت ارتلنا فما ن ‪ ...‬فرق بي الناخ والرتال ‪ ...‬ساءلونا عن حالنا إذ قدمنا ‪ ...‬فقرنا وداعهم بالسؤال‬
‫وفيها فادى الرشيد السارى من السلمي الذين كانوا ببلد الروم حت يقال إنه ل يترك با أسيا من السلمي فقال فيه بعض الشعراء ‪ ...‬وفكت بك السرى الت شيدت لا ‪ ...‬مابس ما‬
‫‪ ...‬فيها حيم يزورها ‪ ...‬على حي أعيا السلمي فكاكها ‪ ...‬وقالوا سجون الشركي قبورها‬
‫وفيها رابط القاسم بن الرشيد برج دابق ياصر الروم وفيها حج بالناس العباس بن موسى ابن ممد بن على بن عبد ال بن عباس‬
‫ذكر من توف فيها من العيان‬
‫على بن حزة بع عبد ال بن فيوز أبو السن السدى مولهم الكوف العروف بالكسائي لحرامه ف كساء وقيل لشتغاله على حزة الزيات ف كساء كان نويا لغويا أحد أئمة القراء أصله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪202‬‬

‫من الكوفة ث استوطن بغداد فأدب الرشيد وولده المي وقد قرأ على حزة بن حبيب الزيات قراءته وكان يقرئ با ث اختار لنفسه قراءة وكان يقرأ با وقد روى عن أب بكر بن عياش‬
‫وسفيان بن عيينة وغيها وعنه يي بن زياد الفراء وأبو عبيد قال الشافعي من أراد النحو فهو عيال على الكسائي أخذ الكسائي عن الليل صناعة النحو فسأله يوما عن من أخذت هذا العلم‬
‫قال من بوادي الجاز فرحل الكسائي إل هناك فكتب عن العرب شيئا كثيا ث عاد إل الليل فإذا هو قد مات وتصدر ف موضعه يونس فجرت بينهما مناظرات أقر له فيها يونس بالفضل‬
‫وأجلسه ف موضعه‬
‫قال الكسائي صليت يوما بالرشيد فأعجبتن قراءت فغلطت غلطة ما غلطها صب أردت أن أقول لعلهم يرجعون فقلت لعلهم ترجعي فما تاسر الرشيد أن يردها فلما سلمت قال أى لغة هذه‬
‫فقلت إن الواد قد يعثر فقال أما هذا فنعم وقال بعضهم لقيت الكسائي فإذا هو مهموم فقلت مالك فقال إن يي بن خالد قد وجه إل ليسألن عن أشياء فأخشى من الطأ فقلت قل ما شئت‬
‫فأنت الكسائي فقال قطعه ال يعن لسانه إن قلت ما ل أعلم وقال الكسائي يوما قلت لنجار بكم هذان البابان فقال بساليان يا مصفعان‬
‫توف الكسائي ف هذه السنة على الشهور عن سبعي سنة وكان ف صحبة الرشيد ببلد الري فمات بنواحيها هو وممد بن السن ف يوم واحد وكان الرشيد يقول دفنت الفقة والعربية‬
‫بالري قال ابن خلكان هو وممد بن السن ف يوم واحد وكان الرشيد يقول دفنت الفقة والعربية بالري قال ابن خلكان وقيل إن الكسائي توف بطوس سنة ثنتي وثاني ومائة وقد رأى‬
‫بعضهم الكسائي ف النام ووجهه كالبدر فقال ما فعل بك ربك فقال غفر ل بالقرآن فقلت ما فعل حزة قال ذاك ف عليي ما نراه إل كما نرى الكوكب وفيها توف‬
‫ممد بن السن بن زفر‬
‫أبو عبد ال الشيبان مولهم صاحب أب حنيفة أصله من قرية من قرى دمشق قدم أبوه العراق فولد بواسط سنة ثنتي ومائة ونشأ بالكوفة نسمع من أب حنيفة ومسعر والثوري وعمر بن ذر‬
‫ومالك بن مغول وكتب عن مالك بن أنس والوزاعي واب يوسف وسكن بغداد ث عزله وكان يقول لهله ل تسألون حاجة من حاجات الدنيا فتشغلوا قلب وخذوا ما شئتم من مال فإنه أقل‬
‫لمى وأفرغ لقلب وقال الشافعي ما رأيت حبا سينا مثله ول رأيت أخف روحا منه ول أفصح منه كنت إذا سعته يقرأ القرآن كأنا ينل القرآن بلغته وقال أيضا ما رأيت أعقل منه كان يل‬
‫العي والقلب قال الطحاوي كان الشافعي قد طلب من ممد بن السن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪203‬‬

‫‪ ...‬كتاب السي فلم يبه إل العارة فكتب إليه ‪ ...‬قل للذي ل تر عيناى مثله ‪ ...‬حت كان من رآه قد رأى من قبله ‪ ...‬العلم ينهى أهله أن ينعوه أهله ‪ ...‬لعله ببذله لهله لعله‬
‫قال فوجه به إليه ف الال هدية ل عارية وقال إبراهيم الرب قيل لحد بن حنبل هذه السائل الدقاق من اين هي لك من كتب ممد بن السن رحه ال وقد تقدم أنه مات هو والكسائي ف‬
‫يوم واحد من هذه السنة فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه جيعا وكان عمره ثانية وخسي سنة‬
‫ث دخلت سنة تسعي ومائة من الجرة‬
‫فيها خلع رافع بن ليث بن نصر بن سيار نائب سرقند الطاعة ودعا إل نفسه وتابعه أهل بلده وطائفة كثية من تلك الناحية واستفحل أمره فسار إليه نائب خراسان على بن عيسى فهزمه‬
‫رافع وتفاقم المر به وفيها سار الرشيد لغزو بلد الروم لعشر بقي من رجب وقد لبس على رأسه قلنسوة فقال فيها أبو العل الكلب ‪ ...‬فمن يطلب لقاءك أو يرده ‪ ...‬فبالرمي أو أقصى‬
‫‪ ...‬الثغور ‪ ...‬ففي أرض العدو على طمر ‪ ...‬وف أرض الترفه فوق كور ‪ ...‬وما حاز الثغور سواك خلق ‪ ...‬ومن التخلفي على المور‬
‫فسار حت وصل إل الطوانة فعسكر با وبعث إليه نقفور إليه بالطاعة وحل الراج والية حتة عن رأس ولده ورأسه وأهل ملكته ف كل سنة خسة عشر ألف دينار وبعث يطلب من الرشيد‬
‫جارية قد أسروها وكانت ابنة ملك هرقلة وكان قد خطبها على ولده فبعث با الرشيد مع هدايا وتف وطيب بعث يطلبه من الرشيد واشترط عليه الرشيد أن يمل ف كل سنة ثلثمائة ألف‬
‫دينار وأن ل يعمر هرقلة ث انصرف الرشيد راجعا واستناب على الغزو عقبة بن جعفر ونقض أهل قبص العهد فغزاهم معيوف بن يي فسب أهلها وقتل منهم خلقا كثيا وخرج رجل من‬
‫عبد القيس فبعث إليه الرشيد من قتله وحج بالناس فيها عيسى بن موسى الادي‬
‫من توف فيها من العيان والشاهي‬
‫أسد بن عمرو بن عامر أبو النذر البجلي الكوف صاحب أب حنيفه حكم ببغداد وبواسط فلما انكف بصره عزل نفسه عن القضاء قال أحد بن حنبل كان صدوقا ووثقه ابن معي وتكلم فيه‬
‫على بن الدين والبخاري وسعدون الجنون صام ستي سنة فخف دماغه فسماه الناس منونا وقف يوما على حلقة ذي النون الصري فسمع كلمه فصرخ ث أنشأ يقول ‪ ...‬ول خي ف‬
‫شكوى إل غي مشتكى ‪ ...‬ول بد من شكوى إذا ل يكن صب‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪204‬‬

