You are on page 1of 55

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪353‬‬

‫فقال علما انتصب رجل فقلت لنه معمول الصدر بصابكم فأخذ اليزيدي يعارضه فعله الازن بالجة فأطلق له الليفة ألف دينار إل أهله مكرما فعوضه ال عن الائة الدينار لا تركها ل‬
‫سبحانه ول يكن الذمي من قراءة الكتاب لجل ما فيه من القرآن ألف دينار عشرة أمثالا روى البد عنه قال أقرأت رجل كتاب سيبويه إل آخره فلما انتهى إل آخره قال ل أما أنت أيها‬
‫الشيخ فجزاك ال خيا وأما أنا فوال ما فهمت منه حرفا توف الازن ف هذه السنة وقيل ف سنة ثان وأربعي‬
‫ث دخلت سنة ثان وأربعي ومائتي‬
‫فيها أغزى النتصر وصيفا التركي الصائفة لقتال الروم وذلك أن ملك الروم فصد بلد الشام فعند ذلك جهز النتصر وصيفا وجهز معه نفقات وعددا كثية وأمره إذا فرغ من قتال الروم أن‬
‫يقيم بالثغر أربع سني وكتب له إل ممد بن عبد ال بن طاهر نائب العراق كتابا عظيما فيه آيات كثية ف التحريض للناس على القتال والترغيب فيه وف ليلة السبت لسبع بقي من صفر‬
‫خلع أبو عبد ال العتز والؤيد إبراهيم أنفسهما من اللفة وأشهدا عليهما بذلك وأنما عاجزان عن اللفة والسلمي ف حل من بيعتهما وذلك بعدما تددها أخوها النتصر وتوعدها بالقتل‬
‫إن ل يفعل ذلك ومقصودة تولية ابنه عبد الوهاب باشارة أمراء التراك بذلك وخطب بذلك على رؤس الشهاد بضرةالقواد والقضاة وأعيان الناس والعوام وكتب بذلك إل ألفاق ليعلموا‬
‫بذلك ويطبوا له بذلك على النابر ويتوال على مال الكتابة وال غالب على أمره فأراد أن يسليهما اللك ويعله ف ولده والقدار تكذبه وتالفه وذلك أنه ل يستكمل بعد قتل أبيه سوى ستة‬
‫أشهر ففي أواخر صفر من هذه السنة عرضت له علة كان فيها حتفه وقد كان النتصر رأى ف منامه كأنه يصعد سلما فبلغ إل آخر خس وعشرين درجة فقصها على بعض العبين فقال تلى‬
‫خسا وعشرين سنة اللفة وإذا هي مدة عمره قد استكملها ف هذه السنة وقال بعضهم دخلنا عليه يوما فإذا هو يبكي وينتحب شديدا فسأله بعض أصحابه عن بكائه فقال رأيت أب التوكل‬
‫ف منامي هذا وهو يقول ويلك يا ممد قتلتن وظلمتن وغصبتن خلفت وال ل أمتعت با بعدى إل أياما يسيه ث مصيك إل النار قال فما أملك عين ول جزعي فقال له أصحابه من‬
‫الغرارين الذين يغرون الناس ويفتنونم هذه رؤيا وهي تصدق وتكذب قم بنا إل الشراب ليذهب هك وحزنك فأمر بالشراب فأحضر وجاء ندماؤه فأخذ ف المر وهو منكسر المة وما زال‬
‫كذلك مكسورا حت مات‬
‫وقد اختلفوا ف علته الت كان فيها هلكه فقيل داء ف رأسه فقطر ف أذنه دهن فلما وصل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 10‬صفحة ‪354‬‬

‫إل دماغه عوجل بالوت وقيل بل ورمت معدته فانتهى الورم إل قلبه فمات وقيل بل أصابته ذبة فاستمرت به عشرة أيام فمات وقيل بل فصده الجام بفصد مسموم فمات من يومه قال ابن‬
‫جرير أخبن بعض أصحابنا أن هذا الجام رجع إل منله وهو مموم فدعا تلميذا له حت يفصده فأخذ مبضع أستاذه ففصده به وهو ل يشعر وأنسى ال سبحانه الجام فما ذكر حت رآه قد‬
‫فصده به وتكم فيه السم فأوصى عند ذلك ومات من يومه وذكر ابن جرير أن أم الليفة دخلت عليه وهو ف مرضه الذي مات فيه فقالت له كيف حالك فقال ذهبت من الدنيا والخرة‬
‫‪ ...‬ويقال إنه أنشد لا أحيط به وأيس من الياة ‪ ...‬فما فرحت نفسي بدنيا أصبتها ‪ ...‬ولكن إل الرب الكري أصي‬
‫فمات يوم الحد لمس بقي من ربيع الخر من هذه السنة وقت صلة العصر عن خس وعشرين سنة قيل وستة أشهر ول خلف أنه إنا مكث باللفة ستة أشهر ل أزيد منها وذكر ابن‬
‫جرير عن بعض أصحابه أنه ل يزل يسمع الناس يقولون العامة وغيهم حي ول النتصر إنه ل يكث ف اللفة سوى ستة أشهر وذلك مدة خلفة من قبل أباه لجلها كما مكث شبويه بن‬
‫كسرى حي قتل أباه لجل اللك وكذلك وقع وقد كان النتصر أعي أقن قصيا مهيبا جيد البدن وهو أول خليفة من بن العباس أبرز قبه بإشارة أمه حبشية الرومية‬
‫ومن جيد كلمه قوله وال ما عز ذو باطل قط ولو طلع القمر من جبنيه ول ذل ذو حق قط ولو أصفق العال‬
‫عليه بمد ال تعال قد ت طبع الزء العاشر من البداية والنهاية ويليه الزء الادي عشر وأوله خلفة أحد الستعي بال وال نسأل العونة والتوفيق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪2‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫خلفة الستعي بال وهو أبو العباس أحد بن ممد العتصم بويع له باللفة يوم مات النتصر بايعه عموم الناس ث خرجت عليه شرذمة من التراك يقولون يا معتز يا منصور فالتف عليهم خلق‬
‫وقام بنصر الستعي جهور اليش فاقتتلوا قتال شديدا أياما فقتل منهم خلق من الفريقي وانتهبت أماكن كثية من بغداد وجرت فت منتشرة كثية جدا ث استقر المر للمستعي فعزل وول‬
‫وقطع ووصل وأمر ونى أياما ومدة غي طويلة وفيها مات بغا الكبي ف جادى الخرة منها فول الليفة مكانه ولده موسى بن بغا وقد كانت له هم عاليه وآثار سامية وغزوات ف الشارق‬
‫والغارب متوالية وكان له من التاع والضياع ما قيمته عشرة آلف ألف دينار وترك عشر حبات جوهر قيمتها ثلثة آلف ألف دينار وثلث جبات سل ذهبا وورق وفيها عدا أهل حص‬
‫على عاملهم فأخرجوه من بي أظهرهم فأخذ منهم الستعي مائة رجل من سراتم وأمر يهدم سورهم وفيها حج بالناس ممد بن سليمان الزينب وفيها توف من العيان أحد بن صال والسي‬
‫بن علي الكرابيسي وعبد البار بن العلء وعبداللك بن شعيب وعيسى بن حاد وممد بن حيد الرازي وممد بن زينور وممد بن العلء أبو كريب وممد بن يزيد أبو هشام الرفاعي‬
‫وأبو حات السجستان واسه سهل بن ممد بن عثمان بن يزيد الشمي أبو حات النحوي اللغوي صاحب الصنفات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪3‬‬


‫الكثية وكان بارعا ف اللغة اشتغل فيها على أب عبيد والصمعي وأكثر الرواية عن أب ريد النصاري وأخذ عنه البد وابن دريد وغيها وكان صالا كثي الصدقة والتلوة كان يتصدق‬
‫كل يوم بدينار ويقرأ ف كل أسبوع بتمة وله شعر كثي منه قوله ‪ ...‬أبرزوا وجهه الميل ‪ ...‬ولموا من افتت ‪ ...‬لو أرادوا صيانت ‪ ...‬ستروا وجهه السن ‪ ...‬كانت وفاته ف الحرم وقيل‬
‫ف رجب من هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة تسع وأربعي ومائتي‬
‫ف يوم المعة للنصف من رجب التقي جع من السلمي وخلق من الروم بالقرب من ملطية فاقتتلوا قتال شديدا قتل من الفريقي خلق كثي وقتل أمي السلمي عمر بن عبدال بن القطع‬
‫وقتل معه ألفا رجل من السلمي وكذلك قتل علي بن يي الرمن وكان أميا ف طائفة من السلمي أيضا فإنا ل وإنا إليه راجعون وقد كان هذان الميان من أكب أنصار السلم ووقعت‬
‫فتنة عظيمة ببغداد ف أول يوم من صفر منها وذلك أن العامة كرهوا جاعة من المراء الذين قد تغلبوا على أمر اللفة وقتلوا التوكل واستضعفوا النتصر والستعي بعده فنهضوا إل السجن‬
‫فأخرجوا من كان فيه وجاؤا إل أحد السرين فقطعوه وضربوا الخر بالنار وأحرقوا ونادوا بالنفي فاجتمع خلق كثي وجم غفي ونبوا أماكن متعددة وذلك بالانب الشرقي من بغداد ث جع‬
‫أهل اليسار أموال كثية من أهل بغداد لتصرف إل من ينهض إل ثغور السلمي لقتال العدو عوضا عن من قتل من السلمي هناك فأقبل الناس من نواحي البال وأهواز وفارس وغيها لغزو‬
‫الروم وذلك أن الليفة واليش ل ينهضوا إل بلد الروم وقتال أعداء السلم وقد ضعف جانب اللفة واشتغلوا بالقيان واللهي فعند ذلك غضبت العوام من ذلك وفعلوا ما ذكرنا ولتسع‬
‫بقي من ربيع الول نض عامة أهل سامرا إل السجن فأخرجوا من فيه أيضا كما فعل أهل بغداد وجاءهم قوم من اليش يقال لم الزرافة فهزمتهم العامة فعند ذلك ركب وصيف وبغا‬
‫الصغي وعامة التراك فقتلوا من العامة خلقا كثيا وجرت فت طويلة ث سكنت وف منتصف ربيع الخر وقعت فتنة بي التراك وذلك أن الستعي قد فوض أمر اللفة والتصرف ف أموال‬
‫بيت الال إل ثلثة وهم أتامش التركي وكان أخص من عند الليفة وهو بنلة الوزير وف حجره العباس بن الستعي يربيه ويعلمه الفروسية وشاهك الادم وأم الليفة وكان ل ينعها شيئا‬
‫تريده وكان لا كاتب يقال له سلمة بن سعيد النصران فأقبل أتامش فأسرف ف أخذ الموال حت ل يبق ببيت الال شيئا فغضب التراك من ذلك وغاروا منه فاجتمعوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪4‬‬

‫وركبوا عليه وأحاطوا بقصر اللفة وهو عند الستعي ول يكنه منعه منهم ول دفعهم عنه فأخذوه صاغرا فقتلوه وانتهبوا أمواله وحواصله ودوره واستوزر الليفة بعده أبا صال عبدال بن‬
‫ممد بن يزداد وول بغا الصغي فلسطي وول وصيفا الهواز وجرى خبط كثي وشر كثي ووهن الليفة وضعف وتركت الغاربة بسامرا ف يوم الميس لثلث خلون من جادى الخرة‬
‫فكانوا يتمعون فيكبون ث يتفرقون وف يوم المعة لمس بقي من جادى الول وهو اليوم السادس عشر من توز مطر أهل سامرا مطرا عظيما برعد شديد وبرق متصل وغيم منعقد مطبق‬
‫والطر مستهل كثي من أول النهار إل اصفرار الشمس وف ذي الجة أصاب أهل الري زلزلة شديدة جدا ووتبعتها رجفة هائلة تدمت منها الدور ومات منها خلق كثي وخرج بقية أهلها إل‬
‫الصحراء وفيها حج بالناس عبدالصمد بن موسى بن ممد بن إبراهيم المام وهو وال مكة وفيها توف من العيان أيوب بن ممد الوزان والسن بن الصباح البزار صاحب كتاب السنن‬
‫ورجاء بن مرجا الافظ وعبد بن حيد صاحب التفسي الافل وعمرو بن علي الفلس‬
‫وعلي بن الهم‬
‫ابن بدر بن مسعود بن أسد القرشي السامي من ولد سامة بن لؤي الراسان ث البغدادي أحد الشعراء الشهورين وأهل الديانة العتبين وله ديوان شعر فيه أشعار حسنة وكان فيه تامل على‬
‫علي بن أب طالب رضي ال عنه وكان له خصوصية بالتوكل ث غضب عليه فنفاه إل خراسان وأمر نائبه با أن يضربه مردا ففعل به ذلك ومن مستجاد شعره ‪ ...‬بلء ليس يعدله بل ‪...‬‬
‫عداوة غي ذي حسب ودين ‪ ...‬يبيحك منه عرضا ل يصنه ‪ ...‬ويرتع منك ف عرض مصون ‪ ...‬قال ذلك ف مروان بن حفصة حي هجاه فقال ف هجائه له ‪ ...‬لعمرك ما الهم بن بدر‬
‫بشاعر ‪ ...‬وهذا على بعده يدعي الشعرا ‪ ...‬ولكن أب قد كان جارا لمه ‪ ...‬فلما ادعى الشعار أوهن أمرا ‪ ...‬كان علي بن الهم قد قدم الشام ث عاد قاصدا العراق فلما جاوز حلب ثار‬
‫عليه أناس من بن كلب فقاتلهم فجرح جرحا بليغا فكان فيه حتفه فوجد ف ثيابه رقعة مكتوب فيها ‪ ...‬يا رحتا للغريب بالبلد النا ‪ ...‬زح ماذا بنفسه صنعا ‪ ...‬فارق أحبابه فما انتفعوا ‪...‬‬
‫بالعيش من بعده وما انتفعا ‪ ...‬كانت وفاته هذا السبب ف هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪5‬‬

‫ث دخلت سنة خسي ومائتي من الجرة‬


‫فيها كان ظهور أب السي يي بن عمر بن يي بن حسي بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب وأمه أم السي فاطمة بنت السي بن عبدال بن إساعيل بن عبدال بن جعفر بن‬
‫أب طالب وذلك أنه أصابته فاقة شديدة فدخل سامرا فسأل وصيفا أن يري عليه رزقا فأغلظ له القول فرجع إل أرض الكوفة فاجتمع عليه خلق من العراب وخرج إليه خلق من أهل‬
‫الكوفة فنل على الفاوجة وقد كثر المع معه فكتب ممد بن عبدال بن طاهر نائب العراق إل عاملة بالكوفة وهو أبو أيوب بن السن بن موسى بن جعفر بن سليمان يأمره بقتاله ودخل‬
‫يي بن عمر قبل ذلك ف طائفة من أحصابه إل الكوفة فاحتوى على بيت مالا فلم يد فيه سوى ألفي دينار وسبعي ألف درهم وظهر أمره بالكوفة وفتح السجني وأطلق من فيهما وأخرج‬
‫نواب الليفة منها وأخذ أموالم واستحوذ عليها واستحكم أمره با والتف عليه خلق من الزيدية وغيهم ث خرج من الكوفة إل سوادها ث كر راجعا إليها فتلقاه عبدالرحن بن الطاب‬
‫اللقب وجه الفلس فقاتله قتال شديدا فانزم وجه الفلس ودخل يي بن عمر الكوفة ودعا إل الرضى من آل ممد وقوى أمره جدا وصار إليه جاعة كثية من أهل الكوفة وتوله أهل بغداد‬
‫من العامة وغيهم من ينسب إل التشيع وأحبوه أكثر من كل من خرج قبله من أهل البيت وشرع ف تصيل السلح وإعداد آلت الرب وجع الرجال وقد هرب نائب الكوفة منها إل‬
‫ظاهرها واجتمع إليه أمداد كثية من جهة الليفة مع ممد بن عبدال بن ظاهر واستراحوا وجعوا خيولم فلما كان اليوم الثان عشر من رجب أشار من أشار على يي بن عمر من ل رأي له‬
‫أن يركب ويناجز السي بن إساعيل ويكبس جيشه فركب ف جيش كثي فيه خلق من الفرسان والشاة أيضا من عامة أهل الكوفة بغي أسلحة فساروا إليهم فاقتتلوا قتال شديدا ف ظلمة‬
‫آخر الليل فما طلع الفجر إل وقد انكشف أصحاب يي بن عمر وقد تقنطر به فرسه ث طعن ف ظهره فخر أيضا فأخذوه وحزوا رأسه وحلوه إل المي فبعثوه إل ابن ظاهر فأرسله إل‬
‫الليفة من الغد مع رجل يقال له عمر بن الطاب أخي عبدالرحن بن الطاب فنصب بسامرا ساعة من النهار ث بعث به إل بغداد فنصب عند السر ول يكن نصبه من كثرة العامة فجعل ف‬
‫خزائن السلح ولا جيء برأس يي بن عمر إل ممد بن عبدال بن طاهر دخل الناس يهنونه بالفتح والظفر فدخل عليه أبو هاشم داود بن اليثم العفري فقال له أيها المي إنك لتهن بقتل‬
‫رجل لو كان رسول ال ( ص ) حيا لعزى به فما رد عليه شيئا ث خرج أبو هاشم العفري وهو يقول ‪ ...‬يا بن طاهر كلوه وبيا ‪ ...‬إن لم النب غي مري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪6‬‬

‫إن وترا يكون طالبه ال ‪ ...‬ه لوتر ناحه بالري ‪ ...‬وكان الليفة قد وجه أميا إل السي بن إساعيل نائب الكوفة فلما قتل يي بن عمر دخلوا الكوفة فأراد ذلك المي أن يضع ف أهلها‬
‫السيف فمنعه السي وأمن السود والبيض وأطفأ ال هذه الفتنة فلما كان رمضان من هذه السنة خرج السن بن زيد بن ممد بن إساعيل بن السي بن زيد ابن السن بن علي بن أب‬
‫طالب بناحية طبستان وكان سبب خروجه أنه لا قتل يي بن عمر أقطع الستعي لحمد بن عبدال بن طاهر طائفة من أرض تلك الناحية فبعث كاتبا له يقال له جابر بن هارون وكان نصرانيا‬
‫ليتسلم تلك الراضي فلما انتهى إليهم كرهوا ذلك جدا وأرسلوا إل السن بن زيد هذا فجاء إليهم فبايعوه والتف عليه جلة الديلم وجاعة المراء ف تلك النواحي فركب فيهم دخل آهل‬
‫طبستان وأخذها قهرا وجب خراجها واستفحل أمره جدا ث خرج منها طالبا لقتال سليمان بن عبدال أمي تلك الناحية فالتقيا هنالك فكانت بينهما حروب ث انزم سليمان هزية منكرة‬
‫وترك أهله وماله ول يرجع دون جرحان فدخل السن بن زيد سارية فأخذ ما فيها من الموال والواصل وسي أهل سليمان إليه مكرمي على مراكب واجتمع للحسن بن زيد إمرة طبستان‬
‫بكمالا ث بعث إل الري فأخذها ايضا وأخرج منها الطاهرية وصار إل جند هذان ولا بلغ خبه الستعي وكان مدير ملكه يومئذ وصيف التركي اغتم لذلك جدا واجتهد ف بعث اليوش‬
‫والمداد لقتال السن بن زيد هذا وف يوم عرفة منها ظهر بالري أحد بن عيسى بن حسي الصغي بن علي بن السي بن علي بن أب طالب وإدريس بن موسى بن عبدال بن موسى بن‬
‫حسن بن حسن بن علي بن أب طالب فصلى بالناس يوم العيد أحد بن عيسى هذا ودعا إل الرضى من آل ممد فحاربه ممد بن علي بن طاهر فهزمه أحد بن عيسى هذا واستفحل أمره‬
‫وفيها وثب أهل حص على عاملهم الفضل بن قارن فقتلوه ف رجب فوجه الستعي إليهم موسى بن بغا الكبي فاقتتلوا بأرض الرست فهزمهم وقتل جاعة من أهلها وأحرق أماكن كثية منها‬
‫وأسر أشراف أهلها وفيها وثبت الشاكرية والند ف أرض فارس على عبدال بن إسحاق بن إبراهيم فهرب منهم فانتهبوا داره وقتلوا ممد بن السن بن قارن وفيها غضب الليفة على جعفر‬
‫بن عبدالواحد ونفاه إل البصرة وفيها أسقطت مرتبة جاعة من المويي ف دار اللفة وفيها حج بالناس جعفر بن الفضل أمي مكة وفيها توف من العيان أبو الطاهر أحد بن عمرو بن السرح‬
‫والبزي أحد القراء الشاهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪7‬‬

‫والارث بن مسكي وأبو حات السجستان وقد تقدم ذكره ف الت قبلها وعياد بن يعقوب الرواجي وعمرو بن بر الاحظ صاحب الكلم والصنفات وكثي بن عبيد المصي ونصر بن علي‬
‫الهضمي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وخسي ومائتي‬
‫فيها اجتمع رأى الستعي وبغا الصغي ووصيف على قتل باغر التركي وكان من قواد المراء الكبار الذين باشروا قتل التوكل وقد اتسع إقصاعه وكثرت عماله فقتل ونبت دار كاتبه دليل‬
‫بن يعقوب النصران ونبت أمواله وحواصله وركب الليفة ف حراقة من سامرا إل بغداد فاضطربت المور بسبب خروجه وذلك ف الحرم فنل دار ممد بن عبدال بن طاهر وفيها وقعت‬
‫فتنة شنعاء بي جند بغداد وجند سامرا ودعا أهل سامرا إل بيعة العتز واستقر أمر أهل بغداد على الستعي وأخرج العتز وأخوه الؤيد من السجن فبايع أهل سامرا العتز واستحوذ على‬
‫حواصل بيت الال با فإذا با خسمائة ألف دينار وف خزانة أم الستعي ألف ألف دينار وف حواصل العباس بن الستعي ستمائة ألف دينار واستفحل أمر العتز بسامرا وأمر الستعي لحمد بن‬
‫عبدال بن طاهر أن يصن بغداد ويعمل ف السورين والندق وغرم على ذلك ثلثمائة ألف دينار وثلثي ألف دينار ووكل بكل باب أميا يفظه ونصب على السور خسة مناجيق منها واحد‬
‫كبي جدا يقال له الغضبان وست عرادات وأعدوا آلت الرب والصار والعدد وقطعت القناطر من كل ناحية لئل يصل اليش إليهم وكتب العتز إل ممد بن عبدال بن طاهر يدعوه إل‬
‫الدخول معه ف أمره ويذكره ما كان أخذه عليهم أبوه التوكل من العهود والواثيق من أنه ول العهد بعده فلم يلتفت إليه بل رد عليه واحتج بجج يطول ذكرها وكتب كل واحد من‬
‫الستعي والعتز إل موسى بن بغا الكبي وهو مقيم بأطراف الشام لرب أهل حص يدعوه إل نفسه وبعث إليه بألوية يعقدها لن اختار من أصحابه وكتب إليه الستعي يأمره بالسي إليه إل‬
‫بغداد ويأمره أن يستنيب ف عمله فركب مسرعا إل سامرا فكان مع العتز على الستعي وكذلك هرب عبدال بن بغا الصغي من عند أبيه من بغداد إل العتز وكذلك غيه من المراء‬
‫والتراك وعقد العتز لخيه أب أحد بن التوكل على حرب الستعي وجهز معه جيشا لذلك فسار ف خسة آلف من التراك وغيهم نو بغداد وصلى بعكبا يوم المعة ودعا لخيه العتز ث‬
‫وصل إل بغداد ليلة الحد لسبع خلون من صفر فاجتمعت العساكر هنالك وقد قال رجل يقال له بانانة كان ف عسكر أب أحد ‪ ...‬يا بن طاهر جنود الل ‪ ...‬ه والوت بيئها منثور ‪...‬‬
‫وجيوش أمامهن أبو أحد ‪ ...‬د نعم الول ونعم النصي ‪ ...‬ث جرت بينهما حروب طويلة وفت مهولة جدا قد ذكرها ابن جرير مطولة ث بعث العتز مع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪8‬‬

‫موسى بن ارشناس ثلثة آلف مددا لخيه أب أحد فوصلوا لليلة بقيت من ربيع الول فوقفوا ف الانب الغرب عند باب قطربل وأبو أحد وأصحابه على باب الشماسية والرب مستعرة‬
‫والقتال كثي جدا والقتل واقع قال ابن جرير وذكر أن العتز كتب إل أخيه أب أحد يلومه على التقصي ف قتال أهل بغداد فكتب إليه أبو أحد ‪ ...‬لمر النايا علينا طريق ‪ ...‬للدهر فينا‬
‫اتساع وضيق ‪ ...‬وأيامنا عب للنام ‪ ...‬فمنها البكور ومنها الطروق ‪ ...‬ومنها هنات تشيب الوليد ‪ ...‬ويذل فيها الصديق الصديق ‪ ...‬وسور عريض له ذروة ‪ ...‬تفوت العيون وبر عميق‬
‫‪ ...‬قتال مبيد وسيف عتيد ‪ ...‬وخوف شديد وحصن وثيق ‪ ...‬فهذا طريح وهذا جريح ‪ ...‬وهذا حريق وهذا غريق ‪ ...‬وهذا قتيل وهذا تليل ‪ ...‬وآخر يشدخه النجيق ‪ ...‬هناك اغتصاب‬
‫وث انتهاب ‪ ...‬ودور خراب وكانت تروق ‪ ...‬إذا ما سونا إل مسلك ‪ ...‬وجدناه قد سدعنا الطريق ‪ ...‬فبال نبلغ ما نرتيه ‪ ...‬وبال ندفع ما نطيق ‪ ...‬قال ابن جرير هذا الشعر ينشد لعلي‬
‫بن أمية ف فتنة الخلوع والأمون وقد استمرت الفتنة والقتال ببغداد بي أب أحد أخي العتز وبي ممد بن عبدال بن طاهر نائب الستعي والبلد مصور وأهله ف ضيق شديد جدا بقية شهور‬
‫هذه السنة وقتل من الفريقي خلق كثي ف وقعات متعددات وأيام نسات فتارة يظهر أصحاب أب أحد ويأخذون بعض البواب فتحمل عليهم الطاهرية فيزيونم عنها ويقتلون منهم خلقا ث‬
‫يتراجعون إل مواقفهم ويصابرونم مصابرة عظيمة لكن أهل بغداد كلما هم إل ضعف بسبب قلة الية واللب إل داخل البلد ث شاع بي العامة أن ممد بن عبدال بن طاهر يريد أن يلع‬
‫الستعي ويبايع للمعتز وذلك ف أواخر السنة فتنصل من ذلك واعتذر إل الليفة وإل العامة وحلف باليان الغليظة فلم تبأ ساحته من ذلك حق الباءة عند العامة واجتمعت العامة والغوغاء‬
‫إل دار ابن طاهر والليفة نازل با فسألوا أن يبز لم الليفة ليوه ويسألوه عن ابن طاهر أهو راض عنه أم ل وما زالت الضجة والصوات مرتفعة حت برز لم الليفة من فوق الكان الذي‬
‫هم فيه وعليه السواد ومن فوقه البدة النبوية وبيده القضيب وقال لم فيما خاطبهم به أقسمت عليكم بق صاحب هذه البدة والقضيب لا رجعتم إل منازلكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪9‬‬

‫ورضيتم عن ابن طاهر فإنه غي متهم لدى فسكت الغوغاء ورجعوا إل منازلم ث انتقل الليفة من دار ابن طاهر إل دار رزق الادم وذلك ف أوائل ذي الجة وصلى بم العيد يوم الضحى‬
‫ف الزيرة الت بذاء دار ابن طاهر وبرز الليفة يومئذ للناس وبي يديه الربة وعليه البدة وبيده القضيب وكان يوما مشهودا ببغداد على ما بأهلها من الصار والغلء بالسعار وقد اجتمع‬
‫على الناس الوف والوع الترجان لباس الوع والوف نسأل ال العافية ف الدنيا والخرة ولا تفاقم المر واشتد الال وضاق الجال وجاع العيال وجهد الرجال جعل ابن طاهر يظهر ما‬
‫كان كامنا ف نفسه من خلع الستعي فجعل يعرض له ف ذلك ول يصرح ث كاشفه به وأظهره له وناظره فيه وقال له إن الصلحة تقتضي أن تصال عن اللفة على مال تأخذه سلفا وتعجيل‬
‫وأن يكون لك من الراج ف كل عام ما تتاره وتتاجه ول يزل يفتل ف الذروة والغارب حت أجاب إل ذلك وأناب فكتب فيما اشترطه الستعي ف خلعه نفسه من اللفة كتابا فلما كان‬
‫يوم السبت لعشر بقي من ذي الجة ركب ممد بن عبدال بن طاهر إل الرصافة وجع القضاة والفقهاء وأدخلهم على الستعي فوجا فوجا يشهدون عليه أنه قد صي أمره إل ممد بن‬
‫عبدال بن طاهر وكذلك جاعة الجاب والدم ث تسلم منه جوهر اللفة وأقام عند الستعي إل هوى من الليل وأصبح الناس يذكرون ويتنوعون فيما يقولون من الراجيف وأما ابن طاهر‬
‫فإنه أرسل بالكتاب مع جاعة من المراء إل العتز بسامرا فلما قدموا عليه بذلك أكرمهم وخلع عليهم وأجازهم فأسن جوائزهم وسيأت ما كان من أمره أول السنة الداخلة وفيها كان ظهور‬
‫رجل من أهل البيت أيضا بأرض قزوين وزنان ف ربيع الول منها وهو السي بن أحد بن إساعيل بن ممد بن إساعيل الرقط بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب ويعرف‬
‫بالكوكب وسيأت ما كان من أمره هناك وفيها خرج إساعيل بن يوسف العلوي وهو ابن أخت موسى بن عبيدال السن وسيأت ما كان من أمره أيضا وفيها خرج بالكوفة أيضا رجل من‬
‫الطالبيي وهو السي بن ممد بن حزة بن عبدال بن حسي بن علي بن السي بن علي بن أب طالب فوجه إليه الستعي مزاحم بن خاقان فاقتتل فهزم العلوي وقتل من أصحابه بشر كثي‬
‫ولا دخل مزاحم الكوفة حرق با ألف دار ونب أموال الذين خرجوا معه وباع بعض جواري السي بن ممد هذا وكانت معتقة وفيها ظهر إساعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبدال بن‬
‫السن بن السي بن علي بن أب طالب بكة فهرب منه نائبها جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى فانتهب منله ومنازل أصحابه وقتل جاعة من الند وغيهم من أهل مكة وأخذ ما ف‬
‫الكعبة من الذهب والفضة والطيب وكسوة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪10‬‬

‫الكعبة وأخذ من الناس نوا من مائت ألف دينار ث خرج إل الدينة النبوية فهرب منه نائبها أيضا علي بن السي بن علي بن إساعيل ث رجع إساعيل بن يوسف إل مكة ف رجب فحصر‬
‫أهلها حت هلكوا جوعا وعطشا فبيع البز ثلث أواق بدرهم واللحم الرطل بأربعة وشربة الاء بثلثة دراهم ولقي من أهل مكة كل بلء فترحل عنهم إل جدة بعد مقامه عليهم سبعة‬
‫وخسي يوما فانتهب أموال التجار هنالك وأخذ الراكب وقطع الية عن أهل مكة ث عاد إل مكة ل جزاه ال خيا عن السلمي فلما كان يوم عرفة ل يكن الناس من الوقوف نار ول ليل‬
‫وقتل من الجيج ألفا ومائة وسلبهم أموالم ول يقف بعرفة عامئذ سواه ومن معه من الرامية ل تقبل ال منهم صرفا ول عدل وفيها وهن أمر اللفة جدا وفيها توف من العيان إسحاق بن‬
‫منصور الكوننج وحيد بن زنويه وعمرو بن عثمان بن كثي بن دينار المصي وأبو البقي هشام بن عبداللك اليزن‬
‫سنة ثنتي وخسي ومائتي‬
‫ذكر خلفة العتز بال بن التوكل على ال بعد خلع الستعي نفسه استهلت هذه السنة وقد استقرت اللفة باسم أب عبدال ممد العتز بن جعفر التوكل بن ممد العتصم بن هارون الرشيد‬
‫وقيل إن اسم العتز أحد وقيل الزبي وهوالذي عول عليه ابن عساكر وترجة ف تاريه فلما خلع الستعي نفسه من اللفة وبايع للمعتز دعا الطباء يوم المعة لبع الحرم من هذه السنة‬
‫بوامع بغداد على النابر للخليفة العتز بال وانتقل الستعي من الرصافة إل قصر السن بن سهل هو وعياله وولده وجواريه ووكل بم سعيد بن رجاء ف جاعة معه وأخذ من الستعي البدة‬
‫والقضيب والات وبعث بذلك إل العتز ث أرسل إليه العتز يطلب منه خاتي من جوهر ثي عنده يقال لحدها برج وللخر جبل فأرسلهما وطلب الستعي أن يسي إل مكة فلم يكن فطلب‬
‫البصرة فقيل له إنا وبيئة فقال إن ترك اللفة أوبأ منها ث أذن له ف السي إل واسط فخرج ومعه حرس يوصلونه إليها نو من أربعمائة واستوزر العتز أحد بن أب إسرائيل وخلع عليه‬
‫وألبسه تاجا على رأسه ولا تهد أمر بغداد واستقرت البيعة للمعتز با ودان له أهلها وقدمتها الية من كل جانب واتسع الناس ف الرزاق والطعمة ركب أبو أحد منها ف يوم السبت لثنت‬
‫عشرة ليلة من الحرم إل سامرا وشيعه ابن طاهر ف وجوه المراء فخلع أبو أحد على ابن طاهر خس خلع وسيفا ورده من الطريق إل بغداد وقد ذكر ابن جرير مدائح الشعراء ف العتز‬
‫وتشفيهم بلع الستعي فأكثر من ذلك جدا فمن ذلك قول ممد بن مروان بن أب النوب ابن مروات ف مدح العتز وذم الستعي كما جرت به عادة الشعراء ‪ ...‬إن المور إل العتز قد‬
‫رجعت ‪ ...‬والستعي إل حالته رجعا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪11‬‬

‫وكان يعلم أن اللك ليس له ‪ ...‬وأنه لك لكن نفسه خدعا ‪ ...‬ومالك اللك مؤتيه ونازعه ‪ ...‬آتاك ملكا ومنه اللك قد نزعا ‪ ...‬إن اللفة كانت ل تلئمه ‪ ...‬كانت كذات حليل زوجت‬
‫متعا ‪ ...‬ما كان أقبح عند الناس بيعته ‪ ...‬وكان أحسن قول الناس قد خلعا ‪ ...‬ليت السفي إل قاف دفعن به ‪ ...‬نفسي الفداء للح به دفعا ‪ ...‬كم ساس قبلك أمر الناس من ملك ‪ ...‬لو‬
‫كان حل ما حلته ظلعا ‪ ...‬أمسى بك الناس بعد الضيق ف سعة ‪ ...‬وال يعل بعد الضيق متسعا ‪ ...‬وال يدفع عنك السوء من ملك ‪ ...‬فإنه بك عنا السوء قد دفعا ‪ ...‬وكتب العتز من‬
‫سامرا إل نائب بغداد ممد بن عبدال بن طاهر أن يسقط اسم وصيف وبغا ومن كان ف رسهما ف الدواوين وعزم على قتلهما ث استرضى عنهما فرضى عنهما وف رجب من هذه السنة‬
‫خلع العتز أخاه إبراهيم اللقب بالؤيد من ولية العهد وحبسه وأخاه أبا أحد بعدما ضرب الؤيد أربعي مقرعة ولا كان يوم المعة خطب بلعه وأمره أن يكتب كتابا على نفسه بذلك وكانت‬
‫وفاته بعد ذلك بمسة عشر يوما فقيل إنه أدرج ف لاف سور وأمسك طرفاه حت مات غما وقيل بل ضرب بجارة من ثلج حت مات بردا وبعد ذلك أخرج من السجن ول أثر به فأحضر‬
‫القضاة والعيان فشهدوا على موته من غي سبب ول أثر ث حل على حار ومعه كفنه إل أمه فدفنته‬
‫ذكر مقتل الستعي‬
‫وف شوال منها كتب العتز إل نائبه ممد بن عبدال بن طاهر يأمره بتجهيز جيش نو الستعي فجهز أحد بن طولون التركي فوافاه فأخرجه لست بقي من رمضان فقدم به القاطول لثلث‬
‫مضي من شوال ث قتل فقيل ضرب حت مات وقيل بل غرق ف دجيل وقيل بل ضربت عنقه وقد ذكر ابن جرير أن الستعي سأل من سعيد بن صال التركي حي أراد قتله أن يهله حت‬
‫يصلي ركعتي فأمهله فلما كان ف السجدة الخية قتله وهو ساجد ودفن جثته ف مكان صلته وخفى أثره وحل رأسه إل العتز فدخل به عليه وهو يلعب بالشطرنج فقيل هذا رأس الخلوع‬
‫فقال ضعوه حت أفرغ من الدست فلما فرغ نظر إليه وأمر بدفنه ث أمر لسعيد بن صال الذي قتله بمسي ألف درهم ووله معونة البصرة وفيها مات إساعيل بن يوسف العلوي الذي فعل‬
‫بكة ما فعل كما تقدم من إلاده ف الرم فأهلكه ال ف هذه السنة عاجل ول ينظره وفيها مات أحد بن ممد وهو الستعي بال كما تقدم وإسحاق بن بلول وزياد بن يوب وممد بن يشار‬
‫وغندر وموسى بن الثن الزمن ويعقوب بن إبراهيم الدورقي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪12‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وخسي ومائتي‬


‫ف رجب منها عقد العتز لوسى بن بغا الكبي على جيش قريب من أربعة آلف ليذهبوا إل قتال عبدالعزيز بن أب دلف بناحية هذان لنه خرج عن الطاعة وهو ف نو من عشرين ألفا بناحية‬
‫هذان فهزموا عبدالعزيز ف أواخر هذه السنة هزية فظيعة ث كانت بينهما وقعة أخرى ف رمضان عند الكرج فهزم عبدالعزيز ايضا وقتل من أصحابه بشر كثي وأسروا ذراري كثية حت‬
‫أسروا أم عبدالعزيز أيضا وبعثوا إل العتز سبعي حل من الرؤس وأعلما كثية وأخذ من عبدالعزيز ما كان استحوذ عليه من البلد وف رمضان منها خلع على بغا الشراب وألبسه التاج‬
‫والوشاحي وف يوم عيد الفطر كانت وقعة هائلة عند مكان يقال له البوازيج وذلك أن رجل يقال له مساور بن عبدالميد حكم فيها والتف عليه نو من سبعمائة من الوراج فقصد له رجل‬
‫يقال له بندار الطبي ف ثلثائة من أصحابه فالتقوا فاقتتلوا قتال شديدا فقتل من الوارج نو من خسي وقتل من أصحاب بندار مائتان وقيل وخسون رجل وقتل بندار فيمن قتل رحه ال ث‬
‫صمد مساور إل حلوان فقاتله أهلها وأعانم حجاج أهل خرسان فقتل مساور منهم نوا من أربعمائة قبحه ال وقتل من جاعته كثيون أيضا ولثلث بقي من شوال قتل وصيف التركي‬
‫وأرادت العامة نب داره ف سامرا ودور أولده فلم يكنهم ذلك وجعل الليفة ما كان إليه إل بغا الشراب وف ليلة أربع عشرة من ذي القعدة من هذه السنة خسف القمر حت غاب أكثره‬
‫وغرق نوره وعند انتهاء خسوفه مات ممد بن عبدال بن طاهر نائب العراق ببغداد وكانت علته قروحا ف رأسه وحلقه فذبته ولا أتى به ليصلي عليه اختلف أخوه عبيدال وابنه طاهر‬
‫وتنازعا الصلة عليه حت جذبت السيوف وترامي الناس بالجارة وصاحت الغوغاء يا طاهر يا منصور فمال عبيدال إل الشرقية ومعه القواد وأكابر الناس فدخل داره وصلى عليه ابنه وكان‬
‫أبوه قد أوصى إليه وحي بلغ العتز ما وقع بعث باللع والولية إل عبيد ال بن عبدال بن طاهر فأطلق عبيد ال للذي قدم باللع خسي ألف درهم وفيها نفى العتز أخاه أبا أحد من سر من‬
‫رأى إل واسط ث إل البصرة ث رد إل بغداد أيضا وف يوم الثني منها سلخ ذي القعدة التقى موسى بن بغا الكبي والسي بن أحد الكوكب الطالب الذي خرج ف سنة إحدى وخسي عند‬
‫قزوين فاقتتل قتال شديدا ث هزم الكوكب وأخذ موسى قزوين وهرب الكوكب إل الديلم وذكر ابن جرير عن بعض من حضر هذه الوقعة أن الكوكب حي التقى أمر أصحابه أن يتترسوا‬
‫بالجف وكانت السهم ل تعمل فيهم فأمر موسى بن بغا أصحابه عند ذلك أن يطرحوا ما معهم من النفط ث حاولوهم وأروهم أنم قد انزموا منهم فتبعهم أصحاب الكوكب فلما توسطوا‬
‫الرض الت فيها النفط أمر عند ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪13‬‬

‫بإلقاء النار فيه فجعل النفط يرق أصحاب الكوكب ففروا سراعا هاربي وكر عليهم موسى وأصحابه فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وهرب الكوكب إل الديلم وتسلم موسى قزوين وفيها حج‬
‫بالناس عبدال بن ممد بن سليمان الزينب وفيها توف من العيان أبو الشعث وأحد بن سعيد الدارمي‬
‫وسري السقطي‬
‫أحد كبار مشايخ الصوفية تلميذ معروف الكرخي حدث عن هشيم وأب بكر بن عياش وعلى ابن عراب ويي بن يان ويزيد بن هارون وغيهم وعنه ابن أخته النيد بن ممد وأبو السن‬
‫النوري وممد بن الفضل بن جابر السقطي وجاعة وكانت له دكان يتجر فيها فمرت به جارية قد انكسر إناء كان معها تشتري فيه شيئا لسادتا فجعلت تبكي فأعطاها سري شيئا تشتري‬
‫بدله فنظر معروف إليه وما صنع بتلك الارية فقال له بغض ال إليك الدنيا فوجد الزهد من يومه وقال سري مررت ف يوم عيد فإذا معروف ومعه صغي شعث الال فقلت ما هذا فقال هذا‬
‫كان واقفا عند صبيان يلعبون بالوز وهو مفكر فقلت له ما لك ل تلعب كما يلعبون فقال أنا يتميم ول شيء معي أشتري به جوزا ألعب به فأخذته لجع له نوى يشتري به جوزا يفرح به‬
‫فقلت أل أكسوه وأعطيه شيئا يشتري به جوزا فقال أو تفعل فقلت نعم فقال خذه أغن ال قلبك قال سري فصغرت عندي الدنيا حت لي أقل شيء وكان عنده مرة لوز فساومه رجل على‬
‫الكر بثلثة وستي دينارا ث ذهب الرجل فإذا اللوز يساوي الكر تسعي دينارا فقال له إن أشترى منك الكر بتسعي دينارا فقال له إن أنا ساومتك بثلثة وستي دينارا وإن ل أبيعه إل بذلك‬
‫فقال الرجل أنا أشتري منك بتسعي دينارا فقال ل أبيعك هو إل با ساومتك عليه فقال له الرجل إن من النصح أن ل أشتري منك إل بتسعي دينارا وذهب فلم يشتر منه وجاءت امرأة يوما‬
‫إل سري فقالت إن ابن قد أخذه الرسي وإن أحب أن تبعث إل صاحب الشرطة لئل يضرب فقام فصلى فطول الصلة وجلعت الرأة تترق ف نفسها فلما انصرف من الصلة قالت الرأة‬
‫ال ال ف ولدي فقال لا إن إنا كنت ف حاجتك فما رام ملسه الذي صلى فيه حت جاءت امرأة إل تلك الرأة فقالت لا ابشري فقد أطلق ولدك وها هو ف النل فانصرفت إليه وقال‬
‫سري أشتهي أن آكل أكلة ليس ل فيها علي تبعة ول لحد علي فيها منة فما أجد إل ذلك سبيل وف رواية عنه أنه قال إن لشتهي البقل من ثلثي سنة فما أقدر عليه وقال احترق سوقنا‬
‫فقصدت الكان الذي فيه دكان فتلقان رجل فقال ابشر فإن دكانك قد سلمت فقلت المد ل ث ذكرت ذلك التحميد إذ حدت ال على سلمة دنياي وإن ل أواس الناس فيما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪14‬‬

‫هم فيه فأنا أستغفر ال منذ ثلثي سنة رواها الطيب عنه وقال صليت وردى ذات ليلة ث مددت رجلي ف الحراب فنوديت يا سري هكذا تالس اللوك قال فضممت رجلي وقلت وعزتك‬
‫ل مددت رجلي أبدا وقال النيد ما رأيت أعبد من سري السقطي أتت عليه ثان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا إل ف علة الوت وروى الطيب عن أب نعيم عن جعفر اللدي عن النيد‬
‫قال دخلت عليه أعوده فقلت كيف تدك فقال ‪ ...‬كيف أشكو إل طبيب ما ب ‪ ...‬والذي أصابن من طبيب ‪ ...‬قال فأخذت الروحة لروح عليه فقال كيف يد روح الروحة من جوفه‬
‫يترق من داخل ث أنشأ يقول ‪ ...‬القلب مترق والدمع مستبق ‪ ...‬والكرب متمع والصب مفترق ‪ ...‬كيف القرار على من ل قرار له ‪ ...‬ما جناه الوى والشوق والقلق ‪ ...‬يارب إن كان‬
‫شيء ‪ ...‬القلب مترق والدمع مستبق ‪ ...‬والكرب متمع والصب مفترق ‪ ...‬كيف القرار على من ل قرار له ‪ ...‬ما جناه الوى والشوق والقلق ‪ ...‬يارب أن كان شيء ل به فرج ‪ ...‬فامنن‬
‫‪ ...‬علي به ما دام ب رمق‬
‫قال فقلت له أوصن قال ل تصحب الشرار ولتشتغل عن ال بجالسة البرار الخيار وقد ذكر الطيب وفاته يوم الثلثاء لست خلون من رمضان سنة ثلث وخسي ومائتي بعد أذان‬
‫الفجر ودفن بعد العصر بقبة الشويني وقبه ظاهر معروف وإل جنبه قب النيد وروى عن أب عبيدة بن حريوبة قال رأيت سريا ف النام فقلت ما فعل ال بك فقال غفر ل ولكل من شهد‬
‫جنازت قلت فإن من حضر جنازتك وصلى عليك قال فأخرج درجا فنظر فيه فلم ير فيه اسي فقلت بلى قد حضرت فإذا اسي ف الاشية وحكى ابن خلكان قول أن سريا توف سنة إحدى‬
‫وخسي وقيل سنة ست وخسي فال أعلم قال ابن خلكان وكان السري ينشد كثيا ولا ادعيت الب قالت كذبتن‬
‫‪ ...‬فمال أرى العضاء منك كواسيا ‪ ...‬فل حب حت يلصق اللد بالشي ‪ ...‬وتذهل حت ل تيب الناديا ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة أربع وخسي ومائتي فيها أمر الليفة العتز بقتل بغا الشراب ونصب رأسه بسامرا ث ببغداد وحرقت جثته وأخذت أمواله وحواصله وفيها ول الليفة أحد بن طولون الديار‬
‫الصرية وهو بان الامع الشهور با وحج بالناس فيها على بن السي بن إساعيل بن العباس بن ممد وتوف فيها من العيان زياد بن أيوب السيان وعلي بن ممد بن موسى الرضى يوم‬
‫الثني لربع بقي من جادى الخرة ببغداد وصلى عليه أبو أحد التوكل ف الشارع النسوب إل أب أحد ودفن بداره ببغداد وممد بن عبدال الخرمي وموهل بن إهاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪15‬‬

‫وأما أبو السن علي الادي‬


‫فهو ) ابن ممد الواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن ممد الباقرين علي زين العابدين بن السي الشهيد بن علي بن أب طالب أحد الئمة الثن عشرية وهو والد )‬
‫السن ابن علي العسكري النتظر عند الفرقة الضالة الاهلة الكاذبة الاطئة وقد كان عابدا زاهدا نقله التوكل إل سامرا فأقام با أزيد من عشرين سنة بأشهر ومات با هذه السنة وقد ذكر‬
‫للمتوكل أن بنله سلحا وكتبا كثية من الناس فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل فأخذوه كذلك فحملوه إل التوكل‬
‫وهو على شرابه فلما مثل بي يديه أجله وأعظمه وأجلسه إل جانبه وناوله الكأس الذي ف يده فقال يا أمي الؤمني ل يدخل باطن ول يالط لمي ودمي قط فاعفن منه فأعفاه ث قال له‬
‫أنشدن شعرا فأنشده‬
‫باتوا على قلل الجبال ترسهم ‪ ...‬غلب الرجال فما أغنتهم القلل ‪ ...‬واستنلوا بعد عز عن معاقلهم ‪ ...‬فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا ‪ ...‬نادى بم صارخ من بعد ما قبوا ‪ ...‬أين ‪...‬‬
‫السرة والتيجان واللل ‪ ...‬أين الوجوه الت كانت منعمة ‪ ...‬من دونا تضرب الستار والكلل ‪ ...‬فأفصح القب عنهم حي ساءلم ‪ ...‬تلك الوجوه عليها الدود يقتتل ‪ ...‬قد طال ما أكلوا‬
‫دهرا وما لبسوا ‪ ...‬فأصبحوا بعد طول الكل قد أكلوا ‪ ...‬قال فبكى التوكل حت بل الثرى وبكى من حوله بضرته وأمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلف دينار وتلل منه ورده إل منله‬
‫مكرما رحه ال‬
‫ث دخلت سنة خس وخسي ومائتي‬
‫فيها كانت وقعة بي مفلح وبي السن بن زيد الطالب فهزمه مفلح ودخل وآمل طبستان وحرق منازل السن بن زيد ث سار وراءه إل الديلم وفيها كانت ماربة شديدة بي يعقوب بن‬
‫الليث وبي علي بن السي بن قريش بن شبل فبعث علي بن السي رجل من جهته يقال له طوق بن الغلس فصابره أكثر من شهر ث ظفر يعقوب بطوق فأسره فأسر وجوه أصحابه ث سار‬
‫إل على بن السي هذا فأسره وأخذ بلده وهي كرمان فأضافها إل ما بيده من ملكة خراسان سجستان ث بعث يعقوب بن الليث بدية سنية إل العتز دواب وبازات وثياب فاخرة وفيها ول‬
‫الليفة سليمان بن عبدال بن طاهر نيابة بغداد والسواد ف ربيع الول منها وفيها أخذ صال بن وصيف أحد بن إسرائيل كاتب العتز والسن بن ملد كاتب قبيحة أم العتز وأبا نوح عيسى‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪16‬‬

‫ابن إبراهيم وكانوا قد تا لؤا على أكل بيت الال وكانوا دواوين وغيهم فضربم وأخذ خطوطهم بأموال جزيلة يملونا وذلك بغي رضي من العتز ف الباطن واحتيط على أموالم‬
‫وحواصلهم وضياعهم وسوا الكتاب الونة وول الليفة عن قهر غيهم وف رجب منها ظهر عيسى بن جعفر وعلي بن زيد السنيان بالكوفة وقتل با عبدال بن ممد بن داود بن عيسى‬
‫واستفحل أمرها با‬
‫موت الليفة العتز بن التوكل‬
‫ولثلث بقي من رجب من هذه السنة خلع الليفة العتز بال ولليلتي مضتا من شعبان أظهر موته وكان سبب خلعه أن الند اجتمعوا فطلبوا منه أرزاقهم فلم يكن عنده ما يعطيهم فسأل من‬
‫أن تقرضه مال يدفعهم عنه به فلم تعطه وأظهرت أنه ل شيء عندها فاجتمع التراك على خلعه فأرسلوا إليه ليخرج إليهم فاعتذر بأنه قد شرب دواء وأن عنده ضعفا ولكن ليدخل إل‬
‫بعضكم فدخل إليه بعض المراء فتناولوه بالدبابيس يضربونه وجروا برجله وأخرجوه وعليه قميص مرق ملطخ بالدم فأقاموه ف وسط دار اللفة ف حر شديد حت جعل يراوح بي رجليه‬
‫من شدة الر وجعل بعضهم يلطمه وهو يبكي ويقول له الضارب اخلعها والناس متمعون ث أدخلوه حجرة مضيقا عليه فيها وما زالوا عليه بأنواع العذاب حت خلع نفسه من اللفة وول‬
‫بعده الهتدي بال كما سيأت ث سلموه إل من يسومه سوء العذاب بأنواع الثلت ومنع من الطعام والشراب ثلثة أيام حت جعل يطلب شربة من ماء البئر فلم يسق ث أدخلوه سربا فيه جص‬
‫جي فدسوه فيه فأصبح ميتا فاستلوه من الص سليم السد وأشهدوا عليه جاعة من العيان أنه مات وليس به أثر وكان ذلك ف اليوم الثان من شعبان من هذه السنة وكان يوم السبت‬
‫وصلى عليه الهتدي بال ودفن مع أخيه النتصر إل جانب قصر الصوامع عن أربع وعشرين سنة وكانت خلفته أربع سني وستة أشهر وثلثة وعشرين يوما وكان طويل جسيما وسيما أقن‬
‫النف مدور الوجه حسن الضحك أبيض أسود الشعر معدة كثيف اللحية حسن العيني ضيق الاجبي أحر الوجه وقد أثن عليبه المام أحد ف جودة ذهنه وحسن فهمه وأدبه حي دخل‬
‫عليه ف حياة أبيه التوكل كما قدمنا ف ترجة أحد وروى الطيب عن علي بن حرب قال دخلت على العتز فما رأيت خليفة أحسن وجها منه فلما رأيته سجدت فقال يا شيخ تسجد لغي ال‬
‫فقلت حدثنا أبو عاصم الضحاك بن ملد النبيل ثنا بكار بن عبدالعزيز بن أب بكرة عن أبيه عن جده ( أن رسول ال ( ص ) كان إذا رأى ما يفرح به أو بشر با يسره سجد شكرا ل عز‬
‫وجل ) وقال الزبي ابن بكار سرت إل العتز وهو أمي فلما سع بقدومي خرج مستعجل إل فعثر فأنشأ يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪17‬‬

