You are on page 1of 58

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪254‬‬

‫ومن توف فيها من العيان الافظ أبو إبراهيم إسحاق بن عبد ال‬
‫ابن عمر العروف بابن قاضي اليمن عن ثان وستي سنة ودفن بالشرف العلى وكان قد تفرد بروايات جيدة وانتفع الناس به وفيها ولد الشيخ شرف الدين عبد ال بن تيمية اخو الشيخ تقي‬
‫الدين ابن تيمية والطيب القزوين‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي وستمائة‬
‫ف صفر منها جدد السلطان الظاهر البيعة لولده من بعده اللك السعيد ممد بركة خان وأحضر المراء كلهم والقضاة والعيان وأركبه ومشى بي يديه وكتب له ابن لقمان تقليدا هائل‬
‫باللك من بعد أبيه وأن يكم عنه أيضا ف حال حياته ث ركب السلطان ف عساكره ف جادي الخرة قاصدا الشام فلم دخل دمشق جاءته رسل من ابغا ملك التتار معهم مكاتبات‬
‫ومشافهات فمن جلة الشافهات أنت ملوك بعت بسيواس فكيف يصلح لك أن تالف ملوك الرض وأعلم أنك لو صعدت إل السماء أو هبطت إل الرض ما تلصت من فاعمل لنفسك‬
‫على مصالة السلطان إبغا فلم يلتفت إل ذلك ول عده شيئا بل أجاب عنه أت جواب وقال لرسله أعلموه أن من روائه بالطالبة ول أزال حت أنتزع منه جيع البلد الت استحوذ عليها من‬
‫بلد الليفة وسائر أقطار الرض وف جادي الخرة رسم السلطان اللك الظاهر باراقة المور وتبطيل الفسدات والواطيء بالبلد كلها فنهبت الواطيء وسلب جيع ما كان معهم حت‬
‫يتزوجن وكتب إل جيع البلد بذلك وأسقط الكوس الت كانت مرتبة على ذلك وعوض من كان مال على ذلك بغيها ول المد والنة ث عاد السلطان بعساكره إل مصر فلما كان ف‬
‫أثناء الطريق عند خربة اللصوص تعرضت له امرأة فذكرت له أن ولدها دخل مدينة صور وأن صاحبها الفرني غدر به وقتله وأخذ ماله فركب السلطان وشن الغارة على صور فأخذ منها‬
‫شيئا كثيا وقتل خلقا فأرسل إليه ملكها ما سبب هذا فذكر له غدره ومكره بالتجار ث قال السلطان لقدم اليوش أوهم الناس أن مريض وأن بالحفة وأحضر الطباء استوصف ل منهم ما‬
‫يصلح لريض به كذا وكذا وإذا وصفوا لك فأحضر الشربة إل الحفة وأنتم سائرون ث ركب السلطان على البيد وساق مسرعا فكشف أحوال ولده وكيف المر بالديار الصرية بعده ث‬
‫عاد مسرعا إل اليش فجلس ف الحفة وأظهروا عافيته وتباشروا بذلك وهذه جرأة عظيمة وإقدام هائل‬
‫وفيها حج السلطان اللك الظاهر وف صحبته المي بدر الدين الرندار وقاضي القضاة صدر الدين سليمان النفي وفخر الدين بن لقمان وتاج الدين بن الثي ونو من ثلثائة ملوك وأجناد‬
‫من اللقة النصورة فسار على طريق الكرك ونظر ف احوالا ث منها إل الدينة النبوية فأحسن إل أهلها ونظر ف أحوالا ث منها إل مكة فتصدق على الجاورين ث وقف بعرفة وطاف طواف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪255‬‬

‫الفاضة وفتحت له الكعبة فغسلها باء الورد وطيبها بيده ث وقف بباب الكعبة فتناول أيدي الناس ليدخلوا الكعبة وهو بينهم ث رجع فرمى المرات ث تعجل النفر فعاد على الدينة النبوية‬
‫فزار القب الشريف مرة ثانية على ساكنه أفضل الصلة وات التسليم وعلى آله وأهل بيته الطيبي الطاهرين وصحابته الكرام أجعي إل يوم الدين ث سار إل الكرك فدخلها ف التاسع‬
‫والعشرين من ذي الجة وارسل البشي إل دمشق بقدومه سالا فخرج المي جال الدين آقوش النجيب نائبها ليتلقى البشي ف ثان الحرم فإذا هو السلطان نفسه يسي ف اليدان الخضر‬
‫وقد سبق الميع فتعجب الناس من سرعة سيه وصبه وجلده ث ساق من فوره حت دخل حلب ف سادس الحرم ليتفقد احوالا ث عاد إل حاة ث رجع إل دمشق ث سار إل مصر فدخلها‬
‫يوم الثلثاء ثالث صفر من السنة القبلة رحه ال‬
‫وف أواخر ذي الجة هبت ريح شديدة أغرقت مائت مركب ف النيل وهلك فيها خلق كثي ووقع هناك مطر شديد جدا أصاب الشام من ذلك صاعقة أهلكت الثمار فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫وفيها اوقع ال تعال اللف بي التتار من اصحاب إبغا واصحاب ابن منكوترا بن عمه وتفرقوا واشتغلواببعضهم بعضا ول المد وفيها خرج اهل حران منها وقدموا الشام وكان فيهم شيخنا‬
‫العلمة أبو العباس أحد بن تيمية صحبة أبيه وعمره ست سني وأخوه زين الدين عبدالرحن وشرف الدين عبد ال وها أصغر منه ومن توف فيها من العيان‬
‫المي عز الدين ايدمر بن عبد ال‬
‫اللب الصالي كان من أكابر المراء وأحظاهم عند اللوك ث عند اللك الظاهر كان يستنبيه إذا غاب فلما كانت هذه السنة أخذه معه وكانت وفاته بقلعة دمشق ودفن بتربته بالقرب من‬
‫اليغمورية وخلف أموال جزيلة وأوصى إل السلطان ف أولده وحضر السلطان عزاءه بامع دمشق‬
‫شرف الدين أبو الظاهر‬
‫ممد بن الافظ أب الطاب عمر بن دحية الصري ولد سنة عشر وستمائة وسع أباه وجاعة وتول مشيخة دار الديث الكاملية مدة وحدث وكان فاضل‬
‫القاضي تاج الدين أبو عبد ال‬
‫ممد بن وثاب بن رافع البجيلي النفي درس وأفت عن ابن عطاء بدمشق ومات بعدخروجه من المام علىمساطب المام فجأة ودفن بقاسيون‬
‫الطبيب الاهر شرف الدين أبو السن‬
‫علي بن يوسف بن حيدرة الرحب شيخ الطباء بدمشق ومدرس الدخوارية عن وصية واقفها بذلك وله التقدمة ف هذه الصناعة على أقرانه من أهل زمانه ومن شعره قوله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪256‬‬

‫يساق بنو الدنيا إل التف عنوة ‪ ...‬ول يشعر الباقي بالة من يضي ‪ ...‬كأنم النعام ف جهل بعضها ‪ ...‬با ث من سفك الدماء على بعض ‪ ...‬الشيخ نصي الدين‬
‫البارك بن يي بن أب السن أب البكات بن الصباغ الشافعي العلمة ف الفقه والديث درس وأفت وصنف وانتفع به وعمر ثاني سنة وكانت وفاته ف حادي عشرة جادي الول من هذه‬
‫السنة رحه ال تعال‬
‫الشيخ أبو السن‬
‫علي بن عبد ال بن إبراهيم الكوف القري النحوي اللقب بسيبويه وكان فاضل بارعا ف صناعة النحو توف بارستان القاهرة ف هذه السنة عن سبع وستي سنة رحه ال ومن شعره ‪ ...‬عذبت‬
‫‪ ...‬قلب بجر منك متصل ‪ ...‬يا من هواه ضمي غي منفصل ‪ ...‬فما زادن غي تأكيد صدك ل ‪ ...‬فما عدولك من عطف إل بدل‬
‫وفيها ولد شيخنا العلمة كمال الدين ممد بن علي النصاري بن الزملكان شيخ الشافعية‬
‫ث دخلت سنة ثان وستي وستمائة‬
‫ف ثان الحرم منها دخل السلطان من الجاز على الجن فلم يرع الناس إل وهو ف اليدان الخضر يسي ففرح الناس بذلك واراح الناس من تلقيه بالدايا والتحف وهذه كانت عادته وقد‬
‫عجب الناس من سرعة مسيه وعلو هته ث سار إل حلب ث سار إل مصر فدخلها ف سادس الشهر مع الركب الصري وكانت زوجته أم اللك السعيد ف الجاز هذه السنة ث خرج ف‬
‫ثالث عشر صفر هو وولده والمراء إل السكندرية فتصيد هنالك وأطلق للمراء الموال الكثية واللع ورجع مؤيدا منصورا‬
‫وف الحرم منها قتل صاحب مراكش أبو العلء إدريس بن عبد ال بن ممد بن يوسف اللقب بالواثق قتله بنو مزين ف حرب كانت بينه وبينهم بالقرب من مراكش وف ثالث عشر ربيع‬
‫الخر منها وصل السلطان إل دمشق ف طائفة من جيشه وقد لقوا ف الطريق مشقة كثية من البد والوحل فخيم على الزنبقية وبلغه أن ابن أخت زيتون خرج من عكا يقصد جيش السلمي‬
‫فركب إليه سريعا فوجده قريبا من عكا فدخلها خوفا منه وف رجب تسلم نواب السلطان مصياف من الساعيلية وهرب منها أميهم الصارم مبارك بن الرضي فتحيل عليه صاحب حاه حت‬
‫أسره وأرسله إل السلطان فحبسه ف بعض البرجة ف القاهرة وفيها أرسل السلطان الدرابزينات إل الجرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪257‬‬

‫النبوية وأمر أن تقام حول القبصيانة له وعمل لا أبوابا تفتح وتغلق من الديار الصرية فركب ذلك عليها وفيها استفاضت الخبار بقصد الفرنج بلد الشام فجهز السلطان العساكر لقتالم‬
‫وهو مع ذلك مهتم بالسكندرية ‪ 2‬خوفا عليها وقد حصنها وعمل جسورة إليها إن دهها العدو وأمر بقتل الكلب منها وفيها انقرضت دولة بن عبد الؤمن من بلد الغرب وكان آخرهم‬
‫إدريس بن عبد ال بن يوسف صاحب مراكش قتله بنو مرين ف هذه السنة‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫الصاحب زين الدين يعقوب بن عبد ال الرفيع‬
‫ابن زيد بن مالك الصري لعروف بابن الزبيي كان فاضل رئيسا وزر للملك الظفر قطز ث للظاهر بيبس ف أول دولته ث عزله وول باء الدين ابن النا فلزم منله حت ادركته منيته ف‬
‫الرابع عشر من ربيع الخر من هذه السنة وله نظم جيد‬
‫الشيخ موفق الدين‬
‫أحد بن القاسم بن خليفة الزرجي الطبيب العروف بابن أب أصيبعة له تاريخ الطباء ف عشر ملدات لطف وهو وقف بشهد ابن عروة بالموي توف بصرخد وقد جاوز التسعي‬
‫الشيخ زين الدين أحد بن عبد الدائم‬
‫ابن نعمة بن أحد بن ممد بن إبراهيم بن أحد بن بكي أبو العباس القدسي النابلسي تفرد بالرواية عن جاعة من الشايخ ولد سنة خس وسبعي وخسمائة وقد سع ورحل إل بلدان شت وكان‬
‫فاضل يكتب سريعا حكى الشيخ علم الدين أنه كتب متصر الرقي ف ليلة واحدة وخطه حسن قوي وقد كتب تاريخ ابن عساكر مرتي واختصره لنفسه أيضا واضر ف آخر عمره اربع‬
‫سني وله شعر أورد منه قطب الدين ف تذييله توف بسفح قاسيون وبه دفن ف بكرة الثلثاء عاشر رجب وقد جاوز التسعي رحه ال‬
‫القاضي ميي الدين ابن الزكي‬
‫أبو الفضل يي بن قاضي القضاة باء الدين أب العال ممد بن علي بن ممد بن يي بن علي بن عبدالعزيز بن علي بن عبد العزيز بن علي بن السي بن ممد بن عبد الرحن بن القاسم بن‬
‫الوليد ابن عبد الرحن بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي الموي بن الزكي تول قضاء دمشق غي مرة وكذلك آباؤه من قبله كل قد وليها وقد سع الديث من حنبل وابن طبزد والكندي‬
‫وابن الرستان وجاعة وحدث ودرس ف مدارس كثية وقد ول قضاء الشام ف اللوونية ( ‪ ) 1‬فلم يمد على ما ذكره أبو شامة توف بصر ف الرابع عشر من رجب ودفن بالقطم وقد‬
‫جاوز السبعي وله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪258‬‬

‫شعر جيد قوي وحكى الشيخ قطب الدين ف ذلك بعد ما نسبه كما ذكرنا عن والده القاضي باء الدين أنه كان يذهب إل تفضيل علي على عثمان موافقة لشيخه ميي الدين ابن عرب ولنام‬
‫رآه بامع دمشق معرضا عنه بسبب ما كان من بن أمية إليه ف أيام صفي فاصبح فنظم ف ذلك يذكر فيها ميله إل علي وإن كان هو أموي ‪ ...‬أدين با دان الوصي ول أرى ‪ ...‬سواه وإن‬
‫‪ ...‬كانت أمية متدي ‪ ...‬ولو شهدت صفي خيلي لعذرت ‪ ...‬وشاء بن حرب هنالك مشهدي ‪ ...‬لكنت اسن البيض عنهم تراضيا ‪ ...‬وأمنعهم نيل اللفة باليد‬
‫ومن شعره قالوا ما ف جلق نزهة ‪ ...‬تسليك عمن أنت به مغرا ‪ ...‬يا عاذل دونك ف لظة ‪ ...‬سهما وقد عارضه سطرا ‪ ...‬الصاحب فخر الدين‬
‫ممد بن الصاحب باء الدين علي بن ممد بن سليم بن النا الصري كان وزير الصحبة وقد كان فاضل بن رباطا بالقرافة الكبى ودرس بدرسة والده بصر وبالشافعي بعد ابن بنت العز‬
‫توف بشعبان ودفن بسفح القطم وفوض السلطان وزارة الصحبة لولده تاج الدين‬
‫الشيخ أبو نصر بن أب السن‬
‫ابن الراز الصوف البغدادي الشاعر له ديوان حسن وكان جيل العاشرة حسن الذاكرة دخل عليه بعض أصحابه فلم يقم له فأنشده قوله ‪ ...‬نض القلب حي أقبلت ‪ ...‬إجلل لا فيه من‬
‫صحيح الوداد ‪ ...‬وهوض القلوب بالود أول ‪ ...‬من نوض الجساد للجساد ‪ ...‬ث دخلت سنة تسع وستي وستمائة‬
‫ف مستهل صفر منها ركب السلطان من الديار الصرية ف طائفة من العسكر إل عسقلن فهدم ما بقي من سورها ما كان أهل ف الدولة الصلحية ووجد فيما هدم كوزين فيهما ألفا دينار‬
‫ففرقهما على المراء وجاءته البشارة وهو هنالك بأن منكوتر كسر جيش أبغا ففرح بذلك ث عاد إل القاهرة وف ربيع الول بلغ السلطان أن أهل عكا ضربوا رقاب من ف أيديهم من أسرى‬
‫السلمي صبا بظاهر عكا فأمر بن كان ف يده من أسرى أهل عكا فضربت رقابم ف صبيحة واحدة وكانوا قريبا من مائت أسي وفيها كمل جامع النشية ( ‪ ) 1‬وأقيمت فيه المعة ف الثان‬
‫والعشرين من ربيع الخر وفيها جرت حروب يطول ذكرها بي أهل تونس والفرنج ث تصالوا بعد ذلك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪259‬‬

‫على الدنة ووضع الرب بعدما قتل من الفريقي خلق ل يصون‬


‫وف يوم الميس ثامن رجب دخل الظاهر دمشق وف صحبته ولده اللك السعيد وابن النا الوزير وجهور اليش ث خرجوا متفرقي وتواعدوا ان يلتقوا بالساحل ليشنوا الغارة على جبلة‬
‫واللذقية ومرقب وعرقا وما هنالك من البلد فلما اجتمعوا فتحوا صافينا والجدل ث ساروا فنلوا على حصن الكراد يوم الثلثاء تاسع عشر رجب وله ثلث أسوار فنصوبوا النجنيقات‬
‫فتحها قسرا يوم نصف شعبان فدخل اليش وكان الذي ياصره ولد السلطان اللك السعيد فأطلق السلطان أهله ومن عليهم وأجلهم إل طرابلس وتسلم القلعة بعد عشرة أيام من الفتح‬
‫فاجلى أهلها أيضا وجعل كنيسة البلد جامعا وأقام فيه المعة وول فيها نائبا وقاضينا وأمر بعمارة البلد وبعث صاحب طرسوس بفاتيح بلده يطلب منه الصلح على ان يكون نصف مغل‬
‫بلده للسلطان وأن يكون له با نائبا فأجابه إل ذلك وكذلك فعل صاحب الرقب فصاله أيضا على الناصفة ووضع الرب عشر سني وبلغ السلطان وهو ميم على حصن الكراد ان‬
‫صاحب جزيرة قبص قد ركب بيشه إل عكا لينصر أهلها خوفا من السلطان فاراد السلطان أن يغتنم هذه الفرصة فبعث جيشا كثيفا ف أثن عشرة شين ليأخذوا جزيرة قبص ف غيبة‬
‫صاحبها عنها فسارت الراكب مسرعة فلما قاربت الدينة جاءتا ريح قاصف فصدم بعضها بعضا فانكسر فيها أربعة عشر مركبا باذن ال فغرق خلق وأسر الفرنج من الصناع والرجال قريبا‬
‫من ألف وثانائة إنسان فإنا ل وإنا إليه راجعون ث سار السلطان فنصب الجانيق على حصن عكا فسأله أهلها المان على أن يليهم فأجابم إل ذلك ودخل البلد يوم عيدا لفطر فتسلمه‬
‫وكان الصن شديد الضرر على السلمي وهو واد بي جبلي ث سار السلطان نو طرابلس فأرسل إليه صاحبها يقول ما مراد السلطان ف هذه الرض فقال جئت لرعى زروعكم وأخرب‬
‫بلدكم ث أعود إل حصاركم ف العام الت فأرسل يستعطفه ويطلب منه الصالة ووضع الرب بينهم عشر سني فأجابه إل ذلك وأرسل إليه الساعيلية يستعطفونه على والدهم وكان‬
‫مسجونا بالقاهرة فقال سلموا إل العليقة وانزلوا فخذوا إقطاعات بالقاهرة وتسلموا أباكم فلما نزلوا أمر ببسهم بالقاهرة واستناب بصن العليقة‬
‫وف يوم الحد الثان عشر من شوال جاء سيل عظيم إل دمشق فأتلف شيئا كثيا وغرق بسببه ناس كثي ل سيما الجاج من الروم الذين كانوا نزول بي النهرين أخذهم السيل وجالم‬
‫وأحالم فهلكوا وغلقت أبواب البلد ودخل الاء إل البلد من مراقي السور ومن باب الفراديس فغرق خان ابن القدم وأتلف شيئا كثيا وكان ذلك ف زمن الصيف ف أيام الشمش ودخل‬
‫السلطان إل دمشق يوم الربعاء خامس عشر شوال فعزل القاضي ابن خلكان وكان له ف القضاء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪260‬‬

‫عشر سنسن وول القاضي عز الدين بن الصائغ وخلع عليه وكان تقليده قد كتب بظاهر طرابلس بسفارة الوزير ابن النا فسار ابن خلكان ف ذي القعدة إل مصر وف ثان عشر شوال دخل‬
‫حصن الكردي شيخ السلطان اللك الظاهر وأصحابه إل كنيسة اليهود فصلوا فيها وأزلوا ما فيها من شعائر اليهود ومدوا فيها ساطا وعملوا ساعا وبقوا على ذلك أياما ث أعيدت إل اليهود‬
‫ث خرج السلطان إل السواحل فافتتح بعضها واشرف على عكا وتأملها ث سار إل الديار الصرية وكان مقدار غرمه ف هذه الدة وف الغزوات قريبا من ثانائة ألف دينار وأخلفها ال عليه‬
‫وكان وصوله إل القاهرة يوم الميس ثالث عشر ذي الجة وف اليوم السابع عشر من وصوله أمسك على جاعة من المرء منهم اللب وغيه بلغه أنم أرادوا مسكه على الشقيف‬
‫وف اليوم السابع عشر من ذي الجة أمر باراقة المور من سائر بلده وتدد من يعصرها أو يعتصرها بالقتل واسقط ضمان ذلك وكان ذلك بالقاهرة وحدها كل يوم ضمانة ألف دينار ث‬
‫سارت البد بذلك إل الفاق وفيها قبض السلطان على العزيز بن الغيث صاحب الكرك وعلى جاعة من أصحاباه كانوا عزموا على سلطنته‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫اللك تقي الدين عباس بن اللك العادل‬
‫اب بكر بن أيوب بن شادي وهو آخر من بقي من أولد العادل وقد سع الديث من الكندي وابن الرستان وكان مترما عند اللوك ل يرفع عليه أحد ف الجالس والواكب وكان لي‬
‫الخلق حسن العشرة ل تل مالسته توف يوم المعة الثان والعشرين من جادي الخرة بدرب الريان ودفن بتربته بسفح قاسيون‬
‫قاضي القضاة شرف الدين أبو حفص‬
‫عمر بن عبد ال بن صال بن عيسى السبكي الالكي ولد سنة خس وثاني وخسمائة وسع الديث وتفقه وأفت بالصلحية وول حسبة القاهرة ث ول القضاء سنة ثلث وستي لا ولوا من‬
‫كل مذهب قاضيا وقد امنتع اشد المتناع ث أجاب بعد إكراه بشرط ان ل يأخذ على القضاء جامكية وكان مشهور بالعلم والدين روى عنه القاضي بدر الدين ابن جاعة وغيه توف لمس‬
‫بقي من ذي القعدة‬
‫الطواشي شجاع الدين مرشدالظفري الموي‬
‫كان شجاعا بطل من البطال الشجعان وكان له رأي سديد كان استاذه ل يالفه وكذلك اللك الظاهر توف بماه ودفن بتربته بالقرب من مدرسته بماه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪261‬‬


‫ابن سبعي عبد الق بن إبراهيم بن ممد‬
‫ابن نصر بن ممد بن نصر بن ممد بن قطب الدين أبو ممد القدسي الرقوطي نسبة إل رقوطة بلدة قريبة من مرسية ولد سنة أربع عشرة وستمائة واشتغل بعلم الوائل والفلسفة فتولد له من‬
‫ذلك نوع من اللاد وصنف فيه وكان يعرف السيميا وكان يلبس بذلك على الغبياء من المراء والغنياء ويزعم أنه حال من أحوال القوم وله من الصنفات كتاب البدو وكتاب الو وقد‬
‫أقام بكة واستحوذ على عقل صاحبها ابن سى وجاور ف بعض الوقات بغار حراء يرتى فيما ينقل عنه أن يأتيه فيه وحي كما أتى النب‬
‫ص بناء على ما يعتقده من العقيدة الفاسدة من أن النبوة مكتسبة وأنا فيض يفيض على العقل إذا صفا فما حصل له إل الزي ف الدنيا والخرة إن كان مات على ذلك وقد كان إذا رأى‬
‫الطائفي حول البيت يقول عنهم كأنم المي حول الدار وأنم لو طافوا به كان أفضل طوافهم بالبيت فال يكم فيه وف أمثاله وقد نقلت عنه عظائم من القوال والفعال توف ف الثامن‬
‫والعشرين من شوال بكة‬
‫ث دخلت سنة سبعي وستمائة من الجرة‬
‫استهلت وخليفة الوقت الاكم بأمر ال أبو العباس أحد العباسي وسلطان السلم اللك الظاهر وف يوم الحد الرابع عشر من الحرم ركب السلطان إل البحر للتقاء الشوان الت عملت‬
‫عوضا عما غرق بزيرة قبص وهي أربعون شينيا فركب ف شين منها ومعه المي بدر الدين فمالت بم فسقط الزندار ف البحر فغاص ف الاء فألقى إنسان نفسه وراءه فأخذ بشعره وأنقده‬
‫من الغرق فخلع السلطان على ذلك الرجل وأحسن إليه وف أواخر الحرم ركب السلطان ف نفر يسي من الاصكية والمراء من الديار الصرية حت قدم الكرك واستحصب نائبها معه إل‬
‫دمشق فدخلها ف ثان عشر صفر ومعه المي عز الدين أيدمر نائب الكرك فوله نيابة دمشق وعزل عنها جال الدين آقوش النجيب ف رابع عشر صفر ث خرج إل حاة وعاد بعد عشرة ايام‬
‫وف ربيع الول وصلت الفال من حلب وحاة وحص إل دمشق بسبب الوف من التتار وجفل خلق كثي من أهل دمشق وف ربيع الخر وصلت العساكر الصرية إل حضرة السلطان إل‬
‫دمشق فسار بم منها ف سابع الشهر فاجتاز بماة واستصحب ملكها النصور ث سار إل حلب فخيم باليدان الخضر با وكان سبب ذلك أن عساكر الروم جعوا نوا من عشرة آلف‬
‫فارس وبعثوا طائفة منهم فأغاروا على عي تاب ووصلوا إل نسطون ووقعوا على طائفة من التركمان بي حارم وإنطاكية فاستأصلوهم فلما سع التتار بوصول السلطان ومعه العساكر‬
‫النصورة ارتدوا على أعقابم راجعي وكان بلغه أن الفرنج اغاروا على بلد قاقون ( ‪ ) 1‬ونبوا طائفة من التركمان فقبض على المراء الذين هناك حيث ل يهتموا بفظ البلد وعادوا إل‬
‫الديار الصرية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪262‬‬

‫وف ثالث شعبان أمسك السلطان قاضي النابلة بصر شس الدين أحد بن العماد القدسي وأخذ ما عنده من الودائع فأخذ زكاتا ورد بعضها إل أربابا واعتقله إل شعبان من سنة ثنتي‬
‫وسبعي وكان الذي وشى به رجل من أهل حران يقال له شبيب ث تبي للسلطان نزاهة القاضي وبراءته فأعاده إل منصبه ف سنة ثنتي وسبعي وجاء السلطان ف شعبان إل أراضي عكا فأغار‬
‫عليها فسأله صاحبها الهادنة فأجابه إل ذلك فهادنه عشرة سني وعشرة أشهر وعشرة أيام وعشرة ساعات وعاد إل دمشق فقرئ بدار السعادة كتاب الصلح واستمر الال على ذلك ث عاد‬
‫السلطان إل بلد الساعيلية فأخذ عامتها قال قطب الدين وف جادي الخرة ولدت زرافة بقلعة البل وأرضعت من بقرة قال وهذا شيء ل يعهد مثله وفيها توف‬
‫الشيخ كما الدين‬
‫سلر بن حسن بن عمر بن سعيد الربلي الشافعي أحد مشايخ الذهب وقد اشتغل عليه الشيخ ميي الدين النووي وقد اختصر البحر للرويان ف ملدات عديدة هي عندي بط يده وكانت‬
‫الفتيا تدور عليه بدمشق توف ف عشر السبعي ودفن بباب الصغي وكان مفيدا بالبادرائية من ايام الواقف ل يطلب زيادة على ذلك إل أن توف ف هذه السنة‬
‫وجيه الدين ممد بن علي بن أب طالب‬
‫ابن سويد التكريت التاجر الكبي بي التجار بن سويد ذو الموال الكثية وكان معظما عند الدولة ول سيما عند اللك الظاهر كان يله ويكرمه لنه كان قد أسدى إليه جيل ف حال إمرته‬
‫قبل أن يلي السلطنة ودفن برباطه وتربته بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون وكانت كتب الليفة ترد إليه ف كل وقت وكانت مكاتباته مقبولة عند جيع اللوك حت ملوك الفرنج ف‬
‫السواحل وف أيام التتار ف أيام هولكو وكان كثي الصدقات والب‬
‫نم الدين يي بن ممد بن عبد الواحد بن اللبودي‬
‫واقف اللبودية الت عند حام الفلك البر على الطباء ولديه فضيلة بعرفة الطب وقد ول نظر الدواوين بدمشق ودفن بتربته عند اللبودية‬
‫الشيخ علي البكاء‬
‫صاحب الزاوية بالقرب من بلد الليل عليه السلم كان مشهورا بالصلح والعبادة والطعام لن اجتاز به من الارة والزوار وكان اللك النصور قلوون يثن عليه ويقول اجتمعت به وهو أمي‬
‫وأنه كاشفة ف أشياء وقعت جيعها ومن جلتها أنه سيملك نقل ذلك قطب الدين اليونين وذكر أن سبب بكائه الكثي أنه صحب رجل كانت له أحوال وكرامات وأنه خرج معه من بغداد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪263‬‬

‫فانتهوا ف ساعة واحدة إل بلدة بينها وبي بغداد مسية سنة وأن ذلك الرجل قال له إن سأموت ف الوقت الفلن فاشهدن ف ذلك الوقت ف البلد الفلن قال فلما كان ذلك الوقت‬
‫حضرت عنده وهو ف السياق وقد استدار إل جهة الشرق فحولته إل القبلة فاستدار إل الشرق لولته أيضا ففتح عينيه وقال ل تتعب فإن ل أموت إل على هذه الهة وجعل يتكلم بكلم‬
‫الرهبان حت مات فحملناه فجئنا به إل دير هناك فوجدناهم ف حزن عظيم فقلنا لم ما شأنكم فقالوا كان عندنا شيخ كبي ابن مائة سنة فلما كان اليوم مات على السلم فقلنا لم خذوا هذا‬
‫بدله وسلمونا صاحبنا قال فوليناه فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه مع السلمي وولواهم ذلك الرجل فدفنوه ف مقبة النصارى نسأل ال حسن الاتة مات الشيخ على ف رجب من هذه‬
‫السنة‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعي وستمائة‬
‫ف خامس الحرم وصل الظاهر دمشق من بلد السواحل الت فتحها وقد مهدها وركب ف أواخر الحرم إل القاهرة فأقام با سنة ث عاد فدخل دمشق ف رابع صفر وف الحرم منها وصل‬
‫صاحب النوبة إل عيذاب فنهب تارها وقتل خلقا من أهلها منهم الوال والقاضي فسار إليه المي علء الدين أيد غدي الزندار فقتل خلقا من بلده ونب وحرق وهدم ودوخ البلد وأخذ‬
‫بالثأر ول المد والنة‬
‫وف ربيع الول توف المي سيف الدين ممد بن مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين منكورس صاحب صهيون ودفن ف تربة والده ف عشر السبعي وكان له ف ملك صهيون وبزريه إحدى‬
‫عشرة سنة وتسلمها بعده ولده سابق الدين وأرسل إل اللك الظاهر يستأذنه ف الضور فأذن له فلما حضر أقطعه خبزا وبعث إل البلدين نوابا من جهته‬
‫وف خامس جادي الخرة وصل السلطان بعسكره إل الفرات لنه بلغه أن طائفة من التتار هنالك فخاض إليهم الفرات بنفسه وجنده وقتل من أولئك مقتلة كبية وخلقا كثيا وكان أول من‬
‫اقتحم الفرات يومئذ المي سيف الدين قلوون وبدر الدين بيسرى وتبعهما السلطان ث فعل بالتتار ما فعل ث ساق إل ناحية البية وقد كانت ماصرة بطائفة من التتار أخرى فلما سعوا‬
‫بقدومه هربوا وتركوا أموالم وأثقالم ودخل السلطان إل البية ف أبة عظيمة وفرق ف أهلها أموال كثية ث عاد إل دمشق ف ثالث جادى الخرة ومعه السرى وخرج منها ف سابعة إل‬
‫الديار الصرية وخرج ولده اللك السعيد لتلقيه ودخل إل القاهرة وكان يوما مشهودا وما قاله القاضي شهاب الدين ممود الكاتب وأولده يقال لم بنو الشهاب ممود ف خوض السلطان‬
‫الفرات باليش ‪ ...‬سر حيث شئت لك الهيمن جار ‪ ...‬واحكم فطوع مرادك القدار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪264‬‬

‫ل يبق للدين الذي أظهرته ‪ ...‬يا ركنه عند العادي ثار ‪ ...‬لا تراقصت الرؤس تركت ‪ ...‬من مطربات قسيك الوتار ‪ ...‬خضت الفرات بعسكر أفضى به ‪ ...‬موج الفرات كما أتى الثار‬
‫‪ ... ...‬حلتك أمواج الفرات ومن رأى ‪ ...‬برا سواك تقله النار ‪ ...‬وتقطعت فرقا ول يك طودها ‪ ...‬إذ ذاك إل جيشك الرار‬
‫وقال بعض من شاهد ذلك ‪ ...‬ولا تراءينا الفرات بيلنا ‪ ...‬سكرناه منا بالقنا والصوارم ‪ ...‬ولنا فأوقف التيار عن جريانه ‪ ...‬إل حي عدنا بالغن والغنائم ‪ ...‬وقال آخر ول بأس به ‪...‬‬
‫‪ ...‬اللك الظاهر سلطاننا ‪ ...‬نفديه بالموال والهل ‪ ...‬اقتحم الاء ليطفى به ‪ ...‬حرارة القلب من الغل‬
‫وف يوم الثلثاء ثالث رجب خلع على جيع ‪ 8‬المراء من حاشيته ومقدمي اللقة وأرباب الدولة وأعطى كل إنسان ما يليق به من اليل والذهب والوايص وكان مبلغ ما أنفق بذلك نو‬
‫ثلثمائة ألف دينار وف شعبان أرسل السلطان إل منكوتر هدايا عظيمة وف يوم الثني ثان عشر شوال استدعى السلطان شيخه الشيخ خضر الكردي إل بي يديه إل القلعة وحوقق على‬
‫اشياء كثية ارتكبها فأمر السلطان عند ذلك باعتقاله وحبسه ث أمر باغتياله وكان آخر العهد به وف ذي القعدة سلمت الساعيلية ما كان بقي بأيديهم من الصون وهي الكهف والقدموس‬
‫والنطقة وعوضوا عن ذلك باقطاعات ول يبق بالشام شيء لم من القلع واستناب السلطان فيها وفيها أمر السلطان بعمارة جسورة ف السواحل وغرم عليها مال كثيا وحصل للناس بذلك‬
‫رفق كبي ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ تاج الدين أبو الظفر ممد بن أحد‬
‫ابن حزة بن علي بن هبة ال بن الوى التغلب الدمشقي كان من أعيان أهل دمشق ول نظر اليتام والسبة ث وكالة بيت الال وسع الكثي وخرج له ابن بليان مشيخة قرأها عليه الشيخ‬
‫شرف الدين الغراري بالامع فسمعها جاعة من العيان والفضلء رحه ال‬
‫الطيب فخر الدين أبو ممد‬
‫عبد القاهر بن عبد الغن بن ممد بن أب القاسم بن ممد بن تيمية الران الطيب با وبيته معروف بالعلم والطابة والرياسة ودفن بقبة الصوفية وقد قارب الستي رحه ال وقد سع‬
‫الديث من جده فخر الدين صاحب ديوان الطب الشهورة توف بانقاه القصر ظاهر دمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪265‬‬

‫الشيخ خضر بن أب بكر الهران العدوي‬


‫شيخ اللك الظاهر بيبس كان حظيا عنده مكرما لديه له عنده الكانة الرفيعة كان السلطان ينل بنفسه إل زاويته الت بناها له ف السينية ف كل اسبوع مرة أو مرتي وبن له عندها جامعا‬
‫يطب فيه للجمعة وكان يعطيه مال كثيا ويطلق له ما أراد ووقف على زاويته شيئا كثيا جدا وكان معظما عند الاص والعام بسبب حب السلطان وتعظيمه له وكان يازحه إذا جلس عنده‬
‫وكان فيه خي ودين وصلح وقد كاشف السلطان بأشياء كثية وقد دخل مرة كنيسة القمامة بالقدس فذبح قسيسها بيده ووهب ما فيها لصحابه وكذلك فعل بالكنيسة الت بالسكندرية‬
‫وهي من أعظم كنائسهم نبها وحولا مسجدا ومدرسة أنفق عليها أموال كثية من بيت الال وساها الدرسة الضراء وكذلك فعل بكنيسة اليهود بدمشق دخلها ونب ما فيها من اللت‬
‫والمتعة ومد فيها ساطا واتذها مسجدا مدة ث سعوا إليه ف ردها إليهم وإبقائها عليهم ث اتفق ف هذه السنة أنه وقعت منه أشياء أنكرت عليه وحوقق عليها عند السلطان اللك الظاهر‬
‫فظهر له منه ما أوجب سجنه ث أمر باعدامه وهلكه ( ‪ ) 1‬وكانت وفاته ف هذه السن ودفن بزاويته سامه ال وقد كان السلطان يبه مبة عظيمة حت إنه سى بعض أولده خضرا موافقة‬
‫لسه وإليه تنسب القبة الت على البل غرب الربوة الت يقال لا قبة الشيخ خضر‬
‫مصنف التعجيز‬
‫العلمة تاج الدين عبد الرحيم بن ممد بن يونس بن ممد بن سعد بن مالك أبو القاسم الوصلي من بيت الفقه والرياسة والتدريس ولد سنة ثان وتسعي وخسمائة وسع واشتغل وحصل‬
‫وصنف واختصر الوجيز من كتابه التعجيز واختصر الحصول وله طريقة ف اللف أخذها عن ركن الدين الطاووسي وكان جده عماد الدين بن يونس شيخ الذهب ف وقته كما تقدم‬
‫ث دخلت سنة إثنتي وسبعي وستمائة‬
‫ف صفر منها قدم الظاهر إل دمشق وقد بلغه أن أبغا وصل إل بغداد فتصيد تلك الناحية فأرسل إل العساكر الصرية أن يتأهبوا للحضور واستعد السلطان لذلك وف جادى الخرة أحضر‬
‫ملك الكرخ لبي يديه بدمشق وكان قد جاء متنكرا لزيارة بيت القدس فظهر عليه فحمل إل بي يديه فسجنه بالقلعة وفيها كمل بناء جامع دير الطي ظاهر الظاهرة وصلى فيه المعة وفيها‬
‫سار السلطان إل القاهرة فدخلها ف سابع رجب وف أواخر رمضان دخل اللك السعيد ابن الظاهر إل دمشق ف طائفة من اليش فأقام با شهرا ث عاد وف يوم عيد الفطر خت السلطان ولده‬
‫خضرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪266‬‬

‫الذي ساه باسم شيخه وخت معه جاعة من أولد المراء وكان وقتا هائل وفيها فوض ملك التتار إل علء الدين صاحب الديوان ببغداد النظر ف تستر وأعمالا فسار إليها ليتصفح أحوالا‬
‫فوجد با شابا من أولد التجار يقال له ل قد قرأ القرآن وشيئا من الفقه والشارات لبن سينا ونظر ف النجوم ث ادعى انه عيسى ابن مري وصدقه على ذلك جاعة من جهلة تلك الناحية‬
‫وقد أسقط لم من الفرائض صلة العصر وعشاء الخرة فاستحضره وسأله عن ذلك فرآه ذكيا إنا يفعل ذلك عن قصد فأمر به فقتل بي يديه جزاه ال خيا وأمر العوام فنهبوا أمتعته وأمتعة‬
‫العوام من كان اتبعه ومن توف فيها من العيان‬
‫مؤيد الدين أبو العال الصدر الرئيس‬
‫أسعد بن غالب الظفري ابن الوزير مؤيد الدين أسعد بن حزة بن أسعد بن علي بن ممد التميمي ابن القلنسي جاوز التسعي وكان رئيسا كبيا واسع النعمة ل يغفل أن يباشر شيئا من‬
‫الوظائف وقد الزموه بعد ابن سويد بباشرة مصال السلطان فباشرها بل جامكية وكانت وفاته ببستانه ودفن بسفح قاسيون يوم الثلثاء ثالث عشر الحرم والد الصدر عز الدين حزة رئيس‬
‫البلدين دمشق والقاهرة وحدهم مؤيد الدين أسعد بن حزة الكبي كان وزيرا للملك الفضل علي بن الناصرفاتح القدس كان رئيسا فاضل له كتاب الوصية ف الخلق الرضية وغي ذلك‬
‫وكانت له يد جيدة ف النظم فمن ذلك قوله ‪ ...‬يا رب جدل إذا ما ضمن جدت ‪ ...‬برحة منك تنجين من النار ‪ ...‬أحسن جواري إذا أمسيت جارك ف ‪ ...‬لدي فإنك قد أوصيت بالار‬
‫‪...‬‬
‫وأما والد حزة بن أسعد بن علي بن ممد التميمي فهو العميد وكان يكتب جيدا وصنف تاريا فيما بعد سنة أربعي وأربعمائة إل سنة وفاته ف خس وخسمائة‬
‫المي الكبي فارس الدين أقطاي‬
‫الستعرب أتابك الديار الصرية كان أول ملوكا لبن ين ث صار ملوكا للصال أيوب فأمره ث عظم شأنه ف دولة الظفر وصار أتابك العساكر فلما قتل امتدت أطماع المراء إل الملكة فبايع‬
‫أقطاي اللك الظاهر فتبعه اليش على ذلك وكان الظاهر يعرفها له ول ينساها ث قبل وفاته بقليل انضم عند الظاهر ومات ف هذه السنة بالقاهرة‬
‫الشيخ عبد ال بن غان‬
‫ابن علي بن إبراهيم بن عساكر بن السي القدسي له زاوية بنابلس وله أشعار رائقة وكلم قوي ف علم التصوف وقد طول اليونين ترجته وأورد من أشعاره شيئا كثيا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪267‬‬

‫قاضي القضاة كمال الدين‬


‫أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر بن علي التفليسي الشافعي ولد بتفليس سنة إحدى وستمائة وكان فاضل أصوليا مناظرا ول نيابة الكم مدة ث استقل بالقضاء ف دولة هلوون هولكو‬
‫وكان عفيفا نزها ل يرد منصبا ول تدريسا مع كثرة عياله وقلة ماله ولا انقضت أيامهم تغضب عليه بعض الناس ث ألزم بالسي إل القاهرة فأقام با يفيد الناس إل أن توف ف ربيع الول من‬
‫هذه السنة ودفن بالقرافة الصغرى‬
‫اساعيل بن إبراهيم بن شاكر بن عبد ال‬
‫التنوخي وتنوخ من قضاعة كان صدار كبيا وكتب النشاء للناصر داود بن العظم وتول نظر الارستان النوري وغيه وكان مشكور السية وقد أثن عليه غي واحد وقد جاوز الثماني ومن‬
‫شعره قوله ‪ ...‬خاب رجاء أمرئ له أمل ‪ ...‬بغي رب السماء قد وصله ‪ ...‬أيبتغي غيه أخو ثقة ‪ ...‬وهو ببطن الحشاء قد كفله ‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬خرس اللسان وكل عن ‪ ...‬أوصافكم ماذا‬
‫يقول وأنتم ما أنتم ‪ ...‬المر أعظم من مقالة قائل ‪ ...‬قد تاه عقل أن يعب عنكم ‪ ...‬العجز والتقصي وصفي دائما ‪ ...‬والب والحسان يعرف منكم ‪ ...‬ابن مالك صاحب اللفية‬
‫الشيخ جال الدين ممد بن عبد ال بن مالك أبو عبد ال الطائي اليان النحوي صاحب التصانيف الشهورة الفيدة منها الكافية الشافية وشرحها والتسهيل وشرحه واللفية الت شرحها ولده‬
‫بدر الدين شرحا مفيدا ولد بيان سنة ستمائة واقام بلب مدة ث بدمشق وكان كثي الجتماع بابن خلكان واثن عليه غي واحد وروى عنه القاضي بدر الدين بن جاعة وأجاز لشيخنا علم‬
‫الدين البزال توف ابن مالك بدمشق ليلة الربعاء ثان عشر رمضان ودفن برتبة القاضي عز الدين بن الصائغ بقاسيون‬
‫النصي الطوسي‬
‫ممد بن عبد ال الطوسي كان يقال له الول نصي الدين ويقال الواجا نصي الدين اشتغل ف شبيبته وحصل علم الوائل جيدا وصنف ف ذلك ف علم الكلم وشرح الشارات لبن سينا‬
‫ووزر لصحاب قلع اللوت من الساعيلية ث وزر لولكو وكان معه ف واقعة بغداد ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولكوخان بقتل الليفة فال أعلم وعندي أن هذا ل يصدر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪268‬‬


‫من عاقل ول فاضل وقد ذكره بعض البغاددة فأثن عليه وقال كان عاقل فاضل كري الخلق ودفن ف مشهد موسى بن جعفر ف سرداب كان قد أعد للخليفة الناصر لدين ال وهو الذي‬
‫كان قد بن الرصد براغة ورتب فيه الكماء من الفلسفة والتكلمي والفقهاء والحدثي والطباء وغيهم من أنواع الفضلء وبن له فيه قبة عظيمة وجعل فيه كتبا كثية جدا توف ف بغداد‬
‫ف ثان عشر ذي الجة من هذه السنة وله خس وسبعون سنة وله شعر جيد قوي وأصل اشتغاله على العي سال بن بدار بن علي الصري العتزل التشيع فنع فيه عروق كثية منه حت أفسد‬
‫اعتقاده‬
‫الشيخ سال البقي‬
‫صاحب الرباط بالقرافة الصغرى كان صالا متعبدا يقصد للزيارة والتبك بدعائه وله اليوم اصحاب معروفون على طريقة‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعي وستمائة‬
‫فيها اطلع السلطان على ثلثة عشر أميا منهم قجقار الموي وقد كانوا كاتبوا التتر يدعونم إل بلد السلمي وأنم معهم على السلطان فأخذوا فأقروا بذلك وجاءت كتبهم مع البيدية‬
‫وكان آخر العهد بم وفيها أقبل السلطان بالعساكر فدخل بلد سيس يوم الثني الادي والعشرين من رمضان فقتلوا خلقا ل يعلمهم إل ال وغنموا شيئا كثيا من البقار والغنام والثقال‬
‫والدواب والنعام نبيع ذلك بأرخص ثن ث عاد فدخل دمشق مؤيدا منصورا ف شهر ذي الجة فأقام با حت دخلت السنة وفيها ثار على أهل الوصل رمل حت عم الفق وخرجوا من‬
‫دورهم يبتهلون إل ال حت كشف ذلك عنهم وال تعال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫ابن عطاء النفي‬
‫قاضي القضاة شس الدين أبو ممد بعد ال بن الشيخ شرف الدين ممد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبي بن جابر بن وهيب الذرعي النفي ولد سنة خس وتسعي وخسمائة سع‬
‫الديث وتفقه على مذهب أب حنيفة وناب ف الكم عن الشافعي مدة ث استقل بقضاء النفية أول ما ول القضاة من الذاهب الربعة ولا وقعت الوطة على أملك الناس أراد السلطان منه‬
‫أن يكم با بقتضى مذهبه فغضب من ذلك فقال هذه أملك بيد أصحابا وما يل لسلم أن يتعرض لا ث نض من الجلس فذهب فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا ث سكن غضبه‬
‫فكان يثن عليه بعد ذلك ويدحه ويقول ل تثبتوا كتبا إل عنه كان ابن عطاء من العلماء الخيار كثي التواضع قليل الرغبة ف الدنيا روى عنه ابن جاعة وأجاز للبزال توف يوم المعة تاسع‬
‫جادي الول ودفن بالقرب من العظمية بسفح قاسيون رحه ال تعال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪269‬‬

‫بيمند بن بيمند بن بيمند‬


‫ابرنس طرابلس الفرني كا جده نائبا لبنت صيحل الذي تلك طرابلس من ابن عمار ف حدود المسمائة وكانت يتيمة تسكن بعض جزائر البحر فتغلب هذا على البلد لبعدها عنه ث استقل‬
‫با ولده ث حفيده وكان شكل مليحا قال قطب الدين اليونين رأيته ف بعلبك ف سنة ثان وخسي وستمائة حي جاء مسلما على كتبغانوين ورام أن يطلب منه بعلبك فشق ذلك على‬
‫السلمي ولا توف دفن ف كنيسة طرابلس ولا فتحها السلمون ف سنة ثان وثاني وستمائة نبش الناس قبه واخرجوه منه والقوا عظامه على الزابل للكلب‬
‫ث دخلت سنة أربع وسبعي وستمائة‬
‫لا كان يوم الميس ثامن جادى الول نزل التتار على البية ف ثلثي ألف مقاتل خسة عشر ألفا من الغول وخسة عشر ألفا من الروم والقدم على الميع البواناه بأمر أبغا ملك التتار‬
‫ومعهم جيش الوصل وجيش ماردين والكراد ونصبوا عليها ثلثة وعشرين منجنيقا فخرج أهل البية ف الليل فكبسوا عسكر التتار وأحرقوا النجنيقات ونبوا شيئا كثيا ورجعوا إل بيوتم‬
‫سالي فاقام عليها اليش مدة إل تاسع عشر الشهر الذكور ث رجعوا عنها بغيظهم ل ينالوا خيا وكفى ال الؤمني القتال وكان ال قويا عزيزا ولا بلغ السلطان نزول التتار على البية أنفق‬
‫ف اليش ستمائة ألف دينار ث ركب سريعا وف صحبته ولده السعيد فلما كان ف أثناء الطريق بلغه رحيل التتار عنها فعاد إل دمشق ث ركب ف رجب إل القاهرة فدخلها ف ثامن عشر‬
‫فوجد با خسة وعشرين رسول من جهة ملوك الرض ينتظرونه فتلقوه وحدثوه وقبلوا الرض بي يديه ودخل القلعة ف أبة عظيمة ولا عاد البواناه إل بلد الروم حلف المراء الكبار منهم‬
‫شرف الدين مسعود وضياء الدين ممود ابنا الطيي وأمي الدين ميكائيل وحسام الدين ميجار وولده باء الدين على أن يكونوا من جهة السلطان اللك الظاهر وينابذوا أبغا فحلفوا له على‬
‫ذلك وكتب إل الظاهر بذلك وأن يرسل إليه جيشا ويمل له ما كان يمله إل التتار ويكون غياث الدين كنجري على ما هو عليه يلس على تت ملكة الروم وف هذه السنة استسقى أهل‬
‫بغداد ثلثة أيام فلم يسقوا وفيها ف رمضان منها وجد رجل وامرأة ف نار رمضان على فاحشة الزنا فأمر علء الدين صاحب الديوان برجهما فرجا ول يرجم ببغداد قبلهما قط أحد منذ‬
‫بنيت وهذا غريب جدا وفيها استسقى أهل دمشق أيضا مرتي ف أواخر رجب وأوائل شعبان وكان ذلك ف آخر كانون الثان فلم يسقوا ايضا وفيها أرسل السلطان جيشا إل دنقلة فكسر‬
‫جيش السودان وقتلوا منهم خلقا واسروا شيئا كثيا من السودان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪270‬‬

‫بيث بيع الرقيق الرأس منها بثلثة دراهم ورهب ملكهم داوداه إل صاحب النوبة فأرسله إل اللك الظاهر متاطا عليه وقرر اللك الظاهر على أهل دنقلة جزية تمل إليه ف كل سنة كل‬
‫ذلك كان ف شعبان من هذه السنة‬
‫وفيها عقد عقد اللك السعيد بن الظاهر على بنت المي سيف الدين قلوون اللفي ف اليوان بضرة السلطان والدولة على صداق خسة آلف دينار تعجل منها ألفا دينار وكان الذي كتبه‬
‫وقرأه ميي الدين بن عبد الظاهر فاعطى مائة دينار وخلع عليه ث ركب السلطان مسرعا فوصل إل حصن الكرك فجمع القيمرية الذين به فإذا هم ستمائة نفر فأمر بشنقهم فشفع فيهم عنده‬
‫فأطلقهم وأجلهم منه إل مصر كان قد بلغه عنهم انم يريدون قتل من فيه ويقيموا ملكا عليهم وسلم الصن إل الطواشي شس الدين رضوان السهيلي ث عاد ف بقية الشهر إل دمشق‬
‫فدخلها يوم المعة ثامن عشر الشهر وفيها كانت زلزلة بأخلط واتصلت ببلد بكر ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ المام العلمة‬
‫الديب تاج الدين أبو الثناء ممود بن عابد بن السي بن ممد بن علي التميمي الصرخدي النفي كان مشهورا بالفقه والدب والعفة والصلح ونزاهة النفس ومكارم الخلق ولد سنة‬
‫ثان وسبعي وخسمائة وسع الديث وروى ودفن بقابر الصوفية ف ربيع الخر منها وله ست وتسعون سنة رحه ال‬
‫الشيخ المام عماد الدين عبد العزيز بن ممد‬
‫ابن عبد القادر بن عبد ال بن خليل بن مقلد النصاري الدمشقي العروف بابن الصائغ كان مدرسا بالذراوية وشاهدا بالزانة بالقلعة يعرف الساب جيدا وله ساع ورواية ودفن بقاسيون‬
‫ابن الساعي الؤرخ‬
‫تاج الدين بن الحتسب العروف بابن الساعي البغدادي ولد سنة ثلث وتسعي وسع الديث واعتن بالتاريخ وجع وصنف ول يكن بالافظ ول الضابط التقن وقد أوصى إليه ابن النجار‬
‫حي توف وله تاريخ كبي عندي أكثره ومصنفات اخر مفيدة وآخر ما صنف كتاب ف الزهاد كتب ف حاشيته زكي الدين عبد ال بن حبيب الكاتب ‪ ...‬ما زال تاج الدين طول الدى ‪...‬‬
‫من عمره يعتق ف السي ‪ ...‬ف طلب العلم وتدوينه ‪ ...‬وفعله نفع بل ضي ‪ ...‬عل علي بتصانيفه ‪ ...‬وهذه خاتة الي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪271‬‬