‫وقال الصمعي مررت به وهو جالس عند رأس شيخ سكران يذب عنه فقلت له مال أراك عند رأس هذا الشيخ فقال إنه منون فقلت أنت منون أو هو قال ل بل هو لن صليت الظهر‬
‫والعصر ف جاعة وهو ل يصل جاعة ول فرادى وهو مع هذا قد شرب المر وأنا ل أشربا قلت فهل قلت ف هذا شيئا قال نعم ث أنشأ يقول ‪ ...‬تركت النبيذ لهل النبيذ ‪ ...‬وأصبحت‬
‫‪ ...‬أشرب ماء قراحا ‪ ...‬لن النبيذ يذل العزيز ‪ ...‬ويكسو السواد الوجود الصباحا ‪ ...‬فان كان ذا جائزا للشباب ‪ ...‬فما العذر منه إذا الشيب لحا‬
‫قال الصمعي فقلت له صدقت أنت العاقل وهو الجنون‬
‫وعبيدة بن حيد بن صهيب أو عبد الرحن التميمي الكوف مؤدب المي روى عن العمش وغيه وعنه أحد بن حنبل وكان يثن عليه وفيها توف‬
‫يي بن خالد بن برمك‬
‫أبو على الوزير والد جعفر البمكي ضم إليه الهدي ولده الرشيد فرباه وأرضعنه امرأته مع الفضل بن يي فلما ول الرشيد عرف له حقه وكان يقول قال أب قال أب وفوض إليه أمور اللفة‬
‫وأزمتها ول يزل كذلك حت نكبت البامكة فقتل جعفر وخلد أباه يي ف البس حت مات ف هذه السنة وكان كريا فصيحا ذا رأى سديد يظهر من أموره خي وصلح قال يوما لولده‬
‫خذوا من كل شئ طرفا فإن من جهل شيئا عاداه وقال لولده اكتبوا أحسن ما تسمعون واحفظوا أحسن ما تكتبون وتدثوا بأحسن ما تفظون وكان يقول لم إذا أقبلت الدنيا فأنفقوا منها‬
‫فانا ل تبقى وإذا أدبرت فأنفقوا منها فإنا ل تبقى وكان إذا سأله ف الطريق وهو راكب أقل ما يأمر له بائت درهم فقال رجل يوما ‪ ...‬يا سى الصور يي ‪ ...‬أتيحت لك من فضل ربنا‬
‫‪ ...‬جنتان ‪ ...‬كل من مر ف الطريق عليكم ‪ ...‬فله من نوالكم مائتان ‪ ...‬مائتا درهم لثلى قليل ‪ ...‬هي للفارس العجلن‬
‫فقال صدقت وأمر فسبق به إل الدار فلما رجع سأل عنه فاذا هو قد تزوج وهو يريد أن يدخل على أهله فأعطاه صداقها أربعة آلف وعن دار أربعة آلف وعن المتعة أربعة آلف وكلفه‬
‫الدخول أربعة آلف وأربعة آلف يستظهر با وجاء رجل يوما فسأله شيئا فقال ويك لعد جئتن ف وقت ل أملك فيه مال وقد بعث إل صاحب ل يطلب من أن يهدى إل ما أحب لقد‬
‫جئتن ف وقت ل أملك فيه مال وقد بعث إل صاحب ل يطلب من أن يهدى إل ما أحب وقد بلغن أنك تريد ان تبيع جارية لك وأنك قد أعطيت فيها ثلثة آلف دينار وإن سأطلبها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪205‬‬

‫فل تبعها منه بأقل من ثلثي ألف دينار فجاؤن فبلغوا معي بالساومة إل عشرين ألف دينار فلما سعتها ضفف قلب عن ردها وأحببت إل بيعها فأخذها وأخذت العشرين ألف دينار فأهداها‬
‫إل يي فلما اجتمعت بيحي قال بكم بعتها قلت بعشرين ألف دينار قال إنك لسيس خذ جاريتك إليك وقد بعث إل صاحب فارس يطلب من أن أستهديه شيئا وإن سأطلبها منه فل تبها‬
‫بأقل من خسي ألف دينار فجاؤن فوصلوا ف ثنها إل ثلثي ألف دينار فبعتها منهم فما جئته ل من أيضا وردها على فقلت أشهدك أنا حرة وأن قد تزوجتها وقلت جارية قد أفادتن خسي‬
‫ألف دينار ل أفرط فيها بعد اليوم‬
‫وذكر الطيب أن الرشيد طلب من منصور بن زياد عشرة آلف درهم ول يكن عنده منها سوى ألف ألف درهم فضاق ذرعا وقد توعده بالقتل وخراب الديار إن ل يملها ف يومه ذلك‬
‫فدخل على يي بن خالد وذكر أمره فأطلق له خسة آلف ألف واستطلق له من ابنه الفضل ألفي ألف وقال لبنه يا بن بلغن أنك تريد أن تشتري با ضيعة وهذه ضيعة تغل الشكر وتبقى‬
‫مدى الدهر وأخذ له من ابنه جعفر ألف ألف ومن جاريته دناني عقدا اشتراه بائة ألف دينار وعشرون ألف دينار وقال للمترسم عليه قد حسبناه عليك بألفي ألف فلما عرضت الموال على‬
‫الرشيد رد العقد وكان قد وهبه لارية يي فلم يعد فيه بعد إذ وهبه وقال له بعض بنيه وهم ف السجن والقيود يا أبت بعد المر والنهي والنعمة صدنا إل هذا الال فقال يا بن دعوه مظلوم‬
‫‪ ...‬سرت بليل ونن عنها غافلون ول يغفل ال عنها ث أنشأ يقول ‪ ...‬رب قوم قد غدوا ف نعمة ‪ ...‬زمنا والدهر ريان غدق ‪ ...‬سكت الدهر زمانا عنهم ‪ ...‬ث أبكاهم دما حي نطق‬
‫وقد كان يي بن خالد هذا يري على سفيان بن عيينة كل شهر ألف درهم وكان سفيان يدعو له سجوده يقول اللهم انه قد كفان الؤنة وفرغن للعباده فاكفه أمر آخرته فلما مات يي رآه‬
‫بعض اصحابه ف النام فقال ما فعل ال بك قال غفر ل بدعاء سفيان وقد كان وفاة يي بن خالد رحه ال ف البس ف الرافقة لثلث خلون من الحرم من هذه لسنة عن سبعي سنة وصلى‬
‫عليه ابنه الفضل ودفن على شط الفرات وقد وجد ف جيبه رقعة مكتوب فيها بطه قد تقدم الصم والدعا عليه بالثر والاكم الكم العدل الذي ل يور ول يتاج إل بينه فحملت إل‬
‫الرشيد فلما قرأها بكى يومه ذلك وبقي أياما يتبي السى ف وجهه وقد قال بعض الشعراء ف يي بن خالد‬
‫سألت الندا هل أنت حر فقال ل ‪ ...‬ولكنن عبد ليحي بن خالد ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪206‬‬

