You are on page 1of 56

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪217‬‬

‫وقال عمرو بن بر الاحظ اجتمع للرشيد من الد والزل ما ل يتمع لغيه من بعده كان أبو يوسف قاضيه والبامكة وزراءه وحاجبه الفضل بن الربيع أنبه الناس وأشدهم تعاظما ونديه‬
‫عمر بن العباس بن مد صاحب العباسية وشاعره مروان بن أب حفصة ومغنيه إبراهيم الوصلي واحد عصره ف صناعته ومضحكه ابن أب مري وزامره برصوما وزوجته أم جعفر يعن زبيدة‬
‫وكانت أرغب الناس ف كل خي وأسرعهم إل كل بر ومعروف أدخلت الاء الرم بعد امتناعه من ذلك إل أشياء من العروف أجراها ال على يدها‬
‫وروى الطيب البغدادي أن الرشيد كان يقول إنا من قوم عظمت رزيتهم وحسنت بعثتهم ورثنا رسول ال ( ص ) وبقيت فينا خلفة ال وبينما الرشيد يطوف يوما بالبيت إذ عرض له رجل‬
‫فقال يا أمي الؤمني إن أريد أن أكلمك بكلم فيه غلظة فقال ل ول نعمت عي قد بعث ال من هو خي منك إل من هو شر من فأمره أن يقول له قول لينا وعن شعيب بن حرب قال رأيت‬
‫الرشيد ف طريق مكة فقلت ف نفسي قد وجب عليك المر بالروف والنهي عن النكر فخوفتن فقالت إنه الن يضرب عنقك فقلت ل بد من ذلك فناديته فقلت يا هارون قد أتعبت المة‬
‫والبهائم فقال خذوه فأدخلت عليه وف يده لت من حديد يلعب به وهو جالس على كرسي فقال من الرجل فقلت رجل من السلمي فقال ثكلتك أمك من أنت فقلت من النبار فقال ما‬
‫حلك على أن دعوتن بإسي قال فخطر ببال شيء ل يطر قبل ذلك فقلت أنا أدعو ال بإسه يا ال أفل أدعوك باسك وهذا ال سبحانه قد دعا أحب خلقه إليه بأسائهم يا آدم يا نوح يا هود‬
‫يا صال يا إبراهيم يا موسى يا عيسى يا ممد وكن أبغض خلقه إليه فقال تبت يدا أب لب فقال الرشيد أخرجوه أخرجوه‬
‫وقال له ابن السماك يوما إنك توت وحدك وتدخل القب وحدك وتبعث منه وحدك فاحذر القام بي يدي ال عز وجل والوقوف بي النة والنار حي يؤخذ بالكظم وتزل القدم ويقع الندم‬
‫فل توبة تقبل ول عثرة تقال ول يقبل فداء بال فجعل الرشيد يبكي حت عل صوته فقال يي بن خالد له يا ابن السماك لقد شققت على أمي الؤمني الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي‬
‫وقال له الفضيل بن عياض ف كلم كثي ليلة وعظه بكة يا صبيح الوجه إنك مسؤل عن هؤلء كلهم وقد قال تعال وتقطعت بم السباب قال حدثنا ليث عن ماهد الوصلت الت كانت‬
‫بينهم ف الدينا فبكى حت جعل يشهق وقال الفضيل استدعان الرشيد يوما وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ث استدعى أبا العتاهية فقال له صف لنا ما نن فيه من‬
‫العيش والنعيم فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪218‬‬

‫عش ما بدا لك سالا ‪ ...‬ف ظل شاهقة القصور ‪ ...‬تسعى عليك با اشتهيت ‪ ...‬لدى الرواح إل البكور ‪ ...‬فاذا النفوس تقعقعت ‪ ...‬عن ضيق حشرجة الصدور ‪ ...‬فهناك تعلم موقنا ‪ ...‬ما‬
‫‪ ...‬كنت إل ف غرور‬
‫قال فبكى الرشيد بكاء كثيا شديدا فقال له الفضل بن يي دعاك أمي الؤمني تسر فأحزنته فقال له الرشيد دعه فإنه رآنا ف عمى فكره أن يزيدنا عمى ومن وجه آخر أن الرشيد قال لب‬
‫العتاهية عظن بأبيات من الشعر وأوجز فقال ‪ ...‬ل تأمن الوت ف طرف ول نفس ‪ ...‬ولو تتعت بالجاب والرس ‪ ...‬واعلم بأن سهام الوت صائبة ‪ ...‬لكل مدرع منها ومترس ‪ ...‬ترجو‬
‫‪ ...‬النجاة ول تسلك مسالكها ‪ ...‬إن السفينة ل تري على اليبس‬
‫ر قال فخر الرشيد مغشيا عليه وقد حبس الرشيد مرة أبا العتاهية وأرصد عليه من يأتيه با يقول فكتب مرة على جدار البس‬
‫‪ ...‬أما وال إن الظلم شوم ‪ ...‬وما زال السئ هو الظلوم ‪ ...‬إل ديان يوم الدين نضى ‪ ...‬وعند ال تتمع الصوم ‪...‬‬
‫قال فاستدعاه واستعجله ف حل ووهبه ألف دينار وأطلقه وقال السن بن أب الفهم ثنا ممد بن عباد عن سفيان بن عيينة قال دخلت على الرشيد فقال ما خبك فقلت ‪ ...‬بعي ال ما تفي‬
‫‪ ...‬البيوت ‪ ...‬فقد طال التحمل والسكوت‬
‫فقال يا فلن مائة ألف لبن عيينة تغنيه وتغن عقبه ول تضر الرشيد شيئا وقال الصمعي كنت مع الرشيد ف الج فمررنا بواد فإذا على شفيه امرأة حسناء يديها قصعة وهي تسأل منها‬
‫وهي تقول ‪ ...‬طحطحتنا طحاطح العوام ‪ ...‬ورمتنا حوادث اليام ‪ ...‬فأتيناكم ند أكفا ‪ ...‬نائلت لزادكم والطعام ‪ ...‬فاطلبوا الجر والثوبة فينا ‪ ...‬أيها الزائرون بيت الرام ‪ ...‬من‬
‫‪ ...‬رآن فقد رآن ورحلى ‪ ...‬فارحوا غربت وذل مقامي‬
‫قال الصمعي فذهبت إل الرشيد فأخبته بأمرها فجاء بنفسه حت وقف عليها فسمعها فرحها وبكى وأمر مسرورا الادم أن يل قصعتها ذهبا فملها حت جعلت تفيض يينا وشال وسع مرة‬
‫الرشيد أعرابيا يدو إبله ف طريق الج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪219‬‬

‫‪ ...‬أيها الجمع ها لنم ‪ ...‬أنت تقضي ولك المى تم ‪ ...‬كيف ترقيك وقد جف القلم ‪ ...‬حطت الصحة منك والسقم‬
‫فقال الرشيد لبعض خدمه ما معك قال أربعمائة دينار فقال ادفعها إل هذا العراب فلما قبضها ضرب رفيقه بيده على كتفه وقال متمثل ‪ ...‬وكنت جليس قعقاع بن عمرو ‪ ...‬ول يشقى‬
‫‪ ...‬بقعقاع جليس‬
‫فأمر الرشيد بعض الدم أن يعطى التمثل ما معه من الذهب فاذا معه مائتا دينار قال أبو عبيد إن [ أصل ] هذا الثل أن معاوية بن أب سفيان أهديت له هدية جامات من ذهب فرقها على‬
‫جلسائه وال جانبه قعقاع بن عمرو وإل جانب القعقاع أعراب ل يفضل له منها شئ فأطرق العراب حياء فدفع إليه القعقاع الام الذي حصل له فنهض العراب وهو يقول وكنت جليس‬
‫قعقاع بن عمرو إل آخره‬
‫وخرج الرشيد يوما من عند زبيده وهو يضحك فقيل له مم تضحك يا أمي الؤمني فقال دخلت اليوم إل هذه الرأة يعن زبيدة فأقبلت عندها وبت فما استيقظت إل على صوت ذهب يصب‬
‫قالوا هذه ثلثمائة ألف دينار قدمت من مصر فقالت زبيدة هبها ل يا ابن عم فقلت هي لك ث ما خرجت حت عربدت على وقالت أى خي رأيته منك وقال الرشيد مرة للمفضل الضب ما‬
‫أحسن ما قيل ف الذئب ولك هذا الات وشراؤه ألف وستمائة دينار فأنشد قول الشاعر‬
‫‪ ...‬ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ‪ ...‬بأخرى الرزايا فهو يقظان نائم ‪...‬‬
‫فقال ما قلت هذا إل لتسلبنا الات ث ألقاه إليه فبعث زبيدة فاشترته منه بألف وستمائة دينار وبعثت به إل الرشيد وقالت إن رأيتك معجبا به فرده إل الفضل والدناني وقال ما كنا لنهب‬
‫شيئا ونرجع فيه‬
‫‪ ...‬وقال الرشيد يوما للعباس بن الحنف أى بيت قالت العرب أرق فقال قول جيل ف بثينة ‪ ...‬أل ليتن أعمى أصم تقودن ‪ ...‬بثينة ل يفي على كلمها‬
‫‪ ...‬فقال له الرشيد أرق منه قولك ف مثل هذا ‪ ...‬طاف الوى ف عباد ال كلهم ‪ ...‬حت إذا مر ب من بينهم وقفا‬
‫‪ ...‬فقال له العباس فقولك يا أمي الؤمني أرق من هذا كله ‪ ...‬أما يكفيك أنك تلكن ‪ ...‬وأن الناس كلهم عبيدي ‪ ...‬وأنك لو قطعت يدي ورجلي ‪ ...‬لقلت من الوى أحسنت زيدي‬
‫قال فضحك الرشيد وأعجبه ذلك ومن شعر الرشيد ف ثلث حظيات كن عنده من الواص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪220‬‬

‫قوله ‪ ...‬ملك الثلث الناشآت عنان ‪ ...‬وحللن من قلب بكل مكان ‪ ...‬مال تطاوعن البية كلها ‪ ...‬وأطيعهن وهن ف عصيان ‪ ...‬ما ذاك إل أن سلطان الوى ‪ ...‬وبه قوين أعز من‬
‫‪ ...‬سلطان‬
‫‪ ...‬وما أورد له صاحب العقد ف كتابه ‪ ...‬تبدى الصدود وتفي الب عاشقة ‪ ...‬فالنفس راضية والطرف غضبان‬
‫وذكر ابن جرير وغيه أنه كان ف دار الرشيد من الواري والظايا وخدمهن وخدم زوجته وأخواته أربعة آلف جارية وأنن حضرن يوما بي يديه فغنته الطربات منهن فطرب جدا وأمر بال‬
‫فنثر عليهن وكان مبلغ ما حصل لكل واحدة منهن ثلثة آلف درهم ف ذلك اليوم رواه ابن عساكر أيضا‬
‫وروى أنه اشترى جارية من الدينة فأعجب با جدا فأمر باحضار مواليها ومن يلوذ با ليقضي حوائجهم فقدموا عليه بثماني نفسا فأمر الاجب وهو الفضل ب بن الربيع ان يتلقاهم ويكتب‬
‫حوائجهم فكان فيهم رجل قد أقام بالدينة لنه كان يهوى تلك الارية فبعثت إليه فأتى به فقال له الفضل ما حاجتك قال حاجت أن يلسن أمي الؤمني مع فلنة فأشرب ثلثة أرطال من خر‬
‫وتعنين ثلثة أصوات فقال أمنون أنت فقال ل ولكن أعرض حاجت هذه على أمي الؤمني فذكر للرشيد ذلك فأمر بإحضاره وأن تلس معه الارية بيث ينظر إليهما ول يريانه فجلست‬
‫على كرسى والدام بي يديها وأجلس على كرسى فشرب رطل وقال لا غنن ‪ ...‬خليلي عوجا بارك ال فيكما ‪ ...‬وإن ل تكن هند بأرضكما قصدا ‪ ...‬وقول لا ليس الضلل أجازنا ‪...‬‬
‫‪ ...‬ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا ‪ ...‬غدا يكثر البادون منا ومنكم ‪ ...‬وتزداد داري من دياركم بعدا‬
‫قال فغنته ث استعجله الدم فشرب رطل آخر وقال عنن جعلت فداك ‪ ...‬تكلم منا ف الوجوه عيوننا ‪ ...‬فنحن سكوت والوى يتكلم ‪ ...‬ونغضب أحيانا ونرضى بطرفنا ‪ ...‬وذلك فيما‬
‫‪ ...‬بيننا ليس يعلم‬
‫‪ ...‬قال فغنته ث شرب رطل ثالثا وقال غنن جعلن ال فداك ‪ ...‬أحسن ما كنا تفرقنا ‪ ...‬وخاننا الدهر وما خنا ‪ ...‬فليت ذا الدهر لنا مرة ‪ ...‬عاد لنا يوما كما كنا‬
‫قال ث قام الشاب إل درجة هناك ث ألقى نفسه من أعلها على أم رأسه فمات فقال الرشيد عجل الفت وال لو ل يعجل لوهبتها له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪221‬‬

‫وفضائل الرشيد ومكارمه كثية جدا قد ذكر الئمة من ذلك شيئا كثيا فذكرنا منه أنوذجا صالا وقد كان الفضيل بن عياض يقول ليس موت أحد أعز علينا من موت الرشيد لا أتوف‬
‫بعده من الوادث وإن لدعو ال أن يزيد ف عمره من عمرى قالوا فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفت والوادث والختلفات وظهر القول بلق القرآن فعرفنا ما كان توفه الفضيل من‬
‫ذلك وقد تقدمت رؤياه لذلك الكف وتلك التربة المراء وقائل يقول هذه تربة أمي الؤمني فكان موته بطوس وقد روى ابن عساكر أن الرشيد رأى ف منامه قائل يقول كأن بذا القصر قد‬
‫باد أهله الشعر إل آخره‬
‫وقد تقدم أن ذلك إنا رآه أخوه موسى الادي وأبوه ممد الهدي فال أعلم‬
‫وقدمنا أنه أمر بفر قبه ف حياته وأن تقرأ فيه ختمة تامة وحل حت نظر اليه فجعل يقول ال هنا تصي يا أبن آدم ويبكي وأمر أن يوسع عند صدره وأن يد من عند رجليه ث جعل يقول ما‬
‫أغن عن ماليه هلك عن سلطانيه ويبكي وقيل إنه لا احتضر قال اللهم انفعنا بالحسان واغفر لنا الساءة يا من ل يوت ارحم من يوت وكان مرضه بالدم وقيل بالسل وجبيل الطبيب‬
‫يكتم ما به من العلة فأمر الرشيد رجل أن يأخذ ماءه ف قارورة ويذهب به إل جبيل فييه إياه ول يذكر له بول من هو فإن سأله قال هو بول مريض عندنا فما رآه جبيل قال لرجل عنده‬
‫هذا مثل ماء ذلك الرجل ففهم صاحب القارورة من عن به فقال له بال عليك أخبن عن حال صاحب هذا الاء فإن ل عليه مال فإن كان به رجاء وإل أخذت مال منه فقال اذهب فتخلص‬
‫منه فانه ل يعيش إل أياما فلما جاء وأخب الرشيد بعث إل جبيل فتغيب حت مات الرشيد وقد قال الرشيد وهو ف هذه الال ‪ ...‬إن بطوس مقيم مال بطوس حيم ‪ ...‬أرجو إلي لا ب فإنه‬
‫‪ ...‬ب رحيم ‪ ...‬لقد أتى ب طوسا قضاؤه الحتوم ‪ ...‬وليس إل رضائي والصب والتسليم‬
‫مات بطوس يوم السبت لثلث من جادي الخرة سنة ثلث وتسعي ومائة وقيل إنه توف ف جادي الول وقيل ف ربيع الول وله من العمر خس وقيل سبع وقيل ثان وأربعون سنة ومدة‬
‫خلفته ثلث وعشرون سنة وشهر وثانية عشر يوما وقيل ثلثة أشهر وصلى عليه ابنه صال ودفن بقرية من قرى طوس يقال لا سناباذ وقال بعضهم قرأت على خيام الر شيد بسناباذ والناس‬
‫منصرفون من طوس من بعد موته‬
‫منازل العسكر معمورة ‪ ...‬والنل العظم مهجور ‪ ...‬خليفة ال بدار البلى ‪ ...‬تسعى على أجداثه الور ‪...‬‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪222‬‬

‫‪ ...‬أقبلت العي تباهي به ‪ ...‬وانصرفت تندبه العي‬


‫‪ ...‬وقد رثاه أبو الشيص فقال ‪ ...‬غربت ف الشرق شس ‪ ...‬فلها العينان تدمع ‪ ...‬ما رأينا قط شسا ‪ ...‬غربت من حيث تطلع‬
‫وقد رثاه الشعراء بقصائد قال ابن الوزي وقد خلف الرشيد من الياث ما ل يلفه أحد من اللفاء وخلف من الواهر والثاث والمتعة سوى الضياع والدور ما قيمته مائه ألف ألف دينار‬
‫وخسة وثلثون ألف دينار قال ابن جرير وكان ف بيت الال سبعمائة ألف ألف ونيف‬
‫ذكر زوجاته وبنيه وبناته‬
‫تزوج أم جعفر زبيدة بنت عمه جعفر بن أب جعفر النصور تزوجها ف سنة خس وستي ومائة ف حياة أبيه الهدي فولدت له ممدا المي وماتت زبيدة ف سنة ست عشرة ومائتي كما سيأت‬
‫وتزوج [ أمة العزيز ] أم ولد كانت لخية موسى الادي فولدت له على بن الرشيد وتزوج أم ممد بنت صال السكي والعباسة بنت عمه سليمان بن أب جعفر فزفتا إليه ف ليلة واحدة سنة‬
‫سبع وثاني ومائة بالرقة وتزوج عزيزة بنت الغطريف وهي بنت خاله أخي أمه اليزران وتزوج ابنة عبد ال بن ممد بن عبد ال بن عمر بن عثمان بن عفان العثمانية ويقال لا الرشية لنا‬
‫ولدت برش بالي وتوف عن أربع زبيدة وعباسة وابنة صال والعثمانية هذه وأما الظايا من الوار فكثي جدا حت قال بعضهم إنه كان ف داره اربعة آلف جارية سرارى حسان‬
‫وأما أولده الذكور فمحمد المي بن زبيدة وعبد ال الأمون من جارية اسها مراجل وممد أبو إسحاق العتصم من أم ولد يقال لا ماردة والقاسم الؤتن من جارية يقال لا قصف وعلى أمه‬
‫أمة العزيز وصال من جارية اسها رئم وممد أبو يعقوب وممد أبو عيسى وممد أبو العباس وممد أبو على كل هؤلء من أمهات أولد وكان من الناث سكينة من قصف وأم حبيب من‬
‫ماردة وأروى وأم السي وأم ممد وهي حدونة وفاطمة وأمها غصص وأم سلمة وخدية وأم القاسم رملة وأم على وأم الغالية وريطة كلهن من أمهات أولد‬
‫خلفة ممد المينلما توف الرشيد بطوس ف جادي الخرة من هذه السنة أعن سنة ثلث وتسعي ومائة كتب صال بن الرشيد إل أخيه ول العهد من بعد أبيه ممد المي بن زبيدة وهو‬
‫ببغداد يعلمه بوفاة أبيه ويعزيه فيه فوصل الكتاب صحبة رجاء الادم ومعه الات والقضيب والبدة يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪223‬‬

‫الميس الرابع عشر من جادي الخرة فركب المي من قصرة اللد إل قصر أب جعفر النصور وهو قصر الذهب على شط بغداد فصلى بالناس ث صعد النب فخطبهم وعزاهم ف الرشيد‬
‫وبسط آمال الناس ووعدهم الي فبايعه الواص من قومه ووجوه بن هاشم والمراء وأمر بصرف أعطيات الند عن سنتي ث نزل وأمر عمه سليمان بن جعفر أن يأخذ له البيعة من بقية‬
‫الناس فلما انتظم أمر المي واستقام حاله حسده أخوه الأمون ووقع اللف بينهما على ما سنذكره إن شاء ال تعال‬
‫اختلف المي والأمون‬
‫كان السبب ف ذلك أن الرشيد لا وصل إل أول بلد خراسان وهب جيع ما فيها من الواصل والدواب والسلح لولده الأمون وجدد له البيعة وكان المي قد بعث بكر بن العتمر يكتب‬
‫ف خفية ليوصلها إل المراء إذا مات الرشيد فلما توف الرشيد نفذت الكتب إل المراء وإل صال بن الرشيد وفيها كتاب إل الأمون يأمره بالسمع والطاعة فأخذ صال البيعة من الناس إل‬
‫المي وارتل الفضل بن الربيع باليش إل بغداد وقد بقي ف نفوسهم ترج من البيعة الت أخذت للمأمون وكتب إليهم الأمون يدعوهم إل بيعته فلم ييبوه فوقعت الوحشة بي الخوين‬
‫ولكن تول عامة اليش إل المي فعند ذلك كتب الأمون إل أخيه المي بالسمع والطاعة والتعظيم وبعث إليه من هدايا خراسان وتفها من الدواب والسك وغي ذلك وهو نائبه عليها وقد‬
‫أمر المي ف صبيحة يوم السبت بعد أخذ البيعة يوم المعة ببناء ميداني للصيد فقال ف ذلك بعض الشعراء ‪ ...‬بن أمي ال ميدانا ‪ ...‬وصي الساحة بستانا ‪ ...‬وكانت الغزلن فيه بانا ‪...‬‬
‫‪ ...‬يهدي إليه فيه غزلنا‬
‫وف شعبان من هذه السنة قدمت زبيدة من الرقة بالزائن وما كان عندها من التحف والقماش من الرشيد فتلقاها ولدها المي إل النبار ومعه وجوه الناس وأقر المي أخاه الأمون على ما‬
‫تت يده من بلد خراسان والري وغي ذلك وأقر أخاه القاسم على الزيرة والثغور وأقر عمال أبيه على البلد إل القليل منهم‬
‫وفيها مات نقفور ملك الروم قتله البجان وكان ملكه تسع سني وأقام بعده ولده استباق شهرين فمات فملكهم ميخائيل زوج أخت نقفور لعنهم ال وفيها تواقع هرثة نائب خراسان‬
‫ورافع ابن الليث فاستجاش رافع بالترك ث هربوا وبقي رافع وحده فضعف أمره وحج بالناس نائب الجاز داود بن عيسى بن موسى بن ممد بن على وفيها توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪224‬‬

‫إساعيل بن علية‬
‫وهو من أئمة العلماء والحدثي الرفعاء روى عنه الشافعي وأحد بن حنبل وقد ول الظال ببغداد وكان ناظر الصدقات بالبصرة وكان ثقة نبيل جليل كبيا وكان قليل التبسم وكن يتجر ف‬
‫البز وينفق على عياله منه ويج منه ويب أصحابه منه مثل السفياني وغيها وقد وله الرشيد القضاء فلما بلغ ابن البارك أنه تول القضاء كتب إليه يلومه نظما ونثرا فاستعفى ابن علية من‬
‫القضاء فأعفاه وكانت وفاته ف ذى القعدة من هذه السنة ودفن ف مقابر عبد ال بن مالك وفيها مات‬
‫ممد بن جعفر‬
‫اللقب بغندر روى عن شعبة وسعيد بن اب عروبة وعن خلق كثي وعنه جاعة منهم أحد بن حنبل وكان ثقة جليل حافظا متقنا وقد ذكر عنه حكايات تدل على تغفيله ف أمور الدنيا كانت‬
‫وفاته بالبصرة ف هذه السنة وقيل ف الت قبلها وقيل ف الت بعدها وقد لقب وقد لقب بذا اللقب جاعة من التقدمي والتأخرين وفيها توف‬
‫ابو بكر بن العياش‬
‫أحد الئمة سع أبا إسحاق السبيعي والعمش وهشام وهام بن عروة وجاعة وحدث عنه خلق منهم أحد بن حنبل وقال يزيد بن هارون كان حبا فاضل ل يضع جنبه إل الرض أربعي سنة‬
‫قالوا ومكث ستي سنة يتم القرآن ف كل يوم ختمة كاملة وصام ثاني رمضانا وتوف وله ست وتسعون سنة ولا احتضر بكى عليه ابنه فقال يا بن علم تبكي وال ما أتى أبوك فاحشة قط‬
‫ث دخلت سنة اربع وتسعي ومائة‬
‫فيها خلع أهل حص نائبهم فعزله عنهم المي وول عليهم عبد ال بن سعيد الرشى فقتل طائفة من وجوه أهلها وحرق نواحيها فسألوه المان فأمنهم ث هاجوا فضرب أعناق كثي منهم أيضا‬
‫وفيها عزل المي أخاه القاسم عن الزيزة والثغور وول على ذلك خزية بن خازم وأمر أخاه بالقام عنده ببغداد وفيها أمر المي بالدعاء لولده موسى على النابر ف سائر المصار وبلمرة‬
‫من بعده وساه الناطق بالق ث يدعى من بعده لخيه الأمون ث لخيه القاسم وكان من نية المي الوفاء لخويه با شرط لما فلم يزل به الفضل بن الربيع حت غي نيته ف أخويه وحسن له‬
‫خلع الأمون والقاسم وصغر عنده شأن الأمون وإنا حله على ذلك خوفه من الأمون إن أفضت إليه اللفة أن يلعه من الجابة فوافقه المي على ذلك وأمر بالدعاء لولده موسى وبولية‬
‫العهد من بعده وذلك ف ربيع الول من هذه السنة فلما بلغ الأمون قطع البيد عنه وترك ضرب اسه على السكة والطرز وتنكر للمي وبعث رافع بن الليث إل الأمون يسأل منه المان‬
‫فأمنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪225‬‬

‫فسار إليه بن معه فأكرمه الأمون وعظمه وجاء هرثة على إثره فتلقاه الأمون ووجوه الناس ووله الرس فلما بلغ المي أن النود التفت على أخيه الأمون ساءه ذلك وأنكره وكتب إل‬
‫الأمون كتابا وأرسل إليه رسل ثلثة من أكابر المراء سأله أن ييبه إل تقدي ولده عليه وأنه قد ساه الناطق بالق فأظهر الأمون المتناع فشرع المراء ف مطايبته وملينته وأن ييبهم إل‬
‫ذلك فأب كل الباء فقال له العباس بن موسى بن عيسى فقد خلع أب نفسه فماذا كان فقال الأمون إن أباك كان امرءا مكروها ث ل يزل الأمون يعد العباس وينيه حت بايعه باللفة ث لا‬
‫رجع إل بغداد كان يراسله با كان من أمر المي ويناصحه ولا رجع الرسل إل المي أخبوه با كان من قول أخيه فعند ذلك صمم الغضل بن الربيع على المي ف خلع الأمون فخلعه وأمر‬
‫بالدعاء لولده ف سائر البلد وأقاموا من يتكلم ف الأمون ويذكر مساويه وبعثوا إل مكة فأخذوا الكتاب الذي كتبه الرشيد وأودعه ف الكعبة فمزقه المي وأكد البيعة إل ولده الناطق بالق‬
‫على ما وله من العمال وجرت بي المي والأمون مكاتبات ورسل يطول بسطها وقد استقصاها ابن جرير ف تاريه ث آل بما المر إل أن احتفظ كل منهما على بلده زحصنها وهيأ‬
‫اليوش والنود وتألف الرعايا وفيها غدرت الروم بلكهم ميخائيل فراموا خلعه وقتله فترك اللك وترهب وولوا عليهم اليون وحج بالناس فيها نائب الجاز داود بن عيسى وقيل على بن‬
‫الرشيد وفيها توف من العيان‬
‫سال بن سال ابو بر البلخي‬
‫قدم بغداد وحدث با عن إبراهيم بن طهمان والثوري وعنه السن بن عرفة وكان عابدا زاهدا مكث أربعي سنة ل يفرش له فراش وصامها كلها إل يومي العيد ول يرفع رأسه إل السماء‬
‫وكان داعية الرجاء ضعيف الديث إل أنه كان رأسا ف المر بالعروف اوالنهي عن النكر وكان قد قدم بغداد فأنكر على الرشيد وشنع عليه فحبسه وقيده بإثن عشر قيدا فلم يزل أبو‬
‫معاوية يشفع فيه حت جعلوه ف أربعة قيود ث كان يدعو ال أن يرده إل أهله فلما توف الرشيد أطلقته زبيدة فرجع وكانوا بكة قد جاؤا حجاجا فمرض بكة واشتهى يوما بردا فسقط ف‬
‫ذلك الوقت برد حي اشتهاه فأكل منه مات ف ذي الجة من هذه السنة‬
‫وعبد الوهاب بن عبد الميد‬
‫الثقفي كانت غلته ف السنة قريبا من خسي ألفا ينفقها كلها على أهل الديث توف عن أربع وثاني‬
‫وابو النصر الهن الصاب‬
‫كان مقيما بالدينة النبوية بالصفة من السجد ف الائط الشمال منه وكان طويل السكوت فإذا سئل أجاب بواب حسن ويتكلم بكلمات مفيدة تؤثر عنه وتكتب وكان يرج يوم المعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪226‬‬

‫قبل الصلة فيقف على مامع الناس فيقول يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما ل يزي والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا و يوم لتزى نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها‬
‫شفاعة ول يؤخذ منها عدل ث ينتقل إل جاعة أخرى ث إل أخرى حت يدخل السجد فيصلى فيه لمعة ث ليرج منه حت يصلى العشاء الخرة‬
‫وقد وعظ مرة هارون الرشيد بكلم حسن فقال اعلم أن ال سائلك عن أمة نبيه فأعد لذلك جوابا وقد قال عمر بن الطاب لو ماتت سخلة بالعراق ضياعا لشيت أن يسألن ال عنها فقال‬
‫الرشيد إن لست كعمر وإن دهرى ليس كدهره فقال ما هذا بغن عنك شيئا فأمر له بثلثمائة دينار فقال أنا رجل من أهل الصفة فمر با فلتقسم عليهم وأنا واحد منهم‬
‫ث دخلت سنة خس وتسعي ومائة‬
‫فيها ف صفر منها أمر المي الناس أن ل يتعاملوا بالدارهم والدناني الت عليها اسم الأمون ونى أن يدعى له على النابر وأن يدعى له ولولده من بعده وفيها تسمى الأمون بإمام الؤمني وف‬
‫ربيع الخر فيها عقد المي لعلى بن عيسى بن ماهان المارة على البل وهذان واصبهان وقم وتلك البلد وأمره برب الأمون وجهز معه جيشا كثيا وأنفق فيهم نفقات عظيمة وأعطاه‬
‫مائت ألف دينار ولولده خسي ألف دينار وألفي سيف ملى وستةآلف ثوب للخلع فخرج على بن موسى بن ماهان من بغداد ف أربعي ألف مقاتل فارس ومعه قيد من فضة ليأت فيه بالأمون‬
‫وخرج المي معه مشيعا فسار حت وصل الرى فتلقاه المي طاهر ف أربعة آلف فجرت بينهم أمور آل الال فيها أن اقتتلوا فقتل على بن عيسى وانزم أصحابه وحل رأسه وجثته إل المي‬
‫طاهر فكتب بذلك إل وزير الأمون ذي الرياستي وكان الذي قتل على بن عيسى رجل يقال له طاهر الصغي فسمى ذا اليميني لنه أخذ السيف بيديه الثنتيي فذبح به على بن عيسى بن‬
‫ماهان ففرح بذلك الأمون وذووه وانتهى الب إل المي وهو يصيد السمك من دجله فقال ويك دعن من هذا فان كوثرا قد صاد سكتي ول أصد بعد شيئا وأرجف الناس ببغداد وخافوا‬
‫غائلة هذا المر وندم ممد المي على ماكان منه من نكث العهد وخلع الامون وما وقع من المر الفظيع وكان رجوع الب إليه ف شوال من هذه السنة ث جهز عبد الرحن بن جبلة‬
‫النباري ف عشرين ألفا من القاتلة إل هذان ليقاتلوا طاهر بن السي بن مصعب ومن معه من الراسانية فلما اقتربوا منهم تواجهوا فتقاتلوا قتال شديدا حت كثرت القتلى بينهم ث انزم‬
‫أصحاب عبد الرحن ابن جبلة فلجئوا إل هذان فحاصرهم با طاهر حت اضطرهم إل أن دعوا إل الصلح فصالهم وأمنهم ووف لم وانصرف عبد الرحن بن جبلة على أن يكون راجعا إل‬
‫بغداد ث غدوا بأصحاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪227‬‬

‫طاهر وحلوا عليهم وهم غافلون منهم خلقا وصب لم أصحاب ث نضوا إليهم وحلوا عليهم فهزموهم وقتل أميهم عبد الرحن بن جبلة وفر أصحابه خائبي‬
‫فلما رجعوا إل بغداد اضطربت المور وكثرت الراجيف وكان ذلك ف ذي الجة من هذه السنة وطرد طاهر عمال المي عن قوزين وتلك النواحي وقوي أمر الأمون جدا بتلك البلد وف‬
‫ذي الجة من هذه السنة ظهر أمر السفيان بالشام واسه على بن عبد ال بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أب سفيان فعزل نائب الشام عنها ودعا إل نفسه فبعث إليه المي جيشا فلم يقدموا‬
‫عليه بل أقاموا بالرقة ث كان من أمره ماسنذكره وحج بالناس فيها نائب الجاز داود ابن عيسى وفيها كانت وفاة جاعة من العيان منهم‬
‫إسحاق بن يوسف الزرق‬
‫أحد أئمة الديث روى عنه أحد وغيه ومنهم‬
‫بكار بن عبد ال‬
‫ابن مصعب بن ثابت بن عبد ال بن الزبي كان نائب الدينة للرشيد ثنت عشرة سنة وشهرا وقد أطلق الرشيد على يديه لهلها ألف ألف دينار ومائت ألف دينار وكان شريفا جوادا معظما‬
‫وفيها توف‬
‫أبو نواس الشاعر‬
‫واسه السن بن هانئ بن صباح بن عبد ال بن الراح بن هنب بن داود بن غنم بن سليم ونسبه عبد ال بن سعد إل الراح بن عبد ال الكمي ويقال له أبو نواس البصري كان أبوه من‬
‫أهل دمشق من جند مروان بن ممد ث صار إل الهواز وتزوج امرأة يقال لا خلبان فولدت له أبا نواس وابنا آخر يقال له أبا معاذ ث صار أبو نواس إل البصرة فتأدب با على أب زيد وأب‬
‫عبيدة وقرأ كتاب سيبويه ولزم خلفا الحر وصحب يونس بن حبيب الرمي النحوي وقد قال القاضي ابن خلكان صحب أبا أسامة وابن الباب الكوف وروى الديث عن أزهر بن سعد‬
‫وحاد بن زيد وحاد بن سلمة وعبد الواحد بن زياد ومعتمر بن سليمان ويي القطان وعنه ممد بن إبراهيم بن كثي الصوف وحدث عنه جاعة منهم الشافعي وأحد بن حنبل وغندر ومشاهي‬
‫العلماء ومن مشاهي حديثه ما رواه ممد بن إبراهيم بن كثي الصوف عن حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ل يوتن أحدكم إل وهو يسن الظن‬
‫بال فإن حسن الظن بال ثن النة ) وقال ممد بن إبراهيم دخلنا عليه وهو ف الوت فقال له صال بن على الاشي يا أبا علىأنت اليوم ف آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الخرة‬
‫وبينك وبي ال هنات فتب إل ال من عملك فقال إياى توف بال اسندون قال فأسندناه فقال حدثن حاد بن سلمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪228‬‬

‫عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( لكل نب شفاعة وإن اختبأت شفاعت لهل الكبائر من أمت يوم القيامة ) ث قال أفل تران منهم وقال أبو نواس‬
‫ما قلت الشعر حت رويت عن ستي امرأة منهن خنساء وليلى فما الظن بالرجال وقال يعقوب بن السكيت إذا رويت الشعر عن امرئ القيس والعشى من أهل الاهلية ومن السلميي‬
‫جرير والفرزدق ومن الحدثي عن أب نواس فحسبك وقد أثن عليه غي واحد منهم الصمعي والاحظ والنظام قال أبو عمرو الشيبان لول أن أبا نواس أفسد شعره با وضع فيه من القذار‬
‫ل حتججنا به يعن شعره الذي قاله ف المريات والردان وقد كان ييل إليهم ونو ذلك ما هو معروف ف شعره‬
‫‪ ...‬واجتمع طائفة من الشعراء عند الأمون فقيل لم أيكم القائل ‪ ...‬فلما تساها وقفنا كأننا ‪ ...‬نرى قمرا ف الرض يبلغ كوكبا‬
‫‪ ...‬قالوا أبو نواس قال فأيكم القائل ‪ ...‬إذا نزلت دون اللهاة من الفت ‪ ...‬دعى هه عن قبله برحيل‬
‫‪ ...‬قالوا أبو نواس قال فأيكم القائل ‪ ...‬فتمشت ف مفاصلهم ‪ ...‬كتمشى البؤ ف السقم‬
‫قالوا أبو نواس قال فهو أشعركم وقال سفيان بن عيينة لبن مناذر ما أشعر ظيفكم أبا نواس ف قوله ‪ ...‬يا قمرا أبصرت ف مأت ‪ ...‬يندب شجو بي أتراب ‪ ...‬أبرزه الأت ل كارها ‪ ...‬برغم‬
‫‪ ...‬ذي باب وحجاب ‪ ...‬يبكي فيذري الدر من عينه ‪ ...‬ويلطم الورد يعناب ‪ ...‬ل زال موتا دأب أحبابه ‪ ...‬ول تزل رؤيته داب‬
‫‪ ...‬قال ابن العرلب أشعر الناس أبو نواس ف قوله‬
‫تسترت من دهري بكل جناحه‬
‫‪ ...‬فعين ترى دهرى وليس يران ‪ ...‬فلو تسأل اليام عن ما درت ‪ ...‬وأين مكان ما عرفن مكان ‪...‬‬
‫وقال أبو العتاهية قلت ف الزهد عشرين ألف بيت وددت أن ل مكانا البيات الثلثة الت قالا أبو نواس وهي هذه وكانت مكتوبه على قبه ‪ ...‬يا نواسي توقر ‪ ...‬أو تغي أو تصب ‪ ...‬إن‬
‫‪ ...‬يكن ساءك دهر ‪ ...‬فلما سرك أكثر ‪ ...‬يا كثي الذنب ‪ ...‬عفو ال من ذنبك أكب‬
‫ومن شعر أب نواس يدح بعض المراء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪229‬‬


‫‪ ...‬أوجده اله فما مثله ‪ ...‬بطالب ذالك ول ناشد ‪ ...‬ليس على ال بستنكر ‪ ...‬أن يمع العال ف واحد‬
‫‪ ...‬وأنشد سفيان بن عيينة قول أب نواس‬
‫ما هوى إل له سبب ‪ ...‬يبتدي منه وينشعب ‪ ...‬فتنت قلب نجبة ‪ ...‬وجهها بالسن منتقب ‪ ...‬خلته والسن تأخذه ‪ ...‬تنتقي منه وتنتخب ‪ ...‬فاكتست منه طرائفه ‪ ...‬واستردت بعض‬
‫‪ ...‬ماتب ‪ ...‬فهي لو صيت فيه لا ‪ ...‬عودة ل يثنها أرب ‪ ...‬صار جدا ما مزحت به ‪ ...‬رب جد جره اللعب‬
‫فقال ابن عيينة آمنت بالذي خلقها وقال ابن دريد قال أبو حات لو أن العامة بدلت هذين البيتي كتبتهما باء الذهب ‪ ...‬ولو أن استزدتك فوق ماب ‪ ...‬من البلوى لعوزك الزيد ‪ ...‬ولو‬
‫‪ ...‬عرضت على الوتى حيات ‪ ...‬بعيش مثل عيشش ل يريدوا‬
‫وقد سع أبو نواس حديث سهيل عن أب صال عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( القلوب جنود مندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) فنظم ذلك ف‬
‫‪ ...‬قصيدة له فقال ‪ ...‬إن القلوب لجناد مندة ‪ ...‬ل ف الرض بالهواء تعترف ‪ ...‬فما تناكر منها فهو متلف ‪ ...‬وما تعارف منها فهو مؤتلف‬
‫ودخل يوما أبو نواس مع جاعة من الحدثي على عبد الواحد بن زياد فقال لم عبد الواحد ليختر كل واحد منكم عشرة أحاديث أحدثه با فاختار كل واحد عشرة إل أبا نواس فقال له‬
‫مالك ل تتار كما اختاروا فأنشأ يقول ‪ ...‬ولقد كنا روينا ‪ ...‬عن سعيد عن قتادة ‪ ...‬عن سعيد بن السيب ‪ ...‬ث سعد بن عباده ‪ ...‬وعن الشعب والشعب ‪ ...‬شيخ ذو جلده ‪ ...‬وعن‬
‫‪ ...‬الخيار نكي ‪ ...‬وعن أهل الفادة ‪ ...‬أن من مات مبا ‪ ...‬فله أجر شهادة‬
‫فقال له عبد الواحد قم عن يا فاجر ل حدثتك ول حدثت أحدا من هؤلء من أجلك فبلغ ذلك مالك بن أنس وإبراهيم بن أب يي فقال كان ينبغي أن يدثه لعل ال أن يصلحه‬
‫قلت وهذا الذي انشده أبو نواس قد رواه ابن عدي ف كامله عن ابن عباس موقوفا ومرفوعا من عشق فعف فكتم فمات شهيدا ومعناه أن من ابتلى بالعشق من غي اختيار منه فصب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪230‬‬

‫وعف عن الفاحشة ول يفش ذلك فمات بسبب ذلك حصل له أجر كثي فإن صح هذا كان ذلك له نوع شهادة وال أعلم‬
‫وروى الطيب أيضا أن شعبة لقى أب نواس فقال له حدثنا من طرفك فقال مرتل حدثنا الفاف عن وائل وخالد الذاء عن جابر ومسعر عن بعض أصحابه يرفعه الشيخ إل عامر قالوا جيعا‬
‫أيا طفلة علقها ذو خلق طاهر فواصلته ث دامت له على وصال الافظ الذاكر كانت له النة مفتوحة يرتع ف مرتعها الزاهر وأى معشوق جفا عاشقا بعد وصال دائم ناصر ففي عذاب ال‬
‫بعدا له نعم وسحقا دائم ذاخر فقال له شعبة إنك لميل الخلق وإن لرجو لك وأنشد أبو نواس أيضا ‪ ...‬يا ساحر القلتي واليد ‪ ...‬وقاتلي منك بالواعيد ‪ ...‬توعدن الوصل ث تلفن‬
‫‪ ... ...‬ويلي من خلفك موعودي ‪ ...‬حدثن الزرق الحث عن ‪ ...‬شهر وعوف عن ابن مسعود ‪ ...‬ما يلف الوعد غي كافرة ‪ ...‬وكافر ف الحيم مصفود‬
‫فبلغ ذلك إسحاق بن يوسف الزرق فقال كذب عدو ال على وعلى التابعي وعلى أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم وعن سليم بن منصور بن عمار قال رأيت أبا نواس ف ملس أب‬
‫يبكي بكاء شديدا فقلت إن لرجوا أن ل يعذبك ال بعد هذا البكاء فأنشأ يقول ‪ ...‬ل أبك ف ملس منصور ‪ ...‬شوقا إل النة والور ‪ ...‬ول من القب وأهواله ‪ ...‬ول من النفخة ف الصور‬
‫‪ ... ...‬ول من النار وأغللا ‪ ...‬ول من الذلن والور ‪ ...‬لكن بكائي لكا شادن ‪ ...‬تقيه نفسى كل مذور‬
‫ث قال إنا بكيت لبكاء هذا المرد الذي إل جانب أبيك وكان صبيا حسن الصورة يسمع الوعظ فيبكي خوفا من ال عز وجل‬
‫قال أبو نواس دعان يوما بعض الاكة وأل على ليضيفن ف منله ول يزل ب حت أجبته فسار إل منله وسرت معه فإذا منل ل بأس به وقد احتفل الائك ف الطعام وجع جعا من الياك‬
‫فأكلنا وشربنا ث قال يا سيدي أشتهى أن تقول ف جاريت شيئا من الشعر وكان مغرما بارية له قال فقلت أرنيها حت أنظم على شكلها وحسنها فكشف عنها فإذا هي أسج خلق ال‬
‫وأوحشهم سوداء شطاء ديدانية يسيل لعابا على صدرها فقلت لسيدها ما اسها فقال تسنيم فأنشأت أقول ‪ ...‬أسهر ليلى حب تسنيم ‪ ...‬جارية ف السن كالبوم ‪ ...‬كأنا نكهتها كامخ ‪...‬‬
‫أو حزمة من حزم الثوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪231‬‬

‫‪ ...‬ضرطت من حب لا ضرطة ‪ ...‬أفرعت منها ملك الروم‬


‫قال فقام الائك يرقص ويصفق سائر يومه ويفرح ويقول إنه شبهها وال بلك الروم ومن شعره أيضا ‪ ...‬أبرمن الناس يقولون ‪ ...‬بزعمهم كثرت اوزارية ‪ ...‬إن كنت ف النار أم ف جنة ‪...‬‬
‫‪ ...‬ماذا عليكم يابن الزانية‬
‫وبالملة فقد ذكروا له أمورا كثية ومونا وأشعارا منكرة وله ف المريات والقاذروات والتشبب بالردان والنسوان أشياء بشعة شنيعة فمن الناس من يفقه ويرميه بالفاحشة ومنهم من يرميه‬
‫بالزندقة ومنهم من يقول كان إنا يرب على نفسه والول أظهر لا ف أشعاره فأما الزندقة فبعيدة عنه ولكن كان فيه مون وخلعة كثية وقد عزوا إليه ف صغره وكبه أشياء منكرة ال أعلم‬
‫بصحتها والعامة تنقل عنه أشياء كثية لحقيقة لا وف صحن جامع دمشق قبة يفور منها الاء يقول الدماشقة قبة أب نواس وهي مبنية بعد موته بأزيد من مائة وخسي سنة فما أدري لى شئ‬
‫نسبت إليه فال أعلم بذا‬
‫وقال ممد بن أب عمر سعت أبا نواس يقول وال ما فتحت سراويلي لرام قط وقال له ممد المي بن الرشيد أنت زنديق فقال يا امي الؤمني لست بزنديق وأنا أقول ‪ ...‬أصلى الصلة‬
‫المس ف حي وقتها ‪ ...‬وأشهد بالتوحيد ل خاضعا ‪ ...‬وأحسن غسلى إن ركبت جنابة ‪ ...‬وإن جاءن السكي ل أك مانعا ‪ ...‬وإن إن حانت من الكاس دعوة ‪ ...‬إل بيعة الساقي أجبت‬
‫مسارعا ‪ ...‬وأشهر با صرفا على جنب ما عز ‪ ...‬وجدي كثي الشخم أصبح راضعا ‪ ...‬وجواذب حواري ولوز وسكر ‪ ...‬وما زال للخمار ذلك نافعا ‪ ...‬وأجعل تليط الروافض كلهم ‪...‬‬
‫‪ ...‬لنفخة بتيشوع ف النار طائعا‬
‫فقال له المي ويك وما الذي ألأك إل نفخة بتيشوع فقال به تت القافية فأمر له بائزة وبتيشوع الذي ذكره هو طبيب اللفاء وقال الاحظ ل أعرف ف كلم الشعراء أرق ول أحسن‬
‫من قول أب نواس حيث يقول ‪ ...‬أيه نار قدح القادح ‪ ...‬وأى جد بلغ الازح ‪ ...‬ل در الشيب من واعظ ‪ ...‬وناصح لو خطئ الناصح ‪ ...‬يأب الفت إل اتباع الوى ‪ ...‬ومنهج الق له‬
‫واضح ‪ ...‬فاسم بعينيك إل نسوة ‪ ...‬مهورهن العمل الصال ‪ ...‬ل يتلي الوراء ف خدرها ‪ ...‬إل امرؤ ميزانه راجح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪232‬‬

‫‪ ...‬من اتقي ال فذاك الذي ‪ ...‬سيق إليه التجر الرابح ‪ ...‬فاغد فما ف الدين أغلوطة ‪ ...‬ورح لا أنت له رائح‬
‫وق استنشده أبو عفان قصيدته الت ف أولا ل تنس ليلى ول تنظر إل هند فلما فرغ منها سجد له أبو عفان فقال له أبو نواس وال ل أكلمك مدة قال فغمن ذلك فلما أردت النصراف قال‬
‫مت أراك فقلت أل تقسم فقال الدهر أقصر من أن يكون معه هجر‬
‫ومن مستجاد شعره قوله ‪ ...‬أل رب وجه ف التراب عتيق ‪ ...‬ويارب حسن ف التراب رقيق ‪ ...‬ويارب حزم ف التراب ونده ‪ ...‬ويارب رأى ف التراب وثيق ‪ ...‬فقل لقريب الدار إنك‬
‫ظاعن ‪ ...‬إل سفر نائي الحل سحيق ‪ ...‬أرى كل حي هالكا وابن هالك ‪ ...‬وذا نسب ف الالكي عريق ‪ ...‬إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ‪ ...‬له عن عده ف لباس صديق ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬ل‬
‫تشرهن فإن الذل ف الشرة ‪ ...‬والعز ف احلم ل ف الطيش والسفه ‪ ...‬وقل لغتبط ف التيه من حق ‪ ...‬لو كنت تعلم ما ف التيه ل تته ‪ ...‬التيه مفسدة للدين منقصة ‪ ...‬للعقل مهلكة للعرض‬
‫‪ ...‬فانتبه‬
‫وجلس أبو العتاهية القاسم بن إساعيل على دكان وراق فكتب على ظهر دفتر هذه البيات ‪ ...‬أيا عجبا كيف يعصى الله ‪ ...‬أم كيف يحده الاحد ‪ ...‬وف كل شئ له آية ‪ ...‬تدل على‬
‫‪ ...‬إنه الواحد‬
‫ث جاء أبو نواس فقرأها فقال أحسن قائله وال وال لوددت أنا ل بميع شئ قلته لن هذه قيل له لب العتاهية فأخذ فكتب ف جانبها ‪ ...‬سبحان من خلق اللق ‪ ...‬من ضعف مهي ‪...‬‬
‫يسوقه من قرار ‪ ...‬إل قرار مكي ‪ ...‬يلق شيئا فشيئا ‪ ...‬ف الجب دون العيون ‪ ...‬حت بدت حراكات‬
‫ملوقة ف سكون‬
‫‪...‬‬
‫ومن شعره الستجاد قوله ‪ ...‬انقطت شدت فعفت اللهي إذ ‪ ...‬رمى الشيب مفرقي بالدواهي ‪ ...‬ونتن لنى فملت إل العدل ‪ ...‬وأشفقت من مقالة ناهي ‪ ...‬أيها الغافل القر على السهو‬
‫‪ ...‬ول عذر ف العاد لساهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪233‬‬

‫ل بأعمالنا نطيق خلصا ‪ ...‬يوم تبدو السماء فوق الباه ‪ ...‬على أنا على الساءة والتفريط ‪ ...‬نرجو من حسن عفو الله ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬نوت ونبلى غي أن ذنوبنا ‪ ...‬إذا نن متنا ل توت‬
‫ول تبلى ‪ ...‬أل رب ذي عيني ل تنفعانه ‪ ...‬وما تنفع العينان من قلبه أعمى ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬لو أن عينا أوهتها نفسها ‪ ...‬يوم الساب مثل ل تطرف ‪ ...‬سبحان ذي اللكوت أية ليلة ‪...‬‬
‫‪ ...‬حقت صبيحتها بيوم الوقف ‪ ...‬كتب الفناء على البية ربا ‪ ...‬فالناس بي مقدم وملف‬
‫وذكر أن أبا نواس لا أراد الحرام بالج قال ‪ ...‬يا مالكا ما أعدلك مليك كل من ملك ‪ ...‬لبيك إن المد لك واللك ل شريك لك ‪ ...‬عبدك قد أهل لك أنت له حيث سلك ‪ ...‬لولك‬
‫يارب هلك لبيك إن المد لك ‪ ...‬واللك ل شريك لك والليل لا أن حلك ‪ ...‬والسابات ف الفلك على ماري تنسلك ‪ ...‬كل نب وملك وكل من أهل لك ‪ ...‬سبح أو صلى فلك لبيك‬
‫‪ ...‬إن المد لك ‪ ...‬واللك لشريك لك يا مطئا ما أجهلك ‪ ...‬عصيت ربا عدلك وأقدرك وأمهلك ‪ ...‬عجل وبادر أملك واختم بي عملك ‪ ...‬لبيك إن المد لك واللك ل شريك لك‬
‫وقال العاف بن زكريا الريري ثنا ممد بن العباس بن الوليد سعت أحد بن يي بن ثعلب يقول دخلت على أحد بن حنبل فرأيت رجل تمه نفسه ل يب أن يكثر عليه كأن النيان قد‬
‫سعرت بي يديه فمازلت أترفق به وتوسلت إليه أن من موال شيبان حت كلمن فقال ف أى شئ نظرت من العلوم فقلت ف اللغة والشعر قال رأيت بالبصرة جاعة يكتبون عن رجل الشعر‬
‫قيل ل هذا أبو نواس فتخللت الناس ورائي فلما جلست إليه أملى علينا ‪ ...‬إ ذا ما خلوت الدهر يوما فل تقل ‪ ...‬خلوت ولكن ف اللء رقيب ‪ ...‬ول تسب ال يغفل ساعة ‪ ...‬ول آثا‬
‫‪ ...‬يفى عليه يغيب ‪ ...‬لونا عن الثام حت تتابعت ‪ ...‬ذنوب على آثارهن ذنوب ‪ ...‬فياليت أن ال يغفر ما مضى ‪ ...‬ويأذن ف توباتنا فنتوب‬
‫وزاد بعضهم ف رواية عن أب نواس بعد هذه البيات ‪ ...‬أقول إذا ضاقت علي مذاهب ‪ ...‬وحلت بقلب للهموم ندوب ‪ ...‬لطول جنايات وعظم خطيئت ‪ ...‬هلكت ومال ف التاعب نصيب‬
‫‪ ...‬واغرق ف بر الخافة آيسا ‪ ...‬وترجع نفسي تارة فتتوب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪234‬‬

‫‪ ...‬وتذكرن عفو الكري عن الورى ‪ ...‬فأحيا وأرجو عفوه فأنيب ‪ ...‬وأخضع ف قول وأرغب سائل ‪ ...‬عسى كاشف البلوى على يتوب‬
‫قال ابن طراز الريرى وقد رويت هذه البيات لن قيل لب نواس وهي ف زهدياته وقد استشهد با النحاة ف أماكن كثية قد ذكرناها وقال حسن بن الداية دخلت على أب نواس وهو ف‬
‫مرض الوت فقلت عظن فأنشأ يقول ‪ ...‬فكثر ما استطعت من الطايا ‪ ...‬فإنك لقيا ربا غفورا ‪ ...‬ستبصر إن وردت عليه غفوا ‪ ...‬وتلقى سيدا ملكا قديرا ‪ ...‬تعض ندامة كفيك ما ‪...‬‬
‫‪ ...‬تركت مافة النار الشرورا‬
‫فقلت ويك بثل هذا الال تعظن بذه الوعظة اسكت حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال صلى ال عليه وسلم ( ادخرت شفاعت لهل الكبائر من أمت وقد ) تقدم بذا‬
‫السناد عنه ( ل يوتن أحدكم إل وهويسن الظن بال ) وقال الربيع وغيه عن الشافعي قال دخلنا على أب نواس ف اليوم الذي مات فيه وهو يود بنفسه فقلنا ما أعددت لذا اليوم فأنشأ‬
‫يقول ‪ ...‬تعاظمن ذنوب فلما قرنته ‪ ...‬بعفوك رب كان عفوك أعظما ‪ ...‬ومازلت ذا عفو عن الذنب ل تزل ‪ ...‬تود وتعفو منه وتكرما ‪ ...‬ولولك ل يقدر ل بليس عابد ‪ ...‬وكيف وقد‬
‫‪ ...‬أغوى صفيك آدما‬
‫رواه ابن عساكر وروى أنم وجدوا عند رأسه رقعه مكتوبا فيها بطه ‪ ...‬يارب إن عظمت ذنوب كثرة ‪ ...‬فلقد علمت بأن عفوك أعظم ‪ ...‬أدعوك رب كما أمرت تضرعا ‪ ...‬فاذا رددت‬
‫‪ ...‬يدي فمن ذا يرحم ‪ ...‬ان كان ل يرجوك إل مسن ‪ ...‬فمن الذي يرجو السئ الجرم ‪ ...‬مال اليك وسيلة إل الرجا ‪ ...‬وجيل عفوك ث أن مسلم‬
‫وقال يوسف بن الداية دخلت عليه وهو ف السياق فقلت كيف تدك فأطرق مليا ث رفع رأسه فقال ‪ ...‬دب ف الفناء سفل وعلوا ‪ ...‬وأران أموت عضوا فعضوا ‪ ...‬ليس يضى من لظة ب‬
‫‪ ...‬إل ‪ ...‬نقصتن برها ف جزوا ‪ ...‬ذهبت جدت بلذة عيشى ‪ ...‬وتذكرت طاعة ال نضوا ‪ ...‬قد أسأنا كل الساءة فاللهم ‪ ...‬صفحا عنا وغفرا وعفوا‬
‫ث مات من ساعته سامنا ال وإياه آمي‬
‫وقد كان نقش خاته ل إله إل ال ملصا فأوصى أن يعل ف فمه إذا غسلوه ففعلوا به ذلك ولا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪235‬‬

