You are on page 1of 57

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪333‬‬

‫مواكبها ف نو من الفي فارس وثلثي ألف راجل فبز إليهم السلطان فيمن معه من الشجعان فاقتتلوا برج عكا قتال عظيما وهزم جاعة من السلمي ف أول النهار ث كانت الدائرة على‬
‫الفرنج فكانت القتلى بينهم أزيد من سبعة آلف قتيل ولا تناهت هذه الوقعة تول السلطان عن مكانه الول إل موضع بعيد من رائحة القتلى خوفا من الوخم والذى وليستريح اليالة‬
‫واليل ول يعلم أن ذلك كان من أكب مصال العدو الخذول فإنم اغتنموا هذه الفرصة فحفروا حول ميمهم خندقا من البحر مدقا بيشهم واتذوا من ترابه سورا شاهقا وجعلوا له أبوابا‬
‫يرجون منها إذا أرادوا وتكنوا ف منلم ذلك الذي اختاروا وارتادوا وتفارط المر على السلمي وقوى الطب وصار الداء عضال وازداد الال وبال اختبارا من ال وامتحانا وكان رأي‬
‫السلطان أن يناجزوا بعد الكرة سريعا ول يتركوا حت يطيب البحر فتأتيهم المداد من كل صوب فتعذر عليه المر بإملل اليش والضجر وكل منهم لمر الفرنج قد احتقر ول يدر ما قد‬
‫حتم ف القدر فأرسل السلطان إل جيع اللوك يستنفر ويستنصر وكتب إل الليفة بالبث وبث الكتب بالتحضيض والث السريع فجاءته المداد جاعات وآحادا وأرسل إل مصر يطلب‬
‫أخاه العادل ويستعجل السطول فقدم عليه فوصل إليه خسون قطعة ف البحر مع المي حسام الدين لؤلؤ وقدم العادل ف عسكر الصريي فلما وصل السطول حادت مراكب الفرنج عنه‬
‫ينة ويسرة وخافوا منه واتصل بالبلد الية والعدد والعدد وانشرحت الصدور بذلك وانسلخت هذه السنة والال ما حال بل هو على ما هو عليه ول ملجأ من ال إل إليه وفيها توف من‬
‫العيان القاضي شرف الدين أبو سعد عبدال بن ممد بن هبة ال بن أب عصرون أحد أئمة الشافعية له كتاب النتصاف وقد ول قضاء القضاة بدمشق ث أضر قبل موته بعشر سني فجعل‬
‫ولده نم الدين مكانه بطيب قلبه وقد بلغ من العمر ثلثا وتسعي سنة ونصفا ودفن بالدرسة العصرونية الت أنشأها عند سويقة باب البيد قبالة داره بينهما عرض الطريق وكان من الصالي‬
‫والعلماء العاملي وقد ذكره ابن خلكان فقال كان أصله من حديثة عانة الوصل ورحل ف طلب العلم إل بلدان شت وأخذ عن اسعد اليهن وأب علي الفارقي وجاعة وول قضاء سنجار‬
‫وحران وباشر ف أيام نور الدين تدريس الغزالية ث انتقل إل حلب فبن له نور الدين بلب مدرسة وبمص أخرى ث قدم دمشق ف أيام صلح الدين فول قضاءها ف سنة ثلث وسبعي‬
‫وخسمائة إل أن توف ف هذه السنة وقد جع جزءا ف قضاء العمى وأنه جائز وهو خلف الذهب وقد حكاه صاحب البيان وجها لبعض الصحاب قال ول أره ف غيه ولكن حبك الشيء‬
‫يعمي ويصم وقد صنف كتبا كثية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪334‬‬

‫منها صفوة الذهب ف ناية الطلب ف سبع ملدات والنتصاف ف أربعة واللف ف أربعة والذريعة ( ف معرفة الشريعة ) والرشد وغي ذلك ( وكتابا ساه مأخذ النظر ومتصرا ) ف الفرائض‬
‫وقد ذكره ابن عساكر ف تاريه والعماد فأثن عليه وكذلك القاضي الفاضل وأورد له العماد أشعارا كثية وابن خلكان منها ‪ ...‬أؤمل أن أحيا وف كل ساعة ‪ ...‬تر ب الوت يهز نعوشها ‪...‬‬
‫‪ ...‬وهل أنا إل مثلهم غي أن ل ‪ ...‬بقايا ليال ف الزمان أعيشها‬
‫أحد بن عبدالرحن بن وهبان‬
‫أبو العباس العروف بابن أفضل الزمان قال ابن الثي كان عالا متبحرا ف علوم كثية من الفقه والصول والساب والفرائض والنجوم واليئة والنطق وغي ذلك وقد جاور بكة وأقام با إل‬
‫أن مات با وكان من أحسن الناس صحبة وخلقا‬
‫الفقيه المي ضياء الدين عيسى الكاري‬
‫كان من أصحاب أسد الدين شيكوه دخل معه إل مصر وحظي عنده ث كان ملزما للسلطان صلح الدين حت مات ف ركابه بنلة الروبة قريبا من عكا فنقل إل القدس فدفن به كان من‬
‫تفقه على الشيخ أب القاسم بن البزي الزري وكان من الفضلء والمراء الكبار‬
‫البارك بن البارك الكرخي‬
‫مدرس النظامية تفقه بابن الل ( وحظي ) بكانة عند الليفة والعامة وكان يضرب بسن خطه الثل ذكرته ف الطبقات‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني وخسمائة‬
‫استهلت والسلطان ماصر لصن عكا وأمداد الفرنج تفد إليهم من البحر ف كل وقت حت أن نساء الفرنج ليخرجن بنية القتال ومنهن من تأت بنية راحة الغرباء لينكحوها ف الغربة فيجدون‬
‫راحة وخدمة وقضاء وطر قدم إليهم مركب فيه ثلثائة امرأة من أحسن النساء وأجلهن بذه النية فإذا وجدوا ذلك ثبتوا على الرب والغربة حت ان كثيا من فسقة السلمي تيزوا إليهم‬
‫من أجل هذه النسوة واشتهر الب بذلك وشاع بي السلمي والفرنج بأن ملك اللان قد أقبل بثلثائة ألف مقاتل من ناحية القسطنطينية يريد أخذ الشام وقتل أهله انتصارا لبيت القدس‬
‫فعند ذلك حل السلطان والسلمون ها عظيما وخافوا غاية الوف مع ما هم فيه من الشغل والصار الائل وقويت قلوب الفرنج بذلك واشتدوا للحصار والقتال ولكن لطف ال وأهلك‬
‫عامة جنده ف الطرقات بالبد والوع والضلل ف الهالك على ما سيأت بيانه وكان سبب قتال الفرنج وخروجهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪335‬‬

‫من بلدهم ونفيهم ما ذكره ابن الثي ف كامله أن جاعة من الرهبان والقسيسي الذين كانوا ببيت القدس وغيه ركبوا من صور ف أربعة مراكب وخرجوا يطوفون ببلدان النصارى البحرية‬
‫وما هو قاطع البحر من الناحية الخرى يرضون الفرنج ويثونم على النتصار لبيت القدس ويذكرون لم ما جرى على أهل القدس وأهل السواحل من القتل والسب وخراب الديار وقد‬
‫صوروا صورة السيح وصورة عرب آخر يضربه ويؤذيه فإذا سألوهم من هذا الذي يضرب السيح قالوا هذا نب العرب يضربه وقد جرحه ومات فينعجون لذلك ويمون ويبكون ويزنون‬
‫فعند ذلك خرجوا من بلدهم لنصرة دينهم ونبيهم وموضع حجهم على الصعب والذلول حت النساء الخدرات والزوان والزانيات الذين هم عند أهليهم من أعز الثمرات وف نصف ربيع‬
‫الول تسلم السلطان شعيف أربون بالمان وكان صاحبه مأسورا ف الذل والوان وكان من أدهى الفرنج وأخبهم بأيام الناس وربا قرأ ف كتب الديث وتفسي القرآن وكان مع هذا غليظ‬
‫اللد قاسي القلب كافر النفس ولا انفصل فصل الشتاء واقبل الربيع جاءت ملوك السلم من بلدانا بيولا وشجعانا ورجالا وفرسانا وأرسل الليفة إل اللك صلح الدين أحال من النفط‬
‫والرماح ونفاطة ونقابي كل منهم متقن ف صنعته غاية التقان ومرسوما بعشرين ألف دينار وانفتح البحر وتواترت مراكب الفرنج من كل جزيرة لجل نصرة أصحابم يدونم بالقوة والية‬
‫وعملت الفرنه ثلثةأبرجه من خشب وحديد عليها جلود مسقاة بالل لئل يعمل فيها النفط يسع البج منها خسمائة مقاتل وهي أعل من أبرجة البلد وهي مركبة على عجل بيث يديرونا‬
‫كيف شاءوا وعلى ظهر كل منها منجنيق كبي فلما ذلك رأى السلمون أههم أمرها وخافوا على البلد ومن فيه من السلمي أن يؤخذوا وحصل لم ضيق منها فأعمل السلطان فكره‬
‫بإحراقها واحضر النفاطي ووعدهم بالموال الزيلة إن هم أحرقوها فانتدب لذلك شاب ناس من دمشق يعرف بعلي بن عريف النحاسي والتزم بإحراقها فأخذ النفط البيض وخلطه بأدوية‬
‫يعرفها وعلى ذلك ف ثلثة قدور من ناس حت صار نارا تأجج ورمى كل برج منها بقدر من تلك القدور بالنجنيق من داخل عكا فاحترقت البرجة الثلثة حت صارت نارا بإذن ال لا‬
‫ألسنة ف الو متصاعدة واحترق من كان فيها فصرخ السلمون صرخة واحدة بالتهليل واحترق ف كل برج منها سبعون كفورا وكان يوما على الكافرين عسيا وذلك يوم الثني الثان‬
‫والعشرين من ربيع الول من هذه السنة وكان الفرنج قد تعبوا ف عملها سبعة أشهر فاحترقت ف يوم واحد وقدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ث أمر السلطان لذلك الشاب‬
‫النحاس بعطية سنية وأموال كثية فامتنع أن يقبل شيئا من ذلك وقال إنا عملت ذلك ابتغاء وجه ال ورجاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪336‬‬

‫ما عنده سبحانه فل أريد منكم جزءا ول شكورا وأقبل السطول الصري وفيه الية الكثية لهل البلد فعب الفرنج أسطولم ليقاتلوا اسطول السلمي نض السلطان بيشه ليشغلهم عنهم‬
‫وقاتلهم أهل البلد أيضا واقتتل السطولن ف البحر وكان يوما عسيا وحربا ف الب والبحر فظفرت الفرنج بشبين واحد من السطول الذي للمسلمي وسلم ال الباقي فوصل إل البلد با‬
‫فيه من الية وكانت حاجتهم قد اشتدت إليها جدا بل إل بعضها وأما ملك اللان التقدم ذكره فإنه أقبل ف عدد وعدد كثي جدا قريب من ثلثائة ألف مقاتل من نيته خراب البلد وقتل‬
‫أهلها من السلمي والنتصار لبيت القدس وأن يأخذ البلد إقليما بعد إقليم حت مكة والدينة فما نال من ذلك شيئا بعون ال وقوته بل أهلكهم ال عز وجل ف كل مكان وزمان فكانوا‬
‫يتخطفون كما يتخطف اليوان حت اجتاز ملكهم بنهر شديد الرية فدعته نفسه أن يسبح فيه فلما صار فيه حله الاء إل شجرة فشجت رأسه وأخدت أنفاسه واراح ال منه العباد والبلد‬
‫فأقيم ولده الصغر ف اللك وقد تزق شلهم وقلت منهم العدة ث أقبلوا ل يتازون ببلد إل قتلوا فيه فما وصلوا إل أصحابم الذين على عكا إل ف ألف فارس فلم يرفعوا بم رأسا ول لم‬
‫قدرا ول قيمة بينهم ول عند أحد من أهل ملتهم ول غيهم وهكذا شأن من أراد إطفاء نور ال وإذلل دين السلم وزعم العماد ف سياقه أن اللان وصلوا ف خسة آلف وأن ملوك‬
‫الفرنج كلهم كرهوا قدومهم عليهم لا يافون من سطوة ملكهم وزوال دولتهم بدولته ول يفرح به إل الركيس صاحب صور الذي أنشأ هذه الفتنة وأثار هذه الحنة فإنه تقوى به وبكيده‬
‫فإنه كان خبيا بالروب وقد قدم بأشياء كثية من آلت الرب ل تطر لحد ببال نصب دبابات أمثال البال تسي بعجل ولا زلوم من حديد تنطح السور فتخرقه وتثلم جوانبه فمن ال‬
‫العظيم بإحراقها واراح ال السلمي منها ونض صاحب اللان بالعسكر الفرني فصادم به جيش السلمي ( فجاءت جيوش السلمي ) برمتها إليه فقتلوا من الكفرة خلقا كثيا وجا غفيا‬
‫وهجموا مرةعلى ميم السلطان بغتة فنهبوا بعض المتعة فنهض اللك العادل أبو بكر وكان رأس اليمنة فركب ف أصحابه وامهل الفرنج حت توغلوا بي اليام ث حل عليهم بالرماح‬
‫والسام فهربوا بي يديه فما زال يقتل منهم جاعة بعد جاعة وفرقة بعد فرقة حت كسوا وجه الرض منهم حلل أزهى من الرياض الباسة وأحب إل النفوس من الدود الناعمة واقل ما قيل‬
‫إنه قتل منهم خسة آلف وزعم العماد أنه قتل منهم فيما بي الظهر إل العصر عشرة آلف وال أعلم هذا وطرف اليسرة ل يشعر با جرى ول درى بل نائمون وقت القائلة ف خيامهم وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪337‬‬

‫الذين ساقوا وراءهم أقل من ألف وإنا قتل من السلمي عشرة أو دونم وهذه نعمة عظيمة وقد أوهن هذا جيش الفرنج وأضعفهم وكادوا يطلبون الصلح وينصرفون عن البلد فاتفق قدوم‬
‫مدد عظيم إليهم من البحر مع ملك يقال له كيد هرى ومعه أموال كثية فأنفق فيهم وغرم عليهم وأمرهم أن يبزوا معه لقتال السلمي ونصب على عكا منجنيقي غرم على كل واحد منهما‬
‫ألفا وخسمائة دينار فأحرقهما السلمون من داخل البلد وجاءت كتب صاحب الروم من القسطنطنية يعتذر لصلح الدين من جهة ملك اللان وأنه ل يتجاوز بلده باختياره وأنه تاوزه لكثرة‬
‫جنوده ولكن ليبشر السلطان بأن ال سيهلكهم ف كل مكان وكذلك وقع وأرسل إل السلطان يبه بأنه يقيم للمسلمي عنده جعة وخطبا فأرسل السلطان مع رسله خطيبا ومنبا وكان يوم‬
‫دخولم إليه يوما مشهودا ومشهدا ممودا فأقيمت الطبة بالقسطنطنية ودعا للخليفة العباسي واجتمع فيها من هناك من السلمي من التجار والسلمي السرى والسافرين إليها والمد ل‬
‫رب العالي فصل وكتب متول عكا من جهة السلطان صلح الدين وهو المي باء الدين قراقوش ف العشر الول من شعبان إل السلطان إنه ل يبق عندهم ف الدينة من القوات إل ما‬
‫يبلغهم إل ليلة النصف من شعبان فلما وصل الكتاب إل السلطان أسرها يوسف ف نفسه ول يبدها لم خوفا من إشاعة ذلك فيبلغ العدو فيقدموا على السلمي وتضعف القلوب وكان قد‬
‫كتب إل أمي السطول بالديار الصرية أن يقدم بالية إل عكا فتأخر سيه ث وصلت ثلث بطش ليلة النصف فيها من الية ما يكفي أهل البلد طول الشتاء وهي صحبة الاجب لؤلؤ فلما‬
‫أشرفت على البلد نض إليها اسطول الفرنج ليحول بينها وبي البلد ويتلف ما فيها فاقتتلوا ف البحر قتال شديدا والسلمون ف الب يبتهلون إل ال عز وجل ف سلمتها والفرنج أيضا تصرخ‬
‫برا وبرا وقد ارتفع الضجيج فنصر ال السلمي وسلم مراكبهم وطابت الريح للبطش فسارت فأحرقت الراكب الفرنية الحيطة باليناء ودخلت البلد سالة ففرح با أهل البلد واليش فرحا‬
‫شديدا وكان السلطان قد جهز قبل هذه البطش الثلث بطشة كبية من بيوت فيها أربعمائة غرارة وفيها من الب والشحم والقديد والنشاب والنفط شيء كثي وكانت هذه البطشة من‬
‫بطش الفرنج الغنومة وأمر من فيها من التجار أن يلبسوا زي الفرنج حت أنم حلقوا لاهم وشدوا الزناني واستصحبوا ف البطشة معهم شيئا من النازير وقدموا با على مراكب الفرنج‬
‫فاعتقدوا أنم منهم وهي سائرة كأنا السهم إذا خرج من كبد القوس فحذرهم الفرنج غائلة اليناء من ناحية البلد فاعتذروا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪338‬‬


‫بأنم مغلوبون عنها ول يكنهم حبسها من قوة الريح وما زالوا كذلك حت ولوا اليناء فأفرغوا ما كان معهم من الية والرب خدعة فعبت اليناء فامتل الثغر با خيا فكفتهم إل أن قدمت‬
‫عليهم تلك البطش الثلث الصرية وكانت البلد يكتنفها برجان يقال لحدها برج الديان فاتذت الفرنج بطشة عظيمة لا خرطوم وفيه مركات إذا أرادوا أن يضعوه على شيء من السوار‬
‫والبرجة قلبوه فوصل إل ما أرادوا فعظم أمر هذه البطشة على السلمي ول يزالوا ف أمرها متالي حت أرسل ال عليها شواظا من نار فأحرقها وأغرقها وذلك أن الفرنج أعدوا فيها نفطا‬
‫كثيا وحطبا جزل وأخرى خلفها فيها حطب مض فلما أراد السلمون الحافظة على اليناء أرسلوا النفط على بطشة الطب فاحترقت وهي سائرة بي بطش السلمي واحترقت الخرى‬
‫وكان ف بطشة أخرى لم مقاتلة تت قبو قد أحكموه فيها فلما أرسلوا النفط على برج الديان انعكس المر عليهم بقدرة ال تعال وذلك لشدة الواء تلك الليلة فما تعدت النار بطشتهم‬
‫فاحترقت وتعدى الريق إل الخرى فغرقت ووصل إل بطشة القاتلة فتلفت وهلك من فيها فاشبهوا من سلف من أهل الكتاب من الكافرين ف قوله تعال يربون بيوتم بأيديهم وأيدي‬
‫الؤمني فصل وف ثالث رمضان اشتد حصار الفرنج للمدينة حت نزلوا إل الندق فبز إليهم أهل البلد فقتلوا منهم خلقا كثيا وتكنوا من حريق الكيس والسوار وسرى حريقه إل السقوف‬
‫وارتفعت له لبة عظيمة ف عنان السماء ث اجتذبه السلمون إليهم بكلليب من حديد ف سلسل فحصل عندهم وألقوا عليه الاء البارد فبد بعد أيام فكان فيه من الديد مائة قنطار‬
‫بالدمشقي ول المد والنة وف الثامن والعشرين من رمضان توف اللك زين الدين صاحب أربل ف حصار عكا مع السلطان فتأسف الناس عليه لشبابه وغربته وجودته وعزى أخاه مظفر‬
‫الدين فيه وقام باللك من بعده وسأل من صلح الدين أن يضيف إليه شهرزور وحران والرها وسيساط وغيها وتمل مع ذلك خسي ألف دينار نقدا فأجيب إل ذلك وكتب له تقليدا‬
‫وعقد له لواء وأضيف ما تركه إل اللك الظفر تقي الدين ابن أخي السلطان صلح الدين فصل وكان القاضي الفاضل بصر يدير المالك با ويهز إل السلطان ما يتاج إليه من الموال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪339‬‬

‫وعمل السطول والكتب السلطانية فمنها كتاب يذكر فيه أن سبب هذا التطويل ف الصار كثرة الذنوب وارتكاب الحارم بي الناس فإن ال ل ينال ما عنده إل بطاعته ول يفرج الشدائد‬
‫إل بالرجوع إليه وامتثال أمره فكيف ل يطول الصار والعاصي ف كل مكان فاشية وقد صعد إل ال منها ما يتوقع بعده الستعاذة منه وفيه أنه قد بلغه أن بيت القدس قد ظهر فيه النكرات‬
‫والفواحش والظلم ف بلده ما ل يكن تلفيه إل بكلفة كثية ومنها كتاب يقول فيه إنا أتينا من قبل أنفسنا ولو صدقنا لعجل ال لنا عواقب صدقنا ولو أطعناه لا عاقبنا بعدونا ولو فعلنا ما‬
‫نقدر عليه من أمره لفعل لنا ما ل نقدر عليه إل به فل يتصم أحد إل نفسه وعمله ول يرج إل ربه ول يغتر بكثرة العساكر والعوان ول فلن الذي يعتمد عليه أن يقاتل ول فلن فكل هذه‬
‫مشاغل عن ال ليس النصر با وإنا النصر من عنده ال ول نأمن أن يكلنا ال إليها والنصر به واللطف منه ونستغفر ال تعال من ذنوبنا فلول أنا تسد طريق دعائنا لكان جواب دعائنا قد‬
‫نزل وفيض دموع الاشعي قد غسل ولكن ف الطريق عائق خار ال لولنا ف القضاء السابق واللحق ومن كتاب آخر يتأل فيه لا عند السلطان من الضعف ف جسمه بسبب ما حل على قلبه‬
‫ما هو فيه من الشدائد أثابه ال بقوله وما ف نفس اللوك شائنة إل بقية هذا الضعف الذي ف جسم مولنا فإنه بقلوبنا ونفديه بأساعنا وأبصارنا ث قال ‪ ...‬بنا معشر الدام ما بك من أذى ‪...‬‬
‫‪ ...‬وإن أشفقوا ما أقول فب وحدي‬
‫وقد أورد الشيخ شهاب الدين صاحب الروضتي ها هنا كتبا عدة من الفاضل إل السلطان فيها فصاحة وبلغة ومواعظ وتضيض على الهاد فرحه ال من إنسان ما أفصحه ومن وزير ما‬
‫كان أنصحه ومن عقل ما كان أرجحه‬
‫فصل‬
‫وكتب الفاضل كتابا على لسان السلطان إل ملك الغرب أمي السلمي وسلطان جيش الوحدين يعقوب بن يوسف بن عبد الؤمن يستنجده ف إرسال مراكب ف البحر تكون عونا للمسلمي‬
‫على الراكب الفرنية ف عبارة طويلة فصيحة بليغة مليحة حكاها أبو شامة بطولا وبعث السلطان صلح الدين مع الكتاب سنية من التحف واللطاف صحبة المي الكبي شس الدين أب‬
‫الزم عبد الرحن بن منقذ وسار ف البحر ف ثامن ذي القعدة فدخل على سلطان الغرب ف العشرين من ذي الجة فأقام عنده إل عاشوراء من الحرم من سنة ثان وثاني ول يفد هذا‬
‫الرسال شيئا لنه تغضب إذ ل يلقب بأمي الؤمني وكانت إشارة الفاضل إل عدم الرسال إليه ولكن وقع ما وقع بشيئة ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪340‬‬

‫فصل‬
‫وفيها حصل للناصر صلح الدين سوء مزاج من كثرة ما يكابده من المور فطمع العدو الخذول ف حوزة السلم فتجرد جاعة منهم للقتال وثبت آخرون على الصار فأقبلوا ف عدد كثي‬
‫وعدد فرتب السلطان اليوش ينة ويسرة وقلبا وجناحي فلما رأى العدو اليش الكثيف فروا فقتلوا منهم خلقا كثيا وجا غفيا‬
‫فصل‬
‫ولا دخل فصل الشتاء وانشمرت مراكب الفرنج عن البلد خوفا من اللك بسبب اغتلم البحر سأل من بالبلد من السلمي من السلطان أن يريهم ما هم فيه من الصر العظيم والقتال ليل‬
‫ونارا وأن يرسل إل البلد بدلم فرق لم السلطان وعزم على ذلك وكانوا قريبا من عشرين ألف مسلم ما بي أمي ومأمور فجهز جيشا آخر غيهم ول يكن ذلك برأي جيد ولكن ما قصد‬
‫السلطان إل خيا وأن هؤلء يدخلون البلد بمم حدة شديدة ولم عزم قوي وهم ف راحة بالنسبة إل ما أولئك ولكن أولئك الذين كانوا بالبلد وخرجوا منه كانت لم خبة بالبلد وبالقتال‬
‫وكان لم صب وجلد وقد تونوا فيها مؤنة تكفيهم سنة فانحقت بسبب ذلك وقدم بطش من مصر فيه مية تكفي أهل البلد سنة كاملة فقدر ال العظيم وله المر من قبل ومن بعد إنا لا‬
‫توسطت البحر واقتربت من الينا هاجت عليها ريح عظيمة فانقلبت تلك البطش وتغلبت على عظمها فاختبطت واضطربت وتصادمت فتكسرت وغرقت وغرق ما كان فيها من الية‬
‫والبحارة فدخل بسبب ذلك وهن عظيم على السلمي واشتد المر جدا ومرض السلطان وازداد مرضا إل مرضه فإنا ل وإنا إليه راجعون وكان ذلك عونا للعدو والخذول على أخذ البلد‬
‫ولقوة إل بال وذلك ف ذي الجة من هذه السنة وكان القدم على الداخلي إل عكا المي سيف الدين على بن أحد بن الشطوب وف اليوم السابع من ذي الجة سقطت ثلمة عظيمة من‬
‫سور عكا فبادر الفرنج إليها فسبقهم السلمون إل سدها بصدورهم وقاتلوا دونا بنحورهم وما زالوا يانعون عنها حت بنوها أشد ما كانت وأقوى وأحسن ووقع ف هذه السنة وباء عظيم ف‬
‫السلمي والكافرين فكان السلطان يقول ف ذلك‬
‫اقتلون ومالكا ‪ ...‬واقتلوا مالكا معي ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪341‬‬

‫واتفق موت ابن ملك اللان لعنه ال ف ثان ذي الجة وجاعة من كباء الكندهرية وسادات الفرنج لعنهم ال فحزن الفرنج على ابن ملك اللان وأوقدوا نارا عظيمة ف كل خيمة وصار‬
‫كل يوم يهلك من الفرنج الائة والائتان واستأمن السلطان جاعة منهم من شدة ما هم فيه من الوع والضيق والصر وأسلم خلق كثي منهم وفيها قدم القاضي الفاضل من مصر على‬
‫السلطان وكان قد طال شوق كل منهما إل صاحبه فأفضى كل منهما إل صاحبه ما كان يسره ويكتمه من الراء الت فيها مصال السلمي وفيها توف من العيان ملك اللان‬
‫وقد تقدم أنه قدم ف ثلثائة ألف مقاتل فهلكوا ف الطرقات فلم يصل إل الفرنج إل ف خسة آلف وقيل ف ألفي مقاتل وكان قد عزم على دمار السلم واستنقاذ البلد بكمالا من أيدي‬
‫السلمي انتصارا ف زعمه إل بيت القدس فأهلكه ال بالغرق كما أهلك فرعون ث ملك بعده ولده الصغر فأقبل بن بقي معه من اليش إل الفرنج وهم ف حصار عكا ث مات ف هذه السنة‬
‫فلله المد والنة‬
‫ممد بن ممد بن عبد ال‬
‫أبو حامد قاضي القضاة بالوصل كمال الدين الشهرزوري الشافعي أثن عليه العماد وأنشد له من شعره قوله‬
‫قامت بإثبات الصفات أدلة ‪ ...‬قصمت ظهور أثة التعطيل ‪ ...‬وطلئع التنيه لا أقبلت ‪ ...‬هزمت ذوي التشبيه والتمثيل ‪ ...‬فالق ما صرنا إليه جيعنا ‪ ...‬بأدلة الخبار والتنيل ‪ ...‬من ‪...‬‬
‫ل يكن بالشرع مقتديا فقد ‪ ...‬ألقاه فرط الهل ف التضليل ‪ ...‬ث دخلت سنة سبع وثاني وخسمائة فيها قدم ملك الفرنسيس وملك انكلترا وغيها من ملوك البحر الفرنج على أصحابم‬
‫الفرنج إل عكا وتالؤا على أخذ عكا ف هذه السنة كما سيأت تفصيله وقد استهلت هذه السنة والصار الشديد على عكا من الانبي وقد استكمل دخول العدو إل البلد واللك العادل‬
‫ميم إل جانب البحر ليتكامل دخولم ودخول ميتم وف ليلة مستهل ربيع الول منها خرج السلمون من عكا فهجموا على ميم الفرنج فقتلوا منهم خلقا كثيا وسبوا وغنموا شيئا كثيا‬
‫سبوا اثن عشر امرأة وانكسر مركب عظيم للفرنج فغرق ما فيه منهم وأسر باقيهم وأغار صاحب حص أسد الدين بن شيكوه على سرح الفرنج بأراضي طرابلس فاستاق منهم شيئا كثيا‬
‫من اليول والبقار والغنام وظفر الترك بلق كثي من الفرنج فقتلوهم ول يقتل من السلمي سوى طواش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪342‬‬

‫صغي عثر به فرسه وف ثان عشر ربيع الول وصل إل الفرنج ملك الفرنسيي ف قريب من ستي بطش ملعونة مشحونة بعبدة الصليب فحي وصل إليهم وقدم عليهم ل يبق لحد من‬
‫ملوكهم معه كلم ولحكم لعظمته عندهم وقدم معه باز عظيم أبيض وهو الشهب هائل فطار من يده فوقع على سور عكا فأخذه أهلها وبعثوه إل السلطان صلح الدين فبذل الفرني فيه‬
‫ألف دينار فلم يبه إل ذلك وقدم بعده كيد فرير وهو من أكابر ملوكهم أيضا ووصلت سفن ملك النكليز ول ييء ملكهم لشتغاله بزيرة قبص وأخذها من يد صاحبها وتواصلت ملوك‬
‫السلم أيضا من بلدانا ف أول فصل الربيع لدمة اللك الناصر قال العماد وقد كان للمسلمي لصوص يدخلون إل خيام الفرنج فيسرقون حت أنم كانوا يسرقون الرجال فاتفق أن بعضهم‬
‫أخذ صبيا رضيعا من مهده ابن ثلثة أشهر فوجدت عليه أمه وجدا شديدا واشتكت إل ملوكهم فقالوا لا إن سلطان السلمي رحيم القلب وقد أذنا لك أن تذهب إليه فتشكي أمرك إليه قال‬
‫العماد فجاءت إل السلطان فأنت إليه حالا فرق لا رقة شديدة حت دمعت عينه ث أمر بإحضار ولدها فإذا هو قد بيع ف السوق فرسم بدفع ثنه إل الشتري ول يزل واقفا حت جيء بالغلم‬
‫فأخذته أمه وأرضعته ساعة وهي تبكي من شدة فرحها وشوقها إليه ث أمر بملها إل خيمتها على فرس مكرمة رحه ال تعال وعفا عنه فصل ف كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان لا‬
‫كان شهر جادي الول اشتد حصار الفرنج لعنهم ال لدينة عكا وتالؤا عليها من كل فج عميق وقدم عليهم ملك النكليز ف جم غفي وجع كثي ف خسة وعشرين قطعة مشحونة بالقاتلة‬
‫وابتلى أهل الثغر منهم ببلء ل يشبه ما قبله فعند ذلك حركت الكؤسات ف البلد وكانت علمة ما بينهم وبي السلطان فحرك السلطان كؤساته فاقترب من البلد وتول إل قريب منه‬
‫ليشغلهم عن البلد وقد أحاطوا به من كل جانب ونصبوا عليه سبعة منجانيق وهى تضرب ف البلد ليل ونارا ول سيما على برج عي البقر حت أثرت به أثرا بينا وشرعوا ف ردم الندق با‬
‫أمكنهم من دواب ميتة ومن قتل منهم ومن مات أيضا ردموا به وكان أهل البلد يلقون ما ألقوه فيه إل البحر وتلقى ملك النكليز بطشة عظيمة للمسلمي قد أقبلت من بيوت مشحونة‬
‫بالمتعة والسلحة فأخذها وكان واقفا ف البحر ف أربعي مركبا ل يترك شيئا يصل إل البلد بالكلية وكان بالبطشة ستمائة من القاتلي الصناديد البطال فهلكوا عن آخرهم رحهم ال فإنه لا‬
‫أحيط‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪343‬‬

‫بم وتققوا إما الغرق أو القتل خرقوا جوانبها كلها فغرقت ول يقدر الفرنج على أخذ شىء منها ل من الية ول من السلحة وحزن السلمون على هذا الصاب حزنا عظيما فإنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون ولكن جب ال سبحانه هذا البلء بأن أحرق السلمون ف هذا اليوم دبابة كانت أربع طبقات الول من الشب والثانية من رصاص والثالثة من حديد والرابعة من ناس وهي مشرفة‬
‫على السور والقاتلة فيها وقد قلق أهل البلد منها بيث حدثتهم أنفسهم من خوفهم من شرها بأن يطلبوا المان من الفرنج ويسلموا البلد ففرج ال عن السلمي وأمكنهم من حريقها اتفق‬
‫لم ذلك ف هذا اليوم الذي غرقت فيه البطشة الذكورة فأرسل أهل البلد يشكون إل السلطان شدة الصار وقوته عليهم منذ قام ملك النكليز لعنه ال ومع هذا قد مرض هو وجرح ملك‬
‫الفرنسيي أيضا وليزيدهم ذلك إل شدة وغلظة وعتوا وبغيا وفارقهم الركيس وسار إل بلده صور خوفا منهم أن يرجوا ملكها من يده وبعث ملك النكليز إل السلطان صلح الدين‬
‫يذكر له أن عنده جوارح قد جاء با من البحر وهو على نية إرسالا إليه ولكنها قد ضعفت وهو يطلب دجاجا وطيا لتقوى به فعرف أنه إنا يطلب ذلك لنفسه يلطفها به فأرسل إليه شيئا‬
‫كثيا من ذلك كرما ث أرسل يطلب منه فاكهة وثلجا فأرسل إليه أيضا فلم يفد معه الحسان بل لا عوف عاد إل شر ما كان واشتد الصار ليل ونارا فأرسل أهل البلد يقولون للسلطان إما‬
‫أن تعملوا معنا شيئا غدا وإل طلبنا من الفرنج الصلح والمان فشق ذلك على السلطان وذلك لنه كان قد بعث إليها أسلحة الشام والديار الصرية وسائر السواحل وما كان غنمه من وقعة‬
‫حطي ومن القدس فهي مشحونة بذلك فعند ذلك عزم السلطان على الجوم على العدو فلما أصبح ركب ف جيشه فرأى الفرنج قد ركبوا من وراء خندقهم والرجالة منهم قد ضربوا سورا‬
‫حول الفرسان وهم قطعة من حديد صماء ل ينفذ فيهم شيء فأحجم عنهم لا يعلم من نكول جيشه عما يريده وتدوه عليه شجاعته رحه ال هذا وقد اشتد الصار على البلد ودخلت‬
‫الرجالة منهم إل الندق وعلقوا بدنه ف السور وحشوها وأحرقوها فسقطت ودخلت الفرنج إل البلد فمانعهم السلمون وقاتلوهم أشد القتال وقتلوا من رؤسهم ستة أنفس فاشتد حنق‬
‫الفرنج على السلمي جدا بسبب ذلك وجاء الليل فحال بي الفريقي فلما أصبح الصباح خرج أمي السلمي بالبلد أحد بن الشطوب فاجتمع بلك الفرنسيي وطلب منهم المان على‬
‫أنفسهم ويتسلمون منه البلد فلم يبهم إل ذلك وقال له بعد ما سقط السور جئت تطلب المان فأغلظ له ابن الشطوب ف الكلم ورجع إل البلد ف حالة ال با عليم فلما أخب أهل البلد‬
‫با وقع خافوا خوفا شديدا وأرسلوا إل السلطان يعلمونه با وقع فأرسل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪344‬‬

‫إليهم أن يسرعوا الروج من البلد ف البحر ول يتأخروا عن هذه الليلة ول يبقى با مسلم فتشاغل كثي من كان با لمع المتعة والسلحة وتأخروا عن الروج تلك الليلة فما أصبح الب‬
‫إل عند الفرنج من ملوكي صغيين سعا با رسم به السلطان فهربا إل قومهما فأخبوهم بذلك فاحتفظوا على البحر احتفاظا عظيما فلم يتمكن أحد من أهل البلد أن يتحرك بركة ول خرج‬
‫منها شيء بالكلية وهذان الملوكان كانا أسيين قد أسرها السلطان من أولد الفرنج وعزم السلطان على كبس العدو ف هذه الليلة فلم يوافقه اليش على ذلك وقالوا ل ناطر بعسكر‬
‫السلمي فلما أصبح بعث إل ملوك الفرنج يطلب منهم المان لهل البلد على أن يطلق عدتم من السرى الذين تت يده من الفرنج ويزيدهم صليب الصلبوت فأبوا إل أن يطلق لم كل‬
‫أسي تت يده ويطلق لم جيع البلد الساحلية الت أخذت منهم وبيت القدس فأب ذلك وترددت الراسلت ف ذلك والصار يتزايد على أسوار البلد وقد تدمت منه ثلم كثية وأعاد‬
‫السلمون كثيا منها وسدوا ثغر تلك الماكن بنحورهم رحهم ال وصبوا صبا عظيما وصابروا العدو ث كان آخر المر وصولم إل درجة الشهادة وقد كتبوا إل اللسلطان ف آخر أمرهم‬
‫يقولون له يامولنا لتضع لؤلء اللعي الذين قد أبوا عليك الجابة إل ما دعوتم فينا فانا قد بايعنا ال على الهاد حت نقتل عن آخرنا وبال الستعان فلما كان وقت الظهر ف اليوم‬
‫السابع من جادي الخرة من هذه السنة ما شعر الناس إل وأعلم الكفار قد ارتفعت وصلبانم ونارهم على أسوار البلد وصاح الفرنج صيحة واحدة فعظمت عند ذلك الصيبة على السلمي‬
‫واشتد حزن الوحدين وانصر كلم الناس ف إنا ل وإنا إليه راجعون وغشي الناس بتة عظيمة وحية شديدة ووقع ف عسكرالسلطان الصياح والعويل ودخل الركيس لعنه ال وقد عاد إليهم‬
‫من صور بدايا فأهداها إل اللوك فدخل ف هذا اليوم عكا بأربعة أعلم اللوك فنصبها ف البلد واحدا على الأذنة يوم المعة وآخر على القلعة وآخر على برج الداوية وآخر على برج القتال‬
‫عوضا عن أعلم السلطان وتيز السلمون الذين با إل ناحية من البلد معتقلي متاط بم مضيق عليهم وقد أسروا النساء والبناء وغنمت أموالم وقيدت البطال وأهي الرجال والرب‬
‫سجال والمد ل على كل حال فعند ذلك أمر السلطان الناس بالتأخر عن هذه النلة وثبت هو مكانه لينظر ماذا يصنعون وما عليه يعولون والفرنج ف البلد مشغولون مدهوشون ث سار‬
‫السلطان ل العسكر وعنده من الم مال يعلمه إل ال وجاءت اللوك السلمية والمراء وكباء الدولة يعزونه فيما وقع ويسلمونه على ذلك ث راسل ملوك الفرنج ف خلص من بأيديهم من‬
‫السارى فطلبوا منه عدتم من أسراهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪345‬‬

‫ومائة ألف دينار وصليب الصلبوت إن كان باقيا فأرسل فأحضر الال والصليب ول يتهيأ له من الساري إل ستمائة أسي فطلب الفرنج منه أن يريهم الصليب من بعيد فلما رفع سجدوا له‬
‫وألقوا أنفسهم إل الرض وبعثوا يطلبون منه ما أحضره من الال والسارى فامتنع إل أن يرسلوا إليه الساري أو يبعثوا له برهائن على ذلك فقالوا ل ولكن أرسل لنا ذلك وارض بأمانتنا‬
‫فعرف أنم يريدون الغدر والكر فلم يرسل إليهم شيئا من ذلك وأمر برد الساري إل أهليهم بدمشق ورد الصليب إل دمشق مهانا وأبرزت الفرنج خيامهم إل ظاهر البلد وأحضروا ثلثة‬
‫آلف من السلمي فأوقفوهم بعد العصر وحلوا عليهم حلة رجل واحد فقتلوهم عن آخرهم ف صعيد واحد رحهم ال وأكرم مثواهم ول يستبقوا بأيديهم من السلمي إل أميا أو صبيا أو‬
‫من يرونه ف عملهم قويا أو امرأة وجرى الذي كان وقضى المر الذي فيه تستفتيان وكان مدة إقامة صلح الدين على عكا صابرا مصابرا مرابطا سبعة وثلثي شهرا وجلة من قتل من‬
‫الفرنج خسي ألفا فصل فيما حدث بعد أخذ الفرنج عكا ساروا برمتهم قاصدين عسقلن والسلطان بيشه يسايرهم ويعارضهم منلة منلة والسلمون يتخطفونم ويسلبونم ف كل مكان‬
‫وكل أسي أتى به إل السلطان يأمر بقتله ف مكانه وجرت خطوب بي اليشي ووقعات متعددات ث طلب ملك النكليز أن يتمع باللك العادل أخى السلطان يطلب منه الصلح والمان‬
‫على أن يعاد لهلها بلد السواحل فقال له العادل إن دون ذلك قتل كل فارس منكم وراجل فغضب اللعي ونض من عنده غضبان ث اجتمعت الفرنج على حرب السلطان عند غابة‬
‫أرسوف فكانت النصرة للمسلمي فقتل من الفرنج عند غابة أرسوف ألوف بعد ألوف وقتل من السلمي خلق كثي أيضا وقد كان اليش فرعن السلطان ف أول الواقعة ول يبق معه سوى‬
‫سبعة عشر مقاتل وهو ثابت صابر والكؤسات لتفتر والعلم منشورة ث تراجع الناس فكانت النصرة للمسلمي ث تقدم السلطان بعساكره فنل ظاهر عسقلن فأشار ذوو الرأى على‬
‫السلطان بتخريب عسقلن خشية أن يتملكها الكفار ويعلونا وسيلة إل أخذ بيت القدس أو يري عندها من الرب والقتال نظي ما كان عند عكا أوشد فبات السلطان ليلته مفكرا ف‬
‫ذلك فلما أصبح وقد أوقع ال ف قلبه أن خرابا هو الصلحة فذكر ذلك لن حضره وقال لم وال لوت جيع أولدي أهون على من تريب حجر واحد منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪346‬‬


‫ولكن إذا كان خرابا فيه مصلحة للمسلمي فل بأس به ث طلب الولة وأمرهم بتخريب البلد سريعا قبل وصول العدو إليها فشرع الناس ف خرابه وأهله ومن حضره يتباكون على حسنه‬
‫وطيب مقيله وكثرة زروعه وثاره ونضارة أناره وأزهاره وكثرة رخامه وحسن بنائه وألقيت النار ف سقوفه وأتلف ما فيه من الغلت الت ليكن تويلها ول نقلها ول يزل الراب والريق‬
‫فيه من جادى الخرة إل سلخ شعبان من هذه السنة ث رحل السلطان منها ف ثان رمضان وقد تركها قاعا صفصفا ليس فيها معلمة لحد ث اجتاز بالرملة فخرب حصنها وخرب كنيسة لد‬
‫وزار بيت القدس وعاد إل الخيم سريعا وبعث ملك النكليز إل السلطان إن المر قد طال وهلك الفرنج والسلمون وإنا مقصودنا ثلثة أشياء ل سواها رد الصليب وبلد الساحل وبيت‬
‫القدس لنرجع عن هذه الثلثة ومنا عي تطرف فأرسل إليه السلطان أشد جواب وأسد مقال فعزمت الفرنج على قصد بيت القدس فتقدم السلطان بيشه إل القدس وسكن ف دار القساقس‬
‫قريبا من قمامة ف ذي القعدة وشرع ف تصي البلد وتعميق خنادقه وعمل فيه بنفسه وأولده وعمل فيه المراء والقضاة والعلماء والصالون وكان وقتا مشهودا واليزك حول البلد من‬
‫ناحية الفرنج وف كل وقت يستظهرون على الفرنج ويقتلون ويأسرون ويغنمون ول المد والنة وانقضت هذه السنة والمر على ذلك وفيها على ما ذكره العماد تول القضاء مي الدين‬
‫ممد بن الزكي بدمشق وفيها عدى أمي مكة داود بن عيسى بن فليتة بن هاشم بن ممد بن أب هاشم السن فأخذ أموال الكعبة حت انتزع طوقا من فضة كان على دائرة الجر السود‬
‫كان قد ل شعثه حي ضربه ذلك القرمطي بالدبوس فلما بلغ السلطان خبه من الجيج عزله وول أخاه بكيا ونقض القلعة الت كان بناها أخوه على أب قبيس وأقام داود بنخله حت توف با‬
‫سنة سبع وثاني وفيها توف من العيان اللك الظفر اللك الظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وكان عزيزا على عمه صلح الدين استنابه بصر وغيها من البلد ث أقطعه حاه ومدنا‬
‫كثية حولا ف بلد الزيرة وكان مع عمه السلطان على عكا ث استأذنه أن يذهب ليشرف على بلده الجاورة للجزيرة والفرات فلما صار إليها اشتغل با وامتدت عينه إل أخذ غيها من‬
‫أيدي اللوك الجاورين له فقاتلهم فاتفق موته وهو كذلك والسلطان عمه غضبان عليه بسبب اشتغاله بذلك عنه وحلت جنازته حت دفنت بماه وله مدرسة هناك هائلة كبية وكذلك له‬
‫بدمشق مدرسة مشهورة وعليها أوقاف كثية وقد أقام باللك بعده ولده النصور ناصر الدين ممد فأقره صلح الدين على ذلك بعد جهد جهيد ووعد ووعيد ولول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪347‬‬

‫السلطان العادل أخو صلح الدين تشفع فيه لا أقره ف مكان أبيه ولكن سلم ال توف يوم المعة تاسع عشر رمضان من هذه السنة وكان شجاعا فاتكا المي حسام الدين ممد بن عمر بن‬
‫لشي‬
‫أمه ست الشام بنت أيوب واقفة الشاميتي بدمشق توف ليلة المعة تاسع عشر رمضان أيضا ففجع السلطان بابن أخيه وابن أخته ف ليلة واحدة وقد كانا من أكب أعوانه ودفن بالتربة‬
‫السامية وهي الت أنشأتا أمه بحله العونية وهي الشامية البانية‬
‫المي علم الدين سليمان بن حيدر اللب‬
‫كان من أكابر الدولة الصلحية وف خدمة السلطان حيث كان وهو الذى أشار على السلطان بتخريب عسقلن واتفق مرضه بالقدس فاستأذن ف أن يرض بدمشق فأذن له فسار منها فلما‬
‫وصل إل غباغب مات با ف أواخر ذي الجة وف رجب منها توف المي الكبي نائب دمشق‬
‫الصفي بن الفائض‬
‫وكان من أكب أصحاب السلطان قبل اللك ث استنابه على دمشق حت توف با ف هذه السنة وف ربيع الول توف‬
‫الطبيب الاهر أسعد بن الطران‬
‫وقد شرف بالسلم وشكره على طبه الاص والعام‬
‫اليوشات الشيخ نم الدين‬
‫الذي بن تربة الشافعي بصر بأمر السلطان صلح الدين ووقف عليها أوقافا سنية ووله تدريسها ونظرها وقد كان السلطان يترمه ويكرمه وقد ذكرته ف طبقات الشافعية وما صنفه ف‬
‫الذهب من شرح الوسيط وغيه ولا توف اليوشات طلب التدريس جاعة فشفع اللك العادل عند أخيه ف شيخ الشيوخ أب السن ممد بن حويه فوله إياه ث عزله عنها بعد موت السلطان‬
‫واستمرت عليه أيدي بن السلطان واحدا بعد واحد ث عادت إليها الفقهاء والدرسون بعد ذلك‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني وخسمائة استهلت والسلطان صلح الدين ميم بالقدس وقد قسم السور بي أولده وأمرائه وهو يعمل فيه بنفسه ويمل الجر بي القربوسيي وبينه والناس‬
‫يقتدون يهم والفقهاء والقراء يعملون والفرنج لعنهم ال حول البلد من ناحية عسقلن وما والها ليتجاسرون أن يقربوا البلد من الرس واليزك الذين حول القدس إل أنم على نية ماصرة‬
‫القدس مصممون ولكيد السلم ممعون وهم والرس تارة يغلبون وتارة يغلبون وتارة ينهبون وتارة ينهبون وف ربيع الخر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪348‬‬

‫وصل إل السلطان المي سيف الدين الشطوب من السر وكان نائبا على عكا حي أخذت فافتدى نفسه منهم بمسي ألف دينار فأعطاه السلطان شيئا كثيا منها واستنابه على مدينة نابلس‬
‫فتوف با ف شوال من هذه السنة وف ربيع الخر قتل الركيس صاحب صور لعنه ال أرسل إليه ملك النكليز اثني من الفداوية فقتلوه أظهرا التنصر ولزما الكنيسة حت ظفرا به فقتله وقتل‬
‫أيضا فاستناب ملك النكليز عليها ابن أخيه بلم الكندهر وهو ابن أخت ملك الفرنسيي لبيه فهما خاله ولا صار إل صور بن بزوجه الركيس بعد موته بليلة واحدة وهي حبلي أيضا‬
‫وذلك لشدة العداوة الت كانت بي النكليز وبينه وقد كان السلطان صلح الدين يبغضهما ولكن الركيس كان قد صانعه بعض شيء فلم يهن عليه قتله وف تاسع جادى الول استول‬
‫الفرنج لعنهم ال على قلعة الداروم فخربوها وقتلوا خلقا كثيا من أهلها وأسروا طائفة من الذرية فإنا ل وإنا إليه راجعون ث أقبلوا جلة نو القدس فبز إليهم السلطان ف حزب اليان فلما‬
‫تراأي المعان نكص حزب الشيطان راجعي فرارا من القتال والنال وعاد السلطان إل القدس وقد رد ال الذين كفروا بغيظهم ل ينالوا خيا وكفى ال الؤمني القتال وكان ال قويا عزيزا‬
‫ث إن ملك النكليز لعنه ال وهو أكب ملوك الفرنج ذلك الي ظفر ببعض فلول السلمي فكبسهم ليل فقتل منهم خلقا كثيا وأسر منهم خسمائة أسي وغنم منهم شيئا كثيا من الموال‬
‫والمال واليل والبغال وكان جلة المال ثلثة آلف بعي فتقوى الفرنج بذلك وساء ذلك السلطان مساءة عظيمة جدا وخاف من غائلة ذلك واستخدم النكليز المالة على المال والر‬
‫بندية على البغال والسياس على اليل وأقبل وقد قويت نفسه جدا وصمم على ماصرة القدس وأرسل إل ملوك الفرنج الذين بالساحل فاستحضرهم ومن معهم من القاتلة فتعبأ السلطان لم‬
‫وتيأ وأكمل السور وعمر النادق ونصب النجانيق وأمر بتغوير ما حول القدس من الياه وأحضر السلطان أمراءه ليلة المعة تاسع عشر جادي الخرة أبا اليجاء البسمي والشطوب‬
‫والسدية فاستشارهم فيما قد دهه من هذا المر الفظيع الوجع الؤل فأفاضوا ف ذلك وأشاروا كل برأيه وأشار العماد الكاتب بأن يتحالفوا على الوت عند الصخرة كما كان الصحابة‬
‫يفعلون فأجابوا إل ذلك هذا كله والسلطان ساكت واجم مفكر فسكت القوم كأنا على رؤسهم الطي ث قال المد ل والصلة والسلم على رسول ال اعلموا أنكم جند السلم اليوم‬
‫ومنعته وأنتم تعلمون أن دماء السلمي وأموالم وذراريهم ف ذمكم معلقة وال عز وجل سائلكم يوم القيامة عنهم وأن هذا العدو ليس له من السلمي من يلقاه عن العباد والبلد غيكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪349‬‬

‫فإن وليتم والعياذ بال طوى البلد وأهلك العباد وأخذ الموال والطفال والنساء وعبد الصليب ف الساجد وعزل القرآن منها والصلة وكان ذلك كله ف ذمكم فإنكم أنتم الذين تصديتم‬
‫لذا كله وأكلتم بيت مال السلمي لتدفعوا عنهم عدوهم وتنصروا ضعيفهم فالسلمون ف سائر البلد متعلقون بكم والسلم فانتدب لوابه سيف الدين الشطوب وقال يا مولنا نن ماليكك‬
‫وعبيدك وأنت الذي أعطيتنا وكبتنا وعظمتنا وليس لنا إل رقابنا ونن بي يديك وال مايرجع أحد منا عن نصرك حت يوت فقال الماعة مثل ما قال ففرح السلطان بذلك وطاب قلبه ومد‬
‫لم ساطا حافل وانصرفوا من بي يديه على ذلك ث بلغه بعد ذلك أن بعض المراء قال إنا ناف أن يري علينا ف هذا البلد مثل ما جرى على أهل عكا ث يأخذون بلد السلم بلدا بلدا‬
‫والصلحة أن نلتقيهم بظاهر البلد فإن هزمناهم أخذنا بقية بلدهم وإن تكن الخرىسلم العسكر ومضى باله ويأخذون القدس وتفظ بقية بلد السلم بدون القدس مدة طويلة وبعثوا إل‬
‫السلطان يقولون له إن كنت تريدنا نقيم بالقدس تت حصار الفرنج فكن أنت معنا أو بعض أهلك حت يكون اليش تت أمرك فإن الكراد لتطيع الترك والترك لتطيع الكراد فلما بلغه‬
‫ذلك شق عليه مشقة عظيمة وبات ليلته أجع مهموما كئيبا يفكر فيما قالوا ث انلى المر واتفق الال على أن يكون اللك المد صاحب بعلبك مقيما عندهم نائبا عنه بالقدس وكان ذلك‬
‫نار المعة فلما حضر إل صلة المعة وأذن الؤذن للظهر قام فصلى ركعتي بي الذاني وسجد وابتهل إل ال تعال ابتهال عظيما وتضرع إل ربه وتسكن وسأله فيما بينه وبينه كشف هذه‬
‫الضائقة العظيمة فلما كان يوم السبت من الغد جاءت الكتب من الرس الذين حول البلد بأن الفرنج قد اختلفوا فيما بينهم فقال ملك الفرنسيي إنا إنا جئنا من البلد البعيدة وأنفقنا‬
‫الموال العديدة ف تليص بيت القدس ورده إلينا وقد بقى بيننا وبينه مرحلة فقال النكليز إن هذا البلد شق علينا حصاره لن الياه حوله قد عدمت وإل أن يأتينا الاء من الشقة البعيدة‬
‫يعطل الصار ويتلف اليش ث اتفق الال بينهم على أن حكموا منهم عليهم ثلثائة منهم فردوا أمرهم إل اثن عشر منهم فردوا أمرهم إل ثلثة منهم فباتوا ليلتهم ينظرون ث أصبحوا وقد‬
‫حكموا عليهم بالرحيل فلم يكنهم مالفتهم فسحبوا راجعي لعنهم ال أجعي فساروا حت نزلوا على الرملة وقد طالت عليهم الغربة والزملة وذلك ف بكرة الادي والعشرين من جادى‬
‫الخرة وبرز السلطان بيشه إل خارج القدس وسار نوهم خوفا أن يسيوا إل مصر لكثرة ما معهم من الظهر والموال وكان النكليز يلهج بذلك كثيا فخذلم ال عن ذلك وترددت‬
‫الرسل من النكليز إل السلطان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪350‬‬

