You are on page 1of 55

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪136‬‬

‫الي إنه ل ينفن شيء ما تفعلون ث يظهر لم بعد أيام أنه قد رأى رسول ال ( ص ) ف النام وهو يقول له إن شفاءك ل يكون إل على يد القطب وإنه سيقدم عليك ف اليوم الفلن ف الشهر‬
‫الفلن وصفته كذا وكذا وقال له اللج إن سأقدم عليك ف ذلك الوقت فذهب ذلك الرجل إل تلك البلد فأقام با يتعبد ويظهر الصلح والتنسك يقرأ القرآن فأقام مدة على ذلك‬
‫فاعتقدوه وأحبوه ث أظهر لم أنه قد عمي فمكث حينا على ذلك ث أظهر لم أنه قد زمن فسعوا بداواته بكل مكن فلم ينتج فيه شيء فقال لم يا جاعة الي هذا الذي تفعلونه معي ل ينتج‬
‫شيئا وأنا قد رأيت رسول ال ( ص ) ف النام وهو يقول ل إن عافيتك وشفاءك إنا هو على يدي القطب وإنه سيقدم عليك ف اليوم الفلن ف الشهر الفلن وكانوا أو ل يقودونه إل السجد‬
‫ث صاروا يملونه ويكرمونه كان ف الوقت الذي ذكر لم واتفق هو واللج عليه أقبل اللج حت دخل البلد متفيا وعليه ثياب صوف بيض فدخل السجد ولزم سارية يتعبد فيه ل يلتفت‬
‫إل أحد فعرفه الناس بالصفات الت وصف لم ذلك العليل فابتدروا إليه يسلمون عليه ويتمسحون به ث جاؤا إل ذلك الزمن التعاف فأخبه ببه فقال صفوه ل فوصفوه له فقال هذا الذي‬
‫أخبن عنه رسول ال ( ص ) ف النام وأن شفائي علي يديه اذهبوا ب إليه فحملوه حت وضعوه بي يديه فكلمه فعرفه فقال يا أبا عبدال إن رأيت رسول ال ( ص ) ف النام ث ذكر له رؤياه‬
‫فرفع اللج يديه فدعا له ث تفل من ريقه ف كفيه ث مسح بما على عينيه ففتحهما كأن ل يكن بما داء قط فأبصر ث أخذ من ريقه فمسح على رجليه فقام من ساعته فمشى كأنه ل يكن به‬
‫شيء شيء والناس حضور وأمراء تلك البلد وكباؤهم عنده فضج الناس ضجة عظيمة وكبوا ال وسبحوه وعظموا اللج تعظيما زائدا على ما أظهر لم من الباطلل والزور ث أقام عندهم‬
‫مدة يكرمونه ويعظمونه ويودون لو طلب منهم ما عساه أن يطلب من أموالم فلما أراد الروج عنهم أرادوا أن يمعوا له مال كثيا فقال أما أنا فل حاجة ل بالدنيا وإنا وصلنا إل ما وصلنا‬
‫إليه بترك الدنيا ولعل صاحبكم هذا أن يكون له إخوان وأصحاب من البدال الذين ياهدون بثغر طرسوس ويجون ويتصدقون متاجي إل ما يعينهم على ذلك فقال ذلك الرجل التزامن‬
‫التعاف صدق الشيخ قد رد ال علي بصري ومن ال علي بالعافية لجعلن بقية عمري ف الهاد ف سبيل ال والج إل بيت ال مع إخواننا البدال والصالي الذين نعرفهم ث حثهم على‬
‫إعطائه الال ما طابت من أنفسهم ث إن اللج خرج عنهم ومكث ذلك الرجل بي أظهرهم مدة إل أن جعوا له مال كثيا ألوفا من الذهب والفضة فلما اجتمع له ما أراد ودعهم وخرج‬
‫عنهم فذهب إل اللج فاقتسما ذلك الال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪137‬‬

‫وروى عن بعضهم قال كنت أسع أن اللج له أحوال وكرامات فأحببت أن أختب ذلك فجئته فسلمت عليه فقال ل تشتهي علي الساعة شيئا فقلت أشتهي سكا طريا فدخل منله فغاب‬
‫ساعة ث خرج علي ومعه سكة تضطرب ورجله عليهما الطي فقال دعوت ال فأمرن أن آت البطائح لتيك بذه السمكة فخصت الهواز وهذا الطي منها فقلت إن شئت أدخلتن منلك‬
‫حت أنظر ليقوى يقين بذلك فإن ظهرت على شيء وإل آمنت بك فقال ادخل فدخلت فأغلق علي الباب وجلس يران فدرت البيت فلم أجد فيه منفذا إل غيه فتحيت ف أمره ث نظرت‬
‫فإذا أنا بتأزيرة وكان مؤزرا بازار ساج فحركتها فانفلقت فإذا هي باب منفذ فدخلته فأفضى ب إل بستان هائل فيه من سائر الثمار الديدة والعتيقة قد أحسن إبقاءها وإذا أشياء كثية‬
‫معدودة للكل وإذا هناك بركة كبية فيها سك كثي صغار وكبار فدخلتها فأخرجت منها واحدة فنال رجلي من الطي مثل الذي نال رجليه فجئت إل الباب فقلت افتح قد آمنت بك فلما‬
‫رآن على مثل حاله أسرع خلفي جريا يريد أن يقتلن فضربته بالسمكة ف وجهه وقلت يا عدو ال أتعبتن ف هذا اليوم ولا خلصت منه لقين بعد أيام فضاحكن وقال ل تفش ما رأيت لحد‬
‫وإل بعثت إليك من يقتلك على فراشك قال فعرفت أنه يفعل إن أفشيت عليه فلم أحدث به أحدا حت صلب وقال اللج يوما لرجل آمن ب حت أبعث لك بعصفورة تأخذ من ذرقها وزن‬
‫حبة فتضعه على كذا منا من ناس فيصي ذهبا فقال له الرجل آمن أنت ب حت أبعث إليك بفيل إذا استلقى على قفاه بلغت قوائمه إل السماء وإذا أردت أن تفيه وضعته ف إحدى عينيك‬
‫قال فبهت وسكت ولا ورد بغداد جعل يدعو إل نفسه ويظهر أشياء من الخاريق والشعوذة وغيها من الحوال الشيطانية واكثر ما كان يروج على الرافضة لقلة عقولم وضعف تييزهم بي‬
‫الق والباطل وقد استدعى يوما برئيس من الرافضة فدعاه إل اليان به فقال له الرافضي إن رجل أحب النساء وإن أصلع الرأس وقد شبت فإن أنت أذهبت عن هذا وهذا آمنت بك وأنك‬
‫المام العصوم وإن شئت قلت إنك نب وإن شئت قلت أنك أنت ال قال فبهت اللج ول ير إليه جوابا قال الشيخ أبو الفرج ابن الوزي كان اللج متلونا تارة يلبس السوح وتارة يلبس‬
‫الدراعة وتارة يلبس القباء وهو مع كل قوم على مذهبهم وإن كانوا أهل سنة أو رافضة أو معتزلة أو صوفية أو فساقا أو غيهم ولا أقام بالهواز جعل ينفق من دراهم يرجها يسميها دراهم‬
‫القدرة فسئل الشيخ أبو علي البائي عن ذلك فقال إن هذا كله ما يناله البشر باليلة ولكن أدخلوه بيتا ل منفذ له ث سلوه أن يرج لكم جرزتي من شوك فلما بلغ ذلك إل اللج تول‬
‫من الهواز قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪138‬‬

‫الطيب أنبأ إبراهيم بن ملد أنبأ إساعيل بن علي الطيب ف تاريه قال وظهر أمر رجل يقال له اللج السي بن منصور وكان ف حبس السلطان بسعاية وقعت به وذلك ف وزارة علي بن‬
‫عيسى الول وذكر عنه ضروب من الزندقة ووضع اليل على تضليل الناس من جهات تشبه الشعوذة والسحر وادعاء النبوة فكشفه علي بن عيسى عند قبضه عليه وأنى خبه إل السلطان‬
‫يعن الليفة القتدر بال فلم يقر با رمى به من ذلك فعاقبه وصلبه حيا أياما متوالية ف رحبة السر ف كل يوم غدوة وينادى عليه با ذكر عنه ث ينل به ث يبس فأقام ف البس سني كثية‬
‫ينقل من حبس إل حبس خوفا من إضلله أهل كل حبس إذا طالت مدته عندهم إل أن حبس آحر حبسة ف دار السلطان فاستغوى جاعة من غلمان السلطان وموه عليهم واستمالم‬
‫بضروب من اليل حت صاروا يمونه ويدفعون عنه ويرفهونه بالآكل الطيبة ث راسل جاعة من الكتاب وغيهم ببغداد وغيها فاستجابوا له وترقى به المر إل أن ادعى الربوبية وسعى‬
‫بماعة من أصحابه إل السلطان فقبض عليهم ووجد عند بعضهم كتب تدل على تصدبق ما ذكر عنه وأقر بعضهم بذلك بلسانه وانتشر خبه وتكلم الناس ف قتله فأمر الليفة بتسليمه إل‬
‫حامد بن العباس وأمره أن يكشفه بضرة القضاة والعلماء ويمع بينه وبي أصحابه فجرى ف ذلك خطوب طوال ث استيقن السلطان أمره ووقف على ما ذكر عنه وثبت ذلك على يد القضاة‬
‫وأفت به العلماء فأمر بقتله وإحراقه بالنار فأحضر ملس الشرطة بالانب الغرب ف يوم الثلثاء لتسع بقي من ذي القعدة سنة تسع وثلثمائة فضرب بالسياط نوا من ألف سوط ث قطعت بداه‬
‫ورجله ث ضربت عنقه وأحرقت جثته بالنار ونصب رأسه للناس على سور السر الديد وعلقت يداه وجله وقال أبو عبدالرحن بن السن السلمي سعت إبراهيم بن ممد الواعظ يقول‬
‫قال أبو القاسم الرازي قال أبو بكر بن مشاذ حضر عندنا بالدينور رجل ومعه ملة فما كان يفارقها ليل ول نارا فأنكروا ذلك من حاله ففتشوا ملته فوجدوا فيها كتابا للحلج عنوانه من‬
‫الرحن الرحيم إل فلن بن فلن يدعوه إل الضللة واليان به فبعث بالكتب إل بغداد فسئل اللج عن ذلك فأقر أنه كتبه فقالوا له كنت تدعي النبوة فصرت تدعي اللوهية والربوبية فقال‬
‫ل ولكن هذا عي المع عندنا هل الكاتب إل ال وأنا واليد آلة فقيل له معك على ذلك أحد قال نعم ابن عطاء وأبو ممد الريري وأبو بكر الشبلي فسئل الريري عن ذلك فقال من يقول‬
‫بذا كافر وسئل الشبلي عن ذلك فقال من يقول بذا ينع وسئل ابن عطاء عن ذلك فقال القول ما يقول اللج ف ذلك فعوقب حت كان سبب هلكه ث روى أبو عبدالرحن السلمي عن‬
‫ممد بن عبدالرحن الرازي أن الوزير حامد بن العباس لا احضر اللج سأله عن اعتقاده فأقر به فكتبه فسأل عن ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪139‬‬

‫فقهاء بغداد فأنكروا ذلك وكفروا من اعتقده فكتبه فقال الوزير إن أبا العباس بن عطاء يقول بذا فقالوا من قال بذا فهو كافر ث طلب الوزير ابن عطاء إل منله فجاء فجلس ف صدر‬
‫الجلس فسأله عن قول اللج فقال من ل يقول بذا القول فهو بل اعتقاد فقال الوزير لبن عطاء ويك تصوب مثل هذا القول وهذا العتقاد فقال ابن عطاء ما لك ولذا عليك با نصبت‬
‫له من أخذ أموال الناس وظلمهم وقتلهم فما لك ولكلم هؤلء السادة من الولياء فأمر الوزير عند ذلك ] بضرب شدقيه ونزع خفيه وأن يضرب بما على رأسه فما زال يفعل به ذلك حت‬
‫سال الدم من منخريه وأمر بسجنه فقالوا له إن العامة تستوحش من هذا ول يعجبها فحمل إل منله فقال ابن عطاء اللهم اقتله واقطع يديه ورجليه ث مات ابن عطاء بعد سبعة أيام ث بعد‬
‫مدة قتل الوزير شر قتلة وقطعت يداه ورجله وأحرقت داره وكان العوام يرون ذلك بدعوة ابن عطاء على عادتم ف مرائيهم فيمن أوذي من لم معه هوى بل قد قال ذلك جاعة من ينسب‬
‫إل العلم فيمن يؤذي ابن عرب أو يط على حسي اللج أو غيه هذا بطيئة فلن وقد اتفق علماء بغداد على كفر اللج وزندقته وأجعوا على قتله وصلبه وكان علماء بغداد إذ ذاك هم‬
‫الدنيا قال أبو بكر ممد بن داود الظاهري حي أحضر اللج ف الرة الول قبل وفاة أبو بكر هذا وسئل عنه فقال إن كان ما أنزل ال على نبيه ( ص ) حقا وما جاء به حقا فما يقوله‬
‫اللج باطل وكان شديدا عليه وقال أبو بكر الصول قد رأيت اللج وخاطبته فرأيته جاهل يتعاقل وغبيا يتبالغ وخبيثا مدعيا وراغبا يتزهد وفاجرا يتعبد ولا صلب ف أول مرة ونودي عليه‬
‫أربعة أيام سعه بعضهم وقد جيء به ليصلب وهو راكب على بقرة يقول ما أنا باللج ولكن ألقي علي شبهه وغاب عنكم فلما أدن إل الشبة ليصلب عليها سعته وهو مصلوب يقول يا‬
‫معي الفنا علي أعن على الفنا وقال بعضهم سعته وهو مصلوب يقول إلي اصبحت ف دار الرغائب أنظر إل العجائب إلي إنك تتودد إل من يؤذيك فكيف بن يؤذى فيك‬
‫صفة مقتل اللج‬
‫قال الطيب البغدادي وغيه كان اللج قد قدم آخر قدمة إل بغداد فصحب الصوفية وانتسب إليهم وكان الوزير إذ ذاك حامد بن العباس فبلغه أن اللج قد أضل خلقا من الشم‬
‫والجاب ف دار السلطان ومن غلمان نصر القشوري الاجب وجعل لم ف جلة ما ادعاه أنه ييي الوتى وأن الن يدمونه ويضرون له ما شاء ويتار ويشتهيه وقال إنه أحيا عدة من الطي‬
‫وذكر لعلي بن عيسى أن رجل يقال له ممد بن علي القنائي الكاتب يعبد اللج ويدعو الناس إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪140‬‬

‫طاعته فطلبه فكبس منله فأخذه فأقر أنه من أصحاب اللج ووجد ف منله أشياء بط اللج مكتوبة باء الذهب ف ورق الرير ملدة بأفخر اللود ووجد عنده سفطا فيه من رجيع‬
‫اللج وعذرته وبوله وأشياء من آثاره وبقية خبز من زاده فطلب الوزير من القتدر أن يتكلم ف أمر اللج ففوض أمره إليه فاستدعى بماعة من أصحاب اللج فتهددهم فاعترفوا له أنه‬
‫قد صح عندهم أنه إله مع ال وأنه ييي الوتى أنم كاشفوا اللج بذلك ورموه به ف وجهه فجحد ذلك وكذبم وقال أعوذ بال أن أدعى الربوبية أو النبوة وإنا أنا رجل أعبد ال وأكثر له‬
‫الصوم والصلة وفعل الي ل أعرف غي ذلك وجعل ل يزيد على الشهادتي والتوحيد ويكثر أن يقول سبحانك ل إله إل أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر ل إنه ل يغفر الذنوب إل‬
‫أنت وكانت عليه مدرعة سوداء وف رجليه ثلثة عشر قيدا والدرعة وأصلة إل ركبتيه والقيود وأصلة إل ركبتيه أيضا وكان مع ذلك يصلي ف كل يوم وليلة ألف ركعة وكان قبل احتياط‬
‫الوزير حامد بن العباس عليه ف حجرة من دار نصر القشوري الاجب مأذونا لن يدخل إليه وكان يسمي نفسه تارة بالسي بن منصور وتارة ممد بن أحد الفارسي وكان نصر الاجب هذا‬
‫قد افتت به وظن أنه رجل صال وكان قد أدخله على القتدر بال فرقاه من وجع حصل فاتفق زواله عنه وكذلك وقع لوالدة القتدر السيدة رقاها فزالت عنها فنفق سوقه وحظي ف دار‬
‫السلطان فلما انتشر الكلم فيه سلم إل الوزير حامد بن العباس فحبسه ف قيود كثية ف رجليه وجع له الفقهاء فأجعوا على كفره وزندقته وأنه ساحر مخرق ورجع عنه رجلن صالان من‬
‫كان اتبعه أحدها أبو علي هارون بن عبدالعزيز الوارجي وألخر يقال له الدباس فذكرا من فضائحه وما كان يدعو الناس إليه من الكذب والفجور والخرفة والسحر شيئا كثيا وكذلك‬
‫أحضرت زوجة ابنه سليمان فذكرت عنه فضائح كثية من ذلك أنه أراد أن يغشاها وهي نائمة فانتبهت فقال قومي إل الصلة وإنا كان يريد أن يطأها وأمر ابنتها بالسجود له فقالت أو‬
‫يسجد بشر لبشر فقال نعم إله ف السماء وإله ف الرض ث أمرها أن تأخذ من تت بارية هنالك ما أرادت فوجدت تنها دناني كثية مبدورة ولا كان معتقل ف دار حامد بن العباس الوزير‬
‫دخل عليه بعض الغلمان ومعه طبق فيه طعام ليأكل منه فوجده قد مل البيت من سقفه إل أرضه فذعر ذلك الغلم وفزع فزعا شديدا وألقى ما كان ف يده من ذلك الطبق والطعام ورجع‬
‫مموما فمرض عدة أيام ولا كان آخر ملس من مالسه أحضر القاضي أبو عمر ممد بن يوسف وجيء باللج وقد أحضر له كتاب من دور بعض أصحابه وفيه من أراد الج ول يتيسر له‬
‫فليب ف داره بيتا ل يناله شيء من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪141‬‬


‫من النجاسة ول يكن أحدا من دخوله فإذا كان ف أيام الج فليصم ثلثة أيام وليطف به كما يطاف بالكعبة ث يفعل ف داره ما يفعله الجيج بكة ث يستدعي بثلثي يتيما فيطعمهم من‬
‫طعامه ويتول خدمتهم بنفسه ث يكسوهم قميصا قميصا ويعطي كل واحد منهم سبعة دراهم أو قال ثلثة دراهم فإذا فعل ذلك قام له مقام الج وإن من صام ثلثة أيام ل يفطر إل ف اليوم‬
‫الرابع على ورقات هندبا أجزأه ذلك عن صيام رمضان ومن صلى ف ليلة ركعتي من أول الليل إل آخره أجزأه ذلك عن الصلة بعد ذلك وأن من جاور بقابر الشهداء وبقابر قريش عشرة‬
‫أيام يصلي ويدعو ويصوم ث ل يفطر إل على شيء من خبز الشعي واللح الريش أغناه ذلك عن العبادة ف بقية عمره فقال له القاضي أبو عمر من أين لك هذا فقال من كتاب الخلص‬
‫للحسن البصري فقال له كذبت يا حلل الدم قد سعنا كتاب الخلص للحسن بكة ليس فيه شيء من هذا فأقبل الوزير على القاضي فقال له قد قلت يا حلل الدم فاكتب ذلك ف هذه‬
‫الورقة وأل عليه وقدم له الدواة فكتب ذلك ف تلك الورقة وكتب من حضر خطوطهم فيها وأنفذها الوزير إل القتدر وجعل اللج يقول لم ظهرى حى ودمي حرام وما يل لكم أن‬
‫تتأولوا على ما يبيحه واعتقادي السلم ومذهب السنة وتفضيل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبي وسعد وسعيد وعبدالرحن ابن عوف وأب عبيدة بن الراح ول كتب ف السنة‬
‫موجودة ف الوارقي فال ال ف دمي فل يلتفتون إليه ول إل شيء ما يقول وجعل يكرر ذلك وهم يكتبون خطوطهم با كان من المر ورد اللج إل مبسه وتأخر جواب القتدر ثلثة أيام‬
‫حت ساء ظن الوزير حامد بن العباس فكتب إل الليفة يقول له إن أمر اللج قد اشتهر ول يتلف فيه اثنان وقد افتت كثي من الناس به فجاء الواب بأن يسلم إل ممد بن عبدالصمد‬
‫صاحب الشرطة وليضربه ألف سوط فإن مات وال ضربت عنقه ففرح الوزير بذلك وطلب صاحب الشرطة فسلمه إليه وبعث معه طائفة من غلمانه يصلونه معه إل مل الشرطة من الانب‬
‫الغرب خوفا من أن يستنقذ من أيديهم وذلك بعد عشاء الخرة ف ليلة الثلثاء لست بقي من ذي القعدة من هذه السنة وهو راكب على بغل عليه إكاف وحوله جاعة من أعوان السياسة‬
‫على مثل شكله فاستقر منله بدار الشرطة ف هذه الليلة فذكر أنه بات يصلي تلك الليلة ويدعو دعاء كثيا قال أبو عبدالرحن السلمي سعت أبا بكر الشاشي يقول قال أبو الديد يعن‬
‫الصري لا كانت الليلة الت قتل ف صبيحتها اللج قام يصلي من الليل فصلى ما شاء ال فلما كان آخر الليل قام قائما فتغطى بكسائه ومد يده نو القبلة فتكلم بكلم جائز الفظ فكان ما‬
‫حفظت منه قوله نن شواهدك فلو دلتنا عزتك لتبدى ما شئت من شأنك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪142‬‬

‫ومشيئتك وأنت الذي ف السماء إله وف الرض إله تتجلى لا تشاء مثل تليك ف مشيئتك كأحسن الصورة والصورة فيها الروح الناطقة بالعلم والبيان والقدرة ث إن أوعزت إل شاهدك‬
‫لن ف ذاتك الوى كيف أنت إذا مثلت بذات عند حلول لذات ودعوت إل ذات بذات وأبديت حقائقي علومي ومعجزات صاعدا ف معارجي إل عروش أزليات عند التول عن بريات إن‬
‫احتضرت وقتلت وصلبت وأحرقت واحتملت سافيات الذاريات ولجت ف الاريات وأن ذرة من ينجوج مكان هالوك متجليات لعظم من الراسيات ث أنشأ يقول ‪ ...‬أنعى إليك نفوسا‬
‫طاح شاهدها ‪ ...‬فيما ورا اليث بل ف شاهد القدم ‪ ...‬أنعى إليك قلوبا طالا هطلت ‪ ...‬سحائب الوحى فيها أبر الكم ‪ ...‬أنعى إليك لسان الق منك ومن ‪ ...‬أودى وتذكاره ف الوهم‬
‫كالعدم ‪ ...‬أنعى اليك بيانا يستكي له ‪ ...‬أقوال كل فصيح مقول فهم ‪ ...‬أنعى إليك إشارات العقول معا ‪ ...‬ل يبق منهن إل دارس العلم ‪ ...‬أنعى وحبك أخلقا لطائفة ‪ ...‬كانت مطاياهم‬
‫من مكمد الكظم ‪ ...‬مضى الميع فل عي ول أثر ‪ ...‬مضى عاد وفقدان الول إرم ‪ ...‬وخلفوا معشرا يذون لبستهم ‪ ...‬أعمى من البهم بل أعمى من النعم ‪ ...‬قالوا ولا أخرج اللج من‬
‫النل الذي بات فيه ليذهب به إل القتل أنشد ‪ ...‬طلبت الستقر بكل أرض ‪ ...‬فلم أر ل بأرض مستقرا ‪ ...‬وذقت من الزمان وذاق من ‪ ...‬وجدت مذاقه حلوا ومرا ‪ ...‬أطعت مطامعي‬
‫فاستعبدتن ‪ ...‬ولو أن قنعت لعشت حرا ‪ ...‬وقيل إنه قالا حي قدم إل الذع ليصلب والشهور الول فلما أخرجوه للصلب مشى إليه وهو يتبختر ف مشيته وف رجليه ثلثة عشر قيدا‬
‫وجعل ينشد ويتمايل ‪ ...‬نديي غي منسوب ‪ ...‬إل شيء من اليف ‪ ...‬سقان مثل ما يشر ‪ ...‬ب قعل الضيف الضيف ‪ ...‬فلما دارت الكأس ‪ ...‬دعا بالنطع والسيف ‪ ...‬كذا من يشرب‬
‫الراح ‪ ...‬مع التني ف الصيف ‪ ...‬ث قال يستعجل با الذي ل يؤمنون با والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنا الق ث ل ينطق بعد ذلك حت فعل به ما فعل قالوا ث قدم فضرب ألف‬
‫سوط ث قطعت يداه ورجله وهو ف ذلك كله ساكت ما نطق بكلمة ول يتغي لونه ويقال إنه جعل يقول مع كل سوط أحد أحد قال أبو عبدالرحن سعت عبدال بن علي يقول سعت عيسى‬
‫القصار يقول آخر كلمة تكلم با اللج حي قتل أن قال حسب الواحد إفراد الواحد له فما سع بذه الكلمة أحد من الشايخ إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪143‬‬

‫رق له واستحسن هذا الكلم منه وقال السلمي سعت أبا بكر الحاملي يقول سعت أبا الفاتك البغدادي وكان صاحب اللج قال رأيت ف النوم بعد ثلث من قتل اللج كأن واقف بي‬
‫يدي رب عز وجل وأنا أقول يا رب ما فعل السي بن منصور فقال كاشفته بعن فدعا اللق إل نفسه فأنزلت به ما رأيت ومنهم من قال بل جزع عند القتل جزعا شديدا وبكى بكاء كثيا‬
‫فال أعلم وقال الطيب ثنا عبدال بن أحد بن عثمان الصيف قال قال لنا أبو عمر بن حيوية لا أخرج السي بن منصور اللج ليقتل مضيت ف جلة الناس ول أزل أزاحم حت رأيته فدنوت‬
‫منه فقال لصحابه ل يهولنكم هذا المر فإن عائد إليكم بعد ثلثي يوما ث قتل فما عاد وذكر الطيب أنه قال وهو يضرب لحمد بن عبدالصمد وإل الشرطة أدع ب إليك فإن عندي‬
‫نصيحة تعدل فتح القسطنطينية فقال له قد قيل ل إنك ستقول مثل هذا وليس إل رفع الضرب عنك سبيل ث قطعت يداه ورجله وحز رأسه وأحرقت جثته وألقى رمادها ف دجلة ونصب‬
‫الرأس يومي ببغداد على السر ث حل إل خراسان وطيف به ف تلك النواحي وجعل أصحابه يعدون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلثي يوما وزعم بعضهم أنه رأى اللج من آخر ذلك اليوم‬
‫وهو راكب على حار ف طريق النهروان فقال لعلك من هؤلء النفر الذين ظنوا أن أنا هو الضروب القتول إن لست به وإنا ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم وكانوا بهلهم يقولون‬
‫إنا قتل عدو من أعداء اللج فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان فقال إن كان هذا الرأي صادقا فقد تبدى له شيطان على صورة اللج ليضل الناس به كما ضلت فرقة النصارى‬
‫بالصلوب قال الطيب واتفق له أن دجلة زادت ف هذا العام زيادة كثية فقال إنا زادت لن رماد جثة اللج خالطها وللعوام ف مثل هذا وأشباهه ضروب من الذيانات قديا وحديثا‬
‫ونودي ببغداد أن ل تشتري كتب اللج ول تباع وكان قتله يوم الثلثاء لست بقي من ذي القعدة من سنة تسع وثلثمائة ببغداد وقد ذكره ابن خلكان ف الوفيات وحكى اختلف الناس‬
‫فيه ونقل عن الغزال أنه ذكره ف مشكاة النوار وتأول كلمه وحله على ما يليق ث نقل ابن خلكان عن إمام الرمي أنه كان يذمه ويقول إنه اتفق هو والناب وابن القفع على إفساد عقائد‬
‫الناس وتفرقوا ف البلد فكان الناب ف هجر والبحرين وابن القفع ببلد الترك ودخل اللج العراق فحكم صاحباه عليه باللكة لعدم انداع أهل العراق بالباطل قال ابن خلكان وهذا ل‬
‫ينتظم فإن ابن القفع كان قبل اللج بدهر ف أيام السفاح والنصور ومات سنة خسي وأربعي ومائتي أو قبلها ولعل إمام الرمي أراد ابن القفع الراسان الذي ادعى الربوبية وأوت العمر‬
‫واسه عطاء وقد قتل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪144‬‬

‫نفسه بالسم ف سنة ثلث وستي ومائتي ول يكن اجتماعه مع اللج أيضا وإن أردنا تصحيح كلم إمام الرمي فنذكر ثلثة قد اجتمعوا ف وقت واحد على إضلل الناس وإفساد العقائد‬
‫كما ذكر فيكون الراد بذلك اللج وهو السي بن منصور الذي ذكره وابن السمعان يعن أبا جعفر ممد ابن علي وأبو طاهر سليمان بن أب سعيد السن بن برام الناب القرمطي الذي‬
‫قتل الجاج وأخذ الجر السود وطم زمزم ونب أستار الكعبة فهؤلء يكن اجتماعهم ف وقت واحد كما ذكرنا ذلك مبسوطا وذكره ابن خلكان ملخصا وفيها توف من العيان‬
‫أبو العباس بن عطاء أحد أئمة الصوفية‬
‫وهو أحد بن ممد بن عطاء الدمي حدث عن يوسف بن موسى القطان والفضل بن زياد وغيها وقد كان موافقا للحلج ف بعض اعتقاده على ضلله وكان أبو العباس هذا يقرأ ف كل يوم‬
‫ختمة فإذا كان شهر رمضان قرأ ف كل يوم وليلة ثلث ختمات وكان له ختمة يتدبرها ويتدبر معان القرآن فيها فمكث فيها سبعة عشرة سنة ومات ول يتمها وهذا الرجل من كان اشتبه‬
‫عليه أمر اللج وأظهر موافقته فعاقبه الوزير حامد بن العباس بالضرب البليغ على شدقيه وأمر بنع خفيه وضربه بما على رأسه حت سال الدم من منخريه ومات بعد سبعة أيام من ذلك‬
‫وكان قد دعا على الوزير أن تقطع يداه ورجله ويقتل شر قتلة فمات الوزير بعد مدة كذلك وفيها توف أبو إسحاق إبراهيم بن هارون الطبيب الران وأبو ممد عبدال بن حدون الندي‬
‫ث دخلت سنة عشر وثلثمائة‬
‫فيها أطلق يوسف بن أب الساج من الضيق وكان معتقل وردت إليه أمواله وأعيد إل عمله وأضيف إليه بلدان أخرى ووظف عليه ف كل سنة خسمائة ألف دينار يملها إل الضرة فبعث‬
‫حينئذ إل مؤنس الادم يطلب منه أبا بكر بن الدمي القارئ وكان قد قرأ بي يديه حي اعتقل ف سنة إحد وستي ومائتي وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالة فخاف القارئ من‬
‫سطوته واستعفى من مؤنس الادم فقال له مؤنس اذهب وأنا شريكك ف الائزة فلما دخل عليه قرأ بي يديه وقال اللك ائتون به أستخلصه لنفسي فقال بل أحب أن تقرأ ذلك العشر الذي‬
‫قرأته عند سجن وإشهاري وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالة فإن ذلك كان سبب توبت ورجوعي إل ال عز وجل وكان ذلك على يديك ث أمر له بال جزيل وأحسن إليه وفيها‬
‫مرض علي بن عيسى الوزير فجاءه هارون بن القتدر ليعوده ويبلغه سلم أبيه عليه فبسط له الطريق فلما اقترب من داره تامل وخرج إليه فبلغه سلم الليفة وجاء مؤنس الادم معه ث جاء‬
‫الب بأن الليفة قد عزم على عيادته فاستعفى من مؤنس الادم ث ركب على جهد عظيم حت سلم على الليفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪145‬‬

‫لئل يكلفه الركوب إليه وفيها قبض على القهرمانة أم موسى ومن ينسب إليها وكان حاصل ما حل إل بيت الال من جهتها ألف ألف دينار وف يوم الميس منها لعشر بقي من ربيع الخر‬
‫ول القتدر منصب القضاء أبا السي عمر بن السي بن علي الشيبان العروف بابن الشنان وكان من حفاظ الديث وفقهاء الناس ولكنه عزل بعد ثلثة أيام وكان قبل ذلك متسبا ببغداد‬
‫وفيها عزل ممد بن عبدالصمد عن شرطة بغداد ووليها نازوك وخلع عليه وفيها ف جادى الخرة فيها ظهر كوكب له ذنب طوله ذراعان ف برج السنبلة وف شعبان منه وصلت هدايا نائب‬
‫مصر وهو السي بن الاردان وف جلتها بغلة معها فلوها وغلم يصل لسانه إل طرف أنف وفيها قرئت الكتب على النابر با كان من الفتوح على السلمي ببلد الروم وفيها ورد الب بأنه‬
‫انشق بأرض واسط فلوع ف الرض ف سبعة عشر موضعا أكبها طوله ألف ذراع وأقلها مائتا ذراع وأنه غرق من أمهات القرى ألف وثلثمائة قرية وحج بالناس إسحاق بن عبداللك الاشي‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو بشر الدولب‬
‫ممد بن أحد بن حاد أبو سعيد أبو بشر الدولب مول النصار ويعرف بالوراق أحد الئمة من حفاظ الديث وله تصانيف حسنة ف التاريخ وغي ذلك وروى عن جاعة كثية قال ابن يونس‬
‫كان يصعق توف وهو قاصد الج بي مكة والدينة بالعرج ف ذي القعدة وفيها توف‬
‫أبو جعفر بن جرير الطبي‬
‫ممد بن جرير بن يزيد بن كثي بن غالب المام أبو جعفر الطبي كان مولده ف سنة أربع وعشرين ومائتي وكان أسر أعي مليح الوجه مديد القامة فصيح اللسان وروى الكثي عن الم‬
‫الغفي ورحل إل الفاق ف طلب الديث وصنف التاريخ الافل وله التفسي الكامل الذي ل يوجد له نظي وغيها من الصنفات النافعة ف الصول والفروع ومن أحسن ذلك تذيب الثار‬
‫ولو كمل لا احتيج معه إل شيء ولكان فيه الكفاية لكنه ل يتمه وقد روى عنه أنه مكث أربعي سنة يكتب ف كل يوم أربعي ورقة قال الطيب البغدادي استوطن ابن جرير بغداد وأقام با‬
‫إل حي وفاته وكان من أكابر أئمة العلماء ويكم بقوله ويرجع إل معرفته وفضله وكان قد جع من العلوم ما ل يشاركه فيه أحد من أهل عصره وكان حافظا لكتاب ال عارفا بالقراءات‬
‫كلها بصيا بالعاني فقيها ف الحكام عالا بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعي ومن بعدهم عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله الكتاب‬
‫الشهور ف تاريخ المم واللوك وكتاب ف التفسي ل يصنف أحد مثله وكتاب ساه تذيب الثار ل أر سواه ف معناه إل أنه ل يتمه وله ف أصول الفقه وفروعه كتب كثية واختيارات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪146‬‬

‫وتفرد بسائل حفظت عنه قال الطيب وبلغن عن الشيخ أب حامد أحد بن أب طاهر الفقيه السفرائين أنه قال لو سافر رجل إل الصي حت ينظر ف كتاب تفسي ابن جرير الطبي ل يكن‬
‫ذلك كثيا أو كما قال وروى الطيب عن إمام الئمة أب بكر بن خزية أنه طالع تفسي ممد بن جرير ف سني من أوله إل آخره ث قال ما أعلم على أدي الرض أعلم من ابن جرير ولقد‬
‫ظلمته النابلة وقال ممد لرجل رحل إل بغداد يكتب الديث عن الشايخ ول يتفق له ساع من ابن جرير لن النابلة كانوا ينعون أن يتمع به أحد فقال ابن خزية لو كتبت عنه لكان خيا‬
‫لك من كل من كتبت عنه قلت وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام ف الق ل تأخذه ف ذلك لومة لئم وكان حسن الصوت بالقراءة مع العرفة التامة بالقراءات على أحسن الصفات‬
‫وكان من كبار الصالي وهو أحد الحدثي الذين اجتمعوا ف مصر ف أيام ابن طولون وهم ممد بن إسحاق بن خزية إمام الئمة وممد بن نصر الروزي وممد بن هارون الرويان ممد بن‬
‫جرير الطبي هذا وقد ذركرناهم ف ترجة ممد بن نصر الروزي وكان الذي قام فصلى وهو ممد بن إسحاق بن خزية وقيل ممد بن نصر فرزقهم ال وقد أراد الليفة القتدر ف بعض‬
‫اليام أن يكتب كتاب وقف تكون شروطه متفقا عليها بي العلماء فقيل له ل يقدر على استحضار ذلك إل ممد بن جرير الطبي فطلب منه ذلك فكتب له فاستدعاه الليفة إليه وقرب‬
‫منلته عنده وقال له سل حاجتك فقال ل حاجة ل فقال ل بد أن تسألن حاجة أو شيئا فقال أسأل من أمي الؤمني أن يتقدم أمره إل الشرطة حت ينعوا السؤال يوم المعة أن يدخلوا إل‬
‫مقصورة الامع فأمر الليفة بذلك وكان ينفق على نفسه من مغل قرية تركها له أبوه بطبستان ومن شعره ‪ ...‬إذا أعسرت ل يعلم رفيقي ‪ ...‬وأستغن فيستغن صديقي ‪ ...‬حيائي حافظ ل‬
‫ماء وجهي ‪ ...‬ورفقي ف مطالبت رفيقي ‪ ...‬ولو أن سحت ببذل وجهي ‪ ...‬لكنت إل الغن سهل الطريق ‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬خلقان ل أرضى طريقهما ‪ ...‬بطر الغن ومذلة الفقر ‪...‬‬
‫فإذا غنيت فل تكن بطرا ‪ ...‬وإذا افتقرت فته على الدهر ‪ ...‬وقد كانت وفاته وقت الغرب عشية يوم الحد ليومي بقيا من شوال من سنة عشر وثلثمائة وقد جاوز الثماني بمس سني أو‬
‫ست سني وف شعر رأسه وليته سواد كثي ودفن ف داره لن بعض عوام النابلة ورعاعهم منعوا من دفنه نارا ونسبوه إل الرفض ومن الهلة من رماه باللاد وحاشاه من ذلك كله بل‬
‫كان أحد أئمة السلم علما وعمل بكتاب ال وسنة رسوله وإنا تقلدوا ذلك عن أب بكر ممد بن داود الفقيه الظاهري حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪147‬‬

‫وبالرفض ولا توف اجتمع الناس من سائر أقطار بغداد وصلوا عليه بداره ودفن با ومكث الناس يترددون إل قبه شهورا يصلون عليه وقد رأيت له كتابا جع فيه أحاديث غدير خم ف‬
‫ملدين ضخمي وكتابا جع فيه طريق حديث الطي ونسب إليه أنه كان يقول بواز مسح القدمي ف الوضوء وأنه ل يوجب غسلهما وقد اشتهر عنه هذا فمن العلماء من يزعم أن ابن جرير‬
‫اثنان أحدها شيعي واليه ينسب ذلك وينهون أبا جعفر هذا عن هذه الصفات والذي عول عليه كلمه ف التفسي أنه يوجب غسل القدمي ويوجب مع الغسل دلكهما ولكنه عب عن الدلك‬
‫بالسح فلم يفهم كثي من الناس مراده ومن فهم مراده نقلوا عنه أنه يوجب الغسل والسح وهو الدلك وال أعلم وقد رثاه جاعة من أهل العلم منهم ابن العراب حيث يقول ‪ ...‬حدث‬
‫مفظع وخطب جليل ‪ ...‬دق عن مثله اصطبار الصبور ‪ ...‬قام ناعي العلوم اجع لا ‪ ...‬قام ناعي ممد بن جرير ‪ ...‬فهوت أنم لا زاهرات ‪ ...‬مؤذنات رسومها بالدثور ‪ ...‬وتغشى ضياها‬
‫الني الش ‪ ...‬راق ثوب الدجنة الديور ‪ ...‬وغدا روضها النيق هشيما ‪ ...‬ث عادت سهولا كالوعور ‪ ...‬يا أبا جعفر مضيت حيدا ‪ ...‬غيوان ف الد والتشمي ‪ ...‬بي أجر على اجتهادك‬
‫موفو ‪ ...‬ر وسعي إل التقى مشكور ‪ ...‬مستحقا به اللود لدى جن ‪ ...‬ة عدن ف غبطة وسرور ‪ ...‬ولب بكر بن دريد رحه ال فيه مرثاة طويلة وقد أوردها الطيب البغدادي بتمامها وال‬
‫سبحانه أعلم‬
‫دخلت سنة إحدى عشرة وثلثمائة‬
‫فيها دخل أبو طاهر سليمان بن أب سعيد الناب أمي القرامطة ف ألف وسبعمائة فارس إل البصرة ليل نصب السلل الشعر ف سورها فدخلها قهرا وفتحوا أبوابا وقتلوا من لقوه من أهلها‬
‫وهرب أكثر الناس فألقوا أنفسهم ف الاء فغرق كثي منهم ومكث با سبعة عشر يوما يقتل ويأسر من نسائها وذراريها ويأخذ ما يتار من أموالا ث عاد إل بلده هجر كلما بعث إليه الليفة‬
‫جندا من قبله فر هاربا وترك البلد خاويا إنا ل وإنا إليه راجعون وفيها عزل القتدر عن الوزارة حامد بن العباس وعلي بن عيسى وردها إل أب السن بن الفرات مرة ثالثة وسلم إليه حامدا‬
‫وعلي بن عيسى فأما حامد فإن الحسن بن الوزير ضمنه من القتدر بمسمائة ألف ألف دينار فتسلمه فعاقبه بأنواع العقوبات وأخذ منه أموال جزيلة ل تصى ول تعد كثرة ث أرسله مع‬
‫موكلي عليه إليه إل واسط ليحتاطوا على أمواله وحواصله هناك وأمرهم أن يسقوه سا ف الطريق فسقوه ذلك ف بيض مشوي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪148‬‬

‫كان قد طلبه منهم فمات ف رمضان من هذه السنة وأما علي بن عيسى فإنه صودر بثلثمائة ألف دينار وصودر قوم آخرون من كتابه فكان جلة ما أخذ من هؤلء مع ما كان صودرت به‬
‫القهرمانة من الذهب شيئا كثيا جدا آلف ألف من الدناني وغي ذلك من الثاث والملك والدواب والنية من الذهب والفضة وأشار الوزير ابن الفرات على الليفة القتدر بال أن يبعد‬
‫عنه مؤنس الادم إل الشام وكان قد قدم من بلد الروم من الهاد وقد فتح شيئا كثيا من حصون الروم وبلدانم وغنم مغان كثية جدا فأجابه إل ذلك فسأل مؤنس الليفة أن ينظره إل‬
‫سلخ شهر رمضان وكان مؤنس من أعلم با يعتمده ابن الوزير من تعذيب الناس ومصادرتم بالموال فأمر الليفة مؤنسا بالروج إل الشام وفيها كثر الراد وأفسد كثيا من الغلت وف‬
‫رمضان منها أمر الليفة برد ما فضل من الواريث على ذوي الرحام وف رمضان أحرق بالنار على باب العامة مائتي وأربعة أعدال من كتب الزنادقة منها ما كان صنفه اللج وغيه فسقط‬
‫منها ذهب كثي كانت ملة به وفيها اتذ أبو السن ابن الفرات الوزير مرستانا ف درب الفضل وكان ينفق عليه من ماله ف كل شهر مائت دينار وفيها توف من العيان اللل‬
‫اللل أحد بن ممد بن هاون‬
‫أبو بكر اللل صاحب الكتاب الامع لعلوم المام أحد ول يصنف ف مذهب المام أحد مثل هذا الكتاب وقد سع اللل الديث من السن بن عرفة وسعدان بن نصر وغيها توف يوم‬
‫المعة قبل الصلة ليومي مضتا من هذه السنة‬
‫أبو ممد الريري‬
‫أحد أئمة الصوفية أحدبن ممد بن السي أبوممد الريري أحد كبار الصوفية صحب سريا السقطي وكان النيد يكرمه ويترمه ولا حضرت النيد الوفاة أوصى أن يالس الريري وقد‬
‫اشتبه على الريري هذا شأن اللج فكان من أجل القول فيه على أن الريري هذا مذكور بالصلح والديانة وحسن الدب‬
‫الزجاج صاحب معان القرآن‬
‫إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج كان فاضل دينا حسن العتقاد وله الصنفات السنة منها كتاب معان القرآن وغيه من الصنفات العديدة الفيدة وقد كان أول أمره يرط‬
‫الزجاج فأحب علم النحو فذهب إل البد وكان يعطي البد كل يوم درها ث استغن الزجاج وكثر ماله ول يقطع عن البد ذلك الدرهم حت مات وقد كان الزجاج مؤدبا للقاسم بن عبيد‬
‫ال فلما ول الوزارة كان الناس يأتونه بالرقاع ليقدمها إل الوزير فحصل له بسبب ذلك ما يزيد على أربعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪149‬‬

‫ألف دينار توف ف جادى الول منها وعنه أخذ أبو علي الفارسي النحوي وابن القاسم عبد الرحن بن إسحاق الزجاجي نسب إليه لخذه عنه وهو صاحب كتاب المل ف النحو‬
‫بدر مول العتضد‬
‫وهو بدر المامي ويقال له بدر الكبي كان ف آخر وقت على نيابة فارس ث وليها من بعده ولده ممد‬
‫حامد بن العباس‬
‫الوزير استوزره القتدر ف سنة ست وثلثمائة وكان كثي الال والغلمان كثي النفقات كريا سخيا كثي الروءة له حكايات تدل على بذله وإعطائه الموال الزيلة ومع هذا كان قد جع شيئا‬
‫كثيا وجد له ف مطمورة ألوف من الذهب كان كل يوم إذا دخلها ألقى فيها ألف دينار فلما امتلت طمها فلما صودر دل عليها فاستخرجوا منها مال كثيا جدا ومن أكب مناقبه أنه كان‬
‫من السعاة ف قتل السي اللج كما ذكرنا ذلك توف الوزير حامد بن العباس ف رمضان منها مسموما وفيها توف عمر بن ممد بتر البحتري صاحب الصحيح‬
‫ابن خزية‬
‫ممد بن إسحاق بن خزية بن الغية بن صال بن بكر السلمى مول مسن بن مزاحم المام أبو بكر بن خزية اللقب بإمام الئمة كان برا من بور العلم طاف البلد ورحل إل ال فاق ف‬
‫الديث وطلب العلم فكتب الكثي وصنف وجع وكتابه الصحيح من أنفع الكتب وأجلها وهو من الجتهدين ف دين السلم حكى الشيخ أبو إسحاق الشيازي ف طبقات الشافعية عنه أنه‬
‫قال ما قلدت أحدا منذ بلغت ستة عشر سنة وقد ذكرنا له ترجة مطولة ف كتابنا طبقات الشافعية وهو أحد الحمدين الذين أرملوا بصر ث رزقهم ال ببكة صلته وقد ذكرنا نو ذلك ف‬
‫ترجة السن بن سفيان وفيها توف ممد بن زكريا الطبيب صاحب الصنف الكبي ف الطب‬
‫ث دخلت سنة ثنت عشرة وثلثمائة‬
‫ف الحرم منها اعترض القرمطي أبو طاهر السي بن أب سعيد الناب لعنه ال ولعن أباه للحجيج وهم راجعون من بيت ال الرام قد أدوا فرض ال عليهم فقطع عليهم الطريق فقاتلوه دفعا‬
‫عن أموالم وأنفسهم وحريهم فقتل منهم خلقا كثيا ل يعلمهم إل ال وأسر من نسائهم وأبنائهم ما اختاره واصطفى من أموالم ما أراد فكان مبلغ ما أخذه من أموال ما يقاوم ألف ألف‬
‫دينار ومن المتعة والتاجر نو ذلك وترك بقية الناس بعد ما أخذ جالم وزادهم وأموالم ونساءهم وأبناءهم على بعد الديار ف تلك الفياف والبية بل ماء ول زاد ول ممل وقد جاحف عن‬
‫الناس نائب الكوفة أبو اليجاء عبدال بن حدان فهزمه وأسره إنا ل وإنا إليه راجعون وكان عدة من مع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪150‬‬

‫القرمطي ثانائة مقاتل وعمره إذ ذاك سبع عشرة سنة قصمه ال ولا انتهى خبهم إل بغداد قام نساؤهم وأهاليهم ف النياحة ونشرن شعورهن ولطمن خدودهن وانضاف إليهن نساء الذين‬
‫نكبوا على يد الوزير وابنه وكان ببغداد يوم مشهود بسبب ذلك ف غاية البشاعة والشناعة فسأل الليفة عن الب فذكروا له أنم نسوة الجيج ومعهن نساء الذين صادرهم ابن الفرات‬
‫وجاءت على يدالاجب نصر بن القشورى على الوزير فقال يا أمي الؤمني إنا استول هذا القرمطي على ما استول عليه بسبب إبعادك مؤنس الادم الظفر فطمع هؤلء ف الطراف وما‬
‫أشار عليك بإبعاده إل ابن الفرات فبعث الليفة إل ابن الفرات يقول إن الناس يتكلمون فيك لنصحك إياى وأرسل يطيب قلبه فركب هو وولده إل الليفة فدخل عليه فأكرمهما وطيب‬
‫قلوبما فخرجا من عنده فنالما أذى كثي من نصر الاجب وغيه من كبار المراء وجلس الوزير ف دسته فحكم بي الناس كعادته وبات ليلته تلك مفكرا ف أمره وأصبح كذلك وهو ينشد‬
‫‪ ...‬فأصبح ل يدري وإن كان حازما ‪ ...‬أقدامه خي له أم داره ‪ ...‬ث جاءه ف ذلك اليوم أميان من جهة الليفة فدخل عليه داره إل بي حريه وأخرجوه مكشوفا رأسه وهو ف غاية الذل‬
‫والصغار والهانة والعار فأركبوه ف حراقة إل الانب الخر وفهم الناس ذلك فرجوا ابن الفرات بالجر وتعطلت الوامع وخربت العامة الحاريب ول يصل الناس المعة فيها وأخذ خط‬
‫الوزير بألفي ألف دينار وأخذ خط ابنه بثلثة آلف ألف دينار وسلما إل نازوك أمي الشرطة فاعتقل حينا حت خلصت منهما الموال ث أرسل الليفة خلف مؤنس الادم فلما قدم سلمهما‬
‫إليه فأهانما غاية الهانة بالضرب والتقريع له ولولده الجرم الذي ليس بحسن ث قتل بعد ذلك واستوزر عبد ال بن ممد بن عبد ال بن ممد بن يي بن خاقان أبو القاسم وذلك ف تاسع‬
‫ربيع الول منها ولا دخل مؤنس بغداد دخل ف تمل عظيم وشفع عند ابن خاقان ف أن يرسل إل علي بن عيسى وكان قد صار إل صنعاء اليمن مطرودا فعاد إل مكة وبعث إليه الوزير أن‬
‫ينظر ف أمر الشام ومصر وأمر الليفة مؤنس الادم بأن يسي إل الكوفة لقتال القرامطة وأنفق على خروجه ألف ألف دينار وأطلق القرمطي من كان أسره من الجيج وكانوا ألفي رجل‬
‫وخسمائة امرأة وأطلق أبا اليجاء نائب الكوفة معهم أيضا وكتب إل الليفة يسأل منه البصرة والهواز فلم يب إل ذلك وركب الظفر مؤنس ف جحافل إل بلد الكوفة فسكن أمرها ث‬
‫اندر منها إل واسط واستناب على الكوفة وبغداد ياقوت الادم فتمهدت المور وانصلحت وف هذه السنة ظهر رجل بي الكوفة وبغداد فادعى أنه ممد بن إساعيل بن ممد بن ممد بن‬
‫السي بن علي بن أب طالب وصدقه على ذلك طائفة من العراب والطغام والتفوا عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪151‬‬


‫وقويت شوكته ف شوال فأرسل إليه الوزير جيشا فقاتلوه فهزموه وقتلوا خلقا من أصحابه وتفرق بقيتهم وهذا الدعي الذكور هو رئيس الساعيلية وهو أولم وظفر نازوك صاحب الشرطة‬
‫بثلثة من أصحاب اللج وهم حيدرة والشعران وابن منصور فطالبهم بالرجوع عن اعتقادهم فيه فلم يرجعوا فضرب رقابم وصلبهم ف الانب الشرقي ول يج ف هذه السنة أحد من أهل‬
‫العراق لكثرة خوف الناس من القرامطة وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن خيس‬
‫أبو إسحاق الواعظ الزاهد كان يعظ الناس فمن جلة كلمه السن قوله يضحك القضاء من الذر ويضحك الجل من المل ويضحك التقدير مع التدبي وتضحك القسمة من الهد والعناء‬
‫علي بن ممد بن الفرات‬
‫وله القتدر الوزارة ث عزله ث وله ث عزله ث وله ث عزله ث وله ث عزله ث وله ث قتله ف هذه السنة وقتل ولده وكان ذا مال جزيل ملك عشرة آلف ألف دينار وكان يدخل له من‬
‫ضياعه كل سنة ألف ألف دينار وكان ينفق على خسة آلف من العباد والعلماء تري عليهم نفقات ف كل شهر ما فيه كفايتهم ووكان له معرفة بالوزارة والساب يقال إنه نظر يوما ف ألف‬
‫كتاب ووقع على ألف رقعة فتعجب من حضره من ذلك وكانت فيه مروءة وكرم وحسن سية ف ولياته غي هذه الرة فإنه ظلم وغشم وصادر الناس وأخذ أموالم فأخذه ال أخذ القرى‬
‫وهي ظالة أخذ عزيز مقتدر وقد كان ذا كرم وسعة ف النفقة ذاكر عنده ذات ليلة أهل الديث والصوفية وأهل الدب فأطلق من ماله لكل طائفة عشرين ألفا وكتب رجل على لسانه إل‬
‫نائب مصر كتابا فيه وصية به منه اليه فلما دفع الكتوب إل نائب مصر استراب منه وقال ما هذا خظ الوزير وأرسل به إل الوزير فلما وقف عليه عرف أنه كذب وزور فاستشار الاضرين‬
‫عنده فيما يفعل بالذي زور عليه فقال بعضهم تقطع يديه وقال آخر تقطع إباميه وقال آخر يضرب ضربا مبحا فقال الوزير أو خي من ذلك كله ث أخذ الكتاب وكتب عليه نعم هذا خطي‬
‫وهو من أخص أصحاب فل تتركن من الي شيئا ما تقدر عليه إل أوصلته إليه فلما عاد الكتاب أحسن نائب مصر إل ذلك الرجل إحسانا بالغا ووصله بنحو من شعرين ألف دينار واستدعى‬
‫ابن الفرات يوما ببعض الكتاب فقال له ويك إن نيت فيك سيئة وإن ف كل وقت أريد أن أقبض عليك وأصادرك فأراك ف النام تنعن برغيف وقد رأيتك ف النام من ليال وإن أريد القبض‬
‫عليك فجعلت تتنع من فأمرت جندي أن يقاتلوك فجعلوا كلما ضربوك بشيء من سهام وغيها تتقي الضرب برغيف ف يدك فل يصل إليك شيء فأعلمن ما قصة هذا الرغيف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪152‬‬

