You are on page 1of 60

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪270‬‬

‫ألف دينار ووقع العقد ف صفر منها وفيها استوزر مؤيد الدولة بن ركن الدولة الصاحب أبا القاسم بن عباد فأصلح أموره وساس دولته جيدا وفيها أذن بدمشق وسائر الشام بي على خي‬
‫العمل قال ابن عساكر ف ترجته جعفر بن فلح نائب دمشق وهو أول من تأمر با عن الفاطميي أخبنا أبو ممد الكفان قال قال أبو بكر أحد بن ممد بن شرام وف يوم الميس لمس‬
‫خلون من صفر من سنة ستي وثلثمائة أعلن الؤذنون ف الامع بدمشق وسائر مآذن البلد وسائر الساجد بي على خي العمل بعد حي على الفلح أمرهم بذلك جعفر بن فلح ول يقدروا‬
‫على مالفته ول وجدوا من السارعة إل طاعته بدا وف يوم المعة الثامن من جادى الخرة أمر الؤذنون أن يثنوا الذان والتكبي ف القامة مثن مثن وأن يقولوا ف القامة حي على خي‬
‫العمل فاستعظم الناس ذلك وصبوا على حكم ال تعال وفيها توف من العيان‬
‫سليمان بن أحد بن أيوب‬
‫أبو القاسم الطبان الافظ الكبي صاحب العاجم الثلثة الكبي والوسط والصغي وله كتاب السنة وكتاب مسند الشاميي وغي ذلك من الصنفات الفيدة عمر مائة سنة توف بأصبهان ودفن‬
‫علي بابا عند قب حمة الصحاب قال أبو فرج ابن الوزي قال ابن خلكان سع من ألف شيخ قال وكانت وفاته ف يوم السبت لليلتي بقيتا من ذي القعدة من هذه السنة وقيل ف شوال منها‬
‫وكان مولده ف سنة ستي ومائتي فمات وله من العمر مائة سنة‬
‫الرفا الشاعر أحد بن السري أبو السن‬
‫الكندي الرفا الشاعر الوصلي أرخ وفاته ابن الثي ف هذه السنة توف ف بغداد وذكر ابن الوزي أنه توف سنة ثنتي وستي وثلثمائة كما سيأت‬
‫ممد بن جعفر‬
‫ابن ممد بن اليثم بن عمران بن يزيد أبو بكر بن النذر أصله أنباري سع من أحد بن الليل ابن البجلن وممد بن العوام الرياحي وجعفر بن ممد الصائغ وأب إساعيل الترمذي قال ابن‬
‫الوزي وهو آخر من روى عنهم قالوا وكانت أصوله جيادا بط أبيه وساعه صحيحا وقد انتفى عنه أبو عمرو البصري توف فجأة يوم عاشوراء وقد جاوز التسعي‬
‫ممد بن السن بن عبدال أبو بكر الجري‬
‫سع جعفر الفرياب وأبا شعيب الران وأبا مسلم الكجي وخلقا وكان ثقة صادقا دينا وله مصنفات كثية مفيدة منها الربعون الجرية وقد حدث ببغداد قبل سنة ثلثي وثلثمائة ث انتقل إل‬
‫مكة فأقام با حت مات بعد إقامته با ثلثي سنة رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪271‬‬

‫ممد بن جعفر بن ممد‬


‫أبو عمرو الزاهد سع الكثي ورحل إل الفاق التباعدة وسع منه الفاظ الكبار وكان فقيا متقلل يضرب اللب بقبور الفقراء ويتقوت برغيف وجزرة أو بصلة ويقوم الليل كله توف ف جادى‬
‫الخرة منها عن خس وتسعي سنة‬
‫ممد بن داود أبو بكر الصوف‬
‫ويعرف بالدقى أصله من الدينور أقام ببغداد ث ارتل وانتقل إل دمشق وقد قرأ على ابن ماهد وسع الديث من ممد بن جعفر الرائطي صاحب ابن اللء والدقاق توف ف هذه السنة وقد‬
‫جاوز الائة‬
‫ممد بن الفرحان‬
‫ابن زروية الروزي الطبيب دخل بغداد وحدث با عن أبيه بأحاديث منكرة روى عن النيد وابن مرزوق قال ابن الدوزي وكان فيه ظرف ولباقة غي أنم كانوا يتهمونه بوضع الديث‬
‫أحد بن الفتح‬
‫ويقال ابن أب الفتح الاقان أبو العباس النجاد إمام دمشق قال ابن عساكر كان عبادا صالا وذكر أن جاعة جاؤوا لزيارته فسمعوه يتأوه من وجع كان به فأنكروا عليه ذلك فلما خرج إليهم‬
‫قال لم إن آه اسم من تستروح اليه العلى قال فزاد ف أعينهم وعظموه قلت لكن هذا الذي قال ل يؤخذ عنه مسلما إليه فيه بل يتاج إل نقل صحيح عن العصوم فإن أساء ال تعال‬
‫توقيفية على الصحيح‬
‫ث دخلت سنة إحدى وستي وثلثمائة‬
‫ف عاشر الحرم منها عملت الروافض بدعتهم كما تقدم وف الحرم منها أغارت الروم على الزيرة وديار بكر فقتلوا خلقا من أهل الرها وساروا ف البلد كذلك يقتلون ويأسرون ويغنمون‬
‫إل أن وصلوا نصيبي ففعلوا ذلك ول يغن عن تلك النواحي أبو تغلب بن حدان متوليها شيئا ول دافع عنهم ول له قوة فعند ذلك ذهب أهل الزيرة إل بغداد وأرادوا أن يدخلوا على‬
‫الليفة الطيع ل وغيه يستنصرونه ويستصرخون فرثا لم بغداد وجاؤوا معهم إل الليفة فلم يكنهم ذلك وكان بتيار بن معز الدولة مشغول بالصيد فذهبت الرسل وراءه فبعث الاجب‬
‫سبكتكي يستنفر الناس فتجهز خلق كثي من العامة وكتب إل تغلب أن يعد الية والقامة فأظهر السرور والفرح ولا تهزت العامة للغزاة وقعت بينهم فتنة شديدة بي الروافض وأهل السنة‬
‫وأحرق أهل السنة دور الروافض ف الكرخ وقالوا الشر كله منكم وثار العيارون ببغداد يأخذون أموال الناس وتناقض النقيب أبو أحد الوسوي والوزير أبو الفضل الشيازي وأرسل بتيار‬
‫بن معز الدولة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪272‬‬


‫إل الليفة يطلب منه أموال يستعي با على هذه الغزوة بعث إليه يقول لو كان الراج ييء إل لدفعت منه ما يتاج السلمون إليه ولكن أنت تصرف منه ف وجه ليس بالسلمي إليها‬
‫ضرورة وأما أنا فليس عندي شيء أرسله إليك فترددت الرسل بينهم وأغلظ بتيار للخليفة ف الكلم وتدده فاحتاج الليفة أن يصل له شيئا فباع بعض ثياب بدنه وشيئا من أثاث بيته‬
‫ونقض بعض سقوف داره وحصل له اربعمائة ألف درهم فصرفها بتيار ف مصال نفسه وأبطل تلك الغزاة فنقم الناس للخليفة وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضي من أخذه مال الليفة‬
‫وتركه الهاد فل جزاه ال خيا عن السلمي وفيها تسلم أبو تغلب بن حدان قلعة ماردين فنقل حواصلها وما فيها إل الوصل وفيها اصطلح المي منصور بن نوح السامان صاحب خراسان‬
‫وركن الدولة بن بويه وابنه عضد الدولة على أن يمل إليه ف كل سنة مائة ألف دينار وخسي ألف دينار وتزوج بابنة ركن الدولة فحمل إليه من الدايا والتحف ما ل يعد ول يصى وف‬
‫شوال منها خرج العزالفاطمي بأهله وحاشيته وجنوده من الدينة النصورة من بلد الغرب قاصدا البلد الصرية بعد ما مهد له موله جوهر أمرها وبن له با القصرين واستخلف العز على‬
‫بلد الغرب ونواحيها وصقلية وأعمالا نوابا من جهته وحزبه وأنصاره من أهل تلك البلد واستصحب معه شاعره ممد بن هانئ الندلسي فتوف ف أثناء الطريق وكان قدوم العز إل القاهرة‬
‫ف رمضان من السنة التية على ما سيأت وفيها حج بالناس الشريف أبو أحد الوسوي النقيب على الطالبيي كلهم وفيها توف من العيان‬
‫سعيد بن أب سعيد الناب‬
‫أبو القاسم القرمطي الجري وقام بالمر من بعده أخوه أبو يعقوب يوسف ول يبق من سللة أب سعيد سواه‬
‫عثمان بن عمر بن خفيف‬
‫أبو عمر القرى العروف بالدراج روى عن أب بكر بن أب داود وعنه ابن زرقويه وكان من أهل القراءات والفقه والدراية والديانة والسية الميلة وكان يعد من البدال وتوف يوم المعة ف‬
‫رمضان منها‬
‫علي بن إسحاق بن خلف‬
‫أبو السي القطان الشاعر العروف بالراهي ومن شعره ‪ ...‬قم فهن عاشقي ‪ ...‬أصبحا مصطحبي ‪ ...‬جعا بعد فراق ‪ ...‬فجعا منه ببي ‪ ...‬ت عادا ف سرور ‪ ...‬من صدود آمني ‪ ...‬بما‬
‫‪ ...‬روح ولكن ‪ ...‬ركبت ف بدني‬
‫أحد بن سهل‬
‫ابن شداد أبو بكر الخرمي سع أبا خليفة وجعفر الفرياب وابن أب الفوارس وابن جرير وغيهم وعنه الدارقطن وابن زرقويه وأبو نعيم وقد ضعفه البقان وابن الوزي وغيهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪273‬‬

‫ث دخلت سنة ثنتي وستي وثلثمائة‬


‫ف عاشر مرمها عملت الروافض من النياحة وتعليق السوح وغلق السواق ما تقدم قبلها وفيها اجتمع الفقيه أبو بكر الرازي النفي وأبو السن علي بن عيسى الرمان وابن الدقاق النبلي‬
‫بعزالدولة بتيار بن بويه وحرضوه على غزو الروم فبعث جيشا لقتالم فأظفره ال بم وقتلوا منهم خلقا كثيا وبعثوا برؤسهم إل بغداد فسكنت أنفس الناس وفيها سارت الروم مع ملكهم‬
‫لصار آمد وعليها هزرمرد غلم أب اليجاء بن حدان فكتب إل أب تغلب يستنصره فبعث إليه أخاه أبا القاسم هبة ال ناصر الدولة بن حدان فاجتمعا لقتاله فلقياه ف آخر يوم من رمضان ف‬
‫مكان ضيق ل مال للخيل فيه فقتتلوا مع الروم قتال شديدا فعزمت الروم على الفرار فلم يقدروا فاستحر فيهم القتل وأخذ الدمستق أسيا فأودع السجن فلم يزل فيه حت مرض ومات ف‬
‫السنة القابلة وقد جع أبو تغلب الطباء فلم ينفعه شيء وفيها أحرق الكرخ ببغداد وكان سببه أن صاحب العونة ضرب رجل من العامة فمات فثارت عليه العامة وجاعة من التراك فهرب‬
‫منهم فدخل دارا فأخرجوه مسجونا وقتلوه وحرقوه فركب الوزير أبو الفضل الشيازي وكان شديد التعصب للسنة وبعث حاجبه إل أهل الكرخ فألقى ف دورهم النار فاحترقت طائفة‬
‫كثية من الدور والموال من ذلك ثلثمائة دكان وثلثة وثلثون مسجدا وسبعة عشر ألف إنسان فعند ذلك عزله بتيار عن الوزارة وولها ممد بن بقية فتعجب الناس من ذلك وذلك أن‬
‫هذا الرجل كان وضيعا عند الناس ل حرمة له كان أبوه فلحا بقرية كونا وكان هو من يدم عزالدولة كان يقدم له الطعام ويمل منديل الزفر على كتفه إل أن ول الوزارة ومع هذا كان‬
‫أشد ظلما للرعية من الذي قبله وكثر ف زمانه العيارون ببغداد وفسدت المور وفيها وقع اللف بي عز الدولة وبي حاجبه سبكتكي ث اصطلحا على دخن وفيها كان دخول العز الفاطمي‬
‫الديار الصرية وصحبته توابيت آبائه فوصل إل اسكندرية ف شعبان وقد تلقاه أعيان مصر اليها فخطب الناس هنالك خطبة بليغة ارتال ذكر فيها فضلهم وشرفهم وقد كذب فقال فيها إن‬
‫ال أغاث الرعايا بم وبدولتهم وحكى قاضي بلد مصر وكان جالسا إل جنبه فسأله هل رأيت خليفة أفضل من فقال له ل أر أحدا من اللفاء سوى أمي الؤمني فقال له أحججت قال نعم‬
‫قال وزرت قب الرسول قال نعم قال وقب أب بكر وعمر قال فتحيت ما أقول فإذا ابنه العزيز مع كبار المراء فقلت شغلن عنهما رسول ال كما شغلن أمي الؤمني عن السلم على ول‬
‫العهد من بعده ونضت إليه وسلمت عليه ورجعت فانفسح الجلس إل غيه ث سار من السكندرية إل مصر فدخلها ف الامس من رمضان من هذه السنة فنل القصرين فقيل إنه أول ما‬
‫دخل إل مل ملكه خر ساجدا شكرا ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪274‬‬

‫عز وجل ث كان أول حكومة انتهت اليه أن امرأة كافور الخشيدي ذكرت أنا كانت أودعت رجل من اليهود الصواغ قباء من لؤلؤ منسوج الذهب وأنه جحدها ذلك فاستحضره وقرره‬
‫فجحد ذلك وأنكره فأمر أن تفر داره ويستخرج منها ما فيها فوجدوا القباء بعينة قد جعله ف جرة ودفنه ف بعض الواضع من داره فسلمه العز إليها ووفره عليها ول يتعرض إل القباء‬
‫فقدمته إليه فأب أن يقبله منها فاستحسن الناس منه ذلك وقد ثبت ف الصحيح عن النب ( ص ) ( إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفيها توف من العيان‬
‫السري بن أحد بن أب السري‬
‫أبو السن الكندي الوصلي الرفا الشاعر له مدائح ف سيف الدولة بن حدان وغيه من اللوك والمراء وقد قدم بغداد فمات با ف هذه السنة وقيل ف سنة أربع وقيل خس وقيل ست‬
‫وأربعي وقد كان بينه وبي ممد بن سعيد معاداة وادعى عليه أنه سرق شعره وكان مغنيا ينسج على ديوان كشاجم الشاعر وربا زاد فيه من شعر الالديي ليكثر حجمه قال ابن خلكان‬
‫وللسري الرفا هذا ديوان كبي جدا وأنشد من شعره ‪ ...‬يلقى الندى برقيق وجه مسفر ‪ ...‬فإذا التقى المعان عاد صفيقا ‪ ...‬رحب النازل ما أقام فإن سرى ‪ ...‬ف جحفل ترك الفضاء‬
‫‪ ...‬مضيقا‬
‫ممد بن هان‬
‫الندلسي الشاعر استصحبه العز الفاطمي من بلد القيوان حي توجه إل مصر فمات ببعض الطريق وجد مقتول على حافة البحر ف رجب منها وقد كان قوي النظم إل أنه كفره غي واحد‬
‫من العلماء ف مبالغته ف مدحه اللق فمن ذلك قوله يدح العز ‪ ...‬ما شئت ل ما شاءت القدار ‪ ...‬فاحكم فأنت الواحد القهار ‪ ...‬وهذا من أكب الكفر وقال أيضا قبحه ال وأخزاه ‪...‬‬
‫ولطالا زاحت تت ركابه جبيل ‪ ...‬ومن ذلك قوله ابن الثي ول أرها ف شعره ول ف ديوانه ‪ ...‬جل بزيادة جل السيح ‪ ...‬با وجل آدم ونوح ‪ ...‬جل با ال ذو العال ‪ ...‬فكل شيء‬
‫سواه ريح ‪ ...‬وقد اعتذر عنه بعض التعصبي له قلت هذا الكلم إن صح عنه فليس عنه اعتذار ل ف الدار الخرة ول ف هذه الدار وفيها توف‬
‫إبراهيم بن ممد‬
‫ابن شجنونة بن عبدال الزكي أحد الفاظ أنفق على الديث وأهله أموال جزيلة وأسع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪275‬‬

‫الناس بتخريه وعقد له ملس للملء بنيسابور ورحل وسع من الشايخ غربا وشرقا ومن مشايه ابن جرير وابن أب حات وكان يضر ملسه خلق كثي من كبار الحدثي منهم أبو العباس‬
‫الصم وأضرابه توف عن سبع وستي سنة‬
‫سعيد بن القاسم بن خالد‬
‫أبو عمرو البدعي أحد الفاظ روى عنه الدارقطن وغيه‬
‫ممد بن السن بن كوثر بن علي‬
‫أبو بر البباري روى عن إبراهيم الرب وتام والباغندي والكديي وغيهم وقد روى عنه ابن زرقويه وأبو نعيم وانتخب عليه الدارقطن وقال اقتصروا على ما خرجته له فقد اختلظ صحيح‬
‫ساعه بفاسده وقد تكلم فيه غي واحد من حفاظ زمانه بسبب تليطه وغفلته واتمه بعضهم بالكذب أيضا‬
‫ث دخلت سنة ثلث وستي وثلثمائة‬
‫فيها ف عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض ووقعت فتنة عظيمة ببغداد بي أهل السنة والرافضة وكل الفريقي قليل عقل أو عديه بعيد عن السداد وذلك أن جاعة من أهل‬
‫السنة أركبوا امرأة وسوها عائشة وتسمى بعضهم بطلحة وبعضهم بالزبي وقال نقاتل أصحاب علي فقتل بسبب ذلك الفريقي خلق كثي وعاث العيارون ف البلد فسادا ونبت الموال ث‬
‫أخذ جاعة منهم فقتلوا وصلبوا فسكنت الفتنة وفيها أخذ بتيار بن معز الدولة الوصل وزوج ابنته بابن أب تغلب بن حدان وفيها وقعت الفتنة بالبصرة بي الديال والتراك فقويت الديال على‬
‫الترك بسبب أن اللك فيهم فقتلوا منهم خلقا كثيا وحبسوا رؤسهم ونبوا كثيا من أموالم وكمتب عزالدولة إل أهله إن سأكتب إليكم أن قدمت فإذا وصل إليكم الكتاب فأظهروا النوح‬
‫واجلسوا للعزاء فإذا جاء سبكتكي للعزاء فاقبضوا عليه فإنه ركن التراك ورأسهم فلما جاء الكتاب إل بغداد بذلك أظهروا النوح وجلسوا للعزاء ففهم سبكتكي أن هذه مكيدة فلم يقربم‬
‫وتقق العدواة بينه وبي عزالدولة وركب من فوره ف التراك فحاصر دار عزالدولة يومي ث أنزل أهله منها ونب ما فيها وأحدرهم إل دجلة وإل واسط منفيي وكان قد عزم على إرسال‬
‫الليفة الطيع معم فتوسل إليه الليفة فعفا عنه وأقره بداره وقويت شوكة سبكتكي والتراك ببغداد ونبت التراك دور الديال وخلع سبكتكي على رؤس العامة لنم كانوا معه على الديلم‬
‫وقويت السنة على الشيعة وأحرقوا الكرخ لنه مل الرافضة ثانيا وظهرت السنة على يدي التراك وخلع الطيع وول ولده على ما سنذكر إن شاء ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪276‬‬

‫خلفة الطائع وخلع الطيع‬


‫ذكر ابن الثي أنه لا كان الثالث عشر من ذي القعدة وقال ابن الوزي كان ذلك يوم الثلثاء التاسع عشر من ذي القعدة من هذه السنة خلع الطيع ل وذلك لفال أصابه فثقل لسانه فسأله‬
‫سبكتكي أن يلع نفسه ويول من بعده ولده الطائع فأجاب إل ذلك فعقدت البيعة للطائع بدار اللفة على يدي الاجب سبكتكي وخلع أبوه الطيع بعد تسع وعشرين سنة كانت له ف‬
‫اللفة ولكن تعوض بولية ولده واسم الطائع أبو بكر عبدالكري بن الطيع أب القاسم ول يل اللفة من اسه عبدالركيم سواه ول من أبوه حي سواه ول من كنيته أبو بكر سواه وسوى أب‬
‫بكر الصديق رضي ال عنه ول يل اللفة من بن العباس أسن منه كان عمره لا تول ثانيا وأربعي سنة وكانت أمه أم ولد اسها غيث تعيش يوم ول ولا بويع ركب وعليه البدة وبي يديه‬
‫سبكتكي واليش ث خلع من الغد على سبكتكي خلع اللوك ولقبه ناصر الدولة وعقد له المارة ولا كان يوم الضحى ركب الطائع وعليه السواد فخطب الناس بعد الصلة خطبة خفيفية‬
‫حسنة وحكى ابن الوزي ف منتظمه أن الطيع ل كان يسمى بعد خلعه بالشيخ الفاضل‬
‫الرب بي العز الفاطمي والسي‬
‫لا استقر العز الفاطمي بالديار الصرية وابتن فيها القاهرة والقصرين وتأكد ملكه سار إليه السي بن أحد القرمطي من الحساه ف جع كثيف من أصحابه والتف معه أمي العرب ببلد الشام‬
‫وهو حسان بن الراح الطائي ف عرب الشام بكمالم فلما سع بم العز الفاطمي أسقط ف يده لكثرتم وكتب إل القرمطي يستميله ويقول إنا دعوة آبائك كانت إل آبائي قديا فدعوتنا‬
‫واحدة ويذكر فيه فضله وفضل آبائه فرد عليه الواب وصل كتابك الذي كثر تفضيله وقل تصيله ونن سائرون إليك على إثره والسلم فلما انتهوا إل ديار مصر عانوا فيها قتل ونبا‬
‫وفسادا وحار العز فيما يصنع وضعف جيشه عن مقاومتهم فعدل إل الكيدة والديعة فراسل حسان بن الراح أمي العرب ووعده بائة ألف دينار إن هو خذل بي الناس فبعث إليه حسان‬
‫يقول أن ابعث إل با التزمت وتعال بن معك فإذا لقيتنا انزمت بن معي فل يبقى للقرمطي قوة تأخذه كيف شئت فأرسل إليه بائة ألف دينار ف أكياسها ولكن أكثرها زغل ضرب النحاس‬
‫وألبسه ذهبا وجعله ف أسفل الكياس وجعل ف رؤسها الدناني الالصة ولا بعثها إليه ركب ف إثرها ف جيشه فالتقى الناس فانزم حسان بن معه فضعف جانب القرمطي وقوى عليه الفاطمي‬
‫فكسره وانزمت القرامطة ورجعوا إل أذرعات ف أذل حال وأرذله وبعث العز ف آثارهم القائد أبا ممود بن إبراهيم ف عشرة آلف فارس ليحسم مادة القرامطة ويطفئ نارهم عنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪277‬‬

‫العز الفاطمي ينتزع دمشق من القرامطة‬


‫لا انزم القرمطي بعث العز سرية وأمر عليهم ظال بن موهوب العقيلي فجاؤا إل دمشق فتسلمها من القرامطة بعد حصار شديد واعتقل متوليها أبا اليجاء القرمطي وابنه واعتقل رجل يقال‬
‫له أبو بكر من أهل نابلس كان يتكلم ف الفاطميي ويقول لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم بواحد رميت الفاطميي بتسعة فأمر به فسلخ بي يدي العز وحشي جلده تبنا وصلب بعد‬
‫ذلك ولا تفرغ أبو ممود القائد من قتال القرامطة أقبل نو دمشق فخرج إليه ظال بن موهوب فتلقاه إل ظاهر البلد وأكرمه وأنزله ظاهر دمشق فأفسد أصحابه ف الغوطة ونبوا الفلحي‬
‫وقطعوا الطرقات فتحول أهل الغوطة إل البلد من كثرة النهب وجيء بماعة من القتلى فألقوا فكثر الضجيج وغلقت السواق واجتمعت العامة للقتال والتقوا مع الغاربة فقتل من الفريقي‬
‫جاعة وانزمت العامة غي مرة وأحرقت الغاربة ناحية باب الفراديس فاحترق شيء كثي من الموال والدور وطال القتال بينهم إل سنة أربع وستي وأحرقت البلد مرة أخرى بعد عزل ظال‬
‫بن موهوب وتولية جيش بن صمصامة بن أخت أب ممود قبحه ال وقطعت القنوات وسائر الياه عن البلد ومات كثي من الفقراء ف الطرقات من الوع والعطش ول يزل الال كذلك حت‬
‫ول عليهم الطواشي ريان الادم من جهة العز الفاطمي فسكنت النفوس ول المد فصل ولا قويت التراك ببغداد تي بتيار بن معز الدولة ف أمره وهو مقيم بالهواز ل يستطيع الدخول‬
‫إل بغداد فأرسل إل عمه ركن الدولة يستنجده فأرسل إليه بعسكر مع وزيره أب الفتح بن العميد وأرسل إل ابن عمه عضد الدولة بن ركن الدولة فأبطأ عليه وأرسل إل عمران بن شاهي‬
‫فلم يبه وأرسل إل أب تغلب بن حدان فأظهر نصره وإنا يريد ف الباطن أخذ بغداد وخرجت التراك من بغداد ف جحفل عظيم ومعهم الليفة الطيع وابوه فلما انتهوا إل واسط توف الطيع‬
‫وبعد أيام توف سبكتكي فحمل إل بغداد والتف التراك على أمي يقال له افتكي فاجتمع شلهم والتقوا مع بتيار فضعف أمره جدا وقوى عليه ابن عمه عضد الدولة فأخذ منه ملك العراق‬
‫وتزق شله وتفرق أمره وفيها خطب للمعز الفاطمي بالرمي مكة والدينة النبوية وفيها خرج طائفة من بن هلل وطائفة من العرب على الجاج فقتلوا منهم خلقا كثيا وعطلوا على من‬
‫بقي منهم الج ف هذا العام وفيها انتهى تاريخ ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة وأوله من سنة خس وتسعي ومائتي وهي أول دولة القتدر وفيها كانت زلزة شديدة وبواسط وحج بالناس فيها‬
‫الشريف أبو أحد الوسوي ول يصل لحد حج ف هذه السنة سوى من كان معه على درب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪278‬‬

‫العراق وقد أخذ بالناس على طريق الدينة فتم حجهم وفيها توف من العيان‬
‫العباس بن السي‬
‫أبو الفضل السراجي الوزير لعز الدولة بتيار بن معز الدولة بن بويه وكان من الناصرين للسنة التعصبي لا عكس مدومه فعزله وول ممد بن بقية البابا كما تقدم وحبس هذا فقتل ف مبسه‬
‫ف ربيع الخر منها عن تسع وخسي سنة وكان فيه ظلم وحيف فال أعلم‬
‫وأبو بكر عبدالعزيز بن جعفر‬
‫الفقيه النبلي العروف بغلم أحد مشاهر النابلة العيان ومن صنف وجع وناظر وسع الديث من أب القاسم البغوي وطبقته ومات وقد عدا الثماني قال ابن الوزي وله القنع ف مائة جزء‬
‫والشاف ف ثاني جزء وزاد السافر واللف مع الشاعي وكتاب القولي ومتصر السنة وغي ذلك ف التفسي والصول‬
‫علي بن ممد‬
‫أبو الفتح البست الشاعر الشهور له ديوان جيد قوى وله ف الطابقة والجانسة اليد الطول ومبتكرات أول وقد ذكر ابن الوزي له ف منتظمه من ذلك قطعه كبية مرتبة على حروف العجم‬
‫من ذلك قوله ‪ ...‬إذا قنعت بيسور من القوت ‪ ...‬بقيت ف الناس حرا غي مقوت ‪ ...‬يا قوت يومي إذا مادر خلفك ل ‪ ...‬فلست آسي على در وياقوت ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬يا أيها السائل عن‬
‫مذهب ‪ ...‬ليقتدي فيه بنهاجي ‪ ...‬منهاجي الق وقمع الوى ‪ ...‬فهل لنهاجي من هاجي ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬افد طبعك الكدود بالد راحة ‪ ...‬تم وعلله بشيء من الزح ‪ ...‬ولكن إذا أعطيت‬
‫‪ ...‬ذلك فليكن ‪ ...‬بقدار ما تعطى الطعام من اللح‬
‫أبو فراس بن حدان الشاعر‬
‫له ديوان مشهور استنابه أخوه سيف الدولة على حران ومنبج فقاتل مرة الروم فأسروه ث استنقذه سيف الدولة واتفق موته ف هذه السنة عن ثان وأربعي سنة وله شعر رائق ومعان حسنة‬
‫وقد رثاه أخوه سيف الدولة فقال ‪ ...‬الرء رهن مصائب ل تنقضي ‪ ...‬حت يوارى جسمه ف رمسه ‪ ...‬فمؤجل يلقى الردى ف أهله ‪ ...‬ومعجل يلقى الذى ف نفسه ‪ ...‬فقلما قالما كان‬
‫عنده رجل من العرب فقال قل ف معناها فقال العراب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪279‬‬

‫من يتمن العمر فليتخذ ‪ ...‬صبا على فقد أحبابه ‪ ...‬ومن يعمر يلق ف نفسه ‪ ...‬ما يتمناه لعدائه ‪ ...‬كذا ذكر ابن الساعي هذين البيتي من شعر سيف الدولة ف أخيه أب فراس وذكرها‬
‫ابن الوزي من شعر أب فراس نفسه وأن العراب أجازها بالبيتي الذكورين بعدها ومن شعر أب فراس ‪ ...‬سيفقدن قومي إذا جد جدهم ‪ ...‬وف الليلة الظلماء يفتقد البدر ‪ ...‬ولو سد‬
‫غيي ما سددت اكتفوا ‪ ...‬به وما فعل النسر الرفيق مع الصقر ‪ ...‬وقوله من قصيدة ‪ ...‬إل ال أشكو إننا بنازل ‪ ...‬تكم ف آسادهن كلب ‪ ...‬فليتك تلو والياة مريرة ‪ ...‬وليتك‬
‫‪ ...‬ترضى والنام غضاب ‪ ...‬وليت الذي بين وبينك عامر ‪ ...‬وبين وبي العالي خراب‬
‫ث دخلت سنة أربع وست وثلثمائة‬
‫فيها جاء عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه إل واسط ومعه وزير أبيه أبو الفتح بن العميد فهرب منه الفتكي ف التراك إل بغداد فسار خلفهم فنل ف الانب الشرقي منها وأمر بتيار أن‬
‫ينل على الانب الغرب وحصر الترك حصرا شديدا وأمر أمراء العراب أن يغيوا على الطراف ويقطعوا عن بغداد الية الواصلة إليها فغلت السعار وامتنع الناس من العاش من كثرة‬
‫العيارين والنهوب وكبس الفتكي البيوت لطلب الطعام واشتد الال ث إلتفت التراك وعضد الدولة فكسرهم وهربوا إل تكريت واستحوذ عضد الدولة على بغداد وما والها من البلد‬
‫وكانت الترك قد أخرجوا معهم الليفة فرده عضد الدولة إل دار اللفة مكرما ونزل هو بدار اللك وضعف أمر بتيار جدا ول يبق معه شيء بالكلية فأغلق بابه وطرد الجبة والكتاب عن‬
‫بابه واستعفى عن المارة وكان ذلك بشورة عضد الدولة فاستعطفه عضد الدولة ف الظاهر وقد أشار عليه ف الباطن أن ل يقبل فلم يقبل وترددت الرسل بينهما فصمم بتيار على المتناع‬
‫ظاهرا فألزم عضد الدولة بذلك وأظهر للناس أنه إنا يفعل هذا عجزا منه عن القيام بأعباء اللك فأمر بالقبض على بتيار وعلى أهله وإخوته ففرح بذلك الليفة الطائع وأظهر عضد الدولة‬
‫من تعظيم اللفة ما كان دارسا وجدد دار اللفة حت صار كل مل منها آنسا وأرسل إل الليفة بالموال والمتعة السنة العزيزة وقتل الفسدين من مردة الترك وشطار العيارين قال ابن‬
‫الوزي وف هذه السنة عظم البلء بالعيارين ببغداد وأحرقوا سوق باب الشعي وأخذوا أموال كثية وركبوا اليول وتلقبوا بالقواد وأخذوا الفر من السواق والدروب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪280‬‬

‫وعظمت الحنة بم جدا واستفحل أمرهم حت أن رجل منهم أسود كان مستضعفا نم فيهم وكثر ماله حت اشترى جارية بالف دينار فلما حصلت عنده حاولا عن نفسها فأبت عليه فقال لا‬
‫ماذا تكرهي من قالت أكرهك كلك فقال فما تبي فقالت تبيعن فقال أو خي من ذلك فحملها إل القاضي فأعتقها وأعطاها ألف دينار وأطلقها فتعجب الناس من حلمه وكرمه مع فسقه‬
‫وقوته قال وورد الب ف الحرم بأنه خطب للمعز الفاطمي بكة والدينة ف الوسم ول يطب للطائع قال وف رجب منها غلت السعار ببغداد حت بيع الكر الدقيق الواري بائة ونيف‬
‫وسبعي دينارا قال وفيها اضمحل أمر عضد الدولة بن بويه وتفرق جنده عنده ول يبق معه سوى بغداد وحدها فأرسل إل أبيه يشكو له ذلك فأرسل يلومه على الغدر بابن عمه بتيار فلما‬
‫بلغه ذلك خرج من بغداد إل فارس بعد أن أخرج ابن عمه من السجن وخلع عليه وأعاده إل ما كان عليه وشرط عليه أن يكون نائبا له بالعراق يطب له با وجعل معه أخاه أبا إسحاق أمي‬
‫اليوش لضعف بتيار عن تدبي المور واستمر ذاهبا إل بلده وذلك كله عن أمر أبيه له بذلك وغضبه عليه بسبب غدره بابن عمه وتكرار مكاتباته فيه إليه ولا سار ترك بعده وزير أبيه أبا‬
‫الفتح بن العميد ولا استقر عزالدولة بتيار ببغداد وملك العراق ل يف لبن عمه عضد الدولة بشيء ما قال ول ما كان التزم بل تادى على ضلله القدي واستمر على مشيه الذي هو غي‬
‫مستقيم من الرفض وغيه قال وف يوم الميس لعشر خلون من ذي القعدة تزوج الليفة الطائع شاه باز بنت عزالدولة على صداق مائة ألف دينار وف سلخ ذي القعدة عزل القاضي أبو‬
‫السن ممد بن صال بن أم شيبان وقلده أبو ممد معروف وإمام الج فيها أصحاب الفاطمي وخطب له بالرمي دون الطائع وال سبحانه أعلم‬
‫ذكر أخذ دمشق من أيدي الفاطميي‬
‫ذكر ابن الثي ف كامله أن الفتكي غلم معز الدولة الذي كان قد خرج عن طاعته كما تقدم والتف عليه عساكر وجيوش من الديلم والترك والعراب نزل ف هذه السنة على دمشق وكان‬
‫عليها من جهة الفاطميي ريان الادم فلما نزل بظاهرها خرج إليه كباء أهلها وشيوخها فذكروا له ما هم فيه من الظلم والغشم ومالفة العتقاد بسبب الفاطميي وسألوه أن يصمم على‬
‫أخذها ليستنقذها منهم فعند ذلك صمم على أخذها ول يزل حت اخذها وأخرج منها ريان الادم وكسر أهل الشر با ورفع أهل الي ووضع ف أهلها العدل وقمع أهل اللعب واللهو وكف‬
‫أيدي العراب الذين كانوا قد عاثوا ف الرض فسادا وأخذوا عامة الرج والغوطة ونبوا أهلها ولا استقامت المور على يديه وصلح أمر أهل الشام كتب إليه العز الفاطمي يشكر سعيه‬
‫ويطلبه إليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪281‬‬

‫ليخلع عليه ويعله نائبا من جهته فلم يبه إل ذلك بل قطع خطبته من الشام وخطب للطائع العباسي ث قصد صيدا وبا خلق من الغاربة عليهم ابن الشيخ وفيهم ظال بن موهوب العقيلي‬
‫الذي كان نائبا على دمشق للمعز الفاطمي فأساء بم السية فحاصرهم ول يزل حت أخذ البلد منهم وقتل منهم نوا من أربعة آلف من سراتم ث قصد طبية ففعل بأهلها مثل ذلك فعند‬
‫ذلك عزم العز الفاطمي على السي إليه فبينما هو يمع له العساكر إذ توف العز ف سنة خسن وستي كما سيأت وقام بعده ولده العزيز فاطمأن عند ذلك الفتكي بالشام واستفحل أمره‬
‫وقويت شوكته ث اتفق أمر الصريي على أن يبعثوا جوهرا القائد لقتاله وأخذ الشام من يده فعند ذلك حلف أهل الشام لفتكي أنم معه على الفاطميي وأنم ناصحون له غي تاركيه وجاء‬
‫جوهر فجصر دمشق سبعة أشهر حصرا شديدا ورأى من شجاعة الفتكي ما بره فلما طال الال أشار من أشار من الدماشقة على الفتكي أن يكتب إل السي بن أحد القرمطي وهو‬
‫بالساء ليجيء إليه فلما كتب إليه أقبل لنصره فلما سع به جوهر ل يكنه أن يبقى بي عدوين من داخل البلد وخارجها فارتل قاصدا الرملة فتبعه الفتكي والقرمطي ف نو من خسي ألفا‬
‫فتواقعوا عند نر الطواحي على ثلث فراسخ من الرملة وحصروا جوهرا بالرملة فضاق حاله جدا من قلة الطعام والشراب حت أشرف هو ومن معه على اللك فسأل من الفتكي على أن‬
‫يتمع هو وهو على ظهور اليل فأجابه إل ذلك فلم يزل يترفق له أن يطلقه حت يذهب بن معه من أصحابه إل أستاذه شاكرا له مثنيا عليه الي ول يسمع من القرمطي فيه وكان جوهر‬
‫داهية فأجابه إل ذلك فندمه القرمطي وقال الرأي أنا كنا نصرهم حت يوتوا عن آخرهم فإنه يذهب إل أستاذه ث بمع العساكر ويأتينا ول طاقة لنا به وكان المر كما قال فإنه لا أطلقه‬
‫الفتكي من الصر ل يكن له دأب إل أنه حث العزيز على الروج إل الفتكي بنفسه فأقبل ف جحافل أمثال البال وف كثرة من الرجال والعدد والثقال والموال وعلى مقدمته جوهر القائد‬
‫وجع الفتكي والقرمطي اليوش والعراب وساروا إل الرملة فاقتتلوا ف مرم سنة سبع وستي ولا تواجهوا رأي العزيز من شجاعة الفتكي ما بره فأرسل إليه يعرض عليه إن أطاعه ورجع‬
‫إليه أن يعله مقدم عساكره وأن يسن إليه غاية الحسان فترجل افتكي عن فرسه بي الصفي وقبل الرض نو العزيز وأرسل إليه يقول لو كان هذا القول سبق قبل هذا الال لمكنن‬
‫وسارعت وأطعت وأما الن فل ث ركب فرسه وحل على ميسرة العزيز ففرق شلها وبدد خيلها ورجلها فبز عند ذلك العزيز من القلب وأمر اليمنة فحملت حلة صادقة فانزم القرمطي‬
‫وتبعه بقية الشاميي وركبت الغاربة أقفيتهم يقتلون ويأسرون من شاؤوا وتول العزيز فنل خيام الشاميي بن معه وأرسل السرايا وراءهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪282‬‬

‫وجعل ل يؤتى بأسي إل خلع على من جاء به وجعل لن جاءه الفتكي مائة ألف دينار فاتفق أن الفتكي عطش عطشا شديدا فاجتاز بفرج بن دغفل وكان صاحبه فاستسقاه فسقاه وأنزله‬
‫عنده ف بيوته وأرسل إل العزيز يبه بأن طلبته عنده فليحمل الال إل وليأخذ غريه فأرسل إليه بائة ألف دينار وجاء من تسمله منه فلما أحيط بالفتكي ل يشك أنه مقتول فما هو إل أن‬
‫حضر عند العزيز أكرمه غاية الكرام ورد إليه حواصله وأمواله ل يفقد منها شيئا وجعله من أخص أصحابه وأمرائه وأنزله إل جانب منله ورجع به إل الديار الصرية مكرما معظما وأقطعه‬
‫هنالك اقطاعات جزيلة وأرسل إل القرمطي أن يقدم عليه ويكرمه كما أكرم الفتكي فامتنع عليه وخاف منه فأرسل إليه بعشرين ألف دينار وجعلها له عليه ف كل سنة يكف با شره ول يزل‬
‫الفتكي مكرما عند العزير حت وقع بينه وبي الوزير ابن كلس فعمل عليه حت سقاه سا فمات وحي علم العزيز بذلك غضب على الوزير وحبسه بضعا وأربعي يوما وأخذ منه خسمائة ألف‬
‫دينار ث رأى أن ل عن به عنه فأعاده إل الوزارة وهذا ملخص ما ذكره ابن الثي وفيها توف من العيان‬
‫سبكتكي الاجب التركي‬
‫مول العز الديلمي وحاجبه وقد ترقى ف الراتب حت آل به المر إل أن قلده الطائع المارة وخلع عليه وأعطاه اللواء ولقبه بنور الدولة وكانت مدة أيامه ف هذا القام شهرين وثلثة عشر‬
‫يوما ودفن ببغداد وداره هي دار اللك ببغداد وهي دار عظيمة جدا وقد اتفق له أنه سقط مرة عن فرسه فانكسر صلبه فداواه الطبيب حت استقام ظهره وقدر على الصلة إل أنه ل يستطيع‬
‫الركوع فأعطاه شيئا كثيا من الموال وكان يقول للطبيب إذا ذكرت وجعي ومداواتك ل ل أقدر على مكافأتك ولكن إذا تذكرت وضعك قدميك على ظهري اشتد غضب منك توف ليلة‬
‫الثلثاء لسبع بقي من الحرم منها وقد ترك من الموال شيئا كثيا جدا من ذلك ألف ألف دينار وعشرة آلف ألف درهم وصندوقان من جوهر وخسة عشر صندوقا من البلور وخسة‬
‫وأربعي صندوقا من آنية الذهب ومائة وثلثون كوكبا من ذهب منها خسون وزن كل واحد ألف دينار وستمائة مركب من فضة وأربعة آلف ثوب من ديباج وعشرة آلف ديبقي وعتاب‬
‫وثلثمائة عدل معكومة من الفرش وثلثة آلف فرس والف جل وثلثمائة غلم وأربعون خادما وذلك غي ما أدوع عند أب بكر البزار وكان صاحبه‬
‫ث دخلت سنة خس وستي وثلثمائة‬
‫فيها قسم ركن الدولة بن بويه مالكه بي أولده عند ما كبت سنه فجعل لولده عضد الدولة بلد فارس وكرمان وأرجان ولولده مؤيد الدولة الرى وأصبهان ولفخر الدولة هدان والدينور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪283‬‬

‫وجعل ولده أبا العباس ف كنف عضد الدولة وأوصاه به وفيها جلس قاضي القضاة ببغداد أبو ممد ابن معروف ف دار عزالدولة لفصل الكومات عن أمره له بذلك فحكم بي يديه بي‬
‫الناس وفيها حج بالناس أمي الصريي من جهة العزيزالفاطمي بعد ما حاصر أهل مكة ولقوا شدة عظيمة غلت السعار با جدا وفيها ذكر ابن الثي أن يوسف بلكي نائب العز الفاطمي على‬
‫بلد إفريقية ذهب إل سبتة فأشرف عليها من جبل فطل عليها فحعل يتأمل من أين ياصرها فحاصرها نصف يوم فخافه أهلها خوفا شديدا ث انصرف عنها إل مدينة هنالك يقال لا بصرة ف‬
‫الغرب فأمر بدمها ونبها ث سار إل مدينة برغواطة وبا رجل يقال له عيسى بن أم النصار وهو ملكها وقد اشتدت الحنة به لسحره وشعبذته وادعى أنه نب فأطاعوه ووضع لم شريعة‬
‫يقتدون با فقاتلهم بلكي فهزمهم وقتل هذا الفاجر ونب أموالم وسب ذراريهم فلم ير سب أحسن أشكال منهم فيما ذكره أهل تلك البلد ف ذلك الزمان ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن جعفر بن ممد بن مسلم‬
‫أبو بكر النبلي له مسند كبي روى عن عبدال بن أحد بن حنبل وأب ممد الكجي وخلق وروى عنه الدارقطن وغيه وكان ثقة وقد قارب التسعي‬
‫ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصاب الؤرخ فيما ذكره ابن الثي ف الكامل‬
‫السي بن ممد بن أحد‬
‫أبو علي الاسرجسي الافظ رحل وسع الكثي وصنف مسندا ف ألف وثلثمائة جزء بطرقه وعلله وله الغازي والقبائل وخرج على الصحيح وغيه قال ابن الوزي وف بيته وسلفه تسعة عشر‬
‫مدثا توف ف رجب منها‬
‫أبو أحد بن عدي الافظ‬
‫أبو عبدال بن ممد بن أب أحد الرجان أبو أحد بن عدي الافظ الكبي الفيد المام العال الوال النقال الرحال له كتاب الكامل ف الرح والتعديل ل يسبق إل مثله ول يلحق ف شكله قال‬
‫حزة عن الداقطن فيه كفاية ل يزاد عليه ولد أبو أحد بن عدي ف سنة سبع وسبعي ومائتي وهي السنة الت توف فيها أبو حات الرازي وتوف ابن عدي ف جادى الخرة من هذه السنة‬
‫العز الفاطمي بان القاهرة معد بن إساعيل بن سعيد بن عبدال أبو تيم الدعي أنه فاطمي صاحب الديار الصرية وهو أول من ملكها من الفاطميي وكان أول ملكا ببلد إفريقية وما والها‬
‫من بلد الغرب فلما كان ف سنة ثان وخسي وثلثمائة بعث بي يديه جوهرا القائد فأخذ له بلد مصر من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪284‬‬

‫كافور الخشيدي بعد حروب تقدم ذكرها واستقرت أيدي الفاطميي عليها فبن با القاهرة وبن منل اللك وها القصران ث أقام جوهر الطبة للمعز الفاطمي ف سنة ثنتي وستي وثلثمائة‬
‫ث قدم العز بعد ذلك ومعه جحافل من اليوش وأمراء من الغاربة والكابر وحي نزل السكندرية تلقاه وجوه الناس فخطبهم با خطبة بليغة ادعى فيها أنه ينصف الظلوم من الظال وافتخر‬
‫فيها بنسبه وأن ال قد رحم المة بم وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرا وباطنا كما قاله القاضي الباقلن إن مذهبهم الكفر الحض وأعتقادهم الرفض وكذلك أهل دولته ومن أطاعه‬
‫ونصره وواله قبحهم ال وإياه وقد أحضر إل بي يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي فقال له العز بلغن عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة‬
‫ورميت الصريي بسهم فقال ما قلت هذا فظن أنه رجع عن قوله فقال كيف قلت قال قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ث نرميهم بالعاشر وقال ول قال لنكم غيت دين المة وقتلتم الصالي‬
‫وأطفأت نور اللية وادعيتم ما لبس لكم فأمر باشهاره ف أول يوم ث ضرب ف اليوم الثان بالسياط ضربا شديدا مبحا ث أمر بسلخه ف اليوم الثالث فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ‬
‫القرآن قال اليهودي فأخذتن رقة عليه فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكي فمات رحه ال فكان يقال له الشهيد وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إل اليوم ول تزل فيهم بقايا خي وقد‬
‫كان العز قبحه ال فيه شهامة وقوة حزم وشدة عزم وله سياسة وكلن يظهر أنه يعدل وينصر الق ولكنه كان مع ذلك منجما يعتمد على حركات النجوم قال له منجمه إن عليك قطعا أي‬
‫خوفا ف هذه السنة فتوار عن وجه الرض حت تنقضي هذه الدة فعمل له سردابا وأحضر المراء وأوصاهم بولده نزار ولقبه العزيز وفوض إليه المر حت يعود إليهم فبايعوه على ذلك‬
‫ودخل العز ذلك السرداب فتوارى فيه سنة فكانت الغاربة إذا راوا سحابا ترجل الفارس منهم له عن فرسه وأومأ إليه بالسلم ظاني أن العز ذلك الغمام ( فاستخف قومه فأطاعوه إنم كانوا‬
‫قوما فاسقي ) ث برز إليهم بعد سنة وجلس ف مقام اللك وحكم على عادته أياما ول تطل مدته بل عاجله القضاء الحتوم ونال رزقه القسوم فكانت وفاته ف هذه السنة وكانت أيامه ف اللك‬
‫قبل أن يلك مصر وبعد ما ملكها ثلثا وعشرين سنة وخسة أشهر وعشرة أيام منها بصر سنتان وتسعة أشهر والباقي ببلد الغرب وجلة عمره كلها خسة وأربعون سنة وستة أشهر لنه ولد‬
‫بإفريقية ف عاشر رمضان سنة تسع عشرة وثلثمائة وكانت وفاته بصر ف اليوم السابع عشر من ربيع الخر سنة خس وستي وثلثمائة وهي هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ست وستي وثلثمائة‬
‫فيها توف ركن الدولة بن علي بن بويه وقد جاوز التسعي سنة وكانت أيام وليته نيفا وأربعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪285‬‬

‫سنة وقبل موته بسنة قسم ملكه بي أولده كما ذكرنا وقد عمل ابن العميد مرة ضيافة ف داره وكانت حافلة حضرها ركن الدولة وبنوه وأعيان الدولة فعهد ركن الدولة ف هذا اليوم إل ابنه‬
‫عضد الدولة وخلع عضد الدولة على إخوته وسائر المراء الفبية والكسية على عادة الديلم وحفوه بالريان على عادتم أيضا وكان يوما مشهودا وقد كان ركن الدولة قد أسن وكب‬
‫وتوف بعد هذه الوليمة بقليل ف هذه السنة وكان حليما وقورا كثي الصدقات مبا للعلماء فيه بر وكرم وإيثار وحسن عشرة ورياسة وحنو على الرعية وعلى أقاربه وحي تكن ابنه عضد‬
‫الدولة قصد العراق ليأخذها من ابن عمه بتيار لسوء سيته ورداءة سريرته فالتقوا ف هذه السنة بالهواز فهزمه عضد الدولة وأخذ أثقاله وأمواله وبعث إل البصرة فأخذها وأصلح بي أهلها‬
‫حيي ربيعة ومضر وكان بينهما خلف متقادم من نو مائة وعشرين سنة وكانت مضر تيل إليه وربيعة عليه ث اتفق اليان عليه وقويت شوكته وأذل بتيار وقبض على وزيره ابن بقية لنه‬
‫استحوذ على المور دونه وجب الموال إل خزائنه فاستظهر عضد الدولة با وجده ف الزائن والواصل لبن بقية ول يبق له منها بقية وكذلك أمر ركن الدولة بالقبض على وزير أبيه أب‬
‫الفتح بن العميد لوجدة تقدمت منه إليه وقد سلف ذكرها ول يبق لبن العميد أيضا ف الرض بقية وقد كانت الكابر تتقيه وقد كان ابن العميد من الفسوق والعصيان بأوفر مكان فخانته‬
‫القادير ونزل به غضب السلطان ونن نعوذ بال من غضب الرحن وف منتصف شوال منها توف المي منصور بن نوح السامان صاحب بلد خراسان وبارى وغيها وكانت وليته خس‬
‫عشر سنة وقام بالمر من بعده ولده أبو القاسم نوح وكان عمره إذ ذاك ثلث عشرة سنة ولقب بالنصور وفيها توف الاكم وهو الستنصر بال بن الناصر لدين ال عبدالرحن الموي وقد‬
‫كان هذا من خيار اللوك وعلمائهم وكان عالا بالفقه واللف والتواريخ مبا للعلماء مسنا إليهم توف وله من العمر ثلث وستون سنة وسبعة أشهر ومدة خلفته منها خسة عشر سنة وخسة‬
‫أشهر وقام بالمر من بعده ولده هشام وله عشر سني ولقب بالؤيد بال وقد اختلف عليه ف أيامه واضطربت الرعايا عليه وحبس مدة ث أخرج وأعيد إل اللفة وقام بأعباء أمره حاجبه‬
‫النصور أبو عامر ممد بن أب عامر العافري وابناه الظفر والناصر فساسوا الرعايا جيدا وعدل فيهم وغزوا العداء واستمر لم الال كذلك نوا من ست وعشرين سنة وقد ساق ابن الثي‬
‫هنا قطعة من أخبارهم وأطال وفيها رجع ملك حلب إل أب العال شريف بن سيف االدولة بن حدان وذلك أنه لا مات أبوه وقام هو من بعده تغلب قرعويه مولهم واستول عليهم سار إليه‬
‫فأخرجه منها خائفا يترقب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪286‬‬

‫ث جاء فنل حاه وكانت الروم قد خربت حص فسعى ف عمارتا وترميمها وسكنها ث لا اختلفت المور على قرعويه كتب أهل حلب إل أب العال هذا وهو بمص أن يأتيهم فسار إليهم‬
‫فحاصر حلب أربعة أشهر فافتتحها وامتنعت منه القلعة وقد تصن با نكجور ث اصطلح مع أب العال على أن يؤمنه على نفسه ويستنيبه بمص ث انتقل إل نيابة دمشق وإليه تنسب هذه‬
‫الزرعة ظاهر دمشق الت تعرف بالقصر النكجوري‬
‫ابتداء ملك بن سبكتكي‬
‫والد ممود صاحب غزنة وقد كان سبكتكي مول المي أب إسحاق بن البتكي صاحب جيش غزنة وأعمالا للسامانية وليس هذا باجب معز الدولة ذاك توف قبل هذه السنة كما تقدم وأما‬
‫هذا فإنه لا مات موله ل يترك أحدا يصلح للملك من بعده ل من ولده ول من قومه فاصطلح اليش على مبايعة سبكتكي هذا لصلحه فيهم وخيه وحسن سيته وكمال عقله وشجاعته‬
‫وديانته فاستقر اللك ف يده واستمر من بعده ف ولده السعيد ممود بن سبكتكي وقد غزا هذا بلد الند وفتح شيئا كثيا من حصونم وغنم أموال كثية وكسر من أصنامهم ونذورهم أمرا‬
‫هائل وباشر من معه من اليوش حربا عظيمة هائلة وقد قصده جيبال ملك الند العظم بنفسه وجنوده الت تعم السهول والبال فكسره مرتي وردهم إل بلدهم ف أسوأ حال وأردأ بال‬
‫وذكر ابن الثي ف كامله أن سبكتكي لا التقي مع جيبال ملك الند ف بعض الغزوات كان بالقرب منهم عي ف عقبة باغورك وكان من عادتم أنا إذا وضعت فيها ناسة أو قذرا كفهرت‬
‫السماء وأرعدت وأبرقت وأمطرت ول تزال كذلك حت تظهر تلك العي من ذلك الشيء الذي القي فيها فأمر سبكتكي بالقاء ناسة فيها وكانت قريبة من نو العدو فلم يزالوا ف رعود‬
‫وبروق وأمطار وصواعق حت ألأهم إل الرب والرجوع إل بلدهم خائبي هاربي وأرسل ملك الند يطلب من سبكتكي الصلح فأجابه بعد امتناع من ولده ممود على مال جزيل يمله‬
‫إليه وبلد كثية يسلمها إليه وخسي فيل ورهائن من رؤس قومه يتركها عنده حت يقوم با التزمه من ذلك وفيها توف‬
‫أبو يعقوب يوسف‬
‫ابن السي الناب صاحب هجر ومقدم القرامطة وقامم بالمر من بعده ستة من قومه وكانوا يسمون بالسادة وقد اتفقوا على تدبي المر من بعده ول يتلفوا فمشى حالم وفيها كانت وفاة‬
‫السي بن أحد‬
‫ابن أب سعيد الناب أبو ممد القرمطي قال ابن عساكر واسم أب سعيد السي بن برام ويقال ابن أحد يقال أصلهم من الفرس وقد تغلب هذا على الشام ف سنة سبع وخسي وثلثمائة ث‬
‫عاد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪287‬‬