‫ف طلب المان ووضع الرب بينه وبينهم ثلث سني وعلى أن يعيد لم عسقلن ويهب لم كنيسة بيت القدس وهى القمامة وأن يكن النصارى من زيارتا وحجها بلشيء فامتنع السلطان‬
‫من إعادة عسقلن وأطلق لم قمامة وفرض على الزوار مال يؤخذ من كل منهم فامتنع النكليز إل أن تعادلم عسقلن ويعمر سورها كما كانت فصمم السلطان على عدم الجابة ث ركب‬
‫السلطان حت واف يافا فحاصرها حصارا شديدا فافتتحها وأخذوا المان لكبيها وصغيها فبينما هم كذلك إذ أشرقت عليهم مراكب النكليز على وجه البحر فقويت رؤسهم واستعصت‬
‫نفوسهم فهجم اللعي فاستعاد البلد وقتل من تأخر با من السلمي صبا بي يديه وتقهقر السلطان عن منلة الصار إل ما وراءها خوفا على اليش من معرة الفرنج فجعل ملك النكليز‬
‫يتعجب من شدة سطوة السلطان وكيف فتح مثل هذا البلد العظيم ف يومي وغيه ليكنه فتحه ف عامي ولكن ماظننت أنه مع شهامته وصرامته يتأخر من منلته بجرد قدومي وأنا ومن معي‬
‫ل نرج من البحر إل جرائد بل سلح ث أل ف طلب الصلح وان تكون عسقلن داخلة ف صلحهم فامتنع السلطان ث إن السلطان كبس ف تلك الليال النكليز وهو ف سبعة عشر مقاتل‬
‫وحوله قليل من الرجالة فأكب بيشه حوله وحصره حصرا ل يبق معه ناة لوصمم معه اليش ولكنهم نكلوا كلهم عن الملة فل قوة إل بال وجعل السلطان يرضهم غاية التحريض فكلهم‬
‫يتنع كما يتنع الريض من شرب الدواء وهذا وملك النكليز قد ركب ف أصحابه وأخذ عدة قتاله وأهبة نزاله واستعرض اليمنة إل آخر اليسرة يعن ميمنة السلمي وميسرتم فلم يتقدم إليه‬
‫أحد الفرسان ول نره بطل من الشجعان فعند ذلك كر السلطان راجعا وقد أحزنه أنه ل ير من اليش مطيعا فأنا ل وإنا إليه راجعون ولو أن له بم قوة لا ترك أحدا منهم يتناول من بيت‬
‫الال فلسا ث حصل للك النكليز بعد ذلك مرض شديد فبعث إل السلطان يطلب فاكهة وثلجا فأمده بذلك من باب الكرم ث عوف لعنه ال وتكررت الرسل منه يطلب من السلطان الصالة‬
‫لكثرة شوقه إل أولده وبلده وطاوع السلطان على ما يقول وترك طلب عسقلن ورضى با رسم به السلطان وكتب كتاب الصلح بينهما ف سابع عشر شعبان وأكدت العهود والواثيق من‬
‫كل ملك من ملوكهم وحلف المراء من السلمي وكتبوا خطوطهم واكتفى من السلطان بالقول الجرد كما جرت به عادة السلطي وفرح كل من الفريقي فرحا شديدا وأظهروا سرورا‬
‫كثيا ووقعت الدنة على وضع الرب ثلثي سنة وستة أشهر وعلى أن يقرهم على ما بأيديهم من البلد الساحلية وللمسلمي ما يقابلها من البلد البلية وما بينهما من العاملت تقسم على‬
‫الناصفة وأرسل السلطان مائة نقاب صحبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪351‬‬


‫أمي لتخريب سور عسقلن وإخراج من با من الفرنج وعاد السلطان إل القدس فرتب أحواله ووطدها وسدد أموره وأكدها وزاد وقف الدرسة سوقا بدكاكينها وأرضا ببساتينها وزاد وقف‬
‫الصوفية وعزم على الج عامه ذلك فكتب إل الجاز واليمن ومصر والشام ليعلموا بذلك ويتأهبوا له فكتب إليه القاضي الفاضل ينهاه عن ذلك خوفا على البلد من إستيلء الفرنج عليها‬
‫ومن كثرة الظال با وفساد الناس والعسكر وقلة نصحهم وأن النظر ف أحوال السلمي خي لك ف عامك هذا والعدو ميم بعد بالشام وأنت تعلم أنم يهادنون ليتقووا ويكثروا ث يكروا‬
‫ويغدروا فسمع السلطان منه وشكر نصحه وترك ما عزم عليه وكتب به إل سائر المالك واستمرة مقيما بالقدس جيع شهر رمضان ف صيام وصلة وقرآن وكلما وفد أحد من رؤساء الفرنج‬
‫للزيارة فعل معه غاية الكرام تأليفا لقلوبم ول يبق أحد من ملوكهم إل جاء لزيارة القمامة متنكرا ويضر ساط السلطان فيمن حضر من جهورهم بيث ليرى والسلطان ليعلم ذلك جلة‬
‫ولتفصيل ولذا كان يعاملهم بالكرام ويريهم صفحا جيل وبرا جزيل فلما كان ف خامس شوال ركب السلطان ف العساكر فبز من القدس قاصدا دمشق واستناب على القدس عز الدين‬
‫جوردبك وعلى قضائها باء الدين بن يوسف بن رافع بن تيم الشافعي فاجتاز على وادي اليب وبات على بركة الداوية ث أصبح ف نابلس فنظر ف أحوالا ث ترحل عنها فجعل ير بالقلع‬
‫والصون والبلدان فينظر ف أحوالا ويكشف الظال عنها وف أثناء الطريق جاء إل خدمته بيمند صاحب إنطاكية فأكرمه وأحسن إليه وأطلق له أموال جزيلة وخلعا وكان العماد الكاتب ف‬
‫صحبته فأخب عن منازله منلة منلة إل أن قال وعب يوم الثني عي الر إل مرج بيوس وقد زال البوس وهناك وفد عليه أعيان دمشق وأماثلها ونزل يوم الثلثاء على العرادة وجاءه هناك‬
‫التحف والتلقون على العادة وأصبحنا يوم الربعاء سادس عشر شوال بكرة بنة دمشق داخلي بسلم آمني وكانت غيبة السلطان عنها أربع سني فأخرجت دمشق أثقالا وأبرزت نساءها‬
‫وأطفالا ورجالا وكان يوم الزينة وخرج أكثر أهل الدينة واجتمع أولده الكبار والصغار وقدم عليه رسل اللوك من سائر المصار وأقام بقية عامه ف اقتناص الصيد وحضور دار العدل‬
‫والعمل بالحسان والفضل ولا كان عيد الضحى امتدحه بعض الشعراء بقصيدة يقول فيها ‪ ...‬وأبيها لول تغزل عينها ‪ ...‬لا قلة ف التغزل شعرا ‪ ...‬ولكانت مدائح اللك النا ‪ ...‬صرو إل‬
‫مافيه أعمل فكرا ‪ ...‬ملك طبق الالك بالعد ‪ ...‬ل مثلما أوسع البية برا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪352‬‬

‫فيحل العياد صوما وفطرا ‪ ...‬ويلقى النا برا وبرا ‪ ...‬يأمر بالطاعات ل إن ‪ ...‬أضحى مليك على الناهي مصرا ‪ ...‬نلت ماتسعى من الدين والدنيا ‪ ...‬فتيها على اللوك وفخرا ‪ ...‬قد‬
‫‪ ...‬جعت الجدين أصل وفرعا ‪ ...‬وملكت الدارين دنيا وأخرى‬
‫وما وقع ف هذه السنة من الوادث غزوة عظيمة بي صاحب غزنة شهاب الدين ملكها السبكتكين وبي ملك الند وأصحابه الذين كانوا قد كسروه ف سنة ثلث وثاني فأظفره ال بم‬
‫هذه السنة فكسرهم وقتل خلقا منهم وأسر خلقا وكان من جلة من أسره ملكهم العظم وثانية عشر فيل من جلتها الذي كان جرحه ث أحضر اللك بي يديه فأهانه ول يكرمه واستحوذ‬
‫على حصنه وأخب با فيه من كل جليل وحقي ث قتله بعد ذلك وعاد إل غزنة مؤيدا منصورا مسرورا مبورا وفيها أتم أمي الج ببغداد وهو طاشتكي وقد كان على إمرة الج من مدة‬
‫عشرين سنة وكان ف غاية حسن السية واتم بأنه يكاتب صلح الدين بن أيوب ف أخذ بغداد فإنه ليس بينه وبينها أحد يانعه عنها وقد كان مكذوبا عليه ومع هذا أهي وحبس وصودر‬
‫فصل‬
‫ومن توف فيها من العيان القاضي شس الدين‬
‫ممد بن ممد بن موسى‬
‫العروف بابن الفراش كان قاضي العساكر بدمشق ويرسله السلطان إل ملوك الفاق ومات بلطية‬
‫سيف الدين علي بن أحد الشطوب‬
‫كان من أصحاب أسد الدين شيكوه حضر معه الوقعات الثلث بصر ث صار من كباء أمراء صلح الدين وهو الذي كان نائبا على عكا لا أخذوها الفرنج فأسروه ف ف جلة من أسروا‬
‫فافتدى نفسه بمسي ألف دينار وجاء إل السلطان وهو بالقدس فأعطاه أكثرها ووله نابلس توف يوم الحد ثالث وعشرين شوال بالقدس ودفن ف داره‬
‫صاحب بلد الروم عز الدين قلج أرسلن بن مسعود‬
‫ابن قلج أرسلن وكان قد قسم جيع بلده بي أولده طمعا ف طاعتهم له فخالفوه وتبوا وعتوا عليه وخفضوا قدره وارتفعوا ول يزل كذلك حت توف ف عامه هذا وف ربيع الخر توف‬
‫الشاعر أبو الرهف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 12‬صفحة ‪353‬‬

‫نصر بن منصور النميي‬


‫سع الديث واشتغل بالدب أصابه جدري وهو ابن أربعة عشرة سنة فنقص بصره جدا وكان ليبصر الشياء البعيدة ويرى القريب منه ولكن كان ليتاج إل قائد فارتل إل العراق لداواة‬
‫عينيه فآيسته الطباء من ذلك فاشتغل بفظ القرآن ومصاحبة الصالي فأفلح وله ديوان شعر كبي حسن وقد سئل مرة عن مذهبه واعتقاده فأنشأ يقول‬
‫أحب علينا والبتول وولدها ‪ ...‬ول أجحد الشيخي فضل التقدم ‪ ...‬وأبرأ من نال عثمان بالذى ‪ ...‬كما أتبا من ولء ابن ملجم ‪ ...‬ويعجبن أهل الديث لصدقهم ‪ ...‬فلست إل قوم ‪...‬‬
‫سواهم بنتمي ‪ ...‬توف ببغداد ودفن بقابر الشهداء بباب حرب رحه ال تعال بمد ال تعال قد ت طبع الزء الثان عشر من البداية والنهاية للعلمة ابن كثي ويليه الزء الثالث عشر وأوله‬
‫سنة تسع وثاني وخسمائة هجرية على صاحبها أفضل الصلة وأت التحية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪353‬‬


‫البداية والنهاية‬
‫الزء الثالث عشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪2‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫ث دخلت سنة تسع وثاني وخسمائة‬
‫فيها كانت وفاة السلطان اللك الناصر صلح الدين يوسف بن ايوب رحه ال تعال‬
‫استهلت هذه السنة وهو ف غاية الصحة والسلمة وخرج هو وأخوه العادل إل الصيد شرقي دمشق وقد اتفق الال بينه وبي أخيه أنه بعد ما يفرغ من أمر الفرنج يسي هو إل بلد الروم‬
‫ويبعث أخاه إل بغداد فإذا فرغا من شأنما سارا جيعا إل بلد آذربيجان بلد العجم فإنه ليس دونا أحد يانع عنها فلما قدم الجيج ف يوم الثني حادى عشر صفر خرج السلطان لتلقيهم‬
‫وكان معه ابن أخيه سيف السلم صاحب اليمن فأكرمه والتزمه وعاد إل القلعة فدخلها من باب الديد فكان ذلك آخر ما ركب ف هذه الدنيا ث إنه اعتراه حى صفراوية ليلة السبت‬
‫سادس عشر صفر فلما اصبح دخل عليه القاضي الفاضل وابن شداد وابنه الفضل فأخذ يشكو إليهم كثرة قلقه البارحة وطاب له الديث وطال ملسهم عنده ث تزايد به الرض واستمر‬
‫وقصده الطباء ف اليوم الرابع ث اعتراه يبس وحصل له عرق شديد بيث نفذ إل الرض ث قوى اليبس فأحضر المراء الكابر فبويع لولده الفضل نور الدين علي وكان نائبا على دمشق‬
‫وذلك عندما ظهرت مايل الضعف الشديد وغيبوبة الذهن ف بعض الوقات وكان الذين يدخلون عليه ف هذه الال الفاضل وابن شداد وقاضي البلد ابن الزكي ث اشتد به الال ليلة‬
‫الربعاء السابع والعشرين من صفر واستدعى الشيخ أبا جعفر إمام الكلسة ليبيت عنده يقرأ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪3‬‬

‫القرآن ويلقنه الشهادة إذا جد به المر فذكر أنه كان يقرأ عنده وهو ف الغمرات فقرأ هو الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة فقال وهو كذلك صحيح فلما أذن الصبح جاء القاضي‬
‫الفاضل فدخل عليه وهو ف آخر رمق فلما قرأ القارئ ل إله إل هو عليه توكلت تبسم وتلل وجهه وأسلم روحه إل ربه سبحانه ومات رحه ال وأكرم مثواه وجعل جنات الفردوس مأواه‬
‫وكان له من العمر سبع وخسون سنة لنه ولد بتكريت ف شهور سنة ثنتي وثلثي وخسمائة رحه ال فقد كان ردءا للسلم وحرزا وكهفا من كيد الكفرة اللئام وذلك بتوفيق ال له وكان‬
‫أهل دمشق ل يصابوا بثل مصابه وود كل منهم لو فداه بأولده واحبابه وأصحابه وقد غلقت السواق واحتفظ على الواصل ث اخذوا ف تهيزه وحضر جيع أولده وأهله وكان الذي تول‬
‫غسله خطيب البلد الفقيه الدولعي وكان الذي أحضر الكفن ومؤنة التجهيز القاضي الفاضل من صلب ماله اللل هذا واولده الكبار والصغار يتباكون وينادون وأخذ الناس ف العويل‬
‫والنتحاب والدعاء له والبتهال ث أبرز جسمه ف نعشه ف تابوت بعد صلة الظهر وأم الناس عليه القاضي ابن الزكي ث دفن ف داره بالقلعة النصورة ث شرع ابنه ف بناء تربة له ومدرسة‬
‫للشافعية بالقرب من مسجد القدم لوصيته بذلك قديا فلم يكمل بناؤها وذلك حي قدم ولده العزيز وكان ماصرا لخيه الفضل كما سيأت بيانه ف سنة تسعي وخسمائة ث اشترى له‬
‫الفضل دارا شال الكلسة ف وزان مازاده القاضي الفاضل ف الكلسة فجعلها تربة هطلت سحائب الرحة عليها ووصلت ألطاف الرأفة إليها وكان نقله إليها ف يوم عاشوراء سنة اثنتي‬
‫وتسعي وصلى عليه تت النسر قاضي القضاة ممد بن علي القرايب ابن الزكي عن إذن الفضل ودخل ف لده ولده الفضل فدفنه بنفسه وهو يومئذ سلطان الشام ويقال إنه دفن معه سيفه‬
‫الذي كان يضر به الهاد وذلك عن أمر القاضي الفاضل وتفاءلوا بأنه يكون معه يوم القيامة يتوكأ عليه حت يدخل النة إن شاء ال ث عمل عزاؤه بالامع الموي ثلثة أيام يضره الاص‬
‫والعام والرعية والكام وقد عمل الشعراء فيه مراثي كثية من أحسنها ما عمله العماد الكاتب ف آخر كتابه البق السامي وهي مائتا بيت واثنان وقد سردها الشيخ شهاب الدين أبو شامة‬
‫ف الروضتي منها قوله ‪ ...‬شل الدى واللك عم شتاته ‪ ...‬والدهر ساء وأقلعت حسناته ‪ ...‬أين الذي مذ ل يزل مشية ‪ ...‬مرجوة رهباته وهباته ‪ ...‬أين الذي كانت له طاعاتنا ‪ ...‬مبذولة‬
‫ولربه طاعاته ‪ ...‬بال أين الناصر اللك الذي ‪ ...‬ل خالصة صفت نياته ‪ ...‬أين الذي ما زال سلطانا لنا ‪ ...‬يرجى نداه وتتقى سطواته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪4‬‬

‫أين الذي شرف الزمان بفضله ‪ ...‬وست على الفضلء تشريفاته ‪ ...‬أين الذي عنت الفرنج لبأسه ‪ ...‬ذل ومنها أدركت ثاراته ‪ ...‬اغلل اعناق العدا أسيافه ‪ ...‬اطواق اجياد الورى مناته‬
‫‪ ...‬وله ‪ ...‬من للعلى من للذرى من للهدى ‪ ...‬يميه من للبأس من للنائل ‪ ...‬طلب البقاء للكه ف آجل ‪ ...‬إذ ل يثق ببقاء ملك عاجل ‪ ...‬بر أعاد الب برا بره ‪ ...‬وبسيفه فتحت بلد‬
‫الساحل ‪ ...‬من كان أهل الق ف أيامه ‪ ...‬وبعزه يردون أهل الباطل ‪ ...‬وفتوحه والقدس من أبكارها ‪ ...‬أبقت له فضل بغي مساجل ‪ ...‬ماكنت استسقى لقبك وابل ‪ ...‬ورأيت جودك‬
‫مجل للوابل ‪ ...‬فسقاك رضوان الله لنن ‪ ...‬ل أرتضى سقيا الغمام الاطل ‪ ...‬تركته وشيء من ترجته‬
‫قال العماد وغيه ل يترك ف خزانته من الذهب سوى جرم واحد أي دينار واحد صوريا وستة وثلثي درها وقال غيه سبعة وأربعي درها ول يترك دارا ول عقارا ول مزرعة ول بستانا ول‬
‫شيئا من أنواع الملك هذا وله من الولد سبعة عشر ذكرا وابنة واحدة وتوف له ف حياته غيهم والذين تأخروا بعده ستة عشر ذكرا أكبهم اللك الفضل نور الدين علي ولد بصر سنة‬
‫خس وستي ليلة عيد الفطر ث العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان ولد بصر أيضا ف جادي الول سنة سبع وستي ث الظافر مظفر الدين أبو العباس الضر ولد بصر ف شعبان سنة ثان‬
‫وستي وهو شقيق الفضل ث الظاهر غياث الدين أبو منصور غازي ولد بصر ف نصف رمضان سنة ثان وستي ث العزيز فتح الدين أبو يعقوب إسحاق ولد بدمشق ف ربيع الول سنة سبعي‬
‫ث نم الدين أبو الفتح مسعود ولد بدمشق سنة احدى وسبعي وهو شقيق العزيز ث الغر شرف الدين أبو يوسف يعقوب ولد بصر سنة ثنتي وسبعي وهو شقيق العزيز أيضا ث الزاهر مي‬
‫الدين أبو سليمان داود ولد بصر سنة ثلث وسبعي وهو شقيق الظاهر ث أبو الفضل قطب الدين موسى وهو شقيق الفضل ولد بصر سنة ثلث وسبعي أيضا ث لقب بالظفر أيضا ث‬
‫الشرف معز الدين أبو عبد ال ممد ولد بالشام سنة خس وسبعي ث الحسن ظهي الدين أبو العباس أحد ولد بصر سنة سبع وسبعي وهو شقيق الذي قبله ث العظم فخر الدين أبو منصور‬
‫توران شاه ولد بصر ف ربيع الول سنة سبع وسبعي وتأخرت وفاته إل سنة ثان وخسي وستمائة ث الوال ركن الدين أبو سعيد أيوب ولد سنة ثان وسبعي وهو شقيق للمعز ث الغالب‬
‫نصي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪5‬‬

‫الدين أبو الفتح ملك شاه ولد ف رجب سنة ثان وسبعي وهو شقيق العظم ث النصور أبو بكر أخو العظم لبويه ولد بران بعد وفاة السلطان ث عماد الدين شادي لم ولد ونصي الدين‬
‫مروان لم ولد أيضا وأما البنت فهي مؤنسة خاون تزوجها ابن عمها اللك الكامل ممد بن العادل أب بكر ابن أيوب رحهم ال تعال‬
‫وإنا ل يلف أموال ول أملكا لوده وكرمه وإحسانه إل أمرائه وغيهم حت إل أعدائه وقد تقدم من ذلك ما يكفي وقد كان متقلل ف ملبسه ومأكله ومركبه وكان ل يلبس إل القطن‬
‫والكتان والصوف ول يعرف أنه تطى إل مكروه ول سيما بعد أن أنعم ال عليه باللك بل كان هه الكب ومقصده العظم نصره السلم وكسر أعدائه اللئام وكان يعمل رأيه ف ذلك‬
‫وحده ومع من يثق به ليل ونارا وهذا مع ما لديه من الفضائل والفواضل والفوائد الفرائد ف اللغة والدب وايام الناس حت قيل إنه كان يفظ الماسة بتمامها وكان مواظبا على الصلوات‬
‫ف أوقاتا ف الماعة يقال إنه ل تفته الماعة ف صلة قبل وفاته بدهر طويل حت ول ف مرض موته كان يدخل المام فيصلي به فكان يتجشم القيام مع ضعفه وكان يفهم ما يقال بي يديه‬
‫من البحث والناظرة ويشارك ف ذلك مشاركة قريبة حسنة وإن ل يكن بالعبارة الصطلح عليها وكان قد جع له القطب النيسابوري عقيدة فكان يفظها ويفظها من عقل من اولده وكان‬
‫يب ساع القرآن والديث والعلم ويواظب على ساع الديث حت أنه يسمع ف بعض مصافه جزء وهو بي الصفي فكان يتبحبح بذلك ويقول هذا موقف ل يسمع احد ف مثله حديثا وكان‬
‫ذلك بإشارة العماد الكاتب وكان رقيق القلب سريع الدمعة عند ساع الديث وكان كثي التعظيم لشرائع الدين كان قد صحب ولده الظاهر وهو بلب شاب يقال له الشهاب السهروردي‬
‫وكان يعرف الكيميا وشيئا من الشعبذة والبواب النينيات فافتت به ولد السلطان الظاهر وقربه واحبه وخالف فيه حلة الشرع فكتب إليه ان يقتله ل مالة فصلبه عن امر والده وشهره‬
‫ويقال بل حبسه بي حيطي حت مات كمدا وذلك ف سنة ست وثاني وخسمائة وكان من اشجع الناس وأقواهم بدنا وقلبا مع ما كان يعترى جسمه من المراض والسقام ول سيما ف‬
‫حصارعكا فانه كان مع كثرة جوعهم وامدادهم ل يزيده ذلك إل قوة وشجاعة وقد بلغت جوعهم خسمائة الف مقاتل ويقال ستمائة الف فقتل منهم مائة الف مقاتل‬
‫ولا انفصل الرب وتسلموا عكا وقتلوا من كان با من السلمي وساروا برمتهم إل القدس جعل يسايرهم منلة منلة وجيوشهم اضعاف اضعاف من معه ومع هذا نصره ال وخذلم وسبقهم‬
‫إل القدس فصانه وحاه منهم ول يزل بيشه مقيما به يرهبهم ويرعبهم ويغلبهم ويسلبهم حت تضرعوا اليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪6‬‬

‫وخضعوا لديه ودخلوا عليه ف الصلح وان تضع الرب اوزارها بينهم وبينه فاجابم إل ما سألوا على الوجه الذي أراده ل على ما يريدونه وكان ذلك من جلة الرحة الت رحم ال با‬
‫الؤمني فإنه ما انقضت تلك لسنون حت ملك البلد اخوه العادل فعزبه السلمون وذل به الكافرون وكان سخيا جبيا ضحوك الوجه كثي البشر ل يتضجر من خي يفعله شديد الصابرة على‬
‫اليات والطاعات فرحه ال وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة طرفا صالا من سيته وأيامه وعدله ف سريرته وعلنيته وأحكامه فصل‬
‫وكان قد قسم البلد بي أولده فالديار الصرية لولده العزيز عماد الدين اب الفتح ودمشق وما حولا لولده الفضل نور الدين على وهو أكب أولده والملكة اللبية لولده الظاهر غازي‬
‫غياث الدين ولخيه العادل الكرك والشوبك وبلد جعب وبلدان كثية قاطع الفرات وحاه ومعاملة أخرى معها للملك النصور ممد بن تقي الدين عمر بن أخي السلطان وحص والرحبة‬
‫وغيها لسد الدين بن شيكوه بن ناصر الدين بن ممد بن أسد الدين شيكوه الكبي نم الدين أخي أبيه نم الدين أيوب واليمن بعاقله وماليفه جيعه ف قبضة السلطان ظهي الدين سيف‬
‫السلم طغتكي ابن أيوب أخى السلطان صلح الدين وبعلبك واعمالا للمد برام شاه بن فروخ شاه وبصرى واعمالا للظافر بن الناصر ث شرعت المور بعد موت صلح الدين تضطرب‬
‫وتتلف ف جيع هذه المالك حت آل المر واستقرت المالك واجتمعت الكلمة على اللك العادل أب بكر صلح الدين وصارت الملكة ف أولده كما سيأت قريبا إن شاء ال تعال‬
‫وفيها جددا لليفة الناصر لدين ال خزانة كتب الدرسة النظامية ببغداد ونقل إليها الوفا من الكتب السنة الثمنة وف الحرم منها جرت ببغداد كائنة غريبة وهي أن ابنة لرجل من التجار ف‬
‫الطحي عشقت غلم أبيها فلما علم أبوها بامرها طرد الغلم من داره فواعدته البنت ذات ليلة ان يأتيها فجاء إليها متفيا فتركته ف بعض الدار فلما جاء أبوها ف اثناء الليل امرته فنل فقتله‬
‫وأمرته بقتل امها وهي حبلى واعطته الارية حليا بقيمة الفي دينار فأصبح امره عندا لشرطة فمسك وقتل قبحه ال وقد كان سيده من خيار الناس وأكثرهم صدقة وبرا وكان شابا وضيء‬
‫الوجه رحه ال‬
‫وفيها درس بالدرسة الديدة عند قب معروف الكرخي الشيخ أبو علي التوياب وحضر عنده القضاة والعيان وعمل با دعوة حافلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪7‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫السلطان صلح الدين يوسف بن أيوب‬
‫ابن شاذي وقد تقدمت وفاته مبسوطة‬
‫المي بكتمر صاحب خلط‬
‫قتل ف هذه السنة وكان من خيار اللوك واشجهم واحسنهم سية رحه ال‬
‫التابك عز الدين مسعود‬
‫ابن مودود بن زنكي صاحب الوصل نوا من ثلث عشرة سنة من خيار اللوك كان بنسبه نور الدين الشهيد عمه ودفن بتربته عند مدرسة أنشأها بالوصل اثابه ال‬
‫جعفر بن ممد بن فطيا‬
‫أبو السن أحد الكتاب بالعراق كان ينسب إل التشيع وهذا كثي ف أهل تلك البلد ل أكثر ال منهم جاءه رجل ذات يوم فقال له رأيت البارحة أمي الؤمني عليا ف النام فقال ل اذهب‬
‫إل ابن فطيا فقل له يعطيك عشرة دناني فقال له ابن فطيا مت رأيته قال أول الليل فقال ابن فطيا وأنا رأيته آخر الليل فقال ل إذا جاءك رجل من صفته كذا وكذا فطلب منك شيئا فل‬
‫تعطه فأدبر الرجل موليا فاستدعاه ووهبه شيئا ومن شعره فيما اورده ابن الساعي وقد تقدم ذلك لغيه ‪ ...‬ولا سبت الناس أطلب منهم ‪ ...‬اخا ثقة عند اعتراض الشدائد ‪ ...‬وفكرت ف‬
‫يومي سروري وشدت ‪ ...‬وناديت ف الحياء هل من مساعد ‪ ...‬فلم أر فيما ساءن غي شامت ‪ ...‬ول أر فما سرن غي حاسد ‪ ...‬يي بن سعيد بن غازي‬
‫أبو العباس البصري النجران صاحب القامات كان شاعرا اديبا فاضل بليغا له اليد الطول ف اللغة والنظم ومن شعره قوله ‪ ...‬غناء خود ينساب لطفا ‪ ...‬بل عناء ف كل أذن ‪ ...‬ما رده قط‬
‫باب سع ‪ ...‬ول أتى زائرا باذن ‪ ...‬السيدة زبيدة‬
‫بنت المام القتفى لمر ال اخت الستنجد وعمة الستضيء كانت قد عمرت طويل ولا صدقات كثية دارة وقد تزوجها ف وقت السلطان مسعود على صداق مائة ألف دينار فتوف قبل ان‬
‫يدخل با وقد كانت كارهة لذلك فحصل مقصودها وطلبتها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪8‬‬

‫الشيخة الصالة فاطمة خاتون‬


‫بنت ممد بن السن العميد كانت عابدة زاهدة عمرت مائة سنة وست سني كان قد تزوجها ف وقت امي اليوش مطر وهي بكر فبقيت عنده إل ان توف ول تتزوج بعده بل اشتغلت بذكر‬
‫ال عز وجل والعبادة رحها ال‬
‫وفيها أنفذ الليفة الناصر العباسي إل الشيخ أب الفرج بن الوزي يطلب منه ان يزيد على أبيات عدي بن زيد الشهورة ما يناسبها من الشعر ولو بلغ ذلك عشر ملدات وهي هذه البيات‬
‫‪ ...‬أيها الشامت العي بالده ‪ ...‬ر أأنت البأ الوفور ‪ ...‬أم لديك العهد الوثيق من ال ‪ ...‬أيام بل أنت جاهل مغرور ‪ ...‬من رأيت النون خلدت أم من ‪ ...‬ذاعليه من أن يضام خفي ‪ ...‬أين‬
‫كسرى كسر اللوك أبو ‪ ...‬ساسان أم أين قبله سابور ‪ ...‬وبنوا الصفر اللوك ملوك الر ‪ ...‬وم ل يبق منهم مذكور ‪ ...‬وأخو الضر إذبناه وإذ ‪ ...‬دجلة تب إليه والابور ‪ ...‬شاده مرمرا‬
‫وجلله كلسا ‪ ...‬فللطي ف ذراه وكور ‪ ...‬ل تبه ريب النون فزا ‪ ...‬ل اللك عنه فبابه مهجور ‪ ...‬وتذكر رب الورنق إذ ‪ ...‬أشرف يوما وللهندي تكفي ‪ ...‬سره حاله وكثرة ما ‪ ...‬يلك‬
‫والبحر معرضا والسدير ‪ ...‬فارعوى قلبه وقال وما ‪ ...‬غبطة حي إل المات يصي ‪ ...‬ث بعد النعيم واللك والنهي وال ‪ ...‬أمر وارتم هناك قبور ‪ ...‬ث اضحوا كأنم أورق جف ‪ ...‬ت‬
‫فألوت با الصبا والدبور ‪ ...‬غي ان اليام تتص بالرء ‪ ...‬وفيها لعمري العظات والتفكي ‪ ...‬ث دخلت سنة تسعي وخسمائة‬
‫لا استقر اللك الفضل بن صلح الدين مكان أبيه بدمشق بعث بدايا سنية إل باب الليفة الناصر من ذلك سلح ابيه وحصانه الذي كان يضر عليه الغزوات ومنها صليب الصلبوت الذي‬
‫استلبه أبوه من الفرنج يوم حطي وفيه من الذهب ما ينيف على عشرين رطل مرصعا بالواهر النفيسة وأربع جواري من بنات ملوك الفرنج وأنشا له العماد الكاتب كتابا حافل يذكر فيه‬
‫التعزية بأبيه والسؤال من الليفة أن يكون ف اللك من بعده فأجيب إل ذلك‬
‫ولا كان شهر جادي الول قدم العزيز صاحب مصر إل دمشق ليأخذها من أخيه الفضل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪9‬‬

‫فخيم على الكسوة يوم السبت سادس جادى وحاصر البلد فمانعه اخوه ودافعه عنها فقطع النار ونبت الثمار واشتد الال ول يزل المر كذلك حت قدم العادل عمهما فأصلح بينهما ورد‬
‫المر لللفة بعد اليمي على أن يكون للعزيز القدس وما جاور فلسطي من ناحيته أيضا وعلى ان يكون جبلة واللذقية للظاهر صاحب حلب وان يكون لعمهما العادل اقطاعه الول ببلد‬
‫مصر مضافا إل ما بيده من الشام والزيرة كحران والرها وجعب وما جاور ذلك فاتفقوا على ذلك وتزوج العزيز بابنة عمه العادل ومرض ث عوف وهو ميم برج الصفر وخرجت اللوك‬
‫لتهنئته بالعافية والتزويج والصلح ث كر راجعا إل مصر لطول شوقه إل اهله واولده وكان الفضل بعد موت أبيه قد أساء التدبي فأبعد امراء ابيه وخواصه وقرب الجانب واقبل على شرب‬
‫السكر واللهو واللعب واستحوذ عليه وزيره ضياء الدين ابن الثي الزري وهو الذي كان يدوه إل ذلك فتلف وأتلفه واضل واضله وزالت النعمة عنهما كما سيأت‬
‫وفيها كانت وقعة عظيمة بي شهاب الدين ملك غزنة وبي كفار الند أقبلوا إليه ف ألف ألف مقاتل ومعهم سبعمائة فيل منها فيل أبيض ل ير مثله فالتقوا فاقتتلوا قتال شديدا ل ير مثله‬
‫فهزمهم شهاب الدين عند نر عظيم يقال له اللحون وقتل ملكهم واستحوذ على حواصله وحواصل بلده وغنم فيلتهم ودخل بلد اللك الكبى فحمل من خزانته ذهبا وغيه على ألف‬
‫واربعمائة جل ث عاد إل بلده سالا منصورا‬
‫وفيها ملك السلطان خوارزم شاه تكش ويقال له ابن الصباعي بلد الرى وغيها واصطلح مع السلطان طغرلبك السلجوقي وكان قد تسلم بلدا لري وسائر ملكة أخيه سلطان شاه‬
‫وخزائنه وعظم شأنه ث التقى هو والسلطان طغرلبك ف ربيع الول من هذه السنة فقتل السلطان طغرلبك وأرسل راسه إل الليفة فعلق على باب النوبة عدة أيام وأرسل الليفة اللع‬
‫والتقاليد إل السلطان خوارزم شاه وملك هدان وغيها من البلد التسعة‬
‫وفيها نقم الليفة على الشيخ أب الفرج بن الوزي وغضب عليه ونفاه إل واسط فمكث با خسة أيام ل يأكل طعاما وأقام با خسة أعوام يدم نفسه ويستقى لنفسه الاء وكان شيخا كبيا‬
‫قد بلغ ثاني سنة وكان يتلو ف كل يوم وليلة ختمة قال ول أقرأ يوسف لوجدي على ولدي يوسف إل أن فرج ال كما سيأت إن شاء ال وفيها توف من العيان‬
‫احد بن إساعيل بن يوسف‬
‫أبو الي القزوين الشافعي الفسر قدم بغداد ووعظ بالنظامية وكان يذهب إل قوم الشعري ف الصول وجلس ف يوم عاشوراء فقيل له العن يزيد بن معاوية فقال ذاك إمام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪10‬‬

‫متهد فرماه الناس بالجر فاختفى ث هرب إل قزوين‬


‫ابن الشاطب ناظم الشاطبية‬
‫أبو القاسم بن قسية بن أب القاسم خلف بن أحد الرعين الشاطب الضرير مصنف الشاطبية ف القراءات السبع فلم يسبق إليها ول يلحق فيها وفيها من الرموز كنوز ل يهتدي إليها إل كل‬
‫ناقد بصي هذا مع أنه ضرير ولد سنة ثان وثلثي وخسمائة وبلده شاطبة قرية شرقي الندلس كان فقيا وقد أريد أن يلي خطابه بلده فامتنع من ذلك لجل مبالغة الطباء على النابر ف‬
‫وصف اللوك خرج الشاطب إل الج فقدم السكندرية سنة ثنتي وسبعي وخسمائة وسع على السلفي ووله القاضي الفاضل مشيخة القراء بدرسته وزار القدس وصام به شهر رمضان ث‬
‫رجع إل القاهرة فكانت وفاته با ف جادي الخرة من هذه السنة ودفن بالقرافة بالقرب من التربة الفاضلية وكان دينا خاشعا ناسكا كثي الوقار ل يتكلم فيمال يعنيه وكان يتمثل كثيا بذه‬
‫البيات وهي لغز ف النعش وهي لغيه ‪ ...‬أتعرف شيئا ف السماء يطي ‪ ...‬إذا سار هاج الناس حيث يسي ‪ ...‬فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا ‪ ...‬وكل أمي يعتليه أسي ‪ ...‬يث على التقوى‬
‫‪ ...‬ويكره قربه ‪ ...‬وتنفر منه النفس وهو نذير ‪ ...‬ول يستزز عن رغبة ف زيارة ‪ ...‬ولكن على رغم الزور يزور‬
‫ث دخلت سنة احدى وتسعي وخسمائة‬
‫فيها كانت وقعة الزلقة ببلد الندلس شال قرطبة برج الديد كانت وقعة عظيمة نصر ال فيها السلم وخذل فيها عبدة الصلبان وذلك أن القيش ملك الفرنج ببلدالنلدس ومقر ملكة‬
‫بدينة طليطلة كتب إل المي يعقوب بن يوسف بن عبد الؤمن ملك الغرب يستنخيه ويستدعيه ويستحثه إليه ليكون من بعض من يضع له ف مثالبه وف قتاله ف كلم طويل فيه تأنيب‬
‫وتديد ووعيد شديد فكتب السلطان يعقوب بن يوسف ف رأس كتابه فوق خطه ارجع إليهم فلنأتينهم بنود ل قبل لم با ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ث نض من فوره ف جنوده‬
‫وعساكره حت قطع الزقاق إل الندلس فالتقوا ف الحل الذكور فكانت الدائرة أول على السلمي فقتل منهم عشرون الفا ث كانت اخيا على الكافرين فهزمهم ال وكسرهم وخذلم أقبح‬
‫كسرة وشر هزية وأشنعها فقتل منهم مائة ألف وثلثة وأربعون ألفا واسر منهم ثلثة عشر الفا وغنم السلمون منهم شيئا كثيا من ذلك مائة ألف خيمة وثلثة وأربعون خيمة ومن اليل ستة‬
‫واربعون الف فرس ومن البغال مائة الف بغل ومن المر مثلها ومن السلح التام سبعون الفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪11‬‬

‫ومن العدد شيء كثي وملك عليهم من حصونم شيئا كثيا وحاصر مدينتهم طليطلة مدة ث ل يفتحها فانفصل عنها راجعا إل بلده ولا حصل للقيش ما حصل حلق ليته ورأسه ونكس‬
‫صليبه وركب حارا وحلف ل يركب فرسا ول يتلذذ بطعام ول ينام مع امراة حت تنصره النصرانية ث طاف على ملوك الفرنج فجمع من النود مال يعلمه إل ال عز وجل فاستعد له‬
‫السلطان يعقوب فالتقيا فاقتتل قتال عظيما ل يسمع بثله فانزم الفرنج أقبح من هزيتهم الول وغنموا منهم نظي ما تقدم أو أكثر واستحوذ السلطان على كثي من معاملهم وقلعهم ول‬
‫المد والنة حت قيل إنه بيع السي بدرهم والصان بمسة دراهم واليمة بدرهم والسيف بدون ذلك ث قسم السلطان هذه الغنائم على الوجه الشرعي فاستغن الجاهدون إل البد ث‬
‫طلبت الفرنج من السلطان المان فهادنم على وضع الرب خس سني وإنا حله على ذلك أن رجل يقال له علي بن إسحاق التوزي الذي يقال له الكلثم ظهر ببلد إفريقية فأحدث أمورا‬
‫فظيعة ف غيبة السلطان واشتغاله بقتال الفرنج مدة ثلث سني فأحدث هذا الارق التوزي بالبادية حوادث وعاث ف الرض فسادا وقتل خلقا كثيا وتلك بلدا‬
‫وف هذه السنة والت قبلها استحوذ جيش الليفة على بلد الرى وأصبهان وهدان وخوزستان وغيها من البلد وقوى جانب اللفة على اللوك والمالك وفيها خرج العزيز من مصر قاصدا‬
‫دمشق لياخذها من يد أخيه الفضل وكان الفضل قد تاب وأناب وأقلع عما كان فيه من الشراب واللهو واللعب وأقبل على الصيام والصلة وشرع بكتابة مصحف بيده وحسنت طريقته‬
‫غي أن وزيره الضيا الزري يفسد عليه دولته ويكدر عليه صفوته فلما بلغ الفضل إقبال أخيه نوه سار سريعا إل عمه العادل وهو بعب فاستنجده فسار معه وسبقه إل دمشق وراح الفضل‬
‫أيضا إل أخيه الظاهر بلب فسارا جيعا نو دمشق فلما سع العزيز بذلك وقد اقترب من دمشق كر راجعا سريعا إل مصر وركب وراءه العادل والفضل ليأخذا منه مصر وقد اتفقا على أن‬
‫يكون ثلث مصر للعادل وثلثاها للفضل ث بدا للعادل ف ذلك فأرسل للعزيز يثبته وأقبل على الفضل يثبطه وأقاما على بلبيس أياما حت خرج إليهما القاضي الفاضل من جهة العزيز فوقع‬
‫الصلح على ان يرجع القدس ومعاملتها للفضل ويستقر العادل مقيما بصر على إقطاعه القدي فأقام العادل با طمعا فيها ورجع العادل إل دمشق بعدما خرج العزيز لتوديعه وهي هدنة على‬
‫قذا وصلح على دخن وفيها توف من العيان‬
‫علي بن حسان بن سافر‬
‫أبو السن الكاتب البغدادي كان اديبا شاعرا من شعره قوله ‪ ...‬نفي رقادي ومضى ‪ ...‬برق بسلع ومضا ‪ ...‬لح كما سلت يدال ‪ ...‬أسود عضبا أبيضا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪12‬‬


‫كأنه الشهب ف ‪ ...‬النقع إذا ما ركضا ‪ ...‬يبدو كما تتلف الر ‪ ...‬يح على جر الغضا ‪ ...‬فتحسب الريح اب ‪ ...‬دا نظر أوغمضا ( ‪ ... ) 1‬او شعلة النار عل ‪ ...‬ليبا وانفضا ‪ ...‬آه له‬
‫من بارق ‪ ...‬ضاء على ذات الضا ‪ ...‬اذكرن عهدا مضى ‪ ...‬على الغويروانقضى ‪ ...‬فقال ل قلب أتو ‪ ...‬صي حاجة وأعرضا ‪ ...‬يطلب من أمرضه ‪ ...‬فديت ذاك المرضا ‪ ...‬يا غرض‬
‫القلب لقد ‪ ...‬غادرت قلب غرضا ‪ ...‬لسهم كأنا ‪ ...‬يرسلها صرف القضا ‪ ...‬فبت ل أرتاب ف ‪ ...‬أن رقادي قد قضى ‪ ...‬حت قفا الليل وكاد ‪ ...‬الليل أن ينقرضا ‪ ...‬وأقبل الصبح‬
‫‪ ...‬لط ‪ ...‬راف الدجا مبيضا ‪ ...‬وسل ف الشرق على الغ ‪ ...‬رب ضياء وانقضى ‪ ...‬ث دخلت سنة ثنتي وتسعي وخسمائة‬
‫ف رجب ينقرضا‬
‫وأقبل الصبح لط ‪ ...‬راف الدجا مبيضا ‪ ...‬وسل ف الشرق على الغ ‪ ...‬رب ضياء وانقضى ‪ ...‬ث دخلت سنة ثنتي وستعي وخسمائة ف رجب منها أقبل العزيز من مصر ومعه عمه ‪...‬‬
‫العادل ف عساكر ودخل دمشق قهرا وأخرجا منها الفضل ووزيره الذي أساء تدبيه وصلى العزيز عند تربة والده صلح وخطب له بدمشق ودخل القلعة النصورة ف يوم وجلس ف دار‬
‫العدل للحكم والفصل وكل هذا وأخوه الفضل حاضر عنده ف الدمة وأمر القاضي ميي الدين بن الزكي بتأسيس الدرسة العزيزية إل جانب تربة أبيه وكانت دارا للمي عز الدين شامة ث‬
‫استناب على دمشق عمه اللك العادل ورجع إل مصر يوم الثنتي تاسع شوال والسكة والطبة بدمشق له وصول الفضل على صرخد وهرب وزيره ابن الثي الزري إل جزيرته وقد‬
‫أتلف نفسه وملكه وملكه بريرته وانتقل الفضل إل صرخد بأهله وأولده وأخيه قطب الدين‬
‫وف هذه السنة هبت ريح شديدة سوداء مدلمة بأرض العراق ومعها رمل أحر حت احتاج الناس إل السرج بالنهار وفيها ول قوام الدين أبو طالب يي بن سعد بن زيادة كتاب النشاء‬
‫ببغداد وكان بليغا وليس هو كالفاضل وفيها درس مي الدين أبو القاسم ممود بن البارك بالنظامية وكان فاضل مناظرا‬
‫وفيها قتل رئيس الشافعية بأصبهان ممود بن عبد اللطيف بن ممد بن ثابت الجندي قتله ملك الدين سنقر الطويل وكان ذلك سبب زوال ملك أصبهان عن الديوان وفيها مات الوزير وزير‬
‫اللفة‬
‫مؤيد الدين أبو الفضل‬
‫ممد بن علي بن القصاب وكان أبوه يبيع اللحم ف بعض أسواق بغداد فتقدم ابنه وساد أهل زمانه توف بمدان وقد اعاد رساتيق كثية من بلد العراق وخراسان وغيها إل ديوان اللفة‬
‫وكان ناهضا ذا هة وله صرامة وشعر جيد وفيها توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪13‬‬

‫الفخر ممود بن علي‬


‫التوقان الشافعي عائدا من الج والشاعر‬
‫أبو الغنائم ممد بن علي ابن العلم الرثي من قرى واسط عن إحدى وتسعي سنة وكان شاعرا فصيحا وكان ابن الوزي ف مالسه يشتهيد بشيء من لطائف أشعاره وقد أورد ابن الساعي‬
‫قطعة جيدة من شعره السن الليح وفيها توف‬
‫الفقيه أبو السن علي بن سعيد‬
‫ابن السن البغدادي العروف بابن العريف ويلقب بالبيع الفاسد كان حنبليا ث اشتغل شافعيا على اب القاسم بن فضلن وهو الذي لقبه بذلك لكثرة تكراره على هذه السألة بي الشافعية‬
‫والنفية ويقال إنه صار بعد هذا كله إل مذهب المامية فال اعلم وفيها توف‬
‫الشيخ أبو شجاع‬
‫ممد بن علي بن مغيث بن الدهان الفرضي الاسب الؤرخ البغدادي قدم دمشق وامتدح الكندي أبو اليمن زيد بن السن فقال ‪ ...‬يا زيد زادك رب من مواهبه ‪ ...‬نعما يقصر عن إدراكها‬
‫‪ ...‬المل ‪ ...‬ل بدل ال حال قد حباك با ‪ ...‬ما دار بي النحاة الال والبدل ‪ ...‬النحو أنت أحق العالي به ‪ ...‬أليس باسك فيه يضرب الثل‬
‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي وخسمائة‬
‫فيها ورد كتاب من القاضي الفاضل إل ابن الزكي يبه فيه أن ف ليلة المعة التاسع من جادي الخرة أتى عارض فيه ظلمات متكاثفة وبروق خاطفة ورياح عاصفة فقوى الو با واشتد‬
‫هبوبا قد أثبت لا أعنة مطلقات وارتفعت لا صفقات فرجفت لا الدران واصطفقت وتلقت على بعدها واعتنقت وثار السماء والرض عجاجا حت قيل إن هذه على هذه قد انطبقت ول‬
‫يسب إل أن جهنم قد سال منها واد وعدا منها عاد وزاد عصف الريح إل أن أطفا سرج النجوم ومزقت أدي السماء ومت ما فوقه من الرقوم فكنا كما قال تعال يعلون اصابعم ف آذانم‬
‫من الصواعق ويردون أيديهم على أعينهم من البوارق ل عاصم لطف البصار ول ملجأ من الطب إل معاقل الستغفار وفر الناس نساء ورجال واطفال ونفروا من دورهم خفافا وثقال ل‬
‫يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل فاعتصموا بالساجد الامعة واذعنوا للنازلة بأعناق خاضعة بوجوه عانية ونفوس عن الهل والال سالية ينظرون من طرف خفي ويتوقعون أي خطب جلي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪14‬‬

‫قد انقطعت من الياة علقهم وعميت عن النجاة طرقهم ووقعت الفكرة فيما هم عليه قادمون وقاموا على صلتم وودوا لو كانوا من الذين عليها دائمون إل ان اذن بالركود واسعف‬
‫الاجدون بالجود فأصبح كل مسلم على رفيقه ويهنيه بسلمة طريقه ويرى انه قد بعث بعد النفخة وأفاق بعدا لصحية والصرخة وان ال قد رد له الكرة واحياه بعد ان كاد ياخذه على غرة‬
‫ووردت الخبار بأنا قد كسرت الراكب ف البحار والشجار ف القفار واتلفت خلقا كثيا من السفار ومنهم من فر فل ينفعه الفرار إل ان قال ول يسب الجلس أن أرسلت القلم مرفا‬
‫والعلم موفا فالمر اعظم ولكن ال سلم ونرجو ان ال قد ايقظنا با به وعظنا ونبهنا با فيه ولنا فما من عباده إل من رأى القيامة عيانا ول يلتمس عليها من بعد ذلك برهانا إل أهل بلدنا فما‬
‫قص الولون مثلها ف الثلت ول سبقت لا سابقة ف العضلت والمد ل الذي من فضله قد جعلنا نب عنها ول يب عنا ونسأل ال أن يصدف يصرف عنا عارض الرص والغرور ول‬
‫يعلنا من أهل اللك والثبور‬
‫وفيها كتب القاضي الفاضل من مصر إل اللك العادل بدمشق بثه على قتال الفرنج ويشكره على ما هو بصدده من ماربتهم وحفظ حوزة السلم فمن ذلك قوله ف بعض تلك الكتب هذه‬
‫الوقات الت انتم فيها عرائس العمار وهذه النفقات الت تري على أيديكم مهور الور ف دار القرار وما أسعد من أودع يد ال ما ف يديه فتلك نعم ال عليه وتوفيقه الذي ما كل من طلبه‬
‫وصل إليه وسواد العجاج ف هذه الواقف بباطن ما سودته الذنوب من الصحائف فما أسعد تلك الوقفات وما أعود بالطمأنينة تلك الرجعات وكتب أيضا أدام ال ذلك السم تاجا على‬
‫مفارق النابر والطروس وحياه للدينا وما فيها من الجساد والنفوس وعرف الملوك من المر الذي اقتضته الشاهدة وجرت به العافية ف سرور ول يزيد على سيبه الال بقوله ‪ ...‬أل تر ان‬
‫‪ ...‬الرء تدوي يينه ‪ ...‬فيقطعها عمدا ليسلم سائره‬
‫ولو كان فيها تدبي لكان مولنا سبق إليه ومن قلم من الصبع ظفرا فقد طلب إل السد بفعله نفعا ودفع عنه ضررا وتشم الكروه ليس بضائر إذا كان ما جلبه سببا إل الحمود وآخر‬
‫سنوه أول كل غزوة فل يسأم مولنا نية الرباط وفعلها وتشم الكلف وحلها فهو إذا صرف وجهه إل وجه واحد وهو وجه ال صرف الوجوه إليه كلها والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا‬
‫وإن ال لع الحسني ال وف هذه السنة انقضت مدة الدنة الت كان عقدها اللك صلح الدين للفرنج فأقبلوا بدهم وحديدهم فتلقاهم اللك العادل برج عكا فكسرهم وغنمهم وفتح يافا‬
‫عنوة ول المد والنة وقد كانوا كتبوا إل ملك اللان يستنهضونه لفتح بيت القدس فقدر ال هلكه سريعا وأخذت الفرنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪15‬‬

‫ف هذه السنة بيوت من نائبها عز الدين شامة من غي قتال ول نزال ولذا قال بعض الشعراء ف المي شامة ‪ ...‬سلم الصن ما عليك ملمة ‪ ...‬ما يلم الذي يروم السلمة ‪ ...‬فتعطى‬
‫‪ ...‬الصون من غي حرب ‪ ...‬سنة سنها ببيوت شامة‬
‫ومات فيها ملك الفرنج كندهري سقط من شاهق فمات فبقيت الفرنج كالغنم بل راعي حت ملكوا عليهم صاحب قبس وزوجوه باللكة امرأة كندهري وجرت خطوب كثية بينهم وبي‬
‫العادل ففي كلها يستظهر عليهم ويكسرهم ويقتل خلقا من مقاتلتهم ول يزالوا كذلك معه حت طلبوا الصلح والهادنة فعاقدهم على ذلك ف السنة التية وفيها توف ملك اليمن‬
‫سيف السلم طغتكي‬
‫أخو السلطان صلح الدين وكان قد جع اموال جزيلة جدا وكان يسبك الذهب مثل الطواحي ويدخره كذلك وقام ف اللك بعده ولده إساعيل وكان أهوج قليل التدبي فحمله جهله على‬
‫ان ادعى أنه قرشي أموي وتلقب بالادي فكتب إليه عمه العادل ينهاه عن ذلك ويتهدده بسبب ذلك فلم يقبل منه ول التفت إليه بل تادى وأساء التدبي إل المراء والرعية فقتل وتول بعده‬
‫ملوك من ماليك أبيه وفيها توف‬
‫المي الكبي أبو اليجاء السمي الكردي كان من أكابر امراء صلح الدين وهو الذي كان نائبا على عكا وخرج منها قبل أخذ الفرنج ث دخلها بعد الشطوب فأخذت منه واستنابه صلح‬
‫الدين على القدس ث لا أخذها العزيز عزل عنها فطلب إل بغداد فأكرم إكراما زائدا وأرسله الليفة مقدما على العساكر إل هدان فمات هناك وفيها توف‬
‫قاضي بغداد أبو طالب علي بن علي بن هبة ال بن ممد‬
‫البخاري سع الديث على أب الوقت وغيه وتفقه علي أب القاسم بن فضلن وتول نيابة الكم ببغداد ث استقل بالنصب واضيف إليه ف وقت نيابة الوزارة ث عزل عن القضاء ث أعيد‬
‫ومات وهو حاكم نسأل ال العافية وكان فاضل بارعا من بيت فقه وعدالة وله شعر ‪ ...‬تنح عن القبيح ول ترده ‪ ...‬ومن أوليته حسنا فزده ‪ ...‬كفا بك من عدوك كل كيد ‪ ...‬إذا كاد‬
‫العدو ول تكده ‪ ...‬وفيها توف‬
‫السيد الشريف نقيب الطالبيي ببغداد‬
‫أبو ممد السن بن علي بن حزة بن ممد بن السن بن ممد بن السن بن ممد بن علي بن يي بن السي بن يزيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب العلوي السين العروف بابن‬
‫القساسي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪16‬‬