‫فقال أيها الوزير إن أمي منذ كنت صغيا كل ليلة تضع تت وسادت رغيفا فإذا أصبحت تصدقت به عن فلم يزل كذلك دأبا حت ماتت فلما ماتت فعلت أنا ذلك مع نفسي فكل ليلة أضع‬
‫تت وسادت رغيفا ث أصبح أتصدق به فعجب الوزير من ذلك وقال وال ل ينالك من بعد اليوم سوء أبدا ولقد حسنت نيت فيك وقد أحببتك وقد أطال ابن خكلن ترجته فذكر بعض ما‬
‫أوردنا ف ترجته‬
‫ممد بن ممد بن سليمان بن الارث بن عبدالرحن‬
‫أبو بكر الزدي الواسطي العروف بالباغندي سع ممد بن عبدال بن ني وابن أب شيبة وشيبان بن فروخ علي بن الدين وخلقا من أهل الشام ومصر والكوفة والبصرة وبغداد ورحل إل‬
‫المصار البعيدة وعن بذا الشأن واشتغل فيه فأفرط حت قيل إنه ربا سرد بعض الحاديث بأسانيدها ف الصلة والنوم وهو ل يشعر فكانوا يسبحون به حت يتذكر أنه ف الصلة وكان يقول‬
‫أنا أجيب ف ثلثمائة ألف مسألة من الديث ل أتاوزه إل غيه وقدد رأى رسول ال ( ص ) ف منامه فقال له يا رسول ال أيا أثبت ف الحاديث منصور أو العمش فقال له منصور وقد‬
‫كان يعاب بالتدليس حت قال الدارقطن هو كثي التدليس يدث با ل يسمع وربا سرق بعض الحاديث وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث عشرة وثلثائة‬
‫قال ابن الوزي ف ليلة بقيت من الحرم انقض كوكب من ناحية النوب إل الشمال قبل مغيب الشمس فأضاءت الدنيا منه وسع له صوت كصوت الرعد الشديد وف صفر منها بلغ الليفة‬
‫أن جاعة من الرافضة يتمعون ف مسجد برائي فينالون من الصحابة ول يضلون المعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إل ممد بن إساعيل الذي ظهر بي الكوفة وبغداد ويدعون أنه الهدي‬
‫ويتبأون من القتدر ومن تبعه فأمر بالحتياط عليهم واستفت العلماء بالسجد فافتوا بأنه مسجد ضرار فضرب من قدر عليه منهم الضرب البح ونودي عليهم وأمر بدم ذلك السجد‬
‫الذكور فهدم هدمه نازوك وأمر الوزير الاقان فجعل مكانه مقبة فدفن فيها جاعة من الوال وخرج الناس للحج ف ذي القعدة فاعترضهم أبو طاهر سليمان بن أب سعيد الناب القرمطي م‬
‫فرجع أكثر الناس إل بلدانم ويقال إن بعضهم سأل منه المان ليذهبوا فأمنهم وقد قاتله جند الليفة فلم يفد ذلك شيئا لتمرده وشدة بأسه فانزعج أهل بغداد من ذلك وترحل أهل الانب‬
‫الغرب إل الانب الشرقي خوفا منهم ودخل القرمطي إل الكوفة فأقام با شهرا يأخذ من أموالا ونسائها ما يتار قال ابن الوزي وكثر الرطب ف هذه السنة ببغداد حت بيع كل ثانية أرطال‬
‫ببة وعمل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪153‬‬

‫منه تر وحل إل البصرة وعزل القتدر وزيره الاقان بعد أن وله سنة وستة أشهر ويومي وول مكانه أبا القاسم أحد بن عبيدال بن أحد بن الطيب الصيب لجل مال بذله من جهة زوجة‬
‫للحسن بن الفرات وكان ذلك الال سبعمائة ألف دينار فأمر الصيب علي بن عيسى علي أن يكون مشرفا على ديار مصر وبلد الشام وهو مقيم بكة يسي إل تلك البلد ف بعض الوقات‬
‫فيعمل ما ينبغي ث يرجع إل مكة وفيها توف من توف من العيان‬
‫علي بن عبدالميد بن عبدال بن سليمان‬
‫أبو السن الغضائري سع القواريري وعباسا العنبي وكان من العباد الثقات قال جئت يوما إل السري السقطي فدققت عليه بابه فخرج إل ووضع يده على عضادت الباب وهو يقول اللهم‬
‫اشغل من شغلن عنك بك قال فنالتن بركة هذه الدعوة فحججت على قدمي من حلب إل مكة أربعي حجة ذهابا وإيابا‬
‫ابو العباس السراج الافظ‬
‫ممد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبدال الثقفي مولهم أبو العباس السراج أحد الئمة الثقات الفاظ مولده سنة ثان عشرة ومائتي سع قتيبة واسحق بن راهوية وخلقا كثيا من‬
‫أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والجاز وقد حدث عنه البخاري ومسلم وها أكب منه وأقدم ميلدا ووفاة وله مصنفات كثية نافعة جدا وكان يعد من ماب الدعوة وقد رأى ف‬
‫منامه كأنه يرقي ف سلم فصعد فيه تسعا وتسعي درجة فما أولا على أحد إل قال له تعيش تسعا وتسعي سنة فكان كذلك وقد ولد له ابنه أبو عمر وعمره ثلث وثانون سنة قال الاكم‬
‫فسمعت أبا عمرو يقول كنت إذا دخلت السجد على أب والناس عنده يقول لم هذا عملته ف ليلة ول من العمر ثلث وثانون سنة‬
‫ث دخلت سنة أربع عشرة وثلثائة‬
‫فيها كتب ملك الروم وهو الدمستق لعنه ال إل أهل السواحل أن يملوا إليه الراج فأبوا عليه فركب إليهم ف جنوده ف أول هذه السنة فعاث ف الرض فسادا ودخل ملطية فقتل من أهلها‬
‫خلقا وأسر وأقام با ستة عشر يوما وجاء أهلها إل بغداد يستنجدون الليفة عليه ووقع ف بغداد حريق ف مكاني مات فيهما خلق كثي وأحرق ف أحدها ألف دار ودكان وجاءت الكتب‬
‫بوت الدمستق ملك النصارى فقرئت الكتب على النابر وجاءت الكتب من مكة أنم ف غاية النزعاج بسبب اقتراب القرامطة إليهم وقصدهم إياهم فرحلوا منها إل الطائف وتلك النواحي‬
‫وفيها هبت ريح عظيمة بنصيبي اقتلعت أشجارا كثية وهدمت البيوت قال ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪154‬‬

‫الوزي وف يوم الحد لثمان مضي من شوال منها وهو سابع كانون الول سقط ببغداد ثلج عظيم جدا حصل بسببه برد شديد بيث أتلف كثيا من النخيل والشجار وجدت الدهان حت‬
‫الشربة وماء الورد والل واللجان الكبار ودجلة وعقد بعض مشايخ الديث ملسا للتحديث على مت دجلة من فوق المد وكتب هنالك ث انكسر البد بطر وقع فأزال ذلك كله ول‬
‫ول المد وفيها قدم الجاج من خراسان إل بغداد فاعتذر إليهم مؤنس الادم بأن القرامطة قد قصدوا مكة فرجعوا ول يتهيأ الج ف هذه السنة من ناحية العراق بالكلية وف ذي القعدة‬
‫عزل الليفة وزيره أبا العباس الصيب بعد سنة وشهرين وأمر بالقبض عليه وحبسه وذلك لهاله أمر الوزارة والنظر ف الصال وذلك لشتغاله بالمر ف كل ليلة فيصبح ممورا ل تييز له‬
‫وقد وكل المور إل نوابه فخانوا وعلموا مصالهم وول أبا القاسم عبيد ال بن ممد الكلوذان نيابة عن علي بن عيسى حت يقدم ث أرسل ف طلب علي بن عيسى وهو بدمشق فقدم بغداد‬
‫ف أبة عظيمة فنظر ف الصال الاصة والعامة ورد المور إل السداد وتهدت المور واستدعى بالصيب فتهدده ولمه وناقشه على ما كان يعتمده ويفعله ف خاصة نفسه من معاصي ال عز‬
‫وجل وف المور العامة وذلك بضرة القضاة والعيان ث رده إل السجن وفيها أخذ نصر ابن أحد السامان اللقب بالسعيد بلد الري وسكنها إل سنة ست عشرة وثلثمائة وفيها غزت‬
‫الصائفة من طرسوس بلد الروم فغنموا وسلموا ول يج ركب العراق خوفا من القرامطة وفيها توف من العيان سعد النوب صاحب باب النوب من دار اللفة ببغداد ف صفر وأقيم أخوه‬
‫مكانه ف حفظ هذا الباب الذي صار ينسب بعد إليه وممد بن ممد الباهلي وممد بن عمر ابن لبابة القرمطي ونصر بن القاسم الفرائضي النفي أبو الليث سع القواريري وكان ثقة عالا‬
‫بالفرائض على مذهب أب حنيفة مقربا جليل‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة وثلثائة‬
‫ف صفر منها كان قدوم علي بن عيسى بن الوزير من دمشق وقد تلقاه الناس إل أثناء الطريق فمنهم من لقيه إل النبار ومنهم دون ذلك وحي دخل إل الليفة خاطبه الليفة فأحسن ماطبته‬
‫ث انصرف إل منله فبعث الليفة وراءه بالفرش والقماش وعشرين ألف دينار واستدعاه من الغد فخلع عليه فأنشد وهو ف اللعة ‪ ...‬ما الناس إل مع الدنيا وصاحبها ‪ ...‬فكيف ما انقلبت‬
‫به انقلبوا ‪ ...‬يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت ‪ ...‬يوما عليه بال يشتهي وثبوا ‪ ...‬وفيها جاءت الكتب بأن الروم دخلوا شيساط وأخذوا جيع ما فيها ونصبوا فيها خيمة اللك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪155‬‬

‫وضربوا الناقوس ف الامع با فأمر الليفة مؤنس الادم بالتجهيز إليهم وخلع عليه خلعة سنية ث جاءت الكتب بأن السلمي وثبوا على الروم فقتلوا منهم خلقا كثيا جدا فلله المد والنة‬
‫ولا تهز مؤنس للمسي جاءه بعض الدم فأعلمه أن الليفة يريد أن يقبض عليه إذ دخل لوداعه وقد حضرت له ريبة ف دار اللفة مغطاة ليقع فيها فأحجم عن الذهاب وجاءت المراء إليه‬
‫من كل جانب ليكونوا معه على الليفة فبعث إليه الليفة رقعة فيها خطه يلف له أن هذا المر الذي بلغه ليس بصحيح فطابت نفسه وركب إل دار اللفة ف غلمانه فلما دخل على الليفة‬
‫خاطبه ماطبة عظيمة وحلف أنه طيب القلب عليه وله عنده الصفاء الذي يعرفه ث خرج من بي يديه معظما مكرما وركب العباس بن الليفة والوزير ونصر الاجب ف خدمته لتوديعه وكب‬
‫المراء بي يديه مثل الجبة وكان خروجه يوما مشهودا قاصدا بلد الثغور لقتال الروم وف جادى الول منها قبض على رجل خناق قد قتل خلقا من النساء وكان يدعي لن أنه يعرف‬
‫العطف والتنجيم فقصده النساء لذلك فإذا انفرد بالرأة قام إليها ففعل معها الفاحشة وخنقها بوتر وأعانته امرأته وحفر لا ف داره فدفنها فإذا امتلت تلك الدار من القتلى انتقل إل دار‬
‫أخرى ولا ظهر عليه وجد ف داره الت هو فيها أخيا سبع عشرة امرأة قد خنقهن ث تتبعت الدور الت سكنها فوجدوه قد قتل شيئا كثيا من النساء فضرب ألف سوط ث خنق حت مات‬
‫وفيها كان ظهور الديلم قبحهم ال ببلد الرى وكان فيهم ملك غلب على أمرهم يقال له مرداويح يلس على السرير من ذهب وبي يديه سرير من فضة ويقول أنا سليمان بن داود وقد‬
‫سار ف أهل الرى وقزوين وأصبهان سية قبيحة جدا فكان يقتل النساء والصبيان ف الهد ويأخذ أموال الناس وهو ف غاية البوت والشدة والرأة على مارم ال عز وجل فقتله التراك‬
‫وأراح ال السلمي من شره وفيها كانت بي يوسف بن أب الساج وبي أب طاهر القرمطي عند الكوفة موقعة فسبقه إليها أبو طاهر فحال بينه وبينها فكتب إليه يوسف بن أب الساج اسع‬
‫وأطع وال فاستعد للقتال يوم السبت تاسع شوال منها فكتب إليه هلم فسار إليه فلما تراءا المعان استقل يوسف اليش القرمطي وكان مع يوسف بن أب الساج عشرون ألفا ومع القرمطي‬
‫ألف فارس وخسمائة رجل فقال يوسف وما قيمة هؤلء الكلب وأمر الكاتب أن يكتب بالفتج إل الليفة قبل اللقاء فلما اقتتلوا ثبت القرامطة ثبوتا عظيما ونزل القرمطي فحرض أصحابه‬
‫وحل بم حلة صادقة فهزموا جند الليفة وأسروا يوسف ابن أب الساج أمي اليش وقتلوا خلقا كثيا من جند الليفة واستحوذوا على الكوفة وجاءت الخبار بذلك إل بغداد وشاع بي‬
‫الناس أن القرامطة يريدون أخذ بغداد فانزعج الناس لذلك وظنوا صدقه فاجتمع الوزير بالليفة وقال يا أمي الؤمني إن الموال إنا تدخر لتكون عونا على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪156‬‬


‫قتال أعداء ال وإن هذا المر ل يقع أمر بعد زمن الصحابة أفظع منه قد قطع هذا الكافر طريق الج على الناس وفتك ف السلمي مرة بعد مرة وإن بيت الال ليس فيه شيء فاتق ال يا أمي‬
‫الؤمني وخاطب السيدة يعن أمه لعل أن يكون عندها شيء ادخرته لشدة فهذا وقته فدخل على أمه فكانت هي الت ابتدأته بذ ‪ 1‬لك وبذلت له خسمائة ألف دينار وكان ف بيت الال مثلها‬
‫فسلمها الليفة إل الوزير ليصرفها ف تهيز اليوش لقتال القرامطة فجهز جيشا أربعي ألف مقاتل مع أمي يقال له بلبق فسار نوهم فلما سعوا به أخذوا عليه الطرقات فأراد دخول بغداد‬
‫فلم يكنه ث التقوا معه فلم يلبث بلبق وجيشه أن انزم فإنا ل وإنا إليه راجعون وكان يوسف بن أب الساج معهم مقيدا ف خيمة فجعل ينظر إل مل الوقعة فلما رجع القرمطي قال أردت أن‬
‫ترب فأمر به فضربت عنقه ورجع القرمطي من ناحية بغداد إل النبار ث انصرف إل هيت فأكثر أهل بغداد الصدقة وكذلك الليفة وأمه والوزير شكرا ل على صرفه عنه وفيها بعث الهدي‬
‫الدعي أنه فاطمي ببلد الغرب ولده أبا القاسم ف جيش إل بلد منها فانزم جيشه وقتل من أصحابه خلق كثي وفيها اختط الهدي الذكور مدينته الحمدية وفيها حاصر عبدالرحن بن‬
‫الداخل إل بلد الغرب الموي مدينة طليطلة وكانوا مسلمي لكنهم نقضوا عهده ففتحها قهرا وقتل خلقا من أهلها وفيها توف من العيان‬
‫بن الصاص الوهري‬
‫واسه السي بن عبدال بن الصاص الوهري أبو عبدال البغدادي كان ذا مال عظيم وثروة واسعة وكان أصل نعمته من بيت أحد بن طولون كان قد جعله جوهريا له يسوق له ما يقع من‬
‫نفائش الواهر بصر فاكتسب بسبب ذلك أموال جزيلة جدا قال ابن الصاص كنت يوما بباب ابن طولون إذ خرجت القهرمانة وبيدها عقد فيه مائة حبة الوهر تساوي كل واحدة ألفي‬
‫دينار قالت أريد أن تأخذ هذا فتخرطه حت يكون أصغر من هذا الجم فإن هذا نافر عما يريدونه فأخذته منها وذهب به إل منل وجعلت جواهر أصغر منه تساوي أقل من عشر قيمة تلك‬
‫بكثي فدفعتها إليها وفزت أنا بذلك الذي جاءت به وأرادت خرطه وإتلفه فكانت قيمتة مائت ألف دينار واتفق أنه صودر ف أيام القتدر مصادرة عظيمة أخذ منه فيها ما يقاوم ستة عشر ألف‬
‫ألف دينار وبقي معه من الموال شيء كثي جدا قال بعض التجار دخلت عليه فوجدته يتردد ف منله كأنه منون فقلت له ما لك هكذا فقال ويك أخذ من كذا وكذا فأنا أحس أن روحي‬
‫ستخرج فعذرته ث أخذت ف تسليته فقلت له إن دورك وبساتينك وضياعك الباقية تساوي سبعمائة ألف دينار وأصدقن كم بقي عندك من الواهر والتاع فإذا شيء يساوي ثلثمائة ألف‬
‫دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪157‬‬

‫غي ما بقي عند من الذهب والفضة الصكوكة فقلت له إن هذا أمر ل يشاركك فيه أحد من التجار ببغداد مع ما لك من الوجاهة عند الدولة والناس قال فسرى عنه وتسلى عما فات وأكل‬
‫وكان له ثلثة أيام ل يأكل شيئا ولا خلص ف مصادرة القتدر بشفاعة أمه السيدة فيه حكى عنه نفسه قال نظرت ف دار اللفة إل مائة خيشة فيها متاع رث ما حل إل من مصر وهو عندهم‬
‫ف دار مضيعة وكان ل ف حل منها ألف دينار موضوعة ف مصر ل يشعر با أحد فاستوهبت ذلك من أم القتدر فكلمت ف ذلك ولدها فأطلقه إل فتسلمته فإذا الذهب ل ينقص منه شيء‬
‫وقد كان ابن الصاص مع ذلك مغفل شديد التغفل ف كلمه وأفعاله وقد ذكر عنه أشياء تدل على ذلك وقيل إنه إنا كان يظهر ذلك قصدا ليقال إنه مغفل وقيل إنه كان يقول ذلك على‬
‫سبيل البسط والدعابة وال سبحانه أعلم وفيها توف عبدال بن ممد القزوين و‬
‫علي بن سليمان بن الفضل‬
‫أبو السن الخفش روى عن البد وثعلب واليزيدي وغيهم وعنه الرويان والعافا وغيها وكان ثقة ف نقله فقيا ف ذات يده توصل إل أب علي بن مقلة حت كلم فيه الوزير علي بن‬
‫عيسى ف أن يرتب له شيئا فلم يبه إل ذلك وضاق به الال حت كان يأكل اللفت النء فمات فجأة من كثرة أكله ف شعبان منها وهذا هو الخفش الصغي والوسط هو سعيد بن مسعدة‬
‫تلميذ سيبويه وأما الكبي فهو أبو الطاب عبدالميد بن عبدالميد من أهل هجر وهو شيخ سيبويه وأب عبيد وغيها وقيل إن أبا بكر ممد بن السري السراج النحوي صاحب الصول ف‬
‫النحو فيها مات قاله ابن الثي وممد بن السيب الرغيان‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة وثلثائة‬
‫فيها عاث أبو طاهر سليمان بن أب سعيد الناب القرمطي ف الرض فسادا حاصر الرحبة فدخلها قهرا وقتل من أهلها خلقا وطلب منه أهل قرقيسيا المان فأمنهم وبعث سراياه إل ما حولا‬
‫من العراب فقتل منهم خلقا حت صار الناس إذا سعوا بذكره يهربون من ساع اسه وقدر على العراب إمارة يملونا إل هجر ف كل سنة عن كل رأس ديناران وعاث ف نواحي الوصل‬
‫فسادا وف سنجار ونواحيها وخرب تلك الديار وقتل وسلب ونب فقصده مؤنس الادم فلم يتواجها بل رجع إل بده هجر فابتن با دارا ساها دار الجرة ودعا إل الهدي الذي ببلد‬
‫الغرب بدينة الهدية وتفاقم أمره وكثرت أتباعه فصاروا يكبسون القرية من أرض السواد فيقتلون أهلها وينهبون أموالا ورام ف نفسه دخول الكوفة وأخذها فلم يطق ذلك ولا رأى الوزير‬
‫على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪158‬‬

‫ابن عيسى ما يفعله هذا القرمطي ف بلد السلم وليس له دافع استعفى من الوزارة لضعف الليفة وجيشه عنه وعزل نفسه منها فسعى فيها علي بن مقلة الكاتب الشهو فوليها بسفارة نصر‬
‫الاجب وإل عبدال البيدي بالباء الوحدة من البيد ويقال اليزيدي لدمة جده يزيد بن منصور الهيي ث جهز الليفة جيشا كثيفا مع مؤنس الادم فاقتتلوا مع القرامطة فقتلوا من‬
‫القرامطة خلقا كثيا وأسروا منهم طائفة كثية من أشرافهم ودخل بم مؤنس الادم بغداد ومعه أعلم من أعلمهم منكسة مكتوب عليها ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ففرح‬
‫الناس بذلك فرحا شديدا وطابت أنفس البغاددة وانكسر القرامطة الذين كانوا قد نشأوا وفشوا بأرض العراق وفوض القرامطة أمرهم إل رجل يقال له حريث بن مسعود ودعوا إل الهدي‬
‫الذي ظهر ببلد الغرب جد الفاطميي وهم أدعياء كذبة كما قد ذكر ذلك غي واحد من العلماء كما سيأت تفصيله وبيانه ف موضعه وفيها وقعت وحشة بي مؤنس الادم والقتدر وسبب‬
‫ذلك أن نازوكا أمي الشرطة وقع بينه وبي هارون بن عريب وهو ابن خال القتدر فانتصر هارون على نازوك وشاع بي العامة أن هارون سيصي أمي المراء فبلغ ذلك مؤنس الادم وهو‬
‫بالرقة فأسرع الوبة إل بغداد واجتمع بالليفة فتصالا ث إن الليفة نقل هارون إل دار اللفة فقويت الوحشة بينهما وانضم إل مؤنس جاعة من المراء وترددت الرسل بينهما وانقضت‬
‫هذه السنة والمر كذلك وهذا كله من ضعف المور واضطرابا وكثرة الفت وانتشارها وفيها كان مقتل السي بن القاسم الداعي العلوي صاحب الري على يد صاحب الديلم وسلطانم‬
‫مرداويح قبحه ال وفيها توف من العيان‬
‫بنان بن ممد بن حدان بن سعيد‬
‫أبو السن الزاهد ويعرف بالمال وكانت له كرامات كثية وله منلة كبية عند الناس وكان ل يقبل من السلطان شيئا وقد أنكر بوما على ابن طولون شيئا من النكرات وأمره بالعروف‬
‫فأمر به فألقى بي يدي السد فكان السد يشمه ويجم عنه فأمر برفعة من بي يديه وعظمه الناس جدا وسأله بعض الناس عن حاله حي كان بي يدي السد فقال له ل يكن على بأس قد‬
‫كنت أفكر ف سؤر السباع واختلف العلماء فيه هل هو طاهر أم نس قالوا وجاءه رجل فقال له إن ل على رجل مائة دينار وقد ذهبت الوثيقة وأنا أخشى أن ينكر الرجل فأسألك أن تدعو‬
‫ل بأن يرد ال على الوثيقة فقال بنان إن رجل قد كبت سن ورق عظمي وأنا أحب اللواء فاذهب فاشتر ل منها رطل وأتن به حت أدعو لك فذهب الرجل فاشترى الرطل ث جاء به إليه‬
‫ففتح الورقة الت فيها اللواء فإذا هي حجته بالائة دينار فقال له أهذه حجتك قال نعم قال خذ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪159‬‬

‫حجتك وخذ اللواء فأطعمها صبيانك ولا توف خرج أهل مصر ف جنازته تعظيما له وإكراما لشأنه وفيها توف ممد بن عقيل البلخي وأبو بكر بن أب داود السجستان الافظ بن الافظ‬
‫وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم السفرائين صاحب الصحيح الستخرج على مسلم وقد كان من الفاظ الكثرين والئمة الشهورين ونصر الاجب كان من خيار المراء دينا عاقل‬
‫أنفق من ماله ف حرب القرامطة مائة ألف دينار وخرج بنفسه متسبا فمات ف أثناء الطريق ف هذه السنة وكان حاجبا للخليفة القتدر‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة وثلثائة‬
‫فيها كان خلع القتدر وتولية القاهر ممد بن العتضد بال ف الحرم اشتدت الوحشة بي مؤنس الادم والقتدر بال وتفاقم الال وآل إل أن اجتمعوا على خلع القتدر وتولية القاهر ممد بن‬
‫العتضد فبايعوه باللفة وسلموا عليه با ولقبوه القاهر بال وذلك ليلة السبت النصف من الحرم وقلد على بن مقلة وزارته ونبت دار القتدر وأخذوا منها شيئا كثيا جدا وأخذوا لم‬
‫القتدر خسمائة ألف دينار وكانت قد دفنتها ف قب ف تربتها فحملت إل بيت الال وأخرج القتدر وأمه وخالته وخواصه وجواريه من دار اللفة وذلك بعد ماصرة دار اللفة وهرب من‬
‫كان با من الجبة والدم وول نازوك الجوبة مضافا إل ما بيده من الشرطة وألزم القتدر بأن كتب على نفسه كتابا باللع من اللفة وأشهد على نفسه بذلك جاعة من المراء والعيان‬
‫وسلم الكتاب إل القاضي أب عمر ممد بن يوسف فقال لولده السي احتفظ بذا الكتاب فل يرينه أحد من خلق ال ولا أعيد القتدر إل اللفة بعد يومي رده إليه فشكره على ذلك جدا‬
‫ووله قضاء القضاة فلما كان يوم الحد السادس عشر من الحرم جلس القاهر بال ف منصب اللفة وجلس بي يديه الوزير أبو علي بن مقلة وكتب إل العمال بالفاق يبهم بولية القاهر‬
‫باللفة عوضا عن القتدر وأطلق علي بن عيسى من السجن وزاد ف أقطاع جاعة من المراء الذين قاموا بنصره منهم أبو اليجاء بن حدان فلما كان يوم الثني جاء الند وطلبوا أرزاقهم‬
‫وشغبوا وبادروا إل نازوك فقتلوه وكان ممورا ث صلبوه وهرب الوزير ابن مقلة وهرب الجاب ونادوا يا مقتدر يا منصور ول يكن مؤنس يومئذ حاضرا وجاء الند إل باب مؤنس يطالبونه‬
‫بالقتدر فأغلق بابه دونم وجاحف دونه خدمه فلما رأى مؤنس أنه ل بد من تسليم القتدر اليهم أمر بالروج فخاف القتدر أن يكون حيلة عليه ث تاسر فخرج فحمله الرجال على أعناقهم‬
‫حت أدخلوه دار اللفة فسأل عن أخيه القاهر وأب اليجاء بن حدان ليكتب لما أمانا فما كان عن قريب حت جاءه خادم ومعه راس أب اليجاء وقد احترز رأسه وأخرجه من بي كتفيه ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪160‬‬

‫استدعى بأخيه القاهر فأجلسه بي يديه واستدعاه إليه وقبل بي عينيه وقال يأ أخي أنت ل ذنب لك وقد علمت أنك مكره مفهور والقاهر يقول ال ال نفسي يا أمي الؤمني فقال وحق‬
‫رسول ال ( ص ) ل جرى عليك من سوء أبدا وعاد ابن مقلة فكتب إل الفاق يعلمهم بعود القتدر إل اللفة وتراجعت المور إل حالا الول وحل رأس نازوك وأب اليجاء ونودي‬
‫عليهما هذا رأس من عصى موله وهرب أبو السرايا بن حدان إل الوصل وكان ابن نفيس من أشد الناس على القتدر فلما دعا إل اللفة خرج من بغداد متنكرا فدخل الوصل ث صار إل‬
‫إرمينية ث لق بالقسطنطينية فتنصر با مع أهلها وأما مؤنس فإنه ل يكن ف الباطن على القتدر وإنا وافق جاعة المراء مكرها ولذا لا كان القتدر ف داره ل ينله منه ضيم بل كان يطب قلبه‬
‫ولو شاء لقتله لا طلب من داره فلهذا لا عاد القتدر إل اللفة رجع إل دار مؤنس فبات با عنده لثقته به وقرر أبا علي بن مقلة على الوزارة وول ممد بن يوسف قضاء القضاة وجعل ممد‬
‫أخاه وهو القاهر عند والدته بصفة مبوس عندها فكانت تسن إليه غاية الحسان وتشتري له السراري وتكرمه غاية الكرام‬
‫ذكر أخذ القرامطة الجر السود إل بلدهم‬
‫فيها خرج ركب العراق وأميهم منصور الديلمي فوصلوا إل مكة سالي وتوافت الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج فما شعروا إل بالقرمطي قد خرج عليهم ف جاعته يوم التروية‬
‫فانتهب أموالم واستباح قتالم فقتل ف رحاب مكة وشعابا وف السجد الرام وف جوف الكعبة من الجاج خلقا كثيا وجلس أميهم أبو طاهر لعنه ال على باب الكعبة والرجال تصرع‬
‫حوله والسيوف تعمل ف الناس ف السجد الرام ف يوم التروية الذي هو من أشرف اليام وهو يقول أنا ل وبال أنا أنا أخلق اللق وأفنيهم أنا فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار‬
‫الكعبة فل يدي ذلك عنهم شيئا بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون فيقتلون ف الطواف وقد كان بعض أهل الديث يومئذ يطوف فلما قضى طوافه أخذته السيوف فلما وجب أنشد وهو‬
‫كذلك ‪ ...‬ترى الحبي صرعى ف ديارهم ‪ ...‬كفتية الكهف ل يدرون كم لبثوا ‪ ...‬فلما قضى القرمطي لعنه ال أمره وفعل ما فعل بالجيج من الفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى ف بئر‬
‫زمزم ودفن كثيا منهم ف أماكنهم من الرم وف السجد الرام ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة وذلك الدفن والكان ومع هذا ل يغسلوا ول يكفنوا ول يصل عليهم لنم مرمون شهداء‬
‫ف نفس المر وهدم قبة زمزم أمر بقلع الكعبة ونزع كسوتا عنها وشققها بي‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪161‬‬

‫أصحابه وأمر رجل أن يصعد إل ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط على أم رأسه فمات إل النار فعند ذلك انكف البيث عن اليزاب ث أمر بأن يقلع الجر السود فجاءه رجل فضربه بثقل ف‬
‫يده وقال أين الطي البابيل أين الجارة من سجيل ث قلع الجر السود وأخذوه حي راحوا معهم إل بلدهم فمكث عندهم ثنتي وعشرين سنة حت ردوه كما سنذكره ف سنة تسع‬
‫وثلثي وثلثمائة فإنا ل وإنا إليه راجعون ولا رجع القرمطي إل بلده ومعه الجر السود وتبعة أمي مكة هو وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه أن يرد الجر السود ليوضع ف مكانه وبذل‬
‫له جيع ما عنده من الموال فلم يلتفت إليه فقاتله أمي مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده واستمر ذاهبا إل بلده ومعه الجر وأموال الجيج وقد ألد هذا اللعي ف‬
‫السجد الرام إلادا ل يسبقه إليه أحد ول يلحقه فيه وسيجاريه على ذلك الذي ل يعذب عذابه أحد ول يوثق وثاقه أحد وإنا حل هؤلء على هذا الصنيع أنم كفار زنادقة وقد كانوا مالئي‬
‫للفاطميي الذين نبغوا ف هذه السنة ببلد إفريقية من أرض الغرب ويلقب أميهم بالهدي وهو أبو ممد عبيدال بن ميمون القداح وقد كان صباغا بسلمية وكان يهوديا فادعى أنه أسلم ث‬
‫سافر من سلمية فدخل بلد إفريقية فادعى أنه شريف فاطمي فصدقه على ذلك طائفة كثية من الببر وغيهم من الهلة وصارت له دولة فملك مدنية سجلماسة ث ابتن مدينة وساها الهدية‬
‫وكان قرار ملكه با وكان هؤلء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه ويترامون عليه ويقال إنم كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة ل حقيقة له وذكر ابن الثي أن الهدي هذا كتب إل أب طاهر‬
‫يلومه على ما فعل بكة حيث سلط الناس على الكلم فيهم وانكشفت أسرارهم الت كانوا يبطنونا با ظهر من صنيعهم هذا القبيح وأمره برد ما أخذه منها وعوده إليها فكتب إليه بالسمع‬
‫والطاعة وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك وقد أسر بعض أهل الديث ف أيدي القرامطة فمكث ف أيديهم مدة ث فرج ال عنه وكان يكي عنهم عجائب من قلة عقولم وعدم دينهم وأن‬
‫الذي أسره كان يستخدمه ف أشق الدمة وأشها وكان يعربد عليه إذا سكر فقال ل ذات ليلة وهو سكران ما تقول ف ممدكم فقلت ل أدري فقال كان سائسا ث قال ما تقول ف أب بكر‬
‫فقلت ل أدري فقال كان ضعيفا مهينا وكان عمر فظا غليظا وكان عثمان جاهل أحق وكان علي مخرقا ليس كان عنده أحد يعلمه ما ادعى أنه ف صدره من العلم أما كان يكنه أن يعلم‬
‫هذا كلمة وهذا كلمة ث قال هذا كله مرقة فلما كان من الغد قال ل تب بذا الذي قلت لك أحدا ذكره ابن الوزي ف منتظمه وروى عن بعضهم أنه قال كنت ف السجد الرام يوم‬
‫التروية ف مكان الطواف فحمل على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪162‬‬

‫رجل كان إل جانب فقتله القرمطي ث قال يا حي ورفع صوته بذلك أليس قلتم ف بيتكم هذا ومن دخله كان آمنا فأين المن قال فقلت له اسع جوابك قال نعم قلت إنا أراد ال فأمنوه قال‬
‫فثن رأس فرسه وانصرف وقد سأل بعضهم ههنا سؤال فقال قد احل ال سبحانه بأصحاب الفيل وكانوا نصارى ما ذكره ف كتابه ول يفعلوا بكة شيئا ما فعله هؤلء ومعلوم أن القرامطة شر‬
‫من اليهود والنصارى والجوس بل ومن عبدة الصنام وأنم فعلوا بكة ما ل يفعله أحد فهل عوجلوا بالعذاب والعقوبة كما عوجل أصحاب الفيل وقد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنا‬
‫عوقبوا إظهارا لشرف البيت ولا يراد به من التشريف العظيم بإرسال النب الكري من البلد الذي فيه البيت الرام فلما أرادوا إهانة هذه البقعة الت يراد تشريفها وإرسال الرسول منها‬
‫أهلكهم سريعا عاجل ول يكن شرائع مقررة تدل على فضله فلو دخلوه وأخربوه لنكرت القلوب فضله وأما هؤلء القرامطة فإنا فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع وتهيد القواعد والعلم‬
‫بالضرورة من دين ال بشرف مكة والكعبة وكل مؤمن يعلم أن هؤلء قد ألدوا ف الرم إلادا بالغا عظيما وأنم من أعظم اللحدين الكافرين با تبي من كتاب ال وسنة رسوله فلهذا ل‬
‫يتج الال إل معالتهم بالعقوبة بل أخرهم الرب تعال ليوم تشخص فيه البصار وال سبحانه يهل ويلي ويستدرج ث يأذخ أخذ عزيز مقتدر كما قال النب ( ص ) ( إن ال ليملي للظال‬
‫حت إذا أخذه ل يفلته ) ث قرأ قوله تعال ول تسب ال غافل عما يعمل الظالون إنا يؤخرهم ليوم تشخص فيه البصار وقال ل يغرنك تقلب الذين كفروا ف البلد متاع قليل ث مأواهم‬
‫جهنم وبئس الهاد وقال نتعهم قليل ث نضطرهم إل عذاب غليظ وقال متاع ف الدنيا ث إلينا مرجعهم ث نذيقهم العذاب الشديد با كانوا يكفرون وفيها وقعت فتنة ببغداد بي أصحاب أب‬
‫بكر الروذي النبلي وبي طائفة من العامة اختلفوا ف تفسي قوله تعال عسى أن يبعثك ربك مقاما ممودا فقالت النابلة يلسه معه على العرش وقال الخرون الراد بذلك الشفاعة العظمى‬
‫فاقتتلوا بسبب ذلك وقتل بينهم قتلى فإنا ل وإنا إليه راجعون وقد ثبت ف صحيح البخاري أن الراد بذلك مقام الشفاعة العظمى وهي الشفاعة ف فضل القضاء بي العباد وهو القام الذي‬
‫يرغب إليه فيه اللق كلهم حت إبراهيم ويغبطه به الولون والخرون وفيها وقعت فتنة بالوصل بي العامة فيما يتعلق بأمر العاش وانتشرت وكثر أهل الشر فيها واستظهروا وجرت بينهم‬
‫شرور ث سكنت وفيها وقعت فتنة ببلد خراسان بي بن ساسان وأميهم نصر بن أحد اللقب بسعيد وخرج ف شعبان خارجي بالوصل وخرج آخر بالبواريج فقاتلهم أهل تلك الناحية حت‬
‫سكن شرهم وتفرق أصحابم وفيها التقى مفلح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪163‬‬

‫الساجي وملك الروم الدمستق فهزمه مفلح وطرد وراءه إل أرض الروم وقتل منهم خلقا كثيا وفيها هبت ريح شديدة ببغداد تمل رمادا أحر يشبه رمل أرض الجاز فامتلت منه البيوت‬
‫وفيها توف من العيان أحد بن السن بن الفرج بن سفيان أبو بكر النحوي كان عالا بذهب الكوفيي وله فيه تصانيف‬
‫أحد بن مهدي بن رميم‬
‫العابد الزاهد أنفق ف طلب العلم ثلثمائة ألف درهم ومكث أربعي سنة ل يأوى إل فراش وقد روى الافظ أبو نعيم أنه جاءته امرأة ذات ليلة فقالت له إن قد امتحنت بحنة وأكرهت على‬
‫الزنا وأنا حبلى منه وقد تسترت بك وزعمت أنك زوجي وأن هذا المل منك فاسترن سترك ال ول تفضحن فسكت عنها فلما وضعت جاءن أهل الحلة وإمام مسجدهم يهنئونن بالولد‬
‫فأظهرت البشر وبعثت فاشتريت بدينارين شيئا حلوا وأطعمتهم وكنت أوجه إليها مع إمام السجد ف كل شهر دينارين صفة نفقة للمولود وأقول أقرئها من السلم فإنه قد سبق من ما فرق‬
‫بين وبينها فمكثت كذلك سنتي ث مات الولد فجاؤن يعزونن فيه فأظهرت الزن عليه ث جاءتن أمه بالدناني الت كنت أرسل با إليها نفقة الولد قد جعتها ف صره عندها فقالت ل سترك‬
‫ال وجزاك خيا وهذه الدناني الت كنت ترسل با فقلت إن كنت أرسل با صلة للولد وقد مات وأنت ترثينه فهي لك فافعلي با ما شئت فدعت وانصرفت‬
‫بدر بن اليثم‬
‫ابن خلف بن خالد بن راشد بن الضحاك بن النعمان بن مرق بن النعمان بن النذر أبو القاسم البلخي القاضي الكوف نزل بغداد وحدث با عن أب كريب وغيه وكان ساعه للحديث بعد ما‬
‫جاوز أربعي سنة وكان ثقة نبيل عاش مائة سنة وسبع عشرة سنة توف ف شوال منها بالكوفة‬
‫عبدال بن ممد بن عبدالعزيز‬
‫ابن الرزبان بن سابور بن شاهنشاه أبو القاسم البغوي ويعرف بابن بنت منيع ولد سنة ثلث عشرة وقيل أربعة عشرة ومائتي ورأى أبا عبيد القاسم بن سلم ول يسمع منه وسع من أحد بن‬
‫حنبل وعلي بن الدين ويي بن معي وعلي بن العد وخلف بن هشام بن البزار وخلق كثي وكان معه جزء فيه ساعه من ابن معي فأخذه موسى بن هارون الافظ فرماه ف دجلة وقال يريد‬
‫أن يمع بي الثلثة وقد تفرد عن سبع وثاني شيخا وكان ثقة حافظا ضابطا روى عن الفاظ وله مصنفات وقال موسى بن هارون الافظ كان ابن بنت منيع ثقة صدوقا فقيل له إن ههنا ناسا‬
‫يتكلمون فيه فقال يسدونه ابن بنت منيع ل يقول إل الق وقال ابن أب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪164‬‬

‫حات وغيه أحاديثه تدخل ف الصحيح وقال الدارقطن كان البغوي قل ما يتكلم على الديث فإذا تكلم كان كلمه كالسمار ف الساج وقد ذكره ابن عدي ف كامله فتكلم فيه وقال حدث‬
‫بأشياء أنكرت عليه وكان معه طرف من معرفة الديث والتصانيف وقد انتدب ابن الوزي للرد على ابن عدي ف هذا الكلم وذكر أنه توف ليلة عبد الفطر منها وقد استكمل مائة سنة‬
‫وثلث سني وشهورا وهو مع ذلك صحيح السمع والبصر والسنان يطأ الماء توف ببغداد ودفن بقبة باب التب رحه ال وأكرم مثواه‬
‫ممد بن أب السي بن ممد بن عثمان‬
‫الشهيد الافظ أبو الفضل الروي يعرف بابن أب سعد قدم بغداد وحدث با عن ممد بن عبدال النصاري وحدث عنه ابن الظفر الافظ وكان من الثقات الثبات الفاظ التقني له‬
‫مناقشات على بضعة عشر حديثا من صحيح مسلم قتلته القرامطة يوم التروية بكة ف هذه السنة ف جلة من قتلوا رحه ال وأكرم مثواه‬
‫الكعب التكلم‬
‫هو أبو القاسم عبدال بن أحد بن ممود البلخي االكعب التكلم نسبة إل بن كعب وهو أحد مشايخ العتزلة وتنسب إليه الطائفة الكعبية منهم قال ابن خلكان كان من كبار التكلمي وله‬
‫اختيارات ف علم الكلم من ذلك أنه كان يزعم أن أفعال ال تقع بل اختيار منه ول مشيئة قلت وقد خالف الكعب نص القرآن ف غي ما موضع قال تعال وربك يلق ما يشاء ويتار وقال‬
‫ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شئنا لتينا كل نفس هداها ولو أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها الية وغيها ما هو معلوم بالضرورة وصريح العقل والنقل‬
‫ث دخلت سنة ثان عشرة وثلثمائة‬
‫فيها عزل الليفة القتدر وزيره أبا علي بن مقلة وكانت مدة وزارته سنتي وأربعة أشهر وثلثة أيام واستوزر مكانه سليمان بن السن بن ملد وجعل علي بن عيسى ناظرا معه وف جادى‬
‫الول منها أحرقت دار أب علي بن مقلة وكان قد أنفق عليها مائة ألف دينار فانتهب الناس أخشابا وما وجدوا فيها من حديد ورصاص وغيه وصادره الليفة بائت ألف دينار وفيها طرد‬
‫الليفة الرجالة الذين كانوا بدار اللفة عن بغداد وذلك أنه لا رد القتدر إل اللفة شرعوا ينفسون بكلم كثي عليه ويقولون من أعان ظالا سلطه ال عليه ومن أصعد المار على السطح ل‬
‫يقدر أن ينله فأمر بإخراجهم ونفيهم عن بغداد ومن أقام منهم عوقب فأحرقت دور كثية من قراباتم واحترق بعض نسائهم وأولدهم فخرجوا منها ف غاية الهانة فنلوا واسط وتغلبوا‬
‫عليها وأخرجوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪165‬‬

‫عاملها منها فركب إليهم مؤنس الادم فأوقع بن بأسا شديدا وقتل منهم خلقا كثيا فلم يقم لم بعد ذلك قائمة وف ربيع الول منها عزل الليفة ناصر الدولة بن حدان عن الوصل وول‬
‫عليها عميه سعيدا ونصرا أبنا حدان ووله ديار ربيعة نصيبي وسنجار والابور ورأس العي ومعها ميافارقي وازرن ضمن ذلك من الليفة بال يمله إليه ف كل سنة وف جادى الول منها‬
‫خرجد رجل ببلد البواريج يقال له صال بن ممود فاجتمع عليه جاعة من بن مالك ث سار إل سنجار فحاصرها فدخلها وأخذ شيئا كثيا من أموالا وخطب با خطبة ووعظ فيها وذكر‬
‫فكان ف جلة ما قال نتول الشيخي ونتبأ من السي ول نرى السح على الفي ث سار فعاث ف الرض فسادا فانتدب له نصر بن حدان فقاتله فأسره ومعه ابنان له فحمل إل بغداد فدخلها‬
‫وقد اشتهر شهرة فظيعة وخرج آخر ببلد الوصل فاتبعه ألف رجل فحاصر أهل نصيبي فخرجوا إليه فاقتتلوا معه فقتل منهم مائة وأسر ألفا ث باعهم نفوسهم وصادر أهلها بأربعمائة ألف‬
‫درهم فانتدب إليه ناصر الدولة فقاتله فظفر به وأسره وأرسله إل بغداد أيضا وفيها خلع الليفة على ابنه هارون وركب معه الوزير واليش وأعطاه نيابة فارس وكرمان وسجستان ومكرمات‬
‫وخلع على ابنه أب العباس الراضي وجعله نائب بلد الغرب ومصر والشام وجعل مؤنس الادم يسد عنه أمورها وحج بالناس فيها عبدالسميع بن أيوب بن عبدالعزيز الاشي وخرج الجيج‬
‫بغفارة بدرقة حت يسلموا ف الدرب ف الذهاب والياب من القرامطة وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن إسحاق‬
‫ابن البهلول بن حسان بن أب سنان أبو جعفر التنوخي القاضي النفي العدل الثقة الرضي وكان فقيها نبيل سع الديث الكثي وروى عن أب كريب حديثا واحدا وكان عالا بالنحو فصيح‬
‫العبارة جيد الشعر ممودا ف الحاكم اتفق أن السيدة أم القتدر وقفت وقفا وجعل هذا عنده نسخة به سلة الكم ث أرادت أن تنقض ذلك الوقف فطلبت هذا الاكم وأن يضر معه كتاب‬
‫الوقف لتأخذه منه فتعدمه فلما حضر من وراء الستارة فهم القصود فقال لا ل يكن هذا لن خازن السلمي فأما أن تعزلون عن القضاء وتولوا هذا غيي وإما أن تتركوا هذا الذي تريدون‬
‫أن تفعلوه فل سبيل إليه وأنا حاكم فشكته إل ولدها القتدر فشفع عنده بالقتدر بذلك فذكر له صورة الال فرجدع إل أمه فقال لا إن هذا الرجل من يرغب فيه ول يزهد فيه ول سبيل إل‬
‫عزله ول التلعب به فرضيت عنه وبعثت تشكره على ما صنع من ذلك فقال من قدم أمر ال على أمر العباد كفاه ال شرهم ورزقه خيهم وقد كانت وفاته ف هذه السنة وقد جاوز الثماني‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪166‬‬

‫يي بن ممد بن صاعد‬


‫أبو ممد مول أب جعفر النصور رحل ف طلب الديث وكتب وسع وحفظ وكان من كبار الفاظ وشيوخ الرواية وكتب عنه جاعة من الكابر وله تصانيف تدل على حفظه وفقهه وفهمه‬
‫توف بالكوفة وله سبعون سنة‬
‫السي بن علي بن أحد بن بشار بن زياد‬
‫العروف بابن العلف الضرير النهروان الشاعر الشهور وكان أحد سار العتضد وله مرثاة طنانة ف هر له قتله جيانه لنه أكل أفراخ حامهم من أبراجهم وفيها آداب ورقة ويقال إنه أراد با‬
‫ابن العتز لكنه ل يتجاسر أن ينسبها إليه من الليفة القتدر لنه هو الذي قتله وأولا ‪ ...‬يا هر فارقتنا ول تعد ‪ ...‬وكنت عندي بنل الولد ‪ ...‬وهي خس وستون بيتا‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة وثلثائة‬
‫ف الحرم منها دخل الجيج بغداد وقد خرج مؤنس إل الج فيها ف جديش كثيف خوفا من القرامطة ففرح السلمون بذلك وزينت بغداد يومئذ وضربت اليام والقباب لؤنس الادم وقد‬
‫بلغ مؤنسا أثناء الطريق أن القرامطة أمامه فعدل بالناس عن الادة وأخذ بم ف شعاب وأودية أياما فشاهد الناس ف تلك الماكن عجائب ورأوا غرائب وعظاما ف غاية الضخامة وشاهدوا‬
‫ناسا قد مسخوا حجارة ورأى بعضهم امرأة واقفة على تنور تبز فيه قد مسخت حجرا والتنور قد صار حجرا وحل مؤنس من ذلك شيئا كثيا إل الليفة ليصدق ما يب به من ذلك ذكر‬
‫ذلك ابن الوزي ف منتظمه فيقال إنم من قوم عاد أو من قوم شعيب أو من ثود فال أعلم وفيها عزل القتدر وزيره سليمان بن السن بعد سنة وشهرين وتسعة أيام واستوزر مكانه أبا‬
‫القاسم عبيدال بن ممد الكلوذان ث عزله بعد شهرين وثلثة أيام واستوزر السي بن القاسم ث عزله أيضا وفيها وقعت وحشة بي الليفة ومؤنس بسبب أن الليفة ول السبة لرجل اسه‬
‫ممد بن ياقوت وكان أميا على الشرطة فقال مؤنس إن السبة ل يتولها إل القضاة والعدول وهذا ل يصلح لا ول يزل بالليفة حت عز ممد بن ياقوت عن السبة والشرطة أيضا‬
‫وانصلح الال بينهما ث تددت الوحشة بينهما ف ذي الجة من هذه السنة وما زالت تتزايد حت آل الال إل قتل القتدر بال كما سنذكره وفيها أوقع ثل متول طرسوس بالروم وقعة‬
‫عظيمة قتل منهم خلقا كثيا وأسر نوا من ثلثة آلف وغنم من الذهب والفضة والديباج شيئا كثيا جدا ث أوقع بم مرة ثانية كذلك وكتب الديران الرمن إل الروم يثهم على الدخول‬
‫إل بلد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪167‬‬

‫السلم ووعدهم النصر منه والعانة فدخلوا ف جحافل عظيمة كثية جدا وانضاف إليهم الرمن فركب إليهم مفلح غلم يوسف بن أب الساج وهو يومئذ نائب أذربيجان واتبعه خلق كثي‬
‫من التطوعة فقصد أول بلد ابن اليان فقتل من الرمن نوا من مائة ألف وأسر خلقا كثيا وغنم أموال جزيلة وتصن ابن الديران ف قلعة له هناك وكاتب الروم فوصلوا إل شيشاط‬
‫فحاصروها فبعث أهلها يستصرخون سعيد بن حدان نائب الوصل فسار إليهم مسرعا فوجد الروم قد كادوا يفتحونا فلما علموا بقدومه رحلوا عنها واجتازوا بلطية فنهبوها ورجعوا‬
‫خاسئي إل بلدهم ومعهم ابن نفيس التنصر وقد كان من أهل بغداد وركب ابن حدان ف آثار القوم فدخل بلدهم فقتل خلقا كثيا منهم وأرسر وغنم أشياء كثية قال ابن الثي وف شوال‬
‫من هذه السنة جاء سيل عظيم إل تكريت ارتفع ف أسواقها أربعة عشر شبا وغرق بسببه أربعمائة دار وخلق ل يعلمهم إل ال حت كان السلمون والنصارى يدفنون جيعا ل يعرف هذا من‬
‫هذا قال وفيها هاجت بالوصل ريح ممرة ث اسودت حت كان النسان ل يبصر صاحبه نارا وظن الناس أنا القيامة ث انلى ذلك بطر أرسله ال عليهم وفيها توف من العيان السي بن‬
‫عبدالرحن أبو عبدال النطاكي قاضي ثغور الشام يعرف بابن الصابون وكان ثقة نبيل قدم بغداد وحدث با‬
‫علي بن السي بن حرب بن عيسى‬
‫تول القضاء بصر مدة طويلة جدا وكان ثقة عالا من خيار القضاة وأعدلم تفقه على مذهب أب ثور وقد كرناه ف طبقات الشافعية وقد استعفى عن القضاء فعزل عنه ف سنة إحدى عشرة‬
‫وثلثمائة ورجع إل بغداد فأقام با إل أن مات ف ههذه السنة ف صفر منها وصلى عليه أبو سعيد الصطخري ودفن بداره قال الدارقطن حدث عنه أبو عبدالرحن النسائي ف الصحيح ولعله‬
‫مات قبله بعشرين سنة وذكر من جللته وفضله رحه ال ممد بن الفضل بن العباس أبو عبدال البلخي الزاهد حكى عنه أنه مكث أربعي سنة ل يط فيها خطوة ف هوى نفسه ول نظر ف‬
‫شيء فاستحسنه حياء من ال عز وجل وأنه مكث ثلثي سنة ل يل على ملكية قبيحا‬
‫ممد بن سعيد بن أبو السي الوراق‬
‫صاحب أب عثمان النيسابوري وكان فقيها يتكلم على العاملت ومن جيد كلمه قوله من غض بصره عن مرم أورثه ال بذلك حكمة على لسانه يهتدي با سامعوه ومن غض نفسه عن‬
‫شبهة نور ال قلبه نورا يهتدي به إل طريق مرضاة ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪168‬‬

‫يي بن عبدال بن موسى أبو زكريا الفارسي كتب بصر عن الربيع بن سليمان وكان ثقة عدل صدوقا عند الكام‬
‫ث دخلت سنة عشرين وثلثائة من الجرة‬
‫فيها كان مقتل القتدر بال الليفة وكان سبب ذلك أن مؤنسا الادم خرج من بغداد ف الحرم منها مغاضبا الليفة ف مالكيه وحشمه متوجها نو الوصل ورد من أثناء الطريق موله يسري‬
‫إل القتدر ليستعلم له أمره وبعث معه رسالة ياطب با أمي الؤمني ويعاتبه ف أشياء فلما وصل أمر الوزير وهو السي بن القاسم وكان من أكب أعداء مؤنس بأن يؤديها فامتنع من أدائها إل‬
‫إل الليفة فأحضره بي يديه وأمره بأن يقولا للوزير فامتنع وقال ما أمرن بذا صاحب فشتمه الوزير وشتم صاحبه مؤنسا وأمر بضربه ومصادرته بثلثمائة ألف دينار وأخذ خطه با وأمر بنهب‬
‫داره ث أمر الوزير بالقبض على أقطاع مؤنس وأملكه وأملك من معه فحصل من ذلك مال عظيم وارتفع أمر الوزير عند القتدر ولقبه عميد الدولة وضرب اسه على الدراهم والدناني‬
‫وتكن من المور جدا فعزل وول وقطع ووصل اياما يسية وفرح بنفسه حينا قليل وأرسل إل هارون بن عريب ف الال وإل ممد بن ياقوت يستحضرها إل الضرة عوضا عن مؤنس‬
‫فصمم الظفر مؤنس ف سيه فدخل الوصل وجعل يقول لمراء العراب إن الليفة قد ولن الوصل وديار ربيعة فالتف عليه منهم خلق كثي وجعل ينفق فيهم الموال الزيلة وله وهل إليهم‬
‫قبل ذلك أيادي سابغة وقد كتب الوزير إل آل حدان وهم وله الوصل وتلك النواحي يأمرهم بحاربته فركبوا إليه ف ثلثي ألفا وواجههم مؤنس ف ثانائة من مالكيه وخدمه فهزمهم ول‬
‫يقتل منهم سوى رجل واحد يقال له داود وكان من أشجعهم وقد كان مؤنس رباه وهو صغي ودخل مؤنس الوصل فقصدته العساكر من كل جانب يدخلون ف طاعته لحسانه إليهم قبل‬
‫ذلك من بغداد والشام ومصر والعراب حت صار ف جحافل من النود وأما الوزير الذكور فإنه ظهرت خيانته وعجزه فعزله القتدر ف ربيع الخر منها وول مكانه الفضل بن جعفر بن‬
‫ممد بن الفرات وكان آخر وزراء القتدر وأقام مؤنس بالوصل تسعة أشهر ث ركب ف اليوش ف شوال قاصدا بغداد ليطالب القتدر بأرزاق الجناد وإنصافهم فسار وقد بعث بي يديه‬
‫الطلئع حت جاء فنل بباب الشماسية ببغداد وقابله عنده ابن ياقوت وهاون بن عريب عن كره منه وأشي على الليفة أن يستدين من والدته مال ينفقه ف الجناد فقال ل يبق عندها شيء‬
‫وعزم الليفة على الرب إل واسط وأن يترك بغداد إل مؤنس حت يراجع أمر الناس ث يعود إليها فرده عن ذلك ابن ياقوت وأشار بواجهته لؤنس وأصحابه فإنم مت رأوا الليفة هربوا‬
‫كلهم إليه وتركوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪169‬‬