‫إل الحساء بعد سنة ث عاد إل دمشق ف سنة ستي وكسر جيش جعفر بن فلح أول من ناب بالشام عن العز الفاطمي وقتله ث توجه إل مصر فحاصرها ف مستهل ربيع الول من سنة‬
‫إحدى وستي واستمر ماصرها شهورا وقد كان استخلف على دمشق ظال بن موهوب ث عاد إل الحساء ث رجع إل الرملة فتوف با ف هذه السنة وقد جاوز التسعي وهو يظهر طاعة‬
‫عبدالكري الطائع ل العباسي وقد أورد له ابن عساكر أشعارا رائقة من ذلك ما كتب به إل جعفر بن فلح قبل وقوع الرب بينهما وهي من أفحل الشعر ‪ ...‬الكتب معذرة والرسل مبة‬
‫‪ ...‬والق متبع والي ممود ‪ ...‬والرب ساكنة واليل صافنة ‪ ...‬والسلم مبتذل والظل مدود ‪ ...‬فإن أنبتم فمقبول إنابتكم ‪ ...‬وإن أبيتم فهذا الكور مشدود ‪ ...‬على ظهرور النايا أو‬
‫يردن بنا ‪ ...‬دمشق والباب مسدود ومردود ‪ ...‬إن امرؤ ليس من شأن ول أرب ‪ ...‬طبل يرن ول ناي ول عود ‪ ...‬ول اعتكاف على خر وممرة ‪ ...‬وذات دل لا غنج وتفنيد ‪ ...‬ول‬
‫أبيت بطي البطن من شبع ‪ ...‬ول رفيق خيص البطن مهود ‪ ...‬ول تسامت ب الدنيا إل طمع ‪ ...‬يوما ول غرن فيها الواعيد ‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬يا سكان البلد النيف تعززا ‪ ...‬بقلعه‬
‫وحصونه وكهوفه ‪ ...‬ل عز إل للعزيز بنفسه ‪ ...‬وبيله وبرجله وسيوفه ‪ ...‬وبقية بيضاء قد ضربت على ‪ ...‬شرف اليام باره وضيوفه ‪ ...‬قوم إذا اشتد الوغا أردى العدا ‪ ...‬وشفى‬
‫النفوس بضربه وزحوفه ‪ ...‬ل يعل الشرف التليد لنفسه ‪ ...‬حت أفاد تليده بطريفة ‪ ...‬وفيها تلك قابوس بن وشكي بلد جرجان وطبستان وتلك النواحي وفيها دخل الليفة الطائع بشاه‬
‫بار بنت عزالدولة بن بويه وكان عرسا حافل وفيها حجت جيلة بنت ناصر الدولة بن حدان ف تمل عظيم حت كان يضرب الثل بجها وذلك أنا عملت أربعمائة ممل وكان ل يدري ف‬
‫أيها هي ولا وصلت إل الكعبة نثرت عشرة آلف دينار على الفقراء والجاورين وكست الجاورين بالرمي كلهم وأنفقت أموال جزيلة ف ذهابا وإيابا وحج بالناس من العراق الشريف‬
‫أحد بن السي بن ممد العلوي وكذلك حج بالناس إل سنة ثاني وثلثمائة وكانت الطبة بالرمي ف هذه السنة للفاطميي أصحاب مصر دون العباسيي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪288‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫إساعيل بن نيد‬
‫ابن أحد بن يوسف أبو عمرو السلمي صحب النيد وغيه وروى الديث وكان ثقة ومن جيد كلمه قوله من ل تدك رؤيته فليس بهذب وقد احتاج شيخه أبو عثمان مرة إل شيء فسأل‬
‫أصصحابه فيه فجاءه ابن نيد بكيس فيه ألفا درهم فقبضه منه وجعل يشكره إل أصحابه فقال له ابن نيد بي أصحابه يا سيدي إن الال الذي دفعته إليك كان من مال امي أخذته وهي‬
‫كارهة فأنا أحب أن ترده إل حت أرده إليها فأعطاه اياه فلما كان الليل جاء به وقال أحب أن تصرفها ف أمرك ول تذكرها لحد فكان أبو عثمان يقول أنا أجتن من هة أب عمرو بن نيد‬
‫رحهم ال تعال‬
‫السن بن بويه‬
‫أبو علي ركن الدولة عرض له قولنج فمات ف لية السبت الثامن والعشرين من الحرم منها وكانت مدة وليته اربعا وأربعي سنة وشهرا وتسعة أيام ومدة عمره ثان وسبعون سنة وكان‬
‫حليما كريا‬
‫ممد بن إسحاق‬
‫ابن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن عبدالرحن بن رفاعة بن رافع أبو السن النصاري الزرقي كان نقيب النصار وقد سع الديث من أب القاسم البغوي وغيه‬
‫وكان ثقة يعرف أيام النصار ومناقبهم وكانت وفاته ف جادى الخرة منها‬
‫ممد بن السن‬
‫ابن أحد بن إساعيل أبو السن السراج سع يوسف بن يعقوب القاضي وغيه وكان شديد الجتهاد ف العبادة صلى حت أقعد وبكى حت عمي توف يوم عاشوراء منها‬
‫القاضي منذر البلوطي‬
‫رحه ال قاضي قضاة الندلس كان إماما عالا فصيحا خطيبا شاعرا أديبا كثي الفضل جامعا لصنوف من الي والتقوى والزهد وله مصنفات واختيارات منها أن النة الت سكنها آدم وأهبط‬
‫منها كانت ف الرض وليست بالنة الت أعدها ال لعباده ف الخرة وله ف ذلك مصنف مفرد له وقع ف النفوس وعليه حلوة وطلوة دخل يوما على الناصر لدين ال عبدالرحن الموي‬
‫وقد فرغ من بناء الدينة الزهراء وقصورها وقد بن له فيها قصر عظيم منيف وقد زخرف بأنواع الدهانات وكسى الستور وجلس عنده رؤس دولته وأمراؤه فجاء القاضي فجلس إل جانبه‬
‫وجعل الاضرون يثنون على ذلك البناء ويدحونه والقاضي ساكت ل يتكلم فالتفت إليه اللك وقال ما تقول أنت يا أبا الكم فبكى القاضي واندرت دموعه على ليته وقال ما كنت أظن‬
‫أن الشيطان أخزاه ال يبلغ منك هذا البلغ الفضح الهلك الهلكم لصاحبه ف الدنيا والخرة ول أنك تكنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪289‬‬


‫من قيادك مع ما آتاك ال وفضلك به على كثي من الناس حت أنزلك منازل الكافرين والفاسقي قال ال تعال ولول أن يكون الناس أمة واحدة لعلنا لن يكفر بالرحن لبيوتم سقفا من فضة‬
‫ومعارج عليها يظهرون ولبيوتم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا الية قال فوجم اللك عند ذلك وبكى وقال جزاك ال خيا وأكثر ف السلمي مثلك وقد قحط ف بعض السني فأمره‬
‫اللك أن يستسقي للناس فلما جاءته الرسالة مع البيد قال للرسول كيف تركت اللك فقال تركته أخشع ما يكون وأكثره دعاء وتضرعا فقال القاضي سقيتم وال إذا خشع جبار الرض‬
‫رحم جبار السماء ث قال لغلمه ناد ف الناس الصلة فجاء الناس إل مل الستسقاء وجاء القاضي منذر فصعد النب والناس ينظرون إليه ويسمعون ما يقول فلما أقبل عليهم كان أول ما‬
‫خاطبهم به قال سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحة أنه من عمل منكم سوءا بهالة ث تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ث أعادها مرارا فأخذ الناس ف البكاء والنحيب والتوبة‬
‫والنابة فلم يزالوا كذلك حت سقوا ورجعوا يوضون الاء‬
‫أبو السن علي بن أحد‬
‫ابن الرزبان الفقيه الشافعي تفقه بأب السي بن القطان وأخذ عنه الشيخ أبو حامد السفرايين قال ابن خلكان كان ورعا زاهدا ليس لحد عنده مظلمة وله ف الذهب وجه وكان له درس‬
‫ببغداد توف ف رجب منها‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي وثلثمائة‬
‫فيها دخل عضدالدولة إل بغداد وخرج منها عزالدولة بتيار واتبعه عضدالدولة وأخذ معه الليفة فاستعفاه فأعفاه وسار عضدالدولة وراءه فأخذه أسيا ث قتل سريعا وتصرمت دولته واستقر‬
‫أمر عضد الدولة ببغداد وخلع عليه الليفة اللع السنية والسورة والطوق وأعطاه لواءين أحدها ذهب والخر فضة ول يكن هذا لغيه إل لولياء العهد وأرسل إليه خليفة بتحف سنية‬
‫وبعث عضدالدولة إل الليفة أموال جزيلة من الذهب والفضة واستقرت يده على بغداد وما والها من البلد وزلزلت بغداد مرارا ف هذه السنة وزادت دجلة زيادة كثية غرق بسببها خلق‬
‫كثي وقيل لعضد الدولة إن أهل بغداد قد قلوا كثيا بسبب الطاعون وما وقع بينهم من الفت بسبب الرفض والسنة وأصابم حريق وغرق فقال إنا يهيج الشر بي الناس هؤلء القصاص‬
‫والوعاظ ث رسم أن أحدا ل يقص ول يعظ ف سائر بغداد ول يسأل سائل باسم أحد من الصحابة وإنا يقرأ القرآن فيمن أعطاه أخذ فمن فعمل بذلك ف البلد ث بلغه أن أبا السي بن سعون‬
‫الواعظ وكان من الصالي ل يترك الوعظ بل استمر على عادته فأرسل إليه من جاء به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪290‬‬

‫وتول عضد الدولة من ملسه وجلس وحده لئل يبدر من ابن سعون إليه بي الدولة كلم يكرهه وقيل لبن سعون إذا دخلت على اللك فتواضع ف الطاب وقبل التراب فلما دخل دار‬
‫اللك وجده قد جلس وحده لئل يبدر من ابن سعون ف حقه كلم بضرة الناس يؤثر عنه ودخل الاجب بي يديه يستأذن له عليه ودخل ابن سعون ورءاه ث استفتح القراءة بقوله وكذلك‬
‫أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالة الية ث إلتفت بوجهه نو دار عزالدولة ث قرأ ث جعلناكم خلئف ف الرض من بعدهم لننظرهم كيف تعملون ث أخذ ف ماطبة اللك ووعظه فبكى‬
‫عضد الدولة بكاء كثيا وجزاه خيا فلما خرج من عنده قال للحاجب اذهب فخذ ثلثة آلف درهم وعشرة أثواب وادفعها له فإن قبلها جئن برأسه قال الاجب فجئته فقلت هذا أرسل به‬
‫اللك إليك فقال ل حاجة ل به هذه ثياب من عهد أب منذ أربعي سنة كلما خرجت إل الناس لبستها فإذا رجعت طويتها ول دار آكل من أجرتا تركها ل أب فأنا ف غنية عما أرسل به اللك‬
‫فقلت فرقها ف فقراء أهلك فقال فقراء أهله أحق با من فقراء أهلي وأفقر إليها منهم فرجعت إل اللك لشاوره وأخبه با قال فسكت ساعة ث قال المد ل الذي سلمه منا وسلمنا منه ث‬
‫إن عضد الدولة أخذ ابن بقية الوزير لعزالدولة فأمر به فوضع بي قوائم الفيلة فتخبطته بأرجلها حت هلك ث صلب على رأس السر ف شوال منها فرثاه أبو السي بن النباري بأبيات يقول‬
‫فيها ‪ ...‬علو ف الياة وف المات ‪ ...‬بق أنت إحدى العجزات ‪ ...‬كأن الناس حولك حي قاموا ‪ ...‬وفود نداك أيام الصلت ‪ ...‬كأنك واقف فيهم خطيبا ‪ ...‬وكلهم وقوف للصلة ‪...‬‬
‫مددت يديك نو احتفاء ‪ ...‬كمدها إليهم بالبات ‪ ...‬وهي قصيدة طويلة أورد كثيا منها ابن الثي ف كامله‬
‫مقتل عزالدين بتيار‬
‫لا دخل عضد الدولة بغداد وتسلمها خرج منها بتيار ذليل طريدا ف فل ومن الناس من عزمه أن يذهب إل الشام فيأخذها وكان عضد الدولة قد حلفه أن ل يتعرض لب تغلب لودة كانت‬
‫بينهما ومراسلت فحلف له على ذلك وحي خرج من بغداد كان معه حدان بن ناصر الدولة بن حدان فحسن لعز الدولة أخذ بلد الوصل من أب تغلب لنا أطيب وأكثر مال من الشام‬
‫وأقرب إليه وكان عز الدولة ضعيف العقل قليل الدين فلما بلغ ذلك أبا تغلب أرسل إل عز الدولة يقول له لئن أرسلت إل ابن أخي حدان بن ناصر الدولة أغنيتك بنفسي وجيشي حت آخذ‬
‫لك ملك بغداد من عضد الدولة وأردك إليها فعند ذلك أمسك حدان وأرسله إل عمه أب تغلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪291‬‬

‫فسجنه ف بعض القلع وبلغ ذلك عضد الدولة وأنما قد اتفقا على حربه فركب اليهما بيشه وأراد إخراج الليفة الطائع معه فأعفاه فذهب اليهما فالتقى معهما فكسرها وهزمهما وأخذ‬
‫عزالدولة أسياوقتله من فوره وأخذ الوصل ومعاملتها وكان قد حل معه مية كثية وشرد أبا تغلب ف البلد وبعث وراءه السرايا ف كل وجه وأقام بالوصل إل أواخر سنة ثان وستي وفتح‬
‫ميافارقي وآمد وغيها من بلد بكر وربيعة وتسلم بلد مضر من أيدي نواب اب تغلب وأخذ منهم الرحبة ورد بقيتها على صاحب حلب سعدالدولة بن سيف الدولة وتسلط على سعد‬
‫الدولة وحي رجع من الوصل استناب عليها أبا الوفا وعاد إل بغداد فتلقاه الليفة ورؤس الناس إل ظاهر البلد وكان يوما مشهوا وما وقع من الوادث فيها الوقعة الت كانت بي العزيز بن‬
‫العزالفاطمي وبي الفتكي غلم معز الدولة صاحب دمشق فهزمه وأسره وأخذه معه إل الديار الصرية مكرما معظما كما تقدم وتسلم العزيز دمشق وأعمالا وقد تقدم بسط ذلك ف سنة‬
‫أربع وستي وفيها خلع على القاضي عبدالبار بن أحد العتزل بقضاء قضاة الري وما تت حكم مؤيد الدولة بن ركن الدولة وله مصنفات حسنة منها دلئل النبوة وعمد الدلة وغيها وحج‬
‫بالناس فيها نائب الصريي وهو المي باديس بن زيري أخو يوسف بن بلكي ولا دخل مكة اجتمع إليه اللصوص وسألوا منه أن يضمنهم الوسم هذا العام با شاء من الموال فأظهر لم‬
‫الجابة إل ما سألوا وقال لم اجتمعوا كلكم حت أضمنكم كلكم فاجتمع عنده بضع وثلثون حراميا فقال هل بقي منكم أحد فحلفوا له إنه ل يبق منهم أحد فأخذ عند ذلك بالقبض عليهم‬
‫وبقطع أيديهم كلهم ونعما ما فعل وكانت الطبة ف الجاز للفاطميي دون العباسيي ومن توف فيها من العيان اللك عزالدولة‬
‫بتيار بن بويه الديلمي‬
‫ملك بعد أبيه وعمره فوق العشرين سنة بقليل وكان حسن السم شديد البطش وقوي القلب يقال إنه كان يأخذ بقوائم الثور الشديد فيلقيه ف الرض من غي أعوان ويقصد السود ف‬
‫أماكنها ولكنه كان كثي اللهو واللعب والقبال على اللذات ولا كسره ابن عمه ببلد الهواز كان ف جلة ما أخذ منه أمرد كان يبه حبا شديدا ل يهنأ بالعيش إل معه فبعث يترفق له ف‬
‫رده إليه وأرسل إليه بتحف كثية وأموال جزيلة وجاريتي عوادتي ل قيمة لما فرد عليه الغلم الذكور فكثر تعنيف الناس له عند ذلك وسقط من أعي اللوك فإنه كان يقول ذهاب هذا‬
‫الغلم من أشد علي من أخذ بغداد من يدي بل وأرض العراق كلها ث كان من أمره بعد ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪292‬‬

‫أن ابن عمه أسره كما ذكرنا وقتله سريعا فكانت مدة حياته ستا وثلثي سنة ومدة دولته منها إحددى وعسرين سنة وشهور وهو الذي أظهر الرفض ببغداد وجرى بسبب ذلك شرور كما‬
‫تقدم‬
‫ممد بن عبدالرحن‬
‫أبو بكر القاضي العروف بابن قريعة ول القضاء بالسندية وكان فصيحا يأت بالكلم السجوع من غي تكلف ول تردد وكنا جيل العاشر ومن شعره ‪ ...‬ل حيلة ف من ينم ‪ ...‬م وليس ف‬
‫الكذاب حيلة ‪ ...‬من كان يلق ما يقو ‪ ...‬ل فحيلت فيه قليلة ‪ ...‬وكان يقول للرجل من أصحابه إذا تاشيا إذا تقدمت بي يديك فإن حاجب وإن تأخرت فواجب توف يوم السبب لعشر‬
‫بقي من جادى الخرة منها‬
‫ث دخلت سنة ثان وستي وثلثمائة‬
‫ف شعبان منها أمر الطائع ل أن يدعى لعضد الدولة بعد الليفة على النابر ببغداد وأن تضرب الدبادب على بابه وقت الفجر وبعد الغرب والعشاء قال ابن الوزي وهذا شيء ل يتفق لغيه‬
‫من بن بويه وقد كان معز الدولة سأل من الليفة أن يضرب الدبادب على بابه فلم يأذن له وقد افتتح عزالدولة ف هذه السنة وهو مقيم بالوصل أكثر بلد أب تغلب بن حدان كآمد والرحبة‬
‫وغيها ث دخل بغداد ف سلخ ذي القعدة فتلقاه الليفة والعيان إل أثناء الطريق‬
‫قسام التراب يلك دمشق‬
‫لا ذهب الفتكي إل ديار مصر نض رجل من أهل دمشق يقال له قسام التراب كان الفتكي يقربه ويدنيه ويأمنه على أسراره فاستحوذ على دمشق وطاوعه أهلها وقصدته عساكر العزيز من‬
‫مصر فحاصروه فلم يتمكنوا منه وجاء أبو تغلب بن ناصر الدولة بن حدان فحاصره فلم يقدر أن يدخل دمشق فانصرف عنه خائبا إل طبية فوقع بينه وبي بن عقيل وغيهم من العرب‬
‫حروب طويلة آل الال إل أن قتل أبو تغلب وكانت معه أخته وجيلة امرأته وهي بن سيف الدولة فردتا إل سعد الدولة بلب فأخذ أخته وبعث بميلة إل بغداد فحبست ف دار وأخذ منها‬
‫أموال جزيلة وأما قسام التراب هذا وهو من بن الارث بن كعب من اليمن فإنه أقام بالشام فسد خللها وقام بصالها مدة سني عديدة وكان ملسه بالامع يتمع الناس إليه فيأمرهم‬
‫وينهاهم فيتمثلون ما يأمر به قال ابن عساكر أصله من قرية تلفيتا وكان ترابا قلت والعامة يسمونه قسيم الزبال وإنا هو قسام ول يكن زبال بل ترابا من قرية تلفيتا بالقرب من قرية مني‬
‫وكان بدو أمره أنه انتمى إل رجل من أحداث أهل دمشق يقال له أحد بن السطان فكان من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪293‬‬

‫حزبه ث استحوذ على المور وغلب على الولة والمراء إل أن أقدم بلكتكي التركي من مصر ف يوم الميس السابع عشر من الحرم سنة ست وسبعي وثلثمائة فأخذها منه واختفى قسام‬
‫التراب مدة ث ظهر فأخذه أسيا وأرسله مقيدا إل الديار الصرية فأطلق وأحسن إليه وأقام با مكرما ومن توف فيها من العيان العقيقي صاحب المام والدار والسنوبتي إليه بدمشق بحلة‬
‫باب البيد واسه أحد بن السن القعيقي ابن ضعقن بن عبدال بن السي الصغر بن علي بن السن بن علي بن أب طالب الشريف أبو القاسم السي القعقيق قال ابن عساكر كان من‬
‫وجوه الشراف بدمشق واليه تنسب الدار والمام بحلة باب البيد وذكر ا نه توف يوم الثلثاء لربع خلون من جادى الول منها وأنه دفن من الغد وأغلقت البلد لجل جنازته وحضرها‬
‫نكجور وأصحابه يعن نائب دمشق ودفن خارج باب الصغي قلت وقد اشترى اللك الظاهر بيبس داره وبناها مدرسة ودار حديث وتربة وبا قبه وذلك ف حدود سنة سبعي وستمائة كما‬
‫سيأت بيانه‬
‫أحد بن جعفر‬
‫ابن مالك بن شبيب بن عبدال أبو بكر بن مالك القطيعي من قطيعة الدقيق ببغداد راوي مسند أحد عن ابنه عبدال وقد روى عنه غي ذلك من مصنفات أحد وحدث عن غيه من الشايخ‬
‫وكان ثقة كثي الديث حدث عنه الدارقطن وابن شاهي والبقان وأبو نعيم والاكم ول يتنع أحد من الرواية عنه ول التفتوا إل ما طعن عليه بعضهم وتكلم فيه بسبب غرق كتبه حي‬
‫غرقت القطيعة بالاء السود فاستحدث بعضها من نسخ أخرى وهذا ليس بشيء لنا قد تكون معارضة على كتبه الت غرقت وال اعلم ويقال إنه تغي ف آخر عمره فكان ل يدري ما جرى‬
‫عليه وقد جاوز التسعي‬
‫تيم بن العز الفاطمي‬
‫وبه كان يكن وقد كان من أكابر أمراء دولة أبيه وأخيه العزيز وقد اتفقت له كائنة غريبة وهي أنه أرسل إل بغداد فاشتريت له جارية مغنة ببلغ جزيل فلما حضرت عنده أضاف أصحابه ث‬
‫أمرها فغنت وكانت تب شخصا ببغداد ‪ ...‬وبداله من بعد ما انتقل الوى ‪ ...‬برق تألق من هنا لعانه ‪ ...‬يبدو لاشية اللواء ودونه ‪ ...‬صعب الذرى متمنع أركانه ‪ ...‬فبدا لينظر كيف لح‬
‫فلم يطق ‪ ...‬نظرا إليه وشده أشجانه ‪ ...‬فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ‪ ...‬والاء ما سحت به أجفانه ‪ ...‬ث غنته أبياتا غيها فاشتد طرب تيم هذا وقال لا ل بد أن تسألين حاجة فقالت‬
‫عافيتك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪294‬‬

‫فقال ومع العافية فقالت تردن إل بغداد حت أغن بذه البيات فوجم لذلك ث ل يد بدا من الوفاء لا با سألت فأرسلها مع بعض أصحابه فأحجبها ث سار با على طريق العراق فلما أمسوا‬
‫ف الليلة الت يدخلون فيها بغداد من صبيحتها ذهبت ف الليل فلم يدر أين ذهبت فلما سع تيم خبها شق عليه ذلك وتأل ألا شديدا وندم ندما شديدا حيث ل ينفعه الندم‬
‫أبو سعيد السياف‬
‫النحوي السن بن عبدال بن الرزبان القاضي سكن بغداد وول القضاء با نيابة وله شرح كتاب سيبويه وطبقات النحاة روى عن أب بكر بن دريد وغيه وكان أبوه موسيا وكان أبو سعيد‬
‫هذا عالا باللغة والنحو والقراءات والفرائض والساب وغي ذلك من فنون العلم وكان مع ذلك زاهدا ل يأكل إل من عمل يده كان يسنخ ف كل يوم عشر ورقات بعشرة دراهم تكون‬
‫منها نفقته وكان من أعلم الناس بنحو البصريي وكان ينتحل مذهب أهل العراق ف الفقه وقرأ القراءات على ابن ماهد واللغة على ابن دريد والنحو على ابن سراج وابن الرزبان ونسبه‬
‫بعضهم إل العتزال وأنكره آخرون توف ف رجب منها عن أربع وثاني سنة ودفن بقبة اليزران‬
‫عبدال بن إبراهيم‬
‫ابن أب القاسم الريان ويعرف بالنبدري رحل ف طلب الديث إل الفاق ووافق ابن عدي ف بعض ذلك ث سكن بغداد وحدث با عن أب يعلى والسن بن سفيان وابن خزية وغيهم‬
‫وكان ثقة ثبتا له مصنفات زاهدا روى عنه البقان وأثن عليه خيا وذكر أن أكثر أدم أهله البز الأدوم وبرق الباقل وذكر أشياء من تقلله وزهده وورعه توف عن خس وتسعي سنة‬
‫عبدال بن ممد بن ورقاء‬
‫المي أبو أحد الشيبان من أهل البيوتات والشمة بلغ التسعي سنة روى عن ابن العراب أنه أنشد ف صفة النساء ‪ ...‬هي الضلع العوجاء لست تقيمها ‪ ...‬أل إن تقوي الضلوع انكسارها‬
‫‪ ...‬أيمعن ضعفا واقتدارا على الفت ‪ ...‬أليس عجيبا ضعفها واقتدارها ‪ ...‬قلت وهذا العن أخذه من الديث الصحيح ( إن الرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء ف الضلع أعله‬
‫( فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن استمتعت با استمتعت با وفيها عوج‬
‫ممد بن عيسى‬
‫ابن عمرويه اللودي راوي صحيح مسلم عن إبراهيم بن ممد بن سفيان الفقيه بن مسلم بن الجاج وكان من الزهاد يأكل من كسب يده من النسخ وبلغ ثاني سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪295‬‬

‫ث دخلت سنة تسع وستي وثلثمائة‬


‫ف الحرم منها توف المي عمر بن شاهي صاحب بلد البطيحة منذ أربعي سنة تغلب عليها وعجز عنه المراء واللوك واللفاء وبعثوا إليه النود والسرايا واليوش غي مرة فكل ذلك يفلها‬
‫ويكسرها وكل ما له ف تكن وزيادة وقوة ومكث كذلك هذه الدة ومع هذا كله مات على فراشه حنف أنفه فل نامت أعي البناء وقام بالمر من بعده ولده السن فرام عضد الدولة أن‬
‫ينتزع اللك من يده فأرسل إليه سرية حافلة من النود فكسرهم السن بن عمر بن شاهي وكاد أن يتلفهم بالكلية حت أرسل إليه عضد الدولة فصاله على مال يمله إليه ف كل سنة وهذا‬
‫من العجائب الغريبة وف صفر قبض على الشريف أب أحد السن بن موسى الوسوي نقيب الطالبيي وقد كان أمي الج مدة سني أتم بأنه يفشي السرار وأن عزالدولة أودع عنده عقدا‬
‫ثينا ووجدوا كتابا بطه ف إفشاء السرار فأنكر أنه خطه وكان مزورا عليه واعترف بالعقد فأخذ منه وعزل عن النقابة وولوا غيه وكان مظلوما وف هذا الشهر أيضا عزل عضد الدولة‬
‫قاضي القضاة أبا ممد بن معروف وول غيه وف شعبان منها ورد البيد من مصر إل عضد الدولة براسلت كثية فرد الواب با مضمونه صدق النية وحسن الطوية ث سأل عضد الدولة‬
‫من الطائع أن يدد عليه اللع والواهر وأن يزيد ف إنشائه تاج الدولة فأجابه إل ذلك وخلع عليه من أنواع اللبس ما ل يتمكن معه من تقبيل الرض بي يدي الليفة وفوض إليه ما وراء‬
‫بابه من المور ومصال السلمي ف مشارق الرض ومغاربا وحضر ذلك أعيان الناس وكان يوما مشهودا وأرسل ف رمضان إل العراب من بن شيبان وغيهم فعقرهم وكسرهم وكان‬
‫أميهم منبه ابن ممد السدي متحصنا بعي التمر مدة نيف وثلثي سنة فأخذ ديارهم وأموالم وف يوم الثلثاء لسبع بقي من ذي القعدة تزوج الطائع ل بنت عضد الدولة الكبى وعقد‬
‫العقد بضرة العيان على صداق مبلغه مائة ألف دينار وكان وكيل عضد الدولة الشيخ ابا علي السي بن أحد الفارسي النحوي صاحب اليضاح والتكملة وكان الذي خطب خطبة العقد‬
‫القاضى أبو علي السن بن علي التنوخى قال ابن الثي وفيها جدد عضد الدولة عمارة بغداد وماسنها وجدد الساجد والشاهد وأجرى على الفقهاء الزراق وعلى الئمة من الفقهاء‬
‫والحدثي والطباء والساب وغيهم وأطلق الصلت لرباب البيوتات والشرف وألزم أصحاب الملك بعمارة بيوتم ودورهم ومهد الطرقات وأطلق الكوس وأصلح الطريق للحجاج من‬
‫بغداد إل مكة وأرسل الصدقات للمجاورين بالرمي قال وأذن لوزيره نصر بن هارون وكان نصرانيا بعمارة البيع والديرة وأطلق الموال لفقرائهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪296‬‬

‫وفيها توف حسنويه بن حسي الكردي وكان قد استحوذ على نواحي بلد الدينور وهدان وناوند مدة خسي سنة وكان حسن السية كثي الصدقة بالرمي وغيها فلما توف اختلف‬
‫أولده من بعده وتزق شلهم وتكن عضد الدولة من أكثر بلدهم وقويت شوكته ف تلك الرض وفيها ركب عضد الدولة ف جنود كثيفة إل بلد أخيه فخر الدولة وذلك لا بلغه من مالته‬
‫لعزالدولة واتفاقهم عليه فتسلم بلد أخيه فخر الدولة وهدان والرى وما بينهما من البلد وسلم ذلك إل مؤيد الدولة وهو أخوه الخر ليكون نائبه عليها ث سار إل بلد حسنويه الكردي‬
‫فتسلمها وأخذ حواصله وذخائره وكانت كثية جدا وحبس بعض أولده وأسر بعضهم وأرسل إل الكراد الكارية فأخذ منهم بعض بلدهم وعظم شأنه وارتفع صيته إل أنه أصابه ف هذا‬
‫السفر داء الصراع وكان قد تقدم له بالوصل مثله وكان بكتمه إل أن غلب عليه كثرة النسيان فل يذكر الشيء إل بعد جهد جهيد والدنيا ل تسر بقدر ما تضر ‪ ...‬دار إذا ما أضحكت ف‬
‫يومها ‪ ...‬أبكت غدا بعدا لا من دار ‪ ...‬وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن زكريا أبو لسن اللغوي‬
‫صاحب كتاب الجمل ف اللغة وغيه ومن شعره قبل موته بيومي ‪ ...‬يا رب إن ذنوب قد أحطت با ‪ ...‬علما وب وباعلن وأسراري ‪ ...‬أنا الوحد لكن القر با ‪ ...‬فهب ذنوب لتوحيدى‬
‫وإقراري ‪ ...‬ذكر ذلك ابن الثي‬
‫أحد بن عطاء بن أحد‬
‫أبو عبدال الروذباري ابن اخت أب علي الروذباري أسند الديث وكان يتكلم على مذهب الصوفية وكان قدانتقل من بغداد فأقام بصور وتوف با ف هذه السنة قال رأيت ف النام كأن قائل‬
‫يقول أي شيء أصح ف الصلة فقلت صحة القصد فسمعت قائل يقول رؤية القصود باسقاط رؤية القصد أت وقال مالسة الضداد ذوبان الروح ومالسة الشكال تلقيح العقول وليس كل‬
‫من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ول كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على السرار ول يؤمن على السرار إل المناء فقط وقال الشوع ف الصلة علمة الفلح قال تعال قد أفلح‬
‫الؤمنون الذين هم ف صلتم خاشعون وترك الشوع ف الصلة علمة النفاق وخراب القلب قال تعال إنه ل يفلح الكافرون‬
‫عبدال بن إبراهيم‬
‫ابن أيوب بن ماسي أبو ممد البزاز أسند الكثي وبلغ خسا وتسعي سنة وكان ثقة ثبتا توف ف رجب منها‬
‫ممد بن صال‬
‫ابن علي بن يي بن أبو السن الاشي يعرف بابن أم شيبان كان عالا فاضل له تصانيف وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪297‬‬

‫ول الكم ببغداد قديا وكان جيد السية توف فيها وقد جاوز السبعي وقارب الثماني‬
‫ث دخلت سنة سبعي وثلثمائة‬
‫فيها ورد الصاحب بن عباد من جهة مؤيد الدولة إل أخيه عضد الدولة فتلقاه عضد الدولة إل ظاهر البلد وأكرمه وأمر العيان باحترامه وخلع عليه وزاده ف إقطاعه ورد معه هدايا كثية‬
‫وف جادى الخرة منها رجع عضد الدولة إل بغداد فتلقاه الليفة الطائع وضرب له القباب وزينت السواق وف هذا الشهر أيضا وصلت هدايا من صاحب اليمن إل عضد الدولة وكانت‬
‫الطبة بالرمي لصاحب مصر وهوالعزيز بن العز الفاطمي ومن توف فيها من العيان‬
‫ابو بكر الرازي النفي‬
‫أحد بن علي أبو بكر الرازي الفقيه النفي الرازي أحد أئمة أصحاب أب حنيفة ولع من الصنفات الفيدة كتاب أحكام القرآن وهو تلميذ أب السن الكرخي وكان عابدا زاهدا ورعا انتهت‬
‫إليه رياسة النفية ف وقته ورحل إليه الطلبة من الفاق وقد سع الديث من أب العباس الصم وأب القاسم الطبان وقد أراده الطائع على أن يوليه القضاء فلم يقبل توف ف ذي الجة من‬
‫هذا العام وصلى عليه أبو بكر ممد بن موسى الوارزمي‬
‫ممد بن جعفر‬
‫ابن ممد بن زكريا أبو بكر الوراق ويلقب بغندر كان جوال رحال سع الكثي ببلد فارس وخراسان وسع الباغندي وابن صاعد وابن دريد وغيهم وعنه الافظ أبو نعيم الصفهان وكان‬
‫ثقة حافظا‬
‫ابن خالويه‬
‫السي بن أحد بن خالويه أبو عبدال النحوي اللغوي صاحب الصنفات أصله من هذان ث دخل بغداد فأدرك با مشايخ هذا الشأن كابن دريد وابن ماهد وأب عمر الزاهد واشتغل على أب‬
‫سعيد السياف ث صار إل حلب فعظمت مكانته عند آل حدان وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه وله مع التنب مناظرات وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثية منها كتاب ليس‬
‫ف كلم العرب لنه كان يكثر أن يقول ليس ف كلم العرب كذا وكذا وكتاب الل تكلم فيه على أقسامه وترجم الئمة الثن عشر وأعرب ثلثي سورة من القرآن وشرح الدريدية وغي‬
‫ذلك وله شعر حسن وكان به داء كانت به وفاته‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعي وثلثمائة‬
‫ف ربيع الول منها وقع حريق عظيم بالكرخ وفيها سرق شيء نفيس لعضد الدولة فتعجب الناس من جرأة من سرقه مع شدة هيبة عضد الدولة ث مع هذا اجتهدوا كل الجتهاد فلم يعرفوا‬
‫من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪298‬‬

‫أخذ ويقال إن صاحب مصر بعث من فعل ذلك فال أعلم ومن توف من العيان الساعيلي أحد بن إبراهيم بن إساعيل بن العباس أبو بكر الساعيلي الرجان الافظ الكبي الرحال الوال‬
‫سع الكثي وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد وأحسن النتقاد العتقاد صنف كتابا على صحيح البخاري فيه فوائد كثية وعلوم غزيرة قال الدارقطن كنت عزمت غي مرة على الرحلة‬
‫إليه فلم أرزق وكانت وفاته يوم السبت عاشر رجب سنة إحدى وسبعي وثلثمائة وهو ابن أربع وسبعي سنة رحه ال‬
‫السن بن صال‬
‫أبو ممد السبيعي سع ابن جرر وقاسا الطرز وغيها وعنه الدارقطن والبقان وكان ثقة حافظا مكثرا وكان عسر الرواية‬
‫السن بن علي بن السن‬
‫ابن اليثم بن طهمان أبو عبدال الشاهد العروف بالبادي سع الديث وكان ثقة عاش سبعا وتسعي سنة منها خس عشرة سنة مقيدا أعمى‬
‫عبدال بن السي‬
‫ابن إساعيل بن ممد أبو بكر الضب ول الكم ببغداد وكان عفيفا نزها دينا‬
‫عبدالعزيزر بن الارث‬
‫ابن أسد بن الليث أبو السن التميمي الفقيه النبلي له كلم ومصنف ف اللف وسع الديث وروى عن غي واحد وقد ذكر الطيب البغدادي أنه وضع حديثا وأنكر ذلك ابن الوزي‬
‫وقال ما زال هذا دأب الطيب ف أصحاب أحد بن حنبل قال وشيخ الطيب الذي حكى عنه هذا هو أبو القسام عبد الواحد بن اسد العكبي ل يعتمد على قوله فإنه كان معتزليا وليس من‬
‫أهل الديث وكان يقول بأن الكفار ل يلدون ف النار قلت وهذا غريب فإن العتزلة يقولون با الكفار يلدون ف النار بل يقولون بتخليد أصحاب الكبائر قال وعنه حكى الكلم عن ابن بطة‬
‫ايضا‬
‫علي بن إبراهيم‬
‫أبو السن الصري الصوف الواعظ شيخ التصوفة ببغداد أصله من البصرة صحب الشبلي وغيه وكان يعظ الناس بالامع ث لا كبت سنه بن له الرباط القابل لامع النصور ث عرف‬
‫بصاحبه الروزي وكان ل يرج إل من المعة إل المعة وله كلم جيد ف التصوف على طريقتهم وما نقله ابن الوزي عنه أنه قال ما على من وأي شيء ل ف حت أخاف وأرجو وإن رحم‬
‫رحم ماله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪299‬‬

‫وإن عذب عذب ماله توف ف ذي الجة وقد نيف على الثماني ودفن بقبة دار حرب من بغداد‬
‫علي بن ممد الحدب الزور‬
‫كان قوي الط له ملكة على التزوير ل يشاء يكتب على أحد كتابة إل فعل فل يشك ذلك الزور عليه أنه خطه وحصل للناس به بلء عظيم وختم السلطان على يده مرارا فلم يقدر وكان‬
‫يزور ث كانت وفاته ف هذه السنة‬
‫الشيخ أبو زيد الروزي الشافعي‬
‫ممد بن أحد بن عبدال بن ممد أبو زيد الروزي شيخ الشافعية ف زمانه وإمام أهل عصره ف الفقه والزهد والعبادة والورع سع الديث ودخل بغداد وحدث با فسمع منه الدارقطن وغيه‬
‫قال أبو بكر البزار عادلت الشيخ أبا زيد ف طريق الج فما أعلم أن اللئكة كتبت عليه خطيئة وقد ذكرت ترجته بكمالا ف طبقات الشافعية قال الشيخ أبو نعيم توف برو يوم المعة‬
‫الثالث عشر من رجب من هذه السنة‬
‫ممد بن خفيف‬
‫أبو عبدال الشيازي أحد مشاهي الصوفية ننن صحب الريري وابن عطاء وغيها قال ابن الوزي وقد ذكرت ف كتاب السمى بتلبيس إبليس عنه حكايات تدل على أنه كان يذهب‬
‫مذهب الباحية‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وسبعي وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي ف الحرم منها جرى الاء الذي ساقه عضد الدولة إل داره وبستانه وف صفر فتح الارستان الذي أنشأه عضد الدولة ف الانب الغرب من بغداد وقد رتب فيه الطباء والدم‬
‫ونقل إليه من الدوية والشربة والعقاقي شيئا كثيا وقال وفيها توف عضد الدولة فكتم أصحابه وفاته حت أحضروا ولده صمصامة فولوه المر وراسلوا الليفة فبعث إليه باللع والولية‬
‫شيء من أخبار عضد الدولة‬
‫أبو شجاع ابن ركن الدولة أبو علي السي بن بويه الديلمي صاحب ملك بغداد وغيها وهو أول من تسمى شاهنشاه ومعناه ملك اللوك وقد ثبت ف الصحيح عن رسول ال ( ص ) أنه‬
‫قال ( أوضع اسم وف رواية أخنع اسم عند ال رجل تسمى ملك اللوك ) وف رواية ( ملك الملك ل ملك إل ال عز وجل ) وهو أول من ضربت له الدبادب ببغداد وأول من خطب له با‬
‫مع الليفة وذكر ابن خلكان أنه امتدحه الشعراء بدائح هائلة منهم التنب وغيه فمن ذلك قول أب السن ممد بن عبدال السلمي ف قصيدة له ‪ ...‬إليك طوى عرض البسيطة جاعل ‪...‬‬
‫قصارى الطايا أن يلوح لا القصر ‪ ...‬فكنت وعزمي ف الظلم وصارمي ‪ ...‬ثلثة أشياء كما اجتمع النسر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪300‬‬

‫وبشرت آمال بلك هو الورى ‪ ...‬ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر ‪ ...‬وقال التنب أيضا ‪ ...‬هي الغرض القصى ورؤيتك الن ‪ ...‬ومنلك الدنيا وأنت اللئق ‪ ...‬قال وقال أبو بكر أحد‬
‫الرجان ف قصيدة له بيتا فلم يلحق السلمي أيضا وهو قوله ‪ ...‬لقيته فرأيت الناس ف رجل ‪ ...‬والدهر ف ساعة والرض ف دار ‪ ...‬قال وكتب إليه افتكي مول أخيه يستمده بيش إل‬
‫دمشق يقاتل به الفاطميي فكتب إليه عضد الدولة غرك عزك فصار قصاراك ذلك فاخش فاحش فعلك فعلك بذا تدأ ) قال ابن خلكان ولقد أبدع فيها كل البداع وقد جرى له من‬
‫التعظيم من الليفة ما ل يقع لغيه قبله وقد اجتهد ف عمارة بغداد والطرقات وأجرى النفقات على الساكي والحاويج وحفر النار وبن الارستان العضدي وأدار السور على مدينة الرسول‬
‫فعل ذلك مدة ملكه على العراق وهي خسة سني وقد كان عاقل فاضل حسن السياسة شديد اليبة بعيد المة إل أنه كان يتجاوز ف سياسة المور الشرعية كان يب جارية فألته عن تدبي‬
‫الملكة فأمر بتغريقها وبلغه أن غلما له أخذ لرجل بطيخة فضربه بسيفه فقطعه نصفي وهذه مبالغة وكان سبب موته الصرع وحي أخذ ف علة موته ل يكن له كلم سوى تلوة قوله تعال ما‬
‫أغن عن ماليه هلك عن سلطانية فكان هذا هجياه حت مات وحكى ابن الوزي أنه كان يب العلم والفضيلة وكان يقرأ عنده كتاب إقليدس وكتاب النحو لب علي الفارسي وهو‬
‫اليضاح والتكملة الذي صنفه له وقد خرج مرة إل بستان له فقال أود لوجاء الطر فنل الطر فأنشأ يقول ‪ ...‬ليس شرب الراح إل ف الطر ‪ ...‬وغناء من جوار ف السحر ‪ ...‬غانيات‬
‫سالبات للنهى ‪ ...‬ناعمات ف تضاعيف الوتر ‪ ...‬راقصات زاهرات نل ‪ ...‬رافلت ف أفاني الب ‪ ...‬مطربات غنجات لن ‪ ...‬رافضات الم أمال الفكر ‪ ...‬مبزات الكاس من مطلعها‬
‫‪ ...‬مسقيات المر من فاق البشر ‪ ...‬عضد الدولة وابن ركنها ‪ ...‬مالك الملك غلب القدر ‪ ...‬سهل ال إليه نصره ‪ ...‬ف ملوك الرض مادام القمر ‪ ...‬وأراه الي ف أولده ‪ ...‬ولباس‬
‫اللك فيهم بالغرر ‪ ...‬قبحه ال وقبح شعره وقبح أولده فإنه احترأ ف أبياته هذه فلم يفلح بعدها فيقال إنه حي أنشد قوله غلب القدر أخذه ال فأهلكه ويقال إن هذه البيات إنا أنشدت‬
‫بي يديه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪301‬‬

‫ث هلك عقيبها مات ف شوال من هذه السنة عن سبع أو ثان وأربعي سنة وحل إل مشهد علي فدفن فيه وكان فيه رفض وتشيع وقد كتب على قبه ف تربته عند مشهد على هذا قب عضد‬
‫الدولة وتاج الملكة أب شجاع بن ركن الدولة أحب ماورة هذا المام التقي لطمعه ف اللص يوم تأت كل نفس تادل على نفسها والمد ل وصلواته على ممد وعترته الطاهرة وقد تثل‬
‫عند موته بذه البيات وهي للقاسم بن عبيدال ‪ ...‬قتلت صناديد الرجال فلم أدع ‪ ...‬عدوا ول أمهل على ظنه خلقا ‪ ...‬وأخليت در اللك من كان باذل ‪ ...‬فشردتم غربا وشردتم شرقا‬
‫‪ ...‬فلما بلغت النجم عزا ورفعة ‪ ...‬وصارت رقاب اللق جع ل رقا ‪ ...‬رمان الردى سهما فأخد جرت ‪ ...‬فها أنا ذا ف حفرت عاطل ملقى ‪ ...‬فأذهبت دنياي ودين سفاهة ‪ ...‬فمن ذا‬
‫الذي من بصرعه أشقى ‪ ...‬ث جعل يكرر هذه البيات وهذه الية ما أغن عن ماليه هلك عن سللطانية إل أن مات وأجلس ابنه صمصامة على الرض وعلي ثياب السواد وجاءه الليفة‬
‫معزيا وناح النساء عليه ف السواق حاسرات عن وجوهن أياما كثية ولا انقضى العزاء ركب ابنه صمصامة إل دار اللفة فخلع عليه الليفة سبع خلع وطوقه وسوره وألبسه التاج ولقبه‬
‫شس الدولة ووله ما كان يتوله أبوه وكان يوما مشهودا‬
‫ممد بن جعفر‬
‫ابن أحد بن جعفر بن السن بن وهب أبو بكر الريري العروف بزوج الرة سع ابن جرير والبغوي وابن أب داود وغيهم وعنه ابن رزقويه وابن شاهي والبقان وكان أحد العدول الثقات‬
‫جليل القدر وذكر ابن الوزي والطيب سبب تسميته بزوج الرة أنه كان يدخل إل مطبخ أبيه بدار مولته الت كانت زوجة القتدر بال فلما توف القتدر وبقيت هذه الرأة سالة من الكتاب‬
‫والصادرات وكانت كثية الموال وكان هذا غلما شابا حدث السن يمل شيئا من حوائح الطبخ على رأسه فيدخل به إل مطبخها مع جلة الدم وكان شابا رشيقا حركا فنفق على‬
‫القهرمانة حت جعلته كاتبا على الطبخ ث ترقى إل أن صار وكيل للست على ضياعها وينظر فيها وف أموالا ث آل به الال حت صارت الست تدثه من وراء الجاب ث علقت به وأحبته‬
‫وسألته أن يتزوج با فاستصغر نفسه وخاف من غائلة ذلك فشجعته هي وأعطته أموال كثية ليظهر عليه الشمة والسعادة ما يناسبها ليتأهل لذلك ث شرعت تادي القضاة والكابر ث‬
‫عزمت على تزويه ورضيت به عند حضور القضاة واعترض أولياؤها عليها فغلبتهم بالكارم والدايا ودخل عليها فمكثت معه دهرا طويل ث ماتت قبله فورث منها نو ثلثمائة ألف دينار‬
‫وطال عمره بعدها حت كانت وفاته ف هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪302‬‬

‫وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعي وثلثمائة‬
‫فيها غلت السعار ببغداد حت بلغ الكر من الطعام إل أربعة آلف وثانائة ومات كثي من الناس جوعا وجافت الطرقات من الوتى من الوع ث تساهل الال ف ذي الجة منها وجاء الب‬
‫بوت مؤيد الدولة بن ركن الدولة وأن أبا القاسم بن عباد الوزير بعث إل أخيه فخر الدولة فوله اللك مكانه فاستوزر ابن عباد أيضا على ما كان عليه ولا بلغ القرامطة موت عضد الدولة‬
‫قصدوا البصرة ليأخذوها مع الكوفة فلم يتم لم ذلك ولكن صولوا على مال كثي فأخذوه وأنصرفوا ومن توف فيها من العيان بويه مؤيد الدولة بن ركن الدولة وكان ملكا على بعض ما‬
‫كان أبوه يلكه وكان الصاحب أبو القاسم بن عباد وزيره وقد تزوج مؤيد الدولة هذا ابنة عمه معز الدولة فغرم على عرسه سبعمائة ألف دينار وهذا سرف عظيم‬
‫بلكي بن زيري بن منادي‬
‫الميي الصنهاجي ويسمى أيضا يوسف وكان من أكابر أمراء العز الفاطمي وقد استخلفه على بلد إفريقية حي سار إل القاهرة وكان حسن السية له أربعمائة حظية وقد بشر ف ليلة‬
‫واحدة بتسعة عشر ولدا وهو جد باديس الغرب‬
‫سعيد بن سلم‬
‫أبو عثمان الغرب أصله من بلد القيوان ودخل الشام وصحب أبا الي القطع وجاور بكة مدة سني وكان ل يظهر ف الواسم وكانت له كرامات وقد أثن عليه أبو سليمان الطاب وغيه‬
‫وروى ل أحوال صالة رحه ال تعال‬
‫عبدال بن ممد‬
‫ابن عبدال بن عثمان بن الختار بن ممد الرى الواسطي يعرف بابن السقا سع عبدان وأبا يعلي الوصلي وابن أب داود والبغوي وكان فهما حافظا دخل بغداد فحدث با مالس كثية من‬
‫حفظه وكان يضره الدارقطن وغيه من الفاظ فلم ينكروا عليه شيئا غيأنه حدث مرة عن أب يعلى بديث أنكروه عليه ث وجدوه ف أصله بط الضب كما حدث به فبئ من عهدته‬
‫ث دخلت سنة أربع وسبعي وثلثمائة‬
‫فيها جرى الصلح بي صمصامة وبي عمه فخر الدولة فأرسل الليفة لفخر الدولة خلعا وتفا قال ابن الوزي وف رجب منها عمل عرس ف درب رياح فسقطت الدار على من فيها فهلك‬
‫أكثر النساء با ونبش من تت الردم فكانت الصيبة عامة وفيها كانت وفاة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪303‬‬

‫الافظ أب الفتح ممد بن السن‬


‫ابن أحد بن السي الزدي الوصلي الصنف ف الرح والتعديل وقد سع الديث من أب يعلى وطبقته وضعفه كثي من الفاظ من أهل زمانه واتمه بعضهم بوضع حديث رواه لبن بويه‬
‫حي قدم عليه بغداد فساقه يإسناد إل النب صلى ال عليه وآله وسلم ( أن جبيل كان ينل عليه ف مثل صورة ذلك المي ) فأجازه وأعطاه دراهم كثية والعجب إن كان هذا صحيحا‬
‫كيف راج على أحد من له أدن فهم وعقل وقد أرخ ابن الوزي وفاته ف هذه السنة وقد قيل إنه توف سنة تسع وستي وفيها توف‬
‫الطيب بن نباته الذاء‬
‫ف بطن من قضاعة وقيل إياد الفارقي خطيب حلب ف أيام سيف الدولة بن حدان ولذا أكثر ديوانه الطب الهادية ول يسبق إل مثل ديوانه هذا ول يلحق إل أن يشاء ال شيئا لنه كان‬
‫فصيحا بليغا دينا ورعا روى الشيخ تاج الدين الكندي عنه أنه خطب يوم جعة بطبة النام ث رأى ليلة السبت رسول ال ( ص ) ف جاعة من أصحابه بي القابر فلما أقبل عليه قال له مرحبا‬
‫بطيب الطباء ث أومأ إل قبور هناك فقال لبن نباتة كأنم ل يكونوا للعيون قرة ول يعدوا ف الحياء مرة أبادهم الذي خلقهم وأسكتهم الذي أنطقهم وسيجدهم كما أخلقهم ويمعهم كما‬
‫فرقهم ت الكلم بن نباتة حت انتهى إل قوله يوم تكونوا شهداء على الناس وأشار إل الصحابة الذين مع الرسول ويكون الرسول عليكم شهيدا وأشار إل رسول ال ( ص ) فقال أحسنت‬
‫أحسنت أدنه أدنه فقبل وجهه وتفل ف فيه وقال وفقك ال فاستيقظ وبه من السرور أمر كبي وعلى وجهه باء ونور ول يعش بعد ذلك إل سبعة عشر يوما ل يستطعم بطعام وكان يوجد منه‬
‫مثل رائحة السك حت مات رحه ال قال ابن الزرق الفارقي ولد ابن نباتة ف سنة خس وثلثي وثلثمائة وتوف ف سنة أربع وسبعي وثلثمائة حكاه ابن خلكان‬
‫ث دخلت سنة خس وسبعي وثلثمائة‬
‫فيها خلع الليفة على صمصامة الدولة وسوره وطوقه وأركب على فرس بسرج ذهب وبي يديه جنيب مثله وفيها ورد الب بأن اثني من سادة القرامطة وها إسحاق وجعفر دخل الكوفة ف‬
‫حفل عظيم فانزعجت النفوس بسبب ذلك وذلك لصرامتها وشجاعتهما ولن عضد الدولة مع شجاعته كان يصانعهما وأقطعهما أراضي من أراضي واسط وكذلك عزالدولة من قبله أيضا‬
‫فجهز اليهما صمصامة جيشا فطردها عن تلك النواحي الت قد أكثروا فيها الفساد وبطل ما كان ف نفوس الناس منهما وفيها عزم صمصامة الدولة على أن يضع مكسا على الثياب‬
‫البريسميات فاجتمع الناس بامع النصور وأرادوا تعطيل المعة وكادت الفتنة تقع بينهم فأعفوا من ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪304‬‬

