You are on page 1of 56

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪119‬‬

‫أو سقاه أو كساه بغي إذن أهله قتل ومن وجد هاربا ول يرده قتل ومن أطعم أسيا أو رمى إل أحد شيئا من الأكول قتل بل يناوله من يده إل يده ومن أطعم أحدا شيئا فليأكل منه أول ولو‬
‫كان الطعوم اميا ل أسيا ومن أكل ول يطعم من عنده قتل ومن ذبح حيوانا ذبح مثله بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده يستخرجه من جوفه أول وف ذلك كله مالفة لشرائع ال النلة على‬
‫عباده النبياء عليهم الصلة والسلم فمن ترك الشرع الحكم النل النل على ممد بن عبد ال خات النبياء وتاك إل غيه من الشرائع النسوخة كفر فكيف بن تاكم إل الياسا وقدمها‬
‫عليه من فعل ذلك كفر بإجاع السلمي قال ال تعال أفحكم الاهلية يبغون ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون وقال تعال فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا‬
‫ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما صدق ال العظيم ومن آدابم الطاعة للسلطان غاية الستطاعة وأن يعرضوا عليه أبكارهم السان ليختار لنفسه ومن شاء من حاشيته ما شاء‬
‫منهن ومن شأنم أن ياطبوا اللك باسه ومن مر بقوم يأكلون فله أن يأكل معهم من غي استئذان ول يتخطى موقد النار ول طبق الطعام ول يقف على أسكفه الركاه ول يغسلون ثيابم حت‬
‫يبدو وسخها ول يكلفون العلماء من كل ما ذكر شيئا من النايات ول يتعرضون لال ميت وقد ذكر علء الدين الوين طرفا كبيا من أخبار جنكيزخان ومكارم كان يفعلها لسجيته وما‬
‫أداه إليه عقله وإن كان مشركا بال كان يعبد معه غيه وقد قتل من اللئق مال يعلم عددهم إل الذي خلقهم ولكن كان البداءة من خوارزم شاه فإنه لا أرسل جنكيزخان تارا من جهته‬
‫معهم بضائع كثية من بلده فانتهوا إل إيران فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه وهو والد زوجة كشلى خان وأخذ جيع ما كان معهم فأرسل جنكيزخان إل خوارزم شاه يستعمله هل وقع‬
‫هذا المر عن رضى منه أو أنه ل يعلم به فأنكره وقال له فيما أرسل إليه من العهود من اللوك ان التجار ل يقتلون لنم عمارة القاليم وهم الذين يملون إل اللوك ما فيه التحف والشياء‬
‫النفيسة ث إن هؤلء التجار كانوا على دينك فقتلهم نائبك فإن كان امرا أمرت به طلبنا بدمائهم وإل فأنت تنكره وتقتص من نائبك فلما سع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيزخان ل يكن‬
‫له جواب سوى انه أمر بضرب عنقه فأساء التدبي وقد كان خرف وكبت سنه وقد ورد الديث اتركوا الترك ما تركوكم فلما بلغ ذلك جنكيزخان تهز لقتاله واخذ بلده فكان بقدر ال‬
‫تعال ما كان من المور الت ل يسمع بأغرب منها ول أبشع فمما ذكره الوين أنه قدم له بعض الفلحي بالصيد ثلث بطيخات فلم يتفق أن عند جنكيزخان أحد من الزندارية فقال لزوجته‬
‫خاتون اعطيه هذين القرطي اللذين ف أذنيك وكان فيهما جوهرتان نفيستان جدا فشحت الرأة بما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪120‬‬

‫وقالت انظره إل غد فقال إنه يبيت هذه الليلة مقلقل الاطر وربا ل يعل له شيء بعد هذا وإن هذين ل يكن أحد إذا اشتراها إل جاء بما إليك فانتزعتهما فدفعتهما إل الفلح فطار عقله‬
‫بما وذهب بما فباعهما لحد التجار بألف دينار ول يعرف قيمتهما فحملهما التاجر إل اللك فردها على زوجته ث أنشد الوين عند ذلك ‪ ...‬ومن قال إن البحر والقطر أشبها ‪ ...‬نداه‬
‫‪ ...‬فقد أثن على البحر والقطر‬
‫قالوا واجتاز يوما ف سوق فرأى عند بقال عنابا فأعجبه لونه ومالت نفسه إليه فأمر الاجب أن يشتري منه ببالس فاشترى الاجب بربع بالس فلما وضعه بي يديه أعجبه وقال هذا كله‬
‫ببالس قال وبقي منه هذا وأشار إل ما بقي معه من الال فغضب وقال من يد من يشتري منه مثلي يموا له عشرة بوالس قالوا وأهدى له رجل جام زجاج من معمول حلب فاستحسنه‬
‫جنكيزخان فوهن أمره عنده بعض خواصه وقال خوند هذا زجاج ل قيمة له فقال أليس قد حله من بلد بعيدة حت وصل إلينا سالا أعطوه مائت بالس قال وقيل له إن ف هذا الكان كنا‬
‫عظيما إن فتحته أخذت منه مال جزيل فقال الذي ف أيدينا يكفينا ودع هذا يفتحه الناس ويأكولونه فهم أحق به منا ول يتعرض له قال واشتهر عن رجل ف بلده يقول أنا أعرف موضع كن‬
‫ول أقول إل للقان وأل عليه المراء أن يعلمهم فلم يفعل فذكروا ذلك للقان فأحضره على خيل الولق يعن البيد سريعا فلما حضر إل بي يديه سأله عن الكن فقال إنا كنت أقول ذلك‬
‫حيلة لرى وجهك فلما رأى تغي كلمه غضب وقال له قد حصل لك ما قلت ورده إل موضعه سالا ول يعطه شيئا قال وأهدى له إنسان رمانة فكسرها وفرق حبها على الاضرين وأمر له‬
‫‪ ...‬بعدد حبها بوالس ث أنشد ‪ ...‬فلذاك تزدحم الوفود ببابه ‪ ...‬مثل ازدحام الب ف الرمان‬
‫قال وقدم عليه لرجل كافر يقول رايت ف النوم جنكيزخان يقول قل لب يقتل السلمي فقال له هذا كذب وأمر بقتله قال وأمر بقتل ثلثة قد قضت الياسا بقتلهم فإذا امرأة تبكي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪121‬‬

‫وتلطم فقال ما هذه احضروها فقالت هذا ابن وهذا أخي وهذا زوجي فقال اختاري واحدا منهم حت أطلقه لك فقالت الزوج ييء مثله والبن كذلك والخ ل عوض له فاستحسن ذلك‬
‫منها وأطلق الثلثة لا قال وكان يب الصارعي وأهل الشطارة وقد اجتمع عنده منهم جاعة فذكر له إنسان براسان فأحضره فصرع جيع من عنده فأكرمه وأعطاه واطلق له بنتا من بنات‬
‫اللوك حسناء فمكثت عنده مدة ل يتعرض لا فاتفق ميئها إل الردوا فجعل السلطان يازحها ويقول كيف رأيت الستعرب فذكرت له أنه ل يقربا فتعجب من ذلك واحضره فسأله عن‬
‫ذلك فقال يا خوند أنا إنا حظيت عندك بالشطارة ومت قربتها نقصت منلت عندك فقال ل بأس عليك وأحضر ابن عم له وكان مثله فأراد أن يصارع الول فقال السلطان أنتما قرابة ول‬
‫يليق هذا بينكما وأمر له بال جزيل ز قال ولا احتضر أوصى اولده بالتفاق وعدم الفتراق وضرب لم ف لك المثال وأحضر بي يديه نشابا وأخذ سهما أعطاه لواحد منهم فكسره ث‬
‫أحضر حزمة ودفعها إليهم مموعة فلم يطيقوا كسرها فقال هذا مثلكم إذا اجتمعتم واتفقتم وذلك مثلكم إذا انفردت واختلفتم قال وكان له عدة أولد ذكور وإناث منهم أربعة هم عظماء‬
‫أولده أكبهم يوسي وهريول وباتو وبركة وتر كجار وكان كل منهم له وظيفة عنده ث تكلم الوين على ملك ذريته إل زمان هولكوخان وهو يقول ف اسه ياذشاه زاره هولكو وذكر ما‬
‫وقع ف زمانه من الوابد والمور العروفة الزعجة كما بسطناه ف الوادث وال اعلم السلطان اللك العظم عيسى بن العادل أب بكر بن أيوب ملك دمشق والشام كانت وفاته يوم المعة‬
‫سلخ ذي القعدة من هذه السنة وكان استقلله بلك دمشق لا توف أبوه سنة خس عشرة وكان شجاعا باسل عالا فاضل اشتغل ف الفقه على مذهب أب حنيفة على الصيي مدرس النورية‬
‫وف اللغة والنحو على التاج الكندي وكان مفوظه مفصل الزمشري وكان ييز من حفظه بثلثي دينارا وكان قد أمر ان يمع له كتاب ف اللغة يشمل صحاح الوهري والمهرة لبن دريد‬
‫والتهذيب للزهري وغي ذلك وأمر أن يرتب له مسند المام أحد وكان يب العلماء ويكرمهم ويتهد ف متابعة الي ويقول أناعلى عقيدة الطحاوي واوصى عند وفاته أن ل يكفن إل ف‬
‫البياض وان يلحد له ويدفن ف الصحراء ول يبن عليه وكان يقول واقعة دمياط أدخرها عند ال تعال وأرجو أن يرحن با يعن أنه أبلى با بلء حسنا رحه ال تعال وقد جع له بي الشجاعة‬
‫والباعة والعلم ومبة أهله وكان ييء ف كل جعة إل تربة والده فيجلس قليل ث إذا ذكر الؤذنون ينطلق إل تربة عمه صلح الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪122‬‬

‫فيصلى فيها المعة وكان قليل التعاظم يركب ف بعض الحيان وحده ث يلحقه بعض غلمانه سوقا وقال فيه بعض أصحابه وهو مب الدين بن أب السعود البغدادي لئن غودرت تلك‬
‫‪ ...‬الحاسن ف الثرى ‪ ...‬بوال فما وجدي عليك ببال ‪ ...‬مذغبت عن ما ظفرت بصاحب ‪ ...‬أخي ثقة إل خطرت ببال‬
‫وملك بعده دمشق ولده الناصر داود بن العظم وبايعه المراء‬
‫أبو العال أسعد بن يي‬
‫ابن موسى بن منصور بن عبدالعزيز بن وهب الفقيه الشافعي البخاري شيخ أديب فاضل خي له نظم ونثر ظريف وله نوادر حسنة وجاوز التسعي قد استوزره صاحب حاة ف وقت وله شعر‬
‫رائق أورد منه ابن الساعي قطعة جيدة فمن ذلك قوله ‪ ...‬وهواك ما خطر السلو بباله ‪ ...‬ولنت أعلم ف الغرام باله ‪ ...‬فمت وشى واش إليك بشأنه ‪ ...‬سائل هواك فذاك من أعداله ‪ ...‬أو‬
‫ليس للدنف العن شاهد ‪ ...‬من حاله يغنيك عن تسآله ‪ ...‬جددت ثوب سقامه وهتكت ست ‪ ...‬ر غرامة وصرمت حبل وصاله ‪ ...‬ياللعجائب من اسي دأبه ‪ ...‬يفدي الطليق بنفسه وباله‬
‫وله أيضا لم العواذل ف هواك فاكثروا ‪ ...‬هيهات ميعاد السلو الحشر ‪ ...‬جهلوا مكانك ف القلوب وحاولوا ‪ ...‬لو أنم وجدوا كوجدي اقصروا ‪ ...‬صبا على عذب الوى وعذابه ‪...‬‬
‫وأخو الوى أبدا يلم ويعذر ‪ ...‬أبو القاسم عبد الرحن بن ممد‬
‫ابن احد بن حدان الطيب العروف بالصائن أحد العيدين بالنظامية ودرس بالثقية وكان عارفا بالذهب والفرائض والساب صنف شرحا للتنبيه ذكره ابن الساعي ابو النجم ممد بن القاسم‬
‫بن هبة ال التكريت الفقيه الشافعي تفقه علي أب القاسم بن فضلن ث أعاد بالنظامية ودرس بغيها وكان يشتغل كل يوم عشرين درسا ليس له دأب إل الشتغال وتلوة القرآن ليل ونارا‬
‫وكان بارعا كثي العلوم قد أتقن الذهب واللف وكان يفت ف مسألة الطلق الثلث بواحدة فتغيظ عليه قاضي القضاة ابو القاسم عبد ال بن السي الدامغان فلم يسمع منه ث أخرج إل‬
‫تكريت فأقام با ث استدعى إل بغداد فعاد إل الشتغال واعاده قاضي القضاة نصر بن عبدا لرزاق إل إعادته بالنظامية وعاد إل ما كان عليه من الشتغال والفتوى والوجاهة إل أن توف ف‬
‫هذه السنة رحه ال تعال وهذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪123‬‬

‫ذكره ابن الساعي ث دخلت سنة خس وعشرين وستمائة‬


‫فيها كانت حروب كثية بي جلل الدين والتتر كسروه غي مرة ث بعد ذلك كله كسرهم كسرة عظيمة وقتل منهم خلقا وأما ل يصون وكان هؤلء التتر قد انفردوا وعصوا على‬
‫جنكيزخان فكتب جنكيزخان إل جلل الدين يقول له إن هؤلء ليسوا منا ونن أبعدناهم ولكن سترى مناما ل قبل لك به وفيها قدمت ‪ 2‬طائفة كبية من الفرنج من ناحية صقلية فنلوا عكا‬
‫وصور وحلوا على مدينة صيدا فانتزعوها من أيدي الؤمني وعبوها وقويت شوكتهم وجاء النبو ملك الزيرة القبصية ث سار فنل عكا فخاف السلمون من شره وبال الستعان وركب‬
‫اللك الكامل ممد بن العادل صاحب مصر إل بيت القدس الشريف فدخله ث سار إل نابلس فخاف الناصر داود بن العظم من عمه الكامل فكتب إل عمه الشرف فقدم عليه جريدة‬
‫وكتب إل أخيه الكامل يستعطفه ويكفه عن ابن أخيه فأجابه الكامل بأن إنا جئت لفظ بيت القدس وصونه عن الفرنج الذين يريدون أخذه وحاشى ل أن أحاصر أخي أو ابن اخي وبعد أن‬
‫جئت أنت إل الشام فأنت تفظها وأنا راجع إل الديار الصرية فخشى الشرف وأهل دمشق إن رجع الكامل ان تتد أطماع الفرنج إل بيت القدس فركب الشرف إل اخيه الكامل فثبطه‬
‫عن الرجوع وأقاما جيعا هنالك جزاها ال خيا يوطان جناب القدس عن الفرنج لعنهم ال واجتمع إل اللك جاعة من ملوكهم كأخيه الشرف وأخيهما الشهاب غازي بن العادل وأخيهم‬
‫الصال إساعيل بن العادل وصاحب حص أسد الدين شيكوه بن ناصر الدين وغيهم واتفقوا كلهم على نزع الناصر داود عن ملك دمشق وتسليمها إل الشرف موسى وفيها عزل الصدر‬
‫التكريت عن حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وول فيها اثنان غيه قال أبو شامة وف اوائل رجب توف الشيخ الصال الفقيه أبو السن علي بن الراكشي القيم بالدرسة الالكية ودفن بالقبة‬
‫الت وقفها الزين خليل بن زويزان قبلي مقابر الصوفية وكان أول من دفن با رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين وستمائة‬
‫استلهت هذه السنة وملوك بن أيوب مفترقون متلفون قد صاروا أحزابا وفرقا وقد اجتمع ملوكهم إل الكامل ممد صاحب مصر وهو مقيم بنواحي القدس الشريف فقويت نفوس الفرنج‬
‫لعنهم ال بكثرتم بن وفد إليهم من البحر وبوت العظم واختلف من بعده من اللوك فطلبوا من السلمي أن يردوا إليهم ما كان الناصر صلح الدين أخذ منهم فوقعت الصالة بينهم وبي‬
‫اللوك أن يردوا لم بيت القدس وحده وتبقى بأيديهم بقية البلد فتسلموا القدس الشريف وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪124‬‬

‫العظم قد هدم أسواره فعظم ذلك على السلمي جدا وحصل وهن شديد وإرجاف عظيم فإنا ل وإنا إليه راجعون ث قدم اللك الكامل فحاصر دمشق وضيق على أهلها فقطع النار ونبت‬
‫الواصل وغلت السعار ول يزل النود حولا حت اخرج منها ابن اخيه صلح الدين اللك الناصر داود بن العظم على أن يقيم ملكا بدينة الكرك والشوبك ونابلس وبرا ما بي الغور‬
‫وبالبلقاء ويكون المي عز الدين أيبك استاذ دار العظم صاحب صرخد ث تقايض الشرف وأخاه الكامل فأخذ الشرف دمشق وأعطى اخاه حران والرها والرقة ورأس العي وسروج ث سار‬
‫الكامل فحاصر حاة وكان صاحبها اللك النصور بن تقي الدين عمر قد توف وعهد بالمر من بعده إل أكب ولده الظفر ممد وهو زوج بنت الكامل فاستحوذ على حاة أخوه صلح الدين‬
‫قلج أرسلن فحاصره الكامل حت أنزله من قلعتها وسلمها إل أخيه الظفر ممد ث سار فتسلم البلد الت قايض با عن دمشق من أخيه اللك الشرف كما ذكرنا وكان الناس بدمشق قد‬
‫اشتغلوا بعلم الوائل ف أيام اللك الناصر داود وكان يعان ذلك وقديا نسبه بعضهم إل نوع من النلل فال أعلم فنادى اللك الشرف بالبلدان أن ل يشتغل الناس بذلك وأن يشتغل بعلم‬
‫التفسي والديث والفقه وكان سيف الدين المدي مدرسا بالعزيزية فعزله عنها وبقي ملزما منله حت مات ف سنة إحدى وثلثي كما سيأت‬
‫وفيها كان الناصر داود قد اضاف إل قاضي القضاة شس الدين بن الول القاضي ميي الدين يي بن ممد بن علي بن الزكي فحكم أياما بالشباك شرقي باب الكلسة ث صار الكم بداره‬
‫مشاركا لبن الول ومن توف فيها من العيان‬
‫اللك السعود اقسيس بن الكامل‬
‫صاحب اليمن وقد ملك مكة سنة تسع عشرة فأحسن با العدلة ونفي الزيدية منها وأمنت الطرقات والجاج ولكنه كان مسرفا على نفسه فيه عسف وظلم أيضا وكانت وفاته بكة ودفن‬
‫بباب العلى‬
‫ممد السبت النجار‬
‫كان يعده بعضهم من البدال قال أبو شامة وهو الذي بن السجد غرب دار الزكاة عن يسار الارف الشارع من ماله ودفن بالبل وكان جنازته مشهودة رحه ال تعال‬
‫أبو السن علي بن سال‬
‫ابن يزبك بن ممد بن مقلد العبادي الشاعر من الديثة قدم بغداد مرارا وامتدح الستظهر وغيه وكان فاضل شاعرا يكثر التغزل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪125‬‬

‫أبو يوسف يعقوب بن صابر الران‬


‫ث البغدادي النجنيقي كان فاضل ف فنه وشاعرا مطبقا لطيف الشعر حسن العان قد أورد له ابن الساعي قطعة صالة ومن احسن ما أورد له قصيدة فيها تعزية عظيمة لميع الناس وهي ‪...‬‬
‫هل لن يرتى البقاء حلود ‪ ...‬وسوى ال كل شيء يبيد ‪ ...‬والذي كان من تراب وإن ‪ ...‬عاش طويل للتراب يعود ‪ ...‬فمصي النام طرا إل ما ‪ ...‬صار فيه آباؤهم والدود ‪ ...‬اين حواء‬
‫اين آدم إذفا ‪ ...‬تم اللد والثوى واللود ‪ ...‬أين هابيل أين قابيل إذه ‪ ...‬ذا لذا معاند وحسود ‪ ...‬أين نوح ومن نامعه بالفل ‪ ...‬ك والعالون طرا فقيد ‪ ...‬أسلمته اليام كالطفل للمو ‪...‬‬
‫ت ول يغن عمره المدود ‪ ...‬أين عاد بل أين جنة عاد ‪ ...‬أم ترى أين صال وثود ‪ ...‬أين إبراهيم الذي شاد ب ‪ ...‬ت ال فهو العظم القصود ‪ ...‬حسدوا يوسفا أخاهم فكادا ‪ ...‬ه ومات‬
‫الاسد والحسود ‪ ...‬وسليمان ف النبوة واللك ‪ ...‬قضى مثل ما قضى داود ‪ ...‬فغدوا بعدما أطيع لذا الل ‪ ...‬ق وهذا له الي الديد ‪ ...‬وابن عمران بعد آياته التس ‪ ...‬ع وشق الضم‬
‫فهو صعيد ‪ ...‬والسيح ابن مري وهو روح الل ‪ ...‬ه كادت تقضي عليه اليهود ‪ ...‬وقضى سيدا لنبيي والا ‪ ...‬دي إل الق أحدالحمود ‪ ...‬وبنوه وآله الطاهرو ‪ ...‬الزهر صلى عليهم‬
‫العبود ‪ ...‬ونوم السماء منتثرات ‪ ...‬بعد حي وللهواء ركود ‪ ...‬ولنار الدنيا الت توقد الصخ ‪ ...‬ر خود وللماء جود ‪ ...‬وكذا للثرى غداة يؤم الن ‪ ...‬اس منها تزلزل وهود ‪ ...‬هذه‬
‫المهات نار وترب ‪ ...‬وهواء رطب وماء برود ‪ ...‬سوف يفن كما فنينا فل ‪ ...‬يبقى من اللق والد ووليد ‪ ...‬ل الشقي الغوي من نوب اليا ‪ ...‬م ينجو ول السعيدا لرشيد ‪ ...‬ومت‬
‫سلت النايا سيوفا ‪ ...‬فالوال حصيدها والعبيد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪126‬‬

‫ومن توف فيها أبو الفتوح نصر بن علي البغدادي‬


‫الفقيه الشافعي ويلقب بثعلب اشتغل ف الذهب واللف ومن شعره قوله ‪ ...‬جسمي معي غي أن الروح عندكم ‪ ...‬فالسم ف غربة والروح ف وطن ‪ ...‬فليعجب الناس من أن ل بدنا ‪...‬‬
‫ل روح فيه ول روح بل بدن ‪ ...‬أبو الفضل جبائيل بن منصور‬
‫ابن هبة ال بن جبيل بن السن بن غالب بن يي بن موسى بن يي بن السن بن غالب بن السن بن عمرو بن السن بن النعمان بن النذر العروف بابن زطينا البغدادي كاتب الديوان با‬
‫أسلم وكان نصرانيا فحسن إسلمه وكان من أفصح الناس وأبلغهم موعظة ومن ذلك قوله خي أوقاتك ساعة صفت ل وخلصت من الفكرة لغيه والرجاء لسواه وما دمت ف خدمة‬
‫السلطان فل تغتر بالزمان أكفف كفك واصرف طرفك وأكثر صومك وأقلل نومك يؤمنك واشكر ربك يمد أمرك وقال زاد السافر يقدم على رحيله فأعد الزاد تبلغ بالعاد الراد وقال إل‬
‫مت تتمادى ف الغفلة كأنك قد أمنت عواقب الهلة عمر اللهو مضى وعمر الشبيبة انقضى وما حصلت من ربك على ثقة بالرضا وقدا نتهى بك المر إل سن التخاذل وزمن التكاسل وما‬
‫حظيت بطائل وقال روحك تضع وعينك ل تدمع وقلبك يشع ونفسك تشع وتظلم نفسك وأنت لا تتوجع وتظهر الزهد ف الدنيا وف الال تطمع وتطلب ما ليس لك بق وما ‪ 2‬وجب‬
‫عليك من الق ل تدفع وتروم فضل ربك وللماعون تنع وتعيب نفسك المارة وهي عن اللهو ل ترجع وتوقظ الغافلي بانذارك وتتناوم عن سهمك وتجع وتص غيك بيك ونفسك‬
‫الفقية ل تنفع وتوم على الق وأنت بالباطل مولع وتتعثر ف الضايق وطرق النجاة مهيع وتتهجم على الذنوب وف الجرمي تشفع وتظهر القناعة بالقليل وبالكثي ل تشبع وتعمر الدار‬
‫الفانية ودارك الباقية خراب بلقع وتستوطن ف منل رحيل كأنك إل ربك ل ترجع وتظن أنك بل رقيب وأعمالك إل الراقب ترفع تقدم على الكبائر وعن الصغائر تتورع وتؤمل الغفران‬
‫وأنت عن الذنوب ل تقلع وترى الهوال ميطة بك وأنت ف ميدان اللهو ترتع وتستقبح أفعال الهال وباب الهل تقرع وقد آن لك أن تأنف من التعنيف وعن الدنايا تترفع وقد سار‬
‫الخفون وتلفت فماذا تتوقع‬
‫وقد أورد ابن الساعي له شعرا حسنا فمنه ‪ ...‬إن سهرت عيناك ف طاعة ‪ ...‬فذاك خي لك من نوم ‪ ...‬امسك قد فات بعلته ‪ ...‬فاستدرك الفائت ف اليوم ‪ ...‬وله ‪ ...‬إن ربا هداك بعد‬
‫ضلل ‪ ...‬سبل الرشد مستحق للعبادة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪127‬‬

‫‪ ...‬فتعبد له تد منه عتقا ‪ ...‬واستدم فضله بطول الزهادة ‪ ...‬وله إذا تعففت عن حرام ‪ ...‬عوضت بالطيب اللل ‪ ...‬فاقنع تد ف الرام حل ‪ ...‬فضل من ال ذي اللل‬
‫ث دخلت سفه سبع وعشرين وستمائة‬
‫فيها كانت وقعة عظيمة بي الشرف موسى بن العادل وبي جلل الدين بن خوارزم شاه وكان سبببها أن جلل الدين كان قد أخذ مدينة خلط ف الاضي وخربا وشرد أهلها وحار به علء‬
‫الدين كيقباد ملك الروم وأرسل إل الشرف يستحثه على القدوم عليه ولو جريدة وحده فقد الشرف ف طائفة كبية من عسكر دمشق وانضاف إليهم عسكر بلد الزيرة ومن تبقى من‬
‫عسكر خلط فكانوا خسة آلف مقتل معهم العدة الكاملة واليول الائلة فالتقوا مع جلل الدين بأذربيجان وهو ف عشرين ألف مقاتل فلم يقم لم ساعة واحدة ول صب فتقهقر وانزم‬
‫واتبعوه على الثر ول يزالوا ف طلبهم إل مدينة خوى وعاد الشرف إل مدينة خلط فوجدها خاوية على عروشها فمهدها واطدها ث تصال وجلل الدين وعاد إل مستقر ملكه حرسها ال‬
‫وفيها تسلم الشرف قلعة بعلبك من اللك المد برام شاه بعد حصار طويل ث استخلف على دمشق أاخاه الصال إساعيل ث سار إل الشرف بسبب أن جلل الدين الوارزمي استحوذ‬
‫على بلد خلط وقتل من أهلها خلقا كثيا ونب أموال كثية فالتقى معه الشرف واقتتلوا قتال عظيما فهزمه الشرف هزية منكرة وهلك من اللوارزمية خلق كثي ودقت البشائر ف البلد‬
‫فرحا بنصرة الشرف على الوارزمية فإنم كانوا ل يفتحون بلدا إل قتلوا من فيه ونبوا أموالم فكسرهم ال تعال وقد كان الشرف رأى النب صلى ال عليه وسلم ف النام قبل الوقعة وهو‬
‫يقول له يا موسى أنت منصور عليهم ولا فرغ من كسرتم عاد إل بلد خلط فرمم شعثها وأصلح ما كان فسد منها ول يج أحد من اهل الشام ف هذه السنة ولف الت قبلها وكذا فيما‬
‫قبلها أيضا فهذه ثلث سني ل يسر من الشام أحد إل الج وفيها اخذت الفرنج جزيرة سورقة وقتلوا با خلقا وأسروا آخرين فقدموا بم إل الساحل فاستقبلهم السلمون فأخبوا با جرى‬
‫عليهم من الفرنج‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫زين المناء الشيخ الصال‬
‫أبو البكات ابن السن بن ممد بن السن بن هبة ال بن زين المناء بن عساكر الدمشقي الشافعي سع على عميه الافظ اب القاسم والصائن وغي واحد وعمر وتفرد بالرواية وجاوز‬
‫الثماني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪128‬‬

‫بنحو من ثلث سني وأقعد ف آخر عمره فكان يمل ف مفة إل الامع وإل دار الديث النورية لساع الديث وانتفع به الناس مدة طويلة ولا توف حضر الناس جنازته ودفن عند أخيه‬
‫الشيخ فخر الدين بن عساكر بقابر الصوفية رحه ال تعال‬
‫الشيخ بيم الاردين‬
‫كان صالا منقطعا مبا للعزلة عن الناس وكان مقيما بالزاوية الغربية من الامع وهي الت يقال له الغزالية وتعرف بزاوية الدولعي وبزاوية القطب النيسابوري وبزاوية الشيخ أب نصر القدسي‬
‫قاله الشيخ شهاب الدين أبو شامة وكان يوم جنازته مشهودا ودفن بسفح قاسيون رحه ال تعال وعفا عنه بنه وكرمه‬
‫ث دخلت سنة ثان وعشرين وستمائة‬
‫استهلت هذه السنة واللك الشرف موسى بن العادل مقيم بالزيرة مشغول فيها باصلح ما كان جلل الدين الوارزمي قد أفسده من بلده وقد قدمت التتار ف هذه السنة إل الزيرة‬
‫وديار بكر فعاثوا بالفساد يينا وشال فقتلوا ونبوا وسبوا على عادتم خذلم ال تعال وفيها رتب إمام بشهد أب بكر من جامع دمشق وصليت فيه الصلوات المس وفيها درس الشيخ تقي‬
‫الدين بن الصلح الشهرزوري الشافعي ف الدرسة الوانية ف جانب الارستان ف جادي الول منها وفيها درس الناصر ابن النبلي بالصالية بسفح قاسيون الت أنشاتا الاتون ربيعة خاتون‬
‫بنت أيوب اخت ست الشام‬
‫وفيها حبس اللك الشرف الشيخ علي الريري بقعلة عزتا وفيها كان غلء شديد بديار مصر وبلد الشام وحلب والزيرة بسبب قلة الياه السماوية والرضية فكانت هذه السنة كما قال‬
‫ال تعال ولنبلونكم بشيء من الوف والوع ونقص من الموال والنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون وذكر ابن الثي كلما طويل‬
‫مضمونه خروج طائفة من التتار مرة أخرى من بلد ما ورائ النهر وكان سبب قدومهم هذه السنة أن الساعيلية كتبوا إليهم يبونم بضعف أمر جلل الدين بن خوارزم شاه وأنه قد عادى‬
‫جيع اللوك حوله حت الليفة وأنه قد كسره الشرف بن العادل مرتي وكان جلل الدين قد ظهرت منه أفعال ناقصة تدل على قلة عقله وذلك أنه توف له غلم خصى يقال له قلج وكان‬
‫يبه فوجد عليه وجدا عظيما بيث إنه أمر المراء أن يشوا بنازته فمشوا فراسخ وأمر أهل البلد أن يرجوا بزن وتعداد عليه فتوان بعضهم ف ذلك فهم بقتلهم حت تشفع فيهم بعض‬
‫المراء ث ل يسمح بدفن قلج فكان يمل معه بحفة وكلما أحضر بي يديه طعام يقول أحلوا هذا إل قلج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪129‬‬

‫فقال له بعضهم ايها اللك إن قلج قد مات فأمر بقتله فقتل فكانوا بعد ذلك يقولون قبله وهو يقبل الرض ويقول هو الن أصلح ما كان يعن أنه مريض وليس بيت فيجد اللك بذلك راحة‬
‫من قلة عقله ودينه ‪ 2‬قبحه ال فلما جاءت التتار اشتغل بم وأمر بدفن قلج وهرب من بي أيديهم وامتل قلبه خوفا منهم وكان كلما سار من قطر لقوه إليه خربوا ما اجتازوا به من القاليم‬
‫والبلدان حت انتهوا إل الزيرة وجاوزوها إل سنجار وما ردين وآمذ يفسدون ما قدروا عليه قتل ونبا وأسرا وتزق شل جلل الدين وتفرق عنه جيشه فصاروا شذر مذر وبدلوا بالمن‬
‫خوفا وبالعز ذل وبالجتماع تفريقا فسبحان من بيده اللك ل إله إل هو وانقطع خب جلل الدين فل يدري أين سلك ول أين ذهب وتكنت التتار من الناس ف سائر البلد ل يدون من‬
‫ينعهم ول من يردعهم وألقى ال تعال الوهن والضعف ف قلوب الناس منهم كانوا كثيا يقتلون الناس فيقول السلم ل بال ل بال فكانوا يلعبون على اليل ويغنون وياكون الناس ل بال ل‬
‫بال وهذه طامة عظمى وداهية كبى فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وحج الناس ف هذه السنة من الشام وكان من حج فيها الشيخ تقي الدين أبو عمر بن الصلح ث ل يج الناس بعد هذه السنة أيضا لكثرة الروب والوف من التتار والفرنج فإنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون وفيها تكامل بناء الدرسة الت بسوق العجم ببغداد النسوبة إل إقبال الشراب وحضر الدرس با وكان يوما مشهودا اجتمع فيه جيع الدرسي والفتيي ببغداد وعمل بصحنها قباب‬
‫اللوى فحمل منها إل جيع الدارس والربط ورتب فيها خسة وعشرين فقيها لم الوامك الدارة ف كل يوم واللوى ف أوقات الواسم والفواكه ف زمانا وخلع على الدرس والعيدين‬
‫والفقهاء ف ذلك اليوم وكان وقتا حسنا تقبل ال تعال منه وفيها سار الشرف أبو العباس أحد بن القاضي الفاضل ف الرسلية عن الكامل ممد صاحب مصر إل الليفة الستنصر بال فأكرم‬
‫وأعيد معظما وفيها دخل اللك الظفر أبو سعيد كوكبى بن زين الدين صاحب إربل إل بغداد ول يكن دخلها قط فتلقاه الوكب وشافهه الليفة بالسلم مرتي ف وقتي وكان ذلك شرفا له‬
‫غبطة به سائر ملوك الفاق وسألوه أن يهاجروا ليحصل لم مثل ذلك فلم يكنوا لفظ الثغور ورجع إل ملكته معظما مكرما ومن توف فيها من العيان‬
‫يي بن معطي بن عبد النور‬
‫النحوي صاحب اللفية وغيها من الصنفات النحوية الفيدة ويلقب زين الدين أخذ عن الكندي وغيه ث سافر إل مصر فكانت وفاته بالقاهرة ف مستهل ذي الجة من هذه السنة وشهد‬
‫جنازته الشيخ شهاب الدين أبو شامة وكان قد رحل إل مصر ف هذه السنة وحكى أن اللك الكامل شهد جنازته أيضا وأنه دفن قريبا من قب الزن بالقرافة ف طريق الشافعي عن يسرة الار‬
‫رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪130‬‬

‫الدخوار الطبيب‬
‫مذهب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد العروف بالدخوار شيخ الطباء بدمشق وقد وقف داره بدرب العميد بالقرب من الصاغة العتيقة على الطباء بدمشق مدرسة لم وكانت وفاته‬
‫بصفر من هذه السنة ودفن بسفح قاسيون وعلى قبه قبة على أعمدة ف أصل البل شرقي الركتيه وقد ابتلى بستة أمراض متعاكسة منها ريح اللقوة وكان مولده سنة خس وستي وخسمائة‬
‫كان عمره ثلثا وستي سنة قال ابن الثي وفيها توف‬
‫القاضي أبو غان بن العدي‬
‫الشيخ الصال وكان من الجتهدين ف العبادة والرياضة من العاملي بعلمهم ولو قال قائل إنه ل يكن ف زمانه أعبد منه لكان صادقا فرضى ال تعال عنه وأرضاه فإنه من جاعة شيوخنا سعنا‬
‫عليه الديث وانفتعنا برؤيته وكلمه قال وفيها أيضا ف الثان عشر من ربيع الول توف صديقنا‬
‫أبو القاسم عبد الجيد بن العجمي اللب‬
‫وهو وأهل بيته مقدموا السنة بلب وكان رجل ذا مروءة غزيرة وخلق حسن وحلم وافر ورياسة كثية يب إطعام الطعام وأحب الناس إليه من أكل من طعامه ويقبل يده وكان يلقى أضيافه‬
‫بوجه منبسط ول يقعد عن إيصال راحة وقضاء حاجة فرحه ال تعال رحة واسعة قلت وهذا آخر ما وجد من الكامل ف التاريخ للحافظ عز الدين أب السن علي بن ممد بن الثي رحه ال‬
‫تعال‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الكري‬
‫ابن أب السعادات بن كري الوصلي أحد الفقهاء النفيي شرح قطعة كبية من القدورى وكتب النشاء لصاحبها بدر الدين لؤلؤ ث استقال من ذلك وكان فاضل شاعرا من شعره ‪ ...‬دعوه‬
‫كما شاء الغرام يكون ‪ ...‬فلست وإن خان العهود اخون ‪ ...‬ولينوا له ف قولكم ما استطعتم ‪ ...‬عسى قلبه القاسي علي يلي ‪ ...‬وبثوا صبابات إليه وكرروا ‪ ...‬حديثي عليه فالديث شجون‬
‫‪ ... ...‬بنفسي ألول بأنواعن العي حصة ‪ ...‬وحبهم ف القلب ليس يبي ‪ ...‬وسلوا على العشاق يوم تملوا ‪ ...‬سيوفا لا وطف الفون جفون‬
‫الجد البهنسي‬
‫وزير اللك الشرف ث عزله وصادره ولا توف دفن بتربته الت أنشأها بسفح قاسيون وجعل كتبه با وقفا وأجرى عليها أوقافا جيدة دارة رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪131‬‬

‫جال الدولة خليل بن زويزان رئيس قصر حجاج كان كيسا ذا مروءة له صدقات كثية وله زيارة ف مقابر الصوفية من ناحية القبلة ودفن بتربته عند مسجد قلوس رحه ال تعال‬
‫اللك المد واقف الدرسة المدية وفيها كانت وفاة‬
‫برام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه‬
‫ابن أيوب صاحب بعلبك ل يزل با حت قدم الشرف موسى بن العادل إل دمشق فملكها ف سنة ست وعشرين فانتزع من يده بعلبك ف سنة سبع وعشرين وأسكنه عنده بدمشق بدار أبيه‬
‫فلما كان شهر شوال من هذه السنة عدا عليه ملوك من ماليكه تركى فقتله ليل وكان قد اتمه ف صاحبة له وحبسه فتغلب عليه ف بعض الليال فقتله وقتل الملوك بعده ودفن المد ف تربته‬
‫الت إل جانب تربة أبيه ف الشرق الشمال رحه ال تعال وقد كان شاعرا فاضل له ديوان شعر وقد اورد له ابن الساعي قطعة جيدة من شعره الرائق الفائق وترجته ف طبقات الشافعية ول‬
‫يذكره أبو شامة ف الذيل وهذا عجيب منه وما أورد له ابن الساعي ف شاب رآه يقطع قضبان بان فأنشأ على البديهة ‪ ...‬من ل بأهيف قال حي عتبته ‪ ...‬ف قطع كل قضيب بان رائق ‪...‬‬
‫‪ ...‬تكى شائله الرشاء إذا انثن ‪ ...‬ريان بي جداول وحدائق ‪ ...‬سرقت غصون البان لي شائلي ‪ ...‬فقطعتها والقطع حد السارق‬
‫ومن شعره أيضا رحه ال تعال‬
‫يؤرقن حني وادكار ‪ ...‬وقد خلت الرابع والديار ‪ ...‬تناءى الظاعنون ول فؤاد ‪ ...‬يسي مع الوادج حيث ساروا حني مثلما شاء التنائي وشوق كلما بعد الزار ‪ ...‬وليل بعد بينهم ‪...‬‬
‫طويل ‪ ...‬فأين مضت ليلي القصار ‪ ...‬وقد حكم السهاد على جفون ‪ ...‬تساوى الليل عندي والنهار ‪ ...‬سهادي بعد نأيهم كثي ‪ ...‬ونومي بعد ما رحلوا غرار ‪ ...‬فمن ذا يستعي لنا‬
‫عيونا ‪ ...‬تنام وهل ترى عينا تعار ‪ ...‬فل ليلى له صبح مني ‪ ...‬ول وجدي يقال له عثار ‪ ...‬وكم من قائل والي غاد ‪ ...‬يجب ظعنه النقع الثار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪132‬‬

‫‪ ...‬وقوفك ف الديار وانت حي ‪ ...‬وقد رحل الليط عليك عار‬


‫وله دوبيت‬
‫‪ ...‬كم يذهب هذا العمر ف السران ‪ ...‬ما أغفلن فيه وما أنسان ‪ ...‬ضيعت زمان كله ف لعب ‪ ...‬يا عمر هل بعدك عمر ثان ‪...‬‬
‫وقد رآه بعضهم ف النام فقال له ما فعل ال تعال بك فقال‬
‫‪ ...‬كنت من دين على وجل ‪ ...‬زال عن ذلك الوجل ‪ ...‬أمنت نفسي بوائقها ‪ ...‬عشت لا مت لا رجل ‪...‬‬
‫رحه ال وعفا عنه‬
‫جلل الدين تكش‬
‫وقيل ممود بن علء الدين خوارزم شاه ممد بن تكش الوارزمي وهم من سللة طاهر بن السي وتكش جدهم هو الذي أزال دولة السلجوقية كانت التتار قهروا أباه حت شردوه ف‬
‫البلد فمات ف بعض جزائر البحر ث ساقوا وراء جلل الدين هذا حت مزقوا عساكره شذر مذر وتفرقوا عنه أيدي سبا وانفرد هو وحده فلقيه فلح من قرية بأرض ميافارقي فأنكره لا عليه‬
‫من الواهر الذهب وعلى فرسه فقال له من أنت فقال أنا ملك الوارزمية وكانوا قد قتلوا للفلح أخا فانزله وأظهر إكرامه فلما نام قتله بفأس كانت عنده وأخذ ما عليه فبلغ الب إل‬
‫شهاب الدين غازي ابن العادل صاحب ميافارقي فاستدعى بالفلح فأخذ ما كان عليه من الواهر وأخذ الفرس ايضا وكان الشرف يقول هو سد ما بيننا وبي التتار كما أن السد بيننا وبي‬
‫يأجوج ومأجوج‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين وستمائة‬
‫فيها عزل القاضيان بدمشق شس الوي وشس الدين بن سن الدولة وول قضاء القضاة عماد الدين ابن الرستان ث عزل ف سنة إحدى وثلثي واعيد شس الدين بن سن الدولة كما سيأت‬
‫وفيها سابع عشر شوالا عزل الليفة الستنصر وزيره مؤيد الدين ممد بن ممد بن عبدالكري القمي وقبض عليه وعلى أخيه حسن ابنه فخر الدين أحد بن ممد القمي وأصحابم وحبسوا‬
‫واستوزر الليفة مكانه استاذ الدار شس الدين أبا الزهر أحد بن ممد بن الناقد وخلع عليه خلعة سنية وفرح الناس بذلك وفيه أقبل طائفة من التتار فوصلوا إل شهزور فندب الليفة‬
‫صاحب إربل مظفر الدين كوكبي بن زين الدين وأضاف إليه عساكر من عنده فساورا نوهم فهربت منهم التتار وأقاموا ف مقابلتهم مدة شهور ث ترض مظفر الدين وعاد إل بلده إربل‬
‫وتراجعت التتار إل بلدها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪133‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫الافظ ممد بن عبدالغن‬
‫ابن اب بكر البغدادي أبو بكر بن نقطة الافظ الحدث الفاضل صاحب الكتاب النافع السمى بالتقييد ف تراجم رواة الكتب والشاهي من الحدثي كان أبوه فقيها فقيا منقطعا ف بعض‬
‫مساجد بغداد يؤثر أصحابه با يصل له ونشأ ولده هذا معن بعلم الديث وساعه والرحلة فيه إل الفاق شرقا غربا حت برز فيه على القران وفاق أهل ذلك الزمان ولد سنة تسع وسبعي‬
‫وخسمائة وتوف يوم المعة الثان والعشرين من صفر من هذه السنة رحهم ال تعال‬
‫المال عبد ال بن الافظ عبد الغن القدسي كان فاضل كريا حييا سع الكثي ث خالط اللوك وأبناء الدنيا فتغيت أحواله ومات ببستان ابن شكر عند الصال إساعيل بن العادل وهو الذي‬
‫كفنه ودفن بسفح قاسيون‬
‫أبو علي السي بن أب بكر البارك‬
‫ابن أب عبد ال ممد بن يي بن مسلم الزبيدي ث البغدادي كان شيخا صالا حنفيا فاضل ذا فنون كثية ومن ذلك علم الفرائض والعروض وله فيه أرجوزة حسنة انتخب منها ابن الساعي‬
‫من كل بر بيتي وسرد ذلك ف تاريه‬
‫أبو الفتح مسعود بن إساعيل ابن علي بن موسى السلماسي فقيه أديب شاعر له تصانيف وقد شرح القامات والمل ف النحو وله خطب وأشعار حسنة رحه ال تعال‬
‫أبو بكر ممد بن عبد الوهاب‬
‫ابن عبد ال النصاري فخر الدين ابن الشيجي الدمشقي أحد العدلي با ولد سنة تسع وأربعي وخسمائة وسع الديث وكان يلي ديوان الاتون ست الشام بنت أيوب وفوضت إليه أمرا‬
‫أوقافها قال السبط وكان ثقة امينا كيسا متواضعا قال وقد وزر ولده شرف الدين للناصر داود مدة يسية وكانت وفاة فخر الدين ف يوم عيد الضحى ودفن بقابر باب الصغي رحه ال‬
‫تعال وعفا عنه حسام بن غزي ابن يونس عماد الدين أبو الناقب الحلى الصري ث الدمشقي كان شيخا صالا فاضل فقيها شافعيا حسن الحاضرة وله أشعار حسنة قال أبو شامة وله ف‬
‫معجم القوصي ترجة حسنة وذكر أنه توف عاشر ربيع الخر ودفن بقابر الصوفية قال السبط وكان مقيما بالدرسة المينية وكان ل يأكل لحد شيئا ول للسلطان بل إذا حضر طعاما كان‬
‫معه ف كمه شيء يأكله وكان ل يزال معه ألف دينار على وسطه وحكى عنه قال خلع علي اللك العادل ليلة طيلسانا فلما خرجت مشى بي يدي تعاط‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪134‬‬

‫يسبن القاضي فلما وصلت باب البيد عند دار سيف خلعت الطيلسان وجعلته ف كمي وتباطأت ف الشيء فالتفت فلم يرو راءه أحدا فقال ل أين القاضي فاشرت إل ناحية النورية وقلت‬
‫ذهب إل داره فلما اسرع إل ناحية النورية هرولت إل الدرسة المينية واسترحت منه قال ابن الساعي كان مولده سنة ستي وخسمائة وخلف أموال كثية ورثتها عصبته قال وكانت له‬
‫معرفة حسنة بالخبار والتواريخ وأيام الناس مع دين وصلح وورع وأورد له ابن الساعي قطعا من شعره فمن ذلك قوله ‪ ...‬قيل ل من هويت قد عبث الش ‪ ...‬عر ف خديه قلت ما ذاك‬
‫عاره ‪ ...‬حرة الد احرقت عنب الا ‪ ...‬ل فمن ذاك الدخان عذارة ‪ ...‬وله ‪ ...‬شوقي إليكم دون أشواقكم ‪ ...‬لكن ل بد أن يشرح ‪ ...‬لنن عن قلبكم غائب ‪ ...‬وأنتم ف القلب لن‬
‫تبحوا ‪ ...‬أبو عبد ال ممد بن علي‬
‫ابن ممد بن الارود الاران الفقيه الشافعي أحد الفضلء ول القضاء باربل وكان ظريفا خليعا وكان من ماسن اليام وله أشعار رائقة ومعان فائقة منها قوله ‪ ...‬مشيب أتى وشباب رحل ‪...‬‬
‫أحل العناية حيث حل ‪ ...‬وذنبك جم أل فارجعي ‪ ...‬وعودي فقد حان وقت الجل ‪ ...‬ودين الله ول تقصري ‪ ...‬ول يدعنك طل المل ‪ ...‬أبو الثناء ممود بن رال‬
‫ابن علي بن يي الطائي الرقي نزيل إربل وول النظر با للملك مظفر الدين وكان شيخا اديبا فاضل ومن شعره قوله ‪ ...‬وهيف ما الطى إل قوامه ‪ ...‬وما الغصن إل ما يثنيه لينه ‪ ...‬وما‬
‫الدعص إل ما تمل خصره ‪ ...‬وما النبل إل ما تريش جفونه ‪ ...‬وما المر إل ما يروق ثغره ‪ ...‬وما السحر إل ما تكن عيونه ‪ ...‬وما السن إل كله فمن الذي ‪ ...‬إذا ما رآه ل يزيد جنونه‬
‫‪ ...‬ابن معطي النحوي يي‬
‫ترجه أبو شامة ف السنة الاضية وهو أضبط لنه شهد جنازته بصر وأما ابن الساعي فإنه ذكره ف هذه السنة وقال إنه كان حظيا عند الكامل ممد صاحب مصر وإنه كان قد نظم أرجوزة ف‬
‫القراءت السبع ونظم ألفاظ المهرة وكان قد عزم على نظم صحاح الوهري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪135‬‬

‫ث دخلت سنة ثلثي وستمائة‬


‫فيها باشر خطابة بغداد ونقابة العباسيي العدل مدا لدين أبو القاسم هبة ال بن النصوري وخلع عليه خلعة سنية وكان فاضل قد صحب الفقراء والصوفية وتزهد برهة من الزمان فلما دعى‬
‫إل هذا المر أجاب سريعا وأقبلت عليه الدنيا بزهرتا وخدمة الغلمان التراك ولبس لباس الترفي وقد عاتبه بعض تلمذته بقصيدة طويلة وعنفه على ما صار إليه وسردها ابن الساعي بطولا‬
‫ف تاريه وفيها سار القاضي مي الدين يوسف بن الشيخ جال الدين أب الفرج ف الرسلية من الليفة إل الكامل صاحب مصر ومعه كتاب هائل فيه تقليده اللك وفيه أوامر كثية مليحة من‬
‫إنشاء الوزير نصر الدين أحد بن الناقد سرده ابن الساعي أيضا بكماله وقد كان الكامل ميما بظاهر آمد من أعمال الزيرة قد افتتحها بعد حصار طويل وهو مسرور با نال من ملكها وفيها‬
‫فتحت دار الضيافة ببغداد للحجيج حي قدموا من حجهم وأجريت عليهم النفقات والكساوى والصلت وفيها سار العساكر الستنصرية صحبة المي سيف الدين أب الفضائل إقبال الاص‬
‫الستنصري إل مدينة إربل وأعمالا وذلك لرض مالكها مظفر الدين كوكبي بن زين الدين وأنه ليس له من بعده من يلك البلد فحي وصلها اليش منعه أهل البلد فحاصروه حت افتتحوه‬
‫عنوة ف السابع عشر من شوال ف هذه السنة وجاءت البشائر بذلك فضربت الطبول ببغداد بسبب ذلك وفرح أهلها وكتب التقليد عليها لقبال الذكور فرتب فيها الناصب وسار فيه سية‬
‫جيدة وامتدح الشعراء هذا الفتح من حيث هو كذلك مدحوا فاتها إقبال ومن احسن ما قال بعضهم ف ذلك ‪ ...‬يا يوم سابع عشر شوال الذي ‪ ...‬رزق السعادة أول وأخيا ‪ ...‬هنيت فيه‬
‫‪ ...‬بفتح إربل مثلما ‪ ...‬هنيت فيه وقد جلست وزيرا‬
‫يعن أن الوزير نصي الدين بن العلقمي قد كان وزر ف مثل هذا اليوم من العام الاضي وف مستهل رمضان من هذه السنة شرع ف عمارة دار الديث الشرفية بدمشق وكانت قبل ذلك دارا‬
‫للمي قاياز وبا حام فهدمت وبنيت عوضها وقد ذكر السبط ف هذه السنة أن ف ليلة النصف من شعبان فتحت دار الديث الشرفية الجاورة لقلعة دمشق وأملي با الشيخ تقي الدين بن‬
‫الصلح الديث ووقف عليها الشرف الوقاف وجعل با نعل النب صلى ال عليه وسلم قال وسع الشرف صحيح البخاري ف هذه السنة على الزبيدي قلت وكذا سعوا عليه بالدار‬
‫وبالصالية قال وفيها فتح الكامل آمد وحصن كيفا ووجد عند صاحبها خسمائة حرة للفراش فعذبه الشرف عذابا أليما وفيها قصد صاحب ماردين وجيش بلد الروم الزيرة فقتلوا وسبوا‬
‫وفعلوا ما ل يفعله التتار بالسلمي ومن توف با من العيان ف هذه السنة من الشاهي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪136‬‬