‫مؤنسا فركب وهو كارة وبي يديه الفقهاء ومعهم الصاحف النشورة وعليه البدة والناس حوله فوقف على تل عال بعيد من العركة ونودي ف الناس من جاء برأس فله خسة دناني ومن جاء‬
‫بأسي له عشرة دناني ث بعث إل أمراؤه يعزمون عليه أن يتقدم فامتنع من التقدم إل مل العركة ث ألوا عليه فجاء بعد تنع شديد فما وصل اليهم حت انزموا وفروا راجعي ول يلتفتوا إليه‬
‫ول عطفوا عليه فجاء بعد تنع شديد فما وصل إليهم حت انزموا وفروا راجعي ول يلتفتوا إليه ول عطفوا عليه فكان أول من لقيه من أمراء مؤنس علي بن بليق فلما رآه ترجل وقبل الرض‬
‫بي يديه وقال لعن ال من أشار عليك بالروج ف هذا اليوم ث وكل به قوما من الغاربة الببر فلما تركهم وإياه شهروا عليه السلح فقال لم ويلكم أنا الليفة فقالوا قد عرفناك يا سفلة إنا‬
‫أنت خليفة إبليس تنادي ف جيشك من جاء برأس فله خسة دناني وضربه أحدهم بسيفه على عاتقه فسقط إل الرض وذبه آخر وتركوا جثته وقد سلبوه كل شيء كان عليه حت سراويله‬
‫وبقي مكشوف العورة مندل على الرض حت جاء رجل فغطى عورته بشيش ث دفنه ف موضعه وعفا أثره وأخذت الغاربة رأس القتدر على خشبة قد رفعوها وهم يلعنونه فلما انتهوا به إل‬
‫مؤنس ول يكن حاضرا الوقعة فحي نظر إليه لطم رأس نفسه ووجهه وقال ويلكم وال ل آمركم بذا لعنكم ال وال لنقتلن كلنا ث ركب ووقف عند دار اللفة حت ل تنهب وهرب‬
‫عبدالواحد بن القتدر وهارون بن عريب وأبناء رايق إل الدائن وكان فعل مؤنس هذا سببا لطمع ملوك الطراف ف اللفاء وضعف أمر اللفة جدا مع ما كان القتدر يعتمده ف التبذير‬
‫والتفريط ف الموال وطاعة النساء وعزل الوزراء حت قيل إن جلة ما صرفه ف الوجوه الفاسدة ما يقارب ثاني ألف ألف دينار‬
‫ترجة القتدر بال‬
‫هو جعفر بن أحد العتضد بال أحد بن أب أحد الوفق بن جعفر التوكل على ال بن ممد العتصم بن هارون الرشيد يكن أبا الفضل أمي الؤمني العباسي مولده ف ليلة المعة لثمان بقي من‬
‫رمضان سنة ثنتي وثاني ومائتي وأمه أم ولد اسها شغب ولقبت ف خلفة ولدها بالسيدة بويع له باللفة بعد أخيه الكتفي يوم الحد لربع عشرة مضت من ذي القعدة سنة خس وتعسي‬
‫ومائتي وهو يومئذ ابن ثلث عشرة سنة وشهر وأيام ولذا أراد الند خلعه ف ربيع الول من سنة ست وتسعي متجي بصغره وعدم بلوغه وتولية عبدال بن العتز فلم يتم ذلك وانتقض‬
‫المر ف ثان يوم كما ذكرنا ث خلعوه ف الحرم من سنة سبع عشرة وثلثمائة وولوا أخاه ممدا القاهر كما تقدم فلم يتم ذلك سوى يومي ث رجع إل اللفة كما ذكرنا وقد كان القتدر‬
‫ربعة من الرجال حسن الوجه والعيني بعيد ما بي النكبي حسن الشعر مدور الوجه مشربا بمرة حسن اللف قد شاب رأسه وعارضاه وقد كان معطاءا جوادا وله عقل جيد وفهم وافر‬
‫وذهن صحيح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪170‬‬

‫وقد كان كثي التحجب والتوسع ف النفقات وزاد ف رسوم اللفة وأمور الرياسة وما زاد شيء إل نقص كان ف داره إحدى عشر ألف خادم خصي غي الصقالبة وأبناء فارس والروم‬
‫والسودان وكان له دار يقال لا دار الشجرة با من الثاث والمتعة شيء كثي جدا كما ذكرنا ذلك ف سنة خس حي قدم رسول ملك الروم وقد ركب القتدر يوما ف حراقة وجعل‬
‫يستعجل الطعام فأبطأوا به فقال للملح ويك هل عندك شيء آكل قال نعم فأتاه بشيء من لم الدي وخبز حسن وملوحا وغي ذلك فأعجبه ث استدعاه فقال هل عندك شيء من اللواء‬
‫فإن ل أحسن بالشبع حت آكل شيئا من اللواء فقال يا أمي الؤمني إن حلواءنا التمر والكسب فقال هذا شيء ل أطيقه ث جيء بطعام فأكل منه وأوت بالواءات فأكل وأطعم اللحي وأمر‬
‫أن يعمل كل ف الراقة بائت درهم حت إذا اتفق ركوبه فيها أكل منها وإن ل يتفق ركوبه كانت للملح وكان اللح يأخذ ذلك ف كل يوم عدة سني متعددة ول يتفق ركوبه مرة أخرى أبدا‬
‫وقد أراد بعض خواصه أن يطهر ولده فعمل أشياء هائلة ث طلب من أم الليفة أن يعار القرية الت عملت ف طهور القتدر من فضة لياها الناس ف هذا الهم فتلطفت أم القتدر عند ولدها‬
‫حت أطلقها له بالكلية وكان صفة قرية من القرى كلها من فضة بيوتا وأعاليقها وأبقارها وجالا ودوابا وطيورها وخيولا وزروعها وثارها وأشجارها وأنارها وما يتبع ذلك ما يكون ف‬
‫القرى الميع من فضة مصور وأمر بنقل ساطه إل دار هذا الرجل وأن ل يكلف شيء من الطاعم سوى سك طري فاشترى الرجل بثلثمائة دينار سكا طريا وكان جلة ما أنفق الرجل على‬
‫ساط القتدر ألفا وخسمائة دينار والميع من عند القتدر وكان كثي الصدقة والحسان إل أهل الرمي وأربابا الوظائف وكان كثي التنفل بالصلة والصوم والعبادة ولكنه كان مؤثرا‬
‫لشهواته مطيعا لصاياه كثي العزل والولية والتلون وما زال ذلك دأبه حت كان هلكه على يدي غلمان مؤنس الادم فقتل عند باب الشماسية لليلتي بقيتا من شوال من هذه السنة أعن‬
‫سنة ثلثمائة وعشرين وله من العمر ثان وثلثون سنة وكانت مدة خلفته أربعا وعشرين سنة وإحدى عشر شهرا وأربعة عشر يوما كان أكثر مدة من تقدمه من اللفاء‬
‫خلفة القاهر‬
‫لا قتل القتدر بال عزم مؤنس على تولية أب العباس بن القتدر بعد أبيه ليطيب قلب أم القتدر فعدل عن ذلك جهور من حضر من المراء فقال أبو يعقوب إسحاق بن إساعيل النوبت بعد‬
‫التعب والنكد نبايع لليفة صب له أم وخالت يطيعهن ويشاورهن ث أحضروا ممد بن العتضد وهو أخو القتدر فبايعه القضاة والمراء والوزراء ولقبوه بالقاهر بال وذلك ف سحر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪171‬‬

‫يوم الميس لليلتي بقيتا من شوال منها واستوزر أبا علي بن مقلة ث أبا جعفر ممد بن القاسم بن عبدال ث أبا العباس ث الصيب وشرع القاهر ف مصادرة أصحاب القتدر وتتبع أولده‬
‫واستدعى بأم القتدر وهي مريضة بالستسقاء وقد تزايد با الوجع من شدة جزعها على ولدها حي بلغها قتله وكيف بقي مكشوف العورة فبقيت أياما ل تأكل شيئا ث وعظها النساء حت‬
‫أكلت شيئا يسيا من البز واللح ومع هذا كله استدعى با القاهر فقررها على أموالا فذكرت له ما يكون للنساء من اللي والصاغ والثياب ول تقر بشيء من الموال والواهر وقالت له‬
‫لو كان عندي من هذا شيء ما سلمت ولدي فأمر بضربا وعلقت برجليها ومسها بعذاب شديد من العقوبة فأشهدت على نفسها ببيع أملكها فأخذه الند ما ياسبون به من أرزاقهم‬
‫وأرادها على بيع أوقافها فامتنعت من ذلك وأبت أشد الباء ث استدعى القاهر بماعة من أولد القتدر منهم أبو العباس وهارون والعباس وعلي والفضل وإبراهيم فأمر بصادرتم وحبسهم‬
‫وسلمهم إل حاجبه علي بن بليق وتكن الوزير علي بن مقلة فعزل وول وأخذ وأعطى أياما ومنع البيدي من عمالتهم وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن عمي بن جوصا‬
‫أبو السن الدمشقي أحد الحدثي الفاظ والرواة اليقاظ وإبراهيم بن ممد بن علي بن بطحاء بن علي بن مقلة أبو إسحاق التميمي الحتسب ببغداد روى عن عباس الدوري وعلي بن‬
‫حرب وغيها وكان ثقة فاضل مر يوما على القاضي أب عمر ممد بن يوسف والصوم عكوف على بابه والشمس قد ارتفعت عليهم فبعث حاجبه إليه يقول له إما أن ترج فتفصل بي‬
‫الصوم وإما أن تبعث فتعتذر إليهم إن كان لك عذر حت يعودوا إليك بعد هذا الوقت‬
‫أبو علي بن خيزران‬
‫الفقيه الشافعي أحد أئمة الذهب واسه السي بن صال بن خيزران الفقيه الكبي الورع عرض عليه منصب القضاء فلم يقبل فختم عليه الوزير علي بن عيسى على بابه ستة عشر يوما حت ل‬
‫يد أهله ماء إل من بيوت اليان وهو مع ذلك يتنع عليهم ول يل لم شيئا فقال الوزير إنا أردنا أن نعلم الناس أن ببلدنا وف ملكتنا من عرض عليه قضاء قضاة الدنيا ف الشارق والغارب‬
‫فلم يقبل وقد كانت وفاته ف ذي الجة منها وقد ذكرنا ترجته ف طبقات الشافعية با فيه كفاية عبداللك بن ممد بن عدي الفقيه الستراباذي أحد أئمة السلمي والفاظ الحدثي وقد‬
‫ذكرناه أيضا ف طبقات الشافعية‬
‫القاضي أبو عمر الالكي ممد بن يوسف‬
‫ابن إساعيل بن حاد بن زيد أبو عمر القاضي ببغداد ومعاملتا ف سائر البلد كان من أئمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪172‬‬

‫السلم علما ومعرفة وفصاحة وبلغة وعقل ورياسة بيث كان يضرب بعقله الثل وقد روى الكثي عن الشايخ وحدث عنه الدارقطن وغيه من الفاظ وحل الناس عنه علما كثيا من الفقه‬
‫والديث وقد جع قضاء القضاة ف سنة سبع عشرة وثلثائة وله مصنفات كثية وجع مسندا حافل وكان إذا جلس للحديث جلس أبو القاسم البغوي عن يينه وهو قريب من سن أبيه‬
‫وجلس عن يساره أيضا ابن صاعد وبي يديه أبو بكر النيسابوري وسائر الفاظ حول سريره من كل جانب قالوا ول ينتقد عليه حكم من أحكامه أخطأ فيه قط قلت وكان من أكب صواب‬
‫أحكامه وأصوبا قتله السي بن منصور اللج ف سنة تسع وثلثمائة كما تقدم وكان القاضي أبو عمر هذا جيل الخلق حسن العاشرة اجتمع عنده يوما أصحابه فجيء بثوب فاخر ليشتريه‬
‫بنحو من خسي دينارا فاستحسنه الاضرون فدعا بالقلنسي وأمره أن يقطع ذلك الثوب قلنس بعدد الاضرين وله مناقب وماسن جة رحه ال تعال توف ف رمضان منها عن ثان وسبعي‬
‫سنة وقد رآه بعضهم ف النام فقال له ما فعل بك ربك فقال غفر ل بدعوة الرجل الصال إبراهيم الرب‬
‫ث دخلت سنة إحدى وعشرين وثلثمائة‬
‫ف صفر منها أحضر القاهر رجل كان يقطع الطريق فضرب بي يديه ألف سوط ث ضربت عنقه وقطع أيدي أصحابه وأرجلهم وفيها أمر القاهر بإبطال المر والغان والقيان وأمر ببيع‬
‫الواري الغنيات بسوق النخس على أنن سواذج قال ابن الثي وإنا فعل ذلك لنه كان مبا للغناء فأراد أن يشتريهن برخص الثان نعوذ بال من هذه الخلق وفيها أشاعت العامة بينهم‬
‫بأن الاجب علي بن بليق يريد أن يلعن معاوية على النابر فلما بلغ الاجب ذلك بعث إل رئيس النابلة البباري أب ممد الواعظ ليقابله على ذلك فهرب واختفى فأمر بماعة من أصحابه‬
‫فنفوا إل البصرة وفيها عظم الليفة وزيره على بن مقلة وخاطبه بالحترام والكرام ث إن الوزير ومؤنسا الادم وعلي بن بليق وجاعة من المراء اشتوروا فيما بينهم على خلع القاهر وتولية‬
‫أب أحد الكتفي وبايعوه سرا فيما بينهم وضيقوا على القاهر بال ف رزقه وعلى من يتمع به وأرادوا القبض عليه سريعا فبلغ ذلك القاهر بلغه طريف اليشكري فسعى ف القبض عليهم فوقع‬
‫ف مالبه المي الظفر مؤنس الادم فأمر ببسه قبل أن يراه والحتياط على دوره وأملكه وكانت فيه عجلة وجرأة وطيش وهوج وخرق شديد وجعل ف منلته أمي المراء ورياسة اليش‬
‫طريفا اليشكري وقد كان أحد العداء لؤنس الادم قبل ذلك وقبض على بليق واختفى ولده علي بن بليق وهرب الوزير بن مقلة فاستوزر مكانه أبا جعفر ممد بن القاسم بن عبيدال ف‬
‫مستهل شعبان وخلع عليه وأمر بتحريق دار ابن مقلة ووقع النهب ببغداد وهاجت الفتنة وأمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪173‬‬


‫القاهر بأن يعل أبو أحد الكتفي بي حائطي ويسد عليه بالجر والكلس وهو حي فمات وأرسل منادي على الختفي إن من أخفاهم قتل وخربت داره فوقع بعلي بن بليق فذبح بي يديه كما‬
‫تذبح الشاة فأخذ رأسه ف طست ودخل به القاهر على أبيه بليق بنفسه فوضع رأس ابنه بي يديه فلما رآه بكى وأخذ يقبله ويترشفه فأمر بذبه أيضا فذبح ث أخذ الرأسي ف طستي فدخل‬
‫بما على مؤنس الادم فلما رآها تشهد ولعن قاتلهما فقال القاهر جروا برجل الكلب فأخذ فذبح أيضا وأخذ رأسه فوضع ف طست وطيف بالرؤس ف بغداد ونودي عليهم هذا جزاء من‬
‫يون المام ويسعى ف الدولة فسادا ث أعيدت الرؤس إل خزائن السلح وف ذي القعدة منها قبض القاهر على الوزير أب جعفر ممد بن القاسم وسجنه وكان مريضا بالقولنج فبقي ثانية‬
‫عشر يوما ومات وكانت وزارته ثلثة أشهر واثن عشر يوما واستوزر مكانه أبا العباس أحد بن عبدال بن سليمان الصيب ث قبض على طريف اليشكري الذي تعاون على مؤنس وابن بليق‬
‫وسجنه ولذا قيل من أعان ظالا سلطه ال عليه فلم يزل اليشكري ف البس حت خلع القاهر وفيها جاء الب بوت العامل بديار مصر وأن ابنه ممدا قد قام مقامه فيها وسارت اللع إليه من‬
‫القاهر بتنفيذ الولية واستقراره‬
‫ابتداء أمر بن بويه وظهور دولتهم‬
‫وهم ثلثة إخوة عماد الدولة أبو السن علي وركن الدولة أبو علي السن ومعر الدولة أبو السي أحد أولد أب شجاع بويه بن قباخسروبن تام بن كوهى بن شي زيل الصغر بن شيكيده‬
‫ابن شيزيل الكب بن شيان شاه بن شيويه بن سيسان شاه بن سيس بن فيوز بن شيزيل بن سيسان بن برام جور اللك بن يزد جرد اللك بن سابور اللك بن سابور ذي الكتاف‬
‫الفارسي كذا نسبهم المي أبو نصر بن ماكول ف كتابه وإنا قيل لم الديالة لنم جاوروا الديلم وكانوا بي أظهرهم مدة وقد كان ابوهم أبو شجاع بويه فقيا مدقعا يصطاد السمك‬
‫ويتطب بنوه الطب على رؤسهم وقد ماتت امرأته وخلفت له هؤلء الولد الثلثة فحزن عليها وعليهم فبينما هو يوما عند بعض أصحابه وهو شهريار بن رستم الديلمي إذ مر منجم‬
‫فاستدعاه فقال له إن رأيت مناما غريبا أحب أن نفسره ل رأيت كأن أبول فخرج من ذكري نار عظيمة حت كادت تبلغ عنان السماء ث انفرقت ثلث شعب ث انتشرت كل شعبة حت‬
‫صارت شعبا كثية فأضاءت الدنيا بتلك النار ورأيت البلد والعباد قد خضعت لذه النار فقال له النجم هذا منام عظيم ل أفسره لك إل بال جزيل فقال وال ل شيء عندي أعطيك ول‬
‫أملك إل فرسي هذه فقال هذا يدل على أنه يلك من صلبك ثلثة ملوك ث يكون من سللة كل واحد منهم ملوك عدة فقال له ويك أتسخر ب وأمر بنيه فصفعوه ث أعطاه عشرة دراهم‬
‫فقال لم النجم اذكروا هذا إذا قدمت عليكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪174‬‬

‫وأنتم ملوك وخرج وتركهم وهذا من أعجب الشياء وذلك أن هؤلء الخوة الثلثة كانوا عند ملك يقال له ( ماكان بن كان ) ف بلد طبستان فتسلط عليه مرداويح فضعف ( ماكان )‬
‫فتشاوروا ف مفارقته حت يكون من أمره ما يكون فخرجوا عنه ومعهم جاعة من المراء فصاروا إل مرادويح فأكرمهم واستعملهم على العمال ف البلدان فأعطى عماد الدولة على بويه‬
‫نيابة الكرخ فأحسن فيها السية والتف عليه الناس وأحبوه فحسده مردوايح وبعث إليه بعزله عنها ويستدعيه إليه فامتنع من القدوم عليه وصار إل أصبهان فحاربه نائبها فهزمه عماد الدولة‬
‫هزية منكرة واستول على أصبهان وإنا كان معه سبعمائة فارس فقهر با عشرة آلف فارس وعظم ف أعي الناس فلما بلغ ذلك مرداويح قلق منه فأرسل إليه جيشا فأخرجوه من أصبهان‬
‫فقصد أذربيجان فأخذها من نائبها وحصل له من الموال شيء كثي جدا ث أخذ بلدانا كثية واشتهر أمره وبعد صيته وحسنت سيته فقصده الناس مبة وتعظيما فاجتمع إليه من الند خلق‬
‫كثي وجم غفي فلم يزل يترقى ف مراقي الدنيا حت آل به وبأخويه الال إل أن ملكوا بغداد من أيدي اللفاء العباسيي وصار لم فيها القطع والوصل والولية والعزل واليهم تب الموال‬
‫ويرجع إليهم ف سائر المور والحوال على ما سنذكر ذلك مبسوطا وال الستعان وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن ممد بن سلمة‬
‫ابن سلمة بن عبداللك أبو جعفر الطحاوي نسبة إل قرية بصعيد مصر الفقيه النفي صاحب الصنفات الفيدة والفوائد الغزيرة وهو أحد الثقات الثبات والفاظ الهابذة وطحا بلدة بدريا‬
‫مصر وهو ابن أخت الزن توف ف مستهل ذي القعدة منها عن ثنتي وثاني سنة وذكر أبو سعيد السمعان أنه ولد ف سنة تسع وعشرين ومائتي فعلى هذا يكون قد جاوز التسعي وال أعلم‬
‫وذكر ابن خلكان ف الوفيات أن سبب انتقاله إل مذهب أب حنيفة ورجوعه عن مذهب خاله الزن أن خاله قال له يوما وال ل ييء منك شيء فغضب وتركه واشتغل على أب جعفر بن أب‬
‫عمران النفي حت برع وفاق أهل زمانه وصنف كتبا كثية منها أحكام القرآن واختلف العلماء ومعان الثار والتاريخ الكبي وله ف الشروط كتاب وكان بارعا فيها وقد كتب للقاضي أب‬
‫عبدال ممد بن عبدال وعدله القاضي أبو عبيد بن حربويه وكان يقول رحم ال الزن لو كان حيا لكفر عن يينه توف ف مستهل ذي القعدة كما تقدم ودفن بالقرافة وقبه مشهور با رحه‬
‫ال وقد ترجه ابن عساكر وذكر انه قد قدم دمشق سنة ثان وستي ومائتي وأخذ الفقه عن قاضيها أب حازم‬
‫أحد بن ممد بن موسى بن النضر‬
‫ابن حكيم بن علي بن زرب أبو بكر العروف بابن أب حامد صاحب بيت الال سع عباسا الدوري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪175‬‬

‫وخلقا وعنه الدارقطن وكان ثقة صدوقا جوادا مدحا اتفق ف أيامه أن رجل من أهل العلم كانت له جارية يبها حبا شديدا فركبته ديون اقتضت بيع تلك الارية ف الدين فلما أن قبض ثنها‬
‫ندم ندامة شديدة على فراقها وبقي متحيا ف أمره ث باعها الذي اشتراها فوصلت إل ابن أب حامد هذا وهو صاحب بيت الال فتشفع صاحبها الول الذي باعها ف الدين ببعض أصحاب‬
‫ابن أب حامد ف أن يردها إليه بثمنها وذكر له أنه يبها وأنه من أهل العلم وإنا باعها ف دين ركبه ل يد له وفاء فلما قال له ذلك ل يكن عند ابن أب حامد شعور با ذكر له من أمر الارية‬
‫وذلك أن امرأته كان اشترتا له ول تعلمه بعد بأمرها حت تل من استبائها وكان ذلك اليوم آخر الستباء فألبستها اللي والصاغ وصنتعها له وهيأتا حت صارت كأنا فلقة قمر وكانت‬
‫حسناء فحي شفع صاحبه فيها وذكر أمرها بت لعدم علمه با ث دخل على أهله يستكشف خبها من امرأته فإذا قد هيئت له فلما رآها على تلك الصفة فرح فرحا شديدا إذ وجدها كذلك‬
‫من أجل سيدها الول الذي تشفع فيه صاحبه فأخرجها معه وهو يظهر السرور وامرأته تظن أنه إنا أخذها ليطأها فأتى با إل ذلك الرجل بليها وزينتها فقال له هذه جاريتك فلما رآها على‬
‫تلك الصفة ف ذلك اللي والزينة مع السن الباهر اضطرب كلمه واختلط ف عقله ما رأى من حسن منظرها وهيئتها فقال نعم فقال خذها بارك ال لك فيها ففرح الفت با فرحا شديدا‬
‫وقال سيدي تأمر بن يمل ثنها إليك فقال ل حاجة لنا بثمنها وأنت ف حل منه أنفقه عليك وعليها فإن أخشى أن تفتقر فتبيعها لن ل يردها عليك فقال يا سيدي وهذا اللي والصاغ الذي‬
‫عليها فقال هذا شيء وهبناه لا ل نرجع فيه ول يعود إلينا أبدا فدعا له واشتد فرحه با جدا وأخذها وذهب فلما أراد أن يودع ابن أب حامد قال ابن أب حامد للجارية أيا أحب إليك نن أو‬
‫سيدك فقالت أما أنتم فقد أحسنتم إل وأعنتمون فجزاكم ال خيا وأما سيدي هذا فلو أن ملكت منه ما ملك من ل أبعه بالموال الزيلة ول فرطت فيه أبدا فاستحسن الاضرون كلمها‬
‫وأعجبهم ذلك من قولا مع صغر سنها‬
‫شغب أم أمي الؤمني القتدر بال اللقبة بالسيدة‬
‫كان دخلها من أملكها ف كل سنة ألف ألف دينار فكانت تتصدق بأكثر ذلك على الجيج ف أشربة وأزواد وأطباء يكونون معهم وف تسهيل الطرقات والوارد وكانت ف غاية الشمة‬
‫والرياسة ونفوذ الكلمة أيام ولدها فلما قتل كانت مريضة فزادها قتله مرضا إل مرضها ولا استقر أمر القاهر ف اللفة وهو ابن زوجها العتضد وأخو ابنها القتدر وقد كانت حضنته حي‬
‫توفيت أمه وخلصته من ابنها لا أخذت البيعة باللفة له ث رجع ابنها إل اللفة فشفعت ف القاهر وأخذته إل عندها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪176‬‬

‫فكانت تكرمه وتشتري له الواري فلما قتل ابنها وتول مكانه طلبها وهي مريضة فعاقبها عقوبة عظيمة جدا حت كان يعلقها برجليها ورأسها منكوس فربا بالت فيسيل البول على وجهها‬
‫ليقررها على الموال فلم يد لا شيئا سوى ثيابا ومصاغها وحليها ف صناديقها قيمة ذلك مائة ألف دينار وثلثون ألف دينار وكان لا غي ذلك أملك أمر ببيعها وأتى بالشهود ليشهدوا‬
‫عليها بالتوكيل ف بيعها فامتنع الشهود من الشهادة حت ينظروا إليها ويلوها فرفع الستر بإذن الليفة فقالوا لا أنت شغب جارية العتضد أم جعفر القتدر فبكت بكاء طويل قم قالت نعم‬
‫فكتبوا حليتها عجوز سراء اللون دقيقة البي وبكى الشهود وتفكروا كيف يتقلب الزمان بأهله وتنقل الدثان وأن الدنيا دار بلء ل بفي مرجوها بخوفها ول يسلم طلوعها من كسوفها من‬
‫ركن إليها أحرقته بنارها ول يذكر القاهر شيئا من إحسانا إليه رحها ال وعفا عنه توفيت ف جادى الول من هذه السنة ودفنت بالرصافة‬
‫عبدالسلم بن ممد‬
‫ابن عبدالوهاب بن سلم بن خالد بن حران بن أبان مول عثمان بن عفان وهو أبو هاشم ابن أب علي البائي التكلم ابن التكلم العتزل ابن العتزل واليه تنسب الطائفة الاشية من العتزلة وله‬
‫مصنفات ف العتزال كما لبيه من قبله مولده سنة سبع وأربعي ومائتي توف ف شعبان منها قال ابن خلكان وكان له ابن يقال له أبو علي دخل يوما على الصاحب بن عباد فأكرمه واحترمه‬
‫وسأله عن شيء من السائل فقال ل أعرف نصف العلم فقال صدقت وسبقك أبوك إل الهل بالنصف الخر‬
‫أحد بن السن بن دريد بن عتاهية‬
‫أبو بكر بن دريد الزدي اللغوي النحوي الشاعر صاحب القصورة ولد بالبصرة ف سنة ثلث وعشرين ومائتي وتنقل ف البلد لطلب العلم والدب وكان أبوه من ذوي اليسار وقدم بغداد‬
‫وقد أسن فأقام با إل أن توف ف هذه السنة روى عن عبدالرحن بن أخي الصمعي وأب حات والرياشي وعنه أبو سعيد السياف وأبو بكر بن شاذان وأبو عبيد ال بن الرزبان وغيهم ويقال‬
‫كان أعلم من شعر من العلماء وقد كان متهتكا ف الشراب منهمكا فيه قال أبو منصور الزهري دخلت عليه فوجدته سكران فلم أعد إليه وسئل عنه الدارقطن فقال تكلموا فيه وقال ابن‬
‫شاهي كنا ندخل عليه فنستحي ما نراه من العيدان العلقة وآلت اللهو والشراب الصفى وقد جاوز التسعي وقارب الائة توف يوم الربعاء لثنت عشرة بقيت من شعبان وف هذا اليوم توف‬
‫أبو هاشم ابن أب علي البائي العتزل فصلي عليهما معا ودفنا ف مقبة اليزران فقال الناس مات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪177‬‬

‫اليوم عال اللغة وعال الكلم وكان ذلك يوما مطيا ومن مصنفات ابن دريد المهرة ف اللغة نو عشر ملدات وكتاب الطر والقصورة والقصيدة الخرى ف القصور والمدود وغي ذلك‬
‫سامه ال‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وعشرين وثلثمائة‬
‫فيها قصد ملك الروم ملطية ف خسي ألفا فحاصرهم ث أعطاهم المان حت تكن منهم فقتل منهم خلقا كثيا وأسر ما ل يصون كثرة فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها وردت الخبار أن‬
‫مردوايح قد تسلم أصبهان وانتزعها من علي بن بويه وأن علي بن بويه توجه إل أرجان فأخذها وقد أرسل ابن بويه إل الليفة بالطاعة والعونة وإن أمكن أن يقبل العتبة الشريفة ويضر بي‬
‫يدي الليفة إن رسم ويذهب إل شياز فيكون مع ابن ياقوت ث اتفق الال بعد ذلك أن صار إل شياز وأخذها من نائبها ابن ياقوت بعد قتال عظيم ظفر فيه ابن بويه بابن ياقوت وأصحابه‬
‫فقتل منهم خلقا وأسر جاعة فلما تكن أطلقهم وأحسن إليهم وخلع عليهم وعدل ف الناس وكانت معه أموال كثية قد استفادها من أصبهان والكرخ وهذان وغيها وكان كريا جوادا‬
‫معطيا للجيوش الذين قد التفوا عليه ث إنه أملق ف بعض الحيان وهو بشياز وطالبه الند بأرزاقهم وخاف أن ينحل نظام أمره وملكه فاستلقى على قفاه يوما مفكرا ف أمره وإذا حية قد‬
‫خرجت من شق ف سقف الكان الذي هو فيه ودخلت ف آخر فأمر بنع تلك السقوف فوجد هناك مكانا فيه شيء كثي من الذهب نو خسمائة ألف دينار فأنفق ف جيشه ما أراد وبقي‬
‫عنده شيء كثي وركب ذات يوم يتفرج ف جوانب البلد وينظر إل ما بنته الوائل ويتعظ بن كان فيه قبله فانسفت الرض من تت قوائم فرسه فأمر فحفر هنالك فوجد من الموال شيئا‬
‫كثيا أيضا واستعمل عند رجل خياط قماشا ليلبسة فاستبطأه فأمر بإحضاره فلما وقف بي يديه تدده وكان الياط أصم ل يسمع جيدا فقال وال أيها اللك ما لبن ياقوت عندي سوى اثنا‬
‫عشر صندوقا ل أدري ما فيها فأمر بإحضارها فإذا فيها أموال عظيمة تقارب ثلثمائة ألف دينار واطلع على ودائع كانت ليعقوب بن الليث فيها من الموال مال يد ول يوصف كثرة فقوى‬
‫أمره وعظم سلطانه جدا وهذا كله من المور القدرة لا يريد ال بم من السعادة الدنيوية بعد الوع والقلة وربك يلق ما يشاء ويتار وكتب إل الراضي وزيره ابن مقلة أن يقاطع على ما‬
‫قبله من البلد على ألف ألف ف كل سنة فأجابه الراضي إل ذلك وبعث إليه باللع واللواء وأبة اللك وفيها قتل القاهر أميين كبيين وها إسحاق بن إساعيل النوبت وهو الذي كان قد‬
‫أشار على المراء بلفة القاهر وأبا السرايا بن حدان أصغر ولد أبيه وكان ف نفس القاهر منهما بسبب أنما زايداه من قبل أن يلي اللفة ف جاريتي مغنيتي فاستدعاها إل السامرة فتطيبا‬
‫وحضرا فأمر بإلقائهما ف‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪178‬‬

‫جب هناك فتضرعا إليه فلم يرحهما بل ألقيا فيها وطم عليهما‬
‫ذكر خلع القاهر وسل عينيه وعذابه‬
‫وكان سبب ذلك أن الوزير علي بن مقلة كان قد هرب حي قبض على مؤنس كما تقدم فاختفى ف داره وكان يراسل الند ويكاتبهم ويغريهم بالقاهر ويوفهم سطوته وإقدامه وسرعة بطشه‬
‫ويبهم بأن القاهر قد أعد لكابر المراء أماكن ف دار اللفة يسجنهم فيها ومهالك يلقيهم فيها كما فعل بفلن وفلن فهيجهم ذلك على القبض على القاهر فاجتعموا وأجعوا رأيهم على‬
‫مناجزته ف هذه الساعة فركبوا مع المي العروف بسيما وقصدوا دار اللفة فأحاطوا با ث هجموا عليه من سائر أبوابا وهو ممور فاختفى ف سطح حام فظهروا عليه فقبضوا عليه‬
‫وحبسوه ف مكان طريف اليشكري وأخرجوا طريفا من السجن وخرج الوزير الصيب مستترا ف زي امرأة فذهب واضطربت بغداد ونبت وذلك يوم السبت لثلث خلون من جادى الول‬
‫فيها ف الشهر الذي ماتت فيه شغب فلم يكن بي موتا والقبض عليه وسل عينيه وعذابه بأنواع العقوبات إل مقدار سنة واحدة وانتقم ال منه ث أمروا بإحضاره فلما حضر سلوا عينيه حت‬
‫سالتا على خديه وارتكب منه أمر عظيم ل يسمع مثله ف السلم ث أرسلوه وكان تارة يبس وتارة يلى سبيله وقد تأخر موته إل سنة ثلث وثلثي وثلثمائة وافتقر حت قام يوما بامع‬
‫النصور فسأل الناسب فأعطاه رجل خسمائة دينار ويقال إنا أراد بسؤاله التشنيع عليهم وسنذكر ترجته إذا ذكرنا وفاته‬
‫خلفة الراضي بال أب العباس ممد بن القتدر بال‬
‫لا خلعت الند القاهر وسلوا عينيه أحضروا أبا العباس ممد بن القتدر بال فبايعوه باللفة ولقبوه الراضي بال وقد أشار أبو بكر الصول بأن يلقب بالرضي بال فلم يقبلوا وذلك يوم‬
‫الربعاء لست خلون من جادى الول منها وجاؤا بالقاهر وهو أعمى قد سلت عيناه فأوقف بي يديه فسلم عليه باللفة وسلها إليه فقام الراضي بأعبائها وكان من خيار اللفاء على ما‬
‫سنذكره وأمر بإحضار أب علي بن مقلة فوله الوزارة وجعل علي بن عيسى ناظرا معه وأطلق كل من كان ف حبس القاهر واستدعى عيسى طبيب القاهر فصادره بائت ألف دينار وتسلم منه‬
‫الوديعة الت كان القاهر أودعه إياها وكانت جلة مستكثرة من الذهب والفضة والواهر النفيسة وفيها عظم أمر مرداويج بأصبهان وتدث الناس أنه يريد أخذ بغداد وأنه مالئ لصاحب‬
‫البحرين أمي القرامطة وقد اتفقا على رد الدولة من العرب إل العجم وأساء السية ف رعيته ل سيما ف خواصه فتمالؤا عليه فقتلوه وكان القائم بأعباء قتله أخص ماليكه وهو يكم بيض ال‬
‫وجهه ويكم هذا هو الذي استنقذ الجر السود من أيدي القرامطة حت ردوه واشتراه منهم بميس ألف دينار ولا قتل المي يكم مرداويج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪179‬‬

‫عظم أمر علي بن بويه وارتفع قدره بي الناس وسيأت ما آل إليه حاله ولا خلع القاهر وول الراضي طمع هارون بن عريب ف اللفة لكونه ابن خال القتدر وكان نائبا على ماه والكوفة‬
‫والدينور وما سبذان فدعا إل نفسه واتبعه خلق كثي من الند والمراء وجب الموال واستفحل أمره وقويت شوكته وقصد بغداد فخرج إليه ممد بن ياقوت رأس الجبة بميع جند بغداد‬
‫فاقتتلوا فخرج ف بعض اليام هارون بن عريب يتقصد لعله يعمل حيلة ف أسر ممد بن ياقوت فتقنطر به فرسه فألقاه ف نر فضربه غلمه حت قتله وأخذ راسه حت جاء به إل ممد بن‬
‫ياقوت وانزم أصحابه ورجع ابن ياقوت فدخل بغداد ورأس هارون بن عريب يمل على رمح ففرح الناس بذلك وكان يوما مشهودا وفيها ظهر ببغداد رجل يعرف بأب جعفر ممد بن علي‬
‫الشلمغان ويقال له ابن العرافة فذكروا عنه أنه يدعي ما كان يدعيه اللج من اللية وكانوا قد قبضوا عليه ف دولة القتدر عند حامد بن العباس واتم بأنه يقول بالتناسخ فأنكر ذلك ولا‬
‫كانت هذه الرة أحضره الراضي وادعى عليه با كان ذكر عنه فأنكر ث أقر بأشياء فأفت قوم أن دمه حلل إل أن يتوب من هذه القالة فأب أن يتوب فضرب ثاني سوطا ث ضربت عنقه‬
‫وألق باللج وقتل معه صاحبه ابن أب عون لعنه ال وكان هذا اللعي من جلة من اتبعه وصدقه فيما يزعمه من الكفر وقد بسط ابن الثي ف كامله مذهب هؤلء الكفرة بسطا جيدا وشبه‬
‫مذهبهم بذهب النصيية وادعى رجل آخر ببلد الشاش النبوة وأظهر الخاريق وأشياء كثية من اليل فجاءته اليوش فقاتلوه وانطفأ أمره‬
‫وفاة الهدي صاحب أفريقية‬
‫وفيها كان موت الهدي صاحب إفريقية أول خلفاء الفاطميي الدعياء الكذبة وهو أبو ممد عبيدال الدعي أمه علوي وتلقب بالهدي وبن الهدية ومات با عن ثلث وستي سنة وكانت‬
‫وليته منذ دخل رقادة وادعى المامة أربعا وعشرين سنة وشهرا وعشرين يوما وقد كان شهما شجاعا ظفر بماعة من خالفه وناوأه وقاتله وعاداه فلما مات قام بأمر اللفة من بعده ولده‬
‫أبو القاسم اللقب بالليفة القائم بأمر ال وحي توف أبوه كتم موته سنة حت دبر ما أراده من المور ث أظهر ذلك وعزاه الناس فيه وقد كان كأبيه شهما شجاعا فتح البلد وأرسل السرايا‬
‫إل بلد الروم ورام أخذ الديار الصرية فلم يتفق له ذلك وإنا أخذ الديار الصرية ابن ابنه العز الفاطمي بان القاهرة العزية كما سنذكره إن شاء ال قال ابن خلكان ف الوفيات وقد اختلف‬
‫ف نسب الهدي هذا اختلفا كثيا جدا فقال صاحب تاريخ القيوان هو عبيد ال بن السن بن ممد بن علي بن موسى بن جعفر بن ممد بن علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪180‬‬

‫ابن السي بن علي بن أب طالب وقال غيه هو عبيدال بن التقي وهو السي بن الوف بن أحد بن الرضي وهو عبدال هذا وهو ابن ممد بن إساعيل بن جعفر الصادق وقيل غي ذلك ف‬
‫نسبه قال ابن خلكان والحققون ينكرون دعواه ف النسب قلت قد كتب غي واحد من الئمة منهم الشيخ أبو حامد السفرايين والقاضي الباقلن والقدوري أن هؤلء أدعياء ليس لم‬
‫نسب صحيح فيما يزعمونه وأن والد عبيد ال الهدي هذا كان يهوديا صباغا بسلمية وقيل كان اسع سعد وإنا لقب بعبيدال زوج أمه السي بن أحد بن ممد بن عبدال بن ميمون القداح‬
‫وسى القداح لنه كان كحال يقدح العيون وكان الذي وطأ له المر بتلك البلد أبو عبدال الشيعي كما قدمنا ذلك ث استدعاه فلما قدم عليه من بلد الشرق وقع ف يد صاحب سجلماسة‬
‫فسجنه فلم يزل الشيعي يتال له حت استنقذه من يده وسلم إليه المر ث ندم الشيعي على تسليمه المر وأراد قتله ففطن عبيدال لا أراد به فأرسل إل الشيعي من قتله وقتل أخاه معه ويقال‬
‫إن الشيعي لا دخل السجن الذي قد حبس فيه عبيدال هذا وجد صاحب سجلماسة قد قتله ووحد ف السجن رجل مهول مبوسا فأخرجه إل الناس لنه كان قد أخب الناس أن الهدي كان‬
‫مبوسا ف سجلماسة وأنه إنا يقاتل عليه فقال للناس هذا هو الهدي وكان قد أوصاه أن ل يتكلم إل با يأمره به وإل قتله فراج أمره فهذه قصته وهؤلء من سللته وال أعلم وكان مولد‬
‫الهدي هذا ف سنة ستي ومائتي وقيل قبلها وقيل بعدها بسلمية وقيل بالكوفة وال أعلم وأول ما دعى له على منابر رقادة والقيوان يوم المعة لسبع بقي من ربيع الخر سنة سبع وتسعي‬
‫ومائتي بعد رجوعه من سجلماسة وكان ظهوره با ف ذي الجة من السنة الاضية سنة ست وتسعي ومائتي فلما ظهر زالت دولة بن العباس عن تلك الناحية من هذا الي إل أن ملك‬
‫العاضد ف سنة سبع وستي وخسمائة توف بالدينة الهدية الت بناها ف أيامه للنصف من ربيع الول منها وقد جاوز الستي على الشهور وسيفصل ال بي المر والأمور يوم البعث والنشور‬
‫وفيها توف من العيان أحد بن عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضي مصر حدث عن أبيه بكتبه الشهورة وتوف وهو قاض بالديار الصرية ف ربيع الول منها‬
‫حد بن أحد بن القاسم أبو علي الروذباري‬
‫وقيل اسه أحد بن ممد ويقال السي بن المام والصحيح الول أصله من بغداد وسكن مصر وكان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة وصحب النيد وسع الديث وحفظ منه كثيا وتفقه‬
‫بإبراهيم الرب وأخذ النحو عن ثعلب وكان كثي الصدقة والب للفقراء وكان إذا أعطى الفقي شيئا جعله ف كفه تت يد الفقي ث يتناوله الفقي يريد أن ل تكون يد الفقي تت يديه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪181‬‬

‫قال أبو نعيم سئل أبو علي الروذباري عمن يسمع اللهي ويقول إنه وصل إل منلة ل يؤثر فيه اختلف الحوال فقال نعم وصل ولكن إل سقر وقال الشارة البانة لا تضمنه الوجد من‬
‫الشار إليه ل غي وف القيقة أن الشارة تصححها العلل والعلل بعيدة من غي القائق وقال من الغترار أن تسيء فيحسن إليك فتترك النابة والتوبة توها أنك تسامح ف الفوات وترى أن‬
‫ذلك من بسط الق لك وقال تشوقت القلوب إل مشاهدة ذات الق فألقيت إليها السامي فركنت إليها مشغوفة با عن الذات إل أوان التجلي فذلك قوله ول الساء السن فادعوه با‬
‫فوقفوا معها عن إدراك القائق فأظهر السامي وأبراها للخلق لتسكي شوق الحبي إليه وتأنيس قلوب العارفي به وقال ل رضى لن ل يصب ول كمال لن ل يشكر وبال وصل العارفون إل‬
‫مبته وشكروه على نعمته وقال إن الشتاقي إل ال يدون حلوة الشوق عند ورود الكاشف لم عن روح الوصال إل قربه أحلى من الشهد وقال من رزق ثلثة أشياء فقد سلم من الفات‬
‫بطن جائع معه قلب قانع وفقر دائم معه زهد حاضر وصب كامل معه قناعة دائمة وقال ف اكتساب الدنيا مذلة النفوس وف اكتساب الخرة عزها فيا عجبا لن يتار الذلة ف طلب ما يفن‬
‫‪ ...‬على العز ف طلب ما يبقى ومن شعره ‪ ...‬لو مضى الكل من ل يكن عجبا ‪ ...‬وإنا عجب ف البعض كيف بقى ‪ ...‬أدرك بقية روح منك قد تلفت ‪ ...‬قبل ‪ 8‬الفراق فهذا آخر الرمق‬
‫ممد بن إساعيل‬
‫العروف بي النساج أبو السن الصوف من كبار الشايخ ذوي الحوال الصالة والكرامات الشهورة أدرك سريا السقطي وغيه من مشايخ القوم وعاش مائة وعشرين سنة ولا حضرته‬
‫الوفاة نظر إل زاوية البيت فقال قف رحك ال فإنك عبد مأمور وأنا عبد مأمور وما أمرت به ل يفوت وما أمرت به يفوت ث قام وتوضأ وصلى وتدد ومات رحه ال تعال وقد رآه بعضهم‬
‫ف النام فقال له ما فعل ال بك فقال استرحنا من دنياكم الوخيمة‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وثلثلمائة‬
‫فيها أحضر ابن شنبود القري فأنكر عليه جاعة من الفقهاء والقراء حروفا انفرد با فاعترف ببعضها وأنكر بعضها فاستتيب من ذلك واستكتب خطه بالرجوع عما نقم عليه وضرب سبع درر‬
‫بإشارة الوزير أب علي بن مقلة ونفي إل البصرة فدعا على الوزير أن تقطع يده ويشتت شله فكان ذلك عما قريب وف جادى الخرة نادى ابن الرسي صاحب الشرطة ف الانبي من بغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪182‬‬

‫أن ل يتمع اثنان من أصحاب أب ممد البباري الواعظ النبلي وحبس من أصحابه جاعة واستتر ابن البباري فلم يظهر مدة قال ابن الوزي ف النتظم وف شهر أيار تكاثفت الغيوم‬
‫واشتد الر جدا فلما كان آخر يوم منه وهو الامس والعشرين من جادى الخرة منها هاجت ريح شديدة جدا وأظلمت الرض واسودت إل بعد العصر ث خفت ث عادت إل بعد عشاء‬
‫الخرة وفيها استبطأ الجناد أرزاقهم فقصدوا دار الوزير أب علي بن مقلة فنقبوها وأخذوا ما فيها ووقع حريق عظيم ف طريق الوازين فاحترق الناس شيء كثي فعوض عليهم الراضي بعض‬
‫ما كان ذهب لم وف رمضان اجتمع جاعة من المراء على بيعة جعفر بن الكتفي فظهر الوزير على أمرهم فحبس جعفرا ونبت داره وحبس جاعة من كان بايعه وانطفأت ناره وخرج‬
‫الجاج ف غفارة المي لؤلؤ فاعترضهم أبو طاهر القرمطي فقتل أكثرهم ورجع من انزم منهم إل بغداد وبطل الج ف هذه السنة من طريق العراق قال ابن الوزي وفيها نساقطت كواكب‬
‫كثية بغداد والكوفة على صورة ل ير مثلها ول ما يقاربا وغل السعر ف هذه السنة حت بيع الكر من النظة بائة وعشرين دينارا وفيها على الصحيح كان كقتل مرداويج بن زياد الديلمي‬
‫وكان قبحه ال سيء السية والسريرة يزعم أن روح سليمان بن داود حلت فيه وله سرير من ذهب يلس عليه والتراك بي يديه ويزعم أنم الن الذين سخروا لسليمان بن داود وكان‬
‫يسيء العاملة لنده ويتقرهم غاية الحتقار فما زال ذلك دأبه حت أمكنهم ال منه فقتلوه شر قتلة ف حام وكان الذي مال علي قتله غلمه بكم التركي وكان ركن الدولة بن بؤيه رهينة‬
‫عنده فأطلق لا قتل فذهب إل أخيه عماد الدولة وذهبت طائفة من التراك معه إل أخيه والتفت طائفة منهم على بكم فسار بم إل بغداد بإذن الليفة له ف ذلك ث صرفوا إل البصرة‬
‫فكانوا با وأما الديلم فإنم بعثوا إل أخي مرداويج وهو وشكي فلما قدم عليهم تلقوه إل أثناء الطريق حفاة مشاة فملكوه عليهم لئل يذهب ملكهم فانتدب إل ماربته اللك السعيد نصر بن‬
‫أحد السامان نائب خراسان وما وراء النهر وما والها من تلك البلد والقاليم فانتزع منه بلدانا هائلة وفيها بعث القائم بأمر ال الفاطمي جيشا من إفريقية ف البحر إل ناحية الفرنج‬
‫فافتتحوا مدينة جنوه وغنموا غنائم كثية وثروة ورجعوا سالي غاني وفيها بعث عماد الدولة إل أصبهان فاستول عليها وعلى بلد البل واتسعت ملكته جدا وفيها كان غلء شديد‬
‫براسان ووقع با فناء كثي بيث كان يهمهم أمر دفن الوتى وفيها قتل ناصر الدولة أبو السن بن حدان نائب الوصل عمه أبا العلء سعيد بن حدان لنه أراد أن ينتزعها منه فبعث إليه‬
‫الليفة وزيره أبا علي بن مقلة ف جيوش فهرب منه ناصر الدولة فلما طال مقام ابن مقلة بالوصل ول يقدر على ناصر الدولة رجع إل بغداد فاستقرت‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪183‬‬

‫يد ناصر الدولة على الوصل وبعث به إل الليفة أن يضمنه تلك الناحية فأجيب إل ذلك واستمر الال على ما كان وخرج الجيج فلقيهم القرمطي فقاتلهم وظفر بم فسألوه المان فأمنهم‬
‫على أن يرجعوا بغداد فرجعوا وتعطل الج عامهم ذلك أيضا وفيها توف من العيان‬
‫نفطويه النحوي‬
‫واسه إبراهيم بن ممد بن عرفة بن سليمان بن الغية بن حبيب بن الهلب بن صفرة الزدي أبو عبدال العتكي العروف بنفطويه النحوي له مصنفات فيه وقد سع الديث وروى عن الشايخ‬
‫وحدث عنه الثقات وكان صدوقا وله أشعار حسنة وروى الطيب عن نفطويه أنه مر على بقال فقال له أيها الشيخ كيف الطريق إل درب الرآسي يعن درب الرواسي فالتفت البقال إل‬
‫جاره فقال له قبح ال غلمي أبطأ علي بالسلق ولو كان عندي لصفعت هذا بزمة منه فانصرف عنه نفطويه ول يرد عليه توف نفطويه ف شهر صفر من هذه السنة عن ثلث وثاني سنة‬
‫وصلى عليه البباري رئيس النابلة ودفن بقابر دار الكوفة وما أنشده أبو علي القال ف والمال له ‪ ...‬قلب أرق عليه من خديكا ‪ ...‬وفؤادي أوهى من قوى جفنيكا ‪ ...‬ل ل ترق لن‬
‫يعذب نفسه ‪ ...‬ظلما ويعطفه هواه عليكا ‪ ...‬قال ابن خلكان وف نفطويه يقول أبو ممد عبدال بن زيد بن علي بن السن الواسطي التكلم الشهور صاحب المامة وإعجاز القرآن وغي‬
‫ذلك من الكتب من سره أن ل يرى فاسقا فليجتهد أن ل يرى نفطويه أحرقه ال بنصف اسه وصي الباقي صراخا عليه قال الثعالب إنا سى نفطويه لدمامته وقال ابن خالويه ل يعرف من اسه‬
‫إبراهيم وكنيته أبو عبدال سواه‬
‫عبدال بن عبدالصمد بن الهتدي بال الاشي العباسي‬
‫حدث عن بشار بن نصر اللب وغيه وعنه الدارقطن وغيه وكان ثقة فاضل فقيها شافعيا عبداللك بن ممد بن عدي أبو نعيم الستراباذي الحدث الفقيه الشافعي أيضا توف عن ثلث‬
‫وثاني سنة علي بن الفضل بن طاهر بن نصر بن ممد أبو السن البلخي كان من الوالي ف طلب الديث وكان ثقة حافظا سع أبا هاشم الرازي وغيه وعنه الدراقطن وغيه ممد بن أحد‬
‫بن أسد أبو بكر الافظ و ويعرف بابن البستبنان سع الزبي بن بكار وغيه وعنه الدارقطن وغيه جاوز الثماني‬
‫ث دخلت سنة أربع وعشرين وثلثمائة‬
‫فيها جاءت الند فأحدقوا بدار اللفة وقالوا ليخرج إلينا الليفة الراضي بنفسه فيصلي بالناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪184‬‬

‫فخرج فصلى بم وخطبهم وقبض الغلمان علي الوزير ابن مقلة وسألوا الليفة أن يستوزر غيه فرد الية إليهم فاختاروا علي بن عيسى فلم يقبل وأشار بأخيه عبدالرحن بن عيسى فاستوزه‬
‫وأحرقت دار ابن مقلة وسلم هو إل عبدالرحن بن عيسى فضرب ضربا عنيفا وأخذ خطه بألف ألف دينار ث عجز عبدالرحن بن عيسى فعزل بعد خسي يوما وقلد الوزارة أبو جعفر بن‬
‫القاسم الكرخي فصادر علي بن عيسى بائة ألف دينار وصارد أخاه عبدالرحن بن عيسى بسبعي ألف دينار ث عزل بعد ثلثة أشهر ونصف وقلد سليمان بن السي ث عزل بأب الفتح الفضل‬
‫بن جعفر بن الفرات وذلك ف السنة التية وأحرقت داره كما أحرقت دار ابن مقلة ف يوم أحرقت تلك فيه سنة بينهما واحدة وهذا كله من تبيط التراك والغلمان ولا أحرقت دار ابن مقلة‬
‫ف هذه السنة كتب بعض الناس على بعض جدرانا ‪ ...‬أحسنت ظنك باليام إذ حسنت ‪ ...‬ول تف يوما يأت به القدر ‪ ...‬وسالتك الليال فاغتررت با ‪ ...‬وعند صفو الليال يدث الكدر‬
‫‪ ...‬وفيها ضعف أمر اللفة جدا وبعث الراضي إل ممد بن رائق وكان بواسط يدعوه إليه ليوليه إمرة المراء ببغداد وأمر الراج والغل ف جيع البلد والدواوين وأمر أن يطب له على‬
‫جيع النابر وأنفذ إليه باللع فقدم ابن رائق إل بغداد على ذلك كله ومعه المي بكم التركي غلم مرداويج وهو الذي ساعد على قتل مرداويج واستحوذ ابن رائق على أموال العراق‬
‫بكماله ونقل أموال بيت الال إل داره ول يبق للوزير تصرف ف شيء بالكلية ووهى أمر اللفة جدا واستقل نواب الطراف بالتصرف فيها ول يبق للخليفة حكم ف غي بغداد ومعاملتا‬
‫ومع هذا ليس له مع ابن رائق نفوذ ف شيء ول تفرد بشيء وا كلمة تظاع وإنا يمل إليه ابن رائق ما يتاج إليه من الموال والنفقات وغيها وهكذا صار أمر من جاء بعده من أمراء‬
‫الكابر كانوا ل يرفعون راسا بالليفة وأما بقية الطراف فالبصرة مع ابن رائق هذا يول فيها من شاء وخوزستان إل أب عبدال البيدي وقد غلب ابن ياقوت على ما كان بيده ف هذه السنة‬
‫من ملكة تستر وغيها واستحوذ على حواصلها وأموالا وأمر فارس إل عماد الدولة بن بويه ينازعه ف ذلك وشكي أخو مرداويج وكرمان بيد أب علي ممد بن إلياس بن اليسع وبلد‬
‫الوصل والزيرة وديار بكر ومضر وربيعة مع بن حدان ومصر والشام ف يد ممد بن طغج وبلد إفريقية والغرب ف يد القائم بأمر ال ابن الهدي الفاطمي وقد تلقب بأمي الؤمني‬
‫والندلس ف يد عبدالرحن بن ممد اللقب بالناصر الموي وخراسان وما وراء النهر ف يد السعيد نصر بن أحد السامان وطبستان وجرجان ف يد الديلم والبحرين واليمامة وهجر ف يد‬
‫أب طاهر سليمان بن أب سعيد الناب القرمطي وفيها وقع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪185‬‬

