You are on page 1of 58

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪38‬‬

‫ال مصر وقال له انا أكاتب السلطان ف ذلك وأصلح القضايا فامتنع الشيخ من ذلك وذكر له ان ف توجهه لصر مصلحة كبية ومصال كثية فلما توجه لصر ازدحم الناس لوداعه ورؤيته‬
‫حت انتشروا من باب داره إل قرب السورة فيما بي دمشق والكسوة وهم فيما بي باك وحزين ومتفرج ومتنه ومزاحم متغال فيه فل كان يوم السبت دخل الشيخ تقي الدين غزة فعمل ف‬
‫جامعها ملسا عظيما ث دخل معا إل القاهرة والقلوب معه وبه متعلثقة فدخل مصر يوم الثني الثان والعشرين من رمضان وقيل إنما دخلها يوم الميس فلما كان يوم المعة بعد الصلة‬
‫عقد للشيخ ملس بالقلعة اجتمع فيه القضاة وأكابر الدولة وأراد أن يتكلم على عادته فلم يتمكن من البحث والكلم وانتدب له الشمس ابن عدنان خصما احتسابا وادعى عليه عندابن‬
‫ملوف الالكي انه يقول ان ال فوق العرش حقيقة وأن ال يتكلم برف وصوت فسأله القاضي جوابه فأخذ الشيخ ف حد ال والثناء عليه فقيل له أجب ما جئنا بك لتخطب فقال ومن‬
‫الاكم ف فقيل له القاضي الالكي فقال له الشيخ كيف تكم ف وأنت خصمي فغضب غضبا شديدا وانزعج وأقيم مرسا عليه وحبس ف برج أياما ث نقل منه ليلة العيد إل البس العروف‬
‫بالب هو واخوه شرف الدين عبد ال وزين الدين عبد الرحن‬
‫وأما ابن صصرى فانه جدد له توقيع بالقضاء باشارة النبجي شيخ الاشنكي حاكم مصر وعاد إل دمشق يوم المعة سادس ذي القعدة والقلوب له ماقنة والنفوس منه نافرة وقرئ تقليده‬
‫بالامع وبعده قرئ كتاب فيه الط على الشيخ تقي الدين ومالفته ف العقيدة وأن ينادي بذلك ف البلد الشامية وألزم أهل مذهبه بخالفته وكذلك وقع بصر قام عليه جاشنكي وشيخه نصر‬
‫النبجي وساعدهم جاعة كثية من الفقهاء والفقراء وجرت فت كثية منتشرة نعوذ بال من الفت وحصل للحنابلة بالديار الصرية إهانة عظيمة كثية وذلك أن قاضيهم كان قليل العلم مزجي‬
‫البضاعة وهو شرف الدين الران فلذلك نال أصحابم ما نالم وصارت حالم حالم وف شهر رمضان جاء كتاب من مقدم الدام بالرم النبوي يستأذن السلطان ف بيع طائفة من قناديل‬
‫الرم النبوي لينفق ذلك ببناء مأذنة عند باب السلم الذي عند الطهرة فرسم له بذلك وكان ف جلة القناديل قنديلن من ذهب زنتهما ألف دينار فباع ذلك وشرع ف بنائها وول سراج‬
‫الدين عمر قضاءها مع الطابة فشق ذلك على الروافض‬
‫وف يوم الميس ثان عشر ذي القعدة وصل البيد من مصر بتولية القضاء لشمس الدين ممد بن إبراهيم بن داود الذرعي النفي قضاء النفية عوضا عن شس الدين ابن السين معزول‬
‫وبتولية الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين الفزاري خطابة دمشق عوضا عن عمه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪39‬‬

‫الشيخ شرف الدين توف إل رحة ال وخلع عليهما بذلك وباشرا ف يوم المعة ثالث عشر الشهر وخطب الشيخ برهان الدين خطبة حسنة حضرها الناس والعيان ث بعد خسة أيام عزل‬
‫نفسه عن الطابة وآثر بقاءه على تدريس البادرائية حي بلغه أنا طلبت لتؤخذ منه فبقى منصب الطابة شاغرا ونائب الطيب يصلي بالناس ويطب ودخل عيد الضحى وليس للناس‬
‫خطيب وقد كاتب نائب السلطنة ف ذلك فجاء الرسوم بالزامه بذلك وفيه لعلمنا بأهليته وكفايته واستمراره على ما بيده من تدريس البادرائية فباشرها القيسي جال الدين ابن الرحب سعى‬
‫ف البادرائية فأخذها وباشرها ف صفر من السنة التية بتوقيع سلطان فعزل الفزاري نفسه عن الطابة ولزم بيته فراسله نائب السلطنة بذلك فصمم على العزل وأنه ل يعود إليها أبدا وذكر‬
‫انه عجز عنها فلما تقق نائب السلطنة ذلك اعاد إليه مدرسته وكتب له با توقيعا بالعشر الول من ذي الجة وخلع على شس الدين بن الطيي بنظر الزانة عوضا عن ابن الزملكان‬
‫وحج بالناس المي شرف الدين حسن بن حيدر ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ عيسى بن الشيخ سيف الدين الرحب‬
‫ابن سابق بن الشيخ يونس القيسي ودفن بزاويتهم الت بالشرق الشمال بدمشق غرب الوراقة والعزية يوم الثلثاء سابع الحرم‬
‫اللك الوحد ابن اللك تقي الدين شادي بن اللك الزاهر مي الدين داود بن اللك الجاهد أسد الدين شيكوه بن ناصر الدين ممد بن أسد الدين شيكوه بن شادي توف ببل الرد ف‬
‫آخر نار الربعاء ثان صفر وله من العمر سبع وخسون سنة فنقل إل تربتهم بالسفح وكان من خيار اللوك والدولة معظما عند اللوك والمراء وكان يفظ القرآن وله معرفة بعلوم ولديه‬
‫فضائل‬
‫الصدر علء الدين‬
‫على بن معال النصاري الران الاسب يعرف بابن الزريز وكان فاضل بارعا ف صناعة الساب انتفع به جاعة توف ف آخر هذه السنة فجأة ودفن بقاسيون وقد أخذت الساب عن‬
‫الاضري عن علء الدين الطيوري عنه‬
‫الطيب شرف الدين أبو العباس‬
‫أحد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري الشيخ المام العلمة أخو العلمة شيخ الشافعية تاج الدين عبد الرحن ولد سنة ثلثي وسع الديث الكثي وانتفع على الشايخ ف ذلك العصر‬
‫كابن الصلح وابن السخاوي وغيها وتفقه وأفت وناظر وبرع وساد أقرانه وكان استاذا ف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪40‬‬

‫العربية واللغة والقراءات وإيراد الحاديث النبوية والتردد إل الشايخ للقراءة عليهم وكان فصيح العبارة حلو الحاضرة ل تل مالسته وقد درس بالطبية وبالرباط الناصري مدة ث تول عنه‬
‫إل خطابة جامع جراح ث انتقل إل خطابة جامع دمشق بعد الفارقي ف سنة ثلث ول يزل به حت توف يوم الربعاء عشية التاسع من شوال عن خس وسبعي سنة وصلى عليه صبيحة يوم‬
‫الميس على باب الطابة ودفن عند أبيه وأخيه بباب الصغي رحهم ال وول الطابة ابن اخيه‬
‫شيخنا العلمة برهان الدين الافظ الكبي الدمياطي‬
‫وهو الشيخ المام العال الافظ شيخ الحدثي شرف الدين أبو ممد عبد الؤمن بن خلف بن اب السن بن شرف بن الضر بن موسى الدمياطي حامل لواء هذا الفن أعن صناعة الديث‬
‫وعلم اللغة ف زمانه مع كب السن والقدر وعلو السناد وكثرة الرواية وجودة الدراية وحسن التآليف وإنتشار التصانيف وتردد الطلبة إليه من سائر الفاق ومولده ف آخر سنة ثلث عشرة‬
‫وستمائة وقد كان أول ساعه ف سنة ثنتي وثلثي بالسكندرية سع الكثي على الشايخ ورحل وطاف وحصل وجع فأوعى ولكن ما منع ول بل بل بذل وصنف ونشر العلم وول الناصب‬
‫بالديار الصرية وانتفع الناس به كثيا وجع معجما لشايه الذين لقيهم بالشام والجاز والزيرة والعراق وديار مصر يزيدون على ألف وثلثمائة شيخ وهو ملدان وله الربعون التباينة السناد‬
‫وغيها وله كتاب ف الصلة الوسطى مفيد جدا ومصنف ف صيام ستة أيام من شوال أفاد فيه وأجاد وجع ما ل يسبق إليه وله كتاب الذكر والتسبيح عقيب الصلوات وكتاب التسلى ف‬
‫الغتباط بثواب من يقدم من الفراط وغي ذلك من الفوائد السان ول يزل ف إساع الديث إل ان أدركته وفاته وهو صائم ف ملس المراء غشى عليه فحمل إل منله فمات من ساعته‬
‫يوم الحد عاشر ذي القعدة بالقاهرة ودفن من الغد بقابر باب النصر وكانت جنازته حافلة جدا رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة ست وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكرون ف الت قبلها والشيخ تقي الدين بن تيمية مسجون بالب من قلعة البل وف يوم الربعاء جاء البيد بتولية الطابة للشيخ شس الدين إمام الكلسة وذلك ف‬
‫ربيع الول وهنئ بذلك فأظهر التكره لذلك والضعف عنه ول يصل له مباشرة لغيبة نائب السلطنة ف الصيد فلما حضر أذن له فباشر يوم المعة العشرين من الشهر فأول صلة صلها‬
‫الصبح يوم المعة ث خلع عليه وخطب با يومئذ وف يوم الربعاء ثامن عشر ربيع الول باشر نيابة الكم عن القاضي نم الدين احد بن عبد الحسن بن حسن العروف بالدمشقي عوضا‬
‫عن تاج الدين بن صال بن تامر بن خان العبي وكان معمرا قدي الجرة كثي الفضائل دينا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪41‬‬

‫ورعا جيد الباشرة وكان قد ول الكم ف سنة سبع وخسي وستمائة فلما ول ابن صصرى كره نيابته وف يوم الحد العشرين من ربيع الخر قدم البيد من القاهرة ومعه تديد توقيع‬
‫القاضي شس الدين الزرعي النفي فظن الناس انه بولية القضاء لبن الر يرى فذهبوا ليهنئوه مع البيد إل الظاهرية واجتمع الناس لقراءة التقليد على العادة فشرع الشيخ علم الدين‬
‫البزال ف قراءته فلما وصل إل السم تبي له أنه ليس له وأنه للزرعي فبطل القارئ وقام الناس مع البيدي إل الزرعي وحصلت كسرة وخدة على الريري والضارين ووصل مع‬
‫البيدي أيضا كتاب فيه طلب الشيخ كمال الدين بن الزملكان إل القاهرة فتوهم من ذلك وخاف أصحابه عليه سبب انتسابه إل الشيخ تقي الدين بن تيمية فتلطف به نائب السلطنة ودارى‬
‫عنه حت اعفى من الضور إل مصر ول المد‬
‫وف يوم الميس تاسع جادي الول دخل الشيخ ابن براق إل دمشق وبصحبته مائة فقي كلهم ملقي ذقونم موفري شواربم عكس ما وردت به السنة على رؤسهم قرون لبابيد ومعه‬
‫أجراس وكعاب وجوا كي خشب فنلوا بالنيبع وحضروا المعة برواق النابلة ث توجهوا نو القدس فزاروا ث استأذنوا ف الدخول إل الديار الصرية فلم يؤذن لم فعادوا إل دمشق فصاموا‬
‫با رمضان ث انشمروا راجعي إل بلد الشرق إذ ل يدوا بدمشق قبول وقد كان شيخهم براق روميا من بعض قرى دوقات من أبناء الربعي وقد كانت له منلة عند قازان ومكانه وذلك أنه‬
‫سلط عليه نرا فزجره فهرب منه وتركه فحظى عنده وأعطاه ف يوم واحد ثلثي ألفا ففرقها كلها فأحبه ومن طريقة أصحابه أنم ل يقطعون لم صلة ومن ترك صلة ضربوه أربعي جلدة‬
‫وكان يزعم ان طريقه الذي سلكه إنا سلكه ليخرب على نفسه ويرى أنه زي السخرة وان هذا هو الذي يليق بالدنيا والقصود انا هو الباطن والقلب وعمارة ذلك ونن إنا نكم بالظاهر‬
‫وال أعلم بالسرائر‬
‫وف يوم الربعاء سادس جادي الخرة حضر مدرس النجيبية باء الدين يوسف بن كمال الدين أحد بن عبد العزيز العجمي اللب عوضا عن الشيخ ضياء الدين الطوسي توف وحضر عنده‬
‫ابن صصرى وجاعة من الفضلء وف هذه السنة صليت صلة الرغائب ف النصف بامع دمشق بعد أن كانت قد أبطلها ابن تيمية منذ أربع سني ولا كانت ليلة النصف حضر الاجب ركن‬
‫الدين بيبس العلئي ومنع الناس من الوصول إل الامع ليلتئذ وغلقت أبوابه فبات كثي من الناس ف الطرقات وحصل للناس أذى كثي وإنا أراد صيانة الامع من اللغو والرفث والتخليط‬
‫وف سابع عشر رمضان حكم القاضي تقي الدين النبلي بقن دم ممد الباجريقي وأثبت عنده مضرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪42‬‬

‫بعداوة ما بينه وبي الشهود الستة الذين شهدوا عليه عند الالكي حي حكم بإراقة دمه ومن شهد بذه العداوة ناصر الدين بن عبد السلم وزين الدين بن الشريف عدنان وقطب الدين بن‬
‫شيخ السلمية وغيهم وفيها باشر كمال الدين بن الزملكان نظر ديوان ملك المراء عوضا عن شهاب الدين النفي وذلك ف آخر رمضان وخلع عليه بطيلسان وخلعة وحضر با دار العدل‬
‫وف ليلة عيد الفطر أحضر المي سيف الدين سلر نائب مصر القضاة الثلثة وجاعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والالكي والنفي والفقهاء الباجي والزري والنمراوي وتكلموا ف إخراج‬
‫الشيخ تقي الدين بن تيمية من البس فاشترط بعض الاضرين عليه شروطا بذلك منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا اليه ليحضر ليتكلموا معه ف ذلك فامتنع من الضور‬
‫وصمم وتكررت الرسل إليه ست مرات فصمم على عدم الضور ول يلتفت إليهم ول يعدهم شيئا فطال عليهم الجلس فتفرقوا وانصرفوا غي مأجورين وف يوم الربعاء ثان شوال أذن نائب‬
‫السلطنة الفرم للقاضي جلل الدين القزوين أن يصلى بالناس ويطب بامع دمشق عوضا عن الشيخ شس الدين إمام الكلسة توف فصلى الظهر يومئذ وخطب المعة واستمر بالمامة‬
‫والطابة حت وصل توقيعه بذلك من القاهرة وف مستهل ذي القعدة حضر نائب السلطنة والقضاة والمراء والعيان وشكرت خطبته وف مستهل ذي القعدة كمل بناء الامع الذي ابتناه‬
‫وعمره المي جال الدين نائب السلطنة الفرم عند الرباط الناصري بالصالية ورتب فيه خطيبا يطب يوم المعة وهو القاضي شس الدين ممد بن العز النفي وحضر نائب السلطنة‬
‫والقضاة وشكرت خطبة الطيب به ومد الصاحب شهاب الدين النفي ساطا بعد الصلة بالامع الذكور وهو الذي كان الساعي ف عمارته والستحث عليها فجاء ف غاية التقان والسن‬
‫تقبل ال منهم‬
‫وف ثالث ذي القعدة استناب ابن صصرى القاضي صدر الدين سليمان بن هلل بن شبل العبي خطيب داريا ف الكم عوضا عن جلل الدين القزوين بسبب اشتغاله بالطابة عن الكم‬
‫وف يوم المعة التاسع والعشرين من ذي القعدة قدم قاضي القضاة صدر الدين ابو السن على بن الشيخ صفي الدين النفي البصراوي إل دمشق من القاهرة متوليا قضاء النفية عوضا عن‬
‫الزرعي مع ما بيده من تدريس النورية والقدمية وخرج الناس لتلقيه وهنؤه وحكم بالنورية وقرئ تقليده بالقصورة الكندية ف الزاوية الشرقية من جامع بن امية وف ذي الجة ول المي عز‬
‫الدين بن صبة على البلد القبلية وال الولة عوضا عن المي جال الدين آقوش الرستمي بكم وليته شد الدواوين بدمشق وجاء كتاب من السلطان بولية وكالته للرئيس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪43‬‬

‫عز الدين بن حزة القلنسي عوضا عن ابن عمه شرف الدين فكره ذلك‬
‫وف اليوم الثامن والعشرين من ذي الجة أخب نائب السلطنة بوصول كتاب من الشيخ تقي الدين من البس الذي يقال له الب فأرسل ف طلبه فجيء به فقرئ على الناس فجعل يشكر‬
‫الشيخ ويثن عليه وعلى علمه وديانته وشجاعته وزهده وقال ما رأيت مثله وإذا هو كتاب مشتمل على ما هو عليه ف السجن من التوجه إل ال وأنه ل يقبل من أحد شيئا ل من النفقات‬
‫السلطانية ول من الكسوة ول من الدرارات ول غيها ول تدنس بشيء من ذلك‬
‫وف هذا الشهر يوم الميس السابع والعشرين منه طلب اخوا الشيخ تقي الدين شرف الدين وزين الدين من البس إل ملس نائب السلطان سلر وحضر ابن ملوف الالكي وطال بينهم‬
‫كلم كثي فظهر شرف الدين بالجة على القاضي الالكي بالنقل والدليل والعرفة وخطأه ف مواضع ادعى فيها دعاوي باطلة وكان الكلم ف مسألة العرش ومسألة الكلم وف مسألة النول‬
‫وف يوم المعة ثان عشرين ذي الجة وصل على البيد من مصر نصر الدين ممد بن الشيخ فخر الدين بن أخي قاضي القضاة البصراوي وزوج ابنته على السبة بدمشق عوضا عن جال‬
‫الدين يوسف العجمي وخلع عليه بطيلسان ولبس اللعة ودار با ف البلد ف مستهل سنة سبع وسبعمائة وف هذه السنة عمر ف حرم مكة بنحو مائة ألف وحج بالناس من الشام المي ركن‬
‫الدين بيبس الجنون ومن توف فيها من العيان القاضي تاج الدين‬
‫صال بن أحد بن حامد بن علي العدي الشافعي نائب الكم بدمشق ومفيد الناصرية كان ثقة دينا عدل مرضيا زاهدا حكم من سنة سبع وخسي وستمائة له فضائل وعلوم وكان حسن‬
‫الشكل واليئة توف ف ربيع الول عن ست وسبعي سنة ودفن بالسفح وناب ف الكم بعده نم الدين الدمشقي‬
‫الشيخ ضياء الدين الطوسي‬
‫أبو ممد عبدالعزيز بن ممد بن علي الشافعي مدرس النجيبية شارح الاوي ومتصر ابن الاجب كان شيخا فاضل بارعا وأعاد ف الناصرية أيضا توف يوم الربعاء بعد مرجعه من المام‬
‫تاسع عشر من جادي الول وصلى عليه يوم الميس ظاهر باب النصر وحضر نائب السلطنة وجاعة من المراء والعيان ودفن بالصوفية ودرس بعده بالدرسة باء الدين بن العجمي‬
‫الشيخ جال الدين إبراهيم بن ممد بن سعدالطيب‬
‫العروف بابن السوابلي والسوابل الطاسات كان معظما ببلد الشرق جدا كان تاجرا كبيا توف ف هذا الشهر الذكور‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪44‬‬

‫الشيخ الليل سيف الدين الرجيحي‬


‫ابن سابق بن هلل بن يونس شيخ اليونسية بقامهم صلى عليه سادس رجب بالامع ث أعيد إل داره الت سكنها داخل باب توما وتعرف بدار أمي الدولة فدفن با وحضر جنازته خلق كثي‬
‫من العيان والقضاة والمراء وكانت له حرمة كبية عند الدولة وعند طائفته وكان ضخم الامة جدا ملوق الشعر وخلف أموال وأولدا‬
‫المي فارس الدين الروادي‬
‫توف ف العشر الخي من رمضان وكان قد رأى النب قبل وفاته بأيام وهو يقول له أنت مغفور لك او نو هذا وهو من أمراء حسام الدين لجي‬
‫الشيخ العابد خطيب دمشق شس الدين‬
‫شس الدين ممد بن الشيخ أحد بن عثمان اللطي إمام الكلسة كان شيخا حسنا بى النظر كثي العبادة عليه سكون ووقار باشر إمامة الكلسة قريبا من أربعي سنة ث طلب إل أن يكون‬
‫خطيبا بدمشق بالامع من غي سؤال منه ول طلب فباشرها ستة أشهر ونصف أحسن مباشرة وكان حسن الصوت طيب النغمة عارفا بصناعة الوسيقا مع ديانة وعبادة وقد سع الديث توف‬
‫فجأة بدار الطابة يوم الربعاء ثامن شوال عن ثنتي وستي سنة وصلى عليه بالامع وقد امتل بالناس ث صلى عليه بسوق اليل وحضر نائب السلطنة والمراء والعامة وقد غلقت السواق‬
‫ث حل إل سفح قاسيون رحه ال‬
‫ث دخلت سنة سبع وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها والشيخ تقي الدين بن تيمية معتقل ف قلعة البل بصر وف أوائل الحرم أظهر السلطان اللك الناصر الغضب على المي ابن سلر والاشنكي‬
‫وامتنع من العلمة وأغلق القلعة وتصن فيها ولزم الميان بيوتما واجتمع عليهما جاعة من المراء وحوصرت القعلة وجرت خبطة عظيمة وغلقت السواق ث راسلوا السلطان فتأطدت‬
‫المور وسكنت الشرور على دخن وتنافر قلوب وقوى الميان أكثر ما كانا قبل ذلك وركب السلطان ووقع الصلح على دخن وف الحرم وقعت الرب بي التتر وبي أهل كيلن وذلك‬
‫أن ملك التتر طلب منهم أن يعلوا ف بلدهم طريقا إل عسكره فامتنعوا من ذلك فأرسل ملك التتر خربندا جيشا كثيفا ستي ألفا من القاتلة أربعي ألفا مع قطلوشاه وعشرن ألفا مع جوبان‬
‫فأمهلهم أهل كيلن حت توسطوا بلدهم ث ارسلوا عليهم خليجا من البحر ورموهم بالنفط فغرق كثي منهم واحترق آخرون وقتلوا بأيديهم طائفة كثية فلم يفلت منهم إل القليل وكان‬
‫فيمن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪45‬‬


‫قتل امي التتر الكبي قطلوشاه فاشتد غضب خربندا على أهل كيلن ولكنه فرح بقتل قطلوشاه فإنه كان يريد قتل خربندا فكفى امره عنهم ث قتل بعده بولي ث إن ملك التتر ارسل الشيخ‬
‫براق الذي قدم الشام فيما تقدم إل أهل كيلن يبلغهم عنه رسالة فقتلوه وأراحوا الناس منه وبلدهم من أحصن البلد وأطيبها ل تستطاع وهم أهل سنة وأكثرهم حنابلة ل يستطيع مبتدع‬
‫أن يسكن بي أظهرهم‬
‫وف يوم المعة رابع عشر صفر اجتمع قاضي القضاة بدر الدين بن جاعة بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ف دار الوحدي من قلعة البل وطال بينهما الكلم ث تفرقا قبل الصلة والشيخ تقي‬
‫الدين مصمم على عدم الروج من السجن فلما كان يوم المعة الثالث والعشرين من ربيع الول جاء المي حسام الدين مهنا بن عيسى ملك العرب إل السجن بنفسه وأقسم على الشيخ‬
‫تقي الدين ليخرجن اليه فلما خرج اقسم عليه ليأتي معه إل دار سلر فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلر وجرت بينهم بوث كثية ث فرقت بينهم الصلة ث اجتمعوا إل الغرب وبات‬
‫الشيخ تقي الدين عند سلر ث اجتمعوا يوم الحد برسوم السلطان جيع النهار ول يضر احد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثي أكثر من كل يوم منهم الفقيه نم الدين بن رفع‬
‫وعلء الدين التاجي وفخر الدين بن بنت أب سعد وعز الدين النمراوي وشس الدين بن عدنان وجاعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار بعضهم بالرض وبعضهم بغيه لعرفتهم با‬
‫ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والدلة وأن احدا من الاضرين ل يطيقه فقبل عذرهم نائب السلطنة ول يكلفهم الضور بعد أن رسم السلطان بضورهم أو بفصل الجلس على خي وبات‬
‫الشيخ عند نائب السلطنة وجاء المي حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إل دمشق فأشار سلر باقامة الشيخ بصر عنده ليى الناس فضله وعلمه وينتفع الناس به‬
‫ويشتغلوا عليه وكتب الشيخ كتابا إل الشام يتضمن ما وقع له من المور قال البزال وف شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين وكلموه ف ابن عرب وغيه إل الدولة‬
‫فردوا المر ف ذلك إل القاضي الشافعي فعقد له ملس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شيء لكنه قال ل يستغاث إل بال ل يستغاث بالنب استغاثة بعن العبارة ولكن‬
‫يتوسل به ويتشفع به إل ال فبعض الاضرين قال ليس عليه ف هذا شيء ورأى القاضي بدر الدين بن جاعة أن هذا فيه قلة أدب فحضرت رسالة ال القاضي أن يعمل معه ما تقتضيه الشريعة‬
‫فقال القاضي قد قلت له ما يقال لثله ث إن الدولة خيوه بي أشياء إما أن يسي إل دمشق او السكندرية بشروط أو البس فاختار البس فدخل عليه جاعة ف السفر إل دمشق ملتزما ما‬
‫شرط فأجاب أصحابه إل ما اختاروا جبا لواطرهم فركب خيل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪46‬‬

‫البيد ليلة الثامن عشر من شوال ث ارسلوا خلفه من الغد بريدا آخر فردوه وحضر عند قاضي القضاة ابن جاعة وعنده جاعة من الفقهاء فقال له بعضهم إن الدولة ما ترضى إل بالبس فقال‬
‫القاضي وفيه مصلحة له واستتاب شس الدين التونسي الالكي وأذن له ان يكم عليه بالبس فامتنع وقال ما ثبت عليه شيء فأذن لنور الدين الزواوي الالكي فتحي فلما رأى الشيخ توقفهم‬
‫ف حبسه قال انا امضي إل البس وأتبع ما تقتضيه الصلحة فقال نور الدين الزواوي يكون ف موضع يصلح لثله فقيل له الدولة ما ترضى إل بسمى البس فأرسل إل حبس القضاة ف الكان‬
‫الذي كان فيه تقي الدين ابن بنت العز حي سجن واذن له ان يكون عنده من يدمه كان ذلك كله بإشارة نصر النبجي لوجاهته ف الدولة فإنه كان قد استحوذ على عقل الاشنكي الذي‬
‫تسلطن فيما بعد وغيه من الدولة والسلطان مقهور معه واستمر الشيخ ف البس يستفت ويقصده الناس ويزورونه وتأتيه الفتاوي الشكلة الت ل يستطيعها الفقهاء من المراء وأعيان الناس‬
‫فيكتب عليها با يي العقول من الكتاب والسنة ث عقد للشيخ ملس بالصالية بعد ذلك كله ونزل الشيخ بالقاهرة بدار ابن شقي وأكب الناس على الجتماع به ليل ونارا وف سادس‬
‫رجب باشر الشيخ كمال الدين بن الزملكان نظر ديوان الارستان عوضا عن يوسف العجمي توف وكان متسبا بدمشق مدة فأخذها منه نم الدين بن البصراوي قبل هذا بستة أشهر وكان‬
‫العجمي موصوفا بالمانة وف ليلة النصف من شعبان أبطلت صلة ليلة النصف لكونا بدعة وصي الامع من الغوغاء والرعاع وحصل بذلك خي كثي ول المد والنة‬
‫وف رمضان قدم الصدر نم الدين البصراوي ومعه توقيع بنظر الزانة عوضا عن شس الدين الطيي مضافا إل ما بيده من السبة ووقع ف أواخر رمضان مطر قوي شديد وكان الناس لم‬
‫مدة ل يطروا فاستبشروا بذلك ورخصت السعار ول يكن الناس الروج إل الصلى من كثرة الطر فصلوا بالامع وحضر نائب السلطنة فصلى بالقصورة وخرج الحمل وأمي الج عامئذ‬
‫سيف الدين بلبان البدري التتري وفيها حج القاضي شرف الدين البارزي من حاة وف ذي الجة وقع حريق عظيم بالقرب من الظاهرية مبدؤه من الفرن تاهها الذي يقال له فرن العوتية ث‬
‫لطف ال وكف شرها وشررها‬
‫قلت وف هذه السنة كان قدومنا من بصرى إل دمشق بعد وفاة الوالد وكان أول ما سكنا بدرب سعور الذي يقال له درب ابن اب اليجاء بالصاغة العتيقة عند الطوريي ونسأل ال حسن‬
‫العاقبة والاتة آمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪47‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫المي ركن الدين بيبس‬
‫العجمي الصالي العروف بالالق كان رأس المدارية ف أيام اللك الصال نم الدين أيوب وامره اللك الظاهر كان من أكابر الدولة كثي الموال توف بالرملة لنه كان ف قسم اقطاعه ف‬
‫نصف جادي الول ونقل إل القدس فدفن به‬
‫الشيخ صال الحدي الرفاعي‬
‫شيخ الينبع كان التتر يكرمونه لا قدموا دمشق ولا جاء قطلوشاه نائب التتر نزل عنده وهو الذي قال للشيخ تقي الدين بن تيمية بالقصر نن ما ينفق حالنا إل عند التتر وأما عند الشرع فل‬
‫ث دخلت سنة ثان وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها والشيخ تقي الدين قد أخرج من البس والناس قد عكفوا عليه زيارة وتعلما وإستفتاء وغي ذلك وف مستهل ربيع الول أفرج عن المي نم‬
‫الدين خضر بن اللك الظاهر فأخرج من البج وسكن دار الفرم بالقاهرة ث كانت وفاته ف خامس رجب من هذه السنة وف أواخر جادي الول تول نظر ديوان ملك المراء زين الدين‬
‫الشريف ابن عدنان عوضا عن ابن الزملكان ث اضيف اليه نظر الامع أيضا عوضا عن ابن الطيي وتول نم الدين بن الدمشقي نظر اليتام عوضا عن نم الدين بن هلل وف رمضان عزل‬
‫الصاحب امي الدين الرفاقي عن نظر الدواوين بدمشق وسافر إل مصر وفيها عزل كمال الدين ابن الشريشي نفسه عن وكالة بيت الال وصمم على الستمرار على العزل وعرض عليه‬
‫العود فلم يقبل وحلت اليه اللعة لا خلع على الباشرين فلم يلبسها واستمر معزول ال يوم عاشوراء من السنة التية فجدد تقليده وخلع عليه ف الدولة الديدة‬
‫وفهيا خرج اللك الناصر ممد بن قلوون من الديار الصرية قاصدا الج وذلك ف السادس والعشرين من رمضان وخرج معه جاعة من المراء لتوديعه فردهم ولا اجتاز بالكرك عدل اليها‬
‫فنصب له السر فلما توسطه كسر به فسلم من كان أمامه وقفز به الفرس فسلم وسقط من كان وراءه وكانوا خسي فمات منهم أربعة وتشم أكثرهم ف الوادي الذي تت السر وبقي‬
‫نائب الكرك المي جال الدين آقوش خجل يتوهم أن يكون هذا يظنه السلطان عن قصد وكان قد عمل للسلطان ضيافة غرم عليها أربعة عشر ألفا فلم يقع الوقع لشتغال السلطان بم وما‬
‫جرى له ولصحابه ث خلع على النائب وأذن له ف النصراف إل مصر فاسفر واشتغل السلطان بتدبي الملكة ف الكرك وحدها كان يضر دار العدل ويباشر المور بنفسه وقدمت عليه‬
‫زوجته من مصر فذكرت له ما كانوا فيه من ضيق الال وقلة النفقات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪48‬‬

‫ذكر سلطنة اللك الظفر ركن الدين بيبس الاشنكي بشيخ النبجي عدو ابن تيمية لا استقر اللك النصار بالكرك وعزم على القامة با كتب كتابا إل الديار الصرية يتضمن عزل نفسه عن‬
‫الملكة فأثبت ذلك على القضاة بصر ث نفذ على قضاة الشام وبويع المي ركن الدين بيبس الاشنكي ف السلطنة ف الثالث والعشرين من شوال يوم السبت بعد العصر بدار المي سيف‬
‫الدين سلر اجتمع با اعيان الدولة من المراء وغيهم وبايعوه وخاطبوه باللك الظفر وركب إل القلعة ومشوا بي يديه وجلس على سرير اللكة بالقلعة ودقت البشائر وسارت البيدية‬
‫بذلك إل سائر البلدان وف مستهل ذي القعدة وصل المي عز الدين البغدادي ال دمشق فاجتمع بنائب السلطنة والقضاة والمراء والعيان بالقصر البلق فقرأ عليهم كتاب الناصر إل أهل‬
‫مصر وأنه قد نزل عن اللك وأعرض عنه فأثبته القضاة وامتنع النبلي من إثباته وقال ليس أحد يترك اللك متارا ولول أنه مضطهد ما تركه فعزل وأقيم غيه واستحلفهم للسلطان اللك‬
‫الظفر وكتبت العلمة على القلعة وألقابه على مال الملكة ودقت البشائر وزينت البلد ولا قرئ كتاب اللك الناصر على المراء بالقصر وفيه إن قد صحبت الناس عشر سني ث اخترت‬
‫القام بالكرك تباكى جاعة من المراء وبايعوا كالكرهي وتول مكان المي ركن الدين بيبس الاشنكي المي سيف الدين بن علي ومكان ترعكي سيف الدين بنخاص ومكان بنخاص المي‬
‫جال الدين آقوش الذي كان نائب الكرك وخطب للمظفر يوم المعة على النابر بدمشق وغيها وحضر نائب السلطنة الفرم والقضاة وجاءت اللع وتقليد نائب السلطنة ف تاسع عشر ذي‬
‫القعدة وقرأ تقليد النائب كاتب السر القاضي ميي الدين بن فضل ال بالقصر بضرة المراء وعليهم اللع كلهم وركب الظفر باللعة السوداء الليفية والعمامة الدورة والدولة بي يديه‬
‫عليهم اللع يوم السبت سابع ذي القعدة والصاحب ضياء الدين ! النسائي حامل تقليد السلطان من جهة الليفة ف كيس أطلس أسود وأوله إنه من سليمان وإنه بسم ال الرحن الرحيم‬
‫ويقال إنه خلع ف القاهرة قريب ألف خلعة ومائت خلعة وكان يوما مشهودا وفرح بنفسه أياما يسية وكذا شيخه النبجي ث أزال ال عنهما نعمته سريعا‬
‫وفيها خطب ابن جاعة بالقلعة وباشر الشيخ علء الدين القونوي تدريس الشريفية ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الصال عثمان اللبون‬
‫اصله من صعيد مصر فاقام مدة بقرية حلبون وغيها من تلك الناحية ومكث مدة ل يأكل البز واجتمع عليه جاعة من الريدين وتوف بقرية برارة ف أواخر الحرم ودفن با وحضر جنازته‬
‫نائب الشام والقضاة وجاعة من العيان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪49‬‬

‫الشيخ الصال‬
‫أبو السن علي بن ممد بن كثي الران النبلي إمام مسجد عطية ويعرف بابن القري روى الديث وكان فقيها بدارس النابلة ولد بران سنة أربع وثلثي وستمائة وتوف بدمشق ف العشر‬
‫الخي من رمضان ودفن بسفح قاسيون وتوف قبله الشيخ زين الدين الران بغزة وعمل عزاؤه بدمشق رحهما ال‬
‫السيد الشريف زين الدين‬
‫أبو علي السن بن ممد بن عدنان السين نقيب الشراف كان فاضل بارعا فصيحا متكلما يعرف طريقة العتزال ويباحث المامية ويناظر على ذلك بضرة القضاة وغيهم وقد باشر قبل‬
‫وفاته بقليل نظر الامع ونظر ديوان الفرم توف يوم الامس من ذي القعدة عن خس وخسي سنة ودفن بتربتهم بباب الصغي‬
‫الشيخ الليل ظهي الدين‬
‫أبو عبد ال ممد بن عبد ال بن أب الفضل بن منعة البغدادي شيخ الرم الشريف بكة بعد عمه عفيف الدين منصور بن منعة وقد سع الديث واقام ببغداد مدة طويلة ث سار إل مكة بعد‬
‫وفاة عمه فتول مشيخة الرم إل أن توف‬
‫ث دخلت سنة تسع وسبعمائة‬
‫استهلت وخليفة الوقت الستكفي أمي الؤمني ابن الاكم بأمر ال العباسي وسلطان البلد اللك الظفر ركن الدين بيبس الاشنكي ونائبه بصر المي سيف الدين سلر وبالشام آقوش‬
‫الفرم وقضاة مصر والشام هم الذكورون ف الت قبلها وف ليلة سلخ صفر توجه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من القاهرة إل السكندرية صحبة أمي مقدم فأدخله دار السلطان وأنزله ف برج‬
‫منها فسيح متسع ! الكناف فكان الناس يدخلون عليه ويتشغلون ف سائر العلوم ث كان بعد ذلك يضر المعات ويعمل الواعيد على عادته ف الامع وكان دخوله إل السكندرية يوم‬
‫الحد وبعد عشرة أيام وصل خبه إل دمشق فحصل عليه تأل وخافوا عليه غائلة الاشنكي وشيخه النبجي فتضاعف له الدعاء وذلك أنم ل يكنوا أحدا من أصحابه أن يرج معه إل‬
‫السكندرية فضاقت له الصدرو وذلك أنه تكن منه عدوه نصر النبجي وكان سبب عداوته له أن الشيخ تقي الدين كان ينال من الاشنكي ومن شيخه نصر النبجي ويقول زالت أيامه‬
‫وانتهت رياسته وقرب انقضاء أجله ويتكلم فيهما وف ابن عرب وأبتاعه فأرادوا أن يسيوه إل السكندرية كهيئة النفي لعل أحدا من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غيلة فما زاد ذلك الناس إل‬
‫مبة فيه وقربا منه وانتفاعا به واشتغل عليه وحنوا وكرامة له وجاء كتاب من أخيه يقول فيه إن الخ الكري قد نزل بالثغر الحروس على نية الرباط فإن اعداء ال قصدوا بذلك أمروا‬
‫يكيدونه با ويكيدون السلم وأهله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪50‬‬

‫وكانت تلك كرامة ف حقنا وظنوا أن ذلك يؤدي إل هلك الشيخ فانقلبت عليهم مقاصدهم البيثة وانعكست من كل الوجوه وأصبحوا وأمسوا ومازالوا عند ال وعند الناس العارفي سود‬
‫الوجوه يتقطعون حسرات وندما على ما فعلوا وانقلب أهل الثغر اجعي إل الخ مقبلي عليه مكرمي له وف كل وقت ينشر من كتاب ال وسنة رسوله ما تقربه أعي الؤمني وذلك شجى ف‬
‫حلوق العداء واتفق انه وجد بالسكندرية إبليس قد باض فيها وفرخ وأضل با فرق السبعينية والعربية فمزق ال بقدومه عليهم شلهم وشتت جوعهم شذر مذر وهتك أستارهم وفضحهم‬
‫واستتاب جاعة كثية منهم وتوب رئيسا من رؤسائهم واستقر عند عامة الؤمني وخواصهم من أمي وقاض وفقيه ومفت وشيخ وجاعة الجتهدين إل من شذ من الغمار الهال مع الذلة‬
‫والصغار مبة الشيخ وتعظيمه وقوبل كلمه والرجوع إل أمره ونيه فعلت كلمة ال با على أعداء ال ورسوله ولعنوا سرا وجهرا وباطنا وظاهرا ف مامع الناس بأسائهم الاصة بم وصار‬
‫ذلك عند نصر النبجي القيم القعد ونزل به من الوف والذل مال يعب عنه وذكر كلما كثيا‬
‫والقصود أن الشيخ تقي الدين أقام بثغر السكندرية ثانية اشهر مقيما ببج متسع مليح نظيف له شبا كان أحدها إل جهة البحر والخر إل جهة الدينة وكان يدخل عليه من شاء ويتردد‬
‫إليه الكابر والعيان والفقهاء ويقرؤن عليه وستفيدون منه وهو ف أطيب عيش وأشرح صدر وف آخر ربيع الول عزل الشيخ كمال الدين بن الزملكان عن نظر الارستان بسبب انتمائه إل‬
‫ابن تيمية باشارة النبجي وباشره شس الدين عبدا لقادر بن الطيي وف يوم الثلثاء ثالث ربيع الخر ول قضاء النابلة بصر الشيخ المام الافظ سعد الدين أبو ممود مسعود بن أحد ابن‬
‫مسعود بن زين الدين الارثي شيخ الديث بصر بعد وفاة القاضي شرف الدين أب ممد عبدالغن بن يي بن ممد بن عبد ال بن نصر بن أب بكر الران وف جادي الول برزت الراسيم‬
‫السلطانية الظفرية إل البلد السواحلية بإبطال المور وتريب الانات ونفى اهلها ففعل ذلك وفرح السلمون بذلك فرحا شديدا وف مستهل جادى الخرة وصل بريد بتولية قضاء النابلة‬
‫بدمشق للشيخ شهاب الدين أحد بن شريف الدين حسن بن الافظ جال الدين أب موسى عبد ال بن الافظ عبد الغن القدسي عوضا عن التقى سليمان بن حزة بسبب تكلمه ف نزول‬
‫اللك الناصر عن اللك وإنه إنا نزل عنه مضطهدا بذلك ليس بختار وقد صدق فيما قال وف عشرين جادي الخرة وصل البيد بولية شد الدواوين للمي سيف الدين بكتمر الاجب‬
‫عوضا عن الرستمي فلم يقبل وبنظر الزانة للمي عز الدين احد بن زين الدين ممد بن أحد بن ممود العروف بابن القلنسي فباشرها وعزل عنها البصراوي متسب البلد وف هذا الشهر‬
‫باشر قاضي القضاة ابن جاعة مشيخة سعيد السعداء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪51‬‬

‫بالقاهرة بطلب الصوفية له ورضوا منه بالضور عندهم ف المعة مرة واحدة وعزل عنها الشيخ كري الدين اليكي لنه عزل منها الشهود فثاروا عليه وكتبوا ف حقه ماضر بأشياء قادحة ف‬
‫الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظي ما كان يعامل به الناس ومن جلة ذلك قيامه على شيخ السلم ابن تيمية وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقلة ورعه فجعل ال له هذا الزي على‬
‫يدي أصحابه وأصدقائه جزاء وفاقا وف شهر رجب كثر الوف بدمشق وانتقل الناس من ظاهرها إل داخلها وسبب ذلك أن السلطان اللك الناصر ممد بن قلوون ركب من الكرك قاصدا‬
‫دمشق يطلب عوده إل اللك وقد ماله جاعة من المراء وكاتبوه ف الباطن وناصحوه وقفز اليه جاعة من أمراء الصريي وتدث الناس بسفر نائب دمشق الفرم إل القاهرة وأن يكون مع‬
‫الم الغفي فاضطرب الناس ول تفتح أبواب البلد إل ارتفاع النهار وتبطت المور فاجتمع القضاة وكثي من المراء بالقصر وجددوا البيعة للملك الظفر وف آخر نار السبت غلقت أبواب‬
‫البلد بعد العصر وازدحم الناس بباب النصر وحصل لم تعب عظيم وازدحم البلد بأهل القرى وكثر الناس بالبلد وجاء البيد بوصول اللك الناصر إل المان فانزعج نائب الشام لذلك‬
‫وأظهر أنه يريد قتاله ومنعه من دخول البلد وقفز اليه الميان ركن الدين بيبس الجنون وبيبس العلمي وركب اليه المي سيف الدين بكتمر حاجب الجاب يشي عليه بالرجوع ويبه‬
‫بأنه ل طاقة له بقتال الصريي ولقه المي سيف الدين بادرا يشي عليه بثل ذلك ث عاد إل دمشق يوم الثلثاء خامس رجب وأخب أن السلطان اللك الناصر قد عاد ال الكرك فسكن‬
‫الناس ورجع نائب السلطنة ال القصر وتراجع بعض الناس ال مساكنهم واستقروا با‬
‫صفة عود اللك الناصر‬
‫ممد بن اللك النصور قلوون ال اللك وزاول دولة الظفر الاشنكي بيبس وخذلنه وخذلن شيخه نصر النبجي التادي اللول‬
‫لا كان ثالث عشر شعبان جاء الب بقدوم اللك الناصر إل دمشق فساق اليه الميان سيف الدين قطلوبك والاج بادر إل الكرك وحضاه على الجيء اليها واضطرب نائب دمشق وركب‬
‫ف جاعة من اتباعه على الجن ف سادس عشر شعبان ومعه ابن صبح صاحب شقيف اربون وهيئت بدمشق ابة السلطنة والقامات اللئقة به والعصائب والكوسات وركب من الكرك ف‬
‫أبة عظيمة وأرسل المان أل الفرم ودعا له الؤذنون ف الأذنة ليلة الثني سابع عشر شعبان وصبح بالدعاء له والسرور بذكره ونودي ف الناس بالمان وأن يفتحوا دكاكينهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪52‬‬

‫ويامنوا ف أوطانم وشرع الناس ف الزينة ودقت البشائر ونام الناس ف السطحة ليلة الثلثاء ليتفرجوا على السلطان حي يدخل البلد وخرج القضاة والمراء والعيان لتلقيه‬
‫قال كاتبه ابن كثي وكنت فيمن شاهد دخوله يوم الثلثاء وسط النهار ف أبة عظيمة وبسط له من عند الصلى وعليه أبة اللك وبسطت الشقاق الرير تت أقدام فرسه كلما جاوز شقة‬
‫طويت من ورائه والد على رأسه والمراء السلحدارية عن يينه وشاله وبي يديه والناس يدعون له ويضجون بذلك ضجيجا عاليا وكان يوما مشهودا قال الشيخ علم الدين البزال وكان‬
‫على السلطان يومئذ عمامة بيضاء وكارثة حراء وكان الذي حل الغاشية على رأس السلطان الاج بادر وعليه خلعة معظمة مذهبة بفرو فاخم ولا وصل ال القلعة نصب له السر ونزل اليه‬
‫نائبها المي سيف الدين السنجري فقبل الرض بي يديه فأشار اليه إن الن ل أنزل ههنا وسار بفرسه إل جهة القصر البلق والمراء بي يديه فخطب له يوم المعة‬
‫وف بكرة يوم السبت الثان والعشرين من الشهر وصل المي جال الدين آقوش الفرم نائب دمشق مطيعا للسلطان فقبل الرض بي يديه فترجل له السلطان وأكرمه وأذن له ف مباشرة‬
‫النيابة على عادته وفرح الناس بطاعة الفرم له ووصل إليه أيضا المي سيف الدين قبجق نائب حاة والمي سيف الدين استدمر نائب طرابلس يوم الثني الرابع والعشرين من شعبان وخرج‬
‫الناس لتلقيهما وتلقاها السلطان كما تلقى الفرم وف هذا اليوم رسم السلطان بتقليد قضاء النابلة وعوده إل تقي الدين سليمان وهنأه الناس وجاء إل السلطان إل القصر فسلم عليه‬
‫ومضى إل الوزية فحكم با ثلثة أشهر وأقيمت المعة الثانية باليدان وحضر السلطان والقضاة إل جانبه وأكابر المراء والدولة وكثي من العامة وف هذا اليوم وصل إل اسلطان المي‬
‫قراسنقر النصوري نائب حلب وخرج دهليز السلطان يوم الميس رابع رمضان ومعه القضاة والقراء وقت العصر وأقيمت المعة خامس رمضان باليدان أيضا ث خرج السلطان من دمشق‬
‫يوم الثلثاء تاسع رمضان وف صحبته ابن صصرى وصدر الدين النفي قاضي العساكر والطيب جلل الدين والشيخ كمال الدين بن الزملكان والوقعون وديوان اليش وجيش الشام‬
‫بكماله قد اجتمعوا عليه من سائر مدنه واقاليمه بنوا به وأمرائه فلما انتهى السلطان إل غزة دخلها ف أبة عظيمة وتلقاه المي سيف الدين بادر هو وجاعة من أمراء الصريي فأخبوه أن‬
‫اللك الظفر قد خلع نفسه من الملكة ث تواتر قدوم المراء من مصر إل السلطان وأخبوه بذلك فطابت قلوب الشاميي واستبشروا بذلك ودقت البشائر وتأخر ميء البيد بصورة‬
‫الناصري‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪53‬‬

‫واتفق ف يوم هذا العيد أنه خرج نائب الطيب الشيخ تقي الدين الزري العروف بالقضاي ف ! السناجق إل الصلى على العادة واستناب ف البلد الشيخ مد الدين التونسي فلما وصلوا إل‬
‫الصلى وجدوا خطيب الصلى قد شرع ف الصلة فنصبت السناجق ف صحن الصلى وصلى بينهما تقي الدين القضاي ث خطب وكذلك فعل ابن حسان داخل الصلى فعقد فيه صلتان‬
‫وخطبتان يومئذ ول يتفق مثل هذا فيما نعلم‬
‫وكان دخول السلطان اللك الناصر إل قلعة البل آخر يوم عيد الفطر من هذه السنة ورسم لسلر أن يسافر إل الشوبك واستناب بصر المي سيف الدين بكتمر الوكندار الذي كان‬
‫نائب صفد وبالشام المي قراسنقر النصوري وذلك ف العشرين من شوال واستوزر الصاحب فخر الدين الليلي بعدها بيومي وباشر القاضي فخر الدين كاتب المالك نظر اليوش بصر‬
‫بعد باء الدين عبد ال بن أحد بن علي بن الظفر اللي توف ليلة المعة عاشر شوال وكان من صدور الصريي وأعيان الكبار وقد روى شيئا من الديث وصرف المي جال الدين آقوش‬
‫الفرم إل نيابة صرخد وقدم إل دمشق المي زين الدين كتبغا رأس نوبة المدارية شد الدواوين واستاذ دار الستادارية عوضا عن سيف الدين اقجبا وتغيت الدولة وانقلبت قلبة عظيمة‬
‫قال الشيخ علم الدين البزال ولا دخل السلطان إل مصر يوم عيد الفطر ل يكن له دأب إل طلب الشيخ تقي الدين بن تيمية من السكندرية معززا مكرما مبجل فوجه إليه ف ثان يوم من‬
‫شوال بعد وصوله بيوم أو يومي فقدم الشيخ تقي الدين على السلطان ف يوم ثامن الشهر وخرج مع الشيخ خلق من السكندرية يودعونه واجتمع بالسلطان يوم المعة فأكرمه وتلقاه ومشى‬
‫اليه ف ملس حفل فيه قضاة الصريي والشاميي وأصلح بينه وبينهم ونزل الشيخ إل القاهرة وسكن بالقرب من مشهد السي والناس يترددون اليه والمراء والند وكثي من الفقهاء‬
‫والقضاة منهم من يعتذر اليه ويتنصل ما وقع منه فقال انا حاللت كل من أذان‬
‫قلت وقد أخبن القاضي جال الدين بن القلنسي بتفاصيل هذا الجلس وما وقع فيه من تعظيمه وإكرامه ما حصل له من الشكر والدح من السلطان والاضرين من المراء وكذلك أخبن‬
‫بذلك قاضي القضاة منصور الدين النفي ولكن أخبار ابن القلنسي أكثر تفصيل وذلك أنه كان إذ ذاك قاضي العساكر وكلها كان حاضرا هذا الجلس ذكر ل أن السلطان لا قدم عليه‬
‫الشيخ تقي الدين بن تيمية نض قائما للشيخ أول ما رآه ومشى له إل طرف اليوان واعتنقا هناك هنيهة ث أخذ معه ساعة إل طبقة فيها شباك إل بستان فجلسا ساعة يتحدثان ث جاء ويد‬
‫الشيخ ف يد السلطان فجلس السلطان وعن يينه ابن جاعة قاضي مصر وعن يساره ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪54‬‬