‫ث دخلت سنة خس وسبعي وستمائة‬


‫ف ثالث عشر الحرم منها دخل السلطان إل دمشق وسبق العساكر إل بلد حلب فلما توافت إليه أرسل بي يديه المي بدر الدين التابكي بألف فارس إل البلستي فصادف با جاعة من‬
‫عسكر الروم فركبوا إليه وحلوا إليه القامات وطلب جاعة منهم أن يدخولوا بلد السلم فأذن لم فدخل طائفة منهم بيجار وابن الطي فرسم لم أن يدخلوا القاهرة فتلقاهم اللك السعيد‬
‫ث عاد السلطان من حلب إل القاهرة فدخلها ف ثان عشر ربيع الخر‬
‫وف خامس جادي الول عمل السلطان عرس ولده اللك السعيد على بنت قلوون واحتفل السلطان به احتفال عظيما وركب اليش ف اليدان خسة أيام يلعبون ويتطاردون ويمل بعضهم‬
‫على بعض ث خلع على المراء وأرباب الناصب وكان مبلغ ما خلع ألف وثلثمائة خلعة بصر وجاءت مراسيمه إل الشام باللع على أهلها ومد السلطان ساطا عظيما حضره الاص والعام‬
‫والشارد والوارد وحبس فيه رسل التتار ورسل الفرنج وعليهم كلهم اللع الائلة وكان وقتا مشهودا وحل صاحب حاه هدايا عظيمة وركب إل مصر للتهنئة وف حادي عشر شوال طيف‬
‫بالحمل وبكسوة الكعبة الشرفة بالقاهرة وكان يوما مشهودا‬
‫وقعة البلستي وفتح قيسارية‬
‫ركب السلطان من مصر ف العساكر فدخل دمشق ف سابع عشر شوال فأقام با ثلثة أيام ث سار حت دخل حلب ف مستهل ذي القعدة فأقام با يوما ورسم لنائب حلب أن يقيم بعسكر‬
‫حلب على الفرات لفظ النائر وسار السلطان فقطع الدر بند ف نصف يوم ووقع سنقر الشقر ف أثناء الطريق بثلثة آلف من الغول فهزمهم يوم الميس تاسع ذي القعدة وصعد العسكر‬
‫على البال فأشرفوا على وطأة البلستي فرأوا التتار قد رتبوا عسكرهم وكانوا أحد عشر ألف مقاتل وعزلوا عنهم عسكر الروم خوفا من مامرتم فلما تراأي المعان حلت ميسرة التتار‬
‫فصدمت سناجق السلطان ودخلت طائفة منهم بينهم فشقوها وساقت إل اليمنة فلما رأى السلطان ذلك اردف السلمي بنفسه ومن معه ث لحت منه التفاتة فرأي اليسرة قد كادت أن‬
‫تتحطم فأمر جاعة من المراء باردافها ث حل العسكر جيعه حلة واحدة على التتار فترجلوا إل الرض عن آخرهم وقاتلوا السلمي قتال شديدا وصب السلمون صبا عظيما فأنزل ال نصره‬
‫على السلمي فأحاطت بالتتار العساكر من كل جانب وقتلوا منهم خلقا كثيا وقتل من السلمي أيضا جاعة وكان ف جلة من قتل من سادات السلمي المي الكبي ضياء الدين ابن الطي‬
‫وسيف الدين قيماز وسيف الدين بنجو الاشنكي وعز الدين أيبك الثقفي واسر جاعة من أمراء الغول ومن أمراء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪272‬‬

‫ومن أمراء الروم وهرب الرواناه فنجا بنفسه ودخل قيسارية ف بكرة الحد ثان عشرة ذي القعدة وأعلم أمراء الروم ملكهم بكسرة التتار على البلستي واشار عليهم بالزية فأنزموا منها‬
‫وأخلوها فدخلها اللك الظاهر وصلى با المعة سابع ذي القعدة وخطب له با ث كر راجعا مؤيدا منصورا وسارت البشائر إل البلدان ففرح الؤمنون يومئذ بنصر ال ولا بلغ خب هذه‬
‫الوقعة أبغا جاء حت وقف بنفسه وجيشه وشاهد مكان العركة ومن فيها من قتلى الغول فغاظه ذلك وأعظمه وحنق على الرواناه إذ ل يعلمه بلية الال وكان يظن أمر اللك الظاهر دون هذا‬
‫كله واشتد غضبه على أهله قيسارية وأهل تلك الناحية فقتل منهم قريبا من مائت ألف وقيل قتل منهم خسمائة ألف من قيسارية وأرزن الروم وكان ف جلة من قتل القاضي جلل الدين‬
‫حبيب فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ أبو الفضل ابن الشيخ عبيد بن عبد الالق الدمشقي‬
‫ودفن بالقرب من الشيخ أرسلن قال الشيخ علم الدين وكان يذكر أن مولده كان سنة أربع وستي وخسمائة‬
‫الطواشي ين البشي‬
‫شيخ الدم بالرم الشريف كان دينا عاقل عدل صادق اللهجة مات ف عشر السبعي رحه ال ‪ 4‬الشيخ الحدث شس الدين أبو العباس‬
‫أحد بن ممد بن عبد ال بن أب بكر الوصلي ث الدمشقي الصوف سع الكثي وكتب الكتب الكبار بط رفيع جيد واضح جاوز السبعي ( ‪ ) 1‬ودفن بباب الفراديس‬
‫الشاعر شهاب الدين أبو الكارم‬
‫ممد بن يوسف بن مسعود بن بركة بن سال بن عبد ال الشيبان التلعفري صاحب ديوان الشعر جاوز الثماني مات بماة وكان الشعراء مقرين له معترفي بفضله وتقدمه ف هذا الفن ومن‬
‫شعره قوله ‪ ...‬لسان طري نك يا غاية الن ‪ ...‬ومن ولي أن خطيب وشاعر ‪ ...‬فهذا لعن حسن وجهك ناظم ‪ ...‬وهذا لدمعي ف تنيك ناشر ‪ ...‬القاضي شس الدين‬
‫علي بن ممود بن علي بن عاصم الشهزوري الدمشقي مدرس القيمرية بشرط واقفها له ولذريته من بعده التدريس من تأهل منهم فدرس با إل أن توف ف هذه السنة ودرس بعده ولده‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪273‬‬

‫صلح الدين ث ابن ابنه بعد ابن جاعة وطالت مدة حفيده وقد ول شس الدين على نيابة ابن خلكان ف الولية الول وكان فقيها جيدا نقال للمذهب رحه ال وقد سافر مع ابن العدي‬
‫لبغداد فسمع با ودفن بقابر الصوفية بالقرب من ابن الصلح‬
‫الشيخ الصال العال الزاهد‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن سعد ال بن جاعة بن علي بن جاعة بن حازم بن سنجر الكنان الموي له معرفة بالفقه والديث ولد سنة ست وتسعي بماة وتوف بالقدس الشريف ودفن بامل‬
‫وسع من الفخر ابن عساكر وروى عنه ولده قاضي القضاة بدر الدين ابن جاعة‬
‫الشيخ الصال جندل بن ممد النين‬
‫كانت له عبادة وزهادة وأعمال صالة وكان الناس يترددون إل زيارته بني وكان يتكلم بكلم كثي ل يفهمه أحد من الاضرين بألفاظ غريبة وحكى عنه الشيخ تاج الدين أنه سعه يقول ما‬
‫تقرب أحد إل ال بثل الذل له والتضرع إليه وسعه يقول الولة منفي من طريق ال يعتقد أنه واصل ولو علم انه منفي رجع عما هو فيه لن طريق القوم من اهل السلوك ليثبت عليها إل‬
‫ذوو العقول الثابتة وكان يقول السماع وظيفة أهل البطالة قال الشيخ تاج الدين وكان الشيخ جندل من أهل الطريق وعلماء التحقيق قال وأخبن ف سنة إحدى وستي وستمائة أنه قد بلغ‬
‫من العمر خسا وتسعي سنة قلت على هذا فيكون قد جاوز الائة لنه توف ف رمضان من هذه السنة ودفن ف زاويته الشهورة بقرية مني وتردد الناس لقبه يصلون عليه من دمشق وأعمالا‬
‫أياما كثية رحه ال‬
‫ممد بن عبد الرحن بن ممد‬
‫الافظ بدر الدين أبو عبد ال بن النويرة السلمي النفي اشتغل على الصدر سليمان وابن عطاء وف النحو على ابن مالك وحصل وبرع ونظم ونثر ودرس ف الشبلية والقصاعي وطلب لنيابة‬
‫‪ ...‬القضاء فامتنع وكتب الكتاب النسوبة رآه بعض أصحابه ف النام بعد وفاته فقال ما فعل ال بك فأنشأ يقول ‪ ...‬ما كان ل من شافع عنده ‪ ...‬غي اعتقادي أنه واحد‬
‫وكانت وفاته ف جادي الخرة ودفن بظاهر دمشق رحه ال‬
‫ممد بن عبد الوهاب بن منصور‬
‫شس الدين أبو عبد ال الران النبلي تلميذ الشيخ مد الدين ابن تيمية وهو أول من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪274‬‬

‫حكم بالديار الصرية من النابلة نيابة عن القاضي تاج الدين ابن بنت العز ث ول شس الدين ابن الشيخ العماد القضاء مستقل فاستناب به ث ترك ذلك ورجع إل الشام يشتغل ويفت إل‬
‫أن توف وقد نيف على الستي رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعي وستمائة‬
‫فيها كانت وفاة اللك الظاهر ركن الدين بيبس صاحب البلد الصرية والشامية واللبية وغي ذلك واقام ولده ناصر الدين أبا العال ممد بركة خان اللقب السعيد من بعده ووفاة الشيخ‬
‫ميي الدين النووي إمام الشافعية فيها ف اليوم السابع من الحرم منها ودخل السلطان اللك الظاهر من بلد الروم وقد سكر التتار على البلستي ورجع مؤيدا منصورا فدخل دمشق وكان‬
‫يوم دخوله يوما مشهودا فنل بالقصر البلق الذي بناه غرب دمشق بي اليداني الخضرين وتواترت الخبار إليه بأن أبغا جاء إل العركة ونظر إليها وتأسف على من قتل من الغول وأمر‬
‫بقتل الرواناه وذكروا أنه قد عزم على قصد الشام فأمر السلطان بمع المراء وضرب مشورة فاتفق مع المراء على ملقاته حيث كان وتقدم بضرب الدهليز على القصر ث جاء الب بأن‬
‫أبغا قد رجع إل بلده فأمر برد الدهليز وأقام بالقصر البلق يتمع عنده العيان والمراء والدولة ف اسر حال وأنعم بال وأما أبغا فإنه أمر بقتل الرواناه وكان نائبه على بلدا لروم وكان‬
‫اسه معي الدين سليمان ابن علي بن ممد بن حسن وإنا قتله لنه اتمه بمالته للملك الظاهر وزعم أنه هو الذي حسن له دخول بلد الروم وكان الرواناه شجاعا حازما كريا جوادا وله‬
‫ميل إل اللك الظاهر وكان قد جاوز المسي لا قتل‬
‫ث لا كان يوم السبت خامس عشر الحرم توف اللك القاهر باء الدين عبد اللك بن السلطان العظم عيسى بن العادل أب بكر بن أيوب عن أربع وستي سنة وكان رجل جيدا سليم الصدر‬
‫كري الخلق لي الكلمة كثي التواضع يعان ملبس العرب ومراكبهم وكان معظما ف الدولة شجاعا مقداما وقد روى عن ابن الليثي وأجاز للبزال قال البزال ويقال إنه سم وذكر غيه‬
‫أن السلطان اللك الظاهر سه ف كأس خر ناوله إياه فشربه وقام السلطان إل الرتفق ث عاد وأخذ الساقي الكأس من يد القاهر فمله وناوله السلطان الظاهر والساقي ل يشعر بشيء ما‬
‫جرى وأنسى ال السلطان ذلك الكأس أو ظن أنه غيه لمر يريده ال ويقضيه وكان قد بقى ف الكأس بقية كثية من ذلك السم فشرب الظاهر ما ف الكأس ول يشعر حت شربه فاشتكى‬
‫بطنه من ساعته ووجد الوهج والر والكرب الشديد من فوره وأما القاهر فإنه حل إل منله وهو مغلوب فمات من ليلته وترض الظاهر من ذلك أياما حت كانت وفاته يوم الميس بعد‬
‫الظهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪275‬‬

‫ف السابع والعشرين من الحرم بالقصر البلق وكان ذلك يوما عظيما على المراء وحضر نائب السلطنة عز الدين أيدمر وكبار المراء والدولة فصلوا عليه سرا وجعلوه ف تابوت ورفعوه‬
‫إل القلعة من السور وجعلوه ف بيت من بيوت البحرية إل أن نقل إل تربته الت بناها ولده له بعد موته وهي دار العقيقي تاه العادلية الكبية ليلة المعة خامس وجب من هذه السنة وكتم‬
‫موته فلم يعلم جهور الناس به حت إذا كان العشر الخي من ربيع الول وجاءت البيعة لولده السعيد من مصر فحزن الناس عليه حزنا شديدا وترحوا عليه ترحا كثيا وجددت البيعة أيضا‬
‫بدمشق وجاء تقليد النيابة بالشام مددا إل عز الدين أيدمر نائبها‬
‫وقد كان اللك الظاهر شهما شجاعا عال المة بعيد الغور مقداما جسورا معتنيا بأمر السلطنة يشفق على السلم متحليا باللك له قصد صال ف نصرة السلم واهله وإقامة شعار اللك‬
‫واستمرت أيامه من يوم الحد سابع عشر ذي القعدة سنة ثان وخسي إل هذا الي ففتح ف هذه الدة فتوحات كثية قيسارية وأرسون ويافا والشقيف وإنطاكية وبعراض وطبية والقصي‬
‫وحصن الكراد وحصن عكا والغرين وصافينا وغي ذلك من الصون النيعة الت كانت بأيدي الفرنج ول يدع مع الساعيلية شيئا من الصون وناصف الفرنج على الرقب وبانياس وبلد‬
‫انطرسوس وسائر ما بقي بأيديهم من البلد والصون وول ف نصيبه ما ناصفهم عليه النواب والعمال وفتح قيسارية من بلد الروم وأوقع بالروم والغول على البلستي بأسا ل يسمع بثله من‬
‫دهور متطاولة واستعاد من صاحب سيس بلدا كثية وجاس خلل ديارهم وحصونم واسترد من أيدي التغلبي من السلمي بعلبك وبصرى وصرخد وحص وعجلون والصلت وتدمر‬
‫والرحبة وتل باشر وغيها والكرك والشوبك وفتح بلد النوبة بكمالا من بلد السودان وانتزع بلدا من التتار كثية منها شيزور والبية واتسعت ملكته من الفرات إل أقصى بلد النوبة‬
‫وعمر شيئا كثيا من الصون والعاقل والسور على النار الكبار وبن دار الذهب بقلعة البل وبن قبة على اثن عشر عمودا ملونة مذهبة وصور فيها صور خاصكيته وأشكالم وحفر أنارا‬
‫كثيةوخلجانات ببلد مصر منها نر السرداس وبن جوامع كثية ومساجد عديدة وجدد بناء مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم حي احترق ووضع الدرابزينات حول الجرة الشريفة‬
‫وعمل فيه منبا وسقفه بالذهب وجدد الارستان بالدينة وجدد قب الليل عليه السلم وزاد ف زاويته وما يصرف إل القيمي وبن على الكان النسوب إل قب موسى عليه السلم قبة قبلي‬
‫أريا وجدد بالقدس أشياء حسنة من ذلك قبة السلسلة ورمم سقف الصخرة وغيها وبن بالقدس خانا هائل با مل ونقل إليه باب قصر اللفاء الفاطميي من مصر وعمل فيه طاحونا وفرنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪276‬‬

‫وبستانا وجعل للواردين إليه أشياء تصرف إليهم ف نفقة امتعتهم رحه ال وبن على قب أب عبيدة بالقرب من عمتنا مشهدا ووقف عليه أشياء للواردين إليه وعمر جسر دامية وجدد قب‬
‫جعفر الطيار بناحية الكرك ووقف على الزائرين له شيئا كثيا وجدد قلعة صفت وجامعها وجدد جامع الرملة وغيها ف كثي من البلد الت كانت الفرنج قد أخذتا وخربت جوامعها‬
‫ومساجدها وبن بلب دارا هائلة وبدمشق القصر البلق والدرسة الظاهرية وغيها وضرب الدراهم والدناني اليدة الالصة على النصح والعاملة اليدة الارية بي الناس فرحه ال‬
‫وله من الثار السنة والماكن مال يب ف زمن اللفاء وملوك بن أيوب مع اشتغاله ف الهاد ف سبيل ال واستخدم من اليوش شيئا كثيا ورد إليه نوا من ثلثة آلف من الغول فأقطعهم‬
‫وأمر كثيا منهم وكان مقتصدا ف ملبسه ومطعمه وكذلك جيشه وهو الذي انشأ الدولة العباسية بعد دثورها وبقي الناس بل خليفة نوا من ثلث سني وهو الذي أقام من كل مذهب قاضيا‬
‫مستقل قاضي قضاة وكان رحه ال متيقظا شهما شجاعا ل يفتر عن العداء ليل ول نارا بل هو مناجز لعداء السلم وأهله ول شعثه واجتماع شله وبالملة أقامه ال ف هذا الوقت التأخر‬
‫عونا ونصرا للسلم وأهله وشجا ف حلوق الارقي من الفرنج والتتار والشركي وأبطل المور ونفى الفساق من البلد وكان ل يرى شيئا من الفساد والفاسد إل سعى ف إزالته بهده‬
‫وطاقته وقد ذكرنا ف سيته ما ارشد إل حسن طويته وسريرته وقد جع له كاتبه ابن عبد الظاهر سية مطولة وكذلك ابن شداد أيضا وقد ترك من الولد عشرة ثلثة ذكور وسبعة إناث‬
‫ومات وعمره ما بي المسي إل الستي وله أوقاف وصلت وصدقات تقبل ال منه السنات وتاوز له عن السيئات وال سبحانه أعلم‬
‫وقام ف اللك بعده ولده السعيد ببايعة أبيه له ف حال حياته وكان عمر السعيد يومئذ دون العشرين سنة وهو من أحسن الشكال وأت الرجال وف صفر وصلت الدايا من الفنس مع رسله‬
‫إل الديار الصرية فوجدوا السلطان قد مات وقد أقيم اللك السعيد ولده مكانه والدولة ل تتغي والعرفة بعده ما تنكرت ولكن البلد قد فقدت أسدها بل أسدها وأشدها بل الذي بلغ أشدها‬
‫وإذا انفتحت ثغرة من سور السلم سدها وكلما انلت عقدة من عرى العزائم شدها وكلما رامت فرقة مارقة من طوائف الطغام أن تلج إل حومة السلم صدها وردها فسامه ال وبل‬
‫بالرحة ثراه وجعل النة متقلبه ومثواه‬
‫وكانت العساكر الشامية قد سارت إل الديار الصرية ومعهم مفة يظهرون أن السلطان با مريض حت وصلوا إل القاهرة فجددوا البيعة للسعيد بعد ما أظهروا موت اللك السديد الذي هو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪277‬‬

‫إن شاء ال شهيد وف يوم المعة السابع والعشرين من صفر خطب ف جيع الوامع بالديار الصرية للملك السعيد وصلى على والده اللك الظاهر واستهلت عيناه بالدموع وف منتصف ربيع‬
‫الول ركب اللك السعيد بالعصائب على عادته وبي يديه اليش بكماله الصري والشامي حت وصل إل البل الحر وفرح الناس به فرحا شديدا وعمره يومئذ تسع عشرة سنة وعليه أبة‬
‫اللك ورياسة السلطنة وف يوم الثني رابع جادي الول فتحت مدرسة المي شس الدين آقسنقر الفارقان بالقاهرة بارة الوزيرية على مذهب أب حنيفة وعمل فيها مشيخة حديث وقارئ‬
‫وبعده بيوم عقد عقد ابن الليفة الستمسك بال ابن الاكم بامر ال على ابنة الليفة الستنصر ابن الظاهر وحضر والده والسلطان ووجوه الناس وف يوم السبت تاسع جادي الول شرع ف‬
‫بناء الدار الت تعرف بدار العقبقي تاه العادلية لتجعل مدرسة وتربة للملك الظاهر ول تكن قبل ذلك إل دارا للعقبقي وهي الجاورة لمام العقبقي وأسس أساس التربة ف خامس جادي‬
‫الخرة وأسست الدرسة أيضا‬
‫وف رمضان طلعت سحابة عظيمة بدينة صفت لع منها برق شديد وسطع منها لسان نار وسع منها صوت شديد هائل ووقع منها على منارة صفت صاعقة شقتها من أعلها إل أسفلها شقا‬
‫يدخل الكف فيه‬
‫ومن توف فيها من العيان البواناه ف العشر الول من الحرم واللك الظاهر ف العشر الخي منه وقد تقدم شيء من ترجتهما‬
‫المي الكبي بدر الدين بيلبك بن عبد ال‬
‫الزندار نائب الديار الصرية للملك الظاهر كان جوادا مدحا له إلام ومعرفة بأيام الناس والتواريخ وقد وقف درسا بالامع الزهر على الشافعية ويقال إنه سم فمات فلما مات انتقض بعده‬
‫حبل اللك السعيد واضطربت أموره‬
‫قاضي القضاة شس الدين النبلي‬
‫ممد ابن الشيخ العماد أب إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور القدسي أول من ول قضاء قضاة النابلة بالديار الصرية سع الديث خصوصا علي ابن طبزد وغيه ورحل إل‬
‫بغداد واشتغل بالفقه وتفنن ف علوم كثية وول مشيخة سعيد السعداء وكان شيخا مهيبا حسن الشيبة كثي التواضع والب والصدقة وقد اشترط ف قبول الولية أن ل يكون له عليها جامكية‬
‫ليقوم ف الناس بالق ف حكمه وقد عزله الظاهر عن القضاء سنة سبعي واعتقله بسبب الودائع الت كانت عنده ث أطلقه بعد سنتي فلزم منله واستقر بتدريس الصالية إل أن توف ف أواخر‬
‫الحرم ودفن عند عم الافظ عبد الغن بسفح جبل القطم وقد أجاز للبزال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪278‬‬

‫قال الافظ البزال وف يوم السبت ثان عشر ربيع الول ورد الب بوت ستة أمراء من الديار الصرية سنقر البغدادي وبسطا البلدي التتري وبدر الدين الوزيري وسنقر الرومي وآق سنقر‬
‫الفارقان رحهم ال‬
‫الشيخ خضر الكردي شيخ اللك الظاهر‬
‫خضر بن أب بكر بن موسى الكردي النهروان العدوى ويقال إن أصله من قريبة الحمدية من جزيرة ابن عمر كان ينسب إليه أحوال ومكاشفات ولكنه لا خالط الناس افتت ببعض بنات‬
‫المراء وكان يقول عن اللك الظاهر وهو أمي إنه سيلي اللك فلهذا كان اللك الظاهر يعتقده ويبالغ ف إكرامه بعد أن ول الملكة ويعظمه تعظيما زائدا وينل عنده إل زاويته ف السبوع‬
‫مرة أو مرتي ويستصحبه معه ف كثي من اسفاره ويلزمه ويترمه ويستشيه فيشي عليه برأيه ومكاشفات صحيحة مطابقة إما رحانية أو شيطانية أو حال أو سعادة لكنه افتت لا خالط الناس‬
‫ببعض بنات المراء وكن ل يتجب منه فوقع ف الفتنة وهذا ف الغالب واقع ف مالطة الناس فل يسلم الخالط لم من الفتنة ول سيما مالطة النساء مع ترك الصحاب فل يسلم العبد ألبتة‬
‫منهمن فلما وقع ما وقع فيه حوقق عند السلطان وتيسرى وقلوون والفارس إقطاي التابك فاعترف فهم بقتله فقال له إنا بين وبينك أيام قلئل فأمر بسجنه فسجن سني عديدة من سنة‬
‫إحدى وسبعي إل سنة ست وسبعي وقد هدم بالقدس كنيسة وذبح قسيسها وعملها زاوية وقد قدمنا ترجته قبل ذلك فيما تقدم ث ل يزل مسجونا حت مات ف يوم الميس سادس الحرم‬
‫من هذه السنة فأخرج من القلعة وسلم إل قرابته فدفن ف تربة أنشأها ف زاويته مات وهو ف عشر الستي وقد كان يكاشف السلطان ف اشياء وإليه تنسب قبة الشيخ خضر الت على البل‬
‫( غرب الربوة وله زاوية بالقدس الشريف ( ‪1‬‬
‫الشيخ ميي الدين النووي‬
‫يي بن شرف بن حسن بن حسي بن جعة بن حزام الازمي العال ميي الدين أبو زكريا النووي ث الدمشقي الشافعي العلمة شيخ الذهب وكبي الفقهاء ف زمانه ولد بنوى سنة إحدى‬
‫وثلثي وستمائة ونوى قرية من قرى حوران وقد قدم دمشق سنة تسع وأربعي وقد حفظ القرآن فشرع ف قراءة التنبيه فيقال إنه قرأه ف أربعة أشهر ونصف وقرأ ربع العبادات من الذهب‬
‫ف بقية السنة ث لزم الشايخ تصحيحا وشرحا فكان يقرأ ف كل يوم اثنا عشر درسا على الشايخ ث اعتن بالتصنيف فجمع شيئا كثيا منها ما أكمله ومنها ما ل يكمله فما كمل شرح مسلم‬
‫والروضة والنهاج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪279‬‬

‫والرياض والذكار والتبيان وترير التنبيه وتصحيحه وتذيب الساء واللغات وطبقات الفقهاء وغي ذلك وما ل يتممه ولو كمل ل يكن له نظي ف بابه شرح الهذب الذي ساه الجموع‬
‫وصل فيه إل كتاب الربا فأبدع فيه وأجاد وأفاد وأحسن النتقاد وحرر الفقه فيه ف الذهب وغيه وحرر الديث على ما ينبغي والغريب واللغة وأشياء مهمة ل توجد إل فيه وقد جعله نبة‬
‫على ما عن له ول أعرف ف كتب الفقه أحسن منه على أنه متاج إل أشياء كثية تزاد فيه وتضاف إليه وقد كان من الزهادة والعبادة والورع والتحري والنماح عن الناس على جانب كبي‬
‫ل يقدر عليه أحد من الفقهاء غيه وكان يصوم الدهر ول يمع بي إدامي وكان غالب قوته ما يمله إليه أبوه من نوى وقد باشر تدريس القبالية نيابة عن ابن خلكان وكذلك ناب ف‬
‫الفلكية والركنية وول مشيخة دار الديث الشرفية وكان ل يضيع شيئا من أوقاته وحج ف مدة إقامته بدمشق وكان يأمر بالعروف وينهى عن النكر للملوك وغيهم توف ف ليلة أربع‬
‫وعشرين من رجب من هذه السنة بنوى ودفن هناك رحه ال وعفا عنا وعنه‬
‫علي بن علي بن اسفنديار‬
‫نم الدين الواعظ بامع دمشق أيام السبوت ف الشهر الثلثة وكان شيخ الانقاه الجاهدية وبا توف ف هذه السنة كان فاضل بارعا وكان جده يكتب النشاء للخليفة الناصر وأصلهم من‬
‫بوشنج ومن شعر نم الدين هذا قوله ‪ ...‬إذا زار بالثمان غيي فانن ‪ ...‬أزور مع الساعات ربعك بالقلب ‪ ...‬وما كل ناء عن ديار نازح ‪ ...‬ول كل دان ف القيقة ذو قرب ‪ ...‬ث دخلت‬
‫سنة سبع وسبعي وستمائة‬
‫كان أولا يوم الربعاء وكان الليفة الاكم بأمر ال العباسي وسلطان البلد شاما ومصرا وحلبا اللك السعيد وف أوائل الحرم اشتهر بدمشق ولية ابن خلكان قضاء دمشق عوداعلى بدء ف‬
‫أواخر ذي الجة بعدعزل سبع سني فامتنع القاضي عز الدين بن الصائغ من الكم ف سادس الحرم وخرج الناس لتلقي ابن خلكان فمنهم من وصل إل الرملة وكان دخوله ف يوم الميس‬
‫الثالث والعشرين من الحرم فخرج نائب السلطنة عز الدين أيدمر بميع المراء والواكب لتلقيه وفرح الناس بذلك مدحه الشعراء وأنشد الفقيه شس الدين ممد بن جعفر ‪ ...‬لا تول قضاء‬
‫‪ ...‬الشام حاكمه ‪ ...‬قاضي القضاة أبو العباس ذو الكرم ‪ ...‬من بعد سبع شداد قال خادمه ‪ ...‬ذا العام ف يغاث الناس بالنعم‬
‫وقال سعد ال بن مروان الفارقي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪280‬‬


‫‪ ...‬اذقت الشام سبع سني جدبا ‪ ...‬غداة هجرته هجرا جيل ‪ ...‬فلما زرت من أرض مصر ‪ ...‬مددت عليه من كفيك نيل‬
‫وقال آخر ‪ ...‬رأيت أهل الشام طرا ‪ ...‬ما فيهم قط غي راض ‪ ...‬نالم الي بعد شر ‪ ...‬فالوقت بسط بل انقباض ‪ ...‬وعوضوا فرحة بزن ‪ ...‬قد أنصف الدهر ف التقاضي ‪ ...‬وسرهم‬
‫‪ ...‬بعد طول غم ‪ ...‬دور قاضي وعزل قاضي ‪ ...‬وكلهم شاكر وشاك ‪ ...‬بال مستقبل وماض‬
‫قال اليونين وف يوم الربعاء ثالث عشر صفر ذكر الدرس بالظاهرية وحضر نائب السلطنة أيدمر الظاهري وكان درسا حافل حضره القضاة وكان مدرس الشافعية الشيخ رشيد الدين ممود‬
‫ابن الفارقي ومدرس النفية الشيخ صدر الدين سليمان النفي ول يكن بناء الدرسة كمل وف جادي الول باشر قضاء النفية صدر الدين سليمان الذكور عوضا عن مد الدين ابن العدي‬
‫بكم وفاته ث توف صدر الدين سليمان الذكور ف رمضان وتول بعده القضاءحسام الدين أبو الفضائل السن بن أنوشروان الرازي النفي الذي كان قاضيا بلطية قبل ذلك وف العشر الول‬
‫من ذي القعدة فتحت الدرسة النجيبية وحضر تدريسها ابن خلكان بنفسه ث نزل عنها لولده كمال الدين موسى وفتحت الانقاه النجيبية وقد كانتا وأوقافهما تت اليطة إل الن‬
‫وف يوم الثلثاء خامس ذي الجة دخل السلطان السعيد إل دمشق وقد زينت له وعملت له قباب ظاهرة وخرج أهل البلد لتلقيه وفرحوا به فرحا عظيما لحبتهم والده وصلى عيد النحر‬
‫باليدا وعمل العيد بالقلعة النصورة واستوزر بدمشق الصاحب فتح الدين عبد ال بن القيساران وبالديار الصرية بعد موت باء الدين بن النا الصاحب برهان الدين بن الضر بن السن‬
‫السنجاري وف العشر الخي من ذي الجة جهز السلطان العساكر إل بلد سيس صحبة المي سيف الدين قلوون الصالي وأقام السلطان بدمشق ف طائفة يسية من المراء والاصكية‬
‫والواص وجعل يكثر التردد إل الزنبقية وف يوم الثلثاء السادس والعشرين من ذي الجة جلس السلطان بدار العدل داخل باب النصر وأسقط ما كان حدده والده على بساتي أهل دمشق‬
‫فتضاعفت له منهم الدعية وأحبوه لذلك حبا شديدا فإنه كان قد أجحف بكثي من أصحاب الملك وود كثي منهم لو تلص من ملكه جلة سبب ما عليه وفيها طلب من أهل دمشق خسي‬
‫ألف دينار ضربت أجرة على أملكهم مدة شهرين وجبيت منهم على القهر والعسف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪281‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫آقوش بن عبد ال المي الكبي جال الدين النجيب أبو سعيد الصالي أعتقه اللك نم الدين أيوب الكامل وجعله من أكابر المراء ووله أستاذ داريته وكان يثق إليه ويعتمد عليه وكان‬
‫مولده ف سنة تسع أو عشر وستمائة ووله اللك الظاهر أيضا استاذ داريته ث استنابه بالشام تسع سني فاتذ فيها الدرسة النجيبية ووقف عليها أوقافا دارة واسعة لكن ل يقرر للمستحقي‬
‫قدرا يناسب ما وقفه عليهم ث عزله السلطان واستدعاه لصر فأقام با مدة بطال ث مرض بالفال اربع سني وقد عاده ف بعضها اللك الظاهر ول يزل به حت كانت وفاته ليلة المعة خامس‬
‫شهر ربيع الخر بالقاهرة بداره بدرب اللوخية ودفن يوم المعة قبل الصلة بتربته الت أنشأها بالقرافة الصغرى وقد كان بن لنفسه تربة بالنجيبية وفتح لا شباكي إل الطريق فلم يقدر دفنه‬
‫با وكان كثي الصدقة مبا للعلماء مسنا إليهم حسن العتقاد شافعي الذهب متغاليا ف السنة ومبة الصحابة وبغض الروافض ومن جلة أوقافه السان البستان والراضي الت أوقفها على‬
‫السورة الت قبلي جامع كري الدين اليوم وعلى ذلك أوقاف كثية وجعل النظر ف أوقافه لبن خلكان‬
‫ايدكي بن عبد ال‬
‫المي الكبي علء الدين الشهاب واقف الانقاه الشهابية داخل باب الفرج كان من كبار المراء بدمشق وقد وله الظاهر بلب مدة وكان من خيار المراء وشجعانم وله حسن ظن بالفقراء‬
‫والحسان إليهم ودفن بتربة الشيخ عمار الرومي بسفح قاسيون ف خامس عشر ربيع الول وهو ف عشر المسي وخانقاه داخل باب الفرج وكان لا شباك إل الطريق والشهاب نسبة إل‬
‫الطواشي شهاب الدين رشيد الكبي الصالي‬
‫قاضي القضاة صدر الدين سليمان بن أب العز‬
‫ابن وهيب أبو الربيع النفي شيخ النفية ف زمانه وعالهم شرقا وغربا أقام بدمشق مدة يفت ويدرس ث انتقل إل الديار الصرية يدرس بالصالية ث عاد إل دمشق فدرس بالظاهرية وول‬
‫القضاء بعد مد الدين بن العدي ثلثة أشهر ث كانت وفاته ليلة المعة سادس شعبان ودفن ف الغد بعد الصلة بداره بسفح قاسيون وله ثلث وثانون سنة ومن لطيف شعره ف ملوك تزوج‬
‫جارية للملك العظم ‪ ...‬يا صاحب قفال وانظرا عجبا ‪ ...‬اتى به الدهر فينا من عجائبه ‪ ...‬البدر أصبح فوق الشمس منلة ‪ ...‬وما العلو عليها من مراتبه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪282‬‬

‫اضحى ياثلها حسنا وشاركها ‪ ...‬كفوا وسار إليها ف مواكبه ‪ ...‬فأشكل الفرق لول وشى ننمة ‪ ...‬بصدغه واخضرار فوق شاربه ‪ ...‬طه بن إبراهيم بن أب بكر كمال الدين المدان‬
‫الربلي الشافعي كان أديبا فاضل شاعرا له قدرة ف تصنيف روبيت وقد اقام بالقاهرة حت توف ف جادى الول من هذه السنة وقد اجتمع مرة باللك الصال أيوب فجعل يتكلم ف علم‬
‫‪ ...‬النجوم فأنشده على البديهة هذين البيتي ‪ ...‬دع النجوم لطرقي يعيش با ‪ ...‬وبالعزية فانض أيها اللك ‪ ...‬إن النب وأصحاب النب نوا ‪ ...‬عن النجوم وقد أبصرت ما ملكوا‬
‫وكتب إل صاحب له اسه شس الدين يستزيره بعد رمد أصابه فبا منه‬
‫يقول ل الكحال عينك قد هدت ‪ ...‬فل تشغلن قلبا وطب با نفسا ‪ ...‬ول مدة يا شس ل أركم با ‪ ...‬وآية برء العي أن تبصر الشمسا ‪ ...‬عبد الرحن بن عبد ال ابن ممد بن السن ‪...‬‬
‫بن عبد ال بن السن بن عفان جال الدين ابن الشيخ نم الدين البادرائي البغدادي ث الدمشقي درس بدرسة أبيه من بعده حت حي وفاته يوم الربعاء سادس رجب ودفن بسفح قاسيون‬
‫وكان رئيسا حسن الخلق جاوز خسي سنة‬
‫قاضي القضاة مد الدين عبد الرحن بن جال الدين‬
‫عمر بن أحد بن العدي اللب ث الدمشقي النفي ول قضاء النفية بعد ابن عطاء بدمشق وكان رئيسا ابن رئيس له إحسان وكرم أخلق وقد ول الطابة بامع القاهرة الكبي وهو أول‬
‫حنفي وليه توف بوسقه بدمشق ف ربيع الخر من هذه السنة ودفن بالتربة الت أنشأها عند زاوية الريري على الشرف القبلي غرب الزيتون‬
‫الوزير ابن النا‬
‫علي بن ممد بن سليم بن عبد ال الصاحب باء الدين أبو السن بن النا الوزير الصري وزير اللك الظاهر وولده السعيد إل أن توف ف سلخ ذي القعدة وهو جد جد وكان ذا رأي وعزم‬
‫وتدبي ذا تكن ف الدولة الظاهرية ل تضي المور إل عن رأيه وأمره وله مكارم على المراء وغيهم وقد امتدحه الشعراء وكان ابنه تاج الدين وزير الصحبة وقد صودر ف الدولة السعيدية‬
‫الشيخ ممد ابن الظهي اللغوي‬
‫ممد بن أحد بن عمر بن أحد بن أب شاكر مد الدين أبو عبد ال الربلي النفي العروف بابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪283‬‬

‫الظهي ولد بار بل سنة ثنتي وستمائة ث أقام بدمشق ودرس بالقايازية وأقام با حت توف با ليلة المعة ثان عشر ربيع الخر ودفن بقابر الصوفية وكان بارعا ف النحو واللغة وكانت له يد‬
‫طول ف النظم وله ديوان مشهور وشعر رائق فمن شعره قوله ‪ ...‬كل حي إل المات مآبه ‪ ...‬ومدى عمره سريع ذهابه ‪ ...‬يرب الدار وهي دار بقاء ‪ ...‬ث يبن ما عما قريب خرابه ‪...‬‬
‫عجبا وهو ف التراب غريق ‪ ...‬كيف يلهيه طيبة وعلبة ‪ ...‬كل يوم يزيد نقصا وإن عم ‪ ...‬ر حلت اوصاله أوصابه ‪ ...‬والورى ف مراحل الدهر ركب ‪ ...‬دائم السي ل يرجى إيابه ‪...‬‬
‫‪ ...‬فتزود إن التقى خي زاد ‪ ...‬ونصيب اللبيب منه لبابة ‪ ...‬وأخو العقل من يقضي بصدق ‪ ...‬شيبته ف صلحه وشبابه ‪ ...‬وأخو الهل يستلذ هوى النف ‪ ...‬س فيغدو شهدا لديه مصابة‬
‫وهي طويلة جدا قريبة من مائة وخسي بيتا وقد أورد الشيخ قطب الدين شيئا كثيا من شعره السن الفائق الرائق‬
‫ابن إسرائيل الريري‬
‫ممد بن سوار بن إسرائيل بن الضر بن إسرائيل بن السن بن علي بن ممد بن السي نم الدين أبو العال الشيبان الدمشقي ولد ف يوم الثني ثان عشر ربيع الول سنة ثلث وستمائة‬
‫وصحب الشيخ علي بن أب السن بن منصور اليسرى الريري ف سنة ثان عشرة وكان قد لبس الرقة قبله من الشيخ شهاب الدين السهروردي وزعم أنه أجلسه ف ثلث خلوات وكان‬
‫ابن إسرائيل يزعم أن أهله قدموا الشام مع خالد بن الوليد فاستوطنوا دمشق وكان أديبا فاضل ف صناعة الشعر بارعا ف النظم ولكن ف كلمه ونظمه ما يشي به إل نوع اللول والتاد‬
‫على طريقة ابن عرب وابن الفارض وشيخه الريري وال أعلم باله وحقيقة أمره توف بدمشق ليلة الحد الرابع عشر من ربيع الخر هذه السنة عن أربع وسبعي سنة ودفن بتربة الشيخ‬
‫رسلن معه داخل القبة وكان الشيخ رسلن شيخ الشيخ علي الغربل الذي ترج على يديه الشيخ على الريري شيخ ابن إسرائيل فمن شعره قوله ‪ ...‬لقد عادن من ل عج الشوق عائد ‪...‬‬
‫فهل عهد ذات الال بالسفح عائد ‪ ...‬وهل نارها بالجرع الفرد تعتلي ‪ ...‬لنفرد شاب الدجى وهو شاهد ‪ ...‬نديي من سعدي أديرا حديثها ‪ ...‬فذكرى هواها والدامة واحد ‪ ...‬منعمة‬
‫الطراف رقت ماسنا ‪ ...‬حلى ل ف حبها ما أكابد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪284‬‬

‫فللبدر ما لثت عليه خارها ‪ ...‬وللشمس ما جالت عليه القلئد ‪ ...‬وله ‪ ...‬أيها العتاض بالنوم السهر ‪ ...‬ذاهل يسبح ف بر الفكر ‪ ...‬سلم المر إل مالكه ‪ ...‬واصطب فالصب عقباه‬
‫الظفر ‪ ...‬ل تكونن آيسا من فرج ‪ ...‬إنا اليام تأت بالعب ‪ ...‬كدر يدث ف وقت الصفا ‪ ...‬وصفي يدث ف وقت الكدر ‪ ...‬وإذا ما ساء دهر مرة ‪ ...‬سر أهليه ومهما ساء سر ‪ ...‬فارض‬
‫‪ ...‬عن ربك ف أقداره ‪ ...‬إنا أنت أسي للقدر‬
‫وله قصيدة ف مدح النب‬
‫ص طويلة حسنة سعها الشيخ كمال الدين ابن الزملكان وأصحابه علي الشيخ أحد العفف عنه وأورد له الشيخ قطب الدين اليونين أشعارا كثية فمنها قصيدته الدالية الطولة الت أولا ‪...‬‬
‫واف ل من أهواه جهرا لوعدي ‪ ...‬وارغم عذال عليه وحسدي ‪ ...‬وزار علي شط الزار مطول ‪ ...‬على مغرم بالوصل ل يتعود ‪ ...‬فيا حسن ما أهدى لعين جاله ‪ ...‬ويا بردما أهدى إل‬
‫قلب الصدى ‪ ...‬ويا صدق أحلمي ببشرى وصاله ‪ ...‬ويانيل آمال ويا نح مقصدي ‪ ...‬تلى وجودي إذ تلى لباطن ‪ ...‬بد سعيد أو بسعد مدد ‪ ...‬لقد حق ل عشق الوجود وأهله ‪...‬‬
‫‪ ...‬وقد علقت كفاي جعا بوجدي‬
‫ث تغزل فأطال إل أن قال‬
‫فلما تلى ل على كل شاهد ‪ ...‬سامرن بالرمز ف كل مشهد ‪ ...‬تنبت تقييد المال ترفعا ‪ ...‬وطالعت أسرار المال البدد ‪ ...‬وصار ساعي مطلقا منه بدؤه ‪ ...‬وحاشى لثلي من ساع ‪...‬‬
‫‪ ...‬مقيد ‪ ...‬ففي كل مشهود لقلب شاهد ‪ ...‬وف كل مسموع له لن معبد‬
‫ث قال‬
‫وصل ف مشاهد المال‬
‫أراه بأوصاف المال جيعها ‪ ...‬بغي اعتقاد للحلو البعد ‪ ...‬ففي كل هيفاء العاطف غادة ‪ ...‬وف كل مصقول السوالف أغيد ‪ ...‬وف كل بدر لح ف ليل شعره ‪ ...‬على كل غصن ‪...‬‬
‫مائس العطف أملد ‪ ...‬وعنه اعتناقي كل قد مهفهف ‪ ...‬ورشفي رضابا كالرحيق البد ‪ ...‬وف الدر والياقوت والطيب والل ‪ ...‬على كل ساجي الطرف لدن القلد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪285‬‬


‫وف حلل الثواب راقت لناظري ‪ ...‬بزبرجها من مذهب ومورد ‪ ...‬وف الراح والريان والسمع والعنا ‪ ...‬وف سجع ترجيع المام الغرد ‪ ...‬وف الدوح والنار والزهر والندى ‪ ...‬وف كل‬
‫بستان وقصر مشيد ‪ ...‬وف الروضة الفيحاء تت سائها ‪ ...‬يضاحك نور الشمس نوارها الندى ‪ ...‬وف صفو رقراق الغدير إذا حكى ‪ ...‬وقد جعدته الريح صفحة مبد ‪ ...‬وف اللهو‬
‫الفراح والغفلة الت ‪ ...‬تكن أهل الفرق من كل مقصد ‪ ...‬وعند إنتشار الشرب ف كل ملس ‪ ...‬يهيج بأنواع الثمار النضد ‪ ...‬وعند اجتماع الناس ف كل جعة ‪ ...‬وعيد وإظهار الرياش‬
‫‪ ...‬الجدد ‪ ...‬وف لعان الشرفيات بالوغي ‪ ...‬وف ميل أعطاف القنا التأود‬
‫الظاهر العلوية‬
‫وف العوجيات العتاق إذا انبت ‪ ...‬تسابق وفد الريح ف كل مطرد ‪ ...‬وف الشمس تكي وهي ف برج نورها ‪ ...‬لدى الفق الشرقي مرآة عسجد ‪ ...‬وف البدر بدر الفق ليلة ته ‪... ...‬‬
‫جلته ساء مثل صرح مرد ‪ ...‬وف أنم زانت دجاها كأنا ‪ ...‬نثار لل ف بساط زبرجد ‪ ...‬وف الغيث روى الرض بعد هودها ‪ ...‬قبال نداء متهم بعد منجد ‪ ...‬وف البق يبدو موهنا ف‬
‫سحابه ‪ ...‬كباسم ثغر أو حسام مرد ‪ ...‬وف حسن تنميق الطاب وسرعة ال ‪ ...‬واب وف الط النيق الجود ‪ ...‬ث‬
‫م قال‬
‫الظاهر العنوية‬
‫وف رقة اشعار راقت لسامع ‪ ...‬بدائعها من مقصر ومقصد ‪ ...‬وف عود عيد الوصل من بعد جفوة ‪ ...‬وف أمن أحشاء الطريد الشرد ‪ ...‬وف رحة العشوق شكوى مبة ‪ ...‬وف رقة ‪...‬‬
‫اللفاظ عند التودد ‪ ...‬وف أرييات الكري إل الندى ‪ ...‬وف عاطفات العفو من كل سيد ‪ ...‬وحالة بسط العارفي وأنسهم ‪ ...‬وتريكهم عند السماع القيد ‪ ...‬وف لطف آيات الكتاب‬
‫الت با ‪ ...‬تنسم روح الوعد بعد التوعد ‪ ...‬ث م قال الظاهر الللية ‪ ...‬كذلك أوصاف اللل مظاهر ‪ ...‬أشاهده فيها بغي تردد ‪ ...‬ففي سطوة القاضي الليل وسته ‪ ...‬وف سطوة‬
‫اللك الشديد المرد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪286‬‬

‫وف حدة الغضبان حالة طيشه ‪ ...‬وف نوة القرم الهيب السود ‪ ...‬وف صولة الصهباء جاز مديرها ‪ ...‬وف بؤس أخلق الندي العربد ‪ ...‬وف الر والبد اللذين تقسما الزمان وف إيلم كل‬
‫مسد ‪ ...‬وف سر تسليط النقوس بشرها ‪ ...‬على وتسي التعدي لعتدي ‪ ...‬وف عسر العادات يشعر بالقضا ‪ ...‬وتكحيل عي الشمس منه بأثد ‪ ...‬وعند اصطدام اليل ف كل موقف ‪...‬‬
‫يعثر فيه بالوشيج النضد ‪ ...‬وف شدة الليث الصؤول وبأسه ‪ ...‬وشدة عيش بالسقام منكد ‪ ...‬وف جفوة الحبوب بعد وصالة ‪ ...‬وف غدره من بعد وعد مؤكد ‪ ...‬وف روعة البي السيء‬
‫وموقف ال ‪ ...‬وداع لران الوانح مكمد ‪ ...‬وف فرقة اللف بعد اجتماعهم ‪ ...‬وف كل تشتيت وشل مبدد ‪ ...‬وف كل دار أقفرت بعد أنسها ‪ ...‬وف طلل بال ودارس معمد ‪ ...‬وف‬
‫هول أمواج البحار ووحشة ال ‪ ...‬قفار وسيل بالزاييب مزبد ‪ ...‬وعند قيامي بالفرائض كلها ‪ ...‬وحالة تسليم لسر التعبد ‪ ...‬وعند خشوعي ف الصلة لعزة ال ‪ ...‬مناجي وف الطراق عند‬
‫التهجد ‪ ...‬وحالة إهلل الجيج بجهم ‪ ...‬وأعمالم للعيش ف كل فدفد ‪ ...‬وف عسر تليص اللل وفترة ال ‪ ...‬ملل لقلب الناسك التعبد ‪ ...‬الظاهر الكمالية ‪ ...‬وف ذكريات‬
‫العذاب وظلمة ال ‪ ...‬حجاب وقبض الناسك التزهد ‪ ...‬ويبدو باوصاف الكمال فل أرى ‪ ...‬برؤيته شيئا قبيحا ول ردى ‪ ...‬فكل مسيء ل إل كمحسن ‪ ...‬وكل مضل ل إل كمرشد ‪...‬‬
‫فل فرق عندي بي أنس ووحشة ‪ ...‬ونور وإظلم ومدن ومبعد ‪ ...‬وسيان إفطاري وصومي وفترت ‪ ...‬وجهدي ونومي وإدعاء تجدي ‪ ...‬أرى تارة ف حانة المر خالعا ‪ ...‬عذارى وطورا‬
‫ف حنية مسجد ‪ ...‬تلى لسرى بالقيقة مشرب ‪ ...‬فوقت مزوج بكشف مسرمد ‪ ...‬تعمرت الوطان ب وتققت ‪ ...‬مظاهرها عندي بعين ومشهدي ‪ ...‬وقلب على الشياء أجع قلب ‪...‬‬
‫وشرب مقسوم على كل مورد ‪ ...‬فهيكل اوثان ودير لراهب ‪ ...‬وبيت لنيان وقبله معبدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪287‬‬

‫ومسرح غرلن وحانة قهوة ‪ ...‬وروضة أزهار ومطلع أسعد ‪ ...‬وأسرار عرفان ومفتاح حكمة ‪ ...‬وأنفاس وجدان وفيض تبلد ‪ ...‬وجيش لضرغام وخدر لكاعب ‪ ...‬وظلمة جيان ونور‬
‫لهتدي ‪ ...‬تقابلت الضداد عندي جيعها ‪ ...‬لحنة مهود ومنحة متدي ‪ ...‬وأحكمت قرير الراتب صورة ‪ ...‬ومعن ومن عي التفرد موردي ‪ ...‬فما موطن إل ول فيه موقف ‪ ...‬على قدم‬
‫قامت بق التفرد ‪ ...‬فل غرو وإن فت النام جيعهم ‪ ...‬وقد علقت ببل من حبال ممد ‪ ...‬عليه صلة ال تشفع دائما ‪ ...‬بروح تيات السلم الردد ‪ ...‬ابن العود الرافضي‬
‫أبو القاسم السي بن العود نيب الدين السدي اللى شيخ الشيعة وإمامهم وعالهم ف أنفسهم كانت له فضيلة ومشاركة ف علوم كثية وكان حسن الحاضرة والعاشرة لطيف النادرة‬
‫‪ ...‬وكان كثي التعبد بالليل وله شعر جيد ولد سنة إحدى وثاني وخسمائة وتوف ف رمضان من هذه السنة عن ست وتسعي سنة وال أعلم باحوال عباده وسرائرهم ونياتم‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعي وستمائة‬
‫كان أولا يوم الحد والليفة والسلطان ها الذكوران ف الت قبلها وقد اتفق ف هذه السنة أمور عجيبة وذلك أنه وقع اللف بي المالك كلها اختلفت التتار فيما بينهم واقتتلوا فقتل منهم‬
‫خلق كثي واختلفت الفرنج ف السواحل وصال بعضهم على بعض وقتل بعضهم بعضا وكذلك الفرنج الذين ف داخل البحور وجزائرها فاختلفوا واقتتلوا وقتلت قبائل العراب بعضها ف‬
‫بعض قتال شديدا وكذلك وقع اللف بي العشي من الوارنة وقامت الرب بينهم على ساق وكذلك وقع اللف بي المراء الظاهرية بسبب ان السلطان اللك السعيد بن الظاهر لا بعث‬
‫اليش إل سيس أقام بعده بدمشق وأخذ ف اللهو واللعب والنبساط مع الاصكية وتكنوا من المور وبعد عنه المراء الكبار فغضبت طائفة منهم ونابذوه وفارقوه واقاموا بطريق العساكر‬
‫الذين توجهوا إل سيس وغيهم فرجعت العساكر إليهم فلما اجتمعوا شعثوا قلوبم على اللك السعيد ووحشوا خوطر اليش عليه وقالوا اللك ل ينبغي له أن يلعب ويهلو وإنا هة اللوك‬
‫ف العدل ومصال السلمي والذب عن حزتم كما كان أبوه وصدقوا فيما قالوا فإن لعب اللوك والمراء وغيهم دليل على زوال النعم وخراب اللك وفساد الرعية ث راسله اليش ف إبعاد‬
‫الاصكية عنه ودنو ذوي الحلم والنهي إليه كما كان أبوه فلم يفعل وذلك أنه كان ل يكنه ذلك لقوة شوكة الاصكية‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪288‬‬