‫أبو القاسم علي بن الشيخ أب الفرج بن الوزي‬


‫كان شيخا لطيفا ظريفا سع الكثي وعمل صناعة الوعظ مدة ث ترك ذلك وكان يفظ شيئا كثيا من الخبار والنوادر والشعار ولد سنة إحدى وخسي وخسمائة وكانت وفاته ف هذه السنة‬
‫وله تسع وسبعون سنة وقد ذكر السبط وفاة‬
‫الوزير صفي الدين بن شكر‬
‫ف هذه السنة وأثن عليه وعلى مبته للعلم وأهله وأن له مصنفا ساه البصائر وأنه تغضب عليه العادل ث ترضاه الكامل وأعاده إل وزارته وحرمته ودفن بدرسته الشهورة بصر وذكر أن‬
‫أصله من قرية يقال لا دمية بصر‬
‫اللك ناصر الدين ممود‬
‫ابن عز الدين مسعود بن نور الدين أرسلن شاه بن قطب الدين مودود بن عمادا لدين بن زنكي بن آقسنقر صاحب الوصل كان مولده ف سنة ثلث عشرة وستمائة وقد أقامه بدر الدين‬
‫لؤلؤ صورة حت تكن أمره وقويت شوكته ث حجر عليه فكان ل يصل إل أحد من الواري ول شيء من السراري حت ليعقب وضيق عليه ف الطعام والشراب فلما توف جده لمه مظفر‬
‫الدين كوكبي صاحب إربل منعه حينئذ من الطعام والشراب ثلث عشرة يوما حت ما ت كمدا وجوعا وعطشا رحه ال وكان من أحسن الناس صورة وهو آخر ملوك الوصل من بيت‬
‫التابكي‬
‫القاضي شرف الدين إساعيل بن إبراهيم‬
‫أحد مشايخ النفية وله مصنفات ف الفرائض وغيها وهو ابن خالة القاضي شس الدين ابن الشيازي الشافعي وكلها كان ينوب عن ابن الزكي وابن الرستان وكان يدرس بالطرخانية‬
‫وفيها سكنه فلما أرسل إليه العظم أن يفت بإباحة نبيذ التمر وماء الرمان امت من ذلك وقال أنا على مذهب ممد بن السن ف ذلك والرواية عن أب حنيفة شاذة ول يصح حديث ابن‬
‫مسعود ف ذلك ول الثر عن عمر أيضا فغضب عليه العظم وعزله عن التدريس ووله لتلميذه الزين ابن العتال وأقام الشيخ بنله حت مات قال أبو شامة ومات ف هذه السنة جاعة من‬
‫السلطي منهم الغيث بن الغيث بن العادل والعزيز عثمان بن العادل ومظفر الدين صاحب إربل قلت أما صاحب إربل فهو‬
‫اللك الظفر أبو سعيد كوكبي‬
‫ابن زين الدين علي بن تبكتكي أحد الجواد والسادات الكباء واللوك الماد له آثار حسنة وقد عمر الامع الظفري بسفح قاسيون وكان قدهم بسياقه الاء إليه من ماء بذيرة فمنعه العظم‬
‫من ذلك واعتل بأنه قد ير على مقابر السلمي بالسفوح وكان يعمل الولد الشريف ف ربيع الول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪137‬‬

‫ويتفل به احتفال هائل وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطل عاقل عالا عادل رحه ال وأكرم مثواه وقد صنف الشيخ أبو الطاب ابن دحية له ملدا ف الولد النبوي ساه التنوير ف مولد‬
‫البشي النذير فأجازه على ذلك بألف دينار وقد طالت مدته ف اللك ف زمان الدولة الصلحية وقد كان ماصر عكا وإل هذه السنة ممودالسية والسريرة قال السبط حكى بعض من حضر‬
‫ساط الظفر ف بعض الوالد كان يد ف ذلك السماط خسة آلف راس مشوى وعشرة آلف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلثي ألف صحن حلوى قال وكان يضر عنده ف الولد اعيان‬
‫العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لم ويعمل للصوفية ساعا من الظهر إل الفجر ويرقص بنفسه معهم وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة وكانت صدقاته ف جيع‬
‫القرب والطاعات على الرمي وغيها ويتفك من الفرنج ف كل سنة خلقا من السارى حت قيل إن جلة من استفكه من ايديهم ستون ألف أسي قالت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب وكان‬
‫قد زوجه إياها أخوها صلح الدين لا كان معه على عكا قالت كان قميصه ل يساوي خسة دراهم فعاتبته بذلك فقال لبسي ثوبا بمسة واتصدق بالباقي خي من أن البس ثوبا مثمنا وادع‬
‫الفقي السكي وكان يصرف على الولد ف كل سنة ثلثائة ألف دينار وعلى دار الضيافة ف كل سنة مائة ألف دينار وعلى الرمي والياه بدرب الجاز ثلثي ألف دينار سوى صدقات السر‬
‫رحه ال تعال وكانت وفاته بقلعة إربل وأوصى أن يمل إل مكة فلم يتفق فدفن بشهد علي‬
‫واللك العزيز بن عثمان بن العادل‬
‫وهو شقيق العظم كان صاحب بانياس وتلك الصون الت هنالك وهو الذي بن العظمية وكان عاقل قليل الكلم مطيعا لخيه العظم ودفن عنده وكانت وفاته يوم الثني عاشر رمضان‬
‫ببستانه الناعمة من ليا رحه ال وعفا عنه‬
‫أبو الحاسن ممد بن نصر الدين بن نصر‬
‫ابن السي بن علي بن ممد بن غالب النصاري العروف بابن عني الشاعر قال ابن الساعي أصله من الكوفة وولد بدمشق ونشأ با وسافر عنها سني فجاب القطار والبلد شرقا وغربا‬
‫ودخل الزيرة وبلد الروم والعراق وخراسان وما وراء النهر والند والند واليمن والجاز وبغ ومدح أكثر أهل هذه البلد وحصل أموال جزيلة وكان ظريفا شاعرا مطيقا مشهورا حسن‬
‫الخلق جيل العاشرة وقد رجع إل بلده دمشق فكان با حت مات هذه السنة ف قول ابن للسماعي وأما السبط وغيه فأرخوا وفاته ف سنة ثلث وثلثي وقد قيل إنه مات ف سنة إحد‬
‫وثلثي وال أعلم والشهور أن أصله من حوران مدينة زرع وكانت إقامته بدمشق ف الزيرة قبلي الامع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪138‬‬

‫وكان هجاء له قدرة على ذلك وصنف كتابا ساه مقراض العراض مشتمل على نو من خسمائة بيت قل من سلم من الدماشقة من شره ول اللك صلح الدين ول أخوه العادل وقد كان‬
‫يزن بترك الصلة الكتوبة فال اعلم وقد نفاه اللك الناصر صلح الدين إل الند فامتدح ملوكها حصل أموال جزيلة وصار إل اليمن فيقال إنه وزر لبعض ملوكها ث عاد ف ايام العادل إل‬
‫دمشق ولا ملك العظم استوزره فأساء السية واستقال هو من تلقاء نفسه فعزله وكان قد كتب إل الدماشقة من بلد الند ‪ ...‬فعلم أبعدت أخا ثقة ‪ ...‬ل يقترف ذنبا ول سرقا ‪ ...‬انفوا‬
‫‪ ...‬الؤذن من بلدكم ‪ ...‬إن كان ينفي كل من صدقا‬
‫وما هجا به اللك الناصر صلح الدين رحه ال تعال‬
‫سلطاننا أعرج وكاتبه ‪ ...‬ذو عمش ووزيره أحدب ‪ ...‬والدولعي الطيب معتكف ‪ ...‬وهو على قشر بيضة يثب ‪ ...‬ولبن باقا وعظ يغش به الن ‪ ...‬اس وعبد اللطيف متسب ‪... ...‬‬
‫‪ ...‬وصاحب المر خلقه شرس ‪ ...‬وعارض اليش داؤه عجب‬
‫‪ ...‬وقال ف السلطان اللك العادل سيف الدين رحه ال تعال وعفا عنه إن سلطاننا الذي نرتيه ‪ ...‬واسع الال ضيق النفاق ‪ ...‬هو سيف كما يقال ولكن ‪ ...‬قاطع للرسوم والرزاق‬
‫وقد حضر مرة ملس الفخر الرازي براسان وهو على النب يعظ الناس فجاءت حامة خلفها جارح فألقت نفسها على الفخر الرازي كالستجية به فأنشأ ابن عني يقول‬
‫جاءت سليمان الزمان حامة ‪ ...‬والوت يلمع من جناحي خاطف ‪ ...‬قرم لواه الوع حت ظله ‪ ...‬بازائه بقلب واجف ‪ ...‬من أعلم الورقاء أن ملكم ‪ ...‬حرم وأنك ملجأ للخائف ‪... ...‬‬
‫الشيخ شهاب الدين السهروردي‬
‫صاحب عوارف العارف عمر بن ممد بن عبد ال بن ممد بن ممد بن حويه واسه عبد ال البكري البغدادي شهاب الدين أبو حفص السهروردي شيخ الصوفية ببغداد كان من كبار‬
‫الصالي وسادات السلمي وتردد ف الرسلية بي اللفاء واللوك مرارا وحصلت له أموال جزيلة ففرقها بي الفقراء والحتاجي وقد حج مرة وف صحبته خلق من الفقراء ل يعلمهم إل ال‬
‫عز وجل وكانت فيه مروءة وإغاثة للملهوفي وأمر بالعروف وني عن النكر وكان يعظ الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪139‬‬

‫‪ ...‬وعليه ثياب البذلة قال مرة ف ميعاده هذا البيت وكرره ‪ ...‬ما ف الصحاب أخو وجد تطارحه ‪ ...‬إل مب له ف الركب مبوب‬
‫فقام شاب وكان ف الجلس فأنشده‬
‫‪ ...‬كأنا يوسف ف كل راحلة ‪ ...‬وله وف كل بيت منه يعقوب ‪...‬‬
‫فصاح الشيخ ونزل عن النب وقصد الشاب ليعتذر إليه فلم يده ووجد مكانه حفرة فيهادم كثي من كثرة ما كان يفحص برجليه عند إنشاد الشيخ البيت وذكر له أبن خلكان أشياء كثية‬
‫من أناشيده وأثن عليه خيا وأنه توف ف هذه السنة وله ثلث وتسعون سنة رحه ال تعال‬
‫ابن الثي مصنف اسدالغابة والكامل‬
‫هو المام العلمة عز الدين أبو السن علي بن عبدالكري بن عبد الواحد الشيبان الزري الوصلي العروف بابن الثي مصنف كتاب أسد الغابة ف أساء الصحابة وكتاب الكامل ف التاريخ‬
‫وهو من أحسنها حوادث ابتدأه من البتدأ إل سنة ثان وعشرين وستمائة وقد كان يتردد إل بغداد خصيصا عند ملوك الوصل ووزر لبعضهم كما تقدم بيانه وأقام با ف آخر عمره موقرا‬
‫معظما إل ان توف با ف شعبان ف هذه السنة عن خس وسبعي سنة رحه ال وأما أخوه أبو السعادات البارك فهو مصنف كتاب جامع الصول وغيه وأخوها الوزير ضياء الدين أبو الفتح‬
‫نصر ال كان وزيرا للملك الفضل علي بن الناصر فاتح بيت القدس صاحب دمشق كما تقدم وجزيرة ابن عمر قيل إنا منسوبة إل رجل يقال له عبدالعزيز بن عمر من أهل برقعيد وقيل بل‬
‫هي منسوبة إل ابن عمر وها أوس وكامل ابنا عمر بن أوس‬
‫ابن الستوف الربلي‬
‫مبارك بن احد بن مبارك ابن موهوب بن غنيمة بن غالب العلمة شرف الدين أبو البكات اللخمي الربلي كان إماما ف علوم كثية كالديث وأساء الرجال والدب والساب وله‬
‫مصنفات كثية وفضائل غزيرة وقد بسط ترجته القاضي شس الدين بن خلكان ف الوفيات فأجاد وأفاد رحهم ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي وستمائة‬
‫فيها كمل بناء الدرسة الستنصرية ببغداد ول يب مدرسة قبلها مثلها ووقفت على الذاهب الربعة من كل طائفة اثنان وستون فقيها وأربعة معيدين ومدرس لكل مذهب وشيخ حديث وقارئان‬
‫وعشرة مستمعي وشيخ طب وعشرة من السلمي يشتغلون بعلم الطب ومكتب لليتام وقدر للجميع من البز واللحم واللوى والنفقة ما فيه كفاية وافرة كل واحد ولا كان يوم الميس‬
‫خامس رجب حضرت الدروس با وحضر الليفة الستنصر بال بنفسه الكرية وأهل دولته من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪140‬‬

‫المراء والوزراء والقضاة والفقهاء والصوفية والشعراء ول يتخلف أحد من هؤلء وعمل ساط عظيم با أكل منه الاضرون وحل منه إل سائر دروب بغداد من بيوتات الواص والعوام‬
‫وخلع على جيع الدرسي با والاضرين فيها وعلى جيع الدولة والفقهاء والعيدين وكان يوما مشهودا وأنشدت الشعراء الليفة الدائح الرائقة والقصائد الفائقة وقد ذكر ذلك ابن الساعي‬
‫ف تاريه مطول مبسوطا شافيا كافيا وقدر لتدريس الشافعية با المام مي الدين أبو عبد ال بن فضلن وللحنفية المام العلمة رشيد الدين أبو حفص عمر بن ممد الفرغان وللحنابلة المام‬
‫العال مي الدين يوسف بن الشيخ أب الفرج ابن الوزي ودرس عنه يومئذ ابنه عبدالرحن نيابة لغيبته ف بعض الرسالت إل اللوك ودرس للمالكية ويومئذ الشيخ الصال العال أبو السن‬
‫الغرب الالكي نيابة أيضا حت يعي شيخ غيه ووقفت خزائن كتب ل يسمع بثلها ف كثرتا وحسن نسخها وجودة الكتب الوقوفة با وكان التول لعمارة هذه الدرسة مؤيد الدين أبو طالب‬
‫ممد بن العلقمي الذي وزر بعد ذلك وقد كان إذ ذاك أستاذ دار اللفة وخلع عليه يومئذ وعلى الوزير نصي الدين ث عزل مدرس الشافية ف رابع عشر ذي القعدة بقاضي القضاة أب العال‬
‫عبدا لرحن بن مقبل مضافا إل ما بيده من القضاء وذلك بعد وفاة ميي الدين بن فضلن وقد ول القضاء مدة ودرس بالنظامية وغيها ث عزل ث رضى عنه ث درس آخر وقت بالستنصرية‬
‫كما ذكرنا فلما توف وليها بعده ابن مقبل رحهم ال تعال‬
‫وفيها عمر الشرف مسجد جراح ظاهر باب الصغي وفيها قدم رسول النب ورملك الفرنج إل الشرف ومعه هدايا منها دب أبيض شعره مثل شعر السد وذكروا أنه ينل إل البحر فيخرج‬
‫السمك فيأكله وفيها طاووس أبيض أيضا وفيها كملت عمارة القيسارية الت هي قبل النحاسي وحول إليها سوق الصاغة وشغر سوق اللؤلؤ الذي كان فيه الصاغة العتيقة عند الدادين‬
‫وفيها جددت الدكاكي الت بالزيادة قلت وقد جددت شرقي هذه الصاغة الديدة قيساريتان ف زماننا وسكنها الصياغ وتار الذهب وها حسنتان وجيعهما وقف الامع العمور‬
‫ومن توف ف هذه السنة من العيان‬
‫أبو السن علي بن أب علي‬
‫ابن ممد بن سال الثعلب الشيخ سيف الدين المدي ث الموي ث الدمشقي صاحب الصنفات ف الصلي وغي ذلك من ذلك أبكار الفكار ف الكلم ودقائق القائق ف الكمة وأحكام‬
‫الحكام ف أصول الفقه وكان حنبلي الذهب فصار شافعيا أصوليا منطقيا جدليا خلفيا وكان حسن الخلق سليم الصدر كثي البكاء رقيق القلب وقد تكلموا فيه بأشياء ال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪141‬‬


‫بصحتها والذي يغلب على الظن أنه ليس لغاليها صحة وقد كانت ملوك بن أيوب كالعظم والكامل يكرمونه وإن كانوا ل يبونه كثيا وقد فوض إليه العظم تدريس العزيزية فلما ول‬
‫الشرف دمشق عزله عنها ونادى بالدارس أن ل يشتغل أحد بغي التفسي والديث والفقه ومن اشتغل بعلوم الوائل نفيته فأقام الشيخ سيف الدين بنله إل أن توف بدمشق ف هذه السنة ف‬
‫صفر ودفن بتربته بسفح قاسيون وذكر القاضي ابن خلكان انه اشتغل ببغداد على اب الفتح نصر بن فتيان بن الن النبلي ث انتقل إل مذهب الشافعي فأخذ عن ابن فضلن وغيه وحفظ‬
‫طريقة اللف للشريف وزوائد طريقة أسعد اليهن ث انتقل إل الشام واشتغل بعلوم العقول ث إل الديار الصرية فأعاد بدرسة الشافعية بالقرافة الصغرى وتصدر بالامع الظافري واشتهر‬
‫فضله وانتشرت فضائله فحسده أقوام فسعوا فيه وكتبوا خطوطهم باتامه بذهب الوائل والتعطيل والنلل فطلبوا من بعضهم ان يوافقهم فكتب ‪ ...‬حسدوا الفت إذ ل ينالوا سعيه ‪...‬‬
‫‪ ...‬فالقوم أعداء له وخصوم‬
‫‪ ...‬فانتقل سيف الدين إل حاه ث تول إل دمشق فدرس بالعزيزية ث عزل عنها ولزم بيته إل أن مات ف هذه السنة وله ثانون عاما رحه ال تعال وعفا عنه‬
‫واقف الركنية المي ركن الدين منكورس الفلكي‬
‫غلم فلك الدين أخي اللك العادل لنه وقف الفلكية كما تقدم وكان هذا الرجل من خيار المراء ينل ف كل ليلة وقت السحر إل الامع وحده بطوافه ويواظب على حضور الصلوات فيه‬
‫مع الماعة وكان قليل الكلم كثي الصدقات وقد بن الدرسة الركنية بسفح قاسيون ووقف عليها أوقافا كثية وعمل عندها تربة وحي توف بقرية حدود حل إليها رحه ال تعال‬
‫الشيخ المام العال رضي الدين‬
‫أبو سليمان بن الظفر بن غنائم اليلي الشافعي أحد فقهاء بغداد والفتيي با والشغلي للطلبة مدة طويلة له كتاب ف الذهب نو من خسة عشر ملدا يكى فيه الوجوه الغريبة والقوال‬
‫الستغربة وكان لطيفا ظريفا توف رحه ال يوم الربعاء ثالث ربيع الول من هذه السنة ببغداد‬
‫الشيخ طي الصري أقام مدة بالشام ف زاوية له بدمشق وكان لطيفا كيسا زاهدا يتردد إليه الكابر ودفن بزاويته الذكورة رحه ال تعال‬
‫الشيخ عبد ال الرمن‬
‫أحد العباد الزهاد الذين جابوا البلد وسكنوا الباري والبال والوهاد واجتمعوا بالقطاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪142‬‬

‫والبدال والوتاد ومن كانت له الحوال والكاشفات والجاهدات والسياحات ف سائر النواحي والهات وقد القرآن لقرى ف بدايته وحفظ كتاب القدوري على مذهب أب حنيفة ث‬
‫اشتغل بالعاملت والرياضات ث أقام آخر عمره بدمشق حت مات با ودفن بسفح قاسيون وقد حكى عنه أشياء حسنة منها أنه قال اجتزت مرة ف السياحة ببلدة فطالبتن نفسي بدخولا‬
‫فآليت أن ل أستطعم منها بطعام ودخلتها فمررت برجل غسال فنظر إل شزرا فخفت منه وخرجت من البلد هاربا فلحقن ومعه طعام فقال كل فقد خرجت من البلد فقلت له وانت ف هذا‬
‫القام وتغسل الثياب ف السواق فقال ل ترفع رأسك ول تنظر إل شيئ من عملك وكن عبدا ل فإن استعملك ف الش فارض به ث قال رحه ال ‪ ...‬ولو قيل ل مت قلت سعا وطاعة ‪...‬‬
‫‪ ...‬وقلت لداعي الوت أهل ومرحبا‬
‫وقال اجتزت مرة ف سياحت براهب ف صومعه فقال ل يا مسلم ما أقرب الطرق عندكم إل ال عز وجل قلت مالفة النفس قال فرد رأسه إل صومعته فلما كنت بكة زمن الج إذا رجل‬
‫يسلم علي عند الكعبة فقلت من أنت فقال أنا الراهب قلت ب وصلت إل هاهنا قال بالذي قلت وف رواية عرضت السلم على نفسي فأبت فعلمت أنه حق فأسلمت وخالفتها فأفلح وأنح‬
‫وقال بينا أنا ذات يوم ببل لبنان إذا حرامية الفرنج فأخذون فقيدون وشدوا وثاقي فكنت عندهم ف أضيق حال فلما كان النهار شربوا وناموا فبينا أنا موثوق إذا حرامية السلمي قد اقبلوا‬
‫نوهم فأنبهتهم فلجأوا إل مغارة هنالك فسملوا من أولئك السلمي فقالوا كيف فعلت هذا وقد كان خلصك على أيديهم فقلت إنك أطعمتمون فكان من حق الصحبة أن ل أغشكم‬
‫فعرضوا علي شيئا من متاع الدنيا فأبيت وأطلقون وحكى السبط قال زرته مرة ببيت القدس وكنت قد أكلت سكا مالا فلما جلست عنده أخذن عطش جدا وغلى جانبه إبريق فيه ماء بارد‬
‫فجعلت أستحيي منه فمد يده إل البريق وقد أحر وجهه وناولن وقال خذ كم تكاسر فشربت وذكر أنه لا ارتل من بيت القدس كان سورها بعد قائما جديدا على عمارة اللك صلح‬
‫الدين قبل أن يربه العظم فوقف لصحابه يودعهم ونظر إل السور وقال كأن بالعاول وهي تعمل ف هذا السور عما قريب فقيل له معاول السلمي أو الفرنج فقال بل معاول السلمي فكان‬
‫كما قال وقد ذكرت له أحوال كثية حسنة ويقال إن أصله أرمن وإنه أسلم على يدي الشيخ عبد ال اليونين وقيل بل أصله رومي من قونية وأنه قدم على الشيخ عبدال اليونين وعليه‬
‫برنس كبانس الرهبان فقال له أسلم فقال أسلمت لرب العالي وقد كانت أمه داية امرأة الليفة وقد جرجت له كائنة غريبة فسلمه ال بسبب ذلك وعرفه الليفة فأطلقه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪143‬‬

‫ث دخلت سنة إثنتي وثلثي وستمائة‬


‫فيها خرب اللك الشرف بن العادل خان الزناري الذي كان بالعقبية فيه خواطئ وخور ومنكرات متعددة فهدمه وامر بعمارة جامع مكانه سى جامع التوبة تقبل ال تعال منه‬
‫وفيها توف القاضي باء الدين يوسف بن رافع بن تيم بن شداد اللب أحد رؤاسائها من بيت العلم والسيادة له علم بالتواريخ وايام الناس وغي ذلك وقد سع الكثي وحدث والشيخ شهاب‬
‫الدين عبدالسلم بن الطهر بن عبد ال بن ممد بن عصرون اللب أيضا كان فقيها زاهدا عابدا كانت له نو من عشرين سرية وكان شيخا يكثر من الماع فاعترته أمراض متلفة فأتلفته‬
‫ومات بدمشق ودفن بقاسيون وهو والد قطب الدين وتاج الدين والشيخ المام العال صائن الدين أبو ممد عبدالعزيز البلي الشافعي أحد الفقهاء الفتيي الشتغلي بالدرسة النظامية ببغداد‬
‫وله شرح على التنبيه للشيخ أب إسحاق توف ف ربيع الول رحه ال تعال والشيخ المام العال الطيب الديب أبو ممد حد بن حيد بن ممود بن حيد بن أب السن بن أب الفرج بن مفتاح‬
‫التميمي الدينوري الطيب با والفت لهلها الفقيه الشافعي تفقه ببغداد بالنظامية ث عاد إل بلده الشار إليها وقد صنف كتبا وأنشد عنه ابن الساعي ساعا منه ‪ ...‬روت ل أحاديث الغرام‬
‫صبابت ‪ ...‬باسنادها عن بانة العلم الفرد ‪ ...‬وحدثن مر النسيم عن المى ‪ ...‬عن الدوح عن وادي الغضا عن ربا ند ‪ ...‬بان غرامي والسى قد تلزما ‪ ...‬فلن يبحا حت أوسد ف لدي‬
‫‪...‬‬
‫وقد أرخ ابو شامة ف الذيل وفاة الشهاب السهروردي صاحب عوارف العارف ف هذه السنة وذكر أن مولده ف سنة تسع وثلثي وخسمائة وأنه جاوز التسعي وأما السبط فإنا أرخ وفاته‬
‫ف سنة ثلثي كما تقدم‬
‫قاضي القضاة بلب‬
‫أبو الحاسن يوسف بن رافع بن تيم بن عتبة بن ممد السدي الوصلي الشافعي كان رجل فاضل أديبا مقرئا ذا وجاهة عند اللوك أقام بلب وول القضاء با وله تصانيف وشعر توف ف هذه‬
‫السنة رحه ال تعال‬
‫ابن الفارض‬
‫ناظم التائبة ف السلوك على طريقة التصوفة النسوبي إل التاد هو ابو حفص عمر بن أب السن علي بن الرشد بن علي الموي الصل الصري الولد والدار والوفاة وكان أبوه يكتب‬
‫فروض النساء والرجال وقد تكلم فيه غي واحد من مشاينا بسبب قصيدته الشار إليها وقد ذكره شيخنا أبو عبد ال الذهب ف ميزانه وحط عليه مات ف هذه السنة وقد قارب السبعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪144‬‬

‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي وستمائة‬


‫فيها قطع الكامل وأخوه الشرف الفرات واصلحا ما كان أفسده جيش الروم من بلدها وخرب الكامل قلعة الرها وأحل بدنيسر بأسا شديدا وجاء كتاب بدر الدين صاحب الوصل بأن‬
‫الروم أقبلوا بائة طلب كل طلب بمسمائة فارس فرجع اللكان إل دمشق سريعا وعاد جيش الروم إل بلدها بالزيرة وأعادوا الصار كما كان ورجعت التتار عامهم ذلك إل بلدهم وال‬
‫تعال أعلم ومن توف فيها من العيان والشاهي ابن عني الشاعر وقد تقدمت ترجته ف سنة ثلثي‬
‫الاجري الشاعر‬
‫صاحب الديوان الشهور وهو عيسى بن سنجر بن برام بن جبيل بن خارتكي بن طاشتكي الربلي شاعر مطبق ترجة ابن خلكان وذكر أشياء من شعره كثية وذكر أنه كان صاحبهم وأنه‬
‫‪ ...‬كتب إل أخيه ضياء الدين عيسى يستوحش منه ‪ ...‬ال يعلم ما أبقى سوى رمق ‪ ...‬من فراقك يا من قربة المل ‪ ...‬فابعث كتابك واستودعه تعزية ‪ ...‬فربا مت شوقا قبل ما يصل‬
‫وذكر له ف الال رحه ال تعال ‪ ...‬ومهفهف من شعره وجبينه ‪ ...‬امسى الورى ف ظلمة وضياء ‪ ...‬ل تنكروا الال الذي ف خده ‪ ...‬كل الشقيق بنطقة سوداء ‪ ...‬ابن دحية‬
‫أبو الطاب عمر بن السن بن علي بن ممد بن فرج بن خلف بن قومس بن مزلل بن بلل بن بدر بن أحد بن دحية بن خليفة الكلب الافظ شيخ الديار الصرية ف الديث وهو أول من‬
‫باشر مشيخة دار الديث الكاملية با قال السبط وقد كان كابن عني ف ثلب السلمي والوقيعة فيهم ويتزيد ف كلمه فترك الناس الرواية عنه وكذبوه وقد كان الكامل مقبل عليه فلما‬
‫انكشف له حاله أخذ منه دار الديث وأهانه توف ف ربيع الول بالقاهرة ودفن بقرافة مصر وقد قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة وللشيخ السخاوي فيه أبيات حسنة وقال القاضي ابن‬
‫خلكان بعد سياق نسبه كما تقدم وذكر انه كتبه من خطه قال وذكر ان امه امة الرحن بنت أب عبد ال بن البسام موسى بن عبد ال بن السي بن جعفر بن علي بن ممد بن علي بن موسى‬
‫بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب فلهذا كان يكتب بطه ذو النسبي أبن دحية ابن السن والسي قال ابن خلكان وكان من أعيان العلماء ومشاهي الفضلء متقنا‬
‫لعلم الديث وما يتعلق به عارفا بالنحو واللغة وأيام العرب واشعارها اشتغل ببلد الغرب ث رحل إل الشام ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪145‬‬

‫إل العراق واجتاز باربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها العظم مظفر الدين بن زين الدين يعتن بالولد النبوي فعمل له كتاب التنوير ف مولد السراج الني وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف‬
‫دينار قال وقد سعناه على اللك العظم ف ستة مالس ف سنة ست وعشرين وستمائة قلت وقد وقفت على هذا الكتاب وكتبت منه أشياء حسنة مفيدة قال ابن خلكان وكان مولده ف سنة‬
‫أربع وأربعي وخسمائة وقيل ست أو تسع وأربعي وخسمائة وتوف ف هذه السنة وكان أخوه أبو عمرو عثمان قد باشر بعده دار الديث الكاملية بصر وتوف بعده بسنة قلت وقد تكلم‬
‫الناس فيه بأنواع من الكلم ونسبه بعضهم إل وضع حديث ف قصر صلة الغرب وكنت أود أن أقف على إسناده لنعلم كيف رجاله وقد اجع العلماء كما ذكره ابن النذر وغيه على أن‬
‫الغرب ل يقصر وال سبحانه وتعال يتجاوز عنا وعنه بنه وكرمه‬
‫ث دخلت سنة أربع وثلثي وستمائة‬
‫فيها حاصرت التتار إربل بالجانيف ونقبوا السوار حت فتحوها عنوة فقتلو أهلها وسبوا ذراريهم وامتنعت عليهم القلعة مدة وفيها النائب من جهة الليفة فدخل فصل الشتاء فأقلعوا عنها‬
‫وانشمروا إل بلدهم وقيل إن الليفة جهز لم جيشا فانزم التتار وفيها استخدم الصال أيوب بن الكامل صاحب حصن كيفا الوارزمية الذين تبقوا من جيش جلل الدين وانفصلوا عن‬
‫الرومي فقوى جأش الصال أيوب وفيها طلب الشرف موسى بن العادل من أخيه الكامل الرقة لتكون قوة له وعلفا لدوابه إذا جاز الفرات مع أخيه ف البواكي فقال الكامل أما يكفيه أن معه‬
‫دمشق ملكة بن أمية فأرسل الشرف المي فلك الدين بن السيي إل الكامل ف ذلك فأغلظ له الواب وقال إيش يعمل باللك يكفيه عشرته للمغان وتعلمه لصناعتهم فغضب الشرف‬
‫لذلك وبدت الوحشة بنيهما وأرسل الشرف إل حاه وحلب وبلد الشرق فحالف أولئك اللوك على أخيه الكامل فلو طال عمر الشرف لفسد اللك على أخيه وذلك لكثرة ميل اللوك‬
‫إليه لكرمه وشجاعته وشح أخيه الكامل ولكنه أدركته منيته ف أول السنة الداخلة رحه ال تعال ومن توف فيها من العيان اللك العزيز الظاهر صاحب حلب ممد بن السلطان اللك الظاهر‬
‫غياث الدين غازي بن اللك الناصر صلح الدين فاتح القدس الشريف وهو وأبوه وابنه الناصر أصحاب ملك حلب من أيام الناصر وكانت أم العزيز الاتون بنت اللك العادل أب بكر بن‬
‫أيوب وكان حسن الصورة كريا عفيفا توف وله من العمر أربع وعشرون سنة وكان مدبر دولته الطواشي شهاب الدين وكان من المراء رحه ال‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪146‬‬

‫تعال وقام ف اللك بعده ولده الناصر صلح الدين يوسف وال سبحانه وتعال أعلم صاحب الروم‬
‫كيقياد اللك علء الدين صاحب بلد الروم كان من أكابر اللوك وأحسنهم سية وقد زوجه العادل ابنته وأولدها وقد استول على بلدا لزيرة ف وقت واخذ أكثرها من يدالكامل ممد‬
‫وكسر الوارزمية مع الشرف موسى رحهما ال‬
‫الناصح النبلي‬
‫ف ثالث الحرم توف الشيخ ناصح الدين عبدا لرحن بن نم بن عبد الوهاب بن الشيخ أب الفرج الشيازي وهم ينتسبون إل سعد بن عبادة رضي ال عنه ولد الناصح سنة أربع وخسي‬
‫وخسمائة وقرأ القرى وسع الديث وكان يعظ ف بعض الحيان وقد ذكرنا قبل انه وعظ ف حياة الشيخ الافظ عبد الغن وهو أول من درس بالصالية الت بالبل وله بنيت وله مصنفات‬
‫وقد اشتغل علي ابن الن البغدادي وكان فاضل صالا وكان وفاته بالصالية ودفن هناك رحه ال‬
‫الكمال بن الهاجر التاجر كان كثي الصدقات والحسان إل الناس مات فجأة ف جادي الول بدمشق فدفن بقاسيون واستحوذ الشرف على أمواله فبلغت التركة قريبا من ثلثمائة ألف‬
‫دينار من ذلك سبحة فيها مائة حبة لؤلؤ كل واحدة مثل بيضة المامة‬
‫الشيخ الافظ ابو عمرو عثمان بن دحية‬
‫أخو الافظ أب الطاب بن دحية كان قد ول دار الديث الكاملية حي عزل أخوه عنها حت توف ف عامه هذا وكان ندر ف صناعة الديث أيضا رحه ال تعال‬
‫القاضي عبد الرحن التكريت الاكم بالكرك ومدرس مدرسة الزبدان فلما أخذت أوقافها سار إل القدس ث إل دمشق فكان ينوب با عن القضاة وكان فاضل نزها عفيفا دينا رحه ال تعال‬
‫ورضى عنه‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي وستمائة‬
‫فيها وكانت وفاة الشرف ث أخوه الكامل أما الشرف موسى بن العادل بان دار الديث الشرفية وجامع التوبة وجامع جراح فإنه توف ف يوم الميس رابع الحرم من هذه السنة بالقلعة‬
‫النصورة ودفن با حت نزت تربته الت بنيت له شال الكلسة ث حول إليها رحه ال تعال ف جادي الول وقد كان ابتداء مرضه ف رجب من السنة الاضية واختلفت عليه الدواء حت‬
‫كان الرائحي يرج العظام من رأسه وهو يسبح ال عز وجل فلما كان آخر السنة تزايد به الرض‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪147‬‬

‫واعتراه إسهال مفرط فخارت قوته فشرع ف التهيء للقاء ال عز وجل فاعتق مائت غلم وجارية ووقف دار فروخشاه الت يقال لا دار السعادة وبستانه بالنيب على أبنية وتصدق بأموال‬
‫جزيلة وأحضر له كفنا كان قد أعده من ملبس الفقراء والشايخ الذين لقيهم من الصالي وقد كان رحه ال تعال شهما شجاعا كريا جوادا لهل العلم ل سيما أهل الديث ومقار بيته‬
‫الصالة وقد بن لم دار حديث بالسفح وبالدينة للشافعية آخرى وجعل فيها نعل النب صلى ال عليه وسلم الذي ما زال حريصا على طلبه من النظام ابن أب الديد التاجر وقد كان النظام‬
‫ضنينا به فعزم الشرف أن يأخذ منه قطعة ث ترك ذلك خوفا من أن يذهب بالكلية فقدر ال موت ابن اب الديد بدمشق فأوصى للملك الشرف به فجعله الشرف بدار الديث ونقل إليها‬
‫كتبا سنية نفيسة وبن جامع التوبة بالعقبية وقد كان خانا للزناري فيه من النكرات شيء كثي وبن مسجد القصب وجامع جراح ومسجد دار السعادة وقد كان مولده ف سنة ست وسبعي‬
‫وخسمائة ونشأ بالقدس الشريف بكفالة المي فخر الدين عثمان الزناري وكان أبوه يبه وكذلك أخوه العظم ث استنابه ابوه على مدن كثية بالزيرة منها الرها وحران ث اتسعت ملكته‬
‫حي ملك خلط وكان من أعف الناس وأحسنهم سية وسريرة ل يعرف غي نسائه وسراريه مع أنه قد كان يعان الشراب وهذا من أعجب المور حكى السبط عنه قال كنت يوما بذه‬
‫النظرة من خلط إذ دخل الادم فقال بالباب امرأة تستأذن فدخلت فإذا صورة ل أر أحسن منها وإذا هي ابنة اللك الذي كان بلط قبلي فذكرت أن الاجب قد استحوذ على قرية لا‬
‫وأنا قد احتاجت إل بيوت الكرى وأنا إنا تتقوت من عمل النقوش للنساء فأمرت برد ضيعتها إليها وامرت لا بدار تسكنها وقد كنت قمت لا حي دخلت وأجلستها بي يدي وأمرتا‬
‫بستر وجهها حي أسفرت عنه ومعها عجوز فحي قضت شغلها قلت لا انضي على اسم ال تعال فقالت العجوز يا خوند إنا جاءت لتحظى بدمتك هذه الليلة فقلت معاذ ال ل يكون هذا‬
‫واستحضرت ف ذهن ابنت ربا يصيبها نظي ما أصاب هذه فقامت وهي تقول بالرمن سترك ال مثل ما سترتن وقلت لا مهما كان من حاجة فانيها إل أقضها لك فدعت ل وانصرفت‬
‫فقالت ل نفسي ف اللل مندوحة عن الرام فتزوجها فقلت ل وال ل كان هذا أبدا أين الياء والكرم والروءة قال ومات ملوك من ماليكي وترك ولدا ليس يكون ف الناس بتلك البلد‬
‫أحسن شبابا ول أحلى شكل منه فأحببته وقربته وكان من ل يفهم أمري يتهمن به فاتفق أنه عدا على إنسان فضربه حت قتله فاشتكى عليه إل اولياء القتول فقلت اثبتوا أنه قتله فأثبتوا ذلك‬
‫فحاجفت عنه ماليكي وأرادوا إرضاءهم بعشر ديات فلم يقبلوا ووقفوا ل ف الطريق وقالوا قد أثبتنا انه قتله فقلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪148‬‬

‫خذوه فتسلموه فقتلوه ولو طلبوا من ملكي فداء له لدفعته إليهم ولكن استحيت من ال أن أعارض شرعه بظ نفسي رحه ال تعال وعفا عنه‬
‫ولا ملك دمشق ف سنة ست وعشرين وستمائة نادى مناديه فيها أن ل يشتغل أحد من الفقهاء بشيء من العلوم سوى التفسي والديث والفقه ومن اشتغل بالنطق وعلوم الوائل نفي من‬
‫البلد وكان البلد به ف غاية المن والعدل وكثرة الصدقات واليات كانت القلعة ل تغلق ف ليال رمضان كلها وصحون اللوات خارجة منها إل الامع والوانق والربط والصالية وإل‬
‫الصالي والفقراء والرؤساء وغيهم وكان أكثر جلوسه بسجد أب الدرداء الذي جدده وزخرفه بالقلعة وكان ميمون النقيبة ما كسرت له رأيه قط وقد استدعى الزبيدي من بغداد حت سع‬
‫هو والناس عليه صحيح البخاري وغيه وكان له ميل إل الديث وأهله ولا توف رحه ال رآه بعض الناس وعليه ثياب خضر وهو يطي مع جاعة من الصالي فقال ما هذا وقد كنت تعان‬
‫الشراب ف الدنيا فقال ذاك البدن الذي كنا نفعل به ذاك عندكم وهذه الروح الت كنا نب با هؤلء فهي معهم ولقد صدق رحه ال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الرء مع من أحب‬
‫وقد كان اوصى باللك من بعده لخيه الصال إساعيل فلما توف أخوه ركب ف أبة اللك ومشى الناس بي يديه وركب إل جانبه صاحب حص وعز الدين أيبك العظمى حامل الغاشية على‬
‫راسه ث إنه صادر جاعة من الدماشقة الذين قيل عنهم إنم مع الكامل منهم العال تعاسيف وأولد ابن مزهر وحبسهم ببصرى وأطلق الريري من قلعة عزاز وشرط عليه أن ل يدخل دمشق‬
‫ث قدم الكامل من مصر وأنضاف إليه الناصر داود صاحب الكرك ونابلس والقدس فحاصروا دمشق حصارا شديدا وقد حصنها الصال إساعيل وقطع الياه ورد الكامل ماء بردى إل ثورا‬
‫وأحرقت العقبية وقصر حجاج فافتقر خلق كثي واحترق آخرون وجرت خطوب طويلة ث آل الال ف آخر جادي الول إل أن سلم الصال إساعيل دمشق إل أخيه الكامل على أن له‬
‫بعلبك وبصرى وسكن المر وكان الصلح بينهما على يدي القاضي ميي الدين يوسف بن الشيخ أب الفرج بن الوزي اتفق أنه كان بدمشق قد قدم ف رسلية من جهة الليفة إل دمشق‬
‫فجزاه ال تعال خيا ودخل الكامل دمشق وأطلق الفلك بن السيي من سجن اليات بالقلعة الذي كان أودعه فيه الشرف ونقل الشرف إل تربته وأمر الكامل ف يوم الثني سادس‬
‫جادي الخرة أئمة الامع أن ل يصلي أحد منهم الغرب سوى المام الكبي لا كان يقع من التشويش والختلف بسبب اجتماعهم ف وقت واحد ولنعم ما فعل رحه ال وقد فعل هذا ف‬
‫زماننا ف صلة التراويح اجتمع الناس على قارئ واحد وهو المام الكبي ف الحراب القدم عند البنر ول يبق به إمام يومئذ سوى الذي باللبية عند مشهد على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪149‬‬

‫ولو ترك لكان حسنا وال أعلم‬


‫ذكر وفاة اللك الكامل‬
‫ممد بن العادل رحه ال تعال تلك الكامل مدة شهرين ث أخذه أمراض متلفة من ذلك سعال وإسهال ونزلة ف حلقه ونقرس ف رجليه فاتفق موته ف بيت صغي من دار القصبة وهو البيت‬
‫الذي توف فيه عمه اللك الناصر صلح الدين ول يكن عندالكامل احد عند موته من شدة هيبته بل دخلوا فوجوده ميتا رحه ال تعال وقد كان مولده ف سنة ست وسبعي وخسمائة وكان‬
‫أكب اولد العادل بعد مردود وإليه أوصى العادل لعلمه بشأنه وكمال عقله وتوفر معرفته وقد كان جيد الفهم يب العلماء ويسألم اسئلة مشكلة وله كلم جيد على صحيح مسلم وكان‬
‫ذكيا مهيبا ذا بأس شديد عادل منصف له حرمة وافرة وسطوة قوية ملك مصر ثلثي سنة وكانت الطرقات ف زمانه آمنة والرعايا متناصفة ل يتجاسر أحد أن يظلم أحدا شنق جاعة من‬
‫الجناد اخذوا شعيا لبعض الفلحي بارض آمد واشتكى إليه بعض الركبدارية أن أستاذه استعمله ستة أشهر بل اجرة فأحضر الندي والبسه قباب الركبدارية وألبس الركبداري ثياب‬
‫الندي وامر الندي أن يدم الركبدار ستة أشهر على هذه اليئة ويضر الركبدار الوكب والدمة حت ينقضي الجل فتأدب الناس بذلك غاية الدب وكانت له اليد البيضاء ف رد ثغر‬
‫دمياط إل السلمي بعد أن استحوذ عليه الفرنج لعنهم ال فرابطهم أربع سني حت استنقذه منهم وكان يوم أخذه له واسترجاعه إياه يوما مشهودا كما ذكرنا مفصل رحه ال تعال وكانت‬
‫وفاته ف ليلة الميس الثان والعشرين من رجب من هذه السنة ودفن بالقلعة حت كملت تربته الت بالائط الشمال من الامع ذات الشباك الذي هناك قريبا من مقصورة ابن سنان وهي‬
‫الكندية الت عندا للبية نقل إليها ليلة المعة الادي والعشرين من رمضان من هذه السنة ومن شعره يستحث أخاه الشرف من بلدالزيرة حي كان ماصرا بدمياط ‪ ...‬يا مسعفي إن كنت‬
‫حقا مسعفي ‪ ...‬فارحل بغي تقيد وتوقف ‪ ...‬واطو النازل والديار ول تنخ ‪ ...‬إل على باب الليك الشرف ‪ ...‬قبل يديه لعدمت وقل له ‪ ...‬عن بسن تعطف وتلطف ‪ ...‬إن مات صنوك‬
‫عن قريب تلقه ‪ ...‬ما بي حد مهند ومثقف ‪ ...‬أو تبط عن إناده فلقاؤه ‪ ...‬يوم القيامة ف عراص الوقف ‪ ...‬ذكر ما جرى بعده‬
‫كان قد عهد لولده العادل وكان صغيا بالديار الصرية وبالبلد الدمشقية وولده الصال أيوب ببلد الزيرة فأمضى المراء ذلك فأما دمشق فاختلف المراء با ف اللك الناصر داود بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪150‬‬

‫العظم واللك الواد مظفر الدين يونس بن مودود بن اللك العادل فكان ميل عماد الدين ابن الشيخ إل الواد وآخرون إل الناصر وكان نازل بدار أسامة فانتظم أمر الواد وجاءت الرسالة‬
‫إل الناصر أن اخرج من البلد فركب من دار أسامة والعامة وراءه إل القلعة ل يشكون ف وليته اللك فسلك نو القلعة فلما جاوز العمادية عطف برأس فرسه نو باب الفرج فصرخت‬
‫العامة للل فسار حت نزل القابون عند وطأة برزة فعزم بعض المراء الشرفية على مسكه فساق فبات بقصر ام حكيم وساقوا وراءه فتقدم إل عجلون فتحصن با وأمن‬
‫واما الواد‬
‫فإنه ركب ف ابة اللك وأنفق الموال واللع على المراء قال السبط فرق ستة آلف ألف دينار وخسة آلف خلعة وأبطل الكوس والمور ونفى الواطيء واستقر ملكه بدمشق واجتمع‬
‫عليه المراء الشاميون والصريون ورحل الناصر داود من عجلون نو غزة وبلد الساحل فاستحوذ عليها فركب الواد ف طلبه ومعه العساكر الشامية والصرية وقال للشرفية كاتبوه‬
‫وأطمعوه فلما وصلت إليه كتبهم طمع ف موافقتهم فرجع ف سبعمائة راكب إل نابلس فقصده الواد وهو نازل على جيتي والناصر على سبسطية فهرب منه الناصر فاستحوذوا على‬
‫حواصله وأثقاله فاستغنوا با وافتقر بسببها فقرا مدقعا ورجع الناصر إل الكرك جريدة قد سلب امواله وأثقاله وعاد الواد إل دمشق مؤيدا منصورا‬
‫وفيها اختلفت الوارزمية على اللك الصال نم الدين أيوب بن الكامل صاحب كيفا وتلك النواحي وعزموا على القبض عليه فهرب منهم ونبوا أمواله وأثقاله ولأ إل سنجار فقصده بدر‬
‫الدين لؤلؤ صاحب الوصل ليحاصره ويأخذه ف قفص إل الليفة وكان أهل تلك الناحية يكرهون ماورته لتكبه وقوة سطوته فلم يبق إل أخذه إل القليل فكاتب الوارزمية واستنجد بم‬
‫ووعدهم بأشياء كثية فقدموا إليه جرائد ليمنعوه من البدر لؤلؤ فلما أحس بم لؤلؤ هرب منهم فاستحوذوا على أمواله وأثقاله فوجوا فيها شيئا كثيا ل يد ول يوصف ورجع إل بلده‬
‫الوصل جريدة خائبا وسلم الصال أيوب ما كان فيه من الشدة ومن توف فيها من العيان‬
‫ممد بن زيد‬
‫ابن ياسي الطيب جال الدين الدولعي نسبة إل قرية بأصل الوصل وقد ذكرنا ذلك عند ترجة عمه عبد اللك بن ياسي الطيب بدمشق أيضا وكان مدرسا بالغزالية مع الطابة وقد منعه‬
‫العظم ف وقت عن الفتاء فعاتبه السبط ف ذلك فاعتذر بأن شيوخ بلده هم الذين أشاروا عليه بذلك لكثرة خطئه ف فتاويه وقد كان شديد الواظبة على الوظيفة حت كاد أن ل يفارق بيت‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪151‬‬

‫الطابة ول يج قط مع أنه كانت له اموال جزيلة وقف مدرسة بيون وسبعا ف الامع ولا توف ودفن بدرسته الت بيون ول الطابةبعدة أخ له وكان جاهل ول يستقر فيها وتولها الكمال‬
‫بن عمر بن أحد بن هبة ال بن طلحة النصيب وول تدريس الغزالية الشيخ عبد العزيز بن عبد السلم‬
‫ممد بن هبة ال بن جيل‬
‫الشيخ أبو نصر بن الشيازي ولد سنة تسع واربعي وخسمائة وسع الكثي على الافظ ابن عساكر وغيه واشتغل ف الفقه وأفت ودرس بالشامية البانية وناب ف الكم عدة سني وكان‬
‫فقيها عالا فاضل ذكيا حسن الخلق عارفا بالخبار وأيام العرب والشعار كري الطباع حيد الثار وكانت وفاته يوم الميس الثالث من جادي الخرة ودفن بقاسيون رحه ال تعال‬
‫القاضي شس الدين يي بن بركات‬
‫ابن هبة ال بن السن الدمشقي قاضيها بن سنا الدولة كان عالا عفيفا فاضل عادل منصفا نزها كان اللك الشرف يقول ما ول دمشق مثله وقد ول الكم ببلده القدس وناب بدمشق عن‬
‫القضاة ث استقل بالكم وكانت وفاته يوم الحد السادس ذي القعدة وصلى عليه بالامع ودفن بقاسيون وتأسف الناس عليه رحه ال تعال وتوف بعده‬
‫الشيخ شس الدين بن الوب‬
‫القاضي زين الدين عبد ال بن عبد الرحن بن عبد ال بن علوان السدي عرف بابن الستاذ اللب قاضيها بعد باء الدين بن شداد وكان رئيسا عالا عارفا فاضل حسن اللق والسمت وكان‬
‫أبوه من الصالي الكبار رحهم ال تعال‬
‫الشيخ الصال العمر‬
‫أبو بكر ممد بن مسعود بن بروز البغدادي ظهر ساعه من أب الوقت ف سنة خس عشرة وستمائة فانثال الناس عليه يسمعون منه وتفرد بالرواية عنه ف الدنيا بعد الزبيدي وغيه توف ليلة‬
‫السبت التاسع والعشرين من شعبان رحه ال تعال‬
‫المي الكبي الجاهد الرابط صارم الدين‬
‫خطلبا بن عبد ال ملوك شركس ونائبه بعده مع ولده على تني وتلك الصون وكان كثي الصدقات ودفن مع استاذه بقباب شركس وهو الذي بناها بعد استاذه وكان خيا قليل الكلم‬
‫كثي الغزو مرابطا مدة سني رحه ال تعال وعفا عنه بنه كرمه‬
‫ث دخلت سنة ست وثلثي وستمائة‬
‫فيها قضى اللك الواد على الصفي بن مرزوق وصادره بأربعمائة ألف دينار وحبسه بقلعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪152‬‬

‫حص فمكث ثلث سني ل يرى الضوء وكان ابن مرزوق مسنا إل الواد قبل ذلك إحسانا كثيا وسلط الواد خادما لزوجته يقال له الناصح فصادر الدماشقة وأخذ منهم نوا من ستمائة‬
‫ألف دينار ومسك المي عماد الدين بن الشيخ الذي كان سبب تليكه دمشق ث خاف من أخيه فخر الدين بن الشيخ الذي بديار مصر وقلق من ملك دمشق وقال إيش أعمل باللك باز‬
‫وكلب أحب إل من هذا ث خرج إل الصيد وكاتب الصال نم الدين أيوب بن الكامل فتقايضا من حصن كيفا وسنجار وما تبع ذلك إل دمشق فملك الصال دمشق ودخلها ف مستهل‬
‫جادي الول من هذه السنة والواد بي يديه بالغاشية وندم على ما كان منه فأراد أن يستدرك الفائت فلم يتفق له وخرج من دمشق والناس يلعنونه بوجهه بسبب ما أسداه إليهم من‬
‫الصادرات وأرسل إليه الصال أيوب ليد إل الناس أموالم فلم يلتفت إليه وسار وبقيت ف ذمته ولا استقر الصال أيوب ف ملك مصر كما سيأت حبس الناصح الادم فمات ف أسوأ حالة‬
‫من القلة والقمل جزءا وفاقا وما ربك بظلم للعبيد وفيها ركب الصال أيوب من دمشق ف رمضان قاصدا الديار الصرية ليأخذها من أخيه العادل لصغره فنل بنابلس واستول عليه ا‬
‫وأخرجها من يد الناصر داود وأرسل إل عمه الصال إساعيل صاحب بعلبك ليقدم عليه ليكون ف صحبته إل الديار الصرية وكان قد جاء إليه إل دمشق ليبايعه فجعل يسوف به ويعمل عليه‬
‫ويالف المراء بدمشق ليكون ملكهم ول يتجاسر أحد من الصال أيوب لبوته أن يبه بذلك وانقضت السنة وهو مقيم بنابلس يستعدي إليه وهو ياطله‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫جال الدين الصيي النفي‬
‫ممود بن احد العلمة شيخ النفية بدمشق ومدرس النورية أصله من قرية يقال لا حصي من معاملة بارى تفقه با وسع الديث الكثي وصار إل دمشق فانتهت إليه رياسة النفية با ل‬
‫سيما ف أيام العظم كان يقرأ عليه الامع الكبي وله عليه شرح وكان يترمه ويعظمه ويكرمه وكان رحه ال غزير الدمعة كثي الصدقات عاقل نزها عفيفا توف يوم الحد ثامن صفر ودفن‬
‫بقابر الصوفية تغمده ال برحته توف وله تسعون سنة واول درسة بالنورية ف سنة إحدى عشر وستمائة بعد الشرف داود الذي تولها بعد البهان مسعود وأول مدرسيها رحهم ال تعال‬
‫المي عماد الدين عمر بن شيخ الشيوخ صدر الدين على بن حويه كان سببا ف ولية الواد دمشق ث سار إل مصر فلمه صاحبها العادل بن الكامل بن العادل فقال الن أرجع ال دمشق‬
‫وآمر الواد بالسي إليك على ان تكون له اسكندرية عوض دمشق فإن امتنع عزلته عنها وكنت انا نائبك فيها فنهاه اخوه فخر الدين بن الشيخ عن تعاطي ذلك فلم يقبل ورجع إل دمشق‬
‫فتلقاه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪153‬‬