‫الليلي الوزير وتته ابن صصرى ث صدر الدين علي النفي وجلس الشيخ تقي الدين بي يدي السلطان على طرف طراحته وتكلم الوزير ف إعادة أهل الذمة إل لب ‪ 2‬س العمائم البيض‬
‫بالعلئم وأنم قد التزموا للديوان بسبع مائة ألف ف كل سنة زيادة على الالية فسكت الناس وكان فيهم قضاة مصر والشام وكبار العلماء من أهل مصر والشام من جلتهم ابن الزملكان‬
‫قال ابن القلنسي وأنا ف ملس السلطان إل جنب ابن الزملكان فلم يتكلم أحد من العلماء ول من القضاة فقال لم السلطان ما تقولون يستفتيهم ف ذلك فلم يتكلم أحد فجثى الشيخ تقي‬
‫الدين على ركبتيه وتكلم مع السلطان ف ذلك بكلم غليظ ورد على الوزير ما قاله ردا عنيفا وجعل يرفع صوته والسلطان يتلفاه ويسكته بترفق وتؤدة وتوقي وبالغ الشيخ ف الكلم وقال‬
‫مال يستطيع أحد أن يقوم بثله ول بقريب منه وبالغ ف التشنيع على من يوافق ف ذلك وقال للسلطان حاشاك ان يكون أول ملس جلسته ف أبة اللك تنصر فيه أهل الذمة لجل حطام‬
‫الدنيا الفانية فاذكر نعمة ال عليك إذ رد ملكك إليك وكبت عدوك ونصرك على أعدائك فذكر أن الاشنكي هو الذي جدد عليهم ذلك فقال والذي فعله الاشنكي كان من مراسيمك‬
‫لنه إنا كان نائبا لك فأعجب السلطان ذلك واستمر بم على ذلك وجرت فصول يطول ذكرها وقد كان السلطان أعلم بالشيخ من جيع الاضرين ودينه وزينته وقيامه بالق وشجاعته‬
‫وسعت الشيخ تقي الدين يذكر ما كان بينه وبي السلطان من الكلم لا انفردا ف ذلك الشباك الذي جلسا فيه وأن السلطان استفت الشيخ ف قتل بعض القضاة بسبب ما كانوا تكلموا فيه‬
‫وأخرج له فتاوى بعضهم بعزله من اللك ومبايعة الاشنكي وأنم قاموا عليك وآذوك أنت أيضا وأخذ يثه بذلك على أن يفتيه ف قتل بعضهم وإنا كان حنقه عليهم بسبب ما كانوا سعوا فيه‬
‫من عزله ومبايعة الاشنكي ففهم الشيخ مراد السلطان فأخذ ف تعظيم القضاة والعلماء وينكر أن ينال أحدا منهم بسوء وقال له إذا قتلت هؤلء ل تد بعدهم مثلهم فقال له إنم قد آذوك‬
‫وأرادوا قتلك مرارا فقال الشيخ من آذان فهو ف حل ومن آذى ال ورسوله فال ينتقم منه وأنا لأنتصر لنفسي وما زال به حت حلم عنهم السلطان وصفح‬
‫قال وكان قاضي الالكية ابن ملوف يقول ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا ث إن الشيخ بعد اجتماعه بالسلطان نزل إل القاهرة وعاد إل‬
‫بث العلم ونشره وأقبلت اللق عليه ورحلوا اليه يشتغلون عليه ويستفتونه وييبهم بالكتابة والقول وجاء الفقهاء يعتذرون ما وقع منهم ف حقه فقال قد جعلت الكل ف حل وبعث الشيخ‬
‫كتابا إل أهله يذكر ما هو فيه من نعم ال وخيه الكثي ويطلب منهم جلة من كتب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪55‬‬

‫العلم الت له ويستعينوا على ذلك بمال الدين الزي فإنه يدري كيف يستخرج له ما يريده من الكتب الت أشار اليها وقال ف هذا الكتاب والق كل ماله ف علو وإزدياد وانتصار والباطل‬
‫ف انفاض وسفول واضحلل وقد أذل ال رقاب الصوم وطلب أكابرهم من السلم من يطول وصفه وقد اشترطنا عليهم من الشروط ما فيه عز السلم والسنة وما فيه قمع الباطل والبدعة‬
‫وقد دخلوا تت ذلك كله وامتنعنا من قبول ذلك منهم حت يظهر ال الفعل فلم نثق لم بقول ول عهد ول نبهم إل مطلوبم حت يصي الشروط معمول والذكور مفعول ويظهر من عز‬
‫السلم والسنة للخاصة والعامة ما يكون من السنات الت تحو سيئاتم وذكر كلما طويل يتضمن ما جرى له مع السلطان ف قمع اليهود والنصارى وذلم وتركهم على ما هم عليه من‬
‫الذلة والصغار وال سبحانه أعلم‬
‫وف شوال أمسك السلطان جاعة من المراء قريبا من عشرين أميا وف سادس عشر شوال وقع بي أهل حوران من قيس وين فقتل منهم مقتلة عظيمة جدا قتل من الفريقي نو من ألف‬
‫نفس بالقرب من السوداء وهم يسمونا السويداء ووقعة السويداء وكانت الكسرة على ين فهربوا من قيس حت دخل كثي منهم إل دمشق ف أسوأ حال وأضعفه وهربت قيس خوفا من‬
‫الدولة وبقيت القرى خالية والزروع سائبة فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫وف يوم الربعاء سادس القعدة قدم المي سيف الدين قبجق النصوري نائبا على حلب فنل القصر ومعه جاعة من أمراء الصريي ث سافر إل حلب بن معه من المراء والجناد واجتاز‬
‫المي سيف الدين بادر بدمشق ذاهبا إل طرابلس نائبا والفتوحات السواحلية عوضا عن المي سيف الدين استدمر ووصل جاعة من كان قدسا فر مع السلطان إل مصر ف ذي القعدة منهم‬
‫قاضي قضاة النفية صدر الدين وميي الدين بن فضل ال وغيها فقمت وجلست يوما إل القاضي صدر الدين النفي بعد ميئة من مصر فقال ل أتب ابن تيمية قلت نعم فقال ل وهو‬
‫يضحك وال لقد أحببت شيئا مليحا وذكر ل قريبا ما ذكر ابن القلنسي لكن سياق ابن القلنسي أت‬
‫مقتل الاشنكيي‬
‫كان قد فر البيث ف جاعة من أصحابه فلما خرج المي سيف الدين قراسنقر النصوري من مصر متوجها إل نيابة الشام عوضا من الفرم فلما كان بغزة ف سابع ذي القعدة ضرب حلقة‬
‫لجل الصيد فوقع ف وسطبا ! الاشنكي ف ثلثائة من أصحابه فأحيط بم وتفرق عنه أصحابه فأمسكوه ورجع معه قراسنقر وسيف الدين بادر على الجن فلما كان بالطارة تلقاهم‬
‫استدمر فتسلمن منهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪56‬‬

‫ورجعا إل عسكرهم ودخل به استدمر على السلطان فعاتبه ولمه وكان آخر العهد به قتل ودفن بالقرافة ول ينفعه شيخه النبجي ول أمواله بل قتل شر قتلة ودخل قراسنقر دمشق يوم الثني‬
‫الامس والعشرين من ذي القعدة فنل بالقصر وكان ف صحبته ابن صصرى وابن الزملكان وابن القلنسي وعلء الدين بن غان وخلق من المراء الصريي والشاميي وكان الطيب جلل‬
‫الدين القزوين قد وصل قبلهم يوم الميس الثان والعشرين من الشهر وخطب يوم المعة على عادته فلما كان يوم المعة الخرى وهو التاسع والعشرون من الشهر خطب بامع دمشق‬
‫القاضي بدر الدين ممد بن عثمان بن يوسف بن حداد النبلي عن إذن نائب السلطنة وقرئ تقليده على النب بعد الصلة بضرة القضاة والكابر والعيان وخلع عليه عقيب ذلك خلعة‬
‫سنية واستمر يباشر المامة والطابة اثني واربعي يوما ث أعيد الطيب جلل الدين برسوم سلطان وباشر يوم الميس ثان عشر الحرم من السنة التية‬
‫وف ذي الجة درس كمال الدين بن الشيازي بالدرسة الشامية البانية انتزعها من يد الشيخ كمال الدين بن الزملكان وذلك أن استدمر ساعده على ذلك وفيها أظهر ملك التتر خربندا‬
‫الرفض ف بلده وأمر الطباء أول أن ل يذكروا ف خطبتهم إل على بن أب طالب رضي ال عنه وأهل بيته ولا وصل خطيب بلد الزج إل هذا الوضع من خطبته بكى بكاءا شديدا وبكى‬
‫الناس معه ونزل ول يتمكن من إتام الطبة فأقيم من أتها عنه وصلى بالناس وظهر على الناس بتلك البلد من أهل السنة أهله البدعة فإنا ل وإنا اليه راجعون ول يج فيها أحد من أهل الشام‬
‫بسبب تبيط الدولة وكثرة الختلف ومن توف فيها من العيان‬
‫الطيب ناصر الدين أبو الدى‬
‫أحد بن الطيب بدر الدين يي بن الشيخ عز الدين بن عبدالسلم خطيب العقيبة بداره با وقد باشر نظر الامع الموي وغي ذلك توف يوم الربعاء النصف من الحرم وصلى عليه بامع‬
‫العقيبة ودفن عند والده بباب الصغي وقد روى الديث وباشر الطابة بعد والده بدر الدين وحضر عنده نائب السلطنة والقضاة والعيان‬
‫قاضي النابلة بصر‬
‫شرف الدين أبو ممد عبد الغن بن يي بن ممد بن عبد ال بن نصر بن أب بكر الران ولد بران سنة خس وأربعي وستمائة وسع الديث وقدم مصر فباشر نظر الزانة وتدريس الصالية‬
‫ث أضيف إليه القضاء وكان مشكور السية كثي الكارم توف ليلة المعة رابع عشر ربيع الول دفن بالقرافة وول بعده سعدالدين الارثي كما تقدم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪57‬‬

‫الشيخ نم الدين‬
‫أيوب بن سليمان بن مظفر الصري العروف بؤذن النجيب كان رئيس الؤذني بامع دمشق ونقيب الطباء وكان حسن الشكل رفيع الصوت واستمر بذلك نوا من خسي سنة إل أن توف‬
‫ف مستهل جادي الول وف هذا الشهر توف‬
‫المي شس الدين سنقر العسر النصوري‬
‫تول الوزارة بصر مع شد الدواوين معا وباشر شد الدواوين بالشام مرات وله دار وبستان بدمشق مشهوران به وكان فيه نضة وله هة عالية وأموال كثية توف بصر‬
‫المي جال الدين آقوش بن عبد ال الرسيمي‬
‫شاد الدواوين بدمشق وكان قبل ذلك وال الولة بالهة القبلية بعد الشريفي وكانت له سطوة توف يوم الحد تاسع عشر جادي الول ودفن ضحوة بالقبة الت بناها تاه قبة الشيخ رسلن‬
‫وكان فيه كفياة وخبة وباشر بعده شد الدواوين أقبجا وف شعبان أو ف رجب توف‬
‫التاج ابن سعيد الدولة‬
‫وكان مسلمانيا وكان سفي الدولة وكانت له مكانة عند الاشنكي بسبب صحبته لنصر النبجي شيخ الاشنكي وقد عرضت عليه الوزارة فلم يقبل ولا توف تول وظيفته ابن اخته كري الدين‬
‫الكبي‬
‫الشيخ شهاب الدين‬
‫أحد بن ممد بن أب الكرم بن نصر الصبهان رئيس الؤذني بالامع الموي ولد سنة اثنتي وستمائة وسع الديث وباشر وظيفة الذان من سنة خس وأربعي إل أن توف ليلة الثلثاء خامس‬
‫ذي القعدة وكان رجل جيدا وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة عشر وسبعمائة‬
‫استهلت وخليفة لوقت الستكفي بال أبو الربيع سليمان العباسي وسلطان البلد اللك الناصر ممد بن النصور قلوون والشيخ تقي الدين بن تيمية مقيم بصر معظما مكرما ونائب مصر‬
‫المي سيف الدين بكتمر أميخزندار وقضاته هم الذكورون ف الت قبلها سوى النبلي فإنه سعدالدين الارثي والوزير بصر فخر الدين الليلي وناظر اليوش فخر الدين كاتب الماليك‬
‫ونائب الشام قراسنقر النصوري وقضاة دمشق هم هم ونائب حلب قبجق ونائب طرابلس الاج بادر والفرم بصرخد‬
‫وف مرم منها باشر الشيخ أمي الدين سال بن أب الدرين وكيل بيت الال إمام مسجد هشام تدريس الشامية الوانية والشيخ صدر الدين سليمان بن موسى الكردي تدريس العذراوية كلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪58‬‬

‫انتزعها من ابن الوكيل بسبب إقامته بصر وكان قد وفد إل الظفر فألزمه رواتب لنتمائه إل النبجي ث عاد بتوقيع سلطان إل مدرستيه فأقام بما شهرا أو سبعة وعشرين يوما ث استعدادها‬
‫منه ورجعنا إل الدرسي الولي المي سال والصدر الكردي ورجع الطيب جلل الدين إل الطابة ف سابع عشر الحرم وعزل عنها البدر بن الداد وباشر الصاحب شس الدين نظر‬
‫الامع والسرى والوقاف قاطبة يوم الثني ث خلع عليه وأضيف إليه شرف الدين بن صصرى ف نظر الامع وكان ناظره مستقل به قبلهما وف يوم عاشوراء قدم استدمر إل دمشق متوليا‬
‫نيابة حاة وسافر إليها بعد سبعة أيام‬
‫وف الحرم باشر بدر الدين بن الداد نظر الارستان عوضا عن شس الدين بن الطيي ووقعت منازعة بي صدر الدين بن الرحل وبي الصدر سليمان الكردي بسبب العذراوية وكتبوا إل‬
‫الوكيل مضرا يتضمن من القبائح والفضائح والكفريات على ابن الوكيل فبادر ابن الوكيل إل القاضي تقي الدين سليمان النبلي فحكم باسلمه وحقن دمه وحكم باسقاط التعزير عنه‬
‫والكم بعدالته واستحقاقه إل الناصب وكانت هذه هفوة من النبلي ولكن خرجت عنه الدرستان العذراوية لسليمان الكردي والشامية الوانية للمي سال ول يبق معه سوى دار الديث‬
‫الشرفية وف ليلة الثني السابع من صفر وصل النجم ممد بن عثمان البصراوي من مصر متوليا الوزارة بالشام ومعه توقيع بالسبة لخيه فخر الدين سليمان فباشرا النصبي بالامع ونزل‬
‫بدرب سفون الذي يقال له درب ابن اب اليجاء ث انتقل الوزير إل دار العسر عند باب البيد واستمر نظر الزانة لعز الدين احد بن القلنسي أخي الشيخ جلل الدين‬
‫وف مستهل ربيع الول باشر القاضي جال الدين الزرعي قضاء القضاة بصر عوضا عن ابن جاعة وكان قد أخذ منه قبل ذلك ف ذي الجة مشيخة الشيوخ واعيدت ال الكري اليكي‬
‫وأخذت منه الطابة أيضا وجاء البيد إل الشام بطلب القاضي شس الدين بن الريري لقضاء الديار الصرية فسار ف العشرين من ربيع الول وخرج معه جاعة لتوديعه فلما قدم على‬
‫السلطان أكرمه وعظمه ووله قضاء النفية وتدريس الناصرية والصالية وجامع الاكم وعزل عن ذلك القاضي شس الدين السروجي فمكث أياما ث مات‬
‫وف نصف هذا الشهر مسك من دمشق سبعة أمراء ومن القاهرة أربعة عشر أميا وف ربيع الخر اهتم السلطان بطلب المي سيف الدين سلر فحضر هو بنفسه إليه فعاتبه ث استخلص منه‬
‫أمواله وحواصله ف مدة شهر ث قتل بعد ذلك فوجد معه من الموال واليوان والملك والسلحة والماليك والبغال والمي أيضا والرباع شيئا كثيا وأما الواهر والذهب والفضة فشيء‬
‫ل يد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪59‬‬

‫ول يوصف ف كثرته وحاصل المر أنه قد استأثر لنفسه طائفة كبية من بيت الال وأموال السلمي تري إليه ويقال إنه كان مع ذلك كثي العطاء كريا مببا إل الدولة والرعية وال أعلم‬
‫وقد باشر نيابة السلطنة بصر من سنة ثان وتسعي إل أن قتل يوم الربعاء رابع عشرين هذا الشهر ودفن بتربته ليلة الميس بالقرافة سامه ال وف ربيع الخر درس القاضي شس الدين بن‬
‫العز النفي بالظاهرية عوضا عن شس الدين الريري وحضر عنده خاله الصدر علي قاضي قضاة النفية وبقية القضاة والعيان وف هذا الشهر كان المي سيف الدين استدمر قد قدم‬
‫دمشق لبعض أشغاله وكان له حنو على الشيخ صدر الدين بن الوكيل فاستنجز له مرسوما بنظر دار الديث وتدريس العذراوية فلم يباشر ذلك حت سافر استدمر فاتفق انه وقعت له بعد‬
‫يومي كائنة بدار ابن درباس الصالية وذكر أنه وجد عنده شيء من النكرات واجتمع عليه جاعة من أهل الصالية مع النابلة وغيهم وبلغ ذلك نائب السلطنة فكاتب فيه فورد الواب‬
‫بعزله عن الناصب الدينية فخرجت عنه دار الديث الشرفية وبقي بدمشق وليس بيده وظيفة لذلك فلما كان ف آخر رمضان سافر إل حلب فقرر له نائبها استدمر شيئا على الامع ث وله‬
‫تدريسا هناك وأحسن إليه وكان المي استدمر قد انتقل إل نيابة حلب ف جادي الخرة عوضا عن سيف الدين قبجق توف وباشر ملكة حاة بعده المي عماد الدين اساعيل بن الفضل علي‬
‫بن ممود بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وانتقل جال الدين آقوش الفرم من صرخد إل نيابة طرابلس عوضا عن الاج بادر وف يوم الميس سادس عشر شعبان باشر الشيخ‬
‫كمال الدين ابن الزملكان مشيخة دار الديث الشرفية عوضا عن ابن الوكيل وأخذ ف التفسر والديث والفقه فذكر من ذلك دروسا حسنة ث ل يستمر با سوى خسة عشر يوما حت‬
‫انتزعها منه كمال الدين ابن الشريشي فباشرها يوم الحد ثالث شهر رمضان وف شعبان رسم قراسنقر نائب الشام بتوسعة القصورة فأخرت سدة الؤذني إل الركني الؤخرين تت قبة‬
‫النسر ومنعت النائز من دخول الامع أياما ث أذن ف دخولم‬
‫وف خامس رمضان قدم فخر الدين إياس الذي كان نائبا ف قلعة الروم إل دمشق شاد الدواوين عوضا عن زين الدين كتبغا النصوري وف شوال باشر الشيخ علء الدين علي بن إساعيل‬
‫القونوي مشخية الشيوخ بالديار الصرية عوضا عن الشيخ كري الدين عبدالكري بن السي اليكي توف وكان له ترير وهة وخلع على القونوي خلعة سنية وحضر سعيد السعداء با وف‬
‫يوم الميس ثالث ذي القعدة خلع على الصاحب عز الدين القلنسي خلعة الوزارء بالشام عوضا عن النجم البصراوي بكم إقطاعه إمرة عشرة وإعراضه عن الوزارة وف يوم الربعاء سادس‬
‫عشر ذي القعدة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪60‬‬

‫عاد الشيخ كمال الدين بن الزملكان إل تدريس الشامية البانية وف هذا اليوم لبس تقي الدين ابن الصاحب شس الدين بن السلعوس خلعة النظر على الامع الموي ومسك المي سيف‬
‫الدين استدمر نائب حلب ف ثان ذي الجة ودخل إل مصر وكذلك مسك نائب البية سيف الدين ضرغام بعده بليال ومن توف فيها من العيان‬
‫قاضي القضاة شس الدين أبو العباس‬
‫أحد بن إبراهيم بن عبد الغن السروجي النفي شارح الداية كان بارعا ف علوم شت وول الكم بصر مدة وعزل قبل موته بأيام توف يوم الميس ثان عشر ربيع الخر ودفن بقرب‬
‫الشافعي وله اعتراضات على الشيخ تقي الدين بن تيمية ف علم الكلم أضحك فيها على نفسه وقد رد عليه الشيخ تقي الدين ف ملدات وأبطل حجته وفيها توف سلر مقتول كما تقدم‬
‫الصاحب امي الدولة‬
‫أبو بكر بن الوجيه عبدالعظيم بن يوسف العروف بابن الرقاقي والاج بادر نائب طرابلس مات با والمي سيف الدين قبجق نائب حلب مات با ودفن بتربته بماه ثان جادي الخرة وكان‬
‫شهما شجاعا وقد ول نيابة دمشق ف أيام لجي ث قفز إل التتر خوفا من لجي ث جاء مع التتر وكان على يديه فرج السلمي كما ذكرنا عام قازان ث تنقلت به الحوال إل أن مات بلب‬
‫ث وليها بعده استدمر ومات أيضا ف آخر السنة وفيها توف‬
‫الشيخ كري الدين بن السي اليكي‬
‫شيخ الشيوخ بصر كان له صلة بالمراء وقد عزل مرة عن الشيخة بابن جاعة توف ليلة السبت سابع شوال بانقاه سعيد السعداء وتولها بعدة الشيخ علء الدين القونوي كما تقدم‬
‫الفقيه عز الدين عبد الليل‬
‫النمراوي الشافعي كان فاضل بارعا وقد صحب سلر نائب مصر وارتفع ف الدنيا بسببه‬
‫ابن الرفعة‬
‫هو المام العلمة نم الدين أحد بن ممد شارح التنبيه وله غي ذلك وكان فقيها فاضل وإماما ف علوم كثية رحهم ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكرورن ف الت قبلها غي الوزير بصر فإنه عزل وتول سيف الدين بكتمر وزيرا والنجم البصراوي عزل أيضا بعز الدين القلنسي وقد انتقل الفرم إل نيابة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪61‬‬

‫طرابلس باشارة ابن تيمية على السلطان بذلك ونائب حاة اللك الؤيد عماد الدين على قاعدة أسلفه وقد مات نائب حلب استدمر وهي شاغرة عن نائب فيها وأرغون الدوادار الناصري قد‬
‫وصل ال دمشق لتسفي قراسنقر منها ال حلب واحضار سيف الدين كراي ال نيابة دمشق وغالب العساكر بلب والعراب مدقة باطراف البلد فخرج قراسنقر النصوري من دمشق ف‬
‫ثالث الحرم ف جيع حواصله وحاشيته وأتباعه وخرج اليش لتوديعه وسار معه أرغون لتقريره بلب وجاء الرسوم ال نائب القلعة المي سيف الدين بادر السنجري أن يتكلم ف أمور‬
‫دمشق ال ان يأتيه نائب فحضر عنده الوزير والوقعون وباشر النيابة وقويت شوكته وقويت شوكة الوزير ال ان ول وليات عديدة منها لبن أخيه عماد الدين نظر السرار واستمر ف يده‬
‫وقدم نائب السلطنة سيف الدين كراي النصوري ال دمشق نائبا عليها وف يوم الميس الادي عشرين من الحرم خرج الناس لتلقيه وأوقدوا الشموع واعيدت مقصورة الطابة ال مكانا‬
‫رابع عشرين الحرم وانفرج الناس ولبس النجم البصراوي خلعة المرة يوم الميس ثالث عشر صفر على قاعدة الوزراء بالطرحة وركب مع القدمي الكبار وهو أمي عشرة باقطاع يضاهي‬
‫إقطاع كب الطبلخانات‬
‫وف يوم الربعاء سابع عشر ربيع الول جلس القضاة الربعة بالامع لنفاذ امر الشهود بسبب تزوير وقع من بعضهم فاطلع عليه نائب السلطنة فغضب وأمر بذلك فلم يكن منه كبي شيء‬
‫ول يتغي حال وف هذا اليوم ول الشريف نقيب الشراف أمي الدين جعفر بن ممد بن ميي الدين عدنان نظر الدواودين عوضا عن شهاب الدين الواسطي وأعيد تقي الدين بن الزكي ال‬
‫مشيخة الشيوخ وفيه ول ابن جاعة تدريس الناصرية بالقاهرة وضياء الدين النسائي تدريس الشافعي واليعاد العام بامع طولون ونظر الحباس ايضا وول الوزارة بصر أمي اللك أبو سعيد‬
‫عوضا عن سيف الدين بكتمر الاجب ف ربيع الخر وف هذا الشهر احتيط على الوزير عز الدين ابن القلنسي بدمشق ورسم عليه مدة شهرين وكان نائب السلطنة كثي النق عليه ث أفرج‬
‫عنه وأعيد بدر الدين بن جاعة ال الكم بديار مصر ف حادي عشر ربيع الخر مع تدريس دار الديث الكاملية وجامع طولون والصالية والناصرية وجعل له إقبال كثي من السلطان‬
‫واستقر جال الدين الزرعي على قضاء العسكر وتدريس جامع الاكم ورسم له أن يلس مع القضاة بي النفي والنبلي بدار العدل عند السلطان وف مستهل جادي الول اشهد القاضي‬
‫نم الدين الدمشقي نائب ابن صصرى على نفسه بالكم ببطلن البيع ف اللك الذي اشتراه ابن القلنسي من تركة النصوري ف الرمثا والثوجة والفصالية لكونه بدون ثن الثل ونفذه بقية‬
‫الكام وأحضر ابن القلنسي ال دار السعادة وادعى عليه بريع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪62‬‬

‫ذلك ورسم عليه با ث حكم قاضي القضاة تقي الدين النبلي بصحة هذا البيع وبنقض ما حكم به الدمشقي ث نفذ بقية الكام ما حكم به النبلي وف هذا الشهر قرر على أهل دمشق ألف‬
‫وخسمائة فارس لكل فارس خسمائة درهم وضربت على الملك والوقاف فتأل الناس من ذلك تألا عظيما وسعى إل الطيب جلل الدين فسعى إل القضاة واجتمع الناس بكرة يوم الثني‬
‫ثالث عشر الشهر واحتفلوا بالجتماع وأخرجوا معهم الصحف العثمان والثر النبوي والسناجق الليفية ووقفوا ف الوكب فلما رآهم كراي تغيظ عليهم وشتم القاضي والطيب وضرب‬
‫مد الدين التونسي ورسم عليهم ث أطلقهم بضمان وكفالة فتأل الناس من ذلك كثيا فلم يهله ال ال عشرة أيام فجاءه المر فجأت فعزل وحبس ففرح الناس بذلك فرحا شديدا ويقال إن‬
‫الشيخ تقي الدين بلغه ذلك الب عن أهل الشام فأخب السلطان بذلك فبعث من فوره فمسكه شر مسكة وصفة مسكه ان تقدم المي سيف الدين ارغون الدوادار فنل ف القصر فلما كان‬
‫يوم الميس الثالث والعشرين من جادي الول خلع على المي سيف الدين كراي خلعة سنية فلبسها وقبل العتبة وحضر الوكب ومد السماط فقيد بضرة المراء وحل على البيد ال‬
‫الكرك صحبة غرلو العادل وبيبس الجنون وخرج عز الدين القلنسي من الترسيم من دار السعادة فصلى ف الامع الظهر ث عاد ال داره وقد أوقدت له الشموع ودعا له الناس ث رجع ال‬
‫دار الديث الشرفية فجلس فيها نوا من عشرين يوما حت قدم المي جال الدين نائب الكرك‬
‫وف هذا الشهر مسك نائب صفت المي سيف الدين بكتمر أمي خزندار وعوض عنه بالكرك بيبس الدوادار النصوري ومسك نائب غزة وعوض عنه بالاول فاجتمع ف حبس الكرك‬
‫استدمر نائب حلب وبكتمر نائب مصر وكراي نائب دمشق وقطلوبك نائب صفت وقلطنمز نائب غزة وبنحاص وقدم جال الدين آقوش النصوري الذي كان نائب الكرك على نيابة دمشق‬
‫إليها ف يوم الربعاء رابع عشر ربيع الخر وتلقاه الناس وأشعلت له الشموع وف صحبته الطيى لتقريره ف النيابة وقد باشر نيابة الكرك من سنة تسعي وستمائة ال سنة تسع وسبعمائة وله‬
‫با آثار حسنة وخرج عز الدين بن القلنسي لتلقى النائب وقريء يوم المعة كتاب السلطان على السدة بضرة النائب والقضاة والعيان وفيه المر بالحسان ال الرعية وإطلق البواقي‬
‫الت كانت قد فرضت عليهم أيام كراي فكثرت الدعية للسلطان وفرح الناس وف يوم الثني التاسع عشر خلع على المي سيف الدين بادراص بنيابة صفت فقبل العتبة وسار إليها يوم‬
‫الثلثاء وفيه لبس الصدر بدر الدين بن أب الفوارس خلعة نظر الدواوين بدمشق مشاركا للشريف ابن عدنان وبعد ذلك بيومي قدم تلقليد عز الدين بن القلنسي وكالة السلطان على ما كان‬
‫عليه وأنه أعفى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪63‬‬

‫عن الوزارة لكراهته لذلك‬


‫وف رجب باشر ابن السلعوس نظر الوقاف عوضا عن شس الدين عدنان وف شعبان ركب نائب السلطنة بنفسه ال أبواب السجون فأطلق الحبوسي بنفسه فتضاعفت له الدعية ف‬
‫السواق وغيها وف هذا اليوم قدم الصاحب عز الدين بن القلنسي من مصر فاجتمع بالنائب وخلع عليه ومعه كتاب يتضمن احترامه وإكرامه واستمراره على وكالة السلطان ونظر الاص‬
‫والنكار لا ثبت عليه بدمشق وأن السلطان ل يعلم بذلك ول وكل فيه وكان الساعد له على ذلك كري الدين ناظر الاص السلطان والمي سيف الدين أرغون الدوادار وف شعبان منع ابن‬
‫صصرى الشهود والعقاد من جهته وامتنع غيهم أيضا وردهم الالكي وف رمضان جاء البيد بتولية زين الدين كتبغا النصوري حجوبية الجاب والمي بدر الدين ملتوبات القرمان شد‬
‫الدواوين عوضا عن طوغان وخلع عليهما معا وفيه ركب بادر السنجري نائب قلعة دمشق على البيد ال مصر وتولها سيف الدين بلبان البدري ث عاد السنجري ف آخر النهار على نيابة‬
‫البية فسار إليها وجاء الب بأنه قد احتيط على جاعة من قصاد السلمي ببغداد فقتل منهم ابن العقاب وابن البدر وخلص عبيدة وجاء سالا وخرج الحمل ف شوال وأمي الاج المي علء‬
‫الدين طيبغا أخوبا دراص‬
‫وف آخر ذي القعدة جاء الب بأن المي قراسنقر رجع من طريق الجاز بعد أن وصل ال بركة زيرا وأنه لق بهنا بن عيسى فاستجار به خائفا على نفسه ومعه جاعة من خواصه ث سار من‬
‫هناك ال التتر بعد ذلك كله وصحبه الفرم والزردكش وف العشرين من ذي القعدة وصل المي سيف الدين ارغون ف خسة آلف ال دمشق وتوجهوا إل ناحية حص وتلك النواحي وف‬
‫سابع ذي الجة وصل الشيخ كمال الدين بن الشريشي من مصر مستمرا عل وكالته ومع توقيع بقضاء العسكر الشامي وخلع عليه ف يوم عرفة وف هذا اليوم وصلت ثلثة آلف عليهم‬
‫سيف الدين ملى من الديار الصرية فتوجهوا وراء أصحابم ال البلد الشمالية وف آخر الشهر وصل شهاب الدين الكاشنغري من القاهرة ومعه توقيع بشيخة الشيوخ فنل ف الانقاه‬
‫وباشرها بضرة القضاة والعيان وانفصل ابن الزكي عنها وفيه باشر الصدر علء الدين بن تاج الدين بن الثي كتابة السر بصر وعزل عنها شرف الدين بن فضل ال ال كتابة السر بدمشق‬
‫عوضا عن أخيه ميي الدين واستمر ميي الدين على كتابة الدست بعلوم أيضا وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الرئيس بدر الدين‬
‫ممد بن رئيس الطباء أب إسحاق إبراهيم بن ممد بن طرخان النصاري من سللة سعد ابن معاذ السويدي من سويداء حوران سع الديث وبرع ف الطب توف ف ربيع الول‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪64‬‬

‫ببستانه بقرب الشبلية ودفن ف تربة له ف قبة فيها عن ستي سنة‬


‫الشيخ شعبان بن أب بكر بن عمر الربلي‬
‫شيخ اللبية بامع بن أمية كان صالا مباركا فيه خي كثي كان كثي العبادة وإياد الراحة للفقراء وكانت جنازته حافلة جدا صلى عليه بالامع بعد ظهر يوم السبت تاسع عشرين رجب‬
‫ودفن بالصوفية وله سبع وثانون سنة وروى شيئا من الديث وخرجت له مشيخة حضرها الكابر رحه ال‬
‫الشيخ ناصر الدين يي بن ابراهيم‬
‫ابن ممد بن عبد العزيز العثمان خادم الصحف العثمان نوا من ثلثي سنة وصلى عليه بعد المعة سابع رمضان ودفن بالصوفية وكان لنائب السلطنة الفرم فيه اعتقاد وصله منه افتقاد‬
‫وبلغ خسا وستي سنة‬
‫الشيخ الصال الليل القدوة‬
‫أبو عبد ال ممد بن الشيخ القدوة إبراهيم بن الشيخ عبد ال الموي توف ف العشرين من رمضان بسفح قاسيون وحضر المراء والقضاة والصدور جنازته وصلى عليه بالامع الظفري ث‬
‫دفن عند والده وغلق يومئذ سوق الصالية له وكانت له وجاهة عند الناس وشفاعة مقبولة وكان عنده فضيلة وفيه تودد وجع أجزاء ف أخبار جيدة وسع الديث وقارب السبعي رحه ال‬
‫ابن الوحيد الكاتب‬
‫هو الصدر شرف الدين أبو عبد ال ممد بن شريف بن يوسف الزرعي العروف بابن الوحيد كان موقعا بالقاهرة وله معرفة بالنشاء وبلغ الغاية ف الكتابة ف زمانه وانتفع الناس به وكان‬
‫فاضل مقداما شجاعا توف بالرستان النصوري بصر سادس عشر شوال‬
‫المي ناصر الدين‬
‫ممد بن عماد الدين حسن بن النسائي أحد أمراء الطبلخانات وهو حاكم البندق ول ذلك بعد سيف دين بلبان توف ف العشرين الخر من رمضان‬
‫التميمي الداري‬
‫توف يوم عيد الفطر ودفن بالقرافة الصغرى وقد ول الوزارة بصر وكان خبيا كافيا مات معزول وقد سع الديث وسع عليه بعض الطلبة‬
‫وف ذي القعدة جاء الب إل دمشق بوفاة المي الكبي استدمر وبنخاص ف السجن بقلعة الكرك‬
‫القاضي المام العلمة الافظ‬
‫سعد الدين مسعود الارثي النبلي الاكم بصر سع الديث وجع وخرج وصنف وكانت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪65‬‬

‫له يد طول ف هذه الصناعة والسانيد والتون وشرح قطعة من سنن أب داود فأجاد وافاد وحسن السناد رحه ال تعال وال أعلم‬
‫ث دخلت سنة اثنت عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وف خامس الحرم توجه المي عز الدين ازدمر الزردكاش وأميان معه إل الفرم وساروا بأجعهم حت لقوا بقراسنقر وهو عند مهنا وكاتبوا‬
‫السلطان وكانوا كالستجيين من الرمضاء بالنار وجاء البيد ف صفر بالحتياط على حواصل الفرم وقراسنقر والزردكاش وجيع ما يتعلق بم وقطع خبز مهنا وجعل مكانه ف المرة أخاه‬
‫ممدا وعادت العساكر صحبة أرغون من البلد الشمالية وقد حصل عند الناس من قراسنقر وأصحابه هم وغم وحزن وقدم سودي من مصر على نيابة حلب فاجتاز بدمشق فخرج الناس‬
‫واليش لتلقيه وحضر السماط وقرئ النشور بطلب جال الدين نائب دمشق ال مصر فركب من ساعته على البيد ال مصر وتكلم ف نيابته لغيبة لجي وطلب ف هذا اليوم قطب الدين‬
‫موسى شيخ السلمية ناظر اليش ال مصر فركب ف آخر النهار إليها فتول با نظر اليش عوضا عن فخر الدين الكاتب كاتب الماليك بكم عزله ومصادرته وأخذ أمواله الكثية منه ف‬
‫عاشر ربيع الول وف الادي عشر منه باشر الكم للحنابلة بصر القاضي تقي الدين أحد بن العز عمر بن عبد ال بن عمر بن عوض القدسي وهو ابن بنت الشيخ شس الدين بن العماد‬
‫أول قضاة النابلة وقدم المي سيف الدين نر على نيابة طرابلس عوضا عن الفرم بكم هربه إل التتر وف ربيع الخر مسك بيبس العلئي نائب حص وبيبس الجنون وطوغان وجاعة‬
‫آخرون من المراء ستة ف نار واحد وسيوا ال الكرك معتقلي با وفيه مسك نائب مصر المي ركن الدين بيبس الدوادار النصوري وول بعده ارغون الدوادار ومسك نائب الشام جال‬
‫الدين نائب الكرك وشس الدين سنقر الكمال حاجب الجاب بصر وخسة أمراء آخرون وحبسوا كلهم بقلعة الكرك ف برج هناك وفيه وقع حريق داخل باب السلمية احترق فيه دور‬
‫كثية منها دار ابن اب الفوارس ودار الشريف القبان‬
‫نيابة تنكز على الشام‬
‫ف يوم الميس العشرين من ربيع الخر دخل المي سيف الدين تنكز بن عبد ال الالكي الناصري نائبا على دمشق بعد مسك نائب الكرك ومعه جاعة من ماليك السلطان منهم الاج‬
‫ارقطاي على حيز بيبس العلئي وخرج الناس لتلقيه وفرحوا به كثيا ونزل بدار السعادة ووقع عند قدومه مصر فرح عظيم وكان ذلك اليوم يوم الرابع والعشرين من آب وحضر يوم‬
‫المعة الطبة بالقصورة وأشعلت له الشموع ف طريقه وجاء توقيع لبن صصرى باعادة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪66‬‬

‫قضاء العسكر إليه وأن ينظر الوقاف فل يشاركه احد ف الستنابة ف البلد الشامية على عادة من تقدمه من قضاة الشافعية وجاء مرسوم لشمس الدين اب طالب بن حيد بنظر اليش عوضا‬
‫عن ابن شيخ السلمية بكم إقامته بصر ث بعد أيام وصل الصدر معي الدين هبة ال بن خشيش ناظر اليش وجعل ابن حيد بوظيفة ابن البدر وسافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس‬
‫وتول ارغون نيابة مصر وعاد فخر الدين كاتب الماليك ال وظيفته مع استمرار قطب الدين بن شيخ السلمية مباشرا معه‬
‫وف هذا الشهر قام الشيخ ممد بن قوام ومعه جاعة من الصالي على ابن زهرة الغرب الذي كان يتكلم بالكلسة وكتبوا عليه مضرا يتضمن استهانته بالصحف وانه يتكلم ف أهل العلم‬
‫فأحضر إل دار العدل فاستسلم وحقن دمه وعزر تعزيرا بليغا عنيفا وطيف به ف البلد باطنه وظاهره وهو مكشوف الرأس ووجهه مقلوب وظهره مضروب ينادي عليه هذا جزاء من يتكلم ف‬
‫العلم بغي معرفة ث حبس وأطلق فهرب ال القاهرة ث عاد على البيد ف شعبان ورجع ال ما كان عليه وفيها قدم بادراص من نيابة صعد ال دمشق وهنأه الناس وفيها قدم كتاب من‬
‫السلطان ال دمشق ان ل يول أحد بال ول برشوة فإن ذلك يفضي إل ولية من ل يستحق الولية وإل ولية غي الهل فقرأه ابن الزملكان على السدة وبلغه عنه ابن حبيب الؤذن وكان‬
‫سبب ذلك الشيخ تقي الدين بن تيمية رحه ال‬
‫وف رجب وشعبان حصل للناس خوف بدمشق بسبب أن التتر قد تركوا للمجيء ال الشام فانزعج الناس من ذلك وخافوا وتول كثي منهم ال البلد وازدحوا ف البواب وذلك ف شهر‬
‫رمضان وكثرت الراجيف بأنم قد وصلوا ال الرحبة وكذلك جرى واشتهر بأن ذلك باشارة قراسنقر وذويه فال أعلم وف رمضان جاء كتاب السلطان ان من قتل ل ين أحد عليه بل يتبع‬
‫القاتل حت يقتص منه بكم الشرع الشريف فقرأه ابن الزملكان على السدة بضرة نائب السلطنة ابن تنكز وسببه ابن تيمية هو أمر بذلك وبالكتاب الول قبله وف أول رمضان وصل التتر‬
‫ال الرحبة فحاصروها عشرين يوما وقاتلهم نائبها المي بد الدين موسى الزدكشي خسة أيام قتال عظيما ومنعهم منها فأشار رشيد الدولة بأن ينلوا ال خدمة السلطان خربندا ويهدوا له‬
‫هدية ويطلبون منه العفو فنل القاضي نم الدين إسحاق وأهدوا له خسة رؤس خيل وعشرة أباليج سكر فقبل ذلك ورجع ال بلده وكانت بلد حلب وحاة وحص قد أجلوا منها وخرب‬
‫أكثرها ث رجعوا اليها لا تققوا رجوع التتر عن الرحبة وطابت الخبار وسكنت النفوس ودقت البشائرة وتركت الئمة القنوت وخطب الطيب يوم العيد وذكر الناس بذه النعمة وكان‬
‫سبب رجوع التتر قلة العلف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪67‬‬

‫وغلء السعار وموت كثي منهم واشار على سلطانم بالرجوع الرشيد وجوبان‬
‫وف ثامن شوال دقت البشائر بدمشق بسبب خروج السلطان من مصر لجل ملقاة التتر وخرج الركب ف نصف شوال وأميهم حسام الدين لجي الصغي الذي كان وال الب وقدمت‬
‫العساكر الصرية أرسال وكان قدوم السلطان ودخوله دمشق ثالث عشرين شوال واحتفل الناس لدخوله ونزل القلعة وزينت البلد وضربت البشائر ث انتقل بعد ليلتئذ ال القصر وصلى‬
‫المعة بالامع بالقصورة وخلع على الطيب وجلس ف دار العدل يوم الثني وقدم وزيره أمي اللك يوم الثلثاء عشرين الشهر وقدم صحبة السلطان الشيخ المام العال العلمة تقي الدين‬
‫أبو العباس أحد بن تيمية ال دمشق يوم الربعاء مستهل ذي القعدة وكانت غيبته عنها سبع سني ومعه أخواه وجاعة من أصحابه وخرج خلق كثي لتلقيه وسروا بقدومه وعافيته ورؤيته‬
‫واستبشروا به حت خرج خلق من السناء أيضا لرؤيته وقد كان السلطان صحبه معه من مصر فخرج معه بنية الغزاة فلما تقق عدم الغزاة وأن التتر رجعوا ال بلدهم فارق اليش من غزة‬
‫وزار القدس وأقام به أياما ث سافر على عجلون وبلد السواد وزرع ووصل دمشق ف أول يوم من ذي القعدة فدخلها فوجد السطان قد توجه إل الجاز الشريف ف أربعي أميا من خواصه‬
‫يوم الميس ثان ذي القعدة ث إن الشيخ بعد وصوله ال دمشق واستقراره با ل يزل ملزما لشتغال الناس ف سائر العلوم ونشر العلم وتصنيف الكتب وإفتاء الناس بالكلم والكتابة الطولة‬
‫والجتهاد ف الحكام الشرعية ففي بعض الحكام يفت با أدى إليه اجتهاده من موافقة أئمة الذاهب الربعة وف بعضها يفت بلفهم وبلف الشهور ف مذاهبهم وله اختيارات كثية‬
‫ملدات عديدة أفت فيها با أدى إليه اجتهادة واستدل على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف‬
‫فلما سار السلطان ال الج فرق العساكر واليوش بالشام وترك أرغون بدمشق وف يوم المعة لبس الشيخ كمال الدين الزملكان خلعة ! وكلة بيت الال عوضا عن ابن الشريشي وحضر‬
‫با الشباك وتكلم وزير السلطان ف البلد وطلب أموال كثية وصادر وضرب بالقارع وأهان جاعة من الرؤساء منهم ابن فضل ال ميي الدين وفيه عي شهاب الدين بن جهبل لتدريس‬
‫الصلحية بالقدس عوضا عن نم الدين داود الكردي توف وقد كان مدرسا با من نو ثلثي سنة فسافر ابن جهبل ال القدس بعد عيد الضحى‬
‫وفيها مات ملك القفجاق السمى طغطاي خان وكان له ف اللك ثلث وعشرون سنة وكان عمره ثانا وثلثي سنة وكان شهما شجاعا على دين التتر ف عبادة الصنام والكواكب يعظم‬
‫الجسمة والكماء والطباء ويكرم السلمي أكثر من جيع الطوائف كان جيشه هائل ل يسر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪68‬‬

‫أحد على قتاله لكثرة جيشه وقوتم وعددهم وعددهم ويقال إنه جرد مرة تريدة من كل عشرة من جيشه واحدا فبلغت التجريدة مائت ألف وخسي ألفا توف ف رمضان منها وقام ف اللك‬
‫من بعده ابن أخيه أزبك خان وكان مسلما فأظهر دين السلم ببلده وقتل خلقا من أمراء الكفرة وعلت الشرائع الحمدية على سائر الشرائع هناك ول المد والنة على السلم والسنة‬
‫ومن توف فيها من العيان‬
‫اللك النصور صاحب ماردين‬
‫وهو نم الدين أبو الفتح غازي بن اللك الظفر قرارسلن بن اللك السعيد نم الدين غازي بن اللك النصور ناصر الدين ارتق بن غازي بن الن بن ترتاش بن غازي بن أرتق الرتقي‬
‫أصحاب ماردين من عدة سني كان شيخا حسنا مهيبا كامل اللقة بدينا سينا إذا ركب يكون ! خلفعه مفة خوفا من أن يسه لغوب فيكب فيها توف ف تاسع ربيع الخرة ودفن بدرسته‬
‫تت القلعة وقد بلغ من العمر فوق السبعي ومكث ف اللك قريبا من عشرين سنة وقام من بعده ف اللك ولده العادل فمكث سبعة عشر يوما ث ملك أخوه النصور وفيها مات‬
‫المي سيف الدين قطلوبك الشيخي‬
‫كان من امراء دمشق الكبار‬
‫الشيخ الصال‬
‫نور الدين ابو السن علي بن ممد بن هارون بن ممد بن هارون بن علي بن حيد الثعلب الدمشقي قارئ الديث بالقاهرة ومسندها روى عن ابن الزبيدي وابن الليثي وجعفر المدان وابن‬
‫الشيازي وخلق وقد خرج له المام العلمة تقي الدين السبكي مشيخة وكان رجل صالا توف بكرة الثلثاء تاسع عشر ربيع الخر وكانت جنازته حافلة‬
‫المي الكبي اللك الظفر‬
‫شهاب الدين غازي بن اللك الناصر داود بن العظم سع الديث وكان رجل متواضعا توف بصر ثان عشر رجب ودفن بالقاهرة‬
‫قاضي القضاة‬
‫شس الدين ابو عبد ال ممد بن إبراهيم بن داود بن خازم الزرعي النفي كان فاضل درس وأفت وول قضاء النفية بدمشق سنة ث عزل واستمر على تدريس الشبلية مدة ث سافر إل مصر‬
‫فأقام بسعيد السعداء خسة أيام وتوف يوم الربعاء ثان عشرين رجب فال أعلم‬
‫ث دخلت سنة ثلث عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم هم والسلطان ف الجاز ل يقدم بعد وقد قدم المي سيف الدين تليس يوم السبت مستهل الحرم من الجاز وأخب بسلمة السلطان وأنه فارقه من الدينة النبوية أنه قد‬
‫قارب البلد فدقت البشائر فرحا بسلمته ث جاء البيد فأخب بدخوله إل الكرك ثان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪69‬‬

‫الحرم يوم الحد فلما كان يوم الثلثاء حادي عشر الحرم دخل دمشق وقد خرج الناس لتلقيه على العادة وقد رأيته مرجعه من هذه الجة على شفته ورقة قد الصقها عليه فنل بالقصر‬
‫وصلى المعة رابع عشر الحرم بقصروة الطابة وكذلك المعة الت تليها ولعب ف اليدان بالكرة يوم السبت النصف من الحرم وول نظر الدواوين للصاحب شس الدين غبيال يوم الحد‬
‫حادي عشر الحرم وشد الدواوين لفخر الدين إياس العسري عوضا عن القرمان وسافر القرمان إل نيابة الرحبة وخلع عليهما وعلى وزيره وخلع على ابن صصرى وعلى الفخر كاتب‬
‫الماليك وكان مع السلطان ف الج وول شرف الدين بن صصرى حجابة الديوان وباشر فخر الدين ابن شيخ السلمية نظر الامع وباشر باء الدين بن عليم نظر الوقاف والنكورسي شد‬
‫الوقاف وتوجه السلطان راجعا ال الديار الصرية بكرة الميس السابع والعشرين من الحرم وتقدمت اليوش بي يديه ومعه وف أواخر صفر اجتاز على البيد ف الرسلية ال مهنا الشيخ‬
‫صدر الدين الوكيل وموسى بن مهنا والمي علء الدين الطنبغا فاجتمعوا به ف تدمر ث عاد الطنبغا وابن الوكيل ال القاهرة‬
‫وف جادي الخرة مسك امي اللك وجاعة من الكبار معه وصودروا بأموال كثية وأقيم عوضه بدر الدين بن التركمان الذي كان وال الزانة وف رجب كملت أربعة مناجيق واحد لقلعة‬
‫دمشق وثلثة تمل إل لكرك ورمى باثني على باب اليدان وحضر نائب السلطنة تنكز والعامة وف شعبان تكامل حفر النهر الذي عمله سودى نائب حلب با كان طوله من نر الساجور‬
‫إل نر قويق أربعي ألف ذراع ف عرض ذراعي وعمق ذراعي وغرم عليه ثلثمائة ألف درهم وعمل بالعدل ول يظلم فيه أحدا وف يوم السبت ثامن شوال خرج الركب من دمشق واميه‬
‫سيف الدين بلباي التتري وحج صاحب حاة ف هذه السنة وخلق من الروم والغرباء وف يوم السبت السادس والعشرين من ذي الجة وصل القاضي قطب الدين موسى ابن شيخ السلمية‬
‫من مصر على نظر اليوش الشامية كما كان قبل ذلك وراح معي الدين بن الشيش ال مصر ف رمضان صحبة الصاحب شس الدين بن غبيال وبعد وصول ناظر اليوش بيومي وصلت‬
‫البشائر بقتضى إزالة القطاعات لا رآه السلطان بعد نظره ف ذلك اربعة أشهر ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ المام الحدث‬
‫فخر الدين أبو عمرو عفان بن ممد بن عثمان بن أب بكر بن ممد بن داود التوزي بكة يوم الحد حادي ربيع الخرة وقد سع الكثي وأجازه خلق يزيدون على ألف شيخ وقرأ الكتب‬
‫الكبار وغيها وقرا صحيح البخاري أكثر من ثلثي مرة رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪70‬‬

‫عز الدين ممد بن العدل‬


‫شهاب الدين أحد بن عمر بن إلياس الرهاوي كان يباشر استيفاء الوقاف وغي ذلك وكان من أخصاء أمي اللك فلما مسك بصر أرسل إل هذا وهو معتقل بالعذراوية ليحضر على البيد‬
‫فمرض فمات بالدرسة العذراوية ليلة الميس التاسع عشر من جادي الخرة وله من العمر خس وثلثون سنة وكان قد سع من ابن طبزد الكندي ودفن من الغد بباب الصغي وترك من‬
‫بعده ولدين ذكرين جال الدين ممد وعز الدين‬
‫الشيخ الكبي القريء‬
‫شس الدين القصاي هو أبو بكر بن عمر بن السبع الزري العروف بالقصاي نائب الطيب وكان يقرئ الناس بالقراءات السبع وغيها من الشواذ وله إلام بالنحو وفيه ورع واجتهاد توف‬
‫ليلة السبت حادي عشرين جادي الخرة ودفن من الغد بسفح قاسيون تاه الرباط الناصري وقد جاوز الثماني رحه ال‬
‫ث دخلت سنة أربع عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم هم ف الت قبلها إل الوزير أمي اللك فمكانه بدر الدين التركمان وف رابع الحرم عاد الصاحب شس الدين غبيال من مصر على نظر الدواوين وتلقاه أصحابه وف‬
‫عاشر الحرم يوم المعة قرئ كتاب السلطان على السدة بضرة نائب السلطنة والقضاة والمراء يتضمن باطلق البواقي من سنة ثان وتسعي وستمائة إل آخر سنة ثلث عشرة وسبعمائة‬
‫فتضاعفت الدعية للسلطان وكان القارئ جال الدين بن القلنسي ومبلغه صدر الدين بن صبح الؤذن ث قرئ ف المعة الخرى مرسوم آخر فيه الفراج عن السجوني وأن ل يؤخذ من‬
‫كل واحد إل نصف درهم ومرسوم آخر فيه إطلق السخر ف الغصب وغيه عن الفلحي قرأه ابن الزملكان وبلغه عنه أمي الدين ممد بن مؤذن النجيب وف الحرم استحضر السلطان إل‬
‫بي يديه الفقيه نور الدين على البكري وهم بقتله شفع فيه المراء فنفاه ومنعه من الكلم ف الفتوى والعلم وكان قد هرب لا طلب من جهة الشيخ تقي الدين بن تيمية فهرب واختفى وشفع‬
‫فيه أيضا ث لا ظفر به السلطان الن وأراد قتله شفع فيه المراء فنفاه ومنعه من الكلم والفتوى وذلك لجترائه وتسرعه على التكفي والقتل والهل الامل له على هذا وغيه وف يوم‬
‫المعة مستهل صفر قرأ ابن الزملكان كتابا سلطانيا على السدة بضرة نائب السلطان القاضي وفيه المر بابطال ضمان القواسي وضمان النبيذ وغي ذلك فدعا الناس للسلطان وف أواخر‬
‫ربيع الول اجتمع القضاة بالامع للنظر ف أمر الشهود ونوهم عن اللوس ف الساجد وأن ل يكون أحد منهم ف مركزين وان ل يتولوا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪71‬‬