‫مات ل يدوا له من الال سوى ثلثمائة درهم وثيابه وأثاثه وقد كانت وفاته ف هذه السنة ببغداد ودفن ف مقابر الشونيزي ف تل اليهود وله خسون سنة وقيل ستون سنة وقيل تسع وخسون‬
‫سنة وقد رآه بعض أصحابه ف النام فقال له مافعل ال بك فقال غفر ل بأبيات قلتها ف النرجس ‪ ...‬تفكر ف نبات الرض وانظر ‪ ...‬إل آثار ما صنع الليك ‪ ...‬عيون من لي شاخصات‬
‫‪ ... ...‬بأبصار هي الذهب السبيك ‪ ...‬على قضب الزبر جد شاهدات ‪ ...‬بأن ال ليس له شريك‬
‫‪ ...‬وف رواية عنه أنه قال غفر ل بأبيات قلتها وهي تت وسادت فجاؤا فوجدوها برقعة ف خطه ‪ ...‬يارب إن عظمت ذنوب كثية ‪ ...‬فلقد علمت أن عفوك أعظم‬
‫البيات وقد تقدمت وف رواية لبن عساكر قال بعضهم رأيته ف النام ف هيئة حسنة ونعمة عظيمة فقلت له ما فعل ال بك قال غفر ل قلت باذا وقد كنت ملطا على نفسك فقال جاء ذات‬
‫ليلة رجل صال إل القابر فبسط رداءه وصلى ركعتي قرأ فيها ألفى قل هو ال أحد ث أهدى ثواب ذلك لهل تلك القابر فدخلت أنا ف جلتهم فغفر ال ل وقال ابن خلكان أول شعر قاله‬
‫أبو نواس لا صحب أبا أسامه والبة بن الباب ‪ ...‬حامل الوى تعب يستخفه الطرب ‪ ...‬إن بكى يق له ليس ما به لعب ‪ ...‬تضحكي لهية والحب ينتحب ‪ ...‬تعجبي من سقمى صحت‬
‫‪ ...‬هي العجب‬
‫‪ ...‬وقال الأمون ما أحسن قوله ‪ ...‬وما الناس إل هالك وابن هالك ‪ ...‬وذو نسب ف الالكي عريق ‪ ...‬إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ‪ ...‬له عن عدو ف لباس صديق‬
‫قال ابن خلكان وما أشد رجاءه بربه حيث يقول ‪ ...‬تمل ما استطعت من الطايا ‪ ...‬فإنك لقيا ربا غفورا ‪ ...‬ستبصر إن قدمت عليه عفوا ‪ ...‬وتلقى سيدا ملكا كبيا ‪ ...‬تعض ندامة‬
‫‪ ...‬كفيك ما ‪ ...‬تركت مافة النار الشرورا‬
‫ث دخلت سنة ست وتسعي ومائة‬
‫فيها توف أبو معاوية الضرير أحد مشايخ الديث الثفات الشهورين والوليد بن مسلم الدمشقي تلميذ الوزاعي وفيها حبس المي أسد بن يزيد لجل أنه نقم على المي لعبه وتاونه ف أمر‬
‫الرعية وارتكابه للصيد وغيه ف هذا الوقت وفيها وجه المي أحد بن يزيد وعبد ال بن حيد ابن قحطبة ف أربعي ألفا إل حلوان لقتال طاهر بن السي من جهة الأمون فلما وصلوا إل‬
‫قريب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪236‬‬

‫من حلوان خندق طاهر على جيشه خندقا وجعل يعمل اليلة ف إيقاع الفتنة بي الميين فاختلفا فرجعا ول يقاتله ودخل طاهر إل حلوان وجاءه كتاب الأمون بتسليم ما تت يده ال هرثه‬
‫بن أعي وأن يتوجه هو ال الهواز ففعل ذلك وفيها رفع الأمون وزيره الفضل بن سهل ووله أعمال كبارا وساه ذا ا الرياستي وفيها ول المي نيابة الشام لعبد اللك بن صال بن على وقد‬
‫كان أخرجه من سجن الرشيد وأمره أن يبعث له رجال وجنودا لقتال طاهر وهرثة فلما وصل إل وقعت حروب كان مبدؤها من أهل حص وتفاقم المر وطال القتال بي الناس ومات عبد‬
‫اللك ابن صال هنالك فرجع اليش إل بغداد صحبة السي بن على بن ماهان فتلقاه أهل بغداد بالكرام وذلك ف شهر رجب من هذه السنة فلما وصل جاء رسول ال المي يطلبه فقال‬
‫وال ما أنا بسامر ول مضحك ول وليت له عمل ول جب على يدي مال فلماذا يطلبن ف هذه الليلة‬
‫سبب خلع المي وكيف افضت اللفة ال أخيه الأمون‬
‫لا أصبح السي بن على بن ماهان ول يذهب إل المي لا طلبه وذلك بعد مقدمة باليش من الشام قام ف الناس خطيبا وألبهم على المي وذكر لعبه وما يتعاطاه من اللهو وغي ذرك من‬
‫العاصي وأنه ل تصلح اللفه لن هذا حاله وأنه يريد أن يوقع البأس بي الناس ث حثهم على القيام عليه والنهوض إليه وندبم لذلك فالتف عليه خلق كثي وحم غفي وبعث ممد المي إليه‬
‫خيل فاقتتلوا مليا من النهار فأمر السي أصحابه بالترجل إل الرض وأن يقاتلوا بالسيف والرماح فانزم جيش المي وخلعه وأخذ البيعة لعبد ال الأمون وذلك يوم الحد الادي عشر من‬
‫شهر رجب من هذه السنة ولا كان يوم الثلثاء نقل المي من قصره إل قصر أب جعفر وسط بغداد وضيق عليه وقيده واضطهده وأمر العباس بن عيسى بن موسى أمه زبيدة أن تنتقل إل‬
‫هناك فامتنعت فضربا بالسوط وقهرها على النتقال فنتقلت مع أولدها فلما أصبح الناس يوم الربعاء طلبوا من السي بن على أعطياتم واختلفوا عليه وصار أهل بغداد فرقتي فرقة مع‬
‫المي وفرقة عليه فاقتتلوا قتال شديدا فغلب حزب الليفة أولئك وأسروا السي بن على ابن عيسى بن ماهان وقيدوه ودخلوا به على الليفة ففكوا عنه قيوده وأجلسوا على سريره فعند‬
‫ذلك أمر الليفة من ل يكن معه سلح من العامة أن يعطى سلحا من الزائن فانتهب الناس الزائن الت فيها السلح بسبب ذلك وأمر المي فأتى بالسي بن على بن عيسى فلمه على ما‬
‫صدر منه فاعتذر إليه بأن عفو الليفة حله على ذلك فعفا عنه وخلع عليه واستوزره وأعطاه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪237‬‬

‫الات ووله ما وراء بابه ووله الرب وسيه إل حلوان فلما وصل إل السر هرب ف حاشيته وخدمه فبعث إليه المي من يرده فركبت اليول وراءه فأدركوه فقاتلهم وقاتلوه فقتلوه‬
‫لنتصف رجب وجاؤا برأسه إل المي وجدد الناس البيعة للمي يوم المعة ولاقتل السي بن على بن عيسى هرب الفضل بن الربيع الاجب واستحوذ طاهر بن السي على أكثر البلد‬
‫للمأمون واستناب با النواب وخلع أكثر أهل القاليم المي وبايعوا الأمون ودنا طاهر إل الدائن فأخذها مع واسط وأعمالا واستناب من جهته على الهاز واليمن والزيرة والوصل وغي‬
‫ذلك ول يبق مع المي من البلد إل القليل وف شعبان منها عقد المي أربعمائة لواء مع كل لواء أمي وبعثهم لقتال هرثة فالتقوا ف شهر رمضان فكسرهم هرثة وأسر مقدمهم على بن ممد‬
‫بن عيسى بن نيك وبعث به إل الأمون وهرب جاعة من جند طاهر فساروا إل المي فأعطاهم أموال كثية وأكرمهم وغلف لاهم بالغالية فسموا جيش الغالية ث ندبم المي وأرسل معهم‬
‫جيشا كثيفا لقتال طاهر فهزمهم طاهر وفرق شلهم وأخذ ما كان معهم واقترب طاهر من بغداد فخاصرها وبعث القصاد والواسيس يلقون الفتنة بي الند حت تفرقوا شيعا ث وقع بي‬
‫اليش وتشعبت الصاغر على الكابر واختلفوا على المي ف سادس دي الجة فقال بعض البغاددة ‪ ...‬قل لمي ال ف نفسه ‪ ...‬ماشئت الند سوى الغالية ‪ ...‬وطاهر نفسي فدا طاهر ‪...‬‬
‫برسله والعدة الكافية ‪ ...‬أضحى زمام اللك ف كفه ‪ ...‬مقاتل للفئة الباغية ‪ ...‬يا ناكثا أسلمه نكثه ‪ ...‬عيوبه ف خبثه فاشيه ‪ ...‬قد جاءك الليث بشداته ‪ ...‬مستكلبا ف أسد ضارية ‪...‬‬
‫‪ ...‬فاهرب ول مهرب من مثله ‪ ...‬إل إل النار أو الاوية‬
‫فتفرق على المي شله وحار ف أمره وجاء بن السي بيوشه فنل على باب النبار يوم الثلثاء لثنت عشرة ليلة خلت من ذي الجة واشتد الال على أهل البلد وأخاف الدعار والشطار‬
‫أهل الصلح وخربت الديار وثارت الفتنة بي الناس حت قاتل الخ أخاه للهواء الختلفه والبن أباه وجرت شرور عظيمة واختلفت الهواء وكثر الفساد والقتل داخل البلد‬
‫وحج بالناس فيها العباس بن موسى بن عيسى الاشى من قبل طاهر ودعا للمأمون باللفة بكة والدينة وهو أول موسم دعى فيه للمأمون‬
‫وفيها توف بقيه بن الوليد المصى إمام اهل حص وفقيهها ومدثها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪238‬‬

‫وحفص بن غياث القاضي‬


‫عاش فوق التسعي ولا احتضر بكى بعض أصحابه فقال له ل تبك وال ما حللت سراويلي على حرام قط ول جلس بي يدي خصمان فباليت على من وقع الكم عليه منهما قريبا كان أو‬
‫بعيدا ملكا أو سوقة‬
‫وعبد ال بن مرزوق أبو ممد الزاهد كان وزيرا للرشيد فترك ذلك كله وتزهد وأوصى عند موته أن يطرح قبل موته على مزبلة لعل ال أن يرحه‬
‫ابو شيص‬
‫الشاعر ممد بن زريق بن سليمان كان أستاذ الشعراء وإنشاء الشعر ونظمه أسهل عليه من شرب الاء كذا قال ابن خلكان وغيه وكان هو وأبو مسلم بن الوليد اللقب صريع الغوان وأبو‬
‫نواس ودعبل يتمعون ويتناشدون وقد عمى أبو الشيص ف آخر عمره ومن جيد شعره قوله ‪ ...‬وقف الوى ب حيث أنت فليس ل ‪ ...‬متأخر عنه ول متقدم ‪ ...‬أجد اللمة ف هواك لذيذة‬
‫‪ ... ...‬حبا لذكرك فليلمن اللوم ‪ ...‬أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ‪ ...‬إذ كان حظي منك حظي منهم ‪ ...‬وأهنتن فأهنت نفسي صاغرا ‪ ...‬ما من يهون عليك من تكرم‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي ومائة‬
‫استهلت هذه السنة وقد أل طاهر بن السي وهرثة بن أعي ومن معهما ف حصار بغداد والتضييق على المي وهرب القاسم بن الرشيد وعمه منصور بن الهدي إل الأمون فأكرمهما وول‬
‫أخاه القاسم جرجان واشتد حصار بغداد ونصب عليها الجانيق والعرادات وضاق المي بم ذرعا ول يبق معه ما ينفق ف الند فاضطر إل ضرب آنية الفضة والذهب دراهم ودناني وهرب‬
‫كثي من جنده إل طاهر وقتل من أهل البلد خلق كثي وأخذت أموال كثية منهم وبعث المي إل قصور كثية ودور شهية مزخرفة وأماكن ومال كثية فحرقها بالنار لا رأى ف ذلك من‬
‫الصلحة فعل كل هذا فرارا من الوت ولتدوم اللفة له فلم تدم وقتل وخربت دياره كما سيأت قريبا وفعل طاهر مثل ما فعل المي حت كادت بغداد ترب بكمالا فقال بعضهم ف ذلك‬
‫‪ ...‬من ذا أصابك يا بغداد ‪ ...‬أل تكون زمانا قرة العي ‪ ...‬أل يكن فيك قوم كان مسكنهم ‪ ...‬وكان قربم زينا من الزين ‪ ...‬صاح الغراب بم بالبي فافترقوا ‪ ...‬ماذا لقيت بم من لوعة‬
‫البي ‪ ...‬استودع ال قوما ما ذكرتم ‪ ...‬إل تدر ماء العي من عين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪239‬‬

‫‪ ...‬كانوا ففرقهم دهر وصدعهم ‪ ...‬والدهر يصدع ما بي الفريقي‬


‫وقد أكثر الشعراء ف ذلك وقد أورد ابن جرير من ذلك طرفا صالا وأورد ف ذلك قصيدة طويلة جدا فيها بسط ما وقع وهي هول من الهوال اقتصرناها بالكلية‬
‫واستحوذ طاهر على ما ف الضياع من الغلت والواصل للمراء وغيهم ودعاهم إل المان والبيعة للمأمون فاستجابوا جيعهم منهم عبد ال بن حيد بن قحطبة ويي بن على بن ماهان‬
‫وممد بن أب العباس الطوسى وكاتبه خلق من الاشي والمراء وصارت قلوبم معه واتفق ف بعض اليام أن ظفر أصحاب المي ببعض أصحاب طاهر فقتلوا منهم طائفة عند قصر صال‬
‫فلما سع المي بذلك بطر وأشر وأقبل على اللهو والشرب واللعب ووكل المور وتدبيها إل ممد بن عيسى بن نيك ث قويت شوكة أصحاب طاهر وضعف جانب المي جدا واناز‬
‫الناس إل جيش طاهر وكان جانبه آمنا جدا ل ياف أحد فيه من سرقة ول نب ول غي ذلك وقد أخذ طاهر أكثر مال بغداد وأرباضها ومنع اللحي أن يملوا طعاما إل من خالفه فغلبت‬
‫السعار جدا عند من خالفه وندم من ل يكن خرج من بغداد قبل ذلك ومنعت التجار من القدوم إل بغداد بشئ من البضائع أو الدقيق وصرفت السفن إل البصرة وغيها وجرت بي‬
‫الفريقي حروب كثية فمن ذلك وقعة درب الجارة كانت لصحاب المي قتل فيها خلق من أصحاب طاهر كان الرجل من العيارين والرافشة من البغاددة يأت عريانا ومعه بارية مقية‬
‫وتت كتفه ملة فيها حجارة فاذا ضربه الفارس من بعيد بالسهم اتقاه بباريته فل يؤذيه وإذا اقترب منه رماه بجر ف القلع أصابه فهزموهم لذلك ووقعة الشماسية أسر فيها هرثة بن أعي‬
‫فشق ذلك على طاهر وأمر بعقد جسر على دجلة فوق الشماسية وعب طاهر بنفسه ومن معه إل الانب الخر فقاتلهم بنفسه أشد القتال حت أزالم عن مواضعهم واسترد منهم هرثة وجاعة‬
‫من كانوا أسروهم من أصحابه فشق ذلك على ممد المي وقال ف ذلك ‪ ...‬منيت بأشجع الثقلي قلبا ‪ ...‬إذا ما طال ليس كما يطول ‪ ...‬له مع كل ذي بدد رقيب ‪ ...‬يشاهده ويعلم ما‬
‫‪ ...‬يقول ‪ ...‬فليس بغفل أمرا عنادا ‪ ...‬إذا ما المر ضيعة الغفول‬
‫وضعف أمر المي جدا ول يبق عنده مال ينفقه على جنده ول على نفسه وتفرق أكثر أصحابه عنه وبقي مضطهدا ذليل ث انقضت هذه السنة بكمالا والناس ف بغداد ف قلقل وأهوية متلفة‬
‫وقتال وحريق وسرقات وساءت بغداد فلم يبق فيها أحد يرد عن أحدكما هي عادة الفت وحج بالناس فيها العباس بن موسى الاشي من جهة الأمون وفيها توف شعيب بن حرب أحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪240‬‬

‫الزهاد وعبد ال بن وهب إمام إهل الديار الصرية وعبدالرحن بن مسهر أخو على بن مسهر وعثمان بن سعيد اللقب بورش أحد القراء الشهورين الرواة عن نافع بن أب نعيم ووكيع بن‬
‫الراح الرواسي أحد أعلم الحدثي مات عن ست وستي سنة‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي ومائة‬
‫فيها خامر خزية بن خازم على ممد المي وأخذ المان من طاهر ودخل هرثة بن أعي من الانب الشرقي وف يوم الربعاء لثمان خلون من الحرم وثب خزية بن خازم وممد بن على بن‬
‫عيسى على جسر بغداد فقطعاه ونصبا رايتهما عليه ودعوا إل بيعة عبد ال الأمون وخلع ممد المي ودخل طاهر يوم الميس إل الانب الشرقي فباشر القتال بنفسه ونادى بالمان لن لزم‬
‫منله وجرت عند دار الرقيق والكرخ وغيها وقعات وأحاطوا بدينة أب جعفر واللد وقصر زبيدة ونصب الجانيق حول السور وحذاء قصر زبيدة ورماه بالنجنيق فخرج المي بأمه وولده‬
‫إل مدينة أب جعفر وتفرق عنه عامة الناس ف الطريق ل يلوى أحد على أحد حت دخل قصر أب جعفر وانتقل من اللد لكثرة ما يأتيه فيه من رمى النجنيق وأمر بتحريق ما كان فيه من‬
‫الثاث والبسط والمتعة وغيذلك ث حصر حصرا شديدا ومع هذه الشدة والضيق وإشرافه على اللك خرج ذات ليلة ف ضوء القمر إل شاطئ دجلة واستدعى بنبيذ وجارية فغنته فلم‬
‫ينطلق لسانا إل بالفراقيات وذكر الوت وهو يقول غي هذا وتذكر نظيه حت غنته آخر ما غنته ‪ ...‬أما ورب السكون والرك ‪ ...‬إن النايا كثية الشرك ‪ ...‬ما اختلف الليل والنهار ول‬
‫‪ ... ...‬دارت نوم السماء ف الفلك ‪ ...‬إل لنقل السلطان من ملك ‪ ...‬قد انقضى ملكه إل ملك ‪ ...‬وملك ذي العرش دائم أبدا ‪ ...‬ليس بفان ول بشترك‬
‫قال فسبها وأقامها من عنده فعثرت ف قدح كان له بلور فكسرته فتطي بذلك ولا ذهبت الارية سع صارخا يقول قضى المر الذي فيه تستفتيان فقال لليسه ويك أل تسمع فتسمع فل‬
‫يسمع شيئا ث عاد الصوت بذلك فما كان إل ليلة أو ليلتان حت قتل ف رابع صفر يوم الحد وقد حصل له من الهد والضيق ف حصره شيئا كثيا بيث إنه ل يبق له طعام يأكله ول شراب‬
‫بيث إنه جاع ليلة فما أتى برغيف ودجاجة إل بعد شدة عظيمة ث طلب ماء فلم يوجد له فبات عطشانا فلما أصبح قتل قبل أن يشرب الاء‬
‫كيفية مقتله‬
‫لا اشتد به المر اجتمع عنده من بقي معه من المراء والدم والند فشاورهم ف أمره فقالت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪241‬‬

‫طائفة تذهب بن بقي معك إل الزيرة أو الشام فتتقوى بالموال وتستخدم الرجال وقال بعضهم ترج إل طاهر وتأخذ منه أمانا وتبايع لخيك فإذا فعلت ذلك فإن أخاك سيأمر لك با‬
‫يكفيك ويكفي أهلك من أمر الدنيا وغاية مرادك الدعة والراحة وذلك يصل لك تاما وقال بعضهم بل هرثة أول بأن يأخذ لك منه المان فانه مولكم وهو أخى عليك فمال إل ذلك فلما‬
‫كانت ليلة الحد الرابع من صفر بعد عشاء الخرة واعد هرثة أن يرج إليه ث لبس ثياب اللفة وطيلسانا واستدعى بولديه فشمهما وضمهما إليه وقال أستودعكما ال ومسح دموعه‬
‫بطرف كمه ث ركب على فرس سوداء وبي يديه شعة فلما انتهى إل هرثة أكرمه وعظمه وركبا ف حراقة ف دجلة وبلغ هذا كله إل هرثة فلحقهما وها ف الراقة فأمالا أصحابه فغرق من‬
‫فيها غي أن المي سبح إل الانب الخر وأسره بعض الند وجاء فأعلم طاهرا فبعث إليه جندا من العجم فجاؤا إل البيت الذي هو فيه وعنده بعض أصحابه وهو يقول له ادن من فان أجد‬
‫وحشة شديدة وجعل يلتف ف ثيابه شديدا وقلبه يفق خفقانا عظيما كاد يرج من صدره فلما دخل عليه أولئك قال إنا ل وإنا إليه راجعون ث دنا منه أحدهم فضربه بالسيف على مفرق‬
‫رأسه فجعل يقول ويكم أنا ابن عم رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا ابن هارون أنا أخو الأمون ال ال ف دمى فلم يلتفتوا إل شئ من ذلك بل تكاثروا عليه وذبوه من قفاه وهو مكبوب‬
‫على وجهه وذهبوا برأسه إل طاهر وتركوا جثته ث جاؤا بكرة إليها فلفوها ف جل فرس وذهبوا با وذلك ليلة الحد لربع ليال خلت من صفر من هذه السنة‬
‫شيء من ترجته‬
‫هو ممد المي بن هارون الرشيد بن ممد الهدي بن النصور أبو عبد ال ويقال أبو موسى الاشى العباسي وأمه أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن أب جعفر النصور كان مولده بالرصافة سنة‬
‫سبعي ومائة [ قال أبو بكر بن أب الدنيا حدثنا عياش بن هشام عن أبيه قال ولد ممد المي بن هارون الرشيد ف شوال سنة سبعي ومائة ] وأتته اللفة بدينة السلم بغداد لثلث عشرة‬
‫ليلة بقيت من جادي الخرة سنة ثلث وتسعي وقيل ليلة الحد لمس بقي من الحرم وقتل سنة ثان وتسعي ومائة قتله قريش الدندان وحل رأسه إل طاهر بن السي فنصبه على ربح‬
‫وتل هذه الية قل اللهم مالك اللك وكانت وليته أربع سني وسبعة أشهر وثانية ايام وكان طويل سينا أبيض أقن النف صغي العيني عظيم الكراديس بعيدا ما بي النكبي وقد رماه‬
‫بعضهم بكثرة اللعب والشرب وقلة الصلة وقد ذكر ابن جرير طرفا من سيته ف إكثاره من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪242‬‬


‫قتناء السودان والصيان وإعطائه الموال والواهر وأمره باحضار اللهي والغني من سائر البلد وأنه أمر بعمل خس حراقات على صورة الفيل والسد والعقاب والية والفرس وأنفق على‬
‫ذلك أموال جزيله جدا وقد امتدحه أبو نواس بشعر أقبح ف معناه من صنيع المي فإنه قال ف أوله ‪ ...‬سخر ال للمي مطايا ‪ ...‬ل تسخر لصاحب الحراب ‪ ...‬فإذا ما ركابه سرن برا ‪...‬‬
‫‪ ...‬سار ف الاء راكبا ليث غاب‬
‫ث وصف كل من تلك الراقات واعتن المي ببنايات هائلة للنهة وغيها وأنفق ف ذلك أموال كثية جدا فكثر النكي عليه بسبب ذلك‬
‫وذكر ابن جرير أنه جلس يوما ف ملس أنفق عليه مال جزيل ف اللد وقد فرش له بأنواع الرير ونضد بآنية الذهب والفضة وأحضر ندماءه وأمر القهرمانة أن تئ له مائة جارية حسناء‬
‫‪ ...‬وأمرها أن تبعثهن إليه عشرا بعد عشر يغننينه فلما جاءت العشر الول اندفعن يغني بصوت واحد ‪ ...‬هو قتلوه كي يكونوا مكانه ‪ ...‬كما غدرت بكسرى مرازبه‬
‫فغضب من ذلك وتبم وضرب رأسها بالكأس وأمر بالقهرمانة أن تلقى إل السد فأكلها‬
‫‪ ...‬ث استدعى بعشرة فاندفعن يغني ‪ ...‬من كان مسرورا بقتل مالك ‪ ...‬فليأت نسوتنا بوجه نار ‪ ...‬يد النساء حواسرا يندبنه ‪ ...‬يلطمن قبل تبلج السحار‬
‫‪ ...‬فطردهن واستدعى بعشر غيهن فلما حضرن اندفعن يغني بصوت واحد ‪ ...‬كليب لعمرى كان أكثر ناصرا ‪ ...‬وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم‬
‫فطردهن وقام من فوره وأمر بتخريب ذلك الجلس وتريق مافيه‬
‫وذكر أنه كان كثي الدب فصيحا يقول الشعر ويعطى عليه الوائز الكثية وكان شاعره أبا نواس وقد قال فيه أبو نواس مدائح حسانا وقد وجده مسجونا ف حبس الرشيد مع الزنادقة‬
‫فأحضره وأطلقه وأطلق له مال وجعله من ندمائه ث حبسه مرة أخرى ف شرب المر وأطال حبسه ث أطلقه وأطلق له مال وجعله من ندمائه ث حبسه مرة أخرى ف شرب المر وأطال حبسه‬
‫ث أطلقه وأخذ عليه العهد أن ل يشرب المر ول يأت الذكور من الردان فامتثل ذلك وكان ل يفعل شيئا من ذلك بعد ما استتابه بالمي وقد تأدب على الكسائي وقرأ عليه القرآن وروى‬
‫الطيب من طريقه حديثا اورده عنه لا عزي ف غلم له توف بكة فقال حدثن أب عن أبيه عن النصور عن أبيه عن على بن عبد ال عن أبيه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫( ( من مات مرما حشر ملبيا‬
‫وقد قدمنا ما وقع بينه وبي أخيه من الختلف والفرقة حت أفضى ذلك إل خلعه وعزله ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪243‬‬

‫إل التضيق عليه ث إل قتله وأنه حصر ف آخر أمره حت احتاج إل مصانعة هرثة وأنه ألقى ف حراقة ث ألقي منها فسبح إل الشط الخر فدخل دار بعض العامة وهو ف غاية الوف والدهش‬
‫والوع والعرى فجعل الرجل يلقنه الصب والستغفار فاشتغل بذلك ساعة من الليل ث جاء الطلب وراءه من جهة طاهر بن السي بن مصعب فدخلوا عليه وكان الباب ضيقا فتدافعوا عليه‬
‫وقام إليهم فجعل يدافعهم عن نفسه بخدة ف يده فما وصلوا إليه حت عرقبوه وضربوا رأسه أو خاصرته بالسيوف ث ذبوه وأخذوارأسه وجثته فأتوا بما طاهرا ففرح بذلك فرحا شديدا‬
‫وأمر بنصب الرأس فوق رمح هناك حت أصبح الناس فنظروا اليه فوق الرمح عند باب النبار وكثر عدد الناس ينظرون إليه ث بعث طاهر برأس المي مع ابن عمه ممد بن مصعب وبعث‬
‫معه بالبدة والقضيب والنعل وكان من خوص مبطن فسلمه إل ذي الرياستي فدخل به على الأمون على ترس فلما رآه سج وأمر لن جاء به بألف ألف درهم وقد قال ذو الرياستي حي قدم‬
‫الرأس يؤلب على طاهر أمرناه بأن يأت به أسيا فأرسل به إلينا عقيا فقال الأمون مضى ما مضى وكتب طاهر إل الأمون كتابا ذكر فيه صورة ما وقع حت آل الال إل ما آل إليه‬
‫ولا قتل المي هدأت الفت وخدت الشرور وأمن الناس وطابت النفس ودخل طاهر بغداد يوم المعة وخطبهم خطبة بليغة ذكر فيها آيات كثية من القرآن وأن ال يفعل ما يشاء ويكم ما‬
‫يريد وأمرهم فيها بالماعة والسمع والطاعة ث خرج إل معسكره فأقام به وأمر بتحويل زبيدة من قصر أب جعفر إل قصر اللد فخرجت يوم المعة الثان عشر من ربيع الول من هذه‬
‫السنة وبعث بوسى وعبد ال ابن المي إل عمهما الأمون براسان وكان ذلك رأيا سديدا وقد وثب طائفة من الند على طاهر بعد خسة أيام من مقتل المي وطلبوا منه أرزاقهم فلم يكن‬
‫عنده إذ ذاك مال فتحزبوا واجتمعوا ونبوا بعض متاعه ونادوا يا موسى يا منصور واعتقدوا أن موسى بن المي اللقب بالناطق هناك وإذا هو قد سيه إل عمه واناز طاهر بن معه من القواد‬
‫ناحية وعزم على قتالم بن معه ث رجعوا إليه واعتذروا وندموا فأمر لم برزق أربعة أشهر بعشرين ألف دينار اقترضها من بعض الناس فطابت الواطر ث إن إبراهيم بن الهدي قد أسف على‬
‫قتل ممد المي بن زبيدة ورثاه بأبيات فبلغ ذلك الأمون فبعث إليه يعنفه ويلومه على ذلك وقد ذكر ابن جرير مراثي كثية للناس ف المي وذكر من أشعار الذين هجوه طرفا وذكر من‬
‫شعر طاهر بن السي حي قتله قوله ‪ ...‬ملكت الناس قسرا واقتدوا ‪ ...‬وقتلت البابرة الكبارا ‪ ...‬ووجهت اللفة نو مرو ‪ ...‬إل الأمون تبتدر ابتدارا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪244‬‬

‫خلفة عبد ال الأمون بن الرشيد هارون‬


‫لا قتل أخوه ممد ف رابع صفر من سنة ثان وتسعي ومائة وقيل ف الحرم استوسقت البيعة شرقا وغربا للمأمون فول السن بن سهل نيابة العراق وفارس والهواز والكوفة والبصرة‬
‫والجاز واليمن وبعث نوابه إل هذه هذه القاليم وكتب إل طاهر بن السي أن ينصرف إل الرقة لرب نصر بن شبث ووله نيابة الزيرة والشام والوصل والغرب وكتب إل هرثة بن‬
‫أعي بنيابة خراسان وفيها حج بالناس العباس بن عيسى الاشي وفيها توف سفيان بن عيينة وعبد الرحن ابن مهدي ويي القطان فهؤلء الثلثة سادة العلماء ف الديث والفقة وأساء الرجال‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي ومائة‬
‫فيها قدم السن بن سهل بغداد نائبا عليها من جهة الأمون ووجه نوابه إل بقية أعماله وتوجه طاهر إل نيابة الزيرة والشام ومصر وبلد الغرب وسار هرثة إل خراسان نائبا عليها وكان قد‬
‫خرج ف أواخر السنة الاضية ف ذي الجة منها السن الرش يدعو إل الرضى من آل ممد فجب الموال وانتهب النعام وعاث ف البلد فسادا فبعث إليه الأمون جيشا فقتلوه ف الحرم‬
‫من هذه السنة وفيها خرج بالكوفة ممد بن إبراهيم بن إساعيل بن إبراهيم بن السن بن السن بن على بن أب طالب يوم الميس لعشر خلون من جادى الخرة يدعو إل الرضى من آل‬
‫ممد والعمل بالكتاب والسنة وهو الذي يقال له ابن طباطبا وكان القائم بأمره وتدبي الرب بي يديه أبو السرايا السرى بن منصور الشيبان وقد اتفق أهل الكوفة على موافقته واجتمعوا‬
‫عليه من كل فج عميق ووفدت إليه العراب من نواحي الكوفة وكان النائب عليها من جهة السن بن سهل سليمان ابن أب جعفر النصور فبعث السن بن سهل يلومه ويؤنبه على ذلك‬
‫وأرسل إليه بعشرة آلف فارس صحبة زاهر بن زهي بن السيب فتقاتلوا خارج الكوفة فهزموا زاهرا واستباحوا جيشه ونبوا ما كان عليه وذلك يوم الربعاء سلخ جادي الخرة فلما كان‬
‫الغد من الوقعة توف ابن طباطبا أمي الشيعة فجأة يقال إن أبا السرايا سه وأقام مكانه غلما أمرد يقال له ممد ب زيد بن على ابن السي بن على بن طالب وانعزل زاهر بن بقي معه من‬
‫أصحابه إل قصر ابن هبية وأرسل السن بن سهل مع عبدوس بن ممد أربعة آلف فارس صورة مدد لزاهر فالتقواهم وأبو السرايا فهزمهم ابو السراي ول يفلت من أصحاب عبدوس أحد‬
‫وانتشر الطالبيون ف تلك البلد وضرب أبو السرايا الدراهم والدناني ف الكوفة ونقش عليه إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا الية ث بعث أبو السرايا جيوشه إل البصرة وواسط‬
‫والدائن فهزموا من فيها من النواب ودخلوها قهرا وقويت شوكتهم فأهم ذلك السن بن سهل وكتب إل هرثة يستدعيه لرب أب السرايا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪245‬‬

‫فتمنع ث قدم عليه فخرج إل أب السرايا فهزم أبا السرايا غي مرة وطرده حت رده إل الكوفه ووثب الطالبيون على دور بن العباس بالكوفة فنهبوها وخربوا ضياعهم وفعلوا أفعال قبيحة‬
‫وبعث أبو السرايا إل الدائن فاستجابوا وبعث إل أهل مكة حسي بن حسن الفطس ليقيم لم الوسم فخاف أن يدخلها جهرة ولا سع نائب مكة وهو داود بن عيسى بن موسى بن على بن‬
‫عبد ال بن عباس هرب من مكة طالبا أرض العراق وبقي الناس بل إمام فسئل مؤذنا أحد ابن ممد بن الوليد الزرقي أن يصلى بم فأب فقيل لقاضيها ممد بن عبدالرحن الخزومي فامتنع‬
‫وقال لن ادعو وقد هرب نواب البلد فقدم الناس رجل منهم فصلى بم الظهر والعصر وبلغ الب إل حسي الفطس فدخل مكة ف عشرة أنفس قبل الغروب فطاف بالبيت ث وقف بعرفة‬
‫ليل وصلى بالناس الفجر بزدلفه وأقام بقيه الناسك ف أيام من فدفع الناس من عرفة بغي إمام وفيها توف إسحاق بن سليمان وابن ني وابن سابور وعمرو العنبي والد مطيع البلخي ويونس‬
‫بن بكي‬
‫ث دخلت سنة مائتي من الجرة‬
‫ف أول يوم منها جلس حسي بن حسن الفطس على طنفسة مثلثة خلف القام وأمر بتجريد الكعبة مما عليها من كساوى بن العباس وقال نطهرها من كساويهم وكساها ملءتي صفراوتي‬
‫عليهما اسم أب السرايا ث أخذ ما ف كن الكعبة من الموال وتتبع ودائع بن العباس فأخذها حت أنه أخذ مال ذوي الال ويزعم أنه للمسودة وهرب منه الناس إل البال وسبك ما على‬
‫رؤس الساطي من الذهب وكان ينل مقدار يسي بعد جهد وقلعوا ما ف السجد الرام من الشبابيك وباعوها بالبخس وأساؤا السية جدا فلما بلغه مقتل أب السرايا كتم ذلك وأمر رجل‬
‫من الطالبي شيخا كبيا واستمر على سوء السية ث هرب ف سادس عشر الحرم منها وذلك لا قهر هرثة أبا السرايا وهزم جيشه وأخرجه ومن معه من الطالبي من الكوفة ودخلها هرثة‬
‫ومنصور بن الهدي فأمنو أهلها ول يتعرضوا لحد وسار أبو السرايا بن معه إل القادسية ث سار منها فاعترضهم بعض جيوش الأمون فهزمهم أيضا وجرح أبو السرايا بن معه إل القادسية ث‬
‫سار منها فاعترضهم بعض جيوش الأمون فهزمهم أيضا وجرح أبو السرايا جراحة منكرة جدا وهربوا يريدون الزيرة إل منل أب السرايا برأس العي فاعترضهم بعض اليوش أيضا‬
‫فأسروهم و أتوا بم السن بن سهل وهو بالنهروان حي طردته الربية فأمر بضرب عنق أب السرايا فجزع من ذلك جزعا شديدا جدا وطيف برأسه وأمر بسده أن يقطع اثنتي وينصب‬
‫على جسرى بغداد فكان بن خروجه وقتله عشرة أشهر فبعث السن بن سهل بن ممد إل الأمون مع رأس أب السرايا وقال بعض الشعراء ‪ ...‬أل ترضر به السن بن سهل ‪ ...‬بسيفك يا‬
‫أمي الؤمنينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪246‬‬

‫‪ ...‬أدارت مرو رأسها أب السرايا ‪ ...‬وأبقيت عبة للعالينا‬


‫وكان الذي ف يده البصرة من الطالبي زيد بن موسى بن جعفر بن ممد بن على ابن السي ابن على ويقال له زيد النار لكثرة ما حرق من البيوت الت للمسودة فأسره على بن سعيد وأمنه‬
‫وبعث به وبن معه من القواد إل اليمن لقتال من هناك من الطالبي‬
‫وفيها خرج باليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن ممد بن على بن السي بن على ويقال له الزار لكثرة من قتل من أهل اليمن وأخذ من أموالم وهو الذي كان بكة وفعل فيها ما فعل‬
‫كما تقدم فلما بلغه قتل من اهل اليمن وأخذ من أموالم وهو الذي كان بكة وفعل فيها ما فعل كما تقدم فلما بلغه قتل أب السيايا هرب إل اليمن فلما بلغ نائب اليمن خبه ترك اليمن‬
‫وسار إل خراسان واجتاز بكة وخذ أمه منها واستحوذ إبراهيم هذا على بلد اليمن وجرت حروب كثية يطول ذكرها ورجع ممد بن جعفر العلوي عما كان يزعمه وكان قد ادعى اللفة‬
‫بكة وقال كنت أظن أن الأمون قد مات وقد تققت حياته وأنا أستغفر ال وأتوب إليه ما كنت ادعيت من ذلك وقد رجعت إل الطاعة وأنا رجل من السلمي ولا هزم هرثة راسل أبا‬
‫السرايا وهو الذي أمره بالظهور فاستدعاه الأمون إل مرو فأمر به فضرب بي يديه ووطئ بطنه ث رفع إل البس ث قتل بعد ذلك بأيام وانطوى خبه بالكلية ولا وصل خب قتله إل بغداد‬
‫عبثت العامة والربية بالسن ابن سهل نائب العراق وقالوا ل ترضى به ول بعماله ببلدنا وأقاموا إسحاق بن موسى الهدي نائبا واجتمع أهل الانبي على ذلك والتفت على السن بن سهل‬
‫جاعة من المراء والجناد وأرسل من وافق العامة على ذلك من المراء يرضهم على القتال وجرت الروب بينهم ثلثة أيام ف شعبان من هذه السنة ث اتفق الال على أن يعطيهم شيئا من‬
‫ارزاقهم ينفقونا ف شهر رمضان فما زال يطلهم إل ذي القعدة حت يدرك الزرع فخرج ف ذي القعدة زيد بن موسى الذي يقال له زيد النار وهو أخو أي السرايا وقد كان خروجه هذه‬
‫الرة بناحية النبار فبعث إليه على بن عشام نائب بغداد عن السن بن سهل والسن بالدائن إذ ذاك فأخذ وأتى به إل على ابن هشام و أطفأ ال ثأرته‬
‫وبعث الأمون ف هذه السنة يطلب من بقي من العباسيي وأحصى كم العباسيي فبلغوا ثلثة وثلثي ألفا ما بي ذكور وإناث وفيها قتلت الروم ملكهم اليون وقد ملكهم سبع سني وملكوا‬
‫عليهم ميخائيل نائبه وفيها قتل الأمون يي بن عامر بن إساعيل لنه قال للمأمون يا أمي الكافرين فقتل صبا بي يديه وفيها حج بالناس ممد بن العتصم بن هارون الرشيد وفيها توف من‬
‫العيان‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪247‬‬

‫أسباط بن ممد وأبو ضمرة أنس بن عياض ومسلم بن قتيبة وعمر بن عبد الواحد وابن أب فديك ومبشر بن إساعيل وممد بن جبي ومعاذ بن هشام‬
‫ث دخلت سنة إحدى ومائتي‬
‫فيها راود أهل بغداد منصور بن الهدي على اللفة فامتنع من ذلك فراودوه على أن يكون نائبا للمأمون يدعو له ف الطبة فأجابم إل ذلك وقد أخرجوا على بن هشام نائب السن بن‬
‫سهل من بي أظهرهم بعد أن جرت حروب كثية بسبب ذلك وفيها عم البلء بالعيارين والشطار والفساق ببغداد وما حولا من القرى كانوا يأتون الرجل يسألونه مال يقرضهم أو يصلهم به‬
‫فيمتنع عليهم فيأخذون جيع ماف منله وربا تعرضواللغلمان والنسوان ويأتون أهل القرية فيستافون من النعام والواشي ويأخذون ماشاؤوا من الغلمان والنسوان ونبوا أهل قطر بل ول‬
‫يدعوا لم شيئا أصل فانتدب لم رجل يقال له خالد الدريوش وآخر يقال له سهل بن سلمة أبو حات النصاري من أهل خراسان والتف عليهم جاعة من العامة فكفوا شرهم وقاتلوهم‬
‫ومنعوهم من الفساد ف الرض واستقرت المور كما كانت وذلك ف شعبان ورمضان وف شوال منها رجع السن بن سهل إل بغداد وصال الند وانفصل منصور بن الهدي ومن وافقه من‬
‫المراء وفيها بايع الأمون لعلى الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن ممد بن السن الشهيد بن على بن أب طالب أن يكون ول العهد من بعده وساه الرضى من آل ممد وطرح‬
‫لبس السواد وأمر بلبس الضرة فلبسها هو وجنده وكتب بذلك إل الفاق والقاليم وكانت مبايعته له يوم الثلثاء لليلتي خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتي وذلك أن الأمون رأى أن‬
‫عليا الرضى خي أهل البيت وليس ف بن العباس مثله ف عمله ودينه فجعله ول عهده من بعده‬
‫بيعة أهل بغداد لبراهيم بن الهدي‬
‫لا جاء الب أن الأمون بايع لعلى الرضى بالولية من بعده اختلفوا فيما بينهم فمن ميب مبايع ومن آب مانع وجهور العباسيي على المتناع من ذلك وقام ف ذلك ابنا الهدي إبراهيم‬
‫ومنصور فلما كان يوم الثلثاء لمس بقي من ذي الجة أظهر العباسيون البيعة لبراهيم بن الهدي ولقبوه البارك وكان أسود اللون ومن بعده لبن أخيه إسحاق بن موسى بن الهدي‬
‫وخلعوا الأمون فلما كان يوم المعة لليلتي بقيتا من ذي الجة أرادوا أ يدعوا للممون ث من بعده لبراهيم فقالت العامة ل تدعوا إل إل إبراهيم فقط واختلفوا واضطربوا فيما بينهم ول‬
‫يصلوا المعة وصلى الناس فرادى أربع ركعات‬
‫وفيها افتتح نائب طبستان جبالا وبلد اللرز والشيز وذكر ابن حزم أن سلما الاسر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪248‬‬

‫قال ف ذلك شعرا وقد ذكر ابن الوزي وغيه أن سلما توف قبل ذلك بسنتي فال أعلم‬
‫وفيها أصاب أهل خراسان والري وأصبهان ماعة شديدة وغل الطعام جدا وفيها ترك بابك الرمي واتبعه طوائف من السفلة والهلة وكان يقول بالتناسخ وسيأت ما آل أمره إليه وفيها حج‬
‫بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى الاشي‬
‫وفيها توف من العيان أبو أسامة حاد بن أسامة وحاد بن مسعدة وحرسى بن عمارة وعلى بن عاصم وممد بن ممد صاحب أب السرايا الذي قد كان بايعه أهل الكوفة بعد ابن طباطبا‬
‫ث دخلت يوم منها بويع لبراهيم بن الهدي باللفة ببغداد وخلع الأمون فلما كان يوم المعة خامس الحرم صعد إبراهيم بن الهدي النب فبايعه الناس ولقب بالبارك وغلب على الكوفة‬
‫وأرض السود وطلب منه الند أرزاقهم فماطلهم ث اعطاهم مائت درهم لكل واحد وكتب لم بتعويض من أرض السواد فخرجوا ل يرون بشئ إل انتهبوه وأخذوا حاصل الفلح والسلطان‬
‫واستناب على الانب الشرقي العباس بن موسى الادي وعلى الانب الغرب إسحاق بن موسى الادي وفيها خرج خارجي يقال له مهدي بن علوان فبعث إليهم إبراهيم جيشا عليهم أبو‬
‫إسحاق العتصم ابن الرشيد ف جاعة من المراء فكسره ورد كيده وفيها خرج أخو أب السرايا فبيض بالكوفة فأرسل إليه إبراهيم بن الهدي من قاتله فقتل أخو أب السرايا وأرسل برأسه إل‬
‫إبراهيم ولا كان ليلة أربع عشرة من ربيع الخر من هذه السنة ظهرت ف السماء حرة ث ذهبت وبقي بعدها عمودان أحران ف السماء إل آخر الليل وجرت بالكوفة حروب بي أصحاب‬
‫إبراهيم وأصحاب الأمون واقتتلوا قتال شديدا وعلى أصحاب إبراهيم السواد وعلى أصحاب الأمون الضرة واستمر القتال بينهم إل أواخر رجب‬
‫وفيها ظفر إبراهيم بن الهدي بسهل بن سلمة الطوع فسجنه وذلك أنه التف عليه جاعة من الناس يقومون بالمر بالعروف والنهي عن النكر ولكن كانوا قد جاوزوا الد وأنكروا على‬
‫السطان ودعوا إل القيام بالكتاب والسنة وصار باب داره كأنه باب دار السلطان عليه السلح والرجال وغي ذلك من أبة اللك فقاتله الند فكسروا أصحابه فألقى السلح وصار بي‬
‫النساء والنظارة ث اختفى ف بعض الدور فأخذ وجئ به إل إبراهيم فسجنه سنة كاملة وفيها أقبل الأمون من خراسان قاصدا العراق وذلك أن على بن موسى الرضى أخب الأمون با الناس فيه‬
‫من الفت والختلف بارض العراق وبأن الاشيي قد أنوا إل الناس بأن الأمون مسحور ومسجون وأنم قد نقموا عليك ببيعتك لعلى بن موسى وأن الرب قائمة بي السن بن سهل وبي‬
‫إبراهيم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪249‬‬

‫ابن الهدي فاستدعى الأمون بماعة من أمرائه وأقربائه فسألم عن ذلك فصدقوا عليا فيما قال بعد أخذهم المان منه وقالوا له إن الفضل بن سهل حسن لك قتل هرثة وقد كان ناصحا لك‬
‫فعاجله قتله وإن طاهر بن السي مهد لك المور حت قاد إليك اللفة بزمامها فطردته إل الرقة فقعد ل عمل له ول تستنهضه ف أمر وإن الرض تفتقت بالشرور والفت من أقطارها فلما‬
‫تقق ذلك الأمون أمر بالرحيل إل بغداد وقد فطن الفضل بن سهل با تال عليه أولئك الناصحون فضرب قوما ونتف لى بعضهم وسار الأمون فلما كان بسرخس عدا قوم على الفضل بن‬
‫سهل وزير الأمون وهو ف المام فقتلوه بالسيوف وذلك يوم المعة لليلتي خلتا من شوال وله ستون سنة فبعث الأمون ف آثارهم فجئ بم وهم أربعة من الماليك فقتلهم وكتب إل أخيه‬
‫السن بن سهل يعزيه فيه ووله الوزارة مكانه وارتل الأمون من سرخس يوم عيد الفطر نو العراق وإبراهيم بن الهدي بالدائن وف مقابلته جيش يقتلونه من جهة الأمون‬
‫وفيها تزوج الأمون بوران بنت السن بن سهل وزوج على بن موسى الرضى بإبنته أم حبيب وزوج ابنه ممد بن على بن موسى بإبنته الخرى أم الفضل وحج بالناس إبراهيم بن موسى بن‬
‫جعفر أخو على الرضى ودعا لخيه بعد الأمون ث انصرف بعد الج إل اليمن وقد كان تغلب عليها حدويه بن على بن موسى بن ماهان وفيها توف أيوب بن سويد وضمرة وعمرو بن حبيب‬
‫والفضل بن سهل الوزير وأبو يي المان‬
‫ث دخلت سنة ثلث ومائتي‬
‫فيها وصل الأمون العراق ومر بطوس فنل با وأقام عند قب أبيه أياما من شهر صفر فلما كان ف آخر الشهر أكل على بن موسى الرضى عنبا فمات فجأة فصلى عليه الأمون ودفنه إل جانب‬
‫أبيه الرشيد وأسف عليه أسفا كثيا فيما ظهر وكتب إل السن بن سهل يعزيه فيه ويبه با حصل له من الزن عليه وكتب إل بن العباس يقول لم إنكم إنا نقمتم على بسبب توليت العهد‬
‫من بعدي لعلى بن موسى الرضى وها هو قد مات فارجعوا إل السمع والطاعة فأجابوه بأغلظ جواب كتب به إل أحد وفيها تغلبت الثوار على السن بن سهل حت قيد بالديد وأودع ف‬
‫بيت فكتب المراء بذلك إل الأمون فكتب إليهم إن واصل على إثر كتاب هذا ث جرت حروب كثية بي إبراهيم وأهل بغداد وتنكروا عليه وأبغضوه وظهرت الفت والشطار والفساق‬
‫ببغداد وتفاقم الال وصلوا يوم المعة ظهرا أمهم الؤذنون فيها من غي خطبة صلوا أربع ركعات واشتد المر واختلف الناس فيما بينهم ف إبراهيم والأمون ث غلبت الأمونية عليهم‬
‫خلع أهل بغداد إبراهيم بن الهدي‬
‫لا كان يوم المعة القبلة دعا الناس للمأمون وخلعوا إبراهيم وأقبل حيد بن عبد اليمد ف جيش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪250‬‬

‫من جهة الأمون فحاصر بغداد وطمع جندها ف العطاء إذا قدم فطاوعوه على السمع والطاعة للمأمون‬
‫وقد قاتل عيسى بن ممد بن أب خالد ف جاعة من جهة إبراهيم بن الهدي ث احتال عيسى حت صار ف أيدي الأمونية أسيا ث آل الال إل اختفاء إبراهيم بن الهدي ف آخر هده السنة‬
‫وكانت أيامه سنة وإحد عشر شهرا واثن عشر يوما وقدم الأمون ف هذا الوقت إل هذان وجيوشه قد استنقذوا بغداد إل طاعته وحج بالناس ف هذه السنة سليمان بن عبد ال بن سليمان‬
‫ابن على وفيها توف من العيان‬
‫علي بن موسى‬
‫ابن جعفر بن ممد بن على بن السي بن على بن اب طالب القرشي الاشي العلوي اللقب بالرضى كان الأمون قد هم أن ينل له عن اللفة فأب عليه ذلك فجعله ول العهد من بعده كما‬
‫قدمنا ذلك توف ف صفر من هذه السنة بطوس وقد روى الديث عن أبيه وغيه وعنه جاعة منهم الأمون وأبو السلط الروى وأبو عثمان الازن النحوي وقال سعته يقول اله أعدل من أن‬
‫يكلف العباد مال يطيقون وهم أعجز من أن يفعلوا ما يريدون ومن شعره ‪ ...‬كلنا يأمل مدا ف الجل ‪ ...‬والنايا هن آفات المل ‪ ...‬لتغرنك أباطيل الن ‪ ...‬والزم القصد ودع عنك العلل‬
‫‪ ... ...‬إنا الدنيا كظل زائل ‪ ...‬حل فيه راكب ث ارتل‬
‫ث دخلت سنة اربع ومائتي‬
‫فيها كان قدوم الأمون أرض العراق وذلك أنه مر برجان فأقام با شهرا ث سار منها وكان ينل ف النل يوما أو يومي ث جاء إل النهروان فأقام با ثانية أيام وقد كتب إل طاهر بن السي‬
‫وهو بالرقة أن يوافيه إل النهروان فوافاه با وتلقاه رؤس أهل بيته والقواد وجهور اليش فلما كان يوم السبت الخر دخل بغداد حي ارتفع النهار لربع عشرة ليلة خلت من صفر ف أبة‬
‫عظيمة وجيش عظيم وعليه وعلى جيع أصحابه وفتيانه الضرة فلبس أهل بغداد وجيع بن هاشم الضرة ونزل الأمون بالرصافة ث تول إل قصر على دجلة وجعل المراء ووجوه الدولة‬
‫يترددون إل منله على العادة وقد تول لباس البغاددة إل الضرة وجعلوا يرقون كل مايدونه من السواد فمكثوا كذلك ثانية أيام ث استعرض حوائج طاهر بن السي فكان أول حاجة‬
‫سألا أن يرجع إل لباس السواد فانه لباس آبائه من دولة ورثة النبياء فلما كان السبت الخر وهو الثامن والعشرين من صفر جلس الأمون للناس وعليه الضرة ث إنه أمر بلعة سوداء‬
‫فألبسها طاهرا ث ألبس بعده جاعة من المراء السواد فلبس الناس السواد وعادوا إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪251‬‬

‫ذلك فعلم منهم بذلك الطاعة والوافقة وقيل إنه مكث يلبس الضرة بعد قدومه بغداد سبعا وعشرين يوما فال أعلم‬
‫ولا جاء إليه عمه إبراهيم بن الهدي بعد اخفائه ست سني وشهورا قال له الأمون أنت الليفة السود فأخذ ف العتذار والستغفار ث قال أنا الذي مننت عليه يا أمي الؤمني بالعفو وأنشد‬
‫‪ ...‬الأمون عند ذلك ‪ ...‬ليس يزري السواد بالرجل الشهم ‪ ...‬ول بالفت الديب الريب ‪ ...‬إن يكن للسواد منك نصيب ‪ ...‬فبياض الخلق منك نصيب‬
‫قال ابن خلكان وقد نظم هذا العن بعض التأخرين وهو نصر ال بن قلنس السكندري فقال ‪ ...‬رب سوداء وهي بيضاء فعل ‪ ...‬حسد السك عندها الكافور ‪ ...‬مثل حب العيون يسبه‬
‫‪ ...‬الناس ‪ ...‬سوادا وإنا هو نور‬
‫وكان الأمون قد شاور ف قتل عمه إبراهيم بن الهدي بعض أصحابه فقال له أحد بن خالد الوزير الحول يا أمي الؤمني إن قتلته فلك نظراء ف ذلك وإن عفوت عنه فما لك نظي ث شرع‬
‫الأمون ف بناء قصور على دجلة إل جانب قصره وسكنت الفت وانزاحت الشرور وأمر بقاسة أهل السواد على المسي وكانوا يقاسون على النصف واتذ القفيز اللحم وهو عشرة‬
‫مكاكي باللوك الهوازي ووضع شيئا كثيا من خراجات بلد شت ورفق بالناس ف مواضع كثية وول أخاه أبا عيسى بن الرشيد لكوفة وول أخاه صالا البصرة وول عبيد الل بن السي‬
‫ابن عبد اله بن العباس بن على بن أب طالب نيابة الرمي وهو الذي حج بالناس فيها وواقع يي بن معاذ بابك الرمي فلم يظفر به وفيها توف من العيان جاعة منهم‬
‫ابو عبد ال ممد بن ادريس الشافعي‬
‫وقد أفردنا له ترجة مطولة ف أول كتابنا طبقات الشافعيي ولنذكر ههنا ملخصا من ذلك وبال الستعان‬
‫هو ممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن الطلب بن عبد مناف بن قصى القرشي الطلب والسائب بن عبيد أسلم يوم بدر وابنه شافع‬
‫ابن السائب من صغار الصحابة وأمه أزدية وقد رأت حي حلت به كأن الشترى خرج من فرجها حت انقض بصر ث وقع ف كل بلد منه شظية وقد ولد الشافعي بغزة وقيل بعسقلن وقيل‬
‫باليمن سنة خسي ومائة ومات أبوه وهو صغي فحملته أمه إل مكة وهو ابن سنتي لئل يضيع نسبه فنشأ با وقرأ القرآن وهو ابن سبع سني وحفظ الوطأ وهو ابن عشر وأفت وهو ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪252‬‬