‫وف ذي الجة ورد الب بوت مؤيد الدولة فجلس صمصامة للعزاء وجاء إليه الليفة معزيا له فقام إليه صمصامة وقبل الرض بي يديه وتاطبا ف العزاء بألفاظ حسنة وفيها توف الشيخ‬
‫ابو علي بن أب هريرة‬
‫واسه السن بن السي وهو أحد الشايخ الشافعية وله اختيارات كثية غريبة ف الذهب وقد ترجناه ف طبقات الشافعية‬
‫السي بن علي‬
‫ابن ممد بن يي بن أحد النيسابوري العروف بسنك كات تربيته عند ابن خزية وتلميذا له وكان يقدمه على أولده ويقر له ما ل يقر لغيه وإذا تلف ابن خزية عن مالس السلطان بعث‬
‫حسنك مكانه ولا توف ابن خزية كان عمر حسنك ثلثا وعشرين سنة ث عمر بعده دهرا طويل وكان من أكثر الناس عبادة وقراءة للقرآن ل يترك قيام الليل حضرا ول سفرا كثي‬
‫الصدقات والصلت وكان يكى وضوء ابن خزية وصلته ول يكن ف الغنياء أحسن صلة منه رحه ال وصلى عليه الافظ أبو أحد النيسابوري‬
‫أبو القاسم الداركي‬
‫عبدالعزيز بن عبدال بن ممد أبو القاسم الداركي أحد أئمة الشافعية ف زمانه نزل نيسابور ث سكن بغداد إل أن مات با قال الشيخ أبو حامد السفرايين ما رأيت أفقه منه وحكى الطيب‬
‫عنه أنه كان يسأل عن الفتوى فيجيب بعد تفكر طويل فربا كانت فتواه مالفة لذهب الشافعي وأب حنيفة فيقال له ف ذلك فيقول ويلكم روى فلن عن فلن عن رسول ال ( ص ) كذا‬
‫وكذا فالخذ به أول من الخذ بذهب الشافعي وأب حنيفة ومالفتهما أسهل من مالفة الديث قال ابن خلكان وله ف الذهب وجوه جيدة دالة على متانة علمه وكان يتهم بالعتزال وكان‬
‫قد أخذ العلم عن الشيخ أب إسحاق الروزي والديث عن جده لمه السن بن ممد الداركي وهو أحد ماشيخ اب حامد السفرايين وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد وغيهم من أهل الفاق‬
‫وكانت وفاته ف شوال وقيل ف ذي القعدة منها وقد نيف على السبعي رحه ال‬
‫ممد بن أحد بن ممد حسنوية‬
‫أبو سهل النيسابوري ويعرف بالسنوي مان فقيها شافعيا أديبا مدثا مشتغل بنفسه عما ل يعنيه‬
‫ممد بن عبدال بن ممد بن صال‬
‫أبو بكر الفقيه الالكي سع من ابن أب عمرويه والباغندي وأب بكر بن أب داود وغيهم وعنه البقان وله تصانيف ف شرح مذهب مالك وانتهت اليه رياسة مذهب مالك وعرض عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪305‬‬

‫القضاء فأباه وأشار بأب بكر الرازي النفي فلم يقبل الخر أيضا توف ف شوال منها عن ست وثاني سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعي وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي ف مرمها كثرت اليات ف بغداد فهلك بسبب ذلك خلق كثي ولسبع خلون من ربيع الول وكان يوم العشرين من توز وقع مطر كثي ببق ورعد وف رجب غلت‬
‫السعار جدا وورد الب فيه بأنه وقع بالوصل زلزلة عظيمة سقط بسببها عمران كثي ومات من أهلها أمة عظيمة وفيها وقع بي صمصام الدولة وبي أخيه شرف الدولة فاقتتل فغلبه شرف‬
‫الدولة ودخل بغداد فتلقاه الليفة وهنأ بالسلمة ث استدعى شرف الدولة بفراش ليكحل صمصام الدولة فاتفق موته فأكحله بعد موته وهذا من غريب ما وقع وف ذي الجة منها قبل قاضي‬
‫القضاة أبو ممد ابن معروف شهادة القاضي الافظ أب السن الدارقطن وأب ممد بن عقبة فذكر أن الدارقطن ندم على ذلك وقال كان يقبل قول على رسول ال ( ص ) وحدي فصار ل‬
‫يقبل قول على نقلي إل مع غيي‬
‫ث دخلت سنة سبع وسبعي وثلثمائة‬
‫ف صفرها عقد ملس بضرة الليفة فيه القضاة وأعيان الدولة وجددت البيعة بي الطائع وبي شرف الدولة بن عضد الدولة وكان يوما مشهودا ث ف ربيعها الول ركب شرف الدولة من‬
‫داره ال دار الليفة وزينت البلد وضربت البوقات والطبول والدبادب فخلع عليه الليفة وسوره وأعطاه لواءين معه وعقد له على ما وراء داره واستخلفه على ذلك وكان ف جلة من قدم‬
‫مع شرف الدولة القاضي أبو ممد عبيدال بن أحد بن معروف فلما رآه الليفة قال ‪ ...‬مرحبا بالحبة القادمينا ‪ ...‬أوحشونا وطال ما آنسونا ‪ ...‬فقبل الرض بي يدي الليفة ولا قضيت‬
‫البيعة دخل شرف الدولة على أخته امرأة الليفة فمكث عندها إل العصر والناس ينتظرونه ث خرج وسار إل داره للتهنئة وفيها اشتد الغلء جدا ث لقه فناء كثي وفيها توفيت أم شرف‬
‫الدولة وكانت تركية أم ولد فجاءه الليفة فعزاه وفيها ولد لشرف الدولة ابنان توأمان ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن السي بن علي‬
‫أبو حامد الروزي ويعرف بابن الطبي كان حافظا للحديث متهدا ف العبادة متقنا بصيا بالثر فقيها حنفيا درس على أب السي الكرخي وصنف كتبا ف الفقه والتاريخ وول قضاء القضاة‬
‫براسان ث دخل بغداد وقد علت سنة فحدث الناس وكتب الناس عنه منهم الدارقطن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪306‬‬

‫إسحاق بن القتدر بال‬


‫توف ليلة المعة لسبع عشر من ذي الجة عن ستي سنة وصلى عليه ابنه القادر بال وهو إذ ذاك أمي الؤمني ودفن ف تربة جدته شغب أم القتدر وحضر جنازته المراء والعيان من جهة‬
‫الليفة وشرف الدولة وأرسل شرف الدولة من عزى الليفة فيه واعتذر من الضور لوجع حصل له‬
‫جعفر بن الكتفي بال‬
‫كان فاضل توف فيها أيضا‬
‫ابو علي الفارسي النحوي‬
‫صاحب اليضاح والصنفات الكثية ولد ببلده ث دخل بغداد وخدم اللوك وحظي عند عضد الدولة بيث إن عضد الدولة كان يقول أنا غلم أب علي ف النحو وحصلت له الموال وقد‬
‫اتمه قوم بالعتزال وفضله قوم من أصحابه على البد ومن أخذ عنه أبو عثمان بن جن وغيه توف فيها عن بضع وتسعي سنة ستيتة بنت القاضي أب عبدال السي بن إساعيل الحاملي‬
‫وتكن أم عبد الواحد قرات القرآن وحفظت الفق والفرائض والساب والدرر والنحو وغي ذلك وكانت من أعلم الناس ف وقتها بذهب الشافعي وكان تفت به مع الشيخ أب علي بن أب‬
‫هريرة وكانت فاضلة ف نفسها كثية الصدقة مسارعة إل فعل اليات وقد سعت الديث أيضا وكانت وفاتا ف رجب عن بضع وتسعي سنة‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعي وثلثمائة‬
‫ف مرمها كثر الغلء والفناء ببغداد إل شعبان كثرت الرياح والعواصف بيث هدمت كثيا من البنية وغرق شيء كثي من السفن واحتملت بعض الزوارق فألقته بالرض من ناحية جوخى‬
‫وهذا أمر هائل وخطب شامل وف هذا الوقت لق أهل البصرة حر شديد بيث سقط كثي من الناس ف الطرقات وماتوا من شدته وفيها توف من العيان‬
‫السن بن علي بن ثابت‬
‫أبو عبدال القرى ولد أعمى وكان يضر ملس ابن النباري فيحفظ ما يقول وما يليه كله وكان ظريفا حسن الزي وقد سبق الشاطب إل قصيدة عملها ف القراءات السبع وذلك ف حياة‬
‫النقاش وكانت تعجبه جدا وكذلك شيوخ ذلك الزمان أذعنوا إليها‬
‫الليل بن أحد القاضي‬
‫شيخ النفية ف زمانه كان مقدما ف الفقه والديث سع ابن جرير والبغوي وابن صاعد وغيهم ولذا سي باسم النحوي التقدم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪307‬‬

‫زياد بن ممد بن زياد بن اليثم‬


‫أبو العباس الرخان باءين معجمتي نسبة إل قرية من قرى قومس ولم الرجان بيمي وهم جاعة ولم الرجان باء معجمة ث جيم وقد حرر هذه الواضع االشيخ ابن الوزي ف منتظمه‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعي وثلثمائة‬
‫فيها كانت وفاة‬
‫شرف الدولة‬
‫بن عضد الدولة بن بويه الديلمي وكان قد انتقل إل قصر معز الدولة عن إشارة الطباء لصحة الواء وذلك لشدة ما كان يده من الداء فلما كان ف جادى الول تزايد به ومات ف هذا‬
‫الشهر وقد عهد إل ابنه أب نصر وجاء الليفة ف طيارة لتعزيته ف والده فتلقاه أبو نصر والترك بي يديه والديلم فقبل الرض بي يدي الليفة وكذلك بقية العسكر والليفة ف الطيارة وهم‬
‫يقبلون الرض إل ناحيته وجاء الرئيس أبو السي علي بن عبدالعزيز من عند الليفة إل أب نصر فبلغه تعزيته له ف والده فقبل الرض أيضا ثانية وعاد الرسول أيضا إل الليفة فبلغه شكر‬
‫المي ث عاد من جهة الليفة لتوديع أب نصر فقبل الرض ثالثا ورجع الليفة فلما كان يوم السبت عاشر هذا الشهرر ركب المي أبو نصر إل حضرة الليفة الطائع ل ومعه الشراف‬
‫والعيان والقضاة والمراء وجلس الليفة ف الرواق فلما وصل المي أبو نصر خلع عليه الليفة سبع خلع أعلهن السواد وعمامة سوداء وف عنقه طوق وف يده سواران ومشى الجاب‬
‫بي يديه بالسيوف والناطق فقبل الرض ثانية ووضع له كرسي فجلس عليه وقرأ الرئيس أبو السن عهده وقدم إل الطائع لواء فعقده بيده ولقبه باء الدولة وضياء اللة ث خرج من بي يديه‬
‫والعسكر معه حت عاد إل دار الملكة وأقر الوزير أبا منصور بن صال على الوزارة وخلع عليه وفيها بن جامع القطيعة قطيعة أم جعفر بالانب الغرب من بغداد وكان أصل بناء هذا السجد‬
‫أن امرأة رأت ف منامها رسول ال ( ص ) يصلي ف مكانه ووضع يده ف جدار هناك فلما أصبحت فذكرت ذلك فوجدوا أثر الكف ف ذلك الوضع فبن مسجدا ث توفيت تلك الرأة ف‬
‫ذلك اليوم ث إن الشريف أبا أحد الوسوي جدده وجعله جامعا وصلى الناس فيه ف هذه السنة وفيها توف من العيان شرف الدولة ابن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي تلك‬
‫بغداد بعد أبيه وكان يب الي ويبغض الشر وأمر بترك الصادرات وكان مرضه بالستسقاء فتزايد به حت كانت وفاته ليلة المعة الثان من جادى الخرة عن ثان وعشرين سنة وخسة‬
‫أشهر وكانت مدة ملكه سنتي وثانية أشهر وحل تابوته إل تربة أبيه بشهد علي وكلهم فيم تشيع ورفض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪308‬‬

‫ممد بن جعفر بن العباس‬


‫أبو جعفر وأبو بكر النجار ويلقب غندر أيضا روى عن أب بكر النيسابوري وطبقته وكان فهما يفهم القرآن فهما حسنا وهو من ثقات الناس‬
‫عبدالكري بن عبدالكري‬
‫ابن بديل أبو الفضل الزاعي الرجان قدم بغداد وحدث با قال الطيب كانت له عناية بالقراءات وصنف أسانيدها ث ذكر أنه كان يلط ول يكن مأمونا على ما يرويه وأنه وضع كتابا ف‬
‫الروف ونسبه إل أب حنيفة فكتب الدارقطن وجاعة أن هذا الكتاب موضوع ل أصل له فافتضح وخرج من بغداد إل البل فاشتهر أمره هناك وحبطت منلته وكان يسمى نفسه أول جيل‬
‫ث غيه إل ممد‬
‫ممد بن الطرف‬
‫ابن موسى بن عيسى بن ممد بن عبدال بن سلمة بن إياس أبو السي البزار الافظ ولد ف مرم سنة ثلثمائة ورحل إل بلد شت وروى عن ابن جرير والبغوي وخلق وروى عنه جاعة من‬
‫الفاظ منهم الدارقطن شيئا كثيا وكان يعظمه ويله ول يستند بضرته كان ثقة ثبتا وكان قديا ينتقد على الشايخ ث كانت وفاته ف هذه السنة ودفن يوم السبت لثلث خلون من جادى‬
‫الول أو الخرى منها‬
‫ث دخلت سنة ثاني وثلثمائة من الجرة‬
‫فيها قلد الشريف أبو أحد السن بن موسى الوسوي نقابة الشراف الطالبيي والنظر ف الظال وإمرة الاج وكتب عهده بذلك واستخلف ولداه الرتضى أبو القاسم والرضى أبو السي على‬
‫النقابة وخلع عليهما وفيها تفاقم المر بالعيارين ببغداد وصار الناس أحزابا ف كل ملة أمي مقدم واقتتل الناس وأخذت الموال واتصلت الكبسات وأحرقت دور كبار ووقع حريق بالنهار ف‬
‫نر الدجاج فاحترق بسببه شيء كثي للناس وال أعلم وفيها توف من العيان‬
‫يعقوب بن يوسف‬
‫أبو الفتوح بن كلس وزير العزيز صاحب مصر وكان شهما فهما ذا هة وتدبي وكلمة نافذة عند مدومه وقد فرض إليه أموره ف سائر ملكته ولا مرض عاد العزيز ووصاه الوزير بأمر ملكته‬
‫ولا مات دفنه ف قصره وتول دفنه بيده وحزن عليه كثيا وأغلق الديوان أياما من شدة حزنه عليه‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعي وثلثمائة‬
‫فيها كان القبض على الليفة الطائع ل وخلفة القادر بال أب العباس أحد بن المي إسحاق ابن القتدر بال وكان ذلك يوم السبت التاسع عشر من شعبان منها وذلك أنه جلس الليفة على‬
‫عادته ف الرواق وقعد اللك باء الدولة على السرير ث أرسل من اجتنب الليفة بمائل سيفه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪309‬‬

‫عن السرير ولفوه ف كساء وحلوه إل الزانة بدار الملكة وتشاغل الناس بالنهب ول يدر أكثر الناس ما الطب وما الب حت أن كبي الملكة باء الدولة ظن الناس أنه هو الذي مسك‬
‫فنهبت والواصل وأشياء من أثاث دار اللفة حت أخذت ثياب العيان والقضاة والشهود وجرت كائنة عظيمة جدا ورجع يهاء الدولة إل داره وكتب على الطائع كتابا باللع من اللفة‬
‫وأشهد عليه الشراف وغيهم أنه قد خلع نفسه من اللفة وسلمها إل القادر بال ونودي بذلك ف السواق وسبقت الديلم والتراك وطالبوا برسم البيعة وراسلوا باء الدولة ف ذلك‬
‫وتطاول المر ف يوم المعة ول يكنوا من الدعاء له على النب بصريح اسه بل قالوا اللهم أصلح عبدك وخليفتك القادر بال أرضوا وجوههم وأكابرهم وأخذت البيعة له واتفقت الكلمة‬
‫وأمر باء الدولة بتحويل جيع ما ف دار اللفة من الوان والثاث وغيه إل داره وأبيحت للعامة والاصة فقلعوا وشعثوا أبنيتها هذا والليفة القادر قد هرب إل أرض البطيحة من الطائع‬
‫حي كان يطلبه ولا رجع إل بغداد ما نعته الديلم من الدخول إليها حت يعطيهم رسم البيعة وجرت بينهم خطوب طويلة ث رضوا عنه ودخل بغداد وكانت مدة هربه إل أرض البطيحة ثلث‬
‫سني ولا دخل بغداد جلس ف اليوم الثان جلوسا عاما إل التهنئة وساع الدائح والقصائد فيه وذلك ف العشر الخي من شوال ث خلع على باء الدولة وفوض إليه ما وراء بابه وكان الليفة‬
‫القادر بال من خيار اللفاء وسادات العلماء ف ذلك الزمان وكان كثي الصدقة حسن العتقاد وصنف قصيدة فيها فضائل الصحابة وغي ذلك فكانت تقرأ ف حلق أصحاب الديث كل‬
‫جعة ف جامع الهدي وتتمع الناس لسماعها مدة خلفته وكان ينشد هذه البيات يترن با وهي لسابق الببري ‪ ...‬سبق القضاء بكل ما هو كائن ‪ ...‬وال يا هذا لرزقك ضامن ‪ ...‬تعن با‬
‫تكفي وتترك ما به ‪ ...‬تعن كأنك للحوادث آمن ‪ ...‬أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها ‪ ...‬فاعمل ليوم فراقها يا خائن ‪ ...‬واعلم بأنك ل أبالك ف الذي ‪ ...‬أصبحت تمعه لغيك خازن ‪ ...‬يا‬
‫عامر الدنيا أتعمر منل ‪ ...‬ل يبق فيه مع النية ساكن ‪ ...‬الوت شيء أنت تعلم أنه ‪ ...‬حق وأنت بذكره متهاون ‪ ...‬إن النية ل تؤامر من أتت ‪ ...‬ف نفسه يوما ول تستأذن ‪ ...‬وف اليوم‬
‫الثالث عشر من ذي الجة وهو يوم غدير خم جرت فتنة بي الروافض والسنة واقتتلوا فقتل منهم خلق كثي واستظهر أهل باب البصرة وحرقوا أعلم السلطان فقتل جاعة انموا بفعل ذلك‬
‫وصلبوا على القناطر ليتدع أمثالم وفيها ظهر أبو الفتوح السي بن جعفر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪310‬‬

‫العلوي أمي مكة وادعى أنه خليفة وسى نفسه الراشد بال فماله أهل مكة وحصل له أموال من رجل اوصى له با فانتظم أمره با وتقلد سيفا وزعم أنه ذو الفقار وأخذ بيده قضيبا زعم أنه‬
‫كان لرسول ال ( ص ) ث قصد بلد الرملة ليستعي بعرب الشام فتلقوه بالرحب وقبلوا له الرض وسلموا عليه بأمي الؤمني وأظهر المر بالعروف والنهي عن النكر وإقامة الدود ث إن‬
‫الاكم صاحب مصر وكان قد قام بالمر من بعد أبيه العزيز ف هذه السنة بعث إل عرب الشام بلطفات ووعدهم من الذهب بألوف ومئات وكذلك إل عرب الجاز واستناب على مكة‬
‫أميا وبعث إليه بمسي ألف دينار فانتظم أمر الاكم وتزق أمر الراشد وانسحب إل بلده كما بدا منها وعاد إليها كما خرج عنها واضمحل حاله وانتقضت حباله وتفرق عنه رجاله ومن‬
‫توف فيها من العيان أحد بن السي بن مهران‬
‫أحد بن السن بن مهران‬
‫أبو بكر القري توف ف شوال منها عن ست وثاني سنة واتفق له أنه مات ف يوم وفاته أبو السن العامري الفيلسوف فرأى بعض الصالي أحد بن السي بن مهران هذا ف النام فقيل له ما‬
‫فعل ال بك فقال أقام أبا السن العامري بانب وقال هذا فداؤك من النار‬
‫عبدال بن أحد بن معروف‬
‫أبو ممد قاضي قضاة بغداد روى عن ابن صاعد وعنه اللل والزهري وغيها وكان من العلماء الثقات العقلء الفطناء حسن الشكل جيل اللبس عفيفا عن الموال توف عن خس وسبعي‬
‫سنة وصلى عليه أبو أحد الوسوي فكب عليه خسا ث صلى عليه ابنه بامع النصور فكب عليه اربعا ث دفن ف داره سامه ال‬
‫جوهر بن عبدال‬
‫القائد بان القاهرة أصله أرمن ويعرف بالكاتب أخذ مصر بعد موت كافور الخشيدي أرسله موله العزيز الفاطمي إليها ف ربيع الول سنة ثان وخسي وثلثمائة فوصل إليها ف شعبان منها‬
‫ف مائة ألف مقاتل ومائت صندوق لينفقه ف عمارة القاهرة فبزوا لقتاله فكسرهم وجدد المان لهلها ودخلها يوم الثلثاء لثمان عشرة خلت من شعبان فشق مصر ونزل ف مكان القاهرة‬
‫اليوم وأسس من ليلته القصرين وخطب يوم المعة التية لوله وقطع خطبة بن العباس وذكر ف خطبته الئمة الثن عشر وأمر فأذن بي على خي العمل وكان يظهر الحسان إل الناس‬
‫ويلس كل يوم سبت مع الوزير ابن الفرات والقاضي واجتهد ف تكميل القاهرة وفرغ من جامعها الزهر سريعا وخطب به ف سنة إحدى وستي وهو الذي يقال له الامع الزهر ث أرسل‬
‫جعفر بن فلح إل الشام فأخذها ث قدم موله العز ف سنة اثنتي وستي كما تقدم فنل بالقصرين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪311‬‬

‫ول تزل منلته عالية عنده إل أن مات ف هذه السنة وقام مكانه السي الذي كان يقال له قائد القواد وهو أكب أمراء الاكم ث كان قتله على يديه ف سنة إحدى وأربعمائة وقتل معه صهره‬
‫زوج أخته القاضي عبدالعزيز بن النعمان وأظن هذا القاضي هو الذي صنف البلغ الكب والناموس العظم الذي فيه من الكفر ما ل يصل إبليس إل مثله وقد رد على هذا الكتاب أبو بكر‬
‫الباقلن رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثاني وثلثمائة‬
‫ف عاشر مرمها أمر الوزير أبو السن علي بن ممد الكوكب ويعرف بابن العلم وكان قد استحوذ على السلطان أهل الكرخ باب الطاق من الرافضة بأن ل يفعوا شيئا من تلك البدع الت‬
‫كانوا يتعاطونا ف عاشوراء من تعليق السوح وتغليق السواق والنياحة على السي فلم يفعلوا شيئا من ذلك ول المد وقد كان هذا الرجل من أهل السنة إل أنه كان طماعا رسم أن ل‬
‫يقبل أحدا من الشهود من أحدثت عدالته بعد ابن معروف وكان كثيا منهم قد بدل أموال جزيلة ف ذلك فاحتاجوا إل أن جعوا له شيئا فوقع لم بالستمرار ولا كان ف جادى الخرة‬
‫سعت الديلم والترك على ابن العلم هذا وخرجوا بيامهم إل باب الشماسية وراسلوا باء الدولة ليسلمه إليهم لسوؤ معاملته لم فدافع عنه مدافعة عظيمة ف أيام متعددة ول يزالوا يراسلونه‬
‫ف أمره حت خنقه ف حبل ومات ودفن بالحرم وف رجب منها سلم الليفة الطائع الذي خلع إل الليفة القادر فأمر بوضعه ف حجرة من دار اللقة وأمر أن تري عليه الرزاق والتحف‬
‫واللطاف ما يستعمله الليفة القادر من مأكل وملبس وطيب وغيه ووكل به من يفظه ويدمه وكان يتعنت على القادر ف تقلله ف الأكل واللبس فرتب من يضر له من سائر النواع ول‬
‫يزالوا كذلك حت توف وهو ف السجن وف شوال منها ولد للخليفة القادر ولد ذكر وهو أبو الفضل ممد بن القادر بال وفد وله العهد من بعده وساه الغالب بال فلم يتم له المر وف ذي‬
‫القعدة قام صاحب الصفراء العراب والتزم بارسة الجاج ف ذهابم وإيابم وأن يطب للقادر من اليمامة والبحرين إل الكوقة فأجيب إل ذلك وأطلقت له اللع والموال والوان وغيها‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن العباس‬
‫ابن ممد بن ممد بن زكريا بن يي بن معاذ أبو عمر القزار العروف بابن حيوة سع البغوي والباغندي وابن صاعد وخلقا كثي وانتقد عليه الدارقطن وسع منه العيان وكان ثقة دينا متيقظا‬
‫ذا مروءة وكتب من الكتب الكبار كثيا بيده وكانت وفاته ف ربيع الخر منها وقد‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪312‬‬

‫قارب التسعي‬
‫أبو أحد العسكري‬
‫السن بن عبدال بن سعيد أحد الئمة ف اللغة والدب والنحو والنوادر وله ف ذلك تصانيف مفيدة منها التصحيف وغيه وكان الصاحب بن عباد يود الجتماع به فسافر إل عسكر خلفه‬
‫حت اجتمع به فأكرمه وراسله بالشعار توف فيها وله تسعون سنة كذا ذكره ابن خلكان وذكره ابن الوزي فيمن توف ف سنة سبع وثاني كما سيأت‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثاني وثلثمائة‬
‫فيها أمر القادر بال بعمارة مسجد الربية وكسوته وأن يري مرى الوامع ف الطب وغيها وذلك بعد أن استفت العلماء ف جواز ذلك قال الطيب البغدادي أدركت المعة تقام ببغداد‬
‫ف مسجد الدينة ومسجد الرصافة ومسجد دار اللفة ومسجد براثا ومسجد قطيعة أم جعفر ومسجد الربية قال ول يزل المر على هذا إل سنة إحدى وخسي وأربعمائة فتعطلت ف‬
‫مسجد براثا وف جادى الول فرغ من السر الذي بناه باء الدولة ف مشرعة القطاني واجتاز عليه هو بنفسه وقد زين الكان وف جادى الخرة شعثت الديال والتراك ف نواحي البلد لتأخر‬
‫العطاء عنهم وغلت السعار وراسلوا باء الدولة فأزيت عللهم وف يوم الميس الثان من ذي القعدة تزوج الليفة سكينة بنت باء الدولة على صداق مائة ألف دينار وكان وكيل باء‬
‫الدولة الشريف أبو أحد الوسوي ث توفيت هذه الرأة قبل دخول الليفة با وفيها ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أزدشي دارا بالكرخ وجدد عمارتا ونقل إليها كتبا كثية ووقفها على‬
‫الفقهاء وساها دار العلم وأظن أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء وكانت قبل النظامية بدة طويلة وفيها ف أواخرها ارتفعت السعار وضاق الال وجاع العيال وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن إبراهيم بن‬
‫السن بن شاذان بن حرب بن مهران ابو بكر البزار سع الكثي من البغوي وابن صاعد وابن أب داود وابن دريد وعنه الدارقطن والبقان والزهري وغيهم وكان ثبتا صحيح السماع كثي‬
‫الديث متحريا ورعا توف عن خس وثاني سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة أربع وثاني وثلثمائة‬
‫فيها عظم الطب بأمر العيارين عاثوا ببغداد فسادا وأخذوا الموال والعملت الثقال ليل ونارا وحرقوا مواضع كثية وأخذوا من السواق البايات وتطلبهم الشرط فلم يفد ذلك شيئا ول‬
‫فكروا ف الدولة بل استمروا على ما هم عليه من أخذ الموال وقتل الرجال وإرعاب النساء والطفال ف سائر الحال فلما تفاقم الال بم تطلبهم السلطان باء الدولة وأل ف طلبهم فهربوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪313‬‬

‫بي يديه واستراح الناس من شرهم وأظن هذه الكايات الت يذكرها بعض الناس عن أحد الدنف عنهم أو كان منهم وال أعلم وف ذي القعدة عزل الشريف الوسوي وولداه عن نقابة‬
‫الطالبيي وفيها رجع ركب العراق من أثناء الطريق بعد ما فاتم الج وذلك أن الصيفر العراب الذي كان قد تكفل براستهم اعترض لم ف الطريق وذكر لم أن الدناني الت أقطعت له من‬
‫دار اللفة كانت دراهم مطلية وأنه يريد من الجيج بدلا وإل ل يدعهم يتجاوزوا هذا الكان فمانعوه وراجعوه فحبسهم عن السي حت ضاق الوقت ول يبق فيه ما يدركوا فيه الج فرجعوا‬
‫إل بلدهم ول يج منهم أحد وكذلك ركب الشام وأهل اليمن ل يج منهم أحد وإنا حج أهل مصر والغرب خاصة وف يوم عرفة قلد الشريف أبو السي الزينب ممد بن علي بن أب تام‬
‫الزين نقابة العباسيي وقرئ عهده بي يدي الليفة بضرة القضاة والعيان وفيها توف من العيان الصابئ الكاتب الشهور صاحب التصانيف وهو‬
‫إبراهيم بن هلل‬
‫ابن إبراهيم بن زهرون بن حبون أبو إسحاق الران كاتب الرسائل للخليفة ولعز الدولة بن بويه كان على دين الصابئة إل أن مات عليه وكان مع هذا يصوم رمضان ويقرأ القرآن من حفظه‬
‫وكان يفظه حفظا حسنا ويستعمل منه ف الرسائل وكانوا يرضون عليه أن يسلم فلم يفعل وله شعر جيد قوي توف ف شوال منها وقد جاوز السبعي وقد رثاه الشريف الرضي وقال إنا‬
‫رثيت فضائله وليس له فضائل ول هو أهل لا ول كرامة‬
‫عبدال بن ممد‬
‫ابن نافع بن مكرم أبو العباس البست الزاهد ورث من آبائه أموال كثية فأنفقها كلها ف وجوه الي والقرب وكان كثي العبادة يقال إنه مكث سبعي سنة ل يستند إل حائط ول إل شيء ول‬
‫اتكأ على وسادة وحج من نيسابور ماشيا حافيا ودخل الشام وأقام ببيت القدس شهورا ث دخل مصر وبلد الغرب وحج من هناك ث رجع إل بلده بست وكان له با بقية أموال وأملك‬
‫فتصدق با كلها ولا حضرته الوفاة جعل يتأل ويتوجع فقيل له ف ذلك فقال أرى بي يدي أمورا هائلة ول أدري كيف أنو منها توف ف الحرم من هذه السنة عن خس وثاني سنة وليلة موته‬
‫رأت امرأة أمها بعد موتا وعليها ثياب حسان وزينة فقالت يا أمه ما هذه الزينة فقالت نن ف عيد لجل قدوم عبيدال بن ممد الزاهد البست علينا رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪314‬‬

‫علي بن عيسى بن عبيدال‬


‫أبو السن النحوي العروف بالرمان روى عن ابن دريد وكانت له يد طول ف النحو واللغة والنطق والكلم وله تفسي كبي وشهد عند ابن معروف فقبله وروى عنه التنوخي والوهري قال‬
‫ابن خلكان والرمان نسبة إل بيع الرمان أو قصر الرمان بواسط توف عن ثان وثاني سنة ودفن ف الشونيزية عند قب أب علي الفارسي‬
‫ممد بن العباس بن أحد بن القزاز‬
‫أبو السن الكاتب الحدث الثقة الأمون قال الطيب كان ثقة كتب الكثي وجع ما ل يمعه أحد ف وقته بلغن أنه كتب مائة تفسي ومائة تاريخ وخلق ثانية عشر صندوقا ملوءة كتبا أكثرها‬
‫بطه سوى ما سرق له وكان حفظه ف غاية الصحة ومع هذا كان له جارية تعارض معه أي تقابل ما يكتبه رحه ال تعال‬
‫ممد بن عمران بن موسى بن عبيدال‬
‫أبو عبدال الكاتب العروف بابن الرزبان روى عن البغوي وابن دريد وغيها وكان صاحب اختبار وآداب وصنف كتبا كثية ف فنون مستحسنة وهو مصنف كتاب تفضيل الكلب على‬
‫كثي من لبس الثياب وكان مشايه وغيهم يضرون عنده ويبيتون ف داره على فرش وأطعمه وغي ذلك وكان عضد الدولة إذا اجتاز بداره ل يوز حت يسلم عليه وكان يقف حت يرج‬
‫إليه وكان أبو علي الفارسي يقول عنه هو من ماسن الدنيا وقال العقيقي كان ثقة وقال الزهري ما كان ثقة وقال ابن الوزي ما كان من الكذابي وإنا كان فيه تشيع واعتزال ويلط‬
‫السماع بالجازة وبلغ الثماني سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة خس وثاني وثلثمائة‬
‫فيها استوزر ابن ركن الدولة بن بويه أبا العباس أحد بن إبراهيم الضب اللقب بالكاف وذلك بعد وفاة الصاحب إساعيل بن عباد وكان من مشاهي الوزراء وفيها قبض باء الدولة على‬
‫القاضي عبدالبار وصادره بأموال جزيلة فكان من جلة ما بيع له ف الصادرة ألف طيلسان والف ثوب معدن ول يج ف هذه السنة وما قبلها وما بعدها ركب العراق والطبة ف الرمي‬
‫للفاطميي ومن توف من العيان‬
‫الصاحب بن عباد‬
‫وهو إساعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحد بن إدريس الطالقان أبو القاسم الوزير الشهور بكاف الكفاة وزر لؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بوية وقد كان من العلم والفضيلة والباعة‬
‫الكرم والحسان إل العلماء والفقراء على جانب عظيم كان يبعث ف كل سنة إل بغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪315‬‬

‫بمسة آلف دينار لتصرف على أهل العلم وله اليد الطول ف الدب وله مصنفات ف فنون العلم واقتن كتبا كثية وكانت تمل على أربعمائة بعي ول يكن ف وزراء بن بويه مثله ول قريب‬
‫منه ف مموع فضائله وقد كانت دولة بن بويه مائة وعشرين سنة وأشهرا وفتح خسي قلعة لخدوميه مؤيد الدولة وابنه فخر الدولة بصرامته وحسن تدبيه وجودة رأيه وكان يب العلوم‬
‫الشرعية ويبغض الفلسفة وما شابها من علم الكلم والراء البدعية وقد مرض مرة بالسهال فكان كلما قام عن الطهرة وضع عندها عشرة دناني لئل يتبم به الفراشون فكانوا يتمنون لو‬
‫طالت علته ولا عوف أباح للفقراء نب داره وكان فيها ما يساوي نو من خسي ألف دينار من الذهب وقد سع الديث من الشايخ الياد العوال السناد وعقد له ف وقت ملس للملء‬
‫فاحتفل الناس لضوره وحضره وجوه المراء فلما خرج إليه لبس زي الفقهاء وأشهد على نفسه بالتوبة والنابة ما يعانيه من أمور السلطان وذكر للناس أنه كان يأكل من حي نشأ إل يومه‬
‫هذا من أموال أبيه وجده ما ورثه منهم ولكن كان يالط السلطان وهو لتائب ما يارسونه واتذ بناء ف داره ساه بيت التوبة ووضع العلماء خطوطهم بصحة توبته وحي حدث استملى عليه‬
‫جاعة لكثرة ملسه فكان ف جلة من يكتب عنه ذلك اليوم القاضي عبدالبار المدان وأضرابه من رؤس الفضلء وسادات الفقهاء والحدثي وقد بعث إليه قاضي قزوين بدية كتب سنية‬
‫وكتب معها ‪ ...‬العميدي عبدكاف الكفاة وأنه ‪ ...‬اعقل ف ووجوه القضاة ‪ ...‬خدم الجلس الرفيع بكتب ‪ ...‬منعمات من حسنها مترعات ‪ ...‬فلما وصللت إليه أخذ منها كتابا واحدا ورد‬
‫باقيها وكتب تت البيتي ‪ ...‬قد قبلنا من الميع كتابا ‪ ...‬ورددنا لوقتها الباقيات ‪ ...‬لست أستغنم الكثي وطبعي ‪ ...‬قول خذ ليس مذهب قول هات ‪ ...‬وجلس مرة ف ملس شراب فناوله‬
‫الساقي كأسا فلما أراد شربا قال له بعض خدمه إن هذا الذي الذي ف يدك مسموم قال وما الشاهد على صحة قولك قال تربه قال فيمن قال ف الساقي قال ويك ل أستحل ذلك قال‬
‫ففي دجاجة قال إن التمثيل باليوان ل يوز ث أمر بصب ما ف ذلك القدح وقال للساقي ل تدخل بعد اليوم داري ول يقطع عنه معلومه وقد عمل عليه الوزير أبو الفتح ابن ذي الكفايتي‬
‫حت عزله عن وزارة مؤيد الدولة ف وقت وباشرها عوضه واستمر فيها مدة فبينما هو ذات ليلة قد اجتمع عنده أصحابه وهو ف أت السرور قد هيء له ف ملس حافل بأنواع اللذات وقد‬
‫نظم أبياتا والغنون يغنونه با وهو ف غاية الطرب والسرور والفرح وهي هذه البيات ‪ ...‬دعوت النا ودعوت العل ‪ ...‬فلما أجابا دعوت القدح ‪ ...‬وقلت ليام شرخ الشبا ‪ ...‬ب إل‬
‫فقهذا أوان الفرح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪316‬‬

‫إذا بلغ الرء آماله ‪ ...‬فليس له بعدها منتزح ‪ ...‬ث قال لصحابه باكرون غدا إل الصبوح ونض إل بيت منامه فما أصبح حت قبض عليه مؤيد الدولة وأخذ جيع ما ف داره من الواصل‬
‫والموال وجعله مثلة ف العباد وأعاد إل وزارته ابن عباد وقد ذكر ابن الوزي أن ابن عباد هذا حي حضرته الوفاة جاءه اللك فخر الدولة بن مؤيد الدولة يعوده ليوصيه ف أموره فقال له‬
‫إن موصيك أن تستمر ف المور على ما تركتها عليه ول تغيها فإنك إن استمريت با نسبت إليك من أول المر إل آخره وإن غيتا وسلكت غيها نسب الي التقدم إل ل إليك وأنا‬
‫أحب أن تكون نسبة الي إليك وإن كنت أنا الشي با عليك فأعجبه ذلك منه واستمر با أوصاه به من الي وكانت وفاته ف عشية يوم المعة لست بقي من صفر منها قال ابن خلكان‬
‫وهو أول من تسمى بالوزراء بالصاحب ث استعمل بعده منهم وانا سى بذلك لكثرة صحبته الوزير أبا الفضل بن العميد ث أطلق عليه أيام وزارته وقال الصابئ ف كتابه الناجي إنا ساه‬
‫الصاحب مؤيد الدولة لنه كان صاحبه من الصغر وكان إذ ذاك يسميه الصاحب فلما ملك واستوزره ساه به واستمر فاشتهر به وسى به الوزراء بعده ث ذكر ابن خلكان قطعة صالة من‬
‫مكارمه وفضائله وثناء الناس عليه وعدد له مصنفات كثية منها كتابه الحيط ف اللغة ف سبع ملدات يتوي على أكثر اللغة وأورد من شعره أشياء منها ف المر ‪ ...‬رق الزجاج وراقت‬
‫المر ‪ ...‬وتشابا فتشاكل المر ‪ ...‬فكأنا خر ول قدح ‪ ...‬وكأنا قدح ول خر ‪ ...‬قال ابن خلكان توف بالرى ف هذه السنة وله نو ستي ونقل إل أصبهان رحه ال‬
‫السن بن حامد‬
‫أبو ممد الديب كان شاعر متجول كثي الكارم روى عن علي بن ممد بن سعيد الوصلي وعنه الصوري وكان صدوقا وهو الذي أنزل التنب داره حي قدم بغداد وأحسن إليه حت قال له‬
‫التنب لو كنت مادحا تاجرا لدحتك وقد كان أبو ممد هذا شاعرا ماهرا فمن شعره اليد قوله ‪ ...‬شربت العال غي منتظر با ‪ ...‬كسادا ول سوقا يقام لا أحرى ‪ ...‬وما أنا من أهل‬
‫‪ ...‬الكاسب كلما ‪ ...‬توفرت الثان كنت لا أشرى‬
‫ابن شاهي الواعظ‬
‫عمر بن أحد بن عثمان بن ممد بن أيوب بن زذان أبو حفص الهشور وسع الكثي وحدث عن الباغندي وأب بكر بن أب داود والبغوي وابن صاعد وخلق وكان ثقة أمينا يسكن الانب‬
‫الشرقي من بغداد وكانت له الصنفات العديدة ذكر عنه انه صنف ثلثمائة وثلثي مصنفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪317‬‬

‫منها التفسي ف ألف جزء والسند ف ألف وخسمائة جزء والتاريخ ف مائة وخسي جزءا والزهد ف مائة جزء توف ف ذي الجة منها وقد قارب التسعي رحه ال‬
‫الافظ الدارقطن‬
‫علي بن عمر بن أحد بن مهدي بن مسعود بن دينار بن عبدال الافظ الكبي أستذا هذه الصناعة وقبله بدة وبعده إل زماننا هذا سع الكثي وجع وصنف وألف وأجاد وأفاد وأحسن النظر‬
‫والتعليل والنتقاد والعتقاد وكان فريد عصره ونسيج وحده وإمام دهره ف أساء الرجال وصناعة التعليل والرح والتعديلل وحسن التصنيف والتأليف واتساع الرواية والطلع التام ف‬
‫الدراية له كتابه الشهور من أحسن الصنفات ف بابه ل يسبق إل مثله و ل يلحق ف شكله إل من استمد من بره وعمل كعمله وله كتاب العلل بي فيه الصواب من الدخل والتصل من‬
‫الرسل والنقطع والعضل وكتاب الفراد الذي ل يفهمه فضل عن أن ينظمه إل من هو من الفاظ الفراد والئمة النقاد والهابدة الياد وله غي ذلك من الصنفات الت هي كالعقود ف‬
‫الجياد وكان من صغره موصوفا بالفظ الباهر والفهم الثاقب والبحر الزاخر جلس مرة ف ملس إساعيل الصفار وهو يلي على الناس الحاديث والداقطن ينسخ ف جزء حديث فقال له‬
‫بعض الحدثي ف أثناء الجلس إن ساعك ل يصح وأنت تنسخ فقال الدارقطن فهمي للملء أحسن من فهمك وأحضر ث قال له ذلك الرجل أنفظ كم أملي حديثا فقال إنه أملى ثانية‬
‫عشر حديثا إل الن والديث الول منها عن فلن عن فلن ث ساقها كلها بأسانيدها وألفاظها ل يرم منها شيئا فتعجب الناس منه وقال الاكم أبو عبدال النيسابوري ل ير الدارقطن مثل‬
‫نفسه وقال ابن الوزي وقد اجتمع له مع معرفة الديث والعلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع المامة والعداله وصحة العقيدة وقد كانت وفاته ف يوم الثلثاء السابع من ذي القعدة‬
‫منها وله من العمر سبع وسبعون سنة يومان ودفن من الغد بقبة معروف الكرخي رحه ال قال ابن خلكان وقد رحل إل الديار الصرية فأكرمه الوزير أبو الفضل جعفر بن خنابة وزير‬
‫كافور الخشيدي وساعده هو والافظ عبد الغن على إكمال مسنده وحصل للدارقطن منه مال جزيل قال والدارقطن نسبة إل دارالقطن وهي ملة كبية ببغداد وقال عبدالغن بن سعيد‬
‫الضرير ل يتكلم على الحاديث مثل علي بن الدين ف زمانه وموسى بن هارون ف زمانه والدارقطن ف زمانه وسئل الدارقطن هل رأى مثل نفسه قال أما ف فن واحد فربا رأيت من هو‬
‫أفضل من وأما فيما اجتمع ل من الفنون فل وقد روى الطيب البغدادي عن المي أب نصر هبة ال بن ماكول قال رأيت ف النام كأن أسال عن حال أب السن الداقطن وما آل أمره إليه‬
‫ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪318‬‬

‫الخرة فقيل ل ذاك يدعى ف النة المام‬


‫عباد بن عباس بن عباد‬
‫أبو السن الطالقان والد الوزير إساعيل بن عباد التقدم ذكره سع أبا خليفة الفضل بن الباب وغيه من البغداديي والصفهادنيي والرازييي وغيهم وحدث عنه ابنه الوزير أبو الفضل‬
‫القاسم وأبو بكر بن مردويه ولعباد هذا كتاب ف أحكام القرآن وقد اتفق موته موت ابنه ف هذه السنة رحهما ال‬
‫عقيل بن ممد بن عبدالواحد‬
‫أبو السن الحنف العكبي الشاعر الشهور له ديوان مفرد ومن مستجاد شعره ما ذكره ابن الوزي ف منتظمة قوله ‪ ...‬أقضى علي من الجل ‪ ...‬عذل العذول إذا عذل ‪ ...‬وأشد من‬
‫عذل العذو ‪ ...‬ل صدود إلف قد وصل ‪ ...‬وأشد من هذا وذا ‪ ...‬طلب النوال من السفل ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬من أراد العز والرا ‪ ...‬حة من هم طويل ‪ ...‬فليكن فردا ف النا ‪ ...‬س ويرضى‬
‫بالقليل ‪ ...‬ويرى أن سيي ‪ ...‬كافيا عما قليل ‪ ...‬ويرى بالزم أن الز ‪ ...‬م ف ترك الفضول ‪ ...‬ويداوي مرض الوح ‪ ...‬دة بالصب الميل ‪ ...‬ل يارى أحدا ما ‪ ...‬عاش ف قال وقيل‬
‫‪ ...‬يلزم الصمت فإن الصم ‪ ...‬ت تذيب العقول ‪ ...‬يذر الكب لهل الكب ‪ ...‬ر ويرضى بالمول ‪ ...‬أي عيش لمرئ ‪ ...‬يصبح ف حال ذليل ‪ ...‬بي قصد من عدو ‪ ...‬ومداواة جهول‬
‫‪ ...‬واعتلل من صدي ‪ ...‬ق وتن من ملول ‪ ...‬واحتراس من طنون السو ‪ ...‬مع عذل العذول ‪ ...‬ومقاسات بغيض ومداناة ثقيل ‪ ...‬أف معرفة النا ‪ ...‬س على كل سبيل ‪ ...‬وتام المر‬
‫‪ ...‬ل يعر ‪ ...‬رف سحا من بيل ‪ ...‬فإذا أكمل هذا كا ‪ ...‬ن ف ظل ظليل‬
‫ممد بن عبدال بن سكرة‬
‫أبو السن الاشي من ولد علي بن الهدي كان شاعرا خليعا ظريفا وكان ينوب ف نقابة الاشيي فترافع إليه رجل اسه علي وامرأة اسها عائشة يتحاكمان ف جل فقال هذه قضية ل أحكم‬
‫فيها بشيء لئل يعول الال خدعة ومن مستجاد شعره ولطيف قوله ‪ ...‬ف وجه إنسانة كلفت با ‪ ...‬أربعة ما اجتمعن ف أحد ‪ ...‬الوجه بدر والصدغ غالية ‪ ...‬والريق خر والثغر من برد‬
‫‪ ...‬وله قوله وقد دخل حاما فسرق نعليه فعاد إل منله حافيا فقال ‪ ...‬إليك أذم حام ابن موسى ‪ ...‬وإن فاق الن طيبا وحرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪319‬‬

‫‪ ...‬تكاثرت اللصوص عليه حت ‪ ...‬ليحفى من يطيف به ويعرى ‪ ...‬ول أفقد به ثوبا ولكن ‪ ...‬دخلت ممدا وخرجت بشرا‬
‫يوسف بن عمر بن مسرور‬
‫أبو الفتح القواس سع البغوي وابن أب داود وابن صاعد وغيهم وعنه اللل والعشاري والبغدادي والتنوخي وغيهم وكان ثقة ثبتا يعد من البدال قال الداقطن كنا نتبك به وهو صغي‬
‫توف لثلث بقي من ربيع الخر عن خس وثاني سنة ودفن بباب حرب‬
‫يوسف بن أب سعيد‬
‫السياي أبو ممد النحوي وهو الذي تم شرح أبيه لكتاب سيبويه وكان يرجع إل علم ودين وكانت وفاته ف ربيع الول منها عن خس وخسي سنة‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني وثلثمائة‬
‫ف مرمها كشف أهل البصرة عن قب عتيق فإذا هم بيت طري عليه ثيابه وسيفه فطنوه الزبي بن العوام فأخرجوه وكفنوه ودفنوه واتذوا عند قبه مسجدا ووقف عليه أوقاف كثية وجعل‬
‫عنده خدام وقوام وفرش وتنوير وفيها ملك الاكم العبيدي بلد مصر بعد أبيه العزيز بن العز الفاطمي وكان عمره إذ ذاك إحدى عشر سنة وستة أشهر وقام بتدبي الملكة أرجوان الادم‬
‫وأمي الدولة السن بن عمارة فلما تكن الاكم قتلها وأقام غيها ث قتل خلقا حت استقام له المر على ما سنذكره وحج بالناس المي الذي من جهة الصريي والطبة لم وفيها توف من‬
‫العيان‬
‫أحد بن إبراهيم‬
‫ابن ممد بن يي بن سحنويه أو حامد بن إسحاق بن الزكي النيسابوري سع الصم وطبقته وكان كثي العبادة من صغره إل كبه وصام ف عمره سردا تسعا وعشرين سنة وقال الاكم‬
‫وعندي أن اللئكة ل تكتب عليه خطيئة توف ف شعبان منها عن ثلث وستي سنة‬
‫أبو طالب الكي‬
‫صاحب قوت القلوب ممد بن علي بن عطية أبو طالب الكي الواعظ الذكر الزاهد التعبد الرجل الصال سع الديث وروى عن غي واحد قال العتبقي كان رجل صالا متهدا ف العبادة‬
‫وصنف كتابا ساه قوت القلوب وذكر فيه أحاديث ل أصل لا وكان يعظ الناس ف جامع بغداد وحكى ابن الوزي أن أصله من البل وأنه نشأ مكة وأنه دخل البصرة بعد وفاة أب السن‬
‫بن سال فانتمى إل مقالته ودخل بغداد فاجتمع عليه الناس وعقد له ملس الوعظ با فغلط ف كلم وحفظ عنه أنه قال ليس على الخلوقي أضر من الالق فبدعه الناس وهجروه وامتنع من‬
‫الكلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪320‬‬

‫على الناس وقد كان أبو طالب هذا يبيح السماع فدعا عليه عبدالصمد بن علي ودخل عليه فعاتبه على ذلك فأنشد أبو طالب ‪ ...‬فيا ليل كم فيك من متعب ‪ ...‬ويا صبح ليتك ل تقرب ‪...‬‬
‫فخرج عبد الصمد مغضبا وقال أبو القاسم بن سرات دخلت على شيخنا أب طالب الكي وهو يوت فقلت له أوص فقال أذا ختم ل بي فانثر على جنازي لوزا وسكرا فقلت كيف أعلم‬
‫بذلك فقال اجلس عند ويدك ف يدي فإن قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم ل بي قال ففعلت فلما حان فراقه قبض على يدي قبضا شديدا فلما رفع على جنازته نثرت اللوز والسكر على‬
‫نعشه قال ابن الوزي توف ف جادى الخرة منها وقبه ظاهر ف جامع الرصافة‬
‫العزيز صاحب مصر‬
‫نزار بن العز معد أب تيم ويكن نزار بأب منصور ويلقب بالعزيز توف عن اثنتي وأربعي سنة منها وكانت وليته بعد أبيه إحدى وعشرين سنة وخسة أشهر وعشر أيام وقام بالمر من بعده‬
‫ولده الاكم قبحه ابلله والاكم هذا هو الذي ينسب إليه الفرقة الضالة الضلة الزنادقة الاكمية واليه ينسب أهل وادي التيم من الدرزية أتباع هستكر غلم الاكم الذي بعثه إليهم يدعوهم‬
‫إل الكفر الحض فأجابوه لعنه ال وإياهم أجعي أما العزيز هذا فإنه كان قد استوزر رجل نصرانيا يقال له عيسى بن نسطورس وآخر يهوديا اسه ميشا فعز بسببهما أهل هذين اللتي ف ذلك‬
‫الزمان على السلمي حت كتبت إليه امرأة قصة ف حاجة لا تقول فيها بالذي أعز النصارى بعيسى بن نسطورس واليهود بيشا وأذل السلمي بما لا كشفت ظلمت فعند ذلك أمر بالقبض‬
‫على هذين الرجلي وأخذ من النصارى ثلثائة ألف دينار وفيها توفيت بنت عضد الدولة امرأة الطائع فحملت تركتها إل ابن أخيها باء الدولة وكان فيها جوهر كثي وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وثاني وثلثمائة‬
‫فيها توف فخر الدولة أبو السن علي بن ركن الدولة بن بويه وأقيم ولده رستم ف اللك مكانه وكان عمره أربع سني وقام خواص أبيه بتدبي اللك ف الرعايا ومن توف فيها من العيان أو‬
‫أحد العسكري اللغوي‬
‫السن بن عبيدال‬
‫ابن سعيد بن أحد العسكري اللغوي العلمة ف فنه وتصانيفه الفيد ف اللغة وغيها يقال إنه كان ييل إل العتزال ولا قدم الصاحب بن عباد هو وفخر الدولة البلدة الت كان فيها أبو أحد‬
‫العسكري وكان قد كب وأسن بعث إليه الصاحب رقعة فيها هذه البيات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪321‬‬