‫ثبات الكتب ول يأخذوا أجرا على أداء الشهادة وأن ليغتابوا أحدا وأن يتناصفوا ف العيشة ث جلسوا مرة ثانية لذلك وتواعدوا ثالثة فلم يتفق اجتماعهم ول يقطع احد من مركزه‬
‫وف يوم الربعاء الامس والعشرين منه عقد ملس ف دار ابن صصرى لبدر الدين بن بضيان وأنكر عليه شيء من القراءات فالتزم بترك القراء بالكلية ث استأذن بعد أيام ف القرءا فأذن له‬
‫فجلس بي الظهر والعصر بالامع وصارت له حلقة على العادة وف منتصف رجب توف نائب حلب المي سيف الدين سودي ودفن بتربته وول مكانه علء الدين الطنبغا الصالي الاجب‬
‫بصر قبل هذه النيابة وف تاسع شعبان خلع على الشريف شرف الدين عدنان بنقابة الشراف بعد والده أمي الدين جعفر توف ف الشهر الاضي‬
‫وف خامس شوال دفن اللك شس الدين دوباح بن ملكشاه بن رستم صاحب كيلن بتربته الشهورة بسفح قاسيون وكان قد قصد الج ف هذا العام فلما كان بغباغب أدركته منيته يوم‬
‫السبت سادس عشرين رمضان فحمل إل دمشق وصلى عليه ودفن ف هذه التربة اشتريت له وتمت وجاءت حسنة وهي مشهورة عند الكارية شرقي الامع الظفري وكان له ف ملكة‬
‫كيلن خسة وعشرين سنة وعمر أربعا وخسمي سنة وأوصى ان يج عنه جاعة ففعل ذلك وخرج الركب ف ثالث شوال وأميه سيف الدين سنقر البراهيمي وقاضيه ميي الدين قاضي‬
‫الزبدان وف يوم الميس سابع ذي القعدة قدم القاضي بدر الدين بن الداد من القاهرة متوليا حسبة دمشق فخلع عليه عوضا عن فخر الدين سليمان البصراوي عزل فسافر سريعا إل البية‬
‫ليشتري خيل للسلطان يقدمها رشوة على النصب الذكور فاتفق موته ف البية ف سابع عشر الشهر الذكور وحل إل بصرى فدفن با عند أجداده ف ثامن ذي القعدة وكان شابا حسنا كري‬
‫الخلق حسن الشكل وف أواخره مسك نائب صغد بلبان طوباي النصوري وسجن وتول مكانه سيف الدين بلباي البدري وف سادس ذي الجة تول ولية الب المي علء الدين علي بن‬
‫ممود بن معبد البعلبكي عوضا عن شرف الدين عيسى بن البكاسي وف يوم عيد الضحى وصل المي علء الدين بن صبح من مصر وقد افرج عنه فسلم عليه المراء وف هذا الشهر أعيد‬
‫أمي اللك إل نظر النظار بصر وخلع على الصاحب باء الدين النسائي بنظر الزانة عوضا عن سعد الدين حسن بن القفاصي وفيه وردت البيدية بأمر السلطان للجيوش الشامية بالسي إل‬
‫حلب وأن يكون مقدم العساكر كلها تنكز نائب الشام وقدم من مصر ستة آلف مقاتل عليهم المي سيف الدين بكتمر البوبكري وفيهم تليس وبدر الدين الوزيري وكتشلي وابن طيبس‬
‫وشاطي وابن سلر وغيهم فتقدموا إل البلد اللبية بي يدي نائب الشام تنكز‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪72‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫سودي نائب حلب ف رجب‬
‫ودفن بتربته وهو الذي كان السبب ف إجراء نر إليها غرم عليه ثلثمائة ألف درهم وكان مشكور السية حيد الطريقة رحه ال وف شعبان توف‬
‫الصاحب شرف الدين‬
‫يعقوب بن مزهر وكان بارا بأهله وقرابته رحه ال‬
‫والشيخ رشيد أبو الفداء إساعيل‬
‫أبو ممد القرشي النفي العروف بابن العلم كان من أعلم الفقهاء والفتيي ولديه علوم شت وفوائد وفرائد وعنده زهد وانقطاع عن الناس وقد درس بالبلخية مدة ث تركها لولده وسار إل‬
‫مصر فأقام با وعرض عليه قضاء دمشق فلم يقبل وقد جاوز السبعي من العمر توف سحر يوم الربعاء خامس رجب ودفن بالقرافة رحه ال تعال وف شوال توف‬
‫الشيخ سليمان التركمان‬
‫الوله الذي كان يلس على مصطبته بالعلبيي وكان قبل ذلك مقيما بطهارة باب البيد وكان ل يتحاشى من النجاسات ول يتقيها ول يصلي الصلوات ول ياتيها وكان بعض الناس من المج‬
‫له فيه عقيدة قاعدة المج الرعاع الذين هم أتباع كل ناعق من الولي والجاني ويزعمون أنه يكاشف وأنه رجل صال ودفن بباب الصغي ف يوم كثي الثلج وف يوم عرفة توفيت‬
‫الشيخة الصالة العابدة الناسكة‬
‫أم زينب فاطمة بنت عباس بن أب الفتح بن ممد البغدادية بظاهر القاهرة وشهدها خلق كثي وكانت من العالات الفاضلت تأمر بالعروف وتنهي عن النكر وتقوم على الحدية ف مواخاتم‬
‫النساء والردان وتنكر أحوالم وأصول أهل البدع وغيهم وتفعل من ذلك مال تقدر عليه الرجال وقد كانت تضر ملس الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستفادت منه ذلك وغيه وقد سعت‬
‫الشيخ تقي الدين يثن عليها ويصفها بالفضيلة والعلم ويذكر عنها أنا كانت تستحضر كثيا من الغن او أكثره وأنه كان يستعد لا من كثرة مسائلها وحسن سؤالتا وسرعة فهمها وهي‬
‫الت ختمت نساء كثيا القرآن منهن أم زوجت عائشة بنت صديق زوجة الشيخ جال الدين الزي وهي الت أقرأت ابنتها زوجت امة الرحيم زينب رحهن ال واكرمهن برحته وجنته آمي‬
‫ث دخلت سنة خس عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام ف البلد هم الذكورون ف الت قبلها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪73‬‬

‫فتح ملطية‬
‫ف يوم الثني مستهل الحرم خرج سيف الدين تنكز ف اليوش قاصدا ملطية وخرجت الطلب على راياتا وأبرزوا ما عندهم من العدد وآلت الرب وكان يوما مشهودا وخرج مع‬
‫اليش ابن صصرى لنه قاضي العساكر وقاضي قضاة الشامية فساروا حت دخلوا حلب ف الادي عشر من الشهر ومنها وصلوا ف السادس عشر إل بلد الروم إل ملطية فشرعوا ف‬
‫ماصرتا ف الادي والعشرين من الحرم وقد حصنت ومنعت وغلقت أبوابا فلما رأوا كثرة اليش نزل متوليها وقاضيها وطلبوا المان فأمنوا السلمي ودخلوها فقتلوا من الرمن خلقا ومن‬
‫النصارى وأسروا ذرية كثية وتعدى ذلك إل بعض السلمي وغنموا شيئا كثيا وأخذت أموال كثي من السلمي ورجعوا عنها بعد ثلثة أيام يوم الربعاء رابع عشرين الحرم إل عي تاب‬
‫إل مرج دابق وزينت دمشق ودقت البشائر وف أول صفر رحل نائب ملطية متوجها إل السلطان وف نصف الشهر وصل قاضيها الشريف شس الدين ومعه خلق من السلمي من أهلها وف‬
‫بكرة نار المعة سادس عشر ربيع الول دخل تنكز دمشق وف خدمته اليوش الشامية والصرية وخرج الناس للفرجة عليهم على العادة وأقام الصريون قليل ث ترحلوا إل القاهرة وقد‬
‫كانت ملطية إقطاعا للجوبان أطلقها له ملك التتر فاستناب با رجل كرديا فتعدى وأساء وظلم وكاتب أهلها السلطان الناصر وأحبوا أن يكونوا من رعيته فلما ساروا إليها وأخذوها وفعلوا‬
‫ما فعلوا فيها جاءها بعد ذلك الوبان فعمرها ورد إليها خلقا من الرمن وغيهم‬
‫وف التاسع عشر من هذا الشهر وصل إلينا الب بسك بكتمر الاجب وايد غدي شقي وغيها وكان ذلك يوم الميس مستهل هذا الشهر وذلك أنم اتفقوا على السلطان فبلغه الب‬
‫فمسكهم واحتيط على أموالم وحواصلهم وظهر لبكتمر أموال كثية وأمتعة وأخشاب وحواصل كثية وقدم مليس من القاهرة فاجتاز بدمشق إل ناحية طرابلس ث قدم سريعا ومعه المي‬
‫سيف الدين تي نائب طرابلس تت الوطة ومسك بدمشق المي سيف الدين بادر آص النصوري فحمل الول إل القاهرة وجعل مكانه ف نيابة طرابلس كسناي وحل الثان وحزن الناس‬
‫عليه ودعوا له وف يوم الميس الادي والعشرين من ربيع الخر قدم عز الدين بن مبشر دمشق متسبا وناظر الوقاف وانصرف ابن الداد عن السبة وباء الدين عن نظر الوقاف وف‬
‫ليلة الثني ثالث عشر جادي الول وقع حريق قبالة مسجد الشنباشي داخل باب الصغي احترق فيه دكاكي ودور وأموال وأمتعة وف يوم الربعاء سادس عشر جادي الخرة درس قاضي‬
‫ملطية الشريف شس الدين بالدرسة الاتونية البانية عوضا عن قاضي القضاة النفي البصروي وحضر عنده العيان وهو‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪74‬‬

‫رجل له فضيلة وخلق حسن كان قاضيا بلطية وخطيبا با نوا من عشرين سنة‬
‫وف يوم الميس رابع جادي الخرة أعيد ابن الداد إل البسة واستمر ابن مبشر ناظر الوقاف وف يوم الربعاء تاسع جادي الخرة درس ابن صصرى بالتابكية عوضا عن‬
‫الشيخ صفي الدين الندي‬
‫وف يوم الربعاء الخر حضر ابن الزمكان درس الظاهرية الوانية عوضا عن الندي أيضا بكم وفاته كما ستأت ترجته وف أواخر رجب أخرج المي آقوش نائب الكرك من سجن القاهرة‬
‫وأعيد إل المرة وف شعبان توجه خسة آلف من بلد حلب فأغاروا على بلد آمد وفتحوا بلدنا كثية وقتلوا وسبوا وعادوا سالي وخسوا ما سبوا فبلغ سهم المس أربعة آلف رأس‬
‫وكسور وف أواخر رمضان وصل قراسنقر النصوري إل بغداد ومعه زوجته الاتون بنت أبغا ملك التتر وجاء ف خدمته خربندا واستأذنه ف الغارة على أطراف بلد السلمي فلم يأذن له‬
‫ووثب عليه رجل فداوى من جهة صاحب مصر فلم يقدر عليه وقتل الفداوي وف يوم الربعاء سادس عشر رمضان درس بالعادلية الصغية الفقيه المام فخر الدين ممد بن علي الصري‬
‫العروف بابن كاتب قطلوبك بقتضى نزول مدرسها كمال الدين بن الزملكان له عنها وحضر عنده القضاة والعيان والطيب وابن الزملكان ايضا وف هذا الشهر كملت عمارة القيسارية‬
‫العروفة بالدهشة عند الوراقي واللبادين وسكنها التجار فتميزت بذلك أوقاف الامع وذلك بباشرة الصاحب شس الدين وف ثامن شوال قتل أحد الزوسي ! شهد عليه بالعظائم من ترك‬
‫الواجبات واستحلل الحرمات واستهانته وتنقيصه بالكتاب والسنة فحكم الالكي بإراقة دمه وإن أسلم فاعتقل ث قتل وف هذا اليوم كان خروج الركب الشامي وأميه سيف الدين طقتمر‬
‫وقاضيه قاضي ملطية وحج فيه قاضي حاة وحلب وماردين وميي الدين كاتب ملك المراء تنكز وصهره فخر الدين الصري ومن توف فيها من العيان‬
‫شرف الدين أبو عبد ال‬
‫ممد بن العدل عماد الدين ممد بن أب الفضل ممد بن أب الفتح نصر ال بن الظفر بن أسعد ابن حزة بن أسد بن علي بن ممد التميمي الدمشقي ابن القلنسي ولد سنة ست وأربعي‬
‫وستمائة وباشر نظر الاص وقد شهد قبل ذلك ف القيمة ث تركها وقد ترك اولدا وأموال جة توف ليلة السبت ثان عشر صفر ودفن بقاسيون الشيخ صفي الدين الندي‬
‫أبو عبد ال ممد بن عبد الرحيم بن ممد الرموي الشافعي التكلم ولد بالند سنة اربع وأربعي وستمائة واشتغل على جده لمه وكان فاضل وخرج من دهلي ف رجب سنة سبع وستي‬
‫فحج‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪75‬‬

‫وجاور بكة أشهر ث دخل اليمن فاعطاه ملكها الظفر أربعمائة دينار ث دخل مصر فأقام با أربع سني ث سافر إل الروم على طريق إنطاكية فأقام إحدى عشرة سنة بقونية وبسيواس خسا‬
‫وبقيسارية سنة واجتمع بالقاضي سراج الدين فأكرمه ث قدم إل دمشق ف سنة خس وثاني فأقام با وساتوطنها ودرس بالرواحية والدولعية والظاهرية والتابكية وصنف ف الصول والكلم‬
‫وتصدى للشتغال والفتاء ووقف كتبه بدار الديث الشرفية وكان فيه بر وصلة توف ليلة الثلثاء تاسع عشرين صفر ودفن بقابر الصوفية ول يكن معه وقت موته سوى الظاهرية وبا مات‬
‫فدرس بعده فيها ابن الزملكان وأخذ ابن صصرى التابكية‬
‫القاضي السند العمر الرحلة‬
‫تقي الدين سليمان بن حزة بن أحد بن عمر بن الشيخ اب عمر القدسي النبلي الاكم بدمشق ولد ف نصف رجب سنة ثان وعشرين وستمائة وسع الديث الكثي وقرأ بنفسه وتفقه وبرع‬
‫وول الكم وحدث وكان من خيار الناس وأحسنهم خلقا وأكثرهم مروءة توف فجأة بعد مرجعه من البلد وحكمه بالوزية فلما صار إل منله بالدير تغيت حاله ومات عقيب صلة الغرب‬
‫ليلة الثني حادي عشرين ذي القعدة ودفن من الغد بتربة جده وحضر جنازته خلق كثي وجم غفي رحه ال‬
‫الشيخ علي بن الشيخ علي الريري‬
‫كان مقدما ف طائفته مات أبوه وعمره سنتان توف ف قرية نسر ف جادي الول‬
‫الكيم الفاضل البارع‬
‫باء الدين عبدالسيد بن الهذب إسحاق بن يي الطبيب الكحال التشرف بالسلم ث قرأ القرآن جيعه لنه أسلم على بصية وأسلم على يديه خلق كثي من قومه وغيهم وكان مباركا على‬
‫نفسه وعليهم وكان قبل ذلك ديان اليهود فهداه ال تعال وتوف يوم الحد سادس جادي الخرة ودفن من يومه بسفح قاسيون أسلم على يدي شيخ السلم ابن تيمية لا بي له بطلن دينهم‬
‫وما هم عليه وما بدلوه من كتابم وحرفوه من الكلم عن مواضعه رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ست عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلد هم الذكورون ف الت قبلها غي النبلي بدمشق فإنه توف ف السنة الاضية وف الحرم تكملت تفرقة الثالت السلطانية بصر بقتضى إزالة الجناد وعرض اليش على‬
‫السلطان وأبطل السلطان الكس بسائر البلد القبلية والشامية وفيه وقعت فتنة بي النابلة والشافعية بسبب العقائد وترافعوا إل دمشق فحضروا بدار السعادة عند نائب السلطنة تنكز‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪76‬‬

‫فأصلح بينهم وانفصل الال على خي من غي ماققه ول تشويش على أحد من الفريقي وذلك يوم الثلثاء سادس عشر الحرم وف يوم الحد سادس عشر صفر قرئ تقليد قاضي القضاة‬
‫شس الدين أبو عبد ال ممد بن مسلم بن مالك بن مزروع النبلي بقضاء النابلة والنظر بأوقافهم عوضا عن تقي الدين سليمان بكم وفاته رحه ال وتاريخ التقليد من سادس ذي الجة‬
‫وقرئ بالامع الموي بضور القضاة والصاحب والعيان ث مشوا معه وعليه اللعة إل دار السعادة فسلم على النائب وراح إل الصالية ث نزل من الغد إل الوزية فحكم با على عادة من‬
‫تقدمه واستناب بعد أيام الشيخ شرف الدين بن الافظ وف يوم الثني سابع صفر وصل الشيخ كمال الدين بن الشريشي من مصر على البيد ومعه توقيع بعود الوكلة إليه فخلع عليه وسلم‬
‫على النائب واللعة عليه وف هذا الشهر مسك الوزير عز الدين بن القلنسي واعتقل بالعذراوية وصودر بمسي ألفا ث أطلق له ما كان أخذ منه وأنفصل من ديوان نظر الاص وف ربيع‬
‫الخر وصل من مصر فضل ابن عيسى وأجرى له ولبن أخيه موسى بن مهنا إقطاعات صيدا وذلك بسبب دخول منها إل بلد التتر واجتماعهم بلكهم خربندا‬
‫وف يوم الثني سادس عشر جادي الول باشر ابن صصرى مشيخة الشيوخ بالسميساطية بسؤال الصوفية وطلبهم له من نائب السلطنة فحضرها وحضر عنده العيان ف هذا اليوم عوضا‬
‫عن الشريف شهاب الدين أب القاسم ممد بن عبد الرحن بن عبد ال بن عبد الرحيم بن عبد الكري ابن ممد بن علي بن السن بن السي بن يي بن موسى بن جعفر الصادق وهو‬
‫الكاشنغر توف عن ثلث وستي سنة ودفن بالصوفية وقسي جادي الخرة باشر باء الدين إبراهيم بن جال الدين يي النفي العروف بابن علية وهو ناظر ديوان النائب بالشام نظر الدواوين‬
‫عوضا عن شس الدين ممد ابن عبد القادر الطيي الاسب الكاسب توف وقد كان مباشرا عدة من الهات الكبار مثل نظر الزانة ونظر الامع ونظر الارستان وغي ذلك واستمر نظر‬
‫الارستان من يومئذ بأيدي ديوان نائب السلطنة من كان وصارت عادة مستمرة وف رجب نقل صاحب حص المي شهاب الدين قرطاي إل نيابة طرابلس عوضا عن المي سيف الدين‬
‫التركستان بكم وفاته وول المي سيف الدين إرقطاي نيابة حص وتول نيابة الكرك سيف الدين طقطاي الناصري عوضا عن سيف الدين تيبغا‬
‫وف يوم الربعاء عاشر رجب درس بالنجيبية القاضي شس الدين الدمشقي عوضا عن باء الدين يوسف بن جال الدين أحد بن الظاهري العجمي اللب سبط الصاحب كمال الدين بن العدي‬
‫توف ودفن عندخاله ووالده بتربة العدي وف آواخر شعبان وصل القاضي شس الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪77‬‬

‫ابن عز الدين يي الران أخو قاضي قضاة النابلة بصر شرف الدين عبدالغن إل دمشق متوليا نظر الوقاف با عوضا عن الصاحب عز الدين أحد بن ممد بن أحد بن مبشر توف ف‬
‫مستهل رجب بدمشق وقد باشر نظر الدواوين با وبصر والسبة وبالسكندرية وغي ذلك ول يكن بقي معه ف آخر وقت سوى نظر الوقاف بدمشق وقد قارب الثماني ودفن باقسيون‬
‫وف آخر شوال خرج الركب الشامي وأميهم سيف الدين أرغون السلحدار الناصري الساكن عند دار الطراز بدمشق وحج من مصر سيف الدين الدوادار وقاضي القضاة ابن جاعة وقد‬
‫زار القدس الشريف ف هذه السنة بعد وفاة ولده الطيب جال الدين عبد ال وكان قد رأس وعظم شأنه وف ذي القعدة سار المي سيف الدين تنكز إل زيارة القدس فغاب عشرين يوما‬
‫وفيه وصل المي سيف الدين بكتمر الاجب إل دمشق من مصر وقد كان معتقل ف السجن فأطلق وأكرم وول نيابة صفد فسار إليها بعد ما قضى أشغاله بدمشق ونقل القاضي حسام الدين‬
‫القزوين من قضاء صفد إل قضاء طرابلس وأعيدت ولية قضاء صفد إل قاضي دمشق فول فيها ابن صصرى شرف الدين الاوندي وكان متوليا طرابلس قبل ذلك ووصل مع بكتمر‬
‫الاجب الطواشي ظهي الدين متار العروف بالزرعي متوليا الزانة بالقعلة عوضا عن الطواشي ظهي الدين متار البلستي توف‬
‫وف هذا الشهر أعن ذا القعدة وصلت الخبار بوت ملك التتر خربندا ممد بن أرغون بن أبغا ابن هولكوقان ملك العراق وخراسان وعراق العجم والروم وأذربيجان والبلد الرمينية‬
‫وديار بكر توف ف السابع والعشرين من رمضان وفدن بتربته بالدنية الت أنشأها الت يقال لا السلطانية وقد جاوز الثلثي من العمر وكان موصوفا بالكرم ومبا للهو واللعب والعمائر وأظهر‬
‫الرفض أقام سنة على السنة ث تول إل الرفض أقام شعائره ف بلده وحظى عنده الشيخ جال الدين بن مطهر اللي تلميذ نصي الدين الطوسي وأقطعه عدة بلد ول يزل على هذا الذهب‬
‫الفاسد إل أن مات ف هذه السنة وقد جرت ف أيامه فت كبار ومصائب عظام فاراح ال منه العباد والبلد وقام ف اللك بعده ولده أبو سعيد وله إحدى عشرة سنة ومدبر اليوش والمالك‬
‫له المي جوبان واستمر ف الوزارة على شاه النييزي وأخذ أهل دولته بالصادرة وقتل العيان من أتمهم بقتل أبيه مسموما ولعب كثي من الناس به ف أول دولته ث عدل إل العدل وإقامة‬
‫السنة فأمر بإقامة الطبة بالترضي عن الشيخي أول ث عثمان ث على رضى ال عنهم ففرح الناس بذلك وسكنت بذلك الفت والشرور والقتال الذي كان بي أهل تلك البلد وبراة‬
‫واصبهان وبغداد وإربل وساوه وغي ذلك وكان صاحب مكة المي خيصة بن أب ني السن قد قصد ملك التتر حربندا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪78‬‬


‫لينصره على أهل مكة فساعده الروافض هناك وجهزوا معه جيشا كثيفا من خراسان فلما مات خربندا بطل ذلك بالكلية وعاد خيصة خائبا خاسئا وف صحبته أمي من كبار الروافض من‬
‫التتر يقال له الدلقندي وقد جع لميصة أموال كثية ليقيم با الرفض ف بلد الجاز فوقع بما المي ممد بن عيسى أخو مهنا وقد كان ف بلد التتر أيضا ومعه جاعة من العرب فقهرها‬
‫ومن كان معهما ونب ما كان معهما من الموال وحضرت الرجال وبلغت أخبار ذلك إل الدولة السلمية فرضى عنه اللك الناصر وأهل دولته وغسل ذلك ذنبه عنده فاستدعى به‬
‫السلطان إل حضرته فحضر سامعا مطيعا فأكرمه نائب الشام فلما وصل إل السلطان أكرمه أيضا ث إنه استفت الشيخ تقي الدين بن تيمية وكذلك ارسل إليه السلطان يسأله عن الموال الت‬
‫أخذت من الدلقندي فأفتاهم أنا تصرف ف الصال الت يعود نفعها على السلمي لنا كانت معدة لعناد الق ونصرة أهل البدعة على السنة ومن توف فيها من العيان‬
‫عز الدين البشر والشهاب الكاشنغيي شيخ الشيوخ والبهاء العجمي مدرس النجيبية‬
‫وفيها قتل خطيب الزة قتله رجل جبلي ضربه بفأس اللحام ف رأسه ف السوق فبقي أياما ومات وأخذ القاتل فشنق ف السوق الذي قتل فيه وذلك يوم الحد ثالث عشر ربيع الخر ودفن‬
‫هناك وقد جاوز الستي‬
‫الشرف صال بن ممد بن عربشاه‬
‫ابن أب بكر المدان مات ف جادي الخرة ودفن بقابر النيب وكان مشهورا بطيب القراءة وحسن السية وقد سع الديث وروى جزءا‬
‫ابن عرفة صاحب التذكرة الكندية‬
‫الشيخ المام القرئ الحدث النحوي الديب علء الدين علي بن الظفر بن إبراهيم بن عمر ابن زيد بن هبة ال الكندي السكندران ث الدمشقي سع الديث على أزيد من مائت شيخ وقرأ‬
‫القراءات السبع وحصل علوما جيدة ونظم الشعر السن الرائق الفائق وجع كتابا ف نو من خسي ملدا فيه علوم جة أكثرها أدبيات ساها التذكرة الكندية وقفها بالسميساطية وكتب‬
‫حسنا وحسب جيدا وخدم ف عدة خدم وول مشيخة دار الديث النفيسية ف مدة عشر سني وقرأ صحيح البخاري مرات عديدة وأسع الديث وكان يلوذ بشيخ السلم ابن تيمية وتوف‬
‫ببستان عند قبة السجد ليلة الربعاء سابع عشر رجب ودفن بالزة عن ست وسبعي سنة‬
‫الطواشي ظهي الدين متار‬
‫البكنسي الزندار بالقلعة وأحد أمراء الطبلخانات بدمشق كان زكيا خبيا فاضل يفظ القرآن يؤديه بصوت طيب ووقف مكتبا لليتام على باب قلعة دمشق ورتب لم الكسوة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪79‬‬

‫الامكية وكان ينحنهم بنفسه ويفرح بم وعمل تربة خارج باب الابية ووقف عليها القريتي وبن عندها مسجدا حسنا ووقفه بإمام وهي من أوائل ما عمل من الترب بذلك الط ودفن با‬
‫ف يوم الميس عاشر شعبان رحه ال وكان حسن الشكل والخلق عليه سكينة ووقار وهيبة وله وجاهة ف الدولة سامه ال وول بعده الزانة سيه ظهي الدين متار الزرعي‬
‫المي بدر الدين‬
‫ممد بن الوزيري كان من المراء القدمي ولديه فضيلة ومعرفة وخبة وقد ناب عن السلطان بدار العدل مرة بصر وكان حاجب اليسرة وتكلم ف الوقاف وفيما يتعلق بالقضاة والدرسي‬
‫ث نقل إل دمشق فمات با ف سادس عشر شعبان ودفن بيدان الصى فوق خان النجيب وخلف تركة عظيمة‬
‫الشيخة الصالة‬
‫ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن النجا راوية صحيح البخاري وغيه جاوزت التسعي سنة وكانت من الصالات توفيت ليلة الميس ثامن عشر شعبان ودفنت بتربتهم فوق جامع‬
‫الظفري بقاسيون‬
‫القاضي مب الدين‬
‫ابو السن ابن قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد استنابه أبوه ف أيامه وزوجه بابنة الاكم بأمر ال ودرس باللهارية ورأس بعد أبيه وكانت وفاته يوم الثني تاسع عشر رمضان وقد‬
‫قارب الستي ودفن عند أبيه بالقرافة الشيخة الصالة‬
‫ست النعم بنت عبد الرحن بن علي بن عبدوس الرانية والدة الشيخ تقي الدين بن تيمية عمرت فوق السبعي سنة ول ترزق بنتا قط توفيت يوم الربعاء العشرين من شوال ودفنت بالصوفية‬
‫وحضر جنازتا خلق كثي وجم غفي رحها ال‬
‫الشيخ نم الدين موسى بن علي بن ممد‬
‫اليلي ث الدمشقي الكاتب الفاضل العروف بابن البصيص شيخ صناعة الكتابة ف زمانه ل سيما ف الزوج والثلث وقد اقام يكتب الناس خسي سنة وأنا من كتب عليه أثابه ال وكان شيخا‬
‫حسنا بى النظر يشعر جيدا توف يوم الثلثاء عاشر ذي القعدة ودفن بقابر الباب الصغي وله خس وستون سنة‬
‫الشيخ تقي الدين الوصلي‬
‫أبو بكر بن أب الكرم شيخ القراءة عند مراب الصحابة وشيخ ميعاد ابن عامر مدة طويلة وقد انتفع الناس به نوا من خسي سنة ف التلقي والقراءآت وختم خلقا كثيا وكان يقصد لذلك‬
‫ويمع تصديقات يقولا الصبيان ليال ختمهم وقد سع الديث وكان خيا دينا توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪80‬‬

‫ليلة الثلثاء سابع عشر ذي القعدة ودفن بباب الصغي رحه ال‬
‫الشيخ الصال الزاهد القري‬
‫أبو عبد ال ممد بن الطيب سلمة بن سال بن السن بن ينبوب الالين احد الصلحاء الشهورين بامع دمشق سع الديث وأقرأ الناس نوا من خسي سنة وكان يفصح الولد ف الروف‬
‫الصعبة وكان مبتلي ف فمه يمل طاسة تت فمه من كثرة ما يسيل منه من الريال وغيه وقد جاوز الثماني بأربع سني توف بالدرسة الصارمية يوم الحد ثان عشر ذي القعدة ودفن بباب‬
‫الصغي بالقرب من القندلوي وحضر جنازته خلق كثي جدا نوا من عشرة آلف رحه ال تعال‬
‫الشيخ الصدر بن الوكيل‬
‫هو العلمة أبو عبد ال ممد بن الشيخ المام مفت السلمي زين الدين عمر بن مكي بن عبدالصمد العروف بابن الرحل وبابن الوكيل شيخ الشافعية ف زمانه وأشهرهم ف وقته بالفضيلة‬
‫وكثرة الشتغال والطالعة والتحصيل والقتنان بالعلوم العديدة وقد أجاد معرفة الذهب والصلي ول يكن بالنحو بذاك القوى وكان يقع منه اللحن الكثي مع أنه قرا منه الفصل للزمشري‬
‫وكانت له مفوظات كثية ولد ف شوال سنة خس وستي وستمائة وسع الديث على الشايخ من ذلك مسند أحد علي ابن علن والكتب الستة وقرئ عليه قطعة كبية من صحيح مسلم‬
‫بدار الديث عن المي الربلي والعامري والزي وكان يتكلم على الديث بكلم مموع من علوم كثية من الطب والفلسفة وعلم الكلم وليس ذلك بعلم وعلوم الوائل وكان يكثر من‬
‫ذلك وكان يقول الشعر جيدا وله ديوان مموع مشتمل على أشياء لطيفة وكان له أصحاب يسدونه ويبونه وآخرون يسدونه ويبغضونه وكانوا يتكلمون فيه بأشياء ويرمونه بالعظام وقد‬
‫كان مسرفا على نفسه قد ألقى جلباب الياء فيما يتعاطاه من القاذورات والفواحش وكان ينصب العداوة للشيخ ابن تيمية ويناظره ف كثي من الحافل والجالس وكان يعترف للشيخ تقي‬
‫الدين بالعلوم الباهرة ويثن عليه ولكنه كان ياحف عن مذهبه وناحيته وهواه وينافح عن طائقته وقد كان شيخ السلم ابن تيمية يثن عليه وعلى علومه وفضائله ويشهد له بالسلم إذا قيل‬
‫له عن أفعاله وأعماله القبيحة وكان يقول كان ملطا على نفسه متبعا مراد الشيطان منه ييل إل الشهوة والحاضرة ول يكن كما يقول فيه بعض أصحابه من يسده ويتكلم فيه هذا أو ما هو‬
‫ف معناه وقد درس بعدة مدارس بصر والشام ودرس بدمشق بالشاميتي والعذراوية ودار الديث الشرفية وول ف وقت الطابة أياما يسية كما تقدم ث قام اللق عليه وأخرجوها من يده‬
‫ول يرق منبها ث خالط نائب السلطنة الفرم فجرت له أمور ل يكن ذكرها ول يسب من القبائح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪81‬‬

‫ث آل به الال على أن عزم على النتقال من دمشق ال حلب لستحوازه على قلب نائبها فاقام با ودرس ث تردد ف الرسلية بي السلطان ومهنا صحبة ارغون والطنبغا ث استقر به النل‬
‫بصر ودرس فيها بشهد السي ال أن توف با بكرة نار الربعاء رابع عشرين ذي الجة بداره قريبا من جامع الاكم ودفن من يومه قريبا من الشيخ ممد بن أب جرة بتربة القاضي ناظر‬
‫اليش بالقرافة ولا بلغت وفاته دمشق صلى عليه بامعها صلة الغائب بعد المعة ثالث الحرم من السنة التية ورثاه جاعة منهم ابن غان علء الدين والقجقازي والصفدي لنم كانوا من‬
‫عشرائه وف يوم عرفة توف‬
‫الشيخ عماد الدين اساعيل الفوعي‬
‫وكيل قجليس وهو الذي بن له الباشورة على باب الصغي بالبانية الغربية وكانت فيه نضة وكفاية وكان من بيت الرفض اتفق أنه استحضره نائب السلطنة فضربه بي يديه وقام النائب إليه‬
‫بنفسه فجعل يضربه بالهاميز ف وجهه فرفع من بي يديه وهو تالف فمات ف يوم عرفة ودفن من يومه بسفح قاسيون وله دار ظاهر باب الفراديس‬
‫ث دخلت سنة سبع عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وف صفر شرع ف عمارة الامع الذي أنشأه ملك المراء تنكز نائب الشام ظاهر باب النصر تاه حكر السماق على نر بانياس بدمشق وتردد‬
‫القضاة والعلماء ف ترير قبلته فاستقر الال ف أمرها على ما قاله الشيخ تقي الدين بن تيمية ف يوم الحد الامس والعشرين منه وشرعوا ف بنائه بأمر السلطان ومساعدته لنائبه ف ذلك وف‬
‫صفر هذا جاء سيل عظيم بدينة بعلبك أهلك خلقا كثيا من الناس وخرب دورا وعمائر كثية وذلك ف يوم الثلثاء سابع وعشرين صفر‬
‫وملخص ذلك أنه قبل ذلك جاءهم رعد وبرق عظيم معهما برد ومطر فسالت الودية ث جاءهم بعده سيل هائل خسف من سور البلد من جهة الشمال شرق مقدار أربعي ذراعا مع أن سك‬
‫الائط خسة أذرع وحل برجا صحيحا ومعه من جانبيه مدينتي فحمله كما هو حت مر فحفر ف الرض نو خسمائة ذراع سعة ثلثي ذراعا وحل السيل ذلك إل غرب البلد ل ير على‬
‫شيء إل اتلفه ودخل الدينة على حي غفلة من أهلها فاتلف ما يزيد على ثلثها ودخل الامع فارتفع فيه على قامة ونصف ث قوى على حائطه الغرب فأخربه وأتلف جيع ما فيه الواصل‬
‫والكتب والصاحف وأتلف شيئا كثيا من رباغ الامع وهلك تت الدم خلق كثي من الرجال والنساء والطفال فإنا ل وإنا إليه راجعون وغرق ف الامع الشيخ علي بن ممد بن الشيخ‬
‫علي الريري هو وجاعة معه من الفقراء ويقال كان من جلة من هلك ف هذه الكائنة من أهل بعلبك مائة وأربعة واربعون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪82‬‬

‫نفسا سوى الغرباء وجلة الدور الت خربا والوانيت الت ألتفها نو من ستمائة دار وحانوت وجلة البساتي الت جرف أشجارها عشرون بستانا ومن الطوحي ثانية سوى الامع والمينية‬
‫وأما الماكن الت دخلها وأتلف ما فيها ول ترب فكثي جدا‬
‫وف هذه السنة زاد النيل زيادة عظيمة ل يسمع بثلها من مدد وغرق بلدا كثية وهلك فيها ناس كثي أيضا وغرق منية السبج فهلك اللناس فيها شيء كثي فإنا ل وإنا إليه راجعون وف‬
‫مستهل ربيع الخر منها أغار جيش حلب على مدينة آمد فنهبوا وسبوا وعادوا سالي وف يوم السبت تاسع وعشرين منه قدم قاضي الالكية إل الشام من مصر وهو المام العلمة فخر الدين‬
‫أبو العباس أحد بن سلمة بن أحد بن احد بن سلمة السكندري الالكي على قضاء دمشق عوضا عن قاضي القضاة جال الدين الزواوي لضعفه واشتداد مرضه فالتقاه القضاة والعيان‬
‫وقرئ تقليده بالامع ثان يوم وصوله وهو مؤرخ بثان عشر الشهر وقد نائبه الفقيه نور الدين السخاوي درس بالامع ف جادي الول وحضر عنده العيان وشكرت فضائله وعلومه ونزاهته‬
‫وصرامته وديانته وبعد ذلك بتسعة أيام توف الزواوي العزول وقد باشر القضاء بدمشق ثلثي سنة وفيها أفرج عن المي سيف الدين بادر آص من سجن الكرك وحل إل القاهرة وأكرمه‬
‫السلطان وكان سجنه با مطاوعة لشارة نائب الشام بسبب ما كان وقع بينهما بلطية وخرج الحمل ف يوم الميس تاسع شوال وأمي الج سيف الدين كجكن النصوري ومن حج قاضي‬
‫القضاة نم الدين ابن صصرى وابن اخيه شرف الدين وكمال الدين بن الشيازي والقاضي جلل الدين النفي والشيخ شرف الدين بن تيمية وخلق وف سادس هذا الشهر درس بالار‬
‫وضية القاضي جلل الدين ممد بن الشيخ كمال الدين الشريشن بعد وفاة الشيخ شرف الدين بن أب سلم وحضر عنده العيان وف التاسع عشر منه درس ابن الزملكان بالعذراوية عوضا‬
‫عن ابن سلم وفيه درس الشيخ شرف الدين بن تيمية بالنبلية عن إذن أخيه له بذلك بعد وفاة اخيهما لمهما بدر الدين قاسم بن ممد ابن خالد ث سافر الشيخ شرف الدين إل الج وحضر‬
‫الشيخ تقي الدين الدرس بنفسه وحضر عنده خلق كثي من العيان وغيهم حت عاد أخوه وبعد عوده أيضا وجاءت الخبار بأنه قد أبطلت المور والفواحش كلها من بلد السواحل‬
‫وطرابلس وغيها ووضعت مكوس كثية عن الناس هنالك وبنيت بقرى النصيية ف كل قرية مسجد ول المد والنة‬
‫وف بكرة نار الثلثاء الثامن والعشرين من شوال وصل الشيخ المام العلمة شيخ الكتاب شهاب الدين ممود بن سليمان اللب على البيد من مصر إل دمشق متوليا كتابة السر با عوضا‬
‫عن شرف الدين عبد الوهاب بن فضل ال توف إل رحه ال وف ذي القعدة يوم الحد درس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪83‬‬

‫بالصمصامية الت جددت للمالكية وقد وقف عليها الصاحب شس الدين غبيال درسا ودرس با فقهاء وعي تدريسها لنائب الكم الفقيه نور الدين على بن عبد البصي الالكي وحضر عنده‬
‫القضاة والعيان ومن حضر عنده الشيخ تقي الدين بن تيمية وكان يعرفه من اسكندرية وفيه درس بالدخوارية الشيخ جال الدين ممد بن الشيخ شهاب الدين احد الكحال ورتب ف رياسة‬
‫الطب عوضا عن أمي الدين سليمان الطبيب برسوم نائب السلطنة تنكز واختاره لذلك واتفق انه ف هذا الشهر تمع جاعة من التجار باردين وانضاف اليهم خلق من الفال من الغل‬
‫قاصدين بلد الشام حت إذا كانوا برحلتي من رأس العي لقهم ستون فارسا من التتار فمالوا عليهم بالنشاب وقتلوهم عن آخرهم ول يبق منهم سوى صبيانم نو سبعي صبيا فقالوا من‬
‫يقتل هؤلء فقال واحد منهم أنا بشرط ان تنقلون بال من الغنيمة فقتلهم كلهم عن آخرهم وكان جلة من قتل من التجار ستمائة ومن الفلن ثلثمائة من السلمي فانا ل وإنا اليه راجعون‬
‫وردموا بم خس صهاريج هناك حت امتلت بم رحهم ال ول يسلم من الميع سوى رجل واحد تركمان هرب وجاء إل رأس العي فأخب الناس با رأى وشاهد من هذا المر الفظيع الؤل‬
‫الوجيع فاجتهد متسلم ديار بكر سوياي ف طلب أولئك التتر حت أهلكهم عن آخرهم ول يبق منهم سوى رجلي ل جع ال بم شل ول بم مرحبا ول أهل آمي يا رب العالي‬
‫صفة خروج الهدي الضال بأرض جبلة‬
‫وف هذه السنة خرجت النصيية عن الطاعة وكان من بينهم رجل سوه ممد بن السن الهدي القائم بأمر ال وتارة يدعى على بن أب طالب فاطر السموات والرض تعال ال عما يقولون‬
‫علوا كبيا وتارة يدعى أنه ممد بن عبد ال صاحب البلد وخرج يكفر السلمي وأن النصيية على الق واحتوى هذا الرجل على عقول كثي من كبار النصيية الضلل وعي لكل إنسان‬
‫منهم تقدمه ألف وبلدا كثية ونيابات وحلوا على مدينة جبلة فدخلوها وقتلوا خلقا من أهلها وخرجوا منها يقولون ل إله إل على ول حجاب إل ممد ول باب ال سلمان وسبوا الشيخي‬
‫وصاح أهل البلد واإسلماه واسلطاناه واأمياه فلم يكن لم يومئذ ناصر ول منجد وجعلوا يبكون ويتضرعون إل ال عز وجل فجمع هذا الضال تلك الموال فقسمها على أصحابه وأتباعه‬
‫قبحهم ال أجعي وقال لم ل يبق للمسلمي ذكر ول دولة ولو ل يبق معي سوى عشرة نفر للكنا البلد كلها ونادى ف تلك البلد إن القاسة بالعشر ل غي ليغب فيه وأمر أصحابه براب‬
‫الساجد واتاذها خارات وكانوا يقولون لن أسره من السلمي قل ل إله إل على واسجد للك الهدي الذي يي وييت حت يقن دمك ويكتب لك فرمان وتهزوا وعملوا أمرا عظيما جدا‬
‫فجردت إليهم العساكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪84‬‬

‫فهزموهم وقتلوا منهم خلقا كثيا وجا غفيا وقتل الهدي أضلهم وهو يكون يوم القيامة مقدمهم إل عذاب السعي كما قال تعال ومن الناس من يادل ف ال بغي علم وبتيع كل شيطان‬
‫مريد كتب عليه أنه من توله فأنه يضله ويهديه إل عذاب السعي ذلك با قدمت يداك الية وفيها حج المي حسام الدين مهنا وولده سليمان ف ستة آلف وأخوه ممد بن عيسى ف أربعة‬
‫آلف ول يتمع مهنا بأحد من الصريي ول الشاميي وقد كان ف الصريي فجليس وغيه وال اعلم ومن توف با من العيان‬
‫الشيخ الصال‬
‫أبو السن علي بن ممد بن عبد ال النتزه كان فاضل وكتب حسنا نسخ التنبيه والعمدة وغي ذلك وكان الناس ينتفعون به ويقابلون عليه ذلك ويصححون عليه ويلسون إليه عند صندوق‬
‫كان له ف الامع توف ليلة الثني سادس مرم ودفن بالصوفية وقد صححت عليه ف العمدة وغيه‬
‫الشيخ شهاب الدين الرومي‬
‫أحد بن ممد بن إبراهيم بن الراغي درس بالعينية وأم بحراب النفية بقصورتم الغربية إذ كان مرابم هناك وتول مشيخة الاتونية وكان يؤم بنائب السلطان الفرم وكان يقرأ حسنا‬
‫بصوت مليح وكانت له مكانة عنده وربا راح إليه الفرم ماشيا حت يدخل عليه زاويته الت أنشأها بالشرق الشمال على اليدان الكبي ولا توف بالحرم ودفن بالصوفية قام ولداه عماد الدين‬
‫وشرف الدين بوظائفه‬
‫الشيخ الصال العدل‬
‫فخر الدين عثمان بن أب الوفا بن نعمة ال العزازي كان ذا ثروة من الال كثي الروءة والبلوة أدى المانة ف ستي ألف دينار وجواهر ل يعلم با إل ال عز وجل بعد ما مات صاحبها‬
‫مردا ف الغزاة وهو عز الدين الراحي نائب غزة أودعه إياها فأداها إل أهلها أثابه ال ولذا لا مات يوم الثلثاء الثالث والعشرين من ربيع الخر حضر جنازته خلق ل يعلمهم إل ال تعال‬
‫حت قيل إنم ل يتمعوا ف مثلها قبل ذلك ودفن بباب الصغي رحه ال‬
‫قاضي القضاة‬
‫جال الدين أبو عبد ال ممد بن سليمان بن يوسف الزواوي قاضي الالكية بدمشق من سنة سبع وثاني وستمائة قدم مصر من الغرب واشتغل با وأخذ عن مشايها منهم الشيخ عز الدين بن‬
‫عبد السلم ث قدم دمشق قاضيا ف سنة سبع وثاني وستمائة وكان مولده تقريبا ف سنة تسع وعشرين وستمائة وأقام شعار مذهب مالك وعمر الصمصامية ف أيامه وجدد عمارة النورية‬
‫وحدث‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪85‬‬

‫بصحيح مسلم وموطأ مالك عن يي بن يي عن مالك وكتاب الشفا للقاضي عياض وعزل قبل وفاته بعشرين يوما عن القضاء وهذا من خيه حيث ل يت قاضيا توف بالدرسة الصمصامية‬
‫يوم الميس التاسع من جادي الخرة وصلى عليه بعدالمعة ودفن بقابر باب الصغي تاه مسجد التاريخ وحضر الناس جنازته وأثنوا عليه خيا وقد جاوز الثماني كمالك رحه ال ول يبلغ‬
‫إل سبعة عشر من عمره على مقتضى مذهبه أيضا‬
‫القاضي الصدر الرئيس‬
‫رئيس الكتاب شرف الدين أبو ممد عبدالوهاب بن جال الدين فضل ال بن اللى القرشي العدوى العمري ولد سنة تسع وعشرين وستمائة وسع الديث وخدم وارتفعت منلته حت كتب‬
‫النشاء بصر ث نقل إل كتابة السر بدمشق إل أن توف ف ثامن رمضان ودفن بقاسيون وقد قارب التسعي وهو متع بواسه وقواه وكانت له عقيدة حسنة ف العلماء ول سيما ف ابن تيمية‬
‫وف الصلحاء رحه ال وقد رثاه الشهاب ممود كاتب السر بعده بدمشق وعلء الدين بن غان وجال الدين بن نباته‬
‫الفقيه المام العال الناظر‬
‫شرف الدين أبو عبد ال السي بن المام كمال الدين علي بن إسحاق بن سلم الدمشقي الشافعي ولد سنة ثلث وسبعي وستمائة واشتغل وبرع وحصل ودرس بالاروضية والعذراوية‬
‫وأعاد بالظاهرية وأفت بدار العدل وكان واسع الصدر كثي المة كري النفس مشكورا ف فهمه وخطه وحفظه وفصاحته ومناظرته توف ف رابع عشرين رمضان وترك أولدا ودينا كثيا فوفته‬
‫عنه زوجته بنت زويزان تقبل ال منها وأحسن إليها‬
‫الصاحب إنيس اللوك‬
‫بدر الدين عبد الرحن بن إبراهيم الربلي ولد سنة ثان وثلثي وستمائة واشتغل بالدب فحصل على جانب جيد منه وارتزق عند اللوك به فمن رقيق شعره ما أروده الشيخ علم الدين ف‬
‫‪ ...‬ترجته قوله ‪ ...‬ومدامة خر تشبه خد من ‪ ...‬أهو ودمعي يسقى با قمرا ‪ ...‬أعز علي من سعي ومن بصري‬
‫وقوله ف مغنية ) (‬
‫وعزيزة هيفاء ناعمة الصبا ‪ ...‬طوع العناق مريضة الجفان ‪ ...‬غنت وماس قومها فكأنا ال ‪ ...‬ورقاء تسجع فوق عصن البان ‪...‬‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪86‬‬

‫الصدر الرئيس شرف الدين ممد بن جال الدين إبراهيم ‪ ...‬ابن شرف الدين عبد الرحن بن أمي الدين سال بن الافظ باء الدين السن بن هبة ال بن مفوظ بن صصرى ذهب إل الجاز‬
‫الشريف فلما كانوا ببدى اعتراه مرض ول يزل به حت مات توف بكة وهو مرم ملب فشهد الناس جنازته وغبطوه بذه الوتة وكانت وفاته يوم المعة آخر النهار سابع ذي الجة ودفن‬
‫ضحى يوم السبت بقبة بباب الجون رحه ال تعال وأكرم مثواه‬
‫ث دخلت سنة ثان عشرة وسبعمائة‬
‫الليفة والسلطان ها ها وكذلك النواب والقضاة سوى الالكي بدمشق فإنه العلمة فخر الدين ابن سلمة بعدالقاضي جال الدين الزواوي رحه ال ووصلت الخبار ف الحرم من بلد‬
‫الزيرة وبلد الشرق سنجار والوصل وماردين وتلك النواحي بغلء عظيم وفناء شديد وقلة المطار وخوف التتار وعدم القوات وغلء السعار وقلة النفقات وزوال النعم وحلول النقم‬
‫بيث إنم أكلوا ما وجدوه من المادات واليوانات واليتات وباعوا حت أولدهم وأهاليهم فبيع الولد بمسي درهاوأقل من ذلك حت إن كثي كانوا ليشترون من أولد السلمي وكانت‬
‫الرأة تصرح بأنا نصرانية ليشترى منها ولدها لتنتفع بثمنه ويصل له من يطعمه فيعيش وتأمن عليه من اللك فإنا ل وإنا إليه راجعون ووقعت أحوال صعبة يطول ذكرها وتنبو الساع عن‬
‫وصفها وقد ترحلت منهم فرقة قريب الربعمائة إل ناحية مراغة فسقط عليهم ثلج أهلكهم عن آخرهم وصحبت طائفة منهم فرقة من التتار فلما انتهوا إل عقبة صعدها التتار ث منعوهم ان‬
‫يصعدوها لئل يتكلفوا بم فماتوا عن آخرهم فل حول ول قوة إل بال العزيز الكيم وف بكرة الثني السابع من صفر قدم القاضي كري الدين عبدالكري بن العلم هبة ال وكيل الاص‬
‫السلطان بالبلد جيعها قدم إل دمشق فنل بدار السعادة وأقام با أربعة ايام وأمر ببناء جامع القبيبات الذي يقال له جامع كري الدين وراح لزيارة بيت القدس وتصدق بصدقات كثية‬
‫وافرة وشرع ببناء جامع بعد سفره وف ثان صفر جاءت ريح شديدة ببلد طرابلس على ذوق تركمان فأهلكت لم كثيا من المتعة وقتلت اميا منهم يقال له طرال وزوجته وابنتيه وابن‬
‫ابنيه وجاريته وأحد عشر نفسا وقتلت جال كثية وغيها وكسرت المتعة والثاث وكانت ترفع البعي ف الواء مقدار عشرة أرماح ث تلقيه مقطعا ث سقط بعد ذلك مطر شديد وبرد عظيم‬
‫بيث أتلف زروعا كثية ف قرى عديدة نو من أربعة وعشرين قرية حت أنا ل ترد بدارها وف صفر أخرج المي سيف الدين طغاي الاصلي إل نيابة صفت فأقيم با شهرين مسلك‬
‫والصاحب أمي الدين إل نظر الوقاف بطرابلس على معلوم وافر قال الشيخ علم الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪87‬‬