‫خس عشرة سنة وقيل ابن ثان عشرة سنة أذن له شيخه مسلم بن خالد الزني وعن باللغة والشعر وأقام ف هذيل نوا من عشر سني وقيل عشرين سنة فتعلم منهم لغات العرب وفصاحتها‬
‫وسع الديث الكثي على جاعة من الشايخ والئمة وقرأ بنفسه الوطأ على مالك من حفظه فأعجبته قراءته وهته وأخذ عنه علم الجازيي بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزني وروى عنه‬
‫خلق كثي قد ذكرنا أساءهم مرتيي على حروف العجم وقرأ القرآن على إساعيل بن قسطنطي عن شبل عن ابن كثي عن ماهد عن ابن عباس عن أب بن كعب عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن جبيل عن ال عز وجل‬
‫وأخذ الشافعي الفقه عن مسلم بن خالد عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس وابن الزبي وغيها عن جاعة من الصحابة منهم عمرو بن على وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيهم وكلهم‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وتفقه أيضا على مالك عن مشايه وتفقه به حاعة قد ذكرناهم ومن بعدهم إل زماننا ف تصنيف مفرد وقد روى ابن أب حات عن أب بشر الدولب عن‬
‫ممد بن إدريس وراق الميدي عن الشافعي أنه ول الكم بنجران من أرض اليمن ث تعصبوا عليه ووشوا به إل الرشيد أنه يروم اللفة فحمل على بغل ف قيد إل بغداد فدخلها ف سنة‬
‫أربع وثاني ومائة وعمره ثلثون سنة فاجتمع بالرشيد فتاظر هو وممد بن السن بي يدي الرشيد وأحسن القول فيه ممد بن السن وتبي للرشيد فتناظر هو وممد بن السن بي يدي‬
‫الرشيد وأحسن القول فيه ممد بن السن وتبي للرشيد براءته ما نسب إليه وأنزله ممد بن السن عنده وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنة وقيل بسنتي وأكرمه ممد بن السن‬
‫وكتب عنه الشافعي وقر بعي ث أطلق له الرشيد ألفي دينار وقيل خسة آلف دينار وعاد الشافعي إل مكة ففرق عامة ماحصل له ف أهله وذوي رحه من بن عمه ث عاد الشافعي إل العراق‬
‫ف سنة خس وتسعي ومائة فاجتمع به جاعة من العلماء هذه الرة منهم أحد بن حنبل وأبو ثور والسي بن على الكرابيسى والارث بن شريح البقال وابو عبد الرحن الشافعي والزعفران‬
‫وغيهم ث رجع إل مكة ث رجع إل بغداد سنة ثان وتسعي ومائة ث انتقل منها إل مصر فأقام با إل أن مات ف هذه السنة سنة أربع ومائتي وصنف با كتابه الم وهو من كتبه الديدة لنا‬
‫من رواية الربيع ابن سليمان وهو مصري وقد زعم إمام الرمي وغيه أنا من القدي وهذا بعيد وعجيب من مثله وال أعلم‬
‫وقد أثن على الشافعي غي واحد من كبار الئمة منهم عبد الرحن بن مهدي وسأله أن يكتب له كتابا ف الصول فكتب له الرسالة وكان يدعو له ف الصلة دائما وشيخه مالك بن أنس‬
‫وقتيبة ابن سعيد وقال هو إمام وسفيان بن عيينة ويي بن سعيد القطان وكان يدعو له أيضا ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪253‬‬

‫صلته وأبو عبيد ما رأيت أفصح ول أعقل ول أورع من الشافعي ويي بن اكثم القاضي وإسحاق بن راهوية وممد بن السن وغي واحد من يطول ذكرهم وشرح أقوالم‬
‫وكان أحد بن حنبل يدعو له ف صلته توا من أربعي سنة وكان أحد يقول ف الديث الذي رواه أبو داود من طريق عبد ال بن وهب عن سعيد بن أب أيوب عن شراحيل بن يزيد عن أب‬
‫علقمه عن اب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ( إن ال يبعث لذه المة على رأس كل مائة سنة من يدد لا أمر دينها ) قال فعمر بن عبد العزيز على رأس الائة الول والشافعي على‬
‫رأس الائة الثانية وقال أبو داود الطيالسي حدثنا جعفر بن سليمان عن نصر بن معبد الكندي أو العبدي عن الارود عن أب الحوص عن عبد ال بن مسعود قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ( ل تسبوا قريشا فان عالها يل الرض علما اللهم إنك أذقت أولا عذابا ووبال فأذق آخرها نوال ) وهذا غريب من هذا الوجه وقد رواه الاكم ف مستدركه عن أب هريرة عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بنحوه قال أبو نعيم عبد اللك بن ممد السفرايين ل ينطبق هذا إل على ممد بن إدريس الشافعي حكاه الطيب وقال يي بن معي عن الشافعي هو صدوق ل‬
‫بأس به وقال مرة لو كان الكذب له مباحا مطلقا لكانت مروءته تنعه أن يكذب وقال ابن أب حات سعت أب يقول الشافعي فقيه البدن صدوق اللسان وحكى بعضهم عن أب رزعة أنه قال ما‬
‫عند الشافعي حديث غلط فيه وحكى عن أب داود نوه‬
‫وقال إمام الئمة ممد بن إسحاق بن خزية وقد سئل هل سنة ل تبلغ الشافعي فقال ل ومعن هذا أنا تارة تبلغه بسندها وتارة مرسلة وتارة منقطعه كما هو الوجود ف كتبه وال أعلم‬
‫وقال حرملة سعت الشافعي يقول سيت ببغداد ناصر السنة وقال أبو ثور ما رأينا مثل الشافعي ول هو رأى مثل نفسه وكذا قل لزعفران وغيه وقال داود بن على الظاهري ف كتاب جعه‬
‫ف فضائل الشافعي للشافعي من الفضائل مل ل يتمع لغيه من شرف نسبه وصحة دينه ومعتقده وسخاوة نفسه ومعرفته بصحة الديث وسقمه وناسخه ومنسوخه وحفظه الكتاب والسنة‬
‫وسية اللفاء وحسن التصنيف وجودة الصحاب والتلمذة مثل أحد بن حنبل ف زهده وورعه وإقامته على السنة ث سرد أعيان أصحابه من البغاددة والصريي وكذا عد أبو داود من جلة‬
‫تلميذه ف الفقه أحد بن حنبل وقد كان الشافعي من أعلم الناس بعان القرآن والسنة واشد الناس نزعا للدلئل منهما وكان من احسن الناس قصدا وإخلصا كان يقول وددت أن الناس‬
‫تعلموا نزعا للدلئل منها وكان من أحسن قصدا وإخلصا كان يقول وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ول ينسب إل شئ منه أبدا فأوجز عليه ول يمدون وقد قال غي واحد عنه إذا صح‬
‫عندكم الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقولوا به ودعوا قول فأن أقول به وإن ل تسمعوا من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪254‬‬

‫وف رواية فل تقلدون وف رواية فل تلتفتوا إل قول وف رواية فاضربوا بقول عرض الائط فل قول ل مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال لن يلقى ال العبد بكل ذنب ما خل الشرك‬
‫بال خي له من أن يلقاه بشئ من الهواء وف رواية خي من أن يلقاه بعلم الكلم وقال لو علم الناس ما ف الكلم من الهواء لفروا منه كما يفرون من السد وقال حكى ف أهل الكلم أن‬
‫يضربوا بالريد ويطاف بم ف القبائل وينادي عليهم هذاجزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلم‬
‫وقال البويطي سعت الشافعي يقول عليكم بأصحاب الديث فانم أكثر الناس صوابا‬
‫وقال إذا رأيت رجل من أصحاب الديث فكأنا رأيت رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم جزاهم ال خيا حفظوا لنا الصل فلهم علينا الفضل ومن شعره ف هذا العن قوله‬
‫‪ ... ...‬كل العلوم سوى القرآن مشغلة ‪ ...‬إل الديث وإل الفقة ف الدين ‪ ...‬العلم ما كان فيه قال حدثنا ‪ ...‬وما سوى ذاك وسواس الشياطي‬
‫وكان يقول القرآن كلم ال غي ملوق ومن قال ملوق فهو كافر وقد روى عن الربيع وغي واحد من رؤس أصحابه ما يدل على أنه كان بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غي‬
‫تكييف ول تشبيه ول تعطيل ول تريف على طريقة السلف وقال ابن خزية أنشدن الزن وقال أنشدنا الشافعي لنفسه قوله ‪ ...‬ماشئت كان وإن ل أشأ ‪ ...‬وما شئت إن ل تشأ ل يكن ‪...‬‬
‫‪ ...‬خلقت العباد على ماعلمت ‪ ...‬ففي العلم يري الفت والسن ‪ ...‬فمنهم شقى ومنهم سعيد ‪ ...‬ومنهم قبيح ومنهم حسن ‪ ...‬على ذا مننت وهذا خذلت ‪ ...‬وهذا أعنت وذا ل يعن‬
‫وقال الربيع سعت الشافعي يقول أفضل الناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو بكر ث عمر ث عثمان ث على وعن الربيع قال أنشدن الشافعي ‪ ...‬قد عوج الناس حت أحدثوا بدعا‬
‫‪ ... ...‬ف الدين بالرأى ل تبعث با الرسل ‪ ...‬حت استخف بق ال أكثرهم ‪ ...‬وف الذي حلوا من حقه شغل‬
‫وقد ذكرنا من شعره ف السنة وكلمه فيها وفيما قال من الكم والواعظ طرفا صالا ف الذي كتبناه ف أول طبقات الشافعية وقد كانت وفاته بصر يوم الميس وقيل يوم المعة ف آخر‬
‫يوم من رجب سنة أربع ومائتي وعن أربع وخسي سنة وكان أبيض جيل طول مهيبا يضب بالناء مالفا للشيعة رحه ال وأكرم مثواه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪255‬‬

‫وفيها توف إسحاق بن الفرات وأشهب بن عبد العزيز الصري الالكي والسن بن زياد اللؤلؤي الكوف النفي وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي صاحب السند أحد الفاظ وأبو بدر‬
‫شجاع بن الوليد وأبو بكر النفي وعبد الكري وعبد الوهاب بن عطا الفاف والنضر بن شيل أحد أئمة اللغة وهشام بن ممد بن السائب الكلب أحد علماء التاريخ‬
‫ث دخلت سنة خس ومائتي‬
‫فيها ول الأمون طاهر بن السي بن مصعب نيابة بغداد والعراق وخراسان إل أقصى عمل الشرق ورضى عنه ورفع منلته جدا وذلك لجل مرض السن بن سهل بالسواد وول الأمون‬
‫مكان طاهر على الرقة والزيرة يي بن معاذ وقدم عبد ال بن طاهر بن السي إل بغداد ف هذه السنة وكان أبوه قد استخلفه على الرقة وأمره بقاتلة نصر بن شبث وول الأمون عيسى ابن‬
‫يزيد اللودي مقاتله الزط وول عيسى بن ممد بن أب خالد أذربيجان ومات نائب مصر السري بن الكم با ونائب السند داود بن يزيد فول مكانه بشر بن داود على أن يمل إليه ف كل‬
‫سنة ألف ألف درهم وحج بالناس فيها عبيد ال بن السن نائب الرمي وفيها توف من العيان إسحاق بن منصور السلول وبشر بن بكر الدمشقي وأبو عامر العقدي وممد بن عبيد‬
‫الطنافسي ويعقوب الضري وأبو سليمان الداران عبد الرحن بن عطية وقيل عبد الرحن ابن أحد بن عطية وقيل عبد الرحن بن عسكر أبو سليمان الداران أحد أئمة العلماء العاملي أصله‬
‫من واسط سكن قرية غرب دمشق يقال لا داريا‬
‫وقد سع الديث من سفيان الثوري وغيه وروى عنه أحد بن أب الواري وجاعة وأسند الافظ ابن عساكر من طريقة قال سعت على بن السن بن أب الربيع الزاهد يقول سعت إبراهيم‬
‫بن أدهم يقول سعت ابن عجلن يذكر عن القعقاع بن حكيم عن أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من صلى قبل الظهر أربعا غفر ال ذنوبه يومه ذلك ) وقال أبو‬
‫القاسم القشيي حكى عن أب سليمان الداران قال اختلفت إل ملس قاص فأثر كلمه ف قلب فلما قمت ل يبق ف قلب منه شيء فعدت إليه ثانية فأثر ف قلب بعد ما قمت وف الطريق ث‬
‫عدت إليه ثالثة فأثر كلمه ف قلب حت رجعت إل منل فكسرت آلت الخالفات ولزمت الطريق فحكيت هذه الكاية ليحي بن معاذ فقال عصفور اصطاد كركيا يعن بالعصفور القاص‬
‫وبالكركي أبا سليمان وقال أحد بن أب الواري سعت أبا سليمان يقول ليس لن ألم شيئا من الي أن يعمل به حت يسمع به ف الثر فاذا سع به ف الثر عمل به فكان نورا على نور وقال‬
‫النيد قال أبو سليمان ربا يقع ف قلب النكتة من نكت القوم فل أقبلها إل بشاهدين عدلي الكتاب والسنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪256‬‬

‫قال وقال أبو سليمان أفضل العمال خلف هوى النفس وقال لكل شيء علم وعلم الذلن ترك البكاء من خشية ال وقال لكل شيء صدأ صدأ نور القلب شبع البطن وقال كل ما شغلك‬
‫عن ال من أهل أو مال أو ولد فهو شؤم وقال كنت ليلة ف الحراب أدعوا ويداي مدوتان فغلبن البد فضمنت إحداها وبقيت الخرى مبسوطه أدعو با وغلبتن عين فنمت فهتف ب‬
‫هاتف يا أبا سليمان قد وضعنا ف هذه ما أصابا ولو كانت الخرى لوضعنا فيها قال فآليت على نفسى أل أدعوا إل ويداي خارجتان حرا كان أبو بردا وقال نت ليلة عن وردي فإذا أنا‬
‫بوراء تقول ل تنام وأنا أرب لك ف الدور منذ خسمائة عام وقال أحد بن أب الواري سعت أبا سليمان يقول إن ف النة أنارا على شاطئيها خيام فيهن الور ينشيء ال خلق الوراء‬
‫إنشاء فاذا تكامل خلقها ضربت اللئكة عليهن اليام الواحدة منهن جالسة على كرسى من ذهب ميل ف ميل قد خرجت عجيزتا من جانب الكرسي فيجئ أهل النة من قصورهم يتنهون‬
‫على شاطئ تلك النار ما شاؤا ث يلو كل رجل بواحدة منهن قال أبو سليمان كيف يكون ف الدنيا حال من يريد افتضاض البكار على شاطيء تلك النار ف النة‬
‫وقال سعت أبا سليمان يقول ربا مكثت خس ليال ل أقرأ بعد الفاته بآية واحدة أتفكر ف معانيها ولربا جاءت الية من القرآن فيطي العقل فسبحان من يرده بعد وسعته يقول أصل كل‬
‫خي ف الدنيا والخره الوف من ال عز وجل ومفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الخره الوع وقال ل يوما يا أحد جوع قليل وعرى قليل وفقر قليل وصب قليل وقد انقضت عنك أيام الدنيا‬
‫وقال أحد اشتهى أبو سليمان يوما رغيفا حارا بلح فجئته به فعض منه عضة ث طرحه وأقبل يبكي ويقول يارب عجلت ل شهوت لقد أطلت جهدي وشقوت وأنا نائب فلم يذق اللح حت‬
‫لق بال عز وجل قال وسعته يقول مارضيت عن نفسى طرفة عي ولو أن أهل الرض اجتمعوا على أن يضعون كاتضاعي عند نفسي ما قدروا وسعته يقول من رأى لنفسه قيمة ل يذق‬
‫حلوة الدمة وسعته يقول من حسن ظنه بال ث ل يفه ويطعه فهو مدوع وقال ينبغي للخوف أن يكون على العبد أغلب الرجاء فإذا غلب الرجاء على الوف فسد القلب وقال ل يوما هل‬
‫فوق الصب منلة فقلت نعم يعن الرضا فصرخ صرخة غشى عليه ث أفاق فقال إذا كان الصابرون يوفون أجرهم بغي حساب فما ظنك بالخرى وهم الذين رضى عنهم وقال ما يسرن أن ل‬
‫الدنيا وما فيها من أولا إل آخرها أنفقه ف وجوه الب وإن أغفل عن ال طرفة عي وقال قال زاهد لزاهد أوصن فقال ل يراك ال حيث ناك ول يفقدك حيث أمرك فقال زدن فقال ما عندي‬
‫زيادة وقال من أحسن ف ناره كوفء ف ليله ومن أحسن ف ليلة كوفء ف ناره ومن صدق ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪257‬‬

‫ترك شهوة أذهبها ال من قبله وال أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له وقال إذا سكنت الدنيا القلب ترحلت منه الخره وإذا كانت الخرة ف القلب جاءت الدنيا تزاحها وإذا كانت‬
‫الدنيا ف القلب ل تراحها الخره لن الدنيا لئيمة والخرة كرية وما ينبغي لكري أن يزاحم لئيما‬
‫وقال أحد بن أب الواري بت ليلة عند أب سليمان فسمعته يقول وعزتك وجللك لئن طالبتن بذنوب لطالبنك بعفوك ولئن طالبتن ببخلي لطالبنك بكرمك ولئن أمرت ب إل النار لخبن‬
‫أهل النار أن أحبك وكان يقول لو شك الناس كلهم ف الق ما شككت فيه وحدي وكان يقول ما خلق ال خلقا أهون على من إبليس ولول أن ال أمرن أن أتعوذ منه ما تعوذت منه أبدا‬
‫ولو تبدي ل مالطمت إل صفحة وجهه وقال إن اللص ل ييء إل خربة ينقب حيطانا وهو قادر على الدخول إليها من أى مكان شاء وإنا ييء إل البيت العمور كذلك إبليس ل ييء إل‬
‫إل كل قلب عامر ليستنله وينله عن كرسيه ويسلبه أعز شيء وقال إذا أخلص العبد انقطعت عنه الوساوس والرؤيا وقال الرؤيا يعن النابة وقال مكثت عشرين سنة ل أحتلم فدخلت مكة‬
‫ففاتتن صلة العشاء جاعة فاحتلمت تلك الليلة وقال إن من خلق ال قوما ل يشغلهم النان وما فيها من النعيم عنه فكيف يشتغلون بالدنيا عنه وقال الدنيا عند ال أقل من جناح بعوضه فما‬
‫الزهد فيها وإنا الزهد ف النان والور العي حت ل يرى ال ف قلبك غيه وقا النيد شيء يروى عن أب سليمان أنا استحسنته كثيا قوله من اشتغل بنفسه شغل عن الناس ومن اشتغل بربه‬
‫شغل عن نفسه وعن الناس وقال خي السخاء ما وافق الاجة وقال من طلب الدنيا حلل واستغناء عن السألة واستغناء عن الناس لقي ال يوم يلقاه ووجهه كالقمر ليلة البدر ومن طلب‬
‫الدنيا مفاخرا ومكاثرا لقي ال يوم يلقاه وهو عليه غضبان وقد روي نو هذا مرفوعا وقال إن قوما طلبوا الغن ف الال وجعه فأخطأوا من حيث ظنوا أل وأنا الغن ف القناعة وطلبوا الراحة‬
‫ف الكثرة وإنا الراحة ف القلة وطلبوا الكرامة من اللق وإنا هي ف التقوى وطلبوا التنعم ف اللباس الرقيق اللي والطعام الطيب والسكن النيق النيق وإنا هو ف السلم واليان والعمل‬
‫الصال والستر والعافية وذكر ال وقال لول قيام الليل ما أحببت البقاء ف الدنيا لغرس الشجار ول لكرى الزهار وإنا أحبها لصيام الواجر وقيام الليل وقال اهل الطاعة ف ل ليلهم الذ من‬
‫اهل اللهو ف لوهم وقال ربا استقبلن الفرح ف جوف الليل وربا رايت القلب يضحك ضحكا وقال إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا فأقول إن كان أهل النة ف مثل هذا إنم لفي‬
‫عيش طيب‬
‫وقال أحد بن أب الواري سعت أبا سليمان يقول بينا أنا ساجد إذ ذهب ب النوم فاذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪258‬‬

‫أنا با يعن الوراء قد ركضتن برجلها فقالت حبيب أترقد عيناك واللك يقطان ينظر إل التهجدين ف تجدهم بؤسا لعي آثرت لذة نومة على لذة مناجاة العزيز قم فقد دنا الفراغ ولقي‬
‫الحبون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد حبيب وقرة عين أترقد عيناك وأنا أترب لك ف الدور منذ كذا وكذا قال فوثبت فزعا وقد عرقت حياء من توبيخها إياي وإن حلوة منطقها لغي سعي‬
‫وقلب وقال أحد دخلت على أب سليمان فإذا هو يبكي فقلت مالك فقال زجرت البارحة ف منامي قلت ما الذي زجرك قال بينا أنا نائم ف مراب إذ وقفت على جارية تفوق الدنيا حسنا‬
‫وبيدها ورقه وهي تقول أتنام يا شيخ فقلت من غلبت عينه نام قالت كل إن طالب النة ل ينام ث قالت أتقرأ قلت نعم فأخذت الورقة من يدها فاذا فيها مكتوب ‪ ...‬لت بك لذة عن حسن‬
‫‪ ...‬عيش ‪ ...‬مع اليات ف غرف النان ‪ ...‬تعيش ملدا ل موت فيها ‪ ...‬وتنعم ف النان مع السان ‪ ...‬تيقظ من منامك إن خيا ‪ ...‬من النوم التهجد ف القرآن‬
‫وقال أبو سليمان أما يستحي أحدكم أن يلبس عباءة بثلثة دراهم وف قلبه شهوة بمسة دراهم وقال أيضا ل يور لحد أن يظهر للناس الزهد والشهوات ف قلبه فإذا ل يبق ف قلبه شيء من‬
‫الشهوات جاز له أن يظهر إل الناس الزهد بلبس العبا فإنا علم من أعلم الزهاد ولو لبس ثوبي أبيضي لسيتر بما أبصار الناس عنه وعن زهده كان أسلم لزهده من لبس العبا وقال إذا‬
‫رأيت الصوف يتنوق ف لبس الصوف فليس بصوف وخيار هذه المة أصحاب القطن أبو بكر الصديق وأصحابه وقال غيه إذا رأيت ضوء الفقي ف لباسه فاغسل يديك من فلحه وقال أبو‬
‫سليمان الخ الذي يعظك برؤيته قبل كلمه وقد كنت أنظر إل الخ من أصحاب بالعراق فأنتفع برؤيته شهرا‬
‫وقال أبو سليمان قال ال تعال عبدي إنك ما استحيت من أنسيت الناس عيوبك وأنسيت بقاع الرض ذنوبك وموت زلتك من أم الكتاب ول أناقشك الساب يوم القيامة وقال أحد‬
‫سألت أبا سليمان عن الصب فقال وال إنك ل تقدر عليه ف الذي تب فكيف تقدر عليه فيما تكره وقال أحد تنهدت عنده يوما فقال إنك مسؤل عنها يوم القيامة فإن كانت على ذنب‬
‫سلف فطوب لك وإن كانت على فوت دنيا أو شهوة فويل لك وقال إنا رجع من رجع من الطريق قبل وصول ولو وصلوا إل ال ما رجعوا وقا إنا عصى ال من عصاه لوانم عليه ولو‬
‫عزموا عليه وكرموا لجزهم عن معاصيه وحال بينهم وبينها وقال جلساء الرحن يوم القيامة من جعل فيهم خصال الكرم واللم والعلم والكمة والرأفة والرحة والفضل والصفح والحسان‬
‫والب والعفو واللطف‬
‫وذكر أبو عبد الرحن السلمى ف كتاب من الشايخ أن أبا سليمان الداران أخرج من دمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪259‬‬

‫وقالوا إنه يرى اللئكة ويكلمونه فخرج إل بعض الثغور فرأى بعض أهل الشام ف منامه أنه إن ل يرجع إليهم هلكوا فخرجوا ف طلبه وتشفعوا وتذللوا له حت ردوه‬
‫وقد اختلف الناس ف وفاته على أقوال فقيل مات سنة أربع ومائتي وقيل سنة خس ومائتي وقيل خس عشرة ومائتي وقيل سنة خس وثلثي ومائتي فال أعلم وقد قال مروان الطاطري يوم‬
‫مات أبو سليمان لقد أصيب به أهل السلم كلهم قلت وقد دفن ف قرية داريا ف قبلتها وقبه با مشهور وعليه بناء وقبلته مسجد بناه المي ناهض الدين عمر النهروان وورقف على‬
‫القيمي عنده وقفا يدخل عليهم منه غلة وقد جدد مزاره ف زماننا هذا ول أر ابن عساكر تعرض لوضع دفنه بالكلية وهذا منه عجيب وروى ابن عساكر عن أحد بن أب الواري قال كنت‬
‫أشتهى أن أرى أبا سليمان ف النام فرأيته بعد سنة فقلت له ما فعل ال بك يا معلم فقال يا أحد دخلت يوما من باب الصغي فرأيت حل شيخ فأخذت منه عودا فما أدري تللت به أو رميته‬
‫فأنا ف حسابه إل الن وقد توف ابنه سليمان بعده بنحو من سنتي رحهما ال تعال‬
‫ث دخلت سنتة ست ومائتي‬
‫فيها ول الأمون داود بن ماسجور بلد البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين وأمره بحاربة الزط وفيها جاء مد كثي فغرق أرض السواد وأهلك للناس شيئا كثيا وفيها ول الأمون عبد ال‬
‫ابن طاهر بن السي أرض الرقة وأمره بحاربة نصر بن شبث وذلك أن نائبها يي بن معاذ مات وقد كان استخلف مكانه ابنه أحد فلم يض ذلك الأمون واستناب عليه عبد ال بن طاهر‬
‫لشهامته وبصره بالمور وحثه على قتال نصر بن شبث وقد كتب إليه أبوه من خراسان بكتاب فيه المر بالعروف والنهي عن النكر واتباع الكتاب والسنة وقد ذكره ابن جرير بطوله وقد‬
‫تداوله الناس بينهم واستحسنوه وتادوه بينهم حت بلغ أمره إل الأمون فأمر فقرئ بي يديه فاستجاده جدا وأمر أن يكتب به نسخ إل سائر العمال ف القاليم وحج بالناس عبيد ال بن‬
‫السن نائب الرمي وفيها توف إسحاق بن بشر الكاهلي أبو حذيفه صاحب كتاب البتدأ وحجاج بن ممد العور وداود بن الحب الذي وضع كتاب العقل وسبابة بن سوار ( شبابة )‬
‫وماضرين بن الورد وقطرب صاحب الثلث ف اللغة ووهب بن جرير ويزيد بن هارون شيخ المام أحد‬
‫ث دخلت سنة سبع ومائتي‬
‫فيها خرج عبد الرحن بن أحد بن عبد ال بن ممد بن عمر بن على بن أب طالب ببلد عك ف اليمن يدعو إل الرضى من آل ممد وذلك لا أساء العمال السرة وظلموا الرعايا فلما ظهر‬
‫بايعه الناس فبعث إليه الأمون دينار بن عبد ال ف جيش كثيف ومعه كتاب لعبد الرحن هذا إن هو سع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪260‬‬

‫وأطاع فحضروا الوسم ث ساروا إل اليمن وبعثوا بالكتاب إل عبد الرحن فسمع وأطاع وجاء حت وضع يده ف يد دينار فساروا به إل بغداد ولبس السواد فيها‬
‫وف هذه السنة توف طاهر بن السي بن مصعب نائب العراق وخراسان بكاملها وجد ف فراشه ميتا بعد ما صلى العشاء الخرة والتف ف الفراش فاستبطأ أهله خروجه لصلة الفجر فدخل‬
‫عليه أخوه وعمه فوجداه ميتا فلما بلغ موته الأمون قال لليدين وللفم المد ل الذي قدمه وأخرنا وذلك أنه بلغه أن طاهرا خطب يوما ول يدع للمأمون فوق النب ومع هذا ول ولده عبد ال‬
‫مكانه وأضاف إليه زيادة على ما كان وله أباه الزيرة والشام نيابة فاستخلف على خراسان أخاه طلحة بن طاهر سبع سني ث توف طلحة فاستقل عبد ال بميع تلك البلد وكان نائبه على‬
‫بغداد إسحاق ابن إبراهيم وكان طاهر بن السي هو الذي انتزع بغداد والعراق واغرورقت عيناه فقال له طاهر مايبكيك يا أمي الؤمني فلم يبه فأعطى طاهر حسينا الادم مائت الف‬
‫درهم حت استعلم له ما بكى امي الؤمني فأخبه الأمون وقال ل تب به أحدا [ وإل ] أقتلك إن ذكرت قتله لخي وما ناله من الهانة على يدي طاهر ووال لتفوته من فلما تقق طاهر‬
‫ذلك سعى ف النقلة من بي يدي الأمون ول يزل حت وله خراسان وأطلق له خادما من خدامه وعهد الأمون إل الادم إن رأى منه شيئا يريبه أن يسمه ودفع إليه سا ل يطاق فلما خطب‬
‫طاهر ول يدع للمأمون سه الادم ف كامخ فمات من ليلته وقد كان طاهر هذا يقال له ذو اليميني وكان أعور بفرد عي فقال فيه عمرو بن نباتة ‪ ...‬ياذا اليميني وعي واحدة ‪ ...‬نقصان‬
‫‪ ...‬عي ويي زائدة‬
‫واختلف ف معن قوله ذو اليميني فقيل لنه ضرب رجل بشماله فقده نصفي وقيل لنه ول العراق وخراسان وقد كان كريا مدحا يب الشعراء ويعطيهم الزيل ركب يوما ف حراقة فقال‬
‫‪ ...‬فيه شاعر ‪ ...‬عجبت لراقة ابن السي ‪ ...‬ل غرقت كيف ل تغرق ‪ ...‬وبران من فوقها واحد ‪ ...‬وآخر من تتها مطبق ‪ ...‬وأعجب من ذلك أعوادها ‪ ...‬وقد مسها كيف ل تورق‬
‫فأجازه بثلثة آلف دينار وقال إن زدتنا زدناك قال ابن خلكان وما أحسن ما قاله بعض الشعراء ف بعض الرؤساء وقد ركب البحر ‪ ...‬ولا امتطى البحر ابتهلت تضرعا ‪ ...‬إل ال يا مري‬
‫الرياح بلطفه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪261‬‬

‫‪ ...‬جعلت الندا من كفه ومثل موجه ‪ ...‬فسلمه واجعل موجه مثل كفه‬
‫مات طاهر بن السي هذا يوم السبت لمس بقي من جادى الخره سنة سبع ومائتي وكان مولده سنة سبع وخسي وكان الذي سار إل ولده عبد ال إل الرقة يعزيه ف أبيه ويهنيه بولية‬
‫تلك البلد القاضي يي بن أكثم عن أمر الأمون وفيها غل السعر ببغداد والكوفة والبصرة حت بلغ سعر القفي من النطة أربعي درها وفيها حج بالناس أو على بن الرشيد أخو الأمون‬
‫وفيها توف بشر بن عمر الزهران وجعفر بن عون وعبد الصمد بن عبد الوارث وقراد ابن نوح وكثي بن هشام وممد بن كناسة وممد بن عمر الواقدي قاضي بغداد وصاحب السي‬
‫والغازي وأبو النضر هاشم بن القاسم واليثم بن عدي صاحب التصانيف‬
‫يي بن زياد بن عبد ال بن منصور‬
‫أبو زكريا الكوف نزيل بغداد بن سعد الشهور بالفراء شيخ النحاة واللغويي والقراء كان يقال له أمي الؤمني ف النحو وروي الديث عن حازم بن السن البصري عن مالك بن دينار عن‬
‫أنس بن مالك قال قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان مالك يوم الدين بألف رواه الطيب قال وكان ثقة إماما وذكر أن الأمون أمره بوضع كتاب ف النحو فأمله‬
‫وكتبه الناس عنه وأمر الأمون بكتبه ف الزائن وأنه كان يؤدب ولديه ول العهد من بعده فقام يوما فابتدراه أيهما يقدم نعليه فتنازعا ف ذلك ث اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما نعل‬
‫فأطلق لما أبوها عشرين ألف دينار وللفراء عشرة آلف درهم وقال له ل أعزمنك اذ يعد نعليك ولدا أمي الؤمني ووليا العهد من بعده وروى أن بشر الريسى أو ممد بن السن سأل‬
‫الفراء عن رجل سها ف سجدت السهو فقال ل شيء عليه قال ول قال لن أصحابنا قالوا الصغر ل يصغر فقال ما رأيت أن امرأة تلد مثلك والشهور أن ممدا هو الذي سأله عن ذلك وكان‬
‫ابن خالة الفراء وقال أبو بكر من ممد بن يي الصول توف الفراء سنة سبع ومائتي قال الطيب كانت وفاته ببغداد وقيل بطريق مكة وقد امتدحوه وأثنوا عليه ف مصنفاته‬
‫ث دخلت سنة ثان ومائتي‬
‫فيها ذهب السن بن السي بن مصعب أخو طاهر فارا من خراسان إل كرمان فعصى با فسار إليه أحد بن أب خالد فحاصره حت نزل قهرا فذهب به إل الأمون فعفا عنه فاستحسن ذلك‬
‫منه وفيها استعفى ممد بن ساعة من القضاء فأعفاه الأمون وول مكانه إساعيل بن حاد بن أب حنيفة وفيها ول الأمون ممد بن عبد الرحن الخزومي القضاء بعسكر الهدي ف شهر الحرم ث‬
‫عزله عن قريب وول مكانه بشر بن سعيد بن الوليد الكندي ف شهر ربيع الول منها فقال الخزومي ف ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪262‬‬

‫‪ ...‬أل أيها اللك الوحد ربه ‪ ...‬قاضيك بشر بن الوليد حار ‪ ...‬ينفي شهادة من يدين با به ‪ ...‬نطق الكتاب وجاءت الخبار ‪ ...‬ويعد عدل من يقول بأنه ‪ ...‬شيخ تيط بسمه القطار‬
‫وفيها حج بالناس صال بن هارون الرشيد عن أمر أخيه الأمون‬
‫وفيها توف من العيان السود بن عامر وسعيد بن عامر وعبد ال بن بكر أحد مشايخ الديث والفضل بن الربيع الاجب وممد بن مصعب وموسى بن ممد المي الذي كان قد وله العهد‬
‫من بعده ولقبه بالناطق فلم يتم له أمره حت قتل أبوه وكان ما كان كما تقدم ويي بن أب بكر ويي بن حسان ويعقوب بن إبراهيم الزهري ويونس بن ممد الؤدب‬
‫وفاة السيدة نفيسه‬
‫وهي نفيسة بنت أب ممد السن بن زيد بن على بن أب طالب القرشية الاشية كان أبوها نائبا للمنصور على الدينة النبوية خس سني ث غضب النصور عليه فعزله عنها وأخذ منه كل ما‬
‫كان يلكه وما كان جعه منها وأودعه السجن ببغداد فلم يزل به حت توف النصور فأطلقه الهدي وأطلق له كل ما كان أخذ منه وخرج معه إل الج ف سنة ثان وستي ومائة فلما كان‬
‫بالاجر توف عن خس وثاني سنة وقد روى له النسائي حديثه عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم احتجم وهم ممرم ) وقد ضعفه ابن معي وابن عدي ووثقه ابن‬
‫حبان وذكره الزبي بن بكار وأثن عليه ف رياسته وشهامته والقصود أن ابنته نفيسة دخلت الديار الصرية مع زوجها الؤتن إسحاق بن جعفر فأقامت با وكانت ذات مال فأحسنت إل الناس‬
‫والذمى والزمن والرضى وعموم الناس وكانت عابدة زاهدة كثية الي ولا ورد الشافعي مصر أحسنت إليه وكان ربا صلى با ف شهر رمضان وحي مات أمرت بنازته فأدخلت إليها‬
‫النل فصلت عليه ولا توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إل الدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم فدفنت ف النل الذي كانت تسكنه بحلة كانت‬
‫تعرف قديا بدرب السباع بي مصر والقاهرة وكانت وفاتا ف شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان قال ولهل مصر فيها اعتقاد قلت وإل الن قد بالغ العامة ف اعتقادهم فيها‬
‫وف غيها كثيا جدا ول سيما عوام مصر فانم يطلقون فيها عبارات بشيعة مازفة تؤدي إل الكفر والشرك وألفاظا كثية ينبغي أن يعرفوا أنه ل توز وربا نسبها بعضهم إل زين العابدين‬
‫وليست من سللته والذي ينبغي أن يعتقد فيها ما يليق بثلها من النساء الصالات وأصل عبادة الصنام من الغالة ف القبور وأصحابا وقد أمر النب صلى ال عليه وسلم بتسويه القبور‬
‫وطمسها والغالة ف البشر حرام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪263‬‬

‫ومن زعم أنا تفك من الشب أو أنا تنفع أو تضر بغي مشيئة ال فهو مشرك رحها ال وأكرمها‬
‫الفضل بن الربيع‬
‫ابن يونس بن ممد بن عبدال بن أب فروة كيسان مول عثمان بن عفان كان الفضل هذا متمكنا من الرشيد وكان زوال دولة البامكة على يديه وقد وزر مرة للرشيد وكان شديد التشبه‬
‫بالبامكة وكانوا يتشبهون به فلم يزل يعمل جهده فيهم حت هلكوا كما تقدم وذكر ابن خلكان أن الفضل هذا دخل يوما على يي بن خالد وابنه جعفر يوقع بي يديه ومع الفضل عشر‬
‫قصص فلم يقض له منها واحدة فجمعهن الفضل بن الربيع وقال ارجعن خائبات خاسئات ث نض وهو يقول ‪ ...‬عسى وعسى يثن الزمان عنانه ‪ ...‬بتصريف حال والزمان عثور ‪ ...‬فتقضى‬
‫‪ ...‬لبانات وتشفى حزائز ‪ ...‬وتدث من بعد المور أمور‬
‫فسمعه الوزير يي بن خالد فقال له أقسمت عليك ل رجعت فأخذ منه القصص فوقع عليها ث ل يزل يفر خلفهم حت تكن منهم وتول الوزارة بعدهم وف ذلك يقول أبو نواس ‪ ...‬ما رعى‬
‫‪ ...‬الدهر آل برملك لا ‪ ...‬أن رمى ملكهم بأمر فظيع ‪ ...‬إن دهرا ل يرع ذمه ليحي ‪ ...‬غي راع ذمام آل الربيع‬
‫ث وزر من بعد الرشيد لبنه المي فلما دخل الأمون بغداد اختفى فأرسل له الأمون أمانا فخرج فجاء فدخل على الأمون بعد اختفاء مدة فأمنه ث ل يزل خامل حت مات ف هذه السنة وله‬
‫ثان وستون سنة‬
‫ث دخلت سنة تسع ومائتي‬
‫فيها حصر عبد ال بن طاهر نصر بن شبث بعد ما حابه خس سني وضيق عليه جدا حت ألأه إل أن طلب منه المان فكتب ابن طاهر إل الأمون يعلمه بذلك فأرسل إليه أن يكتب له أمانا‬
‫عن أمي الؤمني فكتب له كتاب أمان فنل فأمر عبد ال بتخريب الدينة الت كان متحصنا با وذهب شره وفيها جرت حروب مع بابك الرمي فأسر بابك بعض أمراء السلم وأحد مقدمي‬
‫العساكر فاشتد ذلك على السلمي وفيها حج بالناس صال بن العباس بن ممد بن على بن عبد ال بن عباس وهو وال مكة وفيها توف ملك الروم ميخائيل بن نقفور ( جرجس ) وكان له‬
‫عليهم تسع سني فملكوا عليهم ابنه توفيل بن ميخائيل‬
‫وفيها توف من مشايخ الديث السن بن موسى الشيب وأبو على النفي وحفص بن عبد ال قاضي نيسابور وعثمان بن عمر بن فارس ويعلى بن عبيد الطنافسي‬
‫ث دخلت سنة عشر ومائتي‬
‫ف صفر منها دخل نصر بن شبث بغداد بعثه عبد ال بن طاهر فدخلها ول يتلقاه أحد من‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪264‬‬

‫الندبل دخلها وحده فأنزل ف مدينة أب جعفر ث حول إل موضع آخر وف هذا الشهر ظفر الأمون بماعة من كباء من كان بايع إبراهيم بن الهدي فعاقبهم وحبسهم ف الطبق ولا كن ليلة‬
‫الحد لثلث عشرة من ربيع الخر اجتاز إبراهيم بن الهدي وكان متفيا مدة ست سني وشهورا متنقبا ف زي امرأة ومعه امرأتان ف بعض دروب بغداد ف أثناء الليل فقام الارس فقال إل‬
‫أين هذه الساعة ومن أين ث أراد أن يسكهن فأعطاه إبراهيم خاتا كان ف يده من ياقوت فلم نظر إليه استراب وقال إنا هذا خات رجل كبي الشأن فذهب بن إل متول الليل فأمرهن أن‬
‫يسفرن عن وجوههن فتمنع إبراهيم فكشفوا عن وجهه فإذا هو هو فعرفه فذهب به إل صاحب السر فسلمه إليه فرفعه الخر إل باب الأمون فأصبح ف دار اللفة ونقابه على رأسه‬
‫واللحفة ف صدره لياه الناس وليعلموا كيف أخذ فأمر الأمون بالحتفاظ به والحتراس عليه مدة ث أطلقه ورضى عنه هذا وقد صلب جاعة من كان سجنهم بسببه لكونم أرادوا الفتك‬
‫بالوكلي بالسجن فصلب منهم أربعة‬
‫وقد ذكروا أن إبراهيم لا وقف بي يدي الأمون أنبه على ما كان منه فترقق له عمه إبراهيم كثيا وقال يا أمي الؤمني إن تعاقب فبحقك وإن تعف فبفضلك فقال بل أعفو يا إبراهيم إن‬
‫القدرة تذهب الفيظة والندم توبة وبينهما عفو ال عز وجل وهو أكب ما تسأله فكب إبراهيم وسجد شكرا ل عز وجل‬
‫وقد امتدح إبراهيم بن الهدي ابن أخيه الأمون بقصيدة بالغ فيها فلما سعها الأمون قال أقول كما قال يوسف لخوته ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو أرحم الراحي وذكر ابن‬
‫عساكر أن الأمون لا عفا عن عمه إبراهيم أمره أن يغنيه شيئا فقال إن تركته فأمره فأخذ العود ف حجره وقال ‪ ...‬هذا مقام سرور خربت منازله ودوره ‪ ...‬نت عليه عداته كذابا فعاقبه‬
‫‪ ...‬أميه‬
‫ث عاد فقال ‪ ...‬ذهبت من الدنيا وقد ذهبت عن ‪ ...‬لوى الدهر ب عنها وول با عن ‪ ...‬فإن أبك نفسي أبك نفسا عزيزة ‪ ...‬وإن أحتقرها أحتقرها على ضغن ‪ ...‬وإن وإن كنت السيء‬
‫‪ ...‬بعينه ‪ ...‬فأن برب موقن حسن الظن ‪ ...‬عدوت على نفسي فعاد بعفوه ‪ ...‬على فعاد العفو منا على من‬
‫فقال الأمون أحسنت يا أمي الؤمني حقا فرمى العود من حجره ووثب قائما فزعا من هذا الكلم فقال له الأمون اجلس واسكن مرحبا بك وأهل ل يكن لشيء تتوهه ووال ل رأيت طول‬
‫أيامي شيئا تكرهه ث أمر له بعشرة آلف دينار وخلع عليه ث أمر له برد جيع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪265‬‬

‫ما كان له من الموال والضياع والدور فردت إليه وخرج من عنده مكرما معظما‬
‫عرس بوران‬
‫وف رمضان منها بن الأمون ببوران بنت السن بن سهل وقيل إنه خرج ف رمضان إل معسكر السن بن سهل بفم الصلح وكان السن قد عوف من مرضه فنل الأمون عنده بن معه من‬
‫وجوه المراء والرؤساء وأكابر بن هاشم فدخل ببوران ف شوال من هذه السنة ف ليلة عظيمة وقد أشعلت بي يديه شوع العنب ونثر على رأسه الدر والوهر فوق حصر منسوجة بالذهب‬
‫الحر وكان عدد الوهر منه ألف درة فأمر به فجمع ف صينية من ذهب كان الوهر فيها فقالوا يا أمي الؤمني إنا نثرناه لتتلقطه الواري فقال ل أنا أعوضهن من ذلك فجمع كله فلما‬
‫جاءت العروس ومعها جدتا زبيدة أم أخيه المي من جلة من جاء معها فأجلست إل جانبه فصب ف حجرها ذلك الوهر وقال هذا نلة من إليك وسلى حاجتك فأطرقت حياء فقالت جدتا‬
‫كلمى سيدك وسليه حاجتك فقد أمرك فقالت يا أمي الؤمني أسألك أن ترضى عن عمك إبراهيم بن الهدي وأن ترده إل منلته الت كان فيها فقال نعم قالت وأم جعفر تعن زبيدة تأذن لا‬
‫ف الج قال نعم فخلعت عليها زبيدة بذلتها الميية وأطلقت له قرية مقورة وأما والد العروس السن بن سهل فإنه كتب أساء قراه وضياعه وأملكه ف رقاع ونثرها على المراء ووجوه‬
‫الناس فمن وقعت بيده رقعة ف قرية منها بعث إل القرية الت فيها نوابه فسلمها إليه ملكا خالصا وأنفق على الأمون ومن كان معه من اليش ف مدة إقامته عنده سبعة عشر يوما ما يعادل‬
‫خسي ألف ألف درهم ولا أراد الأمون النصراف من عنده أطلق له عشرة ألف الف درهم وأقطعه البلد الذي هو نازل با وهو إقليم فم الصلح مضافا إل ما بيده من القطاعات ورجع‬
‫الأمون إل بغداد ف أواخر شوال من هذه السنة وف هذه السنة ركب عبد ال بن طاهر إل مصر فاستعادها منه بعد حروب يطول ذكرها وفيها توف من العيان أبو عمرو الشيبان اللغوي‬
‫واسه إسحاق بن مراد ومروان بن ممد الطاطري ويي بن إسحاق وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى عشرة ومائتي‬
‫فيها توف أبو الواب وطلق بن غنام وعبد الرازق بن هام الصنعان صاحب الصنف والسند وعبد ال بن صال العجلي‬
‫أبو العتاهية الشاعر الشهور‬
‫واسه إساعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان أصله من الجاز وقد كان تعشق جارية للمهدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪266‬‬

‫اسها عتبه وقد طلبها منه غي مرة فإذا سح له با ل ترده الارية وتقول للخليفة أتعطين لرجل ذميم اللق كان يبيع الرار فكان يكثر التغزل فيها وشاع أمره واشتهر با وكان الهدي يفهم‬
‫ذلك منه واتفق ف بعض الحيان أن الهدي استدعى الشعراء إل ملسه وكان فيهم أبو العتاهية وبشار بن برد العمى فسمع صوت أب العتاهية فقال بشار لليسه أث ههنا أبو العتاهية قال‬
‫‪ ...‬نعم فانطلق يذكر قصيدته فيها الت أولا ‪ ...‬أل ما لسيدت مالا ‪ ...‬أدلت فأجل إدللها‬
‫فقال بشار لليسه ما رأيت أجسر من هذا حت انتهى أبو العتاهية إلىقوله ‪ ...‬أتته اللفه منقادة ‪ ...‬إليه ترر أذيالا ‪ ...‬فلم تك تصلح إل له ‪ ...‬ول يك يصلح إل لا ‪ ...‬ولو رامها أحد‬
‫‪ ...‬غيه ‪ ...‬لزلزلت الرض زلزالا ‪ ...‬ولو ل تطعه بنات القلوب ‪ ...‬لا قبل ال أعمالا‬
‫فقال بشار لليسه انظروا أطار الليفة عن فراشه أم ل قال فوال ما خرج أحد من الشعراء يومئذ بائزة غيه قال ابن خلكان اجتمع أبو العتاهية بأب نواس وكان ف طبقته وطبقة بشار فقال‬
‫أبو العتاهية لب نواس كم تعمل ف اليوم من الشعر قال بيتا أو بيتي فقال لكن أعمل الائة والائتي فقال أبو نواس لعلك تعمل مثل قولك ‪ ...‬يا عتب مال ولك ‪ ...‬يا ليتن ل أرك ‪ ...‬ولو‬
‫عملت أنا مثل هذا لعملت اللف واللفي وأنا أعمل مثل قول ‪ ...‬من كف ذات حر ف زي ذي ذكر ‪ ...‬لا مبان لوطي وزناء ‪ ...‬ولو أردت مثلي لعجزك الدهر قال ابن خلكان ومن‬
‫‪ ...‬لطيف شعر أب العتاهية ‪ ...‬إن صبوت إليك حت ‪ ...‬صرت من فرط التصاب ‪ ...‬يد الليس إذا دنا ‪ ...‬ريح التصاب ف ثياب‬
‫وكان مولده سنة ثلثي ومائة وتوف يوم الثني ثالث جادي الخرة سنة إحدى عشرة وقيل ثلث عشرة ومائتي وأوصى أن يكتب علىقبه ببغداد‬
‫‪ ...‬إن عيشا يكون آخره الوت ‪ ...‬لعيش معجل التنغيص ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة ثنت عشرة ومائتي‬
‫فيها وجه الأمون ممد بن حيد الطوسى على طريق الوصل لحاربة بابك الرمي ف أرض أذربيجان فأخذ جاعة من اللتفي عليه فبعث بم إل الأمون وف ربيع الول أظهر الأمون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪267‬‬

‫ف الناس بدعتي فظيعتي إحداها أطم من الخرى وهي القول بلق القرآن والثانية تفضيل على بن أب طالب على الناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد أخطأ ف كل منهما خطأ‬
‫كبيا فاحشا وأث إثا عظيما وفيها حج بالناس عبد ال بن عبيد ال بن العباس العباسي وفيها توف أسد بن موسى الذي يقال له أسد السنة والسن بن جعفر وأبو عاصم النبيل واسه الضحاك‬
‫بن ملد وأبو الغية عبد القدوس بن الجاج الشامي الدمشقي وممد بن يونس الفرياب شيخ البخاري‬
‫ث دخلت سنة ثلث عشرة ومائتي‬
‫فيها ثار رجلن عبد السلم وابن جليس فخلعا الأمون واستحوذا على الديار الصرية وتابعهما طائفة من القيسية واليمانية فول الأمون أخاه أبا إسحاق نيابة الشام وول ابنه العباس نيابه‬
‫الزيرة والثغور والعواصم وأطلق لكل منهما ولعبد ال بن طاهر ألف ألف دينار وخسمائة ألف دينار وفيها ول السند غسان بن عباد وحج بالناس أمي السنة الاضية وفيها توف عبد ال بن‬
‫داود الرين وعبد ال بن يزيد القري الصري وعبد ال بن موسى العبسى وعمرو بن أب سلمة الدمشقي وحكى ابن خلكان أن بعضهم قال وفيها توقي إبراهيم بن ماهان الوصلي الندي وأبو‬
‫العتاهية وأبو عمرو الشيبان النحوي ف يوم واحد ببغداد ولكنه صحح أن إبراهيم الندي توف سنة ثان وثاني ومائة قال السهيلي وفيها توف عبد اللك بن هشام راوي السية عن ابن‬
‫إسحاق حكاه ابن خلكان عنه والصحيح أنه توف سنة ثان عشرة ومائتي كما نص عليه أبو سعيد بن يونس ف تاريخ مصر‬
‫العكوك الشاعر‬
‫أبو السن بن على بن جبلة الراسان يلقب بالعكوك وكان من الوال ولد أعمى وقيل بل أصابه جدري وهو ابن سبع سني وكان أسود أبرص وكان شاعرا مطبقا فصيحا بليغا وقد أثن عليه‬
‫ف شعره الاحظ فمن بعده قال ما رأيت بدويا ول حضريا أحسن إنشاء منه فمن ذلك قوله ‪ ...‬بأب من زارن متكتما ‪ ...‬حذرا من كل شيء جزعا ‪ ...‬زائرا ث عليه حسنه ‪ ...‬كيف يفي‬
‫‪ ...‬الليل بدرا طلعا ‪ ...‬رصد اللوة حت أمكنت ‪ ...‬ورعى السامر حت هجعا ‪ ...‬ركب الهوال ف زورته ‪ ...‬ث ما سلم حت رجعا‬
‫وهو القائل ف أب دلف القاسم بن عيسى العجلي ‪ ...‬إنا الدنيا أبو دلف ‪ ...‬بي مغزاه ومتضره ‪ ...‬فاذا ول أبو دلف ‪ ...‬ولت الدنيا على أثره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪268‬‬

‫‪ ...‬كل من ف الرض من عرب ‪ ...‬بي باديه إل حضره ‪ ...‬يرتيه نيل مكرمة ‪ ...‬يأتسيها يوم مفتخره‬
‫ولا بلغ الأمون هذه البيات وهي قصيدة طويلة عارض فيها أبا نواس فتطلبه الأمون فهرب منه ث أحضر بي يديه فقال له ويك فضلت القاسم بن عيسى علينا فقال يا أمي الؤمني أنتم أهل‬
‫‪ ...‬بيت اصطفاكم ال من بي عباده وآتاكم ملكا عظيما وإنا فضلته على أشكاله وأقرانه فقال وال ما أبقيت أحدا حيث تقول ‪ ...‬كل من ف الرض من عرب ‪ ...‬بي باديه إل حضره‬
‫ومع هذا فل أستحل قتلك بذا ولكن بشركك وكفرك حيث تقول ف عبد ذليل ‪ ...‬أنت الذي تنل اليام منلا ‪ ...‬وتنقل الدهر من حال إل حال ‪ ...‬وما مددت مدى طرف إل أحد ‪...‬‬
‫‪ ...‬إل قضيت بأرزاق وآجال‬
‫ذاك ال يفعله أخرجوا لسانه من قفاه فأخرجوا لسانه ف هذه السنة فمات وقد امتدح حيد بن عبد الميد الطوسي‬
‫إنا الدنيا حيد ‪ ...‬وأياديه جسام ‪ ...‬فاذا ول حيد ‪ ...‬فعلى الدنيا السلم ‪ ...‬ولامات حيد هذا رثاه أبو العتاهية بقوله ‪ ...‬أبا غان أما فواسع ‪ ...‬وقبك معمور الوانب مكم ‪ ...‬وما ‪...‬‬
‫‪ ...‬ينفع القبور عمران قبه ‪ ...‬إذا كان فيه جسمه يتهدم‬
‫وقد أورد ابن خلكان لعكوك هذا أشعارا جيدة تركناها اختصارا‬
‫ث دخلت سنة اربع عشرة ومائتي‬
‫ف يوم السبت لمس بقي من ربيع الول منها التقى ممد بن حيد وبابك الرمي لعنه ال فقتل الرمي خلقا كثيا من جيشه وقتله أيضا وانزم بقية أصحاب ابن حيد فبعث الأمون إسحاق‬
‫بن إبراهيم ويي بن أكثم إل عبد ال بن طاهر ييانه بي خراسان ونيابة البال وأذربيجان وأرمينية وماربة بابك فاختار القام براسان لكثرة احتياجها إل الضبط وللخوف من ظهور‬
‫الوارج وفيها دخل أبو إ سحاق بن الرشيد الديار الصرية فانتزعها من يد عبد السلم وابن جليس وقتلهما وفيها خرج رجل يقال له بلل الضباب فبعث إليه الأمون ابنه العباس ف جاعة من‬
‫المراء فقتلوا بلل ورجعوا إل بغداد وفيها ول الأمون على بن هشام البل وقم وأصبهان وأذربيجان وفيها حج بالناس إسحاق بن العباس بن ممد بن على بن عبد ال بن عباس وفيها توف‬
‫أحد بن خالد الوهب‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪269‬‬

