You are on page 1of 59

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪55‬‬

‫وميافارقي ودخل يوما على أب العلء العري فقال له إن معتزل الناس وهم يؤذونن وتركت لم الدنيا فقال له الوزير والخرة أيضا فقال والخرة يا قاضي قال نعم وله ديوان قليل النظي‬
‫عزيز الوجود حرص عليه القاضي الفاضل فلم يقدر عليه توف فيها ومن شعره ف وادي نزاعة ‪ ...‬وقانا لفحة الرمضاء واد ‪ ...‬وقاه مضاعف النبت العميم ‪ ...‬نزلنا دوحة فحنا علينا ‪ ...‬حنو‬
‫الرضعات على الفطيم ‪ ...‬وأرشفنا على ظمأ زلل ‪ ...‬ألذ من الدامة للندي ‪ ...‬يراعي الشمس أن قابلته ‪ ...‬فيحجبها ليأذن للنسيم ‪ ...‬تروع حصاه حالية العذارى ‪ ...‬فتلمس جانب العقد‬
‫‪ ...‬النظيم‬
‫قال ابن خلكان وهذه البيات بديعة ف بابا‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي وأربعمائة‬
‫استهلت هذه السنة والوتان كثي ف الدواب جدا حت جافت بغداد قال ابن الوزي وربا أحضر بعض الناس الطباء لجل دوابم فيسقونا ماء الشعي ويطببونا وفيها حاصر السلطان بن‬
‫طغرلبك أصبهان فصاله أهلها على مال يملونه إليه وأن يطب له با فأجابوه إل ذلك وفيها ملك مهلهل قرميسي والدينور وفيها تأمر على بن خفاجة رجل يقال له رجب بن أب منيع بن‬
‫ثال بعد وفاة بدران بن سلطان بن ثال وهؤلء العراب أكثر من يصد الناس عن بيت ال الرام فل جزاهم ال خيا ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ أبو ممد الوين‬
‫إمام الشافعية عبدال بن يوسف بن ممد بن حيسويه الشيخ أبو ممد الوين وهو والد إمام الرمي أبو العال عبداللك بن أب ممد واصله من قبيلة يقال لا سنبس وجوين من نواحي‬
‫نيسابور سع الديث من بلد شت على جاعة وقرأ الدب على أبيه وتفقه بأب الطيب سهل بن ممد الصعلوكي ث خرج إل مرو إل أب بكر عبدال بن أحد القفال ث عاد إل نيسابور وعقد‬
‫ملس الناظرة وكان مهيبا ل يري بي يديه إل الد وصنف التصانيف الكثية ف أنواع من العلوم وكان زاهدا شديد الحتياط لدينه حت ربا أخرج الزكاة مرتي وقد ذكرته ف طبقات‬
‫الشافعية وذكرت ما قاله الئمة ف مدحه توف ف ذي القعدة منها قال ابن خلكان صنف التفسي الكبي الشتمل على أنواع العلوم وله ف الفقه التبصرة والتذكرة وصنف الختصر والفرق‬
‫والمع والسلسلة وغي ذلك وكان إماما ف الفقه والصول والدب والعربية توف ف هذه السنة وقيل سنة أربع وثلثي قاله السمعان ف النساب وهو ف سن الكهولة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪56‬‬

‫ث دخلت سنة تسع وثلثي وأربعمائة‬


‫فيها اصطلح اللك طغرلبك وأبو كاليجار وتزوج طغرلبك بابنته وتزوج أبو منصور بن كاليجار بإبنة اللك داود أخي طغرلبك وفيها أسرت الكراد سر خاب اخا أب الشوك وأحضروه بي‬
‫يدي أميهم ينال فأمر بقلع إحدى عينيه وفيها استول كاليجار على بلد البطيحة ونا صاحبها أبو نصر بنفسه وفيها ظهر رجل يقال له الصفر التغلب وادعى أنه من الذكورين ف الكتب‬
‫فاستغوى خلقا وقصد بلدا فغنم فيها أموال تقوى با وعظم أمره ث اتفق له أسر وحل إل نصر الدولة بن مروان صاحب ديار بكر فاعتقله وسد عليه باب السجن وفيها كان وباء شديد‬
‫بالعراق والزيرة بسبب جيف الدواب الت ماتت فمات فيها خلق كثي حت خلت السواق وقلت الشياء الت يتاج إليها الرضى وورد كتاب من الوصل بأنه ل يصلي المعة من أهلها إل‬
‫نو أربعمائة وأن أهل الذمة ل يبق منهم إل نو مائة وعشرين نفسا وفيها وقع غلء شديد أيضا ووقعت فتنة بن الروافض والسنة ببغداد قتل فيها خلق كثي ول يج فيها أحد من ركب العراق‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن عبدال بن أحد‬
‫أبو الفضل القاضي الاشي الرشيدي من ولد الرشيد ول القضاء بسجستان وسع الديث من الغطريفي قال الطيب أنشدن لنفسه قوله‬
‫قالوا اقتصد ف الود إنك منصف ‪ ...‬عدل وذو النصاف ليس بور ‪ ...‬فأجبتهم إن سللة معشر ‪ ...‬لم لواء ف الندى منشور ‪ ...‬تال إن شائد ما قدموا ‪ ...‬جدي الرشيد وقبله ‪...‬‬
‫‪ ...‬النصور‬
‫عبدالواحد بن ممد‬
‫عبدالواحد بن ممد بن يي بن أيوب أبو القاسم الشاعر العروف بالطرز ومن شعره قوله ‪ ...‬يا عبدكم لك من ذنب ومعصية ‪ ...‬إن كنت ناسيها فال أحصاها ‪ ...‬ل بد يا عبد من يوم تقوم‬
‫‪ ...‬به ‪ ...‬ووقفة لك يدمى القلب ذكراها ‪ ...‬إذا عرضت على قلب تذكرها ‪ ...‬وساء ظن فقلت استغفرال‬
‫ممد بن السي بن علي‬
‫ابن عبدالرحيم أبو سعد الوزير وزر للمك جلل الدولة ست مرات ث كان موته بزيرة ابن عمر فيها عن ست وخسي سنة‬
‫ممد بن أحد بن موسى‬
‫أبو عبدال الواعظ الشيازي قال الطيب قدم بغداد وأظهر الزهد والتقشف والورع وعزوف النفس عن الدنيا فافتت الناس به وكان يضر ملسه خلق كثي ث إنه بعد حي كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪57‬‬

‫يعرض عليه الشيء فيقبله فكثرت أمواله ولبس الثياب الناعمة وجرت له أمور وكثرت أتباعه وأظهر أنه يريد الغزو فاتبعه نفر كثي فعسكر بظاهر البلد وكان يضرب له الطبل ف أوقات‬
‫الصلوات وسار إل ناحية أذربيجان فالتف عليه خلق كثي وضاها أمي تلك الناحية وكانت وفاته هنالك ف هذه السنة قال الطيب وقد حدث ببغداد وكتبت عنه أحاديث يسية وحدثن‬
‫بعض أصحابنا عنه بشيء يدل على ضعفه وأنشد هو لبعضهم ‪ ...‬إذا ما أطعت النفس ف كل لذة ‪ ...‬نسبت إل غي الجى والتكرم ‪ ...‬إذا ما أجبت الناس ف كل دعوة ‪ ...‬دعتك إل المر‬
‫‪ ...‬القبيح الحرم‬
‫الظفر بن السي‬
‫ابن عمر بن برهان أبو السن الغزال سع ممد بن الظفر وغيه وكان صدوقا‬
‫ممد بن علي بن إبراهيم‬
‫أبو الطاب النبلي الشاعر من شعره قوله ‪ ...‬ما حكم الب فهو متثل ‪ ...‬وما جناه البيب متمل ‪ ...‬يهوى ويشكو الضن وكل هوى ‪ ...‬ل ينحل السم فهو متمل ‪ ...‬وقد سافر إل‬
‫الشام فاجتاز بعرة النعمان فامتدحه أبو العلء العري بأبيات فأجابه مرتل عنها وقد كان حسن العيني حي سافر فما رجع إل بغداد إل وهو أعمى توف ف ذي القعدة منها ويقال إنه كان‬
‫شديد الرفض فال أعلم‬
‫الشيخ أبو علي السنجي‬
‫السي بن شعيب بن ممد شيخ الشافعية ف زمانه أخذ عن أب بكر القفال وشرح الفروع لبن الداد وقد شرحها قبله شيخه وقبله القاضي أبو الطيب الطبي وشرح أبو علي السنجي‬
‫كتاب التلخيض لبن القاص شرحا كبيا وله كتاب الجموع ومنه أخذ الغزال ف الوسيط قال ابن خلكان وهو أول من جع بي طريقة العراقيي والراسانيي توف سنة بضع وثلثي‬
‫وأربعمائة‬
‫ث دخلت سنة أربعي وأربعمائة‬
‫ف هذه السنة توف اللك أبو كاليجار ف جادى الول منها صاحب بغداد مرض وهو ف برية ففصد ف يوم ثلث مرات وحل ف مفة فمات ليلة الميس ونبت الغلمان الزائن وأحرق‬
‫الواري اليام سوى اليمة الت هو فيها وول بعد ابنه أبو نصر وسوه اللك الرحيم ودخل دار اللفة فخلع عليه الليفة سبع خلع وسوره وطوقه وجعل على رأسه التاج والعمامة السوداء‬
‫ووصاه الليفة ورجع إل داره وجاء الناس ليهنئوه وفيها دار السور على شياز وكان دوره اثن عشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪58‬‬

‫ألف ذراع وارتفاعه ثانية أذرع وعرضه ستة أرع وفيه أحد عشر بابا وفيها غزا إبراهيم ابن نيال بلد الروم فغنم مائة ألف رأس وأربعة آلف درع وقيل تسع عشرة ألف درع ول يبق بينه‬
‫وبي القسطنطينية إل خسة عشر يوما وحل ما غنم على عشرة آلف عجلة وفيها خطب لذخية الدين أب العباس أحد بن الليفة القائم بأمر ال على النابر بولية العهد بعد أبيه وحي بذلك‬
‫وفيها اقتتل الروافض والسنة وجرت ببغداد فت يطول ذكرها ول يج أحد من أهل العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن عيسى بن القتدر‬
‫أبو ممد العباسي ولد ف الحرم سنة ثلث وأربعي وثلثمائة وسع من مؤدبه أحد بن منصور السكري وأب الزهر عبدالوهاب الكاتب وكان فاضل دينا حافظا لخبار اللفاء عالا بأيام الناس‬
‫صالا أعرض عن اللفة مع قدرته عليها وآثر با القادر توف فيها عن سبع وتسعي سنة وأوصى أن يدفن بباب حرب فدفن قريبا من قب المام أحد بن حنبل‬
‫هبة ال بن عمر بن أحد بن عثمان‬
‫أبو القاسم الواعظ العروف بابن شاهي سع من أب بكر بن مالك وابن ماسي والبقان قال الطيب كتبت عنه وكان صدوقا ولد ف سنة إحدى وخسي وثلثمائة وتوف ف ربيع الخر منها‬
‫ودفن بباب حرب‬
‫علي بن السن‬
‫ابن ممد بن النتاب أبو ممد القاسم العروف بابن أب عثمان الدقاق قال الطيب سع القطيعي وغيه وكان شيخا صالا صدوقا دينا حسن الذهب‬
‫ممد بن جعفر بن أب الفرج‬
‫الوزير اللقب بذي السعادات وزر لب كاليجار بفارس وبغداد وكان ذا مروءة غزيرة مليح الشعر والترسل ومن ماسنه أنه كتب إليه ف رجل مات عن ولد له ثانية أشهر وله من الال ما‬
‫يقارب مائة ألف دينار فكتب إليه الوصي وقيل غيه إن فلنا قد مات وخلف ولدا عمره ثانية أشهر وله من الال ما يقارب مائة ألف دينار فإن رأى الوزير أن يقترض هذا الال إل حي بلوغ‬
‫الطفل فكتب الوزير على ظهر الورقة التوف رحه ال واليتيم جبه ال والال ثره ال والساعي لعنه ال ول حاجة بنا إل مال اليتام اعتقل ث قتل ف رمضان منها عن إحدى وخسي سنة‬
‫ممد بن أحد بن إبراهيم‬
‫ابن غيلن بن عبدال بن غيلن بن حليم بن غيلن أخو طالب البزار يروى عن جاعة وهو آخر من حدث عن أب بكر الشافعي كان صدوقا دينا صالا قوي النفس على كب السن كان يلك‬
‫ألف دينار وكان يصبها كل يوم ف حجره فيقبلها ث يردها إل موضعها وقد خرج له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪59‬‬

‫الدارقطن الجزاء الغيلنيات وهي ساعنا توف يوم الثني سادس شوال منها عن أربع وتسعي سنة ويقال إنه بلغ الائة وال أعلم‬
‫اللك أبو كاليجار‬
‫واسه الرزبان بن سلطان الدولة بن باء الدولة توف عن أربعي سنة وأشهر ول العراق نوا من أربع سني ونبت له قلعة كان له فيها من الال ما يزيد عن ألف ألف دينار وقام بالمر من بعده‬
‫ابنه اللك الرحيم أبو نصر‬
‫ث دخلت سنة إحدى وأربعي وأربعمائة‬
‫ف عاشر الحرم تقدم إل أهل الكرخ أن ل يعملوا بدع النوح فجرى بينهم وبي أهل باب البصرة ما يزيد على الد من الراح والقتل وبن أهل الكرخ سورا على الكرخ وبن أهل السنة‬
‫سورا على سوق القلئي ث نقض كل من الفريقي أبنيته وحلوا الجر إل مواضع بالطبول والزامي وجرت بينهم مفاخرات ف ذلك وسخف ل تنحصر ول تنضبط وإنشاد أشعار ف فضل‬
‫الصحابة وثلبهم فإنا ل وإنا إليه راجعون ث وقعت بينهم فت يطول ذكرها وأحرقوا دورا كثية جدا وفيها وقعت وحشة بي اللك طغرلبك وبي أخيه فجمع أخوه جوعا كثية فاقتتل هو‬
‫وأخوه طغرلبك ث أسره من قلعة قد تصن با بعد ماصرة أربعة أيام فاستنله منها مقهورا فأحسن إليه وأكرمه واقام عنده مكرما وكتب ملك الروم إل طغرلبك ف فداء بعض ملوكهم من‬
‫كان أسره إبراهيم بن نيال وبذل له مال كثيا فبعثه إليه مكرما من غي عوض اشترط عليه فأرسل إليه ملك الروم هدايا كثية وأمر بعمارة السجد الذي بالقسطنطينية وأقيمت فيه الصلة‬
‫والمعة وخطب فيه للملك طغرلبك فبلغ هذا المر العجيب سائر اللوك فعظموا اللك طغرلبك تعظيما زائدا وخطب له نصر الدولة بالزيرة وفيها ول مسعود بن مودود بن مسعود بن‬
‫ممود بن سبكتكي اللك بعد وفاة أبيه وكان صغيا فمكث أياما ث عدل عنه إل عمه علي بن مسعود وهذا أمر غريب جدا وفيها ملك الصريون مدينة حلب وأجلوا عنها صاحبها ثال بن‬
‫صال بن مرداس وفيها كان بي البساسيي وبي بن عقيل حرب وفيها ملك البساسيي النبار من يد قرواش فأصلح أمورها وف شعبان منها سار البساسي إل طريق خراسان وقصد ناحية‬
‫الدوران وملكها وغنم مال كثيا كان فيها وقد كان سعدي بن اب الشوك قد حصنها قال ابن الوزي ف ذي الجة منها ارتفعت سحابة سوداء فزادت على ظلمة الليل وظهر ف جوانب‬
‫السماء كالنار الضيئة فانزعج الناس وخافوا وأخذوا ف الدعاء والتضرع فانكشف ف أثناء الليل بعد ساعة وكانت قد هبت ريح شديدة جدا قبل ذلك فأتلفت شيئا كثيا من الشجار‬
‫وهدمت رواشن كثية ف دار اللفة ودار الملكة ول يج أحد من أهل العراق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪60‬‬

‫وفيها توف من العيان‬


‫أحد بن ممد بن منصور‬
‫أبو السن العروف بالعتيقي نسبة إل جد له كان يسمى عتيقا سع من ابن شاهي وغيه وكان صدوقا توف ف صفر منها وقد جاوز التسعي‬
‫علي بن السن‬
‫أبو القاسم العلوي ويعرف بابن مي السنة قال الطيب سع من ابن مظفر وكتب عنه وكان صدوقا دينا حسن العتقاد يورق بالجرة ويأكل منه ويتصدق توف ف رجب مها وقد جاوز‬
‫الثماني‬
‫بن القاضي الاوردي‬
‫يكن أبا الفائر شهد عند ابن ماكول ف سنة إحدى وثلثي فأجاز شهادته احتراما لبيه توف ف الحرم منها‬
‫الافظ أبو عبدال الصوري‬
‫ممد بن علي بن عبدال بن ممد أبو عبدال الصوري الافظ طلب الديث بعد ما كثر وأسن ورحل ف طلبه إل الفاق وكتب الكثي وصنف واستفاد على الافظ عبدالغن الصري وكتب‬
‫عن عبدالغن شيئا من تصانيفه وكان من أعظم أهل الديث هه ف الطلب وهو شاب ث وكان من أقوى الناس على العمل الصال عزية ف حال كبه كان يسرد الصوم إل يومي العيدين‬
‫وأيام التشريق وكان مع ذلك حسن اللق جيل العاشرة وقد ذهبت إحدى عينيه وكان يكتب بالخرى الجلد ف جزء قال أبو السن الطيوري يقال إن عامة كتب الطيب سوى التاريخ‬
‫مستفادة من كتب أب عبدال الصوري كان قد مات الصوري وترك كتبه اثن عشر عدل عند أخيه فلما صار الطيب أعطا أخاه شيئا وأخذ بعض تلك الكتب فحولا ف كتبه ومن شعره ‪...‬‬
‫تول الشباب بريعانه ‪ ...‬وأن الشيب بأحزانه ‪ ...‬فقلب لفقدان ذا مؤل ‪ ...‬كئيب لذا ووجدانه ‪ ...‬وإن كان ما جار ف حكمه ‪ ...‬ول جاء ف غي إبانه ‪ ...‬ولكن ات مؤذنا بالرحي ‪ ...‬ل‬
‫فويلي من قرب إيذانه ‪ ...‬ولول ذنوب تملتها ‪ ...‬لا راعن إتيانه ‪ ...‬ولكن ظهرى ثقيل با ‪ ...‬جناه شباب بطغيانه ‪ ...‬فمن كان يبكي شبابا مضى ‪ ...‬ويندب طيب زمانه ‪ ...‬فليس بكائيي‬
‫وما قد ترو ‪ ...‬ن من لوحشة فقدانه ‪ ...‬ولكن لا كان قد جره ‪ ...‬على بوثبات شيطانه ‪ ...‬فويلي وويي إن ل يد ‪ ...‬على مليكي برضوانه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪61‬‬

‫ول يتغمد ذنوب وما قد ‪ ...‬جنيت برحت وغرانه ‪ ...‬ويعل مصيي إل جنة ‪ ...‬يل با أهل رضوانه وغفرانه ‪ ...‬فإن كنت مال من طاعة ‪ ...‬سوى حسن ظن بإحسانه ‪ ...‬وإن مقر‬
‫بتوحيده ‪ ...‬عليم بعزة سلطانه ‪ ...‬أخالف ف ذاك أهل الوى ‪ ...‬وأهل الفسوق وعدوانه ‪ ...‬وأرجوا به الفوز ف منل ‪ ...‬معد مهيا لسكانه ‪ ...‬ولن يمع ال أهل الحو ‪ ...‬د ومن أقر‬
‫‪ ...‬بنيانه ‪ ...‬فهذا ينجيه إيانيه ‪ ...‬وهذا يبوء بسرانه ‪ ...‬وهذا ينعم ف جنة ‪ ...‬وذا قرين لشيطانه‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫قل لن عاند الديث وأضحى ‪ ...‬عائبا أهله ومن يدعيه ‪ ...‬أبعلم تقول هذا أبن ل ‪ ...‬أم بهل فالهل خلق السفيه ‪ ...‬أيعاب الذين هم حفطوا الد ‪ ...‬ين من الترهات والتمويه ‪ ...‬وإل ‪...‬‬
‫‪ ...‬قولم وما قد رووه ‪ ...‬راجع كل عال وفقيه‬
‫كان سبب موته أنه افتصد فورمت يده وعلى ما ذكر أن ريشة الفاصد كانت مسمومة لغيه فغلط ففصده با فكانت فيها منيته فحمل إل الارستان فمات به ودفن بقبة جامع الدينة وقد‬
‫نيف على الستي رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وأربعي وأربعمائة فيها فتح السلطان طغرلبك أصبهان بعد حصار سنة فنقل إليها حواصله من الري وجعلها دار إقامته وخرب قطعة من سورها وقال إنا يتاج إل السور‬
‫من تضعف قوته وإنا حصنن عساكري وسيفي وقد كان فيها أبو منصور قرامز بن علء الدولة أب جعفر بن كالويه فأخرجه منها وأقطعه بعض بلدها وفيها سار اللك الرحيم إل الهواز‬
‫وأطاعه عسكر فارس وفيها استولت الوارج على عمان وأخربوا دار المارة واسروا أبا الظفر بن أب كاليجار وفيها دخلت العرب بأذن الستنصر الفاطمي بلد إفريقية وجرت بينهم وبي‬
‫العز بن باديس حروب طويلة وعاثوا ف الرض فسادا عدة سني وفيها اصطلح الروافض والسنة ببغداد وذهبوا كلهم لزيارة مشهد علي ومشهد السي وترضوا ف الكرخ على الصحابة‬
‫كلهم وترحوا عليهم وهذا عجيب جدا إل أن يكون من باب التقية ورخصت السعار ببغداد جدا ول يج أحد من أهل العراق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪62‬‬

‫ومن توف فيها من العيان علي بن عمر بن السن‬


‫أبو السن الرب العروف بالقزوين ولد ف مستهل الحرم ف سنة ستي وثلثائة وهي الليلة الت مات فيها أبو بكر الجري وسع أبا بكر بن شاذان وأبا حفص بن حيويه وكان وافر العقل‬
‫من كبار عبادال الصالي له كرامات كثية وكان يقرأ القرآن ويروي الديث ول يرج إل إل الصلة توف ف شوال منها فغلقت بغداد لوته يومئذ وحضر الناس جنازته وكان يوما مشهودا‬
‫رحه ال‬
‫عمر بن ثابت‬
‫الثمانين النحوي الضرير شارح اللمع كان ف غاية العلم بالنحو وكان يأخذ عليه وذكر ابن خلكان أنه اشتغل على ابن جن وشرح كلمه وكان ماهرا ف صناعة النحو قال ونسبته إل قرية‬
‫من نواحي جزيرة ابن عمر عند البل الودي يقال لا ثاني باسم الثماني الذين كانوا مع نوح عليه السلم ف السفينة‬
‫قرواش بن مقلد‬
‫أبو النيع صاحب الوصل والكوفة وغيها كان من البارين وقد كاتبه الاكم صاحب مصر ف بعض الحيان فاستماله إليه فخطب له ببلده ث تركه واعتذر إل الليفة فعذره وقد جع هذا‬
‫البار بي أختي ف النكاح ولمته العرب فقال وأي شيء عملته إنا عملت ما هو مباح ف الشريعة وقد نكب ف أيام العز الفاطمي ونبت حواصله وحي توف قام بالمر بعده ابن أخيه قريش‬
‫بن بدران بن مقلد‬
‫مودود بن مسعود‬
‫ابن ممود بن سبكتكي صاحب غزنة توف فيها وقام بالمر من بعده عمه عبدالرشيد بن ممود‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعي وأربعمائة ف صفر منها وقع الرب بي الروافض والسنة فقتل من الفريقي خلق كثي وذلك أن الروافض نصبوا أبراجا وكتبوا عيها بالذهب ممد وعلي خي‬
‫البشر فمن رضي فقد شكر ومن أب فقد كفر فأنكرت السنة إقران علي مع ممد ( ص ) ف هذا فنشبت الرب بينهم واستمرالقتال بينهم إل ربيع الول فقتل رجل هاشي فدفن عند المام‬
‫أحد ورجع السنة من دفنه فنهبوا مشهد موسى بن جعفر وأحرقوا ضريح موسى وممد الواد وقبور بن بوية وقبور من هناك من الوزراء وأحرق قب جعفر بن النصور وممد المي وأمه‬
‫زبيدة وقبور كثية جدا وانتشرت الفتنة وتاوزوا الدود وقد قابلهم أولئك الرافضة أيضا بفاسد كثية وبعثروا قبورا قدية واحرقوا من فيها من الصالي حت هوا بقب المام أحد فمنعهم‬
‫النقيب وخاف من غائلة لك وتسلط على الرافضة عيار يقال له القطيعي وكان يتبع رؤسهم وكبارهم فيقتلهم جهارا وغيلة وعظمت الحنة بسببه جدا ول يقدر عليه أحد وكان ف غاية‬
‫الشجاعة والبأس والكر ولا بلغ ذلك دبيس بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪63‬‬

‫علي بن مزيد وكان رافضيا قطع خطبة الليفة ث روسل فأعادها وف رمضان منها جاءت من اللك طغرلبك رسل شكر للخليفة على إحسانه إليه با كان بعثه له من اللع والتقليد وأرسل إل‬
‫الليفة بعشرين ألف دينار وإل الاشية بمسة آلف وإل رئيس الرؤساء بألفي دينار وقد كان طغرلبك حي عمر الري وخرب فيها أماكن وجد فيها دفائن كثية من الذهب والوهر فعظم‬
‫شأنه بذلك وقوي ملكه بسببه ومن توف فيها من العيان ممد بن ممد بن أحد‬
‫أبو السن الشاعر البصروي نسبة إل قرية دون عكبا يقال لا بصرى باسم الدينة الت هي أم حوران وقد سكن بغداد وكان متكلما مطبوعا له نوادر ومن شعره قوله‬
‫نرى الدنيا وشهوتا فنصبوا ‪ ...‬وما يلو من الشهوات قلب ‪ ...‬فل يغررك زخرف ما تراه ‪ ...‬وعيش لي العطاف رطب ‪ ...‬فضول العيش أكثرها هوم ‪ ...‬واكثر ما يضرك ما تب ‪... ...‬‬
‫‪ ...‬إذا ما بلغة جاءتك عفوا ‪ ...‬فخذها فالغن مرعى وشرب ‪ ...‬إذا اتفق القليل وفيه سلم ‪ ...‬فل ترد الكثي وفيه حرب‬
‫ث دخلت سنة أربع وأربعي وأربعمائة‬
‫فيها كتبت تذكرة اللفاء الصريي وأنم أدعياء كذبة ل نسب لم صحيحة إل رسول ال ( ص ) نسخا كثية وكتب فيها الفقهاء والقضاة والشراف وفيها كانت زلزل عظيمة ف نواحي‬
‫أرجان والهواز وتلك البلد تدم بسببها شيء كثي من العمران وشرفات القصور وحكى بعض من يعتد قوله أنه انفرج إيوانه وهو يشاهد ذلك حت رأى السماء منه ث عاد إل حاله ل يتغي‬
‫وف ذي القعدة منها تددت الرب بي أهل السنة والروافض وأحرقوا أماكن كثية وقتل من الفريقي خلئق وكتبوا على مساجدهم ممد وعلي خي البشر وأذنوا بي على خي العمل‬
‫واستمرت الرب بينهم وتسلط القطيعي العيار على الروافض بيث كان ل يقر لم معه قرار وهذا من جلة القدار وفيها توف من العيان‬
‫السن بن علي‬
‫ابن ممد بن علي بن أحد بن وهب بن شنبل بن قرة بن واقد أبو علي التميمي الواعظ العروف بابن الذهب ولد سنة خس وخسي وثلثمائة وسع مسند المام أحد من أب بكر بن مالك‬
‫القطيعي عن عبدال بن المام أحد عن أبيه وقد سع الديث من أب بكر بن ماسي وابن شاهي والدارقطن وخلق وكان دينا خيا وذكر الطيب أنه كان صحيح السماع لسند أحد من‬
‫القطيعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪64‬‬


‫غي أنه ألق اسه ف أجزاء قال ابن الوزي وليس هذا بقدح ف ساعه لنه إذا تقق ساعه جاز أن يلحق اسه فيما تقق ساعه له وقد عاب عليه الطيب أشياء ل حاجة إليها‬
‫علي بن السي‬
‫ابن ممد أبو السن العروف بالشاشي البغدادي وقد اقام بالبصرة واستحوذ هو وعمه على أهلها وعمل أشياء من اليل يوهم با أنه من ذوي الحوال والكاشفات وهو ف ذلك كاذب‬
‫قبحه ال وقبح عمه وقد كان مع هذا رافضيا خبيثا قرمطيا توف ف هذا العام فلله المد والشكر والنعام‬
‫القاضي أبو جعفر‬
‫ممد بن أحد بن أحد أبو جعفر السمنان القاضي أحد التكلمي على طريقة الشيخ أب السن الشعري وقد سع الدارقطن وغيه كان عالا فاضل سخيا تول القضاء بالوصل وكان له ف‬
‫داره ملس للمناظرة وتوف لا كف بصره بالوصل وهو قاضيها ف ربيع الول منها وقد بلغ خسا وثاني سنة سامه ال‬
‫ث دخلت سنة خس واربعي وأربعمائة‬
‫فيها تدد الشر والقتال والريق بي السنة والروافض وسرى المر وتفاقم الال وفيها وردت الخبار بأن العز الفاطمي عازم على قصد العراق وفيها نقل إل اللك طغر لبك أن الشيخ أبا‬
‫السن الشعري يقول بكذا وكذا وذكر بشيء من المور إلت ل تليق بالدين والسنة فأمر بلعنه وصرح أهل نيسابور بتكفي من يقول ذلك فضج أبو القاسم القشيي عبدالكري بن هوازن‬
‫من ذلك وصنف رسالة ف شكاية أهل السنة لا نالم من الحنة واستدعى السلطان جاعة من رؤس الشاعرة منهم القشيي فسألم عما أنى إليه من ذلك فأنكروا ذلك وأن يكون الشعري‬
‫قال ذلك فقال السلطان نن إنا لعنا من يقول هذا وجرت فتنة عظيمة طويلة وفيها استول فول بسور اللك أب كاليجار على شياز وأخرج منها أخاه أبا سعد وف شوال سار البساسيي إل‬
‫أكراد وأعراب أفسدوا ف الرض فقهرهم وأخذ أموالم ول يج فيها أحد من أهل العراق وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن عمر بن روح‬
‫أبو السن النهروان وكان ينظر ف العيار بدار الضرب وله شعر حسن قال كنت يوما على شاطئ النهروان فسمعت رجل يتغن ف سفينة منحدرة يقول ‪ ...‬وما طلبوا سوى قتلى ‪ ...‬فهان‬
‫‪ ...‬علي ما طلبوا‬
‫قال فاستوقفته وقلت أضف إليه غيه فقال‬
‫على قتلى الحب ‪ ...‬ة ف التمادى بالفا غلبوا ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪65‬‬

‫‪ ...‬وبالجران من عين ‪ ...‬طيب النوم قد سلبوا ‪ ...‬وما طلبوا سوى قتلي ‪ ...‬فهان علي ما طلبوا‬
‫إساعيل بن علي‬
‫ابن السي بن ممد بن زنويه أبو سعيد الرازي العروف بالسمان شيخ العتزلة سع الديث الكثي وكتب عن أربعة آلف شيخ وكان عالا عارفا فاضل مع اعتزاله ومن كلمه من ل يكتب‬
‫الديث ل يتغرغر بلوة السلم وكان حنفي الذهب عالا باللف والفرائض والساب وأساء الرجال وقد ترجه ابن عساكر ف تاريه فأطنب ف شكره والثناء عليه‬
‫عمر بن الشيخ أب طالب الكي‬
‫ممد بن علي بن عطية سع أباه وابن شاهي وكان صدوقا يكن بأب جعفر‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن عثمان بن الفرج الزهر أبو طالب العروف بابن السوادي وهو أخو أب القاسم الزهري توف عن نيف وثاني سنة‬
‫ممد بن أب تام‬
‫الزينب نقيب النقباء قام ببغداد بعد أبيه مقامه بالنقابة‬
‫ث دخلت سنة ست وأربعي وأربعمائة‬
‫فيها غزا السلطان طغرلبك بلد الروم بعد أخذه بلد أذربيجان فغنم من بلد الروم وسب وعمل أشياء حسنة ث عاد سالا فأقام بأذربيجان سنة وفيها أخذ قريش بن بدران النبار وخطب با‬
‫وبالوصل لطغرلبك واخرج منها نواب البساسيي وفيها دخل البساسيي بغداد مع بن خفاجة منصرفة من الوقعة وظهرت منه آثار النفرة للخلفة فراسله الليفة لتطيب نفسه وخرج ف ذي‬
‫الجة إل النبار فأخذها وكان معه دبيس بن علي بن مزيد وخرب أماكن وحرق غيها ث أذن له الليفة ف الدخول إل بيت النوبة ليخلع عليه فجاء إل أن حاذى بيت النوبة فقبل الرض‬
‫وانصرف إل منله ول يعب فقويت الوحشة ول يج أحد من أهل العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السي بن جعفر بن ممد‬
‫ابن داود أبو عبدال السلماسي سع ابن شاهي وابن حيويه والدارقطن وكان ثقة مأمونا مشهورا باصطناع العروف وفعل الي وافتقاد الفقراء وكثرة الصدقة وكان قد أريد على الشهادة‬
‫فأب ذلك وكان له ف كل شهر عشرة دناني نفقة لهله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪66‬‬

‫عبدال بن ممد بن عبدالرحن‬


‫أبو عبدال الصبهان العروف بابن اللبان أحد تلمذة أب حامد السفراين ول قضاء الكرخ وكان يصلي بالناس التراويح ث يقوم بعد انصرافهم فيصلي إل أن يطلع الفجر وربا انقضى‬
‫الشهر عنه ول يضطجع إل الرض رحه ال‬
‫ث دخلت سنة سبع وأربعي واربعمائة‬
‫فيها ملك طغرلبك بغداد وهو أول ملوك السلجوقية ملكها وبلد العراق وفيها تأكدت الوحشة بي الليفة والبساسيي واشتكت التراك منه وأطلق رئيس الرؤساء عبارته فيه وذكر قبيح‬
‫أفعاله وأنه كاتب الصريي بالطاعة وخلع ما كان عليه من طاعة العباسيي وقال الليفة وليس إل إهلكه وفيها غلت السعار بنواحي الهواز حت بيع الكر بشياز بالف دينار وفيها وقعت‬
‫الفتنة بي السنة والرافضة على العادة فاقتتلوا قتال مستمرا ول تكن الدولة أن يجزوا بي الفريقي وفيها وقعت الفتنة بي الشاعرة والنابلة فقوي جانب النابلة قوة عظيمة بيث إنه كان‬
‫ليس لحد من الشاعرة أن يشهد المعة ول الماعات قال الطيب كان أرسلن التركي العروف بالبساسيي قد أعظم أمره واستفحل لعدم أقرانه من مقدمي التراك واستول على البلد‬
‫وطار اسه وخافته أمراء العرب والعجم ودعى له على كثي من النابر العراقية والهواز ونواحيها ول يكن للخليفة قطع ول وصل دونه ث صح عند الليفة سوء عقيدته وشهد عنده جاعة من‬
‫التراك أنه عازم على نب دار اللفة وأنه يريد القبض على الليفة فعند ذلك كاتب الليفة ممد بن ميكائيل بن سلجوق اللقب طغرلبك يستهضه على السي إل العراق فانفض أكثر من‬
‫كان مع البساسيي وعادوا إل بغداد سريعا ث أجع رأيهم على قصد دار البساسيي وهي ف الانب الغرب فأحرقوها وهدموا أبنيتها ووصل السلطان طغرلبك إل بغداد ف رمضان سنة سبع‬
‫وأربعي وقد تلقاه إل أثناء الطريق المراء والوزراء والجاب ودخل بغداد ف أبة عظيمة جدا وخطب له با ث بعده للملك الرحيم نثم قطعت خطبة اللك الرحيم ورفع إل القلعة معتقل‬
‫عليه وكان آخر ملوك بن بويه وكانت مدة وليتهم قريب الائة والعشر سني وكان ملك اللك الرحيم لبغداد ست سني وعشرة أيام ونزل طغرلبك دار الملكة بعد الفراغ من عمارتا ونزل‬
‫أصحابه دور التراك وكان معه ثانية أفيلة ووقعت الفتنة بي التراك والعامة ونب الانب الشرقي بكماله وجرت خبطة عظيمة وأما البساسيي فإنه فر من الليفة إل بلد الرحبة وكتب إل‬
‫صاحب مصر بأنه على إقامة الدعوى له بالعراق فأرسل إليه بولية الرحبة ونيابته با ليكون على أهبة المر الذي يريده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪67‬‬

‫وف يوم الثلثاء عاشر ذي القعدة قلد أبو عبدال ممد بن علي الدامغان قضاء القضاة وخلع عليه به وذلك بعد موت ابن ماكول ث خلع الليفة على اللك طغرلبك بعد دخوله بغداد بيوم‬
‫ورجع إل داره وبي يديه الدبادب والبوقات وف هذا الشهر توف ذخية الدين أبو العباس ممد بن الليفة القائم بأمر ال وهو ول عهد أبيه فعظمت الرزية به وفيها استول أبو كامل علي بن‬
‫ممد الصليحي المدان على أكثر أعمال اليمن وخطب للفاطميي وقطع خطبة العباسيي وفيها كثر فساد الغز ونبوا دواب الناس حت بيع الثور بمسة قراريط وفيها اشتد الغلء بكة‬
‫وعدمت القوات وأرسل ال عليهم جرادا فتعوضوا به عن الطعام ول يج أحدا من أهل العراق ومن توف فيها من العيان‬
‫السن بن علي‬
‫ابن جعفر بن علي بن ممد بن دلف بن أب دلف العجلي قاضي القضاة العروف بابن ماكول الشافعي وقد ول القضاء بالبصرة ث ول قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة ف خلفة‬
‫القتدر واقره ابنه القائم إل أن مات ف هذه السنة عن تسع وسبعي سنة منها ف القضاء سبع وعشرون سنة وكان صينا دينا ل يقبل من أحد هدية ول من الليفة وكان يذكر أنه سع من أب‬
‫عبدال بن مندة وله شعر حسن فمنه ‪ ...‬تصاب برهة من بعد شيب ‪ ...‬فما أغن الشيب عن التصاب ‪ ...‬وسود عارضيه بلون خضب ‪ ...‬فلم ينفعه تسويد الضاب ‪ ...‬وابدى للحبة كل‬
‫لطف ‪ ...‬فما زادوا سوى فرط اجتناب ‪ ...‬سلم ال عودا بعد بدئ ‪ ...‬على أيام رعيان الشباب ‪ ...‬تول عزمه يوما وأبقى ‪ ...‬بقلب حسرة ث اكتئاب ‪ ...‬علي بن الحسن بن علي‬
‫ابن ممد بن أب الفهم أبو القاسم التنوخي قال ابن الوزي وتنوخ اسم لعدة قبائل اجتمعوا بالبحرين وتالفوا على التناصر والتآزر فسموا تنوخا ولد بالبصرة سنة خسة وخسي وثلثمائة‬
‫وسع الديث سنة سبعي وقبلت شهادته عند الكام ف حداثته وول القضاء بالدائن وغيها وكان صدوقا متاطا إل أنه كان ييل إل العتزال والرفض‬
‫ث دخلت سنة ثان وأربعي وأربعمائة ف يوم الميس لثمان بقي من الحرم عقد الليفة على خدية بنت أخي السلطان طغرلبك على صداق مائة ألف دينار وحضر هذا العقد عميد اللك‬
‫الكندري وزير طغرلبك وبقية العلويي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪68‬‬

‫وقاضي القضاة الدامغان والاوردي ورئيس الرؤساء ابن السلمة فلما كان شعبان ذهب رئيس الرؤساء إل اللك طغرلبك وقال له أمي الؤمني يقول لك قال ال تعال إن ال يأمركم أن تؤدوا‬
‫المانات إل أهلها وقد أمرن أن أنقل الوديعة إل داره العزيزة فقال السمع والطاعة فذهبت أم الليفة لدار اللك لستدعاء العروس فجاءت معها وف خدمتها الوزير عميد اللك والشم‬
‫فدخلوا داره وشافه الوزير الليفة عن عمها وسأله اللطف با والحسان إليها فلما دخلت إليه قبلت الرض مرارا بي يديه فأدناها إليه وأجلسها إل جانبه وأفاض عليها خلعا سنية وتاجا من‬
‫جوهر ثي وأعطاها من الغد مائة ثوب ديباجا وقصبات من ذهب وطاسة ذهب قد نبت فيها الوهر والياقوت والفيوزج واقطعها ف كل سنة من ضياعه ما يغل اثنا عشر ألف دينار وغي‬
‫ذلك وفيها أمر السلطان طغرلبك ببناء دار اللك العضدية فخربت مال كثية ف عمارتا ونبت العامة أخشابا كثية من دور التراك والانب الغرب وباعوه على البازين والطباخي وغيهم‬
‫وفيها رجع غلء شديد على الناس وخوف ونب كثي ببغداد ث أعقب ذلك فناء كثي بيث دفن كثي من الناس بغي غسل ول تكفي وغلت الشربة وما تتاج إليه الرضى كثيا واعترى‬
‫الناس موت كثي واغب الو وفسد الواء قال ابن الوزي وعم هذا الوباء والغلء مكة والجاز وديار بكر والوصل وبلد بكر وبلد الروم وخراسان والبال والدنيا كلها هذا لفظه ف‬
‫النتظم قال وورد كتاب من مصر أن ثلثة من اللصوص نقبوا بعض الدور فوجدوا عند الصباح موت أحدهم على باب النقب والثان على رأس الدرجة والثالث على الثياب الت كورها‬
‫ليأخذها فلم يهل وفيها أمر رئيس الرؤساء بنصب أعلم سود ف الكرخ فانزعج أهلها لذلك وكان كثي الذية للرافضة وإنا كان يدافع عنهم عميد اللك الكندري وزير طغرلبك وفيها‬
‫هبت ريح شديدة وارتفعت سحابة ترابية وذلك ضحى فأظلمت الدنيا واحتاج الناس ف السواق وغيها إل السرج قال ابن الوزي وف العشر الثان من جادى الخرة ظهر وقت السحر‬
‫كوكب له ذؤابة طولا ف رأي العي نو من عشرة أذرع وف عرض نو الذراع ولبث كذلك إل النصف من رجب ث اضمحل وذكروا أنه طلع مثله بصر فملكت وخطب با للمصريي‬
‫وكذلك بغداد لا طلع فيها ملكت وخطب با للمصريي وفيها ألزم الروافض بترك الذان بي على خي العمل وأمروا أن ينادي مؤذنم ف أذان الصبح بعد حي على الفلح الصلة خي من‬
‫النوم مرتي وأزيل ما كان على أبواب الساجد ومساجدهم من كتابة ممد وعلي خي البشر ودخل النشدون من باب البصرة إل باب الكرخ ينشدون بالقصائد الت فيها مدح الصحابة‬
‫وذلك أن نوء الرافضة اضمحل لن بن بويه كانوا حكاما وكانوا يقوونم وينصرونم فزالوا وبادوا وذهبت دولتهم وجاء بعدهم قوم آخرون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪69‬‬

‫من التراك السلوجوقية الذين يبون أهل السنة ويوالونم ويرفعون قدرهم وال الحمود ابدا على طول الدى وأمر رئيس الرؤساء الوال بقتل أب عبدال بن اللب شيخ الروافض لا كان‬
‫تظاهر به من الرفض والغلو فيه فقتل على باب دكانه وهرب أبو جعفر الطوسي ونبت داره وفيها جاء البساسيي قبحه ال إل الوصل ومعه نور الدولة دبيس ف جيش كثيف فاقتتل مع‬
‫صاحبها قريش ونصره قتلمش بن عم طغرلبك وهو جد ملوك الروم فهزمهما البساسيي وأخذ البلد قهرا فخطب با للمصريي وأخرج كاتبه من السجن وقد كان أظهر السلم ظنا منه أنه‬
‫ينفعه فلم ينفعه فقتل وكذلك خطب للمصريي فيها بالكوفة وواسط وغيها من البلد وعزم طغرلبك على السي إل الوصل لناجزة البساسيي فنهاه الليفة عن ذلك لضيق الال وغلء‬
‫السعار فلم يقبل فخرج بيشه قاصدا الوصل بحافل عظيمة ومعه الفيلة والنجنيقات وكان جيشه لكثرتم ينهبون القرى وربا سطوا على بعض الري فكتب الليفة إل السلطان ينهاه عن‬
‫ذلك فبعث إليه يعتذر لكثرة من معه واتفق أنه رأى رسول ال ( ص ) ف النام فسلم عليه فأعرض عنه فقال يا رسول ال لي شيء تعرض عن فقال يكمك ال ف البلد ث ل ترفق بلقه‬
‫ول تاف من جلل ال عز وجل فاستيقظ مذعورا وأمر وزيره أن ينادي ف اليش بالعدل وأن ل يظلم أحد ولا اقترب من الوصل فتح دونا بلدا ث فتحها وسلمها إل أخيه داود ث سار‬
‫منها إل بلد بكر ففتح أماكن كثية هناك وفيها ظهرت دولة اللثمي ف بلد الغرب وأظهروا إعزاز الدين وكلمة الق واستولوا على بلد كثية منها سجلماسة وأعمالا والسوس وقتلوا‬
‫خلقا كثيا من أهلها وأول ملوك اللثمي رجل يقال له أبو بكر بن عمر وقد أقام بسجلماسة إل أن توف سنة ثنتي وستي كما سيأت بيانه ث ول بعده أبو نصر يوسف بن تاشفي وتلقب بأمي‬
‫الؤمني وقوى أمره وعل قدره ببلد الغرب وفيها ألزم أهل الذمة بلبس الغيار ببغداد عن أمر السلطان وفيها ولد لذخية الدين بعد موته من جارية له ولدا ذكر وهو أبو القاسم عبدال‬
‫القتدي بأمر ال وفيها كان الغلء والفناء أيضا مستمرين على الناس ببغداد وغيها من البلد على ما كان عليه المر ف السنة الاضية فإنا ل وإنا إليه راجعون ول يج أحد من أهل العراق‬
‫فيها وفيها توف من العيان‬
‫علي بن أحد بن علي بن سلك‬
‫أبو السن الؤدب العروف بالفال صاحب المال وفالة قرية قريبة من إيذج أقام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪70‬‬

‫بالبصرة مدة وسع با من عمر بن عبدالواحد الاشي وغيه وقدم بغداد فاستوطنها وكان ثقة ف نفسه كثي الفضائل ومن شعره السن ‪ ...‬لا تبدلت الجالس أوجها ‪ ...‬غي الذين عاهدت‬
‫من علمائها ‪ ...‬ورأيتها مفوفة بسوى الول ‪ ...‬كانوا ولة صدورها وفنائها ‪ ...‬أنشدت بيتا سائرا متقدما ‪ ...‬والعي قد شرقت باري مائها ‪ ...‬أما اليام فإنا كخيامهم ‪ ...‬وأرى نساء‬
‫‪ ...‬الي غي نسائها‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫تصدر للتدريس كل مهوس ‪ ...‬بليد تسمى بالفقيه الدرس ‪ ...‬فحق لهل العلم أن يتمثلوا ‪ ...‬ببيت قدي شاع ف كل ملس ‪ ...‬لقد هزلت حت بدى من هزالا ‪ ...‬كلها وحت ساها ‪...‬‬
‫‪ ...‬كل مفلس‬
‫ممد بن عبدالواحد بن ممد الصباغ‬
‫الفقيه الشافعي وليس بصاحب الشامل ذاك متأخر وهذا من تلميذ أب حامد السفراين كانت له حلقة للفتوى بامع الدينة وشهد عند قاضي القضاة الدامغات النفي فقبله وقد سع الديث‬
‫من ابن شاهي وغيه وكان ثقة جليل القدر‬
‫هلل بن الحسن‬
‫ابن إبراهيم بن هلل أبو الي الكاتب الصابئ صاحب التاريخ وجده أبو إسحاق الصابئ صاحب الرسائل وكان أبوه صابئيا أسلم هلل هذا متأخرا وحسن إسلمه وقد سع ف حال كفره‬
‫من جاعة من الشايخ وذلك أنه كان يتردد إليهم يطلب الدب فلما أسلم نفعه ذلك وكان ذلك سبب إسلمه على ما ذكره ابن الوزي بسنده مطول إنه رأى رسول ال ( ص ) ف النام‬
‫مرارا يدعوه إل ال عز وجل ويأمره بالدخول ف السلم ويقول له أنت رجل عاقل فلم تدع دين السلم الذي قامت عليه الدلئل واراه آيات ف النام شاهدها ف اليقظة فمنها أنه قال له إن‬
‫امرأتك حامل بولد ذكر فسمه ممدا فولدت ذكرا فسماه ممدا وكناه أبا السن ف أشياء كثية سردها ابن الوزي فأسلم وحسن إسلمه وكان صدوقا توف عن تسعي سنة منها ف السلم‬
‫نيف وأربعون سنة‬
‫ث دخلت سنة تسع وأربعي وأربعمائة‬
‫فيها كان الغلء والفناء مستمرين ببغداد وغيها من البلد بيث خلت أكثر الدور وسدت على أهلها أبوابا با فيها وأهلها موتى فيها ث صار الار ف الطريق ل يلقى الواحد بعد الواحد‬
‫وأكل الناس اليف والنت من قلة الطعام ووجد مع امرأة فخذ كلب قد أخضر وشوى رجل صبية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪71‬‬

‫ف التون وأكلها فقيل وسقط طائر ميت من حائط فاحتوشته خسة أنفس فاقتسموه وأكلوه وورد كتاب من بارى أنه مات ف يوم واحد منها ومن معاملتها ثانية عشر ألف إنسان وأحصى‬
‫من مات ف هذا الوباء من تلك البلد إل يوم كتب فيه هذا الكتاب بألف ألف وخسمائة ألف وخسي ألف إنسان والناس يرون ف هذه البلد فل يرون إل أسواقا فارغة وطرقات خالية‬
‫وأبوابا مغلقة ووحشة وعدم أنس حكاه ابن الوزي قال وجاء الب من أذربيجان وتلك البلد بالوباء العظيم وأنه ل يسلم من تلك البلد إل العدد اليسي جدا قال ووقع وباء بالهواز‬
‫وبواط وأعمالا وغيها حت طبق البلد وكان أكثر سبب ذلك الوع كان الفقراء يشوون الكلب وينبشون القبور ويشوون الوتى ويأكلونم وليس للناس شغل ف الليل والنهار إل غسل‬
‫الموات وتهيزهم ودفنهم فكان يفر الفي فيدفن فيه العشرون والثلثون وكان النسان بينما هو جالس إذ انشق قلبه عن دم الهجة فيخرج منه إل الفم قطرة فيموت النسان من وقته‬
‫وتاب الناس وتصدقوا بأكثر أموالم فلم يدوا أحدا يقبل منهم وكان الفقي تعرض عليه الدناني الكثية والدراهم والثياب فيقول أنا أريد كسرة أريد ما يسد جوعي فل يد ذلك وأراق‬
‫الناس المور وكسروا آلت اللهو ولزموا الساجد للعبادة وقراءة القرآن وقل دار يكون فيها خر إل مات أهلها كلهم ودخل على مريض له سبعة أيام ف النع فأشار بيده إل مكان فوجدوا‬
‫فيه خابية من خر فأراقوها فمات من وقته بسهولة ومات رجل ف مسجد فوجدوا معه خسي ألف درهم فعرضت على الناس فلم يقبلها أحد فتركت ف السجد تسعة أيام ل يريدها أحد فلما‬
‫كان بعد ذلك دخل أربعة ليأخذوها فماتوا عليها فلم يرج من السجد منهم أحد حي بل ماتوا جيعا وكان الشيخ أبو ممد عبدالبار بن ممد يشتغل عليه سبعمائة متفقه فمات وماتوا كلهم‬
‫إل اثن عشر نفرا منهم ولا اصطلح السلطان دبيس بن علي رجع إل بلده فوجدها خرابا لقلة أهلها من الطاعون فأرسل رسول منهم إل بعض النواحي فتلقاه طائفة فقتلوه وشووه وأكلوه‬
‫قال ابن الوزي وف يوم الربعاء لسبع بقي من جادى الخرة احترقت قطيعة عيسى وسوق الطعام والكنيس وأصحاب السقط وباب الشعي وسوق العطارين وسوق العروس والناطيي‬
‫والشابي والزارين والتمارين والقطيعة وسوق مول ونر الزجاج وسويقة غالب والصفارين والصباغي وغي ذلك من الواضع وهذه مصيبة أخرى ما بالناس من الوع والغلء والفناء‬
‫ضعف الناس حت طغت النار فعملت أعمالا فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها كثرت العياريون ببغداد وأخذوا الموال جهارا وكبسوا الدور ليل ونارا وكبست دار أب جعفر الطوسي متكلم‬
‫الشيعة وأحرقت كتبه ومآثره ودفاتره الت كان يستعملها ف ضللته وبدعته ويدعو إليها أهل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪72‬‬