‫وكثرتم فركب اليش وساروا قاصدين مرج الصفر ول يكنهم العبور على دمشق بل أخذوا من شرقها فلما اجتمعوا كلهم برج الصفر أرسل السلطان أمه إليهم فتلقوها وقبلوا الرض بي‬
‫يديها فأخذت تتألفهم وتصلح المور فاجابوها واشترطوا شروطا على ولدها السلطان فلما رجعت إليه ل يلتزم با ول تكنه الاصكية من ذلك فسارت العساكر إل الديار الصرية فساق‬
‫السلطان خلفهم ليتلقى المور قبل تفاقمها وانفراطها فلم يلحقهم وسبقوه إل القاهرة وقد كان أرسل أولده واهله وثقله إل الكرك فحصنهم فيها وركب ف طائفة من اليش الذين بقوا‬
‫معه والاصكية إل الديار الصرية فلما اقترب منها صدوه عنها وقاتلوه فقتل من الفريقي نفر يسي فأخذه بعض المراء فشق به الصفوف وأدخله قلعة البل ليسكن المر فما زادهم ذلك إل‬
‫نفورا فحاصروا حينئذ القلعة وقطعوا عنها الاء وجرت خطوب طويلة وأحوال صعبة ث اتفق الال بعد ذلك مع المي سيف الدين قلوون اللفي الصالي وهو الشار إليه حينئذ أن يترك‬
‫اللك السعيد اللك وتعوض بالكرك والشوبك ويكون ف صحبته أخوه نم الدين خضر وتكون الملكة إل أخيه الصغي بدر الدين سلمش ويكون المي سيف الدين قلوون أتابكه‬
‫خلع اللك السعيد وتولية أخيه اللك العادل سلمش‬
‫لا اتفق الال على ما ذكرنا نزل السلطان اللك السعيد من القعلة إل دار العدل ف سابع عشر الشهر وهو ربيع الخر وحضر القضاة والدولة من أول الل والعقد فخلع السعيد نفسه من‬
‫السلطنة وأشهدهم على نفسه بذلك وبايعوا أخاه بدر الدين سلمش ولقب باللك العادل وعمره يومئذ سبع سني وجعلوا أتابكه المي سيف الدين قلوون اللفي الصالي وخطب له‬
‫الطباء ورست السكة باسهما وجعل لخيه الكرك ولخيه خضر الشوبك وكتبت بذلك مكاتيب ووضع القاضاة والفتيون خطوطهم بذلك وجاءت البيدية إل الشام بالتحليف لم على ما‬
‫حلف عليه الصريون ومسك المي أيدمر نائب الشام الظاهري واعتقل بالقلعة عند نائبها وكان نائبها إذ ذاك علم الدين سنجر الدواداري وأحيط على أموال نائب الشام وحواصله وجاء‬
‫على نيابة الشام المي شس الدين سنقر الشقر ف أبة عظيمة وتكم مكي فنل بدار السعادة وعظمه الناس وعاملوه معاملة اللوك وعزل السلطان قضاة مصر الثلثة الشافعي والنفي‬
‫والالكي وولوا القضاء صدر الدين عمر بن القاضي تاج الدين بن بنت العز عوضا عن الشافعي وهو تقي الدين بن رزين وكأنم إنا عزلوه لنه توقف ف خلع اللك السعيد وال أعلم‬
‫بيعة اللك النصور قلوون الصالي‬
‫لا كان يوم الثلثاء الادي والعشرين من رجب اجتمع المراء بقلعة البل من مصر وخلعوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪289‬‬

‫اللك العادل سلمش ابن الظاهر وأخرجوه من البي وإنا كانوا قد بايعوه صورة ليسكن الشر عند خلع اللك السعيد ث اتفقوا على بيعه اللك النصور قلوون الصالي ولقبوه اللك النصور‬
‫وجاءت البيعة إل دمشق فوافق المراء وحلفوا وذكر أن المي شس الدين سنقر الشقر ل يلف مع الناس ول يرض با وقع وكأنه داخله حسد من النصور لنه كان يرى أنه أعظم منه عند‬
‫الظاهر وخطب للمنصور على النابر ف الديار الصرية والشامية وضربت السكة باسه وجرت المور بقتضى رأيه فعزل وول ونفذت مراسيمه ف سائر البلد بذلك فعزل عن الوزارة برهان‬
‫الدين السنجاري ووول مكانه فخر الدين ابن لقمان كاتب السر وصاحب ديوان النشاء بالديار الصرية‬
‫وف يوم الميس الادي عشر من ذي القعدة من هذه السنة توف اللك السعيد ابن اللك الظاهر بالكرك وسيأت ذكر ترجته إن شاء ال تعال فيها حل المي أدير الذي كان نائب الشام ف‬
‫مفة لرض لقه إل الديار الصرية فدخلها ف أواخر ذي القعدة واعتقل بقلعة مصر‬
‫سلطنة سنقر الشقر بدمشق‬
‫لا كان يوم المعة الرابع والعشرين من ذي القعدة ركب المي شس الدين سنقر الشقر من دار السعادة بعد صلة العصر وبي يديه جاعة من المراء والند مشاة وقصد باب القلعة الذي‬
‫يلي الدينة فهجم منه ودخل القلعة واستدعى المراء فبايعوه على السلطنة ولقب باللك الكامل وأقام بالقلعة ونادت النادية بدمشق بذلك فلما أصبح يوم السبت استدعى بالقضاة والعلماء‬
‫والعيان ورؤساء البلد إل مسجد أب الدرداء بالقلعة وحلفهم وحلف له بقية المراء والعسكر وأرسل العساكر إل غزة لفظ الطراف وأخذ الغلت وأرسل اللك النصور إل الشوبك‬
‫فتسلمها نوابه ول يانعهم نم الدين خضر وفيها جددت أربع أضلع ف قبة النسر من الناحية الغربية وفيها عزل فتح الدين بن القيسران من الوزارة بدمشق ووليها تقي الدين بن توبة‬
‫التكريت ومن توف فيها من العيان‬
‫عز الدين بن غان الواعظ‬
‫عبد السلم بن أحد بن غان بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسي عز الدين أحد النصاري القدسي الواعظ الطبق الفلق الشاعر الفصيح الذي نسج على منوال ابن الوزي وأمثاله وقد‬
‫ارد له قطب الدين أشياء حسنة كثية مليحة وكان له قبول عند الناس تكلم مرة تاه الكعبة العظمة وكان ف الضرة الشيخ تاج الدين بن الفزاري والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد وابن‬
‫العجيل من اليمن وغيهم من العلماء والعباد فأجاد وأفاد وخطب فأبلغ واحسن نقل هذا الجلس الشيخ تاج الدين الفزاري وأنه كان ف سنة خس وسبعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪290‬‬

‫اللك السعيد بن اللك الظاهر‬


‫بركة خان ناصر الدين ممد بن بركة خان أبو العال ابن السلطان اللك الظاهر ركن الدين بيبس البندقداري بايع له أبوه المراء ف حياته فلما توف أبوه بويع له باللك وله تسع عشرة سنة‬
‫ومشيت له المور ف أول المر على السعادة ث انه غلبت عليه الاصكية فجعل يعلب معهم ف اليدان الخضر فيما قيل أول هوى فربا جاءت النوبة عليه فينل لم فأنكرت المراء الكبار‬
‫ذلك وأنفوا أن يكون ملكهم يلعب مع الغلمان ويعل نفسه كأحدهم فراسلوه ف ذلك ليجع عما هو عليه فلم يقبل فخلعوه كما ذكرنا وولوا السلطان اللك النصور قلوون ف أواخر‬
‫رجب كما تقدم ث كانت وفاته ف هذه السنة بالكرك ف يوم المعة الادي عشر من ذي القعدة يقال إنه سم فال أعلم وقد دفن اول عند قب جعفر وأصحابه الذين قتلوا بوته ث نقل إل‬
‫دمشق فدفن ف تربة أبيه سنة ثاني وستمائة وتلك الكرك بعده اخوه نم الدين خضر وتلقب باللك السعود فانتزعها النصور من يده كما سيأت إن شاء ال تعال‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعي وستمائة‬
‫كان أولا يوم الميس ثالث ايار والليفة الاكم بامر ال وملك مصر اللك النصور قلوون الصالي وبعض بلد الشام أيضا وأما دمشق وأعمالا فقد ملكها سنقر الشقر وصاحب الكرك‬
‫اللك السعود بن الظاهر وصاحب حاة اللك النصور ناصر الدين ممد بن اللك الظفر تقي الدين ممود والعراق وبلد الزيرة وخراسان والوصل وإربل وأذربيجان وبلد بكر وخلط وما‬
‫والها وغي ذلك من البلد بأيدي التتار وكذلك بلد الروم ف أيديهم أيضا ولكن فيها غياث الدين بن ركن الدين ول حكم له سوى السم وصاحب اليمن اللك الظفر شس الدين يوسف‬
‫بن عمر وصاحب الرم الشريف نم الدين بن أب تي السن وصاحب الدينة عز الدين جاز بن شيحه السين‬
‫ففي مستهل السنة الذكورة ركب السلطان اللك الكامل سنقر الشقر من القلعة إل اليدان وبي يديه المراء ومقدموا اللقة الفاشية وعليهم اللع والقضاة والعيان ركاب معه فسي ف‬
‫اليدان ساعة ث رجع إل القلعة وجاء إل خدمته المي شرف الدين عيسى بن مهنا ملك العرب فقبل الرض بي يديه وجلس إل جانبه وهو على السماط وقام له الكامل وكذلك جاء إل‬
‫خدمته ملك العراب بالجاز وأمر الكامل سنقر أن تضاف البلد اللبية إل ولية القاضي شس الدين بن خلكان ووله تدريس المينية وانتزعها من ابن سن الدولة‬
‫ولا بلغ اللك النصور بالديار الصرية ما كان من أمر سنقر الشقر بالشام أرسل إليه جيشا كثيفا فهزموا عسكر سنقر الشقر الذي كان قد أرسله إل غزة وساقوهم بي أيديهم حت وصل‬
‫جيش‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪291‬‬

‫الصريي إل قريب دمشق فأمر اللك الكامل أن يضرب دهليزه بالسورة وذلك ف يوم الربعاء ثان عشر صفر ونض بنفسه وبن معه فنل هنالك واستخدم خلقا كثيا وأنفق أموال جزيلة‬
‫وأنضاف إليه عرب المي شرف الدين عيسى بن مهنا وشهاب الدين أحد بن حجي وجاءته ندة حلب وندة حاة ورجال كثية من رجال بعلبك فلما كان يوم الحد السادس عشر من‬
‫صفر أقبل اليش الصري صحبة المي علم الدين سنجر اللب فلما تراءا المعان وتقابل الفريقان وتقاتلوا إل الرابعة ف النهار فقتل نفر كثي وثبت اللك الكامل سنقر الشقر ثباتا جيدا‬
‫ولكن خامر عليه اليش فمنهم من صار إل الصري ومنهم من انزم ف كل وجه وتفرق عنه أصحابه فلم يسعه إل النزام على طريق الرح ف طائفة يسية ف صحبة عيسى بن مهنا فسار بم‬
‫إل برية الرحبة فأنزلم ف بيوت من شعر وأقام بم وبدوابم مدة مقامهم عنده ث بعث المراء الذين انزموا عنه فأخذو لم أمانا من المي سنجر وقد نزل ف ظاهر دمشق وهي مغلوقة فراسل‬
‫نائب القلعة ول يزل به حت فتح باب الفرج من آخر النهار وفتحت القلعة من داخل البلد فتسلمها للمنصور وأفرج عن المي ركن الدين بيبس العجمي العروف بالالق والمي لجي‬
‫حسام الدين النصوري وغيهم من المراء الذين كان قد اعتقلهم المي سنقر الشقر وأرسل سنجر البيدية إل اللك النصور يعلمونه بصورة الال وأرسل سنجر بثلثة آلف ف طلب‬
‫سنقر الشقر‬
‫وف هذا اليوم جاء ابن خلكان ليسلم على المي سنجر اللب فاعتقله ف علو الانقاه النجيبية وعزله ف يوم الميس العشرين من صفر ورسم للقاضي نم الدين بن سن الدولة بالقضاء‬
‫فباشره ث جاءت البيدية معهم كتاب من اللك النصور قلوون بالعتب على طوائف الناس والعفو عنه كلهم فتضاعفت له الدعية وجاء تقليد النيابة بالشام للمي حسام الدين لجي‬
‫السلحداري النصوري فدخل معه علم الدين سنجر اللب فرتبه ف دار السعادة وأمر سنجر القاضي ابن خلكان ان يتحول من الدرسة العادلية الكبية ليسكنها نم الدين بن سن الدولة‬
‫وأل عليه ف ذلك فاستدعى جال لينقل أهله وثقله عليها إل الصالية فجاء البيد بكتاب من السلطان فيه تقرير ابن خلكان على القضاء والعفو عنه وشكره والثناء عليه وذكر خدمته‬
‫التقدمة ومعه خلعة سنية له فلبسها وصلى با المعة وسلم على المراء فأكرموه وعظموه وفرح الناس به وبا وقع من الصفح عنه‬
‫وأما سنقر الشقر فإنه لا خرجت العساكر ف طلبه فارق المي عيسى بن مهنا وساء إل السواحل فاستحوذ منها على حصون كثية منها صهيون وقد كان با اولده وحواصله وحصن‬
‫بلطس وبرزية وعكا وجبلة واللذقية والشفر بكاس وشيزر واستناب فيها المي عز الدين ازدهر الاج فأرسل السلطان النصور لصار شيزر طائفة من اليش فبينما هم كذلك إذ اقبلت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪292‬‬

‫التتار لا سعوا بتفريق كلمة السلمي فانفل الناس من بي أيديهم من سائر البلد إل الشام ومن الشام إل مصر فوصلت التتار إل حلب فقتلوا خلقا كثيا ونبوا جيشا كبيا وظنوا أن جيش‬
‫سنقر الشقر يكون معهم على النصور فوجدوا المر بلف ذلك وذلك أن النصور كتب إل سنقر الشقر إن التتار قد اقبلوا إل السلمي والصلحة أن نتفق عليهم لئل يهلك السلمون بيننا‬
‫وبينهم وإذا ملكوا البلد ل يدعوا منا احدا فكتب إليه سنقر بالسمع والطاعة وبرز من حصنه فخيم بيشه ليكون على أهبة مت طلب أجاب ونزلت نوابه من حصونم وبقوا مستعدين لقتال‬
‫التتار وخرج اللك النصور من مصر ف أواخر جادى الخرة ومعه العساكر وف يوم المعة الثالث من جادى الخرة قرئ على منب جامع دمشق كتاب من السلطان أنه قد عهد إل ولده‬
‫على ولقب باللك الصال فلما فرغ من قراءة الكتاب جاءت البيدية فأخبوا برجوع التتار من حلب إل بلدهم وذلك لا بلغهم من اتفاق كلمة السلمي ففرح السلمون بذلك ول المد‬
‫وعاد النصور إل مصر وكان قد وصل إل غزة أراد بذلك تفيف الوطأة عن الشام فوصل إل مصر ف نصف شعبان‬
‫وف جادي الخرة أعيد برهان الدين السنجاري إل وزارة مصر ورجع فخر الدين بن لقمان إل كتابة النشاء وف أواخر رمضان أعيد إل القضاء ابن رزين وعزل ابن بنت العز وأعيد‬
‫القاضي نفيس الدين بن شكر الالكي ومعي الدين النفي وتول قضاء النابلة عز الدين القدسي وف ذي الجة جاء تقليد ابن خلكان بإضافة العاملة اللبية إليه يستنيب فيها من شاء من‬
‫نوابه وف مستهل ذي الجة خرج اللك النصور من بلد مصر بالعساكر قاصدا الشام واستناب على مصر ولده اللك الصال علي بن النصور إل حي رجوعه قال الشيخ قطب الدين وف‬
‫يوم عرفة وقع بصر برد كبار أتلف شئا كثيا من الغلت ووقعت صاعقة بالسكندرية وأخرى ف يومها تت البل الحر على صخرة فأحرقتها فأخذ ذلك الديد فسبك فخرج منه اواقي‬
‫بالرطل الصري وجاء السلطان فنل بعساكره تاه عكا فخافت الفرنج منه خوفا شديدا وراسلوه ف طلب تديد الدنة وجاء المي عيسى بن مهنا من بلدا لعراق إل خدمة النصور وهو‬
‫بذه النلة فتلقاه السلطان بيشه وأكرمه واحترمه وعامله بالصفح والعفو والحسان ومن توف فيها من العيان‬
‫المي الكبي جال الدين آقوش الشمسي‬
‫أحد أمراء السلم وهو الذي باشر قتل كتبغانوين أحد مقدمي التتار وهو الطاع فيهم يوم عي جالوت وهو الذي مسك عز الدين أيدمر الظاهري ف حلب من السنة الاضية وكانت وفاته با‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪293‬‬

‫الشيخ الصال داود بن حات‬


‫ابن عمر البال كا ن حنبلي الذهب له كرامات وأحوال صالة ومكاشفات صادقة وأصل آبائه من حران وكانت إقامته ببعلبك وتوف فيها رحه ال عن ست وتسعي سنة وقد أثن عليه‬
‫الشيخ قطب الدين ابن الشيخ الفقيه اليونين‬
‫المي الكبي‬
‫نور الدين علي بن عمر أبو السن الطوري كان من أكابر المراء وقد نيف على تسعي سنة وكانت وفاته بسبب انه وقع يوم مصاف سنقر الشقر تت سنابك اليل فمكت بعد ذلك‬
‫متمرضا إل أن مات بعد شهرين ودفن بسفح قاسيون‬
‫الزار الشاعر‬
‫يي بن عبد العظيم بن يي بن ممد بن علي جال الدين أبو السي الصري الشاعر الاجن العروف بالزار مدح اللوك والوزراء والمراء وكان ماجنا ظريفا حلو الناظرة وله ف حدود‬
‫ستمائة بعدها بسنة أو سنتي وتوف يوم الثلثاء ثان عشر شوال من هذه السنة ومن شعره ‪ ...‬أدركون فب من البد هم ‪ ...‬ليس ينسى وف حشاي التهاب ‪ ...‬ألبستن الطماع وها فها ‪...‬‬
‫‪ ...‬جسمي عار ول فرى وثياب ‪ ...‬كلما ازرق لون جسمي من ال ‪ ...‬برد تيلت انه سنجاب‬
‫وقال وقد تزوج أبوه بعجوزة‬
‫تزوج الشيخ أب شيخة ‪ ...‬ليس لا عقل ول ذهن ‪ ...‬كأنا ف فرشها رمة ‪ ...‬وشعرها من حولا قطن ‪ ...‬وقال ل كم سنها ‪ ...‬قلت ليس ف فمنها سن ‪ ...‬لو اسفرت غربا ف الدجى ‪...‬‬
‫‪ ...‬ما جسرت تبصرها الن ‪ ...‬ث دخلت سنة ثاني وستمائة من الجرة‬
‫استهلت والليفة الاكم وسلطان البلد اللك النصور قلوون وف عاشر الحرم انعقدت الدنة بي أهل عكا والرقب والسلطان وكان نازل على الروحاء وقد قبض على جاعة من المراء‬
‫من كان معه وهرب آخرون إل قلعة صهيون إل خدمة سنقر الشقر ودخل النصور إل دمشق ف التاسع عشر من الحرم فنل القلعة وقد زينت له البلد وف التاسع والعشرين من الحرم‬
‫أعاد القضاء إل عز الدين بن الصائغ وعزل ابن خلكان وف أول صفر باشر قضاء النابلة نم الدين ابن لشيخ شس بن أب عمر وقد كان النصب شاغرا منذ عزل والده نفسه عن القضاء‬
‫وتول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪294‬‬

‫قضاء حلب ف هذا اشهر تاج الدين يي بن ممد بن إساعيل الكردي وجلس اللك النصور ف دار العدل ف هذا الشهر فحكم وانصف الظلوم من الظال وقدم عليه صاحب حاة فتلقاه‬
‫النصور بنفسه ف موكبه ونزل بداره بباب الفراديس وف ربيع الول وقوع الصلح بي اللك النصور قلوون وبي سنقر الشقر اللك الكامل على أن يسلم للسلطان شيزر ويعوضه عنها‬
‫بانطاكية وكفر طاب وشفر بكاس وغي ذلك وعلى أن يقيم على ما بيده ستمائة فارس وتالفا على ذلك ودقت البشائر لذلك وكذلك تصال صاحب الكرك واللك النصور خضر بن الظاهر‬
‫على تقرير ما بيده ونودي بذلك ف البلد وف العشر الول من هذا الشهر ضمن المر والزنا بدمشق وجعل عليه ديوان ومشد فقام ف إبطال ذلك جاعة من العلماء والصلحاء والعباد‬
‫فأبطل بعد عشرين يوما واريقت المور وأقيمت الدود ول المد والنة وف تاسع عشر ربيع الول وصلت الاتون بكرة خان زوجة اللك الظاهر ومعها ولدها السعيد قد نقلته من قرية‬
‫الساجد بالقرب من الكرك لتدفنه عند أبيه بالتربة الظاهرية فرفع ببال من السور ودفن عند والده الظاهر ونزلت أمه بدار صاحب حص وهيئت لا القامات وعمل عزاء ولدها يوم الادي‬
‫والعشرين من ربيع الخر بالتربة الذكورة وحضر السلطان النصور وأرباب الدولة والقراء والوعاظ‬
‫وف أواخر ربيع الخر عزل التقي بن توبة التكريت من الوزارة بدمشق وباشرها بعده تاج الدين السهنوري وكتب السلطان النصور إل مصر وغيها من البلد يستدعي اليوش لجل‬
‫اقتراب ميء التتار فدخل أحد بن حجي ومعه بشر كثي من العراب وجاء صاحب الكرك اللك السعود ندة للسلطان يوم السبت الثان عشر من جادى الخرة وقدم الناس عليه ووفدوا‬
‫إليه من كل مكان وجاءته التركمان والعراب وغيهم وكثرت الراجيف بدمشق وكثرت العساكر با وجفل الناس من بلد حلب وتلك لنواحي وتركوا الغلت والموال خوفا من أن‬
‫يدههم العدو من التتار ووصلت التتر صحبة منكوتر بن هولكو إل عنتاب وسارت العساكر النصورة إل نواحي حلب يتبع بعضها بعضا ونازلت التتار بالرحبة ف أواخر جادى الخرة‬
‫جاعة من العراب وكان فيهم ملك التتار إبغا متفيا ينظر ماذا يفعل أصحابه وكيف يقاتلون اعداءه ث خرج النصور من دمشق وكان خروجه منها ف أواخر جادى وقنت الطباء والئمة‬
‫بالوامع والساجد ف الصلوات وغيها وجاء مرسوم من السلطان باستسلم أهل الذمة من الدواوين والكتبة ومن ل يسلم يصلب فأسلموا كرها وكانوا يقولون آمنا وحكم الاكم باسلمنا‬
‫بعد أن عرض من امتنع منهم على الصلب بسوق اليل وجعلت البال ف أعناقهم فأجابوا والالة هذه ولا انتهى اللك النصور إل حص‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪295‬‬

‫إل اللك الكمل سنقر الشقر يطلبه إليه ندة فجاء إل خدمته فأكرمه السلطان واحترمه ورتب له القامات وتكاملت اليوش كلها ف صحبة اللك النصور عازمي على لقاء العدو ل مالة‬
‫ملصي ف ذلك واجتمع الناس بعد خروج اللك ف جامع دمشق ووضعوا الصحف العثمان بي أيديهم وجعلوا يبتهلون إل ال تعال ف نصرة السلم وأهله على العداء وخرجوا كذلك‬
‫والصحف على رؤسهم إل الصلي يدعون ويبتهلون ويبكون وأقبلت التتار قليل قليل فلما وصلوا حاة أحرقوا بستان اللك وقصره وما هنالك من الساكن والسلطان الصنور ميم بمص ف‬
‫عساكر من التراك والتركمان وغيهم جحفل كثي جدا وأقبلت التتار ف مائة ألف مقاتل أو يزيدون فإنا ل وإنا إليه راجعون ول حول ول قوة إل بال‬
‫وقعة حص‬
‫لا كان يوم الميس رابع عشر رجب التقى المعان وتواجه الصمان عند طلوع الشمس وعسكر التتر ف مائة ألف فارس وعسكر السلمي على النصف من ذلك أو يزيد قليل والميع‬
‫فيما بي مشهد خالد بن الوليد إل الرست فاقتتلوا قتال عظيما ل ير مثله من أعصار متطاولة فاستظهر التتار أول النهار وكسروا اليسرة واضطربت اليمنة أيضا وبال الستعان وكسر جناح‬
‫القلب اليسر وثبت السلطان ثباتا عظيما جدا ف جاعة قليلة وقد انزم كثي من عسكر السلمي والتتار ف آثارهم حت وصلوا وراءهم إل بية حص ووصلوا حص وهي مغلقة البواب‬
‫فقتلوا خلقا من العامة وغيهم واشرف السلمون على خطة عظيمة من اللك ث إن أعيان المراء من الشجعان والفرسان تآمروا فيما بينهم مثل سنقر الشقر وبيسرى وطيبس الوزيري‬
‫وبدر الدين أمي سلح وايتمش السعدي وحسام الدين لجي وحسام الدين طرنطاي والدوايداري وأمثالم لا رأوا ثبات السلطان ردوا إل السلطان وحلوا حلت متعددة صادقة ول يزالوا‬
‫يتابعون الملة بعد الملة حت كسر ال بوله وقوته التتر وجرح منكوتر وجاءهم المي عيسى بن مهنا من ناحية العرض فصدم التتر فاضربت اليوش لصدمته وتت الزية ول المد‬
‫وقتلوا من التتار مقتلة عظيمة جدا ورجعت من التتار الذين اتبعوا النهزمي من السلمي فوجدوا أصحابم قد كسروا والعساكر ف آثارهم يقتلون وياسرون والسلطان ثابت ف مكانه تت‬
‫السناجق والكوسات تضرب خلفه وما معه إل ألف فارس فطمعوا فيه فقاتلوه فثبت لم ثباتا عظيما فانزموا من بي يديه فلحقهم فقتل أكثرهم وكان ذلك تام النصر وكان انزام التتار قبل‬
‫الغروب وافترقوا فرقتي اخذت فرقة منهم إل ناحية سلمية والبية والخرى إل ناحية حلب والفرات فأرسل السلطان ف آثارهم من يتبعهم وجاءت البطاقة بالبشارة با وقع من النصر إل‬
‫دمشق يوم المعة خامس عشر رجب فدقت البشائر وزينت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪296‬‬

‫البلد وأوقدت الشموع وفرح الناس فلما أصبح الناس يوم السبت أقبلت طائفة من النهزمي منهم بيليك الناصري والالق وغيهم فأخبوا الناس با شاهدوه من الزية ف أول المر ول‬
‫يكونوا شاهدوا بعد ذلك فبقى الناس ف قلق عظيم وخوف شديدوتيأ ناس كثي للهرب فبينما الناس ف ذلك إذ اقبلت البيدية فأخبوا الناس بصورة ما وقع ف أول المر وآخره فتراجع‬
‫الناس وفرحوا فرحا شديدا ول المد والنة‬
‫ث دخل السلطان إل دمشق الثان والعشرين من رجب وبي يديه السارى بأيديهم الرماح عليها شقف رؤس القتلى وكان يوما مشهودا ومع السلطان طائفة من أصحاب سنقر الشقر منهم‬
‫علم الدين الدويداري فنل السلطان بالقلعة مؤيدا منصورا وقد كثرت له الحبة والدعية وكان سنقر الشقر ودع السلطان من حص ورجع إل صهيون وأما التتر فإنم انزموا ف أسوا حال‬
‫وأتعسه يتخطفون من كل جانب ويتقلون من كل فج حت وصلوا إل الفرات فغرق أكثرهم ونزل إليهم أهل البية فقتلوا منهم خلقا كثيا وأسروا آخرين واليوش ف آثارهم يطردونم عن‬
‫البلد حت أراح ال منهم الناس‬
‫وقد استشهد ف هذه الوقعة جاعة من سادات المراء منهم المي الكبي الاج عز الدين ازدمر جدار وهو الذي جرح ملك التتار يومئذ منكوتر فإنه خاطر بنفسه وأوهم أنه مقفز إليه وقلب‬
‫رمه حت وصل إليه فطعنه فجرحه فقتلوه رحه ال ودفن بالقرب من مشهد خالد‬
‫وخرج السلطان من دمشق قاصدا الديار الصرية يوم الحد ثان شعبان والناس يدعون له وخرج معه علم الدين الدويداري ث عاد من غزة وقد وله الشد ف الشام والنظر ف الصال ودخل‬
‫السلطان إل مصر ف ثان عشر شعبان وف سلخ شعبان ول قضاء مصر والقاهرة للقاضي وجيه الدين البهنسي الشافعي وف يوم الحد سابع رمضان فتحت الدرسة الوهرية بدمشق ف حياة‬
‫منشئها وواقفها الشيخ نم الدين ممد بن عباس بن أب الكارم التميمي الوهري ودرس با قاضي النفية حسام الدين الرازي وف بكرة يوم السبت التاسع والعشرين من شعبان وقعت مأذنة‬
‫مدرسة أب عمر بقاسيون على السجد العتيق فمات شخص واحد وسلم ال تعال بقية الماعة وف عاشر رمضان وقع بدمشق ثلج عظيم وبرد كثي مع هواء شديد بيث إنه ارتفع عن الرض‬
‫نوا من ذراع وفسدت الضراوات وتعطل على الناس معايش كثية وف شوال وصل صاحب سنجار إل دمشق مقفزا من التتار داخل ف طاعة السلطان بأهله وماله فتلقاه نائب البلد‬
‫وأكرمه وسيه إل مصر معززا مكرما‬
‫وف شوال عقد ملس بسبب أهل الذمة من الكتاب الذين كانوا قد أسلموا كرها وقد كتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪297‬‬

‫لم جاعة من الفتيي بأنم كانوا مكرهي فلهم الرجوع إل دينهم وأثبت الكراه بي يدي القاضي جال الدين ابن اب يعقوب الالكي فعاد أكثرهم إل دينهم وضربت عليهم الزية كما كانوا‬
‫سود ال وجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وقيل إنم غرموا مال جزيل جلة مستكثرة على ذلك قبحهم ال‬
‫وف ذي القعدة قبض السلطان على أيتمش السعدي وسجنه بقلعة البل وقبض نائبة بدمشق على سيف الدين بلبان الارون وسجنه بقلعتها وف بكرة الميس التاسع والعشرين من ذي‬
‫القعدة وهو العاشر من أذار استسقى الناس بالصلى بدمشق فسقوا بعد عشرة ايام وف هذه السنة أخرج اللك النصور جيع آل اللك الظاهر من النساء والولدان والدام من الديار الصرية‬
‫إل الكرك ليكونوا ف كنف اللك السعود خضر بن الظاهر ومن توف فيها من العيان‬
‫أبغا ملك التتار بن هولكوخان‬
‫ابن تول بن جنكيزخان كان عال المة بعيد الغور له رأي وتدبي وبلغ من العمر خسي سنة ومدة ملكه ثان عشرة سنة ول يكن بعد والده ف التدبي والزم مثله ول تكن وقعة حص هذه‬
‫برأيه ول عن مشورته ولكن أخوه منكوتر أحب ذلك فلم يالفه ورأيت ف بعض تاريخ البغاددة أن قدوم منكوتر إل الشام إنا كان عن مكاتبة سنقر الشقر إليه فال أعلم وقد جاء إبغا هذا‬
‫بنفسه فنل قريبا من الفرات ليى ماذا يكون من المر فلما جرى عليهم ما جرى ساءه ذلك ومات غما وحزنا توف بي العيدين من هذه السنة وقام باللك بعده ولده السلطان أحد وفيها‬
‫توف‬
‫قاضي القضاة‬
‫نم الدين أبو بكر بن قاضي القضاة صدر الدين أحد بن قاضي القضاة شس الدين يي بن هبة ال ابن السن بن يي بن ممد بن علي الشافعي ابن سن الدولة ولد سنة ست عشرة‬
‫وستمائة وسع الديث وبرع ف الذهب وناب عن أبيه فشكرت سيته واستقل بالقضاء ف الدولة الظفرية فحمد أيضا وكان الشيخ شهاب الدين ينال منه ومن أبيه وقال البزال كان شديدا‬
‫ف الحكام متحريا وقد الزم بالقام بصر فدرس بامع مصر ث عاد إل دمشق فدرس بالمينية والركنية وباشر قضاء حلب وعاد إل دمشق ووله سنجر قضاء دمشق ث عزل بابن خلكان كما‬
‫تقدم ث كانت وفاته يوم الثلثاء من الحرم ودفن من الغد يوم تاسوعاء بتربة جده بقاسيون وف عاشر الحرم توف‬
‫قاضي القضاة صدر الدين عمر‬
‫ابن القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن أب القاسم الغلب ابن بنت العز الصري كان فاضل بارعا عارفا بالذهب متحريا ف الحكام كأبيه ودفن بالقرافة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪298‬‬

‫الشيخ إبراهيم بن سعيد الشاغوري‬


‫الوله العروف باليعانة كان مشهورا بدمشق ويذكر له أحوال ومكاشفات على ألسنة العوام ومن ل يعقل ول يكن من يافظ على الصلوات ول يصوم مع الناس ومع هذا كان كثي من‬
‫العوام وغيهم يعتقدونه توف يوم الحد سابع جادى الول ودفن بتربة الولي بسفح قاسيون عند الشيخ يوسف القيمين وقد توف الشيخ يوسف قبله بدة وكان الشيخ يوسف يسكن إقمي‬
‫حام نور الدين الشهيد بالبزوريي وكان يلس على النجاسات والقذر وكان يلبس ثيابا بداوية تحف على النجاسات ف الزقة وكان له قبول من الناس ومبة وطاعة وكان العوام يغالون ف‬
‫مبته واعتقاده وكان ل يصلى ول يتقى ناسة ومن جاءه زائرا جلس عند باب القمي على النجاسة وكان العوام يذكرون له مكاشفات وكرامات وكل ذلك خرافات من خرافات العوام‬
‫وأهل الديان كما يعتقدون ذلك ف غيه من الجاني والولي ولا مات الشيخ يوسف القمين خرج خلق ف جنازته من العوام وغيهم وكانت جنازته حافلة بم وحل على أعناق الرجال إل‬
‫سفح قاسيون وبي يديه غوغاء وغوش كثي وتليل وأمور ل توز من فعل العوام حت جاؤا به إل تربة الولي بقاسيون فدفنوه با وقد اعتن بعض العوام بقبه فعمل عليه حجارة منقوشة‬
‫وعمل على قبه سقفا مقرنصا بالدهان وأنواعه وعمل عليه مقصورة وأبوابا وغال فيه مغالة زائدة ومكث هو وجاعة ماورون عنده مدة ف قراءة وتليل ويطبخ لم الطبيخ فيأكلون‬
‫ويشربون هناك والقصود أن الشيخ إبراهيم اليعانة لا مات الشيخ يوسف القمين جاء من الشاغور إل باب الصغي ف جاعة من أتباعه وهم ف صراخ وضجة وغوش كثي وهم يقولون أذن‬
‫لنا ف دخول البلد أذن لنا ف دخول البلد يكررون ذلك فقيل له ف ذلك فقال ل عشرون سنة ما دخلت داخل سور دمشق لن كنت كلما أتيت بابا من ابوابا أجد هذا السبع رابضا بالباب‬
‫فل أستطيع الدخول خوفا منه فلما مات اذن لنا ف الدخول وهذا كله ترويج على الطغام والعوام من المج الرعاع الذين هم اتباع كل ناعق وقيل إن الشيخ يوسف كان يرسل إل اليعانة‬
‫ما يأتيه من الفتوح وال سبحانه أعلم بأحوال العباد وإليه النقلب والآب وعليه الساب‬
‫وقد ذكرنا أنه استشهد ف وقعة حص جاعة من المراء منهم المي عز الدين ازدمر السلحداري عن نو من ستي سنة وكان من خيار المراء وله هة عالية ينبغي أن ينال با مكانا ف النة‬
‫قاضي القضاة‬
‫تقي الدين أبو عبد ال ممد بن السي بن رزين بن موسى العامري الموي الشافعي ولد سنة ثلث وستمائة وقد سع الديث وانتفع بالشيخ تقي الدين بن الصلح وأم بدار الديث مدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪299‬‬

‫ودرس بالشامية وول وكالة بيت الال بدمشق ث سار إل مصر فدرس با بعدة مدارس وول الكم با وكان مشكورا توف ليلة الحد ثالث رجب منها ودفن بالقطم‬
‫وف يوم السبت السابع الرابع والعشرين من ذي القعدة توف‬
‫اللك الشرف‬
‫مظفر الدين موسى بن اللك الزاهر ميي الدين داود الجاهد بن أسد الدين شيكوه بن الناصر ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه بن شاذي ابن صاحب حص ودفن بتربتهم بقاسيون‬
‫وف ذي القعدة توف‬
‫الشيخ جال الدين السكندري‬
‫الاسب بدمشق وكان له مكتب تت منارة كيوز وقد انتفع به خلق كثي وكان شيخ الساب ف وقته رحه ال‬
‫الشيخ جال الدين السكندري‬
‫الاسب بدمشق وكان له مكتب تت منارة كيوز وقد انتفع به خلق كثي وكان شيخ الساب ف وقته رحه ال‬
‫الشيخ علم الدين أبو السن ممد بن المام أب علي السي بن عيسى بن عبد ال بن رشيق الربعي الالكي الصري وفن بالقرافة وكانت له جنازة حافلة وقد كان فقيها مفتيا سع الديث‬
‫وبلغ خسا وثاني سنة وف يوم الثني الامس والعشرين من ذي الجة توف‬
‫الصدر الكبي أبو الغنائم السلم‬
‫ممد بن السلم مكي بن خلف بن غيلن القيسي الدمشقي مولده سنة اربع وتسعي وكان من الرؤساء الكبار وأهل البيوتات وقد ول نظر الدواوين بدمشق وغي ذلك ث ترك ذلك كله‬
‫وأقبل على العبادة وكتابة الديث وكان يكتب سريعا يكتب ف اليوم الواحد ثلث كراريس وقد أسع مسند المام أحد ثلث مرات وحدث بصحيح مسلم وجامع الترمذي وغي ذلك‬
‫وسع منه البازل والري وابن تيمية ودفن من يومه بسفح قاسيون عن ست وثاني سنة رحهم ال جيعا‬
‫الشيخ صفي الدين‬
‫أبو القاسم بن ممد بن عثمان بن ممد التميمي النفي شيخ النفية ببصرى ومدرس المينية با مدة سني كثية كان بارعا فاضل عالا عابدا منقطعا عن الناس وهو والد قاضي القضاة صدر‬
‫الدين علي وقد عمر دهرا طويل فإنه ولد ف سنة ثلث وثاني وخسمائة وتوف ليلة نصف شعبان من هذه السنة عن تسع وتسعي سنة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثاني وستمائة‬
‫استهلت والليفة الاكم بامر ال والسلطان اللك النصور قلوون وفيها أرسل ملك التتار أحد إل اللك النصور يطلب منه الصالة وحقن الدماء فيما بينهم وجاء ف الرسلية الشيخ قطب‬
‫الدين الشيازي أحد تلمذة النصي الطوسي فأجاب النصور إل ذلك وكتب الكاتبات إل ملك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪300‬‬

‫التتر بذلك وف مستهل صفر قبض السلطان على المي الكبي بدر الدين بيسرى السعدي وعلى المي علء الدين السعدي الشمسي أيضا‬
‫وفيها درس القاضي بدر الدين بن جاعة بالقيمرية والشيخ شس الدين ابن الصفي الريري بالسرحانية وعلء الدين بن الزملكان بالمينية وف يوم الثني الادي عشر من رمضان وقع حريق‬
‫باللبادين عظيم وحضر نائب السلطنة إذ ذاك المي حسام الدين لجي السلحدار وجاعة كثية من المراء وكانت ليلة هائلة جدا وقى ال شرها واستدرك بعد ذلك أمرها القاضي نم الدين‬
‫بن النحاس ناظر الامع فأصلح المر وسد وأعاد البناء احسن ما كان ول المد والنة ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الصال بقية السلف‬
‫برهان الدين أبو إسحاق ابن الشيخ صفي الدين أب الفدا إساعيل بن إبراهيم بن يي بن علوي ابن الرضى النفي إمام العزية بالكشك وأسع من جاعة منهم الكندي ابن الرستان ولكن ل‬
‫يظهر ساعه منهما إل بعد وفاته وقد أجاز له أبو نصر الصيدلن وعفيفة الفارقانية وابن اليدان وكان رجل صالا مبا لساع الديث كثي الب بالطلبة له وقد قرأ عليه الافظ جال الدين‬
‫الزي معجم الطبان الكبي وسعه منه بقراءة الافظ البزال وجاعة كثيون وكان مولده ف سنة تسع وتسعي وخسمائة وتوف يوم الحد سابع صفر وهو اليوم الذي قدم فيه الجاج إل‬
‫دمشق من الجاز وكان هو معهم فمات بعد استقراره بدمشق‬
‫القاضي أمي الدين الشتري‬
‫أبو العباس أحد بن شس الدين أبو بكر عبد ال بن ممد بن عبد البار بن طلحة اللب العروف بالشتري الشافعي الحدث سع الكثي وحصل ووقف أجزاء بدار الديث الشرفية وكان‬
‫الشيخ ميي الدين النووي يثن عليه ويرسل إليه الصبيان ليقرأوا عليه ف بيته لمانته عنده وصيانته وديانته‬
‫الشيخ برهان الدين أبو الثناء‬
‫ممود بن عبد ال بن عبد الرحن الراغي الشافعي مدرس الفلكية كان فاضل بارعا عرض عليه القضاء فلم يقبل توف يوم المعة الثالث والعشرين من ربيع الخر عن ست وسبعي سنة وسع‬
‫الديث واسعه ودرس بعده بالفلكية القاضي باء الدين بن الزكي‬
‫القاضي المام العلمة شيخ القراء زين الدين‬
‫أبو ممد بن عبد السلم بن علي بن عمر الزواوي الالكي قاضي قضاة الالكية بدمشق وهو أول من باشر القضاء با وعزل نفسه عنها تورعا وزهادة واستمر بل ولية ثان سني ث كانت‬
‫وفاته ليلة الثلثاء ثامن رجب منها عن ثلث وثاني سنة وقد سع الديث واشتغل على السنجاري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪301‬‬

‫وابن الاجب‬
‫الشيخ صلح الدين‬
‫ممد بن القاضي شس الدين علي بن ممود بن علي الشهر زورى مدرس القيمرية وابن مدرسها توف ف أواخر رجب وتوف أخوه شرف الدين بعده بشهر ودرس بالقيمرية بعد الصلح‬
‫الذكور القاضي بدر الدين ابن جاعة‬
‫ابن خلكان قاضي القضاة‬
‫شس الدين أبو العباس احد بن ممد بن إبراهيم بن أب بكر بن خلكان الربلي الشافعي أحد الئمة الفضلء والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد ف أيامه قضاء القضاة من‬
‫سائر الذاهب فاشتغلوا بالحكام بعد ما كانوا نوابا له وقد كان النصب بينه وبي أبن الصائغ دول يعزل هذا تارة ويول هذا ويعزل هذا ويول هذا وقد درس ابن خلكان ف عدة مدارس ل‬
‫تتمع لغيه ول يبق معه ف آخر وقت سوى المينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية توف ابن خلكان بالدرسة النجيبية الذكورة بايوانا يوم السبت آخر النهار ف السادس والعشرين من‬
‫رجب ودفن من الغد بسفح قاسيون عن ثلث وسبعي سنة وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا وقد كانت ماضرته ف غاية السن وله التاريخ الفيدالذي رسم بوفيات العيان من أبدع‬
‫الصفنات وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة اثنتي وثاني وستمائة‬
‫فيها قدم اللك النصور إل دمشق ف يوم المعة سابع رجب ف أبة عظيمة وكان يوما مشهودا وفيها ول الطابة بدمشق الشيخ عبدالكاف بن عبد اللك بن عبد الكاف عوضا عن ميي الدين‬
‫ابن الرستان الذي توف فيها كما سيات وخطب يوم المعة الادي والعشرين من رجب من هذه السنة وف هذا اليوم قبل الصلة احتيط على القاضي عز الدين بن الصائغ بالقلعة وأثبت ابن‬
‫الصري نائب النفي مضرا يتضمن أن عنده وديعة بقدار ثانية آلف دينار من جهة ابن السكاف وكان الذي أثار ذلك شخص قدم من حلب يقال له تاج الدين بن السنجاري وول‬
‫القضاء بعده باء الدين يوسف بن ميي الدين ابن الزكي وحكم يوم الحد ثالث وعشرين رجب ومنع الناس من زيارة ابن الصائغ وسعى بحضر آخر أن عنده وديعة بقيمة خسة وعشرين‬
‫ألف دينار للصال إساعيل بن أسد الدين وقام ف ذلك ابن الشاكري والمال بن الموي وآخرون وتكلموا ف قضية ثالثة ث عقد له ملس تاله فيه شدة شديدة وتعصبوا عليه ث أعيد إل‬
‫اعتقاله وقام ف صفة نائب السلطنة حسام الدين لجي وجاعة من المراء فكلموا فيه السلطان فاطلقه وخرج إل منله وجاء الناس إل تنئته يوم الثني الثالث والعشرين من شعبان وانتقل‬
‫من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪302‬‬

‫العادلية إل داره بدرب النقاشة وكان عامة جلوسه ف السجد تاه داره وف رجب باشر حسبة دمشق جال الدين بن صصرى وف شعبان درس الطيب جال الدين ابن عبد الكاف بالغزالية‬
‫عوضا عن الطيب ابن الرستان وأخذ منه الدولعية لكمال الدين بن النجار الذي كان وكيل بيت الال ث أخذ شس الدين الربلي تدريس الغزالية من ابن عبد الكاف الذكور وف آخر‬
‫شعبان باشر نيابة الكم عن ابن الزكي شرف الدين أحد بن نعمة القدسي أحد أئمة الفضلء وسادات العلماء الصنفي ولا توف أخوه شس الدين ممد ف شوال ول مكانه تدريس الشامية‬
‫البانية وأخذت منه العادلية الصغية فدرس فيها القاضي نم الدين أحد بن صصرى التغلب ف ذي القعدة وأخذت من شرف الدين أيضا الرواحية فدرس فيها نم الدين البياب نائب الكم‬
‫رحهم ال أجعي ومن توف فيها من العيان‬
‫الصدر الكبي عماد الدين أبو الفضل‬
‫ممد بن القاضي شس الدين أب نصر ممد بن هبة ال بن الشيازي صاحب الطريقة النسوبة ف الكتابة سع الديث وكان من رؤساء دمشق وأعيانا توف ف صفر منها‬
‫شيخ البل الشيخ العلمة شيخ السلم‬
‫شس الدين أبو ممد عبد الرحن بن الشيخ أب عمر ممد بن أحد بن ممد بن قدامة النبلي أول من ول قضاء النابلة بدمشق ث تركه وتوله ابنه نم الدين وتدريس الشرفية بالبل وقد‬
‫سع الديث الكثي وكان من علماء الناس وأكثرهم ديانة وأمانة ف عصره مع هدى وست صال حسن وخشوع ووقار توف ليلة الثلثاء سلخ ربيع الخر من هذه السنة عن خس وثاني‬
‫سنة ودفن بقبة والده رحهم ال‬
‫ابن أب جفوان‬
‫العلمة شس الدين أبو عبد ال ممد بن ممد بن عباس بن أب جفوان النصاري الدمشقي الحدث الفقيه الشافعي البارع ف النحو واللغة سعت شيخنا تقي الدين ابن تيمية وشيخنا الافظ‬
‫أبا الجاج الزي يقول كل منهما للخر هذا الرجل قرأ مسند المام أحد وها يسمعان فلم يضبط عليه لنة متفقا عليها وناهيك بذين ثناء على هذا وها ها‬
‫الطيب ميي الدين‬
‫يي بن الطيب قاضي القضاة عمادالدين عبد الكري قاضي القضاة جال الدين بن الرستان الشافعي خطيب دمشق ومدرس الغزالية كان فاضل بارعا أفت ودرس وول الطابة والغزالية بعد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪303‬‬

‫أبيه وحضر جنازته نائب السلطنة وخلق كثي توف ف جادي الخرة عن ثان وستي سنة ودفن بقاسيون وف خامس رجب توف‬
‫المي الكبي ملك عرب أل مثرى‬
‫أحد بن حجى بدينة بصرى وصلى عليه بدمشق صلة الغائب‬
‫الشيخ المام العال شهاب الدين‬
‫عبد الليم بن الشيخ المام العلمة مد الدين بعد ال بن عبد ال بن أب القاسم ابن تيمية الران والد شيخنا العلمة العلم تقي الدين ابن تيمية مفت الفرق الفارق بي الفرق كان له فضيلة‬
‫حسنة ولديه فضائل كثية وكان له كرسي بامع دمشق يتكلم عليه عن ظاهر قلبه وول مشيخة دار الديث السكرية بالقصاعي وبا كان سكنه ث درس ولده الشيخ تقي الدين با بعده ف‬
‫السنة التية كما سيأت ودفن بقابر الصوفية رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثاني وستمائة‬
‫ف يوم الثني ثان الحرم منها درس الشيخ المام العال العلمة تقي الدين أبو العباس أحد بن عبد الليم بن عبد السلم ابن تيمية الران بدار الديث السكرية الت بالقصاعي وحضر عنده‬
‫قاضي القضاة باء الدين ابن الزكي الشافعي والشيخ تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية والشيخ زين الدين ابن الرحل وزين الدين بن النجا النبلي وكان درسا هائل وقدكتبه الشيخ تاج‬
‫الدين الفزاري بطه لكثرة فوائده وكثرة ما استحسنه الاضرون وقد أطنب الاضرون ف شكره على حداثة سنه وصغره فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتي ث جلس الشيخ تقي‬
‫الدين الذكور أيضا يوم المعة عاشر صفر بالامع الموي بعد صلة المعة على منب قد هيء له لتفسي القرآن العزيز فابتدأ من أوله ف تفسيه وكان يتمع عنده اللق الكثي والم الغفي‬
‫من كثرة ما كان يورد من العلوم التنوعة الحررة مع الديانة والزهادة والعبادة سارت بذكره الركبان ف سائر القاليم والبلدان واستمر على ذلك مدة سني متطاولة‬
‫وفيها قدم السلطان إل دمشق من مصر يوم السبت ثان عشر جادي الخرة فجاء صاحب حاة اللك النصور إل خدمته فتلقاه السلطان ف موكبه وأكرمه فلما كان ليلة الربعاء الرابع‬
‫والعشرين من شعبان وقع مطر عظيم بدمشق ورعد وبرق وجاء سيل عظيم جدا حت كسر أقفال باب الفراديس وارتفع الاء ارتفاعا كثيا بيث اغرق خلقا كثيا وأخذ جال اليش الصري‬
‫واثقالم فخرج السلطان إل الديار الصرية بعد ثلثة أيام وتول مشد الدواوين المي شس الدين سنقر عوضا عن الدويدراي علم الدين سنجر وفيها اختلف التتار فيما بينهم على ملكهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪304‬‬

‫السلطان أحد فعزلوه عنهم وقتلوه وملكوا عليهم السلطان أرغون بن أبغا ونادوا بذلك ف جيشهم وتأطدت أحوالم ومشت أمورهم على ذلك وبادت دولة السلطان أحد وقامت دولة‬
‫أرغون بن أبغا ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ طالب الرفاعي بقصر حجاج‬
‫وله زواية مشهورة به وكان يزور بعض الريدين فمات وفيها مات‬
‫القاضي المام عز الدين أبو الفاخر‬
‫ممد بن شرف الدين عبدالقادر بن عفيف الدين عبدالالق بن خليل النصاري الدمشقي ول القضاء بدمشق مرتي عزل بابن خلكان ث عزل ابن خلكان به ثانية ث عزل وسجن وول بعده‬
‫باء الدين ابن الزكي وبقي معزول إل أن توف ببستانه ف تاسع ربيع الول وصلى عليه بسوق اليل ودفن بسفح قاسيون وكان مولده سنة ثان وعشرين وستمائة وكان مشكور السية له‬
‫عقل وتدبي واعتقاد كثي ف الصالي وقد سع الديث له ابن بلبان مشيخة قراها ابن جفوان عليه ودرس بعده بالعزروية الشيخ زين الدين عمر بن مكي بن الرحل وكيل بيت الال ودرس‬
‫ابنه ميي الدين أحد بالعمادية وزاوية الكلسة من جامع دمشق ث توف ابنه احد هذا بعده ف يوم الربعاء ثامن رجب فدرس بالعمادية والدماغية الشيخ زين الدين بن الفارقي شيخ دار‬
‫الديث نيابة عن أولد القاضي عز الدين بن الصائغ بدر الدين وعلء الدين وفيها توف‬
‫اللك السعيد فتح الدين‬
‫عبد اللك بن اللك الصال أب السن إساعيل بن اللك العادل وهو والد اللك الكامل ناصر الدين ممد ف ليلة الثني ثالث رمضان ودفن من الغد بتربة أم الصال وكان من خيار المراء‬
‫مترما كبيا رئيسا روى الوطأ عن يي بن بكي عن مكرم بن اب الصقر وسع ابن الليثي وغيه‬
‫القاضي نم الدين عمر بن نصر بن منصور‬
‫البيان الشافعي توف ف شوال منها وكان فاضل ول قضاء زرع ث قضاء حلب ث ناب ف دمشق ودرس بالرواحية وباشرها بعده شس الدين عبد الرحن بن نوح القدسي يوم عاشر شوال وف‬
‫هذا اليوم توف بماة ملكها‬
‫اللك النصور ناصر الدين‬
‫ممد بن ممود بن عمر بن ملكشاه بن أيوب ولد سنة ثلثي وستمائة وتلك حاة سنة ثنتي وأربعي وله عشر سني فمكث ف اللك أزيد من اربعي سنة وكان له بر وصدقات وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪305‬‬