‫يوت الفت من عثرة بلسانه ‪ ...‬وليس يوت الرء من عثرة الرجل ‪ ...‬فعثرته من فيه ترمي برأسه ‪ ...‬وعثرته ف الرجل تبأ على مهل ‪ ...‬وذكر ابن عساكر أن العتز لا حذق القرآن ف حياة‬
‫أبيه التوكل اجتمع أبوه والمراء لذلك وكذلك الكباء والرؤساء بسر من رأى واختلفوا لذلك أياما عديدة وجرت احوال عظيمة ولا جلس وهو صب على النب وسلم على أبيه باللفة‬
‫وخطب الناس نثرت الواهر والذهب والدراهم على الواص والعوام بدار اللفة وكان قيمة ما نثر من الواهر يساوي مائة ألف دينار ومثلها ذهبا وألف ألف درهم غي ما كان من خلع‬
‫وأسطة وأقمشة ما يفوت الصر وكان وقتا مشهودا ل يكن سرورا بدار اللفة أبج منه ول أحسن وخلع الليفة على أم ولده العتز قبيحة خلعا سنية وأعطاها وأجزل لا العطاء وكذلك‬
‫خلع على مؤدب ولده وهو ممد بن عمران أعطاه من الوهر والذهب والفضة والقماش شيئا كثيا جدا وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫خلفة الهتدى بال‬
‫أب ممد عبدال ممد بن الواثق بن العتصم بن هارون كانت بيعته يوم الربعاء لليلة بقيت من رجب من هذه السنة بعد السنة بعد خلع العتز نفسه بي يديه وإشهاده عليه بأنه عاجز عن‬
‫القيام با وأنه قد رغب إل من يقوم بأعبائها وهو ممد بن الواثق بال ث مد يده فبايعه قبل الناس كلهم ث بايعه الاصة ث كانت بيعة العامة على النب وكتب على العتز كتابا أشهد فيه باللع‬
‫والعجز والبايعة للمهتدي وف آخر رجب وقعت ف بغداد فتنة هائلة وثبت فيها العامة على نائبها سليمان بن عبدال ابن طاهر ودعوا إل بيعة أحد بن التوكل أخي العتز وذلك لعدم علم أهل‬
‫بغداد با وقع بسامرا من بيعة الهتدي وقتل من أهل بغداد وغرق منهم خلق كثي ث لا بلغهم بيعة الهتدى سكنوا وإنا بلغتهم ف سابع شعبان فاستقرت المور واستقر الهتدي ف اللفة وقي‬
‫رمضان من هذه السنة ظهر عند قبيحة أم العتز أموال عظيمة وجواهر نفيسة كان من جلة ذلك ما يقارب ألفي ألف دينار ومن الزمرد الذي ل ير مثله مقدار مكوك ومن الب الكبار مكوك‬
‫وكيلجة يا قوت أحر ما ل ير مثله أيضا وقد كان المراء طلبوا من ابنها العتز خسي ألف دينار تصرف ف أرزاقهم وضمنوا له أن يقتلوا صال بن وصيف فلم يكن عنده من ذلك شيء‬
‫فطلب من أمه قبيحة هذه قبحها ال فامتنعت أن تقرضه ذلك فأظهرت الفقر والشح وأنه ل شيء عندها ث لا قتل ابنها وكان ما كان ظهر عندها من الموال ما ذكرنا وكان عندها من‬
‫الذهب والفضة والنية شيء كثي وقد كان لا من الغلت ف كل سنة ما يعدل عشرة آلف ألف دينار وقد كانت قبل ذلك متفية عند صال بن وصيف عدو ولدها ث تزوجت به وكانت‬
‫تدعو عليه تقول اللهم اخز صال بن وصيف كما هتك ستري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪18‬‬

‫وقتل ولدي وبدد شلي وأخذ مال وغربن عن بلدي وركب الفاحشة من ث استقرت اللفة باسم الهتدي بال وكانت بمد ال خلفة صالة قال يوما للمراء إن ليست ل أم لا من‬
‫الغلت ما يقاوم عشرة آلف ألف دينار ولست أريد إل القوت فقط أريد فضل على ذلك إل لخوت فإنم مستهم الاجة وف يوم الميس لثلث بقي من رمضان أمر صال بن وصيف‬
‫بضرب أحد بن إسرائيل الذي كان وزيرا وأب نوح عيسى بن إبراهيم الذي كان نصرانيا فأظهر السلم وكان كاتب قبيحة فضرب كل واحد منهما خسمائة سوط بعد استخلص أموالما‬
‫ث طيف بما على بغلي منكسي فماتا وها كذلك ول يكن ذلك عن رضى الهتدي ولكنه ضعيف ل يقدر على النكار على صال بن وصيف ف بادئ المر وف رمضان ف هذه السنة وقعت‬
‫فتنة ببغداد أيضا بي ممد بن أوس ومن تبعه من الشاكرية والند وغيهم وبي العامة والرعاع فاجتمع من العامة نو مائة ألف وكان بي الناس قتال بالنبال والرماح والسوط فقتل خلق كثي‬
‫ث انزم ممد بن أوس وأصحابه فنهبت العامة ما وجدوا من أمواله وهو ما يعادل ألفي ألف أو نو ذلك ث اتفق الال على إخراج ممد بن أوس من بغداد إل أين أراد فخرج منها خائفا‬
‫طريدا وذلك لنه ل يكن عند الناس مرضى السية بل كان جبارا عنيدا وشيطانا مريدا وفاسقا شديدا وأمر الليفة بأن ينفي القيان والغنون من سامرا وأمر بقتل السباع والنمور الت ف دار‬
‫السلطان وقتل الكلب العدة للصيد أيضا وأمر بابطال اللهي ورد الظال وأن يؤمر بالعروف وينهى عن النكر وجلس للعامة وكانت وليته ف الدنيا كلها من أرض الشام وغيها مفترقة ث‬
‫استدعى الليفة موسى بن بغا الكبي إل حضرته ليتقوى به على من عنده من التراك ولتجتمع كلمة اللفة فاعتذر إليه من استدعائه با هو فيه من الهاد ف تلك البلد‬
‫خارجي آخر ادعي أنه من أهل البيت بالبصرة‬
‫ف النصف من شوال ظهر رجل بظاهر البصرة زعم أنه علي بن ممد بن أحد بن عيسى بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب ول يكن صادقا وإنا كان عسيفا يعن أجيا من‬
‫عبدالقيس واسه علي بن ممد بن عبدالرحيم وامه قرة بنت علي بن رحيب من ممد بن حكيم من بن أسد بن خزية وأصله من قرية من قرى الري قاله ابن جرير قال وقد خرج أيضا ف سنة‬
‫تسع وأربعي ومائتي بالنجدين فادعى أنه على بن ممد بن الفضل بن السي بن عبدال بن عباس بن علي بن أب طالب فدعا الناس بجر إل طاعته فاتبعه جاعة من أهل هجر ووقع بسببه‬
‫قتال كثي وفت كبار وحروب كثية ولا خرج خرجته هذه الثانية بظاهر البصرة التف عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪19‬‬

‫خلق من الزنج الذين كانوا يكسحون السباخ فعب بم دجلة فنل الديناري وكان يزعم لبعض من معه أنه يي بن عمر أبو السي القتول بناحية الكوفة وكان يدعى أنه يفظ سورا من‬
‫القرآن ف ساعة واحدة جرى با لسانه ل يفظها غيه ف مدة دهر طويل وهن سبحان والكهف وص وعم وزعم أنه فكر يوما وهو ف البادية إل أي بلد يسي فخوطب من سحابة أن يقصد‬
‫البصرة فقصدها فلما اقترب منها وجد أهلها مفترقي على شعبتي سعديه وبللية فطمع أن ينضم إل إحداها فيستعي با على الخرى فلم يقدر على ذلك فارتل إل بغداد فأقام با سنة‬
‫وانتسب با إل ممد بن أحد بن عيسى بن زيد وكان يزعم با أنه يعلم ما ف ضمائر أصحابه وأن ال يعلمه بذلك فتبعه على ذلك جهلة من الطعام وطائفة من الرعاع العوام ث عاد إل أرض‬
‫البصرة ف رمضان فاجتمع معه بشر كثي ولكن ل يكن معهم عدد يقاتلون با فأتاهم جيش من ناحية البصرة فاقتتلوا جيعا ول يكن ف جيش هذا الارجي سوى ثلثة أسياف وأولئك اليش‬
‫معهم عدد وعدد ولبوس ومع هذا هزم أصحاب هذا الارجي ذلك اليش وكانوا أربعة آلف مقاتل ث مضى نو البصرة بن معه فأهدى له رجل من أهل جب فرسا فلم يد لا سرجا ول‬
‫لاما وإنا ألقى عليها حبل وركبها وسنف حنكها بليف ث صادر رجل وتدده بالقتل فأخذ منه مائة وخسي دينارا وألف درهم وكان هذا أول مال نبه من هذه البلد وأخذ من آخر ثلثة‬
‫براذين ومن موضع آخر شيئا من السلحة والمتعة ث سار ف جيش قليل السلح واليول ث جرت بينه وبي نائب البصرة وقعات متعددة يهزمهم فيها وكل ما لمره يقوى وتزداد أصحابه‬
‫ويعظم أمره ويكثر جيشه وهو مع ذلك ل يتعرض لموال الناس ول يؤذي أحدا وإنا يريد أخذ أموال السلطان وقد انزم أصحابه ف بعض حروبه هزية عظيمة ث تراجعوا إليه واجتمعوا‬
‫حوله ث كروا على أهل البصرة فهزموهم وقتلوا منهم خلقا وأسروا آخرين وكان ل يؤتى بأسي إل قتله ث قوى أمره وخافه أهل البصرة وبعث الليفة إليها مددا ليقاتلوا هذا الارجي وهو‬
‫صاحب الزنج قبحه ال ث أشار عليه بعض أصحابه أن يهجم بن معه على البصرة فيدخلونا عنوة فهجن آراءهم وقال بل نكون منها قريبا حت يكونوا هم الذين يطلبوننا إليها ويطبوننا‬
‫عليها وسيأت ما كان من أمره وأمر أهل البصرة ف السنة الستقبلةإن شاء ال وفيها حج بالناس علي بن السي بن إساعيل بن ممد بن عبدال بن عباس وفيها توف‬
‫الاحظ التكلم العتزل‬
‫واليه تنسب الفرقة الاحظية لحوظ عينيه ويقال له الدقي وكان شنيع النظر سيء الخب رديء العتقاد ينسب إل البدع والضللت وربا جاز به بعضهم إل النلل حت قيل ف الثل يا‬
‫ويح من كفره الاحظ وكان بارعا فاضل قد أتقن علوما كثية وصنف كتبا جة تدل على قوة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪20‬‬

‫ذهنه وجودة تصرفه ومن أجل كتبه كتاب اليوان وكتاب البيان والتبيي قال ابن خلكان وها أحسن مصنفاته وقد أطال ترجته بكايات ذكرها عنه وذكر أنه أصابه الفال ف آخر عمره‬
‫وحكى أنه قال أنا من جانب اليسر مفلوج لو قرض بالقاريض ما علمت وجانب الين منضرس لو مرت به ذبابة للتن وب حصاة وأشد ما على ست وتسعون سنة وكان ينشد ‪ ...‬أترجو‬
‫‪ ...‬أن تكون وأنت شيخ ‪ ...‬كما قد كنت أيام الشباب ‪ ...‬لقد كذبتك نفسك ليس ثوب ‪ ...‬دريس كالديد من الثياب‬
‫وفيها توف عبد ال بن عبد الرحن أبو ممد الدارمي وعبدال بن هاشم الطوسي والليفة أبو عبدال العتز بن التوكل وممد بن عبدالرحيم اللقب صاعقة‬
‫ممد بن كرام‬
‫الذي تنسب إليه الفرقة الكرامية وقد نسب إليه جواز وضع الحاديث على الرسول وأصحابه وغيهم وهو ممد بن كرام بفتج الكاف وتشديد الراء على وزن جال بن عراف بن حزامة بن‬
‫الباء أبو عبدال السجستان العابد يقال إنه من بن تراب ومنهم من يقول ممد بن كرام بكسر الكاف وتشديد الراء وهو الذي سكن بيت القدس إل أن مات وجعل الخر شيخا من أهل‬
‫نيسابور والصحيح الذي يظهر من كلم أب عبدال الاكم وابن عساكر أنما واحد وقد روى ابن كرام عن علي بن حجرد وعلي بن إسحاق النظلي السمرقندي سع منه التفسي عن ممد‬
‫بن مروان عن الكلب وإبراهيم بن يوسف الاكنان وملك بن سليمان الروي وأحد بن حرب وعتيق بن ممد السري وأحد بن الزهر النيسابوري وأحد بن عبدال الوساري وممد بن تيم‬
‫القاريان وكانا كذا بي وضاعي وغيهم وعنه ممد بن إساعيل بن إسحاق وأبو إسحاق بن سفيان وعبدال بن ممد القياطي وإبراهيم بن الجاج النيسابوري وذكر الاكم أنه حبس ف‬
‫حبس طاهر بن عبدال فلما أطلقه ذهب إل ثغور الشام ث عاد إل نيسابور فحبسه ممد بن طاهر بن عبدال وأطال ف حبسه وكان يتأهب لصلة المعة ويأت إل السجان فيقول دعن أخرج‬
‫إل المعة فيمنعه السجان فيقول اللهم إنك تلعم أن النع من غيي وقال غيه أقام ببيت القدس أربع سني وكان يلس للوعظ عند العمود الذي عند مشهد عيسى عليه السلم واجتمع‬
‫عليه خلق كثي ث تبي لم أنه يقول إن اليان قول بل عمل فتركه أهلها ونفاه متوليها إل غور زغر فمات با ونقل إل بيت القدس مات ف صفر من هذه السنة وقال الاكم توف ببيت‬
‫القدس ليل ودفن بباب أريا عند قبور النبياء عليهم السلم وله ببيت القدس من الحصاب نو من عشرين ألفا وال أعلم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪21‬‬

‫ث دخلت سنة ست وخسي ومائتي ف صبيحة يوم الثني الثان عشر من الحرم قدم موسى بن بغا الكبي إل سامرا فدخلها ف جيش هائل قد عباه ميمنة وميسرة وقلبا وجناحي فأتوا دار‬
‫اللفة الت فيها الهتدي جالسا لكشف الظال فاستأذنوا عليه فأبطأ الذن ساعة واخر عنهم فظنوا ف أنفسهم أن الليفة إنا طلبهم خديعة منه ليسلط عليهم صال بن وصيف فدخلوا عليه‬
‫هجما يراطنونم بالتركي ث عزموا فأقاموه من ملسه وانتهبوا ما كان فيه ث أخذوه مهانا إل دار أخرى فجعل يقول لوسى بن بغا مالك ويك أن إنا أرسلت إليك لتقوى بك على صال بن‬
‫وصيف فقال موسى ل بأس عليك احلف ل أنك ل تريد ب خلف ما أظهرت فحلف له الهتدي فطابت النفس وبايعوه بيعة ثانية مشافهة وأخذوا عليه العهود والواثيق أن ل يالئ صالا‬
‫عليهم واصطلحوا على ذلك ث بعثوا إل صال بن وصيف ليحضرهم للمناظرة ف أمر العتز ومن قتله صال بن وصيف من الكتاب وغيهم فوعدهم أن يأتيهم ث اجتمع بماعة من المراء من‬
‫أصحابه وأخذ يتأهب لمع اليوش عليهم ث اختفى من ليلته ل يدري أحد أين ذهب ف تلك الساعة فبعثوا النادية تنادي عليه ف أرجاء البلد وتددوا من أخفاه فلم يزل متفيا إل آخر صفر‬
‫على ما سنذكر ورد سليمان بن عبدال بن طاهر إل نيابة بغداد وسلم الوزير عبدال بن ممد بن يزداد إل السن بن ملد الذي كان أراد صال بن وصيف قتله مع ذينك الرجلي فبقى ف‬
‫السجن حت رجع إل الوزارة ولا أبطأ خب صال بن وصيف على موسى بن بغا وأصحابه قال بعضهم لبعض اخلعوا هذا الرجل يعن الليفة فقال بعضهم أتقتلون رجل صواما قواما ل يشرب‬
‫المر ول يأت الفواحش وال إن هذا ليس كغيه من اللفاء ول تطاوعكم الناس عليه وبلغ ذلك الليفة فخرج إل الناس وهو متقلد سيفا فجلس على السرير واستدعى بوسى بن بغا‬
‫وأصحابه فقال قد بلغن ما تالت عليه من أمري وإن وال ما خرجت إليكم إل وأنا متحنط وقد أوصيت أخي بولدي وهذا سيفي وال لضربن به ما استمسك قائمه بيدي وال لئن سقط من‬
‫شعري شعرة ليهلكن بدلا منكم أو ليذهب با أكثركم أما دين أما حياء أما تستحيون كم يكون هذا القدام على اللفاء والرأة على ال عز وجل وأنتم ل تبصرون سواء عندكم من قصد‬
‫البقاء عليكم والسية الصالة فيكم ومن كان يدعو بأرطال الشراب السكر فيشربا بي أظهركم وأنتم ل تنكرون ذلك ث يستأثر بالموال عنكم وعن الضعفاء هذا منل فاذهبوا فانظروا‬
‫فيه وف منازل إخوت ومن يتصل ب هل ترون فيها من آلت اللفة شيئا أو من فرشها أو غي ذلك وإنا ف بيوتنا ما ف بيوت آحاد الناس ويقولون إن أعلم علم صال بن وصيف وهل هو‬
‫إل واحد منكم فاذهبوا فاعلموا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪22‬‬

‫علمه فابلغوا شفاء نفوسكم فيه وأما أنا فلست أعلم علمه قالوا فاحلف لنا على ذلك قال أما اليمي فإن أبذلا لكم ولكن أدخرها لكم حت تكون بضرة الاشيي والقضاة والعدلي‬
‫وأصحاب الراتب ف غد إذا صليت صلة المعة قال فكأنم لنوا لذلك قليل فلما كان يوم الحد لثمان بقي من صفر ظفروا بصال بن وصيف فقتل وجيء برأسه إل الهتدي بال وقد‬
‫انفتل من صلة الغرب فلم يزد على أن قال واروه ث أخذ ف تسبيحه وذكره ولا أصبح الصباح من يوم الثني رفع الرأس على رمح ونودي عليه ف أرجاء البلد هذا جزاء من قتل موله وما‬
‫زال المر مضطربا متفاقما وعظم الطب حت أفضى إل خلع الليفة الهتدي وقتله رحه ال خلع الهتدي بال وولية العتمد أحد بن التوكل لا بلغ موسى بن بغا أن مساور الشاري قد عاث‬
‫بتلك الناحية فسادا ركب إليه ف جيش كثيف ومعه مفلح وبايكباك التركي فاقتتلوا هم ومساور الارجي ول يظفروا به بل هرب منهم وأعجزهم وكان قد فعل قبل ميئهم الفاعيل النكرة‬
‫فرجعوا ول يقدروا عليه ث إن الليفة أراد أن يالف بي كلمة التراك فكتب إل بايكباك أن يتسلم اليش من موسى بن بغا ويكون هو المي على الناس وأن يقبل بم إل سامرا فلما وصل‬
‫إليه الكتاب أقرأه موسى بن بغا فاشتد غضبه على الهتدي واتفقا عليه وقصدا إليه إل سامرا وتركا ما كانا فيه فلما بلغ الهتدي ذلك استخدم من فوره جندا من الغاربة والفراغنة‬
‫والشروسية والرزكشية والتراك أيضا وركب ف جيش كثيف فما سعوا به رجع موسى بن بغا إل طريق خراسان وأظهر بايكباك السمع والطاعة فدخل ف ثان عشر رجب إل الليفة‬
‫سامعا مطيعا فلما أوقف بي يديه وحوله المراء والسادة من بن هاشم شاورهم ف قتله فقال له صال بن علي بن يعقوب بن أب جعفر النصور يا أمي الؤمني ل يبلغ أحد من اللفاء ف‬
‫الشجاعة ما بلغت وقد كان أبو مسلم الراسان شرا من هذا وأكثر جندا ولا قتله النصور سكنت الفتنة وخد صوت أصحابه فأمر عند ذلك بضرب عنق بايكباك ث ألقى رأسه إل التراك‬
‫فلما رأوا ذلك أعظموه وأصبحوا من الغد متمعي على أخي بايكباك طغوتيا فخرج إليهم الليفة فيمن معه فلما التقوا خامرات التراك الذين مع الليفة إل أصحابم وصاروا إلبا واحدا على‬
‫الليفة فحمل الليفة فقتل منهم نوا من أربعة آلف ث حلوا عليه فهزموه ومن معه فانزم الليفة وبيده السيف صلتا وهو ينادي يا أيها الناس انضروا خليفتكم فدخل دار أحد بن جيل‬
‫صاحب العونة فوضع فيها سلحه ولبس البياض وأراد أن يذهب فيختفي فعاجله أحد بن خاقان منها فأخذه قبل أن يذهب ورماه بسهم وطعن ف خاصرته به وحل على دابة وخلفة سائس‬
‫وعليه قميص وسراويل حت أدخلوه دار أحد بن خاقان فجعل من هناك يصفعونه ويبزقون ف وجهه وأخذ خطه بستمائة ألف دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪23‬‬

‫وسلموه إل رجل فلم يزل يأ خصيتيه ويطؤها حت مات رحه ال وذلك يوم الميس لثنت عشرة ليلة بقيت من رجب وكانت خلفته أقل من سنة بمسة أيام وكان مولده ف سنة تسع‬
‫عشرة وقيل خس عشرة ومائتي وكان أسر رقيقا أحن حسن اللحية يكن أبا عبدال وصلى عليه جعفر بن عبدالواحد ودفن بقبة النتصر بن التوكل قال الطيب وكان من أحسن اللفاء‬
‫مذهبا وأجودهم طريقة وأكثرهم ورعا وعبادة وزهادة قال وروى حديثا واحدا قال حدثن علي بن هشام بن طراح عن ممد بن السن الفقيه عن ابن أب ليلى وهو داود بن علي عن أبيه عن‬
‫ابن عباس قال قال العباس يا رسول ال ما لنا ف هذا المر قال ( ل النبوة ولكم اللفة بكم يفتح هذا المر وبكم يتم ) وقال للعباس ( من أحبك نالته شفاعت ومن أبغضك ل نالته شفاعت‬
‫) وروى الطيب أن رجل استعان الهتدي على خصمه فحكم بينهما بالعدل فأنشأ الرجل يقول ‪ ...‬حكمتموه فقضى بينكم ‪ ...‬أبلج مثل القمر الزاهر ‪ ...‬ل يقبل الرشوة ف حكمه ‪ ...‬ول‬
‫يبال غب الاسر ‪ ...‬فقال له الهتدي أما أنت أيها الرجل فأحسن ال مقالتك ولست أغتر با قلت وأما أنا فإن ما جلست ملسي هذا حت قرأت ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم‬
‫نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي قال فبكى الناس حوله فما رؤي أكثر باكيا من ذلك اليوم وقال بعضهم سرد الهتدي الصوم من حي تول إل حي قتل‬
‫رحه ال وكان يب القتداء با سلكه عمر بن عبدالعزيز الموي ف خلفته من الورع والتقشف وكثرة العبادة وشدة الحتياط ولو عاش ووجد ناصرا لسار سيته ما أمكنه وكان من عزمه‬
‫أن يبيد التراك الذين أهانوا اللفاء وأذلوهم وانتهكوا منصب اللفة وقال أحد بن سعيد الموي كنا جلوسا بكة وعندي جاعة ونن نبحث ف النحو وأشعار العرب إذ وقف علينا رجل‬
‫نظنه منونا فأنشأ يقول ‪ ...‬أما تستحيون ال يا معدن النحو ‪ ...‬شغلتم بذا والناس ف أعظم الشغل ‪ ...‬وإمامكم أضحى قتيل مندل ‪ ...‬وقد أصبح السلم مفترق الشمل ‪ ...‬وأنتم على‬
‫الشعار والنحو عكفا ‪ ...‬تصيحون بالصوات ف أحسن السبل ‪ ...‬قال فنظر وأرخنا ذلك اليوم فإذا الهتدي بال قد قتل ف ذلك اليوم وهو يوم الثني لربع عشرة بقيت من رجب سنة‬
‫ست وخسي ومائتي‬
‫خلفة العتمد على ال‬
‫وهو أحد بن التوكل على ال ويعرف بابن فتيان بويع باللفة يوم الثلثاء لثلث عشرة ليلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪24‬‬

‫خلت من رجب ف هذه السنة ف دار المي يارجوخ وذلك قبل خلع الهتدي بأيام ث كانت بيعة العامة يوم الثني لثمان مضت من رجب قيل ولعشرين بقي من رجب دخل موسى بن بغا‬
‫ومفلح إل سر من رأى فنل موسى ف داره وسكن وخدت الفتنة هنالك وأما صاحب الزنج الدعى أنه علوي فهو ماصر للبصرة واليوش الليفية ف وجهه دونا وهو ف كل يوم يقهرهم‬
‫ويغنم أموالم وما يفد إليهم ف الراكب من الطعمة وغيها ث استحوذ بعد ذلك على البلة وعبادان وغيها من البلد وخاف منه أهل البصرة خوفا شديدا وكلما لمره ف قوة وجيوشه ف‬
‫زيادة ول يزل ذلك دأبة إل انسلخ هذه السنة وفيها خرج رجل آخر ف الكوفة يقال له علي بن زيد الطالب وجاء جيش من جهة الليفة فكسره الطالب واستفحل أمره بالكوفة وقويت‬
‫شوكته وتفاقم أمره وفيها وثب ممد بن واصل التميمي على نائب الهواز الارث بن سيما الشراب فقتله واستحوذ على بلد الهواز وف رمضان منها تغلب السن بن زيد الطالب على‬
‫بلد الرى فتوجه إليه موسى بن بغا ف شوال وخرج الليفة لنوديعه وفيها كانت وقعة عظيمة على باب دمشق بي اماجور نائب دمشق ول يكن معه إل قريب من أربعمائة فارس وبي ابن‬
‫عيسى بن الشيخ وهو ف قريب من عشرين ألفا فهزمه اماجور وجاءت ولية من الليفة لبن الشيخ علي بلد أرمينية على أن يترك أهل الشام فقبل ذلك وانصرف عنهم وفيها حج بالناس‬
‫ممد بن أحد بن عيسى بن النصور وكان ف جلة من حج أو أحد بن التوكل فتعجل وعجل السي إل سامرا فدخلها ليلة الربعاء لثلث بقيت من ذي الجة من هذه السنة وفيها توف‬
‫الهتدي بال الليفة كما تقدم رحه ال تعال‬
‫والزبي بن بكار‬
‫ابن عبدال بن مصعب بن ثابت بن عبدال بن الزبي بن العوام القرشي الزبيي قاضي مكة قدم بغداد وحدث با وله كتاب أنساب قريش وكان من أهل العلم بذلك وكتابه ف ذلك حافل‬
‫جدا وقدر روى عنه ابن ماجة وغيه ووثقه الدارقطن والطيب وأثن عليه وعلى كتابه وتوف بكة عن أربع وثاني سنة ف ذي القعدة من هذه السنة‬
‫المام ممد بن إساعيل البخاري‬
‫صاحب الصحيح وقد ذكرنا له ترجة حافلة ف أول شرحنا لصحيحه ولنذكر هاهنا نبذة يسية من ذلك فنقول هو ممد بن إساعيل بن إبراهيم بن الغية بن بزدزبه العفي مولهم أبو عبدال‬
‫البخاري الافظ إمام أهل الديث ف زمانه والقتدى به ف أوانه والقدم على سائر أضرابه وأقرانه وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام وأجع العلماء على قبوله وصحة ما فيه وكذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪25‬‬

‫سائر أهل السلم ولد البخاري رحه ال ف ليلة المعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعي ومايه ومات أبوه وهو صغي فنشأ ف حجر أمه فألمه ال حفظ الديث وهو ف الكتب وقرأ‬
‫الكتب الشهورة وهو ابن ست عشر سنة حت قيل إنه كان يفظ وهو صب سبعي ألف حديث سردا وحج وعمره ثان عشرة سنة فأقام بكة يطلب با الديث ث رحل بعد ذلك إل سائر‬
‫مشايخ الديث ف البلدان الت أمكنته الرحلة إليها وكتب عن أكثر من ألف شيخ وروى عنه خلئق وأمم وقد روى الطيب البغدادي عن الفربري أنه قال سع الصحيح من البخاري معي‬
‫نو من سبعي ألفا ل يبق منهم أحد غيي وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم من طريقه وحاد بن شاكر وإبراهيم بن معقل وطاهر بن ملد وآخر من حدث عنه‬
‫أبو طلحة منصور بن ممد بن علي البدى النسفي وقد توف النسفي هذا ف سنة نسع وعشرين وثلثائة ووثقه المي أبو نصر بن ماكول ومن روى عن البخاري مسلم ف غي الصحيح‬
‫وكان مسلم يتلمذ له ويعظمه وروى عنه الترمذي ف جامعه والنسائي ف سننه ف قول بعضهم وقد دخل بغداد ثان مرات وف كل منها يتمع بالمام أحد فيحثه أحد على القام ببغداد‬
‫ويلومه على القامة براسان وقد كان البخاري يستيقظ ف الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تر باطرة ث يطفىء سراجه ث يقوم مرة أخرى وأخرى حت كان يتعدد منه‬
‫ذلك قريبا من عشرين مرة وقدكان أصيب بصره وهو صغي فرأت أمه إبراهيم الليل عليه الصلة والسلم فقال يا هذه قد رد ال على ولدك بصرة بكثرة دعائك أو قال بكائك فأصبح وهو‬
‫بصي وقال البخاري فكرت البارحة فإذا أنا قد كتبت ل مصنفات نوا من مائت ألف حديث مسندة وكان يفظها كلها ودخل مرة إل سرقند فاجتمع بأربعمائة من علماء الديث با فركبوا‬
‫أسانيد وأدخلوا إسناد الشام ف إسناد العراق وخلطوا الرجال ف السانيد وجعلوا متون الحاديث على غي أسانيدها ث قرؤها على البخاري فرد كل حديث إل إسناده وقوم تلك الحاديث‬
‫والسانيد كلها وما تعنتوا عليه فيها ول يقدروا أن يعلفوا عليه سقطة ف إسناد ول مت وكذلك صنع ف بغداد وقد ذكروا أنه كان ينظر ف الكتاب مرة واحدة فيحفظه من نظرة واحدة‬
‫والخبار عنه ف ذلك كثية وقد أثن عليه علماء زمانه من شيوخه وأقرانه فقال المام أحد ما أخرجت خراسان مثله وقال علي بن الدين ل ير البخاري مثل نفسه وقال إسحاق بن راهويه لو‬
‫كان ف زمن السن لحتاج الناس إليه ف الديث ومعرفته وفقهه وقال أبو بكر بن أب شيبة وممد بن عبدال بن ني ما رأينا مثله وقال علي بن حجر ل أعلم مثله وقال ممود بن النظر بن‬
‫سهل الشافعي دخلت البصرة والشام والجاز والكوفة ورأيت علماءها كلما جرى ذكر ممد بن إساعيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪26‬‬


‫البخاري فضلوه على أنفسهم وقال أبو العباس الدعول كتب أهل بغداد إل البخاري ‪ ...‬السلمون بي ما حييت لم ‪ ...‬وليس بعدك خي حي تفتقد ‪ ...‬وقال الفلس كل حديث ل يعرفه‬
‫البخاري فليس بديث وقال أبو نعيم أحد بن حاد هو فقيه هذه المة وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومنهم من فضله ف الفقه والديث على المام أحد بن حنبل واسحاق بن راهويه‬
‫وقال قتيبة بن سعيد رحل إل من شرق الرض وغربا خلق فما رحل إل مثل ممد بن إساعيل البخاري وقال مرجى بن رجاء فضل البخاري على العلماء كفضل الرجال على النساء يعن ف‬
‫زمانه وأما قبل زمانه مثل قرب الصحابة والتابعي فل وقال هو آية من آيات ال تشي على الرض وقال أبو ممد عبدال بن عبدالرحن الدرامي ممد بن إساعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا‬
‫وأغوصنا وأكثرنا طلبنا وقال إسحاق بن راهويه هو أبصر من وقال أبو حات الرازي ممد بن إساعيل أعلم من دخل العراق وقال عبداله العجلي رأيت أبا حات وأبا زرعة يلسان إليه يسمعان‬
‫ما يقول ول يكن مسلم يبلغه وكان أعلم من ممد بن يي الذهلي بكذا وكذا وكان حييا فاضل يسن كل شيء وقال غيه رأيت ممد بن يي الذهلي يسأل البخاري عن السامي والكن‬
‫والعلل وهو ير فيه كالسهم كأنه يقرأ قل هو ال أحد وقال أحد بن حدون انتصار رأيت مسلم بن الجاج جاء إل البخاري فقبل بن عينيه وقال دعن أقبل رجليك يا أستاذ الستاذين وسيد‬
‫الحدثي وطبيب الديث ف علله ث سأله عن حديث كفارة الجلس فذكر له علته فلما فرغ قال مسلم ل يبغضك إل حاسد وأشهد أن ليس ف الدنيا مثلك وقال الترمذي ل أر بالعراق ول‬
‫ف خراسان ف معن العللل والتاريخ ومعرفة السانيد أعلم من البخاري وكنا يوما عند عبدال بن مني فقال للبخاري جعلك ال زين هذه المة قال الترمذي فاستجيب له فيه وقال ابن خزية‬
‫ما رأيت تت أجيم السماء أعلم بديث رسول ال ( ص ) ول أحفظ له من ممد بن إساعيل البخاري ولو استقصينا ثناء العلماء عليه ف حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وعبادته‬
‫لطال علينا ونن على عجل من أجل الوادث وال سبحانه الستعان وقد كان البخاري رحه ال ف غاية الياء والشجاعة والسخاء والورع والزهد ف الدنيا دار الفناء والرغبة ف الخرة دار‬
‫البقاء وقال البخاري إن لرجو أن ألقى ال ليس أحد يطالبن أن اغتبته فذكر له التاريخ وما ذكر فيه من الرح والتعديل وغي ذلك فقال ليس هذا من هذا قال النب ( ص ) ( إيذنوا له‬
‫فلبئس أخو العشية ) ونن إنا روينا ذلك رواية ول نقله من عند أنفسنا وقد كان رحه ال يصلي ف كل ليلة ثلث عشرة ركعة وكان يتم القرآن ف كل ليلة رمضان ختمة وكانت له جدة‬
‫ومال جيد ينفق منه سرا وجهرا وكان يكثر الصدقة بالليل والنهار وكان مستجاب الدعوة مسدد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪27‬‬

‫الرمية شريف النفس بعث إليه بعض السلطي ليأتيه حت يسمع أولده عليه فأرسل إليه ف بيته العلم واللم يؤتى يعن إن كنتم تريدون ذلك فهلموا إل وأب أن يذهب إليهم والسلطان خالد‬
‫بن أحد الذهلي نائب الظاهرية ببخارى فبقى ف نفس المي من ذلك فاتفق أن جاء كتاب من ممد بن يي الذهلي بأن البخاري يقول لفظه بالقرآن ملوق وكان وقد وقع بي ممد بن يي‬
‫الذهلي وبي البخاري ف ذلك كلم وصنف البخاري ف ذلك كتاب أفعال العباد فأراد أن يصرف الناس عن السماع من البخاري وقد كان الناس يعظمونه جدا وحي رجع إليهم نثروا على‬
‫رأسه الذهب والفضة يوم دخل بارى عائدا إل أهله وكان له ملس يلس فيه للملء بامعها فلم يقبلوا من المي فأمر عند ذلك بنفيه من تلك البلد فخرج منها ودعا على خالد بن أحد‬
‫فلم يض شهر حت أمر ابن الظاهر بأن ينادى على خالد بن أحد على أتان وزال ملكه وسجن ف بغداد حت مات ول يبق أحد يساعده على ذلك إل ابتلي ببلء شديد فنح البخاري من بلده‬
‫إل بلدة يقال لا خرتنك على فرسخي من سرقند فنل عند أقارب له با وجعل يدعو ال أن يقبضه إليه حي رأى الفت ف الدين ولا جاء ف الديث ( وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غي‬
‫مفتوني ) ث اتفق مرضه على إثر ذلك فكانت وفاته ليلة عيد الفطر وكان ليلة السبت عند صلة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر من هذه السنة أعن سنة ست وخسي ومائتي‬
‫وكفن ف ثلثة أثواب بيض ليس فيها قميص ول عمامة وفق ما أوصى به وحي ما دفن فاحت من قبه رائحة غالية أطيب من ريح السك ث دام ذلك أياما ث جعلت ترى سواري بيض بذاء‬
‫قبه وكان عمره يوم مات ثنتي وستي سنة وقد ترك رحه ال بعده علما نافعا لميع السلمي فعلمه ل ينقطع بل هو موصول با أسداه من الصالات ف الياة وقد قال رسول ال ( ص )‬
‫( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث علم ينتفع به ) الديث رواه مسلم وشرطه ف صحيحه هذا أعز من شرط كل كتاب صنف ف الصحيح ل يوازيه فيه غيه ل صحيح مسلم ول‬
‫غيه وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء ‪ ...‬صحيح البخاري لو أنصفوه ‪ ...‬لا خط إل باء الذهب ‪ ...‬هو الفرق بي الدى والعمى ‪ ...‬هو السد بي الفت والعطب ‪ ...‬أسانيد‬
‫مثل نوم السماء ‪ ...‬أمام متون لا كالشهب ‪ ...‬با قام ميزان دين الرسول ‪ ...‬ودان به العجم بعد العرب ‪ ...‬حجاب من النار ل شك فيه ‪ ...‬يز بي الرضى والغضب ‪ ...‬وستر رقيق إل‬
‫الصطفى ‪ ...‬ونص مبي لكشف الريب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪28‬‬

‫فيا عالا أجع العالو ‪ ...‬ن على فضل رتبته ف الرتب ‪ ...‬سبق الئمة فيما جعت ‪ ...‬وفزت على زعمهم بالقصب ‪ ...‬نفيت الضعف من الناقل ‪ ...‬ين ومن كان منهما بالكذب ‪ ...‬وأبرزت‬
‫‪ ...‬ف حسن ترتيبه ‪ ...‬وتبويبه عجبا للعجب ‪ ...‬فأعطاك مولك ما تشتهيه ‪ ...‬وأجزل حظك فيما وهب‬
‫ث دخلت سنة سبع وخسي ومائتي‬
‫فيها ول الليفة العتمد ليعقوب بن الليث بلخ وطخارستان وما يلي ذلك من كرمان وسجستان والسند وغيها وف صفر منها عقد العتمد لخيه أب أحد على الكوفة وطريق مكة والرمي‬
‫واليمن وأضاف إليه ف رمضان نيابة بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرةى والهواز وفارس وأذن له أن يستنيب ف ذلك كله وفيها تواقع سعيد الاجب وصاحب الزنج ف أراضي‬
‫البصرة فهزمه سعيد الاجب واستنقذ من يده خلقا من النساء والذرية واسترجع منه أموال جزيلة وأهان الزنج غاية الهانة ث إن الزنج بيتوا سعيدا وجيشه فقتلوا منهم خلقا كثيا ويقال أن‬
‫سعيد بن صال قتل أيضا ث إن الزنج التقواهم والنصور بن جعفر الياط ف جيش كثيف فهزمهم صاحب الزنج الدعى أنه طالب وهو كاذب قال ابن جرير وفيها ظفر ببغداد بوضع بقال له‬
‫بركة زلزل برجل خناق قد قتل خلقا من النساء كان يؤلف الرأة ث ينقها ويأخذ ما عليها فحمل إل العتمد فضرب بي يديه بألفي سوط وأربعمائة فلم يت حت ضربه اللدون على أنثييه‬
‫بشب العقابن فمات ورد إل بغداد وصلب هناك ث أحرقت جثته وف ليلة الرابع عشر من شوال من هذه السنة كسف القمر وغاب أكثره وف صبيحة هذا اليوم دخل جيش البيث الزني‬
‫إل البصرة قهرا فقتل من أهلها خلقا وهرب نائبها بغراج ومن معه وأحرقت الزنج جامع البصرة ودورا كثية وانتهبوها ث تادى فيهم إبراهيم بن الهلب أحد أصحاب الزني الارجي من‬
‫أراد المان فليحضر فاجتمع عنده خلق كثي من أهل البصرة فرأى أنه قد أصاب فرصة فغدر بم وأمر بقتلهم فلم يفلت منهم إل الشاذ كانت الزنج ‪ 8‬تيط بماعة من أهل البصرة ث يقول‬
‫بعضهم لبعض كيلوا وهي الشارة بينهم إل القتل فيحملون عليهم بالسيوف فل يسمع إل قول أشهد أن ل إله ال من أولئك القتولي وصجيجهم عند القتل أي صراخ الزنج وضحكهم فإنا‬
‫ل وإنا إليه راجعون وهكذا كانوا يفعلون ف كل مال البصرة ف عدة أيام نسات وهرب الناس منهم كل مهرب وحرقوا الكل من البل إل البل فكانت النار ترق ما وجدت من شيء من‬
‫إنسان أو بيمة أو اثار أو غي ذلك وأحرقوا السجد الامع وقد قتل هؤلء جاعة كثية من العيان والدباء والفضل والحدثي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪29‬‬

‫والعلماء فإنا ل وإنا إليه راجعون ( ‪ ) 1‬وكان هذا البيث قد أوقع ف أهل فارس وقعة عظيمة ث بلغه أن أهل البصرة قد جاءهم من الية شيء كثي وقد اتسعوا بعد الضيق فحسدهم على‬
‫ذلك فروى ابن جرير عن من سعه يقول دعوت ال علي أهل البصرة فخوطبت فقيل إنا أهل البصرة خبزة لك تأكلها من جوانبها فإذا انكسر نصف الرغيف خربت البصرة فأولت الرغيف‬
‫القمر وانكساره انكسافه وقد كان هذا شائعا ف أصحابه حت وقع المر طبق ما أخب به ول شك أن هذا كان معه شيطان ياطبه كما كان يأت الشيطان مسيلمة وغيه قال ولا وقع ما وقع‬
‫من الزنج بأهل البصرة قال هذا البيث لن معه إن صبيحة ذلك دعوت ال على أهل البصرة فرفعت ل البصرة بي السماء والرض ورأيت أهلها يقتلون ورأيت اللئكة تقاتل مع أصحاب‬
‫وإن لنصور على الناس واللئكة تقاتل معي وتثبت جيوشي ويؤيدن ف حروب ولا صار إليه العلوية الذين كانوا بالبصرة انتسب هو حينئذ إل يي بن زيد وهو كاذب ف ذلك بالجاع لن‬
‫يي بن زيد ل يعقب إل بنتا ماتت وهي ترضع فقبح ال هذا اللعي ما أكذبه وأفجره وأغدره وفيها ف مستهل ذي القعدة وجه الليفة جيشا كثيفا مع المي ممد العروف بالولد لقتال‬
‫صاحب الزنج فقبض ف طريقه على سعد بن أحد الباهلي الذي كان قد تغلب على أرض البطائح وأخاف السبيل وفيها خالف ممد بن واصل الليفة بأرض فارس وتغلب عليها وفيها وثب‬
‫رجل من الروم يقال له بسيل الصقعلب على ملك الروم ميخائيل بن توفيل فقتله واستحوذ على ملكة الروم وقد كان ليخائيل ف اللك على الروم أربع وعشرون سنة وحج بالناس فيها‬
‫الفضل بن إسحاق العباسي وفيها توف من العيان‬
‫السن بن عرفة بن يزيد‬
‫صاحب الزء الشهور الروى وقد جاوز الائة بعشر سني وقيل بسبع وكان له عشرة من الولد ساهم بأساء العشرة وقد وثقه يي بن معي وغيه وكان يتردد إل المام أحد بن حنبل ولد ف‬
‫سنة خسي ومائة وتوف ف هذه السنة عن مائة وسبع سني وأبو سعيد الشج وبريد بن أخرم الطائي والرواسي ذبهما الزنج ف جلة من ذبوا من أهل البصرة وعلي ب خشرم أحد مشايخ‬
‫مسلم الذي يكثر عنهم الرواية والعباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي النحوي اللغوي كان عالا بأيام العرب والسي وكان كثي الطلع ثقة عالا روى عن الصمعي وأب عبيدة وغيها‬
‫وعنه إبراهيم الرب وأبو بكر بن أب الدنيا وغيها قتل بالبصرة ف هذه السنة قتله الزنج ذكره ابن خلكان ف الوفيات وحكى عنه الصمعي أنه قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪30‬‬

‫مر بنا أعراب ينشد ابنه فقلنا له صفه لنا فقال كأنه دنيني فقلنا ل نره فلم نلبث أن جاء يمله على عنقه أسيود كأنه سفل قدر فقلت لو سألتنا عن هذا لرشدناك إنه منذ اليوم يلعب ههنا مع‬
‫‪ ...‬الغلمان ث أنشد الصمعي ‪ ...‬نعم ضجيع الفت إذا برد ‪ ...‬الليل سحرا وقرقف العرد ‪ ...‬زينها ال ف الفؤاد كما ‪ ...‬زين ف عي والد ولد‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسي ومائتي‬
‫ف يوم الثني لعشر بقي من ربيع الول عقد الليفة لخيه أب أحد علي ديار مصر وقنسرين والعواصم وجلس يوم الميس ف مستهل ربيع الخر فخلع على أخيه وعلى مفلح وركبا نو‬
‫البصرة ف جيش كثيف ف عدد وعدد فاقتتلوا هم والزنج قتال شديدا فقتل مفلح للنصف من جادى الول أصابه سهم بل نصل ف صدره فأصبح ميتا وحلت جثته إل سامرا فدفن با وفيها‬
‫أسر يي بن ممد البحران أحد أمراء صاحب الزنج الكبار وحل إل سامرا فضرب بي يدي العتمد مائت سوط ث قطعت يداه ورجله من خلف ث أخذ بالسيوف ث ذبح ث أحرق وكان‬
‫الذين أسروه جيش أب أحد ف وقعة هائلة مع الزنج قبحهم ال ولا بلغ خبه صاحب الزنج أسف على ذلك ث قال لقد خوطبت فيه فقيل ل قتله كان خيا لك لنه كان شرها يفى من‬
‫الغان خيارها وقد كان صاحب الزنج يقول لصحابه لقد عرضت علي النبوة فخفت أن ل أقوم بأعبائها فلم أقبلها وف ربيع الخر منها وصل سعيد بن أحد الباهلي إل باب الليفة فضرب‬
‫سبعمائة سوط حت مات ث صلب وفيها قتل قاض وأربعة وعشرون رجل من أصحاب صاحب الزنج عند باب العامة بسامرا وفيها رجع ممد بن واصل إل طاعة السلطان وحل خراج فارس‬
‫وتهدت المور هناك وفيها ف أواخر رجب كان بي أب أحد وبي الزنج وقعة هائلة فقتل منها خلق من الفريقي ث استوخم أبو أحد منله فانتقل إل واسط فنلا ف أوائل شعبان فلما نزلا‬
‫وقعت هناك زلزلة شديدة وهدة عظيمة تدمت فيها بيوت ودور كثية ومات من الناس نو من عشرين ألفا وفيها وقع ف الناس وباء شديد وموت عريض ببغداد وسامرا وواسط وغيها من‬
‫البلد وحصل للناس ببغداد داء يقال له القفاع وف يوم الميس لسبع خلون من رمضان اخذ رجل من باب العامة بسامرا ذكر عنه أنه يسب السلف فضرب ألف سوط حت مات وف يوم‬
‫المعة ثامنه توف المي يارجوخ فصلى عليه أخو الليفة أبو عيسى وحضره جعفر بن العتمد على ال وفيها كانت وقعة هائلة بي موسى بن بغا وبي أصحاب السي بن زيد ببلد خراسان‬
‫فهزمهم موسى هزية فظيعة وفيها كانت وقعة بي مسرور البلخي وبي مساور الارجي فكسره مسرور وأسر من أصحابه جاعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪31‬‬

‫كثية وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق التقدم ذكره وفيها توف من العيان أحد بن بديل وأحد بن حفص وأحد بن سنان القطان وممد بن يي الذهلي ويي بن معاذ الرازي‬
‫ث دخلت سنة تسع وخسي ومائتي‬
‫ف يوم المعة لربع من ربيع الخر رجع أبو أحد بن التوكل من واسط إل سامرا وقد استخلف على حرب الزنج ممد اللقب بالولد وكان شجاعا شهما وفيها بعث الليفة إل نائب‬
‫الكوفة جاعة من القواد فذبوه وأخذوا ما كان معه من الال فإذا هو أربعون ألف دينار وفيها تغلب رجل جال يقال له شركب المال على مدينة مرو فانتهبها وتفاقم أمره وأمر أتباعه هناك‬
‫ولثلث عشرة بقيت من ذي القعدة توجه موسى بن بغا إل حرب الزنج وخرج العتمد لتوديعه وخلع عليه عند مفارقته له وخرج عبدالرحن بن مفلح إل بلد الهواز نائبا عليها وليكون‬
‫عونا لوسى بن بغا على حرب صاحب الزنج البيث فهزم عبدالرحن بن مفلح جيش البيث وقتل من الزنج خلقا كثيا وأسر طائفة كبية منهم وأرعبهم رعبا كثيا بيث ل يتجاسروا على‬
‫موافقتة مرة ثانية وقد حرضهم البيث كل التحريض فلم ينجع ذلك فيهم ث تواقع عبدالرحن بن مفلح وعلى ابن أبان الهلب وهو مقدم جيوش صاحب الزنج فجرت بينهما حروب يطول‬
‫شرحها ث كانت الدائرة على الزنج ول المد فرجع علي بن أبان إل البيث مغلوبا مقهورا وبعث عبدالرحن بالسارى إل سامرا فبادر إليهم العامة فقتلوا أكثرهم وسلبوهم قبل أن يصلوا‬
‫إل الليفة وفيها دنا ملك الروم لعنه ال إل بلد سيساط ث إل ملطية فقاتله أهلها فهزموه وقتلوا بطريق البطارقة من أصحابه ورجع إل بلده خاسئا وهو حسي وفيها دخل يعقوب بن الليث‬
‫إل نيسابور وظفر بالارجي الذي كان براة ينتحل اللفة منذ ثلثي سنة فقتله وحل رأسه على رمح وطيف به ف الفاق ومعه رقعة مكتوب فيها ذلك وفيها حج بالناس إبراهيم بن ممد بن‬
‫إساعيل بن إبراهيم بن يعقوب بن سليمان بن إسحاق بن علي بن عبدال بن عباس وفيها توف من العيان إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق أبو إسحاق الوزجان خطيب دمشق وإمامها وعالها‬
‫وله الصنفات الشهور الفيدة منها الترجم فيه علوم غزيرة وفوائده كثية‬
‫ث دخلت سنة ستي ومائتي‬
‫فيها وقع غلء شديد ببلد السلم كلها حت أحلى أكثر أهل البلدان منها إل غيها ول يبق بكة أحد من الجاورين حت ارتلوا إل الدينة وغيها من البلد وخرج نائب مكة منها وبلغ كر‬
‫الشعي ببغداد مائة وعشرين دينارا واستمر ذلك شهورا وفيها قتل صاحب الزنج علي بن زيد صاحب الكوفة وفيها أخذ الروم من السلمي حصن لؤلؤة وفيها حج بالناس إبراهيم بن ممد‬
‫بن إساعيل الذكور قبلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪32‬‬

‫وفيها توف من العيان السن بن ممد الزعفران وعبدالرحن بن شرف ومالك بن طوق صاحب الرحبة الت تنسب إليه وهو مالك بن طوق ويقال للرحبة رحبة مالك بن طوق وحني ابن‬
‫إسحاق العبادي الذي عرب كتاب اقليدس وحرره بعد ثابت بن قرة وعرب حني أيضا كتاب الجسطي وغي ذلك من كتب الطب من لغة اليونان إل لغة العرب وكان الأمون شديد العتناء‬
‫بذلك جدا وكذلك جعفر البمكي قبله ولني مصنفات كثية ف الطب واليه تنسب مسائل حني وكان بارعا ف فنه جدا توف يوم الثلثاء لست خلون من صفر من هذه السنة قاله ابن‬
‫خلكان‬
‫سنة إحدى وستي ومائتي‬
‫فيها انصرف السن بن زيد من بلد الديلم إل طبستان وأحرق مدينة شالوس لما ل تم يعقوب بن الليث عليه وفيها قتل مساور الارجي يي بن حفص الذي كان يلي طريق خراسان ف‬
‫جادى الخرة فشخص إليه مسرور البلخي ث تبعه أبو أحد بن التوكل فهرب مساور فلم يلحق وفيها كانت وقعة بي ابن واصل الذي تغلب على فارس وعبدالرحن بن مفلح فكسره ابن‬
‫واصل وأسره وقتل طاشتمر واصطلم اليش الذين كانوا معه فلم يفلت منهم إل اليسي ث سار ابن واصل إل واسط يريد حرب موسى بن بغا فرجع موسى إل نائب الليفة وسأل أن يعفى‬
‫من ولية بلد الشرق لا با من الفت فعزل عنها وولها الليفة إل أخيه أب أحد وفيها سار أبو الساج إل حرب الزنج فاقتتلوا قتال شديدا وغلبتهم الزنج ودخلوا الهواز فقتلوا خلقا من‬
‫أهلها وأحرقوا منازل كثية ث صرف أبو الساج عن نيابة الهواز وخربا الزنج وول الليفة ذلك إبراهيم بن سيما وفيها تهز مسرورا البلخى ف جيش لقتال الزنج وفيها ول الليفة نصر‬
‫بن أحد بن أسد السامان ما وراء نر بلخ وكتب إليه بذلك ف شهر رمضان وف شوال قصد يعقوب بن الليث حرب ابن واصل فالتقيا ف ذي القعدة فهزمه يعقوب وأخذ عسكره وأسر‬
‫رجاله وطائفة من حرمه وأخذ من أمواله ما قيمته أربعون ألف ألف درهم وقتل من كان يالئه وينصره من أهل تلك البلد وأصلح ال به تلك الناحية ولثنت عشرة ليلة خلت من شوال ول‬
‫العتمد على ال ولده جعفرا العهد من بعده وساه الفوض إل ال ووله الغرب وضم إليه موسى بن بغا ولية إفريقية ومصر والشام والزيرة والوصل وأرمينية وطريق خراسان وغي ذلك‬
‫وجعل المر من بعد ولده لب أحد التوكل ولقبه الوفق بال ووله الشرق وضم إليه مسرور البلخي ووله الشرق وضم إليه مسرور البلخي ووله بغداد والسواد والكوفة وطريق مكة‬
‫والدينة واليمن وكسكر وكوردجلة والهواز وفارس وأصبهان والكرخ والدينور والرى وزنان والسند وكتب بذلك مكاتبات وقرئت بالفاق وعلق منها نسخة بالكعبة وفيها حج بالناس‬
‫الفضل بن إسحاق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪33‬‬

‫وفيها توف من العيان أحد بن سليمان الرهاوي وأحد بن عبدال العجلي والسن بن أب الشوارب بكة وداود بن سليمان العفري وشعيب بن أيوب وعبدال بن الواثق أخو الهتدي بال‬
‫وأبو شعيب السوسي وأبو يزيد البسطامي أحد أئمة الصوفية وعلي بن إشكاب وأخوه أبو ممد ومسلم بن الجاج صاحب الصحيح‬
‫ذكر شيء من ترجته بالختصار‬
‫هو مسلم أبو السي القشيي النيسابوري أحد الئمة من حفاظ الديث صاحب الصحيح الذي هو تلو صحيح البخاري عند أكثر العلماء وذهبت الغاربة وأبو علي النيسابوري من الشارقة‬
‫إل تفضيل صحيح مسلم على صحيح البخاري فإن أرادوا تقديه عليه ف كونه ليس فيه شيء من التعليقات إل القليل وأنه يسوق الحاديث بتمامها ف موضع واحد ول يقطعها كتقطيع‬
‫البخاري لا ف البواب فهذا القدر ل يوازي قوة أسانيد البخاري واختياره ف الصحيح لا ما أورده ف جامعه معاصرة الراوي لشيخه وساعه منه وف الملة فإن مسلما ل يشترط ف كتابه‬
‫الشرط الثان كما هو مقرر ف علوم الديث وقد بسطت ذلك ف أول شرح البخاري والقصود أن مسلما دخل إل العراق والجاز والشام ومصر وسع من جاعة كثيين قد ذكرهم شيخنا‬
‫الافظ الزي ف تذيبه مرتبي على حروف العجم وروى عنه جاعة كثيون منهم الترمذي ف جامعه حديثا واحدا وهو حديث ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة أن رسول ال‬
‫( ص ) قال ( احصوا هلل شعبان لرمضان ) وصال بن ممد حرره وعبدالرحن بن أب حات وابن خزية وابن صاعد وأبو عوانة السفرايين وقال الطيب أخبن ممد بن أحد بن يعقوب‬
‫أخبنا أحد بن نعيم الضب أخبنا أبو الفضل ممد بن إبراهيم سعت أحد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة وأبا حات يقدمان مسلم بن الجاج ف معرفة الصحيح على مشايخ عصرها وأخبن‬
‫ابن يعقوب أنا ممد بن نعيم سعت السي بن ممد الاسرخسي يقول سعت أب يقول سعت مسلما بن الجاج يقول صنفت هذا السند الصحيح من ثلثمائة ألف حديث مسموعة وروى‬
‫الطيب قائل حدثن أبو القاسم عبيدال بن أحد بن علي السودرجان بأصبهان سعت ممد بن إسحاق بن منده سعت أبا علي السي بن علي النيسابوري يقول ما تت أدي السماء أصح‬
‫من كتاب مسلم بن الجاج ف علم الديث وقد ذكر مسلم عند إسحاق بن راهويه قال بالعجمية ما معناه أي رجل كان هذا وقال إسحاق بن منصور لسلم لن نعدم الي ما أبقاك ال‬
‫للمسلمي وقد أثن عليه جاعة من العلماء من أهل الديث وغيهم وقال أبو عبدال ممد بن يعقوب الخرم قل ما يفوت البخاري ومسلما ما يثبت ف الديث وروى الطيب عن أب عمر‬
‫ممد بن حدان اليى قال سألت أبا العباس أحد بن سعيد بن عقدة الافظ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪34‬‬