‫وف يوم الميس منتصف ربيع الول اجتمع قاضي القضاة شس الدين بن مسلم بالشيخ المام العلمة تقي الدين بن تيمية وأشار عليه ف ترك الفتاء ف مسألة اللف بالطلق فقبل الشيخ‬
‫نصيحته وأجاب إل ما اشار به رعاية لاطره وخواطر الماعة الفتيي ث ورد البيد ف مستهل جادي الول بكتاب من السلطان فيه منع الشيخ تقي الدين من الفتاء ف مسألة اللف‬
‫بالطلق وانعقد بذلك ملس وانفصل الال على ما رسم به السلطان ونودي به ف البلد وكان قبل قدوم الرسوم قد اجتمع بالقاضي ابن مسلم النبلي جاعة من الفتيي الكبار وقالوا له أن‬
‫ينصح الشيخ ف ترك الفتاء ف مسألة الطلق فعلم الشيخ نصيحته وأنه إنا قصد بذلك ترك ثوران فتنة وشر وف عاشره جاء البيد إل صفت بسك سيف الدين طغاي وتولية بدر الدين‬
‫القرمان نيابة حص‬
‫وف هذا الشهر كان مقتل رشيد الدولة فضل ال بن أب الي بن عال المدان كان أصله يهوديا عطارا فتقدم بالطب وشلته السعادة حت كان عند خربندا الزء الذي ل يتجزأ وعلت رتبته‬
‫وكلمته وتول مناصب الوزراء وحصل له من الموال والملك والسعادة مال يد ول يوصف وكان قد أظهر السلم وكانت لديه فضائل جة وقد فسر القرآن وصنف كتبا كثية وكان له‬
‫اولد وثروة عظيمة وبلغ الثماني من العمر وكانت له يد جيدة يوم الرحبة فإنه صانع عن السلمي وأتقن القضية ف رجوع ملك التتار عن البلد الشامية سنة ثنت عشرة كما تقدم وكان‬
‫يناصح السلم ولكن قد نال منه خلق كثي من الناس واتموه على الدين وتكلموا ف تفسيه هذا ول شك أنه كان مبطا ملطا وليس لديه علم نافع ول عمل صال ولا تول أبو سعيد‬
‫الملكة عزله وبقي مدة خامل ث استدعاه جوبان وقال له أنت سقيت السلطان خربندا سا فقال له أنا كنت ف غاية القارة والذلة فصرت ف أيامه وأيام أبيه ف غاية العظمة والعزة فكيف‬
‫أعمد إل سقيه والالة هذه فأحضرت الطباء فذكروا صورة مرض خربندا وصفته وأن الرشيد أشار باسهاله لا عنده ف باطنه من الواصل فانطلق باطنه نوا من سبعي ملسا فمات بذلك‬
‫على وجه أنه أخطأ ف الطب فقال فأنت إذا قتلته فقتله وولده إبراهيم واحتيط على حواصله وامواله فبلغت شيئا كثيا وقطعت أعضاؤه وحل كل جزء منها إل بلدة ونودي على رأسه بتبيز‬
‫هذا رأس اليهودي الذي بدل كلم ال لعنه ال ث أحرقت جثته وكان القائم عليه على شاه‬
‫وف هذا الشهر أعن جادي الول تول قضاء الالكية بصر تقي الدين الخنائي عوضا عن زين الدين بن ملوف توف عن اربع وثاني سنة وله ف الكم ثلث وثلثون سنة وف يوم الميس‬
‫عاشر رجب لبس صلح الدين يوسف بن اللك الوحد خلعة المرة برسوم السلطان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪88‬‬

‫وف آخر رجب جاء سيل عظيم بظاهر حص خرب شيئا كثيا وجاء إل البلد ليدخلها فمنعه الندق وف شعبان تكامل بناء الامع الذي عمره تنكز ظاهر باب النصر وأقيمت المعة فيه‬
‫عاشر شعبان وخطب فيه الشيخ نم الدين علي بن داود بن يي النفي العروف بالفقجازي من مشاهي الفضلء ذوي الفنون التعددة وحضر نائب السلطنة والقضاة والعيان والقراء‬
‫والنشدون وكان يوما مشهودا وف يوم المعة الت يليها خطب بامع القبيبات الذي أنشأه كري الدين وكيل السلطان وحضر فيه القضاة والعيان وخطب فيه الشيخ شس الدين ممد بن‬
‫عبد الواحد بن يوسف بن الرزين الران السدي النبلي وهو من الصالي الكبار ذوي الزهادة والعبادة والنسك والتوجه وطيب الصوت وحسن السمت وف حادي عشر رمضان خرج‬
‫الشيخ شس الدين ابن النقيب إل حص حاكما با مطلوبا مول مرغوبا فيه وخرج الناس لتوديعه‬
‫وف هذا الشهر حصل سيل عظيم بسلمية ومثله بالشوبك وخرج الحمل ف شوال وأمي الركب المي علء الدين بن معبد وال الب وقاضيه زين الدين ابن قاضي الليل الاكم بلب ومن‬
‫حج ف هذه السنة من العيان الشيخ برهان الدين الفزاري وكمال الدين ابن الشريشي وولده وبدر الدين ابن العطار وف الادي والعشرين من ذي الجة انتقل المي فخر الدين إياس‬
‫العسري من شد الدواوين بدمشق إل طرابلس اميا وف يوم المعة السابع عشر ذي الجة أقيمت المعة ف الامع الذي انشأه الصاحب شس الدين عبيال ! ناظر الدواوين بدمشق‬
‫خارج باب شرقي إل جانب ضرار بن الزور بالقرب من ملة القعاطلة وخطب فيه الشيخ شس الدين ممد بن التدمري العروف بالنيبان وهو من كبار الصالي ذوي العبادة والزهادة وهو‬
‫من أصحاب شيخ السلم ابن يتيمة وحضره الصاحب الذكور وجاعة من القضاة والعيان وف يوم الثني والعشرين من ذي الجة باشر الشيخ شس الدين ممد بن عثمان الذهب الحدث‬
‫الافظ بتربة أم الصال عوضا عن كمال الدين بن الشريشي توف بطريق الجاز ف شوال وقد كان له ف مشيختها ثلث وثلثون سنة وحضر عند الذهب جاعة من القضاة وف يوم الثلثاء‬
‫صبيحة هذا الدرس أحضر الفقيه زين الدين بن عبيدان النبلي من بعلبك وحوقق على منام رآه زعم أنه رآه بي النائم واليقظان وفيه تليط وتبيط وكلم كثي ل يصدر عن مستقيم الزاج‬
‫كان كتبه بطه وبعثه ل بعض أصحابه فاستسلمه القاضي الشافعي وحقن دمه وعزره ونودي عليه ف البلد ومنع من الفتوى وعقود النكحة ث أطلق وف يوم الربعاء بكرة باشر بدر الدين‬
‫ممد بن بضحان شيخة القزاء بتربة أم الصال عوضا عن الشيخ مد الدين التونسي توف وحضر عنده العيان الفضلء وقد حضرته يومئذ وقبل ذلك باشر مشيخة القراء بالشرفية عوضا‬
‫عنه أيضا الشيخ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪89‬‬

‫ممد بن خروف الوصلي وف يوم الميس ثالث عشرين ذي الجة باشر الشيخ المام العلمة الافظ الجة شيخنا ومفيدنا أبو الجاج يوسف بن الزكي عبدالرحن بن يوسف الزي مشيخة‬
‫دار الديث الشرفية عوضا عن كمال الدين بن الشريشي ول يضر عنده كبي أحد لا ف نفوس بعض الناس من وليته لذلك مع أنه ل يتولا أحد قبله أحق با منه ول احفظ منه وما عليه‬
‫منهم إذا ل يضروا عنده فإنه ل يوحشه إل حضورهم عنده وبعدهم عنه انس وال أعلم ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الصال العباد الناسك‬
‫الورع الزاهد القدوة بقية السلف وقدوة اللف أبو عبد ال ممد بن الشيخ الصال عمر بن السيد القدوة الناسك الكبي العارف اب بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي ولد سنة خسي‬
‫وستمائة ببالس وسع من أصحاب ابن طبزد وكان شيخا جليل بشوش الوجه حسن السمت مقصدا لكل أحد كثي الوقار عليه سيما العبادة والي وكان يوم قازان ف جلة من كان مع‬
‫الشيخ تقي الدين ابن تيمية لا تكلم مع قازان فحكى عن كلم شيخ السلم تقي الدين لقازان وشجاعته وجرأته عليه وأنه قال لترجانه قل للقان أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون‬
‫وقاضي وإمام وشيخ على ما بلغنا فغزوتنا وبلغت بلدنا على ماذا وابوك وجدك هلكو كانا كافرين وما غزوا بلد السلم بل عاهدوا قومنا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت قال‬
‫وجرت له مع قازان وقطلوشاه وبولي أمور ونوب قام ابن تيمية فيها كلها ل وقال الق ول يش إل ال عز وجل قال وقرب إل الماعة طعاما فأكلوا منه إل ابن تيمية فقيل له أل تأكل‬
‫فقال كيف آكل من طعامكم وكله ما نبتم من أغنام الناس وطبختموه با قطعتم من أشجار الناس قال ث إن قازان طلب منه الدعاء فقال ف دعائه اللهم إن كان هذا عبدك ممود إنا يقاتل‬
‫لتكون كلمتك هي العليا وليكون الدين كله لك فانصره وأيده وملكه البلد والعباد وإن كان إنا قام رياء وسعة وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا وليذل السلم وأهله فاخذ له وزلزله‬
‫ودمره واقطع دابره قال وقازان يؤمن على دعائه ويرفع يديه قال فجعلنا نمع ثابنا خوفا من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله قال فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نم الدين ابن‬
‫صصرى وغيه كدت أن تلكنا وتلك نفسك وال لنصحبك من هنا فقال وأنا وال ل أصحبكم قال فانطلقنا عصبة وتأخر هو ف خاصة نفسه ومعه جاعة من أصحابه فتسامعت به الواقي‬
‫والمراء من أصحاب قازان فأتوه يتبكون بدعائه وهو سائر إل دمشق وينظرون إليه قال وال ما وصل إل دمشق إل ف نو ثلثمائة فارس ف ركابه وكنت أنا من جلة من كان معه وأما‬
‫أولئك الذين أبو أن يصحبوه فخرج عليهم جاعة من التتر فشلحوهم عن آخرهم هذا الكلم أو نوه وقد سعت هذا الكاية من جاعة غيه وقد تقدم ذلك توف الشيخ ممد بن قوام ليلة‬
‫الثني‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪90‬‬

‫الثان والعشرين من صفر الزاوية العروفة بم غرب الصالية والنصارية والعادلية وصلى عليه با ودفن با وحضر جنازته ودفنه خلق كثي وجم غفي وكان ف جلة المع الشيخ تقي الدين بن‬
‫تيمية لنه كان يبه كثيا ول يكن للشيخ ممد مرتب على الدولة ول غيهم ول لزاويته مرتب ول وقف وقد عرض عليه ذلك غي مرة فلم يقبل وكان يزار وكان لديه علم وفضائل جة‬
‫وكان فهمه صحيحا وكانت له معرفة تامة وكان حسن العقيدة وطويته صحيحة مبا للحديث وآثار السلف كثي التلوة والمعية على ال عز وجل وقد صنف جزءا فيه أخبار جيدة رحه ال‬
‫وبل ثراه بوابل الرحة آمي‬
‫الشيخ الصال الديب البارع الشاعر الجيد‬
‫تقي الدين أبو ممد عبد ال بن الشيخ أحد بن تام بن حسان البلى ث الصالي النبلي أخو الشيخ ممد بن تام ولد سنة خس وثلثي وستمائة وسع الديث وصحب الفضلء وكان حسن‬
‫الشكل واللق طيب النفس مليح الجاورة والجالسة كثي الفاكهة أقام مدة بالجاز واجتمع بابن سبعي وبالتقي الوران وأخذ النحو عن ابن مالك وابنه بدر الدين وصحبه مدة وقد صحبه‬
‫الشهاب ممود مدة خسي سنة وكان يثن عليه بالزهد والفراغ من الدنيا توف ليلة السبت الثالث من ربيع الخر ودفن بالسفح وقد أورد الشيخ علم الدين البزال ف ترجته قطعة من شعره‬
‫فمن ذلك قوله ‪ ...‬أسكان العاهد من فؤادي ‪ ...‬لكم ف خافق منه سكون ‪ ...‬أكرر فيكم أبدا حديثي ‪ ...‬فيحلو والديث له شجون ‪ ...‬وأنظمه عقيقا من دموعي ‪ ...‬فتنثره الحاجر‬
‫والفون ‪ ...‬وأبتكر العان ف هواكم ‪ ...‬وفيكم كل قافية تون ‪ ...‬واسئل عنكم البكاء سرا ‪ ...‬وسر هواكم سر مصون ‪ ...‬وأغتبق النسيم لن فيه ‪ ...‬شائل من معاطفكم تبي ‪ ...‬فكم ل‬
‫ف مبتكم غرام ‪ ...‬وكم ل ف الغرام بكم فنون ‪ ...‬قاضي القضاة زين الدين‬
‫علي بن ملوف بن ناهض بن مسلم بن منعم بن خلف النويري الالكي الاكم بالديار الصرية سنة أربع وثلثي وستمائة وسع الديث واشتغل وحصل وول الكم بعد ابن شاش سنة خس‬
‫وثاني وطالت ايامه إل هذا العام وكان غزير الروءة والحتمال والحسان إل الفقهاء والشهود ومن يقصده توف ليلة الربعاء حادي عشر جادي الخرة ودفن بسفح القطم بصر وتول‬
‫الكم بعده بصر تقي الدين الخنائي الالكي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪91‬‬

‫الشيخ إبراهيم بن أب العلء‬


‫القري الصيت الشهور العروف بابن شعلن وكان رجل جيدا ف شهود السمارية ويقصد للختمات لصيت صوته توف يوم المعة وهو كهل ثالث عشر جادي الخرة ودفن بسفح قاسيون‬
‫الشيخ المام العال الزاهد‬
‫ابو الوليد ممد بن أب القاسم أحد بن ممد بن عبد ال بن أب جعفر أحد بن خلف بن إبراهيم ابن أب عيسى بن الاج النجيب القرطب ث الشبيلي ولد باشبيلية سنة ثان وثلثي وستمائة‬
‫وقد كان أهله بيت العلم والطابة والقضاء بدينة قرطبة فلما أخذها الفرنج انتقلوا إل اشبيلية وتحقت اموالم وكتبهم وصادر ابن الحر جده القاضي بعشرين ألف دينار ومات أبوه وجده‬
‫ف سنة إحدى واربعي وستائة ونشأ يتيما ث حج واقبل إل الشام فاستقام بدمشق من سنة أربع وثاني وسع من ابن البخاري وغيه وكتب بيده نوا من مائة ملد إعانة لولديه اب عمر وأب‬
‫عبد ال على الشتغال ث كانت وفاته بالدرسة الصلحية يوم المعة وقت الذان ثامن عشر رجب وصلى عليه بعد العصر ودفن عند القندلوي بباب الصغي بدمشق وحضر جنازته خلق‬
‫كثي‬
‫الشيخ كمال الدين ابن الشريشي‬
‫احد ابن المام العلمة جال الدين بن أب بكر بن ممد بن أحد بن ممد بن سحمان البكري الوايلي الشريشي كان أبوه مالكيا كما تقدم واشتغل هو ف مذهب الشافعي فبع وحصل علوما‬
‫كثية وكان خبيا بالكتابة مع ذلك وسع الديث وكتب الطباق بنفسه وافت ودرس وناظر وباشر بعدة مدارس ومناصب كبار أول ما باشر مشيخة دار الديث بتربة أم الصال بعد والده‬
‫من سنة خس وثاني وستمائة إل أن توف وناب ف الكم عن ابن جاعة ث ترك ذلك وول وكالة بيت الال وقضاء العسكر ونظر الامع مرات ودرس بالشامية البانية ودرس بالناصرية‬
‫عشرين سنة ث انتزعها من يده ابن جاعة وزين الدين الفارقي فاستعادها منهما وباشر مشيخة الرباط الناصري بقاسيون مدة ومشيخة دار الديث الشرفية ثان سني وكان مشكور السية‬
‫فيما يول من الهات كلها وقد عزم ف هذه السنة على الج فخرج بأهله فأدركته منيته بالسا ف سلخ شوال من هذه السنة ودفن هناك رحه ال وتول بعده الوكالة جال الدين بن‬
‫القلنسي ودرس بالناصرية كمال الدين بن الشيازي وبدار الديث الشرفية الافظ جال الدين الزي وبأم الصال الشيخ شس الدين الذهب وبالرباط النصاري ولده جال الدين‬
‫الشهاب القري‬
‫احد بن أب بكر بن أحد البغدادي نقيب الشراف التعممي كان عنده فضائل جة نثرا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪92‬‬


‫ونظما ما يناسب الوقائع وما يضر فيه من التهان والتعازي ويعرف الوسيق والشعبذة وضرب الرمل ويضر الجالس الشمتملة على اللهو والسكر واللعب والبسط ث انقطع عن ذلك كله‬
‫‪ ...‬لكب سنه وهو ما يقال فيه وف أمثاله ‪ ...‬ذهبت عن توبته سائل ‪ ...‬وجدتا توبة إفلس‬
‫وكان مولده بدمشق سنة ثلث وثلثي وستمائة وتوف ليلة السبت خامس ذي القعدة ودفن بقابر باب الصغي ف قب أعده لنفسه عن خس وثاني سنة سامه ال‬
‫قاضي القضاة فخر الدين‬
‫أبو العباس احد بن تاج الدين اب الي سلمة بن زين الدين اب العباس احد بن سلم السكندري الالكي ولد سنة إحدى وسبعي وستمائة وبرع ف علوم كثية وول نيابة الكم ف‬
‫السكندرية فحمدت سيته وديانته وصرامته ث قدم على قضاء الشام للمالكية ف السنة الاضية فباشرها أحسن مباشرة سنة ونصفا إل أن توف بالصمصامية بكرة الربعاء مستهل ذي الجة‬
‫ودفن إل جانب القندلوي بباب الصغي وحضر جنازته خلق كثي وشكره الناس وأثنوا عليه رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة تسع عشرة وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وف ليلة مستهل مرم هبت ريح شديدة بدمشق سقط بسببها شيء من الدران واقتلعت أشجارا كثية وف يوم الثلثاء سادس عشرين الحرم‬
‫خلع على جال الدين بن القلنسي بوكالة بيت الال عوضا عن ابن الشريشي وف يوم الربعاء الامس من صفر درس بالناصرية الوانية ابن صصرى عوضا عن ابن الشريشي أيضا وحضر‬
‫عنده الناس على العادة وف عاشره باشر شد الدواوين جال الدين أقوش الرحب عوضا عن فخر الدين إياس وكان أقوش متول دمشق من سنة سبع وسبعمائة وول مكانه المي علم الدين‬
‫طرقش الساكن بالعقبية وف هذا اليوم نودي بالبلد بصوم الناس لجل الروج إل الستسقاء وشرع ف قراءة البخاري وتيأ الناس ودعوا عقيب الصلوات وبعد الطب وابتهلوا ال ال ف‬
‫الستسقاء فلما كان يوم السبت منتصف صفر وكان سابع نيسان خرج اهل البلد برمتهم إل عند مسجد القدم وخرج نائب السلطنة والمراء مشاة يبكون ويتضرعون واجتمع الناس هنالك‬
‫وكان مشهدا عظيما وخطب بالناس القاضي صدر الدين سليمان العفري وأمن الناس على دعائه فلما أصبح الناس من اليوم الثان جاءهم الغيث باذن ال ورحته ورأفته ل بولم ول بقوتم‬
‫ففرح الناس فرحا شديدا وعم البلد كلها ول المد والنة وحده ل شريك له وف أواخر الشهر شرعوا باصلح رخام الامع وترميمه وحلى أبوابه وتسي ما فيه وف رابع عشر ربيع الخر‬
‫درس بالناصرية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪93‬‬

‫الوانية ابن الشيازي بتوقيع سلطان وأخذها من ابن صصرى وباشرها إل أن مات وف يوم الميس سادس عشر جادي الول باشر ابن شيخ السلمية فخر الدين أخو ناظر اليش السبة‬
‫بدمشق عوضا عن ابن الداد وباشر ابن الداد نظر الامع بدل عن ابن شيخ السلمية وخلع على كل منهما‬
‫وف بكرة الثلثاء خامس جادي الخرة قدم من مصر إل دمشق قاضي القضاة شرف الدين أبو عبد ال ممد بن قاضي القضاة معي الدين اب بكر بن الشيخ زكي الدين ظاهر المدان‬
‫الالكي على قضاء الالكية بالشام عوضا عن ابن سلمة توف وكان بينهما ستة أشهر ولكن تقليد هذا مؤرخ بآخر ربيع الول ولبس اللعة وقرئ تقليده بالامع وف هذا الشهر درس‬
‫بالاتونية البانية القاضي بدر الدين بن نويرة النفي وعمره خس وعشرون سنة عوضا عن القاضي شس الدين ممد قاضي ملطية توف وف يوم السبت خامس رمضان وصل إل دمشق سيل‬
‫عظيم أتلف شيئا كثيا وارتفع حت دخل من باب الفرج ووصل إل العقبية وانزعج الناس له وانتقلوا من أماكنهم ول تطل مدته لن أصله كان مطرا وقع بأرض وابل السوق والسينية وف‬
‫هذا اليوم باشر طرقشي شد الدواوين بعد موت جال الدين الرحب وباشر ولية الدينة صارم الدين الوكندار وخلع عليهما‬
‫ولا كان يوم الثلثاء التاسع والعشرين من رمضان اجتمع القضاة وأعيان الفقهاء عند نائب السلطنة بدار السعادة وقرئ عليهم كتاب من السلطان يتضمن منع الشيخ تقي الدين بن تيمية من‬
‫الفتيا بسألة الطلق وانفصل الجلس على تأكيد النع من ذلك وف يوم المعة تاسع شوال خطب القاضي صدر الدين الداران عوضا عن بدر الدين ابن ناصر الدين بن عبدالسلم بامع‬
‫جراح وكان فيه خطيبا قبله فتوله بدر الدين حسن العقربان واستمر ولده ف خطابة داريا الت كانت بيد أبيه من بعده وف يوم السبت عشرة خرج الركب وأميهم عز الدين أيبك‬
‫النصوري أمي علم وحج فيها صدر الدين قاضي القضاة النفي وبرهان الدين بن عبد الق وشرف الدين بن تيمية ونم الدين الدمشقي وهو قاضي الركب ورضى الدين النطبقي وشس‬
‫الدين بن الزريز خطيب جامع القبيبات وعبد ال بن رشيق الالكي وغيهم وفيها حج سلطان السلم اللك الناصر ممد بن قلوون ومعه جع كثي من المراء ووكيله كري الدين وفخر‬
‫الدين كاتب الماليك وكاتب السر ابن الثي وقاضي القضاة ابن جاعة وصاحب حاة اللك عماد الدين والصاحب شس الدين غبيال ف خدمة السلطان وكان ف خدمته خلق كثي من‬
‫العيان‬
‫وفيها كانت وقعة عظيمة بي التتار بسبب أن ملكهم أبا سعيد كان قد ضاق ذرعا بوبان وعجز عن مسكه فانتدب له جاعة من المراء عن أمره منهم أبو يي خال أبيه ودقماق وقرشي‬
‫وغيهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪94‬‬

‫من أكابر الدولة وأرادوا كبس جوبان فهرب وجاء إل السلطان فانى إليه ما كان منهم وف صحبته الوزير على شاه ول يزل بالسلطان حت رضي عن جوبان وأمده بيش كثيف وركب‬
‫السلطان معه أيضا والتقوا مع أولئك فكسروهم وأسروهم وتكم فيه جوبان فقتل منهم إل آخر هذه السنة نوا من أربعي أميا ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ القري شهاب الدين‬
‫أبو عبد ال السن بن سليمان بن خزارة بن بدر الكفري النفي ولد تقريبا ف سنة سبع وثلثي وستمائة وسع الديث وقرأ بنفسه كتاب الترمذي وقرأ القراءات وتفرد با مدة يشتغل الناس‬
‫عليه وجع عليه السبع أكثر من عشرين طالبا وكان يعرف النحو والدب وفنونا كثية وكانت مالسته حسنة وله فوائد كثية درس بالطرخانية أكثر من أربعي سنة وناب ف الكم عن‬
‫الذرعي مدة وليته وكان خيا مباركا أضر ف آخر عمره وانقطع ف بيته مواظبا على التلوة والذكر وأقراء القرأن إل أن توف ثالث عشر جادي الول وصلى عليه بعد الظهر يومئذ بامع‬
‫دمشق ودفن بقاسيون رحه ال وف هذا الشهر جاء الب بوت‬
‫الشيخ المام تاج الدين‬
‫عبد الرحن بن ممد بن أب حامد التبيزي الشافعي العروف بالفضلي بعد رجوعه من الج ببغداد ف العشر الول من صفر وكان صالا فقيها مباركا وكان ينكر على رشيد الدولة ويط‬
‫عليه ولا قتل قال كان قتله أنفع من قتل مائة ألف نصران وكان رشيد الدولة يريد أن يترضاه فلم يقبل وكان ل يقبل من أحد شيئا ولا توف دفن بتربة الشونيزي وكان قد قارب الستي رحه‬
‫ال‬
‫ميي الدين ممد بن مفضل بن فضل ال الصري‬
‫كاتب ملك المراء ومستوف الوقاف كان مشكور السية مببا للعلماء والصلحاء فيه كرم وخدمة كثية للناس توف ف رابع عشرين من جادي الول ودفن بتربة ابن هلل بسفح قاسيون‬
‫وله ست وأربعون سنة وباشر بعده ف وظيفته امي الدين بن النحاس‬
‫المي الكبي غرلوبن عبد ال العادل‬
‫كان من أكابر الدولة ومن المراء القدمي اللوف وقد ناب بدمشق عن أستاذه اللك العادل كتبغا نوا من ثلثة أشهر ف سنة خس وسبعي وستمائة وأول سنة ست وتسعي واستمر اميا‬
‫كبيا إل أن توف ف سابع جادي الول يوم الميس ودفن بتربته بشمال جامع الظفري بقاسيون وكان شهما شجاعا ناصحا للسلم وأهله مات ف عشر الستي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪95‬‬

‫المي جال الدين أقوش‬


‫الرحب النصوري وال دمشق مدة طويلة كان أصله من قرى إربل وكان نصرانيا فسب وبيع من ناب الرحبة ث انتقل إل اللك النصور فأعتقه وأمره وتول الولية بدمشق نوا من احدى‬
‫عشرة سنة ث انتقل إل شد الدواوين مدة اربعة أشهر وكان مبوبا إل العامة مدة وليته‬
‫الطيب صلح الدين‬
‫يوسف بن ممد بن عبد اللطيف بن العتزل الموي له تصانيف وفوائد وكان خطيب جامع السوق السفل بماة وسع من ابن طبزد توف ف جادي الخرة‬
‫العلمة فخر الدين ابو عمرو‬
‫عثمان بن علي بن يي بن هبة ال بن إبراهيم بن السلم بن علي النصاري الشافعي العروف بابن بنت أب سعد الصري سع الديث وكان من بقايا العلماء وناب ف الكم بالقاهرة وول‬
‫مكانه ف ميعاد جامع طولون الشيخ علء الدين القونوي الشيوخ اشيوخ وف ميعاد الامع الزهر شس الدين بن علن كانت وفاته ليلة الحد الرابع والعشرين من جادي الخرة ودفن بصر‬
‫وله من العمر سبعون سنة‬
‫الشيخ الصال العابد‬
‫أبو الفتح نصر بن سليمان بن عمر الكبجي له زاوية بالسينية يزار فيها ول يرج منها إل إل المعة سع الديث توف يوم الثلثاء بعد العصر السادس والعشرين من جادي الخرة ودفن من‬
‫الغد بزاويته الذكورة رحه ال‬
‫الشيخ الصال العمر الرحلة‬
‫عيسى بن عبد الرحن بن معال بن أحد بن إساعيل بن عطاف بن مبارك بن علي بن أب اليش القدسي الصال الطعم راوي صحيح البخاري وغيه وقد سع الكثي من مشايخ عدة وترجه‬
‫الشيخ علم الدين البزال ف تاريه توف ليلة السبت رابع عشر ذي الجة وصلى عليه بعد الظهر ف اليوم الذكور بالامع الظفري ودفن بالساحة بالقرب من تربة الولي وله أربع وسبعون‬
‫سنة رحه ال تعال‬
‫ث دخلت سنة عشرين وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلدهم الذكورون ف الت قبلها وكان السلطان ف هذه السنة ف الج وعاد إل القاهرة يوم السبت ثان عشر الحرم ودقت البشائر ورجع الصاحب شس الدين على طريق‬
‫الشام وصحبته المي ناصر الدين الازندار وعاد صاحب حاة مع السلطان إل القاهرة وأنعم عليه السلطان ولقب باللك الؤيد ورسم أن يطب له على منابرها وأعمالا وأن يطب بالقام‬
‫العال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪96‬‬

‫الولوي السلطان اللكي الؤيدي على ما كان عليه عمه النصور وفيها عمر ابن الرجان شهاب الدين مسجد اليف وأنفق عليه نوا من عشرين ألفا وف الحرم استقال أمي الدين من نظر‬
‫طرابلس وأقام بالقدس وف آخر صفر باشر نيابة الكم الالكي القضاي شس الدين ممد بن أحد القفصي وكان قد قدم مع قاضي القضاة شرف الدين من مصر وف يوم الثني الامس‬
‫والعشرين من ربيع الول ضربت عنق شخص يقال له عبد ال الرومي وكان غلما لبعض التجار وكان قد لزم الامع ث ادعى النبوة واستتيب فلم يرجع فضربت عنقه وكان أشقر أزرق‬
‫العيني جاهل وكان قد خالطه شيطان حسن له ذلك واضطرب عقله ف نفس المر وهو ف نفسه شيطان إنسي وف يوم الثني ثان ربيع الخر عقد عقد السلطان على الرأة الت قدمت من‬
‫بلد القبجاق وهي من بنات اللوك وخلع على القاضي بدر الدين ابن جاعة وكاتب السروكري الدين وجاعة المراء وصلت العساكر ف هذا الشهر إل بلد سيس وغرق ف بر جاهان من‬
‫عساكر طرابلس نو من ألف فارس وجاءت مراسيم السلطان ف هذا سقط لسلطان عليهم لعدم قدوم والدهم مهنا على السلطان وف يوم الربعاء رابع عشرين جادي الول درس بالركنية‬
‫الشيخ مي الدين السر النفي وأخذت منه الوهرية لشمس الدين البقي العرج وتدريس جامع القلعة لعماد الدين بن ميي الدين الطرسوسي الذي ول قضاء النفية بعد هذا وأخذ من‬
‫البقي إمامة مسجد نور الدين له بارة اليهود ولعماد الدين بن الكيال وامامة الربوة الشيخ ممد الصبيب وف جادي الخرة اجتمعت اليوش السلمية بأرض حلب نوا من عشرين الفا‬
‫عليهم كلهم نائب حلب الطنبغا وفيهم نائب طرابلس شهاب الدين قرطبة فدخلوا بلد الرمن من اسكندرونة ففتحوا الثغرت تل حدان ث خاضوا جاهان فغرق منهم جاعة ث سلم ال من‬
‫وصلوا إل سيس فحاصروها وضيقوا على أهلها وأحرقوا دار اللك الت ف البلد وقطعوا أشجار البساتي وساقوا البقار والواميس والغنام وكذل فعلوا بطرسوس وخربوا الضياع‬
‫والماكن واحرقوا الزروع ث رجعوا فخاضوا النهر الذكور فلم يغرق منهم أحد وأخرجوا بعد رجوعهم مهنا وأولده من بلدهم وساقوا خلفه إل غانة وحديثة ث بلغ اليوش موت صاحب‬
‫سيس وقيام ولده من بعد فشنوا الغارات على بلده وتابعوها وغنموا وأسروا إل ف الرة الرابعة فإنه قتل منهم جاعة‬
‫وف هذه السنة كانت وقعة عظيمة ببلد الغرب بي السلمي والفرنج فنصر ال السلمي على اعدائهم فقتلوا منهم خسي ألفا وأسروا خسة آلف وكان ف جلة القتلى خسة وعشرين ملكا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪97‬‬

‫من ملوك الفرنج وغنموا شيئا كثيا من الموال يقال كان من جلة ما غنموا سبعون قنطارا من الذهب والفضة وإنا كان جيش السلم يومئذ ألفي وخسمائة فارس غي الرماة ول يقتل منهم‬
‫سوى إحدى عشر قتيل وهذا من غريب ما وقع وعجيب ما سع وف يوم الميس ثان عشرين رجب عقد ملس بدار السعادة للشيخ تقي الدين بن تيمية بضرة نائب السلطنة وحضر فيه‬
‫القضاة والفتيون من الذاهب وحضر الشيخ وعاتبوه على العود إل الفتاء بسألة الطلق ث حبس ف القلعة فبقي فيها خسة أشهر وثانية عشر يوما ث ورد مرسوم من السلطان باخراجه يوم‬
‫الثني يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين كما سيأت إن شاء ال تعال وبعد ذلك بأربعة أيام أضيف شد الوقاف إل المي علء الدين بن معبد ال ما بيده من ولية الب وعزل بدر الدين‬
‫النكورسي عن الشام‬
‫وف آخر شعبان مسك المي علء الدين الاول نائب غزة وحل ال السكندرية لنه انم انه يريد الدخول ال دار اليمن واحتيط على حواصله وأمواله وكان له بر وإحسان وأوقاف وقد‬
‫بن بغزة جامعا حسنا مليحا وف هذا الشهر اراق ملك التتر ابو سعيد المور وابطل الانات وأظهر العدل والحسان إل الرعايا وذلك انه أصابم برد عظيم وجاءهم سيل هائل فلجؤا إل‬
‫ال عز وجل وابتهلوا إليه فسلموا فتابوا وأنابوا وعملوا الي عقيب ذلك وف العشر الول من شوال جرى الال بالنهر الكريي الذي اشتراه كري الدين بمسة وأربعي ألفا وأجراه ف جدول‬
‫إل جامعه بالقبيبات فعاش به الناس وحصل به أنس إل أهل تلك الناحية ونصبت عليه الشجار البساتي وعمل حوض كبي تاه الامع من الغرب يشرب منه الناس والدواب وهو حوض‬
‫كبي ومل مطهرة وحصل بذلك نفع كثي ورفق زائد أثابه ال وخرج الركب ف حادي عشر شوال وأميه اللك صلح الدين بن الوحد وفيه زين الدين كتبغا الاجب وكمال الدين‬
‫الزملكان والقاضي شس الدين بن العز وقاضي حاة شرف الدين البازري وقطب الدين ابن شيخ السلمية وبدر الدين بن العطار وعلء الدين بن غان ونور الدين السخاوي وهو قاضي‬
‫الركب ومن الصريي قاضي النفية ابن الريري وقاضي النابلة ومد الدين حرمي والشرف عيسى الالكي وهو قاضي الركب وفيه كملت عمارة المام الذي عمره اليبغا غرب دار الطعم‬
‫ودخله الناس‬
‫وف أواخر ذي الجة وصل إل دمشق من عند ملك التتر الواجه مد الدين إساعيل بن ممد ابن ياقوت السلمي وف صحبته هدايا وتف لصاحب مصر من ملك التتر وأشهر أنه إنا جاء‬
‫ليصلح بي السلمي والتتر فتلقاه الند والدولة ونزل بدار السعادة يوما واحدا ث سار ال مصر وفيها وقف الناس بعرفات موقفا عظيما ل يعهد مثله أتوه من جيع أقطار الرض وكان مع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪98‬‬

‫العراقيي مامل كثية منها ممل قوم ما عليه من الذهب والللئ بألف ألف دينار مصرية وهذا أمر عجيب ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ إبراهيم الدهستان‬
‫وكان قد أسن وعمر وكان يذكر ان عمره حي أخذت التتر بغداد أربعي سنة وكان يضر المعة هو واصحابه تت قبة النسر إل أن توف ليلة المعة السابع والعشرين من ربيع الخر‬
‫بزاويته الت عند سوق اليل بدمشق ودفن با وله من العمر مائة وأربع سني كما قال فال أعلم‬
‫الشيخ ممد بن ممود بن علي‬
‫الشحام القرئ شيخ ميعاد ابن عامر كان شيخا حسنا بيا مواظبا على تلوة القرآن إل أن توف ف ليلة توف الدهستان الذكور أو قبله بليلة رحهما ال‬
‫الشيخ شس الدين ابن الصائغ اللغوي‬
‫هو ابو عبد ال ممد بن حسي بن سباع بن أب بكر الذامي الصري الصل ث انتقل إل دمشق ولد تقريبا سنة خس وأربعي وستمائة بصر وسع الديث وكان اديبا فاضل بارعا بالنظم‬
‫والنثر وعلم العروض والبديع والنحو واللغة وقد اختصر صحاح الوهري وشرح مقصورة ابن دريد وله قصيدة تائية تشتمل على ألفي بيت فأكثر ذكر فيها العلوم والصنائع وكان حسن‬
‫الخلق لطيف الحاورة والحضارة وكان يسكن بي درب البالي والفراش عند بستان القط توف بداره يوم الثني ثالث شعبان ودفن بباب الصغي‬
‫ث دخلت سنة إحدى وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلد هم الذ ‪ 1‬كورون ف الت قبلها وف أول يوم منها فتح حام الزيت الذي ف رأس درب الجر جدد عمارته رجل ساوى بعد ما كان قد درس ودثر من زمان الوارزمية‬
‫من نو ثاني سنة وهو حام جيد متسع وف سادس الحرم وصلت هدية من ملك التتار أب سعيد إل السلطان صناديق وتف ودقيق وف يوم عاشوراء خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية من‬
‫القعلة برسوم السلطان وتوجه إل داره وكانت مدة إقامته خسة اشهر وثانية عشر يوما رحه ال وف رابع ربيع الخر وصل إل دمشق القاضي كري الدين وكيل السلطان فنل بدار السعادة‬
‫وقدم قاضي القضاة تقي الدين بن عوض الاكم النبلي بصر وهو ناظر الزانة أيضا فنل بالعالدية الكبية الت للشافعية فأقام با أياما ث توجه إل مصر جاء ف بعض أشغال السلطان وزار‬
‫القدس‬
‫وف هذا الشهر كان السلطان قد حفر بركة قريبا من اليدان وكان ف جوارها كنيسة فأمر الوال بدمها فلما هدمت تسلط الرافيش وغيهم على الكنائس بصر يهدمون ما قدروا عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪99‬‬


‫فانزعج السلطان لذلك وسأل القضاة ماذا يب على من تعاطي ذلك منهم فقالوا يعزر فأخرج جاعة من السجون من وجب عليه قتل فقطع وصلب وحرم وحزن وعاقب موها انه إنا عاقب‬
‫من تعاطي تريب ذلك فسكن الناس وأمنت النصارى وظهروا بعد ما كانوا قد اختفوا أياما وفيه ثارت الرامية ببغداد ونبوا سوق الثلثاء وقت الظهر فثار الناس وراءهم وقتلوا منهم قريبا‬
‫من مائة وأسروا آخرين‬
‫قال الشيخ علم الدين البزال ومن خطه نقلت وف يوم الربعاء السادس من جادي الول خرج القضاة والعيان والفتيون ال القابون ووقفوا على قبلة الامع الذي أمر ببنائه القاضي كري‬
‫الدين وكيل السلطان بالكان الذكور وحرروا قبلته واتفقوا على أن تكون مثل قبلة جامع دمشق وفيه وقعت مراجعة من المي جوبان أحد القدمي الكبار بدمشق وبي نائب السلطنة تنكز‬
‫فمسك جوبان ورفع إل القلعة ليلتان ث حول إل القاهرة فعوتب ف ذلك ث اعطى خبزا يليق به وذكر علم الدين ان ف هذا اليوم وقع حريق عظيم ف القاهرة ف الدور السنة والماكن‬
‫الليحة الرتفعة وبعض الساجد وحصل للناس مشقة عظيمة من ذلك وقنتوا ف الصلوات ث كشفوا عن القضية فإذا هو من قبل النصارى بسبب ما كان أحرق من كنائسهم وهدم فقتل‬
‫السلطان بعضهم وألزم النصارى أن يلبسوا الزرقاء على رؤوسهم وثيابم كلها وأن يملوا الجراس ف المامات وان ل يستخدموا ف شيء من الهات فسكن المر وبطل الريق‬
‫وف جادي الخرة خرب ملك التتار أبو سعيد البازار وزوج الواطيء وأراق المور وعاقب ف ذلك أشد العقوبة وفرح السلمون بذلك ودعوا له رحه ال وسامه وف الثالث عشر من‬
‫جادي الخرة أقيمت المعة بامع القصب وخطب به الشيخ على الناخلي وف يوم الميس تاسع عشر جادي الخرة فتح المام الذي أنشأه تنكز تاه جامعه وأكرى ف كل يوم بأربعي‬
‫درها لسنه وكثرة ضوئه ورخامه وف يوم السبت تاسع عشر رجب خربت كنيسة القرائيي الت تاه حارة اليهود بعد إثبات كونا مدثة وجاءت الراسيم السلطانية بذلك وف أواخر رجب‬
‫نفذت الدايا من السلطان إل أب سعيد ملك التتار صحبة الواجا مد الدين السلمي وفيها خسون جل وخيول وحار عتاب وف منتصف رمضان أقيمت المعة بالامع الكريي بالفابون‬
‫وشهدها يومئذ القضاة والصاحب وجاعة من العيان قال الشيخ علم الدين وقدم دمشق الشيخ قوام الدين أمي كاتب ابن المي العميد عمر الكفان القازان مدرس مشهد المام أب حنيفة‬
‫ببغداد ف أول رمضان وقد حج ف هذه السنة وتوجه إل مصر وأقام با أشهرا ث مر بدمشق متوجها إل بغداد فنل بالاتونية النفية وهو ذو فنون وبث وأدب وفقه وخرج الركب الشامي‬
‫يوم الثني عاشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪100‬‬

‫شوال وأميه شس الدين حزة التركمان وقاضيه نم الدين الدمشقي وفيها حج تنكز نائب الشام وف صحبته جاعة من أهله وقدم من مصر المي ركن الدين بيبس الاجب لينوب عنه إل‬
‫أن يرجع فنل بالنجيبية البانية‬
‫ومن حج فيها الطيب جلل الدين القزوين وعز الدين حزة بن القلنسي وابن العز شس الدين النفي وجلل الدين بن حسام الدين النفي وباء الدين بن علية وعلم الدين البزال ودرس‬
‫ابن جاعة بزاوية الشافعي يوم الربعاء ثامن عشر شوال عوضا عن شهاب الدين أحد بن ممد النصاري لسوء تصرفه وخلع على ابن جاعة وحضر عنده من العيان والعامة ما نشأ به جعية‬
‫المعة واشعلت له شوع كثية وفرح الناس بزوال العزول‬
‫قال البزال ومن خطه نقلت وف يوم الحد سادس عشر شوال ذكر الدرس المام العلمة تقي الدين السبكي الحدث بالدرسة الكارية عوضا عن ابن النصاري أيضا وحضر عنده جاعة‬
‫منهم القونوي وورى ف الدرس حديث التبايعي باليار عن قاضي القضاة ابن جاعة وف شوال عزل علء الدين بن معبد عن ولية البوشد الوقاف وتول ولية الولة بالبلد القبلية بوران‬
‫عوضا عن بكتمر لسفره إل الجاز وباشر أخوه بدر الدين شد الوقاف والمي علم الدين الطرقشي ولية الب مع شد الدواوين وتوجه ابن النصاري ال حلب متوليا وكالة بيت الال‬
‫عوضا عن ناصر الدين اخى شرف الدين يعقوب ناظر حلب بكم ولية التاج الذكور نظر الكرك‬
‫وف يوم عيد الفطر كرب المي ترتاش بن جوبان نائب اب سعيد على بلد الروم ف قيسارية ف جيش كثيف من التتار والتركمان والقرمان ودخل بلد سيس فقتل وسب وحرق وخرب‬
‫وكان قد ارسل لنائب حلب الطنبغا ليجهز له جيوشا ليكونون عونا له على ذلك فلم يكنه ذلك بغي مرسوم السلطان ومن توف فيها من العيان ‪ 4‬الشيخ الصال القري‬
‫بقية السلف عفيف الدين ابو ممد عبد ال بن عبدالق بن عبد ال بن عبدالواحد بن علي القرشي الخزومي الدلصي شيخ الرم بكة أقام فيه أزيد من ستي سنة يقرئ الناس القرآن‬
‫احتسابا وكانت وفاته ليلة المعة الرابع عشر من مرم بكة وله أزيد من تسعي سنة رحه ال ‪ 4‬الشيخ الفاضل شس الدين ابو عبد ال ممد بن أب بكر بن أب القاسم المدان أبوه الصالي‬
‫العروف بالسكاكين ولد سنة خس وثلثي وستمائة بالصالية وقرأ بالروايات واشتغل ف مقدمة ف النحو ونظم قويا وسع الديث وخرج له الفخر ابن البعلبكي جزءا عن شيوخه ث دخل ف‬
‫التشيع فقرأ على اب صال اللى شيخ‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪101‬‬

‫الشيعة وصحب عدنان وقرأ عليه أولده وطلبه أمي الدينة النبوية المي منصور بن حاد فأقام عنده نوا من سبع سني ث عاد ال دمشق وقد ضعف وثقل سعه وله سؤال ف الب أجابه به‬
‫الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكل فيه عنه غيه وظهر له بعد موته كتاب فيه انتصار لليهود وأهل الديان الفاسدة فغسله تقي الدين السبكي لا قدم دمشق قاضيا وكان يطه ولا مات ل يشهد‬
‫جنازته القاضي شس الدين ابن مسلم توف يوم المعة سادس عشر صفر ودفن بسفح قاسيون وقتل ابنه قيماز على قذفه امهات الؤمني عائشة وغيها رضي ال عنهن وقبح قاذفهن‬
‫وف يوم المعة مستهل رمضان صلى بدمشق على غائبي وهم الشيخ نم الدين عبد ال بن ممد الصبهان توف بكة وعلى جاعة توفوا بالدينة النبوية منهم عبد ال بن أب القاسم بن فرحون‬
‫مدرس الالكية با والشيخ يي الكردي والشيخ حسن الغرب السقا‬
‫الشيخ المام العال علء الدين‬
‫علي بن سعيد بن سال النصاري إمام مشهد علي من جامع دمشق كان بشوش الوجه متواضعا حسن الصوت بالقراءة ملزما لفراء الكتاب العزيز بالامع وكان يؤم نائب السلطنة ولده‬
‫العلمة باء الدين ممد بن علي مدرس المينية ومتسب دمشق توف ليلة الثني رابع رمضان ودفن بسفح قاسيون‬
‫المي حاجب الجاب‬
‫زين الدين كتبغا النصوري حاجب دمشق كان من خيار المراء وأكثرهم برا للفقراء يب التم والواعيد والواليدوساع الديث ويلزم أهله ويسن إليهم وكان ملزما لشيخنا أب العباس‬
‫ابن يتيمة كثيا وكان يج ويتصدق توف يوم المعة آخر النهار ثامن عشر شوال ودفن من الغد بتربته قبلي القبيبات وشهده خلق كثي وأثنوا عليه رحه ال‬
‫والشيخ باء الدين ابن القدسي والشيخ سعد الدين أب زكريا يي القدسي والد الشيخ شس الدين ممد بن سعد الحدث الشهور وسيف الدين الناسخ النادي على الكتب والشيخ أحد‬
‫الرام القرئ على النائز وكان يكرر على التنبيه ويسأل عن أشياء منا ما هو حسن ومنها ما ليس بسن‬
‫ث دخلت سنة ثنتي وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت وأرباب الوليات هم الذكورون ف الت قبلها سوى وال الب بدمشق فإنه علم الدين طرقشي وقد صرف ابن معبد ال ولية حوران لشهامته وصرامته وديانته وأمانته وف الحرم‬
‫حصلت زلزلة عظيمة بدمشق وقى ال شرها وقدم تنكز من الجاز ليلة الثلثاء حادي عشر الحرم وكانت مدة غيبته ثلثة أشهر وقدم ليل لئل يتكلف أحد لقدومه وسافر نائب الغيبة عنه‬
‫قبله بيومي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪102‬‬

‫لئل يكلفه بدية ول غيها وقدم مغلطاي عبد الواحد الحدار أحد المراء بصر بلعة سنية من السلطان لتنكز فلبسها وقبل العتبة على العادة وف يوم الربعاء سادس صفر درس الشيخ نم‬
‫الدين القفجازي بالظاهرية للحنيفة وهو خطيب جامع تنكز وحضر عنده القضاة والعيان ودرس ف قوله تعال إن ال يامركم أن تؤدوا المانات إل اهلها وذلك بعد وفاة القاضي شس الدين‬
‫بن العز النفي توف مرجعه من الجاز وتول بعده نيابة القضاء عماد الدين الطرسوسي وهو زوج ابنته وكان ينوب عنه ف حال غيبته فاستمر بعده ث ول الكم بعده مستنيبه فيها وفيه قدم‬
‫الوارزمي حاجبا عوضا عن كتبغا وف ربيع الول قدم ال دمشق الشيخ قوام الدين مسعود بن الشيخ برهان الدين ممد بن الشيخ شرف الدين ممد الكرمان النفي فنل بالقصاعي وتردد‬
‫اليه الطلبة ودخل ال نائب السلطنة واجتمع به وهو شاب مولده سنة إحدى وسبعي وقد اجتمعت به وكان عنده مشاركة ف الفروع والصول ودعواه اوسع من مصوله وكانت لبيه وجده‬
‫مصنفات ث صار بعد مدة ال مصر ومات با كما سيأت‬
‫وف ربيع الول تكامل فتح اياس ومعاملتها وانتزاعها من ايدي الرمن واخذ البج الطلس وبينه وبينها ف البحر رمية ونصف فأخذه السلمون باذن ال وخربوه وكانت أبوابه مطلية بالديد‬
‫والرصاص وعرض سوره ثلثة عشر ذراعا بالنجار وغنم السلمون غنائم كثية جدا وحاصروا كواره فقوى عليهم الر والذباب فرسم السلطان بعودهم فحرقوا ما كان معهم من الجانيق‬
‫وأخذوا حديدها واقبلوا سالي غاني وكان معهم خلق كثي من التطوعي وف يوم الميس الثالث والعشرين من جادي الول كمل بسط داخل الامع فاتسع على الناس ولكن حصل حرج‬
‫بمل المتعة على خلف العادة فإن الناس كانوا يرون وسط الرواق ويرجون من باب البادة ومن شاء استمر يشي ال الباب الخر بنعليه ول يكن منوعا سوى القصورة ل يكن احد‬
‫الدخول اليها بالداسات بلف باقي الرواقات فأمر نائب السطنة بتكميل بسطه باشارة ناظره ابن مراحل وف جادي الخرة رجعت العساكر من بلد سيس ومقدمهم اقوش نائب الكرك وف‬
‫آخر رجب باشر القاضي ميي الدين بن اساعيل بن جهبل نيابة الكم عن ابن صصرى عوضا عن الداران العفري واستغن الداران بطبة جامع العقبية عنها وف ثالث رجب ركب نائب‬
‫السلطنة ال خدمة السلطان فأكرمه وخلع عليه وعاد ف أول شعبان ففرح به الناس وف رجب كملت عمارة المام الذي بناه المي علء الدين بن صبيح جوار داره شال الشامية البانية‬
‫وف يوم الثني تاسع شعبان عقد المي سيف الدين أبو بكر بن ارغون نائب السلطنة عقده على ابنة الناصر وخت ف هذا اليوم جاعة من اولد المراء بي يديه ومد ساطا عظيما ونثرت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪103‬‬