‫ببغداد غلء عظيم وفناء كثي بيث عدم البز منها خسة أيام ومات من أهلهاخلق كثي وأكثر ذلك كام ف الضعفاء وكان الوتى يلقون ف الطريق ليس لم من يقوم بم ويمل على النازة‬
‫الواحدة الرجلن من الوتى وربا يوضع بينهم صب وربا حفرت الفرة الواحدة فتوسع حت يوضع فيها جاعة ومات من أهل أصبهان نو من مائت ألف إنسان وفيها وقع حريق بعمان أحرق‬
‫فيه من السودان ألف ومن البيضان خلق كثي وكان جلة ما أحرق فيه أربعمائة حل كافور وعزل الليفة أحد بن كيغلغ عن نيابة الشام وأضاف ذلك إل ابن طغج نائب الديار الصرية وفيها‬
‫ولد عضد الدولة أبو شجاع فنا خسرو بن ركن الدولة بن بويه بأصبهان وفيها توف من العيان‬
‫ابن ماهد القري‬
‫أبو بكر أحد بن موسى بن العباس بن ماهد القري أحد أئمة هذا الشأن حدث عن خلق كثي وروى عنه الدارقطن وغيه وكان ثقة مأمونا سكن الانب الشرقي من بغداد وكان ثعلب يقول‬
‫ما بقي ف عصرنا أحد أعلم بكتاب ال منه توف يوم الربعاء وأخرج يوم الميس لعشر بقي من شعبان من هذه السنة وقد رآه بعضهم ف النام وهو يقرأ فقال له أما مت فقال بلى ولكن‬
‫كنت أدعو ال عقب كل ختمة أن أكون من يقرأ ف قبه فأنا من يقرأ ف قبه رحه ال‬
‫جحظة الشاعر البمكي‬
‫أحد بن جعفر بن موسى بن يي بن خالد بن برمك البمكي أبو السن الندي العروف بحظة الشاعر الاهر الديب الخباري ذو الفنون ف العلوم والنوادر الاضرة وكان جيد الغناء ومن‬
‫شعره ‪ ...‬قد نادت الدنيا على نفسها ‪ ...‬لو كان ف العال من يسمع ‪ ...‬كم آكل خيبت آماله ‪ ...‬وجدامع بددت ما يمع ‪ ...‬وكتب له بعض اللوك رقعة على صيف بال أطلقه له فلم‬
‫يصل له فكتب إل اللك يذكر له ذلك ‪ ...‬إذا كانت صلتكم رقاعا ‪ ...‬تطط بالنامل والكف ‪ ...‬فل تدر الرقاع علي نفعا ‪ ...‬فذا خطي فخذه بألف ألف ‪ ...‬ومن شعره يهجو صديقا‬
‫له ويذمه على شدة شحه وبله وحرصه فقال ‪ ...‬لنا صاحب من أبرع الناس ف البخل ‪ ...‬يسمى بفضل وهو ليس بذي فضل ‪ ...‬دعان كما يدعو الصديق صديقه ‪ ...‬فجئت كما يأت إل‬
‫مثله مثلي ‪ ...‬فلما جلسنا للغداء رأيته ‪ ...‬يرى أنا من بعض أعضائه أكلي ‪ ...‬فيغتاظ أحيانا ويشتم عبده ‪ ...‬فأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي ‪ ...‬أمد يدي سرا لكل لقمة ‪ ...‬فيلحظن‬
‫شزرا فأعبث بالبقل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪186‬‬

‫‪ ...‬إل أن جنت كفي علي جناية‬


‫وذلك أن الوع أعدمن عقلي‬
‫فأهوت يين نو رجل دجاجة ‪ ...‬فجرت رجلها كما جرت يدي رجلي ‪ ...‬ومن قوي شعره قوله ‪ ...‬رحلتم فكم من أنة بعد حنة ‪ ...‬مبينة للناس حزن عليكم ‪ ...‬وقد كنت أعتقت ‪...‬‬
‫الفون من البكا ‪ ...‬فقد ردها ف الرق شوقي إليكم ‪ ...‬وقد أورد له ابن خلكان من شعره الرائق قوله ‪ ...‬فقلت لا بلت علي يقظي ‪ ...‬فجودي ف النام لستهام ‪ ...‬فقالت ل وصرت تنام‬
‫أيضا ‪ ...‬وتطمع أن أزورك ف النام ‪ ...‬قال وإنا لقبه بحظة عبدال بن العتز وذلك لسؤ منظره بآقيه قال بعض من هجاه ‪ ...‬ببيت جحةظ تسعي جحوظة ‪ ...‬من فيل شطرنج ومن سرطان‬
‫‪ ...‬وارحتا لنادميه تملوا ‪ ...‬أل العيون للذة الذان ‪ ...‬توف سنة ست وعشرين وقيل أربع وعشرين وثلثمائة بواسط‬
‫ابن مغلس الفقيه الظاهري‬
‫الشهور له الصنفات الفيدة ف مذهبه أخذ الفقه عن أب بكر بن داود وروى عن عبدال بن أحد بن حنبل وعلي بن داود القنطري وأب قلبة الرياشي وآخرين وكان ثقة فقيها فاضل وهو‬
‫الذي نشر علم داود ف تلك البلد توف بالسكتة‬
‫أبو بكر بن زياد‬
‫النيسابوري عبدال بن ممد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر الفقيه الشافعي النيسابوري مول أبان بن عثمان رحل إل العراق والشام ومصر وسكن بغداد حدث عن ممد بن يي‬
‫الذهلي وعباس الدوري وخلق وعنه الدارقطن وغي واحد من الفاظ قال الدارقطن ل ير ف مشاينا أحفظ منه للسانيد والتون وكان أفقه الشايخ جالس الزن والربيع وقال عبدال بن بطة‬
‫كنا نضر ملس ابن زياد وكان يرز من يضر من أصحاب الحابر ثلثي ألفا وقال الطيب أخبنا أبو سعد الالين أنبأ يوسف بن عمر بن مسرور سعت أبا بكر بن زياد النيسابوري يقول‬
‫أعرف من قام الليل أربعي سنة ل ينم إل جاثيا ويتقوت كل يوم خس حبات ويصلي صلة الغد بطهارة العشاء ث يقول أنا هو كنت أفعل هذا كله قبل أن أعرف أم عبدالرحن يعن أم ولده‬
‫إيش أقول لن زوجن ث قال ف إثر هذا ما أراد إل الي توف ف هذه السنة عن ست وثاني سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪187‬‬

‫عفان بن سليمان‬
‫ابن أيوب أبو السن التاجر أقام بصر وأوقف با أوقافا دارة على أهل الديث وعلى سللة العشرة رضي ال عنهم وكان تاجرا موسعا عليه ف الدنيا مقبول الشهادة عند الكام توف ف‬
‫شعبان منها‬
‫أبو السن الشعري‬
‫قدم بغداد وأخذ الديث عن زكريا بن يي الساجي وتفقه بابن سريج وقد ذكرنا ترجته ف طبقات الشافعية وذكر ابن خلكان أنه كان يلس ف حلقة الشيخ أب إسحاق الروزي وقد كان‬
‫الشعري معتزليا فتاب منه بالبصرة فوق النب ث أظهر فضائح العتزلة وقبائحهم وله من الكتب الوجز وغيه وحكى عن ابن حزم أنه قال للشعري خسة وخسون تصنيفا وذكر أن مغله كان‬
‫ف كل سنة سبعة عشر ألف درهم وأنه كان من أكثر الناس دعابة وأنه ولد سنة سبعي ومائتي وقيل سنة ستي ومائتي ومات ف هذه السنة وقيل ف سنة ثلثي وقيل ف سنة بضع وثلثي‬
‫وثلثمائة فال أعلم ممد بن الفضل بن عبدال أبو ذر التميمي كان رئس جرجان سع الكثي وتفقه بذهب الشافعي وكانت داره ممع العلماء وله إفضال كثي على طلبة العلم من أهل زمانه‬
‫هارون بن القتدر أخو الليفة الراضي توف ف ربيع الول منها فحزن عليه أخوه الراضي وأمر بنفي بتيشوع ابن يي التطبب إل النبار لنه اتم ف علجه ث شفعت فيه أم الراضي فرده‬
‫ث دخلت سنة خس وعشرين وثلثمائة‬
‫ف الحرم منها خرج الليفة الراضي وأمي المراء ممد بن رائق من بغداد قاصدين واسط لقتال أب عبدال البيدي نائب الهواز الذي قد تب با ومنه الراج فلما سار ابن رائق إل واسط‬
‫خرج الجون فقاتلوه فسلط عليهم بكم فطحنهم ورجع فلهم إل بغداد فتلقاهم لؤلؤ أمي الشرطة فاحتاظ على أكثرهم ونبت دورهم ول يبق لم رأس يرتفع وقطعت أرزاقهم من بيت الال‬
‫بالكلية وبعث الليفة وابن رائق إل أب عبدال البيدي يتهددانه فأجاب إل حل كل سنة ثلثمائة ألف وستي ألف دينار يقوم با تمل كل سنة علىحدته وأنه يهز جيشا إل قتال عضد‬
‫الدولة بن بويه فلما رجع الليفة إل بغداد ل يمل شيئا ول يبعث احدا ث بعث ابن رائق بكم وبدرا السين لقتال البيدي فجرت بينهم حروب وخطوب وأمور يطول ذكرها ث لأ البيدي‬
‫إل عماد الدولة واستجار به واسحوذ بكم على بلد الهواز وجعل إليه ابن رائق خراجها وكان بكم هذا شجاعا فاتكا وف ربيع الول خلع الليفة على بكم وعقد له المارة ببغداد‬
‫ووله نيابة الشرق إل خراسان وفيها توف من العيان أبو حامد بن الشرقي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪188‬‬

‫أحد بن ممد بن السن‬


‫أبو حامد الشرقي مولده سنة أربعي ومائتي وكان حافظا كبي القدر كثي الفظ كثي الج رحل إل المصار وجاب القطار وسع من الكبار نظر إليه ابن خزية يوما فقال حياة أب حامد‬
‫تول بي الناس وبي الكذب على رسول ال ( ص ) عبدال بن ممد بن سفيان أبو السن الزاز النحوي حدث عن البد وثعلب وكان ثقة له مصنفات ف علوم القرآن غزيرة الفوائد ممد‬
‫بن إسحاق بن يي أبو الطيب النحوي قال أبو الوفا له مصفات مليحة ف الخبار وقد حدث عن الارث بن أب البد وأسامة وثعلب وغيهم ممد بن هارون أبو بكر العسكري الفقيه على‬
‫مذهب أب ثور روى عن السن بن عرفة وعباس الدوري وعن الدارقطن والجري وغيها وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة عشرين ست وعشرين وثلثمائة‬
‫فيها ورد كتاب من ملك الروم إل الراضي مكتوب بالرومية والتفسي بالعربية فالرومي بالذهب والعرب بالفضة وحاصله طلب الدنة بينه وبينه ووجه مع الكتاب بدايا وألطاف كثية فاخرة‬
‫فأجابه الليفة إل ذلك وفودي من السلمي سنة آلف أسي ما بي ذكر وأنثى على نر البدندون وفيها ارتل الوزير أبو الفتح بن الفرات من بغداد إل الشام وترك الوزارة فوليها أبو علي بن‬
‫مقلة وكانت وليته ضعيفه جدا ليس له من المر شيء مع ابن رائق وطلب من ابن رائق أن يفرغ له عن أملكه فجعل ياطله فكتب إل بكم يطمعه ف بغداد وأن يكون عوضا عن ابن رائق‬
‫وكتب ابن مقلة أيضا إل الليفة يطلب منه أن يسلم إليه ابن رائق وابن مقاتل ويضمنهم بألفي دينار فبلغ ذلك ابن رائق فأخذه فقطع يده وقال هذا أفسد ف الرض ث جعل يسن للراضي‬
‫أن يستوزره وأن قطع يده ل ينعه من الكتابة وأنه يشد القلم على يده اليمن القطوعة فيكتب با ث بلغ ابن رائق أنه قد كتب إل بكم با تقدم وأنه يدعو عليه فأخذه فقطع لسانه وسجنه ف‬
‫مكان ضيق وليس عنده من يدمه فكان يستقي الاء بنفسه يتناول الدول بيده اليسرى ث يسكه بفيه ث يذب باليسرى ث يسك بفيه إل أن يستقي ولقي شدة وعناء ومات ف مبسه هذا‬
‫وحيدا فدفن فيه ث سأل أهله نقله فدفن ف داره ث نقل منها إل غيها فاتفق له أشياء غريبة منها أنه وزر ثلث مرات وعزل ثلث مرات وول لثلثة من اللفاء ودفن ثلث مرات وسافر‬
‫ثلث سفرات مرتي منفيا ومرة إل الوصل كما تقدم وفيها دخل بكم بغداد فقلده الراضي إمرة المراء مكان ابن رائق وقد كان بكم هذا من غلمان أب علي العارض وزير ماكان بن كال‬
‫الديلمي فاستوهبه ماكان من الوزير فوهبه له ث فارق ماكان ولق برداويج وكان ف جلة من قتله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪189‬‬

‫ف المام كما تقدم فلما وله الليفة إمرة المراء أسكن ف دار مؤنس الادم وعظم أمره جدا وانفصل ابن رائق وكانت أيامه سنة وعشرة أشهر وستة عشر يوما وفيها بعث عماد الدولة بن‬
‫بويه أخاه معز الدولة فأخذ الهواز لب عبدال البيدي وانتزعها من يد بكم وأعادها إليه وفيها استول لشكري أحد أمراء وشكي الديلمي على بلد أذربيجان وانتزعها من رستم بن‬
‫إبراهيم الكردي أحد أصحاب ابن أب الساج بعد قتال طويل وفيها اضطرب أمر القرامطة جدا وقتل بعضهم بعضا وانكفوا بسبب ذلك عن التعرض للفساد ف الرض ولزموا بلدهم هجر ل‬
‫يرومون منه انتقال إل غيه ول المد والنة وفيها توف أحد بن زياد بن عبدالرحن الندلسي وكان أبوه من أصحاب مالك وهذا الرجل هو أول من أدخل فقه مالك إل الندلس وقد عرض‬
‫عليه القضاء با فلم يقبل‬
‫ث دخلت سنة سبع وعشرين وثلثمائة‬
‫ف الحرم منها خرج الراضي أمي الؤمني إل الوصل لحاربة ناصر الدولة السن بن عبدال بن حدان نائبها وبي يديه بكم أمي المراء وقاضي القضاة أبو السي عمر بن ممد بن يوسف‬
‫وقد استخلف على بغداد ولده القاضي أبا نصر يوسف بن عمر ف منصب القضاء عن أمر الليفة بذلك وكان فاضل عالا ولا انتهى بكم إل الوصل واقع السن بن عبدال بن حدان فهزم‬
‫بكم إبن حدان وقرر الليفة الوصل والزيزة وول فيها وأما ممد بن رائق فإنه اغتنم غيبة الليفة عن بغداد واستجاش بألف من القرامطة وجاء بم فدخل بغداد فأكثر فيها الفساد غي أنه ل‬
‫يتعرض لدار اللفة ث بعث إل الليفة يطلب منه الصالة والعفو عما جن فأجابه إل ذلك وبعث إليه قاضي القضاة أبا السي عمر بن يوسف وترحل ابن رائق عن بغداد ودخلها الليفة ف‬
‫جادى الول ففرح السلمون بذلك ونزل عند غروب الشمس أول ليلة من شهر أذار ف جادى الول مطر عظيم وبرد كبار كل واحدة نو أوقيتي واستمر فسقط بسببه دور كثية من‬
‫بغداد وظهر جراد كثي ف هذه السنة وكان الج من جهة درب العراق قد تعطل من سنة سبع عشرة وثلثمائة إل هذه السنة فشفع ف الناس الشريف أبو علي ممد بن يي العلوي عند‬
‫القرامطة وكانوا يبونه لشجاعته وكرمه ف أن يكنهم من الج وأن يكون لم على كل جل خسة دناني وعلى الحمل سبعة دناني فاتفقوا معه على ذلك فخرج الناس ف هذه السنة إل الج‬
‫على هذاالشرط وكان ف جلة من خرج الشيخ أبو علي بن أب هريرة أحد أئمة الشافعية فلما اجتاز بم طالبوه بالفارة فثن رأس راحلته ورجع وقال ما رجعت شحا ولكن سقط عن‬
‫الوجوب بطلب هذه الفارة وفيها وقعت فتنة بالندلس وذلك أن عبدالرحن الموي صاحب الندلس اللقب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪190‬‬

‫بالناصر لدين ال قتل وزيره أحد فغضب له أخوه أمية بن إسحاق وكان نائبا على مدينة شنترين فارتد ودخل بلد النصارى واجتمع بلكهم ردمي ودلم على عورات السلمي فسار إليهم ف‬
‫جيش كثيف ف الللقة فخرج إليهم عبدالرحن فأوقع بم بأسا شديدا وقتل من الللقة خلقا كثيا ث كر الفرنج على السلمي فقتلوا منهم خلقا كثيا قريبا من قتلوا منهم ث وال السلمون‬
‫الغارات على بلد الللقة فقتلوا منهم أما ل يصون كثرة ث ندم أمية بن إسحاق على ما صنع وطلب المان من عبدالرحن فبعث إليه بالمان فلما قدم عليه قبله واحترمه وفيها توف من‬
‫العيان‬
‫السن بن القاسم بن جعفر بن رحيم‬
‫أبو علي الدمشقي من أبناء الحدثي كان أخباريا له ف ذلك مصنفات وقد حدث عن العباس بن الوليد البيوت وغيه توف بصر ف مرم هذه السنة وقد أناف على الثماني سنة السي بن‬
‫القاسم بن جعفر بن ممد بن خالد بن بشر أبو علي الكوكب الكاتب صاحب الخبار والداب روى عن أحد بن أب خيثمة وأب العيناء وابن أب الدنيا ورى عنه الدارقطن وغيه‬
‫عثمان بن الطاب‬
‫ابن عبدال أبو عمرو البلوي الغرب الشج ويعرف بأب الدنيا قدم هذا الرجل بغداد بعد الثلثمائة وزعم أنه ولد أول خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه ببلد الغرب وأنه وفد هو وأبوه‬
‫على علي بن أب طالب رضي ال عنه فأصابم ف الطريق عطش فذهب يرتاد لبيه ماء فرأى عينا فشرب منها واغتسل ث جاء لبيه ليسقيه فوجده قد مات وقدم هو على علي بن أب طالب‬
‫فأراد أن يقبل ركبته فصدمه الركاب فشج رأسه فكان يعرف بالشج وقد زعم صدقه ف هذا الذي زعمه طائفة من الناس ورووا عنه نسخة فيها أحاديث من روايته عن علي ومن صدقه ف‬
‫ذلك الافظ ممد بن أحد بن الفيد ورواه عنه ولكن كان الفيد متهم بالتشيع فسمح له بذلك لنتسابه إل علي وأما جهور الحدثي قديا وحديثا فكذبوه ف ذلك وردوا عليه كذبه ونصوا‬
‫على أن النسخة الت رواها موضوعة ومنهم أبو طاهر أحد بن ممد السلفي وأشياخنا الذين أدركناهم جهبذ الوقت شيخ السلم أبو العباس ابن تيمية والهبذ أبو الجاج الزي والافظ‬
‫مؤرخ السلم أبو عبدال الذهب وقد حررت ذلك ف كتاب التكميل ول المد والنة قال الفيد بلغن أن الشج هذا مات سنة سبع وعشرين وثلثمائة وهو راجع إل بلده وال أعلم‬
‫ممد بن جعفر بن ممد بن سهل أبو بكر الرائطي صاحب الصنفات أصله من أهل سر من رأى وسكن الشام وحدث با عن السن بن عرفة وغيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪191‬‬

‫ومن توف فيها الافظ الكبي ابن الافظ الكبي أبو ممد عبدالرحن ابن أب حات ممد ابن إدريس الرازي صاحب كتاب الرح والتعديل وهو من أجل الكتب الصنفة ف هذا الشأن وله‬
‫التفسي الافل الذي اشتمل على النقل الكامل الذي يربو فيه على تفسي ابن جرير الطبي وغيه من الفسرين إل زماننا وله كتاب العلل الصنفة الرتبة على أبواب الفقه وغي ذلك من‬
‫الصنفات النافعة وكان من العبادة والزهادة والورع والفظ والكرامات الكثية الشهورة على جانب كبي رحه ال وقد صلى مرة فلما سلم قال له رجل من بعض من صلى معه لقد أطلت‬
‫بنا ولقد سبحت ف سجودي سبعي مرة فقال عبدالرحن لكن وال ما سبحت إل ثلثا وقد اندم سور بلد ف بعض بلد الثغور فقال عبدالرحن بن أب حات للناس أما تبنوه وقد حثهم على‬
‫عمارته فرأى عندهم تأخرا فقال من يبنيه وأضمن له على ال النة فقام رجل من التجار فقال اكتب ل خطك بذا الضمان وهذه ألف دينار لعمارته فكتب له رقعة بذلك فعمر ذلك السور ث‬
‫اتفق موت ذلك الرجل التاجر عما قريب فلما حضر الناس جنازته طارت من كفنه رقعة فإذا هي الت كتبها له ابن أب حات وإذا ف ظهرها مكتوب قد أمضينا لك هذا الضمان ول تعد إل‬
‫ذلك وال سبحان أعلم ث دخلت سنة ثان وعشرين وثلثمائة قال ابن الوزي ف منتظمه ف غرة الحرم منها ظهرت ف الو حرة شديدة ف ناحية الشمال والغرب وفيها أعمدة بيض عظيمة‬
‫كثية العدد وفيها وصل الب بأن ركن الدولة أبا علي السن ابن بويه وصل إل واسط فركب الليفة وبكم إل حربه فخاف فانصرف راجعا إل الهواز ورجعا إل بغداد وفيها ملك ركن‬
‫الدولة بن بويه مدينة أصبهان أخذها من وشكي أخي مرداويج لقلة جيشه ف هذا الي وف شعبان منها زادت دجلة زيادة عظيمة وانتشرت ف الانب الغرب وسقطت دور كثية وابنثق بثق‬
‫من نواحي النبار فغرق قرى كثية وهلك بسببه حيوان وسباع كثية ف البية وفيها تزوج بكم بسارة بنت عبدال البيدي وممد بن أحد بن يعقوب الوزير يومئذ ببغداد ث صرف عن‬
‫الوزارة بسليمان بن السن وضمن البيدي بلد واسط وأعمالا بستمائة ألف دينار وفيها توف قاضي القضاة ابو السن عمر بن ممد بن يوسف وتول مكانه ولده أبو نصر يوسف ابن عمر‬
‫بن ممد بن يوسف وخلع عليه الليفة الراضي يوم الميس لمس بقي من شعبان منها ولا خرج أبو عبدال البيدي إل واسط كتب إل بكم يثه على الروج إل البل ليفتحها ويساعده‬
‫هو على أخذ الهواز من يد عماد الدولة بن بويه وإنا كان مقصوده أن يبعده عن بغداد ليأخذها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪192‬‬

‫منه فلما انفصل بكم بالنود بلغه ما يريده البيدي من الكيدة به فرجع سريعا إل بغداد وركب ف جيش كثيف إليه وأخذ الطرق عليه من كل جانب لئل يشعر به إل وهو عليه فاتفق أن‬
‫بكما كان راكبا ف زورق وعنده كاتب له إذ سقطت حامة ف ذنبها كتاب فأخذه بكم فقرأه فإذا فيه كتاب من هذا الكاتب إل أصحاب البيدي يعلمهم بب بكم فقال له بكم ويك‬
‫هذا خطك قال نعم ول يقدر أن ينكر فأمر بقتله وألقي ف دجلة ولا شعر البيدي بقدوم بكم هرب إل البصرة ول يقم با أيضا بل هرب منها إل غيها واستول بكم علىبلد واسط‬
‫وتسلط الديلم على جيشه الذين خلفهم بالبل ففروا سراعا إل بغداد وفيها استول ممد بن رائق على بلد الشام فدخل حص أول فأخذها ث جاء إل دمشق وعليها بدر بن عبد ال‬
‫الخشيد العروف ببدر الخشيد وهو ممد بن طنج فأخرجه ابن رائق من دمشق قهرا واستول عليها ث ركب ابن رائق ف جيش إل الرملة فأخذها ث إل عريش مصر فأراد دخولا فلقيه‬
‫ممد بن طغج الخشيد فاقتتل هناك فهزمه ابن رائق واشتغل أصحابه بالنهب ونزلوا بيام الصريي فكر عليهم الصريون فقتلوهم قتل عظيما وهرب ابن رائق ف سبعي رجل من أصحابه‬
‫فدخل دمشق ف أسوإ حال وشرها وأرسل له ابن طغج أخاه نصر بن طغج ف جيش فاقتتلوا عند اللجون ف رابع ذي الجة فهزم ابن رائق الصريي وقتل أخو الخشيد فيمن قتل فغسله ابن‬
‫رائق وكفنه وبعث به إل أخيه بصر وأرسل معه ولده وكتب إليه يلف أنه ما أراد قتله ولقد شق عليه وهذا ولدي فاقتد منه فأكرم الخشيد ولد ممد بن رائق واصطلحا على أن تكون‬
‫الرملة وما بعدها إل ديار مصر للخشيد ويمل إليه الخشيد ف كل سنة مائة آلف دينار وأربعي ألف دينار وما بعد الرملة إل جهة دمشق تكون لبن رائق وفيها توف من العيان أبو ممد‬
‫جعفر الرتعش أحد مشايخ الصوفية كذا ذكره الطيب وقال أبو عبدالرحن السلمي اسه عبدال بن ممد أبو ممد النيسابوري كان من ذوي الموال فتخلى منها وصحب النيد وأبا حفص‬
‫وأبا عثمان وأقام ببغداد حت صار شيخ الصوفية فكان يقال عجائب بغداد إشارات الشبلي ونكت الرتعش وحكايات جعفر الواص سعت أبا جعفر الصائغ يقول قال الرتعش من ظن أن‬
‫أفعاله تنجيه من النار أو تبلغه الرضوان فقد جعل لنفسه وفعله خطرا ومن اعتمد على فضل ال بلغه ال أقصى منازل الرضوان وقيل للمرتعش أن فلنا يشي على الاء فقال إن مالفة الوى‬
‫أعظم من الشي على الاء والطيان ف الواء ولا حضرته الوفاة بسجد الشونيزية حسبوا ما عليه من الدين فإذا عليه سبعة عشر درها فقال بيعوا خريقات هذه واقضوا با دين وأرجو من ال‬
‫تعال أن يرزقن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪193‬‬

‫كفنا وقد سألت ال ثلثا أن ييتن فقيا وأن يعل وفات ف هذا السجد فإن صحبت فيه أقواما وأن يعل عندي من آنس به وأحبه ث أغمض عينيه ومات أبو سعيد الصطخري السن بن‬
‫أحد‬
‫ابن يزيد بن عيسى بن الفضل بن يسار أبو سعيد الصطخري أحد أئمة الشافعية كان زاهدا ناسكا عابدا ول القضاء بقم ث حسبة بغداد فكان يدور با ويصلي على بغلته وهو دائر بي الزقة‬
‫وكان متقلل جدا وقد ذكرنا ترجته ف طبقات الشافعية وله كتاب القضاء ل يصنف مثله ف بابه توف وقد قارب التسعي رحه ال‬
‫علي بن ممد أبو السن الزين الصغي‬
‫أحد مشايخ الصوفية أصله من بغداد وصحب النيد وسهل التستري وجاور بكة حت توف ف هذه السنة وكان يكى عن نفسه قال وردت بئرا ف أرض تبوك فلما دنوت منها زلقت‬
‫فسقطت ف البئر وليس أحد يران فلما كنت ف أسفله إذا فيه مصطبة فتعلقت با وقلت إن مت ل أفسد على الناس الاء وسكنت نفسي وطابت للموت فبينا أنا كذلك إذا أفعى قد تدلت‬
‫علي فلفت علي ذنبها ث رفعتن حت أخرجتن إل وجه الرض وانسابت فلم أدر أين ذهبت ول من أين جاءت وف مشايخ الصوفية آخر يقال له أبو جعفر الزين الكبي جاور بكة ومات با‬
‫أيضا وكان من العباد روى الطيب عن علي بن أب علي إبراهيم بن ممد الطبي عن جعفر اللدي قال ودعت ف بعض حجات الزين الكبي فقلت له زودن فقال ل إذا فقدت شيئا فقل يا‬
‫جامع الناس ليوم ل ريب فيه إن ال ل يلف اليعاد اجع بين وبي كذا فإن ال يمع بينك وبي ذلك الشيء قال وجئت إل الكتان فودعته وسألته أن يزودن فأعطان خاتا على فصه نقش‬
‫فقال إذا اغتممت فانظر إل فص هذا الات يزول غمك قال فكنت ل أدعو بذلك الدعاء إل استجيب ل ول أنظر ف ذلك الفص إل زال غمي فبينا أنا ذات يوم ف سرية إذ هبت ريح‬
‫شديدة فأخرجت الات لنظر إليه فلم أدر كيف ذهب فجعلت أدعو بذلك الدعاء يومي أجع أن يمع علي الات فلما رجعت إل النل فتشت التاع الذي ف النل فإذا الات ف بعض ثياب‬
‫الت كانت بالنل‬
‫صاحب كتاب العقد الفريد أحد بن عبد ربه ابن حبيب بن جرير بن سال أبو عمر القرطب مول هشام بن عبدالرحن بن معاوية بن هشام ابن عبداللك بن مروان بن الكم الموي كان من‬
‫الفضلء الكثرين والعلماء بأخبار الولي والتأخرين وكتابه العقد يدل على فضائل جة وعلوم كثية مهمه ويدل كثي من كلمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪194‬‬

‫على تشيع فيه وميل إل الط على بن أمية وهذا عجيب منه لنه أحد مواليهم وكان الول به أن يكون من يواليهم ل من يعاديهم قال ابن خلكان وله ديوان شعر حسن ث أورد منه أشعارا‬
‫ف التغزل ف الردان والنسوان أيضا ولد ف رمضان سنة ست وأربعي ومائتي وتوف بقرطبة يوم الحد ثامن عشر جادى الول من هذه السنة عمر بن أب عمر ممد بن يوسف بن يعقوب‬
‫ابن حاد بن زيد بن درهم أبو السي الزدي الفقيه الالكي القاضي ناب عن أبيه وعمره عشرون سنة وكان حافظا للقرآن والديث والفقه على مذهب مالك والفرائض والساب واللغة‬
‫والنحو والشعر وصنف مسندا فرزق قوة الفهم وجودة القرية وشرف الخلق وله الشعر الرائق السن وكان مشكور السية ف القضاء عدل ثقة إماما قال الطيب أخبنا أبو الطيب‬
‫الطبي سعت العاف بن زكريا الريري يقول كنا نلس ف حضرة القاضي أب السي فجئنا يوما ننتظره على العادة فجلسنا عند بابه وإذا أعراب جالس كأن له حاجة إذ وقع غراب على نلة‬
‫ف الدار فصرخ ث طار فقال العراب يب أن صاحب هذه الدار يوت بعد سبعة أيام قال فزبرناه فقام وانصرف ث خرج الذن من القاضي أن هلموا فدخلنا فوجدناه متغي اللون مغتما فقلنا‬
‫له ما الب فقال إن رأيت البارحة ف النام شخصا يقول‬
‫‪ ...‬منازل آل حاد بن زيد ‪ ...‬على أهليك والنعم السلم ‪...‬‬
‫وقد ضاق لذلك صدري قال فدعونا له وانصرفنا فلما كان اليوم السابع من ذلك اليوم دفن ليوم الميس لسبع عشرة مضت من شعبان من هذه السنة وله من العمر تسع وثلثون سنة‬
‫وصلى عليه ابنه أبو نصر وول بعده القضاء قال الصول بلغ القاضي أبو السي من العلم مبلغا عظيما مع حداثة سنه وحي توف كان الليفة الراضي يبكي عليه ويرضنا ويقول كنت أضيق‬
‫بالشيء ذرعا فيوسعه علي ث يقول وال ل بقيت بعده فتوف الراضي بعده ف نصف ربيع الول من هذه السنة التية رحهما ال وكان الراضي أيضا حدث السن‬
‫ابن شنبوذ القري ممد بن أحد بن أيوب بن الصلت أبو السن القري العروف بابن شنبوذ روى عن أب مسلم الكجي وبشر بن موسى وخلق واختار حروفا ف القراءات أنكرت عليه‬
‫وصنف أبو بكر النباري كتابا ف الرد عليه وقد ذكرنا فيما تقدم كيف أنه عقد له ملس ف دار الوزير ابن مقلة وأنه ضرب حت رجع عن كثي منها وكانت قراءات شاذة أنكرها عليه قراء‬
‫أهل عصره توف ف صفر منها وقد دعا على الوزير ابن مقلة حي أمر بضربه فلم يفلح ابن مقلة بعدها بل عوقب بأنواع من العقوبات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪195‬‬

‫وقطعت يده ولسانه وحبس حت مات ف هذه السنة الت مات فيها ابن شنبوذ وهذه ترجة ابن مقلة الوزير أحد الكتاب الشاهي وهو ممد بن علي بن السن بن عبدال‬
‫أبو علي العروف بابن مقلة الوزير وقد كان ف أول عمره ضعيف الال قليل الال ث آل به الال إل أن ول الوزارة لثلثة من اللفاء القتدر والقاهر والراضي وعزل ثلث مرات وقطعت‬
‫يده ولسانه ف آخر عمره وحبس فكان يستقي الاء بيده اليسرى وأسنانه وكان مع ذلك يكتب بيده اليمن مع قطعها كما كان يكتب با وهي صحيحة وقد كان خطه من أقوى الطوط كما‬
‫هو مشهور عنه وقد بن له دارا ف زمان وزارته وجع عند بنيانا خلقا من النجمي فاتفقوا على وضع أساسها ف الوقت الفلن فأسس جدرانا بي العشائي كما أشار به النجمون فما لبث‬
‫بعد استتمامها إل يسيا حت خربت وصارت كوما كما ذكرنا ذلك وذكرنا ما كتبوا على جدرانا وقد كان له بستان كبي جدا عدة أجربة أي فدادين وكان على جيعه شبكة من إبريسم‬
‫وفيه أنواع الطيور من القمارى والزاز والببغ والبلبل والطواويس وغي ذلك شيء كثي وف أرضه من الغزلن وبقر الوحش والنعام وغي ذلك شيء كثي أيضا ث صار هذا كله عما قريب‬
‫بعد النضرة والبهجة والبهاء إل اللك والبوار والفناء والزوال وهذه سنة ال ف الغترين الاهلي الراكني إل دار الفناء والغرور وقد أنشد فيه بعض الشعراء حي بن داره وبستانه وما اتسع‬
‫فيه من متاع الدنيا‬
‫قل لبن مقلة ل تكن عجل ‪ ...‬واصب فإنك ف أضغاث أحلم ‪ ...‬تبن بأحجر دور الناس متهدا ‪ ...‬دارا ستهدم قنصا بعد أيامم ‪ ...‬ما زلت تتار سعد الشتري لا ‪ ...‬فكم نوس به من ‪...‬‬
‫‪ ...‬نس برام ‪ ...‬إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا ‪ ...‬ف حال نقص ول ف حال إبرام‬
‫فعزل ابن مقلة عن وزارة بغداد وخربت داره وانقلعت أشجاره وقطعت يده ث قطع لسانه وصودر بألف ألف دينار ث سجن وحده ليس معه من يدمه مع الكب والضعف والضرورة وانعدام‬
‫بعض أعضائه حت كان يستقي الاء بنفسه من بئر عميق فكان يدل البل بيده اليسرى ويسكه بفيه وقاسى جهد جهيدا بعد ما ذاق عيشا رغيدا ومن شعره ف يده‬
‫ما سئمت الياة لكن توثقت للحياة ‪ ...‬بأيانم فبانت يين ‪ ...‬بعت دين لم بدنياي حت ‪ ...‬حرمون دنياهم بعد دين ‪ ...‬ولقد حفظت ما استطعت بهدي ‪ ...‬حفظ أرواحهم فما ‪...‬‬
‫حفظون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪196‬‬

‫‪ ...‬ليس بعد اليمي لذة عيش ‪ ...‬يا حيات بانت يين فبين‬
‫وكان يبكي على يده كثيا ويقول كتبت با القرآن وخدمت با ثلثة من اللفاء تقطع كما تقطع أيدي اللصوص ث ينشد‬
‫‪ ...‬إذا ما مات بعضك فابك بعضا ‪ ...‬فإن البعض من بعض قريب ‪...‬‬
‫وقد مات عفا ال عنه ف مبسه هذا ودفن ف دار السلطان ث سأل ولده أبو السي أن يول إل عنده فأجيب فنبشوه ودفنه ولده عنده ف داره ث سألت زوجته العروفة بالدينارية أن يدفن ف‬
‫دارها فأجيبت إل ذلك فنبش ودفن عندها فهذه ثلث مرات توف وله من العمر ست وخسون سنة‬
‫أبو بكر ابن النباري‬
‫ممد بن القاسم بن ممد بن بشار بن السن بن بيان بن ساعة بن فروة بن قطن بن دعامة أبو بكر النباري صاحب كتاب الوقف والبتداء وغيه من الكتب النافعة والصنفات الكثية كان‬
‫من بور العلم ف اللغة العربية والتفسي والديث وغي ذلك سع الكديي وإساعيل القاضي وثعلبا وغيهم وكان ثقة صدوقا أديبا دينا فاضل من أهل السنة كان من أعلم الناس بالنحو‬
‫والدب وأكثرهم حفظا له وكان له من الحافيظ ملدات كثية أحال جال وكان ل يأكل إل النقال ول يشرب ماء إل قريب العصر مراعاة لذهنه وحفظه ويقال إنه كان يفظ مائة وعشرين‬
‫تفسيا وحفظ تعبي الرؤيا ف ليلة وكان يفظ ف كل جعة عشرة آلف ورقة وكانت وفاته ليلة عيد النحر من هذه السنة‬
‫أم عيسى بنت إبراهيم الرب‬
‫كان عالة فاضلة تفت ف الفقه توفيت ف رجب ودفنت إل جانب أبيها رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين وثلثمائة ف النتصف من ربيع الول كانت وفاة الليفة الراضي بال أمي الؤمني أب العباس أحد بن القتدر بال جعفر بن العتضد بال أحد بن الوفق بن التوكل‬
‫بن العتصم بن الرشيد العباسي استخلف بعد عمه القاهر لست خلون من جادي الول سنة ثنتي وعشرين وثلثمائة وأمه أم ولد رومية تسمى ظلوم كان مولده ف رجب سنة سبع وتسعي‬
‫ومائتي وكانت خلفته ست سني وعشرة أشهر وعشرة أيام وعمره يوم مات إحدى وثلثي سنة وعشرة أشهر وكان أسر رقيق السمرة ذرى اللون أسود الشعر سبطه قصي القامة نيف‬
‫السم ف وجهه طول وف مقدم ليته تام وف شعرها رقة هكذا وصفه من شاهده قال الطيب البغدادي كان للراضي فضائل كثية وختم اللفاء ف أمور عدة منها أنه كان آخر خليفة له‬
‫شعر وآخرهم انفرد بتدبي اليوش والموال وآخر خليفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪197‬‬

‫خطب على النب يوم المعة وآخر خليفة جالس اللساء ووصل إليه الندماء وآخر خليفة كانت نفقته وجوائزه وعطاياه وجراياته وخزائنه ومطابه ومالسه وخدمه وأصحابه وأموره كلها‬
‫تري على ترتيب التقدمي من اللفاء وقال غيه كان فصيحا بليغا كريا جوادا مدحا ومن جيد كلمه الذي سعه منه ممد بن يي الصول ل أقوام هم مفاتيح الي وأقوام هم مفاتيح الشر‬
‫فمن أراد ال به خيا قصده أهل الي وجعله الوسيلة إلينا فنقضي حاجته وهو الشريك ف الثواب والجر والشكر ومن أراد ال به شرا عدل به إل غينا وهو الشريك ف الوزر والث وال‬
‫الستعان على كل حال ومن ألطف العتذارات ما كتب به الراضي إل أخيه التقي وها ف الكتب وكان التقي قد اعتدى على الراضي والراضي هو الكبي منهما فكتب بسم ال الرحن‬
‫الرحيم أنا معترف لك بالعبودية فرضا وأنت معترف ل بالخوة فضل والعبد يذنب والول يعفو وقد قال الشاعر ‪ ...‬يا ذا الذي يغضب من غي شي ‪ ...‬اعتب فعتباك حبيب إل ‪ ...‬أنت‬
‫‪ ...‬على أنك ل ظال ‪ ...‬أعز خلق ال طرا علي‬
‫قال فجاء إليه أخوه التقي فأكب عليه يقبل يديه وتعانقا واصطلحا ومن لطيف شعره قوله فيما ذكره ابن الثي ف كامله‬
‫‪ ...‬يصفر وجهي إذا تأمله ‪ ...‬طرف ويمر وجهه خجل ‪ ...‬حت كأن الذي بوجنته ‪ ...‬من دم جسمي إليه قد نقل ‪...‬‬
‫قال وما رثا به أباه القتدر‬
‫ولو أن حيا كان قبا ليت ‪ ...‬لصيت أحشائي لعظمه قبا ‪ ...‬ولو أن عمري كان طوع مشيئت ‪ ...‬وساعدن القدور قاسته العمرا ‪ ...‬بنفسي ثرى ضاجعت ف تربة البلى ‪ ...‬لقد ضم ‪...‬‬
‫منك الغيث والليث والبدرا ‪ ...‬وما أنشده له ابن الوزي ف منتظمه ‪ ...‬ل تكثرن لومي على السراف ‪ ...‬ربح الحامد متجر الشراف ‪ ...‬أحوي لا يأت الكارم سابقا ‪ ...‬وأشيد ما قد‬
‫أسست أسلف ‪ ...‬إن من القوم الذين أكفهم ‪ ...‬معتادة الملق والتلف ‪ ...‬ومن شعره الذي رواه الطيب عنه من طريق أب بكر ممد بن يي الصول الندي قوله ‪ ...‬كل صفو إل كدر‬
‫‪ ...‬كل أمن إل حذر ‪ ...‬ومصي الشباب للمو ‪ ...‬ت فيه أو الكب ‪ ...‬در در الشيب من ‪ ...‬واعظ ينذر البشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪198‬‬

‫أيها المل الذي ‪ ...‬تاه ف لة الغرر ‪ ...‬أين من كان قبلنا ‪ ...‬درس العي والثر ‪ ...‬سي العاد من ‪ ...‬عمره كله خطر ‪ ...‬رب إن ادخرت عن ‪ ...‬دك أرجوك مدخر ‪ ...‬رب إن مؤمن با‬
‫‪ ...‬بي الوحي ف السور ‪ ...‬واعتراف بترك نف ‪ ...‬عى وإيثاري لضرر ‪ ...‬رب فاغفر ل الطي ‪ ...‬ئة ياخي من غفر ‪ ...‬وقد كانت وفاته بعلة الستسقاء ف ليلة السادس عشر من ربيع‬
‫الول منها وكان قد أرسل إل بكم وهو بواسط أن يعهد إل ولده الصغر أب الفضل فلم يتفق له ذلك وبايع الناس أخاه التقي ل إبراهيم بن القتدر وكان أمر ال قدرا مقدورا لا مات أخوه‬
‫الراضي اجتمع القضاة والعيان بدار بكم وتترروا فيمن يولون عليهم فاتفق رأيهم كلهم على التقي فأحضروه ف دار اللفة وأرادوا بيعته فصلى ركعتي صلة الستخارة وهو على الرض‬
‫ث صعد إل الكرسي بعد الصلة ث صعد إل السرير وبايعه الناس يوم الربعاء لعشر بقي من ربيع الول منها فلم يغي على أحد شيئا ول غدر بأحد حت ول على سريته ل يغيها ول يتسر‬
‫عليها وكان كاسه التقي بال كثي الصيام والصلة والتعبد وقال ل أريد جليسا ول مسامرا حسب الصحف نديا ل أريد نديا غيه فانقطع عنه اللساء والسمار والشعراء والوزراء والتفوا‬
‫على المي بكم وكان يالسهم ويادثونه ويتناشدون عنده الشعار وكان بكم ل يفهم كثي شيء ما يقولون لعجمته وكان ف جلتهم سنان بن ثابت الصاب التطبب وكان بكم يشكو إليه‬
‫قوة النفس الغضبية فيه وكان سنان يهذب من أخلقه ويسكن جأشه ويروض نفسه حت يسكن عن بعض ما كان يتعاطاه من سفك الدماء وكان التقي بال حسن الوجه معتدل اللق قصي‬
‫النف أبيض مشربا حرة وف شعره شقرة وجعودة كث اللحية أشهل العيني أب النفس ل يشرب خرا ول نبيذا قط فالتقى فيه السم والفعل ول المد ولا استقر التقي ف اللقة أنفذ الرسل‬
‫واللع إل بكم وهو بواسط ونفذت الكاتبات إل الفاق بوليته وفيها تارب أبو عبدال البيدي وبكم بناحية الهواز فقتل بكم ف الرب واستظهر البيدي عليه وقوي أمره فاحتاط‬
‫الليفة على حواصل بكم وكان ف جلة ما أخذ من أمواله ألف ألف دينار ومائة ألف دينار وكانت أيام بكم على بغداد سنتي وثانية أشهر وتسعة أيام ث إن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪199‬‬

‫البيدي حدثته نفسه ببغداد فأنفق التقي أموال جزيلة ف الند ليمنعوه من ذلك فركب بنفسه فخرج أثناء الطريق ليمنعه من دخول بغداد فخالفه البيدي ودخل بغداد ف ثان رمضان ونزل‬
‫بالشفيع فلما تقق التقي ذلك بعث إليه يهنئه وأرسل إليه بالطعمة وخوطب بالوزير ول ياطبه بإمرة المراء فأرسل البيدي يطلب من التقي خسمائة ألف دينار فامتنع الليفة من ذلك‬
‫فبعث إليه يتهدده ويتوعده ويذكره ما حل بالعز والستعي والهتدي والقاهر واختلفت الرسل بينهم ث كان آخر ذلك أن بعث الليفة إليه بذلك قهرا ول يتفق اجتماع الليفة والبيدي‬
‫ببغداد حت خرج منها البيدي إل واسط وذلك أنه ثارت عليه الديالة والتفوا على كبيهم كورتكي وراموا حريق دار البيدي ونفرت عن البيدي طائفة من جيشه يقال لم البجكمية لنه‬
‫لا قبض الال من الليفة ل يعطهم منه شيئا وكانت من البجكمية طائفة أخرى قد اختلفت معه أيضا وهم والديالة قد صاروا حزبي والفتوا مع الديالة فانزم البيدي من بغداد يوم سلخ‬
‫رمضان واستول كورتكي على المور ببغداد ودخل إل التقي فقلده إمرة المراء وخلع عليه واستدعى التقي علي بن عيسى وأخاه عبدالرحن ففوض إل عبدالرحن تدبي المور من غي‬
‫تسمية بوزارة ث قبض كورتكي على رئيس التراك بكبك غلم بكم وغرقة ث تظلمت العامة من الديلم لنم كانوا يأخذون منهم درهم فشكوا ذلك إل كورتكي فلم يشكهم فمنعت‬
‫العامة الطباء أن يصلوا ف الوامع واقتتل الديلم والعامة فقتل من الفريقي خلق كثي وجم غفي وكان الليفة قد كتب إل أب بكر ممد بن رائق صاحب الشام يستدعيه إليه ليخلصه من‬
‫الديلم ومن البيدي فركب إل بغداد ف العشرين من رمضان ومعه جيش عظيم وقد صار إليه من التراك البجكمية خلق كثي وحي وصل إل الوصل حاد عن طريقه ناصر الدولة بن حدان‬
‫فتراسل ث اصطلحا وحل ابن حدان مائة ألف دينار فلما اقترب ابن رائق من بغداد خرج كورتكي ف جيشه ليقاتله فدخل ابن رائق بغداد من غربيها ورجع كورتكي بيشه فدخل من‬
‫شرقيها ث تصافوا ببغداد للقتال وساعدت العامة ابن رائق على كورتكي فانزم الديلم وقتل منهم خلق كثي وهرب كورتكي فاختفى واستقر أمر ابن رائق وخلع عليه الليفة وركب هو‬
‫وإياه ف دجلة فظفر ابن رائق بكورتكي فأودعه السجن الذي ف دار اللفة قال ابن الوزي وف يوم المعة ثان عشر جادى الول حضر الناس لصلة المعة بامع براثي وقد كان القتدر‬
‫أحرق هذا الامع لنه كبسه فوجد فيه جاعة من الشيعة يتمعون فيه للسب والشتم فلم يزل خرابا حت عمره بكم ف أيام الراضي ث أمر التقي بوضع منب فيه كان عليه اسم الرشيد وصلى‬
‫فيه الناس المعة قال فلم يزل تقام فيه إل ما بعد سنة خسي وأربعمائة قال وف جادى الخرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪200‬‬

‫ف ليلة سابعة كانت ليلة برد ورعد وبرق فسقطت القبة الضراء من قصر النصور وقد كانت هذه القبة تاج بغداد ومأثرة من مآثر بن العباس عظيمة بنيت أول ملكهم وكان بي بنيانا‬
‫وسقوطها مائة وسبعة وثانون سنة قال وخرج عن الناس التشرينان والكانونان منها ول يطروا فيها بشيء سوى مطرة واحدة ل ينبل منها التراب فغلت السعار ببغداد حت بيع الكر بائة‬
‫وثلثي دينار ووقع الفناء ف الناس حت كان الماعة يدفنون ف القب الواحد من غي غسل ول صلة وبيع العقار والثاث بأرخص السعار حت كان يشتري بالدرهم ما يساوي الدينار ف‬
‫غي تلك اليام ورأت امرأة رسول ال ( ص ) ف منامها وهو يأمرها بروج الناس إل الصحراء لصلة الستسقاء فأمر الليفة بامتثال ذلك فصلى الناس واستسقوا فجاءت المطار فزادت‬
‫الفرات شيئا ل ير مثله وغرقت العباسية ودخل الاء الشوارع ببغداد فسقطت القنطرة العتيقة والديدة وقطعت الكراد الطريق على قافلة من خراسان فأخذوا منهم ما قيمته ثلثة آلف‬
‫دينارا وكان أكثر ذلك من أموال‬
‫بكم التركي‬
‫وخرج الناس للحج ث رجعوا من أثناء الطريق بسبب رجل من العلويي قد خرج بالدينة النبوية ودعا إل نفسه وخرج عن الطاعة وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن إبراهيم‬
‫ابن تزمرد الفقيه أحد أصحاب ابن سريج خرج من المام إل خارجه فسقط عليه المام فمات من فوره بكم التركي أمي المراء ببغداد قبل بن بويه كان عاقل يفهم العربية ول يتكلم با‬
‫يقول أخاف أن أخطئ والطأ من الرئيس قبيح وكان مع ذلك يب العلم وأهله وكان كثي الموال والصدقات ابتدأ يعمل مارستان ببغداد فلم يتم فجدده عضد الدولة ابن بويه وكان بكم‬
‫يقول العدل ربح السلطان ف الدنيا والخرة وكان يدفن أموال كثية ف الصحراء فلما مات ل يدر أين هي وكان ندماء الراضي قد التفوا على بكم وهو بواسط وكان قد ضمنها بثمانائة‬
‫ألف دينار من الليفة وكانوا يسامرونه كالليفة وكان ل يفهم أكثر ما يقولون وراض له مزاجه الطيب سنان بن ثابت الصاب حت لن خلقه وحسنت سيته وقلت سطوته ولكن ل يعمر إل‬
‫قليل بعد ذلك ودخل عليه مرة رجل فوعظه فأبكاه فأمر له بائة ألف درهم فلحقه با الرسول فقال بكم للسائه ما أظنه يقبلها ول يريدها وما يصنع هذا بالدنيا هذا رجل مشغول بالعبادة‬
‫ماذا يصنع بالدراهم فما كان بأسرع من أن رجع الغلم وليس معه شيء فقال بكم قبلها قال نعم فقال بكم كلنا صيادون ولكن الشباك متلفة توف لسبع بقي من رجب من هذه السنة‬
‫وسبب موته أنه خرج يتصيد فلقي طائفة من الكراد فاستهان بم فقاتلوه فضربه رجل منهم فقتله وكانت إمرته على بغداد سنتي وثانية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪201‬‬

‫أشهر وتسعة أيام وخلف من الموال والواصل ما ينيف على ألفى ألف دينار أخذها التقي بال كلها‬
‫أبو ممد البباري‬
‫العال الزاهد الفقيه النبلي الواعظ صاحب الروزي وسهل التستري وتنه عن مياث أبيه وكان سبعي ألفا لمر كرهه وكان شديدا على أهل البدع والعاصي وكان كبي القدر تعظمه‬
‫الاصة والعامة وقد عطس يوما وهو يعظ فشمته الاضرون ث شته من سعهم حت شته أهل بغداد فانتهت الضجة إل دار اللفة فغار الليفة من ذلك وتكلم فيه جاعة من أرباب الدولة‬
‫فطلب فاختفى عند أخت بوران شهرا ث أخذه القيام داء فمات عندها فأمرت خادمها فصلى عليه فامتلت الدار رجال عليهم ثياب بياض ودفنته عندها ث أوصت إذا ماتت أن تدفن عنده‬
‫وكان عمره يوم مات ستا وتسعي سنة رحه ال‬
‫يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول‬
‫أبو بكر الزرق لنه كان أزرق العيني التنوخي الكاتب سع جده والزبي بن بكار والسي بن عرفة وغيهم وكان خشن العيش كثي الصدقة فيقال إنه تصدق بائة ألف دينار وكان أمارا‬
‫بالعروف ناء عن النكر روى عنه الدارقطن وغيه من الفاظ وكان ثقة عدل توف ف ذي الجة منها عن ثنتي وتسعي سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثلثي وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي ف الحرم منها ظهر كوكب بذنب رأسه إل الغرب وذنبه إل الشرق وكان عظيما جدا وذنبه منتشر وبقي ثلثة عشر يوما إل أن اضمحل قال وف نصف ربيع الول بلغ‬
‫الكر من النظة مائت دينار وأكل الضعفاء اليتة ودام الغلء وكثر الوت وتقطعت السبل وشغل الناس بالرض والفقر وتركوا دفن الوتى وشغلوا عن اللهي واللعب قال ث جاء مطر كأفواه‬
‫القرب وبلغت زيادة دجلة عشرين ذراعا وثلثا وذكر ابن الثي ف الكامل أن ممد بن رائق وقع بينه وبي البيدي وحشة لجل أن البيدي منع خراج واسط فركب إليه ابن رائق ليتسلم ما‬
‫عنده من الال فوقعت مصالة ورجع ابن رائق إل بغداد فطالبه الند بأرزاقهم وضاق عليه حاله وتيز جاعة من التراك عنه إل البيدي فضعف جانب ابن رائق وكاتب البيدي بالوزارة‬
‫ببغداد ث قطع اسم الوزارة عنه فاشتد حنق البيدي عليه وعزم على أخذ بغداد فبعث أخاه أبا السي ف جيش إل بغداد فتحصن ابن رائق مع الليفة بدار اللفة ونصبت فيها الجانيق‬
‫والعرادات العرادة شيء أصغر من النجنيق على دجلة أيضا فاضطربت أهل بغداد ونب الناس بعضهم بعضا ليل ونارا وجاء أبو السي أخو أب عبدال البيدي بن معه فقاتلهم الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪202‬‬