‫ولا أبيتم أن تزوروا وقلتم ‪ ...‬ضعفنا فما نقوى على الوحدان ‪ ...‬أتيناكم من بعد أرض نزوركم ‪ ...‬فكم من منل بكر لنا عوان ‪ ...‬نناشدكم هل من قرى لنيلكم ‪ ...‬بطول جوار ل يل‬
‫جفان ‪ ...‬تضمنت بنت ابن الرشيد كأنا ‪ ...‬تعمد تشبيهي به وعنان ‪ ...‬أهم بأمر الزم ل أستطيعه ‪ ...‬وقد حيل بي العي والنوان ‪ ...‬ث ركب بغلته تامل وصار إل الصاحب فوجده‬
‫مشغول ف خيمته بابة الوزارة فصعد أكمه ث نادى بأعلى صوته ‪ ...‬ما ل أرى القبة الفيحاء مقفلة ‪ ...‬دون وقد طال ما استفتحت مقفلها ‪ ...‬كأنا جنة الفردوس معرضة ‪ ...‬وليس ل عمل‬
‫زاك فأدخلها ‪ ...‬فلما سع الصاحب صوته ناداه أدخلها يا أبا أحد فلك السابقة الول فلما صار إليه أحسن إليه توف ف يوم التروية منها قال ابن خلكان وكانت ولدته يوم الميس لست‬
‫عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلثة وتسعي ومائتي وتوف يوم المعة لسبع خلون من ذي الجة سنة اثنتي وثان وثلثمائة‬
‫عبدال بن ممد بن عبدال‬
‫ابن إبراهيم بن عبيدال بن زياد بن مهران أبو القاسم الشاعر العروف بابن الثلج لن جده أهدى لبعض اللفاء ثلجا فوقع منه موقعا فعرف عند الليفة بالثلج وقد سع أبو القاسم هذا من‬
‫البغوي وابن صاعد وأب داود وحدث عن التنوخي والزهري والعقيقي وغيهم من الفاظ قال ابن الوزي وقد اتمه الحدثون منهم الدارقطن ونسبوه إل أنه كان يركب السناد ويضع‬
‫الديث على الرجال توف ف ربيع الول فجأة‬
‫ابن زولق‬
‫السن بن إبراهيم بن السي بن السن بن علي بن خلد بن راشد بن عبيد ال بن سليمان بن زولق أبو ممد الصري الافظ صنف كتابا ف قضاة مصر ذيل به كتاب أب عمر ممد بن‬
‫يوسف بن يعقوب الكندي إل سنة ست وأربعي ومائتي وذيل ابن زولق من القاضي بكار إل سنة ست وثاني وثلثمائة وهي أيام ممد بن النعمان قاضي الفاطميي الذي صنف البلغ الذي‬
‫انتصب فيه للرد على القاضي الباقلن وهو أخو عبدالعزيز بن النعمان وال أعلم وكانت وفاته ف أواخر ذي القعدة من هذه السنة عن إحدى وثاني سنة‬
‫ابن بطة عبيد ال بن ممد‬
‫ابن حران أبو عبدال العكبي العروف بابن بطة أحد علماء النابلة وله التصانيف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪322‬‬

‫الكثية الافلة ف فنون من العلوم سع الديث من البغوي وأب بكر النيسابوري وابن صاعد وخلق ف أقاليم متعددة وعنه جاعة من الفاظ منهم أبو الفتح بن أب الفوارس والزجي‬
‫والبمكي وأثن عليه غي واحد من الئمة وكان من يأمر بالعروف وينهى عن النكر وقد رأى بعضهم رسول ال فقال يا رسول ال ( ص ) قد اختلفت علي الذاهب فقال عليك باب عبدال‬
‫بن بطة فلما أصبح ذهب إليه ليبشره بالنام فحي له بن بطة تبسم إليه وقال له قبل أن ياطبه صدق رسول ال ( ص ) ثلث مرات وقد تصدى الطيب البغدادي للكلم ف ابن بطة والطعن‬
‫عليه وفيه بسبب بعض الرح ف ابن بطة الذي أسنده إل شيخه عبدالواحد بن علي السدي العروف بابن برهان اللغوي فانتدب ابن الوزي للرد على الطيب والطعن عليه أيضا بسبب‬
‫بعض مشايه والنصار لبن بطة فحكى عن أب الوفا بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة العتزلة ف أن الكفار ل يلدون ف النار وإنا قالوا ذلك لن دوام ذلك إنا هو التشفي‬
‫ول معن له هنا مع أنه قد وصف بأنه غفور رحيم وأنه لرحم الراحي ث شرع ابن عقيل يرد على ابن برهان قال ابن الوزي فكيف يقبل الرح من مثل هذا ث روى ابن الوزي بسنده عن‬
‫ابن بطة أنه سع العجم من البغوي قال والثبت مقدم على الناف قال الطيب وحدثن عبدالواحد بن برهان قال ثنا ممد بن أب الفوارس روى عن ابن بطة عن البغوي عن أب مصعب عن‬
‫مالك عن الزهري عن أنس قال قال رسول ال ( ص ) ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) قال الطيب وهذا باطل من حديث مالك والمل فيه على ابن بطة قال ابن الوزي والواب‬
‫عن هذا من وجهي أحدها أنه وجد بط ابن برهان ما حكاه الطيب ف القدح ف ابن بطة وهو شيخي أخت عنه العلم ف البداية الثان أن ابن برهان قد تقدم القدح فيه با خالف فيه الجاع‬
‫فيكف قبلت القول ف رجل قد حكيت عن مشايخ العماء أنه رجل صال ماب الدعوة نعوذ بال من الوى‬
‫علي بن عبدالعزيز بن مدرك‬
‫أبو السن البدعي روى عن أب حات وغيه وكان كثي الال فترك الدنيا وأقبل على الخرة فاعتكف ف السجد السجد وكان كثي الصلة والعبادة‬
‫فخر الدولة بن بويه‬
‫علي بن ركن الدولة أب علي السن بن بوسه الديلمي ملك بلد الري ونواحيها وحي مات أخوه مؤيد الدولة كتب إليه الوزير ابن عباد بالسراع إليه فوله اللك بعده واستوزر ابن عباد‬
‫على ما كات عليه توف عن ست أربعي سنة منها مدة ملكه ثلث عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة عشر يوما وترك من الموال شيئا كثيا من الذهب ما يقارب ثلثة آلف ألف دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪323‬‬

‫ومن الواهر نوا من خسة عشر ألف قطعة يقارب فيمتها ثلث آلف ألف دينار ذهبا وغي ذلك من أوان الذهب زنته ألف ألف دينار ومن الفضة زنته ثلثة آلف ألف درهم كلها آنية‬
‫ومن الثياب ثلثة آلف حل وخزانة السلح ألف حل ومن الفرش ألف وخسمائة حل ومن المتعة ما يليق باللوك شيئا كثيا ل يصر ومع هذا ل يصلوا ليلة موته إل شيء من الال ول‬
‫يصل له كفن إل ثوب من الجاورين ف السجد واشتغلوا عنه باللك حت ت لولده رستم من بعده فأنت اللك ول يتمكن أحد من الوصول إليه فربطوه ف حبال وجروه على درج القلعة من‬
‫نت ريه فتقطع جزاء وفاقا‬
‫ابن سعون الواعظ‬
‫ممد بن أحد بن إساعيل أبو السي بن سعون الواعظ أحد الصلحاء والعلماء كان يقال له الناطق بالكمة روى عن أب بكر بن داود وطبقته وكان له يد طول ف الوعظ والتدقيق ف‬
‫العاملت وكانت له كرامات ومكاشفات كان يوما يعظ على النب وتته أبو الفتح بن القواس وكان من الصالي الشهورين فنعس ابن القواس فأمسك ابن سعون عن الوعظ حت استيقظ‬
‫فحي استيقظ قال ابن سعون رأيت رسول ال ( ص ) ف منامك هذا قال نعم قال فلهذا أمسكت عن الوعظ حت ل أزعجك عما كنت فيه وكان لرجل ابنه مريضة مدنفة فرأى أبوها رسول‬
‫ال ( ص ) ف النام وهو يقول له اذهب إل ابن سعون ليأت منلك فيدعو لبنتك تبأ بإذن ال فلما أصبح ذهب إليه فلما رآه نض ولبس ثيابه وخرج مع الرجل فظن الرجل أنه يذهب إل‬
‫ملس وعظه فقال ف نفسه أقول له ف أثناء الطريق فلما مر بدار الرجل دخل إليها فأحضر إليه ابنته فدعا لا وانصرف فبأت من ساعتها وبعث إليه الليفة الطائع ل من أحضره إليه وهو‬
‫مغضب عليه فخيف على ابن سعون منه فلما جلس بي يديه أخذ ف الوعظ وكان أكثر ما أورده من كلم علي بن أب طالب فبكى الليفة حت سع نشيجه ث خرج من بي يديه وهو مكرم‬
‫فقيل للخليفة رأيناك طلبته وأن غضبان فقال بلغن انه ينتقص عليا فأردت أن أعاقبه فلما حضر أكثر من ذكر علي فعلمت أنه موفق فذكرن وشفى ما كان ف خاطري عليه ورأى بعضهم ف‬
‫النام رسول ال ( ص ) وإل جانبه عيسى بن مري عليه السلم وهو يقول أليس من أمت ألبار أليس من أمت أصحاب الصوامع فبينا هو يقول ذلك إذ دخل ابن سعون فقال رسول ال ( ص‬
‫) لعيسى أف أمتك مثل هذا فسكت عيسى ولد ابن سعون ف سنة ثلثمائة وتوف يوم الميس الرابع عشر من ذي القعدة ف هذه السنة ودفن بداره قال ابن الوزي ث أخرج بعد سنتي إل‬
‫مقبة أحد بن حنبل وأكفانه ل تبل رحه ال‬
‫آخر ملوك السامانية نوح بن منصور‬
‫ابن نوح بن نصر بن أحد بن إساعيل أبو القاسم السامان ملك خراسان وغزنة وما وراء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪324‬‬

‫النهر ول اللك وعمره ثلث عشرة سنة واستمر ف اللك إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر ث قبض عليه خواصه وأجلسوا مكانه أخاه عبداللك فقدهم ممد بن سبكتيكن فانتزع اللك من‬
‫ايدهم وقد كان لم اللك مائة وستي سنة فباد ملكهم ف هذا العام ول المر من قبل ومن بعد‬
‫أبو الطيب سهل بن ممد‬
‫ابن سليمان بن ممد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي إمام أهل نيسابور وشيخ تلك الناحية كان يضر ملسه خسمائة مبة وكانت وفاته ف هذه السنة على الشهور وقال الافظ أبو‬
‫يعلى الليلي ف الرشاد مات ف سنة ستي وأربعمائة فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي ف ذي الجة منهاسقط ف بغداد برد عظيم بيث جد الاء ف المامات وبول الدواب ف الطرقات وفيها جاءت رسل أب طالب بن فخر الدولة ف البيعة له فبايعه الليفة‬
‫وأمره على بلد ألرى ولقبه مد الدولة كهف المة وبعث إليه باللع واللوية وكذلك فعل ببدر بن حسنويه ولقبه ناصر الدين والدولة وكان كثي الصدقات وفها هرب أبو عبدال بن جعفر‬
‫العروف بابن الوثاب النتسب إل جده الطائع من السجن بدار اللفة إل البطيحة فآواه صاخبها مهذب الدولة ث أرسل القادر بال ف أمره فجيء به مضيقا عليه فاعتقله هرب من العتقال‬
‫أيضا فهذب إل بلد كيلن فادعى انه الطائع ل فصدقوه وبايعوه وأدوا إليه العشر وغي ذلك من القوق ث اتفق ميء بعضهم إل بغداد فسألوا عن المر فإذا ليس له أصل ول حقيقة‬
‫فرجعوا عنه واضمحل أمره وفسد حاله فانزم عنهم وحج بالناس فيها أمي الصريي والطبة بالرمي للحاكم العبيدي قبحه ال ومن توف فيها من العيان الطاب أبو سليمان حد ويقال أحد‬
‫بن ممد بن إبراهيم بن الطاب الطاب البست أحد الشاهي العيان والفقهاء الجتهدين الكثرين له من الصنفات معال السنن وشرح البخاري وغي ذلك وله شعر حسن فمنه قوله ‪ ...‬ما‬
‫دمت حيا فدار الناس كلهم ‪ ...‬فإنا أنت ف دار الداراة ‪ ...‬من يدرداري ومن ل يدر سوف يرى ‪ ...‬عما قليل نديا للندامات ‪ ...‬توف بدينة بست ف ربيع الول من هذه السنة قاله ابن‬
‫خلكان‬
‫السي بن أحد بن عبدال‬
‫ابن عبدالرحن بن بكر بن عبدال الصيف الافظ الطبق سع إساعيل الصفار وابن السماك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪325‬‬

‫والنجاد واللدي وأبا بكر الشاشي وعنه ابن شاهي والزهري والتنوخي وحكى الزهري انه دخل عليه وبي يديه أجزاء كبار فجعل إذا ساق إسنادا أورد متنه من حفظه وإذا سرد متنا ساق‬
‫إسناده من حفظه قال وفعلت هذا معه مرارا كل ذلك يورد الديث إسنادا ومتنا كما ف كتابه قال وكان ثقة فحسدوه وتكلموا فيه وحكى الطيب أن ابن أب الفوارس اتمه بأنه يزيد ف‬
‫ساع الشيوخ ويلحق رجال ف الحاديث ويصل القاطيع توف ف ربيع الول منها عن إحدى وسبعي سنة‬
‫صمصامة الدولة‬
‫ابن عضد الدولة صاحب بلد فارس خرج عليه ابن عمه أبو نصر بن بتيار فهرب منه ونا ف جاعة من الكراد فلما وغلوا به أخذوا ما ف خزائنه وحواصله ولقه أصحاب ابن بتيار فقتلوه‬
‫وحلوا رأسه إليه فلما وضع بي يدي ابن بتيار قال هذه سنة سنها ابوك وكان ذلك ف ذي الجة من هذه السنة وكان عمره يوم قتل خسا وثلثي سنة ومدة ملكه منها تسع سني وأشهر‬
‫عبدالعزيز بن يوسف الطان‬
‫أبو القاسم كاتب النشاء لعضد الدولة ث وزر لبنه باء الدولة خسة أشهر وكان يقول الشهر توف ف شعبان منها‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن إبراهيم أبو الفتح العروف بغلم الشنبوذي كان عالا بالقراءات وتفسيها يقال إنه كان يفظ خسي ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن ومع هذا تكلموا ف روايته عن أب السي بن‬
‫شنبوذ وأساء الدارقطن القول فيه توف ف صفر منها وولد سنة إحدى وثلثي وثلثمائة‬
‫ث دخلت سنة تسع وثاني وثلثمائة‬
‫فيها قصد ممود بن سبكتكي بلد خراسان فاستلب ملكها من أيدي السامانية وواقعهم مرات متعددة ف هذه السنة وما قبلها حت أزال اسهم ورسهم عن البلد بالكلية وانقرضت دولتهم‬
‫بالكلية ث صمد لقتال ملك الترك با وراء النهر وذلك بعد موت الاقان الكبي الذي يقال له فائق وجرت له معهم حروب وخطوب وفيها استول باء الدولة على بلد فارس وخوزستان‬
‫وفيها أرادت الشيعة أن يصنعوا ما كانوا يصنعونه من الزينة يوم غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الجة فيما يزعمونه فقاتلهم جهلة آخرون من النتسبي إل السنة فادعوا أن ف مثل‬
‫هذا اليوم حصر النب ( ص ) وأبو بكر ف الغار فامتنعوا من ذلك وهذا أيضا جهل من هؤلء فإن هذا إنا كان أوائل ربيع الول من أول سن الجرة فإنما أقاما فيه ثلثا وحي خرجا منه‬
‫قصدا الدينة دخلها بعد ثانية أيام أو نوها وكان دخولما الدينة ف اليوم الثان عشر من ربيع الول وهذا مر معلوم مقرر ومرر ولا كانت الشيعة يصنعون ف يوم عاشوراء مأتا يظهرون فيه‬
‫الزن على السي‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪326‬‬

‫ابن علي قابلتهم طائفة أخرى من جهلة أهل السنة فادعوا أن ف اليوم الثان عشر من الحرم قتل مصعب بن الزبي فعملوا له مأتا كما تعمل الشيعة للحسي وزاروا قبه كما زاروا قب‬
‫السي وهذا من باب مقابلة البدعة ببدعة مثلها ول يرفع البدعة إل السنة الصحيحة وفيها وقع برد شديد مع غيم مطبق وريح قوية بيث أتلفت شيئا كثيا من النخيل ببغداد فلم يتراجع‬
‫حلها إل عادتا إل بعد سنتي وفيها حج بركب العراق الشريفان الرضي والرتضي فاعتقلهما أمي العراب ابن الراح فافتديا أنفسهما منه بتسعة آلف دينار من أموالما فأطلقهما ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫زاهد بن عبدال‬
‫ابن‬
‫أحد بن ممد‬
‫بن عيسى السرخسي القرئ الفقيه الحدث شيخ عصره براسان قرأ على ابن ماهد وتفقه بأب اسحاق الروزي إمام الشافعية وأخذ اللغة والدب والنحو عن أب بكر بن النباري توف ف‬
‫ربيع الخر عن سن وتسعي سنة‬
‫عبدال بن ممد بن إسحاق‬
‫ابن سليمان بن ملد بن إبراهيم بن مروز أبو القاسم العروف ابن حبابة روى عن البغوي وأب بكر بن أب داود وطبقتهما وكان ثقة مأمونا مسندا ولد ببغداد سنة تسع وتسعي ومائتي ومات‬
‫ف جادى الول من هذه السنة عن تسعي سنة وصلى عليه الشيخ أبو حامد السفرايين شيخ الشافعية ودفن ف مقابر جامع النصور‬
‫ث دخلت سنة تسعي وثلثمائة من الجرة النبوية‬
‫فيها ظهر بأرض سجستان معدن من ذهب كانوا يفرون فيه مثل البار ويرجون منه ذهبا أحر وفيها قتل المي أبو نصر بن بتيار صاحب بلد فارس واستول عليها باء الدولة وفيها قلد‬
‫القادر بال القضاء بواسط وأعمالا أبا حازم ممد بن السن الواسطي وقرئ عهده بدار اللفة وكتب له القادر وصية حسنة طويلة أوردها ابن الوزي ف منتظمه وفيها مواعظ وأوامر‬
‫ونواهي حسنة جيدة ومن توف فيها من العيان أحد بن ممد ابن أب موسي أبو بكر الاشي الفقيه الالكي القاضي بالدائن وغيها وخطب بامع النصور وسع الكثي وروى عنه الم الغفي‬
‫وعنه الدارقطن الكبي وكان عفيفا نزها ثقة دينا توف ف مرم هذه السنة عن خس وسبعي سنة‬
‫عبيدال بن عثمان بن يي‬
‫أبو القاسم الدقاق ويعرف بابن حنيفا قال القاضي العلمة أبو يعلى بن الفراء وهذا جده وروى باللم ل بالنون حليفا وقد سع الديث ساعا صحيحا وروى عنه الزهري وكان ثقة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪327‬‬

‫مأمونا حسن اللق ما رأينا مثله ف معناه‬


‫السي بن ممد بن خلف‬
‫ابن الفراء والد القاضي أب يعلى وكان صالا فقيها على مذهب أب حنيفة أسند الديث ورى عنه ابنه أبو حازم ممد بن السي‬
‫عبدال بن أحد‬
‫ابن علي بن أب طالب البغدادي نزيل مصر وحدث با فسمع منه الافظ عبدالغن بن سعيد الصري‬
‫عمر بن إبراهيم‬
‫ابن أحد أبو نصر العروف بالكتان القري ولد سنة ثلثمائة وروى عن البغوي وابن ماهد وابن صاعد وعنه الزهري وغيه وكان ثقة صالا‬
‫ممد بن عبدال بن السي‬
‫ابن عبدال بن هارون أبو السي الدقاق العروف بابن أخي ميمي سع البغوي وغيه وعنه جاعة ول يزل على كب سنة يكتب الديث إل أن توف وله تسعون سنة وكان ثقة مأمونا دينا‬
‫فاضل حسن الخلق توف ليلة المعة لثمان وعشرين من شعبان منها‬
‫ممد بن عمر بن يي‬
‫ابن السي بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب رضي ال تعال عنه الشريف أبو السي العلوي الكوف ولد سنة خس عشرة وسع من أب العباس بن عقدة وغيه وسكن بغداد‬
‫وكانت له أموال كثية وضياع ودخل عظيم وحشمة وافرة وهة عالية وكان مقدما على الطالبيي ف وقته وقد صادره عضد الدولة ف وقت استحوذ على جهور أمواله وسجنه ث أطلقه‬
‫شرف الدولة بن عضد الدولة ث صادره باء الدولة بألف ألف دينار ث سجنه ث أطلقه واستنابه على بغداد ويقال إن غلته كانت تساوي ف كل سنة بألفي ألف دينار وله وجاهة كبية جدا‬
‫ورياسة باذخة‬
‫الستاذ أبو الفتوح برجوان‬
‫الناظر ف المور بالديار الصرية ف الدولة الاكمية واليه تنسب حارة برجوان بالقاهرة كان أول من غلمان العزيزبن العز ث صار عند الاكم نافذ المر مطاعا كبيا ف الدولة ث أمر بقتله ف‬
‫القصر فضرب به المي ريدان الذي تنسب إليه الريدانية خارخ باب الفتوح بسكي ف بطنه فقتله وقد ترك شيئا ك كثيا من الثاث والثياب من ذلك ألف سراويل بيدقي بألف تكة من‬
‫حرير قاله ابن خلكان وول الاكم بعده ف منصبه المي حسي بن القائد جوهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪328‬‬


‫الريري العروف بابن طرار‬
‫العاف بن زكريا بن يي بن حيد بن حاد بن داود أبو الفرج النهروان القاضي لنه ناب ف الكم العروف بابن طرار الريري لنه اشتغل على ابن جرير الطبي وسلك وراءه ف مذهبه‬
‫فنسب إليه سع الديث من البغوي وابن صاعد وخلق وروى عنه جاعة وكان ثقة مأمونا عالا فاضل كثي الداب والتمكن ف أصناف العلوم وله الصنفات الكثية منها كتابه السمى‬
‫بالليس والنيس فيه فوائد كثية جة وكان الشيخ أبو ممد الباقلن أحد أئمة الشافعية يقول إذا حضر العاف حضرت العلوم كلها ولو أوصى رجل بثلث ماله لعلم الناس لوجب أن‬
‫يصرف إليه وقال غيه اجتمع جاعة من الفضلء ف دار بعض الرؤساء وفيهم العاف فقالوا هل نتذاكر ف فن من العلوم فقال العاف لصاحب النل وكان عنده كتب كثية ف خزانة عظيمة‬
‫مر غلمك أن يأن بكتاب من هذه الكتب أي كتاب كان نتذاكر فيه فتعجب الاضرون من تكنه وتبحره ف سائر العلوم وقال الطيب البغدادي أنشدنا االشيخ أبو الطيب الطبي أنشدنا‬
‫العاف بن زكريا لنفسه ‪ ...‬أل قل لن كان ل حاسدا ‪ ...‬أتدري على من أسأت الدب ‪ ...‬أسأت على ال سبحانه ‪ ...‬لنك ل ترضى ل ما وهب ‪ ...‬فجازاك عن بأن زادن ‪ ...‬وسد عليك‬
‫وجوه الطلب ‪ ...‬توف ف ذي الجة من هذه السنة عن خس وثاني سنة رحه ال‬
‫ابن فارس‬
‫صاحب الجمل وقيل إنه توف ف سنة خس وتسعي كما سيأت‬
‫أم السلمة‬
‫بنت القاضي أب بكر بن أحد بن كامل بن خلف بن شنخرة أم الفتح سعت من ممد بن إساعيل النصلن وغيه وعنها الزهري والتنوخي وأبو يعلى بن الفراء وغيهم وأثن عليها غي‬
‫واحد ف دينها وفضلها وسيادتا وكان مولدها ف رجب من سنة ثان وتسعي وتوفيت ف رجب أيضا من هذه السنة عن ثنتي وتسعي سنة رحها ال تعال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وتسعي وثلثمائة‬
‫فيها بايع الليفة القادر بال أب الفضل بولية العهد من بعده وخطب له على النابر بعد أبيه ولقب بالغالب بال وكان عمره حينئذ ثان سني وشهورا ول يتم له ذلك وكان سبب ذلك أن‬
‫رجل يقال له عبدال بن عثمان الواقفي ذهب إل بعض الطراف من بلد الترك وادعى أن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪329‬‬

‫القادر بال جعله ول العهد من بعده فخطبوا له هنالك فلما بلغ القادر أمره بعث يتطلبه فهرب ف البلد وتزق ث أخذه بعض اللوك فسجنه ف قلعة إل أن مات فلهذا بادر القادر إل هذه‬
‫البيعة وف يوم الميس الثان عشر من ذي القعدة ولد المي أو جعفر عبدال بن القادر بال وهذا هو الذي صارت إليه اللفة وهو القائم بأمر ال وفيها قتل المي حسام الدولة القلد بن‬
‫السيب العقيلي غيلة ببلد النبار وكان قد عظم شأنه بتلك البلد ورام الملكة فجاءه القدر الحتوم فقتله بعض غلمانه التراك وقام بالمر من بعده ولده قرواش وحج بالناس الصريون وفيها‬
‫توف من العيان‬
‫جعفر بن الفضل بن جعفر‬
‫جعفر بن الفضل بن جعفر ابن ممد بن الفرات أبو الفضل العروف بابن خنابه الوزير ولد سنة ثان وثلثمائة ببغداد ونزل الديار الصرية ووزر با للمي كافور الخشيدي وكان أبوه وزيرا‬
‫للمقتدر وقد سع الديث من ممد بن هارون الضرمي وطبقته من البغداديي وكان قد سع ملسا من البغوي ول يكن عنده وكان يقول من جاءن به أغنيته وكان له ملس للملء بصر‬
‫وبسببه رحل الدارقطن إل مصر فنل عنده وخرج له مسندا وحصل له منه مال جزيل وحدث عنه الدارقطن وغيه من الكابر ومن مستجاد شعره قوله ‪ ...‬من أخل النفس أحياها وروحها‬
‫‪ ...‬ول يبت طاويا منها على ضجر ‪ ...‬إن الرياح إذا اشتدت عواصفها ‪ ...‬فليس ترمي سوى العال من الشجر ‪ ...‬قال ابن خلكان كانت وفاته ف صفر وقيل ف ربيع الول منها عن ثنتي‬
‫وثاني سنة ودفن بالقرافة وقيل بداره وقيل إنه كان قد اشترى بالدينة النبوية دارا فجعل له فيها تربة فلما نقل إليها تلقته الشراف لحسانه إليهم فحملوه وحجوا به ووقفوا به بعرفات ث‬
‫أعادوه إل الدينة فدفنوه بتربته‬
‫ابن الجاج الشاعر‬
‫السي بن أحد بن الجاج أبو عبدال الشاعر الاجن القذع ف نظمه يستنكف اللسان عن التلفظ با والذنان عن الستماع لا وقد كان أبوه من كبار العمال وول هو حسبة بغداد ف أيام‬
‫عزالدولة فاستخلف عليها نوابا سنة وتشاغل هو بالشعر السخيف والرأي الضعيف إل أن شعره جيد من حيث اللفظ وفيه قوة تدل على تكي واقتدار على سبك العان القبيحة الت هي ف‬
‫غاية الفضيحة ف اللفاظ الفصيحة وله غي ذلك من الشعار الستجادة وقد امتدح مرة صاحب مصر فبعث إليه بألف دينار وقول ابن خلكان بأنه عزل عن حسبة بغداد بأب سعيد‬
‫الصطخري قول ضعيف ل يسامح بثله فإن أبا سعيد توف ف سنة ثان وعشرين وثلثمائة فكيف يعزل به ابن الجاج وهو ل يكن ادعاء أن يلي السبة بعده أبو سعيد الصطخري وابن‬
‫خلكان قد أرخ وفاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪330‬‬

‫هذا الشاعر بذه السنة ووفاة الصطخري با تقدم وقد جع الشريف الرضي أشعاره اليدة على حدة ف ديوان مفرد ورثاه حي توف هو وغيه من الشعراء‬
‫عبدالعزيز بن أحد بن السن الزري‬
‫القاضي بالرم وحري دار اللفة وغي ذلك من الهات كان ظاهريا على مذهب داود وكان لطيفا تاكم إليه وكيلن فبكى أحدها ف أثناء الصومة فقال له القاضي أرن وكالتك فناوله‬
‫فقرأها ث قال له ل يعل إليك أن تبكي عنه فاستضحك الناس ونض الوكيل خجل‬
‫عيسى بن الوزير علي بن عيسى‬
‫ابن داود بن الراح أبو القاسم البغدادي وكان أبوه من كبار الوزراء وكتب هو للطائع أيضا وسع الديث الكثي وكان صحيح السماع كثي العلوم وكان عارفا بالنطق وعلم الوائل‬
‫فاتموه بشيء من مذهب الفلسفة ومن جيد شعره قوله ‪ ...‬رب ميت قد صار بالعلم حيا ‪ ...‬ومبقى قد مات جهل وغيا ‪ ...‬فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا ‪ ...‬ل تعدوا الياة ف الهل شيا‬
‫‪ ...‬ولد ف سنة ثنتي وثلثمائة وتوف ف هذه السنة عن تسع وثاني سنة ودفن ف داره ببغداد‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وتسعي وثلثمائة‬
‫ف مرمها غزا يي الدولة ممود بن سبكتكي بلد الند فقصده ملكها جيبال ف جيش عظيم فاقتتلوا قتال شديدا ففتح ال على السلمي وانزمت النود وأسر ملكهم جيبال وأخذوا من عنقه‬
‫قلدة قيمتها ثانون ألف دينار وغنم السلمون منهم اموال عظيمة وفتحوا بلدا كثية ث إن ممودا سلطان السلمي أطلق ملك الند احتقارا له واستهانة به لياه أهل ملكته والناس ف الذلة‬
‫فحي وصل جيبال إل بلده ألقى نفسه ف النار الت يعبدونا من دون ال فاحترق لعنه ال وف ربيع الول منها ثارت العوام على النصارى ببغداد فنهبوا كنيستهم الت بقطيعة الدقيق‬
‫وأحرقوها فسقطت على خلق فماتوا وفيهم جاعة من السلمي رجال ونساء وصبيان وف رمضان منها قوى أمر العيارين وكثرت العملت ونبت بغداد وانتشرت الفتنة قال ابن الوزية وف‬
‫ليلة الثني منها ثالث القعدة انقض كوكوب أضاء كضوء القمر ليلة التمام ومضى الشعاع وبقي جرمه يتموج نو ذراعي ف ذراعي ف رأي العي ث توارى بعد ساعة وف هذا الشهر قدم‬
‫الجاج من خرسان إل بغداد ليسيوا إل الجاز فبلغهم عيث العراب ف الرض بالفساد وأنه ل ناصر لم ول ناظر ينظر ف أمرهم فرجعوا إل بلدهم ول يج من بلد الشرق أحد ف هذه‬
‫السنة وف يوم عرفة منها ولد لبهاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪331‬‬

‫الدولة ابنان توأمان فمات أحدها بعد سبع سني وأقام الخر حت قام بالمر من بعد أبيه ولقب شرف الدولة وحج الصريون فيها بالناس ومن توف فيها من العيان‬
‫ابن جن‬
‫أبو الفتح عثمان بن جن الوصلي النحوي اللغوي صاحب التصانيف الفائقة التداولة ف النحو واللغة وكان جن عبدا روميا ملوكا لسليمان بن فهد بن أحد الزدي الوصلي ومن شعره ف‬
‫ذلك قوله ‪ ...‬فإن أصبح بل نسب ‪ ...‬فعلمي ف الورى نسب ‪ ...‬على أن أؤول إل ‪ ...‬قروم سادة نب ‪ ...‬قياصرة إذا نطقوا ‪ ...‬أرموا الدهر ذا الطب ‪ ...‬أولك دعا النب صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم لم ‪ ...‬كفى شرفا دعاء نب ‪ ...‬وقد أقام ببغداد ودرس با العلم إل أن توف ليلة المعة لليلتي خلتا من صفر منها قال ابن خلكان ويقال إنه كان أعور وله ف ذلك ‪ ...‬صدودك‬
‫عن ول ذنب ل ‪ ...‬يدل على نية فاسدة ‪ ...‬فقد وحياتك ما بكيت خشيت على عين الواحدة ‪ ...‬ولول ومافة أن أرا ‪ ...‬ك لا كان ف تركها فائدة ‪ ...‬ويقال إن هذه البيات لغيه وكان‬
‫قائلها أعور وله ف ملوك حسن الصورة أعور قوله ‪ ...‬له عي أصابت كل عي ‪ ...‬وعي قد أصابتها العيون ‪ ...‬أبو السن الرجان الشاعر الاهر‬
‫علي بن عبدالعزيز‬
‫القاضي بالري سع الديث وترقى ف العلوم حت أقر له الناس بالتفرد وله أشعار حسان من ذلك قوله ‪ ...‬يقولون ل فيك انقباض وإنا ‪ ...‬رأو رجل عن موقف الذل أحجمكا ‪ ...‬أرى‬
‫الناس من داناهم هان عندهم ‪ ...‬ومن أكرمته عزة النفس أكرما ‪ ...‬ول أقض حق العلم إن كان كلما ‪ ...‬بدا طمع صيته ل سلما ‪ ...‬إذا قيل ل هذا مطمع قلت قد أرى ‪ ...‬ولكن نفس‬
‫الر تتمل الظما ‪ ...‬ول أبتذل ف خدمة العلم مهجت ‪ ...‬ل خدم من ل قيت ولكن ل خدما ‪ ...‬أأشقى به غرسا وأجنيت ذلة ‪ ...‬إذا فابتاع الهل قد كان أحزما ‪ ...‬ولو أن أهل العلم‬
‫صانوه صانم ‪ ...‬ولو عظموه ف النفس لعظما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪332‬‬

‫ولكن أهانوه فهان ودنسوا ‪ ...‬مياه بالطماع حت نهما ‪ ...‬ومن مستجاد شعره أيضا ‪ ...‬ما تطعمت لدة العيش حت ‪ ...‬صرت للبيت والكتاب جليسا ‪ ...‬ليس عندي شيء ألذ من ال ‪...‬‬
‫علم فما أبتغي سواه أنيسا ‪ ...‬ومن شعره أيضا ‪ ...‬إذا إذا شئت أن تستقرض الالل منقا ‪ ...‬على شهوات النفس ف زمن العسر ‪ ...‬فسل نفسك النفاق من كن صبها ‪ ...‬عليك وإنظارا‬
‫إل زمن اليسر ‪ ...‬فإن فعلت كنت الغن وإن أبت ‪ ...‬فكل منوع بعدها واسع العذر ‪ ...‬توف رحه ال ف هذه السنة وحل تابو له إل جرجان فدفن با‬
‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي وثلثمائة‬
‫وفيها كانت وفاة الطائع ل على ما سنذكره وفيها منع عميد اليوش الشيعة من النوح على السي ف يوم عاشوراء ومنع جهلة السنة بباب البصرة وباب الشعي من النوح على مصعب بن‬
‫الزبي بعد ذلك بثمانية أيام فامتنع الفريقان ول المد والنة وف أواخر الحرم خلع باء الدولة وزيره أبا غالب ممد بن خلف عن الوزارة وصادره بائة ألف دينار قاشانية وف أوائل صفر‬
‫منها غلت السعار ببغداد جدا وعدمت النطة حت بيع الكر بائة وعشرين دينارا وفيها برز عميد اليوش إل سر من رأى واستدعى سيد الدولة أبا السن علي بن مزيد وقرر عليه ف كل‬
‫سنة أربعي ألف دينار فالتزم بذلك فقرره على بلده وفيها هرب أبو العباس الضب وزير مد الدولة بن فخر الدولة من الري إل بدر بن حسنوية فأكرمه وول بعد ذلك وزارة مد الدولة أبو‬
‫علي الطي وفيها استناب الاكم على دمشق وجيوش الشام أبا ممد السود ث بلغه أنه عزر رجل مغربيا سب ابو بكر وعمر رضي ال عنهما وطاف به ف البلد فخاف من معرة ذلك فبعث‬
‫إليه فعزله مكرا وخديعة وانقطع الج فيها من العراق بسبب العراب ومن توف فيها من العيان‬
‫إبراهيم بن أحد بن ممد‬
‫أبو إسحاق الطبي الفقيه الالكي مقدم العدلي ببغداد وشيخ القراءات وقد سع الكثي من الديث وخرج له الداقطن خسمائة جزء حديث وكان كريا مفضل على أهل العلم‬
‫الطائع ل عبدالكري بن الطيع‬
‫تقدم خلعه وذكر ما جرى له توف ف ليلة عيد الفطر منها عن خس أو ست وسبعي سنة منها سبع عشر سنة وستة أشهر وخسة أيام خليفة وصلى عليه الليفة القادر فكب عليه خسا وشهد‬
‫جنازته الكابر ودفن بالرصافه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪333‬‬

‫ممد بن عبدالرحن بن العباس بن زكريا‬


‫أبو طاهر الخلص شيخ كبي الرواية سع البغوي وابن صاعد وخلقا وعنه البقان والزهري واللل والتنوخي وكان ثقة من الصالي توف ف رمضان منها عن ثان وثاني سنة رحه ال‬
‫ممد بن عبدال‬
‫أبو السن السلمي الشاعر الجيد له شعر مشهور ومدائح ف عضد الدولة وغيه ميمونة بنت شاقولة الواعظة الت هي للقرآن حافظة ذكرت يوما ف وعظها أن ثوبا الذي عليها وأشارت‬
‫إليه له ف صحبتها تلبسه منذ سبع وأربعي سنة وما تغي وأنه كان من غزل أمها قالت والثوب إذا ل يعص ال فيه ل يتخرق سريعا وقال ابنها عبدالصمد كان ف دارنا حائط يريد أن ينقض‬
‫فقلت لمي أل ندعو البناء ليصلح هذا الدار فأخذت رقعة فكتبت فيها شيئا ث أمرتن أن أضعها ف موضع من الدار فوضعتها فمكث على ذلك عشرين سنة فلما توفيت أردت أن أستعلم‬
‫ما كتبت ف الرقعة فحي أخذتا من الدار سقط وإذا ف الرقعة إن ال يسك السموات والرض أن تزول اللهم مسك السموات والرض أمسكه‬
‫ث دخلت سنة أربع وتسعي وثلثمائة‬
‫وفيها ول باء الدولة الشريف أبا أحد السي بن أحد بن موسى الوسوي قضاء القضاة والج والظال ونقابة الطالبيب ولقب بالطاهر الوحد ذوي الناقب وكان التقليد له بسياج فلما‬
‫وصل الكتاب إل بغداد ل يأذن له الليفة القادر ف قضاء القضاة فتوقف حاله بسبب ذلك وفيها ملك أبو العباس بن واصل بلد البطيحة وأخرج منها مهذب الدولة فقصده زعيم اليوش‬
‫ليأخذها منه فهزمه ابن واصل ونب أمواله وحواصله وكان ف جلة ما أصاب ف خيمة الزانة ثلثون ألف دينار وخسون ألف درهم وفيها خرج الركب العراقي إل الجاز ف جحفل عظيم‬
‫كبي وتمل كثي فاعترضهم الصيفر أمي العراب فبعثوا إليه بشابي قارئي ميدين كانا معهم يقال لما أبو السن الرفا وأبو عبدال بن الزجاجي وكانا من أحسن الناس قراءة ليكلماه ف‬
‫شيء يأخذه من الجيج ويطلق سراحهم ليدركوا الج فلما جلسا بي يديه قرآ جيعا عشرا بأصوات هائلة مطربة مطبوعة فأدهشه ذلك وأعجبه جدا وقال لما كيف عيشكما ببغداد فقال‬
‫بي ل يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والفضة والتحف فقال لما هل أطلق لكما أحد منهم بألف ألف دينار ف يوم واحد فقال ل ول ألف درهم ف يوم واحد قال فإن أطلق‬
‫لكما ألف ألف دينار ف هذه اللحظة أطلق لكما الجيج كله ولول كما لا قنعت منهم بالف ألف دينار فأطلق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪334‬‬

‫الجيج كله بسببهما فلم يتعرض أحد من العراب لم وذهب الناس إل الج سالون شاكرون لذينك الرجلي القرئي ولا وقف الناس بعرفات قرأ هذان الرجلن قراءة عظيمة على جبل‬
‫الرحة فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتما وقالوا لهل العراق ما كان ينبغي لكم أن ترجوا معكم بذين الرجلي ف سفرة واحدة لحتمال أن يصابا جيعا بل كان ينبغي أن‬
‫ترجوا بأحدها وتدعوا الخر فإذا أصيب سلم الخر وكانت الجة والطبة للمصرييي كما هي لم من سني متقدمة وقد كان أمي العراق عزم على العود سريعا إل بغداد على طريقهم الت‬
‫جاؤا منها وأن ل يسيوا إل الدينة النبوية خوفا من العراب وكثرة الفارات فشق ذلك على الناس فوقف هذان الرجلن يقرآن على جادة الطريق الت منها يعدل إل الدينة النبوية وقرآ ما‬
‫كان لهل الدينة ومن حولم من العراب أن يتخلفوا عن رسول ال ول يرغبوا بأنفسهم عن نفسه اليات فضج الناس بالبكاء وأمالت النوق أعناقها نوها فمال الناس بأجعهم والمي إل‬
‫الدينة النبوية فزاروا وعادوا سالي إل بلدهم ول المد والنة ولا رجع هذان القارئان رتبهما ول المر مع أب بكر بن البهلول وكان مقرئا ميدا أيضا ليصلوا بالناس صلة التراويح ف‬
‫رمضان فكثر المع وراءهم لسن تلوتم وكانوا يطيلون الصلة جدا ويتناوبون ف المامة يقرؤون ف كل ركعة بقدر ثلثي آية والناس ل يصرفون من التراويح إل ف الثلث الول من‬
‫الليل أو قريب النصف منه وقد قرأ ابن البهلول يوما ف جامع النصور قوله تعال أل يأن للذين آمنوا أن تشع قلوبم لذكر ال وما نزل من الق فنهض إليه رجل صوف وهو يتمايل فقال‬
‫كيف قلت فأعاد الية فقال الصوف بلى وال وسقط ميتا رحه ال قال ابن الوزي وكذلك وقع لب السن بن الشاب شيخ ابن الرفا وكان تلميذا لب بكر بن الدمي التقدم ذكره وكان‬
‫جيد القراءة حسن الصوت أيضا قرأ ابن الشاب هذا ف جامع الرصافة ف الحياء هذه الية أل يأن للذين آمنوا فتواجد رجل صوف وقال بلى وال قد آن وجلس وبكى بكاء طويل ث‬
‫سكت سكتة فإذا هو ميت رحه ال ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو علي السكاف‬
‫ويلقب بالوفق وكان مقدما عند باء الدولة فوله بغداد فأخذ أموال كثية من اليهود ث هرب إل البطيحة فأقام با سنتي ث قدم بغداد فوله باء الدولة الوزارة وكان شهما منصورا ف‬
‫الرب ث عاقبه بعد ذلك وقتله ف هذه السنة عن تسع وأربعي سنة‬
‫ث ( خلت سنة خس وتسعي وثلثمائة‬
‫فيها عاد مهذب الدولة إل البطيحة ول يانعه ابن واصل وقرر عليه ف كل سنة لبهاء الدولة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪335‬‬

‫خسي ألف دينار وفيها كان غلء عظيم بإفريقية بيث تعطلت الخابز والمامات وذهب خلق كثي من الفناء وهلك آخرون من شدة الغلء فنسأل ال حسن العافية والاتة آمي وفيها‬
‫أصاب الجيج ف الطريق عطش شديد بيث هلك كثي منهم وكانت الطبة للمصريي ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن أحد بن موسى بن جعفر‬
‫أبو نصر البخاري العروف باللحي أحد الفاظ قدم بغداد وحدث با عن ممود بن إسحاق عن البخاري وروى عن اليثم بن كليب وغيه وحدث عنه الدارقطن وكان من أعيان أصحاب‬
‫الديث توف ببخارى ف شعبان منها وقد جاوز الثماني‬
‫ممد بن أب إساعيل‬
‫علي بن السي بن السن بن القاسم أب السن العلوي ولد بمذان ونشأ ببغداد وكتب الديث عن جعفر اللدي وغيه وسع بنيسابور من الصم وغيه ودرس فقه الشافعي على علي بن‬
‫أب هريرة ث دخل الشام فصحب الصوفية حت صار من كبارهم وحج مرات على الوحدة توف ف مرم هذه السنة‬
‫أبو السي أحد بن فارس‬
‫ابن زكريا بن ممد بن حبيب اللغوي الرازي صاحب الجمل ف اللغة وكان مقيما بمذان وله رسائل حسان أخذ عنه البديع صاحب القامات ومن رائق شعره قوله ‪ ...‬مرت بنا هيفاء مدولة‬
‫‪ ...‬تركية تنمى لتركي ‪ ...‬ترنو بطرف فاتر فاتن ‪ ...‬أضعف من حجة نوي ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬إذا كنت ف حاجة مرسل ‪ ...‬وأنت با كلف مغرم ‪ ...‬فأرسل حكيما ول توصه ‪ ...‬وذاك‬
‫الكيم هو الدرهم ‪ ...‬قال ابن خلكان توف سنة تسعي وثلثمائة وقيل سنة خس وتسعي والول أشهر‬
‫ث دخلت سنة ست وتسعي وثلثمائة‬
‫قال ابن الوزي ف ليلة المعة مستهل شعبان طلع نم يشبه الزهرة ف كبه وكثرة ضوئه عن يسار القبلة يتموج وله شعاع على الرض كشعاع القمر وثبت إل النصف من ذي القعدة ث‬
‫غاب وفيها ول ممد بن الكفان قضاء جيع بغداد وفيها جلس القادر بال للمي قرواش بن أب حسان وأقره ف إمارة الكوفة ولقبه معتمد الدولة وفيها قلد الشريف الرضى نقابة الطالبيي‬
‫ولقب بالرضي ذي السنيي ولقب أخوه الرتضي ذا الجدين وفيها غزا يي الدولة ممود بن سبكتكي بلد الند فافتتح مدنا كبارا وأخذ أموال جزيلة وأسر بعض ملوكهم وهو ملك‬
‫كراشي حي هرب منه لا افتتحها وكسر أصنامها فألبسه منطقته وشدها على وسطه بعد تنع شديد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪336‬‬

‫وقطع خنصره ث أطلقه إهانة له وإظاهرا لعظمة السلم وأهله وفيها كانت الطبة للحاكم العبيدي وتدد ف الطبة أنه إذا ذكر الطيب الاكم يقوم الناس كلهم إجلل له وكذلك فعلوا‬
‫بديار مصر مع زيادة السجود له وكانوا يسجدون عند ذكره يسجد من هو ف الصلة ومن هو ف السواق يسجدون لسجودهم لعنه ال وقبحه ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو سعيد الساعيلي‬
‫إبراهيم بن إساعيل أبو سعيد الرجان العروف بالساعيلي ورد بغداد والدارقطن حي فحدث عن أبيه أب بكر الساعيلي والصم بن عدي وحدث عنه اللل والتنوخي وكان ثقة فقيها‬
‫فاضل على مذهب الشافعي عارفا بالعربية سخيا جوادا على أهل العلم وله ورع ورياسة إل اليوم ف بلده إل ولده قال الطيب سعت الشيخ أبا الطيب يقول ورد أبو سعيد الساعيلي بغداد‬
‫فعقد له ملسي تول أحدها أبو حامد السفرايين وتول الثان أبو ممد الباجي فبعث الباجي إل القاضي العاف بن زكريا الريري يستدعية إل حضور الجلس ليجمل الجلس وكانت‬
‫الرسالة مع ولده أب الفضل وكتب على يده هذين البيتي ‪ ...‬إذا أكرم القاضي الليل وليه ‪ ...‬وصاحبه ألفاه للشكر موضعا ‪ ...‬ول حجاة يأت بن بذكرها ‪ ...‬ويسأله فيها التطول أجعا ‪...‬‬
‫فأجابه الريري مع ولد الشيخ ‪ ...‬دعا الشيخ مطواعا سيعا لمره ‪ ...‬نواتيه طوعا حيث يرسم أصنعا ‪ ...‬وها أنا غاد ف غد نو داره ‪ ...‬أبادر ما قد حده ل مسرعا ‪ ...‬توف الساعيلي‬
‫فجأة برجان ف ربيع الخر وهو قائم يصلي ف الحراب ف صلة الغرب فلما قرأ إياك نعبد وإياك نستعي فاضت نفسه فمات رحه ال‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن ممد بن جعفر بن ممد بن ممد بن بي أبو عمرو الزكي الافظ النيسابوري ويعرف باليي رحل إل الفاق ف طلب العلم وكان حافظا جيد الذاكرة ثقة ثبتا حدث ببغداد وغيها من‬
‫البلد وتوف ف شعبان عن ثلث وسبعي سنة‬
‫أبو عبدال بن منده‬
‫الافظ ممد بن إسحاق بن ممد بن يي بن منده أبو عبدال الصفهان الافظ كان ثبت الديث والفظ رحل إل البلد الشاسعة وسع الكثر وصنف التاريخ والناسخ والنسوخ قال أبو ‪...‬‬
‫العباس جعفر بن ممد ما رأيت أحفظ من ابن منده توف ف أصفهان ف صفر منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪337‬‬

‫ث دخلت سنة سبع وتسعي وثلثمائة‬


‫فيها كان خروج أب ركوة على الاكم العبيدي صاحب مصر وملخص أمر هذا الرجل أنه كان من سللة هشام بن عبداللك بن مروان الموي واسه الوليد وإنا لقب بأب ركوة لركوة كان‬
‫يصحبها ف أسفاره على طريق الصوفية وقد سع الديث بالديار الصرية ث أقام بكة ث رحل إل اليمن ث دخل الشام وهو ف غضون ذلك يبايع من انقاد له من يرى عنده هة ونضة للقيام‬
‫ف نصرة ولد هشام ث إنه أقام ببعض بلد مصر ف ملة من مال العرب يعلم الصبيان ويظهر التقشف والعبادة والورع ويب بشيء من الغيبات حت خضعوا له وعظموه جدا ث دعا إل نفسه‬
‫وذكر لم أنه الذي يدعى إليه من المويي فاستجابوا له وخاطبوه بأمي الؤمني ولقب بالثائر بأمر ال النتصر من أعداء ال ودخل برقة ف جحفل عظيم فجمع له أهلها نوا من مائت ألف‬
‫دينار وأخذ رجل من اليهود أنم بشيء من الودائع فأخذ منه مائت ألف دينار أيضا ونقشوا الدراهم والدناني بألقابه وخطب بالناس يوم المعة ولعن الاكم ف خطبته ونعما فعل فالتف على‬
‫أب ركوة من النود نو من ستة عشر ألفا فلما بلغ الاكم أمره وما آل إليه حاله بعث بمسمائة ألف دينار وخسة آلف ثوب إل مقدم جيوش أب ركوة وهو الفضل بن عبدال يستميله إليه‬
‫ويثنيه عن أب ركوة فحي وصلت الموال إليه رجع عن أب ركوة وقال له إنا ل طاقة لنا بالاكم وما دمت بي أظهرنا فنحن مطلوبون بسببك فاختر لنفسك بلدا تكون فيها فسأل أن يبعثوا‬
‫معه فارسي يوصلنه إل النوبة فإن بينه وبي ملكها مودة وصحبة فأرسله ث بعث وراءه من رده إل الاكم بصر فلما وصل إليه أركبه جل وشهره ث قتله ف اليوم الثان ث أكرم الاكم‬
‫الفضل وأقطعه أقطاعا كثية واتفق مرض الفضل فعاده الاكم مرتي فلما عوف قتله وألقه بصاحبه وهذه مكافأة التمساح وف رمضان منها عزل قرواش عما كان بيده ووليه أبو السن على‬
‫بن يزيد ولقب بسند الدولة وفيها هزم يي الدولة ممود بن سبكتكي ملك الترك عن بلد خراسان وقتل من التراك خلقا كثيا وفيها قتل أبو العباس بن واصل وحل رأسه إل باء الدولة‬
‫فطيف به براسان وفارس وفيها ثارت على الجيج وعم بالطريق ريح سوداء مظلمة جدا واعترضهم ابن الراح أمي العراب فاعتاقهم عن الذهاب ففاتم الج فرجعوا إل بلدهم فدخلوها‬
‫ف يوم التروية وكانت الطبة بالرمي للمصريي وفيها توف من العيان‬
‫عبدالصمد بن عمر بن إسحاق‬
‫أبو القاسم الدينوري الواعظ الزاهد قرأ القرآن ودرس على مذهب الشافعي على أب سعيد الصطخري وسع الديث من النجاد وروى عنه الصيمري وكان ثقة صالا يضرب به الثل ف‬
‫ماهدة النفس واستعمال الصدق الحض والتعفف والتفقه والتقشف والمر بالعروف والنهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪338‬‬