‫عن البخاري ومسلم أيهما أعلم فقال كان البخاري عالا ومسلما عالا فكررت ذلك عليه مرارا وهو يرد علي هذا الواب ث قال با أبا عمرو قد يقع للبخاري الغلط ف أهل الشام وذلك أنه‬
‫أخذ كتبهم فنظر فيها فربا ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره ف موضع آخر باسه ويتوهم أنما اثنان وأما مسلم فقل ما يقع له الغلط لنه كتب القاطيع والراسيل قال الطيب إنا قفا مسلم‬
‫طريق البخاري ونظر ف علمه وحذا حذوه ولا ورد البخاري نيسابور ف آخر أمره لزمه مسلم وأدام الختلف إليه وقد حدثن عيدال بن أحد بن عثمان الصيف قال سعت أبا السن‬
‫الدارقطن يقول لول البخاري ما ذهب مسلم ول جاء قال الطيب وأخبن أبو بكر النكدر ثنا ممد بن عبدال الافظ حدثن أبو نصر بن ممد الزراد سعت أبا حامد أحد بن حدان القصار‬
‫سعت مسلم بن الجاج وجاء إل ممد بن إساعيل البخاري فقبل بي عينيه وقال دعن حت أقبل رجليك يا أستاذ الستاذين وسيد الحدثي وطبيب الديث ف علله حدثك ممد بن سلم ثنا‬
‫ملد بن يزيد الران حدثنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أب هريرة عن النب ( ص ) ف كفارة الجلس فما علته فقال البخاري هذا حديث مليح ول أعلم ف الدنيا ف‬
‫هذا الباب غي هذا الديث إل أنه معلول ثنا به موسى بن إساعيل ثنا وهيب عن سهيل عن عون بن عبدال قوله قال البخاري وهذا أول فإنه ل يعرف لوسى بن عقبة ساع من سهيل قلت‬
‫وقد أفردت لذا الديث جزءا على حدة وأوردت فيه طرقه وألفاظه ومتنه وعلله قال الطيب وقد كان مسلم يناضل عن البخاري ث ذكر ما وقع بي البخاري وممد بن يي الذهلي ف‬
‫مسألة اللفظ بالقرآن ف نيسابور وكيف نودى على البخارى بسبب ذلك بنيسابور وأن الذهلي قال يوما لهل ملسه وفيهم مسلم بن الجاج أل من كان يقول بقول البخاري ف مسألة‬
‫اللفظ بالقرآن فليعتزل ملسنا فنهض مسلم من فوره إل منله وجع ما كان سعه من الذهلي جيعه وأرسله إليه وترك الرواية عن الذهلي بالكلية فلم يرو عنه شيئا ل ف صحيحه ول ف غيه‬
‫واستحكمت الوحشة بينهما هذا ول يترك البخاري ممد بن يي الذهلي بل روى عنه ف صحيحه وغيه وعذره رحه ال وقد ذكر الطيب سبب موت مسلم رحه ال أنه عقد له ملس‬
‫للمذاكرة فسئل يوما عن حديث فلم يعرفه فانصرف إل منله فأوقد السراج وقال لهله ل يدخل أحد الليلة علي وقد أهديت له سلة من تر فهي عنده يأكل ترة ويكشف عن حديث ث‬
‫يأكل أخرى ويكشف عن آخر فلم يزل ذلك دأبه حت أصبح وقد أكل تلك السلة وهو ل يشعر فحصل له بسبب ذلك ثقل ومرض من ذلك حت كانت وفاته عشية يوم الحد ودفن يوم‬
‫الثني لمس بقي من رجب سنة إحدى وستي ومائتي بنيسابور وكان مولده ف السنة الت توف فيها الشافعي وهي سنة أربع ومائتي فكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪35‬‬

‫عمره سبعا وخسي سنة رحه ال تعال‬


‫أبو يزيد البسطامي‬
‫اسه طيفور بن عيسى بن علي أحد مشايخ الصوفية وكان جده موسيا فأسلم وكان لب يزيد أخوات صالات عابدات وهو أجلهم قيل لب يزيد بأي شيء وصلت إل العرفة فقال ببطن‬
‫جائع وبدن عار وكان يقول دعوت نفسي إل طاعة ال فلم تبن فمنعتها الاء سنة وقال إذا رأيتم الرجل قد أعطي من الكرامات حت يرتفع ف الواء فل تعتروا به حت تنظروا كيف تدونه‬
‫عند المر والنهي وحفظ الدود والوقوف عند الشريعة قال ابن خلكان وله مقامات وماهدات مشهورة وكرامات ظاهرة توف سنة إحدى وستي ومائتي قلت وقد حكى عنه شحطات‬
‫ناقصات قد تأولا كثي من الفقهاء والصوفية وحلوها على مامل بعيدة وقد قال بعضهم إنه قال ذلك ف حال الصطلم والغيبة ومن العلماء من بدعه وخطأه وجعل ذلك من أكب البدع وأنا‬
‫تدل على اعتقاد فاسد كامن ف القلب ظهر ف أوقاته وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة اثنتي وستي ومائتي‬
‫فيها قدم يعقوب بن الليث ف جحافل فدخل واسط قهرا فخرج الليفة العتمد بنفسه من سامرا لقتاله فتوسط بي بغداد وواسط فانتدب له أبو احد الوفق بال أخو الليفة ف جيش عظيم‬
‫على ميمنته موسى بن بغا وعلى ميسرته مسرور البلخي فاقتتلوا ف رجب من هذه السنة أياما قتال عظيما ث كانت الغلبلة على يعقوب وأصحابه وذلك يوم عيد الشعاني فقتل منهم خلق‬
‫كثي وغنم منهم أبو أحد شيئا كثيا من الذهب والفضة والسك والدواب ويقال إنم وجدوا ف جيش يعقوب هذا رايات عليها صلبان ث انصرف العتمد إل الدائن ورد ممد بن طاهر إل‬
‫نيابة بغداد وأمر له بمسمائة ألف درهم وفيها غلب يعقوب بن الليث على بلد فارس وهرب ابن واصل منها وفيها كانت حروب كثية بي صاحب الزنج وجيش الليفة وفيها ول القضاء‬
‫على بن ممد بن أب الشوارب وفيها جع للقاضي إساعيل بن إسحاق قضاء جانب بغداد وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق العباسي قال ابن جرير وفيها وقع بي الياطي والرازين بكة‬
‫فاقتتلوا يوم التروية أو قبله بيوم فقتل منهم سبعة عشر نفسا وخاف الناس ان يفوتم الج بسببهم ث توادعوا إل ما بعد الج وفيها توف من العيان صال بن علي بن يعقوب بن النصور ف‬
‫ربيع الخر منها وعمر بن شبة النميي وممد بن عاصم ويعقوب بن شيبة صاحب السند الافل الشهور وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وستي ومائتي‬
‫فيها جرت حروب كثية منتشرة ف بلد شت فمن ذلك مقتلة عظيمة ف الزنج لعنهم ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪36‬‬


‫حصرهم ف بعض الواقف بعض المراء من جهة الليفة فقتل الوجودين عنده عن آخرهم وفيها سلمت الصقالبة حصن لؤلؤة إل طاغية الروم وفيها تغلب أخو شركب المال علي نيسابور‬
‫وأخرج منها عاملها السي بن طاهر وأخذ من أهلها ثلث أموالم مصادرة قبحه ال وحج بالناس فيها الفضل بن إسحاق العباسي وفيها توف من العيان مساور بن عبدالميد الشاري‬
‫الارجي وقد كان من البطال والشجعان الشهورين والتف عليه خلق من العراب وغيهم وطالت مدته حت قصمه ال ووزير اللفة عبيدال بن يي بن خاقان صدمه ف اليدان خادم يقال‬
‫له رشيق فسقط عن دابته على أم رأسه فخرج دماغه من أذنيه وأنفه فمات بعد ثلث ساعات وصلى عليه أبو أحد الوفق بن التوكل ومشى ف جنازته وذلك يوم المعة لعشر خلون من ذي‬
‫القعدة من هذه السنة واستوزر من الغد السن بن ملد فلما قدم موسى بن بغا سامرا عزله واستوزر مكانه سليمان بن وهب وسلمت دار عبدال بن يي بن خاقان إل المي العروف‬
‫بكيطلغ وفيها توف أحد بن الزهر والسن بن أب الربيع ومعاوية بن صال الشعري‬
‫ث دخلت سنة أربع وستي ومائتي‬
‫ف الحرم منها عسكر أبو أحد وموسى بن بغا بسامرا وخرجا منها لليلتي مضتا من صفر وخرج العتمد لتوديعهما وسارا إل بغداد فلما وصل إل بغداد توف المي موسى بن بغا وحل إل‬
‫سامرا فدفن با وفيها ول ممد بن الولد واسطا لحاربة سليمان بن جامع نائبها من جهة صاحب الزنج فهزمه ابن الولد بعد حروب طويلة وفيها سار ابن الديران إل مدينة الدينور واجتمع‬
‫عليه دلف بن عبدالعزيز بن أب دلف وابن عياض فهزماه ونبا أمواله ورجع مغلول ولا توف موسى بن بغا عزل الليفة الوزير الذي كان من جهته وهو سليمان بن حرب وحبسه مقيدا وأمر‬
‫بنهب دوره ودور أقربائه ورد السن بن ملد إل الوزارة فبلغ ذلك أبا أحد وهو ببغداد فسار بن معه إل سامرا فتحصن منه أخوه العتمد بانبها الغرب فلما كان يوم التروية عب جيش أب‬
‫أحد إل الانب الذي فيه العتمد فلم يكن بينهم قتال بل اصطلحوا على رد سليمان بن وهب إل الوزارة وهرب السن بن ملد فنهبت أمواله وحواصله واختفى أبو عيسى بن التوكل ث‬
‫ظهر وهرب جاعة من المراء إل الوصل خوفا من أب أحد وفيها حج بالناس هارون بن ممد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الاشي الكوف وفيها توف من العيان أحد بن عبدالرحن بن‬
‫وهب واساعيل بن يي الزن أحد رواة الديث عن الشافعي من أهل مصر وقد ترجناه ف طبقات الشافعيي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪37‬‬

‫أبو زرعة عبيد ال بن عبدالكري الرازي‬


‫أحد الفاظ الشهورين قيل إنه كان يفظ سبعمائة ألف حديث وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا متواضعا خاشعا أثن عليه أهل زمانه بالفظ والديانة وشهدوا له بالتقدم على أقرانه وكان ف‬
‫حال شبيبته إذا اجتمع بأحد بن حنبل يقتصر أحد على الصلوات الكتوبات ول يفعل الندوبات اكتفاء بذاكرته توف يوم الثني سلخ ذي الجة من هذه السنة وكان مولده سنة مائتي وقيل‬
‫سنة تسعي ومائة وقد ذكرنا ترجته مبسوطة ف التكميل وممد بن إساعيل بن علية قاضي دمشق ويونس بن عبدالعلى الصدف الصري وهو من روى عن الشافعي وقد ذكرناه ف التكميل‬
‫وف الطبقات وقبيحة أم العتز إحدى حظايا التوكل على ال وقد جعت من الواهر والللئ والذهب والصاغ ما ل يعهد لثلها ث سلبت ذلك كله وقتل ولدها العتز لجل نفقات الند‬
‫وشحت عليه بمسي ألف دينار تداري با عنه كانت وفاتا ف ربيع الول من هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة خس وستي ومائتي‬
‫فيها كانت وقعة بي ابن ليثويه عامل أب أحد وبي سليمان بن جامع فظفر با ابن ليثويه بابن جامع نائب صاحب الزنج فقتل خلقا من أصحابه وأسر منهم سبعة وأربعي أسيا وحرق له‬
‫مراكب كثية وغنم منهم أموال جزيلة وف الحرم من هذه السنة حاصر أحد بن طولون نائب الديار الصرية مدينة انطاكية وفيها سيما الطويل فأخذها منه وجاءته هدايا ملك الروم وف‬
‫جلتها أسارى من أسارى السلمي ومع كل أسي مصحف منهم عبدال بن رشيد بن كاوس الذي كان عامل الثغور فاجتمع لحد بن طولون ملك الشام بكماله مع الديار الصرية لنه لا مات‬
‫نائب دمشق اماخور ركب ابن طولون من مصر فتلقاه ابن ماخور إل الرملة فأقره عليها وسار إل مشق فدخلها ث إل حص فتسلمها ث إل حلب فأخذها ث ركب إل إنطاكية فكان من أمره‬
‫ما تقدم وكان قد استخلف على مصر ابنه العباس فلما بلغه قدوم أبيه علية من الشام أخذ ما كان ف بيت الال من الواصل ووازره جاعة على ذلك ث ساروا إل برقة خارجا عن طاعة أبيه‬
‫فبعث إليه من اخذه ذليل حقيا وردوه إل مصر فحبسه وقتل جاعة من أصحابه وفيها خرج رجل يقال له القاسم بن مهاة على دلف بن عبالعزيز بن أب دلف العجلي فقتله واستحوذ على‬
‫أصبهان فانتصر أصحاب دلف له فقتلوا القاسم ورأسوا عليهم أحد بن عبدالعزيز وفيها لق ممد الولد بيعقوب بن الليث فسار إليه ف الحرم فأمر الليفة بنهب حواصله وأمواله وأملكه‬
‫وفيها دخل صاحب الزنج إل النعمانية فقتل وحرق ث سار إل جرجرايا فانزعج الناس منه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪38‬‬

‫ودخل أهل السواد إل بغداد وفيها ول أبو أحد عمرو بن الليث خراسان وفارس وأصبهان وسجستان وكرمان والسند ووجهه إليها بذلك وباللع والتحف وفيها حاصرت الزنج تستر حت‬
‫كادوا يأخذونا فوافاهم تكي البخاري فلم يضع ثياب سفره حت ناجز الزنج فقتل منهم خلقا وهزمهم هزية فظيعة جدا وهرب أميهم على بن أبان الهلب مذول قال ابن جرير وهذه وقعة‬
‫باب كودك الشهورة ث إن علي بن أبان الهلب أخذ ف مكاتبت تكي واستمالته إليه وإل صاحب الزنج فسارع تكي ف إجابته إل ذلك فبلغ خبه مسرورا البلخي فسار نوه وأظهر له‬
‫المان حت أخذه فقيده وتفرق جيشه عنه ففرقة صارت إل الزنج وفرقة إل ممد بن عبيدال الكردي وفرقة انضافت إل مسرور بعد إعطائه إياهم المان وول مكانه على عمالته أميا آخر‬
‫يقال له اغرتش وفيها حج بالناس هارون بن ممد بن إسحاق بن موسى العباسي وفيها توف من العيان أحد بن منصور الرمادي راوية عبدالرزاق وقد صحب المام أحد وكان يعد من‬
‫البدال توف عن ثلث وستي سنة وسعدان بن نصر وعبدال بن ممد الخزومي وعلي بن حرب الطائي الوصلي وأبو حفص النيسابوري على بن موفق الزاهد وممد بن سحنون قال ابن‬
‫الثي ف كامله وفيها قتل أبو الفطل العباس بن الفرج الرياشي صاحب أب عبيدة والصمعي قتلته الزنج بالبصرة‬
‫يعقوب بن الليث الصغار‬
‫أحد اللوك العقلء البطال فتح بلدا كثية من ذلك بلد الرجح الت كان فيها ملك صاحب الزنج وكان يمل ف سرير من ذهب على رؤس اثن عشر رجل وكان له بيت ف رأس جبل عال‬
‫ساه مكة فما زال حت قتل وأخذ بلده واستسلم أهلها فأسلموا على يديه ولكن كان قد خرج عن طاعة الليفة وقاتله أبو أحد الوفق كما تقدم ولا مات ولوا أخاه عمرو بن الليث ما كان‬
‫يليله أخوه يعقوب مع شرطة بغداد وسامرا كما سيأت‬
‫ث دخلت سنة ست وستي ومائتي‬
‫ف صفر منها تغلب إساتكي على بلد الرى وأخرج عاملها منها ث مضى إل قزوين فصاله أهلها فدخلها وأخذ منها أموال جزيلة ث عاد إل الري فمانعه أهلها عن الدخوال إليها فقهرهم‬
‫ودخلها وفيها غارت سرية من الروم على ناحية ديار ربيعة فقتلوا وسبوا ومثلوا وأخذوا نوا من مائتي وخسي أسيا فنفر إليهم أهل الصي وأهل الوصل فهربت منهم الروم ورجعوا إل‬
‫بلدهم وفيها ول عمرو بن الليث شرطة بغداد وسامرا لعبيدال بن طاهر وبعث إليه أبو أحد باللعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪39‬‬

‫وخلع عليه عمرو بن الليث أيضا وأهدى إليه عمودين من ذهب وذلك مضافا إل ما كان يليه أخوه من البلدان وفيها سارا غرتش إل قتال على بن أبان الهلب بتستر فأخذ من كان ف‬
‫السجن من أصحاب علي بن أبان الهلب من المراء فقتلهم عن آخرهم ث سار إل علي بن أبان فاقتتل قتال شديدا ف مرات عديدة وكان آخرها لعلي بن أبان الهلب قتل خلقا كثيا من‬
‫أصحاب اغرتش وأسر بعضهم فقتلهم أيضا وبعث برؤسهم إل صاحب الزنج فنصبت رؤسهم على باب مدينته قبحه ال وفيها وثب أهل حص على عاملهم عيسى الكرخي فقتلوه ف شوال‬
‫منها وفيها دعا السن بن ممد بن جعفر بن عبدال بن حسي الصغر العقيلي أهل طبستان إل نفسه وأظهر لم أن السي بن زيد أسر ول يبق من يقوم بذا المر غيه فبايعوه فلما بلغ ذلك‬
‫السي بن زيد قصده فقاتله فقتله ونب أمواله وأموال من اتبعه وأحرق دورهم وفيها وقعت فتنة بالدينة ونواحيها بي العفرية والعلوية ( وتغلب عليها رجل من أهل البيت من سللة السن‬
‫بن زيد الذي تغلب على طبستان وجرت شرور كثية هنالك بسبب قتل العفرية والعلوية ) يطول ذكرها وفيها وثبت طائفة من العراب على كسوة الكعبة فانتهبوها وسار بعضهم إل‬
‫صاحب الزنج وأصاب الجيج منهم شدة وبلء شديد وأمور كريهة وفيها أغارت الروم أيضا على ديار ربيعة وفيها دخل أصحاب صاحب الزنج إل رامهرمز فافتتحوها بعد قتال طويل‬
‫وفيها دخل ابن أب الساج مكة فقاتله الخزومي فقهره ابن أب الساج وحرق داره واستباح ماله وذلك يوم التروية ف هذه السنة ث جعلت إمرة الرمي إل ابن أب الساج من جهة الليفة‬
‫وحج بالناس فيها هارون بن ممد التقدم ذكره قبلها وفيها عمل ممد بن عبدالرحن الداخل إل بلد الغرب وهو خليفة بلد الندلس وبلد الغرب مراكب ف نر قرطبة ليدخل با إل البحر‬
‫الحيط ولتسي اليوش ف أطرافه إل بعض البلد ليقاتلوهم فلما دخلت الراكب البحر الحيط تكسرت وتقطعت ول ينج من أهلها إل اليسي بل غرق اكثرهم وفيها التقى أسطول السلمي‬
‫وأسطول الروم ببلد صقلية فاقتتلوا فقتل من السلمي خلق كثي فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها حارب لؤلؤ غلم بن طولون لوسى بن اتامش فكسره لؤلؤ وأسره وبعث به إل موله أحد بن‬
‫طولون وهو إذ ذاك نائب الشام ومصر وإفريقية من جهة الليفة ث اقتتل لؤلؤ هذا وطائفة من الروم فقتل من الروم خلقا كثيا قال ابن الثي وفيها اشتد الال وضاق الناس ذرعا بكثرة‬
‫الياج والفت وتغلب القواد والجناد على كثي من البلد بسبب ضعف منصب اللفة واشتغال أخيه أب أحد بقتال الزنج وفيها اشتد الر ف تشرين الثان جدا ث قوى به البد حت جد الاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪40‬‬

‫وفيها توف من العيان إبراهيم بن رومة وصال بن المام أحد بن حنبل قاضي أصبهان وممد بن شجاع البلخي أحد عباد الهمية وممد بن عبداللك الدقيقي‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي ومائتي‬
‫فيها وجه أبو أحد الوفق ولده أبا العباس ف نو من عشرة آلف فارس وراجل ف أحسن هيئة وأكمل تمل لقتال الزنج فساروا نوهم فكان بينهم وبينهم من القتال والنال ف أوقات‬
‫متعددات ووقعات مشهورات ما يطول بسطه وقد استقصاه ابن جرير ف تاريه مبسوطا مطول وحاصل ذلك أنه آل الال أن استحوذ أبو العباس بن الوفق على ما كان استول عليه الزنج‬
‫ببلد واسط وأراضي دجلة هذا وهو شاب حدث ل خبة له بالرب ( ولكن سلمة ال وغنمه وأعلى كلمته وسدد رميته وأجاب دعوته وفتح على يديه وأسبغ نعمه عليه وهذا الشاب هو‬
‫الذي ول اللفة ) ( ‪ ) 1‬بعد عمه العتمد كما سيأت ث ركب أبو أحد الوفق ناصر دين ال ف بغداد ف صفر منها ف جيوش كثيفة فدخل واسط ف ربيع الول منها فتلقاه ابنه وأخبه عن‬
‫اليوش الذين معه وأنم نصحوا وتملوا من أعباء الهاد فخلع على المراء كلهم خلعا سنية ث سار بميع اليوش إل صاحب الزنج وهو بالدينة الت أنشأها وساها النيعة فقاتل الزنج دونا‬
‫قتال شديدا فقهرهم ودخلها عنوة وهربوا منها فبعث ف آثارهم جيشا فلحقوهم إل البطائح يقتلون ويأسرون وغنم ابو أحد من النيعة شيئا كثيا واستنقذ من النساء السلمات خسة آلف‬
‫امرأة وأمر بإرسالن إل أهاليهن بواسط وأمر بدم سور البلد وبطم خندقها وجعلها بلقعا بعد ما كنات للشر ممعا ث سار الوفق إل الدينة الت لصاحب الزنج الت يقال لا النصورة وبا‬
‫سليمان بن جامع فحاصروها وقاتلوه دونا فقتل خلق كثي من الفريقي ورمى أبو العباس بن الوفق بسهم أحد بن هندي أحد أمراء صاحب الزنج فأصابه ف دماغه فقتله وكان من أكابر‬
‫أمراء صاحب الزنج فشق ذلك على الزنج جدا وأصبح الناس ماصرين مدينة الزنج يوم السبت لثلث بقي من ربيع الخر واليوش الوفقية مرتبة أحسن ترتيب فتقدم الوفق فصلى أربع‬
‫ركعات وابتهل إل ال ف الدعاء واجتهد ف حصارها فهزم ال مقاتلتها وانتهى إل خندقها فإذا هو قد حصن غاية التحصي وإذا هم قد جعلوا حول البلد خسة خنادق وخسة أسوار فجعل‬
‫كلما جاوز سورا قاتلوه دون الخر فيقهرهم ويوز إل الذي يليه حت انتهى إل البلد فقتل منهم خلقا كثيا وهرب بقيتهم وأسر من نساء الزنج من حلئل سليمان بن جامع وذويه نساء‬
‫كثية وصبيانا واستنقذ من ايديهم النساء السلمات والصبيان من أهل البصرة والكوفة نوا من عشرة آلف نسمة فسيهم إل أهليهم جزاه ال خيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪41‬‬


‫ث أمر بدم فنادقها وأسوارها وردم خنادقها وأنارها وأقام با سبعة عشر يوما وبعث ف آثار من انزم منهم فكان ل يأتون بأحد منهم إل استماله إل الق برفق ولي وصفح فمن أجابه أضافه‬
‫إل بعض المراء وكان مقصوده رجوعهم إل الدين والق ومن ل يبه قتله وحبسه ث ركب إل الهواز فأجلهم عنها وطردهم منها وقتل خلقا كثيا من أشرافهم منهم أبو عيسى ممد بن‬
‫إبراهيم البصري وكان رئيسا فيهم مطاعا وغنم شيئا كثيا من أموالم وكتب الوفق إل صاحب الزنج قبحه ال كتابا يدعوه فيه إل التوبة والرجوع عما ارتكبه من الآث والظال والحارم‬
‫ودعوى النبوة والرسالة وخراب البلدان واستحلل الفروج الرام ونبذ له المان إن هو رجع إل الق فلم يرد عليه صاحب الزنج جوابا‬
‫مسي أب أحد الوفق إل مدينة صاحب الزنج وحصار الختارة‬
‫لا كتب أبو أحد إل صاحب الزنج يدعوه إل الق فلم يبه استهانة به ركب من فوره ف جيوش عظيمة قريب من خسي ألف مقاتل قاصدا إل الختارة مدينة صاحب الزنج فلما انتهى إليها‬
‫وجدها ف غاية الحكام وقد حوط عليها من آلت الصار شيئا كثيا وقد التف على صاحب الزنج نو من ثلثمائة ألف مقابل بسيف ورمح ومقلع ومن يكثر سوادهم فقدم الوفق ولده أبا‬
‫العباس بي يديه فتقدم حت وقف تت قصر اللك فحاصره ماصرة شديدة وتعجب الزنج من إقدامه وجرأته ث تراكمت الزنج عليه من كل مكان فهزمهم وأثبت ببوذ أكب أمراء صاحب‬
‫الزنج بالسهام والجارة ث خامر جاعة من أصحاب أمراء صاحب الزنج إل الوفق فأكرمهم وأعطاهم خلعا سنية ث رغب إل ذلك جاعة كثيون فصاروا إل الوفق ث ركب أبو أحد الوفق‬
‫ف يوم النصف من شعبان ونادى ف الناس كلهم بالمان إل صاحب الزنج فتحول خلق كثي من جيش صاحب الزنج إل الوفق وابتن الوفق مدينة تاه مدينة صاحب الزنج ساها الوفقية‬
‫وأمر بمل المتعة والتجارات إليها فاجتمع با أنواع الشياء وصنوفها ما ل يتمع يتمع ف بلد قبلها وعظم شأنا وامتلت من العايش والرزاق وصنوف التجارات والسكان والدواب‬
‫وغيهم وإنا بناها ليستعي با على قتال صاحب الزنج ث جرت بينهم حروب عظيمة وما زالت الرب ناشبة حت انسلخت هذه السنة وهم ماصرون للخبيث صاحب الزنج وقد تول منهم‬
‫خلق كثي فصاروا على صاحب الزنج بعد ما كانوا معه وبلغ عدد من تول قريبا من خسي ألفا من المراء الواص والجناد والوفق وأصحابه ف زيادة وقوة ونصر وظفر وفيها حج بالناس‬
‫هارون بن ممد الاشي وفيها توف من العيان إساعيل بن سيبويه واسحاق بن إبراهيم بن شاذان ويي بن نصر الولن وعباس الترقفي وممد بن حاد أبو بكر القرى صاحب خلف بن‬
‫هشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪42‬‬

‫البزار ببغداد ف ربيع الول وممد بن عزيز اليلي ويي بن ممد بن يي الذهلي حنكان ويونس ابن حبيب راوي مسند أب داود الطيالسي عنه‬
‫ث دخلت سنة ثان وستي ومائتي‬
‫ف الحرم منها استأمن جعفر بن إبراهيم العروف بالسجان وكان من أكابر صاحب الزنج وثقاتم ف أنفسهم الوفق فأمنه وفرح به وخلع عليه وأمره فركب ف سرته فوقف تاه قصر اللك‬
‫فنادى ف الناس وأعلمهم بكذب صاحب الزنج وفجوره وأنه ف غرور هو ومن ابتعه فاستأمن بسبب ذلك بشر كثي منهم وبرد قتال الزنج عند ذلك إل ربيع الخر فعند ذلك أمر الوفق‬
‫أصحابه بحاصرة السور وأمرهم إذا دخلوه أن ل يدخلوا البلد حت يأمرهم فنقبوا السور حت انثلم ث عجلوا الدخول فدخلوا فقاتلهم الزنج فهزمهم السلمون وتقدموا إل وسط الدينة‬
‫فجاءتم الزنج من كل جانب وخرجت عليهم الكمائن من أماكن ل يهتدون لا فقتلوا من السلمي خلقا كثيا واستلبوهم وفر الباقون فلمهم الوفق على مالفته وعلى العجلة وأجرى‬
‫الرزاق على ذرية من قتل منهم فحسن ذلك عند الناس جدا وظفر ابو العباس بن الوفق بماعة من العراب كانوا يلبون الطعام إل الزنج فقتلهم وظفر أبو العباس بن الوفق بماعة من‬
‫العراب كانوا يلبون الطعام إل الزنج فقتلهم وظفر ببهبوذ بن عبدال بن عبدالوهاب فقتله وكان ذلك من أكب الفتح عند السلمي وأعظم الرزايا عند الزنج وبعث عمرو بن الليث إل أب‬
‫أحد الوفق ثلثمائة ألف دينار وخسي منا من مسك وخسي منا من عنب ومائت من من عود وفضة بقيمة ألف وثيابا من وشى وغلمانا كثية جدا وفيها خرج ملك الروم العروف بابن‬
‫الصقلبية فحاصر أهل ملطية فأعانم أهل مرعش ففر البيث خاسئا وغزا الصائفة من ناحية الثغور عامل ابن طولون فقتل من الروم سبعة عشر ألفا وحج بالناس فيها هارون التقدم وفيها قتل‬
‫أحد بن عبدال دالجستان وفيها توف من العيان أحد بن سيار وأحد بن شيبان وأحد بن يونس الضب وعيسى ابن أحد البلخي وممد بن عبدال بن عبدالكم الصري الفقيه الالكي وقد‬
‫صحب الشافعي وروى عنه‬
‫ث دخلت سنة تسع وستي ومائتي‬
‫فيها اجتهد الوفق بال ف تريب مدينة صاحب الزنج فخرب منه شيئا كثيا وتكن اليوش من العبور إل البلد ولكن جاءه ف أثناء هذه الالة سهم ف صدره من يد رجل رومي يقال له‬
‫قرطاس فكاد يقتله فاضطرب الال لذلك وهو يتجلد ويض على القتال مع ذلك ث أقام ببلده الوفقية أياما يتداوى فاضطربت الحوال وخاف الناس من صحاب الزنج وأشاروا على الوفق‬
‫بالسي إل بغداد فلم يقبل فقويت علته ث من ال عليه بالعافية ف شعبان ففرح السلمون بذلك فرحا شديدا فنهض مسرعا إل الصار فوجد البيث قد رمم كثيا ما كان الوفق قد خربه‬
‫وهدمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪43‬‬

‫فأمر بتخريبه وما حوله وما قرب منه ث لزم الصار فما زال حت فتح الدينة الغربية وخرب قصور صاحب الزنج ودور أمرائه وأخذ من أموالم شيئا كثيا ما ل يد ول يوصف كثرة وأسر‬
‫من نساء الزنج واستنقذ من نساء السلمي وصبيانم خلقا كثيا فأمر بردهم إل أهاليهم مكرمي وقد تول صاحب الزنج إل الانب الشرقي وعمل السر والقناطر الائلة بينه وبي وصول‬
‫السمريات إليه فأمر الوفق بتخريبها وقطع السور واستمر الصار باقي هذه السنة وما برح حت تسلم الانب الشرقي أيضا واستحوذ على حواصله وأمواله وفر البيث هاربا غي آيب‬
‫وخرج منها هاربا وترك حلئله وأولده وحواصله فأخذها الوفق وشرح ذلك يطول جدا وقد حرره مبسوطا ابن جرير ولصه ابن الثي واختصره ابن كثي وال أعلم وهو الوفق إل‬
‫الصواب واليه الرجع إل الآب ولا رأى الليفة العتمد أن أخاه أبا أحد قد استحوذ على أمور اللفة وصار هو الاكم المر الناهي واليه تلب التقادم وتمل الموال والراج وهوالذي‬
‫يول ويعزل كتب إل أحد بن طولون يشكو إليه ذلك فكتب إليه ابن طولون أن يتحول إل عنده إل مصر ووعده النصر والقيام معه فاستغنم غيبة أخيه الوفق وركب ف جادى الول ومعه‬
‫جاعة من القواد وقد أرصد له ابن طولون جيشا بالرقة يتلقونه فلما اجتاز الليفة باسحاق بن كنداج نائب الوصل وعامة الزيرة اعتقله عنده عن السي إل ابن طولون وفند أعيان المراء‬
‫الذين معه وعاتب الليفة ولمه على هذا الصنع أشد اللوم ث ألزمه العود إل سامرا ومن معه من المراء فرجعوا إليها ف غاية الذل والهانة ولا بلغ الوفق ذلك شكر سعى إسحاق ووله‬
‫جيع أعمال أحد بن طولون إل أقصى بلد إفريقية وكتب إل أخيه أن يلعن ابن طولون ف راد العامة فلم يكن العتمد إل إجابته إل ذلك وهو كاره وكان ابن طولون قد قطع ذكر الوفق ف‬
‫الطب وأسقط اسه عن الطرازات وفيها ف ذي القعدة وقعت فتنة بكة بي أصحاب الوفق وأصحاب ابن طولون فقتل من أصحاب ابن طولون مائتان وهرب بقيتهم واستلبهم أصحاب‬
‫الوفق شيئا كثيا وفيها قطع العراب على الجيج الطريق وأخذ منهم خسة آلف بعي بأحالا وفيها توف إبراهيم بن منقذ الكنان وأحد بن خلد مول العتصم وكان من دعاة العتزلة اخذ‬
‫الكلم عن جعفر بن معشر العتزل وسليمان بن حفص العتزل صاحب بشر الريسي وأب الذيل العلف وعيسى بن الشيخ بن السليل الشيبان نائب إرمينية وديار بكر وأبو فروة يزيد بن‬
‫ممد الرهاوي أحد الضعفاء‬
‫ث دخلت سنة سبعي ومائتي‬
‫فيها كان مقتل صاحب الزنج قبحه ال وذلك أن الوفق لا فرغ من شأن مدينة صاحب الزنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪44‬‬

‫وهي الختارة واحتاز ما كان با من الموال وقتل من كان با من الرجال وسب من وجد فيها من النساء والطفال وهرب صاحب الزنج عن حومة الرب واللد وسار إل بعض البلد‬
‫طريدا شريدا بشر حال عاد الوفق إل مدينته الوفقية مؤيدا منصورا وقدم عليه لؤلؤا غلم أحد بن طولون منابذا لسيده سيعا مطيعا للموفق وكان وروده عليه ف ثالث الحرم من هذه السنة‬
‫فأكرمه وعظمه وأعطاه وخلع عليه وأحسن إليه وبعثه طليعة بي يديه لقتال صاحب الزنج وركب الوفق ف اليوش الكثيفة الائلة وراءه فقصدوا البيث وقد تصن ببلدة أخرى فلم يزل به‬
‫ماصرا له حت أخرجه منها ذليل واستحوذ على ما كان با من الموال والغان ث بعث السرايا واليوش وراء حاجب الزنج فأسروا عامة من كان معه من خاصته وجاعته منهم سليمان بن‬
‫جامع فاستبشر الناس بأسره وكبوا ال وحدوه فرحا بالنصر والفتح وحل الوفق بن معه حلة واحدة على أصحاب البيث فاستحر فيهم القتل وما انلت الرب حت جاء البشي بقتل‬
‫صاحب الزنج ف العركة وأتى برأسه مع غلم لؤلؤة الطولون فلما تقق الوفق أنه رأسه بعد شهادة المراء الذي كانوا معه من أصحابه بذلك خر ساجدا ل ث أنكفأ راجعا إل الوفقية ورأس‬
‫البيث يمل بي يديه وسليمان معه أسي فدخل البلد وهو كذلك وكان يوما مشهودا وفرح السلمون بذلك ف الغارب والشارق ث جيء بانكلن ولد صاحب الزنج وأبان بن علي الهلب‬
‫مسعر حريهم مأسورين ومعهما قريب من خسة آلف أسي فتم السرور وهرب قرطاس الذي رمى الوفق بصدره بذلك السهم إل رامهرمز فأخذ وبعث به إل الوفق فقتله أبو العباس أحد بن‬
‫الوفق واستتاب من بقى من أصحاب صاحب الزنج وأمنهم الوفق ونادى ف الناس بالمان وأن يرجع كل من كان أخرج من دياره بسبب الزنج إل أوطانم وبلدانم ث سار إل بغداد وقدم‬
‫ولده أبا العباس بي يديه ومعه رأس البيث يمل لياه الناس فدخلها لثنت عشرة ليلة بقيت من جادى الول من هذه السنة وكان يوما مشهودا وانتهت أيام صاحب الزنج الدعي الكذاب‬
‫قبحه ال وقد كان ظهوره ف يوم الربعاء لربع بقي من رمضان سنة خس وخسي ومائتي وكان هلكه يوم السبت لليلتي خلتا من صفر سنة سبعي ومائتي وكانت دولته أربع عشرة سنة‬
‫وأربعة أشهر وستة أيام ول المد والنة وقد قيل ف انقضاء دولة الزنج وما كان من النصر عليهم أشعار كثية من ذلك قول يي بن ممد السلمي ‪ ...‬أقول وقد جاء البشي بوقعة ‪...‬‬
‫أعزت من السلم ما كان واهيا ‪ ...‬جزى ال خي الناس للناس بعد ما ‪ ...‬أبيح حاهم خي ما كان جازيا ‪ ...‬تفرد إذ ل ينصر ال ناصر ‪ ...‬بتجديد دين كان أصبح باليا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪45‬‬

‫وتشديد ملك قد وهى بعد عزه ‪ ...‬وأخذ بثأرات تبي العاديا ‪ ...‬ورد عمارات ‪ 2‬ازيلت وأخربت ‪ ...‬ليجع فء قد ترم وافيا ‪ ...‬وترجع أمصار أبيحت وأحرقت ‪ ...‬مرارا وقد أمست‬
‫قواء عوافيا ‪ ...‬ويشفي صدور السلمي بوقعة ‪ ...‬تقر با منا العيون البواكيا ‪ ...‬ويتلى كتاب ال ف كل مسجد ‪ ...‬ويلفى دعاء الطالبيي خاسيا ‪ ...‬فأعرض عن أحبابه ونعيمه ‪ ...‬وعن لذة‬
‫الدنيا وأصبح غازيا ‪ ...‬وف هذه السنة أقبلت الروم ف مائة ألف مقاتل فنلوا قريبا من طرسوس فخرج إليهم السلمون فبيتوهم فقتلوا منهم ف ليلة واحدة حت الصباح نوا من سبعي ألفا‬
‫ول المد وقتل القدم الذي عليهم وهو بطريق البطارقة وجرح أكثر الباقي وغنم السلمون منهم غنيمة عظيمة من ذلك سبع صلبان من ذهب وفضة وصليبهم العظم وهو من ذهب صامت‬
‫مكلل بالواهر وأربع كراسي من ذهب ومائت كرسي من فضة وآنية كثية وعشرة آلف علم من ديباج وغنموا حريرا كثيا وأموال جزيلة وخسة عشر ألف دابة وسروجا وسلحا وسيوفا‬
‫ملة وغي ذلك ول المد وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن طولون‬
‫أبو العباس أمي الديار الصرية دبان الامع با النسوب إل طولون وإنا بناه أحد ابنه وقد ملك دمشق والعواصم والثغور ومدة طويلة وقد كان أبوه طولون من التراك الذين أهداهم نوح بن‬
‫أسد السامان عامل بارى إل الأمون ف سنة مائتي ويقال إل الرشيد ف سنة تسعي ومائة ولد أحد هذا ف سنة أربع عشرة ومائتي ومات طولون أبوه ف سنة ثلثي وقيل ف سنة أربعي‬
‫ومائتي وحكى ابن خلكان أنه ل يكن أباه وإنا تبناه وال أعلم وحكى ابن عساكر أنه من جارية تركية اسها هاشم ونشأ أحد هذا ف صيانة وعفاف ورياسة ودراسة للقرآن العظيم مع حسن‬
‫الصوت به وكان يعيب على أولد الترك ما يرتكبونه من الحرمات والنكرات وكانت أمه جارية اسها هاشم وحكى ابن عساكر عن بعض مشايخ مصر أن طولون ل يكن أباه وإنا كان قد‬
‫تبناه لديانته وحسن صوته بالقرآن وظهور نابته وصيانته من صغره وأن طولون اتفق له معه أن بعثه مرة ف حاجة ليأتيه با من دار لمارة فذهب فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الدم‬
‫وها على فاحشة فأخذ حاجته الت أمره با وكر راجعا إليه سريعا ول يذكر له شيئا ما رأى من الظية والادم فتوهت الظية أن يكون أحد قد أخب طولون با رأى فجاءت إل طولون‬
‫فقالت إن أحد جاءن الن إل الكان الفلن وراودن عن نفسي وانصرفت إل قصرها فوقع ف نفسه صدقها فاستدعى أحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪46‬‬


‫وكتب معه كتابا وختمه إل بعض المراء ول يواجه أحد بشيء ما قالت الارية وكان ف الكتاب أن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك تضرب عنقه وابعث برأسه سريعا إل فذهب‬
‫بالكتاب من عند طولون وهو ل يدري ما فيه فاجتاز بطريقه بتلك الظية فاستدعته إليها فقال إن مشغول بذا الكتاب لوصله إل بعض المراء قالت هلم فلي إليك حاجة وأرادت أن تقق‬
‫ف ذهن اللك طولون ما قالت له عنه فحبسته عندها ليكتب لا كتابا ث استوهبت من أحد الكتاب الذي أمره طولون أن يوصله إل ذلك المي فدفعه إليها فأرسلت به ذلك الادم الذي‬
‫وجده معها على الفاحشة وظنت أن به جائزة تريد أن تص با الادم الذكور فذهب بالكتاب إل ذلك المي فلما قرأه أمر بضرب عنق ذلك الادم وأرسل برأسه إل اللك طولون فتعجب‬
‫اللك من ذلك وقال أين أحد فطلب له فقال ويك أخبن كيف صنعت منذ خرجت من عندي فأخبه با جرى من المر ولا سعت تلك الظية بأن رأس الادم قد أتى به إل طولون أسقط‬
‫ف يديها وتوهت أن اللك قد تقق الال فقامت إليه تعتذر وتستغفر ما وقع منها مع الادم واعترفت بالق وبرأت أحد ما نسبته إليه فحظي عند اللك طولون وأوصى له باللك من بعده ث‬
‫ول نيابة الديار الصرية للمعتز فدخلها يوم الربعاء لسبع بقي من رمضان سنة أربع وخسي ومائتي فأحسن إل أهلها وأنفق فيهم من بيت الال ومن الصدقات واستغل الديار الصرية ف‬
‫بعض السني أربعة آلف ألف دينار وبن با الامع غرم عليه مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وفرغ منه ف سنة سبع وخسي وقيل ف سنة ست وستي ومائتي وكانت له مائدة ف كل يوم‬
‫يضرها الاص والعام وكان يتصدق من خالص ماله ف كل شهر بألف دينار وقد قال له وكيله يوما إنه تأتين الرأة وعليها الزار والبدلة ولا اليئة السنة تسألن فأعطيها فقال من مد يده‬
‫إليك فأعطه وكان من أحفظ الناس للقرآن ومن أطيبهم به صوتا وقد حكى ابن خلكان عنه أنه قتل صبا نوا من ثانية عشر ألف نفس فال أعلم وبن الارستان غرم عليه ستي ألف دينار‬
‫وعلى اليدان مائة وخسي ألفا وكانت له صدقات كثية جدا وإحسان زائد ث ملك دمشق بعد أميها ماخور ف سنة أربع وستي ومائتي فأحسن إل أهلها أيضا إحسانا بالغا واتفق أنه وقع‬
‫با حريق عند كنسية مري فنهض بنفسه إليه ومعه أبو زرعة عبدالرحن بن عمر والافظ الدمشقي وكاتبه أبو عبدال أحد بن ممد الواسطي فأمر كاتبه أن يرج من ماله سبعي ألف دينار‬
‫تصرف إل أهل الدور والموال الت أحرقت فصرف إليهم جيع قيمة ما ذكره وبقي أربعة عشر ألف دينار فاضلة عن ذلك فأمر با أن توزع عليهم على قدر حصصهم ث أمر بال عظيم‬
‫يفرق على فقراء دمشق وغوطتها فأقل ما حصل للفقي دينار رحه ال ث خرج إل أنطاكية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪47‬‬

‫فحاصر با صاحبها سيما حت قتله وأخذ البلد كما ذكرنا توف بصر ف أوائل ذي القعدة من هذه السنة من علة أصابته من أكل لب الواميس كان يبه فأصابه بسببه درب فكاواه الطباء‬
‫وأمروه أن يتمي منه فلم يقبل منهم فكان يأكل منه خفية فمات رحه ال وقد ترك من الموال والثاث والدواب شيئا كثيا جدا ومن ذلك عشرة آلف ألف دينار ومن الفضة شيئا كثيا‬
‫وكان له ثلثة وثلثون ولدا منهم سبعة عشر ذكرا فقام بالمر من بعده ولد خارويه كما سيأت ما كان من أمره وكان له من الغلمان سبعة آلف مول ومن البغال واليل والمال نو سبعي‬
‫ألف دابة وقيل أكثر من ذلك قال ابن خلكان وإنا تغلب على البلد لشتغال الوفق بن التوكل برب صاحب الزنج وقد كان الوفق نائب أخيه العتمد وفيها توف أحد بن عبدالكري بن‬
‫سهل الكاتب صاحب كتاب الراج قاله ابن خلكان وأحد بن عبدال بن البقي وأسيد بن عاصم المال وبكار بن قتيبة الصري ف ذي الجة من هذه السنة‬
‫والسن بن زيد العلوي‬
‫صاحب طبستان ف رجب منها وكانت وليته تسع عشرة سنة وثانية أشهر وستة أيام وقام من بعده بالمر أخوه ممد بن زيد وكان السن بن زيد هذا كريا جوادا يعرف الفقه والعربية قال‬
‫له مرة شاعر من الشعراء ف جلة قصيدة مدحه با ال فرد وابن زيد فرد فقال اسكت سد ال فاك أل قلت ال فرد وابن زيد عبد ث نزل عن سريره وخر ل ساجدا وألصق خده بالتراب ول‬
‫‪ ...‬يعط ذلك الشاعر شيئا وامتدحه بعضهم فقال ف أول قصيدة ‪ ...‬لتقل بشرى ولكن بشريان ‪ ...‬غرة الداعي ويوم الهرجان‬
‫فقال له السن لو ابتدأت بالصراع الثان كان أحسن وأبعد لك أن تبتدئ شعرك برف ل فقال له الشاعر ليس ف الدنيا أجل من قول ل إله إل ال فقال أصبت وأمر له بائزة سنية والسن‬
‫بن علي بن عفان العامري‬
‫وداود بن علي الصبهان ث البغدادي الفقيه الظاهري إمام أهل الظاهر روى عن أب ثور وإبراهيم بن خالد واسحاق بن راهويه وسليمان بن حرب وعبدال بن سلمة القعنب ومسدد بن‬
‫سرهد وغي واحد روى عنه ابنه الفقيه أبو بكر بن داود وزكريا بن يي الساجي قال الطيب كان فقيها زاهدا وف كتبه حديث كثي دال على غزارة علمه كانت وفاته ببغداد ف هذه السنة‬
‫وكان مولده ف سنة مائتي وذكر أبو إسحاق السيامي ف طبقاته أن أصله من أصبهان وولد بالكوفة ونشأ ببغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪48‬‬

‫وأنه انتهت إليه رياسة العلم با وكان يضر ملسه أربعمائة طيلسان أخضر وكان من التعصبي للشافعي وصنف مناقبه وقال غيه كان حسن الصلة كثي الشوع فيها والتواضع قال الزدي‬
‫ترك حديثه ول يتابع الزدي على ذلك ولكن روى عن المام أحد أنه تكلم فيه بسبب كلمه ف القرآن وأن لفظه به ملوق كما نسب ذلك إل المام البخاري رحهما ال قلت وقد كان من‬
‫الفقهاء الشهورين ولكن حصر نفسه بنفيه للقياس الصحيح فضاق بذلك ذرعه ف أماكن كثية من الفقه فلزمه القول بأشياء قطعية صار إليها بسبب اتباعه الظاهر الجرد من غي تفهم لعن‬
‫النص وقد اختلف الفقهاء القياسيون بعده ف العتداد بلفه هل ينعقد الجاع بدونه مع خلفه أم ل على أقوال ليس هذا موضع بسطها وفيها توف الربيع بن سليمان الرادي صاحب‬
‫الشافعي وقد ترجناه ف طبقات الشافعية والقاضي بكار بن قتيبة الاكم بالديار الصرية من سنة ست وأربعي ومائتي إل أن توف مسجونا ببس أحد بن طولون لكونه ل يلع الوفق ف سنة‬
‫سبعي وكان عالا عابدا زاهدا كثي التلوة والحاسبة لنفسه وقد شغر منصب القضاء بعده بصر ثلث سني وابن قتيبة الدينوري‬
‫وهو عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضيها النحوي اللغوي صاحب الصنفات البديعة الفيدة الحتوية على علوم جة نافعة اشتغل ببغداد وسع با الديث على إسحاق بن راهوية وطبقته‬
‫وأخذ اللغة عن أب حات السجستان وذويه وصنف وجع وألف الؤلفات الكثية منها كتاب العارف وأدب الكاتب الذي شرحه أبو ممد بن السيد البطليوسي وكتاب مشكل القرآن‬
‫والديث وغريب القرآن والديث وعيون الخبار وإصلح الغلط وكتاب اليل وكتاب النوار وكتاب السلسل والوابات وكتاب اليسر والقداح وغي ذلك كانت وفاته ف هذه السنة‬
‫وقيل ف الت بعدها ومولده ف سنة ثلث عشرة ومائتي ول ياوز الستي وروى عنه ولده أحد جيع مصنفاته وقد ول قضاء مصر سنة إحدى وعشرين وثلثمائة وتوف با بعد سنة رحهما ال‬
‫وممد بن إسحاق بن جعفر الصفار وممد بن أسلم بن وارة ومصعب بن أحد أبو أحد الصوف كان من أفران النيد وفيها توف ملك الروم ابن الصقلبية لعنه ال وفيها ابتدأ إساعيل بن‬
‫موسى ببناء مدينة لرد من بلد الندلس‬
‫ث دخلت سنة مائتي وإحدى وسبعي فيها عزل الليفة عمرو بن الليث عن ولية خراسان وأمر بلعنه على النابر وفوض أمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪49‬‬

‫خراسان إل ممد بن طاهر وبعث جيشا إل عمرو بن الليث فهزمه عمرو وفيها كانت وقعة بي أب العباس العتضد بن الوفق أب أحد وبي خارويه بن أحد بن طولون وذلك أن خاروية لا‬
‫ملك بعد أبيه بلد مصر والشام جاءه جيش من جهة الليفة عليهم إسحاق بن كنداج نائب الزيرة وابن أب الساج فقاتلوه بأرض ويترز فامتنع من تسليم الشام إليهم فاستنجدوا بأب العباس‬
‫بن الوفق فقدم عليهم فكسر خارويه بن أحد وتسلم دمشق واحتازها ث سار خلف خارويه إل بلد الرملة فأدركه عند ماء عليه طواحي فاقتتلوا هنالك وكانت تسمى وقعة الطواحي فكانت‬
‫النصرة أول لب العباس على خارويه فهزمه حت هرب خارويه ل يلوي على شيء فلم يرجع حت دخل الديار الصرية فأقبل أبو العباس وأصحابه على نب معسكرهم فبينما هم كذلك إذ‬
‫أقبل كمي ليش خارويه وهم مشغولون بالنهب فوضعت الصريون فيهم السيوف فقتلوا منهم خلقا كثيا وانزم اليش وهرب أبو العباس العتضد فلم يرجع حت وصل دمشق فلم يفتح له‬
‫أهلها الباب فانصرف حت وصل إل طرسوس وبقي اليشان الصري والعراقي يقتتلن وليس لواحد منهما أمي ث كان الظفر للمصريي لنم أقاموا أبا العشائر أخا خارويه عليم أميا فغلبوا‬
‫بسبب ذلك واستقرت أيديهم على دمشق وسائر الشام وهذه الوقعة من أعجب الوقعات وفيها جرت حروب كثية بأرض الندلس من بلد الغرب وفيها دخل إل الدينة النبوية ممد وعلي‬
‫ابنا السي بن جعفر بن موسى بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب فقتل خلقا من أهلها وأخذا أموال جزيلة وتعطلت الصلوات ف السجد النبوي أربع جع ل يضر‬
‫الناس فيه جعة ول جاعة فإنا ل وإنا إليه راجعون وجرت بكة فتنة أخرى واقتتل الناس على باب السجد الرام أيضا وحج بالناس هارون بن موسى التقدم وفيها توف عباس بن ممد‬
‫الدينوري تلميذ ابن معي وغيه من أئمة الرح والتعديل وعبدالرحن بن ممد بن منصور البصري وممد بن حاد الطهران وممد بن سنان العوف ويوسف ابن مسلم وبوران زوجة الأمون‬
‫زوجة الأمون ويقال إن اسها خدية وبوران لقب لا والصحيح الول عقد عليها الأمون بفم الصلح سنة ست ومائتي ولا عشر سني ونثر عليها أبوها يومئذ وعلى الناس بنادق السك‬
‫مكتوب ف ورقة وسط كل بندقة اسم قرية أو ملك جارية أو غلم أو فرس فمن وصل إليه من ذلك شيء ملكه ونثر ذلك على عامة الناس ونثر الدناني ونوافج السك وبيض العنب وأنفق‬
‫على الأمون وعسكره مدة إقامته تلك اليام المس ألف ألف درهم فلما ترحل الأمون عنه أطلق له عشرة آلف ألف درهم وأقطعه فم الصلح وبن با سنة عشر فلما جلس الأمون فرشوا‬
‫له حصرا من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪50‬‬