‫ف الب وف دجلة وتفاقم الال جدا مع ما الناس فيه من الغلء والوباء والفناء فإنا ل وإنا إليه راجعون ث إن الليفة وابن رائق انزما ف جادى الخرة ومع الليفة ابنه منصور ف عشرين‬
‫فارسا فقصدوا نو الوصل واستحوذ أبو السي على دار اللفة وقتل من وجد فيها من الاشية ونبوها حت وصل النهب إل الري ول يتعرضوا للقاهر وهو إذ ذاك أعمى مكفوفا وأخرجوا‬
‫كورتكي من البس فبعثه أبو السي إل البيدي فكان آخر العهد به ونبوا بغداد جهارا علنية ونزل أبو السي بدار مؤنس الادم الت كان يسكنها ابن رائق وكانوا يكبسون الدور‬
‫ويأخذون ما فيها من الموال فكثر الور وغلت السعار جدا وضرب أبو السي الكس على النطة والشعي وذاق أهل بغداد لباس الوع والوف با كانوا يصنعون وكان معه طائفة كبية‬
‫من القرامطة فأفسدوا ف البلد فسادا عظيما ووقع بينهم وبي التراك حروب طويلة شديدة فغلبهم الترك وأخرجوهم من بغداد فوقعت الرب بي العامة والديلم جند أب السي وف شعبان‬
‫منها اشتد الال أيضا ونبت الساكن وكبس أهلها ليل ونارا وخرج جند البيدي فنهبوا الغلت من القرى واليوانات وجرى ظلم ل يسمع بثله قال ابن الثي وإنا ذكرنا هذا ليعلم الظلمة‬
‫أن أخبارهم الشنيعة تنقل وتبقى بعدهم على وجه الرض وف الكتب ليذكروا با ويذموا ويعابوا ذلك لم خزي ف الدنيا وأمرهم إل ال لعلهم أن يتركوا الظلم لذا إن ل يتركوه ل وقد كان‬
‫الليفة أرسل وهو ببغداد إل ناصر الدولة بن حدان نائب الوصل يستمده ويستحثه على البيدي فأسل ناصر الدولة أخاه سيف الدولة عليا ف جيش كثيف فلما كان بتكريت إذا الليفة‬
‫وابن رائق قد هربا فرجع معهما سيف الدولة إل أخيه وخدم سيف الدولة الليفة خدمة كثية ولا وصلوا إل الوصل خرج عنها ناصر الدولة فنل شرقها وأرسل التحف والضيافات ول يئ‬
‫إل الليفة خوفا من الغائلة من جهة ابن رائق فأرسل الليفة ولده أبا منصور ومعه ابن رائق للسلم على ناصر الدولة فصارا إليه فأمر ناصر الدولة أن ينثر الذهب والفضة على رأس ولد‬
‫الليفة وجلسا عنده ساعة ث قاما ورجعا فركب ابن الليفة وأراد ابن رائق أن يركب معه فقال له ناصر الدولة اجلس اليوم عندي حت نفكر فيما نصنع ف أمرنا هذا فاعتذر إليه بابن الليفة‬
‫واستراب بالمر وخشي فقبض ابن حدان بكمه فجبذه ابن رائق منه فانقطع كمه وركب سريعا فسقط عن فرسه فأمر ناصر الدولة بقتله فقتل وذلك يوم الثني لسبع بقي من رجب منها‬
‫فأرسل الليفة إل ابن حدان فاستحضره وخلع عليه ولقبه ناصر الدولة يومئذ وجعله أمي المراء وخلع على أخيه أب السن ولقبه سيف الدولة يومئذ ولا قتل ابن رائق وبلغ خب مقتله إل‬
‫صاحب مصر الخشيد ممد بن طغج ركب إل دمشق فتسلمها من ممد بن يزداد نائب ابن رائق ل ينتطح فيها عنان ولا بلغ خب مقتله إل بغداد فارق‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪203‬‬

‫أكثر التراك أبا السي البيدي لسوء سيته وقبح سريرته قبحه ال وقصدوا الليفة وابن حدان فتقوى بم وركب هو والليفة إل بغداد فلما اقتربوا منها هرب عنها أبو السي أخو‬
‫البيدي فدخلها التقي ومعه بنو حدان ف جيوش كثية وذلك ف شوال منها ففرح السلمون فرحا شديدا وبعث الليفة إل أهله وقد كان أخرجهم إل سامرا فردهم وتراجع أعيان الناس إل‬
‫بغداد بعد ما كانوا قد ترحلوا عنها ورد الليفة أبا إسحاق الفزاري إل الوزارة وول توزون شرطة جانب بغداد وبعث ناصر الدولة أخاه سيف الدولة ف جيش وراء أب السي أخي البيدي‬
‫فلحقه عند الدائن فاقتتلوا قتال شديدا ف أيام نسات ث كان آخر المر أن انزم أبو السي إل أخيه البيدي بواسط وقد ركب ناصر الدولة بنفسه فنل الدائن قوة لخيه وقد انزم سيف‬
‫الدولة مرة من أخي البيدي فرده أخوه وزاده جيشا حت كسر البيدي وأسر جاعة من أعيان أصحابه وقتل منهم خلقا كثيا ث أرسل أخاه سيف الدولة إل واسط لقتال أب عبدال البيدي‬
‫فانزم منه البيدي وأخوه إل البصرة وتسلم سيف الدولة واسطا وسيأت ما كان من خبه ف السنة التية مع البيدي وأما ناصر الدولة فإنه عاد إل بغداد فدخلها ف ثالث عشر ذي الجة‬
‫وبي يديه السارى على ما المال ففرح السلمون واطمأنوا ونظر ف الصال العامة وأصلح معيار الدنيار وذلك أنه وجده قد غي عما كان عليه فضرب دناني ساها البريزيه فكانت تباع‬
‫كل دينار بثلثة عشر درها وإنا كان يباع ما قبلها بعشرة وعزل الليفة بدرا الرشن عن الجابة وولها سلمة الطولون وجعل بدرا على طريق الفرات فسار إل الخشيد فأكرمه واستنابه‬
‫على دمشق فمات با وفيها وصلت الروم إل قريب حلب فقتلوا خلقا وأسروا نوا من خسة عشر ألفا فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها دخل نائب طرسوس إل بلد الروم فقتل وسب وغنم‬
‫وسلم وأسر من بطارقتهم الشهورين منهم وغيهم خلقا كثيا ول المد وفيها توف من العيان‬
‫إسحاق بن ممد بن يعقوب النهرجوري‬
‫أحد مشايخ الصوفية صحب النيد بن ممد وغيه من أئمة الصوفية وجاور بكة حت مات با ومن كلمه السن مفاوز الدنيا تقطع بالقدام ومفاوز الخرة تقطع بالقلوب‬
‫السي بن إساعيل بن ممد بن إساعيل بن سعيد بن أبان‬
‫أبو عبدال الضب القاضي الحاملي الفقيه الشافعي الحدث سع الكثي وأدرك خلقا من أصحاب ابن عيينة نوا من سبعي رجل وروى عن جاعة من الئمة وعنه الدارقطن وخلق وكان يضر‬
‫ملسه نو من عشرة آلف وكان صدوقا دينا فقيها مدثا ول قضاء الكوفة ستي سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪204‬‬

‫وأضيف إليه قضاء فارس وأعمالا ث استعفى من ذلك كله ولزم منله واقتصر على إساع الديث وساعه توف ف ربيع الخر من هذه السنة عن خس وتسعي سنة وقد تناظر هو و بعض‬
‫الشيعة بضرة بعض الكابر فجعل الشيعي يذكر مواقف علي يوم بدر وأحد والندق وخيب وحني وشجاعته ث قال للمحاملي أتعرفها قال نعم ولكن أتعرف انت أين كان الصديق يوم بدر‬
‫كان مع رسول ال ( ص ) ف العريش بنلة الرئيس الذي يامي عنه وعلي رضي ال عنه ف البارزة ولو فرض أنه انزم أو قتل ل يزل اليش بسببه فأفحم الشيعي وقال الحاملي وقد قدمه‬
‫الذين رووا لنا الصلة والزكاة والوضوء بعد رسول ال ( ص ) فقدموه عليه حيث ل مال له ول عبيد ول عشية وقد كان أبو بكر ينع عن رسول ال ( ص ) وياحف عنه وإنا قدموه‬
‫لعلمهم أنه خيهم فأفحمه أيضا‬
‫علي بن ممد بن سهل‬
‫أبو السن الصائغ أحد الزهاد العباد أصحاب الكرامات روى عن مشاد الدينوري أنه شاهد أبا السن هذا يصلي ف الصحراء ف شدة الر ونسر قد نشر عليه جناحيه يظله من الر قال ابن‬
‫الثي وفيها توف أبو السن علي بن إساعيل الشعري التكلم الشهور وكان مولده سنة ستي ومائتي وهو من ولد أب موسى الشعري قلت الصحيح أن الشعري توف سنة أربع وعشرين‬
‫ومائتي كما تقدم ذكره هناك قال وفيها توف ممد بن يوسف بن النضر الروي الفقيه الشافعي وكان مولده سنة تسع وعشرين ومائتي أخذ عن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي قلت وقد‬
‫توف فيها أبو حامد بن بلل وزكريا بن أحد البلخي وعبدالغافر بن سلمة الافظ وممد بن رائق المي ببغداد وفيها توف الشيخ‬
‫أبو صال مفلح النبلي‬
‫واقف مسجد أب صال ظاهر باب شرقي من دمشق وكانت له كرامات وأحوال ومقامات واسه مفلح بن عبدال أبو صال التعبد الذي ينسب إليه السجد خارج باب شرقي من دمشق‬
‫صحب الشيخ أبا بكر بن سعيد حدونه الدمشقي وتأدب به وروى عنه الوحد بن إسحاق بن البي وأبو السن علي بن العجة قيم السجد وأبو بكر بن داود الدينوري الدقي روى الافظ‬
‫ابن عساكر من طريق الدقي عن الشيخ أب صال قال كنت أطوف ببل لكام أطلب العباد فمررت برجل وهو جالس على صخرة مطرق رأسه فقلت له ما تصنع ههنا فقال أنظر وأرعى‬
‫فقلت له ل أرى بي يديك شيئا تنظر إليه ول ترعاه إل هذه العصاة والجارة فقال بل أنظر خواطر قلب وأرعى أوامر رب وبالذي أطلعك علي إل صرفت بصرك عن فقلت له نعم ولكن‬
‫عظن بشيء أنتفع به حت أمضي عنك فقال من لزم الباب أثبت ف الدم ومن أكثر ذكر الوت أكثر الندم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪205‬‬

‫ومن استغن بال أمن العدم ث تركن ومضى وقال أبو صال مكثت ستة أيام أو سبعة ل آكل ول أشرب ولقن عطش عظيم فجئت إل النهر الذي وراء السجد فجلست أنظر إل الاء‬
‫فتذكرت قوله تعال وكان عرشه على الاء فذهب عن العطش فمكثت تام العشرة أيام وقال مكثت أربعي يوما ل أشرب ث شربت وأخذ رجل فضلت ث ذهب إل امرأته فقال اشرب فضل‬
‫رجل قد مكث أربعي يوما ل يشرب الاء قال أبو صال ول يكن اطلع على ذلك أحد إل ال عز وجل ومن كلم أب صال الدنيا حرام على القلوب حلل على النفوس لن كل شيء يل لك‬
‫أن تنظر بعي رأسك إليه يرم عليك أن تنظر بعي قلبك إليه وكان يقول البدن لباس القلب والقلب لباس الفؤاد والفؤاد لباس الضمي والضمي لباس السر والسر لباس العرفة به ولب صال‬
‫مناقب كثية رحه ال توف ف جادى الول من هذه السنة وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي وثلثمائة‬
‫فيها دخل سيف الدولة إل واسط وقد انزم عنها البيدي وأخوه أبو السي ث اختلف الترك على سيف الدولة فهرب منها قاصدا بغداد وبلغ أخاه أمي المراء خبه فخرج من بغداد إل‬
‫الوصل فنهبت داره وكانت دولته على بغداد ثلثة عشر شهرا وخسة أيام وجاء أخوه سيف الدولة بعد خروجه منها فنل بباب حرب فطلب من الليفة أن يده بال يتقوى به على حرب‬
‫تورون فبعث إليه بأربعمائة ألف درهم ففرقها بأصحابه وحي سع بقدوم تورون خرج من بغداد ودخلها تورون ف الامس والعشرين من رمضان فخلع عليه الليفة وجعله أمي المراء‬
‫واستقر أمره ببغداد وعند ذلك رجع البيدي إل واسط وأخرج من كان با من أصحاب تورون وكان ف أسر تورون غلم سيف الدولة يقال له ثال فأرسله إل موله ليخبه حاله ويرفع‬
‫أمره عند آل حدان وفيها كانت زلزلة عظيمة ببلد نسا سقط منها عمارات كثية وهلك بسببها خلق كثي قال ابن الوزي وكان ببغداد ف أيلول وتشرين حر شديد يأخذ بالنفاس وف‬
‫صفر منها ورد الب بورود الروم إل أرزن وميا فارقي وأنم سبوا وف ربيع الخر منها عقد أبو منصور إسحاق بن الليفة التقي عقده على علوية بنت ناصر الدولة بن حدان على صداق‬
‫مائة ألف دينار وألف ألف درهم وول العقد على الارية الذكورة أبو عبدال ممد بن أب موسى الاشي ول يضر ناصر الدولة وضرب ناصر الدولة سكة ضرب فيها ناصر الدولة عبد آل‬
‫ممد قال ابن الوزي وفيها غلت السعار حت أكل الناس الكلب ووقع البلء ف الناس وواف من الراد شيء كثي جدا حت بيع منه كل خسي رطل بالدرهم فارتفق الناس به ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪206‬‬

‫الغلء وفيها ورد كتاب ملك الروم إل الليفة يطلب فيه منديلبكنيسة الرها كان السيح قد مسح با وجهه فصارت صورة وجهه فيه وأنه مت وصل هذا النديل يبعث من السارى خلقا‬
‫كثيا فأحضر الليفة العلماء فاستشارهم ف ذلك فمن قائل نن أحق بعيسى منهم وف بعثه إليهم غضاضة على السلمي ووهن ف الدين فقال علي بن عيسى الوزير يا أمي الؤمني إنقاذ‬
‫أسارى السلمي من أيدي الكفار خي وأنفع للناس من بقاء ذلك النديل بتلك الكنيسة فأمر الليفة بإرسال ذلك النديل إليهم وتليص أسرى السلمي من أيديهم قال الصول وفيها وصل‬
‫الب بأن القرمطي ولد له مولود فأهدى إليه أبو عبدال البيدي هدايا كثية منها مهد من ذهب مرصع بالوهر وجلله منسوج بالذهب ملى باليواقيت وغي ذلك وفيها كثر الرفض ببغداد‬
‫فنودي با من ذكر أحدا من الصحابة بسوء فقد برئت منه الذمة وبعث الليفة إل عماد الدولة ابن بويه خلعا فقبلها ولبسها بضرة القضاة والعيان وفيها كانت وفاة السعيد نصر بن أحد‬
‫بن إساعيل السامان صاحب خراسان وما وراء النهر وقد مرض قبل موته بالسل سنة وشهرا واتذ ف داره بيتا ساه بيت العبادة فكان يلبس ثيابا نظافا ويشي إليه حافيا ويصلي فيه ويتضرع‬
‫ويكثر الصلة وكان يتنب النكرات والثام إل أن مات رحه ال فقام بالمر من بعده ولده نوح بن نصر السامان ولقب بالمي الميد وقتل ممد بن أحد النسفي وكان قد طعن فيه عنده‬
‫وصلبه وفيها توف من العيان‬
‫ثابت بن سنان بن قرة الصاب‬
‫أبو سعيد الطبيب أسلم على يد القاهر بال ول يسلم ولده ول أحد من أهل بيته وقد كان مقدما ف الطب وف علوم أخر كثية توف ف ذي القعدة منها بعلة الذرب ول تغن عنه صناعته شيئا‬
‫حت جاءه الوت وما أحسن ما قال بعض الشعراء ف ذلك ‪ ...‬قل للذي صنع الدواء بكفه ‪ ...‬أترد مقدورا ( عليك قد ) جرى ‪ ...‬مات الداوى والداوى والذى ‪ ...‬صنع الدواء بكفه ومن‬
‫اشترى وذكر ابن الوزى ف النتظم وفاة الشعري فيها وتكلم فيه وحط عليه كما جرت عادةالنابلة يتكلمون ف الشعرية قديا وحديثا وذكر أنه ‪ 4‬ولد سنة ستي ومائتي وتوف ف هذه‬
‫السنة وأنه صحب البائي أربعي سنة ث رجع عنه وتوف ببغداد ودفن بشرعة السروان‬
‫ممد بن أحد بن يعقوب بن شيبة‬
‫ابن الصلت السدوسي مولهم أبو بكر سع جده وعباسا الدوري وغيها وعنه أبو بكر بن مهدي وكان ثقة روى الطيب أن والد ممد هذا حي ولد أخذ طالع مولده النجمون فحسبوا‬
‫عمره وقالوا إنه يعيش كذا وكذا فأرصد أبوه جبا فكان يلقي فيه عن كل يوم من عمره الذي أخبوه به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪207‬‬

‫دينارا فلما امتل أرصد له جبا آخر كذلك ث آخر كذلك فكان يضع فيها ف كل يوم ثلثة دناني على عدد أيام عمر ولده ومع هذا ما أفاده ذلك شيئا بل افتقر هذا الولد حت صار يستعطي‬
‫من الناس وكان يضر ملس السماع عليه عباءة بل إزار فكان يتصدق عليه أهل الجلس بشيء يقوم بأوده والسعيد من أسعده ال عز وجل‬
‫ممد بن ملد بن جعفر‬
‫أبو عمر الدوري العطار كان يسكن الدور وهي ملة بطرف بغداد سع السن بن عرفة والزبي بن بكار ومسلم بن الجاج وغيهم وعنه الدارقطن وجاعة وكان ثقة فهماواسع الرواية‬
‫مشكور الديانة مشهورا بالعبادة توف ف جادى الول منها وقد استكمل سبعا وسبعي سنة وثانية أشهر وإحدى وعشرين يوما الجنون البغدادي روى ابن الوزي من طريق أب بكر الشبلي‬
‫قال رأيت منونا عند جامع الرصافة وهو عريان وهو يقول أنا منون ال أنا منون ال فقلت ما لك أل تستتر وتدخل الامع وتصلي فأنشأ يقول ‪ ...‬يقولون زرنا واقض واجب حقنا ‪ ...‬وقد‬
‫‪ ...‬أسقطت حال حقوقهم عن ‪ ...‬إذا هم رأوا حال ول يأنفوا لا ‪ ...‬ول يأنفوا منها أنفت لم من‬
‫ث دخلت سةن ثنتي وثلثي وثلثمائة‬
‫فيهها خرج التقي أمي الؤمني من بغداد إل الوصل مغاضبا لتورون وهو إذ ذاك بواسط وقد زوج ابنة من أب عبدال البيدي وصارا يدا واحدة على الليفة وأرسل ابن شي زاد ف ثلثمائة‬
‫إل بغداد فأفسد فيها وقطع ووصل واستقل بالمر من غي مراجعة التقي فغضب التقي وخرج منها مغاضبا له بأهله وأولده ووزيره ومن اتبعه من المراء قاصدا الوصل إل بن حدان فتلقاه‬
‫سيف الدولة إل تكريت ث جاءه ناصر الدولة وهو بتكريت أيضا وحي خرج التقي من بغداد أكثر ابن شيزاد فيها الفساد وظلم أهلها وصادرهم وأرسل يعلم تورون فأقبل مسرعا نو‬
‫تكريت فتواقع هو وسيف الدولة فهزم تورون سيف الدولة وأخذ معسكره ومعسكر أخيه ناصر الدولة ث كر إليه سيف الدولة فهزمه تورون أيضا وانزم التقي وناصر الدولة وسيف الدولة‬
‫من الوصل إل نصيبي وجاء تورون فدخل الوصل وأرسل إل الليفة يطلب رضاه فأرسل الليفة يقول ل سبيل إل ذلك إل أن تصال بن حدان فاصطلحوا وضمن ناصر الدولة بلد الوصل‬
‫بثلثة آلف ألف وستمائة ألف ورجع تورون إل بغداد وأقام الليفة عند بن حدان وف غيبة تورون هذه عن واسط أقبل إليها معز الدولة بن بويه ف خلق من الديلم كثيين من فاندر‬
‫تورون مسرعا إل واسط فاقتتل مع معز الدولة بضعة عشر يوما وكان آخر المر أن انزم معز الدولة ونبت حواصله وقتل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪208‬‬

‫من جيشه خلق كثي وأسر جاعة من أشراف أصحابه ث عاود تورون ما كان يعتريه من مرض الصرع فشغل بنفسه فرجع إل بغداد وفيها قتل أبو عبدال البيدي أخاه أبا يوسف وكان سبب‬
‫ذلك أن البيدي قل ما ف يده من الموال فكان يستقرض من أخيه أب يوسف فيقرضه القليل ث يشنع عليه ويذم تصرفه بال الند إل أن مال الند إل أب يوسف وأعرض غالبهم عن‬
‫البيدي فخشي أن يبايعوه فأرسل إليه طائفة من غلمانه فقتلوه غيلة ث انتقل إل داره وأخذ جيع حواصله وأمواله فكان قيمة ما أخذ منه من الموال ما ياقارب ثلثمائة ألف ألف دينار ول يتع‬
‫بعده إل ثانية أشهر مرض فيها مرضا شديدا بالمى الادة حت كانت وفاته ف شوال من هذه السنة فقام مقامه أخوه أبو السي قبحه ال فأساء السية ف أصحابه فثاروا عليه فلجأ إل‬
‫القرامطة قبحهم ال فاستجار بم فقام بالمر من بعده أبو القاسم بن أب عبدال البيدي ف بلد واسط والبصرة وتلك النواحي من الهواز وغيها وأما الليفة التقي ل فإنه لا أقام عند أولد‬
‫حدان بالوصل ظهر له منهم تضجر وأنم يرغبون ف مفارقته فكتب إل تورون ف الصلح فاجتمع تورون مع القضاة والعيان وقرؤوا كتاب الليفة وقابله بالسمع والطاعة وحلف له ووضع‬
‫خطه بالقرار له ولن معه بالكرام والحترام فكان من الليفة ودخوله إل بغداد ما سيأت ف السنة التية وفيها أقبلت طائفة من الروس ف البحر إل نواحي أذربيجان فقصدوا بردعة‬
‫فحاصرها فلما ظفروا بأهلها قتلوهم عن آخرهم وغنموا أموالم وسبوا من استحسنوا من نسائهم ث مالوا إل الراغة فوجدوا با ثارا كثية فأكلوا منها فأصابم وباء شديد فمات أكثرهم‬
‫وكان إذا مات أحذهم دفنوا معه ثيابه وسلحه فأخذه السلمون وأقبل إليهم الرزبان بن ممد فقتل منهم وف ربيع الول منها جاء الدمستق ملك الروم إل رأس العي ف ثاني إلفا فدخلها‬
‫ونب ما فيها وقتل وسب منهم نوا من خسة عشر ألفا وأقام با ثلثة أيام فقصدته العراب من كل وجه فقاتلوه قتال عظيما حت انلى عنها وف جادى الول منها غلت السعار ببغداد‬
‫جدا وكثرت المطار حت تدم البناء ومات كثي من الناس تت الدم وتعطلت أكثر المامات والساجد من قلة الناس ونقصت قيمة العقار حت بيع منه بالدرهم ما كان يساوي الدينار‬
‫وخلت الدور وكان الدللون يعطون من يسكنها أجرة ليحفظها من الداخلي إليها ليخربوها وكثرت الكبسات من اللصوص بالليل حت كان الناس يتحارسون بالبوقات والطبول وكثرت‬
‫الفت من كل جهة فإنا ل وإنا إليه راجعون ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وف رمضان منها كانت وفاة أب طاهر سليمان بن أب سعيد السن الناب الجري القرمطي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪209‬‬

‫رئيس القرامطة قبحه ال وهذا هوالذي قتل الجيج حول الكعبة وف جوفها وسلبها كسوتا وأخذ بابا وحليتها واقتلع الجر السود من موضعه وأخذه معه إل بلده هجر فمكث عنده من‬
‫سنة تسع عشرة وثلثمائة ث مات قبحه ال وهو عندهم ل يردوه إل سنة تسع وثلثي وثلثمائة كما سيأت ولا مات هذا القرمطي قام بالمر من بعده إخوته الثلثة وهم أبو العباس الفضل وأبو‬
‫القاسم سعيد وأبو يعقوب يوسف بنو أب سعيد الناب وكان أبو العباس ضعيف البدن مقبل على قراءة الكتب وكان أبو يعقوب مقبل على اللهو واللعب ومع هذا كانت كلمة الثلثة واحدة‬
‫ل يتلفون ف شيء وكان لم سبعة من الوزراء متفقون أيضا وف شوال منها توف أبو عبدال البيدي فاستراح السلمون من هذا كما استراحوا من الخر وفيها توف من العيان أبو العباس‬
‫بن عقدة الافظ‬
‫أحد بن ممد بن سعيد بن عبدالرحن‬
‫أبو العباس الكوف العروف بابن عقدة لقبوه بذلك من أجل تعقيده ف التصريف والنحو وكان أيضا عقدة ف الورع والنسك وكان من الفاظ الكبار سع الديث الكثي ورحل فسمع من‬
‫خلئق من الشايخ وسع منه الطبان والدراقطن وابن العاب وابن عدي وابن الظفر وابن شاهي قال الدارقطن أجع أهل الكوفة على أنه ل ير من زمن ابن مسعود إل زمان ابن عقدة أحفظ‬
‫منه ويقال إنه كان يفظ نوا من ستمائة ألف حديث منها ثلثائة ألف ف فضائل أهل البيت با فيها من الصحاح والضعاف وكانت كتبه ستمائة حل جل وكان ينسب مع هذا كله إل‬
‫التشيع والغالة قال الدارقطن كان رجل سوء ونسبه ابن عدي إل أنه كان يعمل النسخ لشياخ ويأمرهم بروايتها قال الطيب حدثن علي بن ممد بن نصر قال سعت حزة بن يوسف‬
‫سعت أبا عمر بن حيويه يقول كان ابن عقدة يلس ف جامع برائي معدن الرفض يلي مثالب الصحابة أو قال الشيخي فتركت حديثه ل أحدث عنه بشيء قلت وقد حررت الكلم فيه ف‬
‫كتابنا التكميل با فيه كفاية توف ف ذي القعدة منها‬
‫أحد بن عامر بن بشر بن حامد الروروذي‬
‫نسبة إل مر والروذ والروذ اسم للنهر وهو الفقيه الشافعي تلميذ أب إسحاق الروذي نسبة إل مروذ الشاهجان وهي أعظم ‪ 2‬من تلك البلد له شرح متصر الزن وله كتاب الامع ف‬
‫الذهب وصنف ف أصول الفقه وكان إماما ل يشق غباره توف ف هذه السنة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي وثلثمائة‬
‫فيها رجع الليفة التقي إل بغداد وخلع من اللفة وسلت عيناه وكان وهو مقيم بالوصل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪210‬‬

‫قد أرسل إل الخشيد ممد بن طغج صاحب مصر والبلد الشامية أن يأتيه فأقبل إليه ف النتصف من الحرم من هذه السنة وخضع للخليفة غاية الضوع وكان يقوم بي يديه كما تقوم‬
‫الغلمان ويشي والليفة راكب ث عرض عليه أن يصي معه إل الديار الصرية أو يقوم ببلد الشام وليته فعل بل اب عليه فأشار عليه بالقام مكانه بالوصل ول يذهب إل تورون وحذره من‬
‫مكر تورون وخديعته فلم يقبل ذلك وكذلك أشار عليه وزيره أبو حسي بن مقلة فلم يسمع وأهدى ابن طغج للخليفة هدايا كثية فاخرة وكذلك أهدى إل المراء والوزير ث رجع إل بلده‬
‫واجتاز بلب فاناز عنها صاحبها أبو عبد ال بن سعيد بن حدان وكان ابن مقاتل با فأرسله إل مصر نائبا عنه حت يعود إليها وأما الليفة فإنه ركب من الرقة ف الدجلة إل بغداد وأرسل إل‬
‫تورون فاستوثق منه ما كان حلف له من اليان فأكدها وقررها فلما قرب من بغداد خرج إليه تورون ومعه العساكر فلما رأى الليفة قبل الرض بي يديه وأظهر له أنه قد وف له با كان‬
‫حلف له عليه وأنزله ف منظرته ث جاء فاحتاط على من مع الليفة من الكباء فأمر بسمل عين الليفة فسملت عيناه فصاح صيحة عظيمة سعها الري فضجت الصوات بالبكاء فأمر تورون‬
‫بضرب الدبادب حت ل تسمع أصوات الري ث اندر من فوره إل بغداد فبايع الستكفي فكانت خلفة التقي ثلثة سني وخسة أشهر وعشرين يوما وقيل وأحد عشر شهرا وستأت ترجته‬
‫عند ذكر وفاته‬
‫خلفة الستكفي بال عبدال بن الكتفي بن العتضد‬
‫لا رجع تورون إل بغداد وقد سل عين التقي استدعي بالستكفي فبايعه ولقب بالستكفي بال واسه عبدال وذلك ف العشر الواخر من صفر من هذه السنة وجلس تورون بي يديه وخلع‬
‫عليه الستكفي وكان الستكفي مليح الشكل ربعة حسن السم الوجه أبيض اللون مشربا حرة أقن النف خفيف العارضي وكان عمره يوم بويع باللفة إحدى وأربعي سنة وأحضر التقي‬
‫بي يديه وبايعه وأخذ منه البدة والقضيب واستوزر أبا الفرج ممد بن علي السامري ول يكن اليه من المر شيء وإنا الذي يتول المور ابن شيزاد وحبس التقي بالسجن وطلب الستكفي‬
‫أبا القاسم الفضل بن القتدر هو الذي ول اللفة بعد ذلك ولقب الطيع ل فااختفى منه ول يظهر مدة خلفة الستكفي فأمر الستكفي بدم داره الت عند دجلة وفيها مات القائم الفاطمي‬
‫وتول ولده النصور إساعيل فكتم موت أبيه مدة حت اتفق أمره ث أظهره والصحيح أن القائم مات ف الت بعدها وقد حاربم أبو يزيد الارجي فيها وأخذ منهم مدنا كبارا وكسروه مرارا‬
‫متعددة ث يبز إليهم ويمع الرجال ويقاتلهم فانتدب النصور هذا لقتاله بنفسه وجرت بينهم حروب يطول ذكرها وقد بسطها ابن الثي ف كامله وقد انزم ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪211‬‬

‫بعض الحيان جيش النصور ول يبق إل ف عشرين نفسا فقاتل بنفسه قتال عظيما فهزم أبا يزيد بعد ما كاد يقتله وثبت النصور ثباتا عظيما فعظم ف أعي الناس وزادت حرمته وهيبته واستنقذ‬
‫بلد القيوان منه وما زال ياربه حت ظفر به النصور وقتله ولا جيء برأسه سجد شكرا ل وكان أبو يزيد هذا قبيح الشكل أعرج فصيا خارجيا شديدا يكفر أهل اللة وف ذي الجة منها‬
‫قتل أبو السي البيدي وصلب ث أحرق وذلك أنه قدم بغداد يستنجد بتورون وأب جعفر بن شيزاد علي ابن أخيه فوعدوه النصر فوعدوه النصر ث شرع يفسد ما بي تورون وابن شيزاد‬
‫فعلم بذلك ابن شيزاد فأمر بسجنه وضربه ث أفتاه بعض الفقهاء بإباحة دمه فأمر بقتله وصلبه ث أحرقه وانت أيام البيدية وزالت دولتهم وفيها أمر الستكفي بإخراج القاهر الذي كان خليفة‬
‫وأنزله دار ابن طاهر وقد افتقر القاهر حت ل يبق له شيء من اللباس سوى قطعه عباءة يلتف با وف رجله قبقاب من خشب وفيها اشتد البد والر وفيها ركب معز الدولة ف رجب منها إل‬
‫واسط فبلغ خبه إل تورون فركب هو والستكفي فلما سع بما رجع إل بلده وتسلمها الليفة وضمنها أبو القاسم بن أب عبدال ث رجع تورون والليفة إل بغداد ف شوال منها وفيها‬
‫ركب سيف الدولة علي بن أب اليجاء عبدال بن حدان إل حلب فتسلمها من يأنس الؤنسي ث سار إل حص ليأخذها فجاءته جيوش الخشيد ممد بن طغج مع موله كافور فاقتتلوا‬
‫يقنسرين فلم يظفر أحذ منهما بصاحبه ورجع سيف الدولة إل الزيرة ث عاد إل حلب فاستقر ملكه با فقصدته الروم ف جحافل عظيمة فالتقى معهم فظفر بم فقتل منهم خلقا كثيا‬
‫ث دخلت سنةاربع وثلثي وثلثمائة‬
‫ف الحرم زاد الليفة ف لقبه إمام الق وكتب ذلك على السكة والتعامل با ودعا له الطباء على النابر أيام المع وف الحرم منها مات تورون التركي ف داره ببغداد وكانت إمارته سنتي‬
‫وأربعة أشهر وعشرة أيام وكان ابن شيزاد كاتبه وكان غائبا بيت لتخليص الال فلما بلغه موته أراد أن يعقد البيعة لناصر الدولة بن حدان فاضطربت الجناد وعقدوا الرياسة عليهم لبن‬
‫شيزاد فحضر ونزل بباب حرب مستهل صفر وخرج إليه الجناد كلهم وحلفوا له وحلف الليفة والقضاة والعيان ودخل على الليفة فخاطبه بأمي المراء وزاد ف أرزاق الند وبعث إل‬
‫ناصر الدولة يطالبه بالراج فبعث إليه بمسمائة ألف درهم وبطعام يفرقه ف الناس وأمر وني وعزل وول وقطع ووصل وفرح بنفسه ثلثة أشهر وعشرين يوما ث جاءت الخبار بأن معز‬
‫الدولة بن بويه قد أقبل ف اليوش قاصدا بغداد فاختفى ابن شيزاد والليفة أيضا وخرج إليه التراك قاصدين الوصل ليكونوا مع ناصر الدولة بن حدان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪212‬‬

‫أول دولة بن بويه وحكمهم ببغداد‬


‫أقبل معز الدولة أحد بن السن بن بويه ف جحافل عظيمة من اليوش قاصدا بغداد فلما اقترب منها بعث إليه الليفة الستكفي بال الدايا والنزالت وقال للرسول أخبوه أن مسرور به‬
‫وأن إنا اختفيت من شر التراك الذين انصرفوا إل الوصل وبعث إليه باللع والتحف ودخل معز الدولة بغداد ف جادى الول من هذه السنة فنل بباب الشماسية ودخل من الغد إل‬
‫الليفة فبايعه ودخل عليه الستكفي ولقبه بعز الدولة ولقب أخاه أبا السن بعماد الدولة وأخاه أبا علي السن بركن الدولة وكتب ألقابم على الدراهم والدناني ونزل معز الدولة بدار‬
‫مؤنس الادم ونزل أصحابه من الديلم بدور الناس فلقى الناس منهم ضائقة شديدة وأمن معز الدولة ابن شيزاد فلما ظهر استكتبه على الراج ورتب للخليفة بسبب نفقاته خسة آلف‬
‫درهم ف كل يوم وا المور على هذا النظام وال أعلم‬
‫القبض على الليفة الستكفي بال وخلعه‬
‫لا كان اليوم الثان والعشرين من جادى الخرة حضر معز الدولة إل الضرة فجلس على سرير بي يدي الليفة وجاء رجلن من الديلم فمدا أيديهما إل الليفة فأنزله عن كرسيه وسحباه‬
‫فتحربت عمامته ف حلقه ونض معز الدولة واضطربت دار اللفة حت خلص إل الري وتفاقم الال وسيق الليفة ماشيا إل دار معز الدولة فاعتقل با وأحضر أبو القاسم الفضل بن القتدر‬
‫فبويع باللفة وسلت عينا الستكفي وأودع السجن فلم يزل به مسجونا حت كانت وفاته ف سنة ثان وثلثي وثلثمائة كما يأت ذكر ترجته هناك‬
‫خلفة الطيع ل‬
‫لا قدم معز الدولة بغداد وقبض على الستكفي وسل عينيه استدعى بأب القاسم الفضل بن القتدر بال وقد كان متفيا من الستكفي وهو يث على طلبه ويتهد فلم يقدر عليه ويقال إنه‬
‫اجتمع بعز الدولة سرا فحرضه على الستكفي حت كان من أمره ما كان ث أحضره وبويع له باللفة ولقب بالطيع ال وبايعه المراء والعيان والعامة وضعف أمر اللفة جدا حت ل يبق‬
‫للخليفة أمر ول ني ول وزير أيضا وإنا يكون له كاتب على أقطاعه وإنا الدولة ومورد الملكة ومصدرها راجع إل معز الدولة وذلك لن بن بويه ومن معهم من الديلم كان فيهم تعسف‬
‫شديد وكانوا يرون أن بن العباس قد غصبوا المر من العلويي حت عزم معز الدولة على تويل اللفة إل العلويي واستشار أصحابه فكلهم أشار عليه بذلك إل رجل واحدا من أصحابه‬
‫كان سديد الرأي فيهم فقال ل أرى لك ذلك قال ول ذاك قال لن هذا خليفة ترى أنت وأصحابك أنه غي صحيح المارة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪213‬‬

‫حت لو أمرت بقتله قتله أصحابك ولو وليت رجل من العلويي اعتقدت أنت وأصحابك وليته صحيحة فلو أمرت بقتله ل تطع بذلك ولو أمر بقتلك لقتلك أصحابك فلما فهم ذلك صرفه‬
‫عن رأيه الول وترك ما كان عزم عليه للدنيا ل ل عز وجل ث نشبت الرب بي ناصر الدولة بن حدان وبي معز الدولة بن بويه فركب ناصر الدولة بعد ما خرج معز الدولة والليفة إل‬
‫عكبا فدخل بغداد فأخذ الانب الشرقي ث الغرب وضعف أمر معز الدولة والديلم الذين كانوا معه ث مكر به معز الدولة وخدعه حت استظهر عليه وانتصر أصحابه فنهبوا بغداد وما قدروا‬
‫عليه من أموال التجار وغيهم وكان قيمة ما أخذ أصحاب معز الدولة من الناس عشرة آلف ألف دينار ث وقع الصلح بي ناصر الدولة ومعز الدولة ورجع ابن حدان إل بلده الوصل‬
‫واستقر أمر معز الدولة ببغداد ث شرع ف استعمال السعاة ليبلغ أخاه ركن الدولة أخباره فغوى الناس ف ذلك وعلموا أبناءهم سعاة حت أن من الناس من كان يقطع نيفا وثلثي فرسخا ف‬
‫يوم واحد وأعجبه الصارعون واللكون وغيهم من أرباب هذه الصناعات الت ل ينتفع با إل كل قليل العقل فاسد الروءة وتعلموا السباحة ونوها وكانت تضرب الطبول بي يديه‬
‫ويتصارع الرجال والكوسان تدق حول سور الكان الذي هو فيه وكل ذلك رعونة وقلة عقل وسخافة منه ث احتاج إل صرف أموال ف أرزاق الند فأقطعهم البلد عوضا عن أرزاقهم فأذى‬
‫ذلك إل خراب البلد وترك عمارتا إل الراضي الت بأيدي أصحاب الاهات وف هذه السنة وقع غلء شديد ببغداد حت أكلوا اليتة والسناني والكلب وكان من الناس من يسرق الولد‬
‫فيشويهم ويأكلهم وكثر الوباء ف الناس حت كان ل يدفن أحد أحدا بل يتركون على الطرقات فيأكل كثيا منهم الكلب وبيعت الدور والعقار بالبز وانتجع الناس إل البصرة فكان منهم‬
‫من مات ف الطريق ومنهم من وصل إليها بعد مدة مديدة وفيها كانت وفاة القائم بأمر ال أب القاسم ممد بن عبدال الهدي وول المر من بعده ولده النصور إساعيل وكان حازم الرأي‬
‫شديدا شجاعا ما ذكرنا ذلك ف السنة الاضية وكانت وفاته ف شوال من هذه السنة على الصحيح وفيها توف الخشيد ممد بن طغج صاحب الديار الصرية والبلد الشامية كانت وفاته‬
‫بدمشق وله من العمر بضع وستون سنة وأقيم ولده أبو القاسم أبو جور وكان صغيا وأقيم كافور الخشيد أتابكه وكان يدبر الالك بالبلد كلها واستحوذ على المور كلها وسار إل مصر‬
‫فقصد سيف الدولة بن حدان دمشق فأخذها من أصحاب الخشيد ففرح با فرحا شديدا واجتمع بحمد ابن ممد بن نصر الفاراب التركي الفليسوف با وركب سيف الدولة يوما مع‬
‫الشريف العقيلي ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪214‬‬

‫بعض نواحي دمشق فنظر سيف الدولة إل الغوطة فأعجبته وقال ينبغي أن يكون هذا كله لديوان السلطان كأنه يعرض بأخذها من ملكها فأوغر ذلك صدر العقيلي وأوعاه إل أهل دمشق‬
‫فكتبوا إل كافور الخشيدي يستنجدونه فأقبل إليهم ف جيوش كثية كثيفة فأجلي عنهم سيف الدولة وطرده عن حلب أيضا واستناب عليها ث كر راجعا إل دمشق فاستناب عليها بدرا‬
‫الخشيدي ويعرف ببدير فلما صار كافور إل الديار الصرية رجع سيف الدولة إل حلب فأخذها كما كانت أول له ول يبق له ف دمشق شيء يطمع فيه وكافور هذا الذي هجاه التنب‬
‫ومدحه أيضا ومن توف من العيان‬
‫عمر بن السي‬
‫صاحب الختصر ف الفقه على مذهب المام أحد وقد شرحه القاضي أبو يعلى بن الفراء والشيخ موفق الدين بن قدامة القدسي وقد كان الرقي هذا من سادات الفقهاء والعباد كثي‬
‫الفضائل والبعادة خرج من بغداد مهاجرا لا كثر با الشر والسب للصحابة وأودع كتبه ف بغداد فاحترقت الدار الت كانت فيها الكتب وعدمت مصنفاته وقصد دمشق فأقام با حت مات ف‬
‫هذه السنة وقبه بباب الصغي يزار قريبا من قبور الشهداء وذكر ف متصره هذا ف الج ويأت الجر السود ويقبله إن كان هناك وإنا قال ذلك لن تصنيفه لذا الكتاب كان والجر‬
‫السود قد أخذته القرامطة وهو ف أيديهم ف سنة سبع عشرة وثلثمائة كما تقدم ذلك ول يرد إل مكانه إل سنة سبع وثلثي كما سيأت بيانه ف موضعه قال الطيب البغدادي قال ل القاضي‬
‫أبو يعلى كان للخرقي مصنفات كثية وتريات على الذهب ل تظهر لنه خرج من مدينته لا ظهر با سب الصحابة وأودع كتبه فاحترقت الدار الت هي فيها فاحترقت الكتب ول تكن قد‬
‫انتشرت لبعده عن البلد ث روى الطيب من طريقه عن أب الفضل عبد السميع عن الفتح بن شخرف عن الرقي قال رأيت أمي الؤمني علي بن أب طالب ف النام فقال ما أحسن تواضع‬
‫الغنياء للفقراء قال قلت زدن يا أمي الؤمني قال وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الغنياء قال ورفع له كفه فإذا فيها مكتوب ‪ ...‬قد كنت ميتا فصرت حيا ‪ ...‬وعن قريب تعود ميتا ‪...‬‬
‫فابن بدار البقاء بيتا ‪ ...‬ودع الفناء بيتا ‪ ...‬قال ابن بطة مات الرقي بدمشق سنة أربع وثلثي وثلثمائة وزرت قبه رحه ال‬
‫ممد بن عيسى‬
‫أبو عبدال بن موسى الفقيه النفي أحد أئمة العراقيي ف زمانه وقد ول القضاء ببغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪215‬‬

‫للمتقي ث للمستكفي وكان ثقة فاضل كبست اللصوص داره يظنون أنه ذو مال فضربه بعضهم ضربة أثخنته فألقى نفسه من شدة الفزع إل الرض فمات رحه ال تعال ف ربيع الول من‬
‫هذه السنة‬
‫ممد بن ممد بن عبدال‬
‫أبو الفضل السلمي الوزير الفقيه الحدث الشاعر سع الكثي وجع وصنف وكان يصوم الثني والميس ول يدع صلة الليل والتصنيف وكان يسأل ال تعال الشهادة كثيا فول الوزارة‬
‫للسلطان فقصده الجناد فطالبوه بأرزاقهم واجتمع منهم ببابه خلق كثي فاستدعى بلق فحلق رأسه وتنور وتطيب ولبس كفنه وقام يصلي فدخلوا عليه فقتلوه وهو ساجد رحه ال ف ربيع‬
‫الخر من هذه السنة‬
‫الخشيد ممد بن عبدال بن طغج‬
‫أبو بكر اللقب بالخشيد ومعناه ملك اللوك لقبه بذلك الراضي لنه كان ملك فرغانة وكل من ملكها كان يسمى الخشيد كما أن من ملك اشروسية يسمى الفشي ومن ملك خوارزم‬
‫يسمى خوارزم شاه ومن ملك جرجان يسمى صوك ومن ملك أذربيجان يسمى أصبهند ومن ملك طبستان يسمى أرسلن قاله ابن الوزى ف منتظمه قال السهيلى وكانت العرب تسمى من‬
‫ملك الشام مع الزيرة كافرا قيصر ومن ملك فارس كسرى ومن ملك اليمن تبع ومن ملك البشة النجاشي ومن ملك الند بطليموس ومن ملك مصر فرعون ومن ملك السكندرية‬
‫القوقس وذكر غي ذلك توف بدمشق ونقل إل بيت القدس فدفن هناك رحه ال‬
‫أبو بكر الشبلي‬
‫أحد مشايخ الصوفية اختلفوا ف اسه على أقوال فقيل دلف بن جعفر ويقال دلف بن جحدر وقيل جعفر بن يونس أصله من قرية يقال لا شبلة من بلد اشروسية من خراسان وولد بسامرا‬
‫وكان أبوه حاجب الجاب للموفق وكان خاله نائب السكندرية وكانت توبة الشبلي على يدي خي النساج سعه يعظ فوقع ف قلبه كلمه فتاب من فوره ث صحب الفقراء ولشايخ ث صار‬
‫من أئمة القوم قال النيد الشبلي تاج هؤلء وقال الطيب أخبنا أبو السن علي بن ممود الزوزن قال سعت علي بن الثن التميمي يقول دخلت يوما على الشبلي ف داره وهو يهيج‬
‫ويقول ‪ ...‬علي بعدك ل يصب ‪ ...‬من عاته القرب ‪ ...‬ول يقوى على هجرك ‪ ...‬من تيمه الب ‪ ...‬فإن ل ترك العي ‪ ...‬فقد يبصرك القلب ‪ ...‬وقد ذكر له أحوال وكرامات وقد ذكرنا من‬
‫اشتبه عليه أمر اللج فيما نسب إليه من القوال من غي تأمل لا فيها ما كان اللج ياوله من اللاد والتاد ولا حضرته الوفاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪216‬‬

‫قال لادمه قد كان علي درهم مظلمة فتصدقت عن صاحبه بألوف ومع هذا ما على قلب شغل أعظم منه ث أمره بأن يوضئه فوضأه وترك تليل ليته فرفع الشبلي يده وقد كان اعتقل لسانه‬
‫فجعل يلل ليته وذكره ابن خلكان ف الوفيات وحكى عنه أنه دخل يوما على النيد فوقف بي يديه وصفق بيديه وأنشد ‪ ...‬عودون الوصال والوصل عذب ‪ ...‬ورمون بالصد والصد‬
‫أصعب ‪ ...‬زعموا حي اعتبوا أن جرمي ‪ ...‬فرط حب لم وما ذاك ذنب ‪ ...‬ل وحق الضوع عند التلقي ‪ ...‬ما جزاء من يب ال يب ‪ ...‬وذكر عنه قال رأيت منونا على باب جامع‬
‫الرصافة يوم جعة عريانا وهو يقول أنا منون ال فقلت أل تستتر وتدخل إل الامع فتصلى المعة فقال ‪ ...‬يقولون زرنا واقض واجب حقنا ‪ ...‬وقد اسقطت حال حقوقهم عن ‪ ...‬إذا‬
‫أبصروا حال ول يأنفوا لا ‪ ...‬ول يأنفوا من أنفت لم من ‪ ...‬وذكر الطيب ف تاريه عنه أنه انشد لنفسه فقال ‪ ...‬مضيت الشبيبة والبيبة فانبي ‪ ...‬دمعان ف الجفان يزدحان ‪ ...‬ما‬
‫أنصفتن الادثات رمينن ‪ ...‬بودعي وليس ل قلبان ‪ ...‬كان وفاته رحه ال تعال رحه ال تعال ال ليلة المعة لليلتي بقيتا من هذه السنة وله سبع وثانون سنة ودفن ف مقبة اليزران‬
‫ببغداد وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي وثلثائة‬
‫ف هذه السنة استقر أمر الليفة الطيع ل ف دار اللفة واصطلح معز الدولة بن بويه وناصر الدولة بن حدان على ذلك ث حارب ناصر الدولة تكي التركي فاقتتل مرات متعددة ث ظفر‬
‫ناصر الدولة بتكي فسمل بي يديه واستقر أمره بالوصل والزيرة واستحوذ ركن الدولة على الري وانتزعها من الراسانية واتسعت ملكة بن بويه جدا فإنه صار بأيديهم أعمال الري والبل‬
‫وأصبهان وفارس والهواز والعراق ويمل إليهم ضمان الوصل وديار ربيعة من الزيرة وغيها ث اقتتل جيش معز الدولة وجيش أب القاسم البيدي فهزم أصحاب البيدي وأسر من أعيانم‬
‫جاعة كثية وفيها وقع الفداء بي الروم والسلمي على يد نصر الستملي أمي الثغور لسيف الدولة بن حدان فكان عدة السارى نوا من ألفي وخسمائة مسلم ول المد والنة ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫السي بن حوية بن السي‬
‫القاضي الستراباذي روى الكثي وحدث وكان له ملس للملء وحكم ببلده مدة طويلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪217‬‬

‫وكان من الجتهدين ف العبادة التهجدين بالسحار ويضرب به الثل ف ظرفه وفكاهته وقد مات فجأة على صدر جاريته عند إنزاله‬
‫عبدالرحن بن أحد بن عبدال‬
‫أبو عبدال التلي سع ابن أب الدنيا وغيه وحدث عنه الدارقطن وغيه وكان ثقة نبيل حافظا حدث من حفظه بمسي ألف حديث عبدالسلم بن رغبان بن عبدالسلم بن حبيب بن عبدال‬
‫بن رغبان بن زيد بن تيم أبو ممد الكلب اللقب بديك الن الشاعر الاجن الشيعي ويقال إنه من موال بن تيم وله أشعار قوية خارية وغي خارية وقد استجاد أبو نواس شعره ف الماريات‬
‫علي بن عيسى بن داود ابن الراح‬
‫أبو السن الوزير للمقتدر والقاهر ولد سنة خس وأربعي ومائتي وسع الكثي وعنه الطبان وغيه وكان ثقة نبيل فاضل عفيفا كثي التلوة والصيام والصلة يب أهل العلم ويكثر مالستهم‬
‫أصله من الفرس وكان من أكب القائمي على اللج وروى عنه أنه قال كسبت سبعمائة ألف دينار أنفقت منها ف وجوه الي ستمائة ألف وثاني ألفا ولا دخل مكة حي نفى من بغداد‬
‫طاف بالبيت وبالصفا والروة ف حر شديد ث جاء إل منله فألقى نفسه وقال أشتهي على ال شربة ثلج فقال له بعض أصحابه هذا ل يتهيأ ههنا فقال أعرف ولكن سيأت به ال إذا شاء وأصب‬
‫إل الساء فلما كان ف أثناء النهار جاءت سحابة فأمطرت وسقط منها برد شديد فجمع له صاحبه من ذلك البد شيئا كثيا وخبأه له وكان الوزير صائما فلما أمسى جاء به فلما جداء‬
‫السجد أقبل إليه صاحبه بأنواع الشربة وكلها بثلج فجعل الوزير يسقيه لن حواليه من الصوفية والجاورين ول يشرب هو منه شيئا فلما رجع إل النل جئته بشيء من ذلك الشراب كمنا‬
‫خبأناه له وأقسمت عليه ليشربنه فشربه بعد جهد جهيد وقال أشتهي لو كنت تنيت الغفرة رحه ال وغفر له ومن شعره قوله ‪ ...‬فمن كان عن سائل بشماته ‪ ...‬لا نابن أو شامتا غي سائل‬
‫‪ ...‬فقد أبرزت من الطوب ابن حرة ‪ ...‬صبوارا على أهوال تلك الزلزل ‪ ...‬وقد روى أبو القاسم علي بن السن التنوخي عن أبيه عن جاعة أن عطارا من أهل الكرخ كان مشهورا‬
‫بالسنة ركبه ستمائة دينار دينا فأغلق دكانه وانكسر عن كسبه ولزم منله وأقبل على الدعاء والتضرع والصلة ليال كثية فلما كان ف بعض تلك الليال رأى رسول ال ( ص ) ف النام وهو‬
‫يقول اذهب إل علي بن عيسى الوزير فقد أمرته لك بأربعمائة دينار فلما أصبح الرجل قصد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪218‬‬