‫الكوف مولدا ومنشأ كان شاعرا مطبقا امتدح اللفاء والوزراء وهو من بيت مشهور بالدب والرياسة والروءة قدم بغداد فامتدح القتفي والستنجد وابنه الستضيء وابنه الناصر فوله النقابة‬
‫كان شيخا مهيبا جاوز الثماني وقد اورد له ابن الساعي قصائد كثية منها ‪ ...‬اصب على كيد الزما ‪ ...‬ن فما يدوم على طريقة ‪ ...‬سبق القضاء فكن به ‪ ...‬راض ول تطلب حقيقة ‪ ...‬كم‬
‫‪ ...‬قد تغلب مرة ‪ ...‬وأراك من سعة وضيقة ‪ ...‬ما زال ف أولده ‪ ...‬يري على هذي الطريقة‬
‫وفيها توفيت‬
‫الست عذراء بنت شاهنشاه‬
‫ابن أيوب ودفنت بدرستها داخل باب النصر والست خاتون والدة اللك العادل ودفنت بدراها بدمشق الجاورة لدار أسد الدين شيكوه‬
‫ث دخلت سنة أربع تسعي وخسمائة‬
‫فيها جعت الفرنج جوعها وأقبلوا فحاصروا تيني فاستدعى العادل بن أخيه لقتالم فجاءه العزيز من مصر والفضل من صرخند فاقلعت الفرنج عن الصن وبلغهم موت ملك اللان فطلبوا‬
‫من العادل الدنة والمان فهادنم ورجعت اللوك إل أماكنها وقد عظم العظم عيسى بن العادل ف هذه الرة واستنابه أبوه على دمشق وسار إل ملكه بالزيرة فأحسن فيهم السية وكان قد‬
‫توف ف هذه السنة السلطان صاحب سنجار وغيها من الدائن الكبار وهو عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي التابكي كان من خيار اللوك وأحسنهم شكل وسية وأجودهم طوية‬
‫سريرة غي أنه كان يبخل وكان شديد الحبة للعلماء ول سيما النفية وقد ابتن لم مدرسة بسنجار وشرط لم طعاما يطبخ لكل واحد منهم ف كل يوم وهذا نظر حسن والفقيه أول بذه‬
‫السنة من الفقي لشتغال الفقيه بتكراره ومطالعته عن الفكر فيما يقيته فعدى على أولده ابن عمه صاحب الوصل فأخذ اللك منهم فاستغاث بنوه باللك العادل فرد فيهم اللك ودرأ عنهم‬
‫الضيم واستقرت بالملكة لولده قطب الدين ممد ث سار اللك إل ماردين فحاصرها ف شهر رمضان فاستول على ريفها ومعاملتها وأعجزته قلعتها فطاف عليها ومشى وما ن أحد أنه تلكها‬
‫لن ذلك ل يكن مثبوتا ول مقدارا‬
‫وفيها ملكت الزر مدينة بلخ وكسروا الطا وقهروهم وأرسل الليفة اليهم أن ينعوا خوارزم شاه من دخول العراق فإنه كان يروم أن يطب له ببغداد وفيها حاصر خوارزم شاه مدينة‬
‫بارى ففتحها بعد مدة وقد كانت امتنعت عليه دهرا ونصرهم الطا فقهرهم جيعا وأخذها عنوة وعفا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪17‬‬

‫عن أهلها وصفح وقد كانوا ألبسوا كلبا اعور قباء وسوه خوارزم شاه ورموه ف النجيق إل الوارزمية وقالوا هذا مالكم وكان خوارزم شاه اعور فلما قدر عليهم عفا عنهم جزاه ال خيا‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫العوام بن زيادة‬
‫كاتب النشاء بباب اللفة وهو ابو طالب يي بن سعيد بن هبة ال بن علي بن زيادة انتهت إليه رياسة الرسائل والنشاء والبلغة والفصاحة ف زمانه بالعراق وله علوم كثية غي ذلك من‬
‫الفقه على مذهب الشافعي أخذه عن ابن فضلن وله معرفة جيدة بالصلي الساب واللغة وله شعر جيد وقد ول عدة مناصب كان مشكورا ف جيعها ومن مستجاد شعره قوله ‪ ...‬ل تقرن‬
‫عدوا تزدريه فكم ‪ ...‬قد أتعس الدهر جد الد باللعب ‪ ...‬فهذه الشمس يعروها الكسوف لا ‪ ...‬على جللتها بالرأس والذنب ‪ ...‬وله ‪ ...‬باضطراب الزمان ترتفع الن ‪ ...‬ذال فيه حت‬
‫يعم البلء ‪ ...‬وكذا الاء راكد فإذا ‪ ...‬حرك ثارت من قعره القذاء ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬قد سلوت الدنيا ول يسلها ‪ ...‬من علقت ف آماله والراجي ‪ ...‬فإذا ما صرفت وجهي عنها ‪ ...‬قذفتن‬
‫‪ ...‬ف برها العجاج ‪ ...‬يستضيئون ب وأهلك وحدي ‪ ...‬فكأن ذبالة ف سراج‬
‫توف ف ذي الجة وله ثنتان وسبعون سنة وحضر جنازته خلق كثي ودفن عند موسى بن جعفر‬
‫القاضي أبو السن علي بن رجاء بن زهي‬
‫ابن علي البطائحي قدم بغداد فتفقه با وسع الديث وأقام برحبة مالك بن طوق مدة يشتغل على اب عبد ال بن النبيه الفرضي ث ول قضاء العراق مدة وكان أديبا وقد سع من شيخه أب‬
‫عبد ال بن النبيه ينشد لنفسه معارضا للحريري ف بيتيه اللذين زعم أنما ل يعزوان ثالثالما وها قوله ‪ ...‬سم سة يمدآثارها ‪ ...‬واشكر لن اعطا ولو سسمة ‪ ...‬والكرمهما استطعت ل‬
‫‪ ...‬تأته ‪ ...‬لتقتن السؤدد والكرمة‬
‫‪ ...‬فقال ابن النبيه ‪ ...‬ما المة الوكساء بي الورى ‪ ...‬احسن من حر أتى ملمة ‪ ...‬فمه إذا استجديت عن قول ل ‪ ...‬فالر ل يل منها فمه‬
‫المي عز الدين حرديل‬
‫كان من أكابر المراء ف أيام نور الدين وكان من شرك ف قتل شاور وحظى عند صلح الدين وقد استنابه على القدس حي افتتحها وكان يستندبه للمهمات الكبار فيسدها بنفسه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪18‬‬

‫وشجاعته ولا ول الفضل عزله عن القدس فترك بلد الشام وانتقل إل الوصل فمات با ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة خس وتسعي وخسمائة‬
‫فيها كانت وفاة العزيز صاحب مصر‬
‫وذلك أنه خرج إل الصيد فكانت ليلة الحد العشرين من الحرم ساق خلف ذئب فكبابه فرسه فسقط عنه فمات بعد أيام ودفن بداره ث حول إل عند تربة الشافعي وله سبع أو ثان‬
‫وعشرون سنة ويقال إنه كان قد عزم ف هذه السنة على إخراج النابلة من بلده ويكتب إل بقية إخوته باخراجهم من البلد وشاع ذلك عنه وذاع وسع ذلك منه وصرح به وكل ذلك من‬
‫معلميه وخلطائه وعشرائه من الهمية وقلة علمه بالديث فلما وقع منه هذا ونوى هذه النية القبيحة الفاسدة أهلكه ال ودمره سريعا وعظم قدر النابلة بي اللق بصر والشام عند الاص‬
‫والعام وقيل إن بعض صاليهم دعا عليه فما هو إل أن خرج إل الصيد فكان هلكه سريعا وكتب الفاضل كتاب التعزية بالعزيز لعمه العادل وهو ماصر ماردين ومعه العساكر وولده ممد‬
‫الكامل وهو نائبه على بلد الزيرة القاربة لبلد الية وصورة الكتاب أدام ال سلطان مولنا اللك العادل وبارك ف عمره واعل امره بامره وأعز نصر السلم بنصره وفدت النفس نفسه‬
‫الكرية وأصغر ال العظائم بنعمه فيه العظيمة وأحياه ال حياة طيبة هو والسلم ف مواقيت الفتوح السيمة وينقلب عنها بالمور السلمة والعواقب السليمة ول نقص له رجال ول أعدمه‬
‫نفسا ول ولدا ول قصر له ذيل ول يدا ول أسخن له عينا ول كبدا ول كدر له خاطرا ول موردا ولا قدر ال ما قدر من موت اللك العزيز كانت حياته مكدرة عليه منغصة مهملة فلما‬
‫حضر أجله كانت بديهة الصاب عظيمة وطالعة الكروه اليمة وإذا ماسن الوجه بليت تعفى الثرى عن وجهه السن وكانت مدة مرضه بعد عوده من الفيوم اسبوعي وكانت ف الساعة‬
‫السابعة من ليلة الحد والعشرين من الحرم والملوك ف حال تسطيها مموع بي مرض القلب والسد ووجع أطراف وعلة كبد وقد فجع بذا الول والعهد بوالده غي بعيد والسى عليه‬
‫ف كل يوم جديد ولا توف العزيز خلف من الولد عشرة ذكور فعمد أمراؤه فملكوا عليهم ولده ممدا ولقبوه بالنصور وجهور المراء ف الباطن مائلون إل تليك العادل ولكنهم يستبعدون‬
‫مكانه فأرسلوا إل الفضل وهو بصرخد فأحضروه على البيد سريعا فلما حضر عندهم منع رفدهم ووجدوا الكلمة متلفة عليه ول يتم له ما صار اليه وخامر عليه اكابر المراء الناصرية‬
‫وخرجوا من مصر فأقاموا ببيت القدس وأرسلوا يستحثون اليوش العادلية فاقر ابن أخيه على السلطنة ونوه باسه على السكة والطبة ف سائر بلد مصر لكن استفاد الفضل ف سفرته هذه‬
‫ان اخذ جيشا كثيفا من الصريي وأقبل بم ليسترد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪19‬‬


‫دمشق ف غيبة عمه وذلك بإشارة أخيه صاحب حلب وملك حص أسد الدين فلما انتهى إليها ونزل حواليها قطع انارها وعقر أشجارها وأكل ثارها ونزل بخيمه على مسجد القدم وجاء‬
‫إليه أخوه الظاهر وابن عمه السد الكاسر وجيش حاه فكثر جيشه وقوى بأسه وقد دخل جيشه إل البلد ونادوا بشعاره فلم يتابعم من العامة أحد وأقبل العادل من ماردين بعساكره وقد‬
‫التف عليه أمراء أخيه وطائفة بن أخيه وأمده كل مصر بأكابره وسبق الفضل إل دمشق بيومي فحصنها وحفظها وقد استناب على ما ردين ولده ممدا الكامل ولا دخل دمشق خامر إليه‬
‫أكثر المراء من الصريي وغيهم وضعف أمر الفضل ويئس من برهم وخيهم فأقام ماصر البلد بن معه حت انسلخ الول ث انفصل الال ف أول السنة التية على ما سيأت‬
‫وفيها شرع ف بناء سور بغداد بالجر والكلس وفرق على المراء وكملت عمارته بعد هذه السنة فأمنت بغداد من الغرق والصار ول يكن لا سور قبل ذلك وفيها توف‬
‫السلطان أبو ممد يعقوب بن يوسف‬
‫ابن عبد الؤمن صاحب الغرب والندلس بدينته وكان قد بن عندها مدينة مليحة ساها الهدية وقد كان دينا حسن السية صحيح السريرة وكان مالكي الذهب ث صار ظاهريا حزميا ث مال‬
‫إل مذهب الشافعي واستقضى ف بعض بلده منهم قضاة وكانت مدة ملكه خس عشرة سنة وكان كثي الهاد رحه ال وكان يؤم الناس ف الصلوات المس وكان قريبا إل الرأة والضعيف‬
‫رحه ال وهو الذي كتب إليه صلح الدين يستنجده على الفرنج فلما ل ياطبه بأمي الؤمني غضب من ذلك ول يبه إل ما طلب منه وقام باللك بعده ولده ممد فسار كسية والده ورجع‬
‫إليه كثي من البلدان اللت كانت قد عصت على أبيه ث من بعد ذلك تفرقت بم الهواء وباد هذا البيت بعد اللك يعقوب‬
‫وفيها ادعى رجل أعجمي بدمشق أنه عيسى بن مري فأمر المي صارم الدين برغش نائب القلعة بصلبه عند حام العماد الكاتب خارج باب الفرج مقابل الطاحون الت بي البابي وقد باد هذا‬
‫المام قديا وبعد صلبه بيومي ثارت العامة على الروافض وعمدوا إل قب رجل منهم بباب الصغي يقال له وثاب فنبشوه وصلبوه مع كلبي وذلك ف ربيع الخر منها‬
‫وفيها وقعت فتنة كبية ببلد خراسان وكان سببها أن فخر الدين ممد بن عمر الرازي وفد إل اللك غياث الدين الغوري صاحب غزنة فأكرمه وبن له مدرسة براة وكان أكثر الغورية‬
‫كرامية فأبغضوا الرازي وأحبوا إبعاده عن اللك فجمعوا له جاعة من الفقهاء النفية والكرامية وخلقا من الشافعية وحضر أبن القدوة وكان شيخا معظما ف الناس وهو على مذهب ابن كرام‬
‫وابن اليصم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪20‬‬

‫فتناظر هو والرازي وخرجا من الناظرة إل السب والشتم فلما كان من الغد اجتمع الناس ف السجد الامع وقام واعظ فتكلم فقال ف خطبته أيها الناس إنا ل نقول إل ما صح عندنا عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأما علم ارسطاطا ليس وكفريات ابن سينا وفلسفة الفاراب وما تلبس به الرازي فانا ل نعلمها ولنقول با وإنا هو كتاب ال وسنة رسوله ولي شيء يشتم‬
‫بالمس شيخ من شيوخ السلم يذب عن دين ال وسنة رسوله على لسان متكلم ليس معه على ما يقول دليل قال فبكى الناس وضجوا وبكت الكرامية واستغاثوا واعانم على ذلك قوم من‬
‫خواص الناس وأنوا إل اللك صورة ما وقع فأمر باخراج الرازي من بلده وعاد إل هراة فلهذا اشرب قلب الرازي بغض الكرامية وصار يلهج بم ف كلمه ف كل موطن ومكان‬
‫وفيها رضى الليفة عن اب الفرج ابن الوزي شيخ الوعاظ وقد كان اخرج من بغداد إل واسط فأقام با خس سني فانتفع به اهلها واشتغلوا عليه واستفادوا منه فلما عاد إل بغداد خلع‬
‫عليه الليفة وأذن له ف الوعظ على عادته عندا لتربة الشريفة الجاورة لقب معروف فكثر المع جدا وحضر الليفة وأنشد يومئذ فيما ياطب به الليفة ‪ ...‬ل تعطش الروض الذي بنيته ‪...‬‬
‫بصوب إنعامك قد روضا ‪ ...‬ل تب عودا أنت قد رشته ‪ ...‬حاشى لبان الجد أن ينقضا ‪ ...‬إن كان ل ذنب قد جنيته ‪ ...‬فاستأنف العفو وهب ل الرضا ‪ ...‬قد كت أرجوك لنيل الن ‪...‬‬
‫‪ ...‬فاليوم ل أطلب إل الرضا‬
‫وما أنشده يومئذ ‪ ...‬شقينا بالنوى زمنا فلما ‪ ...‬تلقينا كأنا ما شقينا ‪ ...‬سخطنا عند ما جنت الليال ‪ ...‬وما زالت بنا حت رضينا ‪ ...‬ومن ل يى بعد الوت يوما ‪ ...‬فإنا بعد ما متنا حيينا‬
‫‪...‬‬
‫وف هذه السنة استدعى الليفة الناصر قاضي الوصل ضياء الدين ابن الشهروزري فوله قضاء قضاة بغداد وفيها وقعت قتنة بدمشق بسبب الافظ عبد الغن القدسي وذلك أنه كان يتكلم‬
‫ف مقصورة النابلة بالامع الموي فذكر يوما شيئا من العقائد فاجتمع القاضي ابن الزكي وضياء الدين الطيب الدولعي بالسلطان العظم والمي صارم الدين برغش فعقد له ملسا فيما‬
‫يتعلق بسألة الستواء على العرش والنول والرف والصوت فوافق النجم النبلي بقية الفقهاء واستمر الافظ على ما يقوله ل يرجع عنه واجتمع بقية الفقهاء عليه وألزموه بالزامات شنيعة ل‬
‫يلتزمها حت قال له المي برغش كل هؤلء على الضللة وأنت وحدك على الق قال نعم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪21‬‬

‫فغضب المي وامر بنفيه من البلد فاستنظره ثلثة أيام فأنظره وأرسل برغش بالسارى من القلعة فكسروا منب النابلة وتعطلت يومئذ صلة الظهر ف مراب النابلة واخرجت الزائن‬
‫والصناديق الت كانت هناك وجرت خبطة شديدة نعوذ باللهمن الفت ما ظهر منها وما بطن وكان عقد الجلس يوم الثني الرابع والعشرين من ذي الجة فارتل الافظ عبدالغن إل بعلبك‬
‫ث سار إل مصر فآواه الحدثون فحنوا عليه وأكرموه ومن توف فيها من العيان‬
‫المي ماهدالدين قيماز الرومي‬
‫نائب الوصل الستول على ملكتها أيام ابن استاذه نور الدين ارسلن وكان عاقل ذكيا فقيها حنيفا وقيل شافعيا يفظ شيئا كثيا من التواريخ والكايات وقد ابتن عدة جوامع ومدارس‬
‫وربط وخانات وله صدقات كثية دارة قال ابن الثي وقد كان من ماسن الدنيا‬
‫أبو السن ممد بن جعفر‬
‫ابن أحد بن ممد بن عبدالعزيز العباس الاشي قاضي القضاة ببغداد بعد ابن النجارى كان شافعيا تفقه على أب السن بن الل وغيه وقد ول القضاء والطابة بكة واصله منها ولكن ارتل‬
‫إ ‪ 4‬ل بغداد فنال منها ما نال من الدنيا وآل به المر إل ما آل ث إنه عزل عن القضاء بسبب مضر رقم خطه عليه وكان فيما قيل مزورا عليه فال أعلم فجلس ف منله حت مات‬
‫الشيخ جال الدين أبو القاسم‬
‫يي بن علي بن الفضل بن بركة بن فضلن شيخ الشافعية ببغداد تفقه أول على سعيد بن ممد الزار مدرس النظامية ث ارتل إل خراسان فأخذ عن الشيخ ممد الزبيدي تلميذ الغزال وعاد‬
‫إل بغداد وقد اقتبس علم الناظرة والصلي وساد أهل بغداد وانتفع به الطلبة والفقهاء وبنيت له مدرسة فدرس با وبعد صيته وكثرت تلميذه وكان كثي التلوة وساع الديث وكان شيخا‬
‫‪ ...‬حسنا لطيفا ظريفا ومن شعره ‪ ...‬وإذا أردت منازل الشراف ‪ ...‬فعليك بالسعاف والنصاف ‪ ...‬واذا بغا باغ عليك فخله ‪ ...‬والدهر فهو له مكاف كاف‬
‫ث دخلت سنة ست وتسعي وخسمائة‬
‫استهلت هذه السنة واللك الفضل باليش الصري ماصر دمشق لعمه العادل وقد قطع عنها النار والية فل خبز ول ماء إل قليل وقد تطاول الال وقد خندقوا من أرض اللوان إل اللد‬
‫خندقا لئل يصل إليهم جيش دمشق وجاء فصل الشتاء وكثرت المطار والوحال فلما دخل شهر صفر قدم اللك الكامل ممد بن العادل علي أبيه بلق من التركمان وعساكر من بلد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪22‬‬

‫الزيرة والرها وحران فعند ذلك انصرف العساكر الصرية وتفرقوا أيادي سبا فرجع الظاهر إل حلب والسد إل حص والفضل إل مصر وسلم العادل من كيدا لعادي بعد ما كان قد عزم‬
‫على تسليم البلد وسارت المراء الناصرية خلف الفضل ليمنعوه من الدخول إل القاهرة وكاتبوا العادل أن يسرع السي إليهم فنهض اليهم سريعا فدخل الفضل مصر وتصن بقلعة البل‬
‫وقد اعتراه الضعف والفشل ونزل العادل على البكة وأخذ ملك مصر ونزل إليه ابن أخيه الفضل خاضعا ذليل فأقطعه بلدا من الزيرة ونفاه من الشام لسوء السية ودخل العادل القلعة‬
‫وأعاد القضاء إل صدر الدين عبد اللك بن درباس الاردان الكردي وأبقى الطبة والسكة باسم ابن أخيه النصور والعادل مستقل بالمور واستوزر الصاحب صفي الدين بن شكر لصرامته‬
‫وشهامته وسيادته وديانته وكتب العادل إل ولده الكامل يستدعيه من بلد الزيرة ليملكه على مصر فقدم عليه فاكرمه واحترمه وعانقه والتزمه واحضر اللك الفقهاء واستفتاهم ف صحة‬
‫ملكة ابن أخيه النصور بن العزيز وكان ابن عشر سني فافتوا بأن وليته ل تصح لنه متول عليه فعند ذلك طلب المراء ودعاهم إل مبايعته فامتنعوا فأرغبهم وأرهبهم وقال فيما قال قد‬
‫سعتم ما أفت به العلماء وقد علمتم ان ثغور السلمي ل يفظها الطفال الصغار وإنا يفظها اللوك الكبار فاذعنوا عند ذلك وبايعوه ث من بعده لولده الكامل فخطب الطباء بذلك بعدا‬
‫لليفة لما وضربت السكة باسهما واستقرت دمشق باسم العظم عيسى بن العادل ومصر باسم الكامل وف شوال رجع إل دمشق المي ملك الدين أبو منصور سليمان بن مسرور بن جلدك‬
‫وهو أخو اللك العادل لمه وهو واقف الفلكية داخل باب الفراديس وبا قبه فأقام با مترما معظما إل أن توف ف هذه السنة وفيها وف الت بعدها كان بديار مصر غلء شديد فهلك بسببه‬
‫الغن والفقي وهرب الناس منها نو الشام فلم يصل إليها إل القليل وتطفهم الفرنج من الطرقات وغروهم من أنفسهم واغتالوهم بالقليل من القوات وأما بلدالعراق فإنه كان مرخصا قال‬
‫ابن الساعي وف هذه السنة باض ديك ببغداد فسألت جاعة عن ذلك فأخبون به‬
‫ومن توف با من العيان‬
‫السلطان علء الدين خوارزم شاه‬
‫تكش بن ألب رسلن من ولد طاهر بن السي وهو صاحب خوارزم وبعض بلد خراسان والري وغيها من القاليم التسعة وهو الذي قطع دولة السلجقة كان عادل حسن السية له‬
‫معرفة جيدة بالوسيقى حسن العاشرة فقيها على مذهب اب حنيفة ويعرف الصول وبن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪23‬‬

‫للحنفية مدرسة عظيمة ودفن بتربة بناها بوارزم وقام ف اللك من بعده ولده علء الدين ممد وكان قبل ذلك يلقب بقطب الدين وفيها قتل وزير السلطان خوارزم شاه الذكور‬
‫نظام الدين مسعود بن علي‬
‫وكان حسن السية شافعي الذهب له مدرسة عظيمة بوارزم وجامع هائل وبن برو جامعا عظيما للشافعية فحسدتم النابلة ( ‪ ) 1‬وشيخهم با يقال له شيخ السلم فيقال إنم أحرقوه‬
‫وهذا إنا يمل عليه قلة الدين والعقل فأغرمهم السلطان خوارزم شاه ما غرم الوزير على بنائه وفيها توف الشيخ السند العمر رحلة الوقت‬
‫ابو الفرج بن عبد النعم بن عبدالوهاب‬
‫ابن صدقة بن الضر بن كليب الران الصل البغدادي الولد والدار والوفاة عن ست وتسعي سنة سع الكثي وأسع وتفرد بالرواية عن جاعة من الشايخ وكان من أعيان التجار وذوي‬
‫الثروة‬
‫الفقيه مد الدين‬
‫أبو ممد بن طاهر بن نصر بن جيل مدرس القدس اول من درس بالصلحية وهو والد الفقهاء بن جيل الدين كانوا بالدسة الاروخية ث صاروا إل العمادية والدماغية ف ايامنا هذه ث ماتوا‬
‫ول يبق إل شرحهم‬
‫المي صارم الدين قاياز‬
‫ابن عبد ال النجي كان من أكابر الدولة الصلحية كان عند صلح الدين بنلة الستاذ وهو الذي تسلم القصر حي مات العاضد فحصل له أموال جزيلة جدا وكان كثي الصدقات‬
‫والوقاف تصدق ف يوم بسبعة آلف دينار عينا وهو واقف الدرسة القيمازية شرقي القلعة وقد كانت دار الديث الشرفية دارا لذا المي وله با حام فاشترى ذلك اللك الشرف فيما بعد‬
‫وبناها دار حديث وأخرب المام وبناه مسكنا للشيخ الدرس با ولا توف قيماز ودفن ف قبه نبشت دوره وحواصله وكان متهما بال جزيل فتحصل ما جع من ذلك مائة ألف دينار وكان‬
‫يظن أن عنده أكثر من ذلك وكان يدفن أمواله ف الراب من أراضي ضياعه وقرياه سامه ال‬
‫المي لؤلؤ‬
‫أحد الجاب بالديار الصرية كان من أكابر المراء ف أيام صلح الدين وهو الذي كان متسلم السطول ف البحر فكم من شجاع قد أسر وكم من مركب قد كسر وقد كان مع كثرة‬
‫جهاده دار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪24‬‬

‫الصدقات كثي النفقات ف كل يوم وقع غلء بصر فتصدق باثن عشر ألف رغيف لثن عشر الف نفس‬
‫الشيخ شهاب الدين الطوسي‬
‫أحد مشايخ الشافعية بديار مصر شيخ الدرسة النسوبة إل تقي الدين شاهنشاه بن أيوب الت يقال لا منازل العز وهو من أصحاب ممد بن يي تلميذ الغزال كان له قدر ومنلة عند ملوك‬
‫مصر يامرهم بالعروف وينهاهم عن النكر توف ف هذه السنة فازدحم الناس على جنازته وتأسفوا عليه‬
‫الشيخ ظهي الدين عبدالسلم الفارسي‬
‫شيخ الشافعية بلب اخذ الفقه عن ممد بن يي تلميذ الغزال وتتلمذ للرازي ورحل إل مصر وعرض عليه ان يدرس بتربة الشافعي فلم يقبل فرجع إل حلب فأقام با إل ان مات‬
‫الشيخ العلمة بدر الدين ابن عسكر‬
‫رئيس النفية بدمشق قال أبو شامة ويعرف بابن العقادة الشاعر أبو السن علي بن نصر بن عقيل بن أحد بغدادي قدم دمشق ف سنة خس وتسعي وخسمائة ومعه ديوان شعر له فيه درر‬
‫حسان وقد تصدى لدح اللك المد صاحب بعلبك وله ‪ ...‬وما الناس إل كامل الظ ناقص ‪ ...‬وآخر منهم ناقص الظ كامل ‪ ...‬وإن لثر من خيار اعفة ‪ ...‬وإن ل يكن عندي من الال‬
‫‪ ...‬كامل‬
‫وفيها توف القاضي الفاضل المام العلمة شيخ الفصحاء والبلغاء‬
‫أبو علي عبدالرحيم بن القاضي الشرف‬
‫أب الجد علي بن السن بن البيسان الول الجل القاضي الفاضل كان أبوه قاضيا بعسقلن فأرسل ولده ف الدولة الفاطمية إل الديار الصرية فاشتغل با بكتابة النشاء على أب الفتح قادوس‬
‫وغيه فساد أهل البلد حت بغداد ول يكن له ف زمانه نظي ول فيما بعده إل وقتنا هذا مثيل ولا استقر اللك صلح الدين بصر جعله كاتبه وصاحبه ووزيره وجليسه وأنيسه وكان أعز عليه‬
‫من اهله وأولده وتساعدا حت فتح القاليم والبلد هذا بسامه وسنانه وهذا بقلمه ولسانه وبيانه وقد كان الفاضل من كثرة أمواله كثي الصدقات والصلت والصيام والصلة وكان يواظب‬
‫كل يوم وليلة على ختمة كاملة مع ما يزيد عليها من نافلة رحيم القلب حسن السية طاهر القلب والسريرة له مدرسة بديار مصر على الشافعية والالكية وأوقاف على تليص الساري من‬
‫يدي النصاري وقد اقتن من الكتب نوا من مائة ألف كتاب وهذا شيء ل يفرح به أحد من الوزراء ول العلماء ول اللوك ولد ف سنة ثنتي وخسمائة توف يوم دخل العادل إل مصر صر‬
‫بدرسته فجأة يوم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪25‬‬

‫الثلثاء سادس ربيع الخر واحتفل الناس بنازته وزار قبه ف اليوم الثان اللك العادل وتأسف عليه ث استوزر العادل صفي الدين بن شكر فلما سع الفاضل بذلك دعا ال ان ل يييه إل‬
‫هذه الدولة لا بينهما من النافسة فمات ول ينله أحد بضيم ول أذى ول رأى ف الدولة من هو أكب منه وقد رثاه الشعراء بأشعار حسنة منها قول القاضي هبة ال بن سناء اللك ‪ ...‬عبد‬
‫الرحيم على لبرية رحة ‪ ...‬امنت بصحبتها حلول عقابا ‪ ...‬يا سائلي عنه وعن اسبابه ‪ ...‬نال السماء فسله عن أسبابا ‪ ...‬وأتته خاطبة إليه وزارة ‪ ...‬ولطال ما أعيت على خطابا ‪ ...‬وأتت‬
‫سعادته إل أبوابه ‪ ...‬ل كالذي يسعى إل أبوابا ‪ ...‬تعنوا اللوك لوجهه بوجوهها ‪ ...‬ل بل تساق لبابه برقابا ‪ ...‬شغل اللوك با يزول ونفسه ‪ ...‬مشغولة بالذكر ف مرابا ‪ ...‬ف الصوم‬
‫والصلوات أتعب نفسه ‪ ...‬وضمان راحته على إتعابا ‪ ...‬وتعجل القلع عن لذاته ‪ ...‬ثقة بسن مآلا ومآبا ‪ ...‬فلتفخر الدنيا بسائس ملكها ‪ ...‬منه ودارس علمها وكتابا ‪ ...‬صوامها‬
‫‪ ...‬قوامها علمها ‪ ...‬عمالا بذالا وهابا‬
‫والعجب أن الفاضل مع براعته ليس له قصيدة طويلة وإنا له ما بي البيت والبيتي ف اثناء رسائله وغيها شيء كثي جدا فمن ذلك قوله ‪ ...‬سبقتم باسداء الميل تكرما ‪ ...‬وما مثلكم فيمن‬
‫يدث أو يكى ‪ ...‬وكان ظن أن أسابقكم به ‪ ...‬ولكن بلت قبلي فهيج ل البكا ‪ ...‬وله ‪ ...‬ول صاحب ما خفت من جور حادث ‪ ...‬من الدهر إل كان ل من ورائه ‪ ...‬إذا عضن صرف‬
‫‪ ...‬الزمان فانن ‪ ...‬براياته أسطو عليه ورائه ‪ ...‬وله ف بدو امره ‪ ...‬أرى الكتاب كلهم جيعا ‪ ...‬بأرزاق تعمهم سنينا ‪ ...‬ومال بينهم رزق كأن ‪ ...‬خلقت من الكرام الكاتبينا‬
‫وله ف النحلة والزلقطة ‪ ...‬ومغردين تاوبا ف ملس ‪ ...‬منعاها لذاها القوام ‪ ...‬هذا يود بعكس ما يأت به ‪ ...‬هذا فيحمد ذا وذاك يلم ‪ ...‬وله ‪ ...‬بتنا على حال تسر الوى ‪ ...‬لكنه ل‬
‫يكن الشرح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪26‬‬

‫‪ ...‬بوابنا الليل وقلنا له ‪ ...‬إن غبت عنا هجم الصبح‬


‫وأرسلت جارية من جواري اللك العزيز إل اللك العزيز زرا من ذهب مغلف بعنب أسود فسأل اللك الفاضل عن معن ما أرادت بإرساله فأنشا يقول ‪ ...‬أهدت لك العنب ف وسطه ‪ ...‬زر‬
‫‪ ...‬من التب رقيق اللحام ‪ ...‬فالزر ف العنب معناها ‪ ...‬زر هكذا متفيا ف الظلم‬
‫قال ابن خلكان وقد اختلف ف لقبه فقيل ميي الدين وقيل مي الدين وحكى عن عمارة اليمن أنه كان يذكر جيل وأن العادل بل الصال هو الذي استقدمه من السكندرية وقد كان معدودا‬
‫‪ ...‬ف حسناته وقد بسط ابن خلكان ترجته بنحو ما ذكرنا وف هذه زيادة كثية وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي وخسمائة‬
‫فيها اشتد الغلء بأرض مصر جدا فهلك خلق كثي جدا من الفقراء والغنياء ث اعقبه فناء عظيم حت حكى الشيخ أبو شامة ف الذيل أن العادل كفن من ماله ف مدة شهر من هذه السنة نوا‬
‫من مائت ألف وعشرين ألف ميت وأكلت الكلب واليتات فيها بصر وأكل من الصغار والطفال خلق كثي يشوي الصغي والداه وياكلنه وكثر هذا ف الناس جدا حت صار ل ينكر بينهم‬
‫فلما فرغت الطفال واليتات غلب القوى الضعيف فذبه وأكله وكان الرجل يتال على الفقي فيأت به ليطعمه أو ليعطيه شيئا ث يذبه ويأكله وكان أحدهم بذبح امراته ويأكلها وشاع هذا‬
‫بينهم بل إنكار ول شكوى بل يعذر بعضهم بعضا ووجد عند بعضهم أربعمائة رأس وهلك كثي من الطباء الذين يستدعون إل الرضى فكانوا يذبون ويؤكلون كان الرجل يستدعى الطبيب‬
‫ث يذبه ويأكله وقد استدعى رجل طبيبا حاذقا وكان الرجل موسرا من أهل الال فذهب الطبيب معه على وجل وخوف فجعل الرجل يتصدق على من لقيه ف الطريق ويذكر ال ويسبحه‬
‫ويكثر من ذلك فارتاب به الطبيب وتيل منه ومع هذا حله الطمع على الستمرار معه حت دخل داره فإذا هي خربة فارتاب الطبيب أيضا فخرج صاحبه فقال له ومع هذا البطء جئت لنا‬
‫بصيد فلما سعها الطبيب هرب فخرجا خلفه سراعا فما خلص إل بعد جهد وشر وفيها وقع وباء شديد ببلد عنة بي الجاز واليمن وكانوا عشرين قرية فبادت منها ثان عشرة ل يبق فيها‬
‫ديار ول نافخ نار وبقيت أنعامهم وأموالم ل قان لا ول يستطيع أحد أن يسكن تلك القرى ول يدخلها بل كان من اقترب إل شيء من هذه القرى هلك من ساعته نعوذ بال من باس ال‬
‫وعذابه وغضبه وعقابه أما القريتان الباقيتان فإنما ل يت منهما أحد ول عندهم شعور با جرى على من حولم بل هم على حالم ل يفقد منهم أحد فسبحان الكيم العليم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪27‬‬

‫واتفق باليمن ف هذه السنة كائنة غريبة جدا وهي ان رجل يقال له عبد ال بن حزة العلوي كان قد تغلب على كثي من بلداليمن وجع نوا من اثن عشر الف فارس ومن الرجالة جعا كثيا‬
‫وخافه ملك اليمن إساعيل بن طغتكي بن أيوب وغلب على ظنه زوال ملكه على يدي هذا الرجل وأيقن باللكة لضعفه عن مقاومته واختلف امرائه معه ف الشورة فأرسل ال صاعقة فنلت‬
‫عليهم فلم يبق منهم أحد سوى طائفة من اليالة والرجالة فاختلف جيشه فيما بينهم فغشيهم العز فقتل منهم ستة آلف واستقر ف ملكه آمنا‬
‫وفيها تكاتب الخوان الفضل من صرخد والظاهر من حلب على أن يتمعا على حصار دمشق وينعاها من العظم بن العادل وتكون للفضل ث يسيا إل مصر فيأخذاها من العادل وابنه‬
‫الكامل اللذين نقضا العهد وأبطل خطبة النصور ونكثا الواثيق فإذا أخذا مصر كانت للفضل وتصي دمشق مضافة إل الظاهر مع حلب فلما بلغ العادل ما تال عليه أرسل جيشا مددا لبنه‬
‫العظم عيسى إل دمشق فوصلوا إليها قبل وصول الظاهر وأخيه إليها وكان وصولما إليها ف ذي القعدة من ناحية بعلبك فنل علىمسجد القدم واشتد الصار للبلد وتسلق كثي من اليش‬
‫من ناحية خان القدم ول يبق إل فتح البلد لول هجوم الليل ث إن الظار بدا له ف كون دمشق للفضل فرأى أن تكون له اول ث إذا فتحت مصر تسلمها الفضل فأرسل إليه ف ذلك فلم يقبل‬
‫الفضل فاختلفا وتفرقت كلمتهما وتنازعا اللك بدمشق فتفرقت المراء عنهما وكوتب العادل ف الصلح فأرسل ييب إل ما سأل وزاد ف إقطاعهما شيئا من بلد الزيزة وبعض معاملة‬
‫العرة وتفرقت العساكر عن دمشق ف مرم سنة ثان وتسعي وسار كل منهما إل ما تسلم من البلد الت أقطعها وجرت خطوب يطول شرحها وقد كان الظاهر وأخوه كتبا إل صاحب‬
‫الوصل نور الدين أرسلن التابكي أن ياصر مدن الزيرة الت مع عمهما العادل فركب ف جيشه وأرسل إل ابن عمه قطب الدين صاحب سنجار واجتمع معهما صاحب ماردين الذي كان‬
‫العادل قد حاصره وضيق عليه مدة طويلة فقصدت العساكر حران وبا الفائز بن العادل فحاصروه مدة ث لا بلغهم وقوع الصلح عدلوا إل الصالة وذلك بعد طلب الفائز ذلك منهم‬
‫وتهدت المور واستقرت على ما كانت عليه‬
‫وفيها ملك غياث الدين وأخوه شهاب الدين الغوريان جيع ما كان يلك خوارزم شاه من البلدان والواصل والموال وجرت لم خطوب طويلة جدا وفيها كانت زلزلة عظيمة ابتدأت من‬
‫بلدالشام إل الزيرة وبلد الروم والعراق وكان جهورها وعظمها بالشام تدمت منها دور كثية وتربت مال كثية وخسف بقرية من ارض بصرى وأما سواحل الشام وغيها فهلك فيها‬
‫شيء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪28‬‬

‫كثي وأخربت مال كثية من طرابلس وصور وعكا ونابلس ول يبق بنابلس سوى حارة السامرة ومات با وبقراها ثلثون ألفا تت الردم وسقط طائفة كثية من النارة الشرقية بدمق بامعها‬
‫وأربع عشرة شرافة منه وغالب الكلسة والارستان النوري وخرج الناس إل اليادين يستغيثون وسقط غالب قلعة بعلبك مع وثاقه بنياتا وانفرق البحر إل قبص وقد حذف بالراكب منه إل‬
‫ساحله وتعدى إل ناحية الشرق فسقط بسبب ذلك دور كثية ومات أمم ل يصون ول يعدون حت قال صاحب مرآة الزمان إنه مات ف هذه السنة بسبب الزلزلة نو ألف ألف ومائة ألف‬
‫إنسان قتل تتها وقيل إن احدا ل يص من مات فيها وال سبحانه اعلم وفيها توف من العيان‬
‫عبدا لرحن بن علي‬
‫ابن ممد بن علي بن عبد ال بن حادي بن أحد بن ممد بن جعفر الوزي نسبة إل فرضة نر البصرة ابن عبد ال بن القاسم بن النضر بن القاسم بن ممد بن عبد ال بن عبدا لرحن بن‬
‫القاسم بن ممد بن أب بكر الصديق الشيخ الافظ الواعظ جال الدين أبو الفرج الشهور بابن الوزي القرشي التيمي البغدادي النبلي أحد أفراد العلماء برز ف علوم كثية وانفرد با عن‬
‫غيه وجع الصنفات الكبار والصغار نوا من ثلثائة مصنف وكتب بيده نوا من مائت ملدة وتفرد بفن الوعظ الذي ل يسبق إليه ول يلحق شأوه فيه وف طريقته وشكله وف فصاحته‬
‫وبلغته وعذوبته وحلوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على العان البديعة وتقريبه الشياء الغريبة فيما يشاهد من المور السية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والدراك بيث يمع العان‬
‫الكثية ف الكلمة اليسية هذا وله ف العلوم كلها اليد الطول والشاركات ف سائر أنواعها من التفسي والديث والتاريخ والساب والنظر ف النجوم والطب والفقه وغي ذلك من اللغة‬
‫والنحو وله من الصنفات ف ذلك ما يضيق هذا الكان عن تعدادها وحصر أفرادها منها كتابه ف التفسي الشهور بزاد السي وله تفسي أبسط منه ولكنه ليس بشهور وله جامع السانيد‬
‫استوعب به غالب مسند أحد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي وله كتاب النتظم ف تواريخ المم من العرب والعجم ف عشرين ملدا قد أوردنا ف كتابنا هذا كثيا منه من‬
‫‪ ...‬حوادثه وتراجه ول يزل يؤرخ أخبار العال حت صار تاريا وما احقه بقول الشاعر ‪ ...‬ما زلت تدأب ف التاريخ متهدا ‪ ...‬حت رأيتك ف التاريخ مكتوبا‬
‫وله مقامات وخطب وله الحاديث الوضوعة وله العلل التناهية ف الحاديث الواهية وغي ذلك ولد سنة عشر وخسمائة ومات أبوه وعمره ثلث سني وكان أهله تارا ف النحاس فلما‬
‫ترعرع جاءت به عمته إل مسجد ممد بن ناصر الافظ فلزم الشيخ وقرا عليه وسع عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪29‬‬

‫الديث وتفقه بابن الزاغون وحفظ الوعظ ووعظ وهو ابن عشرين سنة او دونا وأخذ اللغة عن اب منصور الواليقي وكان وهو صب دينا مموعا على نفسه ل يالط أحدا ول يأكل ما فيه‬
‫شبهة ول يرج من بيته إل للجمعة وكان ل يلعب مع الصبيان وقد حضر ملس وعظه اللفاء والوزراء واللوك والمراء والعلماء والفقراء ومن سائر صنوف بن آدم وأقل ما كان يتمع ف‬
‫ملس وعظه عشرة آلف وربا اجتمع فيه مائة ألف أو يزيدون وربا تكلم من خاطره على البديهة نظما ونثرا وبالملة كان استاذا فردا ف الوعظ وغيه وقد كان فيها باء وترفع ف نفسه‬
‫وإعجاب وسو بنفسه أكثر من مقامه وذلك ظاهر ف كلمه ف نثره ونظمه فمن ذلك قوله ‪ ...‬ما زلت أدرك ما غل بل ما عل ‪ ...‬وأكابد النهج العسي الطول ‪ ...‬تري ب المال ف حلباته‬
‫‪ ... ...‬جرى السعيد مدى ما أمل ‪ ...‬أفضى ب التوفيق فيه إل الذي ‪ ...‬اعيا سواي توصل وتغلغل ‪ ...‬لو كان هذا العلم شخصا ناطقا ‪ ...‬وسألته هل زار مثلي قال ل‬
‫‪ ...‬ومن شعره وقيل هو لغيه ‪ ...‬إذا قنعت بيسور من القوت ‪ ...‬بقيت ف الناس حرا غي مقوت ‪ ...‬ياقوت يومي إذاما در حلقك ل ‪ ...‬فلست آسى على در وياقوت‬
‫وله من النظم والنثر شيء كثيا جدا وله كتاب ساه لقط المان ف كان وكان ومن لطائف كلمه قوله ف الديث‬
‫اعمار أمت ما بي الستي إل السبعي إنا طالت أعمار من قبلنا لطول البادية فلما شارف الركب بلد القامة قيل لم حثوا الطى وقال له رجل أيا أفضل أجلس أسبح أو أستغفر فقال اثوب‬
‫الوسخ أحوج إل البخور وسئل عمن أوصى وهو ف السياق فقال هذا طي سطحه ف كانون والتفت إل ناحية الليفة الستضيء وهو ف الوعظ فقال يا أمي الؤمني إن تكلمت خفت منك‬
‫وإن سكت خفت عليك وإن قول القائل لك اتق ال خي لك من قوله لكم إنكم أهل بيت مغفور لكم كان عمر بن الطاب يقول إذا بلغن عن عامل ل أنه ظلم فلم أغيه فأنا الظال يا أمي‬
‫الؤمني وكان يوسف ل يشبع ف زمن القحط حت ل ينسى الائع وكان عمر يضرب بطنه عام الرمادة ويقول قرقرا ول تقرقرا وال ل ذاق عمر سنا ول سينا حت يصب الناس قال فبكى‬
‫الستضيء وتصدق بال كثي وأطلق الحابيس وكسى خلقا من الفقراء ولد ابن الوزي ف حدود سنة عشر وخسمائة كما تقدم وكانت وفاته ليلة المعة بي العشاءين الثان عشر من‬
‫رمضان من هذه السنة وله من العمر سبع وثانون سنة وحلت جنازته على رؤس الناس وكان المع كثيا جدا ودفن بباب حرب عند ابيه بالقرب من المام احد وكان يوما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪30‬‬

‫مشهودا حت قيل إنه أفطر جاعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الر وقد أوصى أن يكتب على قبه هذه البيات ‪ ...‬يا كثي العفويا من ‪ ...‬كثرت ذنب لديه ‪ ...‬جاءك الذنب يرجو الصد‬
‫‪ ... ...‬فح عن جرم يديه ‪ ...‬أنا ضيف وجزاء ال ‪ ...‬ضيف إحسان إليه‬
‫وقد كان من الولد الذكور ثلثة عبد العزيز وهو أكبهم مات شابا ف حياة والده ف سنة أربع وخسي ث أبو القاسم علي وقد كان عاقا لوالده إلبا عليه ف زمن الحنة وغيها وقد تسلط‬
‫على كتبه ف غيبته بواسط فباعها بأبس الثمن ث ميي الدين يوسف وكان أنب أولده وأصغرهم ولد سنة ثاني ووعظ بعد ابيه واشتغل وحرر وأتقن وساد أقرانه ث باشر حسبة بغداد ث‬
‫صار رسول اللفاء إل اللوك بأطراف البلد ول سيما بن أيوب بالشام وقد حصل منهم من الموال والكرامات ما ابتن به الدرسة الوزية بالنشابي بدمشق وما أوقف عليها ث حصل له من‬
‫سائر اللوك أموال جزيلة ث صار أستاذ دار الليفة الستعصم ف سنة أربعي وستمائة واستمر مباشرها إل أن قتل مع الليفة عام هارون تركي بن جنكيزخان وكان لب الفرج عدة بنات‬
‫منهن رابعة أم سبطة أب الظفر بن مزعلي صاحب مرآة الزمان وهي من أجع التواريخ وأكثرها فائدة وقد ذكره ابن خلكان ف الوفيات فأثن عليه وشكر تصانيفه وعلومه‬
‫العماد الكاتب الصبهان‬
‫ممد بن ممد بن حامد بن ممد بن عبد ال بن علي بن ممود بن هبة ال بن أله بتشديد اللم وضمها العروف بالعماد الكاتب الصبهان صاحب الصنفات والرسائل وهو قرين القاضي‬
‫الفاضل واشتهر ف زمنه ومن اشتهر ف زمن الفاضل فهو فاضل ولد بأصبهان ف سنة تسع عشرة وخسمائة وقدم بغداد فاشتغل با على الشيخ أب منصور سعيد بن الرزاز مدرس النظامية‬
‫وسع الديث ث رحل إل الشام فحظى عند اللك نور الدين ممود بن زنكي وكتب بي يديه ووله الدرسة الت أنشأها داخل باب الفرج الت يقال لا العمادية نسبة إل سكناه با وإقامته‬
‫فيها وتدريسه با ل أنه أنشأها وإنا أنشأها نور الدين ممود ول يكن هو أول من درس با بل قد سبقه إل تدريسها غي واحد كما تقدم ف ترجة نور الدين ث صار العماد كاتبا ف الدولة‬
‫الصلحية وكان الفاضل يثن عليه ويشكره قالوا وكان منطوقه يعتريه جود وفترة وقريته ف غاية الودة والدة وقد قال القاضي الفاضل لصحابه يوما قولوا فتكلموا وشبهوه ف هذه الصفة‬
‫بصفات فلم يقبلها القاضي وقال هو كالزناد ظاهره بارد وداخله نار وله من الصنفات الريدة جريدة النصر ف شعراء العصر والفتح القدسي والبق السامي وغي ذلك من الصنفات‬
‫السجعة والعبارات التنوعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪31‬‬

‫والقصائد الطولة توف ف مستهل رمضان من هذه السنة عن ثان وسبعي سنة ودفن بقابر الصوفية‬
‫المي باء الدين قراقوش‬
‫الفحل الصي أحد كبار كتاب أمراء الدولة الصلحية كان شهما شجاعا فاتكا تسلم القصر لا مات العاضد وعمر سور القاهرة ميطا على مصر أيضا وانتهى إل القسم وهو الكان الذي‬
‫اقتسمت فيه الصحابة ما غنموا من الديار الصرية وبن قلعة البل وكان صلح الدين سلمه عكا ليعمر فيها أماكن كثية فوقع الصار وهو با فلما خرج البدل منها كان هو من جلة من‬
‫خرج ث دخلها ابن الشطوب وقد ذكر أنه أسر فافتدى نفسه بعشرة آلف دينار وعاد إل صلح الدين ففرح به فرحا شديدا ولا توف ف هذه السنة احتاط العادل على تركته وصارت‬
‫أقطاعه وأملكه للملك الكامل ممد بن العادل قال ابن خلكان وقد نسب إليه أحكام عجيبة حت صنف بعضهم جزءا لطيفا ساه كتاب الفاشوش ف أحكام فراقوش فذكر أشياء كثية جدا‬
‫وأظنها موضوعة عليه فإن اللك صلح الدين كان يعتمد عليه فكيف يعتمد على من بذه الثابة وال اعلم‬
‫مكلبة بن عبد ال الستنجدي‬
‫‪ ...‬كان تركيا عابدا زاهدا سع الؤذن وقت السحر وهو ينشد على النارة ‪ ...‬يا رجال الليل جدوا ‪ ...‬رب صوت ل يرد ‪ ...‬ما يقوم الليل إل ‪ ...‬من له عزم وجد‬
‫‪ ...‬فبكى مكلبة وقال للمؤذن يا مؤذن زدن فقال ‪ ...‬قد مضى الليل وول ‪ ...‬وحبيب قد تل‬
‫فصرخ مكلبة صرخة كان فيها حتفه فأصبح أهل البلد قدا جتمعوا على بابه فالسعيد منهم من وصل إل نعشه رحه ال تعال‬
‫أبو منصور بن أب بكر بن شجاع‬
‫الركلسي ببغداد ويعرف بابن نقطة كان يدور ف أسواق بغداد بالنهار ينشد كان وكان والواليا ويسحر الناس ف ليال رمضان وكان مطبوعا ظريفا خليعا وكان اخوه الشيخ عبدالغن الزاهد‬
‫من أكابر الصالي له زاوية ببغداد يزار فيها وكان له اتباع ومريدون ول يدخر شيئا يصل له من الفتوح تصدق ف ليلة بألف دينار وأصحابه صيام ل يدخر منها شيئا لعشائهم وزوجته أم‬
‫الليفة بارية من خواصها وجهزتا بعشرة آلف دينار إليه فما حال الول وعندهم من ذلك شيء سوى هاون فوقف سائل ببابه فال ف الطلب فأخرج إليه الاون فقال خذ هذا وكل به‬
‫ثلثي يوما ول تسأل الناس ول تشنع على ال عز وجل هذا الرجل من خيار الصالي والقصود انه قال لخيه أب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪32‬‬

‫منصور ويك أنت تدور ف السواق وتنشد الشعار واخوك من قد عرفت فأنشأ يقول ف جواب ذلك بيتي مواليا من شعره على البديهة ‪ ...‬قد خاب من شبه الزعة إل درة ‪ ...‬وقاس‬
‫‪ ...‬قحبة إل مستحيية حرة ‪ ...‬انا مغن وأخي زاهد إل مرة ‪ ...‬ف الدر ببى ذي حلوة وذي مرة‬
‫وقد جرى عنده مرة ذكر قتل عثمان وعلى حاضر فأنشأ يقول كان وكان ومن قتل ف جواره مثل ابن عفان فاعتذر يب عليه أن يقبل ف الشام عذر يزيد فأرادت الروافض قتله فاتفق أنه‬
‫بعض الليال يسحر الناس ف رمضان إذ مر بدار الليفة فعطس الليفة ف الطارقة فشمته أبو منصور هذا من الطريق فأرسل إليه مائة دينار ورسم بمايته من الروافض إل أن مات ف هذه‬
‫السنة رحه ال وفيها توف مسند الشام‬
‫أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر‬
‫‪ ...‬الشوعي شارك ابن عساكر ف كثي من مشيخته وطالت حياته بعد وفاته بسبع وعشرين سنة فألق فيها الحفاد بالجداد‬
‫ث دخلت سنة ثان وتسعي وخسمائة‬
‫فيها شرع الشيخ أبو عمر ممد بن قدامة بان الدرسة بسفح قايسون ف بناء السجدالامع بالسفح فاتفق عليه رجل يقال له الشيخ أبو داود ماسن الغامي حت بلغ البناء مقدار قامة فنفد ما‬
‫عنده وما كان معه من الال فأرسل اللك الظفر كوكرى بن زين الدين صاحب إربل مال جزيل ليتمه به فكمل وأرسل ألف دينار ليساق با إليه الاء من بردى فلم يكن من ذلك اللك‬
‫العظم صاحب دمشق واعتذر بأن هذا فرش قبور كثية للمسلمي فصنع له بئر وبغل يدور ووقف عليه وقفا لذلك وفيها كانت حروب كثية وخطوب طويلة بي الوارزمية والغورية ببلد‬
‫الشرق بسطها ابن الثي واختصرها ابن كثي وفيها درس بالنظامية مدالدين يي بن الربيع وخلع عليه خلعة سنية سوداء وطرحة كحلى وحضر عنده العلماء والعيان وفيها تول القضاء‬
‫ببغداد أبو السن علي بن سليمان اليلي وخلع عليه أيضا وفيها توف من العيان‬
‫القاضي ابن الزكي‬
‫ممد بن علي بن ممد بن يي بن عبدالعزيز أبو العال القرشي ميي الدين قاضي قضاة دمشق وكل منهما كان قاضيا أبوه وجده وأبو جده يي بن علي وهو أول من ول الكم بدمشق‬
‫منهم وكان هو جد الافظ أب القاسم بن عساكر لمه وقد ترجه ابن عساكر ف التاريخ ول يزد على القرشي قال الشيخ أبو شامة ولو كان أمويا عثمانيا كما يزعمون لذكر ذلك ابن عساكر‬
‫إذ كان فيه شرف لده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪33‬‬