‫أعتق ف بعض موته خلقا من الرقاء وقام ف اللك بعده ولده اللك الظفر بتقليد اللك النصور له بذلك‬
‫القاضي جال الدين أبو يعقوب‬
‫يوسف بن عبد ال بن عمر الرازي قاضي قضاة الالكية ومدرسهم بعدالقاضي زين الزواوي الذي عزل نفسه وقد كان ينوب عنه فاستقل بعده بالكم توف ف الامس من ذي القعدة وهو ف‬
‫طريق الجاز وكان عالا فاضل قليل التكليف والتكلف وقد شغر النصب بعده ثلث سني ودرس بعده للمالكية الشيخ جال الدين الشريشي وبعده أبو إسحاق اللوري وبعده بدر الدين أبو‬
‫بكر البيسي ث لا وصل القاضي جال الدين بن سليمان حاكما درس بالدارس وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة أربع وثاني وستمائة‬
‫ف أواخر الحرم قدم اللك النصور إل دمشق ومعه اليوش وجاء إل خدمته صاحب حاة اللك الظفر بن النصور فتلقاه بميع اليوش وخلع عليه خلعة اللوك ث سافر السلطان بالعساكر‬
‫الصرية والشامية فنل الرقب ففتحه ال عليهم ف يوم المعة ثامن عشر صفر وجاءت البشارة بذلك إل دمشق فدقت البشائر وزينت البلد وفرح السلمون بذلك لن هذا الصن كان‬
‫مضرة على السلمي ول يتفق فتحه لحد من ملوك السلم ل للملك صلح الدين ول للملك الظاهر ركن الدين بيبس البندقداري وفتح حوله بلنياس ومرقب وهي بلدة صغية إل جانب‬
‫البحر عند حصن منيع جدا ل يصل إليه سهم ول حجر منجنيق فأرسل إل صاحب طرابلس فهدمه تقربا إل السلطان اللك النصور واستنقذ النصور خلقا كثيا من أسارى السلمي الذين‬
‫كانوا عند الفرنج ول المد ث عاد النصور إل دمشق ث سافر بالعساكر الصرية إل القاهرة‬
‫وف أواخر جادي الخرة ولد للمنصور ولده اللك الناصر ممد بن قلوون وفيها عزل ميي الدين ابن النحاس عن نظر الامع ووليه عز الدين بن ميي الدين بن الزكي وباشر ابن النحاس‬
‫الوزارة عوضا عن التقي توبة التكريت وطلب التقي توبة إل الديار الصرية وأحيط على أمواله وأملكه وعزل سيف الدين طوغان عن ولية الدينة وباشرها عز الدين بن أب اليجاء‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ عز الدين ممد بن علي‬
‫ابن إبراهيم بن شداد توف ف صفر وكان فاضل مشهورا له كتاب سية اللك الظاهر وكان معتنيا بالتاريخ البندقداري‬
‫استاذ اللك الظاهر بيبس وهو المي الكبي علء الدين أيديكي البندقداري الصالي كان من خيار المراء سامه ال توف ف ربيع الخر منها وقد كان الصال نم الدين صادر البندقداري‬
‫هذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪306‬‬

‫وأخذ منه ملوكه بيبس فأضافه إليه لشهامته ونضته فتقدم عنده على استاذه وغيه‬
‫الشيخ الصال العابد الزاهد‬
‫شرف الدين أبو عبد ال ممد بن السن بن إساعيل الخيمي كانت له جنازة هائلة ودفن بقاسيون رحه ال‬
‫ابن عامر القري‬
‫الذي ينسب إليه اليعاد الكبي الشيخ الصال القري شس الدين ابو عبد ال ممد بن عامر بن أب بكر الغسول النبلي سع الديث من الشيخ موفق الدين بن قدامة وغيه وكان يعمل اليعاد‬
‫ليلة الحد فإذا فرغوا من ذلك دعا بم ث وعظهم توف يوم الربعاء حادي عشر جادي الخرة ودفن بالقرب من تربة الشيخ عبد ال الرمن‬
‫القاضي عمادا لدين‬
‫داود بن يي بن كامل القرشي النصروي النفي مدرس العزية بالكشك وناب ف الكم عن مد الدين بن العدي وسع الديث وتوف ليلة النصف من شعبان وهو والد الشيخ نم الدين‬
‫القجقازي شيخ النفية وخطيب جامع تنكر‬
‫الشيخ حسن الرومي‬
‫شيخ سعيد السعداء بالقاهرة وقد وليها بعده شس الدين التابكي الرشيد سعيد بن علي بن سعيد الشيخ رشيد الدين النفي مدرس الشبلية وله تصانيف مفيدة كثية ونظم حسن فمن ذلك‬
‫قوله ‪ ...‬قل لن يذر أن تدركه ‪ ...‬نكبات الدهر ل يغن الذر ‪ ...‬أذهب الزن اعتقادي ‪ ...‬أن كل شيء بقضاء وقدر ‪ ...‬ومن شعره قوله ‪ ...‬الي لك المد الذي أنت أهله ‪ ...‬على نعم‬
‫منها الداية للحمد ‪ ...‬صحيحا خلقت السم من مسلما ‪ ...‬ولطفلك ب ما زال مذ كنت ف الهد ‪ ...‬وكنت يتيما قد أحاط ب الردى ‪ ...‬فآويت واستنقذت من كل ما يردى ‪ ...‬وهبت ل‬
‫العقل الذي بضيائه ‪ ...‬إل كل خي يهتدي طالب الرشد ‪ ...‬ووفقت للسلم قلب ومنطقي ‪ ...‬فيا نعمة قد حل موقعها عندي ‪ ...‬ولو رمت جهدي أن أجازى فضيلة ‪ ...‬فضلت با ل يز‬
‫‪ ...‬أطرافها جهدي ‪ ...‬ألست الذي أرجو حنانك عندما ‪ ...‬يلفن الهلون وحدي ف لدي ‪ ...‬فجلي بلطف منك يهدي سريرت ‪ ...‬وقلب ويدينن إليك بل بعد‬
‫توف يوم السبت ثالث رمضان وصلى عليه العصر بالامع الظفري ودفن بالسفح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪307‬‬

‫أبو القاسم علي بن بلبان بن عبد ال‬


‫الناصري الحدث الفيد الاهر توف يوم الميس مستهل رمضان‬
‫المي مي الدين‬
‫ممد بن يعقوب بن علي العروف بابن تيم الموي الشاعر صاحب الديوان ف الشعر فمن شعره قوله ‪ ...‬عاينت ورد الروض يلطم خده ‪ ...‬ويقول قول ف البنفسج ينق ( ‪ ... ) 1‬ل‬
‫تقربوه وإن تضوع نشره ‪ ...‬ما بينكم فهو العدو الزرق ‪ ...‬الشيخ العارف شرف الدين‬
‫أبو عبد ال ممد بن الشيخ عثمان بن علي الرومي ودفن بتربتهم بسفح قاسيون ومن عندهم خرج الشيخ جال الدين ممد الساوحي وحلق ودخل ف ذي الوالقية وصار شيخهم ومقدمهم‬
‫ث دخلت سنة خس وثاني وستمائة‬
‫استهلت والليفة الاكم أبو العباس أحد والسلطان اللك النصور قلوون ونائبه بالشام المي حسام الدين لجي السلحداري النصوري والمي بدر الدين الصواب ماصر مدينة الكرك ف‬
‫أواخر السنة الاضية وقدم عليه من مصر عسكر صحبة المي حسام الدين طرقطاي فاجتمعوا على حصار الكرك حت أنزلوا منها صاحبها اللك السعود خضر بن اللك الظاهر ف مستهل‬
‫صفر وجاءت البشارة بذلك إل دشق فدقت البشائر ثلثة أيام وعاد طرقطاي باللك خضر وأهل بيته إل الديار الصرية كما فعل اللك الظاهر أبوه باللك الغيث عمر بن العادل كما تقدم‬
‫ذلك واستناب ف الكرك نائبا عن امر النصور ورتب أمورها وأجلوا منها خلقا من الكركيي واستخذموا بقلعة دمشق ولا اقترب دخول آل الظاهر إل القاهرة تلقاهم النصور فأكرم لقياهم‬
‫وأحسن إل الخوين نم الدين خضر وبدر الدين سلمش وجعلهما يركبان مع ابنيه علي والشرف خليل وجعل عليهما عيونا يرصدون ما يفعلن وأنزل الدور بالقلعة وأجرى عليهم من‬
‫الرواتب والنفقات ما يكفيهم وزيادة كثية وكتب المي بدر الدين بكتوت العلئي وهو مرد بمص إل نائب دمشق لجي أنه قد انعقد زوبعة ف يوم الميس سابع صفر بأرض حص ث‬
‫ارتفعت ف السماء كهيئة العمود والية العظيمة وجعلت تتطف الجارة الكبار ث تصعد با ف الو كأنا سهام النشاب وحلت شيئا كثيا من المال بأحالا والثاث واليام والدواب ففقد‬
‫الناس من ذلك شيئا كثيا فانا ل وإنا إليه راجعون وف هذا اليوم وقع مطر عظيم ف دمشق وجاء سيل كثي ول سيما ف الصالية وفيها أعيد علم الدين الدويداري إل مشد الدواوين بدمشق‬
‫والصاحب تقي الدين بن توبة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪308‬‬

‫إل الوزارة بدمشق وفيها تول قضاء الالكية بصر زين الدين بن أب ملوف البيدي عوضا عن القاضي تقي الدين برساس الذي توف با وفيها درس بالغزالية بدر الدين بن جاعة انتزعها من‬
‫يد شس الدين إمام الكلسة الذي كان ينوب عن شس الدين اليكي واليكي شيخ سعيد السعدا باشرها شهرا ث جاء مرسوم باعادتا إل اليكي وأنه قد استناب عنه جال الدين الباجر يقي‬
‫فباشرها الباجر يقي ف ثالث رجب ومن توف فيها من العيان‬
‫أحد بن شيبان‬
‫ابن تغلب الشيبان أحد مشايخ الديث السندين العمرين بدمشق توف بصفر عن ثان وثاني سنة ودفن بقاسيون‬
‫الشيخ المام العال البارع‬
‫الشيخ جال الدين أبو بكر ممد بن أحد بن ممد بن عبد ال بن بمان البكري الشريشي الالكي ولد بشريش سنة إحدى وستمائة ورحل إل العراق فسمع با الديث من الشايخ والقطيعي‬
‫وابن زوربة وابن الليثي وغيهم واشتغل وحصل وساد أهل زمانه ث عاد إل مصر فدرس بالفاضلية ث أقام بالقدس شيخ الرم ث جاء إل دمشق فول مشيخة الديث بتربة ام الصال ومشيخة‬
‫الرباط الناصري بالسفح ومشيخة الالكية وعرض عليه القضاء فلم يقبل توف يوم الثني الرابع والعشرين من رجب بالرباط الناصري بقاسيون ودفن بسفح قاسيون تاه الناصرية وكانت‬
‫جنازته حافلة جدا‬
‫قاضي القضاة‬
‫يوسف ابن قاضي القضاة ميي الدين أب الفضل يي بن ممد بن علي بن ممد بن يي بن علي ابن عبدا لعزيز بن علي بن السي بن ممد بن عبد الرحن بن أبان بن عثمان بن عفان‬
‫القرشي الدمشقي ي العروف بابن الزكي الشافعي كان فاضل مبزا وهو آخر من ول القضاء من بن الزكي إل يومنا هذا ولد ف سنة أربعي وسع الديث توف ليلة الثني حادي عشر ذي‬
‫الجة ودفن بقاسيون وتول بعده ابن الوي شهاب الدين‬
‫الشيخ مد الدين‬
‫يوسف بن ممد بن ممد بن عبد ال الصري ث الدمشقي الشافعي الكاتب العروف بابن الهتار كان فاضل ف الديث والدب يكتب كتابة حسنة جدا وتول مشيخة دار الديث النورية وقد‬
‫سع الكثي وانتفع الناس به وبكتابته توف عاشر ذي الجة ودفن بباب الفراديس‬
‫الشاعر الديب‬
‫شهاب الدين أبو عبد ال ممد بن عبد النعم بن ممد العروف بابن اليمي كانت له مشاركة ف علوم كثية ويد طول ف النظم الرائق الفائق جاوز الثماني وقد تنازع هو نم الدين بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪309‬‬

‫إسرائيل ف قصيدة بائية ( ‪ ) 1‬فتحاكما إل ابن الفارض فأمرها بنظم أبيات على وزنا فنظم كل منهما فأحسن ولكن لبن اليمي يد طول عليه وكذلك فعل ابن خلكان وامتدحه على وزنا‬
‫بأبيات حسان وقد أطال ترجته الزري ف كتابه وفيها كانت وفاة‬
‫( ) الاج شرف الدين‬
‫ابن مري والدالشيخ ميي الدين النووي رحه ال‬
‫يعقوب بن عبد الق‬
‫أبو يوسف الدين سلطان بلد الغرب خرج على الواثق بال أب دبوس فسلبه اللك بظاهر مراكش واستحوذ على بلد الندلس والزيرة الضراء ف سنة ثان وستي وستمائة واستمرت‬
‫أيامه إل مرم هذه السنة وزالت على يديه دولة الوحدين با‬
‫البيضاوي صاحب التصانيف‬
‫هو القاضي المام العلمة ناصر الدين عبد ال بن عمر الشيازي قاضيها وعالها وعال أذربيجان وتلك النواحي مات بتبيز سنة خس وثاني وستمائة ومن مصنفاته النهاج ف أصول الفقه‬
‫وهو مشهور وقد شرحه غي واحد وله شرح التنبيه ف أربع ملدات وله الغاية القصوى ف دراية الفتوى وشرح النتخب والكافية ف النطق وله الطوالع وشرح الحصول أيضا وله غي ذلك‬
‫من التصانيف الفيدة وقد أوصى إل القطب الشيازي أن يدفن بانيه بتبيز وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة ست وثاني وستمائة‬
‫ف أول الحرم ركبت العساكر صحبة نائب الشام حسام الدين لحي إل معصارة صهيون وحصن برزية فما نعمهم المي سيف الدين سنقر الشقر فلم يزالوا به حت استنلوه وسلمهم‬
‫البلد وسار إل خدمة السلطان اللك النصور فتلقاه بالكرام والحترام وأعطاه تقدمة ألف فارس ول يزل معظما ف الدولة النصورية إل آخرها وانقضت تلك الحوال وف النصف من‬
‫الحرم حكم القاضي جلل الدين النفي نيابة عن أبيه حسام الدين الرازي وف الثالث عشر من ربيع الول قدم القاضي شهاب الدين ممد بن القاضي شس الدين بن الليل الوي من‬
‫القاهرة على قضاء قضاة دمشق وقرئ تقليده يوم المعة مستهل ربيع الخر واستمر بنيابة شرف الدين القدسي وف يوم الحد ثالث شوال درس بالرواحية الشيخ صفي الدين الندي وحضر‬
‫عنده القضاة والشيخ تاج الدين الفزاري وعلم الدين الدويداري وتول قضاء قضاة القاهرة تقي الدين عبد الرحن ابن بنت العز عوضا عن برهان الدين الضر السنجاري وقد كان وليها‬
‫شهرا بعد ابن الوي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪310‬‬

‫فاجتمع حينئذ إل ابن بنت العز بي القضاءكله بالديار الصرية وذلك ف أوائل صفر منها‬
‫وفيها استدعى سيف الدين السامري من دمشق إل الديار الصرية ليشترى منه ربع جزر ماء الذي اشتراه من بنت اللك الشرف موسى فذكر لم أنه وقفة وكان التكلم ف ذلك علم الدين‬
‫الشجاعي وكان ظالا وكان قد استنابه اللك النصور بديار مصر وجعل يتقرب إليه بتحصيل الموال ففتق لم ناصر الدين ممد بن عبد الرحن القدسي أن السامري اشترى هذا من بنت‬
‫الشرف وهي غي رشيدة وأثبت سفهها على زين الدين بن ملوف الائر الاهل وأبطل البيع من أصله واسترجع على السامري بغل مدة عشرين سنة مائت ألف درهم وأخذوا منه حصة من‬
‫الزنبقية قيمتها سبعي ألفا وعشرة آلف مكملة وتركوه فقيا على بردا لديار ث أثبتوا رشدها واشتروا منها تلك الصص با أرادوه ث أرادوا أن يستدعوا بالدماشقة واحدا بعد واحد‬
‫ويصادرونم وذلك أنه بلغهم أن من ظلم بالشام ل يفلح وأن من ظلم بصر أفلح وطالت مدته وكانوا يطلبونم إل مصر أرض الفراعنة والظلم فيفعلون معهم ما أرادوا ومن توف فيها من‬
‫العيان‬
‫الشيخ المام العلمة‬
‫قطب الدين أبو بكر ممد بن الشيخ المام أب العباس أحد بن علي بن ممد بن السن بن عبد ال بن أحد اليمون القيسي النوري الصري ث الالكي الشافعي العروف بالقسطلن شيخ دار‬
‫الديث الكاملية بالقاهرة ولد سنة أربع عشرة وستمائة ورحل إل بغداد فسمع الكثي وحصل علوما وكان يفت على مذهب الشافعي وأقام بكة مدة طويلة ث صار إل مصر فول مشيخة دار‬
‫الديث وكان حسن الخلق مببا إل الناس توف ف آخر الحرم ودفن بالقرافة الكبى وله شعر حسن أورد منه ابن الزري قطعة صالة‬
‫عماد الدين‬
‫ممد بن العباس الدنيسري الطبيب الاهر والاذق الشاعر خدم الكابر والوزراء وعمر ثاني سنة وتوف ف صفر من هذه السنة بدمشق‬
‫قاضي القضاة‬
‫برهان الدين الضر بن السي بن علي السنجاري تول الكم بديار مصر غي مرة وول الوزارة أيضا وكان رئيسا وقورا مهيبا وقد باشر القضاء بعده تقي الدين بن بنت العز‬
‫شرف الدين سليمان بن عثمان‬
‫الشاعر الشهور له يدوان مات ف صفر منها‬
‫الشيخ الصال عز الدين‬
‫عبد العزيز بن عبدالنعم بن الصيقل الران ولد سنة أربع وتسعي وخسمائة وسع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪311‬‬

‫الكثي ث استوطن مصر حت توف با ف رابع عشر رجب وقد جاوز التسعي وقد سع منه الافظ علم الدين البرزال لا رحل إل مصر ف سنة أربع وثاني وحكى عنه أنه شهد جنازة ف‬
‫بغداد فتبعهم نباش فلما كان الليل جاء إل ذلك القب ففتح عن اليت وكان اليت شابا قد اصابته سكتة فلما فتح القب نض ذلك الشاب اليت جالسا فسقط النباش ميتا ف القب وخرج‬
‫الشاب قبه ودفن فيه النباش وحكى له قال كنت مرة بقليوب وبي يدي صبة قمح فجاء زنبور فأخذوا حدة ث ذهب با ث جاء فأخذ أخرى ث ذهب با ث جاء فأخذ أخرى أربع مرات قال‬
‫فاتبعته فإذا هو يضع البة ف فم عصفور أعمى بي تلك الشجار الت هناك قال وحكى ل الشيخ عبد الكاف أنه شهد مرة جنازة فإذا عبد أسود معنا فلما صلى الناس عليها ل يصل فلما‬
‫حضرنا الدفن نظر إل وقال أنا عمله ث ألقى نفسه ف قب ذلك اليت قال فنظرت فلم ار شيئا‬
‫الافظ أبو اليمن‬
‫أمي الدين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن السن بن ممد بن السن بن عساكر الدمشقي ترك الرياسة والملك وجاور بكة ثلثي سنة مقبل على العبادة والزهادة وقد حصل له قبول من‬
‫الناس شاميهم ومصريهم وغيهم توف بالدينة النبوية ف ثان رجب منها‬
‫ث دخلت سنة سبع وثاني وستمائة‬
‫فيها قدم الشجاعي من مصر إل الشام بنية الصادرة لرباب الموال من أهل الشام وف أواخر ربيع الخر قدم الشيخ ناصر الدين عبد الرحن القدسي من القاهرة على وكالة بيت الال ونظر‬
‫الوقاف ونظر الاص ومعه تقاليد وخلع فتردد الناس إل بابه وتكلم ف المور وآذى الناس وكانت وليته بسفارة المي علم الدين الشجاعي التكلم ف الديار الصرية توسل إليه بالشيخ‬
‫شس الدين اليكي وبابن الوحيد الكاتب وكانا عنده لما صورة وقد طلب جاعة من أعيان الدماشقة ف أول هذه السنة إل الديار الصرية فطولبوا بأموال كثية فدافع بعضهم بعضا وهذا ما‬
‫يفف عقوبته من ظلمهم وإل فلو صبوا لعولل الظال بالعقوبة ولزال عنهم ما يكرهون سريعا ولا قدم ابن القدسي إل دمشق كان يكم بتربة أم الصال والناس يترددون إليه ويافون شره‬
‫وقد استجد باشروة بباب الفراديس ومساطب باب الساعات للشهود وجدد باب الابية الشمال ورفعه وكان متواطئا وأصلح السر الذي تته وكذلك اصلح جسر باب الفراديس تت‬
‫السويقة الت جددها عليه من الانبي وهذا من أحسن ما عمله ابن القدسي وقد كان مع ذلك كثي الذية للناس ظلوما غشوما ويفتح على الناس أبوابا من الظلم ل حاجة إليها‬
‫وف عاشر جادي الول قدم من الديار الصرية أيضا قاضي القضاة حسام الدين النفي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪312‬‬

‫والصاحب تقي الدين توبة التكريت وقاضي القضاة جال الدين ممد بن سليمان الزواوي الالكي على قضاء الالكية بعد شغوره عن حاكم بدمشق ثلث سني ونصف فأقام شعار النصب‬
‫ودرس ونشر الذهب وكان له سؤدد ورياسة‬
‫وف ليلة المعة رابع شعبان توف اللك الصال علء الدين بن اللك النصور قلوون بالسنطارية فوجد عليه أبوه وجدا شديدا وقد كان عهد إليه بالمر من بعده وخطب له على النابر من مدة‬
‫سني فدفنه ف تربته وجعل ولية العهد من بعده إل ابنه الشرف خليل من بعد ابيه وخطب له على النابر من بعد ذكر أبيه يوم المعة ودقت البشائر وزين البلد سبعة أيام ولبس اليش‬
‫اللع وركبوا وأظهر الناس سرورا لشهامته مع ما ف قلوبم على أبيه لجل ظلم الشجاعي وف رمضان باشر حسبة دمشق شس الدين بن السلعوسي عوضا عن شرف الدين ابن الشيزري‬
‫وفيه توجه الشيخ بدر الدين بن جاعة إل خطابة القدس بعد موت خطيبه قطب الدين فباشر بعده تدريس القيمرية علء الدين أحد بن القاضي تاج الدين بن بنت العز وف شهر رمضان‬
‫كبس نصران وعنده مسلمة وها يشربان المر ف نار رمضان فامر نائب السلطنة حسام الدين لجي بتحريق النصران فبذل ف نفسه أموال جزيلة فلم يقبل منه وأحرق بسوق اليل وعمل‬
‫الشهاب ممود ف ذلك أبياتا ف قصيدة مليحة وأما الراة فجلدت الد‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫الطيب المام قطب الدين‬
‫أبو الزكا عبد النعم بن يي بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن عبد ال بن ممد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحن بن عوف القرشي الزهري خطيب بيت القدس أربعي سنة وكان من‬
‫الصلحاء الكبار مبوبا عند الناس حسن اليئة مهيبا عزيز النفس يفت الناس ويذكر التفسي من حفظه ف الحراب بعد صلة الصبح وقد سع الكثي وكان من الخيار ولد سنة ثلث وستمائة‬
‫وتوف ليلة الثلثاء سابع رمضان عن أربع وثاني سنة‬
‫الشيخ الصال‬
‫العابد‬
‫إبراهيم بن معضاد بن شداد بن ماجد العبي تقي الدين أبو إسحاق أصله من قلعة جعب ث أقام بالقاهرة وكان يعظ الناس وكان الناس ينتفعون بكلمه كثيا توف بالقاهرة يوم السبت الرابع‬
‫والعشرين من الحرم ودفن ف تربته بالسينية وله نظم حسن وكان من الصلحاء الشهورين رحه ال الشيخ الصال‬
‫يس بن عبد ال القري الجام شيخ الشيوخ ميي الدين النواوي وقد حج عشرين حجة وكانت له أحوال وكرامات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪313‬‬

‫الونده غزية خاتون‬


‫بنت اللك النصور قلوون زوجة اللك السعيد‬
‫الكيم الرئيس‬
‫علء الدين بن أب الزم بن نفيس شرح القانون لبن سينا وصنف الوجز وغيه من الفوائد وكان يكتب من حفظه كان اشتغاله على ابن الدخواري وتوف بصر ف ذي القعدة‬
‫الشيخ بدر الدين‬
‫عبد ال بن الشيخ جال الدين بن مالك النحوي شارح اللفية الت عملها أبوه وهو من أحسن الشروح وأكثرها فوائد وكان لطيفا ظريفا فاضل توف ف يوم الحد الثامن من الحرم ودفن من‬
‫الغد بباب الصغي وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثان وثاني وستمائة‬
‫فيها كان فتح مدينة طرابلس وذلك أن السلطان قلوون قدم باليوش النصورة الصرية صحبته إل دمشق فدخلها ف الثالث عشر من صفر ث سار بم وبيش دمشق وصحبته خلق كثي من‬
‫التطوعة منهم القاضي نم الدين النبلي قاضي النابلة وخلق من القادسة وغيهم فنازل طرابلس يوم المعة مستهل ربيع الول وحاصرها بالجانيق حصارا شديدا وضيقوا على أهلها تضيقا‬
‫عظيما ونصب عليها تسعة عشر منجنيقا فلما كان يوم الثلثاء رابع جادي الخرة فتحت طرابلس ف الساعة الرابعة من النهار عنوة وشل القتل والسر جيع من فيها وغرق كثي من اهل‬
‫اليناء وسبيت النساء والطفال وأخذت الذخائر والواصل وقد كان لا ف أيدي الفرنج من سنة ثلث وخسمائة إل هذا التاريخ وقد كانت قبل ذلك ف أيدي السلمي من زمان معاوية فقد‬
‫فتحها سفيان بن نيب لعاوية فأسكنها معاوية اليهود ث كان عبد اللك بن مروان جدد عمارتا وحصنها وأسكنها السلمي وصارت آمنة عامرة مطمئنة وبا ثار الشام ومصر فإن با الوز‬
‫والوز والثلج والقصب والياه جارية فيها تصعد إل أماكن عالية وقد كانت قبل لك ثلث مدن متقاربة ث صارت بلدا واحدا ث حولت من موضعها كما سيأت الن ولا وصلت البشارة إل‬
‫دمشق دقت البشائر وزينت البلد وفرح الناس فرحا شديدا ول المد والنة‬
‫ث امر السلطان اللك النصور قلوون أن تدم البلد با فيها من العمائر والدور والسوار الصينة الت كانت عليها وأن يبن على ميل منها بلدة غيها أمكن منها وأحسن ففعل ذلك فهي‬
‫هذه البلدة الت يقال لا طرابلس ث عاد إل دمشق مؤيدا منصورا مسرورا مبورا فدخلها يوم النصف من جادى الخرة ولكنه فوض المور والكلم ف الموال فيها إل إل علم الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪314‬‬

‫الشجاعي فصادر جاعة وجع أموال كثية وحصل بسبب ذلك أذى اللق وبئس هذا الصنيع فإن ذلك تعجيل لدمار الظال وهلكه فلم يغن عن النصور ما جع له الشجاعي من الموال شيئا‬
‫فإنه ل يعش بعد ذلك إل اليسي حت اخذه ال أخذ القرى وهي ظالة كما سيأت ث سافر السلطان ف ثان شعبان بيشه إل الديار الصرية فدخلها ف أواخر شعبان وفيها فتحت قلع كثية‬
‫بناحية حلب كركر وتلك النواحي وكسرت طائفة من التتر هناك وقتل ملكهم خربندا نائب التتر على ملطية‬
‫وفيها تول السبة بدمشق جال الدين يوسف بن التقي توبة التكريت ث أخذها بعد شهور تاج الدين الشيازي وفيها وضع منب عند مراب الصحابة بسبب عمارة كانت ف القصورة فصلى‬
‫برهان الدين السكندري نائب الطيب بالناس هناك مدة شهر الماعات والمعات ابتدؤا ذلك من يوم المعة الثان والعشرين من ذي الجة ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخة فاطمة بنت الشيخ‬
‫إبراهيم زوجة النجم بن إسرائيل كانت من بيت الفقر لا سلطنة وإقدام وترجة وكلم ف طريقة الريرية وغيهم وحضر جنازتا خلق كثي ودفنت عند الشيخ رسلن‬
‫العال بن الصاحب‬
‫الشيخ الاجن هو الشيخ الفاضل علم الدين أحد بن يوسف بن عبد ال بن شكر كان من بيت علم ورياسة وقد درس ف بعض الدارس وكان له وجاهة ورياسة ث ترك ذلك كله وأقبل على‬
‫الرفشة وصحبة الرافيش والتشبه بم ف اللباس والطريقة وأكل الشيش واستعمله كان من الفهم ف اللعة والجون والزوائد الرائقة الفائقة الت ل يلحق ف كثي منها وقد كان له أولد‬
‫فضلء ينهونه عن ذلك فلم يلتفت إليهم ول يزل ذلك دأبه حت توف ليلة المعة الادي والعشرين من ربيع الول ولا ول القضاة الربعة كان ابن خالته تاج الدين بن بنت العز مستقل ف‬
‫القضاء قبل ذلك فقال له ابن الصاحب الذكور ما مت حت رأيتك صاحب ربع فقال له تسكت وإل خليتهم يسقونك السم فقال له ف قلة دينك تفعل وف قلة عقولم يسمعوا منك وقال‬
‫‪ ...‬يدح الشيشة السيسة ‪ ...‬ف خار الشيش معن مرامي ‪ ...‬يا اهيل العقول والفهام ‪ ...‬حرموها من غي عقل ونقل ‪ ...‬وحرام تري غي الرام‬
‫وله أيضا‬
‫يا نفس ميلي إل التصاب ‪ ...‬فاللهو منه الفت يعيش ‪ ...‬ول تلي من سكر يوم ‪ ...‬إن أعوز المر فالشيش ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪315‬‬

‫‪ ...‬وله أيضا ‪ ...‬جعت بي الشيش والمر فرحت ل أهتدي من السكر ‪ ...‬يا من يرين لباب مدرست ‪ ...‬يريح وال غاية الجر‬
‫وقال يهجو الصاحب باء الدين بن النا‬
‫‪ ...‬اقعد با وتنا ‪ ...‬ل بد ان تتمن ‪ ...‬تكتب علي بن ممد ‪ ...‬من اين لك يا ابن حنا ‪...‬‬
‫فاستدعاه فضربه ث أمر به إل الارستان فمكث فيه سنة ث أطلق‬
‫شس الدين الصبهان شارح الحصول ممد بن ممود بن ممد بن عباد السلمان العلمة قدم دمشق بعد المسي وستمائة وناظر الفقهاء واشتهرت فضائله وسع الديث وشرحا الحصول‬
‫للرازي وصنف القواعد ف أربعة فنون أصول الفقه وأصول الدين والنطق واللف وله معرفة جيدة ف النطق والنحو والدب وقد رحل إل مصر فدرس بشهد السي والشافعي وغيها‬
‫ورحل إليه الطلبة وتوف ف العشرين من رجب ف القاهرة عن ثنتي وسبعي سنة‬
‫الشمس ممد بن العفيف‬
‫سليمان بن علي بن عبد ال بن علي التلمسان الشاعر الطبق كانت وفاته ف حياة أبيه فتأل له ووجد عليه وجدا شديدا ورثاه بأشعار كثية توف يوم الربعاء الرابع عشر من رجب وصلى‬
‫‪ ...‬عليه بالامع ودفن بالصوفية فمن رائق شعره قوله وإن ثناياه نوم لبدره ‪ ...‬وهن لعقد السن فيه فرائد ‪ ...‬وكم يتجاف خصره وهو ناحل ‪ ...‬وكم يتحلى ثغره وهو بارد‬
‫‪ ...‬وله يذم الشيشة ‪ ...‬ما للحشيشة فضل عند آكلها ‪ ...‬لكنها غي مصروف إل رشده ‪ ...‬صفراء ف وجهه خضراء ف فمه ‪ ...‬حراء ف عينة سوداء ف كبده‬
‫ومن شعره أيضا‬
‫‪ ...‬بدا وجهه من فوق ذابل خده ‪ ...‬وقد لح من سود الذوائب ف جنح ‪ ...‬فقلت عجيب كيف ل يذهب الدجا ‪ ...‬وقد طلعت شس النهار على رمح ‪...‬‬
‫وله من جلة ا بيات‬
‫‪ ...‬ما أنت عندي والقضي ‪ ...‬ب اللدن ف حد سوى ‪ ...‬هذاك حركه الوا ‪ ...‬وأنت حركت الوى ‪...‬‬
‫اللك النصور شهاب الدين‬
‫ممود بن اللك الصال إساعيل بن العادل توف يوم الثلثاء ثامن عشر شعبان وصلى عليه بالامع ودفن من يومه بتربة جده وكان ناظرها وقد سع الديث الكثي وكان يب أهله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪316‬‬

‫وكان فيه لطف وتواضع‬


‫الشيخ فخر الدين أبو ممد‬
‫عبد الرحن بن يوسف البعلبكي النبلي شيخ دار الديث النورية ومشهد ابن عروة وشيخ الصدرية كان يفت ويفيد الناس مع ديانة وصلح وزهادة وعبادة ول سنة إحدى عشرة وستمائة‬
‫وتوف ف رجب منها‬
‫ث دخلت سنة تسع وثاني وستمائة‬
‫فيها كانت‬
‫وفاة اللك النصور قلوون‬
‫وكان الليفة الاكم العباسي ونائب مصر حسام الدين طرقطاي ونائب الشام حسام الدين لجي وقضاة الشام شهاب الدين بن الوي الشافعي وحسام الدين النفي ونم الدين بن شيخ‬
‫البل وجال الدين الزواوي الالكي وجاء البيد يطلب شس الدين سنقر الشقر إل الديار الصرية فأكرمه السلطان وقواه وشديده وأمره باستخلص الموال وزاده مشد اليوش والكلم‬
‫على الصون إل البية وكختا وغي ذلك فقويت نفسه وزاد تبه ولكن كان يرجع إل مروءة وستروينفع من بنتمي إليه وذلك مودة ف الدنيا ف أيام قلئل وف جادي الخرة جاء البيد‬
‫بالكشف على ناصر الدين القدسي وكيل بيت الال وناظر الاص فظهرت عليه مازي من أكل الوقاف وغيها فرسم عليه بالعذراوية وطولب بتلك الموال وضيق عليه وعمل فيه سيف‬
‫الدين أبو العباس السامري قصيدة يتشفى فيها لا كان أسدي إليه من الظلم واليذاء مع أنه راح إليه وتغمم له وتازحا هنالك ث جاء البيد بطلبه إل الديار الصرية فخاف النواب من ذهابه‬
‫فأصبح يوم المعة وهو مشنوق بالدرسة العذراوية فطلبت القضاة والشهود فشاهدوه كذلك ث جهز وصلى عليه بعد المعة ودفن بقابر الصوفية عند أبيه وكان مدرسا بالرواحية وتربة أم‬
‫الصال مع الوكالتي والنظر‬
‫وجاء البيد بعمل مانيق لصار عكا فركب العسر إل أراضي بعلبك لا هنالك من الخشاب العظيمة الت ل يوجد مثلها بدمشق وهي تصلح لذلك فكثرت النايات والبايات والسخر‬
‫وكلفوا الناس تكليفا كثيا وأخذوا أخشاب الناس وحلت إل دمشق بكلفة عظيمة وشدة كثية فإنا ل وإنا إليه راجعون وفاة اللك النصور قلوون‬
‫بينما الناس ف هذا الم والصادرات وأمثال ذلك إذ وردت بريدية فأخبوا بوفاة اللكا لنصور يوم السبت سادس ذي القعدة من هذه السنة بالخيم ظاهر القاهرة ث حل إل قلعة البل ليل‬
‫وجلس بعده ولده اللك الشرف خليل بولية العهد له وحلف له جيع المراء وخطب له على النابر وركب ف أبة اللك والعساكر كلهم ف خدمته مشاة من قلعة البل إل اليدان السود‬
‫الذي هو سوق اليل وعلى المراء والقدمي اللع وعلى القضاة والعيان ولا جاءت الخبار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪317‬‬

‫بذلك حلف له المراء بالشام وقبض على حسام الدين طرقطاي نائب أبيه وأخذ منه أموال جزيلة أنفق منها على العساكر‬
‫وفيها ول خطابة دمشق زين الدين عمر بن مكي بن الرحل عوضا عن جال الدين بن عبد الكاف وكان ذلك بساعدة العسر وتول نظر الامع الرئيس وجيه الدين ابن النجي النبلي عوضا‬
‫عن ناصر الدين بن القدسي وثر وقعة وعمره وزاد مائة وخسي الفا وفيها احترقت دار صاحب حاة وذلك أنه وقع فيها نار ف غيبته فلم يتجاسر أحد يدخلها فعملت النار فيها يومي‬
‫فاحترقت واحترق كل ما فيها‬
‫وف شوال درس بتربة أم الصال بعد ابن القدسي القاضي إمام الدين القوتوي وفيها باشر الشرف حسي بن أحد بن الشيخ اب عمر قضاء النابلة عوضا عن ابن عمه نم الدين بن شيخ‬
‫البل عن مرسوم اللك النصور قبل وفاته وحج بالناس ف هذه السنة من الشام المي بدر الدين بكتوت الدوباسي وحج قاضي القضاة شهاب الدين بن الوي وشس الدين بن السلعوس‬
‫ومقدم الركب المي عتبه فتوهم منه أبو نى وكان بينهما عداوة فأغلق أبواب مكة ومنع الناس من دخولا فاحرق الباب وقتل جاعة ونب بعض الماكن وجرت خطوب فظيعة ث أرسلوا‬
‫القاضي ابن الوي ليصلح بي الفريقي ولا استقر عند أب نى رحل الركوب وبقى هو ف الرم وحده وأرسل معه أبو نى من القه بم سالا معظما وجاء الب بوت النصور إل الناس وهم‬
‫بعرفات وهذا شيء عجيب وجاء كتاب يستحث الوزير ابن السلعوس ف السي إل الديار الصرية وبي السطر بط اللك الشرف يا شقي يا وجه الي احضر لتستلم الوزارة فساق إل‬
‫القاهرة فوصلها يوم الثلثا عاشر الحرم فتسلم الوزارة كما قال السلطان ومن توف فيها من العيان‬
‫السلطان اللك النصور قلوون‬
‫ابن عبد ال التركي الصالي اللفي اشتراه اللك الصال نم الدين أيوب بن اللك الكامل ممد بن العادل اب بكر بن أيوب بألفي دينار وكان من أكابر المراء عنده وبعده ولا تزوج اللك‬
‫السعيد بن الظاهر بابنته غازية خاتون عظم شأنه جدا عند الظاهر وما زال يترفع ف الدولة حت صار أتابك سلمش بن الظاهر ث رفعة من البي واستقل باللك ف سنة أربع وثاني وفتح‬
‫طرابلس سنة ثان وثاني وعزم على فتح عكا وبرز إليها فعاله النية ف السادس والعشرين من ذي القعدة ودفن بتربته بدرسته الائلة الت أنشاها بي القصرين الت ليس بديار مصر ول‬
‫بالشام مثلها وفيها دار حديث ومارستان وعليها أوقاف دارة كثية عظيمة مات عن قريب من ستي سنة وكانت مدة ملكه اثنت عشرة سنة وكان حسن الصورة مهيبا عليه أبة السلطنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪318‬‬

‫ومهابة اللك تام القامة حسن اللحية عال المة شجاعا وقورا سامه ال‬
‫المي حسام الدين طرقطاي‬
‫نائب السلطنة النصورية بصر أخذه الشرف فسجنه ف قلعة البل ث قتله وبقي ثانية أيام ل يدري به ث لف ف حصي وألقي عل مزبله وحزن عليه بعض الناس فكفن كآحاد الفقراء بعد‬
‫النعيم الكثي والدنيا التسعة والكلمة النافذة وقد أخذ السلطان من حواصله ستمائة ألف دينار وسبعي قنطارا بالصري فضة ومن الواهر شيئا كثيا سوى اليل والبغال والمال والمتعة‬
‫والبسط الياد والسلحة الثمنة وغي ذلك من الواصل والملك بصر والشام وترك ولدين أحدها أعمى وقد دخل هذا العمى على الشرف فوضع النديل على وجهه وقال شيء ل‬
‫وذكر له أن لم أياما ل يدون شيئا يأكلونه فرق له وأطلق لم الملك يأكلون من ريعها فسبحان ال التصرف ف خلقه با يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء‬
‫الشيخ المام العلمة‬
‫رشيد الدين عمر بن إساعيل بن مسعود الفارقي الشافعي مدرس الظاهرية توف با وقد جاوز التسعي وجد منوقا ف الحرم ودفن بالصوفية وقد سع الديث وكان منفردا ف فنون من العلوم‬
‫كثية منها علم النحو والدب وحل الترجم والكتابة والنشاء وعلم الفلك والنجوم وضرب الرمل والساب وغي ذلك وله نظم حسن‬
‫الطيب جال الدين أبو ممد‬
‫عبد الكاف بن عبد اللك بن عبد الكاف الربعي توف بدار الطابة وحضر الناس الصلة عليه يوم السبت سلخ جادي الول وحل إل السفح فدفن إل جانب الشيخ يوسف الفقاعي‬
‫فخر الدين أبو الظاهر إساعيل‬
‫ابن عز القضاة اب السن علي بن ممد بن عبد الواحد بن أب اليمن الشيخ الزاهد التقلل من متاع الدنيا توف ف العشرين من رمضان وصلى عليه ف الامع ودفن بتربة بن الزكي بقاسيون‬
‫مبة ف ميي الدين بن عرب فإنه كان يكتب من كلمه كل يوم ورقتي ومن الديث ورقتي وكان مع هذا يسن الظن به وكان يصلي مع الئمة كلهم بالامع وقد اخب عنه بعض العلماء أنه‬
‫‪ ...‬رأى بطه ‪ ...‬وف كل شيء له آية ‪ ...‬تدل على أنه عينه‬
‫‪ ...‬وقد صحح على عينه وإنا الصحيح الروي عمن أنشد هذا الشعر ‪ ...‬تدل على أنه واحد‬
‫وله شعر فمنه‬
‫والنهر مذجن ف الغصون هوى ‪ ...‬فراح ف قلبه يثلها ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪319‬‬

‫‪ ...‬فغر منه النسيم عاشقها ‪ ...‬فجاء عن وصله ييلها‬


‫وله أيضا‬
‫لا تقق بالمكان فوقكم ‪ ...‬وقد بدا حكمه ف عال الصور ‪ ...‬فميز المع عنه وهو متخد ‪ ...‬فلح فرقكم ف عال الصور ‪ ...‬وله ‪ ...‬ل سادة ل أرى سواهم ‪ ...‬هم عي معناي وعي ‪...‬‬
‫جوف ‪ ...‬لقد أحاطوا بك جزء ‪ ...‬من وعزوا عن درك طرف ‪ ...‬هم نظروا ف عموم فقري ‪ ...‬وطول ذل وفرط ضعفي ‪ ...‬فعاملون ببحت جود ‪ ...‬وصرف بر ومض لطف ‪ ...‬فل تلم‬
‫إن جررت ذيلي ‪ ...‬فخرا بم أو ثنيت عطفي ‪ ...‬وله ‪ ...‬مواهب ذي اللل لدى تترى ‪ ...‬فقد أخر ستن ونطقن شكرا ‪ ...‬فنعمي إثر نعمي إثر نعمي ‪ ...‬وبشرى بعد بشرى بعد بشرى‬
‫‪ ...‬لا بده وليس لا إنتهاء ‪ ...‬يعم مزيدها دنيا وأخرى ‪ ...‬الاج طيبس بن عبد ال‬
‫علء الدين الوزير صهر اللك الظاهر كان من أكابر المراء ذوي الل والعقد وكان دينا كثي الصدقات له خان بدمشق أوقفه وله ف فكاك السرى وغي ذلك واوصى عند موته بثلثمائة‬
‫الف تصرف على الند بالشام ومصر فحصل لكل جندي خسون درها وكانت وفاته ف ذي الجة ودفن بتربته بسفح القطم‬
‫قاضي القضاة‬
‫نم الدين أبو العباس بن الشيخ شس الدين بن أب عمر القدسي توف ثان عشر رجب بسوا وكان فاضل بارعا خطيبا مدرسا بأكثر الدارس وهو شيخ النابلة وابن شيخهم وتول بعده‬
‫القضاء الشيخ شرف الدين حسي بن عبد ال بن أب عمر وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة تسعي وستمائة من الجرة‬
‫فيها فتحت عكا وبقية السواح الت كانت بأيدي الفرنج من مدد متطاولة ول يبق لم فيها حجر واحد ول المد والنة‬
‫استهلت هذه السنة والليفة الاكم بأمر ال أبو العباس العباسي وسلطان البلد اللك الشرف خليل بن النصور قلوون ونائبه بصر وأعمالا بدر الدين بيدرا ووزيره ابن السلعوس‬
‫الصاحب شس الدين ونائبه بالشام حسام الدين لجي السلحداري النصوري وقضاة الشام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪320‬‬

‫هم الذكورون ف الت قبلها وصاحب اليمن اللك الظفر شس الدين يوسف بن النصور نور الدين عمر بن علي بن رسول وصاحب مكة نم الدين أبو ني ممد بن إدريس بن علي بن قتادة‬
‫السين وصاحب الدينة عز الدين جاز بن شيحة السين وصاحب الروم غياث الدين كنجسر وهو ابن ركن الدين قلج أرسلن السلجوقي وصاحب حاة تقي الدين ممود بن اللك النصور‬
‫ناصر الدين ممد بن اللك الظفر تقي الدين ممد وسلطان بلد العراق وخراسان وتلك النواحي ارغون بن أبغا بن هولكوين تول بن جنكزخان‬
‫وكان أول هذه السنة يوم الميس وفيه تصدق عن اللك النصور بأموال كثية جدا من الذهب والفضة وأنزل السلطان إل تربته ف ليلة المعة فدفن با تت القبة ونزل ف قبه بدر الدين‬
‫بيدرا وعلم الدين الشجاعي وفرقت صدقات كثية حينئذ ولا قدم الصاحب شس الدين بن السلعوس من الجاز خلع عليه للوزارة وكتب تقليده با القاضي ميي الدين بن عبد الظاهر‬
‫كاتب النشا بيده وركب الوزير ف أبة الوزارة إل داره وحكم ولا كان يوم المعة قبض على شس الدين سنقر الشقر وسيف الدين بن جرمك الناصري وأفرج عن المي زين الدين كتبغا‬
‫وكان قد قبض عليه مع طرقطاي ورد عليه أقطاعه وأعيد التقي توبة إل وزارة دمشق مرة أخرى وفيها اثبت ابن الوي مضرا يتضمن ان يكون تدريس الناصرية للقاضي الشافعي وانتزعها‬
‫من زين الدين الفارقي‬
‫فتح عكا وبقية السواحل‬
‫وفيها جاء البيد إل دمشق ف مستهل ربيع الول لتجهيز الت الصار لعكا ونودي ف دمشق الغزاة ف سبيل ال إل عكا وقد كان أهل عكا ف هذا الي عدوا على من عندهم من تار‬
‫السلمي فقتلوهم وأخذوا أموالم فأبرزت الناجيق إل ناحية السورة وخرجت العامة والتطوعة يرون ف العجل حت الفقهاء والدرسي والصلحاء وتول ساقها المي علم الدين الدويداري‬
‫وخرجت العساكر بي يدي نائب الشام وخرج هو ف آخرهم ولقه صاحب حاة اللك الظفر وخرج الناس من كل صوب واتصل بم عسكر طرابلس وركب الشرف من الديار الصرية‬
‫بعساكره قاصدا عكا فتوافت اليوش هنالك فنازلا يوم الميس رابع ربيع الخر ونصبت عليها الناجيق من كل ناحية يكن نصبها عليها واجتهدوا غاية الجتهاد ف ماربتها والتضييق على‬
‫أهلها واجتمع الناس بالوامع لقراءة صحيح البخاري فقرأه الشيخ شرف الدين الفزاري فحضر القضاة والفضلء والعيان وف أثناء ماصرة عكا وقع تبيط من نائب الشام حسام الدين‬
‫لجي فتوهم أن السلطان يريد مسكه وكان قد اخبه بذلك المي الذي يقال له أبو خرص فركب هاربا فرده علم الدين الدويداري بالسابه وجاء به إل السلطان فطيب قلبه وخلع عليه ت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪321‬‬

‫أمسكه بعد ثلثة أيام وبعثه إل قعلة صفد واحتاط على حواصله ورسم على أستاذ داره بدر الدين بكداش وجرى مال يليق وقوعه هنالك إذ الوقت وقت عسر وضيق وحصار وصمم‬
‫السلطان على الصار فرتب الكوسات ثلثمائة حل ث زحف يوم المعة سابع عشر جادي الول ودقت الكوسات جلة واحدة عند طلوع الشمس وطلع السلمون على السوار مع طلوع‬
‫الشمس ونصبت السناجق السلمية فوق أسوار البلد فولت الفرنج عند ذلك الدبار وركبوا هاربي ف مراكب التجار وقتل منهم عدد ل بعمله إل ال تعال وغنموا من المتعة والرقيق‬
‫والبضائع شيئا كثيا جدا وأمر السلطان بدمها وتريبها بيث ل ينتفع با بعد ذلك فيسر ال فتحها نار جعة كما اخذتا الفرنج من السلمي ف يوم المعة وسلمت صور وصيدا قيادتما إل‬
‫الشرف فاستوثق الساحل للمسلمي وتنظف من الكافرين وقطع دابر القوم الذين ظلموا والمد ل رب العالي‬
‫وجاءت البطاقة إل دمشق بذلك ففرح السلمون ودقت البشار ف سائر الصون وزينت البلد لينتزه فيها الناظرون ولتفرجون وأرسل السلطان إل صور أميا فهدم أسوارها وعفا آثارها‬
‫وقدكان لا ف أيدي الفرنج من سنة ثان عشرة وخسمائة وأما عكا فقد كان اللك الناصر يوسف بن أيوب أخذها من أيدي الفرنج ث إن الفرنج جاؤا فأحاطوا با بيوش كثية ث جاء‬
‫صلح الدين ليمانعهم عنها مدة سبعة وثلثي شهرا ث آخر ذلك استملكوها وقتلوا من كان فيها من السلمي كما تقدم ذلك‬
‫ث إن السلطان اللك الشرف خليل بن النصور قلوون سار من عكا قاصدا دمشق ف أبة اللك وحرمة وافرة وف صحبته وزيره ابن السلعوس واليوش النصورة وف هذا اليوم استناب‬
‫بالشام المي علم الدين سنجر الشجاعي وسكن بدار السعادة وزيد ف إقطاعه حرستا ول تقطع لغيه وإنا كانت لصال حواصل القعلة وجعل له ف كل يوم ثلثمائة على دار الطعام وفوض‬
‫إليه أن يطلق من الزانة ما يريد من غي مشاورة ول مراجعة وأرسله السلطان إل صيدا لنه كان قد بقي با برج عصى ففتحه ودقت البشائر بسببه ث عاد سريعا إل السلطان فودعه وسار‬
‫السلطان نو الديار الصرية ف أواخر رجب وبعثه إل بيوت ليفتحها فسار إليها ففتحها ف أقرب وقت وسلمت عثلية وانطرطوس وجبيل ول يبق بالسواحل ول المد معقل للفرنج إل‬
‫بأيدي السلمي وأراح ال منهم البلد والعباد ودخل السلطان إل القاهرة ف تاسع شعبان ف أبة عظيمة جدا وكان يوما مشهودا وأفرج عن بدر الدين بيسرى بعد سجن سبع سني ورجع‬
‫علم الدين سنجر الشجاعي نائب دمشق إل دمشق ف سابع عشرين الشهر الذكور وقد نظف السواحل من الفرنج بالكلية ول يبق لم با حجر وف رابع رمضان أفرج عن حسام الدين‬
‫لجي من قلعة صفد ومعه جاعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪322‬‬


‫أمراء ورد عليهم إقطاعاتم وأحسن أليهم وأكرمهم‬
‫وف أوائل رمضان طلب القاضي بدر الدين ابن جاعة من القدس الشريف وهو حاكم به وخطيب فيه على البيد إل الديار الصرية فدخلها ف رابع عشرة وأفطر ليلتئذ عند الوزير ابن‬
‫السلعوس وأكرمه جدا واحترمه وكانت ليلة المعة فصرح الوزير بعزل تقي الدين ابن بنت العز وتولية ابن جاعة بالديار الصرية قضاء القضاة وجاء القضاة إل تنئتة وأصبح الشهود‬
‫بدمته ومع القضاء خطابة الامع الزهر وتدريس الصالية وركب ف اللعة والطرحة ورسم لبقية القضاة أن يستمروا بلبس الطرحات وذهب فخطب بالامع الزهر وانتقل إل الصالية‬
‫ودرس با ف المعة الخرى وكان درسا حافل ولا كان يوم المعة رسم السلطان للحاكم بأمر ال أن يطب هو بنفسه الناس يومئذ وأن يذكر ف خطبته أنه قد ول السلطنة للشرف خليل‬
‫بن النصور فلبس خلعة سوداء وخطب الناس بالطبة الت كان خطب با ف الدولة الظاهرية وكانت من إنشاء الشيخ شرف الدين القدسي ف سنة ستي وستمائة فيكون بي الطبتي أزيد من‬
‫ثلثي سنة وذلك بامع قلعة البل ث استمر ابن جاعة يطب بالقلعة عند السلطان وكان يستنيب ف الامع الزهر وأما ابن بنت العز فناله من الوزير إخراق ومصادرة وإهانة بالغة ول يترك‬
‫له من مناصبه شيئا وكن بيده سبعة عشر منصبا منها القضاء والطابة ونظر الحباس ومشيخة الشيوخ ونظر الزانة وتداريس كبار وصادره بنحو من أربعي ألف غي مراكبه وأشياء كثية‬
‫ول يظهر منه استكانة له ول خضوع ث عاد فرضى عنه ووله تدريس الشافعي وعملت ختمة عند قب النصور ف ليلة الثني رابع ذي القعدة وحضرها القضاة والمراء ونزل السلطان ومعه‬
‫الليفة إليهم وقت السحر وخطب الليفة بعد التمة خطبة بليغة حرض الناس على غزو بلد العراق واستنقاذها من أيدي التتر وقد كان الليفة قبل ذلك متجبا فرآه الناس جهرة وركب‬
‫ف السواق بعد ذلك وعمل أهل دمشق ختمة عظيمة باليدان الخضر إل جانب القصر البلق فقرئت ختمات كثية ث خطب الناس بعدها الشيخ عز الدين القارون ث ابن البزوري ث تكلم‬
‫من له عادة بالكلم وجاءت البيدية بالتهيؤ لغزو العراق ونودي ف الناس بذلك وعملت سلسل عظام بسبب السورة على دجلة بغداد وحصلت الجور على القصود وإن ل يقع القصود‬
‫وحصل لبعض الناس أذى بسبب ذلك‬
‫وفيها نادى نائب الشام الشجاعي ان ل تلبس امرأة عمامة كبية وخرب البنية الت على نر بانياس والداول كلها والسال والسقابات الت على النار كلها وأخرب جسر الزلبية وما‬
‫عليه من الدكاكي ونادى أن ل يشي أحد بعد العشاء الخرة ث أطلق لم هذه فقط وأخرب المام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪323‬‬