‫ذهب ونثروا على قدميه ألف حبة جوهر وهناك تور من ذهب فيه شعة من عنب زنة أربعي منا من عنب فقال هذا سرف ونظر إل ذلك الب على الصر يضيء فقال قاتل ال أبا نواس حيث‬
‫يقول ف صفة المر ‪ ...‬كأن صغرى وكبى من فقاقعها ‪ ...‬حصباء در على أرض من الذهب ‪ ...‬ث أمر بالدر فجمع فجعل ف حجر العروس وقال هذا نلة من لك وسلي حاجتك فقالت‬
‫لا جدتا سلي سيدك فقد استنطقك فقالت أسأل أمي الؤمني أن يرضى عن إبراهيم بن الهدي فرضي عنه ث أراد الجتماع با فاذ هي حائض وكان ذلك ف شهر رمضان وتأخرت وفاتا إل‬
‫هذه السنة ولا ثانون سنة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وسبعي ومائتي‬
‫ف جادى الول منها سار نائب قزوين وهو ارلزنكيس ف أربعة آلف مقاتل إل ممد بن زيد العلوي صاحب طبستان بعد أخيه السن بن زيد وهو بالري ف جيش عظيم من الديلم وغيهم‬
‫فاقتتلوا قتال شديدا فهزمه ارلزنكيس وغنم ما ف معسكره وقتل من أصحابه ستة آلف ودخل الرى فأخذها وصادر أهلها ف مائة ألف دينار وفرق عماله ف نواحي الرى وفيها وقع بي أب‬
‫العباس ابن الوفق وبي صاحب ثغر طرسوس وهو يازمان الادم فثار أهل طرسوس على أب العباس فأخرجوه عنهم فرجع إل بغداد وفيها دخل حدان بن حدون وهارون الشارى مدينة‬
‫الوصل وصلى بم الشاري ف جامعها العظم وفيها عاثت بنو شيبان ف أرض الوصل فسادا وفيها تركت بقية الزنج ف أرض البصرة ونادوا يا انكلي يا منصور وانكلي هو ابن صاحب‬
‫الزنج وسليمان ابن جامع وأبان بن علي الهبلي وجاعة من وجوههم كانوا ف جيش الوفق فبعث إليهم فقتلوا وحلت رؤسهم إليه وصلبت أبدانم ببغداد وسكنت شرورهم وفيها صلح أمر‬
‫الدينة النبوية وتراجع الناس إليها وفيها جرت حروب كثية ببلد الندلس وأخذت الروم من السلمي بالندلس بلدين عظيمي فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها قدم صاعد بن ملد الكاتب من‬
‫فارس إل واسط فأمر الوفق القواد أن يتلقوه فدخل ف أبة عظيمة ولكن ظهر منه تيه وعجب شديد فأمر الوفق عما قريب بالقبض عليه وعلى أهله وأمواله واستكتب مكانه أبا الصقر‬
‫إساعيل بن بلبل وحج بالناس فيها هارون بن ممد بن إسحاق التقدم منذ دهر وفيها توف من العيان إبراهيم بن الوليد بن السحاس وأحد بن عبد البار بن ممد بن عطارد العطاردي‬
‫التميمي راوي السية عن يونس بن بكي عن ابن إسحاق بن يسار وغي ذلك وأبو عنبة الجازي وسليمان بن سيف وسليمان بن وهب الوزير ف حبس الوفق وشعبة بن بكار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪51‬‬

‫يروى عن أب عاصم النبيل وممد بن صال بن عبدالرحن الناطي ويلقب بكحلة وهو من تلميذ يي بن معي وممد بن عبدالوهاب الفراء وممد بن عبيد النادي وممد بن عوف المصي‬
‫وأبو معشر النجم‬
‫واسه جعفر بن ممد البلخي أستاذ عصره ف صناعة التنجيم وله فيه التصانيف الشهورة كالدخل والزيج واللوف وغيها وتكلم على ما يتعلق بالتيسي والحكام قال ابن خلكان وله‬
‫إصابات عجيبة منها أن بعض اللوك تطلب رجل وأراد قتله فذهب ذلك الرجل فاختفى وخاف من أب معشر أن يدل عليه بصنعة التنجيم فعمد إل طست فمله دماء ووضع أسفله هاونا‬
‫وجلس على ذلك الاون فاستدعى اللك أبا معشر وأمره أن يظهر هذا الرجل فضرب رمله وحرره ث قال هذا عجيب جدا هذا الرجل جالس على جبل من ذهب ف وسط بر من دم وليس‬
‫هذا ف الدنيا ث أعاد الضرب فوجده كذلك فتعجب اللك من ذلك ونادى ف البلد ف أمان ذلك الرجل الذكور فلما مثل بي يدي اللك سأله أين اختفى فأخبه بأمره فتعجب الناس من‬
‫ذلك والظاهر أن الذي نسب إل جعفر بن ممد الصادق من علم الرجز والطرف واختلج العضاء إنا هو منسوب إل جعفر ابن أب معشر هذا وليس بالصادق وإنا يغلطون وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعي ومائتي‬
‫فيها وقع بي إسحاق بن كنداج نائب الوصل وبي صاحبه ابن أب الساج نائب قنسرين وغيها بعدما كانا متفقي وكاتب ابن أب الساج خارويه صاحب مصر وخطب له ببلده وقدم خارويه‬
‫إل الشام فاجتمع به ابن أب الساج ث سار إل إسحاق بن كنداج فتواقعا فانزم كنداج وهرب إل قلعة ماردين فجاء فحاصره با ث ظهر أمر ابن أب الساج واستحوذ على الوصل والزيرة‬
‫وغيها وخطب با لمارويه واستفحل أمره جدا وفيها قبض الوفق على لؤلؤ غلم ابن طولون وصادره بأربعمائة ألف دينار وسجنه فكان يقول ليس ل ذنب إل كثرة مال ث أخرج بعد ذلك‬
‫من السجن وهو فقي ذليل فعاد إل مصر ف أيام هارون بن خارويه ومعه غلم واحد فدخلها على برذون وهذا جزاء من كفر نعمة سيده وفيها عدا أولد ملك الروم على ابيهم فقتلوه‬
‫وملكوا أحد أولده وفيها كانت وفاة ممد بن عبدالرحن بن الكم الموي صاحب الندلس عن خس وستي سنة وكانت وليته أربعا وثلثي سنة وأحد عشر شهرا وكان أبيض مشربا‬
‫بمرة ربعة أوقص يضب بالناء والكتم وكان عاقل لبيبا يدرك الشياء الشتبهة وخلف ثلثا وثلثي ذكرا وقام بالمر بعده ولده النذر فأحسن إل الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪52‬‬

‫وأحبوه وفيها كانت وفاة خلف بن أحد بن خالد‬


‫الذي كان أمي خرسان ف حبس العتمد وهذا الرجل هو الذي أخرج البخارى ممد بن إساعيل من بارى وطرده عنها فدعا عليه البخارى فلم يفلح بعدها ول يبق ف المرة إل أقل من شهر‬
‫حت احتيط عليه وعلى أمواله وأركب حارا ونودي عليه ف بلده ث سجن من ذلك الي فمكث ف السجن حت مات ف هذه السنة وهذا جزاء من تعرض لهل الديث والسنة ومن توف‬
‫فيها أيضا إسحاق بن يسار وحنبل بن إسحاق عم المام أحد بن حنبل وهو أحد الرواة الشهورين عنه على أنه قداتم ف بعض ما يرويه ويكيه وأبو أمية الطرسوسي وأبو الفتح بن شخرف‬
‫أحد مشايخ الصوفية وذوي الحوال والكرامات والكلمات النافعات وقد وهم ابن الثي ف قوله ف كامله إن أبا داود صاحب السنن توف ف هذه السنة وإنا توف سنة خس وسبعي كما‬
‫سيأت وفيها توف‬
‫ابن ماجة القزوين‬
‫صاحب السنن وهو أبو عبدال ممد بن يزيد بن ماجة صاحب كتاب السنن الشهورة وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلعه واتباعه للسنة ف الصول والفروع ويشتمل على اثني‬
‫وثلثي كتابا وألف وخسمائة باب وعلى أربعة آلف حديث كلها جياد سوى اليسية وقد حكى عن أب زرعة الرازي أنه انتقد منها بضعة عشر حديثا ربا يقال إنا موضوعة أو منكرة جدا‬
‫ولبن ماجة تفسي حافل وتاريخ كامل من لدن الصحابة إل وعصره وقال أبو يعلى الليل بن عبدال الليلي القزوين أبو عبدال بن ممد بن يزيد بن ماجة ويعرف يزيد باجة مول ربيعة‬
‫كان عالا بذا الشأن صاحب تصانيف منها التاريخ والسنن ارتل إل العراقي ومصر والشام ث ذكر طرفا من مشايه وقد ترجناهم ف كتابنا التكميل ول المد والنة قال وقد روى عنه‬
‫الكبار القدماء إبن سيبويه وممد بن عيسى الصفار واسحاق بن ممد وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان وجدي أحد بن إبراهيم أخبنا وسليمان بن يزيد وقال غيه كانت وفاة ابن ماجة يوم‬
‫الثني ودفن يوم الثلء لثمان بقي من رمضان سنة ثلث وسبعي ومائتي عن أربع وستي سنة وصلى عليه أخوه أبو بكر وتول دفنه مع أخيه الخر أب عبدال وابنه عبدال بن ممد بن يزيد‬
‫رحه ال‬
‫ث دخلت سنة أربع وسبعي ومائتي فيها نشبت الرب بي أب أحد الوفق وبي عمرو بن الليث بفارس فقصده أبو أحد فهرب منه عمرو بن بلد إل بلد وتتبعه ول يقع بينهما قتال ول‬
‫مواجهة وقد تيز إل الوفق مقدم جيش عمرو بن الليث وهو أبو طلحة شركب المال ث أراد العود فقبض عليه الوفق وأباح ماله لولده أب العباس العتضد وذلك بالقرب من شياز وفيها‬
‫غزا يازمان الادم نائب طرسوس بلد الروم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪53‬‬

‫فأوغل فيها فقتل وغنم وسلم وفيها دخل صديق الفرغان سامرا فنهب دور النجار با وكر راجعا وقد كان هذا الرجل من يرس الطرقات فترك ذلك وأقبل يقطع الطرقات وضعف الند‬
‫بسامرا عن مقاومته وفيها توف من العيان إبراهيم بن أحد بن يي أبو إسحاق قال ابن الوزي ف النتظم كان حافظا فاضل روى عن حرملة وغيه وتوف ف جادى الخرة من هذه السنة‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن زياد أبو يعقوب القرى توف ف ربيع الول منها أيوب بن سليمان بن داود الصفدي يروى عن آدم بن إياس وعن ابن صاعد وابن السماك وكان ثقة توف ف رمضان‬
‫منها السن بن مكرم بن حسان بن علي البزار ويروى عن عفان وأب النضر ويزيد بن هارون وغيهم وعنه الحاملي وابن ملد والبخاري وكان ثقة توف رمضان منها عن ثلث وسبعي سنة‬
‫خلف بن ممد بن عيسى أبو السي الواسطي اللقب بكردوس يروى عن يزيد بن هارون وغيه وعنه الحاملي وابن ملد قال ابن أب حات صدوق وقال الدارقطن ثقة توف ف ذي الجة‬
‫منها وقد نيف عن الثماني عبدال بن روح بن عبيدال بن أب ممد الدائن العروف بعيد روس يروى عن شبابة ويزيد بن هارون وعنه الحاملي وابن السماك وأبو بكر الشافعي وكان من‬
‫الثقات توف ف جادى الخرة منها عبدال بن أب سعيد أبو ممد الوراق أصله من بلخ وسكن بغداد وروى الديث عن شريح بن يونس وعفان وعلي بن العد وغيهم وعنه ابن أب الدنيا‬
‫والبغوي والحاملي وكان ثقة صاحب أخبار وآداب وملح وتوف بواسط ف جادى الخرة منها عن سبع وسبعي سنة ممد بن إساعيل بن زياد أبو عبدال وقيل أبو بكر الدولب سع أبا‬
‫النضر وأبا اليمان وأبا مسهر وعنه أبو السي النادى وممد بن ملد وابن السماك وكان ثقة ث دخلت سنة خس وسبعي ومائتي ف الحرم منها وقع اللف بي أب الساج وبي خارويه‬
‫فاقتتل عند ثنية العقاب شرقي دمشق فقهر خارويه لبن أب الساج وانزم وكانت له حواصل بمص فبعث خارويه من سبقه إليها فأخذها ومنع منه حص فذهب إل حلب فمنعه خارويه‬
‫فسار إل الرقة فاتبعه فذهب إل الوصل ث انزم منها خوفا من خارويه ووصل خارويه إليها واتذ با سريرا طويل القوائم فكان يلس عليه ف الفرات فعند ذلك طمع فيه ابن كنداج فسار‬
‫وراءه ليظفر بشيء فلم يقدر وقد التقيا ف بعض اليام فصب له ابن أب الساج صبا عظيما فسلم وانصرف إل الوفق ببغداد فأكرمه وخلع عليه واستصحبه معه إل البل ورجع إسحاق بن‬
‫كنداج إل ديار بكر من الزيرة وفيها ف شوال منها سجن أبو أحد الوفق ولده أبا العباس العتضد ف دار المارة وكان سبب ذلك أنه أمره بالسي إل بعض الوجوه فامتنع أن يسي إل إل‬
‫الشام الت وله إياها عمه العتضد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪54‬‬

‫وأمر بسجنه فثارت المراء واختطبت بغداد فركب الوفق إل بغداد وقال للناس أتظنون أنكم على ولدي أشفق من فسكن الناس عند ذلك ث أفرج عنه وفيها سار رافع إل ممد بن زيد‬
‫العلوي فأخذ منه مدينة جرجان فهرب إل استراباذ فحصره با سني فغل با السعر حت بيع اللح با وزن درهم بدرهي فهرب منهن ليل إل سارية فأذخ منها رافع بلدا كثية بعد ذلك ف‬
‫مدة متطاولة وف الحرم منها أوف صفر كانت وفاة النذر بن ممد بن عبدالرحن الموي صاحب الندلس عن ست وأربعي سنة وكانت وليته سنة وأحد عشر يوما وكان أسر طويل بوجهه‬
‫أثر جدري جوادا مدحا يب الشعراء ويصلهم بال كثي ث قام بالمر من بعده أخوه ممد فامتلت بلد الندلس ف أيامه فتنا وشرا حت هلك كما سيأت وفيها توف من العيان أبو بكر أحد‬
‫بن ممد الجاج الروزي صاحب المام أحد كان من الذكياء كان أحد يقدمه على جيع أصحابه ويأنس به ويبعثه ف الاجة ويقول له قل ما شئت وهو الذي أغمض المام أحد وكان فيمن‬
‫غسله وقد نقل عن أحد مسائل كثية ووحصلت له رفعة عظيمة مع أحد حي طلب إل سامرا ووصل بمسي ألفا فلم يقبلها أحد بن ممد بن غالب بن خالد بن مرداس أبو عبدال الباهلي‬
‫البصري العروف بغلم خليل سكن بغداد روى عن سليمان ابن داود الشاذكون وشيبان بن فروخ وقرة بن حبيب وغيهم وعنه ابن السماك وابن ملد وغيها وقد أنكر عليه أبو حات‬
‫وغيه أحاديث رواها منكرة عن شيوخ مهولي قال أبو حات ول يكن من يفتعل الديث كان رجل صالا وكذبه أبو داود وغي واحد وروى ابن عدي عنه أنه اعترف بوضع الديث ليقق‬
‫به قلوب الناس وكان عابدا زاهدا يقتات الباقلء الصرف وحي مات أغلقت أسواق بغداد وحضر الناس جنازته والصلة عليه ث جعل ف زورق وشيع إل البصرة فدفن با ف رجب من هذه‬
‫السنة وأحد بن ملعب روى عن يي بن معي وغيه وكان ثقة دينا عالا فاضل انتشر به كثي من الديث وأبو سعيد السن بن السي بن عبدال بن السكري النحوي اللغوي صاحب‬
‫التصانيف واسحاق بن إبراهيم بن هانئ أبو يعقوب النيسابوري كان من أخصاء أصحاب المام أحد وعنده اختفى أحد ف زمن الحنة وعبدال بن يعقوب بن إسحاق التميمي العطار الوصلي‬
‫قال ابن الثي كان كثي الديث معدل عند الكام ويي بن أب طالب وأبو داود السجستان صاحب السنن اسه سليمان بن الشعث بن إسحاق بن بشي بن شداد بن يي بن عمران أبو‬
‫داود السجستان أحد أئمة الديث الرحالي إل الفاق ف طلبه جع وصنف وخرج وألف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪55‬‬

‫وسع الكثي عن مشايخ البلدان ف الشام ومصر والزيرة والعراق وخراسان وغي ذلك وله السنن الشهورة التداولة بي العلماء الت قال فيها أبو حامد الغزال يكفي الجتهد معرفتها من‬
‫الحاديث النبوية حدث عنه جاعة منهم ابنه أبو بكر عبدال وأبو عبدالرحن النسائي وأحد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه ف الدنيا سكن أبو داود البصرة وقدم بغداد غي مرة‬
‫وحدث بكتاب السنن با ويقال إنه صنفه با وعرضه على المام أحد فاستجاده واستسحنه وقال الطيب حدثن أبو بكر ممد بن علي ابن إبراهيم القاري الدينوري من لفظه قال سعت أبا‬
‫السي ممد بن عبدال بن السن القرصي قال سعت أبا بكر بن داسه يقول سعت أبا داود يقول كتبت عن رسول ال ( ص ) خسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن‬
‫جعت فيه أربعة آلف حديث وثانائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي النسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث قوله عليه السلم ( إنا العمال بالنيات ) الثان قوله ( من‬
‫حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ) الثالث قوله ( ل يكون الؤمن مؤمنا حت يرضى لخيه ما يرضاه لنفسه ) الرابع قوله ( اللل بي والرام بي وبي ذلك أمور مشتبهات ) وحدثت عن‬
‫عبدالعزيز بن جعفر النبلي أن أبا بكر اللل قال أبو داود سليمان بن الشعث السجستان المام القدم ف زمانه رجل ل يسبقه إل معرفة تريج العلوم وبصره بواضعها أحد من أهل زمانه‬
‫رجل ورع مقدم قد سع منه أحد بن حنبل حديثا واحد كان أبو داود يذكره وكان أبو بكر الصبهان وأبو بكر بن صدقة يرفعان قدره ويذكرانه با ل يذكران أحدا ف زمانه بثله قلت‬
‫الديث الذي كتبه عنه وسعه منه المام أحد بن حنبل هو ما رواه أبو داود من حديث حاد بن سلمة عن أب معشر الدارمي عن أبيه ( أن رسول ال ( ص ) سئل عن العتية فحسنها ) وقال‬
‫إبراهيم الرب وغيه ألي لب داود الديث كما ألي لداود الديد وقال غيه كان أحد حفاظ السلم للحديث وعلله وسنده وكان ف أعل درجة النسك والعفاف والصلح والورع من‬
‫فرسان الديث وقال غيه كان ابن مسعود يشبه بالنب ( ص ) ف هديه ودله وسته وكان علقمة يشبهه وكان إبراهيم يشبه علقمة وكان منصور يشبه إبراهيم وكان سفيان يشبه منصور‬
‫وكان وكيع يشبه سفيان وكان أحد يشبه وكيعا وكان أبو داود يشبه أحد بن حنبل وقال ممد ابن بكر بن عبدالرزاق كان لب داود كم واسع وكم ضيق فقيل له ما هذا يرحك ال فقال‬
‫هذا الوساع للكتب والخر ل يتاج إليه وقد كان مولد أب داود ف سنة ثنتي ومائتي وتوف بالبصرة يوم المعة لربع عشرة بقيت من شوال سنة خس وسبعي ومائتي عن ثلث وسبعي‬
‫سنة ودفن إل جانب قب سفيان الثوري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪56‬‬

‫وقد ذكرنا ترجته ف التكميل وذكرنا ثناء الئمة عليه وفيها توف ممد بن إسحاق بن إبراهيم بن العنبس الضميي الشاعر كان دينا كثي اللح وكان هجاء ومن جيد شعره قوله ‪ ...‬كم عليل‬
‫‪ ...‬عاش من بعد يأس ‪ ...‬بعد موت الطبيب والعواد ‪ ...‬قد تصاد القطا فتنجو سريعا ‪ ...‬ويل البلء بالصياد‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعي ومائتي ف الحرم منها أعيد عمرو بن الليث إل شرطة بغداد وكتب اسه على الفرش والقاعد والستور ث أسقط اسه عن ذلك وعزل وول عبيدال بن طاهر‬
‫وفيها ول الوفق لبن أب الساج نيابة أذربيجان وفيها قصد هارون الشاري الارجي مدينة الوصل فنل شرقيها فحاصرها فخرج إليه أهلها فاستأمنوه فأمنهم ورجع عنهم وفيها حج بالناس‬
‫هارون بن ممد العباسي أمي الرمي والطائف ولا رجع حجاج اليمن نزلوا ف بعض الماكن فجاءهم سيل ل يشعروا به فغرقهم كلهم ل يفلت منهم أحد فإنا ل وإنا إليه راجعون وذكر ابن‬
‫الوزي ف منتظمه وابن الثي ف كاملة أن ف هذه السنة انفرج تل بنهر الصلة ف أرض البصرة يعرف بتل بن شقيق عن سبعة أقب ف مثل الوض وفيها سبعة أبدان صحيحة أجسادهم‬
‫وأكفانم يفوح منهم ريح السك أحدهم شاب وله جة وعلى شفته بلل كأنه قد شرب ماء الن وكأن عينيه مكحلتان وبه ضربة ف خاصرته وأراد أحدهم أن يأخذ من شعره شيئا فإذا هو‬
‫قوي الشعر كأنه حي فتركوا على حالم ومن توف فيها من العيان أحد بن حازم بن أب عزرة الافظ صاحب السند الشهور له حديث كثي وروايته عالية وفيها توف‬
‫بقي بن ملد أبو عبدالرحن الندلسي الافظ الكبي له السند البوب على الفقه روى فيه عن ألف وستمائة صحاب وقد فضله ابن حزم على مسند المام أحد بن حنبل وعندي ف ذلك نظر‬
‫والظاهر أن مسند أحد أجود منه وأجع وقد رحل بقي إل العراق فسمع من المام أحد وغيه من أئمة الديث بالعراق وغيها يزيدون على الائتي بأربعة وثلثي شيخا وله تصانيف أخر‬
‫وكان مع ذلك رجل صالا عابدا زاهدا ماب الدعوة جاءته امرأة فقالت إن ابن قد أسرته الفرنج وإن ل أنام الليل من شوقي إليه ول دويرة أريد أن أبيعها لستفكه فان رأيت أن تشر على‬
‫أحد يأخذها لسعى ف فكاكه بثمنها فليس يقر ل ليل ول نار ول أجد نوما ول صبا ول قرارا ول راحة فقال نعم انصرف حت أنظر ف ذلك إن شاء ال وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪57‬‬

‫ال عز وجل لولدها باللص من أيدي الفرنج فذهبت الرأة فما كان إل قليل حت جاءت الشيخ وابنها معها فقالت اسع خبه يرحك ال فقال كيف كان أمرك فقال إن كنت فيمن ندم‬
‫اللك ونن ف القيود فبينما أنا ذات يوم أمشي إذ سقط القيد من رجلي فأقبل على الوكل ب فشتمن وقال ل أزلت القيد من رجليك فقلت ل وال ما شعرت به ولكنه سقط ول أشعر به‬
‫فجاؤا بالداد فأعادوه وأجادوه وشدوا مسماره وأبدوه ث قمت فسقط أيضا فأعادوه وأكدوه فسقط أيضا فسألوا رهبانم عن سبب ذلك فقالوا له والدة فقلت نعم فقالوا إنا قد دعت لك‬
‫وقد استجيب دعاؤها أطلقوه فأطلقون وخفرون حت وصلت إل بلد السلم فسأله بقي بن ملد عن الساعة الت سقط فيها القيد من رجله فإذا هي الساعة الت دعا فيها ال له ففرج عنه‬
‫صاعد بن ملد الكاتب كان كثي الصدقة والصلة وقد أثن عليه أبو الفرج بن الوزي وتكلم فيه ابن الثي ف كامله وذكر أنه كان فيه تيه وحق وقد يكن المع بي القولي والصفتي ابن‬
‫قتيبة وهو عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري ث البغدادي أحد العلماء والدباء والفاظ الذكياء وقد تقدمت ترجته وكان ثقة نبيل وكان أهل العلم يتهمون من ل يكن ف منله شيء من‬
‫تصانيفه وكان سبب وفاته أنه أكل لقمة من هريسة فإذا هي حارة فصاح صيحة شديدة ث أغمي عليه إل وقت الظهر ث أفاق ث ل يزل يشهد أن ل إله إل ال إل أن مات وقت السحر أول‬
‫ليلة من رجب من هذه السنة وقيل إنه توف ف سنة سبعي ومائتي والصحيح ف هذه السنة عبداللك بن ممد بن عبدال أبو قلبة الرياشي أحد الفاظ كان يكن بأب ممد ولكن غلب عليه‬
‫لقب أبو قلبة سع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبا داود الطيالسي وغيهم وعنه ابن صاعد والحاملي والبخاري وأبو بكر الشافعي وغيهم وكان صدوقا عابدا يصلي ف كل يوم‬
‫اربعمائة ركعة وروى من حفظه ستي ألف حديث غلط ف بعضها على سبيل العمد كان وفاته ف شوال من هذه السنة عن ست وثاني سنة وممد بن أحد بن أب العوام وممد بن إساعيل‬
‫الصايغ ويزيد بن عبدالصمد وأبو الرداد الؤذن وهو عبدال بن عبدالسلم بن عبيد الرداد الؤذن صاحب القياس بصر الذي هو مسلم إليه وإل ذريته إل يومنا هذا قاله ابن خلكان وال‬
‫أعلم ث دخلت سنة سبع وسبعي ومائتي فيها خطب يازمان نائب طرسوس لمارويه وذلك أنه هاداه بذهب كثي وتف هائلة وفيها قدم جاعة من أصحاب خارويه إل بغداد وفيها ول الطال‬
‫ببغداد يوسف بن يعقوب ونودي ف الناس من كانت له مظلمة ولو عند المي الناصر لدين ال الوفق أو عند أحد من الناس فليحضر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪58‬‬

‫وسار الناس سية حسنة وأظهر صرامة ل ير مثلها وحج بالناس المي التقدم ذكره قبل ذلك وفيها توف من العيان إبراهيم بن صرا إسحاق بن أب العيني وأبو إسحاق الكوف قاضي بغداد‬
‫بعد ابن ساعة سع معلى بن عبيد وغيه وحدث عنه ابن أي الدنيا وغيه توف عن ثلث وتسعي سنة وكان ثقة فاضل دينا صالا أحد بن عيسى‬
‫أبو سعيد الراز أحد مشاهي الصوفية بالعبادة والجاهدة والورع والراقبة وله تصانيف ف ذلك وله كرامات وأحوال وصب على الشدائد وروى عن إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن‬
‫أدهم وغيه وعنه على بن ممد الصري وجاعة ومن جيد كلمه إذا بكت أعي الائفي فقد كاتبوا ال بدموعهم وقال العافية تستر الب والفاجر فإذا نزل البلء تبي عنده الرجال وقال كل‬
‫باطن يالفه ظاهر فهو باطل وقال الشتغال بوقت ماض تضييع وقت حاضر وقال ذنوب القربي حسنات البرار وقال الرضا قبل القضاء تفويض والرضا مع القضاء تسليم وقد روى البيهقي‬
‫بسنده إليه أنه سئل عن قول النب ( ص ) ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ) فقال يا عجبا لن ل ير مسنا غي ال كيف ل ييل إليه بكليته قلت وهذا الديث ليس بصحيح ولكن‬
‫كلمه عليه من أحسن ما يكون وقال ابنه سعيد طلبت من أب فضة فقال يا بن اصب فلو أحب أبوك أن يركب اللوك إل بابه ما تأبوا عليه وروى ابن عساكر عنه قال أصابن مرة جوع‬
‫شديد فهممت أن أسأل ال طعاما فقلت هذا يناف التوكل فهممت أن أسأله صبا فهتف ب هاتف يقول‬
‫ويزعم أنه منا قريب ‪ ...‬وأنا ل نضيع من أتانا ‪ ...‬ويسألنا القرى جهدا وصبا ‪ ...‬كأنا ل نراه ول يرانا ‪ ...‬قال فقمت ومشيت فراسخ بل زاد وقال الحب يتعلل إل مبوبه بكل شيء ‪...‬‬
‫ول يتسلى عنه بشيء يتبع آثاره ول يدع استخباره ث أنشد ‪ ...‬أسائلكم عنها قهل من مب ‪ ...‬فمال بنعمى بعد مكة ل علم ‪ ...‬فلو كنت أدري أين خيم أهلها ‪ ...‬وأي بلد ال إذ ظعنوا‬
‫أموا ‪ ...‬إذا لسلكنا الريح خلفها ‪ ...‬ولو أصبحت نعمى ومن دونا النجم ‪ ...‬وكانت وفاته ف هذه السنة وقيل ف سنة سبع وأربعي وقيل ف سنة ست وثاني والول أصح وفيها توف‬
‫عيسى بن عبدال بن سنان بن ذكويه بن موسى الطيالسي الافظ تلقب رعاب سع عفان ابا نعيم وعنه أبو بكر الشافعي وغيه ووثقه الدارقطن كانت وفاته ف شوال منها عن أربع وثاني‬
‫سنة وفيها توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪59‬‬


‫أبو حات الرازي‬
‫ممد بن إدريس بن النذر بن داود بن مهران أبو حات النظلي الرازي أحد أئمة الفاظ الثبات العارفي بعلل الديث والرح والتعديل وهو قرين أب زرعة رحهما ال سع الكثي وطاف‬
‫القطار والمصار وروى عن خلق من الكبار وعنه خلق منهم الربيع بن سليمان ويونس بن عبد العل وها أكب منه وقدم بغداد وحدث با وروى عنه من أهلها أبراهيم الرب وابن أب‬
‫الدنيا والحاملي وغيهم قال لبنه عبدالرحن يا بن مشيت على قدمي ف طلب الديث أكثر من ألف فرسخ وذكر أنه ل يكن له شيء ينفق عليه ف بعض الحيان وأنه مكث ثلثا ل يأكل‬
‫شيئا حت استقرض من بعض أصحابه نصف دينار وقد أثن عليه غي واحد من العلماء والفقهاء وكان يتحدى من حضر عنده من الفاظ وغيهم ويقول من أغرب علي بديث واحد صحيح‬
‫فله علي درهم أتصدق به قال ومرادي أسع ما ليس عندي فلم يأت أحد بشيء من ذلك وكان ف جلة من حضر ذلك أبو زرعة الرازي كانت وفاة ابن أب حات ف شعبان من هذه السنة‬
‫ممد بن السن بن موسى بن السن أبو جعفر الكوف الراز العروف بالندي له مسند كبي روى عن عبيد ال بن موسى والقعنب وأب نعيم وغيهم وعنه ابن صاعد والحاملي وابن‬
‫السماك كان ثقة صدوقا ممد بن سعدان أبو جعفر الرازي سع من أكثر من خسمائة شيخ ولكن ل يدث إل باليسي توف ف شعبان منها قال ابن الوزي وهم ممد بن سعدان البزار عن‬
‫القعنب وهو غي مشهور وممد بن سعدان النحوي مشهور توف ف سنة إحدى ومائتي قال ابن الثي ف كامله وفيها توف‬
‫يعقوب بن سفيان بن حران‬
‫المام الفسوي وكان يتشيع ويعقوب بن يوسف بن معقل الموي مولهم والد أب العباس أحد بن الصم وفيها ماتت عريب الغنية الأمونية قيل إنا ابنة جعفر بن يي البمكي فأما يعقوب‬
‫بن سفيان بن حران فهو أبو يوسف بن أب معاوية الفارسي الفسوي سع الديث الكثي وروى عن أكثر من ألف شيخ من الثقات منهم هشام بن عمار ودحيم وأبو الجاهر وسليمان بن‬
‫عبدالرحن الدمشقي وسعيد بن منصور وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم وسليمان بن حرب وممد بن كثي وعبيدال بن موسى والقعنب روى عنه النسائي ف سننه وأبو بكر بن أب داود‬
‫والسن بن سفيان وابن خراش وابن خزية وأبو عوانة السفرايين وغيهم وصنف كتاب التاريخ والعرفة وغيه من الكتب الفيدة وقد رحل ف طلب الديث إل البلدان النائية وتغرب عن‬
‫وطنه نو ثلثي سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪60‬‬

‫وروى ابن عساكر عنه قال كنت أكتب ف الليل على ضوء السراج ف زمن الرحلة فبينا أنا ذات ليلة إذ وقع شيء على بصري فلم أبصر معه السراج فجعلت أبكي على ما فاتن من ذهاب‬
‫بصري وما يفوتن بسبب ذلك من كتابة الديث وما أنا فيه من الغربة ث غلبتن عين فنمت فرأيت رسول ال ( ص ) فقال ما لك فشكوت إليه ما أنا فيه من الغربة وما فاتن من كتابة السنة‬
‫فقال ( أدن من فدنوت منه فجعل يده على عين وجعل كأنه يقرأ شيئا من القرآن ) ث استيقظت فأبصرت وجلست أسبح ال وقد أثن عليه أبو زرعة الدمشقي والاكم أبو عبدال‬
‫النيسابوري وقال هو إمام أهل الديث بفارس وقدم نيسابور وسع منه مشاينا وقدنسبه بعضهم إل التشيع وذكر ابن عساكر أن يعقوب بن الليث صاحب فارس بلغه عنه أنه يتكلم ف‬
‫عثمان بن عفان فأمر بإحضاره فقال له وزيره أيها المي إنه ل يتكلم ف شيخنا عثمان بن عفان السجزي إنا يتكلم ف عثمان بن عفان الصحاب فقال دعوه ما ل وللصحاب إن إنا حسبته‬
‫يتكلم ف شيخنا عثمان بن عفان السجزي قلت وما أظن هذا صحيحا عن يعقوب بن سفيان فإنه إمام مدث كبي القدر وقد كانت وفاته قبل أب حات بشهر ف رجب منها بالبصرة رحه ال‬
‫وقد رآه بعضهم ف النام فقال ما فعل بك ربك فقال غفر ل وأمرن أن أملي الديث ف السماء كما كنت أمليه ف الرض فجلست للملء ف السماء الرابعة وجلس حول جاعة من اللئكة‬
‫منهم جبيل يكتبون ما أمليه من الديث بأقلم الذهب‬
‫عريب الأمونية‬
‫فقد ترجها ابن عساكر ف تاريه وحكى عن بعضهم أنا ابنة جعفر البمكي سرقت وهي صغية عند ذهاب دولة البامكة وبيعت فاشتراها الأمون بن الرشيد ث روى عن حاد بن إسحاق عن‬
‫أبيه أنه قال ما رأيت قط امرأة أحسن وجها منها ول أكثر أدبا ول أحسن غناء وضربا وشعرا ولعبا بالشطرنج والنرد منها وما تشاء أن تد خصلة ظريفة بارعة ف امرأة إل وجدتا فيها وقد‬
‫كانت شاعرة مطيقة بليغة فصيحة وكان الأمون يتعشقها ث أحبها بعده العتصم وكانت هي تعشق رجل يقال له ممد بن حاد وربا أدخلته إليها ف دار اللفة قبحها ال على ما ذكره ابن‬
‫عساكر عنها ث عشقت صالا النذري وتزوجته سرا وكانت تقول فيه الشعر وربا ذكرته ف شعرها بي يدي التوكل وهو ل يشعر فيمن هو فتضحك جواريه من ذلك فيقول يا سحاقات‬
‫هذا خي من عملكن وقد أورد ابن عساكر شيئا كثيا من شعرها فمن ذلك قولا لا دخلت على التوكل تعوده من حى أصابته فقالت ‪ ...‬أتون فقالوا بالليفة علة ‪ ...‬فقلت ونار الشوق‬
‫توقد ف صدري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪61‬‬

‫أل ليت ب حى الليفة جعفر ‪ ...‬فكانت ب المى وكان له أجري ‪ ...‬كفى ب حزن أن قيل حم فلم أمت ‪ ...‬من الزن إن بعد هذا لذو صبى ‪ ...‬جعلت فدا للخليفة جعفر ‪ ...‬وذاك قليل‬
‫للخليفة من شكري ‪ ...‬ولا عوف دخلت عليه فغنته من قيلها ‪ ...‬شكرا لنعم من عافاك من سقم ‪ ...‬دمت العافاة من اللم والسقم ‪ ...‬عادت ببئك لليام بجتها ‪ ...‬واهتز نبت رياض‬
‫الود والكرم ‪ ...‬ما قام للدين بعد اليوم من ملك ‪ ...‬أعف منك ول أرعى إل الذمم ‪ ...‬فعمر ال فينا جعفرا ونفى ‪ ...‬بنور وجنته عنا دجى الظلم ‪ ...‬ولا ف عافيته أيضا ‪ ...‬حدنا الذي‬
‫عاف الليفة جعفرا ‪ ...‬على رغم أشياخ الضللة والكفر ‪ ...‬وما كان إل مثل بدر أصابه ‪ ...‬كسوف قليل ث أجلي عن البدر ‪ ...‬سلمته للدين عز وقوة ‪ ...‬وعلته للدين قاصمة الظهر ‪...‬‬
‫مرضت فأمرضت البية كلها ‪ ...‬وأظلمت المصار من شدة الذعر ‪ ...‬فلما استبان الناس منك إفاقة ‪ ...‬أفاقوا وكانوا كالنيان على المر ‪ ...‬سلمة دنيانا سلمة جعفر ‪ ...‬فدام معافا سالا‬
‫آخر الدهر ‪ ...‬إمام أعم الناس بالفضل والندا ‪ ...‬قريبا التقوى بعيدا من الوزر ‪ ...‬ولا أشعار كثية رائعة ومولدها ف سنة إحدى وثاني ومائة وماتت ف سنة سبع وسبعي ومائتي بسر من‬
‫رأى ولا ست وتسعون سنة‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعي ومائتي‬
‫قال ابن الوزي ف الحرم منها طلع نم ذو جة ث صارت المة ذؤابة قال وف هذه السنة غار ماء النيل وهذا شيء ل يعهد مثله ول بلغنا ف الخبار السالفة فغلت السعار بسبب ذلك جدا‬
‫وفيها خلع على عبد ال بن سليمان بالوزارة وف الحرم منها قدم الوفق من الغزو فتلقاه الناس إل النهروان فدخل بغداد وهو مريض بالنقرس فاستمر ف داره ف أوائل صفر ومات بعد أيام‬
‫قال وفيها تركت القرامطة وهم فرقة من الزنادقة اللحدة أتباع الفلسفة من الفرس الذين يعتقدون نبوة زرادشت ومردك وكانا يبيحان الحرمات ث هم بعد ذلك أتباع كل ناعق إل باطل‬
‫وأكثر ما يفسدون من جهة الرافضة ويدخلون إل الباطل من جهتهم لنم أقل الناس عقول ويقال لم الساعيلية لنتسابم إل إساعيل العرج بن جعفر الصادق ويقال لا القرامطة قيل نسبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪62‬‬

‫إل قرمط بن الشعث البقار وقيل إن رئيسهم كان ف أول دعوته يأمر من اتبعه بمسي صلة ف كل يوم وليلة ليشغلهم بذلك عما يريد تدبيه من الكيدة ث اتذ نقباء اثن عشر وأسس‬
‫لتباعه دعوة ومسلكا يسلكونه ودعا إل إمام أهل البيت ويقال لم الباطنية لنم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر الحض والرمية والبابكية نسبة إل بابك الرمي الذي ظهر ف أيام العتصم‬
‫وقتل كما تقدم ويقال لم الحمرة نسبة إل صبغ المرة شعارا مضاهاة لبن العباس ومالفة لم لن بن العباس يلبسون السواد ويقال لم التعليمية نسبة إل التعلم من المام العصوم وترك‬
‫الرأي ومقتضى العقل ويقال لم السبعية نسبة إل القول بأن الكواكب السبعة التحيزة السائرة مدبرة لذا العال فيما يزعمون لعنهم ال وهي القمر ف الول وعطارد ف الثانية والزهرة ف‬
‫الثالثة والشمس ف الرابعة والريخ ف الامسة والشتري ف السادسة وزحل ف السابعة قال ابن الوزي وقد بقي من البابكية جاعة يقال إنم يتمعون ف كل سنة ليلة هم ونساؤهم ث يطفئون‬
‫الصباح وينتهبون النساء فمن وقعت يده ف امرأة حلت له ويقولون هذا اصطياد مباح لعنهم ال وقد ذكر ابن الوزي تفصيل قوهم وبسطه وقد سبقه إل ذلك أبو بكر الباقلن التكلم‬
‫الشهور ف كتابه ( هتك الستار وكشف السرار ) ف الرد على الباطنية ورد على كتابم الذي جعه بعض قضاتم بديار مصر ف أيام الفاطميي الذي ساه ( البلغ العظم والناموس الكب )‬
‫وجعله ست عشرة درجة أول درجة أن يدعو من يتمع به أول إن كان من أهل السنة إل القول بتفضيل على علي عثمان بن عفان ث ينتقل به إذا وافقه على ذلك إل تفضيل علي على‬
‫الشيخي أب بكر وعمر ث يترقى به إل سبهما لنما ظلما عليا وأهل البيت ث يترقى به إل تهيل المة وتطئتها ف موافقة أكثرهم على ذلك ث يشرع ف القدح ف دين السلم من حيث هو‬
‫وقد ذكر لخاطبته لن يريد أن ياطبه بذلك شبها وضللت ل تروج إل على كل غب جاهل شقي كما قال تعال والسماء ذات البك إنكم لفي قول متلف يؤفك عنه من أفك أي يضل به‬
‫من هو ضال وقال فأنكم وما نعبدون ما أنتم عليه بفاتني إل من هو صال الحيم وقال وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا ولو‬
‫شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليضوه وليقترفوا ما هم مقترفون إل غي ذلك من اليات الت تتضمن أن الباطل والهل والضلل‬
‫والعاصي ل ينقاد لا إل شرار الناس كما قال الشعراء ‪ ...‬إن هو مستحوذ على أحد ‪ ...‬إل على أضعف الجاني ‪ ...‬ث بعد هذا كله لم مقامات ف الكفر والزندقة والسخافة ما ينبغي‬
‫لضعيف العقل والدين أن ينه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪63‬‬

‫نفسه عنه إذا تصوره وهو ما فتحه إبليس عليهم من أنواع الكفر وأنواع الهالت وربا أفاد إبليس بعضهم أشياء ل يكن يعرفها كما قال بعض الشعراء ‪ ...‬وكنت امرأ من جند إبليس برهة‬
‫‪ ...‬من الدهر حت صار إبليس من جندي ‪ ...‬والقصود أن هذه الطائفة تركت ف هذه السنة ث استفحل أمرهم وتفاقم الال بم كما سنذكره حت آل بم الال إل أن دخلوا السجد‬
‫الرام فسفكوا دم الجيج ف وسط السجد حول الكعبة وكسروا الجر السود واقتلعوه من موضعه وذهبوا به إل بلدهم ف سنة سبع عشرة وثلثائة ث ل يزل عندهم إل سنة تسع وثلثي‬
‫وثلثائة فمكث غائبا عن موضعه من البيت ثنتي وعشرين سنة فإنا ل وإنا إليه راجعون وكل ذلك من ضعف الليفة وتلعب الترك بنصب اللفة واستيلئهم على البلد وتشتت المر وقد‬
‫اتفق ف هذه السنة شيئان أحدها ظهور هؤلء والثان موت حسام السلم وناصر دين ال أبو أحد الوفق رحه ال لكن ال أبقى للمسلمي بعده ولده أبو العباس أحد اللقب بالعتضد وكان‬
‫شهما شجاعا‬
‫ترجة أب أحد الوفق‬
‫هو المي الناصر لدين ال ويقال له الوفق ويقال له طلخة بن التوكل على ال جعفر بن ممد العتصم بن هارون الرشيد كان مولده ف يوم الربعاء لليلتي خلتا من ربيع الول سنة تسعة‬
‫وعشرين ومائتي وكان أخوه العتمد حي صارت اللفة إليه قد عهد إليه بالولية بعد أخيه جعفر ولقبه الوفق بال ث لا قتل صاحب الزنج وكسر جيشه تلقب بناصر دين ال وصار إليه‬
‫العقد والل والولية والعزل وإليه يب الراج وكان يطب له على النابر فيقال اللهم أصلح المي الناصر لدين ال أبا أحد الوفق بال ول عهد السلمي أخا أمي الؤمني ث اتفق موته قبل‬
‫أخيه العتمد بستة أشهر وكان غزير العقل حسن التدبي يلس للمظال وعنده القضاة فينصف الظلوم من الظال وكان عالا بالدب والنسب والفقه وسياسة اللك وغي ذلك وله ماسن ومآثر‬
‫كثية جدا وكان سبب موته أنه أصابه مرض النقرس ف السفر فقدم إل بغداد وهو عليل منه فاستقر ف داره ف أوائل صفر وقد تزايد به الرض وتورمت رجله حت عظمت جدا وكان يوضع‬
‫له الشياء البدة كالثلج ونوه وكان يمل على سريره يمله أربعون رجل بالنوبة كل نوبة عشرون فقال لم ذات يوم ما أظنكم إل قد مللتم من فياليتن كواحد منكم آكل كما تأكلون‬
‫وأشرب كما تشربون وأرقد كما ترقدون ف عافية وقال أيضا ف ديوان مائة ألف مرتزق ليس فيهم أحد أسوأ حال من ث كانت وفاته ف القصر السين ليلةالميس لثمان بقي من صفر قال‬
‫ابن الوزي وله سبع وأربعون سنة تنقص شهرا وأياما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪64‬‬

‫ولا توف اجتمع المراء على أخذ البيعة من بعده إل ولده أب العباس أحد فبايع له العتمد بولية العهد من بعد أبيه وخطب له على النابر وجعل إليه ما كان لبيه من الولية والعزل والقطع‬
‫والوصل ولقب العتضد بال وفيها توف إدريس بن سليم الفقعسي الوصلي قال ابن الثي كان كثي الديث والصلح واسحاق بن كنداج نائب الزيرة كان من ذوي الرأي وقام با كان إليه‬
‫ولده ممد ويازمان نائب طرسوس جاءه حجر منجنيق من بلدة كان ماصرها ببلد الروم فمات منه ف رجب من هذه السنة ودفن بطرسوس فول نيابة الثغر بعده أحد العيفي بأمر خارويه‬
‫بن أحد بن طولون ث عزله عن قريب بابن عمه موسى بن طولون وفيها توف عبده بن عبدالرحيم قبحه ال ذكر ابن الوزي أن هذا الشقي كان من الجاهدين كثيا ف بلد الروم فلما كان‬
‫ف بعض الغزوات والسلمون ماصروا بلدة من بلد الروم إذ نظر إل امرأة من نساء الروم ف ذلك الصن فهويها فراسلها ما السبيل إل الوصول إليك فقالت أن تتنصر وتصعد إل فأجابا‬
‫إل ذلك فما راع السلمي إل وهو عندها فاغتم السلمون بسبب ذلك غما شديدا وشق عليهم مشقة عظيمة فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك الرأة ف ذلك الصن فقالوا يا فلن‬
‫ما فعل قرآنك ما فعل علمك ما فعل صيامك ما فعل جهادك ما فعلت صلتك فقال اعلموا أن أنسيت القرآن كله إل قوله ربا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمي ذرهم يأكلوا ويتمتعوا‬
‫ويلهيهم المل فسوف يعلمون وقد صار ل فيهم مال وولد‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعي ومائتي‬
‫ف أواخر الحرم منها خلع جعفر الفوض من العهد واستقل بولية العهد من بعد العتمد أبو العباس العتضد بن الوفق وخطب له بذلك على رؤس الشهاد وف ذلك يقول يي بن علي يهن‬
‫العتضد ‪ ...‬ليهنيك عقد أنت فيه القدم ‪ ...‬حباك به رب بفضلك أعلم ‪ ...‬فإن كنت قد أصبحت وال عهدنا ‪ ...‬فأنت غدا فينا المام العظم ‪ ...‬و زال من والك فيه مبلغا ‪ ...‬مناه ومن‬
‫عاداك يزى ويندم ‪ ...‬وكان عمود الدين فيه تعوج ‪ ...‬فعاد بذا العهد وهو مقوم ‪ ...‬وأصبح وجه اللك جذلن ضاحكا ‪ ...‬يضيء لنا منه الذي كان مظلم ‪ ...‬فدونك شدد عقد ما قد‬
‫حويته ‪ ...‬فإنك دون الناس فيه الحكم ‪ ...‬وفيها نودي ببغداد أن ل يكن أحد من القصاص والطرقية والنجمي ومن أشبههم من اللوس ف الساجد ول ف الطرقات وأن ل تباع كتب‬
‫الكلم والفلسفة والدل بي الناس وذلك بمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪65‬‬

‫أب العباس العتضد سلطان السلم وفيها وقعت حروب بي هارون الشاري وبي بن شيبان ف أرض الوصل وقد بسط ذلك ابن الثي ف كامله وف رجب منها كانت وفاة العتمد على ال‬
‫ليلة الثني لتسع عشرة ليلة خلت منه‬
‫ترجة العتمد على ال‬
‫هو أمي الؤمني العتمد بن التوكل بن العتصم بن الرشيد واسه أحد بن جعفر بن ممد بن هارون الرشيد مكث ف اللفة ثلثا وعشرين سنة وستة أيام وكان عمره يوم مات خسي سنة‬
‫وأشهرا وكان أسن من أخيه الوفق بستة أشهر وتأخر بعده أقل من سنة ول يكن إليه مع أخيه شيء من المر حت أن العتمد طلب ف بعض اليام ثلثائة دينار فلم يصل إليها فقال الشاعر ف‬
‫‪ ...‬ذلك ‪ ...‬ومن العجائب ف اللفة أن ‪ ...‬ترى ما قل متنعا عليه ‪ ...‬وتؤخذ الدنا باسه جيعا ‪ ...‬وما ذاك شيء ف يديه ‪ ...‬إليه تمل الموال طرا وينع بعض ما يب إليه‬
‫كان العتمد أول خليفة انتقل من سامرا إل بغداد ث ل يعد إليها أحد من اللفاء بل جعلوا إقامتهم ببغداد وكان سبب هلكه ف ما ذكره ابن الثي أنه شرب ف تلك الليلة شرابا كثيا‬
‫وتعشى عشاء كثيا وكان وقت وفاته ف القصر السين من بغداد وحي مات أحضر العتضد القضاة والعيان وأشهدهم أنه مات حتف أنفه ث غسل وكفن وصلي عليه ث حل فدفن بسامرا‬
‫وف صبيحة العزاء بويع للمعتضد وفيها توف‬
‫البلذري الؤرخ‬
‫واسه أحد بن يي بن جابر بن داود أبو السن ويقال أبو جعفر ويقال أبو بكرالبغدادي البلذري صاحب التاريخ النسوب إليه سع هشام بن عمار وأبا عبيد القاسم بن سلم وأبا الربيع‬
‫الزهران وجاعة وعنه يي بن الندي وأحد بن عمار وأبو يوسف يعقوب بن نعيم بن قرقارة الزدي قال ابن عساكر كان أديبا ظهرت له كتب جياد ومدح الأمون بدائح وجالس التوكل‬
‫وتوف أيام العتمد وحصل له هوس ووسواس ف آخر عمره وروى عنه ابن عساكر قال قال ل ممود الوراق قل من الشعر ما يبقى لك ذكره ويزول عنك إثه فقلت عند ذلك‬
‫استعدي يا نفس للموت واسعي ‪ ...‬لنجاة فالازم الستعد ‪ ...‬إنا أنت مستعية وسوف ‪ ...‬تردين والعواري ترد ‪ ...‬أنت تسهي والوادث ل ‪ ...‬تسهو وتلهي والنايا تعد ‪ ...‬أي ملك ‪...‬‬
‫ف الرض وأي حظ ‪ ...‬لمرئ حظه من الرض لد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪66‬‬

‫‪ ...‬ل ترجى البقاء ف معدن الوت ‪ ...‬ودار حتوفها لك ورد ‪ ...‬كيف يهوى امرؤ لذاذة أيام ‪ ...‬أنفاسها عليه فيها تعد‬
‫خلفة العتضد‬
‫أمي الؤمني أب العباس أحد بن أحد الوفق بن جعفر التوكل كان من خيار خلفاء بن العباس ورجالم بويع له باللفة صبيحة موت العتمد لعشر بقي من رجب منها وقد كان أمر اللفة‬
‫دائرا فأحياه ال على يديه بعدله وشهامته وجرأته واستوزر عبيدال بن سليمان بن وهب وول موله بدرا الشرطة ف بغداد وجاءته هدايا عمرو بن الليث وسأل منه أن يوليه إمرة خراسان‬
‫فأجابه إل ذلك وبعث إليه باللع واللواء فنصبه عمرو ف داره ثلثة أيام فرحا وسرورا بذلك وعزل رافع بن هرثة عن إمرة خراسان ودخلها عمرو بن الليث فلم يزل يتبع رافعا من بلد إل‬
‫بلد حت قتله ف سنة ثلث وثاني كما سيأت وبعث برأسه إل العتضد وصفت إمرة خراسان لعمرو وفيها قدم السي بن عبدال العروف بالصاص من الديار الصرية بدايا عظيمة من‬
‫خارويه إل العتضد فتزوج العتضد بابنة خارويه فجهزها أبوها بهاز ل يسمع بثله حت قيل إنه كان ف جهازها مائة هاون من ذهب فحمل ذلك كله من الديار الصرية إل دار اللفة ببغداد‬
‫صحبة العروس وكان وقتا مشهودا وفيها تلك أحد بن عيسى بن الشيخ قلعة ماردين وكانت قبل ذلك لسحاق بن كنداج وفيها حج بالناس هارون بن ممد العباسي وهي آخر حجة حجها‬
‫بالناس وقد كان يج بالناس من سنة أربع وستي ومائتي إل هذه السنة وفيها توف من العيان أحد أمي الؤمني العتمد وأبو بكر بن أب خيثمة وأحد بن زهي بن خيثمة صاحب التاريخ‬
‫وغيه سع أبا نعيم وعفان وأخذ علم الديث عن أحد بن حنبل ويي بن معي وعلم النسب عن مصعب الزبيي وأيام الناس عن أب السن علي بن ممد الدائن وعلم الدب عن ممد بن‬
‫سلم المحي وكان ثقة حافظا ضابطا مشهورا وف تاريه فوائد كثية وفرائد غزيرة روى عنه البغوي وابن صاعد وابن أب داود بن النادي توف ف جادى الول منها عن أربع وتسعي سنة‬
‫وخاقان أبو عبدال الصوف كانت له أحوال أحواله وكرامات الترمذي واسه ممد بن عيسى بن سورة بن موسى بن لضحاك وقيل ممد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن ويقال ممد‬
‫بن عيسى بن سورة بن شداد بن عيسى السلمي الترمذي الضرير يقال إنه ولد أكمه وهو أحد أئمة هذا الشأن ف زمانه وله الصنفات الشهورة منها الامع والشمائل وأساء الصحابة وغي‬
‫ذلك وكتاب الامع أحد الكتب الستة الت يرجع إليها العلماء ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪67‬‬