‫وخالية ممد وسلطان فلو كان ذلك صحيحا لا خفى على ابن عساكر اشتغل ابن الزكي على القاضي شرف الدين أب سعد عبد ال بن ممد بن أب عصرون وناب عنه الكم وهو أول من‬
‫ترك النيابة وهو أول من خطب بالقدس لا فتح كما تقدم ث تول قضاء دمشق وأضيف إليه قضاء حلب أيضا وكان ناظر أوقاف الامع وعزل عنها قبل وفاته بشهور ووليها شس الدين بن‬
‫الليثي ضمانا وقد كان ابن الزكي ينهى الطلبة عن الشتغال بالنطق وعلم الكلم ويزق كتب من كان عنده شيء من ذلك بالدرسة النورية وكان يفظ العقيدة السماة بالصباح للغزال‬
‫ويفظها أولده أيضا وكان له درس ف التفسي يذكره بالكلسة تاه تربة صلح الدين ووقع بينه وبي الساعيلية فأرادوا قتله فاتذ له بابا من داره إل الامع ليخرج منه إل الصلة ث إنه‬
‫خولط ف عقله فكان يعتريه شبه الصرع إل أن توف ف شعبان من هذه السنة ودفن بتربته بسفح قايسون ويقال إن الافظ عبدا لغن دعا عليه فحصل له هذا الداء العضال ومات وكذلك‬
‫الطيب الدولعي‬
‫توف فيها وها اللذان قاما على الافظ عبد الغن فماتا ف هذه السنة فكانا عبة لغيها الطيب الدولعي‬
‫ضياء الدين الدين أبو القاسم عبد اللك بن زيد بن ياسي الثعلب الدولعي نسبة إل قرية بالوصل يقال لا الدولعية ولد با ف سنة ثان عشرة وخسمائة وتفقه ببغداد على مذهب الشافعي‬
‫وسع الديث فسمع الترمذي على أب الفتح الكروجي والنسائي علي أب السن علي بن أحد البدي ث قدم دمشق فول با الطابة وتدريس الغزالية وكان زاهدا متورعا حسن الطريقة مهيبا‬
‫ف الق توف يوم الثلثاء تاسع عشر ربيع الول ودفن بقبة باب الصغي عند قبور الشهداء وكان يوم جنازته يوما مشهودا وتول بعده الطابة ولد أخيه ممد بن أب الفضل بن زيد سبعا‬
‫وثلثي سنة وقيل ولده جال الدين ممد وقد كان ابن الزكي ول ولده الزكى فصلى صلة واحدة فتشفع جال الدين بالمي علم الدين أخي العادل فوله إياها فبقي فيها إل أن توف سنة‬
‫خس وثلثي وستمائة‬
‫الشيخ علي بن علي بن عليش‬
‫اليمن العابد الزاهد كان مقيما شرقي الكلسة وكانت له أحوال وكرامات نقلها الشيخ علم الدين السخاوي عنه ساقها أبو شامة عنه‬
‫الصدر أبو الثناء حاد بن هبة ال‬
‫ابن حاد الران التاجر ولد سنة إحدى عشرة عام نور الدين الشهيد وسع الديث ببغداد ومصر وغيها من البلد وتوف ف ذي الجة ومن شعره قوله ‪ ...‬تنقل الرء ف الفاق يكسبه ‪...‬‬
‫ماسنا ل يكن منها ببلدته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪34‬‬

‫أما ترى البيدق الشطرنج أكسبه ‪ ...‬حسن التنقل حسنا فوق زينته ‪ ...‬الست الليلة‬
‫ينفشا بنت عبد ال‬
‫عتيقة الستضيء كانت من أكب حظاياه ث صارت بعده من أكثر الناس صدقة وبرا وإحسانا إل العلماء والفقراء لا عند تربتها ببغداد عند تربة معروف الكرخي صدقات وبر‬
‫ابن الحتسب الشاعر أبو السكر‬
‫ممود بن سليمان بن سعيد الوصلي يعرف بابن الحتسب تفقه ببغداد ث سافر إل البلد وصحب ابن الشهرزوري وقدم معه فلما ول قضاء بغداد وله نظر أوقاف النظامية وكان يقول‬
‫الشعر وله أشعار ف المر ل خي فيها تركتها تنها عن ذلك وتقذرا لا‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي وخسمائة‬
‫قال سبط ابن الوزي ف مرآته ف ليلة السبت سلخ الحرم هاجت النجوم ف السماء وماجت شرقا وغربا وتطايرت كالراد النتشر يينا وشال قال ول ير مثل هذا إل ف عام البعث وف سنة‬
‫احدى وأربعي ومائتي وفيها شرع بعمارة سور قلعة دمشق وابتدئ ببج الزاوية الغربية القبلية الجاور لباب النصر وفيها أرسل الليفة الناصر اللع وسراويلت الفتوة إل اللك العادل‬
‫وبنيه وفيها بعث العادل ولده موسى الشرف لحاصرة ماردين وساعده جيش سنجار والوصل ث وقع الصلح على يدي الظاهر على أن يمل صاحب ماردين ف كل سنة مائة ألف وخسي‬
‫ألف دينار وأن تكون السكة والطبة للعادل وأنه مت طلبه بيشه يضر إليه وفيها كمل بناء رباط الوريانية ووليه الشيخ شهاب الدين عمر بن ممد الشهرزوري ومعه جاعة من الصوفية‬
‫ورتب لم من العلوم والراية ما ينبغي لثلهم وفيها احتجر اللك العادل على ممد بن اللك العزيز إخوته وسيهم إل الرها خوفا من آفائهم بصر وفيها استحوذت الكرج على مدينة دوين‬
‫فقتلوا أهلها ونبوها وهي من بلد آذربيحان لشتغال ملكها بالفسق وشرب المر قبحه ال فتحكمت الكفرة ف رقاب السلمي بسببه وذلك كله غل ف عنقه يوم القيامة وفيها توف‬
‫اللك غياث الدين الغوري أخو شهاب الدين‬
‫فقام باللك بعده ولده ممود وتلقب بلقب أبيه وكان غياث الدين عاقل حازما شجاعا ل تكسر له راية مع كثرة حروبه وكان شافعي الذهب ابتن مدرسة هائلة للشافعية وكانت سيته حسنة‬
‫ف غاية الودة وفيها توف من العيان‬
‫( ) المي علم الدين أبو منصور‬
‫سليمان بن شيوه بن جندر أخو اللك العادل لبيه ف تاسع عشر من الحرم ودفن بداره الت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪35‬‬

‫خطها مدرسة ف داخل باب الفراديس ف ملة الفتراس ووقف عليها المام بكمالا تقبل ال منه‬
‫القاضي الضياء الشهرزوري‬
‫أبو الفضائل القاسم بن يي بن عبد ال بن القاسم الشهرزوري الوصلي قاضي قضاة بغداد وهو ابن أخي قاضي قضاة دمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين ولا توف سنة ست‬
‫وسبعي ف ايام صلح الدين أوصى لولد أخيه هذا بالقضاء فوليه ث عزل عنه بابن أب عصرون وعوض بالسفارة إل اللوك ث تول قضاء بلدة الوصل ث استدعى إل بغداد فوليها سنتي وأربعة‬
‫أشهر ث استقال الليفة فلم يقله لظوته عنده فاستشفع ف زوجته ست اللوك على أم الليفة وكان لا مكانة عندها فأجيب إل ذلك فصار إل قضاء حاه لحبته إياها وكان يعاب عليه ذلك‬
‫وكانت لديه فضائل وله أشعار رائقة توف ف حاه ف نصف رجب منها‬
‫عبد ال بن علي بن نصر بن حزه‬
‫أبو بكر البغدادي العروف بابن الرستانية أحد الفضلء الشهورين سع الديث وجعه وكان طبيبا منجما يعرف علوم الوائل وأيام الناس وصنف ديوان السلم ف تاريخ دار السلم ورتبه‬
‫على ثلثائة وستي كتابا إل أنه ل يشتهر وجع سية ابن هبية وقد كان يزعم انه من سللة الصديق فتكلموا فيه بسبب ذلك وأنشد بعضهم ‪ ...‬دع النساب ل تعرض لتيم ‪ ...‬فإن الجن‬
‫‪ ...‬من ولدالصميم ‪ ...‬لقد أصبحت من تيم دعيا ‪ ...‬كدعوى حيص بيص إل تيم‬
‫ابن النجا الواعظ‬
‫على بن إبراهيم بن نازين الدين أبو السن الدمشقي الواعظ النبلي قدم بغداد فتفقه با وسع الديث ث رجع إل بلده دمشق ث عاد إليها رسول من جهة نور الدين ف سنة أربع وستي‬
‫وحدث با ث كانت له حظوة عند صلح الدين وهو الذي ن على عمارة اليمن وذويه فصلبوا وكانت له مكانة بصر وقد تكلم يوم المعة الت خطب فيها بالقدس بعد الفراغ من المعة‬
‫وكان وقتا مشهودا وكان يعيش عيشا أطيب من عيش اللوك ف الطعمة واللبس وكان عنده أكثر من عشرين سرية من أحسن النساء كل واحدة بألف دينار فكان يطوف عليهن ويغشاهن‬
‫وبعد هذا كله مات فقيا ل يلف كفنا وقد أنشد وهو على منبه للوزير طلئع بن زريك ‪ ...‬مشيبك قد قضى شرخ الشباب ‪ ...‬وحل الباز ف وكر الغراب ‪ ...‬تنام ومقلة الدثان يقظى ‪...‬‬
‫وما ناب النوائب عنك ناب ‪ ...‬فكيف بقاء عمرك وهو كن ‪ ...‬وقد انفقت منه بل حساب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪36‬‬

‫الشيخ أبو البكات ( ممد بن احد بن سعيد التكريت ) يعرف بالؤبد كان أديبا شاعرا وما نظمه ف الوجيه النحوي حي كان حنبليا فانتقل حنفيا ث صار شافعيا نظم ذلك ف حلقة النحو‬
‫بالنظامية فقال ‪ ...‬أل مبلغا عن الوجيه رسالة ‪ ...‬وإن كان ل تدي لديه الرسائل ‪ ...‬تذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ‪ ...‬وذلك لا أعوزتك الآكل ‪ ...‬وما اخترت قول الشافعي ديانة ‪...‬‬
‫ولكنما توى الذي هو حاصل ‪ ...‬وعما قليل أنت ل شك صائر ‪ ...‬إل مالك فانظر إل ما أنت قائل ‪ ...‬الست اليلية زمرد خاتون‬
‫أم الليفة الناصر لدين ال زوجة الستضيء كانت صالة عابدة كثية الب والحسان والصلت والوقاف وقد بنت لا تربة إل جانب قب معروف وكانت جنازتا مشهورة جدا واستمر‬
‫العزاء بسببها شهرا عاشت ف خلفة ولدها أربعا وعشرين سنة نافذة الكلمة مطاعة الوامر وفيها كان مولد الشيخ شهاب الدين أب شامة وقد ترجم نفسه عند ذكر مولده ف هذه السنة ف‬
‫الذيل ترجة مطولة فينقل إل سنة وفاته وذكر بدو أمره واشتغاله ومصنفاته وشيئا كثيا من شعاره وما رؤى له من النامات البشرة وفيها كان ابتداء ملك جنكيز خان ملك التتار عليه من ال‬
‫ما يستحقه وهو صاحب الباسق وضعها ليتحاكموا إليها يعن التتار ومن معهم من أمراء الترك من يبتغي حكم الاهلية وهو والد تول وجد هولكو بن تول الذي قتل الليفة الستعصم وأهل‬
‫بغداد ف سنة ست وخسي وستمائة كما سيأت بيانه إن شاء ال تعال ف موضعه وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫سنة ستمائة من الجرة‬
‫ف هذه السنة كانت الفرنج قد جعوا خلقا منهم ليستعيدوا بيت القدس من أيدي السلمي فأشغلهم ال عن ذلك بقتال الروم وذلك أنم اجتازوا ف طريقهم بالقسطنطينية فوجدوا ملوكها قد‬
‫اختلفوا فيما بينهم فحاصروها حت فتحوها قسرا وأباحوها ثلثة أيام قتل وأسرا وأحرقوا اكثر من ربعها وما أصبح أحد من الروم ف هذه اليام الثلثة إل قتيل أو فقيا أو مكبول أو أسيا‬
‫ولأ عامة من بقي منها إل كنيستها العظمى السماة بايا صوفيا فقصدهم الفرنج فخرج إليهم القسيسون بالناجيل ليتوسلوا إليهم ويتلوا ما فيها عليهم فما التفتوا إل شيء من ذلك بل‬
‫قتلوهم أجعي أكتعي أبصعي وأخذوا ما كان ف الكنيسة من اللى والذهاب والموال الت ل تصى ول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪37‬‬

‫تعد وأخذوا ما كان على الصلبان واليطان والمد ل الرحيم الرحن الذي ما شاء كان ث اقترع ملوك الفرنج وكانوا ثلثة وهم دوق البنادقة وكان شيخا أعمى يقاد فرسه ومركيس‬
‫الفرنسيس وكندا بلند وكان أكثرهم عددا وعددا فخرجت القرعة له ثلث مرات فولوه ملك القسطنطينية وأخذ اللكان الخران بعض البلد وتول اللك من الروم إل الفرنج‬
‫بالقسطنطينية ف هذه السنة ول يبق بأيدي الروم هناك إل ما وراء الليج استحوذ عليه رجل من الروم يقال له تسكرى ول يزل مالكا لتلك الناحية حت توف ث إن الفرنج قصدوا بلد الشام‬
‫وقد تقووا بلكهم القسطنطينية فنلوا عكا وأغاروا على كثي من بلد السلم من ناحية الغور وتلك الراضي فقتلوا وسبوا فنهض إليهم العادل وكان بدمشق واستدعى اليوش الصرية‬
‫والشرقية ونازلم بالقرب من عكا فكان بينهم قتال شديد وحصار عظيم ث وقع الصلح بينهم والدنة وأطلق لم شيئا من البلد فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وفيها جرت حروب كثية بي الوارزمية والغورية بالشرق يطول ذكرها وفيها تارب صاحب الوصل نور الدين وصاحب سنجار قطب الدين وساعد الشرف بن العادل القطب ث‬
‫اصطلحوا وتزوج الشرف أخت نور الدين وهي التابكية بنت عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي واقفة التابكية الت بالسفح وبا تربتها وفيا كانت زلزلة عظيمة بصر والشام والزيرة‬
‫وقبص وغيها من البلد قاله ابن الثي ف كامله وفيها تغلب رجل من التجار يقال له ممود بن ممد الميي على بعض بلد حضرموت ظفار وغيها واستمرت أيامه إل سنة تسع عشرة‬
‫وستمائة وما بعدها‬
‫وف جادي الول منها عقد ملس لقاضي القضاة ببغداد وهو أبو السن علي بن عبد ال بن سليمان اليلي بدار الوزير وثبت عليه مضر بأنه يتناول الرشا فعزل ف ذلك الجلس وفسق‬
‫ونزعت الطرحة عن رأسه وكانت مدة وليته سنتي وثلثة أشهر‬
‫وفيها كانت وفاة اللك ركن الدين بن قلج أرسلن كان ينسب إل اعتقاد الفلسفة وكان كهفا لن ينسب إل ذلك وملجأ لم وظهر منه قبل موته تهرم عظيم وذلك أنه حاصر أخاه شقيقه‬
‫وكان صاحب أنكورية وتسمى أيضا أنقرة مدة سني حت ضيق عليه القوات با فسلمها إليه قسرا على أن يعطيه بعض البلد فلما تكن منه ومن أولده أرسل إليهم من قتلهم غدرا وخديعة‬
‫ومكرا فلم ينظر بعد ذلك إل خسة أيام فضربه ال تعال بالقولنج سبعة أيام ومات فما بكت عليهم السماء والرض وما كانوا منظرين وقام باللك من بعده ولده أفلح أرسلن وكان صغيا‬
‫فبقى سنة واحدة ث نزع منه اللك وصار إل عمه كنخسروا وفيها قتل خلق كثي من الباطنية بواسط قال ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪38‬‬

‫الثي ف رجب منها اجتمع جاعة من الصوفية برباط ببغداد ف ساع فأنشدهم وهو المال اللى ‪ ...‬اعاذلت أقصرى ‪ ...‬كفى بشيب عذل ‪ ...‬شباب كأن ل يكن ‪ ...‬وشيب كأن ل يزل ‪...‬‬
‫وبثي ليال الوصا ‪ ...‬ل أواخرها والول ‪ ...‬وصفرة لون الحب ‪ ...‬ب عند استماع الغزل ‪ ...‬لئن عاد عتب لكم ‪ ...‬حلل العيش واتصل ‪ ...‬فلست أبال با نالن ‪ ...‬ولست أبال بأهل‬
‫‪ ...‬ومل‬
‫قال فتحرك الصوفية على العادة فتواجد من بينهم رجل يقال له أحد الرازي فخر مغشيا عليه فحركوه فإذا هو ميت قال وكان رجل صالا وقال ابن الساعي كان شيخا صالا صحب‬
‫الصدر عبد الرحيم شيخ الشيوخ فشهد الناس جنازته ودفن بباب إبرز‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫أبو القاسم باء الدين‬
‫الافظ ابن الافظ أبو القاسم علي بن هبة ال بن عساكر كان مولده ف سنة سبع وعشرين وخسمائة اسعه أبوه الكثي وشارك أباه ف أكثر مشايه وكتب تاريخ أبيه مرتي بطه وكتب الكثي‬
‫وأسع وصنف كتبا عدة وخلف أباه ف إساع الديث بالامع الموي ودار الديث النورية مات يوم الميس ثامن صفر ودفن بعدالعصر على أبيه بقابر باب الصغي شرقي قبور الصحابة‬
‫خارج الظية‬
‫الافظ عبدالغن القدسي‬
‫ابن عبد الواحد بن علي بن سرور الافظ أبو ممد القدسي صاحب التصانيف الشهورة من ذلك الكمال ف اساء الرجال والحكام الكبى والصغرى وغي ذلك ولد بماعيل ف ربيع الخر‬
‫سنة إحدى وأربعي وخسمائة وهو أسن من عميه المام موفق الدين عبد ال بن أحد بن قدامة القدسي والشيخ اب عمر بأربعة أشهر وكان قدومهما مع أهلهما من بيت القدس إل مسجد‬
‫أب صال خارج باب شرقي أول ث انتقلوا إل السفح فعرفت ملة الصالية بم فقيل لا الصالية فسكنوا الدير وقرا الافظ عبدالغن القرآن وسع الديث وارتل هو والوفق إل بغداد سنة‬
‫ستي وخسمائة فأنزلما الشيخ عبد القادر عنده ف الدرسة وكان ل يترك أحدا ينل عنده ولكن توسم فيهما الي والنجابة والصلح فأكرمهما وأسعهما ث توف بعد مقدمهما بمسي ليلة‬
‫رحه ال وكان ميل عبدالغن إل الديث وأساء الرجال وميل الوفق إل الفقه واشتغل على الشيخ أب الفرج ابن الوزي وعلى الشيخ اب الفتح ابن الن ث قدما دمشق بعد اربع سني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪39‬‬

‫فدخل عبدالغن إل مصر واسكندرية ث عاد إل دمشق ث ارتل إل الزيرة وبغداد ث رحل إل أصبهان فسمع با الكثي ووقف على مصنف للحافظ أب نعيم ف أساء الصحابة قلت وهو‬
‫عندي بط أب نعيم فأخذ ف مناقشته ف أماكن من الكتاب ف مائة وتسعي موضعا فغضب بنو الجندي من ذلك فبغضوه وأخرجوه منها متفيا ف إزار ولا دخل ف طريقه إل الوصل سع‬
‫كتاب العقيلي ف الرح والتعديل فثار عليه النفية بسبب أب حنيفة فخرج منها أيضا خائفا يترقب فلما ورد دمشق كان يقرا الديث بعد صلة المعة برواق النابلة من جامع دمشق‬
‫فاجتمع الناس عليه وإليه وكان رقيق القلب سريع الدمعة فحصل له قبول من الناس جدا فحسده بنو الزكي والدولعي وكبار الدماشقة من الشافعية وبعض النابلة وجهزوا الناصح النبلي‬
‫فتكلم تت قبة النسر وأمره أن يهر بصوته مهما أمكنه حت يشوش عليه فحول عبد الغن ميعاده إل بعد العصر فذكر يوما عقيدته على الكرسي فثار عليه القاضي ابن الزكي وضياء الدين‬
‫الدولعي وعقدوا له ملسا ف القلعة يوم الثني الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة خس وتسعي وتكلموا معه ف مسألة العلو ومسألة النول ومسألة ا لرف والصوت وطال الكلم وظهر‬
‫عليهم بالجة فقال له برغش نائب القلعة كل هؤلء على الضللة وأنت على الق قال نعم فغضب برغش من ذلك وأمره بالروج من البلد فارتل بعد ثلث إل بعلبك ث إل القاهرة فآواه‬
‫الطحانيون فكان يقرأ الديث با فثار عليه الفقهاء بصر أيضا وكتبو إل الوزير صفي الدين بن شكر فأقر بنفيه إل الغرب فمات قبل وصول الكتاب يوم الثني الثالث والعشرين من ربيع‬
‫الول من هذه السنة وله سبع وخسون سنة ودفن بالقرافة عند الشيخ أب عمرو بن مرزوق رحهما ال قال السبط كان عبد الغن ورعا زاهدا عابدا يصلي كل يوم ثلثائة ركعة كورد المام‬
‫أحد ويقوم الليل ويصوم عامة السنة وكان كريا جوادا ل يدخر شيئا ويتصدق على الرامل واليتام حيث ل يراه أحد وكان يرقع ثوبه ويؤثر بثمن الديد وكان قد ضعف بصره من كثرة‬
‫الطالعة والبكاء وكان أوحد زمانه ف علم الديث والفظ قلت وقد هذب شيخنا الافظ ابو الجاج الزي كتابه الكمال ف أساء الرجال رجال الكتب الستة بتهذيبه الذي استدرك عليه فيه‬
‫أماكن كثية نوا من ألف موضع وذلك المام الزي الذي ل يارى ول يارى وكتابه التهذيب ل يسبق إل مثله ول يلحق ف شكله فرحهما ال فلقد كانا نادرين ف زمانما ف أساء الرجال‬
‫حفظا وإتقانا وساعا وإساعا وسردا للمتون وأساء الرجال والاسد ل يفلح ول ينال منال طائل قال ابن الثي وفيها توف‬
‫ابو الفتوح أسعد بن ممود العجلي‬
‫صاحب تتمة التتمة أسعد بن أب الفضل بن ممود بن خلف العجلي الفقيه الشافعي الصبهان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪40‬‬

‫الواعظ منتخب الدين سع الديث وتفقه وبرع وصنف تتمة التتمة لب سعدالروي كان زاهدا عابدا وله شرح مشكلت الوسيط والوجيز توف ف صفر سنة ستمائة‬
‫البنان الشاعر‬
‫أبو عبد ال ممد بن الهنا الشاعر العروف بالبنان مدح اللفاء والوزراء وغيهم ومدح وكب ‪ 2‬وعلت سنه وكان رقيق الشعر ظريفه قال ‪ ...‬ظلما ترى مغرما ف الب تزجره ‪ ...‬وغيه‬
‫بالوى امسيت تنكره ‪ ...‬يا عاذل الصب لو عانيت قاتله ‪ ...‬لو جنة وعذار كنت تعذره ‪ ...‬أفدى الذي بسحر عينيه يعلمن ‪ ...‬إذا تصدى لقتلي كيف أسحره ‪ ...‬يستمتع الليل ف نوم‬
‫وأسهره ‪ ...‬إل الصباح وينسان وأذكره ‪ ...‬أبو سعيدالسن بن خلد‬
‫ابن البارك النصران الازدان اللقب بالوحيد اشتغل ف حداثته بعلم الوائل واتقنه وكانت له يد طول ف الشعر الرائق فمن ذلك قوله قاتله ال ‪ ...‬أتان كتاب أنشأته أتأمل ‪ ...‬حوت أبرا‬
‫من فيضها يغرق البحر ‪ ...‬فوا عجبا أن التوت فوق طرسه ‪ ...‬وما عودت بالقبض أنله العشر ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬لقد أثرت صدغاه ف لون خده ‪ ...‬ولحا كفيء من وراء زجاج ‪ ...‬ترى‬
‫عسكرا للروم ف الريح مذبدت ‪ ...‬كطائفة تسعى ليوم هياج ‪ ...‬أم الصبح بالليل البهيم موشح ‪ ...‬حكى آبنوسا ف صحيفة عاج ‪ ...‬لقد غار صدغاه على ورد خده ‪ ...‬فسيجه من شعره‬
‫‪ ...‬بسياج‬
‫لطاووسي صحب الطريقة‬
‫العراقي ممد بن العراقي‬
‫ركن الدين أبو الفضل القزوين ث المدان العروف بالطاووسي كان بارعا ف علم اللف والدل والناظرة أخذ علم ذلك عن رضى الدين النيسابوري النفي وصنف ف ذلك ثلث تعاليق‬
‫قال ابن خلكان احسنهن الوسطى وكانت إليه الرحلة بمدان وقد بن له بعض الجبة با مدرسة تعرف بالاجبية ويقال إنه منسوب إل طاووس بن كيسان التابعي فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وستمائة‬
‫فيها عزل الليفة ولده ممد اللقب بالظاهر عن ولية العهد بعد ما خطب له سبعة عشر سنة وول العهد ولده الخر عليا فمات على عن قريب فعاد المر إل الظاهر فبويع له باللفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪41‬‬

‫بعد أبيه الناصر كما سيأت ف سنة ثلث وعشرين وستمائة‬


‫وفيها وقع حريق عظيم بدار اللفة ف خزائن السلح فاحترق من ذلك شيء كثي من السلح والتعة والساكن ما يقارب قيمته أربعة آلف ألف دينار وشاع خب هذا الريق ف الناس‬
‫فأرسلت اللوك من سائر القطار هدايا أسلحة إل الليفة عوضا عن ذلك وفوقه من ذلك شيئا كثيا‬
‫وفيها عاثت الكرج ببلد السلمي فقتلوا خلقا وأسروا آخرين وفيها وقعت الرب بي امي مكة قتادة السين وبي أمي الدينة سال بن قاسم السين وكان قتادة قد قصد الدينة فحصر سالا‬
‫فيها فركب إليه سال بعد ما صلى عندا لجرة فاستنصر ال عليه ث برز إليه فكسره وساق وراءه إل مكة فحصره با ث إن قتادة أرسل إل أمراء سال فافسدهم عليه فكر سال راجعا إل الدينة‬
‫سالا‬
‫وفيها ملك غياث الدين كبيحسرو بن قلج ارسلن بن مسعود بن قلج بلد الروم واستلبها من ابن اخيه واستقر هو با وعظم شأنه وقويت شوكته وكثرت عساكره واطاعه المراء‬
‫وأصحاب الطراف وخطب له الفضل بن صلح الدين بسميساط وسار إل خدمته واتفق ف هذه السنة أن رجل ببغداد نزل إل دجلة يسبح فيها واعطى ثيابه لغلمه فغرف ف الاء فوجد ف‬
‫ورقة بعمامته هذه البيات ‪ ...‬يا ايها الناس كان ل أمل ‪ ...‬قصر ب عن بلوغه الجل ‪ ...‬فليتق ال ربه رجل ‪ ...‬امكنه ف حياته العمل ‪ ...‬ما انا وحدي بفناء بيت ‪ ...‬يرى كل إل مثله‬
‫‪ ...‬سينتقل‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫أبو السن علي بن عنتر بن ثابت اللي‬
‫العروف بشميم كان شيخا اديبا لغويا شاعرا جع من شعره حاسة كان يفضلها على حاسة أب تام وله خريات يزعم أنا أفحل من الت لب نواس قال أبو شامة ف الذيل كان قليل الدين ذا‬
‫حاقة ورقاعة وخلعة وله حاسة ورسائل قال ابن الساعي قدم بغداد فأخذ النحو عن ابن الشاب حصل منه طرفا صالا ومن اللغة وأشعار العرب ث أقام بالوصل حت توف با ومن شعره‬
‫‪ ...‬ل تسرحن الطرف ف مقل الها ‪ ...‬فمصارع الجال ف المال ‪ ...‬كم نظرة اردت وما أخرت ‪ ...‬وكم يد قبلت أوان قتال ‪ ...‬سنحت وما سحت بتسليمة ‪ ...‬وأغلل التحية فعلة‬
‫‪ ...‬الحتال‬
‫وله ف التجنيس ‪ ...‬ليت من طول بالش ‪ ...‬م أم ثواه وثوابه ‪ ...‬جعل العود إل الزو ‪ ...‬راء من بعض ثوابه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪42‬‬

‫‪ ...‬أترى يوطئن الده ‪ ...‬ر ثرى مسك ترابه ‪ ...‬وأران نور عين ‪ ...‬موطئا ل وثرى به‬
‫وله أيضا ف المر وغيه‬
‫( ) أبو نصر ممد بن سعد ال‬
‫ابن نصر بن سعيد الرتاحي كان سخيا بيا واعظا حنبليا فاضل شاعرا ميدا وله ‪ ...‬نفس الفت إن أصلحت أحوالا ‪ ...‬كان إل نيل الن أحوى لا ‪ ...‬وإن تراها سددت أقوالا ‪ ...‬كان‬
‫على حل العلى أوقى لا ‪ ...‬فإن تبدت حال من لا لا ‪ ...‬ف قبه عندا لبلى لا لا ‪ ...‬أبو العباس أحد بن مسعود‬
‫ابن ممد القرطب الزرجي كان إماما ف التفسي والفقه والساب والفرائض والنحو واللغة والعروض والطب وله تصانيف حسان وشعر رائق منه قوله ‪ ...‬وف الوجنات ما ف الروض لكن‬
‫‪ ...‬لرونق زهرها معن عجيب ‪ ...‬واعجب ما التعجب منه ‪ ...‬أن لتيار تمله عصيب ( ‪ ... ) 2‬أبو الفداء إساعيل بن برتعس السنجاري‬
‫مول صاحبها عمادا لدين زنكي بن مودود وكان جنديا حسن الصورة مليح النظم كثي الدب ومن شعره ما كتب به إل الشرف موسى بن العادل يعزيه ف أخ له اسه يوسف ‪ ...‬دموع‬
‫العال والكارم اذرفت ‪ ...‬وربع العلى قاع لفقدك صفصف ‪ ...‬غدا الود والعروف ف اللحد ثاويا ‪ ...‬غداة ثوى ف ذلك اللحد يوسف ‪ ...‬مت خطفت يد النية روحه ‪ ...‬وقد كان‬
‫للرواح بالبيض يطف ‪ ...‬سقته ليال الدهر كأس حامها ‪ ...‬وكان بسقى الوت ف الرب يعرف ‪ ...‬فواحسرتا لو ينفع الوت حسرة ‪ ...‬ووا أسفا لو كان يدي التأسف ‪ ...‬وكان على‬
‫الرزاء نفسي قوية ‪ ...‬ولكنها عن حل ذا الرزء تضعف ‪ ...‬أبو الفضل بن الياس بن جامع الربلي‬
‫تفقه بالنظامية وسع الديث وصنف التاريخ وغيه وتفرد بسن كتابة الشروط وله فضل ونظم فمن شعره ‪ ...‬أمرض قلب ما لجرك آخر ‪ ...‬ومسهر طرب هل خيالك زائر ‪ ...‬ومستعذب‬
‫التعذيب جورا بصده ‪ ...‬أمالك ف شرع الحبة زاجر ‪ ...‬هنيئا لك القلب الذي قد وقفته ‪ ...‬على ذكر أيام وأنت مسافر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪43‬‬

‫فل فارق الزن البح خاطري ‪ ...‬لبعدك حت يمع الشمل قادر ‪ ...‬فإن مت فالتسليم من عليكم ‪ ...‬يعاودكم ما كب ال ذكر ‪ ...‬أبو السعادات اللي‬
‫التاجر البغدادي الرافضي كان ف كل جعة يلبس لمة الرب ويقف خلف باب داره والباب ماف عليه والناس ف صلة المعة وهو ينتظر أن يرج صاحب الزمان من سرداب سامرا يعن‬
‫ممد بن السن العسكري ليميل بسيفه ف الناس نصرة للمهدي‬
‫أبو غالب بن كمنونة اليهودي‬
‫الكاتب كان يزور على خط ابن مقلة من قوة خطه توف لعنه ال بطمورة واسط ذكره ابن الساعي ف تاريه‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وستمائة‬
‫فيها وقعت حرب عظيمة بي شهاب الدين ممد بن سام الغوري صاحب غزنة وبي بن بوكر أصحاب البل الودي وكانوا قد ارتدوا عن السلم فقاتلهم وكسرهم وغنم منهم شيئا كثيا‬
‫ل يعد ول يوصف فاتبعه بعضهم حت قتله غيلة ف ليلة مستهل شعبان منها بعدالعشاء وكان رحه ال من أجود اللوك سية وأعقلهم واثبتهم ف الرب ولا قتل كان ف صحبته فخر الدين‬
‫الرازي وكان يلس للوعظ بضرة اللك ويعظه وكان السلطان يبكي حي يقول ف آخر ملسه يا سلطان سلطانك ل يبقى ول يبقى الرازي أيضا وإن مردنا جيعا إل ال وحي قتل السلطان‬
‫اتم الرازي بعض الاصكية بقتله فخاف من ذلك والتجأ إل الوزير مؤيد اللك بن خواجا فسيه إل حيث يأمن وتلك غزنة بعده أحد ماليكه تاج الدر وجرت بعد ذلك خطوب يطول‬
‫ذكرها قد استقصاها ابن الثي وابن الساعي‬
‫وفيها أغارت الكرج على بلد السلمي فوصلوا إل أخلط فقتلوا وسبوا وقاتلهم القاتلة والعامة وفيها سار صاحب إربل مظفر الدين كوكري وصحبته صاحب مراغة لقتال ملك أذربيجان‬
‫وهو أبو بكر بن البهلول وذلك لنكوله عن قتال الكرج وإقباله على السكر ليل ونارا فلم يقدروا عليه ث إنه تزوج ف هذه السنة بنت ملك الكرج فانكف شرهم عنه قال ابن الثي وكان‬
‫كما يقال أغمد سيفه وسل أيره وفيها استوزر الليفة نصي الدين ناصر بن مهدي ناصر العلوي السن وخلع عليه بالوزارة وضربت الطبول بي يديه وعلى بابه ف أوقات الصلوات وفيها‬
‫أغار صاحب بلد الرمن وهو ابن لون على بلد حلب فقتل وسب ونب فخرج إليه اللك الظاهر غازي بن الناصر فهرب ابن لون بي يديه فهدم الظاهر قلعة كان قد بناها ودكها إل‬
‫الرض وف شعبان منها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪44‬‬

‫هدمت القنطرة الرومانية عند الباب الشرقي ونشرت حجارتا ليبلط با الامع الموي بسفارة الوزير صفي الدين بن شكر وزير العادل وكمل تبليطه ف سنة اربع وستمائة وفيها توف من‬
‫العيان‬
‫شرف الدين أبو السن‬
‫علي بن ممد بن علي جال السلم الشهرزوري بدينة حص وقد كان أخرج إليها من دمشق وكان قبل ذلك مدرسا بالمينية واللقة بالامع تاه البادة وكان لديه علم جيد بالذهب‬
‫واللف‬
‫التقي عيسى بن يوسف‬
‫ابن احد العراقي الضرير مدرس المينية أيضا كان يسكن النارة الغربية وكان عنده شاب يدمه ويقود به فعدم للشيخ دارهم فاتم هذا الشاب با فلم يثبت له عنده شيئا واتم الشيخ عيسى‬
‫هذا بأنه يلوط به ول يكن يظن الناس أن عنده من الال شيء فضاع الال واتم عرضه فأصبح يوم المعة السابع من ذي القعدة مشنوقا ببيته بالأذنة الغربية فامتنع الناس من الصلة عليه‬
‫لكونه قتل نفسه فتقدم الشيخ فخر الدين عبد الرحن بن عساكر فصلى عليه فائتم به بعض الناس قال أبو شامة وإنا حله على ما فعله ذهاب ماله والوقوع ف عرضه قال وقد جرى ل اخت‬
‫هذه القضية فعصمن ال سبحانه بفضله قال وقد درس بعده ف المينية المال الصري وكيل بيت الال‬
‫أبو الغنائم الركيسهلر البغدادي‬
‫كان يدم مع عز الدين ناح السراي وحصل أموال جزيلة كان كلما تيا له مال اشترى به ملكا وكتبه باسم صاحب له يعتمد عليه فلما حضرته الوفاة أوصى ذلك الرجل أن يتول اولده‬
‫وينفق عليهم من مياثه ما تركه لم فمرض الوصي إليه بعد قليل فاستدعى الشهود ليشهدهم على نفسه أن ما ف يده لورثة أب الغنائم فتمادى ورثته باحضار الشهود وطولوا عليه وأخذته‬
‫سكتة فمات فاستول ورثته على تلك الموال والملك ول يقضوا أولد أب الغنائم منها شيئا ما ترك لم‬
‫أبو السن علي بن سعاد الفارسي‬
‫تفقه ببغداد وأعاد بالنظامية وناب ف تدريسها واستقل بتدريس الدرسة الت أنشأتا أم الليفة وأزيد على نيابة القضاء عن أب طالب البخاري فامتنع فألزم به فباشره قليل ث دخل يوما إل‬
‫مسجد فلبس على رأسه مئزر صوف وأمر الوكلء واللوذة أن ينصرفوا عنه وأشهد على نفسه بعزلا عن نيابة القضاء واستمر على العادة والتدريس رحه ال وف يوم المعة العشرين من‬
‫ربيع الول توفيت الاتون‬
‫أم السلطان اللك العظم عيسى بن العادل فدفنت بالقبة بالدرسة العظمية بسفح قايسون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪45‬‬

‫المي مي الدين طاشتكي الستنجدي‬


‫أمي الاج وزعيم بلد خوزستان كان شيخا خيا حسن السية كثي العبادة غالبا ف التشيع توف بتستر ثان جادي الخرة وحل تابوته إل الكوفة فدفن بشهد على لو صيته بذلك هكذا‬
‫ترجه ابن الساعي ف تاريه وذكر أبو شامة ف الذيل أنه طاشتكي بن عبد ال القتفوي أمي الاج حج بالناس ستا وعشرين سنة كان يكون ف الجاز كأنه ملك وقد رماه الوزير ابن يونس‬
‫بأنه يكاتب صلح الدين فحبسه الليفة ث تبي له بطلن ما ذكر عنه فأطلقه وأعطاه خوزستان ث أعاده إل إمرة الج وكانت اللة الشيعية إقطاعه وكان شجاعا جوادا سحا قليل الكلم‬
‫يضي عليه السبوع ل يتكلم فيه بكلمة وكان فيه حلم واحتمال استغاث به رجل علىبعض نوابه فلم يرد عليه فقال له الرجل الستغيث أحار أنت فقال ل وفيه يقول ابن التعاويذي ‪...‬‬
‫وأمي على البلد مول ‪ ...‬ل ييب الشاكي بغي السكوت ‪ ...‬وكلما زاد رفعة حطنا الل ‪ ...‬ه بتفيله إل البهموت ‪ ...‬وقد سرق فراشه حياجبه له فأرادوا أن يستقروه عليها وكان قد رآه‬
‫المي طاشتكي حي أخذها فقال ل تعاقبوا أحدا قد أخذها من ل يردها ورآه حي أخذها من ل ينم عليه وقد كان بلغ من العمر تسعي سنة واتفق أنه استأجر أرضا مدة ثلثائة سنة للوقف‬
‫فقال فيه بعض الضحكي هذا ل يوقن بالوت عمره تسعون سنة وأستأجر أرضا ثلثائة سنة فاستضحك القوم وال سبحانه وتعال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث وستمائة‬
‫فيها جرت أمور طويلة بالشرق بي الغورية والوارزمية ومكلهم خوارزم شاه بن تكش ببلد الطالقان وفيها ول الليفة القضاء ببغداد لعبد ال بن الدامغان وفيها قبض الليفة على عبد‬
‫السلم بن عبدا لوهاب ابن الشيخ عبدالقادر البلن بسبب فسقه وفجوره وأحرقت كتبه وأمواله قبل ذلك لا فيها من كتب الفلسفة وعلوم الوائل واصبح يستعطى بي الناس وهذا بطيئة‬
‫قيامه على اب الفرج ابن الوزي فإنه هو الذي كان وشى به إل الوزير ابن القصاب حت احرقت بعض كتب ابن الوزي وختم على بقيتها ونفى إل واسط خس سني والناس يقولون ف ال‬
‫كفاية وف القرآن وجزاء سيئة سيئة مثلها والصوفية يقولون الطريق يأخذ والطباء يقولون الطبيعة مكافئة وفيها نازلت الفرنج حص فقاتلهم ملكها أسدا لدين شيكوه وأعانه بالدد اللك‬
‫الظاهر صاحب حلب فكف ال شرهم وفيها اجتمع شابان ( ‪ ) 1‬ببغداد على المر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪46‬‬

‫فضرب أحدها الخر بسكي فقتله وهرب فأخذ فقتل فوجد مع رقعة فيها بيتان من نظمه أمر أن تعل بي أكفانه ‪ ...‬قدمت على الكري بغي زاد ‪ ...‬من العمال بالقلب السليم ‪ ...‬وسوء‬
‫الظن أن تعتد زادا ‪ ...‬إذا كان القدوم على كري ‪ ...‬وفيها توف من العيان‬
‫الفقيه أبو منصور‬
‫عبدالرحن بن السي بن النعمان النبلي اللقب بالقاضي شريح لذكائه وفضله وبرعاته وعقله وكمال اخلقه ول قضاء بده ث قدم بغداد فندب إل الناصب الكبار فأباها فحلف عليه المي‬
‫طاشتكي أن يعمل عنده ف الكتابة فخدمه عشرين سنة ث وشى به الوزير ابن مهدي إل الهدي فحبسه ف دار طاشتكي إل أن مات ف هذه السنة ث إن الوزير الواشي عما قريب حبس با‬
‫أيضا وهذا ما نن فيه من قوله كما تدين تدان‬
‫عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر‬
‫كان ثقة عابدا زاهدا ورعا ل يكن ف أولد الشيخ عبدالقادر اليلن خي منه ل يدخل فيما دخلوا فيه من الناصب والوليات بل كان متقلل من الدنيا مقبل على أمر الخرة وقد سع الكثي‬
‫وسع عليه أيضا‬
‫أبو الزم مكي بن زيان‬
‫ابن شبة بن صال الاكسين من أعمال سنجار ث الوصلي النحوي قدم بغداد وأخذ علي ابن الشاب وابن القصار والكمال النباري وقدم الشام فانتفع به خلق كثي منهم الشيخ علم الدين‬
‫السخاوي وغيه وكان ضريرا وكان يتعصب لب العلء العري لا بينهما من القدر الشترك ف الدب والعمى ومن شعره‬
‫إذا حتاج النوال إل شفيع‬
‫‪ ...‬فل تقبله تصبح قرير عي ‪ ...‬إذا عيف النوال لفرد من ‪ ...‬فأول أن يعاف لنتي ‪...‬‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫نفسي فداء لغيد غنج ‪ ...‬قال لنا الق حي ودعنا ‪ ...‬من ود شيئا من حبه طمعا ‪ ...‬ف قتله للوداع ودعنا ‪ ...‬إقبال الادم ‪...‬‬
‫جال الدين أحد خدام صلح الدين واقف القباليتي الشافعية والنفية وكانتا دارين فجعلهما مدرستي ووقف عليهما وقفا الكبية للشافعية والصغية للحنفية وعليها ثلث الوقف توف‬
‫بالقدس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪47‬‬

‫رحه ال‬
‫ث دخلت سنة اربع وستمائة‬
‫فيها رجع الجاج إل العراق وهم يدعون ال ويشكون إليه ما لقوا من صدر جهان البخاري النفي الذي كان قدم بغداد ف رسالة فاحتفل به الليفة وخرج إل الج ف ‪ 2‬هذه السنة فضيق‬
‫على الناس ف الياه والية فمات بسبب ذلك ستة آلف من حجيج العراق وكان فيما ذكروا يأمر غلمانه فتسبق إل الناهل فيحجزون على الياه ويأخذون الاء فيشونه حول خيمته ف قيظ‬
‫الجاز ويسقونه للبقولت الت كانت تمل معه ف ترابا وينعون منه الناس وابن السبيل المي البيت الرام يبتغون فضل من ربم ورضوانا فلما رجع مع الناس لعنته العامة ول تتفل به‬
‫الاصة ول أكرمه الليفة ول أرسل إليه أحدا وخرج من بغداد والعامة من ورائه يرجونه ويلعنونه وساه الناس صدر جهنم نعوذ بال من الذلن ونسأله أن يزيدنا شفقة ورحة لعباده فإنه إنا‬
‫يرحم من عباده الرحاء وفيها قبض الليفة على وزيره ابن مهدي العلوي وذلك أنه نسب إليه أنه يروم اللفة وقيل غي ذلك من السباب والقصود أنه حبس بدار طاشتكي حت مات با‬
‫وكان جبارا عنيدا حت قال بعضهم فيه ‪ ...‬خليلي قول للخليفة وانصحا ‪ ...‬توق وقيت السوء ما أنت صانع ‪ ...‬وزيرك هذا بي أمرين فيهما ‪ ...‬صنيعك ياخي البية ضائع ‪ ...‬فإن كان حقا‬
‫‪ ...‬من سللة حيدر ‪ ...‬فهذا وزير ف اللفة طامع ‪ ...‬وإن كان فيما يدعى غي صادق ‪ ...‬فاضيع ما كانت لديه الصنائع‬
‫وقيل إنه كان عفيفا عن الموال حسن السية جيدا لباشرة فال أعلم باله وف رمضان منها رتب الليفة عشرين دارا للضيافة يفطر فيها الصائمون من الفقراء يطبخ لم ف كل يوم فيها طعام‬
‫كثي ويمل إليها أيضا من البز النقي واللواء شيء كثي وهذا الصنيع يشبه ما كانت قريش تفعله من الرفادة ف زمن الج كان ويتول ذلك عمه أبو طالب كما كان العباس يتول السقاية‬
‫وقد كانت فيهم السفارة واللواء والندوة له كما تقدم بيان ذلك ف مواضعه وقد صارت هذه الناصب كلها على أت الحوال ف اللفاء العباسيي وفيها أرسل الليفة الشيخ شهاب الدين‬
‫الشهرزوري وف صحبته سنقر السلحدار إل اللك العادل باللعة السنية وفيها الطوق والسواران وإل جيع أولده باللع أيضا وفيها ملك الوحد بن العادل صاحب ميافارقي مدينة خلط‬
‫بعد قتل صاحبها شرف الدين بكتمر وكان شابا جيل الصورة جدا قتله بعض ماليكهم ( ‪ ) 1‬ث قتل القاتل أيضا فخل البلد عن ملك فأخذها الوحد بن العادل‬
‫وفيها ملك خوارزم شاه ممد بن تكش بلد ما وراء النهر بعد حروب طويلة اتفق له ف بعض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪48‬‬

‫الواقف أمر عجيب وهو أن السلمي انزموا عن خوارزم شاه وبقي معه عصابة قليلة من أصحابه فقتل منهم كفار الطا من قتلوا وأسروا خلقا منهم وكان السلطان خوارزم شاه ف جلة من‬
‫أسروا أسره رجل وهو ل يشعر به ول يدري أنه اللك وأسر معه أميا يقال له مسعود فلما وقع ذلك وتراجعت العساكر السلمية إل مقرها فقدوا السلطان فاختبطوا فيما بينهم واختلفوا‬
‫اختلفا كثيا وانزعجت خراسان بكمالا ومن الناس من حلف أن السلطان قد قتل وأما ما كان من أمر السلطان وذاك المي فقال المي للسلطان من الصلحة أن تترك اسم اللك عنك ف‬
‫هذه الالة وتظهر انك غلم ل فقبل منه ما قال واشار به ث جعل اللك يدم ذلك المي يلبسه ثيابه ويسقيه الاء ويصنع له الطعام ويضعه بي يديه ول يألو جهدا ف خدمته فقال الذي أسرها‬
‫إن أرى هذا يدمك فمن أنت فقال أنا مسعود المي وهذا غلمي فقال وال لو علم المراء أن قد أسرت أميا وأطلقته لطلقتك فقال له إن ‪ 6‬إنا أخشى على أهلي فإنم يظنون أن قد‬
‫قتلت ويقيمون الأت فإن رأيت أن تفادين على مال وترسل من يقبضه منهم فعلت خيا فقال نعم فعي رجل من أصحابه فقال له المي مسعود إن أهلي ل يعرفون هذا ولكن إن رأيت أن‬
‫أرسل معه غلمي هذا فعلت ليبشرهم بيات فإنم يعرفونه ث يسعى ف تصيل الال فقال نعم فجهز معهما من يفظهما إل مدينة خوارزم شاه فلما دنوا من مدينة خوارزم سبق اللك إليها فلما‬
‫رآه ‪ 2‬الناس فرحوا به فرحا شديدا ودقت البشائر ف سائر بلده وعاد اللك إل نصابه واستقر السرور بايابه وأصلح ما كان وهي من ملكته بسبب ما اشتهر من قتله وحاصر هراه وأخذها‬
‫عنوة وأما الذي كان قد أسره فإنه قال يوما للمي مسعود الذي يتوجه ل وينوهون به أن خوارزم شاه قد قتل فقال ل هو الذي كان ف أسرك فقال له فهل أعلتمن به حت كنت أرده موقرا‬
‫معظما فقال خفتك عليه فقال سر بنا إليه فسارا إليه فأكرمهما إكراما زائدا وأحسن إليهما وأما غدر صاحب سرقند فإنه قتل كل من كان ف أسره من الوارزمية حت كان الرجل يقطع‬
‫قطعتي ويعلق ف السوق كما تعلق الغنام وعزم على قتل زوجته بنت خوارزم شاه ث رجع عن قتلها وحبسها ف قلعة وضيق عليها فلما بلغ الب إل خوارزم شاه سار إليه ف النود فنازله‬
‫وحاصر سرقند فأخذها قهرا وقتل من أهلها نوا من مائت ألف وأنزل اللك من القلعة وقتله صبا بي يديه ول يترك له نسل ول عقبا واستحوذ خوارزم شاه على تلك المالك الت هنالك‬
‫وتارب الطا وملك التتار كشلي خان التاخم لملكة الصي فكتب ملك الطا لوارزم شاه يستنجده على التتار ويقول مت غلبونا خلصوا إل بلدك وكذا وكذا وكتب التتار إليه أيضا‬
‫يستنصرونه على الطا ويقولون هؤلء أعداؤنا واعداؤك فكن معنا عليهم فكتب إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪49‬‬

‫كل من الفريقي يطيب قلبه وحضر الوقعة بينهم وهو متحيز عن الفريقي وكانت الدائرة على الطا فهلكوا إل القليل منهم وغدر التتار ما كانوا عاهدوا عليه خوارزم شاه فوقعت بينهم‬
‫الوحشة الكيدة وتواعدوا للقتال وخاف منهم خوارزم شاه وخرب بلدا كثية متاخة لبلد كشلى خان خوفا عليها أن يلكها ث إن جنكيز خان خرج على كشلى خان فاشتغل بحاربته عن‬
‫ماربة خوارزم شاه ث إنه وقع من المور الغريبة ما سنذكره إن شاء ال تعال‬
‫وفيها كثرت غارات الفرنج من طرابلس على نواحي حص فضعف صاحبها أسد الدين شيكوه عن مقاومتهم فبعث إليه الظاهر صاحب حلب عسكرا قواه بم على الفرنج وخرج العادل‬
‫من مصر ف العساكر السلمية وأرسل إل جيوش الزيرة فوافوه على عكا فحاصرها لن القبارصة أخذوا من أسطول السلمي قطعا فيها جاعة من السلمي فطلب صاحب عكا المان‬
‫والصلح على أن يرد السارى فأجابه إل ذلك وسار العادل فنل على بية قدس قريبا من حص ث سار إل بلد طرابلس فأقام اثن عشر يوما يقتل ويأسر ويغنم حت جنح الفرنج إل الهادنة‬
‫ث عاد إل دمشق‬
‫وفيها ملك صاحب اذربيجان المي نصي الدين أبو بكر بن البهلول مدينة مراغة للوها عن ملك قاهر لن ملكها مات وقام باللك بعده ولد له صغي فدبر أمره خادم له وف غرة ذي القعدة‬
‫شهد مي الدين أبو ممد يوسف بن عبد الرحن بن الوزي عند قاضي القضاة أب القاسم بن الدامغان فقبله ووله حسبة جانب بغداد وخلع عليه خلعة سنية سوداء بطرحة كحلية وبعد‬
‫عشرة أيام جلس للوعظ مكان أبيه أب الفرج بباب درب الشريف وحضر عنده خلق كثي وبعد أربعة أيام من يومئذ درس بشهد أب حنيفة ضياء الدين أحد بن مسعود الركسان النفي‬
‫وحضر عنده العيان والكابر وف رمضان منها وصلت الرسل من الليفة إل العادل باللع فلبس هو وولداه العظم والشرف ووزيره صفي الدين بن شكر وغي واحد من المراء ودخلوا‬
‫القلعة وقت صلة الظهر من باب الديد وقرأ التقليد الوزير وهو قائم وكان يوما مشهودا وفيها درس شرف الدين عبد ال ابن زين القضاة عبد الرحن بالدرسة الرواحية بدمشق وفيها انتقل‬
‫الشيخ الي بن البغدادي من النبلية إل مذهب الشافعية ودرس بدرسة أم الليفة وحضر عنده الكابر من سائر الذاهب وفيها توف من العيان‬
‫المي بنامي بن عبد ال‬
‫أحد أمراء الليفة الناصر كان من سادات المراء عقل وعفة ونزاهة سقاه بعض الكتاب من النصارى سا فمات وكان اسم الذي سقاه ابن ساوا فسلمه الليفة إل غلمان بنيامي فشفع فيه‬
‫ابن مهدي الوزير وقال إن النصارى قد بذلوا فيه خسي ألف دينار فكتب الليفة على رأس الورقة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪50‬‬

‫‪ ...‬إن السود أسود الغاب هتها ‪ ...‬يوم الكريهة ف السلوب ل السلب‬


‫فتسلمه غلمان بنيامي فقتلوه وحرقوه وقبض الليفة بعد ذلك على الوزير ابن مهدي كما تقدم‬
‫حنبل بن عبد ال‬
‫ابن الفرج بن سعادة الرصاف النبلي الكب بامع الهدي راوي مسند احد عن‬
‫ابن الصي عن ابن الذهب عن باي مالك عن عبد ال عن أبيه عمر تسعي سنة وخرج من بغداد فأسعه باربل واستقدمه ملوك دمشق إليها فسمع الناس با عليه السند وكان العظم يكرمه‬
‫ويأكل عنده على السماط من الطيبات فتصيبه التخمة كثيا لنه كان فقيا ضيق المعاء من قلة الكل خشن العيش ببغداد وكان الكندي إذا دخل على العظم يسأل عن حنبل فيقول العظم‬
‫هو متخوم فيقول أطعمه العدس فيضحك العظم ث أعطاه العظم مال جزيل ورده إل بغداد فتوف با وكان مولده سنة عشر وخسائة وكان معه ابن طبزد فتأخرت وفاته عنه إل سنة سبع‬
‫وستمائة‬
‫عبد الرحن بن عيسى‬
‫ابن أب السن الروزي الواعظ البغدادي سع من ابن أب الوقت وغيه واشتغل علي ابن الوزي بالوعظ ث حدثته نفسه بضاهاته وشخت نفسه واجتمع عليه طائفة من أهل باب النصية ث‬
‫تزوج ف آخرعمره وقد قارب السبعي فاغتسل ف يوم بارد فانتفخ ذكره فمات ف هذه السنة‬
‫المي زين الدين قراجا الصلحي‬
‫صاحب صرخد كانت له دار عند باب الصفي عند قناة الزلقة وتربته بالسفح ف قبة على جادة الطريق عند تربة ابن تيك وأقر العادل ولده يعقوب على صرخد‬
‫عبدالعزيز الطبيب‬
‫‪ ...‬توف فجأة وهو والد سعدالدين الطبيب الشرف وفيه يقول ابن عني ‪ ...‬فراري ول خلف الطيب جاعة ‪ ...‬وموت ول عبدالعزيز طبيب‬
‫وفيها توف‬
‫العفيف بن الدرحي‬
‫إمام مقصورة النفية الغربية بامع بن أمية‬
‫أبو ممد جعفر بن ممد‬
‫ابن ممود بن هبة ال بن أحد بن يوسف الربلي كان فاضل ف علوم كثية ف الفقه على مذهب الشافعي والساب والفرائض والندسة والدب والنحو وما يتعلق بعلوم القرآن العزيز وغي‬
‫ذلك ومن شعره ‪ ...‬ل يدفع الرء ما يات به القدر ‪ ...‬وف الطوب إذا فكرت معتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪51‬‬