‫احد بن يوسف بن القاسم بن صبيح‬


‫أبو جعفر الكاتب ول ديوان الرسائل للمأمون ترجه ابن عساكر وأورد من شعره قوله ‪ ...‬قد يرزق الرء من غي حيلة صدرت ‪ ...‬ويصرف الرزق عن ذي اليلة الداهي ‪ ...‬ما مسن من‬
‫غن يوما ول عدم ‪ ...‬إل وقول عليه المد ل ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬إذا قلت ف شيء نعم فأته ‪ ...‬فإن نعم دين على الر واجب ‪ ...‬وإل فقل ل تستريح با ‪ ...‬لئل يقول الناس إنك كاذب ‪...‬‬
‫‪ ...‬وله ‪ ...‬إذا الرء أفشى سره بلسانه ‪ ...‬فلم عليه غيه فهو أحق ‪ ...‬إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه ‪ ...‬فصدر الذي يستودع السر أضيق‬
‫وحسن بن ممد الروزي شيخ المام أحد وعبد ال بن الكم الصرى ومعاوية بن عمر‬
‫أبو ممد عبد ال بن أعي بن ليث بن رافع الصري‬
‫أحد من قرأ الوطأ على مالك وتفقه بذهبه وكان معظما ببلد مصر وله با ثروة وأموال وافره وحي قدم الشافعي مصر أعطاه ألف دينار وجع له من أصحابه ألفي دينار وأجرى عليه وهو‬
‫والد ممد بن عبد ال بن الكم الذي صحب الشافعي ولاتوي ف هذه السنة دفن إل جانب قب الشافعي ولا توف ابنه عبد الرحن دفن إل جانب قب أبيه من القبلة قال ابن خلكان فهي ثلثة‬
‫أقب الشافعي شاميها وها قبلته رحهم ال‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة ومائتي‬
‫ف أواخر الحرم منها ركب الأمون ف العساكر من بغداد قاصدا بلد الروم لغزوهم واستخلف على بغداد وأعمالا إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فلما كان بتكريت تلقاه ممد بن على بن‬
‫موسى ابن جعفر بن ممد بن على بن السي بن على بن أب طالب من الدينة النبوية فأذن له الأمون ف الدخول على ابنته أم الفضل بنت الأمون وكان معقود العقد عليها ف حياة أبيه على‬
‫بن موسى فدخل با وأخذها معه إل بلد الجاز وتلقاه أخوه أبو إسحاق بن الرشيد من الديار الصرية قبل وصوله إل الوصل وسار الأمون ف جحافل كثية إل بلد طرسوس فدخلها ف‬
‫جادي الول وفتح حصنا هناك عنوة وأمر بدمه ث رجع ال دمشق فنلا وعمر دير مرات بسفح قيسون وأقام بدمشق مدة وحج بالناس فيها عبد ال بن عبيد ال بن العباس العباسي وفيها‬
‫توف أو زيد النصاري وممد بن البارك الصوري وقبيصة بن عقبة وعلى بن السن بن شقيق ومكي بن إبراهيم‬
‫أبو زيد النصاري‬
‫فهو سعيد بن أوس بن ثابت البصري اللغوي أحد الثقات الثبات ويقال إنه كان يرى ليلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪270‬‬

‫القدر قال أبو عثمان الازن رأيت الصمعي جاء إل أب زيد النصاري وقبل رأسه وجلس بي يديه وقال أنت رئيسنا وسيدنا منذ خسي سنة قال ابن خلكان وله مصنفات كثية منها خلق‬
‫النسان وكتاب البل وكتاب الياه وكتاب الفرس والترس وغي ذلك توف ف هذه السنة وقيل ف الت قبلها أو الت بعدها وقد جاوز التسعي وقيل إنه قارب الائة وأما أبو سليمان فقد قدمنا‬
‫ترجته‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة ومائتي‬
‫فيها عدا الروم وهو توفيل بن ميخائيل على جاعة من السلمي فقتلهم ف أرض طرسوس نوا من ألف وستمائة إنسان وكتب إل الأمون فبدأ بفسه فلما قرأ الأمون كتابه نض من فوره إل‬
‫بلد الروم عودا على بدء وصحبته أخوه أبو إسحاق بن الرشيد نائب الشام ومصر فافتتح بلدانا كثية صلحا وعنوة وافتتح أخوه ثلثي حصنا وبعث يي بن أكثم ف سرية إل طوانة فافتتح‬
‫بلدا كثية وأسر خلقا وحرق حصونا عدة ث عاد إل العسكر وأقام الأمون ببلد الروم من نصف جادي الخره إل نصف شعبان ث عاد إل دمشق وقد وثب رجل يقال له عبدوس الفهري‬
‫ف شعبان من هذه السنة ببلد مصر فتغلب على نواب أب إسحاق بن الرشيد واتبعه خلق كثي فركب الأمون من دمشق يوم الربعاء لربع عشرة ليلة خلت من ذي الجة إل الديار الصرية‬
‫فكان من امره ما سنذكره‬
‫وفيها كتب الأمون إل إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد يأمره أن يأمر الناس بالتكبي عقيب الصلوات المس فكان أول ما بدئ بذلك ف جامع بغداد والرصافة يوم المعة لربع عشر ليلة‬
‫خلت من رمضان وذلك أنم كانوا إذا قضوا الصلة قام الناس قياما فكبوا ثلث تكبيات ث استمروا على ذلك ف بقية الصلوات وهذه بدعة أحدثها الأمون أيضا بل مستند ول دليل ول‬
‫معتمد فإن هذا ل يفعله قبله أحد ولكن ثبت ف الصحيح عن ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ليعلم حي ينصرف الناس من الكتوبه وقد‬
‫استحب هذا طائفة من العلماء كإبن حزم وغيه وقال ابن بطال الذاهب الربعة على عدم استحبابه قال النووي وقد روى عن الشافعي أنه قال إنا كان ذلك ليعلم الناس أن الذكر بعد‬
‫الصلوات مشروع فلما علم ذلك ل يبق للجهر معن وهذا كما روى عن ابن عباس أنه كان يهر ف الفاتة ف صلة النازة ليعلم الناس أنا سنة ولذا نظائر وال أعلم‬
‫وأما هذه البدعة الت أمربا الأمون فانا بدعة مدثة ل يعمل با أحد من السلف وفيها وقع برد شديد جدا وفيها حج بالناس الذي حج بم ف العام الاضي وقيل غيه وال أعلم وفيها توف‬
‫حبان ابن هلل وعبد اللك بن قريب الصمعي صاحب اللغة والنحو والشعر وغي ذلك وممد بن بكار بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪271‬‬

‫هلل وهوذه بن خليفة‬


‫زبيدة امرأة الرشيد وابنه عمه‬
‫وهي ابنة جعفر أم العزيز اللقبة زبيدة بنت جعفر بن النصور العباسية الاشية القرشية كانت أحب الناس إل الرشيد وكانت ذات حسن باهر وجال طاهر وكان له معها من الطايا والواري‬
‫والزوجات غيها كثيا كما ذكرنا ذلك ف ترجته وإنا لقبت زبيده لن جدها أبا جعفر النصور كان يلعبها ويرقصها وهي صغية ويقول إنا أنت زبيدة لبياضها فغلب ذلك عليها فل تعرف‬
‫إل به وأصل اسها أم العزيز وكان لا من المال والال والي والديانة والصدقة والب شيء كبي وروى الطيب أنا حجت فبلغت نفقتها ف ستي يوما أربعة وخسي ألف ألف درهم ولا‬
‫هنأت الأمون باللفة قالت هنأت نفسي با عنك قبل أن أراك ولئن كنت فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة ل ألده وما خسر من اعتاض مثلك ول ثكلت أم ملت يدها منك وأنا‬
‫أسأل ال أجرا على ما أخذ وإمتاعا با عوض توفيت ببغداد ف جادي الول سنة ست عشرة ومائتي‬
‫ث قال الطيب حدثن السي بن ممد اللل لفظا قال وحدث أبا الفتح القواس قال ثنا صدقة بن هبية الوصلي ثنا ممد بن عبد ال الواسطي قال قال عبد ال بن البارك رأيت زبيدة ف‬
‫النام فقلت ما فعل ال بك فقالت غفر ل ف أول معول ضرب ف طريق مكة قلت فما هذه الصفرة قالت دفن بي ظهر انينا رجل يقال له بشر الريسي زفرت عليه جهنم زفرة فاقشعر لا‬
‫جسدي فهذه الصفرة من تلك الزفرة وذكر ابن خلكان أنه كان لا مائة جارية كلهن يفظن القرآن العظيم غي من قرأ منه ما قدر له وغي من ل يقرأ وكان يسمع لن ف القصر دوي كدوي‬
‫النحل وكان ورد كل واحدة عشر القرآن وورد أنا رؤيت ف النام فسئلت عما كانت تصنعه من العروف والصدقات وما عملته ف طريق الج فقالت ذهب ثواب ذلك كله إل أهله وما‬
‫نفعنا إل ركعات كنت أركعهن ف السحر وفيها جرت حوادث وأمور يطول ذكرها‬
‫ث دخلت سنة سبعة عشرة ومائتي ف الحرم منها دخل الأمون مصر وظفر بعبدوس الفهري فأمر فضربت عنقه ث كر راجعا إل الشام وفيها ركب الأمون إل بلد الروم أيضا فحاصر لؤلؤة‬
‫مائة يوم ث ارتل عنها واستخلف على حصارها عجيفا فخدعته الروم فأسروه فأقام ف أيديهم ثانية أيام ث انفلت منهم واستمر ماصرا لم فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بيشه من ورائه‬
‫فبلغ الأمون فسار إليه فلما أحس توفيل بقدومه هرب وبعث وزيره صنغل فسأله المان والصالة لكنه بدأ بنفسه قبل الأمون فرد عليه الأمون كتابا بليغا مضمونه التقريع والتوبيخ وإن إنا‬
‫أقبل منك الدخول ف النيفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪272‬‬

‫وإل فالسيف والقتل والسلم على من اتبع الدي وفيها حج بالناس سليمان بن عبد ال بن سليمان ابن على وفيها توف الجاج بن منهال وشريح بن النعمان وموسى بن داود الضب وال‬
‫سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان عشرة ومائتي‬
‫ف أول يوم من جادي الول وجه الأمون ابنه العباس إل بلد الروم لبناء الطونة وتديد عمارتا وبعث إل سائر القاليم ف تهيز الفعلة من كل بلد إليها من مصر والشام والعراق فاجتمع‬
‫عليها خلق كثي وأمره أن يعلها ميل ف ميل وأن يعل سورها ثلث فراسخ وأن يعل لا ثلثة أبواب‬
‫ذكر أول الحنة والفتنة‬
‫ف هذه السنة كتب الأمون إل نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يتحن القضاة والحدثي بالقول بلق القرآن وأن يرسل إليه جاعة منهم وكتب إليه يستحثه ف كتاب‬
‫مطول وكتب غيه قد سردها ابن جرير كلها ومضمونا الحتجاج على أن القرآن مدث وكل مدث ملوق وهذا احتجاج ل يوافقه عليه كثي من التكلمي فضل عن الحدثني فان القائلي‬
‫بأن ال تعال تقوم به الفعال الختيارية ل يقولون بان فعله تعال القائم بذاته القدسة ملوق بل ل يكن ملوقا بل يقولون هو مدث وليس بخلوق بل هو كلم ال القائم بذاته القدسة وما‬
‫كان قائما بذاته ل يكون ملوقا وقد قال ال تعال ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث وقال تعال ولقد خلقناكم ث صورناكم ث قلنا للملئكة اسجدوا لدم فالمر بالسجود صدر منه بعد خلق‬
‫آدم فالكلم القائم بالذات ليس ملوقا وذا له موضع آخر وقد صنف البخاري كتابا ف هذا العن ساه خلق أفال العباد والقصود أن كتاب الأمون لا ورد بغداد قرئ على الناس وقد عي‬
‫الأمون جاعة من الحدثي ليحضرهم إليه وهم ممد بن سعد كاتب الواقدي وأبو مسلم الستملى ويزيد بن هارون ويي بن معي وأبو خيثمة زهي بن حرب وإساعيل بن أب مسعود وأحد‬
‫ابن الدورقي فبعث بم إل الأمون إل الرقة فامتحنهم بلق القرآن فأجابوه إل ذلك واظهروا موافقته وهم كارهون فردهم إل بغداد وأمر بإشهار أمرهم بي الفقهاء ففعل إسحاق ذلك‬
‫وأحضر خلقا من مشايخ الديث والفقهاء وائمة الساجد وغيهم فدعاهم ال ذلك عن امر الأمون وذكر لم موافقة أولئك الحدثي له على ذلك فأجابوا بثل جواب أولئك موافقة لم‬
‫ووقعت بي الناس فتنة عظيمة فانا ل وإنا إليه راجعون ث كتب الأمون إل إسحاق أيضا بكتاب ثان يستدل به على القول بلق القرآن بشبه من الدلئل أيضا ل تقيق تتها ول حاصل لا بل‬
‫هي من التشابه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪273‬‬

‫وأورد من القرآن آيات هي حجة عليه اورد ابن جرير ذلك كله وأمر نائبه أن يقرأ ذلك على الناس وأن يدعوهم إليه وإل القول بلق القرآن فأحضر أبو إسحاق جاعة من الئمة وهم أحد‬
‫بن حنبل وقتيبة وأبو حيان الزيادي وبشر بن الوليد الكندي وعلى بن اب مقاتل وسعدويه الواسطي وعلى بن العد وإسحاق بن أب إسرائيل وابن الرش وابن علية الكب ويي ابن عبد‬
‫الميد العمري وشيخ آخر من سللة عمر كان قاضيا على الرقة وأبو نصر التمار وأبو معمر القطيعي وممد بن حات بن ميمون وممد بن نوح الند يسابوري الضروب وابن الفرخان‬
‫والنضر بن شيل وأبو على بن عاصم وأبو العوام البارد وأبو شجاع وعبد الرحن بن إسحاق وجاعة فلما دخلوا على أب إسحاق قرأ عليهم كتاب الأمون فلما فهموه قال لبشر بن الوليد‬
‫ماتقول ف القرآن فقال هو كلم ال قال ليس عن هذا أسألك وإنا أسألك أهو ملوق قال ليس بالق قال ول عن هذا أسألك فقال ما أحسن غي هذا وصمم على ذلك فقال تشهد أن ل إله‬
‫إل ال أحدا فردا ل يكن قبله شيء ول بعده شيء ول يشبهه شيء من خلقه ف معن من العان ول وجه من الوجوه قال نعم فقال للكاتب اكتب با قال فكتب ث امتحنهم رجل رجل‬
‫فأكثرهم امتنع من القول بلق القرآن فكان اذا امتنع الرحل منهم امتحنه بالرقعة الت وافق عليها بشر بن الوليد الكندي من أنه يقال ليشبهه شيء من خلقه ف معن من العان ول وجه من‬
‫الوجوه فيقول نعم كما قال بشر ولا انتهت النوبة إل امتحان أحد بن حنبل فقال له أتقول إن القرآن ملوق فقال القرآن كلم ال ل أزيد على هذا فقال له ماتقول ف هذه الرقعة فقال أقول‬
‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصي فقال رجل من العتزله إنه يقول سيع بإذن بصي بعي فقال له إسحاق ما أردت بقولك سيع بصي فقال أردت منها ما أراده ال منها وهو كما وصف‬
‫نفسه ول أزيد على ذلك فكتب جوابات القوم رجل رجل وبعث با إل الأمون وكان من الاضرين من أجاب إل القول بلق القرآن مصانعة مكرها لنم كانوا يعزلون من ل ييب عن‬
‫وظائفه وإن كان له رزق على بيت الال قطع وإن كان مفتيا منع من الفتاء وإن كان شيخ حديث ردع عن الساع والداء ووقعت فتنة صماء ومنة شنعاء وداهية دهياء فل حول ولقوة إل‬
‫بال فصل‬
‫فلما وصلت جوابات القوم إل الأمون بعث إل نائبه يدحه على ذلك ويرد على كل فرد فرد ما قال ف كتاب أرسله وأمر نائبه أن يتحنهم أيضا فمن أجاب منهم شهر أمره ف الناس ومن ل‬
‫يب منهم فابعثه إل عسكر أمي الؤمني مقيدا متفظا به حت يصل إل أمي الؤمني فيى فيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪274‬‬

‫رأيه ومن رأيه أن يضرب عنق من ل يقل بقوله فعند ذلك عقد النائب ببغداد ملسا آخر وأحضر أولئك وفيهم إبراهيم بن الهدي وكان صاحبا لبشر بن الوليد الكندي وقد نص الأمون على‬
‫قتلهما إن ل ييبا على الفور فلما امتحنهم إسحاق أجابوا كلهم مكرهي متأولي قوله تعال إل من أكره وقلبه مطمئن باليان اليه إل إربعة وهم أحد بن حنبل وممد بن نوح والسن ابن‬
‫حاد سجاده وعبيد ال بن عمر القواريري فقيدهم وأرصدهم ليبعث بم إل الأمون ث استدعى بم ف اليوم الثان فامتحنهم فأجاب سجاده إل القول بذلك فأطلق ث امتحنهم ف اليوم الثالث‬
‫فأجاب القواريري إل ذلك فأطلق قيده وأخر أحد بن حنبل وممد بن نوح الديسابوري لنما أصرا على المتناع من القول بذلك فأكد قيودها وجعهما ف الديد وبعث بما إل الليفة‬
‫وهو بطرسوس وكتب كتابا بإرسالما إليه فسارا مقيدين ف ممارة على جل متعادلي رضى ال عنهما وجعل المام أحد يدعو ال عز وجل أن ل يمع بينهما وبي الأمون وأن ل يرياه ول‬
‫يراها ث جاء كتاب الأمون إل نائبه أنه قد بلغن أن القوم إنا أجابوا مكرهي متأولي قوله تعال إل من أكره وقلبه مطمئن باليان الية وقد أخطأوا ف تأويلهم ذلك خطأ كبيا فارسلهم‬
‫كلهم إل أمي الؤمني فاستدعاهم إسحاق والزمهم بالسي إل طرسوس فساروا إليها فلما كانوا ببعض الطريق بلغهم موت الأمون فردوا إل الرقة ث أذن لم بالرجوع إل بغداد وكان أحد‬
‫ابن حنبل وابن نوح قد سبقا الناس ولكن ل يتمعا به بل أهلكه ال قبل وصولما إليه واستجاب ال سبحانه دعاء عبده ووليه المام أحد بن حنبل فلم يريا الأمون ول رآها بل ردوا إل‬
‫بغداد وسيأت تام ما وقع لم من المر الفظيع ف أول ولية العتصم بن الرشيد وتام باقي الكلم على ذلك ف ترجة المام أحد عند ذكر وفاته ف سنة إحدى وأربعي ومائتي وبال الستعان‬
‫عبد ال الأمون‬
‫هو عبد ال الأمون بن هارون الرشيد العباسي القرشي الاشي أبو جعفر أمي الؤمني وأمه أم ولد يقال لا مراجل الباذغيسية وكان مولده ف ربيع الول سنة سبعي ومائة ليلة توف عمه الادي‬
‫وول أبوه هارون الرشيد وكان ذلك ليلة المعة كما تقدم قال ابن عساكر روى الديث عن أبيه وهاشم بن بشر وأب معاوية الضرير ويوسف بن قحطبة وعباد بن العوام وإساعيل بن علية‬
‫وحجاج بن ممد العور وروى عنه أبو حذيفة إسحاق بن بشر وهو أسن منه ويي بن أكثم القاضي وابنه الفضل بن الأمون ومعمر بن شبيب وأبو يوسف القاضي وجعفر بن أب عثمان‬
‫الطيالسي وأحد بن الارث الشعب أو اليزيدي وعمرو بن مسعدة وعبد ال بن طاهر بن السي وممد بن إبراهيم السلمي ودعبل بن على الزاعي قال وقدم دمشق مرات وأقام با مدة ث‬
‫روى ابن عساكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪275‬‬

‫من طريق أب القاسم البغوي حدثنا أحد بن إبراهيم الوصلي قال سعت الأمون ف الشماسية وقد أجرى اللبة فجعل ينظر إل كثرة الناس فقال ليحي بن أكثم أما ترى كثرة الناس قال حدثنا‬
‫يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( اللق كلهم عيال ال فاحبهم إليه أنفعهم لعياله ) ومن حديث أب بكر النايي عن السي بن أحد الالكي عن يي بن‬
‫أكثم القاضي عن الأمون عن هشيم عن منصور عن السن عن أب بكرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( الياء من اليان ) ومن حديث جعفر بن أب عثمان الطيالسي أنه صلى‬
‫العصر يوم عرفة خلف الأمون بالرصافة فلما سلم كب الناس فجعل يقول ل يا غوغاء ل يا غوغاء غدا التكبي سنة أب القاسم صلى ال عليه وسلم فلما كان الغد صعد النب فكب ث قال أنبأ‬
‫هشيم بن بشي ثنا ابن شبمة عن الشعب عن الباء بن عازب عن أب بردة بن دينار قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من ذبح قبل أن يصلى فانا هو لم قدمه لهله ومن ذبح بعد‬
‫ان يصلى الغداة فقد أصاب السنة ) ال أكب كبيا والمد ل كثيا وسبحان ال بكرة وأصيل اللهم اصلحن واستصلحن وأصلح على يدي تول الأمون اللفة ف الحرم لمس بقي منه‬
‫بعد مقتل أخيه سنة ثان وتسعي ومائة واستمر ف اللفة عشرين سنة وخسة أشهر وقد كان فيه تشيع واعتزال وجهل بالسنة الصحيحة وقد بايع ف سنة إحدى ومائتي بولية العهد من بعده‬
‫لعلى الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن ممد الباقر بن على زين العابدين بن السي بن على بن اب طالب وخلع السواد ولبس الضرة كما تقدم فأعظم ذلك العباسيون من‬
‫البغاددة وغيهم وخلعوا الأمون وولوا عليهم إبراهيم بن الهدي ث ظفر الأمون بم واستقام له الال ف اللفة وكان على مذهب العتزال لنه اجتمع بماعة منهم بشر بن غياث الريسى‬
‫فخدعوه وأخذ عنهم هذا الذهب الباطل وكان يب العلم ول يكن له بصية نافذة فيه فدخل عليه بسبب ذلك الداخل وراج عنده الباطل ودعا إليه وحل الناس عليه قهرا وذلك ف آخر‬
‫أيامه وانقضاء دولته وقال ابن أب الدنيا كان الأمون أبيض ربعه حسن الوجه قد وخطه الشيب يعلوه صفره أعي طويل اللحية رقيقها ضيق البي على خده خال أمه أم ولد يقال لا مراجل‬
‫وروى الطيب عن القاسم بن ممد بن عباد قال ل يفظ القرآن أحد من اللفاء غي عثمان بن عفان والأمون وهذا غريب جدا ل يوافق عليه فقد كان يفظ القرآن عدة من اللفاء قالوا‬
‫وقد كان الأمون ولو ف شهر رمضان ثلثا وثلثي ختمة وجلس يوما لملء الديث فاجتمع حوله القاضي يي ابن أكثم وجاعة فأملى عليهم من حفظه ثلثي حديثا وكانت له بصية بعلوم‬
‫متعددة فقها وطبا وشعرا وفرائض وكلما ونوا وغريبه وغريب حديث وعلم النجوم وإليه ينسب الزيج الأمون وقد اختب مقدار الدرجة ف وطئه سنجار فاختلف عمله وعمل الوائل من‬
‫الفقهاء وروى ابن عساكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪276‬‬


‫أن الأمون جلس يوما للناس وف ملسه المراء والعلماء فجاءت امرأة تتظلم إليه فذكرت أن أخاها توف وترك ستمائة دينار فلم يصل لا سوى دينار واحد فقال لا الأمون على البديهة قد‬
‫وصل إليك حقك كأن أخاك قد ترك بنتي وأما وزوجة واثن عشر أخا وأختا واحدة وهي أنت قالت نعم يا أمي الؤمني فقال للبنتي الثلثان أربعمائة دينار وللم السدس مائة دينار وللزوجة‬
‫الثمن خسة وسبعون دينارا بقي خسة وعشرون دينارا لكل أخ ديناران ديناران ولك دينار واحد فعجب العلماء من فطنته وحدة ذهنه وسرعة جوابه وقد رويت هذه الكاية عن على بن أب‬
‫طالب‬
‫ودخل بعض الشعراء على الأمون وقد قال فيه بيتا من الشعر يراه عظيما فلما أنشده إياه ل يقع منه موقعا طائل فخرج من عنده مروما فلقيه شاعر آخر فقال له أل أعجبك أنشدت الأمون‬
‫‪ ...‬هذا البيت فلم يرفع به رأسا فقال وماهو قال قلت فيه ‪ ...‬أضحى إمام الدى الأمون مشتغل ‪ ...‬بالدين والناس بالدنيا مشاغيل‬
‫‪ ...‬فقال له الشاعر الخر ما زدت على أن جعلته عجوزا ف مرابا فهل قلت كما قال جرير ف عبد العزيز بن مروان ‪ ...‬فل هو ف الدنيا مضيع نصيبه ‪ ...‬ول عرض الدنيا عن الدين شاغله‬
‫‪ ...‬وقال الأمون يوما لبعض جلسائه بيتان اثنان لثني ما يلحق بما أحد قول أب نواس ‪ ...‬إذا اختب الدنيا لبيب تكشفت ‪ ...‬له عن عدو ف لباس صديق‬
‫وقول شريح‬
‫‪ ...‬تون على الدنيا اللمة إنه ‪ ...‬حريص على استصلحها من يلومها ‪...‬‬
‫قال الأمون وقد ألأن الزحام يوما وأنا ف الوكب حت خالطت السوقة فرأيت رجل ف دكان عليه أثواب خلقة فنظر إل نظر من يرحن أو من يتعجب من أمرى فقال ‪ ...‬أرى كل مغرور‬
‫‪ ...‬تنيه نفسه ‪ ...‬إذا ما مضى عام سلمة قابل‬
‫وقال يي بن أكثم سعت الأمون يوم عيد خطب الناس فحمد ال وأثن عليه وصلى على الرسول صلى ال عليه وسلم ث قال عباد ال عظم أمر الدارين وارتفع جزاء العالي وطالت مدة‬
‫الفريقي فوال إنه للجد ل اللعب وإنه للحق ل الكذب وما هو إل الوت والبعث والساب والفصل واليزان والصراط ث العقاب أو الثواب فمن نا يومئذ فقد فاز ومن هوى يومئذ فقد‬
‫خاب الي كله ف النة والشر كله ف النار وروى ابن عساكر من طريق النضر بن شيل قال دخلت على الأمون فقال كيف أصبحت يا نضي فقلت بي يا أمي الؤمني فقال ما ال رجاء‬
‫فقلت دين يوافق اللوك يصيبون به من دنياهم وينقصمون به من دينهم قال صدقت ث قال يا نضر أتدري ما قلت ف صبيحة هذا اليوم قلت إن لن علم الغيب لبعيد فقال قلت أبياتا وهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪277‬‬

‫أصبح دين الذي أدين به ‪ ...‬ولست منه الغداة معتذرا ‪ ...‬حب على بعد النب ول ‪ ...‬أشتم صديقا ول عمرا ‪ ...‬ث ابن عفان ف النان مع ‪ ...‬البرار ذاك القتيل مصطبا ‪ ...‬أل ول أشتم‬
‫‪ ...‬الزبي ول ‪ ...‬طلحة إن قال قائل غدرا ‪ ...‬وعائش الم لست أشتمها ‪ ...‬من يفتر با فنحن منه برا‬
‫وهذا الذهب ثان مراتب الشيعة وفيه تفضيل على على الصحابة وقد قال جاعة من السلف والدار قطن من فضل عليا على عثمان فقد أزرى بالهاجرين والنصار يعن ف اجتهادهم ثلثة‬
‫أيام ث اتفقوا على عثمان وتقديه على على بعد مقتل عمر وبعد ذلك ست عشرة مرتبة ف التشيع على ما ذكره صاحب كتاب البلغ الكب والناموس العظم وهوكتاب ينتهي به إل أكفر‬
‫الكفر وقد روينا عن أمي الؤمني على بن أب طالب أنه قال لأوت بأحد فضلن على أب بكر وعمر إل جلدته جلد الفترى وتواتر عنه أنه قال خي الناس بعد النب صلى ال عليه وسلم أبو‬
‫بكر ث عمر فقد خالف الأمون الصحابة كلهم حت على بن أب طالب وقد أضاف الأمون إل بدعته هذه الت أزرى فيها على الهاجرين والنصار البدعة الخرى والطامة الكبى وهي القول‬
‫بلق القرآن مع ما فيه من النماك على تعاطي السكر وغي ذلك من الفعال الت تعدد فيها النكر ولكن كان فيه شهامة عظيمة وقوة جسيمة ف القتال وحصار العداء ومصابرة الروم‬
‫وحصرهم وقتل رجالم وسب نسائهم وكان يقول كان لعمر بن عبد العزيز وعبد اللك حجاب وأنا بنفسي وكان يتحرى العدل ويتول بنفسه الكم بي الناس والفصل جاءته امرأة ضعيفة‬
‫قد تظلمت على ابنه العباس وهو قائم على رأسه فأمر الاجب فأخذه بيده فأجلسه معها بي يديه فادعت عليه بأنه أخذ ضيعة لا واستحوذ عليها فتناظرا ساعة فجعل صوتا يعلو على صوته‬
‫فزجرها بعض الاضرين فقال له الأمون اسكت فان الق أنطقها والباطل أسكته ث حكم لا بقها وأغرم ابنه لا عشرة آلف درهم‬
‫وكتب إل بعض المراء ليس الرؤة أن يكون بيتك من ذهب وفضة وغريك عار وجارك طاوو الفقي جائع ووقف رجل بي يديه فقال له الأمون وال لقتلنك فقال يا أمي الؤمني تأن على‬
‫فإن الرفق نصف العفو فقال ويلك ويك قد حلفت لقتلنك فقال يا أمي الؤمني إنك إن تلق ال حانثا خي من أن تلقاه قاتل فعفا عنه وكان يقول ليت أهل الرائم يعرفون أن مذهب العفو‬
‫حت يذهب الوف عنهم ويدخل السرور إل قلوبم وركب يوما ف حراقة فسمع ملحا يقول لصحابه ترون هذا الأمون ينبل ف عين وقد قتل أخاه المي يقول ذلك وهو ل يشعر بكان‬
‫الأمون فجعل الأمون يتبسم ويقول كيف ترون اليلة حت أنبل ف عي هذا الرجل الليل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪278‬‬

‫القدر وحضر عند الأمون هدبة بن خالد ليتغدي عنده فلما رفعت الائدة جعل هدبة يلتقط ما تناثر منها من اللباب وغيه فقال له الأمون أما شبعت يا شيخ فقال بلى حدثن حاد بن سلمة عن‬
‫ثابت عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من ( أكل ما تت مائدته أمن من الفقر ) قال فأمر له الأمون بألف دينار‬
‫وروى ابن عساكر أن الأمون قال يوما لحمد بن عباد بن الهلب يا أبا عبدال قد أعطيتك ألف ألف وألف ألف وأعطيتك دينارا فقال له يا أمي الؤمني إن منع الوجود سوء ظن بالعبود فقال‬
‫أحسنت يا أبا عبد ال اعطوه ألف وألف وألف وألف وألف وألف ولا أراد الأمون أن يدخل ببوران بنت السن بن سهل جعل الناس يهدون لبيها الشياء النفيسة وكان من جلة من يعتز به‬
‫رجل من الدباء فأهدى إليه مزودا فيه ملح طيب ومزودا فيه أشنان جيد وكتب إليه إن كرهت أن تطوى صحيفة أهل الب ول أذكر فيها فوجهت إليك بالبتدأ به ليمنه وبركته وبالختوم به‬
‫‪ ...‬لطيبه ونظافته وكتب إليه ‪ ...‬بضاعت تقصر عن هت ‪ ...‬وهت تقصر عن مال ‪ ...‬فاللح والشنان ياسيدي ‪ ...‬أحسن مايهد به أمثال‬
‫قال فدخل با السن بن سهل على الأمون فأعجبه ذلك وأمر بالزودين ففرغا وملئا دناني وبعث بما إل ذلك الديب وولد للمأمون ابنه جعفر فدخل عليه الناس يهنئونه بصنوف التهان‬
‫ودخل بعض الشعراء فقال يهنيه بولده ‪ ...‬مد لك ال الياة مدا ‪ ...‬حت ترى ابنك هذا جدا ‪ ...‬ث يفدى مثل ما تفدى ‪ ...‬كأنه انت إذا تبدى ‪ ...‬أشبه منك قامةوقدا ‪ ...‬مؤزرا بجده‬
‫‪ ...‬مردا‬
‫قال فأمر له بعشرة آلف درهم وقدم عليه وهو بدمشق مال جزيل بعد ما كان قد أفلس وشكى إل أخيه العتصم ذلك فوردت عليه خزائن من خراسان ثلثون ألف ألف درهم فخرج‬
‫يستعرضها وقد زينت المال والحال ومعه يي بن أكثم القاضي فلما دخلت البلد قال ليس من الرؤة أن نوز نن هذا كله والناس ينظرون ث فرق منه أربعة وعشرين ألف ألف درهم‬
‫‪ ...‬ورجله ف الركاب ل ينل عن فرسه ومن لطيف شعره ‪ ...‬لسان كتوم لسراركم ‪ ...‬ودمعي نوم لسري مذيع ‪ ...‬فلول دموعي كتمت الوى ‪ ...‬ولول الوى ل تكن ل دموع‬
‫بعث خادما ليلة من الليال ليأتيه بارية فأطال الادم عندها الكث وتنعت الاية من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪279‬‬

‫الجيء إليه حت يأت إليها الأمون بنفسه فأنشأ الأمون يقول ‪ ...‬بعثتك مشتاقا ففزت بنظرة ‪ ...‬وأغفلتن حت أسأت بك الظنا ‪ ...‬فناجيت من أهوى وكنت مباعدا ‪ ...‬فياليت شعري عن‬
‫‪ ...‬دنوك ما أغن ‪ ...‬ورددت طرفا ف ماسن وجهها ‪ ...‬ومتعت باستسماع نغمتها أذنا ‪ ...‬أرى أثرا منه بعينيك بينا ‪ ...‬لقد سرقت عيناك من عينها حسنا‬
‫ولا ابتدع الأمون ما ابتدع من التشيع والعقرال فرح بذلك بشر الريسي وكان بشر هذا شيخ الأمون فانشأ يقول ‪ ...‬قد قال مأموننا وسيدنا ‪ ...‬قول له ف الكتب تصديق ‪ ...‬إن عليا أعن‬
‫‪ ...‬أبا حسن ‪ ...‬أفضل من قد أقلت النوق ‪ ...‬بعد نب الدى وإن لنا ‪ ...‬أعمالنا والقرآن ملوق‬
‫فأجابه بعض الشعراء من أهل السنة ‪ ...‬يا أيها الناس ل قول ول عمل ‪ ...‬لن يقول كلم ال ملوق ‪ ...‬ما قال ذاك أبو بكر وعمر ‪ ...‬ول النب ول يذكره صديق ‪ ...‬ول يقل ذاك إل كل‬
‫‪ ...‬مبتدع ‪ ...‬على الرسول وعند ال زنديق ‪ ...‬بشر أراد به إماق دينهم ‪ ...‬لن دينهم وال محوق ‪ ...‬ياقوم أصبح عقل من خليفتكم ‪ ...‬مقيدا وهو ف الغلل موثوق‬
‫وقد سأل بشر بن الأمون أن يطلب قائل هذا فيؤدبه على ذلك فقال ويك لو كان فقيها لدبته ولكنه شاعر فلست أعرض له ولا تهز الأمون للغزو ف آخر سفرة سافرها إل طرسوس‬
‫استدعى بارية كان يبها وقد اشتراها ف آخر عمره فضمها إليه فبكت الارية وقالت قتلتن يا أمي الؤمني بسفرك ث أنشأت تقول ‪ ...‬سأدعوك دعوة الضطر ربا ‪ ...‬يثيب على الدعاء‬
‫‪ ...‬ويستجيب ‪ ...‬لعل ال أن يكفيك حربا ‪ ...‬ويمعنا كما توى القلوب‬
‫فضمها إليه وأنشأ يقول متمثل‬
‫‪ ...‬فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها ‪ ...‬وإذ هي تذري الدمع منها النامل ‪ ...‬صبيحة قالت ف العتاب قتلتن ‪ ...‬وقتلي با قالت هناك تاول ‪...‬‬
‫ث أمر مسرورا الادم بالحسان إليها والحتفاط عليها حت يرجع ث قال نن كما قال الخطل ‪ ...‬قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ‪ ...‬دون النساء ولو باتت بإطهار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪280‬‬

‫ث ودعها وسار فمرضت الارية ف غيبته هذه ومات الأمون أيضا ف غيبته هذه فلما جاء نعيه إليها تنفست الصعداء وحضرتا الوفاة وأنشأت تقول وهي ف السياق ‪ ...‬إن الزمان ساقنا من‬
‫مرارته ‪ ...‬بعد اللوة كاسات فأروانا ‪ ...‬أبدى لنا تارة منه فأضحكنا ‪ ...‬ث انثن تارة أخرى فأبكانا ‪ ...‬إنا إل ال فيما ل يزال بنا ‪ ...‬من القضاء ومن تلوين دنيانا ‪ ...‬دنيا تراها ترينا من‬
‫‪ ...‬تصرفها ‪ ...‬ما ليدوم مصافاة وأحزانا ‪ ...‬ونن فيها كأنا ل يزالينا ‪ ...‬للعيش أحيا وما يبكون موتانا‬
‫كانت وفاة الأمون بطرسوس ف يوم الميس وقت الظهر وقيل بعد العصر لثلث عشرة ليلة بقيت من رجب من سنة ثان عشرة ومائتي وله من العمر نو من ثان وأربعي سنة وكانت مدة‬
‫خلفته عشرين سنة وأشهرا وصلى عليه أخوه العتصم وهو ول العهد من بعده ودفن بطرسوس ف دار خاقان الادم وقيل كانت وفاته يوم الثلثاء وقيل يوم الربعاء لثمان بقي من هذه‬
‫السنة وقيل إنه مات خارج طرسوس بأربع مراحل فحمل إليها فدفن با وقيل إنه نقل إل أذنة ف رمضان فدفن با فال أعلم وقد قال أبو سعيد الخزومي ‪ ...‬هل رأيت النجوم أغنت عن‬
‫‪ ...‬الأمون ‪ ...‬شيئا أو ملكه الأسوس ‪ ...‬خلفوه بعرصت طرسوس ‪ ...‬مثل ما خلفوا أباه بطوس‬
‫وقد كان أوصى إل أخيه العتصم وكتب وصيته بضرته وبضرة ابنه العباس وجاعة القضاة والمراء والوزراء والكتاب وفيها القول بلق القرآن ول يتب من ذلك بل مات عليه وانقطع‬
‫عمله وهو على ذلك ل يرجع عنه ول يتب منه وأوصى أن يكب عليه الذي يصلى عليه خسا واوصى العتصم بتقوى ال عز وجل والرفق بالرعية واوصاه بعبد ال بن طاهر وأحد بن أب داود‬
‫وقال شاوره ف أمورك ول تفارقه وإياك ويي بن أكثم أن تصحبه ث ناه عنه وذمه وقال خانن ونفر الناس عن ففارقته غي راض عنه ث أوصاه بالعلويي خيا أن يقبل من مسنهم ويتجاوز‬
‫عن مسيئهم وأن يواصلهم بصلتم ف كل سنة‬
‫وقد ذكر ابن جرير للمأمون ترجة حافلة أورد فيها كثية ل يذكرها ابن عساكر مع كثرة ما يورده وفوق كل ذي علم عليم‬
‫خلفة العتصم بال اب اسحاق بن هارون‬
‫بويع له باللفة يوم مات أخوه الأمون بطرسوس يوم الميس الثان عشر من رجب من سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪281‬‬

‫ثان عشرة ومائتي وكان إذ ذاك مريضا وهو الذي صلى على أخيه الأمون وقد سعى بعض المراء ف ولية العباس بن الأمون فخرج عليهم العباس فقال ما هذا اللف البارد أنا قد بايعت‬
‫عمى العتصم فسكن الناس وخدت الفتنة وركب البد بالبيعة للمعتصم إل الفاق وبالتعزية بالأمون فأمر العتصم بدم ما كان بناه الأمون ف مدينة طوانة ونقل ما كان حول إليها من السلح‬
‫وغيه إل حصون السلمي وأذن الفعلة بالنصراف إل بلدانم ث ركب العتصم بالنود قاصدا بغداد وصحبته العباس بن الأمون فدخلها يوم السبت مستهل رمضان ف أبة عظيمة وتمل تام‬
‫وفيها دخل خلق كثي من أهل هذان وأصبهان وماسبذان ومهرجان ف دين الرمية فتجمع منهم بشر كثي فجهز إليهم العتصم جيوشا كثية آخرهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ف جيش‬
‫عظيم وقد له على البال فخرج ف ذي القعدة وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية وأنه قهر الرمية وقتل منهم خلقا كثيا وهرب بقيتهم إل بلد الروم وعلى يدي هذا جرت فتنة المام أحد‬
‫وضرب بي يديه كما سيأت بسط ذلك ف ترجة أحد ف سنة إحدى وأربعي ومائتي وفيها توف من العيان‬
‫بشر الريسي‬
‫وهو بشر بن غياث بن أب كرية أبو عبد الرحن الريسي التكلم شيخ العتزلة وأحد من أصل الأمون وقد كان هذا الرجل ينظر أول ف شيء من الفقة وأخذ عن أب يوسف القاضي وروى‬
‫الديث عنه وعن حاد بن سلمة وسفيان بن عيينة وغيهم ث غلب عليه علم الكلم وقد ناه الشافعي عن تعلمه وتعاطيه فلم يقبل منه وقال الشافعي لئن يلقى ال العبد بكل ذنب ما عدا‬
‫الشرك أحب إل من أن يلقاه بعلم الكلم وقد اجتمع بشر بالشافعي عند ماقدم بغداد قال ابن خلكان جدد القول بلق القرآن وحكى عنه أقوال شنيعة وكان مرجئيا وإليه تنسب الريسية من‬
‫الرجئة وكان يقول إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر وإنا هو علمة للكفر وكان يناظر الشافعي وكان ل يسن النحو وكان يلحن لنا فاحشا ويقال إن أباه كان يهوديا صباغا بالكوفة‬
‫وكان يسكن درب الريسي ببغداد والريس عندهم هو الب الرقاق يرس بالسمن والتمر قال ومريس ناحية ببلد النوبة تب عليها ف الشتاء ريح باردة‬
‫وفيها توف عبد ال بن يوسف الشيب وأبو مسهر عبد العلى بن مسهر الغسان الدمشقي ويي بن عبد ال البابلت‬
‫وأبو ممد عبد اللك بن هشام بن أيوب العافري‬
‫راوى السية عن زياد بن عبد ال البكائي عن إبن إسحاق مصنفها وإنا نسبت إليه فيقال سية ابن هشام لنه هذبا وزاد فيها ونقص منها وحررأماكن واستدرك أشياء وكان إماما ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪282‬‬

‫اللغة والنحو وقد كان مقيما بصر واجتمع به الشافعي حي وردها وتناشدا من أشعار العرب شيئا كثيا كانت وفاته بصر لثلث عشرة خلت من ربيع الخر من هذه السنة قاله ابن يونس ف‬
‫تاريخ مصر وزعم السهيلي أنه توف ف سنة ثلث عشرة كما تقدم فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة ومائتي‬
‫فيها ظهر ممد بن القاسم بن عمر بن على بن السي بن على بن أب طالب بالطالقان من خراسان يدعو إل الرضى من آل ممد واجتمع عليه خلق كثي وقاتله قواد عبد ال بن طاهر مرات‬
‫متعددة ث ظهروا عليه وهرب فأخذ ث بعث به ال عبدال بن طاهر فبعث به إل العتصم فدخل عليه للنصف من ربيع الخر فأمر به فحبس ف مكان ضيق طوله ثلثة أذرع ف ذراعي فمكث‬
‫فيه ثلثا ث حول لوسع منه وأجرى عليه رزق ومن يدمه فلم يزل مبوسا هناك إل ليلة عيد الفطر فاشتغل الناس بالعيد فدل له حبل من كوة كان يأتيه الضوء منها فذهب فلم يدر كيف‬
‫ذهب وإل أين صار من الرض‬
‫وف يوم الحد لحدى عشرة ليلة خلت من جادي الول دخل إسحاق بن إبراهيم إل بغداد راجعا من قتال الرمية ومعه أسارى منهم وقد قتل ف حربه منهم مائة ألف مقاتل وفيها بعث‬
‫العتصم عجيفا ف جيش كثيف لقتال الزط الذين عاثوا فسادا ف بلد البصرة وقطعوا الطريق ونبو الغلت فمكث ف قتالم تسعة أشهر فقهرهم وقمع شرهم وأباد خضراهم وكان القائم‬
‫بأمرهم رجل يقال له ممد بن عثمان ومعه آخر يقال له سلق وهو داهيتهم وشيطانم فأراح ال السلمي منه ومن شره‬
‫وفيها توف سليمان بن داود الاشي شيخ المام أحد وعبد ال بن الزبي الميدي صاحب السند وتلميذ الشافعي وعلى بن عياش وأبو نعيم الفضل بن دكي شيخ البخاري وأبو بار الندي‬
‫ث دخلت سنة عشرين ومائتي من الجرة‬
‫ف يوم عاشوراء دخل عجيف ف السفن إل بغداد ومعه من الزط سبعة وعشرون ألفا قد جاؤا بالمان إل الليفة فأنزلوا ف الانب الشرقي ث نفاهم إل عي رومة فأغارت الروم عليهم‬
‫فاحتاحوهم عن آخرهم ول يفلت منهم أحد فكان آخر العهد بم وفيها عقد العتصم للفشي واسه حيدر بن كاوس على جيش عظيم لقتال بابك الرمي لعنه ال وكان قد استفحل أمره‬
‫جدا وقويت شوكته وانتشرت أتباعه ف أذربيجان وما والها وكان أول ظهوره ف سنة إحدى ومائتي وكان زنديقا كبيا وشيطانا رجيما فسار الفشي وقد أحكم صناعة الرب ف الرصاد‬
‫وعمارة الصون وإرصاد الدد وأرسل إليه العتصم مع بغا الكبي أموال جزيلة نفقة لن معه من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪283‬‬

‫الند والتباع فالتقي هو وبابك فاقتتل قتال شديدا فقتل الفشي من أصحاب بابك خلقا كثيا أزيد من مائة ألف وهرب هو إل مدينته فأوى فيها مكسورا فكان هذا أول ما تضعضع من‬
‫أمر بابك وجرت بينهما حروب يطول ذكرها وقد استقصاها ابن جرير‬
‫وفيها خرج العتصم من بغداد فنل القاطول فأقام با وفيها غضب العتصم على الفضل بن مروان بعد الكانة العظيمة وعزله عن الوزراة وحبسه وأخذ أمواله وجعل مكانه ممد بن عبد اللك‬
‫ابن الزيات وحج بالناس فيها صال بن على بن ممد أمي السنة الاضية ف الج‬
‫وفيها توف آدم بن أب إياس وعبد ال بن رجاء وغفان بن مسلمة وقالون أحد مشاهي القراء وأبو حذيفة الندي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وعشرين ومائتي‬
‫فيها كانت وقعة هائلة بي بغا الكبي وبابك فهزم بابك بغا وقتل خلقا من أصحابه ث اقتتل الفشي وبابك فهزمه افشي وقتل خلقا من أصحابه بعد حروب طويلة قد استقصاها ابن جرير‬
‫وحج بالناس فيا نائب مكة ممد بن داود بن عيسى بن موسى العباسي‬
‫وفيها توف عاصم بن على وعبدال بن مسلم القعنب وعبدان وهشام بن عبيدال الرازي‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وعشرين ومائتي‬
‫فيها جهز العتصم جيشا كبيا مددا للفشي على ماربة بابك وبعث إليه ثلثي ألف ألف درهم نفقة للجند فاقتتلوا قتال عظيما وافتتح الفشي البذ مدينة بابك واستبحاح ما فيها وذلك يوم‬
‫المعة لعشر بعي من رمضان وذلك بعد ماصرة وحروب هائلة وقتال شديد وجهد جهيد وقد أطال ابن جرير بسط ذلك جدا وحاصل المر أنه افتتح البلد وأخذ جيع ما فيه من الموال ما‬
‫قدر عليه‬
‫ذكر مسك بابك‬
‫لا احتوى السلمي على بلده السمى بالبذ وهي دار ملكه ومقر سلطته هرب بن معه من أهله وولده ومعه أمه وامرأته فانفرد ف شرذمة قليلة ول يبق معهم طعام فاجتازوا براث فبعث غلمه‬
‫إليه وأعطاه ذهبا فقال اعطه الذهب وخذ ما معه من البز فنظر شريك الراث إليه من بعيد وهو يأخذ منه البز فظن أنه قد اغتصبه منه فذهب إل حصن هناك فيه نائب للخليفة يقال له‬
‫سهل بن سنباط ليستعدى على ذلك الغلم فقال ما خبك فقال لشيء إنا أعطيته دناني وأخذت منه البز فقال ومن انت فأراد ان يعمي عليه البز فأل عليه فقال من غلمان بابك فقال‬
‫واين هو فقال هاهو ذا جالس يريد الغداء فسار إليه سهل بن سنباط فلما رآه ترجل وقبل يده وقال ياسيدي أين تريد قال أريد أ ن أدخل بلد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪284‬‬

‫الروم فقال إل عند من تذهب أحرز من حصن وأنا غلمك وف خدمتك وما زال به حت خدعه وأخذه معه إل الصن فأنزله عنده وأجرى عليه النفقات الكثية والتحف وغي ذلك وكتب‬
‫إل الفشي يعلمه فأرسل إليه أميين لقبضه فنل قريبا من الصن وكتبا إل ابن سنباط فقال أقيما مكانكما حت يأتيكما أمري ث قال لبابك إنه قد حصل لك هم وضيق من هذا الصن وقد‬
‫عزمت على الروج اليوم إل الصيد ومعنا بزاة وكلب فإن أحببت أن ترج معنا لتشرح صدرك وتذهب هك فافعل قال نعم فخرجوا وبعث ابن سنباط إل الميين أن كونوا مكان كذا‬
‫وكذا ف وقت كذا وكذا من النهار فلما كانا بذلك الوضع أقبل الميان بن معهما من النود فأحاطوا ببابك وهرب ابن سنباط فلما رأوه جاؤا إليه فقالوا ترجل عن دابتك فقال ومن أنتما‬
‫فذكروا أنما من عند الفشي فترجل حينئذ عن دابته وعليه دراعة بيضاء وخف قصي وف يده باز فنظر إل ابن سنباط فقال قبحك ال فهل طلبت من من الال ما شئت كنت أعطيتك أكثر‬
‫ما يعطيك هؤلء ث أركبوه وأخذوا معهما إل الفشي لا اقتربوا منه خرج ففعل ذلك وكان يوما مشهودا جدا وكان ذلك ف شوال من هذه السنة ث احتفظ به وسجنه عنده ث كتب‬
‫الفشي إل العتصم بذلك فأمره أن يقدم به وبأخيه وكان قد مسكه أيضا وكان اسم أخي بابك عبد ال فتجهز الفشي بما إل بغداد ف تام هذه السنة ففرغت ول يصل بما إل بغداد وحج‬
‫بالناس فيها المي التقدم ذكره ف الت قبلها‬
‫وفيها توف أبو اليمان الكم بن نافع وعمر بن حفص بن عياش ومسلم بن إبراهيم ويي بن صال الوحاطي‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين ومائتي‬
‫ف يوم الميس ثالث صفر منها دخل الفشي وصحبته بابك على العتصم سامرا ومعه أيضا أخو بابك ف تمل عظيم وقد أمر العتصم ابنه هارون الواثق أن يتلقى الفشي وكانت أخباره تفد‬
‫إل العتصم ف كل يوم من شدة اعتناء العتصم بأمر بابك وقد ركبب العتصم قبل وصول بابك بيومي على البيد حت دخل إل بابك وهو ل يعرفه فنظر إليه ث رجع فلما كان يوم دخوله‬
‫عليه تأهب العتصم واصطف الناس ساطي وأمر بابك أن يركب على فيل ليشهر أمره ويعرفوه وعليه قباء ديباج وقلنسوة سور مدورة وقد هيئوا الفيل وخضبوا أطرافه ولبسوه من الرير‬
‫والمتعة الت تليق به كثيا وقد قال فيه بعضهم ‪ ...‬قد خضب الفيل كعاداته ‪ ...‬يمل شيطان خراسان ‪ ...‬والفيل ل تضب أعضاؤة ‪ ...‬ال الذي شأن من الشان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪285‬‬

‫ولا أحضر بي يدي العتصم أمر بقطع يديه ورجليه وجز رأسه وشق بطنه ث أمر بمل رأسه إل خراسان وصلب جثته على خشبة بسامرا وكان بابك قد شرب المر ليلة قتله وهي ليلة‬
‫الميس لثلث عشرة خلت من ربيع الخر من هذه السنة وكان هذا اللعون قد قتل من السلمي ف مدة ظهوره وهي عشرون سنة مائت ألف وخسة وخسي ألفا وخسمائة إنسان قاله ابن‬
‫جرير وأسر خلقا ل يصون وكان جلة من استنقذه الفشي من أسره نوا من سبعة آلف وستمائة إنسان وأسر من أولده سبعة عشر رجل ومن حلئله وحلئل أولده ثلثة وعشرون امرأة‬
‫من الواتي وقد كان أصل بابك من جارية زرية الشكل جدا فآل به الال إل ما آل به إليه ث أراح ال السلمي من شره بعدما افتت به خلق كثي وجم غفي من العوام الطغام‬
‫ولا قتله العتصم توج الفشي وقلده وشاحي من جوهر وأطلق له عشرين ألف ألف درهم وكتب له بولية السند وأمر الشعراء أن يدخلوا عليه فيمدحوه على ما فعل من الي إل السلمي‬
‫وعلى تريبه بلد بابك الت يقال لا البذ وتركه إياها قيعانا خرابا فقالوا ف ذلك فأحسنوا وكان من جلتهم أبو تام الطائي وقد أورد قصيدته بتماهها ابن جرير وهي قوله ‪ ...‬بذ اللد البذ‬
‫فهو دفي ‪ ...‬ما إن با إل الوحوش قطي ‪ ...‬ل يقر هذا السيف هذا الصب ف ‪ ...‬هيجاء إل عز هذا الدين ‪ ...‬قد كان عذرة سودد فافتضها ‪ ...‬بالسيف فحل الشرق الفشي ‪ ...‬فأعادها‬
‫تعوي الثعالب وسطها ‪ ...‬ولقد ترى بالمس وهي عرين ‪ ...‬هطلت عليها من جاجم أهلها ‪ ...‬دي إمارتا طلى وشؤون ‪ ...‬كانت من الهجات قبل مفازة ‪ ...‬عشرا فأضحت وهي منه معي‬
‫‪...‬‬
‫وف هذة السنة أعن سنة ثلث وعشرين ومائتي أوقع ملك الروم توفيل بن ميخائيل بأهل ملطية من السلمي وما والها ملحمة عظيمة قبل فيها خلقا كثيا من السلمي وأسر مال يصون‬
‫كثرة وكان من جلة من أسر ألف امرأة من السلمات ومثل بن وقع ف أسره من السلمي فقطع آذانم وأنوفهم وسل أعينهم قبحه ال وكان سبب ذلك أن بابك لا أحيط به ف مدينة البذ‬
‫استوسقت اليوش حوله وكتب إل ملك الروم يقول له إن ملك العرب قد جهز إل جهور جيشه ول يبق ف أطراف بلده من يفظها فإن كنت تريد الغنيمة فانض سريعا إل ما حولك من‬
‫بلده فخذها فانك ل تد أحدا يانعك عنها فركب توفيل بائة ألف وانضاف إليه الحمرة الذين كانوا قد خرجوا ف البال وقاتلهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فلم يقدر عليهم لنم‬
‫تصنوا بتلك البال فلما قدم ملك الروم صاروا معه على السلمي فوصلوا إل ملطية فقتلوا من أهلها خلقا كثيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪286‬‬