‫ملته ونلته ول المد وفيها دخل اللك طغرلبك بغداد عائدا إليها من الوصل فتلقاه الناس والكباء إل أثناء الطريق وأحضر له رئيس الرؤساء خلعة من الليفة مرصعة بالوهر فلبسها وقبل‬
‫الرض ث بعد ذلك دخل دار اللفة وقد ركب إليها فرسا من مراكب الليفة فلما دخل علىالليفة إذا هو على سرير طوله سبعة أذرع وعلى كتفه البدة النبوية وبيده القضيب فقبل‬
‫الرض وجلس على سرير طوله سبعة أذرع وعلى كتفه البدة النبوية وبيده القضيب فقبل الرض وجلس على سرير دون سرير الليفة ث قال الليفة لرئيس الرؤساء قل له أمي الؤمني‬
‫حامد لسعيك شاكر لفعلك آنس بقربك وقد ولك جيع ما وله ال تعال من بلده فاتق ال فيما ولك واجتهد ف عمارة البلد وإصلح العباد ونشر العدل وكف الظلم ففسر له عميد‬
‫الدولة ما قال الليفة فقام وقبل الرض وقال أنا خادم أمي الؤمني وعبده ومتصرف على أمره ونيه ومتشرف با اهلن له واستخدمن فيه ومن ال أستمد العونة والتوفيق ث أمره الليفة أن‬
‫ينهض للبس اللعة فقام إل بيت ف ذلك البهو فأفيض عليه سبع خلع وتاج ث عاد فجلس على السرير بعد ما قبل يد الليفة ورام تقبيل الرض فلم يتمكن من التاج فأخرج الليفة سيفا‬
‫فقلده إياه وخوطب بلك الشرق والغرب وأحضرت ثلثة ألوية فعقد منها الليفة لواء بيده وأحضر العهد إل اللك وقرئ بي يديه بضرة اللك وأوصاه الليفة بتقوى ال والعدل ف الرعية‬
‫ث نض فقبل يد الليفة ث وضعها على عينيه ث خرج ف أبة عظيمة إل داره وبي يديه الجاب واليش بكماله وجاء الناس للسلم عليه وارسل إل الليفة بتحف عظيمة منها خسون ألف‬
‫دينار وخسون غلما أتراكا براكبهم وسلحهم ومناطقهم وخسمائة ثوب أنواعا وأعطى رئيس الرؤساء خسة آلف دينار وخسي قطعة قماش وغي ذلك وفيها قبض صاحب مصر على‬
‫وزيره أب ممد السن بن عبدالرحن البازري وأخذ خطه بثلثة آلف دينار وأحيط على ثاني من أصحابه وقد كان هذا الوزير فقيها حنفيا يسن إل أهل العلم وأهل الرمي وقد كان‬
‫الشيخ أبو يوسف القزوين يثن عليه ويدحه ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن عبدال بن سليمان‬
‫ابن ممد بن سليمان بن أحد بن سليمان بن داود بن الطهر بن زياد بن ربيعة بن الرث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزية بن‬
‫تيم ال بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الاف بن قضاعة أبو العلء العري التنوخي الشاعر الشهور بالزندقة اللغوي صاحب الدواوين والصنفات ف الشعر واللغة ولد يوم‬
‫المعة عند غروب الشمس لثلث بقي من ربيع الول سنة ثلث وستي وثلثائة وأصابه جدري وله أربع سني أو سبع فذهب بصره وقال الشعر وله إحدى عشرة أو ثنتا عشرة سنة ودخل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪73‬‬

‫بغداد سنة تسع وتسعي وثلثائة فأقام با سنة وسبعة أشهر ث خرج منها طريدا منهزما لنه سأل سؤال بشعر يدل على قلة دينه وعلمه وعقله فقال ‪ ...‬تناقض فما لنا إل السكوت له ‪...‬‬
‫وأن نعوذ بولنا من النار ‪ ...‬يد بمس مئي عسجد وديت ‪ ...‬ما بالا قطعت ف ربع دينار ‪ ...‬وهذا من إفكه يقول اليد ديتها خسمائة دينار فما لكم تقطعونا إذا سرقت ربع دينار وهذا من‬
‫قلة عقله وعلمه وعمى بصيته وذلك أنه إذا جن عليها يناسب أن يكون ديتها كثية لنجر الناس عن العدوان وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينجر الناس عن‬
‫أموال الناس وتصان أموالم ولذا قال بعضهم كانت ثينة لا كانت امينة فلما خانت هانت ولا عزم الفقهاء على أخذه بذا وأمثاله هرب ورجع إل بلده ولزم منله فكان ل يرج منه وكان‬
‫يوما عند الليفة وكان الليفة يكره التنب ويضع منه وكان أبو العلء يب التنب ويرفع من قدره ويدحه فجرى ذكر التنب ف ذلك الجلس فذمه الليفة فقال أبو العلء لو ل يكن للمتنب‬
‫إل قصيدته الت أولا ‪ ...‬لك يا منازل ف القلوب منازل ‪ ...‬لكفاه ذلك فغضب الليفة وأمر به سحب برجله على وجهه وقال أخرجوا عن هذا الكلب وقال الليفة أتدرون ما أراد هذا‬
‫الكلب من هذه القصيدة وذكره لا أراد قول التنب فيها ‪ ...‬وإذا اتتك مذمت من ناقص ‪ ...‬فهي الدليل علي أن كامل ‪ ...‬وإل فالتنب له قصائد أحسن من هذه وإنا أراد هذا وهذا من فرط‬
‫ذكاء الليفة حيث تنبه لذا وقد كان العري أيضا من الذكياء ومكث العري خسا واربعي سنة من عمره ل يأكل اللحم ول اللب ول البيض ول شيئا من حيوان على طريقة الباهة‬
‫الفلسفة ويقال إنه اجتمع براهب ف بعض الصوامع ف ميئه من بعض السواحل آواه الليل عنده فشككه ف دين السلم وكان يتقوت بالنبات وغيه وأكثر ما كان يأكل العدس ويتحلى‬
‫بالدبس وبالتي وكان ليأكل بضرة أحد ويقول أكل العمى عورة وكان ف غاية الذكاء الفرط على ما ذكروه وأما ما ينقلونه عنه من الشياء الكذوبة الختلفة من أنه وضع تت سريره‬
‫درهم فقال أما أن تكون السماء قد انفضت مقدار درهم أو الرض قد أرتفعت مقدار درهم أي انه شعر بارتفاع سريره عن الرض مقدار ذلك الدرهم الذي وضع تته فهذا ل أصل له‬
‫وكذلك يذكرون عنه أنه مر ف بعض أسفاره بكان فطأطأ رأسه فقيل له ف ذلك فقال أما هنا شجرة قالوا ل فنظروا فإذا أصل شجرة كانت هناك ف الوضع الذي طأطأ رأسه فيه وقد قطعت‬
‫وكان قد اجتاز با قديا مرة من كان معه بطأطأة رأسه لا جازوا تتها فلما مر با الرة الثانية طأطأ رأسه خوفا من أن يصيبه شئ منها فهذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪74‬‬

‫ل يصح وقد كان ذكيا ول يكن زكيا وله مصنفات كثية أكثرها ف الشعر وف بعض أشعاره ما يدل على زندقته وانلله من الدين ومن الناس من يعتذر عنه ويقول إنه إنا كان يقول ذلك‬
‫مونا ولعبا ويقول بلسانه ما ليس ف قلبه وقد كان باطنه مسلما قال ابن عقيل لا بلغه وما الذي ألأه أن يقول ف دار السلم ما يكفره به الناس قال والنافقون مع قلة عقلهم وعملهم أجود‬
‫سياسة منه لنم حافظوا على قبائحهم ف الدنيا وستروها وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه وال يعلم أن ظاهره كباطنه قال ابن الوزي وقد رأيت لب العلء العري‬
‫كتابا ساه الفصول والغايات ف معارضة السور واليات على حروف العجم ف آخر كلماته وهو ف غاية الركاكة والبودة فسبحان من أعمى بصره وبصيته قال وقد نظرت ف كتابه السمى‬
‫لزوم ما ل يلزم ث أورد ابن الوزي من أشعاره الدالة على استهتاره بدين السلم أشياء كثية فمن ذلك قوله ‪ ...‬إذا كان ل يظى برزقك عاقل ‪ ...‬وترزق منونا وترزق أحقا ‪ ...‬فل ذنب‬
‫يا رب السماء على امرئ ‪ ...‬رأى منك مال يشتهى فتزندقا ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬أل إن البية ف ضلل ‪ ...‬وقد نظر اللبيب لا اعتراها ‪ ...‬تقدم صاحب التوراة موسى ‪ ...‬وأوقع ف السار من‬
‫افتراها ‪ ...‬فقال رجاله وحى أتاه ‪ ...‬وقال الناظرون بل افتراها ‪ ...‬وما حجى إل أحجار بيت ‪ ...‬كروس المر تشرف ف ذراها ‪ ...‬إذا رجع الليم إل حجاه ‪ ...‬تاون بالذاهب وازدراها‬
‫‪ ...‬وقوله ‪ ...‬عفت النيفة والنصارى اهتدت ‪ ...‬ويهود جارت والجوس مضلله ‪ ...‬اثنان أهل الرض ذو عقل بل ‪ ...‬دين وآخر ذو دين ول عقل له ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬فل تسب فقال الرسل‬
‫حقا ‪ ...‬ولكن قول زور سطروه ‪ ...‬فكان الناس ف عيش رغيد ‪ ...‬فجاؤا بالحال فكدروه ‪ ...‬وقلت أنا معارضة عليه ‪ ...‬فل تسب مقال الرسل زورا ‪ ...‬ولكن قول حق بلغوه ‪ ...‬وكان‬
‫الناس ف جهل عظيم ‪ ...‬فجاؤا بالبيان فأوضحوه ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ‪ ...‬وأورثتنا ‪ ...‬أفاني العداوات ‪ ...‬وهل أبيح نساء الروم عن عرض ‪ ...‬للعرب إل بإحكام‬
‫النبوات ‪ ...‬و قوله ‪ ...‬وما حدي لدم أو بنيه ‪ ...‬واشهد أن كلهم خسيس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪75‬‬

‫‪ ...‬وقوله ‪ ...‬أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنا ‪ ...‬دياناتكم مكرا من القدما‬


‫وقوله صرف الزمان مفرق اللفي‬
‫فاحكم إلي بي ذاك وبين ‪ ...‬نيت عن قتل النفوس تعمدا ‪ ...‬وبعثت تقبضها مع اللكي ‪ ...‬وزعمت أن لا معادا ثانيا ‪ ...‬ما كان أغناها عن الالي ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬ضحكنا وكان ‪...‬‬
‫الضحك منا سفاهة ‪ ...‬وحق لسكان البسيطة أن يبكوا ‪ ...‬تطمنا اليام حت كأننا ‪ ...‬زجاج ولكن ل يعود له سبك ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬أمور تستخف با حلوم ‪ ...‬وما يدري الفت لن الثبور ‪...‬‬
‫كتاب ممد وكتاب موسى ‪ ...‬وإنيل ابن مري والزبور ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬قالت معاشر ل يبعث إلكم ‪ ...‬إل البية عيساها ول موسى ‪ ...‬وإنا جعلوا الرحن مأكلة ‪ ...‬وصيوا دينهم ف الناس‬
‫ناموسا ‪ ...‬وذكر ابن الوزي وغيه اشياء كثية من شعره تدل على كفره بل كل واحدة من هذه الشياء تدل على كفره وزندقته وانلله ويقال إنه أوصى أن يكتب على قبه ‪ ...‬هذا‬
‫‪ ...‬جناه أب علي ‪ ...‬وما جنيت على أحد‬
‫معناه أن أباه بتزوجه لمه أوقعه ف هذه الدار حت صار بسبب ذلك إل ما إليه صار وهو ل ين على أحد بذه الناية وهذا كله كفر وإلاد قبحه ال وقد زعم بعضهم أنه أقلع عن هذا كله‬
‫وتاب منه وأنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله ويتنصل منه وهي القصيدة الت يقول فيها‬
‫يا من يرى مد البعوض جناحها ‪ ...‬ف ظلمة الليل البهيم الليل ‪ ...‬ويرى مناط عروقها ف نرها ‪ ...‬والخ ف تلك العظام النحل ‪ ...‬امنن علي بتوبة تحو با ‪ ...‬ما كان من ف الزمان ‪...‬‬
‫الول ‪ ...‬توف ف ربيع الول من هذه السنة بعرة النعمان عن ست وثاني سنة إل أربعة عشر يوما وقد رثاه جاعة من أصحابه وتلمذته وأنشدت عند قبه ثانون مرثاة حت قال بعضهم ف‬
‫مرثاه له ‪ ...‬إن كنت ل ترق الدماء زهادة ‪ ...‬فلقد أرقت اليوم من جفن دما ‪ ...‬قال ابن الوزي وهؤلء الذين رثوه والذين اعتقدوه إما جهال بأمره وإما ضلل على مذهبه وطريقه وقد‬
‫رأى بعضهم ف النوم رجل ضريرا على عاتقه حيتان مدليتان على صدره رافعتان رؤسهما إليه وها ينهشان من لمه وهو يستغيث وقائل يقول هذا العري اللحد وقد ذكره ابن خلكان فرفع‬
‫ف نسبه على عادته ف الشعراء كما ذكرنا وقد ذكر له من الصنفات كتبا كثية وذكر أن بعضهم وقف على الجلد الول بعد الائة من كتابه السمى باليك والغصون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪76‬‬

‫وهو العروف بالمز والردف وأنه أخذ العربية عن أبيه واشتغل بلب علي ممد بن عبد ال بن سعد النحوى وأخذ عنه أبو القاسم على بن الحسن التنوخي والطيب أبو زكريا يي بن على‬
‫‪ ...‬التبيزى وذكر أنه مكث خسا واربعي سنة ل يأكل اللحم على طريقة الكماء وانه أوصى ان يكتب على قبه ‪ ...‬هذا جناه أب على ‪ ...‬وماجنيت على أحد‬
‫قال ابن خلكان وهذا أيضا متعلق باعتقاد الكماء فإنم يقولون اتاذ الولد وإخراجه إل هذا الوجود جناية عليه لنه يتعرض للحوادث والفات قلت وهذا يدل على انه ل يتغي عن اعتقاده‬
‫و هو ما يعتقده الكماء إل آخر وقت وانه ل يقلع عن ذلك كما ذكره بعضهم وال أعلم بظواهر المور وبواطنها وذكر ابن خلكان ان عينه اليمن كانت ناتئة وعليها بياض وعينه اليسرى‬
‫غائرة وكان نيفا ث أورد من أشعاره اليدة أبياتا فمنها قوله‬
‫‪ ...‬ل تطلب بالة لك رتبة ‪ ...‬قلم البليغ بغي جد مغزل ‪ ...‬سكن السما كان السماء كلها ‪ ...‬هذا له رمح وهذا أعزل ‪...‬‬
‫الستاذ أبو عثمان الصابون‬
‫إساعيل بن عبد الرحن بن أحد بن إساعيل بن عامر بن عابد النيسابوري الافظ الواعظ الفسر قدم دمشق وهو ذاهب إل الج فسمع با وذكر الناس وقد ترجه ابن عساكر ترجة عظيمة‬
‫وأورد له اشياء حسنة من أقواله وشعره فمن ذلك قوله ‪ ...‬إذا ل أصب أموالكم ونوالكم ‪ ...‬ول آمل العروف منكم ول البا ‪ ...‬وكنتم عبيدا للذي أنا عبده ‪ ...‬فمن أجل ماذا أتعب البدن‬
‫‪ ...‬الرا‬
‫وروى ابن عساكر عن إمام الرمي أنه قال كنت أتردد وأنا بكة ف الذاهب فرأيت النب ( ص ) وهو يقول عليك باعتقاد أب عثمان الصابون رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة خسي وأربعمائة فيها كانت فتنة البيث البساسيى وهو أرسلن التركي وذلك أن إبراهيم ينال أخا اللك طغرلبك ترك الوصل الذى كان قد أستعمله أخوه عليها وعدل إل‬
‫ناحية بلد البل فاستدعاه أخوه وخلع عليه وأصلح أمره ولكن ف غضون ذلك ركب البساسيى ومعه قريش بن بدران أمي العرب إل الوصل فأخذها وأخرب قلعتها فسار إليه اللك‬
‫طغرلبك سريعا فاستردها وهرب منه البساسيى وقريش خوفا منه فتبعهما إل نصيبي وفارقه أخوه إبراهيم وعصى عليه وهرب إل هذان وذلك بإشارة البساسيي عليه منسار اللك طغرلبك‬
‫وراء أخيه وترك عساكره وراءه فتفرقوا وقل من لقه منهم ورجعت زوجته الاتون ووزيره الكندري إل بغداد ث جاء الب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪77‬‬

‫بأن أخاه قد استظهر عليه وأن طغرلبك مصور بمذان ن فانزعج الناس لذلك واضطربت بغداد وجاء الب بأن البساسيي على قصد بغداد وأنه قد اقترب من النبار فقوى عزم الكندري‬
‫على الروب فأرادت الاتون أن تقبض عليه فتحول عنها إل الانب الغرب ونبت داره وقطع السر الذي بي الانبي وركبت الاتون ف جهور اليش وذهبت إل هذان لجل زوجها‬
‫وسار الكندري ومعه أنوشروان بن تومان وأم الاتون الذكورة ومعها بقية اليش إل بلد الهواز وبقيت بغداد ليس با أحد من القاتلة فعزم الليفة على الروج منها وليته فعل ث أحب‬
‫داره والقام مع أهله فمكث فيها اغترارا ودعة ولا خلى البلد من القاتلة قيل للناس من أراد الرحيل من بغداد فليذهب حيث شاء فانزعج الناس وبكى الرجال والنساء والطفال وعب كثي‬
‫من الناس إل الانب الغرب وبلغت العبة دينارا ودينارين لعدم السر قال ابن الوزي وطار ف تلك الليلة على دار الليفة نو عشر بومات متمعات يصحن صياحا مزعجا وقيل لرئيس‬
‫الرؤساء الصلحة أن الليفة يرتل لعدم القاتلة فلم يقبل وشرعوا ف استخدام طائفة من العوام ودفع إليهم سلح كثي من دار الملكة فلما كان يوم الحد الثامن من ذي القعدة من هذه‬
‫السنة جاء البساسيي إل بغداد ومعه الرايات البيض الصرية وعلى رأسه أعلم مكتوب عليها اسم الستنصر بال أبو تيم معد أمي الؤمني فتلقاه أهل الكرخ الرافضة وسألوه أن يتاز من‬
‫عندهم فدخل الكرخ وخرج إل مشرعة الزاويا فخيم با والناس إذ ذاك ف ماعة وضر شديد ونزل قريش بن بدران ف نو من مائت فارس على مشرعة باب البصرة وكان البساسيي قد‬
‫جع العيارين وأطمعهم ف نب دار اللفة ونب أهل الكرخ دور أهل السنة باب البصرة ونبت دار قاضي القضاة الدامغان وتلك أكثر السجلت والكتب الكمية وبيعت للعطارين ونبت‬
‫دور التعلقي بدمة الليفة وأعادت الروافض الذان بي على خي العمل وأذن به ف سائر نواحي بغداد ف المعات والماعات وخطب ببغداد للخليفة الستنصر العبيدي على منابرها‬
‫وغيها وضربت له السكة على الذهب والفضة وحوصرت دار اللفة فجاحف الوزير أبو القاسم بن السلمة اللقب برئيس الرؤاساء بن معه من الستخدمي دونا فلم يفد ذلك شيئا فركب‬
‫الليفة بسواد والبدة وعلى رأسه اللواء وبيده سيف الدولة مصلت وحوله زمرة من العباسيي والواري حاسرات عن وجوههن ناشرات شعورهن معهن الصاحف على رؤس الرماح وبي‬
‫يديه الدم بالسيوف ث إن الليفة أخذ ذماما من أمي العرب قريش ليمنعه وأهله ووزيره ابن السلمة فأمنه على ذلك كله وأنزله ف خيمة فلمه البساسيي على ذلك وقال قد علمت ما كان‬
‫وقع التفاق عليه بين وبينك من أنك ل تبت برأي دون ول أنا دونك ومهما ملكنا بين وبينك ث إن البساسيي أخذ القاسم بن مسلمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪78‬‬

‫فوبه توبيخا مفضحا ولمه لوما شديدا ث ضربه ضربا مبحا واعتقله مهانا عنده ونبت العامة دار اللفة فل يصى ما أخذوا منها من الواهر والنفائس والديباج والذهب والفضة والثياب‬
‫والثاث والدواب وغي ذلك ما ل يد ول يوصف ث اتفق رأي البساسيي وقريش على أن يسيوا الليفة إل أمي حديثة عانة وهو مهارش بن ملي الندوي وهو من بن عم قريش بن بدران‬
‫وكان رجل فيه دين وله مروأة فلما بلغ ذلك الليفة دخل على قريش أن ل يرج من بغداد فلم يفد ذلك شيئا وسيه مع أصحابما ف هودج إل حديثة عانة فكان عند مهارش حول كامل‬
‫وليس معه أحد من أهله فحكى عن الليفة أنه قال لا كنت بديثة عانة قمت ليلة إل الصلة فوجدت ف قلب حلوة الناجاة ث دعوت ال عز وجل با سنح ل ث قلت اللهم أعدن إل وطن‬
‫واجع بين وبي أهلي وولدي ويسر اجتماعنا وأعد روض النس زاهرا وربع القرب عامرا وفلفل العزا وبرج الفا قال فسمعت قائل على شاطئ الفرات يقول نعم نعم فقلت هذا رجل‬
‫ياطب آخر ث أخذت ف السؤال والبتهال فسمعت ذلك الصائح يقول إل الول إل الول فقلت إنه هاتف أنطقه ال با جرى المر عليه وكان كذلك خرج من داره ف ذي القعدة من‬
‫هذه السنة ورجع إليها ف ذي القعدة من السنة القبلة وقد قال الليفة القائم بأمر ال ف مدة مقامه بالديثة شعرا يذكر فيه حاله فمنه ‪ ...‬ساءت ظنون فيمن كنت آمله ‪ ...‬ول يل ذكر من‬
‫واليت ف خلدي ‪ ...‬تعلموا من صروف الدهر كلهم ‪ ...‬فما أرى أحدا ينو على أحد ‪ ...‬فما أرى من اليام إل موعدا ‪ ...‬فمت أرى ظفري بذاك الوعد ‪ ...‬يومي ير وكلما قضيته ‪...‬‬
‫عللت نفسي بالديث إل غد ‪ ...‬أقبح بنفس تستريح إل الن ‪ ...‬وعلى مطامعها تروح وتغتدي ‪ ...‬وأما البساسيي وما أعتمده ف بغداد فإنه ركب يوم عيد الضحى وألبس الطباء‬
‫والؤمني البياض وكذلك أصحابه وعلى رأسه اللوية الصرية وخطب للخليفة الصري والروافض ف غاية السرور والذان بسائر العراق بي على خي العمل وانتقم البساسيي من أعيان أهل‬
‫بغداد انتقاما عظيما وغرق خلقا من كان يعاديه وبسط على آخرين الرزاق من كان يبه ويواليه وأظهر العدل ولا كان يوم الثني لليلتي بقيتا من ذي الجة أحضر إل بي يديه الوزير ابن‬
‫السلمة اللقب رئيس الرؤساء وعليه جبة صوف وطرطور من لبد أحر وف رقبته منقة من جلود كالتعاويذ فأركب جل أحر وطيف به ف البلد وخلفه من يصفعه بقطعة جلد وحي اجتاز‬
‫بالكرخ نثروا عليه خلقان الداسات وبصقوا ف وجهه ولعنوه وسبوه وأوقف بإزاء دار اللفة وهو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪79‬‬


‫ف ذلك يتلو قوله تعال قل اللهم مالك اللك تؤت اللك من تشاء وتنع اللك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الي إنك على كل شيء قدير ث لا فرغوا من التطواف به جيء‬
‫به إل العسكر فألبس جلد ثور بقرنيه وعلق بكلوب ف شدقيه ورفع إل الشبة فجعل يضطرب إل آخر النهار فمات رحه ال وكان آخر كلمه أن قال المد ل الذي أحيان سعيدا وأماتن‬
‫شهيدا وفيها وقع برد بأرض العراق أهلك كثيا من الغلت وقتل بعض الفلحي وزادت دجلة زيادة كثية وزلزلت بغداد ف هذه السنة قبل الفتنة بشهر زلزال شديدا فتهدمت دور كثية‬
‫ووردت الخبار أن هذه الزلزلة اتصلت بمذان وواسط وتكريت وعانة وذكر أن الطواحي وقفت من شدتا وفيها كثر النهب ببغداد حت كانت العمائم تطف عن الرؤس وخطفت عمامة‬
‫الشيخ أب نصر بن الصباغ وطيلسانة هو ذاهب إل صلة المعة وف أواخر السنة خرج السلطان طغرلبك من هذان فقاتل أخاه وانتصر عليه ففرح الناس وتباشروا بذلك ول يظهروا ذلك‬
‫خوفا من البساسيي واستنجد طغرلبك بأولد أخيه داود وكان قد مات على أخيه إبراهيم فغلبوه وأسروه ف أوائل سنة أحدى وخسي واجتمعوا على عمهم طغرلبك فسار بم نو العراق‬
‫فكان من أمرهم ما سيأت ذكره ف السنة التية إن شاء ال وفيها توف من العيان‬
‫السن بن ممد أبو عبدال الون‬
‫الفرضي وهو شيخ الرب وكان شافعي الذهب قتل ف بغداد ف فتنة البساسيي ودفن ف يوم المعة يوم عرفة منها‬
‫داود أخو طغرلبك‬
‫وكان الكب منهم توف فيها وقام أولده مقامه‬
‫ابو الطيب الطبي‬
‫الفقيه شيخ الشافعية طاهر بن عبدال بن طاهر بن عمر ولد بآمل طبستان سنة ثان وأربعي وثلثمائة سع الديث برجان من أب أحد الغطريقي وبنيسابور من أب السن الاسرجسي وعليه‬
‫درس الفقه أيضا وعلى أب علي الزجاجي وأب القاسم بن كج ث اشتغل ببغداد على أب حامد السفراين وشرح الختصر وفروع ابن الداد وصنف ف الصول والدل وغي ذلك من العلوم‬
‫الكثية النافعة وسع ببغداد من الدارقطن وغيه وول القضاء بربع الكرخ بعد موت أب عبدال الصيمري وكان ثقة دينا ورعا عالا بأصول الفقه وفروعه حسن اللق سليم الصدر مواظبا‬
‫على تعليم العلم ليل ونارا وقد ترجته ف طبقات الشافعية وحكى الشيخ أبو إسحاق الشيازي عنه وكان شيخه وقد أجلسه بعده ف اللقة أن أبا الطيب أسلم خفا له وكان متقلل من الدنيا‬
‫فقيا عند خفاف ليصلحه له فأبطأ عليه فكان كلما مر عليه أخذه فغمسه ف الاء وقال أيها الشيخ الساعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪80‬‬

‫أصلحه فقال الشيخ أسلمته لتصلحه ول أسلمه لتعلمه السباحة وحكى ابن خلكان أنه كان له ولخيه عمامة واحدة وقميص واحد إذا لبسهما هذا جلس الخر ف البيت ل يرج منه وإذا‬
‫لبسهما هذا احتاج الخر أن يقعد ف البيت ول يرج منه وإذا غسلها جلسا ف البيت إل أن ييبسا وقد قال ف ذلك أبو الطيب ‪ ...‬قوم إذا غسلوا ثياب جالم ‪ ...‬لبسوا البيوت إل فراغ‬
‫‪ ...‬الغاسل‬
‫وقد توف ف هذه السنة عن مائة سنة وسنتي وهو صحيح العقل والفهم والعضاء يفت ويشتغل إل أن مات وقد ركب مرة سفينة فلما خرج منها قفز قفزة ل يستطيعها الشباب فقيل له ما‬
‫هذا يا أبا الطيب فقال هذه أعضاء حفظناها ف الشبيبة تنفعنا ف الكب رحه ال‬
‫القاضي الاوردي‬
‫صاحب الاوي الكبي علي بن ممد بن حبيب أبو السن الاوردي البصري شيخ الشافعية صاحب التصانيف الكثية ف الصول والفروع والتفسي والحكام السلطانية وأدب الدنيا والدين‬
‫قال بسطت الفقه ف أربعة آلف ورقة يعن القناع وقد ول الكم ف بلد كثية وكان حليما وقورا أديبا ل ير أصحابه ذراعه يوما من الدهر من شدة ترزه وأدبه وقد استقصيت ترجته ف‬
‫الطبقات توف عن ست وثاني سنة ودفن بباب حرب‬
‫رئيس الرؤساء أبو القاسم بن السلمة‬
‫علي بن السن بن أحد بن ممد بن عمر وزير القائم بأمر ال كان أول قد سع الديث من أب أحد الفرضي وغيه ث صار أحد العدلي ث استكتبه القائم بأمر ال واستوزره ولقبه رئيس‬
‫الرؤساء شرف الوزراء جال الوزراء كان متضلعا بعلوم كثية مع سداد رأي ووفور عقل وقد مكث ف الوزارة ثنت عشرة سنة وشهرا ث قتله البساسيي بعد ما شهره كما تقدم وله من‬
‫العمر ثنتان وخسون سنة وخسة أشهر‬
‫منصور بن السي‬
‫أبو الفوارس السدي صاحب الزيرة توف فيها وأقاموا ولده بعده‬
‫ث دخلت سنة إحدى وخسي وأربعمائة استهلت هذه السنة وبغداد ف حكم البساسيي يطب فيها لصاحب مصر الفاطمي والليفة العباسي بديثة عانة ث لا كان يوم الثني ثان عشر صفر‬
‫أحضر القضاة أبا عبدال الدامغان وجاعة من الوجوه والعيان والشراف وأخذ عليهم البيعة لصاحب مصر الستنصر الفاطمي ث دخل داراللفة وهؤلء الذكورون معه وأمر بنقض تاج دار‬
‫اللفة فنقض بعض الشراريف ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪81‬‬

‫قيل له إن القبح ف هذا أكثر من الصلحة فتركه ث ركب إل زيارة الشهد بالكوفة وعزم على عبور نر جعفر ليسوق إل الائر لوفاء نذر كان عليه وأمر بأن تنقل جثة ابن مسلمة إل ما‬
‫يقارب الري الظاهري وأن تنصب على دجلة وكتبت إليه أم الليفة وكانت عجوزا كبية قد بلغت التسعي وهي متفية ف مكان تشكو إليه الاجة والفقر وضيق الال فأرسل إليها من‬
‫نقلها إل الري وأخدمها جاريتي ورتب لا كل يوم اثن عشر رطل من خبز وأربعة أرطال من لم فصل ولا خلص السلطان طغرلبك من حصره بمذان وأسر أخاه إبراهيم وقتله وتكن ف‬
‫أمره وطابت نفسه ول يبق له ف تلك البلد منازع كتب إل قريش بن بدران يأمره بأن يعيد الليفة إل وطنه وداره وتوعده على أنه إن ل يفعل ذلك وإل أحل به بأسا شديدا فكتب إليه‬
‫قريش يتلطف به ويدخل عليه ويقول أنا معك على البساسيي بكل ما أقدر عليه حت يكنك ال منه ولكن أخشى أن أتسرع ف أمر يكون فيه على الليفة مفسدة أو تبدر إليه بادرة سوء‬
‫يكون على عارها ولكن سأعمل على ما أمرتن به بكل ما يكنن وأمر برد امرأة الليفة خاتون إل دارها وقرارها ث إنه راسل البساسيي بعود الليفة إل داره وخوفه من جهة اللك طغرلبك‬
‫وقال له فيما قال إنك دعوتنا إل طاعة الستنصر الفاطمي وبيننا وبينه ستمائة فرسخ ول يأتنا رسول ول أحد من عنده ول يفكر ف شيء ما ارسلنا إليه وهذا اللك من ورائنا بالرصاد قريب‬
‫منا وقد جاءن منه كتاب عنوانه إل المي الليل علم الدين أب العال قريش بن بدران مول أمي الؤمني من شاهنشاه العظم ملك الشرق والغرب طغرلبك أب طالب ممد بن ميكائيل بن‬
‫سلجوق وعلى رأس الكتاب العلمة السلطانية بط السلطان حسب ال ونعم الوكيل وكان ف الكتاب والن قد سرت بنا القادير إل هلك كل عدو ف الدين ول يبق علينا ف الهمات إل‬
‫خدمة سيدنا ومولنا القائم بأمر ال أمي الؤمني وإطلع أبة إمامته على سرير عزه فإن الذي يلزمنا ذلك ول فسحة ف التقصي فيه ساعة من الزمان وقد أقبلنا بنود الشرق وخيولا إل هذا‬
‫الهم العظيم ونريد من المي الليل علم الدين إبانة النجح الذي وفق له وتفرد به وهو أن يتم وفاءه من إقامته وخدمته ف باب سيدنا ومولنا أمي الؤمني إما أن يأت به مكرما ف عزه وإمامته‬
‫إل موقف خلفته من مدينة السلم ويتمثل بي يديه متوليا أمره ومنفذا حكمه وشاهرا سيفه وقلمه وذلك الراد وهوخليفتنا وتلك الدمة بعض ما ييب له ونن نوليك العراق بأسرها ونصفي‬
‫لك مشارع برها وبرها ل يطؤها حافر خيل من خيول العجم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪82‬‬

‫شبا من اراضي تلك الملكة إل ملتمسا لعاونتك ومظاهرتك وإما أن تافظ على شخصه الغال يتحويله من القلعة إل حي نظى بدمته فليمتثل ذلك ويكون المي الليل ميا بي أن يلقانا‬
‫أو يقيم حيث شاء فنوليه العراق كلها ونستخلفه ف الدمة المامية ونصرف أعيننا إل المالك الشرقية فهمتنا ل تقتضي إل هذا فعند ذلك كتب قريش إل مهاوش بن ملي الذي عنده‬
‫الليفة يقول له إن الصلحة تقتضي تسليم الليفة إل حت آخذ ل ولك به أمانا فامتنع عليه مهاوش وقال قد غرن البساسيي ووعدن بأشياء ل أرها ولست برسله إليك أبدا وله ف عنقي‬
‫أيان كثية ل أغدرها وكان مهارش هذا رجل صالا فقال للخليفة إن الصلحة تقتضي أن نسي إل بلد بدر بن مهلهل وننظر ما يكون من أمر السلطان طغرلبك فإن ظهر دخلنا بغداد وإن‬
‫كانت الخرى نظرنا لنفسنا فإن أخشى من البساسيي أن يأتينا فيحضرنا فقال له الليفة افعل ما فيه الصلحة فسارا ف الادي عشر من ذي القعدة إل أن حصل بقلعة تل عكبا فتلقته‬
‫رسل السلطان طغرلبك بالدايا الت كان أنفذها وجاءت الخبار بأن السلطان طغرلبك قد دخل بغداد وكان يوما مشهودا غي أن اليش نبوا البلد غي دار الليفة وصودر خلق كثي من‬
‫التجار وأخذت منهم أموال كثية وشرعوا ف عمارة دار اللك وأرسل السلطان إل الليفة مراكب كثية من أنواع اليول وغيها وسرادق وملبس وما يليق بالليفة ف السفر أرسل ذلك‬
‫مع الوزير عميد اللك الكندري ولا انتهوا إل الليفة أرسلوا بتلك اللت إليه قبل أن يصلوا إليه وقالوا اضربوا السرادق وليلبس الليفة ما يليق به ث نيء نن ونستأذن عليه فل يأذن لنا‬
‫إل بعد ساعة طويلة فلما فعلوا ذلك دخل الوزير ومن معه فقبلوا الرض بي يديه وأخبوه بسرور السلطان بسلمته وبا حصل من العود إل بغداد وكتب عميد اللك كتابا إل السلطان‬
‫يعلمه بصفة ما جرى وأحب أن يضع الليفة علمته ف أعل الكتاب ليكون أقر لعي السلطان وأحضر الوزير دواته ومعها سيف الدولة وقال هذه خدمة السيف والقلم فأعجب الليفة ذلك‬
‫وترحلوا من منلم ذلك بعد يومي فلما وصلوا النهروان خرج السلطان لتلقي الليفة فلما وصل السلطان إل سرادق الليفة قبل الرض سبع مرات بي يدي الليفة فأخذ الليفة مدة‬
‫فوضعها بي يديه فأخذها اللك فقبلها ث جلس عليها كما أشار الليفة وقدم الليفة البل الياقوت الحر الذي كان لبن بويه فوضعه بي يديه وأخرج اثنت عشرة حبة من لؤلؤ كبار وقال‬
‫أرسلن خاتون يعن زوجة اللك تدم الليفة وسأله أن يسبح بذه السبحة وجعل يعتذر من تأخره عن الضرة بسسب عصيان أخيه فقتله واتفق موت أخي الكب أيضا فاشتغلت بترتيب‬
‫أولده من بعده وأنا شاكر لهارش با كان منه من خدمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪83‬‬

‫أمي الؤمني وأنا ذاهب إن شاء ال خلف الكلب البساسيي فأقتله إن شاء ال ث أدخل الشام وأفعل بصاحب مصر ما ينبغي أن يازى به من سوء القابلة فدعا له الليفة وأعطى الليفة‬
‫للملك سيفا كان معه ل يبق معه من أمور اللفة سواه واستأذن اللك لبقية اليش أن يدموا الليفة فرفعت الستار عن جوانب الركات فلما شاهد التراك الليفة قبلوا الرض ث دخلوا‬
‫بغداد يوم الثني لمس بقي من ذي القعدة وكان يوما مشهودا اليش كله معه والقضاة والعيان والسلطان آخذ بلجام بغلته إل أن وصل باب الجرة ث إنه لا وصل الليفة إل دار ملكته‬
‫استأذنه السلطان ف الذهاب وراء البساسيي فأرسل جيشا من ناحية الكوفة ليمنعوه من الدخول إل الشام وخرج هو والناس ف التاسع والعشرين من الشهر وأما البساسيي فإنه مقيم‬
‫بواسط ف جع غلت وأمور يهيئها لقتال السلطان وعنده أن اللك طغرلبك ومن عنده ليسوا بشيء ياف منه وذلك لا يريده ال تعال من إهلكه إن شاء ال مقتل البساسيي على يدي‬
‫السلطان طغرلبك لا سار السلطان وراءه وصلت السرية الول فلقوه بأرض واسط ومعه ابن مزيد فاقتتلوا هنالك وانزم أصحابه عنه ونا البساسيي بنفسه على فرس فتبعه بعض الغلمان‬
‫فرمى فرسه بنشابة فألقته إل الرض فجاء الغلم فضربه على وجهه ول يعرفه واسره واحد منهم يقال له كمسكي فحز رأسه وحله إل السلطان وأخذت التراك من جيش البساسيي من‬
‫الموال ما عجزوا عن حله ولا وصل الرأس إل السلطان أمر أن يذهب به إل بغداد وأن يرفع على رمح وأن يطاف به ف الحال وأن يطوف معه الدبادب والبوقات والنفاطون وان يرج‬
‫الناس والنساء للفرجة عليه ففعل ذلك ث نصب على الطيارة تاه دار الليفة وقد كان مع البساسيي خلق من البغاددة خرجوا معه ظاني أنه سيعود إل بغداد فهلكوا ونبت أموالم ول ينج‬
‫من أصحابه إل القليل وفر ابن مزيد ف ناس قليل إل البطيحة ومنه أولد البساسيي وأمهم وقد سلبتهم العراب فلم يتركوا لم شيئا ث استؤمن لبن مزيد من السلطان ودخل معه بغداد‬
‫وقد نبت العساكر ما بي واسط والبصرة والهواز وذلك لكثرة اليش وانتشاره وكثافته وأما الليفة فإنه حي عاد إل دار اللفة جعل ل عليه أن ل ينام على وطاء ول يأتيه أحد بطعام إذا‬
‫كان صائما ول يدمه ف وضوئه وغسله أحد بل يتول ذلك كله بنفسه لنفسه وعاهد ال أن ل يؤذي أحدا من آذاه وأن يصفح عن من ظلمه وقال ما عاقبت من عصى ال فيك بثل أن تطيع‬
‫ال فيه وفيها تول اللك الب أرسلن بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بلد حران بعد وفاة أبيه بتقرير عمه طغرلبك وكان له من الخوة سليمان وقاروت بك وياقوت فتزوج طغرلبك بأم‬
‫سليمان‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪84‬‬

‫وفيها كان بكة رخص ل يسمع بثله بيع التمر والب كل مائت رطل بدينار ول يج أحد من أهل العراق فيها ترجة أرسلن أبو الارس البساسيي التركي‬
‫كان من ماليك باء الدولة وكان أول ملوكا لرجل من أهل مدينة بسا فنسب إليه فقيل له البساسيي وتلقب باللك الظفر ث كان مقدما كبيا عند الليفة القائم بأمر ال ل يقطع أمرا دونه‬
‫وخطب له على منابر العراق كلها ث طغى وبغى وترد وعتا وخرج على الليفة والسلمي ودعا إل اللفة الفاطميي ث انقضى أجله ف هذه السنة وكان دخوله إل بغداد بأهله ف سادس‬
‫ذي القعدة من سنة خسي وأربعمائة ث اتفق خروجهم منها ف سادس ذي القعدة أيضا من سنة إحدى وخسي بعد سنة كاملة ث كان خروج الليفة من بغداد ف يوم الثلثاء الثان عشر من‬
‫كانون الول واتفق قتل البساسيى ف يوم الثلثاء الثامن عشر من كانون الول بعد سنة شسية وذلك ف ذي الجة منها‬
‫السن بن الفضل‬
‫أبو علي الشرمقان الؤدب القرى الافظ للقرآن والقراءات واختلفها كان ضيق الال فرآه شيخه ابن العلف ذات يوم وهو يأخذ أوراق الس من دجلة ويأكلها فأعلم ابن السلمة باله‬
‫فأرسل ابن السلمة غلما له وأمره أن يذهب إل الزانة الت له بسجده فيتخذ لا مفتاحا غي مفتاحه ث كان كل يوم يضع فيها ثلثة أرطال من خبز السميد ودجاجة وحلوة السكر فظن أبو‬
‫علي الشرمقان ان ذلك كرامة أكرمه ال با وأن هذا الطعام الذي يده ف خزانته من النة فكتمه زمانا وجعل ينشد‬
‫من أطلعوه على سر فباح به ‪ ...‬ل يأمنوه على السرار ما عاشا ‪ ...‬وأبعدوه فلم يظفر بقربم ‪ ...‬وأبدلوه فكان النس اياشا ‪ ...‬فلما كان بعض اليام ذاكره ابن العلف ف أمره وقال له ‪...‬‬
‫فيما قال أراك قد سنت فما هذا المر وانت رجل فقي فجعل يلوح ول يصرح ويكن ول يفصح ث ال عليه فأخبه أنه يد كل يوم ف خزانته من طعام النة ما يكفيه وان هذا كرامة أكرمه‬
‫ال با فقال له ادع لبن السلمة فنه الذي يفعل ذلك وشرح له صورة الال فكسره ذلك ول يعجبه‬
‫علي بن ممود بن إبراهيم بن ماجره‬
‫أبو السن الروزن شيخ الصوفية و إليه ينسب الرباط الروزن وقد كان بن لب السن شيخه وقد صحب أبا عبد الرحن السلمي وقال صحبت ألف شيخ وأحفظ عن كل شيخ حكاية توف‬
‫ف رمضان عن خس وثاني سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪85‬‬

‫ممد بن علي‬
‫ابن الفتح بن ممد بن علي بن أب طالب الرب العروف بالعشاري لطول جسده وقد سع الدارقطن وغيه وكان ثقة دينا صالا توف ف جادي الول منها وقد نيف على الثماني‬
‫الون الفرضي‬
‫السي بن ممد بن عبدال أبو عبدال الون نسبة إل ون قرية من أعمال جهستان الفرضي شيخ الرب وهو أبو حكيم عبدال بن إبراهيم كان الون إماما ف الساب والفرائض وانتفع الناس‬
‫به توف فيها ببغداد شهيدا ف فتنة البساسيي وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وخسي وأربعمائة‬
‫ف يوم الميس السابع عشر من صفر دخل السلطان بغداد مرجعه من واسط بعد قتل البساسيي وف يوم الادي والعشرين جلس الليفة ف داره وأحضر اللك طغرلبك ومد ساطا عظيما‬
‫فأكل المراء منه والعامة ث ف يوم الميس ثان ربيع الول عمل السلطان ساطا للناس وف يوم الثلثاء تاسع جادى الخرة قدم المي عدة الدين أبو القاسم عبدال بن ذخية الدين بن أمي‬
‫الؤمني القائم بأمر ال وعمته وله من العمر يومئذ أربع سني صحبة أب الغنائم فتلقاه الناس إجلل لده وقد ول اللفة بعد ذلك وسي القتدي بأمر ال وف رجب وقف أبو السن ممد بن‬
‫هلل العتاب دار كتب وهي دار بشارع ابن أب عوف من غرب بغداد ونقل إليها ألف كتاب عوضا عن دار ازدشي الت أحرقت بالكرخ وف شعبان ملك ممود بن نصر حلب وقلعتها‬
‫فامتدحه الشعراء وفيها ملك عطية بن مرداس الرحبة وذلك كله منتزع من أيدي الفاطميي ول يج أحد من أهل العراق فيها غي أن جاعة اجتمعوا إل الكوفة وذهبوا مع الفراء ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫أبو منصور اليلي‬
‫من تلميذ أب حامد ول القضاء بباب الطلق وبري دار اللفة وسع الديث من جاعة قال الطيب وكتبنا عنه وكان ثقة‬
‫السن بن ممد‬
‫ابن أب الفضل أبو ممد الفسوي الوال سع الديث وكان ذكيا ف صناعة الولية ومعرفة التهم والتهومي من الغرماء بلطف من الصنيع كما نقل عنه أنه أوقف بي يديه جاعة اتموا بسرقة‬
‫فأتى بكوز يشرب منه فرمى به فانزعج الواقفون إل واحدا فامر به أن يقرر وقال السارق يكون جريئا قويا فوجد المر كذلك وقد قتل مرة رجل ف ضرب بي يديه فادعى عليه عند القاضي‬
‫أب الطيب فحكم عليه بالقصاص ث فادى عن نفسه بال جزيل حت خلص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪86‬‬

‫ممد بن عبيدال‬
‫ابن أحد بن ممد بن عروس أبو الفضل البزار انتهت إليه رياسة الفقهاء الالكيي ببغداد وكان من القراء الجيدين وأهل الديث السندين سع ابن حبانة والخلص وابن شاهي وقد قبل‬
‫شهادته أبو عبدال الدامغان وكان أحد العدلي قطرالندى ويقال الدجى ويقال علم أم الليفة القائم بأمر ال كانت عجوزا كبية بلغت التسعي وهي الت احتاجت ف زمان البساسيي‬
‫فأجرى عليها رزقا وأخدمها جاريتي ث ل تت حت أقر ال عينها بولدها ورجوعه إليها واستمر أمرهم على ما كانوا عليه ث توفيت ف هذه السنة فحضر ولدها الليفة جنازتا وكانت حافلة‬
‫جدا‬
‫ث دخلت سنة ثلث وخسي وأربعمائة‬
‫فيها خطب اللك طغرلبك ابنة الليفة فانزعج الليفة من ذلك وقال هذا شيء ل تر العادة بثله ث طلب شيئا كثيا كهيئة الفرار ومن ذلك ما كان لزوجته الت توفيت من القطاعات بأرض‬
‫واسط وثلثمائة ألف دينار وأن يقيم اللك ببغداد ل يرحل عنها ول يوما واحدا فوقع التفاق على بعض ذلك وأرسل إليها بائة ألف دينار مع ابنة أخيه داود زوجة الليفة وأشياء كثية من‬
‫آنية الذهب والفضة والنثار والواري ومن الواهر ألفان ومائت قطعة من ذلك سبعمائة قطعة من جوهر وزن القطعة ما بي الثلث مثاقيل إل الثقال وأشياء أخرى فتمنع الليفة لفوات بعض‬
‫الشروط فغضب عميد اللك الوزير لخدومه السلطان وجرت شرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتابا يأمر الليفة بانتزاع ابنة أخيه السيدة أرسلن خاتون ونقلها من دار اللفة إل‬
‫دار اللك حت تنفصل هذه القضية فعزم الليفة على الرحيل من بغداد فانزعج الناس لذلك وجاء كتاب السلطان إل رئيس شحنة بغداد برشتق يأمره بعدم الراقبة وكثرة العسف ف مقابلة‬
‫رد أصحابه بالرمان ويعزم على نقل الاتون إل دار الملكة وأرسل من يملها إل البلد الت هو فيها كل ذلك غضبا على الليفة قال ابن الوزي وف رمضان منها رأى إنسان من الزمن‬
‫رسول ال ( ص ) ف النام وهو قائم ومعه ثلثة أنفس فجاءه أحدهم فقال له أل تقوم فقال ل أستطيع أنا رجل مقعد فأخذ بيده فقال قم فقام وانتبه فإذا هو قد برأ واصبح يشي ف حوائجه‬
‫وف ربيع الخر استوزر الليفة أبا الفتح منصور بن أحد بن دارست الهوازي وخلع عليه وجلس ف ملس الوزارة وف جادى الخرة لليلتي بقيتا منه كسفت الشمس كسوفا عظيما جيع‬
‫القرص غاب فمكث الناس أربع ساعات حت بدت النجوم وآوت الطيور إل أوكارها وتركت الطيان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪87‬‬

‫لشدة الظلمة وفيها ول أبو تيم بن معز الدولة بلد إفريقية وفيها ول ابن نصر الدولة‬
‫أحد بن مروان‬
‫الكردي ديار بكر وفيها ول قريش بن بدران بلد الوصل ونصيبي وفيها خلع على طراد ابن ممد الزينب اللقب بالكامل نقابة الطالبيي ولقب الرتضى وفيها ضمن أبو إسحاق بن علء‬
‫اليهودي ضياع الليفة من صرصر إل أواثي كل سنة ستة وثاني ألف دينار وسبع عشرة ألف كر من غلة ول يح أحد من أهل العراق هذه السنة ومن توف فيها من العيان أحد بن مروان‬
‫أبو نصر الكردي صاحب بلد بكر وميافارقي لقبه القادر نصر الدولة وملك هذه البلد ثنتي وخسي سنة وتنعم تنعما ل يقع لحد من أهل زمانه ول أدركه فيه أحد من أقرانه وكان عنده‬
‫خسمائة سرية سوى من يدمهن وعنده خسمائة خادم وكان عنده من الغنيات شيء كثي كل واحدة مشتراها خسة آلف دينار وأكثر وكان يضر ف ملسه من آلت اللهو والوان ما‬
‫يساوي مائت ألف دينار وتزوج بعدة من بنات اللوك وكان كثي الهادنة للملوك إذا قصده عدو أرسل إليه بقدار ما يصاله به فيجع عنه وقد أرسل إل اللك طغرلبك بدية عظيمة حي‬
‫ملك العراق من ذلك حبل من ياقوت كان لبن بويه اشتراه منهم بشيء كثي ومائة ألف دينار وغي ذلك وقد وزر له أبو القاسم الغرب مرتي ووزر له أيضا أبو نصر ممد بن ممد بن جرير‬
‫وكانت بلده آمن البلد وأطيبها وأكثرها عدل وقد بلغه أن الطيور توع فتجمع ف الشتاء من البوب الت ف القرى فيصطادها الناس فأمر بفتح الهراء وإلقاء ما يكفيها من الغلت ف مدة‬
‫الشتاء فكانت تكون ف ضيافته طول الشتاء مدة عمره توف ف هذه السنة وقد قارب الثماني قال ابن خلكان قال ابن الزرق ف تاريه إنه ل يصادر أحدا من رعيته سوى رجل واحد ول تفته‬
‫صلة مع كثرة مباشرته للذات وكان له ثلثائة وستون حظية يبيت عند كل واحد ليلة ف السنة وخلف أولدا كثية ول يزل على ذلك إل أن توف ف التاسع والعشرين من شوال منها‬
‫ث دخلت سنة أربع وخسي وأربعمائة‬
‫فيها وردت الكتب الكثية من اللك طغرلبك يشكو من قلة إنصاف الليفة وعدم موافقته له ويذكر ما أسداه إليه من الي والنعم إل ملوك الطراف وقاضي القضاة الدامغان فلما رأى‬
‫الليفة ذلك وأن اللك أرسل إل نوابه بالحتياط على أموال الليفة كتب إل اللك ييبه إل ما سأل فلما وصل ذلك إل اللك فرح فرحا شديدا وأرسل إل نوابه أن يطلقوا أملك الليفة‬
‫واتفقت الكلمة بعد أن كادت تتفرق فوكل الليفة ف العقد فوقع العقد بدينة تبيز بضرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪88‬‬

‫اللك طغرلبك وعمل ساطا عظيما فلما جئ بالوكالة قام لا اللك وقبل الرض عند رؤيتها ودعا للخليفة دعاء كثيا ث أوجب العقد على صداق أربعمائة ألف دينار وذلك ف يوم الميس‬
‫الثالث عشر من شعبان من هذه السنة ث بعث ابنة أخيه الاتون زوجة الليفة ف شوال بتحف كثية وجوهر وذهب كثي وجواهر عديدة ثينة وهدايا عظيمة لم العروس وأهلها وقال اللك‬
‫جهرة للناس أنا عبد الليفة ما بقيت ل أملك شيئا سوى ما علي من الثياب وفيها عزل الليفة وزيره واستوزر أبا نصر ممد بن ممد بن جبي استقدمه من ميافارقي وفيها عم الرخص جيع‬
‫الرض حت بيع بالبصرة كل ألف رطل تر بثمان قراريط ول يج فيها أحد ومن توف فيها من العيان‬
‫ثال بن صال‬
‫معز الدولة صاحب حلب كان حليما كريا وقورا ذكر ابن الوزي ان الفراش تقدم إليه ليغسل يده فصدمت بلبلة البريق ثنيته فسقطت ف الطست فعفا عنه‬
‫السن بن علي بن ممد‬
‫أبو ممد الوهري ولد ف شعبان سنة ثلث وستي وسع الديث على جاعة وتفرد بشايخ كثيين منهم أبو بكر بن مالك القطيعي وهو آخر من حدث عنه توف ف ذي القعدة منها‬
‫السي بن أب يزيد‬
‫أبو على الدباغ قال رأيت رسول ال ( ص ) ف النام فقلت يا رسول ال أدع ال أن ييتن على السلم فقال وعلى السنة‬
‫سعد بن ممد بن منصور‬
‫أبو الحاسن الرجان كان رئيسا قديا وجه رسول إل اللك ممود بن سبكتكي ف حدود سنة عشر وكان من الفقهاء العلماء ترج به جاعة وروى الديث عن جاعة وعقد له ملس الناظرة‬
‫ببلدان كثية وقتل ظلما باستراباذ ف رجب منها رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة خس وخسي وأربعمائة‬
‫فيها دخل السلطان طغرلبك بغداد وعزم الليفة على تلقيه ث ترك ذلك وأرسل وزيره أبا نصر عوضا عنه وكان من اليش أذية كثية للناس ف الطريق وتعرضوا للحري حت هجموا على‬
‫النساء ف المامات فخلصهن منهم العامة بعد جهد فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫دخول اللك طغرلبك على بنت الليفة‬
‫لا استقر السلطان ببغداد أرسل وزيره عميد اللك إل الليفة يطالبه بنقل ابنته إل دار الملكة فتمنع الليفة من ذلك وقال إنكم إنا سألتم أن يعقد العقد فقط بصول التشريف والتزمتم لا‬
‫بعود الطالبة فتردد الناس ف ذلك بي الليفة واللك وأرسل اللك زيادة على النقد مائة ألف دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪89‬‬