‫‪ ...‬فقلت شراء قال لبل وراثه ‪ ...‬توارث رقي والد بعد والد‬
‫ث دخلت سنة احدى وتسعي ومائة‬
‫فيها خرج رجل بسواد العراق يقال له ثروان بن سيف وجعل يتنقل فيها من بلد إل بلد فوجه إليه الرشيد طوق بن مالك فهزمه وجرح ثروان وقتل عامة أصحابه وكتب بالفتح إل الرشيد‬
‫وفيها خرج بالشام أبو النداء فوجه إليه الرشيد يي بن معاذ واستنابه على الشام وفيها وقع الثلج ببغداد وفيها غزا بلد الروم يزيد بن ملد البيى ف عشرة آلف فأخذت عليه الروم الضيق‬
‫فقتلوه ف خسي من أصحابه على مرحلتي من طرسوس وانزم الباقون وول الرشيد غزو الصائفة لرثة بن أعي وضم اليه ثلثي ألفا فيهم مسرور الادم وإليه النفقات‬
‫وخرج الرشيد إل الدث ليكون قريبا منهم وأمر الرشيد بدم الكنائس والديور وألزم أهل الذمة بتمييز لباسهم وهيآتم ف بغداد وغيها من البلد وفيها عزل الرشيد على بن موسى عن‬
‫إمرة خراسان وولها هرثة بن أعي وفيها فتح الرشيد هرقلة ف شوال وخربا وسب أهلها وبث اليوش والسرايا بأرض الروم إل عي زربة والكنيسة السوداء وكان دخل هرقلة ف كل يوم‬
‫مائة ألف وخسة وثلثي ألف مرتزق وول حيد بن معيوف سواحل الشام إل مصر ودخل جزيرة قبص فسب أهلها وحلهم حت باعهم بالرافقة فبلغ ثن السقف ألفي دينار باعهم أبو‬
‫البخترى القاضي‬
‫وفيها أسلم الفضل بن سهل على يدي الامون وحج بالناس فيها الفضل بن عباس بن ممد بن على العباسي وكان وال مكة ول يكن للناس بعد هذه السنة صائفة إل سنة خس عشرة ومائتي‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫سلمة بن الفضل البرش وعبد الرحن بن القاسم الفقية الراوي عن مالك بن يونس بن أب إسحاق قدم على الرشيد فأمر له بال جزيل نوا من خسي ألفا فلم يقبله والفضل بن موسى‬
‫الشيبان وممد بن سلمة وممد بن السي الصيصى أحد الزهاد الثقات قال ل أتكلم بكلمة أحتاج إل العتذار منها منذ خسي سنة وفيها توف معمر الرقي‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وتسعي ومائة‬
‫فيها دخل هرثة بن أعي إل خراسان نائبا عليها وقبض على على بن عيسى فأخذ أمواله وحواصله وأركبه على بعي وجهه لذنبه ونادى عليه ببلد خراسان وكتب إل الرشيد بذلك فشكره‬
‫على ذلك ث أرسله إل الرشيد بعد ذلك فحبس بداره ببغداد وفيها ول الرشيد ثابت بن نصر بن مالك نيابة الثغور بلد الروم وفتح مطمورة وفيها كان الصلح بي السلمي والروم على يد‬
‫ثابت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪207‬‬