‫سائر الفاق وجهالة ابن حزم لب عيسى الترمذي ل تضره حيث قال ف مله ومن ممد بن عيسى ابن سورة فإن جهالته ل تضع من قدره عند أهل العلم بل وضعت منلة ابن حزم عند‬
‫الفاظ ‪ ...‬وكيف يصح ف الذهان شيء ‪ ...‬إذا احتاج النهار إل دليل ‪ ...‬وقد ذكرنا مشايخ الترمذي ف التكميل وروى عنه غي واحد من العلماء منهم ممد بن إساعيل البخاري ف‬
‫الصحيح واليثم بن كليب الشاشي صاحب السند وممد بن مبوب الحبوب راوي الامع عنه وممد بن النذر بن شكر قال أبو يعلى الليل بن عبدال الليلي القزوين ف كتابه علوم‬
‫الديث ممد بن عيسى بن سورة بن شداد الافظ متفق عليه له كتاب ف السنن وكتاب ف الرح والتعديل روى عنه أبو مبوب والجلء وهو مشهور بالمانة والمامة والعلم مات بعد‬
‫الثماني ومائتي كذا قال ف تاريخ وفاته وقد قال الافظ أبو عبدال ممد بن أحد بن سليمان الغنجار ف تاريخ بارى ممد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي‬
‫الافظ دخل بارى وحدث با وهو صاحب الامع والتاريخ توف بالترمذ ليلة الثني لثلث عشرة خلت من رجب سنة تسع وسبعي ومائتي ذكره الافظ أبو حات بن حيان ف الثقات فقال‬
‫كان من جع وصنف وحفظ وذاكر قال الترمذي كتب عن البخاري حديث عطية عن أب سعيد أن رسول ال ( ص ) قال لعلي ( ل يل لحد ينب ف هذا السجد غيي وغيك ) وروى‬
‫ابن يقظة ف تقييده عن الترمذي أنه قال صنفت هذا السند الصحيح وعرضته على علماء الجاز فرضوا به وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على علماء خراسان فرضوا به‬
‫ومن كان ف بيته هذا الكتاب فكأنا ف بيته نب ينطق وف رواية يتكلم قالوا وجلة الامع مائة وإحدى وخسون كتابا وكتاب العلل صنفه بسمرقند وكان فراغه منه ف يوم عيد الضحى سنة‬
‫سبعي ومائتي قال ابن عطية سعت ممد بن طاهر القدسي سعت أبا إساعيل عبدال بن ممد النصاري يقول كتاب الترمذي عندي أنور من كتاب البخاري ومسلم قلت ول قال لنه ل‬
‫يصل إل الفائدة منهما إل من هو من أهل العرفة التامة بذا الفن وكتاب الترمذي قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إليها كل أحد من الناس من الفقهاء والحدثي وغيهم قلت والذي يظهر من‬
‫حال الترمذي أنه إنا طرأ عليه العمى بعد أن رحل وسع وكتب وذاكر وناظر وصنف ث اتفق موته ف بلده ف رجب منها على الصحيح الشهور وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثاني ومائتي من الجرة‬
‫ف الحرم منها قتل العتضد رجل من أمراء الزنج كان قد لأ إليه بالمان ويعرف بسلمة ذكر له أن يدعو إل رجل ل يعرف من هو وقد أفسد جاعة فاستدعى به فقرره فلم يقر وقال لو كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪68‬‬

‫تت قدمي ما أقررت به فأمر به فشد على عمود ث لوحه على النار حت تساقط جلده ث أمر بضرب عنقه وصلبه لسبع خلون من الحرم وف أول صفر ركب العتضد من بغداد قاصدا بن‬
‫شيبان من أرض الوصل فأوقع بم بأسا شديدا عند جبل يقال له نوباذ وكان مع العتضد حاد جيد الداء فقال ف تلك الليال يدو للمعتضد ‪ ...‬فأجهشت للنوباذ حي رأيته ‪ ...‬وهللت‬
‫للرحن حي رآن ‪ ...‬وقلت له اين الذين الذين عهدتم ‪ ...‬بظلك ف أمن ولي زمان ‪ ...‬فقال مضوا واستخلفوت مكانم ‪ ...‬ومن ذا الذي بقى على الدثان ‪ ...‬وفيها أمر العتضد بتسهيل‬
‫عقبة حلوان فغرم عليها عشرين ألف دينار وكان الناس يلقون منها شدة عظيمة وفيها أمر بتوسيع جامع النصور بإضافة دار النصور إليه وغرم عليه عشرين ألف دينار وكان الدار قبلته فبناها‬
‫مسجدا على حدة وفتح بينهما سبعة عشر بابا وحول النب والحراب إل السجد ليكون ف قبلة الامع على عادته قال الطيب وزاد بدر مول العتضد السقفان من قصر النصور العروفة‬
‫بالبدرية‬
‫بناء دار اللفة من بغداد ف هذا الوقت‬
‫أول من بناها العتضد ف هذه السنة وهو أول من سكنها من اللفاء إل آخر دولتهم وكانت أول دارا للحسن بن سهل تعرف بالقصر السن ث صارت بعد ذلك لبنته بوران زوجة الأمون‬
‫فعمرتا حت استنلا العتضد عنها فأجابته إل ذلك ث أصلحت ما وهي منها ورمت ما كان قد نشعث فيها وفرشتها بأنواع الفرش ف كل موضع منها ما يليق به من الفارش وأسكنته ما يليق‬
‫به من الواري والدم وأعدت با الآكل الشهية وما يسن ادخاره ف ذلك الزمان ث أرسلت مفاتيحها إل العتضد فلما دخلها هاله ما رأى من اليات ث وسعها وزاد فيها وجعل لا سورا‬
‫حولا وكانت قدر مدينة شياز وبن اليدان ث بن فيها قصرا مشرفا على دجلة ث بن فيها الكتفى التاج فلما كان أيام القتدر زاد فيها زيادات أخر كبارا كثية جدا ث بعد هذا كله خربت‬
‫حت كأن ل يكن موضعها عمارة وتأخرت آثارها إل أيام التتار الذين خربوها وخربوا بغداد وسبوا من كان با من الرائر كما سيأت بيانه ف موضعه من سنة ست وخسي وستمائة قال‬
‫الطيب والذي يشبه أن بوران وهبت دارها للمعتمد ل للمعتضد فإنا ل تعش إل أيامه وقد تقدمت وفاتا وفيها زلزلت أردبيل ست مرات فتهدمت دورها ول يبق منها مائة دار ومات تت‬
‫الردم مائة ألف وخسون ألفا فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها غارت الياه ببلد الرى وطبستان حت بيع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪69‬‬

‫الاء كل ثلثة أرطال بدرهم وغلت السعار هنالك جدا وفيها غزا إساعيل بن أحد السامان ببلد الترك ففتح مدينة ملكهم وأسر امرأته الانون وأباه ونوا من عشرة آلف أسي وغنم من‬
‫الدواب والمتعة والموال شيئا كثيا أصاب الفارس ألف درهم وفيها حج بالناس أبو بكر ممد بن هارون بن إسحاق العباسي وفيها توف من العيان أحد بن سيار بن أيوب الفقيه الشافعي‬
‫الشهور بالعبادة والزهادة وأحد بن أب عمران موسى بن عيسى أبو جعفر البغدادي كان من أكابر النفية تفقه على ممد بن ساعة وهو أستاذ أب جعفر الطحاوي وكان ضريرا سع الديث‬
‫من علي بن العد وغيه وقدم مصر فحدث با من حفظه وتوف با ف الحرم من هذه السنة وقد وثقه ابن يونس ف تاريخ مصر‬
‫وأحد بن ممد بن عيسى بن الزهر‬
‫القاضي بواسط صاحب السند روى عن مسلم بن إبراهيم وأب سلمة التبوذكي وأب نعيم وأب الوليد وخلق وكان ثقة ثبتا تفقه بأب سليمان الوزجان صاحب ممد بن السن وقد حكم‬
‫بالانب الشرقي من بغداد ف أيام العتز فلما كان أيام الوفق طلب منه ومن إساعيل القاضي أن يعطياه ما بأيديهما من أموال اليتامى الوقوفة فبادر إل ذلك إساعيل القاضي واستنظره إل‬
‫ذلك أبو العباس البقي هذا ث بادر إل كل من أنس منه رشدا من اليتامي فدفع إليه ماله فلما طولب به قال ليس عندي منه شيء دفعته إل أهله فعزل عن القضاء ولزم بيته وتعبد إل أن توف‬
‫ف ذي الجة منها وقد رآه بعضهم ف النام وقد دخل على رسول ال ( ص ) فقام إليه وصافحه وقبل بي عينيه وقال مرحبا بن عمل بسنت وأثري وفيها توف جعفر بن العتضد وكان يسامر‬
‫أباه وراشد مول الوفق بدينة الدينور فحمل إل بغداد وعثمان بن سعيد الدارمي مصنف الرد على بشر الريسي فيما ابتدعه من التأويل لذهب الهمية وقد ذكرناه ف طبقات الشافعية‬
‫ومسرور الادم وكان من أكابر المراء وممد بن إساعيل الترمذي صاحب التصانيف السنة ف رمضان منها قاله ابن الثي وشيخنا الذهب وهلل بن العل الحدث الشهور وقد وقع لنا من‬
‫حديثه طرف‬
‫وسيبويه استاذ النحاة‬
‫وقيل إنه توف ف سنة سبع وسبعي وقيل ثان وثاني وقيل إحدى وستي وقيل أربع وسبعي ومائة فاال أعلم ( وهو أبو بشر عمر بن عثمان بن قنب مول بن الارث بن كعب وقيل مول‬
‫الربيع بن زياد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪70‬‬

‫الارثي البصري ولقب سيبويه لماله وحرة وجنتيه حت كانتا كالتفاحتي وسيبويه ف لغة فارس رائحة التفاح وهو المام العلمة العلم شيخ النحاة من لدن زمانه إل زماننا هذا والناس عيال‬
‫على كتابه الشهور ف هذا الفن وقد شرح بشروح كثية وقل من ييط علما به أخذ سيبويه العلم عن الليل بن أحد ولزمه وكان إذا قدم يقول الليل مرحبا بزائر ل يل وأخذ أيضا عن‬
‫عيسى بن عمر ويونس بن حبيب وأب زيد النصاري وأب الطاب الخفش الكبي وغيهم قدم من البصرة إل بغداد أيام كان الكسائي يؤدب المي بن الرشيد فجمع بينهما فتناظرا ف شيء‬
‫من مسائل النحو فانتهى الكلم إل أن قال الكسائي تقول العرب كنت أظن الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هو إياها فقال سيبويه بين وبي أعراب ل يشبه شيء من الناس الولد وكان‬
‫المي يب نصرة أستاذه فسأل رجل من العراب فنطق با قال سيبويه فكره المي ذلك وقال له إن الكسائي يقول خلفك فقال إن لسان ل يطاوعن على ما يقول فقال أحب أن تضر‬
‫وأن تصوب كلم الكسائي فطاوعه على ذلك وانفصل الجلس عن قول العراب إذا الكسائي أصاب فحمل سيبويه على نفسه وعرف أنم تعصبوا عليه ورحل عن بغداد فمات ببلد شياز‬
‫ف قرية يقال لا البيضاء وقيل إنه ولد بذه وتوف بدينة سارة ف هذه السنة وقيل سنة سبع وسبعي وقيل ثان وثاني وقيل إحدى وتسعي وقيل أربع وتسعي ومائة فال أعلم وقد ينف على‬
‫الربعي وقيل بل إنا عمر ثنتي وثلثي سنة فال أعلم قرأ بعضهم على قبه هذه البيات ‪ ...‬ذهب الحبة بعد طول تزاور ‪ ...‬ونأى الزار فأسلموك وأقشعوا ‪ ...‬تركوك أوحش ما تكون‬
‫‪ ...‬بقفرة ‪ ...‬ل يؤنسوك وكربة ل يدفعوا ‪ ...‬قضى القضاء وصرت صاحب حفرة ‪ ...‬عنك الحبة أعرضوا وتصدعوا‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثاني ومائتي‬
‫فيها دخل السلمون بلد الروم فغنموا وسلموا وفيها تكامل غور الياه ببلد الرى وطبستان وفيها غلت السعار جدا وجهد الناس حت أكل بعضهم بعضا فكان الرجل يأكل ابنه وابنته فإنا‬
‫ل وإنا إليه راجعون وفيها حاصر العتضد قلعة ماردين وكانت بيد حدان بن حدون ففتحها قسرا وأخذ ما كان فيها ث أمر بتخريبها فهدمت وفيها وصلت قطر الندى بنت خارويه سلطان‬
‫الديار الصرية إل بغداد ف تمل عظيم ومعها من الهاز شيء كثي حت قيل إنه كان ف الهاز مائة هاون من ذهب غي الفضة وما يتبع ذلك من القماش وغي ذلك ما ل يصى ث بعد كل‬
‫حساب أرسل معها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪71‬‬

‫أبوها ألف ألف دينار وخسي ألف دينار لتشتري با من العراق ما قد تتاج إليه ما ليس بصر مثله وفيها خرج العتضد إل بلد البل وول ولده عليا الكتفى نيابة الرى وقزوين وأزربيجان‬
‫وهدان والدينور وجعل على كتابته أحد بن الصبغ وول عمر بن عبدالعزيز بن أب دلف نيابة أصبهان وناوند والكرخ ث عاد راجعا إل بغداد وحج بالناس ممد بن هارون بن إسحاق‬
‫وأصاب الجاج ف الجفر مطر عظم فغرق كثي منهم كان الرجل يغرق ف الرمل فل يقدر أحد على خلصه منه وفيها توف من العيان إبراهيم بن السن بن ديزيل الافظ صاحب كتاب‬
‫الصنفات منها ف وقعة صفي ملد كبي وأحد بن ممد الطائي بالكوفة ف جادى منها‬
‫واسحاق بن إبراهيم‬
‫العروف بابن اليلي سع الديث وكان يفت الناس بالديث وكان يوصف بالفهم والفظ وفيها توف‬
‫أبو بكر عبدال بن أب الدنيا القرشي‬
‫مول بن أمية وهو عبدال بن ممد بن عبيد بن سفيان بن قيس أبو بكر بن أب الدنيا الافظ الصنف ف كل فن الشهور بالتصانيف الكثية النافعة الشائعةالزائعة ف الرقاق وغيها وهي تزيد‬
‫على مائة مصنف وفيل إنا نوالثلثمائة مصنف وقيل أكثر وقيل أقل سع ابن أب الدنيا إبراهيم ابن النذر الزامي وخالد بن خراش وعلي بن العد وخلقا وكان مؤدب العتضد وعلي بن‬
‫العتضد اللقب بالكتفي بال وكان له عليه كل يوم خسة عشر دينارا وكان صدوقا حافظا ذا مروءة لكن قال فيه صال بن ممد حزرة إل أنه كان يروى عن رجل يقال له ممد بن إسحاق‬
‫البلخي وكان هذا الرجل كذابا يضع للعلم إسنادا وللكلم إسنادا ويروى أحاديث منكرة ومن شعر ابن أب الدنيا أنه جلس أصحاب له ينتظرونه ليخرج إليهم فجاء الطر فحال بينه فكتب‬
‫إليهم رقعة فيها ‪ ...‬أنا مشتاق إل رؤيتكم ‪ ...‬يا أخلي وسعي والبصر ‪ ...‬كيف أنساكم وقلب عندكم ‪ ...‬حال فيما بيننا هذا الطر ‪ ...‬توف ببغداد ف جادى الول من هذه السنة عن‬
‫سبعي سنة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي ودفن بالشونيزية رحه ال عبدالرحن بن عمرو وأبو زرعة البصري الدمشقي الافظ الكبي الشهور بابن الواز الفقيه الالكي له اختيارات ف‬
‫مذهب مالك فمن ذلك وجوب الصلة على رسول ال ( ص ) ف الصلة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثاني ومائتي‬
‫ف خامس ربيع الول منها يوم الثلثاء دخل العتضد بزوجته قطر الندى ابنة خارويه قدمت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪72‬‬

‫بغداد صحبة عمها وصحبة ابن الصاص وكان الليفة غائبا وكان دخولا إليه يوما مشهودا امتنع الناس من الرور ف الطرقات من كثرة اللق وفيها نى العتضد الناس أن يعملوا ف يوم‬
‫النيوز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيان وصب الاء وغي ذلك من الفعال الشابة لفعال الجوس ومنع من حل هدايا الفلحي إل النقطعي ف هذا اليوم وأمر بتأخي ذلك إل الادي عشر‬
‫من حزيران وسى النيوز العتضدي وكتب بذلك إل الفاق وفيها ف ذي الجة قدم إبراهيم بن أحد الاذرائي من دمشق على البيد فأخب الليفة بأن خارويه وثبت عليه خدامه فذبته على‬
‫فراشه وولوا بعده ولده حنش ث قتلوه ونبوا داره ث ولوا هارون بن خاروية وقد التزم ف كل سنة أن يمل إل الليفة ألف ألف دينار وخسمائة ألف دينار فأقره العتضد على ذلك فلما كان‬
‫الكتفي عزله وول مكانه ممد بن سليمان الواثقي فاصطفى أموال الطولونيي وكان ذلك آخر العهد منهم وفيها أطلق لؤلؤ غلم أحد بن طولون من البس فعاد إل مصر ف أذل حال بعد أن‬
‫كان من أكثر الناس مال وعزا وجاها وفيها حج بالناس المي التقدم ذكره وفيها توف من العيان أحد بن داود أبو حنيفة الدينوري اللغوي صاحب كتاب النبات‬
‫إساعيل بن إسحاق‬
‫ابن إساعيل بن حاد بن زيد أبو إسحاق الزدي القاضي أصله من البصرة ونشأ ببغداد وسع مسلم بن إبراهيم و ممد بن عبدال النصاري والقعنب وعلي بن الدين وكان حافظا فقيها‬
‫مالكيا جع وصنف وشرح ف الذهب عدة مصنفات ف التفسي والديث والفقه وغي ذلك ول القضاء ف أيام التوكل بعد سوار بن عبدال ث عزل ث ول وصار مقدم القضاة كانت وفاته‬
‫فجأة ليلة الربعاء لثمان بقي من ذي الجة منها وقد جاوز الثماني رحه ال الارث بن ممد بن أب أسامة صاحب السند الشهور‬
‫خارويه بن أحد بن طولون‬
‫صاحب الديار الصرية بعد أبيه سنة إحدى وسبعي ومائتي وقد تقاتل هو والعتضد بن الوفق ف حياة أبيه الوفق ف أرض الرملة وقيل ف أرض الصعيد وقد تقدم ذلك ف موضعه ث بعد ذلك‬
‫لا آلت اللفة إل العتضد تزوج بابنة خارويه وتصافيا فلما كان ف ذي الجة من هذه السنة عدا أحد الدام من الصيان على خارويه فذبه وهو على فراشه وذلك أن خارويه اتمه بارية‬
‫له مات عن ثنتي وثلثي سنة فقام بالمر من بعده ولده هارون بن خارويه وهو آخر الطولونية وذكر ابن الثي أن عثمان بن سعيد بن خالد أبو سعيد الدارمي توف ف هذه السنة وكان‬
‫شافعيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪73‬‬

‫أخذ الفقه عن البويطي صاحب الشافعي فال أعلم وقد قدمنا وفاة الفضل بن يي بن ممد بن السيب بن موسى بن زهي بن يزيد بن كيسان بن بادام ملك اليمن أسلم بادام ف حياة النب‬
‫((ص‬
‫ابو ممد الشعران‬
‫الديب الفقيه العابد الافظ الرحال تلميذ يي بن معي روى عنه الفوائد ف الرح والتعيل وغي ذلك وكذلك اخذ عن أحد بن حنبل وعلي بن الدين وقرأ على خلف بن هشام البزار وتعلم‬
‫اللغة من ابن العراب وكان ثقة كبيا ممد بن القاسم بن خلد أبو العيناء البصري الضرير الشاعر الديب البليغ اللغوي تلميذ الصمعي كنيته أبو عبدال وإنا لقب بأب العيناء لنه سئل عن‬
‫تصغي عيناء فقال عييناء له معرفة تامة بالدب والكايات واللح أما الديث فليس منه إل القليل‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثاني ومائتي‬
‫ف الحرم منها خرج العتضد من بغداد قاصدا بلد الوصل لقتال هارون الشاري الارجي فظفر به وهزم أصحابه وكتب بذلك إل بغداد فلما رجع الليفة إل بغداد أمر بصلب هارون‬
‫الشاري وكان صفريا فلما صلب قال ل حكم إل ل ولو كره الشركون وقد قاتل السن بن حدان الوارج ف هذه الغزوة قتال شديدا مع الليفة فأطلق الليفة أباه حدان بن حدون من‬
‫القيود بعد ما كان قد سجنه حينا من وقت أخذ قلعة ماردين فأطلقه وخلع عليه وأحسن إليه وفيها كتب العتضد إل الفاق بردما فضل عن سهام ذوي الفرض إذا ل تكن عصبة إل ذوي‬
‫الرحام وذلك بفتيا أب حازم القاضي وقد قال ف فتياه إن هذا اتفاق من الصحابة إل زيد بن ثابت فإنه تفرد برد ما فضل واللة هذه إل بيت الال ووافق على ذلك علي بن ممد بن أب‬
‫الشوارب أب حازم وخالفهما القاضي يوسف بن يعقوب وذهب إل قول زيد فلم يلتفت إليه العتضد ول عد قوله شيئا وأمضى فتيا أب حازم ومع هذا ول القصاء يوسف بن يعوقب ف‬
‫الانب الشرقي وخلع عليه خلعه سنية وقلد أبا حازم قضاء أماكن كثية وذلك لوافقته ابن أب الشوارب وخلع عليه خلعا سنية أيضا وفيها وقع الفداء بي السلمي والروم فاستنقذ من‬
‫أيديهم ألفا أسي وخسمائة وأربعة أنفس وفيها حاصرت الصقالبة الروم ف القسطنطينية فاستعان ملك الروم بن عنده من أسارى السلمي وأعطاهم سلحا كثيا فخرجوا معهم فهزموا‬
‫الصقالبة ث خاف ملك الروم من غائلة أولئك السلمي ففرقهم ف البلد وفيها خرج عمرو بن الليث من نيسابور لبعض أشغاله فخلفه فيها رافع بن هرثة ودعا على منابرها لحمد بن زيد‬
‫الطلب ولولده من بعده فرجع إليه عمرو وحاصره فيها ول يزل به حت أخرجه منها وقتله على بابا وفيها بعث الليفة وزيره عبيدال بن سليمان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪74‬‬

‫لقتال عمر بن عبدالعزيز بن أب دلف فلما وصل إليه طلب منه عمر المان فأمنه وأخذه معه إل الليفة فتلقاه المراء وخلع عليه الليفة وأحسن إليه وفيها توف من العيان إبراهيم بن مهران‬
‫أبو إسحاق الثقفي السراج النيسابوري كان المام أحد يدخل إل منله وكان بقطيعة الربيع ف الانب الغرب وينبسط فيه ويفطر عنده وكان من الثقات العباد العلماء توف ف صفر منها‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن ممد بن حازم أبو القاسم اليلي وليس هو بالذي تقدم ذكره ف السني التقدمة سع داود بن عمرو وعلي بن العد وخلقا كثيا وقد لينه الدارقطن فقال ليس بالقوي‬
‫توف عن نو من ثاني سنة سهل بن عبدال بن يونس التستري أبو ممد أحد أئمة الصوفية لقي ذا النون الصري ومن كلمه السن قوله أمس قد مات واليوم ف النع وغد ل يولد وهذا كما‬
‫قال بعض الشعراء ‪ ...‬ما مضى فات والؤمل غ ‪ ...‬يب ولك الساعة الت أنت فيها ‪ ...‬وقد ترج سهل شيخا له ممد بن سوار وقيل إن سهل قد توف سنة ثلث ‪ 8‬وسبعي ومائتي فال‬
‫أعلم وفيها توف عبدالرحن بن يوسف بن سعيد بن خراش أبو ممد الافظ الروزي أحد الوالي الرحالي حفاظ الديث والتكلمي ف الرح والتعديل وقد كان ينبذ بشيء من التشيع فال‬
‫أعلم روى الطيب عنه أنه قال شربت بول ف هذا الشأن خس مرات يعن أنه اضطر إل ذلك ف أسفاره ف الديث من العطش علي بن ممد بن أب الشوارب عبداللك الموي البصري‬
‫قاضي سامرا وقد ول ف بعض الحيان قضاء القضاة وكان من الثقات سع أبا الوليد وأبا عمر والوصي وعنه النجاد وابن صاعد وابن قانع وحل الناس عنه علما كثيا‬
‫ابن الرومي الشاعر‬
‫صاحب الديوان ف الشعر علي بن العباس بن جريج أبو السن العروف بابن الرومي وهو مول عبدال بن جعفر وكان شاعرا مشهورا مطيقا فمن ذلك قوله ‪ ...‬إذا ما مدحت الباخلي فإنا‬
‫‪ ...‬تذكرهم ما ف سواهم من الفضل ‪ ...‬وتدي لم غما طويل وحسرة ‪ ...‬فإن منعوا منك النوال فبالعدل ‪ ...‬وقال ‪ ...‬إذا ما كساك الدهر سربال صحة ‪ ...‬ول تل من قوت يلذ ويعذب‬
‫‪ ...‬فل تغبطن الترفي فإنه ‪ ...‬على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب ‪ ...‬وقال أيضا ‪ ...‬عدوك من صديقك مستفاد ‪ ...‬فل تستكثرن من الصحاب ‪ ...‬فإن الداء أكثر ما تراه ‪ ...‬يكون من‬
‫الطعام أو الشراب ‪ ...‬إذا ما انقلب الصديق غدا عدوا ‪ ...‬مبينا والمور إل انقلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪75‬‬

‫ولو كان الكثي يطيب كانت ‪ ...‬مصاحبة الكثي من الصواب ‪ ...‬ولكن قل ما استكثرت إل ‪ ...‬وقعت على ذئاب ف ثياب ‪ ...‬فدع عنك الكثي فكم كثي ‪ ...‬يعاف وكم قليل مستطاب‬
‫‪ ...‬وما اللجج العظام بزريات ‪ ...‬ويكفي الري ف النطف العذاب ‪ ...‬وقال أيضا ‪ ...‬وما السب الوروث إل دردره ‪ ...‬بحتسب إل بآخر مكتسب ‪ ...‬فل تنكل إل على ما فعلته ‪ ...‬ول‬
‫تسب الجد يورث كالنسب ‪ ...‬فليس يسود الرء إل بفعله ‪ ...‬وإن عد آباء كراما ذوي حسب ‪ ...‬إذا العود ل يثمر وإن كان أصله ‪ ...‬من الثمرات اعتده الناس ف الطب ‪ ...‬وللمجد‬
‫قوم شيدوه بأنفس ‪ ...‬كرام ول يعنوا بأم ول بأب ‪ ...‬وقال أيضا وهو من لطف شعره ‪ ...‬قلب من الطرف السقيم سقيم ‪ ...‬لو أن من أشكو إليه رحيم ‪ ...‬ف وجهها أبدا نار واضح ‪ ...‬من‬
‫شعرها عليه ليل بيم ‪ ...‬إن أقبلت فالبدر لح وإن ‪ ...‬مشت فالغصن راح وإن رنت فالري ‪ ...‬نعمت با عين فطال عذابا ‪ ...‬ولكم عذاب قد جناه نعيم ‪ ...‬نظرت فاقصدت الفؤاد‬
‫بسهمها ‪ ...‬ث انثنت نوي فكدت أهيم ‪ ...‬ويله إن نظرت وإن هي أعرضت ‪ ...‬وقع السهام ووقعهن أليم ‪ ...‬يا مستحل دمي مرم رحت ‪ ...‬ما أنصف التحليل والتحري ‪ ...‬وله أيضا‬
‫وكان يزعم أنه ما سبق إليه ‪ ...‬آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ‪ ...‬ف الادثات إذا زجرن نوم ‪ ...‬منها معال للهدى ومصابح ‪ ...‬تلو الدجى والخريات رجوم ‪ ...‬وذكر أنه ولد سنة إحدى‬
‫وعشرين ومائتي ومات ف هذه السنة وقيل ف الت بعدها وقيل ف سنة ست وسبعي ومائتي وذكر أن سبب وفاته أن وزير العتضد القاسم بن عبدال كان ياف من هجوه ولسانه فدس عليه‬
‫من أطعمه وهو بضرته خشتنانكة مسمومة فلما أحس السم قام فقال له الوزير إل أين إل الكان الذي بعثتن إليه قال سلم على والدي فقال لست أجتاز على النار وممد بن سليمان بن‬
‫الرب أبو بكر الباغندي الواسطي كان من الفاظ وكان أبو داود يسأله عن الديث ومع هذا تكلموا فيه وضعفوه ممد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضب العروف بتنهام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪76‬‬

‫سع سفيان وقبيصة والقعنب وكان من الثقات قال الدارقطن وربا أخطأ توف ف رمضان عن تسعي سنة‬
‫البحتري الشاعر‬
‫صاحب الديوان الشهور اسه الوليد بن عبادة ويقال ابن عبيد بن يي أبو عباد الطائي البحتري الشاعر أصله من منبج وقدم بغداد ومدح التوكل والرؤساء وكان شعره ف الدح خيا منه ف‬
‫الراثي فقيل له ف ذلك فقال الديح للرجاء والراثي للوفاء وبينهما بعد وقد روى شعره البد وابن درستويه وابن الرزبان وقيل له إنم يقولون إنك أشعر من أب تام فقال لول أبو تام ما‬
‫أكلت البز كان أبو تام أستاذنا وقد كان البحتري شاعرا مطيقا فصيحا بليغا رجع إل بلده فمات با ف هذه السنة وقيل ف الت بعدها عن ثاني سنة‬
‫ث دخلت سنة أربع وثاني ومائتي‬
‫ف الحرم منها دخل رأس رافع بن هرثة إل بغداد فأمر الليفة بنصبه ف الانب الشرقي إل الظهر ث بالانب الغرب إل الليل وف ربيع الول منها خلع علي ممد بن يوسف بن يعقوب‬
‫بالقضاء بدينة أب جعفر النصور عوضا عن ابن أب الشوارب بعد موته بمسة أشهر وأيام وقد كانت شاغرة تلك الدة وف ربيع الخر منها ظهرت بصر ظلمة شديدة وحرة ف الفق حت‬
‫كان الرجل ينظر إل وجه صاحبه فياه أحر اللون جدا وكذلك الدران فمكثوا كذلك من العصر إل الليل ث خرجوا إل الصحراء يدعون ال ويتضرعون حت كشف عنهم وفيها عزم‬
‫العتضد على لعن معاوية بن أب سفيان على النابر فحذره ذلك وزيره عبدال بن وهب وقال له إن العامة تنكر قلوبم ذلك وهم يترحون عليه ويترضون عنه ف أسواقهم وجوامعهم فلم‬
‫يلتفت إليه بل أمر بذلك وأمضاه وكتب به نسخا إل الطباء بلعن معاوية وذكر فيها ذمه وذم ابنه يزيد بن معاوية وجاعة من بن أمية وأورد فيها أحاديث باطلة ف زم معاوية وقرئت ف‬
‫الانبي من بغداد ونيت العامة عن الترحم على معاوية والترضي عنه فلم يزل به الوزير حت قال له فيما قال يا أمي الؤمني إن هذا الصنيع ل يسبقك أحد من اللفاء إليه وهو ما يرغب‬
‫العامة ف الطالبيي وقبول الدعوة إليهم فوجم العتضد عند ذلك لذلك توفا على اللك وقدر ال تعال أن هذا الوزير كان ناصبيا يكفر عليا فكان هذا من هفوات العتضد وفيها نودي ف‬
‫البلد ل يتمع العامة على قاص ول منجم ول جدل ول غي ذلك وأمرهم أن ل يهتموا لمر النوروز ث أطلق لم النوروز فكانوا يصبون الياه على الارة وتوسعوا ف ذلك وغلوا فيه حت‬
‫جعلوا يصبون الاء على الند والشرط وغيهم وهذا أيضا من هفواته قال ابن الوزي وفيها وعد النجمون الناس أن أكثر القاليم ستغرق ف زمن الشتاء من كثرة المطار‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪77‬‬

‫والسيول وزيادة النار وأجعوا على هذا المر فأخذ الناس كهوفا ف البال خوفا من ذلك فأكذب ال تعال النجمي ف قولم فلم يكن عام أقل مطرا منه وقلت العيون جدا وقحط الناس ف‬
‫كل بقعة حت استسقى الناس ببغداد وغيها من البلد مرارا كثية قال وفيها كان يتبدى ف دار اللفة شخص بيده سيف مسلول ف الليل فإذا أرادوا أخذه انزم فدخل ف بعض الماكن‬
‫والزروع والشجار والعطفات الت بدار اللفة فل يطلع له على خب فقلق من ذلك العتضد قلقا شديدا وأمر بتجديد سور دار اللفة والحتفاظ به وأمر الرس من كل جانب بشدة‬
‫الحتراس فلم يفد ذلك شيئا ث استدعى بالغرمي ومن يعان علم السحر وأمر النجمي فعزموا واجتهدوا فلم يفد ذلك شيئا فأعياهم أمره فلما كان بعد مدة اطلع على جلية المر وحقيقة‬
‫الب فوجده خادما خصيا من الدام كان يتعشق بعض الواري من حظايا العتضد الت ل يصل إليها مثله ول النظر إليها من بعيد فاتذ لا متلفة اللوان يلبس كل ليلة واحدة واتذ لباسا‬
‫مزعجا فكان يلبس ذلك ويتبدي ف الليل ف شكل مزعج فيفزع الواري وينعجن وكذلك الدم فيثورون إليه من كل جانب فإذا قصدوه دخل ف بعض العطفات ث يلقى ما عليه أو يعله‬
‫ف كمه أو ف مكان قد أعده لذلك ث يظهر أنه من جلة الدم التطلبي لكشف هذا المر ويسأل هذا وهذا ما الب والسيف ف يده صفة من يرى أنه قد رهب من هذا المر وإذا اجتمع‬
‫الظايا تكن من النظر إل تلك العشوقة ول حظها وأشار إليها با يريده منها وأشارت إليه فلم يزل هذا دأبه إل زمن القتدر فبعثه ف سرية إل طرسوس فنمت عليه تلك الارية وانكشف‬
‫أمره وحاله وأهلكه ال وفيها اضطرب اليش الصري على هارون بن خارويه فأقاموا له بعض أمراء أبيه يدير المور ويصلح الحوال وهو أبو جعفر بن أبان فبعث إل دمشق وكانت قد‬
‫منعت البيعة تسعة أشهر بعد أبيه واضطربت أحوالا فبعث إليهم جيشا كثيفا مع بدر المامي والسن بن أحد الاذرائي فأصلحا أمرها واستعمل على نيابتها طفح بن خف ورجعا إل الديار‬
‫الصرية والمور متلفة جدا وفيها وتوف من العيان‬
‫أحد بن البارك أبو عمر الستملي‬
‫الزاهد النيسابوري يلقب بكمويه العابد سع قتيبة وأحد وإسحاق وغيهم واستملى على الشايخ ستا وخسي سنة وكان فقيا رث اليئة زاهدا دخل يوما على أب عثمان سعيد بن إساعيل‬
‫وهو ف ملس التذكي فبكى أبو عثمان وقال للناس إنا أبكان رث ‪ 4‬اثة ثياب رجل كبي من أهل العلم أنا أجله عن أن أسيه ف هذا الجلس فجعل الناس يلقون الوات والثياب والدراهم‬
‫حت اجتمع من ذلك شيء كثي بي يدي الشيخ أب عثمان فنهض عند ذلك أبو عمرو الستملى فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪78‬‬

‫أيها الناس أنا الذي قصدن الشيخ بكلمه ولول أن كرهت أن يتهم باث لسترت ما ستره فتعجب الشيخ من إخلصه ث أخذ أبو عمرو ذلك الجتمع من الال فما خرج من باب السجد حت‬
‫تصدق بميعه على الفقراء والحاويج كانت وفاته ف جادى الخرة من هذه السنة‬
‫إسحاق بن السن‬
‫ابن ميمون بن سعد أبو يعقوب الرب سع عفان وأبا نعيم وغيها وكان أسن من إبراهيم الرب بثلث سني ولا توف إسحاق نودي له بالبلد فقصد بالناس داره للصلة عليه واعتقد بعض‬
‫العامة أنه إبراهيم الرب فجعلوا يقصدون داره فيقول إبراهيم ليس إل هذا الوضع قصدكم وعن قريب تأتونه فما عمر بعده إل دون السنة إسحاق بن ممد بن يعقوب الزهري عمر تسعي‬
‫سنة وكان ثقة صالا إسحاق بن موسى بن عمران الفقيه أبو يعقوب السفرايين الشافعي عبد ال بن علي بن السن بن إساعيل أبو العباس الاشي كانت إليه السبة ببغداد وإمامه جامع‬
‫الرصافة عبد العزيز بن معاوية العتاب من ولد عتاب بن أسيد بصرى قدم بغداد وحدث عن أزهر السمان وأب عاصم النبيل يزيد بن اليثم بن طهمان أبو خالد الدقاق ويعرف بالباد قال ابن‬
‫الوزي والصواب أن يقال البادي لنه ولد توأما وكان هو الول ف اليلد روى عن يي بن معي وغيه وكان ثقة صالا‬
‫ث دخلت سنة خس وثاني ومائتي‬
‫فيها وثب صال بن مدرك الطائي على الجاج بالجفر فأخذ أموالم ونساءهم يقال إنه أخذ منهم ما قيمته ألف ألف دينار وف ربيع الول منها يوم الحد لعشر بقي منه ارتفعت بنواحي‬
‫الكوفة ظلمة شديدة جدا ث سقطت أمطار برعود وبروق ل ير مثلها وسقط ف بعض القرى مع الطر حجارة بيض وسود وسقط برد كبار وزن البدة مائة وخسون درها واقتلعت الرياح‬
‫شيئا كثيا من النخيل والشجار ما حول دجلة وزادت دجلة زيادة كثية حت خيف على بغداد من الغرق وفيها غزا راغب الادم مول الوفق بلد الروم ففتح حصونا كثية وأسر ذراري‬
‫كثية جدا وقتل من أسارى الرجال الذين معه ثلثة آلف أسي ث عاد سالا مؤيدا منصور وحج بالناس فيها ممد بن عبدال بن داود الاشي وفيها توف أحد بن عيسى بن الشيخ صاحب‬
‫آمد فقام بأمرها من بعده ولده ممد فقصده العتضد ومعه ابنه أبو ممد الكتفي بال فحاصره با فخرج إليه سامعا مطيعا فتسلمها منه وخلع عليه وأكرم أهلها واستخلف عليها ولده الكتفي‬
‫ث سار إل قنسرين والعواصم فتسلمها عن كتاب هارون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪79‬‬

‫ابن خارويه وإذنه له ف ذلك ومصالته له فيها وفيها غزا بن الخشيد بأهل طرسوس بلد الروم ففتح ال على يديه حصونا كثية ول المد وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن إسحاق‬
‫ابن بشي بن عبدال بن رستم أبو إسحاق الرب أحد الئمة ف الفقه والديث وغي ذلك وكان زاهدا عابدا ترج بأحد بن حنبل وروى عنه كثيا قال الدارقطن إبراهيم الرب إمام مصنف‬
‫عال بكل شيء بارع ف كل علم صدوق كان يقاس بأحد بن حنبل ف زهده وورعه وعلمه ومن كلمه أجع عقلء كل أمة أن من ل ير مع القدر ل يتهن بعيشه وكان يقول الرجل كل الرجل‬
‫الذي يدخل غمه على نفسه ول يدخله على عياله وقد كانت ب شقيقة منذ أربعي سنة ما أخبت با أحدا قط ول عشرون سنة أبصر بفرد عي ما أخبت با أحدا قط وذكر أنه مكث نيفا‬
‫وسبعي سنة من عمره ما يسأل أهله غداء ول عشاء بل إن جاءه شيء أكله وإل طوى إل الليلة القابلة وذكر أنه أنفق ف بعض الرماضانات على نفسه وعياله درها واحدا وأربعة دوانيق‬
‫ونصف وما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئا إنا هو بانان مشوي أو باقة فجل أو نو هذا وقد بعث إليه أمي الؤمني العتضد ف بعض الحيان بعشرة آلف درهم فأب أن يقبلها وردها‬
‫فرجع الرسول وقال يقول لك الليفة فرقها على من تعرف من فقراء جيانك فقال هذا شيء ل نمعه ول نسأل عن جعه فل نسأل عن تفريقه قل لمي الؤمني إما يتركنا وإما نتحول من‬
‫بلده ولا حضرته الوفاة دخل عليه بعض أصحابه يعوده فقامت ابنته تشكو إليه ما هم فيه من الهد وأنه ل طعام لم إل البز اليابس باللح وربا عدموا اللح ف بعض الحيان فقال لا إبراهيم‬
‫يا بنية تافي الفقر انظري إل تلك الزاوية فيها اثن عشر ألف جزء قد كتبتها ففي كل يوم تبيعي منها جزء بدرهم فمن عنده اثن عشر ألف درهم فليس بفقي ث كانت وفاته لسبع بقي من‬
‫ذي الجة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي عند باب النبار وكان المع كثيا جدا‬
‫البد النحوي‬
‫ممد بن يزيد بن عبدالكب أبو العباس الزدي الثمال العروف بالبد النحوي البصري إمام ف اللغة والعربية أخذ ذلك عن الازن وأب حات السجستان وكان ثقة ثبتا فيما ينقله وكان مناوئا‬
‫لثعلب وله كتاب الكامل ف الدب وإنا سي بالبد لنه اختبأ من الوال عند أب حات تت الزبلة قال البد دخلنا يوما على الجاني نزورهم أنا وأصحاب معي بالرقة فإذا فيهم شاب قريب‬
‫العهد بالكان عليع ثياب ناعمة فلما بصر بنا قال حياكم ال من أنتم قلنا من أهل العراق فقال بأب العراق وأهلها أنشدون أو أنشدكم قال البد بل أنشدنا أنت فأنشأ يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪80‬‬

‫ال يعلم أنن كمد ‪ ...‬ل أستطيع بث ما أجد ‪ ...‬روحان ل روح تضمنها ‪ ...‬بلد وأخرى حازها بلد ‪ ...‬وأرى القيمة ليس ينفعها ‪ ...‬صب ول يقوى لا جلد ‪ ...‬وأظن غائبت كحاضرت ‪...‬‬
‫بكانا تد الذي أجد ‪ ...‬قال البد فقلت وال إن هذا طريف فزدنا منه فأنشأ يقول ‪ ...‬لا أناخوا قبيل الصبح عيهم ‪ ...‬وحلوها فثارت بالوى البل ‪ ...‬وأبرزت من خلل السجف ناظرها‬
‫‪ ...‬ترنو إل ودمع العي ينهمل ‪ ...‬وودعت ببنان عقدها غم ‪ ...‬ناديت ل حلت رجلك بأجل ‪ ...‬ويلي من البي ماذا حل ب وبيهم ‪ ...‬من نازل البي حان البي وارتلوا ‪ ...‬يا راحل العيس‬
‫عجل كي أودعهم ‪ ...‬يا راحل العيس ف ترحالك الجل ‪ ...‬إن على العهد ل أنقض مودتم ‪ ...‬فليت شعري لطول العهد ما فعلوا ‪ ...‬فقال رجل من البغضاء الذين معي ماتوا فقال الشاب‬
‫إذا أموت فقال إن شئت فتمطي واستند إل سارية عنده ومات وما برحنا حت دفناه رحه ال ومات البد وقد جاوز السبعي‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني ومائتي‬
‫فيها وقع تسلم آمد من ابن الشيخ ف ربيع الخر ووصل كتاب هارون بن أحد بن طولون من مصر إل العتضد وهو ميم بآمد أن يسلم إليه قنسرين والعواصم على أن يقره على إمارة الديار‬
‫الصرية فأجابه إل ذلك ث ترحل عن آمد قاصدا العراق وأمر بدم سور آمد فهدم البعض ول يقدر على ذلك فقال ابن العتز يهنئه بفتح آمد ‪ ...‬اسلم أمي الؤمني ودم ‪ ...‬ف غبطة وليهنك‬
‫النصر ‪ ...‬فلرب حادثة نضت لا ‪ ...‬متقدما فتأخر الدهر ‪ ...‬ليث فرائسه الليوث ‪ ...‬فما بيض من دمها له ظفر ‪ ...‬ولا رجع الليفة إل بغداد جاءته هدية عمرو بن الليث من نيسابور‬
‫فكان وصولا بغداد يوم الميس لثمان بقي من جادى الخرة وكان مبلغها ما قيمته أربعة آلف ألف درهم خارجا عن الدواب وسروج وسلح وغي ذلك وفيها تارب إساعيل بن أحد‬
‫السامان وعمرو بن الليث وذلك أن عمرو بن الليث لا قتل رافع بن هرثة وبعث رأسه إل الليفة سأل منه أن يعطيه ما وراء النهر مضافا إل ما بيده من ولية خراسان فأجابه إل ذلك‬
‫فانزعج لذلك إساعيل بن أحد بن السامان نائب ما وراء النهر وكتب إليه إنك قد وليت دنيا عريضة فاقتنع با عن ما ف يدي من هذه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪81‬‬

‫البلد فلم يقبل فأقبل إليه إساعيل ف جيوش عظيمة جدا فالتقيا عند بلخ فهزم أصحاب عمرو وأسر عمرو فلما جيء به إل إساعيل بن أحد قام إليه وقبل بي عينيه وغسل وجهه وخلع عليه‬
‫وأمنه وكتب إل الليفة ف أمره ويذكر أن أهل تلك البلد قد ملوا وضجروا من وليته عليهم فجاء كتاب الليفة بأن يتسلم حواصله وأمواله فسلبه إياها فآل به الال بعد أن كان مطبخه‬
‫يمل على ستمائة جل إل القيد والسجن ومن العجائب أن عمرا كان معه خسون ألف مقاتل ل يصب أحد منهم ول أسر سواه وحده وهذا جزاء من غلب عليه الطمع وقاده الرص حت‬
‫أوقعه ف ذل الفقر وهذه سنة ال ف كل طامع فيما ليس له وف كل طالب للزيادة ف الدنيا‬
‫ظهور أب سعيد الناب رأس القرامطة وهم أخبث من الزنج وأشد فسادا‬
‫كان ظهوره ف جادى الخرة من هذه السنة بنواحي البصرة فالتف عليه من العراب غيهم بشر كثي وقويت شوكته جدا وقتل من حوله من أهل القرى ث صار ال القطيف قريبا من‬
‫البصرة ورام دخولا فكتب الليفة العتضد إل نائبها يأمره بتحصي سورها فعمروه وجددوا معاله بنحو من أربعة آلف دينار فامتنعت من القرامطة بسبب ذلك وتغلب أبو سعيد الناب ومن‬
‫معه من القرامطة على هجر وما حولا من البلد وأكثروا ف الرض الفساد وكان أصل أب سعيد الناب هذا أنه كان سسارا ف الطعام يبيعه ويسب للناس الثان فقدم رجل به يقال له يي‬
‫بن الهدي ف سنة إحدى وثاني ومائتي فدعا أهل القطيف إل بيعة الهدي فاستجاب له رجل يقال له علي بن العلء بن حدان الزيادي فساعده ف الدعوة إل الهدي وجع الشيعة الذين‬
‫كانوا ف القطيف فاستجابوا له وكانوا ف جلة من استجاب ابو السعيد الناب هذا قبحه ال ث تغلب على أمرهم وأظهر فيهم القرمطة فاستجابوا له والتفوا عليه فتآمر عليهم وصار هو الشار‬
‫إليه فيهم وأصله من بلدة هناك يقال لا جنابة وسيأت ما يكون من أمره وأمر أصحابه قال ف النتظم ومن عجائب ما وقع من الوادث ف هذه السنة ث روى بسنده أن امرأة تقدمت إل قاضي‬
‫الرى فادعت على زوجها بصداقها خسمائة دينار فأنكره فجاءت ببينه تشهد لا به فقالوا نريد أن تسفر لنا عن وجهها حت نعلم أنا الزوجة أم ل فلما صمموا على ذلك قال الزوج ل تفعلوا‬
‫هي صادقة فيما تدعيه فأقر با ادعت ليصون زوجته عن النظر إل وجهها فقالت الرأة حي عرفت ذلك منه وإنه إنا أقر ليصون وجهها عن النظر هو ف حل من صداقي عليه ف الدنيا‬
‫والخرة ومن توف فيها من العيان الشاهي أحد بن عيسى أبو السعيد الراز فيما ذكره شيخنا الذهب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪82‬‬


‫وقد أرخه ابن الوزي ف سنة سبعة وسبعي ومائتي فال أعلم‬
‫إسحاق بن ممد بن أحد بن أبان‬
‫أبو يعقوب النخعي الحر وإليه تنسب الطائفة السحاقية من الشيعة وقد ذكر ابن النوبت والطيب وابن الوزي أن هذا الرجل كان يعتقد إلية علي بن أب طالب وإنه انتقل إل السن ث‬
‫السي وإنه كان يظهر ف كل وقت وقد اتبعه على هذا الكفر خلق من المر قبحهم ال وقبحه وإنا قيل له الحر لنه كان أبرص وكان يطلي برصه با يغي لونه وقد أورد له النويت أقوال‬
‫عظيمة ف الكفر لعنه ال وقد روى شيئا من الكايات واللح عن الازن وطبقته مثل هذا أقل وأذل من أن يروي عنه أو يذكر إل بذمه بقي بن ملد بن يزيد أبو عبدالرحن الندلسي الافظ‬
‫أحد علماء الغرب له التفسي والسند والسنن والثار الت فضلها ابن حزم على تفسي ابن جرير ومسند أحد ومصنف ابن أب شيبة وفيما زعم ابن حزم نظر وقد ترجه الافظ ابن عساكر ف‬
‫تاريه فأثن عليه خيا ووصفه بالفظ والتقان وأنه كان ماب الدعوة رحه ال وأرخ وفاته بذه السنة عن خس وسبعي سنة‬
‫السن بن بشار‬
‫أبو علي الياط روى عن أب بلل الشعري وعنه أبو بكر الشافعي وكان ثقة رأى ف منامه وقد كانت به علة قائل يقول له كل ل وادهن بل ففسره بقوله تعال زيتونة ل شرقية ول غربية‬
‫فأكل زيتونا وشرب زيتا فبأ من علته تلك ممد بن إبراهيم أبو جعفر الناطي العروف بربع تلميذ يي بن معي كان ثقة حافظا عبدالرحيم الرقي وممد بن وضاح الصنف وعلي بن‬
‫عبدالعزيز البغوي صاحب السند‬
‫ممد بن يونس‬
‫ابن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كدي أبو العباس القرشي البصري الكديي وهو ابن امرأة نوح بن عبادة ولد سنة ثلث وثاني ومائة وسع عبدال بن داود الريب وممد بن‬
‫عبدال النصاري وأبا داود الطيالسي والصمعي وخلقا وعنه ابن السماك والنجاد وآخر من حدث عنه أبو بكر بن مالك القطيفي وقد كان حافظا مكثرا مغربا وقد تكلم فيه الناس لجل‬
‫غرائبه ف الروايات وقد ذكرنا ترجته ف التكميل توف يوم المعة قبل الصلة للنصف من جادى الخرة منها وقد جاوز الائة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي يعقوب بن إسحاق بن‬
‫نبة أبو يوسف الواسطي سع من يزيد بن هارون وقدم بغداد وحدث با أربعة أحاديث ووعد الناس أن يدثهم من الغد فمات من ليلته عن مائة واثن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪83‬‬

‫عشر سنة الوليد أبو عبادة البختري فيما ذكر الذهب وقد تقدم ذكره ف سنة ثلث وثاني كما ذكره ابن الوزي فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وثاني ومائتي‬
‫ف ربيع الول منها تفاقم أمر القرامطة صحبة أب سعيد الناب فقتلوا وسبوا وأفسدوا ف بلد هجر فجهز الليفة إليهم جيشا كثيفا وأمر عليهم العباس بن عمرو الغنوي وأمره على اليمامة‬
‫والبحرين ليحارب أبا سعيد هذا فالتقوا هنالك وكان العباس ف عشرة آلف مقاتل فأسرهم أبو سعيد كلهم ول ينج منهم إل المي وحده وقتل الباقون عن آخرهم صبا بي يديه قبحه ال‬
‫وهذا عجيب جدا وهو عكس واقعة عمرو بن الليث فإنه أسر من بي أصحابه وحده ونوا كلهم وكانوا خسي ألفا ويقال إن العباس لا قتل أبو سعيد أصحابه صبا بي يديه وهو ينظر وكان‬
‫ف جلة من أسر أقام عند أب سعيد أياما ث أطلقه وحله على رواحل وقال ارجع إل صاحبك وأخبه با رأيت وقد كانت هذه الواقعة ف أواخر شعبان منها فلما وقع هذا المر الفظيع انزعج‬
‫الناس لذلك انزعاجا عظيما جدا وهم أهل البصرة بالروج منها فمنعهم من ذلك نائبها أحد الواثقي وفيها أغارت الروم على بلد طرسوس وكان نائبها ابن الخشيد قد توف ف العام الاضي‬
‫واستخلف على الثغر أبا ثابت فطمعت الروم ف تلك الناحية وحشدوا عساكرهم فالتقا بم أبو ثابت فلم يقدر على مقاومتهم فقتلوا من أصحابه جاعة وأسروه فيمن أسروا فاجتمع أهل الثغر‬
‫على ابن العراب فولوه أمرهم وذلك ف ربيع الخر وفيها قتل‬
‫ممد بن زيد العلوي‬
‫أمي طبستان والديلم وكان سبب ذلك أن إساعيل السامان لا ظفر بعمرو بن الليث ظن ممد أن إساعيل ل ياوز عمله وأن خراسان قد خلت له فارتل من بلده يريد خراسان وسبقه‬
‫إساعيل إليها وكتب إليه أن الزم عملك ول تتجاوزه إل غيه فلم يقبل فبعث إليه جيشا مع ممد بن هارون الذي كان ينوب عن رافع بن هرثة فلما التقيا هرب منه ممد بن هارون خديعة‬
‫فسار اليش وراءه ف الطلب فكر عليهم راجعا فانزموا منه فأخذ ما ف معسكرهم وجرح ممد بن زيد جراحات شديدة فمات بسببها بعد أيام وأسر ولده زيد فبعث به إل إساعيل بن أحد‬
‫فأكرمه وأمر له بائزة وقد كان ممد بن زيد هذا فاضل دينا حسن السية فيما وليه من تلك البلد وكان فيه تشيع تقدم إليه يوما خصمان اسم أحدها معاوية واسم الخر علي فقال ممد‬
‫بن زيد إن الكم بينكما ظاهر فقال معاوية أيها المي ل تغترن بنا فإن أب كان من كبار الشيعة وإنا سان معاوية مداراة لن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪84‬‬

‫ببلدنا من أهل السنة وهذا كان أبوه من كبار النواصب فسماه عليا تقاة لكم فتبسم ممد بن زيد وأحسن اليهما قال ابن الثي ف كامله ومن توف فيها إسحاق بن يعقوب بن عمر بن‬
‫الطاب العدوي عدي ربيعة وكان أميا على ديار ربيعة بالزيرة فول مكانه عبدال بن اليثم بن عبدال بن العتمر وعلي بن عبدالعزيز البغوي صاحب أب عبيدالقاسم بن سلم ومهدي بن‬
‫أحد بن مهدي الزدي الوصلي وكان من العيان وذكر هو وأبو الفرج بن الوزي أن قطر الندى بنت خارويه ابن أحد بن طولون امرأة العتضد توفيت ف هذه السنة قال ابن الوزي لسبع‬
‫خلون من رجب منها ودفنت داخل القصر بالرصافة يعقوب بن يوسف بن أيوب أبو بكر الطوعي سع أحد بن حنبل وعلي بن الدين وعنه النجاد واللدي وكان ورده ف كل يوم قراءة قل‬
‫هو ال أحد إحدى وثلثي ألف مرة أو إحدى وأربعي ألف مرة قلت ومن توف فيها أبو بكر بن أب عاصم صاحب السنة والصنفات وهو‬
‫أحد بن عمرو بن أب عاصم الضحاك‬
‫ابن النبيل له الصنفات ف الديث كثية منها كتاب السنة ف أحاديث الصفات على طريق السلف وكان حافظا قد ول قضاء أصبهان بعد صال بن أحد وقد طاف البلد قبل ذلك ف طلب‬
‫الديث وصحب أبا تراب النخشي وغيه من مشايخ الصوفية وقد اتفق له مرة كرامة هائلة كان هو واثنان من كبار الصالي ف سفر فنلوا على رمل أبيض فجعل أبو بكر هذا يقبله بيده‬
‫ويقول اللهم ارزقنا خبيصا يكون غداء على لون هذا الرمل فلم يكن بأسرع من أن أقبل أعراب وبيده قصعة فيها خبيص بلون ذلك الرمل وف بياضه فأكلوا منه وكان يقول ل أحب أن‬
‫يضر ملسي مبتدع ول مدع ول طعان ول لعان ول فاحش ول بذيء ول منحرف عن الشافعي وأصحاب الديث توف ف هذه السنة بأصبهان وقد رآه بعضهم بعد وفاته وهو يصلي فلما‬
‫انصرف قال ما فعل بك فقال يؤنسي رب عز وجل‬
‫ث دخلت سنة تسع وثاني ومائتي‬
‫اتفق ف هذه السنة آفات ومصائب عديدة منها أن الروم قصدوا بلد الرقة ف جحافل عظيمة وعساكر من البحر والب فقتلوا خلقا وأسروا نوا من خسة عشر ألفا من الذرية ومنها أن بلد‬
‫أذربيجان أصاب أهلها وباء شديد حت ل يبق أحد يقدر على دفن الوتى فتركوا ف الطرق ل يوارون ومنها أن بلد أردبيل أصابا ريح شديدة من بعد العصر إل ثلث الليل ث زلزلوا زلزال‬
‫شديدا واستمر ذلك عليهم أياما فتهدمت الدور والساكن وخسف بآخرين منهم وكان جلة من مات تت الدم مائة ألف وخسي ألفا فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها اقترب القرامطة من‬
‫البصرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪85‬‬