‫ومائة وخسي ألف درهم وتفا أجر وأشياء لطيفة فلما كان ليلة الثني الامس عشر من صفر زفت السيدة ابنة الليفة إل دار الملكة فضربت لا السرادقات من دجلة إل دار الملكة‬
‫وضربت الدبادب والبوقات عند دخولا إل الدار فلما دخلت أجلست على سرير مكلل بالذهب وعلى وجهها برقع ودخل اللك طغرلبك فوقف بي يديها فقبل الرض ول تقم له ول تره ول‬
‫يلس حت انصرف إل صحن الدار والجاب والتراك يرقصون هناك فرحا وسرورا وبعث لا مع الاتون زوجة الليفة عقدين فاخرين وقطعة ياقوت حراء كبية هائلة ودخل من الغد فقبل‬
‫الرض وجلس على سرير مكلل بالفضة بإزائها ساعة ث خرج وأرسل لا جواهر كثية ثينة وفرجية نسج بالذهب مكلل بالب وما زال كذلك كل يوم يدخل ويقبل الرض ويلس على‬
‫سرير بإزائها ث يرج عنها ويبعث بالتحف والدايا ول يكن منه إليها شيء مقدار سبعة أيام ويد كل يوم من هذه اليام السبعة ساطا هائل وخلع ف اليوم السابع على جيع المراء ث عرض له‬
‫سفر واعتراه مرض فاستأذن الليفة ف النصراف بالسيدة معه إل تلك البلد ث يعود با فأذن له بعد تنع شديد وحزن عظيم فخرج با وليس معها من دار اللفة سوى ثلث نسوة برسم‬
‫خدمتها وقد تألت لفقدها ألا شديدا وخرج السلطان وهو مريض مدنف مأيوس منه فلما كانت ليلة الحد الرابع والعشرين من رمضان جاء الب بأنه توف ف ثامن الشهر فثار العيارون‬
‫فقتلوا العميدي وسبعمائة من أصحابه ونبوا الموال وجعلوا يأكلون ويشربون على القتلى نارا حت انسلخ الشهر وأخذت البيعة بعده لولد أخيه سليمان بن داود وكان طغرلبك قد نص‬
‫عليه وأوصى اليه لنه كان قد تزوج بأمه واتفقت الكلمة عليه ول يبق عليه خوف إل من جهة أخي سليمان وهو اللك عضد الدولة ألب أرسلن ممد بن داود فإن اليش كانوا ييلون إليه‬
‫وقد خطب له أهل البل ومعه نظام اللك أبو علي السن بن علي بن إسحاق وزيره ولا رأى الكندري قوة أمره خطب له بالري ث من بعده لخيه سليمان بن داود وقد كان اللك طغرلبك‬
‫حليما كثي الحتمال شديد الكتمان للسر مافظا على الصلوات وعلى صوم الثني والميس مواظبا على لبس البياض وكان عمره يوم مات سيعي سنة ول يترك ولدا وملك بضرة القائم‬
‫بأمر ال سبع سني واحدى عشر شهرا واثن عشر يوما ولا مات اضطربت الحوال وانتقضت بعده جدا وعاثت العراب ف سواد بغداد وارض العراق ينهبون وتعذرت الزراعة إل على‬
‫الخاطرة فانزعج الناس لذلك وفيها كانت زلزلة عظيمة بواسط وأرض الشام فهدمت قطعة من سور طرابلس وفيها وقع بالناس موتان بالدري والفجأة ووقع بصر وباء شديد كان يرج‬
‫منها كل يوم ألف جنازة وفيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪90‬‬

‫ملك الصليحي صاحب اليمن مكة وجلب القوات إليها وأحسن إل أهلها وف أوائلها طلبت الست أرسلن زوجة الليفة النقلة من عنده إل عمها وذلك لا هجرها وبارت عنده فبعثها مع‬
‫الوزير الكندري إل عمها فلما وصلت إليه كان مريضا مدنفا فأرسل إل الليفة يعتب عليه ف تاونه با فكتب الليفة إليه ارتال ‪ ...‬ذهبت شرت وول الغرام ‪ ...‬وارجاع الشباب ما ل يرام‬
‫‪ ...‬أذهبت من الليال جديدا ‪ ...‬والليال يضعفن واليام ‪ ...‬فعلى ما عهدته من شباب ‪ ...‬وعلى الغانيات من السلم ‪ ...‬ومن توف فيها من العيان‬
‫زهي بن علي بن السن بن حزام‬
‫أبو نصر الزامي ورد بغداد وتفقه على الشيخ أب حامد السفراين وسع بالبصرة سنن أب داود على القاضي أب عمر وحدث بالكثي وكان يرجع إليه ف الفتاوي وحل الشكلت وكانت‬
‫وفاته بسرخس فيها‬
‫سعيد بن مروان‬
‫صاحب آمد ويقال إنه سم فانتقم صاحب ميا فارقي من سه فقطعه قطعا‬
‫اللك أبو طالب‬
‫ممد بن ميكائيل بن سلجوق طغرلبك كان أول ملوك السلجقة وكان خيا مصليا مافظا على الصلة ف أول وقتها يدي صيام الثني والميس حليما عمن أساء إليه كتوما للسرار سعيدا‬
‫ف حركاته ملك ف أيام مسعود بن ممود عامة بلد خراسان واستناب أخاه داود وأخاه لمه إبراهيم بن نيال وأولد إخوته على كثي من البلد ث استدعاه الليفة إل ملك بغداد كما تقدم‬
‫ذلك كله مبسوطا توف ف ثامن رمضان من هذه السنة وله من العمر سبعون سنة وكان له ف اللك ثلثون سنة منها ف ملك العراق ثان سني إل ثانية عشر يوما‬
‫ث دخلت سنة ست وخسي وأربعمائة‬
‫فيها قبض السلطان ألب أرسلن على وزير عمه عميد اللك الكندري وسجنه ببيته ث أرسل إليه من قتله واعتمد ف الوزارة على نظام اللك وكان وزير صدق يكرم العلماء والفقراء ولا‬
‫عصى اللك شهاب الدولة قتلمش وخرج عن الطاعة وأراد أخذ ألب أرسلن خاف منه ألب أرسلن فقال له الوزير أيها اللك ل تف فإن قد استدمت لك جندا ما بارزوا عسكرا إل‬
‫كسروه كائنا ما كان قال له اللك من هم قال جند يدعون لك وينصرونك بالتوجه ف صلواتم وخلواتم وهم العلماء والفقراء الصلحاء فطابت نفس اللك بذلك فحي التقى مع قتلمش ل‬
‫ينظره أن كسره وقتل خلقا من جنوده وقتل قتلمش ف العركة واجتمعت الكلمة على ألب أرسلن‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪91‬‬

‫وفيها أرسل ولده ملكشاه ووزيره نظام اللك هذا ف جنود عظيمة إل بلد الكرخ ففتحوا حصونا كثية وغنموا أموال جزيلة وفرح السلمون بنصرهم وكتب كتاب ولده على ابنة الان‬
‫العظم صاحب ما وراء النهر وزفت إليه وزوج ابنه الخر بابنة صاحب غزنة واجتمع شل اللكي السلجوقي والحمودي وفيها أذن ألب أرسلن لبنة الليفة ف الرجوع إل أبيها وأرسل‬
‫معها بعض القضاة والمراء فدخلت بغداد ف تمل عظيم وخرج الناس لينظروا إليها فدخلت ليل ففرح الليفة وأهلها بذلك وامر الليفة بالدعاء للب أرسلن على النابر ف الطب فقيل‬
‫ف الدعاء اللهم وأصلح السلطان العظم عضد الدولة وتاج اللة ألب أرسلن أبا شجاع ممد بن داود ث أرسل الليفة إل اللك باللع والتقليد مع الشريف نقيب النقباء طراد بن ممد وأب‬
‫ممد التميمي وموفق الادم واستقر أمر السلطان ألب أرسلن على العراق قال ابن الوزي وف ربيع الول شاع ف بغداد أن قوما من الكراد خرجوا يتصيدون فرأوا ف البية خياما سودا‬
‫سعوا با لطما شديدا وعويل كثيا وقائل يقول قد مات سيدوك ملك الن وأي بلد ل يلطم به عليه ول يقم له مأت فيه قال فخرج النساء العواهر من حري بغداد إل القابر يلطمن ثلثة أيام‬
‫ويرقن ثيابن وينشرن شعورهن وخرج رجال من الفساق يفعلون ذلك وفعل هذا بواسط وخوزستان وغيها من البلد قال وهذا من المق ل ينقل مثله قال ابن الوزي وف يوم المعة ثان‬
‫عشر شعبان هجم قوم من أصحاب عبدالصمد على أب علي بن الوليد الدرس للمعتزلة فسبوه وشتموه لمتناعه من الصلة ف الامع وتدريسه للناس بذا الذهب وأهانوه وجروه ولعنت‬
‫العتزلة ف جامع النصور وجلس أبو سعيد بن أب عمامة وجعل يلعن العتزلة وف شوال ورد الب أن السلطان غزا بلدا عظيما فيه ستمائة ألف دنليز وألف بيعة ودير وقتل منهم خلقا كثيا‬
‫وأسر خسمائة ألف إنسان وف ذي القعدة حدث بالناس وباء شديد ببغداد وغيها من بلد العراق وغلت أسعار الدوية وقل التمرهندي وزاد الرف تشارين وفسدالواء وف هذا الشهر‬
‫خلع على أب الغنائم العمر بن ممد بن عبيدال العلوي بنقابة الطالبيي وولية الج والظال ولقب بالظاهر ذي الناقب وقرئ تقليده ف الوكب وحج أهل العراق ف هذه السنة ومن توف فيها‬
‫من العيان‬
‫ابن حزم الظاهري‬
‫هو المام الافظ العلمة أبو ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صال بن خلف بن معد بن سفيان بن يزيد مول يزيد بن أب سفيان صخر بن حرب الموي اصل جده من‬
‫فارس أسلم وخلف الذكور وهو أول من دخل بلد الغرب منهم وكانت بلدهم قرطبة فولد ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪92‬‬

‫حزم هذا با ف سلخ رمضان سنة أربع وثاني وثلثمائة فقرأ القرآن واشتغل بالعلوم النافعة الشرعية وبرز فيها وفاق أهل زمانه وصنف الكتب الشهورة يقال إنه صنف أربعمائة ملد ف قريب‬
‫من ثاني ألف ورقة وكان اديبا طبيبا شاعرا فصيحا له ف الطب والنطق كتب وكان من بيت وزارة ورياسة ووجاهة ومال وثروة وكان مصاحبا للشيخ أب عمر بن عبد الب النمري وكان‬
‫مناوئا للشيخ أب الوليد سليمان بن خلف الباجي وقد جرت بينهما مناظرات يطول ذكرها وكان ابن حزم كثي الوقيعة ف العلماء بلسانه وقلمه فأورثه ذلك حقدا ف قلوب أهل زمانه‬
‫ومازالوا به حت بغضوه إل ملوكهم فطردوه عن بلده حت كانت وفاته ف قرية له ف شعبان من هذه السنة وقد جاوز التسعي والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا ف الفروع ل‬
‫يقول بشئ من القياس ل اللي ول غيه وهذا الذي وضعه عند العلماء وأدخل عليه خطأ كبيا ف نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويل ف باب الصول وآيات الصفات‬
‫وأحاديث الصفات لنه كان أول قد تضلع من علم النطق أخذه عن ممد بن السن الذحجي الكنان القرطب ذكره ابن ماكول وابن خلكان ففسد بذلك حاله ف باب الصفات‬
‫عبد الواحد بن علي بن برهان‬
‫أبو القاسم النحوي كان شرس الخلق جدا ل يلبس سراويل قط ول غطى رأسه ول يقبل عطاء لحد وذكر عنه أنه كان يقبل الردان من غي ريبة قال ابن عقيل وكان على مذهب مرجئة‬
‫العتزلة وينفي خلود الكفار ف النار ويقول دوام العقاب ف حق من ليوز عليه التشفي ل وجه له مع ما وصف ال به نفسه من الرحة ويتأول قوله تعال خالدين فيها أبدا أي أبدا من الباد‬
‫قال ابن الوزي وقدكان ابن برهان يقدح ف أصحاب أحد ويالف إعتقاد السلمي لنه قد خالف ا لجاع ث ذكر كلمه ف هذا وغيه وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وخسي وأربعمائة‬
‫فيها سار جاعة من العراق إل الج بفارة فلم يكنهم السي فعدلوا إل الكوفة ورجعوا وف ذي الجة منها شرع ف بناء الدرسة النظامية ونقض لجلها دور كثية من مشرعة الزوايا وباب‬
‫البصرة وفيها كانت حروب كثية بي تيم بن العزيز وباديس واولد حاد والعرب والغاربة بصنهاجة وزناتة وحج بالناس من بغداد النقيب أبو الغنائم وفيها كان مقتل عميد اللك الكندري‬
‫وهو منصور بن ممد أبو نصر الكندري وزير طغرلبك وكان مسجونا سنة تامة ولا قتل حل فدفن عند أبيه بقرية كندرة من عمل طريثيث وليست بكندرة الت هي بالقرب من قزوين‬
‫واستحوذ السلطان على أمواله وحواصله وقد كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪93‬‬

‫‪ ...‬ذكيا فصيحا شاعرا لديه فضائل جة حاضر الواب سريعه لا ارسله طغرلبك إل الليفة يطلب ابنته وامتنع الليفة من ذلك وانشد متمثل بقول الشاعر ‪ ...‬ما كل ما يتمن الرء يدركه‬
‫فأجابه الوزير تام قوله‬
‫‪ ...‬تري الرياح با ل يشتهى السفن ‪...‬‬
‫فسكت الليفة وأطرق قتل عن نيف وأربعي سنة ومن شعره قوله‬
‫ان كان ف الناس ضيق عن منافست ‪ ...‬فالوت قد وسع الدنيا على الناس ‪ ...‬مضيت والشامت الغبون يتبعن ‪ ...‬كل لكاس النايا شاربا حاسى ‪ ...‬وقد بعثه اللك طغرلبك يطب له ‪...‬‬
‫امرأة خوارزم شاه فتزوجها هو فخصاه اللك وأمره على عمله فدفن ذكره بوارزم وسفح دمه حي قتل بروالروذ ودفن جسده بقريته وحل رأسه فدفن بنيسابور ونقل قحف رأسه إل‬
‫كرمان وأنا اشهد ان ال جامع اللئق إل ميقات يوم معلوم أين كانوا وحيث كانوا وعلى أي صفة كانوا وعلى اى صفة كانوا سبحانه وتعال‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسي وأربعمائة‬
‫ف يوم عاشوراء اغلق أهل الكرخ دكاكينهم وأحضروا نساء ينحن على السي كما جرت به عادتم السالفة ف بدعتهم التقدمة الخالفة فحي وقع ذلك أنكرته العامة وطلب الليفة أبا‬
‫الغنائم وأنكر عليه ذلك فاعتذر إليه بأنه ل يعلم به أنه حي علم أزاله وتردد أهل الكرخ إل الديوان يعتذرون من ذلك وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع قال ابن الوزي‬
‫ف ربيع الول ولد بباب الزج صبية لا رأسان ووجهان ورقبتان واربع أيد على بدن كامل ث ماتت قال وف جادي الخرة كانت براسان زلزلة مكثت أياما تصدعت منها البال و هلك‬
‫جاعة وخسف بعدة قرى وخرج الناس إل الصحراء وأقاموا هنالك ووقع حريق بنهر يعلى فاحترق مائة دكان وثلثة دور وذهب للناس شيء كثي ونب بعضهم بعضا قال ابن الوزي و ف‬
‫شعبان وقع قتال بدمشق فأحرقوا دارا كانت قريبة من الامع فاحترق جامع دمشق كذا قال ابن الوزي والصحيح الشهور ان حريق جامع دمشق إنا هو ف ليلة النصف من شعبان سنة‬
‫إحدى وستي وأربعمائة بعد ثلث سني ما قال وان غلمان الفاطميي اقتلوا مع غلمان العباسيي فألقيت نار بدار المارة وهي الضراء فاحترقت وتعدى حريقها حت وصل إل الامع‬
‫فسقطت سقوفه وبادت زخرفته وتلف رخامه وبقي كأنه خربة وبادت الضراء فصارت كوما من تراب بعد ما كانت ف غاية الحكام والتقان وطيب الفناء ونزهة الجالس وحسن النظر‬
‫فهي إل يومنا هذا ل يسكنها لرداءة مكانا إل سفلة الناس وأسقاطهم بعد ما كانت دار اللفة واللك والمارة منذ أسسها معاوية بن أب سفيان وأما الامع الموي فإنه ل يكن على وجه‬
‫الرض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪94‬‬

‫شئ أحسن منه ول أبى منظرا إل أن أحترق فبقي خرابا مدة طويلة ث شرع اللوك ف تديده وترميمه حت بلط ف زمن العادل أب بكر بن أيوب ول يزالوا ف تسي معاله إل زماننا هذا‬
‫فتماثل وهو بالنسبة إل حاله الول كل شىء ول زال التحسي فيه إل أيام المي سيف الدين بتكنين عبد ال الناصري ف حدود سنة ثلث وسبعمائة وما قبلها وما بعدها بيسي وفيها‬
‫رخصت السعار ببغداد رخصا كثيا ونقصت دجلة نقصا بينا وفيها أخذ اللك الب أرسلن العهد باللك من بعده لولده ملكشاه ومشى بي يديه بالغاشية والمراء يشون بي يديه و كان‬
‫يوما مشهودا وحج بالناس فيها نور الدى أبو طالب السي بن نظام الضرتي الزينب وجاور بكة وفيها توف من العيان‬
‫الافظ الكبي أبو بكر البيهقي‬
‫أحد بن السي بن علي بن عبد ال بن موسى أبو بكر البيهقي له التصانيف الت سارت با الركبان إل سائر المصار ولد سنة أربع وثاني وثلثمائة وكان أوحد أهل زمانه ف التقان والفظ‬
‫والفقه والتصنيف كان فقيها مدثا أصوليا أخذ العلم عن الاكم أب عبد ال النيسابوري وسع على غيه شيئا كثيا وجع أشياء كثية نافعة ل يسبق إل مثلها ول يدرك فيها منها كتاب السنن‬
‫الكبي ونصوص الشافعي كل ف عشر ملدات والسنن الصغي والثار والدخل والداب وشعب اليان واللفيات ودلئل النبوة والبعث والنشور وغي ذلك من الصنفات الكبار والصغار‬
‫الفيدة الت لتسامى ول تدان وكان زاهدا متقلل من الدنيا كثي العبادة والورع توف بنيسابور ونقل تابوته إل بيهق ف جادى الول منها‬
‫السن بن غالب‬
‫ابن علي بن غالب بن منصور بن صعلوك أبو علي التميمي ويعرف بابن البارك القري صحب ابن سعون وقرأ القرآن على حروف أنكرت عليه وجرب عليه الكذب إما عمدا وإما خطأ‬
‫واتم ف رواية كثية وكان أبو بكر القزين من ينكر عليه وكتب عليه مضر بعدم القراء بالروف النكرة قال أبو ممد السمرقندي كان كذابا توف فيها عن ثنتي وثاني سنة ودفن عند‬
‫إبراهيم الرب قال ابن خلكان أخذ الفقه عن أب الفتح نصر بن ممد العمري الروزي ث غلب عليه الديث واشتهر به ورحل ف طلبه‬
‫القاضي أبو يعلي بن الفرا النبلي‬
‫ممد بن السن بن ممد بن خلف بن أحد الفرا القاضي أبو يعلى شيخ النابلة ومهد مذهبهم ف الفروع ولد ف مرم سنة ثاني وثلثمائة وسع الديث الكثي وحدث عن ابن حبابة قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪95‬‬

‫ابن الوزي وكان من سادات العلماء الثقات وشهد عند ابن ماكول وابن الدامغان فقبله وتول النظر ف الكم بري اللفة وكان إماما ف الفقه له التصانيف السان الكثية ف مذهب أحد‬
‫ودرس وافت سني وانتهت إليه رياسة الذهب وانتشرت تصانيفه وأصحابه وجع المامة والفقه والصدق وحسن اللق والتعبد والتقشف والشوع وحسن السمت والصمت عما ليعن توف‬
‫ف العشرين من رمضان منها عن ثان وسبعي سنة واجتمع ف جنازته القضاة والعيان وكان يوما حارا فأفطر بعض من اتبع جنازته وترك من البني عبيد ال أبا القاسم وأبا السي وأبا حازم‬
‫ورآه بعضهم ف النام فقال ما فعل ال بك فقال رحن وغفر ل وأكرمن ورفع منلت وجعل يعد ذلك بأصبعه فقال بالعلم فقال بل بالصدق‬
‫ابن سيده‬
‫صاحب الحكم ف اللغة أبو السي علي بن إساعيل الرسى كان إماما حافظا ف اللغة وكان ضرير البصر أخذ علم العربية واللغة عن أبيه وكان أبوه ضريرا أيضا واشتغل على أب العلء‬
‫صاعد البغدادي وله الحكم ف ملدات عديدة وله شرح الماسة ف ست ملدات وغي ذلك وقرأ على الشيخ أب عمر الطملنكي كتاب الغريب لب عبيد سردا من حفظه فتعجب الناس‬
‫لذلك وكان الشيخ يقابل با يقرأ ف الكتاب فسمع الناس بقرائته من حفظه توف ف ربيع الول منها وله ستون سنة وقيل إنه توف ف سنة ثان وأربعي والول أصح وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وخسي وأربعمائة‬
‫فيها بن أبو سعيد الستوف اللقب بشرف اللك مشهد المام أب حنيفة ببغداد وعقد عليه قبة وعمل بإزائه مدرسة فدخل أبو جعفر بن البياضي زائرا لب حنيفة فأنشد ‪ ...‬أل تر العلم كان‬
‫مضيعا ‪ ...‬فجمعه هذا الغيب ف اللحد ‪ ...‬كذلك كانت هذه الرض ميته ‪ ...‬فأنشرها جود العميد اب السعد ‪ ...‬وفيها هبت ريح حارة فمات بسببها خلق كثي وورد أن ببغداد تلف شجر‬
‫كثي من الليمون والترج وفيها احترق قب معروف الكرخي وكان سببه ان القيم طبخ له ماء الشعي لرضه فتعدت النار إل الخشاب فاحترق الشهد وفيها وقع غلء وفناء بدمشق وحلب‬
‫وحران وأعمال خراسان بكمالا ووقع الفناء ف الدواب كانت تنتفخ رؤسها وأعينها حت كان الناس يأخذون حر الوحش باليدي وكانوا يأنفون من أكلها قال ابن الوزي ف النتظم وف‬
‫يوم السبت عاشر ذي القعدة جع العميد أبو سعد الناس ليحضروا الدرس بالنظامية ببغداد وعي لتدريسها ومشيختها الشيخ أبا إسحاق الشيازي فلما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪96‬‬

‫تكامل اجتماع الناس وجاء أبو اسحاق ليدرس لقيه فقيه شاب فقال يا سيدي تذهب تدرس ف مكان مغصوب فامتنع أبو إسحاق من الضور ورجع إل بيته فأقيم الشيخ أبو نصر الصباغ‬
‫فدرس فلما بلغ نظام اللك ذلك تغيظ على العميد وأرسل إل الشيخ أب إسحاق فرده إل التدريس بالنظامية ف ذي الجة من هذه السنة وكان ل يصلي فيها مكتوبة بل كان يرج إل بعض‬
‫الساجد فيصلي لا بلغه من أنا مغصوبة وقد كان مدة تدريس ابن الصباغ فيها عشرين يوما ث عاد أبو إسحاق إليها وف ذي القعدة من هذه السنة قتل الصليحي أمي اليمن وصاحب مكة‬
‫قتله بعض أمراء اليمن وخطب للقائم بأمر ال العباسي وفيها حج بالناس أبو الغنائم النقيب ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن إساعيل بن ممد‬
‫أبو علي الطرسوسي ويقال له العراقي لظرفه وطول مقامه با سع الديث من أب طاهر الخلص وتفقه على أب ممد الباقي ث على الشيخ أب حامد السفراين وول قضاء بلدة طرسوس‬
‫وكان من الفقهاء الفضلء البزين‬
‫ث دخلت سنة ستي وأربعمائة‬
‫قال ابن الوزي ف جادى الول كانت زلزلة بأرض فلسطي أهلكت بلد الرملة ورمت شراريف من مسجد رسول ال ( ص ) ولقت وادي الصفر وخيب وانشقت الرض عن كنوز كثية‬
‫من الال وبلغ حسها إل الرحبة والكوفة وجاء كتاب بعض التجار فيه ذكر هذه الزلزلة وذكر فيه أنا خسفت الرملة جيعا حت ل يسلم منها إل داران فقط وهلك منها خس عشرة ألف‬
‫نسمة وانشقت صخرة بيت القدس ث عادت فالتأمت وغار البحر مسية يوم وساخ ف الرض وظهر ف مكان الاء أشياء من جواهر وغيها ودخل الناس ف أرضه يلتقطون فرجع عليهم‬
‫فأهلك كثيا منهم أو أكثرهم وف يوم النسف من جادى الخرة قرئ العتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة والنكار على أهل الدبع وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري الحدث كتاب‬
‫التوحيد لبن خزية على الماعة الاضرين وذكر بحضر من الوزير ابن جهي وجاعة الفقهاء وأهل الكلم واعترفوا بالوافقة ث قرئ العتقاد القادري على الشريف أب جعفر بن القتدي بال‬
‫بباب البصرة وذلك لسماعه له من الليفة القادر بال مصنفه وفيها عزل الليفة وزيره أبا نصر ممد بن ممد بن جهي اللقب فخر الدولة وبعث إليه يعاتبه ف اشياء كثية فاعتذر منها وأخذ‬
‫ف الترفق والتذلل فأجيب بأن يرحل إل أي جهة شاء فاختار ابن مزيد فباع أصحابه أملكهم وطلقوا نساءهم وأخذ أولده وأهله وجاء ليكب ف سفينة لينحدر منها إل اللة والناس‬
‫يتباكون حوله لبكائه فلما اجتاز بدار اللفة قبل الرض دفعات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪97‬‬

‫والليفة ف الشباك و الوزير يقول يا أمي الؤمني ارحم شيبت وغربت وأولدي فأعيد إل الوزارة بشفاعة دبيس بن مزيد ف السنة التية وامتدحه الشعراء وفرح الناس برجوعه إل الوزارة‬
‫وكان يوما مشهودا وفيها توف من العيان‬
‫عبد اللك بن ممد بن يوسف بن منصور‬
‫اللقب بالشيخ الجل كان أوحد زمانه بالمر بالعروف والنهى عن النكر والبادرة إل فعل اليات واصطناع اليادى عند أهلها من أهل السنة مع شدة القيام على أهل البدع ولعنهم وافتقاد‬
‫الستورين بالب والصدقة واخفاء ذلك جهده وطاقته ومن غريب ما وقع له أنه كان يصل إنسانا ف كل يوم بعشرة دناني كان يكتب با معه إل ابن رضوان فلما توف الشيخ جاء الرجل إل‬
‫ابن رضوان فقال ادفع إل ما كان يصرف ل الشيخ فقال له ابن رضوان انه قد مات ول أصرف لك شيئا فجاء الرجل إل قب الشيخ الجل فقرأ شيئا من القرآن ودعا له وترحم عليه ث‬
‫التفت فإذا هو بكاغد فيه عشرة دناني فأخذها وجاء با إل ابن رضوان فذكر له ما جرى له فقال هذه سقطت من اليوم عند قبه فخذها ولك عندي ف كل يوم مثلها توف ف نصف الحرم‬
‫منها عن خس وستي سنة وكان يوم موته يوما مشهودا حضره خلق ل يعلم عددهم إل ال عز وجل فرحه ال تعال‬
‫ابو جعفر ممد بن السن الطوسي‬
‫فقيه الشيعة ودفن ف مشهد علي و كان ماورا به حي أحرقت داره بالكرخ وكتبه سنة ثان وأبعي إل مرم هذه السنة فتوف ودفن هناك‬
‫ث دخلت سنة إحدى وستي وأربعمائة‬
‫ف ليلة النصف من شعبان منها كان حريق جامع دمشق وكان سببه أن غلمان الفاطميي والعباسيي اختصموا فألقيت نار بدار اللك وهي الضراء التاخة للجامع من جهة القبلة فاحترقت‬
‫وسرى الريق إل الامع فسقطت سقوفه وتناثرت فصوصه الذهبة وتغيت معاله وتقلعت الفسيفساء الت كانت ف أرضه وعلى جدرانه وتبدلت بضدها وقد كانت سقوفه مذهبة كلها‬
‫والملونات من فوقها وجدرانه مذهبة ملونة مصور فيها جيع بلد الدنيا بيث ان النسان إذا أراد ان يتفرج ف إقليم أو بلد وجده ف الامع مصورا كهيئته فل يسافر إليه ول يعن ف طلبه‬
‫فقد وجده من قرب الكعبة ومكة فوق الحراب والبلد كلها شرقا وغربا كل إقليم ف مكان لئق به ومصور فيه كل شجرة مثمرة وغي مثمرة مصور مشكل ف بلدانه وأوطانه والستور‬
‫مرخاة على أبوابه النافذة إل الصحن وعلى أصول اليطان إل مقدار الثلث منها ستور وباقي الدران‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪98‬‬


‫بالفصوص اللونة وأرضه كلها بالفصوص ليس فيها بلط بيث إنه ل يكن ف الدنيا بناء أحسن منه ل قصور اللوك ول غيها ث لا وقع هذا الريق فيه تبدل الال الكامل بضده وصارت‬
‫أرضه طينا ف زمن الشتاء وغبارا ف زمن الصيف مفورة مهجورة ول يزل كذلك حت بلط ف زمن العادل أب بكر بن أيوب بعد الستمائة سنة من الجرة وكان جيع ما سقط منه من الرخام‬
‫والفصوص والخشاب وغيها مودعا ف الشاهد الربعة حت فرغها من ذلك كمال الدين الشهر زورى ف زمن العادل نور الدين ممود بن زنكي حي وله نظره مع القضاء ونظر الوقاف‬
‫كلها ونظر دار الضرب وغيذلك ول تزل اللوك تدد ف ماسنه إل زماننا هذا فتقارب حاله ف زمن تنكيز نائب الشام وقد تقدم أن ابن الوزي أرخ ماذكرنا ف سنة ثان وخسي وتبعه ابن‬
‫الساعي أيضا ف هذه السنة وكذلك شيخنا الذهب مؤرخ السلم وغي واحد وال أعلم وفيها نقمت النابلة على الشيخ أب الوفا بن عقيل وهو من كبائهم بتردده إل أب على بن الوليد‬
‫التكلم العتزل واتموه بالعتزال وإنا كان يتردد إليه ليحيط علما بذهبه ولكن شرقه الوى فشرق شرقة كادت روحه يرج معها وصارت فيه نزعة منه وجرت بينه وبينهم فتنة طويلة‬
‫وتأذى بسببها جاعة منهم وما سكنت الفتنة بينهم إل سنة خس وستي ث اصطلحوا فيما بينهم بعد اختصام كبي وفيها زادت دجلة على إحدى وعشرين ذراعا حت دخل الاء مشهد أب‬
‫حنيفة وفيها ورد الب بأن الفشي دخل بلد الروم حت انتهى إل غورية فقتل خلقا وغنم أموال كثية وفيها كان رخص عظيم ف الكوفة حت بيع السمك كل أربعي رطل ببة وفيها حج‬
‫بالناس أبو الغنائم العلوي ومن توف فيها من العيان‬
‫الفوران صاحب البانة‬
‫أبو القاسم عبد الرحن بن ممد بن أحد بن فوران الفوران الروزي أحد أئمة الشافعية ومصنف البانة الت فيها من النقول الغريبة والقوال والوجه الت ل توجد إل فيها كان بصيا‬
‫بالصول والفروع أخذ الفقه عن القفال وحضر إمام الرمي عنده وهو صغي فلم يلتفت إليه فصار ف نفسه منه فهو يطئه كثيا ف النهاية قال ابن خلكان فمت قال ف النهاية وقال بعض‬
‫الصنفي كذا وغلط ف ذلك وشرع ف الوقوع فيه فمراده أبو القاسم الفوران توف الفوران ف رمضان منها برو عن ثلث وسبعي سنة وقد كتب تلميذه أبو سعد عبد الرحن بن ممد‬
‫الأمون العري الدرس بالنظامية بعد أب إسحاق وقبل ابن الصباغ وبعده ايضا كتابا على البانة فسماه تتمة البانة انتهى فيه إل كتاب الدود ومات قبل إتامه فتممه أسعد العجلي وغيه ل‬
‫يلحقوا شأوه ول حاموا حوله وسوه تتمة التتمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪99‬‬

‫ث دخلت سنة اثنتي وستي وأربعمائة‬


‫قال ابن الوزي فمن الوادث فيها أنه كان على ثلث ساعات ف يوم الثلثاء الادى عشر من جادي الول وهو ثامن عشرين أذار كانت زلزلة عظيمة بالرملة وأعمالا فذهب أكثرها‬
‫واندم سورها وعم ذلك بيت القدس ونابلس وانسفت إيليا وجفل البحر حت انكشفت أرضه ومشى ناس فيه ث عاد وتغي واندم إحدى زوايا جامع مصر وتبعت هذه الزلزلة ف ساعتها‬
‫زلزلتان أخريان وفيها توجه ملك الروم من قسطنطينية إل الشام ف ثلثمائة ألف مقاتل فنل على منبج وأحرق القرى ما بي منبج إل أرض الروم وقتل رجالم وسب نساءهم وأولدهم وفزع‬
‫السلمون بلب وغيها منه فزعا عظيما فأقام ستة عشر يوما ث رده ال خاسئا وهو حسي وذلك لقلة ما معهم من الية وهلك أكثر جيشه بالوع ول المد والنة وفيها ضاقت النفقة على‬
‫أمي مكة فأخذ الذهب من أستار الكعبة واليزاب وباب الكعبة فضرب ذلك دراهم ودناني وكذا فعل صاحب الدينة بالقناديل الت ف السجد النبوي وفيها كان غلء شديد بصر فأكلوا‬
‫اليف واليتات والكلب فكان يباع الكلب بمسة دناني وماتت الفيلة فأكلت ميتاتا وأفنيت الدواب فلم يبق لصاحب مصر سوى ثلثة أفراس بعد أن كان له العدد الكثي من اليل‬
‫والدواب ونزل الوزير يوما عن بغلته فغفل الغلم عنها لضعفه من الوع فأخذها ثلثة نفر فذبوها وأكلوها فأخذوا فصلبوا فما أصبحوا إل وعظامهم بادية قد أخذ الناس لومهم فأكلوها‬
‫وظهر على رجل يقتل الصبيان والنساء ويدفن رؤسهم وأطرافهم ويبيع لومهم فقتل وأكل لمه وكانت العراب يقدمون بالطعام يبيعونه ف ظاهر البلد ل يتجاسرون يدخلون لئل يطف‬
‫وينهب منهم وكان ل يسر أحد أن يدفن ميته نارا وإنا يدفنه ليل خفية لئل ينبش فيؤكل واحتاج صاحب مصر حت باع أشياء من نفائس ما عنده من ذلك إحدى عشر ألف درع وعشرون‬
‫ألف سيف ملى وثانون ألف قطعة بلور كبار وخسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القدي وبيعت ثياب النساء والرجال وغي ذلك بأرخص ثن وكذلك الملك وغيها وقد كان بعض هذه‬
‫النفائس للخليفة ما نب من بغداد ف وقعة البساسيي وفيها وردت التقادم من اللك ألب أرسلن إل الليفة وفيها اسم ول العهد ابن الليفة على الدناني والدراهم ومنع التعامل بغيها‬
‫وسي الضروب عليه الميي وفيها ورد كتاب صاحب مكة إل اللك ألب أرسلن وهو براسان يبه بإقامة الطبة بكة للقائم بأمر ال وللسلطان وقطع خطبة الصريي فأرسل إليه بثلثي‬
‫ألف دينار وخلعة سنية وأجرى له ف كل سنة عشرة آلف دينار وفيها تزوج عميد الدولة ابن جهي بابنة نظام اللك بالري وحج بالناس أبو الغنائم العلوي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪100‬‬

‫وفيها توف من العيان و الشاهي‬


‫السن بن علي‬
‫ابن ممد أبو الوائز الواسطي سكن بغداد دهرا طويل وكان شاعرا أديبا ظريفا ولد سنة ثنتي وخسي وثلثمائة ومات ف هذه السنة عن مائة وعشر سني ومن مستجاد شعره قوله ‪...‬‬
‫‪ ...‬واحسرتى من قولا ‪ ...‬قد خان عهدي ولا ‪ ...‬وحق من صيت ‪ ...‬وقفا عليها ولا ‪ ...‬ما خطرت باطري ‪ ...‬إل كستن ولا‬
‫ممد بن أحد بن سهل‬
‫العروف بابن بشران النحوي الواسطي ولد سنة ثاني وثلثمائة وكان عالا بالدب وانتهت إليه الرحلة ف اللغة وله شعر حسن فمنه قوله ‪ ...‬يا شائدا للقصور مهل ‪ ...‬أقصر فقصر الفت‬
‫المات ‪ ...‬ل يتمع شل أهل قصر إل قصارهم الشتات ‪ ...‬وإنا العيش مثل ظل ‪ ...‬منتقل ماله ثبات ‪ ...‬وقوله ودعتهم ول الدنيا مودعة ‪ ...‬ورحت مال سوى ذكراهم وطر ‪ ...‬وقلت‬
‫بالذات بين لبينهم ‪ ...‬كأن صفو حيات بعدهم كدر ‪ ...‬لول تعلل قلب بالرجاء لم ‪ ...‬ألفيته إن حدوا بالعيس ينفطر ‪ ...‬يا ليت عيسهم يوم النوى نرت ‪ ...‬أوليتها للضواري بالفل جزر ‪...‬‬
‫يا ساعة البي أنت الساعة اقتربت ‪ ...‬يا لوعة البي أنت النار تستعر ‪ ...‬وقوله طلبت صديقا ف البية كلها ‪ ...‬فأعيا طلب أن أصيب صديقا ‪ ...‬بلى من سى بالصديق مازه ‪ ...‬ول يك ف‬
‫‪ ...‬معن الوداد صدوقا ‪ ...‬فطلقت ود العالي ثلثة‬
‫وأصبحت من اسر الفاظ طليقا‬
‫وفيها أقبل ملك الروم أرمانوس ف جحافل أمثال البال من الروم والكرخ والفرنج وعدد عظيم وعدد ومعه خسة وثلثون ألفا من البطارقة مع كل بطريق مائتا ألف فارس ومعه من ‪...‬‬
‫الفرنج خسة وثلثون ألفا ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خسة عشر ألفا ومعه مائة ألف نقاب وحفار والف روز جاري ومعه أربعمائة عجلة تمل النعال والسامي والفا عجلة تمل‬
‫السلح والسروج والغردات والناجيق منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل وأهله ومن عزمه قبحه ال أن يبيد السلم وقد أقطع بطارقته البلد حت بغداد واستوصى نائبها بالليفة خيا فقال‬
‫له ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ث إذا استوثقت مالك العراق وخراسان لم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي السلمي والقدر يقول ( لعمرك إنم ف سكرتم يعمهون‬
‫(‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪101‬‬

‫فالقتاه السلطان ألب ارسلن ف جيشه وهم قريب من عشرين ألفا بكان يقال له الزهوة ف يوم الربعاء لمس بقي من ذي القعدة وخاف السلطان من كثرة جند ملك الروم فأشار عليه‬
‫الفقيه أبو نصر ممد بن عبداللك البخاري بأن يكون وقت الوقعة يوم المعة بعد الزوال حي يكون الطباء يدعون للمجاهدين فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفتيان نزل‬
‫السلطان عن فرسه وسجد ل عز وجل ومرغ وجهه ف التراب ودعا ال واستنصره فأنزل نصره على السلمي ومنحهم أكتافهم فقتلوا منهم خلقا كثيا وأسر ملكهم أرمانوس أسره غلم‬
‫رومي فلما أوقف بي يدي اللك ألب أرسلن ضربه بيده ثلث مقارع وقال لو كنت أنا السي بي يديك ما كنت تفعل قال كل قبيح قال فما ظنك ب فقال إما أن تقتل وتشهرن ف بلدك‬
‫وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدن قال ما عزمت على غي العفو والفداء فافتدى نفسه منه بألف ألف دينار وخسمائة ألف دينار فقام بي يدي اللك وسقاه شربة من ماء وقبل الرض بي‬
‫يديه وقبل الرض إل جهة الليفة إجلل وإكراما وأطلق له اللك عشرة آلف دينار ليتجهز با وأطلق معه جاعة من البطارقة وشيعه فرسخا وأرسل معه جيشا يفظونه إل بلده ومعهم راية‬
‫مكتوب عليها ل إله إل ال ممد رسول ال فلما انتهى إل بلده وجد الروم قد ملكوا عليهم غيه فأرسل إل السلطان يعتذر إليه وبعث من الذهب والواهر ما يقارب ثلثائة ألف دينار‬
‫وتزهد ولبس الصوف ث استغاث بلك الرمن فأخذه وكحله وأرسله إل السلطان يتقرب إليه بذلك وفيها خطب ممود بن مرداس للقائم وللسلطان ألب أرسلن فبعث إليه الليفة باللع‬
‫والدايا والتحف والعهد مع طراد وفيها حج بالناس أبو الغنائم العلوي وخطب بكة للقائم وقطعت خطبة الصريي منها وكان يطب لم فيها من نو مائة سنة فانقطع ذلك وفيها توف من‬
‫العيان‬
‫أحد بن علي‬
‫ابن ثابت بن أحد بن مهدي أبو بكر الطيب البغدادي أحد مشاهي الفاظ وصاحب تاريخ بغداد وغيه من الصنفات العديدة الفيدة نو من ستي مصنفا ويقال بل مائة مصنف فال أعلم‬
‫ولد سنة إحدى وتسعي وثلثمائة وقيل سنة ثنتي وتسعي واول ساعه سنة ثلث وأربعمائة ونشأ ببغداد وتفقه على أب طالب الطبي وغيه من أصحاب الشيخ أب حامد السفراين وسع‬
‫الديث الكثي ورحل إل البصرة ونيسابور وأصبهان وهذان والشام والجاز وسي الطيب لنه كان يطب بدرب ريان وسع بكة على القاضي أب عبدال ممد بن سلمة القضاعي وقرأ‬
‫صحيح البخاري على كرية بنت أحد ف خسة أيام ورجع إل بغداد وحظي عند الوزير أب القاسم بن مسلمة ولا ادعى اليهود اليابرة أن معهم كتابا نبويا فيه إسقاط الزية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪102‬‬

‫عنهم أوقف ابن مسلمة الطيب على هذا الكتاب فقال هذا كذب فقال له وما الدليل على كذبه فقال لن فيه شهادة معاوية بن أب سفيان ول يكن أسلم يوم خيب وقد كانت خيب ف سنة‬
‫سبع من الجرة وإنا أسلم معاوية يوم الفتح وفيه شهادة سعد بن معاذ وقد مات قبل خيب عام الندق سنة خس فأعجب الناس ذلك وقد سبق الطيب إل هذا النقل سبقه ممد بن جرير‬
‫كما ذكرت ذلك ف مصنف مفرد ولا وقعت فتنة البساسيي ببغداد سنة خسي خرج الطيب إل الشام فأقام بدمشق بالأذنة الشرقية من جامعها وكان يقرأ على الناس الديث وكان‬
‫جهوري الصوت يسمع صوته من أرجاء الامع كلها فاتفق أنه قرأ على الناس يوما فضائل العباس فثار عليه الروافض من أتباع الفاطميي فأرادوا قتله فتشفع بالشريف الزينب فأجاره وكان‬
‫مسكنه بدار العقبقي ث خرج من دمشق فاقام بدينة صور فكتب شيئا كثيا من مصنفات أب عبدال الصوري بطه كان يستعيها من زوجتة فلم يزل مقيما بالشام إل سنة ثنتي وستي ث عاد‬
‫إل بغداد فحدث بأشياء من مسموعاته وقد كان سأل ال أن يلك ألف دينار وأن يدث بالتاريخ بامع النصور فملك ألف دينار أو ما يقاربا ذهبا وحي احتضر كان عنده قريب من مائت‬
‫دينار فأوصى با لهل الديث وسأل السلطان أن يضي ذلك فإنه ل يترك وارثا فأجيب إل ذلك وله مصنفات كثية مفيدة منها كتاب التاريخ وكتاب الكفاية والامع وشرف أصحاب‬
‫الديث والتفق والفترق والسابق واللحق وتلخيص التشابه ف الرسم وفضل الوصل ورواية الباء عن البناء ورواية الصحابة عن التابعي واقتضاء العلم للعمل والفقيه والتفقه وغي ذلك‬
‫وقد سردها ابن الوزي ف النتظم قال ويقال إن هذه الصنفات أكثرها لب عبدال الصوري أو ابتدأها فتممها الطيب وجعلها لنفسه وقد كان الطيب حسن القراءة فصيح اللفظ عارفا‬
‫بالدب يقول الشعر وكان أول يتكلم على مذهب المام أحد بن حنبل فانتقل عنه إل مذهب الشافعي ث صار يتكلم ف أصحاب أحد ويقدح فيهم ما أمكنه وله دسائس عجيبة ف ذمهم ث‬
‫شرع ابن الوزي ينتصر لصحاب أحد ويذكر مثالب الطيب ودسائسه وما كان عليه من مبة الدنيا واليل إل أهلها با يطول ذكره وقد أورد ابن الوزي من شعره قصيدة جيدة الطلع‬
‫حسنة النع أولا قوله ‪ ...‬لعمرك ما شجان رسم دار ‪ ...‬وقفت به ول رسم الغان ‪ ...‬ول أثر اليام اراق دمعي ‪ ...‬لجل تذكري عهد الغوان ‪ ...‬ول ملك الوى يوما قيادي ‪ ...‬ول‬
‫عاصيته فثن عنان ‪ ...‬ول اطعمه ف وكم قتيل ‪ ...‬له ف الناس ما تصى دعان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪103‬‬


‫عرفت فعاله بذوي النصاب ‪ ...‬وما يلقون من ذل الوان ‪ ...‬طلبت أخا صحيح الود مظي ‪ ...‬سليم الغيب مفوظ اللسان ‪ ...‬فلم أعرف من الخوان إل ‪ ...‬نفاقا ف التباعد والتدان ‪...‬‬
‫وعال دهرنا ل خي فيهم ‪ ...‬ترى صورا تروق بل معان ‪ ...‬ووصف جيعهم هذا فما أن ‪ ...‬أقول سوى فلن أو فلن ‪ ...‬ولا ل أجد حرا يوات ‪ ...‬على ما ناب من صرف الزمان ‪ ...‬ثبت‬
‫تكرما لقراع دهرى ‪ ...‬ول أجزع لا منه دهان ‪ ...‬ول أك ف الشدائد مستكينا ‪ ...‬أقول لا أل كفي كفان ‪ ...‬ولكن صليب العود عود ‪ ...‬ربيط الأش متمع النان ‪ ...‬أب النفس ل أختار‬
‫‪ ...‬رزقا ‪ ...‬ييء بغي سيفي أو سنان ‪ ...‬فعز ف لظى باغيه يهوى ‪ ...‬ألذ من الذلة ف النان‬
‫وقد ترجه ابن عساكر ف تاريه ترجة حسنة كعادته وأورد له من شعره قوله‬
‫ليغبطن أخا الدنيا لزخرفها ‪ ...‬ول للذة عيش عجلت فرحا ‪ ...‬فالدهر أسرع شيء ف تقلبه ‪ ...‬وفعله بي للخلق قد وضحا ‪ ...‬كم شارب عسل فيه منيته ‪ ...‬وكم مقلد سيفا من قربه ‪...‬‬
‫ذبا ‪ ...‬توف يوم الثني ضحى من ذي الجة منها وله ثنتان وسبعون سنة ف حجرة كان يسكنها بدرب السلسلة جوار الدرسة النظامية واحتفل الناس بنازته وحل نعشه فيمن حل الشيخ‬
‫أبو إسحاق الشيازي ودفن إل جانب قب بشر الاف ف قب رجل كان قد أعده لنفسه فسئل أن يتركه للخطيب فشح به ول تسمح نفسه حت قال له بعض الاضرين بال عليك لو جلست‬
‫أنت والطيب إل بشر ايكما كان يلسه إل جانبه فقال الطيب فقيل له فاسح له به فوهبه منه فدفن فيه رحه ال وسامه وهو من قيل فيه وف أمثاله قول الشاعر ‪ ...‬ما زلت تدأب ف‬
‫‪ ...‬التاريخ متهدا ‪ ...‬حتىرأيتك ف التاريخ مكتوبا‬
‫حسان بن سعيد‬
‫ابن حسان بن ممد بن أحد بن عبدال بن ممد بن منيع بن خالد بن عبدالرحن بن خالد بن الوليد الخزومي النيعي كان ف شبابه يمع بي الزهد والتجارة حت ساد أهل زمانه ث ترك ‪...‬‬
‫ذلك واقبل على العبادة والزهد والب والصلة والصدقة وغي ذلك وبناء الساجد والرباطات وكان السلطان يأت إليه ويتبك به ولا وقع الغلء كان يعمل كل يوم شيئا كثيا من البز‬
‫والطعمة ويتصدق به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪104‬‬

‫وكان يكسو ف كل سنة قريبا من ألف فقي ثيابا وجبايا وكذلك كان يكسو الرامل وغيهن من النساء وكان يهز البنات اليتام وبنات الفقراء وأسقط شيئا كثيا من الكوس والوظائف‬
‫السلطانية عن بلد نيسابور وقرأها وهو مع ذلك ف غاية التبذل والثياب والطمار وترك الشهوات ول يزل كذلك إل أن توف ف هذه السنة ف بلدة مرو الروز تغمده ال برحته ورفع درجته‬
‫ول خيب ال له سعيا‬
‫أمي بن ممد بن السن بن حزة‬
‫أبو علي العفري فقيه الشيعة ف زمانه‬
‫ممد بن وشاح بن عبدال‬
‫أبو علي مول أب تام ممد بن علي بن السن الزينب سع الديث وكان أديبا شاعرا وكان ينسب إل العتزال والرفض ومن شعره قوله ‪ ...‬حلت العصا ل الضعف أوجب حلها ‪ ...‬علي‬
‫‪ ...‬ول أن نلت من الكب ‪ ...‬ولكنن ألزمت نفسي حلها ‪ ...‬لعلمها أن القيم على سفر‬
‫الشيخ الجل أبو عمر عبدالب النمري‬
‫صاحب التصانيف الليحة الائلة منها التمهيد والستذكار والستيعاب وغي ذلك‬
‫ابن زيدون‬
‫الشاعر أحد بن عبدال بن أحد بن غالب بن زيدون أبو الوليد الشاعر الاهر الندلسي القرطب اتصل بالمي العتمد بن عباد صاحب إشبيلية فحظى عنده وصار مشاورا ف منلة الوزير ث‬
‫وزر له ولولده أب بكر بن أب الوليد وهو صاحب القصيدة الفراقية الت يقول فيها ‪ ...‬بنتم وبنا فما ابتلت جواننا ‪ ...‬شوقا إليكم ول جفت مآقينا ‪ ...‬تكاد حي تناجيكم ضمائرنا ‪ ...‬يقضي‬
‫‪ ...‬عليها السى لول تاسينا ‪ ...‬حالت لبعدكم أيامنا فغدت ‪ ...‬سودا وكانت بكم بيضا ليالينا ‪ ...‬بالمس كنا ول نشى تفرقنا ‪ ...‬واليوم نن ول يرجى تلقينا‬
‫وهي طويلة وفيها صنعة قوية مهيجة على البكاء لكل من قرأها أو سعها لنه ما من أحد إل فارق خل أو حبيبا أو نسيبا وله أيضا‬
‫بين وبينك ما لو شئت ل يضع ‪ ...‬سر إذا ذاعت السرار ل يذع ‪ ...‬يا بائعا حظه من ولو بذلت ‪ ...‬ل الياة بظي منه ل أبع ‪ ...‬يكفيك انك لو حلت قلب ما ‪ ...‬ل تستطيع قلوب ‪...‬‬
‫الناس يستطع ‪ ...‬ته احتمل واستطل أصب وعزهن ‪ ...‬وول أقبل وقل أسع ومر أطمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪105‬‬

‫توف ف رجب منها واستمر ولده أبو بكر وزيرا للمعتمد بن عباد حت أخذ ابن ياسي قرطبة من يده ف سنة أربع وثاني فقتل يومئذ قاله ابن خلكان كرية بنت أحد‬
‫ابن ممد بن أب حات الروزية كانت عالة صالة سعت صحيح البخاري على الكشميهن وقرأ عليها الئمة كالطيب وأب الظفر السمعان وغيها‬
‫ث دخلت سنة أربع وستي وأربعمائة‬
‫فيها قام الشيخ أبو إسحاق الشيازي مع النابلة ف النكار على الفسدين والذين يبيعون المور وف إبطال الواجرات وهن البغايا وكتبوا إل السلطان ف ذلك فجاءت كتبه ف النكار وفيها‬
‫كانت زلزلة عظيمة ببغداد ارتت لا الرض ست مرات وفيها كان غلء شديد وموتان ذريع ف اليوانات بيث إن بعض الرعاة براسان قام وقت الصباح ليسرح بغنمه فإذا هن قد مت‬
‫كلهن وجاء سيل عظيم وبرد كبار أتلف شيئا كثيا من الزروع والثمار براسان وفيها تزوج المي عدة الدين ولد الليفة بابنة السلطان ألب أرسلن سفرىخاتون وذلك بنيسابور وكان‬
‫وكيل السلطان نظام اللك ووكيل الزوج عميد الدولة ابن جهي وحي عقد العقد نثر على الناس جواهر نفيسة ومن توف فيها من العيان‬
‫زكريا بن ممد بن حيده‬
‫أبو منصور النيسابوري كان يزعم أنه من سللة عثمان بن عفان وروى الديث عن أب بكر بن الذهب وكان ثقة توف ف الحرم منها وقد قارب الثماني‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن ممد بن عبدال بن عبدالصمد بن الهتدي بال أبو السن الاشي خطيب جامع النصور كان من يلبس القلنس الطوال حدث عن ابن زرقويه وغيه روى عنه الطيب وكان ثقة عدل‬
‫شهد عند ابن الدامغان وابن ماكول فقبله توف عن ثاني سنة ودفن بقرب قب بشر الاف‬
‫ممد بن أحد بن شاره‬
‫ابن جعفر أبو عبدال الصفهان ول القضاء بدجيل وكان شافعيا روى الديث عن أب عمرو بن مهدي توف ببغداد ونقل إل دجيل من عمل واسط وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس وستي وأربعمائة ف يوم الميس حادي عشر الحرم حضر إل الديوان أبو الوفا علي بن ممد بن عقيل العقيلي النبلي وقد كتب على نفسه كتابا يتضمن توبته من‬
‫العتزال وأنه رجع عن إعتقاد كون اللج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪106‬‬