‫وأسروا نساءهم فلم بلغ ذلك العتصم انزعج لذلك جداوصرخ ف قصره بالنفي ث نض من فوره وأمر بتعبئة اليوش واستدعى القاضي والشهود فأشهدهم أن ما يلكه من الضياع ثلثه‬
‫صدقة وثلثه لولده وثلثه لواليه وخرج من بغداد فعسكر غرب دجلة يوم الثني لليلتي خلتا من جادي الول ووجه بي يديه عجيفا وطائفة من المراء ومعهم خلق من اليش إعانة لهل‬
‫زبطرة فأسرعوا السي فوجدوا ملك الروم قد فعل وانشمر راجعا إل بلده وتفارط الال ول يكن الستدراك فيه فرجعوا إل الليفة لعلمه با وقع من المر فقال للمراء أى بلد الروم‬
‫أمنع قالوا عمورية ل يعرض لا أحد منذ كان السلم وهي أشرف عندهم من القسطنطينة‬
‫فتح عمورية على يد العتصم‬
‫لا تفرغ العتصم من بابك وقتله وأخذ بلده استدعى باليوش إل بي يديه وتهز جهازا ل يهزه أحد كان قبله من اللفاء وأخذ معه من آلت الرب والحال والمال والقرب والدواب‬
‫والنفط واليل والبغال شيئا ل يسمع بثله وسار إل عمورية ف جحافل أمثال البال وبعث الفشي حيدر بن كاوس من ناحية سروج وعب جيوشه تعبئة ل يسمع بثلها وقدم بي يديه المراء‬
‫العروفي بالرب فانتهى ف سيه إل نر اللسي وهو قريب من طرسوس وذلك ف رجب من هذه السنة وقد ركب ملك الروم ف جيشه فقصد نو العتصم فتقاربا حت كان بي اليشي نو‬
‫من أربعة فراسخ ودخل الفشي بلد الروم من ناحية أخرى فجاؤا ف أثره وضاق ذرعه بسبب ذلك إن هو ناجز الليفة جاءه الفشي من خلفه فالتقيا عليه فيهلك وإن اشتغل بأحدها وترك‬
‫الخر أخذه من خلفه ث اقترب منه الفشي من خلفه فالتقيا عليه فيهلك وإن اشتغل بأحدها وترك الخر أخذه من خلفه ث اقترب منه الفشي فسار إليه ملك الروم ف شرذمه من جيشه‬
‫واستخلف على بقية جيشه قريبا له فالتقيا هو والفشي ف يوم الميس لمس بقي من شعبان منها فثبت الفشي ف ثان الال وقتل من الروم خلقا وجرح آخرين وتغلب على ملك الروم‬
‫وبلغه أن بقية اليش قد شردوا عن قرابته وذهبوا عنه وتفرقوا عليه فأسرع الوبة فإذا نظام اليش قد أنل فغضب على قرابته وضرب عنقه وجاءت الخبار بذلك كله إل العتصم فسره‬
‫ذلك وركب من فوره وجاء إل أنقره ووافاه الفشي بن معه إل هناك فوجدوا أهلها قد هربوا منه فتقربوا منها با وجدوا من طعام وغيه ث فرق العتصم جيشه ثلث فرق فاليمنه عليها‬
‫الفشي واليسرة عليها اشناس والعتصم ف القلب وبي كل عسكرين فرسخان وأمر كل أمي من الفشي وأشناس أن يعل ليشه ميمنة وميسرة وقلبا ومقدمة وساقة وأنم مهما مروا عليه‬
‫من القرى حرقوه وخربوه وأسروا وغنموا وسار بم كذلك قاصدا إل عمورية وكان بينها وبي مدينة أنقره سبع مراحل فأول من وصل إليها من اليش أشناس أمي اليسرة ضحوة يوم‬
‫الميس لمس خلون من رمضان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪287‬‬

‫من هذه السنة فدار حولا دورة ث نزل على ميلي منها ث قدم العتصم صبيحة يوم المعة بعده فدار حولا دورة ث نزل قريبا منها وقد تصن أهلها تصنا شديدا وملؤا أبراجها بالرجال‬
‫والسلح وهي مدينة عظيمة كبية جدا ذات سور منيع وأبراج عالية كبار كثية وقسم العتصم البراج على المراء فنل كل أمي تاه الوضع الذي أقطعه وعينه له ونزل العتصم قبالة مكان‬
‫هناك قد أرشد إليه أرشده إليه بعض من كان فيها من السلمي وكان قد تنصر عندهم وتزوج منهم فلما رأى أمي الؤمني والسلمي رجع إل السلم وخرج إل الليفة فأسلم وأعلمه بكان‬
‫ف السور كان قد هدمه السيل وبن بناء ضعيفا بل أساس فنصب العتصم الجانيق حول عمورية فكان أول موضع اندم من سورها ذلك الوضع الذي دلم عليه ذلك السي فبادر أهل البلد‬
‫فسدوه بالشب الكبار التلصقة فأل عليها النجنيق فجعلوا فوقها البادع ليدوا حدة الجر فلم تغن شيئا واندم السور من ذلك الانب وتفسخ فكتب نائب البلد إل ملك الروم يلعمه‬
‫بذلك وبعث ذلك مع غلمي من قومهم فلما اجتازوا باليش ف طريقهما أنكر السلمي امرها فسألوها من أنتما فقال من أصحاب فالن لمي سوه من أمراء السلمي فحمل إل العتصم‬
‫فقررها فاذا معهما كتاب مناطس نائب عمورية إل ملك الروم يعلمه با حصل لم من الصار أنه عازم على الروج من أبواب البلد بن معه بغتة على السلمي ومناجزهم القتال كائنا ف‬
‫ذلك ما كان فلما وقف لعتصم على ذلك أمر بالغلمي فخلع عيهما وأن يعطى كل غلم منهما بدرة فأسلما من فورها فأمرالليفة أن يطاف بما حول البلد وعليهما وأن يوقفا تت حصن‬
‫مناطس فينثر عليهما الدراهم واللع ومعهما الكتاب الذي كتب به مناطس إل ملك الروم فجعلت الروم تلعنها وتسبهما ث أمر العتصم عند ذلك بتجديد الرس والحتياط والحتفاظ من‬
‫خروج الروم بغتة فضاقت الروم ذرعا بذلك وأل عليهم السلمون ف الصار وقد زاد العتصم ف الحانيق والدبابات وغي ذلك من آلت الرب ولا رأى العتصم عمق خندقها وارتفاع‬
‫سورها أعمل الجانيق ف مقاومة السور وكان قد غنم ف الطريق غنما كثيا جدا ففرقها ف الناس وأمر أن يأكل كل رجل رأسا وييء بلؤ جلده ترابا فيطرحه ف الندق ففعل الناس ذلك‬
‫فتساوى الندق بوجه الرض من كثرة ما طرح فيه من الغنام ث أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حت صار طريقا مهدا وأمر بالدبابات أن توضع فوقه فلم يوج ال إل ذلك وبينما الناس ف‬
‫السر الردوم إذ هدم النجنيق ذلك الوضع العيب فلما سقط ما بي البجي سع الناس هدة عظيمة فظنها من ل يرها أن الروم قد خرجوا على السلمي بغتة فبعث العتصم من نادى ف الناس‬
‫إنا ذلك سقوط السور ففرح السلمون بذلك فرحا شديدا لكن ل يكن ما هدم يسع اليل والرجال إذا دخلوا وقوى الصار وقد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميا يفظه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪288‬‬

‫فضعف ذلك المي الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الصار فذهب إل مناطس فسأله تدة فامتنع أحد من الروم أن ينجده وقالوا لنترك ما نن موكلون ف حفظه‬
‫فلما يئس منهم خرج إل العتصم ليجتمع به فلما وصل إليه أمر العتصم السلمي أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة الت قد خلت من القاتلة فركب السلمون نوها فجعلت الروم يشيون‬
‫إليهم ول يقدرون على دفاعهم فلن يلتفت إليهم السلمون ث تكاثروا عليهم ودخلوا البلد قهراوتتابع السلمون إليها يكبون وتفرقت الروم عن أماكنها فجعل السلمون يقتلونم ف كل‬
‫مكان حيث وجدوهم وقد حشروهم ف كنيسة لم هائلة ففتحوها قسرا وقتلوا من فيها وأحرقوا عليهم باب الكنيسة فاحترقت فأحرقوا عن آخرهم ول يبق فيها موضع مصن سوى الكان‬
‫الذي فيه النائب وهو مناطس ف حصن منيع فركب العتصم فرسه وجاء حت وقف بذاء الصن الذي فيه مناطس فناداه النادي ويك يا مناطس هذا أمي الؤمني واقف تاهك فقالوا ليس‬
‫مناطس ههنا مرتي فغضب العتصم من ذلك وول فنادى مناطس هذا مناطس هذا مناطس فرجع الليفة ونصب السلل على الصن وطلعت الرسل إليه فقالوا له ويك انزل على حكم أمي‬
‫الؤمني فتمنع ث نزل متقلدا سيفا فوضع السيف ف عنقه ث جيء به حت أوقف بي يدي العتصم فضربه بالسوط على رأسه ث أمر به أن يشي إل مضرب الليفة مهانا إل الوطاق الذي فيه‬
‫الليفة نازل فأوثق هناك وأخذ السلمون من عمورية أموال ل تد ول توصف فحملوا منها ما أمكن حله وأمر العتصم بإحراق ما بقي من ذلك وبالعراق ماهنالك من الجانيق والدبابات‬
‫وآلت الرب لئل يتقوى با الروم على شيء من حرب السلمي ث انصرف العتصم راجعا إل ناحية طرسوس ف آخر شوال من هذه السنة وكانت إقامته على عمورية خسة وعشرين يوما‬
‫مقتل العباس بن الأمون‬
‫كان العباس مع عمه العتصم ف غزوة عمورية وكان عجيف بن عنبسة قد ندمه إذ ل يأخذ اللفة بعد أبيه الأمون بطرسوس حي مات با ولمه على مبايعته عمه العتصم ول يزل به حت‬
‫أجابه إل الفتك بعمه وأخذ البيعة من المراء له وجهز رجل يقال له الارث السمرقندي وكان نديا للعباس فأخذ له البيعة من جاعة من المراء ف الباطن واستوثق منهم وتقدم إليهم أنه يلي‬
‫الفتك بعمه فلما كانوا بدرب الروم وهم قاصدون إل أنقره ومنها إل عمورية أشار عجيف على العباس أن يقتل عمه ف هذا الضيق ويأخذ له البيعة ويرجع إل بغداد فقال العباس إن أكره‬
‫أن أعطل على الناس هذه الغزوة فلما فتحوا عمورية واستغل الناس بالغان أشار عليه أن يقتله فوعده مضيق الدرب إذا رجعوا فلما رجعوا فطن العتصم بالب فأمر بالحتفاظ وقوةالرس‬
‫وأخذ بالزم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪289‬‬

‫واجتهد بالعزم واستدعى بالارث السمرقندي فاستقره فأقر له بعله المر وأخذ البيعة للعباس بن الأمون من جاعة من المراء أساهم له فاستكثرهم العتصم واستدعى بابن أخيه العباس‬
‫فقيده وغضب عليه وأهانه ث أظهر له أنه قد رضى عنه وعفا عنه فأرسله من القيد وأطلق سراحه فلما كان من اليل استدعاه إل حضرته ف ملس شرابه واستخلى به حت سقاه واستحكاه‬
‫عن الذي كان قد دبره من المر فشرح له القضية وذكر له القصة فاذا المر كما ذكر الارث السمرقندي فلما أصبح استدعى بالارث فأخله وسأله عن القضية ثانيا فذكرها له كما‬
‫ذكرها أول مرة فقال ويك إن كنت حريصا على ذلك فلم أجد إل ذلك سبيل بصدقك إياى ف هذه القصة ث أمر العتصم حينئذ بابن أخيه العباس فقيد وسلم إل الفشي وأمر بعجيف‬
‫وبقية المراء الذين ذكرهم فاحتفظ عليهم ث أخذهم بأنواع النقمات الت اقترحتها لم فقتل كل واحد منهم بنوع ل يقتل به الخر ومات العباس بن الأمون بنبج فدفن هناك وكان سبب‬
‫موته أنه أجاعه جوعا شديدا ث جيء بأكل كثي فأكل منه وطلب الاء فمنع منه حت مات وأمر العتصم بلعنه على النب وساه اللعي وقتل جاعة من ولد الأمون أيضا‬
‫وحج بالناس فيها ممد بن داود وفيها توف من العيان بابك الرمي قتل وصلب كما قدمنا وخالد بن خراش وعبد ال بن صال كاتب الليث بن سعد وممد بن سنان العوف وموسى ابن‬
‫إساعيل‬
‫ث دخلت سنة أربع وعشرين ومائتي‬
‫فيها خرج رجل بآمل طبستان يقال له مازيار بن قارن بن يزداهرمز وكان ل يرضى أن يدفع الراج إل نائب خراسان عبد ال بن طاهر بن السي بل يبعثه إل الليفة ليقبضه منه فيبعث‬
‫الليفة من يتلقى المل إل بعض البلد ليقبضه منه ث يدفعه إل ابن طاهر ث آل أمره إل أن وثب على تلك البلد وأظهر الخالفة للمعتصم وقد كان الازيار هذا من يكاتب بابك الرمس‬
‫ويعده بالنصر ويقال إن الذي قوى رأس مازيار على ذلك الفشي ليعجز عبد ال بن طاهر عن مقاومته فيوليه العتصم بلد خراسان مكانه فبعث إليه العتصم ممد بن إبراهيم بن مصعب أخا‬
‫إسحاق بن إبراهيم ف جيش كثيف فجرت بينهم حروب طويلة استقصاها ابن جرير وكان آخر ذلك أسر الازيار وحله إل ابن طاهر فاستقره عن الكتب الت بعثها إليه الشفي فأقر با‬
‫فأرسله إل التصم وما معه من أمواله الت احتفظت للخليفة وهي أشياء كثية جدا من الواهر والذهب والثياب فلما أوقف بي يدي الليفة سأله عن كتب الفشي أليه فأنكرها فأمر به‬
‫فضرب بالسياط حت مات وصلب إل جانب بابك الرمي على جسر بغداد وقتل عيون أصحابه وأتباعه‬
‫وفيها تزوج السن بن الفسي باترجة بنتأشناس ودخل با ف قصر العتصم بسامرا ف جادي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪290‬‬

‫وكان عرسا حافل وليه العتصم بنفسه حت قيل إنم كانوا يضبون لا العامية بالغالية وفيها خرج منكجور الشروسن قرابة الفشي بأرض أذربيجان وخلع الطاعة وذلك أن الفشي كان‬
‫قد استنابه على بلد أذربيجان حي فرغ من أمر بابك فظفر منكجور بال عظيم مزون لبابك ف بعض البلدان فأخذه لنفسه وأخفاه عن العتصم وظهر على ذلك رجل يقال له عبد ال بن‬
‫عبد الرحن فكتب إل الليفة ف ذلك فكتب منكجور يكذبه ف ذلك وهم به ليقتله فامتنع منه بأهل أردبيل فلما تقق الليفة كذب منكجور بعث إليه بغا الكبي فحاربه وأخذه بالمان وجاء‬
‫به إل الليفة وفيها مات مناطس الرومي نائب عمورية وذلك أن العتصم أخذه معه أسيا فاعتقله بسامرا حت مات ف هذه السنة وف رمضان منها مات إبراهيم بن الهدي بن النصور عم‬
‫العتصم ويعرف بإبن شكله وكان أسود اللون ضخما فصيحا فاضل قال ابن ماكول وكان يقال له الصين يعن لسواده وقد كان ترجه ابن عساكر ترجة حافلة وذكر أنه ول إمرة دمشق‬
‫نيابة عن الرشيد أخيه مدة سنتي ث عزله عنها ث أعاده إليها الثانية فأقام با أربع سني وذكر من عدله وصرامته أشياء حسنة وأنه أقام للناس الج سنة أربع وثاني ث عاد إل دمشق ولا بويع‬
‫باللفة ف أول خلفة الأمون سنة ثنتي ومائتي قتله السن بن سهل نائب بغداد فهزمه إبراهيم هذا فقصده حيد الطوسى فهزم إبراهيم واختفى إبراهيم ببغداد حي قدمها الأمون ث ظفر به‬
‫الأمون فعفا عنه وأكرمه وكانت مدة وليته اللفة سنة وإحدى عشر شهرا واثنا عشر يوما وكان بدء اختفائه ف أواخر ذي الجة سنة ثلث ومائتي فمكث متفيا ست سني وأربعة أشهر‬
‫وعشرا قال الطيب كان إبراهيم بن الهدي هذا وافر الفضل غزير الدب واسع النفس سخى الكف وكان معروفا بصناعة الغناء حاذقا فيها وقد قل الال عليه ف أيام خلفته ببغداد فأل‬
‫العراب عليه ف أعطياهم فجعل يسوف بم ث خرد إليهم رسوله يقول إنه ل مال عنده اليوم فقال بعضهم فيلخرج الليفة إلينا فليغن لهل هذا الانب ثلثة أصوات ولهل هذا الانب‬
‫ثلثة أصوات فقال ف ذلك دعبل شاعر الأمون يذم إبراهيم بن الهدي ‪ ...‬يا معشر العراب ل تغلطوا ‪ ...‬خذوا عطاياكم ول تسخطوا ‪ ...‬فسوف يعطيكم جنينية ‪ ...‬ل تدخل الكيس ول‬
‫‪ ...‬تربط ‪ ...‬والعبديات لقوادكم ‪ ...‬وما بذا أحد يغبط ‪ ...‬فهكذا يرزق أصحابه ‪ ...‬خليفة مصحفه الببط‬
‫وكتب إل ابن أخيه الأمون حي طال عليه الختفاء ول الثأر مكم ف القصاص والعفو أقرب للتقوى وقد جعل ال أمي الؤمني فوق كل عفو كما جعل كل ذي نسب دونه فإن عفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪291‬‬


‫فبفضله وإن عاقب فبحقه فوقع الأمون ف جواب ذلك القدرة تذهب الفيظه وكفي بالندم إنابه وعفو ال أوسع من كل شيء ولا دخل عليه أنشأ يقول ‪ ...‬إن أكن مذنبا فحظي أخطأت ‪...‬‬
‫‪ ...‬فدع عنك كثرة التأنيب ‪ ...‬قل كما قال يوسف لبن يعقوب ‪ ...‬لا أتوه ل تثريب‬
‫فقال الأمون ل تثريب وروى الطيب أن إبراهيم لا وقف بي يدي الأمون شرع يؤنبه على مافعل فقال يا أمي الؤمني حضرت أب وهو جدك وقد أت برجل ذنبه أعظم من ذنب فأمر بقتله‬
‫فقال مبارك بن فضالة يا أمي الؤمني إن رأيت أن تؤخر قتل هذا الرجل حت أحدثك حديثا فقال قل فقال حدثن السن البصري عن عمران بن حصي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم العافون عن الناس من اللفاء إل أكرم الزاء فل يقوم إل من عفا ) فقال الأمون قد قبلت هذا الديث بقبوله وعفوت عنك ياعم‬
‫وقد ذكرنا ف سنة أربع ومائتي زيادة على هذا وكانت أشعاره جيدة بليغة سامه ال وقد ساق من ذلك ابن عساكر جانبا جيدا‬
‫كان مولد إبراهيم هذا ف مستهل ذي القعدة سنة ثنتي وستي ومائة وتوف يوم المعة لسبع خلون من هذه السنة عن ثنتي وستي سنة‬
‫وفيها توف سعيد بن أب مري الصري وسليمان بن حرب وأبو معمر القعد وعلى بن ممد الدائن الخباري أحد أئمة هذا الشأن ف زمانه وعمرو بن مرزوق شيخ البخاري وقد تزوج هذا‬
‫الرحل ألف امرأة وابو عبيد القاسم بن سلم البغدادي أحد أئمة اللغة والفقه والديث والقرآن والخبار وأيام الناس له الصنفات الشهورة النتشرة بي الناس حت يقال إن المام أحد كتب‬
‫كتابه ف الغريب بيده ولا وقف عليه عبد ال بن طاهر رتب له ف كل شهر خسمائة درهم وأجراها على ذريته من بعده وذكر ابن خلكان أن ابن طاهر استحسن كتابه وقال ما ينبغي لعقل‬
‫بعث صاحبه على تصنيف هذا الكتاب أن توج صاحبه إل طلب العاش وأجرى له عشرة آلف درهم ف كل شهر وقال ممد بن وهب السعودي سعت أبا عبيد يقول مكثت ف تصنيف‬
‫هذا الكتاب أربعي سنة وقال هلل بن العلي الرقي من ال على السلمي بؤلء الربعة الشافعي تفقه ف الفقه والديث وأحد بن حنبل ف الحنه ويي بن معي ف نفي الكذب وأبو عبيد ف‬
‫تفسي غريب الديث ولول ذلك لفتحم الناس الهالك‬
‫وذكر ابن خلكان أن أبا عبيد ول القضاء بطرسوس ثان عشرة سنة وذكر له من العبادة والجتهاد ف العبادة شيئا كثيا وقد روى الغريب عن أب زيد النصاري والصمعي وأب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪292‬‬

‫عبيد معمر بن الثن وابن العراب والفراء والكسائي وغيهم وقال إسحاق بن راهويه نن نتاج إليه وهو ل يتاج إلينا وقدم بغداد وسع الناس منه ومن تصانيفه وقال إبراهيم الرب كان‬
‫كأنه جبل نفخ فيه روح يسن كل شيء وقال أحد بن كامل القاضي كان ابو عبيد فاضل دينا ربانيا عالا متقنا ف أصناف علوم أهل اليان والتقان والسلم من القرآن والفقه والعربية‬
‫والحاديث حسن الرواية صحيح النقل ل أعلم أحدا طعن عليه ف شيء من علمه وكتبه وله كتاب الموال وكتاب فضائل القرآن ومعانيه وغي ذلك من الكتب النتفع با رحه ال توف ف‬
‫هذه السنة قاله البخاري وقيل ف الت قبلها بكة وقيل بالدينة وله سبع وستون سنة وقيل جاوز السبعي فال أعلم‬
‫وممد بن عثمان أبو الماهر الدمشقي الكفرتوت أحد مشايخ الديث وممد بن الفضل أبو النعمان السدوسي اللقب بعارم شيخ البخاري وممد بن عيسى بن الطباع ويزيد بن عبد ربه‬
‫الرجسي المصي شيخها ف زمانه‬
‫ث دخلت سنة خس وعشرين ومائتي‬
‫فيها دخل بغا الكبي ومعه منكجوز قد أعطى الطاعة بالمان وفيها عزل العتصم جعفر بن دينار عن نيابة اليمن وغضب عليه وول اليمن ايتاخ وفيها وجه عبد ال بن طاهر بالازيار فدخل‬
‫بغداد على بغل باكاف فضربه العتصم بي يديه أربعمائة وخسي سوطا ث سقى الاء حت مات وأمر بصلبه إل جنب بابك وأقر ف ضربه أن الفشي كان يكاتبه ويسن له خلع الطاعة فغضب‬
‫العتصم على الفشي وأمر بسجنه فنب له مكان كالنارة من دار اللفة تسمى الكوة إنا تسعه فقط وذلك لا تقق أنه يريد مالفته والروج عليه وأنه قد عزم على الذهاب لبلد الزر‬
‫ليستجيش بم على السلمي فعاجله الليفة بالقبض عليه قبل ذلك كله وعقد له العتصم ملسا فيه قاضيه أحد ابن أب دؤاد العتزل ووزير ممد بن عبد اللك بن الزيات ونائبه إسحاق بن‬
‫إبراهيم بن مصعب فاتم الفشي ف هذا الجلس بأشياء تدل على أنه باق على دين أجداداه من الفرس منها أنه غي مت فاعتذر أنه ياف أل ذلك فقال له الوزير وهو الذي كان يناظره من‬
‫بي القوم فأنت تطاعن بالرماح ف الروب ول تاف من طعنها وتاف من قطع قلفة ببدنك ومنها أنه ضرب رجلي إماما ومؤذنا كل واحد ألف سوط لنما هدما بيت أصنام فاتذاه مسجدا‬
‫ومنها أنه عنده كتاب كليله ودمنه مصورا فيه الكفر وهو ملى بالواهر والذهب فاعتذر أنه ورثه من آبائهم واتم بأن العاجم يكاتبونه وتكتب إليه ف كتبها أنت إله اللة من العبيد وأنه‬
‫يقرهم على ذلك فجعل يعتذر بأنه أجراهم على ما كانوا يكاتبون به أباه وأجداده وخاف أن يأمرهم بترك ذلك فيتضع عندهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪293‬‬

‫فقال له الوزير ويك فماذا أبقيت لفرعون حي قال أنا ربكم العلى وأنه كان يكاتب الازيار بأن يرج عن الطاعة وأنه ف ضيق حت ينصر دين الجوس الذي كان قديا ويظهره على دين‬
‫العرب وأنه كان يستطيب النخنقة على الذبوحة وانه كان ف كل يوم أربعاء يستدعى بشاة سوداء فيضربا بالسيف نصفي ويشي بينهما ث يأكلها فعند ذلك أمر العتصم بغا الكبي أن‬
‫يسجنه مهانا ذليل فجعل يقول إن كنت أتوقع منكم ذلك‬
‫وف هذه السنة حل عبد ال بن طاهر السن بن الفشي وزوجته أترجة بنت أشناس إل سامرا وحج بالناس فيها ممد بن داود‬
‫وفيها توف من العيان اصبغ بن الفرج وسعدويه وممد بن سلم البيكندي شيخ البخاري وأبو عمر الرمي وأبو دلف العجلي التميمي المي أحد الجواد‬
‫وسعيد بن مسعدة‬
‫أبو السن الخفش الوسط البلخي ث البصري النحوي أخذ النحو عن سيبوية وصنف كتبا كثية منها كتاب ف معان القرآن وكتاب الوسط ف النحو وغي ذلك وله كتاب ف العروض‬
‫زاد فيه بر البب على اليل وسى الخفش لصغر عينيه وضعف بصره وكان أيضا أدلغ وهو الذي ل يضم شفتيه على أسنانه كان أول يقال له الخفش الصغي بالنسبة إل الخفش الكبي‬
‫أب الطاب عبد الميد بن عبد الجيد الجري شيخ سيبويه وأب عبيدة فلما ظهر على بن سليمان ولقب بالحفش أيضا صار سعيد بن مسعدة هو الوسط والجري الكب وعلى ابن سلميان‬
‫الصغر وكانت وفاته ف هذه السنة وقيل سنة إحدى وعشرين ومائتي‬
‫الرمي النحوي‬
‫وهو صال بن إسحاق البصري قدم بغداد وناظر با الفراء وكان قد أخذ النحو عن أب عبيدة وأب زيد والصمعي وصنف كتبا منها الفرخ يعن فرخ كتاب سيبوية وكان فقيها فاضل نويا‬
‫بارعا عالا باللغة حافظا لا دينا ورعا حسن الذهب صحيح لعتقاد وروى الديث ذكره ابن خلكان وروى عنه البد وذكره أبو نعيم ف تاريخ اصبهان‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين ومائتي‬
‫ف شعبان منها توف الفشي ف البس فأمر به العتصم فصلب ث أحرق وذرى رماده ف دجله واحتيط على أمواله وحواصله فوجدوا فيها أصناما مكللة بذهب وجواهر وكتبا ف فضل دين‬
‫الجوس واشياء كثية كان يتهم با تدل على كفره وزندقته وتقق بسببها ما ذكره عنه من النتماء إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪294‬‬

‫دين آبائه الجوس وحج بالناس فيها ممد بن داود‬


‫وفيها توف إسحاق القروي وإساعيل بن أب أوس وممد بن داود صاحب التفسي وغسان ابن الربيع ويي بن يي التميمي شيخ مسلم بن الجاج وممد بن عبد ال بن طاهر بن السي‬
‫وأبو دلف العجلي‬
‫عيسى بن إدريس بن معقل بن عمي بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزيز بن دلف ابن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن ليم المي أبو دلف العجلي أحد قواد الأمون والعتصم‬
‫وإليه ينسب المي أبو نصر بن ماكول صاحب كتاب الكمال وكان القاضي جلل الدين خطيب دمشق القزوين يزعم أنه من سللته ويذكر نسبه إليه وكا أبو دلف هذا كريا جوادا مدحا‬
‫قد قصده الشعراء من كل أوب وكان أبو تام الطائي من جلة من يغشاه ويستمنح نداه وكانت لديه فضيلة ف الدب والغناء وصنف كتبا منها سساسة اللوك ومنها ف الصيد وانبزاة وف‬
‫السلح وغي ذلك وما أحسن ما قال فيه بكر بن النطاع الشاعر ‪ ...‬يا طالبا للكيمياء وعلمه ‪ ...‬مدح ابن عيسى الكيمياء العظم ‪ ...‬لو ل يكن ف الرض إل درهم ‪ ...‬ومدحته لتاك ذاك‬
‫‪ ...‬الدرهم‬
‫فيقال إنه أعطاه على ذلك عشرة آلف درهم وكان شجاعا فاتكا وكان يستدين ويعطى وكان أبوه قد شرع ف بناء مدينة الكرخ فمات ول يتمها فأتها أبو دلف وكان فيه تشيع وكان يقول‬
‫من ل يكن متغاليا ف التشيع فهو ولد زنا فقال له ابنه دلف لست على مذهبك يا أبة فقال وال لقد وطئت امك قبل ان اشتريها فهذا من ذاك وقد ذكر ابن خلكان أن ولده رأى ف النام بعد‬
‫وفاة أبيه أن آتيا أتاه فقال أجب المي قال فقمت معه فأدخلن دارا وحشة وعرة سوداء اليطان مغلقة السقوف والبواب ث أصعدن ف درج منها ث أدخلن غرفة وإذا ف حياطانا أثر‬
‫النيان وف أرضها أثر الرماد وإذا بأب فيها وهو عريان واضع رأسه بي ركبتيه فقال ل كالستفهم أدلف فقال أدلف فأنشأ يقول ‪ ...‬أبلغن أهلنا ول تف عنهم ‪ ...‬ما لقينا ف البرزخ الناق‬
‫‪ ... ...‬قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا ‪ ...‬فارحوا وحشت وما قد ألقى‬
‫‪ ...‬ث قال أفهمت قلت نعم ث أنشأ يقول ‪ ...‬فلو أنا إذا متنا تركنا ‪ ...‬لكان الوت راحة كل حي ‪ ...‬ولكنا إذا متنا بعثنا ‪ ...‬ونسأل بعده عن كل شيء‬
‫ث قال أفهمت قلت نعم وانتبهت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪295‬‬

‫ث دخلت سنة سبع وعشرين ومائتي فيها خرج رجل من أهل الثغور بالشام يقال له أبو حرب البقع اليمان فخلع الطاعة ودعا إل نفسه وكان سبب خروجه أن رجل من الند أراد أن ينل‬
‫ف منله عند امرأته ف غيبته فمانعته الرأة فضربا الندي ف يدها فأثرت الضربة ف معصمها فلما جاء بعلها أبو حرب أخبته فذهب إل الندي وهو غافل فقتله ث تصن ف رؤس البال وهو‬
‫مبقع فاذا جاء أحد دعاه إل المر بالعروف والنهي عن النكر ويذم من السلطان فاتبعه على ذلك خلق كثي من الراثي وغيهم وقالوا هذا هو السفيان الذكور أنه يلك الشام فاستفحل‬
‫أمره جدا واتبعه نو من مائة ألف مقاتل فبعث إليه العتصم وهو ف مرض موته جيشا نوا من مائة ألف مقاتل فلما قدم أمي العتصم بن معه وجدهم أمة كثية وطائفة كبية وقد اجتمعوا‬
‫حول أب حرب فخشى أن يواقعه والالة هذه فانتظر إل أيام حرث الراضي فتفرق عنه الناس إل أراضيم وبقي ف شرذمة قليلة فناهضه فأسره وتفرق عنه أصحابه وحلة أمي السرية وهو‬
‫رجاء بن أيوب حت قدم به على العتصم فلمه العتصم ف تأخره عن مناجزته أول ما قدم الشام فقال كان معه مائة ألف أو يزيدون فلم أزل أطاوله حت أمكن ال منه فشكره على ذلك‬
‫وفيها ف يوم الميس الثامن من ربيع الول من هذه السنة كانت وفاة أب إسحاق ممد العتصم بال بن هارون الرشيد بن الهدي بن النصور‬
‫وهذه ترجته‬
‫هو أمي الؤمني أبو إسحاق ممد العتصم بن هارون الرشيد بن الهدي بن النصور العباسي يقال له الثمن لنه ثامن ولد العباس وأنه ثامن اللفاء من ذريته ومنها أنه فتح ثان فتوحات ومنها‬
‫أنه أقام ف اللفة ثان سني وثانية أشهر وثانية أيام وقيل ويومي وأنه ولد سنة ثاني ومائة ف شعبان وهو الشهر الثامن من السنة وأنه توف وله من العمر ثانية وأربعون سنة ومها أنه خلف‬
‫ثانية بني وثان بنات ومنها أنه دخل بغداد من الشام ف مستهل رمضان سنة ثان عشرة ومائتي بعد استكمال ثانية أشهر من السنة بعد موت أخيه الأمون قالوا وكان أميا ل يسن الكتابة‬
‫وكان سبب ذلك أنه كا يتردد معه إل الكتاب غلم فمات الغلم فقال له أبوه الرشيد ما فعل غلمك قال مات فاستراح من الكتاب فقال الرشيد وقد بلغ منك كراهه الكتاب إل أن تعل‬
‫الوت راحة منه وال يا بن ل تذهب بعد اليوم إل الكتاب فتركوه فكان أميا وقيل بل كان يكتب كتابة ضعيفة وقد أسند الطيب من طريقة عن آبائه حديثي منكرين أحدها ف ذم بن أمية‬
‫ومدح بن العباس من اللفاء والثان ف النهي عن الجامة يوم الميس وذكر بسنده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪296‬‬


‫عن العتصم أن ملك الروم كتب إليه كتابا يتهدده فيه فقال للكاتب اكتب قد قرأت كتابك وفهمت خطابك والواب ما ترى ل ماتسمع وسيعلم الكفار لن عقب الدار قال الطيب غزا‬
‫العتصم بلد الروم ف سنة ثلث وعشرين ومائتي فأنكى نكاية عظيمة ف العدو وفتح عمورية وقتل من أهلها ثلثي ألفا وسب مثلهم وكان ف سبيه ستون بطريقا وطرح النار ف عمورية ف‬
‫سائر نواحيها فأحرقها وجاء بنائبها إل العراق وجاء ببابا أيضا معه وهو منصوب حت الن على أحد أبواب دار اللفة ما يلي السجد الامع ف القصر وروى عن أحد بن أب داؤد القاضي‬
‫أنه قال ربا أخرج العتصم ساعده إل وقال ل عض يا أبا عبد ال بكل ما تقدر عليه فأقول إنه ل تطيب نفسي يا أمي الؤمني ان أعض ساعدك فيقول إنه ل يضرن فأكدم بكل ما أقدر عليه‬
‫فل يؤثر ذلك ف يده ومر يوما ف خرافة أخيه بخيم الند فاذا امرأة تقول ابن ابن فقال لا ما شأنك فقالت ابن أخذه صاحب هذه اليمة فجاء إليه العتصم فقال له أطلق هذا الصب فامته‬
‫عليه فقبض على جسده بيده فسمع صوت عظامه من تت يده ث أرسله فسقط ميتا وأمر بإخراج الصب إل أمه ول ول اللفة كان شهماوله هة عالية ف الرب ومهابة عظيمة ف القلوب‬
‫وإنا كانت نمته ف النفاق ف الرب ل ف البناء ول ف غيه‬
‫وقال أحد أب داؤد تصدق العتصم على يدي ووهب ما قيمته مائة ألف ألف درهم وقال غيه كان العتصم إذا غضب ليبال من قتل ول ما فعل وقال إسحاق بن إبراهيم الوصلي دخلت‬
‫يوما على العتصم وعنده قينة له تغنيه فقال ل كيف تراها فقلت له اراها تقهره بذق وتتله برفق ول ترج من شيء إل إل أحسن منه وف صوتا قطع شذور احسن من نظم الدر على‬
‫النحور فقال وال لصفتك لا أحسن منها ومن غنائها ث قال لبنه هارون الواثق ول عهده منبعده اسع هذا الكلم وقد استخدم العتصم من التراك خلقا عظيما كان له من الماليك الترك‬
‫قريب من عشرين ألفا وملك من آلت الرب والدواب ما ل يتفق لغيه ولا حضرته الوفاة جعل يقول حت إذا فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون وقال لو علمت ان عمري‬
‫قصي مافعلت وقال إن أحدث هذا اللق وجعل يقول ذهبت اليل فلحيلة وروى عنه انه قال ف مرض موته اللهم إن أخافك من قبلي ول أخافك من قبلك وأرجوك من قبلك ول أرجوك‬
‫من قبلي‬
‫كانت وفاته بسر من رأى ف يوم الميس ضحى لسبعة عشرة ليلة خلت من ربيع الول من هذه السنة أعن سنة سبع وعشرين ومائتي وكان مولده يوم الثني لعشر خلون من شعبان سنة‬
‫ثاني ومائة وول اللفة ف رجب سنة ثان عشرة ومائتي وكان أبيض أصهب اللحية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪297‬‬

‫طويل مربوعا مشرب اللون أمه ل ولد اسها ماردة وهو أحد أولد ستة من أولد الرشيد كل منهم اسه ممد وهم ابو إسحاق ممد العتصم وأبو العباس ممد المي وأبو عيسى ممد وأبو‬
‫احد وأبو يعقوب وأبو أيوب قاله هشام بن الكلب وقد ول اللفة بعده ولده هارون الواثق وقد ذكر ابن جرير أن وزيره ممد بن عبد اللك بن الزيات رثاه فقال ‪ ...‬قد فلت إذا غيبوك‬
‫‪ ...‬واسطفقت ‪ ...‬عليك أيدي التراب والطي ‪ ...‬إذهب فنعم الفيظ كنت على الدنيا ‪ ...‬ونعم الظهي للدين ‪ ...‬ل حب ال أمه فقدت ‪ ...‬مثلك إل بثل هارون‬
‫وقا لروان بن أب النوب وهو ابن أخي حفصة‬
‫‪ ...‬أبو إسحاق مات ضحى فمتنا ‪ ...‬وأمسينا بارون حيينا ‪ ...‬لئن جاء الميس با كرهنا ‪ ...‬لقد جاء الميس با هوينا ‪...‬‬
‫خلفة هارون الواثق بن العتصم‬
‫بويع له باللفة قبل موت أبيه يوم الربعاء لثمان خلون من ربيع الول من هذه السنة أعن سنة سبع وعشرين ومائتي ويكن أبا جعفر وأمه أم ولد رومية يقال لا قراطيس وقد خرجت ف‬
‫هذه السنة قاصدة الج فماتت بالية ودفنت بالكوفة ف دار داود بن عيسى وذلك لربع خلون من ذي القعدة من هذه السنة وكان الذي أقام للناس الج فيها حعفر بن العتصم‬
‫وفيها توف ملك الروم نوفيل بن ميخائيل وكانت مدة ملكه ثنت عشرة سنة فملكت الروم بعده إمرأته تدورة وكان ابنها ميخائيل بن توفيل صغيا وفيها توف‬
‫بشر الاف الزاهد الشهور‬
‫وهو بشر بن الارث بن عبد الرحن بن عطاء بن هلل بن ماهان بن عبد ال الورزي أبو نصر الزاهد العروف بالاف نزل بغداد قال ابن خلكان وكان اسم جده عبد ال الغيور أسلم على‬
‫يدي على بن أب طالب قلت وكان مولده ببغداد سنة خسي ومائة وسع با شيئا كثيا من حاد بن زيد وعبد ال بن البارك وابن مهدي ومالك وأب بكر بن عياش وغيهم وعنه جاعة منهم‬
‫أبو خيثمة وزهي بن حرب وسرى السقطى والعباس بن عبد العظيم وممد بن حات قال ممد بن سعيد سع بشرا كثيا ث اشتغل بالعبادة واعتزل الناس ول يدث وقد أثن عليه غي واحد من‬
‫الئمة ف عبادته وزهادته ورعه ونسكه وتقشفه قال المام أحد يوم بلغه موته ل يكن له نظي إل عامر بن عبد قيس ولو تزوج لتم أمره وف رواية عنه أنه قال ما ترك بعده مثله وقال إبراهيم‬
‫الرب ما أخرجت بغداد أت عقل منه ول أحفظ للسانه منه ما عرف له غيبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪298‬‬

‫لسلم وكان ف كل شعرة منه عقل ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلء وما نقص من عقله شيء وذكر غي واحد أن بشرا كان شاطرا ف بدء أمره وأن سبب توبته أنه وجد رقعة‬
‫فيها اسم ال عز وجل ف أتون حام فرفعها ورفع طرفه إل السماء وقال سيدي اسك ههنا ملقى يداس ث ذهب إل عطار فاشترى بدرهم غالية وضمخ تلك الرقعة منها ووضعها حيث ل تنال‬
‫فاحي ال قلبه وألمه رشده وصار إل ما صار إليه من العبادة والزهادة‬
‫من كلمه من أحب الدنيا فليتهيأ للذل وكان بشر يأكل البز وحده فقيل له أما لك أدم فقال بلى أذكر العافية فأجعلها أدما وكان ل يلبس نعل بل يشي حافيا فجاء يوما إل باب فطرقه‬
‫فقيل من ذا فقال بشر الاف فقالت له جارية صغية لو اشترى نعل بدرهم لذهب عنه اسم الاف قالوا وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إل حذاء فطلب منه شراكا لنعله فقال ما أكثر‬
‫كلفتكم يا فقراء على الناس فطرح النعل من يده وخلع الخرى من رجله وحلف ل يلبس نعل أبدا‬
‫قال ابن خلكان وكانت وفاته يوم عاشوراء وقيل ف رمضان ببغداد وقيل برو قلت الصحيح ببغداد ف هذه السنة وقيل ف سنة ست وعشرين والول أصح وال أعلم وحي مات اجتمع ف‬
‫جنازته أهل بغداد عن بكرة ابيهم فأخرج بعد صلة الفجر فلم يستقر ف قبه إل بعد العتمة وكان على الدائن وغيه من أئمة الديث يصيح بأعل صوته ف النازة هذا وال شرف الدنيا قبل‬
‫شرف الخره وقد روى أن الن كانت تنوح عليه ف بيته الذي كان يسكنه وقد رآه بعضهم ف النام فقال ما فعل ال بك فقال غفر ل ولك من أحبن إل يوم القيامة وذكر الطيب أنه كان‬
‫له أخوات ثلث وهن مة ومضغة وزبدة وكلهن عابدات زاهدات مثله وأشد ورعا أيضا ذهبت إحداهن إل المام أحد بن حنبل فقالت إن ربا طفيء السراج وأنا أغزل على ضوء القمر‬
‫فهل على عند البيع أن أميز هذا من هذا فقال إن كان بينهما فرق فميزي للمشتري وقالت له مرة احداهن ربا تر بنا مشاعل بن طاهر ف الليل ونن نغزل فنغزل الطاق والطاقي والطاقات‬
‫فخلصن من ذلك فأمرها أن تتصدق بذلك الغزل كله لا اشتبه عليها من معرفة ذلك القدار وسألته عن أني الريض أفيه شكوى قال ل إنا هو شكوى إل ال عز وجل ث خرجت فقال لبنه‬
‫عبد ال يا بن اذهب خلفها فاعلم ل من هذه الرأة قال عبد ال فذهبت وراءها فإذا هي قد دخلت دار بشر وإذا هي أخته مة‬
‫وروى الطيب أيضا عن زبدة قالت جاء ليلة أخى بشر فدخل برجله ف الدار وبقيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪299‬‬

‫الخرى خارج الدار فاستمر ليلته حت أصبح فقيل له فيم تفكرت ليلتك فقال تفكرت ف بشر النصران وبشر اليهودي وبشر الجوسي وف نفسي لن اسي بشر فقلت ف نفسي ما الذي‬
‫سبق ل من ال حت خصن بالسلم من بينهم فتفكرت ف فضل ال على وحدته أن هدان للسلم وجعلن من خصه به وألبسن لباس أحبابه وقد ترجه ابن عساكر فأطنب وأطيب وأطال‬
‫من غي ملل وقد ذكر له أشعارا حسنة وذكر أنه كان يتمثل بذه البيات ‪ ...‬تعاف القذى ف الاء ل تستطيعه ‪ ...‬وتكرع من حوض الذنوب فتشرب ‪ ...‬وتؤثر من أكل الطعام ألذه ‪ ...‬ول‬
‫‪ ...‬تذكر الختار من أين يكسب ‪ ...‬وترقد يا مسكي فوق نارق ‪ ...‬وف حشوها نار عليك تلهب ‪ ...‬فحت مت ل تستفيق جهالة ‪ ...‬وأنت ابن سبعي بدينك تلعب‬
‫ومن توف فيها أحد بن يونس وإساعيل بن عمرو البجلي وسعيد بن منصور صاحب السنن الشهورة الت ل يشاركه فيها إل القليل وممد بن الصباح الدولب ولن سنن ايضا وأبو الوليد‬
‫الطيالسي وأبو الذيل العلف التكلم العتزل وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وعشرين ومائتي‬
‫ف رمضان منها خلع الواثق على اشناس المي وتوجه وألبسه وشاحي من جوهر وحج بالناس فيها ممد بن داود المي وغل السعر على الناس ف طريق مكة جدا وأصابم حر شديد وهم‬
‫بعرفة ث اعقبه برد شديد ومطر عظيم كل ذلك ف ساعة واحدة ونزل عليهم وهم بن مطر ل ير مثله وسقطت قطعة من البل عند جرة العقبة فقتلت جاعة من الجاج قال ابن جرير وفيها‬
‫مات أبو السن الدائن أحد أئمة هذا الشأن ف منل إسحاق بن إبراهيم الوصلي وحبيب بن أوس الطائي أبو تام الشاعر‬
‫قلت أما أبو السن الدائن فاسه على بن الدائن أجد أئمة هذا الشأن وإمام الخباريي ف زمانه وقد قدمنا ذكر وفاته قبل هذه السنة وأما‬
‫أبو تام الطائي الشاعر‬
‫صاحب الماسة الت جعها ف فضل النساء بمدان ف دار وزيرها فهو حبيب بن أوس بن الارث بن قيس بن الشج بن يي أو تام الطائي الشاعر الديب ونقل الطيب عن ممد بن يي‬
‫الصول أنه حكى عن بعض الناس أنم قالوا أبو تام حبيب بن تدرس النصران فسماه أبوه حبيب أوس بدل تدرس قال ابن خلكان وأصله من قرية جاسم من عمل اليدور بالقرب من طبية‬
‫وكان بدمشق يعمل عند حائك ث سار به إل مصر ف شبيبته وابن خلكان أخذ ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪300‬‬

‫من تاريخ ابن عساكر وقد ترجم له أبو تام ترجة حسنة قال الطيب وهو شامي الصل وكان بصر ف حداثته يسقي الاء ف السجد الامع ث جالس بعض الدباء فاخذ عنهم وكان فطنا‬
‫فهما وكا يب الشعر فلم يزل يعانيه حت قال الشعر فأجاد وشاع ذكره وبلغ العتصم خبه فحمله إليه وهو بسر من رأى فعمل فيه قصائد فاجازه وقدمه على شعراء وقته قد بغداد فجالس‬
‫الدباء وعاشر العلماء وكان موصوفا بالظرف وحسن الخلق وقد روى عنه أحد بن أب طاهر أخبارا بسنده قال ابن خلكان كان يفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غي القصائد‬
‫والقاطيع وغي ذلك وكان يقال ف طيء ثلثة حات ف كرمه وداود الطائي ف زهده وأبو تام ف شعره وقد كان الشعراء ف زمانه جاعة فمن مشاهيهم أبو الشيص ودعبل وابن أب قيس‬
‫وكان أبو تام من خيارهم دينا وأدبا وأخلقا ومن رقيق شعره قوله ‪ ...‬يا حليف الندى ويامعدن الود ‪ ...‬ويا خي من حويت القريضا ‪ ...‬ليت حاك ب وكان لك الجر ‪ ...‬فل تشتكي‬
‫‪ ...‬وكنت الريضا‬
‫وقد ذكر الطيب عن إبراهيم بن ممد بن عرفة أن أبا تام توف ف سنة إحدى وثلثي ومائتي وكذا قال ابن جرير وحكى عن بعضهم أنه توف ف سنةإحدى وثلثي وقيل سنة ثنتي وثلثي‬
‫فال أعلم وكانت وفاته بالوصل وبنيت على قبه قبة وقد رثاه الوزير ممد بن عبد اللك الزيات فقال ‪ ...‬نبأ أتى من أعظم النباء ‪ ...‬لا أل مقلقل الحشاء ‪ ...‬قالوا حبيب قد ثوى بات‬
‫‪ ...‬فأجبتهم ‪ ...‬ناشدتكم لتعلوه الطائي‬
‫وقال غيه‬
‫‪ ...‬فجع القريض بات الشعراء ‪ ...‬وغدير روضتها حبيب الطائي ‪ ...‬مانا معا فتجاورا ف حفرة ‪ ...‬وكذاك كنا قبل ف الحياء ‪...‬‬
‫وقد جع الصول سعر أب تام على حروف العجم قال ابن خلكان وقد امتدح أحد بن العتصم ويقال ابن الأمون بقصيدته الت يقول فيها ‪ ...‬إقدام عمرو ف ساحة حات ‪ ...‬ف حلم أحنف ف‬
‫‪ ...‬ذكاء إياس‬
‫فقال له بعض الاضرين أتقول هذا لمي الؤمني وهو أكب قدرا من هؤلء فإنك مازدت على أن شبهته بأجلف من العرب البوادي فأطرق إطراقه ث رفع رأسه فقال ‪ ...‬ل تنكروا ضرب له‬
‫‪ ...‬من دونه ‪ ...‬مثل شرودا ف الندى والباس ‪ ...‬فال قد ضر قد ضرب القل لنوره ‪ ...‬مثل من الشكاة والنباس‬
‫قال فلما اخذوا القصيدة ل يدوا فيها هذين البيتي وإنا قالما ارتال قال‬
‫ول يعش بعد هذا إل قليل حت مات وقيل إن الليفة أعطاه الوصل لا مدحه بذه القصيدة فأقام با أربعي‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪301‬‬

‫يوما ث مات وليس هذا بصحيح ول أصل له وإن كان قد لج به بعض الناس كالزمشري وغيه وقد أورد له ابن عساكر أشياء من شعره مثل قوله ‪ ...‬ولو كانت الرزاق تري على الجا‬
‫‪ ... ...‬هلكن إذا من جهلهن البهائم ‪ ...‬ول يتمع شرق وغرب لقاصد ‪ ...‬ول الجد ف كف امرى والدراهيم‬
‫ومنه قوله‬
‫‪ ...‬وما أنا بالغيان من دون غرسه ‪ ...‬إذا أنا ل أصبح غيورا على العلم ‪ ...‬طبيب فؤادي مذ ثلثي حجة ‪ ...‬ومذهب هي والفرج للغم ‪...‬‬
‫ر وفيها توف أبو نصر الفاراب والعبسي وأبو الهم ومسدد وداود بن عمرو الضب ويي بن عبد الميد المان‬
‫ث دخلت دخلت سنة تسع وعشرين ومائتي‬
‫فيها أمر الواثق بعقوبة الدواوين وضربم واستخلص الموال منهم لظهور خياناتم وإسرافهم ف أمورهم فمنهم من ضرب ألف سوط وأكثر من ذلك وأقل ومنهم من أخذ منه ألف ألف‬
‫دينار ودون ذلك وجاهر الوزير ممد بن عبد اللك لسائر ولة الشرط بالعداوة فعسفوا وحبسوا ولقوا شرا عظيما وجهدا جهيدا وجلس إسحاق بن إبراهيم للنظر ف أمرهم وأقيموا للناس‬
‫وافتضحوا هم والدواوين فضيحة بليغة وكان سبب ذلك أن الواثق جلس ليلة ف دار اللفة وجلسوا يسمرون عنده فقال هل منكم أحد يعرف سبب عقوبة جدي الرشيد للبامكة فقال‬
‫بعض الاضرين نعم يا أمي الؤمني سبب ذلك أن الرشيد عرضت له جارية فأعجبه جالا فساوم سيدها فيها فقال يا أمي الؤمني إن أقسمت بكل يي أن ل أبيعها بأقل من مائة ألف دينار‬
‫فاشتراها منه با وبعث إل يي بن خالد الوزير ليبعث إليه بالال من بيت الال فاعتل بأنا ليست عنده فأرسل الرشيد إليه يؤنبه ويقول أما ف بيت مال مائة ألف دينار وأل ف طلبها فقال يي‬
‫بن خالد أرسلوها إليه دراهم ليستكثرها ولعله يرد الارية فبعثوا بائة ألف دينار دراهم ووضعوها ف طريق الرشيد وهو خارج إل الصلة فلما اجتاز به رأى كوما من دراهم فقال ما هذا‬
‫قالوا ثن الارية فاستكثر ذلك وأمر بزنا عند بعض خدمه ف دار اللفة وأعجبه جع الال ف حواصله ث شرع ف تتبع أموال بيت الال فاذا البامكة قد استهلكوها فجعل يهم بم تارة يرد‬
‫أخذهم وهلكهم وتارة يجم عنهم حت إذا كان ف بعض الليال سر عنده رجل يقال له أبو العود فأطلق له ثلثي ألفا من الدراهم فذهب إل الوزير يي بن خالد بن برمك فطلبها منه‬
‫فماطله مدة طويلة فلما كان ف بعض الليال ف السمر عرض أبو العود بذلك للرشيد ف قول عمر بن أب ربيعة ‪ ...‬وعدت هند وما كادت تعد ‪ ...‬ليت هذا أنزتنا ما تعد ‪ ...‬واستبدت مرة‬
‫واحدة ‪ ...‬إنا العاجز من ل يستبد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪302‬‬