‫باب الوزير فلم يعرفه أحد فجلس لعل أحدا يستأذن له على الوزير حت طال عليه الجلس وهم بالنصراف ث إنه قال لبعض الجبة قل للوزير إن رجل رأيت رسول ال ( ص ) ف النام وأنا‬
‫أريد أن أقصه على الوزير فقال له الاجب وأنت صاحب الرؤيا إن الوزير قد أنفذ ف طلبك رسل متعددة ث دخل الجاب فأخبوا الوزير فقال أدخله علي سريعا فدخل عليه فأقبل عليه‬
‫الوزير يستعلم عن حاله واسه وصفته ومنله فذكر ذلك له فقال له الوزير إن رأيت رسول ال ( ص ) وهو يأمرن بإعطائك أربعمائة دينار فأصبحت ل أدري من أسأل عنك ول أعرفك ول‬
‫أعرف أين أنت وقد أرسلت ف طلبك إل الن عدة رسل فجزاك ال خيا عن قصدك إياي ث أمر الوزير بإحضار ألف دينار فقال هذه أربعمائة دينار لمر رسول ال ( ص ) وستمائة هبة من‬
‫عندي فقال الرجل ل وال ل أزيد على ما أمرن به رسول ال ( ص ) فإن أرجو الي والبكة فيه ث أخذ منها أربعمائة دينار فقال الوزير هذا هو الصدق واليقي فخرج ومعه الربعمائة دينار‬
‫فعرض على أرباب الديون أموالم فقالوا نن نصب عليك ثلث سني وافتح بذا الذهب دكانك ودم على كسبك فأب إل أن يعطيهم من أموالم الثلث فدفع إليهم مائت دينار وفتح حانوته‬
‫بالائت دينار الباقية فما حال عليه الول حت ربح ألف دينار ولعلي بن عيسى الوزير أخبار كثية صالة كانت وفاته ف هذه السنة عن تسعي سنة ويقال ف الت قبلها وال أعلم‬
‫ممد بن إساعيل‬
‫ابن إسحاق بن بر أبو عبدال الفارسي الفقيه الشافعي كان ثقة ثبتا فاضل سع أبا زرعة الدمشقي وغيه وعنه الدارقطن وغيه وآخر من حدث عنه أبو عمر بن مهدي توف ف شوال من‬
‫هذه السنة‬
‫هارون بن ممد‬
‫ابن هارون بن علي بن موسى بن عمرو بن جابر بن يزيد بن جابر بن عامر بن أسيد بن تيم بن صبح بن ذهل بن مالك بن سعيد بن حبنة أبو جعفر والد القاضي أب عبدال السن بن هارون‬
‫كان أسلفه ملوك عمان ف قدي الزمان وجده يزيد بن جابر أدرك السلم فأسلم وحسن إسلمه وكان هارون هذا أول من انتقل من أهله من عمان فنل بغداد وحدث با وروى عن أبيه‬
‫وكان فاضل متضلعا من كل فن وكانت داره ممع العلماء ف سائر اليام ونفقاته دارة عليهم وكان له منلة عالية ومهابة ببغداد وقد أثن عليه الدارقطن ثناء كثيا وقال كان مبزا ف النحو‬
‫واللغة والشعر ومعان القرآن وعلم الكلم قال ابن الثي وفيها توف أبو بكر ممد بن عبدال بن العباس بن صول الصول وكان عالا بفنون الداب والخبار وإنا ذكره ابن الوزي ف الت‬
‫بعدها كما سيأت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪219‬‬

‫أبو العباس بن القاضي أحد بن أب أحد الطبي‬


‫الفقيه الشافعي تلميذ ابن سريج له كتاب التلخيص وكتاب الفتاح وهو متصر شرحه أبو عبدال السي وأبو عبدال السنجي أيضا وكان أبوه يقص على الناس الخبار والثار وأما هو فتول‬
‫قضاء طرسوس وكان يعظ الناس أيضا فحصل له مرة خشوع فسقط مغشيا عليه فمات ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثي وثلثمائة‬
‫فيها خرج معز الدولة والليفة الطيع ل من بغداد إل البصرة فاستنقذاها من يد أب القاسم بن البيدي وهرب هو وأكثر أصحابه واستول معز الدولة على البصرة وبعث يتهدد القرامطة‬
‫ويتوعدهم بأخذ بلدهم وزاد ف إقطاع الليفة ضياعا تعمل ف كل سنة مائت ألف دينار ث سار معز الدولة لتلقي أخيه عماد الدولة بالهواز فقبل الرض بي يدي أخيه وقام بي يديه مقاما‬
‫طويل فأمره باللوس فلم يفعل ث عاد إل بغداد صحبة الليفة فتمهدت المور جيدا وف هذه السنة استحوذ ركن الدولة على بلد طبستان وجرجان من يد وشكي أخي مرداويج ملك‬
‫الديلم فذهب وشكي إل خراسان يستنجد بصاحبها كما سيأت ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو السي بن النادي‬
‫أحد بن جعفر بن ممد بن عبيد ال بن يزيد سع جده وعباسا الدوري وممد بن إسحاق الصاغان وكان ثقة أمينا حجة صادقا صنف كثيا وجع علوما جة ول يسمع الناس منها إل اليسي‬
‫وذلك لشراسة أخلقه وآخر من روى عنه ممد بن فارس اللغوي ونقل ابن الوزي عن أب يوسف القدسي أنه قال صنف أبو السي بن النادي ف علوم القرآن أربعمائة كتاب ونيفا وأربعي‬
‫كتابا ول يوجد ف كلمه حشو بل هو نقي الكلم جع بي الرواية والدراية وقال ابن الوزي ومن وقف على مصنفاته علم فضله وإطلعه ووقف على فوائد ل توجد ف غي كتبه توف ف‬
‫مرم من هذه السنة عن ثاني سنة‬
‫الصول ممد بن عبدال بن العباس‬
‫ابن ممد صول أبو بكر الصول كان أحد العلماء بفنون الدب وحسن العرفة بأخبار اللوك وأيام اللفاء ومآثر الشراف وطبقات الشعراء روى عن أب داود السجستان والبد وثعلب وأب‬
‫العيناء وغيهم وكان واسع الرواية جيد الفظ حاذقا بتصنيف الكتب وله كتب كثية هائلة ونادم جاعة من اللفاء وحظي عندهم وكان جده صول وأهله ملوكا برجان ث كان أولده من‬
‫كبار الكتاب وكان الصول هذا جيد العتقاد حسن الطريقة وله شعر حسن وقد روى عنه الدارقطن وغيه من الفاظ ومن شعره قوله ‪ ...‬أحببت من أجله من كان يشبهه ‪ ...‬وكل شيء‬
‫من العشوق معشوق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪220‬‬

‫حت حكيت بسمي ماء مقلته ‪ ...‬كأن سقمي من عينيه مسروق ‪ ...‬خرج الصول من بغداد إل البصرة لاجة لقته فمات با ف هذه السنة وفيها كانت وفاة ابنة الشيخ أب الزاهد الكي‬
‫وكانت من العابدات الناسكات القيمات بكة وكانت تقتات من كسب أبيها من عمل الوص ف كل سنة ثلثي درها يرسلها إليها فاتفق أنه أرسلها مرة مع بعض أصحابه فزاد عليها ذلك‬
‫الرجل عشرين درها يريد بذلك برها وزيادة ف نفقتها فلما اختبتا قالت وضعت ف هذه الدراهم شيئا من مالك أصدقن بق الذي حججت له فقال نعم عشرين درها فقالت ارجع با ل‬
‫حاجة ل فيها ولول أنك قصدت الي لدعوت ال عليك فإنك قد اجعتن عامي هذا ول يبق ل رزق إل من الزابل إل قابل فقال خذي منها الثلثي الت أرسل با ابوك إليك ودعي العشرين‬
‫فقالت ل إنا قد اختلطت بالك ول أدري ما هو قال الرجل فرجعت با إل أبيها فأب أن يقبلها وقال شققت يا هذا علي وضيقت عليها ولكن اذهب فتصدق با‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثي وثلثمائة‬
‫فيها ركب معز الدولة من بغداد إل الوصل فانزم منه ناصر الدولة إل نصيبي فتملك معز الدولة ابن بويه الوصل ف رمضان فعسف أهلها وأخذ أموالم وكثر الدعاء عليه ث عزم على أخذ‬
‫البلد كلها من ناصر الدولة بن حدان فجاء خب من أخيه ركن الدولة يستنجده على من قبله من الراسانية فاحتاج إل مصالة ناصر الدولة على ان يمل ما تت يده من بلد الزيرة‬
‫والشام ف كل سنة ثانية آلف ألف درهم وأن يطب له ولخويه عماد الدولة وركن الدولة على منابر بلده كلها ففعل وعاد معز الدولة إل بغداد وبعث إل أخيه بيش هائل وأخذ له عهد‬
‫الليفة بولية خراسان وفيها دخل سيف الدولة بن حدان صاحب حلب إل بلد الروم فلقيه جع كثيف من الروم فاقتتلوا قتال شديدا فانزمى سيف الدولة وأخذت الروم ما كان معهم‬
‫وأوقعوا بأهل طرسوس بأسا شديدا فإنا ل وإنا إليه راجعون قال ابن الوزي وف رمضان انتهت زيادة دجلة أحد وعشرين ذراعا وثلثا ومن توف فيها من العيان‬
‫عبدال بن ممد بن حدويه‬
‫ابن نعيم بن الكم أبو ممد البيع وهو والد الاكم أب عبدال النيسابوري أذن ثلثا وستي سنة وغزا اثنتي وعشرين غزوة وأنفق على العلماء مائة ألف وكان يقوم الليل كثيا وكان كثي‬
‫الصدقة أدرك عبدال بن أحد بن حنبل ومسلم بن الجاج وروى عن ابن خزية وغيه وتوف عن ثلث وتسعي سنة‬
‫قدامة الكاتب الشهور‬
‫هو قدامة بن جعفر بن قدامة أبو الفرج الكاتب له مصنف ف الراج وصناعة الكتابة وبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪221‬‬

‫يقتدي علماء هذا الشأن وقد سأل ثعلبا عن أشياء ممد بن علي بن عمر أبو علي الذكر الواعظ بنيسابور كان كثي التدليس عن الشابخ الذين ل يلقهم توف ف هذه السنة عن مائة وسبع‬
‫سني سامه ال‬
‫ممد بن مطهر بن عبدال‬
‫أبو النجا الفقيه الفرضي الالكي له كتاب ف الفقه على مذهب مالك وله مصنفات ف الفرائض قليلة النظي وكان أديبا إماما فاضل صادقا رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي وثلثمائة‬
‫ف ربيع الول منها وقعت فتنة بي الشيعة وأهل السنة ونبت الكرخ وف جادى الخرة تقلد أبو السائب عتبة بن عبيد ال المدان قضاء القضاة وفيها خرج رجل يقال له عمران بن شاهي‬
‫كان قد استوجب بعض العقوبات فهرب من السلطان إل ناحية البطائح وكان يقتات ما يصيده من السمك والطيور والتف عليه خلق من الصيادين وقطاع الطريق فقويت شوكته واستعمله‬
‫أبو القاسم بن البيدي على بعض تلك النواحي وأرسل إليه معز الدولة بن بويه جيشا مع وزيره أب جعفر بن بويه الضميي فهزم ذلك الصياد الوزير واستحوذ على ما معه من الموال‬
‫فقويت شوكه ذلك الصياد ودهم الوزير وفاة عماد الدولة بن بويه وهو‬
‫أبو السن علي بن بويه‬
‫وهو أكب أولد بويه وأول من تلك منهم وكان عاقل حاذقا حيد السية رئيسا ف نفسه كان أول ظهوره ف سنة ثنتي وعشرين وثلثمائة كما ذكرنا فلما كان ف هذا العام قويت عليه‬
‫السقام وتواترت عليه اللم فأحس من نفسه باللك ول يفاده ول دفع عنه أمر ال ما هو فيه من الموال واللك وكثرة الرجال والموال ول رد عنه جيشه من الديال والتراك والعجام مع‬
‫كثرة العدد والعدد بل تلوا عنه أحوج ما كان إليهم فسبحان ال اللك القادر القاهر العلم ول يكن له ولد ذكر فأرسل إل أخيه ركن الدولة يستدعيه إليه وولده عضد الدولة ليجعله ول‬
‫عهده من بعده فلما قدم عليه فرح به فرحا شديدا وخرج بنفسه ف جيع جيشه يتلقاه فلما دخل به إل دار الملكة أجلسه على السرير وقام بي يديه كأحد المراء ليفع من شأنه عند أمرائه‬
‫ووزرائه وأعوانه ث عقد له البيعة على ما يلكه من البلدان والموال وتدبي الملكة والرجال وفيهم من بعض رؤس المراء كراهة لذلك فشرع ف القبض عليهم وقتل من شاء منهم وسجن‬
‫آخرين حت تهدت المور لعضد الدولة ث كانت وفاة عماد الدولة بشياز ف هذه السنة عن سبع وخسي سنة وكانت مدة ملكه ست عشرة سنة وكان من خيار اللوك ف زمانه وكان من‬
‫حاز قصب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪222‬‬


‫السبق دون أقرانه وكان هو أمي المراء وبذلك كان يكاتبه اللفاء ولكن أخوه معز الدولة كان ينوب عنه ف العراق والسواد ولا مات عماد الدولة اشتغل الوزير أبو جعفر الضميي عن‬
‫ماربة عمران بن شاهي الصياد وكان قد كتب إليه معز الدولة أن يسي إل شياز ويضبط أمرها فقوي أمر عمران بعد ضعفه وكان من أمره ما سيأت ف موضعه ومن توف فيها من العيان أبو‬
‫جعفر النحاس النحوي‬
‫أحد بن ممد بن إساعيل بن يونس‬
‫أبو جعفر الرادي الصري النحو العروف بالنحاس اللغوي الفسر الديب له مصنفات كثية ف التفسي وغيه وقد سع الديث ولقي أصحاب البد وكانت وفاته ف ذي الجة من هذه‬
‫السنة قال ابن خلكان لمس خلون منها يوم السبت وكان سبب وفاته أنه جلس عند القياس يطقع شيئا من العروض فظنه بعض العامة يسحر النيل فرفسه برجله فسقط فغرق ول يدر أين‬
‫ذهب وقد كان أخذ النحو عن علي بن سليمان الحوص وأب بكر النباري وأب إسحاق الزجاج ونفطويه وغيهم وله مصنفات كثية مفيدة منها تفسي القرآن والناسخ والنسوخ وشرح‬
‫أبيان سيبويه ول يصنف مثله وشرح العلقات والدواوين العشرة وغي ذلك وروى الديث عن النسائي وكان بيل جدا وانتفع الناس به وفيها كانت وفاة الليفة‬
‫الستكفي بال‬
‫عبدال بن علي الكتفي بال وقد ول اللفة سنة وأربعة أشهر ويومي ث خلع وسلت عيناه كما تقدم ذكره توف ف هذه السنة وهو معتقل ف داره وله من العمر ست وأربعون سنة وشهران‬
‫علي بن مشاد بن سحنون بن نصر‬
‫أبو العدل مدث عصره بنيسايور رحل إل البلدان وسع الكثي وحدث وصنف مسندا أربعمائة جزء وله غي ذلك مع شدة التقان والفظ وكثرة العباد والصيانة والشية ل عز وجل قال‬
‫بعضهم صحبته ف السفر والضر فما أعلم أن اللئكة كتبت عليه خطيئة وله تفسي ف مائت جزء ونيف ودخل المام من غي مرض فتوف فيه فجأة وذلك يوم المعة الرابع عشر من شوال‬
‫من هذه السنة رحه ال‬
‫علي بن ممد بن أحد بن السن‬
‫أبو السن الواعظ البغدادي ارتل إل مصر فأقام با حت عرف بالصري سع الكثي وروى عنه الدارقطن وغيه وكان له ملس وعظ يضر فيه الرجال والنساء وكان يتكلم وهو مبقع لئل‬
‫يرى النساء حسن وجهه وقد حضر ملسه أبو بكر النقاش مستخفيا فلما سع كلمه قام قائما وشهر نفسه وقال له القصص بعدك حرام قال الطيب كان ثقة أمينا عارفا جع حديث الليث‬
‫وابن ليعة وله كتب كثية ف الزهد توف ف ذي القعدة منها وله سبع وثانون سنة وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪223‬‬

‫ث دخلت سنة تسع وثلثي وثلثمائة‬


‫ف هذه السنة الباركة ف ذي القعدة منها رد الجر السود الكي إل مكانه ف البيت وقد كان القرامطة أخذوه ف سنة سبع عشرة وثلثمائة كما تقدم وكان ملكهم إذا ذاك أبو طاهر سليمان‬
‫بن أب سعيد السي الناب ولا وقع هذا أعظم السلمون ذلك وقد بذل لم المي بكم التركي خسي ألف دينار على أن يردوه إل موضعه فلم يفعلوا وقالوا نن أخذناه بأمر فل نرده إل‬
‫بأمر من أخذناه بأمره فلما كان ف هذا العام حلوه إل الكوفة وعلقوه على السطوانة السابعة من جامعها لباه الناس وكتب أخو أب طاهر كتابا فيه إنا أخذنا هذا الجر بأمر وقد رددناه بأمر‬
‫من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم ث أرسلوه إل مكة بغي شيء على قعود فوصل ف ذي القعدة من هذه السنة ول المد والنة وكان مدة مغايبته عنده ثنتي وعشرين سنة ففرح‬
‫السلمون لذلك فرحا شديدا وقد ذكر غي واحد أن القرامطة لا أخذوه حلوه على عدة جال فعطبت تته واعترى أسنمتها القرح ولا ردوه حله قعود واحد ول يصبه أذى وفيها دخل سيف‬
‫الدولة بن حدان بيش عظيم نو من ثلثي ألفا إل بلد الروم فوغل فيها وفتح حصونا وقتل خلقا وأسر أما وغنم شيئا كثيا ث رجع فأخذت عليه الروم الدرب الذي يرج منه فقتلوا عامة‬
‫من معه وأسروا بقيتهم واستردوا ما كان أخذه ونا سيف الدولة ف نفر يسي من أصحابه وفيها مات الوزير أبو جعفر الضميي فاستوزر معز الدولة مكانه أبا ممد السي بن ممد الهلب ف‬
‫جادى الول فاستفحل أمر عمران بن شاهي الصياد وتفاقم المر به فبعث إليه معز الدولة جيشا بعد جيش كل ذلك يهزمهم مرة بعد مرة ث عدل معز الدولة إل مصالته واستعماله له على‬
‫بعض تلك النواحي ث كان من أمره ما سنذكره إن شاء ال تعال وفيها توف من العيان‬
‫السن بن داود بن باب شاذ‬
‫أبو السن الصري قدم بغداد كان من أفاضل الناس وعلمائهم بذهب أب حنيفة مبسوط الذكاء قوي الفهم كتب الديث وكان ثقة مات ببغداد ف هذه السنة ودفن بقبة الشونيزية ول يبلغ‬
‫من العمر أربعي سنة‬
‫ممد القاهر بال أمي الؤمني‬
‫ابن العتضد بال ول اللفة سنة وستة أشهر وسبعة أيام وكان بطاشا سريع النتقام فخاف منه وزيره أبو علي بن مقلة فاستتر منه فشرع ف العمل عليه عند التراك فخلعوه وسلوا عينيه‬
‫وأودع دار اللفة برهة من الدهر ث أخرج ف سنة ثلث وثلثي إل دار ابن طاهر وقد نالته فاقة وحاجة شديدة وسأل ف بعض اليام ث كانت وفاته ف هذا العام وله ثنتان وخسون سنة‬
‫ودفن إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪224‬‬

‫جانب أبيه العتضد‬


‫ممد بن عبدال بن أحد‬
‫أبو عبدال الصفار الصبهان مدث عصره براسان سع الكثي وحدث عن ابن أب الدنيا ببعض كتبه وكان ماب الدعوة ومكث ل يرفع رأسه إل السماء نيفا وأربعي سنة وكان يقول اسي‬
‫ممد واسم أب عبدال واسم أمي آمنة يفرح بذه الوافقة ف السم واسم الب واسم الم لن النب ( ص ) كان اسه ممد واسم أبيه عبدال وأمه اسها آمنة‬
‫أبو نصر الفاراب‬
‫التركي الفيلسوف وكان من أعلم الناس بالوسيقى بيث كان يتوسل به وبصناعته إل الناس ف الاضرين من الستمعي إن شاء حرك ما يبكي أو يضحك أو ينوم وكان حاذقا ف الفلسفة‬
‫ومن كتبه تفقه ابن سينا وكان يقول بالعاد الروحان ل الثمان ويصص بالعاد الرواح العالة ل الاهلة وله مذاهب ف ذلك يالف السلمي والفلسفة من سلفه القدمي فعليه إن كان مات‬
‫على ذلك لعنه رب العالي مات بدمشق فيما قاله ابن الثي ف كامله ول أر الافظ ابن عساكر ذكره ف تاريه لنتنه وقباحته فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة أربعي وثلثمائة‬
‫فيها قصد صاحب عمان البصرة ليأخذها ف مراكب كثية وجاء لنصره أبو يعقوب الجري فمانعه الوزير أبو ممد الهلب وصده عنها وأسر جاعة من أصحابه وسبا سبيا كثيا من مراكبه‬
‫فساقها معه ف دجلة ودخل با إل بغداد ف أبة عظيمة ول المد وفيها رفع إل الوزير أب ممد الهلب رجل من أصحاب أب جعفر بن أب العز الذي كان قتل علي الزندقة كما قتل اللج‬
‫فكان هذا الرجل يدعي ما كان يدعيه ابن أب العز وقد اتبعه جاعة من الهلة من أهل بغداد وصدقوه ف دعواه الربوبية وأن أرواح النبياء والصديقي تنتقل إليهم ووجد ف منله كتب تدل‬
‫علىذلك فلما تقق أنه هالك ادعى أنه شيعي ليحضر عند معز الدولة بن بويه وقد كان معز الدولة بن بويه يب الرافضة قبحه ال فلما اشتهر عنه ذلك ل يتمكن الوزير منه خوفا على نفسه‬
‫من معز الدولة وأن تقوم عليه الشيعة إنا ل وإنا إليه راجعون ولكنه احتاط على شيء من أموالم فكان يسميها أموال الزنادقة قال ابن الوزي وف رمضان منها وقعت فتنة عظيمة بسبب‬
‫الذهب ومن توف فيها من العيان أشهب بن عبدالعزيز بن أب داود بن إبراهيم أبو عمر العامري نسبة إل عامر بن لؤي كان أحد الفقهاء الشهورين توف ف شعبان منها‬
‫أبو السن الكرخي‬
‫أحد أئمة النفية الشهورين ولد سنة ستي ومائتي وسكن بغداد ودرس فقه أب حنيفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪225‬‬

‫وانتهت إليه رئاسة أصحابه ف البلد وكان متعبدا كثي الصلة والصوم صبورا على الفقر عزوفا عما ف أيدي الناس وكان مع ذلك رأسا ف العتزال وقد سع الديث من إساعيل بن‬
‫إسحاق القاضي وروى عنه حيوة وابن شاهي وأصابه الفال ف آخر عمره فاجتمع عنده بعض أصحابه واشتوروا فيما بينهم أن يكتبوا إل سيف الدولة بن حدان ليساعده بشيء يستعي به ف‬
‫مرضه فلما علم بذلك رفع رأسه إل السماء وقال اللهم ل تعل رزقي إل من حيث عودتن فمات عقب ذلك قبل أن يصل إليه ما أرسل به سيف الدولة وهو عشرة آلف درهم فتصدقوا با‬
‫بعد وفاته ف شعبان من هذه السنة عن ثاني سنة وصلى عليه أبو تام السن بن ممد الزينب وكان صاحبه ودفن ف درب أب زيد علي نر الواسطيي‬
‫ممد بن صال بن يزيد‬
‫أبو جعفر الوراق سع الكثي وكان يفهم ويفظ وكان ثقة زاهدا ل يأكل إل من كسب يده ول يقطع صلة الليل وقال بعضهم صحبته سني كثية فما رأيته فعل إل ما يرضى ال عز وجل‬
‫ول قال إل ما يسأل عنه وكان يقوم أكثر الليل وفيها كانت وفاة منصور بن قرابكي صاحب اليوش الراسانية من جهة المي نوح السامان من مرض حصل له وقيل لنه أدمن شرب المر‬
‫أياما متتابعة فهلك بسبب ذلك فأقيم بعده ف اليوش أبو علي الحتاج الزجاجي مصنف المل وهو أبو القاسم عبد الرحن بن إسحاق النحوي اللغوي البغدادي الصل ث الدمشقي مصنف‬
‫المل ف النحو وهو كتاب نافع كثي الفائدة صنفه بكة وكان يطوف بعد كل باب منه ويدعو ال تعال أن ينفع به أخذ النحو أول عن ممد بن العباس اليزيدي وأب بكر بن دريد وابن‬
‫النباري توف ف رجب سنة سبع وقيل سنة تسع وثلثي وقيل سنة أربعي توف ف دمشق وقيل بطبية وقد شرح كتابه المل بشروح كثية من أحسنها وأجعها ما ضعه ابن عصفور وال‬
‫أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وأربعي وثلثمائة‬
‫فيما ملكت الروم سروج وقتلوا أهلها وحرقوا مساجدها قال ابن الثي وفيها قصد موسى بن وجيه صاحب عمان البصرة فمنعه منها الهلب كما تقدم وفيها نقم معز الدولة على وزيره‬
‫فضربه مائة وخسي سوطا ول يعزله بل رسم عليه وفيها اختصم الصريون والعراقيون بكة فخطبوا لصاحب مصر ث غلبهم العراقيون فخطبوا لركن الدولة بن بويه وفيها كانت وفاة‬
‫النصور الفاطمي‬
‫النصور الفاطمي وهو أبو طاهر إساعيل بن القائم بأمر ال أب القاسم ممد بن عبيدال الهدي صاحب الغرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪226‬‬

‫وله من العمر تسع وثلثون سنة وكانت خلفته سبع سني وستة عشر يومان وكان عاقل شجاعا فاتكا قهر أبا يزيد الارجي الذي كان ليطاق شجاعة وإقداما وصبا وكان فصيحا بليغا‬
‫يرتل الطبة على البديهة ف الساعة الراهنة وكان سبب موته ضعف الرارة الغريزية كما أورده ابن الثي ف كامله فاختلف عليه الطباء وقد عهد بالمر إل العز الفاطمي وهو بان القاهرة‬
‫العزية كما سيأت بيانه واسه وكان عمره إذ ذلك أربعا وعشرين سنة وكان شجاعا عاقل أيضا حازم الرأي أطاعه من البير وأهل تلك النواحي خلق كثي وبعث موله جوهر القائد فبن له‬
‫القاهرة التاخة لصر واتذ له فيها دار اللك وها القصران اللذان هناك اللذان يقال لما بي القصرين اليوم وذلك ف سنة أربع وستي وثلثمائة كما سيأت ومن توف فيها من العيان‬
‫إساعيل بن ممد بن إساعيل بن صال‬
‫أبو علي الصفار أحد الحدثي لقي البد واشتهر بصحبته وكان مولده ف سنة سبع وأربعي ومائتي وسع السن بن عرفة وعباسا الدوري وغيها وروى عنه جاعة منهم الدارققطن وقال‬
‫صام أربعة وثاني رمضانا وقد كانت وفاته ف هذه السنة عن أربع وتسعي سنة رحه ال تعال‬
‫أحدبن ممد بن زياد‬
‫ابن يونس بن درهم أبو سعيد بن العراب سكن مكة وصار شيخ الرم وصحب النيد بن ممد والنوري وغيها وأسند الديث وصنف كتبا للصوفية ( إساعيل بن القائم ) بن الهدي‬
‫اللقب بالنصور العبيدي الذي يزعم أنه فاطمي صاحب بلد الغرب وهو والد العز بان القاهرة وهو بان النصورية ببلد الغرب قال أبو جعفر الروزي خرجت معه لا كسر أبا يزيد الاجي‬
‫فبينما أنا أسي معه إذ سقط رمه فنلت فناولته إياه وذهبت أفاكهه بقول الشاعر ‪ ...‬فألقت عصاها واستقر با النوى ‪ ...‬كما قر عينا بالياب السافر ‪ ...‬فقال هل قلت كما قال ال تعال‬
‫فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين قال فقلت له أنت ابن بنت رسول ال ( ص ) قلت ببعض ما علمت وأنا قلت‬
‫با بلغ به أكثر علمي قال ابن خلكان وهذا كما جرى لعبداللك بن مروان حي امر الجاج أن يبن بابا ببيت القدس ويكتب عليه اسه فبن له بابا وبن لنفسه بابا آخر فوقعت صاعقة على‬
‫باب عبداللك فأحرقته فكتب إل الجاج بالعراق يسأله عما أهه من ذلك يقول ما أنا وأنت إل كما قال ال تعال واتل عليهم نبأ ابن آدم بالق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدها ول يتقبل من‬
‫الخر قال لقتلنك فرضى عنه الليفة بذلك توف النصور ف هذه السنة من برد شديد وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪227‬‬

‫ث دخلت سنة اثنتي وأربعي وثلثمائة‬


‫فيها دخل سيف الدولة بن حدان صاحب حلب إل بلد الروم فقتل منهم خلقا كثيا وأسر آخرين وغنم أموال جزيلة ورجع سالا غانا وفيها اختلف الجيج بكة ووقعت حروب بي‬
‫أصحاب بن طغج وأصحاب معز الدولة فغلبهم العراقيون وخطبوا لعز الدولة ث بعد انقضاء الج اختلفوا أيضا فغلبهم العراقيون أيضا وجرت حروب كثي بي الراسانية والسامانية اتقصاها‬
‫ابن الثي ف كامله ومن توف فيها من العيان‬
‫علي بن ممد بن أب الفهم‬
‫أبو القاسم التنوخي جد القاضي أب القاسم التنوخي شيخ الطيب البغدادي ولد بأنطاكية وقدم بغداد فتفقه با على مذهب أب حنيفة وكان يعرف الكلم على طريقة العتزلة ويعرف النجوم‬
‫ويقول الشعر ول القضاء بالهواز وغيها وقد سع الديث من البغوي وغيه وكان فهما ذكيا حفظ وهو ابن خس عشر سنة قصيدة دعبل الشاعر ف ليلة واحدة وهي ستمائة بيت وعرضها‬
‫على أبيه صبيحتها فقام إليه وضمه وقبل بي عينيه وقال يا بن ل تب بذا أحدا لئل تصيبك العي وذكر ابن خلكان أنه كان نديا للوزير الهلب ووفد على سيف الدولة بن حدان فأكرمه‬
‫وأحسن إليه وأورد له شعره أشياء حسنة فمن ذلك قوله ف المر ‪ ...‬وراح من الشمس ملوقة ‪ ...‬بدت لك ف قدح من نار ‪ ...‬هواء ولكنه جامد ‪ ...‬وماء ولكنه ليس جار ‪ ...‬كأن الدير‬
‫‪ ...‬له بالي ‪ ...‬ن إذا مال للفيء أو بالنهار ‪ ...‬تدرع ثوبا من الياسي ‪ ...‬ن له برد كم من اللنار‬
‫ممد بن إبراهيم‬
‫ابن السي بن السن بن عبد اللق أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي يعرف بابن سكره سكن مصر وحدث با وسع منه أبو الفتح بن مسرور وذكر أن فيه لينا‬
‫ممد بن موسى بن يعقوب‬
‫بن الأمون بن الرشيد هارون أبو بكر ول إمرة مكة ف سنة ثان وستي ومائتي وقدم مصر فحدث با عن علي بن عبد العزيز البغوي بوطأ مالك وكان ثقة مأمونا توف بصر ف ذي الجة‬
‫منها‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعي وثلثمائة‬
‫فيها كانت وقعة بي سيف الدولة بن حدان وبي الدمستق فقتل خلقا من أصحاب الدمستق وأسر آخرين ف جاعة من رؤساء بطارقته وكان ف جلة من قتل قسطنطي بن الدمستق وذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪228‬‬

‫ف ربيع الول من هذه السنة ث جع الدمستق خلقا كثيا فالتقوا مع سيف الدولة ف شعبان منها فجرت بينهم حروب عظيمة وقال شديد فكانت الدائرة للمسلمي وخذل ال الكافرين فقتل‬
‫منهم خلق كثي وأسر جاعة من الرؤساء وكان منهم صهر الدمستق وابن بنته أيضا وفيها حصل للناس أمراض كثية وحة وأوجاع ف اللق وفيها مات المي الميد بن نوح بن نصر‬
‫السامان صاحب خراسان وما وراء النهر وقام بالمر من بعده ولده عبد اللك ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن أحد‬
‫أبو علي الكاتب الصري صحب أبا علي الروذباري وغيه وكان عثمان الغرب يعظم أمره ويقول أبو علي الكاتب من السالكي إل ال ومن كلمه الذي حكاه عنه أبو عبدالرحن السلمي‬
‫قوله روائح نسيم الحبة تفوح من الحبي وإن كتموها ويظهر عليهم دلئلها وإن أخفوها وتبدو عليهم وإن ستروها وأنشد ‪ ...‬إذا ما استسرت أنفس الناس ذكره ‪ ...‬تبي فيهم وإن ل‬
‫‪ ...‬يتكلموا ‪ ...‬تطيبهم أنفاسهم فتذيعها ‪ ...‬وهل سر مسك أودع الريح يكتم‬
‫علي بن ممد بن عقبة بنم هام‬
‫أبو السن الشيبان الكوف قدم بغداد فحدث با عن جاعة وروى عنه الدارقطن وكان ثقة عدل كثي التلوة فقيها مكث يشهد على الكام ثلثا وسبعي سنة مقبول عندهم وأذن ف مسجد‬
‫حزة الزيات نيفا وسبعي سنة وكذلك أبوه من قبله‬
‫ممد بن علي بن أحد بن العباس‬
‫الكرخي الديب كان عالا زاهدا ورعا يتم القرآن كل يوم ويدي الصيام سع الديث من عبدان وأقرانه‬
‫أبو الي التينان‬
‫العابد الزاهد أصله من العرب كا مقيما بقرية يقال لا تينان من عمل إنطاكية ويعرف بالقطع لنه كان مقطوع اليد كان قد عاهد ال عهدا ث نكثه فاتفق له أنه مسك مع جاعة من اللصوص‬
‫ف الصحراء وهو هناك سائح يتعبد فأخذ معهم فقطعت يده معهم وكانت له أحوال وكرامات وكان ينسج الوص بيده الواحدة دخل عليه بعض الناس فشاهد منه ذلك فأخذ منه العهد أن‬
‫ل يب به أحدا ما دام حيا فوف له بذلك‬
‫ث دخلت سنة أربع وأربعي وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي فيها شل الناس ببغداد وواسط وأصبهان والهواز داء مركب من دم وصفراء ووباء مات بسبب ذلك خلق كثي بيث كان يوت ف كل يوم قريب من ألف نفس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪229‬‬

‫وجاء فيها جراد عظيم أكل الضروات والشجار والثمار وف الحرم منها عقد معز الدولة لبنه أب منصور بتيار المر من بعده بأمرة المراء وفيها خرج رجل من أذربيجان ادعى أنه يعلم‬
‫الغيب وكان يرم اللحم وما يرج من اليوانات فأضافه مرة رجل فجاءه بطعام كشكية بشحم فأكله فقال له الرجل بضرة من معه إنك تدعي أنك تعلم الغيب وهذا طعام فيه شحم وأنت‬
‫ترمه فلم ل علمته فتفرق عنه الناس وفيها جرت حروب كثية بي العز الفاطمي وبي صاحب الندلس عبد الرحن الناصر الموي استقصاها ابن الثي ومن توف فيها من العيان‬
‫عثمان بن أحد‬
‫ابن عبدال بن يزيد أبو عمرو الدقاق العرووف بابن السماك روى عن حنبل بن إسحاق وغيه وعنه الدارقطن وغيه وكان ثقة ثبتا كتب الصنفات الكثية بطه توف ف ربيع الول منها‬
‫ودفن بقبة باب التي وحضر جنازته خسون ألفا‬
‫ممد بن أحد بن ممد بن أحد‬
‫أبو جعفر القاضي السمنان ولد سنة إحدى وستي ومائتي وسكن بغداد وحدث با وكان ثقة عالا فاضل سخيا حسن الكلم عراقي الذهب وكانت داره ممع العلماء ث ول قضاء الوصل‬
‫وتوف با ف هذه السنة ف ربيع الول منها‬
‫ممد بن احد بن بطة بن إسحاق الصبهان‬
‫أبو عبدال سكن نيسابور ث عاد إل أصبهان وليس هذا بعبد ال بن بطة العكبي هذا متقدم عليه هذا شيخ الطبان وابن بطة الثان يروي عن الطبان وهذا بضم الباب من بطة وابن بطة‬
‫الثان وهو الفقيه النبلي بفتحها وقد كان جد هذا وهو ابن بطة بن إسحاق أبو سعيد من الحدثي أيضا ذكره ابن الوزي ف منتظمه‬
‫ممد بن ممد بن يوسف بن الجاج‬
‫أبو النضر الفقيه الطوسي كان عالا ثقة عابدا يصوم النهار ويقوم الليل ويتصدق بالفاضل من قوته ويأمر بالعروف وينهى عن النكر وقد رحل ف طلب الديث إل القاليم النائية والبلدان‬
‫التباعدة وكان قد جزأ الليل ثلثة أجزاء فثلث للنوم وثلث للتنصيف وثلث للقراءة وقد رآه بعضهم ف النوم بعد وفاته فقال له وصلت إل ما طلبت فقال إي وال نن عند رسول ال ( ص )‬
‫وقد عرضت مصنفات ف الديث عليه فقبلها‬
‫أبو بكر الداد‬
‫الفقيه الشافعي هو ممد بن أحد بن ممد أبو بكر بن الداد أحد أئمة الشافعية رورى عن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪230‬‬

‫النسائي وقال رضيت به حجة بين وبي ال عز وجل وقد كان ابن الداد فقيها فروعيا ومدثا ونويا وفصيحا ف العبارة دقيق النظر ف الفروع وله كتاب ف ذلك غريب الشكل وقد ول‬
‫القضاء بصر نيابة عن أب عبيد بن حربويه ذكرناه ف طبقات الشافعية‬
‫أبو يعقوب الذرعي‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب النهدي قال ابن عساكر من أهل أذرعات مدينة بالبلقاء أحد الثقات من عباد ال الصالي رحل وحدث عنه جاعة من أجل أهل دمشق وعبادها‬
‫وعلمائها وقد روى عنه ابن عساكر أشياء تدل على صلحه وخرق العادة له فمن ذلك قال إن سألت ال أن يقبض بصري فعميت فلما استضررت بالطهارة سألت ال عوده فرده علي توف‬
‫بدمشق ف هذه السنة سنة أربع وخسي وصححه ابن عساكر وقد نيف على التسعي‬
‫ث دخلت سنة خس وأربعي وثلثمائة‬
‫وفيها عصى الروزبان على معز الدولة واناز إل الهواز ولق به عامة من كان مع الهلب الذي كان ياربه فلما بلغ ذلك معز الدولة ل يصدقه لنه كان قد أحسن إليه ورفع من قدره بعد‬
‫الضعة والمول ث تبي له أن ذلك حق فخرج لقتاله وتبعه الليفة الطيع ل خوفا من ناصر الدولة بن حدان فإنه قد بلغه أنه جهز جيشا مع ولده أب الرجا جاير إل بغداد ليأخذها فأرسل معز‬
‫الدولة حاجبه سبكتكي إل بغداد وصمد معز الدولة إل الروزبان فاقتتلوا قتال شديدا وهزمه معز الدولة وفرق أصحابه وأخذه أسيا إل بغداد فسجنه ث أخرجه ليل وغرقه لن الديلم‬
‫أرادوا إخراجه من السجن قهرا وانطوى ذكر روزبان وإخوته وكان قد اشتعل اشتعال النار وحظيت التراك عند معز الدولة وانطت رتبة الديلم عنده لنه ظهر له خيانتهم ف أمر الروزبان‬
‫وإخوته وفيها دخل سيف الدولة إل بلد الروم فقتل وسب ورجع إل حلب فحميت الروم فجمعوا وأقبلوا إل ميا فارقي فقتلوا وسبوا وحرقوا ورجعوا وركبوا ف البحر إل طرسوس فقتلوا‬
‫من أهلها ألفا وثانائة وسبوا وحرقوا قرى كثية وفيها زلزلت هذان زلزال شديدا تدمت البيوت وانشق قصر شيين بصاعقة ومات تت الدم خلق كثي ل يصون كثرة ووقعت فتنة‬
‫عظيمة بي أهل أصبهان وأهل قم بسبب سب الصحابة من أهل قم فثاروا عليهم أهل أصبهان وقتلوا منهم خلقا كثيا ونبوا أموال التجار فغضب ركن الدولة لهل قم لنه كان شيعيا‬
‫فصادر أهل أصبهان بأموال كثية وفيها توف من العيان‬
‫غلم ثعلب‬
‫ممد بن عبدالواحد بن أب هاشم أبو عمر والزاهد غلم ثعلب روى عن الكديي وموسى بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪231‬‬


‫سهل الوشاء وغيها روى عنه جاعة وآخر من حدث عنه أبو علي بن شاذان وكان كثي العلم والزهد حافظا مطيقا يلي من حفظه شيئا كثيا ضابطا لا يفظه ولكثرة إغرابه اتمه بعض‬
‫الرواة ورماه بالكذب وقد اتفق له مع القاضي أب عمر حكاية وكان يؤدب ولده فإنه أملى من حفظه ثلثي مسألة بشواهدها وأدلتها من لغة العرب واستشهد على بعضها ببيتي غريبي جدا‬
‫فعرضهما القاضي أبو عمر علي ابن دريد وابن النباري وابن مقسم فلم يعرفوا منهما شيئا حت قال ابن دريد هذا ما وضعه أبو عمرو من عنده فلما جاء أبو عمرو ذكر له الفاضي ما قال‬
‫ابن دريد عنه فطلب أبو عمرو أن يضر له من كتبه رواوين العرب فلم يزل أبو عمرو يعمد إل كل مسألة ويأتيه بشاهد بعد شاهد حت خرج من الثلثي مسألة ث قال وأما البيتان فإن ثعلبا‬
‫أنشدناها وأنت حاضر فكتبتهما ف دفترك الفلن فطلب القاضي دفتره فإذا ها فيه فلما بلغ ذلك ابن دريد كف لسانه عن أب عمرو الزاهد فلم يذكره حت مات توف أبو عمرو هذا يوم‬
‫الحد ودفن يوم الثني الثالث عشر من ذي القعدة ودفن ف الصفة القابلة لقب معروف الكرخي ببغداد رحه ال‬
‫ممد بن علي بن أحد بن رستم‬
‫أبو بكر الادرائي الكاتب ولد ف سنة خس وخسي ومائتي بالعراق ث صار إل مصر هو وأخوه أحد مع أبيهما وكان على الراج لمارويه بن أحد بن طولون ث صار هذا الرجل من رؤساء‬
‫الناس وأكابرهم سع الديث من أحد بن عبدالبار وطبقته وقد روى الطيب عنه أنه قال كان بباب شيخ كبي من الكتاب قد تعطل عن وظيفته فرأيت والدي ف النام وهو يقول يا بن أما‬
‫تتقي ال أنت مشغول بلداتك والناس ببابك يهلكون من العرى والوع هذا فلن قد تقطع سراويله ول يقدر على إبداله فل تمل أمره فاستيقظت مذعورا وأنا ناوله الحسان ث نت‬
‫فأنسيت النام فبينا أنا أسي إل دار اللك فإذا بذلك الرجل الذي ذكره على دابة ضعيفة فلما رآن أراد أن يترجل ل فبدا ل فخذه وقد لبس الف بل سراويل فلما رأيت ذلك ذكرت النام‬
‫فاستدعيت به وأطلقت له ألف دينار وثياب ورتبت له على وظيفته مائت دينار كل شهر ووعدته بي ف الجل أيضا‬
‫أحد بن ممد بن إساعيل‬
‫ابن إبراهيم طباطبا بن إساعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أب طالب الشريف السن الرسى قبيلة من الشراف أبو القسام الصري الشاعر كان نقيب الطالبي بصر ومن‬
‫شعره قوله ‪ ...‬قالت لطيف خيال زارن ومضى ‪ ...‬بال صفه ول تنقص ول تزد ‪ ...‬فقلت أبصرته لو مات من ظمأ ‪ ...‬وقال قف ل ترد الاء ل يرد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪232‬‬

‫قالت صدقت وفاء الب عادته ‪ ...‬يا برد ذاك الذي قالت على كبدي ‪ ...‬توف ليلة الثلثاء لمس بقي من هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ست وأربعي وثلثمائة‬
‫فيها وقعت فتنة بي أهل الكره وأهل السنة بسبب السب فقتل من الفريقي خلق كثي وفيها نقص البحر الال ثاني ذراعا ويقال باعا فبدت به جبال وجزائر وأماكن ل تكن ترى من قبل‬
‫ذلك وفيها كان بالعراق وبلد الرى والبل وقم ونوها زلزل كثية مستمرة نو أربعي يوما تسكن ث تعود فتهدمت بسبب ذلك أبنية كثية وغارت مياه كثية ومات خلق كثي وفيها تهز‬
‫معز الدولة بن بويه لقتال ناصر الدولة بن حدان بالوصل فراسله ناصر الدولة والتزم له بأموال يملها إليه كل سنة فسكت عنه ث إنه مع ما اشترط على نفسه ل يرجع عنه معز الدولة بل‬
‫قصده ف السنة التية كما سيأت بيانه وف تشرين منها كثرت ف الناس أورام ف حلوقهم ومناخرهم وكثر فيهم موت الفجأة حت إن لصا نقب دارا ليدخلها فمات وهو ف النقب ولبس‬
‫القاضي خلعة القضاء ليخرج للحكم فلبس إحدى خفيه فمات قبل أن يلبس الخرى ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن عبدال بن السي‬
‫أبو هريرة العذرى الستملي على الشايخ كتب عن أب مسلم الكجي وغيه وكان ثقة توف ف ربيع الول منها‬
‫السن بن خلف بن شاذان‬
‫أبو علي الواسطي روى عن إسحاق الزرق ويزيد بن هارون وغيها وروى عنه البخاري ف صحيحه توف ف هذه السنة هكذا رأيت ابن الوزي ذكر هذه الترجة ف هذه السنة ف منتظمه‬
‫وال أعلم‬
‫أبو العباس الصم‬
‫ممد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبدال الموي مولهم أبو العباس الصم مولده ف سنة سبع وأربعي ومائتي رأى الذهلي ول يسمع ول يسمع منه ورحل به أبوه إل أصبهان‬
‫ومكة ومصر والشام والزيرة وبغداد وغيها من البلد فسمع الكثي با عن الم الغفي ث رجع إل خراسان وهو ابن ثلثي سنة وقد صار مدثا كبيا ث طرأ عليه الصمم فاستحكم حت كان‬
‫ل يسمع نيق المار وكان مؤذنا ف مسجده ثلثي سنة وحدث ستا وسبعي سنة فألق الحفاد بالجداد وكان ثقة صادقا ضابطا لا سعه ويسمعه كف بصره قبل موته بشهر وكان يدث‬
‫من حفظه بأربع عشر حديثا وسبع حكايات ومات وقد بقي له سنة من الائة‬
‫ث دخلت سنة سبع وأربعي وثلثمائة‬
‫فيها كانت زلزلة ببغداد ف شهر نيسان وف غيها من البلد الشرقية فمات بسببها خلق كثي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪233‬‬

‫وخربت دور كثي زظهر ف آخر نيسان وشهر أيار جراد كثي أتلف الغلت الصيفية والثمار ودخلت الروم آمد وميا فارقي فقتلوا ألفا وخسمائة إنسان وأخذوا مدينة سساط وأخربوها وف‬
‫الحرم منها ركب معز الدولة إل الوصل فأخذها من يد ناصر الدولة وهرب ناصر الدولة إل نصيبي ث إل ميا فارقي فلحقه معز الدولة فصار إل حلب إل عند أحيه سيف الدولة ث أرسل‬
‫سيف الدولة إل معز الدولة ف الصالة بينه وبي أخيه فوقع الصلح على أن يمل ناصر الدولة ف كل سنة ألفي ألف وتسعمائة ألف ورجع معز الدولة إل بغداد بعد انعقاد الصلح وقد‬
‫امتلت البلد رفضا وسبا للصحابة من بن بويه وبن حدان والفاطميي وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسان وغي ذلك من البلد كانوا رفضا وكذلك الجاز وغيه وغالب‬
‫بلد الغرب فكثر السب والتكفي منهم للصحابة وفيها بعضث العز الفاطمي موله أبا السن جوهر القائد ف جيوش معه ومعه زيري بن هناد الصنهاجي ففتحوا بلدا كثية من أقصى بلد‬
‫الغرب حت انتهوا إل البحر الحيط فأمر جوهر بأن يصطاد له منه سك فأرسل به ف قلل الاء إل العز الفاطمي وحظي عنده جوهر وعظم شأنه حت صار بنلة الوزير ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫الزبي بن عبد الرحن‬
‫ابن ممد بن زكريا بن صال بن إبراهيم أبو عبدال الستراباذي رحل وسع الديث وطوف القاليم سع السن بن سفيان وابن خزية وأبا يعلى وخلقا وكان حافظا متقنا صدوقا صنف‬
‫الشروح والبواب‬
‫أبو سعيد بن يونس‬
‫صاحب تاريخ مصر هو عبدالرحن بن يونس بن عبدالعلى الصدف الصري الؤرخ كان حافظا مكثرا خبيا بأيام الناس وتواريهم له تاريخ مفيد جدا لهل مصر ومن ورد إليها وله ولد يقال‬
‫له أبو السن علي كان منجما له زيج مفيد يرجع إليه أصحاب هذا الفن كما يرجع أصحاب الديث إل أقوال أبيه وما يؤرخه وينقله ويكيه ولد الصدف سنة إحدى وثاني ومائتي وتوف ف‬
‫هذه السنة يوم الثني السادس والعشرين من جادى الخرة ف القاهرة‬
‫ابن درستويه النحوي‬
‫عبدال بن جعفر بن درستويه بن الرزبان أبو ممد الفارسي النحوي سكن بغداد وسع عباسا الدوري وابن قتيبة والبد وسع منه الدارقطن وغيه من الافظ وأثن عليه غي واحد منهم أبو‬
‫عبدال بن منده وتوف ف صفر منها وذكر له ابن خلكان مصنفات كثية مفيدة فيما يتعلث باللغة والنحو وغيه‬
‫ممد بن السن‬
‫ابن عبدال بن علي بن ممد بن عبداللك بن أب الشوارب أبو السن القرشي الموي قاضي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪234‬‬

‫بغداد كان حسن الخلق طلبة للحديث ومع هذا كان ينسب إل أخذ الرشوة ف الحكام والوليات رحه ال‬
‫ممد بن علي‬
‫ابو عبدال الاشي الاطب الدمشقي وأظنه الذي تنسب إليه حارة الاطب من نواحي باب الصغي كان خطيب دمشق ف أيام الخشيد وكان شابا حسن الوجه مليح الشكل كامل اللق‬
‫توف ف يوم المعة السابع والعشرين من ربيع الول من هذه السنة وحضر جنازته نائب السلطنة وخلق كثي ل يصون كثرة هكذا أرخه ابن عساكر ودفن بباب الصغي‬
‫ث دخلت سنة ثان وأربعي وثلثائة‬
‫فيها كانت فتنة بي الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثي ووقع حريق بباب الطاق وغرق ف دجلة خلق كثي من الجاج الوصل نو من ستمائة نفس وفيها دخلت الروم طرسوس والرها‬
‫وقتلوا وسبوا وأخذوا الموال ورجعوا وفيها قلت المطار وغلت السعار واستسقى الناس فلم يسقوا وظهر جراد عظيم ف أذار فأكل ما نبت من الضراوات فاشتد المر جدا على اللق‬
‫فما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن وفيها عاد معز الدولة إل بغداد من الوصل وزوج ابنته من ابن أخيه مؤيد الدولة بن معز الدولة وسيها معه إل بغداد ومن توف من العيان‬
‫إبراهيم بن شيبان القرميسين‬
‫شيخ الصوفية بالبل صحب أبا عبدال الغرب ومن جيد كلمه قوله إذا سكن الوف القلب أحرق مواضع الشهوات منه وطرد عنه الرغبة ف الدنيا‬
‫ابو بكر النجاد‬
‫أحد بن سليمان بن السن بن إسرائيل بن يونس أبو بكر النجاد الفقيه أحد أئمة النابلة ولد سنة ثلث وخسي ومائتي سع عبدال بن أحد وأبا داود والباغندي وابن أب الدنيا وخلقا كثيا‬
‫وكان يطلب الديث ماشيا حافيا وقد جع السند وصنف ف السنن كتابا كبيا وكان له بامع النصور حلقتان من واحدة للفقه وأخرى لملء الديث وحدث عنه الدارقطن وابن رزقويه‬
‫وابن شاهي وأبو بكر بن مالك القطيعي وغيهم وكان يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف ويعزل منه لقمة فإذا كانت ليلة المعة أكل اللقم وتصدق بالرغيف صحيحا توف ليلة المعة‬
‫لعشرين من ذي الجة عن خس وتسعي سنة ودفن قريبا من قب بشر الاف رحه ال‬
‫جعفر بن ممد بن نصي بن القاسم‬
‫أبو ممد الواص العروف باللدي سع الكثي وحدث كثيا وحج ستي جة وكان ثقة صدوقا دينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪235‬‬

‫ممد بن إبراهيم بن يوسف بن ممد‬


‫أبو عمر الزجاج النيسابوري صحب أبا عثمان والنيد والنوري والواص وغيهم وأقام بكة وكان شيخ الصوفية با وحج ستي حجة ويقال إنه مكث أربعي سنة ل يتغوط ول يبل إل خارج‬
‫الرم بكة‬
‫ممد بن جعفر بن ممد بن فضالة‬
‫ابن يزيد بن عبداللك أبو بكر الدمي صاحب اللان كان حسن الصوت بتلوة القرآن وربا سع صوته من بعد ف الليل وحج مرة مع أب القاسم البغوي فلما كانوا بالدينة دخلوا السجد‬
‫النبوي فوجدوا شيخا أعمى يقص على الناس أخبارا موضوعة مكذوبة فقال البغوي ينبغي النكار عليه فقال له بعض أصحابه إنك لست ببغداد يعرفك الناس إذا أنكرت عليه ومن يعرفك‬
‫هنا قليل والمع كثي ولكن ترى أن تأمر أبا بكر الدمي فيقرأ فأمره فاستفتح فقرأ فلم يتم الستعاذة حت انفل الناس عن ذلك العمى وتركوه وجاؤا إل أب بكر ول يبق عند الضرير أحد‬
‫فأخذ العمى بيد قائده وقال له اذهب بنا فهكذا تزول النعم توف ف الربعاء لليلتي بقيتا من ربيع الول من هذه السنة عن ثان وثاني سنة وقد رآه بعضهم ف النام فقال له ما فعل ال بك‬
‫قال وقفن بي يديه وقاسيت شدائد وأهوال فقلت له فتلك القراءة السنة وذلك الصوت السن وتلك الواقف فقال ما كان شيء أضر علي من ذلك لنا كانت للدنيا فقلت إل أي شيء‬
‫انتهي أمرك فقال ال عز وجل آليت على نفسي أن ل أعذب أبناء الثماني‬
‫أبو ممد عبدال بن أحد بن علي‬
‫ابن السن بن إبراهيم بن طباطبا بن إساعيل بن إبراهيم بن السن بن السن بن علي بن أب طالب الاشي الصري كان من ساداتا وكبائها ل تزال اللوي تعقد بداره ول يزال رجل يكسر‬
‫اللوزر بسببها وللناس عليه رواتب من اللوى فمنهم من يهدى إليه كل يوم ومنهم ف المعة ومنهم ف الشهر وكان لكافرو الخشيد عليه ف كل يوم جامان ورغيف من اللوى ولا قدم‬
‫العز الطمي إل القاهرة وتلقاه سأله إل من ينتسب مولنا من أهل البيت فقال الواب إل أهل البلد فلما دخل القصر جع الشارف وسل نصف سيفه وقال هذا نسب ث نثر عليهم الذهب‬
‫وقال هذا حسب فقالوا سعنا وأطعنا والصحيح أن القائل للمعز هذا الكلم ابن هذا أو شريف آخر فال أعلم فإن وفاة هذا كانت ف هذا العام عن ثنتي وستي سنة والعز إنا قدم مصر ف‬
‫سنة ثنتي وستي وثلثمائة كما سيأت‬
‫ث دخلت سنة تسع وأربعي وثلثمائة‬
‫فيها ظهر رجل بأذربيجان من أولد عيسى بن الكتفي بال فلقب بالتسجي بال ودعا إل الرضا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪236‬‬