‫فخاف أهلها منهم خوفا شديدا وهوا بالرحيل منها فمنعهم نائبها وفيها توف من العيان‬
‫بشر بن موسى بن صال أبو علي السدي‬
‫بشر بن موسى بن صال أبو علي السدي ولد سنة تسعي ومائة وسع من روح بن عبادة حديثا واحدا وسع الكثي من هودة بن خليفة والسن بن موسى الشيب وأب نعيم وعلي بن العد‬
‫والصمعي وغيهم وعنه ابن النادى وابن ملد وابن صاعد والنجاد وأبو عمرو والزاهد واللدي والسلمي وأبو بكر الشافعي وابن الصواف وغيهم وكان ثقة أمينا حافظا وكان من‬
‫البيوتات وكان المام أحد يكرمه ومن شعره ‪ ...‬ضعفت ومن جاز الثماني يضعف ‪ ...‬وينكر منه كل ما كان يعرف ‪ ...‬ويشي رويدا كالسي مقيدا ‪ ...‬يدان خطاه ف الديد ويرسف ‪...‬‬
‫ثابت بن قرة بن هارون ويقال ابن زهرن بن ثابت بن كدام بن إبراهيم الصابئي الفيلسوف الران صاحب التصانيف من جلتها أنه حرر كتاب إقليدس الذي عربه حني بن إسحاق العبادي‬
‫وكان أصله صوفيا فترك ذلك واشتغل بعلم الوائل فنال من رتبة سامية عند أهله ث صار إل بغداد فعظم شأنه با وكان يدخل مع النجمي على الليفة وهو باق على دين الصابئة وحفيده‬
‫ثابت بن سنان له تاريخ أجاد فيه وأحسن وكان بليغا ماهرا حاذقا بالغا وعمه إبراهيم بن ثابت بن قرة كان طبيبا عارفا أيضا وقد سردهم كلهم ف هذه الترجة القاضي ابن خلكان السن بن‬
‫عمرو بن الهم أبو السن الشيعي من شيعة النصور ل من الروافض حدث عن علي بن الدين وحكى عن بشر الاف وعنه أبو عمرو بن السماك عبيدال بن سليمان بن وهب وزير العتضد‬
‫كان حظيا عنده وقد عز عليه موته وتأل لفقده وأهه من يعله ف مكانه بعده فعقد لولده القاسم بن عبيد ال على الوزارة من بعد أبيه جبا لصابه به وأبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار‬
‫العروف بالناطي أحد كبار الشافعية وقد ذكرناه ف طبقاتم وهارون بن ممد بن إسحاق بن موسى بن عيسى أبو موسى الاشي إمام الناس ف الج عدة سني متوالية وقد سع وحدث وتوف‬
‫بصر ف رمضان من هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني ومائتي‬
‫فيها عاثت القرامطة بسواد كوفة فظفر بعض العمال بطائفة منهم فبعث برئيسهم إل العتضد وهو أبو الفوارس فنال من العباس بي يدي الليفة فأمر به فقلعت أضراسه وخلعت يداه ث قطعتا‬
‫مع رجليه ث قتل وصلب ببغداد وفيها قصدت القرامطة دمشق ف جحفل عظيم فقاتلهم نائبها طغج بن جف من جهة هارون بن خارويه فهزموه مرات متعددة وتفاقم الال بم وكان ذلك‬
‫بسفارة يي بن زكرويه بن برويه الذي ادعى عند القرامطة أنه ممد بن عبدال بن إساعيل بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب وقد كذب ف ذلك وزعم لم أنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪86‬‬

‫قد اتبعه على أمره مائة ألف وأن ناقته مأمورة حيث ما توجهت به نصر على أهل تلك الهة فراج ذلك عندهم ولقبوه الشيخ واتبعه طائفة من بن الصبغ وسوا بالفاطميي وقد بعث إليهم‬
‫الليفة جيشا كثيفا فهزموه ث اجتازوا بالرصافة فأحرقوا جامعها ول يتازوا بقرية إل نبوها ول يزل ذلك دأبم حى وصلوا إل دمشق فقاتلهم نائبها فهزموه مرات وقتلوا من اهل خلقا كثيا‬
‫وانتهبوا من أموالا شيئا كثيا فإنا ل وإنا إليه راجعون وف هذه الالة الشديدة اتفق موت‬
‫الليفة العتضد‬
‫بال ف ربيع الول منها الليفة العتضد هو أحد بن المي أب أحد الوفق اللقب بناصر دين ال واسم أب أحد ممد وقيل طلحة بن جعفر التوكل على ال بن العتضم بن هارون الرشيد أبو‬
‫العباس العتضد بال ولد ف سنة ثنتي وقيل ثلث وأربيعن ومائتي وأمه أم ولد وكان أسر نيف السم معتدل القامة قدو خطه الشيب ف مقدم ليته طول وف رأسه شامة بيضاء بويع له‬
‫باللفة صبيحة يوم الثني إحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعي ومائتي واستوزر عبدال بن وهب بن سليمان وول القضاء إساعيل بن إسحاق ويوسف بن يعقوب وابن أب‬
‫الشوارب وكان أمر اللفة قد ضعف ف أيام عمه العتمد فلما ول العتضد أقام شعارها ورفع منارها وكان شجاعا فاضل من رجالت قريش حزما وجرأة وإقداما وحزمة وكذلك كان أبوه‬
‫وقد أورد ابن الوزي بإسناده أن العتضد اجتاز ف بعض أسفاره بقرية فيها مقثاة فوقف صاحبها صائحا مستصرخا بالليفة فاستدعى به فسأله عن أمره فقال إن بعض اليش أخذوا ل شيئا‬
‫من القثاء وهم من غلمانك فقال أتعرفهم فقال نعم فعرضهم عليه فعرف منهم ثلثة فأمر الليفة بتقييدهم وحبسهم فلما كان الصباح نظر الناس ثلثة أنفس مصلوبي على جادة الطريق‬
‫فاستعظم الناس ذلك واستنكروا وعابوا ذلك على الليفة وقالوا قتل ثلثة بسبب قثاء أخذوه فلما كان بعد قليل أمر الواص وهو مسامره أن ينكر عليه ذلك ويتلطف ف ماطبته ف ذلك‬
‫وألمراء حضور فدخل عليه ليلة وقد عزم على ذلك ففهم الليفة ما ف نفسه من كلم يريد أن يبديه فقال له إن أعرف أن ف نفسك كلما فما هو فقال يا أمي الؤمني وأنا آمن قال نعم‬
‫قلت له فإن الناس ينكرون عليك تسرعك ف سفك الدماء فقال وال ما سفكت دما حراما منذ وليت اللفة إل بقه فقلت له فعلم قتلت أحد بن الطيب وقد كان خادمك ول يظهر له‬
‫خيانة فقال ويك إنه دعان إل اللاد والكفر بال فيما بين وبينه فلما دعان إل ذلك قلت له يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة وأنا منتصب ف منصبه فأكفر حت أكون من غي قبيلته‬
‫فقتلته على الكفر والزندقة فقلت له فما بال الثلثة الذين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪87‬‬

‫قتلتهم على القثاء فقال وال ما كان هؤلء الذين أخذوا القثاء وإنا كانوا لصوصا قد قتلوا وأخذوا الال فوجب قتلهم فبعثت فجئت بم من السجن فقتلتهم وأريت الناس أنم الذين أخذوا‬
‫القثاء وأردت بذلك أن أرهب اليش لئل يفسدوا ف الرض ويتعدوا على الناس ويكفوا عن الذى ث أمر بإخراج أولئك الذين أخذوا القثاء فأطلقهم بعد ما استتابم وخلع عليهم وردهم‬
‫إل أرزاقهم قال ابن الوزي خرج العتضد يوما فعسكر بباب الشماسية ونى أن يأخذ أحد من بستان أحد شيئا فأتى بأسود قد أخذ عذقا من بسر فتأمله طويل ث أمر بضرب عنقه ث إلتفت‬
‫إل المراء فقال العامة ينكرون هذا ويقولون إن رسول ال ( ص ) قال ( ل قطع ف ثر ول كثر ) ول يكفه أن يقطع يده حت قتله وإن ل أقتل هذا على سرقته وإنا هذا السود رجل من‬
‫الزنج كان قد استأمن ف حياة أب وإنه تقاول هو ورجل من السلمي فضرب السلم فقطع يده فمات السلم فأهدر أب دم الرجل القتول تأليفا للزنج فآليت على نفسي لئن أنا قدرت عليه‬
‫لقتلنه فما قدرت عليه إل هذه الساعة فقتلته بذلك الرجل وقال أبو بكر الطيب أخبنا ممد بن أحد بن يعقوب حدثنا ممد بن نعيم الضب سعت أبا الوليد حسان بن ممد الفقيه يقول‬
‫سعت أبا العباس بن سريج يقول سعت إساعيل بن اسحاق القاضي يقول دخلت على العتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه فنظرت إليهم فرآن العتضد وأنا أتأملهم فلما أردت‬
‫القيام أشار إل فجلست ساعة فلما خل قال ل أيها القاضي وال ما حللت سراويلي على حرام قط وروى البيهقي عن الاكم عن حسان بن ممد عن ابن سريج القاضي إساعيل إبن إسحاق‬
‫قال دخلت يوما على العتضد فدفع إل كتابا فقرأته فإذا فيه الرخص من زلل العماء قد جعها له بعض الناس فقلت يا أمي الؤمني إنا جع هذا زنديق فقال كيف فقلت إن من أباح التعة ل‬
‫يبح الغناء ومن اباح الغناء ل يبح إضافته إل آلت اللهو ومن جع زلل العلماء ث أخذ با ذهب دينه فأمر بتحريق ذلك الكتاب وروى الطيب بسنده عن صاف الرمي الادم قال انتهى‬
‫العتضد وأنا بي يديه إل منل شعث وابنه القتدر جعفر جالس فيه وحوله نو من عشرة من الوصائف والصبيان من أصحابه ف سنه عنده وبي يديه طبق من فضة فيه عنقود عنب وكان‬
‫العنب إذ ذاك عزيزا وهو يأكل عنبه واحدة ث يفرق على أصحابه من الصبيان كل واحد عنبة فتركه العتضد وجلس ناحية ف بيت مهوما فقلت له ما لك يا أمي الؤمني فقال ويك وال لول‬
‫النار والعار لقتلن هذا الغلم فإن ف قتله صلحا للمة فقلت أعيذك بال يا أمي الؤمني من ذلك فقال ويك يا صاف هذا الغلم ف غاية السخاء لا أراه يفعل مع الصبيان فإن طباع الصبيان‬
‫تأب الكرم وهذا ف غاية الكرم وإن الناس من بعدي ل يولون عليهم إل من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪88‬‬

‫هو من ولدي فسيلي عليهم الكتفي ث ل تطول أيامه لعلته الت به وهي داء النازير ث يوت فيلي الناس جعفر هذا الغلم فيذهب جيع أموال بيت الال إل الظايا لشغفه بن وقرب عهده‬
‫من تشببه بن فتضيع أمور السلمي وتعطل الثغور وتكثر الفت والرج والوارج والشرور قال صاف وال لقد شاهدت ما قاله سواء بسواء وروى ابن الوزي عن بعض خدم العتضد قال‬
‫كان العتضد يوما نائما وقت القائلة ونن حول سريره فاستيقظ مذعورا ث صرح بنا فجئنا إليه فقال ويكم اذهبوا إل دجلة فأول سفينة تدوها فارغة منحدرة فأتون بلحها واحتفظوا‬
‫بالسفينة فذهبنا سراعا فوجدنا ملحا ف سيية فاغرة منحدرا فأتينا به الليفة فلما رأى اللح الليفة كاد أن يتلف فصاح به الليفة صيحة عظيمة فكادت روح اللح ترج فقال له الليفة‬
‫ويك يا ملعون اصدقن عن قصتك مع الرأة الت قتلتها اليوم وال ضربت عنقك قال فتلعثم ث قال نعم يا أمي الؤمني كنت اليوم سحرا ف مشرعت الفلنية فنلت امرأة ل أر مثلها وعليها‬
‫ثياب فاخرة وحلي كثية وجوهر فطمعت فيها واحتلت عليها فشددت فاها وغرقتها وأخذت جيع ما كان عليها من اللي والقماش وخشيت أن أرجع به إل منل فيشتهر خبها فأردت‬
‫الذهاب به إل واسط فلقين هؤلء الدم فأخذون فقال وأين حليها فقال ف صدر السفينة تت البواري فأمر الليفة عند ذلك بإحضار اللي قجيء به فإذا هو حلي كثي يساوي أموال‬
‫كثية فأمر الليفة بتغريق اللح ف الكان الذي غرق فيه الرأة وأمر أن ينادى على أهل الرأة ليحضروا حت يتسلموا مال الرأة فنادى بذلك ثلثة أيام ف أسواق بغداد وأزقتها فحضروا بعد‬
‫ثلثة أيام فدفع إليهم ما كان من اللي وغيه ما كان للمرأة ول يذهب منه شيء فقال له خدمه يا أمي الؤمني من أين علمت هذا قال رأيت ف نومي تلك الساعة شيخا أبيض الرأس واللحية‬
‫والثياب وهو ينادي يا أحد يا أحد خذ أول ملح ينحدر الساعة فاقبض عليه وقرره عن خب الرأة الت قتلها اليوم وسلبها قأقم عليه الد وكان ما شاهدت وقال جعيف السمرقندي الاجب‬
‫كنت مع مولي العتضد ف بعض متصيداته وقد انقطع عن العسكر وليس معه غيي إذ خرج علينا أسد فقصد قصدنا فقال ل العتضد يا جعيف أفيك خي اليوم قلت ل وال قال ول أن‬
‫تسك فرسي وأنزل أنا فقلت بلى قال فنل عن فرسه وغرز أطراف ثيابه ف منطقته واستل سيفه ورمى بقرابه إل ث تقدم إل السد فوثب السد عليه فضربه بالسيف فأطار يده فاشتغل‬
‫السد بيده فضربه ثانية على هامته ففلقها فخر السد صريعا فدنا منه فمسح سيفه ف صوفه ث أقبل إل إل فأغمد سيفه ف قرابه ث ركب فرسه فذهبنا إل العسكر قال وصحبته إل أن مات‬
‫فما سعته ذكر ذلك لحد فما أدري من أي شيء أعجب من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪89‬‬

‫من شجاعته أم من عدم احتفاله بذلك حيث ل يذكره لحد أم من عدم عتبه علي حيث ضننت بنفسي عنه وال ما عاتبن ف ذلك قط وروى ابن عساكر عن أب السي النوري أنه اجتاز‬
‫بزورق فيه خر مع ملح فقال ما هذا ولن هذا فقال له هذه خر للمعتضد فصعد أبو السي إليها فجعل يضرب الدنان بعمود ف يده حت كسرها كلها إل دنا واحدا تركه واستغاث اللح‬
‫فجاءت الشرطة فأخذوا أبا السي فأوقفوه بي يدي العتضد فقال له ما أنت فقال أنا الحتسب فقال ومن ولك السبة فقال الذي ولك اللفة يا أمي الؤمني فأطرق رأسه ث رفعها فقال ما‬
‫الذي حلك على ما فعلت فقال شفقة عليك لدفع الضرر عنك فأطرق رأسه ث رفعه فقال ولي شيء تركت منها دنا واحدا ل تكسره فقال لن إنا أقدمت عليها فكسرتا إجلل ل تعال‬
‫فلم أبال أحدا حت انتهيت إل هذا الدن دخل نفسي إعجاب من قبيل أن قد أقدمت على مثلك فتركته فقال له العتضد اذهب فقد أطلقت يدك فغي ما أحببت أن تغيه من النكر فقال له‬
‫النوري الن انتقض عزمي عن التغيي فقال ول فقال لن كنت أغي عن ال وأنا الن أغي عن شرطي فقال سل حاجتك فقال أحب أن ترجن من بي يديك سالا فأمر فأخرج فصار إل‬
‫البصرة فأقام با متفيا خشية أن يشق عليه أحد ف حاجة عند العتضد فلما توف العتضد رجع إل بغداد وذكر القاضي أبو السن ممد بن عبد الواحد الاشي عن شيخ من التجار قال كان ل‬
‫على بعض المراء مال كثي فماطلن ومنعن حقي وجعل كلما جئت أطالبه حجبن عنه ويأمر غلمانه يؤذونن فاشتكيت عليه إل الوزير فلم بفد ذلك شيئا وإل أولياء المر من الدولة فلم‬
‫يقطعوا منه شيئا وما زاده ذلك إل منعا وجحودا فأيست من الال الذي عليه ودخلن هم من جهته فبينما أنا كذلك وأنا حائر إل من أشتكي إذ قال ل رجل أل تأت فلنا الياط إمام مسجد‬
‫هناك فقلت وما عسى أن يصنع خياط مع هذا الظال وأعيان الدولة ل يقطعوا فيه فقال ل هو أقطع وأخوف عنده من جيع من اشتكيت إليه فاذهب إليه لعلك أن تد عنده فرجا قال فقصدته‬
‫غي متفل ف أمره فذكرت له حاجت ومال وما لقيت من هذا الظال فقام معي فحي عاينه المي قام إليه وأكرمه واحترمه وبادر إل قضاء حقي الذي عليه فأعطانيه كامل من غي أن يكون‬
‫منه إل المي كبي أمر غي أنه قال له ادفع إل هذا الرجل حقه وإل أذنت فتغي لون المي ودفع إل حقي قال التاجر فعجبت من ذلك الياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف أنطاع ذلك‬
‫المي له ث إن عرضت عليه شيئا من الال فلم يقبل من شيئا وقال لو أردت هذا لكان ل من الموال ما ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪90‬‬

‫يصى فسألته عن خبه وذكرت له تعجب منه وألحت عليه فقال إن سبب ذلك أنه كان عندنا ف جوارنا أمي تركي من أعال الدولة وهو شاب حسن فمر به ذات يوم امرأة حسناء قد‬
‫خرجت من المام وعليها ثياب مرتفة ذات قيمة فقام إليها وهو سكران فتعلق با يريدها على نفسها ليدخلها منله وهي تأب عليه وتصيح بأعلى صوتا يا مسلمي أنا امرأة ذات زوج وهذا‬
‫الرجل يريدن على نفسي ويدخلن منله وقد حلف زوجي بالطلق أن ل أبيت ف غي منله ومت بت ها هنا طلقت منه ولقن بسبب ذلك عار ل تدحضه اليام ول تغسله الدامع قال‬
‫الياط فقمت إليه فأنكرت عليه وأردت خلص الرأة من يديه فضربن بدبوس ف يده فشج رأسي وغلب الرأة على فسها وأدخلها منله قهرا فرجعت أنا فغسلت الدم عن وعصبت رأسي‬
‫وصليت بالناس العشاء ث قلت للجماعة إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونلص الرأة منه فقام الناس معي فهجمنا عليه داره فثار إلينا ف جاعة من غلمانه بأيديهم‬
‫العصي والدبابيس يضربون الناس وقصدن هو من بينهم فضربن ضربا شديدا مبحا حت أدمان وأخرجنا من منله ونن ف غاية الهانة فرجعت إل منل وأنا ل أهتدي إل الطريق من شدة‬
‫الوجع وكثرة الدماء فنمت على فراشي فلم يأخذن نوم وتيت ماذا أصنع حت أنقذ الرأة من يده ف الليل لترجع فتبيت ف منلا حت ل يقع على زوجها الطلق فألمت أن أؤذن الصبح ف‬
‫أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منله فتذهب إل منل زوجها فصعدت النارة وجعلت أنظر إل باب داره وأنا أتكلم على عادت قبل الذان هل أرى الرأة قد خرجت ث‬
‫أذنت فلم ترج ث صممت على أنه إن ل ترج أقمت الصلة حت يتحقق الصباح فبينا أنا أنظر هل ترج الرأة أم ل إذ امتلت الطريق فرسانا ورجالة وهم يقولون أين الذي أذن هذه الساعة‬
‫فقلت ها أنا ذا وأنا أريد أن يعينون عليه فقال انزل فنلت فقال أجب أمي الؤمني فأخذون وذهبوا ب ل أملك من نفسي شيئا حت أدخلون عليه فلما رأيته جالسا ف مقام اللفة ارتعدت‬
‫من الوف وفزعت فزعا شديدا فقال ادن فدنوت فقال ل ليسكن روعك وليهدأ قلبك وما زال يلطفن حت اطمأننت وذهب خوف فقال أنت الذي أذنت هذه الساعة قلت نعم يا أمي‬
‫الؤمني فقال ما حلك علىأن أذنت هذه الساعة وقد بقي من الليل أكثر ما مضى منه فتغر بذلك الصائم والسافر والصلي وغيهم فقلت يؤمنن أمي الؤمني حت أقص عليه خبي فقال‬
‫أنت آمن فذكرت له القصة قال فغضب غضبا شديدا وأمر بإحضار ذلك المي والراة من ساعته على أي حالة كانا فأحضرا سريعا فبعث بالراة إل زوجها مع نسوة من جهته ثقات ومعهن‬
‫ثقة من جهته أيضا وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والحسان إليها فإنا مكرهة ومعذورة ث أقبل على ذلك الشاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪91‬‬

‫المي فقال له كم لك من الرزق وكم عندك من الال وكم عندك من الوار والزوجات فذكر له شيئا كثيا فقال له ويك أما كفاك ما أنعم ال به عليك حت انتهكت حرمة ال وتعديت‬
‫حدوده وترأت على السلطان وما كفاك ذلك أيضا حت عمدت إل رجل أمرك بالعروف وناك عن النكر فضربته وأهنته وأدميته فلم يكن له جواب فأمر به فجعل ف رجله قيد وف عنقه غل‬
‫ث أمر به فأدخل ف جوالق ث أمر به فضرب بالدبابيس ضربا شديدا حت خفت ث أمر به فألقي ف دجلة فكان ذلك آخر العهد به ث أمر بدرا صاحب الشرطة أن يتاط على ما ف داره من‬
‫الواصل والموال الت كان يتناولا من بيت الال ث قال لذلك الرجل الصال الياط كلما رأيت منكرا صغيا كان أو كبيا ولو على هذا وأشار إل صاحب الشرطة فأعلمن فإن اتفق‬
‫اجتماعك ب وإل فعلى ما بين وبينك الذان فأذن ف أي وقت كان أو ف مثل وقتك هذا قال فلهذا ل آمر أحدا من هؤلء الدولة بشيء إل امتثلوه ول أناهم عن شيء إل تركوه خوفا من‬
‫العتضد وما احتجت أن أؤذن ف مثل تلك الساعة إل الن وذكر الوزير عبيد ال بن سليمان بن وهب قال كنت يوما عند العتضد وخادم واقف على رأسه يذب عنه بدبة ف يده إذ حركها‬
‫فجاءت ف قلنسوة الليفة فسقطت عن رأسه فأعظمت أنا ذلك جدا وخفت من هول ما وقع ول يكترث الليفة لذلك بل أخذ قلنسوته فوضعها على رأسه ث قال لبعض الدم مر هذا‬
‫البائس ليذهب لراحته فإنه قد نعس وزيدوا ف عدة من يذب بالنوبة قال الوزير فأخذنا ف الثناء على الليفة والشكر له على حلمه فقال إن هذا البائس ل يتعمد ما وقع منه وإنا نعس وليس‬
‫العتاب والعاتبة إل على التعمد ل على الخطئ والساهي وقال جعيف السمرقندي الاجب لا جاء الب إل العتضد بوت وزيره عبيدال بن سليمان خر ساجدا طويل فقيل له يا أمي الؤمني‬
‫لقد كان عبيد ال يدمك وينصح لك فقال إنا سجدت شكرا ل أن ل أعزله ول أوذه وقد كان ابن سليمان حازم الرأي قويا وأراد أن يول مكانه أحد بن ممد بن الفرات فعدل به بدر‬
‫صاحب الشرطة عنه وأشار عليه بالقاسم بن عبيدال فسفه رأيه فأل عليه فوله وبعث إليه يعزيه ف أبيه ويهنيه بالوزارة فما لبث القاسم بن عبيدال حت ول الكتفي اللفة من بعد أبيه‬
‫العتضد وحت قتل بدرا وكان العتضد ينظر إل ما بينهما من العداوة من وراء ستر رقيق وهذه فراسة عظيمة وتوسم قوي ورفع يوما إل العتضد قوما يتمعون على العصية فاستشار وزيره ف‬
‫أمرهم فقال ينبغي أن يصلب بعضهم ويرق بعضهم فقال ويك لقد بردت لب غضب عليهم بقسوتك أما علمت أن الرعية وديعة ال عند سلطانا وأنه سائله عنها ول يقابلهم با قال الوزير‬
‫ولذه النية لا ول اللفة كان بيت الال صفرا من الال وكانت الحوال فاسدة والعرب تعيث ف الرض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪92‬‬


‫فسادا ف كل جهة فلم يزل برأيه وتسديده حت كثرت الموال وصلحت الحوال ف سائر القاليم والفاق ومن شعره ف جارية له توفيت فوجد عليها ‪ ...‬يا حبيبا ل يكن يع ‪ ...‬دله عندي‬
‫حبيب ‪ ...‬أنت عن عين بعيد ‪ ...‬ومن القلب قريب ‪ ...‬ليس ل بعدك ف شي ‪ ...‬ء من اللهو نصيب ‪ ...‬لك من قلب علي قلب ‪ ...‬وإن غبت رقيب ‪ ...‬وحيات منك مذغب ‪ ...‬ت حياة ل‬
‫تطيب ‪ ...‬لو تران كيف ل بع ‪ ...‬دك عول ونيب ‪ ...‬وفؤادي حشوه من ‪ ...‬حرق الزن ليب ‪ ...‬ما أرى نفسي وإن طي ‪ ...‬بتها عنك تطيب ‪ ...‬ليس دمع ل يعصي ‪ ...‬ن وصبي ما‬
‫ييب ‪ ...‬وقال فيها ‪ ...‬ل أبك للدار ولكن لن ‪ ...‬قد كان فيها مرة ساكنا ‪ ...‬فخانن الدهر بفقدانه ‪ ...‬وكنت من قبل له آمنا ‪ ...‬ودعت صبي عنه تودعه ‪ ...‬وبان قلب معه ظاعنا ‪...‬‬
‫وكتب إليه ابن العتز يعزيه ويسليه عن مصيبته فيها ‪ ...‬يا إمام الدى حياتك طالت ( ‪ ... ) 1‬وعشت أنت سليما ‪ ...‬أنت علمتنا على النعم الشك ‪ ...‬ر وعند الصائب التسليما ‪ ...‬فتسلل‬
‫عن ما مضى وكأن الت كانت سرورا صارت ثوابا عظيما ‪ ...‬قد رضينا بأن نوت وتي ‪ ...‬إن عندي ف ذاك حظا جسيما ‪ ...‬من يت طائعا لوله فقد ‪ ...‬أعطى فوزا ومات موتا كريا ‪...‬‬
‫وقد رثى أبو العباس عبدال بن العتز العباسي بن عمر العتضد برثاة حسنة يقول فيها ‪ ...‬يا دهر ويك ما أبقيت ل أحدا ‪ ...‬وأنت والد سوء تأكل الولدا ‪ ...‬أستغفر ال بل ذا كله قدر ‪...‬‬
‫رضيت بال ربا واحدا صمدا ‪ ...‬يا ساكن القب ف غياء مظلة ‪ ...‬بالظاهرية مقصى الدار منفردا ‪ ...‬أين اليوش الت قد كنت تشحنها ‪ ...‬أين الكنوز الت ل تصها عددا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪93‬‬

‫أين السرير الذي قد كنت تلؤه ‪ ...‬مهابة من رأته عينه ارتعدا ‪ ...‬أين القصور شيدتا فعلت ‪ ...‬ولح فيها سنا البريز فانقدا ‪ ...‬قد أتعبوا كل مرقال مذكرة ‪ ...‬وجناء تنثر من أشداقها‬
‫الزبدا ‪ ...‬أين العادي الل ذللت صعبهم ‪ ...‬أين الليوث الت صيتا نقدا ‪ ...‬أين الوفود على البواب عاكفة ‪ ...‬ورد القطا صفر ما جال واطردا ‪ ...‬أين الرجال قياما ف مراتبهم ‪ ...‬من‬
‫راح منهم ول يطمر فقد سعدا ‪ ...‬أين الياد الت حجلتها بدم ‪ ...‬وكن يملن منك الضيغم السدا ‪ ...‬أين الرماح الت غذيتها مهجا ‪ ...‬مذ مت ما وردت قلبا ول كبدا ‪ ...‬أين السيوف‬
‫وأين النبل مرسلة ‪ ...‬يصب من شئت من قرب وإن بعدا ‪ ...‬أين الجانيق أمثال السيول إذا ‪ ...‬رمي حائط حصن قائم قعدا ‪ ...‬أين الفعال الت قد كنت تبدعها ‪ ...‬ول ترى أن عفوا نافعا‬
‫أبدا ‪ ...‬أين النان الت تري جداولا ‪ ...‬ويستجيب إليها الطائر الغردا ‪ ...‬أين اللهي وأين الراح تسبها ‪ ...‬ياقوتة كسيت من فضة زردا ‪ ...‬أين الوثوب إل العداء مبتغيا ‪ ...‬صلح‬
‫ملك بن العباس إذ فسدا ‪ ...‬ما زلت تقسر منهم كل قسورة ‪ ...‬وتطم العات البار معتمدا ‪ ...‬ث انقضيت فل عي ول أثر ‪ ...‬حت كأنك يوما ل تكن أحدا ‪ ...‬ل شيء يبقى سوى خي‬
‫تقدمه ‪ ...‬ما دام ملك لنسان ول خلدا ‪ ...‬ذكرها ابن عساكر ف تاريه واجتمع ليلة عند العتضد ندماؤه فلما انقضى السمر وصار إل حظاياه ونام القوم السمار نبههم من نومهم خادم‬
‫وقال يقول لكم أمي الؤمني إنه أصابه أرق بعدكم وقد عمل بيتا أعياه ثانيه فمن عمل ثانيه فله جائزة وهو هذا البيت ‪ ...‬ولا انتبهنا للخبال الذي سرى ‪ ...‬إذا الدار قفر والزار بعيد ‪...‬‬
‫قال فجلس القوم من فرشهم يفكرون ف ثانيه فبدر واحد منهم فقال ‪ ...‬فقلت لعين عاودي النوم واهجعي ‪ ...‬لعل خيال طارقا سيعود ‪ ...‬قال فلما رجع الادم به إل العتضد وقع منه‬
‫موقعا جيدا وأمر له بائزة سنية واستعظم العتضد يوما من بعض الشعراء قول السن بن مني الازن البصري ‪ ...‬لفي على من أطار النوم فامتنعا ‪ ...‬وزاد قلب على أوجاعه وجعا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪94‬‬

‫كأنا الشمس من أعطافه طلعت ‪ ...‬حسنا أو البدر من أردانه لعا ‪ ...‬ف وجه شافع يحوو إساءته ‪ ...‬من القلوب وجيها أين ما شفعا ‪ ...‬ولا كان ف ربيع الول من هذه السنة اشتد وجع‬
‫العتضد فاجتمع رؤس المراء مثل يونس الادم وغيه إل الوزير القاسم بن عبيدال فأشاروا بأن يتمع الناس لتجديد البيعة للمكتفي بال علي بن العتضد بال ففعل ذلك وتأكدت البيعة‬
‫وكان ف ذلك خي كثي وحي حضرت العتضد الوفاة أنشد لنفسه ‪ ...‬تتع من الدنيا فإنك ل تبقى ‪ ...‬وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا ‪ ...‬ول تأمنن الدهر إن ائتمنته ‪ ...‬فلم يبق ل‬
‫حال ول يرع ل حقا ‪ ...‬قتلت صناديد الرجال فلم أدع ‪ ...‬عدوا ول أمهل على خلق خلقا ‪ ...‬وأخليت دار اللك من كل نازع ‪ ...‬فشردتم غربا ومزقتهم شرقا ‪ ...‬فلما بلغت النجم عزا‬
‫ورفعة ‪ ...‬وصارت رقاب اللق ل أجع رقا ‪ ...‬رمان الردى سهما فأخد جرت ‪ ...‬فها أنا ذا ف جفرت عاجل ألقى ‪ ...‬ول يغن عن ما جعت ول أجدد ‪ ...‬لدى ملك إل حبان حبها رفقا ‪...‬‬
‫وأفسدت دنياي ودين سفاهة ‪ ...‬فمن ذا الذي مثلي بصرعه أشقا ‪ ...‬فياليت شعري بعد موت هل أصر ‪ ...‬إل رحة ال أم ف ناره ألقى ‪ ...‬وكانت وفاته ليلة الثني لثمان بقي من ربيع‬
‫الول من هذه السنة ول يبلغ المسي وكانت خلفته تسع سني وتسعة أشهر وثلثة عشر يوما وخلف من الولد الذكور عليا الكتفي وجعفر القتدر وهارون ومن البنات إحدى عشرة بنتا‬
‫ويقال سبع عشرة بنتا وترك ف بيت الال سبعة عشر ألف ألف دينار وكان يسك عن صرف الموال ف غي وجهها فلهذا كان بعض الناس يبخله ومن الناس من يعله من اللفاء الراشدين‬
‫الذكورين ف الديث حديث جابر بن سرة فال أعلم‬
‫خلفة الكتفي بال أب ممد‬
‫علي بن العتضد بال أمي الؤمني بويع باللفة عند موت أبيه ف ربيع الول من هذه السنة وليس ف اللفاء من اسه على سوى هذا وعلي بن أب طالب وليس فيهم من يكن بأب ممد إل‬
‫هو والسن بن علي بن أب طالب والادي والستضيء بال وحي ول الكتفي كثرت الفت وانتشرت ف البلد وف رجب منها زلزلت الرض زلزلزة عظيمة جدا وف رمضان منها تسافط‬
‫وقت السحر من السماء نوم كثية ول يزل المر كذلك حت طلعت الشمس ولا أفضت اللفة إليه كان بالرقة فكتب إليه الوزير وأعيان المراء فركب فدخل بغداد ف يوم مشهود وذلك‬
‫يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪95‬‬


‫الثني لثمان خلون من جادى منها وف هذا اليوم أمر بقتل عمرو بن الليث الصفار وكان معتقل ف سجن أبيه وأمر بتخريب الطامي الت كان اتذها أبوه للمسجوني وأمر ببناء جامع مكانا‬
‫وخلع ف هذا اليوم على الوزير القاسم بن عبيد ال بن سليمان ست خلع وقلده سيفا وكان عمره يوم ول اللفة خسا وعشرين سنة وبعض أشهر وفيها انتشرت القرامطة ف الفاق وقطعوا‬
‫الطريق على الجيج وتسمى بعضهم بأمي الؤمني فبعث الكتفي إليهم جيشا كثيا وأنفق فيهم أموال جزيلة فأطفأ ال بعض شرهم وفيها خرج ممد بن هارون عن طاعة إساعيل بن أحد‬
‫السامان وكاتب أهل الرى بعد قتله ممد بن زيد الطالب فصار إليهم فسلموا البلد إليه فاستحوذ عليها فقصده إساعيل بن أحد السامان باليوش فقهره وأخرجه منها مذموما مدحورا قال‬
‫ابن الوزي ف النتظم وف يوم التاسع من ذي الجة منها صلى الناس العصر ف زمن الصيف وعليهم ثياب الصيف فهبت ريح باردة جدا حت احتاج الناس إل الصطلء بالنار ولبسوا الفرا‬
‫والحشوات وجد الاء كفصل الشتاء قال ابن الثي ووقع بدينة حص مثل ذلك وهب ريح عاصف بالبصرة فاقتلعت شيئا كثيا من نيلها وخسف بوضع فيها فمات تته سبعة آلف نسمة‬
‫قال ابن الوزي وابن الثي وزلزت بغداد ف رجب منها مرات متعددة ث سكنت وحج بالناس فيها الفضل بن عبد اللك وفيها توف من العيان إبراهيم بن ممد بن إبراهيم أحد الصوفية‬
‫الكبار قال ابن الثي وهو من أقران السري السقطي قال لن ترد إل ال ذرة من هك خي لك ما طلعت عليه الشمس أحد بن ممد العتضد بال غلب عليه سوء الزاج والفاف من كثرة‬
‫الماع وكان الطباء يصفون له ما يرطب بدنه له فيستعمل ضد ذلك حت سقطت قوته‬
‫بدر غلم العتضد رأس اليش‬
‫كان القاسم الوزير قد عزم على أن يصرف اللفة عن أولد العتضد وفاوض بذلك بدرا هذا فامتنع عليه وأب فلما ول الكتفي بن العتضد خاف الوزير غائلة ذلك فحسن الوزير للمكتفي‬
‫قتل بدر هذا فبعث الكتفي فاحتاط على حواصله وأمواله وهو بواسط وبعث الوزير إليه بالمان فلما قدم بدر فبعث إليه من قتله يوم المعة لست خلون من رمضان من هذه السنة ث قطع‬
‫رأسه وبقيت جثته أخذها أهله فبعثوا با إل مكة ف تابوت فدفن با لنه أوصى بذلك وكان قد أعتق كل ملوك له قبل وفاته وحي أرادوا قتله صلى ركعتي رحه ال السي بن ممد بن‬
‫عبدالرحن بن الفهم بن مرز بن إبراهيم الافظ البغدادي سع خلف بن هشام ويي بن معي وممد بن سعد وغيهم وعنه النطي والطوماري وكان عسرا ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪96‬‬

‫التحديث إل لن لزمه وكانت له معرفة جيدة بالخبار والنسب والشعر وأساء الرجال ييل إل مذهب العراقيي ف الفقه قال عنه الدارقطن ليس بالقوي عمارة ابن وثيمة بن موسى أبو رفاعة‬
‫الفارسي صاحب التاريخ على السنن ولد بصر وحدث عن أب صال كاتب الليث وغيه هارون بن الليث الصفار أحد المراء الكبار قتل ف السجن أول ما قدم الكتفي بغداد‬
‫ث دخلت سنة تسعي ومائتي‬
‫فيها أقبل يي بن زكرويه بن مهرويه أبو قاسم القرمطي العروف بالشيخ ف جحافله فعاث بناحية الرقة فسادا فجهز إليه الليفة جيشا نو عشرة آلف فارس وفيها ركب الليفة من بغداد‬
‫إل سامرا يريد القامة با فثن رأيه عن ذلك الوزير فرجع إل بغداد وفيها قتل يي بن زكرويه على باب دمشق زرقه رجل من الغاربة بزراق نار فقتله ففرح الناس بقتله وتكن منه الزراق‬
‫فأحرقه وكان هذا الغرب من جلة جيش الصريي فقام بأمر القرامطة من بعده أخوه السي وتسمى بأحد وتكن بأب العباس وتلقب بأمي الؤمني وأطاعه القرامطة فحاصر دمشق فصحاله‬
‫أهلها على مال ث سار إل حص فافتتحها وخطب له على منابرها ث سار إل حاه ومعرة النعمان فقهر أهل تلك النواحي واستباح أموالم وحريهم وكان يقتل الدواب والصبيان ف الكاتب‬
‫ويبيح لن معه وطء النساء فربا وطئ الواحدة الماعة الكثية من الرجال فإذا ولدت ولدا هنأ به كل واحد منهم الخر فكتب أهل الشام إل الليفة ما يلقون من هذا اللعي فجهز إليهم‬
‫جيوشا كثيفة وأنفق فيهم أموال جزيلة وركب ف رمضان فنل الرقة وبث اليوش ف كل جانب لقتال القرامطة وكان القرمطي هذا يكتب إل أصحابه ( من عبدال الهدي أحد بن عبدال‬
‫الهدي النصور الناصر لدين ال القائم بأمر ال الاكم بكم ال الداعي إل كتاب ال الذاب عن حري ال الختار من ولد رسول ال ) وكان يدعي أنه من سللة علي بن أب طالب من فاطمة‬
‫وهو كاذب أفاك أثيم قبحه ال فإنه كان من أشد الناس عدواة لقريش ث لبن هاشم دخل سلمية فلم يدع با أحدا من بن هاشم حت قتلهم وقتل أولدهم واستباح حريهم وفيها تول ثغر‬
‫طرسوس أبو عامر أحد بن نصر عوضا عن مظفر بن جناح لشكوى أهل الثغر منه وحج بالناس الفضل بن ممد العباسي وفيها توف من العيان‬
‫عبدال بن المام أحد بن حنبل‬
‫أبو عبدالرحن الشيبان كان إماما ثقة حافظا ثبتا مكثرا عن أبيه وغيه قال ابن النادى ل يكن أحد أروى عن أبيه منه روى عنه السند ثلثي ألفا والتفسي مائة ألف حديث وعشرون ألفا من‬
‫ذلك ساع ومن ذلك إجازة ومن ذلك الناسخ والنسوخ والقدم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪97‬‬

‫والؤخر ف كتاب ال والتاريخ وحديث سبعة وكرامات القراء والناسك الكبي الصغي وغي ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ قال وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بعرفة الرجال‬
‫وعلل الديث والساء والكن والواظبة على طلب الديث ف العراق وغيها ويذكرون عن أسلفهم القرار له بذلك حت أن بعضهم أسرف ف تقريظه له بالعرفة وزيادة السماع للحديث‬
‫عن أبيه ولا رمض قيل له أين تدفن فقال صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولن أكون بوار نب أحب إل من أن أكون ف جوار أب مات ف جادى الخرة منها عن سبع وسبعي سنة كما‬
‫مات لا أبوه واحتمع ف جنازته خلق كثي من الناس وصلي عليه زهي ابن أخيه ودفن ف مقابر باب التي رحه ال تعال عبدال بن أحد بن سعيد أبو بر الرباطي الروزي صحب أبا تراب‬
‫النخشب وكان النيد بدحه ويثن عليه عمر بن إبراهيم أبو بكر الافظ العروف بأب الذان كان ثقة ثبتا ممد بن السي بن الفرج أبو ميسرة المدان صاحب السند كان أحد الثقات‬
‫الشهورين والصنفي‬
‫ممد بن عبدال أبو بكر الدقاق‬
‫أحد أئمة الصوفية وعبادهم روى عن النيد أنه قال رأيت إبليس ف النام وكأنه عريان فقلت أل تستحي من الناس فقال وهو ل يظنهم ناسا لو كانوا ناسا ما كنت ألعب بم كما يلعب‬
‫الصبيان بالكرة إنا الناس جاعة غي هؤلء فقلت أين هم فقال ف مسجد الشونيزي فقد أضنوا قلب وأتعبوا جسدي كلما همت بم أشاروا إل ال عز وجل فأكاد أحترق قال فلما انتبهت‬
‫لبست ثياب ورحت إل السجد الذي ذكر فإذا فيه ثلثة جلوس ورؤسهم ف مرقعاتم فرفع أحدهم رأسه إل وقال يا أبا القاسم ل تغتر بديث البيث وأنت كلما قيل لك شيء تقبل فإذا هم‬
‫أبو بكر الدقاق وأبو السي النوري وأبو حزة ممد بن علي بن علوية بن عبدال الرجان الفقيه الشافعي تلميذ الزن ذكره ابن الثي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وتسعي ومائتي‬
‫فيها جرت وقعة عظيمة بي القرامطة وجند الليفة فهزموا القرامطة وأسروا رئيسهم السن بن زكرويه ذا الشامة فلما أسر حل إل الليفة ف جاعة كثية من أصحابه من رؤسهم وأدخل‬
‫بغداد على فيل مشهور وأمر الليفة بعمل دفة مرتفعة فأجلس عليها وجيء بأصحابه فجعل يضرب أعناقهم بي يديه وهو ينظر وقد جعل ف فمه خشبة معترضة مشدودة إل قفاه ث أنزل‬
‫فضرب مائت سوط ث قطعت يداه ورجله وكوى ث أحرق وحل رأسه على خشبة وطيف به أرجاء بغداد وذلك ف ربيع الول منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪98‬‬

‫وفيها قصدت التراك بلد ما وراء النهر ف حجافل عظيمة فبيتهم السلمون فقتلوا منهم خلقا كثيا وسبوا منهم ما ل يصون [ ورد ال الذين كفروا بغيظهم لا ينالوا خيا ] وفيها بعث‬
‫ملك الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلف فغاروا على أطراف البلد وقتلوا خلقا وسبوا نساء وذرية وفيها دخل نائب طرسوس بلد الروم ففتح مدينة أنطاكية وهي مدينة عظيمة‬
‫على ساحل البحر تعادل عندهم القسطنطينية وخلص من أسارى السلمي خسة آلف أسي وأخذ للروم ستي مركبا وغنم شيئا كثيا فبلغ نصيب كل واحد من الغزاة ألف دينار وحج‬
‫بالناس فيها الفضل بن عبداللك الاشي وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن يي بن زيد بن سيار‬
‫أبو العباس الشيبان مولهم اللقب بثعلب إمام الكوفيي ف النحو واللغة مولده ف سنة مائتي سع ممد بن زياد العراب والزبي بن بكار والقواريري وغيهم وعنه ابن النباري وابن عرفة‬
‫وأبو عمرو الزاهد وكان ثقة حجة دينا صالا مشهورا بالصدق والفظ وذكر أنه سع من القواريري مائة ألف حديث توف يوم السبت لثلث عشرة بقيت من جادى الول منها عن إحدى‬
‫وتسعي سنة قال ابن خلكان وكان سبب موته أنه خرج من الامع وف يده كتاب ينظر فيه وكان قد أصابه صمم شديد فصدمته فرس فألقته ف هوة فاضطرب دماغه فمات ف اليوم الثان‬
‫رحه ال وهو مصنف كتاب الفصيح وهو صغي الجم كثي الفائدة وله كتاب الصون واختلف النحويي ومعان القرآن وكتاب القراءات ومعان الشعر وما يلحن فيه العامة وغي ذلك وقد‬
‫نسب إليه من الشعر قوله ‪ ...‬إذا كنت قوت النفس ث هجرتا ‪ ...‬فكم تلبث النفس الت أنت قوتا ‪ ...‬سيبقى بقاء النبت ف الاء أو كما ‪ ...‬أقام لدى يومة الاء صوتا ‪ ...‬أغرك أن قال‬
‫تصبت جاهدا ‪ ...‬وف النفس من منك ما سيميتها ‪ ...‬فلو كان ما ب بالصخور لدها ‪ ...‬وبالريح ما هبت وطال حفوفها ‪ ...‬فصبا لعل ال يمع بيننا ‪ ...‬فأشكو هوما منك فيك لقيتها ‪...‬‬
‫وفيها توف القاسم بن عبيدال بن سليمان بن وهب الوزير تول بعد أبيه الوزارة ف آخر أيام العتضد ث تول لولده الكتفي فلما كان رمضان من هذه السنة مرض فبعث إل السجون فأطلق‬
‫من فيها من الطلبيي ث توف ف ذي القعدة منها وقد قارب ثلثا وثلثي سنة وقد كان حظيا عند الليفة وخلف من الموال ما يعدل سبعمائة ألف دينار وممد بن ممد بن إساعيل بن شداد‬
‫أبو عبدال البصري القاضي بواسط العروف بالبوعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪99‬‬

‫حدث عن مسدد وعن علي بن الدين وابن ني وغيهم وكان من الثقات والقضاة الجواد العدول المناء وممد بن إبراهيم البوشنجي وممد بن علي الصايغ وقنبل أحد مشاهي القراء‬
‫وأئمة العلماء‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وتسعي ومائتي‬
‫فيها دخل ممد بن سليمان ف نو عشرة آلف مقاتل من جهة الليفة الكتفي إل الديار الصرية لقتال هارون بن خارويه فبز إليه هارون فاقتتل فقهره ممد بن سليمان وجع آل طولون‬
‫وكانوا سبعة عشر رجل فقتلهم واستحوذ على أموالم وأملكهم وانقضت دولة الطولونية على الديار الصرية وكتب بالفتح إل الكتفي وحج بالناس الفضل بن عبداللك الاشي القائم بأمر‬
‫الجاج ف السني التقدمة ومن توف فيها من العيان‬
‫إبراهيم بن عبدال بن مسلم الكجي‬
‫أحد الشايخ العمرين كان يضر ملسه خسون ألفا من معه مبة سوى النظارة ويستملي عليه سبعة مستملي كل يبلغ صاحبه ويكتب بعض الناس وهم قيام وكان كلما حدث بعشرة آلف‬
‫حديث تصدق بصدقة ولا فرغ من قراءة السنن عليه عمل مأدبة غرم عليها ألف دينار وقال شهدت اليوم على رسول ال ( ص ) فقبلت شهادت وحدي أفل أعمل شكرا ل عز وجل وروى‬
‫ابن الوزي والطيب عن أب مسلم الكجي قال خرجت ذات ليلة من النل فمررت بمام وعلي جنابة فدخلته فقلت للحمامي أدخل حامك أحد بعد فقال ل فدخلت فلما فتحت باب‬
‫المام الداخل إذا قائل يقول أبا مسلم أسلم تسلم ث أنشأ يقول ‪ ...‬لك المد إما على نعمة ‪ ...‬وإما على نقمة تدفع ‪ ...‬تشاء فتفعل ما شئته ‪ ...‬وتسمع من حيث ل يسمع ‪ ...‬قال‬
‫فبادرت فخرجت فقلت للحمامي أنت زعمت أنه ل يدخل حامك أحد فقال نعم وما ذاك فقلت إن سعت قائل يقول كذا وكذا قال وسعته قلت نعم فقال يا سيدي هذا رجل من الان‬
‫يتبدى لنا ف بعض الحيان فينشد الشعار ويتكلم بكلم حسن فيه مواعظ فقلت هل حفظت من شعره شيئا فقال نعم ث أنشدن من شعره فقال هذه البيات ‪ ...‬أيها الذنب الفرط مهل ‪...‬‬
‫كم تادى تكسب الذنب جهل ‪ ...‬كم وكم تسخط الليل بفعل ‪ ...‬سج وهو يسن الصنع فعل ‪ ...‬كيف تدا جفون من ليس يدري ‪ ...‬أرضي عنه من على العرش أم ل ‪ ...‬عبد الميد‬
‫بن عبدالعزيز أبو حات القاضي النفي كان من خيار القضاة وأعيان الفقهاء ومن أئمة العلماء ورعا نزها كثي الصيانة والديانة والمانة وقد ذكر له ابن الوزي ف النتظم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪100‬‬


‫آثارا حسنة وأفعال جيلة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي ومائتي‬
‫فيها التف على أخي السي القرمطي العروف بذي الشامة الذي قتل ف الت قبلها خلئق من القرامطة بطريق الفرات فعاث بم ف الرض فسادا ث قصد طبية فامتنعوا فدخلها قهرا فقتل با‬
‫خلقا كثيا من الرجال وأخذ شيئا كثيا من الموال ث كر راجعا إل البادية ودخلت فرقة أخرى منهم إل هيت فقتلوا أهلها إل القليل وأخذوا منها أموال جزيلة حلوها على ثلثة آلف بعي‬
‫فبعث إليهم الكتفي جيشا فقاتلوهم وأخذوا رئيسهم فضربت عنقه ونبغ رجل من القرامطة يقال له الداعية باليمن فحاصر صنعاء فدخلها قهرا وقتل خلقا من أهلها ث سار إل بقية مدن اليمن‬
‫فأكثر الفساد وقتل خلقا من العباد ث قاتله أهل صنعاء فظفروا به وهزموه فأغار على بعض مدنا وبعث الليفة إليها مظفر بن حجاج نائبا فسار إليها فلم يزل با حت مات وف يوم عيد‬
‫الضحى دخلت طائفة من القرامطة إل الكوفة فنادوا يا ثارات السي يعنون الصلوب ف الت قبلها ببغداد وشعارهم يا أحد يا ممد يعنون الذين قتلوا معه فبادر الناس الدخول من الصلى‬
‫إل الكوفة فدخلوا خلفهم فرمتهم العامة بالجارة فقتلوا منهم نو العشرين رجل ورجع الباقون خاسئي وفيها ظهر رجل بصر يقال له الليجي فخلع الطاعة واجتمع إليه طائفة من الند‬
‫فأمر الليفة أحد بن كنغلغ نائب دمشق وأعمالا فركب إليه فاقتتل بظاهر مصر فهزمه الليجي هزية منكرة فبعث إليه الليفة جيشا آخر فهزموا الليجي وأخذوه فسلم إل المي الليفة‬
‫وانطفأ خبه واشتغل اليش بأمر الديار الصرية فبعث القرامطة جيشا إل بصرى صحبة رجل يقال له عبدال بن سعيد كان يعلم الصبيان فقصد بصرى وأذرعات والبثنية فحاربه أهلها ث‬
‫أمنهم فلما أن تكن منهم قتل القاتلة وسب الذرية ورام الدخول إل دمشق فحاربه نائب دمشق أحد بن كنغلغ وهو صال بن الفضل فهزمه القرمطي وقتل صال فيمن قتل وحاصر دمشق‬
‫فلم يكنه فتحها فانصرف إل طبية فقتلوا أكثر أهلها ونبوا منها شيئا كثيا كما ذكرنا ث ساروا إل هيت ففعلوا با ذلك كما تقدم ث ساروا إل الكوفة ف يوم عيد الضحى كما ذكرنا كل‬
‫ذلك بإشارة زكرويه بن مهرويه وهو متف ف بلده بي ظهران قوم من القرامطة فإذا جاءه الطلب نزل بئرا قد اتذها ليختفي فيها وعلى بابه تنور فتقوم امرأة فتسجره وتبز فيه فل يشعر به‬
‫أصل ول يدري أحد أين هو فبعث الليفة إليه جيشا فقاتلهم زكرويه بنفسه ومن أطاعه فهزم جيش الليفة وغنم من أموالم شيئا كثيا جدا فتقوى به واشتد أمره فندب الليفة إليه جيشا‬
‫آخر كثيفا فكان من أمره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪101‬‬