‫فليس ينجي من القدار إن نزلت ‪ ...‬رأى وحزم ول خوف ول حذر ‪ ...‬فاستعمل الصب ف كل المور ول ‪ ...‬تزع لشيء فعقب صبك الظفر ‪ ...‬كم مسنا عسر فصرفه ال ‪ ...‬آله عنا‬
‫‪ ...‬وول بعده سر ‪ ...‬ل ييئس الرء من روح الله فما ‪ ...‬ييأس منه إل عصبة كفروا ‪ ...‬إن لعلم أن الدهر ذو دول ‪ ...‬وأن يوميه ذا أمن وذا خطر‬
‫ث دخلت سنة خس وستمائة‬
‫ف مرمها كمل بناء دار الضيافة ببغداد الت أنشأها الناصر لدين ال بالانب الغرب منها للحجاج والارة لم الضيافة ما داموا نازلي با فإذا أراد أحدهم السفر منها زوج وكسي واعطى بعد‬
‫ذلك دينارا جزاه ال خيا وفيها عاد أبو الطاب ابن دحية الكلب من رحلته العراقية فاجتاز بالشام فاجتمع ف ملس الوزير الصفي هو والشيخ تاج الدين أبو اليمن الكندي شيخ اللغة‬
‫والديث فأورد ابن دحية ف كلمه حديث الشفاعة حت انتهى إل قول إبراهيم عليه السلم إنا كنت خليل من وراء وراء بفتح اللفظتي فقال الكندي من وراء وراء بضمهما فقال ابن دحية‬
‫للوزير ابن شكر من هذا فقال هذا أبو اليمن الكندي فنال منه ابن دحية وكان جرئيا فقال الكندي هو من كلب ينبح كما ينبح الكلب قال أبو شامة وكلتا اللفظتي مكية وحكى فيهما الر‬
‫أيضا وفيها عاد فخر الدين ابن تيمية خطيب من حران من الج إل بغداد وجلس بباب بدر للوعظ مكان ميي الدين يوسف بن الوزي فقال ف كلمه ذلك ‪ ...‬وابن اللبون إذا ما لز ف قرن‬
‫‪ ... ...‬ل يستطع صولة البزل القناعيس‬
‫كأنه يعرض بابن الوزي يوسف لكونه شابا ابن خس وعشرين سنة وال أعلم‬
‫وف يوم المعة تاسع مرم دخل ملوك افرني من باب مقصورة جامع دمشق وهو سكران وف يده سيف مسلول والناس جلوس ينتظرون صلة الفجر فمال على الناس يضربم بسيفه فقتل‬
‫اثنتي أو ثلثة وضرب النب بسيفه فانكسر سيفه فأخذوا أودع الارستان وشنق ف يومه ذلك على جسر اللبادين‬
‫وفيها عاد الشيخ شهاب الدين السهروردي من دمشق بدايا اللك العادل فتلقاه اليش ومعه أموال كثية أيضا لنفسه وكان قبل ذلك فقيا زاهدا فلما عاد منع من الوعظ وأخذت منه‬
‫الربط الت يباشرها ووكل إل ما بيده من الموال فشرع ف تفريقها على الفقراء والساكي فاستغن منه خلق كثي فقال الحيي ابن الوزي ف ملس وعظه ل حاجة بالرجل يأخذ أموال من‬
‫غي حقها ويصرفها إل من يستحقها ولو ترك على ما كان كان تركها أول به من تناولا وإنا أراد أن ترتفع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪52‬‬

‫منلته ببذلا ويعود على حاله كما كان مباشره لا بذلا فليحذر العبد الدنيا فإنا خداعة غرارة تسترق فحول العلماء والعباد وقد وقع ابن الوزي فيما بعد فيما وقع فيه السهروردي وأعظم‬
‫وفيها قصدت الفرنج حص وعبوا على العاصي يسر عدوة فلما عرف بم العساكر ركبوا ف آثارهم فهربوا منهم فقتلوا خلقا كثيا منهم وغنم السلمون منهم غنيمة جيدة ول المد‬
‫وفيها قتل صاحب الزيرة وكان من أسوأ الناس الناس سية وأخبثهم سريرة وهو اللك سنجر شاه بن غازي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر النابكي ابن عم نور الدين صاحب الوصل‬
‫وكان الذي تول قتله ولده غازي توصل إليه حت دخل عليه وف ف اللء سكران فضربه بسكي أربع عشرة ضربة ث ذبه وذلك كله ليأخذ اللك من بعده فحرمه ال إياه فبويع باللك‬
‫لخيه ممود وأخذ غازي القاتل فقتله من يومه فسلبه ال اللك والياة ولكن أراح ال السلمي من ظلم أبيه وغشمه وفسقه وفيها توف من العيان‬
‫أبو الفتح ممد بن أحد بن بيتار‬
‫ابن علي الواسطي العروف بابن السنداي آخر من روى السند عن أحد بن الصي وكان من بيت فقه وقضاء وديانة وكان ثقة عدل متورعا ف النقل وما أنشده من حفظه ‪ ...‬ولو أن ليلى‬
‫مطلع الشمس دونا ‪ ...‬وكانت من وراء الشمس حي تغيب ‪ ...‬لدثت نفسي بانتظار نوالا ‪ ...‬وقال الن ل إنا لقريب ‪ ...‬قاضي القضاة لصر‬
‫صدر الدين عبد اللك بن درباس الاردان الكردي وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست‬
‫وستمائة ف الحرم وصل نم الدين خليل شيخ النفية من دمشق إل بغداد ف الرسلية عن العادل ومعه هدايا كثية وتناظر هو وشيخ النظامية مد الدين يي بن الربيع ف مسألة وجوب‬
‫الزكاة ف مال اليتيم والجنون وأخذ النفي يستدل على عدم وجوبا فاعترض عليه الشافعي فأجاد كل منهما ف الذي أورده ث خلع على النفي وأصحابه بسبب الرسالة وكانت الناظرة‬
‫بضرة نائب الوزير ابن شكر وف يوم السبت خامس جادي الخر وصل المال يونس بن بدران الصري رئيس الشافعية بدمشق إل بغداد ف الرسلية عن العادل فتلقاه اليش مع حاجب‬
‫الجاب ودخل معه ابن أخي صاحب إربل مظفر الدين كوكرى والرسالة تتضمن العتذار عن صاحب إربل والسؤال ف الرضا عنه فأجيب إل ذلك وفيها ملك العادل الابور ونصيبي‬
‫وحاصر مدينة سنجار مدة فلم يظفر با ث صال صاحبها ورجع عنها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪53‬‬

‫وفيها توف من العيان‬


‫القاضي السعد ابن مات‬
‫ابو الكارم أسعد بن الطي أب سعيد مهذب بن مينا بن زكريا السعد بن مات بن أب قدامة ابن أب مليح الصري الكاتب الشاعر أسلم ف الدولة الصلحية وتول نظر الدواوين بصر مدة قال‬
‫ابن خلكان وله فضائل عديدة ومصنفات كثية ونظم سية صلح الدين وكليلة ودمنة وله ديوان شعر ولا تول الوزير ابن شكر هرب منه إل حلب فمات با وله ثنتان وستون سنة فمن‬
‫شعره ف ثقيل زاره بدمشق ‪ ...‬حكى نرين وما ف الر ‪ ...‬ض من يكيهما أبدا ‪ ...‬حكى ف خلقه ثورا ‪ ...‬أراد وف أخلقه بردا ‪ ...‬أبو يعقوب يوسف بن إساعيل ابن عبدا لرحن بن عبدا‬
‫لسلم اللمعان أحد العيان من النفية ببغداد سع الديث ودرس بامع السلطان وكان معتزليا ف الصول بارعا ف الفروع اشتغل على ابيه وعمه واتقن اللف وعلم الناظرة وقارب‬
‫التسعي‬
‫أبو عبد ال ممد بن السن‬
‫العروف بابن الراسان الحدث الناسخ كتب كثيا من الديث وجع خطبا له ولغيه وخطه جيد مشهور‬
‫أبو الواهب معتوق بن منيع‬
‫ابن مواهب الطيب البغدادي قرأ النحو واللغة على ابن الشاب وجع خطبا كان يطب منها وكان شيخا فاضل له ديوان شعر فمنه قوله ‪ ...‬ول ترجو الصداقة من عدو ‪ ...‬يعادي نفسه‬
‫سرا وجهرا ‪ ...‬فلو اجدت مودته انتفاعا ‪ ...‬لكان النفع منه إليه اجرا ‪ ...‬ابن خروف‬
‫شارح سيبويه على بن ممد بن يوسف أبو السن ابن خروف الندلسي النحوي شرح سيبويه وقدمه إل صاحب الغرب فاعطاه ألف دينار وشرح جل الزجاجي وكان يتنقل ف البلد ول‬
‫يسكن إل ف الانات ول يتزوج ول تسرى ولذلك علة تغلب على طباع الراذل وقد تغي عقله ف آخر عمره فكان يشي ف السواق مكشوف الرأس توف عن خس وثاني سنة‬
‫أبو علي يي بن الربيع‬
‫ابن سلميان بن حرار الواسطي البغدادي اشتغل بالنظامية على فضلن وأعاد عنه وسافر إل ممد بن يي فأخذ عنه طريقته ف اللف ث عاد إل بغداد ث صار مدرسا بالنظامية وناظرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪54‬‬

‫على أوقافها وقد سع الديث وكان لديه علوم كثية ومعرفة حسنة بالذهب وله تفسي ف أربع ملدات كان يدرس منه واختصر تاريخ الطيب والذيل عليه لبن السمعان وقارب الثماني‬
‫ابن الثي صاحب جامع الصول والنهاية‬
‫البارك بن ممد بن ممد بن عبد الكري بن عبد الواحد مد الدين أبو السعادات الشيبان الزري الشافعي العروف بابن الثي وهو أخو الوزير وزير الفضل ضياء الدين نصر ال وأخو‬
‫الافظ عز الدين أب السن على صاحب الكامل ف التاريخ ولد أبو السعادات هذا ف إحدى الربيعي سنة أربع وأربعي وخسمائة وسع الديث الكثي وقرأ القرآن وأتقن علومه وحررها‬
‫وكان مقامه بالوصل وقد جع ف سائر العلوم كتبا مفيدة منها جامع الصول الستة الوطأ والصحيحي وسنن أب داود والنسائي والترمذي ول يذكر ابن ماجه فيه وله كتاب النهاية ف غريب‬
‫الديث وله شرح مسند الشافعي والتفسي ف اربع ملدات وغي ذلك ف فنون شت وكان معظما عند ملوك الوصل فلما آل اللك إل نور الدين أرسلن شاه أرسل إليه ملوكه لؤلؤ أن‬
‫يستوزره فأب فركب السلطان إليه فامتنع أيضا وقال له قد كبت سن واشتهرت بنشر العلم ول يصلح هذا المر إل بشيء من العسف والظلم ول يليق ب ذلك فاعفاه قال أبو السعادات‬
‫كنت أقرأ علم العربية على سعيد بن الدهان وكان يأمرن بصنعة الشعر فكنت ل أقدر عليه فلما توف الشيخ رأيته ف بعض الليال فأمرن بذلك فقلت له ضع ل مثال أعمل عليه فقال ‪...‬‬
‫‪ ...‬حب العل مدمنا إن فاتك الظفر ‪ ...‬فقلت أنا وخد خد الثرى والليل معتكر ‪ ...‬فالعز ف صهوات الليل مركزه ‪ ...‬والجد ينتجه السراء والسهر‬
‫فقال أحسنت ث استيقظت فأتمت عليها نوا من عشرين بيتا كانت وفاته ف سلخ ذي الجة عن ثنتي وستي سنة وقد ترجه أخوه ف الذيل فقال كان عالا ف عدة علوم منها الفقه وعلم‬
‫الصول والنحو والديث واللغة وتصانيفه مشهورة ف التفسي والديث والفقه والساب وغريب الديث وله رسائل مدونة وكان مغلقا يضرب به الثل ذا دين متي ولزم طريقة مستقيمة‬
‫رحه ال فلقد كان من ماسن الزمان قال ابن الثي وفيها توف‬
‫الجلد الطرزي النحوي الوارزمي‬
‫كان إماما ف النحو له فيه تصانيف حسنة قال أبو شامة وفيها توف‬
‫اللك الغيث‬
‫فتح الدين عمر بن اللك العادل ودفن ف تربة اخيه العظم بسفح قايسون واللك الؤيد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪55‬‬

‫مسعود بن صلح الدين‬


‫بدرسة راس العي فحمل إل حلب فدفن با وفيها توف‬
‫الفخر الرازي‬
‫التكلم صاحب التيسي والتصانيف يعرف بابن خطيب الري واسه ممد بن عمر بن السي ابن علي القرشي التيمي البكري أبو العال وأبو عبد ال العروف بالفخر الرازي ويقال له ابن‬
‫خطيب الري أحد الفقهاء الشافعية الشاهي بالتصانيف الكبار والصغار نو من مائت مصنف منها التفسي الافل والطالب العالية والباحث الشرقية والربعي وله أصول الفقه والحصول‬
‫وغيه وصنف ترجه الشافعي ف ملد مفيد وفيه غرائب ل يوافق عليها وينسب إليه أشياء عجيبة وقد ترجته ف طبقات الشافعية وقد كان معظما عند ملوك خوارزم وغيهم وبنيت له مدارس‬
‫كثية ف بلدان شت وملك من الذهب العي ثاني ألف دينار وغي ذلك من المتعة والراكب والثاث واللبس وكان له خسون ملوكا من الترك وكان يضر ف ملس وعظه اللوك والوزراء‬
‫والعلماء والمراء والفقراء والعامة وكانت له عبادات وأوراد وقد وقع بينه وبي الكرامية ف أوقات وكان يبغضهم ويبغضونه ويبالغون ف الط عليه ويبالغ هو أيضا ف ذمهم وقد ذكرنا طرفا‬
‫من ذلك فيما تقدم وكان مع غزارة علمه ف فن الكلم يقول من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز وقد ذكرت وصيته عند موته وأنه رجع عن مذهب الكلم فيها إل طريقة السلف وتسليم‬
‫ما ورد على وجه الراد اللئق بلل ال سبحانه وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ف الذيل ف ترجته كان يعظ وينال من الكرامية وينالون منه سبا وتكفيا بالكباشر وقيل إنم وضعوا عليه‬
‫من سقاه سا فمات ففرحوا بوته وكانوا يرمونه بالعاصي مع الماليك وغيهم قال وكانت وفاته ف ذي الجة ول كلم ف فضله ول فيما كان يتعاطاه وقد كان يصحب السلطان ويب‬
‫الدنيا ويتسع فيها إتساعا زائدا وليس ذلك من صفة العلماء ولذا وأمثاله كثرت الشناعات عليه وقامت عليه شناعات عظيمة بسبب كلمات كان يقولا مثل قوله ‪ 2‬قال ممد البادي يعن‬
‫العرب يريد به النب ص نسبة إل البادية وقال ممد الرازي يعن نفسه ومنها أنه كان يقرر الشبهة من جهة الصوم بعبارات كثية وييب عن ذلك بأدن إشارة وغي ذلك قال وبلغن أنه‬
‫خلف من الذهب العي مائت ألف دينار غي ما كان يلكه من الدواب والثياب والعقار واللت وخلف ولدين أخذ كل واحد منهما أربعي ألف دينار وكان ابنه الكب قد تند وخدم‬
‫السلطان ممد بن تكش وقال ابن الثي ف الكامل وفيها توف فخر الدين الرازي ممد بن عمر بن خطيب الري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف الشهورة والفقه والصول كان إمام الدنيا‬
‫ف عصره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪56‬‬

‫بلغن أن مولده سنة ثلث وأربعي وخسمائة ومن شعره قوله ‪ ...‬إليك إله اللق وجهي ووجهت ‪ ...‬وأنت الذي أدعوه ف السر والهر ‪ ...‬وأنت غياثي عند كل ملمة ‪ ...‬وأنت ملذي ف‬
‫حيات وف قبي ‪ ...‬ذكره ابن الساعي عن ياقوت الموي عن ابن الفخر الدين عنه وبه قال ‪ ...‬تتمة أبواب السعادة للخلق ‪ ...‬بذكر جلل الواحد الحدا لق ‪ ...‬مدبر كل المكنات‬
‫بأسرها ‪ ...‬ومبدعها بالعدل والقصد والصدق ‪ ...‬أجل جلل ال عن شبه خلقه ‪ ...‬وأنصر هذا الدين ف الغرب والشرف ‪ ...‬إله عظيم الفضل والعدل والعلى ‪ ...‬هو الرشد الغوي هو‬
‫‪ ...‬السعد الشقي‬
‫وما كان ينشده‬
‫‪ ...‬وأرواحنا ف وحشة من جسومنا ‪ ...‬وحاصل دنيانا أذى ووبال ‪ ...‬ول نستفد من بثنا طول عمرنا ‪ ...‬سوى أن جعنا فيه قيل وقالوا ‪...‬‬
‫ث يقول لقد اختبت الطرق الكلمية والناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليل ول تشفى عليل ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرا ف الثبات الرحن على العرش استوى إليه بصعد‬
‫الكلم الطيب وف النفي ليس كمثله شيء هل تعلم له سيا‬
‫ث دخلت سنة سبع وستمائة‬
‫ذكر الشيخ ابو شامة ان ف هذه السنة تالت ملوك الزيرة صاحب الوصل وصاحب سنجار وصاحب إربل والظاهر صاحب حلب وملك الروم على مالفة العادل ومنابذته ومقاتلته‬
‫واصطلم اللك من يده وأن تكون الطبة للملك كنجر بن قلج ارسلن صاحب الروم وأرسلوا إلىالكرج ليقدموا الصار خلط وفيها اللك الوحد بن العادل ووعدهم النصر والعاونة‬
‫عليه قلت وهذا بغي وعدوان ينهى ال عنه فأقبلت الكرج بلكهم إيوان فحاصروا خلط فضاق بم الوحد ذرعا وقال هذا يوم عصيب فقدر ال تعال أن ف يوم الثني تاسع عشر ربيع‬
‫الخر اشتد حصارهم للبلد واقبل ملكهم إيوان وهو راكب على جواده وهو سكران فسقط به جواده ف بعض الفر الت قد أعدت مكيدة حول البلد فبادر إليه رجال البلد فأخذوه أسيا‬
‫حقيا فأسقط ف أيدي الكرج فلما أوقف بي يدي الوحد أطلقه ومن عليه وأحسن إليه وفاداه على مائت ألف دينار وألفي أسي من السلمي وتسلميم إحدى وعشرين قلعة متاخة لبلد‬
‫الوحد وان يزوج ابنته من أخيه الشرف موسى وأن يكون عونا له على من ياربه فأجابه إل ذلك كله فأخذت منه اليان بذلك وبعث الوحد إل أبيه يستأذنه ف ذلك كله وأبوه نازل‬
‫بظاهر حراب ف أشد حدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪57‬‬


‫ما قد داهه من هذا المر الفظيع فبينما هو كذلك إذ أتاه هذا الب والمر الائل من ال العزيز الكيم ل من حولم ول من قوتم ول كان ف بالم فكاد يذهل من شدة الفرح والسرور ث‬
‫اجاز جيع ما شرطه ولده وطارت الخبار با وقع بي اللوك فخضعوا وذلوا عند ذلك وأرسل كل منهم يعتذر ما نسب إليه وييل على غيه فقبل منهم اعتذاراتم وصالهم صلحا أكيدا‬
‫واستقبل اللك عصرا جديدا وف ملك الكرج الوحد بميع ما شرطه عليه وتزوج الشرف ابنته ومن غريب ما ذكره أبو شامة ف هذه الكائنة أن قسيس اللك كان ينظر ف النجوم فقال‬
‫للملك قبل ذلك بيوم اعلم انك تدخل غدا إل قلعة خلط ولكن بزي غي ذلك اذان العصر فوافق دخوله إليها أسيا أذان العصر‬
‫ذكر وفاة صاحب الوصل نور الدين‬
‫ارسل اللك نور الدين شاه بن عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الوصل يطب ابنة السلطان اللك العادل وأرسل وكيله لقبول العقد على ثلثي ألف دينار فاتفق‬
‫موت نور الدين ووكيله سائر ف أثناء الطريق فعقد العقد بعد وفاته وقد أثن عليه ابن الثي ف كامله كثيا وشكر منه ومن عدله وشهامته وهو اعلم به من غيه وذكر أن مدة ملكه سبع‬
‫عشرة سنة وإحدى عشر شهرا وأما أبو الظفر السبط فإنه قال كان جبارا ظالا بيل سفاكا للدماء فال أعلم به وقام باللك ولده القاهر عز الدين مسعود وجعل تدبي ملكته إل غلمه بدر‬
‫الدين لؤلؤ الذي صار اللك إليه فيما بعد‬
‫قال أبو شامة وف سابع شوال شرع ف عمارة الصلى وبن له أربع جدر مشرفة وجعل له أبوابا صونا لكانه من اليار ونزول القوافل وجعل ف قبلته مرابا من حجارة ومنبا من حجارة‬
‫وعقدت فوق ذلك قبة ث ف سنة ثلث عشرة عمل ف قبلته رواقان وعمل له منب من خشب ورتب له خطيب وإمام راتبان ومات العادل ول يتم الرواق الثان منه وذلك كله على يد الوزير‬
‫الصفي ابن شكر قال وف ثان شوال منها جددت أبواب الامع الموي ‪ 2‬من ناحية باب البيد بالنحاس الصفر وركبت ف أماكنها وف شوال أيضا شرع ف إصلح الفوارة والشاذروان‬
‫والبكة وعمل عندها مسجد وجعل له إمام راتب وأول من توله رجل يقال له النفيس الصري وكان يقال له بوق الامع لطيب صوته إذا قرأ على الشيخ أب منصور الضرير الصدر فيجتمع‬
‫عليه الناس الكثيون وف ذي الجة منها توجهت مراكب من عكا إل البحر إل ثغر دمياط وفيها ملك قبص السمى إليان فدخل الثغر ليل فاغار على بعض البلد فقتل وسب وكر راجعا‬
‫فركب مراكبه ول يدركه الطلب وقد تقدمت له مثلها قبل هذه وهذا شيء ل يتفق لغيه لعنه ال‬
‫وفيه عاثت الفرنج بنواحي القدس فبز إليهم اللك العظم وجلس الشيخ شس الدين أبو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪58‬‬

‫الظفر ابن قر علي النفي وهو سبط ابن الوزي ابن ابنته رابعة وهو صاحب مرآة الزمان وكان فاضل ف علوم كثية حسن الشكل طيب الصوت وكان يتكلم ف الوعظ جيدا وتبه العامة‬
‫على صيت جده وقد رحل من بغداد فنل دمشق وأكرمه ملوكها وول التدريس با وكان يلس كل يوم سبت عند باب مشهد علي بن السي زين العابدين إل السارية الت يلس عندها‬
‫الوعاظ ف زماننا هذا فكان يكثر المع عنده حت يكونوا من باب الناطفانيي إل باب الشهد إل باب الساعات اللوس غي الوقوف فحزر جعه ف بعض اليام ثلثي ألفا من الرجال والنساء‬
‫وكان الناس يبيتون ليلة السبت ف الامع ويدعون البساتي يبيتون ف قراءة ختمات وأذكار ليحصل لم أماكن من شدة الزحام فإذا فرغ من وعظه خرجوا إل أماكنهم وليس لم كلم إل‬
‫فيما قال يومهم ذلك أجع يقولون قال الشيخ وسعنا من الشيخ فيحثهم ذلك على العمل الصال والكف عن الساوي وكان يضر عنده الكابر حت الشيخ تاج الدين أبو اليمن الكندي كان‬
‫يلس ف القبة الت عند باب الشهد هو ووال البلد العتمد ووال الب ابن تيك وغيهم والقصود أنه لا جلس يوم السبت خامس ربيع الول كما ذكرنا حث الناس على الهاد وأمر‬
‫باحضار ما كان تصل عنده من شعرو التائبي وقد عمل منه شكالت تمل الرجال فلما رآها الناس ضجوا ضجة واحدة وبكوا بكاء كثيا وقطعوا من شعورهم نوها فلما انقضى الجلس‬
‫ونزل عن النب فتلقاه الوال مبادر الدين العتمد بن إبراهيم وكان من خيار الناس فمشى بي يديه إل باب الناطفيي يعضده حت ركب فرسه والناس من بي يديه ومن خلفه وعن يينه وعن‬
‫شاله فخرج من باب الفرج وبات بالصلى ث ركب من الغد ف الناس ال الكسوة ومعه خلئق كثيون خرجوا بنية الهاد ال بلد القدس وكان من جلة من معه ثلثائة من جهة زملكا‬
‫بالعدد الكثية التامة قال فجئنا عقبة أفيق والطي ل يتجاسر أن يطي من خوف الفرنج فلما وصلنا نابلس تلقانا العظم قال ول أكن اجتمعت به قبل ذلك فلما رأى الشكالت من شعور‬
‫التائبي جعل يقبلها ويرغها على عينيه ووجهه ويبكي وعمل أبو الظفر ميعادا بنابلس وحث على الهاد وكان يوما مشهودا ث سار هو ومن معه وصحبته العظم نو الفرنج فقتلوا خلقا‬
‫وخربوا أماكن كثية وغنموا وعادوا سالي وشرع العظم ف تصي جبل الطور وبن قلعة فيه ليكون إلبا على الفرنج فغرم أموال كثية ف ذلك فبعث الفرنج إل العادل يطلبون منه المان‬
‫والصالة فهادنم وبطلت تلك العمارة وضاع ما كان العظم غرم عليها وال اعلم وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ أبو عمر‬
‫بان الدرسة بسفح قايسون للفقراء الشتغلي ف القرآن رحه ال ممد بن أحد بن ممد بن قدامة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪59‬‬

‫الشيخ الصال ابو عمر القدسي بان الدرسة الت بالسفح يقرا با القرآن العزيز وهو أخو الشيخ موفق الدين عبد ال بن أحد بن ممد بن قدامة وكان ابو عمر اسن منه لنه ولد سنة ثان‬
‫وعشرين وخسمائة بقرية الساويا وقيل بماعيل والشيخ أبو عمر رب الشيخ موفق الدين وأحسن إليه وزوجه وكان يقوم بصالة فلما قدموا من الرض القدسة نزلوا بسجد أب صال خارج‬
‫باب شرقي ث انتقلوا منه إل السفح ليس به من العمارة شيء سوى دير الوران قال فقيل لنا الصاليي نسبة إل مسجد أب صال ل أنا صالون وسيت هذه البقعة من ذلك الي بالصالية‬
‫نسبة الينا فقرا الشيخ ابو عمر القرآن على رواية أب عمرو وحفظ متصر الرقي ف الفقه ث إن أخاه الوفق شرحه فيما بعد فكتب شرحه بيده وكتب تفسي البغوي واللية لب نعيم والبانة‬
‫لبن بطة وكتب مصاحف كثية بيده للناس ولهله بل اجرة وكان كثي العبادة والزهادة والتهجد ويصوم الدهر وكان ل يزال متبسما وكان يقرا كل يوم سبعا بي الظهر والعصر ويصلي‬
‫الضحى ثان ركعات يقرأ فيهن ألف مرة قل هو ال أحد وكان يزور مغارة الدم ف كل يوم اثني وخيس ويمع ف طريقه الشيح فيعطيه الرامل والساكي ومهما تيأ له من فتوح وغيه يؤثر‬
‫به اهله والساكي وكان متقلل ف اللبس وربا مضت عليه مدة ل يلبس فيها سراويل ول قميصا وكان يقطع من عمامته قطعا يتصدق با او ف تكميل كفن ميت وكان هو واخوه وابن خالم‬
‫الافظ عبد الغن واخوه الشيخ العماد ل ينقطعون عن غزاة يرج فيها اللك صلح الدين إل بلد الفرنج وقد حضروا معه فتح القدس والسواحل وغيها وجاء اللك العادل يوما إل ختمهم‬
‫أي خصهم ليزارة اب عمر وهو قائم يصلي فما قطع صلته ول اوجز فيها فجلس السلطان واستمر ابو عمر ف صلته ول يتلتفت اليه حت قضى صلته رحه ال والشيخ ابو عمر هو الذي‬
‫شرع ف بناء السجد الامع أول بال رجل فامي فنفد ما عنده وقد ارتفع البناء قامة فبعث صاحب إربل اللك الظفر كوكرى مال فكمل به وول خطابته الشيخ أبو عمر فكان يطب به‬
‫وعليه لباسه الضعيف وعليه أنوار الشية والتقوى والوف من ال عز وجل والسك كيف خبأته ظهر عليك وبان وكان النب الذي فيه يومئذ ثلث مراقي والرابعة للجلوس كما كان النب‬
‫النبوي وقد حكى أبو الظفر أنه حضر يوما عنده المعة وكان الشيخ عبد ال البوتان حاضرا المعة أيضا عنده فلما انتهى ف خطبته إل الدعاء للسلطان قال اللهم اصلح عبدك اللك العادل‬
‫سيف الدين أبا بكر بن أيوب فلما قال ذلك نض الشيخ عبد ال البوتان وأخذ نعليه وخرج من الامع وترك صلة المعة فلما فرغنا ذهبت إل البوتان فقلت له ماذا نقمت عليه ف قوله‬
‫فقال يقول لذا الظال العادل ل صليت معه قال فبينما نن ف الديث إذ أقبل الشيخ أبو عمر ومعه رغيف وخيارتان فكسر ذلك الرغيف وقال الصلة ث قال قال النب ص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪60‬‬

‫بعثت ف زمن اللك العادل كسرى فتبسم الشيخ عبد ال البوتان ومد يده فأكل فلما فرغوا قام الشيخ أبو عمر فذهب فلما ذهب قال ل البوتان يا سيدنا ماذا إل رجل صال‬
‫قال أبو شامة كان البوتان من الصالي الكبار وقد رأيته وكانت وفاته بعد اب عمر بعشر سني فلم يسامح الشيخ أبا عمر ف تساهله مع ورعه ولعله كان مسافرا والسافر ل جعة عليه وعذر‬
‫الشيخ أب عمر أن هذا قد جرى مرى العلم العادل الكامل الشرف ونوه كما يقال سال وغان ومسعود وممود وقد يكون ذلك على الضد والعكس ف هذه الساء فل يكون سالا ول‬
‫غانا ول مسعودا ول ممودا وكذلك اسم العادل ونوه من أساء اللوك وألقابم والتجار وغيهم كما يقال شس الدين وبدر الدين وعز الدين وتاج الدين ونو ذلك قد يكون معكوسا على‬
‫الضد والنقلب ومثله الشافعي والبنلي وغيهم وقد تكون أعماله ضد ما كان عليه إمامه الول من الزهد والعبادة ونو ذلك وكذلك العادل يدخل إطلقه على الشترك وال اعلم قلت‬
‫هذا الديث الذي احتج به الشيخ أبو عمر ل أصل له وليس هو ف شيء من الكتب الشهورة وعجبا له ولب الظفر ث لب شامة ف قبول مثل هذا واخذه منه مسلما إليه ف وال أعلم‬
‫ث شرع أبو الظفر ف ذكر فضائل أب عمر ومناقبه وكراماته وما رآه هو وغيه من أحواله الصالة قال وكان على مذهب السلف الصال ستا وهديا وكان حسن العقيدة متمسكا بالكتاب‬
‫والسنة والثار الروية يرها كما جاءت من غي طعن على أئمة الدين وعلماء السلمي وكان ينهى عن صحبة التبدعي ويأمر بصحبة الصالي الذين هم على سنة سيدا لرسلي وخات النبيي‬
‫وربا أنشدن لنفسه ف ذلك ‪ ...‬أوصيكم بالقول ف القرآن ‪ ...‬بقول أهل الق والتقان ‪ ...‬ليس بخلوق ول بفان ‪ ...‬لكن كلم اللك الديان ‪ ...‬آياته مشرقة العان ‪ ...‬متلوة ل باللسان‬
‫‪ ... ...‬مفوظة ف الصدر والنان ‪ ...‬مكتوبة ف الصحف بالبنان ‪ ...‬والقول ف الصفات يا إخوان ‪ ...‬كالذات والعلم مع البيان ‪ ...‬إمرارها من غي ما كفران ‪ ...‬من غي تشبيه ول عطلن‬
‫‪ ...‬قال وانشدن لنفسه ‪ ...‬أل يك ملهاة ع اللهو أنن ‪ ...‬بدا ل شيب الرأس والضعف والل ‪ ...‬ال ب الطب الذي لو بكيته ‪ ...‬حيات حت يذهب الدمع ل أل‬
‫قال ومرض أياما فلم يترك شيئا ما كان يعمله من الوراد حت كانت وفاته وقت السحر ف ليلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪61‬‬

‫الثلثاء التاسع والعشرين من ربيع الول فغسل ف الدير وحل إل مقبته ف خلق كثي ل يعلمهم إل ال عز وجل ول يبق أحد من الدولة والمراء والعلماء والقضاة وغيهم إل حضر جنازته‬
‫وكان يوما مشهودا وكان الر شديدا فاظلت الناس سحابة من الر كان يسمع منها كدوى النحل وكان الناس ينتهبون أكفانه وبيعت ثيابه بالغال الغال ورثاه الشعراء براثي حسنة ورؤيت‬
‫له منامات صالة رحه ال وترك من الولد ثلثة ذكور عمر وبه كان يكن والشرف عبد ال وهو الذي ول الطابة بعد أبيه وهو والد العز احد وعبد الرحن ولا توف الشرف عبد ال‬
‫صارت الطابة لخيه شس الدين عبدا لرحن بن أب عمر وكان من أولد أبيه الذكور فهؤلء أولده الذكور وترك من الناث بنات كما قال ال تعال مسلمات مؤمنات قانتات تائبات‬
‫عابدات سائحات ثيبات وأبكارا قال وقبه ف طريق مغارة الوع ف الزقاق القابل لدير الوران رحه ال وإيانا‬
‫ابن طبزد شيخ الديث‬
‫عمر بن ممد بن معمر بن يي العروف بأب حفص بن طبزد البغدادي الدراقزي ولد سنة خس عشرة وخسمائة سع الكثي وأسع وكان خليعا ظريفا ماجنا وكان يؤدب الصبيان بدار القز‬
‫قدم مع حنبل بن عبد ال الكب إل دمشق فسمع أهلها عليهما وحصل لما اموال وعادا إل بغداد فمات حنبل سنة ثلث وتأخر هو إل هذه السنة ف تاسع شهر رجب فمات وله سبع‬
‫وتسعون سنة وترك مال جيدا ول يكن له وارث إل بيت الال ودفن بباب حرب‬
‫السلطان اللك العادل أرسلن شاه‬
‫نور الدين صاحب الوصل وهو ابن أخي نور الدين الشهيد وقد ذكرنا بعض سيته ف الوادث كان شافعي الذهب ول يكن بينهم شافعي سواه وبن للشافعية مدرسة كبية بالوصل وبا‬
‫تربته توف ف صفر ليلة الحد من هذه السنة‬
‫إبن سكينة عبدا لوهاب بن علي‬
‫ضياء الدين العروف بابن سكينة الصوف كان يعد من البدال سع الديث الكثي وأسعه ببلد شت ولد ف سنة تسع عشرة وخسمائة وكان صاحبا لب الفرج ابن الوزي ملزما لجلسه‬
‫وكان يوم جنازته يوما مشهودا لكثرة اللق ولكثرة ما كان فيه من الاصة والعامة رحه ال‬
‫مظفر بن ساسي‬
‫الواعظ الصوف البغدادي ولد سنة ثلث وعشرين وخسمائة وسع الديث وكان يعظ ف العزية والساجد والقرى وكان ظريفا مطبوعا قام إليه إنسان فقال له فيما بينه وبينه أنا مريض جائع‬
‫فقال أحد ربك فقد عوفيت واجتاز مرة على قصاب يبيع لما ضعيفا وهو يقول أين من‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪62‬‬

‫حلف ل يغب فقال له حت تنثه قال وعملت مرة ملسا بيعقوبا فجعل هذا يقول عندي للشيخ نصفيه وهذا يقول عندي للشيخ نصفية وهذا يقول مثله حت عدوا نوا من خسي نصفيه‬
‫فقلت ف نفسي استغنيت الليلة فأرجع إل البلد تاجرا فلما أصبحت إذا صبة من شعي ف السجد فقيل ل هذه النصاف الت ذكر الماعة وإذا هي بكيلة يسمونا نصفيه مثل الزبدية وعملت‬
‫مرة ملسا بباصرا فجمعوا ل شيئا ل أدري ما هو فلما أصبحنا إذا شيء من صوف الواميس وقرونا فقام رجل ينادي عليكم عندكم ف قرون الشيخ وصوفه فقلت ل حاجة ل بذا وأنتم ف‬
‫حل منه ذكره أبو شامة‬
‫ث دخلت سنة ثان وستمائة‬
‫استهلت والعادل مقيم على الطور لعمارة حصنه وجاءت الخبار من بلد الغرب بأب عبد الؤمن قد كسر الفرنج بطليطلة كسرة عظيمة وربا فتح البلد عنوة وقتل منهم خلقا كثيا وفيها‬
‫كانت زلزلة عظيمة شديدة بصر والقاهرة هدمت منها دورا كثية وكذلك بالكرك والشوبك هدمت من قلعتها أبراجا ومات خلق كثي من الصبيان والنسوان تت الدم ورؤى دخان نازل‬
‫من السماء فيما بي الغرب والعشاء عند قب عاتكة غرب دمشق وفيها أظهرت الباطنية السلم وأقامت الدود على من تعاطى الرام وبنوا الوامع والساجد وكتبوا إل إخوانم بالشام‬
‫بضات وأمثالا بذلك وكتب زعيمهم جلل الدين إل الليفة يعلمه بذلك وقدمت أمة منهم إل بغداد لجل الج فأكرموا وعظموا بسبب ذلك ولكن لا كانوا بعرفات ظفر واحد منهم على‬
‫قريب لمي مكة قتادة السين فقتله ظانا انه قتادة فثارت فتنة بي سودان مكة وركب العراق ونب الركب وقتل منهم خلق كثي وفيها اشترى اللك الشرف جوسق الريس من النيب من‬
‫ابن عم الظاهر حضر بن صلح الدين وبناه بناء حسنا وهو السمى بزماننا بالدهشة وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ عماد الدين‬
‫ممد بن يونس الفقيه الشافعي الوصلي صاحب التصانيف والفنون الكثية كان رئيس الشافعية بالوصل وبعث رسول إل بغداد بعد موت نور الدين أرسلن وكان عنده وسوسة كثية ف‬
‫الطهارة وكان يعامل ف الموال بسألة العينة كما قيل تصفون البعوض من شرابكم وتستربطون المال بأحالا ولو عكس المر لكان خيا له فلقيه يوما قضيب البان الوكه فقال له يا شيخ‬
‫بلغن عنك أنك تغسل العضو من أعضائك بابريق من الاء فلم ل تغسل اللقمة الت تأكلها لتستنظف قلبك وباطنك ففهم الشيخ ما أراد فترك ذلك توف بالوصل ف رجب عن ثلث وسبعي‬
‫سنة‬
‫ابن حدون تاج الدين‬
‫أبو سعد السن بن ممد بن حدون صاحب التذكرة المدونية كان فاضل بارعا اعتن بمع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪63‬‬

‫الكتب النسوبة وغيها ووله الليفة الارستان العضدي توف بالدائن وحل إل مقابر قريش فدفن با‬
‫صاحب الروم خسروشاه‬
‫ابن قلج ارسلن مات فيها وقام باللك بعده ولده كيكايرس فلما توف ف سنة خس عشرة ملك أخوه كيقياذ صارم الدين برغش العادل نائب القلعة بدمشق مات ف صفر ودفن بتربته غرب‬
‫الامع الظفري وهذا الرجل هو الذي نفى الافظ عبدالغن القدسي إل مصر وبي يديه كان عقد الجلس وكان ف جلة من قام عليه ابن الزكي والطيب الدولعي وقد توفوا أربعتهم وغيهم‬
‫من قام عليه واجتمعوا عند ربم الكم العدل سبحانه‬
‫المي فخر الدين سركس‬
‫ويقال له جهاركس احد أمراء الدولة الصلحية وإليه تنسب قباب سركس بالسفح تاه تربة خاتون وبا قبه قال ابن خلكان هذا هو الذي بن القيسارية الكبى بالقاهرة السنوبة إليه وبن‬
‫ف أعلها مسجدا معلقا وربعا وقد ذكر جاعة من التجار أنم ل يروا لا نظيا ف البلدان ف حسنها وعظمها وإحكام بنائها قال وجها ركس بعن أربعة أنفس قلت وقد كان نائبا للعادل على‬
‫بانياس وتيني وهو بي فلما توف ترك ولدا صغيا فأقره العادل على ما كان يليه أبوه وجعل له مدبرا وهو المي صارم الدين قطلبا التنيسي ث استقل با بعد موت الصب إل سنة خس عشرة‬
‫الشيخ الكبي العمر الرحلة أبو القاسم أبو بكر أبو الفتح منصور بن عبدا لنعم بن عبد ال بن ممد بن الفضل الفراوي النيسابوري سع أباه وجد أبيه وغيها وعنه ابن الصلح وغيه توف‬
‫بنيسابور ف شعبان ف هذه السنة عن خس وثاني سنة‬
‫قاسم الدين التركمان‬
‫العقيب والد وال البلد كانت وفاته ف شوال منها وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسع وستمائة‬
‫فيها اجتمع العادل وأولده الكامل والعظم والفائز بدمياط من بلد مصر ف مقاتلة الفرنج فاغتنم غيبتهم سامة البلي أحد أكابر المراء وكانت بيده قلعة عجلون وكوكب فسار مسرعا إل‬
‫دمشق ليستلم البلدين فأرسل العادل ف إثره ولده العظم فسبقه إل القدس وحل عليه فرسم عليه ف كنيسة صهيون وكان شيخا كبيا قد أصابه النقرس فشرع يرده إل الطاعة باللطفة فلم‬
‫ينفع فيه فاستول على حواصله وأملكه وأمواله وأرسله إل قلعة الكرك فاعتقله با وكان قيمة ما أخذه منه قريبا من ألف ألف دينار من ذلك داره وحامه داخل باب السلمة وداره هي الت‬
‫جعلها البادرائي مدرسة للشافعية وخرب حصن كوكب ونقلت حواصله إل حصن الطور الذي استجده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪64‬‬


‫العادل وولده العظم وفيها عزل الوزير ابن شكر واحتيط على أمواله ونفى إل الشرق وهو الذي كان قد كتب إل الديار الصرية بنفي الافظ عبدا لغن منها بعد نفيه من الشام فكتب أن‬
‫ينفى إل الغرب فتوف الافظ عبد الغن رحه ال قبل أن يصل الكتاب وكتب ال عز وجل بنفي الوزير إل الشرق مل الزلزل والفت والشر ونفاه عن الرض القدسة جزاء وفاقا ولا استول‬
‫صاحب قبص على مدينة أنطاكية حصل بسببه شر عظيم وتكن من الغارات على بلد السلمي ل سيما على التراكمي الذين حول أنطاكية قتل منهم خلقا كثيا وغنم من أغنامهم شيئا‬
‫كثيا فقدر ال عز وجل أن أمكنهم منه ف بعض الودية فقتلوه وطافوا برأسه ف تلك البلد ث أرسلوا رأسه إل اللك العادل إل مصر فطيف به هنالك وهو الذي أغار على بلد مصر من ثغر‬
‫دمياط مرتي فقتل وسب وعجز عنه اللوك‬
‫وف ربيع الول منها توف اللك الوحد‬
‫نم الدين أبوب‬
‫ابن العادل صاحب خلط يقال إنه كان قد سفك الدماء وأساء السية فقصف ال عمره ووليها بعده أخوه اللك الشرف موسى وكان ممود السية جيد لسريرة فأحسن إل أهلها فأحبوه‬
‫كثيا وفيها توف من العيان‬
‫فقيه الرم الشريف بكة‬
‫ممد بن إساعيل بن أب الصيف اليمن وأبو إسحاق إبراهيم بن ممد بن أب بكر القفصي القري الحدث كتب كثيا وسع الكثي ودفن بقابر الصوفية‬
‫أبو الفتح ممد بن سعد بن ممد الديباجي‬
‫من أهل مرو له كتاب الحصل ف شرح الفصل للزمشري ف النحو كان ثقة عالا سع الديث توف فيها عن ثنتي وتسعي سنة‬
‫الشيخ الصال الزاهد العابد أبو البقاء ممود بن عثمان بن مكارم النعال النبلي كان له عبادات وماهدات وسياحات وبن رباطا بباب الزح يأوي إليه أهل العلم من القادسة وغيهم وكان‬
‫يؤثرهم ويسن إليهم وقد سع الديث وقرأ القرآن وكان يأمر بالعروف وينهى عن النكر توف وقد جاوز الثماني‬
‫ث دخلت سنة عشر وستمائة‬
‫فيها أمر العادل أيام المع بوضع سلسل على أفواه الطرق إل الامع لئل تصل اليول إل قريب الامع صيانة للمسلمي عن الذى بم ولئل يضيقوا على الارين إل الصلة وفيها ولد اللك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪65‬‬

‫العزيز للظاهر غازي صاحب حلب وهو والد اللك الناصر صاحب دمشق واقف الناصريتي داخل دمشق إحداها داخل باب الفراديس والخرى بالسفح ذات الائط الائل والعمارة التينة‬
‫الت قيل إنه ل يوجد مثلها إل قليل وهو الذي أسره التتار الذين مع هلكو ملك التتار وفيها قدم بالفيل من مصر فحمل هدية إل صاحب الكرج فتعجب الناس منه جدا ومن بديع خلقه‬
‫وفيها قدم اللك الظافر خضر بن السلطان صلح الدين من حلب قاصدا الج فتلقاه الناس وأكرمه ابن عمه العظم فلما ل يبق بينه وبي مكة إل مراحل يسية تلقته حاشية الكامل صاحب‬
‫مصر وصدوه عن دخول مكة وقالوا إنا جئت لخذ اليمن فقال لم قيدون وذرون أقضى الناسك فقالوا ليس معنا مرسوم وإنا أمرنا بردك وصدك فهم طائفة من الناس بقتالم فخاف من‬
‫وقوع فتنة فتحلل من حجه ورجع إل الشام وتأسف الناس على ما فعل به وتباكوا لا ودعهم تقبل ال منه وفيها وصل كتاب من بعض فقهاء النفية براسان إل الشيخ تاجا الدين أبو اليمن‬
‫الكندي يب به أن السلطان خوارزم شاه ممد بن تاج تنكر ف ثلثة نفر من أصحابه ودخل بلد التتر ليكشف أخبارهم بنفسه فأنكروهم فقبضوا عليهم فضربوا منهم اثني حت ماتا ول يقرأ‬
‫با جاؤا فيه واستوثقوا من اللك وصاحبه الخر أسرا فلما كان ف بعض الليال هربا ورجع السلطان إل ملكه وهذه الرة غي نوبة أسره ف العركة مع‬
‫مسعود المي‬
‫وفيها ظهرت بلطة وهم يفرون ف خندق حلب فوجد تتها من الذهب خسة وسبعون رطل ومن الفضة خسة وعشرون بالرطل اللب وفيها توف من العيان‬
‫شيخ النفية‬
‫مدرس مشهد أب حنيفة ببغداد الشيخ أبو الفضل أحد بن مسعود بن علي الرسان وكان إليه الظال ودفن بالشهد الذكور‬
‫والشيخ أبو الفضل بن إساعيل‬
‫ابن علي بن السي فخر الدين النبلي يعرف بابن الاشطة ويقال له الفخر غلم ابن الن له تعليقة ف اللف وله حلقة بامع الليفة وكان يلي النظر ف قرايا الليفة ث عزله فلزم بيته فقيا‬
‫ل شيء له إل أن مات رحه ال وكان ولده ممد مدبرا شيطانا مريدا كثي الجاء والسعاية بالناس إل أولياء المر بالباطل فقطع لسانه وحبس إل أن مات‬
‫والوزير معز الدين أبو العال‬
‫سعيد بن علي بن احد بن حديدة من سللة الصحاب قطبة بن عامر بن حديدة النصاري ول الوزارة للناصر ف سنة أربع وثاني ث عزله عن سفارة ابن مهدي فهرب إل مراغة ث عاد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪66‬‬

‫بعد موت ابن مهدي فأقام ببغداد معظما مترما وكان كثي الصدقات والحسان إل الناس إل ان مات رحه ال‬
‫وسنجربن عبد ال الناصري‬
‫الليفت كانت له أموال كثية وأملك وإقطاعات متسعة وكان مع ذلك بيل ذليل ساقط النفس اتفق أنه خرج أمي الاج ف سنة تسع وثاني وخسمائة فاعترضه بعض العراب ف نفر يسي‬
‫ومع سنجر خسمائة فارس فدخله الذل من العراب فطلب منه العراب خسي ألف دينار فجباها سنجر من الجيج ودفعها إليه فلما عاد إل بغداد أخذ الليفة منه خسي ألف دينار ودفعها‬
‫إل أصحابا وعزله وول طاشتكي مكانه‬
‫قاضي السلمية‬
‫ظهي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر الفقيه الشافعي الديب ذكره العماد ف الريدة وابن خلكان ف الوفيات وأثن عليه وانشد من شعره ف شيخ له زاوية وف أصحابه يقال له‬
‫مكي ‪ ...‬أل قل لكي قول النصوح ‪ ...‬وحق النصيحة أن تستمع ‪ ...‬مت سع الناس ف دينهم ‪ ...‬بأ الغنا سنة تتبع ‪ ...‬وأن يأكل الرء أكل البعي ‪ ...‬ويرقص ف المع حت يقع ‪ ...‬ولو كان‬
‫طاوى الشا جائعا ‪ ...‬لا دار من طرب واستمع ‪ ...‬وقالوا سكرنا بب الله ‪ ...‬وما أسكر القوم إل القصع ‪ ...‬كذاك المي إذا أخصبت ‪ ...‬يهيجها ريها والشبع ‪ ...‬تراهم يهزوا لاهم‬
‫إذا ‪ ...‬ترن حاديهم بالبدع ‪ ...‬فيصرخ هذا وهذا يئن ‪ ...‬ويبس لو تلي ما انصدع ‪ ...‬وتاج المناء‬
‫أبو الفضل أحد بن ممد بن السن بن هبة ال بن عساكر من بيت الديث والرواية وهو أكب من إخوته زين الفخر والمناء سع عميه الافظ أب القاسم والصائن وكان صديقا للكندي توف‬
‫يوم الحد ثان رجب ودفن قبلي مراب مسجد القدم‬
‫والنسابة الكلب‬
‫كان يقال له تاج العلى السين اجتمع بآمد بابن دحية وكان ينسب إل دحية الكلب ودحية الكلب ل يعقب فرماه ابن دحية بالكذب ف مسائله الوصلية قال ابن الثي وف الحرم منها توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪67‬‬

‫الهذب الطبيب الشهور‬


‫وهو علي بن احد بن مقبل الوصلي سع الديث وكان أعلم أهل زمانه بالطب وله فيه تصنيف حسن وكان كثي الصدقة حسن الخلق‬
‫الزول صاحب القدمة السماة بالقانون وهو أبو موسى عيسى بن عبدالعزيز الزول بطن من الببر ث البدكين النحوي الصري مصنف القدمة الشهورة البديعة شرحها هو وتلمذته وكلهم‬
‫يعترفون بتقصيهم عن فهم مراده ف أماكن كثية منها قدم مصر وأخذ عن ابن بري ث عاد إل بلده وول خطابه مراكش توف ف هذه السنة وقيل قبلها فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى عشرة وستمائة‬
‫فيها أرسل اللك خوارزم شاه أميا من أخصاء امرائه عنده وكان قبل ذلك سي وانيا فصار أميا خاصا فبعثه ف جيش ففتح له كرمان ومكران وإل حدود بلد السند وخطب له بتلك البلد‬
‫وكان خورازم شاه ل يصيف إل بنواحي سرقند خوفا من التتار وكشلى خان أن يثبوا على أطراف تلك البلد الت تتاخهم قال أبو شامة وفيها شرع ف تبليط داخل الامع الموي وبدأوا من‬
‫ناحية السبع الكبي وكانت أرض الامع قبل ذلك حفرا وجورا فاستراح الناس ف تبليطه وفيها وسع الندق ما يلي القيمازية فأخربت دور كثية وحام قاياز وفرن كان هناك وقفا على دار‬
‫الديث النورية وفيها بن العظم الفندق النسوب إليه بناحية قب عاتكة ظاهر باب الابية وفيها أخذ العظم قلعة صرخد من ابن قراجا وعوضه عنها وسلمها إل ملوكه عز الدين أيبك العظمى‬
‫فثبتت ف يده إل أن انتزعها منه نم الدين أيوب سنة أربع وأربعي وفيها حج اللك العظم ابن العادل ركب من الكرك على الجن ف حاي عشر ذي القعدة ومعه ابن موسك وملوك أبيه‬
‫وعز الدين استاذ داره وخلق فسار على طريق تبوك والعل وبن البكة النسوبة إليه ومصانع أخر فلما قدم الدينة النبوية تلقاه صاحبها سال وسلم إليه مفاتيحها وخدمه خودمة تامة وأما‬
‫صاحب مكة قتادة فلم يرفع به رأسا ولذا لا قضى نسكه وكان قارنا وأنفق ف الجاورين ما حله إليهم من الصدقات وكر راجعا استصحب معه سالا صاحب الدينة وتشكى إل أبيه عند‬
‫راس الاء ما لقيه من صاحب مكة فأرسل العادل مع سال جيشا يطردون صاحب مكة فلما انتهوا إليها هرب منهم ف الدوية والبال والباري وقد اثر العظم ف حجته هذه آثارا حسنة‬
‫بطريق الجاز أثابه ال‬
‫وفيها تعادل أهل دمشق ف القراطيس السود العادلية ث بطلت بعد ذلك ودفنت وفيها مات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪68‬‬