‫فجعل الرشيد يكرر قوله إنا العاجز من ل يستبد ويعجبه ذلك فلما كان الصباح دخل عليه يي بن خالد فأنشده الرشيد هذين البيتي وهو يستحسنهما ففهم ذلك يي بن خالد وخاف‬
‫وسأل عن من أنشد ذلك للرشيد فقيل له أبو العود فبعث إليه وأعطاه الثلثي ألفا وأعطاه من عنده عشرين ألفا وكذلك ولداه الفضل وجعفر فما كان عن قريب حت أخذ الرشيد البامكة‬
‫وكان من أمرهم ما كان‬
‫فلما سع ذلك الواثق أعجبه ذلك وجعل يكرر قول الشاعر إنا العاجز من ل يستبد ث بطش بالكتاب وهم الدواوين على إثر ذلك وأخذ منهم أموال عظيمة جدا وفيها حج بالناس أمي السنة‬
‫الاضية وهو أمي الجيج ف السنتي الاضيتي‬
‫وفيها توف خلف بن هشام البزار أحد مشاهي القراء وعبد ال بن ممد السندي ونعيم بن حاد الزاعي أحد أئمة السنة بعد أن كان من أكابر الهمية وله الصنفات ف السنن وغيها وبشار‬
‫بن عبد ال النسوب إليه النسخة الكذوبة عنه أو منه ولكنها عالية السناد إليه ولكنها موضوعة‬
‫ث دخلت سنة ثلثي ومائتي‬
‫ف جادي منها خرجت بنو سليم حول الدينة النبوية فعاثوا ف الرض فسادا وأخافوا السبيل وقاتلهم أهل الدينة فهزموا أهلها واستحوذوا على ما بي الدينة ومكة من الناهل والقرى فبعث‬
‫إليهم الواثق بغا الكبي أبا موسى التركي ف جيش فقاتلهم ف شعبان فقتل منهم خسي فارسا وأسر منهم وانزم بقيتهم فدعاهم إل المان وأن يكونوا على حكم أمي الؤمني فاجتمع إليه‬
‫منهم خلق كثي فدخل بم الدينة وسجن رؤسهم ف دار يزيد بن معاوية وخرج إل الج ف هذه السنة وشهد معه الوسم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب نائب العراق وفيها حج بالناس ممد‬
‫بن داود التقدم وفيها توف‬
‫عبد ال بن طاهر بن السي‬
‫نائب خراسان وما والها وكان خراج ماتت يده ف كل سنة ثانية وأربعي ألف ألف درهم فول الواثق مكانه ابنه طاهر وتوف قبله أشناس التركي بتسعة أيام يوم الثني لحدى عشرة ليلة‬
‫خلت من شهر ربيع الول من هذه السنة وقال ابن خلكان توف سنة ثان وعشرين برو وقيل بنيسابور وكان كريا جوادا وله شعر حسن وقد ول نيابة مصر بعد العشرين ومائتي وذكر‬
‫الوزير أبو القاسم بن العزى أن البطيخ العبدلوي الذي بصر منسوب إل سد ال بن طاهر هذا قال ابن خلكان لنه كان يستطيبه وقيل لن أول من زرعه هناك وال أعلم ومن جيد شعره‬
‫اغتفر زلت لتحرز فضل الش ‪ ...‬كر من ول يفوتك أجري ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪303‬‬

‫‪ ...‬ل تكلن إل التوسل بالعذر ‪ ...‬لعلي ان ل أقوم بعذري‬


‫ومن شعره قوله‬
‫نن قوم يليننا الد والنحر ‪ ...‬على أننا نلي الديدا ‪ ...‬طوع ايدي الصبا تصيدنا العي ‪ ...‬ومن شأننا نصيد السودا ‪ ...‬نلك الصيد ث تلكنا البيض ‪ ...‬الضيئات أعينا وخدودا ‪... ...‬‬
‫‪ ...‬تتقي سخطنا السود ونشى ‪ ...‬سقط الشف حي تبدي القعودا ‪ ...‬فترانا يوم الكريهة أحرا ‪ ...‬را وف السلم للغوان عبيدا‬
‫قال ابن خلكان وكان خزاعيا من موال طلحة الطلحات الزاعي وقد كان أبو تام يدحه فدخل إليه مرة فأضافه اللح بمدان فصنف له كتاب الماسة عند بعض نسائه ولا وله الأمون نيابة‬
‫الشام ومصر صار إليها وقد رسم له با ف ديار مصر من الواصل فحمل إليه وهو ف أثناء الطريق ثلثة آلف ألف دينار ففرقها كلها ف ملس واحد وأنه لا واجه مصر نظر إليها فاحتقرها‬
‫وقال قبح ال فرعون ما كان أخسه وأضعف هته حي تبجح وتعاظم بلك هذه القرية وقال أنا ربكم العلى وقال أليس ل ملك مصر فكيف لو راى بغداد وغيها‬
‫وفيها توف على بن جعد الوهري وممد بن سعد كاتب الواقدي مصنف كتاب الطبقات وغيه وسعيد بن ممد الرمي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي ومائتي‬
‫فيها وقعت مفاداة السارى السلمي الذين كانوا ف أيدي الروم على يدي المي خاقان الادم وذلك ف الحرم من هذة السنة وكان عدة الساري أربعة وثلثمائة واثني وستي أسيا‬
‫وفيها كان مقتل أحد بن نصر الزاعي رحه ال وأكرم مثواه‬
‫وكان سبب ذلك أن هذا الرجل وهو أحد بن نصر بن مالك بن اليثم الزاعي وكان جده مالك ابن اليثم من أكب الدعاة إل دولة بن العباس الذين قتلوا ولده هذا وكان أحد بن نصر هذا‬
‫له وجاهة ورياسة وكان أبوه نصر بن مالك يغشاه أهل الديث وقد بايعه العامة ف سنة إحدى ومائتي على القيام بالمر والنهي حي كثرت الشطار والدعار ف غيبة الأمون عن بغداد كما‬
‫تقدم ذلك وبه تعرف سويقة نصر ببغداد وكان أحد بن نصر هذا من أهل العلم والديانة والعمل الصال والجتهاد ف الي وكان من أئمة السنة المرين بالعروف والناهي عن النكر وكان‬
‫من يدعو إل القول بأن القرآن كلم ال منل غي ملوق وكان الواثق من أشد الناس ف القول بلق القرآن يدعو إليه ليل ونارا سرا وجهارا اعتمادا على ما كان عليه أبوه قبله وعمه‬
‫الامون من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪304‬‬

‫غي دليل ول برهان ولحجة ول بيان ول سنة ول قرآن فقام أحد بن نصر هذا يدعو إل ال وإل المر بالعروف والنهي عن النكر والقول بأن القرآن كلم ال منل غي ملوق ف أشياء‬
‫كثية دعا الناس إليها فاجتمع عليه جاعة من أهل بغداد والتف عليه من اللوف أعداد وانتصب للدعوة إل أحد بن نصر هذا رجلن وها أبو هارون السراج يدعو أهل الانب الشرقي‬
‫وآخر يقال له طالب يدعو أهل الانب الغرب فاجتمع عليه من اللئق ألوف كثية وجاعات غزيرة فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لحد بن نصر الزاعي ف السي على‬
‫القيام بالمر بالعروف والنهي عن النكر والروج على السلطان لبدعته ودعوته إل القول بلق القرآن ولا هو عليه وأمراؤه وحاشيته من العاصي والفواحش وغيها فتواعدوا على أنم ف‬
‫الليلة الثالثة من شعبان وهي ليلة المعة يضرب طبل ف الليل فيجتمع الذين بايعوا ف مكان اتفقوا عليه وأنفق طالب وأبو هارون ف أصحابه دينارا دينارا وكان من جلة من أعطوه رجلن من‬
‫بن أشرس وكانا يتعاطيان الشراب فلما كانت ليلة الميس شربا ف قوم من أصحابم واعتقدا أن تلك الليلة هي ليلة الوعد وكان ذلك قبله بليلة فقاما يضربان على طبل ف الليل ليجتمع‬
‫إليهما الناس فلم يئ أحد وانرم النظام وسع الرس ف الليل فأعلموا نائب السلطنة وهو ممد بن إبراهيم بن مصعب وكان نائبا لخيه إسحاق بن إبراهيم لغيبته عن بغداد فأصبح الناس‬
‫متخبطي واجتهد نائب السلطنة على إحضار ذينك الرجلي فأحضرا فعاقبهما فأقرا على أحد بن نصر فطلبه وأخذ خادما له فاستقره فأقر با أقر به الرجلن فجمع جاعة من رؤس أصحاب‬
‫أحد بن نصر معه وأرسل بم إل الليفة بسر من رأى وذلك ف آخر شعبان فأحضر له جاعة من العيان وحضر القاضي أحد بن أب داؤد العتزل وأحضر أحد بن نصر ول يظهر منه على‬
‫أحد بن نصر ول يظهر منه على احد ابن نصر عتب فلما أوقف أحد بن نصر بي يدي الواثق ل يعاتبه على شيء ما كان منه ف مبايعته العوام على المر بالعروف والنهي عن النكر وغيه بل‬
‫أعرض عن ذلك كله وقال له ما تقول ف القرآن فقال هو كلم ال قال أملوق هو قال هو كلم ال وكان أحد بن نصر قد استقتل وباع نفسه وحضر وقد تنط وتنور وشد على عورته ما‬
‫يسترها فقال له فما تقول ف ربك أتراه يوم القيامة فقال يا أمي الؤمني قد جاء القرآن والخبار بذلك قال ال تعال وجوه يومئذ ناضرة إل ربا ناظرة وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم (‬
‫إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر ل تضامون ف رؤيته ) فنحن على الب زاد الطيب قال الواثق ويك أيرى كما يرى الحدود التجسم ويويه مكان ويصره الناظر أنا أكفر برب هذه‬
‫صفته قلت‬
‫وما قاله الواثق ل يوز ول يلزم ول يرد به هذا الب الصحيح وال أعلم ث قال أحد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪305‬‬

‫نصر للواثق وحدثن سفيان بديث يرفعه ( إن قلب ابن آدم بأصبعي من أصابع ال يقلبه كيف شاء ) وكان النب صلى ال عليه وسلم يقول ( يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك ) فقال‬
‫له إسحاق بن إبراهيم ويك انظر ما تقول فقال أنت أمرتن بذلك فأشفق إسحاق من ذلك وقال أنا أمرتك قال نعم أنت أمرتن أن أنصح له فقال الواثق لن حوله ما تقولون ف هذا الرجل‬
‫فأكثروا القول فيه فقال عبد الرحن بن إسحاق وكان قاضيا على الانب الغرب فعزل وكان موادا لحد بن نصر قبل ذلك يا أمي الؤمني هو حلل الدم وقال أبو عبد ال الرمن صاحب‬
‫أحد بن أب داؤد اسقن دمه يا أمي الؤمني فقال الواثق لبد أن يأت ما تريد وقال ابن أب دؤاد هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل فقال الواثق إذا رأيتمون قمت إليه فل يقومن‬
‫أحد معي فإن أحتسب خطاى ث نض إليه بالصمصامة وقد كانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي أهديت لوسى الادي ف أيام خلفته وكانت صفيحة مسحورة ف أسفلها مسمورة‬
‫بسامي فلما انتهي إليه ضربه با على عاتقه وهو مربوط ببل قد أوقف على نطع ث ضربه أخرى على رأسه ث طعنه بالصمصامة ف بطنه فسقط صريعا رحه ال على النطع ميتا فانا ل وإنا إليه‬
‫راجعون رحه ال وعفا عنه ث انتضى سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه وحز رأسه وحل معترضا حت أتى به الظية الت فيها بابك الرمي فصلب فيها وف رجليه زوج قيود وعليه سراويل‬
‫وقميص وحل رأسه إل بغداد فنصب ف الانب الشرقي أياما وف الغرب اياما وعنده الرس ف الليل والنهار زف أذنه رقعة مكتوب فيها هذا رأس الكافر الشرك الضال أحد بن نصر الزاعي‬
‫من قتل على يدي عبد ال هارون المام الواثق بال أمي الؤمني بعد أن أقام عليه الجة ف خلق القرآن ونفي التشبيه وعرض عليه التوبة ومكنه من الرجوع إل الق فأب إل العاندة‬
‫والتصريح فالمد ل الذي عجله إل ناره وأليم عقابه بالكفر فاستحل بذلك أمي الؤمني دمه ولعنه‬
‫ث أمر الواثق بتتبع رؤس أصحابه فأخذ منهم نوا من تسع وعشرين رجل فأودعوا ف السجون وسوا الظلمة ومنعوا أن يزورهم أحد وقيدوا بالديد ول ير عليهم شيء من الرزاق الت‬
‫كانت تري على الحبوسي وهذا ظلم عظيم‬
‫وقد كان أحد بن نصر هذا من أكابر العلماء العاملي القائمي بالمر بالعروف والنهي عن النكر وسع الديث من حاد بن زيد وسفيان بن عيينة وهاشم بن بشي وكانت عنده مصنفاته كلها‬
‫وسع من المام مالك بن أنس أحاديث جيدة ول يدث بكثي من حديثه وحدث عنه أحد بن إبراهيم الدورقي وأخوه يعقوب بن إبراهيم ويي بن معي وذكره يوما فترحم عليه وقال قد ختم‬
‫ال له بالشهادة وكان ل يدث ويقول إن لست أهل لذلك وأحسن يي بن معي الثناء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪306‬‬

‫عليه جدا وذكره المام أحد بن حنبل يوما فقال رحه ال ما كان أسخاه بنفسه ل لقد جاد بنفسه له وقال جعفر بن ممد الصائغ بصرت عيناي وإل فقئتا وسعت أذناي وإل فصمتا أحد ابن‬
‫نصر الزاعي حي ضربت عنقه يقول رأسه ل إله إل ال وقد سعه بعض الناس وهو مصلوب على الذع ورأسه يقرأ ال أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون قال فاقشعر‬
‫جلدي ورآه بعضهم ف النوم فقال له مافعل بك ربك فقال ما كانت إل غفوة حت لقيت ال عز وجل فضحك إل ورأى بعضهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام ومعه أبو بكر وعمر‬
‫قد مروا على الذع الذي عليه رأس أحد بن نصر فلما جاوزوه أعرض رسول ال صلى ال عليه وسلم بوجهه الكري عنه فقيل له يارسول ال مالك أعرضت عن أحد بن نصر فقال‬
‫( ( أعرضت عنه استحياء منه حي قتله رجل يزعم أنه من أهل بيت‬
‫ول يزل رأسه منصوبا من يوم الميس الثامن والعشرين من شعبان من هذه السنة أعن سنة إحدى وثلثي ومائتي إل بعد عيد الفطر بيوم أو يومي من سنة سبع وثلثي ومائتي فجمع بي‬
‫رأسه وجثته ودفن بالانب الشرقي من بغداد بالقبة العروفة بالالكية رحه ال وذلك بأمر التوكل على ال الذي ول اللفة بعد أخيه الواثق وقد دخل عبد العزيز بن يي الكتائي صحاب‬
‫كتاب اليدة على التوكل وكان من خيار اللفاء لنه أحسن الصنيع لهل السنة بلف أخيه الواثق وأبيه العتصم وعمه الأمون فإنم أساؤا إل أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلل من‬
‫العتزلة وغيهم فأمره أن ينل جثة ممد بن نصر ويدفنه ففعل وقد كان التوكل يكرم المام أحد بن حنبل إكراما زائدا جدا كما سيأت بيانه ف موضعه والقصود أن عبد العزيز صاحب‬
‫كتاب اليدة قال للمتوكل يا أمي الؤمني ما رأيت أو مارئى أعجب من أمر الواثق قتل أحد بن نصر وكان لسانه يقرأ إل أن دفن فوجل التوكل من كلمه وساءه ما سع ف أخيه الواثق فلما‬
‫دخل عليه الوزير ممد بن عبد اللك بن الزيات قال له التوكل ف قلب شيء من قتل أحد بن نصر فقال يا أمي الؤمني أحرقن ال بالنار إن قتله أمي الؤمني الواثق إل كافرا ودخل عليه‬
‫هرثة فقال له ف ذلك فقال قطعن ال إربا إربا إن قتله إل كافرا ودخل عليه القاضي أحد بن أب داؤد فقال له مثل ذلك فقال ضربن ال بالفال إن قتله الواثق إل كافرا قال التوكل فأما ابن‬
‫الزيات فأنا أحرقته بالنار وأما هرثة فانه هرب فاجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رجل من الي فقال يا معشر خزاعة هذا الذي قتل ابن عمكم أحد بن نصر فقطعوه فقطعوه إربا إربا وأما ابن أب‬
‫دؤاد فقد سجنه ال ف جلده يعن بالفال ضربه ال قبل موته بأربع سني وصودر من صلب ماله بال جزيل جدا كما سيأت بيانه ف موضعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪307‬‬

‫وروى أبو داود ف كتاب السائل عن أحد بن إبراهيم الدورقي عن أحد بن نصر قال سألت سفيان بن عيينة ( القلوب بي إصبعي من أصابع ال وإن ال يضحك من يذكره ف السواق )‬
‫فقال اروها كما جاءت بل كيف‬
‫وفيها أراد الواثق أن يج واستعد فذكر له أن الاء بالطريق قليل فترك الج عامئذ‬
‫وفيها تول جعفر بن دينار نائب اليمن فسار إليها ف أربعة آلف فارس وفيها عدا قوم من العامة على بيت الال فأخذوا منه شيئا من الذهب والفضة فأخذوا وسجنوا وفيها ظهر خارجي ببلد‬
‫ربيعة فقاتله نائب الوصل فكسره وانزم أصحابه وفيها قدم وصف الادم بماعة من الكراد نو من خسمائة ف القيود كانوا قد أفسدوا ف الطرقات وقطعوها فأطلق الليفة لوصيف الادم‬
‫خسة وسبعي ألف دينار وخلع عليه وفيها قدم خاقان الادم من بلد الروم وقد ت الصلح والفاداة بينه وبي الروم وقدم معه جاعة من رؤس الثغور فأمر الواثق بإمتحانم بلق القرآن وأن ال‬
‫ل يرى ف الخرة وأمر الواثق أيضا بإمتحان السارى الذين فودوا من أسر الفرنج بالقول بلق القرآن وأن ال ل يرى ف الخره فمن أجاب [ إل القول بلق القرآن وأن ال ل يرى ف‬
‫الخرة فودى وإل ترك ف أيدي الكفار وهذه بدعة صلعاء شنعاء عمياء صماء ل مستند لا من كتاب ول سنة ول عقل صحيح بل الكتاب والسنة والعقل الصحيح بلفها كما هو مقرر ف‬
‫[ موضعه وبال الستعان‬
‫وكان وقوع الفاداة عند نر يقال له اللمس عند سلوقية بالقرب من طرسوس فبدل كل مسلم أو مسلمة ف أيدي الروم أو ذمي أو ذمية كان تت عقد السلمي أسي من الروم كان بأيدي‬
‫السلمي من ل يسلم فنصبوا جسرين على النهر فإذا أرسل الروم مسلما أو مسلمة ف جسرهم فانتهى إل السلمي كب وكب السلمون ث يرسل السلمون أسيا من الروم على جسرهم فإذا‬
‫انتهى إليهم تكلم بكلم بشبه التكبي أيضا ول يزالوا كذلك مدة أربعة أيام بدل كل نفس نفس ث بعي مع خاقان جاعة من الروم السارى فأطقهم للروم حت يكون له الفضل عليهم‬
‫قال ابن جرير وفيها مات السن بن السي أخو طاهر بطبستان ف شهر رمضان وفيها مات الطاب بن وجه الفلس وفيها مات أبو عبد ال بن العراب الرواية يوم الربعاء لثلث عشرة‬
‫خلت من شعبان وهو ابن ثاني سنة وفيها ماتت أم أبيها بنت موسى أخت على بن موسى الرضا وفيها مات مارق الغن وأبو نصر أحد بن حات راوية الصمعي وعمرو بن أب عمرو الشيبان‬
‫وممد بن سعدان النحوي قلت ومن توف فيها أيضا أحد نصر الزاعي كما تقدم وإبراهيم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪308‬‬


‫ابن ممد بن عرعرة وأمية بن بسطام وأبو تام الطائي ف قول والشهور ما تقدم وكامل بن طلحة وممد بن سلم المحي وأخوه عبد الرحن وممد بن منهال الضرير وممد بن منهال أخو‬
‫حجاج وهارون بن معروف والبويطي صاحب الشافعي مات ف السجن مقيدا على القول بلق القرآن فامتنع من ذلك ويي بن بكي راوي الوطأ عن مالك‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثلثي ومائتي‬
‫فيها عاثت قبيلة يقال لا بنو ني باليمامة فسادا فكتب الواثق إل بغا الكبي وهو مقيم بأرض الجاز فحاربم مقتل منهم جاعة وأسر منهم آخرين وهزم بقيتهم ث التقى مع بن تيم وهو ف‬
‫ألفي فارس وهم ثلثة آلف فجرت بينهم حروب ث كان الظفر له عليهم آخرا وذلك ف النصف من جادي الخره ث عاد بعد ذلك إل بغداد ومعهم من أعيان رؤسهم ف القيود والسر‬
‫جاعة وقد فقد من أعيانم ف الواقع ما ينيف على ألفي رجل من بن سليم وني ومرة وكلب وفزارة وثعلبه وطى وتيم وغيهم وف هذه السنة أصاب الجيج ف رجوعهم عطش شديد حت‬
‫بيعت الشربة بالدناني الكثية ومات خلق كثي من العطش وفيها أمر الواثق بترك حباية أعشار سفن البحر وفيها كانت وفاة الليفة الواثق بن ممد العتصم ابن هارون الرشيد أب جعفر‬
‫هارون الواثق كان هلكه ف ذي الجة من هذه السنة بعلة الستسقاء فلم يقدر على حضور العيد عامئذ فاستناب ف الصلة بالناس قاضيه أحد بن أب داؤد اليادي العتزل توف لست بقي‬
‫من ذي الجة وذلك أنه قوى به الستسقاء فأفعد ف تنور قد أحى له بيث يكنه اللوس فيه ليسكن وجعه فلن عليه بعض الشيء اليسي فلما كان من الغد أمر بأن يمى أكثر من العادة‬
‫فأجلس فيه ث أخرج فوضع ف مفة فحمل فيها وحوله أمراؤه ووزراؤه وقاضيه فمات وهو ممول فيها فما شعروا حت سقط جبينه على الحفة وهو ميت فغمض القاضي عينيه بعد سقوط‬
‫جبينه وول غسله والصلة عليه ودفنه ف قصر الادي عليهما من ال ما يستحقانه وكان أبيض اللون مشربا حرة جيل النظر خبيث القلب حسن السم سيء الطوية قات العي اليسرى فيها‬
‫نكته بضياء وكان مولده سنة ست وتسعي ومائة بطريق مكة فمات وهو ابن ست وثلثي سنة ومدة خلفته خس سني وتسعة أشهر وخسة أيام وقيل سبعة أيام وثنت عشرة ساعة فهكذا أيام‬
‫أهل الظلم والفساد والبدع قليلة قصية وقد جع الواثق أصحاب النجوم ف زمانه حي اشتدت علته وإنا اشتدت بعد قتله أحد بن نصر الزاعي ليلحقه إل بي يدي ال فلما جعهم أمرهم‬
‫أن ينظروا ف مولده وما تقتضيه صناعة النجوم كم تدوم أيام دولته فاجتمع عنده من رؤسهم جاعة منهم السن بن سهل والفضل ابن إسحاق الاشي وإساعيل بن نوبت وممد بن موسى‬
‫الوارزمي الجوسي القطر بلى وسند‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪309‬‬

‫صاحب ممد بن اليثم وعامة من ينظر ف النجوم فنظروا ف مولده وما يقتضيه الال عندهم فأجعوا على أنه يعيش ف اللفة دهرا طويل وقدروا له خسي سنة مستقبلة من يوم نظروا نظر‬
‫من ل يبصر فإنه ل يعش بعد قولم وتقديرهم إل عشرة أيام حت هلك ذكره المام أبو جعفر بن جرير الطبى رحه ال‬
‫قال ابن جرير وذكر السي بن الضحاك أنه شهد الواثق بعد أن مات العتصم بأيام وقد قعد ملسا كان أول ملس قعده وكان أول ما غن به ف ذلك الجلس أن غنته شاربة جارية إبراهيم‬
‫بن الهدي‬
‫‪ ...‬ما درى الاملون يوم استقلوا ‪ ...‬نعشه للثواء أم للقاء ‪ ...‬فيلقل فيك باكياتك ماشئن ‪ ...‬صياحا ف وقت كل مساء ‪...‬‬
‫قال فبكى وبكينا حت شغلنا البكاء عن جيع ما كنا فيه ث اندفع بعضهم يغن‬
‫‪ ...‬ودع هريرة إن الركب مرتل ‪ ...‬وهل تطيق وداعاأيها الرجل ‪...‬‬
‫فازداد بكاؤه وقال ما سعت كاليوم قط تعزية بأب وبغى نفس ث ارفض ذلك الجلس وروى الطيب أن دعبل بن على الشاعر لا تول الواثق عمد إل طومار فكتب فيه أبيات شعر ث جاء‬
‫إل الاجب فدفعه إليه وقال اقرأ أمي الؤمني السلم وقل هذه أبيات امتدحك با دعبل فلما فضها الواثق إذا فيها‬
‫المد ل لصب ول جدل ‪ ...‬ول عزاء إذا أهل الوى رقدوا ‪ ...‬خليفة مات ل يزن له أحد ‪ ...‬وآخر قام ل يفرح به أحد ‪ ...‬فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ‪ ...‬وقام هذا فقام الويل والنكد ‪...‬‬
‫‪...‬‬
‫قال فتطلبه الواثق بكل ما يقدر عليه من الطلب فلم يقدر عليه حت مات الواثق وروى أيضا أنه لا استخلف الواثق ابن أب داود على الصلة ف يوم العيد ورجع إليه بعد أن قضاها قال له‬
‫كيف كان عيدكم يا أبا عبدال قال كنا ف نار ل شس فيه فضحك وقال يا أبا عبدال أنا مؤيد بك قال الطيب وكان ابن أب داؤد استول على الواثق وحله على التشديد ف الحنة ودعا‬
‫الناس إل القول بلق القرآن قال ويقال إن الواثق رجع عن ذلك قبل موته فأخبن عبدال ابن أب الفتح أنبأ أحد بن إبراهيم بن السن ثنا إبراهيم بن ممد بن عرفة حدثن حامد بن العباس‬
‫عن رجل عن الهدي أن الواثق مات وقد تاب من القول بلق القرآن وروى أن الواثق دخل عليه يوما مؤدبه فأكرمه إكراما كثيا فقيل له ف ذلك فقال هذا أول من فتق لسان بذكر ال‬
‫وأدنان برحة ال وكتب إليه بعض الشعراء‬
‫جذبت دواعي النفس عن طلب الغن ‪ ...‬وقلت لا عفي عن الطلب النر ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪310‬‬

‫‪ ...‬فإن أمي الؤمني بكفه ‪ ...‬مدار رحا الرواق دائبه تري‬


‫فوقع له ف رقعته جذبتك نفسك عن امتهانا ودعنط إل صونا فخذها ما طلبته هينا وأجزل له العطاء ومن شعره قوله‬
‫‪ ...‬هي القادير تري ف أعنتها ‪ ...‬فاصب فليس لا صب على حال ‪...‬‬
‫ومن شعر الواثق قوله‬
‫‪ ...‬تنح عن القبيح ول ترده ‪ ...‬ومن أوليته حسنا فزده ‪ ...‬ستكفى من عدوك كل كيد ‪ ...‬إذا كاد العدو ول تكده ‪...‬‬
‫وقال القاضي يي بن أكثم ما أحسن أحد من خلفاء بن العباس إل آل أب طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقي ولا احتضر جعل يردد هذين البيتي‬
‫‪ ...‬الوت فيه جيع اللق مشترك ‪ ...‬ل سوقة منهم يبقى ول ملك ‪ ...‬ما ضر أهل قليل ف تفارقهم ‪ ...‬وليس بغن عن الملك ماملكوا ‪...‬‬
‫ث أمر بالبسط فطويت ث ألصق خده بالرض وجعل يقول يامن ل يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه وقال بعضهم لا احتضر الواثق ونن حوله غشى عليه فقال بعضنا لبعض انظروا هل‬
‫قضى قال فدنوت من بيهم إليه لنظر هل هدأ نفسه فأفاق فلحظ إل بعينه فرجعت القهقري خوفا منه فتعلقت قائمة سيفي بشيء فكدت أن أهلك فما كان عن قريب حت مات وأغلق عليه‬
‫الباب الذي هو فيه بقي فيه وحده واشتغلوا عن تهيزه بالبيعة لخيه جعفر التوكل وجلست أنا أحرس الباب فسمعت حركة من داخل البيت فدخلت فإذا جرد قد أكل عينه الت لظ إل با‬
‫وما كان حولا من الدين‬
‫وكانت وفاته بسر من رأى الت كان يسكنها ف القصر الارون ف يوم الربعاء لست بقي من ذي الجة من هذه السنة أعن سنة ثنتي وثلثي ومائتي عن ست وثلثي سنة وقيل ثنتي‬
‫وثلثي سنة وكانت خلفته خس سني وتسعة أشهر وخسة أيام وقيل خس سني وشهران وإحد وعشرين يوما وصلى عليه أخوه جعفر التوكل على ال وال أعلم‬
‫خلفة التوكل على ال جعفر بن العتصم‬
‫بويع له باللفة بعد أخيه الواثق وقت الزوال من يوم الربعاء لست بقي من ذي الدة وكانت التراك قد عزموا على تولية ممد بن الواثق فاستصغروه فتركوه وعدلوا إل جعفر هذا وكان‬
‫عمره إذ ذاك ستا وعشرون سنة وكان الذي ألبسه خلعة اللفة أحد بن أب داؤد القاضي وكان هو أول من سلم عليه باللفة وبايعه الاصة والعامة وكانوا قد اتفقوا على تسميته بالنتصر‬
‫بال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪311‬‬

‫إل صبيحة يوم المعة فقال ابن أب داؤد رأيت أن يلقب بالتوكل على ال فاتفقوا على ذلك وكتب إل الفاق وأمر بعطاء الشاكرية من الند ثانية شهور وللمغاربة أربعة شهور ولغيهم‬
‫ثلثة شهور واستبشر الناس به وقد كان التوكل رأى ف منامه ف حياة أخيه هارون الواثق كأن شيئا نزل عليه من السماء مكتوب فيه جعفر التوكل على ال فعبه فقيل له هي اللفة فبلغ‬
‫ذلك أخاه الواثق فسجنه حينا ث أرسله‬
‫وفيها حج بالناس أمي الجيج ممد بن داود وفيها توف الكم بن موسى وعمرو بن ممد الناقد‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي ومائتي‬
‫ف يوم الربعاء سابع صفر منها أمر الليفة التوكل على ال بالقبض على ممد بن عبد اللك ابن الزيات وزير الواثق وكان التوكل يبغضه لمور منها أن أخاه الواثق غضب على التوكل ف‬
‫بعض الوقات وكان ابن الزيات يزيده غضبا عليه فبقي ذلك ف نفسه ث كان الذي استرضى الواثق عليه أحد بن أب داؤد فحظى بذلك عنده ف أيام ملكه ومنها أن ابن الزيات كان قد أشار‬
‫بلفة ممد بن الواثق بعد أبيه ولف عليه الناس وجعفر التوكل ف جنب دار اللفة ل يلتفت إليه ول يتم المر إل لعفر التوكل على ال رغم أنف ابن الزيات فلهذا أمر بالقبض عليه سريعا‬
‫فطلبه فركب بعد غدائه وهو يظن أن الليفة بعث إليه فانتهى به الرسول إل دار إيتاخ أمي الشرطة فاحتيط به وقيد وبعثوا ف الال إل داره فأخذ جيع ما فيها من الموال واللل والواهر‬
‫والواصل والواري والثاث ووجدوا ف ملسه الاص به آلت الشرب وبعث التوكل ف الال أيضا إل حواصله بسامرا وضياعه وما فيها فاحتاط عليها وأمر به أن يعذب ومنعوه من‬
‫الكلم وجعلوا يساهرونه كلما أراد الرقاد نس بالديد ث وضعه بعد ذلك كله ف تنور من خشب فيه مسامي قائمة ف أسفله فأقيم عليها ووكل به من ينعه من القعود والرقاد فمكث‬
‫كذلك أياما حت مات وهو كذلك ويقال إنه أخرج من التنور وفيه رمق فضرب على بطنه ث على ظهره حت مات وهو تت الضرب ويقال إنه أحرق ث دفعت جثته إل أولده فدفنوه‬
‫فنبشت عليه الكلب فأكلت ما بقي من لمه وجلده وكانت وفاته لحدى عشرة من ربيع الول منها وكان قيمة ما وجد له من الواصل نوا من تسعي ألف دينار وقد قدمنا أن التوكل‬
‫سأله عن قتل أحد بن نصر الزاعي فقال يا أمي الؤمني أحرقن ال بالنار إن قتله الواثق إل كافرا قال التوكل فأنا أحرقته بالنار‬
‫وفيها ف جادي الول منها بعد مهلك ابن الزيات فلج أحد بن أب داؤد القاضي العتزل فلم يزل مفلوجا حت مات بعد أربع سني وهو كذلك كما دعا على نفسه حي سأله التوكل عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪312‬‬

‫قتل حد بن نصر كما تقدم ث غضب التوكل على جاعة من الداواوين والعمال وأخذ منهم أموال جزيلة جدا وفيها ول التوكل ابنه ممد النتصر الجاز واليمن وعقد له على ذلك كله ف‬
‫رمضان منها‬
‫وفيها عمد ملك الروم ميخائيل بن ترفيل ال امه تدورة فأقامها بالشمس والزمها الدير وقتل الرجل الذي‬
‫اتمها به وكان ملكها ست سني وفيها حج بالناس ممد بن داود امي مكة وفيها توف ابراهيم بن الجاج الشامي وحيان بن موسى العرب وسليمان بن عبد الرحن الدمشقي وسهل بن‬
‫عثمان العسكري وممد بن ساعة القاضي وممد بن عائد الدمشق صاحب الغازي ويي القابري ويي بن معي أحد أئمة الرح والتعديل وأستاذ أهل هذه الصناعة ف زمانه‬
‫ث دخلت سنة أربع وثلثي ومائتي‬
‫فيها خرج ممد بن البعيث بن حلبس عن الطاعة ف بلد أذربيجان وأظهر أن التوكل قد مات والتف عليه جاعة من أهل تلك الرساتيق ولأ إل مدينة مرند فحصنها وجاءته البعوث من كل‬
‫جانب وأرسل إليه التوكل جيوشا يتبع بعضها بعضا فنصبوا على بلده الانيق من كل جانب وحاصروه ماصرة عظيمة جدا وقاتلهم مقاتلة هائلة وصب هو وأصحابه صبا بليغا وقدم بغا‬
‫الشراب لحاصرته فلم يزل به حت أسره واستباح أمواله وحريه وقتل خلقا من رؤس أصحابه وأسر سائرهم وانسمت مادة البعيث وف جادي الول منها خرج التوكل إل الدائن‬
‫وفيها حج ايتاخ أحد المراء الكبار وهو وال مكة ودعى له على النابر وقد كان ايتاخ هذا غلما خزريا طباخا وكان لرجل يقال له سلم البرش فاشتراه منه العتصم ف سنة تسع وتسعي‬
‫ومائة فرفع منلته وحظي عنده وكذلك الواثق من بعده ضم إليه أعمال كثية وكذلك عامله التوكل وذلك لفروسيته ورجولته وشهامته ولا كان ف هذه السنة شرب ليلة مع التوكل فعربد‬
‫عليه التوكل فهم ايتاخ بقتله فلما كان الصباح اعتذر التوكل إليه وقال له أنت أب وأنت ربيتن ث دس إليه من يشي إليه بأن يستأذن للحج فاستأذن له وأمره على كل بلدة يل با وخرج‬
‫القواد ف خدمته إل طريق الج حي خرج ووكل التوكل الجابة لوصيف الادم عوضا عن ايتاخ وحج بالناس فيها ممد بن داود أمي مكة وهو أمي الجيج من سني متقدمة‬
‫وفيها توف أبو خثيمة زهي بن حرب وسليمان بن داود الشاركون أحد الفاظ وعبد ال ابن ممد النفيلي وأبو ربيع الزهران وعلى بن عبد ال بن جعفر الدن شيخ البخاري ف صناعة‬
‫الديث وممد بن عبد ال بن ني وممد بن أب بكر القدمي والعافا الرسيغي ويي بن يي الليثي راوي الوطأ عن مالك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪313‬‬

‫( ث دخلت سنة خس وثلثون ومائتي )‬


‫ف جادي الخرة منها كان هلك إيتاخ ف السجن وذلك أنه رجع من الج فتلقته هدايا الليفة فلما اقترب يريد دخول سامرا الت فيها التوكل بعث إليه إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد عن‬
‫أمر الليفة يستدعيه إليها ليتلقاه وجوه الناس وبن هاشم فدخلها ف أبة عظيمة فقبض عليه إسحاق بن إبراهيم وعلى ابنيه مظفر ومنصور وكاتبيه سلمان بن وهب وقدامه بن زياد النصران‬
‫فأسلم تت العقوبة وكان هلك ايتاخ بالعطش وذلك أنه أكل أكل كثيا بعد جوع شديد ث استقى الاء فلم يسقى حت مات ليلة الربعاء لمس خلون من جادي الخرة منها ومكث ولداه‬
‫ف السجن مدة خلفة التوكل فلما ول النتصر ولد التوكل أخرجهما وف شوال منها قدم بغا سامرا ومعه ممد بن البعيث وأخواه صقر وخالد ونائبه العلء ومعهم من رؤس أصحابه نو مائة‬
‫وثاني إنسانا فأدخلوا على المال لياهم الناس فلما أوقف ابن البعيث بي يدي التوكل أمر بضرب عنقه فأحضر السيف والنطع فجاء السياقون فوقفوا حوله فقال التوكل ويلك ما دعاك‬
‫إل ما فعلت فقال الشقوة يا أمي الؤمني وأنت البل المدود بي ال وبي خلقه وأن ل فيك لظني أسبقهما إل قلب أولها بك وهو العفو ث اندفع يقول بديهة‬
‫أب الناس إل وانك اليوم قاتلي ‪ ...‬أمام الدى والصفح بالرء أجل ‪ ...‬وهل أنا إل جبلة من خطيئة ‪ ...‬وعفوك من نور النبوة يبل ‪ ...‬فإنك خي السابقي إل العلى ‪ ...‬ول شك أن خي ‪...‬‬
‫‪ ...‬الفعالي تفعل‬
‫فقال التوكل أن معه لدبا ث عفا عنه ويقال شفع فيه العتز بن التوكل فشفعه ويقال بل أودع ف السجن ف قيود فلم يزل فيه حت هرب بعد ذلك وقد قال حي هرب‬
‫كم قضيت أمورا كان أهلها ‪ ...‬غيي وقد أخذ الفلس بالكظم ‪ ...‬لتعذلين فيما ليس ينفعن ‪ ...‬إليك عن جرى القدور بالقلم ‪ ...‬سأتلف الال ف عسر ف يسر ‪ ...‬إن الواد الذي ‪...‬‬
‫‪ ...‬يعطي على العدم‬
‫وفيها أمر التوكل أهل الذمة أن يتميزوا عن السلمي ف لباسهم وعمائمهم وثيابم وأن يتطيلسوا بالصبوغ بالقلي وان يكون على عمائمهم رقاع مالفة للون ثيابم من خلفهم ومن بي أيديهم‬
‫وأن يلزموا بالزناني الاصرة لثيابم كزناني الفلحي اليوم وأن يملوا ف رقابم كرات من خشب كثية وان ل يركبوا خيل ولتكن ركبهم من خشب إل غي ذلك من المور الذلة لم‬
‫الهينة لنفوسهم وأن ل يستعملون ف شيء من الدواوين الت يكون لم فيها حكم على مسلم وأمر بتخريب كنائسهم الحدثة وبتضيق منازلم التسعة فيؤخذ منها العشر وأن يعمل ما كان‬
‫متسعا من منازلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪314‬‬

‫مسجد وأمر بتسوية قبورهم بالرض وكتب بذلك إل سائر القاليم والفاق وإل كل بلد ورستاق‬
‫وفيها خرج رجل يقال له ممود بن الفرج النيسابوري وهو من كان يتردد إل خشبة بابك وهو مصلوب فيقعد قريبا منه وذلك بقرب دار اللفة بسر من رأى فادعى انه نب وأنه ذو القرني‬
‫وقد اتبعه على هذه الضللة ووافقه على هذه الهالة جاعة قليلون وهم تسعة وعشرون رجل وقد نظم لم كلما ف مصحف له قبحه ال زعم أن جبيل جاءه به من ال فأخذ فرفع أمره إل‬
‫التوكل فأمر فضرب بي يديه بالسياط فاعترف با نسب إليه وما هو معول عليه وأظهر التوبة من ذلك والرجوع عنه فأمر الليفة كل واحد من أتباعه التسعة والعشرين أن يصفعه فصفعوه‬
‫عشر صفعات وعليهم لعنة رب الرض والسموات ث إتفق موته ف يوم الربعاء لثلث خلون من ذي الجة من هذه السنة‬
‫وف يوم السبت لثلث بقي من ذي الجة أخذ التوكل على ال العهد من بعده لولده الثلثة وهم ممد النتصر ث أبو عبد ال العتز واسه ممد وقيل الزبي ث لبراهيم وساه الؤيد بال ول‬
‫يل اللفة هذا وأعطى كل واحد منهم طائفة من البلد يكون نائبا عليها ويستنيب فيها ويضرب له السكة با وقد عي ابن جرير لكل واحد منهم من البلدان والقاليم وعقد لكل واحد‬
‫منهم لواء أسود للعهد ولواء للعمالة وكتب بينهم كتابا بالرضى منهم ومبايعته لكثر المراء على ذلك وكان مشهودا وفيها ف شهر ذي الجة منها تغي ماء دجلة إل الصفرة ثلثة أيام ث‬
‫صار ف لون ماء الدردى ففزع الناس لذلك وفيها أتى التوكل بيحي بن عمر بن زيد بن على بن السي بن علي بن أب طالب من بعض النواحي وكان قد اجتمع إليه قوم من الشيعة فأمر‬
‫بضربه فضرب ثان عشرة مقرعة ث حبس ف الطبق وحج بالناس ممد بن داود‬
‫قال ابن جرير وفيها توف إسحاق بن إبراهيم صاحب السر يعن نائب بغداد يوم الثلثاء لسبع بقي من ذي الجة وجعل ابنه ممد مكانه وخلع عليه خس خلع وقلده سيفا قلت وقد كان‬
‫نائبا ف العراق من زمن الأمون وهو من الدعاة تبعا لسادته وكبائه إل القول بلق القرآن الذي قال ال تعال فيهم ربنا إنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل الية وهو الذي كان يتحن‬
‫الناس ويرسلهم إل الأمون وفيها توف‬
‫إسحاق بن ما هان‬
‫الوصلي الندي الديب النادر الشكل ف وقته الجموع من كل فن يعرفه أبناء عصره ف الفقه والديث والدل والكلم واللغة والشعر ولكن اشتهر بالغناء لنه ل يكن له ف الدنيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪315‬‬

‫نظي فيه قال العتصم إن إسحاق إذا غن ييل ل أنه قد زيد ف ملكي وقال الأمون لول اشتهاره بالغناء لوليته القضاء عليها من عفته ونزاهته وأمانته وله شعر حسن وديوان كبي وكانت عنده‬
‫كتب كثية من كل فن توف ف هذه السنة وقيل الت قبلها وقيل ف الت بعدها وقد ترجه ابن عساكر ترجة حافلة وذكر عنه أشياء حسنه وأشعارا رائقة وحكايات مدهشة يطول استقصاؤها‬
‫فمن غريب ذلك أنه غن يوم يي بن خالد بن برمك فوقع له بألف ألف ووقع ابنه جعفر بثلها وابنه الفضل بثلها ف حكايات طويلة‬
‫وفيها توف شريح بن يونس وشيبان بن فروخ وعبد ال بن عمر الفواريري وأبو بكر بن أب شيبة أحد العلم وأئمة السلم وصاحب الصنف الذي ل يصنف أحد مثله قط ل قبله ول بعده‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثون ومائتي‬
‫فيها أمر التوكل بدم قب السي بن علي بن أب طالب وما حوله من النازل والدور ونودي ف الناس من وجدها بعد ثلثة أيام ذهبت به إل الطبق فلم يبق هناك بشر واتذ ذلك الوضع‬
‫مزرعة ترث وتستغل وفيها حج بالناس ممد بن النتصر بن التوكل وفيها توف ممد بن إبراهيم ابن مصعب سه ابن أخيه ممد بن إسحاق بن إبراهيم وكان ممد بن إبراهيم هذا من المراء‬
‫الكبار وفيها توف السن بن سهل الوزير والد بوران زوجة الأمون الت تقدم ذكرها وكان من سادات الناس ويقال إن إسحاق بن إبراهيم الغن توف ف هذه السنة فال أعلم وفيها توف أبو‬
‫سعيد ممد بن يوسف الروزي فجأة فول ابنه يوسف مكانه على نيابة أرمينيه وفيها توف إبراهيم بن النذر الراب ومصعب بن عبدال الزبيي وهدبة بن خالد القيسي وأبو الصلت الروى‬
‫أحد الضعفاء‬
‫( ث دخلت سنة سبع وثلثي ومائتي )‬
‫فيها قبض يوسف بن ممد بن يوسف نائب أرمينية على البطريق الكبي وبعثه إل نائب الليفة واتفق بعد بعثه إياه أن سقط ثلج عظيم على تلك البلد فتحزب أهل تلك الطريق وجاؤا‬
‫فحاصروا البلد الت با يوسف فخرج إليهم ليقاتلهم فقتلوه وطائفة كبية من السلمي الذين معه وهلك كثي من الناس من شدة البد ولا بلغ التوكل ما وقع من هذاالمر الفظيع أرسل إل‬
‫أهل تلك الناحية بغا الكبي من جيش كثيف جدا فقتل من قتل من أهل تلك الناحية من حاصر الدينة نوا من ثلثي ألفا وأسر منهم طائفة كبية ث سار إل بلد ألباق من كور البسفر جان‬
‫وسلك إل مدن كثية كبار ومهد المالك ووطد البلد والنواحي وف صفر منها غضب التوكل على ابن اب داؤد القاضي العتزل وكان على الظال فعزله عنها واستدعى بيحي بن أكثم فوله‬
‫قضاة القضاة والظال أيضا وف ربيع الول أمر الليفة بالحتياط على ضياع ابن أب دؤاد وأخذ ابنه الوليد ممد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪316‬‬

‫فحبسه ف يوم السبت لثلث خلون من ربيع الخر وأمر بصادرته فحمل مائة ألف وعشرين ألف دينار ومن الواهر النفيسة ما يقوم بعشرين ألف دينار ث صول على ستة عشر الف ألف‬
‫درهم وكان أبو دؤاد قد أصابه الفال كما ذكرنا ث نفي أهله من سامرا إل بغداد مهاني قال ابن جرير فقال ف ذلك ابو العتاهية‬
‫لوكنت ف الرأي منسوبا إل رشد ‪ ...‬وكان عزمك عزما فيه توفيق ‪ ...‬لكان ف الفقه شغل لو قنعت به ‪ ...‬عن أن تقول كتاب ال ملوق ‪ ...‬ماذا عليك وأصل الدين يمعهم ‪ ...‬ما كان ‪...‬‬
‫‪ ...‬ف الفرع لول الهل والوق‬
‫وف عيد الفطر منها امر التوكل بانزال جثة أحد بن نصر الزاعي والمع بي رأسه وجسده وأن يسلم إل أوليائه ففرح الناس بذلك فرحا شيديدا واجتمع ف جنازته خلق كثي جدا وجعلوا‬
‫يتمسحون با وبأعواد نعشه وكان يوما مشهودا ث أتوا إل الذع الذي صلب عليه فجعلوا يتمسحون به وأرهج بذلك فرحا وسرورا فكتب التوكل إل نائبه يأمر بردعهم عن تعاطي مثل‬
‫هذا وعن الغالة ف البشر ث كتب التوكل إل الفاق بالنع من الكلم ف مسألة الكلم والكف عن القول بلق القرآن وأن من تعلم علم الكلم لو تكلم فيه فالطبق مأواه إل أن يوت وأمر‬
‫الناس أن ل يشتغل أحد ال بالكتاب والسنة ل غي ث أظهر إكرام المام أحد بن حنبل واستدعاه من بغداد إليه فاجتمع به فأكرمه وأمر له بائزة سنية فلم يقبلها وخلع عليه خلعة سنية من‬
‫ملبسه فاستحيا منه أحد كثيا فلبسها إل الوضع الذي كان نازل فيه ث نزعها نزعا عنيفا وهو يبكي رحه ال تعال وجعل التوكل ف كل يوم يرسل إليه من طعامه الاص ويظن أنه يأكل منه‬
‫وكان أحد ل يأكل لم طعاما بل كان صائما مواصل طاويا تلك اليام لنه ل يتيسر له شيء يرضي أكله ولكن كان ابنه صال وعبدال يقبلن تلك الوائز وهو ل يشعر بشي من ذلك ولول‬
‫انم أسرعوا الوبة إل بغداد لشي على أحد ان يوت جوعا وارتفعت السنة جدا أيام التوكل عفا ال عنه وكان ل يول أحدا ال بعد مشورة المام أحد وكان ولية يي بن أكثم قضاء‬
‫القضاة موضع ابن أب دؤاد عن مشورته وقد كان يي بن أكثم من أئمة السنة وعلماء الناس ومن العظمي للفقه والديث واتباع الثر وكان قد ول من جهته حبان بن بشر قضاء الشرقيه‬
‫وسور إبن عبدال قضاء الانب الغرب وكان كلها أعورا فقال ف ذلك بعض اصحاب إبن أب دؤاد‬
‫رأيت من العجائب قاضيي ‪ ...‬ها أحدوثة ف الافقي ‪ ...‬ها اقتسما العمى نصفي قدا ‪ ...‬كما اقتسما قضاء الانبي ‪ ...‬ويسب منهما من هز رأسا ‪ ...‬لنظر ف مواريث ودين ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪317‬‬

‫‪ ...‬كأنك وضعت دنا ‪ ...‬فتحت بزالة من فرد عي ‪ ...‬ها فأل الزمان بلك يي ‪ ...‬إذ افتتح القضاء بأعورين‬
‫وغزا الصائفة ف هذه السنة علي بن يي الرمن وحج بالناس علي بن عيسى بن جعفر بن اب جعفر النصور أمي الجاز وفيها توف حات الصم ومن توف فيها العلى بن حاد وعبيد ال ابن‬
‫معاذ العنبي وأبو كامل الفضل بن السن الحدري‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي ومائي‬
‫ف ربيع الول منها حاصر بغا مدينة تفليس وعلى مقدمته زيرك التركي فخرج اليه صاحب تفليس إسحاق بن اساعيل فقاتله فأسر بغا اسحاق فأمر بضرب عنقه وصلبه وأمر بالقاء النار ف‬
‫النفط ال نو الدينة وكان أكثر بنائها من خشب الصنوبر فأحرق أكثرها وأحرق من أهلها نوا خسي الفا وطفئت النار بعد يومي لن نار الصنوبر ل بقاء لا ودخل الند فأسروا من بقي‬
‫من أهلها واستلبوهم حت استلبوا الواشي ث سار بغا إل مدن أخرى من كان يالء أهلها مع من قتل نائب أرمينية يوسف بن ممد بن يوسف فأخذ ثأره وعاقب من ترأ عليه‬
‫وفيها جاءت الفرنج ف نو من ثلثمائة مركب قاصدين مصر من جهة دمياط فدخلوها فجأة فقتلوا من أهلها خلقا وحرقوا السجد الامع والنب وأسروا من النساء نو من ستمائة إمرأة من‬
‫السلمات نو مائة و خسة وعشرين إمرأة وسائرهن من نساء القبط وأخذوا من المتعة والال والسلحة شيئا كثيا جدا وفر الناس منهم ف كل جهة وكان من غرق ف بية تنيس أكثر من‬
‫أسروه ث رجعوا على حية ول يعرض لم أحد حت رجعوا بلدهم لعنهم ال وف هذه السنة غزا الصائفة على ابن يي الرمن وفيها حج بالناس المي الذي حج بم قبلها‬
‫وفيها توف اسحاق بن راهويه أحد العلم وعلماء السلم والجتهدين من النام وبشر بن الوليد الفقيه النفي وطالون بن عباد وممد بن بكار بن الزيات وممد بن أب السرى العسقلن‬
‫ث دخلت سنة تسع وثلثي ومائتي‬
‫ف الحرم منها زاد التوكل ف التغليظ على أهل الذمة ف التميز ف اللباس وأكد المر بتخريب الكنائس الحدثة ف السلم وفيها نفى التوكل بن الهم إل خراسان وفيها اتفق شعاني‬
‫النصارى ويوم النيوز ف يوم واحد وهو الحد لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة وزعمت النصارى أن هذا ل يتفق مثله ف السلم ال ف هذا العام وغزا الصائفة على بن يي الذكور وفيها‬
‫حج بالناس عبدال بن ممد بن داود إل مكة‬
‫قال ابن جرير فيها توف أبو الوليد ممد بن القاضي أحد بن ممد بن أب دؤاد اليادي العتزل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪318‬‬

‫قلت ومن توف فيها داود بن رشد وصفوان بن صال مؤذن أهل دمشق وعبداللك بن حبيب الفقيه الالكي أحد الشاهي وعثمان بن أب شيبة صاحب التفسي والسند الشهور وممد بن‬
‫مهران الرازي وممود بن غيلن ووهب بن نفيه وفيها توف‬
‫( احد بن عاصم النطاكي )‬
‫أبو علي الواعظ الزاهد أحد العباد والزهاد له كلم حسن ف الزهد ومعاملت القلوب قال أبو عبد الرحن السلمى كان من طبقة الارث الحاسب وبشر الاف وكان أبو سليمان الدران‬
‫يسميه جاسوس القلوب لدة فراسته روى عن اب معاوية الضرير وطبقته وعنه أحد بن الواري وممود بن خالد وأبو زرعة الدمشقي وغيهم روى أحد بن الواري عن ملد ابن السي‬
‫عن هشام بن حسان قال مررت بالسن البصري وهو جالس وقت السحر فقلت يا أبا سعيد مثلك يلس ف هذا الوقت قال إن توضأت وأردت نفسي على الصلة فأبت على وأرادتن على‬
‫أن تنام فأبيت عليها ومن مستجاد كلمه قوله إذا أردت صلح قلبك فاستعن عليه بفظ جوارحك وقال من الغنيمة الباردة أن تصلح ما بقي من عمرك فيغفر لك ما مضى منه وقال يسي‬
‫اليقي يرج الشك كله من قلبك ويسي الشك يرج اليقي كله منه وقال من كان بال أعرف كان منه أخوف وقال خي صاحب لك ف دنياك الم يقطعك عن الدنيا ويوصلك ال الخرة‬
‫‪ ...‬ومن شعره‬
‫همت ول أعزم ولوكنت صادقا ‪ ...‬عزمت ولكن الفطام شديد ‪ ...‬ولوكان ل عقل وإيقان موقن ‪ ...‬لا كنت عن قصد الطريق أحيد ‪ ...‬ولو كان ل غي السلوك مطامعي ‪ ...‬ولكن عن‬
‫‪ ...‬القدار كيف أميد‬
‫ومن شعره ايضا ‪ ...‬قد بقيت مذبذبي حياري ‪ ...‬نطلب الصدق ما إليه سبيل ‪ ...‬فدواعي الوى تف علينا ‪ ...‬وخلف الوى علينا ثقيل ‪ ...‬فقد صدق ف الماكن حت ‪ ...‬وصفه اليوم ما‬
‫‪ ...‬عليه دليل ‪ ...‬ل نرى خائفا فيلزمنا الوف ‪ ...‬ولسنا نرى صادقا على ما يقول‬
‫ومن شعره أيضا ‪ ...‬هون عليك فكل المر ينقطع ‪ ...‬وخل عنك ضباب الم يندفع ‪ ...‬فكل هم له من بعده فرج ‪ ...‬وكل كرب إذا ضاق يتسع ‪ ...‬إن البلء وإن طال الزمان به ‪ ...‬الوت‬
‫يقطعه أو سوف ينقطع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪319‬‬