‫من أهل الق والي وأنه قد رجع عن الزء الذي عمله ف ذلك وأن اللج قد قتل بإجاع علماء أهل عصره على زندقته وأنم كانوا مصيبي ف قتله وما رموه به وهو مطئ واشد عليه‬
‫جاعة من الكتاب ورجع من الديوان إل دار الشريف أب جعفر فسلم عليه وصاله واعتذر إليه فعظمه وفاة السلطان ألب أرسلن وملك ولده ملكشاه كان السلطان قد سار ف أول هذه‬
‫السنة يريد أن يغزو بلد ما وراء النهر فاتفق ف بعض النازل أنه غضب على رجل يقال له يوسف الوارزمي فأوقف بي يديه فشرع يعاتبه ف أشياء صدرت منه ث أمر أن يضرب له أربعة‬
‫أوتاد ويصلب بينها فقال للسلطان يا منث ومثلي يقتل هكذا فاحتد السلطان من ذلك وأمر بإرساله وأخذ القوس فرماه بسهم فأخطاه وأقبل يوسف نو السلطان فنهض السلطان عن السرير‬
‫خوفا منه فنل عنه فعثر فوقع فأدركه يوسف فضربه بنجر كان معه ف خاصرته فقتله وأدرك اليش يوسف فقتلوه وقد جرح السلطان جرحا منكرا فتوف ف يوم السبت عاشر ربيع الول‬
‫من هذه السنة ويقال إن أهل بارى لا اجتاز بم نب عسكره أشياء كثية لم فدعوا عليه فهلك ولا توف جلس ولده ملكشاه على سرير اللك وقام المراء بي يديه فقال له الوزير نظام‬
‫اللك تكلم أيها السلطان فقال الكب منكم أب والوسط أخي والصغر ابن وسأفعل معكم ما ل أسبق إليه فأمسكوا فأعاد القول فأجابوه بالسمع والطاعة وقام بأعباء أمره الوزير نظام اللك‬
‫فزاد ف أرزاق الند سبعمائة ألف دينار وسار إل مرو فدفنوا با السلطان ولا بلغ موته أهل بغداد أقام الناس له العزاء وغلقت السواق وأظهر الليفة الزع وخلعت ابنة السلطان زوجة‬
‫الليفة ثيابا وجلست على التراب وجاءت كتب ملكشاه إل الليفة يتأسف فيها على والده ويسأل أن تقام له الطبة بالعراق وغيها ففعل الليفة ذلك وخلع ملكشاه على الوزير نظام‬
‫اللك خلعا سنية وأعطاه تفا كثية من جلتها عشرون ألف دينار ولقبه أتابك اليوش ومعنه المي الكبي الوالد فسار سية حسنة ولا بلغ قاورت موت أخيه ألب أرسلن ركب ف جيوش‬
‫كثية قاصدا قتال ابن أخيه ملكشاه فالتقيا فاقتتل فانزم أصحاب قاورت وأسر هو فأنبه ابن أخيه ث اعتقله ث أرسل إليه من قتله وفيها جرت فتنة عظيمة بي أهل الكرخ وباب البصرة‬
‫والقليي فاقتتلوا فقتل منهم خلق كثي واحترق جانب كبي من الكرخ فانتقم التول لهل الكرخ من أهل باب البصرة فأخذ منهم أموال كثية جناية لم على ما صنعوا وفيها أقيمت الدعوة‬
‫العباسية ببيت القدس وفيها ملك صاحب سرقند وهو ممد التكي مدينة ترمذ وفيها حج بالناس أبو الغنائم العلوي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪107‬‬

‫وفيها توف من العيان السلطان ألب أرسلن‬


‫اللقب بسلطان العال ابن داود جغري بك بن ميكائيل بن سلجوق التركي صاحب المالك التسعة ملك بعد عمه طغرلبك سبع سني وستة أشهر وأياما وكان عادل يسي ف الناس سية‬
‫حسنة كريا رحيما شفوقا على الرعية رفيقا على الفقراء بارا بأهله وأصحابه وماليكه كثي الدعاء بدوام النعم به عليه كثي الصدقات يتفقد الفقراء ف كل رمضان بمسة عشر ألف دينار ول‬
‫يعرف ف زمانه جناية ول مصادرة بل كان يقنع من الرعية بالراج ف قسطي رفقا بم كتب إليه بعض السعاة ف نظام اللك وزيره وذكر ماله ف مالكه فاستدعاه فقال له خذ إن كان هذا‬
‫صحيحا فهذب أخلقك واصلح أحوالك وإن كذبوا فاغفر له زلته وكان شديد الرص على حفظ مال الرعايا بلغه أن غلما من غلمانه أخذ إزارا لبعض أصحابه فصلبه فارتدع سائر‬
‫الماليك به خوفا من سطوته وترك من الولد ملكشاه وإياز ونكشر وبوري برس وأرسلن وارغو وسارة وعائشة وبنتا أخرى توف ف هذه السنة عن إحدى وأربعي سنة ودفن عند والده‬
‫بالري رحه ال‬
‫أبو القاسم القشيي‬
‫صاحب الرسالة عبدالكري بن هوازن بن عبدالطلب بن طلحة أبو القاسم القشيي وأمه من بن سليم توف أبوه وهو طفل فقرأ الدب والعربية وصحب الشيخ أبا علي الدقاق وأخذ الفقه‬
‫عن أب بكر بن ممد الطوسي وأخذ الكلم عن أب بكر بن فورك وصنف الكثي وله التفسي والرسالة الت ترجم فيها جاعة من الشايخ الصالي وحج صحبة إمام الرمي وأب بكر البيهقي‬
‫وكان يعظ الناس توف بنيسابور ف هذه السنة عن سبعي سنة ودفن إل جانب شيخه أب علي الدقاق ول يدخل أحد من أهله بيت كتبه إل بعد سني احتراما له وكان له فرس يركبها قد‬
‫أهديت له فلما توف ل تأكل علفا حت نفقت بعده بيسي فماتت ذكره ابن الوزي وقد أثن عليه ابن خلكان ثناء كثيا وذكر شيئا من شعره من ذلك قوله‬
‫سقى ال وقتا كنت أخلو بوجهكم ‪ ...‬وثغر الوى ف روضة النس ضاحك ‪ ...‬أقمنا زمانا والعيون قريرة ‪ ...‬وأصبحت يوما والفون سوافك ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ‪...‬‬
‫‪ ...‬وشهدت حي فراقنا التوديعا ‪ ...‬أيقنت أن من الدموع مدثا ‪ ...‬وعلمت أن من الديث دموعا ‪ ...‬وقوله ‪ ...‬ومن كان ف طول الوى ذاق سلوة ‪ ...‬فإن من ليلى لا غي ذائق ‪...‬‬
‫وأكثر شيء نلته من وصالا ‪ ...‬أمان ل تصدق كخطفة بارق‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪108‬‬

‫ابن صربعر‬
‫الشاعر اسه علي بن السي بن علي بن الفضل أبو منصور الكاتب العروف بابن صربعر وكان نظام اللك يقول له أنت صردر ل صربعر وقد هجاه بعضهم فقال ‪ ...‬لئن لقب الناس قدما‬
‫‪ ...‬اباك ‪ ...‬وسوه من شحه صر بعرا ‪ ...‬فإنك تنثر ما صره ‪ ...‬عقوقا له وتسميه شعرا‬
‫قال ابن الوزي وهذا ظال فاحش فإن شعره ف غاية السن ث أورد له أبياتا حسانا فمن ذلك‬
‫‪ ...‬أيه أحاديث نعمان وساكنه ‪ ...‬أن الديث عن الحباب اسار ‪ ...‬أفتش الريح عنكم كلما نفحت ‪ ...‬من نو أرضكم مسكا ومعطار ‪...‬‬
‫قال وقد حفظ القرآن وسع الديث من ابن شيان وغيه وحدث كثيا وركب يوما دابة هو ووالدته فسقطا بالشونيزية عنها ف بئر فماتا فدفنا ببر وذلك ف صفر من هذه السنة قال ابن‬
‫الوزي قرأت بط ابن عقيل صربعر جارنا بالرصافة وكان ينبذ باللاد وقد اورد له ابن خلكان شيئا من أشعاره وأثن عليه ف فنه وال أعلم باله‬
‫ممد بن علي‬
‫ابن ممد بن عبدال بن عبدالصمد بن الهتدي بال أبو السي ويعرف بابن العريف ولد سنة سبعي وثلثمائة وسع الدارقطن وهو آخر من حدث عنه ف الدنيا وابن شاهي وتفرد عنه وسع‬
‫خلقا آخرين وكان ثقة دينا كثي الصلة والصيام وكان يقال له راهب بن هاشم وكان غزير العلم والعقل كثي التلوة رقيق القلب غزير الدمعة وقد رحل إليه الطلبة من الفاق ث ثقل سعه‬
‫وكان يقرأ على الناس وذهب إحدى عينيه وخطب وله ست عشرة سنة وشهد عند الكام سنة ست وأربعمائة وول الكم سنة تسع وأربعمائة وأقام خطيبا بامع النصور وجامع الرصافة‬
‫ستا وسبعي سنة وحكم ستا وخسي سنة وتوف ف سلخ ذي القعدة من هذه السنة وقد جاوز تسعي سنة وكان يوم جنازته يوما مشهودا ورئيت له منامات صالة حسنة رحه ال وسامه‬
‫ورحنا وسامنا إنه قريب ميب رحيم ودود‬
‫ث دخلت سنة ست وستي وأربعمائة‬
‫ف صفر منها جلس الليفة جلوسا عاما وعلى رأسه حفيده المي عدة الدين أبو القاسم عبدال ابن الهتدي بال وعمره يومئذ ثان عشرة سنة وهو ف غاية السن وحضر المراء والكباء‬
‫فعقد الليفة بيده لواء السلطان ملكشاه كثر الزحام يومها وهنأ الناس بعضهم بعضا بالسلمة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪109‬‬

‫غرق بغداد‬
‫ف جادى الخرة نزل مطر عظيم وسيل قوي كثي وسالت دجلة وزادت حت غرقت جانبا كبيا من بغداد حت خلص ذلك إل دار اللفة فخرج الواري حاسرات عن وجوههن حت صرن‬
‫إل الانب الغرب وهرب الليفة من ملسه فلم يد طريقا يسلكه فحمله بعض الدم إل التاج وكان ذلك يوما عظيما وأمرا هائل وهلك للناس أموال كثية جدا ومات تت الردم خلق كثي‬
‫من أهل بغداد والغرباء وجاء على وجه السيل من الخشاب والحطاب والوحوش واليات شيء كثي جدا وسقطت دور كثية ف الانبي وغرقت قبور كثية من ذلك قب اليزران ومقبة‬
‫أحد بن حنبل ودخل الاء من شبابيك الارستان العضدي وأتلف السيل ف الوصل شيئا كثيا وصدم سور سنجار فهدمه وأخذ بابا من موضعه إل مسية أربعة فراسخ وف ذي الجة منها‬
‫جاءت ريح شديدة ف أرض البصرة فانعف منها نو من عشرة آلف نلة ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن السن السمنان‬
‫النفي الشعري قال ابن الوزي وهذا من الغريب تزوج قاضي القضاة ابن الدامغان ابنته ووله نيابة القضاة وكان ثقة نبيل من ذوي اليئات جاوز الثماني عبدالعزيز بن أحد بن علي‬
‫ابن سليمان أبو ممد الكنان الافظ الدمشقي سع الكثي وكان يلي من حفظه وكتب عنه الطيب حديثا واحدا وكان معظما ببلده ثقة نبيل جليل الاوردية ذكر ابن الوزي أنا كانت‬
‫عجوزا صالة من أهل البصرة تعظ النساء با وكانت تكتب وتقرأ ومكثت خسي سنة من عمرها ل تفطر نارا ول تنام ليل وتقتات ببز الباقل وتأكل من التي اليابس ل الرطب وشيئا‬
‫يسيا من العنب والزيت وربا اكلت من اللحم اليسي وحي توفيت تبع أهل البلد جنازتا ودفنت ف مقابر الصالي‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي وأربعمائة‬
‫ورحة ال وبركاته صفر منها مرض الليفة القائم بأمر ال مرضا شديدا انتفخ منه حلقه وامتنع من الفصد فلم يزل الوزير فخر الدولة عليه حت افتصد وانصلح الال وكان الناس قد‬
‫انزعجوا ففرحوا بعافيته وجاء ف هذا الشهر سيل عظيم قاسى الناس منه شدة عظيمة ول تكن أكثر أبنية بغداد تكاملت من الغرق الول فخرج الناس إل الصحراء فجلسوا على رؤس التلول‬
‫تت الطر ووقع وباء عظيم بالرحبة فمات من أهلها قريب من عشرة آلف وكذلك وقع بواسط والبصرة وخوزستان وارض خراسان وغيها وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪110‬‬

‫موت الليفة القائم بأمر ال‬


‫لا افتصد ف يوم الميس الثامن والعشرين من رجب من بواسي كانت تعتاده من عام الغرق ث نام بعد ذلك فانفجر فصاده فاستيقط وقد سقطت قوته وحصل الياس منه فاستدعى بفيده‬
‫وول عهده عدة الدين أب القاسم عبدال بن ممد بن القائم وأحضر إليه القضاة والفقهاء وأشهدهم عليه ثانيا بولية العهد له من بعده فشهدوا ث كانت وفاته ليلة الميس الثالث عشر من‬
‫شعبان عن أربع وتسعي سنة وثانية أشهر وثانية أيام وكانت مدة خلفته اربعا وأربعي سنة وثانية أشهر وخسة وعشرين يوما ول يبلغ أحد من العباسيي قبله هذه الدة وقد جاوزن خلفة‬
‫أبيه قبله أربعي سنة فكان مموع أيامهما خسا وثاني سنة وأشهرا وذلك مقاوم لدولة بن أمية جيعها وقد كان القائم بأمر ال جيل مليحا حسن الوجه أبيض مشربا بمرة فصيحا ورعا‬
‫زاهدا أديبا كاتبا بليغا شاعرا كما تقدم ذكر شيء من شعره وهو بديثة عانة سنة خسي وكان عادل كثي الحسان إل الناس رحه ال وغسله الشريف أبو جعفر بن أب موسى النبلي عن‬
‫وصية الليفة بذلك فلما غسله عرض عليه ما هنالك من الثاث والموال فلم يقبل منه شيئا وصلى على الليفة ف صبيحة يوم الميس الذكور ودفن عند أجداده ث نقل إل الرصافة فقبه‬
‫يزار إل الن وغلقت السواق لوته وعلقت السوح وناحت عليه نساء الاشيي وغيهم وجلس الوزير ابن جهي وابنه للعزاء على الرض وخرق الناس ثيابم وكان يوما عصيبا واستمر‬
‫الال كذلك ثلثة أيام وقد كان من خيار بن العباس دينا واعتقادا ودولة وقد امتحن من بينهم بفتنة البساسيي الت اقتضت إخراجه من داره ومفارقته أهله وأولده ووطنه فأقام بديثة عانة‬
‫‪ ...‬سنة كاملة ث أعاد ال عليه نعمته وخلفته قال الشاعر ‪ ...‬فأصبحوا قد أعاد ال نعمتهم ‪ ...‬إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر‬
‫وقد تقدم له ف ذلك سلف صال كما قال تعال‬
‫ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جدسا ث أناب وقد ذكرنا ملخص ما ذكره الفسرون ف سورة ( ص ) وبسطنا الكلم عليه ف هذه القصة العباسية والفتنة البساسيية ف سنة خسي‬
‫وإحدى وخسي وأربعمائة‬
‫خلفة القتدي بأمر ال‬
‫وهو أبو القاسم عدة الدين عبدال بن المي ذخية الدين أب القاسم ممد بن الليفة القائم بأمر ال بن القادر العباسي وأمه أرمنية تسمى أرجوان وتدعى قرة العي وقد أدركت خلفة ولدها‬
‫هذا وخلفة ولديه من بعده الستظهر والسترشد وقد كان أبوه توف وهو حل فحي ولد ذكرا فرح به جده والسلمون فرحا شديدا إذ حفظ ال على السلمي بقاء اللفة ف البيت القدري‬
‫لن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪111‬‬

‫من عداهم كانوا يتبذلون ف السواق ويتلطون مع العوام وكانت القلوب تنفر من تولية مثل أولئك اللفة على الناس ونشأ هذا ف حجر جده القائم بأمر ال يربيه با يليق بأمثاله ويدربه‬
‫على أحسن السجايا ول المد وقد كان القتدي حي ول اللفة عمره عشرين سنة وهو ف غاية المال خلقا وخلقا وكانت بيعته يوم المعة الثالث عشر من شعبان من هذه السنة وجلس‬
‫ف دار الشجرة بقميص أبيض وعمامة بيضاء لطيفة وطرحة قصب أدريه وجاء الوزراء والمراء والشراف ووجوه الناس فبايعوه فكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر بن أب موسى النبلي‬
‫وأنشد قول الشاعر ‪ ...‬إذا سيد منا مضى قام سيد ‪ ...‬ث أرتج عليه فلم يدر ما بعده فقال الليفة ‪ ...‬قؤول با قال الكرام فعول ‪ ...‬وبايعه من شيوخ العلم الشيخ أبو إسحاق الشيازي‬
‫والشيخ أبو نصر بن الصباغ الشافعيان والشيخ أبو ممد التميمي النبلي وبرز فصلى بالناس العصر ث بعد ساعة أخرج تابوت جده بسكون ووقار من غي صراخ ول نوح فصلى عليه وحل‬
‫إل القبة وقد كان القتدي شهما شجاعا أيامه كلها مباركة والرزق دار واللفة معظمة جدا وتصاغرت اللوك له وتضاءلوا بي يديه وخطب له بالرمي وبيت القدس والشام كلها‬
‫واسترجع السلمون الرها وأنطاكية من أيدي العدو وعمرت بغداد وغيها من البلد واستوزر ابن جهي ث أبا شجاع ث أعاد ابن جهي وقاضيه الدامغان ث ابو بكر الشاشي وهؤلء من خيار‬
‫القضاة والوزراء ول المد وف شعبان منها أخرج الفسدات من الواطئ من بغداد وامرهن أن ينادين على أنفسهن بالعار والفضيحة وخرب المارات ودور الزوان والغان وأسكنهن‬
‫الانب الغرب مع الذل والصغار وخرب أبرجة المام ومنع اللعب با وامر الناس باحتراز عوراتم ف المامات ومنع أصحاب المامات أن يصرفوا فضلتا إل دجلة وألزمهم بفر آبار‬
‫لتلك الياه القذرة صيانة لاء الشرب وف شوال منها وقعت نار ف أماكن متعددة ف بغداد حت ف دار اللفة فأحرقت شيئا كثيا من الدور والدكاكي ووقع بواسط حريق ف تسعة أماكن‬
‫واحترق فيها أربعة وثانون دارا وستة خانات وأشياء كثية غي ذلك فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها عمل الرصد للسلطان ملكشاه أجتمع عليه جاعة من أعيان النجمي وأنفق عليه أموال‬
‫كثية وبقي دائرا حت مات السلطان فبطل وف ذي الجة منها أعيدت الطب للمصريي وقطعت خطبة العباسيي وذلك لا قوي أمر صاحب مصر بعد ما كان ضعيفا بسبب غلء بلده فلما‬
‫رخصت تراجع الناس إليها وطاب العيش با وقد كانت الطبة للعباسيي بكة منذ أربعي سنة وخسة أشهر وستعود كما كانت على ما سيأت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪112‬‬

‫بيانه ف موضعه وف هذا الشهر انفل أهل السواد من شدة الوباء وقلة ماء دجلة ونقصها وحج بالناس الشريف أبو طالب السين بن ممد الزينب وأخذ البيعة للخليفة القتدي بالرمي ومن‬
‫توف فيها من العيان‬
‫الليفة القائم بأمر ال‬
‫عبدال وقد ذكرنا شيئا من ترجته عند وفاته الداوودي راوي صحيح البخاري عبدالرحن بن ممد بن الظفر بن ممد بن داود أبو السن بن أب طلحة الداوودي ولد سنة أربع وسبعي‬
‫وثلثائة سع الكثي وتفقه على الشيخ أب حامد السفراين وأب بكر القفال وصحب أبا علي الدقاق وأبا عبدالرحن السلمي وكتب الكثي ودرس وافت وصنف ووعظ الناس وكانت له يد‬
‫طول ف النظم والنثر وكان مع ذلك كثي الذكر ل يفتر لسانه عن ذكر ال تعال دخل يوما عليه الوزير نظام اللك فجلس بي يديه فقال له الشيخ إن ال قد سلطك على عباده فانظر كيف‬
‫تيبه إذا سألك عنهم وكانت وفاته بيوشح ف هذه السنة وقد جاوز التسعي ومن شعره اليد القوي قوله ‪ ...‬كان ف الجتماع بالناس نور ‪ ...‬ذهب النور وادلم الظلم ‪ ...‬فسد الناس‬
‫‪ ...‬والزمان جيعا ‪ ...‬فعلى الناس والزمان السلم‬
‫أبو السن علي بن السن‬
‫ابن علي بن أب الطيب الباخرزي الشاعر الشهور اشتغل أول على الشيخ أب ممد الوين ث ترك ذلك وعمد إل الكتابة والشعر ففاق أقرانه وله ديوان مشهور فمنه ‪ ...‬وإن لشكو لسع‬
‫‪ ...‬اصداغك الت ‪ ...‬عقاربا ف وجنتيك نوم ‪ ...‬وأبكى لدر الثغر منك ول أب ‪ ...‬فكيف ندي الضحك وهو يتيم‬
‫ث دخلت سنة ثان وستي وأربعمائة‬
‫قال ابن الوزي جاء جراد ف شعبان بعدد الرمل والصا فأكل الغلت وآذى الناس وجاعوا فطحن الروب بدقيق الدخن فأكلوه ووقع الوباء ث منع ال الراد من الفساد وكان ير ول‬
‫يضر فرخصت السعار قال ووقع غلء شديد بدمشق واستمر ثلث سني وفيها ملك نصر ابن ممود بن صال بن مرداس مدينة منبج وأجلى عنها الروم ول المد والنة ف ذي القعدة منها‬
‫وفيها ملك القسيس مدينة دمشق وانزم عنها العلى بن حيدر نائب الستنصر العبيدي إل مدينة بانياس وخطب فيها للمقتدي وقطعت خطبة الصريي عنها إل الن ول المد والنة فاستدعى‬
‫الستنصر نائبه فحبسه عنده إل أن مات ف السجن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪113‬‬

‫قلت القسيس هذا هو أتسز بن أوف الوارزمي ويلقب باللك العظم وهو أول من استعاد بلد الشام من أيدي الفاطميي وأزال الذان منها بي على خي العمل بعد أن كان يؤذن به على‬
‫منابر دمشق وسائر الشام مائة وست سني كان على أبواب الوامع والساجد مكتوب لعنة الصحابة رضي ال عنهم فأمر هذا السلطان الؤذني والطباء أن يترضوا عن الصحابة أجعي ونشر‬
‫العدل وأظهر السنة وهو أول من أسس القلعة بدمشق ول يكن فيها قبل ذلك معقل يلتجئ إليه السلمون من العدو فبناها ف ملتها هذه الت هي فيها اليوم وكان موضعها بباب البلد يقال له‬
‫باب الديد وهو تاه دار رضوان منها وكان ابتداء ذلك ف السنة التية وإنا أكملها بعده اللك الظفر تتش بن ألب أرسلن السلجوقي كما سيأت بيانه وحج بالناس فيها مقطع الكوفة وهو‬
‫المي السكين جنفل التركي ويعرف بالطويل وكان قد شرد خفاجة ف البلد وقهرهم ول يصحب معه سوى ستة عشر تركيا فوصل إل مكة سالا ولا نزل ببعض دورها كبسه بعض العبيد‬
‫فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزمهم هزية شنيعة ث إنه بعد ذلك إنا كان ينل بالزاهر قاله ابن الساعي ف تاريه وأعيدت الطبة ف هذه السنة للعباسيي ف ذي الجة منها وقطعت خطبة‬
‫الصريي ول المد والنة ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن علي‬
‫ابن أحد بن عيسى بن موسى أبو تام ابن أب القاسم ابن القاضي أب علي الاشي نقيب الاشيي وهو ابن عم الشريف أب جعفر بن أب موسى الفقيه النبلي روى الديث وسع منه أبو بكر‬
‫بن عبدالباقي ودفن بباب حرب‬
‫ممد بن القاسم‬
‫ابن حبيب بن عبدوس أبو بكر الصفار من أهل نيسابور سع الاكم وأبا عبدالرحن السلمي وخلقا وتفقه على الشيخ أب ممد الوين وكان يلفه ف حلقته‬
‫ممد بن ممد بن عبدال‬
‫أبو السي البيضاوي الشافعي خت أب الطيب الطبي على ابنته سع الديث وكان ثقة خيا توف ف شعبان منها وتقدم للصلة عليه الشيخ أبو نصر بن الصباغ وحضر جنازته أبو عبدال‬
‫الدامغان مأموما ودفن بداره ف قطيعة الكرخ‬
‫ممد بن نصر بن صال‬
‫ابن أمي حلب وكان قد ملكها ف سنة تسع وخسي وكان من أحسن الناس شكل وفعل‬
‫مسعود بن الحسن‬
‫ابن السن بن عبدالرزاق بن جعفر البياضي الشاعر ومن شعره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪114‬‬

‫ليس ل صاحب معي سوى الل ‪ ...‬يل إذا طال بالصدود عليا ‪ ...‬أنا أشكو بعد البيب إليه ‪ ...‬وهو يشكو بعد الصباح إلينا ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬يا من لبست لجره طول الضنا ‪ ...‬حت‬
‫‪ ...‬خفيت إذا عن العواد ‪ ...‬وأنست بالسهر الطويل فأنسيت ‪ ...‬أجفان عين كيف كان رقادي ‪ ...‬إن كان يوسف بالمال مقطع ال ‪ ...‬أيدي فأنت مفتت الكباد‬
‫الواحدي الفسر‬
‫علي بن حسن بن أحد بن علي بن بويه الواحدي قال ابن خلكان ول أدري هذه النسبة إل ماذا وهو صاحب التفاسي الثلثة البسيط والوسيط والوجيز قال ومنه أخذ الغزال أساء كتبه قال‬
‫وله أسباب النول والتحبي ف شرح الساء السن وقد شرح ديوان التنب وليس ف شروحه مع كثرتا مثله قال وقد رزق السعادة ف تصانيفه وأجع الناس على حسنها وذكرها الدرسون‬
‫ف دروسهم وقد أخذ التفسي عن الثعالب وقد مرض مدة ث كانت وفاته بنيسابور ف جادى الخرة منها‬
‫ناصر بن ممد‬
‫ابن علي أبو منصور التركي الصافري وهو والد الافظ ممد بن ناصر قرأ القرآن وسع الكثي وهوالذي تول قراءة التاريخ على الطيب بامع النصور وكان ظريفا صبيحا مات شابا دون‬
‫الثلثي سنة ف ذي القعدة منها وقد رثاه بعضه بقصيدة طويلة أوردها كلها ف النتظم ابن الوزي‬
‫يوسف بن ممد بن السن‬
‫أبو القاسم المدان سع وجع وصنف وانتشرت عنه الرواية توف ف هذه سنة وقد قارب التسعي‬
‫ث دخلت سنة تسع وستي وأربعمائة‬
‫فيها كان ابتداء عمارة قلعة دمشق وذلك أن اللك العظم أتسز بن أوف الوارزمي لا انتزع دمشق من أيدي العبيديي ف السنة الاضية شرع ف بناء هذا الصن النيع بدمشق ف هذه السنة‬
‫وكان ف مكان القلعة اليوم أحد أبواب البلد باب يعرف بباب الديد وهو الباب القابل لدار رضوان منها اليوم داخل البكة البانية منها وقد ارتفع بعض أبرجتها فلم يتكامل حت انتزع‬
‫ملك البلد منه اللك الظفر تاج اللوك تنش بن ألب أرسلن السلجوقي فأكملها وأحسن عمارتا وابتن با دار رضوان للملك واستمرت على ذلك البناء ف أيام نور الدين ممود بن زنكي‬
‫فلما كان اللك صلح الدين بن يوسف بن أيوب جدد فيها شيئا وابتن له نائبه ابن مقدم فيها دارا هائلة للمملكة ث إن اللك العادل أخا صلح الدين اقتسم هو وأولده أبرجتها فبن كل‬
‫ملك منهم برجا منها جدده وعله وأطده وأكده ث جدد اللك الظاهر بيبس منها البج الغرب القبلى‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪115‬‬

‫ث ابتن بعده ف دولة اللك الشرف خليل بن النصور نائبه الشجاعي الطارمة الشمالية والقبة الزرقاء وما حولا وف الحرم منها مرض الليفة مرضا شديدا فأرجف الناس به فركب حت رآه‬
‫الناس جهرة فسكنوا وف جادى الخرة منها زادت دجلة زيادة كثية إحدى عشرين ذراعا ونصفا فنقل الناس أموالم وخيف على دار اللفة فنقل تابوت القائم بأمر ال ليل إل الترب‬
‫بالرصافة وف شوال منها وقعت الفتنة بي النابلة والشعرية وذلك أن ابن القشيى قدم بغداد فجلس يتكلم ف النظامية وأخذ يذم النابلة وينسبهم إل التجسيم وساعده أبو سعد الصوف‬
‫ومال معه الشيخ أبو إسحاق الشيازي وكتب إل نظام اللك يشكو إليه النابلة ويسأله العونة عليهم وذهب جاعة إل الشريف أب جعفر بن أب موسى شيخ النابلة وهو ف مسجده فدافع‬
‫عنه آخرون واقتتل الناس بسبب ذلك وقتل رجل خياط من سوق التب وجرح آخرون وثارت الفتنة وكتب الشيخ أبو إسحاق وأبو بكر الشاشي إل نظام اللك ف كتابه إل فخر الدولة ينكر‬
‫ما وقع ويكره أن ينسب إل الدرسة الت بناها شئ من ذلك وعزم الشيخ أبو إسحاق على الرحلة من بغداد غضبا ما وقع من الشر فأرسل إليه الليفة يسكنه ث جع بينه وبي الشريف أب‬
‫جعفر وأب سعد الصوف وأب نصر بن القشيي عند الوزير فأقبل الوزير على أب جعفر يعظمه ف الفعال والقال وقام إليه الشيخ أبو إسحاق فقال أنا ذلك الذي كنت تعرفه وأنا شاب وهذه‬
‫كتب ف الصول ما أقول فيها خلفا للشعرية ث قبل رأس أب جعفر فقال له أبو صدقت إل أنك لا كنت فقيا ل تظهر لنا ما ف نفسك فلما جاء العوان والسلطان وخواجة بزك يعن نظام‬
‫اللك وشبعت أبديت ما كان متفيا ف نفسك وقام الشيخ أبو سعد الصوف وقبل رأس الشريف أب جعفر أيضا وتلطف به فالتفت إليه مغضبا وقال أيها الشيخ أما الفقهاء إذا تكلموا ف‬
‫مسائل الصول فلهم فيها مدخل وأما أنت فصاحب لو وساع وتغي فمن زاحك منا على باطلك ث قال أيها الوزير أن تصلح بيننا وكيف يقع بيننا صلح ونن نوجب ما نعتقده وهم يرمون‬
‫ويكفرون وهذا جد الليفة القائم والقادر قد أظهر اعتقادها للناس على رؤس الشهاد على مذهب أهل السنة والماعة والسلف ونن على ذلك كما وافق عليه العراقيون والراسانيون‬
‫وقرىء على الناس ف الدواوين كلها فأرسل الوزير إل الليفة يعلمه با جرى فجاء الواب بشكر الماعة وخصوصا الشريف أبا جعفر ث استدعى الليفة أبا جعفر إل دار اللفة للسلم‬
‫علية والتبك بدعائه قال ابن الوزى وف ذي القعدة منها كثرت المراض ف الناس ببغداد وواسط والسواد وورد الب بأن الشام كذلك وف هذا الشهر أزيلت النكرات والبغايا ببغداد‬
‫وهرب الفساق منها وفيها ملك حلب نصر بن ممود بن مرداس بعد وفاة أبيه وفيها تزوج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪116‬‬

‫المي على بن أب منصور بن قرامز بن علء الدولة بن كالويه الست أرسلن خاتون بنت داود عم السلطان ألب أرسلن وكانت زوجة القائم بأمر ال وفيها حاصر القسيس صاحب دمشق‬
‫مصر وضيق على صاحبها الستنصر بال ث كر راجعاإل دمشق وحج بالناس فيها المي جنفل التركى مقطع الكوفة ومن توف فيها من العيان‬
‫اسفهدوست بن ممد بن السن أبو منصور الديلمي‬
‫الشاعر لقي أبا عبد ال بن الجاج وعبد العزيز بن نباتة وغيها من الشعراء وكان شيعيا فتاب وقال ف قصيدة له ف ذلك قوله ف اعتقاده ‪ ...‬وإذا سئلت عن اعتقادى قلت ما ‪ ...‬كانت‬
‫عليه مذاهب البرار ‪ ...‬وأقول خي الناس بعد ممد ‪ ...‬صديقه وأنيسه ف الغار ‪ ...‬ث الثلثة بعده خي الورى ‪ ...‬أكرم بم من سادة أطهار ‪ ...‬هذا اعتقادي والذي أرجو به ‪ ...‬فوزي‬
‫‪ ...‬وعتقي من عذاب النار‬
‫طاهر بن أحد بن بابشاذ‬
‫أبو السن البصري النحوى سقط من سطح جامع عمرو بن العاص بصر فمات من ساعته ف رجب من هذه السنة قال ابن خلكان كان بصر إمام عصره ف النحو وله الصنفات الفيدة من‬
‫ذلك مقدمته وشرحها وشرح المل للزجاجى قال وكانت وظيفته بصر أنه ل تكتب الرسائل ف ديوان النشاء إل عرضت عليه فيصلح منها ما فيه خلل ث تنفذ إل الهة الت عينت لا‬
‫وكان له على ذلك معلوم وراتب جيد قال فاتفق أنه كان يأكل يوما مع بعض أصحابه طعاما فجاءه قط فرموا له شيئا فأخذه وذهب سريعا ث أقبل فرموا له شيئا أيضا فانطلق به سريعا ث جاء‬
‫فرموا له شيئا أيضا فعلموا أنه ل يأكل هذا كله فتتبعوه فإذا هو يذهب به إل قط آخر أعمى ف سطح هناك فتعجبوا من ذلك فقال الشيخ ياسبحان ال هذا حيوان بيم قد ساق ال إليه رزقه‬
‫على يد غيه أفل يرزقن وأنا عبده وأعبده ث ترك ما كان له من الراتب وجع حواشيه وأقبل على العبادة والشتغال واللزمة ف غرفة ف جامع عمرو بن العاص إل أن مات كما ذكرنا وقد‬
‫جع تعليقه ف النحو وكان قريبا من خسة عشر ملدا فأصحابه كابن برى وغيه ينقلون منها وينتفعون با ويسمونا تعليق الغرفة‬
‫عبد ال بن ممد بن عبد ال‬
‫ابن عمر بن أحد بن الجمع بن ممد بن يي بن معبد بن هزار مرد أبو ممد الصريفين ويعرف بابن العلم أحد مشايخ الديث السندين الشهورين تفرد فيه عن جاعة من الشايخ لطول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪117‬‬

‫عمره وهو آخر من حدث بالعديات عن ابن حبانة عن أب القاسم البغوي عن على بن العد وهو ساعنا ورحل إليه الناس بسببه وسع عليه جاعة من الفاظ منهم الطيب وكان ثقة ممود‬
‫الطريقة صاف الطوية توف بصر يفي ف جادى الول عن خس وثاني سنة‬
‫حيان بن خلف‬
‫ابن حسي بن حيان بن ممد بن حيان بن وهب بن حيان أبو مروان القرطب مول بن أمية صاحب تاريخ الغرب ف ستي ملدا اثن عليه الافظ أبو علي الغسان ف فصاحته وصدقه وبلغته‬
‫قال وسعته يقول التهنئة بعد ثلث استخفاف بالودة والتعزية بعد ثلث إغراء بالصيبة قال ابن خلكان توف ف ربيع الول منها ورآه بعضهم ف النام فسأله عن حاله فقال غفرل وأما التاريخ‬
‫فندمت عليه ولكن ال بلطفه أقالن وعفا عن‬
‫أبو نصر السجزي الوابلي‬
‫نسبة إل قرية من قرى سجستان يقال لا وابل سع الكثي وصنف وخرج وأقام بالرم وله كتاب البانة ف الصول وله ف الفروع أيضا ومن الناس من كان يفضله ف الفظ على الصوري‬
‫ممد بن علي بن السي‬
‫أبو عبد ال الناطي العروف بابن سكينة ولد سنة تسعي وثلثائة وكان كثي السماع ومات عن تسع وسبعي سنة وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبعي وأربعمائة‬
‫قال ابن الوزى ف ربيع الول منها وقعت صاعقة بحلة النوبة من الانب الغرب على نلتي ف مسجد فأحرقت أعاليهما وصعد الناس فأطفأوا النار ونزلوا بالسعف وهو يشتعل نارا قال‬
‫وورد كتاب من نظام اللك إل الشيخ أب إسحاق الشيازي ف جواب كتابه إليه ف شأن النابلة ث سرده ابن الوزى ومضمونه أنه ليكن تغيي الذاهب ولنقل أهلها عنها والغالب على‬
‫تلك الناحية هو مذهب المام أحد ومله معروف عند الئمة والناس وقدره معلوم ف السنة ف كلم طويل قال وف شوال منها وقعت فتنة بي النابلة وبي فقهاء النظامية وحى لكل من‬
‫الفريقي طائفة من العوام وقتل بينهم نو من عشرين قتيل وجرح آخرون ث سكنت الفتنة قال وف تاسع عشر شوال ولد للخليفة القتدى ولده الستظهر أبو العباس أحد وزينت البلد‬
‫وجلس الوزير للهناء ث ف يوم الحد السادس والعشرين من شوال ولد له ولد آخر وهو أبو ممد هارون قال وفيها ول تاج الدولة أرسلن الشام وحاصر حلب وحج بالناس جنفل مقطع‬
‫الكوفة وذكر ابن الوزى أن الوزير ابن جهي كان قد عمل منبا هائل لتقام عليه الطبة بكة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪118‬‬

‫فحي وصل إليها إذا الطبة قد أعيدت للمصريي فكسر ذلك النب وأحرق ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن أحد بن يعقوب‬
‫ابن أحد أبو بكر اليبوعى القرى آخر من حدث عن أب السي بن سعون وقد كان ثقة متبعدا حسن الطريقة كتب عند الطيب وقال كان صدوقا توف ف هذه السنة عن سبع وثاني سنة‬
‫أحد بن ممد بن أحد بن عبد ال أبو السن ابن النقور البزاز أحد السندين العمرين تفرد بنسخ كثية عن ابن حبان ع عن البغوي عن أشياخه كنسخة هدبة وكامل بن طلحة وعمرو بن‬
‫زرارة وأب السكن البكري وكان متكثرا متبحرا وكان يأخذ على إساع حديث طالوت بن عبادة دينارا وقد أفتاه الشيخ أبو إسحاق الشيازى بواز أخذ الجرة على إساع الديث لشتغاله‬
‫به عن الكسب توف عن تسع وثاني سنة‬
‫أحد بن عبد اللك‬
‫ابن علي بن أحد أبو صال الؤذن النيسابورى الافظ كتب الكثي وجع وصنف كتب عن ألف شيخ وكان يعظ ويؤذن مات وقد جاوز الثماني‬
‫عبد ال بن السن بن علي‬
‫أبو القاسم بن أب ممد اللل آخر من حدث عن أب حفص الكنان وقد سع الكثي روى عنه الطيب ووثقه توف عن خس وثاني سنة ودفن بباب حرب‬
‫عبد الرحن بن منده‬
‫ابن ممد بن إسحاق بن ممد بن يي بن إبراهيم أبو القاسم بن أب عبد ال المام سع أباه وابن مردويه وخلقا ف أقاليم شت سافر إليها وجع شيئا كثيا وكان ذا وقار وست حسن واتباع‬
‫للسنة وفهم جيد كثي المر بالعروف والنهى عن النكر لياف ف ال لومة لئم وكان مسعد ابن ممد الريان يقول حفظ ال السلم به وبعبد ال النصارى الروى توف ابن منده هذا‬
‫بأصبهان عن سبع وثاني سنة وحضر جنازته خلق كثي ل يعلمهم إل ال عز وجل‬
‫عبد اللك بن ممد‬
‫ابن عبد العزيز بن ممد بن الظفر بن علي أبو القاسم المدان أحد الفاظ الفقهاء الولياء كان يلقب ببجي وقد سع الكثي وكان يكثر للطلبة ويقرأ لم توف بالرى ف الحرم من هذه السنة‬
‫ودفن إل جانب إبراهيم الواص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪119‬‬

‫الشريف أبو جعفر النبلي‬


‫عبد الالق بن عيسى بن أحد بن ممد بن إبراهيم بن عبد ال بن معبد بن العباس بن عبد الطلب الاشي بن أب موسى النبلي العباسي كان أحد الفقهاء العلماء العباد الزهاد الشهورين‬
‫بالديانة والفضل والعبادة والقيام ف ال بالمر بالعروف والنهي عن النكر ل تأخذه ف ال لومة لئم ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة واشتغل على القاضي أب يعلى بن الفراء وزكاه شيخه‬
‫عند ابن الدامغان فقبله ث ترك الشهادة بعد ذلك وكان مشهورا بالصلح والديانة وحي احتضر الليفة القائم بأمر ال أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر هذا وأوصى له بشيء كثي ومال‬
‫جزيل فلم يقبل من ذلك شيئا وحي وقعت الفتنة بي النابلة والشعرية بسبب ابن القشيي اعتقل هو ف دار اللفة مكرما معظما يدخل عليه الفقهاء وغيهم ويقبلون يده ورأسه ول يزل‬
‫هناك حت اشتكى فأذن له ف السي إل أهله فتوف عندهم ليلة الميس النصف ف صفر منها ودفن إل جانب المام أحد فاتذت العامة قبه سوقا كل ليلة أربعاء يترددون إليه ويقرؤون‬
‫التمات عنده حت جاء الشتاء وكان جلة ما قرئ عليه وأهدى له عشرة آلف ختمة وال أعلم‬
‫ممد بن ممد بن عبد ال‬
‫أبو السن البيضاوي أحد الفقهاء الشافعيي بربع الكرخ ودفن عند والده‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعي وأربعمائة فيها ملك السلطان اللك الظفر تاج اللوك تنش بن ألب أرسلن السلجوقي دمشق وقتل ملكها إقسيس وذلك أن إقسيس بعث إليه يستنجده على‬
‫الصريي فلما وصل إليه ل يركب لتلقيه فأمر بقتله فقتل لساعته ووجد ف خزائنه حجر ياقوت أحر وزنه سبعة عشر مثقال وستي حبة لؤلؤ كل حبة منها أزيد من مثقال وعشرة آلف دينار‬
‫ومائت سرج ذهب وغي ذلك وقد كان إقسيس هذا هو أتسز بن أوف الوارزمي كان يلقب بالعظم وكان من خيار اللوك وأجودهم سية وأصحهم سريرة أزال الرفض عن أهل الشام‬
‫وأبطل الذان بي على خي العمل وأمر بالترضي عن الصحابة أجعي وعمر بدمشق القلعة الت هي معقل السلم بالشام الحروس فرحة ال وبل بالرحة ثراه وجعل جنة الفردوس مأواه وفيها‬
‫عزل الوزير ابن جهي بإشارة نظام اللك بسبب مالته على الشافعية ث كاتب القتدي نظام اللك ف إعادته فأعيد ولده وأطلق هو وفيها قدم سعد الدولة جوهرا أميا إل بغداد وضرب‬
‫الطبول على بابه ف أوقات الصلوات وأساء الدب علىالليفة وضرب طوالت اليل على باب الفردوس فكوتب السلطان بأمره فجاء الكتاب من السلطان بالنكار عليه وحج بالناس‬
‫مقطع الكوفة جنفل التركي أثابه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪120‬‬

‫ومن توف فيها من العيان سعد بن علي‬


‫ابن ممد بن علي بن السي أبو القسام الزنان رحل إل الفاق وسع الكثي وكان إماما حافظا متعبدا ث انقطع ف آخر عمره بكة وكان الناس يتبكون به قال ابن الوزي ويقبلون يده أكثر‬
‫ما يقبلون الجر السود‬
‫سليم بن الوزي‬
‫نسبة إل قرية من قرى دجيل كان عابدا زاهدا يقال إنه مكث مدة يتقوت كل يوم بزبيبة وقد سع الديث وقرئ عليه رحه ال‬
‫عبدال بن شعون‬
‫أبو أحد الفقيه الالكي القيوان توف ببغداد ودفن بباب حرب وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها ملك ممود بن مسعود بن ممود بن سبكتكي صاحب غزنة قلعا كثية حصينة من بلد الند ث عاد إل بلده سالا غانا وفيها ولد المي أبو جعفر بن القتدي بال وزينت له بغداد‬
‫وفيها ملك صاحب الوصل المي شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران العقيلي بعد وفاة أبيه وفيها ملك منصور بن مروان بلد بكر بعد أبيه وفيها أمر السلطان بتغريق ابن علن اليهودي‬
‫ضامن البصرة وأخذ من ذخائره أربعمائة ألف دينار فضمن خارتكي البصرة بائة ألف دينار ومائة فرس ف كل سنة وفيها فتح عبيد ال بن نظام اللك تكريت وحج بالناس جنفل التركي‬
‫وقطعت خطبة الصريي بكة وخطب للمقتدي وللسلطان ملكشاه السلجوقي ومن توف فيها من العيان‬
‫عبداللك بن السن بن أحد بن حيون‬
‫أبو نصر سع الكثي وكان زاهدا عابدا يسرد الصوم ويتم ف كل ليلة ختمة رحه ال‬
‫ممد بن ممد بن أحد‬
‫ابن السي بن عبدالعزيز بن مهران العكبي سع هلل الفار وابن زرقويه والمامي وغيهم وكان فاضل جيد الشعر فمن شعره قوله‬
‫أطيل فكري ف أى ناس ‪ ...‬مضوا قدما وفيمن خلفونا ‪ ...‬هم الحياء بعد الوت ذكرا ‪ ...‬ونن من المول اليتونا ‪ ...‬توف ف رمضان منها وله سبعون سنة ‪...‬‬
‫هياج بن عبدال‬
‫الطيب الشامي سع الديث وكان أوحد زمانه زهدا وفقها واجتهادا ف العبادة أقام بكة مدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪121‬‬

‫يفت أهلها ويعتمر ف كل يوم ثلث مرات على قدميه ول يلبس نعل منذ اقام بكة وكان يزور قب النب ( ص ) مع أهل مكة ماشيا وكذلك كان يزور قب ابن عباس بالطائف وكان ل يدخر‬
‫شيئا ول يلبس إل قميصا واحدا ضربه بعض أمراء مكة ف بعض فت الروافض فاشتكى أياما ومات وقد نيف على الثماني رحه ال وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها استول تكش أخو السلطان ملك شاه على بعض بلد خراسان وفيها اذن للوعاظ ف اللوس للوعظ وكانوا قد منعوا ف فتنة ابن القشيي وفيها قبض على جاعة من الفتيان كانوا قد‬
‫جعلوا عليهم رئيسا يقال له عبدالقادر الاشي وقد كاتبوه من القطار وكان الساعي له رجل يقال له ابن رسول وكانوا يتمعون عند جامع براثا فخيف من أمرهم أن يكونوا مالئي للمصريي‬
‫فأمر بالقبض عليهم وحج بالناس جنفل ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن عمر‬
‫ابن ممد بن إساعيل أبو عبدال بن الخضر الحدث سع علي بن شاذان وكان على مذهب الظاهرية وكان كثي التلوة حسن السية متقلل من الدنيا قنوعا رحه ال الصليحي التغلب على‬
‫اليمن أبو السن علي بن ممد بن علي اللقب بالصليحي كان أبوه قاضيا باليمن وكان سنيا ونشأ هذا فتعلم العلم وبرع ف أشياء كثية من العلوم وكان شيعيا على مذهب القرامطة ث كان‬
‫يدل بالجيج مدة خس عشرة سنة وكان اشتهر أمره بي الناس أنه سيملك اليمن فنجم ببلد اليمن بعد قتله ناح صاحب تامة واستحوذ على بلد اليمن بكمالا ف أقصر مدة واستوثق له‬
‫اللك با سنة خس وخسي وخطب للمستنصر العبيدي صاحب مصر فلما كان ف هذا العام خرج إل الج ف ألفي فارس فاعترضه سعيد بن ناح بالوسم ف نفر يسي فقاتلهم فقتل هو‬
‫وأخوه واستحوذ سعيد بن ناح على مكلته وحواصله ومن شعر الصليحي هذا قوله ‪ ...‬أنكحت بيض الند سر رماحهم ‪ ...‬فرؤسهم عرض النثار نثار ‪ ...‬وكذا العل ل يستباح نكاحها ‪...‬‬
‫‪ ...‬إل بيث تطلق العمار‬
‫ممد بن السي‬
‫ابن عبدال بن أحد بن يوسف بن الشبلي أبو علي الشاعر البغدادي اسند الديث وله الشعر الرائق فمنه قوله ‪ ...‬ل تظهرن لعاذل أو عاذر ‪ ...‬حاليك ف السراء والضراء ‪ ...‬فلرحة‬
‫التوجعي مرارة ‪ ...‬ف القلب مثل شاتة العداء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪122‬‬

‫‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬يفن البخيل يمع الال مدته ‪ ...‬وللحوادث والوراث ما يدع ‪ ...‬كدودة القز ما تبنيه ينقها ‪ ...‬وغيها بالذي تبنيه ينتفع‬
‫يوسف بن السن‬
‫ابن ممد بن السن أبو القاسم العسكري من أهل خراسان من مدينة زنان ولد سنة خس وتسعي وثلثائة وتفقه على أب إسحاق الشيازي وكان من أكب تلميذه وكان عابدا ورعا خاشعا‬
‫كثي البكاء عند الذكر مقبل على العبادة مات وقد قارب الثماني‬
‫ث دخلت سنة أربع وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها ول أبو كامل منصور بن نور الدولة دبيس ما كان يليه أبوه من العمال وخلع عليه السلطان والليفة وفيها ملك شرف الدولة مسلم بن قريش حران وصال صاحب الرهاء وفيها فتح‬
‫تتش بن ألب أرسلن صاحب دمشق مدينة انطرطوس وفيها أرسل الليفة ابن جهي إل السلطان ملك شاه يتزوج ابنته فأجابت أمها بذلك بشرط أن ليكون له زوجة ول سرية سواها وأن‬
‫يكون سبعة أيام عندها فوقع الشرط على ذلك وفيها توف من العيان‬
‫داود بن السلطان بن ملك شاه‬
‫فوجد عليه أبوه وجدا كثيا بيث إنه كاد أوهم أن يقتل نفسه فمنعه المراء من ذلك وانتقل عن ذلك البلد وأمر النساء بالنوح عليه ولا وصل الب لبغداد جلس وزير الليفة للعزاء‬
‫القاضي أبو الوليد الباجي‬
‫سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيب الندلسي الباجي الفقيه الالكي أحد الفاظ الكثيين ف الفقه والديث سع الديث ورحل فيه إل بلد الشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة‬
‫فسمع هناك الكثي واجتمع بأئمة ذلك الوقت كالقاضي أب الطيب الطبي وأب إسحاق الشيازي وجاور بكة ثلث سني مع الشيخ أب ذر الروي واقام ببغداد ثلث سني وبالوصل سنة‬
‫عند أب جعفر السمنان قاضيها فأخذ عنه الفقه والصول وسع الطيب البغدادي وسع منه الطيب أيضا وروى عنه هذين البيتي السني ‪ ...‬إذا كنت أعلم علما يقينا ‪ ...‬بأن جيع حيات‬
‫كساعة ‪ ...‬فلم ل أكون كضيف با ‪ ...‬وأجعلها ف صلح وطاعة ‪ ...‬ث عاد إل بلده بعد ثلث عشرة سنة وتول القضاء هناك ويقال إنه تول قضاء حلب أيضا قاله ابن خلكان قال وله‬
‫مصنفات عديدة منها النتقى ف شرح الوطأ وإحكام الفصول ف أحكام الصول والرح والتعديل وغي ذلك وكان مولده سنة ثلث وأربعمائة وتوف ليلة الميس بي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪123‬‬

‫العشاءين التاسع والعشرين من رجب من هذه السنة رحه ال‬


‫أبو الغر دبيس بن علي بن مزيد‬
‫اللقب نور الدولة توف ف هذه السنة عن ثاني سنة مكث منها أميا نيفا وستي سنة وقام بالمر من بعده ولده أبو كامل ولقب باء الدولة‬
‫عبدال بن أحد بن رضوان‬
‫أبو القاسم البغدادي كان من الرؤساء ومرض بالشقيقة ثلث سني فمكث ف بيت مظلم ل يرى ضوءا ول يسمع صوتا‬
‫ث دخلت سنة خس وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها قدم مؤيد اللك فنل ف مدرسة أبيه وضربت الطبول على بابه ف أوقات الصلوات الثلث وفيها نفذ الشيخ أبو إسحاق الشيازي رسول إل السلطان ملكشاه والوزير نظام اللك وكان‬
‫أبو إسحاق كلما مر على بلدة خرج أهلها يتلقونه بأولدهم ونسائهم يتبكون به ويتمسحون بركابه وربا أخذوا من تراب حافر بغلته ولا وصل إل ساوة خرج إليه أهلها وما مر بسوق منها‬
‫إل نثروا عليه من لطيف ما عندهم حت اجتار بسوق الساكفة فلم يكن عندهم إل مداساة الصغار فنثروها عليه فجعل يتعجب من ذلك وفيها جددت الطبة لبنت السلطان ملكشاه من جهة‬
‫الليفة فطلبت أمها أربعمائة ألف دينار ث اتفق الال على خسي ألف دينار وفيها حارب السلطان أخاه تتش فأسره ث أطلقه واستقرت يده على دمشق وأعمالا وحج بالناس جنفل و توف‬
‫فيها من العيان‬
‫عبد الوهاب بن ممد‬
‫ابن إسحاق بن ممد بن يي بن منده أبو عمر الافظ من بيت الديث رحل إل الفاق وسع الكثي وتوف بأصبهان‬
‫ابن ماكول‬
‫المي أبو نصر على بن الوزير أب القاسم هبة ال بن علي بن جعفر بن علكان بن ممد بن دلف بن أب دلف التميمي المي سعد اللك أبو نصر ابن ماكول أحد أئمة الديث وسادات‬
‫المراء رحل وطاف وسع الكثي وصنف الكمال ف الشتبه من أساء الرجال وهو كتاب جليل ل يسبق إليه ول يلحق فيه إل ما استدرك عليه ابن نقطة ف كتاب ساه الستدراك قتله ماليكه‬
‫ف كرمان ف هذه السنة وكان مولده ف سنة عشرين وأربعمائة وعاش خسا وخسي سنة قال ابن خلكان وقيل إنه قتل ف سنة تسع وسبعي وقيل ف سنة سبع وثاني قال وقد كان أبوه وزير‬
‫القائم بأمر ال وعمه عبدال بن السي ول قضاء بغداد قال ول أدر ل سي المي إل أن يكون منسوبا إل جده المي أب دلف واصله من جرباذقان وولد ف عكبا ف شعبان سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪124‬‬