‫وأمرهم ما سنذكره وفيها خرب إساعيل بن أحد السامان نائب خراسان وما وراء النهر طائفة كبية من بلد التراك وفيها أغارت الروم على بعض أعمال حلب فقتلوا ونبوا وسبوا وفيها‬
‫حج بالناس الفضل بن عبداللك الاشي وفيها توف من العيان‬
‫أبو العباس الناشي الشاعر‬
‫واسه عبدال بن ممد أبو العباس العتزل أصله من النبار وأقام ببغداد مدة ث انتقل إل مصر فمات با وكان جيد الذهن يعاكس الشعراء ويرد على النطقيي والفروضيي وكان شاعرا مطيقا‬
‫إل أنه كان فيه هوس وله قصيدة حسنة ف نسب رسول ال ( ص ) قد ذكرناها ف السية قال إن خلكان كان عالا ف عدة علوم من جلتها علم النطق وله قصيدة ف فنون من العلم على‬
‫روى واحد تبلغ أربعة آلف بيت وله عدة تصانيف وأشعار كثية عبيد بن ممد بن خلف أبو ممد البزار أحد الفقهاء من أصحاب أب ثور وكان عنده فقه أب ثور وكان من الثقات النبلء‬
‫نصر بن أحد بن عبدالعزيز أبو ممد الكندي الافظ العروف بنصرك كان أحد حفاظ الديث الشهورين وكان المي خالد بن أحد الذهلي نائب باري قد ضمه إليه وصنف له السند توف‬
‫ببخارى ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة أربع وتسعي ومائتي‬
‫ف الحرم من هذه السنة اعترض زكرويه ف أصحابه إل الجاج من أهل خراسان وهم قافلون من مكة فقتلهم عن آخرهم وأخذ أموالم وسب نساءهم فكان قيمة ما أخذه منهم ألفي ألف‬
‫دينار وعدة من قتل عشرين ألف إنسان وكانت نساء القرامطة يطفن بي القتلى من الجاج وف أيديهم النية من الاء يزعمن أنن يسقي الريح العطشان فمن كلمهن من الرحى قتلنه‬
‫وأجهزن عليه لعنهن ال ولعن أزواجهن‬
‫ذكر مقتل زكرويه لعنه ال‬
‫لا بلغ الليفة خب الجيج وما أوقع بم البيث جهز إليه جيشا كثيفا فالتقوا معه فاقتتلوا قتال شديدا جدا قتل من القرامطة خلق كثي ول يبق منهم إل القليل وذلك ف أول ربيع الول منها‬
‫وضرب رجل زكرويه بالسيف ف رأسه فوصلت الضربة إل دماغه وأخذ أسيا فمات بعد خسة أيام فشقوا بطنه وصبوه وحلوه ف جاعة من رؤس أصحابه إل بغداد واحتوى عسكر الليفة‬
‫على ما كان بأيدي القرامطة من الموال والواصل وأمر الليفة بقتل أصحاب القرمطي وأن يطاف برأسه ف سائر بلد خراسان لئل يتنع الناس عن الج وأطلق من كان بأيدي القرامطة من‬
‫النساء والصبيان الذين أسروهم وفيها غزا أحد بن كنغلغ نائب دمشق بلد الروم من ناحية طرسوس فقتل منهم نوا من أربعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪102‬‬

‫آلف وأسر من ذراريهم نوا من خسي ألفا وأسلم بعض البطارقة وصحبته ونو من مائت أسي كانوا ف حبسه من السلمي فأرسل ملك الروم جيشا ف طلب ذلك البطريق فركب ف جاعة‬
‫من السلمي فكبس جيش الروم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغنم غنيمة كثية جدا ولا قدم على اليفة أكرمه وأحسن إليه وأعطاه ما تناه عليه وفيها ظهر بالشام رجل فادعى أنه السفيان فأخذ‬
‫وبعث به إل بغداد فادعى أنه موسوس فترك وحج بالناس الفضل بن عبداللك الاشي وفيها توف من العيان السي بن ممد بن حات بن يزيد بن علي بن مروان أبو علي العروف بعبيد‬
‫العجلي كان حافظا مكثرا متقنا مقدما ف حفظ السندات توف ف صفر منها صال بن ممد بن عمرو بن حبيب أبو علي السدي أسد خزية العروف برزة لنه قرأ على بعض الشايخ كانت‬
‫له خرزة يرقأ با الريض فقرأها هو حرزة تصحيفا منه فغلب عليه ذلك فلقب به وقد كان حافظا مكثرا جوال رحال طاف الشام ومصر وخراسان وسكن بغداد ث انتقل منها إل بارى‬
‫فسكنها وكان ثقة صدوقا أمينا وله رواية كثية عن يي بن معي وسؤالت كثية كان مولده بالرقة سنة عشر ومائتي وتوف ف هذه السنة ممد بن عيسى بن ممد بن عبدال بن علي بن‬
‫عبدال بن عباس العروف بالبياضي لنه حضر ملس الليفة وعليه ثياب البياض فقال الليفة من ذاك البياضي فعرف به وكان ثقة روى عن ابن النباري وابن مقسم قتله القرامطة ف هذه‬
‫السنة ممد بن المام إسحاق بن راهويه سع أباه وأحد بن حنبل وغيها وكان عالا بالفقه والديث جيل الطريقة حيد السية قتلته القرامطة ف هذه السنة ف جلة من قتلوا من الجيج‬
‫ممد بن نصر أبو عبدال الروزي‬
‫ولد ببغداد ونشأ بنيسابور واستوطن سرقند وكان من أعلم الناس باختلف الصحابة والتابعي فمن بعدهم من أئمة السلم وكان عالا بالحكام وقد رحل إل الفاق وسع من الشايخ الكثي‬
‫النافع وصنف الكتب الفيدة الافلة النافعة وكان من أحسن الناس صلة وأكثرهم خشوعا فيها وقد صنف كتابا عظيما ف الصلة وقد روى الطيب عنه أنه قال خرجت من مصر قاصدا‬
‫مكة فركبت البحر ومعي جارية فغرقت السفينة فذهب ل ف الاء ألفا جزء وسلمت أنا والارية فلجأنا إل جزيرة فطلبنا با ماء فلم ند فوضعت رأسي على فخذ الارية ويئست من الياة‬
‫فبينا أنا كذلك إذا رجل قد أقبل وف يده كوز فقال هاه فأخذته فشربت منه وسقيت الارية ث ذهب فلم أدر من أين أقبل ول إل أين ذهب ث إن ال سبحانه أغاثنا فنجانا من ذلك الغم وقد‬
‫كان من أكرم الناس وأسخاهم نفسا وكان إساعيل بن أحد يصله ف كل سنة بأربعة آلف ويصله أخوه إسحاق بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪103‬‬

‫أحد بأربعة آلف ويصله أهل سرقند بأربعة آلف فينفق ذلك كله فقيل له لو ادخرت شيئا لنائبه فقال سبحان ال أنا كنت بصر أنفق فيها ف كل سنة عشرين درها فرأيت إذا ل يصل ل‬
‫شيء من هذا الال ل يتهيأ ل ف السنة عشرون درها وكان ممد بن نصر الروزي إذا دخل على إساعيل بن أحد السامان ينهض له ويكرمه فعاتبه يوما أخوه إسحاق فقال له تقوم لرجل ف‬
‫ملس حكمك وأنت ملك خراسان قال إساعيل فبت تلك الليلة وأنا مشتت القلب من قول أخي وكانوا هم ملوك خراسان وما وراء النهر قال فرأيت رسول ال ( ص ) ف النام وهو يقول‬
‫( يا إساعيل ثبت ملكك وملك بنيك بتعظيمك ممد بن نصر وذهب ملك أخيك باستخفافه بحمد بن نصر ) وقد اجتمع بالديار الصرية ممد بن نصر وممد بن جرير الطبي وممد بن‬
‫النذر فجسلوا ف بيت يكتبون الديث ول يكن عندهم ف ذلك اليوم شيء يقتاتونه فاقترعوا فيما بينهم أيهم يرج يسعى لم ف شيء يأكلونه فوقعت القرعة على ممد بن نصر هذا فقام إل‬
‫الصلة فجعل يصلي ويدعو ال عز وجل وذلك وقت القائلة فرأى نائب مصر وهو طولون وقيل أحد بن طولون ف منامه ف ذلك الوقت رسول ال و ( ص ) وهو يقول له ( أدرك الحدثي‬
‫فإنم ليس عندهم ما يقتاتونه ) فانتبه من ساعته فسأل من ها هنا من الحدثي فذكر له هؤلء الثلثة فأرسل إليهم ف الساعة الراهنة بألف دينار فدخل الرسول با عليهم وأزال ال ضررهم‬
‫ويسر أمرهم واشترى طولون تلك الدار وبناها مسجدا وجعلها على أهل الديث وأوقف عليها أوقافا جزيلة وقد بلغ ممد بن نصر سنا عالية وكان يسأل ال ولدا فأتاه يوما إنسان فبشره‬
‫بولد ذكر فرفع يديه فحمد ال وأثن عليه وقال المد ل الذي وهب ل على الكب إساعيل فاستفاد الاضرون من ذلك عدة فوائد منها أنه قد ولد له على الكب ولد ذكر بعد ما كان سأل‬
‫ال عز وجل ومنها أنه سى يوم مولده كما سى رسول ال ( ص ) ولده إبراهيم يوم مولده قبل السابع ومنها اقتداؤه بالليل أول ولد له إساعيل موسى بن هارون بن عبدال أبو عمران‬
‫العروف والده بالمال ولد سنة أربع عشرة ومائتي وسع أحد بن حنبل ويي بن معي وغيها وكان إمام عصره ف حفظ الديث ومعرفة الرجال وكان ثقة متقنا شديد الورع عظيم اليبة‬
‫قال عبدالغن بن سعيد الافظ الصري كان أحسن الناس كلما على الديث أثن عليه علي بن الدين ث موسى بن هارون ث الدارقطن‬
‫ث دخلت سنة خس وتسعي ومائتي‬
‫فيها كانت الفاداة بي السلمي والروم وكان من جلة من استنقذ من أيدي الروم من نساء ورجال نوا من ثلثة آلف نسمة وف النصف من صفر منها كانت وفاة إساعيل بن أحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪104‬‬

‫السامان أمي خراسان وما وراء النهر وقد كان عاقل عادل حسن السية ف رعيته حليما كريا وهو الذي كان يسن إل ممد بن نصر الروزي ويعظمه ويكرمه ويترمه ويقوم له ف ملس‬
‫ملكه فلما مات تول بعده ولده أحد بن إساعيل بن أحد السامان وبعث إليه الليفة تشريفة وقد ذكر الناس يوما عند إساعيل بن أحد هذا الفخر بالنساب فقال إنا الفخر بالعمال وينبغي‬
‫أن يكون النسان عصاميا ل عظاميا أي ينبغي أن يفتخر بنفسه ل بنسبه وبلده وجده كما قال بعضهم وبدي سوت ل بدودي وقال آخر ‪ ...‬حسب فخارا وشيمت أدب ‪ ...‬ولست من‬
‫هاشم ول العرب ‪ ...‬إن الفت من يقول ها أنا ذا ‪ ...‬وليس الفت من يقول كان أب ‪ ...‬وف ذي القعدة منها كانت وفاة الليفة الكتفي بال أبو ممد‬
‫وفاة الليفة الكتفي بال أبو ممد ابن العتضد وهذه ترجته وذكر وفاته‬
‫وهو أمي الؤمني الكتفي بال بن العتضد بن المي أب أحد الوفق بن التوكل على ال وقد ذكرنا أنه ليس من اللفاء من اسه على سواه بعد علي بن أب طالب وليس من اللفاء من يكن‬
‫بأب ممد سوى السن بن علي بن أب طالب وهو وكان مولده ف رجب سنة أربع وستي ومائتي وبويع له باللفة بعد أبيه وف حياته يوم المعة لحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الخر‬
‫سنة تسع وثاني ومائتي وعمره نوا من خس وعشرين سنة وكان ربعة من الرجال جيل رقيق الوجه حسن الشعر وافر اللحية عريضها ولا مات أبوه العتضد وول هو اللفة دخل عليه‬
‫بعض الشعراء فأنشده ‪ ...‬أجل الرزايا أن يوت إمام ‪ ...‬وأسن العطايا أن يقوم إمام ‪ ...‬فأسقى الذي مات الغمام وجوده ‪ ...‬ودامت تيات له ولسلم ‪ ...‬وأبقى الذي قام الله وزاده ‪...‬‬
‫مواهب ل يفن لن دوام ‪ ...‬وتت له المال واتصلت با ‪ ...‬فوائد موصول بن تتم ‪ ...‬هو الكتفي بال يكفيه كلما ‪ ...‬عناه بركن منه ليس برام ‪ ...‬فأمر له بائزة سنية وقد كان يقول‬
‫الشعر فمن ذلك قوله من ل بأن أعلم ما ألقى ‪ ...‬فتعرف من الصبابة والعشقا ‪ ...‬ما زال ل عبدا وحب له ‪ ...‬صين عبدا له رقا ‪ ...‬العتق من شأن ولكنن ‪ ...‬من حبه ل أملك العتقا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪105‬‬

‫وكان نقش خاته علي التوكل على ربه وكان له من الولد ممد وجعفر وعبدالصمد وموسى وعبدال وهارون والفضل وعيسى والعباس وعبداللك وف أيامه فتحت أنطاكية وكان فيها من‬
‫أسارى السلمي بشر كثي وجم غفي ولا حضرته الوفاة سأل عن أخيه أب الفضل جعفر بن العتضد وقد صح عنده أنه بالغ فأحضره ف يوم المعة لحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة‬
‫منها وأحضر القضاة وأشهدهم على نفسه بأنه قد فوض أمر اللفة إليه من بعده ولقبه بالقتدر بال وتوف بعد ثلثة أيام وقيل آخر يوم السبت بعد الغرب وقيل بي الظهر والعصر لثنت‬
‫عشرة ليلة خلت من ذي القعدة ودفن ف دار ممد بن عبدال بن طاهر عن ثنتي وقيل ثلث وثلثي سنة وكانت خلفته ست سني وستة أشهر وتسعة عشر يوما وأوصى بصدقة من خالص‬
‫ماله ستمائة ألف دينار وكان قد جعها وهو صغي وكان مرضه بداء النازير رحه ال‬
‫خلفة القتدر بال أب الفضل جعفر بن العتضد‬
‫جددت له البيعة بعد موت أخيه وقت السحر لربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة أعن سنة خس وتعسي ومائتي وعمره إذ ذاك ثلث عشرة سنة وشهر واحد وإحدى‬
‫وعشرون يوما ول يل اللفة أحد قبله أصغر منه ولا جلس ف منصب اللفة صلى أربع ركعات ث سلم ورفع صوته بالدعاء والستخارة ث بايعه الناس بيعة العامة وكتب اسه على الرقوم‬
‫وغيها القتدر بال وكان ف بيت مال الاصة خسة عشر ألف ألف دينار وف بيت مال العامة ستمائة ألف دينار ونيف وكانت الواهر الثمينة ف الواصل من لدن بن أمية وأيام بن العباس‬
‫قد تناهى جعها فما زال يفرقها ف حظاياه وأصحابه حت أنفذها وهذا حال الصبيان وسفهاء الولة وقد استوزر جاعة من الكتاب يكثر تعدادهم منهم أبو السن علي بن ممد بن الفرات‬
‫وله ث عزله بغيه ث أعاده ث عزله ث قتله وقد استقصى ذكرهم ابن الوزي وكان له من الدم والشمة التامة والجاب شيء كثي جدا وكان كريا وفيه عبادة مع هذا كله كان كثي‬
‫الصلة كثي الصيام تطوعا وف يوم عرفة ف أول وليته فرق من الغنام والبقار ثلثي ألف رأس ومن البل ألفي بعي ورد الرسوم والرزاق والكلف إل ما كانت عليه ف زمن الوائل من‬
‫بن العباس وأطلق أهل البوس الذين يوز إطلقهم فوكل أمر ذلك إل القاضي أب عمر ممد بن يوسف وكان قد بنيت له أبنية ف الرحبة صرف عليها ف كل شهر ألف دينار فأمر بدمها‬
‫ليوسع على السلمي الطرقات وسيأت ذكر شيء من أيامه ف ترجته وفيها توف من العيان‬
‫أبو إسحاق الزكي‬
‫إبراهيم بن ممد بن يي بن سختويه سختويه بن عبدال أبو إسحاق الزكي الافظ الزاهد إمام أهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪106‬‬

‫عصره بنيسابور ف معرفة الديث والرجال والعلل وقد سع خلقا من الشايخ الكبار ودخل على المام أحد وذاكره وكان ملسه مهيبا ويقال إنه كان ماب الدعوة وكان ل يلك الدارة‬
‫الت يسكنها وحانوتا يستغله كل شهر سبعة عشر درها ينفقها على نفسه وعياله وكان ل يقبل من أحد شيئا وكان يطبخ له الزر بالل فيأتدم به طول الشتاء وقد قال أبو علي السي بن‬
‫علي الافظ ل تر عيناي مثله‬
‫ابو السي النوري أحد أئمة الصوفية‬
‫اسه أحد بن ممد ويقال ممد بن ممد والول أصح ويعرف بابن البغوي أصله من خراسان وحدث عن سرى السقطى ث صار هو من أكابر أئمة القوم قال أبو أحد الغازل ما رأيت أحدا‬
‫قط أعبد من أب السي النوري قيل له ول النيد قال ول النيد ول غيه وقال غيه صام عشرين سنة ل يعلم به أحد ل من أهله ول من غيه وتوف ف مسجد وهو مقنع فلم يعلم به أحد‬
‫إل بعد أربعة أيام‬
‫إساعيل بن أحد بن سامان‬
‫أحد ملوك خراسان وهو الذي قتل عمرو بن الليث الصفار الارجي وكتب بذلك إل العتضد فوله خراسان ث وله الكتفي الرى وما وراء النهر وبلد الترك وقد غزا بلدهم وأوقع بم‬
‫بأسا شديدا وبن الربط ف الطرقات يسع الرباط منها آل فارس وأوقف عليهم أوقافا جزيلة وقد أهدى إليه طاهر بن ممد بن عمرو بن الليث هدايا جزيلة منها ثلث عشرة جوهرة زنة كل‬
‫جوهرة منها ما بي السبع مثاقيل إل العشرة وبعضها أحر وبعضها أزرق قيمتها مائة ألف دينار فبعث با إل الليفة العتضد وشفع ف طاهر فشفعه فيه ولا مات إساعيل بن أحد وبلغ الكتفي‬
‫‪ ...‬موته تثل بقول أي نواس ‪ ...‬لن يلف الدهر مثلهم أبدا ‪ ...‬هيهات هيهات شأنه عجب‬
‫العمري الافظ‬
‫صاحب عمل اليوم والليلة وهو السن بن علي بن شبيب أبو علي العمري الافظ رحل وسع من الشيوخ وأدرك خلقا منهم علي بن الدين ويي بن معي وعنه ابن صاعد والنجاد واللدي‬
‫وكان من بور العلم وحفاظ الديث صدوقا ثبتا وقد كان يشبك أسنانه بالذهب من الكب لنه جاوز الثماني وكان يكن أول بأب القاسم ث بأب علي وقد ول القضاء للبت على القصر‬
‫وأعمالا وإنا قيل له العمري بأمه أم السن بنت أب سفيان صاحب معمر بن راشد وقد صنف العمري كتابا جيدا ف عمل يوم وليله واسه السن بن علي بن شبيب أبو علي العمري توف‬
‫ليلة المعة لحدى عشرة ليلة بقيت من الحرم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪107‬‬

‫عبدال بن السن بن أحد بن أب شعيب واسم أب شعيب عبدال بن مسلم أبو شعيب الموي الران الؤدب الحدث ابن الحدث تولد سنة ست وثاني ومائتي سع أباه وجده وعفان بن‬
‫مسلم وأبا خيثمة كان صدوقا ثقة مأمونا توف ف ذي الجة منها علي بن أحد الكتفي بال تقدم ذكره أبو جعفر الترمذي ممد بن ممد بن نصر أبو جعفر الترمذي الفقيه الشافعي كان من‬
‫أهل العلم والزهد ووثقه الدارقطن كان مأمونا ناسكا وقال القاضي أحد ابن كامل ل يكن لصحاب الشافعي بالعراق أرأس منه ول أورع كان متقلل ف الطعم على حالة عظيمة فقرا وورعا‬
‫وصبا وكان ينفق ف كل شهر أربعة دراهم وكان ل يسأل احدا شيئا وكان قد اختلط ف آخر عمره توف الحرم منها‬
‫ث دخلت سنة ست وتسعي ومائتي‬
‫ف ربيع الول منها اجتمع جاعة من القواد والند والمراء على خلع القتدر وتولية عبدال ابن العتز اللفة فأجابم على أنه ل يسفك بسببه دم وكان القتدر قد خرج يلعب بالصولان‬
‫فقصد إليه السن بن حدان يريد أن يفتك به فلما سع القتدر الصيحة بادر إل دار اللفة فأغلقها دون اليش واجتمع المراء والعيان والقضاة ف دار الخرمي فبايعوا عبدال بن العتز‬
‫وخوطب باللفة ولقب بالرتضى بال وقال الصول إنا لقبوه النتصف بال واستوزر أبا عبيد ال ممد بن داود وبعث إل القتدر يأمره بالتحول من دار اللفة إل دار ابن طاهر لينتقل إليها‬
‫فأجابه بالسمع والطاعة وركب السن بن حدان من الغد ل دار اللفة ليتسلمها فقاتله الدم ومن فيها ول ي يسلموها إليه وهزموه فلم يقدر على تليص أهله وماله إل بالهد ث ارتل من‬
‫فوره إل الوصل وتفرق نظام ابن العتز وجاعته فأراد ابن العتز أن يتحول إل سامرا لينلا فلم يتبعه أحد من المراء فدخل دار ابن الصاص فاستجار به فأجاره ووقع النهب ف البلد واختبط‬
‫الناس وبعث القتدر إل أصحاب ابن العتز فقبض عليهم وقتل أكثرهم وأعاد ابن الفرات إل الوزارة فجدد البيعة إل القتدر وأرسل إل دار ابن الصاص فتسلمها وأحضر ابن العتز وابن‬
‫الصاص فصادر ابن الصاص بال جزيل جدا نو ستة عشر ألف ألف درهم ث أطلقه واعتقل ابن العتز فلما دخل ف ربيع الخر ليلتان ظهر للناس موته وأخرجت جثته فسلمت إل أهله‬
‫فدفن وصفح القتدر عن بقية من سعى ف هذه الفتنة حت ل تفسد نيات الناس قال ابن الوزي ول يعرف خليفة خلع ث أعيد إل المي والقتدر وف يوم السبت لربع بقي من ربيع الول‬
‫سقط ببغداد ثلج عظيم حت اجتمع على السطحة منه نو أربعة أصابع وهذا غريب ف بغداد جدا ول ترج السنة حت خرج الناس يستسقون لجل تأخر الطر عن إبانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪108‬‬

‫وف شعبان منها خلع على يونس الادم وأمر بالسي إل طرسوس لجل غزو الروم وفيها أمر القتدر بأن ل يستخدم أحد من اليهود والنصارى ف الدواوين وألزموا بلزومهم بيوتم وأن‬
‫يلبسوا الساحي ويضعوا بي أكتافهم رقاعا ليعرفوا با وألزموا بالذل حيث كانوا وحج بالناس فيها الفضل ابن عبداللك الاشي ورجع كثي من الناس من قلة الاء بالطريق وفيها توف من‬
‫العيان أحد بن ممد بن زكريا بن أب عتاب أبو بكر البغدادي الافظ ويعرف بأخي ميمون روى عن نصر بن علي الهضمي وغيه وروى عنه الطبان وكان يتنع من أن يدث وإنا يسمع‬
‫منه ف الذاكرة توف ف شوال منها‬
‫أبو بكر الثرم‬
‫أحد بن ممد بن هان الطائي الثرم تلميذ المام أحد سع عفان وأبا الوليد والقعنب وأبا نعيم وخلقا كثيا وكان حافظا صادقا قوي الذاكرة كان ابن معي يقول عنه كان أحد ابويه جنيا‬
‫لسرعة فهمه وحفظه وله كتب مصنفة ف العلل والناسخ والنسوخ وكان من بور العلم‬
‫خلف بن عمرو بن عبدالرحن بن عيسى‬
‫أبو ممد العكبي سع الديث وكان ظريفا وكان له ثلثون خاتا وثلثون عكازا يلبس ف كل يوم من الشهر خاتا ويأخذ ف يده عكازا ث يستأنف ذلك ف الشهر الثان وكان له سوط معلق‬
‫ف منله فإذا سئل عن ذلك قال ليهب العيال منه‬
‫ابن العتز الشاعر والليفة‬
‫عبدال بن العتز بال ممد بن التوكل على ال جعفر بن العتصم بال ممد بن الرشيد يكن أبو العباس الاشي العباسي كان شاعرا مطيقا فصيحا بليغا مطبقا وقريش قادة الناس ف الي ودفع‬
‫الشر وقد سع البد وثعلبا وقد روى عنه من الكم وألداب شيء كثي فمن ذلك قوله أنفاس الي خطايا أهل الدنيا ركب يسار بم وهو نيام ربا أورد الطمع ول يصدر ربا شرق شارب‬
‫الاء قبل ريه من تاوز الكفاف ل يغنه الكثار كلما عظم قدر التنافس فيه عظمت الفجيعة به من ارتله الرص أضناه الطلب وروى انضاه الطلب أي أضعفه والول معناه أمرضه الرص‬
‫نقص من قدر النسان ول يزيد ف حظه شيئا أشقى الناس أقربم من السلطان كما أن أقرب الشياء إل النار أقربا حريقا من شارك السلطان ف عز الدنيا شاركه ف ذل الخرة يكفيك من‬
‫الاسد أنه يغتم وقت سرورك الفرضة سريعة الفوت بعيدة العود السرار إذا كثرت خزانا ازدادت ضياعا العزل نصحك من تيه الولة الزع أتعب من الصب ل تشن وجه العفو بالتقريع‬
‫تركه اليت عز للورثة وذل له إل غي ذلك من كلمه وحكمه ومن شعره ما يناسب العن قوله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪109‬‬

‫بادر إل مالك ورثه ‪ ...‬ما الرء ف الدنيا بلباث ‪ ...‬كم جامع ينق أكياسه ‪ ...‬قد صارف ميزان مياث ‪ ...‬وله أيضل ياذا الغن والسطوة القاهرة ‪ ...‬والدولة الناهية المرة ‪ ...‬ويا شياطي‬
‫بن آدم ‪ ...‬ويا عبيد الشهوة الفاجرة ‪ ...‬انتظرو الدنيا وقد أدبرت ‪ ...‬وعن قليل تلد الخرة ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬ابك يانفس وهاتى ‪ ...‬توبة قبل المات ‪ ...‬قبل أن يفجعنا الده ‪ ...‬ر ببي‬
‫وشتات ‪ ...‬ل تونين إذا مت ‪ * ...‬وقامت ب نعاتى ‪ ...‬إنا الوف بعهدى ‪ * ...‬من وف بعد وفات ‪ ...‬قال الصول نظر ابن العتز ف حياة أبيه الليفة إل جارية فأعجبته فمرض من حبها‬
‫فدخل أبوه عليه عائدا فقال له كيف تدك فأنشأ يقول ‪ ...‬أيها العاذلون ل تعذلون ‪ ...‬وانظروا حسن وجهها تعذرون ‪ ...‬وانظروا هل ترون أحسن منها ‪ ...‬إن رأيتم شبيهها فاعذلون ‪...‬‬
‫قال ففحص الليفة عن القصة واستعلم خب الارية ث بعث إل سيدها فشتراها منه بسبعة آلف دينار وبعث با إل ولده وقد تقدم أن ف ربيع الول من هذه السنة اجتمع المراء والقضاة‬
‫على خلع القتدر وتولية عبد ال بن العتز هذا ولقب بالرتضى والنتصف بال فما مكث باللفة إل يوما أو بعض يوم ث انتصر القتدر وقتل غالب من خرج عليه واعتقل ابن العتز عنده ف‬
‫الدار ووكل به يونس الادم فقتل ف أوائل ربيع الخر لليلتي خلتا منه ويقال إنه أنشد ف آخر يوم من حياته وهو ‪ ...‬يانفس صبا لعل الب عقباك ‪ ...‬خانتك من بعد طول المن دنياك ‪...‬‬
‫مرت بنا سحرا طي فقلت لا * ‪ ...‬طوباك ياليتن إياك طوباك ‪ ...‬إن كان قصيدك شرقا فالسلم على ‪ ...‬شاطى الصراة أبلغي إن كان مسراك ‪ ...‬من موثق بالنايا ل فكاك له ‪ ...‬يبكى‬
‫‪ ...‬الدماء على إلف له باكى ‪ ...‬فرب آمنة جاءت منيتها ‪ ...‬ورب مفلتة من بي أشراك ‪ ...‬أظنه آخر اليام من عمرى ‪ ...‬وأوشك اليوم أن يبكى ل الباكى‬
‫ولا قدم ليقتل أنشأ يقول‬
‫فقل للشامتي بنا رويدا ‪ ...‬أمامكم الصائب والطوب ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪110‬‬


‫هو الدهر ل بد من أن ‪ ...‬يكون إليكم منه ذنوب ‪ ...‬ث كان ظهور قتله لليلتي من ربيع الخر منها وقد ذكرله ابن خلكان مصنفات كثية منها طبقات الشعراء وكتاب أشعار اللوك‬
‫وكتاب الداب وكتاب البديع وكتاب ف الغناء وغي ذلك وذكر أن طائفة من المراء خلعوا القتدر وبايعوه باللفة يوما وليلة ث تزق شله واختفى ف بيت ابن الصاص الوهرى ث ظهر‬
‫عليه فقتل وصودر ابن الصاص بألفي دينار وبقي معه ستمائة ألف دينار وكان ابن العتز أسر اللون مدور الوجه يضب بالسواد عاش خسي سنة وذكر شيئا من كلمه وأشعاره رحه ال‬
‫ممد بن السي بن حبيب‬
‫أبو حصي الوادعى القاضى صاحب السند من أهال الكوفة قدم بغداد وحدث با عن أحد بن يونس اليبوعى ويي بن عبد الميد وجندل بن والق وعنه ابن صاعد والنجاد والحاملى قال‬
‫الدار قطن كان ثقة توف بالكوفة ممد بن داود بن الراح أبو عبد ال الكاتب عم الوزير علي بن عيسى كان من أعلم الناس بالخبار وأيام اللفاء له مصنفات ف ذلك روى عن عمر بن‬
‫شيبة وغيه كانت وفاته ف ربيع الول منها عن ثلث وخسي سنة‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي ومائتي‬
‫فيها غزا القاسم بن سيما الصائفة وفادى يونس الادم السارى الذين بأيدي الروم وحكى ابن الوزي عن ثابت بن سنان أنه رأى ف أيام القتدر ببغداد امرأة بل ذراعي ول عضدين إنا‬
‫كفاها ملصقان بكتفيها لتسطيع أن تعمل بما شيئا وإنا كانت تعمل برجليها ما تعمله النساء بأيديهن الغزل والفتل ومشط الرأس وغي ذلك وفيها تأخرت المطار عن بغداد وارتفعت‬
‫السعار با وجاءت الخبار بأن مكة جاءها سيل عظيم غرق أركان البيت وفاضت زمزم ول ير ذلك قبل هذه السنة وحج بالناس الفضل الاشي وفيها توف من العيان‬
‫ممد بن داود بن علي‬
‫أبو بكر الفقيه ابن الفقيه الظاهرى كان عالا بارعا أديبا شاعرا فقيها ماهرا له كتاب الزهرة اشتغل على أبيه وتبعه ف مذهبه ومسلكه وما اختاره من الطرائق وارتضاه وكان أبوه يبه ويقربه‬
‫ويدنيه قال روي بن ممد كنا يوما عند داود إذ جاء ابنه هذا باكيا فقال مالك فقال إن الصيبا يلقبونن عصفور الشوك فضحك أبوه فاشتد غضب الصب وقال لبيه أنت أضر علي ‪ 2‬منهم‬
‫فضمه أبوه إليه وقال ل إله إل ال ما اللقاب إل من السماء ما أنت يابن إل عصفور الشوك ولا توف أبوه أجلس ف مكانه ف اللقة فاستصغره الناس عن ذلك فسأله سائل يوما عن حد‬
‫السكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪111‬‬

‫فقال إذا غربت عنه الفهوم وباح بسره الكتوم فاستحسن الاضرون منه ذلك وعظم ف أعي الناس قال ابن الوزي ف النتظم وقد ابتلي بب صب اسه ممد بن جامع ويقال ممد بن‬
‫زحرف فاستعمل العفاف والدين ف حبه ول يزل ذلك دأبه فيه حت كان سبب وفاته ف ذلك قلت فدخل ف الديث الروي عن ابن عباس موقوفا عليه ومرفوعا عنه ( من عشق فكتم فعف‬
‫فمات مات شهيدا ) وقد قيل عنه إنه كان يبيح العشق بشرط العفاف وحكى هو عن نفسه أنه ل يزل يتعشق منذ كان ف الكتاب وأنه صنف كتاب الزهرة ف ذلك من صغره ورد ما وقف‬
‫أبوه داود على بعض ذلك وكان يتناظر هو وأبو العباس بن شريح كثيا بضرة القاضي أب عمر ممد بن يوسف فيعجب الناس من مناظرتما وحسنها وقد قال له ابن شريح يوما ف مناظرته‬
‫أنت بكتاب الزهرة أشهر منك بذا فقال له تعين بكتاب الزهرة وأنت ل تسن تشتم قراءته وهو كتاب جعناه هزل فاجع أنت مثله جدا وقال القاضي أبوعمر كنت يوماأنا وأبوبكر بن‬
‫داود راكبي فإذا جارية تغن بشئ من شعره ‪ ...‬أشكو إليك فؤادا أنت متلفه ‪ ...‬شكوى عليل إل إ لف يعلله ‪ ...‬سقمي تزيد على اليام كثرته ‪ ...‬وأنت ف عظم ما ألقى تقلله ‪ ...‬أل حرم‬
‫‪ ...‬قتلى ف الوى أسفا ‪ ...‬وأنت ياقاتلي ظلما تلله‬
‫فقال أبو بكر كيف السبيل إل استرجاع هذا فقلت هيهات ساربة الركبان كانت وفاة ممد بن داود رحه ال ف رمضان من هذه السنة وجلس ابن شريح لعزاه وقال ما أثن إل على التراب‬
‫الذى أكل لسان ممد بن داود رحه ال‬
‫ممد بن عثمان بن أب شيبة‬
‫أبو جعفر حدث عن يي بن معي وعلي بن الدين وخلق وعنه ابن صاعد واللدى والباغندى وغيهم وله كتاب ف التاريخ وغيه من الصنفات وقد وثقه صال بن ممد جزرة وغيه وكذبه‬
‫عبدال بن المام أحد وقال هو كذاب بي المر وتعجب من يروي عنه توف ف ربيع الول منها ممد بن طاهر بن عبد ال بن السن بن مصعب من بيت المارة والشمة باشر نيابة العراق‬
‫مدة ث خراسان ث ظفر به يعقوب بن الليث ف سنة ثان وخسي فأسره وبقى معه يطوف به الفاق أربع سني ث تلص منه ف بعض الوقعات ونا بنفسه ول يزل مقيما ببغداد إل أن توف ف‬
‫هذه السنة‬
‫موسى بن إسحاق‬
‫ابن موسى بن عبد ال أبو بكر النصارى الطمى مولده سنة عشر ومائتي‬
‫سيع أباه وأحد ابن حنبل وعلي بن العد وغيهم وحدث عنه الناس وهو شاب وقرأوا عليه القرآن وكان ينتحل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪112‬‬

‫مذهب الشافعي وول قضاء الهواز وكان ثقة فاضل عفيفا فصيحاكثي الديث توف ف الحرم منها‬
‫يوسف بن يعقوب‬
‫ابن إساعيل بن حاد بن زيد والد القاضى أب عمر وهو الذى قتل اللج كان يوسف هذا من أكابر العلماء وأعيانم ولد سنة ثان ومائتي وسع سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق وهدبة‬
‫ومسددا وكان ثقة ول قضاء البصرة وواسط والانب الشرقى من بغداد وكان عفيفا شديد الرمة نزها جاءه يوما بعض خدم الليفة العتضد فترفع ف الجلس على خصمه فأمره حاجب‬
‫القاضى أن يساوى خصمه فامتنع إدلل باهه عند الليفة فزبره القاضى وقال ائتون بدلل النخس حت أبيع هذا العبد وأبعث بثمنه إل الليفة وجاء حاجب القاضي فأخذه بيده وأجلسه مع‬
‫خصمه فلما انقضت الكومة رجع الادم إل العتضد فبكى بي يديه فقال له مالك فأخبه بالب وما أراد القاضى من بيعه فقال وال لو باعك لجزت بيعه ولا استرجعتك أبدا فليس‬
‫خصوصيتك عندي تزيل مرتبة الشرع فإنه عمود السلطان وقوام الديان كانت وفاته ف رمضان منها‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي ومائتي‬
‫فيها قدم القاسم بن سيما من بلد الروم فدخل بغداد ومعه السارى والعلوج بأيديهم أعلم عليها صلبان من الذهب وخلق من السارى وفيها قدمت هدايا نائب خراسان أحد بن إساعيل‬
‫ابن أحد السامان من ذلك مائة وعشرون غلما برابم وأسلحتهم وما يتاجون إليه وخسون بازا وخسون جل تمل من مرتفع الثياب وخسون رطل من مسك وغي ذلك وفيها فلج‬
‫القاضي عبد ال بن علي بن ممد بن عبد اللك بن أب الشوارب فقلد مكانه على الانب الشرقى والكرخ ابنه ممد وفيها ف شعبان أخذ رجلن يقال لحدها أبو كبية والخر يعرف‬
‫بالسمري فذكروا أنما من أصحاب رجل يقال له ممد بن بشر وأنه يدعى الربوبية وفيها وردت الخبار بأن الروم قصدت اللذقية وفيها وردت الخبار بأن ريا صفراء هبت بدينة الوصل‬
‫فمات من حرها بشر كثي وفيها حج بالناس الفضل الاشى وفيها توف من العيان‬
‫ابن الراوندي‬
‫أحد مشاهي الزنادقة كان أبوه يهوديا فأظهر السلم ويقال إنه حرف التوراة كما عادى ابنه القرآن بالقرآن وألد فيه وصنف كتابا ف الرد على القرآن ساه الدامغ وكتابا ف الرد على‬
‫الشريعة والعتراض عليها ساه الزمردة وكتابا يقال له التاج ف معن ذلك وله كتاب الفريد وكتاب إمامة الفضول الفاضل وقد انتصب للرد على كتبه هذه جاعة منهم الشيخ أبو علي ممد‬
‫بن عبد الوهاب البائى شيخ العتزلة ف زمانه وقد أجاد ف ذلك وكذلك ولده أبو هاشم عبد السلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪113‬‬

‫ابن أب على قال الشيخ أبو علي قرأت كتاب هذا اللحد الاهل السفيه ابن الراوندى فلم أجد فيه إل السفه والكذب والفتراء قال وقد وضع كتابا ف قدم العال ونفى الصانع وتصحيح‬
‫مذهب الدهرية والرد على أهل التوحيد ووضع كتابا ف الرد على ممد رسول ال ( ص ) ف سبعة عشر موضعا ونسبه إل الكذب يعن النب ( ص ) وطعن على القرآن ووضع كتابا لليهود‬
‫والنصارى وفضل دينهم على السلمي والسلم يتج لم فيها على إبطال نبوة ممد ( ص ) إل غي ذلك من الكتب الت تبي خروجه عن السلم نقل ذلك ابن الوزي عنه وقد أورد ابن‬
‫الوزى ف منتظمه طرفا من كلمه وزندقته وطعنه على اليات والشريعة ورد عليه ف ذلك وهو أقل وأخس وأذل من أن يلتفت إليه وإل جهله وكلمه وهذيانه وسفهه وتويهه وقد أسند إليه‬
‫حكايات من السخرة والستهتار والكفر والكبائر منها ماهو صحيح عنه ومنها ماهو مفتعل عليه من هو مثله وعلى طريقته ومتسلكه ف الكفر والتستر ف السخرة يرجونا ف قوالب‬
‫مسخرة وقلوبم مشحونة بالكفر والزندقة وهذا كثي موجود فيمن يدعى السلم وهو منافق يتمسخرون بالرسول ودينه وكتابه وهؤلء من قال ال تعال فيهم ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا‬
‫نوض ونلعب قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم الية وقد كان أبو عيسى الوارق مصاحبا لبن الراوندى قبحهما ال فلما علم الناس بأمرها طلب‬
‫السلطان أبا عيسى فأودع السجن حت مات وأما ابن الراوندي فهرب فلجأ إل ابن لوي اليهودي وصنف له ف مدة مقامه عنه كتابه الذى ساه ( الدامغ للقرآن ) فلم يلبث بعده إل أياما‬
‫يسية حت مات لعنه ال ويقال إنه أخذ وصلب قال أبو الوفاء بن عقيل ورأيت ف كتاب مقق أنه عاش ستا وثلثي سنة مع ما انتهى إليه من التوغل ف الخازي ف هذا العمر القصي لعنه ال‬
‫وقبحه ول رحم عظامه وقد ذكره ابن خلكان ف الوفيات وقلس عليه ول يرجه بشىء ول كأن الكلب أكل له عجينا على عادته ف العلماء والشعراء فالشعراء يطيل تراجهم والعلماء يذكر‬
‫لم ترجة يسية والزنادقة يترك ذكر زندقتهم وأرخ ابن خلكان تاريخ وفاته ف سنة خس وأربعي ومائتي وقد وهم وها فاحشا والصحيح أنه توف ف هذه السنة كما أرخه ابن الوزى وغيه‬
‫وفيها توف‬
‫النيد بن ممد بن النيد‬
‫أبو القاسم الزاز ويقال له القواريري أصله من ناوند ولد ببغداد ونشأ با وسع الديث من السي بن عرفة وتفقه بأب ثور إبراهيم بن خالد الكلب وكان يفت بضرته وعمره عشرون سنة‬
‫وقد ذكرناه ف طبقات الشافعية واشتهر بصحبة الارث الحاسب وخاله سرى السقطى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪114‬‬

‫ولزم التعبد ففتح ال عليه بسبب ذلك علوما كثية وتكلم على طريقة الصوفية وكان ورده ف كل يوم ثلثمائة ركعة وثلثي ألف تسبيحة ومكث أربعي سنة ل يأوى إل فراش ففتح عليه‬
‫من العلم النافع والعمل الصال بأمور ل تصل لغيه ف زمانه وكان يعرف سائر فنون العلم وإذا أخذ فيها ل يكن له فيها وقفة ول كبوة حت كان يقول ف السألة الواحدة وجوها كثية ل‬
‫تطر للعلماء ببال وكذلك ف التصوف وغيه ولا حضرته الوفاة جعل يصلي ويتلو القرآن فقيل له لورفقت بنفسك ف مثل هذا الال فقال ل أحد أحوج إل ذلك من الن وهذا أوان طى‬
‫صحيفت قال ابن خلكان أخذ الفقه عن أب ثور ويقال كان يتفقه على مذهب سفيان الثورى وكان ابن سريح يصحبه ويلزمه وربا استفاد منه أشياء ف الفقه ل تطر له ببال ويقال إنه سأله‬
‫مرة عن مسألة فأجابه فيها بوابات كثية فقال يا أبا القاسم أل أكن أعرف فيها سوى ثلثة أجوبة ما ذكرت فأعدها علي فأعادها بوابات أخرى كثية فقال وال ما سعت هذا قبل اليوم‬
‫فأعده فأعاده بوابات أخرى غي ذلك فقال له ل أسع بثل هذا فأمله علي حت أكتبه فقال النيد لئن كنت أجريه فأنا أمليه اى إن ال هو الذى يري ذلك على قلب وينطق به لسان وليس‬
‫هذا مستفاد من كتب ول من تعلم وإنا هذا من فضل ال عز وجل يلهمنيه ويريه على لسان فقال فمن أين استفدت هذا العلم قال من جلوسي بي يدي ال أربعي سنة والصحيح أنه كان‬
‫على مذهب سفيان الثوري وطريقه وال أعلم وسئل النيد عن العارف‬
‫فقال من نطق عن سرك وأنت ساكت وقال مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة فمن ل يقرأ القرآن ويكتب الديث ل يقتدى به ف مذهبنا وطريقتنا ورأى بعضهم معه مسبحة فقال له أنت مع‬
‫شرفك تتخذ مسبحة فقال طريق وصلت به إل ال ل أفارقه وقال له خاله السري تكلم على الناس فلم ير نفسه موضعا فرأى ف النام رسول ال ( ص ) فقال له تكلم على الناس فغدا على‬
‫خاله فقال له ل تسمع من حت قال لك رسول ال ( ص ) فتكلم على الناس فجاءه يوما شاب نصران ف صورة مسلم فقال له يا أبا القاسم ما معن قول النب ( ص ) ( اتقوا فراسة الؤمن‬
‫فإنه ينظر بنور ال ) فأطرق النيد ث رفع رأسه إليه وقال أسلم فقد آن لك أن تسلم قال فأسلم الغلم وقال النيد ما انتفعت بشيء انتفاعي بأبيات سعتها من جارية تغن با ف غرفة وهي‬
‫تقول‬
‫إذا قلت أهدى الجر ل حلل البلى ‪ ...‬تقولي لول الجر ل يطب الب ‪ ...‬وإن قلت هذا القلب أحرقه الوى ‪ ...‬تقولي ل إن الوى شرف القلب ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪115‬‬

‫وإن قلت ما أذنبت قالت ميبة ‪ ...‬حياتك ذنب ليقاس به ذنب ‪ ...‬قال فصعقت وصحت فخرج صاحب الدار فقال ياسيدي مالك قلت ما سعت قال هي هبة من إليك فقلت قد قبلتها‬
‫وهي حرة لوجه ال ث زوجتها لرجل فأولدها ولدا صالا حج على قدميه ثلثي حجة وفيها توف‬
‫سعيد بن إساعيل بن سعيد بن منصور أبو عثمان الواعظ‬
‫ولد بالرى ونشأ با ث انتقل إل نيسابور فسكنها إل أن مات با وقد دخل بغداد وكان يقال إنه ماب الدعوة قال الطيب أخبنا عبد الكري بن هوازن قال سعت أبا عثمان يقول منذ أربعي‬
‫سنة ما أقامن ال ف حالة فكرهتها ول نقلن إل غيها فسخطتها وكان أبو عثمان ينشد ‪ ...‬أسأت ول أحسن وجئتك هاربا ‪ ...‬وأين لعبد عن مواليه مهرب ‪ ...‬يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه‬
‫‪ ...‬فما أحد منه على الرض أخيب ‪ ...‬وروى الطيب أنه سئل أي أعمالك أرجى عندك فقال إن لا ترعرعت وأنا بالرى وكانوا يريدونن على التزويج فأمتنع فجائتن امرأة فقالت يا أبا‬
‫عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي وقراري وأنا أسألك بقلب القلوب وأتوسل به إليه لا تزوجتن فقلت ألك والد فقالت نعم فأحضرته فاستدعى بالشهود فتزوجتها فلما خلوت با إذا هي‬
‫عوراء عرجاء شوهاء مشوهة اللق فقلت اللهم لك المد على ما قدرته ل وكان أهل بيت يلومونن على تزويي با فكنت أزيدها برا وإكراما وربا احتبستن عندها ومنعتن من الضور إل‬
‫بعض الجالس وكأن كنت ف بعض أوقات على المر وأنا ل أبدي لا من ذلك شيئا فمكثت كذلك خس عشرة سنة فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان ف قلبها من جهت وفيها‬
‫توف‬
‫سنون بن حزة‬
‫ويقال ابن عبدال أحد مشايخ الصوفية كان ورده ف كل يوم وليلة خسمائة ركعة وسى نفسه سنونا الكذاب لقوله ‪ ...‬فليس ل ف سواك حظ ‪ ...‬فكيفما شئت فامتحن ‪ ...‬فابتلي بعسر‬
‫البول فكان يطوف على الكاتب ويقول للصبيان ادعوا لعمكم الكذاب وله كلم متي ف الحبة ووسوس ف آخر عمره وله كلم ف الحبة مستقيم وفيها توف‬
‫صاف الرب‬
‫كان من أكابر أمراء الدولة العباسية أوصى ف مرضه أن ليس له عند غلمه القاسم شيء فلما مات حل غلمه القاسم إل الوزير مائة ألف دينار وسبعمائة وعشرين منطقة من الذهب مكللة‬
‫فاستمروا به على إمرته ومنلته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪116‬‬

‫إسحاق بن حني بن إسحاق‬


‫أبو يعقوب العبادي نسبه إل قبائل الزيرة الطبيب بن الطبيب له ولبيه مصنفات كثية ف هذا الفن وكان أبوه يعرب كلم إرسططا ليس وغيه من حكماء اليونان توف ف هذه السنة‬
‫السي بن أحد بن ممد بن زكريا‬
‫أبو عبدال الشيعي الذي أقام الدعوة للمهدي وهو عبدال بن ميمون الذي يزعم أنه فاطمي وقد زعم غي واحد من أهل التاريخ أنه كان يهوديا صباغا بسلمية والقصود الن أن انتزع اللك‬
‫من يد أب نصر زيادة ال آخر ملوك بن الغلب على بلد إفريقية واستدعى حينئذ مذومه الهدى من بلد الشرق فقدم فلم يلص إليه إل بعد شدائد طوال وحبس ف أثناء الطريق فاستنقذه‬
‫هذا الشيعي وسلمه من اللكة فندمه أخوه أحد وقال له ماذا صنعت وهل كنت استبددت بالمر دون هذا فندم وشرع يعمل اليلة ف الهدي فاستشعر الهدي بذلك فدس إليهما من قتلهما‬
‫ف هذه السنة بدينة رقادة من بلد القيوان من إقليم إفريقية هذا ملخص ما ذكره ابن خلكان‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي ومائتي‬
‫قال ابن الوزي وفيها ظهرت ثلث كواكب مذنبة أحدها ف رمضان واثنان ف ذي القعدة تبقى أياما ث تضمحل وفيها وقع طاعون بأرض فارس مات فيه سبعة آلف إنسان وفيها غضب‬
‫الليفة على الوزير علي بن ممد بن الفرات وعزله عن الوزارة وأمر بنهب داره فنهبت أقبح نب واستوزر أبا علي ممد بن عبدال بن يي بن خاقان وكان قد التزم لم ولد العتضد بائة‬
‫ألف دينار حت سعت ف وليته وفيها وردت هدايا كثية من القاليم من ديار مصر وخراسان وغيها من ذلك خسمائة ألف دينار من مصر استخرجت من كن وجد هناك من غي موانع‬
‫كما يدعيه كثي من جهلة العوام وغيهم من ضعيفي الحلم مكرا وخديعة ليأكلوا أموال الطغام والعوام أهل الطمع والثام وقد وجد ف هذا الكن ضلع إنسان طوله أربعة أشبار وعرضه‬
‫شب وذكر أنه من قوم عاد فال أعلم وكان من جلة هدية مصر تيس له ضرع يلب لبنا ومن ذلك بساط أرسله ابن أب الساج ف جلة هداياه طوله سبعون ذراعا وعرضه ستون ذراعا عمل‬
‫ف عشر سني ل قيمة له وهدايا فاخرة أرسلها أحد بن إساعيل بن أحد السامان من بلد خراسان كثية جدا وحج بالناس فيها الفضل بن عبداللك العباسي أمي الجيج من مدة طويلة وفيها‬
‫توف من العيان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪117‬‬

‫أحد بن نصر بن إبراهيم أبو عمرو الفاف‬


‫الافظ كان يذاكر بائة ألف حديث سع إسحاق بن راهويه وطبقته وكان كثي الصيام سرده نيفا وثلثي سنة وكان كثي الصدقة سأله سائل فأعطاه درهي فحمد ال فجعلها خسمة فحمد‬
‫ال فجعلها عشرة ث ما زال يزيده ويمد السائل ال حت جعلها مائة فقال جعل ال عليك واقية باقية فقال للسائل وال لو لزمت المد لزيدنك ولو إل عشرة آلف درهم‬
‫البهلول بن إسحاق بن البهلول‬
‫ابن حسان بنم سنان أبو ممد التنوخي سع إساعيل بن أب أويس وسعيد بن منصور ومصعبا الزبيي وغيهم وعنه جاعة آخرهم أبو بكر الساعيلي الرجان الافظ وكان ثقة حافظا ضابطا‬
‫بليغا فصيحا ف خطبه توف فيها عن خس وتسعي سنة‬
‫السي بن عبدال بن أحد أبو علي الرقي‬
‫صاحب الختصر ف الفقه على مذهب المام أحد بن حنبل كان خليفة للمروذي توف يوم عيد الفطر ودفن عند قب المام أحد بن حنبل‬
‫ممد بن إساعيل أبو عبدال الغرب‬
‫حج على قدميه سبعا وتسعي حجة وكان يشي ف الليل الظلم حافيا كما يشي الرجل ف ضوء النهار وكان الشاة يأتون به فيشدهم إل الطريق وقال ما رأيت ظلمة منذ سني كثية وكانت‬
‫قدماه مع كثرة مشيه كأنما قدما عروس مترفة وله كلم مليح نافع ولا مات أوصى أن يدفن إل جانب شيخه علي بن رزين فهما على جبل الطور قال أبو نعيم كان أبو عبدال الغرب من‬
‫العمرين توف عن مائة وعشرين سنة وقبه ببل طور سينا عند قب أستاذه علي بن رزين قال أبو عبدال أفضل العمال عمارة الوقاف وقال الفقي هو الذي ل يرجع إل مستند ف الكون غي‬
‫اللتجاء إل من إليه ليعينه بالستعانة كما عزره بالفتقار إليه وقال أعظم الناس ذل فقي داهن غنياء وتواضع له وأعظم الناس عزا غن تذلل لفقي أو حفظ حرمته‬
‫ممد بن أب بكر بن أب خيثمة‬
‫أبو عبدال الافظ بن الافظ كان أبوه يستعي به ف جع التاريخ وكان فهما حاذقا حافظا توف ف ذي القعدة منها‬
‫ممد بن أحد بن كيسان النحوي‬
‫أحد حفاظه والكثرين منه كان يفظ طريقة البصريي والكوفيي معا قال ابن ماهد كان ابن كيسان أنى من الشيخي البد وثعلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪118‬‬

‫ممد بن يي‬
‫أبو سعيد سكن دمشق روى عن إبراهيم بن سعد الوهري وأحد بن منيع وابن أب شيبة وغيهم روى عنه أبو بكر النقاش وغيه وكان ممد بن يي هذا يدعى بامل كفنه وذلك ما ذكره‬
‫الطيب قال بلغن أنه توف فغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان الليل جاء نباش ليسرق كفنه ففتح عليه قبه فلما حل عنه كفنه استوى جالسا وفر النباش هاربا من الفزع ونض ممد‬
‫بن يي هذا فأخذ كفنه معه وخرج من القب وقصد منله فوجد أهله يبكون عليه فدق عليهم الباب فقالوا من هذا فقال أنا فلن فقالوا يا هذا ل يل لك أن تزيدنا حزنا إل حزننا فقال افتحو‬
‫وال أنا فلن فعرفوا صوته فلما رأوه فرحوا به فرحا شديدا وأبدل ال حزنم سرورا ث ذكر لم ما كان من أمره وأمر النباش وكأنه قد أصابته سكتة ول يكن قد مات حقيقة فقدر ال بوله‬
‫وقوته أن بعث له هذا النباش ففتح عليه قبه فكان ذلك سبب حياته فعاش بعد ذلك عدة سني ث كانت وفاته ف هذه السنة‬
‫فاطمة القهرمانية‬
‫غضب عليها القتدر مرة فصادرها وكان ف جلة ما أخذ منها مائت ألف دينار ث غرقت ف طيارة لا ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ثلثمائة من الجرة‬
‫فيها كثر ماء دجلة وتراكمت المطار ببغداد وتناثرت نوم كثية ف ليلة الربعاء لسبع بقي من جادى الخرة وفيها كثرت المراض ببغداد والسقام وكلبت الكلب حت الذئاب بالبادية‬
‫وكانت تقصد الناس بالنهار فمن عضته أكلبته وفيها انسر جبل بالدينور يعرف بالتل فخرج من تته ماء عظيم غرق عدة من القرى وفيها سقطت شرذمة أي قطعة من جبل لبنان إل البحر‬
‫وفيها حلت بغلة ووضعت مهرة وفيها صلب السي بن منصور اللج وهو حي أربعة أيام يومي ف الانب الشرقي ويومي ف الانب الغرب وذلك ف ربيع الول منها وحج بالناس أمي‬
‫الجيج التقدم ذكره ف السني قبلها وهو الفضل بن عبد اللك الاشي العباسي أثابه ال وتقبل منه وفيها توف من العيان‬
‫الحوص بن الفضل‬
‫ابن معاوية بن خالد بن غسان أبو أمية الغلب القاضي بالبصرة وغيها روى عن أبيه التاريخ استتر مرة عنده ابن الفرات فلما أعيد إل الوزارة وله قضاء البصرة والهواز وواسط وكان‬
‫عفيفا نزها فلما نكب ابن الفرات قبض عليه نائب البصرة فأودعه السجن فلم يزل به حت مات فيه فيها قال ابن الوزي ول نعلم قاضيا مات ف السجن سواه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪119‬‬