‫صاحب اليمن وتولها سليمان بن شاهنشاه بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب باتفاق المراء عليه فأرسل العادل إل ولده الكامل أن يرسل إليها ولده أضسيس فأرسله فتملكها فظلم‬
‫با وفتك وغشم وقتل من الشراف نوا من ثانائة وأما من عداهم فكثي وكان من افجر اللوك وأكثرهم فسقا وأقلهم حياء ودينا وقد ذكروا عنه ما تقشعر منه البدان وتنكره القلوب‬
‫نسأل ال العافية وفيها توف من العيان‬
‫إبراهيم بن علي‬
‫ابن ممد بن بكروس الفقيه النبلي أفت وناظر وعدل عندالكام ث انسلخ من هذا كله وصار شرطيا بباب النوى يضرب الناس ويؤذيهم غاية الذى ث بعد ذلك ضرب إل أن مات والقى ف‬
‫دجلة وفرح الناس بوته وقد كان أبوه رجل صالا‬
‫الركن عبد السلم بن عبد الوهاب‬
‫ابن الشيخ عبد القادر كان أبوه صالا وكان هو متهما بالفسلفة وماطبة النجوم ووجد عنده كتب ف ذلك وقد ول عدة وليات وفيه وف أمثاله يقال نعم الدود ولكن بئس ما نسلوا رأى‬
‫عليه أبوه يوما ثوبا باريا فقال سعنا بالبخارى ومسلم وأما بارى وكافر فهذا شيء عجيب وقد كان مصاحبا لب القاسم ابن الشيخ اب الفرج بن الوزي وكان الخر مدبرا فاسقا وكانا‬
‫يتمعان على الشراب والردان قبحهما ال‬
‫أبو ممد عبد العزيز بن ممود بن البارك‬
‫البزار العروف بابن الخضر البغدادي الحدث الكثر الافظ الصنف الحرر له كتب مفيدة متقنة وكان من الصالي وكان يوم جنازته يوما مشهودا رحه ال‬
‫الافظ أبو السن علي بن النب‬
‫أب الكارم الفضل بن أب السن علي بن أب الغيث مفرج بن حات بن السن بن جعفر بن إبراهيم بن السن اللخمي القدسي ث السكندران الالكي سع السلفي وعبد الرحيم النذري وكان‬
‫مدرسا للمالكية بالسكندرية ونائب الكم با ومن شعره قوله ‪ ...‬أيا نفس بالأثور عن خي مرسل ‪ ...‬وأصحابه والتابعي تسكي ‪ ...‬عساكي إذا بالغت ف نشر دينه ‪ ...‬با طاب من عرف‬
‫‪ ...‬له أن تسكي ‪ ...‬وخاف غدا يوم الساب جهنما ‪ ...‬إذا لفحت نيانا أن تسكي‬
‫توف بالقاهرة ف هذه السنة قاله ابن خلكان ث دخلت سنة اثنتن عشرة وستمائة فيها شرع ف بناء الدرسة العادلية الكبية بدمشق وفيها عزل القاضي ابن الزكي وفوض الكم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪69‬‬

‫إل القاضي جال الدين بن الرستان وهو ابن ثاني أو تسعي سنة فحكم بالعدل وقضى بالق ويقال إنه كان يكم بالدرسة الجاهدية قريبا من النورية عند باب القواسي وفيها أبطل العادل‬
‫ضمان المر والقيان جزاه ال خيا فزال بزوال ذلك عن الناس ومنهم شر كثي وفيها حاصر المي قتادة أمي مكة الدينة ومن با وقطع نل كثيا فقاتله أهلها فكر خائبا خاسرا حسيا‬
‫وكان صاحب الدينة بالشام فطلب من العادل ندة على أمي مكة فأرسل معه جيشا فأسرع ف الوبة فمات ف أثناء الطريق فاجتمع اليش على أبن أخيه جاز فقصد مكة فالتقاه اميها‬
‫بالصفراء فاقتتلوا قتال شديدا فهرب الكيون وغنم منهم جاز شيئا كثيا وهرب قتادة إل الينبع فساروا إليه فحاصروه با وضيقوا عليه وفيها أغارت الفرنج على بلد الساعيلية فقتلوا ونبوا‬
‫وفيها أخذ ملك الروم كيكارس مدينة أنطاكية من أيدي الفرنج ث أخذها منه ابن لون ملك الرمن ث منه إيريس طرابلس وفيها ملك خوارزم شاه ممد بن تكش مدينة غزنة بغي قتال‬
‫وفيها كانت وفاة ول العهد أب السن علي بن أمي الؤمني الناصر لدين ال ولا توف حزن الليفة عليه حزنا عظيما وكذلك الاصة والعامة لكثرة صدقاته وإحسانه إل الناس حت قيل إنه ل‬
‫يبق بيت ببغداد إل حزنوا عليه وكان يوم جنازته يوما مشهودا وناح أهل البلد عليه ليل ونارا ودفن عند جدته بالقرب من قب معروف توف يوم المعة العشرين من ذي القعدة وصلى عليه‬
‫بعد صلة العصر وف هذا اليوم قدم بغداد براس منكلي الذي كان قد عصى على الليفة وعلى أستاذه فطيف به ول يتم فرحه ذلك اليوم لوت ولده وول عهده والدنيا ل تسر بقدر ما تضر‬
‫وترك ولدين أحدها الؤيد أبو عبد ال السي والوفق أبو الفضل يي وفيها توف من العيان‬
‫الافظ عبد القادر الرهاوي‬
‫ابن عبد القادر بن عبد ال بن عبدا لرحن أبو ممد الافظ الحدث الخرج الفيد الحرر التقن البارع الصنف كان مول لبعض الواصلة وقيل لبعض الوابي اشتغل بدار الديث بالوصل ث‬
‫انتقل إل حران وقد رحل إل بلدان شت وسع الكثي من الشايخ وأقام بران إل أن توف با وكان مولده ف سنة ست وثلثي وخسمائة كان دينا صالا رحه ال‬
‫الوجيه العمى‬
‫أبو بكر البارك بن سعيد بن الدهان النحوي الواسطي اللقب بالوجيه ولد بواسط وقدم بغداد فاشتتغل بعلم العربية فأتقن ذلك وحفظ شيئا كثي من أشعار العرب وسع الديث وكان حنبليا‬
‫ث انتقل إل مذهب اب حنيفة ث صار شافعيا وول تدريس النحو بالنظامية وفيه يقول الشاعر فمن مبلغ عن الوجيه رسالة وإن كان ل تدي إليه الرسائل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪70‬‬

‫تذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ‪ ...‬وذلك لا أعوزتك الآكل ‪ ...‬وما أخذت برأي الشافعي ديانة ‪ ...‬ولكنما توى الذي هو حاصل ‪ ...‬وعما قليل أنت ل شك صائر ‪ ...‬إل مالك فانظر إل‬
‫‪ ...‬ما أنت قائل‬
‫وكان يفظ شيئا كثيا من الكايات والمثال واللح ويعرف العربية والتركية والعجمية والرومية والبشية والزنية وكانت له يد طول ف نظم الشعر فمن ذلك قوله ‪ ...‬ولو وقفت ف لة‬
‫‪ ...‬البحر قطرة ‪ ...‬من الزن يوما ث شاء لا زها ‪ ...‬ولو ملك الدنيا فأضحى ملوكها ‪ ...‬عبيدا له ف الشرق والغرب مازها‬
‫وله ف التجنيس ‪ ...‬أطلت ملمي ف اجتناب لعشر ‪ ...‬طغام لئام جودهم غي مرتي ‪ ...‬حوا ما لم والدين والعرض منهم ‪ ...‬مباح فما يشون من عاب أو هجا ‪ ...‬إذا شرع الجواد ف‬
‫‪ ...‬الود منهجا ‪ ...‬لم شرعوا ف البخل سبعي منهجا‬
‫وله مدائح حسنة وأشعار رائقة ومعان فائقة وربا عارض شعر البحتري با يقاربه ويدانيه قالوا وكان الوجيه ل يغضب قط فتراهن جاعة مع واحد أنه إن أغضبه كان له كذا وكذا فجاء إليه‬
‫فسأله عن مسألة ف العربية فأجابه فيها بالواب فقال له السائل أخطأت أيها الشيخ فأعاد عليه الواب بعبارة أخرى فقال كذبت وما أراك إل قد نسيت النحو فقال الوجيه أيها الرجل‬
‫فلعلك ل تفهم ما أقول لك فقال بلى ولكنك تطيء ف الواب فقال له فقل أنت ما عندك لنستفيد منك فاغلظ له السائل ف القول فتبسم ضاحكا وقال له إن كنت راهنت فقد غلبت وإنا‬
‫مثلك مثل البعوضة يعن الناموسة سقطت على ظهر الفيل فلما أرادت أن تطي قالت له استمسك فإن احب أن أطي فقال لا الفيل ما احسست بك حي سقطت فما أحتاج أن استمسك إذا‬
‫طرت كانت وفاته رحه ال ف شعبان منها ودفن بالوردية‬
‫أبو ممد عبدالعزيز بن أب العاليي‬
‫ابن غنيمة العروف بابن منينا ولد سنة خس عشرة وخسمائة وسع الكثي وأسعه توف ف ذي الجة منها عن سبع وتسعي سنة‬
‫الشيخ الفقه كمال الدين مودود ابن الشاغوري الشافعي كان يقرئ بالامع الموي الفقه وشرح التنبيه للطلبة ويتأن عليهم حت يفهموا احتسابا تاه القصوةر ودفن بقابر باب الصغي شال‬
‫قبور الشهداء وعلى قبه شعر ذكره أبو شامة وال سبحانه اعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪71‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث عشرة وستمائة‬


‫قال أبو شامة فيها أحضرت الوتاد الشب الربعة لجل قبة النسر طول كل واحد اثنان وثلثون ذراعا بالنجار وفيها شرع ف تديد خندق باب السر القابل لدار الطعم العتيقة إل جانب‬
‫بانياس قلت هي الت يقال لا اليوم اصطبل السلطان وقد نقل السلطان بنفسه التراب وماليكه تمل بي يديه على قربوس السروج القفاف من التراب فيفرغونا ف اليدان الخضر وكذلك‬
‫أخوه الصال وماليكه يعمل هذا يوما وهذا يوما وفيها وقعت فتنة بي أهل الشاغور وأهل العقيبة فاقتتلوا بالرحبة والصيارف فركب اليش إليهم ملبسي وجاء العظم بنفسه فمسك رؤسهم‬
‫وحبسهم وفيها رتب بالصلى خطيب مستقل وأول من باشره الصدر معيد الفلكية ث خطب به بعد باء الدين بن أب اليسر ث بنو حسان وإل الن وفيها توف من العيان‬
‫اللك الظاهر أبو منصور‬
‫غازي بن صلح الدين يوسف بن أيوب وكان من خيار اللوك وأسدهم سية ولكن كان فيه عسف ويعاقب على الذنب اليسي كثيا وكان يكرم العلماء والشعراء والفقراء أقام ف اللك‬
‫ثلثي سنة وحضر كثيا من الغزوات مع أبيه وكان ذكيا له رأي جيد وعبارة سديدة وفطنة حسنة بلغ أربعا واربعي سنة وجعل اللك من بعده لولده العزيز غياث الدين ممد و كان حينئذ‬
‫ابن ثلث سني وكان له أولد كبار ولكن ابنه هذا الصغي الذي عهد إليه كان من بنت عمه العادل وأخواله الشرف والعظم والكامل وجده وأخواله ل ينازعونه ولو عهد لغيه من أولده‬
‫لخذوا اللك منه وهكذا وقع سواء بايع له جده العادل وأخواله وهم العظم بنقض ذلك وبأخذ اللك منه فلم يتفق له ذلك وقام بتدبي ملكه الطواشي شهاب الدين طفر بك الرومي البيض‬
‫وكان دينا عاقل وفيها توف من العيان‬
‫زيد بن السن‬
‫ابن زيد بن السن بن سعيد بن عصمة الشيخ المام وحيد عصره تاج الدين أبو اليمن الكندي ولد ببغداد ونشأ با واشتغل وحصل ث قدم دمشق فأقام با وفاق أهل زمانه شرقا وغربا ف‬
‫اللغة والنحو وغي ذلك من فنون العلم وعلو السناد وحسن الطريقة والسية وحسن العقيدة وانتفع به علماء زمانه وأثنوا عليه وخضعوا له وكان حنبليا ث صار حنفيا ولد ف الامس‬
‫والعشرين من شعبان سنة عشرين وخسمائة فقرأ القرآن بالروايات وعمره عشر سني وسع الكثي من الديث العال على الشيوخ الثقات وعن به وتعلم العربية واللغة واشتهر بذلك ث‬
‫دخل الشام ف سنة ثلث وستي وخسمائة ث سكن مصر واجتمع بالقاضي الفاضل ث انتقل إل دمشق فسكن بدار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪72‬‬

‫العجم منها وحظى عند اللوك والوزراء والمراء وتردد إليه العلماء واللوك وأنباؤهم كان الفضل ابن صلح الدين وهو صاحب دمشق يتردد إليه ف منله وكذلك أخوه الحسن والعظم‬
‫ملك دمشق كان ينل إليه إل درب العجم يقرأ عليه ف الفصل للزمشري وكان العظم يعطى لن حفظ الفصل ثلثي دينارا جائزة وكان يضر ملسه بدرب العجم جيع الصدرين بالامع‬
‫كالشيخ علم الدين السخاوي ويي بن معطى الوجيه اللغوي والفخر التركي وغيهم وكان القاضي الفاضل يثن عليه قال السخاوي كان عنده من العلوم مال يوجد عند غيه ومن العجب‬
‫ان سيبويه قد شرح عليه كتابه وكان اسه عمرو واسه زيد فقلت ف ذلك ‪ ...‬ل يكن ف عهد عمرو مثله ‪ ...‬وكذا الكندي ف آخر عصر ‪ ...‬فهما زيد وعمرو إنا ‪ ...‬بن النحو على زيد‬
‫‪ ...‬وعمرو‬
‫قال أبو شامة وهذا كما قال فيه ابن الدهان الذكور ف سنة ثنتي وتستعي وخسمائة ‪ ...‬يا زيد زادك رب من مواهبه ‪ ...‬نعما يقصر عن إدراكها المل ‪ ...‬النحو أنت أحق العالي به ‪...‬‬
‫‪ ...‬أليس باسك فيه يضرب الثل‬
‫وقد مدحه السخاوي بقصيدة حسنة وأثن عليه أبو الظفر سبط ابن الوزي فقال قرأت عليه وكان حسن العقيدة ظريف اللق ل يسأم النسان من مالسته وله النوادر العجيبة والط الليح‬
‫والشعر الرائق وله ديوان شعر كبي وكانت وفاته يوم الثني سادس شوال منها وله ثلث وتسعون سنة وشهر وسبعة عشر يوما وصلى عليه بامع دمشق ث حل إل الصالية فدفن با وكان‬
‫قد وقف كتبه وكانت نفيسة وهي سبعمائة وإحدى وستون ملدا على معتقه نيب الدين ياقوت ث على العلماء ف الديث والفقه واللغة وغي ذلك وجعلت ف خزانة كبية ف مقصورة ابن‬
‫سنان اللبية الجاورة لشهد علي بن زين العابدين ث إن هذه الكتب تفرقت وبيع كثي منها ول يبق بالزانة الشار إليها إل القليل الرث وهي بقصورة اللبية وكانت قديا يقال لا مقصورة‬
‫ابن سنان وقد ترك نعمة وافرة وأموال جزيلة وماليك متعددة من الترك السان وقد كان رقيق الاشية حسن الخلق يعامل الطلبة معاملة حسنة من القيام والتعظيم فلما كب تركا لقيام لم‬
‫‪ ...‬وأنشأ يقول ‪ ...‬تركتب قيامي للصديق يزورن ‪ ...‬ل ذنب ل إل الطالة ف عمري ‪ ...‬فإن بلغوا من عش تسعي نصفها ‪ ...‬تبي ف ترك القيام لم عذري‬
‫وما مدح فيه اللك الظفر شاهنشاه ما ذكره ابن الساعي ف تاريخ ‪ ...‬وصال الغوان كان اورى وأرجا ‪ ...‬وعصر التدان كان أبى وأبجا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪73‬‬

‫ليال كان العمر أحسن شافع ‪ ...‬تول وكان اللهو أوضح منهجا ‪ ...‬بدا الشيب فانابت طماعية الصبا ‪ ...‬وقبح ل ما كان يستحسن الجا ‪ ...‬بلهنية ولت كان ل أكن با ‪ ...‬اجلي با وجه‬
‫النعيم مسرجا ‪ ...‬ول ختلت ف برد الشباب مررا ‪ ...‬ذيول إعجابا به وتبجا ‪ ...‬أعارك غيداء العاطف طفلة ‪ ...‬واغيد معسول الراشف أدعجا ‪ ...‬نقضت لياليها بطيب كأنه ‪ ...‬لتقصيه‬
‫منها متطف الدجا ‪ ...‬فإن أمس مكروب الفؤاد خزينة ‪ ...‬أعاقر من در الصابة منهجا ‪ ...‬وحيدا على أن بفضل متيم ‪ ...‬مروعا بأعداء الفضائل مزعجا ‪ ...‬فيا رب دين قد سررت وسرن‬
‫‪ ...‬وأبجته بالصالات وأبجا ‪ ...‬ويا رب ناد قد شهدت وماجد ‪ ...‬شهدت دعوته فتلجلجا ‪ ...‬صدعت بفضلى نقصه فتركته ‪ ...‬وف قلبه شجو وف حلقه شجا ‪ ...‬كأن ثنائي ف مسامع‬
‫‪ ...‬حسدي ‪ ...‬وقد ضم أبكار العان وأدرجا ‪ ...‬حسام تقي الدين ف كل مارق ‪ ...‬يقد إل الرض الكمي الدججا‬
‫وقال يدح أخاه معز الدين فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب ‪ ...‬هل أنت راحم عبة ومدله ‪ ...‬ومي صب عند ما منه وهي ‪ ...‬هيهات يرحم قاتل مقتوله ‪ ...‬وسنانه ف القلب غي منهنه ‪...‬‬
‫مذ بل من ذاك الغرام فانن ‪ ...‬مذ حل ب مرض الوى ل أنقه ‪ ...‬إن بليت بب أغيد ساحر ‪ ...‬بلحاظه رخص البنان بزهوه ‪ ...‬ابغي شفاء تدلي من واله ‪ ...‬ومت يرق مدلل لدله ‪ ...‬كم‬
‫آهة ل ف هواه وأنه ‪ ...‬لو كان ينفعن عليه تأوهي ‪ ...‬ومآرب ف وصله لو أنا ‪ ...‬تقضي لكانت عند مبسمه الشهي ‪ ...‬يا مفردا بالسن إنك منته فيه كما أنا ف الصبابة منتهي ‪ ...‬قد لم‬
‫فيك معاشر كي أنتهى ‪ ...‬باللوم عن حب الياة وانت هي ‪ ...‬أبكي لديه فان احس بلوعة ‪ ...‬وتشهق أرمي بطرف مقهقه ‪ ...‬يا من ماسنه وحال عنده ‪ ...‬حيان بي تفكر وتكفه ‪...‬‬
‫ضدان قد جعا بلفظ واحد ‪ ...‬ل ف هواه بعنيي موجه‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪74‬‬

‫‪ ...‬او لست رب فضائل لوحاز أد ‪ ...‬ناها وما أزهى با غيي زهى‬


‫والذي أنشده تاج الدين الكندي ف قتل عمارة اليمن حي كان مال الكفرة واللحدين على قتل اللك صلح الدين وأرادوا عودة دولة الفاطميي فظهر على أمره فصلب مع من صلب ف‬
‫سنة تسع وتسعي وخسمائة ‪ ...‬عمارة ف السلم أبدى خيانة ‪ ...‬وحالف فيها بيعة وصليبا ‪ ...‬فأمسى شريك الشرك ف بعض أحد ‪ ...‬وأصبح ف حب الصليب صليبا ‪ ...‬وكان طبيب‬
‫‪ ( ...‬اللتقى إن عجمته ‪ ...‬تد منه عودا ف النفاق صليبا ( ‪1‬‬
‫وله ‪ ...‬صحبنا الدهر أياما حسانا ‪ ...‬نعوم بن ف اللذات عوما ‪ ...‬وكانت بعد ما ولت كأن ‪ ...‬لدى نقصانا حلما ونوما ‪ ...‬أناخ ب الشيب فل براح ‪ ...‬وإن أوسعته عتبا ولوما ‪ ...‬نزيل‬
‫ل يزال على التآن ‪ ...‬يسوق إل الردى يوما فيوما ‪ ...‬وكنت اعد ل عاما فعاما فصرت أعد ل يوما فيوما ‪ ...‬العز ممد بن الافظ عبدالغن القدسي‬
‫ولد سنة ست وستي وخسمائة وأسعه والده الكثي ورحل بنفسه إل بغداد وقرأ با مسند أحد وكانت له حلقة بامع دمشق وكان من أصحاب العظم وكان صالا دينا ورعا حافظا رحه ال‬
‫ورحم أباه‬
‫أبو الفتوح ممد بن علي بن البارك‬
‫اللخلي البغدادي سع الكثي وكان يتردد ف الرسلية بي الليفة واللك الشرف ابن العادل وكان عاقل دينا ثقة صدوقا‬
‫الشريف أبو جعفر‬
‫يي بن ممد بن ممد بن ممد بن ممد بن علي العلوي السين نقيب الطالبيي بالبصرة بعد أبيه كان شيخا أديبا فاضل عالا بفنون كثية ل سيما علم النساب وأيام العرب وأشعارها يفظ‬
‫كثيا منها وكان من جلساء الليفة الناصر ومن لطيف شعره قوله ‪ ...‬ليهنك سع ل يلئمه العذل ‪ ...‬وقلب قريح ل يل ول يسلو ‪ ...‬كأن على الب أضحى فريضة ‪ ...‬فليس لقلب غيه‬
‫أبدا شغل ‪ ...‬وإن لهوى الجر ما كان أصله ‪ ...‬دلل ولول الجر ما عذب الوصل ‪ ...‬وأما إذا كان الصدود مللة ‪ ...‬فأيسر ما هم البيب به القتل ‪ ...‬أبو علي مزيد بن علي‬
‫ابن مزيد العروف بابن الشكري الشاعر الشهور من أهل النعمانية جع لنفسه ديوانا أورد له ابن الساعي قطعة من شعره فمن ذلك قوله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪75‬‬

‫سألتك يوم النوى نظرة ‪ ...‬فلم تسمحي فعز السلم ‪ ...‬فأعجب كيف تقولي ل ‪ ...‬ووجهك قد خط فيه نعم ‪ ...‬أما النون يا هذه حاجب ‪ ...‬أما العي عي أما اليم فم ‪ ...‬أبو الفضل‬
‫رشوان بن منصور‬
‫ابن رشوان الكردي العروف بالنقف ولد باربل وخدم جنديا وكا اديبا شاعرا خدم مع اللك العادل ومن شعره قوله ‪ ...‬سلي عن الصوارم والرماحا ‪ ...‬وخيل تسبق الوج الرياحا ‪...‬‬
‫وأسدا حبيسها سر العوال ‪ ...‬إذا ما السد حاولت الكفاحا ‪ ...‬فإن ثابت عقل ولبا ‪ ...‬إذا ما صائح ف الرب صاحا ‪ ...‬وأورد مهجت لج النايا ‪ ...‬إذا ما جت ول أخف الراحا ‪...‬‬
‫وكم ليل سهرت وبت فيه ‪ ...‬اراعي النجم أرتقب الصباحا ‪ ...‬وكم ف فدفد فرسي ونضوى ‪ ...‬بقائلة الجي غدا وراحا ‪ ...‬لعينك ف العجاجة ما ألقي ‪ ...‬وأثبت ف الكريهة ل براحا ‪...‬‬
‫ممد بن يي‬
‫ابن هبة ال أبو نصر النحاس الوساطي كتب إل السبط من شعره ‪ ...‬وقائلة لا عمرت وصار ل ‪ ...‬ثانون عاما عش كذا وابق واسلم ‪ ...‬ودم وانتشق روح الياة فإنه ‪ ...‬ل طيب من بيت‬
‫بصعدة مظلم ‪ ...‬فقلت لا عذرى لديك مهد ‪ ...‬ببيت زهي فاعملي وتعلمي ‪ ...‬سئمت تكاليف الياة ومن يعش ‪ ...‬ثاني حول ل مالة يسأم ‪ ...‬ث دخلت سنة اربع عشرة وستمائة‬
‫ف ثالث الحرم منها كمل تبليط داخل الامع الموي وجاء العتمد مبارز الدين إبراهيم التول بدمشق فوضع آخر بلطة منه بيده عند باب الزيارة فرحا بذلك وفيها زادت دجلة ببغداد زيادة‬
‫عظيمة وارتفع الاء حت ساوى القبور إل مقدار أصبعي ث طفح الاء من فوقه وأيقن الناس باللكة واستمر ذلك سبع ليال وثانية أيام حسوما ث من ال فتناقص الاس وذهبت الزيادة وقد‬
‫بقيت بغداد تلول وتدمت اكثر البنايات وفيها درس بالنظامية ممد بن يي بن فضلن وحضر عنده القضاة والعيان وفيها صدر الصدر بن حويه رسول من العادل إل الليفة وفيها قدم‬
‫ولده الفخر ابن الكامل إل العظم يطب منه ابنته على ابنه أقسيس صاحب اليمن فعقد العقد بدمشق على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪76‬‬

‫صداق هائل وفيها قدم السلطان علء الدين خوارزم شاه ممد بن تكش من هدان قاصدا إل بغداد ف أربعمائة ألف مقاتل وقيل ف ستمائة ألف فاستعد له الليفة واستخدم اليوش وارسل‬
‫إل الليفة يطلب منه أن يكون بي يديه على قاعدة من تقدمه من اللوك السلجقة وان يطب له ببغداد فلم يبه الليفة إل ذلك وارسل إليه الشيخ شهاب الدين السهروردي فلما وصل‬
‫شاهد عنده من العظمة وكثرة اللوك بي يديه وهو جالس ف حركاة من ذهب على سرير ساج وعليه قباء بارى ما يساوي خسة دراهم وعلى رأسه جلدة ما تساوي درها فسلم عليه فلم‬
‫يرد عليه من الكب ول يأذن له ف اللوس فقام إل جانب السرير وأخذ ف خطبة هائلة فذكر فيها فضل بن العباس وشرفهم وأورد حديثا ف النهي عن أذاهم والترجان يعيد على اللك فقال‬
‫اللك أما ما ذكرت من فضل الليفة فإنه ليس كذلك ولكن إذ قدمت بغداد اقمت من يكون بذه الصفة وأما ما ذكرت من النهي عن أذاهم فإن ل أوذ منهم أحدا ولكن الليفة ف سجونه‬
‫منهم طائفة كثية يتناسلون ف السجون فهو الذي آذى بن العباس ث تركه ول يرد عليه جوابا بعد ذلك وانصرف السهروردي راجعا وأرسل ال تعال على اللك وجنده ثلجا عظيما ثلثة‬
‫ايام حت طم الزاكي واليام ووصل إل قريب رؤس العلم وتقطعت أيدي رجال وأرجلهم وعمهم من البلء مال يد ول يوصف فردهم ال خائبي والمد ل رب العالي‬
‫وفيها انقضت الدنة الت كانت بي العادل والفرنج واتفق قدوم العادل من مصر فاجتمع هو وابنه العظم ببيسان فركبت الفرنج من عكا وصحبتهم ملوك السواحل كلهم وساقوا كلهم‬
‫قاصدين معافصة العادل فلما أحس بم فر منهم لكثرة جيوشهم وقلة من معه فقال ابنه العظم إل أين يا أبة فشتمه بالعجمية وقال له أقطعت الشام ماليكك وتركت أبناء الناس ث توجه‬
‫العادل إل دمشق وكتب إل واليها العتمد ليحصنها من الفرنج وينقل إليها من الغلت من داريا إل القلعة ويرسل الاء على أراضي داريا وقصر حجاج والشاعوز ففزع الناس من ذلك‬
‫وابتهلوا إل ال بالدعاء وكثر الضجيج بالامع وأقبل السلطان فنل مرج الصفر وأرسل إل ملوك الشرق ليقدموا لقتال الفرنج فكان أول من قدم صاحب حص أسد الدين فتلقاه انلس‬
‫فدخل من باب الفرج وجاء فسلم على ست الشام بدارها عند الارستان ث عاد إل داره ولا قدم أسد الدين سرى عن الناس فلما أصبح توجه نو العادل إل مرج الصفر وأما الفرنج فإنم‬
‫قدموا بيسان فنهبوا ما كان با من الغلت والدواب وقتلوا وسبوا شيئا كثيا ث عاثوا ف الرض فسادا يقتلون وينهبون ويأسرون ما بي بيسان إل بانياس وخرجوا إل أراضي الولن إل‬
‫نوى وغيها وسار اللك العظم فنل على عقبة اللب بي القدس ونابلس خوفا على القدس منهم فإنه هو الهم الكب ث حاصر الفرنج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪77‬‬

‫حصن الطور حصارا هائل ومانع عنه الذين به من البطال مانعة هائلة ث كر الفرنج راجعي إل عكا ومعهم السارى من السلمي وجاء اللك العظم إل الطور فخلع على المراء الذين به‬
‫وطيب نفوسهم ث اتفق هو وابوه على هدمه كما سيأت وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ المام العلمة الشيخ العماد‬
‫أخو الافظ عبدالغن أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالواحد بن علي بن سرور القدسي الشيخ العمادي أصغر من أخيه الافظ عبد الغن بسنتي وقدم مع الماعة إل دمشق سنة إحدى وخسي‬
‫وخسمائة ودخل بغداد مرتي وسع الديث وكان عابدا زاهدا ورعا كثي الصيام يصوم يوما ويفطر يوما وكان فقيها مفتيا وله كتاب الفروع وصنف أحكاما ول يتمه وكان يؤم بحراب‬
‫النابلة مع الشيخ الوفق وإنا كانوا يصلون بغي مراب ث وضع الحراب ف سنة سبع عشرة وستمائة وكان أيضا يؤم بالناس لقضاء الفوائت وهو أول من فعل ذلك صلى الغرب ذات ليلة‬
‫وكان صائما ث رجع إل منله بدمشق فأفطر ث مات فجأة فصلى عليه بالامع الموي صلى عليه الشيخ الوفق عند مصلهم ث صعدوا به إل السفح وكان يوم موته يوما مشهودا من كثرة‬
‫الناس قال سبط ابن الوزي كان اللق من الكهف إل مغارة الدم إل النطور لو بدر السمسم ما وقع إل على رؤس الناس قال فلما رجعت تلك الليلة فكرت فيه وف جنازته وكثرة من‬
‫شهدها وقلت هذا كان رجل صالا ولعله أن يكون نظر إل ربه حي وضع ف قبه ومر بذهن أبيات الثوري الت أنشدها بعد موته ف النام ‪ ...‬نظرت إل رب كفاحا فقال ل ‪ ...‬هنيئا رضائي‬
‫‪ ...‬عنك يا ابن سعيد ‪ ...‬لقد كنت قواما إذا اظلم الدجى ‪ ...‬بعبة مشتاق وقلب عميد ‪ ...‬فدونك فاختر أي قصر أردته ‪ ...‬وزرن فإن عنك غي بعيد‬
‫ث قلت أرجو أن يكون العماد رأى ربه كما رآه الثوري فنمت فرأيت الشيخ العماد ف النام وعليه حلة خضراء وعمامة خضراء وهو ف مكان متسع كأنه روضة وهو يرقى ف درج متسعة‬
‫فقلت يا عماد الدين كيف بت فإن وال مفكر فيك فنظر إل وتبسم على عادته الت كنت أعرفه فيها ف الدنيا ث قال ‪ ...‬رأيت إلي حي أنزلت حفرت ‪ ...‬وفارقت أصحاب وأهلي وجيت‬
‫‪ ... ...‬وقال جزيت الي عن فانن ‪ ...‬رضيت فها عفوي لديك ورحت ‪ ...‬دأبت زمانا تأمل العفو والرضا ‪ ...‬فوقيت نيان ولقيت جنت‬
‫قال فانتبهت وأنا مذعور وكتبت البيات وال اعلم‬
‫القاضي جال الدين ابن الرستان‬
‫عبد الصمد بن ممد بن أب الفضل أبو القاسم النصاري ابن الرستان قاضي القضاة بدمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪78‬‬

‫ولد سنة عشرين وخسمائة وكان أبوه من أهل حرستان فنل داخل باب توما وأم بسجد الزينب ونشأ ولده هذا نشأة حسنة سع الديث الكثي وشارك الافظ ابن عساكر ف كثي من‬
‫شيوخه وكان يلس للساع بقصورة الضر وعندها كان يصلي دائما ل تفوته الماعة بالامع وكان منله بالورية ودرس بالجاهدية وعمر دهرا طويل على هذا القدم الصال وال أعلم‬
‫وناب ف الكم عن ابن أب عصرون ث ترك ذلك ولزم بيته وصلته بالامع ث عزل العادل القاضي ابن الزكي والزم هذا بالقضاء وله ثنتان وتسعون سنة وأعطاه تدريس العزيزية وأخذ‬
‫التقوية أيضا من ابن الزكي وولها فخر الدين ابن عساكر قال ابن عبدالسلم ما رأيت أحدا أفقه من ابن الرستان كان يفظ الوسيط للغزال وذكر غي واحد أنه كان من أعدل القضاة‬
‫وأقومهم بالق ل تأخذه ف ال لومة لئم وكان ابنه عمادا لدين يطب بامع دمشق وول مشيخة الشرفية ينوب عنه وكان القاضي جال الدين يلس للحكم بدرسته الجاهدية وأرسل إليه‬
‫السلطان طراحة ومسندة لجل أنه شيخ كبي وكان ابنه يلس بي يديه فإذا قام أبوه جلس ف مكانه ث إنه عزل ابنه عن نيابته لشيء بلغه عنه واستناب شس الدين بن الشيازي وكان يلس‬
‫تاهه ف شرقي اليوان واستناب معه شس الدين ابن سنا الدولة واستناب شرف الدين ابن الوصلي النفي فكان يلس ف مراب الدرسة واستمر حاكما سنتي وأربعة أشهر ث مات يوم‬
‫السبت رابع الجة وله من العمر خس وتسعون سنة وصلى عليه بامع دمشق ث دفن بسفح قايسبون‬
‫المي بدر الدين ممد بن أب القاسم‬
‫الكاري بان الدرسة الت بالقدس كان من خيار المراء وكان يتمن الشهادة دائما فقتله الفرنج بصن الطور ودفن بالقدس بتربة عاملها وهو يزار إل الن رحه ال‬
‫الشجاع ممود العروف بابن الدماع‬
‫كان من أصدقاء العادل يضحكه فحصل أموال جزيلة منهم كانت داره داخل باب الفرنج فجعلتها زوجته عائشة مدرسة للشافعية والنفية ووقفت عليها أوقافا دارة‬
‫الشيخة الصالة العابدة الزاهدة‬
‫شيخة العالات بدمشق تلقب بدهن اللوز بنت نورنان وهي آخر بناته وفاة وجعلت أموالا وقفا على تربة أختها بنت العصبة الشهورة‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة وستمائة‬
‫استهلت والعادل برج الصفر لناجزة الفرنج وأمر ولده العظم بتخريب حصن الطور فأخربه ونقل ما فيه من آلت الرب وغيها إل البلدان خوفا من الفرنج وف ربيع الول نزلت الفرنج‬
‫على‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪79‬‬

‫دمياط وأخذوا برج السلسلة ف جادي الول وكان حصنا منيعا وهو قفل بلد مصر وفيها التقى العظم والفرنج على القيمون فكسرهم وقتل منهم خلقا واسر من الداوية مائة فأدخلهم إل‬
‫القدس منكسة أعلمهم وفيها جرت خطوب كثية ببلد الوصل بسبب موت ملوكها أولد قرا أرسلن واحدا بعد واحد وتغلب ملوك أبيهم بدر الدين لؤلؤ على المور وال أعلم وفيها أقبل‬
‫ملك الروم كيكاريس سنجر يريد أخذ ملكة حلب وساعده على ذلك الفضل بن صلح الدين صاحب سيساط فصده عن ذلك اللك الشرف موسى بن العادل وقهر ملك الروم وكسر‬
‫جيشه ورده خائبا‬
‫وفيها تلك الشرف مدينة سنجار مضافا إل ما بيده من المالك وفيها توف السلطان اللك العادل أبو بكر بن أيوب فأخذت الفرنج دمياط ث ركبوا وقصدوا بلد مصر من ثغر دمياط‬
‫فحصاصروه مدة أربعة شهور واللك الكامل يقاتلهم ويانعهم فتملكوا برج السلسلة وهو كالقفل على ديار مصر وصفته ف وسط جزيرة ف النيل عند انتهائه إل البحر ومنه إل دمياط وهو‬
‫على ‪ 2‬شاطيء البحر وحافة سلسلة منه إل الانب الخر وعليه السر وسلسلة أخرى لتمنع دخول الراكب من البحر إل النيل فل يكن الدخول فلما ملكت الفرنج هذا البج شق ذلك‬
‫على السلمي وحي وصل الب إل اللك العادل وهو برج الصفر تأوه لذلك تأوها شديدا ودق بيده على صدره أسفا وحزنا على السملمي وبلدها ومرض من ساعته مرض الوت لمر‬
‫يريده ال عز وجل فلما كان يوم المعة سابع جادي الخرة توف بقرية غالقي فجاءه ولده العظم مسرعا فجمع حواصله وارسله ف مفة ومعه خادم بصفة أن السلطان مريض وكلما جاء‬
‫أحد من المراء ليسلم عليه بلغهم الطواشي عنه أي أنه ضعيف عن الرد عليهم فلما انتهى به إل القلعة دفن با مدة ث حول إل تربته بالعادلية الكبية وقد كان اللك سيف الدين أبو بكر بن‬
‫أيوب بن شادي من خيار اللوك وأجودهم سية دينا عاقل صبورا وقورا أبطل الحرمات والمور والعارف من ملكته كلها وقد كانت متدة من أقصى بلد مصر واليمن والشام والزيرة إل‬
‫هدان كلها أخذها بعد اخيه صلح الدين سوى حلب فإنه أقرها بيد أبن أخيه الظاهر غازي لنه زوج ابنته صفية الست خاتون وكان العادل حليما صفوحا صبورا على الذى كثي الهاد‬
‫بنفسه ومع أخيه حضر معه مواقفه كلها أو أكثرها ف مقاتلة الفرنج وكانت له ف ذلك اليد البيضاء وكان ماسك اليد وقد أنفق ف عام الغلء بصر أموال كثية على الفقراء وتصدق على‬
‫أهل الاجة من أبناء الناس وغيهم شيئا كثيا جدا ث إنه كفن ف العام الثان من بعد عام الغلء ف الفناء مائة ألف إنسان من الغرباء والفقراء وكان كثي الصدقة ف ايام مرضه حت كان يلع‬
‫جيع ما عليه ويتصدق به وبركوبه وكان كثي الكل متعا بصحة وعافية مع كثرة صيامه كان يأكل ف اليوم الواحد أكلت جيدة ث بعد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪80‬‬

‫هذا يأكل عند النوم رطل بالدمشقي من اللوى السكرية اليابسة وكان يعتريه مرض ف أنفه ف زمن الورد وكان ل يقدر على القامة بدمشق حت يفرغ زمن الورد فكان يضرب له الوطاق‬
‫برج الصفر ث يدخل البلد بعد ذلك توف عن خس وسبعي سنة وكان له من الولد جاعة ممد الكامل صاحب مصر وعيسى العظم صاحب دمشق وموسى الشرف صاحب الزيرة‬
‫وخلط وحران وغي ذلك والوحد أيوب مات قبله والفائز إبراهيم والظفر غازي صاحب الرها والعزيز عثمان والمد حسن وها شقيقا العظم والقيت ممود والافظ أرسلن صاحب‬
‫جعب والصال إساعيل والقاهر إسحاق ومي الدين يعقوب وقطب الدين أحد وخليل وكان أصغرهم وتقي الدين عباس وكان آخرهم وفاة بقي إل سنة ستي وستمائة وكان له بنات أشهرهن‬
‫الست صفية خاتون زوجة الظاهر غازي صاحب حلب وأم اللك العزيز والد الناصر يوسف الذي ملك دمشق وإليه تنسب الناصريتان إحداها بدمشق والخرى بالسفح وهو الذي قتله‬
‫هلكو كما سيأت‬
‫صفة اخذ الفرنج دمياط‬
‫لا اشتهر الب بوت العادل ووصل إل ابنه الكامل وهو بثغر دمياط مرابط الفرنج أضعف ذلك اعضاء السلمي وفشلوا ث بلغ الكامل خب آخر أن المي ابن الشطوب وكان أكب أمي‬
‫بصر قد اراد أن يبايع للفائز عوضا عن الكامل فسلق وحده جريدة فدخل مصر ليستدرك هذا الطب السيم فلما فقده اليش من بينهم انل نظامهم واعتقدوا أنه قد حدث أمر أكب من‬
‫موت العادل فركبوا وراءه فدخلت الفرنج بأمان إل الديار الصرية واستحوذوا على معسكر الكامل وأثقاله فوقع خبط عظيم جدا وذلك تقدير العزيز العليم فلما دخل الكامل مصر ل يقع‬
‫ما ظنه شيء وإنا هي خديعة من الفرنج وهرب منه ابن الشطوب إل الشام ث ركب من فوره ف اليش إل الفرنج فإذا المر قد تزايد وتكنوا من البلدان وقتلوا خلقا وغنموا كثيا وعاثت‬
‫العراب الت هنالك على أموال الناس فكانوا أضر عليهم من الفرنج فنل الكامل تاه الفرنج يانعهم عن دخولم إل القاهرة بعد أن كان يانعهم عن دخول الثغر وكتب إل إخوانه‬
‫يستحثهم ويستنجدهم ويقول الوحا الوحا العجل العجل أدركوا السلمي قبل تلك الفرنج جيع أرض مصر فاقبلت العساكر إلسلمية إليه من كل مكان وكان أول من قدم عليه أخوه‬
‫الشرف بيض ال وجهه ث العظم وكان من أمرهم مع الفرنج ما سنذكره بعد هذه السنة‬
‫وفيها ول حسبة بغداد الصاحب ميي الدين يوسف بن أب الفرج ابن الوزي وهو مع ذلك يعمل ميعاد الوعظ على قاعدة ابيه وشكر ف مباشرته للحسبة وفيها فوض إل العظم النظر ف‬
‫التربة البدرية تاه الشبلية عندالسر الذي على ثور ويقال له جسر كحيل وهي منسوبة إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪81‬‬

‫حسن بن الداية كان هو وإخوته من أكابر أمراء نور الدين ممود بن زنكي وقد جعلت ف حدود الربعي وستمائة جامعا يطب فيه يوم المعة وفيها أرسل السلطان علء الدين ممد بن‬
‫تكش إل اللك العادل وهو ميم برج الصفر رسول فرد إليه مع الرسول خطيب دمشق جال الدين ممد بن عبد اللك الدولعي واستنيب عنه ف الطابة الشيخ الوفق عمر بن يوسف‬
‫خطيب بيت البار فأقام بالعزيزية يباشر عنه حت قدم وقد مات العادل‬
‫وفيها توف اللك القاهر صاحب الوصل فأقيم ابنه الصغي مكانه ث قتل وتشتت شل البيت التابكي وتغلب على المور بدر الدين لؤلؤ غلم أبيه وفيها كان عود الوزير صفي الدين عبد ال‬
‫ابن علي بن شكر من بلد الشرق بعد موت العادل فعمل فيه علم الدين مقامة بالغ ف مدحه فيها وقد ذكروا انه كان متواضعا يب الفقراء والفقهاء ويسلم على الناس إذا اجتاز بم وهو‬
‫راكب ف أبة وزارته ث إنه نكب ف هذه السنة وذلك أن الكامل هو الذي كان سبب طرده وإبعاده كتب إل أخيه العظم فيه فاحتاط على أمواله وحواصله وعزل ابنه عن النظر من الدواوين‬
‫وقد كان ينوب عن ابيه ف مدة غيبته وف رجب منها أعاد العظم ضمان القيان والمور والغنيات وغي ذلك من الفواحش والنكرات الت كان أبوه قد أبطلها بيث إنه ل يكن أحد يتجاسر‬
‫أن ينقل ملء كف خر إل دمشق إل باليلة الفية فجزى ال العادل خيا ول جزى العظم خيا على ما فعل واعتذر العظم ف ذلك بأنه إنا صنع هذا النكر لقلة الموال على الند‬
‫واحتايهم إل النفقات ف قتال الفرنج وهذا من جهله وقلة دينه وعدم معرفته بالمور فإن هذا الصنيع يديل عليهم العداء وينصرهم عليهم ويتمكن منهم الداء ويثبط الند عن القتال‬
‫فيولون بسببه الدبار وهذا ما يدمر ويرب الديار ويديل الدول كما ف الثر إذا عصان من يعرفن سلطت عليه من ل يعرفن وهذا ظاهر ل يفى على فطن ومن توف فيها من العيان‬
‫القاضي شرف‬
‫الدين أبو طالب عبد ال بن زين القضاة عبد الرحن بن سلطان بن يي اللخمي الضرير البغدادي كان ينسب إل علم الوائل ولكنه كان يتستر بذهب الظاهرية قال فيه ابن الساعي‬
‫الداودي الذهب العري أدبا واعتقادا ومن شعره ‪ ...‬إل الرحن أشكو ما ألقي ‪ ...‬غداة عدوا على هوج النياق ‪ ...‬سألتكم بن زم الطايا ‪ ...‬امر بكم امر الفراق ‪ ...‬وهل ذل أشد من‬
‫‪ ...‬التنائي ‪ ...‬وهل عيش ألذ من التلق‬
‫قاضي قضاة بغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪82‬‬

‫عماد الدين أبو القاسم‬


‫عبد ال بن السي بن الدمغات النفي سع الديث وتفقه على مذهب أب حنيفة وول القضاء ببغداد مرتي نوا من أربع ( ‪ ) 1‬عشرة سنة وكان مشكور السية عارفا بالساب والفرائض‬
‫وقسمة التركات‬
‫أبو اليمن ناح بن عبد ال البشي‬
‫السودان نم الدين مول الليفة الناصر كان يسمى سلمان دار اللفة وكان ل يفارق الليفة فلما مات وجد عليه الليفة وجدا كثيا وكان يوم جنازته يوما مشهودا كان بي يدي نعشه‬
‫مائة بقرة والف شاة وأحال من التمر والبز والاورد وقد صلى عليه الليفة بنفسه تت التاج وتصدق عنه بعشرة آلف دينار على الشاهد ومثلها على الجاورين بالرمي واعتق ماليكه‬
‫ووقف عنه خسمائة ملد‬
‫أبو الظفر ممد بن علوان ابن مهاجر بن علي بن مهاجر الوصلي تفقه بالنظامية وسع الديث ث عاد إل الوصل فساد أهل زمانه با وتقدم ف الفتوى والتدريس بدرسة بدر الدين لؤلؤ‬
‫وغيها وكان صالا دينا‬
‫أبو الطيب رزق ال بن يي‬
‫ابن رزق ال بن يي بن خليفة بن سليمان بن رزق ال بن غان بن غنام الناخدري الحدث الوال الرحال الثقة الافظ الديب الشاعر أبو العباس أحد بن برتكش بن عبد ال العمادي كان‬
‫من أمراء سنجار وكان أبوه من موال اللك عماد الدين زنكي صاحبها وكان أحد هذا دينا شاعرا ذا مال جزيل وأملك كثية وقد احتاط على أمواله قطب الدين ممد بن عماد الدين زنكي‬
‫وأودعه سجنا فنسي فيه ومات كمدا ومن شعره ‪ ...‬تقول وقد ودعتها ودموعها ‪ ...‬على خدها من خشية البي تلتقي ‪ ...‬مضى أكثر العمر الذي كان نافعا ‪ ...‬رويدك فاعمل صالا ف الذي‬
‫‪ ...‬بقى‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة وستمائة فيها أمر الشيخ ميي الدين بن الوزي متسب بغداد بإزالة النكر وكسر اللهي عكس ما أمر به العظم وكان أمره ف ذلك ف أول هذه السنة ول المد‬
‫والنة‬
‫ظهور جنكيز خان وعبور التتار نر جيحون‬
‫وفيها عبت التتار نر جيحون صحبة ملكهم جنكز خان من بلدهم وكانوا يسكنون جبال طمغاج من أرض الصي ولغتهم ‪ 2‬مالفة للغة سائر التتار وهم من أشجعهم وأصبهم على القتال‬
‫وسبب دخولم نر جيحون أن جنكزخان بعث تارا له ومعهم أموال كثية إل بلد خوارزم شاه يبتضعون له‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪83‬‬

‫ثيابا للكسوة فكتب نائبها إل خوارزم شاه يذكر له ما معهم من كثرة الموال فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم ففعل ذلك فلما بلغ جنكزخان خبهم أرسل يتهدد خوارزم شاه ول يكن‬
‫ما فعله خوارزم شاه فعل جيدا فلما تدده أشار من أشار على خوارزم شاه بالسي إليهم فسار إليهم وهم ف شغل شاغل بقتال كشلى خان فنهب خوارزم شاه أموالم وسب ذراريهم وأطفالم‬
‫فأقبلوا إليه مروبي فاقتتلوا مع أربعة أيام قتال ل يسمع بثله أولئك يقاتلون عن حريهم والسلمون عن أنفسهم يعملون أنم مت ولوا استأصلوهم فقتل من والفريقي خلق كثي حت أن‬
‫اليول كانت تزلق ف الدماء وكان من جلة من قتل من السلمي نوا من عشرين الفا ومن التتار أضعاف ذلك ث تاجز الفريقان وول كل منهم إل بلده ولأ خوارزم شاه وأصحابه إل‬
‫بارى وسرقند فحصنها وبالغ ف كثرة من ترك يها من القاتلة ورجع إل بلده ليجهز اليوش الكثية فقصدت التتار بارى وبا عشرون ألف مقاتل فحاصرها جنكزخان ثلثة أيام فطلب منه‬
‫أهلها المان فأمنهم ودخلها فأحسن السية فيهم مكرا وخديعة وامتنعت عليه القلعة فحاصرها واستعمل أهل البلد ف طم خندقها وكان التتار يأتون بالنابر والربعات فيطرحونا ف الندق‬
‫بطمونه با ففتحوها قسرا ف عشرة أيام فقتل من كان با ث عاد إل البلد فاصطفى أموال تارها وأحلها لنده فقتلوا من أهلها خلقا ل يعلمهم إل ال عز وجل وأسروا الذرية والنساء وفعلوا‬
‫معهن الفواحش بضرة أهليهن فمن الناس من قاتل دون حريه حت قتل ومنهم من أسر فعذب بأنواع العذاب وكثر البكاء والضجيج بالبلد من النساء والطفال والرجال ث ألقت التتار النار‬
‫ف دور بارى ومدارسها ومساجدها فاحترقت حت صارت بلقع خاوية على عروشها ث كروا راجعي عنها قاصدين سرقند وكان من أمرهم ما سنذكره ف السنة التية‬
‫وف مستهل هذه السنة خرب سور بيت القدس عمره ال بذكره أمر بذلك العظم خوفا من استيلء الفرنج عليه بعد مشورة من اشار بذلك فإن الفرنج إذا تكنوا من ذلك جعلوه وسيلة إل‬
‫أخذ الشام جيعه فشرع ف تريب السور ف أول يوم الحرم فهرب منه أهله خوفا من الفرنج أن يهجموا عليهم ليل أو نارا وتركوا أموالم وأثاثهم وتزقوا ف البلد كل مزق حت قيل إنه‬
‫بيع القنطار الزيت بعشرة دراهم والرطل النحاس بنصف درهم وضج الناس وابتلهوا إل ال عند الصخرة وف القصى وهي أيضا فعلة شنعاء من العظم مع ما أظهر من الفواحش ف العام‬
‫‪ ...‬الاضي فقال بعضهم يهجو العظم بذلك ‪ ...‬ف رجب حلل الميا ‪ ...‬وأخرب القدس ف الحرم‬
‫وفيها استحوذت الفرنج على مدينة دمياط ودخولا بالمان قغدروا بأهلها وقتلوا رجالا وسبوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪84‬‬

‫نساءها وأطفالا وفجروا بالنساء وبعثوا بنب الامع والربعات ورؤس القتلى إل الزائر وجعلوا الامع كنيسة وفيها غضب العظم على القاضي زكي الدين بن الزكي وسببه أن عمته‬
‫ست الشام‬
‫بنت أيوب مرضت ف دارها الت جعلتها بعدها مدرسة فأرسلت إل القاضي لتوصي إليه فذهب إليها بشهود معه فكتب الوصية كما قالت فقال العظم يذهب إل عمت بدون إذن ويسمع هو‬
‫والشهود كلمها واتفق أن القاضي طلب من جاب الفزيزية حسابا وضربه بي يديه بالقارع وكان العظم يبغض هذا القاضي من أيام أبيه فعند ذلك أرسل العظم إل القاضي ببقجة فيها قباء‬
‫وكلوته القباء أبيض والكاوتة صفراء وقيل بل كانا حراوين مدرني وحلف الرسول عن السلطان ليلبسنهما ويكم بي الصوم فيهما وكان من لطف ال أن جاءته الرسالة بذا وهو ف دهليز‬
‫داره الت باب البيد وهو منتصب للحكم فلم يستطع إل أن يلبسهما وحكم فيهما ث دخل داره واستقبل مرض موته وكانت وفاته ف صفر من السنة التية بعدها وكان الشرف بن عني‬
‫الزرعي الشاعر قد أظهر النسك والتعبد ويقال إنه اعتكف بالامع أيضا فأرسل إليه العظم بمر ونرد ليشتغل بما فكتب إليه ابن عني ‪ ...‬يا أيها اللك العظم سنة ‪ ...‬أحدثتها تبقى على‬
‫‪ ...‬الباد ‪ ...‬تري اللوك على طريقك بعدها ‪ ...‬خلع القضاة وتفة الزهاد‬
‫وهذا من أقبح ما يكون أيضا وقد كان نواب ابن الزكي أربعة شس الدين بن الشيازي إمام مشهد علي كان يكم بالشهد بالشباك وربا برز إل طرف الرواق تاه البلطة السوداء وشس‬
‫الدين ابن سن الدولة كان يكم ف الشباك الذي ف الكلسة تاه تربة صلح الدين عند الغزالية وكمال الدين الصري وكيل بيت الال كان يكم ف الشباك الكمال بشهد عثمان وشرف‬
‫الدين الوصلي النفي كان يكم بالدرسة الطرخانية ببون وال تعال أعلم وفيها توف من العيان ست الشام‬
‫واقفة الدرستي البانية والوانية الست الليلة الصونة خاتون ست الشام بنت أيوب بن شادي اخت اللوك وعمة أولدهم وأم اللوك كان لا من اللوك الحارم خسة وثلثون ملكا منهم‬
‫شقيقها العظم توران شاه بن أيوب صاحب اليمن وهو مدفون عندها ف القب القبلى من الثلثة وف الوسط منها زوجها وابن عمها ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه بن شادي‬
‫صاحب حص وكانت قد تزوجته بعد أب ابنها حسام الدين عمر بن لجي وهي وابنها حسام الدين عمر ف القب الثالث وهو الذي يلي مكان الدرس ويقال للتربة والدرسة السامية نسبة إل‬
‫ابنها هذا حسام الدين عمر بن لجي وكان من أكابر العلماء عند خاله صلح الدين وكانت ست الشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪85‬‬