‫إحدى وعشرين وأربعمائة قال وقد كان الطيب البغدادي صنف كتاب الؤتنف جع فيه بي كتاب الدارقطن وعبدالغن بن سعيد ف الؤتلف والختلف فجاء ابن ماكول وزاد على الطيب‬
‫وساه كتاب الكمال وهو ف غاية الفادة ورفع اللتباس والضبط ول يوضع مثله ول يتاج هذا المي بعده إل فضلية أخرى ففيه دللة على كثرة اطلعه وضبطه وتريره وإتقانه ومن الشعر‬
‫‪ ...‬النسوب إل قوله ‪ ...‬قوض خيامك عن أرض تان با ‪ ...‬وجانب الذل إن الذل يتنب ‪ ...‬وارحل إذا كان ف الوطان منقصة ‪ ...‬فالندل الرطب ف أوطانه حطب‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها عزل عميد الدولة بن جهي عن وزارة اللفة فسار بأهله وأولده إل السلطان وقصدوا نظام اللك وزير السلطان فعقد لولده فخر الدولة على بلد ديار بكر فسار إليها باللع ‪...‬‬
‫والكوسات والعساكر وامر أن ينتزعها من ابن مروان وأن يطب لنفسه وأن يذكر اسه على السكة فما زال حت انتزعها من أيديهم وباد ملكهم على يديه كما سيأت بيانه وسد وزارة‬
‫اللفة أبو الفتح مظفر ابن رئيس الرؤساء ث عزل ف شعبان واستوزر أبو شجاع ممد بن ‪ 4‬السي ولقب ظهي الدين وف جادى الخرة ول مؤيد اللك أبا سعيد عبدالرحن ابن الأمون‬
‫التول تدريس النظامية بعد وفاة الشيخ أب إسحاق الشيازي وفيها عصى أهل حران على شرف الدولة مسلم بن قريش فجاء فحاصرها ففتحها وهدم سورها وصلب قاضيها ابن حلبة وابنيه‬
‫علىالسور وف شوال منها قتل أبو الحاسن بن أب الرضا وذلك لنه وشى إل السلطان ف نظام اللك وقال له سلمهم إل حت أستخلص لك منهم ألف ألف دينار فعمل نظام اللك ساطا‬
‫هائل واستحضر غلمانه وكانوا ألوفا من التراك وشرع يقول للسلطان هذا كله من أموالك وما وقفته من الدارس والربط وكله شكره لك ف الدنيا وأجره لك ف الخرة واموال وجيع ما‬
‫أملكه بي يديك وأنا أقنع برقعة وزاوية فعند ذلك أمر السلطان بقتل أب الحاسن وقد كان حضيا عنده وخصيصا به وجيها لديه وعزل أباه عن كتابة الطغراء وولها مؤيد اللك وحج بالناس‬
‫المي جنفل التركي مقطع الكوفة ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ أبو إسحاق الشيازي‬
‫إبراهيم بن علي بن يوسف الفيوزاباذين وهي قرية من قرى فارس وقيل هي مدينة خوارزم شيخ الشافعية ومدرس النظامية ببغداد ولد سنة ثلث وقيل ست وتسعي وثلثائة وتفقه بفارس‬
‫على أب عبدال البيضاوي ث قدم بغداد سنة خس عشرة وأربعمائة فتفقه علىالقاضي أب الطيب الطبي وسع الديث من ابن شاذان والبقان وكان زاهدا عابدا ورعا كبي القدر معظما‬
‫مترما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪125‬‬

‫إماما ف الفقه والصول والديث وفنون كثية وله الصنفات الكثية النافعة كالهذب ف الذهب والتنبيه والنكت ف اللف واللمع ف أصول الفقه والتبصرة وطبقات الشافعية وغي ذلك‬
‫قلت وقد ذكرت ترجته مستقصاة مطولة ف أول شرح التنبيه توف ليلة الحد الادي والعشرين من جادى الخرة ف دار أب الظفر بن رئيس الرؤساء وغسله أبو الوفا بن عقيل النبلي‬
‫وصلى عليه بباب الفردوس من داراللفة وشهد الصلة عليه القتدي بأمر ال وتقدم للصلة عليه أبو الفتح الظفر ابن رئيس الرؤساء وكان يومئذ لبسا ثياب الوزارة ث صلى عليه مرة ثانية‬
‫يامع القصر ودفن بباب إبرز ف تربة ماورة للناحية رحه ال تعال وقد امتدحه الشعراء ف حياته وبعد وفاته وله شعر رائق فمما أنشده ابن خلكان من شعره قوله ‪ ...‬سألت الناس عن خل‬
‫وف ‪ ...‬فقالوا ما إل هذا سبيل ‪ ...‬تسك إن ظفرت بذيل حر ‪ ...‬فإن الر ف الدنيا قليل ‪ ...‬قال ابن خلكان ولا توف عمل الفقهاء عزاءه بالنظامية وعي مؤيد اللك أبا سعد التول مكانه‬
‫فلما بلغ الب إل نظام اللك كتب يقول كان من الواجب أن تغلق الدرسة سنة لجله وامر أن يدرس الشيخ أبو نصر بن الصباغ ف مكانه‬
‫طاهر بن السي‬
‫ابن أحد بن عبدال القواس قرأ القرآن وسع الديث وتفقه على القاضي أب الطيب الطبي وأفت ودرس وكانت له حلقة بامع النصور للمناظرة والفتوى وكان ورعا زاهدا ملزما لسجده‬
‫خسي سنة توف عن ست وثاني سنة ودفن قريبا من المام أحد رحه ال وإيانا‬
‫ممد بن أحد بن إساعيل‬
‫أبو طاهر النباري الطيب ويعرف بابن أب الصفر طاف البلد وسع الكثي وكان ثقة صالا فاضل عابدا وقد سع منه الطيب البغدادي وروى عنه مصنفاته توف بالنبار ف جادى الخرة‬
‫عن نو من مائة سنة رحه ال‬
‫ممد بن أحد بن السي بن جرادة‬
‫أحد الرؤساء ببغداد وهو من ذوي الثروة والروءة كان يزر ماله بثلثائة ألف دينار وكان أصله من عكبا فسكن بغداد وكانت له با دار عظيمة تشتمل على ثلثي مسكنا مستقل وفيها‬
‫حام وبستان ولا بابان على كل باب مسجد إذا أذن الؤذن ف إحداها ل يسمع الخر من اتساعها وقد كانت زوجة الليفة القائم حي وقعت فتنة البساسيي ف سنة خسي وأربعمائة نزلت‬
‫عنده ف جواره فبعث إل المي قريش بن بدران أمي العرب بعشرة آلف دينار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪126‬‬

‫ليحمي له داره وهو الذي بن السجد العروف به ببغداد وقد ختم فيه القرآن ألوف من الناس وكان ل يفارق زي التجار وكانت وفاته ف عاشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن ف التربة‬
‫الجاورة لتربة القزوين رحه ال وإيانا آمي‬
‫ث دخلت سنة سبع وسبعي وأربعمائة‬
‫فيها كان الرب بي فخر الدولة بن جهي وزير الليفة وبي ابن مروان صاحب ديار بكر فاستول ابن جهي على ملك العرب وسب حريهم وأخذ البلد ومعه سيف الدولة صدقة بن منصور‬
‫بن دبيس بن علي بن مزيد السدي فافتدى خلقا من العرب فشكره الناس على ذلك وامتدحه الشعراء وفيها بعث السلطان عميد الدولة ابن جهي ف عسكر كثيف ومعه قسيم الدولة‬
‫اقسنقر جد بن أتابك ملوك الشام والوصل فسارا إل الوصل فملكوها وف شعبان منها ملك سليمان بن قتلمش أنطاكية فأراد شرف الدولة مسلم بن قريش أن يستنقذها منه فهزمه سليمان‬
‫وقتله وكان مسلم هذا من خيار اللوك سية له ف كل قرية وال وقاض وصاحب خب وكان يلك من السندية إل منبج وول بعده أخوه إبراهيم بن قريش وكان مسجونا من سني فأطلق‬
‫وملك وفيها ولد السلطان سنجر بن ملكشاه ف العشرين من رجب بسنجار وفيها عصى تكش أخو السلطان فأخذه السلطان فسمله وسجنه وحج بالناس ف هذه السنة المي خارتكي‬
‫السنات وذلك لشكوى الناس من شدة سي جنفل بم وأخذ الكوسات منهم سافر مرة من الكوفة إل مكة ف سبعة عشر يوما ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن دوبست‬
‫أبو سعد النيسابوري شيخ الصوفية له رباط بدينة نيسابور يدخل من بابه المل براكبه وحج مرات على التجريد على البحرين حي انقطعت طريق مكة وكان يأخذ جاعة من الفقراء‬
‫ويتوصل من قبائل العرب حت يأت مكة توف ف هذه السنة وقد جاوز التسعي رحه ال وإيانا واوصى أن يلفه ولده إساعيل فأجلس ف مشيخة الرباط‬
‫ابن الصباغ‬
‫صاحب الشامل عبد السيد بن ممد بن عبدالواحد بن أحد بن جعفر المام أبو نصر بن الصباغ ولد سنة أربعمائة وتفقه ببغداد على أب الطيب الطبي حت فاق الشافعية بالعراق وصنف‬
‫الصنفات الفيدة منها الشامل ف الذهب وهو أول من درس بالنظامية توف ف هذه السنة ودفن بداره ف الكرخ ث نقل إل باب حرب رحه ال قال ابن خلكان كان فقيه العراقي وكان‬
‫يضاهي أبا إسحاق وكان ابن الصباغ أعلم منه بالذهب واليه الرحلة فيه وقد صنف الشامل ف الفقه والعمدة ف أصول الفقه وتول تدريس النظامية أول ث عزل بعد عشرين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪127‬‬

‫يوما بالشيخ أب إسحاق فلما مات الشيخ أبو إسحاق تولها أبو سعد التول ث عزل الصباغ ابن التول وكان ثقه حجة صالا ولد سنة أربعمائة أضر ف آخر عمره رحة ال وإيانا‬
‫مسعود بن ناصر‬
‫ابن عبد ال بن أحد بن إساعيل أبو سعد السجري الافظ رحل ف الديث وسع الكثي وجع الكتب النفيسة وكان صحيح الط صحيح النقل حافظ ضابطا رحه ال وإيانا‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعي وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها زلزلت أرجان فهلك خلق كثي من الروم ومواشيهم وفيها كثرت المراض بالمى والطاعون بالعراق والجاز والشام وأعقب ذلك موت الفجأة ث ماتت الوحوش ف الباري‬
‫ث تلها موت البهائم حت عزت اللبان واللحمان ومع هذا كله وقعت فتنة عظيمة بي الرفضة والسنة فقتل خلق كثي فيها وف ربيع الول هاجت ريح سوداء وسفت رمل وتساقطت‬
‫أشجار كثية من النخل وغيها ووقعت صواعق ف البلد حت ظن بعض الناس أن القيامة قد قامت ث انلى ذلك ول المد وفيها ولد للخلفية ولده أبو عبد ال السي وزينت بغداد‬
‫وضربت الطبول والبوقات وكثرت الصدقات وفيها استول فخر الدولة ابن جهي على بلد كثية منها آمد وميا فارقي وجزيرة ابن عمر وانقضت بنو مروان على يده ف هذه السنة وف ثان‬
‫عشر رمضان منها ول أبو بكر ممد بن مظفر الشامي قضاء القضاة ببغداد بعد وفاة أب عبدال الدامغان وخلع عليه ف الديوان وحج بالناس جنفل وزار النب ( ص ) ذاهبا وآيبا قال أظن أنا‬
‫آخر حجت وكان كذلك وفيها خرج توقيع الليفة القتدي بأمر ال بتجديد المر بالعروف والنهي عن النكر ف كل ملة وإلزام أهل الذمة بلبس الغيار وكسر آلت اللهي وإراقة المور‬
‫وإخراج أهل الفساد من البلد اثابه ال ورحه ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن السن‬
‫ابن ممد بن إبراهيم بن أب أيوب أبو بكر الفوركي سبط الستاذ أب بكر بن فورك استوطن بغداد وكان متكلما يعظ الناس ف النظامية فوقعت بسببه فتنة بي أهل الذاهب قال ابن الوزي‬
‫وكان مؤثرا للدنيا ل يتحاشى من لبس الرير وكان يأخذ مكس الفحم ويوقع العداوة بي النابلة والشاعرة مات وقد ناف على الستي سنة ودفن إل جانب قب الشعري بشرعة الزوايا‬
‫السن بن علي‬
‫أبو عبدال الردوسي كان رئيس أهل زمانه وأكملهم مروءة كان خدم ف أيام بن بويه وتأخر لذا الي وكانت اللوك تعظمه وتكاتبه بعبده وخادمه وكان كثي الصدقة والصلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪128‬‬

‫والب وبلغ من العمر خسا وتسعي سنة وأعد لنفسه قبا وكفنا قبل موته بمس سني‬
‫أبو سعد التول‬
‫عبدالرحن بن الأمون بن علي أبو سعد التول مصنف التتمة ومدرس الظامية بعد أب إسحاق الشيازي وكان فصيحا بليغا ماهرا بعلوم كثية كانت وفاته ف شوال من هذه السنة وله ستة‬
‫وخسون سنة رحه ال وإيانا وصلى عليه القاضي أبو بكر الشاشي‬
‫إمام الرمي‬
‫عبداللك بن ( الشيخ أب ممد ) عبدال بن يوسف بن عبدال بن يوسف بن ممد بن حيويه أبو العال الوين وجوين من قرى نيسابور اللقب بإمام الرمي لجاورته بكة أربع سني كان‬
‫مولده ف تسع عشرة وأربعمائة سع الديث وتفقه على والده الشيخ أب ممد الوين ودرس بعده ف حلقته وتفقه على القاضي حسي ودخل بغداد وتفقه با وروى الديث وخرج إل مكة‬
‫فجاور فيها أربع سني ث عاد إل نيسابور فسلم إليه التدريس والطابة والوعظ وصنف ناية الطلب ف دراية الذهب والبهان ف أصول الفقه وغي ذلك ف علوم شت واشتغل عليه الطلبة‬
‫ورحلوا إليه من القطار وكان يضر ملسه ثلثائة متفقه وقد استقصيت ترجته ف الطبقات وكانت وفاته ف الامس والعشرين من ربيع الول من هذه السنة عن سبع وخسي سنة ودفن‬
‫بداره ث نقل إل جانب والده قال ابن خلكان كانت أمه جارية اشتراها والده من كسب يده من النسخ وأمرها أن ل تدع أحدا يرضعه غيها فاتفق أن امرأة دخلت عليها فأرضعته مرة‬
‫فأخذه الشيخ أبو ممد فنكسه ووضع يده على بطنه ووضع أصبعه ف حلقه ول يزل به حت قاء ما ف بطنه من لب تلك الرأة قال وكان إمام الرمي ربا حصل له ف ملسه ف الناظرة فتور‬
‫ووقفة فيقول هذا من آثار تلك الرضعة قال ولا عاد من الجاز إل بلده نيسابور سلم إليه الحراب والطابة والتدريس وملس التذكي يوم المعة وبقي ثلثي سنة غي مزاحم ول مدافع‬
‫وصنف ف كل فن وله النهاية الت ما صنف ف السلم مثلها قال الافظ أبو جعفر سعت الشيخ أبا إسحاق الشيازي يقول لمام الرمي يا مفيد أهل الشرق والغرب أنت اليوم إمام الئمة‬
‫ومن تصانيفه الشامل ف أصول الدين والبهان ف أصول الفقه وتلخيص التقريب والرشاد والعقيدة النظامية وغياث المم وغي ذلك ما ساه ول يتمه وصلى عليه ولده أبو القاسم وغلقت‬
‫السواق وكسر تلميذه أقلمهم وكانوا أربعمائة ومابرهم ومكثوا كذلك سنة وقد رثى براثي كثية فمن ذلك قول بعضهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪129‬‬

‫‪ ...‬قلوب العالي على القال ‪ ...‬وأيام الورى شبه الليال ‪ ...‬أيثمر غصن أهل العلم يوما ‪ ...‬وقد مات المام أبو العال‬
‫ممد بن أحد بن عبدال بن أحد‬
‫أبو علي بن الوليد شيخ العتزلة كان مدرسا لم فأنكر أهل السنة عليه فلزم بيته خسي سنة إل أن توف ف ذي الجة منها ودفن ف مقبة الشونيزي وهذا هو الذي تناظر هو والشيخ أبو‬
‫يوسف القزوين العتزل الفسر ف إباحة الولدان ف النة وأنه يباح لهل النة وطء الولدان ف أدبارهم كما حكى ذلك ابن عقيل عنهما وكان حاضرها فمال هذا إل إباحة ذلك لنه مأمون‬
‫الفسدة هنالك وقال أبو يوسف إن هذا ل يكون ل ف الدنيا ول ف الخرة ومن أين لك أن يكون لم أدبار وهذا العضو وهو الدبر إنا خلق ف الدنيا لاجة العباد إليه لنه مرج للذى عنهم‬
‫وليس ف النة شيء من ذلك وإنا فضلت أكلهم عرق يفيض من جلودهم فإذا هم ضمر فل يتاجون إل أن يكون لم أدبار ول يكون لذه السألة صورة بالكلية وقد روى هذا الرجل‬
‫حديثا واحدا عن شيخه أب السي البصري بسنده التقدم من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن أب مسعود البدري أن رسول ال ( ص ) قال ( إذا ل تستح فاصنع ما شئت ) وقد رواه‬
‫القعنب عن شعبة ول يرو عنه سواه فقيل إنه لا رحل إليه دخل عليه وهو يبول ف البالوعة فسأله أن يدثه فامتنع فروى له هذا الديث كالواعظ له به والتزم أن ل يدثه بغيه وقيل لن شعبة‬
‫مر على القعنب قبل أن يشتغل بعلم الديث وكان إذ ذاك يعان الشراب فسأله أن يدثه فامتنع فسل سكينا وقال إن ل تدثن وإل قتلتك فروى له هذا الديث فتاب وأناب ولزم مالكا ث‬
‫فاته السماع من شعبة فلم يتفق له عنه غي هذا الديث فال أعلم‬
‫ابو عبدال الدامغان القاضي‬
‫ممد بن علي بن السي بن عبداللك بن عبدالوهاب بن حويه الدامغان قاضي القضاة ببغداد مولده ف سنة ثان عشرة وأربعمائة فتفقه با على أب عبدال الصيمري وأب السن القدوري‬
‫وسع الديث منهما ومن ابن النقور والطيب وغيهم وبرع ف الفقه وكان له عقل وافر وتواضع زائد وانتهت إليه رياسة الفقهاء وكان فصيحا كثي العبادة وقد كان فقيا ف ابتداء طلبه‬
‫عليه أطمار رثة ث صارت إليه الرياسة والقضاء بعد ابن ماكول ف سنة تسع واربعي وكان القائم بأمر ال يكرمه والسلطان طغرلبك يعظمه وباشر الكم ثلثي سنة ف أحسن سية وغاية‬
‫المانة والديانة مرض أياما يسية ث توف ف الرابع والعشرين من رجب من هذه السنة وقد ناهز الثماني ودفن بداره بدرب العلبي ث نقل إل مشهد أب حنيفة رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪130‬‬

‫ممد بن علي بن الطلب‬


‫أبو سعد الديب كان قد قرأ النحو والدب واللغة والسي وأخبار الناس ث أقلع عن ذلك كله وأقبل على كثرة الصلة والصدقة والصوم إل أن توف ف هذه السنة عن ست وثاني سنة رحه‬
‫ال‬
‫ممد بن طاهر العباسي‬
‫ويعرف بابن الرجيحي تفقه على ابن الصباغ وناب ف الكم وكان ممود الطريقة وشهد عند ابن الدامغان فقبله‬
‫منصور بن دبيس‬
‫ابن علي بن مزيد أبو كامل المي بعد سيف الدولة كان كثي الصلة والصدقة توف ف رجب من هذه السنة وقد كان له شعر وأدب وفيه فضل فمن شعره قوله ‪ ...‬فإن أنا ل احل عظيما ول‬
‫أقد ‪ ...‬لاما ول أصب على كل معظم ‪ ...‬ول أحجز الان وامنع جوره ‪ ...‬غداة أنادي للفخار وأنتمي ‪ ...‬فل نضت ل هة عربية ‪ ...‬إل الجد ترقى ب ذرى كل مرم ‪ ...‬هبة ال بن أحد‬
‫بن السيب‬
‫قاضي الري بنهر معلى ) ومؤدب الليفة القتدي بأمر ال سع الديث وتوف ف مرم ف هذه السنة وقد جاوز الثماني وله شعر جيد فمنه قوله )‬
‫‪ ...‬رجوت الثماني من خالقي ‪ ...‬لا جاء فيها عن الصطفى ‪ ...‬فبلغنيها فشكرا له ‪ ...‬وزاد ثلثا با إذوفا ‪ ...‬وإن لنتظر وعده ‪ ...‬لينجزه ل فعل أهل الوفا ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعي وأربعمائة‬
‫وفيها كانت الوقعة بي تتش صاحب دمشق وبي سليمان بن قتلمش صاحب حلب وأنطاكية وتلك الناحية فانزم أصحاب سليمان وقتل هو نفسه بنجر كانت معه فسار السلطان ملكشاه‬
‫من اصبهان إل حلب فملكها وملك ما بي ذلك من البلد الت مر با مثل حران والرها وقلعة جعب وكان جعب شيخا كبيا قد عمي وله ولدان وكان قطاع الطريق يلجأون إليها فيتحصنون‬
‫با فراسل السلطان سابق بن جعب ف تسليمها فامتنع عليه فنصب عليها الناجيق والعرادات ففتحها وأمر بقتل سابق فقالت زوجته ل تقتله حت تقتلن معه فألقاه من رأسها فتكسر ث أمر‬
‫بتوسيطهم بعد ذلك فألقت الرأة نفسها وراءه فسلمت فلمها بعض الناس فقالت كرهت أن يصل إل التركي فيبقى ذلك عارا علي فاستحسن منها ذلك واستناب السلطان على حلب قسيم‬
‫الدولة اقسنقر التركي وهو جد نور الدين الشهيد واستناب على الرحبة وحران والرقة وسروج والابور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪131‬‬


‫ممد بن شرف الدولة مسلم وزوجه بأخته زليخاخاتون وعزل فخر الدولة بن جهي عن ديار بكر وسلمها إل العميد أب علي البلخي وخلع على سيف الدولة صدقة بن دبيس السدي وأقره‬
‫على عمل أبيه ودخل بغداد ف ذي القعدة من هذه السنة وهي أول دخلة دخلها فزار الشاهد والقبور ودخل على الليفة فقبل يده ووضعها على عينيه وخلع عليه الليفة خلعا سنية وفوض‬
‫إليه أمور الناس واستعرض الليفة أمراءه ونظام اللك واقف بي يديه يعرفه بالمراء واحدا بعد واحد باسه وكم جيشه وأقطاعه ث أفاض عليه الليفة خلعا سنية وخرج من بي يديه فنل‬
‫بدرسة النظامية ول يكن رآها قبل ذلك فاستحسنها إل أنه استصغرها وأستحسن أهلها ومن با وحد ال وسأل ال أن يعل ذلك خالصا لوجهه الكري ونزل بزانة كتبها وأملى جزأ من‬
‫مسموعاته فسمعه الحدثون منه وورد الشيخ أبو القاسم علي بن السي السن الدبوسي إل بغداد ف تمل عظيم فرتبه مدرسا بالنظامية بعد أب سعد التول وف ربيع الخر فرغت النارة‬
‫بامع القصر وأذن فيها وف هذه السنة كانت زلزل هائلة بالعراق والزيرة والشام فهدمت شيئا كثيا من العمران وخرج أكثر الناس إل الصحراء ث عادوا وحج بالناس المي خارتكي‬
‫السنان وقطعت خطبة الصريي من مكة والدينة وقلعت الصفائح الت على باب الكعبة الت عليها ذكر الليفة الصري وجدد غيها عليها وكتب عليها اسم القتدي قال ابن الوزي وظهر‬
‫رجل بي السندية وواسط يقطع الطريق وهو مقطوع اليد اليسرى يفتح القفل ف أسرع مدة ويغوص دجلة ف غوصتي ويقفز القفزة خسة وعشرين ذراعا ويتسلق اليطان اللس ول يقدر‬
‫عليه أحد وخرج من العراق سالا قال وفيها توف فقي ف جامع النصور فوجد ف مرقعته ستمائة دينار مغربية أي صحاحا كبارا من أحسن الذهب قال وفيها عمل سيف الدولة صدقة ساطا‬
‫للسلطان جلل الدولة أب الفتح ملكشاه اشتمل على ألف رأس من الغنم ومائة جل وغيها ودخله عشرون ألف من من السكر وجعل عليه من أصناف الطيور والوحوش ث أردفه من السكر‬
‫شئ كثي فتناول السلطان بيده منه شيئا يسيا ث أشار فانتهب عن آخره ث انتقل من ذلك الكان إل سرادق عظيم ل ير مثله من الرير وفيه خسمائة قطعة من الفضة وألوان من تاثيل الند‬
‫والسك والعنب وغي ذلك فمد فيه ساطا خاصا فأكل السلطان حينئذ وحل إليه عشرين ألف دينار وقدم إليه ذلك السرادق با فيه بكماله وانصرف وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫المي جعب بن سابق القشيي‬
‫اللقب بسابق الدين كان قد تلك قلعة جعب مدة طويلة فنسبت إليه وإنا كان يقال لا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪132‬‬

‫قبل ذلك الدوشرية نسبة إل غلم النعمان بن النذر ث إن هذا المي كب وعمي وكان له ولدان بقطعان الطريق فاجتاز به السلطان ملكشاه بن ألب أرسلن السلجوقي وهو ذاهب إل حلب‬
‫فأخذ القلعة وقتله كما تقدم‬
‫المي جنفل قتلغ‬
‫أمي الاج كان مقطعا للكوفة وله وقعات مع العرب أعربت عن شجاعته وأرعبت قلوبم وشتتهم ف بلد شذر مذر وقد كان حسن السية مافظا على الصلوات كثي التلوة وله آثار حسنة‬
‫بطريق مكة ف إصلح الصانع والماكن الت تتاج إليها الجاج وغيهم وله مدرسة على النفية بشهد يونس بالكوفة وبن مسجدا بالانب الغرب من بغداد على دجلة بشرعة الكرخ توف‬
‫ف جادى الول منها رحه ال ولا بلغ نظام اللك وفاته قال مات ألف رجل وال أعلم‬
‫علي بن فضال الشاجعي‬
‫أبو علي النحوي الغرب له الصنفات الدالة على علمه وغزارة فهمه وأسند الديث توف ف ربيع الول منها ودفن بباب أبرز‬
‫علي بن أحد التستري‬
‫كان مقدم أهل البصرة ف الال والاه وله مراكب تعمل ف البحر قرأ القرآن وسع الديث وتفرد براوية سنن أب داود توف ف رجب منها‬
‫يي بن إساعيل السين‬
‫كان فقيها على مذهب زيد بن علي بن السي وعنده معرفة بالصول والديث‬
‫ث دخلت سنة ثاني وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها نقل جهاز ابنة السلطان ملكشاه إل دار اللفة على مائة وثلثي جل مللة بالديباج الرومي غالبها أوان الذهب والفضة وعلى أربع وسبعي بغلة مللة بأنواع الديباج اللكي‬
‫وأجراسها وقلئدها من الذهب والفضة وكان على ستة منها اثنا عشر صندوقا من الفضة فيها أنواع الواهر واللي وبي يدي البغال ثلث وثلثون فرسا عليها مراكب الذهب مرصعة‬
‫بالواهر ومهد عظيم ملل بالديباج اللكي عليه صفائح الذهب مرصع بالوهر وبعث الليفة لتلقيهم الوزير أبا شجاع وبي يديه نو من ثلثائة موكبية غي الشاعل لدمة الست خاتون‬
‫امرأة السلطان تركان خاتون حاة الليفة وسألا أن تمل الوديعة الشريفة إل دار اللفة فأجابت إل ذلك فحضر الوزير نظام اللك وأعيان المراء وبي أيديهم من الشموع والشاعل ما ل‬
‫يصى وجاءت النساء الميات كل واحدة منهن ف جاعتها وجواريها وبي أيديهن الشموع والشاعل ث جاءت الاتون ابنة السلطان زوجة الليفة بعد الميع ف مفة مللة وعليها من‬
‫الذهب والواهر ما ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪133‬‬

‫تصى قيمته وقد أحاط بالحفة مائتا جارية تركية بالراكب الزينة العجيبة ما يبهرن البصار فدخلت دار اللفة على هذه الصفة وقد زين الري الطاهر وأشعلت فيه الشموع وكانت ليلة‬
‫مشهودة للخليفة هائلة جدا فلما كان من الغد أحضر الليفة امراء السلطان ومد ساطا ل ير مثله عم الاضرين والغائبي وخلع على الاتون زوجة السلطان أم العروس وكان أيضا يوما‬
‫مشهودا وكان السلطان متغيبا ف الصيد ث قدم بعد أيام وكان الدخول با ف أول السنة و لدت من الليفة ف ذي القعدة ولدا ذكرا زينت له بغداد وفيها ولد للسلطان ملكشاه ولد ساه‬
‫ممودا وهو الذي ملك بعده وفيها جعل السلطان ولده أباشجاع أحد ول العهد من بعده ولقبه ملك اللوك عضد الدولة وتاج اللة عدة أمي الؤمني وخطب له بذلك على النابر ونثر‬
‫الذهب على الطباء عند ذكر اسه وفيها شرع ف بناء التاجية ف باب إبرز وعملت بستان وغرست النخيل والفواكه هنالك وعمل سور بأمر السلطان وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫اساعيل ابن أبراهيم‬
‫ابن موسى بن سعيد أبو القاسم النيسابوري رحل ف الديث إل الفاق حت جاوز ما وراء النهر وكان له حظ وافر ف الدب ومعرفة العربية توف بنيسابور ف جادي الول منها‬
‫طاهر بن السي البندنيجي‬
‫‪ ...‬أبو الوفا الشاعر له قصيدتان ف مدح نظام اللك إحداها معجمة والخرى غي منقوطة أولا ‪ ...‬لموا ولو علموا ما اللوم ما لموا ‪ ...‬ورد لومهم هم وآلم‬
‫توف ببلدهفي رمضان عن نيف وسبعي سنة‬
‫ممد بن أمي الؤمني القتدي‬
‫عرض له جدري فمات فيها وله تسع سني فخزن عليه والده والناس وجلسوا للعزاء فأرسل إليهم يقول إن لنا ف رسول ال أسوة حسنة حي توف ابنه إبراهيم وقال ال تعال‬
‫والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون ث عزم على الناس فانصرفوا‬
‫ممد بن ممد بن زيد‬
‫ابن علي بن موسى بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب أبو السن السين اللقب بالرتضي ذي الشرفي ولد سنة خس وأربعمائة وسع الديث الكثي وقرأ بنفسه‬
‫على الشيوخ وصحب الافظ أبا بكر الطيب فصارت له معرفة جيدة بالديث وسع عليه الطيب شيئا من مروياته ث انتقل إل سرقند وأملى الديث بأصهبان وغيها وكان يرجع إل عقل‬
‫كامل وفضل ومروءة وكانت له أموال جزيلة وأملك متسعة ونعمة وافرة يقال إنه ملك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪134‬‬

‫أربعي قرية وكان كثي الصدقة والب والصلة للعلماء والفقراء وبلغت زكاة ماله الصامت عشرة آلف دينار غي العشور وكان له بستان ليس للك مثله فطلبه منه ملك ماوراء النهر واسه‬
‫الضر بن إبراهيم عارية ليتنه فيه فأب عليه وقال أعيه إياه ليشرب فيه المر بعد ما كان مأوى أهل العلم والديث والدين فأعرض عنه السلطان وحقد عليه ث استدعاه إليه ليستشيه ف‬
‫بعض المور على العادة فلما حصل عنده قبض عليه وسجنه ف قلعته واستحوذ على جيع أملكه وحواصله وأمواله وكان يقول ما تققت صحة نسب إل ف هذه الصادرة فإن ربيت ف‬
‫النعيم فكنت أقول إن مثلي ل بد أن يبتلى ث منعوه الطعام والشراب حت مات رحه ال‬
‫ممد بن هلل بن السن‬
‫أبو السن الصاب اللقب بغرس النعمة سع أباه وابن شاذان وكانت له صدقة كثية ومعروف وقد ذيل على تاريخ أبيه الذي ذيله على تاريخ ثابت بن سنان الذي ذيله على تاريخ ابن جرير‬
‫الطبي وقد أنشأ دارا ببغداد ووقف فيها أربعة آلف ملد ف فنون من العلوم وترك حي مات سبعي ألف دينار ودفن بشهد علي‬
‫هبة ال بن علي‬
‫ابن ممد بن أحد بن الجلي أبو نصر جع خطبا ووعظا وسع الديث على مشايخ عديدة وتوف شابا قبل أوان الرواية‬
‫ابو بكر بن عمر أمي اللثمي‬
‫كان ف أرض فرغانة اتفق له من الناموس مال يتفق لغيه من اللوك كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خسمائة ألف مقاتل كان يعتقد طاعته وكان مع هذا يقيم الدود ويفظ مارم السلم‬
‫ويوط الدين ويسي ف الناس سية شرعية مع صحة اعتقاده ودينه وموالة الدولة العباسية أصابته نشابة ف بعض غزواته ف حلقه فقتلته ف هذه السنة‬
‫فاطمة بنت علي‬
‫الؤدبة الكاتبة وتعرف ببنت القرع سعت الديث من أب عمر بن مهدي وغيه وكانت تكتب النسوب على طريقة ابن البواب ويكتب الناس عليها وبطها كانت الدنة من الديوان إل‬
‫ملك الروم وكتبت مرة إل عميد اللك الكندى رقعة فأعطاها ألف دينار توفيت ف الحرم من هذه السنة ببغداد ودفنت بباب إبرز‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثاني وأربعمائة‬
‫فيها كانت فت عظيمة بي الروافض والسنة ببغداد وجرت خطوب كثية وف ربيع الول أخرجت التراك من حري اللفة فكان ف ذلك قوة للخلفة وفيها ملك مسعود بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪135‬‬

‫اللك الؤيد بن إبراهيم بن مسعود بن ممود بن سبكتكي بلد غزنة بعد أبيه وفيها فتح ملكشاه مدينة سرقند وحج بالناس المي خارتكي ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن السلطان ملكشاه‬
‫وكان ول عهد أبيه توف وعمره إحدى عشرة سنة فمكث الناس ف العزاء سبعة أيام ل يركب أحد فرسا والناس ينحن عليه ف السواق وسود أهل البلد الت لبيه أبوابم‬
‫عبد ال بن ممد‬
‫ابن علي بن ممد أبو إساعيل النصاري الروي روى الديث وصنف وكان كثي السهر بالليل وكانت وفاته براة ف ذي الجة عن ست وثاني سنة وحج بالناس فيها الوزير أبو أحد‬
‫وأستناب ولده أبا منصور ونقيب النقباء طراد بن ممد الزينب‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وثاني وأربعمائة‬
‫ف الحرم درس أبو بكر الشاشي ف الدرسة التاجية بباب إبرز الت أنشأها الصاحب تاج الدين أبو الغنائم على الشافعية وفيها كانت فت عظيمة بي الروافض والسنة ورفعوا الصاحف وجرت‬
‫حروب طويلة وقتل فيها خلق كثي نقل ابن الوزي ف النتظم من خط ابن عقيل أنه قتل ف هذه السنة قريب من مائت رجل قال وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج النب ( ص ) فلعنة ال‬
‫على من فعل ذلك من أهل الكرخ وأنا حكيت هذا ليعلم ما ف طوايا الروافض من البث والبغض لدين السلم وأهله ومن العداوة الباطنة الكامنة ف قلوبم ل ولرسوله وشريعته وفيها‬
‫مللك السلطان ملكشاه ما وراء النهر وطائفة كبية من تلك الناحية بعد حروب عظيمة ووقعات هائلة وفيها استول جيش الصريي على عدة بلد من بلد الشام وفيها عمرت منارة جامع‬
‫حلب وفيها أرسلت الاتون بنت السلطان امرأة الليفة تشكو إل أبيها إعراض الليفة عنها فبعث إليها أبوها الطواشي صواب والمي مران ليجعها إليه فأجاب الليفة إل ذلك وبعث معها‬
‫بالنقيب والماعة من أعيان المراء وخرج ابن الليفة أبو الفضل والوزير فشيعاها إل النهروان وذلك ف ربيع الول فلما وصلت إل عند أبيها توفيت ف شوال من هذه السنة بأصبهان‬
‫فعمل عزاها ببغداد سبعة أيام وأرسل الليفة إل السلطان أميين لتعزيته فيها وحج بالناس خارتكي ومن توف فيها من العيان‬
‫عبد الصمد بن أحد بن علي‬
‫العروف بطاهر النيسابوري الافظ رحل وسع الكثي وخرج وعاجله الوت ف هذه السنة بمذان وهو شاب‬
‫علي بن أب يعلى أبو القاسم الدبوسى مدرس النظاميه بعد التول سع شيئا من الديث وكان فقيها ماهرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪136‬‬

‫وجدليا باهرا عاصم بن السن‬


‫ابن ممد بن علي بن عاصم بن مهران أبو السي العاصمي من وأهل الكرخ سكن باب الشعي ولد سنة سبع وتسعي وثلثمائة وكان من أهل الفضل والدب وسع الديث من الطيب‬
‫وغيه وكان ثقة حافظا ومن شعره قوله‬
‫لفي على قوم بكاظمة ‪ ...‬ودعتهم والركب معترض ‪ ...‬ل تترك العبات مذ بعدوا ‪ ...‬ل مقلة ترنو وتغتمض ‪ ...‬رحلوا فدمعي واكف هطل ‪ ...‬جار وقلب حشوه مرض ‪ ...‬وتعوضوا ل ‪...‬‬
‫ذقت فقدهم ‪ ...‬عن ومال عنهم عوض ‪ ...‬أقرضتهم قلب على ثقة ‪ ...‬منهم فماردوا الذي اقترضوا ‪ ...‬ممد بن أحد بن حامد‬
‫ابن عبيد أبو جعفر البخاري التكلم العتزل أقام ببغداد وتعرف بقاضي حلب وكان حنفي الذهب ف الفروع معتزليا ف الصول مات ببغداد ف هذه السنة ودفن بباب حرب‬
‫ممد بن أحد بن عبد ال‬
‫ابن ممد بن إساعيل الصبهان العروف بسارفة أحد الفاظ الوالي الرحالي سع الكثي وجع الكتب واقام براة وكان صالا كثي العبادة توف بنيسابور ف ذي الجة من هذه السنة وال‬
‫أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثاني وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها ورد إل الفقيه أب عبد ال الطبي منشور نظام اللك بتدريس النظامية فدرس با ث قدم الفقيه أبو ممد عبد الوهاب الشيازي ف ربيع الخر منها بنشور بتدريسها فاتفق‬
‫الال على أن يدرس هذا يوما وهذا يوما وف جادي الول دهم أهل البصرة رجل يقال له بليا كان ينظر ف النجوم فاستغوى خلقا من أهلها وزعم أنه الهدي واحرق من البصرة شيئا كثيا‬
‫من ذلك دار كتب وقفت على السلمي ل ير ف السلم مثلها وأتلف شيئا كثيا من الدواليب والصانع وغي ذلك وفيها خلع على أب القاسم طراد الزينب بنقابة العباسيي بعد أبيه وفيها‬
‫استفت على معلمى الصبيان ان ينعوا من الساجد صيانة لا فأفتوا بنعهم ول يستثن منه سوى رجل كان فقيها شافعيا يدرى كيف تصان الساجد واستدل الفت بقوله عليه الصلة والسلم‬
‫( سدوا كل خوخة إل خوخة أب بكر ) وحج بالناس خار تكي على العادة ومن توف فيها من العيان‬
‫الوزير أبو نصر بن جهي ابن ممد بن ممد بن جهي عميد الدولة أحد مشاهي الوزراء وزر للقائم ث لولده القتدي ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪137‬‬

‫عزل ملكشاه السلطان وول ولده فخر الدولة ديار بكر وغيها مات بالوصول وهي بلده الت ولد با وفيها كان مقتل صاحب اليمن الصليحي وقد تقدم ذكره ث دخلت سنة أربع وثاني‬
‫وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها كتب النجم الذي أحرق البصرة إل أهل واسط يدعوهم إل طاعته ويذكر ف كتابه أنه الهدي صاحب الزمان الذي يأمر بالعروف وينهى عن النكر ويهدي اللق إل الق فإن‬
‫أطعتم أمنتم من العذاب وإن عدلتم خسف بكم فآمنوا بال وبالمام الهدي وفيها ألزم أهل الذمة بلبس الغيار وبشد الزنار وكذاك نساؤهم ف المامات وغيها وف جادي الول قدم الشيخ‬
‫أبو حامد ممد بن ممد الغزال الطوسي من أصبهان إل بغداد على تدريس النطامية ولقبه نظام اللك زين الدين شرف الئمة قال ابن الوزي وكان كلمه مقبول وذكاؤه شديدا وف رمضان‬
‫منها عزل الوزير أبو شجاع عن وزارة اللفة فأنشد عند عزله‬
‫تولها وليس له عدو ‪ ...‬وفارقها وليس له صديق ‪ ...‬ث جاءه كتاب نظام اللك بأن يرج من بغداد فخرج منها إل عدة أماكن فلم تطب له فعزم على الج ث طابت نفس النظام عليه ‪...‬‬
‫فبعث إليه يسأله أن يكون عديله ف ذلك وناب ابن الوصليا ف الوزارة وقد كان أسلم قبل هذه الباشرة ف أول هذه السنة وف رمضان منها دخل السلطان ملكشاه بغداد ومعه الوزير نظام‬
‫اللك وقد خرج لتلقيه قاضي القضاة أبو بكر الشاشي وابن الوصليا السلمان وجاءت ملوك الطراف إليه للسلم عليه منهم أخوه تاج الدولة تتش صاحب دمشق وإتابكه قسيم الدولة‬
‫اقسنقر صاحب حلب وف ذي القعدة خرج السلطان ملكشاه وابنه وابن ابنته من الليفة ف خلق كثي من الكوفة وفيها استوزر أبو منصور بن جهي وهي النوبة الثانية لوزارته للمقتدي‬
‫وخلع عليه وركب إليه نظام اللك فهنأه ف داره بباب العامة وف ذي الجة عمل السلطان اليلد ف دجلة وأشعلت نيان عظيمة وأوقدت شوع كثية وجعت الطربات ف السمريات‬
‫وكانت ليلة مشهودة عجيبة جدا وقد نظم فيها الشعراء الشعر فلما أصبح النهار من هذه الليلة جئ بالبيث النجم الذي حرق البصرة وأدعى أنه الهدي ممول على جل ببغداد وجعل‬
‫يسب الناس والناس يلعنوه وعلى رأسه طرطورة بودع والدرة تأخذه من كل جانب فطافوا به بغداد ث صلب بعد ذلك وفيها أمر السلطان ملكشاه جلل الدولة بعمارة جامعه النسوب إليه‬
‫بظاهر السور وف هذه السنة ملك أمي السلمي يوسف بن تاشفي بعد صاحب بلد الغرب كثيا من بلد الندلس وأسر صاحبها العتمد بن عباد وسجنه وأهله وقد كان العتمد هذا‬
‫موصوفا بالكرم والدب واللم حسن السية والعشرة والحسان إل الرعية والرفق بم فحزن الناس‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪138‬‬

‫عليه وقال ف مصابه الشعراء فأكثروا وفيها ملكت الفرج مدينة صقلية من بلد الغرب ومات ملكهم فقام ولده مقامه فسار ف الناس سية ملوك السلمي حت كأنه منهم لا ظهر منه من‬
‫الحسان إل السلمي وفيها كانت زلزل كثية بالشام وغيها فهدمت بنيانا كثيا من جلة ذلك تسعون برجا من سور إنطاكية وهلك تت الدم خلق كثي وحج بالناس فماتكي ومن توف‬
‫فيها من العيان عبد الرحن بن أحد‬
‫أبو طاهر ولد بأصبهان وتفقه بسمر قند وهو الذي كان سبب فتحها على يد السلطان ملكشاه وكان من رؤساء الشافعية وقد سع الديث الكثي قال عبد الوهاب بن منده ل نر فقيها ف‬
‫وقتنا أنصف منه ولأعلم وكان فصيح اللهجة كثي الروءة غزير النعمة توف ببغداد ومشى الوزراء والكباء ف جنازته غي أن النظام ركب واعتذر بكب سنه ودفن إل جانب الشيخ أب‬
‫إسحاق الشيازي وجاء السلطان إل التربة قال ابن عقيل جلست بكرة العزاء إل جانب نظام اللك واللوك قيام بي يديه اجترأت على ذلك بالعلم حكاه ابن الوزي‬
‫ممد بن أحد بن علي‬
‫أبو نصر الروزي كان إماما ف القراءات وله فيها الصنفات وسافر ف ذلك كثيا واتفق له أنه غرق ف البحر ف بعض أسفاره فبينما الوج يرفعه ويضعه إذ نظر إل الشمس قد زالت فنوى‬
‫الوضوء وانغمس ف الاء ث صعد فإذا خشبة فركبها وصلى عليها ورزقه ال السلمة ببكة امتثاله للمر واجتهاده على العمل وعاش بعد ذلك دهرا وتوف ف هذه السنة وله نيف وتسعون‬
‫سنة‬
‫ممد بن عبد ال بن السن‬
‫أبو بكر الناصح الفقيه النفي الناظر التكلم العتزل ول القضاء بنيسابور ث عزل لنونه وكلمه وأخذه الرشا وول قضاء الري وقد سع الديث وكان من أكابر العلماء توف ف رجب منها‬
‫ارتق بن الب التركمان‬
‫جد اللوك الرتقية الذين هم ملوك ماردين كان شهما شجاعا عال المة تغلب على بلد كثية وقد ترجه ابن خلكان وأرخ وفاته بذه السنة‬
‫ث دخلت سنة خس وثاني واربعمائة فيها أمر السلطان ملكشاه ببناء سور سوق الدينة العروفة بطغرلبك إل جانب دار اللك وجدد خاناتا وأسواقها ودورها وأمر بتجديد الامع الذي ت‬
‫على يد هارون الادم ف سنة أربع وعشرين وخسمائة ووقف على نصب قبلته بنفسه ومنجمه إبراهيم حاضر ونقلت أخشاب جامع سامرا وشرع نظام اللك ف بناء دار له هائلة وكذلك‬
‫تاج اللوك أبو الغنائم شرع ف بناء دار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪139‬‬

‫هائلة أيضا واستوطنوا بغداد وف جادى الول وقع حريق عظيم ببغداد ف أماكن شت فما طفئ حت هلك للناس شئ كثي فما عمروا بقدر ما حرق وما غرموا وف ربيع الول خرج السلطان‬
‫إل اصبهان وف صحبته ولد الليفة أبو الفضل جعفر ث عاد إل بغداد ف رمضان فبينما هو ف الطريق يوم عاشوراء عدا صب من الديلم على الوزير نظام اللك بعد أن أفطر فضربه بسكي‬
‫فقضى عليه بعد ساعة وأخذ الصب الديلمي فقتل وقد كان من كبار الوزراء وخيار المراء وسنذكر شيئا من سيته عند ذكر ترجته وقدم السلطان بغداد ف رمضان بنية غي صالة فلقاه ال‬
‫ف نفسه ما تناه لعدائه وذلك أنه لا استقر ركابه ببغداد وجاء الناس للسلم عليه والتهنئة بقدومه وأرسل إليه الليفة يهنئه فأرسل إل الليفة يقول له لبد ان تنل ل عن بغداد وتتحول إل‬
‫أي البلد شئت فأرسل إليه الليفة يستنظره شهرا فرد عليه ول ساعة واحدة فأرسل إليه يتوسل ف إنظاره عشرة أيام فأجاب إل ذلك بعد تنع شديد فما استتم الجل حت خرج السلطان‬
‫يوم عيد الفطر إل الصيد فأصابته حى شديدة فافتصد فما قام منها حت مات قبل العشرة أيام ول المد والنة فاستحوذت زوجته زبيدة خاتون على اليش وضبطت الموال والحوال جيدا‬
‫وأرسلت إل الليفة تسأل منه أن يكون ولدها ممود ملكا بعد أبيه وأن يطب له على النابر فأجابا إل ذلك وأرسل إليه باللع وبعث يعزيها ويهنئها مع وزيره عميد الدولة ابن جهي وكان‬
‫عمر اللك ممود هذا يومئذ خس سني ث أخذته والدته ف اليوش وسارت به نو أصبهان ليتوطد له اللك فدخلوها وت لم مرادهم وخطب لذا الغلم ف البلدان حت ف الرمي واستوزر‬
‫له تاج اللك أبا الغنائم الرزبان بن خسرو وأرسلت أمه إل الليفة تساله أن تكون وليات العمال إليه فامتنع الليفة ووافقه الغزال على ذلك وافت العلماء بواز ذلك منهم التطبب ابن‬
‫ممد النفي فلم يعمل إل بقول الغزال واناز أكثر جيش السلطان إل ابنه الخر بركيارق فبايعوه وخطبوا له بالري وانفردت الاتون وولدها ومعهم شرذمة قليلة من اليش والاصكية‬
‫فأنفقت فيهم ثلثي ألف ألف دينار لقتال بركيارق بن ملكشاه فالتقوا ف ذي الجة فكانت الاتون هي النهزمة ومعها ولدها وف صحيح البخاري ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) وف‬
‫ذي القعدة اعترضت بنو خفاجة للحجيج فقاتلهم من ف الجيج من الند مع المي خارتكي فهزموهم ونبت أموال العراب ول المد والنة وفيها جاء برد شديد عظيم بالبصرة وزن‬
‫الواحدة منها خسة أرطال إل ثلثة عشر رطل فأتلفت شيئا كثيا من النخيل والشجار وجاء ريح عاصف قاصف فألقى عشرات اللوف من النخيل فإنا ل وإنا إليه راجعون وما اصابكم من‬
‫مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثي وفيها ملك تاج الدولة تتش صاحب دمشق مدينة حص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪140‬‬

‫وقلعة عرقة وقلعة فامية ومعه قسيم الدولة أقسنقر وكان السلطان قد جهز سرية إل اليمن صحبة سعد كوهرائي الدولة وأمي آخر من التركمان فدخلها وأساءا فيها السية فتوف سعد‬
‫كوهرائي يوم دخوله إليها ف مدينة عدن ول المد والنة ومن توف فيها من العيان بن يي بن عبد ال‬
‫أبو الفضل التممى العروف بالكاك الكي رحل ف طلب الديث إل الشام والعراق وأصبهان وغي ذلك من البلد وسع الكثي وخرج الجزاء وكان حافظا متقنا وضابطا أديبا ثقة صدوقا‬
‫وكان يراسل صاحب مكة وكان من ذوي اليئات والروءات قارب الثماني رحه ال‬
‫نظام اللك الوزير السن بن علي بن إسحاق أبو علي وزر للملك ألب أرسلن وولده ملكشاه تسعا وعشرين سنة كان من خيار الوزراء ولد بطوس سنة ثان وأربعمائة وكان أبوه من‬
‫أصحاب ممود بن سبكتكي وكان من الدهاقي فأشغل ولده هذا فقرأ القرآن وله إحدى عشرة سنة وأشغله بالعلم والقراءات والتفقه على مذهب الشافعي وساع الديث واللغة والنحو‬
‫وكان عال المة فحصل من ذلك طرفا صالا ث ترقى ف الراتب حت وزر للسلطان ألب ارسلن بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ث من بعد للكشاه تسعا وعشرين سنة ل ينكب ف شيء‬
‫منها وبن الدارس النظامية ببغداد ونيسابور وغيها وكان ملسه عامرا بالفقهاء والعلماء بيث يقضي معهم غالب ناره فقيل له إن هؤلء شغلوك عن كثي من الصال فقال هؤلء جال الدنيا‬
‫والخرة ولو أجلستهم على رأسي لا استكثرت ذلك وكان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيي وأبو العال الوين قام لما وأجلسهما معه ف القعد فإذا دخل أبو علي الفارمدي قام وأجلسه‬
‫مكانه وجلس بي يديه فعوتب ف ذلك فقال إنما إذا دخل علي قال أنت أنت يطرون ويعظمون ويقولوا ف ما ليس ف فأزداد بما ما هو مركوز ف نفس البشر وإذا دخل على أبو علي‬
‫الفارندى ذكرن عيوب وظلمىفأنكسر فأرجع عن كثي من الذي أنا فيه وكان مافظا على الصلوات ف أوقاتا ل يشغله بعد الذان شغل عنها وكان يواظب على صيام الثني والميس وله‬
‫الوقاف الدارة والصدقات البارة وكان يعظم الصوفية تعظيما زائدا فعوتب ف ذلك فقال بينما أنا أخدم بعض اللوك جاءن يوما إنسان فقال ل إل مت أنت تدم من تأكله الكلب غدا اخدم‬
‫من تنفعك خدمته ول تدم من تأكله الكلب غدا فلم أفهم ما يقول فاتفق أن ذلك المي سكر تلك الليلة فخرج ف أثناء الليل وهوثل وكانت له كلب تفترس الغرباء بالليل فلم تعرفه‬
‫فمزقته فأصبح وقد أكلته الكلب قال فأنا أطلب مثل ذلك الشيخ وقد سع الديث ف أماكن شت ببغداد وغيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪141‬‬