‫الفضة على رؤوس الطهرين وكان يوما مشهودا ورسم السلطان ف هذا اليوم وضع الكس عن الأكولت بكة وعوض صاحبها عن ذلك باقطاع ف بلد الصعيد‬
‫وف أواخر رمضان كملت عمارة المام الذي بناه باء الدين بن عليم بزقاق الاجية من قاسيون بالقرب من سكنه وانتفع به أهل تلك الناحية ومن جاورهم وخرج الركب الشامي يوم‬
‫الميس ثامن شوال وأميه سيف الدين بلبطي نائب الرحبة وكان سكنه داخل باب الابية بدرب ابن صبة وقاضيه شس الدين بن النقيب قاضي حص ومن توف فيها من العيان‬
‫القاضي شس الدين بن العز النفي‬
‫ابو عبد ال ممد بن الشيخ شرف الدين أب البكات ممد بن الشيخ عز الدين أب العز صال بن أب العز بن وهيب بن عطاء بن جبي بن كابن بن وهيب الذرعي النفي أحد مشايخ النفية‬
‫وأئمتهم وفضلئهم ف فنون من العلوم متعددة حكم نيابة نوا من عشرين سنة وكان سديد الحكام ممود السية جيد الطريقة كري الخلق كثي الب والصلة والحسان ال أصحابه‬
‫وغيهم وخطب ف جامع الفرم مدة وهو أول من خطب به ودرس بالعظمية واليغمورية والقليجية والظاهرية وكان ناظر اوقافها وأذن للناس بالفتاء وكان كبيا معظما مهيبا توف بعدمرجعه‬
‫من الج بايام قلئل يوم الميس سلخ الحرم وصلى عليه يومئذ بعد الظهر بامع الفرم ودفن عند العظمية عند أقاربه وكانت جنازته حافلة وشهد له الناس بالي وغبطوه لذه الوتة رحه ال‬
‫ودرس بعده ف الظاهرية نم الدين الفقجازي وف العظمية والقليجية والطابة الفرم ابنه علء الدين وباشر بعده نيابة الكم القاضي عماد الدين الطرسوسي مدرس القلعة‬
‫الشيخ المام العال أبو اسحاق‬
‫بقية السلف رضي الدين ابو إسحاق إبراهيم بن ممد بن إبراهيم بن أب بكر بن ممد بن إبراهيم الطبي الكي الشافعي إمام القام أكثر من خسي سنة سع الديث من شيوخ بلده والواردين‬
‫إليها ول يكن له رحلة وكان فت الناس من مدة طويلة ويذكر انه اختصر شرح السنة للبغوي توف يوم السبت بعد الظهر ثامن ربيع الول بكة ودفن من الغد وكان من أئمة الشايخ‬
‫شيخنا العلمة الزاهد ركن الدين‬
‫بقية السلف ركن الدين أبو يي زكريا بن يوسف بن سليمان بن حاد البجلي الشافعي نائب الطابة ومدرس الطيبية والسدية وله حلقة للشتغال بالامع يضر با عنده الطلبة كان يشتغل‬
‫ف الفرائض وغيها مواظبا على ذلك توف يوم الميس الثالث والعشرين من جادي الول عن سبعي سنة ودفن قريبا من شيخه تاج الدين الفزاري رحهما ال‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪104‬‬

‫نصي الدين‬
‫ابو ممد عبد ال بن وجيه الدين أب عبد ال على بن ممد بن علي بن أب اطالب بن سويد بن معال ابن ممد بن أب بكر الربعي التغلب التكريت أحد صدور دمشق قدم أبوه قبله اليها وعظم‬
‫ف أيام الظاهر وقبله وكا مولده ف حدود خسي وستمائة ولم الموال الكثية والنعمة الباذخة توف يوم الميس عشرين رجب ودفن بتربتهم بسفح قاسيون رحه ال وف يوم الحد حادي‬
‫عشر شوال توف‬
‫شس الدين ممد بن الغرب‬
‫التاجر السفار بان خان الصنمي الذي على جادة الطريق للسبيل رحه ال وتقبل منه وهو ف أحسن الماكن وأنفعها‬
‫الشيخ الليل نم الدين‬
‫نم الدين أبو عبد ال السي بن ممد بن إساعيل القرشي العروف بابن عنقود الصري كانت له وجاهة وإقدام على الدولة توف بكرة المعة ثالث عشرين شوال ودفن بزاويته وقام بعده‬
‫فيها ابن أخيه‬
‫شس الدين ممد بن السن‬
‫ابن الشيخ الفقيه ميي الدين أبو الدى أحد بن الشيخ شهاب الدين أب شامة ولد سنة ثلث وخسي وستمائة فأسعه ابوه على الشايخ وقرا القرأن وشاتغل بالفقه وكان ينسخ ويكثر التلوة‬
‫ويضر الدارس والسبع الكبي توف ف سابع عشرين شوال ودفن عند والده بقابر باب الفراديس‬
‫الشيخ العابد جلل الدين‬
‫جلل الدين ابو إسحاق إبراهيم بن زين الدين ممد بن أحد بن ممود بن ممد العقيلي العروف بابن القلنسي ولد سنة أربع وخسي وستمائة وسع على ابن عبد الدائم جزء ابن عرفة‬
‫ورواه غي مرة وسع على غيه أيضا واشتغل بصناعة الكتابة والنشاء ث انقطع وترك ذلك كله واقبل على العبادة والزهادة وبن له المراء بصر زواية وتردووا إليه وكان فيه بشاشة‬
‫وفصاحة وكان ثقيل السمع ث انتقل إل القدس وقدم دمشق مرة فاجتمع به الناس وأكرموه وحدث با ث عاد ال القدس وتوف با ليلة الحد ثالث ذي القعدة ودفن بقابر ماملي رحه ال‬
‫وهو خال الحتسب عز الدين بن القلنسي وهذا خال الصاحب تقي الدين بن مراحل‬
‫الشيخ المام قطب الدين‬
‫ممد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي الصري اختصر الروضة وصنف كتاب التعجيز ودرس بالفاضلية وناب ف الكم بصر وكان من أعيان الفقهاء توف يوم المعة رابع عشر ذي‬
‫الجة عن سبعي سنة وحضر بعده تدريس الفاضلية ضياء الدين النادي نائب الكم بالقاهرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪105‬‬

‫وحضر عنده ابن جاعة والعيان وال أعلم‬


‫ث دخلت سنة ثلث وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت بيوم الحد ف كانون الصم والكام هم الذكورون ف الت قبلها غي أن وال الب بدمشق هو المي علء الدين علي بن السن الروان باشرها ف صفر من السنة الاضية وف صفر‬
‫من هذه السنة باشر ولية الدينة المي شهاب الدين بن يرق عوضا عن صارم الدين الوكنداري وف صفر عوف القاضي كري الدين وكيل السلطان من مرض كان قد أصابه فزينت القاهرة‬
‫وأشعلت الشموع وجع الفقراء بالارستان النصوري ليأخذوا من صدقته فمات بعضهم من الزحام ف سلخ ربيع الول ودرس المام العلمة الحدث تقي الدين السبكي الشافعي بالنصورية‬
‫بالقاهرة عوضا عن القاضي جال الدين الزرعي بقتضى انتقاله ال دمشق وحضر عنده علء الدين شيخ الشيوخ القونوي الشافعي عوضا عن النجم ابن صصرى ف يوم المعة رابع جادي‬
‫الول فنل العادلية وقد قدم على القضاة ومشيخة الشيوخ وقضاء العساكر وتدريس العادلية والغزالية والنابكية وف يوم الحد مسك القاضي كري الدين بن عبد الكري بن هبة ال بن‬
‫الشديد وكيل السلطان وكان قد بلغ من النلة والكانة عند السلطان مال يصل إليه غيه من الوزراء الكبار واحتيط على أمواله وحواصله ورسم عليه عند نائب السلطنة ث رسم له أن يكون‬
‫بتربته الت بالقرافة ث نفى ال الشوبك وانعم عليه بشيء من الال ث اذن له بالقامة بالقدس الشريف برباطه ومسك ابن اخيه كري الدين الصغي ناظر الدواوين وأخذت أمواله وحبس ف‬
‫البج وفرح العامة بذلك ودعوا للسلطان سبب مسكهما ث أخرج ال صفت وطلب من القدس امي اللك عبد ال فول الوزارة بصر وخلع عليه عودا على بدء وفرح العامة بذلك واشعلوا‬
‫له الشموع وطلب الصاحب بدر الدين غبيال من دمشق فركب ومعه أموال كثية ث خول أموال كري الدين الكبي وعاد ال دمشق مكرما وقدم القاضي معي الدين بن الشيشي على نظر‬
‫اليوش الشامية عوضا عن القطب بن شيخ السلمية عزل عنها ورسم عليه ف العذراوية نوا من عشرين يوما ث اذن له ف النصراف ال منله مصروفا عنها‬
‫وف جادي الول عزل طرقشي عن شد الدواوين وتولها المي بكتمر وف ثان جادي الخرة باشر ابن جهبل نيابة الكم عن الزرعي وكان قد باشر قبلها بأيام نظر اليتام عوضا عن ابن‬
‫هلل وف شعبان اعيدا الطرقشي ال الشد وسافر بكتمر ال نيابة السكندرية وكان با ال أن توف وف رمضان قدم جاعة من حجج الشرق وفيهم بنت اللك أبغابن هولكو وأخت ارغون‬
‫وعمة قازان وخربندا فأكرمت وأنزلت بالقصر البلق وأجريت عليها القامات والنفقات‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪106‬‬


‫ال اوان الج وخرج الركب يوم الثني ثامن شوال وأميه قطلجا البوبكري الذي بالقصاعي وقاضي الركب شس الدين قاضي القضاة ابن مسلم النبلي وحج معهم جال الدين الزي‬
‫وعماد الدين ابن الشيجي وأمي الدين الواف وفخر الدين البعلبكي وجاعة وفوض الكلم ف ذلك إل شرف الدين بن سعد الدين بن نيح كذا أخبن شهاب الدين الظاهري ومن الصريي‬
‫قاضي القضاة بدر الدين بن جاعة وولده عز الدين وفخر الدين كاتب الماليك وشس الدين الارثي وشهاب الدين الذرعي وعلء الدين الفارسي وف شوال باشر تقي الدين السبكي‬
‫مشيخة دار الديث الظاهرية بالقاهرة بعد زكي الدين النادي ويقال له عبد العظيم بن الافظ شرف الدين الدمياطي ث انتزعت من السبكي لفتح الدين بن سيد الناس اليعمري باشرها ف‬
‫ذي القعدة وف يوم الميس مستهل ذي الجة خلع على قطب الدين بن شيخ السلمية وأعيد ال نظر اليش مصاحبا لعي الدين بن الشيشي ث بعد مدة مديدة استقل قطب الدين بالنظر‬
‫وحده وعزل ابن حشيش ومن توف فيها من العيان‬
‫المام الؤرخ كمال الدين الفوطي‬
‫أبو الفضل عبد الرزاق أحد بن ممد بن أحد بن الفوطي عمر بن أب العال الشيبان البغدادي العروف بابن الفوطي وهو جده لمه ولد سنة اثنتي وأربعي وستمائة ببغداد واسر ف واقعة‬
‫التتار ث تلص من السر فكان مشارفا على الكتب بالستنصرية وقد صنف تاريا ف خس وخسي ملدا وآخر ف نو عشرين وله مصنفات كثية وشعر حسن وقد سع السن من ميي‬
‫الدين بن الوزي توف ثالث الحرم ودفن بالشونيزية‬
‫قاضي القضاة نم الدين بن صصري‬
‫ابو العباس أحد بن العدل عماد الدين بن ممد بن العدل أمي الدين سال بن الافظ الحدث باء الدين أب الواهب بن هبة ال بن مفوظ بن السن بن السن بن ممد بن السن بن أحد بن‬
‫ممد بن صصرى التغلب الربعي الشافعي قاضي القضاة بالشام ولد ف ذي القعدة سنة خس وخسي وستمائة وسع الديث واشتغل وحصل وكتب عن القاضي شس الدين بن خلكان وفيات‬
‫العيان وسعها عليه وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وعلى أخيه شرف الدين ف النحو وكان له يد ف النشاء وحسن العبارة ودرس بالعادلية الصغية سنة ثنتي وثاني وبالمينية سنة تسعي‬
‫وبالغزالية سنة أربع وتسعي وتول قضاء العساكر ف دولة العادل كتبغا ث تول قضاء الشام سنة ثنتي وسبعمائة بعد ابن جاعة حي طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد ث أضيف اليه‬
‫مشيخة الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والتابكية وكلها مناصب دنيوية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪107‬‬

‫انسلخ منها وانسلخت منه ومضى عنها وتركها لغيه وأكب أمنيته بعد وفاته انه ل يكن تولها وهي متاع قليل من حبيب مفارق وقد كان رئيسا متشما وقورا كريا جيل الخلق معظما عند‬
‫السلطان والدولة توف فجأة ببستانه بالسهم ليلة الميس سادس عشر ربيع الول وصلى عليه بالامع الظفري وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة والمراء والعيان وكانت جنازته حافلة‬
‫ودفن بتربتهم عند الركتية‬
‫علء الدين علي بن ممد‬
‫ابن عثمان بن أحد بن أب الن بن ممد بن نلة الدمشقي الشافعي ولد سنة ثان وخسي وستمائة وقرأ الحرر ولزم الشيخ زين الدين الفارقي ودرس بالدولعية والركنية وناظر بيت الال‬
‫وابتن دارا حسنة إل جانب الركنية ومات وتركها ف ربيع الول ودرس بعده بالدولعية القاضي جال الدين ابن جلة وبالركنية القاضي ركن الدين الراسان وف ربيع الول قتل‬
‫الشيخ ضياء الدين‬
‫عبد ال الزربندي النحوي كان قد اضطرب عقله فسافر من دمشق ال القاهرة فأشار شيخ الشيوخ القونوي فأودع بالارستان فلم يوافق ث دخل ال القلعة وبيده سيف مسلول فقتل نصرانيا‬
‫فحمل ال السلطان وظنوه جاسوسا فأمر بشنقه فشنق وكنت من اشتغل عليه ف النحو‬
‫الشيخ الصال القري الفاضل‬
‫شهاب الدين أحد بن الطبيب ابن عبيد ال اللى العزيزي الفوارسي العروف بابن اللبية سع من خطيب مرداو ابن عبد الدائم واشتغل وحصل وأقرأ الناس وكانت وفاته ف ربيع الول عن‬
‫ثان وسبعي سنة ودفن بالسفح‬
‫شهاب الدين أحد بن ممد‬
‫ابن قطنية الذرعي التاجر الشهور بكثرة الموال والبضائع والتاجر قيل بلغت زكاة ماله ف سنة قازان خسة وعشرين ألف دينار وتوف ف ربيع الخر من هذه السنة ودفن بتربته الت بباب‬
‫بستانه السمى بالرفع عند ثورا ف طريق القابون وهي تربة هائلة وكان له أملك‬
‫القاضي المام جال الدين‬
‫أبو بكر بن عباس بن عبد ال الابوري قاضي بعلبك وأكب أصحاب الشيخ تاج الدين الفزاري قدم من بعلبك ليلتقي بالقاضي الذرعي فمات بالدرسة البادرانية ليلة السبت السابع جادي‬
‫الول ودفن بقاسيون وله من العمر سبعون سنة اضغاث حلم‬
‫الشيخ العمر السن جال الدين‬
‫عمر بن الياس بن الرشيد البعلبكي التاجر ولد سنة ثنتي وستمائة وتوف ف ثان عشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪108‬‬

‫جادي الول عن مائة وعشرين سنة ودفن بطحا رحه ال‬


‫الشيخ المام الحدث صفي الدين‬
‫صفي الدين أبو الثناء ممود بن أب بكر بن ممد السن بن يي بن السي الرموي الصوف ولد سنة ست وأربعي وستمائة وسع الكثي ورحل وطلب وكتب الكثي وذيل على النهاية لبن‬
‫الثي وكان قد قرأ التنبيه واشتغل ف اللغة فحصل منها طرفا جيدا ث اضطرب عقله ف سنة سبع وسبعي وغلبت عليه السوداء وكان يفيق منها ف بعض الحيان فيذاكر صحيحا ث يعترضه‬
‫الرض الذكور ول يزل كذلك حت توف ف جادي الخرة من هذه السنة ف الارستان النوري ودفن بباب الصغي‬
‫الاتون الصونة‬
‫خاتون بنت اللك الصال إساعيل ابن العادل بن أب بكر بن أيوب بن شادي بدارها وتعرف بدار كافور وكانت رئيسة مترمة ول تتزوج قط وليس ف طبقتها من بن أيوب غيها ف هذا‬
‫الي توفيت يوم الميس الادي والعشرين من شعبان ودفنت بتربة ام الصال رحهما ال‬
‫شيخنا الليل العمر الرحلة باء الدين‬
‫باء الدين أبو القاسم ابن الشيخ بدر الدين اب غالب الظفر بن نم الدين بن أب الثناء ممود ابن المام تاج المناء اب الفضل احد بن ممد بن السن بن هبة ال بن عبد ال بن السي بن‬
‫عساكر الدمشقي الطبيب العمر ولد سنة تسع وعشرين وستمائة سع حضورا وساعا على الكثي من الشايخ وقد خرج له الافظ علم الدين البزال مشيخة سعناها عليه ف سنة وفاته‬
‫وكذلك خرج له الافظ صلح الدين العلئي عوال من حديثه وكتب له الحدث الفيد ناصر الدين بن طغربك مشيخة ف سبع ملدات تشتمل على خسمائة وسبعي شيخا ساعا وإجازة‬
‫وقرئت عليه فسمعها الافظ وغيهم قال البزال وقد قرأت عليه ثلثا وعشرين ملدا بذف الكررات ومن الجزاء خسمائة وخسي جزء بالكررات قال وكان قد اشتغل بالطب وكان‬
‫يعال الناس بغي أجرة وكان يفظ كثيا من الحاديث والكايات والشعار وله نظم وخدم من عدة جهات الكتابة ث ترك ذلك ولزم بيته وإساع الديث وتفرد ف آخر عمره ف اشياء كثية‬
‫وكان سهل ف التسميع ووقف آخر عمره داره دار حديث وخص الافظ البزال والزي بشيء من بره وكانت وفاته يوم الثني وقت الظهر خامس وعشرين شعبان ودفن بقاسيون رحه ال‬
‫الوزير ث المي نم الدين‬
‫حد بن الشيخ فخر الدين عثمان بن أب القاسم البصراوي النفي درس ببصرى بعد عمه القاضي صدر الدين النفي ث ول السبة بدمشق ونظر الزانة ث ول الوزارة ث سأل القالة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪109‬‬

‫منها فعوض بامرية عشرة عنها باقطاع هائل وعومل ف ذلك معاملة الوزراء ف حرمته ولبسته حت كانت وفاته ببصرى يوم اليمس ثامن عشرين شعبان ودفن هناك وكان كريا مدحا وهابا‬
‫تابا كثيا الصدقة والحسان إل الناس ترك أموال وأولدا ث تفانوا كلهم بعده وتفرقت أمواله ونكحت نساؤه وسكنت منازله‬
‫المي صارم الدين بن قراسنقر الوكندار‬
‫مشد الاص ث ول بدمشق ولية ث عزل عنها قبل موته بستة اشهر توف تاسع رمضان ودفن بتربته الشرفة البيضة شرقي مسجد التاريخ كان قد أعدها لنفسه‬
‫الشيخ أحد العقف الريري‬
‫شهاب الدين أحد بن حامد بن سعيد التنوخي الريري ولد سنة أربع وأربعي وستمائة واشتغل ف صباه على الشيخ تاج الدين الفزاري ف التنبيه ث صحب الريرية وخدمهم ولزم مصاحبة‬
‫الشيخ نم الدين بن اسرائيل وسع الديث وحج غي مرة وكان مليح الشكل كثي التودد إل الناس حسن الخلق توف يوم الحد ثالث عشرين رمضان بزاويته بالزة ودفن بقبة الزة‬
‫وكانت جنازته حافلة‬
‫وف يوم المعة ثامن عشرين رمضان صلى بدمشق على غائب وهو الشيخ هارون القدسي توف ببعلبك ف العشر الخي من رمضان وكان صالا مشهورا عند الفقراء وف يوم الميس ثالث‬
‫ذي القعدة توف‬
‫الشيخ القري أبو عبد ال‬
‫ممد بن إبراهيم بن يوسف بن عصر النصاري القصري ث السبت بالقدس ودفن با ملى وكانت له جنازة حافلة حضرها كري الدين والناس مشاة ولد سنة ثلث وخسي وستمائة وكان‬
‫شيخا مهيبا أحر اللحية من الناء اجتمعت به وبثت معه ف هذه السنة حي زرت القدس الشريف وهي أول زيارة زرته وكان مالكي الذهب قد قرا الوطأ ف ثانية أشهر وأخذ النحو عن أب‬
‫الربيع شارح الجمل للزجاجي من طريق شريح‬
‫شيخنا الصيل شس الدين‬
‫شس الدين ابو نصر بن ممد بن عماد الدين أب الفضل ممد بن شس الدين أب نصر ممد بن هبة ال بن ممد بن يي بن بندار بن ميل الشيازي مولده ف شوال سنة تسع وعشرين‬
‫وستمائة وسع الكثي وأسع وافاد ف علية شيخنا الزي تغمده ال برحته قرأ عليه عدة أجزاء بنفسه أثابه ال وكان شيخا حسنا خيا مباركا متواضعا يذهب الربعات والصاحف له ف ذلك يد‬
‫طول ول يتدنس بشيء من الوليات ول تدنس بشيء من وظائف الدارس ول الشهادات ال أن توف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪110‬‬

‫ف يوم عرفة ببستانه من الزة وصلى عليه بامعها وفدن بتربتها رحه ال‬
‫الشيخ العابد أبو بكر‬
‫ابو بكر بن ايوب بن سعد الذرعي النبلي قيم الوزية كان رجل صالا متعبدا قليل التكلف وكان فاضل وقد سع شيئا من دلئل النبوة عن الرشيدي العامري توف فجأة ليلة الحد تاسع‬
‫عشر ذي الجة بالدرسة الوزية وصلى عليه بعدالظهر بالامع ودفن بباب الصغي وكانت جنازته حافلة واثن عليه الناس خيا رحه ال وهو والد العلمة شس الدين ممد بن قيم الوزية‬
‫صاحب الصنفات الكثية النافعة النكافية‬
‫المي علء الدين بن شرف الدين‬
‫ممود بن إساعيل بن معبد البعلبكي احد أمراء الطبلخانات كان والده تاجرا ببعلبك فنشا ولده هذا واتصل بالدولة علت منلته حت أعطى طبلخانه وباشر ولية البيد بدمشق مع شد‬
‫الوقاف ث صرف إل ولية الولة بوران فاعترضه مرض وكان سبط البدن عبله فسأل أن يقال فأجيب فأقام ببستانه بالزة إل ان توف ف خامس عشرين ذي الجة وصلى عليه هناك ودفن‬
‫بقبة الزة كان من خيار المراء وأحسنهم مع ديانة وخي سامه ال وف هذا اليوم توف‬
‫الفقيه الناسك شرف الدين الران‬
‫شرف الدين أبو عبد ال ممد بن ممد بن سعد ال بن عبد الحد بن سعد ال بن عبد القاهر ابن عبد الواحد بن عمر الران العروف بابن النجيح توف ف وادي بن سال فحمل إل الدينة‬
‫فغسل وصلى عليه ف الروضة ودفن بالبقيع شرقي قب عقيل فغبطه الناس ف هذه الوتة وهذا القب رحه ال وكان من غبطه الشيخ شس الدين بن مسلم قاضي النابلة فمات بعده ودفن عنده‬
‫وذلك بعده بثلث سني رحهما ال وجاء يوم حضر جنازة الشيخ شرف الدين ممد الذكور شرف الدين بن أب العز النفي قبل ذلك بمعة مرجعه من الج بعد انفصاله عن مكة برحلتي‬
‫فغبط اليت الذكور بتلك الوتة فرزق مثلها بالدينة وقد كان شرف الدين بن نيح هذا قد صحب شيخنا العلم تقي الدين بن تيمية وكان معه ف مواطن كبار صعبة ل يستطيع القدام عليها‬
‫إل البطال اللص الواص وسجن معه وكان من أكب خدامه وخواص أصحابه ينال فيه الذى وأوذى بسببه مرات وكلما له ف إزدياد مبة فيه وصبا على اذى أعدائه وقد كان هذا الرجل‬
‫ف نفسه وعند الناس جيدا مشكور السية جيد العقل والفهم عظيم الديانة والزهد ولذا كانت عاقبته هذه الوتة عقيب الج وصلى عليه بروضة مسجد رسول ال ) ص ( ودفن بالبقيع بقيع‬
‫الفرقد بالدينة النبوية فختم له بصال عمله وقد كان كثي من السلف يتمن ان يوت عقيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪111‬‬

‫عمل صال يعمله وكانت له جنازة حافلة رحه ال تعال وال سبحانه اعلم‬
‫ث دخلت سنة أربع وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت والاكم هم الذكورون ف الت قبلها الليفة الستكفي بال أبو الربيع سليمان بن الاكم بأمر ال العباسي وسلطان البلد اللك الناصر ونائبه بصر سيف الدين أرغون ووزيره أمي‬
‫اللك وقضاته بصرهم الذكورون ف الت قبلها ونائبه بالشام تنكز وقضاة الشام الشافعي جال الدين الذرعي والنفي الصدر على البصراوي والالكي شرف الدين المدان والنبلي شس‬
‫الدين بن مسلم وخطيب الامع الموي جلل الدين القزوين ووكيل بيت الال جال الدين ابن القلنسي ومتسب البلد فخر الدين بن شيخ السلمية وناظر الدواوين شس الدين غبيال‬
‫ومشد الدواوين علم الدين طرقشي وناظر اليش قطب الدين بن شيخ السلمية ومعي الدين ابن الشيش وكاتب السر شهاب الدين ممود ونقيب الشراف شرف الدين بن عدنان وناظر‬
‫الامع بدر الدين بن الداد وناظر الزانة عز الدين بن القلنسي ووال الب علء الدين ابن الروان ووال دمشق شهاب الدين برق‬
‫وف خامس عشر ربيع الول باشر عز الدين بن القلنسي السبة عوضا عن ابن شيخ السلمية مع نظر الزانة وف هذا الشهر حل كري الدين وكيل السلطان من القدس ال الديار الصرية‬
‫فاعتقل ث اخذت منه أموال ودخائر كثية ث نفى ال الصعيد وأجرى عليه نفقات سلطانية له ولن معه من عياله وطلب كري الدين الصغي وصودر بأموال جة وف يوم المعة الادي عشر‬
‫من ربيع الخر قرئ كتاب السلطان بالقصورة من الامع الموي بضرة نائب السلطنة والقضاة يتضمن إطلق مكس الغلة بالشام الحروس جيعه فكثرت الدعية للسلطان وقدم البيد ال‬
‫نائب الشام يوم المعة خامس عشرين ربيع الخر بعزل قاضي الشافعية الذرعي فبلغه ذلك فامتنع بنفسه من الكم وأقام بالعادلية بعد العزل خسة عشر يوما ث انتقل منها إل التابكية‬
‫واستمرت بيده مشيخة الشيوخ وتدريس التابكية واستدعى نائب السلطان شيخنا المام الزاهد برهان الدين الفزاري فعرض عليه القضاء فامتنع فأل عليه بكل مكن فأب وخرج من عنده‬
‫فأرسل ف اثره العيان إل مدرسته فدخلوا عليه بكل حيلة فامتنع من قبول الولية وصمم اشد التصميم جزاه ال خيا عن مروءته فلما كان يوم المعة جاء البيد فأخب بتوليته قضاء الشام‬
‫وف هذا اليوم خلع على تقي الدين سليمان بن مراجل بنظر الامع عوضا عن بدر الدين ابن الداد توف وأخذ من ابن مراجل نظر الارستان الصغي لبدر الدين بن العطار وخسف القمر ليلة‬
‫الميس للنصف من جادي الخرة بعد العشاء فصلى الطيب صلة الكسوف بأربع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪112‬‬

‫سورة ق واقتربت والوقعة والقيامة ث صلى العشاء ث خطب بعدها ث أصبح فصلى بالناس الصبح ث ركب على البيد ال مصر فرزق من السلطان فتوله ووله بعد ايام القضاء ث كر راجعا‬
‫ال الشام فدخل دمشق ف خامس رجب على القضاء مع الطابة وتدريس العادلية والغزالية فباشر ذلك كله وأخذت منه المينية فدرس فيها جال الدين بن القلنسي مع وكالة بيت الال‬
‫وأضيف اليه قضاء العساكر وخوطب بقاضي القضاة جلل الدين القزوين‬
‫وفيها قدم ملك التكرور ال القاهرة بسبب الج ف خامس عشرين رجب فنل بالقرافة ومعه من الغاربة والدم نو من عشرين الفا ومعهم ذهب كثي بيث إنه نزل سعر الذهب درهي ف‬
‫كل مثقال ويقال له اللك الشرف موسى بن أب بكر وهو شاب جيل الصورة له ملكة متسعة مسية ثلث سني ويذكر أن تت يده أربعة وعشرين ملكا كل ملك تت يده خلق وعساكر‬
‫ولا دخل قلعة البل ليسلم على السلطان أمر بتقبيل الرض فامتنع من ذلك فأكرمه السلطان ول يكن من اللوس أيضا حت خرج من بي يدي السلطان وأحضر له حصان أشهب بزناري‬
‫أطلس أصفر وهيئت له هجن وآلت كثية تليق بثله وارسل هو إل السلطان أيضا بدايا كثية من جلتها أربعون ألف دينار إل النائب بنحو عشرة آلف دينار وتف كثية‬
‫وف شعبان ورمضان زاد النيل بصر زيادة عظيمة ل ير مثلها من نو مائة سنة أو أزيد منها ومكث على الراضي نو ثلثة أشهر ونصف وغرق أقصابا كثية ولكن كان نفعه أعظم من ضره‬
‫وف يوم الميس ثامن عشر شعبان استناب القاضي جلل الدين القزوين نائبي ف الكم وها يوسف بن إبراهيم بن جلة الحجي الصالي وقد ول القضاء فيما بعد ذلك كما سيأت وممد‬
‫بن علي بن إبراهيم الصري وحكما يومئذ ومن الغد جاء البيد ومعه تقليد قضاء حلب للشيخ كمال الدين بن الزملكان فاستدعاه نائب السلطنة وفاوضه ف ذلك فامتنع فراجعه النائب ث‬
‫راجع السلطان فجاء البيد ف ثان عشر رمضان بامضاء الولية فشرع للتأهب لبلد حلب وتادى ف ذلك حت كان خروجه إليها ف بكرة يوم الميس رابع عشر شوال ودخل حلب يوم‬
‫الثلثاء سادس عشرين شوال فأكرم إكراما زائدا ودرس با وألقى علوما أكب من تلك البلد وحصل لم الشرف بفنونه وفوائده وحصل لهل الشام السف على دروسه النيقة الفائقة وما‬
‫أحسن ما قال الشاعر وهو شس الدين ممد الناط ف قصيدة له مطولة أولا قوله ‪ ...‬أسفت لفقدك جلق الفيحاء ‪ ...‬وتباشرت بقدومك الشهباء ‪ ...‬وف ثان عشر رمضان عزل أمي اللك‬
‫عن وزارة مصر واضيفت الوزارة إل المي علء الدين مغلطاي المال استاذ دار السلطان وف أواخر رمضان طلب الصاحب شس الدين غبيال إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪113‬‬

‫القاهرة فول با نظر الدواوين عوضا عن كري الدين الصغي وقدم كري الدين الذكور إل دمشق ف شوال فنل بدار العدل من القصاعي وول سيف الدين قد يدار ولية مصر وهو شهم‬
‫سفاك للدماء فأراق المور وأحرق الشيشة وأمسك الشطار واستقامت به أحوال القاهرة ومصر وكان هذا الرجل ملزما لبن تيمية مدة مقامه بصر‬
‫وف رمضان قدم إلىمصر الشيخ نم الدين عبد الرحيم بن الشحام الوصلي من بلد السلطان ازبك وعنده فنون من علم الطب وغيه ومعه كتاب بالوصية به فأعطى تدريس الظاهرية‬
‫البانية نزل له عنها جال الدين بن القلنسي فباشرها ف مستهل ذي الجة ث درس بالاروضية ث خرج الركب ف تاسع شوال واميه كوكنجبار الحمدي وقاضيه شهاب الدين الظاهري‬
‫ومن خرج إل الج برهان الدين الفزاري وشهاب الدين قرطاي الناصري نائب طرابلس وصاروحا وشهري وغيهم وف نصف شوال زاد السلطان ف عدة الفقهاء بدرسته الناصرية كان‬
‫فيها من كل مذهب ثلثون ثلثون فزادهم إل أربعة وخسي من كل مذهب وزادهم ف الوامك أيضا وف الثالث والعشرين منه وجد كري الدين الكبي وكيل السلطان قد شنق نفسه داخل‬
‫خزانة له قد أغلقها عليه من داخل ربط حلقه ف حبل كان تت رجليه قفص فدفع القفص برجليه فمات ف مدينة أسوان وستأت ترجته‬
‫وف سابع عشر ذي القعدة زينت دمشق بسبب عافية السلطان من مرض كان قد اشفى منه على الوت وف ذي القعدة درس جال الدين بن القلنسي بالظاهرية الوانية عوضا عن ابن‬
‫الزملكان سافر على قضاء حلب وحضر عنده القاضي القزوين وجاء كتاب صادق من بغداد إل الول شس بن حسان يذكر فيه أن المي جوبان أعطى المي ممد حسيناه قدحا فيه خر‬
‫ليشربه فامتنع من ذلك اشد المتناع فال عليه واقسم فأب أشد الباء فقال له إن ل تشربا وإل كلفتك ان تمل ثلثي تومانا فقال نعم احل ول أشربا فكتب عليه حجة بذلك وخرج من‬
‫عنده إل أمي آخر يقال له بكت فاستقرض من ذلك الال ثلثي تومانا فأب أن يقرضه إل بربح عشرة توامي فاتفقا على ذلك فبعث بكت ال جوبان يقول له الال الذي طلبته من حسيناه‬
‫عندي فإن رست حلته إل الزانة الشريفة وإن رست تفرقه على اليش فأرسل جوبان إل ممد حسيناه فأحضره عنده فقال له تزن أربعي تومانا ول تشرب قدحا من خر قال نعم فأعجبه‬
‫ذلك منه ومزق الجة الكتوبة عليه وحظى عنده وحكمه ف أموره كلها ووله وليات كتابه وحصل لوبان إقلع ورجوع عن كثي ما كان يتعاطاه رحم ال حسيناه‬
‫وف هذه السنة كانت فتنة بأصبهان قتل بسببها ألوف من أهلها واستمرت الرب بينهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪114‬‬

‫شهورا وفيها كان غلء مفرط بدمشق بلغت الغرارة مائتي وعشرين وقلت القوات ولول ان ال اقام للناس من يمل لم الغلة من مصر لشتد الغلء وزاد أضعاف ذلك فكان مات أكثر‬
‫الناس واستمر ذلك مدة شهور من هذه السنة وإل أثناء سنة خس وعشرين حت قدمت الغلت ورخصت السعار ول المد والنة ومن توف فيها من العيان توف ف مستهل الحرم‬
‫بدر الدين بن مدوح بن أحد النفي‬
‫قاضي قلعة الروم بالجاز الشريف وقد كان عبدا صالا حج مرات عديدة وربا أحرم من قلعة الروم أو حرم بيت القدس وصلى عليه بدمشق صلة الغائب وعلى شرف الدين بن العز‬
‫وعلى شرف الدين بن نيح توفوا ف أقل من نصف شهر كلهم بطريق الجاز بعد فراغهم من الج وذلك أنم غبطوا ابن نيح صاحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية بتلك الوتة كما تقدم‬
‫فرزقوها فماتوا عقيب عملهم الصال بعد الج‬
‫الجة الكبية خوندا بنت مكية‬
‫زوجة اللك الناصر وقد كانت زوجة أخيه اللك الشرف ث هجرها الناصر وأخرجها من القلعة وكانت جنازتا حافلة ودفنت بتربتها الت أنشأتا‬
‫الشيخ ممد بن جعفر بن فرعوش‬
‫ويقال له اللباد ويعرف بالؤله كان يقرئ الناس بالامع نوا من اربعي سنة وقد قرأت عليه شيئا من القراءات وكان يعلم الصغار عقد الراء والروف والتفنة كالراء ونوها وكان متقلل من‬
‫الدنيا ل يقتن شيئا وليس له بيت ول خزانة إما كان يأكل ف السوق وينام ف الامع توف ف مستهل صفر وقد جاوز السبعي ودفن ف باب الفراديس رحه ال وف هذا اليوم توف بصر‬
‫الشيخ أيوب السعودي‬
‫وقد قارب الائة أدرك الشيخ أبا السعود وكانت جنازته مشهودة ودفن بتربة شيخه بالقرافة وكتب عنه قاضي القضاة تقي الدين السبكي ف حياته وذكر الشيخ أبو بكر الرحب انه ل ير مثل‬
‫جنازته بالقاهرة منذ سكنها رحه ال‬
‫الشيخ المام الزاهد نور الدين ابو السن علي بن يعقوب بن جبيل البكري الصري الشافعي له تصانيف وقرأ مسند الشافعي علي وزيرة بنت النجا ث إنه أقام بصر وقد كان ف جلة من‬
‫ينكر على شيخ السلم ابن تيمية أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده كما تقدم لا كان ابن تيمية مقيما بصر وما مثاله غل مثال ساقية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪115‬‬

‫ضعيفة كدرة لطمت برا عظيما صافيا او رملة ارادت زوال جبل وقد أضحك العقلء عليه وقد أراد السلطان قتله فشفع فيه بعض المراء ث انكر مرة شيئا على الدولة فنفى من القاهرة إل‬
‫بلدة يقال لا ديروط فكان با حت توف يوم الثني سابع ربيع الخر ودفن بالقرافة وكانت جنازته مشهورة غي مشهودة وكان شيخه ينكر عليه إنكاره على ابن تيمية ويقول له أنت ل تسن‬
‫ان تتكلم الشيخ ممد الباجر بقي‬
‫الذي تنسب اليه الفرقة الضالة الباجر بقية والشهور عنهم إنكار الصانع جل جلله وتقدست اساؤه وقد كان والده جال الدين بن عبد الرحيم بن عمر الوصلي رجل صالا من علماء‬
‫الشافعية ودرس ف أماكن بدمشق ونشأ ولده هذا بي الفقهاء واشتغل بعض شيء ث أقبل على السلوك ولزم جاعة يعتقدونه ويزورونه ويرزقونه من هو على طريقةوآخرون ل يفهمونه ث‬
‫حكم القاضي الالكي باراقة دمه فهرب إل الشرق ث إنه أثبت عداوة بينه وبي الشهود فحكم النبلي بقن دمه فأقام بالقانون مدة سني حت كانت وفاته ليلة الربعاء سادس عشر ربيع‬
‫الخر ودفن بالقرب من مغارة الدم بسفح قاسيون ف قبة ف أعلى ذيل البل تت الغارة وله من العمر ستون سنة‬
‫شيخنا القاضي أبو زكريا‬
‫مي الدين أبو زكريا يي بن الفاضل جال الدين إسحاق بن خليل بن فارس الشيبان الشافعي اشتغل على النواوي ولزم ابن القدسي وول الكم بزرع وغيها ث قام بدمشق يشتغل ف‬
‫الامع ودرس ف الصارمية وأعاد ف مدارس عدة إل أن توف ف سلخ ربيع الخر ودفن بقاسيون وقد قارب الثماني رحه ال وسع كثيا وخرج له الذهب شيئا وسعنا عليه الدارقطن وغيه‬
‫الفقيه الكبي الصدر المام العال الطيب بالامع‬
‫بدر الدين أبو عبد ال ممد بن عثمان بن يوسف بن ممد بن الداد المدي النبلي سع الديث واشتغل وحفظ الحرر ف مذهب أحد ويرع على ابن حدان وشرحه عليه ف مدة سني وقد‬
‫كان ابن حدان يثن عليه كثيا وعلى ذهنه وذكائه ث اشتغل بالكتابة ولزم خدمة المي قراسنقر بلب فوله نظر الوقاف وخطابة حلب بامعها العظم ث لا صار إل دمشق وله خطابة‬
‫الموي فاستمر خطيبا فيها اثني واربعي يوما ث اعيد اليها جلل الدين القزوين ث ول نظر الارستان والسبة ونظر الامع الموي وعي لقضاء النابلة ف وقت ث توف ليلة الربعاء سابع‬
‫جادي الخرة ودفن بباب الصغي رحه ال‬
‫الكاتب الفيد قطب الدين‬
‫أحد بن مفضل بن فضل ال الصري أخو ميي الدين كاتب تنكز والد الصاحب علم الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪116‬‬

‫كان خبيا بالكتابة وقد ول استيفاء الوقاف بعد أخيه وكان اسن من أخيه وهو الذي علمه صناعة الكتابة وغيها توف ليلة الثني ثان رجب وعمل عزاؤه بالشميساطية وكان مباشر أوقافها‬
‫المي الكبي ملك العرب‬
‫ممد بن عيسى بن مهنا اخو مهنا توف بسلمية يوم السبت سابع رجب وقد جاوز الستي كان مليح الشكل حسن السية عامل عارفا رحه اله وف هذا الشهر وصل الب إل دمشق يوت‬
‫الوزير الكبي علي شاه بن أب بكر التبيزي‬
‫وزير اب سعيد بعد قتل سعد الدين الساوي وكان شيخا جليل فيه دين وخي وحل إل تبيز فدفن با ف الشهر الاضي رحه ال‬
‫المي سيف الدين بكتمر‬
‫وال الولة صاحب الوقاف ف بلدان شت من ذلك مدرسة بالصلب وله درس بدرسة أب عمر وغي ذلك توف بالسكندرية وهو نائبها خامس رمضان رحه ال‬
‫شرف الدين أبو عبد ال‬
‫ممد ابن الشيخ المام العلمة زين الدين بن النجا بن عثمان بن أسعد بن النجا التنوخي النبلي أخو قاضي القضاة علء الدين سع الديث ودرس وأفت وصحب الشيخ تقي الدين بن يتميه‬
‫وكان فيه دين ومودة وكرم وقضاء حقوق كثية توف ليلة الثني رابع شوال وكان مولده ف سنة خس وسبعي وستمائة ودفن بتربتهم بالصالية‬
‫الشيخ حسن الكردي الوله‬
‫كان يالط النجاسات والقاذورات ويشي حافيا وربا تكلم بشيء من الذيانات الت تشبه علم الغيبات وللناس فيه اعتقاد كما هو العروف من أهل العمى والضللت مات ف شوال‬
‫كري الدين الذي كان وكيل السلطان‬
‫عبد الكري بن العلم هبة ال السلمان حصل له من الموال والتقدم والكانة الطية عند السلطان ما ل يصل لغيه ف دولة التراك وقد وقف الامعي بدمشق أحدها جامع القبيبات‬
‫والوض الكبي الذي تاه باب الامع واشترى له نر ماء بمسي ألفا فانتفع به الناس انتفاعا كثيا ووجدوا رفقا والثان الامع الذي بالقابون وله صدقات كثية تقبل ال منه وعفا عنه وقد‬
‫مسك ف آخر عمره ث صودر ونفى إل الشوبك ث إل القدس ث الصعيد فخنق نفسه كما قيل بعماته بدينة أسوان وذلك ف الثالث والعشرين من شوال وقد كان حسن الشكل تام القامة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪117‬‬

‫ووجد له بعد موته ذخائر كثية سامه ال‬


‫الشيخ المام العال علء الدين‬
‫علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان بن العطار شيخ دار الديث النورية ومدرس الغوصية بالامع ولد يوم عيد الفطر سنة أربع وخسي وستمائة وسع الديث واشتغل على الشيخ ميي‬
‫الدين النواوي ولزمه حت كان يقال له متصر النواوي وله مصنفات وفوائد وماميع وتاريج وباشر مشيخة النورية من سنة أربع وتسعي إل هذه السنة مدة ثلثي سنة توف يوم الثني منها‬
‫مستهل ذي الجة فول بعده النورية علم الدين البزال وتول الغوصية شهاب الدين بن حرز ال وصلى عليه بالامع ودفن بقاسيون رحه ال وال سبحانه أعلم‬
‫ث دخلت سنة خس وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلد هم الذكورون ف الت قبلها وأولا يوم الربعاء وف خامس صفر منها قدم إل دمشق الشيخ شس الدين ممود الصبهان بعد مرجعه من الج زيارة القدس الشريف‬
‫وهو رجل فاضل له مصنفات منها شرح متصر ابن الاجب وشرح الويد وغي ذلك ث إنه شرح الاجبية أيضا وجع له تفسيا بعد صيورته إل مصر ولا قدم إل دمشق أكرم واشتغل عليه‬
‫الطلبة وكان حظيا عند القاضي جلل الدين القزوين ث إنه ترك الكل وصار يتردد إل الشيخ تقي الدين بن تيمية وسع عليه من مصنفاته ورده على أهل الكلم ولزمه مدة فلما مات الشيخ‬
‫تقي الدين تول إل مصر وجع التفسي‬
‫وف ربيع الول جرد السلطان تريدة نو خسة آلف إل اليمن لروج عمه عليه وصحبتهم خلق كثي من الجاج منهم الشيخ فخر الدين النويري وفيها منع شهاب الدين بن مرى البعلبكي‬
‫من الكلم على الناس بصر على طريقة الشيخ تقي الدين بن تيمية وعزره القاضي الالكي بسبب الستغاثة وحضر الذكور بي يدي السلطان وأثن عليه جاعة من المراء ث سفر إل الشام‬
‫بأهله فنل ببلد الليل ث انتزح إل بلد الشرق وأقام بسنجار وماردين ومعاملتهما يتكلم ويعظ الناس إل أن مات رحه ال كما سنذكره‬
‫وف ربيع الخر عاد نائب الشام من مصر وقد أكرمه السلطان والمراء وف جادي الول وقع بصر مطر ل يسمع بثله بيث زاد النيل بسببه أربع أصابع وتغي أياما وفيه زادت دجلة ببغداد‬
‫حت غرقت ما حول بغداد وانصر الناس با ستة أيام ل تفتح أبوابا وبقيت مثل السفينة ف وسط البحر وغرق خلق كثي من الفلحي وغيهم وتلف للناس مال يعمله إل ال وودع أهل‬
‫البلد بعضهم بعضا ولأوا إل ال تعال وحلوا الصاحف على رؤسهم ف شدة الشوق ف أنفسهم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪118‬‬

‫حت القضاة والعيان وكان وقتا عجيبا ث لطف ال بم فغيض الاء وتناقص وتراجع الناس إل ما كانوا عليه من أمورهم الائرة وغي الائرة وذكر بعضهم انه غرق بالانب الغرب نو من‬
‫ستة آلف وستمائة بيت وإل عشرة سني ل يرجع ما غرق‬
‫وف أوائل جادي الخرة فتح السلطان خانقاه سريافوس الت أنشأها وساق إليها خليجا وبن عندها ملة وحضر السلطان با ومعه القضاة والعيان والمراء وغيهم ووليها مد الدين‬
‫القصرائي وعمل السلطان با وليمة كبية وسع على قاضي القضاة ابن جاعة عشرين حديثا بقراءة ولده عز الدين بضرة الدولة منهم أرغون النائب وشيخ الشيوخ القونري وغيهم وخلع‬
‫على القارئ عز الدين واثنوا عليه ثناء زائدا وأجلس مكرما وخلع ايضا على والده ابن جاعة وعلى الالكي وشيخ الشيوخ وعلى مد الدين القصرائي شيخ الانقاه الذكورة وغيهم وف يوم‬
‫الربعاء رابع عشر رجب درس بقبة النصورية ف الديث الشيخ زين الدين بن الكتان الدمشقي بإشارة نائب الكرك وأرغون وحضر عنده الناس وكان فقيها جيدا وأما الديث فليس من فنه‬
‫ول من شغله‬
‫وف أواخر رجب قدم الشيخ زين الدين بن عبد ال بن الرحل من مصر على تدريس الشامية البانية وكانت بيد ابن الزملكان فانتقل إل قضاء حلب فدرس با ف خامس شعبان وحضر‬
‫القاضي الشافعي وجاعة وف سلخ رجب قدم القاضي عز الدين بن بدر الدين بن جاعة من مصر ومعه ولده وف صحبته الشيخ جال الدين الدمياطي وجاعة من الطلبة بسبب ساع الديث‬
‫فقرأ بنفسه وقرأ الناس له واعتنوا بأمره وسعنا معهم وبقراءته شيئا كثيا نفعهم ال با قرؤوا وبا سعوا ونفع بم وف يوم الربعاء ثان عشر شوال درس الشيخ شس الدين بن الصبهان‬
‫بالرواحية بعد ذهاب ابن الزملكان إل حلب وحضر عنده القضاة والعيان وكان فيهم شيخ السلم ابن تيمية وجرى يومئذ بث ف العام إذا خص وف الستثناء بعد النفي ووقع إنتشار‬
‫وطال الكلم ف ذلك الجلس وتكلم الشيخ تقي الدين كلما أبت الاضرين وتأخر ثبوت عيد الفطر إل قريب الظهر يوم العيد فلما ثبت دقت البشائر وصلى الطيب العيد من الغد بالامع‬
‫ول يرج الناس إل الصلي وتغضب الناس على الؤذني وسجن بعضهم وخرج الركب ف عاشره وأميه صلح الدين ابن ايبك الطويل وف الركب صلح الدين بن أوحد والنكورسي‬
‫وقاضية شهاب الدين الظاهر وف سابع عشره درس بالرباط الناصري بقاسيون حسام الدين القزوين الذي كان قاضي طرابلس قايضه با جال الدين بن الشريشن إل تدريس السرورية‬
‫وكان قد جاء توقيعه بالعذراوية والظاهرية فوقف ف طريقه قاضي القضاة جال الدين ونائباه ابن جلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪119‬‬

‫والفخر الصري وعقد له ولكمال الدين ابن الشيازي ملسا ومعه توقيع بالشامية البانية فعطل المر عليهما لنما ل يظهرا استحقاها ف ذلك الجلس فصارت الدرستان العذراوية والشامية‬
‫لبن الرحل كما ذكرنا وعظم القزوين بالسروية فقايض منها لبن الشريشن إل الرباط الناصري فدرس به ف هذا اليوم وحضر عنده القاضي جلل الدين ودرس بعده ابن الشريشن‬
‫بالسرورية وحضر عنده الناس أيضا وفيه عادت التجريدة اليمنية وقد فقد منهم خلق كثي من الغلمان وغيهم فحبس مقدمهم الكبي ركن الدين بيبس لسو سرته فيهم ومم توف فيها من‬
‫العيان‬
‫الشيخ إبراهيم الصباح‬
‫وهو إبراهيم بن مني البعلبكي كان مشهروا بالصلح مقيما بالأذنة الشرقية توف ليلة الربعاء مستهل الحرم ودفن بالباب الصغي وكانت جنازته حافلة حله الناس على رؤوس الصابع وكان‬
‫ملزما لجلس الشيخ تقي الدين بن تيمية‬
‫إبراهيم الوله‬
‫الذي يقال له القمين لقامته بالقمامي خارج باب شرقي وربا كاشف بعض العوام ومع هذا ل يكن من أهل الصلة وقد استتابه الشيخ تقي الدين بن تيمية وضربه على ترك الصلوات‬
‫ومالطة القاذورات وجع النساء والرجال حوله ف الماكن النجسة توف كهل ف هذا الشهر‬
‫الشيخ عفيف الدين‬
‫ممد بن عمر بن عثمان بن عمر الصقلي ث الدمشقي إمام مسجد الرأس آخر من حدث عن ابن الصلح ببعض سنن البيهقي سعنا عليه شيئا منها توف ف صفر‬
‫الشيخ الصال العابد الزاهد الناسك‬
‫عبد ال بن موسى بن أحد الزري الذي كان مقيما أب بكر من جامع دمشق كان من الصالي الكبار مباركا خيا عليه سكينة ووقار وكانت له مطالعة كثية وله فهم جيد وعقل جيد وكان‬
‫من اللزمي لجالس الشيخ تقي الدين ابن تيمية وكان ينقل من كلمه أشياء كثية ويفهمها يعجز عنها كبار الفقهاء توف يوم الثني سادس عشرين صفر وصلى عليه بالامع ودفن بباب‬
‫الصغي وكانت جنازته حافلة ممودة‬
‫الشيخ الصال الكبي العمر‬
‫الرجل الصال تقي الدين ابن الصائغ القري الصري الشافعي آخر من بقي من مشايخ القراء وهو أبو عبد ال ممد بن أحد بن عبد الالق بن علي بن سال بن مكي توف ف صفر ودفن‬
‫بالقرافة وكانت جنازته حافلة قارب التسعي ول يبق له منها سوى سنة واحدة وقد قرأ عليه غي واحد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪120‬‬