‫عن النكر وحسن وعظه ووقعه ف القلوب جاءه يوما رجل بائة دينار فقال أنا غن عنها قال خذها ففرقها على أصحابك هؤلء فقال ضعها على الرض فوضعها ث قال للجماعة ليأخذ كل‬
‫واحد منكم حاجته منها فجعلوا يأخذون بقدر حاجاتم حت أنقذوها وجاء ولده بعد ذلك فشكى إليه حاجتهم فقال أذهب إل البقال فخذ على ربع رطل تر ورآه رجل وقد اشترى دجاجة‬
‫وحلواء فتعجب من ذلك فاتبعه إل دار فيها امرأة ولا أيتام فدفعها إليهم وقد كان يدق السعد للعطارين بالجرة ويقتات منه ولا حضرته الوفاة جعل يقول سيدي لذه الساعة خبأتك توف‬
‫يوم الثلثاء لسبع بقي من ذي الجة منها وصلى عليه بالامع النصوري ودفن بقبة المام أحد‬
‫أبو العباس بن واصل‬
‫صاحب سياف والبصرة وغيها كان أول يدم بالكرخ وكان منصورا له أنه سيملك كان أصحابه يهزؤن به فيقول أحدهم إذا ملكت فأي شيء تعطين ويقول الخر ولن ويقول الخر‬
‫استخدمن ويقول الخر اخلع علي فقدر له أنه تقلبت به الحوال حت ملك سياف والبصرة وأخذ بلد البطيحة من مهذب الدولة وأخرجه منها طريدا بيث إنه احتاج ف أثناء الطريق إل‬
‫أن ركب بقرة واستحوذ ابن واصل على ما هناك وقصد الهواز وهزم باء الدولة ث ظفر به باء الدولة فقتله ف شعبان منها وطيف برأسه ف البلد‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي وثلثمائة‬
‫فيها غزا يي الدولة ممود بن سبكتكي بلد الند ففتح حصونا كثية وأخذ أموال جزيلة وجواهر نفيسة وكان ف جلة ما وجد بيت طوله ثلثون ذراعا وعرضه خسة عشر ذراعا ملوء فضة‬
‫ولا رجع إل غزنة بسط هذه الموال كلها ف صحن داره وأذن لرسل اللك فدخلوا عليه فرأوا ما برهم وهالم وف يوم الربعاء الادي عشر من ربيع الخر وقع ببغداد ثلج عظيم بيث‬
‫بقي على وجه الرض ذراعا ونصفا ومكث أسبوعا ل يذب وبلغ سقوطه إل تكريت والكوفة وعبادان والنهروان وف هذا الشهر كثرت العملت جهرة وجفية حت من الساجد والشاهد ث‬
‫ظفر أصحاب الشرطة بكثي منهم فقطعوا أيديهم وكحلوهم‬
‫قصة مصحف ابن مسعود وتريقه‬
‫على فتيا الشيخ أب حامد السفرايين فيما ذكره ابن الوزي ف منتظمة وف عاشر رجب جرت فتنة بي السنة والرافضة سببها أن بعض الاشيي قصد أبا عبدال ممد بن النعمان العروف‬
‫بابن العلم وكان فقيه الشيعة ف مسجده بدرب رباح فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إل دار القاضي أب ممد الكفان والشيخ أب حامد السفرايين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪339‬‬

‫وجرت فتنة عظيمة طويلة وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبدال بن مسعود وهو مالف للمصاحف كلها فجمع الشراف والقضاة والفقهاء ف يوم المعة لليلة بقيت من‬
‫رجب وعرض الصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد السفرايين والفقهاء بتحريقه ففعل ذلك بحضر منهم فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان‬
‫على من فعل ذلك ويسبونه وقصد جاعة من أحداثهم دار الشيخ أب حامد ليؤذوه فانتقل منها إل دار القطن وصاحوا يا حاكم يا منصور وبلغ ذلك الليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل‬
‫السنة فحرقت دور كثية من دور الشيعة وجرت خطوب شديدة وبعث عميد اليوش إل بغداد لينفي عنها ابن العلم فقيه الشيعة فأخرج منها ث شفع فيه ومنعت القصاص من التعرض‬
‫للذكر والسؤال باسم الشيخي وعلي رضي ال عنهم وعاذ الشيخ أبو حامد إل داره على عادته وف شعبان منها زلزت الدينور زلزال شديدا وسقطت منها دور كثية وهلك لللناس شيء‬
‫كثي من الثاث والمتعة وهبت ريح سوداء بدقوقي وتكريت وشياز فأتلفت كثيا من النازل والنخيل والزيتون وقتلت خلقا كثيا وسقط بعض شياز ووقعت رجفة بشياز غرق بسببها‬
‫مراكب كثية ف البحر ووقع بواسط برد زنة الواحدة مائة درهم وستة دراهم ووقع ببغداد ف رمضان وذلك ف إيار مطر عظيم سالت منه الزاريب‬
‫تريب قمامة ف هذه السنة‬
‫وفيها أمر الاكم بتخريب قمامة وهي كنيسة النصاري ببيت القدس وأباح للعامة ما فيها من الموال والمتعة وغي ذلك وكان سبب ذلك البهتان الذي يتعاطاه النصارى ف يوم الفصح م ‪4‬‬
‫ن النارالت يتالون با وهي الت يوهون جهلتهم أنا نزلت من السماء وإنا هي مصنوعة بدهن البلسان ف خيوط البريسم والرقاع الدهونة بالكبيت وغيه بالصنعة اللطيفة الت تروج على‬
‫الطغام منهم والعوام وهم إل الن يستعملونا ف ذلك الكان بعينة وكذلك هدم ف هذه السنة عدة كنائس ببلد مصر ونودي ف النصارى من أحب الدخول ف دين السلم دخل ومن ل‬
‫يدخل فليجع إل بلد الروم آمنا ومن أقام منهم على دينه فليلتزم با شرط عليهم من الشروط الت زادها الاكم على العمرية من تعليم الصلبان على صدورهم وأن يكون الصليب من‬
‫خشب زنته أربعة أرطال وعلى اليهود تعليق رأس العجل زنته ستة أرطال وف المام يكون ف عنق الواحد منهم قربة زنة خس أرطال بأجراس وأن ل يركبوا خيل ث بعد هذا كله أمر بإعادة‬
‫بناء الكنائس الت هدمها وأذن لن أسلم منهم ف الرتداد إل دينه وقال ننه مساجدنا أن يدخلها من ل نية له ول يعرف باطنه قبحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪340‬‬


‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو ممد الباجي‬
‫سيق ذكره اسه عبدال بن ممد الباجي البخاري الوارزمي أحد أئمة الشافعية تفقه على أب القاسم الداركي ودرس مكانه وله معرفة جيدة بالدب والفصاحة والشعر جاء مرة ليزور بعض‬
‫أصحابه فلم يده ف النل فكتب هذه البيات ‪ ...‬قد حضرنا وليس نقضي التلقي ‪ ...‬نسأل ال خي هذا الفراق ‪ ...‬إن تغب ل أب وإن لنب ‪ ...‬غبت كأن افتراقنا باتفاق ‪ ...‬توف ف مرم‬
‫هذه السنة وقد ذكرنا ترجته ف طبقات الشافعية‬
‫عبدال بن أحد‬
‫ابن علي بن السي أبو القاسم العروف بالصيدلن وهو آخر من حدث عن ابن صاعد من الثقات وروى عنه الزهري وكان ثقة مأمونا صالا توف ف رجب من هذه السنة وقد جاوز‬
‫التسعي‬
‫الببغاء الشاعر‬
‫عبدالواحد بن نصر بن ممد أبو الفرج الخزومي اللقب بالببغاء توف ف شعبان من هذه السنة وكان أديبا فاضل مترسل شاعرا مطبقا فمن ذلك قوله ‪ ...‬يا من تشابه منه اللقق واللق ‪...‬‬
‫‪ ...‬فما تسافر إل نوه الدق ‪ ...‬فورد دمعي من خديك متلس ‪ ...‬وسقم جسمي من جفنيك مسترق ‪ ...‬ل يبق ل رمق أشكو هواك به ‪ ...‬وإنا يتشكى من به رمق‬
‫ممد بن يي‬
‫أبو عبدال الرجان أحد العلماء الزهاد العباد الناظرين لب بكر الرازي وكان يدرس ف قطيعة الربيع وقد فلج ف آخر عمره وحي مات دفن مع أب حنيفة‬
‫بديع الزمان‬
‫صاحب القامات أحد بن السي بن يي بن سعيد أو أبو الفضل المذان الافظ العروف ببديع الزمان صاحب الرسائل الرائقة والقامات الفائقة وعلى منواله نسج الريري واقتفى أثره‬
‫وشكر تقدمه واعترف بفضله وقد كان أخذ اللغة عن ابن فارس ث برز وكان أحد الفضلء الفصحاء ويقال أنه سم وأخذ سكتة فدفن سريعا ث عاش ف قبه وسعوا صراخه فنبشوا عنه فإذا‬
‫هو قد مات وهو آخذ على ليته من هول القب وذلك يوم المعة الادي عشر من جادى الخرة منها رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪341‬‬

‫ث دخلت سنة تسع وتسعي وثلثمائة‬


‫فيها قتل علي بن نال نائب الرحبة من طرف الاكم العبيدي قتله عيسى بن خلط العقيلي وملكها فأخرجه منها عباس بن مرداس صاحب حلب وملكها وفيها صرف عمرو بن عبدالواحد‬
‫عن قضاء البصرة وول أبو السن بن أب الشوارب فذهب الناس يهنون هذا ويعزون هذا فقال ف ذلك العصفري ‪ ...‬عندي حديث ظريف ‪ ...‬بثله يتغن ‪ ...‬من قاضيي يعزى ‪ ...‬هذا وهذا‬
‫يهنا ‪ ...‬فذا يقول أكرهون ‪ ...‬وذا يقول استرحنا ‪ ...‬ويكذبان جيعا ‪ ...‬ومن يصدق منا ‪ ...‬وف شعبان من هذه السنة عصفت ريح شديدة فألقت وحل أحر ف طرقات بغداد وفيها هبت‬
‫على الجاج ريح سوداء مظلمة واعترضهم العراب فصدوهم عن السبيل واعتاقوهم حت فاتم الج فرجعوا وأخذت بنو هلل طائفة من حجاج البصرة نوا من ستمائة واحد وأخذوا‬
‫منهم نوا من ألف ألف دينار وكانت الطبة فيها للمصريي ومن توف فيها من العيان‬
‫عبدال بن بكر بن ممد بن السي‬
‫أبو أحد الطبان سع بكة وبغداد وغيها من البلد وكان مكرما سع منه الدارقطن وعبدالغن بن سعيد ث أقام بالشام بالقرب من جبل عند بانياس يعبد ال تعال إل أن مات ف ربيع الول‬
‫منها‬
‫ممد بن علي بن السي‬
‫أبو مسلم الوزير خنابة روى عن البغوي وابن صاعد وابن دريد وابن أب داود وابن عرفة وابن ماهد وغيهم وكان آخر من بقي من أصحاب البغوي وكان من أهل العلم والديث والعرفة‬
‫والفهم وقد تكلم بعضهم ف روايته عن البغوي لن أصله كان غالبا مفسودا وذكر الصوري أنه خلط ف آخر عمره‬
‫أبو السن علي بن أب سعيد‬
‫عبدالواحد بن أحد بن يونس بن عبدالعلى الصدف الصري صاحب كتاب الزيج الاكمي ف أربع ملدات كان أبوه من كبار الحدثي الفاظ وفد وضع لصر تاريا نافعا يرجع العلماء إليه‬
‫فيه وأما هذا فانه اشتغل ف علم النجوم فنال من شأنه منال جيدا وكان شديد العتناء بعلم الرصد وكان مع هذا مغفل سيء الال رث الثياب طويل يتعمم على طرطور طويل ويتطيلس‬
‫فوقه ويركب حارا فمن رآه ضحك منه وكان يدخل على الاكم فيكرمه ويذكر من تغفله ما يدل على اعتنائه بأمر نفسه وكان شاهدا معدل وله شعر جيد فمنه ما ذكره ابن خلكان ‪...‬‬
‫أحل نشر الريح عد هبوبه ‪ ...‬رسالة مشتاق إل حبيبه ‪ ...‬بنفسي من تيا النفوس برقه ‪ ...‬ومن طابت الدنيا به وبطيبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪342‬‬

‫‪ ...‬يدد وجدي طائف منه ف الكرا ‪ ...‬سرى موهنا ف جفنه من رقيبه ‪ ...‬لعمري لقد عطلت كأسي بعده ‪ ...‬وغيبتها عن لطول مغيبه‬
‫تعن أم أمي الؤمني القادربال‬
‫مولة عبدالواحد بن القتدر كان من العابدات الصالات ومن أهل الفضل والدين توفيت ليلة الميس الثان والعشرين من شعبان منها وصلى عليها ابنها القادر وحلت بعد العشاء إل‬
‫الرصافة‬
‫ث دخلت سنة اربعمائة من الجرة‬
‫ف ربيع الخر منها نقصت دجلة نقصا كثيا حت ظهرت جزائر ل تغرف وامتنع سي السفن ف أعاليها من أذنة والراشدية فأمر بكري تلك الماكن وفيها كمل السور على مشهد أمي‬
‫الؤمني علي عليه السلم الذي بناه أبو إسحاق الجان وذلك أن أبا ممد بن سهلن مرض فنذر إن عوف ليبنينه فعوف وف رمضان أرجف الناس بالليفة القادر بال بأنه مات فجلس للناس‬
‫يوم جعة بعد الصلة وعلي البدة وبيده القضيب وجاء الشيخ أبو حامد السفرايين فقبل الرض بي يديه وقرأ لئن ل ينته النافقون والذين ف قلوبم مرض والرجفون ف الدينة لنغرينك بم‬
‫اليات فتباكى الناس ودعوا وانصرفوا وهم فراحا وفيها ورد الب بأن الاكم أنفذ إل دار جعفر بن ممد الصادق بالدينة فأخذ منها مصحفا وآلت كانت با وهذه الدار ل تفتح بعد موت‬
‫صاحبها إل هذا الن وكان مع الصحف قعب خشب مطوق بديد ودرقة خيزران وحربه وسرير حل ذلك كله جاعة من العلويي إل الديار الصرية فأطلق لم الاكم أنعاما كثية ونفقات‬
‫زائدة ورد السرير وأخذ الباقي وقال أنا احق به فردوا وهم ذامون له داعون عليه وبن الاكم فيها دارا للعلم وأجلس فيا الفقهاء ث بعد ثلث سني هدمها وقتل خلقا كثيا من كان فيها من‬
‫الفقهاء والحدثي وأهل الي وفيها عمر الامع النسوب إليه وهو جامع الاكم وتأنق ف بنائه وف ذي الجة منها أعيد الؤيد هشام بن الكم بن عبدالرحن الموي إل ملكه بعد خلعه‬
‫وحبسه مدة طويلة وكانت الطبة بالرمي للحاكم صاحب مصر والشام ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو أحد الوسوي النقيب‬
‫السن بن موسى بن ممد بن إبراهيم بن موسى بن حعفر الوسوي والد الرضي والرتضى ول نقابة الطالبيي مرات نوا من خس مرات يعزل ويعاد ث أخر ف آخر عمره وتوف عن سبع‬
‫وتسعي سنة وصلى عليه ابنه الرتضى ودفن ف مشهد السي وقد رثاه ابنه الرتضى ف قصيدة حسنة قوية النع والطلع فمنها ‪ ...‬سلم ال تنقله الليال ‪ ...‬وتديه الغدو إل الرواح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪343‬‬

‫على جدث حسيب من لؤي ‪ ...‬لينبوع العبادة والصلح ‪ ...‬فت ل يرو إل من حلل ‪ ...‬ول يك زاده إل الباح ‪ ...‬ول دنست له أزر لزور ‪ ...‬ول علقت له راح براح ‪ ...‬خفيف الظهر من‬
‫ثقل الطايا ‪ ...‬وعريان الوارح من جناج ‪ ...‬مشوق ف المور إل أعلها ‪ ...‬ومدلول على باب النجاح ‪ ...‬من القوم الذين لم قلوب ‪ ...‬بذكر ال عامرة النواحي ‪ ...‬بأجسام من التقوى‬
‫‪ ...‬مراض ‪ ...‬لنصرتا وأديان صحاح‬
‫الجاج بن هرمز أبو جعفر‬
‫نائب باء الدولة على العراق وكان تليده لقتال العراب والكراد وكان من القدمي ف أيام عضد الدولة وكانت له خبة تامة بالرب وحزمة شديدة وشجاعة تامة وافرة وهة عالية وآراء‬
‫سديدة ولا خرج من بغداد ف سنة ثنتي وسبعي وثلثمائة كثرت با الفت توف بالهواز عن مائة سنة وخس سني رحه ال‬
‫أبو عبدال القمي الصر ي التاجر‬
‫كان ذا مال جزيل جدا أستملت تركته على أزيد من ألف ألف دينار من سائر أنواع الال توف بأرض الجاز ودفن بالدينة النبوية عند قب السن بن علي رضي ال عنهم‬
‫أبو السن ابن الرفا القري‬
‫تقدم ذكره وقراءته على كبي العراب ف سنة أربع وتسعي وثلثمائة كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأحلهم أداء رحه ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وأربعمائة‬
‫ف يوم المعة الرابع من الحرم منها خطب بالوصل للحاكم العبيدي عن أمر صاحبها قرواش بن مقلد أب منيع وذلك لقهره رعيته وقد سرد ابن الوزي صفة الطبة بروفها وف آخر الطبة‬
‫صلوا على آبائه الهدي ث ابنه القائم ث النصور ث ابنه العز ث ابنه العزيز ث ابنه الاكم صاحب الوقت وبالغوا ف الدعاء لم ول سيما للحاكم وكذلك تبعته أعمالا من النبار والدائن‬
‫وغيها وكان سبب ذلك أن الاكم ترددت مكاتباته ورسله وهداياه إل قرواش يستميله اليه وليقبل بوجهه عليه حت فعل ما فعل من الطبة وغيها فلما بلغ الب القادر بال العباسي كتب‬
‫يعاتب قرواش على ما صنع ونفذ باء الدولة إل عميد اليوش بائة ألف دينار لحاربة قرواش فلما بلغ قرواشا رجع عن رأيه وندم على ما كان منه وأمر بقطع الطبة للحاكم من بلده‬
‫وخطب للقادر على عادته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪344‬‬

‫قال ابن الوزي ولمس بقي من رجب زادت دجلة زيادة كثية واستمرت الزيادة إل رمضان وبلغت أحدا وعشرين ذراعا وثلثا ودخل إل أكثر دور بغداد وفيها رجع الوزير أبو خلف إل‬
‫بغداد ولقب فخر اللك بعميد اليوش وفيها عصى أبو الفتح السن بن جعفر العلوي ودعا إل نفسه وتلقب بالراشد بال ول يج فيها أحد من أهل العراق والطبة للحاكم ومن توف فيها‬
‫من العيان أبو مسعود صاحب الطراف‬
‫إبراهيم بن ممد بن عبيد‬
‫أبو مسعود الدمشقي الافظ الكبي مصنف كتاب الطراف على الصيحي رحل إل بلد شت كبغداد والبصرة والكوفة وواسط واصبهان وخراسان وكان من الفاظ الصادقي والمناء‬
‫الضابطي ول يرو إل اليسي روى عنه أبو القاسم وأبو ذر الروي وحزة السهمي وغيهم توف ببغداد ف رجب وأوصى إل أب حامد السفرايين فصلى عليه ودفن ف مقبة جامع النصور‬
‫قريبا من السكك وقد ترجه ابن عساكر وأثن عليه‬
‫عميد اليوش الوزير‬
‫السن بن أب جعفر أستاد هرمز ولد سنة خسي وثلثمائة وكان أبو من حجاب عضد الدولة ووله باء الدولة وزارته سنة ثنتي وتسعي والشرور كثية منتشرة فمهد البلد وأخاف العيارين‬
‫واستقامت به المور وأمر بعض غلمانه أن يمل صينية فيها دراهم مكشوفة من أول بغداد إل آخرها وأن يدخل با ف جيع الزقة فإن اعترضه أحد فليدفعها إليه وليعرف ذلك الكان فذهب‬
‫الغلم فلم يعترضه أحد فحمد ال وأثن عليه ومنع الروافض النياحة ف يوم عاشوراء وما يتعاطونه من الفرح ف يوم ثامن عشر ذي الجة الذي يقال له عيد غدير خم وكان عادل منصفا‬
‫خلف الواسطي‬
‫صاحب الطراف أيضا خلف بن ممد بن علي بن حدون أبو ممد الواسطي رحل إل البلد وسع الكثي ث عاد إل بغداد ث رحل إل الشام ومصر وكتب الناس عنه بانتخابه وصنف أطرافا‬
‫على الصحيحي وكانت له معرفة تامة وحفظ جيد ث عاد إل بغداد واشتغل بالتجارة وترك النظر ف العلم حت توف ف هذه السنة سامه ال روى عنه الزهري‬
‫أبو عبيد الروي‬
‫صاحب الغريبي أحد بن ممد بن أب عبيد العبدي أبو عبيد الروي اللغوي البارع كان من علماء الناس ف الدب واللغة وكتابه الغريبي ف معرفة القرآن والديث يدل على اطلعه وتبحره‬
‫ف هذا الشأن وكان من تلمذة أب منصور الزهري قال ابن خلكان وقيل كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪345‬‬

‫يب التنه ويتناول ف خلوته ما ل يوز ويعاشر أهل الدب ف ملس اللذة والطرب وال أعلم سامه ال قال وكانت وفاته ف رجب سنة إحدى وأربعمائة وذكر ابن خلكان أن ف السنة أو‬
‫الت قبلها كانت وفاة البست الشاعر وهو‬
‫علي بن ممد بن السي بن يوسف الكاتب‬
‫صاحب الطريقة النيقة والتجنيس النيس البديع التأسيس والذاقة والنظم والنثر وقد ذكرناه وما أورد له ابن خلكان قوله من أصلح فاسده أرغم حاسده ومن أطاع غضبه أضاع أدبه من‬
‫سعادة جدك وقوفك عند حدك النية تضحك من المنية الرشوة رشا الاجات حد العفاف الرضى بالكفاف ومن شعره ‪ ...‬إن هز أقلمه يوما ليعملها ‪ ...‬أنساك كل كمي هز عامله ‪ ...‬وإن‬
‫‪ ...‬أمر على رق أنامله ‪ ...‬أقر بالرق كتاب النام له ‪ ...‬وله ‪ ...‬إذا تدثت ف قوم لتؤنسهم ‪ ...‬با تدث من ماض ومن آت ‪ ...‬فل تعد لديث إن طبعهمم ‪ ...‬موكل بعاداة العادات‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها أذن فخر اللك الوزير للروافض أن يعملوا بدعتهم الشنعاء والفضيحة الصلعاء من النتحاب والنوح والبكاء وتعليق السوح وأن تغلق السواق من الصباح إل الساء وأن‬
‫تدور النساء حاسرات عن وجوههن ورؤسهن يلطمن خدودهم كفعل الاهلية الهلء على السي بن علي فل حزاه ال خيا وسود ال وجهه يوم الزاء إنه سع الدعاء وف ربيع الخر أمر‬
‫القادر بعمارة مسجد الكف بقطيعة الدقيق وأن يعاد إل أحسن ما كان ففعل ذلك وزخرف زخرفة عظيمة جدا فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫الطعن من أئمة بغداد وعلمائهم ف نسب الفاطميي‬
‫وف ربيع الخر منها كتب هؤلء ببغداد ماضر تتضمن الطعن والقدح ف نسب الفاطميي وهم ملوك مصر وليسوا كذلك وإنا نسبهم إل عبيد بن سعد الرمي وكتب ف ذلك جاعة من‬
‫العلماء والقضاة والشراف والعدول والصالي والفقهاء والحدثي وشهدوا جيعا أن الاكم بصر هو منصور بن نزار اللقب بالاكم حكم ال عليه بالبوار والزي والدمار ابن معد بن‬
‫إساعيل بن عبدال بن سعيد ل أسعده ال فإنه لا صار إل بلد الغرب تسمى بعبيدال وتلقب بالهدي وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج ل نسب لم ف ولد علي بن أب طالب ول‬
‫يتعلقون بسبب وأنه منه عن باطلهم وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنم ل يعلمون أحدا من أهل بيوتات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪346‬‬

‫علي بن أب طالب توقف عن إطلق القول ف أنم خوارج كذبة وقد كان هذا النكار لباطلهم شائعا ف الرمي وف أول أمرهم بالغرب منتشرا انتشارا ينع أن يدلس أمرهم على أحد أو‬
‫يذهب وهم إل تصديقهم فيما ادعوه وأن هذا الاكم بصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللسلم جاحدون ولذهب الجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الدود‬
‫وأباحوا الفروج وأحلوا المر وسفكوا الدماء وسبوا النبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب ف سنة اثنتي وأربعمائة وقد كتب خطه ف الحضر خلق كثي فمن العلويي الرتضى‬
‫والرضي وابن الزرق الوسوي وأبو طاهر بن أب الطيب وممد بن ممد بن عمرو بن أب يعلي ومن القضاة أبو ممد بن الكفان وأبو القاسم الزري وأبو العباس بن الشيورى ومن الفقهاء‬
‫أبو حامد السفرايين وأبو ممد بن الكسفلي وأبو السن القدوري وأبو عبدال الصيمي وأبو عبدال البيضاوي وأبو علي بن حكان ومن الشهود أبو القاسم التنوخي ف كثي منهم وكتب‬
‫فيه خلق كثي هذه عبارة أب الفرج ابن الوزي قلت وما يدل على أن هؤلء أدعياء كذبة كما ذكر هؤلء السادة العلماء والئمة الفضلء وأنم ل نسب لم إل علي بن أب طالب ول إل‬
‫فاطمة كما يزعمون قول ابن عمر للحسي بن علي حي أراد الذهاب إل العراق وذلك حي كتب عوام أهل الكوفة بالبيعة إليه فقال له ابن عمر ل تذهب إليهم فإن أخاف عليك أن تقتل‬
‫وإن جدك قد خي بي الدنيا والخرة فاختار الخرة على الدنيا وأنت بضعة منه وإنه وال ل تنالا ل أنت ول أحد من خلفك ول من أهل بيتك فهذا الكلم السن الصحيح التوجه العقول‬
‫من هذا الصحاب الليل يقتضي أنه ل يلي اللفة أحد من أهل البيت إل ممد بن عبدال الهدي الذي يكون ف آخر الزمان عند نزول عيسى بن مري رغبة بم عن الدنيا وأن ل يدنسوا با‬
‫ومعلوم أن هؤلء قد ملكوا ديار مصر مدة طويلة فدل ذلك دللة قوية ظاهرة على أنم ليسوا من أهل البيت كما نص عليه سادة الفقهاء وقد صنف القاضي الباقلن كتابا ف الرد على‬
‫هؤلء وساه كشف السرار وهتك الستار بي فيه فضائحهم وقبائحهم ووضح أمرهم لكل أحد ووضوح أمرهم بنبئ عن مطاوي أفعالم وأقوالم وقد كان الباقلن يقول ف عبارته عنهم هم‬
‫قوم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر الحض وال سبحانه أعلم وف رجب وشعبان ورمضان أجرى الوزير فخر اللك صدقات كثية على الفقراء والساكي والقيمي بالشاهد والساجد وغي‬
‫ذلك وزار بنفسه الساجد والشاهد وأخرج خلقا من الحبوسي وأظهر نسكا كثيا وعمر دارا عظيمة عند سوق الدقيق وف شوال عصفت ريح شديدة فقصفت كثيا من النخل وغيه أكثر‬
‫من عشرة آلف نلة وورد كتاب من يي الدولة ممود بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪347‬‬


‫سبكتكي صاحب غزنة بأنه ركب بيشه إل أرض العدو فجازوا بفازة فأعوزهم الاء حت كادوا يهلكون عن آخرهم عطشا فبعث ال لم سحابة فأمطرت عليهم حت شربوا وسقوا واستقوا‬
‫ث تواقفوا هم وعدوهم ومع عدوهم نو من ستمائة فيل فهزموا العدو وغنموا شيئا كثيا من الموال ول المد وفيها عملت الشيعة بدعتهم الت كانوا يعملونا يوم غديرخم وهو اليوم‬
‫الثامن عشر من ذي الجة وزينت الوانيت وتكنوا بسبب الوزير وكثي من التراك تكنا كثيا وفيها توف من العيان‬
‫السن بن السن بن علي بن العباس‬
‫ابن نوبت أبو ممد النوبت ولد سنة عشرين وثلثمائة وروى عن الحاملي وغيه وعنه البقان وقال كان شيعيا معتزليا إل أنه تبي ل أنه كان صدوقا وروى عنه الزهري وقال كان رافضيا‬
‫رديء الذهب وقال العقيقي كان فقيا ف الديث ويذهب إل العتزال وال أعلم‬
‫عثمان بن عيسى أبو عمرو الباقلن‬
‫أحد الزهاد الشهورين كان له نلت يأكل منها ويعمل بيده ف البواري ويأكل من ذلك وكان ف غاية الزهادة والعبادة الكثية وكان ل يرج من مسجده إل من يوم المعة إل يوم المعة‬
‫لجل صلة المعة ث يعود إل مسجده وكان ل يد شيئا يشعله ف مسجده فسأله بعض المراء أن يقبل شيئا ولو زيتا يشعله ف قناديل مسجده فأب الشيخ ذلك ولذا وأمثاله لا مات رأى‬
‫بعضهم بعض الموات من جيانه ف القبور فسأله عن جواره فقال وأين هو لا مات ووضع ف قيه سعنا قائل يقول إل الفروس العلى إل الفروس العلى أو كما قال توف ف رجب منها‬
‫عن ستة وثاني سنة‬
‫ممد بن جعفر بن ممد‬
‫ابن هارون بن فروة بن ناجية أبو السن النحوي العروف بابن النجار التميمي الكوف قدم بغداد وروى دعن ابن دريد والصول ونفطويه وغيهم توف ف جادى الول منها عن سبع وسبعي‬
‫سنة‬
‫ابو الطيب سهل بن ممد‬
‫الصعلوكي النيسابوري قال أبو يعلى الليلي توف فيها وقد ترجناه ف سنة سبع وثاني وثلثمائة‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعمائة‬
‫ف سادس عشر مرمها قلد الشريف الرضي أبو السن الوسوي نقابة الطالبيي ف سائر الماليك وقرئ تقليده ف دار الوزير فخر اللك بحضر العيان وخلع عليه السواد وهو أول طالب‬
‫خلع عليه السواد وفيها جيء بأمي بن خفاجة أبو قلنبة قبحه ال وجاعة من رؤس قومه أسارى وكانوا قد اعترضوا للحجاج ف السنة الت قبلها وهم راجعون وغوروا الناهل الت يردها‬
‫الجاج ووضعوا فيها النظل بيث إنه مات من الجاج من العطش نو من خسة عشر ألفا وأخذوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪348‬‬

‫بقيتهم فجعلوهم رعاة لدوابم ف أسوأ حال وأخذوا جيع ما كان معهم فحي حضروا عند دار الوزير سجنهم ومنعهم الاء ث صلبهم يرون صفاء الاء ول يقدون على شيء منه حت ماتوا‬
‫عطشا جزاء وفاقا وقد أحسن ف هذا الصنع اقتداء بديث أنس ف الصحيحي ث بعث إل أولئك الذين اعتقلوا ف بلد بن خفاجة من الجاج فجيء بم وقد تزوجت نساؤهم وقسمت‬
‫أموالم فردوا إل أهاليهم وأموالم قال ابن الوزي وف رمضان منها انقض كوكب من الشرق إل الغرب عليه ضوء على ضوء القمر وتقطع قطعا وبقي ساعة طويلة قال وف شوال توفيت‬
‫زوجة بعض رؤساء النصارى فخرجت النوائح والصلبان معها جهارا فأنكر ذلك بعض الاشيي فضربه بعض غلمان ذلك الرئيس النصران بدبوس ف رأسه فشجه فثار السلمون بم فانزموا‬
‫حت لأوا إل كنيسة لم هناك فدخلت العامة إل فنهبوا ما فيها وما قرب منها من دور النصارى وتتبعوا النصارى ف البد وقصدوا الناصح وابن أب إسرائيل فقاتلهم غلمانم وانتشرت الفتنة‬
‫ببغداد ورفع السلمون الصاحف ف السواق وعطلت المع ف بعض اليام واستعانوا بالليفة فأمر بإحضار ابن أب إسرائيل فامتنع فعزم الليفة على الروج من بغداد وقويت الفتنة جدا‬
‫ونبت دور كثي من النصارى ث احضر ابن أب إسرائيل فبذل أموال جزيلة فعفى عنه وسكنت الفتنة وف ذي القعدة ورد كتاب يي الدولة ممود إل الليفة يذكر أنه ورد إليه رسول من‬
‫الاكم صاحب مصر ومعه كتاب يدعوه إل طاعته فبصق فيه وأمر بتحريقه وأسع رسوله غليظ ما يقال وفيها قلد ابونصر بن مروان الكردي آمد وميافارقي وديار بكر وخلع عليه طوق‬
‫وسواران ولقب الناصر الدولة ول يتمكن ركب العراق وخراسان من الذهاب إل الج لفساد الطريق وغيبة فخر اللك ف إصلح الراضي وفيها عادت ملكة المويي ببلد الندلس فتول‬
‫فيها سليمان بن الكم بن سليمان بن عبدالرحن الناصر الموي ولقب بالستعي بال وبايعه الناس بقرطبة وفيها مات باء الدولة بن بويه الديلمي صاحب بغداد وغيها وقام بالمر من بعده‬
‫ولده سلطان الدولة أبو شجاع وفيها مات ملك الترك العظم واسه إيلك الان وتول مكانه أخوه طغان خان وفيها هلك شس العال قابوس بن وشكي أدخل بيتا باردا ف الشتاء وليس عليه‬
‫ثياب حت مات كذلك وول المر من بعده منوجهر ولقب فلك العال وخطب لحمود بن سبكتكي وقد كان شس العال قابو عالا فاضل أديبا شاعرا فمن شعره قوله ‪ ...‬قل للذي بصروف‬
‫الدهر عينا ‪ ...‬هل عاند الدهر إل من له خطر ‪ ...‬أما ترى البحر يطفو فوقه جيف ‪ ...‬ويستقر بأقصى قعره الدرر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪349‬‬

‫فإن تكن نشبت أيدي الطوب بنا ‪ ...‬ومسنا من توال صرفها ضرر ‪ ...‬ففي السماء نوم غي ذي عدد ‪ ...‬وليس يكسف إل الشمس والقمر ‪ ...‬ومن مستجاد شعره قوله ‪ ...‬خطرات‬
‫ذكرك تستثي مودت ‪ ...‬فأحس منها ف الفؤاد دبيبا ‪ ...‬ل عضو ل إل وفيه صبابة ‪ ...‬وكأن أعضائي خلقن قلوبا ‪ ...‬وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن علي أبو السن الليثي‬
‫كان يكتب للقادر وهو بالبطيحة ث كتب له على ديوان الراج والبيد وكان يفظ القرآن حفظا حسنا مليح الصوت والتلوة حسن الجالسة ظريف العان كثي الضحك والجانة خرج ف‬
‫بعض اليام هو والشريفان الرضي والرتضى وجاعة من الكابر لتلقي بعض اللوك فخرج بعض اللصوص فجعلوا يرمونم بالراقات ويقولون يا أزواج القحاب فقال الليثي ما خرج هؤلء‬
‫علينا إل بعي فقالوا ومن أين علمت هذا فقال وإل من أين علموا أنا أزواج قحاب‬
‫السن بن حامد بن علي بن مروان‬
‫الوراق النبلي كان مدرس أصحاب أحد وفقيههم ف زمانه وله الصنفات الشهورة منها كتاب الامع ف اختلف العلماء ف أربعمائة جزء وله ف أصول الفقه والدين وعليه اشتغل أبو يعلى‬
‫بن الفراء وكان معظما ف النفوس مقدما عند السلطان وكان ل يأكل إل من كسب يديه من النسج وروى الديث عن أب بكر الشافعي وابن مالك القطيعي وغيها وخرج ف هذه السنة إل‬
‫الج فلما عطش الناس ف الطريق استند هو إل حجر هناك ف الر الشديد فجاءه رجل بقليل من ماء فقال له ابن حامد من أين لك فقال ما هذا وقت سؤالك اشرب فقال بلى هذا وقته عند‬
‫لقاء ال عز وجل فلم يشرب ومات من فوره رحه ال‬
‫السي بن السن‬
‫ابن ممد بن حليم أبو عبدال الليمي صاحب النهاج ف أصول الديانه كان أحد مشايخ الشافعية ولد برجان وحل إل بارى وسع الديث الكثي حت انتهت إليه رياسة الحدثي ف عصره‬
‫وول القضاء ببخارى قال ابن خلكان انتهت إليه الرياسة فيما وراء النهر وله وجوه حسنة ف الذهب وروى عنه الاكم أبو عبدال‬
‫فيوز أبو نصر‬
‫اللقب ببهاء الدولة بن عضد الدولة الديلمي صاحب بغداد وغيها وهو الذي قبض على الطائع وول القادر وكان يب الصادرات فجمع من الموال ما ل يمعه أحد قبله من بن بويه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪350‬‬

‫وكان بيل جدا توف بأرجان ف جادى الخرة منها عن ثنتي وأربعي سةن وثلثة أشهر وكان مرضه بالصرع ودفن بالشهد إل جانب أبيه‬
‫قابوس بن وشكي‬
‫كان أهل دولته قد تغيوا عليه فبايعوا ابنه منوجهر وقتلوه مكا ذكرنا وكان قد نظر ف النجوم فرأى أن ولده يقتله وكان يتوهم أنه ولده دارا لا يرى من مالفته له ول يطر بباله منوجهر لا‬
‫يرى من طاعته له فكان هلكه على يد منوجهر وقد قدمنا شيئا من شعره ف الوادث‬
‫القاضي أبو بكر الباقلن‬
‫ممد بن الطيب ابوبكر الباقلن رأس التكلمي على مذهب الشافعي وهو من أكثر الناس كلما وتصنيفا ف الكلم يقال إنه كان ل ينام كل ليلة حت يكتب عشرين ورقة من مدة طويلة من‬
‫عمره فانتشرت عنه تصانيف كثية منها التبصرة ودقائق القائق والتمهيد ف أصول الفقه وشرح البانة وغي ذلك من الجاميع الكبار والصغار ومن أحسنها كتابه ف الرد على الباطنية الذي‬
‫ساه كشف السرار وهتك الستار وقد اختلفوا ف مذهبه ف الفروع فقيل شافعي وقيل مالكي حكى ذلك عنه أبو ذر الروي وقيل إنه كان يكتب على الفتاوي كتبه ممد بن الطيب النبلي‬
‫وهذا غريب جدا وقد كان ف غاية الذكاء والفطنة ذكر الطيب وغيه عنه أن عضد الدولة بعثه ف رسالة إل ملك الروم فلما انتهى إليه إذا هو ل يدخل عليه أحد إل من باب قصي كهية‬
‫الراكع ففهم البلقلن أن مراده أن ينحن الداخل عليه له كيهئة الراكع ل عز وجل فدار إسته إل اللك ودخل الباب بظهره يشي إليه القهقرا فلما وصل إليه انفتل فسلم عليه فعرف اللك‬
‫ذكاءه ومكانه من العلم والفهم فعظمه ويقال إن اللك أحضر بي يديه آلة الطرب السماة بالرغل ليستفز عقله با فلما سعها الباقلن خاف على نفسه أن يظهر منه حركة ناقصة بضرة‬
‫اللك فجعل ل يألوا جهدا أن جرح رجله حت خرج منها الدم الكثي فاشتغل بالل عن الطرب ول يظهر عليه شيء من النقص والفة فعجب اللك من ذلك ث إن اللك استكشف المر فإذا‬
‫هو قد جرح نفسه با أشغله عن الطرب فتحقق اللك وفور هته وعلو عزيته فإن هذه اللة ل يسمعها أحد إل طرب شاء أم أب وقد سأله بعض الساقفة بضرة ملكهم فقال ما فعلت زوجة‬
‫نبيكم وما كان من أمرها با رميت به من الفك فقال الباقلن ميبا له على البديهة ها امرأتان ذكرتا بسوء مري وعائشة فبأها ال عز وجل وكانت عائشة ذات زوج ول تأت بولد وأتت‬
‫مري بولد ول يكن لا زوج يعن أن عائشة أول بالباءة من مري وكلها بريئة ما قيل فيها فإن تطرق ف الذهن الفاسد احتمال ريبة إل هذه فهو إل تلك أسرع وها بمد ال منهتان مبأتان‬
‫من السماء بوحي ال عز وجل عليهما السلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪351‬‬

‫وقد سع الباقلن الديث من أب بكر بن مالك القطيعي وأب ممد بن ماسي وغيها وقد قبله الدارقطن يوما وقال هذا يرد على أهل الهواء باطلهم ودعا له وكانت وفاته يوم السبت لسبع‬
‫بقي من ذي القعدة ودفن بداره ث نقل إل مقبة باب حرب‬
‫ممد بن موسى بن ممد‬
‫أبو بكر الوارزمي شيخ النفية وفقيههم أخذ العلم عن أحد بن علي الرازي وانتهت إليه رياسة النفية ببغداد وكان معظما عند اللوك ومن تلمذة الرضي والصيمي وقد سع الديث من‬
‫أب بكر الشافعي وغيه وكان ثقة دينا حسن الصلة على طريقة السلف ويقول ف العتقاد ديننا دين العجائز لسنا من الكلم ف شيء وكان فصيحا حسن التدريس دعى الة ولية القضاء‬
‫غي مرة فلم يقبل توف ليلة المعة الثامن عشر من جادى الول سنة ثلث وأربعمائة ودفن بداره من درب عبده‬
‫الافظ أبو السن علي بن ممد بن خلف‬
‫العامري القابسي مصنف التلخيص أصله قروين وإنا غلب عليه القابسي لن عمه كان يتعمم قابسية فقيل لم ذلك وقد كان حافظا بارعا ف علم الديث رجل صالا جليل القدر ولا توف‬
‫ف ربيع الخر من هذه السنة عكف الناس على قبه ليال يقرؤن القرآن ويدعون له وجاء الشعراء من كل أوب يرثون ويترحون ولا أجلس للمناظرة أنشد لغيه ‪ ...‬لعمر أبيك ما نسب‬
‫العلى ‪ ...‬ال كرم وف الدنيا كري ‪ ...‬ولكن البلد إذا اقشعرت ‪ ...‬وصوح نبتها رعى الشيم ‪ ...‬ث بكى وأبكى وجعل يقول أنا الشيم أنا الشيم رحه ال‬
‫الافظ بن الفرضي‬
‫أبو الوليد عبدال بن ممد بن يوسف بن نصر الزدي الفرضي قاضي بكنسية سع الكثي وجع وصنف التاريخ وف الؤتلف والختلف ومشتبه النسبة وغي ذلك وكان علمة زمانه قتل شهيدا‬
‫على يد الببر فسمعوه وهو جريح طريح يقرأ على نفسه الديث الذي ف الصحيح ( ما يكلم أحد ف سبيل ال وال أعلم بن يكلم ف سبيله إل جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون الدم‬
‫والريح ريح السك ) وقد كان سأل ال الشهادة عند أستار الكعبة فأعطاه إياها ومن شعره قوله ‪ ...‬أسي الطايا عند بابك واقف ‪ ...‬على وجل ما به أنت عارف ‪ ...‬يااف ذنوبا ل يغب‬
‫عنك غيها ‪ ...‬ويرجوك ففيها وهو راج وخائف ‪ ...‬ومن ذا الذي يرجى سواك ويتقى ‪ ...‬ومالك ف فصل القضاء مالف ‪ ...‬فياسيدي ل تزن ف صحيفت ‪ ...‬اذا نشرت يوم الساب‬
‫الصائف ‪ ...‬وكن مؤنسي ف ظلمة القب عند ما ‪ ...‬يصد ذوو القرب ويفو الوالف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪352‬‬

‫‪ ...‬لئن ضاق عن عفوك الواسع الذي ‪ ...‬أرجى لسراف فإن تالف‬


‫ث دخلت سنة أربع وأربعمائة‬
‫ف يوم الميس غرة ربيع الول منها جلس الليفة القادر ف أبة اللفة وأحضر بي يديه سلطان الدولة والجبة فخلع عليه سبع خلع على العادة وعممه بعمامة سوداء وقلد سيفا وتاجا‬
‫مرصعا وسوارين وطوقا وعقد له لواءين بيده ث أعطاه سيفا وقال للخادم قلده به فهو شرف له ولعقبه يفتح شرق الرض وغربا وكان ذلك يوما مشهودا حضره القضاة والمراء والوزراء‬
‫وفيها غزا ممود بن سبكتكي بلد الند ففتح وقتل وسب وغنم وسلم وكتب إل الليفة أن يوليه ما بيده من ملكة خراسان وغيها من البلد فأجابه إل ما سأل وفيها عاثت بنو خفاجة ببلد‬
‫الكوفة فبز إليهم نائبها أبو السن بن مزيد فقتل منهم خلقا وأسر ممد بن يان وجاعة من رؤسهم وانزم الباقون فأرسل ال عليهم ريا حارة فأهلك منهم خسمائة إنسان وحج بالناس أبو‬
‫السن ممد بن السن الفساسي وفيها توف من العيان‬
‫السن بن أحد‬
‫أبو جعفر بن عبدال العروف بابن البغدادي سع الديث ‪ 4‬وكان زاهدا عابدا كثي الجاهدة ل ينام ال عن غلبة وكان ل يدخل المام ول يغسل ثيابه إل باء وجده السن بن عثمان بن‬
‫علي أبو عبدال القري الضرير الجاهدي قرأ على ابن ماهد القرآن وهو صغي وكان آخر من بقي من أصحابه وتوف ف جادى الول منها وقد جاوز الائة سنة ودفن ف مقابر الزرادين‬
‫علي بن سعيد الصطخري‬
‫أحد شيوخ العتزلة صنف للقادر بال الرد على الباطنية فأجرى عليه جراية سنية وكان يسكن درب رباح توف ف شوال وقد جاوز الثماني‬
‫ث دخلت سنة خس وأربعمائة‬
‫فيها منع الاكم صاحب مصر النساء من الروج من منازلم أو أن يطلعن من السطحة أو من الطاقات ومنع الفافي من عمل الفاف لن ومنعهن من الروج إل المامات وقتل خلقا من‬
‫النساء على مالفته ف ذلك وهدم بعض المامات عليهن وجهز نساء عجائز كثية يستعلمن أحوال النساء لن يعشقن أو يعشقهن بأسائهن وأساء من يتعرض لن فمن وجد منهن كذلك‬
‫أطفأها وأهلكها ث إنه أكثر من الدوران بنفسه ليل ونارا ف البلد ف طلب ذلك وغرق خلقا من الرجال والنساء والصبيان من يطلع على فسقهم فضاق الال واشتد على النساء وعلى‬
‫الفساق ذلك ول يتمكن أحد منهن أن يصل إل أحد إل نادرا حت أن امرأة عاشقة لرجل عشقا قويا كادت أن تلك بسببه لا حيل بينها وبينه فوقفت لقاضي القضاة وهو مالك بن سعد‬
‫الفارقي وحلفته بق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪353‬‬

‫الاكم لا وقف لا واستمع كلمها فرحها فوقف لا فبكت إليه بكاء شديدا مكرا وحيلة وخداعا وقالت له أيها القاضي إن ل أخا ليس ل غيه وهو ف السياق وإن أسألك بق الاكم عليك‬
‫لا أوصلتن إل منله لنظر إليه قبل أن يفارق الدنيا وأجرك على ال فرق لا القاضي رقة شديدة وأمر رجلي كانا معه يكونان معها حت يبلغانا إل النل الذي تريده فأغلقت بابا وأعطت‬
‫الفتاح لارتا وذهبت معهما حت وصلت إل منل معشوقها فطرقت الباب ودخلت وقالت لما اذهبا هذا منله فاذا رجل كانت تواه وتبه ويهواها ويبها فقال لا كيف قدرت على‬
‫الوصول إل فأخبته با احتالت به من اليلة على القاضي فأعجبه ذلك من مكرها وحيلتها وجاء زوجها من آخر النهار فوجد بابه مغلقا وليس ف بيته أحد فسأل اليان عن أمرها فذكرت‬
‫له جارتا ما صنعت فاستغاث على القاضي وذهب إليه وقال له ما أريد امرات إل منك الساعة وإل عرفت الاكم فإن امرات ليس لا أخ بالكلية وإنا ذهبت إل معشوقها فخاف القاضي من‬
‫معرة هذا المر فركب إل الاكم وبكى بي يديه فسأله عن شأنه فأخبه با اتفق له من المر مع الرأة فأرسل الاكم مع ذينك الرجلي من يضر الرأة والرجل جيعا على أي حال كانا عليه‬
‫فوجدها متعانقي سكارى فسألما الاكم عن أمرها فأخذا يعتذران با ليدي شيئا فأمر بتحريق الرأة ف بادية وضرب الرجل ضربا مبحا حت أتلفه ث ازداد احتياطا وشدة على النساء حت‬
‫جعلهن ف أضيق من جحر ضب و ل زال هذا دأبه حت مات ذكره ابن الوزي وف رجب منها ول أبو السن أحد بن أب الشوارب قضاء الضرة بعد موت أب ممد الكفان وفيها عمر‬
‫فخر الدولة مسجد الشرقية ونصب عليه الشبابيك من الديد ومن توف من العيان‬
‫بكر بن شاذان بن بكر‬
‫أبو القاسم القري الواعظ سع أبا بكر الشافعي وجعفر اللدي وعنه الزهري واللل وكان ثقة أمينا صالا عابدا زاهدا له قيام ليل وكري أخلق مات فيها عن نيف وثاني سنة ودفن بباب‬
‫حرب‬
‫بدر بن حسنويه بن السي‬
‫أبو النجم الكردي كان من خيار اللوك بناحية الدينور وهدان وله سياسة وصدقة كثية كناه القادر بأب النجم ولقبه ناصر الدواة وعقد له لواء وأنفذه إليه وكانت معاملته وبلده ف غاية‬
‫المن والطيبة بيث إذا أعي جل أحد من السافرين أو دابته عن حله يتركها با عليها ف البية فيد عليه ولو بعد حي ل ينقض منه شيء ولا عاثت أمراؤه ف الرض فسادا عمل لم ضيافة‬
‫حسنة فقدمها إليهم ول يأتم ببز فجلسوا ينتظرون البز فلما استبطاؤه سألوا عنه فقال لم إذا كنتم تلكون الرث وتظلمون الزراع فمن أين نؤتون ببز ث قال لم ل أسع بأحد أفسد ف‬
‫الرض بعد اليوم إل أرقت دمه واجتاز مرة ف بعض أسفاره برجل قد حل حزمة حطب وهو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪354‬‬

‫يبكي فقال له مالك تبكي فقال إن كان معي رغيفان أريد أن أتقوتما فأخذها من بعض الند فقال له أتعرفه إذا رأيته قال نعم فوقف به ف موضع مضيق حت مر عليه ذلك الرجل الذي أخذ‬
‫رغيفيه قال هذا هو فأمر به أن ينل عن فرسه وأن يمل حزمته الت احتطبها حت يبلغ با إل الدينة فأراد أن يفتدي من ذلك بال جزيل فلم يقبل منه حت تأدب به اليش كلهم وكان‬
‫يصرف كل جعة عشرين ألف درهم على الفقراء والرامل وف كل شهر عشرين ألف درهم ف تكفي الوت ويصرف ف كل سنة ألف دينار إل عشرين نفسا يجون عن والدته وعن عضد‬
‫الدولة لنه كان السبب ف تليكه وثلثة آلف دينار ف كل سنة إل الدادين والذائي لجل النقطعي من هذان وبغداد يصلحون الحذية ونعال دوابم ويصرف ف كل سنة مائة ألف دينار‬
‫إل الرمي صدقة على الجاورين وعمارة الصانع وإصلح الياه ف طريق الجاز وحفر البار وما اجتاز ف طريقه وأسفاره باء إل بن عنده قرية وعمر ف أيامه من الساجد والانات ما ينيف‬
‫على ألفي مسجد وخان هذا كله خارجا عما يصرف من ديوانه من الرايات والنفقات والصدقات والب والصلت على أصناف الناس من الفقهاء والقضاة والؤذني والشراف والشهود‬
‫والفقراء والساكي واليتام والرامل وكان مع هذا كثي الصلة والذكر وكان له من الدواب الربوطة ف سبيل ال وف الشر ما ينيف على عشرين ألف دابة توف ف هذه السنة رحه ال عن‬
‫نيف وثاني سنة ودفن ف مشهد علي وترك من الموال أربعة عشر ألف بدرة ونيفا وأربعي بدرة والبدرة عشرة آلف رحه ال‬
‫السن بن السي بن حكان‬
‫أبو علي المذان أحد الفقهاء الشافعية ببغداد عن أول بالديث فسمع منه أبو حامد الروزي وروى عنه الزهري وقال كان ضعيفا ليس بشيء ف الديث‬
‫عبدال بن ممد بن عبدال بن إبراهيم‬
‫أبو ممد السدي العروف بابن الكفان قاضي قضاة بغداد ولد سنة ست عشرة وثلثمائة وروى عن القاضي الحاملي وممد بن خلف وابن عقدة وغيهم وعنه البقان والتنوخي يقال إنه‬
‫أنفق على طلب العلم مائة ألف دينار وكان عفيفا نزها صي العرض توف ف هذه السنة عن خس وثاني سنة ول الكم منها أربعي سنة نيابة واستقلل رحه ال‬
‫عبدالرحن بن ممد‬
‫ابن ممد بن عبدال بن إدريس بن سعد الافظ الستراباذي العروف بالدريسي رحل ف طلب العلم والديث وعن به وسع الصم وغيه وسكن سرقند وصنف لا تاريا وعرضه على‬
‫الدارقطن فاستحسنه وحدث ببغداد فسمع منه الزهري والتنوخي وكان ثقة حافظا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 11‬صفحة ‪355‬‬