‫ابن نصر وفيها خرجت الرمية بالبل وبلد أذربيجان فوجه الرشيد إليهم عبد ال بن مالك بن اليثم الزاعي ف عشرة آلف فارس فقتل منهم خلقا وأسر وسب ذراريهم وقدم بم بغداد‬
‫فأمر له الرشيد بقتل الرجال منهم وبالذرية فبيعوا فيها وكان قد غزاهم قبل ذلك خزية بن خازم وف ربيع الول منها قدم الرشيد من الرقة إل بغداد ف السفن وقد استخلف على الرقة ابنه‬
‫القاسم وبي يديه خزية بن خازم ومن نية الرشيد الذهاب إل خراسان لغزو رافع بن ليث الذي كان قد خلع الطاعة واستحوذ على بلد كثية من بلد سرقند وغيها ث خرج الرشيد ف‬
‫شعبان قاصدا خراسا واستخلف على بغداد ابنه ممدا المي وسأل الأمون من أبيه أن يرج معه خوفا من غدر أخيه المي فأذن له فسار معه وقد شكا الرشيد ف أثناء الطريق إل بعض‬
‫أمرائه جفاء من غدر أخيه المي فأذن له فسار معه وقد شكا الرشيد ف أثناء الطريق إل بعض أمرائه جفاء بنيه الثلثة الذين جعلهم ولة للعهد من بعده وأراه داء ف جسده وقال إن لكل‬
‫واحد من المي والأمون والقاسم عندي عينا على وهم يعدون أنفاسي ويتمنون انقضاء أيامي وذلك شر لم لو كانوا يعلمون فدعا له ذلك المي ث أمر له الرشيد بالنصراف إل عمله‬
‫وودعه وكان آخر العهد به‬
‫وفيها ترك ثروان الروري وقتل عامل السلطان بطف البصرة وفيها قتل الرشيد اليصم اليمان ومات عيسى بن جعفر وهو يريد اللحاق بالرشيد فمات ف الطريق وفيها حج بالناس العباس‬
‫ابن عبد ال بن جعفر بن أب جعفر النصور وفيها توف‬
‫اساعيل بن جامع‬
‫ابن إساعيل بن عبد ال بن الطلب بن أب وداعة أبو القاسم أحد الشاهي بالغناء كان من يضرب به الثل وقد كان أول يفظ القرآن ث صار إل صناعة الغناء وترك القرآن وذكر عنه أبو‬
‫الفرج بن على بن السي صاحب الغان حكايات غريبة من ذلك أنه قال كنت يوما مشرفا من غرفة بران إذ أقبلت جارية سوداء معها قربة تستقي الاء فجلست ووضعت قربتها واندفعت‬
‫‪ ...‬تغن ‪ ...‬إل ال أشكو بلها وساحت ‪ ...‬لا عسل من وتبذل غلقما ‪ ...‬فردى مصاب القلب انت قتلته ‪ ...‬ول تتركيه هائم القلب مغرما‬
‫وتبذل علقما‬
‫‪ ...‬فردى مصاب القلب أنت قتلته ‪ ...‬ول تتركيه هائم القلب مغرما ‪...‬‬
‫قال فمسعت مال صب ل عنه ورجوت أن تعيده فقامت وانصرفت فنلت وانطلقت وراءها وسألتها أن تعيده فقالت إن على خراجا كل يوم درهي فأعطيتها درهي فأعادته فحفظته وسلكته‬
‫يومي ذلك فلما أصبحت أنسيته فأقبلت السوداء فسألتها أن تعيده فلم تفعل إل بدرهي ث قالت كأنك تستكثر أربعة دراهم كأن بك وقد أخذت عليه أربعة آلف دينار قال فغنيته ليلة‬
‫للرشيد فأعطان ألف دينار ث استعادنيه ثلث مرات أخرى وأعطان ثلثة آلف دينار فتبسمت فقال مم تبسمت فذكرت له القصة فضحك وألقى إل كيسا آخر فيه ألف دينار وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪208‬‬

‫ل أكذب السوداء وحكى عنه أيضا قال أصبحت يوما بالدينة وليس معي إل ثلثة دراهم فإذا جارية على رقبتها جرة تريد الركي وهي تسعى وتترن بصوت شجي ‪ ...‬شكونا إل أحبابنا‬
‫طول ليلنا ‪ ...‬فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا ‪ ...‬وذاك لن النوم يغشى عيونم ‪ ...‬سريعا ول يغشى لنا النوم أعينا ‪ ...‬إذا ما دنا الليل الضر بذي الوى ‪ ...‬جزعنا وهم يستبشرون إذ دنا‬
‫‪ ... ...‬فلو أنم كانوا يلقون مثلما ‪ ...‬نلقي لكانوا ف الضاجع مثلنا‬
‫قال فاستعدته منها وأعطيتها الدراهم الثلثة فقالت لتأخذن بدلا ألف دينار وألف دينار فأعطان الرشيد ثلثة آلف دينار ف ليلة على ذلك الصوت وفيها توف‬
‫بكر بن النطاح أبو وائل النفي الشاعر الشهور نزل بغداد زمن الرشيد وكان يالط أبا العتاهية قال أبو عفان أشعر أهل العدل من الحدثي أربعة أولم بكر بن النطاح وقال البد سعت‬
‫السن بن رجاء يقول اجتمع جاعة من الشعراء ومعهم بكر بن النطاح يتناشدون فلما فرغوا من طولم أنشد بكر بن النطاح لنفسه ‪ ...‬ما ضرها لو كتبت بالرضى ‪ ...‬فجف جفن العي أو‬
‫‪ ...‬أغمضا ‪ ...‬شفاعة مردودة عندها ‪ ...‬ف عاشق يود لو قد قضى ‪ ...‬يانفس صبا واعلمى أنا ‪ ...‬يأمل منها مثلما قد مضى ‪ ...‬ل ترض الجفان من قاتل ‪ ...‬بلحظة إل لن أمرضا‬
‫‪ ...‬قال فابتدروه يقلبون رأسه ولا مات رثاه أبو العتاهية فقال ‪ ...‬مات ابن نطاح أبو وائل ‪ ...‬بكر فأمسى الشعر قد بانا‬
‫وفيها توف بلول الجنون كان يأوى إل مقابر الكوفة وكان يتكلم بكلمات حسنة وقد وعظ الرشيد وغيه كما تقدم‬
‫وعبد ال بن ادريس الودي الكوف سع العمش وابن جريج وشعبة ومالكا وخلقا سواهم وروى عنه جاعات من الئمة وقد استدعاه الرشيد ليوليه القضاء فقال ل أصلح وامتنع أشد‬
‫المتناع وكان قد سأل قبله وكيعا فامتنع أيضا فطلب حفص بن غياث فقبل وأطلق لكل واحد خسة ألف عوضا عن كلفته الت تكلفها ف السفر فلم يقبل وكيع ول ابن إدريس وقبل ذلك‬
‫حفص فحلف ابن إدريس ل يكلمه أبدا وحج الرشيد ف بعض السني فاجتاز بالكوفة ومعه القاضي أبو يوسف والمي والأمون فأمر الرشيد أن يتمع شيوخ الديث ليسمعوا ولديه فاجتمعوا‬
‫إل ابن إدريس هذا وعيسى بن يونس فركب المي والأمون بعد فراغهما من ساعهما على من اجتمع من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪209‬‬