‫وهو من طال عمره وحسن عمله‬


‫الشيخ المام صدر الدين‬
‫أبو زكريا يي بن علي بن تام بن موسى النصاري السبكي الشافعي سع الديث وبرع ف الصول والفقه ودرس بالسيفية وباشرها بعده ابن اخيه تقي الدين السبكي الذي تول قضاء الشام‬
‫فيما بعد‬
‫الشهاب ممود هو الصدر الكبي الشيخ المام العال العلمة شيخ صناعة النشاء الذي ل يكن بعد القاضي الفاضل مثله ف صنعة النشاء وله خصائص ليست للفاضل من كثرة النظم‬
‫والقصائد الطولة السنة البليغة فهو شهاب الدين أبو الثنا ممود بن سلمان بن فهد اللب ث الدمشقى ولد سنة أربع واربعي وستمائه بلب وسع الديث وعن باللغة والدب والشعر وكان‬
‫كثي الفضائل بارعا ف علم النشاء نظما ونثرا وله ف ذلك كتب ومصنفات حسنة فائقة وقد مكث ف ديوان النشاء نوا من خسي سنة ث ول كتابة السر بدمشق نوا من ثان سني إل أ‬
‫نتوف ليلة السبت ثان عشرين شعبان ف منله قرب باب النطفانيي وهي دار القاضي الفاضل وصلى عليه بالامع ودفن بتربة له أنشأها بالقرب من اليغمورية وقد جاوز الثماني رحه ال‬
‫شيخنا عفيف الدين المدي‬
‫عفيف الدين إسحاق بن يي بن إسحاق بن إبراهيم بن إساعيل المدي ث الدمشقي النفي شيخ دار الديث الظاهرية ولد ف حدود الربعي وستمائة وسع الديث على جاعة كثيين منهم‬
‫يوسف بن خليل ومد الدين بن تيمية وكان شيخا حسنا بى النظر سهل الساع يب الرواية ولديه فضيلة توف ليلة الثني ثان عشرين رمضان ودفن بقاسيون وهو والد فخر الدين ناظر‬
‫اليوش والامع وقبله بيوم توف الصدر معي الدين يوسف بن زغيب الرحب أحد كبار التجار المناء وف رمضان توف‬
‫البدر العوام‬
‫وهو ممد بن علي البابا اللب وكان فردا ف العوم وطيب الخلق انتفع به جاعة من التجار ف بر اليمن كان معهم فغرق بم الركب فلجأوا إل صخرة ف البحر وكانوا ثلثة عشر ث إنه‬
‫غطس فاستخرج لم أموال من قرار البحر بعد أن أفلسوا وكادوا ان يهلكوا وكان فيه ديانة وصيانة وقد قرأ القرآن وحج عشر مرات وعاش ثانا وثاني سنة رحه ال وكان يسمع الشيخ‬
‫تقي الدين بن تيمية كثيا وفيه توف‬
‫الشهاب احد بن عمثان المشاطي‬
‫الديب ف الزجال والوشحات والواليا والدوبيت والبلليق وكان استاذ أهل هذه الصناعة مات ف عشر الستي‬
‫القاضي المام العال الزاهد‬
‫صدر الدين سليمان بن هلل بن شبل بن فلح بن خصيب العفري الشافعي العروف بطيب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪121‬‬

‫داريا ولد سنة ثنتي وأربعي وستمائة بقرية بسرا من عمل السواد وقدم مع والده فقرأ بالصالية القرآن على الشيخ نصر بن عبيد وسع الديث وتفقه علي الشيخ ميي الدين النووي‬
‫والشيخ تاج الدين الفزاري وتول خطابة داريا وأعاد بالناصرية وتول نيابة القضاء لبن صصرى مدة وكان متزهدا ل يتنعم بمام ول كتان ول غيه ول يغي ما اعتاده ف الب وكان متواضعا‬
‫وهو الذي استسقى بالناس ف سنة تسع عشرة فسقوا كما ذكرنا وكان يذكر له نسبا إل جعفر الطيار بينه وبينه عشرة آباء ث ول خطابة العقبية فترك نيابة الكم وقال هذه تكتفي إل أن‬
‫توف ليلة الميس ثامن ذي القعدة ودفن بباب الصغي وكانت جنازته مشهورة رحه ال وتول بعده الطابة ولده شهاب الدين‬
‫أحد بن صبيح الؤذن‬
‫الرئيس بالعروس بامع دمشق مع البهان‬
‫بدر الدين أبو عبد ال‬
‫ممد بن صبيح بن عبد ال التفليسي مولهم القري الؤذن كان مع أحسن الناس صوتا ف زمانه وأطيبهم نغمة ولد سنة ثنتي وخسي وستمائة تقريبا وسع الديث ف سنة سبع وخسي ومن‬
‫سع عليه ابن عبد الدائم وغيه من الشايخ وحدث وكان رجل حسنا أبوه مول لمرأة اسها شامة بنت كامل الدين التفليسي امرأة فخر الدين الكرخي وباشر مشارفة الامع وقراءة‬
‫الصحف وأذن عند نائب السلطنة مدة وتوف ف ذي الجة بالطواويس وصلى عليه بامع العقبية ودفن بقابر باب الفراديس‬
‫خطاب بان خان خطاب‬
‫الذي بي الكسوة وغباغب المي الكبي عز الدين خطاب بن ممود بن رتقش العراقي كان شيخا كبيا له ثروة من الال كبية وأملك وأموال وله حام بكر السماق وقد عمر الان الشهور‬
‫به بعد موته إل ناحية الكتف الصري ما يلي غباغب وهو برج الصفر وقد حصل لكثي من السافرين به رفق توف ليلة سبع عشرة ربيع الخر ودفن بتربته بسفح قاسيون رحه ال تعال وف‬
‫ذي القعدة منها توف رجل آخر اسه‬
‫ركن الدين خطاب بن الصاحب كمال الدين‬
‫احد ابن أخت ابن خطاب الرومي السيواسي له خانقاه ببلده بسيواس عليها أوقاف كثية وبر وصدقة توف وهو ذاهب إل الجاز الشريف بالكرك ودفن بالقرب من جعفر وأصحابه بؤتة‬
‫رحه ال وف العشر الخي من ذي القعدة توف بدر الدين أبو عبد ال‬
‫ممد بن كمال الدين أحد بن أب الفتح بن أب الوحش أسد بن سلمة بن سليمان بن فتيان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪122‬‬

‫الشيبان العروف بابن العطار ولد سنة سبعي وستمائة وسع الديث الكثي وكتب الط النسوب واشتغل بالتنبيه ونظم الشعر وول كتابه الدرج ث نظر اليش ونظر الشراف وكانت له‬
‫حظوة ف أيام الفرم ث حصل له خول قليل وكان مترفا منعما له ثروة ورياسة وتواضع وحسن سية ودفن بسفح قاسيون بتربتهم رحه ال‬
‫القاضي ميي الدين‬
‫أبو ممد بن السن بن ممد بن عمار بن فتوح الارثي قاضي الزبدان مدة طويلة ث ول قضاء الكرك وبا مات ف العشرين من ذي الجة وكان مولده سنة خس وأربعي وستمائة وقد سع‬
‫الديث واشتغل وكان حسن الخلق متواضعا وهو والد الشيخ جال الدين بن قاضي الزبدان مدرس الظاهرية رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ست وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها سوى كاتب سر دمشق شهاب الدين ممود فإنه توف وول النصب من بعده ولده الصدر شس الدين وفيها تول التجار ف قماش النساء الخيط‬
‫من الدهشة الت للجامع إل دهشة سوق على وف يوم الربعاء ثان الحرم باشر مشيخة الديث الظاهرية الشيخ شهاب الدين بن جهبل بعد وفاة العفيف إسحاق وترك تدريس الصلحية‬
‫بالقدس الشريف واختار دمشق وحضر عنده القضاة والعيان وف أولا فتح المام الذي بناه المي سيف الدين جوبان بوار داره بالقرب من دار الالق وله بابان أحدها إل جهة مسجد‬
‫الوزير وحصل به نفع وف يوم الثني ثان صفر قدم الصاحب غبيال من مصر على البيد متوليا نظر الدواوين بدمشق على عادته وانفصل عنها الكري الصغي وفرح الناس به وف يوم‬
‫الثلثاء حادي عشرين ربيع الول بكرة ضربت عنق ناصر بن الشرف اب الفضل بن إساعيل بن اليئي بسوق اليل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات ال وصحبته الزنادقة كالنجم بن‬
‫خلكان والشمس ممد الباجريقي وابن العمار البغدادي وكل فيهم إنلل وزندقة مشهور با بي الناس قال الشيخ علم الدين الرزال وربا زاد هذا الذكور الضروب العنق عليهم بالكفر‬
‫والتلعب بدين السلم والستهانة بالنبوة والقرآن قال وحضر قتله العلماء والكبار وأعيان الدولة قال وكان هذاالرجل ف أول أمره قد حفظ التنبيه وكان يقرأ ف التم بصوت حسن‬
‫وعنده نباهة وفهم وكان منل ف الدارس والترب ث إنه أنسلخ من ذلك جيعه وكان قتله عزا للسلم وذل للزنادقة وأهل البدع‬
‫قلت وقد شهدت قتله كان شيخنا أبو العباس أبن تيمية حاضرا يومئذ وقد أتاه وقرعة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪123‬‬

‫على ما كان يصدر منه قبل قتله ث ضربت عنقه وأنا شاهد ذلك‬
‫وف شهر ربيع الول رسم ف إخراج الكلب من مدينة دمشق فجعلوا ف الندق من جهة باب الصغي من ناحية باب شرقي الذكور على حدة والناث على حده وألزم أصحاب الدكاكي‬
‫بذلك وشددوا ف أمرهم أياما وف ربيع الول ول الشيخ علء الدين القدسي معيد البادرانية مشيخة الصلحية بالقدس الشريف وسافر اليها وف جادي الخرة عزل قرطاي عن ولية‬
‫طرابلس ووليها طينال وأقر قرطاي على خبز الفرمان بدمشق بكم سجن القرمان بقلعة دمشق قال البزال وف يوم الثني عند العصر سادس عشر شعبان اعتقل الشيخ المام العال العلمة‬
‫تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق حضر إليه من جهة نائب السلطنة تنكز مشدا الوقاف وابن الطيي أحد الجاب بدمشق وأخباه ان مرسوم السلطان ورد بذلك وأحضرا معهما مركوبا‬
‫ليكبه وأظهر السرور والفرح بذلك وقال انا كنت منتظرا لذلك وهذا فيه خي كثي ومصلحة كبية وركبوا جيعا من داره إل باب القلعة وأخليت له قاعة وأجرى إليها الاء ورسم له‬
‫بالقامة فيها وأقام معه أخوه زين الدين يدمه باذن السلطان ورسم له ما يقوم بكفايته قال البزال وف يوم المعة عاشر الشهر الذكور قرئ بامع دمشق الكتاب السلطان الوارد باعتقاله‬
‫ومنعه من الفتيا وهذه الواقعة سببها فتيا وجدت بطه ف السفر وإعمال الطي إل زيارة قبور النبياء عليهم الصلة والسلم وقبور الصالي قال وف يوم الربعاء منتصف شعبان أمر قاضي‬
‫القضاة الشافعي ف حبس جاعة من أصحاب الشيخ تقي الدين ف سجن الكم وذلك برسوم نائب السلطنة وإذنه له فيه فيما تقتضيه الشريعة ف أمرهم وعزر جاعة منهم على دواب ونودي‬
‫عليهم ث أطلقوا سوى شس الدين ممد بن قيم الوزية فإنه حبس بالقلعة وسكتت القضية قال وف أول رمضان وصلت الخبار إل دمشق أنه أجريت عي ماء إل مكة شرفها ال وانتفع‬
‫الناس با انتفاعا عظيما وهذه العي تعرف قديا بعي باذان أجرها جوبان من بلد بعيدة حت دخلت ال نفس مكة ووصلت إل عند الصفا وباب ابراهيم واستقى الناس منها فقيهم وغنيهم‬
‫وضعيفهم وشريفهم كلهم فيها سواء وارتفق أهل مكة بذلك رفقا كثيا ول المد والنة وكانوا قد شرعوا ف حفرها وتديدها ف أوائل هذه السنة إل العشر الخر من جادي الول واتفق‬
‫ان ف هذه السنة كانت البار الت بكة قد يبست وقل ماؤها وقل ماء زمزم أيضا فلول ان ال تعال طلف بالناس بإجراء هذه القناة لنح عن مكة أهلها أو هلك كثي ما يقيم با وأما الجيج‬
‫ف أيام الوسم فحصل لم با رفق عظيم زائد عن الوصف كما شاهدنا ذلك ف سنة إحدى وثلثي عام حججنا وجاء كتاب السلطان إل نائبه بكة بإخراج الزيديي من السجد الرام وأن ل‬
‫يكون‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪124‬‬

‫لم فيه إمام ول يتمع ففعل ذلك‬


‫وف يوم الثلثاء رابع شعبان درس بالشامية الوانية شهاب الدين أحد بن جهبل وحضر عنده القاضي القزوين الشافعي وجاعة عوضا عن الشيخ آمي الدين سال بن أب الدر إمام مسجد ابن‬
‫هشام توف ث بعد أيام جاء توقيع بولية القاضي الشافعي فباشرها ف عشرين رمضان وف عاشر شوال خرج الركب الشامي وأميه سيف الدين جوبان وحج عامئذ القاضي شس الدين بن‬
‫مسلم قاضي قضاة النابلة وبدر الدين ابن قاضي القضاة جلل الدين القزوين ومعه تف وهدايا وأمور تتعلق بالمي سيف الدين أرغون نائب مصر فإنه حج ف هذه السنة ومعه اولده‬
‫وزوجته بنت السلطان وحج فخر الدين ابن شيخ السلمية وصدر الدين الالكي وفخر الدين البعلبكي وغيه‬
‫وف يوم الربعاء عاشر القعدة درس بالنبلية برهان الدين أحد بن هلل الزرعي النبلي بدل عن شيخ السلم ابن تيمية وحضر عنده القاضي الشافعي وجاعة من الفقهاء وشق ذلك على‬
‫كثي من أصحاب الشيخ تقي الدين وكان ابن الطيي الاجب قد دخل على الشيخ تقي الدين قبل هذا اليوم فاجتمع به وسأله عن اشياء بأمر نائب السلطنة ث يوم الميس دخل القاضي‬
‫جال الدين بن جلة وناصر الدين مشد الوقاف وسأله عن مضمون قوله ف مسألة الزيارة فكتب ذلك ف درج وكتب تته قاضي الشافعية بدمشق قابلت الواب عن هذا السؤال الكتوب‬
‫على خط ابن تيمية إل ان قال وإنا الحز جعله زيارة قب النب ) ص ( وقبور النبياء صلوات ال وسلمه عليهم معصية بالجاع مقطوعا با فانظر الن هذا التحريف على شيخ السلم فإن‬
‫جوابه على هذه السألة ليس فيه منع زيارة قبور النبياء والصالي وإنا فيه ذكر قولي ف شد الرحل والسفر إل مرد زيارة القبور وزيارة القبور من غي شد رحل إليها مسألة وشد الرحل‬
‫لجرد الزيارة مسألة أخرى والشيخ ل ينع الزيارة الالية عن شد رحل بل يستحبها ويندب إليها وكتبه ومناسكه تشهد بذلك ول يتعرض إل هذه الزيارة ف هذه الوجه ف الفتيا ول قال إنا‬
‫معصية ول حكى الجاع على النع منها ول هو جاهل قول الرسول زوروا القبور فإنا تذكركم الخرة وال سبحانه ل يفى عليه شيء ول يفى عليه خافية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب‬
‫ينقلبون وف يوم الحد رابع القعدة فتحت الدرسة المصية تاه الشامية الوانية ودرس با ميي الدين الطرابلسي قاضي هكار وتلقب بأب رباح وحضر عنده القاضي الشافعي وف ذي‬
‫القعدة سافر القاضي جال الدين الزرعي من التابكية إل مصر ونزل عن تدريسها لحيي الدين بن جهبل وف ثان عشر ذي الجة درس بالنجيبية ابن قاضي الزبدان عوضا عن الدمشق نائب‬
‫الكم مات بالدرسة الذكورة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪125‬‬

‫ومن توف فيها من العيان‬


‫ابن الطهر الشيعي جال الدين‬
‫أبو منصور حسن بن يوسف بن مطهر اللب العراقي الشيعي شيخ الروافض بتلك النواحي وله التصانيف الكثية يقال تزيد على مائة وعشرين ملدا وعدتا خسة وخسون مصنفا ف الفقه‬
‫والنحو والصول والفلسفة والرفض وغي ذلك من كبار وصغار وأشهرها بي الطلبة شرح ابن الاجب ف أصول الفقه وليس بذاك الفائق ورأيت له ملدين ف أصول الفقه على طريقة‬
‫الحصول والحكام فل بأس با فإنا مشتملة على نقل كثي وتوجيه جيد وله كتاب منهاج الستقامة ف إثبات المامة خبط فيه ف العقول والنقول ول يدر كيف يتوجه إذ خرج عن الستقامة‬
‫وقد انتدب ف الرد عليه الشيخ المام العلمة شيخ السلم تقي الدين أبو العباس ابن تيمية ف ملدات أتى فيها با يبهر العقول من الشياء الليحة السنة وهو كتاب حافل ولد ابن الطهر‬
‫الذي ل تطهر خلئقه ول يتطهر من دنس الرفض ليلة المعة سابع عشرين رمضان سنة ثان واربعي وستمائة توف ليلة المعة عشرين مرم من هذه السنة وكان اشتغاله ببغداد وغيها من‬
‫البلد واشتغل على نصي الطوسي وعلى غيه ولا ترفض اللك خربندا حظى عنده ابن الطهر وساد جدا وأقطعه بلدا كثية‬
‫الشمس الكاتب‬
‫ممد بن اسد الران العروف بالنجار كان يلس ليكتب الناس عليه بالدرسة القليجية توف ف ربيع الخر ودفن بباب الصغي‬
‫العز حسن بن أحد بن زفر‬
‫الريلي ث الدمشقي كان يعرف طرفا صالا من النحو والديث والتاريخ وكان مقيما بدويرة حد صوفيا با وكان حسن الجالسة أثن عليه البزال ف نقله وحسن معرفته مات بالارستان‬
‫الصغي ف جادي الخرة ودفن بباب الصغي عن ثلث وستي سنة‬
‫الشيخ المام امي الدين سال بن أب الدر‬
‫عبد الرحن بن عبد ال الدمشقي الشافعي مدرس الشامية الوانية أخذها من ابن الوكيل قهرا وهو إمام مسجد ابن هشام ومدث الكرسي به كان مولده ف سنة خس واربعي وستمائة‬
‫واشتغل وحصل وأثن عليه النووي وغيه وأعاد وافت ودرس وكان خبيا بالحاكمات وكان فيه مروءة وعصبية لن يقصده توف ف شعبان ودفن بباب الصغي‬
‫الشيخ حاد‬
‫وهو الشيخ الصال العابد الزاهد حاد اللب القطان كان كثي التلوة والصلوات مواظبا على القامة بامع التوبة بالعقبية بالزاوية الغربية الشمالية يقرئ القرآن ويكثر الصيام ويتردد الناس‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪126‬‬

‫إل زيارته مات وقد جاوز السبعي سنة على هذا القدم توف ليلة الثني عشرين شعبان ودفن بباب الصغي وكانت جنازته حافلة رحه ال‬
‫الشيخ قطب الدين اليونين‬
‫وهو الشيخ المام العال بقية السلف قطب الدين أبو الفتح موسى ابن الشيخ الفقيه الافظ الكبي شيخ السلم اب عبد ال ممد بن أحد بن عبد ال بن عيسى بن أحد بن ممد البعلبكي‬
‫اليونين النبلي ولد سنة أربعي وستمائة بدار الفضل بدمشق وسع الكثي وأحضره والده الشايخ واستجاز له وبث واختصر مرآة الزمان للسبط وذيل عليها ذيل حسنا مرتبا أفاد فيه وأجاد‬
‫بعبارة حسنة سهلة بانصاف وستر وأتى فيه باشياء حسنة واشياء فائقة رائقة وكان كثي التلوة حسن اليئة متقلل ف ملبسه ومأكله توف ليلة الميس ثالث عشر شوال ودفن بباب سطحا‬
‫عند أخيه الشيخ شرف الدين رحهما ال‬
‫قاضي القضاة ابن مسلم‬
‫شس الدين أبو عبد ال ممد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالي النبلي ولد سنة ستي وستمائة ومات أبوه وكان من الصالي سنة ثان وستي فنشأ يتيما فقيا ل مال له ث‬
‫اشتغل وحصل وسع الكثي وانتصب للفادة والشتغال فطار ذكره فلما مات التقى سليمان سنة خس عشرة ول قضاء النابلة فباشره أت مباشرة وخرجت له تاريج كثية فلما كانت هذه‬
‫السنة خرج للحج فمرض ف الطريق فورد الدينة النبوية على ساكنها رسول ال أفضل الصلة والسلم يوم الثني الثالث والعشرين من ذي القعدة فزارقب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وصلى ف مسجده وكان بالشواق إل ذلك وكان قد تن ذلك لا مات ابن نيح فمات ف عشية ذلك اليوم يوم الثلثاء وصلى عليه ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بالروضة ودفن‬
‫بالبقيع إل جانب قب شرف الدين ابن نيح الذي كان قد غبطه بوته هناك سنة حج هو وهو قبل هذه الجة شرقي قب عقيل رحهم ال وول بعده القضاء عز الدين بن التقى سليمان‬
‫القاضي نم الدين‬
‫احد بن عبد الحسن بن حسن بن معال الدمشقي الشافعي ولد سنة تسع واربعي واشتغل على تاج الدين الفزاري وحصل وبرع وول العادة ث الكم بالقدس ث عاد إل دمشق فدرس‬
‫بالنجيبية وناب ف الكم عن ابن صصرى مدة توف بالنجبيبية الذكورة يوم الحد ثامن عشرين ذي القعدة وصلى عليه العصر بالامع ودفن بباب الصغي‬
‫ابن قاضي شهبة‬
‫الشيخ المام العال شيخ الطلبة ومفيدهم كمال الدين أبو ممد عبد الوهاب بن ذؤيب السدي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪127‬‬

‫الشهب الشافعي ولد بوران ف سنة ثلث وخسي وستمائة وقدم دمشق واشتغل على الشيخ تاج الدين الفزاري ولزمه وانتفع به وأعاد بلقته وترج به وكذلك لزم أخاه الشيخ شرف‬
‫الدين واخذ عنه النحو واللغة وكان بارعا ف الفقه والنحو له حلقة يشتغل فيها تاه مراب النابلة وكان يعتكف جيع شهر رمضان ول يتزوج قط وكان حسن اليئة والشيبة حسن العيش‬
‫واللبس متقلل من الدنيا له معلوم يقوم بكفايته من إعادات وفقاهات وتصدير بالامع ول يدرس قط ول أفت مع أنه كان من يصلح أن ياذن ف الفتاء ولكنه كان يتورع عن ذلك وقد سع‬
‫الكثي سع السند للمام احد وغي ذلك توف بالدرسة الجاهدية وبا كانت إقامته ليلة الثلثاء حادي عشرين ذي الجة وصلى عليه بعد صلة الظهر ودفن بقابر باب الصغي وفيها كانت‬
‫وفاة‬
‫الشرف يعقوب بن فارس العبي‬
‫التاجر بفرجة ابن عمود وكان يفظ القرآن ويؤم بسجد القصب ويصحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية والقاضي نم الدين الدمشقي وقد حصل أموال وأملكا وثروة وهو والد صاحبنا‬
‫الشيخ الفقيه الفضل الحصل الزكي بدر الدين ممد خال الولد عمر إن شاء ال وفيها توف‬
‫الاج أبو بكر بن تيمراز الصيف‬
‫كانت له أموال كثية ودائرة ومكارم وبر وصدقات ولكنه انكسر ف آخر عمره وكاد ان ينكشف فجيه ال بالوفاة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة سبع وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت بيوم المعة والكام الليفة والسلطان والنواب والقضاة والباشرون هم الذكورون ف الت قبلها سوى النبلي كما تقدم وف العشر من الحرم دخل مصر أرغون نائب مصر فمسك‬
‫ف حادي عشر وحبس ث أطلق أياما وبعثه السلطان إل نائب حلب فاجتاز بدمشق بكرة المعة ثان عشرين الحرم فأنزله نائب السلطنة بداره الجاورة لامعة فبات با ث سافر إل حلب وقد‬
‫كان قبله بيوم قد سافر من دمشق الاي الدوادار إل مصر وصحبته نائب حلب علء الدين الطنبغا معزول عنها إل حجوبية الجاب بصر وف يوم المعة التاسع عشر ربيع الول قرئ‬
‫تقليد قاضي النابلة عز الدين ممد بن التقي سليمان بن حزة القدسي عوضا عن ابن مسلم بقصروة الطابة بضرة القضاة والعيان وحكم وقرئ قبل ذلك بالصالية وف أواخر هذا الشهر‬
‫وصل البيد بتولية ابن النقيب الاكم بمص قضاء القضاة بطرابلس ونقل الذي با إل حص نائبا عن قاضي دمشق وهو ناصر بن ممود الزرعي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪128‬‬

‫وف سادس عشر ربيع الخر عاد تنكز من مصر إل الشام وقد حصل له تكري من السلطان وف ربيع الول حصلت زلزلة بالشام وقى ال شرها وف يوم الميس مستهل جادي الول باشر‬
‫نيابة النبلي القاضي برهان الدين الزرعي وحضر عنده جاعة من القضاة وف يوم المعة منتصف جادي الخرة جاء البيد بطلب القاضي القزوين الشافعي إل مصر فدخلها ف مستهل‬
‫رجب فخلع عليه بقضاء قضاة مصر مع تدريس الناصرية والصالية ودار الديث الكاملية عوضا عن بدر الدين بن جاعة لجل كب سنة وضعف نفسه وضرر عينيه فجبوا خاطره فرتب له‬
‫ألف درهم وعشرة ارادب قمح ف الشهر مع تدريس زاوية الشافعي وأرسل ولده بدر الدين إل دمشق خطيبا بالموي وعلى تدريس الشامية البانية على قاعدة والده جلل الدين القزوين‬
‫ف ذلك فخلع عليه ف أواخر رجب ثامن عشرين وحضر عنده العيان‬
‫وف رجب كان عرس المي سيف الدين قوصون الساقي الناصري على بنت السلطان وكان وقتا مشهودا خلع على المراء والكابر وف صبيحة هذه الليلة عقد عقد المي شهاب الدين‬
‫أحد بن المي بكتمر الساقي على بنت تنكز نائب الشام وكان السلطان وكيل أبيها تنكز والعقاد ابن الريري وخلع عليه وأدخلت ف ذي الجة من هذه السنة ف كلفة كثية‬
‫وف رجب جرت فتنة كبية بالسكندرية ف سابع رجب وذلك أن رجل من السلمي قد تاصم هو ورجل من الفرنج على باب البحر فضرب أحدها الخر بنعل فرفع المر إل الوال فأمر‬
‫بغلق باب البلد بعدالعصر فقال له الناس إن لنا أموال وعبيدا ظاهر البلد وقد أغلقت الباب قبل وقته ففتحه فخرج الناس ف زحة عظيمة فقتل منهم نو عشرة ونبت عمائم وثياب وغي‬
‫ذلك وكان ذلك ليلة المعة فلما أصبح الناس ذهبوا إل دار الوال فأحرقوها وثلث دور لبعض الظلمة وجرت أحوال صعبة ونبت اموال وكسرت العامة باب سجن الوال فخرج منه من‬
‫فيه فبلغ نائب السلطنة فاعتقد النائب انه السجن الذي فيه المراء فأمر بوضع السيف ف البلد وتريبه ث إن الب بلغ السلطان فأرسل الوزير طيبغا المال سريعا فضرب وصادر وضرب‬
‫القاضي ونائبه وعزلم وأهان خلقا من الكابر وصادرهم بأموال كثية جدا وعزل التول ث أعيد ث تول القضاء باء الدين علم الدين الخنائي الشافعي الذي تول دمشق فيما بعد وعزل‬
‫قضاة السكندرية الالكي ونائباه ووضعت السلسل ف أعناقهم وأهينوا وضرب ابن السن غي مرة وف يوم السبت عشرين شعبان وصل إل دمشق قاضي قضاة حلب ابن الزملكان على‬
‫البيد فأقام بدمشق أربعة أيام ث سار إل مصر ليتول قضاء قضاة الشام بضرة السلطان فاتفق موته‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪129‬‬

‫قبل وصوله إل القاهرة وحيل بينهم وبي ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنم كانوا ف شك منه مريب ( وف يوم المعة سادس عشرين شعبان باشر صدر الدين الالكي مشيخة‬
‫الشيوخ مضافا إل قضاء قضاة الاللكية وحضر الناس عنده وقرئ تقليده بذلك بعد انفصال الزرعي عنها إل مصر وف نصف رمضان وصل قاضي النفية بدمشق لقضاء القضاة عماد الدين‬
‫أب السن علي بن احد بن عبد الواحدالطرسوسي الذي كان نائبا لقاضي القضاة صدر الدين علي البصروي فخلفه بعده بالنصب وقرئ تقليده بالامع وخلع عليه وباشر الكم واستناب‬
‫القضاي عماد الدين ابن العز ودرس بالنورية مع القضاء وشكرت سيته‬
‫وف رمضان قدم جاعة من السارى مع تار الفرنج فأنزلوا بالدرسة العادلية الكبية واستفكوا من ديوان السرى بنحو من ستي ألفا وكثرت الدعية لن كان السبب ف ذلك وف ثامن شوال‬
‫خرج الركب الشامي إل الجاز وأميه سيف الدين بالبان الحمدي وقاضيه بدر الدين ممد بن ممد قاضي حران وف شوال وصل تقليد قضاء الشافعية بدمشق لبدر الدين ابن قاضي‬
‫القضاة ابن عز الدين بن الصائغ واللعة معه فامتنع من ذلك اشد المتناع وصمم وأل عليه الدولة فلم يقبل وكثر بكاؤه وتغي مزاجه واغتاظ فلما أصر على ذلك راجع تنكز السلطان ف‬
‫ذلك فلما كان شهر ذي القعدة أشتهر تولية علء الدين علي بن إساعيل القونوي قضاء الشام فسار إليها من مصر وزار القدس ودخل دمشق يوم الثني سابع عشرين ذي القعدة فاجتمع‬
‫بنائب السلطنة ولبس اللعة وركب مع الجاب والدولة إل العادلية فقرئ تقليده با وحكم با على العادة وفرح الناس به وبسن سته وطيب لفظه وملحة شائله وتودده وول بعده مشيخة‬
‫الشيوخ بصر مد الدين القصرائي الصوف شيخ سرياقوس‬
‫وف يوم السبت ثالث عشرين ذي القعدة لبس القاضي مي الدين بن فضل ال اللعة بكتابة السر عوضا عن ابن الشهاب ممود واستمر ولده شرف الدين ف كتابة الدست وف هذه السنة‬
‫تول قضاء حلب عوضا عن ابن الزملكان القاضي فخر الدين البازري وف العشر الول من ذي الجة كمل ترخيم الامع الموي اعن حائطه الشمال وجاء تنكز حت نظر إليه فأعجبه ذلك‬
‫وشكر ناظره تقي الدين بن مراجل وف يوم الضحى جاء سيل عظيم إل مدينة بلبيس فهرب أهلها منها وتعطلت الصلة والضاحي فيها ول ير مثله من مدة سني متطاولة وخرب شيئا كثيا‬
‫من حواضرها وبساتينها فإنا ال وإنا إليه راجعون ومن توف فيها من العيان‬
‫المي ابو يي‬
‫زكريا بن أحد بن ممد بن عبدالواحد أب حفص النتان اليان الغرب أمي بلد الغرب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪130‬‬

‫ولد بتونس قيل سنة خسي وستمائة وقرأ الفقه والعربية وكان ملوك تونس تعظمه وتكرمه لنه من بيت اللك والمرة والوزارة ث بايعه أهل تونس على اللك ف سنة إحدى عشرة وسبعمائه‬
‫وكان شجاعا مقداما وهو أول من أبطل ذكر ابن التومرت من الطبة مع ان جده ابا حفص النتان كان من أخص أصحاب ابن التومرت توف ف الحرم من هذه السنة بدينة السكندرية‬
‫رحه ال‬
‫الشيخ الصال ضياء الدين‬
‫ضياء الدين أبو الفدا إساعيل بن رضي الدين أب الفضل السلم بن السن بن نصر الدمشقي العروف بابن الموي كان هو وابوه وجده من الكتاب الشهورين الشكورين وكان هو كثي‬
‫التلوة والصلة والصيام والب والصدقة والحسان إل الفقراء والغنياء ولد سنة خس وثلثي وستمائة وسع الديث الكثي وخرج له البزال مشيخة سعناها عليه وكان من صدور أهل‬
‫دمشق توف يوم المعة رابع عشر صفر وصلى عليه ضحوة يوم السبت ودفن بباب الصغي وحج وجاور وأقام بالقدس مدة مات وله ثنتان وسبعون سنة رحه ال وقد ذكر والده أنه حي ولد‬
‫له فتح الصحف يتفاءل فإذا قوله المد ل الذي وهب ل على الكب إساعيل وإسحاق فسماه إساعيل ث ولد له آخر فسماه إسحاق وهذا من التفاق السن رحهم ال تعال‬
‫الشيخ علي الحارف‬
‫علي بن أحد بن هوس اللل أصل جده من قرية إيل البسوق وأقام والده بالقدس وحج هو مرة وجاور بكة سنة ث حج وكان رجل صالا مشهورا ويعرف بالحارف لنه كان يرف الزقة‬
‫ويصلح الرصفان ل تعال وكان يكثر التهليل والذكر جهرة وكان عليه هيبة ووقار ويتكلم كلما فيه تويف وتذير من النار وعواقب الردى وكان ملزما لجالس ابن تيمية وكانت وفاته‬
‫يوم الثلثاء ثالث عشرين ربيع الول ودفن بتربة الشيخ موفق الدين بالسفح وكانت جنازته حافلة جدا رحه ال‬
‫اللك الكامل ناصر الدين‬
‫أبو العال ممد بن اللك السعيد فتح الدين عبداللك بن السلطان اللك الصال إساعيل أب اليش ابن اللك العادل أب بكر بن أيوب أحد أكابر المرء وأبناء اللوك كان من ماسن البلد‬
‫ذكاء وفطنة وحسن عشرة ولطافة كلم بيث يسرد كثيا من الكلم بنلة المثال من قوة ذهنه وحذاقة فهمه وكان رئيسا من أجواد الناس توف عشية الربعاء عشرين جادي الول وصلى‬
‫عليه ظهر اليمس بصحن الامع تت النسر ث أرادوا دفنه عند جده لمه اللك الكامل فلم يتيسر ذلك فدفن بتربة أم الصال سامه ال وكان له ساع كثي سعنا عليه منه وكان يفظ تاريا‬
‫جيدأن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪131‬‬

‫وقام ولده المي صلح الدين مكانه ف إمرة الطبلخانة وجعل أخوه ف عشرته ولبسا اللع السلطانية بذلك‬
‫الشيخ المام نم الدين‬
‫احد بن ممد بن أب الزم القرشي الخزومي التمول كان من أعيان الشافعية وشرح الوسيط وشرح الاجبية ف ملدين ودرس وحكم بصر وكان متسبا با أيضا وكان مشكور السية فيها‬
‫وقد تول بعده الكم نم الدين بن عقيل والسبة ناصر الدين بن قار السبقوق توف ف رجب وقد جاوز الثماني ودفن بالقرافة رحه ال‬
‫الشيخ الصال أبو القاسم‬
‫عبد الرحن بن موسى بن خلف الزامي أحد مشاهي الصالي بصر توف بالروضة وحل إل شاطيء النيل وصلى عليه وحل على الرؤس والصابع ودفن عند ابن أب حزة وقد قارب الثماني‬
‫وكان من يقصد إل الزيارة رحه ال‬
‫القاضي عز الدين‬
‫عبد العزيز بن احد بن عثمان بن عيسى بن عمر بن الضر الكاري الشافعي قاضي الحلة كان من خيار القضاة وله تصنيف على حديث الجامع ف رمضان يقال إنه استنبط فيه ألف حكم‬
‫توف ف رمضان وقد كان حصل كتبا جيدة منها التهذيب لشيخنا الزي‬
‫الشيخ كمال الدين بن الزملكان‬
‫شيخ الشافعية باشام وغيها انتهت إليه رياسة الذهب تدريسا وإفتاء ومناظرة ويقال ف نسبة السماكي نسبة إل أب دجانة ساك بن خرشة وال اعلم ولد ليلة الثني ثامن شوال سنة ست‬
‫وستي وستمائة وسع الكثي واشتغل على الشيخ تاج الدين الفزاري وف الصول على القاضي باء الدين بن الزكي وف النحو على بدر الدين بن ملك وغيهم وبرع وحصل وساد اقرانه من‬
‫أهل مذهبه وحاز قصب السبق عليهم بذهنه الوقاد ف تصيل العلم الذي أسهره ومنعه الرقاد وعبارته الت هي أشهى من كل شيء معتاد وخطه الذي هو أنضر من أزاهي الوهاد وقد درس‬
‫بعدة مدارس بدمشق وباشر عدة جهات كبار كنظر الزانة ونظر الارستان النوري وديوان اللك السعيد ووكالة بيت الال وله تعاليق مفيدة واختيارات حيدة سديدة ومناظرات سعيدة وما‬
‫علقه قطعة كبية من شرح النهاج للنووي وملد ف الرد على الشيخ تقي الدين ابن تيمية ف مسألة الطلق وغي ذلك وأما دروسه ف الحافل فلم أسع أحدا من الناس درس أحسن منها ول‬
‫أحلى من عبارته وحسن تقريره وجودة احترازاته وصحة ذهنه وقوة قريته وحسن نظمه وقد‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪132‬‬

‫درس بالشامية البانية والعذراوية والظاهرية الوانية والرواحية والسرورية فكان يعطي كل واحدة منهن حقها بيث كان يكاد ينسخ بكل واحد من تلك الدروس ما قبله من حسنه وفصاحته‬
‫ول يهيله تعداد الدروس وكثرة لفقهاء والفضلء بل كلما كان المع أكثر والفضلء أكب كان الدرس أنضر وابر وأحلى وأنصح وأفصح ث لا انتقل إل قضاء حلب وما معه من الدارس‬
‫العديدة عامله معاملة مثلها وأوسع بالفضيلة جيع أهلها وسعوا من العلوم ما ل يسمعوا هم ول آباؤهم ث طلب إل الديار الصرية ليول الشامية دار السنة النبوية فعاجلته النية قبل وصوله‬
‫إليها فمرض وهو سائر على البيد تسعة أيام ث عقب الرض براق المام فقبضه هاذم اللذات وحال بينه وبي سائر الشهوات ولارادات والعمال بالنيات ومن كانت هجرته إل دنيا‬
‫يصيبها أو امرأة يتزوجا فهجرته إل ما هاجر إليه وكان من نيته البيثة إذا رجع إل الشام متوليا أن يؤذي شيخ السلم ابن تيمية فدعا عليه فلم يبلغ أمله ومراده فتوف ف سحر يوم الربعاء‬
‫سادس عشر شهر رمضان بدينة بلبيس وحل إل القاهرة ودفن بالقرافة ليلة الميس جوار قبة الشافعي تغمدها ال برحته‬
‫الاج علي الؤذن الشهور بالامع الموي‬
‫الاج علي بن فرج بن أب الفضل الكتان كان أبوه من خيار الؤذني فيه صلح ودين وله قبول عند الناس وكان حسن الصوت جهوره وفيه تودد وخدم وكرم وحج غي مرة وسع من أب‬
‫عمر وغيه توف ليلة الربعاء ثالث القعدة وصلى عليه غدوة ودفن بباب الصغية وف ذي القعدة توف‬
‫الشيخ فضل ابن الشيخ الرجيحي التونسي‬
‫وأجلس أخوه يوسف مكانه بالزاوية‬
‫ث دخلت سنة ثان وعشرين وسبعمائة‬
‫ف ذي القعدة منها كانت وفاة شيخ السلم أب العباس أحد بن تيمية قدس ال روحه كما ستأت ترجة وفاته ف الوفيات إن شاء ال تعال‬
‫استهلت هذه السنة وحكام البلد هم الذكورون ف الت قبلها سوى نائب مصر وقاضي حلب وف يوم الربعاء ثان الحرم درس بلقه صاحب حص الشيخ الافظ صلح الدين العلئي نزل‬
‫له عنها شيخنا الافظ الزي وحضر عنده الفقهاء والقضاة والعيان وذكر درسا حسنا مفيدا وف يوم المعة رابع الحرم حضر قاضي القضاة علء الدين القونوي مشيخة الشيوخ‬
‫بالسمساطية عوضا عن القاضي الالكي شرف الدين وحضر عنده الفقهاء والصوفية على العادة وف يوم الحد ثامن عشر صفر درس بالسرورية تقي الدين عبد الرحن بن الشيخ كمال الدين‬
‫بن الزملكان عوضا عن جال الدين بن الشريشن بكم انتقاله إل قضاء حص وحضر الناس عنده وترحوا على والده‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪133‬‬

‫وف يوم الحد خامس عشرين صفر وصل إل دمشق المي الكبي صاحب بلد الروم ترتاش ابن جوبان قاصدا إل مصر فخرج نائب السلطنة واليش إل تلقيه وهو شاب حسن الصورة تام‬
‫الشكل مليح الوجه ولا انتهى إل السلطان بصر أكرمه وأعطاه تقدمة ألف وفرق أصحابه على المراء وأكرموا إكراما زائدا وكان سبب قدومه إل مصر أن صاحب العراق اللك أبا سعيد‬
‫كان قد قتل أخاه جواجا رمشتق ف شوال من السنة الاضية فهم والده جوبان بحاربة السلطان أب سعيد فلم يتمكن من ذلك وكان جوبان إذ ذاك مدبر المالك فخاف ترتاش هذا عند ذلك‬
‫من السلطان ففر هاربا بدمه إل السلطان الناصر بصر‬
‫وف ربيع الول توجه نائب الشام سيف الدين تنكز إل الديار الصرية لزيارة السلطان فأكرمه واحترمه واشترى ف هذه السفرة دار الفلوس الت بالقرب من البزوريي والوزية وهي شرقيها‬
‫وقد كان سوق البزورية اليوم يسمى سوق القمح فاشترى هذه الدار وعمرها دارا هائلة ليس بدمشق دار أحسن منها وساها دار الذهب وهدم حام سويد تلقاءها وجعله دار قرآن وحديث‬
‫ف غاية السن أيضا ووقف عليها أماكن ورتب فيه الشايخ والطلبة كما سيأت تفصيلة ف موضعه وأجتاز برجوعه من مصر بالقدس الشريف وزاره وأمر ببناء حام به وبناء دار حديث أيضا به‬
‫وخانقاه كما يأت بيانه وف آخر ربيع الول وصلت القناة إل القدس الت أمر بعمارتا وتديدها سيف الدين تنكز قطلبك فقام بعمارتا مع ولة تلك النواحي وفرح السلمون با ودخلت حت‬
‫إل شط السجد القصى وعمل به بركة هائلة وهي مرخة ما بي الصخرة والقصى وكان ابتداء عملها من شوال من السنة الاضية وف هذه الدة عمر سقوف شرافات السجد الرام وإيوانه‬
‫وعمرت بكة طهارة ما يلي باب بن شيبة‬
‫قال البزال وف هذا الشهر كملت عمارة المام الذي بسوق باب توما وله بابان وف ربيع الخر نقض الترخيم الذي يائط جامع دمشق القبلي من جهة الغرب ما يلي باب الزيادة فوجدوا‬
‫الائط متجافيا فخيف من أمره وحضر تنكز بنفسه ومعه العصاة وأرباب البة فاتفق رأيهم على نقضه وإصلحه وذلك يوم المعة بعد الصلة سابع عشرين ربيع الخر وكتب نائب‬
‫السلطنة إل السلطان يعلمه بذلك ويستأذنه ف عمارته فجاء الرسوم بالذن بذلك فشرع ف نقضه يوم المعة خامس عشرين جادي الول وشرعوا ف عمارته يوم الحد تاسع جادي الخرة‬
‫وعمل مراب فيما بي الزيادة ومقصورة الطابة يضاهي مراب الصحابة ث جدوا ولزموا ف عمارته وتبع كثي من الناس بالعمل فيه من سائر الناس فكان يعمل فيه كل يوم أزيد من مائة‬
‫رجل حت كملت عمارة الدار واعيدت طاقاته وسقوفه ف العشرين من رجب وذلك بمة تقي الدين بن مراجل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪134‬‬

‫وهذا من العجب فإنه نقض الدار وما يسامته من السقف وأعيد ف مدة ل يتخيل إل أحد ان عمله يفرغ فيما يقارب هذه الدة جزما وساعدهم على سرعة العادة حجارة وجدوها ف‬
‫أساس الصومعة الغربية الت عند الغزالية وقد كان ف كل زاوية من هذا العبد صومعة كما ف الغربية والشرقية القبلتي منه فابيدت الشماليتي قديا ول يبق منهما من مدة ألوف من السني‬
‫سوى اس هذه الأذنة الغربية الشمالية فكانت من اكب العون على إعادة هذا الدار سريعا ومن العجب أن ناظر الامع ابن مراجل ل ينقص أحدا من ارباب الرتبات على الامع شيئا مع هذه‬
‫العمارة‬
‫وف ليلة السبت خامس جادي الول وقع حريق عظيم بالقرايي واتصل بالرماحي واحترقت القيسارية والسجد الذي هناك وهلك للناس شيء كثي من الفرا والوخ والقمشة فإنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون‬
‫وف يوم المعة عاشره بعد الصلة صلى على القاضي شس الدين بن الريري قاضي قضاة النفية بصر وصلى عليه صلة الغائب بدمشق وف هذا اليوم قدم البيد بطلب برهان الدين بن‬
‫عبد الق النفي إل مصر ليلى القضاء با بعد ابن الريري فخرج مسافرا إليها ودخل مصرف خامس عشرين جادي الول واجتمع بالسلطان فوله القضاء وأكرمه وخلع عليه واعطاه بغلة‬
‫يزناري وحكم بالدرسة الصالية بضرة القضاة والجاب ورسم له بميع جهات ابن الريري‬
‫وف يوم الثني تاسع جادي الخرة اخرج ما كان عند الشيخ تقي الدين بن تيمية من الكتب والوراق والدواة والقلم ومنع من الكتب والطالعة وحلت كتبه ف مستهل رجب إل خزانة‬
‫الكتب بالعادلية الكبية قال البزال وكانت نو ستي ملدا وأربع عشرة ربطة كراريس فنظر القضاة والفقهاء فيها وتفرقوها بينهم وكان سبب ذلك انه اجاب لا كان رد عليه التفي ابن‬
‫الخنائي الالكي ف مسألة الزيارة فرد عليه الشيخ تقي الدين واستجلهه وأعلمه أنه قليل البضاعة ف العلم فطلع الخنائي إل السلطان وشكاه فرسم السلطان عند ذلك باخراج ما عنده من‬
‫ذلك وكان ما كان كما ذكرنا وف أواخره رسم لعلء الدين بن القلنسي ف الدست مكان أخيه جال الدين توقيا لاطره عن الباشرة وان يكون معلومة على قضاء العساكر والوكالة وخلع‬
‫عليهما بذلك‬
‫وف يوم الثلثاء ثالث عشرين رجب رسم للئمة الثلثة النفي والالكي والنبلي بالصلة ف الائط القبلي من الموي فعي الحراب الديد الذي بي الزيادة والقصورة للمام النفي وعي‬
‫مراب الصحابة للمالكي وعي مراب مقصورة الضر الذي كان يصلي فيه الالكي للحنبلي وعوض إمام مراب الصحابة بالكلسة وكان قبل ذلك ف حال العمارة قد بلغ مراب النفية من‬
‫القصورة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪135‬‬

‫العروفة بم ومراب النابلة من خلفهم ف الرواق الثالث الغرب وكانا بي العمدة فنقلت تلك الحاريب وعوضوا بالحاريب الستقرة بالائط القبلي واستقر المر كذلك وف العشرين من‬
‫شعبان مسك المي ترتاش بن جوبان الذي اتى هاربا إل السلطان الناصر بصر وجاعة من أصحابه وحبسوا بقلعة مصر فلما كان ثان شوال أظهر موته يقال إنه قتله السلطان وأرسل رأسه‬
‫إل أب سعيد صاحب العراق ابن خربندا ملك التتار‬
‫وف يوم الثني ثان شوال خرج الركب الشامي وأميه فخر الدين عثمان بن شس الدين لؤلؤ اللب أحد أمراء دمشق وقاضيه قاضي قضاة النابلة عز الدين بن التقي سليمان ومن حج‬
‫المي حسام الدين الشبمقدار والمي قبجق والمي حسام الدين بن النجيب وتقي الدين بن السلعوس وبدر الدين بن الصائغ وابنا جهبل والفخر الصري والشيخ علم الدين البزال وشهاب‬
‫الدين الطاهري وقبل ذلك بيوم حكم القضاي النفلوطي الذي كان حاكما ببعلبك بدمشق نيابة عن شيخه قاضي القضاة علء الدين القونوي وكان مشكور السية تأل أهل بعلبك لفقده‬
‫فحكم بدمشق عوضا عن القونوي بسبب عزمه على الج ث لا رجع الفخر من الج عاد إل الكم واستمر النفلوطي يكم ايضا فصاروا ثلث نواب ابن جلة والفخر الصري والنفلوطي‬
‫وسافر ابن الشيشي ف ثان عشرين شوال إل القاهرة لينوب عن القاضي فخر الدين كاتب الماليك إل حي رجوعه من الجاز فلما وصل ول حجابة ديوان اليش واستمر هناك واستقل‬
‫قطب الدين ابن شيخ السلمية بنظر اليش بدمشق على عادته‬
‫وف شوال خلع على أمي اللك بالديار الصرية وول نظر الدواوين فباشره شهرا ويومي وعزل عنه‬
‫وفاة شيخ السلم أب العباس تقي الدين أحد بن تيمية‬
‫قال الشيخ علم الدين البزال ف تاريخ وف ليلة الثني العشرين من ذي العقدة توف الشيخ المام العال العلم العلمة الفقيه الافظ الزاهد العابد الجاهد القدوة شيخ السلم تقي الدين أبو‬
‫العباس أحد بن شيخنا المام العلمة الفت شهاب الدين اب الحاسن عبدالليم ابن الشيخ المام شيخ السلم اب البكات عبد السلم بن عبد ال بن أب القاسم ممد بن الضر بن ممد‬
‫ابن الضر بن علي بن عبد ال بن تيمية الران ث الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة الت كان مبوسا با وحضر جع كثي إل القلعة وأذن لم ف الدخول عليه وجلس جاعة عنده قبل الغسل‬
‫وقرؤا القرآن وتبكوا برؤيته وتقبيله ث انصرفوا ث حضر جاعة من النساء ففعلن مثل ذلك ث انصرفن واقتصروا على من يغسله فلما فرغ من غسله اخرج ث اجتمع اللق بالقلعة والطريق‬
‫إل الامع‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪136‬‬