‫ابو نصر عبدالعزيز بن عمر‬


‫ابن أحد بن نباتة الشاعر الشهور امتدح سيف الدولة بن حدان أظنه أخو الطيب ابن نباتة أو غيه وهو القائل البيت الطروق الشهور ‪ ...‬ومن ل يت بالسيف مات بغيه ‪ ...‬تنوعت‬
‫‪ ...‬السباب والوت واحد‬
‫عبدالعزيز بن عمر بن ممد بن نباتة‬
‫أبو نصر السعدي الشاعر وشعره موقوف ومن شعره قوله ‪ ...‬وإذا عجرت عن العدو فداره ‪ ...‬وامزج له إن الزاج وفاق ‪ ...‬كالاء بالنار الذي هو ضدها ‪ ...‬يعطي النضاج وطبعها الحراق‬
‫‪ ...‬توف فيها عبدالغفار بن عبدالرحن أبو بكر الدينوري الفقيه السفيان وهو آخر من كان يفت بذهب سفيان الثوري ببغداد ف جامع النصور وكان إليه النظر ف الامع والقيام بأمره توف‬
‫فيها ودفن خلف جامع الاكم‬
‫الاكم النيسابوري‬
‫صاحب الستدرك ممد بن عبدال بن ممد بن حدويه بن نعيم بن الكم أبو عبدال الاكم الضب الافظ ويعرف بابن البيع من أهل نيسابور وكان من أهل العلم والفظ والديث ولد سنة‬
‫إحدى وعشرين وثلثمائة وأول ساعه من سنة ثلثي وثلثمائمة سع الكثي وطاف الفاق وصنف الكتب الكبار والصغار فمناه الستدرك على الصحيحي وعلوم الديث والكليل وتاريخ‬
‫نيسابور وقد روى عن خلق ومن مشايه الدارقطن وابن أب الفوارس وغيها وقد كان من أهل الدين والمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع لكن قال الطيب البغدادي كان ابن البيع‬
‫ييل إل التشيع فحدثن أبو إسحاق إبراهيم بن ممد الرموي قال جع الاكم أبو عبدال أحاديث زعم أنا صحاح على شرط اليخاري ومسلم يلزمهما إخراجها ف صحيحيهما فمنها حديث‬
‫الطي ( ومن كنت موله فعلي موله ) فأنكر عليه أصحاب الديث ذلك ول يلتفتوا إل قوله ولموه ف فعله وقال ممد بن طاهر القدسي قال الاكم حديث الطي ل يرج ف الصحيح وهو‬
‫صحيح قال ابن طاهر بل موضوع ل يروى إل عن أسقاط أهل الكوفة من الجاهيل عن أنس فإن كان الاكم ل يعرف هذا فهو جاهل وال فهو معاند كذاب وقال أبو عبدالرحن السلمي‬
‫دخلت على الاكم وهو متف من الكرامية ل يستطيع أن يرج منهم فقلت له لو خرجت حديثا ف فضائل معاوية ل سترحت ما أنت منه فقال ل ييء من قبلي ل ييء من قبلي توف فيها‬
‫عن أربع وثاني سنة‬
‫ابن كج‬
‫وهو يوسف بن أحد بن كج أبو القاسم القاضي أحد أئمة الشافعية وله ف الذهب وجوه غريبة وكانت له نعمة عظيمة جدا وول القضاء بالدينور لبدر بن حسنويه فلما تغيت البلد بعد‬
‫موت بدر وثب عليه جاعة من العيارين فقتلوه ليلة سبع وعشرين من رمضان من هذه السنة ت الزء الادي عشر من البداية والنهاية وبال التوفيق البداية والنهاية للحافظ ابن كثي‬
‫( ) جزء‬
‫طبعة مكتبة العارف‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪2‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫ث دخلت سنة ست وأربعمائة‬
‫يوم الثلثاء مستهل الحرم منها وقعت فتنة بي أهل السنة والروافض ث سكن الفتنة الوزير فخر اللك على أن تعمل الروافض بدعتهم يوم عاشرواء من تعليق السوح والنوح وف هذا الشهر‬
‫ورد الب بوقوع وباء شديد ف البصرة أعجز الافرين والناس عن دفن موتاهم وأنه أظلت البلد سحابة ف حزيران فأمطرتم مطرا شديدا وف يوم السبت ثالث صفر تول الرتضى نقابة‬
‫الطالبيي والظال والج وجيع ما كان يتوله أخوه الرضي وقرئ تقليده بضرة العيان وكان يوما مشهودا وفيها ورد الب عن الجاج بأنه هلك منهم بسبب العطش أربعة عشر ألفا وسلم‬
‫ستة آلف وأنم شربوا بول البل من العطش وفيها غزا ممود بن سبكتكي بلد الند فأخذه الدلء فسلكوا به على بلد غريبة فانتهوا إل أرض قد غمرها الاء من البحر فخاض بنفسه الاء‬
‫أياما وخاض اليش حت خلصوا بعد ما غرق كثي من جيشه وعاد إل خراسان بعد جهد جهيد ول يج فيها من العراق ركب لفساد البلد من العراب وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ أبو حامد السفراين‬
‫إمام الشافعية أحد بن ممد بن أحد إمام الشافعية ف زمانه ولد ف سنة أربع وأربعي وثلثمائة وقدم بغداد وهو صغي سنة ثلث أو أربع وستي وثلثمائة فدرس الفقه على أب السن ابن‬
‫الرزبان ث على أب القاسم الداركي ول يزل تترقى به الحوال حت صارت إليه رياسة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪3‬‬

‫الشافعية وعظم جاهه عند السلطان والعوام وكان فقيها إماما جليل نبيل شرح الزن ف تعليقه حافلة نوا من خسي ملدا وله تعليقة أخرى ف أصول الفقه وروى عن الساعيلي وغيه قال‬
‫الطيب ورأيته غي مرة وحضرت تدريسه بسجد عبدال بن البارك ف صدر قطيعة الربيع وحدثنا عنه الزجي واللل وسعت من يذكر أنه كان يضر تدريسه سبعمائة متفقه وكان الناس‬
‫يقولون لو رآه الشافعي لفرح به وقال أبو السن القدوري ما رأيت ف الشافعية أفقه من أب حامد وقد ذكرت ترجته مستقصاة ف طبقات الشافعية وذكر ابن خلكان أن القدوري قال هو‬
‫أفقه وأنظر من الشافعي قال الشيخ أبو إسحاق ليس هذا مسلما إل القدورى فإن أبا حامد وأمثاله بالنسبة إل الشافعي كما قال الشاعر ‪ ...‬نزلوا بكة ف قبائل نوفل ‪ ...‬ونزلت بالبيداء أبعد‬
‫‪ ...‬منل‬
‫قال ابن خلكان وله مصنفات التعليقة الكبى وله كتاب البستان وهو صغي فيه غرائب قال وقد اعترض عليه بعض الفقهاء ف بعض الناظرات فأنشأ الشيخ أبو حامد يقول‬
‫جفاء جرى جهرا لدى الناس وانبسط ‪ ...‬وعذر أن سرا فأكد ما فرط ‪ ...‬ومن ظن أن يحو جلي جفائه ‪ ...‬خفى اعتذار فهو ف أعظم الغلط ‪ ...‬توف ليلة السبت لحدى عشرة بقيت ‪...‬‬
‫من شوال منها ودفن بداره بعدما صلي عليه بالصحراء وكان المع كثيا والبكاء غزيرا ث نقل إل مقبة باب حرب ف سنة عشر وأربعمائة قال ابن الوزي وبلغ من العمر إحدى وستي‬
‫سنة وأشهرا‬
‫أبو أحد الفرضي‬
‫عبدالرحن بن ممد بن أحد بن علي بن مهران أبو مسلم الفرضي القري سع الحاملي ويوسف بن يعقوب وحضر ملس أب بكر بن النباري وكان إماما ثقة ورعا وقورا كثي الي يقرأ‬
‫القرآن كثيا ث سع الديث وكان إذا قدم على الشيخ أب حامد السفراين نض إليه حافيا فتلقاه إل باب السجد توف وقد جاوز الثماني‬
‫الشريف الرضي‬
‫ممد بن الطاهر أبو أحد السي بن موسى أبو السن العلوي لقبه باء الدولة بالرضي ذي السبتي ولقب أخاه الرتضى ذي الجدين ول نقابة الطالبيي ببغداد بعد أبيه وكان شاعرا مطبقا‬
‫سخيا جوادا وقال بعضهم كان الشريف ف كثرة أشعاره أشعر قريش فمن شعره الستجاد قوله ‪ ...‬اشترالعز با شئ ‪ ...‬ت فما العز بغال ‪ ...‬بالقصار إن شئ ‪ ...‬ت أو بالسمر الطوال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪4‬‬

‫ليس بالغبون عقل ‪ ...‬من شرى عزا بال ‪ ...‬إنا يذخر الا ‪ ...‬ل لاجات الرجال ‪ ...‬والفت من جعل الموا ‪ ...‬ل أثان العال ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬يا طائر البان غريدا على فنن ‪ ...‬ما هاج‬
‫نوحك ل يا طائر البان ‪ ...‬هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به ‪ ...‬إن الطليق يؤدي حاجة العان ‪ ...‬جناية ما جناها غي متلفنا ‪ ...‬يوم الوداع وواشوقي إل الان ‪ ...‬لول تذكر أيام بذي سلم‬
‫‪ ... ...‬وعند رامة أو طاري وأوطان ‪ ...‬لا قدحت بنار الوجد ف كبدي ‪ ...‬ول بللت باء الدمع أجفان‬
‫وقد نسب إل الرضي قصيدة يتمن فيها أن يكون عند الاكم العبيدي ويذكر فيها أباه ويا ليته كان عنده حي يرى حاله ومنلته عنده وأن الليفة لا بلغه ذلك أراد أن يسيه إليه ليقضي أربه‬
‫ويعلم الناس كيف حاله قال ف هذه القصيدة‬
‫ألبس الذل ف بلد العاد ‪ ...‬ي وبصر الليفة العلوي ‪ ...‬وأبوه أب وموله مول ‪ ...‬ي إذا ضامن البعيد القصي ‪ ...‬إل آخرها فلما سع الليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج وبعث ‪...‬‬
‫إل أبيه الوسوي يعاتبه فأرسل إل ابنه الرضي فأنكر أن يكون قالا بالرة والروافض من شأنم التزوير فقال له أبوه فإذا ل تكن قلتها فقل أبياتا تذكر فيها أن الاكم بصر دعى ل نسب له‬
‫فقال إن أخاف غائلة ذلك وأصر على أن ل يقول ما أمره به أبوه وترددت الرسائل من الليفة إليهم ف ذلك وهم ينكرون ذلك حت بعث الشيخ أبا حامد السفراين والقاضي أبا بكر‬
‫إليهما فحلف لما باليان الؤكدة أنه ما قالا وال أعلم بقيقة الال توف ف خامس الحرم منها عن سبع وأربعي سنة وحضر جنازته الوزير والقضاة وصلى عليه الوزير ودفن بداره بسجد‬
‫النباري وول أخوه الرتضى ما كان يليه وزيد على ذلك أشياء ومناصب أخرى وقد رثى الرضي أخاه برثاة حسنة‬
‫باديس بن منصور الميي‬
‫أبو العز مناذر بن باديس نائب الاكم على بلد إفريقية وابن نائبها لقبه الاكم بنصي الدولة كان ذا هة وسطوة وحرمة وافرة كان إذا هزر ما كسره توف فجأة ليلة الربعاء سلخ ذي‬
‫القعدة منها ويقال إن بعض الصالي دعى عليه تلك الليلة وقام ف المر بعده ولده العز مناذر‬
‫ث دخلت سنة سبع وأربعمائة‬
‫ف ربيع الول منها احترق مشهد السي بن علي ( بكربلء ) وأروقته وكان سبب ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪5‬‬

‫أن القومة اشعلوا شعتي كبيتي فمالتا ف الليل على التازير ونفذت النار منه إل غيه حت كان ما كان وف هذا الشهر أيضا احترقت دار القطن ببغداد وأماكن كثية بباب البصرة واحترق‬
‫جامع سامرا وفيها ورد الب بتشعيث الركن اليمان من السجد الرام وسقوط جدار بي يدي قب الرسول ( ص ) بالدينة وأنه سقطت القبة الكبي على صخرة بي القدس وهذا من أغرب‬
‫التفاقات وأعجبها وف هذه السنة قتلت الشيعة الذين ببلد إفريقية ونبت أموالم ول يترك منهم إل من ل يعرف وفيها كان ابتداء دولة العلوليي ببلد الندلس وليها علي بن حود بن أب‬
‫العيس العلوي فدخل قرطبة ف الحرم منها وقتل سليمان بن الكم الموي وقتل أباه أيضا وكان شيخا صالا وبايعه الناس وتلقب بالتوكل على ال ث قتل ف المام ف ثامن ذي القعدة منها‬
‫ثان وأربعي سنة وقام بالمر من بعده أخوه القاسم بن حود وتلقب بالأمون فأقام ف اللك ست سني ث قام ابن أخيه يي بن إدريس ث ملك المويون حت ملك أمر السلمي علي بن يوسف‬
‫ابن تاشفي وفيها ملك ممود بن سبكتكي بلد خوارزم بعد ملكها خوارزم شاه مأمون بن مأمون وفيها استوزر سلطان الدولة أبا السن على بن الفضل الرامهرمزي عوضا عن فخر اللك‬
‫وخلع عليه ول يج أحد ف هذه السنة من بلد الغرب لفساد البلد والطرقات وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن يوسف بن دوست‬
‫أبو عبدال البزار احد حفاظ الديث وأحد الفقهاء على مذهب مالك كان يذكر بضرة الدارقطن ويتكلم على علم الديث فيقال إن الدارقطن تكلم فيه لذلك السبب وقد تكلم ف غيه‬
‫با ل يقدح فيه كبي شيء قال الزهري رأيت كتبه طرية وكان يذكر أن أصوله العتق غرقت وقد أملى الديث من حفظه والخلص وابن شاهي حيان موجودان توف ف رمضان عن أربع‬
‫وثاني سنة‬
‫الوزير فخر اللك‬
‫ممد بن علي بن خلف أبو غالب الوزير كان من أهل واسط وكان أبوه صيفيا فتنقلت به الحوال إل أن وزر لبهاء الدولة وقد اقتن أموال جزيلة وبن دارا عظيمة تعرف بالفخرية وكانت‬
‫أول للخليفة التقي ل فأنفق عليها أموال كثية وكان كريا جواد كثي الصدقة كسى ف يوم واحد ألف فقي وكان كثي الصلة أيضا وهو أول من فرق اللوة ليلة النصف من شعبان وكان‬
‫فيه ميل إل التشيع وقد صادره سلطان الدولة بالهواز وأخذ منه شيئا أزيد من ستمائة ألف دينار خارجا عن الملك والواهر والتاع قتله سلطان الدولة وكان عمره يوم قتل ثنتي وخسي‬
‫سنة وأشهرا وقيل إن سبب هلكه أن رجل قتله بعض غلمانه فاستعدت امرأة الرجل على الوزير هذا ورفعت إليه قصصتها وكل ذلك ل يلتفت إليها فقالت له ذات يوم أيها الوزير‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪6‬‬

‫أرأيت القصص الت رفعتها إليك فلم تلتفت إليها قد رفعتها إل ال عز وجل وأنا أنتظر التوقيع عليها فلما مسك قال قد وال خرج توقيع الرأة فكان من أمره ما كان‬
‫ث دخلت سنة ثان وأربعمائة‬
‫فيها وقعت فتنة عظيمة بي أهل السنة والروافض ببغداد قتل فيها خلق كثي من الفريقي وفيها ملك أبو الظفر بن خاقان بلد ما وراء النهر وغيها وتلقب بشرف الدولة وذلك بعد وفاة‬
‫اخيه طغان خان وقد كان طغان خان هذا دينا فاضل يب أهل العلم والدين وقد غزا الترك مرة فقتل منهم مائت ألف مقاتل وأسر منهم مائة الف وغنم من أوان الذهب والفضة وأوان‬
‫الصي شيئا ل يعهد لحد مثله فلما مات ظهرت ملوك الترك على البلد الشرقية وف جادى الول منها ول أبو السي أحد بن مهذب الدولة على بن نصر بلد البطائح بعد أبيه فقاتله ابن‬
‫عمه فغلبه وقتله ث ل تطل مدته فيها حت قتل ث آلت تلك البلد بعد ذلك إل سلطان الدولة صاحب بغداد وطمع فيهم العامة فنلوا إل واسط فقاتلوهم مع الترك وفيها ول نور الدولة أبو‬
‫الغردبيس ابن أب السن علي بن مزيد بعد وفاة أبيه وفيها قدم سلطان الدولة إل بغداد وضرب الطبل ف أوقات الصلوات ول تز بذلك عادة وعقد عقده على بنت قرواش علىصداق‬
‫خسي ألف دينار ول يج أحد من أهل العراق لفساد البلد وعيث العراف وضعف الدولة قال ابن الوزي ف النتظم أخبنا سعد ال بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي أنبا هبة ال بن‬
‫السن الطبي قال وف سنة ثان وأربعمائة استتاب القادر بال الليفة فقهاء العتزلة فأظهروا الرجوع وتبؤا من العتزال والرفض والقالت الخالفة للسلم وأخذت خطوطهم بذلك وأنم‬
‫مت خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالم وامتثل ممود بن سبكتكي أمر أمي الؤمني ف ذلك واست بسنته ف أعماله الت استخلفه عليها من بلد خراسان وغيها ف قتل‬
‫العتزلة والرافضة والساعيلية والقرامطة والهمية والشبهة وصلبهم وحبسهم ونفاهم وأمر بلعنهم على النابر وأبعد جيع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة ف السلم‬
‫وفيها توف من العيان الاجب الكبي‬
‫شباشي أبو نصر‬
‫مول شرف الدولة ولقبه باء الدولة بالسعيد وكان كثي الصدقة والوقاف على وجوه القربات فمن ذلك أنه وقف دباها على الارستان وكانت تغل شيئا كثيا من الزروع والثمار والراج‬
‫وبن قنطرة الندق والارستان والناصرية وغي ذلك ولامات دفن بقبة المام أحد وأوصى أن ل يبن عليه فخالفوه فعقدوا قبة عليه فسقطت بعد موته بنحو من سبعي سنة واجتمع نسوة‬
‫عند قبه ينحن يبكي فلما رجعن رأت عجوز منهن كانت هي القدمة فيهن ف النام كأن تركيا خرج اليهن من‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪7‬‬

‫قبه ومعه دبوس فحمل عليهن وزجرهن عن ذلك وإذا هو الاجب السعيد فانتهبت مذعورة‬
‫ث دخلت سنة تسع وأربعمائة‬
‫وف يوم الميس السابع عشر من الحرم قرئ بدار اللفة ف الوكب كتاب ف مذهب أهل السنة وفيه أن من قال القرآن ملوق فهو كافر حلل الدم وف النصف من جادى الول منها‬
‫فاض البحر الال وتدان إل البلة ودخل البصرة بعد يومي وفيها غزا ممود بن سبكتكي بلد الند وتواقع هو وملك الند فاقتتل الناس قتال عظيما ث انلت عن هزية عظيمة على الند‬
‫وأخذ السلمون يقتلون فيهم كيف شاؤا وأخذوا منهم أموال عظيمة من الواهر والذهب والفضة وأخذوا منهم مائت فيل واقتصوا آثار النهزمي منهم وهدموا معامل كثية ث عاد إل غزنة‬
‫مؤيدا منصورا ول يج أحد من درب العراق فيها لفساد البلد وعيث العراب وفيها توف من العيان‬
‫رجاء بن عيسى بن ممد‬
‫أبو العباس النصناوي نسبة إل قرية من قرى مصر يقال لا أنصنا قدم بغداد فحدث با وسع منه الفاظ وكان ثقة فقيها مالكيا عدل عند الكام مرضيا ث عاد إل بلده وتوف فيها وقد جاوز‬
‫الثماني علن‬
‫عبدال بن ممد بن أب علن‬
‫أبو أحد قاضي الهواز كان ذا مال وله مصنفات منها كتاب ف معجزات النب ( ص ) جع فيه ألف معجزة وكان من كبار شيوخ العتزلة توف فيها عن تسع وثاني سنة‬
‫علي بن نصر‬
‫ابن أب السن مهذب الدولة صاحب بلد البطيحة له مكارم كثية وكان الناس يلجؤن إل بلده ف الشدائد فيؤويهم ويسن إليهم ومن أكب مناقبه إحسانه إل أمي الؤمني القادر لا استجار‬
‫به ونزل عنده بالبطائح فارا من الطائع فآواه وأحسن إليه وكان ف خدمته حت ول إمرة الؤمني وكان له بذلك عنده اليد البيضاء وقد ول البطائح ثنتي وثلثي سنة وشهورا وتوف فيها عن‬
‫ثنتي وسبعي سنة وكان سبب موته أنه افتصد فانتفخ زراعه فمات‬
‫عبدالغن بن سعيد‬
‫ابن علي بن بشر بن مروان بن عبدالعزيز أبو ممد الزدي الصري الافظ كان عالا بالديث وفنونه وله فيه الصنفات الكثية الشهية قال أبو عبدال الصوري الافظ ما رأت عيناي مثله ف‬
‫معناه وقال الدارقطن ما رأيت بصر مثل شاب يقال له عبدالغن كانه شعلة نار وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره وقد صنف الافظ عبدالغن هذا كتابا فيه أوهام الاكم فلما وقف الاكم عليه‬
‫جعل يقرؤه على الناس ويعترف لعبد الغن بالفضل ويشكره ويرجع فيه إل ما أصاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪8‬‬

‫فيه من الرد عليه رحهما ال ولد عبد الغن لليلتي بقيتا من ذي القعدة سنة ثنتي وثلثمائة وتوف ف صفر من هذه السنة رحه ال‬
‫ممد بن أمي الؤمني‬
‫ويكن بأب الفضل كان قد جعله ول عهده من بعده وضربت السكة باسه وخطب له الطباء على النابر ولقب بالغالب بال فلم يقدر ذلك توف فيها عن سبع وعشرين سنة‬
‫ممد بن إبراهيم بن ممد بن يزيد‬
‫أبو الفتح البزار الطرسوسي ويعرف بابن البصري سع الكثي من الشايخ وسع منه الصوري ببيت القدس حي أقام با وكان ثقة مأمونا‬
‫ث دخلت سنة عشر وأربعمائة‬
‫فيها ورد كتاب يي الدولة ممود بن سبكتكي يذكر فيها ما افتتحه من بلد الند ف السنة الالية وفيه أنه دخل مدينة فيها ألف قصر مشيد وألف بيت للصنام وفيها من الصنام شيء كثي‬
‫ومبلغ ما على الصنم من الذهب ما يقارب مائة ألف دينار ومبلغ الصنام الفضة زيادة على ألف صنم وعندهم صنم معظم يؤرخون له وبه بهالتهم ثلثمائة ألف عام وقد سلبنا ذلك كله‬
‫وغيه ما ل يصى ول يعد وقد غنم الجاهدون ف هذه الغزوة شيئا كثيا وقد عمموا الدينة بالحراق فلم يتركوا منها إل الرسوم وبلغ عدد القتلى من النود خسي ألفا وأسلم منهم نو من‬
‫عشرين ألفا وأفرد خس الرقيق فبلغ ثلثا وخسي ألفا واعترض من الفيال ثلثمائة وست وخسي فيل وحصل من الموال عشرون ألف ألف درهم ومن الذهب شيء كثي وف ربيع الخر‬
‫منها قرئ عهد أب الفوارس ولقب قوام الدولة وخلع عليه خلعا حلت إليه بولية كرمان ول يج ف هذه السنة أحد من العراق ومن توف فيها من العيان الصيفر الذي كان يفر الجاج‬
‫أحد بن موسى بن مردويه‬
‫ابن فورك أبو بكر الافظ الصبهان توف ف رمضان منها‬
‫هبة ال بن سلمة‬
‫أبو القاسم الضرير القرئ الفسر كان من أعلم الناس وأحفظهم للتفسي وكانت له حلقة ف جامع النصور روى ابن الوزي بسنده إليه قال كان لنا شيخ نقرأ عليه فمات بعض أصحابه فرآه‬
‫ف النام فقال له ما فعل ال بك قال غفر ل قال فما كان حالك مع منكر ونكي قال لا أجلسان وسألن ألمن ال أن قلت بق أب بكر وعمر دعان فقال أحدها للخر قد أقسم بعظيمي‬
‫فدعه فتركان وذهبا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪9‬‬


‫ث دخلت سنة إحدى عشرة وأربعمائة‬
‫فيها عدم الاكم بصر وذلك أنه لا كان ليلة الثلثاء لليلتي بقيتا من شوال فقد الاكم بن العز الفاطمي صاحب مصر فاستبشر الؤمنون والسلمون بذلك وذلك لنه كان جبارا عنيدا‬
‫وشيطانا مريدا ولنذكر شيئا من صفاته القبيحة وسيته اللعونة أخزاه ال كان كثي التلون ف أفعاله وأحكامه وأقواله جائرا وقد كان يروم أن يدعى اللوهية كما ادعاها فرعون فكان قد أمر‬
‫الرعية إذا ذكر الطيب على النب اسه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره واحتراما لسه فعل ذلك ف سائر مالكه حت ف الرمي الشريفي وكان قد أمر أهل مصر على‬
‫الصوص إذا قاموا عند ذكره خروا سجدا له حت إنه ليسجد بسجودهم من ف السواق من الرعاع وغيهم من كان ل يصلي المعة وكانوا يتركون السجود ل ف يوم المعة وغيه‬
‫ويسجدون للحاكم وأمر ف وقت لهل الكتابي بالدخول ف دين السلم كرها ث أذن لم ف العود إل دينهم وخرب كنائسهم ث عمرها وخرب القمامة ث أعادها وابتن الدارس وجعل فيها‬
‫الفقهاء والشايخ ث قتلهم وأخربا وألزم الناس بغلق السواق نارا وفتحها ليل فامتثلوا ذلك دهرا طويل حت اجتاز مرة برجل يعمل النجارة ف أثناء النهار فوقف عليه فقال أل أنكم فقال يا‬
‫سيدي لا كان الناس يتعيشون بالنهار كانوا يسهرون بالليل ولا كانوا يتعيشون بالليل سهروا بالنهار فهذا من جلة السهر فتبسم وتركه وأعاد الناس إل أمرهم الول وكل هذا تغيي للرسوم‬
‫واختبار لطاعة العامة له ليقى ف ذلك إل ما هو أشر وأعظم منه وقد كان يعمل السبة بنفسه فكان يدور بنفسه ف السواق على حار له وكان ل يركب إل حارا فمن وجده قد غش ف‬
‫معيشة أمر عبدا أسود معه يقال له مسعود أن يفعل به الفاحشة العظمى وهذا أمر منكر ملعون ل يسبق إليه وكان قد منع النساء من الروج من منازلن وقطع شجر العناب حت ل يتخذ‬
‫الناس منها خرا ومنعهم من طبخ اللوخية وأشياء من الرعونات الت من أحسنها منع النساء من الروج وكراهة المر وكانت العامة تبغضه كثيا ويكتبون له الوراق بالشتيمة البالغة له‬
‫ولسلفه ف صورة قصص فإذا قرأها ازداد غيظا وحنقا عليهم حت إن أهل مصر عملوا صورة امرأة من ورق بفيها وإزارها وف يدها قصة من الشتم واللعن والخالفة شيء كثي فلما رآها‬
‫ظنها امرأة فذهب من ناحيتها وأخذ القصة من يدها فقرأها فرأى ما فيها فأغضبه ذلك جدا فأمر بقتل الرأة فلما تققها من ورق ازداد غظيا إل غيظه ث لا وصل إل القاهرة أمر السودان أن‬
‫يذهبوا إل مصر فيحرقوها وينهبوا ما فيها من الموال والتاع والري فذهبوا فامتثلوا ما أمرهم به فقاتلهم أهل مصر قتال شديدا ثلثة أيام والنار تعمل ف الدور والري وهو ف كل يوم قبحه‬
‫ال يرج فيقف من بعيد وينظر ويبكي ويقول من أمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪10‬‬

‫هؤلء العبيد بذا ث اجتمع الناس ف الوامع ورفعوا الصاحف وصاروا إل ال عز وجل واستغاثوا به فرق لم الترك والشارقة وانازوا إليهم وقاتلوا معهم عن حريهم ودورهم وتفاقم الال‬
‫جدا ث ركب الاكم لعنه ال ففصل بي الفريقي وكف العبيد عنهم وكان يظهر التنصل ما فعله العبيد وأنم ارتكبوا ذلك من غي علمه وإذنه وكان ينفذ إليهم السلح ويثهم على ذلك ف‬
‫الباطن وما انلى المر حت احترق من مصر نو ثلثها ونب قريب من نصفها وسبيت نساء وبنات كثية وفعل معهن الفواحش والنكرات حت أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار‬
‫والفضيحة واشترى الرجال منهم من سب لم من النساء والري قال ابن الوزي ث ازداد ظلم الاكم حت عن له أن يدعي الربوبية فصار قوم من الهال إذا رأوه يقولون يا واحد يا أحد يا‬
‫مي يا ميت قبحهم ال جيعا‬
‫صفة مقتله لعنه ال‬
‫كان قد تعدى شره إل الناس كلهم حت إل أخته وكان يتهمها بالفاحشة ويسمعها أغلظ الكلم فتبمت منه وعملت على قتله فراسلت أكب المراء أميا يقال له ابن دواس فتوافقت هي‬
‫وهو على قتله ودماره وتواطآ على ذلك فجهز من عنده عبدين أسودين شهمي وقال لما إذا كانت الليلة الفلنية فكونا ف جبل القطم ففي تلك الليلة يكون الاكم هناك ف الليل لينظر ف‬
‫النجوم وليس معه أحد إل ركاب وصب فاقتله واقتلها معه واتفق الال على ذلك فلما كانت تلك الليلة قال الاكم لمه على ف هذه الليلة قطع عظيم فإن نوت منه عمرت نوا من ثاني‬
‫سنة ومع هذا فانقلي حواصلى إليك فإن أخوف ما أخاف عليك من أخت وأخوف ما أخاف على نفسي منها فنقل حواصله إل أمه وكان له ف صناديق قريب من ثلثمائة ألف دينار وجواهر‬
‫أخر فقالت له أمه يا مولنا إذا كان المر كما تقول فارحن ول تركب ف ليلتك هذه إل موضع وكان يبها فقال أفعل وكان من عادته أن يدور حول القصر كل ليلة فدار ث عاد إل القصر‬
‫فنام إل قريب من ثلث الليل الخي فاستيقط وقال إن ل أركب الليلة فاضت نفسي فثار فركب فرسا وصحبه صب وركاب وصعد البل القطم فاستقبله ذانك العبدان فأنزله عن مركوبه‬
‫وقطعا يديه ورجليه وبقرا بطنه فأتيا به مولها ابن دواس فحمله إل أخته فدفنته ف ملس دارها واستدعت المراء والكابر والوزير وقد أطلعته على اللية فبايعوا لولد الاكم أب السن‬
‫علي ولقب بالظاهر لعزاز دين ال وكان بدمشق فاستدعت به وجعلت تقول للناس إن الاكم قال ل إنه يغيب عنكم سبعة أيام ث يعود فاطمأن الناس وجعلت ترسل ركابيي إل البل‬
‫فيصعدونه ث يرجعون فيقولون تركناه ف الوضع الفلن ويقول الذين بعدهم لمه تركناه ف موضع كذا وكذا حت اطمأن الناس وقدم ابن أخيها واستصحب معه من دمشق ألف ألف دينار‬
‫وألفي ألف درهم فحي وصل ألبسته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪11‬‬

‫تاج جد أبيه العز وحلة عظيمة وأجلسته على السرير وبايعه المراء والرؤساء وأطلق لم الموال وخلعت على ابن دواس خلعة سنية هائلة وعملت عزاء أخيها الاكم ثلثة أيام ث أرسلت‬
‫إل ابن دواس طائفة من الند ليكونوا بي يديه بسيوفهم وقوفا ف خدمته ث يقولوا له ف بعض اليام أنت قاتل مولنا ث يهبونه بسيوفهم ففعلوا ذلك وقتلت كل من اطلع على سرها ف قتل‬
‫أخيها فعظمت هيبتها وقويت حرمتها وثبتت دولتها وقد كان عمر الاكم يوم قتل سبعا وثلثي سنة ومدة ملكه من ذلك خسا وعشرين سنة‬
‫ث دخلت سنة إثنت عشرة وأربعمائة‬
‫فيها تول القاضي أبو جعفر أحد بن ممد السمنان السبة والواريث ببغداد وخلع عليه السواد وفيها قالت جاعة من العلماء والسلمي للملك الكبي يي الدولة ممود بن سبكتكي أنت‬
‫أكب ملوك الرض وف كل سنة تفتح طائفة من بلد الكفر وهذه طريق الج قد تعطلت من مدة ستي وفتحك لا أوجب من غيها فتقدم إل قاضي القضاة أب ممد الناصحي أن يكون أمي‬
‫الج ف هذه السنة وبعث معه بثلثي ألف دينار للعراب غي ما جهز من الصدقات فسار الناس بصحبته فلما كانوا بفيد اعترضهم العراب فصالهم القاضي أبو ممد الناصحي بمسة‬
‫آلف دينار فامتنعوا وصمم كبيهم وهو جاز بن عدي على أخذ الجيج وركب فرسه وجال جولة واستنهض شياطي العرب فتقدم إليه غلم من سرقند يقال له ابن عفان فرماه بسهم‬
‫فوصل إل قلبه فسقط ميتا وانزمت العراب وسلك الناس الطريق فحجوا ورجعوا سالي ول المد والنة ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو سعد الالين‬
‫أحد بن ممد بن أحد بن إساعيل بن حفص أبو سعد الالين ومالي قرية من قرى هراة كان من الفاظ الكثرين الراحلي ف طلب الديث إل الفاق وكتب كثيا وكان ثقة صدوقا صالا‬
‫مات بصر ف شوال منها‬
‫السن بن السي‬
‫ابن ممد بن السي بن رامي القاضي أبو ممد الستراباذي نزل بغداد وحدث با عن الساعيلي وغيه وكان شافعيا كبيا فاضل صالا‬
‫السي بن منصور بن غالب‬
‫الوزير اللقب ذا السعادتي ولد بسياف سنة ثلث وخسي وثلثمائة ث صار وزيرا ببغداد ث قتل وصودر أبوه علي ثاني ألف دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪12‬‬

‫السي بن عمرو‬
‫أبو عبد ال الغزال سع النجاد واللدى وابن السماك وغيهم قال الطيب كتبت عنه وكان ثقة صالا كثي البكاء عند الذكر‬
‫ممد بن عمر‬
‫أبو بكر العنبي الشاعر كان أدبيا ظريفا حسن الشعر فمن ذلك قوله ‪ ...‬إن نظرت إل الزما ‪ ...‬ن وأهله نظرا كفان ‪ ...‬فعرفته وعرفتهم ‪ ...‬وعرفت عزى من هوان ‪ ...‬فلذاك أطرح‬
‫الصد ‪ ...‬يق فل أراه ول يران ‪ ...‬وزهدت فيما ف يدي ‪ ...‬ه ودونه نيل المان ‪ ...‬فتعجبوا لغالب ‪ ...‬وهب القاصى للدان ‪ ...‬وانسل من بي الزحا ‪ ...‬م فماله ف الغلب ثان ‪ ...‬قال‬
‫ابن الوزى وكان متصوفا ث خرج عنهم وذمهم بقصائد ذكرتا ف تلبيس أبليس توف يوم الميس ثان عشر جادى الول منها‬
‫ممد بن أحد بن ممد بن أحد‬
‫ابن روق بن عبد ال بن يزيد بن خالد أبو السن البزار العروف بابن رزقويه قال الطيب هو أول شيخ كتبت عنه ف سنة ثلث وأربعمائة وكان يذكر أنه درس القرآن ودرس الفقة على‬
‫مذهب الشافعى وكان ثقة صدوقا كثي السماع والكتابة حسن العتقاد جيل الذهب مديا لتلوة القرآن شديدا على أهل البدع وأكب دهرا على الديث وكان يقول ل أحب الدنيا إل‬
‫لذكر ال وتلوة القرآن وقراءتى عليكم الديث بعض المراء إل العلماء بذهب فقبلوا كلهم غيه فإنه ل يقبل شيئا وكانت وفات يوم الثني السادس عشر من جادى الول منها عن سبع‬
‫وثاني سنة ودفن بالقرب من مقبة معروف الكرخى‬
‫أبو عبد الرحن السلمي‬
‫ممد بن السي بن ممد بن موسى أبو عبد الرحن السلمي النيسابوري روى عن الصم وغيه وعنه مشايخ البغداديي كلزهري والعشاري وغيها وروى عنه البيهقى وغيه قال ابن‬
‫الوزي كانت له عناية بأخبار الصوفية فصنف لم تفسيا على طريقتهم وسننا وتاريا وجع شيوخا وتراجم وأبوابا له بنيسابور دار معروفة وفيها صوفية وبا قبه ث ذكر كلم الناس ف‬
‫تضعفه ف الرواية فحكى عن الطيب عن ممد بن يوسف القطان أنه قال ل يكن بثقة ول يكن سع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪13‬‬

‫من الصم شيئا كثيا فلما مات الاكم روى عنه اشياء كثية جدا وكان يضع للصوفية الحاديث قال ابن الوزي وكانت وفاته ف ثالث شعبان منها‬
‫أبو علي السن بن علي الدقاق النيسابوري‬
‫كان يعظ الناس ويتكلم على الحوال والعرفة فمن كلمه من تواضع لحد لجل دنياه ذهب ثلثا دينه لنه خضع له بلسانه وأركانه فإن اعتقد تعظيمه بقلبه أو خضع له به ذهب دينه كله‬
‫وقال ف قوله تعال [ اذكرون أذ كركم ] اذكرون وأنتم أحياء أذكركم وانتم أموات تت التراب وقد تلى عنكم القارب والصحاب والحباب وقال البلء الكب أن تريدول تراد وتدنو‬
‫فترد إل الطرد والبعاد وانشد عند قوله تعال [ فتول عنهم وقال ياأسفي على يوسف ] ‪ ...‬جننا بليلى وهي جنت بغينا ‪ ...‬وأخرى بنا منونة ل نريدها ‪ ...‬وقال ف قوله ( ص ) حفت‬
‫النة بالكاره إذا كان هذا الخلوق لوصول إليه إل بتحمل الشاق فما الظن بن ل يزل وقال ف قوله ليه السلم ( جلبت القلوب على حب من أحسن إليها ) يا عجبا لن ير مسنا غي ال‬
‫كيف ل ييل بكليته إليه قلت كلمه على هذا الديث جيد والديث ليصح بالكلية‬
‫صريع الدلل الشاعر‬
‫أبو السن على بن عبيد الواحد الفقية البغدادي الشاعر الاجن العروف بصريع الدلل قتيل الغوان ذي الرقاعتي له قصيدة مقصورة عارض با مقصورة ابن دريد يقول فيها ‪ ...‬وألف حل‬
‫من متاع تستر ‪ ...‬أنفع للمسكي من لقط النوى ‪ ...‬من طبخ الديك وليذبه ‪ ...‬طار من القدر إل حيث انتهى ‪ ...‬من دخلت ف عينه مسلة ‪ ...‬فسله من ساعته كيف العمى ‪ ...‬والذقن‬
‫شعر ف الوجوه طالع ‪ ...‬كذلك العقصة من خلف القفى ‪ ...‬إل أن ختمها بالبيت الذي حسد عليه وهو قوله ‪ ...‬من فاته العلم وأخطاه الغن ‪ ...‬فذاك والكلب على حد سوى ‪ ...‬قدم مصر‬
‫ف سنة ثنت عشرة وأربعمائة وامتدح فيها خليفتها الظاهر ل عزاز دين ال بن الاكم واتفقت وفاته با ف رجبها‬
‫ث دخلت سنة ثلث عشرة وأربعمائة‬
‫فيها جرت كائنة غريبة عظيمة ومصيبة عامة وهى أن رجل من الصريي من أصحاب الاكم اتفق مع جاعة من الجاج الصريي على أمر سوء وذلك أنه لا كان يوم النفر الول طاف هذا‬
‫الرجل بالبيت فلما انتهى إل الجر السود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلث ضربات‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪14‬‬

‫متواليات وقال إل مت نعبد هذا الجر ول ممد ول على ما أفعله فان أهدم اليوم هذا البيت ن وجعل يرتعد فاتقاه أكثر الاضرين وتأخروا عنه وذلك لنه كان رجل طوال جسما أحر‬
‫اللون أشقر الشعر وعلى باب الامع جاعة من الفرسان وقوف ليمنعوه من يريد منعه من هذا الفعل وأراده بسوء فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه با ن وتكاثر الناس عليه‬
‫فقتلوه وقطعوه قطعا وحرقوه بالنار وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم جاعة ونبت أهل مكة الركب الصري وتعدى النهب إل غيهم وجرت خبطة عظيمة وفتنة كبية جدا ث سكن الال بعد أن‬
‫تتبع أولئك النفر الذين تالؤا على اللاد ف أشرف البلد غي انه قد سقط من الجر ثلث فلق مثل الظفار وبدا ما تتها أسر يضرب إل صفرة مببا مثل الشخاش فأخذ بنوشيبة تلك‬
‫الفلق فعجنوها بالسك واللك وحشوا با تلك الشقوق الت بدت فاستمسك الجر وأستمر على ما هو عليه الن وهو ظاهر لن تأمله وفيها فتح الارستان الذي بناه الوزير مؤيد اللك أبو‬
‫على السن وزير شرف اللك بواسط ورتب له الزان والشربة والدوية والعقاقي وغي ذلك ما يتاج إليه وفيها توف من العيان‬
‫ابن البواب الكاتب‬
‫صاحب الط النسوب على بن هلل أبو السن ابن البواب صاحب أب السي بن سعون الواعظ وقد أثن على ابن البواب غي واحد ف دينه وأمانته وأما خطه وطريقته فيه فأشهر من أن‬
‫ننبه عليها وخطه أوضح تعريبا من خط اب على بن مقلة ول يكن بعد ابن مقلة أكتب منه وعلى طريقته الناس اليوم ف سائر القاليم إل القليل قال ابن الوزي توف يوم السبت ثان جادى‬
‫الخرة منها ودفن بقبة باب حرب وقد رثاه بعضهم بأبيات منها قوله ‪ ...‬فللقلوب الت أبجتها حرق ‪ ...‬وللعيون الت أقررتا سهر ‪ ...‬فما لعيش وقد ودعته أرج ‪ ...‬وما لليل وقد فارقته‬
‫سحر ‪ ...‬قال ابن خلكان ويقال له الستري لن أباه كان ملزما لستر الباب ويقال له ابن البواب وكان قد أخذ الط عن عبدال بن ممد بن أسد بن علي بن سعيد البزار وقد سع أسد هذا‬
‫على النجاد وغيه وتوف سنة عشر وأربعمائة وأما ابن البواب فإنه توف ف جادى الول من هذه السنة وقبل ف سنة ثلث وعشرين وأربعمائة وقد رثاه بعضهم فقال ‪ ...‬استشعرت الكتاب‬
‫فقدك سالفا ‪ ...‬وقضت بصحة ذلك اليام ‪ ...‬فذلك سودت الدوي كآبة ‪ ...‬أسفا عليك وشقت القلم ‪ ...‬ث ذكر ابن خلكان أول من كتب العربية فقال إساعيل عليه السلم وقيل أول‬
‫من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪15‬‬

‫كتب بالعربية من قريش حرب بن أمية بن عبد شس أخذها من بلد الية عن رجل يقال له أسلم بن سدرة وسأله من اقتبستها فقال من واضعها رجل يقال له مرامر بن مروة وهو رجل من‬
‫أهل النبار فاصل الكتابة ف العرب من النبار وقال اليثم بن عدي وقد كان لمي كتابة يسمونا السند وهي حروف متصلة غي منفصلة وكانوا ينعون العامة من تعلمها وجيع كتابات‬
‫الناس تنتهي إل اثن عشر صنفا وهي االعربية والميية واليونانية والفارسية والرومانية والعبانية والرومية والقبطية والببرية والندية والندلسية والصينية وقد اندرس كثي منها فقل من‬
‫يعرف شيئا منها وفيها توف من العيان‬
‫علي بن عيسى‬
‫ابن سليمان بن ممد بن أبان أبو السن الفارسي العروف بالسكري الشاعر وكان يفظ القرآن ويعرف القراءات وصحب أبا بكر الباقلن وأكثر شعره ف مديح الصحابة وذم الرافضة‬
‫وكانت وفاته ف شوال من هذه السنة ودفن بالقرب من قب معروف وقد كان أوصى أن يكتب على قبه هذه البيات الت عملها وهي قوله ى ‪ ...‬نفس يا نفس كما تادين ف تلفي ‪...‬‬
‫وتشي ف الفعال العيب ‪ ...‬اقب ال واحذرى موقف العر ‪ ...‬ض وخاف يوم الساب العصيب ‪ ...‬ل تغرنك السلمة ف العي ‪ ...‬ش فإن السليم رهن الطوب ‪ ...‬كل حي فللمنون ول يد‬
‫‪ ... ...‬فع كأس النون كيد الديب ‪ ...‬واعلمي أن للمنية وقتا ‪ ...‬سوف يأت عجلن غي هيوب ‪ ...‬إن حب الصديق ف موقف ال ‪ ...‬حشر أمان للخائف الطلوب‬
‫ممد بن أحد بن ممد بن منصور‬
‫أبو جعفر البيع ويعرف بالعتيقي ولد سنة إحدى وثلثي وثلثمائة وأقام بطرسوس مدة وسع با وبغيها وحدث بشيء يسي‬
‫ابن النعمان‬
‫شيخ المامية الروافض والصنف لم والحامي عن حوزتم كانت له وجاهة عند ملوك الطراف ليل كثي من أهل ذلك الزمان إل التشيع وكان ملسه يضره خلق كثي من العلماء من سائر‬
‫الطوائف وكان من جلة تلميذه الشريف الرضي والرتضي وقدرثاه بقصيدة بعد وفاته ف هذه السنة منها قوله ‪ ...‬من لعضل أخرجت منه حساما ‪ ...‬ومعان فضضت عنها ختاما ‪ ...‬من يثي‬
‫العقول من بعد ما ‪ ...‬كن هودا ويفتح الفهاما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪16‬‬

‫‪ ...‬من يعي الصديق رأيا ‪ ...‬اذا ماسل ف الطوب حساما‬


‫ث دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة‬
‫فيها قدم اللك شرف الدولة إل بغداد فخرج الليفة ف الطيارة لتلقيه وصحبته المراء والقضاة والفقهاء والوزراء والرؤساء فلما واجهة شرف الدولة قبل الرض بي يديه مرات واليش‬
‫واقف برمته والعامة ف الانبي وفيها ورد كتاب من يي الدولة ممود بن سبكتكي إل الليفة يذكر أنه دخل بلد الند أيضا وأنه فتح بلدا وقتل خلقا منهم وأنه صاله بعض ملوكهم وحل‬
‫إليه هدايا سنية منها فيول كثية ومنها طائر على هيئة القمرى إذا وضع عند الوان وفيه سم دمعت عيناه وجرى منها ماء ومنهما حجر يك ويؤخذ منه ما تصل منه فيطلى با الراحات‬
‫ذات الفواه الواسعة فيلحمها وغي ذلك وحج الناس أهل العراق ولكن رجعوا على طريق الشام لحتياجهم إل ذلك وفيها توف من العيان‬
‫السن بن الفضل بن سهلن‬
‫أبو ممد الرامهرمزي وزير سلطان الدولة وهو الذي بن سور الائر عند مشهد السي قتل ف شعبان منها‬
‫السن بن ممد بن عبدال‬
‫أبو عبدال الكشغلي الطبي الفقيه الشافعي تفقه على أب القاسم الداركي وكان فهما فاضل صالا زاهدا وهو الذي درس بعد الشيخ أب حامد السفرائين ف مسجده مسجد عبدال بن‬
‫البارك ف قطيعة الربيع وكا الطلبة عنده مكرمي اشتكى بعضهم إليه حاجة وأنه قد تأخرت عنه نفقته الت ترد إليه من ابيه فأخذه بيده وذهب الىبعض التجار فاستقرض له منه خسي دينارا‬
‫فقال التاجر حت تأكل شيئا فمد السماط فأكلوا وقال يا جارية هات الال فأحضرت شيئا من الال فوزن منها خسي دينارا ودفعها إل الشيخ فلما قاما إذا بوجه ذلك الطالب قد تغي فقال له‬
‫الكشغلي ما لك فقال يا سيدي قد سكن قلب حب هذه الارية فرجع به إل التاجر فقال له قد وقعنا ف فتنة أخرى فقال وما هي فقال إن هذا الفقيه قد هوى الارية فأمر التاجر الاربة أن‬
‫ترج فتسلمها الفقيه وقال ربا أن يكون قد وقع ف قلبها منه مثل الذي قد وقع ف قلبه منها فلما كان عن قريب قدم على ذلك الطالب نفقته من أبيه ستمائة دينار فوف ذلك التاجر ما كان‬
‫له عليه من ثن الارية والقرض وذلك بسفارة الشيخ توف ف ربيع الخر منها ودفن بباب حرب‬
‫علي بن عبدال بن جهضم‬
‫أبو السن الهضمي الصوف الكي صاحب بجة السرار كان شيخ الصوفية بكة وبا توف قال ابن الوزي وقد ذكر أنه كان كذابا ويقال إنه الذي وضع حديث صلة الرغائب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪17‬‬

‫القاسم بن جعفر بن عبدالواحد‬


‫أبو عمر الاشي البصري قاضيها سع الكثي وكان ثقة أمينا وهو راوي سنن أب داود عن أب علي اللؤلؤي توف فيها وقد جاوز التسعي‬
‫ممد بن أحد‬
‫بن السن بن يي بن عبدالبار‬
‫أبو الفرج القاضي الشافعي يعرف بابن سيكة روى عن النجاد وغيه وكان ثقة توف ف ربيع الول منها ودفن بباب حرب ممد بن أحد أبو جعفر النسفي عال النفية ف زمانه وله طريقة ف‬
‫اللف وكان فقيا متزهدا بات ليلة قلقا لا عنده من الفقر والاجة فعرض له فكر ف فرع من الفروع كان أشكل عليه فانفتح له فقام يرقص ويقول أين اللوك فسألته امرأته عن خبه‬
‫فأعلمها با حصل له فتعجبت من شأنه رحه ال وكانت وفاته ف شعبان منها‬
‫هلل بن ممد‬
‫ابن جعفر بن سعدان أبو الفتح اللفار سع إساعيل الصفار والنجاد وابن الصواف وكان ثقة توف ف صفر عن اثنتي وتسعي سنة‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة وأربعمائة‬
‫فيها ألزم الوزير جاعة التراك والولدين والشريف الرتضى ونظام الضرة أبا السن الزينب وقاضي القضاة أبا السن بن أب الشوارب والشهود بالضور لتجديد البيعة لشرف الدولة فلما‬
‫بلغ ذلك الليفة توهم أن تكون هذه البيعة لنية فاسدة من أجله فبعث إل القاضي والرؤساء ينهاهم عن الضور فاختلفت الكلمة بي الليفة وشرف الدولة واصطلحا وتصافيا وجددت البيعة‬
‫لكل منهما من الخر ول يج فيها من ركب العراق ول خراسان أحد واتفق أن بعض المراء من جهة ممود بن سبكتكي شهد الوسم ف هذه السنة فبعث إليه صاحب مصر بلع عظيمة‬
‫ليحملها للملك ممود فلما رجع با إل اللك أرسل با إل بغداد إل الليفة القادر فحرقت بالنار ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن عمر بن السن‬
‫أبو الفرح العدل العروف بابن السلمة ولد سنة سبع وثلثي وثلثمائة وسع أباه وأحد بن كامل والنجاد والهضمي ودعلج وغيهم وكان ثقة سكن الانب الشرقي من بغداد وكان يلي ف‬
‫أول كل سنة ملسا ف الحرم وكان عاقل فاضل كثي العروف داره مألف لهل العلم وتفقه بأب بكر الرازي وكان يصوم الدهر ويقرأ ف كل يوم سبعا ويعيده بعينه ف التهجد توف ف ذي‬
‫القعدة منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪18‬‬

‫أحد بن ممد بن أحد‬


‫ابن القاسم بن إساعيل بن ممد بن إساعيل بن سعيد بن أبان الضب أبو السن الحاملي نسبة إل الحامل الت يمل عليها الناس ف السفر تفقه على أب حامد السفرايين وبرع فيه حت إن‬
‫الشيخ كان يقول هو أحفظ للفقه من وله الصنفات الشهورة منها اللباب من والوسط والقنع وله ف اللف وعلق على أب حامد تعليقة كبية قال ابن خلكان ولد سنة ثان وستي وثلثمائة‬
‫وتوف ف يوم الربعاء لتسع بقي ممد ربيع الخر منها وهو شاب‬
‫عبيد ال بن عبدال‬
‫ابن السي أبو القاسم الفاف العروف بابن النقيب كان من أئمة السنة وحي بلغه موت بن العلم فقيه الشيعة سجد ل شكرا وجلس للتهنئة وقال ما أبال أي وقت مت بعد أن شاهدت‬
‫موت ابن العلم ومكث دهرا طويل يصلي الفجر بوضوء العشاء قال الطيب وسألته عن مولده فقال ف سنة خس وثلثمائة وأذكر من اللفاء القتدر والقاهر والرضي والتقي بال والستكفي‬
‫والطيع والطائع والقادر والغالب بال الذي خطب له بوليه العهد توف ف سلخ شعبان منها عن مائة وعشر سني‬
‫عمر بن عبدال بن عمر‬
‫أبو حفص الدلل قال سعت الشبلي ينشد قوله ‪ ...‬وقد كان شيء سي السرور ‪ ...‬قديا سعنا به ما فعل ‪ ...‬خليلي إن دام هم النفو ‪ ...‬س قليل على ما نراه قتل ‪ ...‬يؤمل دنيا لتبقى له ‪...‬‬
‫‪ ...‬فمات الؤمل قبل المل‬
‫ممد بن السن أبو السن‬
‫القساسي العلوي نائب الشريف الرتضي ف إمرة الجيج حج بالناس سني متعددة وله فصاحة وشعر وهو من سللة زيد بن علي بن السي‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة وأربعمائة‬
‫فيها قوي أمر العيارين ببغداد ونبوا الدور جهرة واستهانوا بأمر السلطان وف ربيع الول منها توف شرف الدولة بن بويه الديلمي صاحب بغداد والعراق وغي ذلك فكثرت الشرور ببغداد‬
‫ونبت الزائن ث سكن المر على تولية جلل الدولة أب الطاهر وخطب له على النابر وهو إذ ذاك على البصرة وخلع علي شرف اللك أب سعيد بن ماكول وزيره ولقب علم الدين سعد‬
‫الدولة أمي اللة شرف اللك وهو أول من لقب باللقاب الكثية ث طلب من الليفة أن يبايع لب كاليجار ول عهد أبيه سلطان الدلة الذي استخلفه باء الدولة عليهم فتوقف ف الواب ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪19‬‬