‫الواد إل الصلي وانزله عنده بالقلعة بدار السرة وخادعه عن نفسه ث دس إليه من قتله جهرة ف صورة مستغيث به واستحوذ على أمواله وحواصله وكانت له جنازة حافلة ودفن بقاسيون‬
‫الوزير جال الدين علي بن حديد‬
‫وزر للشرف واستوزره الصال أيوب أياما ث مات عقب ذلك كان أصله من الرقة وكان له أملك يسية يعيش منها ث آل امره أن وزر للشرف بدمشق وقد هجاه بعضهم وكانت وفاته‬
‫بالواليق ف جادي الخرة ودفدن بقابر الصوفية‬
‫جعفر بن علي‬
‫ابن أب البكات بن جعفر بن يي المدان راوية السلفي قدم إل دمشق صحبة الناصر داود وسع عليه أهلها وكانت وفاته با ودفن بقابر الصوفية رحه ال تعال وله تسعون سنة‬
‫الافظ الكبي زكي الدين‬
‫أبو عبد ال بن ممد بن يوسف بن ممد البزال الشبيلي أحد من اعتن بصناعة الديث وبرز فيه وأفاد الطلبة وكان شيخ الديث بشهد ابن عروة ث سافر إل حلب فتوف بماه ف رابع‬
‫عشر رمضان من هذه السنة وهو جد شيخنا الافظ علم الدين بن القاسم بن ممد البزال مؤرخ دمشق الذي ذيل على الشيخ شهاب الدين أب شامة وقد ذيلت أنا على تاريه بعون ال‬
‫تعال‬
‫ث دخلت سنة سبع وثلثي وستمائة‬
‫استهلت هذه السنة وسلطان دمشق نم الدين الصال أيوب بن الكامل ميم عند نابلس يستدعي عمه الصال إساعيل ليسي إل الديار الصرية بسبب أخذها من صاحبها العادل بن الكامل‬
‫وقد أرسل الصال إساعيل ولده وابن يغمود إل صحبة الصال أيوب فهما ينفقان الموال ف المراء ويلفانم على الصال أيوب للصال إساعيل فلما ت المر وتكن الصال إساعيل من‬
‫مراده أرسل إل الصال أيوب يطلب منه ولده ليكون عوضه ببعلبك ويسي هو إل خدمته فأرسله إليه وهو ل يشعر بشيء ما وقع وكل ذلك عن ترتيب أب السن غزال التطبب وزير‬
‫الصال وهو المي واقف أمينية بعلبك فلما كان يوم الثلثاء السابع والعشرين من صفر هجم اللك الصال إساعيل وف صحبته أسدا لدين شيكوه صاحب حص إل دمشق فدخلها بغتة‬
‫من باب الفراديس فنل الصال إساعيل بداره من درب الشعارين ونزل صاحب حص بداره وجاء نم الدين بن سلمة فهنأ الصال إساعيل ورقص بي يديه وهو يقول إل بيتك جئت‬
‫واصبحوا فحاصروا القلعة وبا الغيث عمر بن الصال نم الدين ونقبوا القلعة من ناحية باب الفرج وهتكوا حرمتها ودخلوها وتسلموها واعتقلو الغيث ف برج هنالك قال ابو شامة‬
‫واحترقت دار الديث وما هنالك من الوانيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪154‬‬

‫والدور حول القلعة ولا وصل الب با وقع إل الصال أيوب تفرق عنه أصحابه والمراء خوفا على أهاليهم من الصال إساعيل وبقي الصال أيوب وحده بماليكه وجاريته أم ولده خليل‬
‫وطمع فيه الفلحون والفوارنة وارسل الناصر داود صاحب الكرك إليه من أخذه من نابلس مهانا على بغلة بل مهماز ول مقدمة فاعتقله عنده سبعة أشهر وأرسل العادل من مصر إل الناصر‬
‫يطلب منه أخاه الصال أيوب ويعطيه مائة ألف دينار فما أجابه إل ذلك بل عكس ما طلب منه بإخباج الصال من سجنه والفراج عنه وإطلقه من البس يركب وينل فعند ذلك حاربت‬
‫اللوك من دمشق ومصر وغيها الناصر داود وبرز العادل من الديار الصرية إل بلبيس قاصدا قتال الناصر داود فاضطرب اليس عليه واختلفت المراء وقيدوا العادل واعتقلوه ف خركاه‬
‫وأرسلوا إل الصال ايوب يستدعونه إليهم فامتنع الناصر داود من إرساله حت اشترط عليه أن يأخذ له دمشق وحص وحلب بلد الزيرة وبلد ديار بكر نصف ملكة مصر ونصف ما ف‬
‫الزائن من الواصل والموال والواهر قال الصال ايوب فاجبت إل ذلك مكرها ول تقدر على ما اشترط جيع ملوك الرض وسرنا فأخذته معي خائفا أن تكون هذه الكائنة من الصريي‬
‫مكيدة ول يكن ل به حاجة وذكر أنه كان يسكر ويبط ف المور ويالف ف الراء السديدة فلما وصل الصال إل الصريي ملكوه عليهم ودخل الديار الصرية سالا مؤيدا منصورا مظفرا‬
‫مبورا مسرورا فأرسل إل الناصر داود عشرين ألف دينار فردها عليه ول يقبلها منه واستقر ملكه بصر وأما اللك الواد فإنه أساء السية ف سنجار وصادر أهلها وعسفهم فكاتبوا بدر‬
‫الدين لؤلؤ صاحب الوصل فقصدهم وقد خرج الواد للصيد فاخذ البلد بغي شيء وصار الواد إل غانة ث باعها من الليفة بعد ذلك وف ربيع الول درس القاضي الرفيع عبدالعزيز بن‬
‫عبد الواحد اليلي بالشامية البانية وف يوم الربعاء ثالث ربيع الخر ول الشيخ عز الدين عبدالعزيز بن عبد السلم بن أب القاسم السلمي خطابة جامع دمشق وخطب الصال إساعيل‬
‫لصاحب الروم ببلد دمشق وغيها لنه حالفه على الصال أيوب قال أبو شامة وف حزيران أيام الشمش جاء مطر عظيم هدم كثيا من اليطان وغيها وكنت يومئذ بالزة ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫صاحب حص‬
‫اللك الجاهد اسد الدين شيكوه بن ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه بن شادي وله إياها اللك الناصر صلح الدين بعد موت أبيه سنة إحدى وثاني وخسمائة فمكث فيها سبعا‬
‫وخسي سنة وكان من احسن اللوك سية طهر بلده من المور والكوس والنكرات وهي ف غاية المن والعدل ل يتجاسر أحد من الفرنج ول العرب يدخل بلده إل أهانه غاية الهانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪155‬‬

‫وكانت ملوك بن أيوب يتقونه لنه يرى أنه أحق بالمر منهم لن جده هو الذي فتح مصر وأول من ملك منهم وكانت وفاته رحه ال بمص وعمل عزاءه بامع دمشق عفا ال عنه بنه‬
‫القاضي الوب شس الدين أحد بن خليل ابن سعادة جعفر الوب قاضي القضاة بدمشق يومئذ وكان عالا بفنون كثية من الصول والفروع وغي ذلك وكانت وفاته يوم السبت بعد الظهر‬
‫السابع من شعبان وله خس وخسون سنة بالدرسة العادلية وكان حسن الخلق جيل العاشرة وكان يقول ل أقدر على إيصال الناصب إل مستحقيها له مصنفات منها عروض قال فيه أبو‬
‫شامة‬
‫‪ ...‬أحد بن الليل أرشده أل ‪ ...‬له لا أرشد الليل بن احد ‪ ...‬ذاك مستخرج العروض وه ‪ ...‬ذا مظهر السر منه والعود احد ‪...‬‬
‫وقد ول القضاء بعد رفيع الدين عبد العزيز بن عبدالواحد بن إساعيل بن عبدالادي النبلي مع تدريس العادلية وكان قاضيا بعلبك فأحضره إل دمشق الوزير أمي الدين الذي كان سامريا‬
‫فأسلم وزر للصال إساعيل واتفق هو وهذا القاضي على أكل أموال الناس بالباطل قال أبو شامة ظهر منه سوء سية وعسف وفسق وجور ومصادرة ف الموال قلت وقد ذكر غيه عنه أنه‬
‫ربا حضر يوم المعة ف الشهد الكمال بالشباك وهو سكران وان قنان المر كانت تكون على بركة العادلية يوم السبت وكان يعتمد ف التركات اعتمادا سيئا جدا وقد عامله ال تعال‬
‫بنقيض مقصوده وأهلكه ال على يدي من كان سبب سعادته كما سيأت بيانه قريبا إن شاء ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ثان وثلثي وستمائة‬
‫فيها سلم الصال اساعيل صاحب دمشق حصن سعيف أربون لصاحب صيدا الفرني فاشتد النكار عليه بسبب ذلك من الشيخ عز الدين بن عبد السلم خطيب البلد والشيخ أب عمر وبن‬
‫الاجب شيخ الالكية فاعتقلهما مدة ث اطلقهما وألزمهما منازلما وول الطابة وتدريس الغزالية لعماد الدين داود بن عمر بن يوسف القدسي خطيب بيت البار ث خرج الشيخان من‬
‫دمشق فقصد أبو عمرو الناصر داود بالكرك ودخل الشيخ عز الدين الديار الصرية فتلقاه صاحبها أيوب بالحترام والكرام ووله خطابة القاهرة وقضاء مصر واشتغل عليه أهلها فكان من‬
‫اخذعنه الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد رحهما ال تعال‬
‫وفيها قدم رسول من ملك التتار تول بن جنكيزخان إل ملوك السلم يدعوهم إل طاعته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪156‬‬

‫ويأمرهم بتخريب أسوار بلدانم وعنوان الكتاب من نائب رب السماء ماسح وجه الرض ملك الشرق والغرب قان قان وكان الكتاب مع رجل مسلم من أهل أصبهان لطيف الخلق فأول‬
‫ما ورد على شهاب الدين غازي بن العادل بيافارقي وقد أخب بعجائب ف أرضهم غريبة منها أن ف البلد التاخة للسد أناسا أعينهم ف مناكبهم وأفواهم ف صدورهم يأكلون السمك وإذا‬
‫رأوا أحدا من الناس هربوا وذكر أن عندهم بزرا ينبت الغنم يعيش الروف منها شهرين وثلثة ول يتناسل ومن ذلك أن با زندران عينا يطلع فيها كل ثلثي سنة خشبة عظيمة مثل النارة‬
‫فتقيم طول النهار فإذا غابت الشمس غابت ف العي فل ترى إل مثل ذلك الوقت وان بعض اللوك احتال ليمسكوها بسلسل ربطت فيها فغارت وقطعت تلك السلسل ث كانت إذا طعلت‬
‫ترى فيها تلك السلسل وهي إل الن كذلك قال أبو شامة وفيها قلت الياه من السماء والرض وفسد كثي من الزرع والثمار وال‬
‫أعلم ومن توف فيها من العيان والشاهي‬
‫ميي الدين بن عرب‬
‫صاحب الفصوص وغيه ممد بن علي بن ممد ابن عرب أبو عبد ال الطائي الندل طاف البلد وأقام بكة مدة وصنف فيها كتابه السمى بالفتوحات الكية ف نو عشرين ملدا فيها ما يعقل‬
‫ومال يعقل وما ينكر وما ل ينكر وما يعرف ومال يعرف وله كتابه السمى بفصوص الكم فيه أشياء كثية ظاهرها كفر صريح وله كتاب العبادلة وديوان شعر رائق وله مصنفات اخر كثية‬
‫جدا وأقام بدمشق مدة طويلة قبل وفاته وكان بنو الزكي لم عليه اشتمال وبه احتفال ولميع ما يقوله احتمال قال أبو شامة وله تصانيف كثية وعليه التصنيف سهل وله شعر حسن وكلم‬
‫طويل على طريق التصوف وكانت له جنازة حسنة ودفن بقبة القاضي مي الدين بن الزكي بقاسيون وكانت جنازته ف الثان والعشرين من ربيع الخر من هذه السنة وقال ابن السبط كان‬
‫يقول إنه يفظ السم العظم ويقول إنه يعرف الكيمياء بطريق النازلة ل بطريق الكسب وكان فاضل ف علم التصوف وله تصانيف كثية‬
‫القاضي نم الدين أبو العباس‬
‫أحد بن ممد بن خلف بن راجح القدسي النبلي الشافعي العروف بابن النبلي كان شيخا فاضل دينا بارعا ف علم اللف ويفظ المع بي الصحيحي للحميدي وكان متواضعا حسن‬
‫الخلق قد طاف البلدان يطلب العلم ث استقر بدمشق ودرس بالفداوية والصارمية والشامية الوانية وأم الصال وناب ف الكم عن جاعة من القضاة إل أن توف با وهو نائب الرفيع‬
‫اليلي وكانت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪157‬‬

‫وفاته يوم المعة سادس شوال ودفن بقاسيون‬


‫ياقوت بن عبد ال امي الدين الرول‬
‫منسوب إل بيت أتابك قدم بغداد مع رسول صاحب الوصل لؤلؤ قال ابن الساعي اجتمعت به وهو شاب أديب فاضل يكتب خطا حسنا ف غاية الودة وينظم شعرا جيدا ث روى عنه شيئا‬
‫من شعره قال وتوف ف جادي الخرة مبوسا‬
‫ث دخلت سنة تسع وثلثي وستمائة‬
‫فيها قصد اللك الواد أن يدخل مصر ليكون ف خدمة الصال أيوب فلما وصل إل الرمل توهم منه الصال أيوب وأرسل إليه كمال الدين ابن الشيخ ليقبض عليه فرجع الواد فاستجار‬
‫بالناصر داود وكان إذ ذلك بالقدس الشريف وبعث منه جيشا فالتقوا مع ابن الشيخ فكسروه وأسروه فوبه الناصر داود ث أطلقه وأقام الواد ف خدمة الناصر حت توهم منه فقيده وأرسله‬
‫تت الوطة إل بغداد فأطلقه بطن من العرب عن قوة فلجأ إل صاحب دمشق مدة ث انتقل إل الفرنج ث عاد إل دمشق فحبسه الصال إساعيل بعزتا إل ان مات ف سنة إحدى وأربعي كما‬
‫سيأت وفيها شرع الصال أيوب ف بناء الدارس بصر وبن قلعة بالزيرة غرم عليها شيئا كثيا من بيت الال وأخذ ملك الناس وخرب نيفا وثلثي مسجدا وقطع ألف نلة ث أخربا الترك ف‬
‫سنة إحدى وخسي كما سيأت بيانه وفيها ركب اللك النصور بن إبراهيم بن اللك الجاهد صاحب حص ومعه اللبيون فاقتتلوا مع الوارزمية بأرض حران فكسروهم ومزقوهم كل مزق‬
‫وعادوا منصورين إل بلدهم فاصطلح شهاب الدين غازي صاحب ميا فارقي مع الوارزمية وآواهم إل بلده ليكونوا من حزبه قال ابو شامة وفيها كان دخول الشيخ عز الدين إل الديار‬
‫الصرية فأكرمه صاحبها ووله الطابة بالقاهرة وقضاء القضاة بصر بعد وفاة القاضي شرف الدين الرقع ث عزل نفسه مرتي وانقطع ف بيته رحه ال تعال‬
‫قال وفيها توف الشمس بن الباز النحوي الضرير ف سابع رجب والكمال بن يونس الفقيه ف النصف من شعبان وكانا فاضلي بلدها ف فنهما قلت أما‬
‫الشمس ابن الباز‬
‫فهو ابو عبدا ل أحد بن السي بن احد بن معال بن منصور بن علي الضرير النحوي الوصلي العروف بابن البار اشتغل بعلم العربية وحفظ الفصل واليضاح والتكملة والعروض‬
‫والساب وكان يفظ الجمل ف اللغة وغي ذلك وكان شافعي الذهب كثي النوادر واللح وله أشعار جيدة وكانت وفاته عاشر رجب وله من العمر خسون سنة رحه ال تعال وأما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪158‬‬

‫الكمال بن يونس فهو موسى بن يونس بن ممد بن منعة بن مالك العقيلي أبو الفتح الوصلي شيخ الشافعية با ومدرس بعدة مدارس فيها وكانت له معرفة تامة بالصول والفروع والعقولت‬
‫والنطق والكمة ورحل إليه الطلبة من البلدان وبلغ ثانيا وثاني عاما وله شعر حسن فمن ذلك ما امتدح به البدر لؤلؤ صاحب الوصل وهو قوله‬
‫‪ ...‬لئن زينت الدنيا با لك أمرها ‪ ...‬فمملكة الدنيا بكم تتشرف ‪ ...‬بقيت بقاء الدهر أمرك نافذ ‪ ...‬وسعيك مشكور وحكمك ينصف ‪...‬‬
‫كان مولده سنة إحدى وخسي وخسمائة وتوف للنصف من شعبان هذه السنة رحه ال تعال قال أبو شامة وفيها توف بدمشق‬
‫عبدالواحد الصوف‬
‫الذي كان قسا راهبا ف كنيسة مري سبعي سنة أسلم قبل موته بأيام ث توف شيخا كبيا بعد أن أقام بانقاه السميساطية أياما ودفن بقابر الصوفية وكانت له جنازة حافلة حضرت دفنه‬
‫والصلة عليه رحه ال تعال‬
‫أبوالفضل أحد بن اسفنديار‬
‫ابن الوفق بن أب علي البوسنجي الواعظ شيخ رباط الرجوانية قال ابن الساعي كان جيل الصورة حسن الخلق كثي التودد والتواضع متكلما متفوها منطقيا حسن العبارة جيد الوعظ‬
‫طيب النشاد عذب اليراد له نظم حسن ث ساق عنه قصيدة يدح با الليفة الستنصر‬
‫أبو بكر ممد بن يي‬
‫ابن الظفر بن علم بن نعيم العروف بابن السر السلمي شيخ عال فاضل كان حنبليا ث صار شافعيا ودرس بعدة مدارس ببغداد للشافعية وكان احد العدلي با تول مباشرات كثية وكان‬
‫فقيها أصوليا عالا باللف وتقدم ببلده وعظم كثيا ث استنابه ابن فضلن بدار الري ث صار من أمره أن درس بالنظامية وخلع عليه ببغلة وحضر عنده العيان وما زال با حت توف عن‬
‫ثاني سنة ودفن بباب حرب قاضي القضاة ببغداد‬
‫أبو العال عبدالرحن بن مقبل بن علي الواسطي الشافعي اشتغل ببغداد وحصل وأعاد ف بعض الدارس ث استنابه قاضي القضاة عماد الدين أبو صال نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر ف‬
‫أيام الليفة الظاهر بن الناصر ث ول قضاء القضاة مستقل ث ول تدريس الستنصرية بعد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪159‬‬

‫موت أول من درس با ميي الدين ممد بن فضلن ث عزل عن ذلك كله وعن مشيخه بعض الربط ث كانت وفاته ف هذا العام وكان فاضل دينا متواضعا رحه ال تعال وعفا عنه‬
‫ث دخلت سنة أربعي وستمائة‬
‫فيها توف الليفة الستنصر بال وخلفة ولده الستعصم بال فكانت وفاة الليفة أمي الؤمني بكرة يوم المعة عاشر جادي الخرة وله من العمر إحدى وخسون سنة وأربعة أشهر وسبعة أيام‬
‫وكتم موته حت كان الدعاء له على النابر ذلك اليوم وكانت مدة وليته ست عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة وعشرين يوما ودفن بدار اللفة ث نقل إل الترب من الرصافة وكان جيل‬
‫الصورة حسن السريرة جيدالسية كثي الصدقات والب والصلت مسنا إل الرعية بكل ما يقدر عليه كان جده الناصر قد جع ما يتحصل من الذهب ف بركة ف دار اللفة فكان يقف على‬
‫حافتها ويقول أترى أعيش حت أملها وكان الستنصر يقف على حافتها ويقول أترى أعيش حت أنفقها كلها فكان يبن الربط والانات والقناطر ف الطرقات من سائر الهات وقد عمل‬
‫بكل ملة من مال بغداد دار ضيافة للفقراء ل سيما ف شهر رمضان وكان يتقصد الواري اللئي قد بلغن الربعي فيشترين له فيعتقهن ويهزهن ويزوجهن وف كل وقت يبز صلته ألوف‬
‫متعددة من الذهب تفرق ف الحال ببغداد على ذوي الاجات والرامل واليتام وغيهم تقبل ال تعال منه وجزاه خيا وقد وضع ببغداد الدرسة الستنصرية للمذاهب الربعة وجعل فيها‬
‫دار حديث وحاما ودار طب وجعل لستحقيها من الوامك والطعمة واللوات والفاكهة ما يتاجون إليه ف أوقاته ووقف عليها أوقافا عظيمة حت قيل إن ثن التب من غلت ريعها يكفي‬
‫الدرسة واهلها ووقف فيها كتبا نفيسة ليس ف الدنيا لا نظي فكانت هذه الدرسة جال لبغداد وسائر البلد وقد احترق ف أول هذه السنة الشهدا لذي بسامرا النسوب إل على الادي‬
‫والسن العسكري وقد كان بناه ارسلن البساسيي ف أيام تغلبه على تلك النواحي ف حدود سنة خسي وأربعمائة فأمر الليفة الستنصر باعادته إل ما كان عليه وقد تكلمت الروافض ف‬
‫العتذار عن حريق هذا الشهد بكلم طويل بارد ل حاصل له وصنفوا فيه أخبار وأنشدوا أشعارا كثية ل معن لا وهو الشهد الذي يزعمون أنه يرج منه النتظر الذي لحقيقة له فل عي‬
‫ول أثر ولو ل يب لكان أجدر وهو السن بن علي بن ممد الواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن علي ابن ممد بن الباقر بن علي زين العابدين بن السي الشهيد‬
‫بكر بلء بن علي بن أب طالب رضي ال عنهم أجعي وقبح من يغلو فيهم ويبغض بسببهم من هو أفضل منهم وكان الستنصر رحه ال كريا حليما رئيسا متوددا إل الناس وكان جيل‬
‫الصورة حسن الخلق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪160‬‬


‫بى النظر عليه نور بيت النبوبة رضي ال عنه وأرضاه وحكى أنه اجتاز راكبا ف بعض ازفة بغداد قبل غروب الشمس من رمضان فرأى شيخا كبيا ومعه إناء فيه طعام قد حله من ملة إل‬
‫ملة أخر فقال أيها الشيخ ل ل أخذت الطعام من ملتك أو أنت متاج تأخذ من الحلتي فقال ل وال يا سيدي ول يعرف أنه الليفة ولكن شيخ كبي وقد نزل ب الوقت وأنا أستحي من أهل‬
‫ملت أن أزاحهم وقت الطعام فيشمت ب من كان يبغضن فأنا أذهب إل غي ملت فآخذ الطعام وأتي وقت كون الناس ف صلة الغرب فأدخل بالطعام إل منل بيث ل يران أحد فبكى‬
‫الليفة رحه ال وامر له بألف دينار فلما دفعت إليه فرح الشيخ فرحا شديدا حت قيل إنه انشق قلبه من شدة الفرح ول يعش بعد ذلك إل عشرين يوما ث مات فخلف اللف دينار إل الليفة‬
‫لنه ل يترك وارثا وقد أنفق منها دينارا واحدا فتعجب الليفة من ذلك وقال شيء قد خرجنا عنه ل يعود إلينا تصدقوا با على فقراء ملته فرحه ال تعال وقد خلف من الولد ثلثة اثنان‬
‫شقيقان وها أمي الؤمني الستعصم بال الذي ول اللفة يعده وابو أحد عبد ال والمي أبو القاسم عبدالعزيز وأختهما من أم اخرى كرية صان ال حجابا وقد رثاه الناس بأشعار كثية‬
‫أورد منها بن الساعي قطعة صالة ول يستوزر أحدا بل أقرأبا السن ممد بن ممد القمي على نيابة الوزارة ث كان بعده نصر الدين أبو الزهر أحد بن ممد الناقد الذي كان استاذ دار‬
‫اللفة وال تعال أعلم بالصواب‬
‫خلفة الستعصم بال‬
‫أمي الؤمني وهو آخر خلفاء بن العباس ببغداد وهو الليفة الشهيد الذي قتله التتار بأمر هلكو ابن تول ملك التتار بن جنكيزخان لعنهم ال ف سنة ست وخسي وستمائة كما سيأت بيانه‬
‫إن شاء ال تعال وهو أمي الؤمني الستعصم بال أبو احد عبد ال بن أمي الؤمني الستنصر بال اب جعفر النصور بن أمي الؤمني الظاهر بال أب نصر ممد بن أمي الؤمني الناصر لدين ال‬
‫أب العباس أحد بن أمي الؤمني الستضيء بال أب ممد السن بن أمي الؤمني الستنجد بال أب الظفر يوسف بن أمي الؤمني القتفى لمر ال أب عبد ال ممد بن أمي الؤمني الستظهر بال‬
‫أب العباس أحد بن الليفة القتدي بأمر ال أب القاسم عبد ال وبقية نسبه إل العباس ف ترجة جده الناصر وهؤلء الذين ذكرناهم كلهم ول اللفة يتلو بعضهم بعضا ول يتفق هذا لحد قبل‬
‫الستعصم ان ف نسبه ثانية نسقا ولوا اللفة ل يتخللهم أحد وهو التاسع رحه ال تعال بنه‬
‫لا توف أبوه بكرة المعة عاشر جادي الخرة من سنة أربعي وستمائة استدعى هو من التاج يومئذ بعدالصلة فبويع باللفة ولقب بالستعصم وله من المر يومئذ ثلثون سنة وشهور وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪161‬‬

‫أتقن ف شبيبته تلوة القرآن حظفا وتويدا وأتقن العربية والط السن وغي ذلك من الفضائل على الشيخ شس الدين أب الظفر علي بن ممد بن النيار أحد ائمة الشافعية ف زمانه وقد‬
‫أكرمه وأحسن إليه ف خلفته وكان الستعصم على ما ذكر كثي التلوة حسن الداء طيب الصوت يظهر عليه خشوع وإنابة وقد نظر ف شيء من التفسي وحل الشكلت وكان مشهورا‬
‫بالي مشكورا مقتديا بأبيه الستنصر جهده وطاقته وقد مشت المور ف ايامه على السداد والستقامة بمد ال وكان القائم بذه البيعة الستعصمية شرف الدين أبو الفضائل إقبال الستنصري‬
‫فبايعه اول بنو عمه وأهله من بن العباس ث أعيان الدولة من المراء والوزراء والقضاة والعلماء والفقهاء ومن بعدهم من أول الل والعقد والعامة وغيهم وكان يوما مشهودا وممعا ممودا‬
‫ورأيا سعيدا وأمرا حيدا وجاءت البيعة من سائر الهات والقطار والبلدان والمصار وخطب له ف سائر البلدان والقاليم والرساتيق وعلى سائر النابر شرقا وغربا بعدا وقربا كما كان أبوه‬
‫وأحداده رحهم ال جيعا‬
‫وفيها وقع من الوادث أنه كان بالعراق وباء شديد ف آخر أيام الستنصر وغل السكر والدوية فتصدق الليفة‬
‫الستنصر بال‬
‫رحه ال بسكر كثي على الرضى تقبل ال منه وف يوم المعة رابع عشر شعبان أذن الليفة الستعصم بال لب الفرج عبد الرحن بن ميي الدين يوسف ابن الشيخ اب الفرج بن الوزي‬
‫وكان شابا ظريفا فاضل ف الوعظ بباب البدرية فتكلم وأجاد وافاد وامتدح الليفة الستعصم بقصيدة طويلة فصيحة سردها ابن الساعي بكمالا ومن يشابه أباه فما ظلم والشبل ف الخب‬
‫مثل السد وفيها كانت وقعة عظيمة بي اللبيي وبي الوارزمية ومع الوارزمية شهاب الدين غازي صاحب ميافارقي فكسرهم اللبيون كسرة عظيمة منكرة وغنموا من أموالم شيئا كثيا‬
‫جدا ونبت نصيبي مرة أخرى وهذه سابع عشر مرة نبت ف هذه السني فانا ل وإنا إليه راجعون وعاد الغازي إل ميا فارقي وتفرقت الوارزمية يفسدون ف الرض صحبة مقدمهم بركات‬
‫خان ل بارك ال فيه وقدم على الشهاب غازي منشور بدينة خلط فتسلمها وما فيها من الواصل وفيها عزم الصال أيوب صاحب مصر على دخول الشام فقيل له إن العساكر متلفة فجهز‬
‫عسكرا إليها وأقام هو بصر يدير ملكتها‬
‫ومن توف فيها من العيان الستنصر بال‬
‫أمي الؤمني كما تقدم والرمة الصونة الليلة‬
‫خاتون بنت عز الدين مسعود‬
‫ابن مودود بن زنكي بن آقسنقر التابكية واقفة الدرسة التابكية بالصالية وكانت زوجة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪162‬‬

‫السلطان اللك الشرف رحه ال وف ليلة وفاتا كانت وقفت مدرستها وتربتها بالبل قاله أبو شامة ودفنت با رحها ال تعال وتقبل منها‬
‫ث دخلت سنة إحدى وأربعي وستمائة‬
‫فيها ترددت الرسل بي الصال أيوب صاحب مصر وبي عمه الصال إساعيل صاحب دمشق على أن يرد إليه ولده الغيث عمر بن الصال أيوب العتقل ف قلعة دمشق وتستقر دمشق ف يد‬
‫الصال اساعيل فوقع الصلح على ذلك وخطب للصال أيوب بدمشق فخاف الوزير أمي الدولة أبو السن غزال السلمان وزير الصال اساعيل من غائلة هذا المر فقال لخدومه ل ترد هذا‬
‫الغلم لبيه ترج البلد من يدك هذا خات سليمان بيدك للبلد فعند ذلك أبطل ما كان وقع من الصلح ورد الغلم إل القلعة وقطعت الطبة للصال أيوب ووقعت الوحشة بي اللكي‬
‫وأرسل الصال أيوب إل الوارزمية يستحضرهم لصار دمشق فإنا ل وإنا إليه راجعون وكانت الوارزمية قد فتحوا ف هذه السنة بلد الروم وأخذوها من أيدي ملكها ابن علء الدين‬
‫وكان قليل العقل يلعب بالكلب والسباع ويسلطها على الناس فاتفق أنه عضه سبع فمات فتغلبوا على البلد حينئذ وفيها احتيط على أعوان القاضي الرفيع اليلي وضرب بعضهم بالقارع‬
‫وصودروا ورسم على القاضي الرفيع بالدرسة القدمية داخل باب الفراديس ث أخرج ليل وذهب به فسجن بغارة أفقه من نواحي البقاع ث انقطع خبه وذكر أبو شامة أنه توف ومنهم من‬
‫قال إنه ألقى من شاهق ومنهم من قال خنق وذلك كله بذي الجة من هذه السنة وف يوم المعة الامس والعشرين منه قرئ منشور ولية القضاء بدمشق لحي الدين بن ممد بن علي بن‬
‫ممد بن يي القرشي بالشباك الكمال من الامع كذا قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة وزعم السبط أن عزله إنا كان ف السنة التية وذكر أن سبب هلكه أنه كتب إل اللك الصال‬
‫يقول له إنه قد أورد إل خزانته من الموال ألف ألف دينار من أموال الناس فأنكر الصال ذلك ورد عليه الواب أنه ل يرد سوى ألف ألف درهم فأرسل القاضي يقول فأنا أحاقق الوزير‬
‫وكان الصال ل يالف الوزير فأشار حنيئذ على الصال فعزله لتبأ ساحة السلطان من شناعات الناس فعزله وكان من أمره ما كان وفوض أمر مدارسه إل الشيخ تقي الدين ابن الصلح فعي‬
‫العادلية للكمال التفليسي والعذراوية لحي الدين بن الزكي الذي ول القضاء بعده والمينية لبن عبدا لكاف والشامية البانية للتقي الموي وغيب القاضي الرفيع وأسقط عدالة شهوده قال‬
‫السبط أرسله المي مع جاعة على بغل بأكاف لبعض النصارى إل مغارة أفقه ف جبل لبنان من ناحية الساحل فأقام با أياما ث أرسل إليه عدلي من بعلبك ليشهدا عليه ببيع أملكه من امي‬
‫الدولة فذكرا أنما شاهداه وعليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪163‬‬

‫بفيفه وقندورة وانه استطعمهما شيئا من الزاد وذكر أن له ثلثة أيام ل يأكل شيئا فأطعماه من زوادتما وشهدا عليه وانصرفا ث جاءه داود النصران فقال له قم فقد أمرنا بملك إل بعلبك‬
‫فأيقن باللك حينئذ فقال دعون أصلي ركعتي فقال له قم فقام يصلي فأطال الصلة فرفسه النصران فألقاه من رأس البل إل أسفل الوادي الذي هناك فما وصل حت تقطع وحكى أنه تعلق‬
‫ذيله بسن البل فما زال داود يرميه بالجارة حت ألقاه إل أسفل الوادي وذلك عند السقيف الطل على نر إبراهيم قال السبط وقد كان فاسد العقيدة دهريا مستهزئا بأمور الشرع يرج إل‬
‫الجلس سكرانا ويضر إل المعة كذلك وكانت داره كالانات فل حول ول قوة إل بال العلي العظيم قال وأخذ الوفق الواسطي أحد أمنائه وكان من أكب البليا أخذ لنفسه من أموال‬
‫الناس ستمائة ألف درهم فعوقب عقوبة عظيمة حت أخذت منه وقد كسرت ساقاه ومات تت الضرب فألقى ف مقابر اليهود والنصارى وأكلته الكلب ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ شس الدين أبو الفتوح‬
‫أسعد بن النجي التنوخي العري النبلي قاضي حران قديا ث قدم دمشق ودرس بالسمارية وتول خدما ف الدولة العظمية وكانت له رواية عن ابن صابر والقاضيي الشهزوري وابن أب‬
‫عصرون وكانت وفاته ف سابع ربيع الول من هذه السنة رحه ال تعال‬
‫الشيخ الافظ الصال‬
‫تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن ممد بن الزهر الصريفين كان يدري الديث وله به معرفة جيدة أثن عليه أبو شامة وصلى عليه بامع دمشق ودفن بقاسيون رحه ال‬
‫واقف الكروسية‬
‫ممد بن عقيل بن كروس جال الدين متسب دمشق كان كيسا متواضعا توف بدمشق ف شوال ودفن بداره الت جعلها مدرسة وله دار حديث رحه ال تعال وعفا عنه‬
‫اللك الواد يونس بن مدود‬
‫ابن العادل أب بكر بن أيوب اللك الواد وكان أبوه أكب أولد العادل تقلبت به الحوال وملك دمشق بعد عمه الكامل ممد بن العادل وكان ف نفسه جيدا مبا للصالي ولكن كان ف‬
‫بابه من يظلم الناس وينسب ذلك إليه فأبغضته العامة وسبوه وألؤوه إل أن قايض بدمشق اللك الصال أيوب بن الكامل إل سنجار وحصن كيفا ث ل يفظهما بل خرجتا عن يده ث آل به‬
‫الال إل أن سجنه الصال إساعيل بصن عزتا حت كانت وفاته ف هذه السنة ونقل ف شوال إل تربة العظم بسفح قاسيون وكان عنده ابن يغمور معتقل فحوله الصال إساعيل إل قلعة‬
‫دمشق فلما‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪164‬‬

‫ملكها الصال أيوب نقله إل الديار الصرية وشنقه مع المي غزال وزير الصال اساعيل على قلعة القاهرة جزاء على صنعهما ف حق الصال ايوب رحه ال تعال اما ابن يغمور فإنه عمل عليه‬
‫حت حول ملك دمشق إل الصال إساعيل وأما أمي الدولة فإنه منع الصال من تسليم ولده عمر إل أبيه فانتقم منهما بذا وهو معذور بذلك‬
‫مسعود بن احد بن مسعود‬
‫ابن مازه الحارب أحد الفقهاء النفية الفضلء وله علم بالتفسي وعلم الديث ولديه فضل غزير قدم بغداد صحبة رسول التتار للحج فحبس مدة سني ث أفرج عنه فحج ث عاد فمات‬
‫ببغداد ف هذه السنة رحه ال تعال‬
‫أبو السن علي بن يي بن السن‬
‫ابن السي بن علي بن ممد البطريق بن نصر بن حدون بن ثابت السدي اللي ث الواسطي ث البغدادي الكاتب الشاعر الشيعي فقيه الشيعة أقام بدمشق مدة وامتدح كثيا من المرء‬
‫واللوك منهم الكامل صاحب مصر وغيه ث عاد إل بغداد فكان يشغل الشيعة ف مذهبهم وكان فاضل ذكيا جيدا النظم والنثر لكنه مذول مجوب عن الق وقد أرود ابن الساعي قطعة‬
‫جيدة من أشعاره الدالة على غزارة مادته ف العلم والذكاء رحه ال وعفا عنه‬
‫ث دخلت سنة أثني واربعي وستمائة‬
‫فيها استوزر الليفة الستعصم بال مؤيد الدين أبا طالب ممد بن أحد بن علي بن ممد العلقمي الشؤم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي ل يعصم الستعصم ف وزارته فإنه ل يكن وزير‬
‫صدق ول مرضى الطريقة فإنه هو الذي أعان على السلمي ف قضية هولكو وجنوده قبحه ال وإياهم وقد كان ابن العلقمي قبل هذه الوزارة أستاذ دار اللفة فلما مات نصر الدين ممد‬
‫بن الناقد استوزر ابن العلقمي وجعل مكانه ف الستادارية الشيخ ميي الدين يوسف بن أب الفرج ابن الوزي وكان من خيار الناس وهو واقف الوزية الت بالتشابي بدمشق تقبل ال منه‬
‫وفيها جعل الشيخ شس الدين علي بن ممد بن السي بن النيار مؤدب الليفة شيخ الشيوخ ببغداد وخلع عليه ووكل الليفة عبدالوهاب ابن الطهر وكالة مطلقة وخلع عليه وفيها كانت‬
‫وقعة عظيمة بي الوارزمية الذين كان الصال أيوب صاحب مصر استقدمهم ليستنجد بم على الصال إساعيل أب السن صاحب دمشق فنلوا على غزة وأرسل إليهم الصال أيوب اللع‬
‫والموال والقمشة والعساكر فاتفق الصال إساعيل والناصر داود صاحب الكرك والنصور صاحب حص مع الفرنج واقتتلوا مع الوارزمية قتال شديدا فهزمتهم الوارزمية كسرة منكرة‬
‫فظيعة هزمت الفرنج بصلبانا وراياتا العالية على رؤس أطلب السلمي وكانت كوؤس المر دائرة بي اليوش فنابت كؤس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪165‬‬

‫النون عن كوؤس الزرجون فقتل من الفرنج ف يوم واحد زيادة عن ثلثي الف وأسروا جاعة من ملوكهم وقسوسهم وأساقفتهم وخلقا من امراء السلمي وبعثوا بالسارى إل الصال أيوب‬
‫بصر وكان يومئذ يوما مشهودا وامرا ممودا ول المد وقد قال بعض أمراء السلمي قد علمت أنا لا وقفنا تت صلبان الفرنج أنا ل نفلح وغنمت الوارزمية من الفرنج ومن كان معهم‬
‫شيئا كثيا وأرسل الصال أيوب إل دمشق ليحاصرها فحصنها الصال إساعيل وخرب من حولا رباعا كثية وكسر جسر باب توما فسار النهر فتراجع الاء حت صار بية من باب توما‬
‫وباب السلمة فغرق جيع ما كان بينهما من العمران وافتقر كثي من الناس فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫اللك الغيث عمر بن الصال أيوب‬
‫كان الصال إساعيل قد أسره وسجنه ف برج قلعة دمشق حي أخذها ف غيبة الصال ايوب فاجتهد أبوه بكل مكن ف خلصه فلم يقدر وعارضه فيه أمي الدولة غزال السلمان واقف‬
‫الدرسة المينية الت ببعلبك فلم يزل الشاب مبوسا ف القلعة من سنة ثان وثلثي إل ليلة المعة ثان عشر ربيع الخر من هذه السنة فأصبح ميتا ف مبسه غما وحزنا ويقال إنه قتل فال‬
‫أعلم وكان من خيار أبناء اللوك وأحسنهم شكل وأكملهم عقل ودفن عند جده الكامل ف تربته شال الامع فاشتد حنق أبيه الصال أيوب على صاحب دمشق ومن توف فيها شيخ الشيوخ‬
‫بدمشق‬
‫تاج الدين أبو عبد ال بن عمر بن حويه‬
‫أحد الفضلء الؤرخي الصنفي له كتاب ف ثان ملدات ذكر فيه أصول وله السياسة اللوكية صنفها للكامل ممد وغي ذلك وسع الديث وحفظ القرآن وكان قد بلغ الثماني وقيل إنه ل‬
‫يبلغها وقد سافر إل بلد الغرب ف سنة ثلث وتسعي واتصل براكش عند ملكها النصور يعقوب بن يوسف بن عبد الؤمن فأقام هناك إل سنة ستمائة فقدم إل ديار مصر وول مشيخة‬
‫الشيوخ بعد أخيه صدر الدين بن حويه رحه ال تعال‬
‫الوزير نصر الدين أبو الزهر‬
‫أحد بن ممد بن علي بن أحد الناقد البغدادي وزير الستنصر ث ابنه الستعصم كان من أبناء التجار ث توصل إل أن وزر لذين الليفتي وكان فاضل بارعا حافظا للقرآن كثيالتلوة نشأ ف‬
‫حشمة باذخة ث كان ف وجاهة هائلة وقد أقعد ف آخر أمره وهو مع هذا ف غاية الحترام والكرام وله أشعار حسنة أورد منها ابن الساعي قطعة صالة توف ف هذه السنة وقد جاوز‬
‫المسي رحه ال تعال‬
‫نقيب النقباء خطيب الطباء‬
‫وكيل اللفاء أبو طالب السي بن أحد بن علي بن أحد بن معي بن هبة ال بن ممد بن علي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪166‬‬

‫ابن الليفة الهتدي بال العباسي كان من سادات العباسيي وأئمة السلمي وخطباء الؤمني استمرت أحواله على السداد والصلح ل ينقطع قط عن الطابة ول يرض قط حت كانت ليلة‬
‫السبت الثامن والعشرين من هذه السنة قام ف اثناء الليل لبعض حاجاته فسقط على أم رأسه فسقط من فمه دم كثي وسكت فلم ينطق كلمة واحدة يومه ذلك إل الليل فمات وكانت له‬
‫جنازة حافلة رحه ال تعال وعفا عنه بنه وكرمه‬
‫ث دخلت سنة ثلث وأربعي وستمائة‬
‫وهي سنة الوارزمية وذلك أن الصال أيوب بن الكامل صاحب مصر بعث الوارزمية ومعهم ملكهم بركات خان ف صحبة معي الدين ابن الشيخ فاحاطوا بدمشق ياصرون عمه الصال أبا‬
‫اليش صاحب دمشق وحرق قصر حجاج وحكر السماق وجامع جراح خارج باب الصغي ومساجد كثية ونصب النجنيق عند باب الصغي وعند باب الابية ونصب من داخل البلد‬
‫منجنيقان أيضا وتراأى الفريقان وارسل الصال إساعيل إل المي معي الدين بن الشيخ بسجادة وعكاز وإبريق وارسل يقول اشتغالك بذا اول من اشتغالك بحاصرة اللوك فأرسل إليه العي‬
‫بزمر وجنك وغللة حرير أحر وأصفر وأرسل يقول أما السجادة فإنا تصلح ل وأما أنت فهذا أول بك ث أصبح ابن الشيخ فاشتد الصار بدمشق وأرسل الصال إساعيل فأحرق جوسق‬
‫قصر والده العادل وامتد الريق ف زقاق الرمان ال العقبية فأحرقت بأسرها وقطعت النار وغلت السعار واخيفت الطرق وجرى بدمشق أمور بشعة جدا ل يتم عليها قط وامتد الصار‬
‫شهورا من هذه السنة إل جادي الول فأرسل أمي الدولة يطلب من ابن الشيخ شيئا من ملبسه فأرسل إليه بفرجيةوعمامة وقميص ومنديل فلبس ذلك المي وخرج إل معي الدين فاجتمع‬
‫به بعدالعشاء طويل ث عاد ث خرج مرة أخرى فاتفق الال على ان يرج الصال إساعيل إل بعلبك ويسلم دمشق إل الصال أيوب فاستبشر الناس بذلك وأصبح الصال إساعيل خارجا إل‬
‫بعلبك ودخل معي الدين ابن الشيخ فنل ف دار أسامة فول وعزل وقطع ووصل وفوض قضاء القضاة إل صدر الدين بن سن الدولة وعزل القاضي مي الدين بن الزكي واستناب ابن سن‬
‫الدولة التفليسي الذي تاب لبن الزكي والفرز السنجاري وأرسل معي الدين ابن الشيخ أمي الدولة غزال ابن السلمان وزير الصال إساعيل تت الوطة إل الديار الصرية‬
‫وأما الوارزمية فإنم ل يكونوا حاضرين وقت الصلح فلما علموا بوقوع الصلح غضبوا وساروا نو داريا فنهبوها وساقوا نو بلد الشرق وكاتبوا الصال إساعيل فحالفوه على الصال أيوب‬
‫ففرح بذلك ونقض الصلح الذي كان وقع منه وعادت الوارزمية فحاصروا دمشق وجاء إليهم الصال‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪167‬‬

‫إساعيل من بعلبك فضاق الال على الدماشقة فعدمت الموال وغلت السعار جدا حت إنه بلغ ثن الغرارة ألف وستمائة وقنطار الدقيق تسعمائة والبز كل وقيتي إل ربع بدرهم ورطل‬
‫اللحم بسبعة وبيعت الملك بالدقيق وأكلت القطاط والكلب واليتات واليفات وتاوت الناس ف الطرقات وعجزوا عن التغسيل والتكفي والفبار فكانوا يلقون موتاهم ف البار حت‬
‫انتنت الدينة وضجر الناس فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وف هذه اليام توف الشيخ تقي الدين ابن الصلح شيخ دار الديث وغيها من الدارس فما أخرج من باب الفرج إل بعد جهد جهيد ودفن بالصوفية رحه ال‬
‫قال ابن السبط ومع هذا كانت المور دائرة والفسق ظاهرا والكوس بالا وذكر الشيخ شهاب الدين أن السعار غلت ف هذه السنة جدا وهلك الصعاليك بالطرقات كانوا يسألون لقمة ث‬
‫صاروا يسألون لبابة ث تنازلوا إل فلس يشترون به نالة يبلونا ويأكلونا كالدجاج قال وأنا شاهدت ذلك وذكر تفاصيل السعار وغلءها ف الطعمة وغيها ث زال هذا كله ف آخر السنة‬
‫بعد عيد الضحى ول المد‬
‫ولا بلغ الصال ايوب أن الوارزمية قد مالؤا عليه وصالوا عمه الصال إساعيل كاتب اللك النصور إبراهيم بن أسد الدين شيكوه صاحب حص فاستماله إليه وقوى جانب نائب دمشق‬
‫معي الدين حسي ابن الشيخ ولكنه توف ف رمضان من هذه السنة كما سيأت ف الوفيات ولا رجع النصور صاحب حص عن موالة الصال إساعيل شرع ف جع اليوش من اللبيي‬
‫والتركمان والعراب لستنقاذ دمشق من الوارزمية وحصارهم إياها فبلغ ذلك الوارزمية فخافوا من غائلة ذلك وقالوا دمشق ما تفوت والصلحة قتاله عند بلده فساورا إل بية حص‬
‫وأرسل الناصر داود جيشه إل الصال إساعيل مع الوارزمية وساق جيش دمشق فانضافوا إل صاحب حص والتقوا مع الوارزمية عند بية حص وكان يوما مشهودا قتل فيه عامة‬
‫الوارزمية وقتل ملكهم بركات خان وجيء برأسه على رمح فتفرق شلهم وتزقوا شذر مذر وساق النصور صاحب حص إل بعلبك فتسلمها الصال أيوب وجاء إل دمشق فنل ببستان‬
‫سامة خدمة للصال أيوب ث حدثته نفسه بأخذها فاتفق مرضه فمات رحه ال ف السنة التية ونقل إل حص فكانت مدة ملكه بعد أبيه عشر سني وقام من بعده فيها ابنه اللك الشرف مدة‬
‫سنتي ث أخذت منه على ما سيأت وتسلم نواب الصال أيوب بعلبك وبصرى ول يبق بيد الصال اساعيل بلد ياوى إليه ول أهل ول ولد ول مال بل أخذت جيع أمواله ونقلت عياله تت‬
‫الوطة إل الديار الصرية وسار هو فاستجار باللك الناصر بن العزيز بن الظاهر غازي صاحب حلب فآواه وأكرمه واحترمه وقال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪168‬‬

‫التابك لؤلؤ اللب لبن أستاذه الناصر وكان شابا صغيا انظر إل عاقبة الظلم وأما الوارزمية فإنم ساروا إل ناحية الكرك فأكرمهم الناصر داود صاحبها واحسن إليهم وصاهرهم وأنزلم‬
‫بالصلت فأخذوا معها نابلس فأرسل إليهم الصال أيوب جيشا مع فخر الدين ابن الشيخ فكسرهم على الصلت وأجلهم عن تلك البلد وحاصر الناصر بالكرك واهانه غاية الهانة وقدم‬
‫اللك الصال نم الدين أيوب من الديار الصرية فدخل دمشق ف أبة عظيمة وأحسن إل أهلها وتصدق على الفقراء والساكي وسار إل بعلبك وإل بصرى وإل صرخد فتسلمها من صاحبها‬
‫عز الدين أيبك العظمي وعوضه عنها ث عاد إل مصر مؤيدا منصورا وهذا كله ف السنة التية‬
‫وف هذه السنة كانت وقعة عظيمة بي جيش الليفة وبي التتار لعنهم ال فكسرهم السلمون كسرة عظيمة وفرقوا شلهم وهزموا من بي ايديهم فلم يلحقوهم ول يتبعوهم خوفا من غائلة‬
‫مكرهم وعمل بقوله صلى ال عليه وسلم اتركوا الترك ما تركوكم وف هذه السنة ظهر ببلد خوزستان على شق جبل داخله من البنية الغريبة العجيبة ما يار فيه الناظر وقد قيل إن ذلك‬
‫من بناء الن وأورد صفته ابن الساعي ف تاريه ومن توف ف هذه السنة من العيان‬
‫الشيخ تقي الدين أبو الصلح‬
‫عثمان بن عبدالرحن بن عثمان المام العلمة مفت الشام ومدثها الشهرزوري ث الدمشقي سع الديث ببلد الشرق وتفقه هنالك بالوصل وحلب وغيها وكان أبوه مدرسا بالسدية الت‬
‫بلب وواقفها أسد الدين شيكوه ابن شاذي وقدم هو الشام وهو ف عداد الفضلء الكبار وأقام بالقدس مدة ودرس بالصلحية ث تول منه إل دمشق ودرس بالرواحية ث بدار الديث‬
‫الشرفية وهو أول من وليها من شيوخ الديث وهو الذي صنف كتاب وقفها ث بالشامية الوانية وقد صنف كتبا كثية مفيدة ف علوم الديث والفقه وله تعاليق حسنة على الوسيط وغيه‬
‫من الفوائد الت يرحل إليها وكان دينا زاهدا ورعا ناسكا على طريق السلف الصال كما هو طريقة متأخري أكثر الحدثي مع الفضيلة التامة ف فنون كثية ول يزل على طريقة جيدة حت‬
‫كانت وفاته بنله ف دار الديث الشرفية ليلة الربعاء الامس والعشرين من ربيع الخر من سنة ثلث وأربعي وستمائة وصلى عليه بامع دمشق وشيعه الناس إل داخل باب الفرج ول‬
‫يكنهم البوز لظاهره لصار الوارزمية وما صحبه إل جبانة الصوفية إل نو العشرة رحه ال وتغمده برضوانه وقد اثن عليه القاضي شس الدين بن خلكان وكان من شيوخه قال السبط‬
‫انشدن الشيخ تقي الدين من لفظه رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪169‬‬

‫‪ ...‬احذر من الواوات أربعة ‪ ...‬فهن من التوف ‪ ...‬واو الوصيةوالوديعة ‪ ...‬والوكالة والوقوف‬


‫وحكى ابن خلكان عنه انه قال المت ف النام هؤلء الكلمات ادفع السألة ما وجدت التحمل يكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا واللاح ف الطلب يذهب البهاء وما أقرب الصنيع من‬
‫اللهوف وربا كان العسر نوعامن آداب ال والظوظ مراتب فل تعجل على ثرة قبل أن تدرك فإنك ستنالا ف أوانا ول تعجل ف حوائجك فتضيق با ذرعا ويغشاك القنوط‬
‫ابن النجار الافظ صاحب التاريخ‬
‫ممد بن ممود بن السن بن هبة ال بن ماسن ابن النجار أبو عبد ال البغدادي الافظ الكبي سع الكثي ورحل شرقا وغربا ولد سنة ثلث وسبعي وخسمائة وشرع ف كتابة التاريخ‬
‫وعمره خسة عشر سنة والقراءات وقرأ بنفسه على الشايخ كثيا حت حصل نوا من ثلثة آلف شيخ من ذلك نو من أربعمائة امرأة وتغرب ثانيا وعشرين سنة ث جاء إل بغداد وقد جع‬
‫أشياء كثية من ذلك القمر الني ف السند الكبي يذكر لكل صحاب ما روى وكن اليام ف معرفة السنن والحكام والختلف والؤلف والسابق واللحق والتفق والفترق وكتاب اللقاب‬
‫ونج الصابة ف معرفة الصحابة والكاف ف أساء الرجال وغي ذلك ما ل يتم أكثره وله كتاب الذيل على تاريخ مدينة السلم ف ستة عشر ملدا كامل وله أخبار مكة ولدينة وبيت القدس‬
‫وغرر الفوائد ف خس ملدات وأشياء كثية جدا سردها ابن الساعي ف ترجته وذكر أنه لا عاد إل بغداد عرض عليه القامة ف الدارس فأب وقال معي ما استغن به عن ذلك فاشترى جارية‬
‫وأولدها واقام برهة ينفق مدة على نفسه من كيسه ث احتاج إل أن نزل مدثا ف جاعة الحدثي بالدرسة الستنصرية حي وضعت ث مرض شهرين واوصى إل ابن الساعي ف أمر تركته‬
‫وكانت وفاته يوم الثلثاء الامس من شعبان من هذه السنة وله من العمر خس وسبعون سنة وصلى عليه بالدرسة النظامية وشهد جنازته خلق كثي وكان ينادي حول جنازته هذا حافظ‬
‫حديث رسول ال‬
‫ص الذي كان ينفي الكذب عنه ول يترك وارثا وكانت تركته عشرين دينارا وثياب بدنه وأوصى أن يتصدق با ووقف خزانتي من الكتب بالنظامية تساوي ألف دينار فأمضى ذلك الليفة‬
‫الستعصم وقد أثن عليه الناس ورثوه براث كثية سردها ابن الساعي ف آخر ترجته‬
‫الافظ ضياء الدين القدسي‬
‫ابن الافظ ممد بن عبد الواحد ( ‪ ) 1‬سع الديث الكثي وكتب كثيا وطوف وجع وصنف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪170‬‬