‫من آل ممد وذلك لفساد دولة الرزبان ف ذلك الزمان فاقتتلوا قتال شديدا ث انزم أصحاب الستجي وأخذ أسيا فمات واضمحل أمره وفيها دخل سيف الدولة بن حدان بلد الروم فقتل‬
‫من أهلها خلقا كثيا وفتح حصونا وأحرقا بلدانا كثية وسب وغنم وكر راجعا فأخذت الروم عليه فمنعوه من الرجوع ووضعوا السيف ف أصحابه فما نا هو ف ثلثائة فارس إل بعد جهد‬
‫جهيد وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بي الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثي وف أخرها توف أنوجور بن الخشيد صاحب مصر فأقام بالمر بعده أخوه علي وفيها مات أبو القاسم‬
‫عبدال بن أب عبدال البيدي الذي كان صاحب الهواز وواسط وفيها رجع حجيج مصر من مكة فنلوا واديا فجاءهم سيل فأخذهم فألقاهم ف البحر عن آخرهم وفيها أسلم من الترك مائتا‬
‫ألف خركاه فسموا ترك إيان ث خفف اللفظ بذلك فقيل تركمان ومن توف فيها من العيان بن حرب الكاتب‬
‫كانت له نعمة وثروة عظيمة تقارب أبة الوزارة فاجتاز يوما وهو راكب ف موكب له عظيم فسمع رجل يقرأ‬
‫أل يأن للذين آمنوا أن تشع قلوبم لذكر ال وما نزل من الق فصاح اللهم بلى وكررها دفعات ث بكى ث نزل عن دابته ونزع ثيابه وطرحها ودخل دجلة فاستتر بالاء ول يرج منه حت‬
‫فرق جيع أمواله ف الظال الت كانت عليه وردها إل أهلها وتصدق بالباقي ول يبق له شيء بالكلية فاجتاز به رجل فتصدق عليه بثوبي فلبسهما وخرج فانقطع إل العلم والعبادة حت مات‬
‫رحه ال‬
‫أبو علي الافظ‬
‫ابن علي بن يزيد بن داود أبو علي الافظ النيسابوري أحد أئمة الفاظ التقني الصنفي قال الدارقطن كان إماما مهذبا وكان ابن عقدة ل يتواضع لحد كتواضعه له توف ف جادى الخرة‬
‫عن اثنتي وخسي سنة‬
‫حسان بن ممد بن أحد بن مروان‬
‫أبو الوليد القرشي الشافعي إمام أهل الديث براسان ف زمانه وأزهدهم وأعبدهم أخذ الفقه عن ابن سريج وسع الديث من السن بن سفيان وغيه وله التصانيف الفيدة وقد ذكرنا ترجته‬
‫ف الشافعيي كانت وفاته ليلة المعة لمس مضي من ربيع الول من هذه السنة عن ثنتي وسبعي سنة‬
‫حد بن إبراهيم بن الطاب‬
‫أبو سليمان الطاب سع الكثي وصنف التصانيف السان منها العال شرح فيها سنن أب داود والعلم شرح فيه البخاري وغريب الديث وله فهم مليح وعلم عزير ومعرفة باللغة والعان‬
‫والفقه ومن أشعاره قوله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪237‬‬

‫ما دمت حيا فدار الناس كلهم ‪ ...‬فإنا أنت ف دار الداراة ‪ ...‬من يدر داري ومن ل يدر سوف يرى ‪ ...‬عما قليل نديا للندامات ‪ ...‬هكذا ترجه أبو الفرج ابن الوزي حرفا برف‬
‫عبدالواحد بن عمر بن ممد‬
‫ابن أب هاشم كان من أعلم الناس بروف القراءات وله ف ذلك مصنفات وكان من المناء الثقات روى عن ابن ماهد وأب بكر بن أب داود وعنه أبو السن المان توف ف شوال منها‬
‫ودفن بقبة اليزران‬
‫أبو أحد العسال‬
‫الافظ ممد بن أحد بن إبراهيم بن سليمان بن ممد أبو أحد العسال الصبهان أحد الئمة الفاظ وأكابر العلماء سع الديث وحدث به قال ابن منده كتبت عن ألف شيخ ل أر أفهم ول‬
‫أتقن من أب أحد العسال توف ف رمضان منها رحه ال وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة خسي وثلثمائة‬
‫ف الحرم منها مرض معز الدولة بن بويه بإنصار البول فقلق من ذلك وجع بي صاحبه سبكتكي ووزيره الهلب وأصلح بينهما ووصاها بولده بتيار خيا ث عوف من ذلك فعزم على الرحيل‬
‫إل الهواز لعتقاده أن ما أصابه من هذه العلة بسبب هواء بغداد ومائها فأشاروا عليه بالقام با وأن بين با دارا ف أعلها حيث الواء أرق والاء أصفي فبن له دارا غرم عليه ثلثة عشر‬
‫ألف ألف درهم فاحتاج لذلك أن يصادر بعض أصحابه ويقال أنفق عليها الفي ألف دينار ومات وهو يبن فيها ول يسكنها وقد خرب أشياء كثية من معال اللفاء ببغداد ف بنائها وكان ما‬
‫خرب العشوق من سر من رأى وقلع البواب الديد الت على مدينة النصور والرصافة وقصورها وحولا إل داره هذه ل تت فرحته فإنه كان رافضيا خبيثا وفيها مات القاضي أبو السائب‬
‫عتبة بن عبدال وقبضت أملكه وول بعده القضاء أبو عبدال السي بن أب الشوارب وضمن أن يؤدي ف كل سنة إل معز الدولة مائت ألف درهم فخلع عليه معز الدولة وسار ومعه‬
‫الدبابات والبوقات إل منله وهو أول من ضمن القضاء ورشى عليه وال أعلم ول يأذن له الليفة الطيع ل ف الضور عنده ول ف حضور الوكب من أجل ذلك غضبا عليه ث ضمن معز‬
‫الدولة الشرطة وضمن السبة أيضا وفيها سار قفل من أنطاكية يريدون طرسوس وفيهم نائب أنطاكية فثار عليهم الفرنج فأخذوهم عن بكرة أبيهم فلم يفلت منهم سوى النائب جريا ف‬
‫مواضع من بدنه وفيها دخل نا غلم سيف الدولة بلد الروم فقتل وسب وغنم ورجع سالا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪238‬‬

‫وفيها توف المي‬


‫نوح بن عبد اللك السامان‬
‫صاحب خراسان وغزنة وما وراء النهر سقط عن فرسه فمات فقام بالمر من بعده أخوه منصور بن نوح السامان وفيها توف‬
‫الناصر لدين ال عبدالرحن الموي‬
‫صاحب الندلس وكانت خلفته خسي سنة وستة أشهر وله من العمر يوم مات ثلث وسبعون سنة وترك أحد عشر ولدا كان أبيض حسن الوجه عظيم السم طويل الظهر قصي الساقي‬
‫وهو أول من تلقب بأمي الؤمني من أولد المويي الداخلي إل الغرب وذلك حي بلغه ضعف اللفاء بالعراق وتغلب الفاطميي فتلقب قبل موته بثلث وعشرين سنة ولا توف قام بالمر من‬
‫بعده ولده الكم وتلقب بالنتصر وكان الناصر شافعي الذهب ناسكا شاعرا ول يعرف ف اللفاء أطول مدة منه فإنه أقام خليفة خسي سنة إل الفاطمي الستنصر بن الاكم الفاطمي صاحب‬
‫مصر فإنه مكث ستي كما سيأت ذلك ومن توف فيها من العيان القطان‬
‫أبو سهل بن زياد القطان‬
‫أحد بن ممد بن عبدال بن زياد أبو سهل القطان كان ثقة حافظا كثي التلوة للقرآن حسن النتزاع للمعان من القرآن فمن ذلك أنه استدل على تكفي العتزلة بقوله تعال يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تكونوا كالذين كفروا وقالوا لخوانم إذا ضربوا ف الرض أو كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا إساعيل بن علي بن إساعيل بن بيان أبو ممد الطب سع الديث من ابن‬
‫أب أسامة وعبدال بن أحد والكوكب وغيهم وعنه الدارقطن وغيه وكان ثقة حافظا فاضل نبيل عارفا بأيام الناس وله تاريخ مرتب على السني وكان أدبيا لبيبا عاقل صدوقا توف ف جادى‬
‫الخرة من هذه السنة عن إحدى وثاني سنة‬
‫أحد بن ممد بن سعيد‬
‫ابن عبيد ال بن أحد بن سعيد بن أب مري أبو بكر القرشي الوراق ويعرف بابن فطيس وكان حسن الكتابة مشهورا با وكان يكتب الديث لبن جوصا ترجة ابن عساكر وأرخ وفاته بثان‬
‫شوال من هذه السنة‬
‫تام بن ممد بن عباس‬
‫ابن عبد الطلب أبو بكر الاشي العباسي حدث عن عبدال بن أحد وعنه ابن رزقويه توف ف هذه السنة عن إحدى وثاني سنة‬
‫السي بن القاسم‬
‫أبو علي الطبي الفقيه الشافعي أحد الئمة الحررين ف اللف وهو أول من صنف فيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪239‬‬

‫وله اليضاح ف الذهب وكتاب ف الدل وف أصول الفقه وغي ذلك من الصنفات وقد ذكرناه ف الطبقات‬
‫عبدال بن إساعيل بن إبراهيم‬
‫ابن عيسى بن جعفر بن أب جعفر النصور الاشي المام ويعرف بابن بويه ولد سنة ثلث وستي ومائتي روى عن ابن أب الدنيا وغيه وعنه ابن رزقويه وكان خطيبا بامع النصور مدة طويلة‬
‫وقد خطب فيه سنة ثلثي وثلثمائة وقبلها تام سنة ث خطب فيه الواثق سنة ثلثي ومائتي وها ف النسب إل النصور سواء توف ف صفر منها‬
‫عتبة بن عبدال‬
‫ابن موسى بن عبدال أبو السائب القاضي المدان الشافعي كان فاضل بارعا ول القضاء وكان فيه تليط ف المور وقد رآه بعضهم بعد موته فقال ما فعل ال بك قال غفر ل وأمر ب إل‬
‫النة على ما كان من من التخليط وقال ل إن كتبت على نفسي أن ل أعذب أبناء الثماني وهذا الرجل أول من ول قضاء القضاة ببغداد من الشافعية وال أعلم‬
‫ممد بن أحد بن حيان‬
‫أبو بكر الدهقان بغدادي سكن بارى وحدث با عن يي بن أب طالب والسن بن مكرم وغيها وتوف عن سبع وثاني سنة‬
‫أبو علي الازن‬
‫توف ف شعبان منها فوجد ف داره من الدفائن وعند الناس من الودائع ما قارب أربعمائة ألف دينار وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وخسي وثلثمائة‬
‫فيها كان دخول الروم إل حلب صحبة الدمستق ملك الروم لعنه ال ف مائت ألف مقاتل وكان سبب ذلك أنه ورد إليها بغتة فنهض إليه سيف الدولة بن حدان بن حضر عنده من الاتقلة‬
‫فلم يقو به لكثرة جنوده وقتل من أصحاب سيف الدولة خلقا كثيا وكان سيف الدولة قليل الصب ففر منهزما ف نفر يسي من أصحابه فأول ما استفتح به الدمستق قبح ال أن استخوذ على‬
‫دار سيف الدولة وكانت ظاهر حلب فأخذ ما فيها من الموال العظيمة والواصل الكثية والعدد وآلت الرب أخذ من ذلك ما ل يصى كثرة وأخذ ما فيها من النساء والولدان وغيهم‬
‫ث حاصر سور حلب فقاتل أهل البلد دونه قتال عظيما وقتلواا خلقا كثيا من الروم وثلمت الروم بسور حلب ثلمة عظيمة فوقف فيها الروم فحمل السلمون عليهم فأزاحوهم عنها فلما جن‬
‫الليل جد السلمون ف إعادتا فما أصبح الصباح إل وهي كما كانت وحفظوا السور حفظا عظيما ث بلغ السلمون أن الشرط والبلحية قد عاثوا ف داخل البلد ينهبون البيوت فرجع الناس‬
‫إل منازلم ينعونا منهم قبحهم ال فإنم أهل شر وفساد فلما فعلوا ذلك غلبت الروم على السور فعلوه ودخلوا البلد يقتلون من لقوه فقتلوا من السلمي خلقا كثيا وانتهبوا الموال‬
‫وأخذوا الولد والنساء وخلصوا من كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪240‬‬

‫بأيدي السلمي من أسارى الروم وكانوا ألفا وأربعمائة فأخذ الساري السيوف وقاتلوا السلمي وكانوا أضر على السلمي من قومهم وأسروا نوا من بضعة عشر ألفا ما بي صب وصبية‬
‫ومن النساء شيئا كثيا ومن الرجال الشباب الفي وخربوا الساجد وأحرقوها وصبوا ف جباب الزيت الاء حت فاض الزيت على وجه الرض وأهلكوا كل شيء قد روا عليه وكل شيء ل‬
‫يقدرون على حله أحرقوه وأقاموا ف البلد تسعة أيام يفعلون فيها الفاعيل الفاسدة العظيمة كل ذلك بسبب فعل البلحية والشرط ف البلد قاتلهم ال وكذلك خاكمهم ابن حدان كان‬
‫رافضيا يب الشيعة ويبغض أهل السنة فاجتمع على أهل حلب عدة مصائب ث عزم الدمستق على الرحيل عنهم خوفا من سيف الدولة فقال له ابن أخيه أين تذهب وتدع القلعة وأموال‬
‫الناس غالبها فيها ونساؤهم فقال له الدمستق إنا قد بلغنا فوق ما كنا نأمل وإن با مقاتلة ورجال غزاة فقال له ل بد لنا منها فقال له اذهب إليها فصعد إليها ف جيش ليحاصرها فرموه بجر‬
‫فقتلو ف الساعة الراهنة من بي اليش كله فغضب عند ذلك الدمستق وأمر بإحضار من ف يديه من أسارى السلمي وكانوا قريبا من الفي فضربت أعناقهم بي يديه لعنه ال ث كر راجعا‬
‫وقد دخلوا عي زربة قبل ذلك ف الحرم من هذه السنة فأستأمنه أهلها فأمنهم وأمر بأن يدخلوا كلهم السجد ومن بقي ف منله قتل فصاروا إل السجد كلهم ث قال ل يبقي أحد من أهلها‬
‫اليوم إل ذهب حيث شاء ومن تأخر قتل فازدحوا ف خروجهم من السجد فمات كثي منهم وخرجوا على وجوههم ل يدرون أين يذهبون فمات ف الطرقات منهم خلق كثي ث هدم الامع‬
‫وكسر النب وقطع من حول البلد أربعي ألف نلة وهدم سور البلد والنازل الشار إليها وفتح حولا أربعة وخسي حصنا بعضها بالسيف وبعضها بالمان وقتل اللعون خلقا كثيا وكان ف‬
‫جلة من أسر أبو فراس بن سعيد بن حدان نائب منبج من جهة سيف الدولة وكان شاعرا مطيقا له ديوان شعر حسن وكان مدة مقامه بعي زربة إحدى وعشرين يوما ث سار إل قيسرية فلقيه‬
‫أربعة آلمن أهل طرسوس مع نائبها ابن الزيات فقتل أكثرهم وأدركه صوم النصارى فاشتغل به حت فرغ منه ث هجم على حلب بغتة وكان من أمره ما ذكرناه وفيها كتبت العامة من‬
‫الروافض على أبواب الساجد لعنة معاوية بن أب سفيان رضي ال عنه وكتبوا أيضا ولعن ال من غصب فاطمة حقها وكانوا يلعنون أبا بكر ومن أخرج العباس من الشورى يعنون عمر ومن‬
‫نفى أبا ذر يعنون عثمان رضي ال عن الصحابة وعلى من لعنهم لعنة ال ولعنوا من منع من دفن السن عند جده يعنون مروان بن الكم ولا بلغ ذلك جيعه معز الدولة ل ينكر ول يغيه ث‬
‫بلغه أن أهل السنة موا ذلك وكتبوا عوضه لعن ال الظالي لل ممد من الولي والخرين والتصريح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪241‬‬

‫باسم معاوية ف اللعن فأمر بكتب ذلك قبحه ال وقبح شيعته من الروافض ل جرم أن هؤلء ل ينصرون وكذلك سيف الدولة بن حدان بلب فيه تشيع وميل إل الروافض ل جرم أن ال ل‬
‫ينصر أمثال هؤلء بل يديل عليهم أعداءهم لتابعتهم أهواءهم وتقليدهم سادتم وكباءهم وآباءهم وتركهم أنبياءهم وعلمائهم ولذا لا ملك الفاطميون بلد مصر والشام وكان فيهم الرفض‬
‫وغيه استحوذ الفرنج على سواحل الشام بلد الشام كلها حت بيت القدس ول يبق مع السلمي سوى حلب وحص وحاة ودمشق وبعض أعمالا وجيع السواحل وغيها مع الفرنج‬
‫والنواقيس النصرانية والطقوس النيلية تضرب ف شواهق الصون والقلع وتكفر ف أماكن اليان من الساجد وغيها من شريف البقاع والناس معهم ف حصر عظيم وضيق من الدين‬
‫وأهل هذه الدن الت ف يد السلمي ف خوف شديد ف ليلهم ونارهم من الفرنج فإنا ل وإنا إليه راجعون وكل ذلك من بعض عقوبات العاصي والذنوب وإظهار سب خي اللق بعد النبياء‬
‫وفيها وقعت فتنة عظيمة بي أهل البصرة بسبب السب أيضا قتل فيها خلق كثي وجم غفي وفيها أعاد سيف الدولة بن حدان بناء عي زربة وبعث موله نا فدخل بلد الروم فقتل منها خلقا‬
‫كثيا وسب جا غفيا وغنم وسلم وبعث حاجبه مع جيش طرسوس فدخلوا بلد الروم فغنموا وسبوا ورجعوا سالي وفيها فتح العز الفاطمي حصن طبمي من بلد الغرب وكان من أحصن‬
‫بلد الفرنج فتحه قسرا بعد ماصرة سبعة أشهر ونصف وقصد الفرنج جزيرة إقريطش فاستنجد أهلها العز فأرسل إليهم جيشا فانتصروا على الفرنج ول المد والنة ومن توف فيها من‬
‫العيان بن هارون‬
‫السن بن ممد بن هارون‬
‫الهلب الوزير لعز الدولة بن بويه مكث وزيرا له ثلث عشرة سنة وكان فيه حلم وكرم وأناة حكى أبو إسحاق الصاب قال كنت يوما عنده وقد جيء بدواة قد صنعت له ومرفع قد حليا له‬
‫بلية كثية فقال أبو ممد الفضل بن عبدال الشيازي سرا بين وبينه ما كان أحوجن إليها لبيعها وأنتفع با قلت وأي شيء ينتفع الوزير با فقال تدخل ف خزانتها فسمعها الوزير وكان‬
‫مصغ لنا ول نشعر فلما أمسى بعث بالدواة إل أب ممد الشيازي ومرفعها وعشرة ثياب وخسة آلف درهم واصطنع له غيها فاجتمعنا يوما آخر عنده وهو يوقع من تلك الدواة الديدة‬
‫ونظر إلينا فقال من يريدها منكما قال فاستحيينا وعلمنا أنه قد سع كلمنا ذلك اليوم وقلنا ينع ال الوزير با ويبقيه ليهب لنا مثلها توف الهلب ف هذه السنة عن أربع وستي سنة‬
‫دعلج بن أحد بن دعلج بن عبدالرحن‬
‫أبو ممد السجستان العدل سع براسان وحلوان وبغداد والبصرة والكوفة ومكة وكان من‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪242‬‬

‫ذوي اليسار والشهورين بالب والفضال وله صدقات جارية وأوقاف دارة دائرة على أهل الديث ببغداد وسجستان كانت له دار عظيمة ببغداد وكان يقول ليس ف الدنيا مثل بغداد ول ف‬
‫بغداد مثل القطيعة ول ف القطيعة مثل دار أب خلف ول ف دار أب خلف مثل داري وصنف الدارقطن له مسندا وكان إذا شك ف حديث طرحه جلة وكان الدارقطن يقول ليس ف مشاينا‬
‫أثبت منه وقد أنفق ف ذوي العلم والاجاتى أموال جزيلة كثية جدا افترض منه بعض التجار عشرة آلف دينار فاتر با فربح ف مدة ثلث سني ثلثي ألف دينار فعزل منها عشرة آلف‬
‫دينار وجاءه با فأضافه دعلج ضيافة حسنة فلما فرغ من شأنا قال له ما شأنك قال له هذه العشرة آلف دينار الت تفضلت با قد أحضرت فقال يا سبحان ال إن ل أعطكها لتردها فصل با‬
‫الهل فقال إن قد ربت با ثلثي ألف دينار فهذه منها فقال له دعلج اذهب بارك ال لك فقال له كيف يتسع ما لك هذا ومن أين أفدت هذا الال قال إن كنت ف حداثة سن أطلب‬
‫الديث فجاءن رجل تاجر من أهل البحر فدفع إل ألف ألف درهم وقال اتر ف هذه فما كان من ربح فبين وبينك وما كان من خسارة فعلي دونك وعليك عهد ال وميثاقه إن وجدت ذا‬
‫حاجة أو خلة إل سددتا من مال هذا دون مالك ث جاءن فقال إن أريد الركوب ف البحر فإن هلكت فالال ف يدك على ما شرطت عليك فهو ف يدي على ما قال ث قال ل ل تب با أحدا‬
‫مدة حيات فلم أخب به أحدا حت مات توف ف جادى الخرة من هذه السنة عن أربع أو خس وتسعي سنة رحه ال‬
‫عبدالباقي بن قانع‬
‫ابن مرزوق أبو السن الموي مولهم سع الارث بن أسامة وعنه الدارقطن وغيه وكان ثقة أمينا حافظا ولكنه تغي ف آخر عمره قال الدارقطن كان يطئ ويصر على الطأ توف ف شوال‬
‫منها‬
‫أبو بكر النقاش الفسر‬
‫ممد بن السن بن ممد بن زياد بن هارون بن جعفر أبو بكر النقاش الفسر القرئ مول أب دجانة ساك بن خرشة أصله من الوصل كان عالا بالتفسي وبالقراءات وسع الكثي ف بلدان شت‬
‫عن خلق من الشايخ وحدث عنه أبو بكر بن ماهد واللدي وابن شاهي وابن زرقوية وخلق وآخر من حدث عنه ابن شاذان وتفرد بأشياء منكرة وقد وثقه الدارقطن على كثي من خطئه ث‬
‫رجع عن ذلك وصرح بعضهم بتكذيبه وال أعلم وله كتاب التفسي الذي ساه شفاء الصدور وقال بعضهم بل هو سقام الصدور وقد كان رجل صالا ف نفسه عابدا ناسكا حكى من حضره‬
‫وهو يود بنفسه وهو يدعو بدعاء ث رفع صوته يقول لثل هذا فليعمل العاملون يرددها ثلث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪243‬‬

‫مرات ث خرجت روحه رحه ال توف يوم الثلثاء الثان من شوال منها ودفن بداره بدار القطن ممد بن سعيد أبو بكر الرب الزاهد ويعرف بابن الضرير كان ثقة صالا عابدا ومن كلمه‬
‫دافعت الشهوات حت صارت شهوت الدافعة‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وخسي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم من هذه السنة أمر معز الدولة بن بويه قبحه ال أن تغلق السواق وأن يلبس النساء السوح من الشعر وأن يرجن ف السواق حاسرات عن وجههن ناشرات شعورهم يلطمن‬
‫وجوههن ينحن على السي بن علي بن أب طالب ول يكن أهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة وظهورهم وكون السلطان معهم وف عشر ذي الجة منها أمر معز الدولة بن بويه بإظهار‬
‫الزينة ف بغداد وأن تفتح السواق بالليل كما ف العياد وأن تضرب الدبادب والبوقات وأن تشعل النيان ف أبواب المراء وعند الشرط فرحا بعيد الغدير غدير حم فكان وقتا عجيبا‬
‫مشهودا وبدعة شنيعة ظاهرة منكرة وفيها أغارت الروم على الرها فقتلوا وأسروا ورجعوا موقرين ث ثارت الروم بلكهم فقتلوه وولوا غيه ومات الدمستق أيضا ملك الرمن واسه النقفور‬
‫وهوالذي أخذ حلب وعمل فيها ما عمل وولوا غيه‬
‫ترجة النقفور ملك الرمن واسه الدمستق‬
‫الذي توف ف سنة ثنتي وقيل خس وقيل ست وخسي وثلثمائة ل رحه ال كان هذا اللعون من أغلظ اللوك قلبا وأشدهم كفرا وأقواهم بأسا وأحدهم شوكة وأكثرهم قتل وقتال للمسلمي‬
‫ف زمانه واستمرت ف يديه قهرا وأضيفت إل ملكة الروم قدرا وذلك لتقصي أهل ذلك الزمان وظهور البدع الشنيعة فيهم وكثرة العصيان من الاص والعام منهم وفشو البدع فيهم وكثرة‬
‫الرفض والتشيع منهم وقهر أهل السنة بينهم فلهذا أديل عليهم أعداء السلم فانتزعوا ما بأيديهم من البلد مع الوف الشديد ونكد العيش والفرار من بلد إل بلد فل يبيتون ليلة إل ف‬
‫خوف من قوارع العداء وطوارق الشرور الترادفة فال الستعان وقد ورد حلب ف مائت ألف مقاتل بغتة ف سنة إحدى وخسي وجال فيها جولة ففر من بي يديه صاحبها سيف الدولة‬
‫ففتحها اللعي عنوة وقتل من أهلها الرجال والنساء ما ل يعلمه إل ال وخرب دار سيف الدولة الت كانت ظاهر حلب وأخذ أموالا وحواصلها وعددها وبدد شلها وفرق عددها واستفحل‬
‫أمر اللعون با فإنا ل وإنا إليه راجعون وبالغ ف الجتهاد ف قتال السلم وأهله وجد ف التشمي فالكم ل العلي الكبي وقد كان لعنه ال ل يدخل ف بلد إل قتل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪244‬‬

‫القاتلة وبقية الرجال وسب النساء والطفال وجعل جامعها اصطبل ليوله وكسر منابرها واستنكث مأذنتها بيله ورجله وطبوله ول يزل ذلك دأبه وديدنه حت سلط ال عليه زوجته فقتلته‬
‫بواريها ف وسط مسكنه وأراح ال منه السلم وأهله وأزاح عنهم قيام ذلك الغمام ومزق شله فلله النعمة والفضال وله المد على كل حال واتفق ف سنة وفاته موت صاحب‬
‫القسطنطينية فتكاملت السرات وحلصت المنية فالمد ل الذي بنعمته تتم الصالات وتذهب السيئات وبرحته تغفر الزلت والقصود أن هذا اللعي أعن النقفور اللقب الدمستق ملك‬
‫الرمن كان قد أرسل قصيدة إل الليفة الطيع ل نظمها له بعض كتابه من كان قد خذله ال وأذله وختم على سعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة وصرفه عن السلم وأصله يفتخر فيها‬
‫بذا اللعي ويتعرض لسب السلم والسلمي ويتوعد فيها أهل حوزة السلم بأنه سيملكها كلها حت الرمي الشريفي عما قريب من العوام وهو أقل وأذل وأخس وأضل من النعام‬
‫ويزعم أنه ينتصر لدين السيح عليه السلم ابن البتول وربا يعرض فيها بناب الرسول عليه من ربه التحية والكرام ودوام الصلة مدى اليام ول يبلغن عن أحد من أهل ذلك العصر أنه رد‬
‫علبه جوابه إما لنا ل تشتهر وإما لنه أقل من أن يردوا خطابه لنه كالعاند الاحد ونفس ناظمها تدل على أنه شيطان مارد وقد انتخى للجواب عنها بعد ذلك أبو ممد بن حزم الظاهري‬
‫فأفاد وأجاد وأجاب عن كل فصل باطل بالصواب والسداد فبل ال بالرحه ثراه وجعل النة متقلبه ومثواه وها أنا أذكر القصيدة الرمنية الخذولة اللعونة وأتبعها بالفريدة السلمية النصورة‬
‫اليمونة قال الرتد الكافر الرمن على لسان ملكه لعنهما ال وأهل ملتهم أجعي أكتعي أبتعي أبصعي آمي يارب العالي ومن خط ابن عساكر كتبتها وقد نقلوها من كتاب صلة الصلة‬
‫للفرغان ‪ ...‬من اللك الطهر السيحي مالك ‪ ...‬إل خلف الملك من آل هاشم ‪ ...‬إل اللك الفضل الطيع أخي العل ‪ ...‬ومن يرتى للمعضلت العظائم ‪ ...‬أما سعت أذناك ما أناصانع ‪...‬‬
‫ولكن دهاك الوهن عن فعل حازم ‪ ...‬فإن تك عما قد تقلدت نائما ‪ ...‬فإن عما هن غي نائم ‪ ...‬ثغوركم ل يبق فيها لوهنكم ‪ ...‬وضعفكم إل رسوم العال ‪ ...‬فتحنا الثغور الرمنية كلها‬
‫‪ ...‬بفتيان صدق كالليوث الضراغم ‪ ...‬ونن صلبنا اليل تعلك لمها ‪ ...‬وتبلغ منها قضمها للشكائم ‪ ...‬إل كل ثغر بالزيرة آهل ‪ ...‬إل جند قنسرينكم فالعواصم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪245‬‬

‫ملطية مع سيساط من بعد كركر ‪ ...‬وف البحر أضعاف الفتوح النواخم ‪ ...‬وبالدث المراء جالت عساكري ‪ ...‬وكيسوم بعد العفري للمعال ‪ ...‬وكما قد ذللنا من أعزة أهلها ‪...‬‬
‫فصاروا لنا من بي عبد وخادم ‪ ...‬وسد سروج إذ خربنا بمعنا ‪ ...‬لنا رتبة تعلوا على كل قائم ‪ ...‬وأهل الرها لذوا بنا وتزبوا ‪ ...‬بنديل مول عل عن وصف آدمي ‪ ...‬وصبح رأس العي‬
‫منا بطارق ‪ ...‬ببيض غزوناها بضرب الماجم ‪ ...‬ودارا وميا فارقي وأزرنا ‪ ...‬أذقناهم باليل طعم العلقم ‪ ...‬واقريطش فقد جازت إليها مراكب ‪ ...‬على ظهر بر مزبد متلطم ‪...‬‬
‫فحزتم أسرى وسقيت نساؤهم ‪ ...‬ذوات الشعور السبلت النواعم ‪ ...‬هناك فتحنا عي زربة عنوة ‪ ...‬نعم وأبدنا كل طاغ وظال ‪ ...‬إل حلب حت استبحنا حريها ‪ ...‬وهدم منها سورها‬
‫كل هادم ‪ ...‬أخذنا النسا ث البنات نسوقهم ‪ ...‬وصبيانم مثل الماليك خادم ‪ ...‬وقد فر عنها سيف دولة دينكم ‪ ...‬وناصركم منا علي رغم راغم ‪ ...‬وملنا على طرسوس ميلة حازم ‪...‬‬
‫أذقنا لن فيها لز اللقم ‪ ...‬فكم ذات عز وجل حرة علوية ‪ ...‬منعمة الطراف ريا العاصم ‪ ...‬سبينا فسقنا خاضعات حواسرا ‪ ...‬بغي مهور ل ول حكم حاكم ‪ ...‬وكم من قتيل قد تركنا‬
‫مندل ‪ ...‬يصب دما بي اللها واللهازم ‪ ...‬وكم وقعة ف الدرب أفنت كما تكم ‪ ...‬وسقناهم قسرا كوسق البهائم ‪ ...‬وملنا على أرياحكم وحريها ‪ ...‬مدوخة تت العجاج السواهم ‪...‬‬
‫فأهوت أعاليها وبدل رسها ‪ ...‬من النس وحشا بعد بيض نواعم ‪ ...‬إذا صاح فيها البوم جاوبه الصدى ‪ ...‬وأتبعه ف الربع نوح المائم ‪ ...‬وإنطاك ل تبعد علي وإنن ‪ ...‬سأفتحها يوما‬
‫بتك الحارم ‪ ...‬ومسكن آبائي دمشق فإنن ‪ ...‬سأرجع فيها ملكنا تت خاتي ‪ ...‬ومصر سأفتحها بسيفي عنوة ‪ ...‬وآخذ أمول با وبائمي ‪ ...‬وأجزي كافورا با يستحقه ‪ ...‬بشط‬
‫وقراض وقص ماجم ‪ ...‬أل شروا يا أهل حدان شروا ‪ ...‬أتتكم جيوش الروم مثل الغمائم ‪ ...‬فإن تربوا تنجوا كراما وتسلموا ‪ ...‬من اللك الصادي بقتل السال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪246‬‬

‫كذاك نصيبي وموصلها إل ‪ ...‬جزيرة آبائي وملك القادم ‪ ...‬سأفتح سامرا وكونا وعكبا ‪ ...‬وتكريتها مع ماردين العواصم ‪ ...‬وأقتل أهليها الرجال بأسرها ‪ ...‬وأغنم أموال با وحرائم‬
‫‪ ...‬أل شروا با أهل بغداد ويلكم ‪ ...‬فكلكم مستضعف غي رائم ‪ ...‬رضيتم بكم الديلمي ورفضه ‪ ...‬فصرت عبيدا للعبيد الديال ‪ ...‬ويا قاطن الرملت ويلكم ارجعوا ‪ ...‬إل أرض صنعا‬
‫راعييي البهائم ‪ ...‬وعودوا إل أرض الجاز أذلة ‪ ...‬وخلوا بلد الروم أهل الكارم ‪ ...‬سألقي جيوشا نو بغداد سائرا ‪ ...‬إل باب طاق حيث دار القماقم ‪ ...‬وأحرق أعلها وأهدم سورها‬
‫‪ ...‬وأسب ذراريها على رغم راغم ‪ ...‬وأحرز أموال با وأسرة ‪ ...‬وأقتل من فيها بسيف النقائم ‪ ...‬وأسرى بيشي نو الهواز مسرعا ‪ ...‬لحراز ديباج وخز السواس نبأ وأهدم قصورها‬
‫‪ ...‬وأسب ذراريها كفعل القادم ‪ ...‬ومنها إل شياز والري فاعلموا ‪ ...‬خراسان قصري واليوش بارم ‪ ...‬إل شاس بلخ بعدها وخواتا ‪ ...‬وفراغنة مع مروها والخازم ‪ ...‬وسابور أهدمها‬
‫حصونا ‪ ...‬وأوردها يوما كيوم السمائم ‪ ...‬وكرمان ل أنسى سجستان كلها ‪ ...‬وكابلها النائي وملك العاجم ‪ ...‬إل واسط وسط العراق وكوفة ‪ ...‬كما كان يوما جندنا ذو العزائم ‪...‬‬
‫وأخرج منها نو مكة مسرعا ‪ ...‬أجر جيوشا كالليال السواجم ‪ ...‬فأملكها دهرا عزيزا مسلما ‪ ...‬أقيم با للحق كرسي عال ‪ ...‬وأحوي ندا كلها وتامها ‪ ...‬وسرا واتام مذحج وقحاطم‬
‫‪ ...‬وأغزو يانا كلها وزبيدها ‪ ...‬وصنعاءها مع صعدة والتهائم ‪ ...‬فاتركها أيضا خرابا بلقعا ‪ ...‬خلء من الهلي أهل نعائم ‪ ...‬وأحوي أموال اليماني كلها ‪ ...‬وما جع القرماط يوم مارم‬
‫‪ ...‬أعود إل القدس الت شرفت بنا ‪ ...‬بعز مكي ثابت الصل قائم ‪ ...‬وأعلوو سريري للسجود معظما ‪ ...‬وتبقى ملوك الرض مثل الوادم ‪ ...‬هنالك تلو الرض من كل مسلم ‪ ...‬لكل‬
‫نقي الدين أغلف زاعم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪247‬‬

‫نصرنا عليكم جارت ولتكم ‪ ...‬وأعلنتمو بالنكرات العظائم ‪ ...‬قضاتكم باعوا القضاء بدينهم ‪ ...‬كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم ‪ ...‬عدو لكم بالزور يشهد ظاهرا ‪ ...‬وبالفك والبطيل‬
‫مع كل قائم ‪ ...‬سأفتح أرض ال شرقا ومغربا ‪ ...‬وأنشر دينا للصليب بصارمي ‪ ...‬فعيسى عل فوق السموات عرشه ‪ ...‬يفوز الذي واله يوم التخاصم ‪ ...‬وصاحبكم بالترب أودى به‬
‫الثرى ‪ ...‬فصار رفاتا بي تلك الرمائم ‪ ...‬تناولتم أصحابه بعد موته ‪ ...‬بسب وقذف وانتهاك الحارم ‪ ...‬هذا آخرها لعن ال ناظمها وأسكنه النار يوم ل تنفع الظالي معذرتم ولم اللعنة‬
‫ولم سوء الدار ويوم يدعو ناظمها ثبورا ويصلى نارا سعيا يوم بعض الظال على يديه يقول يا ليتن اتذت مع الرسول سبيل يا ويلتا ليتن ل أتذ فلنا خليل لقد أضلن عن الذكر به إذ‬
‫جاءن وكان الشيطان للنسان خذول إن كان مات كافرا وهذا جوابا لب ممد بن حزم الفقيه الظاهري الندلسي قالا ارتال حي بلغته هذه اللعونة غضبا ل ولرسوله ولدينه كما ذكر‬
‫ذلك من رآه فرحه ال وأكرم مثواه وغفر له خطاياه ‪ ...‬من الحتمي بال رب العوال ‪ ...‬ودين رسول ال من آل هاشم ‪ ...‬ممد الادي إل ال بالتقى ‪ ...‬وبالرشد والسلم أفضل قائم ‪...‬‬
‫عليه من ال السلم مرددا ‪ ...‬إل أن يواف الشر كل العوال ‪ ...‬إل قائل بالفك جهل وضلة ‪ ...‬عن النقفور الفتري ف العاجم ‪ ...‬دعوت إماما ليس من أمرائه ‪ ...‬بكفيه إل كالرسوم‬
‫الطواسم ‪ ...‬دهته الدواهي ف خلفته كما ‪ ...‬دهت قبله الملك دهم الدواهم ‪ ...‬ول عجب من نكبة أو ملمة ‪ ...‬تصيب الكري الدود الكارم ‪ ...‬ولو أنه ف حال ماضي جدوده ‪...‬‬
‫لرعتم منه سوم الراقم ‪ ...‬عسى عطفة ل ف اهل دينه ‪ ...‬تدد منه دارسات العال ‪ ...‬فخررت با لو كان فيكم حقيقة لكان بفضل ال أحكم حاكم ‪ ...‬إذن لعترتكم خجلة عند ذكره‬
‫‪ ...‬وأخرس منكم كل فاه ماصم ‪ ...‬سلبناكم كرا ففزت بغرة ‪ ...‬من الكر أفعال الضعاف العزائم ‪ ...‬فطرت سرورا عند ذاك ونسوة كفعل الهي الناقص التعال ‪ ...‬وما ذاك إل ف تضاعيف‬
‫عقله ‪ ...‬عريقا وصرف الدهر جم اللحم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪248‬‬

‫ولا تنازعنا المور تاذل ‪ ...‬ودانت لهل الهل دولة ظال ‪ ...‬وقد شعلت فينا اللئف فتنة ‪ ...‬لعبدانم مع تركهم والدلئم ‪ ...‬بكفر أياديهم وجحد حقوقهم ‪ ...‬بن رفعوه من حضيض‬
‫البهائم ‪ ...‬وثبتم على أطرافنا عند ذاكم وثوب لصوص عند غفلة نائم ‪ ...‬أل تنتزع منكم بأعظم فقوة ‪ ...‬جدميع بلد الشام ضربة لزم ‪ ...‬ومصرا وأرض القيوان بأسرها ‪ ...‬وأندلسا‬
‫قسرا بضرب الماجم ‪ ...‬أل ننتزع منكم على ضعف حالنا ‪ ...‬صقلية ف برها التلطم ‪ ...‬مشاهد تقديساتكم وبيوتا ‪ ...‬لنا وبأيدينا على رغم راغم ‪ ...‬أما بيت لم والقمامة بعدها ‪...‬‬
‫بأيدي رجال السلمي العاظم ‪ ...‬وسر كيسكم قسرا برغم أنوفكم ‪ ...‬وكرسى قسطنطينية ف العادم ‪ ...‬ول بد من عود الميع بأسره ‪ ...‬إلينا بعز قاهر متعاظم ‪ ...‬أليس يزد حل وسط‬
‫دياركم ‪ ...‬على باب قسطنطينية بالصورام ‪ ...‬ومسلمة قد داسها بعد ذاكم ‪ ...‬بيش تام قد دوى بالضراغم ‪ ...‬وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي ‪ ...‬بن فيكم ف عصره التقادم ‪ ...‬إل‬
‫جنب قصراللك من دار ملككم ‪ ...‬أل هذه حق صرامة صارم ‪ ...‬وأذى لارون الرشد مليككم ‪ ...‬رفادة مغلوب وجزية غارم ‪ ...‬سلبناكم مصرا شهود بقوة ‪ ...‬حبانا با الرحن أرحم‬
‫راحم ‪ ...‬إل بيت يعقوب وأرباب دومة ‪ ...‬إل لة البحر الحيط الحاوم ‪ ...‬فهل سرت ف أرضنا قط جعة ‪ ...‬أب ل ذا كم يا بقايا الزائم ‪ ...‬فما لكم إل المان وحدها ‪ ...‬بضائع نوكى‬
‫تلك أحلم نائم ‪ ...‬رويدا بعد نو اللفة نورها ‪ ...‬وسفر مغي وجوه الواشم ‪ ...‬وحينئذ تدرون كيف قراركم ‪ ...‬إذا صدمتكم خيل جيش مصادم ‪ ...‬على سالف العادات منا ومنكم ‪...‬‬
‫ليال بم ف عداد الغنائم ‪ ...‬سبيتم سبايا يصر العدو دونا ‪ ...‬وسبيكم فينا كقطر الغمائم ‪ ...‬فلو رام خلق عدها رام معجزا ‪ ...‬وأتى بتعداد لرش المائم ‪ ...‬بأبنا بن حدان وكافور صلتم‬
‫‪ ...‬أراذل أناس قصار العاصم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪249‬‬

‫دعي وحجام سطوتم عليهما ‪ ...‬وما قدر مصاص دماء الحاجم ‪ ...‬فهل على دميانة قبل ذاك أو ‪ ...‬على مل أربا رماة الضراغم ‪ ...‬ليال قادوكم كما اقتادكم ‪ ...‬أقيال جرجان بز‬
‫اللقم ‪ ...‬وساقوا على رسل بنات ملوككم ‪ ...‬سبايا كما سيقت ظباء الصرائم ‪ ...‬ولكن سلوا عنا هرقل ومن خلى ‪ ...‬لكم من ملوك مكرمي قماقم ‪ ...‬يبكم عنا التنوخ وقيصر ‪...‬‬
‫وكم قد سبينا من نساء كرائم ‪ ...‬وعما فتحنا من منيع بلدكم ‪ ...‬وعما أقمنا فيكم من مآت ‪ ...‬ودع كل نذل مفتر ل تعده ‪ ...‬إماما ول الدعوى له بالتقادم ‪ ...‬فهيهات سامرا وتكريت‬
‫منكم ‪ ...‬إل جبل تلكم أمان هائم ‪ ...‬من يتمناها الضعيف ودونا ‪ ...‬نظائرها وحز الغلصم ‪ ...‬تريدون بغداد سوقا جديدة ‪ ...‬مسية شهر للفنيق القواصم ‪ ...‬ملة أهل الزهد والعلم‬
‫والتقى ‪ ...‬ومنلة يتارها كل عال ‪ ...‬دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونا ‪ ...‬من السلمي الغر كل مقاوم ‪ ...‬ودون دمشق جع جيش كأنه ‪ ...‬سحائب طي ينتحي بالقوادم ‪ ...‬وضرب يلقي‬
‫الكفر كل مذلة ‪ ...‬كما ضرب السكي بيض الدراهم ‪ ...‬ومن دون أكناف الجاز جحافل ‪ ...‬كقطر الغيوم الائلت السواحم ‪ ...‬با من بن عدنان كل سيدع ‪ ...‬ومن حي قحطان كرام‬
‫العمائم ‪ ...‬ولو قد لقيتم من قضاعة كبة ‪ ...‬لقيتم ضراما ف يبيس الشائم ‪ ...‬إذا أصبحوكم ذكروكم با خل ‪ ...‬لم معكم من صادق متلحم ‪ ...‬زمان يقودون الصوافن نوكم ‪ ...‬فجئتم‬
‫ضمانا أنكم ف الغنائم ‪ ...‬سيأتيكم منهم قريبا عصائب ‪ ...‬تنسيكم تذكار أخذ العواصم ‪ ...‬وأموالكم حل لم ودماؤكم ‪ ...‬با يشتفي حر الصدور الواي ‪ ...‬وأرضيكم حقا سيقتسمونا‬
‫‪ ...‬كما فعلوا دهرا بعدل القاسم ‪ ...‬ولو طرقتكم من خراسان عصبة ‪ ...‬وشياز والري اللح القوائم ‪ ...‬لا كان منكم عند ذلك غيما ‪ ...‬عهدنا لكم ذل وعض الباهم ‪ ...‬فقد طالا‬
‫زاروكم ف دياركم ‪ ...‬مسية عام باليول الصوادم ‪ ...‬فأما سجستان وكرمان بال ‪ ...‬أول وكابل حلوان بلد الراهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪250‬‬

‫وف فارس والسوس جع عرمرم ‪ ...‬وف أصبهان كل أروع عارم ‪ ...‬فلوا قد أتاكم جعهم لغدوت ‪ ...‬فرائس كالساد فوق البهائم ‪ ...‬وبالبصرة الغراء والكوفة الت ‪ ...‬ست وبآدي واسط‬
‫بالعظائم ‪ ...‬جوع تسامى الرمل عدا وكثرة ‪ ...‬فما أحد عادوه منه بسال ‪ ...‬ومن دون بيت ال ف مكة الت ‪ ...‬حباها بجد للبايا مراحم ‪ ...‬مل جيع الرض منها تيقنا ‪ ...‬ملة سفل‬
‫الف من فص خات ‪ ...‬دفاع من الرحن عنها بقها ‪ ...‬فما هو عنها رد طرف برائم ‪ ...‬با وقع الحبوش هلكى وفيلهم ‪ ...‬بصباء طي ف ذرى الو حائم ‪ ...‬وجع كجمع البحر ماض‬
‫عرمرم ‪ ...‬حى بنية البطحاء ذات الحارم ‪ ...‬ومن دون قب الصطفى وسط طيبة ‪ ...‬جوع كمسود من الليل فاحم ‪ ...‬يقودهم جيش اللئكة العلى ‪ ...‬دفاعا ودفعا عن مصل وصائم ‪...‬‬
‫فلو قد لقيناكم لعدت رمائما ‪ ...‬كما فرق العصار عظم البهائم ‪ ...‬وباليمن المنوع فتيان غارة ‪ ...‬إذا ما لقوكم كنتم كالطاعم ‪ ...‬وف جانب أرض اليمامة عصبة ‪ ...‬معاذر أماد طوال‬
‫الباجم ‪ ...‬نستفينكم والقرمطيي دولة ‪ ...‬تقووا ييمون التقية حازم ‪ ...‬خليفة حق ينصر الدين حكمه ‪ ...‬ول يتقي ف ال لومة لئم ‪ ...‬إل ولد العباس تنمي جدوده ‪ ...‬بفخر عميم مزبد‬
‫الوج ناعم ‪ ...‬ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم ‪ ...‬فاهل باضي منهم وبقادم ‪ ...‬ملهم ف مسجد القدس أولدى ‪ ...‬منازل بغداد مل الكارم ‪ ...‬وإن كان من عليا عدي وتيمها ‪ ...‬ومن‬
‫أسد هذا الصلح الضارم ‪ ...‬فاهل وسهل ث نعمى ومرحبا ‪ ...‬بم من خيار سالفي أقادم ‪ ...‬هم نصروا السلم نصرا مؤزرا ‪ ...‬وهم فتحوا البلدان فتح الراغم ‪ ...‬رويدا فوعد ال‬
‫بالصدق وارد ‪ ...‬بتجريع أهل الكفر طعم العلقم ‪ ...‬سنفتح قسطنطينية وذواتا ‪ ...‬ونعلكم فوق النسور القعاشم ‪ ...‬ونفتح أرض الصي والند عنوة ‪ ...‬بيش لرض الترك والزر حاطم‬
‫‪ ...‬مواعيد للرحن فينا صحيحة ‪ ...‬وليست كآمال العقول السواقم ‪ ...‬ونلك أقصى أرضكم وبلدكم ‪ ...‬ونلزمكم ذل الر أو الغارم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪251‬‬

‫إل أن ترى السلم قد عم حكمه ‪ ...‬جيع الراضي باليوش الصوارم ‪ ...‬أتقرن يا مذول دينا مثلثا ‪ ...‬بعيدا عن العقول بادي الآث ‪ ...‬تدين لخلوق يدين لغيه ‪ ...‬فيا لك سحقا ليس‬
‫بفي لعال ‪ ...‬أنا جيلكم مصنوعة قد تشابت ‪ ...‬كلم الول فيها أتوا بالعظائم ‪ ...‬وعود صليب ما تزالون سجدا ‪ ...‬له يا عقول الاملت السوائم ‪ ...‬تدينون تضلل بصلب إلكم ‪...‬‬
‫بأيدي يهود أرذلي لئم ‪ ...‬إل ملة السلم توحيد ربنا ‪ ...‬فما دين ذي دين لا بقاوم ‪ ...‬وصدق رسالت الذي جاء بالدى ‪ ...‬ممد الت برفع الظال ‪ ...‬وأذ عنت الملك طوعا لدينه‬
‫‪ ...‬ببهان صدق طاهر ف الواسم ‪ ...‬كما دان ف صنعاء مالك دولة ‪ ...‬وأهل عمان حيث رهط الهاضم ‪ ...‬وسائر أملك اليماني أسلموا ‪ ...‬ومن بلد البحرين قوم اللهازم ‪ ...‬أجابوا‬
‫لدين ال ل من مافة ‪ ...‬ول رغبة يظى با كف عادم ‪ ...‬فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة ‪ ...‬بق يقي بالباهي فاحم ‪ ...‬وحاباه بالنصر الكي إله ‪ ...‬وصي من عاداه تت الناسم ‪...‬‬
‫فقي وحيد ل تعنه عشية ‪ ...‬ول دفعوا عنه شتيمة شات ‪ ...‬ول عنده مال عتيد لناصر ‪ ...‬ول دفع مرهوب ول لسال ‪ ...‬ول وعد النصار مال يصم ‪ ...‬بلى كان معصوما لقدر عاصم ‪...‬‬
‫ول تنهنهه قط قوة آسر ‪ ...‬ول مكنت من جسمه يد ظال ‪ ...‬كما يفتري إفكا وزورا وضلة ‪ ...‬على وجهه عيسى منكم كل لطم ‪ ...‬على أنكم قد قلتموا هو ربكم ‪ ...‬فيالضلل ف القيامة‬
‫عائم ‪ ...‬أب ل أن يدعى له ابن صاحب ‪ ...‬ستلقى دعاة الكفر حالة نادم ‪ ...‬ولكنه عبد نب رسول مكرم ‪ ...‬من الناس ملوق ول قول زاعم ‪ ...‬أيلطم وجه الرب تبا لدينكم ‪ ...‬لقد فقتم‬
‫ف قولكم كل ظال ‪ ...‬وكم آية أبدى النب ممد ‪ ...‬وكم علم أبداه للشرك حاطم ‪ ...‬تساوي جيع الناس ف نصر حقه ‪ ...‬بل لكل ف إعطائه حال خادم ‪ ...‬فعرب وأحبوش وفرس وبربر‬
‫‪ ...‬وكرديهم قد فاز قدح الراحم ‪ ...‬وقبط وأنباط وخزر وديلم ‪ ...‬وروم رموكم دونه بالقواصم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪252‬‬

‫أبوا كفر أسلف لم فتمنعوا ‪ ...‬فآبوا بظ ف السعادة لزم ‪ ...‬به دخلوا ف ملة الق كلهم ‪ ...‬ودانوا لحكام إلله اللوازم ‪ ...‬به صح تفسي النام الذي أتى ‪ ...‬به دانيال قبله حتم حات‬
‫‪ ...‬وهند وسند أسلموا وتدينوا ‪ ...‬بدين الدى رفض لدين العاجم ‪ ...‬وشق له بدر السموات آية ‪ ...‬وأشبع من صاع له كل طاعم ‪ ...‬وسالت عيون الاء ف وسط كفه ‪ ...‬فأروى به‬
‫جيشا كثيا هاهم ‪ ...‬وجاء با تقضي العقول بصدقه ‪ ...‬ول كدعاء غي ذات قوائم ‪ ...‬عليه سلم ال ماذر شارق ‪ ...‬تعقبه ظلماء أسحم قات ‪ ...‬براهينه كالشمس ل مثل قولكم ‪...‬‬
‫وتليطكم ف جوهر وأقائم ‪ ...‬لنا كل علم من قدي ومدث ‪ ...‬وأنتم حي داميات الحازم ‪ ...‬أتيتم بشعر بارد متخاذل ‪ ...‬ضعيف معان النظم جم البلعم ‪ ...‬فدونكها كالعقد فيه زمرد‬
‫‪ ...‬ودر وياقوت بإحكام حاكم ‪ ...‬وفيها عزل ابن أب الشوارب عن قضاء ونقضت سجلته وأبطلت أحكامه مدة أيامه وول القضاء عوضه أبو بشر عمر بن أكتم بن رزق ورفع عنه ما كان‬
‫يمله ابن أب الشوارب ف كل سنة وف ذي الجة منها استسقى الناس لتأخر الطر وذلك ف كانون الثان فلم يسقوا وحكى ابن الوزي ف النتظم عن ثابت بن سنان الؤرخ قال حدثن‬
‫جاعة من أثق بم أن بعض بطارقة الرمن أنفذ ف سنة ثنتي وخسي وثلثمائة إل ناصر الدولة بن حدان رجلي من الرمن ملتصقي سنهما خس وعشرون سنة ملتحمي ومعهما أبوها ولما‬
‫سرتان وبطنان ومعدتان وجوعهما وريهما يتلفان وكان أحدها ييل إل النساء والخر ييل إل الغلمان وكان يقع بينهما خصومة وتشاجر وربا يلف الخر ل يكلم الخر فيمكث كذلك‬
‫أياما ث يصطلحان وهبهما ناصر الدولة ألفي درهم وخلع عليهما ودعاها إل السلم فيقال إنما أسلما وأراد أن يبعثهما إل بغداد لياها الناس ث رجع عن ذلك ث إنما رجعا إل بلدها مع‬
‫أبيهما فاعتل أحدها ومات وأنت ريه وبقي الخر ل يكنه التخلص منه وقد كان اتصال ما بينهما من الاصرتي وقد كان ناصر الدولة أراد فصل أحدها عن الخر وجع الطباء لذلك فلم‬
‫يكن فلما مات أحدها حار أبوها ف فصله عن أخيه فاتفق اعتلل الخر من غمه ونت أخيه فمات غما فدفنا جيعا ف قب واحد وومن توف فيها من العيان عمر بن أكتم بن أحد بن حيان‬
‫بن بشر أبو بشر السدي ولد سنة أربع وثاني ومائتي وول القضاء ف زمن الطيع نيابة عن أب السائب عتبة بن عبيد ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪253‬‬