‫وكان يقول إن لعلم بأن لست أهل للرواية ولكن أحب أن أربط ف قطار نقلة حديث رسول ال ( ص ) وقال أيضا رأيت ليلة ف النام إبليس فقلت له ويك خلقك ال وأمرك بالسجود له‬
‫‪ ...‬مشافهة فأبيت وأنا ل يأمرن بالسجود له مشافهة وأنا أسجد له ف كل يوم مرات وأنشأ يقول ‪ ...‬من ل يكن للوصال أهل ‪ ...‬فكل إحسانه ذنوب‬
‫وقد أجلسه القتدي مرة بي يديه وقال له يا حسن رضي ال عنك برضا أمي الؤمني عنك وقد ملك ألوفا من الترك وكان له بنون كثية وزر منهم خسة وزر ابنه أحد للسلطان ممد بن‬
‫ملك شاه ولمي الؤمني السترشد بال وخرج نظام اللك مع السلطان من أصبهان قاصدا بغداد ف مستهل رمضان من هذه السنة فلما كان اليوم العاشر اجتاز ف بعض طريقه بقرية بالقرب‬
‫من ناوند وهو يسايره ف مفة فقال قد قتل ههنا خلق من الصحابة زمن عمر فطوب لن يكون عندهم فاتفق أنه لا أفطر جاءه صب ف هئية مستغيث به ومعه قصة فلما انتهى إليه ضربه بسكي‬
‫ف فؤاده وهرب وعثر بطنب اليمة فأخذ فقتل ومكث الوزير ساعة وجاءه السلطان يعوده فمات وهو عنده وقد اتم السلطان ف أمره أنه هو الذي مال عليه فلم تطل مدته بعده سوى خسة‬
‫وثلثي يوما وكان ف ذلك عبة لول اللباب وكان قد عزم على إخراج الليفة أيضا من بغداد فمات له ما عزم عليه ولا بلغ أهل بغداد موت النظام حزنوا عليه وجلس الوزير والرؤساء‬
‫للعزاء ثلثة أيام ورثاه الشعراء بقصائد منهم مقاتل بن عطية فقال‬
‫‪ ...‬كان الوزير نظام اللك لؤلؤة ‪ ...‬يتيمة صاغها الرحن من شرف ‪ ...‬عزت فلم تعرف اليام قيمتها ‪ ...‬فردها غية منه إل الصدف ‪...‬‬
‫واثن عليه غي واحد حت ابن عقيل وابن الوزي وغيها رحه ال‬
‫عبد الباقي بن ممد بن السي‬
‫ابن داود بن ياقيا أبو القاسم الشاعر من أهل الري الظاهرى ولد سنة عشر وأربعمائة وكان ماهرا وقد رماه بعضهم باعتقاد الوائل وانكر أن يكون ف السماء نر من ماء أو نر من لب أو‬
‫نر من خر أو نر من عسل يعن ف النة وما سقط من ذلك قطرة إل الرض إل هذا الذي هو يرب البيوت ويهدم اليطان والسقوف وهذا الكلم كفر من قائله نقله عنه ابن الوزي ف‬
‫النتظم وحكى بعضهم انه وجد ف كفنه مكتوبا حي مات هذين البيتي‬
‫نزلت بار ل ييب ضيفه ‪ ...‬أرجى نات من عذاب جهنم ‪ ...‬وإن على من ال واثق ‪ ...‬بانعامه وال أكرم منعم ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪142‬‬

‫مالك بن أحد بن علي‬


‫ابن إبراهيم أبو عبد ال البانياسي الشامي وقد كان له اسم آخر سته به أمه على أبو السن فغلب عليه ما ساه به أبوه وماكناه به سع الديث على مشايخ كثية وهو آخر من حدث عن أب‬
‫السن بن الصلت هلك ف حريق الريانيي وله ثانون سنة كان ثقة عند الحدثي‬
‫السلطان ملكشاه‬
‫جلل الدين والدولة أبو الفتح ملكشاه ابن أب شجاع الب أرسلن بن داود بن ميكائيل ابن سلجوق تقاق التركي ملك بعد أبيه وامتدت ملكته من أقصى بلد الترك إل أقصى بلد اليمن‬
‫وراسله اللوك من سائر القاليم حت ملك الروم والزر واللن وكانت دولته صارمة والطرقات ف أيامه آمنة وكان مع عظمته يقف للمسكي والضعيف والرأة فيقضي حوائجهم وقد عمر‬
‫العمارات الائلة وبن القناطر وأسقط الكوس والضرائب وحفر ألنهار الكبار وبن مدرسة أب حنيفة والسوق وبن الامع الذي يقال له جامع السلطان ببغداد وبن منارة القرون من صيوده‬
‫بالكوفة ومثلها فيما وراء النهر وضبط ما صاده بنفسه ف صيوده فكان ذلك نوا من عشرة آلف صيد فتصدق بعشرة آلف درهم وقال إن خائف من ال تعال أن أكون أزهقت نفس‬
‫حيوان لغي مأكلة وقد كانت له أفعال حسنة وسية صالة من ذلك أن فلحا أنى إليه أن غلمانا له أخذوا له حل بطيخ ففتشوا فإذا ف خيمة الاجب بطيخ فحملوه إليه ث استدعى بالاجب‬
‫فقال من أين لك هذا البطيخ قال جاء به الغلمان فقال أحضرهم فذهب وأمرهم بالرب فأحضره وسلمه للفلح وقال خذ بيده فإنه ملوكي وملوك أب وإياك أن تفارقه ث رد على الفلح‬
‫المل البطيخ فخرج الفلح يمله وبيده الاجب فاستنقذ الاجب نفسه من الفلح بثلثائة دينار ولا توجه لقتال أخيه تتش اجتاز بطوس فدخلها لزيارة قب علي بن موسى الرضي ومعه نظام‬
‫اللك فلما خرجا قال للنظام ب دعوت ال قال دعوت ال أن يظفرك على أخيك قال لكن قلت اللهم إن كان أخي أصلح للمسلمي فظفره ب وإن كنت أنا أصلح لم فظفرن به وقد سار‬
‫بعسكره من أصبهان إل أنطاكية فما عرف أن أحدا من جيشه ظلم أحدا من الرعية وكانوا مئي ألوف واستعدي إليه مرة تركمان أن رجل افتض بكارة ابنته وهو يريد أن يكنه من قتله فقال‬
‫له يا هذا إن ابنتك لو شاءت ما مكنته من نفسها فإن كنت لبد فاعل فاقتلها معه فسكت الرجل فقال له اللك أو تفعل خيا من ذلك قال وما هو قال فإن بكارتا قد ذهبت فزوجها من‬
‫ذلك الرجل وأنا أمهرها من بيت الال كفايتهما ففعل وحكى له بعض الوعاظ أن كسرى اجتاز يوما ف بعض أسفاره بقرية وكان منفردا من جيشه فوقف على باب دار فاستسقى فأخرجت‬
‫إليه جارية إناء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪143‬‬

‫فيه ماء قصب السكر بالثلج فشرب منه فأعجبه فقال كيف تصنعون هذا فقالت إنه سهل علينا اعتصاره على أيدينا فطلب منها شربة أخرى فذهبت لتأتيه با فوقع ف نفسه أن يأخذ هذا‬
‫الكان منهم ويعوضهم عنه غيه فأبطأت عليه ث خرجت وليس معها شيء فقال مالك فقالت كأن نية سلطاننا تغيت علينا فتعسر على اعتصاره وهي ل تعرف أنه السلطان فقال اذهب فإنك‬
‫الن تقدرين عليه وغي نيته إل غيها فذهبت وجاءته بشربة أخرى سريعا فشربا وانصرف فقال له السلطان هذه تصلح ل ولكن قص على الرعية أيضا حكاية كسرى الخرى حي اجتاز‬
‫ببستان وقد أصابته صفراء ف رأسه وعطش فطلب من ناطوره عنقودا من حصرم فقال له الناطور إن السلطان ل يأخذ حقه منه فل أقدر أن أعطيك منه شيئا قال فعجب الناس من ذكاء اللك‬
‫وحسن استحضاره هذه ف مقابلة تلك واستعداه رجلن من الفلحي على المي خارتكي أنه أخذ منهما مال جزيل وكسر ثنيتهما وقال سعنا بعدلك ف العال فإن أقدتنا منه كما أمرك ال‬
‫وإل استعدينا عليك ال يوم القيامة وأخذا بركابه فنل عن فرسه وقال لما خذا بكمي واسحبان إل دار نظام اللك فهابا ذلك فعزم عليهما أن يفعل ففعل ما أمرها به فلما بلغ النظام ميء‬
‫السلطان إليه خرج مسرعا فقال له اللك إن إنا قلدتك المر لتنصف الظلوم من ظلمه فكتب من فوره فعزل خارتكي وحل أقطاعه وأن يرد إليهما أموالما وأن يقلعا ثنيتيه إن قامت عليه‬
‫البينة وامر لما اللك من عنده بائة دينار وأسقط مرة بعض الكوس فقال له رجل من الستوفي يا سلطان العال إن هذا الذي أسقطته يعدل ستمائة ألف دينار وأكثر فقال ويك إن الال مال‬
‫ال والعباد عباد ال والبلد بلده وإنا أردت أن يبقى هذا ل عند ال ومن نازعن ف هذا ضربت عنقه وغنته امرأة حسناء فطرب وتاقت نفسه إليها فهم با فقالت أيها اللك إن أغار على‬
‫هذا الوجه الميل من النار وبي اللل والرام كلمة واحدة فاستدعى القاضي فزوجه با وقد ذكر ابن الوزي عن ابن عقيل أن السلطان ملك شاه كان قد فسدت عقيدته بسبب معاشرته‬
‫لبعض الباطنية ث تنصل من ذلك وراجع الق وذكر ابن عقيل أنه كتب له شيئا ف إثبات الصانع وقد ذكرنا أنه لا رجع آخر مرة إل بغداد فعزم على الليفة أن يرج منها فاستنظره عشرة‬
‫أيام فمرض السلطان ومات قبل انقضاء العشرة أيام وكانت وفاته ف ليلة المعة النصف من شوال عن سبع وثلثي سنة وخسة أشهر وكان مدة ملكه من ذلك تسع عشرة سنة وأشهرا‬
‫ودفن بالشونيزي ول يصل عليه أحد لكتمان المر وكان مرضه بالمى وقيل إنه سم وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪144‬‬

‫بان التاجية ببغداد‬


‫الرزبان بن خسرو تاج اللك الوزير أبو الغنائم بان التاجية وكان مدرسها أبو بكر الشاشي وبن تربة الشيخ أب إسحاق وقد كان السلطان ملكشاه أراد أن يستوزره بعد نظام اللك فمات‬
‫سريعا فاستوزر لولده ممود فلما قهره أخوه بركيارق قتله غلمان النظام وقطعوه إربا إربا ف ذي الجة من هذه السنة‬
‫هبة ال بن عبدالوارث‬
‫ابن علي بن أحد نوري أبو القاسم الشيازي أحد الرحالي الوالي ف الفاق كان حافظا ثقة دينا ورعا حسن العتقاد والسية له تاريخ حسن ورحل إليه الطلبة من بغداد وغيها وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني وأربعمائة‬
‫فيها قدم إل بغداد رجل يقال له أردشي بن منصور أبو السي العبادي مرجعه من الج فنل النظامية فوعظ الناس وحضر ملسه الغزال مدرس الكان فازدحم الناس ف ملسه وكثروا‬
‫معايشهم وكان يضر ملسه ف بعض الحيان أكثر من ثلثي ألفا من الرجال والنساء وتاب كثي من الناس ولزموا الساجد وأريقت المور وكسرت اللهي وكان الرجل ف نفسه صالا له‬
‫عبادات وفيه زهد وافر وله أحوال صالة وكان الناس يزدحون على فضل وضوئه وربا أخذوا من البكة الت يتوضأ منها ماء للبكة ونقل ابن الوزي أنه اشتهى مرة على بعض أصحابه توتا‬
‫شاميا وثلجا فطاف البلد بكماله فلم يده فرجع فوجد الشيخ ف خلوته فسأل هل جاء اليوم إل الشيخ أحد فقيل له جاءت امرأة فقالت إن غزلت بيدي غزل وبعته وأنا أحب أن أشتري‬
‫للشيخ طرفة فامتنع من ذلك فبكت فرحها وقال اذهب فاشترى فقالت ماذا تشتهي فقال ما شئت فذهبت فأتته بتوت شامي وثلج فأكله وقال بعضهم دخلت عليه وهو يشرب مرقا فقلت ف‬
‫نفسي ليته أعطان فضله لشربه لفظ القرآن فناولن فضله فقال اشربا على تلك النية قال فرزقن ال حفظ القرآن وكانت له عبادات وماهدات ث اتفق انه تكلم ف بيع القراضة بالصحيح‬
‫فمنع من اللوس وأخرج من البلد وفيها خطب تتش بن ألب أرسلن لنفسه بالسلطنة وطلب من الليفة أن يطب له بالعراق فحصل التوقف عن ذلك بسبب ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه‬
‫فسار إل الرحبة وف صحبته وطاعته أقسنقر صاحب حلب وبوران صاحب الرها ففتح الرحبة ث سار إل الوصل فأخذها من يد صاحبها إبراهيم بن قريش بن بدران وهزم جيوشه من بن‬
‫عقيل وقتل خلقا من المراء صبا وكذلك أخذ ديار بكر واستوزر الكاف بن فخر الدولة بن جهي وكذلك أخذ هدان وخلط وفتح أذربيجان واستفحل أمره ث فارقه الميان اقسنقر‬
‫وبوران فسارا إل اللك بركيارق وبقي تتش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪145‬‬

‫وحده فطمع فيه أخوه بركيارق فرجع تتش فلحقه قسيم الدولة اقسنقر وبوران بباب حلب فكسرها واسر بوران واقسنقر فصلبهماوبعث برأس بوران فطيف به حران والرها وملكها من‬
‫بعده وفيها وقعت الفتنة بي الروافض والسنة وانتشرت بينهم شرور كثية وف ثان شعبان ولد للخليفة ولده السترشد بال أبو منصور الفضل بن أب العباس أحد الستظهر ففرح الليفة به‬
‫وف ذي القعدة دخل السلطان بركيارق بغداد وخرج إليه الوزير أبو منصور بن جهي وهنأه عن الليفة بالقدوم وفيها أخذ الستنصر العبيدي مدينة صور من أرض الشام ول يج فيها أحد من‬
‫أهل العراق ومن توف فيها من العيان بن القتدي بال‬
‫من الاتون بنت السلطان ملكشاه ف جادى الول وجلس الوزير للعراء والدولة ثلثة أيام‬
‫سليمان بن إبراهيم‬
‫ابن ممد بن سليمان أبو مسعود الصبهان سع الكثي وصنف وخرج على الصحيحي وكانت له معرفة جيدة بالديث سع ابن مردويه وأبا نعيم والبقان وكتب عن الطيب وغيه توف ف‬
‫ذي العقدة عن تسع وثاني سنة‬
‫عبد الواحد بن أحد بن الحسن‬
‫الدشكرى أبو سعد الفقيه الشافعي صحب أبا إسحاق الشيازي وروى الديث وكان مؤلفا لهل العلم وكان يقول مامشى قدمي هاتي ف لذة قط توف ف رجب منها ودفن بباب حرب‬
‫علي بن أحد بن يوسف‬
‫أبو السن الكاري قدم بغداد ونزل برباط الدوري وكانت له أربطة قد أنشأها سع الديث وروى عنه غي واحد من الفاظ وكان يقول رأيت رسول ال ( ص ) ف النام ف الروضة فقلت‬
‫يارسول ال أوصن فقال عليك باعتقاد أحد بن حنبل ومذهب الشافعي وإياك ومالسة أهل البدع توف ف الحرم منها‬
‫علي بن ممد بن ممد‬
‫أبو السن الطيب النبارى ويعرف بابن الخضر سع أبا ممد الرضي وهو آخر من حدث عنه توف ف شوال منها عن خس وتسعي سنة‬
‫أبو نصر علي بن هبة ال إبن ماكول [ ولد سنة ثنتي وأربعمائة وسع الكثي وكان من الفاظ وله كتاب الكمال ف الؤتلف والختلف جع بي كتاب عبد الغن وكتاب الدراقطن وغيها‬
‫وزاد عليهما أشياء كثية بمة حسنة مفيدة نافعة وكان نويا مبزا فصيح العبارة حسن الشعر قال ابن الوزى وسعت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪146‬‬

‫شيخنا عبد الوهاب يطعن ف دينه ويقول العلم يتاج إل دين وقتل ف خوزستان ف هذه السنة أو الت بعدها وقد جاوز الثماني كذا ذكره ابن الوزي ] ث دخلت سنة سبع وثاني وأربعمائة‬
‫فيها كانت وفاة الليفة القتدي وخلفة ولده الستظهر بال‬
‫صفة موته‬
‫لا قدم السلطان بركيارق بغداد سأل من الليفة أن يكتب له بالسلطنة كتابا فيه العهد إليه فكتب ذلك وهيئت اللع وعرضت على الليفة وكان الكتاب يوم المعة الرابع عشر من الحرم‬
‫ث قدم إليه الطعام فتناول منه على االعادة وهو ف غاية الصحة ث غسل يده وجلس ينظر ف العهد بعدما وقع عليه وعنده قهرمانة تسمى شس النهار قالت فنظر إل وقال من هؤلء الشخاص‬
‫الذين قد دخلوا علينا بغي إذن قالت فالتفت فلم أر أحدا ورأيته قد تغيت حالته واسترخت يداه ورجله وانلت قواه وسقط إل الرض قالت فظننت أنه غشي عليه فحللت أزرار ثيابه فإذا‬
‫هو ل ييب داعيا فأغلقت عليه الباب وخرجت فأعلمت ول العهد بذلك وجاء المراء ورؤس الدولة يعزونه بأبيه ويهنئونه باللفة فبايعوه‬
‫شيء من ترجة القتدي بأمر ال‬
‫هو أمي الؤمني القتدي بال أبو عبد ال بن الذخية المي ول العهد أب العباس أحد ابن أمي الؤمني القائم بأمر ال بن القادر بال العباسي أمه أم ولد اسها أرجوان أرمنية أدركت خلفة‬
‫ولدها وخلفة ولده الستظهر وولد السترشد أيضا وكان القتدي أبيض حلو الشمائل عمرت ف أيامه مال كثية من بغداد ونفى عن بغداد الغنيات وأرباب اللهى والعاصي وكان غيورا‬
‫على حري الناس آمرا بالعروف ناهيا عن النكر حسن السية رحة ال توف يوم المعة رابع عشر الحرم من هذه السنة وله من العمر ثان وثلثون سنة وثان شهور وتسعة أيام خلفته من‬
‫ذلك تسع عشرة سنة وثان شهور إل يومي وأخفي موته ثلثة أيام حت توطدت البيعة لبنه الستظهر ث صلي عليه ودفن ف تربتهم وال أعلم‬
‫خلفة الستظهر بأمر ال أب العباس‬
‫لا توف أبوه يوم المعة أحضروه وله من العمر ست عشرة سنة وشهران فبويع باللفة وأول من بايعه الوزير أبو منصور ابن جهي ث أخذ البيعة له من اللك ركن الدولة بركيارق بن‬
‫ملكشاه ث من بقية المراء والرؤساء وتت البيعة تؤخذ له إل ثلثة أيام ث أظهر التابوت يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪147‬‬

‫الثلثاء الثامن عشر من الحرم وصلى عليه ولده الليفة وحضر الناس ول يضر السلطان وحضر أكثر أمرائه وحضر الغزال والشاشى وابن عقيل وبايعوه يوم ذلك وقد كان الستظهر كري‬
‫الخلق حافظا للقرآن فصيحا بليغا شاعرا منطيقا ومن لطيف شعره قوله ‪ ...‬أذاب حر الوى ف القلب ما جدا ‪ ...‬يوما مددت على رسم الوداع يدا ‪ ...‬فكيف أسلك نج الصطبار وقد‬
‫‪ ...‬أرى طرائق من يهوى الوى قددا ‪ ...‬قد أخلف الوعد بدر قد شغفت به ‪ ...‬من بعد ما قد وف دهرا با وعدا ‪ ...‬إن كنت أنقض عهد الب ف خلدي ‪ ...‬من بعد هذا فل عاينته أبدا‬
‫‪...‬‬
‫وفوض الستظهر أمور اللفة إل وزيره أب منصور عميد الدولة بن جهي فدبرها أحسن تدبي ومهد المور أت تهيد وساس الرعايا وكان من خيار الوزراء وف ثالث عشر شعبان عزل‬
‫الليفة أبا بكر الشاشي عن القضاء وفوضه إل أب السن ابن الدامغان وفيها وقعت فتنة بي السنة والروافض فأحرقت مال كثية وقتل ناس كثي فإن ل وأنا إليه راجعون ول يج أحد‬
‫لختلف السلطي وكانت الطبة للسلطان بركيارق ركن الدولة يوم المعة الرابع عشر من الحرم وهو اليوم الذي توف فيه الليفة القتدي بعد ما علم على توقيعه ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫اقسنقر التابك‬
‫اللقب قسيم الدولة السلجوقي ويعرف بالاجب صاحب حلب وديار بكر والزيرة وهو جد اللك نور الدين الشهيد بن زنكي بن اقسنقر كان أول من أخص أصحاب السلطان ملكشاه بن‬
‫الب أرسلن السلجوقي ث ترقت منلته عنده حت أعطاه حلب وأعمالا بإشارة الوزير نظام اللك وكان من أحسن اللوك سية وأجودهم سريرة وكانت الرعية معه ف أمن ورخص وعدل ث‬
‫كان موته على يد السلطان تاج الدولة تتش صاحب دمشق وذلك انه أستعان به وبصاحب حران والرها على قتال ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه ففرا عنه وتركاه فهرب إل دمشق فلما‬
‫تكن ورجعا قاتلهما بباب حلب فقتلهما وأخذ بلدها إل حلب فأنا استقرت لولد آقسنقر زنكي فيما بعد وذلك ف سنة ثلث وعشرين وخسمائة كما سيأت بيانه وذكر ابن خلكان أنه كان‬
‫ملوكا للسلطان ملكشاه هو وبوزان صاحب الرها فلما ملك تتش حلب استنابه با فعصى عليه فقصده وكان قد ملك دمشق أيضا فقاتله فقتله ف هذه السنة ف جادي الول منها فلما قتل‬
‫دفنه ولده عماد الدين زنكي وهو أبو نور الدين فقبه بلب أدخله إليها من فوق الصور فدفنه با‬
‫أمي اليوش بدر المال صاحب جيوش مصر ومدبر المالك الفاطمية كان عاقل كريا مبا للعلماء ولم عليه رسوم داره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪148‬‬

‫تكن ف أيام الستنصر تكنا عظيما ودارت أزمة المور على آرائه وفتح بلدا كثية وامتدت أيامه وبعد صيته وامتدحته الشعراء ث كانت وفاته ف ذي القعدة منها وقام بالمر من بعده ولده‬
‫الفضل الليفة القتدي‬
‫وقد تقدم شئ من ترجته‬
‫الليفة الستنصر الفاطمي‬
‫ابوتيم معد بن أب السن على بن الاكم استمرت أيامه ستي سنة ول يتفق هذا لليفة قبله ول بعده وكان قد عهد بالمر إل ولده نزار فخلعه الفضل بن بدر المال بعد موت أبيه وأمر‬
‫الناس فبايعوا أحد بن الستنصر أخاه ولقبه بالستعلي فهرب نزار إل السكندرية فجمع الناس عليه فبايعوه وتول أمره قاضي السكندرية جلل الدولة بن عمار فقصده الفضل فحاصره‬
‫وقاتلهم نزار وهزمهم الفضل وأسر القاضي ونزار فقتل القاضي وحبس نزار بي حيطي حت مات واستقر الستعلى ف اللفة وعمره إحدى وعشرين سنة‬
‫ممد بن أب هاشم‬
‫أمي مكة كانت وفاته فيها عن نيف وتسعي سنة‬
‫ممود بن السلطان ملكشاه‬
‫كانت أمه قد عقدت له اللك وأنفقت بسببه الموال فقاتله بركيارق فكسره ولزم بلده أصبهان فمات با ف هذه السنة وحل إل بغداد فدفن با بالتربة النظامية كان من أحسن الناس وجها‬
‫وأظرفهم شكل وتوف ف شوال منها وماتت أمه الاتون تركيان شاه ف رمضان فأنل نظامه وكانت قد جعت عليه العساكر وأسندت أزمة أمور الملكة إليه وملكت عشرة آلف ملوك‬
‫تركي وأنفقت ف ذلك قريبا من ثلثة آلف ألف دينار فانل النظام ول تصل على طائل وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني وأربعمائة فيها قدم يوسف بن ابق التركمان من جهة تتش صاحب دمشق إل بغداد لجل إقامة الدعوة له ببغداد وكان تتش قد توجه لقتال ابن أخيه بناحية الري‬
‫فلما دخل رسوله بغداد هابوه وخافوه واستدعاه الليفة فقربه وقبل الرض بي يدي الليفة وتأهب أهل بغداد له وخافوا أن ينهبهم فبينما هو كذلك إذ قدم عليه رسول ابن أخيه فأخبه أن‬
‫تتش قتل ف أول من قتل ف الوقعة وكانت وفاته ف سابع عشر صفر من هذه السنة فاستفحل أمر بركيارق واستقل بالمور وكان دقاق بن تتش مع أبيه حي قتل فسار إل دمشق فملكها‬
‫وكان نائب أبيه عليها المي ساوتكي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪149‬‬

‫واستوزر أبا القاسم الوارزمي وملك عبد ال بن تتش مدينة حلب ودبر أمر ملكته جناح الدولة ابن اتكي ورضوان بن تتش صاحب مدينة حاه وإليه تنسب بنو رضوان با وف يوم المعة‬
‫التاسع عشر من ربيع الول منها خطب لول العهد أب النصور الفضل بن الستظهر ولقب بذخية الدين وف ربيع الخر خرج الوزير ابن جهي فاختط سورا على الري وأذن للعوام ف‬
‫العمل والتفرج فأظهروا منكرات كثية وسخافات عقول ضعيفة وعملوا أشياء منكرة فبعث إليه ابن عقيل رقعة فيها كلم غليظ وإنكار بغيض وف رمضان خرج السلطان بركيارق فعدا عليه‬
‫فداوى فلم يتمكن منه فمسك فعوقب فأقر على آخرين فلم يقرا فقتل الثلثة وجاء الطواشي من جهة الليفة مهنئا له بالسلمة وف ذي القعدة منها خرج أبو حامد الغزال من بغداد متوجها‬
‫إل بيت القدس تاركا لتدريس النظامية زاهدا ف الدنيا لبسا خشن الثياب بعد ناعمها وناب عنه أخوه ف التدريس ث حج ف السنة التالية ث رجع إل بلده وقد صنف كتاب الحياء ف هذه‬
‫الدة وكان يتمع إليه اللق الكثي كل يوم ف الرباط فيسمعونه وف يوم عرفة خلع على القاضي أب الفرج عبد الرحن بن هبة ال بن البست ولقب بشرف القضاة ورد إل ولية القضاء‬
‫بالري وغيه وفيها اصطلح أهل الكرخ من الرافضة والسنة مع بقية الحال وتزاوروا وتواصلوا وتواكلوا وكان هذا من العجائب وفيها قتل أحد بن خاقان صاحب سرقند وسببه أنه شهد‬
‫عليه بالزندقة فخنق وول مكانه ابن عمه مسعود وفيها دخل التراك إفريقية وغدروا بيحي بن تيم بن العز بن باديس وقبضوا عليه وملكوا بلده وقتلوا خلقا بعدما جرت بينه وبينهم حروب‬
‫شديدة وكان مقدمهم رجل يقال له شاه ملك وكان من أولد بعض أمراء الشرق فقدم مصر وخدم با ث هرب إل الغرب ومعه جاعة ففعل ما ذكر ول يج أحد من أهل العراق فيها ومن‬
‫توف فيها من العيان السن بن أحد بن خيون‬
‫أبو الفضل العروف بابن الباقلن سع الكثي وكتب عنه الطيب وكانت له معرفة جيدة وهو من الثقات وقبله الدامغان ث صار أمينا له ث ول إشراف خزانة الغلت توف ف رجب عن ثنتي‬
‫وثاني سنة‬
‫تتش أبو الظفر‬
‫تاج الدولة بن ألب أرسلن صاحب دمشق وغيها من البلد وقد تزوج امرأة علي ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه ولكن قدر ال وماتت وقد قال التنب‬
‫ول سر ف علك وإنا ‪ ...‬كلم العدي ضرب من الذيان ‪ ...‬قال ابن خلكان كان صاحب البلد الشرقية فاستنجده أتسز ف ماربة أمي اليوش من جهة صاحب مصر فلما قدم دمشق ‪...‬‬
‫لنجدته وخرج إليه أتسز أمر بسكه وقتله وأستحوذ هو على دمشق‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪150‬‬

‫وأعمالا ف سنة إحدى وسبعي ث حارب أتسز فقتله ث تارب هو وأخوه بركيارق ببلد الري فكسره أخوه وقتل هو ف العركة وتلك ابنه رضوان حلب با وكان ملكة عليها إل سنة سبع‬
‫وخسي وخسنائة سته أمه ف عنقود عنب فقلم بعده ولده تاج اللك البورى أربع سني ث ابنه الخر شس اللك إساعيل ثلث سني ث قتلته أمه أيضا وهي زمرد خاتون بنت جاول‬
‫واجلست أخاه شهاب الدين ممود بن بوري فمكث أربع سني ث ملك أخوه ممد بن بوري طغركي سنة ث تلك مي الدين أبق من سنة أربع وثلثي إل أن انتزع اللك منه نور الدين‬
‫ممود زنكي كما سيأت وكان إتابك العساكر بدمشق أيام اتق معي الدين الذي تنسب إليه العينية بالغور والدرسة العينية بدمشق رزق ال بن عبد الوهاب‬
‫ابن عبد العزيز أبو ممد التميمي أحد أئمة القراء والفقهاء على مذهب أحد وأئمة الديث وكان له ملس للوعظ وحلقة للفتوي بامع النصور ث بامع القصر وكان حسن الشكل مببا إل‬
‫العامة له شعر حسن وكان كثي العبادة فصيح العبارة حسن الناظرة وقد روى عن آبائه حديثا مسلسل عن علي بن أب طالب أنه قال هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإل إرتل وقد كان ذا‬
‫وجاهة عند الليفة يفد ف مهام الرسائل إل السلطان توف يوم الثلثاء النصف من جادي الول من هذه السنة عن ثان وثاني سنة ودفن بداره بباب الراتب بأذن الليفة وصلى عليه ابنه أبو‬
‫الفضل‬
‫أبو سيف القزوين‬
‫عبد السلم بن ممد بن يوسف بن بندار الشيخ شيخ العتزلة قرأ على عبدالبار بن أحد المدان ورحل إل مصر وأقام با أربعي سنة وحصل كتبا كثية وصنف تفسيا ف سبعمائة ملد قال‬
‫ابن الوزي جع فيه العجب وتكلم على قوله تعال‬
‫واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان ف ملد كامل وقال ابن عقيل كان طويل اللسان بالعلم تارة وبالشعر أخرى وقد سع الديث من أب عمر بن مهدي وغيه ومات ببغداد عن‬
‫ست وتسعي سنة وما تزوج إل ف آخر عمره‬
‫أبو شجاع الوزير‬
‫ممد بن السي بن عبدال بن إبراهيم أبو شجاع اللقب ظهي الدين الروذراوري الصل الهوازي الولد كان من خيار الوزراء كثي الصدقة والحسان إل العلماء والفقهاء وسع الديث‬
‫من الشيخ أب إسحاق الشيازي وغيه وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تارب المم ووزر للخليفة القتدي وكان يلك ستمائة ألف دينار فأنفقها ف سبيل اليات والصدقات ووقف‬
‫الوقوف السنة وبن الشاهد وأكثر النعام على الرامل واليتام قال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪151‬‬

‫له رجل إل جانبنا أرملة لا أربعة أولد وهم عراة وجياع فبعث إليهم مع رجل من خاصته نفقة وكسوة وطعاما ونزع عنه ثيابه ف البد الشديد وقال وال ل ألبسها حت ترجع إل ببهم‬
‫فذهب الرجل مسرعا با أرسله على يديه إليهم ث رجع إليه فأخبه أنم فرحوا بذلك ودعوا للوزير فسر بذلك ولبس ثيابه وجيء إليه مرة بقطائف سكرية فلما وضعت بي يديه تنغص عليه‬
‫بن ل يقدر عليها فأرسلها كلها إل الساجد وكانت كثية جدا فأطعمها الفقراء والعميان وكان ل يلس ف الديوان إل وعنده الفقهاء فإذا وقع له أمر مشكل سألم عنه فحكم با يفتونه‬
‫وكان كثي التواضع مع الناس خاصتهم وعامتهم ث عزل عن الوزارة فسار إل الج وجاور بالدينة ث مرض فلما ثقل ف الرض جاء إل الجرة النبوية فقال يا رسول ال قال ال تعال ولو‬
‫أنم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا ال واستغفر لم الرسول لوجودوا ال توابا رحيما وها أنا قد جئتك أستغفر ال من ذنوب وارجو شفاعتك يوم القيامة ث مات من يومه ذلك رحه ال‬
‫تعال ودفن ف البقيع‬
‫القاضي أبو بكر الشاشي‬
‫ممد بن الظفر بن بكران الموي أبو بكر الشاشي ولد سنة أربعمائة وتفقه ببلده ث حج ف سنة سبع عشرة وأربعمائة وقدم بغداد فتفقه على أب الطيب الطبي وسع با الديث وشهد عند‬
‫ابن الدامغان فقبله ولزم مسجده خسا وخسي سنة يقرئ الناس ويفقههم ولا مات الدامغان أشار به أبو شجاع الوزير فوله الليفة القتدي القضاء وكان من أنزه الناس وأعفهم ل يقبل من‬
‫سلطان عطية ول من صاحب هدية ول يغي ملبسه ول مأكله ول يأخذ على القضاء أجرا ول يستنب أحدا بل كان يباشر القضاء بنفسه ول ياب ملوقا وقد كان يضرب بعض النكرين حيث‬
‫ل بينة إذا قامت عنده قرائن التهمة حت يقروا ويذكر أن ف كلم الشافعي ما يدل على هذا وقد صنف كتابا ف ذلك ونصره ابن عقيل فيما كان يتعاطاه من الكم بالقرائن واستشهد له‬
‫بقوله تعال إن كان قميصه قد من قبل الية وشهد عنده رجل من كبارالفقهاء والناظرين يقال له الشطب بن أحد بن أسامة الفرغان فلم يقبله لا رأى عليه من الرير وخات الذهب فقال له‬
‫الدعي إن السلطان ووزيره نظام اللك يلبسان الرير والذهب فقال القاضي الشاشي وال لو شهدا عندي على باقة بقلة ما قبلتهما ولرددت شهادتما وشهد عنده مرة فقيه فاضل من أهل‬
‫مذهبه فلم يقبله فقال لي شيء ترد شهادت وهي جائزة عند كل حاكم إل أنت فقال له ل أقبل لك شهادة فإن رأيتك تغتسل ف المام عريانا غي مستور العورة فل أقبلك توف يوم الثلثاء‬
‫عاشر شعبان من هذه السنة عن ثان وثاني سنة ودفن بالقرب من ابن شريح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪152‬‬

‫ابو عبدال الميدي‬


‫ممد بن أب نصر فتوح بن عبدال بن حيد الندلسي من جزيرة يقال لا برقة قريبة من الندلس قدم بغداد فسمع با الديث وكان حافظا مكثرا أديبا ماهرا عفيفا نزها وهو صاحب المع‬
‫بي الصحيحي وله غي ذلك من الصنفات وقد كتب مصنفات ابن حزم والطيب وكانت وفاته ليلة الثلثاء السابع عشر من ذي الجة وقد جاوز التسعي وقبه قريب من قب بشر الاف‬
‫ببغداد‬
‫هبة ال ابن الشيخ أب الوفا بن عقيل‬
‫كان قد حفظ القرآن وتفقه وظهر منه نابة ث مرض فأنفق عليه أبوه أموال جزيلة فلم يفد شيئا فقال له ابنه ذات يوم يا أبت إنك قد أكثرت الدوية والدعية ول ف اختيار فدعن واختيار‬
‫ال ف قال أبوه فعلمت أنه ل يوفق لذا الكلم إل وقد اختي للحظوة وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وثاني وأربعمائة‬
‫قال ابن الوزي ف النتظم ف هذه السنة حكم جهلة النجمي أنه سيكون ف هذه السنة طوفان قريب من طوفان نوح وشاع الكلم بذلك بي العوام وخافوا فاستدعى الليفة الستظهر ابن‬
‫عشبون النجم فسأله عن هذا الكلم فقال إن طوفان نوح كان ف زمن اجتمع ف بر الوت الطوالع السبعة والن فقد اجتمع فيه ستة ول يتمع معها زحل فل بد من وقوع طوفان ف بعض‬
‫البلد والقرب أنا بغداد فتقدم الليفة إل وزيره بإصلح السيلت والواضع الت يشى انفجار الاء منها وجعل الناس ينتظرون فجاء الب بأن الجاج حصلوا بوادي الناقب بعد نلة‬
‫فأتاهم سيل عظيم فما نا منهم إل من تعلق برؤس البال وأخذ الاء المال والرجال والرحال فخلع الليفة على ذلك النجم وأجرى له جارية وفيها ملك المي قوام الدولة أبو سعيد‬
‫كربوقا مدينة الوصل وقتل شرف الدولة ممد بن مسلم بن قريش وغرقه بعد حصار تسعة أشهر وفيها ملك تيم بن العز الغرب مدينة قابس واخرج منها أخاه عمر فقال خطيب سوسة ف‬
‫ذلك أبياتا ‪ ...‬ضحك الزمان وكان يلفى عابسا ‪ ...‬لا فتحت بدش سيفك قابسا ‪ ...‬وأتيتها بكرا وما أمهرتا ‪ ...‬إل قنا وصوارما وفوراسا ‪ ...‬ال يعلم ما جنيت ثارها ‪ ...‬إل وكان أبوك‬
‫قبل غارسا ‪ ...‬من كان ف زرق السنة خاطبا ‪ ...‬كانت له قلل البلد عرائسا ‪ ...‬وف صفر منها درس الشيخ أبو عبدال الطبي بالنظامية وله إياها فخر اللك بن نظام اللك وزير بركيارق‬
‫وفيها أغارت خفاجة على بلد سيف الدولة صدقة بن مزيد بن منصور بن دبيس وقصدوا مشهد السي بالائر وتظاهروا فيه بالنكرات والفساد فكبسهم فيه المي صدقة الذكور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪153‬‬

‫فقتل منهم خلقا كثيا عند الضريح ومن العجائب أن أحدهم ألقى نفسه وفرسه من فوق السور فسلم وسلمت فرسه وحج بالناس المي خارتكي ومن توف فيها من العيان عبدال بن‬
‫إبراهيم بن عبدال‬
‫أخو أب حكيم اليي وخي إحدى بلد فارس سع الديث وتفقه على الشيخ أب إسحاق الشيازي وكانت له معرفة بالفرائض والدب واللغة وله مصنفات وكان مرضى الطريقة وكان‬
‫يكتب الصاحف بالجرة فبينما هو ذات يوم يكتب وضع القلم من يده واستند وقال وال لئن كان هذا موتا إنه لطيب ث مات‬
‫عبد الحسن بن أحد الشنجي‬
‫التاجر ويعرف بابن شهداء مكة بغدادي سع الديث الكثي ورحل وأكثر عن الطيب وهو بصور وهو الذي حله إل العراق فلهذا أهدى إليه الطيب تاريخ بغداد بطبة وقد روى عنه ف‬
‫مصنفاته وكان يسميه عبد ال وكان ثقة‬
‫عبد اللك بن إبراهيم‬
‫ابن أحد أبو الفضل العروف بالمذان تفقه على الاوردي وكانت له يد طول ف العلوم الشريعة والساب وغي ذلك وكان يفظ غريب الديث لب عبيد والجمل لبن فارس وكان عفيفا‬
‫زاهدا طلبه القتدي ليوليه قاضي القضاة فأب أشد الباء واعتذر له بالعجز وعلو السن وكان ظريفا لطيفا كان يقولل كان أب إذا أراد أن يؤدبن أخذ العصا بيده ث يقول نويت أن أضرب‬
‫ولدي تأديبا كما أمر ال ث يضربن قال وإل أن ينوي ويتمم النية كنت أهرب توف ف رجب منها ودفن عند قب ابن شريح‬
‫ممد بن أحد بن عبد الباقي بن منصور‬
‫أبو بكر الدقاق ويعرف بابن الاضنة كان معروفا بالفادة وجودة القراءة وحسن الط وصحة النقل جع بي علم القراءات والديث وأكثر عن الطيب وأصحاب الخلص قال لا غرقت‬
‫بغداد غرقت داري وكتب فلم يبق ل شيء فاحتجت إل النسخ فكتبت صحيح مسلم ف تلك السنة سبع مرات فنمت فرأيت ذات ليلة كأن القيامة قد قامت وقائل يقول أين ابن الاضنة‬
‫فجئت فأدخلت النة فلما دخلتها استلقيت على قفاى ووضعت إحدى رجلي على الخرى وقلت استرحت من النسخ ث استيقظت والقلم ف يدي والنسخ بي يدي‬
‫أبو الظفر السمعان منصور بن ممد بن عبد البار بن أحد بن ممد أبو الظفر السمعان الافظ من أهل مرو تفقه أول على أبيه ف مذهب أب حنيفة ث انتقل إل مذهب الشافعي فأخذ عن أب‬
‫إسحاق وابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪154‬‬

‫الصباغ وكانت له يد طول ف فنون كثية وصنف التفسي وكتاب النتصار ف الديث والبهان والقواطع ف أصول الفقه والصطلم وغي ذلك ووعظ ف مدينة نيسابور وكان يقول ما‬
‫حفظت شيئا فنسيته وسئل عن أخبار الصفات فقال عليكم بدين العجائز وصبيان الكتاتيب وسئل عن الستواء فقال ‪ ...‬جئتمان لتعلما سر سعدي ‪ ...‬تدان بسر سعدي شحيحا ‪ ...‬إن‬
‫سعدي لنية التمن ‪ ...‬جعت عفة ووجها صبيحا ‪ ...‬توف ف ربيع الول من هذه السنة ودفن ف مقبة مرو رحه ال تعال وإيانا آمي‬
‫ث دخلت سنة تسعي وأربعمائة من الجرة‬
‫فيها كان ابتداء ملك الوارزمية وذلك أن السلطان بركيارق ملك فيها بلد خراسان بعد مقتل عمه أرسلن أرغون بن ألب أرسلن وسلمها إل أخيه العروف باللك سنجر وجعل إتابكه‬
‫المي قماج ووزيره أبو الفتح على بن السي الطغرائي واستعمل على خراسان المي حبشي بن البشاق فول مدينة خوارزم شابا يقال له ممد بن أنوشتكي وكان أبوه من أمراء السلجقة‬
‫ونشأ هو ف أدب وفضيلة وحسن سية ولا ول مدينة خوارزم لقب خوارزم شاه وكان أول ملوكهم فأحسن السية وعامل الناس بالميل وكذلك ولده من بعده اتسز جرى على سية أبيه‬
‫وأظهر العدل فحظي عند السلطان سنجر وأحبه الناس وارتفعت منلته وفيه خطب اللك رضوان ابن تاج اللك تتش للخليفة الفاطمي الستعلي وف شوال قتل رجل باطن عند باب النوب‬
‫كان قد شهد عليه عدلن أحدها ابن عقيل أنه دعاها إل مذهبه فجعل يقول أتقتلونن وأنا أقول ل إله إل ال فقال ابن عقيل قال ال تعال فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده الية وما‬
‫بعدها وف رمضان منها قتل برسق أحد أكابر المراء وكان أول من تول شحنة بغداد وحج بالناس فيها خارتكي السنان وف يوم عاشوراء كبست دار باء الدولة أبو نصر بن جلل الدولة‬
‫أب طاهر ابن بويه لمور ثبتت عليه عند القاضي فأريق دمه ونقضت داره وعمل مكانا مسجدان للحنفية والشافعية وقد كان السلطان ملكشاه قد أقطعه الدائن وديرعاقول وغيها ومن‬
‫توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد بن السن‬
‫ابن علي بن زكريا بن دينار أبو يعلى العبدي البصري ويعرف بابن الصواف ولد سنة أربعمائة وسع الديث وكان زاهدا متصوفا وفقيها مدرسا ذا ست ووقار وسكينة ودين وكان علمة ف‬
‫عشرة علوم توف ف رمضان منها عن تسعي سنة رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪155‬‬

‫العمر بن ممد‬
‫ابن العمر بن أحد بن ممد أبو الغنائم السين سع الديث وكان حسن الصورة كري الخلق كثي التعبد ل يعرف أنه آذى مسلما ول شتم صاحبا توف عن نيف وستي سنة وكان نقيبا‬
‫ثنتي وثلثي سنة وكان من سادات قريش وتول بعده ولده أبو الفتوح حيدرة ولقب بالرضي ذي الفخرين ورثاه الشعراء بأبيات ذكرها ابن الوزي‬
‫يي بن أحد بن ممد البست‬
‫سع الديث ورحل فيه وكان ثقة صالا صدوقا أديبا عمر مائة سنة وثنت عشرة سنة وثلثة أشهر وهو مع ذلك صحيح الواس يقرأ عليه القرآن والديث رحه ال وإيانا آمي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وتسعي وأربعمائة‬
‫ف جادى الول منها ملك الفرنج مدينة إنطاكية بعد حصار شديد بواطأة بعض الستحفظي على بعض البراج وهرب صاحبها باغيسيان ف نفر يسي وترك با أهله وماله ث نه ندم ف أثناء‬
‫الطريق ندما شديدا على ما فعل بيث إنه غشى عليه وسقط عن فرسه فذهب أصحابه وتركوه فجاء راعي غنم فقطع رأسه وذهب به إل ملك الفرنج ولا بلغ الب إل المي كربوقا صاحب‬
‫الوصل جع عساكر كثية واجتمع عليه دقاق صاحب دمشق وجناح الدولة صاحب حص وغيها وسار إل الفرنج فالتقوا معهم بأرض إنطاكية فهزمهم الفرنج وقتلوا منهم خلقا كثيا‬
‫وأخذوا منهم أموال جزيلة فإنا ل وإنا إليه راجعون ث صارت الفرنج إل معرة النعمان فأخذوها بعد حصار فل حول ول قوة إل بال ولا بلغ هذا المر الفظيع إل اللك بركيارق شق عليه‬
‫ذلك وكتب إل المراء ببغداد أن يتجهزوا هم والوزير ابن جهي لقتال الفرنج فبز بعض اليش إل ظاهر البلد بالانب الغرب ث انفسخت هذه العزية لنم بلغهم أن الفرنج ف ألف ألف‬
‫مقاتل فل حول ول قوة إل بال وحج بالناس فيها خارتكي ومن توف فيها من العيان‬
‫طراد بن ممد بن علي‬
‫ابن السن بن ممد بن عبد الوهاب بن سليمان بن عبد ال بن ممد بن إبراهيم المام بن ممد بن علي بن عباس أبو الفوارس بن أب السن بن أب القاسم بن أب تام من ولد زيد ابن بنت‬
‫سليمان بن علي بن عبد ال بن عباس وهي أم ولده عبد ال بن ممد بن إبراهيم المام بن ممد بن عبد ال بن عباس سع الديث الكثي والكتب الكبار وتفرد بالرواية عن حاعة ورحل إليه‬
‫من الفاق وأملى الديث ف بلدان شت وكان يضر ملسه العلماء والسادات وحضر أبو عبد ال الدامغان ملسه وباشر نقابة الطالبيي مدة طويلة وتوف عن نيف وتسعي سنة ودفن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪156‬‬

‫ف مقابر الشهداء رحه ال‬


‫الظفر أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء أبو القاسم‬
‫أبن السلمة كانت داره ممعا لهل العلم والدين والدب وبا توف الشيخ أبو إسحاق الشيازي ودفن عند الشيخ أب إسحاق ف تربته‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وتسعي وأربعمائة‬
‫فيها أخذت الفرنج بيت القدس‬
‫لا كان ضحى يوم المعة لسبع بقي من شعبان سنة ثنتي وتسعي وأربعمائة أخذت الفرنج لعنهم ال بيت القدس شرفه ال وكانوا ف نو ألف ألف مقاتل وقتلوا ف وسطه أزيد من ستي ألف‬
‫قتيل من السلمي وجاسوا خلل الديار وتبوا ماعلوا تتبيا قال ابن الوزي وأخذوا من حول الصخرة اثني وأربعي قنديل من فضة زنة كل واحد منها ثلثة آلف وستمائة درهم وأخذوا‬
‫تنورا من فضة زنته أربعون رطل بالشامي وثلثة وعشرين قنديل من ذهب وذهب الناس على وجوههم هاربي من الشام إل العراق مستغيثي على الفرنج إل الليفة والسلطان منهم القاضي‬
‫أبو سعد الروي فلما سع الناس ببغداد هذا المر الفظيع هالم ذلك وتباكوا وقد نظم أبو سعد الروى كلما قرىء ف الديوان وعلى النابر فارتفع بكاء الناس وندب الليفة الفقهاء إل‬
‫الروج إل البلد ليحرضوا اللوك على الهاد فخرج ابن عقيل وغي واحد من أعيان الفقهاء فساروا ف الناس فلم يفد ذلك شيئا فإنا ل وإنا إليه راجعون فقال ف ذلك أبو الظفر البيوردي‬
‫شعرا ‪ ...‬مزجنا دمانا بالدموع السواجم ‪ ...‬فلم يبق منا عرضة للمراجم ‪ ...‬وشر سلح الرء دمع يريقه ‪ ...‬إذا الرب شبت نارها بالصوارم ‪ ...‬فأيها بن السلم إن وراءكم ‪ ...‬وقائع‬
‫يلحقن الذرى بالناسم ‪ ...‬وكيف تنام العي ملء جفونا ‪ ...‬على هفوات ايقظت كل نائم ‪ ...‬وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم ‪ ...‬ظهور الذاكي أو بطون القشاعم ‪ ...‬تسومهم الروم الوان‬
‫وانتم ‪ ...‬ترون ذيل الفض فعل السال ‪ ...‬ومنها قوله ‪ ...‬وبي اختلس الطعن والضرب وقفة ‪ ...‬تظل لا الولدان شيب القوادم ‪ ...‬وتلك حروب من يغب عن غمارها ‪ ...‬ليسلم يقرع‬
‫بعدها سن نادم ‪ ...‬سللن بأيدي الشركي قواضبا ‪ ...‬ستغمد منهم ف الكلي والماجم ‪ ...‬يكاد لن الستجي بطيبة ‪ ...‬ينادي بأعل الصوت ياآل هاشم ‪ ...‬أرى أمت ل يشرعون إل العدا‬
‫‪ ...‬رماحهم والدين واهي الدعائم ‪ ...‬ويتنبون النار خوفا من الردى ‪ ...‬ول يسبون العار ضربة لزم‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪157‬‬

‫أيرضي صناديد العاريب بالذى ‪ ...‬ويغضى على ذل كماة العاجم ‪ ...‬فليتهمو إذ ل يذودوا حية ‪ ...‬عن الدين ضنوا غية بالحارم ‪ ...‬وإن زهدوا ف الجر إذ حس الوغى ‪ ...‬فهل أتوه‬
‫‪ ...‬رغبة ف الغان‬
‫وفيها كان ابتداء أمر السلطان ممد بن ملكشاه وهو أخو السلطان سنجر لبيه وأمه واستحفل إل أن خطب له ببغداد ف ذي الجة من هذه السنة وفيها سار إل الري فوجد زبيدة خاتون أم‬
‫أخيه بركيارق فأمر بنقها وكان عمرها إذ ذاك ثنتي وأربعي سنة ف ذي الجة منها وكانت له مع بركيارق خس وقعات هائلة وفيها غلت السعار جدا ببغداد حت مات كثي من الناس‬
‫جوعا وأصابم وباء شديد حت عجزوا عن دفن الوتى من كثرتم ومن توف فيها من العيان‬
‫السلطان إبراهيم بن السلطان ممود‬
‫ابن مسعود بن السلطان ممود بن سبكتكي صاحب غزنة وأطراف الند وعدا ذلك كانت له حرمه وأبة عظيمة وهيبة وافرة جدا حكى الكيا الراسي حي بعثه السلطان بركيارق ف رسالته‬
‫إليه عما شاهده عنده من أمور السلطنة ف ملبسه وملسه وما رأى عنده من الموال والسعادة الدنيوية قال رأيت شيئا عجيبا وقد وقد وعظه بديث ( لناديل سعد بن معاذ ف النة خي من‬
‫هذا فبكى قال وكان ل يبن لنفسه منل إل بن قبله مسجدا أو مدرسة أو رباطا توف ف رجب منها وقد جاوز التسعي وكانت مدة ملكه منها ثنتي وأربعي سنة‬
‫عبد الباقي بن يوسف‬
‫ابن علي بن صال أبو تراب الباعي ولد سنة إحدى وأربعمائة وتفقه على أب الطيب الطبي وسع الديث عليه وعلى غيه ث أقام بنيسابور وكان يفظ شيئا كثيا من الكايات واللح‬
‫وكان صبورا متقلل من الدنيا على طريقة السلف جاءه منشور بقضاء هدان فقال أنا منتظر منشور من ال عز وجل على يدي ملك الوت بالقدوم عليه وال للوس ساعة ف هذه السلة على‬
‫راحة القلب أحب إل من ملك العراقي وتعليم مسألة لطالب أحب إل ما على الرض من شيء وال لأفلح قلب يعلق بالدنيا وأهلها وإنا العلم دليل فمن ل يدله علمه على الزهد ف الدنيا‬
‫وأهلها ل يصل على طائل من العلم ولو علم فإنا ذلك ظاهر من العلم والعلم النافع وراء ذلك وال لو قطعت يدي ورجلي وقلعت عين أحب إل من ولية فيها انقطاع عن ال والدار‬
‫الخرة وما هو سبب فوز التقي وسعادة الؤمني توف رحه ال ف ذي القعدة من هذه السنة عن ثلث وتسعي سنة رحه ال آمي‬
‫أبو القاسم إبن إمام الرمي‬
‫قتله بعض الباطنية بنيسابور رحه ال ورحم أباه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪158‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي وأربعمائة‬