‫وامتل الامع أيضا ! وصحته والكلسة وباب البيد وباب الساعات إل باب اللبادين والغوارة وحضرت النازة ف الساعة الرابعة من النهار أو نو ذلك ووضعت ف الامع والند قد‬
‫احتاطوا با يفظونا من الناس من شدة الزحام وصلى عليه أول بالقلعة تقدم ف الصلة عليه أول الشيخ ممد بن تام ث صلى عليه بالامع الموي عقيب صلة الظهر وقد تضاعف اجتماع‬
‫الناس على ما تقدم ذكره ث تزياد المع إل أن ضاقت الرحاب والزقة والسواق بأهلها ومن فيها ث حل بعد ان صلى عليه على الرؤس والصابع وخرج النعش به من باب البيد واشتد‬
‫الزحام وعلت الصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له والقى الناس على نعشه مناديلهم وعمائهم وثايبهم وذهبت النعال من أرجل الناس وقباقيبهم ومناديل وعمائم ل‬
‫يلتفتون إليها لشغلهم بالنظر إل النازة وصار النعش على الرؤس تارة يتقدم وتارة يتأخر وتارة يقف حت تر الناس وخرج الناس من الامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام كل باب أشد‬
‫زحة من الخر ث خرج الناس من ابواب البلد جيعها من شدة الزحام فيها لكن كان معظم الزحام من البواب الربعة باب الفرج الذي أخرجت منه النازة وباب الفراديس وباب النصر‬
‫وباب الابية وعظم المر بسوق اليل وتضاعف اللق وكثر الناس ووضعت النازة هناك وتقدم للصلة عليه هناك أخوه زين الدين عبد الرحن فلما قضيت الصلة حل إل مقبة الصوفية‬
‫فدفن إل جانب أخيه شرف الدين عبد ال رحهما ال وكان دفنه قبل العصر بيسي وذلك من كثرة من يأت ويصلي عليه من أهل البساتي وأهل الغوطة وأهل القرى وغيهم وأغلق الناس‬
‫حوانيتهم ول يتخلف عن الضور إل من هو عاجز عن الضور مع الترحم والدعاء له وأنه لو قدر ما تلف وحضر نساء كثيات بيث حزرن بمسة عشر ألف امرأة غي اللت كن على‬
‫السطحة وغيهن الميع يترحن ويبكي عليه فيما قيل وأما الرجال فحزروا بستي ألفا إل مائة ألف إل أكثر من ذلك إل مائت ألف وشرب جاعة الاء الذي فضل من غسله واقتسم جاعة‬
‫بقية السدر الذي غسل به ودفع ف اليط الذي كان فيه الزئبق الذي كان ف عنقه بسبب القمل مائة وخسون درها وقيل إن الطاقية الت كانت على رأسه دفع فيها خسمائة درها وحصل‬
‫ف النازة ضجيج وبكاء كثي وتضرع وختمت له ختمات كثية بالصالية وبالبلد وتردد الناس إل قبه أياما كثية ليل ونارا يبيتون عنده ويصبحون ورؤيت له منامات صالة كثية ورثاه‬
‫جاعة بقصائد جة‬
‫وكان مولده يوم الثني عاشر ربيع الول بران سنة إحدى وستي وستمائة وقدم مع والده واهله إل دمشق وهو صغي فسمع الديث من ابن عبدالدائم وابن اب اليسر وابن عبدان والشيخ‬
‫شس بن النبلي والشيخ شس الدين بن عطاء النفي والشيخ جال الدين بن الصيف ومد الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪137‬‬

‫ابن عساكر والشيخ جال الدين البغدادي والنجيب بن القداد وابن اب الي وابن علن وابن اب بكر اليهودي والكمال عبدالرحيم والفخر علي وابن شيبان والشرف بن القواس وزينب‬
‫بنت مكي وخلق كثي سع منهم الديث وقرأ بنفسه الكثي وطلب الديث وكتب الطباق والثبات ولزم السماع بنفسه مدة سني وقل أن سع شيئا إل حفظه ث اشتغل بالعلوم وكان ذكيا‬
‫كثي الحفوظ فصار إماما ف التفسي وما يتعلق به عارفا بالفقه فيقال إنه كان أعرف بفقه الذاهب من أهلها الذين كانوا ف زمانه وغيه وكان عالا باختلف العلماء عالا ف الصول والفروع‬
‫والنحو واللغة وغي ذلك من العلوم النقلية والعقلية وما قطع ف ملس ول تكلم معه فاضل ف فن من الفنون إل ظن أن ذلك الفن فنه ورآه عارفا به متقنا له وأما الديث فكان جامل رايته‬
‫حافظا له ميزا بي صحيحه وسقيه عارفا برجاله متضلعا من ذلك وله تصانيف كثية وتعاليق مفيدة ف الصول والفروع كمل منها جلة وبيضت وكتبت عنه وقرئت عليه أو بعضها وجلة‬
‫كبية ل يكلمها وجلة كملها ول تبيض إل الن وأثن عليه وعلى علومه وفضائله جاعة من علماء عصره مثل القاضي الوب وابن دقيق العيد وابن النحاس والقاضي النفي قاضي قضاة مصر‬
‫ابن الريري وابن الزملكان وغيهم ووجدت بط ابن الزملكان انه قال اجتمعت فيه شروط الجتهاد على وجهها وان له اليد الطول ف حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم‬
‫والتدين وكتب على تصنيف له هذه البيات ‪ ...‬ماذا يقول الواصفون له ‪ ...‬وصفاته جلت عن الصر ‪ ...‬هو حجة ل قاهرة ‪ ...‬هو بيننا أعجوبة الدهر ‪ ...‬هو آية ف اللق ظاهرة ‪...‬‬
‫‪ ...‬أنوارها اربت على الفجر‬
‫وهذا الثناء عليه وكان عمره يومئذ نو الثلثي سنة وكان بين وبينه مودة وصحبة من الصغر وساع الديث والطلب من نو سنة وله فضائل كثية وأساء مصنفاته وسيته وما جرى بينه‬
‫وبي الفقهاء والدولة وحبسه مرات وأحواله ل يتمل ذكر جيعها هذا الوضع وهذا الكتاب‬
‫ولا مات كنت غائبا عن دمشق بطريق الجاز ث بلغنا خب موته بعد وفاته بأكثر من خسي يوما لا وصلنا إل تبوك وحصل التأسف لفقده رحه ال تعال هذا لفظه ف هذا الوضع من تاريه‬
‫ث ذكر الشيخ علم الدين بعد إيراد هذه الترجة جنازة اب بكر بن أب داود وعظمها وجنازة المام احد ببغداد وشهرتا وقال المام ابو عثمان الصابون سعت ابا عبدالرحن السيوف يقول‬
‫حضرت جنازة أب الفتح القواس الزاهد مع الشيخ اب السن الدارقطن فلما بلغ إل ذلك المع العظيم أقبل علينا وقال سعت أبا سهل بن زياد القطان يقول سعت عبد ال بن أحد بن‬
‫حنبل يقول سعت اب يقول قولوا لهل البدع بيننا وبينكم النائز قال ول شك ان جنازة احد بن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪138‬‬

‫حنبل كانت هائلة عظيمة بسبب كثرة أهل بلده واجتماعهم لذلك وتعظيمهم له وأن الدولة كانت تبه والشيخ تقي الدين ابن تيمية رحه ال توف ببلدة دمشق وأهلها ل يعشرون أهل بغداد‬
‫حينئذ كثرة ولكنهم اجتمعوا لنازته اجتماعا لو جعهم سلطان قاهر وديوان حاصر لا بلغوا هذه الكثرة الت اجتمعوها ف جنازته وانتهوا إليها هذا مع ان الرجل مات بالقلعة مبوسا من جهة‬
‫السلطان وكثي من الفقهاء والفقراء يذكرون عنه للناس أشياء كثية ما ينفر منها طباع اهل الديان فضل عن اهل السلم وهذه كانت جنازته‬
‫قال وقد اتفق موته ف سحر ليلة الثني الذكور فذكر ذلك مؤذن القلعة على النارة با وتكلم به الراس على البرجة فما أصبح الناس إل وقد تسامعوا بذا الطب العظيم والمر السيم‬
‫فبادر الناس على الفور إل الجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم الجيء منه حت من الغوطة والرج ول يطبخ أهل السواق شيئا ول فتحوا كثيا من الدكاكي الت من شأنا أن تفتح‬
‫اوائل النهار على العادة وكان نائب السلطنة تنكز قد ذهب يتصيد ف بعض المكنة فحارت الدولة ماذا يصنعون وجاء الصاحب شس الدين غبيال نائب القلعة فعزاه فيه وجلس عنده وفتح‬
‫باب القلعة لن يدخل من الواص والصحاب والحباب فاجتمع عند الشيخ ف قاعته خلق من أخصاء أصحابه من الدولة وغيهم من أهل البلد والصالية فجلسوا عنده يبكون ويثنون على‬
‫مثل ليلى يقتل الرء نفسه وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الافظ اب الجاج الزي رحه ال وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد عله‬
‫الشيب أكثر ما فارقناه وأخب الاضرين أخوه زين الدين عبد الرحن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثاني ختمة وشرعا ف الادية والثماني فانتهينا فيها إل آخر اقتربت الساعة إنالتقي‬
‫ف جنات ونر ف مقعد صدق عند مليك مقتدر فشرع عند ذلك الشيخان الصالان اليان عبد ال بن الحب وعبد ال الزرعي الضرير وكان الشيخ رحه ال يب قراءتما فابتدآ من أول‬
‫سورة الرحن حت ختموا القرآن وأنا حاضر أسع وأرى‬
‫ث شرعوا ف غسل الشيخ وخرجت إل مسجد هناك ول يدعوا عنده إل من ساعد ف غسله منهم شخينا الافظ الزي وجاعة من كبار الصالي الخيار أهل العلم واليان فما فرغ منه حت‬
‫امتلت القلعة وضج الناس بالبكاء والثناء والدعاء والترحم ث ساروا به إل الامع فسلكوا طريق العمادية على العادلية الكبية ث عطفوا على ثلث الناطفانيي وذلك أن سويقة باب البيد‬
‫كانت قد هدمت لتصلح ودخلوا بالنازة إل الامع الموي واللئق فيه بي يدي النازة وخلفها وعن يينها وشالا مال يصى عدتم إل ال تعال فصرخ صارخ وصاح صائح هكذا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪139‬‬

‫تكون جنائز أئمة السنة فتباكى الناس وضجوا عند ساع هذا الصارخ ووضع الشيخ ف موضع النائز ما يلي القصورة وجلس الناس من كثرتم وزحتهم على غي صفوف بل مرصوصي‬
‫رصا ل يتمكن أحد من السجود إل بكلفة جو الامع ويرى الزقة والسواق وذلك قبل اذان الظهر بقليل وجاء الناس من كل مكان وقوى خلق الصيام لنم ل يتفرغون ف هذا اليوم لأكل‬
‫ول لشرب وكثر الناس كثرة ل تد ول توصف فلما فرغ من اذان الظهر أقيمت الصلة عقبه على السدة خلف العادة فلما فرغوا من الصلة خرج نائب الطيب لغيبة الطيب بصر‬
‫فصلى عليه إماما وهو الشيخ علء الدين الراط ث خرج الناس من كل مكان من أبواب الامع والبلد كما ذكرنا واجتمعوا بسوق اليل ومن الناس من تعجل بعد ان صلى ف الامع إل‬
‫مقابر الصوفية والناس ف بكاء وتليل ف مافته كل واحد بنفسه وف ثناء وتأسف والنساء فوق السطحة من هناك إل القبة يبكي ويدعي ويقلن هذا العال‬
‫وبالملة كان يوما مشهودا ل يعهد مثله بدمشق إل أن يكون ف زمن بن أمية حي كان الناس كثيين وكانت دار اللفة ث دفن عند أخيه قريبا من أذان العصر على التحديد ول يكن أحد‬
‫حصر من حضر النازة وتقريب ذلك أنه عبارة عمن امكنه الضور من أهل البلد وحواضره ول يتخلف من الناس إل القليل من الصغار والخدرات وما علمت احدا من أهل العلم إل النفر‬
‫اليسي تلف عن الضور ف جنازته وهم ثلثة أنفس وهم ابن جلة والصدر والقفجاري وهؤلء كانوا قد اشتهروا بعاداته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم بيث إنم علموا مت خرجوا‬
‫قتلوا واهلكهم الناس وتردد شيخنا المام العلمة برهان الدين الفزاري إل قبه ف اليام الثلثة وكذلك جاعة من علماء الشافعية وكان برهان الدين الفزاري يأت راكبا على حاره وعليه‬
‫الللة والوقار حه ال‬
‫وعملت له ختمات كثية ورؤيت له منامات صالة عجيبة ورثى بأشعار كثية وقصائد مطولة جدا وقد أفردت له تراجم كثية وصنف ف ذلك جاعة من الفضلء وغيهم وسألص من‬
‫مموع ذلك ترجة وجيزة ف ذكر مناقبه وفضائله وشجاعته وكرمه ونصحه وزهادته وعبادته وعلومه التنوعة الكثية الجودة وصفاته الكبار والصغار الت احتوت على غالب العلوم ومفرداته‬
‫ف الختيارات الت نصرها بالكتاب والسنة وأفت با وبالملة كان رحه ال من كبار العلماء ومن يطيء ويصيب ولكن خطؤه بالنسبة إل صوابه كنقطة ف بر لي وخطؤه أيضا مغفور له‬
‫كما ف صحيح البخاري إذا اجتهد الاكم فأصاب فله‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪140‬‬

‫أجرا وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فهو مأجور وقال المام مالك بن أنس كل احد يؤخذ من قوله ويترك إل صاحب هذا القب وف سادس عشرين ذي القعدة نقل تنكز حواصله وأمواله من دار‬
‫الذهب داخل باب الفراديس إل الدار الت أنشأها وتعرف بدار فلوس فسميت دار الذهب وعزل خزنداره ناصر الدين ممد ابن عيسى وول مكانه ملوكه أباجي وف ثان عشرين القعدة جاء‬
‫إل مدينة عجلون سيل عظيم من أول النهار إل وقت العصر فهدم من جامعها وأسواقها ورباعها ودورها شيئا كثيا وغرق سبعة نفر وهلك للناس شيء كثي من الموال والغلت والمتعة‬
‫والواشي ما يقارب قيمته ألف ألف درهم وال أعلم وإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وف يوم الحد ثامن عشر ذي الجة ألزم القاضي الشافعي الشيخ علء الدين القونوي جاعة الشهود بسائر الراكز أن يرسلوا ف عمائهم العذبات ليتميزوا بذلك عن عوام الناس ففعلوا ذلك‬
‫أياما ث تضرروا من ذلك فأرخص لم ف تركها ومنهم من استمر با وف يوم الثلثاء عشرين ذي الجة أفرج عن الشيخ المام العال العلمة أب عبد ال شس الدين ابن قيم الوزية وكان‬
‫معتقل بالقلعة أيضا من بعد اعتقال الشيخ تقي الدين بأيام من شعبان سنة ست وعشرين إل هذا الي وجاء الب بأن السلطان أفرج عن الاول والمي فرج بن قراسنقر ولجي النصوري‬
‫وأحضروا بعد العيد بي يديه وخلع عليهم وفيه وصل الب بوت المي الكبي جوبان نائب السلطان اب سعيد على تلك البلد ووفاة قراسنقر النصوري أيضا كلها ف ذي القعدة من هذه‬
‫السنة وجوبان هذا هو الذي ساق القناة الواصلة إل السجد الرام وقد غرم عليها أموال جزيلة كثية وله تربة بالدينة النبوية ومدرسة مشهورة وله آثار حسنة وكان جيد السلم له هة‬
‫عالية وقد دبر المالك ف أيام أب سعيد مدة طويلة على السداد ث أراد أبو سعيد مسكة فتخلص من ذلك كما ذكرنا ث إن أبا سعيد قتل ابنه خواجا دمشق ف السنة الاضية ففر ابنه الخر‬
‫ترتاش هاربا إل سلطان مصر فآواه شهرا ث ترددت الرسل بي اللكي ف قتله فقتله صاحب مصر فيما قيل وأرسل برأسه إليه ث توف أبوه بعده بقليل وال أعلم بالسرائر‬
‫وأما قراسنقر النصوري فهو من جلة كبار أمرءا مصر والشام وكان من جلة من قتل الشرف خليل بن النصور كما تقدم ث ول نيابة مصر مدة ث صار إل نيابة دمشق ث إل نيابة حلب ث فر‬
‫إل التتر هو والفرم والزركاشي فآواهم ملك التتار خربندا وأكرمهم وأقطعهم بلدا كثية وتزوج قراسنقر بنت هولكو ث كانت وفاته براغة بلده الت كان حاكما با ف هذه السنة‬
‫وله نو تسعي سنة وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪141‬‬

‫ومن توف فيها من العيان شيخ السلم العلمة تقي الدين ابن تيمية كما تقدم ذكر ذلك ف الوادث وسنفرد له ترجة على حدة إن شاء ال تعال‬
‫الشريف العال عز الدين‬
‫عز الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحد بن عبد الحسن العلوي السين العراقي السكندري الشافعي سع الكثي وحفظ الوجيز ف الفقه واليضاح ف النحو وكان زاهدا متقلل من الدنيا وبلغ‬
‫تسعي سنة وعقله وعلمه وذهنه ثابت متيقظ ولد سنة ثان وثلثي وستمائة وتوف يوم المعة خامس الحرم ودفن بالسكندرية بي الادين رحه ال‬
‫الشمس ممد بن عيسى التكريدي‬
‫كانت فيه شهامة وحزامة وكان يكون بي يدي الشيخ تقي الدين بن تيمية كالنفذ لا يأمر به وينهى عنه ويرسله المراء وغيهم ف المور الهمة وله معرفة وفهم بتبليغ رسالته على أت الوجوه‬
‫توف ف الامس من صفر بالقبيبات ودفن عندالامع الكريي رحه ال تعال‬
‫الشيخ أبو بكر الصالال‬
‫أبو بكر بن شرف بن مسن بن معن بن عمان الصالي ولد سنة ثلث وخسي وستمائة وسع الكثي صحبة الشيخ تقي الدين بن تيمية والزي وكان من يب الشيخ تقي الدين وكان معهما‬
‫كالادم لما وكان فقيا ذا عيال يتناول من الزكاة والصدقات ما يقوم بأوده واقام ف آخر عمره بمص وكان فصيحا مفوها له تعاليق وتصانيف ف الصول وغيها وكان له عبادة وفيه خي‬
‫وصلح وكان يتكلم على الناس بعد صلة المعة إل العصر من حفظه وقد اجتمعت بامره صحبة شيخنا الزي حي قدم من حص فكان قوى العبارة فصيحها متوسطا بالعلم له ميل إل‬
‫التصوف والكلم ف الحوال والعمال والقلوب وغي ذلك وكان يكثر ذكر الشيخ تقي الدين بن تيمية توف بمص ف الثان والعشرين من صفر من هذه السنة وقد كان الشيخ يض الناس‬
‫على الحسان إليه وكان يعطيه ويرفده‬
‫ابن الدواليب البغدادي‬
‫الشيخ الصال العال العابد الرحلة السند العمر عفيف الدين أبو عبد ال ممد بن عبد الحسن ابن أب السي بن عبدالغفار البغدادي الرجي النبلي العروف بابن الدواليب شيخ دار الديث‬
‫الستنصرية ولد ف ربيع الول سنة ثان وثلثي وستمائة وسع الكثي وله إجازات عالية واشتغل بفظ الرقي وكان فاضل ف النحو وغيه وله شعر حسن وكان رجل صالا جاوز التسعي‬
‫وصار رحلة العراق وتوف يوم الميس رابع جادي الول ودفن بقبة المام أحد مقابر الشهداء‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪142‬‬

‫رحه ال وقد أجازن فيمن أجاز من مشايخ بغداد ول المد‬


‫قاضي القضاة شس الدين ابن الريري‬
‫أبو عبد ال ممد بن صفي الدين أب عمر وعثمان بن أب السن عبدالوهاب النصاري النفي ولد سنة ثلث وخسمي وسع الديث واشتغل وقرأ الداية وكان فقيها جيدا ودرس بأماكن‬
‫كثية بدمشق ث ول القضاء با ث خطب إل قضاء الديار الصرية فاستمر با مدة طويلة مفوظ العرض ل يقبل من أحد هدية ول تأخذه ف الكم لومة لئم وكان يقول إن ل يكن ابن تيمية‬
‫شيخ السلم فمن وقال لبعض أصحابه أتب الشيخ تقي الدين قال نعم قال وال لقد احببت شيئا مليحا توف رحه ال يوم السبت رابع جادي الخرة ودفن بالقرافة وكان قد عي لنصبه‬
‫القاضي برهان الدين بن عبدا لق فنفذت وصيته بذلك وارسل إليه إل دمشق فأحضر فباشر الكم بعده وجيع جهاته‬
‫الشيخ المام العال القري‬
‫شهاب الدين أبو العباس أحد بن الشيخ المام تقي الدين ممد بن جبارة بن عبد الول بن جبارة القدسي الرداوي النبلي شارح الشاطبية ولد سنة تسع واربعي وستمائة وسع الكثي وعن‬
‫بفن القراءات فبز فيه وانتفع الناس به وقد أقام بصر مدة واشتغل با على الفزاري ف أصول الفقه وتوف بالقدس رابع رجب رحه ال كان يعد من الصلحاء الخبار سع عن خطيب مردا‬
‫وغيه‬
‫ابن العاقول البغدادي‬
‫الشيخ المام العلمة جال الدين أبو ممد عبد ال بن ممد بن علي بن حاد بن نائب السواطي العاقول ث البغدادي الشافعي مدرس الستنصرية مدة طويلة نوا من أربعي سنة وباشر نظر‬
‫الوقاف وعي لقضاء القضاة ف وقت ولد ليلة الحد عاشر رجب سنة ثان وثلثي وستمائة وسع الديث وبرع واشتغل وأفت من سنة سبع وخسي إل أن مات وذلك مدة إحدة وسبعي‬
‫سنة وهذا شيء غريب جدا وكان قوى النفس له وجاهة ف الدولة فكم كشف كربة عن الناس بسعيه وقصده توف ليلة الربعاء رابع عشرين شوال وقد جاوز التسعي سنة ودفن بداره وكان‬
‫قد وقفها على شيخ وعشرة صبيان يسمعون القرآن ويفظونه ووقف عليها أملكه كلها تقبل ال منه ورحه ودرس بعده بالستنصرية قاضي القضاة قطب الدين‬
‫الشيخ الصال شس الدين السلمي‬
‫شس الدين ممد بن داود بن ممد بن ساب السلمي البغدادي أحد ذوي اليسار وله بر تام بأهل العلم ول سيما أصحاب الشيخ تقي الدين وقد وقف كتبا كثية وحج مرات وتوف ليلة‬
‫الحد رابع عشرين ذي القعدة بعد وفاة الشيخ تقي الدين بأربعة أيام وصلى عليه بعد صلة المعة ودفن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪143‬‬


‫بباب الصغي رحه ال واكرم مثواه وف هذه الليلة توفيت الوالدة مري بنت فرج بن علي من قرية كان الوالد خطيبها وهي ميدل القرية سنة ثلث وسبعي وستمائة وصلى عليها بعدالمعة‬
‫ودفنت بالصوفية شرقي قب الشيخ تقي الدين بن تيمية رحها ال تعال‬
‫ث دخلت سنة تسع وعشرين وسبعمائة‬
‫استهلت والليفة والاكم هم الباشرون ف الت قبلها غي أن قطب الدين ابن شيخ السلمية اشتغل بنظر اليش وف الحرم طلب القاضي ميي الدين بن فضل ال كاتب سر دمشق وولده‬
‫شهاب الدين وشرف الدين بن شس الدين بن الشهاب ممود إل مصر على البيد فباشر القاضي الصدر الكبي ميي الدين الذكور كتابة السر با عوضا عن علء الدين بن الثي لرض‬
‫اعتراه وأقام عنده ولده شهاب الدين واقبل شرف الدين الشهاب ممود إل دمشق على كتابة السر عوضا عن ابن فضل ال وفيه ذهب ناصر الدين مشد الوقاف ناظرا على القدس والليل‬
‫فعمر هنالك عمارات كثية للك المراء تنكز وفتح ف القصى شباكي عن يي الحراب وشاله وجاء المي نم الدين داود بن ممد بن أب بكر بن ممد بن يوسف بن الزيبق من شد‬
‫الدواوين بمص إل شدها بدمشق وف الادي والعشرين من صفر كمل ترخيم الائط القبلي من جامع دمشق وبسط الامع جيعه وصلى الناس المعة به من الغد وفتح باب الزيادة وكان له‬
‫أياما وذلك ف مباشرة تقي الدين بن مراجل‬
‫وف ربيع الخر قدم من مصر أولد المي شس الدين قراسنقر إل دمشق فسكنوا ف دار أبيهم داخل باب الفرايدس ف دهليز القدمية وأعيدت عليهم أملكهم الخلفة عن أبيهم وكانت‬
‫تت الوطة فلما مات ف تلك البلد افرج عنها أو أكثرها وف يوم المعة آخر شهر ربيع الخر أنزل المي جوبان وولده من قلعة الدينة النبوية وها ميتان مصبان ف توابيتهما فصلى‬
‫عليهما بالسجد النبوي ث دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان وكان مراد جوبان أن يدفن ف مدرسته فلم يكن من ذلك‬
‫وف هذا اليوم صلى بالدينة النبوية على الشيخ تقي الدين بن تيمية رحه ال وعلى القاضي نم الدين البالسي الصري صلة الغائب وف يوم الثني منتصف جادي الخرة درس القاضي‬
‫شهاب الدين أحد بن جهبل بالدرسة البادرانية عوضا عن شيخنا برهان الدين الفزاري توف إل رحة ال تعال وأخذ مشيخة دار الديث منه الافظ شس الدين الذهب وحضرها ف يوم‬
‫الربعاء سابع عشرة ونزل عن خطابة بطنا للشيخ جال الدين السلت الالكي فخطب با يوم المعة تاسع عشرة وف أواخر هذا الشهر قدم نائب حلب المي سيف الدين أرغون إل دمشق‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪144‬‬

‫قاصدا باب السلطان فتلقاه نائب دمشق وأنزله بداره الت عند جامعه ث سار نو مصر فغاب نوا من أربعي يوما ث عاد راجعا إل نيابة حلب وف عاشر رجب طلب الصاحب تقي الدين ابن‬
‫عمر بن الوزير شس الدين بن السلعوس إل مصر فول نظر الدواوين با حت مات عن قريب وخرج الركب يوم السبت تاسع شوال وأميه سيف الدين بلطي وقاضيه شهاب الدين القيمري‬
‫وف الجاج زوجة ملك المراء تنكز وف خدمتها الطواشي شبل الدولة وصدر الدين الالكي وصلح الدين ابن أخي الصاحب تقي الدين توبة وأخوه شرف الدين والشيخ علي الغرب‬
‫والشيخ عبد ال الضرير وجاعة‬
‫وف بكرة الربعاء ثالث شوال جلس القاضي ضياء الدين علي بن سليم بن ربيعة للحكم بالعادلية الكبية نيابة عن قاضي القضاة القونوي وعوضا عن الفخر الصري بكم نزوله عن ذلك‬
‫وإعراضه عنه تاسع عشر رمضان من هذه السنة وف يوم المعة سادس ذي القعدة بعد أذان المعة صعد إل منب جامع الاكم بصر شخص من ماليك الاول يقال له أوصى فادعى أنه‬
‫الهدي وسجع سجعات يسية على رأي الكهان فأنزل ف شرخيبة وذلك قبل حضور الطيب بالامع الذكور وف ذي القعدة وما قبله وما بعده من أواخر هذه السنة وأوائل الخرى وسعت‬
‫الطرقات والسواق داخل دمشق وخارجها مثل سوق السلح والرصيف والسوق الكبي وباب البيد ومسجد القصب إل الزنبيلية وخارج باب الباية إل مسجد الدبان وغي ذلك من‬
‫الماكن الت كانت تضيق عن سلوك الناس وذلك بامر تنكز وأمر باصلح القنوات واستراح الناس من ترتيش الاء عليهم بالنجاسات ث ف العشر الخي من ذي الجة رسم بقتل الكلب‬
‫فقتل منهم شيء كثي جدا ث جعوا خارج باب الصغي ما يلي باب كيسان ف الندق وفرق بي الذكور منهم والناث ليموتوا سريعا ول يتوالدوا وكانت اليف واليتات تنقل إليهم فاستراح‬
‫الناس من النجاسة من الاء والكلب وتوسعت لم الطرقات‬
‫وف يوم المعة ثان عشر ذي الجة حضر مشيخة الشيوخ بالسمساطية قاضي القضاة شرف الدين الالكي بعد وفاة قاضي القضاة القونوي الشافعي وقرئ تقليده بالسبحة با وحضره‬
‫العيان وأعيد إل ما كان عليه ومن توف فيها من العيان‬
‫المام العال نم الدين‬
‫نم الدين أبو عبد ال ممد بن عقيل بن أب السن بن عقيل البالسي الشافعي شارح التنبيه ولد سنة ستي وستمائة وسع الديث واشتغل بالفقه وغيه من فنون العلم فبع فيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪145‬‬

‫ولزم ابن دقيق العيد وناب عنه ف الكم ودرس بالغربية والطيبسية وجامع مصر وكان مشهورا بالفضيلة والديانة وملزمة الشتغال توف ليلة الميس رابع عشر الحرم ودفن بالقرافة‬
‫وكانت جنازته حافلة رحه ال‬
‫المي سيف الدين قطلوبك التشنكي الرومي‬
‫كان من أكابر المراء وول الجوبية ف وقت وهو الذي عمر القناة بالقدس توف يوم الثني سابع ربيع الول ودفن بتربته شال باب الفراديس وهي مشهورة حسنة وحضر جنازته بسوق‬
‫اليل النائب والمراء‬
‫مدث اليمن‬
‫شرف الدين أحد بن فقيه زبيد اب السي بن منصور الشماخي الذحجي روى عن الكيي وغيهم وبلغت شيوخه خسمائة أو أزيد وكان رحلة تلك البلد ومفيدها الي وكان فاضل ف‬
‫صناعة الديث والفقه وغي ذلك توف ف ربيع الول من هذه السنة‬
‫نم الدين أبو السن‬
‫على بن ممد بن عمر بن عبدالرحن بن عبدالواحد أبو ممد بن السلم أحد رؤساء دمشق الشهورين له بيت كبي ونسب عريق ورياسة باذخة وكرم زائد باشر نظر اليتام مدة وسع الكثي‬
‫وحدث وكانت لديه فضائل وفوائد وله الثروة الكثية ولد سنة تسع وأربعي وستمائة ومات يوم الثني ضحوة خامس ربيع الخر وصلى عليه بعد الظهر بالموي ودفن بسفح قاسيون بتربة‬
‫أعدها لنفسه وقبان عنده وكتب على قبه قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا الية وسعنا عليه الوطأ وغيه‬
‫المي بكتمر الاجب‬
‫صاحب المام الشهور خارج باب النصر ف طريق مقابر الصوفية ن ناحية اليدان كانت وفاته بالقاهرة ف عشرين ربيع الخر ودفن بدرسته الت انشاها إل جانب داره هناك‬
‫الشيخ شرف الدين عيسى بن ممد ابن قراجا بن سليمان‬
‫السهروردي الصوف الواعظ له شعر ومعرفة باللان والنغام ومن شعره قوله ‪ ...‬بشراك يا سعد هذا الي قد بانا ‪ ...‬فحلها سيبطل البل والبانا ‪ ...‬منازل ما وردنا طيب منلا ‪ ...‬حت‬
‫شربنا كؤس الوت أحيانا ‪ ...‬متناغراما وشوقا ف السي لا ‪ ...‬فمنذوا ف نسيم القرب أحيانا ‪ ...‬توف ف ربيع الخر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪146‬‬

‫شيخنا العلمة برهان الدين الفزاري‬


‫هو الشيخ المام العال العلمة شيخ الذهب وعلمه ومفيد أهله شيخ السلم مفت الفرق بقية السلف برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ العلمة تاج الدين أب ممد عبدالرحن ابن‬
‫الشيخ المام القري الفت برهان الدين أب إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري الصري الشافعي ولد ف ربيع الول سنة ستي وستمائة وسع الديث واشتغل على أبيه وأعاد ف حلقته‬
‫وبرع وساد أقرانه وسائر أهل زمانه من أهل مذهبه ف دراية الذهب ونقله وتريره ث كان ف منصب ابيه ف التدريس بالبادرائية واشغل الطلبة بالامع الموي فانتفع به السلمون وقد‬
‫عرضت عليه الناصب الكبار فاباها فمن ذلك أنه باشر الطابة بعد عمه العلمة شرف الدين مدة ث تركها وعاد إل البادرائية وعرض عليه قضاء قضاة الشام بعد ابن صصرى وأل نائب‬
‫الشام عليه بنفسه وأعوانه من الدولة فلم يقبل وصمم وامتنع أشد المتناع وكان مقبل على شأنه عارفا بزمانه مستغرقا أوقاته ف الشتغال والعبادة ليل ونارا كثي الطالعة وإساع الديث‬
‫وقد سعنا عليه صحيح مسلم وغيه وكان يدرس بالدرسة الذكورة وله تعليق كثي على التنبيه فيه من الفوائد ما ليس يوجد ف غيه وله تعليق على متصر ابن الاجب ف أصول الفقه وله‬
‫مصنفات ف غي ذلك كبار وبالملة فلم ار شافعيا من مشاينا مثله كان حسن الشكل عليه البهاء والللة والوقار حسن الخلق فيه حدث ث يعود قريبا وكرمه زائد وإحسانه إل الطلبة‬
‫كثي وكان ليقتن شيئا ويصرف مرتبه وجامكية مدرسته ف مصاله وقد درس بالبادرائية من سنة سبعي وستمائة إل عامة هذا توف بكرة يوم المعة سابع جادي الول بالدرسة الذكورة‬
‫وصلى عليه عقب المعة بالامع وحلت جنازته على الرؤس وأطراف النامل وكانت حافلة ودفن عند أبيه وعمه وذويه بباب الصغي رحه ال تعال‬
‫الشيخ المام العال الزاهد الورع‬
‫مد الدين إساعيل الران النبلي ولد سنة ثان وأربعي وستمائة وقرأ القراءات وسع الديث ف دمشق حي انتقل مع أهله اليها سنة إحدى وسبعي واشتغل على الشيخ شس الدين بن أب‬
‫عمر ولزمه وانتفع به وبرع ف الفقه وصحة النقل وكثرة الصمت عما ل يعنيه ول يزل مواظبا على جهاته ووظائفه ل ينقطع عنها إل من عذر شرعي إل أن توف ليلة الحد تاسع جادي‬
‫الول ودفن بباب الصغي رحه ال تعال وف هذا الي توف‬
‫الصاحب شرف الدين يعقوب بن عبد ال‬
‫الذي كان ناظر الدواوين بلب ث انتقل إل نظرها بطرابلس توف بماة وكان مبا للعلماء وأهل الي وفيه كرم وإحسان وهو والد القاضي ناصر الدين كاتب السر بدمشق وقاضي العساكر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪147‬‬

‫اللبية ومشيخة الشيوخ بالسمساطية ومدرس السدية بلب والناصرية والشامية الوانية بدمشق‬
‫القاضي معي الدين‬
‫هبة ال بن علم الدين مسعود بن أب العال عبد ال بن أب الفضل ابن الشيشي الكاتب وناظر اليش بصر ف بعض الحيان ث بدمشق مدة طويلة مستقل ومشاركا لقطب الدين ابن شيخ‬
‫السلمية وكان خبيا بذلك يفظه على ذهنه وكانت له يد جيدة ف العربية والدب والساب وله نظم جيد وفيه تودد وتواضع توف بصر ف نصف جادي الخرة ودفن بتربة الفخر كاتب‬
‫الماليك‬
‫قاضي القضاة علء الدين القونوي‬
‫علء الدين القونوي أبو السن علي بن إساعيل بن يوسف القونوى التبيزي الشافعي ولد بدينة قونية ف سنة ثان وستي وستمائة تقريبا واشتغل هناك وقد دمشق سنة ثلث وتسعي وهو‬
‫معدود من الفضلء فازداد با اشتغال وسع الديث وتصدر للشتغال بامها ودرس بالقبالية ث سافر إل مصر فدرس با ف عدة مدارس كبار وول مشيخة الشيوخ با وبدمشق ول يزل‬
‫يشتغل با وينفع الطلبة إل أن قدم دمشق قاضيا عليها ف سنة سبع وعشرين وله تصانيف ف الفقه وغيه وكان يرز علوما كثية منها النحو والتصريف والصلن والفقه وله معرفة جيدة‬
‫بكشاف الزمشري وفهم الديث وفيه إنصاف كثي وأوصاف حسنة وتعظيم لهل العلم وخرجت له مشيخة سعناها عليه وكان يتواضع لشيخنا الزي كثيا توف ببستانه بالسهم يوم سبت‬
‫بعد العصر رابع عشر ذي القعدة وصلى عليه من الغد ودفن بسفح قاسيون سامه ال‬
‫المي حسام الدين لجي النصور السامي‬
‫ويعرف بلجي الصغي ول الب بدمشق مدة ث نيابة غزة ث نيابة البية وبا مات ف ذي القعدة ودفن هناك وكان ابتن تربة لزوجته ظاهر باب شرقي فلم يتفق دفنه با وما تدري نفس بأي‬
‫أرض توت‬
‫الصاحب عز الدين أبو يعلي‬
‫حزة بن مؤيد الدين أب العال أسعد بن عز الدين اب غالب الظفر ابن الوزير مؤيد الدين أب العال بن أسعد بن العميد أب يعلى بن حزة بن أسد بن علي بن ممد التميمي الدمشقي ابن‬
‫القلنسي أحد رؤساء دمشق الكبار ولد سنة تسع وأربعي وستمائة وسع الديث من جاعة ورواه وسعنا عليه وله رياسة باذخة وأصالة كثية وأملك هائلة كافية لا يتاج إليه من أمور الدنيا‬
‫ول يزل معه صناعة للوظائف إل أن ألزم بوكالة بيت السلطان ث بالوزارة ف سنة عشرة كما تقدم ث عزل وقد صودر ف بعض الحيان وكانت له مكارم على الواص والكبار وله إحسان‬
‫إل الفقراء والحتاجي ول يزل معظما وجها عند الدولة من النواب واللوك والمراء وغيهم إل ان توف ببستانه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪148‬‬

‫ليلة السبت سادس الجة وصلى عليه من الغد ودفن بتربته بسفح قاسيون وله ف الصالية رباط حسن بأذنة وفيه دار حديث وبر وصدقة رحه ال‬
‫ث دخلت سنة ثلثون وسبعمائة‬
‫استهلت بالربعاء والكام بالبلد هم الذكورون بالت قبلها سوى الشافعي فإنه توف وول مكانه ف رابع الحرم منها علم الدين ممد بن أب بكر بن عيسى بن بدران السبكي الخنائي‬
‫الشافعي وقدم دمشق ف الرابع والعشرين منه صحبة نائب السلطنة تنكز وقد زار القدس وحضر معه تدريس التنكزية الت أنشأها با ولا قدم دمشق نزل بالعادلية الكبية على العادة ودرس‬
‫با وبالغزالية وساتر بنيابة النلفوطي ث استناب زين الدين بن الرحل وف صفر باشر شرف الدين ممود بن الطيي شد الوقاف وانفصل عنها نم الدين بن الزيبق إل ولية نابلس وف ربيع‬
‫الخر شرع بترخيم الانب الشرقي من الموي نسبة الانب الغرب وشاور ابن مراجل النائب والقاضي على جع الفصوص من سائر الامع ف الائط القبلي فرسا له بذلك وف يوم المعة‬
‫أقيمت المعة ف إيوان الشافعية بالدرسة الصالية بصر وكان الذي أنشا ذلك المي جال الدين نائب الكرك بعد أن استفت العلماء ف ذلك وف ربيع الخر تول القضاء بلب شس الدين‬
‫بن النقيب عوضا عن فخر الدين بن البازري توف وول شس الدين بن مد البعلبكي قضاء طرابلس عوضا عن ابن النقيب وف آخر جادي الول باشر نيابة الكم عن الخنائي ميي الدين‬
‫بن جيل عوضا عن النفولطي توف‬
‫وف هذا الشهر وقف المي الوزير علء الدين مغلطاي الناصري مدرسة على النفية وفيها صوفية أيضا ودرس با القاضي علء الدين بن التركمان وسكنها الفقهاء وف جادي الخرة زينت‬
‫البلد الصرية والشامية ودقت البشائر بسبب عافية السلطان من وقعة انصدعت منها يده وخلع على المراء والطباء بصر وأطلقت البوس وف جادي الخرة قدم على السلطان رسل من‬
‫الفرنج يطلبون منه بعض البلد الساحلية فقال لم لول أن الرسل ل تقتل لقتلتكم ث سيهم إل بلدهم خاسئي‬
‫وف يوم الحد سادس رجب حضر الدرس الذي أنشأه القاضي فخر الدين كاتب الماليك على النفية بحرابم بامع دمشق ودرس به الشيخ شهاب الدين ابن قاضي الصي أخو قاضي‬
‫القضاة برهان الدين بن عبد الق بالديار الصرية وحضر عنده القضاة والعيان وانصرفوا من عنده إل عند ابن أخيه صلح الدين بالوهرية درس با عوضا عن حوه شس الدين ابن الزكي‬
‫نزل له عنها وف آخر رجب خطب بالامع الذي أنشأه المي سيف الدين الاشي الاجب ظاهر القاهرة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪149‬‬

‫بالشارع وخطب بالامع الذي أنشأه قوصون بي جامع طولون والصالية يوم المعة حادي عشر رمضان وحضر السلطان واعيان المراء الطبة خطب به يومئذ قاضي القضاة جلل الدين‬
‫القزوين الشافعي وخلع عليه خلعة سنية واستقل ف خطابته بدر الدين بن شكري‬
‫وخرج الركب الشامي يوم السبت حادي عشر شوال وأميه سيف الدين الرساوي صهر بلبان البيي وقاضيه شهاب الدين ابن الجد عبد ال مدرس القبالية ث تول قضاء القضاة كما سيأت‬
‫ومن حج ف هذه السنة رضي الدين بن النطيقي والشمس الردبيلي شيخ الاروضية وصفي الدين ابن الريري وشس الدين ابن خطيب بيوذ والشيخ ممد النيبان وغيهم فلما قضوا‬
‫مناسكهم رجعوا إل مكة لطواف الوداع فبينما هم ف ساع الطبة إذ سعوا جلبة اليل من بن حسن وعبيدهم قد حطموا على الناس ف السجد الرام فثار إل قتالم التراك فاقتتلوا فقتل‬
‫أمي من الطبلخانات بصر يقال له سيف الدين جخدار وابنه خليل وملوك له وأمي عشية يقال له الباجي وجاعة من الرجال والنساء ونبت أموال كثية ووقعت خبطة عظيمة ف السجد‬
‫وتارب الناس إل منازلم بأبيار الزار وما كادوا يصلون إليها وما أكملت المعة إل بعد جهد فإنا ل وإنا إليه راجعون واجتمعت المراء كلهم على الرجعة إل مكة للخذ بالثأر منهم ث‬
‫كروا راجعي وتبعهم العبيد حت وصلوا إل ميم الجيج وكادوا ينهبون الناس عامة جهرة وصار أهل البيت ف آخر الزمان يصدون الناس عن السجد الرام وبنو التراك هم الذين ينصرون‬
‫السلم وأهله ويكفون الذية عنهم بأنفسهم وأموالم كما قال تعال إن اولياؤه إل التقون ومن توف فيها من العيان‬
‫علء الدين ابن الثي‬
‫كاتب السر بصر علي بن أحد بن سعيد بن ممد بن الثي اللب الصل ث الصري كانت له حرمة ووجاهة وأموال وثروة ومكانة عند السلطان حت ضربه الفال ف آخر عمره فانعزل عن‬
‫الوظيفة وباشرها ابن فضل ال ف حياته‬
‫الوزير العال ابو القاسم‬
‫ممد بن ممد بن سهل بن ممد بن سهل الزدي الغرناطي الندلسي من بيت الرياسة والشمة ببلد الغرب قدم علينا إل دمشق ف جادي الول سنة أربع وعشرين وهو بعزم الج سعت‬
‫بقراءته صحيح مسلم ف تسعة مالس على الشيخ نم الدين بن العسقلن قراءة صحيحة ث كانت وفاته ف القاهرة ف ثان عشرين الحرم وكانت له فضائل كثية ف الفقه والنحو والتاريخ‬
‫والصول وكان عال المة شريف النفس مترما ببلده جدا بيث إنه يول اللوك ويعزلم ول يل هو مباشرة شيء ول أهل بيته وإنا كان يلقب بالوزير مازا‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪150‬‬

‫شيخنا الصال العابد الناسك الاشع‬


‫شس الدين أبو عبد ال ممد بن الشيخ الصال العابد شرف الدين أب السن بن حسي بن غيلن البعلبكي النبلي إمام مسجد السللي بدار البطيخ العتيقة سع الديث واسعه وكان يقرئ‬
‫القرآن طرف النهار وعليه ختمت القرآن ف سنة أحد عشر وسبعمائة وكان من الصالي الكبار والعباد الخيار توف يوم السبت سادس صفر وصلى عليه بالامع ودفن بباب الصغي وكانت‬
‫جنازته حافلة‬
‫وف هذا الشهر أعن صفر كانت وفاة وال القاهرة القديدار وله آثار غريبة ومشهورة‬
‫با درآص المي الكبي‬
‫رأس ميمنة الشام سيف الدين با درآص النصوري أكب أمراء دمشق ومن طال عمره ف الشمة والثورة وهو من اجتمعت فيه الية الكرية زين للناس حب الشهوات من النساء الية وقد‬
‫كان مببا إل العامة وله بر وصدقة وإحسان توف ليلة الثلثاء ودفن بتربته خارج باب الابية وهي مشهورة ايضا‬
‫الجار ابن الشحنة‬
‫الشيخ الكبي السند العمر الرحلة شهاب الدين أبو العباس أحد بن أب طالب بن نعمة بن حسن ابن علي بن بيان الديرمقرن ث الصالي الجار العروف بابن الشحنة سع البخاري علي‬
‫الزبيدي سنة ثلثي وستمائة بقاسيون وإنا ظهر ساعه سنة ست وسبعمائه ففرح بذلك الحدثون وأكثروا السماع عليه فقرئ البخاري عليه نوا من ستي مرة وغيه وسعنا عليه بدار الديث‬
‫الشرفية ف أيام الشتويات نوا من خسمائة جزء بالجازات والسماع وساعه من الزبيدي وابن اللن وله اجازة من بغداد فيها مائة وثانية وثلثون شيخا من العوال السندين وقد مكث مدة‬
‫مقدم الجازين نوا من خس وعشرين سنة ث كان ييط ف آخر عمره وساتقرت عليه جامكينة لا اشتغل باساع الديث وقد سع عليه السلطان اللك الناصر وخلع عليه وألبسه اللعة بيده‬
‫وسع عليه من أهل الديار الصرية والشامية أمم ل يصون كثرة وانتفع الناس بذلك وكان شيخا حسنا بى النظر سليم الصدر متعا بواسه وقواه فإنه عاش مائة سنة مققا وزاد عليها لنه‬
‫سع البخاري من الزبيدي ف سنة ثلثي وستمائة وأسعه هو ف سنة ثلثي وسبعمائة ف تاسع صفر بامع دمشق وسعنا عليه يومئذ ول المد ويقال إنه أدرك موت العظم عيسى بن العادل لا‬
‫توف والناس يسمعهم يقولون مات العظم وقد كانت وفاة العظم ف سنة أربع وعشرين وستمائة وتوف الجار يوم الثني خامس عشرين صفر من هذه السنة وصلى عليه بالظفري يوم‬
‫الثلثاء ودفن بتربة له عند زاوية الدومي بوار جامع الفرم وكانت جنازته حافلة رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪151‬‬

‫الشيخ نم الدين بن عبد الرحيم بن عبد الرحن‬


‫أب نصر الحصل العروف بابن الشحام اشتغل ببلده ث سافر واقام بدينة سراي من ملكة إربل ث قدم دمشق ف سنة اربع وعشرين فدرس بالظاهرية البانية ث بالاروضية وأضيف إليه‬
‫مشيخة رباط القصر ث نزل عن ذلك لزوج ابنته ثور الدين الردبيلي توف ف ربيع الول وكان يعرف طرفا من الفقه والطب‬
‫الشيخ إبراهيم الدمة‬
‫أصله كردي من بلد الشرق فقدم الشام وأقام بي القدس والليل ف أرض كانت مواتا فأحياها وغرسها وزرع فيها أنواعا وكان يقصد للزيارة ويكى الناس عنه كرامات صالة وقد بلغ‬
‫مائة سنة وتزوج ف آخر عمره ورزق اولدا صالي توف ف جادي الخرة رحه ال الست صاحبة التربة بباب الواصي الوندة العظمة الحجبة الحترمة‬
‫ستيته بنت المي سيف الدين‬
‫كركاي النصوري زوجة نائب الشام تنكز توفيت بدار الذهب وصلى عليها بالامع ثالث رجب ودفنت بالتربة الت أمرت بانشائها بباب الواصي وفيها مسجد وإل جانبها رباط للنساء‬
‫ومكتب لليتام وفيها صدقات وبر وصلت وقراء عليها كل ذلك أمرت به وكانت قد حجت ف العام الاضي رحها ال‬
‫قاضي قضاة طرابلس‬
‫شس الدين ممد بن عيسى بن ممود البعلبكي العروف بابن الجد الشافعي اشتغل ببلده وبرع ف فنون كثية وأقام بدمشق مدة يدرس بالقوصية وبالامع ويؤم بدرسة أم الصال ث انتقل إل‬
‫قضاء طرابلس فأقام با أربعة أشهر ث توف ف سادس رمضان وتولها بعده ولده تقي الدين وهو أحد الفضلء الشهورين ول تطل مدته حت عزل عنها وأخرج منها‬
‫الشيخ الصال‬
‫عبد ال بن أب القاسم بن يوسف بن أب القاسم الوران شيخ طائفتهم وإليه مرجع زاويتهم بوران كان عنده تفقه بعض شيء وزهادة ويزار وله أصحاب يدمونه وبلغ السبعي سنة وخرج‬
‫لتوديع بعض أهله إلىناحية الكرك من ناحية الجاز فأدركه الوت هناك فمات ف أول ذي القعدة‬
‫الشيخ حسن بن علي‬
‫ابن أحد النصاري الضرير كان بفرد عي أول ث عمى جلة وكان يقرأ القرآن ويكثر التلوة ث انقطع إل النارة الشرقية وكان يضر السماعات ويستمع ويتواجد ولكثي من الناس فيه‬
‫اعتقاد على ذلك ولجاورته ف الامع وكثرة تلوته وصلته وال يسامه توف يوم السبت ف العشر‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪152‬‬

‫الول من ذي الجة بالأذنة الشرقية وصلى عليه بالامع ودفن بباب الصغي‬
‫ميي الدين أبو الثناء ممود‬
‫ابن الصدر شرف الدين القلنسي توف ف ذي الجة ببستانه ودفن بتربتهم بسفح قاسيون وهو جد الصدر جلل الدين بن القلنسي وأخيه علء وهم ثلثتهم رؤساء‬
‫الشاب الرئيس‬
‫صلح الدين يوسف بن القاضي قطب الدين موسى ابن شيخ السلمية ناظر اليش أبوه نشأ هذا الشاب ف نعمة وحشمة وترفه وعشرة واجتماع بالصحاب توف يوم السبت تاسع عشرين‬
‫ذي الجة فاستراح من حشمته وعشرته إن ل تكن وبال عليه وفدن بتربتهم تاه الناصرية بالسفح وتأسف عليه أبواه ومعارفه واصحابه سامه ال‬
‫ث دخلت سنة إحدى وثلثي وسبعمائة‬
‫استهلت والكام هم الذكورون ف الت قبلها وقد ذكرنا ما كان من عبيد مكة إل الجاج وأنه قتل من الصريي أميان فلما بلغ الب السلطان عظم عليه ذلك وامتنع من الكل على‬
‫السماط فيما يقال أياما ث جرد ستمائة فارس وقيل ألفا والول أصح وارسل إل الشام أن يرد مقدما آخر فجرد المي سيف الدين الي بغا العادل وخرج من دمشق يوم دخلها الركب ف‬
‫سادس عشرين الحرم وأمر أن يسي ال إلية ليجتمع مع الصريي وأن يسيوا جيعا إل الجاز وف يوم الربعاء تاسع صفر وصل نر الساجور إل مدينة حلب وخرج نائب حلب ارغون ومعه‬
‫المراء مشاة اليه ف تليل وتكبي وتميد يتلقون هذا النهر ول يكن احد من العال ول غيهم أن يتكلم بغي ذكر ال تعال وفرح الناس بوصوله إليهم فرحا شديدا وكانوا قد وسعوا ف‬
‫تصيله من أماكن بعيدة احتاجوا فيها إل نقب البال وفيها صخور ضخام وعقدوا له قناطر على الودية وما وصل إل بعد جهد جهيد وأمر شديد فلله المد وحده ل شريك له وحي رجع‬
‫نائب حلب ارغون مرض مرضا شديدا ومات رحه ال‬
‫وف سابع صفر وسع تنكز الطرقات بالشام ظاهر باب الابية وخرب كل ما يضيق الطرقات وف ثان ربيع الول لبس علء الدين القلنسي خلعة سنية لباشرة نظر الدواوين ديوان ملك‬
‫المراء وديوان نظر الارستان عوضا عن ابن العادل ورجع ابن العادل إل حجابة الديوان الكبي وف يوم ثان ربيع الول لبس عماد الدين ابن الشيازي خلعة نظر الموي عوضا عن ابن‬
‫مراجل عزل عنه ل ال بدل عنه وباشر جال الدين بن القويرة نظر السرى بدل عن ابن الشيازي وف يوم الميس آخر ربيع الول لبس القاضي شرف الدين بن عبد ال بن شرف الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪153‬‬