‫ث ول قضاء القضاة وهو أول من ول القضاء القضاة من الشافعية سوى أب السائب وكان جيد السية ف القضاء توف ف ربيع الول منها‬
‫ث دخلت سنة ثلث وخسي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم منها عملت الرافضة عزاء السي كما تقدم ف السنة الاضية فاقتتل الروافض وأهل السنة ف هذ اليوم قتال شديدا وانتهبت الموال وفيها عصى نا غلم سيف الدولة عليه‬
‫وذلك أنه كان ف العام الاضي قد صادر أهل حران وأخذ منهم أموال جزيلة فتمرد با وذهب إل أذربيجان وأخذ طائفة منها من يد رجل من العراب يقال له أبو الورد فقتله وأخذ من‬
‫أمواله شيئا كثيا وقويت شوكته بسبب ذلك فسار إليه سيف الدولة فأخذه وأمر بقتله فقتل بي يديه وألقيت جثته ف القذار وفيها جاء الدمستق إل الصيصة فحاصرها وثقب سورها فدافعه‬
‫أهلها فأحرق رستاقها وقتل من حولا خسة عشر ألفا وعاثوا فسادا ف بلد أذنة وطرسوس وكر راجعا إل بلده وفيها قصد معز الدولة الوصل وجزيرة ابن عمر فأخذ الوصل وأقام با‬
‫فراسله ف الصلح صاحبها فاصطلحا على أن يكون المل ف كل سنة وأن يكون أبو تغلب بن ناصر الدولة ول عهد أبيه من بعده فأجاب معز الدولة إل ذلك وكر راجعا إل بغداد بعد ما‬
‫جرت له خطوب كثية استقصاها ابن الثي وفيها ظهر رجل ببلد الديلم وهو أبو عبدال ممد بن السي من أولد السي بن علي ويعرف بابن الراعي فالتف عليه خلق كثي ودعا إل‬
‫نفسه وتسمى بالهدي وكان أصله من بغداد وعظم شأنه بتلك البلد وهرب منه ابن الناصر العلوي وفيها قصد ملك الروم وف صحبته الدمستق ملك الرمن بلد طرسوس فحاصرها مدة ث‬
‫غلت عليهم السعار وأخذهم الوباء فمات كثي منهم فكروا راجعي ( ورد ال الذين كفروا بغيظهم ل ينالوا خيا وكفى ال الؤمني القتال وكان ال قويا عزيزا ) وكان من عزمهم يريدون‬
‫أن يستحوذوا على البلد السلمية كلها وذلك لسوء حكامها وفساد عقائدهم ف الصحابة فسلم ال ورجعوا خائبي وفيها كانت وقعة الختار ببلد صقلية وذلك أنه أقبل من الروم خلق‬
‫كثي ومن الفرنج ما يقارب مائة ألف فبعث أهل صقلية إل العز الفاطمي يستنجدونه فبعث إليهم جيوشا كثية ف السطول وكانت بي السلمي والشركي وقعة عظيمة صب فيها الفريقان‬
‫من أول النهار إل العصر ث قتل أمي الروم مويل وفرت الروم وانزموا هزية قبيحة فقتل السلمون منهم خلقا كثيا وسقط الفرنج ف واد من الاء عميق فغرق أكثرهم وركب الباقون ف‬
‫الراكب فبعث المي أحد صاحب صقلية ف آثارهم مراكب أخر فقتلوا أكثرهم ف البحر أيضا وغنموا ف هذه الغزوة كثيا من الموال واليوانات والمتعة والسلحة فكان ف جلة ذلك‬
‫سيف مكتوب عليه هذا سيف هندي زنته مائة وسبعون مثقال طالا قوتل به بي يدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪254‬‬

‫رسول ال ( ص ) فبعثوا به ف جلة تف إل العز الفاطمي إل إفريقية وفيها قصدت القرامطة مدينة طبية ليأخذوها من يد الخشيد صاحب مصر والشام وطلبوا من سيف الدولة أن يدهم‬
‫بديد يتخذون منه سلحا فقلع لم أبواب الرقة وكانت من حديد صامت وأخذ لم من حديد الناس حت أخذ أواقي الباعة والسواق وأرسل بذلك كله إليهم فأرسلوا إليه يقولون اكتفينا‬
‫وفيها طلب معز الدولة من الليفة أن يأذن له ف دخول دار اللفة ليتفرج فيها فأذن له فدخلها فبعث الليفة خادمه وصاحبه معه فطافوا با وهو مسرع خائف ث خرج منها وقد خاف من‬
‫غائلة ذلك وخشي أن يقتل ف دهاليزها فتصدق بعشرة آلف لا خرج شكرا ل على سلمته وازداد حبا ف الليفة الطيع من يومئذ وكان ف جلة ما رأى فيها من العجائب صنم من ناس‬
‫على صورة امرأة حسناء جدا وحولا أصنام صغار ف هيئة الدم لا كان قد أتى با ف زمن القتدر فأقيمت هناك ليتفرج عليها الواري والنساء فهم معز الدولة أن يطلبه من الليفة ث ارتأى‬
‫فترك ذلك وف ذي الجة منها خرج رجل بالكوفة فادعى أنه علوي وكان يتبقع فسمي التبقع وغلظت فتنته وبعد صيته وذلك ف غيبة معز الدولة الدول عن بغداد واشتغاله بأمر الوصل‬
‫كما تقدم فلما رجع إل بغداد اختفى التبقع وذهب ف البلد فلم ينتج له أمر بعد ذلك ومن توف فيها من العيان‬
‫بكار بن أحد‬
‫ابن بكار بن بيان بن بكار بن درستويه بن عيسى القري روى الديث عن عبدال بن أحد و عنه أبو السن المان وكان ثقة أقرأ القرآن أزيد من ستي سنة رحه ال توف ف ربيع الول منها‬
‫وقد جاوز السبعي وقارب الثماني ودفن بقبة اليزران عند قب أب حنيفة‬
‫أبو إسحاق الهمي‬
‫ولد سنة خسي ومائتي وسع الديث وكان إذا سئل أن يدث يقسم أن ل يدث حت ياوز الائة فأبر ال قسمه وجاوزها فأسع توف عن مائة سنة وثلثي سنة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة أربع وخسي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم منها عملت الشيعة مآتهم وبدعتهم على ما تقدم قبل وغلقت الوسواق وعلقت السوح وخرجت النساء سافرات ناشرات شعورهن ينحن ويلطمن وجوههن ف السواق‬
‫والزقة على السي وهذا تكلف ل حاجة إليه ف السلم ولو كان هذا أمرا ممودا لفعله خي القرون وصدر هذه المة وخيتا وهم أول به ( لو كانوا خيا ما سبقونا اليه ) وأهل السنة‬
‫يقتدون ول يبتدعون ث تسلطت أهل السنة على الروافض فكسبوا مسجدهم مسجد براثا الذي هو عش الروافض وقتلوا بعض من كان فيه من القومة وفيها ف رجب منها جاء ملك الروم‬
‫بيش كثيف إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪255‬‬

‫الصيصة فأخذها قسرا وقتل من أهلها خلقا واستاق بقيتهم معه أسارى وكانوا قريبا من مائت ألف إنسان فإنا ل وإنا إليه راجعون ث جاء إل طرسوس فسأل أهلها منه المان فأمنهم وأمرهم‬
‫باللء عنها والنتقال منها واتذ مسجدها العظم اسطبل ليوله وحرق النب ونقل قناديله إل كنائس بلده وتنصر بعض أهلها معه لعنه ال وكان أهل طرسوس والصيصة قد أصابم قبل‬
‫ذلك بلء وغلء عظيم ووباء شديد بيث كان يوت منهم ف اليوم الواحد ثانائة نفر ث دههم هذا المر الشديد فانتقلوا من شهادة إل شهاد أعظم منها وعزم ملك الروم على القام‬
‫بطرسوس ليكون أقرب إل بلد السلمي ث عن له فسار إل القسطنطينية وف خدمته الدمستق ملك الرمن لعنه ال وفيها جدل أمر تسفي الجيج إل نقيب الطالبي وهو أبو أحد السن بن‬
‫موسى الوسوي وهو والد الرضى والرتضى وكتب له منشور بالنقابة والجيج وفيها توفيت أخت معز الدولة فركب الليفة ف طيارة وجاء لعزائه فقبل معز الدولة الرض بي يديه وشكر‬
‫سعيه إليه وصدقاته عليه وف ثان عشر ذي الجة منها عملت الروافض عيد غدير خم على العادة الارية كما تقدم وفيها تغلب على إنطاكية رجل يقال له رشيق النسيمي بساعدة رجل‬
‫يقال له ابن الهوازي وكان يضمن الطواحي فأعطاه أموال عظيمة وأطمعه ف أخذ أنطاكية وأخبه أن سيف الدولة قد اشتغل عنه بيا فارقي وعجز عن الرجوع إل حلب ث ت لما ماراماه‬
‫من أخذ أنطاكية ث ركبا منها ف جيوش إل حلب فجرت بينهما وبي نائب سيف الدولة حروب عظيمة ث أخذ البلد وتصن النائب بالقلعة وجاءته ندة من سيف الدولة مع غلم له اسه‬
‫بشارة فانزم رشيق فسقط عن فرسه فابتدره بعض العراب فقتله وأخذ رأسه وجاء به إل حلب واستقل ابن الهوازي سائرا إل إنطاكية فأقام رجل من الروم اسه دزبر فسماه المي وأقام‬
‫آخر من العلويي ليجعله خليفة وساه الستاذ فقصده نائب حلب وهو قرعويه فاقتتل قتال شديدا فهزمه ابن الهوازي واستقر بأنطاكية فلما عاد سيف الدولة إل حلب ل يبت با إل ليلة‬
‫واحدة حت سار إل أنطاكية فالتقاه ابن الهوازي فاقتتلوا قتال شديدا ث انزم دزبز وابن الهوازي وأسرا فقتلهما سيف الدولة وفيها ثار رجل من القرامطة اسه مروان كان يفظ الطرقات‬
‫لسيف الدولة صار بمص فملكها وما حولا فقصده جيش من حلب مع المي بدر فاقتتلوا معه فرماه بدر بسهم مسموم فأصابه واتفق أن أسر أصحاب مروان بدرا فقتله مروان بي يديه‬
‫صبا ومات مروان بعد أيام وتفرق عنه أصحابه وفيها عصى أهل سجستان أميهم خلف بن أحد وذلك أنه حج ف سنة ثلث وخسي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪256‬‬

‫واستخلف عليهم طاهر بن السي فطمع ف اللك بعده واستمال أهل البلد فلما رجع من الج ل يسلمه البلد وعصى عليه فذهب إل بارا إل المي منصور بن نوح السامان فاستنجده‬
‫فبعث معه جيشا فاستنقذ البلد من طاهر وسلمها إل المي خلف بن أحد وقد كان خلف عالا مبا للعلماء فذهب طاهر فجمع جوعا ث جاء فحاصر خلفا وأخذ منه البلد فرجع خلف إل‬
‫المي منصور السامان فبعث معه من استرجع له البلد ثانية وسلمها إليه فلما استقر خلف با وتكن منها منع ما كان يمله من الدايا والتحف واللع إل المي منصور السامان ببخارا فبعث‬
‫إليه جيشا فتحصن خلف ف حصن يقال له حصن إراك فنازله اليش فيه تسع سني ل يقدروا عليه وذلك لناعة هذا الصن وصعوبته وعمق خندقه وارتفاعه وسيأت ما آل إليه أمر خلف بعد‬
‫ذلك وفيها قصدت طائفة من الترك بلد الزر فاستنجد أهل الزر بأهل خوارزم فقالوا لم لو أسلمتم لنصرناكم فأسلموا إل ملكهم فقاتلوا معهم الترك فأجلوهم عنها ث أسلم اللك بعد‬
‫ذلك ول المد والنة ومن توف فيها من العيان التنب الشاعر الشهور أحد بن السي بن عبدالصمد أبو الطيب العفي الشاعر العروف بالتنب كان أبوه يعرف بعيدان السقا وكان يسقي‬
‫الاء لهل الكوفة على بعي له وكان شيخا كبيا وعيدان هذا قال ابن ماكول والطيب هو بكسر العي الهملة وبعدها ياء مثناة من تت وقيل بفتح العي ل كسرها فال أعلم كان مولد‬
‫التنب بالكوفة سنة ست وثلثمائة ونشأ بالشام بالبادية فطلب الدب ففاق أهل زمانه فيه ولزم جناب سيف الدولة بن حدان وامتدحه وحظى عنده ث صار إل مصر وامتدح الخشيد ث هجاه‬
‫وهرب منه وورد بغداد فامتدح بعض أهلها وقدم الكوفة ومدح ابن العميد فوصله من جهته ثلثون ألف دينار ث سار إل فارس فامتدح عضد الدولة بن بويه فأطلق له أموال جزيلة تقارب‬
‫مائت ألف درهم وقيل بل حصل له منه نو من ثلثي ألف دينار ث دس إليه من يسأله أيا أحسن عطايا عضد الدولة بن بويه أو عطايا سيف الدولة بن حدان فقال هذه أجزل وفيها تكلف‬
‫وتلك أقل ولكن عن طيب نفس من معطيها لنا عن طبيعة وهذه عن تكلف فذكر ذلك لعضد الدولة فتغيظ عليه ودس عليه طائفة من العراب فوقفوا له ف أثناء الطريق وهو راجع إل‬
‫بغداد ويقال إنه كان قد هجى مقدمهم ابن فاتك السدي وقد كانوا يقطعون الطريق فلهذا أوعز إليهم عضد الدولة أن يتعرضوا له فيقتلوه ويأخذوا له ما معه من الموال فانتهوا إليه ستون‬
‫راكبا ف يوم الربعاء وقد بقي من رمضان ثلثة أيام وقيل بل قتل ف يوم الربعاء لمس بقي من رمضان وقيل بل كان ذلك ف شعبان وقد نزل عند عي تت شجرة أناص وقد وضعت‬
‫سفرته ليتغدى ومعه ولده مسن وخسة عشر غلما له فلما رآهم قال هلموا يا وجوه العرب إل الغداء فلما ل يكلموه أحس بالشر فنهض إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪257‬‬

‫سلحه وخيله فتواقفوا ساعة فقتل ابنه مسن وبعض غلمانه وأراد هو أن ينهزم فقال له مول له أين تذهب وأنت القائل ‪ ...‬فاليل والليل والبيداء تعرفن ‪ ...‬والطعن والضرب والقرطاس‬
‫والقلم ‪ ...‬فقال له ويك قتلتن ث كر راجعا فطعنه زعيم القوم برمح ف عنقه فقتله ث اجتمعوا عليه فطعنوه بالرماح حت قتلوه وأخذوا جيع ما معه وذلك بالقرب من النعمانية وهو آيب إل‬
‫بغداد ودفن هناك وله من العمر ثان وأربعون سنة وذكر ابن عساكر أنه لا نزل تلك النلة الت كانت قبل منلته الت قتل با سأله بعض العراب أن يعطيهم خسي درها ويفرونه فمنعه‬
‫الشح والكب ودعوى الشجاعة من ذلك وقد كان التنب جعفي النسب صلبيبة منهم وقد ادعى حي كان مع بن كلب بأرض السماوة قريبا من حص أنه علوي ث ادعى أنه نب يوحي إليه‬
‫فاتبعه جاعة من جهلتهم وسفلتهم وزعم أنه أنزل عليه قرآن فمن ذلك قوله ( والنجم السيار والفك الدوار والليل والنهار إن الكافر لفي خسار امض على سنتك واقف أثر من كان قبلك بن‬
‫الرسلي فإن ال قامع بك من ألد ف دينه وضل عن سبيله وهذا من خذلنه وكثرة هذاينه وفشاره ولو لزم قافية مدحه النافق بالنافق والجاء بالكذب والشقاق لكان أشعر الشعراء وأفصح‬
‫الفصحاء ولكن أراد بهله وقلة عقله أن يقول ما يشبه كلم رب العالي الذي لو اجتمعت الن والنس واللئق أجعون على أن يأتوا بسورة مثل سورة من أقصر سورة لا استطاعوا ولا‬
‫اشتهر خبه بأرض السماوة وأنه قد التف عليه جاعة من أهل الغباوة خرج إليه نائب حص من جهة بن الخشيد وهو المي لؤلؤ بيض ال وجهه فقاتله وشرد شلة وأسر مذموما مدحورا‬
‫وسجن دهرا طويل فمرض ف السجن وأشرف على التلف فاستحضره واستتابه وكتب عليه كتابا اعترف فيه ببطلن ما ادعاه من النبوة وأنه قد تاب من ذلك ورجع إل دين السلم فأطلق‬
‫المي سراحه فكان بعد ذلك إذا ذكر له هذا يحده إن أمكنه وإل اعتذر منه واستحيا وقد اشتهر بلفظة تدل على كذبه فيما كان ادعاه من الفك والبهتان وهي لفظة التنب الدالة على‬
‫الكذب ول المد والنة وقد قال بعضهم يهجوه يهجوه ‪ ...‬أي فضل لشاعر يطلب ال ‪ ...‬فضل من الناس بكرة وعشيا ‪ ...‬عاش حينا يبيع ف الكوفة الا ‪ ...‬ء وحينا يبيع ماء الحيا ‪...‬‬
‫وللمتنب ديوان شعر مشهور فيه أشعار رائقة ومعان ليست بسبوقة بل مبتكرة شائقة وهو ف الشعراء الحدثي كامرئ القيس ف التقدمي وهو عندي كما ذكر من له خبة بذه الشياء مع‬
‫تقدم أمره وقد ذكر أبو الفرج ابن الوزي ف منتظمه قطعا رائقة استحسنها من شعره وكذلك الافظ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪258‬‬

‫ابن عساكر شيخ إقليمه فمما استحسنه ابن الوزي قوله ‪ ...‬عزيزا سب من داؤه الدق النجل ‪ ...‬عياء به مات الحبون من قبل ‪ ...‬فمن شاء فلينظر إل فمنظري ‪ ...‬نذير إل من ظن أن‬
‫الوى سهل ‪ ...‬جرى حبها مري دمي ف مفاصلي ‪ ...‬فأصبح ل عن كل شغل با شغل ‪ ...‬ومن جسدي ل يترك السقم شعرة ‪ ...‬فما فوقها إل وفا له فعل ‪ ...‬كأن رقيبا منك سد مسامعي‬
‫‪ ...‬عن العذل حت ليس يدخلها العذل ‪ ...‬كأن سهاد الليل يعشق مقلت ‪ ...‬فبينهما ف كل هجر لنا وصل ‪ ...‬ومن ذلك قوله ‪ ...‬كشفت ثلث ذوائب من شعرها ‪ ...‬ف ليلة فأرت ليال‬
‫أربعا ‪ ...‬واستقبلت قمر السماء بوجهها ‪ ...‬فأرتن القمرين ف وقت معا ‪ ...‬ومن ذلك قوله ‪ ...‬ما نال أهل الاهلية كلهم ‪ ...‬شعري ول سعت بسحري بابل ‪ ...‬وإذا أتتك مذمت من‬
‫ناقص ‪ ...‬فهي الشهادة ل بأن كامل ‪ ...‬من ل بفهم أهيل عصر يدعي ‪ ...‬أن يسب الندي منهم باقل ‪ ...‬ومن ذلك قوله ‪ ...‬ومن نكد الدنيا على الر أن يرى ‪ ...‬عدوا له ما من صداقته‬
‫بد ‪ ...‬وله ‪ ...‬وإذا كانت النفوس كبارا ‪ ...‬تعبت ف مرادها الجسام ‪ ...‬وله ‪ ...‬ومن صحب الدنيا طويل تقلبت ‪ ...‬على عينيه يرى صدقها كذبا ‪ ...‬وله ‪ ...‬خذ ما تراه ودع شيئا سعت‬
‫به ‪ ...‬ف طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل ‪ ...‬وله ف مدح بعض اللوك ‪ ...‬تضي الكواكب والبصار شاخصة ‪ ...‬منها إل اللك اليمون طائره ‪ ...‬قد حزن ف بشر ف تاجه قمر ‪ ...‬ف‬
‫درعه أسد تدمي أظافره ‪ ...‬حلو خلئقه شوس حقائقه ‪ ...‬يصى الصى قبل أن تصى مآثره ‪ ...‬ومنها قوله ‪ ...‬يا من ألوذ به فيما أؤمله ‪ ...‬ومن أعوذ به ما أحاذره ‪ ...‬ل يب الناس عظما‬
‫أنت كاسره ‪ ...‬ول يهيضون عظما أنت جابره ‪ ...‬وقد بلغن عن شيخنا العلمة شيخ السلم أحد بن تيمية رحه ال أنه كان ينكر على التنب هذه البالغة ف ملوق ويقول إنا يصلح هذا‬
‫لناب ال سبحانه وتعال وأخبن العلمة شس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪259‬‬


‫الدين بن القيم رحه ال أنه سع الشيخ تقي الدين الذكور يقول ربا قلت هذين البيتي ف السجود أدعو ال با تضمناه من الذل والضوع وما أورده ابن عساكر للمتنب ف ترجته قوله ‪...‬‬
‫أبعي مفتقر إليك رأيتن ‪ ...‬فأهنتن وقدفتن من حالقي ‪ ...‬لست اللوم أنا اللوم لنن ‪ ...‬أنزلت آمال بغي الالق ‪ ...‬قال ابن خلكان وهذان البيتان ليساف ديوانه وقد عزاها الافظ‬
‫الكندي إليه بسند صحيح ومن ذلك قوله ‪ ...‬إذا ما كنت ف شرف مروم ‪ ...‬فل تقنع با دون النجوم ‪ ...‬فطعم الوت ف أمر حقي ‪ ...‬كطعم الوت ف أمر عظيم ‪ ...‬وله قوله وما أنا‬
‫بالباغي على الب رشوة ‪ ...‬قبيح هوى يرجى عليه ثواب ‪ ...‬إذا نلت منك الود فالكل هي ‪ ...‬وكل الذي فوق التراب تراب ‪ ...‬وقد تقدم أنه ولد بالكوفة سنة ست وثلثائة وأنه قتل ف‬
‫رمضان سنة أربع وخسي وثلثمائة قال ابن خلكان وقد فارق سيف الدولة بن حدان سنة أربع وخسي لا كان من ابن خالويه إليه ما كان من ضربه به إياه بفتاح ف وجهه فأدماه فصار إل‬
‫مصر فامتدح كافور الخشيد وأقام عنده أربع سني وكان التنب يركب ف جاعة من ماليكه فتوهم من كافور فجأة فخاف التنب فهرب فأرسل ف طلبه فأعجزه فقيل لكافور ما هذا حت‬
‫تافه فقال هذا رجل أراد أن يكون نبيا بعد ممد أفل يروم أن يكون ملكا بديار مصر واللك أقل وأذل من النبوة ث صار التنب إل عضد الدولة فامتدحه فأعطاه مال كثيا ث رجع من عنده‬
‫فعرض له فاتك ابن أب الهل السدي فقتله وابنه مسن وغلمه مفلح يوم الربعاء لست بقي من رمضان وقبل لليلتي بسواد بغداد وقد رثاه الشعراء وقد شرح ديوانه العلماء بالشعر واللغة‬
‫نوا من ستي شرحا وجيزا وبسيطا ومن توف فيها من العيان أبو حات البستس صاحب الصحيح‬
‫ممد بن حيان‬
‫ابن أحد بن حبان بن معاذ أبو حات البست صاحب النواع والتقاسيم وأحد الافظ الكبار الصنفي الجتهدين رحل إل البلدان وسع الكثي من الشايخ ث ول قضاء بلده ومات با ف هذه‬
‫السنة وقد حاول بعضهم الكلم فيه من جهة معتقده ونسبة إل القول بأن النبوة مكتسبة وهي نزعة فلسفية وال أعلم بصحة عزوها إليه ونقلها عنه وقد ذكرته ف طبقات الشافعية‬
‫ممد بن السن بن يعقوب‬
‫ابن السن بن السي بن مقسم أبو بكر بن مقسم القري ولد سنة خس ومائتي وسع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪260‬‬

‫الكثي من الشايخ روى عن الداقطن وغيه وكان من أعرف الناس بالقراءات وله كتاب ف النحو على طريقة الكوفيي ساه كتاب النوار قال ابن الووزي ما رأيت مثله وله تصانيف غيه‬
‫ولكن تكلم الناس فيه بسبب تفرده بقراءات ل توز عند الميع وكان يذهب إل أن كل ما ل يالف الرسم ويسوغ من حيث العن توز القراءة به كقوله تعال ( فلما استيئسوا منه خلصوا‬
‫نيا ) أي يتناجون قال لو قرئ نيبا من النجابة لكان قويا وقد ادعى عليه وكتب عليه مكتوب أنه قد رجع عن مثل ذلك ومع هذا ل ينته عما كان يذهب إليه حت مات قاله ابن الوزي‬
‫ممد بن عبدال بن إبراهيم بن عبدربه‬
‫ابن موسى أبو بكر الشافعي ولد ببلن سنة ستي ومائتي وسع الكثي وسكن بغداد وكان ثقة ثبتا كثي الرواية سع منه الدارقطن وغيه من الفاظ وكان يدث بفضائل الصحابة حي منعت‬
‫الديال من ذلك جهرا بالامع بدينة النصور مالفة لم وكذلك بسجده بباب الشام توف ف هذه السنة عن أربع وستي سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة خس وخسي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم عملت الروافض بدعتهم الشنعاء وضللتهم الصلعاء على عادتم ببغداد وفيها أجلى القرامطة الجريي من عمان وفيها قصدت الروم آمد فحاصروها فلم يقدروا عليها ولكن‬
‫قتلوا من أهلها ثلثمائة وأسروا منهم أربعمائة ث ساروا ال نصيبي وفيها سيف الدولة الدولة فهم بالرب مع العرب ث تأخر ميء الروم فثبت مكانه وقد كادت تزلزل أركانه وفيها وردت‬
‫طائفة من جيش خراسان وكانوا بضعة عشر ألفا يظهرون أنم يريدون غزو الروم فأكرمهم ركن الدولة بن بويه وأمنوا إليهم فنهضوا إليهم وأخذوا الديلم على غرة فقاتلهم ركن الدولة فظفر‬
‫بم لن البغي له مصرع وخيم وهرب أكثرهم وفيها خرج معز الدولة من بغداد إل واسط لقتال عمران بن شاهي حي تفاقم الال بشأنه واشتهر أمره ف تلك النواحي فقوي الرض بعز‬
‫الدولة فاستناب على الرب ورجع إل بغداد فكانت وفاته ف السنة التية كما سنذكره إل حيث ألقت وفيها قوي أمر أب عبدال ابن الداعي ببلد الديلم وأظهر النسك والعبادة ولبس‬
‫الصوف وكتب إل الفاق حت إل بغداد يدعو إل الهاد ف سبيل اله من سب أصحاب رسول ال ( ص ) وف جادى الخرة نودي برفع الواريث الشرية وأن ترد إل ذوي الرحام وفيها‬
‫وقع الفداء بي سيف الدولة بي الروم فاستنقد منهم أسارى كثية منهم ابن عمه أبو فراس بن سعيد بن حدان وأبو اليثم بن حصن القاضي وذلك ف رجب منها وفيها ابتدا معز الدولة بن‬
‫بويه ف بناء مارستان وأرصد له أوقافا جزيلة وفيها قطعت بنو سليم السابلة على الجيج من أهل الشام ومصر والغرب وأخذوا منهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪261‬‬

‫عشرين ألف جل بأحالا وكان عليها من الموال والمتعة ما ل يقدر كثرة وكان لرجل يقال له ابن الواتيمي قاضي طرسوس مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار عينا وذلك أنه أراد التحول‬
‫من بلد الشام إل العراق بعد الج وكذلك أراد كثي من الناس وحي أخذوا جالم تركوهم على برد الديار لشيء لم فقل منهم من سلم وألكثر عطب فإنا ل وإنا إليه راجعون وحج‬
‫بالناس الشريف أبو أحد نقيب الطالبيي من جهة العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن دواد‬
‫ابن علي بن عيسى بن ممد بن القاسم بن السن بن زيد بن السي بن علي بن أب طالب أبو عبدال العلوي السن قال الاكم أبو عبدال كان شيخ آل رسول ال ( ص ) ف عصره‬
‫براسان وسيد العلوم ف زمانه وكان من أكثر الناس صلة وصدقة ومبة للصحابة وصحبته مدة فما سعته ذكر عثمان إل قال الشهيد ويبكي وما سعته ذكر عائشة إل قال الصديقة بنت‬
‫الصديق حبيبة حبيب ال ويبكي وقد سع الديث من ابن خزية وطبقته وكان آباؤه براسان وف سائر بلدانم سادات نباء حيث كانوا ‪ ...‬من آل بيت رسول ال منهم ‪ ...‬لم دانت رقاب‬
‫‪ ...‬بن معد‬
‫ممد بن السي بن علي بن السن‬
‫ابن يي بن حسان بن الوضاح أبو عبدال النباري الشاعر العروف بالوضاحي كان يذكر أنه سع الديث من الحاملي وابن ملد وأب روق روى عنه الاكم شيئا من شعره كان أشعر من ف‬
‫وقته ومن شعره ‪ ...‬سقى ال باب الكرخ ربعا ومنل ‪ ...‬ومن حله صوب السحاب الجلل ‪ ...‬فلو أن باكي دمنة الدار بالكوى ‪ ...‬وجارتا أم الرباب بأسل ‪ ...‬رأى عرصات الكرخ أوحل‬
‫‪ ...‬أرضها ‪ ...‬لمسك عن ذكر الدخول فحومل‬
‫أبو بكر بن العاب‬
‫ممد بن عمر بن سلم بن الباء بن سبة بن سيار أبو بكر العاب قاضي الوصل ولد ف صفر سنة أربع وثاني ومائتي سع الكثي وترج بأب العباس بن عقدة وأخذ عنه علم الديث وشيئا‬
‫من التشيع أيضا وكان حافظا مكثرا يقال إنه كان يفظ أربعمائة ألف حديث بأسانيدها ومتونا ويذاكر بستمائة ألف حديث ويفظ من الراسيل والقاطيع والكايات قريبا من ذلك ويفظ‬
‫أساء الرجال وجرحهم وتعديلهم وأوقات وفياتم ومذاهبهم حت تقدم على أهل زمانه وفاق سائر أقرانه وكان يلس للملء فيزدحم الناس عند منله وإنا كان يلي من حفظه إسناد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪262‬‬

‫الديث ومتنه جيدا مررا صحيحا وقد نسب إل التشيع كاستاذه ابن عقدة وكان يسكن بباب البصرة عندهم وقد سئل عنه الدارقطن فقال خلط وقال ابوبكر البقان صاحب غرائب‬
‫ومذهبه معروف ف التشيع وقد حكى عنه قلة دين وشرب خر فال أعلم ولا احتضر أوصى أن ترق كتبه فحرقت وقد أحرق معها كتب كثية كانت عنده للناس فبئس ما عمل ولا أخرجت‬
‫جنازته كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح عليه ف جنازته‬
‫ث دخلت سنة ست وخسي وثلثمائة‬
‫استهلت هذه السنة والليفة الطيع ل والسلطان معز الدولة بن بويه الديلمي وفيها عملت الروافض ف يوم عاشوراء عزاء السي على عادة ما ابتدعوه من النوح وغيه كما تقدم‬
‫وفاة معز الدولة بن بويه‬
‫ولا كان ثالث عشر ربيع الول منا توف أبو السن أحد بن بويه الديلمي الذي أظهر الرفض ويقال له معز الدولة بعلة الذرب فصار ل يثبت ف معدته شيء بالكلية فلما أحس بالوت أظهر‬
‫التوبة وأناب إل ال عز وجل ورد كثيا من الظال وتصدق بكثي من ماله وأعتق طائفة كثية من ماليكه وعهد بالمر إل ولده بتيار عز الدولة وقد اجتمع ببعض العلماء فكلمه ف السنة‬
‫وأخبه أن عليا زوج ابنته أم كلثوم من عمر بن الطاب فقال وال ما سعت بذا قط ورجع إل السنة ومتابعتها ولا حضر وقت الصلة خرج عنه ذلك الرجل العال فقال له معز الدولة إل‬
‫أين تذهب فقال إل الصلة فقال له أل تصلي ههنا قال ل قال ول قال لن دارك مغصوبة فاستحسن منه ذلك وكان معز الدولة حليما كريا عاقل وكانت إحدى يديه مقطوعة وهو أول من‬
‫أجرى السعاة بي يديه ليبعث بأخباره إل أخيه ركن الدولة سريعا إل شياز وحظى عنده أهل هذه الصناعة وكان عنده ف بغداد ساعيان ماهران وها فضل وبرغوش يتعصب لذا عوام أهل‬
‫السنة ولذا عوام أهل الشيعة وجرت لما مناصف ومواقف ولا مات معز الدولة دفن بباب التب ف مقابر قريش وجلس ابنه للعزاء وأصاب الناس مطر ثلثة أيام تباعا وبعث عزالدولة إل‬
‫رؤس المراء ف هذه اليام بال جزيل لئل تتمع الدولة على مالفته قبل استحكام مبايعته وهذا من دهائه وكان عمر معز الدولة ثلثا وخسي سنة ومدة وليته إحدى وعشرين سنة وإحدى‬
‫عشر شهرا ويومي وقد كان نادى ف أيامه برد الواريث إل ذوي الرحام قبل بيت الال وقد سع بعض الناس ليلة توف معز الدولة هاتفا يقول ‪ ...‬لا بلغت أبا السي ‪ ...‬مراد نفسك‬
‫بالطلب ‪ ...‬وأمنت من حدث الليا ‪ ...‬ل واحتجبت عن النوب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪263‬‬

‫مدت إليك يد الردى ‪ ...‬وأخذت من بي الرتب ‪ ...‬ولا مات قام بالمر بعده ولده عزالدولة فأقبل على اللعب واللهو والشتغال بأمر النساء فتفرق شله واختلفت الكلمة عليه وطمع المي‬
‫منصور بن نوح السامان صاحب خراسان ف ملك بن بويه وأرسل اليوش الكثية صحبة وشكي فلما علم بذلك ركن الدولة بن بويه أرسل إل ابنه عضد الدولة وابن أخيه عزالدولة‬
‫يستنجدها فأرسل اليه بنود كثية فركب فيها ركن الدولة وبعث إليه وشكي يتهدده ويتوعده ويقول لئن قدرت عليك لفعلن بك ولفعلن فبعث إليه ركن الدولة يقول لكن إن قدرت‬
‫عليك لحسنن إليك ولصفحن عنك فكانت الغلبة لذا فدفع ال عنه شره وذلك أن وشكي ركب فرسا صعبا يتصيد عليها فحمل عليه خنير فنفرت منه الفرس فألقته على الرض فخرج‬
‫الدم من أذنيه فمات من ساعته وتفرقت العساكر وبعث ابن وشكي يطلب المان من ركن الدولة فأرسل إليه بالال والرجال ووف با قال من الحسان وصرف ال عنه كيد السامانية وذلك‬
‫بصدق النية وحسن الطوية وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو الفرج الصبهان‬
‫صاحب كتاب الغان واسه علي بن السي بن ممد بن أحد بن اليثم بن عبدالرحن بن مروان بن ممد بن مروان بن الكم الموي صاحب كتاب الغان وكتاب أيام العرب ذكر فيه ألفا‬
‫وسبعمائة يوم من أيامهم وكان شاعرا أديبا كاتبا عالا بأخبار الناس وأيامهم وكان فيه تشيع قال ابن الوزي ومثله ل يوثق به فإنه يصرح ف كتبه با بوجب العشق ويهون شرب المر وربا‬
‫حكى ذلك عن نفسه ومن تأمل كتاب الغان رأى فيه كل قبيح ومنكر وقد روى الديث عن ممد بن عبدال بن بطي وخلق وروى عنه الدارقطن وغيه توف ف ذي الجة من هذه السنة‬
‫وكان مولده ف سنة أربع وثاني ومائتي الت توف فيها البحتري الشاعر وقد ذكر له ابن خلكان مصنفات عديدة منها الغان والزارات وأيام العرب وفيها توف‬
‫سيف الدولة‬
‫أحد المراء الشجعان واللوك الكثيي الحسان على ما كان فيه من تشيع وقد ملك دمشق ف بعض السني واتفق له أشياء غريبة منها أن خطيبه كان مصنف الطب النباتية أحد الفصحاء‬
‫البلغاء ومنها أن شاعره كان التنب ومنها أن مطربه كان أبو نصر الفاراب وكان سيف الدولة كريا جوادا معطيا للجزيل ومن شعره ف أخيه ناصر الدولة صاحب الوصل ‪ ...‬رضيت لك‬
‫العليا وقد كنت أهلها ‪ ...‬وقلت لم بين وبي أخي فرق ‪ ...‬وما كان ل عنها نكول وإنا ‪ ...‬تاوزت عن حقي فتم لك السبق‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪264‬‬

‫أما كنت ترضى أن أكون مصليا ‪ ...‬إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق ‪ ...‬وله ‪ ...‬قد جرى ف دمعه دمه ‪ ...‬قال ل كم أنت تظلمه ‪ ...‬رد عنه الطرف منك ‪ ...‬فقد جرحته منك أسهمه‬
‫‪ ...‬كيف تستطيع التجلد ‪ ...‬خطرات الوهلم تؤله ‪ ...‬وكان سبب موته الفال وقيل عسر البول توف بلب وحل تابوته إل ميافارقي فدفن با وعمره ثلث وخسون سنة ث أقام ف ملك‬
‫حلب بعده ولده سيف الدولة أبو العال الشريف ث تغلب عليه مول أبيه قرعويه فأخرجه من حلب إل أمه بيافارقي ث عاد إليها كما سيأت وذكر ابن خلكان أشياء كثية ما قاله سيف‬
‫الدولة وقيل فيه قال ول يتمع بباب أحد من اللوك بعد اللفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء وقد أجاز لماعة منهم وقال إنه ولد سنة ثلث وقيل إحدى وثلثمائة وأنه ملك حلب بعد الثلثي‬
‫والثلثمائة وقبل ذلك ملك واسطا ونواحيها ث تقلبت به الحوال حت ملك حلب انتزعها من يد أحد بن سعيد الكلب صاحب الخشيد وقد قال يوما أيكم ييز قول وما أظن أحدا منكم‬
‫ييز ذلك لك جسمي تعله فدمي ل تله فقال أبو نواس أخوه بديهة إن كنت مالكا المر كله وقد كان هؤلء اللوك رفضة وهذا من أقبح القول وفيها توف كافور‬
‫كافور الخشيد‬
‫مول ممد بن طغج الخشيدي وقد قام بالمر بعده موله لصغر ولده تلك كافور مصر ودمشق وقاده لسيف الدولة وغيه وقد كتب على قبه ‪ ...‬أنظر إل غي اليام ما صنعت ‪ ...‬أفنت‬
‫‪ ...‬قرونا با كانوا وما فنيت ‪ ...‬دنياهم ضحكت أيام دولتهم ‪ ...‬حت إذا فنيت ناحت لم وبكت‬
‫أبو علي القال‬
‫صاحب المال إساعيل بن القاسم بن عبدون بن هارون بن عيسى بن ممد بن سليمان أبو علي القاضي القال اللغوي الموي مولهم لن سليمان هذا كان مول لعبد اللك بن مروان‬
‫والقال نسبة إل قال قل ويقال إنا أردن الروم فال أعلم وكان مولده بيافارقي جزء من أرض الزيرة من ديار بكر وسع الديث من أب يعلى الوصلي وغيه وأخذ النحو واللغة عن ابن‬
‫دريد وأب بكر النباري ونفطويه وغيهم وصنف المال وهو مشهور وله كتاب التاريخ على حروف العجم ف خسة آلف ورقة وغي ذلك من الصنفات ف اللغة ودخل بغداد وسع با ث‬
‫ارتل إل قرطبة فدخلها ف سنة ثلثي وثلثمائة واستوطنها وصنف با كتبا كثية إل أن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪265‬‬

‫توف با ف هذه السنة عن ثان وستي سنة قاله ابن خلكان وفيها توف أبو علي ممد بن إلياس صاحب بلد كرمان ومعاملتم فأخذ عضد الدولة بن ركن الدولة بلد كرمان من أولد ممد‬
‫بن إلياس وهم ثلثة اليسع وإلياس وسليمان واللك الكبي وشكي كما تقدمنا وفيها توف من اللوك أيضا السن بن الفيزان فكانت هذ السنة مل موت اللوك مات فيها معز الدولة وكافور‬
‫وسيف الدولة قال ابن الثي وفيها هلك نقفور ملك الرمن وبلد الروم يعن الدمستق كما تقدم‬
‫ث دخلت سنة سبع وخسي وثلثمائة‬
‫فيها شاع الب ببغداد وغيها من البلد أن رجل ظهر يقال له ممد بن عبدال وتلقب بالهدي وزعم أنه الوعود به وأنه يدعو إل الي وينهى عن الشر ودعا إليه ناس من الشيعة وقالوا هذا‬
‫علوي من شيعتنا وكان هذا الرجل إذ ذاك مقيما بصر عند كافور الخشيدي قبل أن يوت وكان يكرمه وكان من جلة الستحسني له سبكتكي الاجب وكان شيعيا فظنه علويا وكتب إليه‬
‫أن يقدم إل بغداد ليأخذ له البلد فترحل عن مصر قاصدا العراق فتلقاه سبكتكي الاجب إل قريب النبار فلما رآه عرفه وإذا هو ممد بن الستكفي بال العباسي فلما تقق أنه عباسي‬
‫وليس بعلوي انثن رأيه فيه فتفرق شله وتزق أمره وذهب أصحابه كل مذهب وحل إل معز الدولة فأمنه وسلمه إل الطيع ل فجدع أنفه واختفى أمره فلم يظهر له خب بالكلية بعد ذلك‬
‫وفيها وردت طائفة من الروم إل بلد إنطاكية فقتلوا خلقا من حواضرها وسبوا اثن عشر ألفا من أهلها ورجعوا إل بلدهم ول يعرض لم أحد وفيها عملت الروافض ف يوم عاشوراء منها‬
‫الأت على السي وف يوم غدير خم الناء والسرور وفيها ف تشرين عرض للناس داء الاشري فمات به خلق كثي وفيها مات أكثر جال الجيج ف الطريق من العطش ول يصل منهم إل مكة‬
‫إل القليل بل مات أكثر من وصل منهم بعد الج وفيها اقتتل أبو العال شريف بن سيف الدولة هو وخاله وابن عم أبيه أبو فراس ف العركة قال ابن الثي ولقد صدق من قال إن اللك عقيم‬
‫وفيها توف من العيان أيضا إبراهيم التقي ل وكان قد ول اللفة ث ألئ أن خلع من سنة ثلث وثلثي وثلثمائة إل هذه السنة وألزم بيته فمات ف هذه السنة ودفن بداره عن ستي سنة‬
‫عمر بن جعفر بن عبدال‬
‫ابن أب السري أبو جعفر البصري الافظ ولد سنة ثاني ومائتي حدث عن أب الفضل ابن الباب وغيه وقد انتقد عليه مائة حديث وضعها قال الدارقطن فنظرت فيها فإذا الصواب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪266‬‬

‫مع عمر بن حعفر‬


‫ممد بن أحد بن علي بن ملد‬
‫أبو عبدال الوهري الحتسب ويعرف بابن الخرم كان أحد أصحاب ابن جرير الطبي وقد روى عن الكديي وغيه وقد اتفق له أنه تزوج امرأة فلما دخلت عليه جلس يكتب الديث‬
‫فجاءت أمها فأخذت الدواة فرمت با وقالت هذه أضر على ابنت من مائة ضرة توف ف هذه السنة عن ثلث وتسعي سنة وكان يضعف ف الديث‬
‫كافور بن عبدال الخشيدي‬
‫كان مول السلطان ممد بن طغج اشتراه من بعض أهل مصر بثمانية عشر دينارا ث قربه وأدناه وخصه من بي الوال واصطفاه ث جعله أتابكا حي ملك ولداه ث استقل بالمور بعد موتما ف‬
‫سنة خس وخسي واستقرت الملكة باسه فدعى له على النابر بالديار الصرية والشامية والجازية وكان شهما شجاعا ذكيا جيد السية مدحه الشعراء منهم التنب وحصل له منه مال ث‬
‫غضب عليه فهجاه ورحل عنه إل عضد الدولة ودفن كافور بتربته الشهورة به وقام ف اللك بعده أبو السن علي بن الخشيد ومنه أخذ الفاطميون الدعياء بلد مصر كما سيأت ملك‬
‫كافور سنتي وثلثة أشهر‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسي وثلثائة‬
‫ف عاشوراء منها عملت الروافض وف يوم خم عملوا الفرح والسرور البتدع على عادتم وفيها حصل الغلء العظيم حت كاد أن يعدم البز بالكلية وكاد الناس أن يهلكوا وفيها عاث الروم‬
‫ف الرض فسادا وحرقوا حص وأفسدوا فيها فسادا عريضا وسبوا من السلمي نوا من مائة ألف إنسان فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها دخل أبو السي جوهر القائد الرومي ف جيش كثيف‬
‫من جهة العز الفاطمي إل ديار مصر يوم الثلثاء لثلث عشرة بقيت من شعبان فلما كان يوم المعة خطبوا للمعز الفاطمي على منابر الديار الصرية وسائر أعمالا وأمر جوهر الؤذني‬
‫بالوامع أن يؤذنوا بي على خي العمل وأن يهرالئمة بالتسليمة الول وذلك أنه لا مات كافور ل يبق بصر من تتمع القلوب عليه وأصابم غلء شديد أضعفهم فلما بلغ ذلك العز بعث‬
‫جوهرا هذا وهو مول أبيه النصور ف جيش إل مصر فلما بلغ ذلك أصحاب كافور هربوا منها قبل دخول جوهر إليها فدخلها بل ضربة ول طعنة ول مانعة ففعل ما ذكرنا واستقرت أيدي‬
‫الفاطميي على تلك البلد وفيها شرع جوهر القائد ف بناء القاهرة العزية وبناء القصرين عندها على ما نذكره وفيها شرع ف المامات إل موله العز الفاطمي وفيها أرسل جوهر جعفر بن‬
‫فلح ف جيش كثيف إل الشام فاقتتلوا قتال شديدا وكان بدمشق الشريف أبو القاسم بن يعلى الاشي وكان مطاعا ف أهل الشام فجاحف عن العباسيي مدة طويلة ث آل الال إل أن يطبوا‬
‫للمعز بدمشق وحل الشريف أبو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪267‬‬

‫القاسم هذا إل الديار الصرية وأسر السن بن طغج وجاعة من المراء وحلوا إل الديار الصرية فحملهم جوهر القائد إل العز بإفريقية واستقرت يد الفاطميي على دمشق ف سنة ستي كما‬
‫سيأت وأذن فيها وف نواحيها بي على خي العمل أكثر من مائة سنة وكتب لعنة الشيخي على أبواب الوامع با وأبواب الساجد فإنا ل وإنا إليه راجعون ول يزل ذلك كذلك حت أزالت‬
‫ذلك دولة التراك والكراد نور الدين الشهيد وصلح الدين بن أيوب على ما سيأت بيانه وفيها دخلت الروم إل حص فوجدوا أكثر أهلها قد انلوا عنها وذهبوا فحرقوها وأسروا من بقي‬
‫فيها ومن حولا نوا من مائة ألف إنسان فإنا ل وإنا إليه راجعون وف ذي الجة منها نقل عزالدولة والده معز الدولة بن بويه من داره إل تربته بقابر قريش‬
‫ث دخلت سنة تسع وخسي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم منها عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء فغلقت السواق وتعطلت العايش ودارت النساء سافرات عن وجوهن ينحن على السي بن علي ويلطمن وجوههن والسوح معلقة ف‬
‫السواق والتب مدرور فيها وفيها دخلت الروم إنطاكية فقتلوا من أهلها الشيوخ والعجائز وسبوا الصبايا والطفال نوا من عشرين ألفا فإنا ل وإنا إليه راجعون وذلك كله بتدبي ملك‬
‫الرمن نقفور لعنه ال وكل هذا ف ذمة ملوك الرض أهل الرفض الذين قد استحوذوا على البلد وأظهروا فيها الفساد قبحهم ال قال ابن الوزي وكان قد ترد وطغا وكان هذا البيث قد‬
‫تزوج بامرأة اللك الذي كان قبله ولذا اللك التقدم ابنان فأراد أن يصيهما ويعلهما ف الكنيسة لئل يصلحا بعد ذلك للملك فلما فهمت ذلك أمهما عملت عليه وسلطت عليه المراء‬
‫فقتلوه وهو نائم وملكوا عليهم أكب ولديها وف ربيع الول صرف عن القضاء أبو بكر أحد بن سيار وأعيد إليه أبو ممد بن معروف قال ابن الوزي وفيها نقصت دجلة حت غارت البار‬
‫وحج بالناس الشريف أبو أحد النقيب وانقض كوكب ف ذي الجة فأضاءت له الرض حت بقي له شعاع كالشمس ث سع له صوت كالرعد قال ابن الثي وف الحرم منها خطب للمعز‬
‫الفاطمي بدمشق عن أمر جعفر بن فلح الذي أرسله جوهر القائد بعد أخذه مصر فقاتله أبو ممد السن بن عبدال ابن طغج بالرملة فغلبه ابن فلح وأسره وأرسله إل جوهر فأرسله إل العز‬
‫وهو بإفريقية وفيها وقعت النافرة بي ناصر الدولة بن حدان وبي ابنه أب تغلب وسببه أنه لا مات معز الدولة بن بويه عزم أبو تغلب ومن وافقه من أهل بيته على أخذ بغداد فقال لم أبوهم‬
‫إن معز الدولة قد ترك لولده عزالدولة أموال جزيلة فل تقدرون عليه ما دامت ف يده فاصبوا حت ينفقها فإنه مبذر فإذا أفلس فسيوا إليه فإنكم تغلبونه فحقد عليه ولده أبو تغلب بسبب‬
‫هذا القول ول يزل بأبيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪268‬‬

‫حت سجنه بالقلعة فاختلف أولده بينهم وصاروا أحزابا وضعفوا عما ف أيديهم فبعث أبو تغلب إل عزالدولة يضمن منه بلد الوصل بألف ألف كل سنة واتفق موت أبيه ناصر الدولة ف هذه‬
‫السنة واستقر أبو تغلب بالوصل وملكها إل أنم فيما بينهم متلفي متحاربي وفيها دخل ملك الروم إل طرابلس فأحرق كثيا منها وقتل خلقا وكان صاحب طرابلس قد أخرجه أهلها منها‬
‫لشدة ظلمه فأسرته الروم واستحوذوا على جيع أمواله وحواصله وكانت كثية جدا ث مالوا على السواحل فملكوا ثانية عشر بلدا سوى القرى وتنصر خلق كثي على أيديهم فإنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون وجاؤا إل حص فأحرقوا ونبوا وسبوا ومكث ملك الروم شهرين يأخذ ما أراد من البلد ويأسر من قدر عليه وصارت له مهابة ف قلوب الناس ث عاد إل بلده ومعه من السب‬
‫نو من مائة ألف ما بي صب وصبية وكان سبب عوده إل بلده كثرة المراض ف جيشه واشتياقهم إل أولدهم وبعث سرية إل الزيرة فنهبوا وسبوا وكان قرعويه غلم سيف الدولة قد‬
‫استحوذ على حلب وأخرج منها ابن أستاذه شريف فسار إل طرف وهي تت حكمه فأبوا أن يكنوه من الدخول إليهم فذهب إل أمه بيافارقي وهي ابنة سعيد بن حدان فمكث عندها حينا‬
‫ث سار إل حاه فملكها ث عاد إل حلب بعد سنتي كما سيأت ولا عاثت الروم ف هذه السنة بالشام صانعهم قرعوية عن حلب وبعث إليهم بأموال وتف ث عادوا إل إنطاكية فملكوها وقتلوا‬
‫خلقا كثيا من أهلها وسبوا عامة أهلها وركبوا إل حلب وأبو العال شريف ماصر قرعويه با فخافهم فهرب عنها فحاصرها الروم فأخذوا البلد وامتنعت القلعة عليهم ث اصطلحوا مع‬
‫قرعويه على هدية ومال يمله إليهم كل سنة وسلموا إليه البلد ورجعوا عنه وفيها خرج على العز الفاطمي وهو بإفريقية رجل يقال له أبو خزر فنهض إليه بنفسه وجنوده وطرده ث عاد‬
‫فاستأمنه فقبل منه وصفح عنه وجاءه الرسول من جوهر يبشره بفتح مصر وإقامة الدعوة له با ويطلبه إليها ففرح بذلك وامتدحه الشعراء من جلتهم شاعره ممد بن هانئ قصيدة له أولا ‪...‬‬
‫يقول بنو العباس قد فتحت مصر ‪ ...‬فقل لبن العباس قد قضى المر ‪ ...‬وفيها رام عزالدولة صاحب بغداد ماصرة عمران بن شاهي الصياد فلم يقدر عليه فصاله ورجع إل بغداد وفيها‬
‫اصطلح قرعويه وأبو العال شريف فخطب له قرعويه بلب وجيع معاملتا تطب للمعز الفاطمي وكذلك حص ودمشق ويطب بكة للمطيع باله وللقرامطة وبالدينة للمعز الفاطمي وخطب‬
‫أبو أحد الوسوي بظاهرها للمطيع وذكر ابن الثي أن نقفور توف ف هذه السنة ث صار ملك الروم إل ابن اللك الذي قبله قال وكان يقال له الدمستق وكان من أبناء السلمي كان أبوه من‬
‫أهل طرسوس من خيار السلمي يعرف بابن الفقاس فتنصر ولده هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪269‬‬

‫وحظي عند النصارى حت صار من أمره ما صار وقد كان من أشد الناس على السلمي أخذ منهم بلدا كثية عنوة من ذلك طرسوس والذنة وعي زربة والصيصة وغي ذلك وقتل من‬
‫السلمي خلقا ل يعلمهم إل ال وسب منهم ما ل يعلم عدتم إل ال وتنصروا أو غالبهم وهو الذي بعث تلك القصيدة إل الطيع كما تقدم ومن توف فيها من العيان بن أحد بن السي‬
‫ممد بن أحد بن السي‬
‫ابن إسحاق بن إبراهيم بن عبدال أبو علي الصواف روى عن عبدال بن أحد بن حنبل وطبقته وعنه خلق منهم الدارقطن وقال ما رأت عيناي مثله ف تريره ودينه وقد بلغ تسعا وثاني سنة‬
‫رحه ال‬
‫مارب بن ممد بن مارب‬
‫أبو العلء الفقيه الشافعي من ذرية مارب بن دثار كان ثقة عالا روى عن جعفر الفرياب وغيه‬
‫أبو السي أحد بن ممد‬
‫العروف بابن القطان أحد أئمة الشافعية تفقه على ابن سريج ث الشيخ أب إسحاق الشيازي وتفرد برياسة الذهب بعد موت أب القاسم الداران وصنف ف أصول الفقه وفروعه وكانت‬
‫الرحلة إليه ببغداد ودرس با وكتب شيئا كثيا توف ف جادى الول منها‬
‫ث دخلت سنة ستي وثلثمائة‬
‫ف عاشر مرمها عملت الرافضة بدعتهم الحرمة على عادتم التقدمة وف ذي القعدة منها أخذت القرامطة دمشق وقتلوا نائبها جعفر بن فلح وكان رئيس القرامطة وأميهم السي بن أحد‬
‫بن برام وقد أمده عزالدولة من بغداد بسلح وعدد كثية ث ساروا إل الرملة فأخذوها وتصن با من كان با من الغاربة نوابا ث إن القرامطة تركوا عليهم من ياصرها ث ساروا نو القاهرة‬
‫ف جع كثي من العراب والخشيدية والكافورية فوصلوا عي شس فاقتتلوا هم وجنود جوهر القائد قتال شديدا والظفر للقرامطة وحصروا الغاربة حصرا عظيما ث حلت الغاربة ف بعض‬
‫اليام على ميمنة القرامطة فهزمتها ورجعت القرامطة إل الشام فجدوا ف حصار باقي الغاربة فأرسل جوهرال أصحابه خسة عشر مركبا مية لصحابه فأخذتا القرامطة سوى مركبي أخذتا‬
‫الفرنج وجرت خطوب كثية ومن شعر السي بن أحد بن برام أمي القرامطة ف ذلك ‪ ...‬زعمت رجال الغرب أت هبتها ‪ ...‬فدمى إذن ما بينهم مطلول ‪ ...‬يا مصر إن ل أسق أرضك من‬
‫دم ‪ ...‬يروى ثراك فل سقان النبيل ‪ ...‬وفيها تزوج أبو تغلب بن حدان بنت بتيار عزالدولة وعمرها ثلث سني على صداق مائة‬

You might also like