‫الشايخ إل ابن إدريس فأسعهما مائة حديث فقال له الأمون يا عم إن أردت أعدتا من حفظي فأذن له فأعادها من حفظه كما سعها فتعجب لفظه ث أمر له الأمون بال فلم يقبل منه شيئا ث‬
‫سارا إل عيسى بن يونس فسمعا عليه ث أمر له الأمون بعشرة آلف فلم يقبلها فظن أنه استقلها فأضعفها فقال وال لو ملت ل السجد مال إل سقفه ما قبلت منه شيئا على حديث رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ولا احتضر ابن إدريس بكت ابنته فقال علم تبكي فقد ختمت هذا البيت أربعة آلف ختمة‬
‫صعصعة بن سلم‬
‫ويقال ابن عبد ال أبو عبد ال الدمشقي ث تول إل الندلس فاستوطئها ف زمن عبد اللك ابن معاوية وابنه هشام وهو أول من أدخل علم الديث ومذهب الوزاعي إل بلد الندلس وول‬
‫الصلة بقرطبة وف أيامه غرست الشجار بالسجد الامع هناك كما يراه الوزاعي والشاميون ويكرهه مالك وأصحابه وقد روى عن مالك والوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وروى عنه جاعة‬
‫منهم عبد اللك بن حبيب الفقيه وذكره ف كتاب الفقهاء وذكره ابن يونس ف تاريه تاريخ مصر والميدي ف تاريخ الندلس وحرر وفاته ف هذه السنة وحكى عن شيخه ابن حزم أن‬
‫صعصعه هذا أول من أدخل مذهب الوزاعي إل الندلس وقال ابن يونس أول من أدخل علم الديث إليها وذكر أنه توف قريبا من سنة ثاني ومائة والذي حرره الميدي ف هذه السنة‬
‫أثبت‬
‫علي بن ظبيان‬
‫أبو السن العبسى قاضي الشرقية من بغداد وله الرشيد ذلك كان ثقة عالا من أصحاب أب حنيفة ث وله الرشيد قضاء القضاه وكان الرشيد يرج معه إذا خرج من عنده مات بقوميسي ف‬
‫هذه السنة‬
‫العباس بن الحنف‬
‫ابن السود بن طلحة الشاعر الشهور كان من عرب خراسان ونشأ ببغداد وكان لطيفا ظريفا مقبول حسن الشعر قال أبو العباس قال عبد ال بن العتز لو قيل ل من أحسن الناس شعرا تعرفه‬
‫‪ ...‬لقتل العباس ‪ ...‬قد سحب الناس أذيال الظنون بنا ‪ ...‬وفرق الناس فينا قولم فرقا ‪ ...‬فكاذب قد رمى بالظن غيكم ‪ ...‬وصادق ليس يدري أنه صدقا‬
‫وقد طلبه الرشيد ذات ليلة ف أثناء الليل فانزعج لذلك وخاف نساؤه فلما وقف بي يدي الرشيد قال له ويك إنه قد عن ل بيت ف جارية ل فأحببت أن تشفعه بثله فقال يا أمي الؤمني ما‬
‫خفت أعظم من هذه الليلة فقال ول فذكر له دخول الرس عليه ف الليل ث جلس حت سكن روعه ث قال نا قلت يا أمي الؤمني فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪210‬‬

‫‪ ...‬حنان قد رأيناها فلم نر مثلها بشرا ‪ ...‬يزيدك وجهها حسنا إذا مازدته نظرا‬
‫فقال الرشيد زد فقال‬
‫‪ ...‬إذا ما الليل مال عليك بالظلم واعتكرا ‪ ...‬ودج فلم تر فجرا ‪ ...‬فابرزها تر قمرا ‪...‬‬
‫فقال إنا قد رأيناها وقد أمرنا لك بعشرة آلف درهم ومن شعره الذي أقر له فيه بشار ابن برد وأثبته ف سلك الشعراء بسببه قوله ‪ ...‬أبكى الذين أذاقون مودتم ‪ ...‬حت إذا أيقظون للهوى‬
‫‪ ...‬رقدوا ‪ ...‬واستنهضون فلما قمت منتصبا ‪ ...‬بثقل ما حلون منهم قعدوا‬
‫‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬وحدثتن يا سعد عنها فزدتن ‪ ...‬جنونا فزدن من حديثك ياسعد ‪ ...‬هواها هوى ل يعرف القلب غيه ‪ ...‬فليس له قبل وليس له بعد‬
‫قال الصمعي دخلت على العباس بن الحنف بالبصرة وهو طريح على فراشه يود بنفسه وهو يقول‬
‫‪ ...‬يا بعيد الدار عن وطنه ‪ ...‬مفردا يبكى على شجنه ‪ ...‬كلما جد النحيب به ‪ ...‬زادت السقام ف بدنه ‪...‬‬
‫ث أغمى عليه ث انتبه بصوت طائر على شجرة فقال‬
‫‪ ...‬ولقد زاد الفؤاد شجا ‪ ...‬هاتف يبكي على فننه ‪ ...‬شاقه ما شاقن فبكى ‪ ...‬كلنا يبكي على سكنه ‪...‬‬
‫قال ث أغمى عليه أخرى فحركته فإذا هو قد مات قال الصول كانت وفاته ف هذه السنة وقيل بعدها وقيل قبلها ف سنة ثان وثاني ومائة فال أعلم وزعم بعض الؤرخي أنه بقي بعد الرشيد‬
‫عيسى بن جعفر بن أب جعفر النصور‬
‫أخو زبيدة كان نائبا على البصرة ف أيام الرشيد فمات ف أثناء هذه السنة وفيها توف‬
‫الفضل بن يي‬
‫ابن خالد بن برمك أخو جعفر وأخوته كان هو والرشيد يتراضعان أرضعت اليزران فضل وأرضعت أم الفضل وهي زبيدة بنت بن بريه هارون الرشيد وكانت زبيدة هذه من مولدات بتبي‬
‫‪ ...‬البية وقد قال ف ذلك بعض الشعراء ‪ ...‬كفى لك فضل أن أفضل حرة ‪ ...‬غذتك بثدى والليفة واحد ‪ ...‬لقد زنت يي ف الشاهد كلها ‪ ...‬كما زان يي خالدا ف الشاهد‬
‫قالوا وكان الفضل أكرم من أخيه جعفر ولكن كان فيه كب شديد وكان عبوسا وكان جعفر أحسن بشرا منه وأطلق وجها وأقل عطاء وكان الناس إليه أميل ولكن خصلة الكرم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪211‬‬