‫وألف كتبا مفيدة حسنة كثية الفوائد من ذلك كتاب الحكام ول يتمه وكتاب الختارة وفيه علوم حسنة حديثية وهي أجود من مستدرك الاكم لو كمل وله فضائل العمال وغي ذلك من‬
‫الكتب السنة الدالة على حفظه واطلعه وتضلعه من علوم الديث متنا وإسنادا وكان رحه ال ف غاية العبادة والزهادة والورع والي وقد وقف كتبا كثية عظيمة لزانة الدرسة الضيائية‬
‫الت وقفها على اصحابم من الحدثي والفقهاء وقد وقفت عليها أوقاف أخر كثية بعد ذلك‬
‫الشيخ علم الدين أبو السن السخاوي‬
‫علي بن ممد بن عبدالصمد بن عبدا لحد بن عبد الغالب المذان الصري ث الدمشقي شيخ القراء بدمشق ختم عليه ألوف من الناس وكان قد قرأ على الشاطب وشرح قصيدته وله شرح‬
‫الفصل وله تفاسي وتصانيف كثية ومدائح ف رسول ال‬
‫ص وكانت له حلقة بامع دمشق وول مشيخة القراء بتربة أم الصال وبا كان مسكنه وبه توف ليلة الحد ثان عشر جادي الخرة ودفن بقاسيون وذكر القاضي ابن خلكان ان مولده ف‬
‫سنة ثان وخسي وخسمائة وذكر من شعره قوله‬
‫قالوا غدا نأت ديار المى ‪ ...‬وينل الركب بغناهم ‪ ...‬وكل من كان مطيعا لم ‪ ...‬اصبح مسرورا بلقياهم ‪ ...‬قلت فلى ذنب فما حيلت ‪ ...‬بأي وجه أتلقاهم ‪ ...‬قالوا أليس العفو من ‪...‬‬
‫شأنم ‪ ...‬ل سيما عمن ترجاهم ‪ ...‬ربيعة خاتون بنت أيوب‬
‫أخت السلطان صلح الدين زوجها أخوها أول بالمي سعدالدين مسعود بن معي الدين وتزوج هو بأخته عصمة الدين خاتون الت كانت زوجة اللك نور الدين واقفة الاتونية الوانية‬
‫والانقاه البانية ث لا مات المي سعدالدين زوجها من اللك مظفر الدين صاحب إربل فأقامت عنده باربل أزيد من أربعي سنة حت مات ث قدمت دمشق فسكنت بدار العقيقي حت كانت‬
‫وفاتا ف هذه السنة وقد جاوزت الثماني ودفنت بقاسيون وكانت ف خدمتها الشيخة الصالة العالة أمة اللطيف بنت الناصح النبلي وكانت فاضلة ولا تصانيف وهي الت أرشدتا إل وقف‬
‫الدرسة بسفح قاسيون على النابلة ووقفت أمة اللطيف على النابلة مدرسة أخرى وهي الن شرقي الرباط الناصري ث لا ماتت الاتون وقعت العالة بالصادرات وحبست مدة ث أفرح عنها‬
‫وتزوجها الشرف صاحب حص وسافرت معه إل الرحبة وتل راشد ث توفيت ف سنة ثلث وخسي ووجد لا بدمشق دخائر كثية وجواهر ثينة تقارب ستمائة ألف درهم غي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪171‬‬

‫الملك والوقاف رحها ال تعال‬


‫معي الدين السن بن شيخ الشيوخ‬
‫وزير الصال نم الدين أيوب أرسله إل دمشق فحاصرها مع الوارزمية أول مرة حت أخذها من يد الصال إساعيل وأقام با نائبا من جهة الصال أيوب ث مال الوارزمية مع الصال اساعيل‬
‫عليه فحصروه بدمشق ث كانت وفاته ف العشر الخر من رمضان هذه السنة عن ست وخسي سنة فكانت مدة وليته بدمشق أربعة أشهر ونصف وصلى عليه بامع دمشق ودفن بقاسيون‬
‫إل جانب أخيه عماد الدين وفيها كانت وفاة وقاف القليجية للحنفية وهو المي‬
‫سيف الدين بن قلج‬
‫ودفن بتربته الت بدرسته الذكورة الت كانت سكنه بدار فلوس تقبل ال تعال منه وخطيب البل شرف الدين عبد ال بن الشيخ أب عمر رحه ال والسيف أحد بن عيسى بن المام موفق‬
‫الدين بن قدامة وفيها توف إمام الكلسة الشيخ تاج الدين أبو السن ممد بن أب جعفر مسند وقته وشيخ الديث ف زمانه رواية وصلحا رحه ال تعال والحدثان الكبيان الافظان الفيدان‬
‫شرف الدين أحد بن الوهري وتاج الدين عبدالليل البري‬
‫ث دخلت سنة أربع وأربعي وستمائة‬
‫فيها كسر النصور الوارزمية عند بية حص واستقرت يد نواب الصال أيوب على دمشق وبعلبك وبصرى ث ف جادي الخرة كسر فخر الدين بن الشيخ الوارزمية على الصلت كسرت‬
‫فرق بقية شلهم ث حاصر الناصر بالكرك ورجع عنه إل دمشق وقدم الصال أيوب إل دمشق ف ذي القعدة فأحسن إل أهلها وتسلم هذه الدن الذكورة وانتزع صرخد من يد عز الدين‬
‫أيبك وعوضه عنها وأخذ الصلت من الناصر داود بن العظم وأخذ حصن الصبية من السعيد بن العزيز بن العادل وعظم شأنه جدا وزار ف رجوعه بيت القدس وتفقد أحواله وأمر بإعادة‬
‫أسواره أن تعمر كما كانت ف الدولة الناصرية فاتح القدس وان يصرف الراج وما يتحصل من غلت بيت القدس ف ذلك وإن عاز شيئا صرفه من عنده وفيها قدمت الرسل من عند البابا‬
‫الذي للنصارى تب بأنه قد أباح دم البدور ملك الفرنج لتهاونه ف قتال السلمي وأرسل طائفة من عنده ليقتلوه فلما انتهوا إليه كان استعدلم وأجلس ملوكا له على السرير فاعتقدوه اللك‬
‫فقتلوه فعند ذلك أخذهم البدور فصلبهم على باب قصره بعد ما ذبهم وسلخهم وحشى جلودهم تبنا فلما بلغ ذلك البابا أرسل إليه جيشا كثيفا لقتاله فأوقع ال اللف بينهم بسبب ذلك‬
‫وله المد والنة‬
‫وفيها هبت رياح عاصفة شديدة بكة ف يوم الثلثاء من عشر ربيع الخر فألقت ستارة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪172‬‬

‫الكعبة الشرفة وكانت قد عتقت فإنا من سنة اربعي ل تدد لعدم الج ف تلك السني من ناحية الليفة فما سكنت الريح إل والكعبة عريانة قد زال عنها شعار السواد وكان هذا فأل على‬
‫زوال دولة بن العباس ومنذرا با سيقع بعد هذا من كائنة التتار لعنهم ال تعال فاستأذن نائب اليمن عمر بن سول شيخ الرم العفيف بن منعة ف أن يكسو الكعبة فقال ل يكون هذا إل من‬
‫مال الليفة ول يكن عنده مال فاقترض ثلثمائة دينار واشترى ثياب قطن وصبغها سوادا وركب عليها طرازاتا العتيقة وكسى با الكعبة ومكثت الكعبة ليس عليها كسوة إحدى وعشرين ليلة‬
‫وفيها فتحت دار الكتب الت أنشأها الوزير مؤيد الدين ممد بن أحد العلقمي بدار الوزارة وكانت ف ناية السن ووضع فيها من الكتب النفيسة والنافعة شيء كثي وامتدحها الشعراء‬
‫بأبيات وقصائد حسانا وف أواخر ذي الجة طهر الليفة الستعصم بال ولديه الميين أبا العباس أحد وأبا الفضائل عبد الرحن وعملت ولئم فيها كل أفراح ومسرة ل يسمع بثلها من‬
‫أزمان متطاولة وكان ذلك وداعا لسرات بغداد وأهلها ف ذلك الزمان‬
‫وفيها احتاط الناصر داود صاحب الكرك على ا المي عماد الدين داود بن موسك بن حسكو وكان من خيار المراء الجواد واصطفى أمواله كلها وسجنه عنده ف الكرك فشفع فيه فخر‬
‫الدين ابن الشيخ لا كان ماصره ف الكرك فأطلقه فخرجت ف حلقه جراحة فبطها فمات ودفن عند قب جعفر والشهداء بوته رحه ال تعال‬
‫وفيها توف ملك الوارزمية قبل بركات خان لا كسرت أصحابه عند بية حص كما تقدم ذكره وفيها توف‬
‫اللك النصور‬
‫ناصر الدين إبراهيم بن اللك الجاهد أسد الدين شيكوه صاحب حص بدمشق بعد أن سلم بعلبك للصال أيوب ونقل إل حص وكان نزوله أول ببستان سامة فلما مرض حل إل الدهشة‬
‫بستان الشرف بانليب فمات فيه وفيها توف‬
‫الصائن ممد بن حسان‬
‫ابن رافع العامري الطيب وكان كثي السماع مسندا وكانت وفاته بقصر حجاج رحه ال تعال وفيها توف‬
‫الفقيه العلمة ممد بن ممود بن عبد النعم‬
‫الرامي النبلي وكان فاضل ذا فنون أثن عليه أبو شامة قال صحبته قديا ول يترك بعده بدمشق مثله ف النابلة وصلى عليه بامع دمشق ودفن بسفح قاسيون رحه ال‬
‫والضياء عبدالرحن الغماري‬
‫الالكي ال ول وظائف الشيخ أب عمرو ابن الاجب حي خرج من دمشق سنة ثان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪173‬‬

‫وثلثي وجلس ف حلقته ودرس مكانه بزاوية الالكية والفقيه تاج الدين إساعيل بن جيل بلب وكان فاضل دينا سليم الصدر لرحه ال‬
‫ث دخلت سنة خس وأربعي وستمائة‬
‫فيها كان عود السلطان الصال نم الدين أيوب بن الكامل من الشام إل الديار الصرية وزار ف طريقه بيت القدس وفرق ف أهله أموال كثية وأمر باعادة سوره كما كان ف أيام عم أبيه‬
‫اللك الناصر فاتح القدس ونزل اليوش لصار الفرنج ففتحت طبية ف عاشر صفر وفتحت عسقلن ف أواخر جادي الخرة وف رجب عزل الطيب عمادالدين داود بن خطيب بيت‬
‫البار عن الطابة بامع الموي وتدريس الغزالية وول ذلك للقاضي عمادالدين بن عبدالكري بن الرستان شيخ دار الديث بعد ابن الصلح وفيها ارسل الصال أيوب يطلب جاعة من‬
‫أعيان الدماشقة أتموا بمالة الصال إساعيل منهم القاضي مي الدين بن الزكي وبنو صصرى وابن العماد الكاتب والليمي ملوك الصال إساعيل والشهاب غازي وال بصرى فلما وصلوا‬
‫إل مصر ل يكن إليهم شيئ من العقوبات والهانة بل خلع على بعضهم وتركوا باختيارهم مكرمي ومن توف فيها من العيان‬
‫السي بن السي بن علي‬
‫ابن حزة العلوي السين أبو عبد ال الفساسي النقيب قطب الدين أصله من الكوفة واقام ببغداد وول النقابة ث اعتقل بالكوفة وكان فاضل أديبا شاعرا مطبقا أورد له ابن الساعي أشعارا‬
‫كثية رحه ال‬
‫الشلوبي النحوي‬
‫هو عمر بن ممد بن عبد ال الزدي أبو علي الندلسي الشبيلي العروف بالشلوبي وهو بلغة الندلسيي البيض الشقر قال ابن خلكان ختم به أئمة النحو وكان فيه تغفل وذكر له شعرا‬
‫ومنصفات منها شرح الزولية وكتاب التوطئة وأرخ وفاته بذه السنة وقد جاوز الثماني رحه ال تعال وعفا عنه‬
‫الشيخ علي العروف بالريري‬
‫أصله من قرية بسر شرقي ذرع وأقام بدمشق مدة يعمل صنعة الرير ث ترك ذلك وأقبل يعمل الفقيي على يد الشيخ علي الغربل وابتن له زاوية على الشرف القبلي وبدرت منه أفعال‬
‫أنكرها عليه الفقهاء كالشيخ عز الدين بن عبد السلم والشيخ تقي الدين ابن الصلح والشيخ اب عمرو بن الاجب شيخ الالكية وغيهم فلما كانت الدولة الشرفية حبس ف قلعة عزتا‬
‫مدة سني ث أطلقه الصال إساعيل واشترط عليه أن ل يقيم بدمشق فلزم بدلده بسر مدة حت كانت وفاته ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪174‬‬

‫هذه السنة قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ف الذيل وف رمضان أيضا توف الشيخ على العروف بالريري القيم بقرية بسر ف زاويته وكان يتردد إل دمشق وتبعه طائفة من الفقراء وهم‬
‫العروفون بأصحاب الريري أصحاب الناف للشريعة وباطنهم شر من ظاهرهم إل من رجع إل ال منهم وكان عند هذا الريري من السهزاء بأمور الشريعة والتهاون فيها من إظهار شعائر‬
‫أهل الفسوق والعصيان شيئ كثي وأنفسد بسببه جاعة كبية من أولد كباء دمشق وصاروا على زي أصحابه وتبعوه بسبب أنه كان خليع العذار يمع ملسه الغنا الدائم والرقص والردان‬
‫وترك النكار على احد فيما يفعله وترك الصلوات وكثرت النفقات فأضل خلقا كثيا وأفسد جا غفيا ولقد أفت ف قتله مرارا جاعة من علماء الشريعة ث أراح ال تعال منه هذا لفظه‬
‫بروفه‬
‫واقف العزية المي عز الدين أيبك‬
‫استاذ دار العظم كان من العقلء الجواد الماد استنابه العظم على صرخد وظهرت منه نضة وكفاية وسداد ووقف العزيتي الوانية والبانية ولا أخذ منه الصال أيوب صرخد عوضه عنها‬
‫وأقام بدمشق ث وشى عليه بانه يكاتب الصال إساعيل فاحتيط عليه وعلى امواله وحواصله فمرض وسقط إل الرض وقال هذا آخر عهدي ول يتكلم حت مات ودفن بباب النصر بصر‬
‫رحه ال تعال ث نقل إل تربته الت فوق الوراقة وإنا أرخ السبط وفاته ف سنة سبع وأربعي فال اعلم‬
‫الشهاب غازي بن العادل صاحب ميا فارقي وخلط وغيها من البلدان كان من عقلء بن أيوب وفضلئهم واهل الديانة منهم وما أنشد قوله‬
‫‪ ...‬ومن عجب اليام أنك جالس ‪ ...‬على الرض ف الدنيا وأنت تسي ‪ ...‬فسيك يا هذا كسي سفينة ‪ ...‬بقوم جلوس والقلوع تطي ‪...‬‬
‫ث دخلت سنة ست وأربعي وستمائة‬
‫فيها قدم السلطان الصال نم الدين من الديار الصرية إل دمشق وجهز اليوش والجانيق إل حص لنه كان صاحبها اللك الشرف بن موسى بن النصوور بن أسدا لدين قد قايض با إل تل‬
‫باشر لصاحب حلب الناصر يوسف بن العزيز ولا علمت اللبيون بروج الدماشقة برزوا أيضا ف جحفل عظيم ليمنعوا حص منهم واتفق الشيخ نم الدين البادزاي مدرس النظامية ببغداد ف‬
‫رسالة فأصلح بي الفريقي ورد كل من الفئتي إل مستقرها ول المد وفيها قتل ملوك تركي شاب صب لسيده على دفعه عنه لا أراد به من الفاحشة فصلب الغلم مسمرا وكان شابا حسنا‬
‫جدا فتأسف الناس له لكونه صغيا ومظلوما وحسنا ونظموا فيه قصائد ومن نظم فيه الشيخ شهاب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪175‬‬

‫الدين أبو شامة ف الذيل وقد أطال قصته جدا وفيها سقطت قنطرة رومية قدية البناء بسوق الدقيق من دمشق عند قصر أم حكيم فتهدم بسببها شيئ كثي من الدور والدكاكي وكان‬
‫سقوطها نارا وف ليلة الحد الامس والعشرين من رجب وقع حريق بالنارة الشرقية فأحرق جيع حشوها وكانت سللها سقالت من خشب وهلك للناس ودائع كثية كانت فيها وسلم‬
‫ال الامع وله المد وقدم السلطان بعد أيام إل دمشق فأمر باعادتا كما كانت قلت ث احترقت وسقطت بالكلية بعد سنة أربعي وسبعمائة وأعيدت عمارتا أحسن ما كانت ول المد‬
‫وبقيت حينئذ النارة البيضاء الشرقية بدمشق كما نطق به الديث ف نزول عيسى عليه السلم عليها كما سيأت بيانه وتقريره ف موضعه إن شاء ال تعال ث عاد السلطان الصال أيوب مريضا‬
‫ف مفة إل الديار الصرية وهو ثقيل مدنف شغله ما هو فيه عن أمره بقتل أخيه العادل أب بكر بن الكامل الذي كان صاحب الديار الصرية بعد أبيه وقد كان سجنه سنة أستحوذ على مصر‬
‫فلما كان ف هذه السنة ف شوالا أمر بنقه فخنق بتربة شس الدولة فما عمر بعده إل إل النصف من شعبان ف العام القابل ف أسوأ حال وأشد مرض فسبحان من له اللق والمر وفيها‬
‫كانت وفاة قاضي القضاة بالديار الصرية‬
‫فضل الدين الوني‬
‫الكيم النطقي البارع ف ذلك وكان مع ذلك جيد السية ف أحكامه قال أبو شامة أثن عليه غي واحد‬
‫علي بن يي جال الدين أبو السن الحرمي‬
‫كان شابا فاضل أديبا شاعرا ماهرا صنف كتابا متصرا وجيزا جامعا لفنون كثية ف الرياضة والعقل وذم الوى وساه نتائج الفكار قال فيه من الكلم الستفادة الكمية السلطان إمام متبوع‬
‫ودين مشروع فإن ظلم جارت الكام لظلمه وإن عدل ل ير أحد ف حكمه من مكنه ال ف ارضه وبلده وائتمنه على خلقه وعباده وبسط يده وسلطانه ورفع مله ومكانه فحقيق عليه أن‬
‫يؤدي المانة و يلص الديانة ويمل السريرة ويسن السية ويعل العدل دأبه العهود والجر غرضه القصود فالظلم يزل القدم ويزيل النعم ويلب الفقر ويهلك المم وقال أيضا معارضة‬
‫الطبيب توجب التعذيب رب حيلة أنفع من قبيلة سي الغضب مهزول ووال الغدر معزول قلوب الكماء تستشف السرار من لحات البصار أرض من أخيك ف وليته بعشر ما كنت تعهده‬
‫ف مودته التواضع من مصائدالشرف ما أحسن حسن الظن لول أن فيه العجز ما اقبح سوء الظن لول أن فيه الزم وذكر ف غضون كلمه أن خادما لعبد ال بن عمر أذنب فأراد ابن عمر أن‬
‫يعاقبه على ذنبه فقال يا سيدي أما لك ذنب تاف من ال فيه قال بلى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪176‬‬


‫قال بالذي أمهلك لا أمهلتن ث أذنب العبد ثانيا فأراد عقوبته فقال هل مثل ذلك فعفا عنه ث أذنب الثالثة فعاقبه وهو ل يتكلم فقال له ابن عمر مالك ل تقل مثل ما قلت ف الولتي فقال يا‬
‫سيدي حياء من حلمك مع تكرار جرمي فبكى ابن عمر وقال أنا أحق بالياء من رب أنت حر لوجه ال تعال ومن شعره يدح الليفة ‪ ...‬يا من إذا بل السحاب بائه ‪ ...‬هطلت يداه على‬
‫‪ ...‬البية عسجدا ‪ ...‬جورت كسرى يا مبخل حات ‪ ...‬فغدت بنو المال نوك سجدا‬
‫وقد أورد له ابن الساعي أشعارا كثية حسنة رحه ال تعال‬
‫الشيخ أبو عمرو بن الاجب‬
‫الالكي عثمان بن عمر بن أب بكر بن يونس الروين ث الصري العلمة أبو عمرو شيخ الالكية كان أبوه صاحبا للمي عز الدين موسك الصلحي واشتغل هو بالعلم فقرأ القراءات وحرر‬
‫النحو تريرا بليغا وتفقه وساد أهل عصره ث كان رأسا ف علوم كثية منها الصول والفروع والعربية والتصريف والعروض والتفسي وغي ذلك وقد كان استوطن دمشق ف سنة سبع عشرة‬
‫وستمائة ودرس با للمالكية بالامع حت كان خروجه بصحبة الشيخ عز الدين بن عبدالسلم ف سنة ثان وثلثي فصارا إل الديار الصرية حت كانت وفاة الشيخ أب عمرو وف هذه السنة‬
‫بالسكندرية ودفن بالقبة الت بي النارة والبلد قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة وكان من أذكى الئمة قرية وكان ثقة حجة متواضعا عفيفا كثي الياء منصفا مبا للعلم وأهله تاشرا له‬
‫متمل للذى صبورا على البلوى قدم دمشق مرارا آخرها سنة سبع عشرة فأقام با مدرسا للمالكية وشيخا للمستفدين عليه ف علمي القراءات والعربية وكان ركنا من أركان الدين ف العلم‬
‫والعمل بارعا ف العلوم متقنا لذهب مالك بن أنس رحه ال تعال وقد أثن عليه ابن خلكان ثناء كثيا وذكر أنه جاء إليه ف أداء شهادة حي كان نائبا ف الكم بصر وسأله عن مسألة‬
‫اعتراض الشرط على الشرط إذا قال إن أكلت إن شربت فأنت طالق ل كان يقع الطلق حي شربت اول وذكر أنه اجاب عن ذلك ف تؤده وسكون قلت ومتصره ف الفقه من أحسن‬
‫الختصرات انتظم فيه فوائد ابن شاش ومتصره ف اصول الفقه استوعب فيه عامة فوائد الحكام لسيف الدين المدي وقد من ال تعال على بفظه وجعت كراريس ف الكلم على ما اودعه‬
‫فيه من الحاديث النبوية ول المد وله شرح الفصل والمال ف العربية والقدمة الشهورة ف النحو اختصر فيها مفصل الزمشري وشرحها وقد شرحها غيه أيضا وله التصريف وشرحه وله‬
‫عروض على وزن الشاطبية رحه ال ورضى عنه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪177‬‬

‫ث دخلت سنة سبع وأربعي وستمائة‬


‫فيها كانت وفاة اللك الصال أيوب وقتل ابنه توران شاه وتوليه العز عز الدين أيبك التركمان وف رابع الحرم يوم الثني توجه اللك الصال من دمشق إل الديار الصرية ف مفة قاله ابن‬
‫السبط وكان قد نادى ف دمشق من له عندنا شيئ فليأت فاجتمع خلق كثي بالقلعة فدفعت إليهم أموالم وف عاشر صفر دخل إل دمشق نائبها المي جال الدين بن يغمور من جهة الصال‬
‫أيوب فنل بدرب الشعارين داخل باب الابية وف جادي الخرة أمر النائب بتخريب الدكاكي الحدثة وسط باب البيد وامر أن ل يبقى فيها دكان سوى ما ف جانبيه إل جانب الياطي‬
‫القبلي والشامي وما ف الوسط يهدم قال أبو شامة وقد كان العادل هدم ذلك ث أعيد ث هدمه ابن يغمور والرجو استمراره على هذه الصفة وفيها توجه الناصر داود من الكرك إل حلب‬
‫فأرسل الصال أيوب إل نائبه بدمشق جال الدين بن يغمور براب دار أسامة النسوبة إل الناصر بدمشق وبستانه الذي بالقبون وهو بستان القصر وأن تقلع أشجاره ويرب القصر وتسلم‬
‫الصال أيوب الكرك من المد حسن بن الناصر وأخرج من كان با من بيت العظم واستحوذ على حواصلها وأموالا فكان فيها من الذهب ألف ألف دينار واقطع الصال المد هذا إقطاعا‬
‫جيدا وفيها طغى الاء ببغداد حت أتلف شيئا كثيا من الحال والدور الشهية وتعذرت المع ف أكثر الوامع بسبب ذلك سوى ثلث جوامع ونقلت توابيت جاعة من اللفاء إل الترب من‬
‫الرصافة خوفا عليهم من أن تغرق مالم منهم القتصد بن المي أب أحد التوكل وذلك بعد دفنه بنيف وخسي سنة وثلثمائة سنة وكذا نقل ولده الكتفي وكذا القتفي بن القتدر بال رحهم‬
‫ال تعال وفيها هجمت الفرنج على دمياط فهرب من كان فيها من الند والعامة واستحوذ الفرنج على الثغر وقتلوا خلقا كثيا من السلمي وذلك ف ربيع الول منها فنصب السلطان الخيم‬
‫تاه العدو بميع اليش وشنق خلقا من هرب من الفرنج ولمهم على ترك الصابرة قليل ليهبوا عدو ال وعدوهم وقوى الرض وتزايد بالسلطان جدا فلما كانت ليلة النصف من شعبان‬
‫توف إل رحة ال تعال بالنصورة فأخفت جاريته أم خليل الدعوة شجرة الدر موته وأظهرت أنه مريض مدنف ل يوصل إليه وبقيت تعلم عنه بعلمته سواء وأعلمت إل أعيان المراء فأرسلوا‬
‫إل ابنه اللك العظم تورانشاه وهو بصن كيفا فأقدموه إليهم سريعا وذلك باشارة أكابر المراء منهم فخر الدين ابن الشيخ فلما قدم عليهم ملكوه عليهم وبايعوه أجعي فركب ف عصائب‬
‫اللك وقاتل الفرنج فكسرهم وقتل منهم ثلثي ألفا ول المد وذلك ف أول السنة الداخلة ث قتلوه بعد شهرين من ملكه ضربه بعض المراء وهو عز الدين أيبك التركمان فضربه ف يده‬
‫فقطع بعض أصابعه فهرب إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪178‬‬

‫قصر من خشب ف الخيم فحاصروه فيه وأحرقوه عليه فخرج من بابه مستجيا برسول الليفة فلم يقبلوا منه فهرب إل النيل فانغمر فيه ث خرج فقتل سريعا شر قتلة وداسوه بأرجلهم ودفن‬
‫كاليفة فإنا ل وإنا إليه راجعون وكان فيمن ضربه البندقداري على كتفه فخرج السيف من تت ابطه الخر وهو يتسغيث فل يغاث ومن قتل ف هذه السنة‬
‫فخر الدين يوسف بن الشيخ بن حويه‬
‫وكان فاضل دينا مهيبا وقورا خليقا باللك كانت المراء تعظمه جدا ولو دعاهم إل مبايعته بعد الصال لا اختلف عليه اثنان ولكنه كان ل يرى ذلك حاية لانب بن أيوب قتلته الداوية من‬
‫الفرنج شهيدا قبل قدوم العظم توران شاه إل مصر ف ذي القعدة ونبت أمواله وحواصله وخيوله وخربت داره ول يتركوا شيئا من الفعال الشنيعة البشعة إل صنعوه به مع أن الذين تعاطوا‬
‫ذلك من المراء كانوا معظمي له غاية التعظيم ومن شعره ‪ ...‬عصيت هو نفسي صغيا فعندما ‪ ...‬رمتن الليال بالشيب وبالكب ‪ ...‬أطعت الوى عكس القضية ليتن ‪ ...‬خلقت كبيا ث‬
‫عدت إل الصغر ‪ ...‬ث دخلت سنة ثان واربعي وستمائة‬
‫ف ثالث الحرم يوم الربعاء كان كسر العظم توران شاه للفرنج على ثغر دمياط فقتل منهم ثلثي ألفا وقيل مائة ألف وغنموا شيئا كثيا ول المد ث قتل جاعة من المراء الذي أسروا‬
‫وكان فيمن اسر ملك الفرنسيس واخوه وارسلت غفارة ملك الفرنسيس إل دمشق فلبسها نائبها ف يوم الوكب وكانت من سقرلط تتها فر وسنجاب فأنشد ف ذلك جاعة من الشعراء‬
‫فرحا با وقع ودخل الفقراء كنيسة مري فأقاموا با فرحا لا نصر ال تعال على النصارى وكادوا ان يربوها وكانت النصارى ببعلبك فرحوا حي أخذت النصارى دمياط فلما كانت هذه‬
‫الكسرة عليهم سخموا وجوه الصور فأرسل نائب البلد فجناهم وأمر اليهود فصفعوهم ث ل يرج شهر الحرم حت قتل المراء ابن أستاذهم توران شاه ودفنوه إل جانب النيل من الناحية‬
‫الخرى رحه ال تعال ورحم أسلفه بنه وكرمه‬
‫العز عز الدين أيبك التركمان يلك مصر بعد بن أيوب‬
‫لا قتل المراء البحرية وغيهم من الصالية ابن استاذهم العظم غياث الدين توران شاه بن الصال أيوب بن الكامل بن العادل أب بكر بن نم الدين أيوب وكان ملكه بعد ابيه بشهرين كما‬
‫تقدم بيانه ولا انفصل مره بالقتل نادوا فيما بينهم ل باس ل بأس واستدعوا من بينهم المي عز الدين أيبك التركمان فملكوه عليهم وبايعوه ولقبوه باللك العز وركبوا إل القاهرة ث‬
‫بعدخسة أيام أقاموا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪179‬‬

‫لم صبيا من بي أيوب ابن عشر سني وهو اللك الشرف مظفر الدين موسى بن الناصر يوسف ابن السعود إقسيس بن الكامل وجعلوا العز أتابكه فكانت السكة والطبة بينهما وكاتبوا‬
‫امراء الشام بذلك فما ت لم المر بالشام بل خرج عن أيديهم ول تستقر لم الملكة إل على الديار الصرية وكل ذلك عن أمر الاتون شجرة الدر أم خليل حظية الصال أيوب فتزوجت‬
‫بالعز وكانت الطبة والسكة لا يدعى لا على النابر أيام المع بصر وأعمالا وكذا تضرب السكة باسها أم خليل والعلمة على الناشي والتواقيع بطها واسها مدة ثلثة أشهر قبل العز ث‬
‫آل أمرها إل ما سنذكره من الوان والقتل‬
‫الناصر بن العزيز بن الظاهر صاحب حلب يلك دمشق‬
‫لا وقع بالديار الصرية من قتل المراء للمعظم توران شاه بن الصال أيوب ركب اللبيون معهم ابن أستاذهم الناصر يوسف بن العزيز ممد بن الظاهر غازي بن الناصر يوسف فاتح بيت‬
‫القدس ومن كان عندهم من ملوك بن أيوب منهم الصال إساعيل ابن العادل وكان أحق الوجودين باللك من حيث السن والتعدد والرمة والرياسة ومنهم الناصر داود بن العظم بن العادل‬
‫والشرف موسى بن النصور إبراهيم بن اسد الدين شيكوه الذي كان صاحب حص وغيهم فجاؤا إل دمشق فحاصروها فملكوها سريعا ونبت دار ابن يغمور وحبس ف القلعة وتسلموا‬
‫ما حولا كبعلبك وبصرى والصلت وصرخد وامتنعت ليهم الكرك والشوبك باللك الغيث عمر بن العادل بن الكامل كان قد تغلب عليهما ف هذه الفتنة حي قتل العظم توران شاه فطلبه‬
‫الصريون ليملكوه عليهم فخاف ما حل بابن عمه فلم يذهب إليهم ولا استقرت يد اللبيي على دمشق وما حولا جلس الناصر ف القلعة وطيب قلوب الناس ث ركبوا إل غزة ليتسملوا‬
‫الديار الصرية فبز إليهم اليش الصري فاقتتلوا معهم أشد القتال فكسر الصريون أول بيث إنه خطب للناصر ف ذلك با ث كانت الدائرة على الشاميي فانزموا وأسروا من أعيانم خلقا‬
‫كثيا وعدم من اليش الصال إساعيل رحه ال تعال وقد أنشد هنا الشيخ أبو شامة لبعضهم ‪ ...‬ضيع إساعيل أموالنا ‪ ...‬وخرب الغن بل معن ‪ ...‬وراح من جلق هذا جزاء ‪ ...‬من أفقر‬
‫‪ ...‬الناس وما استغن‬
‫شيء من ترجة الصال إساعيل واقف تربة الصال‬
‫وقد كان الصال رحه ال ملكا عاقل حازما تتقلب به الحوال أطوارا كثية وقد كان الشرف أوصى له بدمشق من بعده فملكها شهورا ث انتزعها منه أخوه الكامل ث ملكها من يد الصال‬
‫أيوب خديعة ومكرا فاستمر فيها أزيد من أربع سني ث استعادها منه الصال أيوب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪180‬‬

‫عام الوارزمية سنة ثلث وأربعي واستقرت بيده بلداه بعلبك وبصرى ث أخذتا منه كما ذكرنا ول يبق له بلد يأوي إليه فلجأ إل الملكة اللبية ف جوار الناصر يوسف صاحبها فلما كان ف‬
‫هذه السنة ما ذكرنا عدم بالديار الصرية ف العركة فل يدري ما فعل به وال تعال أعلم وهو واقف التربة والدرسة ودار الديث والفراء بدمشق رحه ال بكرمه ومن توف ف هذه السنة من‬
‫العيان‬
‫اللك العظم توران شاه بن الصال أيوب‬
‫ابن الكامل ابن العادل كان اول صاحب حصن كيفا ف حياة ابيه وكان أبوه يستدعيه ف أيامه فل ييبه فلما توف أبوه كما ذكرنا استدعاه المراء فاجابم وجاء إليهم فملكوه عليهم ث قتلوه‬
‫كما ذكرنا وذلك يوم الثني السابع والعشرين من الحرم وقد قيل إنه كان متخلفا ل يصلح للملك وقد رؤى ابوه ف النام بعد قتل ابنه وهو يقول ‪ ...‬قتلوه شر قتلة ‪ ...‬صار للعال مثله ‪...‬‬
‫‪ ...‬ل يراعوا فيه إل ‪ ...‬لول من كان قبله ‪ ...‬ستراهم عن قريب ‪ ...‬لقل الناس أكله‬
‫فكان كما ذكرنا من اقتتال الصريي والشامي ومن عدم فيما بي الصفي من أعيان المراء والسلمي فمنهم الشمس لؤلؤ مدبر مالك اللبيي وكان من خيار عباد ال الصالي المرين‬
‫بالعروف وعن النمكر ناهي وفيها كانت وفاة‬
‫الاتون ارغوانية‬
‫الافظية سيت الافظية لدمتها وتربيتها الافظ صاحب قلعة جعب وكانت امرأة عاقلة مدبرة عمرت دهرا ولا أموال جزيلة عظيمة وهي الت كانت تصلح الطعمة للمغيث عمر بن الصال‬
‫أيوب فصادرها الصال إساعيل فاخذ منها أربعمائة صندوق من الال وقد وقفت دارها بدمشق على خدامها واشترت بستان النجيب ياقوت الذي كان خادم الشيخ تاج الدين الكندي‬
‫وجعلت فيه تربة ومسجدا ووقفت فيه عليه أوقافا كثية جيدة رحها ال واقف المينية الت ببعلبك‬
‫أمي الدولة أبو السن غزال التطبب‬
‫وزير الصال إساعيل أب اليش الذي كان مشؤما على نفسه وعلى سلطانه وسببا ف زوال النعمة عنه وعن مدومه وهذا هو وزير السوء وقد اتمه السبط بأنه كان مستهترا بالدين وانه ل‬
‫يكن له ف القيقة دين فأرح ال تعال منه عامة السلمي وكان قتله ف هذه السنة لا عدم الصال إساعيل بديار مصر عمد من عمد من المراء إليه وإل ابن يغمور فشنقوها وصلبوها على‬
‫القلعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪181‬‬

‫بصر متناوحي وقد وجد لمي الدولة غزال هذا من الموال والتحف والواهر والثاث ما يساوي ثلثة آلف ألف دينار وعشرة آلف ملد بط منسوب وغي ذلك من الطوط النفيسة‬
‫الفائقة‬
‫ث دخلت سنة تسع واربعي وستمائة‬
‫فيها عاد اللك الناصر صاحب حلب إل دمشق وقدمت عساكر الصريي فحكموا على بلد السواحل إل حد الشريعة فجهز لم اللك الناصر جيشا فطردوهم حت ردوهم إل الديار الصرية‬
‫وقصروهم عليها وتزوجت ف هذه السنة أم خليل شجرة الدر باللك العز عز الدين أيبك التركمان ملوك زوجها الصال أيوب وفيهانقل تابوت الصال أيوب إل تربته بدرسته ولبست‬
‫التراك ثياب العزاء وتصدقت أم خليل عنه باموال جزيلة وفيها خربت الترك دمياط ونقلوا الهال إل مصر وأخلوا الزيرة أيضا خوفا من عود الفرنج وفيها كمل شرح الكتاب السمى‬
‫بنهج البلغة ف عشرين ملدا ما ألفه عبد الميد بن داود بن هبة ال بن أب الديد الدائن الكاتب للوزير مؤيد الدين بن العلقمي فأطلق له الوزير مائة دينار وخلعة وفرسا وامتدحه عبد‬
‫الميد بقصيدة لنه كان شيعيا معتزليا وف رمضان استدعى الشيخ سراج الدين عمر بن بركة النهر قلى مدرس النظامية ببغداد فول قضاء القضاة ببغداد مع التدريس الذكور وخلع عليه وف‬
‫شعبان ول تاج الدين عبدالكري بن الشيخ ميي الدين يوسف بن الشيخ أب الفرج بن الوزي حسبة بغداد بعد أخيه عبد ال الذي تركها تزهد عنها وخلع عليه بطرحة ووضع على رأسه‬
‫غاشية وركب الجاب ف خدمته وف هذه السنة صليت صلة العيد يوم الفطر بعد العصر وهذا اتفاق غريب وفيها وصل إل الليفة كتاب من صاحب اليمن صلح الدين بن يوسف بن‬
‫عمر بن رسول يذكر فيه أن رجل باليمن خرج فادعى اللفة وأنه أنفذ إليه جيشا فكسروه وقتلوا خلقا من اصحابه وأخذ منهم صنعاء وهرب هو بنفسه ف شرذمة من بقي من اصحابه وفيها‬
‫أرسل الليفة إليه باللع والتقليد وفيها كانت وفاة‬
‫باء الدين علي بن هبة ال بن سلمة الميي‬
‫خطيب القاهرة رحل ف صغره إل العراق فسمع با وغيها وكان فاضل قد أتقن معرفة مذهب الشافعي رحه ال تعال وكان دينا حسن الخلق وساع الصدر كثي الب قل أن يقدم عليه‬
‫أحد إل أطعمه شيئا وقد سع الكثي على السلفي وغيه وأسع الناس شيئا كثيا من مروياته وكانت وفاته ف ذي الجة من هذه السنة وله تسعون سنة ودفن بالقرافة رحه ال تعال ومن توف‬
‫فيها القاضي أبو الفضل عبد الرحن بن عبد السلم ابن إساعيل بن عبد الرحن بن إبراهيم اللمعان النفي من بيت العلم والقضاء درس بشهد أب حنيفة وناب عن قاضي القضاة ابن فضلن‬
‫الشافعي ث عن قاضي القضاة أب صال نصر بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪182‬‬

‫عبد الزراق النبلي ث عن قاضي القضاء عبد ‪ 2‬الرحن بن مقبل الواسطي ث بعد وفاته ف سنة ثلث وثلثي استقل القاضي عبدالرحن اللمعان بولية الكم ببغداد ولقب أقضى القضاة ول‬
‫ياطب بقاضي القضاة ودرس للحنفية بالستنصرية ف سنة خس وثلثي وكان مشكور السية ف أحكامه ونقضه وإبرامه ولا توف تول بعده قضاء القضاة ببغداد شيخ النظامية سراج الدين‬
‫النهر قلى رحهما ال تعال وتاوز عنهما بنه وكرمه آمي ث دخلت سنة خسي وستمائة هجرية‬
‫فيها وصلت التتار إل الزيرة وسروج ورأس العي وما وال هذه البلد فقتلوا وسبوا ونبوا وخربوا فإنا ل وإنا اليه راجعون ووقعوا بسنجار يسيون بي حران وراس العي فاخذوا منهم‬
‫ستمائة حل سكر ومعمول من الديار الصرية وستمائة ألف دينار وكان عدة من قتلوا ف هذه السنة من أهل الزيرة نوا من عشرة آلف قتيل وأسروا من الولدان والنساء ما يقارب ذلك‬
‫فإنا ل وإنا إليه راجعون قال السبط وفيها حج الناس من بغداد وكان لم عشر سني ل يجوا من زمن الستنصر وفيها وقع حريق بلب احترق بسببه ستمائة دار ويقال إن الفرنج لعنهم ال‬
‫ألقوه فيه قصدا وفيها أعاد قاضي القضاة عمر بن علي النهر قلى أمر الدرسة التاجية الت كان قد استحوذ عليها طائفة من العوام وجعلوها كالقيسارية يبتاعون فيها مدة طويلة وهي مدرسة‬
‫جيدة حسنة قريبة الشبه من النظامية وقد كان بانيها يقال له تاج اللك وزير ملك شاه السلجوقي وأول من درس با الشيخ أبو بكر الشاشي وفيها كانت وفاة‬
‫جال الدين بن مطروح‬
‫وقد كان فاضل رئيسا كيسا شاعرا من كبار التعممي ث استتابه اللك الصال أيوب ف وقت على دمشق فلبس لبس الند قال السبط وكان ل يليق ف ذلك ومن شعره ف الناصر داود‬
‫صاحب الكرك لا استعاد القدس من الفرنج حي سلمت إليهم ف سنة ست وثلثي ف الدولة الكاملية فقال هذا الشاعر وهو ابن مطروح رحه ال ‪ ...‬السجد القصى له عادة ‪ ...‬سارت‬
‫‪ ...‬صارت مثل سائرا ‪ ...‬إذا غدا للكفر مستوطنا ‪ ...‬أن يبعث ال له ناصرا ‪ ...‬فناصر طهره اول ‪ ...‬وناصر طهره آخرا‬
‫ولا عزله الصال من النيابة أقام خامل وكان كثي الب بالفقراء والساكي وكانت وفاته بصر وفيها توف‬
‫شس الدين ممد بن سعد القدسي‬
‫الكاتب السن الط كان كثي الدب وسع الديث كثيا وخدم السلطان الصال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪183‬‬

‫إساعيل والناصر داود وكان دينا فاضل شاعرا له قصيدة ينصح فيها السلطان الصال إساعيل وما يلقاه الناس من وزيره وقاضيه وغيها من حواشيه ومن توف فهيا من العيان‬
‫عبدالعزيز بن علي‬
‫ابن عبد البار الغرب أبوه ولد ببغداد وسع با الديث وعن بطلب العلم وصنف كتابا ف ملدات على حروف العجم ف الديث وحرر فيه حكاية مذهب المام مالك رحه ال تعال‬
‫الشيخ أبو عبد ال ممد بن غان بن كري الصبهان قدم بغداد وكان شابا فاضل فتتلمذ للشيخ شهاب الدين السهروردي وكان حسن الطريقة له يد ف التفسي وله تفسي على طريقة‬
‫التصوف وفيه لطافة ومن كلمه ف الوعظ العال كالذرة ف فضاء عظمته والذرة كالعال ف كتاب حكمته الصول فروع إذا تلى جال أوليته والفروع أصول إذا طلعت من مغرب نفي‬
‫الوسائط شس أخريته استار الليل مسدولة وشوع الكواكب مشعولة واعي الرقباء عن الشتاقي مشغولة وحجاب الجب عن أبواب الوصل معزولة ما هذه الوقعة والبيب قد فتح الباب ما‬
‫هذه الفترة والول قد خرق حاجب الجاب‬
‫وقوف بأكناف العقيق عقوق ‪ ...‬إذا ل أرد والدمع فيه عقيق ‪ ...‬وإذ ل أمت شوقا إل ساكن المى ‪ ...‬فما أنا فيما أدعيه صدوق ‪ ...‬أيا ربع ليلى ما الحبون ف الوى ‪ ...‬سواء ول كل ‪...‬‬
‫‪ ...‬الشراب رحيق ‪ ...‬ول كل من تلقاه يلقاك قلبه ‪ ...‬ول كل من ينو إليك مشوق ‪ ...‬تكاثرت الدعوى على الب فاستوى ‪ ...‬أسي صبابات الوى وطليق‬
‫أيها المنون هل فيكم من يصعد إل السماء أيها الحبوسون ف مطامي مسمياتم هل فيكم سليم ف الفهم يفهم رموز الوحوش والطيار هل فيكم موسوى الشوق يقول بلسان شوقه أرن‬
‫أنظر إليك فقد طال النتظار ولا استسقى الناس قال بعد الستسقاء لا صعدت إل ال عز وجل نفس الشتاق بكت آماق الفاق وجادت بالدر مرضعة السحاب وامتص لب الرحة رضيع‬
‫التراب وخرج من اخلف الغمام نطاف الاء النمي فاهتزت به الامدة وقرت عيون الدر وتزينت الرياض بالسندس الخضر فحب الصب حبها أحسن تبي وأنفلق بأنلة الصبا أكمام النوار‬
‫وانشقت بنفحات انفاسه جيوب الزهار ونطقت أجزاء الكائنات بلغات صفاتا وعادات عبها أيها النائمون تيقظوا أيها البعدون تعرضوا فانظر إل آثار رحة ال كيف يي الرض بعد موتا‬
‫إن ذلك لحيي الوتى إنه على كل شيء قدير‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪184‬‬

‫ابو الفتح نصر ال بن هبة ال‬


‫ابن عبد الباقي بن هبة ال بن السي بن يي بن صاقعة الغفاري الكنان الصري ث الدمشقي كان من اخصاء اللك العظم وولده الناصر داود وقد سافر معه إل بغداد ف سنة ثلث وثلثي‬
‫وستمائة وكان اديبا مليح الحاضرة رحه ال تعال ومن شعره قوله ‪ ...‬ولا ابيتم سادت عن زيارت ‪ ...‬وعوضتمون بالبعاد عن القرب ‪ ...‬ول تسمحوا بالوصل ف حال يقظت ‪ ...‬ول يصطب‬
‫عنكم لرقته قلب ‪ ...‬نصبت لصيد الطيف جفن حبالة ‪ ...‬فأدركت خفض العيش بالنوم والنصب ‪ ...‬ث دخلت سنة إحدى وخسمي وستمائة‬
‫فيها دخل الشيخ نم الدين البادرائي رسول الليفة بي صاحب مصر وصاحب الشام وأصلح بي اليشي وكانوا قد اشتد الرب بينهم ونشبت وقد مال اليش الصري الفرنج ووعدهم أن‬
‫يسلموا إليهم بيت القدس إن نصروهم على الشاميي وجرت خطوب كثية فأصلح بينهم وخلص جاعة من بيوت اللوك من الديار الصرية منهم اولد الصال إساعيل وبنت الشرف‬
‫وغيهم من أولد صاحب حص وغيهم جزاه ال خيا وفيها فيما ذكر ابن الساعي كان رجل ببغداد على رأسه زبادي قابسي فزلق فتكسرت ووقف يبكي فتأل الناس له لفقره وحاجته وأنه‬
‫ل يكن يلك غيها فأعطاه رجل من الاضرين دينارا فلما أخذه نظر فيه طويل ث قال وال هذا الدينار اعرفه وقد ذهب من ف جلة دناني عام أول فشتمه بعض الاضرين فقال له ذلك‬
‫الرجل فما علمة ما قلت قال زنة هذا وكذا وكاذ وكان معه ثلثة وعشرون دينارا فوزنوه فوجدوه كما ذكر فأخرج له الرجل ثلثة وعشرين دينارا وكان قد وجدها كما قال حي سقطت‬
‫منه فتعجب الناس لذلك قال ويقرب من هذا ان رجل بكة نزع ثيابه ليغتسل من ماء زمزم وأخرج من عضده دملجا زنته خسون مثقال فوضعه مع ثيابه فلما فرغ من اغتساله لبس ثيابه‬
‫ونسي الدملج ومضى وصار إل بغداد وبقي مدة سنتي بعد ذلك وايس منه ول يبق معه شيء إل يسي فاشترى به زجاجا وقوارير ليبعيها ويتكسب با فبينما هو يطوف با إذا زلق فسقطت‬
‫القوارير فتكسرت فوقف يبكي واجتمع الناس عليه يتألون له فقال ف جلة علمه وال يا جاعة لقد ذهب من من مدة سنتي دملج من ذهب زنته خسون دينارا ما باليت لفقده كما باليت‬
‫لتكسي هذه القوارير وما ذاك إل لن هذه كانت جيع ما أملك فقال له رجل من الماعة فأنا وال لقيت ذلك الدملج وخرجه من عضده فتعجب الناس والاضرون وال أعلم بالصواب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪185‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫ث دخلت سنة إثني وخسي وستمائة‬
‫قال سبط ابن الوزي ف كتابه مرآة الزمان فيها وردت الخبار من مكة شرفها ال تعال بان نارا ظهرت ف أرض عدن ف بعض جبالا بيث إنه يطي شررها إل البحر ف الليل ويصعد منها‬
‫دخان عظيم ف أثناء النهار فما شكوا أنا النار الت ذكر النب صلى ال عليه وسلم أنا تظهر ف آخر الزمان فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من الظال والفساد وشرعوا ف أفعال الي‬
‫والصدقات وفيها قدم الفارس أقطاي من الصعيد ونب أموال السلمي وأسر بعضهم ومعه جاعة من البحرية الفسدين ف الرض وقد بغوا وطغوا وتبوا ول يلتفتون إل اللك العز ايبك‬
‫التركمان ول إل زوجته شجرة الدر فشاور العز زوجته شجرة الدر ف قتل أفطاي فأذنت له فعمل عليه حت قتله ف هذه السنة بالقلعة النصورة بصر فاستراح السلمون من شره وفيها درس‬
‫الشيخ عز الدين بن عبد السلم بدرسة الصال أيوب بي القصرين وفيها قدمت بنت ملك الروم ف تمل عظيم وإقامات هائلة إل دمشق زوجة لصاحبها الناصر بن العزيز بن الظاهر بن‬
‫الناصر وجرت أوقات حافلة بدمشق بسببها ومن توف فيها من الشاهي‬
‫عبدالميد بن عيسى‬
‫الشيخ شس الدين بن السر وشاهي أحد مشاهي التكلمي ومن اشتغل على الفخر الرازي ف الصول وغيها ث قدم الشام فلزم اللك الناصر داود بن العظم وحظى عنده قال ابو شامة‬
‫وكان شيخا مهيبا فاضل متواضعا حسن الظاهر رحه ال تعال قال السبط وكان متواضعا كيسا مضر خي ل ينقل عنه أنه آذى أحدا فإن قدر على نفع وإل سكت توف بدمشق ودفن‬
‫بقاسيون على باب تربة اللك العظم رحه ال تعال‬
‫الشيخ مد الدين بن تيمية صاحب الحكام عبدالسلم بن عبد ال بن أب القاسم الضر ابن ممد بن علي بن تيمية الران النبلي جد الشيخ تقي الدين ابن تيمية ولد ف حدود سنة تسعي‬
‫وخسمائة وتفقه ف صغره على عمه الطيب فخر الدين وسع الكثي ورحل إل البلد وبرع ف الديث والفقه وغيه ودرس وافت وانتفع به الطلبة ومات يوم الفطر بران‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪186‬‬

‫الشيخ كمال الدين بن طلحة‬


‫الذي ول الطابة بدمشق بعدالدولعي ث عزل وصار إل الزيرة فول قضاء نصيبي ث صار إل حلب فتوف با ف هذه السنة قال أبو شامة وكان فاضل عالا طلب أن يلي الوزارة فامتنع من‬
‫ذلك وكان هذا من التأييد رحه ال تعال‬
‫السيد بن علن‬
‫آخر من روى عن الافظ ابن عساكر ساعا بدمشق‬
‫الناصح فرج بن عبد ال البشي‬
‫كان كثي السماع مسندا خيا صالا مواظبا على ساع الديث وإساعه إل أن مات بدار الديث النورية بدمشق رحه ال‬
‫النصرة بن صلح الدين يوسف ابن أيوب‬
‫توف بلب ف هذه السنة وآخرون رحهم ال أجعي‬
‫ث دخلت سنة ثلث وخسي وستمائة‬
‫قال السبط فيها عاد الناصر داود من النبار إل دمشق ث عاد وحج من العراق وأصلح بي العراقيي وأهل مكة ث عاد معهم إل اللة قال أبو شامة وفيها ف ليلة الثني ثامن عشر صفر توف‬
‫بلب الشيخ الفقيه‬
‫ضياء الدين صقر بن يي بن سال‬
‫‪ ...‬وكان فاضل دينا ومن شعره قوله رحه ال تعال ‪ ...‬من ادعى أن له حالة ‪ ...‬ترجه عن منهج الشرع ‪ ...‬فل تكونن له صاحبا ‪ ...‬فإنه ضر بل نفع‬
‫وهو واقف القوصية‬
‫أبو العز إساعيل بن حامد ابن عبدالرحن النصاري القوصي واقف داره بالقرب من الرحبة على أهل الديث وبا قبه وكان مدرسا بلقة جال السلم تاه البدارة فعرفت به وكان ‪...‬‬
‫ظريفا مطبوعا حسن الحاضرة وقد جع له معجما حكى فيه عن مشايه أشياء كثية مفيدة قال أبو شامة وقد طالعته بطه فرأيت فيه أغاليط وأوهاما ف أساء الرجال وغيها فمن ذلك أنه‬
‫انتسب إل سعد بن عبادة ابن دل فقال سعد بن عبادة بن الصامت وهذا غلط وقال ف شدة خرقه التصوف فغلط وصحف حييا أبا ممد حسينا قال أبو شامة رأيت ذلك ببطه توف يوم‬
‫الثني سابع عشر ربيع الول من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪187‬‬