‫الذي كان بناه اللك السعيد ظاهر باب النصر ول يكن بدمشق أحسن منه ووسع اليدان الخضر من ناحية الشمال مقدار سدسه ول يترك بينه وبي النهر إل مقدارا يسيا وعمل هو بنفسه‬
‫والمراء بيطانه‬
‫وفيها حبس جال الدين آقوش الفرم النصوري وأميا آخر معه ف القلعة‬
‫وفيها حل المي علم الدين الدويداري إل الديار الصرية مقيدا وقد نظم الشيخ شهاب الدين ممود قصيدة ف فتح عكا ‪ ...‬المد ل زالت دولة الصلب ‪ ...‬وعز بالترك دين الصطفى‬
‫العرب ‪ ...‬هذا الذي كانت المال لو طلبت ‪ ...‬رؤياه ف النوم لستحيت من الطلب ‪ ...‬ما بعد عكا وقد هدت قواعدها ‪ ...‬ف البحر للترك عند الب من ارب ‪ ...‬ل يبق من بعدها للكفر إذ‬
‫خربت ‪ ...‬ف البحر والب ما ينجي سوى الرب ‪ ...‬أم الروب فكم قد أنشأت فتنا ‪ ...‬شاب الوليد با هول ول تشب ‪ ...‬يا يوم عكا لقد أنسيت ما سبقت ‪ ...‬به الفتوح وما قد خط ف‬
‫الكتب ‪ ...‬ل يبلغ النطق حد الشكر فيك فما ‪ ...‬عسى يقوم به ذو الشعر والدب ‪ ...‬أغضبت عباد عيسى إذ أبدتم ‪ ...‬ل أي رضى ف ذلك الغضب ‪ ...‬واشرف الادي الصطفى البشي‬
‫علي ‪ ...‬ما أسلف الشرف السلطان من قرب ‪ ...‬فقر عينا لذا الفتح وابتهجت ‪ ...‬ببشره الكعبة الغراء ف الجب ‪ ...‬وسار ف الرض سيا قد سعت به ‪ ...‬فالب ف طرب والبحر ف‬
‫‪ ...‬حرب‬
‫وهي طويلة جدا وله ولغيه ف فتح عكا أشعار كثية ولا رجع البيد أخب بان السلطان لا عاد إل مصر خلع على وزيره ابن السلعوس جيع ملبسه الت كانت عليه ومركوبه الذي كان تته‬
‫فركبه ورسم له بثمانية وسبعي ألفا من خزانة دمشق ليشتري له با قرية قرحتا من بيت الال‬
‫وف هذه السنة انتهت عمارة قلعة حلب بعد الراب الذي أصابا من هولكو واصحابه عام ثان وخسي وفيها ف شوال شرع ف عمارة قلعة دمشق وبناء الدور السلطانية والطارمة والقبة‬
‫الزرقاء حسب ما رسم به السلطان الشرف خليل بن قلوون لنائبه علم الدين سنجر الشجاعي وفيها ف رمضان اعيد إل نيابة القلعة المي أرجواش وأعطى إقطاعات سنية وفيها أرسل‬
‫الشيخ الرجيحي من ذرية الشيخ يونس مضيقا عليه مصورا إل القاهرة وفيها درس عز الدين القارون بالدرسة النجيبية عوضا عن كمال الدين ابن خلكان وف ذلك اليوم درس نم الدين‬
‫مكي بالرواحية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪324‬‬

‫عوضا عن ناصر الدين ابن القدسي وفيه درس كمال الدين الطبيب بالدرسة الدخوارية الطبية وف هذا الشهر درس الشيخ جلل الدين البازي بالاتونية البانية وجال الدين بن الناصر بقي‬
‫بالفتحية وبرهان الدين السكندري بالقوصية الت بالامع والشيخ نم الدين الدمشقي بالشريفية عند حارة الغرباء وفيها أعيدت الناصرية إل الفارقي وفيه درس بالمينية القاضي نم الدين‬
‫ابن صصرى بعد ابن الزملكان وأخذت منه العادلية الصغية لكمال الدين ابن الزملكان ومن توف فيها من العيان‬
‫أرغون بن أبغا ملك التتار‬
‫كان شهما شجاعا سفاكا للدماء قتل عمه السلطان أحد بن هولكو فعظم ف أعي الغول فلما كان ف هذه السنة مات من شراب شربه فيه سم فاتمت الغول اليهود به وكان وزيره سعد‬
‫الدولة ابن الصفي يهوديا فقتلوا من اليهود خلقا كثيا ونبوا منهم أموال عظيمة جدا ف جيع مدائن العراق ث اختلفوا فيمن يقيمونه بعده فمالت طائفة إل كيختو فأجلسوه على سرير‬
‫الملكة فبقي مدة قيل سنة وقيل أقل من ذلك ث قتلوه وملكوا بعده بيدرا وجاء الي بوفاة أرغون إل اللك الشرف وهو ماصر عكا ففرح بذلك كثيا وكانت مدة ملك أرغون ثان سني‬
‫وقد وصفه بعض مؤرخي العراق بالعدل والسياسة اليدة‬
‫السند العمر الرحالة‬
‫فخر الدين بن النجار وهو أبو السن علي بن أحد بن عبد الواحد القدسي النبلي العروف بابن النجار ولد ف سلخ أو مستهل سنة ست وسبعي وخسمائة وسع الكثي ورحل مع أهله‬
‫وكان رجل صالا عابدا زاهدا ورعا ناسكا تفرد بروايات كثية لطول عمره وخرجت له مشيخات وسع منه اللق الكثي والم الغفي وكان منصوبا لذلك حت كب وأسن وضعف عن‬
‫الركة وله شعر حسن منه قوله ‪ ...‬تكررت السنون على حت ‪ ...‬بليت وصرت من سقط التاع ‪ ...‬وقل النفع عندي غي ان ‪ ...‬أعلل بالرواية والسماع ‪ ...‬فإن يك خالصا فله جزاء ‪...‬‬
‫‪ ...‬وإن يك مالقا فال ضياع‬
‫وله أيضا‬
‫إليك اعتذاري من صلت قاعدا ‪ ...‬وعجزي عن سعي إل المعات ‪ ...‬وتركي صلة الفرض ف كل مسجد ‪ ...‬تمع فيه الناس للصلوات ‪ ...‬فيا رب ل تقت صلت ونن ‪ ...‬من النار ‪...‬‬
‫‪ ...‬واصفح ل عن الفوات‬
‫توف ضحى نار الربعاء ثان ربيع الخر من هذه السنة عن خس وتسعي سنة وحضر جنازته خلق كثي ودفن عند والده الشيخ شس الدين أحد بن عبد الواحد بسفح قاسيون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪325‬‬

‫الشيخ تاج الدين الفزاري‬


‫عبد الرحن بن سباع بن ضياء الدين أبو ممد الفزاري المام العلمة العال شيخ الشافعية ف زمانه حاز قصب السبق دون أقرانه وهو والد شيخنا العلمة برهان الدين كان مولد الشيخ تاج‬
‫الدين ف سنة ثلثي وستمائة وتوف ضحى الثني خامس جادي الخرة بالدرسة البادرائية وصلى عليه بعد الظهر بالموي تقدم للصلة عليه قاضي القضاة شهاب الدين بن الوب ث صلى‬
‫عليه عند جامع جراح الشيخ زين الدين الفارقي ودفن عند والده بباب الصغي وكان يوما شديد الزحام وقد كان من اجتمع فيه فنون كثية من العلوم النافعة والخلق اللطيفة وفصاحة‬
‫النطق وحسن التصنيف وعلو المة وفقه النفس وكتابة القليد الذي جع على ابواب التنبيه وصل فيه إل باب الغصب دليل على فقه نفسه وعلو قدره وقوة هته ونفوذ نظره وإتصافه‬
‫بالجتهاد الصحيح ف غالب ما سطره وقد انتفع به الناس وهو شيخ أكابر مشاينا هو وميي الدين النووي وله اختصار الوضوعات لبن الوزي وهو عندي بطه وقد سع الديث الكثي‬
‫وحضر عند ابن الزبيدي صحيح البخاري وسع من ابن الليثي وابن الصلح واشتغل عليه وعلى ابن عبد السلم وانتفع بما وخرج له الافظ علم الدين البزال أحد تلميذه مشيخة ف‬
‫عشرة أجزاء عن مائة شيخ فسمعها عليه العيان وله شعر جيد فمنه ‪ ...‬ل أيام جع الشمل ما برحت ‪ ...‬با الوادث حت أصبحت سرا ‪ ...‬ومبتدا الزن من تاريخ مسألت ‪ ...‬عنكم فلم‬
‫‪ ...‬ألق لعينا ول أثرا ‪ ...‬يا راحلي قدرت فالنجاة لكم ‪ ...‬ونن للعجز ل نستعجز القدرا‬
‫وقد ول الدرس بعده بالبادرائية واللقة والفتيا بالامع ولده شيخنا برهان الدين فمشى على طريقة والده وهديه وسعته رحه ال وف ثالث شعبان توف‬
‫الطبيب الاهر عز الدين إبراهيم بن ممد بن طرخان‬
‫السويدي النصاري ودفن بالسفح عن تسعي سنة وروى شيئا من الديث وفاق أهل زمانه ف صناعة الطب وصنف كتبا ف ذلك وكان يرمي بقلة الدين وترك الصلوات وانلل ف العقيدة‬
‫إنكار أمور كثية ما يتعلق باليوم الخر وال يكم فيه وف أمثاله بأمره العدل الذي ل يو ول يظلم وف شعره ما يدل على قلة عقله ودينه وعدم إيانه واعتراضه على تري المر وأنه قد طال‬
‫رمضان عليه ف تركها وغي ذلك‬
‫الشيخ المام العلمة‬
‫علء الدين أبو السن علي بن المام العلمة كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكري بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪326‬‬

‫خلف النصاري الزملكان وقد درس بعد أبيه الذكور بالمينية وكانت وفاة والده هذا ليلة الثلثاء التاسع والعشرين من ربيع الخر بالمينية ودفن بقابر الصوفية عند والده المي الكبي بدر‬
‫الدين علي بن عبد ال الناصري ناظر الرباط بالصالية عن وصية أستاذه وهو الذي ول الشيخ شرف الفزاري مشيخة الرباط بعد ابن الشريشي جال الدين وقد دفن بالتربة الكبية داخل‬
‫الرباط الذكور‬
‫الشيخ المام أبو حفص عمر بن يي بن عمر الكرخي‬
‫صهر الشيخ تقي الدين بن الصلح وأحد تلميذه ولد سنة تسع وتسعي وخسمائة ومات يوم الربعاء ثان ربيع الخر من هذه السنة ودفن إل جانب ابن الصلح‬
‫اللك العادل بدر الدين سلمش بن الظاهر‬
‫الذي كان قد بويع باللك بعد أخيه اللك السعيد وجعل اللك النصور قلوون أتابكه ث استقل قلوون باللك وأرسلهم إل الكرك ث أعادهم إل القاهرة ث سفرهم الشرف خليل ف أول‬
‫دولته إل بلد الشكري من ناحية اصطنبول فمات سلمش هناك وبقي أخوه نم الدين خضر وأهلوهم بتلك الناحية وقد كان سلمش من أحسن الناس شكل وأباهم منظرا وقد افتت به‬
‫خلق كثي واللوطية الذين يبون الردان وشبب به الشعراء وكان عاقل رئيسا مهيبا وقورا‬
‫العفيف التلمسان‬
‫أبو الربيع سليمان بن علي بن عبد ال بن علي بن يس العابدي الكرمي ث التلمسان الشاعر التقن التفنن ف علوم منها النحو والدب والفقه والصول وله ف ذلك مصنفات وله شرح‬
‫مواقف النفر وشرح أساء ال السن وله ديوان مشهور ولولده ممد ديوان آخر وقد نسب هذا الرجل إل عظائم ف القوال والعتقاد ف اللول والتاد والزندقة والكفر الحض وشهرته‬
‫تغن عن الطناب ف ترجته توف يوم الربعاء خامس رجب ودفن بالصوفية ويذكر عنه أنه عمل أربعي خلوة كل خلوة أربعي يوما متتابعة فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة إحدى وتسعي وستمائة‬
‫فيها فتحت قلعة الروم وسلطان البلد من دنقله إل مصر إل أقصى بلد الشام بكماله وسواحله بلد حلب وغي ذلك اللك الشرف صلح الدين خليل بن اللك النصور قلوون ووزيره‬
‫شس الدين بن السعلوس وقضاته بالشام ومصرهم الذكورون ف الت قبلها ونائب مصر بدر الدين بندار ونائب الشام علم الدين سنجر الشجاعي وسلطان التتر بيدار بن أرغون بن أبغا‬
‫والعمارة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪327‬‬

‫الزائن أتلف شيئا كثيا من الدخائر والنفائس والكتب وف التاسع والعشرين من ربيع الول خطب الليفة الاكم وحث ف خطبته على الهاد والنفي وصلى بم المعة وجهر بالبسملة وف‬
‫ليلة السبت ثالث عشر صفر جيء بذا الرز الحر الذي بباب البادة من عكا فوضع ف مكانه وف ربيع الول كمل بناء الطارمة وما عندها من الدور والقبة الزرقاء وجاءت ف غاية السن‬
‫والكمال والرتفاع وف يوم الثني ثان جادى الول ذكر الدرس بالظاهرية الشيخ صفي الدين ممد بن عبد الرحيم الرموي عوضا عن علء الدين بن بنت العز وف هذا اليوم درس‬
‫بالدولعية كمال الدين بن الزكي وف يوم الثني سابع جادى الخرة درس بالنجيبية الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الطوسي بقتضى نزول الفارقي له عنها وال أعلم بالصواب‬
‫فتح قلعة الروم‬
‫وف ربيع الول منها توجه السلطان الشرف بالعساكر نو الشام فقدم دمشق ومعه وزيره ابن السلعوس فاستعرض اليوش وأنفق فيهم أموال جزيلة ث سار بم نو بلد حلب ث سار إل‬
‫قلعة الروم فافتتحها بالسيف قهرا ف يوم السبت حادي عشر رجب وجاءت البشارة بذلك إل دمشق وزينت البلد سبعة أيام وبارك ال ليش السلمي ف سعيهم وكان يوم السبت إلبا على‬
‫أهل يوم الحد وكان الفتح بعد حصار عظيم جدا مدة ثلثي يوما وكانت النجنيقات تزيد على ثلثي منجنيقا واشتهد من المراء شرف الدين بن الطي وقد قتل من اهل البلد خلق كثي‬
‫وغنم السلمون منها شيئا كثيا ث عاد السلطان إل دمشق وترك الشجاعي بقلعة الروم يعمرون ماوهى من قلعتها بسبب رمي النجنيقات عليها وقت الصار وكان دخوله إل دمشق بكرة‬
‫يوم الثلثاء تاسع عشر شعبان فاحتفل الناس لدخوله ودعوا له وأحبوه وكان يوما مشهودا بسط له كما يبسط له إذا قدم من الديار الصرية وإنا كان ذلك بإشارة ابن السلعوس فهو أول من‬
‫بسط له وقد كسر أبوه التتر على حص ول يبسط له وكذلك اللك الظاهر كسر التتر والروم على البلستي وف غي موطن ول يبسط له وهذه بدعة شنعاء قد أحدثها هذا الوزير للملوك‬
‫وفيها إسراف وضياع مال واشر وبطر ورياء وتكليف للناس واخذ أموال ووضعها ف غي مواضعها وال سبحانه سائلة عنها وقد ذهب وتركها يتوارثها اللوك والناس عنه وقد حصل للناس‬
‫بسبب ذلك ظلم عظيم فليتق العبد ربه ول يدث ف السلم بسبب هواه ومراد نفسه ما يكون سبب مقت ال له وإعراضه عنه فإن الدنيا لتدوم لحد ول يدوم أحد فيها وال سبحانه أعلم‬
‫وكان ملك قلعة الروم مع السلطان أسيا وكذلك رؤس أصحابه فدخل بم دمشق وهم يملون رؤس أصحابم على رؤس الرماح وجهز السلطان طائفة من اليش نو جبل كسروان والزر‬
‫بسبب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪328‬‬

‫مالتم للفرنج قديا على السلمي وكان مقدم العساكر بندار وف صحبته سنقر الشقر واقر سنقر النصوري الذي كان نائب حلب فعزله عنها السلطان وول مكانه سيف الدين بلبان‬
‫البطاحي النصوري وجاعة آخرون من المراء الكبار فلما أحاطوا بالبل ول يبق إل دمار أهليه حلوا ف الليل إل بندار حل كثيا ففتر ف قضيتهم ث انصرف باليوش عنهم وعادوا إل‬
‫السلطان فتلقاهم السلطان وترجل السلطان إل المي بندار وهو نائبه على مصر ث ابن السلعوس نبه السلطان على فعل بندار فلمه وعنفه فمرض من ذلك مرضا شديدا أشفى به على الوت‬
‫حت قيل إنه مات ث عوف فعمل ختمة عظيمة بامع دمشق حضرها القضاة والعيان وأشغل الامع نظي ليلة النصف من شعبان وكان ذلك ليلة العشر الول من رمضان وأطلق السلطان أهل‬
‫البوس وترك بقية الضمان عن أرباب الهات السلطانية وتصدق عنه بشيء كثي ونزل هو عن ضمانات كثية كان قد حاف فيها على أربابا وقد امتدح الشهاب ممود اللك الشرف‬
‫خليل على فتحة قلعة الروم بقصيدة هائلة فاضلة اولا ‪ ...‬لك الراية الصفراء يقدمها النصر ‪ ...‬فمن كيقبادان رآها وكيسزو ‪ ...‬إذا خفقت ف الفق هدت بنورها ‪ ...‬هوى الشرك واستعلى‬
‫الدى وانلى الثغر ‪ ...‬وان نشرت مثل الصائيل ف الوغى ‪ ...‬جلى النقع من للء طلعتها البدر ‪ ...‬وإن يمت زرق العدى سار تتها ‪ ...‬كتائب خضر دوحا البيض والسمر ‪ ...‬كان مثار‬
‫النقع ليل وخفقها ‪ ...‬بروق وأنت البدر والفلك التر ‪ ...‬وفتح أتى ف إثر فتح كأنا ‪ ...‬ساء بدت تترى كواكبها الزهر ‪ ...‬فكم فطمت طوعا وكرها معاقل ‪ ...‬مضى الدهر عنها وهي‬
‫عانسة بكر ‪ ...‬بذلت لا عزما فلول مهابة ‪ ...‬كساها اليا جاءتك تسعى ول مهر ‪ ...‬قصدت حى من قلعة الروم ول يتح ‪ ...‬لغيك إذ غرتم الغل فاغتروا ‪ ...‬ووالوهم سرا ليخفوا أذاهم‬
‫‪ ...‬وف آخر المر استوى السر والهر ‪ ...‬صرفت إليهم هة لو صرفتها ‪ ...‬إل البحر لستول على مده الزر ‪ ...‬وما قلعة الروم الت حزت فتحها ‪ ...‬وإن عظمت إل إل غيها جسر ‪...‬‬
‫طليعة ما يأت من الفتح بعدها ‪ ...‬كما لح قبل الشمس ف الفق الفجر ‪ ...‬فصبحتها باليش كالروض بجة ‪ ...‬صوارمه أناره والقنا الزهر ‪ ...‬وأبعدت بل كالبحر والبيض موجه ‪ ...‬وجرد‬
‫الزاكي السفن والود الدر ‪ ...‬وأغربت بل كالليل عوج سيوفه ‪ ...‬أهلته ولنبل أنمه الزهر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪329‬‬

‫ولظات لبل كالنهار شوسه ‪ ...‬مياك والصال راياتك الصفر ‪ ...‬ليوث من التراك آجامها القنا ‪ ...‬لا كل يوم ف ذرى ظفر ظفر ‪ ...‬فل الريخ يري بينهم لشتباكها ‪ ...‬عليهم ول ينهل‬
‫م فوقهم قطر ‪ ...‬عيون إذا الرب العوان عرضت ‪ ...‬لطابا بالنفس ل يغلها مهر ‪ ...‬ترى الوت معقودا يهدب نبالم ‪ ...‬إذا ما رماها القوس والنظر الشزر ‪ ...‬ففي كل سرح غصن بان‬
‫مهفهف ‪ ...‬وف كل قوس مدة ساعد بدر ‪ ...‬إذا صدموا شم البال تزلزلت ‪ ...‬واصبح سهل تت خيلهم الوعر ‪ ...‬ولو ردت ماء الفرات خيولم ‪ ...‬لقيل هنا قد كان فيما مضى نر ‪...‬‬
‫أداروا با سورا فاضحت كخات ‪ ...‬لدى خنصر أو تت منطقه خصر ‪ ...‬وأرخوا إليها من أكف بارهم ‪ ...‬سحاب ردى ل يل من قطره قطر ‪ ...‬كأن الجانيق الت قمن حولا ‪ ...‬رواعد‬
‫سخط وبلها النار والصخر ‪ ...‬أقامت صلة الرب ليل صخورها ‪ ...‬فأكثرها شفع واكبها وتر ‪ ...‬ودارت با تلك النقوب فأسرفت ‪ ...‬وليس عليها ف الذي فعلت حجر ‪ ...‬فأضحت با‬
‫كالصب يفي غرامة ‪ ...‬حذار اعاديه وف قلبه جر ‪ ...‬وشبت با النيان حت تزقت ‪ ...‬وباحت با أخفته وأنتك الستر ‪ ...‬فلذوا بذيل العفو منك فلم تب ‪ ...‬رجاءهم لو ل يشب‬
‫قصدهم مكر ‪ ...‬وما كره الغل اشتغالك عنهم ‪ ...‬با عندما فروا ولكنهم سروا ‪ ...‬فأحرزتا بالسيف قهرا وهكذا ‪ ...‬فتوحك فيما قد مضى كله قسر ‪ ...‬وأضحت بمد ال ثغرا منعا ‪...‬‬
‫تبيد الليال والعدى وهو مفتر ‪ ...‬فيا اشرف الملك فزت بغزوة ‪ ...‬تصل منها الفتح والذكر والجر ‪ ...‬ليهنيك عند الصطفى أن دينه ‪ ...‬توال له ف ين دولتك النصر ‪ ...‬وبشراك‬
‫أرضيت السيح وأحدا ‪ ...‬وإن غضب اليعفور من ذاك والكفر ‪ ...‬فسر حيث ما تتار فالرض كلها ‪ ...‬تطيعك والمصار أجعها مصر ‪ ...‬ودم وابق للدنيا ليحي بك الدى ‪ ...‬ويزهى على‬
‫‪ ...‬ماضي العصور بك العصر‬
‫حذفت منها أشياء كثية‬
‫وفيها تول خطابة دمشق الشيخ عز الدين أحد الفاروب الواسطي بعد وفاة زين الدين بن الرحل وخطب واستسقى بالناس فلم يسقوا ث خطب مرة ثانية بعد ذلك بأيام عند مسجد القدم فلم‬
‫يسقوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪330‬‬

‫ث ابتهل الناس من غي دعاية واستسقاية فسقوا ث عزل الفاروثي بعد أيام بالطيب موفق الدين أب العال ممد بن ممد بن ممد بن عبد النعم بن حسن الهران الموي كان خطيب حاة ث‬
‫نقل إل دمشق ف هذه السنة فقام وخطب وتأل الفاروثي لذلك ودخل على السلطان واعتقد أن الوزير عزله من غي علمه فإذا هو قد شعر لذلك واعتذار بأنه إنا عزله لضعفه فذكر له أن‬
‫يصلي ليلة النصف مائة ركعة بائة قل هو ال أحد فلم يقبلوا واستمروا بالموي وهذه دناءة وقلة عقل وعدم إخلص من الفاروثي واصاب السلطان ف عزله‬
‫وف هذا اليوم قبض السلطان على المي سنقر الشقر وغيه فهرب هو والمي حسام الدين لجي السلحداري فنادت عليه النادية بدمشق من أحضره فله ألف دينار ومن أخفاه شنق‬
‫وركب السلطان وماليكه ف طلبه وصلى الطيب بالناس ف اليدان الخضر وعلى الناس كآبة بسبب تفرق الكلمة واضطراب اليش واختبط الناس فلما كان سادس شوال أمسكت العرب‬
‫سنقر الشقر فردوه على السلطان فأرسله مقيدا إل مصر وف هذا اليوم ول السلطان نيابة دمشق لعز الدين أيبك الموي عوضا عن الشجاعي وقدم الشجاعي من الروم ثان يوم عزله فتلقاه‬
‫الفاروثي فقال قد عزلنا من الطابة فقال ونن من النيابة فقال الفاروثي عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم ف الرض فينظر كيف تعملون فلما بلغ ابن السلعوس تغضب عليه وكان‬
‫قد عي له القيمرية فترك ذلك وسافر السلطان عاشر شوال إل مصر فدخلها ف أبة اللك وف يوم دخوله أقطع قرا سنقر مائة فارس بصر عوضا عن نيابة حلب وف هذه السنة اشترى المي‬
‫سيف الدين طغاي الشقري قيسارية القطن العروفة بإنشاء اللك العظم بن العادل من بيت الال برسوم من السلطان وكان حظيا عنده ونقل سوق الريريي تلك الدة إليها وكان السلطان‬
‫قد أفرج عن علم الدين الدويداري بعد رجوعه من قلعة الروم واستحضره إل دمشق وخلع عليه واستصحبه معه إل القاهرة وأقطعه مائة فارس ووله مشد الدواوين مكرها‬
‫وف ذي القعدة استحضر السلطان سنقر الشقر وطقصوا فعاقبهما فاعترفا بأنما أرادا قتله فسألما عن لجي فقال ل يكن معنا ول علم له بذا فخنقهما واطلقه بعد ما جعل الوتر ف حلقه‬
‫وكان قد بقي له مدة ل بد أن يبلغها وقد ملك بعد ذلك كما سنذكره إن شاء ال تعال‬
‫وف ذي الجة عقد الشيخ برهان الدين بن الشيخ تاج الدين عقده على بنت قاضي القضاة شهاب الدين الوب بالبادرائية وكان حافل وفيها دخل المي سنقر العسر على بنت الوزير‬
‫شس الدين بن السلعوس على صداق ألف دينار وعجل لا خسمائة وفيها قفز جاعة من التتر نوا من ثلثمائة إل الديار الصرية فأكرموا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪331‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫الطيب زين الدين أبو حفص‬
‫عمر بن مكي بن عبد الصمد الشافعي العروف بابن الرحل وهو والد الشيخ صدر الدين بن الوكيل سع الديث وبرع ف الفقه وف علوم شت منها علم اليئة وله فيه مصنف تول خطابة‬
‫دمشق ودرس وأفت توف ليلة السبت الثالث والعشرين من ربيع الول وصلى عليه من الغد بباب الطابة‬
‫الشيخ عز الدين الفاروثي‬
‫ول الطابة قليل ث عزل ث مات ودفن بباب الصغي عفا ال عنا وعنه‬
‫الصاحب فتح الدين أبو عبد ال‬
‫ممد بن ميي الدين بن عبد ال بن عبد الظاهر كاتب السرار ف الدولة النصورية بعد ابن لقمان وكان ماهرا ف هذه الصناعة وحظى عند النصور وكذا عند ابنه الشرف وقد طلب منه ابن‬
‫السلعوس أن يقرا عليه كل ما يكتبه فقال هذا ل يكن فإن اسرار اللوك ل يطلع عليها غيهم وأبصروا لكم غيي يكون معكم بذه الثابة فلما بلغ ذلك الشرف أعجبه منه وازدادت عنده‬
‫منلته توف يوم السبت نصف رمضان وأخرجت ف تركته قصيدة قد رثا با تاج الدين بن الثي وكان قد شوش فاعتقد أنه يوت فعوف فبقيت بعده وتول ابن الثي بعده ورثاه تاج الدين‬
‫كما رثاه وتوف ابن الثي بعده شهر وأربعة أيام‬
‫يونس بن علي بن رضوان بن برقش‬
‫المي عماد الدين كان أحد المراء بطبلخانة ف الدولة الناصرية ث حل وبطل الندية بالكلية ف الدولة الظفرية وهلم جرا إل هذه السنة وكان الظاهر يكرمه توف ف شوال ودفن عند والده‬
‫بتربة الزييي رحهم ال‬
‫جلل الدين البازي‬
‫عمر بن ممد بن عمر أبو ممد الجندي أحد مشايخ النفية الكبار أصله من بلد ما وراء النهر من بلد يقال لا خجندة واشتغل ودرس بوارزم وأعاد ببغداد ث قدم دمشق فدرس بالعزية‬
‫والاتونية البانية وكان فاضل بارعا منصفا مصنفا ف فنون كثية توف لمس بقي من ذي الجة منها وله ثنتان وستون سنة ودفن بالصوفية‬
‫اللك الظفر‬
‫قرا أرسلن الفريقي صاحب ماردين توف وله ثانون سنة وقام بعده ولده شس الدين داود ولقب باللك السعيد وال سبحانه أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪332‬‬

‫ث دخلت سنة ثنتي وتسعي وستمائة‬


‫ف تاريخ ظهي الدين الكازرون ظهرت نار بأرض الدينة النبوية ف هذه السنة نظي ما كان ف سنة أربع وخسي على صفتها إل أن هذه النار كان يعلو ليبها كثيا وكان ترق الصخر ول‬
‫ترق السعف واستمرت ثلثة أيام‬
‫استهلت هذه السنة والليفة الاكم العباسي وسلطان البلد اللك الشرف بن النصور ونائبه بصر بد الدين بيدرا وبالشام عز الدين أيبك الموي وقضاة مصر والشام هم الذين كانوا ف‬
‫الت قبلها والوزير شس الدين بن السلعوس وف جادى الخرة قدم الشرف دمشق فنل ف القصر البلق واليدان الخضر وجهز اليوش وتيأ لغزو بلد سيس وقدم ف غضون ذلك رسل‬
‫صاحب بلد سيس يطلبون الصلح فشفع المراء فيهم فسلموا بسنا وتل حدون ومرعش وهي أكب بلدهم وأحسنها وأحصنها وهي ف فم الدربند ث ركب السلطان ف ثان رجب نو‬
‫سلمية بأكثر اليش صورة أنه يريد أن يصيب المي حسام الدين لجي فأضافه المي مهنا بن عيسى فلما انقضت الضيافة أمسك له حسام الدين لجي وكان عنده فجاءه به فسجنه ف قلعة‬
‫دمشق وأمسك مهنا بن عيسى وول مكانه ممد بن علي بن حذيفة ث أرسل السلطان جهور اليش بي يديه إل الديار الصرية صحبة نائبة بيدرا ووزيره ابن السلعوس وتأخر هو ف خاصكيته‬
‫ث لقهم‬
‫وف الحرم منها حكم القاضي حسام الدين الرازي النفي بالتشريك بي العلويي والعفرين ف الدباغة الت كانوا يتنازعونا من مدة مائت سنة وكان ذلك يوم الثلثاء سادس عشرين الحرم‬
‫بدار العدل ول يوافقه ابن الوب ول غيه وحكم للعناكيي بصحة نسبهم إل جعفر الطيار وفيها رسم الشرف بتخريب قلعة الشوبك فهدمت وكانت من أحصن القلع وأمنعها وأنفقها‬
‫وإنا خربا عن رأي عتبة العقب ول ينصح للسلطان فيها ول للمسلمي لنا كانت شجى ف حلوق العراب الذين هنك وفيها ارسل السلطان المي علم الدين الدويداري إل صاحب‬
‫القسطنطينية وإل أولد بركة ومع الرسول تفا كثية جدا فلم يتفق خروجه حت قتل السلطان فعاد إل دمشق‬
‫وف عاشر جادى الول درس القاضي إمام الدين القزوين بالظاهرية البانية وحضر عنده القضاة والعيان وف الثان والعشرين من ذي الجة يوم الثني طهر اللك الشرف أخاه اللك‬
‫الناصر ممد وابن اخيه اللك العظم مظفر الدين موسى بن الصال علي بن النصور وعمل مهم عظيم ولعب الشرف بالقبق وتت لم فرحة هائلة كانت كالوداع لسلطنته من الدنيا وف أول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪333‬‬

‫الحرم درس الشيخ شس الدين بن غان العصرونية وف مستهل صفر درس الشيخ كمال الدين ابن الزملكان بالرواحية عوضا عن نم الدين بن مكي بكم انتقاله إل حلب وإعراضه عن‬
‫الدرسة الذكورة ودخل الركب الشامي ف آخر صفر وكان من حج ف هذه السنة الشيخ تقي الدين بن تيمية رحه ال وكان أميهم الباسطي ونالم ف معان ريح شديدة جدا مات بسببها‬
‫جاعة وحلت الريح جال عن أماكنها وطارت العمائم عن الرؤس واشتغل كل احد بنفسه وف صفر منها وقع بدمشق برد عظيم أفسد شيئا كثيا من الغلت بيث بيع القمح كل عشرة‬
‫أواق بدرهم ومات شيء كثي من الدواب وفيه زلزلت ناحية الكرك وسقط من تلفيتا أماكن كثية ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الرموي‬
‫الشيخ الصال القدوة العارف أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ الصال أب ممد عبد ال بن يوسف ابن يونس بن إبراهيم بن سلمان الرموي القيم بزاويته بسفح قاسيون كان فيه عبادة‬
‫وانقطاع وله أوراد وأذكار وكان مببا إل الناس توف بالحرم ودفن عند والده بالسفح‬
‫ابن العمى صاحب القامة‬
‫الشيخ ظهي الدين ممد بن البارك بن سال بن أب الغنائم الدمشقي العروف بابن العمى ولد سنة عشرة وستمائة وسع الديث وكان فاضل بارعا له قصائد يتدح با رسول ال‬
‫ص ساها الشفعية عدد كل قصيدة اثنان وعشرون بيتا قال البزال سعته وله القامة البحرية الشهورة توف ف الحرم ودفن بالصوفية‬
‫اللك الزاهر مي الدين‬
‫أبو سليمان داود بن اللك الجاهد أسد الدين شيكوه صاحب حص ابن ناصر الدين ممد بن اللك العظم توف ببستانه عن ثاني سنة وصلى عليه بالامع الظفري ودفن بتربته بالسفح وكان‬
‫دينا كثي الصلة ف الامع وله إجازة من الؤيد الطوسي وزينب الشعرية وأب روح وغيهم توف ف جادى الخرة‬
‫الشيخ تقي الدين الواسطي‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحد بن فضل الواسطي ث الدمشقي النبلي شيخ الديث بالظاهرية بدمشق توف يوم المعة آخر النهار رابع عشرين جادى الخرة عن تسعي سنة وكان‬
‫رجل صالا عابدا تفرد بعلو الرواية ول يلف بعده مثله وقد تفقه ببغداد ث رحل إل الشام ودرس بالصالية مدة عشرين سنة وبدرسة أب عمر وول ف آخر عمره مشيخة الديث بالظاهرية‬
‫بعد سفر الفاروثي وكان داعية إل مذهب السلف والصدر الول وكان يعود الرضى ويشهد النائز ويأمر بالعروف وينهى عن النكر وكان من خيار عباد ال تعال رحه ال وقد درس بعده‬
‫بالصالية الشيخ شس الدين ممد بن عبد القوى الرداوي وبدرار الديث الظاهرية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪334‬‬


‫شرف الدين عمر بن خواجا إمام الامع العروف بالناصح‬
‫ابن صاحب حاة اللك الفضل‬
‫نور الدين علي بن اللك الظفر تقي الدين ممود بن اللك النصور ممد بن اللك الظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب توف بدمشق وصلى عليه بامعها وخرج به من باب الفراديس‬
‫ممول إل مدينة أبيه وتربتهم با وهو والد الميين الكبيين بدر الدين حسن وعماد الدين إساعيل الذي تلك حاة بعد مدة‬
‫ابن عبد الظاهر‬
‫ميي الدين بن عبد ال بن رشيد الدين عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن علي بن ندة السعدي كاتب النشاء بالديار الصرية وآخر من برز ف هذا الفن على أهل زمانه وسبق سائر‬
‫أقرانه وهو والد الصاحب فتح الدين الندي وقد تقدم ذكر وفاته قبل والده وقد كانت له مصنفات منها سية اللك الظاهر وكان ذا مروءة وله النظم الفائق والنثر الرائق توف يوم الثلثاء‬
‫رابع رجب وقد جاوز السبعي ودفن بتربته الت أنشاها بالقرافة‬
‫المي علم الدين سنجر اللب‬
‫الذي كان نائب قطز على دمشق فلما جاءته بيعة الظاهر دعا لنفسه فبويع وتسمى باللك الجاهد ث حوصر وهرب إل بعلبك فحوصر فأجاب إل خدمة الظاهر فسجنه مدة وأطلقه وسجنه‬
‫النصور مدة وأطلقه الشرف واحترمه وأكرمه بلغ الثماني سنة وتوف ف هذه السنة‬
‫ث دخلت سنة ثلث وتسعي وستمائة‬
‫ف أولا كان مقتل الشرف وذلك أنه خرج إل الصيد ف ثالث الحرم فلما كان بارض بروجه بالقرب من السكندرية ثان عشر الحرم حل عليه جاعة من المراء الذين اتفقوا على قتله حي‬
‫انفرد عن جهور اليش فأول من صوبه نائبه بيدرا ونم عليه لجي النصوري ث اختفى إل رمضان ث ظهر يوم العيد وكان من اشترك ف قتل الشرف بدر الدين بيسرى وشس الدين‬
‫قراسنقر النصوري فلما قتل الشرف اتفق المراء على تليك بيدرا وسوه اللك القاهر أو الوحد فلم يتم له ذلك فقتل ف اليوم الثان بأمر كتبغا ث اتفق زين الدين كتبغا وعلم الدين سنجر‬
‫الشجاعي على أن يلكوا أخاه ممد اللك الناصر بن قلوون وكان عمره إذ ذاك ثان سني وشهورا فأجلسوه على سرير الملكة يوم الرابع عشر من الحرم وكان الوزير ابن السلعوس‬
‫بالسكندرية وكان قد خرج ف صحبة السلطان وتقدم هو إل السكندرية فلم يشعر إل وقد أحاط به البلء وجاءه العذاب من كل ناحية وذلك أنه كان يعامل المراء الكبار معاملة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪335‬‬

‫الصغار فأخذوه وتول عقوبته من بينهم الشجاعي فضرب ضربا عظيما وقرر على الموال ول يزالوا يعاقبونه حت كان وفاته ف عاشر صفر بعد أن احتيط على حواصله كها وأحضر جسد‬
‫الشرف فدفن بتربته وتأل الناس لفقده وأعظموا قتله وقد كان شهما شجاعا عال المة حسن النظر كان قد عزم على غزو العراق واسترجاع تلك البلد من أيدي التتار واستعد لذلك‬
‫ونادى به ف بلده وقد فتح ف مدة ملكه وكان ثلث سني عكا وسائر السواحل ول يترك للفرنج فيها معلما ول حجرا وفتح قلعة الروم وبسنا وغيها‬
‫فلما جاءت بيعة الناصر إل دمشق خطب له با على النابر واستقر الال على ذلك وجعل المي كتبغا أتابكه والشجاعي مشاورا كبيا ث قتل بعد أيام بقلعة البل وحل رأسه إل كتبغا فأمر‬
‫أن يطاف به ف البلد ففرح الناس بذلك واعطوا الذين حلوا رأسه مال ول يبق لكتبغا منازع ومع هذا كان يشاور المراء تطييبا لقلوبم‬
‫وف صفر بعد موت ابن السلعوس عزل بدر الدين بن جاعة عن القضاء وأعيد تقي الدين بن بنت العز واستمر ابن جاعة مدرسا بصر ف كفاية ورياسة وتول الوزارة بصر الصاحب تاج‬
‫الدين ابن النا وف ظهر يوم الربعاء الادي والعشرين من صفر رتب إمام بحراب الصحابة وهو كمال الدين عبد الرحن بن القاضي ميي الدين بن الزكي وصلى بعدئذ بعد الطيب ورتب‬
‫بالكتب الذي بباب الناطفانيي إمام أيضا وهو ضياء الدين بن برهان الدين السكندري وباشر نظر الامع الشريف زين الدين حسي بن ممد بن عدنان وعاد سوق الريريي إل سوقه‬
‫واخلوا قيسارية القطن الذي كان نواب طغجى ألزموهم بسكناها وول خطابة دمشق الشيخ العلمة شرف الدين أحد بن جال الدين أحد بن نعمة بن أحد القدسي بعد عزل موفق الدين‬
‫الموي دعوه إل حاة فخطب القدسي يوم المعة نصف رجب وقرئ تقليده وكانت وليته بإشارة تاج الدين ابن النا الوزير بصر وكان قصيحا بليغا عالا بارعا‬
‫وف أواخر رجب حلف المراء للمي زين الدين كتبغا مع اللك الناصر ممد بن قلوون وسارت البيعة بذلك ف سائر الدن والعامل‬
‫واقعة عساف النصران‬
‫كان هذا الرجل من أهل السويداء قد شهد عليه جاعة أنه سب النب ص وقد استجار عساف هذا بابن أحد بن حجي أمي آل علي فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية والشيخ زين الدين‬
‫الفارقي شيخ دار الديث فدخل على المي عز الدين أيبك الموي نائب السلطنة فكلماه ف أمره فأجابما إل ذلك وأرسل ليحضره فخرجا من عنده ومعهما خلق كثي من الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪336‬‬

‫فرأى الناس عسافا حي قدم ومعه رجل من العرب فسبوه وشتموه فقال ذلك الرجل البدوي هو خي منكم يعن النصران فرجهما الناس بالجارة واصابت عسافا ووقعت خبطة قوية فأرسل‬
‫النائب فطلب الشيخي ابن تيمية والفارقي فضربما بي يديه ورسم عليهما ف العذراوية وقدم النصران فأسلم وعقد ملس بسببه واثبت بينه وبي الشهود عداوة فحقن دمه ث استدعى‬
‫بالشيخي فأرضاها وأطلقهما ولق النصران بعد ذلك ببلد الجاز فاتفق قتله قريبا من مدينة رسول ال ص قتله ابن أخيه هنالك وصنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية ف هذه الواقعة كتابه‬
‫الصارم السلول على ساب الرسول‬
‫وف شعبان منها ركب اللك الناصر ف أبة اللك وشق القاهرة وكان يوما مشهودا وكان هذا أول ركوبه ودقت البشائر بالشام وجاء الرسوم من جهته فقرئ على النب بالامع فيه المر‬
‫بنشر العدل وطي الظلم وإبطال ضمان الوقاف والملك إل برضي اصحابا وف اليوم الثان والعشرين من شعبان درس بالسرورية القاضي جال الدين القزوين أخو إمام الدين وحضر أخوه‬
‫وقاضي القضاة شهاب الدين الويي والشيخ تقي الدين بن تيمية وكان درسا حافل قال البزال وف شعبان اشتهر أن ف الغيطة بسرين تنينا عظيما ابتلع رأسا من العز كبيا صحيحا وف‬
‫أخواخر رمضان ظهر المي حسام الدين لجي وكان متفيا منذ قتل الشرف فاعتذر له عند السلطان فقبله وخلع عليه وأكرمه ول يكن قتله باختياره وف شوال منها اشتهر أن مهنا بن‬
‫عيسى خرج عن طاعة السلطان الناصر واناز إل التتر وف يوم الربعاء ثامن ذي القعدة درس بالغزالية الطيب شرف الدين القدسي عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين ابن الوب توف‬
‫وترك الشامية البانية وقدم على قضاء الشام القاضي بدر الدين أحد بن جاعة يوم الميس الرابع عشر من ذي الجة ونزل العادلية وخرج نائب السلطنة واليش بكماله لتلقيه وامتدحه‬
‫الشعراء واستناب تاج الدين العبي نائب الطابة وباشر تدريس الشامية البانية عوضا عن شرف الدين القدسي الشيخ زين الدين الفاروثي وانتزعت من يده الناصرية فدرس با ابن جاعة‬
‫وف العادلية ف العشرين من ذي الجة وف هذا الشهر أخرجوا الكلب من دمشق إل الفلة بأمر واليها جال الدين أقياي وشدد على الناس والبوابي بذلك‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫اللك الشرف خليل بن قلوون النصور وبيدرا والشجاعي وشس الدين بن السلعوس‬
‫الشيخ المام العلمة‬
‫تاج الدين موسى بن ممد بن مسعود الراغي العروف بأب الواب الشافعي درس بالقبالية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪337‬‬

‫وغيها وكان من فضلء الشافعية له يد ف الفقه والصول والنحووفهم جيد توف فجأة يوم السبت ودفن بقابر باب الصغي وقد جاوز السبعي‬
‫الاتون مؤنس بنت السلطان العادل أب بكر بن أيوب‬
‫وتعرف بدار القطبية وبدار إقبال ولدت سنة ثلث وستمائة وروت الجازة عن عفيفة الفارقانية وعن عي الشمس بنت احد بن أب الفرج الثقفية توفيت ف ربيع الخر بالقاهرة ودفنت بباب‬
‫زويلة‬
‫الصاحب الوزير فخر الدين‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن أحد بن ممد البنان الصري راس الوقعي وأستاذ الوزراء الشهورين ولد سنة ثنت عشرة وستمائة وروى الديث توف ف آخر جادى الخرة ف القاهرة‬
‫اللك الافظ غياث الدين بن ممد‬
‫اللك السعيد معي الدين بن اللك المد برام شاه بن العز عز الدي فروخ شاه بن شاهنشاه ابن أيوب وكان فاضل بارعا سع الديث وروى البخاري وكان يب العلماء والفقراء توف يوم‬
‫المعة سادس شعبان ودفن عند جده لمه ابن القدم ظاهر باب الفراديس‬
‫قاضي القضاة شهاب الدين بن الغوب أبو عبد ال ممد بن قاضي القضاة شس الدين أب العباس أحد بن خليل بن سعادة بن جعفر ابن عيسى بن ممد الشافعي أصلهم من خوى اشتغل‬
‫وحصل علوما كثية وصنف كتبا كثية منها كتاب فيه عشرون فنا وله نظم علوم الديث وكفاية التحفظ وغي ذلك وقد سع الديث الكثي وكان مبا له ولهله وقد درس وهو صغي‬
‫بالدماغية ث ول قضاء القدس ث بسنا ث ول قضاء حلب ث عاد إل الحلة ث ول قضاء القاهرة ث قدم على قضاء الشام مع تدريس العادلية والغزالية وغيها وكان من حسنات الزمان‬
‫وأكابر العلماء العلم عفيفا نزها بارعا مبا للحديث وعلمه وعلمائه وقد خرج له شيخنا الافظ الزي أربعي حديثا متباينة السناد وخرج له تقي الدين ابن عتبة السودي السعردي‬
‫مشيخة على حروف العجم اشتملت على مائتي وستة وثلثي شيخا قال البزال وله نو ثلثمائة شيخ ل يذكروا ف هذا العجم توف يوم الميس الامس والعشرين من رمضان عن سبع‬
‫وستي سنة وصلى عليه ودفن من يومه بتربة والده بسفح قاسيون رحه ال تعال‬
‫المي علء الدين العمى ناظر‬
‫القدس وبان كثيا من معاله اليوم وهو المي الكبي علء الدين أيدكي بن عبد ال الصالي النجمي كان من أكابر المراء فلما أضر أقام بالقدس الشريف وول نظره معمره ومثمرة وكان‬
‫مهيبا ل تالف مراسيمه وهو الذي بن الطهرة قريبا من مسجد النب ص فانتفع الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪338‬‬

‫با بالوضوء وغيه ووجد با الناس تيسيا وابتن بالقدس ربطا كثية وآثارا حسنة وكان يباشر المور بنفسه وله حرمة وافرة توف شوال منها الوزير شس الدين ممد بن عثمان‬
‫ابن أب الرجال التنوخي العروف بابن السلعوس وزير اللك الشرف مات تت الضرب الذي جاوز ألف مقرعة ف عاشر صفر من هذه السنة ودفن بالقرافة وقيل إنه نقل إل الشام بعد ذلك‬
‫وكان ابتداء أمره تاجرا ث ول السبة بدمشق بسفارة تقي الدين بن توبة ث كان يعامل اللك الشرف قبل السلطنة فظهر منه على عدل وصدق فلما ملك بعد أبيه النصور استدعاه من الج‬
‫فوله الوزارة وكان يتعاظم على أكابر المراء ويسميهم بأسائهم ول يقوم لم فلما قتل استاذه الشرف تسلموه بالضرب والهانة وأخذ الموال حت اعدموه حياته وصبوه وأسكنوه الثرى‬
‫بعد أن كان عند نفسه قد بلغ الثريا ولكن حقا على ال أنه ما رفع شيئا إل وضعه‬
‫ث دخلت سنة أربع وتسعي وستمائة‬
‫استهلت والليفة الاكم بأمر ال وسلطان البلد اللك الناصر ممد بن قلوون وعمره إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وأشهرها ومدبر المالك وأتابك العساكر المي زين الدين كتبغا ونائب الشام‬
‫المي عز الدين أيبك الموي والوزير بدمشق تقي الدين توبة التكريت وشاد الدواوين شس الدين العسر وقاضي الشافعية ابن جاعة والنفية حسام الدين الرازي والالكية جال الدين‬
‫الرواوي والنابلة شرف الدين حسن والحتسب شهاب الدين النفي ونقيب الشراف زين الدين بن عدنان ووكيل بيت الال وناظر الامع تاج الدين الشيازي وخطيب البلد شرف الدين‬
‫القدسي‬
‫فلما كان يوم عاشوراء نض جاعة من ماليك الشرف وخرقوا حرمة السلطان وأرادوا الروج عليه وجاؤا إل سوق السلح فأخذوا ما فيه ث احتيط عليهم فمنهم من صلب ومنهم من شنق‬
‫وقطع أيدي آخرين منهم والسنتهم وجرت خبطة عظيمة جدا وكانوا قريبا من ثلثمائة أو يزيدون‬
‫سلطنة اللك العادل كتبغا‬
‫وأصبح المي كتبغا ف الادي عشر من الحرم فلجس على سرير الملكة وخلع اللك الناصر ممد بن النصور وألزمه بيت أهله وأن ل يرج منه وبايعه المراء على ذلك وهنئوه ومد ساطا‬
‫حافل وسارت البيدية بذلك إل القاليم فبويع له وخطب له مستقل وضربت السكة باسه وت المر وزينت البلد ودقت البشائر ولقب باللك العادل وكان عمره إذ ذاك نوا من خسي‬
‫سنة فإنه من سب وقعة حص الول الت كانت ف أيام اللك الظاهر بعد وقعة عي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪339‬‬

‫جالوت وكان من الغويرانية وهم طائفة من التتر واستناب ف مصر المي حسام الدين لجي السلحداري النصوري وكان بي يديه مدير الماليك وقد ذكر الزري ف تاريه عن بعض‬
‫المراء انه شهد هولكوخان قد سأل منجمه أن يستخرج له من هؤلء القدمي ف عسكره الذي يلك الديار الصرية فضرب وحسب وقال له أجد رجل يلكها اسه كتبغا فظنه كتبغانوين‬
‫وهو صهر هولكو فقدمه على العساكر فلم يكن هو فقتل ف عي جالوت كما ذكرنا وأن الذي ملك مصر هذا الرجل وهو من خيار المراء وأجودهم سية ومعدلة وقصدا ف نصرة السلم‬
‫وف يوم الربعاء مستهل ربيع الول ركب كتبغا ف أبة اللك وشق القاهرة ودعا له الناس وعزل الصاحب تاج الدين بن النا عن الوزارة وول فخر الدين بن الليلي واستسقى الناس‬
‫بدمشق عند مسجد القدم وخطب بم تاج الدين صال العبي نيابة عن مستخلفه شرف الدين القدسي وكان مريضا فعزل نفسه عن القضاء وخطب الناس بعد ذلك وذلك يوم الربعاء‬
‫خامس جادى الول فلم يسقوا ث استسقوا مرة أخرى يوم السبت سابع جادى الخرة بالكان الذكور وخطب بم شرف الدين القدسي وكان المع أكثر من أول فلم يسقوا وف رجب‬
‫حكم جال الدين ابن الشريشي نيابة عن القاضي بدر الدين بن جاعة وفيه درس بالعظمية القاضي شس الدين بن العز انتزعها من علء الدين بن الدقاق وفيه ول القدس والليل اللك‬
‫الوحد ابن اللك الناصر داود بن العظم وف رمضان رسم للحنابلة أن يصلوا قبل المام الكبي وذلك أنم كانوا يصلون بعده فلما أحدث لحراب الصحابة إمام كانوا يصلون جيعا ف وقت‬
‫واحد فحصل تشويش بسبب ذلك فاستقرت القاعدة على أن يصلوا قبل المام الكبي وف وقت صلة مشهد علي بالصحن عند مرابم ف الرواق الثالث الغرب‬
‫قلت وقد تغيت هذه القاعدة بعدا لعشرين وسبعمائة كما سيأت‬
‫وف أواخر رمضان قدم القاضي نم الدين بن صصرى من الديار الصرية على قضاء العساكر بالشام وف ظهر يوم الميس خامس شوال صلى القاضي بدر الدين بن جاعة بحراب الامع‬
‫إماما وخطيبا عوضا عن الطيب الدرس شرف الدين القدسي ث خطب من الغد وشكرت خطبته وقراءته وذلك مضاف إليه ما بيده من القضاء وغيه‬
‫وف أوائل شوال قدمت من الديار الصرية تواقيع شت منها تدريس الغزالية لبن صصرى عوضا عن الطيب القدسي وتوقيع بتدريس المينية لمام الدين القزوين عوضا عن نم الدين ابن‬
‫صصرى ورسم لخيه جلل الدين بتدريس الظاهرية البانية عوضا عنه وف شوال كملت عمارة المام الذي أنشاه عز الدين الموي بسجد اقصب وهو من أحسن المامات وباشر مشيخه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪340‬‬