‫ف صفر منها دخل السلطان بركيارق إل بغداد ونزل بدار اللك وأعيدت له الطبة وقطعت خطبة أخيه ممد وبعث إليه الليفة هدية هائلة وفرح به العوام والنساء ولكنه ف ضيق من أمر‬
‫أخيه ممد لقبال الدولة عليه واجتماعهم إليهوقلة ما معه من أموال ومطالبة الند له بأرزاقهم فعزم على مصادرة الوزير ابن جهي فألتجأ إل الليفة فمنعه من ذلك ث اتفق الال على‬
‫الصالة عنه بائة ألف وستي ألف دينار ث سار فالتقى هو وأخوه ممد بكان قريب من هدان فهزمه أخوه ممد ونا هو بنفسه ف خسي فارسا وقتل ف هذه الوقعة سعد الدولة جوهر آيي‬
‫الادم وكان قدي الجرة ف الدولة وقد ول شحنة بغداد وكان حليما حسن السية ل يتعمد ظلم أحد ول ير خادم ما رأى من الشمة والرمة وكثرة الدم وقد كان يكثر الصلة بالليل‬
‫وليلس إل على وضوء ول يرض مدة حياته ول يصدع قط ولا جرى ما جرى ف هذه الوقعة ضعف أمر السلطان بركيارق ث تراجع إليه جيشه وانضاف إليه المي داود ف عشرين ألفا‬
‫فالتقي هو وأخوه مع أخيه سنجر فهزمهم سنجر أيضا وهرب ف شرذمة قليلة وأسر المي داود فقتله المي برغش أحد أمراء سنجر فضعف بركيارق وتفرقت عنه رجاله وقطعت خطبته من‬
‫بغداد ف رابع عشر رجب وأعيدت خطبة السلطان ممد وف رمضان منها قبض على الوزير عميد الدولة بن جهي وعلى أخويه زعيم الرؤساء أب القاسم وأب البكات اللقب بالكاف‬
‫وأخذت منهم أموال كثية وحبس بدار اللفة حت مات ف شوال منها وف ليلة السابع والعشرين منه قتل المي بلكابك سرمز رئيس شحنة أصبهان ضربه باطن بسكي ف خاصرته وقد‬
‫كان يتحرز منهم كثيا وكان يدرع تت ثيابه سوى هذه الليلة ومات من أولده ف الليلة جاعة خرج من داره خس جنائز من صبيحتها وفيها أقبل ملك الفرنج ف ثلثائة ألف مقاتل فالتقى‬
‫معه ستكي ابن انشمند طايلو إنابك دمشق الذي يقال له أمي الدولة واقف المينية بدمشق وببصرى ل الت ببعلبك فهزم الفرنج وقتل منهم خلقا كثيا بيث ل ينج منهم سوى ثلثة آلف‬
‫وأكثرهم جرحى يعن الثلثة آلف وذلك ف ذي القعدة منها ولقهم إل ملطية فملكها وأسر ملكها ول المد وحج بالناس المي التونتاش التركي وكان شافعي الذهب ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫عبد الرزاق الغزنوي الصوف شيخ رباط عتاب حج مرات على التجريد مات وله نو مائة سنة ول يترك كفنا وقد قالت له امرأته لا احتضر سنفتضح اليوم قال ل قالت له لنه ليوجد لك‬
‫كفن فقال لا لو تركت كفنا لفتضحت وعكسه أبو السن البسطامي شيخ رباط ابن الحلبان كان ليلبس إل الصوف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪159‬‬

‫شتاء وصيفا ويظهر الزهد وحي توف وجد له أربعة آلف دينار مدفونة فتعجب الناس من حاليهما فرحم ال الول وسامح الثان الوزير عميد الدولة بن جهي‬
‫ممد بن أب نصر بن ممد بن جهي الوزير أبو منصور كان أحد رؤساء الوزراء خدم ثلثة من اللفاء وزر لثني منهم وكان حليما قليل العجلة غي أنه كان يتكلم فيه بسبب الكب وقد ول‬
‫الوزارة مرات يعزل ث يعاد ث كان آخرها هذه الرة حبس بدار اللفة فلم يرج من السجن إل ميتا ف شوال منها‬
‫ابن جزلة الطبيب‬
‫يي بن عيسى بن جزلة صاحب النهاج ف الطب كان نصرانيا ث كان يتردد إل الشيخ أب علي بن الوليد الغرب يشتغل عليه ف النطق وكان أبو علي يدعوه إل السلم ويوضح له الدللت‬
‫حت أسلم وحسن إسلمه واستخلفه الدامغان ف كتب السجلت ث كان يطبب الناس بعد ذلك بل أجر وربا ركب لم الدوية من ماله تبعا وقد أوصى بكتبه أن تكون وقفا بشهد أب‬
‫حنيفة رحه ال وإيانا آمي‬
‫ث دخلت سنة أربع وتسعي وأربعمائة فيها عظم الطب بأصبهان ونواحيها بالباطنية فقتل السلطان منهم خلقا كثيا وأبيحت ديارهم وأموالم للعامة ونودي فيهم إن كل من قدرت عليه منهم‬
‫فاقتلوه وخذوا ماله وكانوا قد استحوذوا على قلع كثية وأول قلعة ملكوها ف سنة ثلث وثاني وكان الذي ملكها السن بن صباح أحد دعاتم وكان قد دخل مصر وتعلم من الزنادقة‬
‫الذين با ث صار إل تلك النواحي ببلد أصبهان وكان ليدعو إليه من الناس إل غبيا جاهل ل يعرف يينه من شاله ث يطعمه العسل بالوز والشونيز حت يرق مزاجه ويفسد دماغه ث يذكر‬
‫له أشياء من أخبار أهل البيت ويكذب له من أقاويل الرافضة الضلل أنم ظلموا ومنعوا حقهم الذي أوجبه ال لم ورسوله ث يقول له فإذا كانت الوارج تقاتل بن أمية لعلي فأنت أحق أن‬
‫تقاتل ف نصرة إمامك علي بن أب طالب ول يزال يسقيه العسل وأمثاله ويرقيه حت يستجيب له ويصي أطوع له من أمه وأبيه ويظهر له أشياء من الخرقة والنينيات واليل الت ل تروج إل‬
‫الهال حت التف عليه بشر كثي وجم غفي وقد بعث إليه السلطان ملكشاه يتهدده وينهاه عن ذلك وبعث إليه بفتاوى العلماء فلما قرأ الكتاب بضرة الرسول قال لن حوله من الشباب إن‬
‫أريد أن أرسل منكم رسول إل موله فاشرأبت وجوه الاضرين ث قال لشباب منهم اقتل نفسك فأخرج سكينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪160‬‬

‫فضرب با غلصمته فسقط ميتا وقال لخر منهم ألق نفسك من هذا الوضع فرمى نفسه من رأس القلعة إل أسفل خندقها فنقطع ث قال لرسول السلطان هذا الواب فمنها امتنع السلطان من‬
‫مراسلته هكذا ذكره ابن الوزى وسيأت ما جرى للسلطان صلح الدين يوسف بن أيوب فاتح بيت القدس وما جرى له مع سنان صاحب اليوان مثل هذا إن شاء ال تعال [ وف شهر‬
‫رمضان أمر الليفة الستظهر بال بفتح جامع القصر وأن ليبيض وأن يصلى فيه التراويح وأن يهر بالبسملة وأن ينع النساء من الروج ليل للفرجة وف أول هذه السنة دخل السلطان‬
‫بركيارق إل بغداد فخطب له با ث لقه أخواه ممد وسنجر فدخلها وهو مريض فعبا ف الانب الغرب فقطعت خطبته وخطب لما با وهرب بركيارق إل واسط ونب جيشه ما اجتازوا‬
‫به من البلد والراضي فنهاه بعض العلماء عن ذلك ووعظه فلم يفد شيئا وف هذه السنة ملكت الفرنج قلعا كثية منها قيسارية وسروج وسار ملك الفرنج كندر وهو الذي أخذ بيت‬
‫القدس إل عكا فحاصرها فجاءه سهم ف عنقه فمات من فوره لعنه ال ومن توف فيها من العيان أحد بن ممد‬
‫ابن عبد الواحد بن الصباح أبو منصور سع الديث وتفقه على القاضي أب الطيب الطبي ث على ابن عمه أب نصر بن الصباح وكان فقيها فاضل كثي الصلة يصوم الدهر وقد ول القضاء‬
‫بربع الكرخ والسبة بالانب الغرب‬
‫عبد ال بن السن‬
‫ابن أب منصور أبو ممد الطبسي رحل إل الفاق وجع وصنف وكان أحد الفاظ الكثرين ثقة صدوقا عالا بالديث ورعا حسن اللق‬
‫عبد الرحن بن أحد‬
‫ابن ممد أبو ممد الرزاز السرخسي نزل مرو وسع الديث وأملى ورحل إليه العلماء وكان حافظا لذهب الشافعي متدينا ورعا رحه ال‬
‫عزيز بن عبد اللك‬
‫منصور أبو العال اليلي القاضي اللقب سيد له كان شافعيا ف الفروع أشعريا ف الصول وكان حاكما بباب الزج وكان بينه وبي أهل باب الزج من النابلة شنآن كبي سع رجل ينادي‬
‫على حار له ضائع فقال يدخل باب الزج ويأخذ بيد من شاء وقال يوما للنقيب طراد الزينب لو حلف إنسان أنه ليرى إنسانا فرأى أهل باب الزج ل ينث فقال له الشريف من عاشر قوما‬
‫أربعي يوما فهو منهم ولذا لا مات فرحوا بوته كثيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪161‬‬

‫ممد بن أحد‬
‫ابن عبد الباقي بن السن بن ممد بن طوق أبو الفضائل الربعي الوصلي تفقه على الشيخ أب إسحاق الشيازي وسع من القاضي أب الطيب الطبي وكان ثقة صالا كتب الكثي‬
‫ممد بن السن‬
‫أبو عبد ال الرادي نزل أوان وكان مقرئا فقيها صالا له كرامات ومكاشفات أخذ عن القاضي أب يعلي بن الفراء الديث وغيه قال ابن الوزي بلغن أن أبنا له صغيا طلب منه غزال وأل‬
‫عليه فقال له يابن غدا يأتيك غزال فلما كان الغد أتت غزال فصارت تنطح الباب بقرنيها حت فتحته فقال له أبوه يابن أتتك الغزال‬
‫ممد بن علي بن عبيد ال‬
‫ابن أحد بن صال بن سليمان بن ودعان أبو نصر الوصل القاضي قدم بغداد سنة ثلث وتسعي وحدث عن عمه بالربعي الودعانيه وقد سرقها عمه أبو الفتح بن ودعان من زيد بن رفاعة‬
‫الاشي فركب لا أسانيد إل من بعد زيد بن رفاعة وهي موضوعة كلها وإن كان ف بعضها معان صحيحة وال أعلم‬
‫ممد بن منصور‬
‫أبو سعد الستوف شرف اللك الوارزمي جليل القدر وكان متعصبا لصحاب أب حنيفة ووقف لم مدرسة برو ووقف فيها كتبا كثية وبن مدرسة ببغداد عند باب الطاق وبن القبة على قب‬
‫أب حنيفة وبن أربطة ف الفاوز وعمل خيا كثيا وكان من آكل الناس مأكل ومشربا وأحسنهم ملبسا وأكثرهم مال ث نزل العمالة بعد هذا كله وأقبل على العبادة والشتغال بنفسه إل أن‬
‫مات‬
‫ممد بن منصور القسري‬
‫العروف بعميد خراسان قدم بغداد أيام طغرلبك وحدث عن أب حفص عمر بن أحد بن مسرور وكان كثي الرغبة ف الي وقف برو مدرسة على أب بكر بن أب الظفر السمعان وورثته قال‬
‫ابن الوزي فهم يتولونا إل الن وبن بنيسابور مدرسة وفيها تربته وكانت وفاته ف شوال من هذه السنة‬
‫نصر بن أحد‬
‫ابن عبد ال بن البطران الطاب البزار القرئ ولد سنة ثان وتسعي وثلثمائة وسع الكثي وتفرد عن ابن زرقويه وغيه وطال عمره ورحل إليه من الفاق وكان صحيح السماع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪162‬‬

‫ث دخلت سنة خس وتسعي وأربعمائة‬


‫ف ثالث الحرم منها قبض على أب السن علي بن ممد العروف بالكيا الراسي وعزل عن تدريس النظامية وذلك أنه رماه بعضهم عند السلطان بأنه باطن فشهد له جاعة من العلماء منهم‬
‫ابن عقيل بباءته من ذلك وجاءت الرسالة من دار اللفة يوم الثلثاء بلصة وفيها ف يوم الثلثاء الادى عشر من الحرم جلس الليفة الستظهر بدار اللفة وعلى كتفيه البدة والقضيب‬
‫بيده وجاء اللكان الخوان ممد وسنجر أبناء ملكشاه فقبل الرض وخلع عليهما اللع السلطانية على ممد سيفا وطوقا وسوار لؤلؤ وأفراسا من مراكبه وعلى سنجر دون ذلك وول‬
‫السلطان ممد اللك واستنابه ف جيع ما يتعلق بأمر اللفة دون ما أغلق عليه الليفة بابه ث خرج السلطان ف تاسع عشر الشهر فأرجف الناس وخرج بركيارق فأقبل السلطان ممد فالتقوا‬
‫وجرت حروب كثية وانزم ممد وجرى عليه مكروه شديد كما سيأت بيانه وف رجب منها قبل القاضي أبو السن ابن الدامغان شهادة أب السي وأب حازم أبن القاضي أب يعلي ابن‬
‫الفراء وفيها قدم عيسى بن عبد ال القونوي فوعظ الناس وكان شافعيا أشعريا فوقعت فتنة بي النابلة والشعرية ببغداد وفيها وقع حريق عظيم ببغداد وحج بالناس حيد العمري صاحب‬
‫سيف الدولة صدقة بن منصور ابن دبيس صاحب اللة ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو القاسم صاحب مصر‬
‫الليفة اللقب بالستعلي ف ذي الجة منها وقام بالمر بعده ابنه علي وله تسع سني ولقب بالمر بأحكام ال‬
‫ممد بن هبة ال‬
‫أبو نصر القاضي البندنيجي الضرير الفقيه الشافعي أخذ عن الشيخ أب أسحاق ث جاور بكة أربعي سنة يفت ويدرس ويروي الديث ويج من شعره قوله‬
‫عدمتك نفسي ما تلي بطالت ‪ ...‬وقد مر أصحاب وأهل مودت ‪ ...‬أعاهد رب ث أنقض عهده ‪ ...‬وأترك عزمي حي تعرض شهوت ‪ ...‬وزادي قليل ما أراه مبلغي ‪ ...‬أللزاد أبكي أم لبعد ‪...‬‬
‫‪ ...‬مسافت‬
‫ث دخلت سنة ست وتسعي وأربعمائة‬
‫فيها حاصر السلطان بركيارق أخاه ممدا بأصبهان فضاقت على أهلها الرزاق وأشتد الغلء عندهم جدا وأخذ السلطان ممد أهلها بالصادرة والصار حولم من خارج البلد فأجتمع عليهم‬
‫الوف والوع ونقص من الموال والنفس والثمرات ث خرج السلطان ممد من أصبهان هاربا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪163‬‬

‫فأرسل أخوه ف أثره ملوكه إياز فلم يتمكن من القبض عليه ونا بنفسه سالا قال ابن الوزي وف صفر منها زيد ف ألقاب قاضي القضاة أب السن بن الدمغان تاج السلم وف ربيع الول‬
‫قطعت الطبة للسلطي ببغداد واقتصر على ذكر الليفة فيها والدعاء له ث التقى الخوان بركيارق وممد فانزم ممد أيضا ث اصطلحا وفيها ملك دقاق بن تتش صاحب دمشق مدينة‬
‫الرحبة وفيها قتل أبو الظفر الجندي الواعظ بالري وكان فقيها شافعيا مدرسا قتله رافضي علوي ف الفتنة وكان عالا فاضل كان نظام اللك يزوره ويعظمه وحج بالناس خارتكي ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫أحد بن علي‬
‫ابن عبد ال بن سوار أبو طاهر القري صاحب الصنفات ف علوم القرآن كان ثقة ثبتا مأمونا عالا بذا الشأن قد جاوز الثماني‬
‫أبو العال‬
‫أحد الصلحاء الزهاد ذوي الكرامات والكاشفات وكان كثي العبادة متقلل من الدنيا ليلبس صيفا ول شتاء إل قميصا واحدا فإذا أشتد البد وضع على كتفه مئزرا وذكر أنه أصابته فاقة‬
‫شديدة ف رمضان فعزم على الذهاب إل بعض الصحاب ليستقرض منه شيئا قال فبينما أنا أريده إذا بطائر قد سقط على كتفي وقال يا أبا العال أنا اللك الفلن ل تض إليه نن نأتيك به‬
‫قال فبكر إل الرجل رواه ابن الوزي ف منتظمه من طرق عدة كانت وفاته ف هذه السنة ودفن قريبا من قب أحد‬
‫السيدة بنت القائم بأمر ال‬
‫أمي الؤمني الت تزوجها طغرلبك دفنت بالرصافة وكانت كثية الصدقة وجلس لعزائها ف بيت النوبة الوزير وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي وأربعمائة‬
‫فيها قصد الفرنج لعنهم ال الشام فقاتلهم السلمون فقتلوا من الفرج أثن عشر ألفا ورد ال الذين كفروا بغيظهم ل ينالوا خيا وقد أسر ف هذه الوقعة بردوي صاحب الرها وفيها سقطت‬
‫منارة واسط وقد كانت من أحسن النائر كان أهل البلد يفتخرون با وبقية الجاج فلما سقطت سع لهل البلد بكاء وعويل شديد ومع هذا ل يهلك بسبها أحد وكان بناؤها ف سنة أربع‬
‫وثلثائة ف زمن القتدر وفيها تأكد الصلح بي الخوين السلطاني بركيارق وممد وبعث إليه باللع وإل المي إياز وفيها أخذت مدينة عكا وغيها من السواحل وفيها استول المي سيف‬
‫الدولة صدقة بن منصور صاحب اللة على مدينة واسط وفيها توف اللك دقاق بن تتش‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪164‬‬

‫صاحب دمشق فأقام ملوكه طغتكي ولدا له صغيا مكانه وأخذ البيعة له وصار هو أتابكه بدير الملكة مدة بدمشق وفيها عزل السلطان سنجر وزيره أبا الفتح الطغرائي ونفاه إل غزنة وفيها‬
‫ول أبو نصر نظام الضريي ديوان النشاء وفيها قتل الطبيب الاهر الاذق أبو نعيم وكانت له إصابات عجيبة وحج بالناس فيها المي خارتكي ومن توف فيها من العيان توف فيها من‬
‫العيان‬
‫أزردشي بن منصور‬
‫أبو السن العبادي الواعظ تقدم أنه قدم بغداد فوعظ با فأحبته العامة ف سنة ست وثاني وقد كانت له أحوال جيدة فيما يظهر وال أعلم‬
‫إساعيل بن ممد‬
‫ابن أحد بن عثمان أبو الفرج القومسان من أهل هدان سع من أبيه وجده وكان حافظا حسن العرفة بالرجال وأنواع الفنون مأمونا‬
‫العل بن أحد بن عمر‬
‫ابن الوصليا سعد الدولة كاتب النشاء ببغداد وكان نصرانيا فأسلم ف سنة أربع وثاني فمكث ف الرياسة مدة طويلة نوا من خس وستي سنة وكان فصيح العبارة وكثي الصدقة وتوف عن‬
‫عمر طويل‬
‫ممد بن أحد بن عمر‬
‫أبو عمر النهاوندي قاضي البصرة مدة طويلة وكان فقيها سع من أب السن الاوردي وغيه مولده ف سنة سبع وقيل تسع وأربعمائة وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي وأربعمائة‬
‫فيها توف السلطان بركيارق وعهد إل ولده الصغي ملكشاه وعمره أربع سني وشهور وخطب له ببغداد ونثر عند ذكره الدناني والدراهم وجعل أتابكه المي إياز ولقب جلل الدولة ث جاء‬
‫السلطان ممد إل بغداد فخرج إليه أهل الدولة ليتلقوه وصالوه وكان الذي أخذ البيعة بالصلح الكيا الراسي وخطب له بالانب الغرب ولبن أخيه بالانب الشرقي ث قتل المي إياز‬
‫وحلت إليه اللع والدولة والدست وحضر الوزير سعد الدولة عند الكيا الراسي ف درس النظامية ليغب الناس ف العلم ف ثامن رجب منها أزيل الغيار عن أهل الذمة الذين كانوا ألزموه ف‬
‫سنة أربع وثاني وأربعمائة ول يعرف ماسبب ذلك وفيها كانت حروب كثية ما بي الصريي والفرنج فقتلوا من الفرنج خلقا كثيا ث أديل عليهم الفرنج فقتلوا منهم خلقا ومن توف فيها‬
‫من العيان‬
‫السلطان بركيارق بن ملكشاه‬
‫ركن الدولة السلجوقي جرت له خطوب طويلة وحروب هائلة خطب له ببغداد ست مرات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪165‬‬

‫ث تنقطع الطبة له ث تعاد مات وله من العمر أربع وعشرون سنة وشهور ث قام من بعده ولده ملكشاه فلم يتم له المر بسبب عمه ممد‬
‫عيسى بن عبد ال‬
‫القاسم أبو الوليد الغزنوي الشعري كان متعصبا للشعري خرج من بغداد قاصدا لبلده فتوف بأسفرايي‬
‫ممد بن أحد بن إبراهيم‬
‫ابن سلفة الصبهان أبو أحد كان شيخا عفيفا ثقة سع الكثي وهو والد الافظ أب طاهر السلفي الافظ‬
‫أبو علي اليال السي بن ممد‬
‫ابن أحد الغسان الندلسي مصنف تقييد الهمل على اللفاظ وهو كتاب مفيد كثي النفع وكان حسن الط عالا باللغة والشعر والدب وكان يسمع ف جامع قرطبة توف ليلة المعة لثنت‬
‫عشرة خلت من شعبان عن إحدى وسبعي سنة‬
‫ممد بن علي بن السن بن أب الصقر‬
‫أبو السن الواسطي سع الديث وتفقه بالشيخ أب إسحاق الشيازي وقرأ الدب وقال الشعر من ذلك قوله ‪ ...‬من قال ل جاه ول حشمة ‪ ...‬ول قبول عند مولنا ‪ ...‬ول يعد ذاك بنفع‬
‫‪ ...‬على ‪ ...‬صديقه ل كان ما كانا‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي وأربعمائة‬
‫ف الحرم منها ادعى رجل النبوة بنواحي ناوند وسى أربعة من أصحابه بأساء اللفاء الربعة فاتبعه على ضللته خلق من الهلة الرعاع وباعوا أملكهم ودفعوا اثانا إليه وكان كريا يعطي‬
‫من قصده ما عنده ث إنه قتل بتلك الناحية ورام رجل آخر من ولد ألب أرسلن بتلك الناحية اللك فلم يتم أمره بل قبض عليه ف أقل من شهرين وكانوا يقولون أدعى رجل النبوة وآخر‬
‫اللك فما كان بأسرع من زوال دولتهما وف رجب منها زادت دجلة زيادة عظيمة فأتلفت شيئا كثيا من الغلت وغرقت دور كثية ببغداد وفيها كسر طغتكي أتابك عساكر دمشق الفرنج‬
‫وعاد مؤيدا منصورا إل دمشق وزينت البلد زينة عجيبة مليحة سرورا بكسره الفرنج وفيها ف رمضان منها حاصر اللك رضوان بن تتش صاحب حلب مدينة نصيبي وفيها ورد إل بغداد‬
‫ملك من اللوك وصحبته رجل يقال له الفقيه فوعظ الناس ف جامع القصر وحج بالناس رجل من أقرباء المي سيف الدولة صدقة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪166‬‬


‫ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو الفتح الاكم‬
‫سع الديث من البيهقي وغيه وعلق عن القاضي حسي طريقه وشكره ف ذلك وكان قد تفقه أول على الشيخ أب علي السنجي ث تفقه وعلق عن إمام الرمي ف الصول بضرته‬
‫وأستجاده وول بلده مدة طويلة وناظر ث ترك ذلك كله وأقبل على العبادة وتلوة القرآن قال ابن خلكان وبن للصوفية رباطا من ماله ولزم التعبد إل أن مات ف مستهل الحرم من هذه‬
‫السنة‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن ممد بن علي بن عبد الرزاق أبو منصور الناط أحد القراء والصلحاء ختم ألوفا من الناس وسع الديث الكثي وحي توف أجتمع العال ف جنازته اجتماعا ل يتمع لغيه مثله ول يعهد له‬
‫نظي ف تلك الزمان وكان عمره يوم توف سبعا وتسعي سنة رحه ال وقد رثاه الشعراء ورآه بعضهم ف النام فقال له ما فعل بك ربك فقال غفرل بتعليمى الصبيان الفاتة‬
‫ممد بن عبيد ال بن السن‬
‫ابن السي أبو الفرج البصري قاضيها سع أبا الطيب الطبي والاوردي وغيها ورحل ف طلب الديث وكان عابدا خاشعا عند الذكر‬
‫مهارش بن ملي‬
‫أمي العرب بديثة غانة وهو الذي اودع عنده القائم بأمر ال حي كانت فتنة البساسيي فأكرم الليفة حي ورد عليه ث جازاه الليفة الزاء الوف وكان المي مهارش هذا كثي الصدقة‬
‫والصلة توف ف هذه السنة عن ثاني سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة خسمائة من الجرة‬
‫قال أبو داود ف سننه حدثنا حجاج بن إبراهيم حدثنا ابن وهب حدثن معاوية بن صال عن عبد الرحن بن جبي عن أبيه عن أب ثعلبة الشن قال قال رسول ال ( ص ) ( لن يعجز ال هذه‬
‫المة من نصف يوم ) حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبو الغية حدثن صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد ابن أب وقاص عن النب ( ص ) أنه قال ( إن لرجو أن ل يعجز أمت عند ربا أن‬
‫يؤخرها نصف يو ) م قيل لسعد وكم نصف يوم قال خسمائة سنة ) وهذا من دلئل النبوة وكر هذه الدة ل ينفى زيادة عليها كما هو الواقع لنه عليه السلم ذكر شيئا من أشراط الساعة‬
‫ل بد من وقوعها كما أخب سواء بسواء وسيأت ذكرها فيما بعد زماننا وبال الستعان وما وقع ف هذه السنة من الوادث أن السلطان ممد بن ملكشاه حاصر قلعا كثية من حصون‬
‫الباطنية فافتتح منها أماكن كثية وقتل خلقا منهم منها قلعة حصينة كان أبوه قال بناها بالقرب من أصبهان ف رأس جبل منيع هناك وكان سبب بنائه لا أنه كان مرة ف بعض صيوده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪167‬‬

‫فهرب منه كلب فاتبعه إل رأس البل فوجده وكان معه رجل من رسل الروم فقال الرومي لو كان هذا البل ببلدنا ل تذنا عليه قلعة فحدا هذا الكلم السلطان إل ابتن ف رأسه قلعة انفق‬
‫عليها ألف ألف دينار ومائت ألف دينار ث استحوذ عليها بعد ذلك رجل من الباطنية يقال له أحد بن عبد ال بن عطاء فتعب السلمون بسببها فحاصرها ابنه السلطان ممد سنة حت افتتحها‬
‫وسلخ هذا الرجل وحشى جلده تبنا وقطع رأسه وطاف به ف القاليم ث نقض هذه القلعة حجرا حجرا والقت إمرأته نفسها من أعلى القلعة فتلفت وهلك ما كان معها من الواهر النفسية‬
‫وكان الناس يتشاءمون بذه القلعة يقولون كان دليلها كلبا والشي با كافرا والتمحصن با زنديقا وفيها وقعت حروب كثية بي بن خفاجة وبي بن عبادة فقهرت عبادة خفاجة وأخذت‬
‫بثأرها التقدم منها وفيها أستحوذ سيف الدولة صدقة على مدينة تكريت بعد قتال كثي وفيها أرسل السلطان ممد المي جاول سقاوو إل الوصل وأقطعه إياها فذهب فأنتزعها من المي‬
‫جكرمش بعد ما قاتله وهزم اصحابه وأسره ث قتله بعد ذلك وقد كان جكرمش من خيار المراء سية وعدل وأحسانا ث أقبل قلج ارسلن بن قتلمش فحاصر الوصل فانتزعها من جاول‬
‫فصار حاول إل الرحبة فأخذها ث أقبل إل قتال قلج فكسره والقى قلج نفسه ف النهر الذي للخابور فهلك وفيها نشأت حروب بي الروم والفرنج فاقتتلوا قتال عظيما ول المد وقتل من‬
‫الفريقي طائفة كبية ث كانت الزية على الفرنج ول المد رب العالي‬
‫قتل فخر اللك أبو الظفر‬
‫وف يوم عاشوراء منها قتل فخر اللك أبو الظفر بن نظام اللك وكان أكب أولد أبيه وهو وزير السلطان سنجر بنيسابور وكان صائما قتله باطن وكان قد رأى ف تلك الليلة السي بن علي‬
‫وهو يقول له عجل إلينا وأفطر عندنا الليلة فأصبح متعجبا فنوى الصوم ذلك اليوم وأشار إليه بعض أصحابه أن ل يرج ذلك اليوم من النل فما خرج إل ف آخر النهار فرأى شابا يتظلم‬
‫وف يده رقعة فقال ما شانك فناوله الرقعة فبينما هو يقرؤها إذ ضربه بنجر بيده فقتله فأخذ الباطن فرفع إل السلطان فقرره فأقر على جاعة من أصحاب الوزير أنم أمروه بذلك وكان كاذبا‬
‫فقتل وقتلوا ايضا وف رابع عشر صفر عزل الليفة الوزير أبا القاسم على بن جهي وخرب داره الت كان قد بناها أبوه من خراب بيوت الناس فكان ف ذلك عبة وموعظة لذوي البصائر‬
‫والنهى واستنيب ف الوزارة القاضي أبو السن الدامغان ومعه آخر وحج بالناس فيها المي تركمان واسه الين من جهة المي ممد بن ملكشاه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪168‬‬

‫وفيها توف من العيان‬


‫أحد بن ممد بن الظفر‬
‫أبو الظفر الواف الفقيه الشافعي قال ابن خلكان كان أنظر أهل زمانه تفقه على إمام الرمي وكان أوجه تلمذته وقد ول القضاء بطوس ونواحيها وكان مشهورا بسن الناظرة وإفحام‬
‫الصوم قال والواف بفتح الاء والواو نسبة إل خواف ناحية من نواحي نيسابور بن ممد‬
‫ابن السي بن أحد بن جعفر السراج أبو ممد القاري البغدادي ولد سنة ست عشرة وأربعمائة وقرأ القرآن بالروايات وسع الكثي من الحاديث النبويات من الشايخ والشيخات ف بلدان‬
‫متباينات وقد خرج له الافظ أبو بكر الطيب أجزاء مسموعاته وكان صحيح الثبت جيد الذهن أديبا شاعرا حسن النظم نظم كتابا ف القراءات وكتاب التنبيه والرقي وغي ذلك وله‬
‫كتاب مصارع العشاق وغي ذلك ومن شعره قوله‬
‫قتل الذين بهلهم ‪ ...‬أضحوا يعيبون الحابر ‪ ...‬والاملي لا من ال ‪ ...‬أيدي بجتمع الساور ‪ ...‬لول الحابر والقا ‪ ...‬ل والصحائف والدفاتر ‪ ...‬والافظون شريعة ال ‪ ...‬مبعوث من ‪...‬‬
‫خي العشائر ‪ ...‬والناقلون حديثه عن ‪ ...‬كابر ثبت وكابر ‪ ...‬لرأيت من بشع الضل ‪ ...‬ل عساكرا تتلو عساكر ‪ ...‬كل يقول بهله ‪ ...‬وال للمظلوم ناصر ‪ ...‬سيتهم أهل الديث ‪...‬‬
‫‪ ...‬أول النهى وأول البصائر ‪ ...‬هم حشو جنات النعيم ‪ ...‬على السرة والنابر ‪ ...‬رفقاء أحد كلهم ‪ ...‬عن حوضه ريان صادر‬
‫وذكر له ابن خلكان أشعارا رائقة منها قوله‬
‫‪ ...‬ومدع شرخ الشباب وقد ‪ ...‬عممه الشيب على وفرته ‪ ...‬يضب بالوشة عثنونه ‪ ...‬يكفيه أن يكذب ف ليته ‪...‬‬
‫عبد الوهاب بن ممد‬
‫ابن عبدالوهاب بن عبدالواحد بن ممد الشيازي الفارسي سع الديث الكثي وتفقه ووله نظام اللك تدريس النظامية ببغداد ف سنة ثلث وثاني فدرس با مدة وكان يلي الحاديث وكان‬
‫كثي التصحيف روى مرة حديث ( صلة ف إثر صلة كتاب ف عليي ) فقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪169‬‬

‫كتاب ف غلس ث أخذ يفسر ذلك بأنه أكثر لضاءتا‬


‫ممد بن إبراهيم‬
‫ابن عبيد السدي الشاعر لقي النيسي التهامي وكان مغرما با يعارض شعره وقد أقام باليمن وبالعراق ث بالجاز ث براسان ومن شعره ‪ ...‬قلت ثقلت إذ أتيت مرارا ‪ ...‬قال ثقلت كاهلي‬
‫‪ ...‬باليادي ‪ ...‬قلت طولت قال بل تطولت ‪ ...‬قلت مزقت قال حبل ودادي‬
‫يوسف بن علي‬
‫أبو القاسم الزنان الفقيه كان من أهل الديانة حكى عن الشيخ أب إسحاق الشيازي عن القاضي أب الطيب قال كنا يوما بامع النصور ف حلقة فجاء شاب خراسان فذكر حديث أب هريرة‬
‫ف الطر فقال الشاب غي مقبول فما استتم كلمه حت سقطت من سقف السجد حية فنهض الناس هاربي وتبعت الية ذلك الشاب من بينهم فقيل له تب تب فقال تبت فذهبت فل ندري‬
‫أين ذهبت رواها ابن الوزي عن شيخه أب العمر النصاري عن أب القاسم هذا وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وخسمائة من الجرة‬
‫فيها جدد الليفة اللع على وزيره الديد أب العال هبة ال بن ممد بن الطلب وأكرمه وعظمه وف ربيع الخر منها دخل السلطان ممد إل بغداد فتلقاه الوزير والعيان وأحسن إل أهلها‬
‫ول يتعرض أحد من جيشه إل شيء وغضب السلطان على صدقة بن منصور السدي صاحب اللة وتكريت بسبب أنه آوى رجل من أعدائه يقال له أبو دلف سرحان الديلمي صاحب ساوة‬
‫وبعث إليه ليسله إليه فلم يفعل فأرسل إليه جيشا فهزموا جيش صدقة وقد كان جيشه عشرين ألف فارس وثلثي ألف راجل وقتل صدقة ف العركة واسر جاعة من رؤس أصحابه واخذوا‬
‫من زوجته خسمائة ألف دينار وجواهر نفيسة قال ابن الوزي وظهر ف هذه السنة صبية عمياء تتكلم على أسرار الناس وما ف نفوسهم من الضمائر والنيات وبالغ الناس ف أنواع اليل‬
‫عليها ليعلموا حالا فلم يعلموا قال ابن عقيل وأشكل أمرها على العلماء والواص والعوام حت سألوها عن نقوش الوات القلوبة الصعبة وعن أنواع الفصوص وصفات الشخاص وما ف‬
‫داخل البنادق من الشمع والطي الختلف والرق وغي ذلك فتخب به سواء بسواء حت بالغ أحدهم ووضع يده على ذكره وسألا عن ذلك فقالت يمله إل أهله وعياله وفيها قدم القاضي‬
‫فخر اللك أبو عبيد على صاحب طرابلس إل بغداد يستنفر السلمي على الفرنج فأكرمه السلطان غياث الدين ممد إكراما زائدا وخلع عليه وبعث معه اليوش الكثية لقتال الفرنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪170‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫تيم بن العز بن باديس‬
‫صاحب إفريقية كان من خيار اللوك حلما وكرما وإحسانا ملك ستا وأربعي سنة وعمر تسعا وتسعي سنة وترك من البني أند من مائة ومن البنات ستي بنتا وملك من بعده ولده يي ومن‬
‫‪ ...‬أحسن ما مدح به المي تيم قول الشاعر ‪ ...‬أصح وأعلى ما سعناه ف الندا ‪ ...‬من الب الروي منذ قدي ‪ ...‬أحاديث ترويها السيول عن اليا ‪ ...‬عن البحر عن كف المي تيم‬
‫صدقة بن منصور‬
‫ابن دبيس بن علي بن مزيد السدي المي سيف الدولة صاحب اللة وتكريت وواسط وغيها كان كريا عفيفا ذا ذمام ملجأ لكل خائف يأمن ف بلده وتت جناحه وكان يقرأ الكتب‬
‫الشكلة ول يسن الكتابة وقد اقتن كتبا نفيسة جدا وكان ل يتزوج على امرأة قط ول يتسرى على سرية حفظا للذمام ولئل يكسر قلب أحد وقد مدح بأوصاف جيلة كثية جدا قتل ف‬
‫بعض الروب قتله غلم اسه برغش وكان له من العمر تسع وخسون سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وخسمائة‬
‫ف يوم المعة الثان والعشرين من شعبان تزوج الليفة الستظهر بالاتون بنت ملكشاه أخت السلطان ممد على صداق مائة ألف دينار ونثر الذهب وكتب العقد بأصبهان وفيها كانت‬
‫الروب الكثية بي التابك طغتكي صاحب دمشق وبي الفرنج وفيها ملك سعيد بن حيد العمري اللة السيفية وفيها زادت دجلة زيادة كثية فغرقت الغلت فغلت السعار بسبب ذلك‬
‫غلء شديدا وحج بالناس المي قيماز ومن توف فيها من العيان‬
‫السن العلوي‬
‫أبو هاشم ابن رئيس هدان وكان ذا مال جزيل صادره السلطان ف بعض الوقات بتسعمائة ألف دينار فوزنا ول يبع فيها عقارا ول غيه‬
‫السن بن علي‬
‫أبو الفوارس بن الازن الكاتب الشهور بالط النسوب توف ف ذي الجة منها قال ابن خلكان كتب بيده خسمائة ختمة مات فجأة‬
‫الروبان صاحب البحر‬
‫عبدالواحد بن إساعيل أبو الحاسن الرويان من أهل طبستان أحد أئمة الشافعية ولد سنة خس عشرة وأربعمائة ورحل إل الفاق حت بلغ ما وراء النهر وحصل علوما جة وسع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪171‬‬

‫الديث الكثي وصنف كتبا ف الذهب من ذلك البحر ف الفروع وهو حافل كامل شامل للغرائب وغيها وف الثل ( حدث عن البحر ول حرج ) وكان يقول لو احترقت كتب الشافعي‬
‫أمليتها من حفظي قتل ظلما يوم المعة وهو يوم عاشوراء ف الامع بطبستان قتله رجل من أهلها رحه ال قال ابن خلكان أخذ الفقه عن ناصر الروزي وعلق عنه وكان للرويان الاه‬
‫العظيم والرمة الوافرة وقد صنف كتبا ف الصول والفروع منها بر الذهب وكتاب مناصيص المام الشافعي وكتاب الكاف وحلية الؤمن وله كتب ف اللف أيضا‬
‫يي بن علي‬
‫ابن ممد بن السن بن بسطام الشيبان التبيزي أبو زكريا أحد أئمة اللغة والنحو قرأ على أب العلء وغيه وترج به جاعة منهم منصور بن الواليقي قال ابن ناصر وكان ثقة ف النقل وله‬
‫الصنفات الكثية وقال ابن خيون ل يكن مرضى الطريقة توف ف جادى الخرة ودفن الىجانب الشيخ أب إسحاق الشيازي بباب إبرز وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وخسمائة‬
‫فيها أخذت الفرنج مدينة طرابلس وقتلوا من فيها من الرجال وسبوا الري والطفال وغنموا المتعة والموال ث أخذوا مدينة جبلة بعدها بعشر ليال فل حول ول قوة إل بال الكبي التعال‬
‫وقد هرب منهم فخر اللك بن عمار فقصد صاحب دمشق طغتكي فأكرمه واقطعه بلدا كثية وفيها وثب بعض الباطنية على الوزير أب نصر بن نظام اللك فجرحه ث أخذ الباطن فسقى‬
‫المر فاقر على جاعة من الباطنية فأخذوا فقتلوا وحج بالناس المي قيماز ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن علي‬
‫ابن أحد أبو بكر العلوي كان يعمل ف تصيص اليطان ول ينقش صورة ول يأخذ من أحد شيئا وكانت له أملك ينتفع منها ويتقوت وقد سع الديث من القاضي أب يعلى وتفقه عليه‬
‫بشيء من الفقه وكان إذا حج يزور القبور بكة فإذا وصل إل قب الفضيل بن عياض يط إل جابنه خطا بعصاه ويقول يا رب ههنا فقيل إنه حج ف هذه السنة فوقف بعرفات مرما فتوف با‬
‫من آخر ذلك اليوم فغسل وكفن وطيف به حول البيت ث دفن إل جانب الفضيل بن عياض ف ذلك الكان الذي كان يطه بعصاه وبلغ الناس وفاته ببغداد فاجتمعوا للصلة عليه صلة‬
‫الغائب حت لو مات بي أظهرهم ل يكن عندهم مزيد على ذلك المع رحه ال‬
‫عمر بن عبدالكري‬
‫ابن سعدويه الفتيان الدهقان رحل ف طلب الديث ودار الدنيا وخرج وانتخب وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪172‬‬

‫له فقه ف هذا الشأن وكان ثقة وقد صحح عليه أبو حامد الغزال كتاب الصحيحي كانت وفاته بسرخس ف هذه السنة‬
‫ممد ويعرف بأخي حاد‬
‫وكان أحد الصلحاء الكبار كان به مرض مزمن فرأى النب ( ص ) ف النام فعوف فلزم مسجدا له أربعي سنة ل يرج إل إل المعة وانقطع عن مالطة الناس كانت وفاته ف هذه السنة ودفن‬
‫ف زاوية بالقرب من قب أب حنيفة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة أربع وخسمائة‬
‫ف أولا تهز جاعة من البغاددة من الفقهاء وغيهم ومنهم ابن الذاغون للخروج إل الشام لجل الهاد وقتال الفرنج وذلك حي بلغهم أنم فتحوا مدائن عديدة من ذلك مدينة صيدا ف‬
‫ربيع الول وكذا غيها من الدائن ث رجع كثي منهم حي بلغهم كثرة الفرنج وفيها قدمت خاتون بنت ملكشاه زوجة الليفة إل بغداد فنلت ف دار أخيها السلطان ممد ث حل جهازها‬
‫على مائة واثنتي وستي جل وسبعة وعشرين بغل وزينت بغداد لقدومها وكان دخولا على الليفة ف الليلة العاشرة من رمضان وكانت ليلة مشهودة وفيها درس أبو بكر الشاشي بالنظامية‬
‫مع التاجية وحضر عنده الوزير والعيان وحج بالناس قيماز ول يتمكن الراسانيون من الج من العطش وقلة الاء ومن توف فيها من العيان‬
‫إدريس بن حزة‬
‫أبو السن الشاشي الرملي العثمان أحد فحول الناظرين عن مذهب الشافعي تفقه أول على نصر بن إبراهيم ث ببغداد على أب إسحاق الشيازي ودخل خراسان حت وصل إل ما وراء النهر‬
‫وأقام بسمرقند ودرس بدرستها إل أن توف ف هذه السنة‬
‫علي بن ممد‬
‫ابن علي بن عماد الدين أبو السن الطبي ويعرف بالكيا الراسي أحد الفقهاء الكبار من رؤس الشافعية ولد سنة خسي وأربعمائة واشتغل على إمام الرمي وكان هو والغزال أكب التلمذة‬
‫وقد ول كل منهما تدريس النظامية ببغداد وقد كان أبو السن هذا فصيحا جهوري الصوت جيل وكان يكرر لعن إبليس على كل مرقاة من مراقي النظامية بنيسابور سبع مرات وكانت‬
‫الراقي سبعي مرقاة وقد سع الديث الكثي وناظر وأفت ودرس وكان من أكابر الفضلء وسادات الفقهاء وله كتاب يرد فيه على ما انفرد به المام أحد بن حنبل ف ملد وله غيه من‬
‫الصنفات وقد اتم ف وقت بأنه يالئ الباطنية فنع منه التدريس ث شهد جاعة من العلماء بباءته من ذلك منهم ابن عقيل فأعيد إليه توف ف يوم الميس مستهل مرم من هذه السنة عن‬
‫أربع وخسي سنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪173‬‬

‫دفن إل جانب الشيخ أب إسحاق الشيازي وذكر ابن خلكان أنه كان يفظ الديث ويناظر به وهو القائل إذا جالت فرسان الحاديث ف ميادين الكفاح طارت رؤس القاييس ف مهاب‬
‫الرياح وحكى السلفي عنه أنه استفت ف كتبة الديث هل يدخلون ف الوصية للفقهاء فأجاب نعم لقوله ( ص ) ( من حفظ على أمت أربعي حديثا بعثه ال عالا ) واستفت ف يزيد بن معاوية‬
‫فذكر عنه تلعبا وفسقا وجوز شتمه وأما الغزال فإنه خالف ف ذلك ومنع من شتمه ولعنه لنه مسلم ول يثبت بأنه رضي بقتل السي ولو ثبت ل يكن ذلك مسوغا للعنه لن القاتل ل يلعن‬
‫ل سيما وباب التوبة مفتوح الذي يقبل التوبة عن عباده غفور رحيم قال الغزال وأما الترحم عليه فجائز بل مستحب بل نن نترحم عليه ف جلة السلمي والؤمني عموما ف الصلوات ذكره‬
‫ابن خلكان مبسوطا بلفظه ف ترجة الكيا هذا قال والكيا كبي القدر مقدم معظم وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس وخسمائة‬
‫فيها بعث السلطان غياث الدين جيشا كثيفا صحبة المي مودود بن زنكي صاحب الوصل ف جلة أمراء ونواب منهم سكمان القطب صاحب تبيز وأحديل صاحب مراغة والمي إيلغازي‬
‫صاحب ماردين وعلى الميع المي مودود صاحب الوصل لقتال الفرنج بالشام فانتزعوا من أيدي الفرنج حصونا كثية وقتلوا منهم خلقا كثيا ول المد ولا دخلوا دمشق دخل المي‬
‫مودود إل جامعها ليصلي فيه فجاءه باطن ف زي سائل فطلب منه شيئا فأعطاه فلما اقترب منه ضربه ف فؤاده فمات من ساعته ووجد رجل أعمى ف سطح الامع ببغداد معه سكي مسموم‬
‫فقيل إنه كان يريد قتل الليفة وفيها ولد للخليفة من بنت السلطان ولد فضربت الدبادب والبوقات ومات له ولد وهكذا الدنيا فرضي بوفاته وجلس الوزير للهناء والعزاء وف رمضان عزل‬
‫الوزير أحد بن النظام وكانت مدة وزارته أربع سني وإحدى عشر شهرا وفيها حاصرت الفرنج مدينة صور وكانت بأيدي الصريي عليها عز اللك العز من جهتهم فقاتلهم قتال شديدا‬
‫ومنعها منعا جيدا حت فن ما عنده من النشاب والعدد فأمده طغتكي صاحب دمشق وأرسل إليه العدد واللت فقوي جأشه وترحلت عنه الفرنج ف شوال منها وحج بالناس أمي اليوش‬
‫قطز الادم وكانت سنة مصبة مرخصة ومن توف فيها من العيان أبو حامد الغزال‬
‫ممد بن ممد بن ممد‬
‫أبو حامد الغزال ولد سنة خسي وأربعمائة وتفقه على إمام الرمي وبرع ف علوم كثية وله مصنفات منتشرة ف فنون متعددة فكان من أذكياء العال ف كل ما يتكلم فيه وساد ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪174‬‬

‫شبيبته حت أنه درس بالنظامية ببغداد ف سنة أربع وثاني وله أربع وثلثون سنة فحضر عنده رؤس العلماء وكان من حضر عنده أبو الطاب وابن عقيل وها من رؤس النابلة فتعجبوا من‬
‫فصاحته وأطلعه قال ابن الوزي وكتبوا كلمه ف مصنفاتم ث إنه خرج عن الدنيا بالكلية وأقبل على العبادة وأعمال الخرة وكان يرتزق من النسخ ورحل إل الشام فأقام با بدمشق وبيت‬
‫القدس مدة وصنف ف هذه الدة كتابه إحياء علوم الدين وهو كتاب عجيب ويشتمل على علوم كثية من الشرعيات ومزوج بأشياء لطيفة من التصوف وأعمال القلوب لكن فيه أحاديث‬
‫كثية وغرائب ومنكرات وموضوعات كما يوجد ف غيه من كتب الفروع الت يستدل با على اللل والرام فالكتاب الوضوع للرقائق والترغيب والترهيب أسهل أمرا من غيه وقد شنع‬
‫عليه أبو الفرج ابن الوزي ث ابن الصلح ف ذلك تشنيعا كثيا وأراد الازري أن يرق كتابه إحياء علوم الدين وكذلك غيه من الغاربة وقالوا هذا كتاب إحياء علوم دينه وأما ديننا فإحياء‬
‫علومه كتاب ال وسنة رسوله كما قد حكيت ذلك ف ترجته ف الطبقات وقد زيف ابن شكر مواضع إحياء علوم الدين وبي زيفها ف مصنف مفيد وقد كان الغزال يقول أنا مزجي البضاعة‬
‫ف الديث ويقال إنه مال آخر عمره إل ساع الديث والتحفظ للصحيحي وقد صنف ابن الوزي كتابا على الحياء وساه علوم الحيا بأغاليط الحيا قال ابن الوزي ث ألزمه بعض‬
‫الوزراء بالروج إل نيسابور فدرس بنظاميتها ث عاد إل بلده طوس فأقام با وابتن رباطا واتذ دارا حسنة وغرس فيها بستانا أنيقا وأقبل على تلوة القرآن وحفظ الحاديث الصحاح‬
‫وكانت وفاته ف يوم الثني الرابع عشر من جادى الخرة من هذه السنة ودفن بطوس رحه ال تعال وقد سأله بعض أصحابه وهو ف السياق فقال أوصن فقال عليك بالخلص ول يزل‬
‫يكررها حت مات رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ست وخسمائة‬
‫ف جادى الخرة منها جلس ابن الطبي مدرسا بالنظامية وعزل عنها الشاشي وفيها دخل الشيخ الصال أحد العباد يوسف بن داود إل بغداد فوعظ الناس وكان له القبول التام وكان شافعيا‬
‫تفقه بالشيخ أب إسحاق الشيازي ث أشتغل بالعبادة والزهادة وكانت له أحوال صالة جاراه رجل مرة يقال له ابن السقاف مسألة فقال له أسكت فإن أجد من كلمك رائحة الكفر ولعلك‬
‫أن توت على غي دين السلم فاتفق بعد حي انه خرج ابن السقا إل بلد الروم ف حاجة فتنصر هناك فإنا ل وإنا إليه راجعون وقام إليه مرة وهو يعظ الناس ابنا أب بكر الشاشي فقال له إن‬
‫كنت تتكلم على مذهب الشعري وإل فاسكت فقال ل متعتما بشبابكما فماتا شابي ول يبلغا سن الكهولة وحج بالناس فيها أمي اليوش بطز الادم ونالم عطش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪175‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫صاعد بن منصور‬
‫ابن إساعيل بن صاعد أبو العلء الطيب النيسابوري سع الديث الكثي وول الطابة بعد أبيه والتدريس والتذكي وكان أبو العال الوين يثن عليه وقد ول قضاء خوارزم‬
‫ممد بن موسى بن عبد ال‬
‫أبو عبد ال البلساعون التركي النفي ويعرف باللمشي وأورد عنه الافظ ابن عساكر حديثا وذكر أنه ول قضاء بيت القدس فشكوا منه فعزل عنها ث ول قضاء دمشق وكان غاليا ف‬
‫مذهب أب حنيفة وهو الذي رتب القامة مثن قال إل أن أزال ال ذلك بدولة اللك صلح الدين قال وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بالامع فامتنع أهل دمشق من ذلك وامتنعوا من‬
‫الصلة خلفه وصلوا بأجعهم ف دار اليل وهي الت قبل الامع مكان الدرسة إلرمينية وما ياورها وحدها الطرقات الربعة وكان يقول لو كانت ل الولية لخذت من أصحاب الشافعي‬
‫الزية وكان مبغضا لصحاب مالك أيضا قال ول تكن سيته ف القضاء ممودة وكانت وفاته يوم المعة الثالث عشر من جادى الخرة منها قال وقد شهدت جنازته وأنا صغي ف الامع‬
‫العمر بن العمر‬
‫أبو سعد بن أب عمار الواعظ كان فصيحا بليغا ماجنا ظريفا ذكيا له كلمات ف الوعظ حسنة ورسائل مسموعة مستحسنة توف ف ربيع الول منها ودفن بباب حرب‬
‫أبو على العري‬
‫كان عابدا زاهدا يتقوت بأدن شيء ث عن له أن يشتغل بعلم الكيمياء فأخذ إل دار اللفة فلم يظهر له خب بعد ذلك نزهة أم ولد الليفة الستظهر بال كانت سوداء متشمة كرية النفس‬
‫توفيت يوم المعة ثان عشر شوال منها‬
‫أبو سعد السمعان‬
‫منصف النساب وغيه وهو تاج السلم عبد الكري بن ممد بن أب الظفر النصور عبد البار السمعان الروزى الفقيه الشافعي الافظ الحدث قوام الدين أحد الئمة الصنفي رحل وسع‬
‫الكثي حت كتب عن أربعة آلف شيخ وصنف التفسي والتاريخ والنساب والذيل على تاريخ الطيب البغدادي وذكر له ابن خلكان مصنفات عديدة جدا منها كتابه الذي جع فيه ألف‬
‫حديث عن مائة شيخ وتكلم عليها إسنادا ومتنا وهو مفيد جدا رحه ال‬
‫ث دخلت سنة سبع وخسمائة‬
‫فيها كانت وقعة عظيمة بي السلمي والفرنج ف أرض طبية كان فيها ملك دمشق التابك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪176‬‬

‫طغتكي ومعه صاحب سنجار وصاحب ماردين وصاحب الوصل فهزموا الفرنج هزية فاضحة وقتلوا منهم خلقا كثيا وغنموا منهم أموال جزيلة وملكوا تلك النواحي كلها ول المد والنة‬
‫ث رجعوا إل دمشق فذكر ابن الساعي ف تاريه مقتل اللك مودود صاحب الوصل ف هذه السنة قال صلى هو واللك طغتكي يوم المعة بالامع ث خرجا إل الصحن ويد كل واحد منهما‬
‫ف يد الخر فطفر باطن على مودود فقتله رحه ال فيقال إن طغتكي هو الذي مال عليه فال أعلم وجاء كتاب من الفرنج إل السلمي وفيه أن أمة قتلت عميدها ف يوم عيدها ف بيت‬
‫معبودها لقيق على ال أن يبيدها وفيها ملك حلب ألب أرسلن بن رضوان بن تتش بعد أبيه وقام بأمر سلطنته لؤلؤ الادم فلم يبق معه سوى الرسم وفيها فتح الارستان الذي أنشأه‬
‫كمشتكي الادم ببغداد وحج بالناس زنكي بن برشق ومن توف فيها من العيان‬
‫إساعيل بن الافظ أب بكر بن السي البيهقي‬
‫سع الكثي ونقل ف البلد ودرس بدينة خوارزم وكان فاضل من أهل الديث مرضي الطريقة وكانت وفاته ببلده بيهق ف هذه السنة‬
‫شجاع بن أب شجاع‬
‫فارس بن السي بن فارس أبو غالب الذهلي الافظ سع الكثي وكان فاضل ف هذا الشأن وشرع ف تتميم تاريخ الطيب ث غسله وكان يكثر من الستغفار والتوبة لنه كتب شعر ابن‬
‫الجاج سبع مرات توف ف هذا العام عن سبع وسبعي سنة‬
‫ممد بن أحد‬
‫ابن ممد بن أحد بن إسحاق بن السي بن منصور بن معاوية بن ممد بن عثمان بن عتبة بن عبسة بن معاوية بن أب سفيان بن صخر بن حرب الموي أبو الظفر بن أب العباس البيوردي‬
‫الشاعر كان عالا باللغة والنساب سع الكثي وصنف تاريخ أب ورد وأنساب العرب وله كتاب ف الؤتلف والختلف وغي ذلك وكان ينسب إل الكب والتيه الزائد حت كان يدعو ف صلته‬
‫اللهم ملكن مشارق الرض ومغاربا وكتب مرة إل الليفة الادم العاوي فكشط الليفة اليم فبقت العاوي ومن شعره قوله ‪ ...‬تنكر ل دهري ول يدر أنن ‪ ...‬أعز وأحداث الزمان تون‬
‫‪ ... ...‬وظل يرين الدهر كيف اغتراره ‪ ...‬وبت أريه الصب كيف يكون‬
‫ممد بن طاهر‬
‫ابن علي بن أحد أبو الفضل القدسي الافظ ولد سنة ثان وأربعي وأربعمائة وأول ساعه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪177‬‬