‫وافقهم عل ما أرادوا وأقيمت الطبة للملك أب كاليجار يوم المعة سادس عشر شوال منها ث تفاقم المر ببغداد من جهة العيارين وكبسوا الدور ليل ونارا وضربوا أهلها كما يضرب‬
‫الصادرون ويستغيث أحدهم فل يغاث واشتد الال وهربت الشرطة من بغداد ول تغن التراك شيئا وعملت الساريج على أفواه السكك فلم يفد ذلك شيئا وأحرقت دار الشريف الرتضي‬
‫فانتقل منها وغلت السعار جدا ول يج أحد من أهل العراق خراسان ومن توف فيها من العيان‬
‫سابور بن ازدشي‬
‫وزر لبهاء الدولة ثلث مرات ووزر لشرف الدولة وكان كاتبا سديدا عفيفا عن الموال كثي الي سليم الاطر وكان إذا سع الؤذن ل يشغله شىء عن الصلة وقد وقف دار للعلم ف سنة‬
‫إحدى وثاني وثلثمائة وجعل فيها كتبا كثية جدا ووقف عليها غلة كبية فبقيت سبعي سنة ث أحرقت عند ميء اللك طغرلبك ف سنة خسي وأربعمائة وكانت ملتها بي السورين وقد‬
‫كان حسن العاشرة إل أنه كان يعزل عماله سريعا خوفا عليهم من الشر والبطر توف فيها وقد قارب التسعي‬
‫عثمان النيسابوري‬
‫الداوي الواعظ قال ابن الوزي صنف كتبا ف الوعظ من أبرد الشياء وفيه أحاديث كثية موضوعة وكلمات مرذولة إل أنه كان خبا صالا وكانت له وجاهة عند اللفاء واللوك وكان‬
‫اللك ممود بن سبكتكي إذا رآه قام له وكانت ملته ححمى يتمي با من الظلمة وقد وقع ف بلده نيسابور موت وكان يغسل الوتى متسبا فغسل نوا من عشرة آلف ميتا رحه ال‬
‫ممد بن السن بن صالان‬
‫أبو منصور الوزير لشرف الدولة ولبهاء الدولة كان وزير صدق جيد الباشرة حسن الصلة مافظا على أوقاتا وكان مسا إل الشعراء والعلماء توف فيها عن ست وسبعي سنة‬
‫اللك شرف الدولة‬
‫أبو علي بن باء الدولة أب نصر بن عضد الدولة بن بويه أصابه مرض حار فتوف لثمان بقي من ربيع الخر عن ثلث وعشرين سنة وثلثة أشهر وعشرين يوما‬
‫التهامي الشاعر‬
‫علي بن ممد التهامي أبو السن له ديوان مشهور وله مرثاة ف ولده وكان قد مات صغيا أولا ‪ ...‬حكم النية ف البية جاري ‪ ...‬ما هذه الدنيا بدار قرار ‪ ...‬ومنها ‪ ...‬إن لرحم حاسدي‬
‫لرما ‪ ...‬ضمت صدورهم من الوغار ‪ ...‬نظروا صنيع ال ب فعيونم ‪ ...‬ف جنة وقلوبم ف نار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪20‬‬

‫ومنها ف ذم الدنيا ‪ ...‬جبلت على كدر وأنت ترومها ‪ ...‬صفوا من القذار والكدار ‪ ...‬ومكاف اليام ضد طباعها ‪ ...‬متطلب ف الاء جذوة نار ‪ ...‬وإذا رجوت الستحيل فإنا ‪ ...‬تبن‬
‫الرجاء شفي هار ‪ ...‬ومنها قوله ف ولده بعد موته ‪ ...‬جاورت أعدائي وجاور ربه ‪ ...‬شتان بي جواره وجواري ‪ ...‬وقد ذكر ابن خلكان أنه رآه بعضهم ف النام ف هيئة حسنة فقال له‬
‫‪ ...‬بعض أصحابه ب نلت هذا فقال بذا البيت ‪ ...‬شتان بي جواره وجواري‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة وأربعمائة‬
‫ف العشرين من مرمها وقعت فتنة بي السفهلرية وبي العيارين وركبت لم التراك بالدبابات كما يفعل ف الرب وأحرقت دور كثية من الدور الت احتمى فيها العيارون وأحرق من‬
‫الكرخ جانب كبي ونب أهله وتعدى بالنهب إل غيهم وقامت فتنة عظيمة ث خدت التفنة ف اليوم الثان وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار مصادرة لثارتم الفت والشرور وف شهر‬
‫ربيع الخر منها شهد أبو عبدال السي بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أب الشوارب بعد ما كان استتابه عما ذكر عنه من العتزال وف رمضان منها انقض كوكب سع له دوي‬
‫كدوي الرعد وقع ف سلخ شوال يرد ل يعهد مثله واستمر ذلك العشرين من ذي الجة وجد الاء طول هذه الدة وقاسى الناس شدة عظيمة وتأخر الطر وزيادة دجلة وقلت الزراعة وامتنع‬
‫كثي من الناس عن التصوف ول يج أحد من أهل العراق وخراسان ف هذه السنة لفساد اليلد وضعف الدولة وفيها توف من العيان قاضي القضاة ابن أب الشوارب‬
‫احد بن ممد بن عبدال‬
‫ابن العباس بن ممد بن عبداللك بن أب الشوارب أبو السن القرشي الموي قاضي قضاة بغداد بعد ابن الكفان بثنت عشرة سنة وكان عفيفا نزها وقد سع الديث من أب عمر الزاهد‬
‫وعبد الباقي بن قانع إل أنه ل يدث قاله ابن الوزي وحكى الطيب عن شيخه أب العلء الواسطي أن أبا السن هذا آخر من ول الكم ببغداد من سللة ممد بن عبداللك بن أب‬
‫الشوارب وقد ول الكم من سللته اربعة وعشرون منهم ولوا قضاء قضاة بغداد قال أبو العلء ما رأينا مثل أب السن هذا جللة ونزاهة وصيانة وشرفا وقد ذكر القاضب الاوردي أنه كان‬
‫له صديقا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪21‬‬

‫وصاحبا وأن رجل من خيار الناس أوصى له بائت دينار فحملها إليه الاوردي فأب القاضب أن يقبلها وجهد عليه كل جهد فلم يفعل وقال له سألتك بال ل تذكرن هذا لحد ما دمت حيا‬
‫ففعل الاوردي فلم يب عنه إل بعد موته وكان ابن الشوارب فقيا إليها وإل ما هو دونا فلم يقبلها رحه ال توف ف شوال منها بن أبان‬
‫أبو مسلم التلي سع ابن بطة ودرس فقه الشافعي على الشيخ أب حامد السفرايين وكان ثقة دينا توف ف رمضان منها‬
‫عمر بن أحد بن عبدويه‬
‫أبو حازم الذل النيسابوري سع ابن بيد والساعيلي وخلقا وسع منه الطيب وغيه وكان الناس ينتفعون بإفادته وانتخابه توف يوم عيد الفطر منها‬
‫علي بن أحد بن عمر بن حفص‬
‫أبو السن القري العروف بالمامي سع النجاد واللدي وابن السماك وغيهم وكان صدوقا فاضل حسن العتقاد وتفرد بأسانيد القراءات وعلوها توف ف شعبان منها عن تسع وثاني سنة‬
‫صاعد بن السن‬
‫ابن عيسى الربعي البغدادي صاحب كتاب الفصوص ف اللغة على طريقة القال ف المال صنفه للمنصور بن أب عامر فأجازه عليه خسة آلف دينار ث قيل له إنه كذاب متهم فقال ف ذلك‬
‫بعض الشعراء‬
‫‪ ...‬قد غاص ف الاء كتاب الفصوص ‪ ...‬وهكذا كل ثقيل يغوص ‪...‬‬
‫فلما بلغ صاعدا هذا البيت أنشد‬
‫‪ ...‬عاد إل عنصره إنا ‪ ...‬يرج من قعر البحور الفصوص ‪...‬‬
‫قلت كأنه سى هذا الكتاب بذا السم ليشاكل به الصحاح للجوهري لكنه كان مع فصاحته وبلغته وعلمه متهما بالكذب فلهذا رفض الناس كتابه ول يشتهر وكان ظريفا ما جنا سريع‬
‫الواب سأله رجل أعمى على سبيل التهكم فقال له ما الر تقل فأطرق ساعة وعرف أنه افتعل هذا من عند نفسه ث رفع رأسه إليه فقال هو الذي يأت النساء العميان ول يتعداهن إل غيهن‬
‫فاستحى ذلك العمى وضحك الاضرون توف ف هذه السنة سامه ال‬
‫القفال الروزي أحد أئمة الشافعية الكبار علما وزهدا وحفظا وتصنيفا وإليه تنسب الطريقة الراسانية ومن أصحابه الشيخ أبو ممد الوين والقاضي حسني وأبو علي السبخي قال ابن‬
‫خلكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪22‬‬

‫وأخذ عنه إمام الرمي وفيما قاله نظر لن سن إمام الرمي ل يتمل ذلك فإن القفال هذا مات ف هذه السنة وله تسعون سنة ودفن بسجستان وإمام الرمي ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة‬
‫كما سيأت وإنا قيل له القفال لنه كان أول يعمل القفال ول يشتغل إل وهو ابن ثلثي سنة رحه ال تعال ث دخلت سنة ثان عشرة وأربعمائة ف ربيع الول منها وقع برد أهلك شيئا كثيا‬
‫من الزروع والثمار وقتل خلقا كثيا من الدواب قال ابن الوزي وقد قيل إنه كان ف برده كل بردة رطلن وأكثر وف واسط بلغت البدة أرطال وف بغداد بلغت قدر البيض وف ربيع‬
‫الخر سألت السفهلرية الغلمان الليفة أن يعزل عنهم أبا كاليجار لتهاونه بأمرهم وفساده وفساد المور ف أيامه ويول عليهم جلل الدولة الذي كانوا قد عزلوه عنهم فما طلهم الليفة ف‬
‫ذلك وكتب إل أب كاليجار أن يتدارك أمره وأن يسرع الوبة إل بغداد قبل أن يفوت المر وأل أولئك على الليفة ف تولية جلل الدولة وأقاموا له الطبة ببغداد وتفاقم الال وفسد‬
‫النظام وفيها ورد كتاب من ممود بن سبكتكي يذكر أنه دخل بلد الند أيضا وأنه كسر الصنم العظم الذي لم السمى بسومنات وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس‬
‫إل الكعبة البيت الرام وأعظم وينفقون عنده الفقات والموال الكثية الت ل توصف ول تعد وكان عليه من الوقاف عشرة آلف قرية ومدينة مشهورة وقد امتلت خزائنه أموال وعنده‬
‫ألف رجل يدمونه وثلثمائة رجل يلقون رؤس حجيجه وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه لا يضرب على بابه الطبول والبوقات وكان عنده من الجاورين ألوف يأكلون من أوقافه وقد‬
‫كان البعيد من النود يتمن لو بلغ هذا الصنم وكان يعوقه طول الفاوز وكثرة الوانع والفات ث استخار ال السلطان ممود لا بلغه خب هذا الصنم وعباده وكثرة النود ف طريقه والفاوز‬
‫الهلكة والرض الطرة ف تشم ذلك ف جيشه وأن يقطع تلك الهوال إليه فندب جيشه لذلك فانتدب معه ثلثون ألفا من القاتلة من اختارهم لذلك سوى التطوعة فسلمهم ال حت انتهوا‬
‫إل بلد هذا الوثن ونزلوا بساحة عباده فإذا هو بكان بقدر الدينة العظيمة قال فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خسي ألفا وقلعنا هذا الوثن وأوقدنا تته النار وقد ذكر غي‬
‫واحد أن النود بذلوا للسلطان ممود أموال جزيلة ليترك لم هذا الصنم العظم فأشار من أشار من المراء على السلطان ممود بأخذ الموال وإبقاء هذا الصنم لم فقال حت أستخي ال‬
‫عز وجل فلما أصبح قال إن فكرت ف المر الذي ذكر فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين ممود الذي كسر الصنم أحب إل من أن يقال الذي ترك الصنم لجل ما يناله من الدنيا ث عزم‬
‫فكسره رحه ال فوجد عليه وفيه من الواهر والللئ والذهب والواهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪23‬‬

‫النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة ونرجو من ال له ف الخرة الثواب الزيل الذي مثقال دانق منه خي من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الميل الدنيوي فرحه‬
‫ال وأكرم مثواه وف يوم السبت ثالث رمضان دخل جلل الدولة إل بغداد فتلقاه الليفة ف دجلة ف طيارة ومعه الكابر والمراء فلما واجه جلل الدولة الليفة قبل الرض دفعات ث سار‬
‫إل دار اللك وعاد الليفة إل داره وأمر جلل الدولة أن يضرب له الطبل ف أوقات الصلوات الثلث كما كان المر ف زمن عضد الدولة وصمصامها وشرفها وبائها وكان الليفة يضرب‬
‫له الطبل ف أوقات المس فأراد جلل الدولة ذلك فقيل له يمل هذه الساواة الليفة ف ذلك ث صمم على ذلك ف أوقات المس قال ابن الوزي وفيها وقع برد شديد حت جد الاء‬
‫والنبيذ وأبوال الدواب والياه الكبار وحافات دجلة ول يج أحد من أهل العراق وفيها توف من العيان أحد بن ممد بن عبدال‬
‫ابن عبد الصمد بن الهتدي بال أبو عبدال الشاهد خطب له ف جامع النصور ف سنة ست وثاني وثلثمائة ول يطب له إل بطبة واحدة جعات كثية متعددة فكان إذا سعها الناس منه‬
‫ضجوا بالبكاء وخشعوا لصوته‬
‫السي بن علي بن السي‬
‫أبو القاسم الغرب الوزير ولد بصر ف ذي الجة سنة تسعي وثلثمائة وهرب منها حي قتل صاحبها الاكم أباه وعمه ممدا وقصد مكة ث الشام ووزر ف عدة أماكن وكان يقول الشعر‬
‫السن وقد تذاكر هو وبعض الصالي فأنشده ذلك الصال شعرا‬
‫‪ ...‬إذا شئت أن تيا غنيا فل تكن ‪ ...‬على حالة إل رضيت بدونا ‪...‬‬
‫فاعتزل الناصب والسلطان فقال له بعض أصحابه تركت النازل والسلطان ف عنفوان شبابك فأنشأ يقول‬
‫كنت ف سفر الهل والبطالة ‪ ...‬حينا فحان من القوم ‪ ...‬تبت من كل مأث فعسى ‪ ...‬يحي بذا الديث ذاك القدي ‪ ...‬بعد خس وأربعي تعدت ‪ ...‬أل إن الله القدي كري ‪ ...‬توف ‪...‬‬
‫بافارقي ف رمضان منها عن خس وأربعي سنة ودفن بشهد علي‬
‫ممد بن السن بن إبراهيم‬
‫أبو بكر الوراق العروف بابن الفاف روى عن القطيعي وغيه وقد اتموه بوضع الديث والسانيد قاله الطيب وغيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪24‬‬

‫ابو القاسم الللكائي‬


‫هبة ال بن السن بن منصور الرازي وهو طبي الصل أحد تلمذة الشيخ أب حامد السفرايين كان يفهم ويفظ وعن بالديث فصنف فيه أشياء كثية ولكن عاجلته النية قبل أن تشتهر‬
‫كتبه وله كتاب ف السنة وشرفها وذكر طريقة السلف الصال ف ذلك وقع لنا ساعه على الجار عاليا عنه توف بالدينور ف رمضان منها ورآه بعضهم ف النام فقال ما فعل ال بك قال غفر‬
‫ل قال ب قال بشيء قليل من السنة أحييته‬
‫ابو القاسم بن أمي الؤمني القادر‬
‫توف ليلة الحد ف جادى الخرة وصلى عليه غي مرة ومشى الناس ف جنازته وحزن عليه أبوه حزنا شديدا وقطع الطبل أياما‬
‫ابن طباطبا الشريف أبو إسحاق‬
‫كان شاعرا وله شعر حسن وهو الستاذ أبو إسحاق السفرايين إبراهيم بن ممد بن مهران الشيخ أبو إسحاق المام العلمة ركن الدين الفقيه الشافعي التكلم الصول صاحب التصانيف ف‬
‫الصلي جامع اللي ف ملدات والتعليقة النافعة ف أصول الفقه وغي ذللك وقد سع الكثي من الديث من أب بكر الساعيلي ودعلج وغيها وأخذ عنه البيهقي والشيخ أبو الطيب الطبي‬
‫والاكم النيسابوري وأثن عليه وتوف يوم عاشوراء منها بنيسابور ث نقل إل بلده ودفن بشهده القدوري صاحب الكتاب الشهور ف مذهب أب حنيفة أحد بن ممد بن أحد بن جعفر بن‬
‫حدان أبو السن القدورى النفي صاحب الصنف المختصر الذي يفظ كان إماما بارعا عالا وثبتا مناظرا وهو الذي تول مناظرة الشيخ أب حامد السفرايين من النفية وكان القدورى‬
‫يطريه ويقول هو أعلم من الشافعى وأنظر منه توف يوم الحد الامس من رجب منها عن ست وخسي سنة ودفن إل جانب الفقيه أب بكر الوارزمي النفي‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة وأربعمائة‬
‫فيها وقع بي اليش وبي جلل الدولة ونبوا دار وزيره وجرت له أمور طويلة آل الال فيها إل اتفاقهم على إخراجه من البلد فهيئ له برذون رث فخرج وف يده طي نارا فجعلوا ل‬
‫يلتفتون إليه ول يفكرون فيه فلما عزم على الركوب على ذلك البذون الرث رثوا له ورقوا له وليئته وقبلوا الرض بي يديه وانصلحت قضيته بعد فسادها وفيها قل الرطب جدا بسبب‬
‫هلك النخل ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪25‬‬

‫السنة الاضية بالبد فبيع الرطب كل ثلثة أرطال بدينار جلل ووقع برد شديد أيضا فأهلك شيئا كثيا من النخيل أيضا ول يج أحد من أهل الشرق ول من اهل الديار الصرية فيها إل أن‬
‫قوما من خراسان ركبوا ف البحر من مدينة مكران فانتهوا إل جدة فحجوا ومن توف فيها من العيان‬
‫حزة بن إبراهيم بن عبدال‬
‫أبو الطاب النجم حظي عند باء الدولة وعلماء النجوم وكان له بذلك وجاهة عنده حت أن الوزراء كانوا يافونه ويتوسلون به إليه ث صار أمره طريدا بعيدا حت مات يوم مات بالكرخ من‬
‫سامرا غريبا فقيا مفلوجا قد ذهب ماله وجاهه وعقله‬
‫ممد بن ممد بن إبراهيم بن ملد‬
‫أبو السن التاجر سع الكثي على الشايخ التقدمي وتفرد بعلو السناد وكان ذا مال جزيل فخاف من الصادرة ببغداد فانتقل إل مصر فأقام با سنة ث عاد إل بغداد فاتفق مصادرة أهل ملته‬
‫فسقط عليه ما أفقره ومات حي مات ول يوجد له كفن ول يترك شيئا فأرسل له القادر بال ما كفن فيه‬
‫مبارك الناطي‬
‫كان ذا مال جزيل نو ثلثمائة ألف دينار مات ول يترك وارثا سوى ابنة واحدة ببغداد وتوف هو بصر‬
‫أبو الفوارس بن باء الدولة‬
‫كان ظالا وكان إذا سكر يضرب الرجل من أصحابه أو وزيره مائت مقرعة بعد أن يلفه بالطلق أنه ل يتأوه ول يب بذلك احدا فيقال إن حاشيته سوه فلما مات نادوا بشعار أخيه كاليجار‬
‫ابو ممد بن الساد‬
‫وزير كاليجار ولقبه معز الدولة فلك الدولة رشيد المة وزير الوزراء عماد اللك ث سلم بعد ذلك إل جلل الدولة فاعتقله ومات فيها‬
‫أبو عبدال التكلم‬
‫توف فيها هكذا رأيت ابن الوزي ترجه متصرا‬
‫ابن غلبون الشاعر‬
‫عبدالحسن بن ممد بن أحد بن غالب أبو ممد الشامي ث الصوري الشاعر الطبق له ديوان مليح كان قد نظم قصيدة بليغه ف بعض الرؤساء ث أنشدها لرئيس آخر يقال له ذو النعمتي وزاد‬
‫‪ ...‬فيها بيتا واحدا يقول فيه ‪ ...‬ولك الناقب كلها ‪ ...‬فلم اقتصرت على اثنتي‬
‫فأجازه جائزة سنية فقيل له إنه ل يقلها فيك فقال إن هذا البيت وحده بقصيدة وله أيضا ف بيل نزل عنده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪26‬‬

‫وأخ مسه نزول بقرح ‪ ...‬مثل ما مسن منه جرح ‪ ...‬بت ضيفا له كما حكم الده ‪ ...‬ر وف حكمه على الر فتح ‪ ...‬فابتدان يقول وهو من ال ‪ ...‬سكر بالم طافح ليس يصحو ‪ ...‬ل‬
‫‪ ...‬تغربت قلت قال رسول الل ‪ ...‬ه والقول منه نصح ونح ‪ ...‬سافروا تغنموا فقال وقد ‪ ...‬قال تام الديث صوموا تصحوا‬
‫ث دخلت سنة عشرين وأربعمائة‬
‫فيها سقط بناحية الشرق مطر شديد معه برد كبار قال ابن الوزي حزرت البدة الواحدة منه مائة وخسون رطل وغاصت ف الرض نوا من ذراع وفيها ورد كتاب من ممود ابن‬
‫سبكتكي أنه أحل بطائفة من أهل الري من الباطنية والروافض قتل ذريعا وصلبا شنيعا وأنه انتهب أموال رئيسهم رستم بن علي الديلمي فحصل منها ما يقارب آلف ألف دينار وقد كان ف‬
‫حيازته نو من خسي امرأة حرة وقد ولدن له ثلثا وثلثي ولدا بي ذكر وأنثى وكانوا يرون إباحة ذلك وف رجب منها انقض كواكب كثية شديدة الضوء شديدة الصوت وف شعبان منها‬
‫كثرت العملت وضعفت رجال العونة عن مقاومة العيارين وف يوم الثني منها ثامن عشر رجب غارماء دجلة حت ل يبق منه إل القليل ووقفت الرحاء عن الطحن وتعذر ذلك وف هذا‬
‫اليوم جع القضاة والعلماء ف دار اللفة وقرئ عليهم كتاب جعه القادر بال فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة وفيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بلق القرآن وصفة ما وقع‬
‫بي بشر الريسي وعبدالعزيز بن يي الكتان من الناظرة ث ختم القول بالواعظ والقول بالعروف والنهي عن النكر وأخذ خطوط الاضرين بالوافقة على ما سعوه وف يوم الثني غرة ذي‬
‫القعدة جعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر الريسي والكتان أيضا والمر بالعروف والنهي عن النكر وفضل الصحابة‬
‫وذكر فضائل أب بكر الصديق وعمر بن الطاب رضي ال عنهما ول يفرغوا منه إل بعد العتمة وأخذت خطوطهم بوافقة ماسعوه وعزل خطباء الشيعة وول خطباء السنة ول المد والنة‬
‫على ذلك وغيه وجرت فتنة بسجد براثا وضربوا الطيب السن بالجر حت كسروا أنفه وخلعوا كتفهه فانتصر لم الليفة وأهان الشيعة وأذلم حت جاؤا يعتذرون ما صنعوا وأن ذلك إنا‬
‫تعاطاه السفهاء منهم ل يتمكن أحد من أهل العراق وخاراسان ف هذه السنة من الج من توف فيها من العيان‬
‫السن بن أب القي‬
‫أبو علي الزاهد أحد العباد والزهاد وأصحاب الحوال دخل عليه بعض الوزراء فقبل يده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪27‬‬

‫فعوتب الوزير بذلك فقال كيف ل أقبل يدا ما امتدت إل إل ال عز وجل‬


‫علي بن عيسى بن الفرج بن صال‬
‫أبو السن الربعي النحوي أخذ العربية أول عن أب سعيد السياف ث عن أب علي الفارسي ولزمه عشرين سنة حت كان يقول قولوا له لو سار من الشرق إل الغرب ل يد أحدا أنى منه‬
‫كان يوما يشي على شاطئ دجلة إذ نظر إل الشريفي الرضي والرتضى ف سفينة ومعهما عثمان بن جن فقال لما من أعجب الشياء عثمان معكما وعلى بعيد عنكما يشي على شاطئ‬
‫الفرات فضحكا وقال باسم ال توف ف الحرم منها عن ثنتي وتسعي سنة ودفن بباب الدير ويقال إنه ل يتبع جنازته إل ثلثة أنفس‬
‫أسد الدولة‬
‫أبو علي صال بن مرداس بن إدريس الكلب أول ملوك بن مرداس بلب انتزعها من يدي نائبها عن الظاهر بن الاكم العبيدي ف ذي الجة ف سنة سبع عشرة وأربعمائة ث جاءه جيش‬
‫كثيف من مصر فاقتتلوا فقتل أسد الدولة هذا ف سنة تسع عشرة وقام حفيده نصر‬
‫ث دخلت سنة إحدى وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها توف اللك الكبي الجاهد الغازي فاتح بلد الند ممود بن سبكتكي رحه ال لا كان ف ربيع الول من هذه السنة توف اللك العادل الكبي الثاغر الرابط الؤيد النصور يي الدولة أبو‬
‫القاسم ممود بن سبكتكي صاحب بلد غزنة ومالك تلك المالك الكبار وفاتح أكثر بلد الند قهرا وكاسر أصنامهم وندودهم وأوثانم وهنودهم وسلطانم العظم قهرا وقد مرض رحه‬
‫ال نوا من سنتي ل يضطجع فيهما على فراش ول توسد وسادا بل كان يتكئ جالسا حت مات وهو كذلك وذلك لشهامته وصرامته وقوة عزمه وله من العمر ستون سنة رحه ال وقد عهد‬
‫بالمر من بعده لولده ممد فلم يتم أمره حت عاصفه أخوه مسعود بن ممود الذكور فاستحوذ على مالك أبيه مع ما كان يليه ما فتحه هو بنفسه من بلد الكفار ومن الرساتيق الكبار‬
‫والصغار فاستقرت له المالك شرقا وغربا ف تلك النواحي ف أواخر هذا العام وجاءته الرسل بالسلم من كل ناحية ومن كل ملك هام وبالتحية والكرام وبالضوع التام وسيأت ذكر أبيه‬
‫ف الوفيات وفيها استحوذت السرية الت كان بعثها اللك الذكور ممود إل بلد الند على أكثر مدائن النود وأكبها ميدينة وهي الدينة السماة نرسي دخلوها ف نو من مائة ألف مقاتل ما‬
‫بي فارس وراجل فنهبوا سوق العطر والواهر با نارا كامل ول يستطيعوا أن يولوا ما فيه من أنواع الطيب والسك والواهر والللئ واليواقيت ومع هذا ل يدر أكثر أهل البلد بشيء من‬
‫ذلك لتساعها وذلك أنا كانت ف غاية الكب طولا مسية منلة من منازل الند وعرضها كذلك وأحذوا منها من الموال والتحف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪28‬‬

‫والثاث ما ل يد ول يوصف حت قيل إنم اقتسموا الذهب والفضة بالكيل ول يصل جيش من جيوش السلمي إل هذه الدينة قط ل قبل هذه السنة ول بعدها وهذه الدينة من أكثر بلد‬
‫الند خيا ومال بل قيل إنه ل يوجد مدينة أكثر منها مال ورزقا مع كفر أهلها وعبادتم الصنام فليسلم الؤمن على الدنيا سلم وقد كانت مل اللك وأخذوا منها من الرقيق من الصبيان‬
‫والبنات ما ل يصى كثرة وفيها عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء وحادثتهم الصلعاء ف يوم عاشوراء من تعليق السوح وتغليق السواق والنوح والبكاء ف الزقة فأقبل أهل السنة إليهم ف‬
‫الديد فاقتتلوا قتال شديدا فقتل من الفريقي طوائف كثية وجرت بينهم فت وشرور مستطية وفيها مرض أمي الؤمني القادر بال وعهد بولية العهد من بعده إل ولده أب جعفر القائم بأمر‬
‫ال بحضر من القضاة والوزراء والمراء وخطب له بذلك وضرب اسه على السكة التعامل با وفيها أقبل ملك الروم من قسطنطينية ف مائة ألف مقاتل فسار حت بلغ بلد حلب وعليها‬
‫شبل الدولة نصر بن صال بن مرداس فنلوا على مسية يوم منها ومن عزم ملك الروم أن يستحوذ على بلد الشام كلها وأن يستردها إل دين النصرانية وقد قال رسول ال ( ص ) ( إذا‬
‫هلك كسرى فل كسرى بعده وإذا هلك قيصر فل قيصر بعده ) وقيصر هو من ملك الشام من الروم مع بلد الروم فل سبيل للك الروم إل هذا فلما نزل من حلب كما ذكرنا أرسل ال‬
‫عليهم عطشا شديدا وخالف بي كلمتهم وذلك أنه كان معه الدمستق فعامل طائفة من اليش على قتله ليستقل هو بالمر من بعده ففهم اللك ذلك فكر من فوره راجعا فاتبعهم العراب‬
‫ينهبونم ليل ونارا وكان من جلة ما أخذوا منهم أربعمائة فحل مجل مملة أموال وثيابا للملك وهلك أكثرهم جوعا وعطشا ونبوا من كل جانب ول المد والنة وفيها ملك جلل الدولة‬
‫واسطا واستناب عليها ولده وبعث وزيره أبا علي بن ماكول إل البطائح ففتحها وسار ف الاء إل البصرة وعليها نائب لب كاليجار فهزمهم البصريون فسار إليهم جلل الدولة بنفسه‬
‫فدخلها ف شعبان منها وفيها جاء سيل عظيم بغزنة فأهلك شيئا كثيا من الزورع والشجار وف رمضان منها تصدق مسعود بن ممود بن سبكتكي بألف ألف درهم وأدر أرزاقا كثية‬
‫للفقهاء والعلماء بلد ببلده على عادة أبيه من قبله وفتح بلدا كثية واتسعت مالكه جدا وعظم شأنه وقويت أركانه وكثرت جنوده وأعوانه وفيها دخل خلق كثي من الكراد إل بغداد‬
‫يسرقون خيل التراك ليل فتحصن الناس منهم فأخذوا اليول كلها حت خيل السلطان وفيها سقط جسر بغداد على نر عيسى وفيها وقعت فتنة بي التراك النازلي بباب البصرة وبي‬
‫الاشيي فرفعوا الصاحف ورمتهم التراك بالنشاب وجرت خطبة عظيمة ث أصلح بي الفريقي وفيها كثرت العملت وأخذت الدور جهرة وكثر العيارون ولصوص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪29‬‬

‫الكراد وفيها تعطل الج أيضا سوى شرذمة من أهل العراق ركبوا من جال البادية مع العراب ففازوا بالج ذكر من توف فيها من العيان‬
‫أحد بن عبدال بن أحد‬
‫أبو السن الواعظ العروف بان اكرات صاحب كرامات ومعاملت كان من أهل الزيرة فسكن دمشق وكان يعظ الناس بالرفادة القيلية حيث كان يلس القصاص قاله ابن عساكر قال‬
‫وصنف كتبا ف الوعظ وحكى حكايات كثية ث قال سعت أبا السن أحد بن عبدال اكرات الواعظ ينشد أبياتا ‪ ...‬أنا ما أصنع باللذا ‪ ...‬ت شغلي بالذنوب ‪ ...‬إنا العيد لن فا ‪ ...‬ز‬
‫بوصل من حبيب ‪ ...‬أصبح الناس على رو ‪ ...‬ح وريان وطيب ‪ ...‬ث أصبحت على نوح ‪ ...‬وحزن ونيب ‪ ...‬فرحوا حي أهلوا ‪ ...‬شهرهم بعد الغيب ‪ ...‬وهلل متوار ‪ ...‬من ورا‬
‫حجب الغيوب ‪ ...‬فلهذا قلت للذا ‪ ...‬ت غيب ث غيب ‪ ...‬وجلعت الم والز ‪ ...‬ن من الدنيا نصيب ‪ ...‬يا حيات ومات ‪ ...‬وشقائي وطبيب ‪ ...‬جد لنفس تتلظى ‪ ...‬منك بالرحب‬
‫‪ ...‬الرحيب‬
‫السي بن ممد الليع‬
‫الشاعر له ديوان شعر حسن عمر طويل وتوف ف هذه السنة‬
‫اللك الكبي العادل‬
‫ممود بن سبكتكي أبو القاسم اللقب يي الدولة وأمي اللة وصاحب بلد غزنة وما والها وجيشه يقال لم السامانية لن أباه كان قد تلك عليهم وتوف سنة سبع وثلثي وثلثمائة فتملك‬
‫عليهم بعده ولده ممود هذا فسار فيهم وف سائر رعاياه سية عادلة وقام ف نصر السلم قياما تاما وفتح فتوحات كثية ف بلد الند وغيها وعظم شأنه واتسعت ملكته وامتدت رعاياه‬
‫وطالت أيامه لعدله وجهاده وما أعطاه ال إياه وكان يطب ف سائر مالكه للخليفة القادر بال وكانت رسل الفاطميي من مصر تفد إليه بالكتب والدايا لجل أن يكون من جهتهم فيحرق‬
‫بم ويرق كتبهم وهداياهم وفتح ف بلد الكفار من الند فتوحات هائلة ل يتفق لغيه من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪30‬‬

‫اللوك ل قبله ول بعده وغنم مغان كثية منهم ل تنحصر ول تنضبط من الذهب والللئ والسب وكسر من أصنامهم شيئا كثيا وأخذ من حليتها وقد تقدم ذلك مفصل متفرقا ف السني‬
‫التقدمة من أيامه ومن جلة ما كسر من أصنامهم ضم يقال له سومنان بلغ ما تصل من حليته من الذهب عشرين ألف ألف دينار وكسر ملك الند الكب الذي يقال له صينال وقهر ملك‬
‫الترك العظم الذي يقال له إيلك الان وأباد ملك السامانية وقد ملكوا العال ف بلد سر قند وما حولا ث هلكوا وبن على جيحون جسرا تعجز اللوك واللفاء عنه غرم عليه الفي ألف‬
‫دينار وهذا شيء ل يتفق لغيه وكان ف جيشه أربعمائة فيل تقاتل وهذا شيء عظيم هائل وجرت له فصول يطول تفصيلها وكان مع هذا ف غاية الديانة والصيانة وكراهة العاصي وأهلها ل‬
‫يب منها شيئا ول يألفه ول أن يسمع با ول يسر أحدا أن يظهر معصية ول خرا ف ملكته ول غي ذلك ول يب اللهي ول أهلها وكان يب العلماء والحدثي ويكرمهم ويالسهم ويب‬
‫أهل الي والدين والصلح ويسن إليهم وكان حنفيا ث صار شافعيا على يد أب بكر القفال الصغي على ما ذكره إمام الرمي وغيه وكان على مذهب الكرامية ف العتقاد وكان من جلة‬
‫من يالسه منهم ممد بن اليضم وقد جرى بينه وبي أب بكر فورك مناظرات بي يدى السلطان ممود ف مسألة العرش ذكرها ابن اليضم ف مصنف له فمال السلطان ممود إل قول ابن‬
‫اليضم ونقم على ابن فورك كلمه وأمر بطرده وإخراجه لوافقته لرأي الهمية وكان عادل جيدا اشتكى إليه رجل أن ابن اخت اللك يهضم عليه ف داره وعلى أهله ف كل وقت فيخرجه‬
‫من البيت ويتلي بإمرأته وقد حار ف أمره وكلما اشتكاه لحد من أول المر ل يسر أحد عليه خوفا وهيبة للملك فلما سع اللك ذلك غضب غضبا شديدا وقال للرجل ويك مت جاءك‬
‫فئتن فاعلمن ول تسمعن من أحد منعك من الوصول إل ولو جاءك ف الليل فئتن فاعلمن ث إن اللك تقدم إل الجبة وقال لم إن هذا الرجل مت جاءن ل ينعه أحد من الوصول إل من‬
‫ليل أو نار فذهب الرجل مسرورا داعيا فما كان إل ليلة أو ليلتان حت هجم عليه ذلك الشاب فأخرجه من البيت واختلى بأهله فذهب باكيا إل دار اللك فقيل له أن اللك نائم فقال قد‬
‫تقدم إليكم أن ل أمنع منه ليل ول نارا فنبهوا اللك فخرج معه بنفسه وليس معه أحد حت جاء إل منل الرجل فنظر إل الغلم وهو مع الرأة ف فراش واحد وعندها شعة تقد فتقدم اللك‬
‫فأطفأ الضوء ث جاء فاحتز رأس الغلم وقال للرجل ويك ألقن بشربة ماء فأتاه با فشرب ث انطلق اللك ليذهب فقال له الرجل بال ل أطفأت الشمعة قال ويك إنه ابن أخت وإن كرهت‬
‫أن أشاهده حال الذبح فقال ول طلبت الاء سريعا فقال اللك إن آليت على نفسي منذ أخبتن أن ل أطعم طعاما ول أشرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪31‬‬

‫شرابا حت أنصرك وأقوم بقك فكنت عطشانا هذه اليام كلها حت كان ما رأيت فدعا له الرجل وانصرف اللك راجعا إل منله ول يشعر بذلك أحد وكان مرض اللك ممود هذا بسوء‬
‫الزاج اعتراه معه انطلق البطن سنتي فكان فيهما ل يضطجع على فراش ول يتكئ على شيء لقوة بأسه وسوء مزاجه وكان يستند على ماد توضع له ويضر ملس اللك ويفصل على‬
‫عادته بي الناس حت مات كذلك ف يوم الميس لسبع بقي من ربيع الخر من هذه السنة على ثلثة وستي سنة ملكه منها ثلث وثلثون سنة وخلف من الموال شيئا كثيا من ذلك‬
‫سبعون رطل من جوهر الوهرة منه لا قيمة عظيمة سامه ال وقام بالمر من بعده ولده ممد ث صار اللك إل ولده الخر مسعود بن ممود فأشبه أباه وقد صنف بعض العلماء مصنفا ف‬
‫سيته وأيامه وفتوحاته ومالكه‬
‫ث دخلت سنة اثنتي وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها كانت وفاة القادر بال الليفة وخلفة ابنه القائم بأمر ال على ما سيأت تفصيله وبيانه وفيها وقعت فتنة عظيمة بي السنة والروافض فقويت عليهم السنة وقتلوا خلقا منهم ونبوا الكرخ‬
‫ودار الشريف الرتضى ونبت العامة دور اليهود لنم نسبوا إل معاونة الروافض وتعدى النهب إل دور كثية وانتشرت الفتنة جدا ث سكنت بعد ذلك وفيها كثرت العملت وانتشرت‬
‫الحنة بأمر العيارن ف أرجاء البلد وتاسروا على أمور كثية ونبوا دورا وأماكن سرا وجهرا ليل ونارا وال سبحانه أعلم‬
‫خلفة القائم بال‬
‫أب جعفر عبدال بن القادر بال بويع له باللفة لا توف أبوه أبو العباس أحد بن القتدر بن العتضد بن المي أبو أحد الوفق بن التوكل بن العتصم بن الرشيد بن الهدي بن النصور ف ليلة‬
‫الثني الادي عشر من ذي الجة من هذه السنة عن ست وثاني سنة وعشرة أشهر وإحدى عشر يوما ول يعمر أحد من اللفاء قبله هذا العمر ول بعده مكث من ذلك خليفة إحدى‬
‫وأربعي سنة وثلثة أشهر وهذا أيضا شيء ل يسبقه أحد إليه وأمه أم ولد اسها ين مولة عبد الواحد بن القتدر وقد كان حليما كريا مبا لهل العلم والدين والصلح ويأمر بالعروف وينهى‬
‫عن النكر وكان على طريقة السلف ف العتقاد وله ف ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس وكان أبيض حسن السم طويل اللحية عريضها يضبها وكان يقوم الليل كثي الصدقة مبا‬
‫للسنة وأهلها مبغضا للبدعة وأهلها وكان يكثر الصوم ويب الفقراء من أقطاعه يبعث منه إل الجاورين بالرمي وجامع النصور وجامع الرصافة وكان يرج من داره ف زي العامة فيزور قبور‬
‫الصالي وقد ذكرنا طرفا صالا من سيته عند ذكر وليته ف سنة إحدى وثاني وثلثمائة وجلسوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪32‬‬

‫ف عزئاه سبعة أيام لعظم الصيبة به ولتوطيد البيعة لولده الذكور وأمه يقال لا قطر الندى أرمنية أدركت خلفته ف هذه السنة وكان مولده يوم المعة الثامن عشر من ذي القعدة سنة إحدى‬
‫وتسعي وثلثمائة ث بويع له بضرة القضاة والمراء والكباء ف هذه السنة وكان أول من بايعه الرتضى وأنشده أبياتا ‪ ...‬فأما مضى جبل وانقضى ‪ ...‬فمسك لنا جبل قد رسى ‪ ...‬وأما‬
‫فجعنا ببدر التمام ‪ ...‬فقد بقيت منه شس الضحى ‪ ...‬لنا حزن ف مل السرور ‪ ...‬فكم ضحك ف مل البكا ‪ ...‬فيا صارما أغمدته يد ‪ ...‬لنا بعدك الصارم النتضى ‪ ...‬ولا حضرنا لعقد‬
‫‪ ...‬البياع ‪ ...‬عرفنا بديك طرق الدى ‪ ...‬فقابلتنا بوقار الشيب ‪ ...‬كما ل وسنك سن الفت‬
‫فطالبته التراك برسم البيعة فلم يكن مع الليفة شيء يعطيهم لن أباه ل يترك شيئا وكادت الفتنة تقع بي الناس بسبب ذلك حت دفع عنه اللك جلل الدولة مال جزيل لم نوا من ثلثة‬
‫آلف دينار واستوزر الليفة أبا طالب ممد بن أيوب واستقضى ابن ماكول ول يج أحد من أهل الشرق سوى شرذمة خرجوا من الكوفة مع العرب فحجوا وفيها توف من العيان غي‬
‫الليفة‬
‫السن بن جعفر‬
‫أبو علي بن ماكول الوزير للل الدولة قتله غلم له وجارية تعامل عليه فقتله عن ست وخسي سنة‬
‫عبدالوهاب بن علي‬
‫ابن نصر بن أحد بن السن بن هارون بن مالك بن طوق صاحب الرحبة التغلب البغدادي أحد أئمة الالكية ومصنفيهم له كتاب التلقي يفظه الطلبة وله غيه ف الفروع والصول وقد أقام‬
‫ببغداد دهرا وول قضاء داريا وما كسايا ث خرج من بغداد لضيق حاله فدخل مصر فأكرمه الغاربة وأعطوه ذهبا كثيا فتمول جدا فأنشأ يقول متشوقا إل بغداد‬
‫سلم على بغداد ف كل موقف ‪ ...‬وحق لا من السلم مضاعف ‪ ...‬فوال ما فارقتها عن مللة ‪ ...‬وإن بشطي جانبيها لعارف ‪ ...‬ولكنها ضاقت على بأسرها ‪ ...‬ول تكن الرزاق فيها ‪...‬‬
‫تساعف ‪ ...‬فكانت كخيل كنت أهوى دنوه ‪ ...‬وأخلقه تنأى به وتالف ‪ ...‬قال الطيب سع القاضي عبدالوهاب من ابن السماك وكتبت عنه وكان ثقة ول تر الالكية أحدا أفقه منه قال‬
‫ابن خلكان وعند وصوله إل مصر حصل له شيء من الال وحسن حاله مرض من أكلة اشتهاها فذكر عنه أنه كان يتقلب ويقول ل إله إل ال عند ما عشنا متنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪33‬‬

‫قال وله أشعار رائقة فمنها قوله ‪ ...‬ونائمة قبلتها فتنبهت ‪ ...‬فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالد ‪ ...‬فقلت لا إن فديتك غاصب ‪ ...‬وما حكموا ف غاصب بسوى الرد ‪ ...‬خذيها وكفي عن‬
‫أثيم طلبة ‪ ...‬وإن أنت ل ترضي فالفا على العد ‪ ...‬فقالت قصاص يشهد العقل أنه ‪ ...‬على كبد الان ألذ من الشهد ‪ ...‬فباتت يينيي وهي هيان خصرها ‪ ...‬وباتت يساري وهي واسطة‬
‫العقد ‪ ...‬فقالت أل تب بأنك زاهد ‪ ...‬فقلت بلى ما زات أزهد ف الزهد ‪ ...‬وما أنشده ابن خلكان للقاضي عبدالوهاب ‪ ...‬بغداد دار لهل الال طيبة ‪ ...‬وللمفاليس دار الضنك والضيق‬
‫‪ ... ...‬ظللت حيان أمشي ف أزقتها ‪ ...‬كأنن مصحف بيت زنديق‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وأربعمائة‬
‫ف سادس الحرم منها استسقى أهل بغداد لتأخر الطر عن أوانه فلم يسقوا وكثر الوت ف الناس ولا كان يوم عاشوراء عملت الروافض بدعتهم وكثر النوح والبكاء وامتلت بذلك الطرقات‬
‫والسواق وف صفر منها أمر الناس بالروج إل الستسقاء فلم يرج من أهل بغداد مع اتساعها وكثرة أهلها مائة واحد وفيها وقع بي اليش وبي جلل الدولة فاتفق على خروجه إل‬
‫البصرة منفيا ورد كثيا من جواريه واستبقى بعضهن معه وخرج من بغداد ليلة الثني سادس ربيع الول منها وكتب الغلمان السفهلرية إل اللك أب كاليجار ليقدم عليهم فلما قدم تهدت‬
‫البلد ول يبق أحد من أهل العناد واللاد ونبوا دار جلل الدولة وغيها وتأخر ميء أب كاليجار وذلك أن وزيره أشار عليه بعدم القدوم إل بغداد فأطاعه ف ذلك فكثر العيارون وتفاقم‬
‫الال وفسد البلد وافتقر جلل الدولة بيث أن احتاج إل أن باع بعض ثيابه ف السواق وجعل أبو كاليجار يتوهم من التراك ويطلب منهم رهائن فلم يتفق ذلك وطال الفصل فرجعوا إل‬
‫مكاتبة جلل الدولة وأن يرجع إل بلده وشرعوا يعتذرون إليه وخطبوا له ف البلد على عادته وأرسل الليفة الرسل إل اللك كاليجار وكان فيمن بعث إليه القاضي أبو السن الاوردي‬
‫فسلم عليه مستوحشا منه وقد تمل أمرا عظيما فسأل من القضاة أن يلقب بالسلطان العظم مالك المم قال الاوردي هذا مال سبيل إليه لن السلطان العظم هو الليفة وكذلك مالك‬
‫المم ث اتفقوا على تلقيبه بلك الدولة فأرسل مع الاوردي تفا عظيمة منها ألف ألف دينار سابورية وغي ذلك من الدراهم آلف مؤلفة والتحف واللطاف واجتمع الند على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪34‬‬

‫طلب من الليفة فتعذر ذلك فراموا ان يقطعوا خطبته فلم تصل المعة ث خطب له من المعة القابلة وتبط البلد جدا وكثر العيارون ث ف ربيع الخر منها حلف الليفة للل الدولة‬
‫بلوص النية وصفائها وأنه على ما يب من الصدق وصلح السريرة ث وقع بينهما بسبب جلل الدولة وشربه النبيذ وسكره ث اعتذر إل الليفة واصطلحا على فساد وف رجب غلت‬
‫السعار جدا ببغداد وغيها من أرض العراق ول يج أحد منهم وفيها وقع موتان عظيم ببلد الند وغزنة وخراسان وجرجان والري وأصبهان خرج منها ف أدن مدة أربعون ألف جنازة وف‬
‫نواحي الوصل والبل وبغداد طرف قوي من ذلك بالدري بيث ل تل دار من مصاب به واستمر ذلك ف حزيران وتوز وآزار وأيلول وتشرين الول والثان وكان ف الصيف أكثر منه ف‬
‫الريف قاله ابن الوزي ف النتظم وقد رأى رجل ف منامه من أهل أصبهان ف هذه السنة مناديا ينادي بصوت جهوري يا أهل أصبهان سكت نطق سكت نطق فانتبه الرجل مذعورا فلم يدر‬
‫‪ ...‬أحد تأويلها ما هو حت قال رجل بيت أب العتاهية فقال احذروا يا أهل أصبهان فإن قرأت ف شعر أب العتاهية قول ‪ ...‬سكت الدهر زمانا عنهم ‪ ...‬ث أبكاهم دما حي نطق‬
‫فما كان إل قليل حت جاء اللك مسعود بن ممود فقتل منهم خلقا كثيا حت قتل الناس ف الوامع وف هذه السنة ظفر اللك أبو كاليجار بالادم جندل فقتله وكان قد استحوذ على ملكته‬
‫ول يبق معه سوى السم فاستراح منه وفيها مات ملك الترك الكبي صاحب بلد ما وراء النهر واسه قدرخان وفيها توف من العيان‬
‫روح بن ممد بن أحد‬
‫أبو زرعة الرازي قال الطيب سع جاعة وفد علينا حاجا فكتبت عنه وكان صدوقا فهما أديبا يتفقه على مذهب الشافعي وول قضاء أصبهان قال وبلغن أنه مات بالكرخ سنة ثلثة وعشرين‬
‫وأربعمائة‬
‫علي بن ممد بن السن‬
‫ابن ممد بن نعيم بن السن البصري العروف بالنعيمي الافظ الشاعر والتكلم الفقيه الشافعي قال البقان هو كامل ف كل شيء لول بادرة فيه وقد سع على جاعة ومن شعره قوله‬
‫إذا أظمأتك أكف اللئام ‪ ...‬كفتك القناعة شبعا وريا ‪ ...‬فكن رجل رجله ف الثرى ‪ ...‬وهامته هه ف الثريا ‪ ...‬أبيا لنائل ذي نعمة ‪ ...‬تراه با ف يديه أبيا ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪35‬‬

‫فإن إراقة ماء اليا ‪ ...‬ة دون إراقة ماء الحيا ‪ ...‬ممد بن الطيب‬
‫ابن سعد بن موسى أبو بكر الصباغ حدث عن النجاد وأب بكر الشافعي وكان صدوقا حكى الطيب أنه تزوج تسعمائة امرأة وتوف عن خس وتسعي سنة‬
‫علي بن هلل‬
‫الكاتب الشهور ذكر ابن خلكان أنه توف ف هذه السنة قيل ف سنة ثلث عشرة كما تقدم‬
‫ث دخلت سنة أربع وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها تفاقم الال بأمر العيارين وتزايد أمرهم وأخذوا العملت الكثية وقوى أمر مقدمهم البجى وقتل صاحب الشرطة غيلة وتواترت العملت ف الليل والنهار وحرس الناس دورهم حت‬
‫دار الليفة منه وكذلك سور البلد وعظم الطب بم جدا وكان من شأن هذا البجي أنه ل يؤذي امرأة ول يأخذ ما عليها شيئا وهذه مروءة ف الظلم وهذا كما قيل‬
‫حنانيك بعض الشر أهون من بعض ‪ ...‬وفيها أخذ جلل الدولة البصرة وأرسل إليها ولده العزيز فأقام با الطبة لبيه وقطع منها خطبة أب كاليجار ف هذه السنة والت بعدها ث ‪...‬‬
‫استرجعت وأخرج منها ولده وفيها ثارت التراك باللك جلل الدولة ليأخذوا أرزاقهم وأخرجوه من داره ورسوا عليه ف السجد وأخرجت حريه فذهب ف الليل إل دار الشريف الرتضى‬
‫فنلا ث اصطلحت التراك عليه وحلفوا له بالسمع والطاعة وردوه إل داره وكثر العيارون واستطالوا على الناس جدا ول يج أحد من أهل العراق وخراسان لفساد البلد ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫أحد بن السي بن أحد‬
‫أبو السي الواعظ العروف بابن السماك ولد سنة ثلثي وثلثمائة وسع جعفر اللدي وغيه وكان يعظ بامع النصور وجامع الهدي ويتكلم على طريق الصوفية وقد تكلم بعض الئمة فيه‬
‫ونسب إليه الكذب توف فيها عن أربع وتسعي سنة ودفن بباب حرب‬
‫ث دخلت سنة خس وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها غزا السلطان مسعود بن ممود بلد الند وفتح حصونا كثية وكان من جلتها انه حاصر قلعة حصينه فخرجت من السور عجوز كبية ساحرة فأخذت مكنسة فبلتها ورشتها من ناحية‬
‫جيش السلمي فمرض السلطان تلك الليلة مرضا شديدا فارتل عن تلك القلعة فلما استقل ذاهبا عنها عوف عافية كاملة فرجع إل غزنة سالا وفيها ول البساسيي حاية الانب الشرقي من‬
‫بغداد لا تفاقم أمر العيارين وفيها ول سنان بن سيف الدولة بعد وفاة أبيه فقصد عمه قرواشا فأقره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪36‬‬

‫وساعده على أموره وفيها ملك الروم أرمانوس فملكم رجل ليس من بيت ملكهم قد كان صيفيا ف بعض الحيان إل أنه كان من سللة اللك قسطنطي وفيها كثرت الزلزل بصر والشام‬
‫فهدمت شيئا كثيا ومات تت الردم خلق كثي واندم من الرملة ثلثها وتقطع جامعا تقطيعا وخرج أهلها منها هاربي فأقاموا بظاهرها ثانية أيام ث سكن الال فعادوا إليها وسقط بعض حائط‬
‫بيت القدس ووقع من مراب دواد قطعة كبية ومن مسجد إبراهيم قطعة وسلمت الجرة وسقطت منارة عسقلن ورأس منارة غزة وسقط نصف بنيان نابلس وخسف بقرية البارزاد وبأهلها‬
‫وبقرها وغنمها وساخت ف الرض وكذلك قرى كثية هنالك وذكر ذلك ابن الوزي ووقع غلء شديد ببلد إفريقة وعصفت ريح سوداء بنصيبي فألقت شيئا كثيا من الشجار كالتوت‬
‫والوز والعناب واقتلعت قصرا مشيدا بجارة وآجر وكلس فألقته وأهله فهلكوا ث سقط مع ذلك مطر أمثال الكف والزنود والصابع وجزر البحر من تلك الناحية ثلث فراسخ فذهب‬
‫الناس خلف السمك فرجع البحر عليهم فهلكوا وفيها كثر الوت بالوانيق حت كان يغلق الباب على من ف الدار كلهم موتى وأكثر ذلك كان ببغداد فمات من أهلها ف شهر ذي الجة‬
‫سبعون ألفا وفيها وقعت الفتنة بي السنة والروافض حت بي العيارين من الفريقي مع أبنا الصفهان وها مقدمي عيارين أهل السنة منعا أهل الكرخ من ورود ماء دجلة فضاق عليهم الال‬
‫وقتل ابن البجي وأخوه ف هذه السنة ول يج أحد من أهل العراق وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن ممد بن أحد بن غالب‬
‫الافظ أبو بكر العروف بالبقان ولد سنة ثلث وثلثي وثلثمائة وسع الكثي ورحل إل البلد وجع كتبا كثية جدا وكان عالا بالقرآن والديث والفقه والنحو وله مصنفات ف الديث‬
‫حسنة نافعة قال الزهري إذا مات البقان ذهب هذا الشأن وما رأيت أتقن منه وقال غيه ما رأيت أعبد منه ف اهل الديث توف يوم الميس مستهل رجب وصلى عليه أبو علي بن أب‬
‫موسى الاشي ودفن ف مقبة الامع ببغداد وقد أورد له ابن عساكر من شعره ‪ ...‬أعلل نفسي بكتب الديث ‪ ...‬وأجل فيه لا الوعدا ‪ ...‬وأشغل نفسي بتصنيفه ‪ ...‬وتريه دائما سرمدا‬
‫‪ ...‬فطورا أصنفه ف الشيو ‪ ...‬خ وطورا أصنفه مسندا ‪ ...‬وأقفو البخاري فيما حوا ‪ ...‬ه وصنفه جاهدا مهدا ‪ ...‬ومسلم إذ كان زين النام ‪ ...‬بتصنيفه مسلما مرشدا ‪ ...‬ومال فيه سوى‬
‫أنن ‪ ...‬أراه هوى صادف القصدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪37‬‬