‫دار الديث النورية الشيخ علء الدين بن العطار عوضا عن شرف الدين القدسي وحج فيها اللك الجاهد أنس بن اللك العادل كتبغا وتصدقوا بصدقات كثية ف الرمي وغيها ونودي‬
‫بدمشق ف يوم عرفة أن ل يركب أحد من أهل الذمة خيل ول بغال ومن رأى من السلمي أحدا من أهل الذمة قد خالف ذلك فله سلبه وف أواخر هذه السنة والت تليها حصل بديار مصر‬
‫غلء شديد هلك بسببه خلق كثي هلك ف شهر ذي الجة نو من عشرين الفا وفيها ملك التتار قازان ابن أرغون بن أبغابن تول بن جننكزخان فأسلم وأظهر السلم على يد المي توزون‬
‫رحه ال ودخلت التتار أو أكثرهم ف السلم ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤس الناس يوم إسلمه وتسمى بحمود وشهد المعة والطبة وخرب كنائس كثية وضرب عليهم الزية‬
‫ورد مظال كثية ببغداد وغيها من البلد وظهرت السبح والياكل مع التتار والمد ل وحده وفيها توف من العيان‬
‫الشيخ أبو الرجال النين‬
‫الشيخ الصال الزاهد العابد أبو الرجال بن مرعى من بتر الني كانت له أحوال ومكاشفات وكان أهل دمشق والبلد يزورونه ف قرية مني وربا قدم هو بنفسه إل دمشق فيكرم ويضاف‬
‫وكانت له زاوية ببلده وكان بريئا من هذه السماعات الشيطانية وكان تلميذ الشيخ جندل وكان شيخه الشيخ جندل من كبار الصالي سالكا طريق السلف أيضا وقد بلغ الشيخ أبو الرجال‬
‫ثاني سنة وتوف بني ف منله ف عاشر الحرم وخرج الناس من دمشق إل جنازته فمنهم من أدركها ومن الناس من ل يدرك فصلى على القب ودفن بزاويته رحه ال‬
‫وفيها ف اواخر ربيع الول جاء الب بأن عساف بن أحد بن حجي الذي كان قد أجار ذلك النصران الذي سب الرسول قتل ففرح الناس بذلك‬
‫الشيخ الصال العابد الزاهد الورع‬
‫بقية السلف جال الدين أبو القاسم عبدا لصمد بن الرستان بن قاضي القضاة وخطيب الطباء عماد الدين عبدا لكري بن جال الدين عبد الصمد سع الديث وناب عن أبيه ف المامة‬
‫وتدريس الغزالية ث ترك الناصب والدنيا وأقبل على العبادة وللناس فيه اعتقاد حسن صال يقبلون يده ويسألونه الدعاء وقد جاوز الثماني ودفن بالسفح عند أهله ف أواخر ربيع الخر‬
‫الشيخ مب الدين الطبي الكي‬
‫الشافعي سع الكثي وصنف ف فنون كثية من ذلك كتاب الحكام ف ملدات كثية مفيدة وله كتاب على ترتيب جامع السانيد أسعه لصاحب اليمن وكان مولده يوم الميس السابع‬
‫والعشرين من جادى الخرة منها ودفن بكة وله شعر جيد فمنه قصيدته ف النازل الت بي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪341‬‬


‫مكة والدينة تزيد على ثلثمائة بيت كتبها عنه الافظ شرف الدين الدمياطي ف معجمه‬
‫اللك الظفر صاحب اليمن‬
‫يوسف بن النصور نور الدين عمر بن علي بن رسول أقام ف ملكة اليمن بعد أبيه سبعا وأربعي سنة وعمر ثاني سنة وكان أبوه قد ول أزيد من مدة عشرين سنة بعد اللك أقسيس ابن‬
‫الكامل ممد وكان عمر بن رسول مقدم عساكر أقسيس فلما مات أقسيس وثب على اللك فتم له المر وتسمى باللك النصور واستمر أزيد من عشرين سنة ث ابنه الظفر سبعا وأربعي سنة‬
‫ث قام من بعده ف اللك ولده اللك الشرف مهد الدين فلم يكث سنة حت مات ث قام اخوه الؤيد عز الدين داود بن الظفر فاستمر ف اللك مدة وكانت وفاة اللك الظفر الذكور ف‬
‫رجب من هذه السنة وقد جاوز الثماني وكان يب الديث وساعه وقد جع لنفسه أربعي حديثا‬
‫شرف الدين القدسي‬
‫الشيخ المام الطيب الدرس الفت شرف الدين أبو العباس أحد بن الشيخكمال الدين أحد بن نعمة بن أحد بن جعفر بن حسي بن حاد القدسي الشافعي ولد سنة ثنتي وعشرين وستمائة‬
‫وسع الكثي وكتب حسنا وصنف فأجاد وافاد وول القضاء نيابة بدمشق والتدريس والطابة بدمشق وكان مدرس الغزالية ودار الديث النورية مع الطابة ودرس ف وقت بالشامية البانية‬
‫وأذن ف الفناء لماعة من الفضلء منهم الشيخ المام العلمة شيخ السلم أبو العباس بن تيمية وكان يفتخر بذلك ويفرح به ويقول أنا أذنت لبن تيمية بالفتاء وكان يتقن فنونا كثية من‬
‫العلوم وله شعر حسن وصنف كتابا ف أصول الفقه جع فيه شيئا كثيا وهو عندي بطه السن توف يوم الحد سابع عشر رمضان وقد جاوز السبعي ودفن بقابر باب كيسان عند والده‬
‫رحه ال ورحم أباه وقد خطب بعده يوم العيد الشيخ شرف الدين الفزاري خطيب جامع جراح ث جاء الرسوم لبن جاعة بالطابة ومن شعر الطيب شرف الدين بن القدسي ‪ ...‬أحجج إل‬
‫‪ ...‬الزهر لتسعى به ‪ ...‬وارم جار الم مستنفرا ‪ ...‬من ل يطف بالزهر ف وقته ‪ ...‬من قبل أن يلق قد قصرا‬
‫واقف الوهرية الصدر نم الدين‬
‫أبو بكر ممد بن عياش بن أب الكارم التميمي الوهري واقف الوهرية على النفية بدمشق توف ليلة الثلثاء تاسع عشر شوال ودفن بدرسته وقد جاوز الثماني وكانت له خدم على اللوك‬
‫فمن دونم‬
‫الشيخ المام العال الفت‬
‫الطيب الطبيب مد الدين أبو ممد عبد الوهاب بن أحد بن أب الفتح بن سحنون التنوخي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪342‬‬

‫النفي خطيب النيب ومدرس الدماغية للحنفية وكان طبيبا ماهرا حاذقا توف بالنيب وصلى عليه بامع الصالية وكان فاضل وله شعر حسن وروى شيئا من الديث توف ليلة السبت‬
‫خامس ذي القعدة عن خس وسبعي سنة‬
‫الفاروثي الشيخ المام العابد الزاهد‬
‫الطيب عز الدين أبو العباس أحد بن الشيخ ميي الدين إبراهيم بن عمر بن الفرج بن سابور ابن علي بن غنيمة الفاروثي الواسطي ولد سنة اربع عشرة وستمائة وسع الديث ورحل فيه‬
‫وكانت له فيه يد جيدة وف التفسي والفقه والوعظ والبلغة وكان دينا ورعا زاهدا قدم إل دمشق ف دولة الظاهر فاعطى تدريس الاروضية وإمام مسجد إبن هشام ورتب له فيه شيء على‬
‫الصال وكان فيه إثيار وله أحوال صالة ومكاشفات كثية تقدم يوما ف مراب ابن هشام ليصلي بالناس فقال قبل أن يكب للحرام والتفت عن يينه فقال أخرج فاغتسل فلم يرج أحد ث‬
‫كرر ذلك ثانية وثالثة فلم يرج أحد فقال يا عثمان اخرج فاغتسل فخرج رجل من الصف فاغتسل ث عاد وجاء إل الشيخ يعتذر إليه وكان الرجل صالا ف نفسه ذكر أنه أصابه فيض من‬
‫غي ان يرى شخصا فاعتقد أنه ل يلزمه غسل فلما قال الشيخ ما قال اعتقد أنه ياطب غيه فلما عينه باسه علم أنه الراد ث قدم الفاروثي مرة أخرى ف أواخر أيام النصور قلوون فخطب‬
‫بامع دمشق مدة شهور ث عزل بوفق الدين الموي وتقدم ذكر ذلك وكان قد درس بالنجيبية وبدار الديث الظاهرية فترك ذلك كله وسافر إل وطنه فمات بكرة يوم الربعاء مستهل ذي‬
‫الجة وكان يوم موته يوما مشهودا بواسط وصلى عليه بدمشق وغيها رحه ال وكان قد لبس خرقة التصوف من السهروردي وقرأ القراءات العشرة وخلف ألفى ملد ومائت ملدا وحدث‬
‫بالكثي وسع منه البزال كثيا صحيح البخاري وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه ومسند الشافعي وسند عبد ابن حيد ومعجم الطبان الصغي ومسند الدارمي وفضائل القرآن لب عبيد‬
‫وثاني جزء وغي ذلك‬
‫المال الحقق‬
‫احد بن عبد ال بن السي الدمشقي اشتغل بالفقه على مذهب الشافعي وبرع فيه وافت واعاد وكان فاضل ف الطب وقد ول مشيخة الدخوازية لتقدمه ف صناعة الطب على غيه وعاد‬
‫الرضى بالارستان النوري على قاعدة الطباء وكان مدرسا للشافعية بالفرخشانية ومعيدا بعدة مدارس وكان جيد الذهن مشاركا ف فنون كثية سامه ال‬
‫الست خاتون بنت اللك الشرف‬
‫موسى بن العادل زوجة ابن عمها النصور بن النصور بن الصال إساعيل بن العادل وهي الت اثبت سفهها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪343‬‬

‫زمن النصور قلوون حت اشترى منها حزرما وأخذت الزنبقية من زين الدين السامري‬
‫الصدر جال الدين‬
‫يوسف بن علي بن مهاجر التكريت أخو الصاحب تقي الدين توبة ول حسبة دمشق ف وقت ودفن بتربة أخيه بالسفح وكانت جنازته حافلة وكان له عقل وافر وثروة ومروءة وخلف ثلث‬
‫بني شس الدين ممد وعلء الدين علي وبدر الدين حسن‬
‫ث دخلت سنة خس وتسعي وستمائة‬
‫استهلت وخليفة الوقت الاكم بأمر ال أبو العباس أحد العباسي وسلطان البلد اللك العادل زين الدين كتبغا ونائبه بصر المي حسام الدين لجي السلحداري النصوري ووزيره فخر‬
‫الدين بن الليلي وقضاة مصر والشام هم الذكورون ف الت قبلها ونائب الشام عز الدين الموي ووزيره تقي الدين توبة وشادالدواوين العسر وخطيب البلد وقاضيها ابن جاعة وف الحرم‬
‫ول نظر اليتام برهان الدين بن هلل عوضا عن شرف الدين بن الشيجي‬
‫وف مستهل هذه السنة كان الغلء والفناء بديار مصر شديدا جدا وقد تفان الناس إل القليل وكانوا يفرون الفية فيدفنون فيها الفئام من الناس والسعار ف غاية الغلء والقوات ف غاية‬
‫القلة والغلء والوت عمال فمات با ف شهر صفر مائة ألف ونو من ثلثي ألفا ووقع غلء بالشام فبلغت الغرارة إل مائتي وقدمت طائفة من التتر العويرانية لا بلغهم سلطنة كتبغا إل الشام‬
‫لنه منهم فتلقاهم اليش بالرحب والسعة ث سافروا إل الديار الصرية مع المي قراسنقر النصوري وجاء الب باشتداد الغلء والفناء بصر حت قيل إنه بيع الفروج بالسكندرية بستة‬
‫وثلثي درها وبالقاهرة بتسعة عشر والبيض كل ثلثة بدرهم وأفنيت المر واخليل والبغال والكلب من أكل الناس لا ول يبق شيء من هذه اليوانات يلوح إل أكلوه‬
‫وف يوم السبت الثان عشر من جادى الول ول قضاء القضاة بصر الشيخ العلمة تقي الدين بن دقيق عوضا عن تقي الدين بن بنت العز ث وقع الرخص بالديار الصرية وزال الضر‬
‫والوع ف جادى الخرة ول المد وف يوم الربعاء ثان شهر رجب درس القاضي إمام الدين بالقيمرية عوضا عن صدر الدين ابن رزين الذي توف قال البزال وفيها وقعت صاعقة على قبة‬
‫زمزم فقتلت الشيخ علي بن ممد بن عبد السلم مؤذن السجد الرام كان يؤذن على سطح القبة الذكورة وكان قد روى شيئا من الديث وفيها قدمت امرأة اللك الظاهر أم سلمش من‬
‫بلد الشكري إل دمشق ف أواخر رمضان فبعث إليها نائب البلد بالدايا والتحف ورتبت لا الروائب والقامات وكان قد تفاهم خليل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪344‬‬

‫ابن النصور لا ول السلطنة‬


‫قال الزري وف رجب درس كمال الدين بن القلنسي عوضا عن جلل الدين القزوين وف يوم الربعاء سابع عشر شعبان درس الشيخ المام العلمة شيخ السلم تقي الدين بن تيمية‬
‫الران بالدرسة النبلية عوضا عن الشيخ زين الدين بن النجي توف إل رحة ال ونزل ابن تيمية عن حلقة العماد بن النجا لشمس الدين بن الفخر البعلبكي وف آخر شوال ناب القاضي‬
‫جال الدين الزرعي الذي كان حاكما بزرع وهو سليمان بن عمر بن سال الزرعي عن ابن جاعة بدمشق فشكرت سيته وفيها خرج السلطان كتبغا من مصر قاصدا الشام ف أواخر شوال‬
‫ولا جاء البيد بذلك ضربت البشائر بالقلعة ونزلوا بالقلعة السلطان ونائبه لجي ووزيره ابن الليلي وف يوم الحد سادس عشر ذي القعدة ول قضاء النابلة الشيخ تقي الدين سليمان بن‬
‫حزة القدسي عوضا عن شرف الدين مات رحه ال وخلع عليه وعلى بقية الكام وأرباب الوليات الكبار وأكابر المراء وول نم الدين بن أب الطيب وكلة بيت الال عوضا عن ابن‬
‫الشيازي وخلع عليه مع الماعة ورسم على العسر وجاعة من أصحابه وخلق من الكتبة والولة وصودروا بال كثي واحتيط على أموالم وحواصلهم وعلى بنت ابن السلعوس وابن‬
‫عدنان وخلق وجرت خبطة عظيمة وقدم ابنا الشيخ على الريري حسن وشيث من بسر لزيارة السلطان فحصل لما منه رفد وإسعاف وعادا إل بلدها وضيفت القلندرية السلطان بسفح‬
‫جبل الزة فاعطاه نوا من عشرة آلف وقدم صاحب حاة إل خدمة السلطان ولعب معه الكرة باليدان واشتكت الشراف من نقيبهم زين الدين بن عدنان فرفع الصاحب يده عنهم وجعل‬
‫أمرهم إل القاضي الشافعي فلما كان يوم المعة الثان والعشرين من ذي القعدة صلى السلطان اللك العادل كتبغا بقصورة الطابة وعن يينه صاحب حاة وتته بدر الدين أمي سلح وعن‬
‫يساره أولد الريري حسن واخواه وتتهم نائب الملكة حسام الدين لجي وإل جانبه نائب الشام عز الدين الموي وتته بدر الدين بيسرى وتته قراسنقر وإل جانبه الاج بادر وخلفهم‬
‫أمراء كبار وخلع على الطيب بدر الدين بن جاعة خلعة سنية ولا قضيت الصلة سلم على السلطان وزار السلطان الصحف العثمان ث أصبح يوم السبت فلعب الكرة باليدان‬
‫وف يوم الثني ثان ذي الجة عزل المي عز الدين الموي عن نيابة الشام وعاتبه السلطان عتابا كثيا على أشياء صدرت منه ث عفا عنه وأمره بالسي معه إل مصر واستناب بالشام المي‬
‫سيف الدين غرلوا العادل وخلع على الول وعلى العزول وحضر السلطان دار العدل وحضر عند الوزير والقضاة والمراء وكان عادل كما سي ث سافر السلطان ف ثان عشر ذي الجة‬
‫نو بلد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪345‬‬

‫حلب فاجتاز على حرستا ث أقام بالبية أياما ث عاد فنل حص وجاء إليه نواب البلد وجلس المي غرلو نائب دمشق بدار العدل فحكم وعدل وكان ممود السية سديد الكم رحه ال‬
‫تعال ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ زين الدين بن منجي‬
‫المام العال العلمة مفت السلمي الصدر الكامل زين الدين أبو البكات بن النجى بن الصدر عز الدين أب عمر عثمان بن أسعد بن النجي بن بركات بن التوكل التنوخي شيخ النابلة‬
‫وعالهم ولد سنة إحدى وثلثي وستمائة وسع اليث وتفقه فبع ف فنون من العلم كثية من الصول والفروح والعربية والتفسي وغي ذلك وانتهت إليه رياسة الذهب وصنف ف الصول‬
‫وشرح القنع وله تعاليق ف التفسي وكان قد جع له بي حسن السمت والديانة والعلم والوجاهة وصحة الذهن والعقيدة والناظرة وكثرة الصدقة ول يزل يواظب على الامع للشتغال متبعا‬
‫حت توف يوم الميس رابع شعبان وتوفيت معه زوجته أم ممد ست إليها بنت صدر الدين الجندي وصلى عليهما بعد المعة بامع دمشق وحل جيعا إل سفح قاسيون شال الامع‬
‫الظفري تت الروضة قدفنا ف تربة واحدة رحهما ال تعال وهو والد قاضي القضاة علء الدين وكان شيخ السمارية ث وليها بعده ولداه شرف الدين وعلء الدين وكان شيخ النبلية فدرس‬
‫با بعده الشيخ تقي الدين بن تيمية كما ذكرنا ذلك ف الوادث‬
‫السعودي صاحب المام بالزة‬
‫احد كبار المراء هو المي الكبي بدر الدين لؤلؤ بن عبد ال السعودي احد المراء الشهورين بدمة اللوك توف ببستانه بالزة يوم السبت سابع عشرين شعبان ودفن صبح يوم الحد بتربته‬
‫بالزة وحضر نائب السلطنة جنازته وعمل عزاؤه تت النسر بامع دمشق‬
‫الشيخ الالدي هو الشيخ الصال إسرائيل بن علي بن حسي الالدي له زاوية خارج باب السلمة كان يقصد فيها للزيارة وكان مشتمل على عبادة وزهادة وكان ل يقوم لحد ولو كان من‬
‫كان وعنده سكون وخشوع ومعرفة بالطريق وكان ل يرج من منله إل إل المعة حت كانت وفاته بنصف رمضان ودفن بقاسيون رحه ال تعال‬
‫الشرف حسي القدسي ( ‪ ) 1‬هو قاضي القضاة شرف الدين أبو الفضل السي ابن المام الطيب شرف الدين أب بكر عبد ال ابن الشيخ اب عمر القدسي سع الديث وتفقه وبرع ف‬
‫الفروع واللغة وفيه أدب وحسن ماضرة مليح الشكل تول القضاء بعد نم الدين بن الشيخ شس الدين ف أواخر سنة سبع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪346‬‬

‫وثاني ودرس بدار الديث الشرفية بالسفح توف ليلة الميس الثان والعشرين من شوال وقد قارب الستي ودفن من الغد بقبة جده بالسفح وحضر نائب السلطنة والقضاة والعيان‬
‫جنازته وعمل من الغد عزاؤه بالامع الظفري وباشر القضاء بعده تقي الدين سليمان بن حزة وكذا مشيخة دار الديث الشرفية بالسفح وقد وليها شرف الدين الغابر النبلي النابلس مدة‬
‫شهور ث صرف عنها واستقرت بيد التقى سليمان القدسي‬
‫الشيخ المام العال الناسك‬
‫أبو ممد بن أب حزة الغرب الالكي توف بالديار الصرية ف ذي القعدة وكان قوال بالق أمارا بالعروف وناءا عن النكر‬
‫الصاحب ميي الدين بن النحاس‬
‫أبو عبد ال ممد بن بدر الدين يعقوب بن إبراهيم بن عبد ال بن طارق بن سال بن النحاس السدي اللب النفي ولد سنة أربع عشرة وستمائة بلب واشتغل وبرع وسع الديث واقام‬
‫بدمشق مدة ودرس با بدارس كبار منها الظاهرية والزنانية وول القضاء بلب والوزارة بدمشق ونظر الزانة ونظر الدواوين والوقاف ول يزل مكرما معظما معروفا بالفضيلة والنصاف ف‬
‫الناظرة مبا للحديث واهله على طريقة السلف وكان يب الشيخ عبد القادر وطائفته توف ببستانه بالزة عشية الثني سلخ ذي الجة وقد جاوز الثماني ودفن يوم الثلثاء مستهل سنة ست‬
‫وتسعي بقبة له بالزة وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة‬
‫قاضي القضاة‬
‫تقي الدين أبو القاسم عبدا لرحن بن قاضي القضاة تاج الدين أب ممد عبد الوهاب بن القاضي العز أب القاسم خلف بن بدر العلئي الشافعي توف ف جادى الول ودفن بالقرافة بتربتهم ث‬
‫دخلت سنة ست وتسعي وستمائة استهلت والليفة والسلطان ونائب مصر ونائب الشام والقضاة هم الذكورون ف الت قبلها والسلطان اللك العادل كتبغا ف نواحي حص يتصيد ومعه‬
‫نائب مصر لجي وأكابر المراء ونائب الشام بدمشق وهو المي سيف الدين غرلو العادل فلما كان يوم الربعاء ثان الحرم دخل السلطان كتبغا إل دمشق وصلى المعة بالقصورة وزار‬
‫قب هود وصلى عنده وأخذ من الناس قصصهم بيده وجلس بدار العدل ف يوم السبت ووقع على القصص هو ووزيره فخر الدين الليلي وف هذا الشهر حضر شهاب الدين بن ميي الدين‬
‫بن النحاس ف مدرست أبيه الزنانية والظاهرية وحضر الناس عنده ث حضر السلطان دار العدل يوم الثلثاء وجاء يوم المعة فصلى المعة بالقصورة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪347‬‬

‫ث صعد ف هذا اليوم إل مغارة الدم لزيارتا ودعا هنالك وتصدق بملة من الال وحضر الوزير الليلي ليلة الحد ثالث عشر الحرم إل الامع بعدا لعشاء فجلس عند شباك الكاملية وقرأ‬
‫القراؤن بي يديه ورسم بان يكمل داخل الامع بالفرش ففعلوا ذلك واستمر ذلك نوا من شهرين ث عاد إل ما كان عليه‬
‫وف صبحية هذا اليوم درس القاضي شس الدين بن الريري بالقيمازية عوضا عن ابن النحاس باتفاق بينهم وحضر عنده جاعة ث صلى السلطان المعة الخرى بالقصورة ومعه وزيره ابن‬
‫الليلي وهو ضعيف من مرض اصابه وف سابع عشر الحرم أمر للملك الكامل بن اللك السعيد ابن الصال إساعيل بن العادل بطبلخانة ولبس الشربوش ودخل القلعة ودقت له الكوسات‬
‫على بابه ث خرج السلطان العادل كتبغا بالعساكر من دمشق بكرة الثلثاء ثان عشرين الحرم وخرج بعده الوزير فاجتاز بدار الديث وزار الثر النبوي وخرج إليه الشيخ زين الدين الفارقي‬
‫وشافهه بتدريس الناصرية وترك زين الدين تدريس الشامية البانية فوليها القاضي كمال الدين بن الشريشي وذكر أن الوزير اعطى الشيخ شيئا من حطام الدينا فقبله وكذلك أعطى خادم‬
‫الثر وهو العي خطاب وخرج العيان والقضاة مع الوزير لتوديعه ووقع ف هذا اليوم مطر جيد استشفى الناس به وغسل آثار العساكر من الوساخ وغيها وعاد التقى توبة من توديع‬
‫الوزير وقد فوض إليه نظر الزانة وعزل عنها شهاب الدين بن النحاس ودرس الشيخ ناصر الدين بالناصرية الوانية عوضا عن القاضي بدر الدين بن جاعة ف يوم الربعاء آخر يوم من‬
‫الحرم‬
‫وف هذا اليوم تدث الناس فيما بينهم بوقوع تبيط بي العساكر وخلف وتشويش فغلق باب القلعة الذي يلي الدينة ودخل الصاحب شهاب الدين إليها من ناحية الوخة وتيأ النائب‬
‫والمراء وركب طائفة من اليش على باب النصر وقوفا فلما كان وقت العصر وصل السلطان اللك العادل كتبغا إل القلعة ف خسة أنفس أو ستة من ماليكه فدخل القلعة فجاء إليه المراء‬
‫وأحضر ابن جاعة وحسام الدين النفي وجددوا اللف للمراء ثانية فحلفوا وخلع عليهم وأمر بالحتياط على نواب المي حسام الدين لجي وحواصله وأقام العادل بالقلعة هذه اليام‬
‫وكان اللف الذي وقع بينهم بوادي فحمة يوم الثني التاسع والعشرين من الحرم وذلك أن المي حسام الدين لجي كان قد واطأ جاعة من المراء ف الباطن على العادل وتوثق منهم‬
‫وأشار على العادل حي خرجوا من دمشق أن يستصحب معه الزانة وذل لئل يبقى بدمشق شيء من الال يتقوى به العادل إن فاتم ورجع إل دمشق ويكون قوة له هو ف الطريق على ما‬
‫عزم عليه من الغدر فلما كانوا بالكان الذكور قتل لجي المي سيف الدين بيحاص وبكتوت الزرق العادليي وأخذ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪348‬‬


‫الزانة من بي يديه والعسكر وقصدوا الديار الصرية فلما سع العادل بذلك خرج ف الدهليز وساق جريدة إل دمشق فدخلها كما ذكرنا وتراجع إليه بعض ماليكه كزين الدين غلبك وغيه‬
‫ولزم شهاب الدين النفي القلعة لتدبي الملكة ودرس ابن الشريشي بالشامية البانية بكرة يوم الميس مستهل صفر وتقلبت أمور كثية ف هذه اليام ولزم السلطان القلعة ل يرج منها‬
‫وأطلق كثيا من الكوس وكتب بذلك تواقيع وقرئت على الناس وغل السعر جدا فبلغت الغرارة مائتي واشتد الال وتفاقم المر فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫سلطنة اللك منصور لجي السلحداري‬
‫وذلك أنه لا استاق الزانة وذهب اليوش إل الديار الصرية دخلها ف ابة عظيمة وقد اتفق مع جهور المراء الكبار وبايعوه وملكوه عليهم وجلس على سرير اللك يوم المعة عاشر صفر‬
‫ودقت بصر البشائر وزينت البلد وخطب له على النابر وبالقدس والليل ولقب باللك النصور وكذلك دقت له البشائر بالكرك ونابلس وصفد وذهبت إليه طائفة من أمراء دمشق وقدمت‬
‫التجريدة من جهة الرحبة صحبة المي سيف الدين كجكن فلم يدخلوا البلد بل نزلوا بيدان الصن وأظهروا مالفة العادل وطاعة النصور لجي صاحب مصر وركب إليه المراء طائفة بعد‬
‫طائفة وفوجا بعد فوج فضعف أمر العادل جدا فلما رأى انلل امره قال للمراء هو خشداشي وأنا وهو شيء واحد وانا سامع له مطيع وانا أجلس ف أي مكان من القلعة أراد حت تكاتبوه‬
‫وتنظروا ما يقول وجاءت البيدية بالكاتبات بالمر بالحتياط على القلعة وعلى العادل وبقي الناس ف هرج وأقوال ذات ألوان متلفة وأبواب القلعة مغلقة وأبواب البلد سوى باب النصر إل‬
‫الوخة والعامة حول القلعة قد ازدحوا حت سقطت طائفة منهم بالندق فمات بعضهم وأمسى الناس عشية السبت وقد أعلن باسم اللك النصور لجي ودقت البشائر بذلك بعد العصر‬
‫ودعا له الؤذنون ف سحر ليلة الحد بامع دمشق وتلوا قوله تعال قل اللهم مالك اللك تؤت اللك من تشاء وتنع اللك من تشاء وتعز من تشاء وتذلك من تشاء الية وأصبح الناس يوم‬
‫الحد فاجتمع القضاة والمراء وفيهم غرلوا العادل بدار السعادة فحلفوا للمنصور لجي ونودي بذلك ف البلد وأن يفتح الناس دكاكينهم واختفى الصاحب شهاب الدين وأخوه زين الدين‬
‫الحتسب فعمل الوال ابن النشاب حسبة البلد ث ظهر زين الدين فباشرها على عادته وكذلك ظهر أخوه شهاب الدين وسافر نائب البلد غرلوا والمي جاعان إل الديار الصرية يلعمان‬
‫السلطان بوقوع التحليف على ما رسم به وجاء كتاب السلطان أنه جلس على السرير يوم المعة عاشر صفر وشق القاهرة ف سادس عشرة ف أبة الملكة وعليه اللعة الليفية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪349‬‬

‫والمراء بي يديه وأنه قد استناب بصر المي سف الدين سنقر النصوري وخطب للمنصور لجي بدمشق أول يوم ربيع الول وحضر القصورة القضاة وشس الدين العسر وكجكن‬
‫واستدمر وجاعة من أمراء دمشق وتوجه القاضي إمام الدين القزوين وحسام الدين النفي وجال الدين الالكي إل الديار الصرية مطلوبي وقدم المي حسام الدين أستاذ دار السلطان‬
‫وسيف الدين جاعان من جهة السلطان فحلفوا المراء ثانية ودخلوا على العادل القلعة ومعهم القاضي بدر الدين ابن جاعة وكجكن فحلفوه أيانا مؤكدة بعدما طال بينهم الكلم بالتركي‬
‫وذكروا بالتركي ف مبايعته أنه راض من البلدان أي بلد كان فوقع التعيي بعد اليمي على قلعة صرخد وجاءت الراسيم بالوزارة لتقي الدين توبة وعزل شهاب الدين النفي وبالسبة لمي‬
‫الدين يوسف الرمن الرومي صاحب شس الدين اليكي عوضا عن زين الدين النفي ودخل المي سيف الدين قبجق النصوري على نيابة الشام إل دمشق بكرة السبت السادس عشر من‬
‫ربيع الول ونزل دار السعادة عوضا عن سيف الدين غرلو العادل وقد خرج اليش بكماله لتلقيه وحضر يوم المعة إل القصورة فصلى با وقرأ بعد المعة كتاب سلطان حسامي بإبطال‬
‫الضمانات من الوقاف والملك بغي رضى أصحابا وقرأه القاضي ميي الدين بن فضل ال صاحب ديوان النشاء ونودي ف البلد من له مظلمة فليأت يوم الثلثاء إل دار العدل وخلع على‬
‫المراء والقدمي وارباب الناصب من القضاة والكتبة وخلع على ابن جاعة خلعتي واحد للقضاء والخرى للخطابة‬
‫ولا كان ف شهر جادى الخرة وصل البيد فأخب بولية إمام الدين القزوين القضاء بالشام عوضا عن بدر الدين بن جاعة وإبقاء ابن جاعة على الطابة وتدريس القيمرية الت كات بيد إمام‬
‫الدين وجاء كتاب السلطان بذلك وفيه احترام وإكرام له فدرس بالقيمرية يوم الميس ثان رجب ودخل إمام الدين إل دمشق عقيب صلة الظهر يوم الربعاء الثامن من رجب فجلس‬
‫‪ ...‬بالعادلية وحكم بي الناس وامتدحه الشعراء بقصائد منها قصيدة لبعضهم يقول ف أولا ‪ ...‬تبدلت اليام من بعد عسرها يسرا ‪ ...‬فأضحت ثغور الشام تفتر بالبشرى‬
‫وكان حال دخوله عليه خلعة السلطان ومعه القاضي جال الدين الزواوي قاضي قضاة الالكية وعليه خلعة أيضا وقد شكر سية إمام الدين ف السفر وذكر من حسن اخلقه ورياضته ما هو‬
‫حسن جيل ودرس بالعادلية بكرة الربعاء منتصف رجب واشهد عليه بعد الدرس بولية أخيه جلل الدين نيابة الكم وجلس ف الديوان الصغي وعليه اللعة وجاء الناس يهنئونه وقرئ‬
‫تقليده يوم المعة بالشباك الكمال بعدا لصلة بضرة نائب السلطنة وبقية القضاة قرأه شرف الدين الفزاري وف شعبان وصل الب بان شس الدين العسر تول بالديار الصرية شد الدواوين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪350‬‬

‫والوزارة وباشر النصبي جيعا وباشر نظر الدواوين بدمشق فخر الدين بن السيجي عوضا عن زين الدين بن صصرى ث عزل بعدد قليل بشهر أو أقل بامي الدين بن هلل وأعيدت الشامية‬
‫البانية إل الشيخ زين الدين لفارقي مع الناصرية بسبب غيبة كمال الدين بن الشريشي بالقاهرة‬
‫وف الرابع عشر من ذي القعدة أمسك المي شس الدين قراسنقر النصوري نائب الديار الصرية لجي هو وجاعة من المراء معه واحتيط على حواصلهم واموالم بصر والشام وول‬
‫السلطان نيابة مصر للمي سيف الدين منكوتر السامي وهؤلء المراء الذين مسكهم هم الذين كانوا قد أعانوه وبايعوه على العادل كتبغا وقدم الشيخ كمال الدين الشريشي ومعه توقيع‬
‫بتدريس الناصرية عوضا عن الشامية البانية وأمسك المي شس الدين سنقر العسر وزير مصر وشاد الدواوين يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الجة واحتيط على أمواله وحواصله‬
‫بصر والشام ونودي بصر ف ذي الجة أن ل يركب أحد من أهل الذمة فرسا ول بغل ومن وجد منهم راكبا ذلك أخذ منه وفيها ملك اليمن السلطان اللك الؤيد هزبر الدين داود بن‬
‫اللك الظفر التقدم ذكره ف الت قبلها‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫قاضي قضاة النابلة بصر‬
‫عز الدين عمر بن عبد ال بن عمر بن عوض القدسي النبلي سع الديث وبرع ف الذهب وحكم بصر وكان مشكورا ف سيته وحكمه توف ف صفر ودفن بالقطم وتول بعده شرف الدين‬
‫عبدالغن بن يي بن ممد بن عبد ال بن نصر الران بديار مصر‬
‫الشيخ المام الافظ القدوة‬
‫عفيف الدين ابو ممد عبدالسلم بن ممد بن مزروع بن أحد بن عزاز الصري النبلي توف بالدينة النبوية ف أواخر صفر ولد سنة خس وعشرين وستمائة وسع الديث الكثي وجاور‬
‫بالدينة النبوية خسي سنة وحج فيها أربعي حجة متوالية وصلى عليه بدمشق صلة الغائب رحه ال‬
‫الشيخ شيث بن الشيخ علي الريري‬
‫توف بقرية بسر من حوران يوم المعة ثالث عشر ربيع الخر وتوجه أخوه حسن والفقراء من دمشق إل هناك لتعزية أخيهم حسن الكب فيه‬
‫الشيخ الصال القري‬
‫جال الدين عبد الواحد بن كثي بن ضرغام الصري ث الدمشقي نقيب السبع الكبي والغزالية كان قد قرأ على السخاوي وسع الديث توف ف أواخر رجب وصلى عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪351‬‬

‫بالامع الموي ودفن بالقرب من قبة الشيخ رسلن‬


‫واقف السامرية‬
‫الصدر الكبي سيف الدين أبو العباس أحد بن ممد بن علي بن جعفر البغدادي السامري واقف السامرية الت إل جانب الكروسية بدمشق وكانت دارة الت يسكن با ودفن با ووقفها دار‬
‫حديث وخانقاه وكان قد انتقل إل دمشق وأقام با بذه الدار مدة وكانت قديا تعرف بدار ابن قوام بناها من حجارة منحوتة كلها وكان السامري كثي الموال حسن الخلق معظما عند‬
‫الدولة جيل العاشرة وله أشعار رائقة ومبتكرات فائقة توف يوم الثني ثامن عشر شعبان وقد كان ببغداد له خطوة عند الوزير ابن العلقمي وامتدح العتصم وخلع عليه خلعة سوداء سنية ث‬
‫قدم دمشق ف أيام الناصر صاحب حلب فحظى عنده أيضا فسعى فيه أهل الدولة فصنف فيهم أرجوزة فتح عليهم بسببها بابا فصادرهم اللك بعشرين ألف دينار فعظموه جدا وتوسلوا به إل‬
‫أغراضهم وله قصيدة ف مدح النب‬
‫ص وقد كتب عنه الافظ الدمياطي شيئا من شعره‬
‫واقف النفيسية الت بالرصيف الرئيس نفيس الدين أبو الفداء إساعيل بن ممد بن عبد الواحد بن إساعيل بن سلم بن علي ابن صدقة الران كان أحد شهود القيمة بدمشق وول نظر اليتام‬
‫ف وقت وكان ذا ثروة من الال ولد سنة ثان وعشرين وستمائة وسع الديث ووقف داره دار حديث توف يوم السبت بعد الظهر الرابع من ذي القعدة ودفن بسفح قاسيون بكرة يوم الحد‬
‫بعد ما صلى عليه بالموي‬
‫الشيخ أبو السن العروف بالساروب الدمشقي‬
‫يلقب بنجم الدين ترجه الريري فأطنب وذكر له كرامات وأشياء فل علم الروف وغيها وال أعلم باله‬
‫وفيها قتل قازان المي نوروز الذي كان إسلمه على يديه كان نوروز هذا هو الذي استسلمه ودعاه للسلم فأسلم وأسلم معه أكثر التتر فإن التتر شوشوا خاطر قازان عليه واستمالوه منه‬
‫وعنه فلم يزل به حت قتله وقتل جيع من ينسب إليه وكان نوروز هذا من خيار أمراء التتر عند قازان وكان ذا عبادة وصدق ف إسلمه وأذكاره وتطوعاته وقصده اليد رحه ال وعفا عنه‬
‫ولقد أسلم علي يديه منهم خلق كثي ل يعلمهم إل ال واتذوا السبح والياكل وحضروا المع والماعات وقرأوا القرآن وال اعلم‬
‫ث دخلت سنة سبع وتسعي وستمائة‬
‫استهلت والليفة الاكم والسلطان لجي ونائب مصر منكوتر ونائب دمشق قبجق وف عاشر صفر تول جلل الدين بن حسام الدين القضاء مكان أبيه بدمشق وطلب أبوه إل مصر فأقام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪352‬‬

‫عند السلطان ووله قضاء قضاءة مصر للحنفية عوضا عن شس الدين السروجي واستقر ولده بدمشق قاضي قضاة النفية ودرس بدرست أبيه الانونية والقدمية وترك مدرسة القصاعي‬
‫والشبلية وجاء الب على يدي البيد بعافية السلطان من الوقعة الت كان وقعها فدقت البشائر وزينت البلد فإنه سقط عن فرسه وهو يلعب بالكرة فكان كما قال الشاعر ‪ ...‬حويت بطشا‬
‫‪ ...‬وإحسانا ومعرفة ‪ ...‬وليس يمل هذا كله الفرس‬
‫وجاء على يديه تقليد وخلعة لنائب السلطنة فقرأ التقليد وباس العتبة وف ربيع الول درس بالوزية عز الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين سليمان وحضر عنده إمام الدين الشفاعي واخوه‬
‫جلل الدين وجاعة من الفضلء وبعد التدريس جلس وحكم عن ابيه بإذنه ف ذلك‬
‫وف ربيع الول غضب قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد وترك الكم بصر أياما ث استرضى وعاد وشرطوا عليه ان ل يستنيب ولده لمب وف يوم المعة عاشر ربيع الخر أقيمت‬
‫المعة بالدرسة العظمية وخطب فيها مدرسها القاضي شس الدين بن العز النفي واشتهر ف هذا الي القبض على بدر الدين بيسرى واحتيط على أمواله بديار مصر وارسل السلطان بريدة‬
‫صحبة علم الدين الدويداري إل تل حدون ففتحه بمد ال ومنه وجاء الب بذلك إل دمشق ف الثان عشر من رمضان وخربت به الليلة وأذن با الظهر وكان أخذها يوم الربعاء سابع‬
‫رمضان ث فتحت مرعش بعدها فدقت البشائر ث انتقل اليش إل قلعة حوص فأصيب جاعة من اليش منهم المي علم الدين سنجر طقصبا أصابه زيار ف فخذه وأصاب المي علم الدين‬
‫الدويداري حجر ف رجله‬
‫ولا كان يوم المعة سابع عشر شوال عمل الشيخ تقي الدين بن تيمية ميعادا ف الهاد وحرض فيه وبالغ ف أجور الجاهدين وكان ميعادا حافل جليل‬
‫وف هذا الشهر عاد اللك السعود بن خضو بن الظاهر من بلد الشكري إل ديار مصر بعد أن مكث هناك من زمن الشرف بن النصور وتلقاه السلطاب بالوكب وأكرمه وعظمه وحج‬
‫المي خضر بن الظاهر ف هذه السنة مع الصريي وكان فيهم الليفة الاكم بأمر ال العباسي وف شهر شوال جلس الدرسون بالدرسة ألت انشأها نائب السلطنة بصر وهي النكوترية داخل‬
‫باب القنطرة وفيها دقت البشائر لجل أخذ قلعت حيمص ونم من بلد سيس‬
‫وفيها وصلت الريدة من بلد مصر قاصدين بلد سيس مددا لصحابم وهي نو ثلثة آلف مقاتل وف منتصف ذي الجة أمسك المي عز الدين أيبك الموي الذي كان نائب الشام هو‬
‫وجاعة من أهله وأصحابه من المراء وفيها قلت الياه بدمشق جسدا حت بقي ثورا ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 13‬صفحة ‪353‬‬

‫بعض الماكن ل يصل إل ركبة النسان وأما بردى فأنه ل يبق فيه مسكة ماء ول يصل إل جسر حسرين وغل سعر الثلج بالبلد وأما نيل مصر فإنه كان ف غاية الزيادة والكثرة ومن توف‬
‫فيها من العيان‬
‫الشيخ حسن بن الشيخ علي الريري‬
‫ف ربيع الول بقرية بسر وكان من كبار الطائفة وللناس إليه ميل لسن أخلقه وجودة معاشرته ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة‬
‫الصدر الكبي شهاب الدين‬
‫أبو العباس أحد بن عثمان بن أب الرجا بن أب الزهر التنوخي العروف بابن السلعوس أخو الوزير قرا الديث وسع الكثي وكان من خيار عباد ال كثي الصدقة والب توف بداره ف جادى‬
‫الول وصلى عليه بالامع ودفن بباب الصغي وعمل عزاؤه بسجد ابن هشام وقد ول ف وقت نظر الامع وشكرت سيته وحصل له وجاهة عظيمة عريضة أيام وزارة أخيه ث عاد إل ما‬
‫كان عليه قبل ذلك حت توف وشهد جنازته خلق كثي من الناس‬
‫الشيخ شس الدين اليكي‬
‫ممد بن أب بكر بن ممد الفارسي العروف باليكي أحد الفضلء الللي للمشكلت اليسرين العضلت ل سيما ف علم الصلي والنطق وعلم الوائل باشر ف وقت مشيخة الشيوخ بصر‬
‫وأقام مدرس الغزالية قبل ذلك توف بقرية الزة يوم جعة ودفن يوم السبت ومشى الناس ف جنازته منهم قاضي القضاة إمام الدين القزوين وذلك ف الرابع من رمضان ودفن بقابر الصوفية إل‬
‫جانب الشيخ شلة وعمل عزاؤه بانقاه السميساطية وحضر جنازته خلق كثي وكان معظما ف نفوس كثي من العلماء وغيهم‬
‫الصدر ابن عقبة‬
‫إبراهيم بن أحد بن عقبة بن هبة ال بن عطاء البصراوي درس وأعاد وول ف وقت قضاء حلب ث سافر قبل وقاته إل مصر فجاء بتوقيع فيه قضاء قضاة حلب فلما اجتاز بدمشق توف با ف‬
‫رمضان من هذه السنة وله سبع وثانون سنة يشيب الرء ويشب معه خصلتان الرص وطول المل‬
‫الشهاب العابر‬
‫احد بن عبد الرحن بن عبد النعم بن نعمة القدسي النبلي شهاب الدين عابر الرؤيا سع الكثي وروى الديث وكان عجبا ف تفسي النامات وله فيه اليد الطول وله تصنيف فيه ليس كالذي‬
‫يؤثر عنه من الغرائب والعجائب ولد سنة ثان وعشرين وستمائة توف ف ذي القعدة ودفن بباب الصغي وكانت جنازته حافلة رحه ال ت الزء الثالث عشر من البداية والنهاية ويليه الزء‬
‫الرابع عشر وأوله سنة ثان وتسعي وستمائة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪353‬‬

‫البداية والنهاية الزء الرابع عشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪2‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم ث دخلت سنة ثان وتسعي وستمائة‬


‫استهلت والليفة الاكم العباسي وسلطان البلد النصور لجي ونائبه بصر ملوكه سيف الدين منكوتر وقاضي الشافعية الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والنفي حسام الدين الرازي‬
‫والالكي والنبلي كما تقدم ونائب الشام سيف الدين قبجق النصوري وقضاة الشام هم الذكورون ف الت قبلها والوزير تقي الدين توبة والطيب بدر الدين بن جاعة‬
‫ولا كان ف أثناء الحرم رجعت طائفة من اليش من بلد سيس بسبب الرض الذي أصاب بعضهم فجاء كتاب السلطان بالعتب الكيد والوعيد الشديد لم وأن اليش يرج جيعه صحبة‬
‫نائب السلطنة قبجق إل هناك ونصب مشانق لن تأخر بعذر أو غيه فخرج نائب السلطنة المي سيف الدين قبجق وصحبته اليوش وخرج أهل البلد للفرجة على الطلب على ما جرت به‬
‫العادة فبز نائب السلطنة ف ابة عظيمة فدعت له العامة وكانوا يبونه واستمر اليش سائرين قاصدين بلد سيس فلما وصلوا إل حص بلغ المي سيف الدين قبجق وجاعة من المراء أن‬
‫السلطان قد تغلث خاطره بسبب سعي منكوتر فيهم وعلموا ان السلطان ل يالفه لحبته له فاتفق جاعة منهم على الدخول ال بلد التتر والنجاة بأنفسهم فساقوا من حص فيمن اطاعهم‬
‫وهم قبجق وبزل وبكتمر السلحدار واليلي واستمروا ذاهبي فرجع كثي من اليش إل دمشق وتبطت المور وتأسفت العوام على قبجق لسن سيته وذلك ف ربيع الخر من هذه السنة‬
‫فانا ل وإنا اليه راجعون‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪3‬‬

‫ذكر مقتل النصور لجي وعود اللك ال ممد بن قلوون‬


‫لا كان يوم السبت التاسع عشر ربيع الخر وصل جاعة من البيدية وأخبوا بقتل السلطان اللك النصور لجي ونائبه سيف الدين منكوتر وأن ذلك كان ليلة المعة حادي عشره على يد‬
‫المي سيف الدين كرجي الشرف ومن وافقه من المراء وذلك بضور القاضي حسام الدين النفي وهو جالس ف خدمته يتحدثان وقبل كانا يلعبان بالشطرنج فلم يشعرا إل وقد دخلوا‬
‫عليهم فبادروا ال السلطان بسرعة جهرة ليلة المعة فقتلوه وقتل نائبه صبا صبيحة يوم المعة وألقى على مزبلة واتفق المراء على إعادة ابن استاذهم اللك الناصر ممد بن قلوون‬
‫فارسلوا وراءه وكان بالكرك ونادوا له بالقاهرة وخطب له على النابر قبل قدومه وجاءت الكتب ال نائب الشام قبجق فوجدوه قد فر خوفا من غائلة لجي فسارت إليه البيدية فلم يدركوه‬
‫ال وقد لق بالغول عند رأس العي من اعمال ماردين وتفارط الال ول قوة ال بال‬
‫وكان الذي شر العزم وراءهم وساق ليدهم المي سيف الدين بلبان وقام باعباء البلد نائب القلعة علم الدين أرجواش والمي سيف الدين جاعان واحتاطوا على ما كان له اختصاص بتلك‬
‫الدولة وكان منهم جال الدين يوسف الرومي متسب البلد وناظر الارستان ث اطلق بعد مدة وأعيد ال وظائفه واحتيط ايضا على سيف الدين جاعان وحسام الدين لجي وال الب وأدخل‬
‫القلعة وقتل بصر المي سيف الدين طغجي وكان قد ناب عن الناصر اربعة ايام وكرجي الذي تول قتل لجي فقتل وألقيا على الزابل وجعل الناس من العامة وغيهم يتأملون صورة طغجي‬
‫وكان جيل الصورة ث بعد الدلل والال واللك وارتم هناك قبور فدفن السلطان لجي وعند رجليه نائبه منكوتر ودفن الباقون ف مضاجعهم هنالك‬
‫وجاءت البشائر بدخول اللك الناصر ال مصر يوم السبت رابع جادي الول وكان يوما مشهودا ودقت البشائر ودخل القضاة وأكابر الدولة ال القلعة وبويع بضرة علم الدين ارجواش‬
‫وخطب له على النابر بدمشق وغيها بضرة أكابر العلماء والقضاة والمراء وجاء الب بأنه قد ركب وشق القاهرة وعليه خلعة الليفة واليش معه مشاة فضربت البشائر أيضا وجاءت‬
‫مراسيمه فقرئت على السدة وفيها الرفق بالرعايا والمر بالحسان اليهم فدعوا له وقدم المي جال الدين آقوش الفرم نائبا على دمشق فدخلها يوم الربعاء قبل العصر ثان عشرين جادي‬
‫الول فنل بدار السعادة على العادة وفرح الناس بقدومه وأشعلوا له الشموع وكذلك يوم المعة أشعلوا له لا جاء إل صلة المعة بالقصورة وبعد أيام أفرج عن جاعان ولجي وال الب‬
‫وعادا إل ما كانا عليه واستقر المي حسام الدين الستادار اتابكا للعساكر الصرية والمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪4‬‬

‫سيف الدين سلر نائبا بصر وأخرج العسر ف رمضان من البس وول الوزارة بصر واخرج قراسنقر النصوري من البس واعطى نيابة الصبيبة ث لا مات صاحب حاة اللك الظفر نقل‬
‫قراسنقر اليهما‬
‫وكان قد وقع ف اواخر دولة لجي بعد خروج قبجق من البلد منة للشيخ تقي الدين بن تيمية قام عليه جاعة من الفقهاء وأرادوا احضاره ال ملس القاضي جلل الدين النفي فلم يضر‬
‫فنودي ف البلد ف العقيدة الت كان قد سأله عنها أهل حاة السماة بالموية فانتصر له المي سيف الدين جاعان وأرسل يطلب الذين قاموا عنده فاختفى كثي منهم وضرب جاعة من نادى‬
‫على العقيدة فسكت الباقون فلما كان يوم المعة عمل الشيخ تقي الدين اليعاد بالامع على عادته وفسر ف قوله تعال وإنك لعلى خلق عظيم ث اجتمع بالقاضي امام الدين يوم السبت‬
‫واجتمع عنده جاعة من الفضلء وبثوا ف الموية وناقشوه ف اماكن فيها فأجاب عنها با اسكتهم بعد كلم كثي ث ذهب الشيخ تقي الدين وقد تهدت المور وسكنت الحوال وكان‬
‫القاضي امام الدين معتقده حسنا ومقصده صالا‬
‫وفيها وقف علم الدين سنجر الدويدار رواقه داخل باب الفرج مدرسة ودار حديث وول مشيخته الشيخ علء الدين بن العطار وحضر عنده القضاة والعيان وعمل لم ضيافة وأفرج عن‬
‫قراسنقر وف يوم السبت حادي عشر شوال فتح مشهد عثمان الذي جدده ناصر الدين بن عبد السلم ناظر الامع وأضاف اليه مقصورة الدم من شاليه وجعل له اماما راتبا وحاكى به‬
‫مشهد علي بن السي زين العابدين وف العشر الول من ذي الجة عاد القاضي حسام الدين الرازي ال قضاء الشام وعزل عن قضاء مصر وعزل ولده عن قضاء الشام وفيها ف ذي القعدة‬
‫كثرت الراجيف بقصد التتر بلد الشام وبال الستعان ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ نظام الدين احد بن الشيخ جال الدين ممود بن احد بن عبد السلم الصري النفي مدرس النورية ثامن الحرم ودفن ف تاسعه يوم المعة ف مقابر الصوفية كان فضال ناب ف‬
‫الكم ف وقت ودرس بالنورية بعد ابيه ث درس بعده الشيخ شس الدين بن الصدر سليمان بن النقيب‬
‫الفسر الشيخ العال الزاهد جال الدين عبد ال بن ممد بن سليمان بن حسن بن السي البلخي ث القدسي النفي ولد ف النصف من شعبان سنة احدى عشرة وستمائة بالقدس واشتغل‬
‫بالقاهرة وأقام مدة بالامع الزهر ودرس ف بعض الدارس هناك ث انتقل ال القدس فاستوطنه ال ان مات ف الحرم منها وكان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪5‬‬