‫من أكثر النساء صدقة وإحسانا إل الفقراء والحاويج وكانت تعمل ف كل سنة ف دارها بألوف من الذهب أشربة وأدوية وعقاقي وغي ذلك وتفرقه على الناس وكانت وقاتا يوم المعة‬
‫آخر النهار السادس عشر من ذي القعدة من هذه السنة ف دارها الت جعلتها مدرسة وهي عند الارستان وهي الشامية الوانية ونقل منها إل تربتها بالشامية البانية وكانت جنازتا حافلة‬
‫رحها ال‬
‫أبو البقاء صاحب العراب واللباب‬
‫عبد ال بن السي بن عبد ال الشيخ أبو البقاء العكبي الضرير النحوي النبلي صاحب إعراب القرآن العزيز وكتاب اللباب ف النحو وله حواش على القامات ومفصل الزمشري وديوان‬
‫التنب وغي ذلك وله ف الساب وغيه وكان صالا دينا مات وقد قارب الثماني رحه ال وكان إماما ف اللغة فقيها مناظرا عارفا بالصلي والفقه وحكى القاضي ابن خلكان عنه أنه ذكر ف‬
‫شرح القامات أن عنقاء مغرب كانت تأت إل جبل مثاهف عند أصحاب الرس فربا اختطفت بعض اولدهم فشكوها إل نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فهلكت قال وكان وجهها‬
‫كوجه النسان وفيها شبه من كل طائر وذكر الزمشري ف كتابه ربيع البرار أنا كانت ف زمن موسى لا أربعة أجنحة من كل جانب ووجه كوجه النسان وفيها شبه كثي من سائر اليوان‬
‫وأنا تأخرت إل زمن خالد بن سنان العبسي الذي كان ف الفترة فدعا عليها فهلكت وال أعلم وذكر ابن خلكان أن العز الفاطمي جيء إليه بطائر غريب الشكل من الصعيد يقال له عنقاء‬
‫مغرب قلت وكل واحد من خالد بن سنان وحنظلة بن صفوان كان ف زمن الفترة وكان صالا ول يكن نبينا لقول رس‬
‫ص أنا أول الناس بعيسى بن مري لنه ليس بين وبينه نب وقد تقدم ذلك‬
‫الافظ عماد الدين أبو القاسم‬
‫علي ابن الافظ باء الدين أب ممد القاسم بن الافظ الكبي أب القاسم علي بن السن بن هبة ال ابن عساكر الدمشقي سع الكثي ورحل فمات ببغداد ف هذه السنة ومن لطيف شعره قوله‬
‫‪ ...‬ف الروحة ‪ ...‬ومروحة تروح كل هم ‪ ...‬ثلثة أشهر ل بد منها ‪ ...‬حزيران وتوز وآب ‪ ...‬وف أيلول يغن ال عنها‬
‫ابن الدواي الشاعر وقد أورد له ابن الساعي جلة صالة من شعره وأبو سعيد بن الوزان الداوي وكان أحد العدلي ببغداد وسع البخاري من أب الوقت وأبو سعيد ممد بن ممود بن عبد‬
‫الرحن الروزي الصل المدان الولد البغدادي النشأ والوفاة كان حسن الشكل كامل الوصاف له خط حسن ويعرف فنونا كثية من العلوم شافعي الذهب يتكلم ف مسائل اللف حسن‬
‫الخلق ومن شعره قوله‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪86‬‬

‫أرى قسم الرزاق أعجب قسمة ‪ ...‬لذي دعة ومكدية لذي كد ‪ ...‬وأحق ذو مال وأحق معدم ‪ ...‬وعقل بل حظ وعقل له حد ‪ ...‬يعم الغن والفقر ذا الهل والجا ‪ ...‬ول من قبل‬
‫المور ومن بعد ‪ ...‬أبو زكريا يي بن القاسم‬
‫ابن الفرج بن درع بن الضر الشافعي شيخ تاج الدين التكريت قاضيها ث درس بنظامية بغداد وكان متقنا لعلوم كثية منها التفسي والفقه والدب والنحو واللغة وله الصنفات ف ذلك كله‬
‫وجع لنفسه تاريا حسنا ومن شعره قوله ‪ ...‬ل بد للمرء من ضيق ومن سعة ‪ ...‬ومن سرور يوافيه ومن حزن ‪ ...‬وال يطلب منه شكر نعمته ‪ ...‬ما دام فيها ويبغى الصب ف الحن ‪ ...‬فكن‬
‫مع ال ف الالي معتنقا ‪ ...‬فرضيك هذين ف سر وف علن ‪ ...‬فما على شدة يبقى الزمان يكن ‪ ...‬ول على نعمة تبقى على الزمن ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬إن كان قاضي الوى علي ول ‪ ...‬ما جار‬
‫ف الكم من علي ول ‪ ...‬يا يوسفي المال عندك ل ‪ ...‬تبق ل حيلة من اليل ‪ ...‬إن كان قد القميص من دبر ‪ ...‬ففيك قد الفؤاد من قبل ‪ ...‬صاحب الواهر‬
‫الشيخ المام جال الدين أبو ممد عبد ال بن نم بن ساس بن نزار بن عشائر بن عبد ال بن ممد بن سلس الذامي الالكي الفقيه مصنف كتاب الواهر الثمينة ف مذهب عال الدينة وهو‬
‫من أكثر الكتب فوائد ف الفروع رتبه على طريقة الوجيز للغزال قال ابن خلكان وفيه دللة على غزارة علمه وفضله والطائفة الالكية بصر عاكفة عليه لسنه وكثرة فوائده وكان مدرسا‬
‫بصر ومات بدمياط رحه وال ال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة وستمائة‬
‫ف هذه السنة عم البلء وعظم العزاء بنكز خان السمى بتموجي لعنه ال تعال ومن معه من التتار قبحهم ال أجعي واستفحل أمرهم واشتد إفسادهم من أقصى بلد الصي إل أن وصلوا‬
‫بلد العراق وما حولا حت انتهوا إل إربل وأعمالا فملكوا ف سنة واحدة وهي هذه السنة سائر المالك إل العراق والزيرة والشام ومصر وقهروا جيع الطوائف الت بتلك النواحي‬
‫الوارزمية والقفجاق والكرج واللن والزر وغيهم وقتلوا ف هذه السنة من طوائف السلمي وغيهم ف بلدان متعددة كبار مال يد ول يوصف وبالملة فلم يدخلوا بلدا إل قتلوا جيع‬
‫من فيه من القاتلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪87‬‬

‫والرجال وكثيا من النساء والطفال وأتلفوا ما فيه بالنهب إن احتاجوا إليه وبالريف إن ل يتاجوا إليه حت أنم كانوا يمعون الرير الكثي الذي يعجزون عن حله فيطلقون فيه النار وهم‬
‫ينظرون إليه ويربون النازل وما عجزوا عن تريبه يرقوه وأكثر ما يرقون الساجد والوامع وكانوا ياخذون السارى من السلمي فيقاتلون بم وياصرون بم وإن ل ينصحوا ف القتال‬
‫قتلوهم وقد بسط ابن الثي ف كامله خبهم ف هذه السنة بسطا حسنا مفصل وقدم على ذلك كلما هائل ف تعظيم هذا الطب العجيب قال فنقول هذا فصل يتضمن ذكر الادثة العظمى‬
‫والصيبة الكبى الت عقمت الليال واليام عن مثلها عمت اللئق وخصت السلمي فلو قال قائل إن العال منذ خلق ال آدم وال الن ل يبتلوا بثهلها لكان صادقا فإن التواريخ ل تتضمن ما‬
‫يقاربا ول يدانيها ومن أعظم ما يذكرون من الوادث ما فعل بت نصر ببن اسرائيل من القتل وتريب بيت القدس وما البيت القدس بالنسبة إل ما خرب هؤلء اللعي من البلد الت كل‬
‫مدينة منها اضعاف البيت القدس وما بنو إسرائيل بالنسبة لا قتلوا فإن أهل مدينة واحدة من قتلوا أكثر من بن إسرائيل ولعل اللئق ل يرون مثل هذه الادثة إل أن ينقرض العال وتفن‬
‫الدنيا إل يأجوج ومأجوج وأما الدجال فإنه يبقى على من أتبعه ويهلك من خالفه وهؤلء ل يبقوا على أحد بل قتلوا الرجال والنساء والطفال وشقوا بطون الوامل وقتلوا الجنة فإنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم لذه الادثة الت استطار شررها وعم ضررها وسارت ف البلد كالسحاب استدبرته الريح فإن قوما خرجوا من أطراف الصي فقصدوا‬
‫بلد تركستان مثل كاشغر وبلساغون ث منها إل بلد ما رواء النهر مثل سرقند وبارا وغيها فيملكونا ويفعلون بأهلها ما نذكره ث تعب طائفة منهم إل خراسان فيفرغون منها ملكا وتريبا‬
‫وقتل ونبا ث ياوزونا إل الري وهذان وبلد البل وما فيه من البلد إل حد العراق ث يقصدون بلد اذربيجان وأرانية ويربونه ويقتلون أكثر أهلها ول ينج منهم إل الشريد النادر ف أقل‬
‫من سنة هذا ما ل يسمع بثله ث ساروا إل دربند شروان فملكوا مدنه ول يسلم غي قلعته الت با ملكهم وعبوا عندها إل بلد اللن اللكز ومن ف ذلك الصقع من المم الختلفة فأوسعوهم‬
‫قتل ونبا وتريبا ث قصدوا بلد قفجاق وهم من أكثر الترك عددا فقتلوا كل من وقف لم وهرب الباقون إل الغياض وملكوا عليهم بلدهم وسارت طائفة أخرى إل غزنة وأعمالا وما‬
‫ياورها من بلد الند وسجستان وكرمان ففعلوا فيها مثل أفعال هؤلء وأشد هذا ما ل يطرق الساع مثله فإن السكندر الذي اتفق الؤرخون على أنه ملك الدنيا ل يلكها ف سنة واحدة إنا‬
‫ملكها ف نو عشر سني ول يقتل أحدا بل رضى من الناس بالطاعة وهؤلء قد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪88‬‬

‫ملكوا أكثر العمور من الرض وأطيبه وأحسنه عمارة وأكثره أهل وأعد لم أخلقا وسية ف نو سنة ول يتفق لحد من أهل البلد الت ل يطرقوها بقاء إل وهو خائف مترقب وصولم وهم‬
‫مع ذلك يسجدون للشمس إذا طلعت ول يرمون شيئا ويأكلون ما وجدوه من اليوانات واليتات لعنهم ال تعال قال وإنا استقام لم هذا المر لعدم الانع لن السلطان خوارزم شاه ممدا‬
‫كان قد قتل اللوك من سائر المالك واستقر ف المور فلما انزم منهم ف العام الاضي وضعف عنهم وساقوا وراءه فهرب فل يدري اين ذهب وهلك ف بعض جزائر البحر خلت البلد ول‬
‫يبق لا من يميها ليقضي ال أمرا كان مفعول وإل ال ترجع المور ث شرع ف تفصيل ما ذكره ممل فذكر أول ما قدمنا ذكره ف العام الاضي من بعث جنكزخان اولئك التجار بال له‬
‫ليأتونه بثمنه كسوة ولباسا وأخذ خوارزم شاه تلك الموال فحنق عليه جنكزخان وأرسل يهدده فسار إليه خوارزم شاه بنفسه وجنوده فوجد التتار مشغولي بقتال كشلى خان فنهب أثقالم‬
‫ونساءهم وأطفالم فرجعوا وقد انتصروا على عدوهم وازدادوا حنقا وغيظا فتواقعواهم وإياه وابن جنكزخن ثلثة أيام فقتل من الفريقي خلق كثي ث تاجزوا ورجع خوارزم شاه إل أطراف‬
‫بلده فحصنها ث كر راجعا إل مقره وملكته بدينة خوارزم شاه فأقبل جنكزخان فحصر بارا كما ذكرنا فافتتحها صلحا وغدر بأهلها حت افتتح قلعتها قهرا وقتل الميع وأخذ الموال‬
‫وسب النساء والطفال وخرب الدور والحال وقد كان با عشرون ألف مقاتل فلم يغن عنهم شيئا ث سار إل سرقند فحاصرها ف أول الحرم من هذه السنة وبا خسون ألف مقاتل من الند‬
‫فنكلوا وبرز إليهم سبعون ألفا من العامة فقتل الميع ف ساعة واحدة وألقى إليه المسون ألف السلم فسلبهم سلحهم وما يتنعون به وقتلهم ف ذلك اليوم واستباح البلد فقتل الميع وأخذ‬
‫الموال وسب الذرية وحرقه وتركه بلقع فانا ل وإنا إليه راجعون وأقام لعنه ال هنالك وارسل السرايا إل البلدان فارسل سرية إل بلد خراسان وتسميها التتار الغربة وأرسل أخرى وراء‬
‫خوارزم شاه وكانوا عشرين ألفا قال اطلبوه فأدركوه ولو تعلق بالسماء فساروا وراءه فأدركوه وبينهم وبينه نر جيحون وهو آمن بسببه فلم يدوا سفنا فعملوا لم أحواضا يملون عليها‬
‫السلحة ويرسل أحدهم فرسه ويأخذ بذنبها فتجره الفرس بالاء وهو ير الوض الذي فيه سلحه حت صاروا كلهم ف الانب الخر فلم يشعر بم خوارزم شاه إل وقد خالطوه فهرب منهم‬
‫إل نبيسابور ث منها إل غيها وهم ف أثره ل يهلونه يمع لم فصار كلما أتى بلدا ليجتمع فيه عساكره له يدركونه فيهرب منهم حت ركب ف بر طبستان وسار إل قلعة ف جزيرة فيه‬
‫فكانت فيها وفاته وقيل إنه ل يعرف بعد ركوبه ف البحر ما كان من أمره بل ذهب فل يدرى أين ذهب ول إل أي مفر هرب وملكت التتار حواصله فوجدوا ف خزانته عشرة آلف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪89‬‬

‫ألف دينار وألف حل من الطلس وغيه وعشرون ألف فرس وبغل ومن الغلمان والواري واليام شيئا كثيا وكان له عشرة آلف ملوك كل واحد مثل ملك فتمزق ذلك كله وقد كان‬
‫خوارزم شاه فقيها حنفيا فاضل له مشاركات ف فنون من العلم يفهم جيدا وملك بلدا متسعة ومالك متعددة إحدى وعشرين سنة وشهورا ول يكن بعد ملوك بن سلجوق أكثر حرمة منه‬
‫ول أعظم ملكا منه لنه إنا كانت هته ف اللك ل ف اللذات والشهوات ولذلك قهر اللوك بتلك الراضي وأحل بالطا بأسا شديدا حت ل يبق ببلد خراسان وما رواء النهر وعراق العجم‬
‫وغيها من المالك سلطان سواه وجيع البلد تت ايدي نوابه ث ساروا إل مازندران وقلعها من أمنع القلع بيث إن السملمي ل يفتحوها إل ف سنة تسعي من أي سليمان بن عبد اللك‬
‫ففتحها هؤلء ف أيسر مدة ونبوا ما فيها وقتلوا أهاليها كلهم وسبوا وأحرقوا ث ترحلوا عنها نو الري فوجدوا ف الطريق أم خوارزم شاه ومعها أموال عظيمة جدا فأخذوها وفيها كل غريب‬
‫ونفيس ما ل يشاهد مثله من الواهر وغيها ث قصدوا الري فدخلوها على حي غفلة من أهلها فقتلوهم وسبوا واسروا ث ساروا إل هذان فملكوها ث إل زنان فقتلوا وسبوا ث قصدوا‬
‫قزوين فنهبوها وقتلوا من أهلها نوا من اربعي ألفا ث تيمموا بلد أذربيجان فصالهم ملكها ازبك بن البهلوان على مال حله إليهم لشغله با هو فيه من السكر وارتكاب السيئات والنماك‬
‫على الشهوات فتركوه وساروا إل موقان فقاتلهم الكرج ف عشرة الف مقاتل فلم يقفوا بي أيديهم طرفة عي حت انزمت الكرج فأقبلوا إليهم بدهم وحديدهم فكسرتم التتار وقعة ثانية‬
‫أقبح هزية وأشنعها وههنا قال ابن الثي ولقد جرى لؤلء التتر ما ل يسمع بثله من قدي الزمان وحديثه طائفة ترج من حدود الصي ل تنقضي عليهم سنة حت يصل بعضهم إل حدود بلد‬
‫أرمينية من هذه الناحية وياوزون العراق من ناحية هذان وتال ل أشك أن من ييء بعدنا إذا بعد العهد ويرى هذه الادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها والق بيده فمت استبعد ذلك فلينظر‬
‫أننا سطرنا نن وكل من جع التاريخ ف أزماننا هذه ف وقت كل من فيه يعلم هذه الادثة قد استوى ف معرفتها العال والاهل لشهرتا يسر ال للمسلمي والسلم من يفظهم ويوطهم فلقد‬
‫دفعوا من العدو إل أمر عظيم ومن اللوك السلمي إل من ل تتعدى هته بطنه وفرجه وقد عدم سلطان السلمي خوارزم شاه قال وانقضت هذه السنة وهم ف بلدا لكرج فلما رأوا منهم‬
‫مانعة و مقاتلة يطول عليهم با الطال عدلوا إل غيهم وكذلك كانت عادتم فساروا إل تبيز فصالهم أهلها بال ث ساروا إل مراغة فحصروها ونصبوا عليها الجانيق وتترسوا بالسارى‬
‫من السلمي وعلى البلد امرأة ولو يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ففتحوا البلد بعد ايام وقتلوا من أهله خلقا ل يعلم عدتم إل ال عز وجل وغنموا منه شيئا كثيا وسبوا وأسروا على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪90‬‬

‫عادتم لعنهم ال لعنة تدخلهم نار جهنم وقد كان الناس يافون منهم خوفا عظيما جدا حت إنه دخل رجل منهم إل درب من هذه البلد وبه مائة رجل ل يستطع واحد منهم أن يتقدم إليه وما‬
‫زال يقتلهم واحدا بعد واحد حت قتل الميع ول يرفع منهم احد يده إليه ونب ذلك الدرب وحده ودخلت امراة منهم ف زي رجل بيتا فقتلت كل من ف ذلك البيت وحدها ث استشعر‬
‫أسي معها أنا امرأة فقتلها لعنها ال ث قصدوا مدينة إربل فضاق السلمون لذلك ذرعا وقال أهل تلك النواحي هذا امر عصيب وكتب الليفة إل أهل الوصل واللك الشرف صاحب‬
‫الزيرة يقول إن قد جهزت عسكرا فكونوا معه لقتال هؤلء التتار فأرسل الشرف يعتذر إل الليفة بانه متوجه نو اخيه الكامل إل الديار الصرية بسبب ما قددهم السلمي هناك من‬
‫الفرنج وأخذهم دمياط الذي قد أشرفوا بأخذهم لا على أخذ الديار الصرية قاطبة وكان أخوه العظم قد قدم على وال حران يستنجده لضيهما الكامل ليتحاجزوا الفرنج بدمياط وهو على‬
‫أهبة السي إل الديار الصرية فكتب الليفة إل مظفر الدين صاحب إربل ليكون هو القدم على العساكر الت يبعثها الليفة وهي عشرة آلف مقاتل فلم يقدم عليه منهم ثانائة فارس ث‬
‫تفرقوا قبل أن يمتعوا فانا ل وإنا إليه راجعون ولكن ال سلم بأن صرف هة التتار إل ناحية هذان فصالهم اهلها وترك عندهم التتار شحنة ث اتفقوا على قتل شحنتهم فرجعوا إليهم‬
‫فحاصروهم حت فتحوها قسرا وقتلوا اهلها عن آخرهم ث ساروا إل أذربيجان ففتحوا اردبيل ث تبيز ث إل بيلقان فقتلوا من أهلها خلقا كثيا وجا غفيا وحرقوها وكانوا يفجرون بالنساء‬
‫ث يقتلونن ويشقون بطونم عن الجنة ث عادوا إل بلد الكرج وقد استعدت لم الكرج فاقتتلوا معهم فكسروهم أيضا كسرة فظيعة ث فتحوا بلدانا كثية يقتلون أهلها ويسبون نساءها‬
‫ويأسرون من الرجال ما يقاتلون بم الصون يعلونم بي أيديهم ترسا يتقون بم الرمي وغيه ومن سلم منهم قتلوه بعدا نقضاء الرب ث ساروا إل بلد اللن والقبجاق فاقتتلوا معهم قتال‬
‫عظيما فكسروهم وقصدوا أكب مدائن القبجاق وهي مدينة سوداق وفيها من المتعة والثياب والتجائر من البطاسي والقندر والسنجاب شيء كثي جدا ولأت القبجاق إل بلد الروس‬
‫وكانوا نصارى فاتفقوا معهم على قتال التتار فالتقوا معهم فكسرتم التتار كسرة فظيعة جدا ث ساروا نو بلقار ف حدود العشرين وستمائة ففرغوا من ذلك كله ورجعوا نو ملكهم‬
‫جنكزخان لعنه ال وإياهم هذا ما فعلته هذه السرية الغربة وكان جنكزخان قد أرسل سرية ف هذه السنة إل كلنة واخرى إل فرغانة فملكوها وجهز جيشا آخر نو خراسان فحصاروا بلخ‬
‫فصالهم أهلها وكذلك صالوا مدنا كثية أخرى حت انتهوا إل الطالقان فاعجزتم قلعتها وكانت حصينة فحصاروها ستة أشهر حت عجزوا فكتبوا إل جنكزخان فقدم بنفسه فحاصرها‬
‫أربعة أشهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪91‬‬


‫أخرى حت فتحها قهرا ث قتل كل من فيها وكل من ف البلد بكماله خاصة وعامة ث قصدوا مدينة مرو مع جنكزخان فقد عسكر بظاهرها نو من مائت ألف مقاتل من العرب وغيهم‬
‫فاقتتلوا معه قتال عظيما حت انكسر السلمون فإنا ل وإنا إليه راجعون ث حصروا البلد خسة أيام واستنلوا نائبها خديعة ث غدروا به وبأهل البلد فقتلوهم وغنموهم وسلبوهم وعاقبوهم‬
‫بانواع العذاب حت إنم قتلوا ف يوم واحد سبعمائة ألف إنسان ث ساروا إل نيسابور ففعلوا فيها ما فعلوا بأهل مرو ث إل طوس فقتلوا وخربوا مشهد على بن موسى الرضى سلم ال عليه‬
‫وعلى آبائه وخربوا تربة الرشيد الليفة فتركوه خرابا ث ساروا إل غزنة فقاتلهم جلل الدين بن خوارزم شاه فكسرهم ث عادوا إل ملكهم جنكزخان لعنه ال وإياهم وأرسل جنكزخان طائفة‬
‫أخرى إل مدينة خوارزم فحاصروها حت فتحو االبلد قهرا فقتلوا من فهيا قتل ذريعا ونبوها وسبوا أهلها وأرسلوا السر الذي ينع ماء جيحون منها فغرقت دورها وهلك جيع أهلها ث‬
‫عادوا إل جنكزخان وهو ميم على الطالقان فجهز منهم طائفة إل غزنة فاقتتل معهم جلل الدين بن خوارزم شاه فكسرهم جلل الدين كسرة عظيمة واستنقذ منهم خلقا من أسارى‬
‫السلمي ث كتب إل جنكزخان يطلب منه أن يبز بنفسه لقتاله فقصده جنكزخان فتواجها وقد تفرق على جلل الدين بعض جيشه ول يبق بد من القتال فاقتتلوا ثلثة أيام ل يعهد قبلها مثلها‬
‫من قتالم ث صفعت أصحاب جلل الدين فذهبوا فركبوا بر الند فسارت التتار إل غزنة فأخذوها بل كلفة ول مانعة كل هذا او أكثره وقع ف هذه السنة‬
‫وفيها أيضا ترك الشرف موسى بن العادل لخيه شهاب الدين غازي ملك خلط وميافارقي وبلد أرمينية واعتاض عن ذلك بالرها وسروج وذلك لشتغاله عن حفظ تلك النواحي بساعدة‬
‫أخيه الكامل ونصرته على الفرنج لعنهم ال تعال وف الحرم منها هبت رياح ببغداد وجاءت بروق وسعت رعود شديدة وسقطت صاعقة بالانب الغرب على النارة الجاورة لعون ومعي‬
‫فثلمتها ث أصلحت وغارت الصاعقة ف الرض وف هذه السنة نصب مراب النابلة ف الرواق الثالث الغرب من جامع دمشق بعد مانعة من بعض الناس لم ولكن ساعدهم بعض المراء ف‬
‫نصبه فهم وهو المي ركن الدين العظمي وصلى فيه الشيخ موفق الدين بن قدامة قلت ث رفع ف حدود سنة ثلثي وسبعمائة وعوضوا عه بالحراب الغرب عند باب الزيارة كما عوض‬
‫النفية عن مرابم الذي كان فيا الانب الغرب من الامع بالحراب الجدد لم شرقي باب الزيارة حي جدد الائط الذي هو فيه ف اليام التنكزية على يدي ناظر الامع تقي الدين ابن‬
‫مراجل أثابه ال تعال كما سيأت بيانه ف موضعه إن شاء ال تعال وفيها قتل صاحب سنجار أخاه فملكها مستقل با‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪92‬‬

‫اللك الشرف بن العادل وفيها نافق المي عمادا لدين بن الشطوب على اللك الشرف وكان قد آواه وحفظه من أذى أخيه الكامل حي أراد أن يبايع للفائز ث إنه سعى ف الرض فسادا ف‬
‫بلدا لزيرة فسجنه الشرف حت مات كمدا وذل وعذابا وفيها أوقع الكامل بالفرنج الذين على دمياط بأسا شديدا فقتل منهم عشرة آلف وأخذ منهم خيولم وأموالم ول المد‬
‫وفيها عزل العظم العتمد مفاخر الدين إبراهيم عن ولية دمشق وولها للعزيز خليل ولا خرج الاج إل مكة شرفها ال تعال كان أميهم العتمد فحصل به خي كثي وذلك أنه كف عبيد‬
‫مكة عن نب الجاج بعد قتلهم أمي حاج العراقيي اقباش الناصري وكان من أكب المراء عند الليفة الناصر وأخصهم عنده وذلك لنه قدم معه بلع للمي حسي بن أب عزيز قتادة بن‬
‫إدريس ابن مطاعن بن عبد الكري العلوي السن الزيدي بوليته لمرة مكة بعد ابيه وكانت وفاته ف جادي الول من هذه السنة فنازع ف ذلك راجح وهو أكب أولد قتادة وقال ل يتأمر‬
‫عليها غيي فوقعت فتنة أفضى الال إل قتل أقباش غلطا وقد كان قتادة من أكابر الشراف السنيي الزيديي وكان عادل منصفا منعما نقمة على عبيد مكة والفسدين با ث عكس هذا‬
‫السي فظلم وجدد الكوس ونب الاج غي مرة فسلط ال عليه ولده حسنا فقتله وقتل عمه وأخاه أيضا فلهذا ل يهل ال حسنا أيضا بل سلبه اللك وشرده ف البلد وقيل بل قتل كما ذكرنا‬
‫وكان قتادة شيخا طويل مهيبا ل ياف من أحد من اللفاء واللوك ويرى انه احق بالمر من كل احد وكان الليفة يود لو حضر عنده فيكرمه وكان يأب من ذلك ويتنع عنه أشد المتناع‬
‫ول يفد إل أحد قط ول ذل الليفة ول ملك وكتب إليه الليفة مرة يستدعيه فكتب إليه ‪ ...‬ول كف ضرغام أذل ببطشها ‪ ...‬وأشرى با بي الورى وابيع ‪ ...‬تظل ملوك الرض تلثم‬
‫‪ ...‬ظهرها ‪ ...‬وف بطنها للمجد بي ربيع ‪ ...‬أأجعلها تت الرحى ث ابتغى ‪ ...‬خلصا لا إن إذا لرقيع ‪ ...‬ما انا إل السك ف كل بقعة ‪ ...‬يضوع وأما عندكم فيضيع‬
‫وقد بلغ من السني سبعي سنة وقد ذكر ابن الثي وفاته ف سنة ثان عشرة فال اعلم وفيها توف من العيان‬
‫اللك الفائز‬
‫غياث الدين إبراهيم بن العادل كان قد انتظم له المر ف اللك بعد أبيه على الديار الصرية علي يدي المي عمادا لدين بن الشطوب لول ان الكامل تدارك ذلك سريعا ث ارسله أخوه ف‬
‫هذه السنة إل أخيهما الشرف موسى يستحثه ف سرعة السي إليهم بسبب الفرنج فمات بي سنجاب والوصل وقد ذكر انه سم فرد إل سنجاب فدفن با رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪93‬‬

‫شيخ الشيوخ صدر الدين‬


‫أبو السن ممد بن شيخ الشيوخ عماد الدين ممود بن حويه الوين من بيت رياسة وإمرة عند بن أيوب وقد كان صدر الدين هذا فقيها فاضل درس بتربة الشافعي بصر وبشهد السي‬
‫وول مشيخة سعيد السعداء والنظر فيها وكانت له حرمة وافرة عند اللوك ارسله الكامل إل الليفة يستنصره على الفرنج فمات بالوصل بالسهال ودفن با عند قضيب البان عن ثلث‬
‫وسبعي سنة‬
‫صاحب حاه‬
‫اللك النصور ممد بن اللك الظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وكان فاضل له تاريخ ف عشر ملدات ساه الضمار وكان شجاعا فارسا فقام باللك بعده ولده الناصر قلج ارسلن‬
‫ث عزله عنها الكامل وحبسه حت مات رحه ال تعال وول أخاه الظفر بن النصور‬
‫صاحب آمد‬
‫اللك الصال ناصر الدين ممود بن ممد بن قرا ارسلن بن أرتق وكان شجاعا مبا للعلماء وكان مصاحبا للشرف موسى بن العادل ييء إل خدمته مرارا وملك بعده ولده السعود وكان‬
‫بيل فاسقا فأخذه معه الكامل وحبسه بصر ث اطلقه فأخذ أمواله وسار إل التتار فأخذته منه‬
‫الشيخ عبد ال الوينن‬
‫اللقب أسدالشام رحه ال ورضى عنه من قرية بعلبك يقال لا يوني وكانت له زاوية يقصد فيها للزيارة وكان من الصالي الكبار الشهورين بالعبادة والرياضة والمر بالعروف والنهي عن‬
‫النكر له هة عالية ف الزهد والورع بيث إنه كان ل يقتن شيئا ول يلك مال ول ثيابا بل يلبس عارية ول يتجاوز قميصا ف الصيف وفروة فوقه ف الشتاء وعلى رأسه قبعا من جلود العز‬
‫شعره إل ظاهر وكان ل ينقطع عن غزاة من الغزوات ويرمى عن قوس زنته ثانون رطل وكان ياور ف بعض الحيان ببل لبنان ويأت ف الشتاء إل عيون العاسريا ف سفح البل الطل على‬
‫قرية دومة شرقي دمشق لجل سخونة الاء فيقصده الناس للزيارة هناك وييء تارة إل دمشق فينل بسفح قاسيون عند القادسية وكانت له أحوال ومكاشفات صالة وكان يقال له أسدا‬
‫لشام حكى الشيخ أبو الظفر سبط ابن الوزي عن القاضي جال الدين يعقوب الاكم بكرك البقاع أنه شاهد مرة الشيخ عبدا ل وهو يتوضأ من ثور عند السر البيض إذ مر نصران ومعه‬
‫حل بغل خرا فعثرت الدابة عندا لسر فسقط المل فرأى الشيخ وقد فرغ من وضوئه ول يعرفه واستعان به على رفع المل فاستدعان الشيخ فقال تعال يا فقيه فتساعدنا على تميل ذلك‬
‫المل على الدابة وذهب النصران فتعجبت من ذلك وتبعت المل وأنا ذاهب إل الدينة فانتهى به ال العقبة فأورده إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪94‬‬

‫المار با فإذا خل فقال له المار ويك هذا خل فقال النصران أنا أعرف من أين أتيت ث ربط الدابة ف خان ورجع إل الصالية فسأل عن الشيخ فعرفه فجاء إليه فأسلم على يديه وله‬
‫أحوال وكرامات كثية جدا وكان ل يقوم لحد دخل عليه ويقول إنا يقوم الناس لرب العالي وكان المد إذا دخل عليه جلس بي يديه فيقول له يا أمد فعلت كذا وكذا ويأمره با يأمره‬
‫وينهاه عما ينهاه عنه وهو يتثل جيع ما يقوله له وما ذاك إل لصدقه ف زهده وورعه وطريقه وكان يقبل الفتوح وكان ل يدخر منه شيئا لغد وإذا اشتد جوعه أخذ من ورق اللوز ففركه‬
‫واستفه ويشرب فوقه الاء البارد رحه ال تعال وأكرم مثواه وذكروا أنه كان يج ف بعض السني ف الواء وقد وقع هذا لطائفة كبية من الزهاد وصالي العباد ول يبلغنا هذا عن أحد من‬
‫أكابر العلماء وأول من يذكر عنه هذا حبيب العجمي وكان من أصحاب السن البصري ث من بعده من الصالي رحهم ال اجعي فلما كان يوم جعة من عشر ذي الجة من هذه السنة‬
‫صلى الصبح عبدال اليونين وصلة المعة بامع بعلبك وكان قد دخل المام يومئذ قبل الصلة وهو صحيح فلما انصرف من الصلة قال للشيخ داود الؤذن وكان يغسل الوتى انظر كيف‬
‫تكون غدا ث صعد الشيخ إل زاويته فبات يذكرال تعال تلك اليلة ويتذكر أصحابه ومن أحسن إليه ولو بأدن شيء ويدعو لم فلما دخل وقت الصبح صلىباصحابه ث استند يذكر ال وف‬
‫يده سبحة فمات وهو كذلك جالس ل يسقط ول تسقط السبحة من يده فلما انتهى الب إل اللك المد صاحب بعلبك فجاء إليه فعاينه كذلك فقال لو بنينا عليه بنيانا هكذا يشاهدا لناس‬
‫منه آية فقيل له ليس هذا من السنة فنحى وكفن وصلى عليه ودفن تت اللوزة الت كان يلس تتها يذكر ال تعال رحه ال ونور ضريه وكانت وفاته يوم السبت وقد جاوز ثاني عاما‬
‫أكرمه ال تعال وكان الشيخ ممد الفقيه اليونين من جلة تلميذه ومن يلوذ به وهو جد هؤلء الشايخ بدينة بعلبك‬
‫أبو عبد ال السي بن ممد بن أب بكر‬
‫الجلي الوصلي ويعرف بابن الهن شاب فاضل ول كتابة النشاء لبدر الدين لؤلؤ زعيم الوصل ومن شعره ‪ ...‬نفسي فداء الذي فكرت فيه وقد ‪ ...‬غدوت أغرق ف بر من العجب ‪...‬‬
‫يبدو بليل على صبح على قمر ‪ ...‬على قضيب على وهم على كثب ‪ ...‬ث دخلت سنة ثان عشرة وستمائة‬
‫فيها استولت التتر على كثي من البلدان بكلدة وهذان وأردبيل وتبيز وكنجة وقتلوا أهاليها ونبوا ما فيها واستأسروا ذراريها واقتربوا من بغداد فانزعج الليفة لذلك وحصن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪95‬‬

‫بغداد واستخدم الجناد وقنت الناس ف الصلوات والوراد وفيها قهروا الكرج واللن ث قاتلوا القبجاق فكسروهم وكذلك الروس وينهبون ما قدروا عليه ث قاتلوهم سبوا نساءهم‬
‫وذراريهم وفيها سار العظم إل أخيه الشرف فاستعطفه على أخيه الكامل وكان ف نفسه موجدة عليه فأزالا وسارا جيعا نو الديار الصرية لعاونة الكامل على الفرنج الذين قد أخذوا ثغر‬
‫دمياط واستحكم أمرهم هنالك من سنة أربع عشرة وعرض عليهم ف بعض الوقات أن يرد إليهم بيت القدس وجيع ما كان صلح الدين فتحه من بلد الساحل ويتركوا دمياط فامتنعوا من‬
‫ذلك ول يفعلوا فقدر ال تعال أنم ضاقت عليهم القوات فقدم عليهم مراكب فيها مية لم فأخذها السطول البحري وأرسلت الياه على أراضي دمياط من كل ناحية فلم يكنهم بعد ذلك‬
‫أن يتصرفوا ف نفسهم وحصرهم السلمون من الهة الخرى حت اضطروهم إل أضيق الماكن فعند ذلك أثابوا إل الصالة بل معاوضة فجاء مقدموهم إليه وعنده أخواه العظم عيسى‬
‫وموسى الشرف وكانا قائمي بي يديه وكان يوما مشهودا فوقع الصلح على ما أراد الكامل ممد بيض ال وجهه وملوك الفرنج والعساكر كلها واقفة بي يديه وكان يوما مشهودا فوقع‬
‫الصلح على ما أراد الكامل ممد بيض ال وجهه وملوك الفرنج والعساكر كلها واقفة بي يديه ومد ساطا عظيما فاجتمع عليه الؤمن والكافر والب والفاجر وقام راجح اللى الشاعر فأنشد‬
‫‪ ...‬هنيئا فإن السعد راح ملدا ‪ ...‬وقد انز الرحن بالنصر موعدا ‪ ...‬حبانا آله اللق فتحا بدا لنا ‪ ...‬مبينا وإنعاما وعزا مؤبدا ‪ ...‬تلل وجه الدهر بعد قطوبه ‪ ...‬وأصبح وجه الشرك بالظلم‬
‫أسودا ‪ ...‬ولا طغى البحر الضم بأهله الط ‪ ...‬غاة وأضحى بالراكب مزبدا ‪ ...‬أقام لذا الدين من سل عزمه ‪ ...‬صقيل كما سل السام مردا ‪ ...‬فلم ينج إل كل شلو مدل ‪ ...‬ثوى منهم‬
‫‪ ...‬أو من تراه مقيدا ‪ ...‬ونادى لسان الكون ف الرض رافعا ‪ ...‬عقيته ف الافقي ومنشدا ‪ ...‬أعباد عيسى إن عيسى وحزبه ‪ ...‬وموسى جيعا يدمون ممدا‬
‫قال ابو شامة وبلغن انه أشار عند ذلك إل العظم عيسى والشرف موسى والكامل ممد قال وهذا من أحسن شيء اتفق وكان ذلك يوم الربعاء التاسع عشر رجب من هذه السنة‬
‫وتراجعت الفرنج إل عكا وغيها ورجع العظم إل الشام واصطلح الشرف والكامل على أخيهما العظم وفيها ول اللك العظم قضاء دمشق كمال الدين الصري الذي كان وكيل بيت الال‬
‫با وكان فاضل بارعا يلس ف كل يوم جعة قبل الصلة بالعادلية بعد فراغها لثبات الحاضر ويضر عنده ف الدرسة جيع الشهود من كل الراكز حت يتيسر على الناس إثبات كتبهم ف‬
‫الساعة الواحدة جزاه ال خيا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪96‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫ياقوت الكاتب الوصلي رحه ال‬
‫أمي الدين الشهور بطريقة ابن البواب قال ابن الثي ل يكن ف زمانه من يقاربه وكانت لديه فضائل جة والناس متفقون على الثناء عليه وكان نعم الرجل وقد قال فيه نيب الدين الواسطي‬
‫قصيدة يدحه با ‪ ...‬جامع شارد العلوم ولول ‪ ...‬ه لكانت أم الفضائل ثكلى ‪ ...‬ذويراع تاف ريقته الس ‪ ...‬د وتعنو له الكتائب ذل ‪ ...‬وإذا افتر ثغره عن بياض ‪ ...‬ف سواد فالسمر‬
‫والبيض خجل ‪ ...‬أنت بدر والكاتب ابن هلل ‪ ...‬كأبيه ل فخر فيمن تول ‪ ...‬إن يكن اول فإنك بالتفض ‪ ...‬يل أول فقد سبقت وصلى ‪ ...‬جلل الدين السن‬
‫من أولد السن بن الصباح مقدم الساعيلية وكان قد أظهر ف قومه شعائر السلم وحفظ الدود والحرمات والقيام فيها بالزواجر الشرعية‬
‫الشيخ الصال‬
‫شهاب الدين ممد بن خلف بن راجح القدسي النبلي الزاهد العابد الناسك كان يقرا على الناس يوم المعة الديث النبوي وهو جالس على أسفل منب الطابة بالامع الظفري وقد سع‬
‫الديث الكثي ورحل وحفظ مقامات الريري ف خسي ليلة وكانت له فنون كثية وكان ظريفا مطبوعا رحه ال‬
‫والطيب موفق الدين‬
‫أبو عبد ال عمر بن يوسف بن يي بن عمر بن كامل القدسي خطيب بيت البار وقد تاب ف دمشق عن الطيب جال الدين الدولعي حي سار ف الرسلية إل خوارزم شاه حت عاد‬
‫الحدث تقي الدين أبو طاهر‬
‫إساعيل بن عبد ال بن عبد الحسن بن الناطي قرأ الديث ورحل وكتبه وكان حسن الط متقنا ف علوم الديث حافظا له وكان الشيخ تقي الدين ابن الصلح يثن عليه ويدحه وكانت له‬
‫كتب بالبيت الغرب من الكلسة الذي كان للملك الحسن بن صلح الدين ث أخذ من ابن الناطي وسلم إل الشيخ عبد الصمد الدكائي واستمر بيد أصحابه بعد ذلك وكانت وفاته‬
‫بدمشق ودفن بقابر الصوفية وصلى عليه بالامع الشيخ موفق الدين وبباب النصر الشيخ فخر الدين بن عساكر وبالقبة قاضي القضاة جال الدين الصري رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪97‬‬

‫أبو الغيث شعيب بن أب طاهر بن كليب‬


‫ابن مقبل الضرير الفقيه الشافعي أقام ببغداد إل أن توف وكانت لديه فضائل وله رسائل ومن شعره قوله ‪ ...‬إذا كنتم للناس أهل سياسة ‪ ...‬فسوسوا كرام الناس بالود والبذل ‪ ...‬وسوسوا‬
‫لئام الناس بالذل يصلحوا ‪ ...‬عليه فإن الذل أصلح للنذل ‪ ...‬أبو العز شرف بن علي ابن أب جعفر بن كامل الالصي القري الضرير الفقيه الشافعي تفقه بالنظامية وسع الديث ورواه‬
‫وأنشد عن السن بن عمرو اللب ‪ ...‬تثلتم ل والديار بعيدة ‪ ...‬فخيل ل أن الفؤاد لكم معن ‪ ...‬وناجاكم قلب على البعد بيننا ‪ ...‬فأوحشتم لفظا وآنستم معن ‪ ...‬أبو سليمان داوود بن‬
‫إبراهيم‬
‫ابن مندار اليلي أحد العيدين بالدرسة النظامية وما أنشده ‪ ...‬أيا جامعا أمسك عنانك مقصرا ‪ ...‬فإن مطايا الدهر تكبو وتقصر ‪ ...‬ستقرع سنا أو تعض ندامة ‪ ...‬إذا خان الزمان واقصر‬
‫‪ ... ...‬ويلقاك رشد بعد غيك واعظ ‪ ...‬ولكنه يلقاك والمر مدبر‬
‫أبو الظفر عبد الودود بن ممود بن البارك‬
‫‪...‬‬
‫ابن علي بن البارك بن السن الواسطي الصل البغدادي الدار والولد كمال الدين العروف والده بالجيد تفقه على أبيه وقرأ عليه علم الكلم ودرس بدرسته عند باب الزج ووكله الليفة‬
‫الناصر واشتهر بالديانة والمانة وباشر مناصب كبارا وحج مرارا عديدة وكان متواضعا حسن الخلق وكان يقول ‪ ...‬وما تركت ست وستون حجة ‪ ...‬لنا حجة أن نركب اللهو مركبا ‪...‬‬
‫وكان ينشده ‪ ...‬العلم يأت كل ذي خف ‪ ...‬ض ويأب على كل آب ‪ ...‬كالاء ينل ف الوها ‪ ...‬دوليس يصعد ف الرواب ‪ ...‬ث دخلت سنة تسع عشرة وستمائة‬
‫فيها نقل تابوت العادل من القلعة إل تربته العادلية الكبية فصلى عليه أول تت النسر بالامع الموي ث جاؤا به إل التربة الذكورة فدفن فيها ول تكن الدرسة كملت بعد وقد تكامل بناؤها‬
‫ف هذه السنة أيضا وذكر الدرس با القاضي جال الدين الصري وحضر عنده السلطان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪98‬‬

‫العظم فجلس ف الصدر وعن شاله القاضي وعن يينه صدر الدين الصيي شيخ النفية وكان ف الجلس الشيخ تقي الدين بن الصلح إمام السلطان والشيخ سيف الدين المدي إل جانب‬
‫الدرس وإل جانبه شس الدين بن سناء الدولة ويليه النجم خليل قاضي العسكر وتت الصيي شس الدين بن الشيازي وتته ميي الدين التركي وفيه خلق من العيان والكابر وفيهم‬
‫فخر الدين بن عساكر وفيها أرسل اللك العظم الصدر الكشهن متسب دمشق إل جلل الدين بن خوارزم شاه يستعينه على أخويه الكامل والشرف اللذين قد تال عليه فأجابه إل ذلك‬
‫بالسمع والطاعة ولا عاد الصدر الذكور أضاف إليه مشيخة الشيوخ وحج ف هذه السنة اللك مسعود بن أقسيس بن الكامل صاحب اليمن فبدت منه أفعال ناقصة بالرم من سكر ورشق‬
‫حام السجد بالبندق من أعل قبة زمزم وكان إذا نام ف دار المارة يضرب الطائفون بالسعى بأطراف السيوف لئل يشوشوا عليه وهو نوم سكر قبحه ال ولكن كان مع هذا كله مهيبا مترما‬
‫والبلد به آمنة مطمئنة وقد كاد يرفع سنجق أبيه يوم عرفة على سنجق الليفة فيجرى بسبب ذلك فتنة عظيمة وما مكن من طلوعه وصعوده إل البل إل ف آخر النهار بعد جهد جهيد‬
‫وفيها كان بالشام جراد كثيا أكل الزرع والثمار والشجار وفيها وقعت حروب كثية بي القبجاق والكرج وقتال كثي بسبب ضيق بلد القبجاق عليهم وفيها ول قضاء القضاة ببغداد أبو‬
‫عبد ال ممد بن فلن ولبس اللعة ف باب دار الوزارة مؤيد الدين ممد بن ممد القيمق بضرة العيان والكباء وقرئ تقليده بضرتم وساقه ابن الساعي بروفه ومن توف فيها من العيان‬
‫عبد القادر بن داود‬
‫أبو ممد الواسطي الفقيه الشافعي اللقب بالحب استقل بالنظامية دهرا واشتغل با وكان فاضل دينا صالا وما أنشده من الشعر ‪ ...‬الفرقدان كلها شهدا له ‪ ...‬والبدر ليلة ته بسهاده ‪...‬‬
‫دنف إذا اعتبق الظلم تضرمت ‪ ...‬نار الوى ف صدره وفؤاده ‪ ...‬فجرت مدامع جفنه ف خده ‪ ...‬مثل السيل يسيل من أطواره ‪ ...‬شوقا إل مضنيه ل أر هكذا ‪ ...‬مشتاق مضن جسمه‬
‫ببعاده ‪ ...‬ليت الذي اضناه سحرجفونه ‪ ...‬قبل المات يكون من عواده ‪ ...‬أبو طالب يي بن علي‬
‫اليعقوب الفقيه الشافعي أحد العيدين ببغداد كان شيخا مليح الشيبة جيل الوجه كان بلى بعض الوقاف وما أنشده لبعض الفضلء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪99‬‬

‫‪ ...‬لمل تامة وجبال أحد ‪ ...‬وماء البحر ينقل بالزبيل ‪ ...‬ونقل الصخر فوق الظهر عريا ‪ ...‬لهون من مالسة الثقيل‬
‫ولبعضهم أيضا وهوما أنشده الذكور ‪ ...‬وإذا مضى للمرء من أعوامه ‪ ...‬خسون وهو إل التقى ل ينح ‪ ...‬عكفت عليه الخزيات فقولا ‪ ...‬حالفتنا فأقم كذا ل تبح ‪ ...‬وغذا رأى‬
‫‪ ...‬الشيطان غرة وجهه ‪ ...‬حيا وقال فديت من ل يفلح‬
‫اتفق أنه طولب بشيء من الال فلم يقدر عليه فاستعمل شيئا من الفيون الصري فمات من يومه ودفن بالوردية وفيها توف‬
‫قطب الدين العادل‬
‫بالفيوم ونقل إل القاهرة وفيها توف إمام النابلة بكة‬
‫الشيخ نصر بن أب الفرج‬
‫العروف بابن الصري جاور بكة مدة ل يسافر ث ساقته النية إل اليمن فمات با ف هذه السنة وقد سع الديث من جاعة من الشايخ‬
‫وفيها ف ربيع الول توف بدمشق الشهاب عبد الكري بن نم النيلي أخو البهاء والناصح وكان فقيها مناظرا بصيا بالحاكمات وهو الذي أخرج مسجد الوزير من يد الشيخ علم الدين‬
‫السخاوي رحه ال تعال بنه ؟ ؟ وكرمه‬
‫ث دخلت سنة عشرين وستمائة‬
‫فيها عاد الشرف موسى بن العادل من عند أخيه الكامل صاحب مصر فتلقاه أخوه العظم وقد فهم أنما تال عليه فبات ليلة بدمشق وسار من آخر الليل ول يشعر أخوه بذلك فسار إل‬
‫بلده فوجد أخاه الشهاب غازي الذي استنابه على خلط وميافارقي وقد قووا رأسه وكاتبه العظم صاحب إربل وحسنوا له مالفة الشرف فكتب إليه الشرف ينهاه عن ذلك فلم يقبل‬
‫فجمع له العساكر ليقاتله وفيها سار أقسيس اللك مسعود صاحب اليمن ابن الكامل من اليمن إل مكة شرفها ال تعال فقاتله ابن قتادة ببطن مكة بي الصفا والروة فهزمه اقسيس وشرده‬
‫واستقل بلك مكة مع اليمن وجرت أمور فظيعة وتشرد حسن بن قتادة قاتل أبيه وعمه وأخيه ف تلك الشعاب والودية ومن توف فيها من العيان الشيخ المام‬
‫موفق الدين عبد ال بن أحد‬
‫ابن ممد بن قدامة بن مقدام بن نصر شيخ السلم مصنف الغن ف الذهب أبو ممد القدسي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪100‬‬

‫إمام عال بارع ل يكن ف عصره بل ول قبل دهره بدة أفقه منه ولد بماعيل ف شعبان سنة إحدى وأربعي وخسمائة وقدم مع أهله إل دمشق ف سنة إحدى وخسي وقرأ القرآن وسع‬
‫الديث الكثي ورحل مرتي إل العراق إحداها ف سنة إحدى وستي مع ابن عمه الافظ عبدالغن والخرى سنة سبع وستي وحج ف سنة ثلث وسبعي وتفقه ببغداد على مذهب المام‬
‫أحد وبرع وأفت وناظر وتبحر ف فنون كثية مع زهد وعبادة وورع وتواضع وحسن أخلق وجود وحياء وحسن ست ونور وباء وكثرة تلوة وصلة وصيام وقيام وطريقة حسنة واتباع‬
‫للسلف الصال وكانت له أحوال ومكاشفات وقد قال الشافعي رحه ال تعال إن ل تكن العلماء العاقلون أولياء ال فل أعلم ل وليا وكان يؤم الناس للصلة ف مراب النابلة هو والشيخ‬
‫العماد فلما توف العماد استقل هو بالوظيفة فإن غاب صلى عنه أبو سليمان ابن الافظ عبد الرحن بن الافظ عبد الغن وكان يتنفل بي العشاءين بالقرب من مرابه فإذا صلى العشاء‬
‫انصرف إل منله بدرب الدولعي بالرصيف وأخذ معه من الفقراء من تيسر يأكلون معه من طعامه وكان منله الصلي بقاسيون فينصرف بعض الليال بعدا لعشاء إل البل فاتفق ف بعض‬
‫الليال أن خطف رجل عمامته وكان فيها كاغد فيه رمل فقال له الشيخ خذ الكاغد والق العمامة فظن الرجل أن ذلك نفقة فأخذه وألقى العمامة وهذا يدل على ذكاء مفرط واستخصار‬
‫حسن ف الساعة الراهنة حت خلص عمامته من يده بتلطف وله مصنفات عديدة مشهورة منها الغن ف شرح متصر الرقي ف عشرة ملدات والشاف ف ملدين والقنع للحفظ والروضة ف‬
‫اصول الفقه وغي ذلك من التصانيف الفيدة وكانت وفاته ف يوم عيد الفطر ف هذه السنة وقد بلغ الثماني وكان يوم سبت وحضر جنازته خلق كثي ودفن بتربته الشهورة ورؤيت له‬
‫منامات صالة رحه ال تعال وكان له أولد ذكور وإناث فلما كان حيا ماتوا ف حياته ول يعقب منهم سوى ابنه عيسى ولدين ث ماتا وانقطع نسله قال أبو الظفر سبط ابن الوزي نقلت من‬
‫‪ ...‬خط الشيخ موفق رحه ال تعال ‪ ...‬ل تلسن بباب من ‪ ...‬يأب عليك وصول داره ‪ ...‬وتقول حاجات إل ‪ ...‬ه يعوقها إن ل أداره ‪ ...‬واتركه واقصد ربا ‪ ...‬تقضى ورب الدار كاره‬
‫وما انشده الشيخ موفق الدين لنفسه رحه ال تعال ورضى عنه قوله ‪ ...‬أبعد بياض الشعر أعمر مسكنا ‪ ...‬سوى القب إن إن فعلت لحق ‪ ...‬يبن شيب بأن ميت ‪ ...‬وشيكا فينعان إل‬
‫ويصدق ‪ ...‬يرق عمري كل يوم وليلة ‪ ...‬فهل مستطاع وقع ما يتخرق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪101‬‬


‫كأن بسمي فوق نعشي مددا ‪ ...‬فمن ساكت أو معول يترحق ‪ ...‬إذا سئلوا عن أجابوا وعولوا ‪ ...‬وأدمعهم تنهل هذا الوفق ‪ ...‬وغيبت ف صدع من الرض ضيق ‪ ...‬وأودعت لدا فوقه‬
‫الصخر مطبق ‪ ...‬ويثو على الترب أوثق صاحب ‪ ...‬ويسلمن للقب من هو مشفق ‪ ...‬فيا رب كن ل مؤنسا يوم وحشت ‪ ...‬فإن با أنزلته لصدق ‪ ...‬وما ضرن أن إل ال صائر ‪ ...‬ومن‬
‫‪ ...‬هو من أهلي أبر وأرفق‬
‫فخر الدين ابن عساكر‬
‫عبد الرحن بن السن بن هبة ال بن عساكر‬
‫أبو منصور الدمشقي شيخ الشافعية با وأمه اسها أساء بنت ممد بن السن بن طاهر القدسية العروف والدها بأب البكات ابن الران وهو الذي جدد مسجد القدم ف سنة سبع عشرة‬
‫وخسمائة وبه قبه وقبها ودفن هناك طائفة كبية من العلماء وهي أخت آمنة والدة القاضي ميي الدين ممد بن علي بن الزكي اشتغل الشيخ فخر الدين من صغره بالعلم الشريف على‬
‫شيخه قطب الدين مسعود النيسابوري فتزوج بابنته ودرس مكانه بالاروجية وبا كان يسكن ف إحدى القاعتي اللتي أنشأها وبا توف غرب اليوان ث تول تدريس الصلحية الناصرية‬
‫بالقدس الشريف ث وله العادل تدريس التقوية وكان عنده أعيان الفضلء ث تفرغ فلزم الجاورة ف الامع ف البيت الصغي إل جانب مراب الصحابة يلو فيه للعبادة والطالعة والفتاوى‬
‫وكانت تفد إليه من القطار وكان كثي الذكر حسن السمت وكان يلس تت النسر ف كل اثني وخيس مكان عمه ل ساع الديث بعد العصر فيقرا عليه دلئل النبوة وغيه وكان يضر‬
‫مشيخة دار الديث النورية ومشهد ابن عروة أول ما فتح وقد استدعاه اللك العادل بعد ما عزل قاضيه ابن الزكي فأجلسه إل جانبه وقت السماط وسأل منه أن يلي القضاء بدمشق فقال‬
‫حت أستخي ال تعال ث امتنع من ذلك فشق على السلطان امتناعه وهم أن يؤذيه فقيل له أحد ال الذي فيه مثل هذا ولا توف العادل وأعاد ابنه العظم المور أنكر عليه الشيخ فخر الدين‬
‫فبقي ف نفسه منه فانتزع منه تدريس التقوية ول يبق معه سوى الاروجية ودار الديث النورية ومشهد ابن عروة وكانت وفاته يوم الربعاء بعد العصر عاشر رجب من هذه السنة وله خس‬
‫وستون سنة وصلى عليه بالامع وكان يوما مشهودا وحلت جنازته إل مقابر الصوفية فدفن ف أولا قريبا من قب شيخه قطب الدين مسعود بن عروة‬
‫سيف الدين ممد بن عروة الوصلي‬
‫النسوب إليه مشهد ابن عروة بالامع الموي لنه أول من فتحه وقد كان مشحونا بالواصل الامعية وبن فيه البكة ووقف فيه على الديث درسا ووقف خزائن كتب فيه وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪102‬‬