‫وأرجو الثواب بكتب الصل ‪ ...‬ة على السيد الصطفى احدا ‪ ...‬أحد بن ممد بن عبدالرحن بن سعيد‬
‫أبو العباس البيوردي أحد أئمة الشافعية من تلميذ الشيخ أب حامد السفراين كانت له حلقة ف جامع النصور للفتيا وكان يدرس ف قطيعة الربيع وول الكم ببغداد نايبة عن ابن الكفان‬
‫وقد سع الديث وكان حسن العتقاد جيل الطريقة فصح اللسان صبورا على الفقر كاتا له وكان يقول الشعر اليد وكان كما قال تعال‬
‫يسبهم الاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ل يسألون الناس إلافا توف ف جادى الخرة ودفن بقبة باب حرب‬
‫أبو علي البندنبجي‬
‫السن بن عبدال بن يي الشيخ أبو علي البندنيجي أحد أئمة الشافعية من تلميذ أب حامد أيضا ول يكن ف أصحابه مثله تفقه ودرس وأفت وحكم ببغداد وكان دينا ورعا توف ف جادى‬
‫الخرة منها أيضا‬
‫عبدالوهاب بن عبدالعزيز‬
‫الارث بن أسد أبو الصباح التميمي الفقيه النبلي الواعظ سع من أبيه أثرا مسلسل عن علي النان الذي يقبل على من أعرض عنه والنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال توف ف ربيع الول‬
‫ودفن ف مقبة أحد بن حنبل‬
‫غريب بن ممد‬
‫ابن مفت سيف الدولة أبو سنان كان قد ضرب السكة باسه وكان ملكا متمكنا ف الدولة وخلف خسمائة ألف دينار وقام ابنه سنان بعده وتقوى بعمه قرواش واستقامت أموره توف بالكرخ‬
‫سابور عن سبعي سنة‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين وأربعمائة‬
‫ف مرمها كثر تردد العراب ف قطع الطرقات إل حواشي بغداد وما حولا بيث كانوا يسلبون النساء ما عليهن ومن أسروه أخذوا ما معه وطالبوه بفداء نفسه واستفحل أمر العيارين‬
‫وكثرت شرورهم وف مستهل صفر زادت دجلة بيث ارتفع الاء على الضياع ذراعي وسقط من البصرة ف مدة ثلثة نو من ألفي دار وف شعبان منها ورد كتاب من مسعود بن ممود بأنه‬
‫قد فتح فتحا عظيما ف الند وقتل منهم خسي ألفا وأسر تسعي ألفا وغنم شيئا كثيا ووقعت فتنة بي أهل بغداد والعيارين ووقع حريق ف أماكن من بغداد واتسع الرق على الراقع ول يج‬
‫أحد من هؤلء ول من أهل خرسان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪38‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫أحد بن كليب الشاعر‬
‫وهو أحد من هلك بالعشق روى ابن الوزي ف النتظم بسنده أن أحد بن كليب هذا السكي الغتر عشق غلما يقال له أسلم بن أب العد من بن خلد وكان فيهم وزارة أي كانوا وزراء‬
‫للملوك وحجابا فأنشد فيه أشعارا تدث الناس با وكان هذا الشاب أسلم يطلب العلم ف مالس الشايخ فلما بلغه عن ابن كليب ما قال فيه استحى من الناس وانقطع ف دارهم وكان ل‬
‫يتمع بأحد من الناس فازداد غرام ابن كليب به حت مرض من ذلك مرضا شديدا بيث عاده منه الناس ول يدرون ما به وكان ف جلة من عاده بعض الشايخ من العلماء فسأله عن مرضه‬
‫فقال أنتم تعلمون ذلك ومن أي شيء مرضي وف أي شيء دوائي لو زارن أسلم ونظر إل نظرة ونظرته نظرة واحدة لبأت فرأى ذلك العال من الصلحة أن لو دخل على أسلم وسأله أن‬
‫يزوره ولو مرة واحدة متفيا ول يزل ذلك الرجل العال بأسلم حت أجابه إل زيارته فانطلقا إليه فلما دخل دربه وملته تت الغلم واستحى من الدخول عليه وقال للرجل العال ل أدخل عليه‬
‫وقد ذكرن ونوه بأسي وهذا مكان ريبة وتمة وأنا ل أحب أن أدخل مداخل التهم فحرص به الرجل كل الرص ليدخل عليه فأب عليه فقال له إنه ميت ل مالة فإذا دخلت عليه أحييته فقال‬
‫يوت وأنا ل أدخل مدخل يسخط ال علي ويغضبه وأب أن يدخل وانصرف راجعا إل دارهم فدخل الرجل على ابن كليب فذكر له ما كان من أمر أسلم معه وقد كان غلم ابن كليب دخل‬
‫عليه قبل ذلك وبشره بقدوم معشوقه عليه ففرح بذلك جدا فلما تقق رجوعه عنه اختلط كلمه واضطرب ف نفسه وقال لذلك الرجل الساعي بينهما اسع يا أبا عبد ال واحفظ عن ما‬
‫أقول ث أنشده ‪ ...‬أسلم يا راحة العليل ‪ ...‬رفقا على الائم النحيل ‪ ...‬وصلك أشهى إل فؤادى ‪ ...‬من رحة الالق الليل ‪ ...‬فقال له الرجل ويك اتق ال تعال ما خهذه العظيمة فقال قد‬
‫كان ما سعت أو قال القول ما سعت قال فخرج الرجل من عنده فما توسط الدار حت سع الصراخ عليه وسع صيحة الوت وقد فارق الدنيا على ذلك وهذه زلة شنعاء وعظيمة صلعاء‬
‫وداهية دهياء ولول أن هؤلء الئمة ذكروها ماذكرتا ولكن فيها عبة لول اللباب وتنبيه لذوي البصائر والعقول أن يسألوا ال رحته وعافيته وأن يستعيذوا بال من الفت ما ظهر منها وما‬
‫بطن وأن يرزقهم حسن الاتة عند المات إنه كري جواد قال الميدي وأنشدن أبو علي بن أحد قال أنشدن ممد بن عبد الرحن لحد بن كليب وقد أهدى إل أسلم كتاب الفصيح لثعلب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪39‬‬

‫هذا كتاب الفصيح ‪ ...‬بكل لفظ مليح ‪ ...‬وهبته لك طوعا ‪ ...‬كما وهبتك روحى ‪ ...‬السن بن أحد‬
‫ابن إبراهيم بن السن بن ممد بن شاذان بن حرب بن مهران البزاز أحد مشايخ الديث سع الكثي وكان ثقة صدوقا جاء يوما شاب غريب فقال له إن رأيت رسول ال ( ص ) ف النام‬
‫فقال ل اذهب إل أب على بن شاذان فسلم عليه وأقره من السلم ث انصرف الشاب فبكى الشيخ وقال ما أعلم ل عمل أستحق به هذا غي صبي على ساع الديث وصلت على رسول‬
‫ال ( ص ) كلما ذكر ث توف بعد شهرين أو ثلثة من هذه الرؤيا ف مرمها عن سبع وثاني سنة ودفن بباب الدير‬
‫السن بن عثمان‬
‫ابن أحد بن السي بن سورة أبو عمر الواعظ العروف بابن الغلو سع الديث عن جاعة قال ابن الوزي وكان يعظ وله بلغة وفيه كرم وأمر بعروف وني عن منكر ومن شعره قوله‬
‫دخلت على السلطان ف دار عزه ‪ ...‬بفقر ول أجلب بيل ول رجل ‪ ...‬وقلت انظروا ما بي فقرى وملككم ‪ ...‬بقدار ما بي الولية والعزل ‪ ...‬توف ف صفر منها وقد قارب الثماني ‪...‬‬
‫ودفن بقبة حرب إل جانب ابن السماك رحهما ال‬
‫ث دخلت سنة سبع وعشرين وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها تكاملت قنطرة عيسى الت كانت سقطت وكان الذي ول مشارفة النفاق عليها الشيخ أبو السن القدوري النفي وف الحرم وما بعده تفاقم أمر العيارين وكبسوا الدور‬
‫وتزايد شرهم جدا وفيها توف صاحب مصر الظاهر أبو السن علي بن الاكم الفاطمي وله من العمر ثلث وثلثون سنة وقام بالمر من بعده ولده الستنصر وعمره سبع سني واسه معد‬
‫وكنيته أبو تيم وتكفل بأعباء الملكة بي يديه الفضل أمي اليوش واسه بدر بن عبد ال المال وكان الظاهر هذا قد استوزر الصاحب أبا القاسم علي بن أحد الرجرائي وكان مقطوع‬
‫اليدين من الرفقي ف سنة ثان عشرة فاستمر ف الوزارة مدة ولية الظاهر ث لولده الستنصر حت توف الوزير الرجرائي الذكور ف سنة ست وثلثي وكان قد سلك ف وزارته العفة العظيمة‬
‫وكان الذي يعلم عنه القاضي أبو عبد ال القضاعي صاحب كتاب الشهاب وكانت علمته المد ل شكرا لنعمه وكان الذي قطع يديه من الرفقي الاكم لناية ظهرت منه ف سنة أربع‬
‫وأربعمائة ث استعمله ف بعض العمال سنة تسع فلما فقد الاكم ف السابع والعشرين من شوال سنة إحدى عشرة تنقلت بالرجرائي الذكور الحوال حت استوزر سنة ثان عشرة كما‬
‫ذكرنا وقد هجاه بعض الشعراء‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪40‬‬

‫فقال ‪ ...‬يا أجعا اسع وقل ‪ ...‬ودع الرقاغة والتحامق ‪ ...‬أأقمت نفسك ف الثقا ‪ ...‬ت وهبك فيما قلت صادق ‪ ...‬أمن المانة والتقي ‪ ...‬قطعت يداك من الرافق ‪ ...‬ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫احد بن ممد بن إبراهيم الثعالب‬
‫ويقال الثعلب أيضا وهو لقب أيضا وليس بنسبة النيسابورى الفسر الشهور له التفسي الكبي وله كتاب العرايس ف قصص النبياء عليهم السلم وغي ذلك وكان كثي الديث واسع‬
‫السماع ولذا يوجد ف كتبه من الغرائب شئ كثي ذكره عبد الغافر بن إساعيل الفارسي ف تاريخ نيسابور وأثن عليه وقال هو صحيح النقل موثوق به توف ف سنة سبع وعشرين وأربعمائة‬
‫وقال غيه توف يوم الربعاء لسبع بقي من الحرم منها ورؤيت له منامات صالة رحة ال وقال السمعان ونيسابور كانت مغصبة فأمر سابور الثان ببنائها مدينة‬
‫ث دخلت سنة ثان وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها خلع الليفة علي أب تام ممد بن ممد بن علي الزينب وقلده ما كان إل أبيه من نقابة العباسيي والصلة وفيها وقعت الفرقة بي الند وبي جلل الدولة وقطعوا خطبتة وخطبة اللك أب‬
‫كاليجار ث أعادوا الطبة واستوزر أبا العال بن عبد الرحيم وكان جلل الدولة قد جع خلقا كثيا معه منهم البساسيى وديبس بن علي بن مرثد وقرواش بن مقلد ونازل بغداد من جانبها‬
‫الغرب حت أخذها قهرا وصطلح هو وأبو كاليجار نائبة جلل الدولة على يدي قاضي القضاة الاوردي وتزوج أبو منصور بن أب كاليجار بإبنة جلل الدولة على صداق خسي ألف دينار‬
‫واتفقت كلمتهما وحسن حال الرعية وفيها نزل مطر ببلد قم الصلح ومعه سك وزن السمكة رطل ورطلن وفيها بعث ملك مصر بال لصلح نر بالكوفة إن أذن الليفة العباسي ف ذلك‬
‫فجمع الليفة الفقهاء وسألم عن هذا الال فأفتوا بأن هذا الال فء للمسلمي يصرف ف مصالهم فأذن ف صرفه ف مصال السلمي وفيها ثار العيارون ببغداد وفتحوا السجن بالانب‬
‫الشرقي وأخذوا منه رجال وقتلوا من رجال الشرط سبعة عشرة رجل وانتشرت الشرور ف البلد جدا ول يج أحد من أهل العراق وخراسان لختلف الكلمة ومن توف فيها من العيان‬
‫توف فيها من العيان‬
‫القدوري أحد بن ممد‬
‫ابن أحد بن جعفر أبو السن القدوري النفي البغدادي سع الديث ول الديث إل بشيء يسي قال الطيب كتبت عنه وقد تقدمت وفاته ودفن بداره ف درب خلف‬
‫السن بن شهاب‬
‫ابن السن بن علي أبو علي العكبي الفقيه النبلي الشاعر ول سنة خس وثلثي وثلثمائة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪41‬‬

‫سع من أب بكر بن مالك وغيه وكان كما قال البقان ثقة أمينا وكان يسترزق من الوراقة وهو النسخ يقال إنه كان يكتب ديوان التنب ف ثلث ليال فيبيعه بائت درهم ولا توف أخذ‬
‫السلطان من تركته ألف دينار سوى الملك وكان قد أوصى بثلث ماله ف متفقهة النابلة فلم تصرف‬
‫لطف ال أحد بن عيسى‬
‫أبو الفضل الاشي ول القضاء والطابة بدرب ريان وكان ذا لسان وقد أضر ف آخر عمره وكان يروي حكايات وأناشيد من حفظه توف ف صفر منها‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن على بن موسى بن عبد الطلب أبو علي الاشي أحد أئمة النابلة وفضلئهم‬
‫ممد بن السن‬
‫ابن أحد بن علي أبو السن الهوازي ويعرف بابن أب علي الصبهان ولد سنة خس وأربعي وثلثمائة وقدم بغداد وخرج له أبو السن النعيمي أجزاء من حديثه فسمعها منه البقان إل أنه‬
‫بان كذبه حت كان بعضهم يسميه جراب الكذب أقام ببغداد سبع سني ث عاد إل الهواز فمات با‬
‫مهيار الديلمي الشاعر‬
‫مهيار بن مرزويه أبو السي الكاتب الفارسي ويقال له الديلمي كان موسيا فأسلم إل أنه سلك سبيل الرافضة وكان ينظم الشعر القوي الفحل ف مذاهبهم من سب الصحابة وغيهم حت‬
‫قال له أبو القاسم بن برهان يا مهيار انتقلت من زاوية ف النار إل زاوية أخرى ف النار كنت موسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة وقد كان منله بدرب رباح من الكرخ وله ديوان شعر‬
‫مشهود فمن مستجاد قوله ‪ ...‬أستنجد الصب فيكم وهو مغلوب ‪ ...‬وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب ‪ ...‬وأبتغى عندكم قلبا سحت به ‪ ...‬وكيف يرجع شئ وهو موهوب ‪ ...‬ما كنت‬
‫أعرف مقدار حبكم ‪ ...‬حت هجرت وبعض الجر تأديب ‪ ...‬ولهيار أيضا ‪ ...‬أجارتنا بالغور والركب منهم ‪ ...‬أيعلم خال كيف بات التيم ‪ ...‬رحلتم وجر القلب فينا وفيكم ‪ ...‬سواء‬
‫ولكن ساهرون ونوم ‪ ...‬فبنتم عنا ظاعني وخلفوا ‪ ...‬قلوبا أبت أن تعرف الصب عنهم ‪ ...‬ولا خلى التوديع عما حذرته ‪ ...‬ولح يبق إل نظرة ل تغنم ‪ ...‬بكيت على الوادى وحرمت ماءه‬
‫‪ ...‬وكيف به ماء وأكثره دم ‪ ...‬قال ابن الوزي ولا كان شعره أكثره جيدا اقتصرت على هذا القدر توف ف جادي ‪0‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪42‬‬

‫الخرة هبة ال بن السن‬


‫أبو السي العروف بالاجب كان من أهل الفضل والدب والدين وله شعر حسن فمنه قوله‬
‫يا ليلة سلك الزما ‪ ...‬ن ف طيبها كل مسلك ‪ ...‬إذ ترتقى روحي السر ‪ ...‬ة مدركا ما ليس يدرك والبدر قد فضح الزما ‪ ...‬ن وسره فيه مهتك ‪ ...‬وكأنا زهر النجو ‪ ...‬م بلمعها شعل ‪...‬‬
‫ترك ‪ ...‬والغيب أحيانا يلو ‪ ...‬ح كأنه ثوب مسك ‪ ...‬وكأن تعيد الريا ‪ ...‬ح لدجلة ثوب مفرك ‪ ...‬وكان نشر السك ‪ ...‬ينفح ف النسيم إذا ترك ‪ ...‬وكأنا النثور مصفر ‪ ...‬الذري‬
‫ذهب مسبك ‪ ...‬والنور يبسم ف الريا ‪ ...‬ض فإن نظرت إليه سرك ‪ ...‬شارطت نفسي أن أقو ‪ ...‬م بقها والشرط أملك ‪ ...‬حت تول الليل م ‪ ...‬تزما وجاء الصبح يضحك ‪ ...‬وذا الفت‬
‫‪ ...‬لو أنه ‪ ...‬ف طيب العيش يترك ‪ ...‬والدهر يسب عمره ‪ ...‬فإذا أتاه الشيب فذلك‬
‫أبو علي بن سينا‬
‫الطبيب الفيلسوف السن بن عبد ال بن سينا الرئيس كان بارعا ف الطب ف زمانه كان أبوه من أهل بلخ وانتقل إل بارى واشتغل با فقرأ القرآن وأتقنه وهو ابن عشر سني وأتقن الساب‬
‫والب والقابلة وإقليدس والجسطي ث اشتغل على أب عبد ال الناتلى الكيم فبع فيه وفاق أهل زمانه ف ذلك وتردد الناس إليه واشتغلوا عليه وهو ابن ست عشرة سنة وعال بعض اللوك‬
‫السامانية وهو المي نوح بن نصر فأعطاه جائزة سنية وحكمه ف خزانة كتبه فرأى فيها من العجائب والحاسن مال يوجد ف غيها فيقال إنه غزا بعض تلك الكتب إل نفسه وله ف الليات‬
‫والطبيعات كتب كثية قال ابن خلكان له نو من مائة مصنف صغار وكبار منها القانون والشفا والنجاة والشارات وسلمان وإنسان وحي بن يقظان وغي ذلك ‪ 0‬قال وكان من فلسفة‬
‫السلم أورد له من الشعار قصيدته ف نفسه الت يقول فيها ‪ ...‬هبطت إليك من القام الرفع ‪ ...‬ورقاء ذات تعزز وتنع ‪ ...‬مجوبة عن كل مقلة عارف ‪ ...‬وهي الت سفرت ول تتبقع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪43‬‬

‫‪ ...‬وصلت على كره إليك وربا ‪ ...‬كرهت فراقك وهي ذات تفجع‬
‫وهي قصيدة طويلة وله‬
‫اجعل غذاءك كل يوم مرة ‪ ...‬واحذر طعاما قبل هضم طعام ‪ ...‬واحفظ منيك ما استطعت فإنه ‪ ...‬ماء الياة يراق ف الرحام ‪ ...‬وذكر أنه مات بالقولنج ف هذان وقيل بأصبهان ‪...‬‬
‫والول أصح يوم المعة ف شهر رمضان منها عن ثان وخسي سنة قلت قد حصر الغزال كلمه ف مقاصد الفلسفة ث رد عليه ف تافت الفلسفة ف عشرين ملسا له كفره ف ثلث منها‬
‫وهي قوله يقدم العال وعدم العاد الثمان وان ال ل يعلم الزئيات وبدعه ف البواقي ويقال إنه تاب عند الوت فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين وأربعمائة‬
‫فيها كان بدو ملك السلجقة وفيها استول ركن الدولة ابو طالب طغرلبك ممد بن ميكائيل بن سلجوق على نيسابور وجلس على سرير ملكها وبعث أخاه داود إل بلد خرسان فملكها‬
‫وانتزعها من نواب اللك مسعود بن ممود بن سبكتكي وفيها قتل جيش الصريي لصاحب حلب وهو شبل الدولة نصر بن صال بن مرداس واستولوا على حلب وأعمالا وفيها سأل جلل‬
‫الدولة الليفة أن يلقب ملك الدولة فأجابه إل ذلك بعد تنع وفيها استدعى الليفة بالقضاة والفقهاء وأحضر جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود وألزموا بالغيار وف رمضان منها لقب‬
‫جلل الدولة شاهنشاه العظم ملك اللوك بأمر الليفة وخطب له بذلك على النابر فنفرت العامة من ذلك ورموا الطباء بالجر ووقعت فتنة شديدة بسبب ذلك واستفتوا القضاة والفقهاء‬
‫ف ذلك فأفت أبو عبد ال الصيمري أن هذه الساء يعتب فيها القصد والنية وقد قال تعال إن ال قد بعث لكم طالوت ملكا وقال وكان وراءهم ملك وإذا كان ف الرض ملوك جاز أن‬
‫يكون بعضهم فوق بعض وأعظم من بعض وليس ف ذلك ما يوجب النكي والماثلة بي الالق والخلوقي وكتب القاضي أبو الطيب الطبي أن إطلق ملك اللوك جائز ويكون معناه ملك‬
‫ملوك الرض وإذا جاز أن يقال كاف الكفاة وقاضي القضاة جاز أن يقال ملك اللوك وإذا كان ف اللفظ ما يدل على أن الراد به ملوك الرض زالت الشبة ومنه قولم اللهم أصلح اللك‬
‫فيصرف الكلم إل الخلوقي وكتب التميمي النبلي نو ذلك وأما الاوردي صاحب الاوي الكبي فقد نقل عنه أنه أجاز ذلك أيضا والشهور عنه ما نقله ابن الوزي والشيخ أبو منصور بن‬
‫الصلح ف أدب الفت أنه منع من ذلك وأصر على النع من ذلك مع صحبته للملك جلل الدولة وكثرة ترداده إليه ووجاهته عنده وأنه امتنع من الضور عن ملسه حت استدعاه جلل‬
‫الدولة ف يوم عيد فلما دخل عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪44‬‬

‫دخل وهو وجل خائف أن يوقع به مكروها فلما واجهه قال له جلل الدولة قد علمت أنه إنا منعك من موافقة الذين جوزوا ذلك مع صحبتك إياي ووجاهتك عندي دينك واتباعك الق‬
‫وإن الق آثر عندك من كل أحد ولو حابيت أحدا من الناس لابيتن وقد زادك ذلك عندي صحبة ومبة وعلو مكانة قلت والذي حل القاضي الاوردي على النع هو السنة الت وردت با‬
‫الحاديث الصحيحة من غي وجه قال المام أحد حدثنا سفيان بن عيينة عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة عن النب ( ص ) أنه قال ( أخنع اسم عند ال يوم القيامة رجل تسمى بلك‬
‫الملك ) قال الزهري سألت أبا عمرو الشيبان عن أخنع اسم قال أوضع وقد رواه البخاري عن علي بن الدين عن ابن عيينة وأخرجه مسلم من طريق هام عن أب هريرة عن النب ( ص )‬
‫وآله وسلم أنه قال ( أغيظ رجل على ال يوم القيامة وأخبثه رجل تسمى ملك الملك ل ملك إل ال عز وجل ) وقال المام أحد حدثن ممد بن جعفر حدثنا عوف عن جلس عن أب‬
‫هريرة قال قال رسول ال ( ص ) ( اشتد غضب ال على من قتله نب واشتد غضب ال على رجل تسمى بلك الملك ل ملك إل ال عز وجل ) ومن توف فيها من العيان الثعالب‬
‫الثعالب صاحب يتيمة الدهر‬
‫أبو منصور عبداللك بن ممد بن إساعيل الثعالب النيسابوري كان إماما ف اللغة والخبار وأيام الناس بارعا مفيدا له التصانيف الكبار ف النظم والنثر والبلغة والفصاحة وأكب كتبه يتيمة‬
‫الدهر ف ماسن أهل العصر وفيها يقول بعضهم ‪ ...‬أبيات أشعار اليتيمة ‪ ...‬أبكار أفكار قدية ‪ ...‬ماتوا وعاشت بعدهم ‪ ...‬فلذاك سيت اليتمية ‪ ...‬وإنا سى الثعالب لنه كان رفاء ييط‬
‫جلود الثعالب وله أشعار كثية مليحة ولد سنة خسي وثلثمائة ومات ف هذه السنة‬
‫الستاذ أبو منصوو‬
‫عبدالقاهر بن طاهر بن ممد البغدادي الفقيه الشافعي أحد الئمة ف الصول والفروع وكان ماهرا ف فنون كثية من العلوم منها علم الساب والفرائض وكان ذا مال وثروة أنفقه كله على‬
‫أهل العلم وصنف ودرس ف سبعة عشر علما وكان اشتغاله على أب إسحاق السفرائين وأخذ عنه ناصر الروزي وغيه‬
‫ث دخلت سنة ثلثي وأربعمائة‬
‫فيها التقى اللك مسعود بن ممود واللك طغرلبك السلجوقي ومعه أخوه داود ف شعبان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪45‬‬

‫فهزمهما مسعود وقتل من أصحابما خلقا كثيا وفيها خطب شبيب بن ريان للقائم العباسي بران والرحبة وقطع خطبة الفاطمي العبيدي وفيها خوطب ابو منصور بن جلل الدولة باللك‬
‫العزيز وهو مقيم بواسط وهذا العزيز آخر من ملك بغداد من بن بويه لا طغوا وتردوا وبغوا وتسموا بلك الملك فسلبهم ال ما كان أنعم به عليهم وجعل اللك ف غيهم كما قال ال‬
‫تعال إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم الية وفيها خلع الليفة على القاضي أب عبدال بن ماكول خلعة تشريف وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد مقدار شب قال ابن الوزي وف‬
‫جادى الخرة تلك بنو سلجوق بلد خراسان والبل وتقسموا الطراف وهو أول ملك السلجوقية ول يج أحد فيها من العراق وخراسان ول من أهل الشام ول مصر إل القليل ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫الافظ أبو نعيم الصبهان‬
‫أحد بن عبدال بن أحد بن إسحاق بن موسى بن مهران أبو نعيم الصبهان الافظ الكبي ذو التصانيف الفيدة الكثية الشهية منها حلية الولياء ف ملدات كثية دلت على اتساع روايته‬
‫وكثرة مشايه وقوة إطلعه على مارج الديث وشعب طرقه وله معجم الصحابة وهو عندي بطه وله صفة النة ودلئل النبوة وكتاب ف الطب النبوي وغي ذلك من الصنفات الفيدة وقد‬
‫قال الطيب البغدادي كان أبو نعيم يلط السموع له بالجاز ول يوضح أحدها من الخر وقال عبدالعزيز النخشب ل يسمع أبو نعيم مسند الارث بن أب أسامة من أب بكر بن خلد بتمامه‬
‫فحدث به كله وقال ابن الوزي سع الكثي وصنف الكثي وكان ييل إل مذهب الشعري ف العتقاد ميل كثيا توف أبو نعيم ف الثامن والعشرين من الحرم منها عن أربع وتسعي سنة رحه‬
‫ال لنه ولد فيما ذكره ابن خلكان ف سنة ست وثلين وثلثمائة قال وله تاريخ أصبهان وذكر أبو نعيم ف ترجة والده أن مهران أسلم وأن ولءهم لعبدال بن معاوية بن عبدال ابن جعفر بن‬
‫أب طالب وذكر أن معن أصبهان وأصله بالفارسية شاهان أي ممع العساكر وأن السكندر بناها‬
‫السن بن حفص‬
‫أبو الفتوح العلوي أمي مكة السن بن السي أبو علي البجي وزر لشرف الدولة سنتي ث عزل وكان عظيم الاه ف زمانه وهو الذي بن مارستان واسط ورتب فيه الشربة والطباء‬
‫والدوية ووقف عليه كفايته توف ف هذه السنة وقد قارب الثماني رحه ال‬
‫السي بن ممد بن السن‬
‫ابن علي بن عبدال الؤدب وهو أبو ممد اللل سع صحيح البخاري من إساعيل بن ممد الكشميهن وسع غيه توف ف جادى الول ودفن بباب حرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪46‬‬

‫عبداللك بن ممد‬
‫ابن عبدال بن ممد بن بشر بن مهران أبو القاسم الواعظ سع النجاد ودعلج بن أحد والجري وغيهم وكان ثقة صدوقا وكان يشهد عند الكام فترك ذلك رغبة عنه ورهبة من ال ومات‬
‫ف ربيع الخر منها وقد جاوز التسعي وصلى عليه ف جامع الرصافة وكان المع كثيا حافل ودفن إل جانب أب طالب الكي وكان قد أوصى بذلك‬
‫ممد بن السي بن خلف‬
‫ابن الفراء أبو حازم القاضي أبو يعلى النبلي سع الدارقطن وابن شاهي قال الطيب كان ل بأس به ورأيت له أصول ساعه فيها ث إنه بلغنا أنه خلط ف الديث بصر واشترى من الوراقي‬
‫صحفا فروى منها وكان يذهب إل العتزال توف بتنيس من بلد مصر‬
‫ممد بن عبدال‬
‫أبو بكر الدينوري الزاهد كان حسن العيش وكان ابن القزوين يثن عليه وكان جلل الدولة صاحب بغداد يزوره وقد سأله مرة أن يطلق للناس مكث اللح وكان مبلغه الفي دينار فتركه من‬
‫أجله ولا توف اجتمع أهل بغداد لنازته وصلى عليه مرات ودفن بباب حرب رحه ال تعال‬
‫الفضل بن منصور‬
‫أبو الرضى ويعرف بابن الظريف وكان شاعرا ظريفا ومن شعر قوله ‪ ...‬يا قالة الشعر قد نصحت لكم ‪ ...‬ولست أدهى إل من النصح ‪ ...‬قد ذهب الدهر بالكرام ‪ ...‬وف ذاك أمور طويلة‬
‫الشرح ‪ ...‬أتطلبون النوال من رجل ‪ ...‬قد طبعت نفسه على الشح ‪ ...‬وأنتم تدحون بالسن والظرف ‪ ...‬وجوها ف غاية القبح ‪ ...‬من أجل ذا ترمون رزقكم ‪ ...‬لنكم تكذبون ف الدح‬
‫‪ ... ...‬صونوا القواف فما أرى ‪ ...‬أحدا يغتر فيه بالنجح ‪ ...‬فإن شككتم فيما أقول لكم ‪ ...‬فكذبون بواحد سح‬
‫هبةال بن علي بن جعفر‬
‫أبو القاسم بن ماكول وزر للل الدولة مرارا وكان حافظا للقرآن عارفا بالشعر والخبار خنق بيت ف جادى الخرة منها‬
‫أبو زيد الدبوسي‬
‫عبدال بن عمر بن عيسى الفقيه النفي أول من وضع علم اللف وأبرزه إل الوجود قاله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪47‬‬


‫ابن خلكان وكان يضرب به الثل والدبوس نسبة إل قرية من أعمال بارى قال وله كتاب السرار والتقوي للدلة وغي ذلك من التصانيف والتعاليق قال وروى أنه ناظر فقيها فبقي كلما‬
‫‪ ...‬ألزمه أبو زيد إلزاما تبسم أو ضحك فأنشد أبو زيد ف ذلك ‪ ...‬مال إذا ألزمته حجة ‪ ...‬قابلن بالضحك والقهقهة ‪ ...‬إن ضحك الرء من فقهه ‪ ...‬فالدب بالصحراء ما أفقهه‬
‫الوف صاحب إعراب القرآن‬
‫أبو السن علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الوف النحوي له كتاب ف النحو كبي وإعراب القرآن ف عشر ملدات وله تفسي القرآن أيضا وكان إماما ف العربية والنحو والدب وله‬
‫تصانيف كثية انتفع با الناس قال ابن خلكان والوف نسبة لناحية بصر يقال لا الشرقية وقصبتها مدينة بلبيس فجميع ريفها يسمون حوف واحدهم حوف وهو من قرية يقال لا شبا النخلة‬
‫من اعمال الشرقية الذكورة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها زادت دجلة زيادة عظيمة بيث حلت السر ومن عليه فألقتهم بأسفل البلد وسلموا وفيها وقع بي الند وبي جلل الدولة شغب وقتل من الفريقي خلق وجرت شرور ويطول ذكرها‬
‫ووقع فساد عريض واتسع الرق على الراقع ونبت دور كثية جدا ول يبق للملك عندهم حرمة وغلت السعار وفيها زار اللك أبو طاهر مشهد السي ومشى حافيا ف بعض تلك الزوار‬
‫ول يج أحد من أهل العراق وفيها بعث اللك أبو كاليجار وزيره العادل إل البصرة فملكها له ومن توف فيها من العيان‬
‫إساعيل بن أحد‬
‫ابن عبدال أبو عبدالرحن الضرير اليي من أهل نيسابور كان من أعيان الفضلء الذكياء والثقات المناء قدم بغداد حاجا ف سنة ثلث وعشرين وأربعمائة فقرأ عليه الطيب جيع صحيح‬
‫البخاري ف ثلث مالس بروايته له عن أب اليثم الكشميهن عن الفريري عن البخاري توف فيها وقد جاوز التسعي‬
‫بشرى الفاتن‬
‫وهو بشرى بن مسيس من سب الروم أهداه أمراء بن حدان الفاتن غلم الطيع فأدبه وسع الديث عن جاعة من الشايخ وروى عنه الطيب وقال كان صدوقا صالا دينا توف يوم عيدالفطر‬
‫منها رحه ال‬
‫ممد بن علي‬
‫ابن أحد بن يعقوب بن مروان أبو العلء الواسطي وأصله من فم الصلح سع الديث وقرأ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪48‬‬

‫القراآت ورواها وقد تكلموا ف روايته ف القراءات والديث فال أعلم توف ف جادى الخرة منها وقد جاوز الثماني‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها عظم شأن السلجوقية وارتفع شان ملكهم طغرلبك وأخيه داود وها أبنا ميكائيل بن سلجوق بن بغاق وقد كان جدهم بغلق هذا من مشايخ الترك القدماء الذي لم رأي ومكيدة ومكانة‬
‫عند ملكهم العظم ونشأ ولده سلجوق نيبا شهما فقدمه اللك ولقبه شباسي فأطاعته اليوش وانقاد له الناس بيث توف منه اللك وأراد قتله فهرب منه إل بلد السلمي فأسلم فازداد‬
‫عزا وعلوا ث توف عن مائة وسبع سني وخلف أرسلن وميكائيل وموسى فأما مكائيل فإنه اعتن بقتال الكفار من التراك حت قتل شهيدا وخلف ولديه طغرلبك ممد وجعفر بك داود فعظم‬
‫شانما ف بن عمهما واجتمع عليهما الترك من الؤمني وهم ترك اليان الذي يقول لم الناس تركمان وهم السلجتة بنو سلجوق جدهم هذا فأخذوا بلد خراسان بكمالا بعد موت ممود‬
‫بن سبكتكي وقد كان يتخوف منهم ممود بعض التخوف فلما مات وقام ولده مسعود بعده قاتلهم وقاتلوه مرارا فكانوا يهزمونه ف أكثر الواقف واستكمل لم ملك خراسان بأسرها ث‬
‫قصدهم مسعود ف جنود يضيق بم الفضاء فكسروه وكبسه مرة داود فانزم مسعود فاستحوذ على حواصله وخيامه وجلس على سريره وفرق الغنائم على جيشه ومكث جيشه على خيولم‬
‫ل ينلون عنها ثلثة أيام خوفا من دهة العدو وبثل هذا ت لم ما راموه وكمل لم جيع ما أملوه ث كان من سعادتم أن اللك مسعود توجه نو بلد الند لسب با وترك مع ولده مودود‬
‫جيشا كثيفا بسبب قتال السلجقة فلما عب السر الذي على سيحون نبت جنوده حواصله واجتمعوا على أخيه ممد بن ممود وخلعوا مسعودا فرجع إليهم مسعود فقاتلهم فهزموه وأسروه‬
‫فقال له أخوه وال لست بقاتلك على شر صنيعك إل ولكن اختر لنفسك أي بلد تكون فيه أنت وعيالك فاختار قلعة كبى وكان با ث إن اللك ممدا أخا مسعود جعل لولده المر من‬
‫بعده وبايع اليش له وكان ولده اسه أحد وكان فيه هرج فاتفق هو ويوسف بن سبكتكي على قتل مسعود ليصفو لم المر ويتم لم اللك فسار إليه أحد من غي علم أبيه فقتله فلما علم‬
‫أبوه بذلك غاظه وعتب على ابنه عتبا شديدا وبعث إل ابن أخيه يعتذر إليه ويقسم له أنه ل يعلم بذلك حت كان ما كان فكتب إليه مودود بن مسعود رزق ال ولدك العتوه عقل يعيش به‬
‫فقد ارتكب أمرا عظيما وقدم على إراقة دم مثل والدي الذي لقبه أمي الؤمني بسيد اللوك والسلطي وستعلمون أي حيف تورطتم وأي شر تأبطتم وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون‬
‫ث سار إليهم ف جنود فقاتلهم فقهرهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪49‬‬

‫وأسرهم فقتل عمه ممدا وابنه أحد وبن عمه كلهم إل عبدالرحن وخلقا من رؤس أمرائهم وابتن قرية هنالك وساها فتحا أباذا ث سار إل غزنة فدخلها ف شعبان فأظهر العدل وسلك سية‬
‫جده ممود فأطاعه الناس وكتب إليه أصحاب الطراف بالنقياد والتباع والطاعة غي أنه أهلك قومه بيده وهذا من جلة سعادة السلجقة وفيها اختلف أولد حاد على العزيز باديس‬
‫صاحب إفريقية فسار إليهم فحاصرهم قريبا من سنتي ووقع بإفريقية ف هذه السنة غلء شديد بسبب تأخر الطر ووقع ببغداد فتنة عظيمة بي الروافض والسنة من أهل الكرخ وأهل باب‬
‫البصرة فقتل بينهم خلق كثي من الفريقي ول يج أحد من أهل العراق وخراسان ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن السي‬
‫ابن الفضل بن العباس أبو يعلى البصري الصوف أذهب عمره ف السفار والتغريب وقدم بغداد ف سنة ثنتي وثلثي فحدث با عن أب بكر بن أب الديد الدمشقي وأب السي بن جيع‬
‫الغسان وكان ثقة صدوقا دينا حسن الشعر‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها ملك طغرلبك جرجان وطبستان ث عاد إل نيسابور مؤيدا منصورا صوفيها ول ظهي الدولة بن جلل الدولة أب جعفر بن كالويه بعد وفاة أبيه فوقع اللف بينه وبي اخويه أب كاليجار‬
‫وكرسانيف وفيها دخل أبو كاليجار هذان ودفع الغز عنها وفيها شعثت الكراد ببغداد لسبب تأخر العطاء عنهم وفيها سقطت قنطرة بن زريق على نر عيسى وكذا القنطرة الكثيفة الت‬
‫تقابلها وفيها دخل بغداد رجل من البلغار يريدالج وذكر أنه من كبارهم فأنزل بدار اللفة وأجرى عليه الرزاق وذكر أنم مولدون من الترك والصقالبة وأنم ف أقصى بلد الترك وأن‬
‫النهار يقصر عندهم حت يكون ست ساعات وكذلك الليل وعندهم عيون وزروع وثار على غي مطر ول سقي وفيها قرئ العتقاد القادري الذي جعه الليفة القادر وأخذت خطوط‬
‫العلماء والزهاد عليه بأنه إعتقاد السلمي ومن خالفه فسق وكفر وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو السن علي بن عمر القزوين ث كتب بعده العلماء وقد سرده الشيخ أبو الفرج ابن‬
‫الوزي بتمامه ف منتظمه وفيه جلة جيدة من إعتقاد السلف ومن توف فيها من العيان‬
‫برام بن منافيه‬
‫أبو منصور الوزير لب كاليجار كان عفيفا نزها صينا عادل ف سيته وقد وقف خزانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪50‬‬

‫كتب ف مدينة فيوزباذ تشتمل على سبعة آلف ملد من ذلك أربعة آلف ورقة بط أب علي وأب عبدال بن مقلة‬
‫ممد بن جعفر بن السي‬
‫العروف بالهرمي قال الطيب هو أحد الشعراء الذين لقيناهم وسعنا منهم وكان ييد القول ومن شعره ‪ ...‬يا ويح قلب من تقلبه ‪ ...‬أبدا نن إل معذبه ‪ ...‬قالوا كتمت هواه عن جلد ‪...‬‬
‫‪ ...‬لو أن ل جلد لبحت به ‪ ...‬ما ب جننت غي مكترث ‪ ...‬عن ولكن من تغيبه ‪ ...‬حسب رضاه من الياة وما ‪ ...‬يلقى وموت من تغضبه‬
‫مسعود اللك بن اللك ممود‬
‫ابن اللك سبكتكي صاحب غزنة وابن صاحبها قتله ابن عمه أحد بن ممد بن ممود فانتقم له ابنه مودود بن مسعود فقتل قاتل أبيه وعمه وأهل بيته من أجل أبيه واستتب له المر وحده من‬
‫غي منازع من قومه كما تقدم بنت أمي الؤمني التقي تأخرت مدتا حت توفيت ف هذه السنة ف رجب منها عن إحدى وتسعي سنة بالري الظاهر ودفنت بالرصافة‬
‫ث دخلت سنة أربع وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها أمر اللك جلل الدولة أبا طاهر بباية أموال الوال ومنع أصحاب الليفة من قبضها فانزعج لذلك الليفة القائم بال وعزم على الروج من بغداد وفيها كانت زلزلة عظيمة بدينة تبيز‬
‫فهدمت قلعتها وسورها ودورها ومن دار المارة عامة قصورها ومات تت الدم خسون ألفا ولبس أهلها السوح لشدة مصابم وفيها استول السلطان طغرلبك على أكثر البلد الشرقية من‬
‫ذلك مدينة خوارزم ودهستان وطيس والري وبلد البل وكرمان وأعمالا وقزوين وخطب له ف تلك النواحي كلها وعظم شأنه جدا واتسع صيته وفيها ملك ساك بن صال بن مرداس‬
‫حلب أخذها من الفاطميي فبعث إليه الصريون من حاربه ول يج أحد من أهل العراق وغيها ول ف اللوات قبلها ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو زر الروي‬
‫عبدال بن أحد بن ممد الافظ الالكي سع الكثي ورحل إل القاليم وسكن مكة ث تزوج ف العرب وكان يج كل سنة ويقيم بكة أيام الوسم ويسمع الناس ومنه أخذ الغاربة مذهب‬
‫الشعري عنه وكان يقول إنه أخذ مذهب مالك عن الباقلن كان حافظا توف ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪51‬‬

‫ذي القعدة‬
‫ممد بن السي‬
‫ابن ممد بن جعفر أبو الفتح الشيبان العطار ويعرف بقطيط سافر الكثي إل البلد وسع الكثي وكان شيخا ظريفا سلك طريق التصوف وكان يقول لا ولدت سيت قطيطا على أساء البادية‬
‫ث سان بعض أهلي ممدا‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها ردت الوال إل نواب الليفة وفيها ورد كتاب من اللك طغر لبك إل جلل الدولة يأمره بالحسان إل الرعايا والوصاة بم قبل أن يل به ما يسوءه‬
‫أبو كاليجار يلك بغداد بعد أخيه جلل الدولة‬
‫وفيها توف جلل الدولة أبو طاهر بن باء الدولة فملك بغداد بعده أخوه سلطان الدولة أبو كاليجار بن باء الدولة وخطب له با عن مالة أمرائها وأخرجوا منها اللك العزيز أبا منصور بن‬
‫جلل الدولة فتنقل ف البلد وتسرب من ملكته إل غيها حت توف سنة إحدى وأربعي وحل فدفن عند أبيه بقابر قريش وفيها أرسل اللك مودود بن مسعود عسكرا كثيفا إل خراسان فبز‬
‫إليهم ألب أرسلن بن داود السلجوقي فاقتتل قتال عظيما وف صفر منها أسلم من الترك الذين كانوا يطرقون بلد السلمي نو من عشرة آلف خركاة وضحوا ف يوم عيد الضحى‬
‫بعشرين ألف رأس من الغنم وتفرقوا ف البلد ول يسلم من خطا والتتر أحد وهم بنواحي الصي وفيها نفي ملك الروم من القسطنطينية كل غريب له فيها دون العشرين سنة وفيها خطب‬
‫العز أبو تيم صاحب إفريقية ببلد للخليفة العباسي وقطع خطبة الفاطميي وأحرق أعلمهم وأرسل إليه الليفة اللع واللواء النشور وفيه تعظيم له وثناء عليه وفيها أرسل القائم بأمر ال أبا‬
‫السن علي بن ممد ابن حبيب الاوردي قبل موت جلل الدولة إل اللك طغرلبك ليصلح بينه وبي جلل الدولة وأب كاليجار فسار إليه فالتقاه برجان فتلقاه اللك على أربعة فراسخ‬
‫إكراما للخليفة وأقام عنده إل السنة التية فلما قدم على الليفة أخبه بطاعته وإكرامه لجل الليفة وفيها توف من العيان‬
‫السي بن عثمان‬
‫ابن سهل بن أحد بن عبدالعزيز بن أب دلف العجلي أبو سعد أحد الرحالي ف طلب الديث إل البلد التباعدة ث أقام ببغداد مدة وحدث با وروى عنه الطيب وقال كان صدوقا ث انتقل‬
‫ف آخره عمره إل مكة فأقام با حت مات ف شوال منها‬
‫عبدال بن أب الفتح‬
‫أحد بن عثمان بن الفرج بن الزهر أبو القاسم الزهري الافظ الحدث الشهور ويعرف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪52‬‬

‫بابن السواري سع من أب بكر بن مالك وخلق يطول ذكرهم وكان ثقة صدوقا دينا حسن العتقاد والسية توف ليلة الثلثاء تاسع عشر صفر منها عن ثاني سنة وعشرة أيام‬
‫اللك جلل الدولة‬
‫أبو طاهر بن باء الدولة بن بويه الديلمي صاحب العراق كان يب العباد ويزورهم ويلتمس الدعاء منهم وقد نكب مرات عديدة واخرج من داره وتارة أخرج من بغداد بالكلية ث يعود إليها‬
‫حت اعتراه وجع كبده فمات من ذلك ف ليلة المعة خامس شعبان منها وله من العمر إحدى وخسي سنة وأشهر تول العراق من ذلك ستة عشرة سنة وإحدى عشر شهرا وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها دخل اللك أبو كاليجار بغداد وأمر بضرب الطبل ف أوقات الصلوات المس ول تكن اللوك تفعل ذلك إنا كان يضرب لعضد الدولة ثلث أوقات وما كان يضرب ف الوقات المس‬
‫إل للخليفة وكان دخوله إليها ف رمضان وقد فرق على الند أموال جزيلة وبعث إل الليفة بعشرة آلف دينار وخلع على مقدمى اليوش وهم البساسيى والنشاورى والمام أبو اللقاء‬
‫ولقبه الليفة مي الدولة وخطب له ف بلد كثية بأمر ملوكها وخطب له بمذان ول يبق لنواب طغرلبك فيها أمر وفيها استوزر طغرلبك أبا القاسم عبد ال الوين وهو أول وزير وزر له‬
‫وفيها ورد أبو نصر أحد بن يوسف الصاحب مصر وكان يهوديا فأسلم بعد موت الرجراي وفيها تول نقابة الطالبيي أبو أحد بن عدنان بن الرضى وذلك بعد وفاة عمه الرتضى وفيها ول‬
‫القضاء أبو الطيب الطبي قضاء الكرخ مضافا إل ما كان يتوله من القضاء بباب الطلق وذلك بعد موت القاضي الصيمري وفيها نظر رئيس الرؤساء أبو القاسم ابن السلم ف كتاب ديوان‬
‫الليفة وكان عنده بنلة عالية ول يج فيها أحد من أهل العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السي بن علي‬
‫ابن ممد بن جعفر أبو عبد ال الصيمري نسبة إل نر البصرة يقال له صيمر ن عليه عدة قرى أحد أئمة النفية ول قضاء الدائن ث قضاء ربع الكرخ وحدث عن أب بكر الفيد وابن شاهي‬
‫وغيها وكان صدوقا وافر العقل جيل العاشرة حسن العبادة عارفا بقوق العلماء توف ف شوال عن خس وثاني سنة‬
‫عبد الوهاب بن منصور‬
‫ابن أحد أبو السن العروف بابن الشتري الهوازى كان قاضيا بالهواز ونواحيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪53‬‬

‫شافعي الذهب كان له منلة كبية عند السلطان وكان صدوقا كثي الال حسن السية‬
‫الشريف الرتضى‬
‫على بن السي بن موسى بن ممد بن موسى بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب الشريف الوسوي اللقب بالرتضي ذي الجدين كان أكب من أخيه ذي السبي‬
‫وكان جيد الشعر على مذهب المامية والعتزال يناظر علىذلك وكان يناظر عنده ف كل الذاهب وله تصانيف ف التشيع أصول وفروعا وقد نقل ابن الوزي أشياء من تفرداته ف التشيع‬
‫فمن ذلك أنه ل يصح السجود إل على الرض أو ما كان من جنسها وأن الستجمار إنا يزيء ف الغائط ل ف البول وأن الكتابيات حرام وكذا ذبائح أهل الكتاب وما ولدوه هم وسائر‬
‫الكفار من الطعمة حرام وأن الطلق ل يقع إل بضرة شاهدين والعلق منه ل يقع وإن وجد شرطه ومن نام عن صلة العشاء حت انتصف الليل وجب قضاؤها ويب عليه أن يصبح صائما‬
‫كفارة لا وقع منه ومن ذلك أن الرأة إذا جزت شعرها يب عليها كفارة قتل الطأ ومن شق ثوبه ف مصيبة وجب عليه كفارة اليمي ومن تزوج امرأة لا زوج ل يعلمه وجب عليه أن‬
‫يتصدق بمسة دراهم وأن قطع السارق من رؤس الصابع قال ابن الوزي نقلته من خط أب الوفاء ابن عقيل قال وهذه مذاهب عجيبة ترق الجاع وأعجب منها ذم الصحابة رضي ال‬
‫عنهم ث سرد من كلمه شيئا قبيحا ف تكفي عمر بن الطاب وعثمان وعائشة وحفصة رضي ال عنهم وأخزاه ال وأمثاله من الرجاس والناس أهل الرفض والرتكاس إن ل يكن تاب فقد‬
‫روى ابن الوزي قال أنبأنا ابن ناصر عن أب السن بن الطيوري قال سعت أبا القاسم بن برهان يقول دخلت على الشريف الرتضي وإذا هو قد حول وجهه إل الدار وهو يقول أبو بكر‬
‫وعمر وليا فعدل واسترحا فرحا فأنا أقول ارتدا بعد ما أسلما قال فقمت عنه فما بلغت عتبة داره حت سعت الزعقة عليه توف ف هذه السنة عن إحدى وثاني سنة وقد ذكره ابن خلكان‬
‫فملس عليه على عادته الشعراء ف الثناء عليهم وأورد له أشعارا رائقة قال ويقال إنه هو الذي وضع كتاب نج البلغة‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن شعيب بن عبدال بن الفضل أبو منصور الرويان صاحب الشيخ أب حامد السفرايين قال الطيب سكن بغداد وحدث با وكتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع توف ف ربيع‬
‫الول منها ودفن بباب حرب‬
‫أبو السي البصري العتزل‬
‫ممد بن علي بن الطيب أبو السي البصري التكلم شيخ العتزلة والنتصر لم والحامي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪54‬‬

‫عن ذمهم بالتصانيف الكثية توف ف ربيع الخر منها وصلى عليه القاضي أبو عبدال الصيمري ودفن ف الشونيزي ول يرو من الديث سوى حديث واحد رواه الطيب البغدادي ف تاريه‬
‫حدثنا ممد بن علي بن الطيب قرئ على هلل بن ممد بن أخي هلل الرأي بالبصرة وأنا سع قيل له حدثكم أبو مسلم الكجي وأبو خليفة الفضل بن الباب المحي والغلب والازن‬
‫والزريقي قالوا حدثنا القعنب عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أب مسعود البدري قال قال رسول ال ( ص ) ( إن ما أدرك الناس من كلم النبوة إذا ل تستح فاصنع ما شئت ) والغلب‬
‫اسه ممد والازن اسه ممد بن حامد والزريقي ابو علي ممد بن أحد بن خالد البصري‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثي وأربعمائة‬
‫فيها بعث السلطان طغرلبك السلجوقي أخاه إبراهيم إل بلد البل فملكها وأخرج عنها صاحبها كرشاسف بن علء الدولة فالتحق بالكراد ث سار إبراهيم إل الدينور فملكها أيضا وأخرج‬
‫صاحبها وهو أبو الشوك فسار إل حلوان فتبعه إبراهيم فملك حلوان قهرا وأحرق داره وغنم أمواله فعند ذلك تهز اللك أبو كاليجار لقتال السلجقة الذين تعدوا على أتباعه فلم يكنه‬
‫ذلك لقلة الظهر وذلك أن الفة اعترت ف هذه السنة اليل فمات له فيها نو من اثن عشر ألف فرس بيث جافت بغداد من جيف اليل وفيها وقع بي الروافض والسنة ث اتفق الفريقان‬
‫على نب دور اليهود وإحراق الكنيسة العتيقة الت لم واتفق موت رجل من أكابر النصارى بواسط فجلس أهله لعزائه على باب مسجد هناك وأخرجوا جنازته جهرا ومعها طائفة من التراك‬
‫يرسونا فحملت عليهم العامة فهزموهم وأخذوا اليت منهم واستخرجوه من أكفانه فأحرقوه ورموا رماده ف دجلة ومضوا إل الدير فنهبوه وعجز التراك عن دفعهم ول يج فيها أحد من‬
‫أهل العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫فارس بن ممد بن عتاز‬
‫صاحب الدينور وغيهم توف ف هذا الوان‬
‫خدية بنت موسى‬
‫ابن عبدال الواعظة وتعرف ببنت البقال وتكن أم سلمة قال الطيب كتبت عنها وكانت فقية صالة فاضلة‬
‫أحد بن يوسف السليكي النازي‬
‫الشاعر الكاتب وزير أحد بن مروان الكردي صاحب ميا فارقي وديار بكر كان فاضل بارعا لطيفا تردد ف الترسل إل القسطنطينية غي مرة وحصل كتبا عزيزة أوقفها على جامعي آمد‬

You might also like