‫شيخا فاضل ف التفسي وله فيه مصنف حافل كبي جع فيه خسي مصنفا من التفسي وكان الناس يقصدون زيارته بالقدس الشريف ويتبكون به الشيخ ابو يعقوب الغرب القيم بالقدس‬
‫كان الناس يتمعون به وهو منقطع بالسجد القصى وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يقول فيه هو على طريقة ابن عرب وابن سبعي توف ف الحرم من هذه السنة‬
‫التقي توبة الوزير تقي الدين توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة الربعي التكريت ولد سنة عشرين وستمائة يوم عرفة بعرفة وتنقل بالدم ال ان صار وزيرا بدمشق مرات عديدة‬
‫حتىتوف ليلة اليمس ثان جادي الخرة وصلى عليه غدوة بالامع وسوق اليل ودفن بتربته تاه دار الديث الشرفية بالسفح وحضر جنازته القضاة والعيان وباشر بعده نظر الدواوين‬
‫فخر الدين بن الشيجي وأخذ امي الدين بن اللل نظر الزانة‬
‫المي الكبي‬
‫شس الدين بيسرى كان من أكابر المراء التقدمي ف خدمة اللوك من زمن قلوون وهلم جرا توف ف السجن بقلعة مصر وعمل له عزاء بالامع الموي وحضره نائب السلطنة الفرم‬
‫والقضاة والعيان‬
‫السلطان اللك الظفر‬
‫تقي الدين ممود بن ناصر الدين ممد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن ايوب صاحب حاة وابن ملوكها كابرا عن كابر توف يوم الميس الادي والعشرين من ذي القعدة ودفن ليلة‬
‫المعة‬
‫اللك الوحد‬
‫نم الدين يوسف بن اللك داود بن العظم ناظر القدس توف به ليلة الثلثاء رابع ذي القعدة ودفن برباطه عند باب حطة عن سبعي سنة وحضر جنازته خلق كثي وكان من خيار ابناء اللوك‬
‫دينا وفضيلة وإحسانا ال الضعفاء‬
‫القاضي شهاب الدين يوسف‬
‫ابن الصال مب الدين بن النحاس احد رؤساء النفية ومدرس الزنانية والظاهرية توف ببستانه بالزة ثالث عشر ذي الجة ودرس بعده بالزنانية القاضي جلل الدين بن حسام الدين‬
‫الصاحب نصر الدين ابو الغنائم‬
‫سال بن ممد بن سال بن هبة ال بن مفوظ بن صصرى التغلب كان احسن حال من اخيه القاضي نم الدين وقد سع الديث وأسعه كان صدرا معظما ول نظر الدواوين ونظر الزانة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪6‬‬

‫ث ترك الناصب وحج وجاور بكة ث قدم دمشق فأقام با دون السنة ومات توف يوم المعة ثامن وعشرين ذي الجة وصلى عليه بعد المعة بالامع ودفن بتربتهم بسفح قاسيون وعمل‬
‫عزاؤه بالصاحبية‬
‫ياقوت بن عبد ال‬
‫ابو الدر الستعصمي الكاتب لقبه جال الدين وأصله رومي كان فاضل مليح الط مشهورا بذلك كتب ختما حسانا وكتب الناس عليه ببغداد توف با ف هذه السنة وله شعر رائق فمنه ما‬
‫اورده البزال ف تاريه عنه ‪ ...‬تدد الشمس شوقي كلما طعلت ‪ ...‬ال مياك يا سعي ويا بصري ‪ ...‬وأسهر الليل ف انس بلونس ‪ ...‬إذ طيب ذكراك ف ظلماته يسرى ‪ ...‬وكل يوم‬
‫‪ ...‬مضى ل أراك به ‪ ...‬فلست متسبا ماضيه من عمري ‪ ...‬ليلى نار إذا ما درت ف خلدي ‪ ...‬لن ذكرك نور القلب والبصر‬
‫ث دخلت سنة تسع وتسعي وستمائة وفيها كانت وقعة قازان وذلك ان هذه السنة استهلت والليفة والسطان ها الذكوران ف الت قبلها ونائب مصر سلر ونائب الشام اقوش الفرم وسائر‬
‫الكام هم الذكورون ف الت قبلها وقد تواترت الخبار بقصد التتار بلد الشام وقد خاف الناس من ذلك خوفا شديدا وجفل الناس من بلد حلب وحاة وبلغ كرى اليل من حاة ال دمشق‬
‫نو الائت درهم فلما كان يوم الثلثاء ثان الحرم ضربت البشائر بسبب خروج السلطان من مصر قاصدا الشام فلما كان يوم المعة ثامن ربيع الول دخل السلطان ال دمشق ف مطر شديد‬
‫ووحل كثي ومع هذا خرج الناس لتلقيه وكان قد اقام بغزة قريبا من شهرين وذلك لا بلغه قدوم التتار ال الشام فتهيأ لذلك وجاء فدخل دمشق فنل بالطارمة وزينت له البلد وكثرت له‬
‫الدعية وكان وقتا شديدا وحال صعبا وامتل البلد من الافلي النازحي عن بلدهم وجلس العسر وزير الدولة وطالب العمال واقتضروا اموال اليتام وأموال السرى لجل تقوية اليش‬
‫وخرج السلطان باليش من دمشق يوم الحد سابع عشر ربيع الول ول يتخلف احد من اليوش وخرج معهم خلق كثي من التطوعة واخذ الناس ف الدعاء والقنوت ف الصلوات بالامع‬
‫وغيه وتضرعوا واستغاثوا وابتهلوا ال ال بالدعية‬
‫وقعة قازان لا وصل السلطان ال وادي الزندار عند وادي سلمية فالتقى التتر هناك يوم الربعاء السابع والعشرين من ربيع الول فالتقوا معهم فكسروا السلمي وول السلطان هاربا فانا ل‬
‫وانا اليه راجعون وقتل جاعة من المراء وغيهم ومن العوام خلق كثي وفقد ف العركة قاضي قضاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪7‬‬

‫النفية وقد صبوا وبالوا بلء حسنا ولكن كان امر ال قدرا مقدورا فول السلمون ل يلوى احد على احد ث كانت العاقبة بعد ذلك للمتقي غي انه رجعت العساكر على اعقابا للديار‬
‫الصرية واجتاز كثي منهم على دمشق وأهل دمشق ف خوف شديد على انفسهم وأهليهم وأموالم ث انم استكانوا واستسلموا للقضاء والقدر وماذا يدي الذر اذا نزل القدر ورجع‬
‫السلطان ف طائفة من اليش على ناحية بعلبك والبقاع وأبواب دمشق مغلقة والقلعة مصنة والغلء شديد والال ضيق وفرج ال قريب وقد هرب جاعة من اعيان البلد وغيهم ال مصر‬
‫كالقاضي امام الدين الشافعي وقاضي الالكية الزواوي وتاج الدين الشيازي وعلم الدين الصواب وال الب وجال الدين بن النحاس وال الدينة والحتسب وغيهم من التجار والعوام وبقي‬
‫البلد شاغرا ليس فيهم حاكم سوى نائب القلعة‬
‫وف ليلة الحد ثان ربيع الول كسر الحبوسون ببس باب الصغي البس وخرجوا منه على حية وتفرقوا ف البلد وكانوا قريبا من مائت رجل فنهبوا ما قدروا عليه وجاؤا ال باب الابية‬
‫فكسروا اقفال الباب البان وخرجوا منه ال بر البلد فتفرقوا حيث شاؤا ل يقدر احد على ردهم وعاثت الرافشة ف ظاهر البلد فكسروا ابواب البساتي وقلعوا من البواب والشبابيك‬
‫شيئا كثيا وباعوا ذلك بأرخص الثان هذا وسلطان التتار قد قصد دمشق بعد الوقعة فاجتمع اعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية ف مشهد على واتفقوا على السي ال قازان لتلقيه‬
‫وأخذ المان منه لهل دمشق فتوجهوا يوم الثني ثالث ربيع الخر فاجتمعوا به عند النبك وكلمه الشيخ تقي الدين كلما قويا شديدا فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على السلمي ول المد‬
‫ودخل السلمون ليلتئذ من جهة قازان فنلوا بالبدرانية وغلقت ابواب البلد سوى باب توما وخطب الطيب بالامع يوم المعة ول يذكر سلطانا ف خطبته وبعد الصلة قدم المي اساعيل‬
‫ومعه جاعة من الرسل فنلوا ببستان الظاهر عند الطرن وحضر الفرمان بالمان وطيف به ف البلد وقرئ يوم السبت ثامن الشهر بقصورة الطابة ونثر شيء من الذهب والفضة وف ثان يوم‬
‫من الناداة بالمان طلبت اليول والسلح والموال الخبأة عند الناس من جهة الدولة وجلس ديوان الستخلص إذ ذاك بالدرسة القيمرية وف يوم الثني عاشر الشهر قدم سيف الدين‬
‫قبجق النصوري فنل ف اليدان واقترب جيش التتر وكثر العيث ف ظاهر البلد وقتل جاعة وغلت السعار بالبلد جدا وارسل قبجق ال نائب القلعة ليسلمها ال التتر فامتنع ارجواش من‬
‫ذلك اشد المتناع فجمع له قبجق اعيان البلد فكلموه ايضا فلم يبهم ال ذلك وصمم على ترك تسليمها اليهم وبا عي تطرف فان الشيخ تقي الدين بن تيمية ارسل ال نائب القلعة يقول له‬
‫ذلك لو ل يبق فيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪8‬‬

‫ال حجر واحد فل تسلمهم ذلك ان استطعت وكان ف ذلك مصلحة عظيمة لل الشام فان ال حفظ لم هذا الصن والعقل الذي جعله ال حرزا لهل الشام الت ل تزال دار ايان وسنة‬
‫حت ينل با عيسى ابن مري وف يوم دخول قبجق ال دمشق دخل السلطان ونائبه سلر ال مصر كما جاءت البطاقة بذلك ال القعلة ودقت البشائر با فقوى جأش الناس بعض قوة ولكن‬
‫‪ ...‬المر كما يقال ‪ ...‬كيف السبيل ال سعاد ودونا ‪ ...‬قلل البال ودونن حتوف ‪ ...‬الرجل حافية ومال مركب ‪ ...‬والكف صفر والطريق موف‬
‫وف يوم المعة رابع عشر ربيع الخر خطب لقازان على منب دمشق بضور الغول بالقصورة ودعى له على السدة بعد الصلة وقرئ عليها مرسوم بنيابة قبجق على الشام وذهب اليه‬
‫العيان فهنؤه بذلك فأظهر الكرامة وأنه ف تعب عظيم مع التتر ونزل شيخ الشايخ ممود بن علي الشيبان بالدرسة العادلية الكبية وف يوم السبت النصف من ربيع الخر شرعت التتار‬
‫وصاحب سيس ف نب الصالية ومسجد السدية ومسجد خاتون ودار الديث الشرفية با واحترق جاع التوبة بالعقيبية وكان هذا من جهة الكرج والرمن من النصارى الذين هم مع‬
‫التتار قبحهم ال وسبوا من اهلها خلقا كثيا وجا غفيا وجاء أكثر الناس ال رباط النابلة فاحتاطت به التتار فحماه منهم شيخ الشيوخ الذكور وأعطى ف الساكن مال له صورة ث اقحموا‬
‫عليه فسبوا منه خلقا كثيا من بنات الشايخ وأولدهم فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫ولا نكب دير النابلة ف ثان جادي الول قتلوا خلقا من الرجال وأسروا من النساء كثيا ونال قاضي القضاة تقي الدين اذى كثي ويقال إنم قتلوا من أهل الصالية قريبا من اربعمائة‬
‫وأسروا نوا من اربعة آلف اسي ونبت كتب كثية من الرباط الناصري والضيائية وخزانة ابن البزوري وكانت تباع وهي مكتوب عليها الوقفية وفعلوا بالزة مثل ما فعلوا بالصالية‬
‫وكذلك بداريا وبغيها وتصن الناس منهم ف الامع بداريا ففتحوه قسرا وقتلوا منهم خلقا وسبوا نساءهم وأولدهم فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫وخرج الشيخ ابن تيمية ف جاعة من أصحابه يوم الميس العشرين من ربيع الخر ال ملك التتر وعاد بعد يومي ول يتفق اجتماعه به حجبه عنه الوزير سعد الدين والرشيد مشي الدولة‬
‫السلمان ابن يهودي والتزما له بقضاء الشغل وذكرا له ان التتر ل يصل لكثي منهم شيء ال الن ول بد لم من شيء واشتهر بالبلد ان التتر يريدون دخول دمشق فانزعج الناس لذلك‬
‫وخافوا خوفا شديدا وأرادوا الروج منها والرب على وجوهم وأين الفرار ولت حي مناص وقد اخذ من البلد فوق العشرة آلف فرس ث فرضت اموال كثية على البلد موزعة على اهل‬
‫السواق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪9‬‬

‫كل سوق بسبه من الال فل قوة إل بال وشرع التتر ف عمل مانيق بالامع ليموا با القلعة من صحن الامع وغلقت ابوابه ونزل التتار ف مشاهده يرسون اخشاب الجانيق وينهبون ما‬
‫حوله من السواق وأحرق ارجوان ما حول القلعة من البنية كدار الديث الشرفية وغي ذلك ال حد العادلية الكبية واحرق دار السعادة لئل يتمكنوا من ماصرة القلعة من اعاليها ولزم‬
‫الناس منازلم لئل يسخروا ف طم الندق وكانت الطرقات ل يرى با احد ال القليل والامع ل يصلي فيه احد ال اليسي ويوم المعة ل يتكامل فيه الصف الول وما بعده إل بهد جهيد‬
‫ومن خرج من منله ف ضرورة يرج بثياب زيهم ث يعود سريعا ويظن انه ل يعود ال اهله وأهل البلد قد اذاقهم ال لباس الوع والوف با كانوا يصنعون فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫والصادرات والتراسيم والعقوبات عمالة ف أكابر اهل البلد ليل ونارا حت اخذ منهم شيء كثي من الموال والوقاف كالامع وغيه ث جاء مرسوم بصيانة الامع وتوفي اوقافه وصرف ما‬
‫كان يؤخذ بزائن السلح وال الجاز وقرئ ذلك الرسوم بعد صلة المعة بالامع ف تاسع عشر جادي الول وف ذلك اليوم توجه السلطان قازان وترك نوابه بالشام ف ستي الف مقاتل‬
‫نو بلد العراق وجاء كتابه انا قد تركنا نوابنا بالشام ف ستي الف مقاتل وف عزمنا العود اليها ف زمن الريف والدخول ال الديار الصرية وفتحها وقد اعجزتم القلعة ان يصلوا ال حجر‬
‫منها وخرج سيف الدين قبجق لتوديع قطلوشاه نائب قازان وسار وراءه وضربت البشائر بالقلعة فرحا لرحيلهم ول تفتح القلعة وأرسل أرجواش ثان يوم من خروج قبجق القعلية ال الامع‬
‫فكسروا اخشاب النجنيقات النصوبة به وعادوا ال القلعة سريع سالي واستصحبوا معهم جاعة من كانوا يلوذون بالتتر قهرا ال القلعة منهم الشريف القمي وهو شس الدين ممد ابن ممد‬
‫بن احد بن اب القاسم الرتضي العلوي وجاءت الرسل من قبجق ال دمشق فنادوا با طيبوا أنفوسكم وافتحوا دكاكينكم وتيئوا غدا لتلقي سلطان الشام سيف الدين قبجق فخرج الناس ال‬
‫اماكنهم فأشرفوا عليها فرأوا ما با من الفساد والدمار وانفك رؤساء البلد من التراسيم بعدما ذاقوا شيئا كثيا‬
‫قال الشيخ علم الدين البزال ذكر ل الشيخ وجيه الدين بن النجا انه حل ال خزانة قازان ثلثة آلف الف وستمائة الف درهم سوى ما تحق من التراسيم والباطيل وما اخذ غيه من‬
‫المراء والوزراء وأن شيخ الشايخ حصل له نو ستمائة الف درهم والصيل بن النصي الطوسي مائة الف والصفي السخاوي ثانون الفا وعاد سيف الدين قبجق ال دمشق يوم الميس بعد‬
‫الظهر خامس عشرين جادي الول ومعه الليكي وجاعة وبي يديه السيوف مسللة وعلى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪10‬‬

‫رأسه عصابة فنل بالقصر ونودي بالبلد نائبكم قبجق قد جاء فافتحوا دكاكينكم واعملوا معاشكم ول يغرر احد بنفسه هذا الزمان والسعار ف غاية الغلء والقلة قد بلغت الغرارة ال‬
‫اربعمائة واللحم الرطل بنحو العشرة والبز كل رطل بدرهي ونصف والعشرة الدقيق بنحو الربعي والب الوقية بدرهم والبيض كل خسة بدرهم ث فرج عنهم ف اواخر الشهر ولا كان‬
‫ف أواخر الشهر نادى قبجق بالبلد ان يرج الناس ال قراهم وأمر جاعة وانضاف اليه خلق من الجناد وكثرت الراجيف على بابه وعظم شأنه ودقت البشائر بالقلعة وعلى باب قبجق يوم‬
‫المعة رابع جادي الخرة وركب قبجق بالعصائب ف البلد والشاويشية بي يديه وجهز نوا من الف فارس نو خربة اللصوص ومشى مشى اللوك ف الوليات وتأمي المراء والراسيم‬
‫‪ ...‬العالية النافذة وصار كما قال الشاعر ‪ ...‬يا لك من قنبة بعمري ‪ ...‬خللك الو فبيضي واصفري ‪ ...‬ونقري ماشئت ان تنقري‬
‫ث انه ضمن المارات ومواضع الزنا من الانات وغيها وجعلت دارا ابن جرادة خارج من باب توما خارة وحانة أيضا وصار له على ذلك ف كل يوم الف درهم وهي الت دمرته ومقت‬
‫آثاره وأخذ اموال آخر من اوقاف الدارس وغيها ورجع بولي من جهة الغوار وقد عاث ف الرض فسادا ونب البلد وخرب ومعه طائفة من التتر كثية وقد خربوا قرى كثية وقتلوا‬
‫من أهلها وسبوا خلقا من أطفالا وجب لبولي من دمشق أيضا جباية اخرى وخرج طائفة من القلعة فقتلوا طائفة من التتر ونبوهم وقتل جاعة من السلمي ف غبون ذلك وأخذوا طائفة من‬
‫كان يلوذ بالتتر ورسم قبجق لطيب البلد وجاعة من العيان ان يدخلوا القلعة فيتكلموا مع نائبها ف الصالة فدخلوا عليه يوم الثني ثان عشر جادي الخرة فكلموه وبالغوا معه فلم يب‬
‫ال ذلك وقد اجاد وأحسن وأرجل ف ذلك بيض ال وجهه‬
‫وف ثامن رجب طلب قبجق القضاة والعيان فحلفهم على الناصحة للدولة الحمودية يعن قازان فخلفوا له وف هذا اليوم خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ال ميم بولي فاجتمع به ف‬
‫فكاك من كان معه من اسارى السلمي فاستنقذ كثيا منهم من ايديهم وأقام عنده ثلثة ايام ث عاد ث راح اليه جاعة من اعيان دمشق ث عادوا من عنده فشلحوا عند باب شرقي وأخذ ثيابم‬
‫وعمائمهم ورجعوا ف شر حالة ث بعث ف طلبهم فاختفى اكثرهم وتغيبوا عنه ونودي بالامع بعد الصلة ثالث رجب من جهة نائب القلعة بأن العساكر الصرية قادمة ال الشام وف عشية‬
‫يوم السبت رحل بولي وأصحابه من التتر وانشمروا عن دمشق وقد أراح ال منهم وساروا من على عقبة دمر فعاثوا ف تلك النواحي فسادا ول يأت سابع الشهر وف حواشي البلد منهم‬
‫احد وقد أزاح ال عز وجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪11‬‬

‫شرهم عن العباد والبلد ونادى قبجق ف الناس قد أمنت الطرقات ول يبق بالشام من التتر أحد وصلى قبجق يوم المعة عاشر رجب بالقصورة ومعه جاعة عليهم لمة الرب من السيوف‬
‫والقسى والتراكيش فيها النشاب وأمنت البلد وخرج الناس للفرجة ف غيض السفرجل على عادتم فعاثت عليهم طائفةمن التتر فلما رأوهم رجعوا ال البلد هاربي مسرعي ونب بعض‬
‫الناس بعضا ومنهم من القى نفسه ف النهر وإنا كانت هذه الطائفة متازين ليس لم قرار وتقلق قبجق من البلد ث انه خرج منها ف جاعة من رؤسائها واعيانا منهم عز الدين ابن القلنسي‬
‫ليتلقوا اليش الصري وذلك ان جيش مصر خرج ال الشام ف تاسع رجب وجاءت البيدية بذلك وبقي البلدليس به احد ونادى ارجواش ف البلد احفظوا السوار وأخرجوا ما كان عندكم‬
‫من السلحة ول تملوا السوار والبواب ول يبيت احد ال على السور ومن بات ف داره شنق فاجتمع الناس على السوار لفظ البلد وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يدور كل ليلة على‬
‫السوار يرض الناس على الصب والقتال ويتلو عليهم آيات الهاد والرباط‬
‫وف يوم المعة سابع عشر رجب اعيدت الطبة بدمشق لصاحب مصر ففرح الناس بذلك وكان يطب لقازان بدمشق وغيها من بلد الشام مائة يوم سواء وف بكرة يوم المعة الذكور دار‬
‫الشيخ تقي الدين بن تيمية رحه ال وأصحابه على المارات والانات فكسروا آنية المور وشققوا الظروف وأراقوا المور وعزروا جاعة من اهل الانات التخذة لذه الفواحش ففرح‬
‫الناس بذلك ونودي يوم السبت ثامن عشر رجب بأن تزين البلد لقدوم العساكر الصرية وفتح باب الفرج مضافا ال باب النصر يوم الحد تاسع عشر رجب ففرح الناس بذلك وانفرجوا‬
‫لنم ل يكونوا يدخلون إل من باب النصر وقدم اليش الشامي صحبة نائب دمشق جال الدين آقوش الفرم يوم السبت عاشر شعبان وثان يوم دخل بقية العساكر وفيهم الميان شس‬
‫الدين قراسنقر النصوري وسيف الدين قطلبك ف تمل وف هذا اليوم فتح باب العريش وفيه درس القاضي جلل الدين القزوين بالمينية عوضا عن اخيه قاضي القضاة امام الدين توف بصر‬
‫وف يوم الثني والثلثاء والربعاء تكامل دخول العساكر صحبة نائب مصر سيف الدين سلر وف خدمته اللك العادل كتبغا وسيف الدين الطراخي ف تمل باهر ونزلوا ف الرج وكان‬
‫السلطان قد خرج عازما على الجيء فوصل ال الصالية ث عاد ال مصر‬
‫وف يوم الميس النصف من شعبان اعيدالقاضي بدر الدين بن جاعة ال قضاة القضاة بدمشق مع الطابة بعد إمام الدين ولبس معه ف هذا اليوم امي الدين العجمي خلعة السبة وف يوم‬
‫سابع عشرة لبس خلعة نظر الدواوين تاج الدين الشيازي عوضا عن فخر الدين بن الشيجي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪12‬‬

‫ولبس أقبجاشد الدواوين ف باب الوزير شس الدين سنقر العسر وباشر المي عز الدين ايبك الدويدار النجيب ولية الب بعد ما جعل من أمراء الطبلخانة ودرس الشيخ كمال الدين بن‬
‫الزملكان بأم الصال عوضا عن جلل الدين القزوين يوم الحد الادي والعشرين من شعبان وف هذا اليوم ول قضاء النفية شس الدين بن الصفي الريري عوضا عن حسام الدين الرومي‬
‫فقد يوم العركة ف ثان رمضان ورفعت الستائر عن القعلة ف ثالث رمضان وف مستهل رمضان جلس المي سيف الدين سلر بدار العدل ف اليدان الخضر وعنده القضاة والمراء يوم‬
‫السبت وف السبت الخر خلع على عز الدين القلنسي خلعة سنية وجعل ولده عماد الدين شاهدا ف الزانة وف هذا اليوم رجع سلر بالعساكر ال مصر وانصرفت العساكر الشامية ال‬
‫مواضعها وبلدانا وف يوم الثني عاشر رمضان درس على بن الصفي بن اب القاسم البصراوي النفي بالدينة القدمية وف شوال فيها عرفت جاعة من كان يلوذ بالتتر ويؤذي السلمي وشنق‬
‫منهم طائفة وسر آخرون وكحل بعضه وقطعت ألسن وجرت امور كثية وف منتصف شوال درس بالدولعية قاضي القضاة جال الدين الزرعي نائب الكم عوضا عن جال الدين بن‬
‫الباجريقي وف يوم المعة العشرين منه ركب نائب السلطنة جال الدين آقوش الفرم ف جيش دمشق ال جبال الرد وكسروان وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثي من‬
‫التطوعة والوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسب فسادنيتهم وعقائدهم وكفرهم وضللم وما كانوا عاملوا به العساكر لا كسرهم التتر وهربوا حي اجتازوا ببلدهم وثبوا عليهم ونبوهم‬
‫واخذوا اسلحتهم وخيولم وقتلوا كثيا منهم فلما وصلوا ال بلدهم جاء رؤساؤهم ال الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستتابم وبي للكثي منهم الصواب وحصل بذلك خي كثي وانتصار كبي‬
‫على اولئك الفسدين والتزموا برد ما كانوا اخذوه من أموال اليش وقرر عليهم أموال كثية يملونا ال بيت الال وأقطعت اراضيهم وضياعهم ول يكونوا قبل ذلك يدخلون ف طاعة الند‬
‫ول يلتزمون احكام اللة ول يدينون دين الق ول يرمون ما حرم ال ورسوله وعاد نائب السلطنة يوم الحد ثالث عشر ذي القعدة وتلقاه الناس بالشموع ال طريق بعلبك وسط النهار وف‬
‫يوم الربعاء سادس عشره نودي ف البلد ان يعلق الناس السلحة بالدكاكي وأن يتعلم الناس الرمي فعملت الماجات ف أماكن كثية من البلد وعلقت السلحة بالسواق ورسم قاضي‬
‫القضاة بعمل الماجات ف الدارس وأن يتعلم الفقهاء الرمي ويستعدوا لقتال العدو ان حضر وبال الستعان‬
‫وف الادي والعشرين من ذي القعدة استعرض نائب السلطنة اهل السواق بي يديه وجعل على كل سوق مقدما وحوله اهل سوقه وف الميس رابع عشرينه عرضت الشراف مع نقيبهم‬
‫نظام‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪13‬‬

‫اللك السين بالعدد والتجمل السن وكان يوما مشهودا وما كان من الوادث ف هذه السنة أن جدد إمام راتب عند رأس قب زكريا وهو الفقيه شرف الدين أبو بكر الموي وحضر عنده‬
‫يوم عاشوراء القاضي إمام الدين الشافعي وحسام الدين النفي وجاعة ول تطل مدته إل شهورا ث عاد الموي إل بلده وبطلت هذه الوظيفة ال الن ول المد ومن توف فيها من العيان‬
‫القاضي حسام الدين أبو الفضائل‬
‫السن بن القاضي تاج الدين أب الفاخر أحد بن السن انوشروان الرازي النفي ول قضاء ملطية مدة عشرين سنة ث قدم دمشق فوليها مدة ث انتقل ال مصر فوليها مدة وولده جلل الدين‬
‫بالشام ث صار ال الشام فعاد ال الكم با ث لا خرج اليش ال لقاء قازان بوادي الزندار عند وادي سلمية خرج معهم ففقد من الصف ول يدر ما خبه وقد قارب السبعي وكان فاضل‬
‫بارعا رئيسا له نظم حسن ومولده باقسيس من بلد الروم ف الحرم سنة احدى وثلثي وستمائة فقد يوم الربعاء الرابع والعشرين من ربيع الول منها وقد قتل يومئذ عدة من مشاهي‬
‫المراء ث ول بعده القضاء شس الدين الريري‬
‫القضاي المام العال‬
‫إمام الدين ابو العال عمر بن القاضي سعد الدين اب القاسم عبد الرحن بن الشيخ امام الدين اب حفص عمر بن احد بن ممد القزوين الشافعي قدم دمشق هو وأخوه جلل الدين فقررا ف‬
‫مدارس ث انتزع امام الدين قضاء القضاة بدمشق من بدر الدين بن جاعة كما تقدم ف سنة سبع وسبعي وناب عنه اخوه وكان جيل الخلق كثي الحسان رئيسا قليل الذى ولا ازف قدوم‬
‫التتار سافر ال مصر فلما وصل اليها ل يقم با سوى اسبوع وتوف ودفن بالقرب من قبة الشافعي عن ست واربعي سنة وصار النصب ال بدر الدين بن جاعة مضافا ال ما بيده من الطابة‬
‫وغيها ودرس اخوه بعده بالمينية‬
‫السند العمر الرحلة‬
‫شرف الدين احد بن هبة ال بن السن بن هبة ال بن عبد ال بن السن بن عساكر الدمشقي ولد سنة اربع عشرة وستمائة وسع الديث وروى توف خامس عشر جادي الول عن خس‬
‫وثاني سنة‬
‫الطيب المام العال‬
‫موفق الدين ابو العال ممد بن ممد بن الفضل النهراوان القضاعي الموي خطيب حاة ث خطب بدمشق عوضا عن الفاروثي ودرس بالغزالية ث عزل بابن جاعة وعاد ال بلده ث قدم دمشق‬
‫عام قازان فمات با‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪14‬‬

‫الصدر شس الدين‬
‫ممد بن سليمان بن حايل بن علي القدسي العروف بابن غان وكان من اعيان الناس وأكثرهم مروءة ودرس بالعصرونية توف وقد جاوز الثماني كان من الكتاب الشهورين الشكورين وهو‬
‫والد الصدر علء الدين بن غان‬
‫الشيخ جال الدين ابو ممد‬
‫عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الباجريقي الشافعي اقام مدة بالوصل يشتغل ويفت ث قدم دمشق عام قازان فمات با وكان قد أقام با مدة كذلك ودرس بالقليجية والدولعية وناب ف الطابة‬
‫ودرس بالغزالية نيابة عن الشمس اليكي وكان قليل الكلم مموعا عن الناس وهو والد الشمس ممد النسوب ال الزندقة والنلل وله اتباع ينسبون ال ما ينسب اليه ويعكفون على ما‬
‫كان يعكف عليه وقد حدث جال الدين الذكور بامع الصول عن بعض اصحاب مصنفات ابن الثي وله نظم ونثر حسن وال سبحانه اعلم‬
‫ث دخلت سنة سبعمائة من الجرة النبوية‬
‫استهلت والليفة والسلطان ونواب البلد والكام با هم الذكورون ف الت قبلها غي الشافعي والنفي ولا كان ثالث الحرم جلس الستخرج لستخلص اجرة اربعة أشهر عن جيع أملك‬
‫الناس وأوقافهم بدمشق فهرب اكثر الناس من البلد وجرت خبطة قوية وشق ذلك على الناس جدا‬
‫وف مستهل صفر وردت الخبار بقصد التتر بلد الشام وأنم عازمون على دخول مصر فانزعج الناس لذلك وازدادوا ضعفا على ضعفهم وطاشت عقولم وألبابم وشرع الناس ف الرب ال‬
‫بلد مصر والكرك والشوبك والصون النيعة فبلغت المارة ال مصر خسمائة وبيع المل بألف والمار بمسمائة وبيعت المتعة والثياب والغلت بأرخص الثان وجلس الشيخ تقي‬
‫الدين ابن تيمية ف ثان صفر بجلسه ف الامع وحرض الناس على القتال وساق لم اليات والحاديث الواردة ف ذلك ونى عن السراع ف الفرار ورغب ف إنفاق الموال ف الذب عن‬
‫السلمي وبلدهم وأموالم وأن ما ينفق ف اجرة الرب اذا انفق ف سبيل ال كان خيا واوجب جهاد التتر حتما ف هذه الكرة وتابع الجالس ف ذلك ونودي ف البلد ل يسافر احد إل‬
‫برسوم وورقة فتوقف الناس عن السي وسكن جأشهم وتدث الناس بروج السلطان من القاهرة بالعساكر ودقت البشائر لروجه لكن كان قد خرج جاعة من بيوتات دمشق كبيت ابن‬
‫صصرى وبيت ابن فضل ال وابن منجا وابن سويد وابن الزملكان وابن جاعة‬
‫وف اول ربيع الخر قوى الرجاف بأمر التتر وجاء الب بأنم قد وصلوا ال البية ونودي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪15‬‬

‫ف البلد ان ترج العامة مع العسكر وجاء مرسوم النائب من الرج بذلك فاستعرضوا ف أثناء الشهر فعرض نو خسة آلف من العامة بالعدة والسلحة على قدر طاقتهم وقنت الطيب ابن‬
‫جاعة ف الصلوات كلها واتبعه ائمة الساجد وأشاع الرجفون بأن التتر قد وصلوا ال حلب وأن نائب حلب تقهقر ال حاة ونودي ف البلد يتطييب قلوب الناس واقبالم علىمعايشهم وان‬
‫السلطان والعساكر واصلة وأبطل ديوان الستخرج وأقيموا ولكن كانوا قد استخرجوا أكثر ما أمروا به وبقيت بواقي على الناس الذين قد اختفوا فعفى عما بقي ول يرد ما سلف ل جرم ان‬
‫عواقب هذه الفعال خسر ونكر وأن اصحابا ل يفلحون ث جاءت الخبار بان سلطان مصر رجع عائدا ال مصر بعد ان خرج منها قاصدا الشام فكثر الوف واشتد الال وكثرت المطار‬
‫جدا وصار بالطرقات من الوحال والسيول ما يول بي الرء وبي ما يريده من النتشار ف الرض والذهاب فيها فإنا ل وانا إليه راجعون‬
‫وخرج كثي من الناس خفافا وثقال يتحملون بأهليهم وأولدهم والدينة خي لم لو كانوا يعلمون وجعلوا يملون الصغار ف الوحل الشديد والشقة على الدواب والرقاب وقد ضعفت‬
‫الدواب من قلة العلف مع كثرة المطار والزلق والبد الشديد والوع وقلة الشيء فل حول ول قوة ال بال‬
‫واستهل جادي الول والناس على خطة صعبة من الوف وتأخر السلطان واقترب العدو وخرج الشيخ تقي الدين بن يتيمة رحه ال تعال ف مستهل هذا الشهر وكان يوم السبت ال نائب‬
‫الشام ف الرج فثبتهم وقوى جأشهم وطيب قلوبم ووعدهم النصر والظفر على العداء وتل قوله تعال ومن عاقب بثل ما عوقب به ث بغى عليه لينصرنه ال إن ال لعفو غفور وبات عند‬
‫العسكر ليلة الحد ث عاد ال دمشق وقد سأله النائب والمراء ان يركب على البيد ال مصر يستحث السلطان على الجيء فساق وراء السلطان وكان السلطان قد وصل ال الساحل فلم‬
‫يدركه ال وقد دخل القاهرة وتفارط الال ولكنه استحثهم على تهيز العساكر ال الشام إن كان لم به حاجة وقال لم فيما قال ان كنتم اعرضتم عن الشام وحايته أقمنا له سلطانا يوطه‬
‫ويميه ويستغله ف زمن المن ول يزل بم حت جردت العساكر ال الشام ث قال لم لو قدر انكم لستم حكام الشام ول ملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر فكيف وأنتم حكامه‬
‫وسلطينه وهم رعايتكم وانتم مسؤلون عنهم وقوى جأشهم وضمن لم النصر هذه الكرة فخرجوا ال الشام فلما تواصلت العساكر ال الشام فرح الناس فرحا شديدا بعد ان كانوا قد يئسوا‬
‫من أنفسهم وأهليهم وأموالم ث قويت الراجيف بوصول التتر وتقق عود السلطان ال مصر ونادى ابن النحاس متول البلد ف الناس من قدر على السفر فل يقعد بدمشق فتصايح النساء‬
‫والولدان ورهق الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪16‬‬

‫ذلة عظيمة وخدة وزلولوا زلزال شديدا وغلقت السواق وتيقنوا ان ل ناصر لم ال ال عز وجل وأن نائب الشام لا كان فيه قوة مع السلطان عام اول ل يقو على التقاء جيش التتر فكيف‬
‫به الن وقد عزم على الرب ويقولون ما بقي اهل دمشق ال طعمة العدو ودخل كثي من الناس ال الباري والقفار والغر بأهليهم من الكبار والصغار ونودي ف الناس من كانت نيته الهاد‬
‫فليلحق باليش فقد اقترب وصول التتر ول يبق بدمشق من أكابرها ال القليل وسافر ابن جاعة والريري وابن صصرى وابن منجا وقد سبقهم بيوتم ال مصر وجاءت الخبار بوصول التتر‬
‫ال سرقي وخرج الشيخ زين الدين الفارقي والشيخ إبراهيم الرقي وابن قوام وشرف الدين بن تيمية وابن خبارة ال نائب السلطنة الفرم فقووا عزمه على ملقاة العدو واجتمعوا بهنا امي‬
‫العرب فحرضوه على قتال العدو فأجابم بالسمع والطاعة وقويت نياتم على ذلك وخرج طلب سلر من دمشق ال ناحية الرج واستعدوا للحرب والقتال بنيات صادقة‬
‫ورجع الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار الصرية ف السابع والعشرين من جادي الول على البيد وأقام بقلعة مصر ثانية أيام يثهم على الهاد والروج ال العدو وقد اجتمع بالسلطان‬
‫والوزير وأعيان الدولة فأجباوه ال الروج وقد غلت السعار بدمشق جدا حت بيع خاروفان بمسمائة درهم واشتد الال ث جاءت الخبار بأن ملك التتار قد خاض الفرات راجعا عامة‬
‫ذلك لضعف جيشه وقلة عددهم فطابت النفوس لذلك وسكن الناس وعادوا ال منازلم منشرحي آمني مستبشرين ولا جاءت الخبار بعدم وصول التتار ال الشام ف جادي الخرة‬
‫تراجعت أنفس الناس اليهم وعاد نائب السلطنة ال دمشق وكان ميما ف الرج من مدة أربعة أشهر متتابعة وهو من اعظم الرباط وتراجع الناس ال أوطانم وكان الشيخ زين الدين الفارقي‬
‫قد درس بالناصرية لغيبة مدرسها كمال الدين بن الشريشن بالكرك هاربا ث عاد اليها ف رمضان وف أواخر الشهر درس ابن الزكي بالدولعية عوضا عن جال الدين الزرعي لغيبته وف يوم‬
‫الثني قرئت شروط الذمة على أهل الذمة وألزموا با واتفقت الكلمة على عزلم عن الهات وأخذوا بالصغار ونودي بذلك ف البلد وألزم النصارى بالعمائم الزرق واليهود بالصفر‬
‫والسامرة بالمر فحصل بذلك خي كثي وتيزوا عن السلمي وف عاشر رمضان جاء الرسوم بالشاركة بي أرجواش والمي سيف الدين اقبجا ف نيابة القلعة وأن يركب كل واحد منهما‬
‫يوما ويكون الخر بالقلعة يوما فامتنع ارجواش من ذلك‬
‫وف شوال درس بالقبالية الشيخ شهاب الدين بن الجد عوضا عن علء الدين القونوي بكم إقامته بالقاهرة وف يوم المعة الثالث عشر من ذي القعدة عزل شس الدين بن الريري عن‬
‫قضاء النفية بالقاضي جلل الدين بن حسام الدين على قاعدته وقاعدة أبيه وذلك باتفاق من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪17‬‬

‫الوزير شس الدين سنقر العسر ونائب السلطان الفرم وفيها وصلت رسل ملك التتار ال دمشق فأنزلوا بالقلعة ث ساروا ال مصر ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ حسن الكردي‬
‫القيم بالشاغور ف بستان له يأكل من غلته ويطعم من ورد عليه وكان يزار فلما احتضر اغتسل وأخذ من شعره واستقبل القبلة وركع ركعات ث توف رحه ال يوم الثني الرابع جادي الول‬
‫وقد جاوز الائة سنة‬
‫الطواشي صفي الدين جوهر التفليسي‬
‫الحدث اعتن بسماع الديث وتصيل الجزاء وكان حسن اللق صالا لي الانب رجل حاميا زكيا ووقف أجزاءه الت ملكها على الحدثي‬
‫المي عز الدين ممد بن اب اليجاء بن ممد اليدبان الربلي متول دمشق كان لديه فضائل كثية ف التواريخ والشعر وربا جع شيئا ف ذلك وكان يسكن بدرب سعور فعرف به فيقال‬
‫درب ابن أب اليجاء وهو أول منل نزلناه حي قدمنا دمشق ف سنة ست وسبعمائة ختم ال ل بي ف عافية آمي توف ابن اب اليجاء ف طريق مصر وله ثانون سنة وكان مشكور السية‬
‫حسن الحاضرة‬
‫المي جال الدين آقوش الشريفي‬
‫وال الولة بالبلد القبلية توف ف شوال وكانت له هيبة وسطوة وحرمة‬
‫ث دخلت سنة إحدى وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها والمي سيف الدين سلر بالشام ونائب دمشق الفرم وف أولا عزل المي قطلبك عن نيابة البلد الساحلية وتولها المي سيف الدين استدمر‬
‫وعزل عن وزارة مصر شس الدين العسر وتول سيف الدين أقجبا النصوري نيابة غزة وجعل عوضه بالقلعة المي سيف الدين بادر السيجري وهو من الرحبة وف صفر رجعت رسل ملك‬
‫التتر من مصر ال دمشق فتلقاهم نائب السلطنة واليش والعامة وف نصف صفر ول تدريس النورية الشيخ صدر الدين على البصراوي النفي عوضا عن الشيخ ول الدين السمرقندي وإنا‬
‫كان وليها ستة أيام ودرس با أربعة دروس بعد بن الصدر سليمان توف وكان من كبار الصالي يصلي كل يوم مائة ركعة وف يوم الربعاء تاسع عشر ربيع الول جلس قاضي القضاة‬
‫وخطيب الطباء بدر الدين بن جاعة بالانقاه الشمساطية شيخ الشيوخ با عن طلب الصوفية له بذلك ورغبتهم فيه وذلك بعد وفاة الشيخ يوسف بن حويه الموي وفرحت الصوفية به‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪18‬‬

‫وجلس حوله ول تتمع هذه الناصب لغيه قبله ول بلغنا انا اجتمعت ال احد بعده ال زماننا هذا القضاء والطابة ومشيخة الشيوخ وف يوم الثني الرابع والعشرين من ربيع الول وقتل‬
‫الفتح احد بن الثقفي بالديار الصرية حكم فيه القاضي زين الدين بن ملوف الالكي با ثبت عنده من تنقيصه للشريعة واستهزائه باليات الحكمات ومعارضة الشتبهات بعضها ببعض يذكر‬
‫عنه انه كان يل الحرمات من اللواط والمر وغي ذلك لن كان يتمع فيه من الفسقة من الترك وغيهم من الهلة هذا وقد كان له فضيلة وله اشتغال وهيئة جيلة ف الظاهر وبزته ولبسته‬
‫جيدة ولا أوقف عند شباك دار الديث الكاملية بي القصرين استغاث بالقاضي تقي الدين بن دقيق العيد فقال ما تعرف من فقال اعرف منك الفضيلة ولكن حكمك ال القاضي زين الدين‬
‫فأمر القاضي للوال ان يضرب عنقه فضرب عنقه وطيف برأسه ف البلد ونودي عليه هذا جزاء من طعن ف ال ورسوله قال البزال ف تاريه وف وسط شهر ربيع الول ورد كتاب من بلد‬
‫حاة من جهة قاضيها يب فيه انه وقع ف هذه اليام ببارين من عمل حاة برد كبار على صور حيوانات متلفة شقى سباع وحيات وعقارب وطيور ومعز ونساء ورجال ف أوساطهم حوائص‬
‫وأن ذلك ثبت بحضر عند قاضي الناحية ث نقل ثبوته ال قاضي حاة وف يوم الثلثاء عاشر ربيع الخر شنق الشيخ على الويرال بواب الظاهرية على بابا وذلك انه اعترف بقتل الشيخ زين‬
‫الدين السمرقندي وف النصف منه حضر القاضي بدر الدين بن جاعة تدريس الناصرية الوانية عوضا عن كمال الدين ابن الشريشي ودلك انه ثبت مضر انا لقاضي الشافعية بدمشق‬
‫فانتزعها من يد ابن الشريشي وف يوم الثلثاء التاسع والعشرين من جادي الول قدم الصدر علء الدين بن شرف الدين بن القلنسي على أهله من التتر بعد أسر سنتي وأياما وقد حبس‬
‫مدة ث لطف ال به وتلطف حت تلص منهم ورجع ال أهله ففرحوا به‬
‫وف سادس جادي الخرة قدم البيد من القاهرة وأخب بوفاة أمي الؤمني الليفة الاكم بأمر ال العباسي وأن ولده ول اللفة من بعده وهو أبو الربيع سليمان ولقب بالستكفي بال وأنه‬
‫حضر جنازته الناس كلهم مشاة ودفن بالقرب من الست نفيسة وله اربعون سنة ف اللفة وقدم مع البيد تقليد بالقضاء لشمس الدين الريري النفي ونظر الدواوين لشرف الدين بن مزهر‬
‫واستمرت الاتونية الوانية بيد القاضي جلل الدين بن حسام الدين بإذن نائب السلطنة وف يوم المعة تاسع جادي الخرة خطب للخليفة الستكفي بال وترحم على والده بامع دمشق‬
‫واعيدت الناصرية ال ابن الشريشي وعزل عنها ابن جاعة ودرس با يوم الربعاء الرابع عشر من جادي الخرة وف شوال قدم ال الشام جراد عظيم اكل الزرع والثمار وجرد الشجار حت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪19‬‬

‫صارت مثل العصى ول يعهد مثل هذا وف هذا الشهر عقد ملس لليهود اليابرة وألزموا باداء الزية أسوة أمثالم من اليهود فأحضروا كتابا معهم يزعمون انه من رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بوضع الزية عنهم فلما وقف عليه الفقهاء تبينوا انه مكذوب مفتعل لا فيه من اللفاظ الركيكة والتواريخ الحبطة واللحن الفاحش وحاققهم عليه شيخ السلم ابن تيمية وبي لم‬
‫خطأهم وكذبم وأنه مزور مكذوب فأنابوا ال أداء الزية وخافوا من ان تستعاد منهم الشئون الاضية قلت وقد وقفت انا على هذا الكتاب فرأيت فيه شهادة سعد بن معاذ عام خيب وقد‬
‫توف سعد قبل ذلك بنحو من سنتي وفيه وكتب علي بن طالب وهذا لن ل يصدر عن أمي الؤمني علي لن علم النحو إنا أسند اليه من طريق اب السود الدؤل عنه وقد جعت فيه جزءا‬
‫مفردا وذكرت ما جرى فيه أيام القاضي الارودي وكتاب أصحابنا ف ذلك العصر وقد ذكره ف الاوي وصاحب الشامل ف كتابه وغي واحد وبينوا خطأه ول المد والنة‬
‫وف هذا الشهر ثار جاعةمن السدة على الشيخ تقي الدين بن تيمية وشكوا منه انه يقيم الدود ويعزر ويلق رؤس الصبيان وتكلم هو أيضا فيمن يشكو منه ذلك وبي خطأهم ث سكنت‬
‫المور وف ذي القعدة ضربت البشائر بقلعة دمشق أياما بسبب فتح اماكن من بلد سيس عنوة ففتحها السلمون ول المد وفيه قدم عز الدين بن ميسر على نظر الدواوين عوضا عن ابن‬
‫مزهر وف يوم الثلثاء رابع ذي الجة حضر عبدالسيد بن الهذب ديان اليهود ال دار العدل ومعه اولده فأسلموا كلهم فأركمهم نائب السلطنة وأمر ان يركب بلعة وخلفه الدبادب‬
‫تضرب والبوقات ال داره وعمل ليلتئذ ختمة عظيمة حضرها القضاة والعلماء وأسلم على يديه جاعة كبية من اليهود وخرجوا يوم العيد كلهم يكبون مع السلمي وأكرمهم الناس إكراما‬
‫زائدا وقدمت رسل ملك التتار ف سابع عشر ذي الجة فنلوا بالقلعة وسافروا ال القاهرة بعد ثلثة أيام وبعد مسيهم بيومي مات ارجواس وبعد موته بيومي قدم اليش من بلد سيس وقد‬
‫فتحوا جانبا منها فخرج نائب السلطنة واليش لتلقيهم وخرج الناس للفرجة على العادة وفرحوا بقدومهم ونصرهم ومن توف فيها من العيان‬
‫أمي الؤمني الليفة الاكم بأمر ال‬
‫ابو العباس أحد بن السترشد بال الاشي العباسي البغدادي الصري بويع باللفة بالدولة الظاهرية ف أول سنة إحدى وستي وستمائة فاستكمل اربعي سنة ف اللفة وتوف ليلة المعة ثامن‬
‫عشر جادي الول وصلى عليه وقت صلة العصر بسوق اليل وحضر جنازته العيان والدولة كلهم مشاة وكان قد عهد باللفة ال ولده الذكور اب الربيع سليمان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪20‬‬

‫خلفة الستكفي بال‬


‫أمي الؤمني ابن الاكم بأمر ال العباسي‬
‫لا عهد اليه كتب تقليده بذلك وقرئ بضرة السلطان والدولة يوم الحد العشرين من ذي الجة من هذه السنة وخطب له على النابر بالبلد الصرية والشامية وسارت بذلك البيدية ال‬
‫جيع البلد السلمية وف فيها المي عز الدين‬
‫أيبك بن عبد ال النجيب الدويدار وال دمشق واحد أمراء الطبلخانة با وكان مشكور السية ول تطل مدته ودفن بقاسيون توف يوم الثلثاء سادس عشر ربيع الول‬
‫الشيخ المام العال شرف الدين أبو السن‬
‫علي بن الشيخ المام العال العلمة الافظ الفقيه تقي الدين اب عبد ال ممد بن الشيخ اب السن احد بن عبد ال بن عيسى بن أحد بن ممد اليونين البعلبكي وكان أكب من أخيه الشيخ‬
‫قطب الدين بن الشيخ الفقيه ولد شرف الدين سنة احدى وعشرين وستمائة فأسعه ابوه الكثي واشتغل وتفقه وكان عابدا عامل كثي الشوع دخل عليه إنسان وهو بزانة الكتب فجعل‬
‫يضربه بعصا ف رأسه ث بسكي فبقي متمرضا أياما ث توف ال رحة ال يوم الميس حادي عشر رمضان ببعلبك ودفن بباب بطحا وتأسف الناس عليه لعلمه وعمله وحفظه الحاديث وتودده‬
‫ال الناس وتواضعه وحسن سته ومرؤءته تغمده ال برحته‬
‫الصدر ضياء الدين‬
‫احد بن السي بن شيخ السلمية والد القاضي قطب الدين موسى الذي تول فيها بعد نظر اليش بالشام وبصر أيضا توف يوم الثلثاء عشرين ذي القعدة ودفن بقاسيون وعمل عزاؤه‬
‫بالرواحية‬
‫المي الكبي الرابط الجاهد‬
‫علم الدين ارجواش بن عبد ال النصوري نائب القلعة بالشام كان ذا هيبة وهة وشهامة وقصد صال قدر ال على يديه حفظ معقل السلمي لا ملكت التتار الشام أيام قازان وعصت عليهم‬
‫القلعة ومنعها ال منهم على يدي هذا الرجل فإنه التزم ان ل يسملها اليهم ما دام با عي تطرف واقتدت با بقية القلع الشامية وكانت وفاته بالقلعة ليلة السبت الثان والعشرين من ذي‬
‫الجة وأخرج منها ضحوة يوم السبت فصلى عليه وحضر نائب السلطنة فمن دونه جنازته ث حل ال سفح قاسيون ودفن بتربته رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪21‬‬

‫البرقوهي السند العمر الصري‬


‫هو الشيخ الليل السند الرحلة بقية السلف شهاب الدين ابو العال أحد بن إسحاق بن ممد ابن الؤيد بن علي بن إساعيل بن أب طالب البرقوهي المدان ث الصري ولد بأبرقوه من بلد‬
‫شياز ف رجب او شعبان سنة خس عشرة وستمائة وسع الكثي من الديث على الشايخ الكثرين وخرجت له مشيخات وكان شيخا حسنا لطيفا مطيقا توف بكة بعد خروج الجيج بأربعة‬
‫أيام رحه ال وفيها توف‬
‫صاحب مكة‬
‫الشريف ابو ني ممد بن المي اب سعد حسن بن علي بن قتادة السن صاحب مكة منذ اربعي سنة وكان حليما وقورا ذا رأي وسياسة وعقل ومروءة وفيها ولد كاتبه إساعيل بن عمر بن‬
‫كثي القرشي الصري الشافعي عفا ال عنه وال سبحانه اعلم‬
‫ث دخلت سنة اثنتي وسبعمائة من الجرة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وف يوم الربعاء ثان صفر فتحت جزيرة أرواد بالقرب من أنطرسوس وكانت من أضر الماكن على أهل السواحل فجاءتا الراكب من الديار‬
‫الصرية ف البحر وأردفها جيوش طرابلس ففتحت ول المد نصف النهار وقتلوا من أهلها قريبا من ألفي وأسروا قريبا من خسمائة وكان فتحها من تام فتح السواحل وأراح ال السلمي‬
‫من شر أهلها وف يوم الميس السابع عشر من شهر صفر وصل البيد ال دمشق فأخب بوفاة قاضي القضاة ابن دقيق العيد ومعه كتاب من السلطان ال قاضي القضاة ابن جاعة فيه تعظيم له‬
‫واحترام وإكرام يستدعيه ال قربه ليباشر وظيفة القضاء بصر على عادته فتهيأ لذلك ولا خرج خرج معه نائب السلطنة الفرم وأهل الل والعقد وأعيان الناس ليودعوه وستأت ترجة ابن‬
‫دقيق العيد ف الوفيات ولا وصل ابن جاعة ال مصر أكرمه السلطان إكراما زائدا وخلع عليه خلعة صوف وبغلة تساوي ثلثة آلف درهم وباشر الكم بصر يوم السبت رابع ربيع الول‬
‫ووصلت رسل التتار ف أواخر ربيع الول قاصدين بلد مصر وباشر شرف الدين الفزاري مشيخة دار الديث الظاهرية يوم الميس ثامن ربيع الخر عوضا عن شرف الدين الناسخ وهو أبو‬
‫حفص عمر بن ممد بن عمر بن حسن بن خواجا إمام الفارسي توف با عن سبعي سنة وكان فيه بر ومعروف وأخلق حسنة رحه ال‬
‫وذكر الشيخ شرف الدين الذكور درسا مفيدا وحضر عنده جاعة من العيان وف يوم المعة حادي عشر جادي الول خلع على قاضي القضاة نم الدين بن صصرى بقضاء الشام عوضا‬
‫عن‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪22‬‬