‫عبيد ال بن عبدال بن طاهر‬


‫ابن السي بن مصعب أبو أحد الزاعي ول إمرة بغداد وحدث عن الزبي بن بكار وعنه الصول والطبان وكان أديبا فاضل ومن شعره ‪ ...‬حق التنائي بي أهل الوى ‪ ...‬تكاتب يسخن‬
‫عي النوى ‪ ...‬وف التدان ل انقضى عمره ‪ ...‬تزاور يشفى غليل الوى ‪ ...‬واتفق له مرة أن جارية له مرضت فاشتهت ثلجا وكان حظية عنده فلم يوجد الثلج إل عند رجل فساومه وكيله‬
‫على رطل منه فامتنع من بيعه إل كل رطل بالعراقي بمسة آلف درهم وذلك لعلم صاحب الثلج باجتهم إليه فرجع الوكيل ليشاوره فقال ويك اشتره ولو با عساه أن يكون فرجع إل‬
‫صاحب الثلج فقال ل أبيعه إل بعشرة آلف فاشتراه بعشرة آلف ث اشتهت الارية ثلجا أيضا وذلك لوافقته لا فرجع فاشترى منه رطل آخر بعشرة آلف ث آخر بعشرة آلف وبقي عند‬
‫صاحب الثلج رطلن فنطفت نفسه إل أكل رطل منه ليقول أكلت رطل من الثلج بعشرة آلف فأكله وبقي عنده رطل فجاءه الوكيل فامتنع أن يبيعه الرطل إل بثلثي ألفا فاشتراه منه‬
‫فشفيت الارية وتصدقت بال جزيل فاستدعى سيدها صاحب الثلج فأعطاه من تلك الصدقة مال جزيل فصار من أكثر الناس مال بعد ذلك واستخدمه ابن طاهر عنده وال أعلم وومن توف‬
‫ف حدود الثلثمائة من الجرة‬
‫الصنوبري الشاعر‬
‫وهو ممد بن أحد بن ممد بن مراد أبو بكر الضب الصنوبري النبلي قال الافظ ابن عساكر كان شاعرا مسنا وقد حكى عن علي بن سليمان الخفش ث ذكر أشياء من لطائف شعره فمن‬
‫ذلك قوله ‪ ...‬ل النوم أدرى به ول الرق ‪ ...‬يدري بذين من به رمق ‪ ...‬إن دموعي من طول ما استبقت ‪ ...‬كلت فما تستطيع تستبق ‪ ...‬ول ملك ل تبد صورته ‪ ...‬مذ كان إل صلت له‬
‫‪ ...‬الدق ‪ ...‬نويت تقبيل نار وجنته ‪ ...‬وخفت أدنو منها فأحترق‬
‫وله أيضا‬
‫شس غدا يشبه شسا غدت ‪ ...‬وخدها ف النور من خده ‪ ...‬تغيب ف فيه ولكنها ‪ ...‬من بعد ذا تطلع ف خده ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪120‬‬

‫وقد روى الافظ البيهقي عن شيخه الاكم عن أب الفضل نصر بن ممد الطوسي قال أنشدنا أبو بكر الصنوبري فقال ‪ ...‬هدم الشيب ما بناه الشباب ‪ ...‬والغوان ما عصي خضاب ‪...‬‬
‫قلب البنوس عاجا ‪ ...‬فللعي منه والقلوب انفلب ‪ ...‬وضلل ف الرأي أن يشنأ ال ‪ ...‬بازي على حسنه ويهوى الغراب ‪ ...‬وله أيضا وقد أورده ابن عساكر ف ابن له فطم فجعل يبكي‬
‫‪ ...‬على ثديه ‪ ...‬منعوه أحب شيء ‪ 2‬إليه ‪ ...‬من جيع الورى ومن والديه ‪ ...‬منعوه غذاه ولقد كان ‪ ...‬مباحا له وبي يديه ‪ ...‬عجبا له على صغر السن ‪ ...‬هوى فاهتدى الفراق إليه‬
‫إبراهيم بن أحد بن ممد‬
‫ابن الولد أبو إسحاق الصوف الواعظ الرقي أحد مشايها روى الديث وصحب أبا عبدال ابن اللء الدمشقي والنيد وغي واحد وروى عنه تام بن ممد وأبو عبدالرحن السلمي وقد‬
‫أورد ابن عساكر من شعره قوله ‪ ...‬لك من على البعاد نصيب ‪ ...‬ل ينله على الدنو حبيب ‪ ...‬وعلى الطرف من سواك حجاب ‪ ...‬وعلى القلب من هواك رقيب ‪ ...‬زين ف ناظري هواك‬
‫وقلب ‪ ...‬والوى فيه رائع ومشوب ‪ ...‬كيف يغن قرب الطبيب عليل ‪ ...‬أنت أسقمته وأنت الطبيب ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬الصمت آمن من كل نازلة ‪ ...‬من ناله نال أفضل الغنم ‪ ...‬ما نزلت‬
‫‪ ...‬بالرجال نازلة ‪ ...‬أعظم ضرا من لفظة نعم ‪ ...‬عثرة هذا اللسان مهلكة ‪ ...‬ليست لدينا كعثرة القدم ‪ ...‬احفظ لسانا يلقيك ف تلف ‪ ...‬فرب قول أذل ذا كرم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثمائة‬
‫فيها غزا السي بن حدان الصائفة ففتح حصونا كثية من بلد الروم وقتل منها أما ل يصون كثرة وفيها عزل القتدر ممد بن عبدال عن وزارته وقلدها عيسى بن علي وكان من خيار‬
‫الوزراء وأقصدهم للعدل والحسان واتباع الق وفيها كثرت المراض الدموية ببغداد ف توز وآب فمات من ذلك خلق كثي من أهلها وفيها وصلت هدايا صاحب عمان ومن جلتها بغلة‬
‫بيضاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪121‬‬

‫وغزال أسود وف شعبان منها ركب القتدر إل باب الشماسية على اليل ث اندر إل داره ف دجلة وكانت أول ركبة ركبها جهرة للعامة وفيها استأذن الوزير علي بن عيسى الليفة القتدر‬
‫ف مكاتبة رأس القرامطة أب سعيد السن بن برام الناب فأذن له فكتب كتابا طويل يدعوه فيه إل السمع والطاعة ويوبه على ما يتعاطاه من ترك الصلة والزكاة وارتكاب النكرات‬
‫وإنكارهم على من يذكر ال ويسبحه ويمده واستهزائهم بالدين واسترقاقهم الرائر ث توعده بالرب وتدده بالقتل فلما سار بالكتاب نوه قتل أبو سعيد قبل أن يصله قتله بعض خدمه‬
‫وعهد بالمر من بعده لولده سعيد فغلبه على ذلك أخوه أبو طاهر سليمان بن أب سعيد فلما قرأ كتاب الوزير أجابه با حاصله إن هذا الذى تنسب إلينا ما ذكرت ل يثبت عندكم إل من‬
‫طريق من يشنع علينا وإذا كان الليفة ينسبنا إل الكفر بال فكيف يدعونا إل السمع والطاعة له وفيها جيء بالسي بن منصور اللج إل بغداد وهو مشهور على جل وغلم له راكب جل‬
‫آخر ينادي عليه أحد دعاة القرامطة فاعرفوه ث حبس ث جيء به إل ملس الوزير فناظره فإذا هو ل يقرأ القرآن ول يعرف ف الديث ول الفقه شيئا ول ف اللغة ول ف الخبار ول ف الشعر‬
‫شيئا وكان الذى نقم عليه أنه وجدت له رقاع يدعو فيها الناس إل الضللة والهالة بأنواع من الرموز يقول ف مكاتباته كثيا تبارك ذو النور الشعشعان فقال له الوزير تعلمك الطهور‬
‫والفروض أجدى عليك من رسائل ل تدري ما تقول فيها وما أحوجك إل الدب ث أمر به فصلب حيا حلب الشتهار ل القتل ث أنزل فأجلس ف دار اللفة فجعل يظهر لم أنه على السنة‬
‫وأنه زاهد حت اغتر به كثي من الدام وغيهم من أهل دار اللفة من الهلة حت صاروا يتبكون به ويتمسحون بثيابه وسيأت ما صار إليه أمره حي قتل بإجاع الفقهاء وأكثر الصوفية‬
‫ووقع ف هذه السنة ف آخرها ببغداد وباء شديد جا مات بسببه بشر كثي ول سيما بالربية غلقت عامة دورها وحج بالناس فيها المر التقدم ذكره وفيها توف من‬
‫العيان إبراهيم بن خالد الشافعى‬
‫جع العلم والزهد وهو من تلميذ أب بكر الساعيلي‬
‫جعفر بن ممد‬
‫ابن السي بن الستفاض أبو بكر الفرياب قاضي الدينور طاف البلد ف طلب العلم وسع الكثي من الشايخ الكثيين مثل قتيبة وأب كريب وعلي بن الدين وعنه أبو السي بن النادى‬
‫والنجاد وأبو بكر الشافعي وخلق واستوطن بغداد وكان ثقة حافظا حجة وكان عدة من يضر ملسه نوا من ثلثي ألفا والستملمون عليه منهم فوق الثلثائة وأصحاب الحابر نوا من‬
‫عشرة آلف توف ف الحرم منها عن أربع وتسعي سنة وكان قد حفر لنفسه قبا قبل وفاته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪122‬‬


‫بمس سني وكان يأتيه فيقف عنده ث ل يقض له الدفن فيه بل دفن بكان آخر رحه ال حيث كان‬
‫أبو سعيد الناب القرمطي‬
‫وهو السن بن برام قبحه ال رأس القرامطة والذى يعول عليه ف بلد البحرين وما والها ( علي بن أحد الرأسي ) كان يلي بلد واسط إل شهر زور وغي ذلك وقد خلف من الموال‬
‫شيئا كثيا فمن ذلك ألف ألف دينار ومن آنيه الذهب والفضة نو مائة ألف دينار ومن البقر ألف ثور ومن اليل والبغال والمال ألف رأس‬
‫ممد بن عبد ال بن علي بن ممد بن أب الشوارب‬
‫يعرف بالحنف كان قد ول قضاء مدينة النصور نيابة عن أبيه حي فلج مات ف جادى الول منها وتوف أبوه ف رجب منها بينهما ثلثة وسبعون يوما ودفنا ف موضع واحد وأبو بكر ممد‬
‫بن هارون البدعي الافظ بن ناجية وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثلثائة‬
‫فيها ورد كتاب مؤنس الادم قد أوقع بالروم بأسا شديدا وقد أسر منهم مائة وخسي بطريقا أي أميا ففرح السلمون بذلك وفيها خت القتدر خسة من أولده فغرم على ختانم ستمائة ألف‬
‫دينار وقد خت قبلهم ومعهم خلقا من اليتامى وأحسن إليهم بالال والكساوى وهذا صنيع حسن إن شاء ال وفيها صادر القتدر أب علي بن الصاص بستة عشر ألف ألف دينار غي النية‬
‫والثياب الثمينة وفيها أدخل الليفة أولده إل الكتب وكان يوما مشهودا وفيها بن الوزير الارستان بالربية من بغداد وأنفق عليه أموال جزيلة جزاه ال خيا وحج بالناس فيها الفضل‬
‫الاشى وقطعت العراب وطائفة من القرامطة الطريقي على الراجعي من الجيج وأخذوا منهم أموال كثية وقتلوا منهم خلقا وأسروا أكثر من مائت امرأة حرة فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫بشر بن نصر بن منصور‬
‫أبو القاسم الفقيه الشافعى من أهل مصر يعرف بغلم عرق وعرق خادم من خدام السلطان كان يلى البيد فقدم معه بذا الرجل مصر فأقام با حت مات با بدعة جارية غريب الغنية بذل‬
‫لسيدتا فيها مائة ألف دينار وعشرون ألف دينار من بعض من رغب فيها من اللفاء فعرض ذلك عليها فكرهت مفارقة سيدتا فأعتقتها سيدتا ف موتا وتأخرت وفاتا إل هذه السنة وقد‬
‫تركت من الال العي والملك مال يلكه رجل‬
‫القاضي أبو زرعه ممد بن عثمان الشافعي‬
‫قاضي مصر ث دمشق وهو أول من حكم بذهب الشافعى بالشام وأشاعه با وقد كان أهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪123‬‬

‫الشام على مذهب الوزاعي من حي مات إل هذه السنة وثبت على مذهب الوزاعى بقايا كثيون ل يفارقوه وكان ثقة عدل من سادات القضاة وكان أصله من أهل الكتاب من اليهود ث‬
‫أسلم وصار إل ما صار إليه وقد ذكرنا ترجته ف طبقات الشافعية‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثلثائة‬
‫وفيها وقف القتدر بال أموال جزيلة وضياعا على الرمي الشريفي واستدعى بالقضاة والعيان وأشهدهم على نفسه با وقفه من ذلك وفيها قدم إليه بماعة من السارى من العراب الذين‬
‫كانوا قد اعتدوا على الجيج فلم يتمالك العامة أن اعتدوا عليهم فقتلوهم فأخذ بعضهم فعوقب لكونه افتات على السلطان وفيها وقع حريق شديد ف سوق النجارين ببغداد فأحرق السوق‬
‫بكامله وف ذي الجة منها مرض القتدر ثلثة عشر يوما ول يرض ف خلفته مع طولا إل هذه الرضة وحج بالناس فيها الفضل الاشي ولا خاف الوزير على الجاج القرامطة كتب إليهم‬
‫رسالة ليشغلهم با فاتمه بعض الكتاب براسلته القرامطة فلما انكشف أمره وما قصده حظي بذلك عند الناس جدا ومن توف من العيان‬
‫النسائي أحد بن علي‬
‫ابن شعيب بن علي بن سنان بن بر بن دينار أبو عبدالرحن النسائي صاحب السنن المام ف عصره والقدم على أضرابه وأشكاله وفضلء دهره رحل إل الفاق واشتغل بسماع الديث‬
‫والجتماع بالئمة الذاق ومشايه الذين روى عنهم مشافهة قد ذكرناهم ف كتابنا التكميل وترجناه أيضا هنالك وروى عنه خلق كثي وقد جع السنن الكبي وانتخب منه ما هو أقل حجما‬
‫منه برات وقد وقع ل ساعهما وقد أبان ف تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيان وعلم وعرفان قال الاكم عن الدارقطن أبو عبدالرحن النسائي مقدم على كل من يذكر بذا العلم من‬
‫أهل عصره وكان يسمى كتابه الصحيح وقال أبو علي الافظ للنسائي شرط ف الرجال أشد من شرط مسلم بن الجاج وكان من أئمة السلمي وقال أيضا هو المام ف الديث بل مدافعة‬
‫وقال أبو السي ممد بن مظفر الافظ سعت مشاينا بصر يعترفون له بالتقدم والمامة ويصفون من اجتهاده ف العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الج والهاد وقال غيه كان يصوم يوما‬
‫ويفطر يوما وكان له أربع زوجات وسريتان وكان كثي الماع حسن الوجه مشرق اللون قالوا وكان يقسم للماء كما يقسم للحرائر وقال الدارقطن كان أبو بكر بن الداد كثي الديث‬
‫ول يرو عن أحد سوى النسائي وقال رضيت به حجة فيما بين وبي ال عز وجل وقال ابن يونس كان النسائي إماما ف الديث ثقة ثبتا حافظا كان خروجه من مصر ف سنة ثنتي وثلثائة‬
‫وقال ابن عدي سعت منصورا الفقيه وأحد بن ممد بن سلمة الطحاوي يقولن أبو عبدالرحن النسائي إمام من أئمة السلمي وكذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪124‬‬

‫أثن عليه غي واحد من الئمة وشهدوا له بالفضل والتقدم ف هذا الشأن وقد ول الكم بدينة حص سعته من شيخنا الزي عن رواية الطبان ف معجمه الوسط حيث قال حدثنا أحد بن‬
‫شعيب الاكم بمص وذكروا أنه كان له من النساء أربع نسوة وكان غاية السن وجهه كأنه قنديل وكان يأكل ف كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع الزبيب اللل وقد قيل عنه إنه كان‬
‫ينسب إليه شيء من التشيع قالوا ودخل إل دمشق فسأله أهلها أن يدثهم بشيء من فضائل معاوية فقال أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حت يروي له فضائل فقاموا إليه فجعلوا‬
‫يطعنون ف خصيتيه حت أخرج من السجد الامع فسار من عندهم إل مكة فمات با ف هذه السنة وقبه با هكذا حكاه الاكم عن ممد بن إسحاق الصبهان عن مشايه وقال الدارقطن‬
‫كان أفقه مشايخ مصر ف عصره وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الثار وأعرفهم بالرجال فلما بلغ هذا البلغ حسدوه فخرج إل الرملة فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه ف‬
‫الامع فقال أخرجون إل مكة فأخرجوه وهو عليل فتوف بكة مقتول شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة ف آخر عمره مات مكة سنة ثلث وثلثائة قال الافظ ابو بكر ممد بن‬
‫عبدالغن بن نقطة ف تقييده ومن خطه نقلت ومن خط أب عامر ممد بن سعدون العبدري الافظ مات أبو عبدالرحن النسائي بالرملة مدينة فلسطي يوم الثني لثلث عشرة ليلة خلت من‬
‫صفر سنة ثلث وثلثائة ودفن ببيت القدس وحكى ابن خلكان أنه توف ف شعبان من هذه السنة وأنه إنا صنف الصائص ف فضل علي وأهل البيت لنه رأى أهل دمشق حي قدمها ف سنة‬
‫ثنتي وثلثائة عندهم نفرة من على وسألوه عن معاوية فقال ما قال فدققوه ف خصيتيه فمات وهكذا ذكر ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي إنه توف بفلسطي ف سفر من هذه السنة وكان‬
‫مولده ف سنة خس عشرة أو أربع عشرة ومائتي تقريبا عن قوله فكان عمره ثانيا وثاني سنة‬
‫السن بن سفيان‬
‫ابن عامر بن عبدالعزيز بن النعمان بن عطاء أبو العباس الشيبان النسوي مدث خراسان وقد كان يضرب إليه آباط البل ف معرفة الديث والفقه رحل إل الفاق وتفقه على أب ثور وكان‬
‫يفت بذهبه وأخذ الدب عن أصحاب النضر بن شيل وكانت إليه الرحلة براسان ومن غريب ما اتفق له أنه كان هو وجاعة من أصحابه بصر ف رحلتهم إل الديث فضاق عليهم الال‬
‫حت مكثوا ثلثة أيام ل يأكلون فيها شيئا ول يدون ما يبيعونه للقوت واضطرهم الال إل تشم السؤال وأنفت أنفسهم من ذلك وعزت عليهم وامتنع كل المتناع والاجة تضطرهم إل‬
‫تعاطي ذلك فاقترعوا فيما بينهم أيهم يقوم بأعباء هذا المر فوقعت القرعة على السن بن سفيان هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪125‬‬

‫فقام عنهم فاختلى ف زاوية السجد الذي هم فيه فصلى ركعتي أطال فيهما واستغاث بال عز وجل وسأله بأسائه العظام فما انصرف من الصلة حت دخل عليهم السجد شاب حسن اليئة‬
‫مليح الوجه فقال أين السن بن سفيان فقلت أنا فقال المي طولون يقرأ عليكم السلم ويعتذر إليكم ف تقصيه عنكم وهذه مائة دينار لكل واحد منكم فقلنا له ما الامل له على ذلك فقال‬
‫إنه أحب أن يتلي اليوم بنفسه فبينما هو الن نائم إذ جاءه فارس ف الواء بيده رمح فدخل عليه منله ووضع عقب الرمح ف خاصرته فوكزه وقال قم فأدرك السن بن سفيان وأصحابه قم‬
‫فأدركهم قم فأدركهم فإنم منذ ثلث جياع ف السجد الفلن فقال له من أنت فقال أنا رضوان خازن النة فاستيقظ المي وخاصرته تؤله ألا شديدا فبعث بالنفقة ف الال إليكم ث جاء‬
‫لزيارتم واشترى ما حول ذلك الجلس ووقفه على الواردين عليه من أهل الديث جزاه ال خيا وقد كان السن بن سفيان رحه ال من أئمة هذا الشأن وفرسانه وحفاظه وقد اجتمع عنده‬
‫جاعة من الفاظ منهم ابن جرير الطبي وغيه فقرؤا عليه شيئا من الديث وجعلوا يقلبون السانيد ليستعلموا ما عنده من العلم فما قلبوا شيئا من السناد إل ردهم فيه إل الصواب وعمره‬
‫إذ ذاك سبعون سنة وهو ف هذا السن حافظ ضابط ل يشذ عنه شيء من حديثه ومن فوائده العبسي كوف والعيشي بصري والعنسي مصري‬
‫روي بن أحد‬
‫ويقال ابن ممد بن روي بن يزيد أبو السن ويقال أبو ممد أحد أئمة الصوفية كان عالا بالقرآن ومعانيه وكان يتفقه على مذهب داود بن الظاهري قال بعضهم كان روي يكتم حي الدنيا‬
‫أربعي سنة ومعناه أنه تصوف أربعي سنة ث لا ول إساعيل بن إسحاق القضاء ببغداد جعله وكيل ف بابه فترك التصوف ولبس الز والقصب والديبقى وركب اليل وأكل الطيبات وبن‬
‫الدور‬
‫زهي بن صال بن المام أحد بن حنبل‬
‫روى عن أبيه وعنه أبو بكر أحد بن سليمان النجاد كان ثقة مات وهو شاب قاله الدارقطن‬
‫ابو علي البائي‬
‫شيخ العتزلة واسه ممد بن عبدالوهاب أبو علي البائي شيخ طائفة العتزال ف زمانه وعليه اشتغل أبو السن الشعري ث رجع عنه وللجبائي تفسي حافل مطول له فيه اختيارات غريبة ف‬
‫التفسي وقد رد عليه الشعري فيه وقال وكأن القرآن نزل ف لغة أهل جباء كان مولده ف سنة خس وثلثي ومائتي ومات ف هذه السنة‬
‫أبو السن بن بسام الشاعر‬
‫واسه علي بن أحد بن منصور بن نصر بن بسام البسامي الشاعر الطبق للهجاء فلم يترك أحدا حت هجاه حت أباه وأمه أمامة بنت حدون الندي وقد أورد له ابن خلكان أشياء كثية من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪126‬‬

‫شعره فمن ذلك قوله ف تريب التوكل قب السن بن علي وأمره بأن يزرع ويحي رسه وكان شديد التحامل على علي وولده فلما وقع ما ذكرناه سنة ست وثلثي ومائتي قال ابن بسام‬
‫هذا ف ذلك ‪ ...‬تال إن كانت أمية قد أتت ‪ ...‬قتل ابن بنت نبيها مظلوما ‪ ...‬فلقد أتاه لنو أبيه بثله ‪ ...‬هذا لعمرك قبه مهدوما ‪ ...‬أسفوا على أن ل يكونوا شاركوا ‪ ...‬ف قتله فتتبعوه‬
‫‪ ...‬رميما‬
‫ث دخلت سنة أربع وثلثائة‬
‫فيها عزل القتدر وزيره أبا السن علي بن عيسى بن الراح وذلك لنه وقعت بينه وبي أم موسى القهرمانة نفرة شديدة فسأل الوزير أن يعفى من الوزارة فعزل ول يتعرضوا لشيء من‬
‫أملكه وطلب أبو السن بن الفرات فأعيد إل الوزارة بعد عزله عنها خس سني وخلع عليه الليفة يوم التروية سبع خلع وأطلق إليه ثلثائة ألف درهم وعشرة توت ثياب ومن اليل‬
‫والبغال والمال شيء كثي وأقطع الدار الت بالري فسكنها وعمل فيها ضيافة تلك الليلة فسقى فيها أربعي ألف رطل من الثلج وف نصف هذه السنة اشتهر ببغداد أن حيوانا يقال له‬
‫الزرنيب يطوف بالليل يأكل الطفال من السرة ويعدو على النيام فربا قطع يد الرجل وثدي الرأة وهو نائم فجعل الناس يضربون على أسطحتهم على النحاس من الواوين وغيها ينفرونه‬
‫عنهم حت كانت بغداد بالليل ترتج من شرقها وغربا واصطنع الناس لولدهم مكبات من السعف وغيها واغتنمت اللصوص هذه الشوشة فكثرت النقوب وأخذت الموال فأمر الليفة‬
‫بأن يؤخذ حيوان من كلب الاء فيصلب على السر ليسكن الناس عن ذلك ففعلوا فسكن الناس ورجعوا إل أنفسهم واستراح الناس من ذلك وفيها قلد ثابت بن سنان الطبيب أمر‬
‫الارستان ببغداد ف هذه السنة وكانت خسا وكان هذا الطبيب مؤرخا وفيها ورد كتاب من خراسان بأنم وجدوا قبور شهداء قد قتلوا ف سنة سبعي من الجرة مكتوبة أساؤهم ف رقاع‬
‫مربوطة ف آذانم وأجسادهم طرية كما هي رضي ال تعال عنهم وفيها توف من العيان‬
‫لبيد بن ممد بن أحد بن اليثم بن صال‬
‫ابن عبدال بن الصي بن علقمة بن نعيم بن عطارد بن حاجب أبو السن التميم اللقب فروجه قدم بغداد وحدث با وكان ثقة حافظا‬
‫يوسف بن السي بن علي‬
‫أبو يعقوب الرازي سع أحد بن حنبل وصحب ذا النون وكان قد بلغه أن ذا النون يفظ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪127‬‬

‫اسم ال العظم فقصده ليعلمه إياه قال فلما وردت عليه استهان ب وكانت ل لية طويلة ومعي ركوة طويلة فجاء رجل يوما فناظر ذا النون فأسكت ذا النون فقلت له دع الشيخ وأقبل‬
‫علي فأقبل فناظرته فأسكته فقام ذو النون فجلس بي يدي وهو شيخ وأنا شاب ث اعتذر إل فخدمته سنة ث سألته أن يعلمن السم العظم فلم يبعد من ووعدن فمكثت عنده بعد ذلك ستة‬
‫أشهر ث أخرج إل طبقا عليه مكبة مستورا بنديل فقال ل اذهب بذا الطبق إل صاحبنا فلن قال فجعلت أفكر ف الطريق ما هذا الذي أرسلن به فلما وصلت السر فتحته فإذا فأرة ففرت‬
‫وذهبت فاغتظت غيظا شديدا وقلت ذو النون سخر ب فرجعت إليه وأنا حنق فقال ل ويك إنا اختبتك فإذا ل تكن أمينا على فأرة فإن ل تكون أمينا على السم العظم بطريق الول‬
‫اذهب عن فل أراك بعدها وقد رؤى أبو السي الراز هذا ف النام بعد موته فقيل له ما فعل ال بك فقال غفر ل بقول عند الوت اللهم إن نصحت الناس قول وخنت نفسي فعل فهب‬
‫خيانة فعلي لنصح قول‬
‫يوت بن الزرع بن يوت‬
‫أبو بكر العبدي من عبدالقيس وهو ثوري وهو ابن أخت الاحظ قدم بغداد وحدث با عن أب عثمان الازن وأب حات السجستان وأب الفضل الرياشي وكان صاحب أخبار وآداب وملح‬
‫وقد غي اسه بحمد فلم يغلب عليه إل الول وكان إذا ذهب يعود مريضا فدق الباب فقالوا من فيقول ابن الزرع ول يذكر اسه لئل يتفاءلوا به‬
‫ث دخلت سنة خسة وثلثائة‬
‫فيها قدم رسول ملك الروم ف طلب الفاداة والدنة وهو شاب حدث السن ومعه شيخ منهم وعشرون غلما فلما قدم بغداد شاهد أمرا عظيما جدا وذلك أن الليفة أمر اليش والناس‬
‫بالحتفال بذلك ليشاهد ما فيه إرهاب العداء فركب اليش بكماله وكان مائة ألف وستي ألفا ما بي فارس وراجل غي العساكر الارجة ف سائر البلد مع نوابا فركبوا ف السلحة‬
‫والعدد التامة وغلمان الليفة سبعة آلف أربعة آلف بيض وثلثة آلف سود وهم ف غاية اللبس والعدد واللي والجبة يومئذ سبعمائة حاجب واما الطيارات الت بدجلة والزيارب‬
‫والسمريات فشيء كثي مزينة فحي دخل الرسول دار اللفة انبهر وشاهد أمرا أدهشه ورأى من الشمة والزينة والرمة ما يبهر البصار وحي اجتاز بالاجب ظن أنه الليفة فقيل له هذا‬
‫الاجب فمر بالوزير ف أبته فظنه الليفة فقيل له هذا الوزير وقد زينت دار اللفة بزينة ل يسمع بثلها كان فيها من الستور يومئذ ثانية وثلثون ألف ستر منها عشرة آلف وخسمائة ستر‬
‫مذهبة وقد بسط فيها اثنان وعشرون ألف بساط ل ير مثلها وفيها من الوحوش قطعان متآنسة بالناس تأكل من أيديهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪128‬‬

‫ومائة وسبع مع السباعة ث أدخل إل دار الشجرة وهي عبارة عن بركة فيها ماء صاف وف وسط ذلك الاء شجرة من ذهب وفضة لا ثانية عشر غصنا أكثرها من ذهب وف الغصان‬
‫الشماريخ والوراق اللونة من الذهب والفضة والللئ واليواقيت وهي تصوت بأنواع الصوات من الاء السلط عليها والشجرة بكمالا تتمايل كما تتمايل الشجار بركات غجيبة تدهش‬
‫من يراها ث أدخل إل مكان يسمونه الفردوس فيه من أنواع الفارش واللت ما ل يد ول يوصف كثرة وحسنا وف دهاليزه ثانية عشرة ألف جوشن مذهبة فما زال كلما مر على مكان‬
‫أدهشه وأخذ ببصره حت انتهى إل الكان الذي فيه الليفة القتدر بال وهو جالس على سرير من آبنوس قد فرش بالديبقي الطرز بالذهب وعن يي السرير سبعة عشر عنقود معلقة وعن‬
‫يساره مثلها وهي جوهر من أفخر الواهر كل جوهرة يعلو ضوؤها على ضوء النهار ليس لواحدة منها قيمة ول يستطاع ثنها فأوقف الرسول والذين معه بي يدي الليفة على نو من مائة‬
‫ذراع والوزير علي بن ممد بن الفرات واقف بي يدي الليفة والترجان دون الوزير والوزير ياطب الترجان والترجان ياطبهما فلما فرغ منها خلع عليهما وأطلق لما خسي سقرقا ف كل‬
‫سقرق خسة آلف درهم وأخرجا من بي يديه وطيف بما ف بقية دار اللفة وعلى حافات دحلة الفيلة والزرافات والسباع والفهود وغي ذلك ودجلة داخلة ف دار اللفة وهذا من أغرب‬
‫ما وقع من الوادث ف هذه السنة وحج بالناس فيها الفضل الاشي وفيها توف من العيان‬
‫ممد بن أحد أبو موسى‬
‫النحوي الكوف العروف بالاحظ صحب ثعلبا أربعي سنة وخلفه ف حلقته وصنف غريب الديث وخلق النسان والوحوش والنبات وكان دينا صالا روى عنه أبو عمر الزاهد توف ببغداد‬
‫ف ذي الجة منها ودفن بباب التي وعبدال بشرويه الافظ وعمران بن ماشع وأبو خليفة الفضل بن الباب وقاسم بن زكريا ابن يي الطرز القرى أحد الثقات الثبات سع أبا كريب‬
‫وسويد بن سعيد وعنه اللدي وأبو العان توف ببغداد‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثائة‬
‫ف أول يوم من الحرم فتح الارستان الذي بنته السيدة أم القتدر وجلس فيه سنان بن ثابت ورتبت فيه الطباء والدم والقومة وكانت نفقته ف كل شهر ستمائة دينار وأشار سنان على‬
‫الليفة ببناء مارستان فقبل منه وبناه وساه القتدري وفيها وردت الخبار عن أمراء الصوائف با فتح ال عليهم من الصون ف بلد الروم وفيها رجفت العامة وشنعوا بوت القتدر فركب ف‬
‫الحافل حت بلغ الثريا ورجع من باب العامة ووقف كثيا لياه الناس ث ركب إل الشماسية واندر إل دار اللفة ف دجلة فسكنت الفت وفيها قلد القتدر حامد بن العباس الوزارة وخلع‬
‫عليه وخرج من‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪129‬‬

‫عنده وخلفه أربعمائة غلم لنفسه فمكث أياما ث تبي عجزه عن القيام بالمور فأضيف إليه علي بن عيسى لينفذ المور وينظر معه ف العمال وكان أبو علي بن مقلة من يكتب أيضا بضرة‬
‫حامد بن العباس الوزير ث صارت النلة كلها لعلي بن عيسى واستقل بالوزارة ف السنة التية وفيها أمرت السيدة أم القتدر قهرمانة لا تعرف بتملي أن تلس بالتربة الت بنتها بالرصافة ف‬
‫كل يوم جعة وأن تنظر ف الظال الت ترفع إليها ف القصص ويضر ف ملسها القضاة والفقهاء وحج بالناس فيها الفضل الاشي وفيها توف‬
‫إبراهيم بن أحد بن الارث‬
‫أبو القاسم الكلب الشافعي سع الارث بن مسكي وغيه وكان رجل صالا تفقه على مذهب الشافعي وكان يب اللوة والنقباض توف ف شعبان منها احد بن السن الصوف أحد مشايخ‬
‫الديث الكثرين العمرين‬
‫أحد بن عمر بن سريج‬
‫أبو العباس القاضي بشياز صنف نو أربعمائة مصنف وكان أحد أئمة الشافعية ويلقب بالباز الشهب أخذ الفقه عن أب قاسم الناطي وعن أصحاب الشافعي كالزن وغيه وعنه انتشر‬
‫مذهب الشافعي ف الفاق وقد ذكرنا ترجته ف الطبقات توف ف جادى الول منها عن سبع وخسي سنة وستة أشهر قال ابن خلكان توف يوم الثني الامس والعشرين من ربيع الول‬
‫وعمره سبع وخسون سنة وثلثة أشهر وقبه يزار‬
‫أحد بن يي‬
‫أبو عبدال اللد بغدادي سكن الشام وصحب أبا التراب النخشب وذا النون الصري روى أبو نعيم بسنده عنه قال قلت لبوي وأنا شاب إن أحب أن تبان ل عز وجل فقال قد وهبناك ل‬
‫فغبت عنهما مدة طويلة ث رجعت إل بلدنا عشاء ف ليلة مطية فانتهبت إل الباب فدفعته فقال من هذا فقلت أنا ولدكما فلن فقال إنه قد كان لنا ولد ووهبناه ل عز وجل ونن من العرب‬
‫ل نرجع فيما وهبنا ول يفتحا ل الباب‬
‫السن بن يوسف بن إساعيل بن حاد بن زيد‬
‫القاضي أبو يعلى وهو أخو القاضي أب عمر ممد بن يوسف كان إليه ولية القضاء بالردن‬
‫عبدال بن أحد بن موسى بن زياد‬
‫أبو ممد الواليقي القاضي العروف بعبدان الههوازي ولد سنة ست عشرة ومائتي كان أحد الفاظ الثبات يفظ مائة ألف حديث جع الشايخ والبواب روى عن هدبة وكامل بن طلحة‬
‫وغيهم وعنه ابن صاعد والحاملي وغيهم‬
‫ممد بن بابشاذ أبو عبيدال البصري‬
‫سكن بغداد وحدث با عن عبيدال بن معاذ العنبي وبشر بن معاذ العقدي وغيها وف حديثه غرائب ومناكي توف ف شوال منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪130‬‬

‫ممد بن السي بن شهريار‬


‫أبو بكر القطان البلخي الصل روى عن الفلس وبشر بن معاذ وعنه أبو بكر الشافعي وممد بن عمر بن العان كذبه ابن ناجية وقال الدارقطن ليس به بأس‬
‫ممد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد‬
‫أبو بكر الضب القاضي العروف بوكيع كان عالا فاضل عارفا بأيام الناس ففيها قارئا نويا له مصنفات منها كتاب عدد آي القرآن ول القضاء بالهواز وحدث عن السن بن عرفة والزبي‬
‫بن بكار وغيها وعنه أحد بن كامل وأبو علي الصواف وغيها ومن شعره اليد ‪ ...‬إذا ما غدت طلبة العلم تبتغي ‪ ...‬من العلم يوما ما يلد ف الكتب ‪ ...‬غدوت بتشمي وجد عليهم ‪...‬‬
‫‪ ...‬ومبت أذن وودفترها قلب‬
‫منصور بن إساعيل بن عمر‬
‫أبو السن الفقي أحد أئمة الشافعية وله مصنفات ف الذهب وله الشعر السن قال ابن الوزي ويظهر ف شعره التشيع وكان جنديا ث كف بصره وسكن الرملة ث قدم مصر ومات با‬
‫أبو نصر الحب‬
‫أحد مشايخ الصوفية كان له كرم وسخاء ومروءة ومر بسائل سأل وهو يقول شفيعي إليكم رسول ال ( ص ) فشق أبو نصر إزاره وأعطاه نصفه ث مشى خطوتي ث رجع إليه فأعطاه النصف‬
‫الخر وقال هذا نذالة‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثائة‬
‫ف صفر منها وقع حريق بالكرخ ف الباقلنتي هلك فيه خلق كثي من الناس وف ربيع الخر منها دخل بأسارى من الكرخ نو مائة وخسي أسيا وأنقذهم المي بدر المان وف ذي القعدة‬
‫منها انقض كوكب عظيم غالب الضوء وتقطع ثلث قطع وسع بعد انقضاضه صوت رعد شديد هائل من غي غيم ذكره ابن الوزي وفيها دخلت القرامطة إل البصرة فأكثروا فيها الفساد‬
‫وفيها عزل حامد بن العباس عن الوزارة وأعيد إليها أبو السن بن الفرات الرة الثالثة وفيها كسرت العامة أبواب السجون فأخرجوا من كان با وأدركت الشرطة من أخرجوا من السجن‬
‫فلم يفتهم أحد منهم بل ردوا إل السجون وحج بالناس فيها أحد بن العباس أخو أم موسى القهرمانة وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن علي بن الثن‬
‫أبو يعلى الوصلي صاحب السند الشهور سع المام أحد بن حنبل وطبقته وكان حافظا خيا حسن التصنيف عدل فيما يرويه ضابطا لا يدث به‬
‫إسحاق بن عبدال بن إبراهيم بن عبدال بن سلمة‬
‫أبو يعقوب البزار الكوف رحل إل الشام ومصر وكتب الكثي وصنف السند واستوطن بغداد وكان من الثقات روى عنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪131‬‬

‫ابن الظفر الافظ قدم بغداد وروى عنه الطبان والزدي وغيها من الفاظ وكان ثقة حافظا عارفا توف بلب ف هذه السنة‬
‫زكريا بن يي الساجي‬
‫الفقيه الحدث شيخ أب السن الشعري ف السنة والديث علي بن سهل بن الزهر أبو السن الصبهان كان أول مترفا ث صار زاهدا عابدا يبقى اليام ل يأكل فيها شيئا وكان يقول ألان‬
‫الشوق إل ال عن الطعام والشراب وكان يقول أنا ل أموت كما يوتون بالعلل والسقام إنا هو دعاء وإجابة أدعى فأجيب فكان كما قال بينما هو جالس ف جاعة إذ قال لبيك ووقع ميتا‬
‫ممد بن هارون الرويان صاحب السند وابن دريج العكبي واليثم بن خلف‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثائة‬
‫فيها غلت السعار ف هذه السنة ببغداد فاضطربت العامة وقصدوا دار حامد بن العباس الذي ضمن برائي من الليفة فغلت السعار بسبب ذلك وعدوا ف ذلك اليوم وكان يوم المعة على‬
‫الطيب فمنعوه الطبة وكسروا النابر وقتلوا الشرط وحرقوا جسورا كثية فأمر الليفة بقتال العامة ث نقض الضمان الذي كان حامد بن العباس ضمنه فانطت السعار وبيع الكر بناقص‬
‫خسة دناني فطابت أنفس الناس بذلك وسكنوا وف توز منها وقع برد شديد جدا حت نزل الناس عن السطحة وتدثروا باللحف والكسية ووقع ف شتاء هذه السنة بلغم عظيم وكان فيها‬
‫برد شديد جدا بيث اضر ذلك ببعض النخيل وحج بالناس فيها أحد بن العباس أخو القهرمانة وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن سفيان الفقيه‬
‫راوي صحيح مسلم عنه‬
‫أحد بن الصلت‬
‫أحد بن الصلت بن الغلس أبو العباس المان أحد الوضاعي للحاديث روى عن خاله جبارة بن الغلس وأب نعيم ومسلم بن إبراهيم وأب بكر بن أب شيبة وأب عبيدالقاسم بن سلم وغيهم‬
‫أحاديث كلها وضعها هو ف مناقب أب حنيفة وغي ذلك وحكى عن يي بن معي وعلي بن الدين وبشر بن الارث أخبارا كلها كذب قال أبو الفرج بن الوزي قال ل ممد بن أب‬
‫الفوارس كان أحد بن الصلت يضع الديث إسحاق بن أحد الزاعي والفضل الندي وعبدال بن ممد بن وهب الدينوري‬
‫وعبدال بن ثابت بن يعقوب‬
‫أبو عبدال القري النحوي التوزي سكن بغداد وروى عن عمرو بن شبة وعنه أبو عمرو بن السماك ومن شعره اليد ‪ ...‬إذا ل تكن حافظا واعيا ‪ ...‬فعلمك ف البيت ل ينفع ‪ ...‬وتضر‬
‫بالهل ف ملس ‪ ...‬وعلمك ف الكتب مستودع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪132‬‬

‫‪ ...‬ومن يك ف دهره هكذا ‪ ...‬يكن دهره القهقرى يرجع‬


‫ث دخلت سنة تسع وثلثائة‬
‫فيها وقع حريق كثي ف نواحي بغداد بسبب زنديق قتل فألقى من كان من جهته الريق ف أماكن كثية فهلك بسبب ذلك خلق كثي من الناس وف جادى الول منها قلد القتدر مؤنس‬
‫الادم بلد مصر والشام ولقبه الظفر وأمر بكتب ذلك ف الراسلت إل الفاق وف ذي القعدة منها أحضر أبو جعفر ممد بن جرير الطبي إل دار الوزير عيسى بن علي لناظرة النابلة ف‬
‫أشياء نقموها عليه فلم يضورا ول واحد منهم وفيها قدم الوزير حامد بن العباس للخليفة بستنانا بناه وساه الناعورة قيمته مائة ألف دينار وفرش مساكنه بأنواع الفارش الفتخرة وفيها كان‬
‫مقتل السي بن منصور اللج ولنذكر شيئا من ترجته وسيته وكيفية قتله على وجه الياز وبيان القصود بطريق النصاف والعدل من غي تمل ول هوى ول جور‬
‫ترجة اللج‬
‫ونن نعوذ بال أن نقول عليه ما ل يكن قاله أو نتحمل عليه ف أقواله وأفعاله فنقول هو السي ابن منصور بن ممي اللج أبو مغيث ويقال أبو عبدال كان جده موسيا اسه ممي من أهل‬
‫فارس من بلدة يقال لا البيضاء ونشأ بواسط ويقال بتستر ودخل بغداد وتردد إل مكة وجاور با ف وسط السجد ف البد والر مكث على ذلك سنوات متفرقة وكان يصابر نفسه‬
‫وياهدها ول يلس إل تت السماء ف وسط السجد الرام ول يأكل إل بعض قرص ويشرب قليل من الاء معه وقت الفطور مدة سنة كاملة وكان يلس على صخرة ف شدة الر ف جبل‬
‫أب قبيس وقد صحب جاعة من سادات الشايخ الصوفية كالنيد بن ممد وعمرو بن عثمان الكي وأب السي النوري قال الطيب البغدادي والصوفية متلفون فيه فأكثرهم نفى أن يكون‬
‫اللج منهم وأب أن يعده فيهم وقبله من متقدميهم أبو العباس بن عطاء البغدادي وممد بن خفيف الشيازي وإبراهيم بن ممد النصر أباذي النيسابوري وصححوا له حاله ودونوا كلمه‬
‫حت قال ابن خفيف السي بن منصور عال ربان وقال أبو عبدالرحن السلمي واسه ممد بن السي سعت إبراهيم ابن ممد النصر اباذي وعوتب ف شيء حكى عن اللج ف الروح فقال‬
‫للذي عاتبه إن كان بعد النبيي والصديقي موحد فهو اللج قال أبو عبدالرحن وسعت منصور بن عبدال يقول سعت الشبلي يقول كنت أنا والسي بن منصور شيئا واحدا إل أنه أظهر‬
‫وكتمت وقد روى عن الشبلي من وجه آخر أنه قال وقد رأى اللج مصلوبا أل أنك عن العالي قال الطيب والذين نفوه من الصوفية نسبوه إل الشعبذة ف فعله وإل الزندقة ف عقيدته‬
‫وعقده قال وله إل‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪133‬‬

‫الن أصحاب ينسبون إليه ويغالون فيه ويغلون وقد كان اللج ف عبارته حلو النطق وله شعر على طريقة الصوفية قلت ل يزل الناس منذ قتل اللج متلفي ف أمره فأما الفقهاء فحكى عن‬
‫غي واحد من العلماء والئمة إجاعهم على قتله وأنه قتل كافرا وكان كافرا مخرقا موها مشعبذا وبذا قال أكثر الصوفية فيه ومنهم طائفة كما تقدم أجلوا القول فيه وغرهم ظاهره ول‬
‫يطلعوا على باطنه ول باطن قوله فإنه كان ف ابتاء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك ولكن ل يكن له علم ول بن أمره وحاله على تقوى من ال ورضوان فلهذا كان ما يفسده أكثر ما يصلحه‬
‫وقال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى ولذا دخل على اللج اللول والتاد فصار من أهل النللل والنراف‬
‫وقد روى من وجه أنه تقلبت به الحوال وتردد إل البلدان وهو ف ذلك كله يظهر للناس أنه من الدعاة إل ال عز وجل وصح أنه دخل إل الند وتعلم با السحر وقال أدعو به إل ال‬
‫وكان أهل الند يكاتبونه بالغيث أي أنه من رجال الغيث ويكاتبه أهل سركسان بالقيت ويكاتبه أهل خراسان بالميز وأهل فارس بأب عبدال الزاهد وأهل خوزستان بأب عبدال الزاهد حلج‬
‫السرار وكان بعض البغاددة حي كان عندهم يقولون له الصطلم وأهل البصرة يقولون له الحي ويقال إنا ساه اللج أهل الهواز لنه كان يكاشفهم عن ما ف ضمائرهم وقيل لنه مرة‬
‫قال للج اذهب ل ف حاجة كذا وكذا فقال إن مشغول باللج فقال اذهب فأنا أحلج عنك فذهب ورجع سريعا فإذا جيع ما ف ذلك الخزن قد حلجه يقال إنه أشار بالرود فامتاز الب‬
‫عن القطن وف صحة هذا ونسبته إليه نظر وإن كان قد جرى مثل هذا فالشياطي تعي أصحابا ويستخدمونم وقيل لن أباه كان حلجا وما يدل على ا نه كان ذا حلول ف بدء أمره أشياء‬
‫كثية منها شعره ف ذلك فمن ذلك قوله ‪ ...‬جبلت روحك ف روحي كما ‪ ...‬يبل العنب بالسك الفنق ‪ ...‬فإذا مسك شيء مسن ‪ ...‬وإذا أنت أنا ل نفترق ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬مزجت روحك‬
‫ف روحي كما ‪ ...‬تزج المرة بالاء الزلل ‪ ...‬فإذا مسك شيء مسن ‪ ...‬فإذا أنت أنا ف كل حال ‪ ...‬وقوله أيضا ‪ ...‬قد تققتك ف سر ‪ ...‬ي فخاطبك لسان ‪ ...‬فاجتمعنا لعان ‪...‬‬
‫وافترقنا لعان ‪ ...‬إن يكن غيبتك التعظي ‪ ...‬م عن لظ العيان ‪ ...‬فلقد صيك الوج ‪ ...‬د من الحشاء دان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪134‬‬

‫وقد أنشد لبن عطاء قول اللج ‪ ...‬أريدك ل أريدك للثواب ‪ ...‬ولكن أريدك للعقاب ‪ ...‬وكل مآرب قد نلت منها ‪ ...‬سوى ملذوذ وجدي بالعذاب ‪ ...‬فقال بانن عطاء قال هذا ما تزايد‬
‫به عذاب الشغف وهيام الكلف واحتراق السف فإذا صفا ووفا عل إل مشرب عذب وهاطل من الق دائم سكب وقد أنشد لب عبدال بن خفيف قول اللج ‪ ...‬سبحان من أظهر‬
‫ناسوته ‪ ...‬سرسنا لهوته الثاقب ‪ ...‬ث بدا ف خلقه ظاهرا ‪ ...‬ف صورة الكل والشارب ‪ ...‬حت قال عاينه خلقه ‪ ...‬كلحظة الاجب بالاجب ‪ ...‬فقال ابن خفيف عل من يقول هذا لعنه‬
‫ال فقيل له إن هذا من شعر اللج فقال قد يكون مقول عليه وينسب إليه أيضا ‪ ...‬أوشكت تسأل عن كيف كنت ‪ ...‬وما لقيت بعدك من هم وحزن ‪ ...‬ل كنت ل كنت إن كنت أدري‬
‫كيف كنت ‪ ...‬ول ل كنت أدري كيف ل أكن ‪ ...‬قال ابن خلكان ويروى لسمنون ل للحلج ومن شعره أيضا قوله ‪ ...‬مت سهرت عين لغيك أو بكت ‪ ...‬فل أعطيت ما أملت وتنت‬
‫‪ ...‬وإن أضمرت نفسي سواك فل زكت ‪ ...‬رياض الن من وجنتيك وجنت ‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬دنيا تغالطن كأن ‪ ...‬ي لست أعرف حالا ‪ ...‬حظر الليك حرامها ‪ ...‬وأنا أحتميت‬
‫حللا ‪ ...‬فوجدتا متاجة ‪ ...‬فوهبت لذتا لا ‪ ...‬وقد كان اللج يتلون ف ملبسه فتارة يلبس لباس الصوفية وتارة يتجرد ف ملبس زرية وتارة يلبس لباس الجناد ويعاشر أبناء الغنياء‬
‫واللوك والجناد وقد رآه بعض أصحابه ف ثياب رثة وبيده ركوة وعكازة وهو سائح فقال له ما هذه الالة يا حلج فأنشأ يقول ‪ ...‬لئم أمسيت ف ثوب عدي ‪ ...‬لقد بليا على حر كري ‪...‬‬
‫فل يغررك أن أبصرت حال ‪ ...‬مغية عن الال القدي ‪ ...‬فلي نفس ستتلف أو سترقى ‪ ...‬لعمرك ب إل أمر جسيم ‪ ...‬ومن مستجاد كلمه وقد سأله رجل أن يوصيه بشيء ينفعه ال به‬
‫فقال عليك نفسك إن ل تشغلها باللق وإل شغلتك عن الق وقال له الرجل عظن فقال كن مع الق بكم ما أوجب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪135‬‬

‫وروى الطيب بسنده إليه أنه قال علم الولي وألخرين مرجعه إل أربع كلمات حب الليل وبغض القليل واتباع التنيل وخوف التحويل قلت وقد أخطأ اللج ف القامي الخيين فلم‬
‫يتبع التنيل ول يبق على الستقامة بل تول عنها إل العوجاج والبدعة والضللة نسأل ال العافية وقال أبو عبدالرحن السلمي عن عمرو بن عثمان الكي أنه قال كنت أماشي اللج ف‬
‫بعض أزقة مكة وكنت أقرأ القرآن فسمع قراءت فقال يكنن أن أقول مثل هذا ففارقته قال الطيب وحدثن مسعود بن ناصر أنبأنا ابن باكوا الشيازي سعت أبا زرعة الطبي يقول الناس‬
‫فيه يعن حسي بن منصور اللج بي قبول ورد ولكن سعن ممد بن يي الرازي يقول سعت عمرو بن عثمان يلعنه ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدي فقلت له إيش الذي وجد الشيخ عليه‬
‫قال قرأت آية من كتاب ال فقال يكنن أن أؤلف مثله وأتكلم به قال أبو زرعة الطبي وسعت أبا يعقوب القطع يقول زوجت ابنت من السي اللج لا رأيت من حسن طريقته واجتهاده‬
‫فبان ل منه بعد مدة يسية أنه ساحر متال خبيث كافر قلت كان تزويه إياها بكة وهي أم السي بنت أب يعقوب القطع فأولدها ولده أحد بن السي بن منصور وقد ذكر سية أبيه كما‬
‫ساقها من طريق الطيب وذكر أبو القاسم القشيي ف رسالته ف باب حفظ قلوب الشايخ أن عمرو بن عثمان دخل على اللج وهو بكة وهو يكتب شيئا ف أوراق فقال له ما هذا فقال‬
‫هو ذا أعارض القرآن قال فدعا عليه فلم يفلح بعدها وأنكر على أب يعقوب القطع تزويه إياه ابنته وكتب عمرو بن عثمان إل الفاق كتبا كثية يلعنه فيها ويذر الناس منه فشرد اللج ف‬
‫البلد فعاث يينا وشال وجعل يظهر أنه يدعو إل ال ويستعي بأنواع من اليل ول يزل ذلك دأبه وشأنه حت أحل ال به بأسه الذي ل يرد عن القوم الجرمي فقتله بسيف الشرع الذي ل‬
‫يقع إل بي كتفي زنديق وال أعدل من أن يسلطه على صديق كيف وقد تجم على القرآن العظيم وقد أراد معارضته ف البلد الرام حيث نزل به جبيل وقد قال تعال ومن يرد فيه بإلاد‬
‫بظلم ندقه من عذاب أليم ول إلاد أعظم من هذا وقد أشبه اللج كفار قريش ف معاندتم كما قال تعال عنهم وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إل‬
‫أساطي الولي‬
‫أشياء من حيل اللج‬
‫روى الطيب البغدادي أن اللج بعث رجل من خاصة أصحابه وأمره أن يذهب بي يديه إل بلد من بلد البل وأن يظهر لم العبادة والصلح والزهد فإذا رآهم قد أقبلوا عليه وأحبوه‬
‫واعتقدوه أظهر لم أنه قد عمى ث يظهر لم بعد أيام أنه قد تكسح فإذا سعوا ف مداواته قال لم يا جاعة‬

You might also like