‫سنة ستي وسافر ف طلب الديث إل بلد كثية وسع كثيا وكان له معرفة جيدة بذه الصناعة وصنف كتبا مفيدة غي أنه صنف كتابا ف إباحة السماع وف التصوف وساق فيه أحاديث‬
‫منكرة جدا وأورد أحاديث صحيحة ف غيه وقد أثن على حفظه غي واحد من الئمة وذكر ابن الوزي ف كتابه هذا الذي ساه ( صفة التصوف ) وقال عنه يضحك منه من رآه قال وكان‬
‫داودي الذهب فمن أثن عليه أثن لجل حفظه للحديث وإل فما يرح به أول قال وذكره أبو سعد السمعان وانتصر له بغي حجة بعد أن قال سألت عنه شيخنا إساعيل بن أحد الطلحي‬
‫فأكثر الثناء عليه وكان سيء الرأي فيه قال وسعنا أبا الفضل بن ناصر يقول ممد بن طاهر ل يتج به صنف ف جواز النظر إل الرد وكان يذهب مذهب الباحية ث أورد له من شعره قوله‬
‫ف هذه البيات ‪ ...‬دع التصوف والزهد الذي أشتغلت ‪ ...‬به خوارج اقوام من الناس ‪ ...‬وعج على دير داريا فإن به الره ‪ ...‬بان ما بي قسيس وشاس ‪ ...‬واشرب معتقة من كف كافرة‬
‫‪ ...‬تسقيك خرين من لظ ومن كاس ‪ ...‬ث استمع رنة الوتار من رشأ ‪ ...‬مهفهف طرفه امضى من الاس ‪ ...‬غن بشعر امرئ ف الناس مشتهر ‪ ...‬مدون عندهم ف صدر قرطاس ‪ ...‬لول‬
‫نسيم بدا منكم يروحن ‪ ...‬لكنت مترقا من حر أنفاسي ‪ ...‬ث قال السمعان لعله قد تاب من هذا كله قال ابن الوزي وهذا غي مرضي أن يذكر جرح الئمة له ث يعتذر عن ذلك باحتمال‬
‫‪ ...‬توبته وقد ذكر ابن الوزي أنه لا احتضر جعل يردد هذه البيت ‪ ...‬وما كنتم تعرفون الفا ‪ ...‬فممن نرى قد تعلمتم‬
‫ث كانت وفاته بالانب الغرب من بغداد ف ربيع الول منها‬
‫أبو بكر الشاشي‬
‫صاحب الستظهري ممد بن أحد بن السي الشاشي أحد أئمة الشافعة ف زمانه ولد ف الحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة سع الديث على أب يعلى بن الفراء وأب بكر الطيب وأب‬
‫إسحاق الشيازي وتفقه عليه وعلى غيه وقرأ الشامل على مصنفه ابن الصباغ واختصره ف كتابه الذي جعه للمستظهر بال وساه حلية العلماء بعرفة مذاهب الفقهاء ويعرف بالستظهري‬
‫وقد درس بالنظامية ببغداد ث عزل عنها وكان ينشد‬
‫تعلم يا فت والعود غض ‪ ...‬وطينك لي والطبع قابل ‪ ...‬فحسبك يا فت شرفا وفخرا ‪ ...‬سكوت الاضرين وأنت قائل ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪178‬‬

‫توف سحر يوم السبت السادس عشر من شوال منها ودفن إل جانب أب إسحاق الشيازي بباب إبرز الؤتن بن أحد‬
‫ابن علي بن السي بن عبيد ال أبو نصر الساجي القدسي سع الديث الكثي وخرج وكان صحيح النقل حسن الط مشكور السية لطيفا أشتغل ف الفقه على الشيخ أب إسحاق الشيازي‬
‫مدة ورحل إل أصبهان وغيها وهو معدود من جلة الفاظ ل سيما للمتون وقد تكلم فيه ابن طاهر قال ابن الوزي وهو أحق منه ذلك وأين الثريا من الثرى توف الؤتن يوم السبت ثان‬
‫عشر صفر منها ودفن بباب حرب وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسمائة‬
‫فيها وقع حريق عظيم ببغداد وفيها كانت زلزلة هائلة بأرض الزيرة هدمت منها ثلثة عشر برجا ومن الرها بيوتا كثية وبعض دور خراسان ودورا كثية ف بلد شت فهلك من أهلها نو‬
‫من مائة ألف وخسف بنصف قلعة حران وسلم نصفها وخسف بدينة سيساط وهلك تت الردم خلق كثي وفيها قتل صاحب حلب تاج الدولة ألب أرسلن بن رضوان بن تتش قتله غلمانه‬
‫وقام من بعده أخوه السلطان شاه بن رضوان وفيها ملك السلطان سنجر بن ملكشاه بلد غزنة وخطب له با بعد مقاتلة عظيمة وأخذ منها أموال كثية ل يرى مثلها من ذلك خس تيجان‬
‫قيمة كل تاج منها ألف ألف دينار وسبعة عشر سريرا من ذهب وفضة وألف وثلثائة قطعة مصاغ مرصعة فأقام با أربعي يوما وقرر ف ملكها برام شاه رجل من بيت سبكتكي ول يطب با‬
‫لحد من السلجوقية غي سنجر هذا وإنا كان لا ملوك سادة أهل جهاد وسنة ل يسر أحد من اللوك عليهم ول يطيق أحد مقاومتهم وهم بنو سبكتكي وفيها ول السلطان ممد المي‬
‫اقسنقر البسقي الوصل وأعمالا وأمره بقاتلة الفرنج فقاتلهم ف أواخر هذه السنة فأخذ منهم الرها وحريها وبروج وسيساط ونب ماردين وأسر ابن ملكها إياز إيلغازي فأرسل السلطان‬
‫ممد إليه من يتهدده ففر منه إل طغتكي صاحب دمشق فاتفقا على عصيان السلطان ممد فجرت بينهما وبي نائب حص قرجان بن قراجة حروب كثية ث اصطلحوا وفيها ملكت زوجة‬
‫مرعش الفرنية بعد وفاة زوجها لعنهما ال وحج بالناس فيها أمي اليوش أبو الي ين الادم وشكر الناس حجهم معه‬
‫ث دخلت سنة تسع وخسمائة فيها جهز السلطان غياث الدين ممد بن ملكشاه صاحب العراق جيشا كثيفا مع المي برشق بن إيلغازي صاحب ماردين إل صاحب دمشق طغتكي وإل‬
‫اقسنقر البشقي ليقاتلهما لجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪179‬‬

‫عصيانما عليه وقطع خطبته وإذا فرغ منهما عمد لقتال الفرنج فلما اقترب اليش من بلد الشام هربا منه وتيزا إل الفرنج وجاء المي برشق إل كفرطاب ففتحها عنوة وأخذ ما كان فيها‬
‫من النساء والذرية وجاء صاحب إنطاكية روجيل ف خسمائة فارس وألفي راجل فكبس السلمي فقتل منهم خلقا كثيا وأخذ أموال جزيلة وهرب برشق ف طائفة قليلة وتزق اليش الذي‬
‫كان معه شذر مذر فإنا ل وإنا إليه راجعون وف ذي القعدة منها قدم السلطان ممد إل بغداد وجاء إليه طغتكي صاحب دمشق معتذرا إليه فخلع عليه ورضي عنه ورده إل عمله وفيها توف‬
‫من العيان إساعيل بن ممد‬
‫ابن أحد بن علي أبو عثمان الصبهان أحد الرحالي ف طلب الديث وقد وعظ ف جامع النصور ثلثي ملسا واستملى عليه ممد بن ناصر وتوف بأصبهان‬
‫منجب بن عبدال الستظهري‬
‫أبو السن الادم كان كثي العبادة وقد أثن عليه ممد بن ناصر قال وقف على أصحاب الديث وقفا‬
‫عبدال بن البارك‬
‫ابن موسى أبو البكات السقطي سع الكثي ورحل فيه وكان فاضل عارفا باللغة ودفن بباب حرب‬
‫يي بن تيم بن العز بن باديس‬
‫صاحب إفريقية كان من خيار اللوك عارفا حسن السية مبا للفقراء والعلماء وله عليهم أرزاق مات وله اثنتان وخسون سنة وترك ثلثي ولدا وقام بالمر من بعده ولده علي‬
‫ث دخلت سنة عشر وخسمائة‬
‫فيها وقع حريق ببغداد احترقت فيه دور كثية منها دار نور الدى الزينب ورباط نر زور ودار كتب النظامية وسلمت الكتب لن الفقهاء نقلوها وفيها قتل صاحب مراغة ف ملس السلطان‬
‫ممد قتله الباطنية وف يوم عاشوراء وقعت فتنة عظيمة بي الروافض والسنة بشهد على ابن موسى الرضا بدينة طوس فقتل فيها خلق كثي وفيها سار السلطان إل فارس بعد موت نائبها‬
‫خوفا عليها من صاحب كرمان وحج بالناس بطز الادم وكانت سنة مصبة آمنة ول المد ومن توف فيها من العيان‬
‫عقيل بن المام أب الوفا‬
‫علي بن عقيل النبلي كان شابا قد برع وحفظ القرآن وكتب وفهم العان جيدا ولا توف صب أبوه وشكر وأظهر التجلد فقرأ قارئ ف العزاء‬
‫قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيا الية فبكى ابن عقيل بكاء شديدا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪180‬‬

‫علي بن أحد بن ممد‬


‫ابن الرزاز آخر من حدث عن ابن ملد بزء السن بن عرفة وتفرد بأشياء غيه توف فيها عن سبع وتسعي‬
‫ممد بن منصور‬
‫ابن ممد بن عبد البار أبو بكر السمعان سع الكثي وحدث ووعظ بالنظامية ببغداد وأملى برو مائة وأربعي ملسا وكانت له معرفة تامة بالديث وكان أديبا شاعرا فاضل له قبول عظيم ف‬
‫القلوب توف برو عن ثلث وأربعي سنة‬
‫ممد بن أحد بن طاهر‬
‫ابن أحد بن منصور الازن فقيه المامية ومفتيهم بالكرخ وقد سع الديث من التنوخي وابن غيلن توف ف رمضان منها‬
‫ممد بن علي بن ممد‬
‫أبو بكر النسوي الفقيه الشافعي سع الديث وكانت إليه تزكية الشهود ببغداد وكان فاضل أديبا ورعا‬
‫مفوظ بن أحد‬
‫ابن السن أبو الطاب الكلوذان أحد أئمة النابلة ومصنفيهم سع الكثي وتفقه بالقاضي أب يعلى وقرأ الفرائض على الون ودرس وأفت وناظر وصنف ف الصول والفروع وله شعر حسن‬
‫وجع قصيدة يذكر فيها اعتقاده ومذهبه يقول فيها ‪ ...‬دع عنك تذكار الليط التحد ‪ ...‬والشوق نو النسات الرد ‪ ...‬والنوح ف تذكار سعدي إنا ‪ ...‬تذكار سعدي شغل من ل يسعد‬
‫‪ ... ...‬واسع معان إن اردت تلصا ‪ ...‬يوم الساب وخذ بقول تتدي‬
‫وذكر تامها وهي طويلة كانت وفاته ف جادى الخرة من هذه السنة عن ثان وسبعي سنة وصلي عليه بامع القصر وجامع النصور ودفن بالقرب من المام أحد‬
‫ث دخلت سنة إحدى عشرة وخسمائة ف رابع صفر منها انكسف القمر كسوفا كليا وف تلك الليلة هجم الفرنج على ربض حاه فقتلوا خلقا كثيا ورجعوا إل بلدهم وفيها كانت زلزلة‬
‫عظيمة ببغداد سقط منها دور كثية بالانب الغرب وغلت الغلت با جدا وفيها قتل لؤلؤ الادم الذي كان استحوذ على ملكة حلب بعد موت أستاذه رضوان بن تتش قتله جاعة من‬
‫التراك وكان قد خرج من حلب متوجها إل جعب فنادى جامعة من ماليكه وغيهم أرنب أرنب فرموه بالنشاب موهي أنم يصيدون أرنبا فقتلوه وفيها كان وفاة غياث الدين السلطان ممد‬
‫بن ملكشاه بن ألب أرسلن بن داود بن ميكائيل بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪181‬‬

‫سلجوق سلطان بلد العراق وخراسان وغي ذلك من البلد الشاسعة والقاليم الواسعة كان من خيار اللوك واحسنهم سية عادل رحيما سهل الخلق ممود العشرة ولا حضرته الوفاة‬
‫استدعى ولده ممود وضمه إليه وبكى كل منهما ث أمره باللوس على سرير الملكة وعمره إذ ذاك أربعة عشر سنة فجلس وعليه التاج والسواران وحكم ولا توف أبوه صرف الزائن إل‬
‫العساكر وكان فيها إحدى عشر ألف ألف دينار واستقر اللك له وخطب له ببغداد وغيها من البلد ومات السلطان ممد عن تسع وثلثي سنة وأربعة أشهر وأياما وفيها ولد اللك العادل‬
‫نور الدين ممود بن زنكى بن آقسنقر صاحب حلب بدمشق من توف فيها من العيان القاضي الرتضى‬
‫أبو ممد عبدال بن القاسم بن ا الظفر بن علي بن القاسم الشهرزورى والد القاضى جال الدين عبدال الشهرزورى قاضي دمشق ف أيام نور الدين اشتغل ببغداد وتفقه با وكان الشافعى‬
‫الذهب بارعا دينا حسن النظم وله قصيدة ف علم التصوف وكان يتكلم على القلوب أورد قصيدته بتمامها ابن خلكان لسنها وفصاحتها وأولا‬
‫لعت نارهم وقد عسعس اللي ‪ ...‬ل السلطان ومل الادي وحار الدليل ‪ ...‬فتأملتها وفكري من الب ‪ ...‬ن عليل ولظ عين كليل ‪ ...‬وفؤادي ذاك الفؤاد العن ‪ ...‬وغراى ذاك والغرام ‪...‬‬
‫الدخيل ‪ ...‬وله ‪ ...‬ياليل ما جئتكم زائرا ‪ ...‬إل وجدت الرض تطوى ل ‪ ...‬ول ثنيت العزم عن بابكم ‪ ...‬إل تعثرت بأذيال ‪ ...‬وله ‪ ...‬يا قلب إل مت ل يفيد النصح ‪ ...‬دع مزحك كم‬
‫‪ ...‬جن عليك الزح ‪ ...‬ما جارحة منك غذاها جرح ‪ ...‬ما تشعر با لمار حت تصحو‬
‫توف ف هذه السنة قال ابن خلكان وزعم عماد الدين ف الريدة أنه توف بعد العشرين وخسمائة فال أعلم‬
‫ممد بن سعد‬
‫ابن نبهان أبو علي الكاتب سع الديث وروى وعمر مائة سنة وتغي قبل موته وله شعر حسن فمنه قوله ف قصيدة له‬
‫ل رزق قدره ال ‪ ...‬نعم ورزق أتوقاه ‪ ...‬حت إذا استوفيت منه ‪ ...‬الذي قدر ل ل أتعداه ‪ ...‬قال كرام كنت أغشاهم ‪ ...‬ف ملس كنت أغشاه ‪ ...‬صار ابن نبهان إل ربه ‪ ...‬يرحنا ‪...‬‬
‫ال وإياه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪182‬‬


‫أمي الاج‬
‫ين بن عبد ال أبو الي الستظهر كان جوادا كريا مدحا ذا رأي وفطنة ثاقبة وقد سع الديث من أب عبد ال السي بن طلحة النعال بإفادة أب نصر الصبهان وكان يؤم به ف الصلوات‬
‫ولا قدم رسول إل أصبهان حدث با توف ف ربيع الخر من هذه السنة ودفن بأصبهان‬
‫ث دخلت سنة إثنت عشرة وخسمائة‬
‫فيها خطب للسلطان ممد بن ملكشاه بأمر الليفة الستظهر بال وفيها سأل دبيس بن صدقة السدي من السلطان ممود أن يرده إل اللة وغيها ما كان أبوه يتوله من العمال فأجابه إل‬
‫ذلك فعظم وارتفع شأنه‬
‫وفاة الليفة الستظهر بال‬
‫هو أبو العباس أحد بن القتدي كان خيا فاضل ذكيا بارعا كتب الط النسوب وكانت أيامه ببغداد كأنا العياد وكان راغبا ف الب والي مسارعا إل ذلك ل يرد سائل وكان جيل العشرة‬
‫ل يصغي إل أقوال الوشاة من الناس ول يثق بالباشرين وقد ضبط أمور اللفة جيدا وأحكمها وعلمها وكان لديه علم كثي وله شعر حسن قد ذكرناه أول عند ذكر خلفته وقد ول غسله‬
‫ابن عقيل وابن السن وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل وكب أربعا ودفن ف حجرة كان يسكنها ومن العجب انه لا مات السلطان الب ارسلن مات بعده الليفة القائم ث لا مات‬
‫السلطان ملكشاة مات بعد القتدى ث لا مات السلطان ممد مات بعده الستظهر هذا ف سادس عشر ربيع الخر وله من العمر إحدى واربعون سنة وثلثة أشهر وإحدى عشر يوما‬
‫خلفة السترشد أمي الؤمني أبو منصور الفضل بن الستظهر لا توف أبوه كما ذكرنا بويع له باللفة وخطب له على النابر وقد كان ول العهد من بعده مدة ثلث وعشرين سنة وكان الذي‬
‫أخذ البيعة له قاضي القضاة أبو السن الدامغان ولا استقرت البيعة له هرب أخوه أبو السن ف سفينة ومعه ثلثة نفر وقصد دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد السدي‬
‫باللة فأكرمه وأحسن إليه فقلق أخوه الليفة السترشد من ذلك فراسل دبيسا ف ذلك مع نقيب النقباء الزينب فهرب أخو الليفة من دبيس فأرسل إليه جيشا فألأوه إل البية فلحقه عطش‬
‫شديد فلقيه بدويان فسقياه ماء وحله إل بغداد فاحضره أخوه إليه فأعتنقا وتباكيا وأنزله الليفة دارا كان يسكنها قبل اللفة وأحسن إليه وطيب نفسه وكانت مدة غيبته عن بغداد إحدى‬
‫عشر شهرا وأستقرت اللفة بل منازعة للمسترشد وفيها كان غلء شديد ببغداد وانقطع الغيث وعدمت القوات وتفاقم أمر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪183‬‬

‫العيارين ببغداد ونبوا الدور نارا جهارا ول يستطع الشرط دفع ذلك الادم ومن توف فيها من العيان الليفة الستظهر‬
‫كما تقدم ث توفيت بعده جدته أم أبيه القتدي‬
‫أرجوان الرمنية‬
‫وتدعى قرة العي كان لا بر كثي ومعروف وقد حجت ثلث حجات وأدركت خلفة ابنها القتدي وخلفة ابنه السترشد ورأت للمسترشد ولدا‬
‫بكر بن ممد بن علي‬
‫ابن الفضل أبو الفضل النصاري روى الديث وكان يضرب به الثل ف مذهب أب حنيفة وتفقه على عبد العزيز بن ممد اللوان وكان يذكر الدروس من أي موضع سئل من غي مطالعة‬
‫ول مراجعة وربا كان ف ابتداء طلبه يكرر السألة أربعمائة مرة توف ف شعبان منها‬
‫السي بن ممد بن عبد الوهاب‬
‫الزينب قرأ القرآن وسع الديث وتفقه على أب عبد ال الدامغان فبع وأفت ودرس بشهد أب حنيفة ونظر ف أوقافها وانتهت إليه رياسة مذهب أب حنيفة ولقب نور الدى وسار ف الرسلية‬
‫إل اللوك وول نقابة الطالبيي والعباسيي ث استعفى بعد شهور فتولها أخوه طراد توف يوم الثني الادي عشر من صفر وله من العمر ثنتان وتسعون سنة وصلى عليه ابنه أبو القاسم علي‬
‫وحضرت جنازته العيان والعلماء ودفن عند قب أب حنيفة داخل القبة‬
‫يوسف بن أحد أبو طاهر‬
‫ويعرف بابن الزري صاحب الخزن ف أيام الستظهر وكان ل يوف السترشد حقه من التعظيم وهو ول العهد فلما صارت إليه اللفة صادره بائة ألف دينار ث استقر غلما له فأومأ إل بيت‬
‫فوجد فيه أربعمائة ألف دينار فأخذها الليفة ث كانت وفاته بعد هذا بقليل بذا العام‬
‫أبو الفضل بن الازن‬
‫كان أديبا لطيفا شاعرا فاضل فمن شعره قوله‬
‫وافيت منله فلم أر صاحبا ‪ ...‬إل تلقان بوجه ضاحك ‪ ...‬والبشر ف وجه الغلم نتيجة ‪ ...‬لقدمات ضياء وجه الالك ‪ ...‬ودخلت جنته وزرت جحيمه ‪ ...‬فشكرت رضوانا ورأفة ‪...‬‬
‫مالك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪184‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث عشرة وخسمائة‬


‫فيها كانت الروب الشديدة بي السلطان ممود بن ممد وبي عمه السلطان سنجر بن ملكشاه وكان النصر فيها لسنجر فخطب له ببغداد ف سادس عشر جادي الول من هذه السنة‬
‫وقطعت خطبة ابن أخيه ف سائر اعماله وفيها سارت الفرنج إل مدينة حلب ففتحوها عنوة وملكوها وقتلوا من أهلها خلقا فسار إليهم صاحب ماردين إيلغازي بن ارتق ف جيش كثيف‬
‫فهزمهم ولقهم إل جبل قد تصنوا به فقتل منهم هنالك مقتلة عظيمة ول المد ول يفلت منهم إل اليسي وأسر من مقدميهم نيفا وتسعي رجل وقتل فيمن قتل سيجال صاحب إنطاكية‬
‫وحل رأسه إل بغداد فقال بعض الشعراء ف ذلك وقد بالغ مبالغة فاحشة ‪ ...‬قل ما تشاء فقولك القبول ‪ ...‬وعليك بعد الالق التعويل ‪ ...‬واستبشر القرآن حي نصرته ‪ ...‬وبكي لفقد‬
‫رجاله النيل ‪ ...‬وفيها قتل المي منكوبرس الذي كان شحنة بغداد وكان ظالا غاشا سئ السية قتله السلطان ممود بن ممد صبا بي يديه لمور منها أنه تزوج سرية أبيه قبل انقضاء‬
‫عدتا ونعم ما فعل وقد اراح ال السلمي منه ما كان أظلمه واغشمه وفيها تول قضاء قضاة بغداد الكمل أبو القاسم ابن علي بن أب طالب بن ممد الزينب وخلع عليه بعد موت أب السن‬
‫الدامغان وفيها ظهر قب إبراهيم الليل عليه السلم وقب ولديه إسحاق ويعقوب وشاهد ذلك الناس ول تبل أجسادهم وعندهم قناديل من ذهب وفضة ذكر ذلك ابن الازن ف تاريه وأطال‬
‫نقله من النتظم لبن الوزي وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫ابن عقيل‬
‫على بن عقيل بن ممد أبو الوفا شيخ النابلة ببغداد وصاحب الفنون وغيها من التصانيف الفيدة ولد سنة إحدى وثلثي وأربعمائة وقرأ القرآن على ابن سبطا وسع الديث الكثي وتفقه‬
‫بالقاضي أب يعلى بن الفراء وقرأ الدب على ابن برهان والفرائض على عبد اللك المدان والوعظ على أب طاهر بن العلف صاحب ابن سعون والصول على أب الوليد العتزل وكان‬
‫يتمع بميع العلماء من كل مذهب فربا لمه بعض أصحابه فل يلوي عليهم فلهذا برز على أقرانه وساد أهل زمانه ف فنون كثية مع صيانة وديانة وحسن صورة وكثرة اشتغال وقد وعظ‬
‫ف بعض الحيان فوقعت فتنة فترك ذلك وقد متعه ال بميع حواسه إل حي موته توف بكرة المعة ثان جادى الول من هذه السنة وقد جاوز الثماني وكانت جنازته حافلة جدا ودفن قريبا‬
‫من قب المام أحد إل جانب الادم ملص رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪185‬‬

‫أبو السن علي بن ممد الدامغان‬


‫قاضي القضاة ابن قاضي القضاة ولد ف رجب سنة ست وأربعي وأربعمائة وول القضاء بباب الطاق من بغداد وله من العمر ست وعشرون سنة ول يعرف حاكم قضى لربعة من اللفاء‬
‫غيه إل شريح ث ذكر إمامته وديانته وصيانته ما يدل على نوته وتفوقه وقوته تول الكم أربعا وعشرين سنة وستة أشهر وقبه عند مشهد أب حنيفة‬
‫البارك بن علي‬
‫ابن السي أبو سعد الخرمي سع الديث وتفقه على مذهب أحد وناظر وأفت ودرس وجع كتبا كثية ل يسبق إل مثلها وناب ف القضاء وكان حسن السية جيل الطريق سديد القضية‬
‫وقد بن مدرسة بباب الزج وهي النسوبة إل الشيخ عبدالقادر اليلي النبلي ث عزل عن القضاء وصودر بأموال جزيلة وذلك ف سنة إحدى عشرة وخسمائة وتوف ف الحرم من هذه‬
‫السنة ودفن إل جانب أب بكر اللل عند قب أحد‬
‫ث دخلت سنة أربع عشرة وخسمائة‬
‫ف النصف من ربيع الول منها كانت وقعة عظيمة بي الخوين السلطان ممود ومسعود ابن ممد بن ملكشاه عند عقبة اسداباذ فانزم عسكر مسعود وأسر وزيره الستاذ أبو إساعيل‬
‫وجاعة من أمرائه فأمر السلطان ممود بقتل الوزير أب إساعيل فقتل وله نيف وستون سنة وله تصانيف ف صناعة الكيمياء ث أرسل إل أخيه مسعود المان واستقدمه عليه فلما التقيا بكيا‬
‫واصطلحا وفيها نب دبيس صاحب اللة البلد وركب بنفسه إل بغداد ونصب خيمته بإزاء دار اللفة وأظهر ما ف نفسه من الضغائن وذكر كيف طيف برأس أبيه ف البلد وتدد‬
‫السترشد فأرسل إليه الليفة يسكن جأشه ويعده أنه سيصلح بينه وبي السلطان ممود فلما قدم السلطان ممود بغداد أرسل دبيس يستأمن فأمنه وأجراه على عادته ث إنه نب جسرالسلطان‬
‫فركب بنفسه السلطان لقتاله واستصحب معه ألف سفينة ليعب فيها فهرب دبيس والتجأ إل إيلغازي فأقام عنده سنة ث عاد إل اللة وأرسل إل الليفة والسلطان يعتذر اليهما ما كان منه‬
‫فلم يقبل منه وجهز إليه السلطان جيشا فحاصروه وضيقوا عليه قريبا من سنة وهو متنع ف بلده ل يقدر اليش على الوصول إليه وفيها كانت وقعة عظيمة بي الكرج والسلمي بالقرب من‬
‫تفليس ومع الكرج كفار الفقجاق فقتلوا من السلمي خلقا كثيا وغنموا أموال جزيلة وأسروا نوا من أربعة آلف أسي فإنا ل وإنا إليه راجعون ونب الكرج تلك النواحي وفعلوا اشياء‬
‫منكرة وحاصروا تفليس مدة ث ملكوها عنوة بعد ما أحرقوا القاضي والطيب حي خرجوا إليهم يطلبون منهم المان وقتلوا عامة أهلها وسبوا الذرية واستحوذوا على الموال فل حول ول‬
‫قوة إل بال وفيها أغار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪186‬‬

‫جوسكي الفرني على خلق من العرب والتركمان فقتلهم وأخذ أموالم وهذا هو صاحب الرها وفيها تردت العيارون ببغداد وأخذوا الدور جهارا ليل ونارا فحسبنا ال ونعم الوكيل وفيها‬
‫كان ابتداء ملك ممد بن تومرت ببلد الغرب كان ابتداء أمر هذا الرجل أنه قدم ف حداثة سنه من بلد الغرب فسكن النظامية ببغداد واشتغل بالعلم فحصل منه جانبا جيدا من الفروع‬
‫والصول على الغزال وغيه وكان يظهر التعبد والزهد والورع وربا كان ينكر على الغزال حسن ملبسه ول سيما لا لبس خلع التدريس بالنظامية أظهر النكار عليه جدا وكذلك على‬
‫غيه ث إنه حج وعاد إل بلده وكان يأمر بالعروف وينهى عن النكر ويقرئ الناس القرآن ويشغلهم ف الفقه فطار ذكره ف الناس واجتمع به يي بن تيم بن العز بن باديس صاحب بلد‬
‫إفريقية فعظمه وأكرمه وسأله الدعاء فاشتهر أيضا بذلك وبعد صيته وليس معه إل ركوة وعصا ول يسكن إل الساجد ث جعل ينتقل من بلد إل بلد حت دخل مراكش ومعه تلميذه عبدالؤمن‬
‫بن علي وقد كان توسم النجابة والشهامة فيه فرأى ف مراكش من النكرات أضعاف ما رأى ف غيها من ذلك أن الرجال يتلثمون والنساء يشي حاسرات عن وجوههن فأخذ ف إنكار ذلك‬
‫حت أنه اجتازت به ف بعض اليام أخت أمي السلمي يوسف ملك مراكش وما حولا ومعها نساء مثلها راكبات حاسرات عن وجوههن فشرع هو واصحابه ف النكار عليهن وجعلوا‬
‫يضربون وجوه الدواب فسقطت أخت اللك عن دابتها فأحضره اللك واحضر الفقهاء فظهر عليهم بالجة وأخذ يعظ اللك ف خاصة نفسه حت أبكاه ومع هذا نفاه اللك عن بلده فشرع‬
‫يشنع عليه ويدعو الناس إل قتاله فاتبعه على ذلك خلق كثي فجهز إليه اللك جيشا كثيفا فهزمهم ابن تومرت فعظم شأنه وارتفع أمره وقويت شوكته وتسمى بالهدى وسى جيشه جيش‬
‫الوحدين وألف كتابا ف التوحيد وعقيدة تسمى الرشدة ث كانت له وقعات مع جيوش صاحب مراكش فقتل منهم ف بعض اليام نوا من سبعي ألفا وذلك بإشارة أب عبدال التومرت وكان‬
‫ذكر أنه نزل إليه ملك وعلمه القرآن والوطأ وله بذلك ملئكة يشهدون به ف بئر ساه فلما اجتاز به وكان قد أرصد فيه رجال فلما سألم عن ذلك والناس حضور معه على ذلك البئر‬
‫شهدوا له بذلك فأمر حينئذ بطم البئر عليهم فماتوا عن آخرهم ولذا يقال من أعان ظالا سلط عليه ث جهز بن تومرت الذي لقب نفسه بالهدي جيشا عليهم أبو عبدال التومرت وعبدالؤمن‬
‫لحاصرة مراكش فخرج إليهم أهلها فاقتتلوا قتال شديدا وكان ف جلة من قتل أبو عبدال التومرت هذا الذي زعم أن اللئكة تاطبه ث افتقدوه ف القتلى فلم يدوه فقالوا إن اللئكة رفعته‬
‫وقد كان عبدالؤمن دفنه والناس ف العركة وقتل من معه من أصحاب الهدي خلق كثي وقد كان حي جهز اليش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪187‬‬

‫مريضا مدنفا فلما جاءه الب ازداد مرضا إل مرضه وساءه قتل أب عبدال التومرت وجعل المر من بعده لعبدالؤمن بن علي ولقبه أمي الؤمني وقد كان شابا حسنا حازما عاقل ث مات ابن‬
‫تومرت وقد أتت عليه إحدى وخسون سنة ومدة ملكه عشر سني وحي صار إل عبدالؤمن ابن علي اللك أحسن إل الرعايا وظهرت له سية جيدة فأحبه الناس واتسعت مالكه وكثرت‬
‫جيوشه ورعيته ونصب العداوة إل تاشفي صاحب مراكش ول يزل الرب بينهما إل سنة خس وثلثي فمات تاشفي فقام ولده من بعده فمات ف سنة تسع وثلثي ليلة سبع وعشرين من‬
‫رمضان فتول أخوه إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفي فسار إليه عبدالؤمن فملك تلك النواحي وفتج مدينة مراكش وقتل هنالك أما ل يعلم عددهم إل ال عز وجل قتل ملكها إسحاق‬
‫وكان صغي السن ف سنة ثنتي وأربعي وكان إسحاق هذا آخر ملوك الرابطي وكان ملكهم سبعي سنة والذين ملكوا منهم أربعة علي وولده يوسف وولداه أبو سفيان وإسحاق أبنا علي‬
‫الذكور فاستوطن عبدالؤمن مدينة مراكش واستقر ملكه بتلك الناحية وظفر ف سنة ثلث وأربعي بدكالة وهي قبيلة عظيمة نو مائت ألف راجل وعشرين ألف فارس مقاتل وهم من‬
‫الشجعان البطال فقتل منهم خلقا كثيا وجا غفيا وسب ذراريهم وغنم أموالم حت إنه بيعت الارية السناء بدراهم معدودة وكيف تلك بلد الغرب وما كان يتعاطاه من الشياء الت‬
‫توهم أنا أحوال برة وهي ماولت ل تصدر إل عن فجرة وما قتل من الناس وأزهق من النفس ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن عبدالوهاب بن السن‬
‫أبو البكات أسند الديث وكان يعلم أولد الليفة الستظهر فلما صارت اللفة إل السترشد وله الخزن وكان كثي الموال والصدقات تعاهد أهل العلم وخلف مال كثيا حزر بائت‬
‫ألف دينار أوصى منه بثلثي ألف دينار لكة والدينة توف فيها عن ست وخسي سنة وثلثة أشهر وصلى عليه الوزير أبو علي بن صدقة ودفن بباب حرب‬
‫عبدالرحيم بن عبدالكبي‬
‫ابن هوازن أبو نصر القشيي قرأ على أبيه وإمام الرمي وروى الديث عن جاعة وكان ذا ذكاء وفطنة وله خاطر حاضر جريء ولسان ماهر فصيح وقد دخل بغداد فوعظ با فوقع بسببه‬
‫فتنة بي النابلة والشافعية فحبس بسببها الشريف أبو جعفر بن أب موسى واخرج ابن القشيي من بغداد لطفاء الفتنة فعاد إل بلده توف ف هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪188‬‬

‫عبدالعزيز بن علي‬
‫ابن حامد أبو حامد الدينوري كان كثي الال والصدقات ذا حشمة وثروة وجاهة عند الليفة وقد روى الديث ووعظ وكان مليح اليراد حلو النطق توف بالري وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس عشر وخسمائة‬
‫فيها أقطع السلطان ممود المي إيلغازي مدينة ميا فارقي فبقيت ف يد أولده إل أن أخذها صلح الدين يوسف بن أيوب ف سنة ثاني وخسمائة وفيها أقطع آقسنقر البشقي مدينة الوصل‬
‫لقتال الفرنج وفيها حاصر ملك بن برام وهو ابن أخي إيلغازي مدينة الرها فأسر ملكلها جوسكي الفرني وجاعة من رؤس أصحابه وسجنهم بقلعة خرتبت وفيها هبت ريح سوداء‬
‫فاستمرت ثلثة أيام فأهلكت خلقا كثيا من الناس والدواب وفيها كانت زلزلة عظيمة بالجاز فتضعضع بسببها الركن اليمان وتدم بعضه وتدم شيء من مسجد رسول ال ( ص ) وفيها‬
‫ظهر رجل علوي بكة كان قد اشتغل بالنظامية ف الفقه وغيه يأمر بالعروف وينهى عن النكر فاتبعه ناس كثي فنفاه صاحبها ابن أب هاشم إل البحرين وفيها احترقت دار السلطان بأصبهان‬
‫فلم يبق فيها شيء من الثار والقماش والواهر والذهب والفضة سوى الياقوت الحر وقبل ذلك بأسبوع احترق جامع أصبهان وكان جامعا عظيما فيه من الخشاب ما يساوي ألف دينار‬
‫ومن جلة ما احترق فيه خسمائة مصحف من جلتها مصحف بط أب بن كعب فإنا ل وإنا إليه راجعون وف شعبان منها جلس الليفة السترشد ف دار اللفة ف أبة اللفة وجاء الخوان‬
‫السلطان ممود ومسعود فقبل الرض ووقفا بي يديه فخلع على ممود سبع خلع وطوقا وسوارين وتاجا وأجلس على كرسي ووعظه الليفة وتل عليه قوله تعال فمن يعمل مثقال ذرة خيا‬
‫يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وامره بالحسان إل الرعايا وعقد له لواءين بيده وقلده اللك وخرجا من بي يديه مطاعي معظمي واليش بي أيديهما ف أبة عظيمة جدا وحج بالناس‬
‫قطز الادم ومن توف فيها‬
‫ابن القطاع اللغوي أبو القاسم علي بن جعفر بن ممد‬
‫ابن السي بن أحد بن ممد بن زيادة ال بن ممد بن الغلب السعدي الصقلي ث الصري اللغوي الصنف كتاب الفعال الذي برز فيه على ابن القوطية وله مصنفات كثية قدم مصر ف‬
‫حدود سنة خسمائة لا أشرفت الفرنج على أخذ صقلية فأكرمه الصريون وبالغوا ف إكرامه وكان ينسب إل التساهل ف الدين وله شعر جيد قوي مات وقد جاوز الثماني‬
‫أبو القاسم شاهنشاه‬
‫الفضل بن أمي اليوش بصر مدبر دولة الفاطميي وإليه تنسب قيسيية أمي اليوش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪189‬‬


‫بصر والعامة تقول مرجوش وأبوه بان الامع الذي بثغر السكندرية بسوق العطارين ومشهد الرأس بعسقلن أيضا وكان أبوه نائب الستنصر على مدينة صور وقيل على عكا ث استدعاه إليه‬
‫ف فصل الشتاء فركب البحر فاستنابه على ديار مصر فسدد المور بعد فسادها ومات ف سنة ثان وثاني وأربعمائة وقام ف الوزارة ولده الفضل هذا وكان كأبيه ف الشهامة والصرامة ولا‬
‫مات الستنصر أقام الستعلي واستمرت المور على يديه وكان عادل حسن السية موصوفا بودة السريرة فال أعلم ضربه فداوى وهو راكب فقتله ف رمضان من هذه السنة عن سبع‬
‫وخسي سنة وكانت إمارته من ذلك بعد أبيه ثان وعشرين سنة وكانت داره دار الوكالة اليوم بصر وقد وجد له أموال عديدة جدا تفوق العد والحصاء من القناطي القنطرة من الذهب‬
‫والفضة واليل السومة والنعام والرث والواهر النفائس فانتقل ذلك كله إل الليفة الفاطمي فجعل ف خزانته وذهب جامعه إل سواء الساب على الفتيل من ذلك والنقي والقطمي‬
‫واعتاض عنه الليفة بأب عبدال البطائحي ولقبه الأمون قال ابن خلكان ترك الفضل من الذهب العي ستمائة ألف ألف دينار مكررة ومن الدراهم مائتي وخسي أردبا وسبعي ثوب ديباج‬
‫أطلس وثلثي راحلة أحقاق ذهب عراقي ودواة ذهب فيها جوهر باثن عشر ألف دينار ومائة مسمار ذهب زنة كل مسمار مائة مثقال ف عشرة مالس كان يلس فيها على كل مسمار‬
‫منديل مشدود بذهب كل منديل على لون من اللوان من ملبسه وخسمائة صندوق كسوة للبس بدنه قال وخلف من الرقيق واليل والبغال والراكب والسك والطيب واللي ما ل يعلم‬
‫قدره إل ال عز وجل وخلف من البقر والواميس والغنم ما يستحي النسان من ذكره وبلغ ضمان ألبانا ف سنة وفاته ثلثي ألف دينار وترك صندوقي كبيين بن ملوءين إبر ذهب برسم‬
‫النساء‬
‫عبدالرزاق بن عبدال‬
‫ابن علي بن إسحاق الطوسي ابن أخي نظام اللك تفقه بإمام الرمي وافت ودرس وناظر ووزر للملك سنجر‬
‫خاتون السفريه‬
‫حظية السلطان ملكشاه وهي أم السلطاني ممد وسنجر كانت كثية الصدقة والحسان إل الناس لا ف كل سنة سبيل يرج مع الجاج وفيها دين وخي ول تزل تبحث حت عرفت مكان‬
‫أمها وأهلها فبعثت الموال الزيلة حت استحضرتم ولا قدمت عليها أمها كان لا عنها أربعي سنة ل ترها فأحبت أن تستعلم فهمها فجلست بي جواريها فلما سعت أمها كلمها عرفتها‬
‫فقامت إليها فاعتنقا وبكيا ث أسلمت أمها على يديها جزاها ال خيا وقد تفردت بولدة ملكي من ملوك السلمي ف دولة التراك والعجم ول يعرف لا نظي ف ذلك إل اليسي من ذلك‬
‫وهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪190‬‬

‫ولدة بنت العباس ولدت لعبد اللك الوليد وسليمان وشاهوند ولدت للوليد يزيد وإبراهيم وقد وليا اللفة أيضا واليزران ولدت للمهدي الادي والرشيد الطغران صاحب لمية العجم‬
‫السي بن علي بن عبدالصمد مؤيد الدين الصبهان العميد فخر الكتاب الليثي الشاعر العروف بالطغرائي ول الوزارة بأربل مدة أورد له ابن خلكان قصيدته اللمية الت الفها ف سنة خس‬
‫وخسمائة ف بغداد وشرح فيها أحواله وأموره وتعرف بلمية العجم أولا ‪ ...‬أصالة الرأي صانتن عن الطل ‪ ...‬وحلية الفضل زانتن لدى العطل ‪ ...‬مدي أخيا ومدي أول شرع ‪...‬‬
‫والشمس رأد الضحى كالشمس ف الطفل ‪ ...‬فيم القامة بالزوراء ل سكن ‪ ...‬با ول ناقت فيها ول جلي ‪ ...‬وقد سردها ابن خلكان بكمالا واورد له غي ذلك من الشعر وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة وخسمائة‬
‫ف الحرم منها رجع السلطان طغرلبك إل طاعة أخيه ممود بعد ما كان قد خرج عنها وأخذ بلد أذربيجان وفيها أقطع السلطان ممود مدينة واسط لقسنقر مضافا إل الوصل فسي إليها‬
‫عماد الدين زنكي بن آقسنقر فاحسن السية با وأبان عن حزم وكفاية وف صفر منها قتل الوزير السلطان ممود أبو طالب السميمي قتله باطن وكان قد برز للمسي إل هذان وكانت قد‬
‫خرجت زوجته ف مائة جارية براكب الذهب فلما بلغهن قتله رجعن حافيات حاسرات عن وجوههن قد هن بعد العز واستوزر السلطان مكانه شس الدين اللك عثمان بن نظام اللك وفيها‬
‫التقى آقسنقر ودبيس بن صدقة فهزمه دبيس وقتل خلقا من جيشه فأوثق السلطان منصور بن صدقة أخا دبيس وولده ورفعهما إل القلعة فعند ذلك آذى دبيس تلك الناحية ونب البلد‬
‫وجز شعره ولبس السواد ونبت أموال الليفة أيضا فنودي ف بغداد للخروج لقتاله وبرز الليفة ف اليش وعليه قباء أسود وطرحه وعلى كتفيه البدة وبيده القضيب وف وسطه منطقة‬
‫حرير صين ومعه وزيره نظام الدين أحد بن نظام اللك ونقيب النقباء علي بن طراد الزينب وشيخ الشيوخ صدر الدين بن إساعيل وتلقاه آقسنقر البشقي ومعه اليش فقبلوا الرض ورتب‬
‫البشقي اليش ووقف القراء بي يدي الليفة وأقبل دبيس وبي يديه الماء يضربن بالدفوف والخانيث باللهي والتقى الفريقان وقد شهر الليفة سيفه وكب واقترب من العركة فحمل عنتر‬
‫بن أب العسكر على ميمنة الليفة فكسرها وقتل أميها ث حل مرة ثانية فكشفهم كالول فحمل عليه عماد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪191‬‬

‫الدين زنكي ابن آقسنقر فأسر عنتر وأسر معه بديل بن زائدة ث انزم عسكر دبيس وألقوا أنفسهم ف الاء فغرق كثي منهم فأمر الليفة بضرب أعناق السارى صبا بي يديه وحصل نساء‬
‫دبيس وسراريه تت السر وعاد الليفة إل بغداد فدخلها ف يوم عاشوراء من السنة التية وكانت غيبته عن بغداد ستة عشر يوما وأما دبيس فإنه نا بنفسه وقصد غزية ث إل النتفق‬
‫فصحبهم إل البصرة فدخلها ونبها وقتل أميها ث خاف من البشقي فخرج منها وسار على البية والتحق بالفرنج وحضر معهم حصار حلب ث فارقهم والتحق باللك طغرل أخي السلطان‬
‫ممود وفيها ملك سهام الدين تراش بن إيلغازي ابن ارتق قلعة ماردين بعد وفاة أبيه وملك أخوه سليمان ميافارقي وفيها ظهر معدن ناس بديار بكر قريبا من قلعة ذي القرني وفيها دخل‬
‫جاعة من الوعاظ بغداد فوعظوا با وحصل لم قبول تام من العوام وحج بالناس قطز الادم ومن توف فيها من العيان‬
‫عبدال بن أحد‬
‫ابن عمر بن أب الشعث أبو ممد السمرقندي أخو أب القاسم وكان من حفاظ الديث وقد زعم أن عنده منه ما ليس عند أب زرعة الرازي وقد صحب الطيب مدة وجع وألف وصنف‬
‫ورحل إل الفاق توف يوم الثني الثان عشر من ربيع الول با عن ثاني سنة‬
‫علي بن أحد السميمي‬
‫نسبة إل قرية بأصبهان كان وزير السلطان ممود وكان ماهرا بالظلم والفسق وأحدث على الناس مكوسا وجددها بعدما كانت قد أزيلت من مدة متطاولة وكان يقول قد استحييت من‬
‫كثرة ظلم من ل ناصر له وكثرة ما أحدثت من السنن السيئة ولا عزم على الروج إل هذان أحضر النجمي فضربوا له تت رمل لساعة خروجه ليكون أسرع لعودته فخرج ف تلك الساعة‬
‫وبي يديه السيوف السلولة والماليك الكثية بالعدد الباهرة فما أغن عنه ذلك شيئا بل جاءه باطن فضربه فقتله ث مات الباطن بعده ورجع نساؤه بعد أن ذهب بي يديه على مراكب‬
‫الذهب حاسرات عن وجوههن قد أبدلن ال الذل بعد العز والوف بعد المن والزن بعد السرور والفرح جزاء وفاقا وذلك يوم الثلثاء سلخ صفر وما أشبه حالن بقول أب العتاهية ف‬
‫‪ ...‬اليزران وجواريها حي مات الهدي ‪ ...‬رحن ف الوشي عليهن السوح ‪ ...‬كل بطاح من الناس له يوم يطوح ‪ ...‬لتموتن لو عمرت ما عمر نوح ‪ ...‬فعلى نفسك نح إن كنت لبد تنوح‬
‫الريري صاحب القامات‬
‫القاسم بن علي بن ممد بن ممد بن عثمان فخر الدولة أبو ممد الريري مؤلف القامات الت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪192‬‬

‫سارت بفصاحتها الركبان وكاد يربو فيها على سحبان ول يسبق إل مثلها ول يلحق ولد سنة ست أربعي وأربعمائة وسع الديث واشتغل باللغة والنحو وصنف ف ذلك كله وفاق أهل زمانه‬
‫وبرز على أقرانه وأقام ببغداد وعمل صناع النشاء مع الكتاب ف باب الليفة ول يكن من تنكر بديهته ول تتعكر فكرته وقريته قال ابن الوزي صنف وقرأ الدب واللغة وفاق أهل زمانه‬
‫بالذكاء والفطنة والفصاحة وحسن العبارة وصنف القامات العروفة الت من تأملها عرف ذكاء منشئها وقدره وفصاحتها وعلمه توف ف هذه السنة بالبصرة وقد قيل إن أبا زيد والارث بن‬
‫هام الطهر ل وجود لما وإنا جعل هذه القامات من باب المثال ومنهم من يقول أبو زيد بن سلم السروجي كان له وجود وكان فاضل وله علم ومعرفة باللغة فال أعلم وذكر ابن خلكان‬
‫أن أبا زيد كان اسه الطهر بن سلم وكان بصريا فاضل ف النحو واللغة وكان يشتغل عليه الريري بالبصرة وأما الارث بن هام فإنه غن بنفسه لا جاء ف الديث كلكم حارث وكلكم‬
‫هام كذا قال ابن خلكان وإنا اللفظ الحفوظ ( أصدق الساء حارث وهام ) لن كل أحد إما حارث وهو الفاعل أو هام من المة وهو العزم والاطر وذكر أن أول مقامة عملها الثامنة‬
‫والربعون وهي الرامية وكان سببها أنه دخل عليهم ف مسجد البصرة رجل ذو طمرين فصيح اللسان فاستسموه فقال أبو زيد السروجي فعمل فيه هذه القامة فأشرا عليه وزير الليفة‬
‫السترشد جلل الدين عميد الدولة أبو علي السن بن أب العز بن صدقة أن يكمل عليها تام خسي مقامة قال ابن خلكان كذا رأيته ف نسخة بط الصنف على حاشيتها وهو أصح من قول‬
‫من قال إنه الوزير شرف الدين أبو نصر أنوشروان بن ممد بن خالد بن ممد القاشان وهو وزير السترشد أيضا ويقال إن الريري كان قد عملها أربعي مقامة فلما قدم بغداد ول يصدق ف‬
‫ذلك لعجز الناس عن مثلها فامتحنه بعض الوزراء أن يعمل مقاومة فأخذ الدواة والقرطاس وجلس ناحية فلم يتيسر له شيء فلما عاد إل بلده عمل عشرة أخرى فأتها خسي مقامة وقد قال‬
‫‪ ...‬فيه أبو القاسم علي بن أفلح الشاعر وكان من جلة الكذبي له فيها ‪ ...‬شيخ لنا من ربيعة الفرس ‪ ...‬ينتف عثنونه من الوس ‪ ...‬أنطقه ال بالشان كما ‪ ...‬رماه وسط الديوان بالرس‬
‫ومعن قوله بالشان هو مكان بالبصرة وكان الريري صدر ديوان الشان ويقال إنه كان ذميم اللق فاتفق أن رجل رحل إليه فلما رآه ازدراه ففهم الريري ذلك فأنشأ يقول‬
‫ما أنت أول سار غره قمر ‪ ...‬ورائدا أعجبته خضرة الدمن ‪ ...‬فاختر لنفسك غيي إنن رجل ‪ ...‬مثل العيدي فاسع ب ول ترن ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪193‬‬

‫ويقال إن العيدي اسم حصان جواد كان ف العرب ذميم اللق وال أعلم‬
‫البغوي الفسر‬
‫السي بن مسعود بن ممد البغوي صاحب التفسي وشرح السنة والتهذيب ف الفقه والمع بي الصحيحي والصابيح ف الصحاح والسان وغي ذلك اشتغل على القاضي حسي وبرع ف‬
‫هذه العلوم وكان علمة زمانه فيها وكان دينا ورعا زاهدا عابدا صالا توف ف شوال منها وقيل ف سنة عشر فال أعلم ودفن مع شيخه القاضي حسي بالطالقان وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة وخسمائة‬
‫ف يوم عاشوراء منها عاد الليفة من اللة إل بغداد مؤيدا منصورا من قتال دبيس وفيها عزم الليفة على طهور أولد أخيه وكانوا اثن عشر ذكرا فزينت بغداد سبعة أيام بزينة ل ير مثلها‬
‫وف شعبان منها قدم أسعد الهيت مدرسا بالنظامية ببغداد وناظرا عليها وصرف الباقرجي عنها ووقع بينه وبي الفقهاء فتنة بسبب أنه قطع منهم جاعة واكتفى بائت طالب منهم فلم يهن ذلك‬
‫على كثي منهم وفيها سار السلطان ممود إل بلد الكرج وقد وقع بينهم وبي القفجاق خلف فقاتلهم فهزمهم ث عاد إل هدان وفيها ملك طغتكي صاحب دمشق مدينة حاه بعد وفاة‬
‫صاحبها قراجا وقد كان ظالا غاشا وفيها عزل نقيب العلويي وهدمت داره وهو علي بن أفلح لنه كان عينا لدبيس وأضيف إل علي بن طراد نقابة العلويي مع نقابة العباسيي ومن توف فيها‬
‫من العيان‬
‫أحد بن ممد‬
‫ابن علي بن صدقة التغلب العروف بابن الياط الشاعر الدمشقي الكاتب له ديوان شعر مشهور قال ابن عساكر ختم به شعر الشعراء بدمشق شعره جيد حسن وكان مكثرا لفظ الشعار‬
‫التقدمة وأخبارهم وأورد له ابن خلكان قطعة جيدة من شعره من قصيدته الت لو ل يكن له سواها لكفته وهي الت يقول فيها ‪ ...‬خذا من صبا ند أمانا لقلبه ‪ ...‬فقد كاد رياها يطي بلبه ‪...‬‬
‫وإياكما ذاك النسيم فإنه ‪ ...‬مت هب كان الوجد أيسر خطبه ‪ ...‬خليلي لو أحببتما لعلمتما ‪ ...‬مل الوى من مغرم القلب صبه ‪ ...‬أتذكر والذكرى تشوق وذو الوى ‪ ...‬يتوق ومن يغلق‬
‫به الب يصبه ‪ ...‬غرام على يأس الوى ورجائه ‪ ...‬وشوق على بعد الزار وقربه ‪ ...‬وف الركب مطوي الضلوع على جوى ‪ ...‬مت يدعه داعي الغرام يلبه ‪ ...‬إذا خطرت من جانب الرمل‬
‫نفحة ‪ ...‬تضمن منها داؤه دون صحبه‬

You might also like