‫مقيما بالقدس الشريف ولكنه كان من خواص أصحاب اللك العظم فانتقل إل دمشق حي خرب سور بيت القدس إل أن توف با وقبه عند قباب أتابك طغتكي قبلي الصلى رحه ال‬
‫الشيخ أبو السن الروزباري‬
‫دفن بالكان النسوب إليه عند باب الفراديس‬
‫الشيخ عبد الرحن اليمن‬
‫كان مقيما بالنارة الشرقية كان صالا زاهدا ورعا وفيه مكارم أخلق ودفن بقابر الصوفية‬
‫الرئيس عز الدين الظفر بن أسعد‬
‫ابن حزة التميمي ابن القلنسي احد رؤساء دمشق وكبائها وجده أبو يعلى حزة له تاريخ ذيل به على ابن عساكر وقد سع عز الدين هذا الديث من الافظ أب القاسم ابن عساكر وغيه‬
‫ولزم مالسة الكندي وانتقع به‬
‫المي الكبي أحد حجاب الليفة‬
‫ممد بن سليمان بن قتلمش بن تركانشاه بن منصور السمرقندي وكان من أولد المراء وول حاجب الجاب بالديوان العزيز الليفت وكان يكتب جيدا وله معرفة حسنة بعلوم كثية منها‬
‫الدب وعلوم الرياضة وعمر دهرا وله حظ من نظم الشعر السن ومن شعره قوله ‪ ...‬سئمت تكاليف هذي الياة ‪ ...‬وكذا الصباح با والساء ‪ ...‬وقد كنت كالطفل ف عقله ‪ ...‬قليل‬
‫الصواب كثي الراء ‪ ...‬أنام إذا كنت ف ملس ‪ ...‬وأسهر عند دخول الغناء ‪ ...‬وقصر خطوى قيد الشيب ‪ ...‬وطال على ما عنان عناء ‪ ...‬وغودرت كالفرخ ف عشه ‪ ...‬وخلفت حلمي‬
‫‪ ...‬وراء وراء ‪ ...‬وما جر ذلك غي البقاء ‪ ...‬فكيف بدا سوء فعل البقاء‬
‫وله أيضا وهو من شعره السن رحه ال‬
‫‪ ...‬إلي يا كثي العفو عفوا ‪ ...‬لا أسلفت ف زمن الشباب ‪ ...‬فقد سودت ف الثام وجها ‪ ...‬ذليل خاضعا لك ف التراب ‪ ...‬فبيضه بسن العفو عن ‪ ...‬وسامن وخفف من عذاب ‪...‬‬
‫ولا توف صلى عليه بالنظامية ودفن بالشونيزية ورآه بعضهم ف النام فقال ما فعل بك ربك فقال ‪ ...‬تاشيت اللقاء لسوء فعلي ‪ ...‬وخوفا ف العاد من الندامة ‪ ...‬فلما أن قدمت على إلي‬
‫‪ ...‬وحاقق ف الساب على قلمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪103‬‬

‫‪ ...‬وكان العدل أن أصلي جحيما ‪ ...‬تعطف بالكارم والكرامة ‪ ...‬ونادان لسان العفو منه ‪ ...‬ال يا عبد يهنيك السلمة‬
‫أبو علي السن بن اب الحاسن‬
‫زهرة بن علي بن زهرة العلوي السين اللب نقيب الشراف با كان لديه فضل وأدب وعلم باخبار الناس والتواريخ والسي والديث ضابطا حافظا للقرآن الجيد وله شعر جيد فمنه قوله‬
‫‪ ...‬لقد رأيت العشوق وهو من ال ‪ ...‬هجر تنبو النواظر عنه ‪ ...‬أثر الدهر فيه آثار سوء ‪ ...‬وأدالت يد الوادث منه ‪ ...‬عاد مستذل ومستبدل ‪ ...‬عزا بذل كأن ل يصنه ‪ ...‬أبو علي يي‬
‫بن البارك‬
‫ابن اللجلي من أبناء التجار سع الديث وكان جيل اليئة يسكن بدار اللفة وكان عنده علم وله شعر حسن فمنه قوله ‪ ...‬خي إخوانك الشارك ف المر ‪ ...‬وأين الشريك ف الر أينا ‪...‬‬
‫الذي إن شهدت سرك ف القو ‪ ...‬م وإن غبت كان اذنا وعينا ‪ ...‬مثل العقيق إن مسه النا ‪ ...‬ر رجله اللء فازداد زينا ‪ ...‬وأخو السوء إن يغب عنك يش ‪ ...‬نئك وإن يتضر يكن ذاك‬
‫شينا ‪ ...‬جيبه غي ناصح ومناه أن ‪ ...‬يصب الليل إفكا ومينا ‪ ...‬فاخش منه ول تلهف عليه ‪ ...‬إن غرما له كنقدك دينا ‪ ...‬ث دخلت سنة إحدى وعشرين وستمائة‬
‫فيها وصلت سرية من جهة جنكزخان غي الولتي إل الري وكانت قد عمرت قليل فقتلوا أهلها أيضا ث ساروا إل ساوة ث إل قم وقاسان ول تكونا طرقتا إل هذه الرة ففعلوا با مثل ما‬
‫تقدم من القتل والسب ث ساروا إل هذان فقتلوا أيضا وسبوا ث ساروا إل خلف الوارزمية إل أذربيجان فكسروهم وقتلوا منهم خلقا كثيا فهربوا منهم إل تبيز فلحقوهم وكتبوا إل ابن‬
‫البهلوان إن كنت مصالا لنا فابعث لنا بالوارزمية وإل فأنت مثلهم فقتل منهم خلقا وأرسل برؤسهم إليهم مع تف وهدايا كثية هذا كله وإنا كانت هذه السرية ثلثة آلف والوارمية‬
‫وأصحاب البلهوان اضعاف أضعافهم ولكن ال تعال القى عليهم الذلن والفشل فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وفيها ملك غياث الدين بن خوارزم شاه بلد فارس مع ما ف يده من ملكة أصفهان وهذان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪104‬‬

‫وفيها استعاد اللك الشرف مدينة خلط من أخيه شهاب الدين غازي وكان قد جعلها إليه مع جيع بلد ارمينية وميا فارقي وجاي وجبل حور وجعله ول عهده من بعده فلما عصى عليه‬
‫وتشغب دماغه با كتب إليه العظم من تسينه له مالفته فركب إليه وحاصره بلط فسلمت إليه وامتنع أخوه ف القلعة فلما كان الليل نزل إل أخيه معتذرا فقبل عذره ول يعاقبه بل أقره‬
‫على ميافارقي وحدها وكان صاحب إربل والعظم متفقي مع الشهاب غازي على الشرف فكتب الكامل إل العظم يتهدده لئن ساعد على الشرف ليأخذنه وبلده وكان بدر الدين لؤلؤ‬
‫صاحب الوصل مع الشرف فركب إليه صاحب إربل فحاصره بسبب قلة جنده لنه أرسلهم إل الشرف حي نازل خلط فلما انفصلت المور على ما ذكرنا ندم صاحب إربل والعظم‬
‫بدمشق أيضا‬
‫وفيها أرسل العظم ولده الناصر داود إل صاحب إربل يقويه على مالفة الشرف وأرسل صوفيا من الشميساطية يقال له اللق إل جلل الدين بن خوارزم شاه وكان قد أخذ أذربيجان ف‬
‫هذه السنة وقوى جأشه يتفق معه على أخيه الشرف فوعده النصر والرفادة وفيها قدم اللك مسعود أقسيس ملك اليمن على أبيه الكامل بالديار الصرية ومعه شيء كثي من الدايا والتحف‬
‫من ذلك مائتا خادم وثلثة أفيلة هائلة وأحال عود وند ومسك وعنب وخرج أبوه الكامل لتلقيه ومن نية أقسيس أن ينع الشام من يد عمه العظم وفيها كمل عمارة دار الديث الكاملية‬
‫بصر وول مشيختها الافظ أبو الطاب ابن دحية الكلب وكان مكثارا كثي الفنون وعنده فوائد وعجائب رحه ال ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن ممد‬
‫ابن علي القادسي الضرير النبلي والد صاحب الذيل على تاريخ ابن الوزي وكان القادسي هذا يلزم حضور ملس الشيخ اب الفرج ابن الوزي ويزهره لا يسمعه من الغرائب ويقول وال‬
‫إن ذا مليح فاستقرض منه الشيخ مرة عشرة دناني فلم يعطه وصار يضر ول يتكلم فقال الشيخ مرة هذا القادسي ل يقرضنا شيئا ول يقول وال إن ذا مليح رحهم ال تعال وقد طلب‬
‫القادسي مرة إل دار الستضيء ليصلي بالليفة التراويح فقيل له والليفة يسمع ما مذهبك فقال حنبلي فقال له ل تصل بدار اللفة وأنت حنبلي فقال أنا حنبلي ول أصلي بكم فقال الليفة‬
‫اتركوه ل يصلي بنا إل هو‬
‫أبو الكرم الظفر بن البارك‬
‫ابن أحد بن ممد البغدادي النفي شيخ مشهد أب حنيفة وغيه ول السبة بالانب الغرب من بغداد وكان فاضل دينا شاعرا ومن شعره‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪105‬‬

‫فصن بميل الصب نفسك واعتنم ‪ ...‬شريف الزايا ل يفنك ثوابا ‪ ...‬وعش سالا والقول فيك مهذب ‪ ...‬كريا وقد هانت عليك صعابا ‪ ...‬وتندرج اليام والكل ذاهب ‪ ...‬قليل ويقن‬
‫عذبا وعذابا ‪ ...‬وما الدهر إل مر يوم وليلة ‪ ...‬وما العمر إل طيها وذهابا ‪ ...‬وما الزم إل ف إخاء عزية ‪ ...‬وفيك العال صفوها ولبابا ‪ ...‬ودع عنك أحلم المان فإنه ‪ ...‬سيسفر يوما‬
‫غيها وصوابا ‪ ...‬ممد بن أب الفرج بن بركة‬
‫الشيخ فخر الدين أبو العال الوصلي قدم بغداد واشتغل بالنظامية وأعاد با وكانت له معرفة بالقراءات وصنف كتابا ف مارج الروف وأسند الديث وله شعر لطيف‬
‫أبو بكر بن حلبة الوازين البغدادي‬
‫كان فردا ف علم الندسة وصناعة الوازين يترع أشياء عجيبة من ذلك أنه ثقب حبة خشخاش سبعة ثقوب وجعل ف كل ثقب شعرة وكان له حظوة عند الدولة‬
‫أحد بن جعفر بن احد‬
‫ابن ممد أبو العباس الدبيب البيع الواسطي شيخ أديب فاضل له نظم ونثر عارف بالخبار والسي وعنده كتب جيدة كثية وله شرح قصيدة لب العلء العري ف ثلث ملدات وقد أورد له‬
‫ابن الساعي شعرا حسنا فصيحا حلوا لذيذا ف السمع لطيفا ف القلب‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وعشرين وستمائة‬
‫فيها عاثت الوارزمية حي قدموا مع جلل الدين بن خوارزم شاه من بلد غزنة مقهورين من التتار إل بلد خوزستان ونواحي العراق فأفسدوا فيه وحاصروا مدنه ونبوا قراه وفيها استحوذ‬
‫جلل الدين بن خوارزم شاه على بلد أذربيجان وكثيا من بلدا لكرج وكسر الكرج وهم ف سبعي ألف مقاتل فقتل منهم عشرين ألفا من القاتلة واستفحل امره جدا وعظم شأنه وفتح‬
‫تفليس فقتل منها ثلثي ألفا وزعم أبو شامه أنه قتل من الكرج سبعي ألفا ف العركة وقتل من تفليس تام الائة ألف وقد اشتغل بذه الغزوة عن قصد بغداد وذلك أنه لا حاصر دقوقا سبه‬
‫أهلها ففتحها قسرا وقتل من أهلها خلقا كثيا وخرب سورها وعزم على قصد الليفة ببغداد لنه فيم زعم عمل على أبيه حت هلك واستولت التتر على البلد وكتب إل العظم بن العادل‬
‫يستدعيه لقتال الليفة ويرضه على ذلك فامتنع العظم من ذلك ولا علم الليفة بقصد جلل الدين بن خوارزم شاه بغداد انزعج لذلك وحصن بغداد واستخدم اليوش والجناد أنفق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪106‬‬

‫ف الناس ألف ألف دينار وكان جلل الدين قد بعث جيشا إل الكرج فكتبوا إليه أن أدركنا قبل أن نلك عن آخرنا وبغداد ما تفوت فسار إليهم وكان من أمره ما ذكرنا‬
‫وفيها كان غلء شديد بالعراق والشام بسبب قلة المطار وإنتشار الراد ث أعقب ذلك فناء كثي بالعراق والشام أيضا فمات بسببه خلق كثي ف البلدان فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وفاة الليفة الناصر لدين ال وخلفة ابنه الظاهر‬
‫لا كان يوم الحد آخر يوم من شهر رمضان العظم من هذه السنة توف الليفة الناصر لدين ال أبو العباس أحد بن الستضيء بامر ال أب الظفر يوسف بن القتفي لمر ال أب عبد ال ممد‬
‫بن الستظهر بال أب عبد ال أحد بن القتدي بأمر ال أب القاسم عبد ال بن الذخية ممد بن القائم بأمر ال أب جعفر عبدا ل بن القادر بال أب العباس أحد بن الوفق أب أحد بن ممد‬
‫التوكل أب جعفر عبد ال بن القادر بال أب العباس أحد بن إسحاق بن القتدر بال أب الفضل جعفر بن العتضد بال أب العباس أحد بن الوفق أب أحد بن ممد التوكل على ال جعفر بن‬
‫العتصم بال أب إسحاق ممد بن هارون الرشيد بن الهدي ممد بن عبد ال أب جعفر النصور بن ممد بن علي ابن عبد ال بن العباس بن عبد الطلب الاشي العباسي أمي الؤمني ولد ببغداد‬
‫سنة ثلث وخسي وخسمائة وبويع له باللفة بعد موت أبيه سنة خس وسبعي وخسمائة وتوف ف هذه السنة وله من العمر تسع وستون سنة وشهران وعشرون يوما وكانت مدة خلفته‬
‫سبعا وأربعي سنة إل شهرا ول يقم أحد من اللفاء العباسيي قبله ف اللفة هذه الدة الطويلة ول تطل مدة أحد من اللفاء مطلقا أكثر من الستنصر العبيدي أقام بصر حاكما ستي سنة وقد‬
‫انتظم ف نسبة أربعة عشر خليفة وول عهد على ما رأيت وبقية اللفاء العباسيي كلهم من أعمامه وبن عمه وكان مرضه قد طال به وجهوره من عسار البول مع أنه كان يلب له الاء من‬
‫مراحل عن بغداد ليكون أصفى وشق ذكره مرات بسبب ذلك ول يغن عنه هذا الذر شيئا وكان الذي ول غسله ميي الدين ابن الشيخ اب الفرج ابن الوزي وصلى عليه ودفن ف دار‬
‫اللفة ث نقل إل الترب من الرصافة ف ثان ذي الجة من هذه السنة وكان يوما مشهودا قال ابن الساعي أما سيته فقد تقدمت ف الوادث وأما ابن الثي ف كامله فإنه قال وبقي الناصر‬
‫لدين ال ثلث سني عاطل من الركة بالكلية وقد ذهبت إحدى عينيه والخرى يبصر با إبصارا ضعيفا وآخر المر أصابه دوسنطارية عشرين يوما ومات وزر له عدة وزراء وقد تقدم‬
‫ذكرهم ول يطلق ف أيام مرضه ما كان أحدثه من الرسوم الائرة وكان قبيح السية ف رعينه ظالا لم فخرب ف أيامه العراق وتفرق أهله ف البلد وأخذ أموالم وأملكهم وكان يفعل الشيء‬
‫وضده فمن ذلك أنه عمل دورا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪107‬‬

‫للفطار ف رمضان ودورا لضيافة الجاج ث أبطل ذلك وكان قد أسقط مكوسا ث أعادها وجعل جل هه ف رمي البندق والطيور الناسيب وسراويلت الفتوة قال ابن الثي وإن كان ما‬
‫ينسبه العجم إليه صحيحا من أنه هو الذي اطمع التتار ف البلد وراسلهم فهو الطامة الكبى الت يصغر عندها كل ذنب عظيم قلت وقد ذكر عنه أشياء غريبة من ذلك انه كان يقول للرسل‬
‫الوافدين عليه فعلتم ف مكان كذا وكذا وفعلتم ف الوضع الفلن كذا حت ظن بعض الناس أو أكثرهم أنه كان يكاشف أو أن جنيا يأتيه بذلك وال أعلم‬
‫خلفة الظاهر بن الناصر‬
‫لا توف الليفة الناصر لدين ال كان قد عهد إل ابنه أب نصر ممد هذا ولقبه بالظاهر وخطب له على النابر ث عزله عن ذلك بأخيه علي فتوف ف حياة ابيه سنة ثنت عشرة فاحتاج إل إعادة‬
‫هذا لولية العهد فخطب له ثانيا فحي توف بويع باللفة وعمره يومئذ ثنتان وخسون سنة فلم يل اللفة من بن العباس أسن منه وكان عاقل وقورا دينا عادل مسنا رد مظال كثية وأسقط‬
‫مكوسا كان قد أحدثها أبوه وسار ف الناس سية حسنة حت قيل إنه ل يكن بعد عمر بن عبدالعزيز أعدل منه لو طالت مدته لكنه ل يل إل الول بل كانت مدته تسعة أشهر أسقط الراج‬
‫الاضي عن الراضي الت قد تعطلت ووضع عن أهل بلدة واحدة وهي يعقوبا سبعي ألف دينار كان ابوه قد زادها عليهم ف الراج وكانت صنجة الخزن تزيد على صنجة البلد نصف دينار‬
‫ف كل مائة إذا قبضوا وإذا أقبضوا دفعوا بصنجة البلد فكتب إل الديوان ويل للمطففي الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم او وزنوهم يسرون أل يظن أولئك أنم مبعوثون‬
‫ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالي فكتب إليه بعض الكتاب يقول يا أمي الؤمني إن تفاوت هذا عن العام الاضي خسة وثلثون ألفا فأرسل ينكر عليه ويقول هذا يترك وإن كان تفاوته‬
‫ثلثمائة ألف وخسي ألفا رحه ال وأمر للقاضي أن كل من ثبت له حق بطريق شرعي يوصل إليه بل مراجعة وأقام ف النظر على الموال الردة رجل صالا واستخلص على القضاء الشيخ‬
‫العلمة عماد الدين أبا صال نصر بن عبدا لرزاق بن الشيخ عبد القادر اليلي ف يوم الربعاء ثامن ذي الجة فكان من خيار السلمي ومن القضاة العادلي رحهم ال أجعي ولا عرض عليه‬
‫القضاء ل يقبله إل بشرط أن يورث ذوي الرحام فقال أعط كل ذي حق حقه واتق ال ول تتق سواه وكان من عادة ابيه أن يرفع إليه حراس الدروب ف كل صباح با كان عندهم ف الحال‬
‫من الجتماعات الصالة والطالة فلما ول الظاهر أمر بتبطيل ذلك كله وقال أي فائدة ف كشف أحوال الناس وهتك استارهم فقيل له إن ترك ذلك يفسد الرعية فقال نن ندعو ال لم ان‬
‫يصلحهم وأطلق من كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪108‬‬

‫ف السجون معتقل على الموال الديوانية ورد عليهم ما كان استخرج منهم قبل ذلك من الظال وأرسل إل القاضي بعشرة آلف دينار يوف با ديون من ف سجونه من الديني الذي ل‬
‫يدون وفاء وفرق ف العلماء بقية الائة ألف وقد لمه بعض الناس ف هذه التصرفات فقال إنا فتحت الدكان بعد العصر فذرون اعمل صالا وأفعل الي فكم مقدار ما بقيت أعيش ول تزل‬
‫هذه سيته حت توف ف العام الت كما سيأت ورخصت السعار ف ايامه وقد كانت قبل ذلك ف غاية الغلء حت انه فيما حكى ابن الثي أكلت الكلب والسناني ببلد الزيرة والوصل‬
‫فزال ذلك والمد ل وكان هذا الليفة الظاهر حسن الشكل مليح الوجه أبيض مشربا حلو الشمائل شديد القوى ومن توف فيها من العيان‬
‫أبو السن علي اللقب باللك الفضل‬
‫نور الدين ابن السلطان صلح الدين بن يوسف بن أيوب كان ول عهد أبيه وقد ملك دمشق بعده مدة سنتي ث أخذها منه عمه العادل ث كاد ان يلك الديار الصرية بعد أخيه العزيز‬
‫فأخذها منه عمه العادل أبو بكر ث اقتصر على ملك صرخد فأخذها منه أيضا عمه العادل ث آل به الال أن ملك سيساط وبا توف ف هذه السنة وكان فاضل شاعرا جيد الكتابة ونقل إل‬
‫مدينة حلب فدفن با بظاهرها وقد ذكر ابن خلكان انه كتب إل الليفة الناصر لدين ال يشكو إليه عمه أبا بكر واخاه عثمان وكان الناصر شيعيا مثله ‪ ...‬مولي إن ابا بكر وصاحبه ‪...‬‬
‫عثمان قد غصبا بالسيف حق علي ‪ ...‬وهو الذي كان قدوله والده ‪ ...‬عليهما باستقام المر حي ول ‪ ...‬فخالفاه وحل عقد بيعته ‪ ...‬والمر بينهما والنص فيه جلي ‪ ...‬فانظر إل حظ هذا‬
‫السم كيف لقى ‪ ...‬من الواخر ما لقى من الول ‪ ...‬المي سيف الدين علي‬
‫ابن المي علم الدين بن سليمان بن جندر كان من أكابر المراء بلب وله الصدقات الكثية ووقف با مدرستي إحداها على الشافعية والخرى على النفية وبن الانات والقناطر وغي‬
‫ذلك من سبل اليات والغزوات رحه ال‬
‫الشيخ علي الكردي‬
‫الوله القيم بظاهر باب الابية قال أبو شامة وقد اختلفوا فيه فبعض الدماشقة يزعم انه كان صاحب كرامات وأنكر ذلك آخرون وقالوا ما رآه أحد يصلي ول يصوم ول لبس مداسا بل كان‬
‫يدوس النجاسات ويدخل السجد على حاله وقال آخرون كان له تابع من الن يتحدث على لسانه حكى السبط عن امرأة قالت جاء خب بوت أمي باللذقية أنا ماتت وقال ل بعضهم إنا ل‬
‫تت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪109‬‬

‫قالت فممرت به وهو قاعد عند القابر فوقفت عنده فرفع رأسه وقال ل ماتت ماتت إيش تعملي فكان كما قال وحكى ل عبد ال صاحب قال صبحت يوما وما كان معي شيء فاجتزت به‬
‫فدفع إل نصف درهم وقال يكفي ‪ 2‬هذا للخبز والفت بدبس وقال مر يوما على الطيب جال الدين الدولعي فقال له يا شيخ علي أكلت اليوم كسيات يابسة وشربت عليها الاء فكفتن‬
‫فقال له الشيخ علي الكردي وما تطلب نفسك شيئا آخر غي هذا قال ل فقال يا مسلمي من يقنع بكسرة يابسة يبس نفسه ف هذه القصورة ول يقضي ما فرضه ال عليه من الج‬
‫الفخر ابن تيمية‬
‫ممد بن اب القاسم بن ممد الشيخ فخر الدين أبو عبد ال بن تيمية الران عالها وخطيبها وواعظها اشتغل على مذهب المام احد وبرع فيه وبرز وحصل وجع تفسيا حافل ف ملدات‬
‫كثية وله الطب الشهورة النسوبة إليه وهم عم الشيخ مدا لدين صاحب النتقى ف الحكام قال ابو الظفر سبط ابن الوزي سعته يوم جعة بعدالصلة وهو يعظ الناس ينشد ‪ ...‬أحبابنا قد‬
‫‪ ...‬ندرت مقلت ‪ ...‬ما تلتقي بالنوم او نلتقي ‪ ...‬رفقا بقلب مغرم واعطفوا ‪ ...‬على سقام السد الحرق ‪ ...‬كم تطلون بليال اللقا ‪ ...‬قد ذهب العمر ول نلتقي‬
‫وقد ذكرنا أنه قدم بغداد حاجا بعد وفاة شيخه أب الفرج ابن الوزي ووعظ با ف مكان وعظه‬
‫الوزير بن شكر‬
‫صفي الدين أبو ممد عبد ال بن علي بن عبدالالق بن شكر ولد بالديار الصرية بدمية بي مصر واسكندرية سنة أربعي وخسمائة ودفن بتربته عند مدرسته بصر وقد وزر للملك العادل‬
‫وعمل أشياء ف أيامه منها تبليط جامع دمشق وأحاط سور الصلى عليه وعمل الفوارة ومسجدها وعمارة جامع الزة وقد نكب وعزل سنة خس عشرة وستمائة وبقي معزول إل هذه السنة‬
‫فكانت فيها وفاته وقد كان مشكور السية ومنهم من يقول كان ظالا فال أعلم‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن الظفر‬
‫ابن إبراهيم بن علي العروف بابن البذي الواعظ البغدادي أخذ الفن عن شيخه أب الفرج ابن الوزي وسع الديث الكثي ومن شعره قوله ف الزهد ‪ ...‬ما هذه الدنيا بدار مسرة ‪ ...‬فتخوف‬
‫مكرا لا وخداعا ‪ ...‬بينا الفت فيها يسر بنفسه ‪ ...‬وباله يستمتع استمتاعا ‪ ...‬حت سقته من النية شربة ‪ ...‬وحته فيه بعد ذاك رضاعا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪110‬‬

‫فغدا با كسبت يداه رهينة ‪ ...‬ل يتسطيع لا عرته دفاعا ‪ ...‬لو كان ينطق قال من تت الثرى ‪ ...‬فليحسن العمل الفت ما استطاعا ‪ ...‬أبو السن علي بن السن‬
‫الرازي ث البغدادي الواعظ عنده فضائل وله شعر حسن فمنه قوله ف الزهد ‪ ...‬استعدي يا نفس للموت واسعى ‪ ...‬لنجارة فالازم الستعد ‪ ...‬قد تبينت أنه ليس للحي ‪ ...‬خلود ول من‬
‫الوت بد ‪ ...‬إنا أنت مستعية ماسو ‪ ...‬ف تردين والعواري ترد ‪ ...‬أنت تسهي والوادث ل ‪ ...‬تسهو وتلهي والنايا تدد ‪ ...‬ل ترجي البقاء ف معدن الو ‪ ...‬ت ول أرضا با لك ورد‬
‫‪ ...‬أي ملك ف الرض أم أي خط ‪ ...‬لمرئ حظه من الرض لد ‪ ...‬كيف يهوى امرؤ لذاذة أيا ‪ ...‬م عليه النفاس فيها تعد ‪ ...‬البها السنجاري‬
‫أبو السعادات أسعد بن ممد بن موسى الفقيه الشافعي الشاعر قال ابن خلكان كا فقيها وتكلم ف اللف إل انه غلب عليه الشعر فأجاد فيه واشتهر بنظمه وخدم به اللوك وأخذ منهم‬
‫الوائز وطاف البلد وله ديوان بالتربة الشرفية بدمشق ومن رقيق شعره ورائقه قوله ‪ ...‬وهواك ما خطر السلو بباله ‪ ...‬ولنت أعلم ف الغرام باله ‪ ...‬ومت وشى واش إليك بانه ‪ ...‬سال‬
‫‪ ...‬هواك فذاك من عذاله ‪ ...‬أوليس للكلف العن شاهد ‪ ...‬من حاله يغنيك عن تسآله ‪ ...‬جددت ثوب سقامه وهتكت ست ‪ ...‬رغرامه وصرمت حبل وصاله‬
‫‪ ...‬وهي قصيدة طويلة امتدح فيها القاضي كمال الدين الشهرزوري وله ‪ ...‬ل أيامي على رامة ‪ ...‬وطيب اوقات على حاجر ‪ ...‬تكاد للسرعة ف مرها ‪ ...‬أولا يعثر بالخر‬
‫وكانت وفاته ف هذه السنة عن تسعي سنة رحه ال بنه وفضله‬
‫عثمان بن عيسى‬
‫ابن درباس بن قسر بن جهم بن عبدوس الدبان الاران ضياء الدين أخو القاضي صدر الدين عبد اللك حاكم الديار الصرية ف الدولة الصلحية وضياء الدين هذا هو شارح الهذب إل‬
‫كتاب الشهادات ف نو من عشرين ملدا وشرح اللمع ف أصول الفقه والتنبيه للشيازي وكان بارعا عالا بالذهب رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪111‬‬

‫أبو ممد عبد ال بن احد بن الرسوي‬


‫البواريي ث البغدادي شيخ فاضل له رواية وما أنشده ‪ ...‬ضيق العذر ف الضراعة انا ‪ ...‬لو قنعنا بقسمنا لكفانا ‪ ...‬مالنا نعبد العباد إذا كان ‪ ...‬إل ال فقرنا وغنانا ‪ ...‬أبو الفضل عبد‬
‫الرحيم بن نصر ال‬
‫ابن علي بن منصور بن الكيال الواسطي من بيت الفقه والقضاء وكان أحد العدلي ببغداد ومن شعره ‪ ...‬فتبا لدنيا ل يدوم نعيمها ‪ ...‬تسر يسيا ث تبدي الساويا ‪ ...‬تريك رواء ف النقاب‬
‫‪ ...‬وزخرفا ‪ ...‬وتسفر عن شوهاء طحياء عاميا‬
‫ومن ذلك قوله‬
‫إن كنت بعدالطاعتي تاسحت ‪ ...‬بالفحص أجفان فما أجفان ‪ ...‬أو كنت من بعد الحبة ناظرا ‪ ...‬حسنا بإنسان فما أنسان ‪ ...‬الدهر مغفور له زلته ‪ ...‬إن عاد أوطان على أوطان ‪...‬‬
‫‪ ...‬أبو علي السن بن علي‬
‫ابن السن بن علي بن السن بن علي بن عمار بن فهر بن وقاح الياسري نسبة إل عمار بن ياسر شيخ بغدادي فاضل له مصنفات ف التفسي والفرائض وله خطب ورسائل وأشعار حسنة‬
‫وكان مقبول الشهادة عند الكام‬
‫أبو بكر ممد بن يوسف بن الطباخ‬
‫الواسطي البغدادي الصوف باشر بعض الوليات ببغداد وما أنشده ‪ ...‬ما وهب ال لمرئ هبة ‪ ...‬أحسن من عقله ومن أدبه ‪ ...‬نعما جال الفت فإن فقدا ‪ ...‬ففقده للحياة أجل به ‪ ...‬ابن‬
‫يونس شارح التنبيه‬
‫أبو الفضل أحد بن الشيخ كمال الدين أب الفتح موسى بن يونس بن ممد بن منعة بن مالك بن ممد بن سعد بن سعيد بن عاصم بن عابد بن كعب بن قيس بن إبراهيم الربلي الصل ث‬
‫الوصلي من بيت العلم والرياسة اشتغل على أبيه ف فنونه وعلومه فبع وتقدم وقد درس وشرح التنبيه واختصر إحياء علوم الدين لغزال مرتي صغيا وكبيا وكان يدرس منه قال ابن‬
‫خلكان وقد ول بأربل مدرسة اللك الظفر بعد موت والدي ف سنة عشر وستمائة وكتت أحضر عنده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪112‬‬

‫وأنا صغي ول أر أحدا يدرس مثله ث صار إل بلده سنة سبع عشرة ومات ف يوم الثني الرابع والعشرين من ربيع الخر من هذه السنة عن سبع وأربعي سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وستمائة‬
‫فيها التقى اللك جلل الدين بن خوارزم شاه الوارزمي مع الكرج فكسرهم كسرة عظيمة وصمد إل أكب معاقلتهم تفليس ففتحها عنوة وقتل من فيها من الكفرة وسب ذراريهم ول يتعرض‬
‫لحد من السلمي الذين كانوا با واستقر ملكه عليها وقد كان الكرج أخذوها من السلمي ف سنة خس عشرة وخسمائة وهي بأيديهم إل الن حت استنقذها منهم جلل الدين هذا فكان‬
‫فتحا عظيما ول النة وفيها سار إل خلط ليأخذها من نائب اللك الشرف فلم يتمكن من أخذها وقاتله أهلها قتال عظيما فرجع عنهم سبب اشتغاله بعصيان نائبه بدينة كرمان وخلفه له‬
‫فسار إليهم وتركهم وفيها اصطلح اللك الشرف مع أخيه العظم وسار إليه إل دمشق وكان العظم مالئا عليه مع جلل الدين وصاحب إربل وصاحب ماردين وصاحب الروم وكان مع‬
‫الشرف أخوه الكامل وصاحب الوصل بدر الدين لؤلؤ ث استمال أخاه العظم إل ناحيته يقوى جانبه وفيها كان قتال كبي بي إبراش إنطاكية وبي الرمن وجرت خطوب كثية بينهم وفيها‬
‫أوقع اللك جلل الدين بالتركمان اليوانية بأسا شديدا وكانوا يقطعون الطرق على السلمي‬
‫وفيها قدم ميي الدين يوسف بن الشيخ جال الدين بن الوزي من بغداد ف الرسلية إل اللك العظم بدمشق ومعه اللع والتشاريف لولد العادل من الليفة الظاهر بأمر ال ومضمون‬
‫الرسالة نيه عن موالة جلل الدين بن خوارزم شاه فإنه خارجي من عزمه قتال الليفة وأخذ بغداد منهم فاجابه إل ذلك وركب القاضي ميي الدين بن الوزي إل اللك الكامل بالديار‬
‫الصرية وكان ذلك أول قدومه إل الشام ومصر وحصل له جوائز كثية من اللوك منها كان بناء مدرسته الوزية بالنشابي بدمشق وفيها ول تدريس الشبلية بالسفح شس الدين ممد بن‬
‫قرزغلي سبط ابن الوزي برسوم اللك العظم وحضر عنده أول يوم القضاة والعيان‬
‫وفاة الليفة الظاهر وخلفة ابنه الستنصر‬
‫كانت وفاة الليفة رحه ال يوم المعة ضحى الثالث عشر من رجب من هذه السنة أعن سنة ثلث وعشرين وستمائة ول يعلم الناس بوته إل بعد الصلة فدعا له الطباء يومئذ على النابر‬
‫على عادتم فكانت خلفته تسعة أشهر وأربعة عشر يوما وعمره اثنتان وخسون سنة وكان من أجود بن العباس وأحسنهم سية وسريرة وأكثرهم عطاء وأحسنهم منظرا ورواء ولو طالت‬
‫مدته لصلحت المة صلحا كثيا على يديه ولكن أحب ال تقريبه وإزلفه لديه فاختار له ما عنده وأجزل له إحسانا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪113‬‬

‫ورفده وقد ذكرنا ما اعتمده ف أول وليته من إطلق الموال الديوانية ورد الظال وإسقاط الكوس وتفيف الراج عن الناس وأداء الديون عمن عجز من أدائها والحسان إل العلماء‬
‫والفقراء وتولية ذوي الديانة والمانة وقد كان كتب كتابا لولة الرعية فيه بسم ال الرحيم اعلموا أنه ليس إمهالنا إهال ول أعضاؤنا احتمال ولكن لنبولكم أيكم احسن عمل وقد غفرنا‬
‫لكم ما سلف من إخراب البلد وتشريد الرعايا وتقبيح الشريعة وإظهار الباطل اللي ف صورة الق الفي حيلة ومكيدة وتسمية الستئصال والجتياح استيفاء واستدر كالغراض انتهزت‬
‫فرصها متلسة من براثن ليث باسل وأنياب اسد مهيب تنفقون بألفاظ متلفة على معن واحد وأنتم أمناؤه وثقاته فتميلون رأيه إل هواكم وتزجون باطلكم بقه فيطيعكم وأنتم له عاصون‬
‫ويوافقكم وأنتم له مالفون والن قد بدل ال سبحانه بوفكم أمنا وبفقركم غن وبباطلكم حقا ورزقكم سلطانا يقيل العثرة ول يؤاخذ إل من أصر ول ينتقم إل من استمر يأمركم بالعدل‬
‫وهو يريده منكم وينهاكم عن الور وهو يكرهه لكم ياف ال تعال فيخوفكم مكره ويرجو ال تعال ويرغبكم ف طاعته فإن سلكتم مسالك خلفاء ال ف أرضه وأمنائه على خلقه وإل‬
‫هلكتم والسلم ووجد ف داره رقاع متومة ل يفتحها سترا للناس ودرءا عن أعراضهم رحه ال وقد خلف من الولد عشرة ذكورا وإناثا منهم ابنه الكب الذي بويع له باللفة من بعده ابو‬
‫جعفر النصور ولقب بالستنصر بال وغسله الشيخ ممد الياط الواعظ ودفن ف دار اللفة ث نقل إل الترب من الرصافة‬
‫خلفة الستنصر بال العباسي‬
‫أمي الؤمني أب جعفر منصور بن الظاهر ممد بن الناصر احد بويع باللفة يوم مات أبوه يوم جعة ثالث عشر رجب من هذه السنة سنة ثلث وعشرين وستمائة استدعوا به من التاج فبايعه‬
‫الاصة والعامة من أهل العقد والل وكان يوما مشهودا وكان عمره يومئذ خسا وثلثي سنة وخسة أشهر وأحد عشر يوما وكان من أحسن الناس شكل وأباهم منظرا وهو كما قال القائل‬
‫‪ ... ...‬كان الثريا علقت ف جبينه ‪ ...‬وف خده الشعرى وف وجهه القمر‬
‫وف نسبه الشريف خسة عشر خليفة منهم خسة من آبائه ولوا نسقا ‪ 2‬وتلقى هو اللفة عنهم وراثة كابرا عن كابر وهذا شيء ل يتفق لحد من اللفاء قبله وسار ف الناس كسية أبيه‬
‫الظاهر ف الود وحسن السية والحسان إل الرعية وبن الدرسة الكبية الستنصرية الت ل تب مدرسة ف الدنيا مثلها وسيأت بيان ذلك ف موضعه إن شاء ال واستمر أرباب الوليات الذين‬
‫كانوا ف عهد أبيه على ما كانوا عليه ولا كان يوم المعة القبلة خطب للمام الستنصر بال على النابر ونثر الذهب والفضة عند ذكر اسه وكان يوما مشهودا وأنشد الشعراء الدائح والراثي‬
‫واطلقت لم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪114‬‬

‫اللع والوائز وقدم رسول من صاحب الوصل يوم غرة شعبان من الوزير ضياء الدين أب الفتح نصر ال بن الثي فيها التهنئة والتعزية بعبارة فصيحة بليغة‬
‫ث إن الستنصر بال كان يواظب على حضور المعة راكبا ظاهرا للناس وإنا معه خادمان وراكب دار وخرج مرة وهو راكب فسمع ضجة عظيمة فقال ما هذا فقيل له التأذين فترجل عن‬
‫مركوبه وسعى ماشيا ث صار يدمن الشي إل المعة رغبة ف التواضع والشوع ويلس قريبا من المام ويستمع الطبة ث أصلح له الطبق فكان يشي فيه إل المعة وركب ف الثان‬
‫والعشرين من شعبان ركوبا ظاهرا للناس عامة ولا كانت أول ليلة من رمضان تصدق بصدقات كثية من الدقيق والغنم والنفقات على العلماء والفقراء والحاويج إعانة لم على الصيام‬
‫وتقوية لم على القيام وف يوم السابع والعشرين من رمضان نقل تابوت الظاهر من دار اللفة إل التربة من الرصافة وكان يوما مشهودا وبعث الليفة الستنصر يوم العيد صدقات كثية‬
‫وإنعاما جزيل إل الفقهاء والصوفية وأئمة الساجد على يدي مي الدين ابن الوزي وذكر ابن الثي أنه كانت زلزلة عظيمة ف هذه السنة هدمت شيئا كثيا من القرى والقلع ببلدهم‬
‫وذكر أنه ذبح شاة ببلدهم فوجد لمها مرا حت رأسها وأكارعها ومعاليقها وجيع أجزائها ومن توف با من العيان بعدالليفة الظاهر كما تقدم‬
‫المال الصري‬
‫يونس بن بدران بن فيور جال الدين الصري قاضي القضاة ف هذا الي اشتغل وحصل وبرع واختصر كتاب الم للمام للشافعي وله كتاب مطول ف الفرائض وول تدريس المينية‬
‫بعدالتقى صال الضرير الذي قتل نفسه وله إياه الوزير صفي الدين بن شكر وكان معتنيا بأمره ث ول وكالة بيت الال بدمشق وترسل إل اللوك واللفاء عن صاحب دمشق ث وله العظم‬
‫قضاء القضاة بدمشق بعد عزله الزكي ابن الزكي ووله تدريس العادلية الكبية حي كمل بناؤها فكان أول من درس با وحضره العيان كما ذكرنا وكان يقول أول درسا ف التفسي حت‬
‫أكمل التفسي إل آخره ويقول درس الفقه بعدالتفسي وكان يعتمد ف أمر إثبات السجلت اعتمادا حسنا وهو انه كان يلس ف كل يوم جعة بكرة ويوم الثلثاء ويستحضر عنده ف إيوان‬
‫العادلية جيع شهود البلد ومن كان له كتاب يثبته حضر واستدعى شهوده فأدوا على الاكم وثبت ذلك سريعا وكان يلس كل يوم جعة بعد العصر إل الشباك الكمال بشهد عثمان فيحكم‬
‫حت يصلي الغرب وربا مكث حت يصلي العشاء أيضا وكان كثي الذاكرة للعلم كثي الشتغال حسن الطريقة ل ينقم عليه أنه أخذ شيئا لحد قال أبو شامة وإنا كان ينقم عليه أنه كان‬
‫يشي على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪115‬‬

‫بعض الورثة بصالة بيت الال وأنه استناب ولده التاج ممدا ول يكن مرضي الطريقة وأما هو فكان عفيفا ف نفسه نزها مهيبا قال أبو شامة وكان يدعى أنه قرشي شيب فتكلم الناس فيه‬
‫بسبب ذلك وتول القضاء بعده شس الدين أحد بن الليلي الوين قلت وكانت وفاته ف ربيع لول من هذه السنة ودفن بداره الت ف راس درب الريان من ناحية الامع ولتربته شباك‬
‫شرق الدرسة الصدرية اليوم وقد قال فيه ابن عني وكان هجاء ‪ ...‬ما أقصر الصري ف فعله ‪ ...‬إذ جعل التربة ف داره ‪ ...‬اراح للحياء من رجه ‪ ...‬وأبعد الموات من ناره ‪ ...‬العتمد وال‬
‫دمشق‬
‫البارز إبراهيم العروف بالعتمد وال دمشق من خيار الولة وأعفهم واحسنهم سية وأجودهم سريرة أصله من الوصل وقدم الشام فخدم فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب ث استنابه البدر‬
‫مودود أخو فروخشاه وكان شحنة دمشق فحمدت سيته ف ذلك ث صارهو شحنة دمشق أربعي سنة فجرت ف أيامه عجائب وغرائب وكان كثي الستر على ذوي اليهئات ول سيما من‬
‫كان من أبناء الناس وأهل البيوتات وأتفق ف أيامه أن رجل حائكا كان له ولد صغي ف آذانه حلق فعدا عليه رجل من جيانم فقتله غيلة وأخذ ما عليه من اللى ودفنه ف بعض القابر‬
‫فاشتكوا عليه فلم يقر فبكت والدته من ذلك وسألت زوجها أن يطلقها فطلقها فذهبت إل ذلك الرجل وسألته أن يتزوجها وأظهرت له أنا أحبته فتزوجها ومكثت عنده حينا ث سألته ف‬
‫بعض الوقات عن ولدها الذي اشتكوا عليه بسببه فقال نعم أنا قتلته فقالت أشتهي ان ترين قبه حت أنظر إليه فذهب با إل قب خشنكاشه ففتحه فنظرت إل ولدها فاستعبت وقد أخذت‬
‫معها سكينا أعدتا لذا اليوم فضربته حت قتلته ودفنته مع ولدها ف ذلك القب فجاء أهل القبة فحملوها إل الوال العتمد هذا فسألا فذكرت له خبها فاستحسن ذلك منها وأطلقها وأحسن‬
‫إليها وحكى عنه السبط قال بينما أنا يوما خارج من باب الفرج وإذا برجل يمل طبل وهو سكران فأمرت به فضرب الد وأمرتم فكسروا الطبل وإذا ذكرة كبية جدا فشقوها فإذا فيها‬
‫خر وكان العادل قد منع أن يعصر خر ويمل إل دمشق شيء منه بالكلية فكان الناس يتحيلون بأنواع اليل ولطائف الكر قال السبط فسألته من أين علمت أن ف الطبل شيئا قال رأيته‬
‫يشي ترجف سيقانه فعرفت أنه يمل شيئا ثقيل ف الطبل وله من هذا النس غرائب وقد عزله العظم وكان ف نفسه منه وسجنه ف القلعة نوا من خس سني ونادى عليه ف البلد فلم ييء‬
‫أحد ذكر أنه أخذ منه حبة خردل ولا مات رحه ال دفن بتربته الجاورة لدرسة أب عمر من شامها قبلي السوق وله عند ترتبته السجد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪116‬‬

‫يعرف به رحه ال‬


‫واقف الشبليه الت بطريق الصالية‬
‫شبل الدولة كافور السامي نسبة إل حسام الدين ممد بن لجي ولد ست الشام وهو الذي كان مستحثا على عمارة الشامية البانية لولته ست الشام وهو الذي بن الشبلية للحنفية‬
‫والانقاه على الصوفية إل جانبها وكانت منله ووقف القناة والصنع والساباط وفتح للناس طريقا من عند القبة غرب الشامية البانية إل طريق عي الكرش ول يكن الناس لم طريق إل‬
‫البل من هناك إنا كانوا يسلكون من عند مسجد الصفي بالعقبية وكانت وفاته ف رجب ودفن إل جانب مدرسته وقد سع الديث على الكندي وغيه رحه ال تعال‬
‫واقف الرواحية بدمشق وحلب‬
‫أبو القاسم هبة ال العروف بابن رواحة كان احد التجار وف الثروة القدار ومن العدلي بدمشق وكان ف غاية الطول والعرض ول لية له وقد ابتن الدرسة الرواحية داخل باب الفراديس‬
‫ووقفها على الشافعية وفوض نظرها وتدريسها إل الشيخ تقي الدين بن الصلح الشهرزوري وله بلب مدرسة أخرى مثلها وقد انقطع ف آخر عمره ف الدرسة الت بدمشق وكان يسكن‬
‫البيت الذي ف إيوانا من الشرق ورغب فيما بعد أن يدفن فيه إذا مات فلم يكن من ذلك بل دفن بقابر الصوفية وبعد وفاته شهد مي الدين ابن عرب الطائي الصوف وتقي الدين خزعل‬
‫النحوي الصري ث القدسي إمام مشهد على شهدا على ابن رواحة بأنه عزل الشيخ تقي الدين عن هذه الدرسة فجرت خطوب طويلة ول ينتظم ما راماه من المر ومات خزعل ف هذه السنة‬
‫أيضا فبطل ما سلكوه‬
‫أبو ممد ممود بن مودود بن ممود‬
‫البلدجي النفي الوصلي وله با مدرسة تعرف به وكان من أبناء الترك وصار من مشايخ العلماء وله دين متي وشعر حسن جيد فمنه قوله ‪ ...‬من ادعى أن له حالة ‪ ...‬ترجه عن منهج‬
‫‪ ...‬الشرع ‪ ...‬فل تكونن له صاحبا ‪ ...‬فإنه خرء بل نفع‬
‫كانت وفاته بالوصل ف السادس والعشرين من جادي الخرة من هذه السنة وله نو من ثاني سنة‬
‫ياقوت ويقال له يعقوب بن عبد ال نيب الدين متول الشيخ تاج الدين الكندي وقد وقف إليه الكتب الت بالزانة بالزاوية الشرقية الشمالية من جامع دمشق وكانت سبعمائة وإحدى‬
‫وستي ملدا ث على ولده من بعده ث على العلماء فتمحقت هذه الكتب وبيع أكثرها وقد كان ياقوت هذا لديه فضيلة وأدب وشعر جيد وكانت وفاته ببغداد ف مستهل رجب ودفن بقبة‬
‫اليزران بالقرب من مشهد أب حنيفة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪117‬‬

‫ث دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة فيها كانت عامة أهل تفليس الكرج فجاؤا إليهم فدخلوها فقتلوا العامة والاصة ونبوا وسبوا وخربوا واحرقوا وخرجوا على حية وبلغ ذلك جلل‬
‫الدين فسار سريعا ليدركهم فلم يدركهم وفيها قتلت الساعيلية أميا كبيا من نواب جلل الدين بن خوارزم شاه فسار إل بلدهم فقتل منهم خلقا كثيا وخرب مدينتهم وسب ذراريهم‬
‫ونب أموالم وقد كانوا قبحهم ال من أكب العون على السلمي لا قدم التتار إل الناس وكانوا أضر على الناس منهم‬
‫وفيها تواقع جلل الدين وطائفة كبية من التتار فهزمهم وأوسعهم قتل وأسرا وساق وراءهم أياما فقتلهم حت وصل إل الري فبلغه أن طائفة قد جاؤا لقصده فاقام يثبطهم وكان من أمره‬
‫وأمرهم ما سيأت ف سنة خس وعشرين وفيها دخلت عساكر اللك الشرف بن العادل إل اذربيجان فملكوا منها مدنا كثية وغنموا أموال جزيلة وخرجوا معهم بزوجة جلل الدين بنت‬
‫طغرل وكانت تبغضه وتعاديه فأنزلوها مدينة خلط وسيأت ما كان من خبهم ف السنة التية وفيها قدم رسول النبور ملك الفرنج ف البحر إل العظم يطلب منه ما كان فتحه عمه السلطان‬
‫اللك الناصر صلح الدين من بلدا لسواحل فأغلظ لم العظم ف الواب وقال له قل لصاحبك ما عندي إل السيف وال أعلم وفيها جهز الشرف أخاه شهاب الدين غازي إل الج ف‬
‫ممل عظيم يمل ثقله ستمائة جل ومعه خسون هجينا على كل هجي ملوك فسار من ناحية العراق وجاءته هدايا من الليفة إل أثناء الطريق وعاد على طريقه الت حج منها وفيها ول قضاء‬
‫القضاة ببغداد نم الدين أبو العال عبد الرحن بن مقبل الواسطي وخلع عليه كما هي عادة الكام وكان يوما مشهودا وفيها كان غلء شديد ببلدا لزيرة وقل اللحم حت حكى ابن الثي‬
‫أنه ل يذبح بدينة الوصل ف بعض اليام سوى خروف واحد ف زمن الربيع قال وسقط فيها عاشر أذار ثلج كثي بالزيرة والعراق مرتي فأهلك الزهار وغيها قال وهذا شيء ل يعهد مثله‬
‫والعجب كل العجب من العراق مع كثرة حره كيف وقع فيه مثل هذا‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫جنكيز خان‬
‫السلطان العظم عند التتار والد ملوكهم اليوم ينتسبون إليه ومن عظم القان إنا يريد هذا اللك وهو الذي وضع لم السياسا ( ‪ ) 1‬الت يتحاكمون إليها ويكمون با وأكثرها مالف لشرائع‬
‫ال تعال وكتبه وهو شيء اقترحه من عند نفسه وتبعوه ف ذلك وكانت تزعم امه أنا حلته من شعاع الشمس فلهذا ل يعرف له أب والظاهر أنه مهول النسب وقد رأيت ملدا جعه الوزير‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪118‬‬

‫ببغداد علء الدين الوين ف ترجته فذكر فيه سيته وما كان يشتمل عليه من العقل السياسي والكرم والشجاعة والتدبي اليد للملك والرعايا والروب فذكر أنه كان ف ابتداء امره‬
‫خصيصا عند اللك أزبك خان وكان إذ ذاك شابا حسنا وكان اسه اول ترجي ث لا عظم سى نفسه جنكيزخان وكان هذا اللك قد قربه وأدناه فحسده عظماء اللك ووشوا به إليه حت‬
‫أخرجوه عليه ول يقتله ول يد له طريقا ف ذنب يتسلط عليه به فهو ف ذلك إذ تغضب اللك على ملوكي صغيين فهربا منه ولآ إل جنكيزخان فأكرمهما وأحسن إليهما فأخباه با يضمره‬
‫اللك أزبك خان من قتله فأخذ حذره وتيز بدولة واتبعه طوائب من التتار وصار كثي من اصحاب أزبك خان ينفرون إليه ويفدون عليه فيكرمهم ويعطيهم حت قويت شوكته وكثرت جنوده‬
‫ث حارب بعد ذلك أزبك خان فظفر به وقتله واستحوز على ملكته وملكه وانضاف إليه عدده وعدده وعظم امره وبعد صيته وخضعت له قبائل الترك ببلد طمعاج كلها حت صار يركب ف‬
‫نو ثان مائة ألف مقاتل وأكثر القبائل قبيلته ألت هومنها يقال لم قيان ث أقرب القبائل إليه بعدهم قبيلتان كبيتا العدد وها أزان وقنقوران وكان يصطاد من السنة ثلثة اشهر والباقي‬
‫للحرب والكم قال الوين وكان يضرب اللقة يكون ما بي طرفيها ثلثة أشهر ث تتضايق فيجتمع فيها من أنواع اليوانات شيئ كثي ل يد كثرة ث نشبت الرب بينه وبي اللك علء‬
‫الدين خوارزم شاه صاحب بلد خراسان والعراق وأذربيجان وغي ذلك والقاليم واللك فقهره جنكيزخان وكسره وغلبه وسلبه واستحوذ على سائر بلده بنفسه وبأولده ف ايسر مدة كما‬
‫ذكرنا ذلك ف الوادث وكان ابتداء ملك جنكزخان سنة تسع وتسعي وخسمائة وكان قتاله لوارزم شاه ف حدود سنة ست عشرة وستمائة ومات خوارزم شاه ف سنة سبع عشرة كما‬
‫ذكرنا فاستحوذ حينئذ على المالك بل منازع ول مانع وكانت وفاته ف سنة أربع وعشرين وستمائة فجعلوه ف تابوت من حديد وربطوه بسلسل وعلقوه بي جبلي هنالك واما كتابه الياسا‬
‫فإنه يكتب ف ملدين بط غليظ ويمل على بعي عندهم وقد ذكر بعضهم انه كان يصعد جبل ث ينل ث يصعد ث ينل مرارا حت يعي ويقع مغشيا عليه ويامر من عنده أن يكتب ما يلقي‬
‫على لسانه حينئذ فغ كان هذا هكذا فالظاهر أن الشيطان كان ينطق على لسانه با فيها وذكر الوين أن بعض عبادهم كان يصعد البال ف البد الشديد للعبادة فسمع قائل يقول له إنا قد‬
‫ملكنا جنكيزخان وذريته وجه الرض قال الوين فمشايخ الغول يصدقون بذا ويأخذونه مسلما ث ذكر الوين نتفا من الياسا من ذلك أنه من زنا قتل مصنا كان أو غي مصن وكذلك من‬
‫لط قتل ومن تعمد الكذب قتل ومن سحر قتل ومن تسس قتل ومن دخل بي اثني يتصمان فأعان أحدها قتل ومن بال ف الاء الواقف قتل ومن انغمس فيه قتل ومن أطعم أسيا‬

You might also like