‫وقد أطال الافظ ابن عساكر ترجته ول يؤرخ وفاته وإنا ذكرته ههنا تقريبا وال أعلم‬
‫( ث دخلت سنة أربعي ومائتي )‬
‫فيها عدا أهل حص على عاملهم أب الغيث موسى بن إبراهيم الرافقي لنه قتل رجل من أشرافهم فتلوا جاعة من أصحابه وأخرجوه من بي أظهرهم فبعث إليهم التوكل أميا عليهم وقال‬
‫للسفي معه إن قبلوه وإل فأعلمن فقبلوه فعمل معهم فيهم العاجيب وأهانم غاية الهانة وفيها عزل التوكل يي بن أكثم القاضي عن القضاء وصادره با مبلغه ثانون الف دينار وأخذ منه‬
‫أراضي كثية ف ارض البصرة وول مكانه جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي على قضاء القضاة قال ابن جرير وف الحرم منها توف أحد بن أب دؤاد بعد ابنه بعشرين يوما‬
‫( وهذه ترجته )‬
‫هو احد بن أب دؤاد واسه الفرج وقيل دعمي والصحيح أن اسه كنيته اليادي العتزل قال ابن خلكان ف نسبه هو أبو عبدال أحد بن أب دؤاد بن فرج بن جرير بن مالك بن عبدال بن‬
‫عباد بن سلم بن عبد هند بن عبد نم بن مالك بن فيض بن متعه بن برجان بن دوس الذل بن أميه بن حذيفه بن زهي بن اياد بن أدبن معد بن عدنان قال الطيب ول ابن أب دؤاد قضاء‬
‫القضاة للممعتصم ث للواثق وكان موصوفا بالود والسخاء وحسن اللق ووفور الدب غي أنه أعلن بذهب الهمية وحل السلطان على امتحان الناس بلق القرآن وأن ال ل يرى ف‬
‫الخرة قال الصول ل يكن بعد البامكة أكرم منه ولول ما وضع من نفسه من مبة الحنة لجتمعت عليه النس قالوا وكان مولده ف سنة ستي ومائة وكان أسن من يي بن أكثم بعشرين‬
‫سنة قال ولده هذا معه إل العراق فاشتغل بالعلم وصحب هياج بن العلء السلمى أحد أصحاب واصل بن عطاء فأخذ عنه العتزال وذكر أنه كان يصحب يي بن أكثم القاضي ويأخذ عنه‬
‫العلم ث سرد له ترجة طويلة ف كتاب الوفيات وقد امتدحه بعض الشعراء فقال‬
‫‪ ...‬رسول ال واللفاء منا ‪ ...‬ومنا أحد بن أب دؤاد ‪...‬‬
‫فرد عليه بعض الشعراء فقال‬
‫‪ ...‬فقل للفاهرين على نزار ‪ ...‬وهم ف الرض سادات العباد ‪ ...‬رسول ال واللفاء منا ‪ ...‬ونبأ من دعى بن إياد ‪ ...‬وما منا إياد إذا أقرت ‪ ...‬بدعوة أحد بن أب دؤاد ‪...‬‬
‫قال فلما بلغ أحد بن دؤاد قال لو ل ان أكره العقوبة لعاقبت هذا الشاعر عقوبة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪320‬‬

‫ما فعلها احد وعفا عنه قال الطيب حدثن الزهري ثنا أحد بن عمر الواعظ حدثنا عمر بن السن بن علي بن مالك حدثن جرير بن أحد أبو مالك قال كان أب يعن أحد بن أب دؤاد إذا‬
‫صلى رفع يديه إل السماء وخاطب ربه وأنشأ يقول‬
‫‪ ...‬ما أنت بالسبب الضعيف وإنا ‪ ...‬نح المور بقوة السباب ‪ ...‬واليوم حاجتنا اليك وإنا ‪ ...‬يدعى الطبيب لساعة الوصاب ‪...‬‬
‫ث روى الطيب أن أبا تام دخل على ابن أب دؤاد يوما فقال له أحسبك عاتبا فقال إنا يعتب على واحد وانت الناس جيعا فقال له أت لك هذا فقال من قول أب نواس‬
‫‪ ...‬وليس على ال بستنكر ‪ ...‬أن يمع العال ف واحد ‪...‬‬
‫وامتدحه أبو تام فقال‬
‫‪ ...‬لقدأنست مساوى كل دهر ‪ ...‬ماسن أحد بن أب دؤاد ‪ ...‬وما سافرت ف الفاق إل ‪ ...‬ومن جدوك راحلت وزادي ‪ ...‬نعم الظن عندك والمان ‪ ...‬وإن قلقت ركاب ف البلد ‪...‬‬
‫فقال له هذا العن تفردت به أو أخذته من غيك فقال هو ل غي أن ألحت بقول أب نواس‬
‫‪ ...‬وان جرت اللفاظ يوما بدحه ‪ ...‬لغيك إنسانا فأنت الذي نعن ‪...‬‬
‫‪ ...‬وقال ممد بن الصول ومن متار مديح اب تام لحد بن أب دؤاد قوله‬
‫أأحد ان الاسدين كثي ‪ ...‬ومالك إن عد الكرام نظي ‪ ...‬حللت مل فاضل متقادما ‪ ...‬من الجد والفخر القدي فخور ‪ ...‬فكل غن أو فقي فانه ‪ ...‬اليك وان نال السماء فقي ‪ ...‬اليك‬
‫‪ ...‬تناهى الجد من كل وجهة ‪ ...‬يصي فما يعدوك حيث يصي ‪ ...‬وبدر إياد أنت ل ينكرونه ‪ ...‬كذاك إياد للنام بدور ‪ ...‬تنبت أن تدعى اليك مدة ‪ ...‬وما رفعة إل اليك تشي‬
‫قلت قد أخطأ الشاعر ف هذه البيات خطأ كبيا وأفحش ف البالغة كثيا ولعله إن اعتقد هذا ف ملوق ضعيف مسكي ضال مضل أن يكون له جهنم وساءت مصيا وقال ابن أب دؤاد يوما‬
‫لبعضهم لا ل تسألن فقال له لن لو سألتك أعطيتك ثن صلتك فقال له صدقت وأرسل إليه بمسة آلف درهم‬
‫وقال ابن العراب سأل رجل ابن اب دؤاد أن يمله على عي فقال يا غلم اعطه عيا وبغل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪321‬‬

‫وبرذونا وفرسا وجاريه قال له لو أعلم مركوبا غي هذا لعطيتك ث أورد الطيب بأسانيده عن جاعة أخبارا تدل على كرمه وفصاحته وأدبه وحلمه ومبادرته إل قضاء الاجات وعظيم‬
‫منلته عند اللفاء وذكر عن ممد الهدي الواثق أن شيخا دخل يوما على الواثق فسلم عليه فلم يرد عليه الواثق بل قال لسلم ال عليك فقال يا أمي الؤمني بئس ما أدبك معلمك قال ال‬
‫تعإل وإذا حييتم بتحية فحييوا بأحسن منها أوردوها فل حييتن بأحسن منها ول رددتا فقال ابن اب دؤاد يا أمي الؤمني الرجل متكلم فقال ناظره فقال ابن أب دؤاد ما تقول يا شيخ ف‬
‫القرآن املوق هو فقال الشيخ ل اتنصفن السألة ل فقال قل فقال هذا الذي تقوله علمه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أو ماعلموه فقال ابن أب دؤاد ل‬
‫يعلموه قال فأنت علمت مال يعلموا فخجل وسكت ث قال أقلن بل علموه قال فلم ل دعوا الناس إليه كما دعوتم أنت أما يسعك ما وسعهم فخجل وسكت وأمر الواثق له بائزة نو‬
‫أربعمائة دينار فلم يقبلها قال الهدي فدخل أب النل فاستلقى على ظهره وجعل يكرر قول الشيخ ف نفسه ويقول أما وسعك ما وسعهم ث أطلق الشيخ وأعطاه أربعمائة دينار ورده إل بلده‬
‫وسقط من عينيه ابن أب دؤاد ول يتحن بعده أحدا ذكره الطيب ف تاريه باسناد فيه بعض من ليعرف وساق قصته مطوله وقد أنشد ثعلب عن أب حجاج العراب أنه قال ف ابن أب دؤاد‬
‫نكست الدين ابن أب دؤاد ‪ ...‬فأصبح من أطاعك ف ارتداد ‪ ...‬زعمت كلم ربك كان خلقا ‪ ...‬أما لك عند ربك من معاد ‪ ...‬كلم ال أنزله بعلم ‪ ...‬على جبيل إل خي العباد ‪... ...‬‬
‫‪ ...‬ومن أمسى ببابك مستضيفا ‪ ...‬كمن حل الفلة بغي زاد ‪ ...‬لقد أطرفت يا ابن أب دؤاد ‪ ...‬بقولك إنن رجل إيادي‬
‫ث قال الطيب أنبأ القاضي أبو الطيب طاهر بن عبدال الطبي قال أنشدنا العاف بن زكريا الريري عن ممد بن يي الصول لبعضهم يهجو ابن أب دؤاد‬
‫‪ ...‬لو كنت ف الرأي منسوبا إل رشد ‪ ...‬وكان عزمك عزما فيه توفيق ‪...‬‬
‫وقد تقدمت هذه البيات‬
‫وروى الطيب عن أحد بن الوفق أويي أنه قال ناظرن رجل من الواقفية ف خلق القرآن فنالن منه ما أكره فلما أمسيت أتيت امرأت فوضعت ل العشاء فلم أقدر أن أنال منه شيئا فنمت‬
‫فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد الامع وهناك حلقة فيها أحد بن حنبل وأصحابه فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ هذه الية فإن يكفر با هؤلء ويشي إل حلقة‬
‫ابن أب دؤاد فقد وكلنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪322‬‬

‫با قوما ليسوا با كافرين ويشي إل أحد بن حنبل وأصحابه قال بعضهم رأيت ف النام كأن قائل يقول هلك الليلة احد بن أب دؤاد فقلت له وما سبب هلكه فقال إنه أغضب ال عليه‬
‫فغضب عليه من فوق سبع سوات وقال غيه رأيت ليلة مات ابن أب دؤاد كأن النار زفرت زفرة عظيمة فخرج منها لب فقلت ماهذا فقيل هذا أنزت لبن أب دؤاد‬
‫وقد كان هلكه ف يوم السبت لسبع بقي من الحرم من هذه السنه وصلى عليه ابنه العباس ودفن ف داره ببغداد وعمره يومئذ ثانون سنة وابتله ال بفال قبل موته بأربع سني حت بقي‬
‫طريا ف فراشه ل يستطيع أن يرك شيئا من جسده وحرم لذة الطعام والشراب والنكاح وغي ذلك‬
‫وقد دخل عليه بعضهم فقال وال ما جئتك عائدا وانا جئتك لعزيك ف نفسك وأحد ال الذي سجنك ف جسدك الذي هو أشد عليك عقوبة من سجن ث خرج من عنه داعيا عليه بأن‬
‫يزيده ال ول ينقصه ما هو فيه فازداد مرضا إل مرضه وقد صودر ف العام الاضي بأموال جزيله جدا ولو كان يمل العقوبة لوضعها عليه التوكل قال ابن خلكان كان مولده ف سنة ستي‬
‫ومائة قلت فعلى هذا يكون أسن من أحد بن حنبل ومن يي بن أكثم الذي ذكر ابن خلكان أن ابن أكثم كان سبب اتصال ابن أب دؤاد بالليفة الأمون فحظي عنده بيث إنه أوصى به إل‬
‫أخيه العتصم فوله العتصم القضاء والظال وكان ابن الزيات الوزير يبغضه وجرت بينهما منافسات وهجو وقد كان ل يقطع أمرا بدونه وعزل ابن أكثم عن القضاء ووله مكانه وهذه الحنة‬
‫الت هي أس ما بعدها من الحن والفتنة الت فتحت على الناس باب الفت‬
‫ث ذكر ابن خلكان ما ضرب به الفال وما صودر به من الال وأن ابنه أبا الوليد ممد صودر بألف ألف دينار ومائت ألف دينار وأنه مات قبل أبيه بشهر وأما ابن عساكر فانه بسط القول ف‬
‫ترجته وشرحها شرحا جيدا وقد كان أديبا فصيحا كريا جوادا مدحا يؤثر العطاء على النع والتفرقة على المع وقد روى ابن عساكر باسناده أنه جلس يوما مع أصحابه ينتظرون خروج‬
‫الواثق فقال ابن أب دؤاد إنه ليعجبن هذان البيتان‬
‫‪ ...‬ول نظرة لوكان يبل ناظر ‪ ...‬بنظرته أنثى لقد حبلت من ‪ ...‬فإن ولدت ما بي تسعة أشهر ‪ ...‬إل ابنا فإن ابنها من ‪...‬‬
‫من توف فيها من العيان أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلب أحد الفقهاء والشاهي قال المام أحد هو عندنا ف مسلخ الثوري وخليفة بن خياط أحد أئمة التاريخ وسويد بن سعد الدثان‬
‫وسويد بن نصر وعبد السلم بن سعيد اللقب بسحنون أحد فقهاء الالكية الشهورين وعبدالواحد ابن غياث وقتيبة بن سعد شيخ الئمة والسنة وأبو العميثل عبد ال بن خالد كاتب عبدال‬
‫بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪323‬‬

‫طاهرة وشاعره كان عالا باللغة وله فيها مصنفات عديدة أورد منها ابن خلكان جلة ومن شعره يدح عبدال بن طاهر‬
‫يامن ياول أن تكون صفاته ‪ ...‬كصفات عبدال أنصت واسع ‪ ...‬فل نصحنك ف خصال والذي ‪ ...‬حج الجيج إليه فاسع أو دع ‪ ...‬أصدق وعف وبر واصب واحتمل ‪ ...‬واصفح ‪...‬‬
‫‪ ...‬وكافء دار واحلم واشجع ‪ ...‬والطف ولن وتأن وارفق واتئد ‪ ...‬واحزم وجد وحام واحل وادفع ‪ ...‬فلقد نصحتك إن قبلت نصيحت ‪ ...‬وهديت للنهج السد الهيع‬
‫وأما سحنون الالكي صاحب الدونة‬
‫فهو ابو سعيد عبدالسلم بن سعيد بن جندب بن حسان بن هلل بن بكار بن ربيعة التنوخي أصله من مدينة حص فدخل به أبوه مع جندها بلد الغرب فأقام با وانتهت إليه رياسة مذهب‬
‫مالك هناك وكان قد تفقه على ابن القاسم وسببه أنه أقام أسد بن الفرات صاحب المام مالك من بلد العرب إل بلد مصر فسأل عبدالرحن بن القاسم صاحب مالك عن أسئلة كثية‬
‫فأجابه عنها فعقلها عنه ودخل با بلد الغرب فانتسخها منه سحنون ث قدم على ابن القاسم مصر فأعاد اسئلته عليه فزاد فيها ونقص ورجع عن أشياء منها فرتبها سحنون ورجع با إل بلد‬
‫الغرب وكتب معه ابن القاسم إل أسد بن الفرات أن يعرض نسخة سحنون ويصلحها با فلم يقبل فدعى ابن القاسم فلم ينتفع به ول بكتابه وصارت الرحلة إل سحنون وانتشرت عنه‬
‫الدونة وساد أهل ذلك الزمان وتول القضاء بالقيوان وإل أن توف ف هذه السنة عن ثاني سنة رحه ال وإيانا‬
‫( ث دخلت سنة احدى وأربعي ومائتي )‬
‫ف جادي الول أو الخرة من هذه السنة وثب أهل حص أيضا على عاملهم ممد بن عبدويه فأرادوا قتله وساعدهم نصارى أهلها أيضا عليه فكتب إل الليفة يعلمه بذلك فكتب إليه يأمره‬
‫بناهضتهم وكتب إل متول دمشق أن يده بيش من عنده ليساعده على أهل حص وكتب إليه أن يضرب ثلثة منهم معروفي بالشر بالسياط حت يوتوا ث يصلبهم على أبواب البلد وأن‬
‫يضرب عشرين أخرين منهم كل واحد ثلثمائة وأن يرسلهم إل سامرا مقيدين ف الديد وأن يرج كل نصران با ويهدم كنيستها العظمى الت إل جانب السجد الامع وأن يضيفها إليه وأمر‬
‫بمسي الف درهم وللمراء الذين ساعدوه بصلت سنية فامتثل ما أمر به الليفة فيهم وفيها أمر الليفة التوكل على ال بضرب رجل من اعيان أهل بغداد يقال له عيسى بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪324‬‬

‫جعفر بن ممد بن عاصم فضرب ضربا شديدا مبحا يقال إنه ضرب ألف سوط حت مات وذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجل عند قاضي الشرقيه أب حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر‬
‫وعمر وعائشة وحفصة رضي ال عنهم فرفع امره إل الليفة فجاء كتاب الليفة إل ممد بن عبدال بن طاهر بن السن نائب بغداد يأمره أن يضربه بي الناس حد السب ث يضرب بالسياط‬
‫حت يوت ويلقى ف دجلة ول يصلى عليه ليتدع بذلك أهل اللاد والعاندة ففعل معه ذلك قبحه ال ولعنه ومثل هذ ‪ 1‬يكفر وإن كان قد قذف عائشة بالجاع وفيمن قذف سواها من‬
‫أمهات الؤمني قولن والصحيح أنه يكفر أيضا لنن أزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي عنهن‬
‫قال ابن جرير وف هذه السنة انقضت الكواكب ببغداد وتناثرت وذلك ليلة الميس لليلة خلت من جادي الخرة قال وفيها مطر الناس ف آب مطرا شديدا جدا قال وفيها مات من الدواب‬
‫شيء كثي ول سيما البقر قال وفيها أغارت الروم على عي زربة فأسروا من با من الزط وأخذوا نساءهم وذراريهم ودوابم قال وفيها الفداءبي السلمي والروم ف بلد طرسوس بضرة‬
‫قاضي الفضاة جعفر بن عبدالواحد عن إذن الليفة له ف ذلك واستنابه ابن اب الشوارب وكانت عدة السرى من السلمي سبعمائة وخس وثاني رجل ومن النساء مائة وخسا وعشرين‬
‫امرأة وقد كانت أم الؤمني تدورة لعنها ال عرضت النصرانية على من كان ف يدها من السارى وكانوا نوا من عشرين الفا فمن أجابا إل النصرانية وإل قتله فقتلت اثن عشر ألفا وتنصر‬
‫بعضهم وبقي منهم هؤلء الذين فودوا وهم قريب من التسعمائة رجال ونساء‬
‫وفيها أغارت البجة على جيش من أرض مصر وقد كانت البجة ل يغزون السلمي قبل ذلك لدنة كانت لم من السلمي فنقضوا الدنه وصرحوا باللف والبجة طائفة من سودان بلد‬
‫الغرب وكذا النوبة وشنون وزغرير ويكسوم وأمم كثية ل يعلمهم ال ال وف بلد هؤلء معادن الذهب والوهر وكان عليهم حل كل سنة إل ديار مصر من هذه العادن فلما كانت دولة‬
‫التوكل امتنعوا من أداء ما عليهم سني متعددة فكتب إل نائب مصر وهو يعقوب بن إبراهيم الباذغيسى مول الادي وهو العروف بقوصرة بذلك كله إل التوكل فغضب التوكل من ذلك‬
‫غضبا شديدا وشاور ف أمر البجة فقيل له يا أمي الؤمني إنم قوم أهل إبل وبادية وأن بلدهم بعيدة ومعطشة ويتاج اليش الذاهبون إليها ان يتزودوا لقامهم با طعاما وماء فصده عن‬
‫البعث إليهم ث بلغه أنم يغيون على أطراف الصعيد ويشى أهل مصر على أولدهم منهم فجهز لربم ممد بن عبدال القمي وجعل إليه نيابة تلك البلد كلها التاخة لرضهم وكتب إل‬
‫عمال مصر أن يعينوه بكل ما يتاج إليه من الطعام وغي ذلك فتخلص وتلص معه اليوش‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪325‬‬

‫الذين انضافوا إليه من تلك البلد حت دحل بلدهم ف عشرين ألف فارس وراجل وحل معه الطعام الدام ف مراكب سبعة وأمر الذين هم با ان يلجوا با ف البحر فيوافوه با اذا توسط‬
‫بلد البجة ث سار حت دخل بلدهم وجاوز معادنم وأقبل إليه ملك البجة واسه علي بابا ف جع عظيم أضعاف من مع ممد بن عبدال القمي وهم قوم مشركون يعبدون الصنام فجعل‬
‫اللك يطاول السلمي لعله تنفذ أزوارهم فيأخذونم باليدي فلما نفذ ما عند السلمي طم فيهم السودان فيسر ال وله المد يوصول الراكب وفيها من الطعام والتمر والزيت وغي ذلك ما‬
‫يتاجون إليه شيء كثي جدا فقسمه المي بي السلمي بسب حاجاتم فبئس السودان من هلك السلمي جوعا فشرعوا ف التأهب لقتال السلمي ومركبهم البل شيبهه بالجن زعرة جدا‬
‫كثية النفار ل تكاد ترى شيئا ول تسمع ال جفلت منه فلما كان يوم الرب عمد أمي السلمي إل جيع الجراس الت معهم ف اليش فجعلها ف رقاب اليول فلما كانت الواقعة حل‬
‫السلمون حلة رجل واحد فنفرت بم ابلهم من أصوات تلك الجراس ف كل وجه وتفرقوا شذر مدر واتبعهم السلمون يقتلون من شاؤا ل يتنع منهم أحد فل يعلم عددا من قتلوا منهم ال‬
‫ال عز وجل ث أصبحوا وقد اجتمعوا رجالة فكسبهم القمى من حيث ل يشعرون فقتل عامة من بقي منهم وأخذ ملكهم بالمان وأدى ما كان عليه من المل وأخذه معه أسي إل الليفة‬
‫وكانت هذه الوقعة ف أول يوم من هذه السنة فوله الليفة على بلده كما كان وجعل إل ابن القمي أمر تلك الناحية والنظر ف أمرها ول المد والنة‬
‫قال ابن جرير ومات ف هذه السنة يعقوب بن إبراهيم العروف بقوصرة ف جادي الخرة قلت وهذا الرجل كان نائبا على الديار الصرية من جهة التوكل وفيها حج بالناس عبدال بن ممد‬
‫ابن داود وحج جعفر بن دينار وهو وال طريق مكة وأحداث الوسم ول يتعرض ابن جرير لوفاة أحد من الحدثي ف هذه السنة وقد توف من العيان المام أحد بن حنبل وجبارة بن الغسل‬
‫المان وأبو ثوبة اللب وعيسى بن حاد سجادة ويعقوب بن حيد بن كاسب ولنذكر شيئا من‬
‫المام أحد بن حنبل‬
‫فنقول وبال الستعان هو أحد بن ممد بن حنبل بن هلل بن اسد بن ادريس بن عبدال بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبه بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر‬
‫بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار معد بن عدنان بن أد بن ادد بن الميسع بن حل بن النبت بن قيدار بن إساعيل بن إبراهيم الليل عليهما السلم‬
‫أبو عبدال الشيبان ث الروزي ث البغدادي هكذا ساق نسبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪326‬‬

‫الافظ الكبي أبو بكر البيهقي ف الكتاب الذي جعه ف مناقب أحد عن شيخه الافظ أب عبدال الاكم صاحب الستدرك وروى عن صال ابن المام أحد قال رأى أب هذا النسب ف كتاب‬
‫ل فقال وما تصنع به ول ينكر النسب قالوا وقدم به أبوه من مرو وهو حل فوضعته أمه ف ببغداد ف ربيع الول من سنة أربع وستي ومائة وتوف أبوه وهو ابن ثلث سني فكفلته أمه قال‬
‫صال عن أبيه فثقبت أذن وجعلت فيها لؤلؤتي فلما كبت دفعتهما بثلثي درها وتوف أبو عبدال احد بن حبنل يوم المعه الثان عشر من ربيع الول من سنة إحدى وأربعي ومائتي وله‬
‫من العمر سبع وسبعون سنة رحه ال‬
‫وقد كان ف حداثته يتلف إل ملس القاضي أب يوسف ث ترك وأقبل على ساع الديث فكان أول طلبه للحديث وأول ساعه من مشايه ف سنة سبع وثاني ومائة وقد بلغ من العمر ست‬
‫عشر سنة وأول حجة حجها ف سنة سبع وثاني ومائة ث سنة احدى وتسعي وفيها حج الوليد بن مسلم ث سنة ست وتسعي وجاور ف سنة سبع وتسعي ث حج ف سنة ثان وتسعي وجاور‬
‫إل سنة تسع وتسعي وسافر إل عند عبد الرازق إل اليمن فكتب عنه هو ويي بن معي وإسحاق بن راهويه قال المام أحد حججت خس حجج منها ثلث راجل انفقت ف احدى هذه‬
‫الجات ثلثي درها قال وقد ضللت ف بعضها الطريق وأنا ماش فجعلت أقول يا عباد ال دلون على الطريق فلم أزل أقول ذلك حت وقفت على الطريق قال وخرجت إل الكوفة فكنت ف‬
‫بيت تت رأسي لبنة ولو كان عندي تسعون درها كنت رحلت إل جرير بن عبد الميد إل الري وخرج بعض اصحابنا ول يكن الروج لنه ل يكن عندي شيء‬
‫وقال ابن أب حات عن أبيه عن حرمله سعت الشافعي قال وعدن أحد بن حنبل أن يقدم على مصر فلم يقدم قال ابن أب حات يشبه أن تكون ذات اليد منعته أن يفي بالعدة وقد طاف أحد بن‬
‫حنبل ف البلد والفاق وسع من مشايخ العصر وكانوا يلونه ويترمونه ف حال ساعه منهم وقد سرد شيخنا ف تذيبه أساء شيوخه مرتبي على حروف العجم وكذلك الرواة عنه قال‬
‫البهيقي بعد أن ذكر جاعة من شيوخ المام أحد وقد ذكر أحد بن حنبل ف السند وغيه الرواية عن الشافعي وأخذ عنه جلة من كلمه ف انساب قريش وأخذ عنه من الفقه ما هو مشهور‬
‫وحي توف المام أحد ف تركته رسالت الشافعي القدية والديدة‬
‫قلت قد أفرد ما رواه أحد عن الشافعي وهي أحاديث ل تبلغ عشرين حديثا ومن أحسن ما رويناه عن المام أحد عن الشافعي عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الرحن بن كعب ابن‬
‫مالك عن أبيه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫نسمة الؤمن طائر تعلق ف شجر النة يرجعه )‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪327‬‬

‫إل جسده يوم البعث ) وقد قال الشافعي لحد لا اجتمع به ف الرحلة الثانية إل بغداد سنة تسعي ومائة وعمر أحد إذ ذاك نيف وثلثون سنة قال له يا أبا عبدال إذا صح عندكم الديث‬
‫فأعلمن به أذهب إليه حجازيا كان أو شاميا أو عراقيا او ينيا يعن ل يقول بقول فقهاء الجاز الذين ل يقبلون ال رواية الجازيي وينلون أحاديث من سواهم منلة احاديث أهل الكتاب‬
‫وقول الشافعي له هذه القالة تعظيم لحد وإجلل له وأنه عنده بذه الثابه اذا صحح أو ضعف يرجع إليه وقد كان المام أحد بذه الثابة عند الئمة والعلماء كما سيأت ثناء الئمة عليه‬
‫واعترافهم له بعلو الكانة ف العلم والديث وقد بعد صيته ف زمانه واشتهر اسه ف شبيبته ف الفاق‬
‫ث حكى البهيقي كلم أحد ف اليان وأنه قول وعمل ويزيد وينقص وكلمه ف القرآن كلم ال غي ملوق وإنكاره على من يقول إن لفظة بالقرآن ملوق يريد به القرآن قال وفيها حكى‬
‫أبو عمارة وأبو جعفر أخبنا أحد شيخنا السراج عن أحد بن حنبل أنه قال اللفظ مدث واستدل بقوله ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد قال فاللفظ كلم الدميي وروى غيها عن أحد‬
‫أنه قال القرآن كيف ما تصرف فيه غي ملوق وأما أفعالنا فهي ملوقة قلت وقد قرر البخاري ف هذا العن ف أفعال العباد وذكره أيضا ف الصحيح واستدل بقوله عليه السلم‬
‫زينوا القرآن بأصواتكم ) ولذا قال غي واحد من الئمة الكلم كلم الباري والصوت صوت القاري وقد قرر البهيقي ذلك أيضا )‬
‫وروى البهيقي من طريق اساعيل بن ممد السلمي عن أحد أنه قال من قال القرآن مدث فهو كافر ومن طريق أب السن اليمون عن أحد أنه أجاب الهيمة حي احتجوا عليه بقوله تعإل ]‬
‫ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث إل استمعوه وهم يلعبون قال يتمل أن يكون تنيله الينا هوالحدث ل الذكر نفسه هو الحدث وعن حبنل عن أحد أنه قال يتمل أن يكون ذكر آخر غي‬
‫القرآن وهو ذكر رسول ال ( ص ) أو وعظه إياهم ث ذكر البهيقي كلم المام أحد وف رؤية ال ف الدار الخرة واحتج بديث صهيب ف الرؤية وهي زيادة وكلمه ف نفي التشبيه وترك‬
‫الوض ف الكلم والتمسك با ورد ف الكتاب والسنة عن النب ( ص ) وعن أصحابه [ روى البهيقي عن الاكم عن أب عمر بن السماك عن حنبل أن أحد بن حنبل تأول قول ال تعإل‬
‫وجاء ربك أنه جاء ثوابه ث قال البهيقي وهذا اسناد ل غبار عليه‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم عن زر عن عبدال هو ابن مسعود‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪328‬‬

‫قال ما رآه السلمون حسنا فهو عند ال حسن وما رأوه سيئا فهو عند ال سيء وقد رأى الصحابة جيعا أن يستخلفوا أبا بكر رضي ال عنه اسناد صحيح قلت وهذا الثر فيه حكاية اجاع‬
‫عن الصحابة ف تقدي الصديق والمر كما قاله ابن مسعود وقد نص على ذلك غي واحد من الئمة وقد قال أحد حي اجتاز بمص وقد حل إل الأمون ف زمن الحنة ودخل عليه عمرو بن‬
‫عثمان المصي فقال له ما تقول ف اللفة فقال أبو بكر ث عمر ث عثمان ث علي ومن قدم عليا على عثمان فقد أزرى بأصحاب الشورى لنم قدموا عثمان رضي ال عنه‬
‫( ورعه وتقشفه وزهده رحه ال )‬
‫روى البهيقي من طريق الزن عن الشافعي أنه قال للرشيد ان اليمن يتاج إل قاض فقال له اختر رجل نوله اياها فقال الشافعي لحد بن حنبل وهو يتردد إليه ف جلة من يأخذ عنه أل تقبل‬
‫قضاء اليمن فامتنع من ذلك امتناعا شديدا وقال الشافعي ان إنا اختلف اليك لجل العلم الزهد ف الدنيا فتأمرن أن أل القضاء ولول العلم لا أكلمك بعد اليوم فاستحى الشافعي منه‬
‫وروى أنه كان ل يصلي خلف عمه اسحاق بن حنبل ول خلف بنيه ول يكلهم أيضا لنم أخذو جائزة السلطان ومكث مرة ثلثة أيام ل يد ما يأكله حت بعث إل بعض أصحابه فاستقرض‬
‫منه دقيقا فعرف أهله حاجته إل الطعام وعجنوا وخبزوا له سريعا فقال ما هذه العجلة كيف خبزت فقالوا وجدنا تنور بيت صال مسجورا فخبزنا لك فيه فقال ارفعوا ول يأكل وأمر بسد بابه‬
‫إل دار صال قال البهيقي لن صالا أخذ بائزة السلطان وهو التوكل على ال وقال عبدال ابنه مكث أب بالعسكر عند الليفة ستة عشر يوما يأكل فيها ال ربع مد سويقا يفطر بعد كل‬
‫ثلث ليال على سفه منه حت رجع إل بيته ول ترجع إليه نفسه ال بعد ستة أشهر وقد رأيت موقية دخل ف حدقتيه قال البهيقي وقد كان الليفة يبعث إليه الائدة فيها أشياء كثية من النواع‬
‫وكان أحد ل يتناول منها شيئا قال وبعث الأمون مرة ذهبا يقسم على أصحاب الديث فما بقي منهم أحدا إل أخذ إل أحد بن حنبل فإنه أب‬
‫وقال سليمان الشاذ كون حضرت أحد وقد رهن سطل له عند فامى اليمن فلما جاءه بفكاكه اخرج له سطلي فقال خذ متاعك منهما فاشتبه ايهما له فقال انت ف حل منه ومن الفكك‬
‫وتركه وذهب وحكى ابنه عبدال قال كنا ف زمن الواثق ف ضبق شديد فيكتب رجل إل أب إن عندي أربعة آلف درهم ورثتها من أب وليست صدقة ول زكاة فإن رأيت أن تقبلها فامتنع‬
‫من ذلك وكرر عليه فأب فلما كان بعد حي ذكرنا ذلك فقال أب لوكنا قبلناها كانت ذهبت وأكلناها وعرض عليه بعض التجار عشرة آلف درهم ربها من بضاعة جعلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪329‬‬

‫بإسه فأب أن يقبلها وقال نن ف كفاية وجزاك ال عن قصدك خيا وعرض عليه تاجر آخر ثلثة آلف دينار فامتنع من قبولا وقام وتركه ونفذت نفقة أحد وهو ف اليمن فعرص عليه شيخه‬
‫عبدالرزاق ملء كفه دناني فقال نن ف كفاية ول يقبلها وسرقت ثيابه وهو ف باليمن فجلس ف بيته ورد عليه الباب وفقد أصحابه فجاءوا إليه فسألوه فأخبهم فعرضوا عليه ذهبا فلم يقبله‬
‫ول يأخذ منهم إل دينارا واحد ليكتب لم به فكتب لم بالجر رحه ال وقال أبو داود كانت مالس أحد مالس الخرة ليذكر فيها شيء من أمر الدنيا وما رأيت أحد بن حنبل ذكر الدنيا‬
‫قط وروى البهيقي أن أحد سأل عن التوكل فقال هو قطع الستشراف باليأس من الناس فقيل له هل من حجة على هذا قال نعم إن إبراهيم لا رمي به ف النار ف النجنيق عرض له جبيل‬
‫فقال هل لك من حاجة قال أما إليك فل قال فسل من لك إليه حاجة فقال أحب المرين أل أحبهما إليه‬
‫وعن أب جعفر ممد بن يعقوب الصفار قال كنا مع أحد بن حنبل بسر من رأى فقلنا ادع ال لنا فقال اللهم انك تعلم أنك على أكثر ما نب فاجعلنا على ما تب دائما ث سكت فقلنا زدنا‬
‫فقال اللهم انا نسألك بالقدرة الت قلت للسموات والرض ائتيا طوعا او كرها قالتا أتينا طائعي اللهم وفقنا لرضاتك اللهم إنا نعود بك من الفقر ال اليك ونعود بك من الذل ال لك اللهم‬
‫ل تكثر لنا فنطغى ول تقل علينا ففنسى وهب لنا من رحتك وسعة رزقك ما يكون بلغا لنا ف دنيانا وغن من فضلك قال البهيقي وف حكاية أب الفضل التميمي عن أحد وكان يدعو ف‬
‫السجود اللهم من كان من هذه المة على غي الق وهو يظن أنه على الق فرده إل الق ليكون من أهل الق وكان يقول اللهم إن قبلت عن عصاة أمة ممد صلى ال عليه وسلم فداء‬
‫فاجعلن فداء لم وقال صال بن أحد كأن أب ل يدع أحدا يستقى له الاء للوضوء بل كان يلي ذلك بنفسه فإذا خرج الدلو ملن قال المد ل فقلت يا أبة ما الفائدة بذلك فقال يا بن أما‬
‫سعت قول ال عز وجل أرئيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم باء معي والخبار عنه ف هذا الباب كثية جدا وقد صنف أحد ف الزهد كتابا حافل عظيما ل يسبق إل مثله ول يلحقه‬
‫أحد فيه والظنون بل القطوع به أنه كان يأخذ با أمكنه منه رحة ال‬
‫وقال اساعيل بن اسحاق السراج قال ل أحد بن حنبل هل تستطيع أن ترين الارث الحاسب إذا جاء منلك فقلت نعم وفرحت بذلك ث ذهبت إل الارث فقلت له إن أحب أن تضر‬
‫الليلة عندي أنت وأصحابك فقال إنم كثي فأحضر لم التمر والكسب فلما كان بي العشاءين جاؤا وكان المام أحد قد سبقهم فجلس ف غرفة بيث يراهم ويسمع كلمهم ول يرونه فلما‬
‫صلوا العشاء الخرة ل يصلوا بعدها شيئا بل جاؤا بي يدي الارث سكوتا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪330‬‬

‫مطرقي الرؤس كأنا على رؤسهما الطي حت اذا كان قريبا من نصف الليل سأله رجل مسألة فشرع الارث يتكلم عليها وعلى ما يتعلق با من الزهد والورع والوعظ فجعل هذا يبكي وهذا‬
‫يئن وهذا يزعق قال فصعدت ال المام احد ال الغرفة فاذا هو يبكي حت كاد يغشى عليه ث ل يزالوا كذلك حت الصباح فلما أرادوا النصراف قلت كيف رأيت هؤلء يا ابا عبدال فقال‬
‫ما رأيت احدا يتكلم ف الزهد مثل هذا الرجل وما رأيت مثل هؤلء ومع هذا فل أرى لك أن تتمع بم قال البهيقي يتمل أنه كره له صحبتهم لن الارث بن أسد وان كان زاهدا فإنه كان‬
‫عنده شيء من الكلم وكان أحد يكره ذلك أو كره له صحبتهم من أجل أنه ليطيق سلوك طريقتهم وما هم عليه من الزهد والورع قلت بل انا كره ذلك لن ف كلمهم من التقشف‬
‫وشدة السلوك الت يرد با الشرع والتدقيق والحاسبة الدقيقة البليغة ما ل بأت با أمر ولذا لا وقف أبو زرعة الرازي على كتاب الارث السمى بالرعاية قال هذا بدعة ث قال للرجل الذي‬
‫جاء بالكتاب عليك با كان عليه مالك والثوري والوزاعي والليث ودع عنك هذا فإنه بدعة وقال إبراهيم الرب سعت أحد بن حنبل يقول إن أحببت أن يدوم ال لك على ما تب فدم له‬
‫على مايب وقال الصب على الفقر مرتبة لينالا ال الكابر وقال الفقر أشرف من الغن فان الصب عليه مرارة وانزعاجه أعظم حال من الشكر وقال ل أعدل بفضل الفقر شيئا وكان يقول‬
‫على العبد أن يقبل الرزق بعد اليأس ول يقبله إذا تقدمه طمع أو استشراف وكان يب التقليل من الدنيا لجل خفة الساب وقال إبراهيم قال رجل لحد هذا العلم تعلمته ل فقال له أحد‬
‫هذا شرط شديد ولكن حبب إل شيء فجمعته وف رواية أنه قال أما ال فعزيز ولكن حبب إل شيء فجمعته‬
‫وروى البهيقي أن رجل جاء إل المام أحد فقال إن أمي زمنه مقعده منذ عشرين سنه وقد بعثتن اليك لتدعو لا فكأنه غضب من ذلك وقال نن أحوج أن تدعو هي لنا من أن ندعو لا ث‬
‫دعا ال عز وجل لا فرجع الرجل إل امه فدق الباب فخرجت إليه على رجليها وقالت قد وهبن ال العافية وروى أن سائل سأل فأعطاه المام أحد قطعة فقام رجل إل السائل فقال هبن‬
‫هذه القطعة حت أعطيك عوضها ما تساوي درها فأب فرقاه إل خسي درها وهو يأب وقال إن أرجو من بركتها ما ترجوه انت من بركتها ث قال البهيقي رحه ال باب‬
‫ذكر ما جاء ف منة اب عبدال احد بن حنبل‬
‫ف أيام الأمون ث العتصم ث الواثق بسبب القرآن العظيم وما أصابه من البس الطويل والضرب الشديد والتهديد بالقتل بسوء العذاب وأليم العقاب وقلة مبالته با كان منهم ف ذلك إليه‬
‫وصبه عليه وتسكه با كان عليه من الدين القوي والصراط الستقيم وكان أحد عالا با ورد بثل حاله من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪331‬‬

‫اليات التلوة والخبار الأثورة وبلغه ما أوصى به ف النام واليقظة فرضي وسلم إيانا واحتسابا وفاز بي الدنيا ونعيم ا لخرة وهيأه ال با آتاه من ذلك البلوغ أعلى منازل أهل البلء ف ال‬
‫من أوليائه وألق به مببيه فيما نال من كرامة ال تعال ان شاء ال من غي بليه وبال التوفيق والعصمة‬
‫قال ال تعإل بسم ال الرحن الرحيم آل أحسب الناس أن يتركوا أن يقولون آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا ولعلمن الكاذبي وقال ال تعإل واصب‬
‫على ما أصابك إن ذلك من عزم المور ف سواها معن ما كتبنا وقد روى المام أحد المتحن ف مسنده قائل فيه حدثنا ممد بن جعفر عن شعبة عن عاصم بن بدلة سعت مصعب بن سعد‬
‫يدث عن سعد قال سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أي الناس أشد بلء فقال ( النبياء ث المثل فالمثل يبتلي ال الرجل على حسب دينه فإن كان رقيق الدين ابتلى هلى حسب ذلك وان كان صلب الدين ابتلى على حسب ذلك وما زال‬
‫البلء بالرجل حت يشي على الرض وما عليه خطيئة ) وقد روى مسلم ف صحيحه قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أب قلبة عن أنس قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ثلثة من كن فيه فقد وجد حلوة اليان من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها وأن يب الرء ل يبه ال ل وأن يقذف ف النار أحب إليه من أن يرجع إل الكفر بعد إذ أنقذه ال منه ) )‬
‫أخرجاه ف الصحيحي‬
‫وقال ابو القاسم البغوي حدثنا أحد بن حنبل ثنا أبو الغية ثنا صفوان بن عمر السكسكى ثنا عمرو بن قيس السكون ثنا عاصم بن حيد قال سعت معاذ بن جبل يقول ( انكم ل تروا ال بلء‬
‫وفتنة ولن يزداد المر ال شدة ول النفس ال شحا ) وبه قال معاذ ( لن تروا من الئمة ال غلطة ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم ال حضر بعده ما هو أشد منه ) قال البغوي سعت‬
‫أحد يقول اللهم رضنا وروى البهيقي عن الربيع قال بعثن الشافعي بكتاب من مصر إل أحد بن حنبل فأتيته وقد انفتل من صلة الفجر فدفعت إليه الكتاب فقال أقرأته فقلت ل فأخذه فقرأه‬
‫فدمعت عيناه فقلت يا أبا عبدال وما فيه فقال يذكر أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام فقال اكتب إل عبد ال احد بن حنبل وأقرأ عليه السلم من وقل له إنك ستمتحن‬
‫وتدعى إل القول بلق القرآن فل تبهم ويرفع ال لك علما إل يوم القيامة قال الربيع فقلت حلوة البشارة فخلع قميصة الذي يلي جلده فأعطانيه فلما رجعت إل لشافعي اخبته فقال إن‬
‫لست أفجعك فيه ولكن بله بالاء وأعطينيه حت اتبك به‬
‫ملخص الفتنة والحنة من كلم أئمة السنة أثابم ال النة‬
‫قد ذكرنا فيما تقدم أن الأمون كان قد استحوذ عليه جاعة من العتزلة فأزاغوه عن طريق الق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪332‬‬

‫إل الباطل وزينوا له القول بلق القرآن ونفي الصفات عن ال عز وجل قال البهيقي ول يكن ف اللفاء قبله من بن أميه وبن العباس خليفة العلى مذهب السلف ومنهاجهم فلما ول هو‬
‫اللفة اجتمع به هؤلء فحملوه على ذلك وزينوا له واتفق خروجه إل طرسوس لغزو الروم فكتب إل نائبه ببغداد اسحاق بن إبراهيم ن مصعب يأمره أن يدعو الناس إل القول بلق القرآن‬
‫واتفق له ذلك آخر عمره قبل موته بشهور سنة ثان عشرة ومائتي فلما وصل الكتاب كما ذكرنا استدعى جاعة من أئمة الديث فدعاهم ال ذلك فامتنعوا فتهددهم بالضرب وقطع الرزاق‬
‫فأجاب أكثرهم مكرهي واستمر على المتناع من ذلك المام أحد بن حنبل وممد بن نوح الند يسابوري فحمل على بعي وسيا إل الليفة عن أمره بذلك وها مقيدان متعادلن ف ممل‬
‫على بعي واحد فلما كانا ببلد الرحبة جاءها رجل من العراب من عبادهم يقال له جابر بن عامر فسلم على المام احد وقال له يا هذا إنك وافد الناس فل تكن شؤما عليهم وإنك رأس‬
‫الناس اليوم فإياك أن تبهم إل ما يدعونك إليه فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة وان كنت تب ال فاصب على ما انت فيه فانه ما بينك وبي النة إل أن تقتل وإنك ان ل تقتل تت وان‬
‫عشت عشت حيدا قال احد وكان كلمه ما قوى عزمى على ما أنا فيه من المتناع من ذلك الذي يدعونن إليه فلما اقترابا من جيش الليفة ونزلوا برحلة جاء خادم وهو يسح دموعه‬
‫بطرف ثوبه ويقول يعز على أبا عبدال إن الأمون قد سل سيفا ل يسله قبل ذلك وأنه يقسم بقرابته من رسول ال صلى ال عليه وسلم لئن ل تبه إل القول بلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف‬
‫قال فجثى والمام أحد على ركبتيه ورمق بطرفه إل السماء وقال سيدي غر حلمك هذا الفاجر حت ترأ على أولياءك بالضرب والقتل اللهم فإن ل يكن القرآن كلمك غي ملوق فاكفنا‬
‫مؤنته قال فجاءهم الصريخ بوت الأمون ف الثلث الخي من الليل قال أحد ففرحنا ث جاء الب بأن العتصم قد ول اللفة وقد انضم إليه أحد بن أب دؤاد وان المر شديد فردونا إل‬
‫بغداد ف سفينة مع بعض السارى ونالن منهم اذى كثي وكان ف رجليه القيود ومات صاحبه ممد بن نوح ف الطريق وصلى عليه أحد فلما رجع احد إل بغداد دخلها ف رمضان فأودع ف‬
‫السجن نوا من ثانية وعشرين شهرا وقيل نيفا وثلثي شهرا ث أخرج إل الضرب بي يدي العتصم وقد كان أحد وهو ف السجن هو الذي يصلي ف أهل السجن والقيود ف رجليه ( ذكر‬
‫( ضربه رضي ال عنه ) ( بي يدي العتصم‬
‫لا أحضره العتصم من السجن زاد ف قيوده قال أحد فلم استطع أن أمشي با فربطتها ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪333‬‬

‫السكة وحلتها بيدي ث جأون بدابة فحملت عليها فكدت أن أسقط على وجهي من ثقل القيود وليس معي أحد يسكن فسلم ال حت جئنا دار العتصم فأدخلت ف بيت وأغلق علي وليس‬
‫عندي سراج فأردت الوضوء فمددت يدي فإذا إناء فيه ماء فتوضأت منه ث قمت ول أعرف القبلة فلما أصبحت إذ أنا على القبلة والمد ل ث دعيت فأدخلت على العتصم فلما نظر ال‬
‫وعنده ابن دؤاد قال أليس قد زعمتم أنه حدث السن وهذا شيخ مكهل فلما دنوت منه وسلمت قال ل ادنه فلم يزل يدنين حت قربت منه ث قال اجلس فجلست وقد أثقلن الديد‬
‫فمكثت ساعة ث قلت يا أمي الؤمني إل م دعا إليه ابن عمك رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إل شهادة ان ل اله ال ال قلت فإن أشهد أن لإله إل ال قال ث ذكرت له حديث ابن‬
‫عباس ف وفد عبد القيس ث قلت فهذا الذي دعا إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ث تكلم ابن أب دؤاد بكلم ل أفهمه وذلك أن ل أتفقه كلمه ث قال العتصم لول انك كنت ف يد‬
‫من قبلي ل اتعرض اليك ث قال يا عبد الرحن أل آمرك أن ترفع الحنة قال أحد فقلت ال أكب هذا فرج السلمي ث قال ناظره يا عبد الرحن كلمة فقال ل عبد الرحن ما تقول ف القرآن‬
‫فلم أجبه فقال العتصم أجبه فقلت ما تقول ف العلم فسكت فقلت القرآن من علم ال ومن زعم أن علم ال ملوق فقد كفر بال فسكت فقالو فيما بينهم يا أمي الؤمني كفرك وكفرنا فلم‬
‫يلتفت إل ذلك فقال عبد الرحن كان ال ول قرآن فقلت كان ال ول علم فسكت فجعلوا يتكلمون من ههنا وههنا فقلت يا أمي الؤمني أعطون شيئا من كتاب ال أو سنة رسوله حت‬
‫أقول به فقال ابن دؤاد وأنت ل تقول ال بذا وهذا فقلت وهل يقوم السلم ال بما وجرت مناظرات طويلة واحتجوا عليه بقوله ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث وبقوله ال خالق كل‬
‫شيء وأجاب با حاصله أنه عام مصوص بقوله تدمر كل شيء بأمر ربا فقال ابن اب دؤاد هو وال يا أمي الؤمني ضال مضل مبتدع وهنا قضاتك والفقهاء فسلهم فقال لم ما تقولون‬
‫فأجابوا بثل ما قال ابن أب دؤاد ث أحضروه ف اليوم الثان وناظروه أيضا ث ف اليوم الثالث وف ذلك كله كان يعلو صوته عليهم وتغلب حجته حججهم قال فإذا سكتوا فتح الكلم عليهم‬
‫ابن أب دؤاد وكان من أجهلهم بالعلم والكلم وقد تنوعت بم السائل ف الجادلة ول علم لم بالنقل فجعلوا ينكرون الثار ويردون الحتجاج با وسعت منهم مقالت ل أكن أظن أن أحدا‬
‫يقولا وقد تكلم معي ابن غوث بكلم طويل ذكر فيه السم وغيه با ل فائدة فيه فقلت ل أدرى ما تقول إل إن أعلم أن ال أحد صمد وليس كمثله شيء فسكت عن وقد أوردت لم‬
‫حديث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪334‬‬

‫لرؤية ف الدار الخرة فحاولوا أن يضعفوا إسناده ويلفقوا عن بعض الحدثي الدثي كلما يتساقون به إل الطعن فيه وهيهات وان لم التناوش من مكان بعيد وف غبون ذلك كله يتلطف به‬
‫الليفة ويقول يا أحد أجبن إل هذا حت أجعلك من خاصت ومن يطأ بساطي فأقول يا أمي الؤمني يأتون بآية من كتاب ال أو سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أجبهم إليها‬
‫واحتج أحد عليهم حي أنكروا الثار بقوله تعال يا أبة ل تعبد ما ل يسمع ول يبصر ول يغن عنك شيئا وبقوله وكلم ال موسى تكليما وبقوله إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدون وبقوله إنا‬
‫قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون ونو ذلك من اليات فلما ل يقم لم معه حجة عدلوا إل استعمال جاه الليفة فقالوا يا أمي الؤمني هذا كافر ضال مضل وقال له إسحاق بن‬
‫إبراهيم نائب بغداد يا أمي الؤمني ليس من تدبي اللفة أن تلي سبيله ويغلب خليفتي فعند ذلك حى واشتد غضبه وكان ألينهم عريكة وهو يظن أنم على شيء قال احد فعند ذلك قال ل‬
‫لعنك ال طمعت فيك أن تيبن فلم تبن ث قال خذوه واخلعوه واسحبوه قال أحد فأخذت وسحبت وخلعت وجيء ب بالعاقبي والسياط وأنا أنظر وكان معي شعرات من شعر النب صلى‬
‫ال عليه وسلم مصرورة ف ثوب فجردون منه وصرت بي العقابي فقلت يا أمي الؤمني ال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ل يل دم امريء مسلم يشهد أن ل إله إل ال إل بأحدى ثلث ) وتلوت الديث وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها )‬
‫عصموا من دماءهم وأموالم ) فبم تستحل دمي ول آت شيئا من هذا يا أمي الؤمني اذكر وقوفك بي ال كوقوف بي يديك فكأنه أمسك ث يزالوا يقولون له يا أمي الؤمني إنه ضال مضل‬
‫كافر فأمر ب فقمت بي العقابي وجيء بكرسي فأقمت عليه وأمرن بعضهم أن آخذ بيدي بأي الشبتي فلم أفهم فتخلعت يداي وجيء بالضرابي ومعهم السياط فجعل أحدهم يضربن‬
‫سوطي ويقول له يعن العتصم شد قطع ال يدك وييء الخر فيضربن سوطي ث الخر كذلك فضربن أسواطا فأغمي علي وذهب عقلي مرارا فإذا سكن الضرب يعود علي عقلي وقام‬
‫العتصم إل يدعون إل قولم فلم أجبه وجعلوا يقولون ويك الليفة على رأسك فلم أقبل وأعادوا الضرب ث عاد إل فلم أجبه فأعادوا الضرب ث جاء إل الثالثة فدعان فلم أعقل ما قال من‬
‫شدة الضرب ث أعادوا الضرب فذهب عقلي فلم أحس بالضرب وأرعبه ذلك من أمري وأمر ب فأطلقت ول أشعر إل وأنا ف حجرة من بيت وقد أطلقت القياد من رجلي وكان ذلك ف‬
‫اليوم الامس والعشرين من رمضان من سنة إحدى وعشرين ومائتي ث أمر الليفة بإطلقه إل أهله وكان جلة ما ضرب نيفا وثلثي سوطا وقيل ثاني سوطا لكن كان ضربا مبحا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪335‬‬

‫شديدا جدا وقد كان المام أحد رجل طوال رقيقا أسر اللون كثي التواضع رحه ال‬
‫ولا حل من دار اللفة إل دار إسحاق بن إبراهيم وهو صائم أتوه بسويق ليفطر من الضعف فامتنع من ذلك وأت صومه وحي حضرت صلة الظهر صلى معهم فقال هل ابن ساعة القاضي‬
‫وصلبت ف دمك فقال له أحد قد صلى عمر وجرحه يثعب دما فسكت ويروى أنه لا أقيم ليضرب انقطعت تكة سراويله فخشى أن يسقط سراويله فتكشف عورته فحرك شفتيه فدعا ل‬
‫فعاد سراويله كما كان ويروى أنه يقال يا غياث الستغيثي يا إله العالي إن كنت تعلم أن قائم لك بق فل تتك ل عورة‬
‫ولا رجع إل منله جاءه الرايي فقطع لما ميتا من جسده وجعل يداويه والنائب ف كل وقت يسأل عنه وذلك أن العتصم ندم على ما كان منه إل أحد ندما كثيا وجعل يسأل النائب عنه‬
‫والنائب يستعلم خبه فلما عوف فرح العتصم والسلمون بذلك ولا شفاه ال بالعافية بقي مده وإباماه يؤذيهما البد وجعل كل من آذاه ف حل إل أهل البدعة وكان يتلو ف ذلك قوله تعال‬
‫وليعفوا وليصفحوا الية ويقول ماذا ينفعك أن يعذب أخوك السلم بسببك وقد قال تعال فمن عفا وأصلح فأجره على ال إنه ل يب الظالي وينادي النادي يوم القيامة ( ليقم من أجره على‬
‫ال فل يقوم إل من عفا ) وف صحيح مسلم عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ثلث أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة وما زاد ال عبدا بعفو إل عزا ومن تواضع ل‬
‫رفعه ال ) وكان الذين ثبتوا على الفتنة فلم ييبوا بالكلية أربعة أحد بن حنبل وهو رئيسهم وممد بن نوح بن ميمون الند يسابوري ومات ف الطريق ونعيم بن حاد الزاعي وقد مات ف‬
‫السجن وأبو يعقوب البويطي وقد مات ف سجن الواثق على القول بلق القرآن وكان مثقل بالديد وأحد بن نصر الزاعي وقد ذكرنا كيفية مقتله‬
‫ثناء الئمة على المام أحد بن حنبل‬
‫قال البخاري لا ضرب أحد بن حنبل كنا بالبصرة فسمعت أبا الوليد الطيالسي يقول لو كان أحد ف بن إسرائيل لكان أحدوثه وقال إساعيل بن الليل لو كان أحد ف بن إسرائيل لكان نبيا‬
‫وقال الزن أحد بن حنبل يوم الحنة وأبو بكر يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلى يوم المل وصفي وقال حرملة سعت الشافعي يقول خرجت من العراق فما تركت رجل‬
‫أفضل ول أعلم ول أورع ول أتقى من أحد بن حنبل وقال شيخ أحد يي بن سعيد القطان ما قدم على بغداد أحد أحب إل من أحد بن حنبل وقال قتيبة مات سفيان الثوري ومات الورع‬
‫ومات الشافعي وماتت السنن ويوت أحد بن حنبل وتظهر البدع وقال إن أحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪336‬‬