‫هذه السنة رحه ال وقد توف الشريف الرتضي نقيب الشراف بلب وكانت وفاته با رحه ال تعال ث دخلت سنة أربع وخسي وستمائة‬
‫فيها كان ظهور النار من أرض الجاز الت أضاءت لا أعناق البل ببصرى كما نطق بذلك الديث التفق عليه وقد بسط القول ف ذلك الشيخ المام العلمة الافظ شهاب الدين أبو شامة‬
‫القدسي ف كتابه الذيل وشرحه واستحضره من كتب كثية وردت متواترة إل دمشق من الجاز بصفة أمر هذه النار الت شوهدت معاينة وكيفية خروجها وأمرها وهذا مرر ف كتاب دلئل‬
‫النبوة من السية النبوية ف أوائل هذا الكتاب ول المد والنة وملخص ما أورده أبو شامة انه قال وجاء إل دمشق كتب من الدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلة والسلم بروج نار‬
‫عندهم ف خامس جادي الخرة من هذه السنة وكتبت الكتب ف خامس رجب والنار بالا ووصلت الكتب إلينا ف عاشر شعبان ث قال‬
‫بسم ال الرحن الرحيم ورد إل مدينة دمشق ف أوائل شعبان من سنة أربع وخسي وستمائة كتب من مدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها شرح أمر عظيم حدث با فيه تصديق لا ف‬
‫الصحيحي من حديث أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تقوم الساعة حت ترج نار من أرض الجاز تضيء لا اعناق البل ببصرى فأخبن من أثق به من شاهدها أنه‬
‫بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب قال وكنا ف بيوتنا تلك الليال وكان ف دار كل واحد منا سراج ول يكن لا حر ولفح على عظمها إنا كانت آية من آيات ال عز وجل قال أبو‬
‫شامة وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها‬
‫لا كانت ليلة الربعاء ثالث جادي الخرة سنة اربع وخسي وستمائة ظهر بالدينة النبوية دوي عظيم ث زلزلة عظيمة رجفت منها الرض واليطان والسقوف والخشاب والبواب ساعة بعد‬
‫ساعة إل يوم المعة الامس من الشهر الذكور ث ظهرت نار عظيمة ف الرة قريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل الدينة كأنا عندنا وهي نار عظيمة إشعالا أكثر من ثلث منارات‬
‫وقد سالت أودية بالنار إل وادي شظا مسيل الاء وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل وال لقد طلعنا جاعة نبصرها فإذا البال تسيل نيانا وقد سدت الرة طريق الاج العراقي فسارت إل‬
‫أن وصلت إل الرة فوقفت بعد ما أشفقنا ان تيء إلينا ورجعت تسيل ف الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيان تأكل الجارة فيها أنوذج عما أخب ال تعال ف كتابه إنا ترمي‬
‫بشرر كالقصر كأنه جالة صفر وقد أكلت الرض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخسي وستمائة والنار ف زيادة ما تغيت وقد عادت إل الرار ف قريظة طريق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪188‬‬


‫عي الاج العراقي إل الرة كلها نيان تشتعل نبصرها ف الليل من الدينة كأنا مشاعل الاج واما ام النار الكبية فهي جبال نيان حر والم الكبية الت سالت النيان منها من عند قريظة‬
‫وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك وال يعل العاقبة إل خي فما أقدر أصف هذه النار‬
‫قال أبو شامة وف كتاب آخر فظهر ف أول جعة من جادي الخرة سنة أربع وخسي وستمائة ووقع ف شرقي الدينة الشرفة نار عظيمة بينها وبي الدينة نصف يوم انفجرت من الرض‬
‫وسال منها واد من نار حت حاذي جبل أحد ث وقفت وعادت إل الساعة ول ندري ماذا نفعل ووقت ما ظهرت دخل أهل الدينة إل نبيهم عليه الصلة والسلم مستغفرين تائبي إل ربم‬
‫تعال وهذه دلئل القيامة‬
‫قال وف كتاب آخر لا كان يوم الثني مستهل جادي الخرة سنة أربع وخسي وستمائة وقع بالدينة صوت يشبه صوت الرعد البعيد تارة وتارة أقام على هذه الالة يومي فلما كانت ليلة‬
‫الربعاء ثالث الشهر الذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلزل فلما كان يوم المعة خامس الشهر الذكور انبجست الرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول ال‬
‫ص وهي برأي العي من الدينة نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال ال تعال وهي بوضع يقال له أجيلي وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره اربع فراسخ وعرضه أربعة أميال‬
‫وعمقه قامة ونصف وهي تري على وجه الرض ويرج منها أمها دوجبال صغار وتسي على وجه الرض وهو صخر يذوب حت يبقى منك النك فإذا جد صار اسود وقبل المود لونه‬
‫أحر وقد حصل بسبب هذه النار إقلع عن العاصي والتقرب إل ال تعال بالطاعات وخرج امي الدينة عن مظال كثية إل أهلها‬
‫قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ومن كتاب شس الدين بن سنان بن عبد الوهاب بن نيلة السين قاضي الدينة إل بعض اصحابه لا كانت ليلة الربعاء ثالث جادي الخرة حدث بالدينة‬
‫بالثلث الخي من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها وباتت باقي تلك الليلة تزلزل كل يوم وليلة قدر عشر نوبات وال لقد زلزلت مرة ونن حول حجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اضطرب لا النب إل أن أوجسنا منه إذ سعنا صوتا للحديد الذي فيه واضطربت قناديل الرم الشريف وتت الزلزلة إل يوم المعة ضحى ولا دوي مثل دوي الرعد القاصف ث طلع يوم‬
‫المعة ف طريق الرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪189‬‬

‫ف رأس اجيلي نار عظيمة مثل الدينة العظيمة ومابانت لنا إل ليلة السبت وأشفقنا منها وخفنا خوفا عظيما وطلعت إل المي كلمته وقلت له قد احاط بنا العذاب ارجع إل ال تعال فاعتق‬
‫كل ماليكه ورد على جاعة أموالم فلما فعل ذلك قلت اهبط الساعة معنا إل النب صلى ال عليه وسلم فهبط وبتنا ليلة السبت والناس جيعهم والنسوان واولدهم وما بقي احد ل ف النخيل‬
‫ول ف الدينة إل عند النب صلى ال عليه وسلم ث سال منها نر من نار وأخذ ف وادي اجيلي وسد الطريق ث طلع إل برة الاج وهو بر نار يري وفوقه جر يسي إل أن قطعت الوادي‬
‫وادي الشظا وما عاد ييء ف الوادي سيل قط لنا حضرته نو قامتي وثلث علوها وال يا أخي إن عيشتنا اليوم مكدرة والدينة قد تاب جيع أهلها ول بقي يسمع فيها رباب ول دف ول‬
‫شرب وتت النار تسيل إل أن سدت بعض طريق الاج وبعض برة الاج وجاء ف الوادي إلينا منها يسي وخفنا أنه ييئنا فاجتمع الناس ودخلوا على النب صلى ال عليه وسلم وتابوا عنده‬
‫جيعهم ليلة المعة وأما قتيها الذي ما يلينا فقد طفيء بقدرة ال وأنا إل الساعة وما نقصت إل ترى مثل المال حجارة ولا دوي ما يدعنا نرقد ول نأكل ول نشرب وما أقدر أصف لك‬
‫عظمها ول ما فيها من الهوال وأبصرها أهل ينبع وندبوا قاضيهم ابن أسعد وجاء وعدا إليها وما صبح يقدر يصفها من عظمها وكتب الكتاب يوم خامس رجب وهي على حالا والناس منها‬
‫خائفون والشمس والقمر من يوم ما طلعت ما يطلعان إل كاسفي فنسأل ال العافية‬
‫قال أبو شامة وبان عندنا بدمشق أثر الكسوف من ضعف نورها على اليطان وكنا حيارى من ذلك إيش هو إل أن جاءنا هذا الب عن هذه النار‬
‫قلت وكان أبو شامة قد أرخ قبل ميء الكتب بأمر هذه النار فقال وفيها ف ليلة الثني السادس عشر من جادي الخرة خسف القمر أول الليل وكان شديد المرة ث انلى وكسفت‬
‫الشمس وف غده احرت وقت طلوعها وغروبا وبقيت كذلك اياما متغية اللون ضعيفة النور وال على كل شيء قدير ث قال واتضح بذلك ما صوره الشافعي من اجتماع الكسوف والعيد‬
‫واستبعده اهل النجامة‬
‫ث قال أبو شامة ومن كتاب آخر من بعض بن الفاشان بالدينة يقول فيه وصل إلينا ف جادي الخرة نابة من العراق وأخبوا عن بغداد أنه أصابا غرق عظيم حت طفح الاء من أعلى أسوار‬
‫بغداد إليها وغرق كثي منها ودخل الاء دار اللفة وسط البلد واندمت دار الوزير وثلثمائة وثانون دارا واندم مزن الليفة وهلك من خزانة السلح شيئ كثي وأشرف الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪190‬‬

‫على اللك وعادت السفن تدخل إل وسط البلدة وتترق أزقة بغداد قال وأما نن فإنه جرى عندنا أمر عظيم لا كان بتاريخ ليلة الربعاء الثالث من جادي الخرة ومن قبلها بيومي عاد‬
‫الناس يسمعون صوتا مثل صوت الرعد فانزعج لا الناس كلهم وانتبهوا من مراقدهم وضج الناس بالستغفار إل ال تعال وفزعوا إل السجد وصلوا فيه وتت ترجف بالناس ساعة بعد ساعة‬
‫إل الصبح وذلك اليوم كله يوم الربعاء وليلة الميس كلها وليلة المعة وصبح يوم المعة ارتت الرض رجة قوية إل أن اضطرب منار السجد بعضه ببعض وسع لسقف السجد صرير‬
‫عظيم وأشفق الناس من ذنوبم وسكنت الزلزلة بعد صبح يوم المعة إل قبل الظهر ث ظهرت عندنا بالرة وراء قريظة على طريق السوارقية بالقاعد مسية من الصبح إل الظهر نار عظيمة‬
‫تنفجر من الرض فارتاع لنا الناس روعة عظيمة ث ظهر لا دخان عظيم ف السماء ينعقد حت يبقى كالسحاب البيض فيصل إل قبل مغيب الشمس من يوم المعة ث ظهرت النار لا ألسن‬
‫تصعد ف الواء إل السماء حراء كأنا القلعة وعظمت وفزع الناس إل السجد النبوي وإل الجرة الشريفة واستجار الناس با وأحاطوا بالجرة وكشفوا رؤسهم واقروا بذنوبم وابتهلوا إل‬
‫ال تعال واستجاروا نبيه عليه الصلة والسلم وأتى الناس إل السجد من كل فج ومن النخل وخرج النساء من البيوت والصبيان واجتمعوا كلهم وأخلصوا إل ال وغطت حرة النار السماء‬
‫كلها حت بقي الناس ف مثل ضوء القمر وبقيت السماء كالعلقة وأيقن الناس باللك أو العذاب وبات الناس تلك الليلة بي مصل وتال للقرآن وراكع وساجد وداع إل ال عز وجل‬
‫ومتنصل من ذنوبه ومستغفر وتائب ولزمت النار مكانا وتناقص تضاعفها ذلك وليبها وصعد الفقيه والقاضي إل المي يعظونه فطرح الكس واعتق ماليكه كلهم وعبيده ورد علينا كل ما لنا‬
‫تت يده وعلى غينا وبقيت تلك النار على حالا تلتهب التهابا وهي كالبل العظيم ارتفاعا و كالدينة عرضا يرج منها حصى يصعد ف السماء ويهوى فيها ويرج منها كالبل العظيم نار‬
‫ترمي كالرعد وبقيت كذلك أياما ث سالت سيلنا إل وادي اجلي تنحدر مع الوادي إل الشظا حت لق سيلنا بالبحرة برة الاج والجارة معها تتحرك وتسي حت كادت تقارب حرة‬
‫العريض ث سكنت ووقفت أياما ث عادت ترمي بجارة خلفها وأمامها حت بنت لا جبلي وما بقي يرج منها من بي البلي لسان لا أياما ث إنا عظمت وسناءها إل الن وهي تتقد كاعظم‬
‫ما يكون ولا كل يوم صوت عظيم ف آخر الليل إل ضحوة ولا عجائب ما أقدر أن أشرحها لك على الكمال وإنا هذا طرف يكفي والشمس والقمر كأنما منكسفان إل الن وكتب هذا‬
‫الكتاب ولا شهر وهي ف مكانا ما تتقدم ول تتأخر وقد قال فيها بعضهم أبياتا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪191‬‬

‫يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا ‪ ...‬لقد أحاطت بنا يا رب بأساء ‪ ...‬نشكو إليك خطوبا ل نطيق لا ‪ ...‬حل ونن با حقا أحقاء ‪ ...‬زلزل تشع الصم اصلب لا ‪ ...‬وكيف يقوى على‬
‫الزلزال شاء ‪ ...‬أقام سبعا يرج ف الرض فانصدعت ‪ ...‬عن منظر منه عي الشمس عشواه ‪ ...‬بر من النار تري فوقه سفن من الضاب لا ف الرض أرساء ‪ ...‬كأنا فوقه الحبال يرج‬
‫الرض فانصدعت ‪ ...‬عن منظر منه عي الشمس عشواء ‪ ...‬بر من النار تري فوقه سفن ‪ ...‬من الضاب لا ف الرض أرساء ‪ ...‬كأنا فوقه الجبال طافية ‪ ...‬موج عليه لفرط البهج وعثاء‬
‫‪ ...‬ترمي لا شررا كالقصر طائشة ‪ ...‬كأنا دية تنصب هطلء ‪ ...‬تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت رعبا وترعد مثل السعف أضواء ‪ ...‬منها تكاثف ف الو الدخان إل ‪ ...‬أن عادت‬
‫الشمس منه وهي دهاء ‪ ...‬قد اثرت سفعة ف البدر لفحتها ‪ ...‬فليلة التم بعد النور ليلء ‪ ...‬تدث النيات السبع ألسنها ‪ ...‬با يلقى با تت الثرى الاء ‪ ...‬وقد احاط لظاها بالبوج إل‬
‫‪ ...‬أن كاد يلحقها بالرض إهواء ‪ ...‬فيالا آية من معجزات رسو ‪ ...‬ل ال يعقلها القوم اللباء ‪ ...‬فباسك العظم الكنون إن عظمت ‪ ...‬منا الذنوب وساء القلب أسواء ‪ ...‬فاسح وهب‬
‫وتفضل وامح واعف وجد ‪ ...‬واصفح فكل لفرط الهل خطاء ‪ ...‬فقوم يونس لا آمنوا كشف ال ‪ ...‬العذاب عنهم وعم القوم نعماء ‪ ...‬ونن امة هذا الصطفى ولنا ‪ ...‬منه إل عفوك‬
‫‪ ...‬الرجو دعاء ‪ ...‬هذا الرسول الذي لوله ما سلكت ‪ ...‬مجة ف سبيل ال بيضاء ‪ ...‬فارحم وصل على الختار ما خطبت ‪ ...‬على عل منب الوراق ورقاء‬
‫قلت والديث الوارد ف أمر هذه النار مرج ف الصحيحي من طريق الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تقوم الساعة حت ترج نار من‬
‫أرض الجاز تضيء أعناق البل ببصرى وهذا لفظ البخاري‬
‫وقد وقع هذا ف هذه السنة أعن سنة أربع وخسي وستمائة كما ذكرنا وقد أخبن قاضي القضاة صدر الدين علي بن أب القاسم التميمي النفي الاكم بدمشق ف بعض اليام ف الذاكرة‬
‫وجرى ذكر هذا الديث وما كان من أمر هذه النار ف هذه السنة فقال سعت رجل من العراب يب والدي ببصرى ف تلك الليال أنم رأوا أعناق البل ف ضوء هذه النار الت ظهرت ف‬
‫أرض الجاز قلت وكان مولده ف سنة ثنتي وأربعي وستمائة وكان والده مدرسا للحنفية ببصرى وكذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪192‬‬

‫كان جده وهو قد درس با أيضا ث انتقل إل دمشق فدرس بالصادرية وبالعدمية ث ول قضاء القضاة النفية وكان مشكور السية ف الحكام وقد كان عمره حي وقعت هذه النار بالجاز‬
‫ثنتا عشرة سنة ومثله من يضبط ما يسمع من الب أن العراب أخب والده ف تلك الليال وصلوات ال وسلمه على نبيه سيدنا ممد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيا‬
‫‪ ...‬وما نظمه بعض الشعراء ف هذه النار الجازية وغرق بغداد قوله ‪ ...‬سبحان من اصبحت مشيئته ‪ ...‬جارية ف الورى بقدار ‪ ...‬اغرق بغداد بالياه كما ‪ ...‬أحرق أرض الجاز بالنار‬
‫‪ ...‬قال أبو شامة والصواب أن يقال ‪ ...‬ف سنة أغرق العراق وقد ‪ ...‬أحرق أرض الجاز بالنار‬
‫وقال ابن الساعي ف تاريخ سنة اربع وخسي وستمائة ف يوم المعة ثامن عشر رجب يعن من هذه السنة كنت جالسا بي يدي الوزير فورد عليه كتاب من مدينة الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم صحبة قاصد يعرف بقيماز العلوى السن الدن فناوله الكتاب فقرأه وهو يتضمن ان مدينة الرسول‬
‫ص زلزلت يوم الثلثاء ثان جادي الخرة حت ارتج القب الشريف النبوي وسع صرير الديد وتركت السلسل وظهرت نار على مسية أربع فراسخ من الدينة وكانت ترمي بزبد كأنه‬
‫رؤس البال ودامت خسة عشر يوما قال القاصد وجئت ول تنقطع بعد بل كانت على حالا وساله إل أي الهات ترمي فقال إل جهة الشرق واجتزت عليها أنا ونابة اليمن ورمينا فيها‬
‫سعفة فلم ترقها بل كانت ترق الجارة وتذيبها وأخرج قيماز الذكور شيئا من الصخر الحترق وهو كالفحم لونا وخفة قال وذكر ف الكتاب وكان بط قاضي الدينة أنم لا زلزلوا دخلوا‬
‫الرم وكشفوا رؤسهم واستغفروا وأن نائب الدينة أعتق جيع مالكيه وخرج من جيع الظال ول يزالوا مستغفرين حت سكنت الزلزلة إل أن النار الت ظهرت ل تنقطع وجاء القاصد الذكور‬
‫ولا خسة عشر يوما وإل الن قال ابن الساعي وقرأت بط العدل ممود بن يوسف بن المعان شيخ حرم الدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلة والسلم يقول إن هذه النار الت ظهرت‬
‫بالجاز آية عظيمة وإشارة صحيحة دالة على اقتراب الساعة فالسعيد من انتهز الفرصة قبل الوت وتدارك أمره باصلح حاله مع ال عز وجل قبل الوت وهذه النار ف ارض ذات حجر ل‬
‫شجر فيها ول نبت وهي تأكل بعضها بعضا إن ل تد ما تأكله وهي ترق الجارة وتذيبها حت تعود كالطي البلول ث يضربه الواء حت يعود كخبث الديد الذي يرج من الكي فال يعلها‬
‫عبة للمسلمي ورحة للعالي بحمد وآله الطاهرين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪193‬‬

‫قال أبو شامة وف ليلة المعة مستهل رمضان من هذه السنة احترق مسجد الدينة على ساكنه أفضل الصلة والسلم ابتدأ حريقه من زاويته الغربية من الشمال وكان دخل احد القومة إل‬
‫خزانة ث ومعه نار فعلقت ف البواب ث واتصلت بالسقف بسرعة ث دبت ف السقوف وأخذت قبلة فأعجلت الناس عن قطعها فما كان إل ساعة حت احترقت سقوف السجد اجع ووقعت‬
‫بعض أساطينه وذاب رصاصها وكل ذلك قبل أن ينام الناس واحترق سقف الجرة النبوية ووقع ما وقع منه ف الجرة وبقي على حاله حت شرع ف عمارة سقفه وسقف السجد النبوي على‬
‫صاحبه أفضل الصلة والسلم واصبح الناس فعزلوا موضعا للصلة وعد ما وقع من تلك النار الارجة وحريق السجد من جلة اليات وكأنا كانت منذرة با يعقبها ف السنة التية من‬
‫الكائنات على ما سنذكره هذا كلم الشيخ شهاب الدين أب شامة وقد قال أبو شامة ف الذي وقع ف هذه السنة وما بعدها شعرا وهو قوله ‪ ...‬بعد ست من الئي والمس ‪ ...‬ين لدى أربع‬
‫جرى ف العام ‪ ...‬نار أرض الجاز مع حرق الس ‪ ...‬جد معه تغريق دار السلم ‪ ...‬ث أخذ التتار بغداد ف أو ‪ ...‬ل عام من بعد ذاك وعام ‪ ...‬ل يعن أهلها وللكفر أعوا ‪ ...‬ن عليهم‬
‫ياضيعة السلم ‪ ...‬وانقضت دولة اللفة منها ‪ ...‬صار مستعصم بغي اعتصام ‪ ...‬فحنانا على الجاز ومصر ‪ ...‬وسلما على بلد الشام ‪ ...‬رب سلم وصن وعاف بقايا ‪ ...‬الدن ياذا‬
‫‪ ...‬اللل والكرام‬
‫وف هذه السنة كملت الدرسة الناصرية الوانية داخل باب الفراديس وحضر فيها الدرس واقفها اللك الناصر صلح الدين يوسف بن اللك العزيز ممد بن اللك الظاهر غياث الدين غازي‬
‫ابن الناصر صلح الدين يوسف بن أيوب بن شادي فاتح بيت القدس ودرس فيها قاضي البلد صدر الدين ابن سناء الدولة وحضر عنده المراء والدولة والعلماء وجهور أهل الل والعقد‬
‫بدمشق وفيها أمر بعمارة الرباط الناصري بسفح قاسيون‬
‫ومن توف ف هذه السنة من العيان‬
‫الشيخ عمادا لدين عبد ال بن السن بن النحاس‬
‫ترك اللئق وأقبل على الزهادة والتلوة والعبادة والصيام التتابع والنقطاع بسجده بسفح قاسيون نوا من ثلثي سنة وكان من خيار الناس ولا توف دفن عند مسجده بتربة مشهورة به‬
‫وحام ينسب إليه ف مساريق الصالية وقد اثن عليه السبط وأرخوا وفاته كما ذكرت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪194‬‬

‫يوسف بن المي حسام الدين‬


‫قزأ وغلى بن عبد ال عتيق الوزير عون الدين يي بن هبية النبلي رحه ال تعال الشيخ شس الدين‬
‫ابو الظفر النفي البغدادي ث الدمشقي سبط ابن الوزي امه رابعة بنت الشيخ جال الدين أب الفرج بن الوزي الواعظ وقد كان حسن الصورة طيب الصوت حسن الوعظ كثي الفضائل‬
‫والصنفات وله مرآة الزمان ف عشرين ملدا من أحسن التواريخ نظم فيه النتظم لده وزاد عليه وذيل إل زمانه وهو من أبج التواريخ قدم دمشق ف حدود الستمائة وحظى عند ملوك بن‬
‫أيوب وقدموه وأحسنوا إليه وكان له ملس وعظ كل يوم سبت بكرة النهار عند السارية الت تقوم عندها الوعاظ اليوم عند باب مشهد علي بن السي زين العابدين وقد كان الناس يبيتون‬
‫ليلة السبت بالامع ويتركون البساتي ف الصيف حت يسمعوا ميعاده ث يسرعون إل بساتينهم فيتذاكرون ما قاله من الفوائد والكلم السن على طريقة جده وقد كان الشيخ تاج الدين‬
‫الكندي وغيه من الشايخ يضرون عنده تت قبة يزيد الت عند باب الشهد ويستحسنون ما يقول ودرس بالعزية البانية الت بناها المي عز الدين أيبك العظمى اساذ دار العظم وهو واقف‬
‫العزية الوانية الت بالكشك أيضا وكانت قديا تعرف بدور ابن منقذ ودرس السبط أيضا بالشبلية الت بالبل عند جسر كحيل وفوض إليه البدرية الت قبالتها فكانت سكنه وبا توف ليلة‬
‫الثلثاء الادي والعشرين من ذي الجة من هذه السنة وحضر جنازته سلطان البلد الناصر ابن العزيز فمن دونه وقد أثن عليه الشيخ شهاب الدين أبو شامة ف علومه وفضائله ورياسته‬
‫وحسن وعظه وطيب صوته ونضارة وجهه وتواضعه وزهده وتودده لكنه قال وقد كنت مريضا ليلة وفاته فرأيت وفاته ف النام قبل اليقظة ورأيته ف حالة منكرة ورآه غيي أيضا فنسأل ال‬
‫العافية ول أقدر على حضور جنازته وكانت جنازته حافلة حضره السلطان والناس ودفن هناك وقد كان فاضل عالا ظريفا منقطعا منكرا على أرباب الدول ما هم عليه من النكرات وقد كان‬
‫مقتصدا ف لباسه مواظبا على الطالعة والشتغال والمع والتصنيف منصفا لهل العلم والفضل مباينا لول الهل وتأت اللوك وأرباب الناصب إليه زائرين وقاصدين ورب ف طول زمانه ف‬
‫حياة طيبة وجاه عريض عند اللوك والعوام نو خسي سنة وكان ملس وعظه مطربا وصوته فيما يورده حسنا طيبا رحه ال تعال ورضى عنه وقد سئل ف يوم عاشوراء زمن اللك الناصر‬
‫صاحب حلب أن يذكر للناس شيئا من مقتل السي فصعد النب وجلس طويل ل يتكلم ث وضع النديل على وجهه وبكى شديدا ث أنشا يقول وهو يبكي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪195‬‬

‫‪ ...‬ويل لن شفعاؤه خصماؤه ‪ ...‬والصور ف نشر اللئق ينفخ ‪ ...‬ل بد أن تردا لقيامة فاطم ‪ ...‬وقميصها بدم السي ملطخ‬
‫ث نزل عن النب وهو يبكي وصعد إل الصالية وهو كذلك رحه ال‬
‫واقف مرستان الصالية‬
‫المي الكبي سيف الدين أبو السن يوسف ابن أب الفوارس بن موسك القيمري الكردي أكب أمراء القيمرية كانوا يقفون بي يديه كما تعامل اللوك ومن أكب حسناته وقفة الارستان الذي‬
‫بسفح قاسيون وكانت وفاته ودفنه بالسفح ف القبة الت تاه الارستان الذكورة وكان ذا مال كثي وثروة رحه ال‬
‫مي الدين يعقوب بن اللك العادل أب بكر بن أيوب‬
‫دفن عند والده بتربة العادلية‬
‫المي مظفر الدين إبراهيم‬
‫ابن صاحب صرخد عز الدين أيبك استاذ دار العظم واقف العزيتي البانية والوانية على النفية ودفن عند والده بالتربة تت القبة عند الوراقة رحهما ال تعال‬
‫الشيخ شس الدين عبد الرحن بن نوح‬
‫القدسي الفقيه الشافعي مدرس الرواحية بعد شخيه تقي الدين ابن الصلح ودفن بالصوفية أيضا وكانت له جنازة حافلة رحه ال قال أبو شامة وكثر ف هذه السنة موت الفجأة فمات خلق‬
‫كثي بسبب ذلك ومن توف فيها زكي الدين أبو الغورية أحد العدلي بدمشق وبدر الدين بن السن أحد رؤسائها وعز الدين عبد العزيز بن أب طالب بن عبدالغفار الثعلب أب السي وهو‬
‫سبط القاضي جال الدين بن الرستان رحهم ال تعال وعفا عنهم اجعي‬
‫ث دخلت سنة خس وخسي وستمائة‬
‫فيها اصبح اللك العظم صاحب مصر عز الدين ايبك بداره ميتا وقد ول اللك بعد استاذه الصال نم الدين أيوب بشهور كان فيها ملك توران شاه العظم بن الصال ث خلفته شجرة الدر أم‬
‫خليل مدة ثلثة أشهر ث أقيم هو ف اللك ومعه اللك الشرف موسى بن الناصر يوسف بن أقسيس ابن الكامل مدة ث استقل باللك بل منازعة وكسر الناصر لا أراد أخذ الديار الصرية‬
‫وقتل الفارس إقطاي ف سنة ثنتي وخسي وخلع بعده الشرف واستقل باللك وحده ث تزوج بشجرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪196‬‬

‫الدر أم خليل وكان كريا شجاعا حييا دينا ث كان موته ف يوم الثلثاء الثالث والعشرين من ربيع الول وهو واقف الدرسة العزية بصر ومازها من أحسن الشياء وهي من داخل ليست‬
‫بتلك الفائقة وقد قال بعضهم هذه ماز ل حقيقة له ولا قتل رحه ال فإنم ماليكه زوجته أم خليل شجرة الدر به وقد كان عزم على تزوج ابنة صاحب الوصل بدر الدين لؤلؤ فأمرت‬
‫جواريها أن يسكنه لا فما زالت تضربه بقباقبها والواري يعركن ف معاربه حت مات وهو كذلك ولا سعوا ماليكه أقبلوا بصحبة ملوكه الكب سيف الدين قطز فقتلوها والقوها على مزبلة‬
‫غي مستورة العورة بعد الجاب النيع والقام الرفيع وقد علمت على الناشي والتواقيع وخطب الطباء باسها وضربت السكة برسها فذهبت فل تعرف بعد ذلك بعينها ول رسها قل اللهم‬
‫مالك اللك تؤت اللك من تشاء وتنع اللك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الي إنك على كل شيء قدير وأقامت التراك بعد أستاذهم عز الدين أيبك التركمان بإشارة أكب‬
‫ماليكه المي سيف الدين قطز ولده نور الدين عليا ولقبوه اللك النصور وخطب له على النابر وضربت السكة باسه وجرت المور على ما يتاره برأيه ورسه‬
‫وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بي الرافضة وأهل السنة فنهب الكرخ ودور الرافضة حت دور قرابات الوزير ابن العلقمي وكان ذلك من أقوى السباب ف مالته للتتار وفيها دخلت الفقراء‬
‫اليدرية الشام ومن شعارهم لبس الراحي والطراطي ويقصون لاهم ويتركون شواربم وهو خلف السنة تركوها لتابعة شيخهم حيدر حي أسره اللحدة فقصوا ليته وتكروا شواربه‬
‫فاقتدوا به ف ذلك وهو معذور مأجور وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك وليس لم ف شيخهم قدوة وقد بنيت لم زاوية بظاهر دمشق قريبا من العونية وف يوم الربعاء ثامن‬
‫عشر ذي الجة من هذه السنة الباركة عمل عزاء واقف البادرائية با الشيخ نم الدين عبد ال بن ممد البادرائي البغدادي مدرس النظامية ورسول اللفة إل ملوك الفاق ف المور الهمة‬
‫وإصلح الحوال الدلمة وقد كان فاضل بارعا رئيسا وقورا متواضعا وقد ابتن بدمشق مدرسة حسنة مكان دار المي أسامة وشرط على القيم با العزوبة وأن ل يكون الفقيه ف غيها من‬
‫الدارس وإنا أراد بذلك توفر خاطرا لفقيه وجعه على طلب العلم ولكن حصل بذلك خلل كثي وشر لبعضهم كبي وقد كان شيخنا المام العلمة شيخ الشافية بالشام وغيها برهان الدين‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ تاج الدين الفزاري مدرس هذه الدرسة وابن مدرسها يذكر أنه لا حضر الواقف ف أول يوم درس با وحضر عنده السلطان الناصري قرأ كتاب الوقف وفيه‬
‫ول تدخلها امرأة فقال السلطان ول صب فقال الواقف يا مولنا السلطان ربنا ما يضرب بعصاتي فإذا ذكر هذه الكاية تبسم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪197‬‬

‫عندها رحه ال تعال وكان هو أول من درس با ث ولده كمال الدين من بعده وجعل نظرها إل وجيه الدين بن سويد ث صار ف ذريته إل الن وقد نظر فيه بعض الوقات القاضي شس‬
‫الدين ابن الصائغ ث انتزع منه حيث اثبت لم النظر وقد أوقف البادرائي على هذه الدرسة أوقافا حسنة دارة وجعل فيها خزانة كتب حسنة نافعة وقد عاد إل بغداد ف هذه السنة فول با‬
‫قضاء القضاة كرها منه فأقام فيه سبعة عشر يوما ث توف إل رحة ال تعال ف مستهل ذي الجة من هذه السنة ودفن بالشونيزيه رحة ال تعال وف ذي الجة من هذه السنة بعد موت‬
‫البادرائي بأيام قلئل نزلت التتار على بغداد مقدمة للكهم هولكو بن تول بن جنكيزخان عليهم لعائل الرحن وكان افتتاحهم لا وجنايتهم عليها ف أول السنة التية على ما سيأت بيانه‬
‫وتفصيله وبال الستعان ومن توف ف هذه السنة من العيان البادرائي واقف البادرائية الت بدمشق كما تقدم بيانه رحه ال تعال‬
‫والشيخ تقي الدين عبدالرحن بن أب الفهم‬
‫البلدان با ف ثامن ربيع الول ودفن فيها وكان شيخا صالا مشتغل بالديث ساعا وكتابة وإساعا إل أن توف وله نو مائة سنة قلت وأكثر كتبه وماميعه الت بطه موقوفة بزانة الفاضلية‬
‫من الكلسة وقد رأى ف النام رسول ال‬
‫ص فقال له يا رسول ال ما أنا رجل جيد قال بلى أنت رجل جيد رحه ال وأكرم مثواه‬
‫الشيخ شرف الدين‬
‫ممد بن أب الفضل الرسي وكان شيخا فاضل متقنا مققا للبحث كثي الج له مكانه عند الكابر وقد اقتن كتبا كثية وكان أكثر مقامه بالجاز وحيث حل عظمه رؤساء تلك البلدة وكان‬
‫مقتصدا ف أموره وكانت وفاته رحه ال بالذعقة بي العريش والداروم ف منتصف ربيع الول من هذه السنة رحه ال‬
‫الشد الشاعر المي سيف الدين‬
‫علي بن عمر بن قزل مشدا لديوان بدمشق وكان شاعرا مطبقا له ديوان مشهور وقد رآه بعضهم بعد موته فسأله عن حاله فأنشده ‪ ...‬نقلت إل رمس القبور وضيقها ‪ ...‬وخوف ذنوب أنا ب‬
‫تعثر ‪ ...‬فصادفت رحانا رءوفا وأنعما ‪ ...‬حبان با سقيا لا كنت أحذر ‪ ...‬ومن كان حسن الظن ف حال موته ‪ ...‬جيل بعفو ال فالعفو أجدر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪198‬‬

‫بشاره بن عبد ال‬


‫الرمن الصل بدر الدين الكاتب مول شبل الدولة العظمي سع الكندي وغيه وكان يكتب خطا جيدا وأسند إليه موله النظر ف أوقافه وجعله ف ذريته فهم إل الن ينظرون ف الشبليتي‬
‫وكانت وفاته ف النصف من رمضان من هذه السنة‬
‫القاضي تاج الدين أبو عبد ال ممد بن قاضي القضاة جال الدين الصري ناب عن أبيه ودرس بالشامية وله شعر فمنه قوله‬
‫صيت فمي لفيه باللثم لئام ‪ ...‬عمدا ورشفت من ثناياه مدام ‪ ...‬فأزور وقال أنت ف الفقه إمام ‪ ...‬ريقي خر وعندك المر حرام ‪ ...‬اللك الناصر ‪...‬‬
‫داود بن العظم عيسى بن العادل ملك دمشق بعد أبيه ث انتزعت من يده وأخذها عمه الشرف واقتصر على الكرك ونابلس ث تنقلت به الحوال وجرت له خطوب طوال حت ل يبق معه‬
‫شيء من الحال وأودع وديعة تقارب مائة ألف دينار عند الليفة الستنصر فانكره إياها ول يردها عليه وقد كان له فصاحة وشعر جيد ولديه فضائل جة واشتغل ف علم الكلم على الشمس‬
‫السر وشاهي تلميذ الفخر الرازي وكان يعرف علوم الوائل جدا وحكوا عنه أشياء تدل إن صحت على سوء عقيدته فال أعلم وذكر أنه حضر أول درس ذكر بالستنصرية ف سنة ثنتي‬
‫‪ ...‬وثلثي وستمائة وأن الشعراء أنشدوا الستنصر مدائح كثية فقال بعضهم ف جلة قصيدة له ‪ ...‬لو كنت ف يوم السقيفة شاهدا ‪ ...‬كنت القدم والمام العظما‬
‫فقال الناصر داود للشاعر اسكت فقد اخطأت قد كان جد أمي الؤمني العباس شاهدا يومئذ ول يكن القدم وما المام العظم إل أبو بكر الصديق رضي ال عنه فقال الليفة صدقت فكان‬
‫هذا من أحسن ما نقل عنه رحه ال تعال وقد تقاصر أمره إل أن رسم عليه الناصر بن العزيز بقرية البويضا لعمه مد الدين يعقوب حت توف با ف هذه السنة فاجتمع الناس بنازته وحل منها‬
‫فصلى عليه ودفن عند والده بسفح قاسيون‬
‫اللك العز‬
‫عز الدين أيبك التركمان أول ملوك التراك كان من أكب ماليك الصال نم الدين أيوب ابن الكامل وكان دينا صينا عفيفا كريا مكث ف اللك نوا من سبع سني ث قتلته زوجته شجرة‬
‫الدر أم خليل وقام ف اللك من بعده ولده نور الدين علي ولقب باللك النصور وكان مدير‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪199‬‬

‫ملكة ملوك أبيه سيف الدين قطز ث عزله واستقل باللك بعده نوا من سنة وتلقب بالظفر فقدر ال كسرة التتار على يديه بعي جالوت وقد بسطنا هذا كله ف الوادث فيما تقدم وما سيأت‬
‫شجرة الدر بنت عبد ال‬
‫أم خليل التركية كانت من حظايا اللك الصال نم الدين أيوب وكان ولدها منه خليل من أحسن الصور فمات صغيا وكانت تكون ف خدمته ل تفارقه حضرا ول سفرا من شدة مبته لا‬
‫وقد ملكت الديار الصرية بعد مقتل ابن زوجها العظم توران شاه فكان يطب لا وتضرب السكة باسها وعلمت على الناشي مدة ثلثة أشهر ث تلك العز كما ذكرنا ث تزوجها بعد تلكه‬
‫الديار الصرية بسنوات ث غارت عليه لا بلغها أنه يريد أن يتزوج بنت صاحب الوصل بدر الدين لؤلؤ فعملت عليه حت قتلته كما تقدم ذكره فتمال عليها ماليكه العزية فقتلوها والقوها على‬
‫مزبلة ثلثة أيام ث نقلت إل تربة لا بالقرب من قب السيدة نفيسة رحها ال تعال وكانت قوية النفس لا علمت أنه قد أحيط با أتلفت شيئا كثيا من الواهر النفيسة والللئ الثمنة كسرته‬
‫ف الاون ل لا ول لغيها وكان وزيرها ف دولتها الصاحب باء الدين علي بن ممد بن سليمان العروف بابن جند وهو أول مناصبه‬
‫الشيخ السعد هبة ال بن صاعد‬
‫شرف الدين الفائزي لدمته قديا اللك الفائز سابق الدين إبراهيم بن اللك العادل وكان نصرانيا فأسلم وكان كثي الصدقات والب والصلت استوزره العز وكان حظيا عنده جدا ل يفعل‬
‫شيئا إل بعد مراجعته ومشاروته وكان قبله ف الوزارة القاضي تاج الدين ابن بنت العز وقبله القاضي بدر الدين السنجاري ث صارت بعد ذلك كله إل هذا الشيخ السعد السلمان وقد‬
‫كان الفائزي يكاتبه العز بالملوك ث لا قتل العز أهي السعد حت صار شقيا وأخذ المي سيف الدين قطز خطه بائة ألف دينار وقد هجاه باء الدين زهي بن علي فقال ‪ ...‬لعن ال صاعدا‬
‫‪ ...‬وأباه فصاعدا ‪ ...‬وبنيه فنازل ‪ ...‬واحدا‬
‫ث واحدا ‪ ...‬ث قتل بعد ذلك كله ودفن بالقرافة وقد رثاه القاضي ناصر الدين ابن الني وله فيه مدائح وأشعار حسنة فصيحة رائقة‬
‫ابن أب الديد الشاعر العراقي‬
‫عبدالميد بن هبة ال بن ممد بن ممد بن السي أبو حامد بن أب الديد عز الدين الدائن الكاتب الشاعر الطبق الشيعي الغال له شرح نج البلغة ف عشرين ملدا ولد بالدائن سنة ست‬
‫وثاني وخسمائة ث صار إل بغداد فكان أحد الكتاب والشعراء بالديوان الليفت وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪200‬‬

‫حظيا عند الوزير ابن العلقمي لا بينهما من الناسبة والقاربة والشابة ف التشيع والدب والفضيلة وقد أورد له ابن الساعي أشياء كثية من مدائحه وأشعاره الفائقة الرائقة وكان أكثر فضيلة‬
‫وأدبا من أخيه أب العال موفق الدين بن هبة ال وإن كان الخر فاضل بارعا أيضا وقد ماتا ف هذه السنة رحهما ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ست وخسي وستمائة‬
‫فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حت الليفة وانقضت دولة بن العباس منها‬
‫استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الميين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولكوخان وجاءت إليهم أمداد صاحب الوصل يساعدونم على البغاددة وميته‬
‫وهداياه وتفه وكل ذلك خوفا على نفسه من التتار ومصانعة لم قبحهم ال تعال وقد سترت بغداد ونصبت فيها الجانيق والعرادات وغيها من آلت المانعة الت ل ترد من قدر ال سبحانه‬
‫وتعال شيئا كما ورد ف الثر لن يغن حذر عن قدر وكما قال تعال إن أجل ال إذا جاء ل يؤخر وقال تعال إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم وإذا أراد ال بقوم سوء فل مرد له‬
‫وما لم من دونه من وال وأحاطت التتار بدار اللفة يرشقونا بالنبال من كل جانب حت اصيبت جارية كانت تلعب بي يدي الليفة وتضحكه وكانت من جلة حظاياه وكانت مولدة تسمى‬
‫عرفة جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بي يدي الليفة فانزعج الليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا وأحضر السهم الذي أصابا بي يديه فإذا عليه مكتوب إذا أراد ال إنفاذ‬
‫قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولم فامر الليفة عند ذلك بزيادة الحتراز وكثرت الستائر على دار اللفة وكان قدوم هلكوخان بنوده كلها وكانوا نو مائت ألف مقاتل إل‬
‫بغداد ف ثان عشر الحرم من هذه السنة وهو شديد النق على الليفة بسبب ما كان تقدم من المر الذي قدره ال وقضاه وأنفذه وأمضاه وهو أن هلكو لا كان أول بروزه من هدان‬
‫متوجها إل العراق أشار الوزير مؤيد الدين ممد بن العلقمي على الليفة بأن يبعث إليه بدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلدهم فخذل الليفة عن ذلك دويداره الصغي‬
‫ايبك وغيه وقالوا إن الوزير إنا يريد بذا مصانعة ملك التتار با يبعثه إليه من الموال وأشاروا بأن يبعث بشيء يسي فأرسل شيئا من الدايا فاحتقرها هلكوخان وأرسل إل الليفة يطلب‬
‫منه دويداره الذكور وسليمان شاه فلم يبعثهما اليه ول بال به حت أزف قدومه ووصل بغداد بنوده الكثية الكافرة الفاجرة الظالة الغاشة من ل يؤمن بال ول باليوم الخر فاحاطوا ببغداد‬
‫من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪201‬‬

‫بغداد ف غاية القلة وناية الذلة ل يبلغون عشرة آلف فارس وهم وبقية اليش كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتم حت استعطى كثيمنهم ف السواق وأبواب الساجد وأنشد فيهم الشعراء‬
‫قصائد يرثون لم ويزنون على السلم وأهله وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي وذلك أنه لا كان ف السنة الاضية كان بي أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نبت فيها‬
‫الكرخ وملة الرافضة حت نبت دور قرابات الوزير فاشتد حنقه على ذلك فكان هذا ما أهاجه على أن دبر على السلم وأهله ما وقع من المر الفظيع الذي ل يؤرخ أبشع منه منذ بنيت‬
‫بغداد وإل هذه الوقات ولذا كان أول من برز إل التتار هو فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان هلكوخان لعنه ال ث عاد فاشار على الليفة بالروج إليه والثول بي‬
‫يديه لتقع الصالة على أن يكون نصف خراج العراق لم ونصفه للخليفة فاحتاج الليفة إل أن خرج ف سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤس المرا والدولة والعيان فلما‬
‫اقتربوا من منل السلطان هولكوخان حجبوا عن الليفة إل سبعة عشر نفسا فخلص الليفة بؤلء الذكورين وأنزل الباقون عن مراكبهم ونبت وقتلوا عن آخرهم وأحضر الليفة بي يدي‬
‫هلكو فسأله عن أشياء كثية فيقال إنه اضطرب كلم الليفة من هول ما راى من الهانة والبوت ث عاد إل بغداد وف صحبته خوجة نصي الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيها‬
‫والليفة تت الوطة والصادرة فأحضر من دار اللفة شيئا كثيا من الذهب واللى والصاغ والواهر والشياء النفيسة وقد اشار أولئك الل من الرافضة وغيهم من النافقي على هولكو‬
‫ان ل يصال الليفة وقال الوزير مت وقع الصلح على الناصفة ل يستمر هذا إل عاما أو عامي ث يعود المر إل ما كان عليه قبل ذلك وحسنوا له قتل الليفة فلما عاد الليفة إل السلطان‬
‫هولكو أمر بقتله ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقميي والول نصي الدين الطوسي وكان النصي عند هولكو قد استصحبه ف خدمته لا فتح قلع اللوت وانتزعها من أيدي‬
‫الساعيلية وكان النصي وزيرا لشمس الشموس ولبيه من قبله علء الدين بن جلل الدين وكانوا يسنبون إل نزار بن الستنصر العبيدي وانتخب هولكو النصي ليكون ف خدمته كالوزير‬
‫الشي فلما قدم هولكو وتيب من قتل الليفة هون عليه الوزير ذلك فتقلوه رفسا وهو ف جوالق لئل يقع على الرض شيء من دمه خافوا ان ؤخذ بثأره فيما قيل لم وقيل بل خنق ويقال‬
‫بل أغرق فال اعلم فباءوا بائمة وإث من كان معه من سادات العلماء والقضاة والكابر والرؤساء والمراء واول الل والعقد ببلده وستأت ترجة الليفة ف الوفيات ومالوا على البلد فقتلوا‬
‫جيع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والشايخ والكهول والشبان ودخل كثي من الناس ف البار وأماكن الشوش وقن الوسخ وكمنوا كذلك أياما ل يظهرون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪202‬‬

‫وكان الماعة من الناس يتمعون إل الانات ويغلقون عليهم البواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ث يدخلون عليهم فيهربون منهم إل أعال المكنة فيقتلونم بالسطحة حت تري‬
‫اليازيب من الدماء ف الزقة فإنا ل وإنا إليه راجعون وكذلك ف الساجد والوامع والربط ول ينج منهم احد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإل دار الوزير ابن‬
‫العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لم أمانا بذلوا عليه أموال جزيلة حت سلموا وسلمت أموالم وعادت بغداد بعد ما كانت آنس الدن كلها كانا خراب ليس فيها إل القليل من‬
‫الناس وهم ف خوف وجوع وذلة وقلة وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الادثة يتهد ف صرف اليوش وإسقاط اسهم من الديوان فكانت العساكر ف آخر أيام الستنصر قريبا من مائة‬
‫ألف مقاتل منهم من المراء من هو كاللوك الكابر الكاسر فلم يزل يتهد ف تقليلهم إل أن ل يبق سوى عشرة آلف ث كاتب التتار وأطمعهم ف أخذ البلد وسهل عليهم ذلك وحكى لم‬
‫حقيقة الال وكشف لم ضعف الرجال وذلك كله طمعا منه أن يزيل السنة بالكلية وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميي وأن يبيد العلماء والفتيي وال غالب على أمره‬
‫وقد رد كيده ف نره وأذله بعد العزة القعساء وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيرا للخلفاء واكتسب إث من قتل ببغداد من الرجال والنساء والطفال فالكم ل العلي الكبي رب‬
‫الرض والسماء‬
‫وقد جرى على بن إسرائيل ببيت القدس قريب ما جرى على أهل بغداد كما قص ال تعال علينا ذلك ف كتابه العزيز حيث يقول وقضينا إل بن إسرائيل ف الكتاب لتفسدن ف الرض‬
‫مرتي ولتعلن علوا كبيا فإذا جاء وعد أولها بعثنا عليكم عبادا لنا أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعول اليات وقد قتل من بن إسرائيل خلق من الصلحاء وأسر جاعة‬
‫من أولد النبياء وخرب بيت القدس بعد ما كان معمورا بالعباد والزهاد والحبار والنبياء فصار خاويا على عروشه واهي البناء‬
‫وقد اختلف الناس ف كمية من قتل ببغداد من السلمي ف هذه الوقعة فقيل ثانائة ألف وقيل ألف ألف وثانائة ألف وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس فانا ل وإنا إليه راجعون ول حول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم وكان دخولم إل بغداد ف أواخر الحرم وما زال السيف يقتل أهلها اربعي يوما وكان قتل الليفة الستعصم بال أمي الؤمني يوم الربعاء رابع عشر صفر وعفى‬
‫قبه وكان عمره يومئذ ستا واربعي سنة وأربعة أشهر ومدة خلفته خس عشرة سنة وثانية أشهر وأيام وقتل معه ولده الكب أبو العباس أحد وله خس وعشرون سنة ث قتل ولده الوسط‬
‫أبو الفضل عبدالرحن وله ثلث وعشرون سنة واسر ولده الصغر مبارك واسرت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪203‬‬


‫أخواته الثلث فاطمة وخدية ومري وأسر من دار اللفة من البكار ما يقارب ألف بكر فيما قيل وال أعلم فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وقتل استاذ دار اللفة الشيخ ميي الدين يوسف بن الشيخ أب الفرج ابن الوزي وكان عدو الوزير وقتل أولده الثلثة عبد ال وعبدالرحن وعبدالكري وأكابر الدولة واحدة بعد واحد‬
‫منهم الديودار الصغي ماهد الدين ايبك وشهاب الدين سليمان شاه وجاعة من أمراء السنة وأكابر البلد وكان الرجل يستدعي به من دار اللفة من بن العباس فيخرج باولده ونسائه‬
‫فيذهب به إل مقبة اللل تاه النظرة فيذبح كما تذبح الشاة ويؤسر من يتارون من بناته وجواريه وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الليفة صدر الدين علي بن التيار وقتل الطباء والئمة وحلة‬
‫القرآن وتعطلت الساجد والماعات والمعات مدة شهور ببغداد وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه ال ولعنه أن يعطل الساجد والدارس والربط ببغداد ويستمر بالشاهد ومال الرفض وأن‬
‫يبن للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعليها با وعليا فلم يقدره ال تعال على ذلك بل أزال نعمته عنه وقصف عمره بعد شهور يسية من هذه الادثة وأتبعه بولده فاجتمعا وال أعلم‬
‫بالدرك السفل من النار ولا انقضى المر القدر وانقضت الربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس با احد إل الشاذ من الناس والقتلى ف الطرقات كأنا التلول وقد سقط عليهم‬
‫الطر فتغيت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد وتغي الواء فحصل بسببه الوباء الشديد حت تعدى وسرى ف الواء إل بلدا لشام فمات خلق كثي من تغي الو وفساد الريح فاجتمع على‬
‫الناس الغلء والوباء والفناء والطعن والطاعون فإنا ل وإنا إليه راجعون ولا نودى ببغداد بالمان خرج من تت الرض من كان بالطامي والقن والقابر كانم الوتى إذا نبشوا من قبورهم‬
‫وقد أنكر بعضهم بعضا فل يعرف الوالد ولده ول الخ أخاه وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلحقوا بن سبقهم من القتلى واجتمعوا تت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى ال ل إله إل‬
‫هو له الساء السن وكان رحيل السلطان السلط هولكوخان عن بغداد ف جادي الول من هذه السنة إل مقر ملكه وفوض أمر بغداد إل المي على بادر فوض إليه الشحنكية با وإل‬
‫الوزير بن العلقمي فلم يهله ال ول أهله بل أخذه أخذ عزيز مقتدر ف مستهل جادي الخرة عن ثلث وستي سنة وكان عنده فضيلة ف النشاء ولديه فضيلة ف الدب ولكنه كان شيعيا‬
‫جلدا رافضيا خبيثا فمات جهدا وغما وحزنا وندما إل حيث ألقت رحلها أم قشعم فول بعده الوزارة ولده عز الدين بن الفضل ممد فالقه ال بأبيه ف بقية هذا العام ول المد والنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪204‬‬