‫ابن جاعة وعلى الفارقي بالطابة وعلى المي ركن الدين بيبس العلوي بشد الدواوين وهنأهم الناس وحضر نائب السلطنة والعيان القصورة لسماع الطبة وقرئ تقليد ابن صصرى بعد‬
‫الصلة ث جلس ف الشباك الكمال وقرئ تقليده مرة ثانية وف جادي الول وقع بيد نائب السلطنة كتاب مزور فيه ان الشيخ تقي الدين بن تيمية والقاضي شس الدين بن الريري وجاعة‬
‫من المراء والواص الذين بباب السلطنة يناصحون التتر ويكاتبوهم ويرويدون تولية قبجق على الشام وأن الشيخ كمال الدين بن الزملكان يعلمهم بأحوال المي جال الدين الفرم‬
‫وكذلك كمال الدين بن العطار فلما وقف عليه نائب السلطنة عرف ان هذا مفتعل ففحص عن واضعه فإذا هو فقي كان مارا بالبيت الذي كان ماور مراب الصحابة يقال له اليعفوري‬
‫وآخر معه يقال له أحد الغناري وكانا معروفي بالشر والفضول ووجد معهما مسودة هذا الكتاب فتحقق نائب السلطنة ذلك فعزرا تعزيرا عنيفا ث وسطا بعد ذلك وقطعت يد الكاتب الذي‬
‫كتب لما هذا الكتاب وهو التاج الناديلي وف أواخر جادي الول انتقل المي سيف الدين بلبان الوكندار النصوري ال نيابة القلعة عوضا عن ارجواش‬
‫عجيبة من عجائب البحر‬
‫قال الشيخ علم الدين البزال ف تاريه قرأت ف بعض الكتب الواردة من القاهرة أنه لا كان بتاريخ يوم الميس رابع جادي الخرة ظهرت دابة من البحر عجيبة اللقة من بر النيل ال‬
‫أرض النوفية بي بلد منية مسعود واصطباري والراهب وهذه صفتها لونا لون الاموس بل شعر وآذانا كآذان المل وعيناها وفرجها مثل الناقة يغطي فرجها ذنب طوله شب ونصف كذنب‬
‫السمكة ورقبتها مثل غلظ التني الحشو تبنا وفمها وشفتاها مثل الكربال ولا أربعة أنياب اثنان من فوق واثنان من أسفل طول كل واحد دون الشب ف عرض اصبعي وف فمها ثان وأربعون‬
‫ضرسا وسن مثل بيادق الشطرنج وطول يديها من باطنها ال الرض شبان ونصف ومن ركبتها ال حافرها مثل بطن الثعبان اصفر معد ودور حافرها مثل السكرجة بأربعة أظافي مثل أظافي‬
‫المل وعرض ظهرها مقدار ذراعي ونصف وطولا من فمها ال ذنبها خسة عشر قدما وف بطنها ثلثة كروش ولمها أحر وزفر مثل السمك وطعمه كلحم المل وغلظه أربعة أصابع ما‬
‫تعمل فيه السيوف وحل جلدها على خسة جال ف مقدار ساعة من ثقله على جل بعد جل وأحضروه ال بي يدي السلطان بالقلعة وحشوه تبنا وأقاموه بي يديه وال أعلم‬
‫وف شهر رجب قويت الخبار بعزم التتار على دخول بلد الشام فانزعج الناس لذلك واشتد خوفهم جدا وقنت الطيب ف الصلوات وقرئ البخاري وشرع الناس ف الفل ال الديار‬
‫الصرية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪23‬‬

‫والكرك والصون النيعة وتأخر ميء العساكر الصرية عن إبانا فاشتد لذلك الوف وف شهر رجب باشر نم الدين بن أي الطيب نظر الزانة عوضا عن أمي الدين سليمان وف يوم السبت‬
‫ثالث شعبان باشر مشيخة الشيوخ بعد ابن جاعة القاضي ناصر الدين عبد السلم وكان جال الدين الزرعي يسد الوظيفة ال هذا التاريخ وف يوم السبت عاشر شعبان ضربت البشائر بالقلعة‬
‫وعلى أبواب المراء بروج السلطان بالعساكر من مصر لناجزة التتار الخذولي وف هذا اليوم بعينه كانت وقعة غرض وذلك انه التقى جاعة من أمراء السلم فيهم استدمرو با درأخي‬
‫وكجكن وغرلوا العادل وكل منهم سيف من سيوف الدين ف ألف وخسمائة فارس وكان التتار ف سبعة آلف فاقتتلوا وصب السلمون صبا جيدا فنصرهم ال وخذل التتر فقتلوا منهم‬
‫خلقا وأسروا آخرين وولوا عند ذلك مدبرين وغنم السلمون منهم غنائم وعادوا سالي ل يفقد منهم ال القليل من اكرمه ال بالشهادة ووقعت البطاقة بذلك ث قدمت السارى يوم الميس‬
‫نصف شعبان وكان يوم خيس النصارى‬
‫اوائل وقعة شقحب‬
‫وف ثامن عشر قدمت طائفة كبية من جيش الصريي فيهم المي ركن الدين بيبس الاشنكي والمي حسام الدين لجي العروف بالستادار النصوري والمي سيف الدين كراي النصوري‬
‫ث قدمت بعدهم طائفة اخرى فيهم بدر الدين امي سلح وأيبك الزندار فقويت القلوب واطمأن كثي من الناس ولكن الناس ف جفل عظيم من بلد حلب وحاة وحص وتلك النواحي‬
‫وتقهقر اليش اللب والموي ال حص ث خافوا ان يدههم التتر فجاؤا فنلوا الرج يوم الحد خامس شعبان ووصل التتار ال حص وبعلبك وعاثوا ف تلك الراضي فسادا وقلق الناس قلقا‬
‫عظيما وخافوا خوفا شديدا واختبط البلد لتأخر قدوم السلطان ببقية اليش وقال الناس ل طاقة ليش الشام مع هؤلء الصريي بلقاء التتار لكثرتم وإنا سبيلهم ان يتأخروا عنهم مرحلة‬
‫مرحلة وتدث الناس بالراجيف فاجتمع المراء يوم الحد الذكور باليدان وتالفوا على لقاء العدو وشجعوا أنفسهم ونودي بالبلد أن ل يرحل احد منه فسكن الناس وجلس القضاة بالامع‬
‫وحلفوا جاعة من الفقهاء والعامة على القتال وتوجه الشيخ تقي الدين بن تيمية ال العسكر الواصل من حاة فاجتمع بم ف القطيعة فأعلمهم با تالف عليه المراء والناس من لقاء العدو‬
‫فأجابوا ال ذلك وحلفوا معهم وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يلف للمراء والناس إنكم ف هذه الكرة منصورون فيقول له المراء قل إن شاء ال فيقول إن شاء ال تقيقا ل تعليقا وكان‬
‫يتأول ف ذلك اشياء من كتاب ال منها قوله تعال ومن بغى عليه لينصرنه ال‬
‫وقد تكلم الناس ف كيفية قتال هؤلء التتر من أي قبيل هو فإنم يظهرون السلم وليسوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪24‬‬

‫بغاة على المام فإنم ل يكونوا ف طاعته ف وقت ث خالفوه فقال الشيخ تقي الدين هؤلء من جنس الوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنم أحق بالمر منهما وهؤلء يزعمون‬
‫أنم أحق بإقامة الق من السلمي ويعيبون على السلمي ما هم متلبسون به من العاصي والظلم وهم متلبسون با هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك وكان يقول‬
‫للناس إذا رأيتمون من ذلك الانب وعلى رأسي مصحف فاقتلون فتشجع الناس ف قتال التتار وقويت قلوبم ونياتم ول المد‬
‫ولا كان يوم الرابع والعشرين من شعبان خرجت العساكر الشامية فخيمت على السورة من ناحية الكسوة ومعهم القضاة فصار الناس فيهم فريقي فريق يقولون إنا ساروا ليختاروا موضعا‬
‫للقتال فإن الرج فيه مياه كثية فل يستطيعون معها القتال وقال فريق إنا ساروا لتلك الهة ليهربوا وليلحقوا بالسلطان فلما كانت ليلة الميس ساروا ال ناحية الكسوة فقويت ظنون الناس‬
‫ف هربم وقد وصلت التتار ال قارة وقيل انم وصلوا ال القطيعة فانزعج الناس لذلك شديدا ول يبق حول القرى والواضر احد وامتلت القلعة والبلد وازدحت النازل والطرقات‬
‫واضطرب الناس وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية صبيحة يوم الميس من الشهر الذكور من باب النصر بشقة كبية وصحبته جاعة ليشهد القتال بنفسه ومن معه فظنوا أنه إنا خرج هاربا‬
‫فحصل اللوم من بعض الناس وقالوا أنت منعتنا من الفل وها أنت هارب من البلد فلم يرد عليهم وبقي البلد ليس فيه حاكم وجاس اللصوص والرافيش فيه وف بساتي الناس يربون‬
‫وينتهبون ما قدروا عليه ويقطعون الشمش قبل أوانه والباقلء والقمح وسائر الضراوات وحيل بي الناس وبي خب اليش وانقطعت الطرق ال الكسوة وظهرت الوحشة على البلد‬
‫والواضر وليس للناس شغل غي الصعود إل الآذن ينظرون يينا وشال وإل ناحية الكسوة فتارة يقولون رأينا غبة فيخافون ان تكون من التتر ويتعجبون من اليش مع كثرتم وجودة عدتم‬
‫وعددهم اين ذهبوا فل يدرون ما فعل ال بم فانقطعت المال وأل الناس ف الدعاء والبتهال وف الصلوات وف كل حال وذلك يوم الميس التاسع والعشرين من شعبان وكان الناس ف‬
‫خوف ورعب ل يعب عنه لكن كان الفرج من ذلك قريبا ولكن أكثرهم ليفلحون كما جاء ف حديث اب رزين عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيه ينظر إليكم ازلي قنطي فيظل‬
‫يضحك يعلم أن فرجكم قريب‬
‫فلما كان آخر هذا اليوم وصل المي فخر الدين إياس الرقب احد أمراء دمشق فبشر الناس بي هو أن السلطان قد وصل وقت اجتمعت العساكر الصرية والشامية وقد ارسلن أكشف هل‬
‫طرق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪25‬‬

‫البلد احد من التتر فوجد المر كما يب ل يطرقها أحد منهم وذلك أن التتار عرجوا من دمشق ال ناحية العساكر الصرية ول يشتغلوا بالبلد وقد قالوا إن غلبنا فإن البلد لنا وإن غلبنا فل‬
‫حاجة لنا به ونودي بالبلد ف تطييب الواطر وأن السلطان قد وصل فاطمأن الناس وسكنت قلوبم وأثبت الشهر ليلة المعة القاضي تقي الدين النبلي فإن السماء كانت مغيمة فعلقت‬
‫القناديل وصليت التراويح واستبشر الناس بشهر رمضان وبركته وأصبح الناس يوم المعة ف هم شديد وخوف أكيد للنم ل يعلمون ما خب الناس فبينما هم كذلك إذ جاء المي سيف‬
‫الدين غرلو العادل فاجتمع بنائب القلعة ث عاد سريعا إل العسكر ول يدر أحد ما أخب به ووقع الناس ف الراجيف والوض‬
‫صفة وقعة شقحب‬
‫اصبح الناس يوم السبت على ما كانوا عليه من الوف وضيق المر فرأوا من الآذن سوادا وغبة من ناحية العسكر والعدو فغلب على الظنون ان الوقعة ف هذا اليوم فابتهلوا ال ال عز‬
‫وجل بالدعاء ف الساجد والبلد وطلع النساء والصغار على السطحة وكشفوا رءوسهم وضج البلد ضجة عظيمة ووقع ف ذلك الوقت مطر عظيم غزير ث سكن الناس فلما كان بعدالظهر‬
‫قرئت بطاقة بالامع تتضمن أن ف الساعة الثانية من نار السبت هذا اجتمعت اليوش الشامية والصرية مع السلطان ف مرج الصفر وفيها طلب الدعاء من الناس والمر بفظ القلعة والتحرز‬
‫على السوار فدعا الناس ف الآذن والبلد وانقضى النهار وكان يوما مزعجا هائل وأصبح الناس يوم الحد يتحدثون بكسر التتر وخرج الناس ال ناحية الكسوة فرجعوا ومعهم شيء من‬
‫الكاسب ومعهم رؤس من رؤس التتر وصارت كسرة التتار تقوى وتتزايد قليل قليل حت اتضحت جلة ولكن الناس لا عندهم من شدة الوف وكثرة التتر ل يصدقون فلما كان بعد الظهر‬
‫قرئ كتاب السلطان ال متول القلعة يب فيه باجتماع اليش ظهر يوم السبت بشقحب وبالكسوة ث جاءت بطاقة بعد العصر من نائب السلطان جال الدين آقوش الفرم ال نائب القلعة‬
‫مضمونا أن الوقعة كانت من العصر يوم السبت ال الساعة الثانية من يوم الحد وأن السيف كان يعمل ف رقاب التتر ليل ونارا وأنم هربوا وفروا واعتصموا بالبال والتلل وأنه ل يسلم‬
‫منهم ال القليل فأمسى الناس وقد استقرت خواطرهم وتباشروا لذا الفتح العظيم والنصر البارك ودقت البشائر بالقلعة من أول النهار الذكور ونودي بعد الظهر باخراج الفال من القلعة‬
‫لجل نزول السلطان با وشرعوا ف الروج وف يوم الثني رابع الشهر رجع الناس من الكسوة ال دمشق فبشروا الناس بالنصر وفيه دخل الشيخ تقي الدين بن تيمية البلد ومعه اصحابه من‬
‫الهاد ففرح الناس به ودعوا له وهنؤه با يسر ال على يديه من الي وذلك أنه ندبه العسكر الشامي أن يسي ال السلطان يستحثه على‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪26‬‬

‫السي ال دمشق فسار اليه فحثه على الجيء إل دمشق بعد ان كاد يرجع ال مصر فجاء هو وإياه جيعا فسأله السلطان ان يقف معه ف معركة القتال فقال له الشيخ السنة ان يقف الرجل‬
‫تت راية قومه ونن من جيش الشام ل نقف ال معهم وحرض السلطان على القتال وبشره بالنصر وجعل يلف بال ال ل إله إل هو إنكم منصورون عليهم ف هذه الرة فيقول له المراء قل‬
‫إن شاء ال فيقول إن شاء ال تقيقا ل تعليقا وأفت الناس بالفطر مدة قتالم وأفطر هو أيضا وكان يدور على الجناد والمراء فيأكل من شيء معه ف يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقوا وعلى‬
‫القتال أفضل فيأكل الناس وكان يتأول ف الشاميي قوله صلى ال عليه وسلم إنكم ملقوا العدو غدا والفطر أقوى لكم فعزم عليهم ف الفطر عام الفتح كما ف حديث أب سعيد الدري‬
‫وكان الليفة أبو الربيع سليمان ف صحبة السلطان ولا اصطفت العساكر والتحم القتال ثبت السلطان ثباتا عظيما وأمر بواده فقيد حت ل يهرب وبايع ال تعال ف ذلك الوقف وجرت‬
‫خطوب عظيمة وقتل جاعة من سادات المراء يومئذ منهم المي حسام الدين لجي الرومي استاذ دار السلطان وثانية من المراء القدمي معه وصلح الدين بن اللك السعيد الكامل بن‬
‫السعيد بن الصال إساعيل وخلق من كبار المراء ث نزل النصر على السلمي قريب العصر يومئذ واستظهر السلمون عليهم ول المد والنة‬
‫فلما جاء الليل لأ التتر إل اقتحام التلول والبال والكام فأحاط بم السلمون يرسونم من الرب ويرمونم عن قوس واحدة إل وقت الفجر فقتلوا منهم مال يعلم عدده إل ال عز وجل‬
‫وجعلوا ييئون بم ف البال فتضرب أعناقهم ث اقتحم منهم جاعة الزية فنجا منهم قليل ث كانوا يتساقطون ف الودية والهالك ث بعد ذلك غرق منهم جاعة ف الفرات بسبب الظلم‬
‫وكشف ال بذلك عن السلمي غمة عظيمة شديدة ول المد والنة‬
‫ودخل السلطان إل دمشق يوم الثلثاء خامس رمضان وبي يديه الليفة وزينت البلد وفرح كل واحد من أهل المعة والسبت والحد فنل السلطان ف القصر البلق واليدان ث تول إل‬
‫القلعة يوم الميس وصلى با المعة وخلع على نواب البلد وأمرهم بالرجوع إل بلدهم واستقرت الواطر وذهب اليأس وطابت قلوب الناس وعزل السلطان ابن النحاس عن ولية الدينة‬
‫وجعل مكانة المي علء الدين أيدغدي أمي علم وعزل صارم الدين إبراهيم وال الاص عن ولية الب وجعل مكانه المي حسام الدين لجي الصغي ث عاد السلطان إل الديار الصرية يوم‬
‫الثلثاء ثالث شوال بعد ان صام رمضان وعيد بدمشق‬
‫وطلب الصوفية من نائب دمشق الفرم ان يول عليهم مشيخة الشيوخ للشيخ صفي الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪27‬‬

‫الندي فأذن له ف الباشرة يوم المعة سادس شوال عوضا عن ناصر الدين بن عبدالسلم ودخل السلطان القاهرة يوم الثلثاء ثالث عشرين شوال وكان يوما مشهودا وزينت القاهرة وفيها‬
‫جاءت زلزلة عظيمة يوم الميس بكرة الثالث والعشرين من ذي الجة من هذه السنة وكان جهورها بالديار الصرية وتلطمت بسببها البحار فكسرت الراكب وتدمت الدور ومات خلق‬
‫كثي ل يعلمهم إل ال وشققت اليطان ول ير مثلها ف هذه العصار وكان منها بالشام طائفة لكن كان ذلك أخف من سائر البلد غيها وف ذي الجة باشر الشيخ أبو الوليد بن الاج‬
‫الشبيلي الالكي إمام مراب اللكية بامع دمشق بعد وفاة الشيخ شس الدين ممد الصنهاجي ومن توف فيها من العيان‬
‫ابن دقيق العيد‬
‫الشيخ المام العال العلمة الافظ قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد القشيي الصري ولد يوم السبت الامس والعشرين من شعبان سنة خس وعشرين وستمائة بساحل مدينة ينبع من‬
‫أرض الجاز سع الكثي ورحل ف طلب الديث وخرج وصنف فيه إسنادا ومتنا مصنفات عديدة فريدة مفيدة وانتهت إليه رياسة العلم ف زمانه وفاق أقرانه ورحل اليه الطلبة ودرس ف‬
‫أماكن كثية ث ول قضاء الديار الصرية ف سنة خس وتسعي وستمائة ومشيخة دار الديث الكاملية وقد اجتمع به الشيخ تقي الدين بن تيمية فقال له تقي الدين بن دقيق العيد لا رأى تلك‬
‫العلوم منه ما أظن بقي يلق مثلك وكان وقورا قليل الكلم غزير الفوائد كثي العلوم ف ديانة نزاهة وله شعر رائق توف يوم المعة حادي عشر شهر صفر وصلى عليه يوم المعة الذكور‬
‫بسوق اليل وحضر جنازته نائب السلطنة والمراء ودفن بالقرافة الصغرى رحه ال‬
‫الشيخ برهان الدين السكندري‬
‫إبراهيم بن فلح بن ممد بن حات سع الديث وكان دينا فاضل ولد سنة ست وثلثي وستمائة وتوف يوم الثلثاء رابع وعشرين شوال عن خس وستي سنة وبعد شهور بسواء كانت وفاة‬
‫الصدر جال الدين بن العطار كاتب الدرج منذ أربعي سنة أبو العباس أحد بن أب الفتح ممود بن أب الوحش أسد بن سلمة بن فتيان الشيبان كان من خيار الناس وأحسنهم تقية ودفن بتربة‬
‫لم تت الكهف بسفح قاسيون وتأسف الناس عليه لحسانه إليهم رحه ال‬
‫اللك العالد زين الدين كتبغا‬
‫توف بماة نائبا عليها بعد صرخد يوم المعة يوم عيد الضحى ونقل إل تربته بسفح قاسيون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪28‬‬

‫غرب الرباط الناصري يقال لا العادلية وهي تربة مليحة ذات شبابيك وبوابة ومأذنة وله عليها أوقاف دارة على وظائف من قراءة وأذان وإمامة وغي ذلك وكان من كبار المراء النصورية‬
‫وقد ملك البلد بعد مقتل الشرف خليل بن النصور ث انتزع اللك منه لجي وجلس ف قلعة دمشق ث تول إل صرخد وكان با إل أن قتل لجي وأخذ اللك الناصر بن قلوون فاستنابه‬
‫بماة حت كانت وفاته كما ذكرنا وكان من خيار اللوك وأعد لم وأكثرهم برا وكان من خيار المراء والنواب رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثلث وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وف صفر تول الشيخ كمال الدين بن الشريشي نظارة الامع الموي وخلع عليه وباشره مباشرة مشكورة وساوى بي الناس وعزل نفسه ف‬
‫رجب منها وف شهر صفر تول الشيخ شس الدين الذهب خطابة كفر بطنا وأقام با ولا توف الشيخ زين الدين الفارقي ف هذه السنة كان نائب السلطنة ف نواحي البلقاء يكشف بعض‬
‫المور فلما قدم تكلموا معه ف وظائف الفارقي فعي الطابة لشرف الدين الفزاري وعي الشامية البانية ودار الديث للشيخ كمال الدين بن الشريشي وذلك بإشارة الشيخ تقي الدين بن‬
‫تيمية وأخذ منه النصارية للشيخ كمال الدين بن الزملكان ورسم بكتابة التواقيع بذلك وباشر الشيخ شرف الدين المامة والطابة وفرح الناس به لسن قراءته وطيب صوته وجودة سيته‬
‫فلما كان بكرة يوم الثني ثان عشرين ربيع الول وصل البيد من مصر صحبة الشيخ صدر الدين بن الوكيل وقد سبقه مرسوم السلطان له بميع جهات الفارقي مضافا إل ما بيده من‬
‫التدريس فاجتمع بنائب السلطنة بالقصر وخرج من عنده إل الامع ففتح له باب دار الطابة فنلا وجاءه الناس يهنئونه وحضر عنده القراء والؤذنون وصلى بالناس العصر وباشر المامة‬
‫يومي فأظهر الناس التأل من صلته وخطابته وسعوا فيه إل نائب السلطنة فمنعه من الطابة وأقره على التداريس ودار الديث وجاء توقيع سلطان للشيخ شرف الدين الفزاري بالطابة‬
‫فخطب يوم المعة سابع عشر جادي الول وخلع عليه بطرحة وفرح الناس به وأخذ الشيخ كمال الدين بن الزملكان تدريس الشامية البانية من يد ابن الوكيل وباشرها ف مستهل جادي‬
‫الول واستقرت دار الديث بيد ابن الوكيل مع مدرستيه الوليتي وأظنهما العذاراوية والشامية الوانية‬
‫ووصل البيد ف ثان عشر جادي الول بإعادة السنجري إل نيابة القلعة وتولية نائبها المي سيف الدين الوكندران نيابة حص عوضا عن عز الدين الموي توف وف يوم السبت ثان عشر‬
‫رمضان قدمت ثلثة آلف فارس من مصر وأضيف إليها ألفان من دمشق وساروا وأخذوا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪29‬‬

‫معهم نائب حص الوكندران ووصلوا إل حاة فصحبهم نائبها المي سيف الدين قبجق وجاء إليهم استدمر نائب طرابلس وانضاف إليهم قراسنقر نائب حلب وانفصلوا كلهم عنها وافتقروا‬
‫فرقتي فرقة سارت صحبة فيجق إل ناحية ملطية وقلعة الروم والفرقة الخرى صحبة قراسنقر حت دخلوا الدربندات وحاصروا تل حدون فتسلموه عنوة ف ثالث ذي القعدة بعد حصار‬
‫طويل فدقت البشائر بدمشق لذلك ووقع مع صاحب سيس على أن يكون للمسلمي من نر جيهان إل حلب وبلد ما رواء النهر إل ناحيتهم لم وأن يعجلوا حل سنتي ووقعت الدنة على‬
‫ذلك وذلك بعد أن قتل خلق من أمراء الرمن ورؤسائهم وعادت العساكر إل دمشق مؤيدين منصورين ث توجهت العساكر الصرية صحبة مقدمهم امي سلح إل مصر‬
‫وف أواخر السنة كان موت قازان وتولية اخيه خربندا وهو ملك التتار قازان واسه ممود بن أرغون بن أبغا وذلك ف رابع عشر شوال أو حادي عشرة أو ثالث عشرة بالقرب من هدان‬
‫ونقل إل تربته بيبين بكان يسمى الشام ويقال إنه مات مسموما وقام ف اللك بعده أخوه خربندا ممد بن أرغون ولقبوه اللك غياث الدين وخطب له على منابر العراق وخراسان وتلك‬
‫البلد‬
‫وحج ف هذه السنة المي سيف الدين سلر نائب مصر وف صحبته اربعون أميا وجيع أولد المراء وحج معهم وزير مصر المي عز الدين البغدادي وتول مكانه بالبكة ناصر الدين ممد‬
‫الشيخي وخرج سلر ف أبة عظيمة جدا وأمي ركب الصريي الاج إباق السامي وترك الشيخ صفي الدين مشيخة الشيوخ فوليها القاضي عبد الكري بن قاضي القضاة مي الدين ابن‬
‫الزكي وحضر الانقاه يوم المعة الادي عشر من ذي القعدة وحضر عنده ابن صصرى وعز الدين القلنسي والصاحب ابن ميسر والحتسب وجاعة‬
‫وف ذي القعدة وصل من التتر مقدم كبي قد هرب منهم إل بلد السلم وهو المي بدر الدين جنكي بن البابا وف صحبته نو من عشرة فحضروا المعة ف الامع وتوجهوا إل مصر فأكرم‬
‫وأعطى إمرة ألف وكان مقامه ببلد آمد وكان يناصح السلطان ويكاتبه ويطلعه على عورات التتر فلهذا عظم شأنه ف الدولة الناصرية ومن توف فيها من العيان ملك التتر قازان‬
‫الشيخ القدورة العابد أبو إسحاق‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن أحد بن ممد بن معال بن ممد بن عبدالكري الرقي النبلي كان أصله من بلد الشرق ومولده بالرقة ف سنة سبع وأربعي وستمائة واشتغل وحصل وسع شيئا من‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪30‬‬

‫الديث وقدم دمشق فسكن بالأذنة الشرقية ف أسفلها بأهله إل جانب الطهارة بالامع وكان معظما عند الاص والعام فصيح العبارة كثي العبادة خشن العيش حسن الجالسة لطيف الكلم‬
‫كثي التلوة قوي التوجه من أفراد العال عارفا بالتفسي والديث والفقه والصلي وله مصنفات وخطب وله شعر حسن توف بنلة ليلة المعة خامس عشر الحرم وصلى عليه عقيب المعة‬
‫ونقل إل تربة الشيخ اب عمر بالسفح وكانت جنازته حافلة رحه ال وأكرم مثواه‬
‫وف هذا الشهر توف المي زين الدين قراجا استاذ دار الفرم ودفن بتربته بيدان الصا عند النهر‬
‫والشيخ شس الدين ممد بن إبراهيم بن عبد السلم عرف بابن البلى كان من خيار الناس يتردد إل عكا أياما حي ما كانت ف أيدي الفرنج ف فكاك أسارى السلمي جزاه ال خيا وعتقه‬
‫من النار وأدخله النة برحته‬
‫الطيب ضياء الدين‬
‫أبو ممد عبد الرحن بن الطيب جال الدين أب الفرج عبدا لوهاب بن علي بن أحد بن عقيل السلمي خطيب بعلبك نوا من ستي سنة هو ووالده ولد سنة أربع عشرة وستمائة وسع الكثي‬
‫وتفرد عن القزوين وكان رجل جيدا حسن القراءة من كبار العدول توف ليلة الثني ثالث صفر ودفن بباب سطحا‬
‫الشيخ زين الدين الفارقي‬
‫عبد ال بن مروان ابن عبد ال بن فهر ( ‪ ) 1‬بن السن أبو ممد الفارقي شيخ الشافعية ولد سنة ثلث وثلثي وستمائة وسع الديث الكثي واشتغل ودرس بعدة مدارس وأفت مدة طويلة‬
‫وكانت له هة وشهامة وصرامة وكان يباشر الوقاف جيدا وهو الذي عمر دار الديث بعد خرابا بيد قازان وقد باشرها سبعا وعشرين سنة من بعد النواوي إل حي وفاته وكانت معه‬
‫الشامية البانية وخطابة الامع الموي تسعة أشهر باشر به الطابة قبل وفاته وقد انتقل إل دار الطابة وتوف با يوم المعة بعدالعصر وصلى عليه ضحوة السبت صلى عليه ابن صصرى‬
‫عند باب الطابة وبسوق اليل قاضي النفية شس الدين بن الريري وعند جامع الصالية قاضي النابلة تقي الدين سليمان ودفن بتربة أهله شال تربة الشيخ أب عمر رحه ال وباشر بعده‬
‫الطابة شرف الدين الفزاري ومشيخه دار الديث ابن الوكيل والشامية البانية ابن الزملكان وقد تقدم ذلك‬
‫المي الكبي عز الدين ايبك الموي‬
‫ناب بدمشق مدة ث عزل عنها إل صرخد ث نقل قبل موته بشهر إل نيابة حص وتوف با يوم العشرين من ربيع الخر ونقل إل تربته بالسفح غرب زاوية ابن قوام وإليه ينسب المام بسجد‬
‫القصب الذي يقال له حام الموي عمره ف أيام نيابته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪31‬‬

‫الوزير فتح الدين‬


‫أبو ممد عبد ال بن ممد بن احد بن خالد بن ممد بن نصر بن صقر القرشي الخزومي ابن القيسران كان شيخا جليل أدبيا شاعرا مودا من بيت رياسة ووزارة ول وزارة دمشق مدة ث‬
‫أقام بصر موقعا مدة وكان له اعتناء بعلوم الديث وساعه وله مصنف ف أساء الصحابة الذين خرج لم ف الصحيحي وأورد شيئا من أحاديثهم ف ملدين كبيين موقوفي بالدرسة الناصرية‬
‫بدمشق وكان له مذاكرة جيدة مررة باللفظ والعن وقد خرج عنه الافظ الدمياطي وهو آخر من توف من شيوخه توف بالقاهرة ف يوم المعة الادي والعشرين من ربيع الخرة وأصلهم من‬
‫قيسارية الشام وكان جده موفق الدين أبو البقاء خالد وزيرا لنور الدين الشهيد وكان من الكتاب الجيدين التقني له كتابة جيدة مررة جدا توف ف أيام صلح الدين سنة ثان وثاني‬
‫وخسمائة وأبوه ممد بن نصر بن صقر وله بعكة قبل أخذ الفرنج لا سنة ثان وسبعي وأربعمائة فلما أخذت بعد السبعي وأربعمائة أنتقل اهلهم إل حلب وكانوا با وكان شاعرا مطبقا له‬
‫ديوان مشهور وكان له معرفة جيدة بالنجوم وعلم اليئة وغي ذلك‬
‫ترجة والد ابن كثي مؤلف هذا التاريخ‬
‫وفيها توف الوالد وهو الطيب شهاب الدين ابو حفص عمر بن كثي بن ضوبن كثي بن ضوبن درع القرشي من بن حصلة وهم ينتسبون إل الشرف وبأيديهم نسب وقف على بعضها‬
‫شيخنا الزي فأعجبه ذلك وابتهج به فصار يكتب ف نسب بسبب ذلك القرشي من قرية يقال لا الشركوين غرب بصرى بينها وبي أذرعات ولد با ف حدود سنة أربعي وستمائة واشتغل‬
‫بالعلم عند أخواله بن عقبة ببصرى فقرأ البداية ف مذهب أب حنيفة وحفظ جل الزجاجي وعن بالنحو والعربية واللغة وحفظ اشعار العرب حت كان يقول الشعر اليد الفائق الرائق ف‬
‫الدح والراثي وقليل من الجاء وقرر بدارس بصرى بنل الناقة شال البلد حيث يزار وهو البك الشهور عند الناس وال أعلم بصحة ذلك ث انتقل إل خطابة القرية شرقي بصرى وتذهب‬
‫للشافعي وأخذ عن النواوي والشيخ تقي الدين الفزاري وكان يكرمه ويترمه فيما أخبن شيخنا العلمة ابن الزملكان فأقام با نوا من ثنت عشرة سنة ث تول إل خطابة ميدل القرية الت‬
‫منها الوالدة فأقاما با مدة طويلة ف خي وكفاية وتلوة كثية وكان يطب جيدا وله مقول عند الناس ولكلمه وقع لديانته وفصاحته وحلوته وكان يؤثر القامة ف البلد لا يرى فيها من‬
‫الرفق ووجود اللل له ولعياله وقد ولد له عدة اولد من الوالدة ومن أخرى قبلها أكبهم إساعيل ث يونس وإدريس ث من الوالدة عبدالوهاب وعبدالعزيز وممد وأخوات عدة ث أنا‬
‫أصغرهم وسيت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪32‬‬

‫باسم الخ اساعيل لنه كان قد قدم دمشق فاشتغل با بعد أن حفظ القرآن على والده وقرأ مقدمة ف النحو وحفظ التنبيه وشرحه على العلمة تاج الدين الفزاري وحصل النتخب ف أصول‬
‫الفقة قاله ل شيخنا ابن الزملكان ث إنه سقط من سطح الشامية البانية فمكث اياما ومات فوجد الوالد عليه وجدا كثيا ورثاه بأبيات كثية فلما ولدت له أنا بعد ذلك سان باسه فأكب‬
‫أولده اساعيل وآخرهم وأصغرهم إساعيل فرحم ال من سلف وختم بي لن بقي توف والدي ف شهر جادي الول سنة ثلث وسبعمائة ف قرية ميدل القرية ودفن بقبتا الشمالية عند‬
‫الزيتون وكنت إذ ذاك صغيا ابن ثلث سني او نوها ل أدركه إل كاللم ث تولنا من بعده ف سنة سبع وسبعمائة ال دمشق صحبة كمال الدين عبد الوهاب وقد كان لنا شقيقا وبنا رفيقا‬
‫شفوقا وقد تأخرت وفاته إل سنة خسي فاشتغلت على يديه ف العلم فيسر ال تعال منه ما يسر وسهل منه ما تعسر وال أعلم‬
‫وقد قال شيخنا الافظ علم الدين البازل ف معجمه فيما أخبن عنه شس الدين ممد بن سعد القدسي مرجه له ومن خط الحدث شس الدين بن سعد هذا نقلت وكذلك وقفت على خط‬
‫الافظ البزال مثله ف السفينة الثانية من السفن الكبار قال عمر بن كثي القرشي خطيب القرية وهي قرية من أعمال بصرى رجل فاضل له نظم جيد ويفظ كثيا من اللغز وله هة وقوة‬
‫كتبت عنه من شعره بضور شيخنا تاج الدين الفزاري وتوف ف جادي الول سنة ثلث وسبعمائة بجيدل القرية من عمل بصرى أنشدنا الطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثي‬
‫القرشي خطيب القرية با لنفسه ف منتصف شعبان من سنة سبع وثاني وستمائة ‪ ...‬نأى النوم عن جفن فبت مسهدا ‪ ...‬أخا كلف حلف الصبابة موجدا ‪ ...‬سي الثريا والنجوم مدلا ‪...‬‬
‫فمن ولي خلت الكواكب ركدا ‪ ...‬طريا على فرش الصبابة والسى ‪ ...‬فما ضركم لو كنتم ل عودا ‪ ...‬تقلبن أيدي الغرام بلوعة ‪ ...‬أرى النار من تلقائها ل أبردا ‪ ...‬ومزق صبي بعد‬
‫جيان حاجز ‪ ...‬سعي غرام بات ف القلب موقدا ‪ ...‬فأمطرته دمعي لعل زفيه ‪ ...‬يقل فزادته الدموع توقدا ‪ ...‬فبت بليل نابغي ول أرى ‪ ...‬على النأي من بعد الحبة صعدا ‪ ...‬فيالك من‬
‫ليل تباعد فجره ‪ ...‬على إل أن خلته قد تلدا ‪ ...‬غراما ووجدا ل يد أقله ‪ ...‬بأهيف معسول الراشف أغيدا ‪ ...‬له طلعة كالبدر زان جالا ‪ ...‬بطرة شعر حالك اللون أسودا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪33‬‬

‫يهز من القدر الرشيق مثقفا ‪ ...‬ويشهر من جفنيه سيفا مهندا ‪ ...‬وف ورد خديه وآس عذاره ‪ ...‬وضوء ثناياه فنيت تلدا ‪ ...‬غدا كل حسن دونه متقاصرا ‪ ...‬وأضحى له رب المال‬
‫موحدا ‪ ...‬إذا مارنا واهتز عند لقائه ‪ ...‬سباك فلم تلك لسانا ول يدا ‪ ...‬وتسجد إجلل له وكرامة ‪ ...‬وتقسم قد أمسيت ف السن أوحدا ‪ ...‬ورب أخي كفر تأمل حسنه ‪ ...‬فأسلم من‬
‫إجلله وتشهدا ‪ ...‬وأنكر عيسى والصليب ومريا ‪ ...‬وأصبح يهوى بعد بغض ممدا ‪ ...‬أيا كعية السن الت طاف حولا ‪ ...‬فؤادي أما للصد عندك من فدا ‪ ...‬قنعت بطيف من خيالك‬
‫طارق ‪ ...‬وقد كنت ل أرضى بوصلك سرمدا ‪ ...‬فقد شفن شوق تاوز حده ‪ ...‬وحسبك وحسبك من شوق تاوز واعتدا ‪ ...‬سألتك إل ما مررت بينا ‪ ...‬بفضلك يا رب اللحة والندا‬
‫‪ ... ...‬لعل جفون أن تغيض دموعها ‪ ...‬ويسكن قلب مذ هجرت فما هدا ‪ ...‬غلطت بجران ولو كنت صابيا ‪ ...‬لا صدك الواشون عن ول العدا‬
‫وعدتا ثلثة وعشرون بيتا وال يغفر له ما صنع من الشعر‬
‫ث دخلت سنة اربع وسبعمائة‬
‫استهلت والليفة والسلطان والكام والباشرون هم الذكورون ف الت قبلها وف يوم الحد ثالث ربيع الول حضرت الدروس والوظائف الت أنشأها المي بيبس الاشنكي النصوري بامع‬
‫الاكم بعد أن جدده من خرابه بالزلزلة الت طرأت على دياره مصرف آخر سنة ثنتي وسبعمائة وجعل القضاة الربعة هم الدرسي للمذاهب وشيخ الديث سعد الدين الارثي وشيخ النحو‬
‫أثي الدين أبو حيان وشيخ القراءات السبع الشيخ نور الدين الشطنوف وشيخ إفادة العلوم الشيخ علء الدين القونوي وف جادي الخر باشر المي ركن الدين بيبس الجوبية مع المي‬
‫سيف الدين بكتمر وصارا حاجبي كبيين ف دمشق وف رجب أحضر ال الشيخ تقي الدين بن تيمية شيخ كان يلبس دلقا كبيا متسعا جدا يسمى الجاهد إبراهيم القطان فأمر الشيخ بتقطيع‬
‫ذلك الدلق فتناهبه الناس من كل جانب وقطعوه حت ل يدعوا فيه شيئا وأمر بلق رأسه وكان ذا شعر وقلم أظفاره وكانوا طوال جدا وحف شاربه السبل على فمه الخالف للسنة واستتابه‬
‫من كلم الفحش وأكل ما يغي العقل من الشيشة وما ل يوز من الحرمات وغيها وبعده استحضر الشيخ ممد الباز البلسي فاستتابه أيضا عن أكل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪34‬‬

‫الحرمات ومالطة أهل الذمة وكتب عليه مكتوبا ان ل يتكلم ف تعبي النامات ول ف غيها بال علم له به وف هذا الشهر بعينه راح الشيخ تقي الدين بن تيمية ال مسجد التاريخ وأمر‬
‫أصحابه ومعهم حجارون بقطع صخرة كانت هناك بنهر قلوط تزار وينذر لا فقطعها وأراح السلمي منها ومن الشرك با فأزاح عن السلمي شبهة كان شرها عظيما وبذا وأمثاله حسدوه‬
‫وأبرزوا له العداوة وكذلك بكلمه بابن عرب وأتباعه فحسد على ذلك وعودى ومع هذا ل تأخذه ف ال لومة لئم ول بال ول يصلوا اليه بكروه وأكثر ما نالوا منه البس مع أنه ل ينقطع ف‬
‫بث ل بصر ول بالشام ول يتوجه لم عليه ما يشي وإنا أخذوه وحبسوه بالاه كما سيأت وإل ال إياب اللق وعليه حسابم وف رجب جلس قاضي القضاة نم الدين بن صصرى بالدرسة‬
‫العادلية الكبية وعملت التخوت بعدما جددت عمارة الدرسة ول يكن احد يكم با بعد وقعة قازان بسبب خرابا وجاء الرسوم للشيخ برهان الدين الفزاري بوكلة بيت الال فلم يقبل‬
‫وللشيخ كمال الدين بن الزملكان بنظر الزانة فقبل وخلع عليه بطرحة وحضر با يوم المعة وهاتان الوظيفتان كانتا مع نم الدين بن أب الطيب توف إل رحة ال وف شعبان سعى جاعة ف‬
‫تبطيل الوقيد ليلة النصف وأخذوا خطوط العلماء ف ذلك وتكلموا مع نائب السلطنة فلم يتفق ذلك بل اشعلوا وصليت صلة ليلة النصف أيضا وف خامس رمضان وصل الشيخ كمال‬
‫الدين بن الشريشي من مصر بوكلة بيت الال ولبس اللعة سابع رمضان وحضر عند ابن صصرى بالشباك الكمال وف سابع شروال عزل وزير مصر ناصر الدين بن الشيخي وقطع إقطاعه‬
‫ورسم عليه وعوقب إل أن مات ف ذي القعدة وتول الوزارة سعد الدين ممد بن ممد بن عطاء وخلع عليه وف يوم الميس الثان والعشرين من ذي القعدة حكم قاضي القضاة جال الدين‬
‫الزواوي بقتل الشمس ممد بن جال الدين بن عبد الرحن الباجريقي وإراقة دمه وإن تاب وان اسلم بعد اثبات مضر عليه يتضمن كفر الباجريقي الذكور وكان من شهد فيه عليه الشيخ‬
‫مد الدين التونسي النحوي الشافعي فهرب الباجريقي إل بلد الشرق فمكث با مدة سني ث جاء بعد موت الاكم الذك كما سيأت‬
‫وف ذي القعدة كان نائب السلطنة ف الصيد فقصدهم ف الليل طائفة من العراب فقاتلهم المراء فقتلوا من العرب نو النصف وتوغل ف العرب المي يقال له سيف الدين با درتر احتقارا‬
‫بالعرب فضربه واحد منهم برمح فقتله فكرت المراء عليهم فقتلوا منهم خلقا أيضا وأخذوا واحدا منهم زعموا أنه هو الذي قتله فصلب تت القلعة ودفن المي الذكور بقب الست وف‬
‫ذي القعدة تكلم الشيخ شس الدين بن النقيب وجاعة من العلماء ف الفتاوي الصادرة من الشيخ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪35‬‬

‫علء الدين بن العطار شيخ دار الديث النورية والقوصية وأنا مالفة لذهب الشافعي وفيها تبيط كثي فتوهم من ذلك وراح إل النفي فحقن دمه وأبقاه على وظائفه ث بلغ ذلك نائب‬
‫السلطنة فأنكر على النكرين عليه ورسم عليهم ث اصطلحوا ورسم نائب السلطنة ان ل تثار الفت بي الفقهاء وف مستهل ذي الجة ركب الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه جاعة من أصحابه‬
‫إل جبل الرد والكسروانيي ومعه نقيب الشراف زين الدين بن عدنان فاستتابوا خلقا منهم وألزموهم بشرائع السلم ورجع مؤيدا منصورا ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ تاج الدين بن شس الدين بن الرفاعي‬
‫شيخ الحدية بأم عبيدة من مدة مديدة وعنه تكتب إجازات الفقراء ودفن هناك عند سلفة بالبطائح‬
‫الصدر نم الدين بن عمر‬
‫ابن اب القاسم بن عبد النعم بن ممد بن السن بن أب الكتائب بن ممد بن أب الطيب وكيل بيت الال وناظر الزانة وقد ول ف وقت نظر الارستان النوري وغي ذلك وكان مشكور‬
‫السية رجل جيدا وقد سع الديث وروى أيضا توف ليلة الثلثاء الامس عشر من جادي الخرة ودفن بتربتهم بباب الصغي‬
‫ث دخلت سنة خس وسبعمائة‬
‫استهلت والليفة الستكفي والسلطان اللك الناصر والباشرون هم الذكورون فيما مضى وجاء الب أن جاعة من التتر كمنوا ليش حلب وقتلوا منهم خلقا من العيان وغيهم وكثر النوح‬
‫ببلد حلب بسبب ذلك وف مستهل الحرم حكم جلل الدين القزوين أخو قاضي القضاة إمام الدين نيابة عن ابن صصرى وف ثانيه خرج نائب السلطنة بن بقي من اليوش الشامية وقد‬
‫كان تقدم بي يديه طائفة من اليش مع ابن تيمية ف ثان الحرم فساروا إل بلد الرد والرفض والتيامنة فخرج نائب السلطنة الفرم بنفسه بعد خروج الشيخ لغزوهم فنصرهم ال عليهم‬
‫وأبادوا خلقا كثيا منهم ومن فرقتهم الضالة ووطئوا أراضي كثية من صنع بلدهم وعاد نائب السلطنة إل دمشق ف صحبته الشيخ ابن تيمية واليش وقد حصل بسبب شهود الشيخ هذه‬
‫الغزوة خي كثي وأبان الشيخ علما وشجاعة ف هذه الغزوة وقد امتلت قلوب اعدائه حسدا له وغما وف مستهل جادي الول قدم القاضي امي الدين أبو بكر ابن القاضي وجيه الدين عبد‬
‫العظيم بن الرفاقي الصري من القاهرة على نظر الدواوين بدمشق عوضا عن عز الدين بن مبشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪36‬‬

‫ما جرى للشيخ تقي الدين بن تيمية‬


‫مع الحدية وكيف عقدت له الجالس الثلثة‬
‫وف يوم السبت تاسع جادي الول حضر جاعة كثية من الفقراء الحدية إل نائب السلطنة بالقصر البلق وحضر الشيخ تقي الدين بن تيمية فسألوا من نائب السلطنة بضرة المراء أن‬
‫يكف الشيخ تقي الدين إمارته عنهم وأن يسلم لم حالم فقال لم الشيخ هذا ما يكن ول بد لكل أحد أن يدخل تت الكتاب والسنة قول وفعل ومن خرج عنهما وجب النكار عليه‬
‫فأرادوا أن يفعلوا شيئا من أحوالم الشيطانية الت يتعاطونا ف ساعاتم فقال الشيخ تلك أحوال شيطانية باطلة وأكثر أحوالم من باب اليل والبهتان ومن اراد منهم أن يدخل النار فليدخل‬
‫أول إل المام وليغسل جسده غسل جيدا ويدلكه بالل والشنان ث يدخل بعد ذلك إل النار إن كان صادقا ولو فرض أن أحدا من أهل البدع دخل النار بعد أن يغتسل فإن ذلك ل يدل‬
‫على صلحه ول على كرامته بل حاله من أحوال الدجاجلة الخالفة للشريعة إذا كان صاحبها على السنة فما الظن بلف ذلك فابتدر شيخ النيبع الشيخ صال وقال نن أحوالنا إنا تنفق‬
‫عند التتر ليست تنفق عند الشرع فضبط الاضرون عليه تلك الكلمة وكثر النكار عليهم من كل أحد ث اتفق الال على أنم يلعون الطواق الديد من رقابم وأن من خرج عن الكتاب‬
‫والسنة ضربت عنقه وصنف الشيخ جزءا ف طريقة الحدية وبي فيه أحوالم ومسالكهم وتيلتم وما ف طريقتهم من مقبول ومردود بالكتاب وأظهر ال السنة على يديه أخد بدعتهم ول‬
‫المد والنة‬
‫وف العشر الوسط من هذا الشهر خلع علي جلل الدين بن معبد وعز الدين خطاب وسيف الدين بكتمر ملوك بكتاش السامي بالمرة ولبس التشاريف وركبوا با وسلموا لم جبل الرد‬
‫والكسروان والبقاع وف يوم الميس ثالث رجب خرج الناس للستسقاء إل سطح الزة ونصبوا هناك منبا وخرج نائب السلطنة وجيع الناس من القضاة والعلماء والفقراء وكان مشهدا‬
‫هائل وخطبة عظيمة بليغة فاستسقوا فلم يسقوا يومهم ذلك‬
‫أول الجالس الثلثة لشيخ السلم ابن تيمية‬
‫وف يوم الثني ثامن رجب حضر القضاة والعلماء وفيهم الشيخ تقي الدين بن تيمية عندنائب السلطنة بالقصر وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين الواسطية وحصل بث ف أماكن منها وأخرت‬
‫مواضع إل الجلس الثان فاجتمعوا يوم المعة بعد الصلة ثان عشر الشهر الذكور وحضر الشيخ صفي الدين الندي وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلما كثيا ولكن ساقيته لطمت برا ث‬
‫اصطلحوا على ان يكون الشيخ كمال الدين بن الزملكان هو الذي ياققه من غي مسامة فتناظرا ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪37‬‬

‫ذلك وشكر الناس من فضائل الشيخ كمال الدين بن الزملكان وجودة ذهنه وحسن بثه حيث قاوم ابن تيمية ف البحث وتكلم معه ث انفصل الال على قبول العقيدة وعاد الشيخ إل منله‬
‫معظما مكرما وبلغن ان العامة حلوا له الشمع من باب النصر إل القصاعي على جاري عادتم ف أمثال هذه الشياء وكان الامل على هذه الجتماعات كتاب ورد من السلطان ف ذلك‬
‫كان الباعث على إرساله قاضي الالكية ابن ملوف والشيخ نصر النبجي شيخ الاشنكي وغيها من أعدائه وذلك أن الشيخ تقي الدين بن تيمية كان يتكلم ف النبجي وينسبه إل اعتقاد ابن‬
‫عرب وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جاعة يسدونه لتقدمه عند الدولة وانفراده بالمر بالعروف والنهي عن النكر وطاعة الناس له ومبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه ف الق وعلمه وعمله‬
‫ث وقع بدمشق خبط كثي وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة وطلب القاضي جاعة من أصحاب الشيخ وعزر بعضهم ث اتفق ان الشيخ جال الدين الزي الافظ قرأ فصل بالرد على‬
‫الهمية من كتاب أفعال العباد للبخاري تت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الستسقاء فغضب بعض الفقهاء الاضرين وشكاه إل القاضي الشافعي ابن صصرى وكان عدو‬
‫الشيخ فسجن الزي فبلغ الشيخ تقي الدين فتأل لذلك وذهب إل السجن فأخرجه منه بنفسه وراح إل القصر فوجد القاضي هنالك فتقاول بسبب الشيخ جال الدين الزي فحلف ابن‬
‫صصرى ل بد أن يعيده إل السجن وإل عزل نفسه فأمر النائب باعادته تطييبا لقلب القاضي فحبسه عنده ف القوصية أياما ث أطلقه ولا قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى‬
‫ف حقه وحق اصحابه ف غيبته فتأل النائب لذلك ونادى ف البلد أن ل يتكلم احد ف العقائد ومن عاد إل تلك حل ماله ودمه ورتبت داره وحانوته فسكنت المور وقد رأيت فصل من كلم‬
‫الشيخ تقي الدين ف كيفية ما وقع ف هذه الجالس الثلثة من الناظرات‬
‫ث عقد الجلس الثالث ف يوم سابع شعبان بالقصر واجتمع الماعة على الرضى بالعقيدة الذكورة وف هذا اليوم عزل ابن صصرى نفسه عن الكم بسبب كلم سعه من بعض الاضرين ف‬
‫الجلس الذكور وهو من الشيخ كمال الدين بن الزملكان ث جاء كتاب السلطان ف السادس والعشرين من شعبان فيه إعادة ابن صصرى إل القضاء وذلك بإشارة النبجي وف الكتاب إنا‬
‫كنا سعنا بعقد ملس للشيخ تقي الدين بن تيمية وقد بلغنا ما عقد له من الجالس وأنه على مذهب السلف وإنا أردنا بذلك براءة ساحته ما نسب إليه ث جاء كتاب آخر ف خامس رمضان‬
‫يوم الثني وفيه الكشف عن ما كان وقع للشيخ تقي الدين بن تيمية ف أيام جاغان والقاضي إمام الدين القزوين وأن يمل هو والقاضي ابن صصرى إل مصر فتوجها على البيد نو مصر‬
‫وخرج مع الشيخ خلق من اصحابه وبكوا وخافوا عليه من أعدائه وأشار عليه نائب السلطنة ابن الفرم بترك الذهاب‬

You might also like