‫تغطى جيع القبائح فهي تستر تلك الصلة الت كانت ف الفضل وقد وهب الفضل لطباخه مائة ألف درهم فعابه أبوه على ذلك فقال يا أبت إن هذا كان يصحبن ف العسر واليسر والعيش‬
‫‪ ...‬الشن واستمر معى ف هذا الال فأحسن صحبت وقد قال بعض الشعراء ‪ ...‬إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا ‪ ...‬من كان يعتادهم ف النل الشن‬
‫ووهب يوما لبعض الدباء عشرة آلف دينار فبكى الرجل فقال له مم تبكي أستقللتها قال ل وال ولكن أبكي أن الرض تأكل مثلك أو تواري مثلك‬
‫وقال على بن الهم عن أبيه أصبحت يوما ل أملك شيئا حت ول علف الدابة فقصدت الفضل ابن يي فإذا هو قد أقبل من دار اللفة ف موكب من الناس فلما رآن رحب ب وقال هلم‬
‫فسرت معه فلما كان ببعض الطريق سع غلما يدعو جارية من دار وإذا هو يدعوها بإسم جارية له يبها فانزعج لذلك وشكا إل ما لقي من ذلك فقلت أصابك ما أصحاب أخي بن عامر‬
‫‪ ...‬حيث يقول ‪ ...‬وداع دعا إذ نن باليف من من ‪ ...‬فهيج أحزان الفؤاد ول يدري ‪ ...‬دعا بإسم ليلى غيها وكأنا ‪ ...‬أطار بليلى طائرا كان ف صدري‬
‫فقال اكتب ل هذين البيتي قال فذهبت إل بقال فرهنت عنده خاتي على ثن ورقة وكتبتهما له فأخذها وقال انطلق راشدا فرجعت إل منل فقال ل غلمي هات خاتك حت نرهنه على‬
‫طعام لنا وعلف لللدابة فقلت إن رهنته فما أمسينا حت أرسل ال الفضل بثلثي ألفا من الذهب وعشرة آلف من الورق أجراه على كل شهر وأسلفن شهرا‬
‫ودخل على الفضل يوما بعض الكابر فأكرمه الفضل وأجلسه معه على السرير فشكا إليه الرجل دينا عليه وسأله أن يكلم ف ذلك امي الؤمني فقال نعم وكم دينك قال ثلثائة ألف درهم‬
‫فخرج من عنده وهو مهموم لضعف رده عليه ث مال ال بعض إخوانه فاستراح عنده ث رجع إل منله فإذا الال قد سبقه إل داره وما أحسن ما قال فيه بعض الشعراء ‪ ...‬لك الفضل يا‬
‫‪ ...‬فضل بن يي بن خالد ‪ ...‬وما كل من يدعى بفضل له فضل ‪ ...‬رأى ال فضل منك ف الناس واسعا ‪ ...‬فسماك فضل فالتقى السم والفعل‬
‫وقد كان الفضل أكب رتبة عند الرشيد من جعفر وكان جعفر أحظى عند ا لرشيد منه وأخص وقد ول الفضل أعمال كبارا منها نيابة خراسان وغيها ولا قتل الرشيد البامكة وحبسهم جلد‬
‫الفضل هذا مائة سوط وخلده ف البس حت مات ف هذه السنة قبل الرشيد بشهور خسة ف الرقة وصلى عليه بالقصر الذي مات فيه أصحابه ث أخرجت جنازته فصلى عليها الناس ودفن‬
‫هناك وله خس وأربعون سنة وكان سبب موته ثقل أصابة ف لسانه اشتد به يوم الميس ويوم المعة وتوف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪212‬‬

‫قبل أذان الغداة من يوم السبت قال ابن جرير وذلك ف الحرم من سنة ثلث وتسعي ومائة وقال ابن الوزي ف سنة ثنتي وتسعي فال أعلم‬
‫وقد أطال ابن خلكان ترجته وذكر طرفا صالا من ماسنه ومكارمه من ذلك أنه ورد بلخ حي كان نائبا على خراسان وكان با بيت النار الت كانت تعبدها الجوس وقد كان جده برمك من‬
‫خدامها فهدم بعضه ول يتمكن من هدمه كله لقوة احكامه وبن مكانه مسجدا ل تعال وذكر أنه كان يتمثل ف السجن بذه البيات ويبكي ‪ ...‬إل ال فيما نالنا نرفع الشكوى ‪ ...‬ففي يده‬
‫‪ ...‬كشف الضرة والبلوى ‪ ...‬خرجنا من الدنيا ونن من أهلها ‪ ...‬فل نن ف الموات فيها ول الحيا ‪ ...‬إذا جاءنا السجان يوما لاجة ‪ ...‬عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا‬
‫وممد بن أمية الشاعر الكاتب وهو من بيت كلهم شعراء وقد اختلط أشعار بعضهم ف بعض‬
‫ومنصور بن الزبرقان‬
‫ابن سلمة أبو الفضل النميي الشاعر امتدح الرشيد وأصله من الزيرة وأقام ببغداد ويقال لده مطعم الكبش الرخم وذلك أنه أضاف قوما فجعلت الرخم توم حولم فأمر بكبش يذبح‬
‫‪ ...‬للرخم حت ل يتأذى با ضيفانه ففعل له ذلك فقال الشاعر فيه ‪ ...‬أبوك زعيم بن قاسط ‪ ...‬وخالك ذو الكبش يغذي الرخم‬
‫وله أشعار حسنة وكان يروي عن كلثوم بن عمرو وكان شيخه الذي أخذ عنه الغناء‬
‫يوسف بن القاضي اب يوسف‬
‫سع الديث من السري بن يي ويونس بن أب إسحاق ونظر ف الرأى وتفقه وول قضاء الانب الشرقي ببغداد ف حياة أبيه أب يوسف وصلى بالناس المعة بامع النصور عن أمر الرشيد‬
‫توف ف رجب من هذه السنة وهو قاضي ببغداد‬
‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي ومائة‬
‫قال ابن جرير ف الحرم منها توف الفضل بن يي وقال ابن الوزي توف الفضل ف سنة ثنتي وتسعي كما تقدم وما قاله ابن جرير أقرب قال وفيها توف سعيد الوهري قال وفيها واف‬
‫الرشيد جرجان وانتهت إليه خزائن على بن عيسى تمل على ألف وخسمائة بعي وذلك ف صفر منها ث تول منها إل طوس وهو عليل فلم يزل با حت كانت وفاته فيها وفيها تواقع هرثة‬
‫نائب العراق هو ورافع بن الليث فكسره هرثة وافتتح بارى وأسر أخاه بشي بن الليث فبعثه ال الرشيد وهو بطوس قد ثقل عن السي فلما وقف بي يديه شرع يترقق له فلم يقبل منه بل‬
‫قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪213‬‬