‫وذكر أبو شامة وشيخنا أبو عبد ال الذهب وقطب الدين اليونين أنه أصاب الناس ف هذه السنة بالشام وباء شديد وذكروا أن سبب ذلك من فساد الواء والو فسد من كثرة القتلى ببلد‬
‫العراق وانتشر حت تعدى إل بلد الشام فال أعلم وف هذه السنة اقتتل الصريون مع صاحب الكرك اللك الغيث عمر بن العادل الكبي وكان ف حبسه جاعة من أمراء البحرية منهم ركن‬
‫الدين بيبس البندقداري فكسرهم الصريون ونبوا ما كان معهم من الثقال والموال وأسروا جاعة من رءوس المراء فقتلوا صبا وعادوا إل الكرك ف أسوا حال وأشنعه وجعلوا يفسدون‬
‫ف الرض ويعيثون ف البلد فارسل ال الناصر صاحب دمشق فبعث جيشا ليكفهم عن ذلك فكسرهم البحرية واستنصروا فبز إليهم الناصر بنفسه فلم يلتفتوا إليه وقطعوا أطناب خيمته الت‬
‫هو فيها بإشارة ركن الدين بيبس الذكور وجرت حروب وخطوب يطول بسطها وبال الستعان ومن توف ف هذه السنة من العيان‬
‫خليفة الوقت الستعصم بال‬
‫أمي الؤمني آخر خلفاء بن العباس بالعراق رحه ال وهو أبو أحد عبدال بن الستنصر بال أب جعفر منصور بن الظاهر بامر ال أب نصر ممد بن الناصر لدين ال أب العباس أحد بن‬
‫الستضيء بأمر ال أب ممد السن بن الستنجد بال أب الظفر يوسف بن القتفي لمر ال أب عبد ال ممد بن الستظهر بال أب العباس أحد بن القتدي بال أب القاسم عبد ال بن الذخية‬
‫أب العباس ممد بن القائم بأمر ال عبد ال بن القادر بال أب العباس أحد بن المي إسحاق بن القتدر بال أب الفضل جعفر بن العتضد بال أب العباس أحد بن المي الوفق أب احد طلحة بن‬
‫التوكل على ال أب الفضل جعفر بن العتصم بال أب إسحاق ممد بن الرشيد أب ممد هارون بن الهدي أب عبد ال ممد ابن النصور اب جعفر عبد ال بن ممد بن علي بن عبد ال بن‬
‫العباس بن عبد الطلب بن هاشم الاشي العباسي مولده سنة تسع وستمائة وبويع له باللفة ف العشرين من جادي الول سنة اربعي وكان مقتله ف يوم الربعاء الرابع عشر من صفر سنة‬
‫ست وخسي وستمائة فيكون عمره يوم قتل سبعا وأربعي سنة رحه ال تعال وقد كان حسن الصورة جيدالسريرة صحيح العقيدة مقتديا بأبيه الستنصر ف العدلة وكثرة الصدقات وإكرام‬
‫العلماء والعباد وقد استجاز له الافظ ابن النجار من جاعة من مشايخ خراسان منهم الؤيد الطوسي وأبو روح عبدالعزيز بن ممد الروي وأبو بكر القاسم بن عبد ال بن الصفار وغيهم‬
‫وحدث عنه جاعة منهم مؤدبه شيخ الشيوخ صدر الدين أبو السن علي بن ممد بن التيار وأجاز هو للمام ميي الدين أبن الوزي وللشيخ نم الدين البادرائي وحدثا عنه بذه الجازة وقد‬
‫كان رحه ال سنيا على طريقة السلف واعتقاد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪205‬‬

‫الماعة كما كان ابوه وجده ولكن كان فيه لي وعدم تيقظ ومبة للمال وجعه ومن جلة ذلك أنه استحل الوديعة الت استودعه إياها الناصر داود بن العظم وكانت قيمتها نوا من مائة ألف‬
‫دينار فاستقبح هذا من مثل الليفة وهو مستقبح من هو دونه بكثي بل من اهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك كما قال ال تعال ومنهم من إن تأمنه بدينار ل يؤده إليك إل ما دمت‬
‫عليه قائما قتلته التتار مظلوما مضطهدا ف يوم الربعاء رابع عشر صفر من هذه السنة وله من العمر ستة وأربعون سنة وأربعة أشهر وكانت مدةخلفته خسة عشر سنة وثانية أشهر وأياما‬
‫فرحه ال وأكرم مثواه وبل بالرأفة ثراه وقد قتل بعده ولداه وأسر الثالث مع بنات ثلث من صلبه وشغر منصب اللفة بعده ول يبق ف بن العباس من سد مسده فكان آخر اللفاء من بن‬
‫العباس الاكمي بالعدل بي الناس ومن يرتي منهم النوال ويشى البأس وختموا بعبد ال الستعصم كما فتحوا بعبد ال السفاح بويع له باللفة وظهر ملكه وأمره ف سنة ثنتي وثلثي ومائة‬
‫بعد انقضاء دولة بن امية كما تقدم بيانه وآخرهم عبد ال الستعصم وقد زال ملكه وانقضت خلفته ف هذا العام فجملة أياهم خسمائة سنة وأربع وعشرون سنة وزال ملكهم عن العراق‬
‫والكم بالكلية مدة سنة وشهور ف أيام البساسيي بعد المسي وأربعمائة ث عادت كما كانت وقد بسطنا ذلك ف موضعه ف أيام القائم بأمر ال ول المد‬
‫ول تكن أيدي بن العباس حاكمة على جيع البلد كما كانت بنو أمية قاهرة لميع البلد والقطار والمصار فإنه خرج عن بن العباس بلد الغرب ملكها ف أوائل المر بعض بن أمية من‬
‫بقي منهم من ذرية عبد الرحن بن معاوية بن هشام بن عبد اللك ث تغلب عليه اللوك بعد دهور متطاولة كما ذكرنا وقارن بن العباس دولة الدعي أنم من الفاطميي ببلد مصر وبعض بلد‬
‫الغرب وما هنالك وبلد الشام ف بعض الحيان والرمي ف أزمان طويلة وكذلك أخذت من أيدهم بلد خراسان وما وراء النهر وتداولتها اللوك دول بعد دول حت ل يبق مع الليفة منهم‬
‫إل بغداد وبعض بلد العراق وذلك لضعف خلفتهم واشتغالم بالشهوات وجع الموال ف أكثر الوقات كما ذكر ذلك مبسوطا ف الوادث والوفيات‬
‫واستمرت دولة الفاطميي قريبا من ثلثائة سنة حت كان آخرهم العاضد الذي مات بعد الستي وخسمائة ف الدولة الصلحية الناصرية القدسية وكانت عدة ملوك الفاطميي أربعة عشر‬
‫ملكا متخلفا ومدة ملكهم تريرا من سنة سبع وتسعي ومائتي إل ان توف العاضد سنة بضع وستي وخسمائة والعجب أن خلفة النبوة التالية لزمان رسول صلى ال عليه وسلم كانت ثلثي‬
‫سنة كما نطق با‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪206‬‬

‫الديث الصحيح فكان فيها أبو بكر ث عمر ث عثمان ث علي ث ابنه السن بن علي ستة شهور حت كملت الثلثون كما قررنا ذلك ف دلئل النبوة ث كانت ملكا فكان أول ملوك السلم‬
‫من بن أب سفيان معاوية بن أب سفيان صخر بن حرب بن أمية ث ابنه يزيد ث ابن ابنه معاوية ابن يزيد بن معاوية والقرض هذا البطن الفتتح بعاوية الختتم بعاوية ث ملك مروان بن الكم‬
‫ابن اب العاص بن أمية بن عبد شس بن عبد مناف بن قصى ث ابنه عبد اللك ث الوليد بن عبد اللك ث أخوه سليمان ث ابن عمه عمر بن عبد العزيز ث يزيد بن عبد اللك ث هشام بن عبد‬
‫اللك ث الوليد بن يزيد ث يزيد بن الوليد ث أخوه إبراهيم الناقص وهو ابن الوليد أيضا ث مروان بن ممد بن مروان اللقب بالمار وكان آخرهم فكان أولم اسه مروان وآخرهم اسه مروان‬
‫ث انقرضوا من أولم إل خاتهم وكان أول خلفاء بن العباس عبد ال السفاح وآخرهم عبد ال الستعصم وكذلك أول خلفاء الفاطميي فالول اسه عبد ال العاضد وآخرهم عبد ال العاضد‬
‫وهذا اتفاق غريب جدا قل من يتنبه له وال سبحانه أعلم وهذه ارجوزة لبعض الفضلء ذكر فيها جيع اللفاء ‪ ...‬المد ل العظيم عرشة ‪ ...‬القاهر الفرد القوي بطشه ‪ ...‬مقلب اليام‬
‫والدهور ‪ ...‬وجامع النام للنشور ‪ ...‬ث الصلة بدوام البد ‪ ...‬على النب الصطفى ممد ‪ ...‬وآله وصحبه الكرام ‪ ...‬السادة الئمة العلم ‪ ...‬وبعد فإن هذه ارجوزة ‪ ...‬نظمتها لطيفة‬
‫وجيزة ‪ ...‬نظمت فيها الراشدين اللفا ‪ ...‬من قام بعد النب الصطفى ‪ ...‬ومن تلهم وهلم جرا ‪ ...‬جعلهتا تبصرة وذكرى ‪ ...‬ليعلم العاقل ذو التصوير ‪ ...‬كيف جرت حوادث المور ‪...‬‬
‫وكل ذي مقدرة وملك ‪ ...‬معرضون للفنا واللك ‪ ...‬وف اختلف الليل والنهار ‪ ...‬تبصرة لكل ذي اعتبار ‪ ...‬واللك البار ف بلده ‪ ...‬يورثه من شاء من عباده ‪ ...‬وكل ملوق فللفناء‬
‫‪ ...‬وكل ملك فال انتهاء ‪ ...‬ول يدوم غي ملك الباري ‪ ...‬سبحانه من ملك قهار ‪ ...‬منفرد بالعز والبقاء ‪ ...‬وما سواه فأل انقضاء ‪ ...‬أول من بويع باللفة ‪ ...‬بعد النب ابن أب قحافة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪207‬‬

‫أعن المام الادي الصديقا ‪ ...‬ث ارتضى من بعده الفاروقا ‪ ...‬ففتح البلد ولمصارا ‪ ...‬واستأصلت سيوفه الكفارا ‪ ...‬وقام بالعدل قياما يرضي ‪ ...‬بذاك جبار السما والرض ‪ ...‬ورضى‬
‫الناس بذي النورين ‪ ...‬ث على والد السبطي ‪ ...‬ث أتت كتائب مع السن ‪ ...‬كادوا بأن يددوا با الفت ‪ ...‬فأصلح ال على يديه ‪ ...‬كما عزا نبينا إليه ‪ ...‬وجع الناس على معاوية ‪...‬‬
‫ونقل القصة كل راوية ‪ ...‬فمهد اللك كما يريد ‪ ...‬وقام فيه بعده يزيد ‪ ...‬ث ابنه وكان برا راشدا ‪ ...‬أعن أبا ليلى وكان زاهدا ‪ ...‬فترك المرة ل عن غلبة ‪ ...‬ول يكن إليها منه طلبة ‪...‬‬
‫وابن الزبي بالجاز يد أب ‪ ...‬ف طلب اللك وفيه ينصب ‪ ...‬وبالشام بايعوا مروانا ‪ ...‬بكم من يقول كن فكانا ‪ ...‬ول يدم ف اللك غي عام ‪ ...‬وعافصته اسهم المام ‪ ...‬واستوثق اللك‬
‫لعبد اللك ‪ ...‬ونار نم سعده ف الفلك ‪ ...‬وكل من نازعه ف اللك ‪ ...‬خر صريعا بسيوف اللك ‪ ...‬وقتل الصعب بالعراق ‪ ...‬وسي الجاج ذا الشقاق ‪ ...‬إل الجاز بسيوف النقم ‪...‬‬
‫وابن الزبي لئذ بالرم ‪ ...‬فجار بعد قتله بصلبه ‪ ...‬ول يف ف أمره من ربه ‪ ...‬وعندما صفت له المور ‪ ...‬تقلبت بسمه الدهور ‪ ...‬ث أتى من بعده الوليد ‪ ...‬ث سليمان الفت الرشيد ‪...‬‬
‫ث استفاض ف الورى عدل عمر ‪ ...‬تابع امر ربه كما أمر ‪ ...‬وكان يدعى بأشج القوم ‪ ...‬وذي الصلة والتقى والصوم ‪ ...‬فجاء بالعدل والحسان ‪ ...‬وكف أهل الظلم والطفيان ‪...‬‬
‫مقتديا بسنة الرسول ‪ ...‬والراشدين من ذوي العقول ‪ ...‬فجرع السلم كأس فقده ‪ ...‬ول يروا مثل له من بعده ‪ ...‬ث يزيد بعده هشام ‪ ...‬ث الوليد فت منه الام ‪ ...‬ث يزيد وهو يدعى‬
‫الناقصا ‪ ...‬فجاءه حامه معافصا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪208‬‬

‫ول تطل مدة إبراهيما وكان كل أمره سقيما ‪ ...‬وأسند اللك إل مروانا ‪ ...‬فكان من أموره ما كانا ‪ ...‬وانقرض اللك على يديه ‪ ...‬وحادث الدهر سطا عليه ‪ ...‬وقتله قد كان بالصعيد ‪...‬‬
‫ول تفده كثرة العديد ‪ ...‬وكان فيه حتف آل الكم ‪ ...‬واستنعت عنهم ضروب النعم ‪ ...‬ث أتى ملك بن العباس ‪ ...‬ول زال فينا ثابت الساس ‪ ...‬وجاءت البيعة من أرض العجم ‪...‬‬
‫وقلدت بيعتهم كل المم ‪ ...‬وكل من نازعهم من أمم ‪ ...‬خر صريعا لليدين والفم ‪ ...‬وقد ذكرت من تول منهم ‪ ...‬حي تول القائم الستعصم ‪ ...‬أولم ينعت بالسفاح ‪ ...‬وبعده النصور‬
‫ذو الناح ‪ ...‬ث أتى من بعده الهدي ‪ ...‬يتلوه موسى الادي الصفي ‪ ...‬وجاء هارون الرشيد بعده ‪ ...‬ث المي حي ذاق فقده ‪ ...‬وقام بعد قتله الأمون ‪ ...‬وبعده العتصم الكي ‪...‬‬
‫واستخلف الواثق بعد العتصم ‪ ...‬ث اخوه جعفر موف الذمم ‪ ...‬وأخلص النية ف التوكل ‪ ...‬ل ذي العرش القدي الول ‪ ...‬فأدحض البدعة ف زمانه ‪ ...‬وقامت السنة ف أوانه ‪ ...‬ول يبق‬
‫فيها بدعة مضلة ‪ ...‬وألبس العتزل ثوب ذلة ‪ ...‬فرحة ال عليه أبدا ‪ ...‬ما غار نم ف السماء أو بدا ‪ ...‬وبعده استول وقام العتمد ‪ ...‬ومهد اللك وساس القتصد ‪ ...‬وعندما استشهد قام‬
‫النتصر ‪ ...‬والستعي بعده كما ذكر ‪ ...‬وجاء بعد موته العتز ‪ ...‬والهتدي اللتزم العز ‪ ...‬والكتفي ف صحف العل أسطر ‪ ...‬وبعده ساس المور القتدر ‪ ...‬واستوثق اللك بعز القاهر ‪...‬‬
‫وبعده الراضي أخو الفاخر ‪ ...‬والتقي من بعد ذا الستكفي ‪ ...‬ث الطيع ما به من خلف ‪ ...‬والطائع الطائع ث القادر ‪ ...‬والقائم الزاهد وهو الشاكر ‪ ...‬والقتدي من بعده الستظهر ‪ ...‬ث‬
‫أتى السترشد الوقر ‪ ...‬وبعده الراشد ث القتفى ‪ ...‬وحي مات استنجدوا بيوسف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪209‬‬


‫الستفيء العادل ف أفعاله ‪ ...‬الصادق الصدوق ف أقواله ‪ ...‬والناصر الشهم الشديد الباس ‪ ...‬ودام طول مكثه ف الناس ‪ ...‬ث تله الظاهر الكري ‪ ...‬وعدله كل به عليم ‪ ...‬ول تطل أيامه‬
‫ف الملكة ‪ ...‬غي شهور واعترته اللكة ‪ ...‬وعهده كان إل الستنصر ‪ ...‬العادل الب الكري العنصر ‪ ...‬دام يسوس الناس سبع عشرة ‪ ...‬وأشهرا بعزمات بره ‪ ...‬ث توف عام أربعينا ‪...‬‬
‫وف جادي صادف النونا ‪ ...‬وبايع اللئق الستعصما ‪ ...‬صلى عليه ربنا وسلما ‪ ...‬فأرسل الرسل إل الفاق ‪ ...‬يقضون بالبيعة والوفاق ‪ ...‬وشرفوا بذكره النابرا ‪ ...‬ونشروا ف جوده‬
‫‪ ...‬الفاخرا ‪ ...‬وسار ف الفاق حسن سيته ‪ ...‬وعدله الزائد ف رعيته‬
‫قال الشيخ عمادا لدين ابن كثي رحه ال تعال ث قلت أنا بعد ذلك أبياتا ‪ ...‬ث ابتله ال بالتتار ‪ ...‬أتباع جنكيزخان البار ‪ ...‬صحبته ابن ابنه هولكو ‪ ...‬فلم يكن من أمره فكاك ‪...‬‬
‫فمزقوا جنوده وشله ‪ ...‬وقتلوه نفسه وأهله ‪ ...‬ودمروا بغداد والبلدا ‪ ...‬وقتلوا الحفاد والجدادا ‪ ...‬وانتهبوا الال مع الري ‪ ...‬ول يافوا سطوة العظيم ‪ ...‬وغرهم إنظاره وحلمه ‪...‬‬
‫وما اقتضاه عدله وحكمه ‪ ...‬وشغرت من بعده اللفة ‪ ...‬ول يؤرخ مثلها من آفة ‪ ...‬ث أقام اللك اعن الظاهرا ‪ ...‬خليفة أعن به الستنصرا ‪ ...‬ث ول من بعد ذاك الاكم ‪ ...‬مسيم بيبس‬
‫المام العال ‪ ...‬ث ابنه الليفة الستكفي ‪ ...‬وبعض هذا للبيب يكفي ‪ ...‬ث ول من بعده جاعة ‪ ...‬ما عندهم علم ول بضاعة ‪ ...‬ث تول وقتنا العتضد ‪ ...‬ول يكاد الدهر مثله يد ‪ ...‬ف‬
‫حسن خلق واعتقاد وحلى ‪ ...‬وكيف ل وهو من السيم الول ‪ ...‬سادوا البلد والعباد فضل ‪ ...‬وملوا القطار حكما وعدل ‪ ...‬اولد عم الصطفى ممد ‪ ...‬وأفضل اللق بل تردد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪210‬‬

‫‪ ...‬صلى عليه ال ذو اللل ‪ ...‬ما دامت اليام والليال ‪ ...‬فصل‬


‫والفاطميون قليلوا العدة‬
‫لكنهم مدلم ف الدة ‪ ...‬فملكوا بضعا وستي سنة ‪ ...‬من بعده مائتي وكان كالسنة ‪ ...‬والعدة أربع عشرة الهدي ‪ ...‬والقائم النصور العدي ‪ ...‬أعن به العز بأن القاهرة ‪ ...‬ث العزيز ‪...‬‬
‫الاكم الكوافرة ‪ ...‬والظاهر الستنصر الستعلي ‪ ...‬فالمر الافظ عنه سوء الفعل ‪ ...‬والظافر الفائز ث العاضد ‪ ...‬آخرهم وما لذا جاحد ‪ ...‬أهلك بعد البضع والسنينا ‪ ...‬من قبلها‬
‫خسمائة سنينا ‪ ...‬وأصلهم يهود ليسوا شرفا ‪ ...‬بذاك أفت السادة الئمة ‪ ...‬أنصاردين ال من ذي المة ‪ ...‬فصل ‪ ...‬وهكذا خلفاء بن أمية ‪ ...‬عدتم كعدة الرافضية ‪ ...‬ولكن الدة‬
‫كانت ناقصة ‪ ...‬عن مائة من السني خالصة ‪ ...‬وكلهم قد كان ناصبيا ‪ ...‬إل المام عمر التقيا ‪ ...‬معاوية ث ابنه يزيد ‪ ...‬وابن ابنه معاوية السديد ‪ ...‬مروان ث ابن له عبد اللك ‪ ...‬منابذ‬
‫لبن الزبي حت هلك ‪ ...‬ث استقل بعده باللك ‪ ...‬ف سائر الرض بغي شك ‪ ...‬ث الوليد النجل بان الامع ‪ ...‬وليس مثله بشكله من جامع ‪ ...‬ث سليمان الواد وعمر ‪ ...‬ث يزيد وهشام‬
‫وغدر ‪ ...‬أعن الوليد بن يزيد الفاسقا ‪ ...‬ث يزيد بن الوليد فائقا ‪ ...‬يلقب الناقص وهو كامل ‪ ...‬ث إبراهيم وهو عاقل ‪ ...‬ث مروان المار العدي ‪ ...‬آخرهم فاظفر بذا من عندي ‪...‬‬
‫والمد ل على التمام ‪ ...‬كذاك نمد على النعام ‪ ...‬ث الصلة مع تام العدد ‪ ...‬على النب الصطفى ممد ‪ ...‬وآله وصحبه الخيار ‪ ...‬ف سائر الوقات والعصار ‪ ...‬وهذه البيات نظم‬
‫الكاتب ‪ ...‬ثانية تتمة الناقب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪211‬‬

‫ومن قتل مع الليفة واقف الوزية بدمشق استاذ دار اللفة ميي الدين يوسف بن الشيخ جال الدين اب الفرج ابن الوزي عبد الرحن بن علي بن ممد بن علي بن ممد بن علي بن عبيد‬
‫ال بن حاد بن احد بن جعفر بن عبد ال بن القاسم بن النضر بن ممد بن أب بكر الصديق القرشي التيمي البكري البغدادي النبلي العروف بابن الوزي ولد ف ذي القعدة سنة ثاني‬
‫وخسمائة ونشأ شابا حسنا وحي توف أبوه وعظ ف موضعه فأحسن وأجاد وأفاد ث ل يزل متقدما ف مناصب الدنيا فول حسبة بغداد مع الوعظ الفائق والشعار السنة ث ول تدريس النابلة‬
‫بالستنصرية سنة اثنتي وثلثي وستمائة وكانت له تداريس أخر ول استاذ دار اللفة وكان رسول للملوك من بن أيوب وغيهم من جهة اللفاء وانتصب ابنه عبد الرحن مكانه للحسبة‬
‫والوعظ ث كانت السبة تتنقل ف بنيه الثلثة عبد الرحن وعبد ال وعبدالكري وقد قتلوا معه ف هذه السنة رحهم ال ولحيي الدين هذا مصنف ف مذهب أحد وقد ذكر له ابن الساعي‬
‫أشعارا حسنة يهنئ با الليفة ف الواسم والعياد تدل على فضيلة وفصاحة وقد وقف الوزية بدمشق وهي من أحسن الدارس تقبل ال منه الصرصري الادح رحه ال‬
‫يي بن يوسف بن يي بن منصور بن العرم عبدالسلم الشيخ المام العلمة البارع الفاضل ف أنواع من العلوم جال الدين أبو زكريا الصرصري الفاضل الادح النبلي الضرير البغدادي‬
‫معظم شعره ف مدح رسول ال صلى ال عليه وسلم وديوانه ف ذلك مشهور معروف غي منكر ويقال إنه كان يفظ صحاح الوهري بتمامه ف اللغة وصحب الشيخ علي بن إدريس تلميذ‬
‫الشيخ عبدالقادر وكان ذكيا يتوقد نورا وكان ينظم على البديهة سريعا أشياء حسنة فصيحة بليغة وقد نظم الكاف الذي ألفه موفق الدين بن قدامة ومتصر الرقي وأما مدائحه ف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيقال إنا تبلغ عشرين ملدا وما اشتهر عنه أنه مدح أحدا من الخلوقي من بن آدم إل النبياء ولا دخل التتار إل بغداد دعي إل ذارئها كرمون بن هلكو فأب أن ييب‬
‫إليه وأعد ف داره حجارة فحي دخل عليه التتار رماهم بتلك الحجار فهشم منهم جاعة فلما خلصوا إليه قتل بعكازه أحدهم ث قتلوه شهيدا رحه ال تعال وله من العمر ثان وستون سنة‬
‫وقد أورد له قطب الدين اليونين من ديوانه قطعة صالة ف ترجته ف الذيل استوعب حروف العجم وذكر غي ذلك قصائد طوال كثية حسنة‬
‫البهاء زهي صاحب الديوان‬
‫وهو زهي بن ممد بن علي بن يي بن السي بن جعفر الهلب العتكي الصري ولد بكة ونشأ بقوص وأقام بالقاهرة الشاعر الطبق الواد ف حسن الط له ديوان مشهور وقدم على‬
‫السلطان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪212‬‬


‫الصال أيوب وكان غزير الروءة حسن التوسط ف إيصال الي إل الناس ودفع الشر عنهم وقد أثن عليه ابن خلكان وقال اجاز ل رواية ديوانه وقد بسط ترجته القطب اليونين‬
‫الافظ زكي الدين النذري‬
‫عبدالعظيم بن عبد القوي بن عبد ال بن سلمة بن سعد بن سعيد المام العلمة ممد أبو زكي الدين النذري الشافعي الصري أصله من الشام وولد بصر وكان شيخ الديث با مدة طويلة‬
‫إليه الوفادة والرحلة من سني متطاولة وقيل إنه ولد بالشام سنة إحدى وثاني وخسمائة وسع الكثي ورحل وطلب وعن بذا الشأن حت فاق أهل زمانه فيه وصنف وخرج واختصر صحيح‬
‫مسلم وسنن أب داود وهو أحسن اختصارا من الول وله اليد الطول ف اللغة والفقه والتاريخ وكان ثقة حجة متحريا زاهدا توف يوم السبت رابع ذي القعدة من هذه السنة بدار الديث‬
‫الكاملية بصر ودفن بالقرافة رحه ال تعال‬
‫النور أبو بكر بن ممد بن ممد بن عبد العزيز‬
‫ابن عبد الرحيم بن رستم الشعري الشاعر الشهور الليع كان القاضي صدر الدين بن سناء الدولة قد أجلسه مع الشهود تت الساعات ث استدعاه الناصر صاحب البلد فجعله من جلسائه‬
‫وندمائه وخلع عليه خلع الجناد فانسلخ من هذا الفن إل غيه وجع كتابا ساه الزرجون ف اللعة والجون وذكر فيه أشياء كثية من النظم والنثر واللعة ومن شعره الذي ل يمد ‪...‬‬
‫لذة العمر خسة فاقتنيها ‪ ...‬من خليع غدا اديبا فقيها ‪ ...‬ف ندي وقينة وحبيب ‪ ...‬ومدام وسب من لم فيها ‪ ...‬الوزير بن العلقمي الرافضي قبحه ال‬
‫ممد بن أحد بن ممد بن علي بن أب طالب الوزير مؤيد الدين أبو طالب ابن العلقمي وزير الستعصم البغدادي وخدمة ف زمان الستنصر استاذ دار اللفة مدة طويلة ث صار وزير‬
‫الستعصم وزير سوء على نفسه وعلى الليفة وعلى السلمي مع أنه من الفضلء ف النشاء والدب وكان رافضيا خبيثا ردئ الطوية على السلم وأهله وقد حصل له من التعظيم والوجاهة‬
‫ف أيام الستعصم ما ل يصل لغيه من الوزراء ث مال على السلم وأهله الكفار هولكوخان حت فعل ما فعل بالسلم وأهله ما تقدم ذكره ث حصل له بعد ذلك من الهانة والذل على‬
‫أيدي التتار الذين مالهم وزال عنه ستر ال وذاق الزي ف الياة الدنيا ولعذاب الخرة أشد وابقى وقد رأته امراة وهو ف الذل والوان وهو راكب ف أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه‬
‫وسائق يسوق به ويضرب فرسه فوقفت إل جانبه وقالت له يا ابن العلقمي هكذا كان بنو العباس يعاملونك فوقعت كلمتها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪213‬‬

‫ف قلبه وانقطع ف داره إل أن مات كمدا وغبينة وضيق وقلة وذلة ف مستهل جادي الخرة من هذه السنة وله من العمر ثلث وستون سنة ودفن ف قبور الروافض وقد سع بأذنيه ورأى‬
‫بعينيه من الهانة من التتار والسلمي مال يسد ول يوصف وتول بعده ولده البيث الوزارة ث اخذه ال أخذ القرى وهي ظالة سريعا وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه ‪ ...‬يا فرقة السلم‬
‫نوحوا واندبوا ‪ ...‬أسفا على ما حل بالستعصم ‪ ...‬دست الوزارة كان قبل زمانه ‪ ...‬لبن الفرات فصار لبن العلقمي ‪ ...‬ممد بن عبد الصمد بن عبد ال بن حيدرة‬
‫فتح الدين أبو عبد ال بن العدل متسب دمشق كان مشكورا حسن الطريقة وجده العدل نيب الدين أبو ممد عبد ال بن حيدرة وهو واقف الدرسة الت بالزبدان ف سنة تسعي وخسمائة‬
‫تقبل ال منه وجزاه خيا‬
‫القرطب صاحب الفهم ف شرح مسلم أحد بن عمر بن إبراهيم بن عمر أبو العباس النصاري القرطب الالكي الفقيه الحدث الدرس بالسكندرية ولد بقرطبة سنة ثان وسبعي وخسمائة‬
‫وسع الكثي هناك واختصر الصحيحي وشرح صحيح مسلم السمى بالفهم وفيه اشياء حسنة مفيدة مررة رحه ال‬
‫الكمال إسحاق بن أحد بن عثمان‬
‫أحد مشايخ الشافعية أخذ عنه الشيخ ميي الدين النووي وغيه وكان مدرسا بالرواحية توف ف ذي القعدة من هذه السنة‬
‫العماد داود بن عمر بن يي بن عمر بن كامل‬
‫أبو العال وأبو سليمان الزبيدي القدسي ث الدمشقي خطيب بيت البار وقد خطب بالموي ست سني بعد ابن عبد السلم ودرس بالغزالية ث عاد إل بيت البار فمات با‬
‫علي بن ممد بن السي صدر الدين أبو السن بن النيار شيخ الشيوخ ببغداد وكان أول مؤدبا للمام الستعصم فلما صارت اللفة إليه برهة من الدهور رفعه وعظمه وصارت له وجاهة‬
‫عنده وانضمت إليه أزمة المور ث إنه ذبح بدار اللفة كما تذبح الشاة على أيدي التتار‬
‫الشيخ علي العابد الباز كان له أصحاب وأتباع ببغداد وله زاوية يزار فيها قتلته التتار وألقى على مزبلة بباب زاويته ثلثة أيام حت أكلت الكلب من لمه ويقال إنه أخب بذلك عن نفسه‬
‫ف حال حياته ممد بن إساعيل بن أحد بن أب الفرج أبو عبد ال القدسي خطيب براد سع الكثي وعاش تسعي سنة ولد ف سنة ثلث وخسي فسمع الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪214‬‬

‫عليه الكثي بدمشق ث عاد فمات ببلده برادا ف هذه السنة رحه ال البدر لؤلؤ صاحب الوصل اللقب باللك الرحيم توف ف شعبان عن مائة سنة وقد ملك الوصل نوا من خسي سنة وكان‬
‫ذا عقل ودهاء ومكر ل يزل يعمل على أولد استاذه حت أبادهم وأزال الدولة التابكية عن الوصل ولا انفصل هولكوخان عن بغداد بعد الوقعة الفظيعة العظيمة سار إل خدمته طاعة له‬
‫ومعه الدايا والتحف فأكرمه واحترمه ورجع من عنده فمكث بالوصل أياما يسية ث مات ودفن بدرسته البدرية وتاسف الناس عليه لسن سيته وجودة معدلته وقد جع له الشيخ عز الدين‬
‫كتابه السمى بالكامل ف التاريخ فاجازه عليه وأحسن إليه وكان يعطى لبعض الشعراء ألف دينار وقام ف اللك بعده ولده الصال إساعيل وقد كان بدر الدين لؤلؤ هذا أرمنيا اشتراه رجل‬
‫خياط ث صار إل اللك نور الدين ارسلن شاه بن عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي ابن آقسنقر التابكي صاحب الوصل وكان مليح الصورة فحظى عنده وتقدم ف دولته إل أن صارت‬
‫الكلمة دائرة عليه والوفود من سائر جهات ملكهم إليه ث إنه قتل أولد استاذه غيلة واحدا بعد واحد إل أن ل يبق معه أحد منهم فاستقل هو باللك وصفت له المور وكان يبعث ف كل‬
‫سنة إل مشهد على قنديل ذهبا زنته ألف دينار وقد بلغ من العمر قريبا من تسعي سنة وكان شابا حسن الشباب من نضارة وجهه وحسن شكله وكانت العامة تلقبه قضيب الذهب وكان ذا‬
‫هة عالية وداهية شديد الكر بعيد الغور وبعثه إل مشهد على بذلك القنديل الذهب ف كل سنة دليل على قلة عقله وتشيعه وال أعلم‬
‫اللك الناصر داود العظم‬
‫ترجة الشيخ قطب الدين اليونين ف تذييله على الرآة ف هذه السنة وبسط ترجته جدا وما جرى له من أول أمره إل آخره وقد ذكرنا ترجته ف الوادث وأنه أودع الليفة الستعصم ف سنة‬
‫سبع وأربعي وديعة قيمتها مائة ألف دينار فجحدها الليفة فتكرر وفوده إليه وتوسله بالناس ف ردها إليه فلم يفد من ذلك شيئا وتقدم أنه قال لذلك الشاعر الذي مدح الليفة بقوله ‪ ...‬لو‬
‫‪ ...‬كنت ف يوم السقيفة حاضرا ‪ ...‬كنت القدم والمام الورعا‬
‫فقال له الناصر داود أخطأت فقد كان جد أمي الؤمني العباس حاضرا يوم السقيفة ول يكن القدم وهو أفضل من أمي الؤمني وإنا كان القدم أبو بكر الصديق فقال الليفة صدق وخلع‬
‫عليه ونفى ذلك الشاعر وهو الوجيه الفزاري إل مصر وكانت وفاة الناصر داود بقرية البويضا مرسا عليه وشهد جنازته صاحب دمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪215‬‬

‫ث دخلت سنة سبع وخسي وستمائة‬


‫استهلت هذه السنة وليس للمسلمي خليفة وسلطان دمشق وحلب اللك الناصر صلح الدين يوسف بن العزيز ممد بن أب الظاهر غازي بن الناصر صلح الدين وهو واقع بينه وبي‬
‫الصريي وقد ملكوا نور الدين علي بن العز ايبك التركمان ولقبوه بالنصور وقد أرسل اللك الغاشم هولكوخان إل اللك الناصر صاحب دمشق يستدعيه إليه فأرسل إليه ولده العزيز وهو‬
‫صغي ومعه هدايا كثية وتف فلم يتفل به هولكوخان بل غضب على أبيه إذ ل يقبل إليه وأخذ ابنه وقال انا أسي إل بلده بنفسي فانزعج الناصر لذلك وبعث بريه وأهله إل الكرك‬
‫ليحصنهم با وخاف أهل دمشق خوفا شديدا ول سيما لا بلغهم أن التتار قد قطعوا الفرات سافر كثي منهم إل مصر ف زمن الشتاء فمات ناس كثي منهم ونبوا فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وأقبل هولكوخان فقصد الشام بنوده وعساكره وقد امتنعت عليه ميا فارقي مدة سنة ونصف فأرسل إليها ولده أشوط فافتتحها قسرا وأنزل ملكها الكامل بن الشهاب غازي بن العادل‬
‫فأرسله إل أبيه وهو ماصر حلب فقتله بي يديه واستناب عليها بعض ماليك الشرف وطيف برأس الكامل ف البلد ودخلوا برأسه إل دمشق فنصب على باب الفراديس البان ث دفن‬
‫بسجد الرأس داخل باب الفراديس الوان فنظم أبو شامة ف ذلك قصيدة يذكر فيها فضله وجهاده وشبهه بالسي ف قتله مظلوما ودفن رأسه عند رأسه‬
‫وفيها عمل الواجة نصي الدين الطوسي الرصد بدينة مراغة ونقل إليه شيئا كثيا من كتب الوقاف الت كانت ببغداد وعمل دار حكمة ورتب فيها فلسفة ورتب لكل واحد ف اليوم‬
‫والليلة ثلثة دراهم ودار طب فيها للطبيب ف اليوم درهان ومدرسة لكل فقيه ف اليوم درهم ودار حديث لكل مدث نصف درهم ف اليوم وفيها قدم القاضي الوزير كما الدين عمر بن أب‬
‫جرادة العروف بابن العدي إل الديار الصرية رسول من صاحب دمشق الناصر بن العزيز يستنجد الصريي على قتال التتار وأنم قد اقترب قدومهم إل الشام وقد استولوا على بلدالزيرة‬
‫وغيها وقد جاز اشوط بن هولكوخان الفرات وقرب من حلب فعند ذلك عقدوا ملسا بي يدي النصور بن العز التركمان وحضر قاضي مصر بدرا لدين السنجاري والشيخ عز الدين بن‬
‫عبد السلم وتفاوضوا الكلم فيما يتعلق بأخذ شيء من أموال العامة لساعدة الند وكانت العمدة على ما يقوله ابن عبد السلم وكان حاصل كلمه أنه قال إذا ل يبق ف بيت الال شيء ث‬
‫انفقتم أموال الوائض الذهبة وغيها من الفضة والزينة وتساويتم أنتم والعامة ف اللبس سوى آلت الرب بيث ل يبق للجندي سوى فرسه الت يركبها ساغ للحاكم حينئذ أخذ شيء من‬
‫أموال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪216‬‬

‫الناس ف دفع العداء عنهم لنه إذا دهم العدو البلد وجب على الناس كافة دفعهم باموالم وأنفسهم‬
‫ولية اللك الظفر قطز وفيها قبض المي سيف الدين قطز علي ابن أستاذه نور الدين علي اللقب بالنصور وذلك ف غيبة أكثر المراء من ماليك ابيه وغيهم ف الصيد فلما مسكه سيه مع‬
‫امه وابنيه واخوته ال بلد الشكري وتسلطن هو وسى نفسه باللك الظفر وكان هذا من رحة ال بالسلمي فإن ال جعل على يديه كسر التتار كما سيأت بيانه إن شاء ال تعال وبان عذره‬
‫الذي اعتذر به إل الفقهاء والقضاة وإل ابن العدي فإنه قال ل بد للناس من سلطان قاهر يقاتل عن السلمي عدوهم وهذا صب صغي ل يعرف تدبي الملكة‬
‫وفيها برز اللك الناصر صاحب دمشق إل وطاء برز ف جحافل كثية من اليش والتطوعة والعراب وغيهم ولا علم ضعفهم عن مقاومة الغول أرفض ذلك المع ول يسر ل هو ول هم‬
‫فإنا ل وإنا إليه راجعون وفيها توف من العيان‬
‫واقف الصدرية صدر الدين أسعد بن النجاة بن بركات بن مؤمل التنوخي الغرب ث الدمشقي النبلي احد العدلي ذوي الموال والروءات والصدقات الدارة البارة وقف مدرسة للحنابلة‬
‫وقبه با إل جانب تربة القاضي الصري ف راس درب الريان من ناحية الامع الموي وقد ول نظر الامع مدة واستجد أشياء كثية منها سوق النحاسي قبلي الامع ونقل الصاغة إل‬
‫مكانا الن وقد كانت قبل ذلك ف الصاغة العتيقة وجدد الدكاكي الت بي أعمدة الزيارة وثر الامع أموال جزيلة وكانت له صدقات كثية وذكر عنه انه كان يعرف صنعة الكيميا وأنه‬
‫صح معه عمل الفضة وعندي أن هذا ل يصح ول يصح عنه وال أعلم‬
‫الشيخ يوسف القمين‬
‫كان يعرف بالقمين لنه كان يسكن قمي حام نور الدين الشهيد وكان يلبس ثيابا طوال تف على الرض ويبول ف ثيابه ورأسه مكشوفة ويزعمون أن له أحوال وكشوفا كثية وكان كثي‬
‫من العوام وغيهم يعتقدون صلحه ووليته وذك لنم ل يعملون شرائط الولية ول الصلح ول يعملون أن الكشوف قد تصدر من الب والفاجر والؤمن والكافر كالرهبان وغيهم‬
‫وكالدجال وابن صياد وغيهم فإن الن تسترق السمع وتلقيه على اذن النسي ول سيما من يكون منونا أو غي نقي الثياب من النجاسة فل بد من اختبار صاحب الال بالكتاب والسنة‬
‫فمن وافق حاله كتاب ال وسنة رسوله فهو رجل صال سواء كاشف أو ل يكاشف ومن ل يوافق فليس‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪217‬‬

‫برجل صال سواء كاشف أم ل قال الشافعي إذا رايتم الرجل يشي على الاء ويطي ف الواء فل تغتروا به حت تعرضوا أمره على الكتاب والسنة ولا مات هذا الرجل دفن بتربة بسفح‬
‫قاسيون وهي مشهورة به شرقي الرواحية وهي مزخرفة قد اعتن با بعض العوام من كان يعتقده فزخرفها وعمل على قبه حجارة منقوشة بالكتابة وهذا كله من البدع وكانت وفاته ف‬
‫سادس شعبان من هذه السنة وكان الشيخ إبراهيم بن سعيد جيعانة ل يتجاسر فيما يزعم أن يدخل البلد والقمين حي فيوم مات القمين دخلها وكانت العوام معه فدخلوا دمشق وهم‬
‫يصيحون ويصرخون اذن لنا ف دخول البلد وهم أتباع كل ناعق ل يستضيئوا بنور العلم فقيل ليعانة ما منعك من دخولا قبل اليوم فقال كنت كلما جئت إل باب من أبواب البلد أجد هذا‬
‫السبع رابضا فيه فل استطيع الدخول وقد كان سكن الشاغور وهذا كذب واحتيال ومكر وشعبذة وقد دفن جيعانة عنده ف تربته بالسفح وال أعلم بأحوال العباد‬
‫الشمس علي بن الشب الحدث‬
‫ناب ف السبة عن الصدر البكري وقرأ الكثي بنفسه وسع وأسع وكتب بطه كثيا‬
‫أبو عبد ال الفاسي شارح الشاطبية‬
‫اشتهر بالكنية وقيل إن اسه القاسم مات بلب وكان عالا فاضل ف العربية والقراءات وغي ذلك وقد أجاد ف شرحه للشاطبية وافاد واستحسنه الشيخ شهاب الدين أبو شامة شارحها أيضا‬
‫النجم أخو البدر مفضل وكان شيخ الفاضلية بالكلسة وكان له إجازة من السلفي خطيب العقبية بدر الدين يي بن الشيخ عز الدين بن عبد السلم ودفن بباب الصغي على جده وكانت‬
‫جنازته حافلة رحه ال‬
‫سعد الدين ممد بن الشيخ مي الدين بن عرب‬
‫ذكره أبو شامة وأثن عليه ف فضيلته وأدبه وشعره هذا إن ل يكن من أتباع أبيه وقد ذكره ابو شامة وفاة الناصر داود ف هذه السنة‬
‫سيف الدين بن صبة‬
‫متول شرطة دمشق ذكر أبو شامة أنه حي مات جاءت حية فنهشت أفخاذه وقيل إنا التفت ف أكفانه وأعيي الناس دفعها قال وقيل إنه كان نصييا رافضيا خبيثا مدمن خر نسأل ال الستر‬
‫والعافية النجيب بن شعيشعة الدمشقي أحد الشهود با له ساع حديث ووقف داره بدرب البانياسي دار حديث وهي الت كان يسكنها شيخنا الافظ الزي قبل انتقاله إل دار الديث‬
‫الشرفية قال أبو شامة وكان ابن شعيشعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪218‬‬

‫وهو النجيب أبو الفتح نصر ال بن أب طالب الشيبان مشهورا بالكذب ورقة الدين وغي ذلك وهو احدا لشهود القدوح فيهم ول يكن بأهل أن يؤخذ عنه قال وقد اجلسه أحد بن يي‬
‫اللقب بالصدر ابن سن الدولة ف حال وليته القضاء بدمشق فأنشد فيه بعض الشعراء ‪ ...‬جلس الشعيشعة الشقي ليشهدا ‪ ...‬تبالكم ماذا عدا فيما بدا ‪ ...‬هل زلزل الزلزال أم قد خرج الد‬
‫‪ ... ...‬جال أم عدم الرجال ذوو الدى ‪ ...‬عجبا لحلول العقيدة جاهل ‪ ...‬بالشرع قد أذنوا له أن يقعدا‬
‫قال ابو شامة ف سنة سبع وخسمي وستمائة مات شخص زنديق يتعاطى الفلسفة والنظر ف علم الوائل وكان يسكن مدارس السلمي وقد أفسد عقائد جاعة من الشبان الشتغلي فيما بلغن‬
‫وكان أبوه يزعم أنه من تلمذة ابن خطيب الري الرازي صاحب الصنفات حية ولد حية‬
‫ث دخلت سنة ثان وخسي وستمائة‬
‫استهلت هذه السنة بيوم الميس وليس للناس خليفة وملك العراقي وخراسان وغيها من بلد الشرق للسلطان هولكوخان ملك التتار وسلطان ديار مصر اللك الظفر سيف الدين قطز‬
‫ملوك العز أيبك التركمامن وسلطان دمشق وحلب اللك الناصر بن العزيز بن الظاهر وبلد الكرك والشوبك للملك الغيث بن العادل بن الكامل ممد بن العادل أب بكر بن أيوب وهو‬
‫حرب مع الناصر صاحب دمشق على الصريي ومعهما المي ركن الدين بيبس البندقداري وقد عزموا على قتال الصريي وأخذ مصر منهم وبينما الناس على هذه الال وقد تواترت‬
‫الخبار بقصدالتتار بلدالشام إذ دخل جيش الغول صحبة ملكهم هولكوخان وجازوا الفرات على جسور عملوها ووصلوا إل حلب ف ثان صفر من هذه السنة فحاصروها سبعة أيام ث‬
‫افتتحوها بالمان ث غدروا باهلها وقتلوا منهم خلقا ل يعلمهم إل ال عز وجل ونبوا الموال وسبوا النساء والطفال وجرى عليهم قريب ما جرى على أهل بغداد فجاسوا خلل الديار‬
‫وجعلوا أعزة أهلها أذلة فإنا ل وإنا إليه راجعون وامتنعت عليه القلعة شهرا ث استلموها بالمان وخرب اسوار البلد واسوار القلعة وبقيت حلب كأنا حار اجرب وكان نائبها اللك العظم‬
‫توران شاه بن صلح الدين وكان عاقل حازما لكنه ل يوافقه اليش على القتال وكان أمر ال قدرا مقدورا وقدكان ارسل هولكو يقول لهل حلب نن إنا جئنا لقتال اللك الناصر بدمشق‬
‫فاجعلوا لنا عندكم شحنة فإن كانت النصرة لنا فالبلد كلها ف حكمنا وان كانت علينا فإن شئتم قبلتم الشحنة وإن شئتم أطلقتموه فأجابوه مالك عندنا إل السيف فتعجب من ضعفهم‬
‫وجوابم فزحف حينئذ إليهم واحاط بالبلد وكان ما كان بقدر ال سبحانه ولا فتحت حلب ارسل صاحب حاه بفاتيحها إل هولكو فاستناب عليها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪219‬‬

‫رجل من العجم يدعى أنه من ذرية خالد بن الوليد يقال له خسر وشاه فخرب أسوارها كمدينة حلب‬
‫صفة أخذهم دمشق وزوال ملكهم عنها سريعا‬
‫أرسل هولكو وهو نازل على حلب جيشا مع امي من كبار دولته يقال له كتبغانوين فوردوا دمشق ف آخر صفر فاخذوها سريعا من غي مانعة ول مدافع بل تلقاهم كبارها بالرحب والسعة‬
‫وقد كتب هولكو أمانا لهل البلد فقرئ باليدان الخضر ونودي به ف البلد فأمن الناس على وجل من الغدر كما فعل باهل حلب هذا والقلعة متنعة مستورة وف أعاليها الجانيق منصوبة‬
‫والال شديدة فاحضرت التتار منجنيقا يمل على عجل واليول ترها وهم راكبون على اليل وأسلحتهم على أبقار كثية فنصب النجانيق على القلعة من غربيها وخربوا حيطانا كثية‬
‫وأخذوا حجارتا ورموا با القلعة رميا متواترا كالطر التدارك فهدموا كثيا من أعاليها وشرافاتا وتداعت للسقوط فاجابم متوليها ف آخر ذلك النهار للمصالة ففتحوها وخربوا كل بدنة‬
‫فيها وأعال بروجها وذلك ف نصف جادي الول من هذه السنة وقتلوا التول با بدرا لدين بن قراجا ونقيبها جال الدين ابن الصيف اللب وسلموا البلد والقلعة إل أمي منهم يقال له ابل‬
‫سيان وكان لعنه ال معظما لدين النصارى فاجتمع به اساقفتهم وقسوسهم فعظمهم جدا وزار كنائسهم فصارت لم دولة وصولة بسببه وذهب طائفة من النصارى إل هولكو وأخذوا معهم‬
‫هدايا وتفا وقدموا من عنده ومعهم امان فرمان من جهته ودخلوا من باب توما ومعهم صليب منصوب يملونه على رؤس الناس وهم ينادون بشعارهم ويقولون ظهر الدين الصحيح دين‬
‫السيح ويذمون دين السلم وأهله ومعهم اوان فيها خر ل يرون على باب مسجد إل رشوا عنده خرا وقماقم ملنة خرا يرشون منها على وجوه الناس وثيابم ويأمرون كل من يتازون به‬
‫ف الزقة والسواق ان يقوم لصليبهم ودخلوا من درب الجر فوقفوا عند رباط الشيخ اب البيان ورشوا عنده خرا وكذلك على باب مسجد درب الجر الصغي والكبي واجتازوا ف‬
‫السوق حت وصلوا درب الريان أو قريب منه فتكاثر عليهم السلمون فردوهم إل سوق كنيسة مري فوقف خطيبهم إل دكة دكان ف عطفه السوق فمدح دين النصارى وذم دين السلم‬
‫واهله فانا ل وإنا إليه راجعون ث دخلوا بعد ذلك إل كنيسة مري وكانت عامرة ولكن كان هذا سبب خرابا ول المد وحكى الشيخ قطب الدين ف ذيله على الرآة أنم ضربوا بالناقوس ف‬
‫كنيسة مري فال اعلم قال وذكر أنم دخلوا إل الامع بمر وكان ف نيتهم إن طالت مدة التتار أن يربوا كثيا من الساجد وغيها ولا وقع هذا ف البلد اجتمع قضاة السلمي والشهود‬
‫والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الال إل متسلمها ابل سيان فأهينوا وطردوا وقدم كلم رؤساء النصارى عليهم فإنا ل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪220‬‬

‫وإنا إليه راجعون وهذا كان ف اول هذه السنة وسلطان الشام الناصر بن العزيز وهو مقيم ف وطأة برزه ومعه جيوش كثية من المراء وأبناء اللوك ليناجزوا التتار إن قدموا عليهم وكان ف‬
‫جلة من معه المي بيبس البندقداري ف جاعة من البحرية ولكن الكلمة بي اليوش متلفة غي مؤتلفة لا يريده ال عز وجل وقد عزمت طائفة من المراء على خلع الناصر وسجنه ومبايعة‬
‫اخيه شقيقه اللك الظاهر علي فلما عرف الناصر ذلك هرب إل القلعة وتفرقت العساكر شذر مذر وساق المي ركن الدين بيبس ف أصحابه إل ناحية غزة فاستدعاه اللك الظفر قطز إليه‬
‫واستقدمه عليه واقطعه قليوب وانزله بدار الوزارة وعظم شأنه لديه وإنا كان حتفه على يديه‬
‫وقعت عي جالوت‬
‫اتفق وقوع هذا كله ف العشر الخي من رمضان من هذه السنة فما مضت سوى ثلثة أيام حت جاءت البشارة بنصرة السلمي على التتار بعي جالوت وذلك أن اللك الظفر قطز صاحب‬
‫مصر لا بلغه ان التتار قد فعلوا بالشام ما ذكرنا وقدنبوا البلد كلها حت وصلوا إل غزة وقد عزموا على الدخول إل مصر وقد عزم اللك الناصر صاحب دمشق على الرحيل إل مصر وليته‬
‫فعل وكان ف صحبته اللك النصور صاحب حاه وخلق من المراء وأبناء اللوك وقد وصل إل قطية وأكرم اللك الظفر قطز صاحب حاه ووعده ببلده ووفاه له ول يدخل اللك الناصر مصر‬
‫بل كر راجعا إل ناحية تيه بن إسرائيل ودخل عامة من كان معه إل مصر ولو دخل كان أيسر عليه ما صار إليه ولكنه خاف منهم لجل العداوة فعدل إل ناحية الكرك فتحصن با وليته‬
‫استمر فيها ولكنه قلق فركب نو البية وليته ذهب فيها واستجار ببعض امراء العراب فقصدته التتار واتلفوا ما هنالك من الموال وخربوا الديار وقتلوا الكبار والصغار وهجموا على‬
‫العراب الت بتلك النواحي فقتلوا منهم خلقا وسبوا من نسلهم ونسائهم وقد اقتص منهم العرب بعد ذلك فأغاروا على خيل جشارهم ف نصف شعبان فساقوها بأسرها فساقت وراءهم‬
‫التتار فلم يدركوا لم الغبار ول استردوا منهم فرسا ول حارا وما زال التتار وراء الناص ‪ 2‬ر حت أخذوه عند بركة زيزي وأرسلوه مع ولده العزيز وهو صغي وأخيه إل ملكهم هولكوخان‬
‫وهو نازل على حلب فما زالوا ف أسره حت قتلهم ف السنة التية كما سنذكره والقصود أن الظفر قطز لا بلغه ما كان من أمر التتار بالشام الحروسة وأنم عازمون على الدخول إل ديار‬
‫مصر بعد تهيد ملكهم بالشام بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه فخرج ف عساكره وقدا جتمعت الكلمة عليه حت انتهى إل الشام واستيقظ له عسكر‬
‫الغول وعليهم كتبغانوين وكان إذ ذاك ف البقاع فاستشار الشرف صاحب حص والجي ابن الزكي فأشاروا عليه بأنه ل قبل له بالظفر حت يستمد هولكو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪221‬‬