‫ابن حنبل قام ف المة مقام النبوة قال البيهقي يعن ف صبه على ما أصابه من الذى ف ذات ال وقال أبو عمر بن النحاس وذكر أحد يوما فقال رحه ال ف الدين ما كان أبصره وعن الدنيا‬
‫ما كان أصبه وف الزهد ما كان أخبه وبالصالي ما كان ألقه وبالاضي ما كان أشبهه عرضت عليه الدنيا فأباها والبدع فنفاها وقال بشر الاف بعد ما ضرب أحد بن حنبل أدخل أحد‬
‫الكي فخرج ذهبا أحر وقال اليمون قال ل على بن الدين بعد ما امتحن أحد وقيل قبل أن يتحن يا ميمون ما قام أحد ف السلم ما قام أحد بن حنبل فعجبت من هذا عجبا شديدا وذهبت‬
‫إل أب عبيد القاسم بن سلم فحكيت له مقالة على بن الدين فقال صدق إن أبا بكر وجد يوم الردة أنصارا وأعوانا وإن أحد ب حنبل ل يكن له أنصار ول أعوان ث أخذ أبو عبيد يطرى أحد‬
‫ويقول لست أعلم ف السلم مثله وقال إسحاق بن راهويه أحد حجة بي ال وبي عبيده ف أرضه وقال على بن الدين إذا ابتليت بشيء فأفتان أحد بن حنبل ل أبال إذا لقيت رب كيف‬
‫كان وقال أيضا إن اتذت أحد حجة فيما بين وبي ال عز وجل ث قال ومن يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد ال وقال يي بن معي كان ف أحد بن حنبل خصال مارأيتها ف عال قط كان‬
‫مدثا وكان حافظا وكان عالا وكان ورعا وكان زاهدا وكان عاقل‬
‫وقال يي بن معي أيضا أراد الناس منا أن نكون مثل أحد بن حنبل وال ما نقوى أن نكون مثله ول نطيق سلوك طريقة وقال الذهلي اتذت أحد حجة فيما بين وبي ال وقال هلل بن‬
‫العلى الرقي من ال على هذه المة بأربعة الشافعي فهم الحاديث وفسرها وبي مملها من مفصلها والاص والعام والناسخ والنسوخ وبأب عبيد بي غريبها وبيحي بن معي نفى الكذب عن‬
‫الحاديث وبأحد بن حنبل ثبت ف الحنة لول هولء الربعة للك الناس وقال أبو بكر ابن أب داود أحد بن حنبل مقدم على كل من يمل بيدة قلما ومبة يعن ف عصره وقال أبو بكر ممد‬
‫بن ممد بن رجاء ما رأيت مثل أحد بن حنبل ول رأيت من رأى مثله وقال أبو زرعة الرازي ما أعرف ف أصحابنا أسود الرأس أفقه منه وروى البيهقي عن الاكم عن يي بن ممد العنبي‬
‫قال أنشدنا أبو عبد ال البوسندي ف أحد بن حنبل رحه ال‬
‫إن ابن حنبل ان سألت إمامنا ‪ ...‬وبه الئمة ف النام تسكوا ‪ ...‬خلف النب ممدا بعد الل ‪ ...‬خلفوا اللئف بعده واستهلكوا ‪ ...‬حذو الشراك على الشراك وإنا ‪ ...‬يذو الثال مثاله ‪...‬‬
‫‪ ...‬الستمسك‬
‫وقد ثبت ف الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ( ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت يأت أمر ال وهم على ذلك ) وروى‬
‫البيهقي عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪337‬‬

‫أب سعيد الالين عن ابن عدى عن أب القاسم البغوى عن أب الربيع الزهران عن حاد بن زيد عن بقية بن الوليد عن معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحن العذري ح قال البغوي وحدثن‬
‫زياد بن أيوب حدثنا مبشر عن معاذ عن إبراهيم بن عبد الرحن العذري ح قال البغوي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( يمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تريف‬
‫الغالي وانتحال البطلي وتأويل الاهلي ) وهذا الديث مرسل وإسناده فيه ضعف والعجب أن ابن عبد الب صححه واحتج به على عدالة كل من حل العلم والمام أحد من أئمة أهل العلم‬
‫رحه ال واكرم مثواه‬
‫ما كان من أمر المام أحد بعد الحنة‬
‫حي خرج من دار اللفة صار إل منله فدووى حت برأ ول المد ولزم منله فل يرج منه إل جعه ول جاعة وامتنع من التحديث وكانت غلته من ملك له ف كل شهر سبعة عشر درها‬
‫ينفقها على عياله ويتقنع بذلك رحه ال صابرا متسبا ول يزل كذلك مدة خلفة العتصم وكذلك ف أيام ابنه ممد الواثق فلما ول التوكل على ال اللفة استبشر الناس بوليته فانه كان مبا‬
‫للسنة وأهلها ورفع الحنة عن الناس وكتب إل الفاق ل يتكلم أحد ف القول بلق القرآن ث كتب إل نائبه ببغداد وهو إسحاق بن إبراهيم أن يبعث بأحد بن حنبل إليه فاستدعى اسحاق‬
‫بالمام احد اليه فأكرمه وعظمه لا يعلم من اعظام الليفة له واجلله اياه وسأله فيما بينه وبينه عن القرآن فقال له أحد سؤالك هذا سؤال تعنت أو استرشاد فقال بل سؤال استرشاد فقال‬
‫هو كلم ال منل غي ملوق فسكن إل قوله ف ذلك ث جهزه إل الليفة إل سر من رأى ث سبقه إليه‬
‫وبلغه أن أحد اجتاز بابنه ممد بن إسحاق فلم يأته ول يسلم عليه فغضب إسحاق بن إبراهيم من ذلك وشكاه إل الليفة فقال التوكل يرد إن كان قد وطئ بساطي فرجع المام أحد من‬
‫الطريق إل بغداد وقد كان المام أحد كارها لجيئه إليهم ولكن ل يهن ذلك على كثي من الناس وإنا كان رجوعه عن قول إسحاق بن إبراهيم الذي كان هو السبب ف ضربه ث إن رجل من‬
‫البتدعة يقال له ابن البلخي وشى إل الليفة شيئا فقال إن رجل من العلويي قد أوى إل منل أحد بن حنبل وهو يبايع له الناس ف الباطن فأمر الليفة نائب بغداد ان يكبس منل احد من‬
‫الليل فلم يشعروا إل والشاعل قد أحاطت بالدار من كل حانب حت من فوق السطحة فوجدوا المام أحد جالسا ف داره مع عياله فسألوه عما ذكر عنه فقال ليس عندي من هذا علم‬
‫وليس من هذا شيء ول هذا من نيت وإن لرى طاعة أمي الؤمني ف السر والعلنية وف عسري ويسري ومنشطي ومكرهي وأثره على وإن لدعو ال له بالتسديد والتوفيق ف الليل والنهار‬
‫ف كلم كثي ففتشوا منله حت مكان الكتب وبيوت النساء والسطحة وغيها فلم يروا شيئا فلما بلغ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪338‬‬

‫التوكل ذلك وعلم براءته ما نسب إليه علم أنم يكذبون عليه كثيا فبعث إليه يعقوب بن إبراهيم العروف بقوصرة وهو أحد الجبة بعشرة آلف درهم من الليفة وقال هو يقرأ عليك‬
‫السلم ويقول استنفق هذه فامتنع من قبلوها فقال يا أبا عبد ال إن أخشى من ردك إياها أن يقع وحشة بينك وبينه والصلحة لك قبولا فوضعها عنده ث ذهب فلما كان من آخر الليل‬
‫استدعى أحد أهله وبن عمه وعياله وقال ل أث هذه الليلة من هذا الال فجلسوا وكتبوا أساء جاعة من الحتاجي من أهل الديث وغيهم من أهل بغداد والبصرة ث أصحب ففرقها ف الناس‬
‫ما بي المسي إل الائة والائتي فلم يبق منها درها وأعطى منها لب أيوب وأب سعيد الشج وتصدق بالكيس الذي كانت فيه ول يعط منها لهله شيئا وهم ف غاية الفقر والهد وجاء بنوا‬
‫ابنه فقال اعطن درها فنظر أحد إل ابنه صال فتناول صال قطعة فأعطاها الصب فسكت أحد‬
‫وبلغ الليفة أنه تصدق بالائزة كلها حت كيسها فقال على بن الهم يا أمي الؤمني إنه قد قبلها منك وتصدق با عنك وماذا يصنع أحد بالال إنا يكفيه رغيف فقال صدقت‬
‫فلما مات إسحاق بن إبراهيم وابنه ممد ول يكن بيهما إل القريب وتول نيابة بغداد عبد ال ابن إسحاق كتب التوكل إليه أن يمل إليه المام أحد فقال لحد ف ذلك فقال إن شيخ كبي‬
‫وضعيف فرد الواب على الليفة بذلك فأرسل يعزم عليه لتأتين وكتب إل أحد إن أحب أن آنس بقربك وبالنظر إليك ويصل ل بركة دعائك فسار إليه المام أحد وهو عليل ف بنيه‬
‫وبعض اهله فلما قارب العسكر تلقاه وصيف الادم ف موكب عظيم فسلم وصيف على المام احد فرد السلم وقال له وصيف قد أمكنك ال من عدوك ابن أب داؤد فلم يرد عليه جوابا‬
‫وجعل ابنه يدعو ال للخليفة ولوصيف فلما وصلوا إل العسكر بسر من رأى أنزل أحد ف دار إيتاخ فلما علم بذلك ارتل منها وأمر أن يستكرى له دار غيها وكان رؤس المراء ف كل‬
‫يوم يضرون عنده ويبلغونه عن الليفة السلم ول يدخلون عليه حت يقلعون ما عليهم من الزينة والسلح وبعث إليه الليفة بالفارش الوطيئة وغيها من اللت الت تليق بتلك الدار‬
‫العظيمة وأراد منه الليفة أن يقيم هناك ليحدث الناس عوضا عما فاتم منه ف أيام الحنة وما بعدها من السني التطاولة فاعتذر إليه عليل وأسنانه تتحرك وهو ضعيف كان الليفة يبعث إليه‬
‫ف كل يوم مائدة فيا ألوان الطعمة والفاكهةوالثلج ما يقاوم مائة وعشرين درها ف كل يوم والليفة يسب أنه يأكل من ذلك ول يكن أحد بأكل شيئا من ذلك بالكلية بل كان صائما يطوى‬
‫فمكث ثانية أيام ل يستطعم بطعام ومع ذلك هو مريض ث أقسم عليه ولده حت شرب قليل من السويق بعد ثانية أيام وجاء عبيد ال بن يي بن خاقان بال جزيل من الليفة جائزة له فامتنع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪339‬‬

‫من قبوله فأل عليه المي فلم يقبل فأخذها المي ففرقها على بنيه وأهله وقال إنه ل يكن ردها على الليفة وكتب الليفة لهله وأولده ف كل شهر بأربعة آلف درهم فمانع أبو عبد ال‬
‫الليفة فقال الليفة ل بد من ذلك وما هذا إل لولدك فأمسك أبو عبد ال عن ما نعته ث أخذ يلوم أهله وعمه وقال لم إنا بقي لنا أيام قلئل وكأننا قد نزل بنا الوت فاما إل جنة وإما إل‬
‫نار فنخرج من الدنيا وبطوننا قد أخذت من مال هؤلء ف كلم طويل يعظهم به فاحتجوا عليه بالديث الصحيح ( ما جاءك من هذا الال وأنت غي سائل ول مستشرف فخذه ) وأن ابن‬
‫عمر وابن عباس قبل جوائز السلطان فقال وما هذا وذاك سواء ولو أعلم أن هذا الال أخذ من حقه وليس بظلم ول جور ل أبال‬
‫ولا استمر ضعفه جعل التوكل يبعث إليه ما سويه التطبب لنيظر ف مرضه فرجع إليه فقال يا أمي الؤمني إن أحد ليس به علة ف بدنه وإنا علته من قلة الطعام وكثرة الصيام والعبادة فسكت‬
‫التوكل ث سألت أم الليفة منه أن ترى المام أحد فبعث التوكل إليه يسأله أن يتمع بابنه العتز ويدعو له وليكن ف حجرة فتمنع من ذلك ث أجاب إليه رجاء أن يعجل برجوعه إل أهله‬
‫ببغداد وبعث الليفة إليه بلعة سنية ومركوب من مراكبه فامتنع من ركوبه لنه عليه ميثرة نور فجيء ببغل لبعض التجار فركبه وجاء إل ملس العتز وقد جلس الليفة وأمه ف ناحية ف‬
‫ذلك الجلس من وراء ستر رقيق فلما جاء أحد قال سلم عليكم وجلس ول يسلم عليه بالمرة فقالت أم الليفة ال ال يا بن ف هذا الرجل ترده إل أهله فإن هذا ليس من يريد ما أنتم فيه‬
‫وحي رأى التوكل أحد قال لمه يا أمه قد تأنست الدار وجاء الادم ومعه خلعة سنية مبطنة وثوب وقلنسوة وطيلسان فألبسها أحد بيده وأحد ل يتحرك بالكلية قال المام أحد ولا جلست‬
‫إل العتز قال مؤدبه أصلح ال المي هذا الذي أمر الليفة أن يكون مؤدبك فقال إن علمن شيئا تعلمته قال أحد فتعجبت من ذكائه ف صغره لنه كان صغيا جدا فخرج أحد عنهم وهو‬
‫يستغفر ال ويستعيذ بال من مقته وغضبه‬
‫ث بعد أيام أذن له الليفة بالنصراف وهيأ له حزاقة فلم يقبل أن ينحدر فيها بل ركب ف زورق فدخل بغداد متفيا وأمر أن تباع تلك اللعة وأن يتصدق بثمنها على الفقراء والساكي‬
‫وجعل أياما يتأل من اجتماعه بم ويقول سلمت منهم طول عمري ث ابتليت بم ف آخره وكن قد جاع عندهم جوعا عظيما كثيا حت كاد أن يقتله الوع وقد قال بعض المراء للمتوكل‬
‫إن أحد ل يأكل لك طعاما ول يشرب لك شرابا ول يلس على فرشك ويرم ما تشربه فقال وال لو نشر العتصم وكلمن ف أحد ما قبلت منه وجعلت رسل الليفة تفد إليه ف كل يوم‬
‫تستعلم أخباره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪340‬‬

‫وكيف حاله وجعل يستفتيه ف أموال ابن أب داؤد فل ييب بشيء ث إن التوكل أخرج ابن أب داؤد من سر من رأى إل بغداد بعد أن أشهد عليه نفسه ببيع ضياعه واملكه واخذ امواله‬
‫كلها قال عبد ال بن أحد وحي رجع أب من سامرا وجدنا عينيه قد دخلتا ف موقيه وما رجعت إليه نفسه إل بعد ستة أشهر وامتنع أن يدخل بيت قرابته أو يدخل بيتا هو فيه أو ينتفع بشيء‬
‫ما هم فيه لجل قبولم أموال السلطان‬
‫وكان مسي أحد إل التوكل ف سنة سبع وثلثي ومائتي ث مكث إل سنة وفاته وكل يوم إل ويسأل عنه التوكل ويوفد إليه ف أمور يشاوره فيها ويستشيه ف أشياء تقع له ولا قدم التوكل‬
‫بغداد بعث إليه ابن خاقان ومعه ألف دينار ليفرقها على من يرى فامتنع من قبولا وتفرقتها وقال إن أمي الؤمني قد أعفان ما أكره فردها وكتب رجل رقعة إل التوكل يقول يا أمي الؤمني‬
‫إن أحد يشتم آباءك ويرميهم بالزندقة فكتب فيها التوكل أما الأمون فانه خلط فسلط الناس على نفسه وأما أب العتصم فإنه كان رجل حرب ول يكن له بصر بالكلم وأما أخي الواثق فإنه‬
‫استحق ما قيل فيه ث أمر أن يضرب الرجل لذي رفع إليه الرقعة مائت سوط فأخذه عبد ال بن إسحاق ابن إبراهيم فضربه خسمائة سوط فقال له الليفة ل ضربته خسمائة سوط فقال مائتي‬
‫لطاعتك ومائتي لطاعة ال ومائة لكونه قذف هذا الشيخ الرجل الصال أحد بن حنبل‬
‫وقد كتب الليفة إل أحد يسأله عن القول ف القرآن سؤال استرشاد واستفادة ل سؤال تعنت ول امتحان ول عناد فكتب إليه أحد رحه ال رسالة حسنة فيها آثار عن الصحابة وغيهم‬
‫وأحاديث مرفوعة وقد أوردها ابنه صال ف الحنة الت ساقها وهي مروية عنه وقد نقلها غي واحد من الفاظ‬
‫وفاة المام أحد بن حنبل‬
‫قال ابنه صال كان مرضه ف أول ربيع الول من سنة إحدى وأربعي ومائتي ودخلت عليه يوم الربعاء ثان ربيع الول وهو مموم يتنفس الصعداء وهو ضعيف فقلت يا أبت ما كان غداؤك‬
‫فقال ماء الباقل ث إن صالا ذكر كثرة ميء الناس من الكابر وعموم الناس لعيادته وكثرة حرج الناس عليه وكان معه خريقة فيها قطيعات ينفق على نفسه منها وقد أمر ولده عبد ال أن‬
‫يطالب سكان ملكه وأن يكفر عنه كفارة يي فأخذ شيئا من الجرة فاشترى ترا وكفر عن أبيه وفضل من ذلك ثلثة دراهم وكتب المام أحد وصيته‬
‫بسم ال الرحن الرحيم هذا ما أوصى به أحد بن حنبل أوصى أنه يشهد ان ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو )‬
‫كره الشركون وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا ال ف العابدين وأن يمدوه ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪341‬‬

‫الامدين وأن ينصحوا السلمي وأوصى أن قد رضيت بال ربا وبالسلم دينا وبحمد نبيا وأوصى لعبد ال بن ممد العروف ببوران على نوا من خسي دينارا وهو مصدق فيها فيقضى ماله‬
‫على من غلة الدار إن شاء ال فاذا استوف أعطى ولد صال كل ذكر وأنثى عشرة دراهم‬
‫ث استدعى بالصبيان من ورثته فجعل يدعو لم وكان قد ولد له صب قبل موته بمسي يوما فسماه سعيدا وكان له ولد آخر اسه ممد قد مشى حي مرض فدعاه فالتزمه وقبله ث قال ما‬
‫كنت أصنع بالولد على كب السن فقيل له ذرية تكون بعدك يدعون لك قال وذاك إن حصل وجعل يمد ال تعال وقد بلغه ف مرضه عن طاوس أنه كان يكره أني الريض فترك الني فلم‬
‫يئن حت كانت الليلة الت توف ف صبيحتها أن وكانت ليلة المعة الثان عشر من ربيع الول من هذه السنة فأن حي اشتد به الوجع وقد روى عن ابنه عبد ال ويروى عن صال أيضا أنه‬
‫قال حي احتضر أب جعل يكثر أن يقول ل بعد ل بعد فقلت يا أبة ما هذه اللفظة الت تلهج با ف هذه الساعة فقال يا بن إن إبليس واقف ف زواية البيت وهو عاض على اصبعه وهو يقول‬
‫فتن يا أحد فأقول ل بعد ل بعد يعن ل يفوته حت ترج نفسه من جسده على التوحيد كما جاء ف بعض الحاديث قال إبليس يارب وعزتك وجللك ما أزال أغويهم ما دامت أرواحهم ف‬
‫أجسادهم فقال ال وعزت وجلل ول أزال أغفر لم ما استغفرون‬
‫وأحسن ما كان من أمره أنه أشار إل أهله أن يوضؤه فجعلوا يوضؤنه وهو يشي إليهم أن خللوا أصابعي وهو يذكر ال عز وجل ف جيع ذلك فما أكملوا وضوءه توف رحه ال ورضى عنه‬
‫وقد كانت وفاته يوم المعه حي مضى منه نو من ساعتي فاجتمع الناس ف الشوارع وبعث ممد بن طاهر حاجبه ومعه غلمان ومعهم مناديل فيها أكفان وأرسل يقول هذا نيابة عن الليفة‬
‫فانه لو كان حاضرا لبعث بذا فأرسل أولده يقولون إن أمي الؤمني كان قد أعفاه ف حياته ما يكره وأبوا أن يكفنوه بتلك الكفان وأتى بثوب كان قد غزلته جاريته فكفنوه واشتروا معه‬
‫عوز لفافة وحنوطا واشتروا له رواوية ماء وامتنعوا ان يغسلوه باء بيوتم لنه كان قد هجر بيوتم فل يأكل منها ول يستعي من أمتعتهم شيئا وكان ل يزال متغضبا عليهم لنم كانوا‬
‫يتناولون ما رتب لم على بيت الال وهو ف كل شهر أربعة آلف درهم وكان لم عيال كثية وهم فقراء وحضر غسله نو من مائة من بيت اللفة من بن هاشم فجعلوا يقبلون بي عينيه‬
‫ويدعون له ويترحون عليه رحه ال وخرج الناس بنعشه واللئق حوله من الرجال والنساء ما ل يعلم عددهم إل ال ونائب البلد ممد بن عبد ال بن طاهر واقف ف جلة الناس ث تقدم‬
‫فعزى أولد المام أحد فيه وكان هو الذي أم الناس ف الصلة عليه وقد أعاد جاعة الصلة عليه عند القب وعلى القب بعد أن دفن من أجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪342‬‬


‫ذلك ول يتسقر ف قبه رحه ال إل بعد صلة العصر وذلك لكثرة اللق‬
‫وقد روى البيهقي وغي واحد أن المي ممد بن طاهر أمر بزر الناس فوجدوا ألف ألف وثلثمائة ألف وف رواية وسبعمائة ألف سوى من كان ف السفن وقال ابن أب حات سعت أبا زرعة‬
‫يقول بلغن أن التوكل أمر أن يسح الوضع الذي وقف الناس فيه حيث صلوا على المام أحد بن حنبل فبلغ مقاسه ألفي ألف وخسمائة ألف قال البيهقي عن الاكم سعت أبا بكر أحد بن‬
‫كامل القاضي يقول سعت ممد بن يي الزنان سعت عبد الوهاب الواراق يقول ما بلغنا أن جعا ف الاهلية ول ف السلم اجتمعوا ف جنازة أكثر من المع الذي اجتمع على جنازة أحد‬
‫بن حنبل فقال عبد الرحن بن أب حات سعت أب يقول حدثن مد بن العباس الكي سعت الوركان جار أحد ابن حنبل قال أسلم يوم مات أحد عشرون ألفا من اليهود والنصارى والجوس‬
‫وف بعض النسخ أسلم عشرة آلف بدل عشرين ألفا فال أعلم‬
‫وقال الدارقطن سعت أبا سهل بن زياد سعت عبد ال بن أحد يقول سعت أب يقول قولوا لهل البدع بيننا وبينكم النائز حي تر وقد صدق ال قول أحد ف هذا فانه كان إمام السنة ف‬
‫زمانه وعيون مالفيه أحد بن أب داؤد وهو قاضي قضاة الدنيا ل يتفل أحد بوته ول يلتفت إليه ولا مات ما شيعه إل قليل من أعوان السلطان وكذلك الارث بن أسد الحاسب مع زهده‬
‫وورعه وتنقيه وماسبته نفسه ف خطراته وحركاته ل يصل عليه إل ثلثة أو أربعة من الناس وكذلك بشر بن غياث الريسى ل يصل عليه إل طائفة يسية جدا فلله المر من قبل ومن بعد وقد‬
‫روى البيهقي عن حجاج بن ممد الشاعر أنه قال ما كنت أحب أن أقتل ف سبيل ال ول أصل على المام أحد وروى عن رجل من أهل العلم أنه قال يوم دفن أحد دفن اليوم سادس خسة‬
‫وهم أبو بكر وعمر وعلى وعمر بن عبد العزيز وأحد وكان عمره يوم مات سبعا وسبعي سنة وأياما أقل من شهر رحه ال تعال‬
‫ذكر ما رئي له من النامات‬
‫وقد صح ف الديث ( ل يبق من النبوة إل البشرات ) وف رواية ( إل الرؤيا الصالة يراها الؤمن أو ترى له ) وروى البيهقي عن الاكم سعت على بن مشاد سعت جعفر بن ممد بن‬
‫السي سعت سلمة بن شبيب يقول كنا عند أحد بن حنبل وجاءه شيخ ومعه عكازة فسلم وجلس فقال من منكم أحد بن حنبل فقال أحد أنا ما حاجتك فقال ضربت إليك من أربعمائة‬
‫فرسخ أريت الضر ف النام فقال ل سر إل أحد بن حنبل وسل عنه وقل له إن ساكن العرش واللئكة راضون با صبت نفسك ل عز وجل وعن أب عبد ال ممد بن خزية السكندران‬
‫قال لا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪343‬‬

‫مات أحد بن حنبل اغتممت غما شديدا فرأيته ف النام وهو يتبختر ف مشيته فقلت له يا أبا عبد ال أى مشية هذه فقال مشية الدام ف دار السلم فقلت ما فعل ال بك فقال أغفر ل‬
‫وتوجن وألبسن نعلي من ذهب وقال ل يا أحد هذا بقولك القرآن كلمي ث قال ل يا أحد ادعن بتلك الدعوات الت بلغتك عن سفيان الثوري وكنت تدعو بن ف دار الدنيا فقلت يارب‬
‫كل شيء بقدرتك على كل شيء اغفر ل كل شيء حت ل تسألن عن شيء فقال ل يا أحد هذه النة قم فادخلها فدخلت فاذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطي بما من نله إل‬
‫نلة ومن شجرة إل شجرة وهو يقول المد ل الذي أورثنا الرض نتبوأ من النة حيث نشاء فنعم أجر العالي قال فقلت له ما فعل بشر الاف فقال بخ بخ ومن مثل بشر تركته بي يدي‬
‫الليل وبي يديه مائدة من الطعام والليل مقبل عليه وهو يقول كل يامن ل يأكل واشرب يا من ل يشرب وانعم يا من ل ينعم أو كما قال وقال أبو ممد بن أب حات عن ممد بن مسلم ابن‬
‫وارة قال لا مات أبو زرعة رأيته ف النام فقلت له ما فعل ال بك فقال قال البار ألقوه بأب عبد ال وأب عبد ال وأب عبد ال مالك والشافعي وأحد بن حنبل وقال أحد بن خرزاد‬
‫النطاكي رأيت ف النام كأن القيامة قد قامت وقد برز الرب جل جلله لفصل القضاء وكأن مناديا ينادي من تت العرش أدخلوا أبا عبد ال وأبا عبد ال وأبا عبد ال النة قال فقلت للك‬
‫إل جنب من هؤلء فقال مالك والثوري والشافعي وأحد بن حنبل وروى أبو بكر بن أب خيثمة عن يي بن أيوب القدسي قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النوم وهو نائم وعليه‬
‫ثوب مغطى به وأحد بن حنبل ويي بن معي يذبان عنه وقد تقدم ف ترجة احد بن اب دؤاد عن يي اللء انه رأى كأن احد بن حنبل ف حلقة بالسجد الامع وأحد بن أب داؤد ف حلقة‬
‫أخرى وكأن رسول ال صلى ال عليه وسلم واقف بي حلقتي وهو يتلو هذه الية فإن يكفر با هؤلء ويشي إل حلقة ابن أب داؤد فقد وكلنا با قوما ليسوا با بكافرين ويشي إل أحد بن‬
‫حنبل وأصحابه‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وأربعي ومائتي‬
‫فيها كانت زلزل هائلة ف البلد فمنها ما كان بدينة قومس تدمت منها دور كثية ومات من أهلها نو من خسة وأربعي ألفا وستة وتسعي نفسا وكانت باليمن وخراسان وفارس والشام‬
‫وغيها من البلد زلزل منكرة وفيها أغارت الروم على بلد الزيرة فانتبهوا شيئا كثيا وأسروا نوا من عشرة آلف من الذراري فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها حج بالناس عبد الصمد بن‬
‫موسى بن إبراهيم المام بن ممد بن على نائب مكة‬
‫وفيها توف من العيان السن بن على بن العد قاضي مدينة النصور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪344‬‬

‫وأبو حسان الزيادي قاضي الشرقية واسه السن بن عثمان بن حاد بن حسان بن عبد الرحن بن يزيد البغدادي سع الوليد بن مسلم ووكيع بن الراح والواقدي وخلقا سواهم وعنه أبو بكر‬
‫بن أب الدنيا وعلى ابن عبد ال الفرغان الافظ العروف بطفل وجاعة ترجة ابن عساكر ف تاريه قال وليس هو من سللة زياد بن أبيه إنا تزوج بعض أجداده بأم ولد لزياد فقيل له الزيادي‬
‫ث أورد من حديثه بسنده عن جابر ( اللل بي والرام بي ) الديث وروى عن الطيب أنه قال كان من العلماء الفاضل من أهل العرفة والثقة والمانة ول قضاء الشرقية ف خلفة‬
‫التوكل وله تاريخ على السني وله حديث كثي وقال غيه كان صالا دينا قد عمل الكتب وكانت له معرفة جيدة بأيام الناس وله تاريخ حسن وكان كريا مفضال وقد ذكر ابن عساكر عنه‬
‫أشياء حسنة منها أنه أنفذ إليه بعض أصحابه يذكر له أنه قد أصابته ضائقة ف عيد من العياد ول يكن عنده غي مائة دينار فأرسلها بصرتا إليه ث سأل ذلك الرجل صاحب له أيضا وشكا إليه‬
‫مثلما شكا إل الزيادي فأرسل با الخر إل ذلك الخر وكتب أبو حسان إل ذلك الرجل الخي الذي وصلت إليه أخيا يستقرض منه شيئا وهو ل يشعر بالمر فأرسل إليه بالائة ف صرتا‬
‫فلما رآها تعجب من أمرها وركب إليه يسأله عن ذلك فذكر أن فلنا أرسلها إليه فاجتمعوا الثلثة واقتسموا الائة الدينار رحهم ال وجزاهم عن مرؤتم خيا‬
‫وفيها توف أبو مصعب الزهري أحد رواة الوطأ عن مالك وعبد ال بن ذكوان أحد القراء الشاهي وممد بن أسلم الطوسي وممد بن رمح وممد بن عبد ال بن عمار الوصلي أحد أئمة‬
‫الرح والتعديل والقاضي يي بن أكثم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعي ومائتي‬
‫ف ذي القعدة منها توجه التوكل على ال من العراق قاصدا مدينة دمشق ليجعلها له دار إقامه وملة إمامة فأدركه عيد الضحى با وتأسف أهل العراق على ذهاب الليفة من بي أظهرهم‬
‫‪ ...‬فقال ف ذلك يزيد بن ممد الهبلي‬
‫‪ ...‬أظن الشام تشمت بالعراق ‪ ...‬إذا عزم المام على انطلق ‪ ...‬فان يدع العراق وساكنيها ‪ ...‬فقد تبلى الليحة بالطلق‬
‫وحج بالناس فيها الذي حج بم ف الت قبلها وهو نائب مكة‬
‫وفيها توف من العيان كما قال ابن جرير‬
‫إبراهيم بن العباس‬
‫متول ديوان الضياع قلت هو إبراهيم بن العباس بن ممد بن صول الصول الشاعر الكاتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪345‬‬

‫وهو عم ممد بن يي الصول وكان جده صول بكر ملك جرجان وكان أصله منها ث تجس ث أسلم على يدي يزيد بن الهلب بن أب صفرة ولبراهيم هذا ديوان شعر ذكره ابن خلكان‬
‫واستجاد من شعره أشياء منها قوله‬
‫‪ ...‬ولرب نازلة يضيق باالفت ‪ ...‬ذرعا وعند ال منها مرج ‪ ...‬ضاقت فلما استحكمت حلقاتا ‪ ...‬فرجت وكنت أظنها ل تفرج ‪...‬‬
‫‪ ...‬ومنها قوله ‪ ...‬كنت السواد لقلت ‪ ...‬فبكى عليك الناظر ‪ ...‬من شاء بعدك فليمت ‪ ...‬فعليك كنت أحاذر‬
‫ومن ذلك ما كتب به إل وزير العتصم ممد بن عبد اللك بن الزيات‬
‫‪ ...‬وكنت أخي بإخاء الزمان ‪ ...‬فلما ثن صرت حربا عوانا ‪ ...‬وكنت أذم إليك الزمان ‪ ...‬فأصبحت منك أذم الزمانا ‪ ...‬وكنت أعدك للنائبات ‪ ...‬فها أنا أطلب منك المانا ‪...‬‬
‫‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬ل ينعنك خفض العيش ف دعه ‪ ...‬نزوع نفس إل أهل وأوطان ‪ ...‬تلقى بكل بلد إن حللت با ‪ ...‬أهل بأهل وأوطانا بأوطان‬
‫كانت وفاته بنتصف شعبان من هذه السنة بسر من رأى والسن بن ملد بن الراح خليفة ابراهيم بن شعبان قال ومات هاشم بن فيجور ف ذي الجة‬
‫قلت وفيها توف أحد بن سعيد الرباطي والارث بن أسد الحاسب أحد أئمة الصيوفية وحرملة ابن يي التجيب صاحب الشافعي وعبد ال بن معاوية المحي وممد بن عمر العدن وهارون‬
‫ابن عبد ال المان وهناد بن السري‬
‫ث دخلت سنة أربع وأربعي ومائتي‬
‫ف صفر منها دخل الليفة التوكل إل مدينة دمشق ف أبة اللفة وكان يوما مشهودا وكان عازما على القامة با وأمر بنقل دواوين اللك إليها وأمر ببناء القصور با فبنيت بطريق داريا‬
‫فأقام با مدة ث إنه استوخها ورأى أن هواءها بارد ندى وماءها ثقيل بالنسبة إل هواء العراق ومائه ورأى الواء با يتحرك من بعد الزوال ف زمن الصيف فل يزال ف اشتداد وغبار إل قريب‬
‫من ثلث الليل ورأى كثرة الباغيث با ودخل عليه فصل الشتاء فرأى من كثرة المطار والثلوج أمرا عجيبا وغلت السعار وهو با لكثرة اللق الذين معه وانقطعت الجلب بسبب كثرة‬
‫المطار والثلوج فضجر منها ث جهز بغا إل بلد الروم ث رجع من آخر السنة إل سامرا بعد ما أقام بدمشق شهرين وعشرة أيام ففرح به أهل بغداد فرحا شديدا وفيها أتى التوكل بالربة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪346‬‬

‫الت كانت تمل بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ففرح با فرحا شديدا وقد كانت تمل بي يدي رسول ال عليه وسلم يوم العيد وغيه وقد كانت للنجاشي فوهبها للزبي بن العوام‬
‫فوهبها الزبي للنب صلى ال عليه وسلم ث ان التوكل امر صاحب الشرطة ان يملها بي يديه كما كانت تمل بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيها غضب التوكل على الطبيب‬
‫بتيوشع ونفاه وأخذ ماله وحج بالناس فيها عبد الصمد التقدم ذكره قبلها واتفق ف هذه السنة يوم عيد الضحى وخيس فطر اليهود وشعاني النصاري وهذا عجيب غريب‬
‫وفيها توف أحد بن منيع وإسحاق بن موسى الطمى وحيد بن مسعدة وعبد الميد بن سنان وعلى بن حجر والوزير ممد بن عبد اللك الزيات ويعقوب بن السكيت صاحب إصلح النطق‬
‫ث دخلت سنة خس وأربعي ومائتي‬
‫فيها أمر التوكل ببناء مدينة الاحوزة وحفر نرها فيقال إنه أنفق على بنائها وبناء قصر اللفة با الذي يقال له اللؤلؤة ألف ألف دينار وفيها وقعت زلزل كثية ف بلد شت فمن ذلك بدينة‬
‫إنطاكية سقط فيها ألف وخسمائة دار واندم من سورها نيف وتسعون برجا وسعت من كوى دورها أصوات مزعجه جدا فخرجوا من منازلم سراعا يهرعون وسقط البل الذي إل جانبها‬
‫الذي يقال له القرع فساخ ف البحر فهاج البحر عند ذلك وارتفع دخان أسود مظلم منت وغار نر على فرسخ منها فل يدري أين ذهب ذكر ابو جعفر بن جرير قال وسع فيها أهل تنيس‬
‫ضجة دائمة طويلة مات منها خلق كثي قال وزلزلت فيها الرها والرقة وحران ورأس العي وحص ودمشق وطرسوس والصيصة وأذنة وسواحل الشام ورجفت اللذقية بأهلها فما بقى منها‬
‫منل إل اندم وما بقي من أهلها إل اليسي وذهبت جبلة بأهلها وفيها غارت مشاش عي مكة حت بلغ ثن القربة بكة ثاني درها ث أرسل التوكل فأنفق عليها مال جزيل حت خرجت‬
‫وفيها مات إسحاق بن أب إسرائيل وسوار بن عبد ال القاضي وهلل الرازي‬
‫وفيها هلك ناح بن سلمة وقد كان على ديوان التوقيع وقد كان حظيا عند التوكل ث جرت له حكاية أفضت به إل أن أخذ التوكل أمواله وأملكه وحواصله وقد اورد قصته ابن جرير‬
‫مطولة وفيها توف أحد بن عبدة الضب وأبو اليس القواس مقرى مكة وأحد بن نصر النيسابوري وإسحاق بن أب إسرائيل وإساعيل بن موسى ابن بنت السدى وذو النور الصرى وعبد‬
‫الرحن بن إبراهيم دحيم وممد بن رافع وهشام بن عمار وأبو تراب النحشي‬
‫وأبن الراوندي‬
‫الزنديق وهو أحد بن يي بن إسحاق أبو السي بن الراوندي نسبة إل قرية بلد قاشان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪347‬‬

‫ث نشا ببغداد كان يصف الكتب ف الزندقة وكانت لديه فضيلة ولكنه استعملها فيما يضره ول ينفعه ف الدنيا ول ف الخرة وقد ذكرنا له ترجة مطولة حسب ما ذكرها ابن الوزى ف سنة‬
‫ثان وتسعي ومائتي وانا ذكرناه ههنا لن ابن خلكان ذكر انه توف ف هذه السنة وقد تلبس عليه ول يرجه بل مدحه فقال هو ابو السي احد بن اسحاق الراوندى العال الشهور له مقالة‬
‫ف علم الكلم وكان من الفضلء ف عصره وله من الكتب الصنفة نو مائة واربعة عشر كتابا منها فضيحة العتزلة وكتاب التاج وكتاب الزمردة وكتاب القصب وغي ذلك وله ماسن‬
‫وماضرات مع جاعة من علماء الكلم وقد انفرد بذاهب نقلها عنه اهل الكتاب‬
‫توف سنة خس واربعي ومائتي برحبة مالك بن طوق التغلب وقيل ببغداد نقلت ذلك عن ابن خلكان بروفه وهوغلط وانا ارخ ابن الوزى وفاته ف سنة ثان وتسعي ومائتي كما سسيأت له‬
‫هناك ترجة مطولة‬
‫ذو النون الصرى‬
‫ثوبان بن ابراهيم وقيل ابن الفيض بن ابراهيم ابو الفيض الصرى احد مشايخ الشهورين وقد ترجه ابن خلكان ف الوفيات وذكر شيئا من فضائله واحواله وارخ وفاته ف هذه السنة وقيل ف‬
‫الت بعدها وقيل ف سنة ثان واربعي ومائتي فال اعلم وهو معدود ف جلة من روى الوطا عن مالك وذكره ابن يونس ف تاريخ مصر وقال كان ابوه نوبيا وقيل انه كان من اهل اخيم وكان‬
‫حكيما فصيحا وقيل سئل عن سبب توبته فذكر انه راى قبه عمياء نزلت من وكرها فانشقت لا الرض عن سكرجتي من ذهب وفضة ف احداها سسم وف الخرى ماء فأكلت من هذه‬
‫وشربت من هذه وقد شكى عليه مرة ال التوكل فاحضره من مصر ال العراق فلما دخل عليه وعظه فأبكاه فرده مكرما فكان بعد ذلك اذا ذكر عند التوكل يثن عليه‬
‫ث دخلت سنة ست واربعي ومائتي‬
‫ف يوم عاشوراء منها دخلن التوكل الاحوزة فنل بقصر اللفة فيها واستدعى بالقراء ث بالطربي واعطى واطلق وكان يوما مشهودا وف صفر منها وقع الفداء بي السلمي والروم ففدى من‬
‫السلمي نو من اربعة الف اسي وف شعبان منها امطرت بغداد مطرا عظيما استمر نو من احد وعشرين يوما ووقع بارض بلخ مطر ماؤه دم عبيط وفيه حج بالناس ممد بن سليمان الزنيب‬
‫وحج فيها من العيان ممد بن عبدال بن طاهر وول امر الوسم‬
‫ومن توف فيها من العيان احد بن ابراهيم الدورقي والسي بن اب السن الروزى وابو عمر الدورى احد القراء الشاهي وممد بن مصفي المصي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪348‬‬

‫ودعبل بن على‬
‫ابن رزين بن سليمان الزاعي مولهم الشاعر الاجن البليغ ف الدح وف الجاء أكثر حضر يوما عند سهل بن هارون الكاتب وكان بيل فاستدعى بغدائه فإذا ديك ف قصعة وإذا هو قاس ل‬
‫يقطعه سكي إل بشدة ول يعمل فيه ضرس فلما حضر بي يديه فقد رأسه فقال للطباخ ويلك ماذا صنعت أين رأسه قال طننت أنك ل تأكله فألقيته فقال ويك وال إن لعيب على من يلقي‬
‫الرجلي فكيف بالرأس وفيه الواس الربع ومنه يصوت وبه فضل عينيه وبما يضرب الثل وعرفه وبه يتبك وعظمه أهن العظام فإن كنت رغبت عن أكله فأحضره فقال ل أدري أين هو‬
‫فقال بل أنا أدري هو ف بطنك قاتلك ال فهجاه بأبيات ذكر فيها بله ومسكه‬
‫أحد بن أب الواري‬
‫واسه عبد ال بن ميمون بن عياش بن الارث أبو السن التغلب الغطفان أحد العلماء الزهاد الشهورين والعباد الذكورين والبرار الشكورين ذوى الحوال الصالة والكرامات الواضحة‬
‫أصله من الكوفة وسكن دمشق وترج بأب سليمان الداران رحهما ال وروى الديث عن سفيان بن عيينة ووكيع وأب أسامة وخلق وعنه أبو داود وابن ماجه وأبو حات وأبو زرعة الدمشقي‬
‫وأبو زرعة الرازي وخلق كثي وقد ذكره أبو حات فأثن عليه وقال يي بن معي إن لظن أن ال يسقى أهل الشام به وكان النيد بن ممد يقول هو ريانه الشام‬
‫وروى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارن أل يغضبه ول يالفه فجاءه يوما وهو يدث الناس فقال يا سيدي هذا قد سجروا التنور فماذا تأمر فلم يرد عليه أبو سليمان لشعله‬
‫بالناس ث أعادها أحد ثانية وقال له ف الثالثة اذهب فاقعد فيه ث اشتغل أبو سليمان ف حديث الناس ث استفاق فقال لن حضره إن قلت لحد اذهب فاقعد ف التنور وإن أحسب أن يكون‬
‫قد فعل ذلك فقوموا بنا إليه فذهبوا فوجدوه جالسا ف التنور ول يترق منه شيء ول شعرة واحدة وروى أيضا أن أحد بن أب الواري أصبح ذات يوم وقد ولد له ولد ول يلك شيئا يصلح‬
‫به الولد فقال لادمه اذهب فاستدن لنا وزنة من دقيق فبينما هو ف ذلك إذ جاءه رجل بائت درهم فوضعها بي يديه فدخل عليه رجل ف تلك الساعة فقال يا أحد إنه قد ولد ل الليلة ولد‬
‫ول أملك شيئا فرفع طرفه إل السماء وقال يا مولى هكذا بالعجلة ث قال للرجل خذ هذه الدراهم فأعطاه إياها كلها ول يبق منها شيئا واستدان لهله دقيقا وروى عنه خادمه أنه خرج للثغر‬
‫لجل الرباط فما زالت الدايا تفد إليه من بركة النهار إل الزوال ث فرقها كلها إل وقت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪349‬‬


‫الغروب ث قال ل كن هكذا لترد على ال شيئا ولتدخر عنه شيئا‬
‫ولا جاءت الحنة ف زمن الأمون إل دمشق بلق القرآن عي فيها أحد بن أب الواري وهشام ابن عمار وسليمان بن عبد الرحن وعبد ال بن ذكوان فكلهم أجابوا إل ابن أب الواري‬
‫فحبس بدار الجارة ث هدد فأجاب تورية مكرها ث أطلق رحه ال وقد قام ليلة بالثغر يكرر هذه الية اياك نعبد واياك نستعي حت أصبح وقد ألقى كتبه ف البحر وقال نعم الدليل كنت ل‬
‫على ال وإليه ولكن الشتغال بالدليل بعد معرفة الدلول عليه والوصول إليه مال ومن كلمه ل دليل على ال سواه وإنا يطلب العلم لداب الدمة وقال من عرف الدنيا زهد فيها ومن‬
‫عرف الخره رغب فيها ومن عرف ال آثر رضاه وقال من نظر إل الدنيا نظر إرادة وحب لا أخرج ال نور اليقي والزهد من قلبه وقال قلت لب سليمان ف ابتداء أمري أوصن فقال‬
‫اتستوص أنت فقلت نعم إن شاء ال تعال فقال خالف نفسك ف كل مراداتا فإنا المارة بالسوء وإياك أن تقر إخوانك السلمي واجعل طاعة ال دثارا والوف منه شعارا والخلص له‬
‫زادا والصدق حسنة واقبل من هذه الكلمة الواحدة ول تفارقها ولتغفل عنها من استحي من ال ف كل أوقاته وأحواله وأفعاله بلغه ال إل مقام الولياء من عباده قال فجعلت هذه الكلمات‬
‫أمامي ف كل وقت أذكرها وأطالب نفسي با والصحيح أنه توف ف هذة السنة وقيل ف سنة ثلثي ومائتي وقيل غي ذلك فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وأربعي ومائتي‬
‫ف شوال منها كان مقتل الليفة التوكل على ال على يد ولده النتصر وكان سبب ذلك أنه أمر ابنه عبدال العتز الذي هو ول العهد من بعده أن يطب بالناس ف يوم جعة فأداها أداء عظيما‬
‫بليغا فبلغ ذلك من النتصر كل مبلغ وحنق على أبيه وأخيه فأحضره أبوه وأهانه وأمر بضربه ف رأسه وصفعه وصرح بعزله عن ولية العهد من بعد أخيه فاشتد أيضا حنقه أكثر ما كان فلما‬
‫كان يوم عيد الفطر خطب التوكل بالناس وعنده بعض ضعف من علة به ث عدل إل خيام قد ضربت له أربعة أميال ف مثلها فنل هناك ث استدعى ف يوم ثالث شوال بندمائة على عادته ف‬
‫سره وحضرته وشربه ث تال ولده النتصر وجاعة من المراء على الفتك به فدخلوا عليه ليلة الربعاء لربع خلون من شوال ويقال من شعبان من هذه السنة وهو على السماط فابتدروه‬
‫بالسيوف فقتلوه ث ولوا بعده ولده النتصر‬
‫ترجة التوكل على ال‬
‫جعفر بن العتصم بن الرشيد بن ممد الهدي بن النصور العباسي وأم التوكل أم ولد يقال لا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪350‬‬

‫شجاع وكانت من سروات النساء سنحا وحزما كان مولده بفم الصلح سنة سبع ومائتي وبويع له باللفة بعد أخيه الواثق ف يوم الربعاء لست بقي من ذي الجة لسنة ثنتي وثلثي‬
‫ومائتي‬
‫وقد روى الطيب من طريقه عن يي بن أكثم عن ممد بن عبد الوهاب عن سفيان عن العمش عن موسى بن عبدال بن يزيد عن عبد الرحن بن هلل عن جرير بن عبد ال عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ( من حرم الرفق حرم الي ) ث أنشأ التوكل يقول‬
‫‪ ...‬الرفق بن والناة سعادة ‪ ...‬فاستأن ف رفق تلق ناحا ‪ ...‬ل خي ف حزم بغي روية ‪ ...‬والشك وهن إن أردت سراحا ‪...‬‬
‫وقال ابن عساكر ف تاريه وحدث عن أبيه العتصم ويي بن أكثم القاضي وروى عنه على ابن الهم الشاعر وهشام بن عمار الدمشقي وقدم التوكل دمشق ف خلفته وبن با قصرا بأرض‬
‫داريا وقال يوما لبعضهم إن اللفاء تتغضب على الرعية لتطيعها وإن ألي لم ليحبون ويطيعون وقال أحد بن مروان الالكي ثنا أحد بن على البصري قال وجه التوكل إل أحد بن العذل‬
‫وغيه من العلماء فجمعهم ف داره ث خرج عليهم فقام الناس كلهم إليه إل أحد بن العذل فقال التوكل لعبيد ال إن هذا ل يرى بيعتنا فقال يا أمي الؤمني بلى ولكن ف بصره سوء فقال‬
‫أحد بن العذل يا أمي الؤني ماف بصرى سوء ولكن نزهتك من عذاب ال قال النب صلى ال عليه وسلم ( من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ) فجاء التوكل فجلس‬
‫إل جنبه وروى الطيب أن على بن الهم دخل على التوكل وف يده درتان يقلبهما فأنشده قصيدته الت يقول فيها‬
‫‪ ...‬وإذا مررت ببئر عروة فاستقي من مائها ‪...‬‬
‫فأعطاه الت ف يينه وكانت تساوي مائة ألف ث أنشده‬
‫بسر من رأى أمي ‪ ...‬تغرف من بره البحار ‪ ...‬يرجى ويشى لكل خطب ‪ ...‬كأنه جنة ونار ‪ ...‬اللك فيه وف بنيه ‪ ...‬ما اختلف الليل والنهار ‪ ...‬يداه ف الود ضرتان ‪ ...‬عليه ‪...‬‬
‫‪ ...‬كلتاها تغار ‪ ...‬ل تأت منه اليمي شيئا ‪ ...‬إل أتت مثله اليسار‬
‫قال فأعطاه الت ف يساره أيضا قال الطيب وقد رويت هذه البيات لعلى بن هارون البحتري ف التوكل وروى ابن عساكر عن على بن الهم قال وقفت فتحية حظية التوكل بي يديه وقد‬
‫كتبت على خدها بالغالية جعفر فتأمل ذلك ث أنشأ يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪351‬‬

‫وكاتبة ف الد بالسك جعفرا ‪ ...‬بنفسي تط السك من حيث أثرا ‪ ...‬لئن أودعت سطرا من السك خدها ‪ ...‬لقد أودعت قلب من الب أسطرا ‪ ...‬فيامن مناها ف السريرة جعفر ‪ ...‬سقا‬
‫‪ ...‬ال من سقيا ثناياك جعفرا ‪ ...‬ويامن للوك بلك يينه ‪ ...‬مطيع له فيما أسر وأظهر‬
‫قال ث أمر التوكل عربا فغنت به وقال الفتح بن خاقان دخلت يوما على التوكل فاذا هو مطرق مفكر فقلت يا أمي الؤمني مالك مفكر فوال ما على الرض أطيب منك عيشا ول أنعم منك‬
‫بال قال بلى أطيب من عيشا رجل له دار واسعة وزوجة صالة ومعيشة حاضرة ل يعرفنا فنؤذييه ول يتاج إلينا فندريه وكان التوكل مببا إل رعيته قائما ف نصرة أهل السنة وقد شبهه‬
‫بعضهم بالصديق ف قتله أهل الردة لنه نصر الق ورده عليهم حت رجعوا إل الدين وبعمر بن عبد العزيز حي رد مطال بن أمية وقد أظهر السنة بعد البدعة وأحد أهل البدع وبدعتهم بعد‬
‫انتشارها واشتهارها فرحه ال وقد رآه بعضهم ف النام بعد موته وهو جالس ف نور قال فقلت التوكل قال التوكل قلت فما فعل بك ربك قال غفر ل قلت باذا قال بقليل من السنة أحييتها‬
‫وروى الطيب عن صال بن أحد أنه رأى ف منامه ليلة مات التوكل كأن رجل يصعد به إل السماء وقائل يقول‬
‫‪ ...‬ملك يقاد إل مليك عادل ‪ ...‬متفضل ف العفو ليس بائر ‪...‬‬
‫وروى عن عمرو بن شيبان اللب قال رأيت ليلة التوكل قائل يقول‬
‫يا نائم العي ف أوطان جثمان ‪ ...‬أفض دموعك يا عمرو بن شيبان ‪ ...‬أما ترى الفئة الرجاس ما فعلوا ‪ ...‬بالاشي وبالفتح بن خاقان ‪ ...‬واف إل ال مظلوما فضج له ‪ ...‬أهل السموات ‪...‬‬
‫‪ ...‬من مثن ووحدان ‪ ...‬وسوف يأتيكم من بعده فت ‪ ...‬توقعوها لا شأن من الشان ‪ ...‬فابكوا على جعفر وابكوا خليفتكم ‪ ...‬فقد بكاه جيع النس والان‬
‫قال فلما أصبحت أخبت الناس برؤياي فجاء نعى التوكل أنه قد قتل ف تلك الليلة قال ث رأيته بعد هذا بشهر وهو واقف بي يدي ال عز وجل فقلت ما فعل بك ربك فقال غفر ل قلت‬
‫باذا قال بقليل من السنة أحييتها قلت فما تصنع ههنا قال أنتظر ابن ممدا أخاصمه إل ال الليم العظيم الكري‬
‫وذكرنا قريبا كيفية مقتله وأنه قتل ف ليلة الربعاء أول الليل لربع خلت من شوال من هذة السنة أعن سنة سبع وأربعي ومائتي بالتوكلية وهي الاحوزية وصلى عليه يوم الربعاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪352‬‬

‫ودفن بالعفرية وله من العمر أربعون سنة وكانت مدة خلفته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلثة أيام وكان أسر حسن العيني نيف السم خفيف العارضي أقرب إل القصر وال سبحانه‬
‫أعلم‬
‫خلفة ممد النتصر بن التوكل‬
‫قد تقدم أنه تال هو وجاعة من المراء على قتل أبيه وحي قتل بويع له باللفة ف الليل فلما كان الصباح من يوم الربعاء رابع شوال أخذت له البيعة من العامة وبعث إل أخيه العتز‬
‫فأحضره إليه فبايعه العتز وقد كان العتز هو ول العهد من بعد أبيه ولكنه أكرهه وخاف فسلم وبايع فلما أخذت البيعة له كان أول ما تكلم به أنه اتم الفتح بن خاقان على قتل أبيه وقتل‬
‫الفتح أيضا ث بعث البيع له إل الفاق وف ثان يوم من خلفته ول الظال لب عمرة أحد ابن سعيد مول بن هاشم فقال الشاعر‬
‫‪ ...‬يا ضيعة السلم لا ول ‪ ...‬مظال الناس أبو عمره ‪ ...‬صي مأمونا على أمة ‪ ...‬وليس مأمونا على بعرة ‪...‬‬
‫وكانت البيعة له بالتوكلية وهي الأحوزة فأقام با عشرة أيام ث تول هو وجيع قواده وحشمه منها إل سامرا وفيها ف ذي الجة أخرج النتصر عمه على بن العتصم من سامرا إل بغداد‬
‫ووكل به وحج بالناس ممد بن سليمان الزينب وفيها توف من العيان إبراهيم بن سعيد الوهري وسفيان بن وكيع بن الراح وسلمة بن شبيب‬
‫وأبو عثمان الازن النحوي‬
‫واسه بكر بن ممد بن عثمان البصري شيخ النحاة ف زمانه أخذه عن أب عبيدة والصمعي وأب زيد النصاري وغيهم وأخذ عنه أبو العباس البد واكثر عنه وللمازن مصنفات كثية ف‬
‫هذا الشأن وكان شبيها بالفقهاء ورعا زاهدا ثقة مأمونا روى عنه البد أن رجل من أهل الذمة طلب منه أن يقرأ عليه كتاب سيبويه ويعطيه مائة دينار فامتنع من ذلك فلمه بعض الناس ف‬
‫‪ ...‬ذلك فقال إنا تركت أخذ الجرة عليه لا فيه من آيات ال تعال فاتفق بعد هذا أن جارية غنت بضرة الواثق ‪ ...‬أظلوم إن مصابكم رجل ‪ ...‬رد السلم تية ظلم‬
‫فاختلف من بضرة الواثق ف إعراب هذا البيت وهل يكون رجل مرفوعا أو منصوبا وب نصب أهو اسم أو ماذا وأصرت الارية على أن الازن حفظها هذا هكذا قال فأرسل الليفة إليه فلما‬
‫مثل بي يديه قال له أنت الازن قال نعم قال من مازن تيم أم من مازن ربيعة أم مازن قيس فقلت من مازن ربيعة فأخذ يكلمن بلغت فقال باسك وهم يقلبون الباء ميما واليم باء فكرهت أن‬
‫أقول مكر فقلت بكر فأعجبه إعراضي عن الكر إل البكر وعرف ما أردت‬

You might also like