‫وال لو ل يبق من عمرى إل أن أحرك شفت بقتلك لقتلتك ث دعا بقصاب فجزأه بي يديه أربعة عشر عضوا ث رفع الرشيد يديه إل السماء يدعو ال أن يكنه من أخيه كما مكنه من أخيه‬
‫بشي‬
‫وفاة الرشيد‬
‫كان قد رأى وهو بالكوفة رؤيا أفزعته وغمه ذلك فدخل عليه جبيل بن بتيشوع فيقال مالك يا أمي الؤمني فقال رأيت كفا فيها تربة حراء خرجت من تت سريري وقائل يقول هذه تربه‬
‫هارون فهون عليه جبيل أمرها وقال هذه من أضغاث الحلم من حديث النفس فتناسها يا أمي الؤمني فلما سار يريد خراسان ومر بطوس واعتقلته العلة با ذكر رؤياه فهاله ذلك وقال‬
‫لبيل ويك أما تذكر ما قصصته عليك من الرؤيا فقال بلى فدعا مسرورا الادم وقال ائتن بشئ من تربة هذه الرض فجاءه بتربة حراء ف يده فلما رآها قال وال هذه الكف الت رأيت‬
‫والتربة الت كانت فيها قال جبيل فو ال ما أتت عليه ثلث حت توف وقد أمر بفر قبه موته ف الدار الت كان فيها وهي دار حيد بن أب غان الطائي فجعل ينظر إل قبه وهو يقول يا ابن‬
‫آدم تصي إل هذا ث أمر أن يقرأوا القرآن ف قبه فقرءوه حت ختموه وهو ف مفة على شفي القب ولا حضرته الوفاة احتب بلءة وجلس يقاسي سكرات الوت فقال له بعض من حضر لو‬
‫‪ ...‬اضطجعت كان أهون عليك فضحك ضحكا صحيحا ث قال أما سعت قول الشاعر ‪ ...‬وإن من قوم كرام يزيدهم ‪ ...‬شاسا وصبا شدة الدثان‬
‫مات ليلة السبت وقيل ليلة الحد مستهل جادى الخرة سنة ثلث وتسعي ومائة عن خس وقيل سبع وأربعي سنة وكان ملكه ثلثا وعشرين سنة‬
‫وهذه ترجته‬
‫هو هارون الرشيد أمي الؤمني ابن الهدي ممد بن النصور أب جعفر عبد ال بن ممد بن على عبد ال بن عباس بن عبد الطلب القرشي الاشي أبو ممد ويقال أبو جعفر وأمه اليزران أم‬
‫ولد كان مولده ف شوال سنة ست وقيل سبع وقيل ثان وأربعي ومائة وقيل إنه ولد سنة خسي ومائة وبويع له باللفة بعد موت أخيه موسى الادي ف ربيع الةل سنة سبعي ومائة بعهد من‬
‫أبيه الهدي روى الديث عن أبيه وجده وحدث عن البارك بن فضالة عن السن عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ) اتقوا النار ولو بشق ترة ( أورده وهو على النب‬
‫وهو يطب الناس وقد حدث عنه ابنه وسليمان الاشي والد إسحاق ونباته بن عمرو وكان الرشيد أبيض طويل جيل وقد غزا الصائفة ف حياة أبية مرارا وعقد الدنة بي السلمي والروم بعد‬
‫ماصرته القفسطنطينية وقد لقي السلمون من ذلك جهدا جهيدا وخوفا شديدا وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪214‬‬

‫الصلح مع امرأة ليون وهي اللقبة بأغسطه على حل كثي تبذله للمسلمي ف كل عام ففرح السلمون بذلك وكان هذا الذي حدا أباه على البيعة له بعد أخية ف سنة ست وستي ومائة ث لا‬
‫أفضت إليه اللفة ف سنة سبعي كان من أحسن الناس سية وأكثرهم غزوا وحجا ولذا قال فيه أبو السعلي ‪ ...‬فمن يطلب لقاءك أو يرده ‪ ...‬فبالرمي أو أقصى الثغور ‪ ...‬ففي أرض‬
‫‪ ...‬العدو على طمر ‪ ...‬وف أرض الترفه فوق كور ‪ ...‬وما حاز الثغور سواك خلق ‪ ...‬من الخلفي على المور‬
‫وكان يتصدق من صلب ماله ف كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا ل يج احج ثلثائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة وكان يب التشبه بده أب جعفر‬
‫النصور إل ف العطاء فإنه كان سريع العطاء جزيله وكان يب الفقهاء والشعراء ويعطيهم ول يضيع لديه بر ومعروف وكان نقش خاته ل إله إل ال وكان يصلى ف كل يوم مائة ركعة تطوعا‬
‫إل أن فارق الدنيا إل أن تعرض له علة وكان ابن أب مري هو الذي يضحكه وكان عنده فضيلة بأخبار الجاز وغيها وكان الرشيد قد أنرله ف قصره وخلطه بأهله بنهه الرشيد يوما إل‬
‫صلة الصبح فقام فتوضأ ث أدرك الرشيد وهو يقرأ ومال ل أعبد الذي فطرن فقال ابن أب مري ل أدري وال فضحك الرشيد وقطع الصلة ث أقبل عليه وقال ويك اجتنب الصلة والقرآن‬
‫وقل فيما عدا ذلك ودخل يوما العباس بن ممد على الرشيد ومعه برنية من فضة فيها غالية من أحسن الطيب فجعل يدحها ويزيد ف شكرها وسأل من الرشيد أن يقبلها منه فقبلها فاستوهبها‬
‫منه ابن أب مري فوهبها له فقال له العباس ويك جئت بشئ منعته نفسي وأهلي وآثرت به أمي الؤمني سيدي فأخذته فحلف ابن مري ليطيب به استه ث أخذ منها شيئا فطلى به استه ودهن‬
‫جوارحه كلها منها والرشيد ل يتمالك نفسه من الضحك ث قال لادم قائم عندهم يقال له خاقان اطلب ل غلمثي فقال الرشيد ادع له غلمه فقال له خذ هذه الغالية واذهب با إل ستك‬
‫فمرها فلتطيب منها إستها حت أرجع إليها فأنيكها فذهب الضحك بالرشيد كل مذهب ث أقبل ابن أب مري على العباس بن ممد فقال له جئت بذه الغالية تدحها عند أمي الؤمني الذي ما‬
‫تطر السماء شيئا ول تنبت الرض شيئا إل وهو تت تصرفه وف يده وأعجب من هذا أن قيل للك الوت ما أمرك به هذا فأنفذه وأنت تدح هذه الغالية عنده كأنه بقال أو خباز أو طباخ أو‬
‫تار فكاد الرشيد يهلك من شدة الضحك ث أمر لبن أب مري بائة ألف درهم‬
‫وقد شرب الرشيد يوما دواء فسأله ابن أب مري أن يلي الجابة ف هذا اليوم ومهما حصل له كان بينه وبي امي الؤمني فوله الجابة فجاءت الرسل بالدايا من كل جانب من عند زبيدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪215‬‬