‫فأب إل أن يناجزه سريعا فساروا إليه وسار الظفر إليهم فكان اجتماعهم على عي جالوت يوم المعة الامس والعشرين من رمضان فاقتتلوا قتال عظيما فكانت النصرة ول المد للسلم‬
‫وأهله فهزمهم السلمون هزية هائلة وقتل أمي الغول كتبغانوين وجاعة من بيته وقد قيل إن الذي قتل كتبغانوين المي جال الدين آقوش الشمسي واتبعهم اليش السلمي يقتلونم ف كل‬
‫موضع وقد قاتل اللك النصور صاحب حاه مع اللك الظفر قتال شديدا وكذلك المي فارس الدين أقطاي الستعرب وكان أتابك العسكر وقد أسر من جاعة كتبغانوين اللك السعيد بن‬
‫العزيز بن العادل فأمر الظفر بضرب عنقه وأستأمن الشرف صاحب حص وكان مع التتار وقد جعله هولكوخان نائبا على الشام كله فأمنه اللك الظفر ورد إليه حص وكذلك رد حاه إل‬
‫النصور وزاده العرة وغيها وأطلق سلمية للمي شرف الدين عيسى بن مهنا بن مانع امي العرب واتبع المي بيبس البندقداري وجاعة من الشجعان التتار يقتلونم ف كل مكان إل ان‬
‫وصلوا خلفهم إل حلب وهرب من بدمشق منهم يوم الحد السابع والعشرين من رمضان فتبعهم السلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون السارى من أيديهم وجاءت بذلك البشارة‬
‫ول المد على جبه إياهم بلطفه فجاوبتها دق البشائر من القلعة وفرح الؤمنون بنصر ال فرحا شديدا وأيد ال السلم وأهله تأييدا وكبت ال النصارى واليهود والنافقي وظهر دين ال‬
‫وهم كارهون فتبادر عند ذلك السلمون إل كنيسة النصارى الت خرج منها الصليب فانتبهوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولا فاحترق دور كثية إل النصارى ومل ال بيوتم‬
‫وقوبرهم نارا وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة وهت طائفة بنهب اليهود فقيل لم إنه ل يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان وقتلت العامة وسط الامع شيخا رافضيا كان مصانعا‬
‫للتتار على أموال الناس يقال له الفخر ممد بن يوسف بن ممد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا مالئا لم على أموال السلمي قبحه ال وقتلوا جاعة مثله من النافقي فقطع دابر القوم‬
‫الذين ظلموا والمد ل رب العالي وقد كان هولكو أرسل تقليدا بولية القضاء على جيع الدائن الشام والزيرة والوصل وماردين والكراد وغي ذلك للقاضي كمال الدين عمر بن بدار‬
‫التفليسي وقد كان نائب الكم بدمشق عن القاضي صدر الدين أحد بن يي بن هبة ال ابن سن الدولة من مدة خس عشرة سنة فحي وصل التقليد ف سادس عشرين ربيع الول قرئ‬
‫باليدان الخضر فاستقل بالكم ف دمشق وقد كان فاضل فسار القاضيان العز ولن صدر الدين بن سن الدولة وميي الدين بن الزكي إل خدمة هولكوخان إل حلب فخدع ابن الزكي‬
‫لبن سن الدولة وبذلك أموال جزيلة وتول القضاء بدمشق وردعا فمات ابن سن الدولة ببعلبك وقدم ابن الزكي على القضاء ومعه تقليده وخلعة مذهبة فلبسها وجلس ف خدمة ابل سنان‬
‫تت قبة النسر عند الباب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪222‬‬

‫الكبي وبينهما الاتون زوجة ابل سنان حاسرة عن وجها وقرئ التقليد هناك والالة كذلك وحي ذكر اسم هولكو نثر الذهب والفضة فوق رؤس الناس فإنا ل وإنا إليه راجعون قبح ال‬
‫ذلك القاضي والمي والزوجة والسلطان وذكر أبو شامة أن ابن الزكي استحوذ على مدارس كثية ف مدته هذه القصية فإنه عزل قبل رأس الول فاخذ ف هذه الدة العذراوية والسلطانية‬
‫والفلكية والركنية والقيمرية والعزيزية مع الدرستي اللتي كانتا بيده التقوية والعزيزية وأخذ لولده عيسى تدريس المينية ومشيخة الشيوخ وأخذ ام الصال لبعض أصحابه وهو العماد‬
‫الصري وأخذ الشامية البارانية لصاحب له واستناب اخاه لمه شهاب الدين إساعيل بن أسعد بن حبيش ف القضاء ووله الرواحية والشامية البارنية قال ابو شامة مع أن شرط واقفها أن ل‬
‫يمع بينها وبي غيها ولا رجعت دمشق وغيها إل السلمي سعى ف القضاء وبذل أموال ليستمر فيه وفيما بيديه من الدارس فلم يستمر بل عزل بالقاضي نم الدين أب بكر بن صدر الدين‬
‫بن سن الدولة فقرئ توقيعه بالقضاء يوم المعة بعد الصلة ف الادي والعشرين من ذي القعدة عند الشباك الكمال من مشهد عثمان من جامع دمشق ولا كسر اللك الظفر قطز عساكر‬
‫التتار بعي جالوت ساق وراءهم ودخل دمشق ف أبة عظيمة وفرح به الناس فرحا شديدا ودعوا له دعاء كثيا وأقر صاحب حص اللك الشرف عليها وكذلك النصور صاحب حاه واسترد‬
‫حلب من يد هولكو وعاد الق إل نصابه ومهد القواعد وكان قد ارسل بي يديه المي ركن الدين بيبس البندقداري ليطرد التتار عن حلب ويتسلمها ووعده بنيابتها فلما طردهم عنها‬
‫وأخرجهم منها وتسلمها السلمون استناب عليها غيه وهو علء الدين ابن صاحب الوصل وكان ذلك سبب الوحشة الت وقعت بينهما واقتضت قتل اللك الظفر قطز سريعا ول المر من‬
‫قبل ومن بعد فلما فرغ الظفر من الشام عزم على الرجوع إل مصر واستناب على دمشق المي علم الدين سنجر اللب الكبي والمي مي الدين ابن السي بن آقشتمر وعزل القاضي ابن‬
‫الزكي عن قضاء دمشق وول ابن سن الدولة ث رجع إل الديار الصرية والعساكر السلمية ف خدمته وعيون العيان تنظر إليه شزرا من شدة هيبته ذكر سلطنة اللك الظاهر بيبس‬
‫البندقداري وهو السد الضاري وذلك أن السلطان اللك الظفر قطز لا عاد قاصدا مصر وصل إل ما بي الغزال والصالية عدا عليه المراء فقتلوه هنالك وقد كان رجل صالا كثي الصلة‬
‫ف الماعة ول يتعاطى السكر ول شيئا ما يتعاطاه اللوك وكانت مدة ملكه من حي عزل ابن استاذه النصور علي بن العز التركمان إل هذه الدة وهي اواخر ذي القعدة نوا من سنة رحه‬
‫ال وجزاه عن السلم وأهله خيا وكان المي ركن الدين بيبس البندقداري قداتفق مع جاعة من المراء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪223‬‬

‫على قتله فلم وصل إل هذه النلة ضرب دهليزه وساق خلف ارنب وساق معه أولئك المراء فشفع عنده ركن الدين بيبس ف شئ فشفعه فأخذ يده ليقبلها فأمسكها وحل عليه أولئك‬
‫المراء بالسيوف فضربوه با وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حت قتلوه رحه ال ث كرو راجعي إل الخيم وبأيديهم السيوف مصلتة فأخبوا من هناك بالب فقال بعضم من قتله فقالوا‬
‫ركن الدين بيبس فقالوا أنت قتلته فقال نعم فقالوا أنت اللك إذا وقيل لا قتل حار المراء بينهم فيمن يولون اللك وصار كل واحد منهم يشى غائلة ذلك ان يصيبه ما أصاب غيه سريعا‬
‫فاتفقت كلمتهم على ان بايعوا بيبس البندقداري ول يكن هو من أكابر القدمي ولكن أرادوا اان يربوا فيه ولقبوه اللك الظاهر فجلس على سرير الملكة وحكمه ودقت البشائر وضربت‬
‫الطبول والبوقات وصفرت الشغابة وزعقت الشاووشية بي يديه وكان يوما مشهودا وتوكل على ال واستعان به ث دخل مصر والعساكر ف خدمته فدخل قلعة البل وجلس على كرسيها‬
‫فحكم وعدل وقطع ووصل وول وعزل وكان شهما شجاعا أقامه ال للناس لشدة احتياجهم إليه ف هذا الوقت الشديد والمر العسي وكان أول لقب نفسه باللك القاهر فقال له الوزير إن‬
‫هذا اللقب ل يفلح من يلقب به تلقب به القاهر بن العتمد فلم تطل أيامه حت خلع وسلت عيناه ولقب به القاهر صاحب الوصل فسم فمات فعدل عنه حينئذ إل اللك الظاهر ث شرع ف‬
‫مسك من يرى ف نفسه رئاسة من أكابر المراء حت مهد اللك وقد كان هولكوخان لا بلغه ما جرى على جيشه من السلمي بعي جالوت أرسل جاعة من جيشه الذين معه كثيين‬
‫ليستعيدوا الشام من أيدي السلمي فحيل بينهم وبي ما يشتهون فرجعوا إليه خائبي خاسرين وذلك أنه نض إليهم الزبر الكاسر والسيف البائر اللك الظاهر فقدم دمشق وأرسل العساكر ف‬
‫كل وجه لفظ الثغور والعاقل بالسلحة فلم يقدر التتار على الدنو إليه ووجدوا الدولة قد تغيت والسواعد قد شرت وعناية ال بالشام وأهله قد حصلت ورحته بم قد نزلت فعند ذلك‬
‫نكصت شياطينهم على أعقابم وكروا راجعي القهقري والمد ل الذي بنعمته تتم الصالات وقد كان اللك الظفر قطز رحه ال استناب على دمشق المي علم الدين سنجر اللب أحد‬
‫التراك فلما بلغه مقتل الظفر دخل القلعة ودعا لنفسه وتسمى باللك الجاهد فلما جاءت البيعة للملك الظاهر خطب له يوم المعة السادس من ذي الجة فدعا الطيب أول للمجاهد ث‬
‫للظاهر ثانيا وضربت السكة باسهما معا ث ارتفع الجاهد هذا من البي كما سيأت‬
‫وقد اتفق ف هذا العام امور عجيبة وهي ان اول هذه السنة كانت الشام للسلطان الناصر ابن العزيز ث ف النصف من صفر صارت لولكو ملك التتار ث ف آخر رمضان صارت للمظفر قطز‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪224‬‬

‫ث ف أواخر العقدة صارت للظاهر بيبس وقد شركه ف دمشق اللك الجاهد سنجر وكذلك كان القضاء ف أولا بالشام لبن سن الدولة صدر الدين ث صار للكمال عمر التفليسي من جهة‬
‫هولكو ث لبن الزكي ث لنجم الدين ابن سن الدولة وكذلك كان خطيب جامع دمشق عماد الدين بن الرستان من سني متطاولة فعزل ف شوال منها بالعماد السعردي وكان صينا قارئا‬
‫ميدا ث أعيد العماد الرستان ف أول ذي القعدة منها فسبحان من بيده المور يفعل ما يشاء ويكم ما يريد وفيها توف من العيان‬
‫قاضي القضاة صدرا لدين أبو العباس ابن سن الدولة أحد بن يي بن هبة ال بن السي بن يي بن ممد بن علي يي بن صدقة بن الياط قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس ابن سن‬
‫الدولة التغلب الدمشقي الشافعي وسن الدولة السي بن يي الذكور كان قاضيا لبعض ملوك دمشق ف حدود المسمائة وله أوقاف على ذريته وابن الياط الشاعر صاحب الديوان وهو‬
‫أبو عبد ال أحد بن ممد بن علي بن يي بن صدقة التغلب هو عم سن الدولة ولد سن الدولة سنة تسع وخسمي وخسمائة وسع الشوعي وابن طبزد والكندي وغيهم وحدث ودرس‬
‫ف عدة مدارس وأفت وكان عارفا بالذاهب مشكور السية ولكن أبو شامة ينال منه ويذمه فال اعلم‬
‫وقد ول الكم بدمشق استقلل سنة ثلث وأربعي واستمر إل مدة السنة وسافر حي عزل بالكمال التفليسي هو والقاضي ميي الدين ابن الزكي وقد سافر هو وابن الزكي إل هولكو لا‬
‫أخذ حلب فول ابن الزكي القضاء واختار ابن سن الدولة بعلبك فقدمها وهو متمرض فمات با ودفن عند الشيخ عبد ال اليونين وقد كان اللك الناصر يثن عليه كما كان اللك الشرف‬
‫يثن على والده شس الدين ولا استقر اللك الظاهر بيبس ول القضاء ولده نم الدين ابن سن الدولة وهو الذي حدث ف زمن الشمشي بطالة الدروس لنه كان له بستان بأرض السهم‬
‫فكان يشق عليه مفارقة الشمش والنول إل الدارس فبطل الناس هذه اليام واتبعوه ف ذلك والنفوس إنا تؤثر الراحة والبطالة ول سيما أصحاب البساتي ف ايام الفواكه وكثرة الشهوات‬
‫ف تلك اليام ول سيما القضاة وفيها توف‬
‫اللك السعيد صاحب ماردين‬
‫نم الدين بن أيل غازي بن النصور ارتق بن أرسلن بن ايل غازي بن السن بن ترتاش ابن ايل غازي بن اريثي وكان شجاعا ملك يوما وقد وقع ف قلعته توران شاه بن اللك صلح الدين‬
‫كان نائبا للملك الظاهر بن العزيز بن الظاهر بن الناصر صاحب دمشق على حلب وقد حصن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪225‬‬

‫حلب من أيدي الغول مدة شهر ث تسلمها بعدماصرة شديدة صلحا كانت وفاته ف هذه السنة ودفن بدهليز داره وفيها قتل‬
‫اللك السعيد حسن بن عبدالعزيز‬
‫ابن العادل أب بكر بن أيوب كان صاحب الصبيبة وبانياس بعد ابيه ث أخذتا منه وحبس بقلعة النية فلما جاءت التتار كان معهم وردوا عليه بلده فلما كانت وقعة عي جالوت أتى به أسيا‬
‫إل بي يدي الظفر قطز فضرب عنقه لنه كان قد لبس سرقوج التتار وناصحهم على السلمي‬
‫عبد الرحن بن عبد الرحيم بن السن بن عبد الرحن بن طاهر‬
‫ابن ممد بن السي بن علي بن أب طالب شرف الدين بن العجمي اللب الشافعي من بيت العلم والرئاسة بلب درس بالظاهرة ووقف مدرسة با ودفن با توف حي دخلت التتار حلب ف‬
‫صفر فعذبوه وصبوا عليه ماء باردا ف الشتاء فتشنج حت مات رحه ال تعال اللك الظفر قطز بن عبد ال سيف الدين التركي أخص ماليك العز التركمان احد ماليك الصال أيوب بن‬
‫الكامل لا قتل أستاذه العز قام ف تولية ولده نور الدين النصور علي فلما سع بأمر التتار خاف أن تتلف الكلمة لصغر ابن استاذه فعزله ودعا إل نفسه فبويع ف ذي القعدة سنة سبع وخسي‬
‫وستمائة كما تقدم ث سار إل التتار فجعل ال على يديه نصرة السلم كما ذكرنا وقد كان شجاعا بطل كثي الي ناصحا للسلم وأهله وكان الناس يبونه ويدعون له كثيا ذكر عنه أنه لا‬
‫كان يوم العركة بعي جالوت قتل جواده ول يد احدا ف الساعة الراهنة من الوشاقية الذين معهم النائب فترجل وبقي واقفا على الرض ثابتا والقتال عمال ف العركة وهو ف موضع‬
‫السلطان من القلب فلما رآه بعض المراء ترجل عن فرسه وحلف على السلطان ليكبنها فامتنع وقال لذلك المي ما كنت لحرم السلمي نفعك ول يزل كذلك حت جاءته الوشاقية باليل‬
‫فركب فلمه بعض المراء وقال يا خوند ل ل ركبت فرس فلن فلو أن بعض العداء رآك لقتلك وهلك السلم بسببك فقال أما أنا فكنت اروح إل النة وأما السلم فله رب ل يضيعه‬
‫قد قتل فلن وفلن وفلن حت عد خلقا من اللوك فأقام للسلم من يفظه غيهم ول يضيع السلم رحه ال وكان حي سار من مصر فيخدمته خلق من كبار المراء البحرية وغيهم ومعه‬
‫النصور صاحب حاه وجاعة من أبناء اللوك فأرسل إل صاحب حاه يقول له ل تتعن ف مد ساط ف هذه اليام وليكن مع الندي لمة يأكلها والعجل العجل وكان اجتماعه مع عدوه كما‬
‫ذكرنا ف العشر الخي من رمضان يوم المعة وهذه بشارة عظيمة فإن وقعة بدر كانت يوم المعة ف رمضان وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪226‬‬

‫فيها نصر السلم ولا قدم دمشق ف شوال أقام با العدل ورتب المور وأرسل بيبس خلف التتار ليخرجهم ويطردهم عن حلب ووعده بنيابتها فلم يف له لا رآه من الصلحة فوقعت‬
‫الوحشة بينهما بسبب ذلك فلم عاد إل مصر تل عليه المراء مع بيبس فقتلوه بي القارب والصالية ودفن بالقصر وكان قبه يزار فلما تكن الظاهر من اللك بعث إل قبه فغيبه عن الناس‬
‫وكان ل يعرف بعد ذلك قتل يوم السبت سادس عشر من ذي القعدة رحه ال وحكى الشيخ قطب الدين اليونين ف الذيل على الرآة عن الشيخ علء الدين بن غان عن الول تاج الدين‬
‫أحد بن الثي كاتب السر ف ايام الناصر صاحب دمشق قال لا كنا مع الناصر بوطاه برزه جاءت البيدية بب أن قطز قد تول اللك بصر فقرأت ذلك على السلطان فقال اذهب إل فلن‬
‫وفلن فأخبهم بذا قال فلما خرجت عنه لقين بعض الجناد فقال ل جاءكم الب من مصر بأن قطز قدتلك فقلت ما عندي من هذا علم وما يدريك انت بذا فقال بلى وال سيلي الملكة‬
‫ويكسر التتار فقلت من أين تعلم هذا فقال كنت أخدمه وهو صغي وكان عليه قمل كثي فكنت افليه وأهينه وأذمه فقال ل يوما ويلك إيش تريد اعطيك إذا ملكت الديار الصرية فقلت له‬
‫أنت منون فقال لقد رأيت رسول صلى ال عليه وسلم ف النام وقال ل أنت تلك الديار الصرية وتكسر التتار وقول رس ص حق ل شك فيه فقلت له حينئذ وكان صادقا اريد منك أمرة‬
‫خسي فارسا فقال نعم أبشر قال ابن الثي فلما قال ل هذا قلت له هذه كتب الصريي بأنه قد تول السلطنة فقال وال ليكسرن التتار وكان كذلك ولا رجع الناصر إل ناحية الديار الصرية‬
‫واراد دخولا ورجع عنها ودخلها أكثر اليوش الشامية كان هذا المي الاكي ف جلة من دخلها فاعطاه الظفر إمرة خسي فارسا ووف له بالوعد وهو المي جال الدين التركمان قال ابن‬
‫الثي فلقين بصر بعد ان تأمر فذكرن با كان أخبن عن الظفر فذكرته ث كانت وقعة التتار علي إثر ذلك فكسرهم وطردهم عن البلد وقد روى عنه أنه لا رأى عصائب التتار قال للمراء‬
‫واليوش الذين معه ل تقاتلوهم حت تزول الشمس وتفيء الظلل وتب الرياح ويدعو لنا الطباء والناس ف صلتم رحه ال تعال وفيها هلك كتبغانوين نائب هولكو على بلدالشام لعنه‬
‫ال ومعن نوين يعن اميعشرة آلف وكان هذا البيث قد فتح لستاذه هولكو من أقصى بلد العجم إل الشام وقد أدرك جنكيزخان جد هولكو وكان كتبغا هذا يعتمد ف حروبه‬
‫للمسلمي أشياء ل يسبقه أحد إليها كان إذا فتح بلدا ساق مقاتلة هذا البلد إل البلد الخر الذي يليه ويطلب من أهل ذلك البلد أن يؤوا هؤلء إليهم فإن فعلوا حصل مقصوده ف تضييق‬
‫الطعمة والشربة عليهم فتقصر مدة الصار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪227‬‬

‫عليه لا ضاق على أهل البلدمن اقواتم وإن امتنعوا من إيوائهم عندهم قاتلهم باولئك القاتلة الذين هم أهل البلد الذي فتحه قبل ذلك فإن حصل الفتح وإل كان قد اضعف اولئك بؤلء‬
‫حت يفن تلك القاتلة فإن حصل الفتح وإل قاتلهم بنده وأصحابه مع راحة أصحابه وتعب أهل البلد وضعفهم حت يفتحهم سريعا وكان يبعث إل الصن يقول إن ماءكم قد قل فنخشى أن‬
‫نأخذكم عنوة فنقتلكم عن آخركم ونسب نساءكم وأولدكم فما بقاؤكم بعد ذهاب مائكم فافتحوا صلحا قبل أن نأخذكم قسرا فيقولون له إن الاء عندنا كثي فل نتاج إل ماء فيقول ل‬
‫أصدق حت أبعث من عندي من يشرف عليه فإن كان كثيا انصرفت عنكم فيقولون ابعث من يشرف عليه فيسل رجال من جيشه معهم رماح موفة مشو سا فإذا دخلوا الصن الذي قد‬
‫أعياه ساطوا ذلك الاء بتلك الرماح على انم يفتسونه ويعرفون قدره فينفتح ذلك السم ويستقر ف ذلك الاء فيكون سبب هلكهم وهم ل يشعرون لعنه ال لعنة تدخل معه قبه وكان شيخا‬
‫كبيا قد اسن وكان ييل إل دين النصارى ولكن ل يكنه الروج من حكم جنكيزخان ف الياساق‬
‫قال الشيخ قطب الدين اليونين وقد رأيته ببعلبك حي حاصر قلعتها وكان شيخا حسنا له لية طويلة مسترسلة قد ضفرها مثل الدبوقة وتارة يعلقها من خلفه باذنه وكان مهيبا شديد السطوة‬
‫قال وقد دخل الامع فصعد النارة ليتأمل القلعة منها ث خرج من الباب الغرب فدخل دكانا خرابا فقضى حاجته والناس ينظرون إليه وهو وهو مكشوف العورة فلما فرغ من حاجته مسحه‬
‫بعض أصحابه بقطن ملبد مسحة واحدة قال ولا بلغه خروج الظفربالعساكر من مصر تلوم ف أمره وحار ماذا يفعل ث حلته نفسه البية على لقائه وظن انه منصور على جاري عادته فحمل‬
‫يومئذ على اليسرة فكسرها ث ايد ال السلمي وثبتهم ف العركة فحملوا حلة صادقة على التتار فهزموهم خزية ل تب أبدا وقتل اميهم كتبغانوين ف العركة وأسر أبنه وكان شابا حسنا‬
‫فأحضر بي يدي الظفر قطز فقال له اهرب أبوك قال إنه ل يهرب فطلبوه فوجدوه بي القتلى فلما رآه ابنه صرخ وبكى فلما تققه الظفر سجد ل تعال ث قال أنام طيبا كان هذا سعادة التتار‬
‫وبقتلة ذهب سعدهم وهكذا كان كما قال ول يفلحوا بعده أبدا وكان قتله يوم المعة الامس والعشرين من رمضان وكان الذي قتله المي آقوش الشمسي رحه ال الشيخ ممد الفقيه‬
‫اليونين النبلي البعلبكي الافظ هو ممد بن أحد بن عبد ال بن عيسى بن أب الرجال أحد بن علي ابن ممد بن ممد بن ممد بن السي بن إسحاق بن جعفر الصادق كذا نقل هذه النسبة‬
‫الشيخ قطب الدين اليونين من خط اخيه الكيب أب السي علي وأخبه أن والده قال له نن من سللة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪228‬‬

‫جعفر الصادق قال وإنا قال له هذا عند الوت ليتخرج من قبول الصدقات أبو عبد ال بن أب السي اليونين النبلي تقي الدين الفقيه النبلي الافظ الفيد البارع العابدالناسك ولد سنة‬
‫ثنتي وسبعي وخسمائة وسع الشوعي وحنبل والكندري والافظ عبدالغن وكان يثن عليه وتفقه على الوفق ولزم الشيخ عبد ال اليونين فانتفع به وكان الشيخ عبد ال يثن عليه ويقدمه‬
‫ويقتدي به ف الفتاوى وقد لبس الرقة من شيخ شيخه عبد ال البطائحي وبرع ف علم الديث وحفظ المع بي الصحيحي بالفاء والواو وحفظ قطعة صالة من مسند احد وكان يعرف‬
‫العربية أخذها عن التاج الكندي وكتب مليحا حسنا وكان الناس ينتفعون بفنونه الكثية وياخذون عنه الطرق السنة وقد حصلت له وجاهة عظيمة عند اللوك توضا مرة عند اللك السرف‬
‫بالقلعة حال ساع البخاري على الزبيدي فلما فرع من الوضوء نفض السلطان تفيفته وبسطها على الرض ليطا عليها وحلف السلطان له إنا طاهرة ول بد أن يطأ برجليه عليها ففعل ذلك‬
‫وقدم الكامل على أخيه الشرف دمشق فانزله القلعة وتول الشرف لدار السعادة وفعل يذكر للكامل ماسن الشيخ الفقيه فقال الكامل احب أن رأه فأرسل إليه إل بعلبك بطاقة واستحضره‬
‫فوصل إل دار السعادة فنل الكامل إليه وتادثا وتذاكرا شيئا من العلم فجرت مسألة القتل بالثقل وجرى ذكر حديث الارية الت قتلها اليهودي فرض راسها بي حجرين فأمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بقتله فقال الكامل إنه ل يعترف فقال الشيخ الفقيه ف صحيح مسلم فاعترف فقال الكامل انا اختصرت صحيح مسلم ول أجدهذا فيه فأرسل الكامل فأحضر خس‬
‫ملدات اختصاره لسلم فأخذ الكامل ملدا والشرف آخر وعماد الدين بن موسك آخر وأخذ الشيخ الفقيه ملدا فاول ما فتحه وجد الديث كما قال الشيخ الفقيه فتعجب الكامل من‬
‫استحاضاره وسرعةكشفه وأراد أن يأخذه معه إل الديار الصرية فأرسله الشرف سريعا إل بعلبك وقال للكامل إنه ل يؤثر ببعلبك شيئا فأرسل له الكامل ذهبا كثيا قال ولده قطب الدين‬
‫كان والدي يقبل بر اللوك ويقول انا ل ف بيت الال أكثر من هذا ول يقبل من المراء ول من الوزاء شيئا إل أن يكون هدية مأكول ونوه ويرسل إليهم من ذلك فيقبلونه على سبيل التبك‬
‫والستشفاء وذكر أنه كثر ماله واثرى وصار له سعة من الال كثية وذكر له أن الشرف كتب له كتابا بقرية يوني وأعطاه لحيي الدين بن الوزي ليأخذ عليه خط الليفة فلما شعر والدي‬
‫بذلك اخذ الكتاب ومزقه وقال أنا ف غنية عن ذلك قال وكان والدي ل يقبل شيئا من الصدقة ويزعم انه من ذرية علي بن أب طالب من جعفر الصادق بن ممد الباقر بن علي بن السي بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪229‬‬

‫علي بن أب طالب قال وقد كان قبل ذلك فقيا ل شيء له وكان للشيخ عبد ال زوجة ولا ابنة جيلة وكان الشيخ يقول لا زوجيها من الشيخ ممد فتقول إنه فقي وأنا أحب أن تكون ابنت‬
‫سعيدة فيقول الشيخ عبد ال كأن أنظر إليهما إياه وإياها ف دار فيها بركة وله رزق كثي واللوك يترددون إل زيارته فزوجتها منه فكان المر كذلك وكانت أول زوجاته رحه ال تعال‬
‫وكانت اللوك كلهم يترمونه ويعظمونه وييئون إل مدينته بنو العادل وغيهم وكذلك كان مشايخ الفقهاء كابن الصلح وابن عبد السلم وابن الاجب والصري وشس الدين بن سن‬
‫الدولة وابن الوزي وغيهم يعظمونه ويرجعون إل قوله لعلمه وعمله وديانته وامانته وقد ذكرت له أحوال ومكاشفات وكرامات كثية رحه ال وزعم بعضهم أنه قطب منذ ثنت عشرة سنة‬
‫فال أعلم وذكر الشيخ الفقيه قال عزمت مرة على الرحلة إل حران وكان قد بلغن أن رجل با يعلم علم الفرائض جيدا فلما كانت الليلة الت اريد أن أسافر ف صبيحتها جاءتن رسالة‬
‫الشيخ عبد ال اليونين يعزم على إل القدس الشريف وكأن كرهت ذلك وفتحت الصحف فطلع قوله اتبعوا من ل يسألكم أجرا وهم مهتدون فخرجت معه إل القدس فوجدت ذلك الرجل‬
‫الران بالقدس الشريف فأخذت عنه علم الفرائض حت خيل ل أن صرت أبرع فيه منه وقال الشيخ أبو شامة كان الشيخ الفقيه رجل ضخما وحصل له قبول من المراء وغيهم وكان‬
‫يلبس قبعا صوفه إل خارج كما كان شيخه الشيخ عبد ال اليونين قال وقد صنف شيئا ف العراج فرددت عليه ف كتاب سيته الواضح اللي ف الرد على النبلي وذكر ولده قطب الدين‬
‫أنه مات ف التاسع عشر من رمضان من هذه السنة عن ثان وثاني سنة رحه ال تعال‬
‫ممد بن خليل بن عبد الوهاب بن بدر‬
‫أبو عبد ال البيطار الكال أصله من جبل بن هلل وولد بقصر حجاج وكان مقيما بالشاغور وكان فيه صلح ودين وإيثار للفقراء والحاويج والحباس وكانت له حال غريبة ول يأكل‬
‫لحد شيئا إل باجرة وكان أهل البلد يترامون عليه ليأكل لم الشياء الفتخرة الطيبة فيمتنع إل باجرة جيدة وكلما امتنع من ذلك حلى عند الناس وأحبوه ومالوا إليه ويأتونه بأشياء كثية من‬
‫اللوات والشواء وغي ذلك فيد عليهم عوض ذلك أجرة جيدة مع ذلك وهذا غريب جدا رحه ال تعال ورضى عنه بنه وكرمه آمي ث دخلت سنة تسع وخسمي وستمائة استهلت بيوم‬
‫الثني ليام خلون من كانون الول وليس للمسلمي خليفة وصاحب مكة ابو ني بن أب سعيد بن علي بن قتادة السن وعمه إدريس بن علي شريكه وصاحب الدينة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪230‬‬

‫المي عز الدين جاز بن شيحه السين وصاحب مصر والشام السلطان اللك الظاهر بيبس البندقداري وشريكه ف دمشق وبعلبك والصبيبة وبانياس المي علم الدين سنجر اللقب باللك‬
‫الجاهد وشريكه ف حلب المي حسام الدين لشي الوكنداري العزيزي والكرك والشوبك للملك الغيث فتح الدين عمر بن العادل بن سيف الدين أب بكر الكامل ممد بن العادل الكبي‬
‫سيف الدين أب بكر بن أيوب وحصن جهيون وبازريا ف يدالمي مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين مكورس وصاحب حاه اللك النصور بن تقي الدين ممود وصاحب حص الشرف بن‬
‫النصور إبراهيم بن أسد الدين الناصر وصاحب الوصل اللك الصال بن البدر لؤلؤ وأخوه اللك الجاهد صاحب جزيرة ابن عمر وصاحب ماردين اللك السعيد نم الدين ايل غازي بن ارتق‬
‫وصاحب بلد الروم ركن الدين قلج ارسلن بن كيخسرو السلجوقي وشريكه ف اللك اخوه كيكاوس والبلد بينهما نصفي وسائر بلد الشرق بأيدي التتار أصحاب هولكو وبلد اليمن‬
‫تلكها غي واحد من اللوك وكذلك بلد الوكندي الغرب ف كل قطر منها ملك‬
‫وف هذ السنة أغارت التتار على حلب فلقيهم صاحبها حسام الدين العزيزي والنصور صاحب حاه والشرف صاحب حص وكانت الوقعة شال حص قريبا من قب خالد بن الوليد والتتار ف‬
‫ستة آلف والسلمون ف ألف وأربعمائة فهزمهم ال عز وجل وقتل السلمون أكثرهم فرجع التتار إل حلب فحصروها أربعة أشهر وضيقوا عليها القوات وقتلوا من الغرباء خلقا صبا فإنا‬
‫ل وإنا إليه راجعون واليوش الذين كسروهم على حص مقميون ل يرجعوا إل حلب بل ساقوا إل مصر فتلقاهم اللك الظاهر ف أبة السلطنة وأحسن إليهم وبقيت حلب ماصرة ل ناصر لا‬
‫ف هذه الدة ولكن سلم ال سبحانه وتعال‬
‫وف يوم الثني سابع صفر ركب الظاهر ف أبة اللك ومشى المراء والجناد بي يديه وكان ذلك اول ركوبه واستمر بعد ذلك يتابع الركوب واللعب بالكرة‬
‫وف سابع عشر صفر خرج المراء بدمشق على ملكها علم الدين سنجر فقاتلوه فهزموه فدخل القلعة فحاصر فيها فهرب منها إل قلعة بعلبك وتسلم قلعة دمشق المي علم الدين أيديكن‬
‫البندقداري وكان ملوكا لمال الدين يعمرو ث للصال أيوب بن الكامل وإليه ينسب اللك الظاهر فأرسله الظاهر ليتسلم دمشق من اللب علم الدين سنجر فأخذها وسكن قلعتها نيابة عن‬
‫الظاهر ث حاصروا اللب ببعلبك حت أخذوه فأرسلوه إل الظاهر على بغل إل مصر فدخل عليه ليل فعاتبه ث أطلق له أشياء وأكرمه‬
‫وف يوم الثني ثامن ربيع الول استوزر الظاهر باء الدين علي بن ممد العروف بابن النا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪231‬‬

‫وف ربيع الخر قبض الظاهر على جاعة من المراء بلغه عنهم أنم يريدون الوثوب عليه وفيه أرسل إل الشوبك فتسلمها من ايدي نواب الغيث صاحب الكرك وفيها جهز الظاهر جيشا إل‬
‫حلب ليطردوا التتار عنها فلما وصل اليش إل غزة كتب الفرنج إل التتار ينذرونم فرحلوا عنها مسرعي واستول على حلب جاعة من أهلها فصادروا ونبوا وبلغوا أغراضهم وقدم إليهم‬
‫اليش الظاهري فأزالوا ذلك كله وصادروا أهلها بألف ألف وستمائة ألف ث قدم المي شس الدين آقوش التركي من جهة الظاهر فاستلم البلد فقطع ووصل وحكم وعدل‬
‫وف يوم الثلثاء عاشر جادي الول باشر القضاء بصر تاج الدين عبد الوهاب بن القاضي العز أب القاسم خلف بن رشيد الدين بن أب الثناء ممود بن بدر العلئي وذلك بعد شروط‬
‫ذكرها للظاهر شديدة فدخل تتها اللك الظاهر وعزل عن القضاء بدر الدين أبو الحاسن يوسف بن علي النسجاري ورسم عليه أياما ث أفرج عنه‬
‫البيعة باللفة للمستنصر بال أب القاسم أحد بن أمي الؤمني الظاهر‬
‫وكان معتقل ببغداد فأطلق وكان مع جاعة العراب بأرض بالعراق ث قصد الظاهر حي بلغه ملكه فقدم مصر صحبة جاعة من أمراء العراب عشرة منهم المي ناصر الدين مهنا ف ثامن‬
‫رجب فخرج السلطان ومعه الوزير والشهود والؤذنون فتقلوه وكان يوما مشهودا وخرج أهل التوراة بتوراتم والنصارى بأنيلهم ودخل من باب النصر ف أبة عظيمة فلما كان يوم الثني‬
‫ثالث عشر رجب جلس السلطان والليفة باليوان بقلعة البل والوزير والقاضي والمراء على طبقتهم وأثبت نسب الليفة الذكور على الاكم تاج الدين بن العز وهذا الليفة هو أخو‬
‫الستنصر بان الستنصرية وعم الستعصم بويع باللفة بصر بايعه اللك الظاهر والقاضي والوزير والمراء وركب ف دست اللفة بديار مصر والمراء بي يديه والناس حوله وشق القاهرة‬
‫ف ثالث عشر رجب وهذا الليفة هو الثامن والثلثون من خلفاء بن العباس بينه وبي العباس أربعة وعشرون أبا وكان أول من بايعه القاضي تاج الدين لا ثبت نسبه ث السلطان ث الشيخ عز‬
‫الدين ابن عبد السلم ث المراء والدولة وخطب له على النابر وضرب اسه على السكة وكان منصب اللفة قد شغر منذ ثلث سني ونصفا لن الستعصم قتل ف أول سنة ست وخسي‬
‫وستمائة وبويع هذا ف يوم الثني ف ثالث عشر رجب من هذه السنة أعن سنة تسع وخسي وستمائة وكان اسر وسيما شديد القوى عال المة له شجاعة وإقدام وقد لقبوه بالستنصر كما‬
‫كان أخاه بان الدرسة وهذا أمر ل يسبق إليه أن خليفتي أخوين يلقب كل منهما بالخر ول اللفة أخوين كهذين السفاح وأخوه النصور وكذا ممد بن علي بن عبد ال بن العباس والادي‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪232‬‬

‫والرشيد والسترشد والقتفى ولدا الستظهر وأما ثلثة فالمي والأمون والعتصم أولد الرشيد والنتصر والعتز والطيع أولد القتدر وأما أربعة فأولد عبد اللك بن مروان الوليد وسليمان‬
‫ويزيد وهشام وكانت مدة خلفته إل أن فقد كما سيأت خسة أشهر وعشرين يوما أقصر مدة من جيع خلفاء بن العباس وأما بنو أمية فكانت مدة خلفة معاوية بن يزيد بن معاوية أربعي يوما‬
‫وإبراهيم بن يزيد الناقص سبعي يوما وأخوه يزيد بن الوليد خسة أشهر وكانت مدة خلفة السن بن علي بعد ابيه سبعة أشهر وأحد عشر يوما وكانت مدة مروان بن الكم تسعة أشهر‬
‫وعشرة ايام وكان ف خلفاء بن العباس من ل يستكمل سنة منهم النتصر بن التوكل ستة اشهر والهتدي بن الواثق أحد عشر شهرا وأياما وقد انزل الليفة هذا بقلعة البل ف برج هو‬
‫وحشمه فلما كان يوم سابع رجب ركب ف السواد وجاء إل الامع بالقلعة فصعد النب وخطب خطبة ذكر فيها شرف بن العباس ث استفتح فقرأ صدرا من سورة النعام ث صلى على النب‬
‫ص ث ترضى عن الصحابة ودعا للسلطان الظاهر ث نزل فصلى بالناس فاستحسنوا ذلك منه وكان وقتا حسنا ويوما مشهودا‬
‫تولية اللفة الستنصر بال للملك الظاهر السلطنة‬
‫لا كان يوم الثني الرابع من شعبان ركب الليفة والسلطان والوزير والقضاة والمراء وأهل الل والعقد إل خيمة عظيمة قد ضربت ظاهر القاهرة فجلسوا فيها فألبس الليفة السلطان بيده‬
‫خلعة سوداء وطوقا ف عنقه وقيدا ف رجليه وها من ذهب وصعد فخر الدين إبراهيم بن لقمان وهو رئيس الكتاب منبا فقرأ على الناس تقليد السلطان وهو من إنشائه وبط نفسه ث ركب‬
‫السلطان بذه البة والقيد ف رجليه والطوق ف عنقه والوزير بي يديه وعلى رأسه التقليد والمراء والدولة ف خدمته مشاة سوى الوزير فشق القاهرة وقد زينت له وكان يوما مشهودا وقد‬
‫ذكر الشيخ قطب الدين هذا التقليد بتمامه وهو مطول وال أعلم‬
‫ذهاب الليفة إل بغداد‬
‫ث إن الليفة طلب من السلطان أن يهزه إل بغداد فرتب السلطان له جندا هائلة واقام له من كل ما ينبغي للخلفاء واللوك ث سار السلطان صحبته قاصدين دمشق وكان سبب خروج‬
‫السلطان من مصر إل الشام أن التركي كما تقدم كان قد استحوذ على حلب فارسل إليه المي علم الدين سنجر اللب الذي كان قد تغلب على دمشق فطرده عن حلب وتسلمها وأقام با‬
‫نائبا عن السلطان ث ل يزل التركي حت استعادها منه وأخرجه منها هاربا فاستناب الظاهر على مصر عز الدين أيدمر اللب وجعل تدبي الملكة إل الوزير باء الدين بن النا وأخذ ولده فخر‬
‫الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪233‬‬

‫معه وزيرا وجعل تدبي العساكر واليوش إل المي بدر الدين بيليك الازندار ث ساروا فدخلوا دمشق يوم الثني سابع ذي القعدة وكان يوما مشهودا وصليا المعة بامع دمشق وكان‬
‫دخول الليفة من باب البيد ودخل السلطان من باب الزيارة وكان يوما مشهودا أيضا ث جهز السلطان الليفة إل بغداد ومعه أولد صاحب الوصل وأنفق عليه وعليهم وعلى من استقل‬
‫معه من اليش الذين يردون عنه ما ل يقدر ال من الذهب العي ألف ألف دينار وأطلق له وزاده فجزاه ال خيا وقدم إليه صاحب حص اللك الشرف فخلع عليه واطلق له وزاده تل باشر‬
‫وقدم صاحب حاه النصور فخلع عليه واطلق له وكتب له تقليدا ببلده ث جهز جيشا صحبة المي علء الدين البندقداري إل حلب لحاربة التركي التغلب عليها الفسد فيها وهذا كل ما‬
‫بلغنا من وقائع هذه السنة ملخصا‬
‫ث دخلت سنة ستي وستمائة‬
‫ف أوائل هذه السنة ف ثالث الحرم قتل الليفة الستنصر بال الذي بويع له ف رجب ف السنة الاضية بصر وكان قتله بأرض العراق بعد ماهزم من كان معه من النود فإنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون واستقل اللك الظاهر بميع الشام ومصر وصفت له المور ول يبق له منازع سوى التركي فإنه ذهب إل النية فاستحوذ عليها وعصى عليه هنالك وف اليوم الثالث من الحرم من‬
‫هذه السنة خلع السلطان اللك الظاهر ببلد مصر على جيع المراء والاشية وعلى الوزير وعلى القاضي تاج الدين ابن بنت العز وعزل عنها برهان الدين السنجاري وف اواخر الحرم‬
‫اعرس المي بدر الدين بيليك الازندار على بنت المي لؤلؤ صاحب الوصل واحتفل الظاهر بذا العرس احتفال بالغا‬
‫قال ابن خلكان وف هذه السنة اصطاد بعض امراء الظاهر بدود حاة حار وحش فطبخوه فلم ينضج ول اثر فيه كثرة الوقود ث افتقدوا جلده فإذا هو مرسوم على أذنه برام جور قال وقد‬
‫احضروه إل فقرأته كذلك وهو يقتضي أن لذا المار قريبا من ثانائة سنة فإن برام جور كان قبل البعث بدة متطاولة وحر الوحش تعيش دهرا طويل قلت يتمل أن يكون هذا برام شاه‬
‫اللك المد إذ يبعد بقاء مثل هذا بل اصطياد هذه الدة الطويلة ويكون الكاتب قد أخطأ فأراد كتابة برام شاه فكتب برام جور فحصل اللبس من هذا وال أعلم‬
‫ذكر بيعة الاكم بأمر ال العباسي‬
‫ف السابع والعشرين من ربيع الخر دخل الليفة أبو العباس الاكم بأمر ال أحد بن المي اب علي القب من المي علي بن المي اب بكر بن المام السترشد بال بن الستظهر بال أب‬
‫العباس أحد من بلد الشرق وصحبته جاعة من رؤوس تلك البلد وقد شهد الوقعة صحبة الستنصر وهرب هو ف جاعة من العركة فسلم فلما كان يوم دخوله تلقاه السلطان الظاهر وأظهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪234‬‬

‫السرور له والحتفال به وأنزله ف البج الكبي من قلعة البل وأجريت عليه الرزاق الدارة والحسان وف ربيع الخر عزل اللك الظاهر المي جال الدين آقوش النجيب عن استداريته‬
‫واستبدل به غيه وبعد ذلك ارسله نائبا على الشام كما سيأت‬
‫وف يوم الثلثاء تاسع رجب حضر السلطان الظاهر إل دار العدل ف ماكمة ف بئر إل بيت القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت العز فقام الناس إل القاضي فإنه اشار عليه أن ل يقوم‬
‫وتداعيا وكان الق مع السلطان وله بينه عادلة فانتزعت البئر من يد الغري وكان الغري أحد المراء‬
‫وف شوال استناب الظاهر على حلب المي علء الدين أيدكي الشهاب وحينئذ اناز عسكر سيس على القلعة من أرض حلب فركب إليهم الشهاب فكسرهم واسر منهم جاعة فبعثهم إل‬
‫مصر فقتلوا وفيها استناب السلطان على دمشق المي جال الدين أقوش النجيب وكان من أكابر المراء وعزل عنها علء الدين طيبس الوزيري وحل إل القاهرة‬
‫وف ذي القعدة خرج مرسوم السلطان إل القاضي تاج الدين ابن بنت العز ان يستنيب من كل مذهب من الذاهب الثلثة نائبا فاستناب من النفية صدر الدين سليمان النفي ومن النابلة‬
‫شس الدين ممد بن الشيخ العماد ومن الالكية شرف الدين عمر السبكي الالكي‬
‫وف ذي الجة قدمت وفود كثية من التتار على اللك الظاهر مستأمني فأكرمهم وأحسن إليهم وأقطعهم إقطاعات حسنة وكذلك فعل بأولد صاحب الوصل ورتب لم رواتب كافية‬
‫وفيها ارسل هولكو طائفة من جنده نو عشرة آلف فحاصروا الوصل ونصبوا عليها أربعة وعشرين منجنيقا وضاقت با القوات‬
‫وفيها أرسل اللك الصال إساعيل بن لؤلؤ إل التركي يستنجده فقم عليه فهزمت التتار ث ثبتوا والتقوا معه وإنا كان معه سبعمائة مقاتل فهزموه وجرحوه وعاد إل البية وفارقه اكثر أصحابه‬
‫فدخلوا الديار الصرية ث دخل هو إل اللك الظاهر فأنعم عليه وأحسن إليه واقطعه سبعي فارسا وأما التتار فإنم عادوا إل الوصل ول يزالوا حت استنلوا صاحبها اللك الصال إليهم ونادوا‬
‫ف البلد بالمان حت اطمأن الناس ث مالوا عليهم فقتلوهم تسعة أيام وقتلوا اللك الصال إساعيل وولده علء الدين وخربوا أسوار البلد وتركوها بلقع ث كروا راجعي قبحهم ال‬
‫وفيها وقع اللف بي هلكو وبي السلطان بركه خان ابن عمه وأرسل إليه بركة يطلب منه نصيبا ما فتحه من البلد وأخذه من الموال والسرار على ما جرت به عادة ملوكهم فقتل رسله‬
‫فاشتد غضب بركه وكاتب الظاهر ليتفقا على هولكو‬
‫وفيها وقع غلء شديد بالشام قبيع القمح الغرارة بأربعمائة والشعي بائتي وخسي واللحم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪235‬‬

‫الرطل بستة أو سبعة وحصل ف النصف من شعبان خوف شديد من التتار فتجهز كثي من الناس إل مصر وبيعت الغلت حت حواصل القلعة والمراء ورسم أولياء المور على من له قدرة‬
‫أن يسافر من دمشق إل بلد مصر ووقعت رجفة عظيمة ف الشام وف بلد الروم ويقال إنه حصل لبلد التتر خوف شديد ايضا فسبحان الفعال لا يريد وبيده المر وكان المر لهل دمشق‬
‫بالتحول منها إل مصر نائبها المي علء الدين طيبس الوزيري فأرسل السلطان إليه ف ذي القعدة فامسكه وعزله واستناب عليها باء الدين النجيب واستوزر بدمشق عز الدين بن وداعة‬
‫وفيها نزل ابن خلكان عن تدريس الركنية لب شامة وحضر عنده حي درس وأخذ ف أول متصر الزن‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫الليفة الستنصر بن الظاهر بأمر ال العباسي‬
‫الذي بايعه الظاهر بصر كما ذكرنا وكان قتله ف ثالث الحرم من هذه السنة وكان شهما شجاعا بطل فاتكا وقد أنفق الظاهر عليه حت أقام له جيشا بألف ألف دينار وأزيد وسار ف خدمته‬
‫ومعه خلق من اكابر المراء وأولد صاحب الوصل وكان اللك الصال إساعيل من الوفد الذين قدموا على الظاهر فأرسله صحبة الليفة فلما كانت الوقعة فقد الستنصر ورجع الصال إل‬
‫بلده فجاءته التتار فحاصروه كما ذكرنا وقتلوه وخربوا بلده وقتلوا أهلها فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫العز الضرير النحوي اللغوي‬
‫واسه السن بن ممد بن أحد بن نا من أهل نصيبي ونشأ بأربل فاشتغل بعلوم كثية من علوم الوائل وكان يشتغل عليه أهل الذمة وغيهم ونسب إل النلل وقلة الدين وترك الصلوات‬
‫وكان ذكيا وليس بذكي عال اللسان جاهل القلب ذكي القول خبيث القعل وله شعر أورد منه الشيخ قطب الدين قطعة ف ترجته وهو شبيه بأب العلء العري قبحهما ال‬
‫ابن عبد السلم‬
‫عبد العزيز بن عبد السلم بن القاسم بن السن بن ممد الهذب الشيخ عز الدين بن عبد السلم أبو ممد السلمي الدمشقي الشافعي شيخ الذهب ومفيد أهله وله مصنفات حسان منها‬
‫التفسي وأختصار النهاية والقواعد الكبى والصغرى وكتاب الصلة والفتاوى الوصلية وغي ذلك ولد سنة سبع أو ثان وسبعي وخسمائة وسع كثيا واشتغل على فخر الدين بن عساكر‬
‫وغيه وبرع ف الذهب وجع علوما كثية وأفاد الطلبة ودرس بعدة مدارس بدمشق وول خطابتها ث سافر إل مصر ودرس با وخطب وحكم وانتهت إليه رئاسة الشافية وقصد بالفتاوى من‬
‫الفاق وكان لطيفا ظريفا يستشهد بالشعار وكان سبب خروجه من الشام إنكاره على الصال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪236‬‬

‫إساعيل تسليمه صغد والثقيف إل الفرنج ووافقه الشيخ أبو عمرو بن الاجب الالكي فأخرجهما من بلده فسار أبو عمرو إل الناصر داود صاحب الكرك فأكرمه وسار ابن عبد السلم إل‬
‫اللك الصال أيوب بن الكامل صاحب مصر فأكرمه ووله قضاء مصر وخطابة الامع العتيق ث انتزعهما منه وأقره على تدريس الصالية فلما حضره الوت أوصى با للقاضي تاج الدين ابن‬
‫بنت العز وتوف ف عاشر جادي الول وقد نيف على الثماني ودفن من الغد بسفح القطم وحضر جنازته السلطان الظاهر وخلق كثي رحه ال تعال‬
‫كمال الدي بن العدي النفي‬
‫عمر بن أحد بن هبة ال بن ممد بن هبة ال بن أحد بن يي بن زهي بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد ال بن ممد بن أب جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل‬
‫اللب النفي أبو القاسم بن العدي المي الوزير الرئيس الكبي ولد سنة ست وثاني وخسمائة سع الديث وحدث وتفقه وأفت ودرس وصنف وكان إماما ف فنون كثية وقد ترسل إل‬
‫اللفاء واللوك مرارا عديدة وكان يكتب حسنا طريقة مشهورة وصنف للب تاريا مفيدا قريبا ف أربعي ملدا وكان جيد العرفة بالديث حسن الظن بالفقراء والصالي كثي الحسان‬
‫إليهم وقد أقام بدمشق ف الدولة الناصرية التأخرة توف بصر ودفن بسفح القطم بعد ابن عبد السلم بعشرة أيام وقد أورد له قطب الدين أشعارا حسنة‬
‫يوسف بن يوسف بن سلمة‬
‫ابن إبراهيم بن السن بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن سليمان بن ممد القاقان الزينب بن إبراهيم ابن ممد بن علي بن عبد ال بن عباس بن عبد الطلب ميي الدين أبو العز ويقال أبو‬
‫الحاسن الاشي العباسي الوصلي العروف بابن زبلق الشاعر قتلته التتار لا أخذوا الوصل ف هذه السنة عن سبع وخسي سنة ومن شعره قوله ‪ ...‬بعثت لنا من سحر مقلتك الوسنا ‪...‬‬
‫سهادا يزود الكرى أن يألف الفنا ‪ ...‬وأبصر جسمي حسن خصرك ناحل ‪ ...‬فحاكاه لكن زاد ف دقة العن ‪ ...‬وابرزت وجها اخجل الصبح طالعا ‪ ...‬وملت بقد علم اليف الغصن اللدنا‬
‫‪ ... ...‬حكيت أخال البدر ليلة ته ‪ ...‬سنا وسناء إذ تشابتما سنا‬
‫وقال أيضا وقد دعى إل موضع فبعث يعتذر بذين البيتي ‪ ...‬أنا ف منل وقد وهب ال ‪ ...‬له نديا وقينة وعقار ‪ ...‬فأبسطوا العذر ف التأخر عنكم ‪ ...‬شغل اللى أهل بأن يعارا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪237‬‬

‫قال أبو شامة وفيها ف ثان عشر جادي الخرة توف البدر الراغي اللف‬
‫العروف بالطويل وكان قليل الدين تاركا للصلة مغتبطا با كان فيه من معرفة الدل واللف على اصطلح التأخرين راضيا بال يفيد وفيها توف‬
‫ممد بن داود بن ياقوت الصارمي‬
‫الحدث كتب كثي الطبقات وغيها وكان دينا خيا يعي كتبه ويداوم على الشتغال بسماع الديث رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وستي وستمائة‬
‫استهلت وسلطان البلد الشامية والصرية الظاهر بيبس وعلى الشام نائبه آقوش النجيب وقاضي دمشق ابن خلكان والوزير با عز الدين بن وداعة وليس للناس خليفة وإنا تضرب السكة‬
‫باسم الستنصر الذي قتل‬
‫ذكر خلفة الاكم بأمر ال أب العباس‬
‫أحد بن المي أب على القب ابن المي علي بن المي اب بكر بن المام السترشد بال أمي الؤمني أب منصور الفضل بن المام الستظهر بال أحد العباسي الاشي لا كان ثان الحرم وهو‬
‫يوم الميس جلس السلطان الظاهر والمراء ف اليوان الكبي بقلعة البل وجاء الليفة الاكم بأمر ال راكبا حت نزل عند اليوان وقد بسط له إل جانب السلطان وذلك بعد ثبوت نسبه‬
‫ث قرئ نسبه على الناس ث أقبل عليه الظاهر بيبس فبايعه وبايعه الناس بعده وكان يوما مشهودا فلما كان يوم المعة ثانية خطب الليفة بالناس فقال ف خطبته المد ل الذي أقام لل‬
‫العباس ركنا ظهيا وجعل لم من لدنه سلطانا نصيا أحده على السراء والضراء واستعينه على شكر ما أسبغ من النعماء واستنصره على دفع العداء وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له وأن ممد عبده ورسوله صلى ال عليه وسلم وعلى آله وصحبه نوم الهتداء وأئمة القتداء ل سيما الربعة وعلي العباس كاشف غمة أب السادة اللفاء وعلى بقية الصحابة أجعي‬
‫والتابعي لم بإحسان إل يوم الدين أيها الناس اعلموا أن المامة فرض من فروض السلم والهاد متوم على جيع النام ول يقوم علم الهاد إل باجتماع كلمة العباد ول سبيت الرم إل‬
‫بانتهاك الحارم ول سفكت الدماء إل بارتكاب الرائم فلو شاهدت أعداء السلم لا دخلوا دار السلم واستباحوا الدماء والموال وقتلوا الرجال والطفال وسبوا الصبيان والبنات وأيتموهم‬
‫من الباء والمهات وهتكوا حرم اللفة والري وعلت الصيحات من هول ذلك اليوم الطويل فكم من شيخ خضبت شيبته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪238‬‬

‫بدمائه وكم من طفل بكى فلم يرحم لبكائه فشمروا عباد ال عن ساق الجتهاد ف إحياء فرض الهاد واتقوا ال ما استطعتم واسعوا وأطيعوا وانفقوا خيا لنفسكم ومن يوق شح نفسه‬
‫فأولئك هم الفلحون ) فلم يبق معذرة ف القعود عن أعداء الدين والحاماة عن السلمي وهذا السلطان اللك الظاهر السيد الجل العال العادل الجاهد الؤيد ركن الدنيا والدين قد قام بنصر‬
‫المامة عند قلة النصار وشرد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلل الديار واصبحت البيعة بمته منتظمة العقود والدولة العباسية به متكاثرة النود فبادروا عباد ال إل شكر هذه النعمة‬
‫وأخلصوا نياتكم تنصروا وقاتلوا أولياء الشيطان تظفروا ول يروعكم ما جرى فالرب سجال والعاقبة للمتقي والدهر يومان والجر للمؤمني جع ال على الدى امركم وأعز باليان‬
‫نصركم واستغفر ال ل ولسائر السلمي فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ث خطب الثانية ونزل فصلى‬
‫وكتب بيعته إل الفاق ليخطب له وضربت السكة باسه قال أبو شامة فخطب له بامع دمشق وسائر الوامع يوم المعة سادس عشر الحرم من هذه السن وهذه الليفة هو التاسع والثلثون‬
‫من خلفاء بن العباس ول يل اللفة من بن العباس من ليس والده وجده خليفة بعد السفاح والنصور سوى هذا فأما من ليس والده خليفة فكثي منهم الستعي أحد بن ممد ابن العتصم‬
‫والعتضد بن طلحة بن التوكل والقادر بن إسحاق بن القتدر والقتدى بن الذخية ابن القائم بامر ال‬
‫ذكر أخذ الظاهر الكرك وإعدام صاحبها‬
‫ركب الظاهر من مصر ف العساكر النصورة قاصدا ناحية بلد الكرك واستدعى صاحبها اللك الغيث عمر بن العادل أب بكر بن الكامل فلما قدم عليه بعد جهد أرسله إل مصر معتقل فكان‬
‫آخر العهد به وذلك أنه كانت هولكو وحثه على القدوم إل الشام مرة أخرى وجاءته كتب التتار بالثبات ونيابة البلد وأنم قادمون عليه عشرون ألفا لفتح الديار الصرية وأخرج السلطان‬
‫فتاوى الفقهاء بقتله وعرض ذلك على ابن خلكان وكان قد استدعاه من دمشق وعلى جاعة من المراء ث سار فتسلم الكرك يوم المعة ثالث عشر جادي الول ودخلها يومئذ ف أبة اللك‬
‫ث عاد إل مصر مؤيدا منصورا‬
‫وفيها قدمت رسل بركه خان إل الظاهر يقول له قد علمت مبت للسلم وعلمت ما فعل هولكو بالسلمي فاركب أنت من ناحية حت آتيه أنا من ناحية حت نصطلمه أو نرجه من البلد‬
‫واعطيك جيع ما كان بيده من البلد فاستصوب الظاهر هذا الرأي وشكره وخلع على رسله واكرمهم‬
‫وفيها زلزلت الوصل زلزلة عظيمة وتدمت أكثر دورها وف رمضان جهز الظاهر صناعا وأخشابا وآلت كثية لعمارة مسجد رسول ال ص بعد حريقه فطيف بتلك الخشاب واللت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪239‬‬


‫بصر فرحة وتعظيما لشأنا ث ساروا با إل الدينة النبوية وف شوال سار الظاهر إل السكندرية فنظر ف أحوالا وأمورها وعزل قاضيها وخطيبها ناصر الدين أحد بن الني وول غيه‬
‫وفيها التقى بركه خان وهولكو ومع كل واحد جيوش كثية فاقتتلوا فهزم ال هولكو هزية فظيعة وقتل أكثر أصحابه وغرق أكثر من بقي وهرب هو ف شرذمة يسية ول المد ولا نظر‬
‫بركه خان كثرة القتلى قال يعز علي أن يقتل الغول بعضهم بعضا ولكن كيف اليلة فيمن غي سنة جنكيزخان ث أغار بركه خان على بلد القسطنطينية فصانعه صاحبها وارسل الظاهر هدايا‬
‫عظيمة إل بركه خان وقد أقام التركي بلب خليفة آخر لقبه بالاكم فلما اجتاز به الستنصر سار معه إل العراق واتفقا على الصلحة وإنفاذ الاكم الستنصر لكونه أكب منه ول المد ولكن‬
‫خرج عليهما طائفة من التتار ففرقوا شلهما وقتلوا خلقا من كان معهما وعدم الستنصر وهرب الاكم مع العراب وقد كان الستنصر هذا فتح بلدانا كثية ف مسية من الشام إل العراق‬
‫ولا قاتله بادر على شحنة بغداد كسره الستنصر وقتل أكثر أصحابه ولكن خرج كمي من التتار ندة فهرب العربان والكراد الذين كانوا مع الستنصر وثبت هو ف طائفة من كان معه من‬
‫الترك فقتل أكثرهم وفقد هو من بينهم ونا الاكم ف طائفة وكانت الوقعة ف أول الحرم من سنة ستي وستمائة وهذا هو الذي أشبه السي بن علي ف توغله ف أرض العراق مع كثرة‬
‫جنودها وكان الول له أن يستقر ف بلد الشام حت تتمهد له المور ويصفوا الال ولكن قدر ال وما شاء فعل وجهز السلطان جيشا آخر من دمشق إل بلد الفرنج فاغاروا وقتلوا وسبوا‬
‫ورجعوا سالي وطلبت الفرنج منه الصالة فصالهم مدة لشتغاله بلب وأعمالا وكان قد عزل ف شوال قاضي مصر تاج الدين ابن بنت العز وول عليها برهان الدين الضر بن السي‬
‫السنجاري وعزل قاضي دمشق نم الدين أبا بكر بن صدر الدين أحد ابن شس الدين بن هبة ال بن سن الدولة وول عليها شس الدين أحد بن ممد بن إبراهيم بن أب بكر بن خلكان وقد‬
‫ناب ف الكم بالقاهرة مدة طويلة عن بدر الدين السنجاري واضاف إليه مع القضاء نظر الوقاف والامع والارستان وتدريس سبع مدارس العادلية والناصرية والغدراوية والفلكية والركنية‬
‫والقبالية والبهنسية وقرئ تقليده يوم عرفة يوم المعة بعد الصلة بالشباك الكمال من جامع دمشق وسافر القاضي العزول مرسا عليه وقد تكلم فيه الشيخ أبو شامة وذكر أنه خان ف‬
‫وديعة ذهب جعلها فلوسا فال أعلم وكانت مدة وليته سنة واشهرا وف يوم العيد يوم السبت سافر السلطان إل مصر وقد كان رسول الساعيلية قدم على السلطان بدمشق يتهددونه‬
‫ويتوعدونه ويطلبون منه إقطاعات كثية فلم يزل السلطان يوقع بينهم حت ا ستأصل شأقهم واستول على بلدهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪240‬‬

‫وف السادس والعشرين من ربيع الول عمل عزاء السلطان اللك الناصر صلح الدين يوسف ابن العزيز ممد بن الظاهر غازي بن الناصر صلح الدين يوسف بن أيوب بن شادي فاتح بيت‬
‫القدس وكان عمل هذا العزاء بقلعة البل بصر بأمر السلطان الظاهر ركن الدين بيبس وذلك لا بلغهم أن هولكو ملك التتار قتله وقد كان ف قبضته منذ مدة فلما بلغ هولكو أن أصحابه‬
‫قد كسروا بعي جالوت طلبه إل بي يديه وقال له أنت أرسلت إل اليوش بصر حت جاؤا فاقتتلوا مع الغول فكسروهم ث أمر بقتله ويقال إنه اعتذر إليه وذكر له أن الصريي كانوا أعداءه‬
‫وبينه وبينهم شنآن فأقاله ولكنه انطت رتبته عنده وقد كان مكرما ف خدمته وقد وعده أنه إذا ملك مصر استنابه ف الشام فلما كانت وقعة حص ف هذه السنة وقتل فيها أصحاب هولكو‬
‫مع مقدمهم بيدرة غضب وقال له أصحابك ف العزيزية أمراء أبيك والناصرية من أصحابك قتلوا أصحابنا ث أمر بقتله وذكروا ف كيفية قتله أنه رماه بالنشاب وهو واقف بي يديه يسأله‬
‫العفو فلم يعف عنه حت قتله وقتل أخاه شقيقه الظاهر عليا وأطلق ولديهما العزيز ممد بن الناص روزبالة بن الظاهر وكانا صغيين من أحسن أشكال بن آدم فأما العزيز فإنه مات هناك ف‬
‫أسر التتار وأما زبالة فإنه سار إل مصر وكان أحسن من با وكانت أمه أم ولد يقال له وجه القمر فتزوجها بعض المراء بعد استاذها ويقال إن هولكو لا أراد قتل الناصر أمر بأربع من‬
‫الشجر متباعدات بعضها عن بعض فجمعت روسها ببال ث ربط الناصر ف الربعة بأربعته ث أطلقت البال فرجعت كل واحدة إل مركزها بعضو من أعضائه رحه ال وقد قيل إن ذلك كان‬
‫ف الامس والعشرين من شوال ف سنة ثان وخسي وكان مولده ف سنة سبع وعشرين بلب ولا توف أبوه سنة أربع وثلثي بويع بالسلطنة بلب وعمره سبع سني وقام بتدبي ملكته جاعة‬
‫من ماليك أبيه وكان المر كله عن رأي جدته أم خاتون بنت العادل أب بكر بن أيوب فلما توفيت ف سنة أربعي وستمائة استقل الناصر باللك وكان جيد السية ف الرعية مببا إليهم كثي‬
‫النفقات ول سيما لا ملك دمشق مع حلب وأعمالا وبعلبك وحران وطائفة كبية من بلد الزيرة فيقال إن ساطة كان كل يوم يشتمل أربعمائة رأس غنم سوى الدجاج والوز وأنواع الطي‬
‫مطبوخا بأنواع الطعمة والقلويات غي الشوى والقلى وكان مموع ما يغرم على السماط ف كل يوم عشرين ألفا وعامته يرج من يديه كما هو كأنه ل يؤكل منه شيء فيباع على باب‬
‫القلعة بأرخص الثان حت إن كثيامن أرباب البيوت كانوا ل يطبخون ف بيوتم شيئا من الطرف والطعمة بل يشترون برخص مال يقدرون على مثله إل بكلفة ونفقة كثية فيشترى أحدهم‬
‫بنصف درهم أو بدرهم مال يقدر عليه إل بسارة كثية ولعله ل يقدر على مثله وكانت الرزاق كثية دارة ف زمانه وأيامه وقد كان خليعا ظريفا حسن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪241‬‬

‫الشكل أديبا يقول الشعر التوسط القوى بالنسبة إليه وقد أورد له الشيخ قطب الدين ف الذيل قطعة صالة من شعره وهي رائقة لئقة قتل ببلد الشرق ودفن هناك وقد كان أعدله تربة‬
‫برباطه الذي بناه بسفح قاسيون فلم يقدر دفنه با والناصرية البانية بالسفح من أغرب البنية وأحسنها بنيانا من الوكد الحكم قبلي جامع الفرم وقد بن بعدها بدةطويلة وكذلك الناصرية‬
‫الوانية الت بناها داخل باب الفراديس هي من أحسن الدارس وبن الان الكبي تاه الزناري وحولت إليه دار الطعم وقد كانت قبل ذلك غرب القلعة ف اصطبل ا لسلطان اليوم رحه ال‬
‫وفيها توف من العيان‬
‫أحد بن ممد بن عبد ال‬
‫ابن ممد بن يي بن سيد لناس أبو بكر اليعمري الندلسي الافظ ولد سنة سبع وتسعي وخسمائة وسع الكثي وحصل كتبا عظيمة وصنف أشياء حسنة وختم به الافظ ف تلك البلد توف‬
‫بدينة تونس ف سابع عشرين رجب من هذه السنة ومن توف فيها أيضا‬
‫عبد الرزاق بن عبد ال‬
‫ابن أب بكر بن خلف عز الدين أبو ممد الرسعن الحدث الفسر سع الكثي وحدث وكان من الفضلء والدباء له مكانة عند البدر لؤلؤ صاحب الوصل وكان له منلة ايضا عند صاحب‬
‫سنجار وبا توف ف ليلة المعة الثان عشر من ربيع الخر وقد جاوز السبعي ومن شعره ‪ ...‬نعب الغراب فدلنا بنعيبه ‪ ...‬أن البيب دنا أوان مغيبة ‪ ...‬يا سائلي عن طيب عيشي بعدهم ‪...‬‬
‫جدل بعيش ث سل عن طيبة ‪ ...‬ممد بن أحد بن عنتر السلمي الدمشقي‬
‫متسبها ومن عدولا واعيانا وله با أملك وأوقاف توف بالقاهرة ودفن بالقطم‬
‫علم الدين أبو القاسم بن أحد‬
‫ابن الوفق بن جعفر الرسي البورقي اللغوي النحوي القري شرح الشاطبية شرحا متصرا وشرح الفصل ف عدة ملدات وشرح الزولية وقد اجتمع بصنفها وسأله عن بعض مسائلها وكان‬
‫ذا فنون عديدة حسن الشكل مليح الوجه له هيئة حسنة وبزة وجال وقد سع الكندي وغيه‬
‫الشيخ أبو بكر الدينوري‬
‫وهو بان الزاوية بالصالية وكان له فيها جاعة مريدون يذكرون ال بأصوات حسنة طيبة رحه ال‬
‫مولد الشيخ تقي الدين ابن تيميه شيخ السلم‬
‫قال الشيخ شس الدين الذهب وف هذه السنة ولد شيخنا تقي الدين أبو العباس أحد بن الشيخ شهاب الدين عبد الليم بن أب القاسم بن تيمية الران بران يوم الثني عاشر ربيع الول من‬
‫سنة إحدى وستي وستمائة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪242‬‬

‫المي الكبي مي الدين‬


‫أبو اليجاء عيسى بن حثي الزكشي الكردي الموي كان من أعيان المراء وشجعانم وله يوم عي جالوت اليد البيضاء ف كسر التتار ولا دخل اللك الظفرإل دمشق بعد الوقعة جعله مع‬
‫المي علم الدين سنجر اللب نائبا على دمشق مستشارا ومشتركا ف الرأي والراسيم والتدبي وكان يلس معه ف دار العدل وله القطاع الكامل والرزق الواسع إل أن توف ف هذه السنة‬
‫قال أبو شامة ووالده المي حسام الدين توف ف جيش اللك الشرف ببلد الشرق هو والمي عماد الدين أحد بن الشطوب قلت وولده المي عز الدين تول هذه الدينة أعن دمشق مدة‬
‫وكان مشكور السية وإليه ينسب درب ابن سنون بالصاغة العتيفة فيقال درب ابن أب اليجاء لنه كان يسكنه وكان يعمل الولية فيه فعرف به وبعد موته بقليل كان فيه نزولنا حي قدمنا‬
‫من حوران وأنا صغي فختمت فيه القرآن ول المد‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وستي وستمائة‬
‫استهلت والليفة الاكم بامر ال العباسي والسلطان الظاهر بيبس ونائب دمشق المي جال الدين آقوش النجيب وقاضيه ابن خلكان‬
‫وفيها ف أولا كملت الدرسة الظاهرية الت بي القصرين ورتب لتدريس الشافعية با القاضي تقي الدين ممد بن السي بن رزين ولتدريس النفية مد الدين عبد الرحن بن كمال الدين عمر‬
‫ابن العدي ولشيخة الديث با الشيخ شرف الدي عبد الؤمن بن خلف الافظ الدمياطي‬
‫وفيها عمر الظاهر بالقدس خانا ووقف عليه أوقافا للنازلي به من إصلح نعالم وأكلهم وغي ذلك وبن به طاحونا وفرنا‬
‫وفيها قدمت رسل بركه خان إل اللك الظاهر ومعهم الشرف ابن الشهاب غازي بن العادل ومعهم من الكتب والشافهات ما فيه سرور للسلم وأهله ما حل بولكو وأهله‬
‫وف جادي الخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحن بن إساعيل القدسي بدار الديث الشرفية بعد وفاة عماد الدين بن الرستان وحضر عنده القاضي ابن خلكان‬
‫وجاعة من القضاة والعيان وذكر خطبة كتابه البعث وأورد الديث بسنده ومتنه وذكر فوائد كثية مستحسنه ويقال أنه ل يراجع شيئا حت ول درسه ومثله ل يستكثر ذلك عليه وال أعلم‬
‫وفيها قدم نصي الدين الطوسي إل بغداد من جهة هولكو فنظر ف الوقاف وأحوال البلد وأخذ كتبا كثية من سائر الدارس وحولا إل رصده الذي بناه براغة ث اندر إل واسط والبصرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪243‬‬

‫وفيها كانت وفاة‬


‫اللك الشرف‬
‫موسى بن اللك النصور إبراهيم بن اللك الجاهد أسد الدين شيكوه بن ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه الكبي كانوا ملوك حص كابرا عن كابر إل هذا الي وقد كان من الكرماء‬
‫الوصوفي وكباء الدماشقة الترفي معتنيا بالأكل والشرب واللبس والراكب وقضاء الشهوات والآرب وكثرة التنعم بالغان والبائب ث ذهب ذلك كأن ل يكن أو كأضغاث احلم أو‬
‫كظل زائل وبقيت تبعاته وعقوباته وحسابه وعاره ولا توف وجدت له حواصل من الواهر النفيسة والموال الكثية وصار ملكه إل الدولة الظاهرية وتوف معه ف هذه السنة المي حسام‬
‫الدين الوكندار نائب حلب‬
‫وفيها كانت كسرة التتار على حص وقتل مقدمهم بيدرة بقضاء ال وقدره السن الميل‬
‫وفيها توف الرشيد العطار الحدث بصر والذي حضر مسخرة اللك الشرف موسى بن العادل والتاجر الشهور الاج نصر بن دس وكان ملزما للصلوات بالامع وكان من ذوي اليسار‬
‫والي‬
‫الطيب عماد الدين بن الرستان‬
‫عبد الكري بن جال الدين عبد الصمد بن ممد بن الرستان كان خطيبا بدمشق وناب ف الكم عن أبيه ف الدولة الشرفية بعد ابن الصلح إل أن توف ف دار الطابة ف تاسع عشرين‬
‫جادي الول وصلى عليه بالامع ودفن عند أبيه بقاسيون وكانت جنازته حافلة وقد جاوز الثماني بمس سني وتول بعده الطابة والغزالية ولده مد الدين وباشر مشيخة دار الديث الشيخ‬
‫شهاب الدين أبو شامة‬
‫ميي الدين ممد بن أحد بن ممد‬
‫ابن إبراهيم بن السي بن سراقة الافظ الحدث النصاري الشاطب أبو بكر الغرب عال فاضل دين أقام بلب مدة ث اجتاز بدمشق قاصدا مصر وقد تول دار الديث الكاملية بعد زكي‬
‫الدين عبدالعظيم النذري وقد كان له ساع جيد ببغداد وغيها من البلد وقد جاوزر السبعي‬
‫الشيخ الصال ممد بن منصور بن يي‬
‫الشيخ أب القاسم القباري السكندران‬
‫كان مقيما بغيط له يقتات منه ويعمل فيه ويبدره وتورع جدا ويطعم الناس من ثاره توف ف سادس شعبان بالسكندرية وله خس وسبعون سنة وكان يأمر بالعروف وينهى عن النكر ويردع‬
‫الولة عن الظلم فيسمعون منه ويطيعونه لزهده وإذا جاء الناس إل زيارته إنا يكلمهم من طاقة النل وهم راضون منه بذلك ومن غريب ما حكى عنه أنه باع دابة له من رجل فلما كان بعد‬
‫أيام جاء الرجل الذي اشتراها فقال يا سيدي إن الدابة الت اشتريتها منك ل تأكل عندي شيئا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪244‬‬

‫فنظر إليه الشيخ فقال له ماذا تعان من السباب فقال رقاص عند الوال فقال له إن دابتنا ل تأكل الرام ودخل منله فأعطاه دراهم ومعها دراهم كثية قد اختلطت با فل تيز فاشترى الناس‬
‫من الرقاص كل درهم بثلثة لجل البكة وأخذ دابته ولا توف ترك من الساس ما يساوي خسي درها فبيع ببلغ عشرين ألفا قال أبو شامة وف الرابع والعشرين من ربيع الخر توف‬
‫ميي الدين عبد ال بن صفي الدين‬
‫إبراهيم بن مرزوق بداره بدمشق الجاورة للمدرسة النورية رحه ال تعال قلت داره هذه هي الت جعلت مدرسة للشافعية وقفها المي جال الدين آقوش النجيب الت يقال لا النجيبية تقبل‬
‫ال منه وبا إقامتنا جعلها ال دارا تعقبها دار القرار ف الفوز العظيم وقد كان أبو جال الدين النجيب وهو صفي الدين وزير اللك الشرف وملك من الذهب ستمائة ألف دينار خارجا عن‬
‫الملك والثاث والبضائع وكانت وفاة أبيه بصر سنة تسع وخسي ودفن بتربته عند القطم قال أبو شامة وجاء الب من مصر بوفاة الفخر عثمان الصري العروف بعي غي‬
‫وف ثامن عشر ذي الجة توف الشمس الوبار الوصلي وكان قد حصل شيئا من عمل الدب وخطب بامع الزة مدة فانشدن لنفسه ف الشيب وخصابه قوله ‪ ...‬وكنت وإياها مذ اختط‬
‫‪ ...‬عارضي ‪ ...‬كروحي ف جسم وما نقضت عهدا ‪ ...‬فلما اتان الشيب يقطع بيننا ‪ ...‬توهته سيفا فألبسته غمدا‬
‫وفيها استحضر اللك هولكوخان الزين الافظي وهو سليمان بن عامر العقربان العروف بالزين الافظي وقال له قد ثبت عندي خيانتك وقد كان هذا الغتر لا قدم التتار مع هولكو دمشق‬
‫وغيها مال على السلمي وآذاهم ودل على عوراتم حت سلطهم ال عليه بانواع القعوبات والثلت وكذلك تول بعض الظالي بعضا ومن أعان ظالا سلط عليه فإن ال ينتقم من الظال‬
‫بالظال ث ينتقم من الظالي جيعا نسأل ال العافية من انتقامه وغضبه عقابه وشر عباده‬
‫ث دخلت سنة ثلث وستي وستمائة‬
‫فيها جهز السلطان الظاهر عسكرا جا كثيفا إل ناحية الفرات لطرد التتار النازلي بالبية فلما سعوا بالعساكر قد أقبلت ولو مدبرين فطابت تلك الناحية وأمنت تلك العاملة وقد كانت قبل‬
‫ذلك ل تسكن من كثرة الفساد والوف فعمرت وأمنت‬
‫وفيها خرج اللك الظاهر ف عساكره فقصد بلد الساحل لقتال الفرنج ففتح قيسارية ف ثلث ساعات من يوم الميس ثامن جادي الول يوم نزوله عليها وتسلم قلعتها ف يوم المس‬
‫الخر خامس عشرة فهدمها وانتقل إل غيها ث جاء الب بأنه فتح مدينة أرسوف وقتل من با من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪245‬‬

‫الفرنج وجاءت البيدية بذلك فدقت البشائر ف بلد السلمي وفرحوا بذلك فرحا شديدا وفيها ورد خب من بلد الغرب بأنم انتصروا على الفرنج وقتولو منهم خسة وأربعي ألفا واسروا‬
‫عشرة آلف واسترجعوا منهم ثنتي وأربعي بلدة منها برنس واشبيلية وقرطبة ومرسية وكانت النصرة ف يوم الميس رابع عشر رمضان سنة ثنتي وستي‬
‫وف رمضان من هذه السنة شرع ف تبليط باب البيد من باب الامع إل القناة الت عند الدرج وعمل ف الصف القبلي منها بركة وشاذروان وكان ف مكانا قناة من القنوات ينتفع الناس با‬
‫عند انقطاع نر ماناس فغيت وعمل الشاذروان ث غيت وعمل مكانا دكاكي‬
‫وفيها استدعى الظاهر نائبه على دمشق المي آقوش فسار إليه سامعا مطيعا وناب عنه المي علم الدين الصن حت عاد مكرما معزوزا‬
‫وفيها ول الظاهر قضاة من بقية الذاهب ف مصر مستقلي بالكم يولون من جهتهم ف البلدان أيضا كما يول الشافعي فتول قضاء الشافعية التاج عبد الوهاب ابن بنت العز والنفية شس‬
‫الدين سليمان والالكية شس الدين السبكي والنابلة شس الدين ممد القدسي وكان ذلك يوم الثني الثان والعشرين من ذي الجة بدار العدل وكان سبب ذلك كثرة توقف القاضي ابن‬
‫بنت العز ف أمور تالف مذهب الشافعي وتوافق غيه من الذاهب فاشار المي جال الدين ايد غدي العزيزي على السلطان بأن يول من كل مذهب قاضيا مستقل يكم بقتضى مذهبه‬
‫فأجابه إل ذلك وكان يب رأيه ومشورته وبعث بأخشاب ورصاص وآلت كثية لعمارة مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأرسل منبا فنصب هنالك‬
‫وفيها وقع حريق عظيم ببلد مصر واتم النصارى فعقابم اللك الظاهر عقوبة عظيمة‬
‫وفيها جاءت الخبار بان سلطان التتار هولكو هلك إل لعنة ال وغضبه ف سابع ربيع الخر ير من ؟ ؟ ؟ الصرع بدينة مراغة ودفن بقلعة تل وبنيت عليه قبة واجتمعت التتار على ولده أبغا‬
‫فقصده اللك بركة خان فكسره وفرق جوعه ففرح اللك الظاهر بذلك وعزم على جع العساكر ليأخذ بلد العراق فلم يتمكن من ذلك لتفرق العساكر ف القطاعات‬
‫وفيها ف ثان عشر شوال سلطن اللك الظاهر ولده اللك السعيد ممد بركة خان وأخذ له البيعة من المراء وأركبه ومشى المراء بي يديه وحل والده الظاهر الغاشية بنفسه والمي بدر‬
‫الدين بيسرى حامل البز والقاضي تاج الدين والوزير باء الدين ابن حنا راكبان وبي يديه وأعيان المراء ركبان وبقيتهم مشاة حت شقوا القاهرة وهم كذلك‬
‫وف ذي القعدة خت الظاهر ولده اللك السعيد الذكور وخت معه جاعة من أولد المراء وكان يوما مشهودا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪246‬‬

‫وفيها توف‬
‫خالد بن يوسف بن سعد النابلسي‬
‫الشيخ زين الدين ابن الافظ شيخ دار الديث النورية بدمشق كان عالا بصناعة الديث حافظا لساء الرجال وقد اشتغل عليه ف ذلك الشيخ ميي الدين النواوي وغيه وتول بعده مشيخة‬
‫دار الديث النورية الشيخ تاج الدين الفزاري كان الشيخ زين الدين حسن الخلق فكه النفس كثي الزاح على طريقة الحدثي رحل إل بغداد واشتغل با وسع الديث وكان فيه خي‬
‫وصلح وعبادة وكانت جنازته حافلة ودفن بقابر باب الصغي رحه ال‬
‫الشيخ أبو القاسم الواري‬
‫هو ابو القاسم يوسف ابن أب القاسم بن عبد السلم الموي الشيخ الشهور صاحب الزاوية بواري توف ببلده وكان خيا صالا له أتباع وأصحاب يبونه وله مريدون كثي من قرايا حوران‬
‫ف الل والثبنية وهم حنابلة ل يرون الضرب بالدف بل بالكف وهم أمثل من غيهم‬
‫القاضي بدر الدين الكردي السنجاري‬
‫الذي باشر القضاء بصر مرارا توف بالقاهرة قال أبو شامة وسيته معروفة ف أخذ الرشا من قضاة الطراف والتحاكمي إليه إل أنه كان جوادا كريا صودر هو وأهله‬
‫ث دخلت سنة أربع وستي وستمائة‬
‫استهلت و الليفة الاكم العباسي والسلطان اللك الظاهر وقضاة مصر أربعة وفيها جعل بدمشق أربعة قضاة من كل مذهب قاض كما فعل بصر عام أول ونائب الشام آقوش النجيب وكان‬
‫قاضي قضاة الشافعية ابن خلكان والنفية شس الدين عبد ال بن ممد بن عطا والنابلة شس الدين عبد الرحن ابن الشيخ اب عمر والالكية عبد السلم بن الزواوي وقد امتنع من الولية‬
‫فألزم باحت قبل ث عزل نفسه ث الزم با فقبل بشرط أن ل يباشر أوقافا ول يأخذ جامكية على أحكامه وقال نن ف كفاية فأعفى من ذلك ايضا رحهم ال وقد كان هذا الصنيع الذي ل‬
‫يسبق إل مثله قد فعل ف العام الول بصر كما تقدم واستقرت الحوال على هذا النوال‬
‫وفيه كمل عمارة الوض الذي شرقي قناة باب البيد وعمل له شاذروان وقبة وأنابيب يرى منها الاء إل جانب الدرج الشمالية‬
‫وفيها نازل ا لظاهر صغد واستدعى بالنجانيق من دمشق وأحاط با ول يزل حت افتتحها ونزل أهلها على حكمه فتسلم البلد ف يوم المعة ثامن عشر شوال وقتل القاتلة وسب الذرية وقد‬
‫افتتحها اللك صلح الدين يوسف بن أيوب ف شوال أيضا ف أربع وثاني وخسمائة ث استعادها الفرنج فانتزعها الظاهر منهم قهرا ف هذه السنة ول المد وكان السلطان الظاهر ف نفسه‬
‫منهم شيء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪247‬‬

‫كثي فلما توجه إل فتحها طلبوا المان فأجلس على سرير ملكته المي سيف الدين كرمون التتري وجاءت رسلهم فخلعوه وانصرفوا ول يشعرون أن الذي أعطاهم العهود بالمان إنا هو‬
‫المي الذي أجلسه على السرير والرب خدعة فلما خرجت الستنارية والداوية من القلعة وقد فعلوا بالسلمي الفاعيل القبيحة فأمكن ال منهم فامر السلطان بضرب رقابم عن آخرهم‬
‫وجاءت البيدية إل البلد البلد بذلك فدقت البشائر وزينت البلد ث بث السرايا يينا وشال ف بلد الفرنج فاستول السلمون على حصون كثية تقارب عشرين حصنا واسروا قريبا من‬
‫ألف أسي ما بي امرأة وصب وغنموا شيئا كثيا‬
‫وفيها قدم ولد الليفة الستعصم بن الستنصر من السر واسه على فأكرم وأنزل بالدار السدية تاه العزيزية وقد كان اسيا ف أيدي التتار فلما كسرهم بركه خان تلص من أيديهم وسار‬
‫إل دمشق ولا فتح السلطان صغدا أخبه بعض من كان فيها من أسرى السلمي ان سبب أسرهم أن أهل قرية فأرا كانوا يأخذونم فيحملونم إل الفرنج فيبيعونم منهم فعند ذلك ركب‬
‫السلطان قاصدا فأرا فأوقع بم بأسا شديدا وقتل منهم خلقا كثيا وأسر من أبنائهم ونسائهم أخذا بثأر السلمي جزاه ال خيا ث ارسل السلطان جيشا هائل إل بلد سيس فجاسوا خلل‬
‫الديار وفتحوا سيس عنوة واسروا ابن ملكها وقتلوا أخاه ونبوها وقتلوا أهلها وأخذوا بثار السلم وأهله منهم وذلك أنم كانوا أضر شيء على السلمي زمن التتار لا أخذوا مدينة حلب‬
‫وغيها اسروا من نساء السلمي وأطفالم خلقا كثيا ث كانوا بعد ذلك يغيون على بلد السلمي ف زمن هولكو فكبته ال وأهانه على يدي أنصار السلم هو وأميه كتبغا وكان وأخذ‬
‫سيس يوم الثلثاء العشرين من ذي القعدة من هذه السنة وجاءت الخبار بذلك إل البلد وضربت البشائر وف الامس والعشرين من ذي الجة دخل السلطان وبي يديه ابن صاحب سيس‬
‫وجاعة من ملوك الرمن أسارى أذلء صغرة والعساكر صحبته وكان يوما مشهودا ث سار إل مصر مؤيدا منصورا وطلب صاحب سيس أن يفادي ولده فقال السلطان ل نفاديه إل بأسي لنا‬
‫عند التتار يقال له سنقر الشقر فذهب صاحب سيس إل ملك التتر فتذلل له وتسكن وخضع له حت اطلقه له فلما وصل سنقر الشقر إل السلطان أطلق ابن صاحب سيس‬
‫وفيها عمر الظاهر السر الشهور بي قرارا ودامية تول عمارته المي جال الذين ممد بن بادر وبدر الدين ممد بن رحال وال نابلس والغوار ولا ت بناؤه اضطرب بعض أركانه فقلق‬
‫السلطان من ذلك وأمر بتأكيده فلم يستطيوا من قوة جرى الاء حينئذ فاتفق ‪ 2‬باذن ال ان انسالت على النهر أكمة من تلك الناحية فسكن الاء بقدار أن أصلحوا ما يريدون ث عاد الاء‬
‫كما كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪248‬‬


‫وذلك بتيسي ال وعونه وعنايته العظيمة وفيها توف من العيان‬
‫ايد عدي بن عبد ال‬
‫المي جال الدين العزيزي كان من أكابر المراء واحظاهم عند اللك الظاهر ل يكاد الظاهر يرج عن رايه وهو الذي أشار عليه بولية القضاة من كل مذهب قاضي على سبيل الستقلل‬
‫وكان متواضعا ل يلبس مرما كريا وقورا رئيسا معظما ف الدولة اصابته جراحة ف حصار صغد فلم يزل مريضا منها حت مات ليلة عرفة ودفن بالرباط الناصري بسفح قاسيون من صلحية‬
‫دمشق رحه ال‬
‫هولكو خان بن تول خان بن جنكيز خان‬
‫ملك التتار بن ملك التتار وهو والد ملوكهم والعامة يقولون هولوون مثل قلوون وقد كان هولكو ملكا جبارا فاجرا كفارا لعنه ال قتل من السلمي شرقا وغربا مال يعلم عددهم إل‬
‫الذي خلقهم وسيجازيه على ذلك شر الزاء كان ل يتقيد بدين من الديان وإنا كانت زوجته ظفر خاتون قد تنصرت وكانت تفضل النصارى على سائر اللق وكان هو يترامى على مبة‬
‫العقولت ول يتصور منها شيئا وكان أهلها من افراخ الفلسفة لم عنده وجاهة ومكانة وإنا كانت هته ف تدبي ملكته وتلك البلد شيئا فنشيئا حت أباده ال ف هذه السنة وقيل ف سنة‬
‫ثلث وستي ودفن ف مدينة تل ل رحه ال وقام ف اللك من بعده ولده أبغا خان وكان أبغا أحد إخوة عشرة ذكور وال سبحانه أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل‬
‫ث دخلت سنة خس وستي وستمائة‬
‫ف يوم الحد ثان الحرم توجه اللك الظاهر ‪ 2‬من دمشق إل الديار الصرية وصحبته العساكر النصورة وقد استولت الدولة السلمية على بلد سيس بكمالا وعلى كثي من معاقل الفرنج‬
‫ف هذه السنة وقد أرسل العساكر بي يديه إل غزة وعدل هو إل ناحية الكرك لينظر ف أحوالا فلما كان عند بركة زيزي تصيد هنالك فسقط عن فرسه فانكسرت فخذه فأقام هناك أياما‬
‫يتداوى حت أمكنه أن يركب ف الحفة واسر إل مصر فبأت رجله ف أثناء الطريق فأمكنه الركوب وحده على الفرس ودخل القاهرة ف أبة عظيمة وتمل هائل وقد زينت البلد واحتفل‬
‫الناس له احتفال عيظما وفرحوا بقدومه وعافيته فرحا كثيا ث ف رجب منها رجع من القاهرة إل صغد وحفر خندقا حول قلعتها وعمل فيه بنفسه وأمرائه وجيشه وأغار على ناحية عكا فقتل‬
‫وأسر وغنم وسلم وضرب لذلك البشائر بدمشق وف ثان عشر ربيع الول صلى الظاهر بالامع الزهر المعة ول يكن تقام به المعة من زمن العبيديي إل هذا الي مع أنه أول مسجد بن‬
‫بالقاهرة بناه جوهر القائد وأقام فيه المعة فلما بن الاكم جامعه حول المعة منه إليه وترك الزهر ل جعة فيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪249‬‬

‫فصارف حكم بقية الساجد وشعث حاله وتغيت أحواله فأمر السلطان بعمارته وبياضه وإقامة المعة وأمر بعمارة جامع السينية وكمل ف سنة سبع وستي كما سيأت إن شاء ال تعال‬
‫وفيها أمر الظاهر أن ل يبيت أحد من الجاورين بامع دمشق فيه وأمر باخراج الرائن منه والقاصي الت كانت فيه فكانت قريبا من ثلثائة ووجدوا فيها قوارير البول والفرش والسجاجيد‬
‫الكثية فاستراح الناس والامع من ذلك واتسع على الصلي‬
‫وفيها أمر السلطان بعمارة اسوار صغد وقلعتها وان يكتب عليها ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر ان الرض يرثها عبادي الصالون أولئك حزب ال أل إن حزب ال هم الفلحون‬
‫وفيها التقى ابغا ومنكو تر الذي قام مقام بركه خان فكسره أبغا وغنم منه شيئا كثيا‬
‫وحكى ابن خلكان فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونين قال بلغنا أن رجل يدعى أبا سلمة ( ‪ ) 1‬من ناحية بصرى كان فيه مون واستهتار فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة‬
‫فقال وال ل استاك إل ف الخرج يعن دبره فأخذ سواكا فوضعه ف مرجه ث أخرجه فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ال البطن والخرج ( ‪ ) 2‬فوضع ولدا على صفة الرذان له أربعة‬
‫قوائم ورأسه كراس السمكة وله أربعة انياب بارزة وذنب طويل مثل شب وأربع اصابع ( ‪ ) 2‬وله دبر كدبر الرنب ولا وصعه صاح ذلك اليوان ثلث صيحات فقامت ابنة ذلك الرجل‬
‫فرضخت رأ ‪ 6‬سه فمات وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومي ومات ف الثالث وكان يقول هذا اليوان قتلن وقطع امعائي وقد شاهد ذلك جاعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك‬
‫الكان ومنهم من رأى ذلك اليوان حيا ومنهم من رآه بعد موته ومن توف فيها من العيان‬
‫السلطان بركه خان بن تول بن جنكيز خان‬
‫وهو ابن عم هولكو وقد اسلم بركه خان هذا وكان يب العلماء والصالي ومن أكب حسناته كسره لولكو وتفريق جنوده وكان يناصح اللك الظاهر ويعظمه ويكرم رسله إليه ويطلق لم‬
‫شيئا كثيا وقد قام ف اللك بعده بعض أهل بيته وهو منكو تر بن طغان بن باوبن تول بن جنكيزخان وكان على طريقته ومنواله ول المد‬
‫قاضي القضاة بالديار الصرية‬
‫تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن بدر بن بنت العز الشافعي كان دينا عفيفا نزها ل تأخذه ف ال لومة لئم ول يقبل شفاعة أحد وجع له قضاء الديار الصرية بكمالا والطابة والسبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪250‬‬

‫ومشيخة الشيوخ ونظر الجياش وتدريس الشافعي والصالية وإمامة الامع وكان بيده خسة عشر وظيفة وباشر الوزارة ف بعض الوقات وكان السلطان يعظمه والوزير ابن حنا ياف منه‬
‫كثيا وكان يب أن ينكبه عند السلطان ويضعه فل يستطيع ذلك وكان يشتهي أن يأت داره ولو عائدا فمرض ف بعض الحيان فجاء القاضي عائدا فقام إل تلقيه لوسط الدار فقال له‬
‫القاضي إنا جئنا لعيادتك فإذا أنت سوى صحيح سلم عليكم فرجع ول يلس عنده وكان مولده ف سنة أربع وستمائة وتول بعده القضاء تقي الدين ابن رزين‬
‫واقف القيمرية المي الكبي ناصر الدين‬
‫أبو العال السي بن العزيز بن أب الفوارس القيمري الكردي كان من أعظم المراء مكانة عند اللوك وهو الذي سلم الشام إل اللك الناصر صاحب حلب حي قتل توران شاه بن الصال‬
‫أيوب بصر وهو واقف الدرسة القيمرية عند مأذنة فيوز وعمل على بابا الساعات الت ل يسبق إل مثلها ول عمل على شكلها يقال إنه غرم عليها أربعي ألف درهم‬
‫الشيخ شهاب الدين أبو شامة‬
‫عبد الرحن بن إساعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أب بكر بن عباس أبو ممد وأبو القاسم‬
‫القدسي الشيخ المام العال الافظ الحدث الفقيه الؤرخ العروف بأب شامة شيخ دار الديث الشرفية ومدرس الركنية وصاحب الصنفات العديدة الفيدة له اختصار تاريخ دمشق ف‬
‫ملدات كثية وله شرح الشاطبية وله الرد إل المر الول وله ف البعث وف السراء وكتاب الروضتي هي ف الدولتي النورية والصلحية وله الذيل على ذلك وله غي ذلك من الفوائد‬
‫السان والغرائب الت كالعقيان ولد ليلة المعة الثالث والعشرين من ربيع الخر سنة تسع وتسعي وخسمائة وذكر لنفسه ترجة ف هذه السنة ف الذيل وذكر مرباه ومنشأه وطلبه العلم‬
‫وساعه الديث وتفقهه على الفخر بن عساكر وابن عبد السلم والسيف المدي والشيخ موفق الدين بن قدامة وما رئى له من النامات السنة وكان ذا فنون كثية أخبن علم الدين‬
‫البزال الافظ عن الشيخ تاج الدين الفزاري أنه كان يقول بلغ الشيخ شهاب الدين أبو شامة رتبة الجتهاد وقد كان ينظم أشعارا ف أوقات فمنها ما هو مستحلى ومنها مال يستحلى فال‬
‫يغفر لنا وله وبالملة فلم يكن ف وقته مثله ف نفسه وديانته وعفته وأمانته وكانت وفاته بسبب منة ألبوا عليه وارسلوا إليه من اغتاله وهو بنل له بطواحي الشنان وقد كان اتم برأي‬
‫الظاهر براءته منه وقد قال جاعةمن أهل الديث وغيهم إنه كان مظلوما ول يزل يكتب ف التاريخ حت وصل إل رجب من هذه السنة فذكر أنه اصيب بحنة ف منله بطواحي الشنان‬
‫وكان الذين قتلوه جاءوه قبل فضربوه ليموت فلم يت فقيل له أل تشتكي عليهم فلم يفعل وأنشأ يقول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪251‬‬

‫‪ ...‬قلت لن قال أل تشتكي ‪ ...‬ما قد جرى فهو عظيم جليل ‪ ...‬يقيض ال تعال لنا ‪ ...‬من يأخذ الق ويشفي الغليل ‪ ...‬إذا توكلنا عليه كفى ‪ ...‬فحسبنا ال ونعم الوكيل‬
‫وكأنم عادوا إليه مرة ثانية وهو ف النل الذكور فقتلوه بالكلية ف ليلة الثلثاء تاسع عشر رمضان رحه ال ودفن من يومه بقابر دار الفراديس وباشر بعده مشيخة دار الديث الشرفية‬
‫الشيخ ميي الدين النووي وف هذه السنة كان مولد الافظ علم الدين القاسم بن ممد البزال وقد ذيل على تاريخ أب شامة لن مولده ف سنة وفاته فخذا حذوه وسلك نوه ورتب ترتيبه‬
‫‪ ...‬وهذب تذيبه وهذا أيضا من ينشد ف ترجته ‪ ...‬ما زلت تكتب ف التاريخ متهدا ‪ ...‬حت رأيتك ف التاريخ مكتوبا‬
‫ويناسب ان ينشد هنا ‪ ...‬إذا سيد منا خل قام سيد ‪ ...‬قؤول لا قال الكرام فعول ‪ ...‬ث دخلت سنة ست وستي وستمائة‬
‫استهلت هذه السنة والاكم العباسي خليفة وسلطان البلد اللك الظاهر وف أول جادي الخرة خرج السلطان من الديار الصرية بالعساكر النصورة فنل على مدينة يافا بغتة فأخذها عنوة‬
‫وسلم إليه أهلها قلعتها صلحا فأجلهم منها إل عكا وخرب القلعة والدينة وسارمنها ف رجب قاصدا حصن الشقيف وف بعض الطريق أخذ من بعض بريدية الفرنج كتابا من أهل عكا إل‬
‫أهل الشقيف يعلمونم قدوم السلطان عليهم ويأمرونم بتحصي البلد والبادرة إل إصلح أماكن يشى على البلد منها ففهم السلطان كيف يأخذ البلد وعرف من أين تؤكل الكتف‬
‫واستدعى من فوره رجل من الفرنج فأمره أن يكتب بدله كتابا على ألسنتهم إل أهل الشقيف يذر اللك من الوزير والوزير من اللك ويرمى اللف بي الدولة فوصل إليهم فأوقع ال اللف‬
‫بينهم بوله وقوته وجاء السلطان فحاصرهم ورماهم بالنجنيق فسلموه الصن ف التاسع والعشرين من رجب وأجلهم إل صور وبعث بالنفال إل دمشق ث ركب جريدة فيمن نشط من‬
‫اليش فشن الغارة على طرابلس وأعمالا فنهب وقتل وأرعب وكر راجعا مؤيدا منصورا فنل على حصن الكراد لحبته ف الرج فحمل إليه أهله من الفرنج القامات فأب أن يقبلها وقال‬
‫أنتم قتلتم جنديا من جيشي وأريد ديته مائة ألف دينار ث سار فنل على حص ث منها إل حاة ث إل فامية ث سار منلة أخرى ث سار ليل وتقدم العسكر فلبسوا العدة وساق حت أحاط بدينة‬
‫انطاكية‬
‫فتح انطاكية على يد السلطان اللك الظاهر‬
‫وهي مدينة عظيمة كثية الي يقال إن دور سورها اثنا عشر ميل وعدد بروجها مائة وستة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪252‬‬

‫وثلثون برجا وعدد شرافاتا أربعة وعشرون ألف شرافة كان نزله عليها ف مستهل شهر رمضان فخرج إليه أهلها يطلبون منه المان وشرطوا شروطا له عليهم فأب أن ييبهم وردهم خائبي‬
‫وصمم على حصارها ففتحها يوم السبت رابع عشر رمضان بول ال وقوته وتأييده ونصره وغنم منها شيئا كثيا وأطلق للمراء أموال جزيلة ووجد من أسارى السلمي من اللبيي فيها‬
‫خلقا كثيا كل هذا ف مقدار أربعة ايام وقد كان الغريس صاحبها وصاحب طرابلس من أشد الناس أذية للمسلمي حي ملك التتار حلب وفر الناس منها فانتقم ال سبحانه منه بن أقامه‬
‫للسلم ناصرا وللصليب دامغا كاسرا ول المد والنة وجاءت البشارة بذلك مع البيدية فجاوبتها البشائر من القلعة النصورة وأرسل أهل بغراس حي سعوا بقصد السلطان إليهم يطلبون‬
‫منه أن يبعث إليهم من يتسلمها فأرسل إليهم أستاذ داره المي أقسنقر الفارقان ف ثالث عشر رمضان فتسلمها وتسلموا حصونا كبية وقلعا كثية وعاد السلطان مؤيدا منصورا فدخل‬
‫دمشق ف السابع والعشرين من رمضان من هذه السنة ف أبة عظيمة وهيبة هائلة وقد زينت له البلد ودقت له البشائر فرحا بنصرة السلم على الكفرة الطفام ؟ ؟ ؟ لكنه كان قد عزم على‬
‫أخذ أراضي كثية من القرى والبساتي الت بأيدي ملكها بزعم أنه قد كانت التتار استحوذوا عليها ث استنقذها منهم وقد أفتاه بعض الفقهاء من النفية تفريعا على أن الكفار إذا أخذوا‬
‫شيئا من أموال السملمي ملكوها فإذا استرجعت ل ترد إل اصحابا وهذه السألة مشهروة وللناس فيها قولن ( أصحهما ) قول المهور أنه يب ردها إل أصحابا لديث العضباء ناقة‬
‫رسول ال‬
‫ص حي استرجعها رس‬
‫ص وقد كان أخذها الشركون استدلوا بذا وأمثاله على أب حنيفة وقال بعض العلماء إذا أخذ الكفار أموال السلمي وأسلموا وهي ف أيديهم استقرت على أملكهم واستدل على ذلك‬
‫بقوله عليه الصلة والسلم وهل ترك لنا عقيل من رباع وقد كان استحوذ على أملك السلمي الذين هاجروا وأسلم عقيل وهي ف يده فلم تنتزع من يده وأما إذا انتزعت من أيديهم قبل‬
‫فإنا ترد إل أربابا لديث العضباء والقصود أن الظاهر عقد ملسا اجتمع فيه القضاة والفقهاء من سائر الذاهب وتكلموا ف ذلك وصمم السلطان على ذلك اعتمادا على ما بيده من‬
‫الفتاوى وخاف الناس من غائلة ذلك فتوسط الصاحب فخر الدين بن الوزير باء الدين بن احنا وكان قد درس بالشافعي بعد ابن بنت العز فقال يا خوند أهل البلد يصالونك عن ذلك كله‬
‫بألف ألف درهم تقسط كل سنة مائت ألف درهم فأب إل أن تكون معجلة بعد أيام وخرج متوجها إل الديار الصرية وقد أجاب إل تقسيطها وجاءت البشارة بذلك ورسم أن يعجلوا من‬
‫ذلك أربعمائة ألف درهم وان تعاد إليه الغلت الت كانوا قد احتاطوا عليها ف زمن القسم والثمار وكانت هذه الفعلة ما شعثت خواطر الناس على السلطان ولا استقر أمر أبغا على التتار أمر‬
‫باستمرار وزيره نصي الدين الطوسي واستناب على بلد الروم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪253‬‬

‫البواناه وارتفع قدره عنده جدا واستقل بتدبي تلك البلد وعظم شأنه فيها‬
‫وفيها كتب صاحب اليمن إل الظاهر بالضوع والنتماء إل جانبه وأن يطب له ببلد اليمن وأرسل إليه هدايا وتفا كثية فأرسل إليه السلطان هدايا وخلعا وسنجقا وتقليدا‬
‫وفيها رافع ضياء الدين بن الفقاعي للصاحب باء الدين بن النا عند الظاهر واستظهر عليه ابن النا فسلمه الظاهر إليه فلم يزل يضربه بالقارع ويستخلص أمواله إل أن مات فيقال إنه ضربه‬
‫قبل أن يوت سبعة عشر ألف مقرعة وسبعمائة فال أعلم‬
‫وفيها عمل البواناه ( ‪ ) 1‬على قتل اللك علء الدين صاحب قونية واقام ولده غياث الدين مكانه وهو ابن عشر سني وتكن البواناه ف البلد والعباد وأطاعه جيش الروم‬
‫وفيها قتل الصاحب علء الدين صاحب الديوان ببغداد ابن الشكري النعمان الشاعر وذلك أنه اشتهر عنه أشياء عظيمة منها أنه يعتقد فضل شعره على القرآن الجيد واتفق أن الصاحب‬
‫اندر إل واسط فلما كان بالنعمانية حضر ابن الشكري عنده وانشده قصيدة قد قالا فيه فبينما هو ينشدها بي يديه إذ أذن الؤذن فاستنصته الصاحب فقال ابن الشكري يا مولنا اسع‬
‫شيئا جديدا وأعرض عن شيء له سني فثبت عند الصاحب ما كان يقال عنده عنه ث باسطه وأظهر أنه ل ينكر عليه شيئا ما قال حت استعلم ما عنده فإذا هو زنديق فلما ركب قال لنسان‬
‫معه استفرده ف اثناء الطريق واقتله فسايره ذلك الرجل حت إذا انقطع عن الناس قال لماعة معه أنزلوه عن فرسه كالداعب له فأنزلوه وهو يشتمهم ويلعنوهم ث قال انزعوا عنه ثيابه‬
‫فسلبوها وهو ياصمهم ويقول إنكم اجلف وإن هذا لعب بارد ث قال اضربوا عنقه فتقدم إليه أحدهم فضربه بسيفه فأبان رأسه وفيها توف‬
‫الشيخ عفيف الدين يوسف بن البقال‬
‫شيخ رباط الرزبانية كان صالا ورعا زاهدا حكى عن نفسه قال كنت بصر فبلغن ما وقع من القتل الذريع ببغداد ف فتنة التتار فانكرت ف قلب وقلت يا رب كيف هذا وفيهم الطفال ومن‬
‫ل ذنب له فرايت ف النام رجل وف يده كتاب فأخذته فقرأته فإذا فيه هذه البيات فيها النكار على ‪ ...‬دع العتراض فما المر لك ‪ ...‬ول الكم ف حركات الفلك ‪ ...‬ول تسأل ال عن‬
‫فعله ‪ ...‬فمن خاض لة بر هلك ‪ ...‬إليه تصي أمور العباد ‪ ...‬دع العتراض فما أجهلك‬

You might also like