‫والبامكة كبار المراء وكان حاصله ف هذا اليوم ستي ألف دينار فسأله الرشيد ف اليوم الثان عما تصل فأخبه بذلك فقال له فأين نصيب فقال ابن أب مري قد صالتك عليه بعشرة آلف‬
‫تفاحة‬
‫وقد استدعى إليه أبا معاوية الضرير ممد بن حازم ليسمع منه الديث قال أبو معاوية ما ذكرت عنده حديثا إل قال صلى ال عليه وسلم على سيدي وإذا سع فيه موعظة بكى حت يبل‬
‫الثرى وأكلت عنده يوما ث قمت لغسل يدي فصب الاء على وأنا ل أراه ث قال يا أبا معاوية أتدري من يصب عليك الاء قلت ل قال يصب عليك أمي الؤمني قال أبو معاوية فدعوت له‬
‫فقال إنا أردت تعظيم العلم وحدثه أبو معاوية يوما عن الغمش عن أب صال عن أب هريرة بديث احتجاج آدم وموسى فقال عم الرشيد أين التقيا يا أبا معاوية فغضب الرشيد من ذلك‬
‫غضبا شديدا وقال أتعترض على الديث على بالنطع والسيف فأحضر ذلك فقام الناس إليه يشفعون فيه فقال الرشيد هذه زندقة ث أمر بسجنه وأقسم أن ل يرج حت يبن من ألقى إليه‬
‫هذا فأقسم عمه باليان الغلظه ما قال هذا له أحد وإنا كانت هذه الكلمة بادرة من وأنا أستغفر ال وأتوب إليه منها فأطلقه‬
‫وقال بعضهم دخلت على الرشيد وبي يديه رجل مضروب العنق والسياف يسح سيفه ف قفا الرجل القتول فقال الرشيد قتلته لنه قال القرآن ملوق فقتله على ذلك قربة إل ال عز وجل‬
‫وقال بعض أهل العلم يا أمي الؤمني انظر هؤلء الذين يبون أبا بكر وعمر ويقدمونما فأكرمهم بعز سلطانك فقال الرشيد أولست كذلك أنا وال كذلك أحبها وأحب من يبهما وأعاقب‬
‫من يبغضهما وقال له ابن السماك إن ال ل يعل أحدا فوقك فاجتهد أن ل يكون فيهم أحد أطوع إل ال منك فقال لئن كنت أقصرت ف الكلم لقد أبلغت ف الوعظة‬
‫وقال له الفضيل بن عياض أو غيه ان ال ل يعل احدا من هؤلء فوقك ف الدنيا فاجهد نفسك ان ل يكون احد منهم فوقك ف الخرة فاكدح انفسك واعملها ف طاعة ربك‬
‫ودخل عليه ابن السماك يوما فاستسقى الرشيد فأت بقلة فيها ماء مبد فقال لبن السماك عظن فقال يا أمي الؤمني بكم كنت مشتريا هذه الشربة لو منعتها فقال بنصف ملكى فقال اشرب‬
‫هنيئا فلما شرب قال أرأيت لو منعت خروجها من بدلك بكم كنت تشترى ذلك قال بنصف ملكي الخر فقال إن ملكا قيمة نصفه شربه ماء وقيمة نصفة الخر بولة لليق أن ل يتنافس فيه‬
‫فبكى هارون‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪216‬‬

‫وقال ابن قتيبة ثنا الرياشي سعت الصمعي يقول دخلت على الرشيد وهو يقلم أظفاره يوم المعة فقلت له ف ذلك فقال أخذ الظفار يوم الميس من السنة وبلغن أن أخذها يوم المعة‬
‫ينفي الفقر فقلت يا أمي الؤمني أو تشى الفقر فقال يا أصمعي وهل أحد أخشى للفقر من وروى ابن عساكر عن إبراهيم الهدي قال كنت يوما عند الرشيد فدعا طباخه فقال أعندك ف‬
‫الطعام لم جزور قال نعم ألوان منه فقال أحضره مع الطعام فلما وضع بي يديه أخذ لقمة منه فوضعها ف فيه فضحك جعفر البمكي فترك الرشيد مضغ اللقمة وأقبل عليه فقال مم تضحك‬
‫قال ل شئ يا أمي الؤمني ذكرت كلما بين وبي جاريت البارحة فقال له بقي عليك لا أخبتن به قال حت تأكل هذه اللقمة فألقاها من فيه وقال وال لتخبن فقال يا أمي الؤمني بكم‬
‫تقول إن هذا الطعام من لم الزور يقوم عليك قال بأربعة دارهم قال ل وال يا أمي الؤمني بل بأربعمائة ألف درهم قال وكيف ذلك قال إنك طلبت من طباخك لم جزور قبل هذا اليوم‬
‫بدة طويلة فلم يوجد عنده فقلت ل يلون الطبخ من لم جزور فنحن ننحر كل يوم جزورا لجل مطبخ أمي الؤمني لنا ل نشترى من السوق لم جزور فصرف ف لم الزور من ذلك‬
‫اليوم إل هذا اليوم أربعمائة ألف درهم ول يطلب أمي الؤمني لم جزور إل هذا اليوم قال جعفر فضحكت لن أمي الؤمني إنا ناله من ذلك هذه اللقمة فهي على أمي الؤمني بأربعمئة ألف‬
‫قال فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا وأمر برفع السماط من بي يديه وأقبل على نفسه يوبها ويقول هلكت وال يا هارون ول يزل يبكي حت آذنه الؤذنون بصلة الظهر فخرج فصلى‬
‫بالناس ث رجع يبكي حت آذنه الؤذنون بصلة العصر وقد أمر بألفي ألف تصرف إل فقراء الرمي ف كل حرم ألف ألف صدقة وأمر بألفي ألف يتصدق با ف جانب بغداد الغرب والشرقي‬
‫وبألف ألف يتصدق با على فقراء الكوفة والبصرة ث خرج إل صلة العصر ث رجع يبكي حت صلى الغرب ث رجع فدخل عليه أو يوسف القاضي فقال ما شأنك يا أمي الؤمني باكيا ف‬
‫هذا اليوم فذكر أمره وما صرف من الال الزيل لجل شهوته وإنا ناله منها لقمة فقال أبو يوسف لعفر هل كان ما تذبونه من الزور يفسد أو يأكله الناس قال بل يأكله الناس فقال أبشر‬
‫يا أمي الؤمني بثواب ال فيما صرفته من الال الذي أكله السلمون ف اليام الاضية وبا يسره ال عليك من الصدقة وبا رزقك ال من خشيته وخوفه ف هذا اليوم وقد قال تعال ولن خاف‬
‫مقام ربه جنتان فأمر له الرشيد بأربعمائة ألف ث استدعى بطعام فأكل منه فكان غداؤه ف هذا اليوم عشاء‬

You might also like