‫حسن ابن الافظ اب موسى عبد ال ابن الافظ عبدا لغن القدسي خلعة قضاء النابلة عوضا عن عز الدين بن التقي سليمان توف رحه ال وركب من دار السعادة إل الامع فقرئ تقليده‬
‫تت النسر بضرة القضاة والعيان ث ذهب إل الوزية فحكم با ث إل الصالية وهو لبس اللعة واستناب يومئذ ابن أخيه النقي عبد ال بن شهاب الدين أحد وف سلخ ربيع الخر اجتاز‬
‫المي علء الدين الطنبغا بدمشق وهو ذاهب إل بلد حلب نائبا عليها عوضا عن ارغون توف إل رحة ال وقد تلقاه النائب واليش وف مستهل جادي الول حضر المي الشريف رميثة بن‬
‫أب ني إل مكة فقرئ تقليده بامرة مكة من جهة السلطان صحبة التجريدة وخلع عليه وبايعه المراء الجردون من مصر والشام داخل الكعبة وقد كان وصول التجاريد إل مكة ف سابع‬
‫ربيع الول فأقاموا بباب العلى وحصل لم خي كثي من الصلة والطواف وكانت السعار رخيصة معهم‬
‫وف يوم السبت سابع ربيع الخر خلع على القاضي عز الدين بن بدر الدين بن جاعة بوكلة السلطان ونظر جامع طولون ونظر الناصرية وهنأه الناس عوضا عن التاج ابن إسحاق عبد‬
‫الوهاب توف ودفن بالقرافة وف هذا الشهر تول عماد الدين ابن قاضي القضاة الخنائي تدريس الصارمية وهو صغي بعد وفاة النجم هاشم بن عبد ال البعلبكي الشافعي وحضرها ف رجب‬
‫وحضر عنده الناس خدمة لبيه وف حادى عشرين جادى الخرة رجعتالتجريدة من الجاز صحبة المي سيف الدين الي بغا وكانت غيبتهم خسة أشهر وأياما وأقاموا بكة شهرا واحدا‬
‫ويوما واحدا وحصل للعرب منهم رعب شديد وخوف أكيد وعزلوا عن مكة عطية وولوا أخاه رميثة وصلوا وطافوا واعتمروا ومنهم من أقام هناك ليحج وف ثان رجب خلع على ابن اب‬
‫الطيب بنظر ديوان بيت الال عوضا عن ابن الصاين توف‬
‫وف أوائل شعبان حصل بدمشق هواء شديد مزعج كسر كثيا من الشجار والغصان وألقى بعض اليطان والدران وسكن بعد ساعة باذن ال فلما كان يوم تاسعه سقط برد كبار مقدار‬
‫بيض المام وكسر بعض جامات المام وف شهر شعبان هذا خطب بالدرسة العزية على شاطيء النيل أنشأها المي سيف الدين طغز دمر أمي ملس الناصري وكان الطيب عز الدين عبد‬
‫الرحيم بن الفرات النفي وف نصف رمضان قدم الشيخ تاج الدين عمر بن علي بن سال اللحي ابن الفاكهان الالكي نزل عند القاضي الشافعي وسع عليه شيئا من مصنفاته وخرج إل الج‬
‫عامئذ مع الشاميي وزار القدس قبل وصوله إل دمشق وف هذا الشهر وطيء سوق اليل وركبت ف حصبات كثية وعمل فيه نو من اربعمائة نفس ف أربعة أيام حت ساووه وأصلحوه وقد‬
‫كان‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪154‬‬

‫قبل ذلك يكون فيه مياه كثية وملقات وفيه أصلح سوق الدقيق داخل باب الابية إل الثابتية وسقف عليه السقوف‬
‫وخرج الركب الشامي يوم الثني ثامن شوال وأميه عز الدين ايبك امي علم وقاضيه شهاب الدين الظاهري ومن حج فيه شهاب الدين بن جهبل وابو النسر وابن جلة والفخر الصري‬
‫والصدر الالكي وشرف الدين الكفوي النفي والبهاء ابن إمام الشهد وجلل الدين العيال ناظر اليتام وشس الدين الكردي وفخر الدين البعلبكي ومد الدين ابن أب الجد وشس الدين‬
‫ابن قيم الوزية وشس الدين ابن خطيب بية وشرف الدين قاسم العلجون وتاج الدين ابن الفاكهان والشيخ عمر السلوي وكاتبه إساعيل ابن كثي وآخرون من سائر الذاهب حت كان‬
‫الشيخ بدر الدين يقول اجتمع ف ركبنا هذا أربعمائة فقيه وأربع مدارس وخانقاه ودار حديث وقد كان معنا من التفتيي ثلثة عشر نفسا وكان ف الصريي جاعة من الفقهاء منهم قاضي‬
‫الالكية تقي الدين الخنائي وفخر الدين النويري وشس الدين ابن الارثي ومد الدين القصرائي وشيخ الشيوخ الشيخ ممد الرشدي وف ركب العراق الشيخ أحد السروجي أشد وكان‬
‫من الشاهي وف الشاميي الشيخ علي الواسطي صحبة ابن الرجان وأمي الصريي مغلطاي المال الذي كان وزيرا ف وقت وكان إذ ذاك مريضا ومررنا بعي تبوك وقد أصلحت ف هذه‬
‫السنة وصينت من دوس المال والمالي وصار ماؤها ف غاية السن والصفاء والطيب وكانت وقفة المعة ومطرنا بالطواف وكانت سنة مرخصة آمنة‬
‫وف نصف ذي الجة رجع تنكز من ناحية قلعة جعب وكان ف خدمته أكثر اليش الشامي وأظهر أبة عظيمة ف تلك النواحي وف سادس عشر ذي الجة وصل توقيع القاضي علء الدين بن‬
‫القلنسي بميع جهات اخيه جال الدين بكم وفاته مضافا إل جهاته فاجتمع له من الناصب الكبار ما ل يتمع لغيه من الرؤساء ف هذه العصار فمن ذلك وكالة بيت الال وقضاء العسكر‬
‫وكتابة الدست ووكالة ملك المراء ونظر البيمارستان ونظر الرمي ونظر ديوان السعيد وتدريس المينية والظاهرية والعصرونية وغي ذلك انتهى ومن توف فيها من العيان‬
‫قاضي القضاة عز الدين القدسي‬
‫عز الدين أبو عبد ال بن ممد بن قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حزة بن أحد بن عمر بن الشيخ اب عمر القدسي النبلي ولد سنة خس وستي وستمائة وسع الديث واشتغل على‬
‫والده واستنابه ف أيام وليته فلما ول ابن مسلم لزم بيته يضر درس الوزية ودار الديث الشرفية بالبل ويأوى إل بيته فلما توف ابن مسلم ول قضاء النابلة بعده نوا من أربع سني‬
‫وكان فيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪155‬‬

‫تواضع وتودد وقضاء لوائج الناس وكانت وفاته يوم الربعاء تاسع صفر وكان يوما مطيا ومع هذا شهد الناس جنازته ودفن بتربتهم رحهم ال وول بعده نائبه شرف الدين ابن الافظ وقد‬
‫قارب الثماني وف نصف صفر توف‬
‫المي سيف الدين قجليس‬
‫سيف النعمة وقد كان سع علي الجار ووزيره بالقدس الشريف وف منتصف صفر توف المي الكبي سيف الدين أرغون بن عبد ال الدويدار الناصري وقد عمل على نيابة مصر مدة طويلة‬
‫ث غضب عليه السلطان فأرسله إل نيابة حلب فمكث با مدة ث توف با ف سابع عشر ربيع الول ودفن بتربة اشتراها بلب وقد كان عنده فهم وفقه وفيه ديانة واتباع للشريعة وقد سع‬
‫البخاري على الجاز وكتبه جيعه بطه وأذن له بعض العلماء ف الفتاء وكان ييل إل الشيخ تقي الدين ابن تيمية وهو بصر توف ول يكمل المسي سنة وكان يكره اللهو رحه ال ولا خرج‬
‫يلتقي نر الساجور خرج ف ذلك ومسكنة وخرج معه المراء كذلك مشاة ف تكبي وتليل وتميد ومنع الغان ومن اللهو واللعب ف ذلك رحه ال‬
‫القاضي ضياء الدين‬
‫ابو السن علي بن سليم بن ربيع بن سليمان الزرعي الشافعي تنقل ف ولية القضية بدارس كثية مدة ستي سنة وحكم بطرابلس وعجلون وزرع وغيها وحكم بدمشق نيابة عن القونوي‬
‫نوا من شهر وكان عنده فضيلة وله نظر كثي نظم التنبيه ف نو ست عشرة ألف بيت وتصحيحها ف ألف وثلثمائة بيت وله مدائح ومواليا وأزجال وغي ذلك ث كانت وفاته بالرملة يوم‬
‫المعة ثالث عشرين ربيع الول عن خس وثاني سنة رحه ال وله عدة أولد منهم عبد الرزاق أحد الفضلء وهو من جع بي علمي الشريعة والطبيعة‬
‫أبو دبوس عثمان بن سعيد الغرب‬
‫تلك ف وقت بلد قابس ث تغلب عليه جاعة فانتزعوها منه فقصد مصر فأقام با واقطع اقطاعا وكان يركب مع الند ف زي الغاربة متقلدا سيفا وكان حسن اليئة يواظب على الدمة إل‬
‫أن توف ف جادي الول‬
‫المام العلمة ضيا الدين أبو العباس‬
‫احد بن قطب الدين ممد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي الشافعي مدرس السامية ونائب الكم بصر وأعاد ف أماكن كثية وتفقه على والده توف ف جادي الخرة وتول السامية‬
‫بعده ناصر الدين التبيزي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪156‬‬

‫الصدر الكبي تاج الدين الكارمي‬


‫العروف بابن الرهايلي كان أكب تار دمشق الكارمية وبصر توف ف جادي الخرة يقال إنه خلف مائة ألف دينار غي البضائع والثاث والملك‬
‫المام العلمة فخر الدين‬
‫عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان بن الاردان التركمان النفي شرح فخر الدين هذا الامع وألقاه دروسا ف مائة كراس توف ف رجب وله إحدى وسبعون سنة كان شجاعا عالا‬
‫فاضل وقورا فصيحا حسن الفاكهة وله نظم حسن وول بعده النصورية ولده تاج الدين‬
‫تقي الدين عمر ابن الوزير شس الدين‬
‫ممد بن عثمان بن السلعوس كان صغيا لا مات أبوه تت العقوبة ث نشأ ف الدم ث طلبه السلطان ف آخر وقت فوله نظر الدواوين بصر فباشره يوما واحدا وحضر بي يدي السلطان يوم‬
‫الميس ث خرج من عنده وقد اضطرب حاله فما وصل إل منله إل ف مفة ومات بكرة يوم السبت سادس عشرين ذي القعدة وصلى عليه بامع عمرو بن العاص ودفن عند والده بالقرافة‬
‫وكانت جنازته حافلة‬
‫جال الدين أبو العباس‬
‫أحد بن شرف الدين بن جال الدين ممد بن أب الفتح نصر ال بن أسد بن حزة بن أسد بن علي بن ممد التميمي الدمشقي ابن القلنسي قاضي العساكر ووكيل بيت الال ومدرس المينية‬
‫وغيها حفظ التنبيه ث الحرر للرافعي وكان يستحضره واشتغل على الشيخ تاج الدين الفزاري وتقدم لطلب العلم والرئاسة وباشر جهات كبارا ودرس بأماكن وتفرد ف وقته بالرياسة‬
‫والبيت والناصب الدينية والدنيوية وكان فيه تواضع وحسن ست وتودد وإحسان وبر بأهل العلم والفقراء والصالي وهو من أذن له ف الفتاء وكتب إنشاء ذلك وأنا حاضر على البديهة‬
‫فأفاد وأجاد وأحسن التعبي وعظم ف عين توف يوم الثني ثامن عشرين ذي القعدة ودفن بتربتهم بالسفح وقد سع الديث على جاعة من الشايخ وخرج له فخر الدين البعلبكي مشخية‬
‫سعناها عليه رحه ال‬
‫ث دخلت سنة اثنت وثلثي وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلد هم هم وف أولا فتحت القيسارية الت كانت مسبك الفولذ جواباب الصغي حولا ننكز قيسارية ببكة وف يوم الربعاء ذكر الدرس بالمينية والظاهرية علء الدين‬
‫بن القلنسي عوضا عن أخيه جال الدين وذكر ابن أخيه أمي الدين ممد بن جال الدين الدرس ف العصرونية تركها له عمه وحضر عندها جاعة من العيان وف تاسع الحرم جاء إل حص‬
‫سيل عظيم غرق بسببه خلق كثي وجم غفي وهلك للناس أشياء كثية ومن مات فيه نو مائت‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪157‬‬

‫امرأة بمام النائب كن متمعات على عروس أو عروسي فهلكن جيعا‬


‫وف صفر أمر تنكز ببياض الدران القابلة لسوق اليل إل باب الفراديس وأمر يتجديد خان الظاهر فغرم عليه نوا من سبعي ألفا وف هذا الشهر وصل تابوت لجي الصغي من البية فدفن‬
‫بتربته خارج باب شرقي وف تاسع ربيع الخر حضر الدرس بالقيمازية عماد الدين الطرسوسي النفي عوضا عن الشيخ رضي الدين النطبقي توف وحضر عنده القضاة والعيان وف أول‬
‫ربيع الخر خلع على اللك الفضل علي بن اللك الؤيد صاحب حاة ووله السلطان اللك الناصر مكان أبيه بكم وفاته وركب بصر بالعصائب والسبابة والفاشية أمامه وف نصف هذا‬
‫الشهر سافر الشيخ شس الدين الصفهان شارح الختصر ومدرس الرواحية إل الديار الصرية على خيل البيد وفارق دمشق واهلها واستوطن القاهرة‬
‫وف يوم المعة تاسع جادي الخرة خطب بالامع الذي أنشأه المي سيف الدين آل ملك واستقر فيه خطيبا نور الدين علي بن شبيب النبلي وفيه أرسل السلطان جاعة من المراء إل‬
‫الصعيد فأحاطوا على ستمائة رجل من كان يقطع الطريق فأتلف بعضهم وف جادي الخرة تول شد الدواوين بدمشق نور الدين ابن الشاب عوضا عن الطرقشي وف يوم الربعاء حادي‬
‫عشر رجب خلع على قاضي القضاة علء الدين بن الشيخ زين الدين بن النجا بقضاء النابلة عوضا عن شرف الدين بن الافظ وقرئ تقليده بالامع وحضر القضاة والعيان وف اليوم الثان‬
‫استناب برهان الدين الزرعي وف رجب باشر شس الدين موسى بن التاج إسحاق نظر اليوش بصر عوضا عن فخر الدين كاتب الماليك توف وباشر النشو مكانه ف نظر الاص وخلع عليه‬
‫بطرحة فلما كان ف شعبان عزل هو وأخوه العلم ناظر الدواوين وصودروا وضربوا ضربا عظيما وتول نظر اليش الكي بن قروينة ونظر الدواوين أخوه شس الدين بن قرونية‬
‫وف شعبان كان عرس أنوك ويقال كان اسه ممد بن السلطان اللك الناصر على بنت المي سيف الدين بكتمر الساقي وكان جهازها بألف ألف دينار وذبح ف هذا العرس من الغنام‬
‫والدجاج والوز واليل والبقر نو من عشرين ألفا وحلت حول بنحو ثانية عشر ألف قنطار وحل له من الشمع ثلثة آلف قنطار قاله الشيخ أبو بكر وكان هذا العرس ليلة المعة حادي‬
‫عشر شعبان وف شعبان هذا حول القاضي مي الدين بن فضل ال من كتابة السر بصر إل كتابة السر بالشام ونقل شرف بن شس الدين بن الشهاب ممود إل كتابة السر بصر واقيمت‬
‫المعة بالشامية البانية ف خامس عشر شعبان وحضرها القضاة والمراء وخطب با الشيخ زين الدين عبد النور الغرب وذلك باشارة المي حسام الدين اليشمقدار الاجب بالشام ث خطب‬
‫عنه كمال الدين بن الزكي وفيه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪158‬‬

‫أمر نائب السلطنة بتبييض البيوت من سوق اليل إل ميدان الصا ففعل ذلك وفيه زادت الفرات زيادة عظيمة ل يسمع بثلها واستمرت نوا من اثن عشر يوما فأتلفت بالرحبة أموال كثية‬
‫وكسرت السر الذي عند دير بسر وغلت السعار هناك فشرعوا ف إصلح السر ث انكسر مرة ثانية‬
‫وف يوم السبت تاسع شوال خرج الركب الشامي وأميه سيف الدين أوزان وقاضيه جال الدين ابن الشريشي وهو قاضي حص الن وحج السلطان ف هذه السنة وصحبته قاضي القضاة‬
‫القزوين وعز الدين بن جاعة وموفق الدين النبلي وسبعون أميا وف ليلة الميس حادي عشرين شوال رسم على الصاحب عز الدين غبيال بالدرسة النجيبية الوانية وصودر وأخذت منه‬
‫أموال كثية وأفرج عنه ف الحرم من السنة التية ومن توف فيها من العيان ‪ 4‬الشيخ عبدالرحن بن أب ممد بن ممد‬
‫ابن سلطان القرامذي أحد الشاهي بالعبادة والزهادة وملزمة الامع الموي وكثرة التلوة والذكر وله أصحاب يلسون اليه وله مع هذا ثروة وأملك توف ف مستهل الحرم عن خس‬
‫اوست وثاني سنة ودفن بباب الصغي وكان قد سع الديث واشتغل بالعلم ث ترك ذلك واشتغل بالعبادة إل أن مات‬
‫اللك الؤيد صاحب حاة‬
‫عماد الدين إساعيل بن اللك الفضل نور الدين علي بن اللك الظفر تقي الدين ممود بن اللك النصور ناصر الدين ممد بن اللك الظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب كانت له‬
‫فضائل كثية ف علوم متعددة من الفقه واليئة والطب وغي ذلك وله مصنفات عديدة منها تاريخ حافل ف ملدين كبيين وله نظم الاوي وغي ذلك وكان يب العلماء ويشاركهم ف فنون‬
‫كثية وكان من فضلء بن أيوب ول ملك حاة من سنة إحدى وعشرين إل هذا الي وكان اللك الناصر يكرمه ويعظمه وول بعده ولده الفضل على توف ف سحر يوم الميس ثامن‬
‫عشرين الحرم ودفن ضحوة عند والديه بظاهر حاة‬
‫القاضي المام تاج الدين السعدي‬
‫تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن ممد بن عبد الكاف بن عوض بن سنان بن عبد ال السعدي الفقيه الشافعي سع الكثي وخرج لنفسه معجما ف ثلث ملدات وقرأ بنفسه الكثي وكتب‬
‫الط اليد وكان متقنا عارفا بذا الفن يقال إنه كتب بطه نوا من خسمائة ملدا وقد كان شافعيا مفتيا ومع هذا ناب ف وقت عن القاضي النبلي وول مشيخة الديث بالدرسة الصاحبية‬
‫وتوف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪159‬‬


‫بصر ف مستهل ربيع الول عن ثنتي وثاني سنة رحه ال‬
‫الشيخ رضي الدين بن سليمان‬
‫النطقي النفي أصله من اب كرم من بلد قونية واقام بماة ث بدمشق ودرس بالقيمازية وكان فاضل ف النطق والدل واشتغل عليه جاعة ف ذلك وبلغ من العمر ستا وثاني سنة وحج سبع‬
‫مرات توف ليلة المعة سادس عشرين ربيع الول وصلى عليه بعد الصلة ودفن بالصوفية وف ربيع الول توف‬
‫المام علء الدين طيبغا‬
‫ودفن بتربته بالصالية وكذلك المي سيف الدين زولق ودفن بتربته أيضا‬
‫قاضي القضاة شرف الدين أبو ممد‬
‫عبد ال بن السن بن عبد ال بن الافظ عبدالغن القدسي النبلي ولد سنة ست وأربعي وستمائة وباشر نيابة ابن مسلم مدة ث ول القضاء ف السنة الاضية ث كانت وفاته فجأة ف مستهل‬
‫جادي الول ليلة الميس ودفن من الغد بتربة الشيخ أب عمر‬
‫الشيخ ياقوت البشي‬
‫الشاذل السكندران بلغ الثماني وكان له اتباع وأصحاب منهم شس الدين ابن اللبان الفقيه الشافعي وكان يعظمه ويطريه وينسب اليه مبالغات ال اعلم بصحتها وكذبا توف ف جاد‬
‫وكانت جنازته حافلة جدا‬
‫النقيب ناصح الدين‬
‫ممد بن عبد الرحيم بن قاسم بن إساعيل الدمشقي نقيب التعممي تتلمذ اول للشهاب القري ث كان بعده ف الحافل العزاء والناء وكان يعرف هذا الفن جيدا وكان كثي الطلب من الناس‬
‫ويطلبه الناس لذلك ومع هذامات وعليه ديون كثية توف أواخر رجب‬
‫القاضي فخر الدين كاتب الماليك‬
‫وهو ممد بن فضل ال ناظر اليوش بصر أصله قبطي فأسلم وحسن إسلمه وكانت له أوقاف كثية وبر وإحسان إل أهل العلم وكان صدرا معظما حصل له من السلطان حظ وافر وقد‬
‫جاوز السبعي وإليه تنسب الفخرية بالقدس الشريف توف ف نصف رجب واحتيط على أمواله وأملكه بعد وفاته رحه ال‬
‫المي سيف الدين الاي الدويدآر اللكي الناصري‬
‫كان فقيها حنفيا فاضل كتب بطه ربعة وحصل كتبا كثية معتبة وكان كثي الحسان إل أهل العلم توف سلخ رجب رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪160‬‬

‫الطبيب الاهر الاذق الفاضل‬


‫امي الدين سليمان بن داود بن سليمان كان رئيس الطباء بدمشق ومدرسهم مدة ث عزل بمال الدين بن الشهاب الكحال مدة قبل موته لمر تعصب عليه فيه نائب السلطنة توف يوم‬
‫السبت سادس عشرين شوال ودفن بالقبيبات‬
‫الشيخ المام العال القري شيخ القراء‬
‫برهان الدين ابو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل العبي ث الليلي الشافعي صاحب الصنفات الكثية ف القراءات وغيها ولد سنة أربعي وستمائة بقلعة جعب واشتغل ببغداد‬
‫ث قدم دمشق واقام ببلد الليل نو اربعي سنة يقرئ الناس وشرح الشاطبية وسع الديث وكانت له إجازة من يوسف بن خليل الافظ وصنف بالعربية والعروض والقراءات نظما ونثرا‬
‫وكان من الشايخ الهشورين بالفضائل والرياسة والي والديانة والعفة والصيانة توف يوم الحد خامس شهر رمضان ودفن ببلد الليل تت الزيتونة ولد ثنتان وتسعون سنة رحه ال‬
‫قاضي القضاة علم الدين‬
‫ابو عبد ال ممد بن القاضي شس الدين اب بكر بن عيسى بن بدران بن رحه الخناب السعدي الصري الشافعي الاكم بدمشق وأعمالا كان عفيفا نزها ذكيا سار العبارة مبا للفضائل‬
‫معظما لهلها كثيا الساع الديث ف العادلية الكبية توف يوم المعة ثالث عشر ذي القعدة ودفن بسفح قاسيون عند زوجته تاه تربة العادل كتبغا من ناحية البل‬
‫قطب الدين موسى‬
‫ابن أحد بن السي بن شيخ السلمية ناظر اليوش الشامية كانت له ثروة وأموال كثية وله فضائل وإفضال وكرم وإحسان إل أهل الي وكان مقصدا ف الهمات توف يوم الثلثاء ثان‬
‫الجة وقد جاوز السبعي ودفن بتربته تاه الناصرية بقاسيون وهو والد الشيخ المام العلمة عز الدين حزة مدرس النبلية‬
‫ث دخلت سنة ثلث وثلثي وسبعمائة‬
‫استهلت يوم الربعاء والاكم هم الذكورون ف الت قبلها وليس للشافعي قاض وقاضي النفية عماد الدين الطرسوسي وقاضي الالكية شرف الدين المدان وقاضي النابلة علء الدين ابن‬
‫النجا وكانب السر ميي الدين بن فضل ال وناظر الامع عماد الدين بن الشيازي‬
‫وف ثان الحرم قدم البشي بسلمة السلطان من الجاز وباقتراب وصوله إل البلد فدقت البشائر وزينت البلد وأخب البشي بوفاة المي سيف الدين بكتمر الساقي وولده شهاب الدين‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪161‬‬

‫احد وها راجعان ف الطريق بعد أن حجا قريبا من مصر الوالد أول ث من بعده ابوه بثلثة أيام بعيون القصب ث نقل إل تربتهما بالقرافة ووجد لبكتمر من الموال والواهر واللل والقماش‬
‫والمتعة والواصل شيء كثي ل يكاد ينحصر ول ينضبط وأفرج عن الصاحب شس الدين غبيال ف الحرم وطلب ف صفر إل مصر فتوجه على خيل البيد واحتيط على أهله بعد مسيه‬
‫وأخذت منهم أموال كثية لبيت الال‬
‫وف أواخر صفر قدم الصاحب امي اللك على نظر الدواوين بدمشق عوضا عن غبيال وبعده بأربعة أيام قدم القاضي فخر الدين بن اللي على نظر اليش بعد وفاة قطب الدين ابن شيخ‬
‫السلمية وف نصف ربيع الول لبس ابن جلة خلعة القضاء للشافعية بدمشق بدار السعادة ث جاء إل الامع وهي عليه وذهب إل العادلية وقرىء تقليده با بضرة العيان ودرس بالعادلية‬
‫والغزالية يوم الربعاء ثان عشر الشهر الذكور وف يوم الثني رابع عشرينه حضر ابن أخيه جال الدين ممود إعادة القيمرية نزل له عنها ث استنابه بعد ذلك ف الجلس وخرج إل العادلية‬
‫فحكم با ث ل يستمر بعد ذلك عزل عن النيابة بيومه واستناب بعده جال الدين إبراهيم بن شس الدين ممد بن يوسف السبان وله هة وعنده نزاهة وخبة بالحكام‬
‫وف ربيع الول ول شهاب قرطاي نيابة طرابلس وعزل عنها طبلن إل نيابة غزة وتول نائب غزة حص وحصل للذي جاء بتقاليدهم مائة ألف درهم منهم وف ربيع الخر أعيد القاضي ميي‬
‫الدين بن فضل ال وولده ال كتابة سر مصر ورجع شرف الدين ابن الشهاب ممود ال كتابة سر الشام كما كان وف منتصف هذا الشهر ول نقابة الشراف عماد الدين موسى السين‬
‫عوضا عن أخيه شرف الدين عدنان توف ف الشهر الاضي ودفن بتربتهم عند مسجد الدبان وفيه درس الفخر الصري بالدولعية عوضا عن ابن جلة بكم وليته القضاء وف خامس عشرين‬
‫رجب درس بالبادرائية القاضي علء الدين علي بن شريف ويعرف بابن الوحيد عوضا عن ابن جهبل توف ف الشهر الاضي وحضر عنده القضاة والعيان وكنت إذ ذاك بالقدس أنا والشيخ‬
‫شس الدين ابن عبد الادي وآخرون وفيه رسم السلطان اللك الناصر بالنع من رمى البندق وان ل تباع قسيها ول تعمل وذلك لفساد رماة البندق أولد الناس وأن الغالب على من تعاناه‬
‫اللواط والفسق وقلة الدين ونودي بذلك ف البلد الصرية والشامية‬
‫قال البزال وف نصف شعبان أمر السلطان بتسليم النحمي إل وال القاهرة فضربوا وحبسوا لفسادهم حال النساء فمات منهم أربعة تت العقوبة ثلثة من السلمي ونصران وكتب إل‬
‫بذلك الشيخ أبو بكر الرحب وف أول رمضان وصل البيد بتولية المي فخر الدين ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪162‬‬

‫الشمس لؤلؤ ولية الب بدمشق بعد وفاة شهاب الدين بن الروان ووصل كتاب من مكة إل دمشق ف رمضان يذكر فيه أنا وقعت صواعق ببلد الجاز فقتلت جاعة متفرقي ف أماكن شت‬
‫وأمطار كثية جدا وجاء البيد ف رابع رمضان بتولية القاضي ميي الدين بن جيل قضاء طرابلس فذهب اليها ودرس ابن الجد عبد ال بالرواحية عوضا عن الصبهان بكم إقامته بصر وف‬
‫آخر رمضان أفرج عن الصاحب علء الدين وأخيه شس الدين موسى بن التاج إسحاق بعد سجنهما سنة ونصفا‬
‫وخرج الركب الشامي يوم الميس عاشر شوال وأميه بدر الدين بن معبد وقاضيه علء الدين ابن منصور مدرس النفية بالقدس بدرسة تنكز وف الجاج صدر الدين الالكي وشهاب‬
‫الدين الظهيي وميي الدين ابن العقف وآخرون وف يوم الحد ثالث عشرة درس بالتابكية ابن جلة عوضا عن ابن جيل تول قضاء طرابلس وف يوم الحد عشرينه حكم القاضي شس‬
‫الدين ممد بن كامل التدرمي الذي كان ف خطابه الليل بدمشق نيابة عن ابن جلة وفرح الناس بدينه وفضيلته‬
‫وف ذي القعدة مسك تنكز دواداره ناصر الدين ممد وكان عنده بكانة عظيمة جدأن وضربه بي يديه ضربا مبحا واستخلص منه أموال كثية ث حبسه بالقلعة ث نفاه إل القدس وضرب‬
‫جاعة من أصحابه منهم علء الدين بن مقلد حاجب العرب وقطع لسانه مرتي ومات وتغيت الدولة وجاءت دولة أخر مقدمها عنده حزة الذي كان سيه وعشيه ف هذه الدة الخية‬
‫وانزاحت النعمة عن الدوادار ناصر الدين وذويه ومن يليه وف يوم الثلثاء ثامن عشرين ذي القعدة ركب على الكعبة باب حديد أرسله السلطان مرصعا من السبط الحر كأنه آبنوس‬
‫مركب عليه صفائح من فضة زنتها خسة وثلثون ألفا وثلثمائة وكسر وقلع الباب العتيق وهو من خشب الساج وعليه صفائح تسلمها بنو شيبة وكان زنتها ستي رطل فباعوها كل درهم‬
‫بدرهي لجل التبك وهذا خطأ وهو ربا وكان ينبغي ان يبعوها بالذهب لئل يصل ربا بذلك وترك خشب الباب العتيق داخل الكعبة وعليه اسم صاحب اليمن ف الفردتي واحدة عليها ال‬
‫يا ول يا علي اغفر ليوسف بن عمر بن علي ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ العال تقي الدين ممود علي‬
‫ابن ممود بن مقبل الدقوقي أبو الثناء البغدادي مدث بغداد منذ خسي سنة يقرأ لم الديث وقد ول مشيخة الديث بالستنصرية وكان ضابطا مصل بارعا وكان يعظ ويتكلم ف العزية‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪163‬‬

‫والهنية وكان فردا ف زمانه وبلده رحه ال توف ف الحرم وله قريب السبعي سنة وشهد جنازته خلق كثي ودفن بتربة المام أحد ول يلف درها واحدا وله قصيدتان رثا بما الشيخ تقي‬
‫الدين ابن تيمية كتب بما إل الشيخ الافظ البزال رحه ال تعال‬
‫الشيخ المام العال عز القضاة‬
‫فخر الدين أبو ممد عبد الواحد بن منصور بن ممد بن الني الالكي السكندري أحد الفضلء الشهورين له تفسي ف ست ملدات وقصائد ف رسول ال صلى ال عليه وسلم حسنة وله ف‬
‫كان وكان وقد سع الكثي وروى توف ف جاد الول عن ثنتي وثاني سنة ودفن بالسكندرية رحه ال‬
‫ابن جاعة قاضي القضاة‬
‫العال شيخ السلم بدر الدين أبو عبد ال ممد بن الشيخ المام الزاهد أب إسحاق إبراهيم ابن سعد ال ابن جاعة بن حازم بن صخر الكنان الموي الصل ولد ليلة السبت رابع ربيع الخر‬
‫سنة تسع وثلثي وستمائة بماة وسع الديث واشتغل بالعلم وحصل علوما متعددة وتقدم وساد أقرانه وباشر تدريس القيمرية ث ول الكم والطابة بالقدس الشريف ث نقل منه إل قضاء‬
‫مصر ف اليام الشرفية ث باشر تداريس كباربا ف ذلك الوقت ث ول قضاء الشام وجع له معه الطابة مشيخة الشيوخ وتدريس العادلية وغيها مدة طويلة كل هذا مع الرياسة والديانة‬
‫والصيانة والورع وكف الذى وله التصانيف الفائقة النافعة وجع له خطب كان يطب با ف طيب صوت فيها وف قراءته ف الحراب وغيه ث نقل إل قضاء الديار الصرية بعد وفاة الشيخ‬
‫تقي الدين بن دقيق العيد فلم يزل حاكما با إل أن أضر وكب وضعفت أحواله فاستقال فأقيل وتول مكانه القزوين وبقيت معه بعض الهات ورتبت له الرواتب الكثية الدارة إل أن توف‬
‫ليلة الثني بعد عشاء الخرة حادي عشرين جادي الول وقد اكمل أربعا وتسعي سنة وشهرا واياما وصلى عليه من الغد قبل الظهر بالامع الناصري بصر ودفن بالقرافة وكانت جنازته‬
‫حافلة هائلة رحه ال‬
‫الشيخ المام الفاضل مفت السلمي‬
‫شهاب الدين أبو العباس أحد بن ميي الدين يي بن تاج الدين بن إساعيل بن طاهر بن نصر ال بن جهبل اللب الصل ث الدمشقي الشافعي كان من أعيان الفقهاء ولد سنة سبعي وستمائة‬
‫واشتغل بالعلم ولزم الشايخ ولزم الشيخ الصدر بن الوكيل ودرس بالصلحية بالقدس ث تركها وتول إل دمشق فباشر مشيخة دار الديث الظاهرية مدة ث ول مشيخة البادرائية فترك‬
‫الظاهرية وأقام بتدريس البادرائية إل أن مات ول يأخذ معلوما من واحدة منهما توف يوم الميس بعدا لعصر تاسع جادي الخرة وصلى عليه بعدالصلة ودفن بالصوفية وكانت جنازته حافلة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪164‬‬

‫تاج الدين عبد الرحن بن أيوب‬


‫مغسل الوتى ف سنة ستي وستمائة يقال إنه غسل ستي ألف ميت وتوف ف رجب وقد جاوز الثماني‬
‫الشيخ فخر الدين أبو ممد‬
‫عبد ال بن ممد بن عبدالعظيم ابن السقطي الشافعي كان مباشرا شهادة الزانة وناب ف الكم عند باب النصر ودفن بالقرافة‬
‫المام الفاضل مموع الفضائل‬
‫شهاب الدين ابو العباس أحد بن عبدالوهاب البكري نسبة إل أب بكر الصديق رضي ال عنه كان لطيف العان ناسخا مطيقا يكتب ف اليوم ثلث كراريس وكتب البخاري ثان مرات‬
‫ويقابله ويلده ويبيع النسخة من ذلك بألف ونوه وقد جع تاريا ف ثلثي ملدا وكان ينسخه ويبيعه أيضا بأزيد من الف وذكر أن له كتابا ساه منتهى الرب ف علم الدب ف ثلثي ملدا‬
‫أيضا وبالملة كان نادرا ف وقته توف يوم المعة عشرين رمضان رحه ال‬
‫الشيخ الصال الزاهد الناسك‬
‫الكثي الج علي بن السن بن أحد الواسطي الشهور بالي والصلح وكثرة العبادة والتلوة والج يقال إنه حج أزيد من أربعي حجة وكانت عليه مهابة ولديه فضيلة توف وهو مرم يوم‬
‫الثلثاء ثامن عشرين ذي القعدة وقد قارب الثماني رحه ال‬
‫المي عز الدين إبراهيم بن عبد الرحن‬
‫ابن أحد بن القواس كان مباشرا الشد ف بعض الهات السلطانية وله دار حسنة بالعقبية الصغية فلما جاءت الوفاة أوصى ان تعل مدرسة ووقف عليها أوقافا وجعل تدريسها للشيخ عماد‬
‫الدين الكردي الشافعي توف يوم الربعاء عشرين الجة‬
‫ث دخلت سنة اربع وثلثي وسبعمائة‬
‫استهلت بيوم الحد وحكام البلد هم الذكورون ف الت قبلها وف يوم المعة ثان ربيع الول أقيمت المعة بالاتونية البانية وخطب با شس الدين النجار الؤذن الؤقت بالموي وترك‬
‫خطابة جامع القابون وف مستهل هذا الشهر سافر المي شس الدين ممد التدمري إل القدس حاكما به وعزل عن نايبة الكم بدمشق وف ثالثه قدم من مصر زين الدين عبد الرحيم ابن‬
‫قاضي القضاة بدر الدين ابن جاعة بطابة القدس فخلع عليه من دمشق ث سافر إليها وف آخر ربيع الول باشر المي ناصر الدين بن بكتاش السامي شد الوقاف عوضا عن شرف الدين‬
‫ممود بن الطيي سافر بأهله إل مصر أميا نيابة با عن أخيه بدر الدين مسعود وعزل القاضي علء الدين ابن القلنسي وسائر الدواوين والباشرين الذين ف باب ملك المراء تنكز‬
‫وصودروا بائت ألف‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪165‬‬

‫درهم واستدعى من غزة ناظرها جال الدين يوسف صهر السن الستوف فباشر نظر ديوان النائب ونظر الارستان النوري ايضا على العادة‬
‫وف شهر ربيع الول أمر تنكز باصلح باب توما فشرع فيه فرفع بابه عشرة أذرع وجددت حجارته وحديده ف أسرع وقت وف هذا القوت حصل بدمشق سيل خرب بعض الدران ث‬
‫تناقص وف أوائل ربيع الخر قدم من مصر جال الدين آقوش نائب الكرك متازا إل طرابلس نائبها عوضا عن قرطا توف وف جادي الول طلب القاضي شهاب الدين ابن الجد عبد ال إل‬
‫دار السعادة فول وكلة بيت الال عوضا عن ابن القلنسي ووصل تقليده من مصر بذلك وهنأه الناس وفيه طلب المي نم الدين ابن الزيبق من ولية نابلس فول شد الدواوين بدمشق وقد‬
‫شغر منصبه شهورا بعد ابن الشاب وف رمضان خطب الشيخ بدر الدين أبو اليسر ابن الصائغ بالقدس عوضا عن زين الدين ابن جاعة لعراضه عنها واختياره العود إل بلده‬
‫قضية القاضي ابن جلة‬
‫لا كان ف العشر الخي من رمضان وقع بي القاضي ابن جلة وبي الشيخ الظهي شيخ ملك المراء وكان هو السفي ف تولية ابن جلة القضاء فوقع بينهما منافسة وماققة ف أمور كانت بينه‬
‫وبي الدوادار التقدم ذكره ناصر الدين فحلف كل واحد منهما على خلف ما حلف به الخر عليه وتفاصل من دار السعادة ف السجد فلما رجع القاضي إل منله بالعادلية أرسل إليه‬
‫الشيخ الظهي ليحكم فيه با فيه الصلحة وذلك عن مرسوم النائب وكأنه كان خديعة ف الباطن وإظهارا لنصرة القاضي عليه ف الظاهر فبدر به القاضي بادي الرأي فعزره بي يديه ث خرج‬
‫من عنده فتسلمه أعوان ابن جلة فطافوا به البلد على حار يوم الربعاء سابع عشرين رمضان وضربوه ضربا عنيفا ونادوا عليه هذا جزاء من يكذب ويفتات على الشرع فتأل الناس له لكونه‬
‫ف الصيام وف العشر الخي من رمضان ويوم سبع وعشرين وهو شيخ كبي صائم فيقال إنه ضرب يومئذ ألفي ومائة وإحدى وسبعي درة وال اعلم فما أمسى حت استفت على القاضي‬
‫الذكور وداروا على الشايخ بسبب ذلك عن مرسوم النائب فلم كان يوم تاسع عشرين رمضان عقد نائب السلطنة بي يديه بدار السعادة ملسا حافل بالقضاة وأعيان الفتيي من سائر‬
‫الذاهب وأحضر ابن جلة قاضي الشافعية والجلس قد احتف بأهله ول يأذنوا لبن جلة ف اللوس بل قام قائما ث أجلس بعد ساعة جيدة ف طرف اللقة إل جانب الحفة الت فيها الشيخ‬
‫الظهي وادعى عليه عند بقية القضاة أنه حكم فيه لنفسه واعتدى عليه ف القعوبة وأفاض الاضرون ف ذلك وانتشر الكلم وفهموا من نفس النائب الط على ابن جلة واليل عنه بعد أن كان‬
‫اليه فما انفصل الجلس حت حكم القاضي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪166‬‬

‫شرف الدين الالكي بفسقه وعزله وسجنه فانفض الجلس على ذلك ورسم على ابن جلة بالعذراوية ث نقل إل القلعة جزاء وفاقا والمد له وحده وكان له ف القضاء سنة ونصف إل أياما‬
‫وكان يباشر الحكام جيدا وكذا الوقاف التعلقة به وفيه نزاهة وتييز الوقاف بي الفقهاء والفقراء وفيه صرامة وشهامة وإقدام لكنه اخطأ ف هذه الواقعة وتعدى فيها فآل امره إل هذا‬
‫وخرج الركب يوم الثني عاشر شوال وأميه الي بغا وقاضيه مد الدين ابن حيان الصري‬
‫وف يوم الثني رابع عشرينه درس بالقبالية النفية نم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطرسوسي النفي عوضا عن شس الدين ممد بن عثمان بن ممد الصبهان ابن العجمي البطي‬
‫ويعرف بابن النبلي وكان فاضل دينا متقشفا كثي الوسوسة ف الاء جدا وأما الدرس مكانه وهو نم الدين بن النفي فإنه ابن خس عشرة سنة وهو ف النباهة والفهم وحسن الشتغال‬
‫والشكل والوقار بيث غبط الاضرون كلهم أباه على ذلك ولذا آل أمره أن تول قضاء القضاة ف حاية ابيه نزل له عنه وحدت سيته وأحكامه‬
‫وف هذا الشهر أثبت مضر ف حق الصاحب شس الدين غبيال التوف هذه السنة أنه كان يشتري أملكا من بيت الال ويوقفها ويتصرف فيها تصرف اللك لنفسه وشهد بذلك كمال الدين‬
‫الشيازي وابن أخيه عماد الدين وعلء الدين القلنسي وابن خاله عماد الدين القلنسي وعز الدين ابن النجا وتقي الدين ابن مراجل وكمال الدين بن الغويرة وأثبت على القاضي برهان‬
‫الدين الزرعي النبلي ونفذه بقية القضاة وامتنع الحتسب عز الدين ابن القلنسي من الشهادة فرسم عليه بالعذراوية قريبا من شهر ث أفرج عنه وعزل عن السبة واستمر على نظر الزانة‬
‫وف يوم الحد ثامن عشرين ذي القعدة حلت خلعة القضاء إل الشيخ شهاب الدين ابن الجد وكيل بيت الال يومئذ فلبسها وركب إل دار السعادة وقرئ تقليده بضرة نائب السلطنة‬
‫والقضاة ث رجع إل مدرسته القبالية فقرئ با أيضا وحكم بي خصمي وكتب على أوراق السائلي ودرس بالعادلية والغزالية والتابكيتي مع تدريس القبالية عوضا عن ابن جلة وف يوم‬
‫المعة حضر المي حسام الدين مهنا بن عيسى وف صحبته صاحب حاة الفضل فتلقاها تنكز وأكرمهما وصليا المعة عند النائب ث توجها إل مصر فتلقاها أعيان المراء وأكرم السلطان‬
‫مهنا بن عسى وأطلق له أموال جزيلة كثية من الذهب والفضة والقماش واقطعه عدى قرى ورسم له بالعود إل أهله ففرح الناس بذلك قالوا وكان جيع ما أنعم به عليه السلطان قيمة مائة‬
‫ألف دينار وخلع عليه وعلى أصحابه مائة وسبعي خلعة‬
‫وف يوم الحد سادس الجة حضر درس الرواحية الفخر الصري عوضا عن قاضي القضاة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪167‬‬

‫ابن الجد وحضر عنده القضاة الربعة وأعيان الفضلء وف يوم عرفة خلع على نم الدين بن أب الطيب بوكالة بيت الال عوضا عن ابن الجد وعلى عماد الدين ابن الشيازي بالسبة عوضا‬
‫عن عز الدين ابن القلنسي وخرج الثلثة من دار السعادة بالطرحات ومن توف فيها من العيان‬
‫الشيخ الجل التاجر بدر الدين‬
‫بدر الدين لؤلؤ بن عبد ال عتيق النقيب شجاع الدين إدريس وكان رجل حسنا ينجر ! ف الوخ مات فجأة عصر يوم الميس خامس مرم وخلف أولدا وثروة ودفن بباب الصغي وله بر‬
‫وصدقة ومعروف وسبع بسجد ابن هشام‬
‫الصدر أمي الدين‬
‫ممد بن فخر الدين أحد بن إبراهيم بن عبد الرحن بن ممد بن يوسف‬
‫ابن أب العيش النصاري الدمشقي بان السجد الشهور بالزبوة على حافة بردى والطهارة والجارة إل جانبه والسوق الذي هناك وله بامع النيب ميعاد ولد سنة ثان وخسمي وستمائة‬
‫وسع البخاري وحدث به وكان من أكابر التجار ذوي اليسار توف بكرة المعة سادس الحرم ودفن بتربته بقاسيون رحه ال‬
‫الطيب المام العال‬
‫عماد الدين أبو حفص عمر الطيب ظهي الدين عبدالرحيم بن يي بن إبراهيم بن علي بن جعفر ابن عبد ال بن السن القرشي الزهري النابلسي خطيب القدس وقاضي نابلس مدة طويلة ث‬
‫جع له بي خطابة القدس وقضائها وله اشتغال وف فضيلة وشرح صحيح مسلم ف ملدات وكان سريع الفظ سريع الكتابة توف ليلة الثلثاء عاشر الحرم ودفن بامل رحه ال‬
‫الصدر شس الدين‬
‫ممد بن إساعيل بن حاد التاجر بقيسارية الشرب كتب النسوب وانتفع به الناس وول التجار لمانته وديانته وكانت له معرفة ومطالعة ف الكتب توف تاسع صفر عن نو ستي سنة ودفن‬
‫بقاسيون رحه ال‬
‫جال الدين قاضي القضاة الزرعي‬
‫هو ابو الربيع سليمان ابن الطيب مد الدين عمر بن سال بن عمر بن عثمان الذرعي الشافعي ولد سنة خس وأربعي وستمائة بأذرعات وشاتغل بدمشق فحصل وناب ف الكم بزرع مدة‬
‫فعرف بالزرعي لذلك وإنا هو من أذرعات واصله من بلد الغرب ث ناب بدمشق ث انتقل إل مصر فناب ف الكم با ث استقل بولية القضاء با نوا من سنة ول قضاء الشام مدة مع‬
‫مشيخة الشيوخ نوا من سنة ث عزل وبقي على مشيخة الشيوخ نوا من سنة مع تدريس التابكية ث تول إل مصر فول با التدريس وقضاء العسكر ث توف با يوم الحد سادس صفر وقد‬
‫قارب‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪168‬‬


‫السبعي رحه ال وقد خرج له البزال مشيخة سعناها عليه وهو بدمشق عن اثني وعشرين شيخا‬
‫الشيخ المام العال الزاهد‬
‫زين الدين أبو ممد عبد الرحن بن ممود بن عبيدان البعلبكي النبلي أحد فضلء النابلة ومن صنف ف الديث والفقه والتصوف وأعمال القلوب وغي ذلك كان فاضل له أعمال كثية‬
‫وقد وقعت له كائنة ف أيام الظاهر أنه أصيب ف عقله أو زوال فكره أو قد عمل على الرياضة فاحترق باطنه من الوع فرأى خيالت ل حقيقة لا فاعتقد أنا أمر خارجي وإنا هو خيال‬
‫فكري فاسد وكانت وفاته ف نصف صفر ببعلبك ودفن بباب سطحا ول يكمل الستي وصلى عليه بدمشق صلة الغائب وعلى القاضي الزرعي معا‬
‫المي شهاب الدين‬
‫نائب طرابلس له أوقاف وصدقات وبر وصلت توف بطرابلس يوم المعة ثامن عشر صفر ودفن هناك رحه ال‬
‫الشيخ عبد ال بن يوسف بن أب بكر السعردي الوقت‬
‫كان فاضل ف صناعة اليقات وعلم الصطرلب وما جرى مراه بارعا ف ذلك غي أنه ل ينفع به لسوء أخلقه وشراستها ث إنه ضعف بصره فسقط من قيسارية بسى عشية السبت عاشر‬
‫ربيع الول ودفن بباب الصغي‬
‫المي سيف الدين بلبان‬
‫طرفا بن عبد ال الناصري كان من القدمي بدمشق وجرت له فصلو يطول ذكرها ث توف بداره عند مأذنة فيوز ليلة الربعاء حادي عشرين ربيع الول ودفن بتربة اتذها إل جانب داره‬
‫ووقف عليها مقرئي وبن عندها مسجدا بأمام ومؤذن‬
‫شس الدين ممد بن ممد بن قاضي حران‬
‫ناظر الوقاف بدمشق مات الليلة الت مات فيها الذي قبله ودفن بقاسيون وتول مكانه عماد الدين الشيازي‬
‫الشيخ المام ذو الفنون‬
‫تاج الدين ابو حفص عمر بن علي بن سال بن عبد ال اللخمي السكندران العروف بابن الفاكهان ولد سنة أربع وخسمي وستمائة وسع الديث واشتغل بالفقه على مذهب مالك وبرع‬
‫وتقدم بعرفة النحو وغيه وله مصنفات ف أشياء متفرقة قدم دمشق ف سنة إحدى وثلثي وسبعمائة ف أيام الخنائي فأنزله ف دار السعادة وسعنا عليه ومعه وحج من دمشق عامئذ وسع‬
‫عليه ف الطريق ورجع إل بلده توف ليلة المعة سابع جادي الول وصلى عليه بدمشق حي بلغهم خب موته‬
‫الشيخ الصال العابد الناسك اين‬
‫امي الدين اين بن ممد وكان يذكر أن اسه ممد بن ممد إل سبع عشر نفسا كلهم اسه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪169‬‬

‫ممد وقد جاور بالدينة مدة سني إل أن توف ليلة الميس ثامن ربيع الول ودفن بالبقيع وصلى عليها بدمشق صلة الغائب‬
‫الشيخ نم الدين القبان الموي‬
‫عبد الرحن بن السن بن يي اللخمي القبان قرية من قرى اشون الرمان أقام بماة ف زاوية بزار ويلتمس دعاؤه كان عابدا ورعا زاهدا آمرا بالعروف وناهيا عن النكر حسن الطريقة إل أن‬
‫توف با آخر نار الثني رابع عشر رجب عن ست وستي سنة وكانت جنازته حافلة هائلة جدا ودفن شال حاة كان عنده فضيلة واشتغل على مذهب المام احد بن حنبل وله كلم حسن‬
‫يؤثر عنه رحه ال‬
‫الشيخ فتح الدين بن سيد الناس‬
‫الافظ العلمة البارع فتح الدين بن أب الفتح ممد بن المام اب عمرو ممد بن المام الافظ الطيب اب بكر ممد بن أحد بن عبد ال بن ممد بن يي بن سيد الناس الربعي اليعمري‬
‫الندلسي الشبيلي ث الصري ولد ف العشر الول من ذي الجة سنة إحدى وسبعي وستمائة وسع الكثي وأجاز له الرواية عنهم جاعات من الشايخ ودخل دمشق سنة تسعي فسمع من‬
‫الكندي وغيه واشتغل بالعلم فبع وساد أقرانه ف علوم شت من الديث والفقه والنحو من العربية وعلم السي والتواريخ وغي ذلك من الفنون وقد جع سية حسنة ف ملدين وشرح قطعة‬
‫حسنة من أول جامع الترمذي رأيت منها ملدا بطه السن وقد حرر وحب وافاد وأجاد ول يسلم من بعض النتقاد وله الشعر الرائق الفائق والنثر الوافق والبلغة التامة وحسن الترصيف‬
‫والتصنيف وجودة البديهة وحسن الطوية وله العقيدة السلفية الوضوعة على الي والخبار ولاثار والقتفاء بالثار النبوية ويذكر عنه سوء أدب ف أشياء أخر سامه ال فيها وله مدائح ف‬
‫رسو ال صلى ال عليه وسلم حسان وكان شيخ الديث بالظاهرية بصر وخطب بامع الندق ول يكن ف مصر ف مموعة مثله ف حفظ السانيد والتون والعلل والفقه واللح والشعار‬
‫والكايات توف فجأة يوم السبت حادي عشر شعبان وصلى عليه من الغد وكانت جنازته حافلة ودفن عند ابن أب جرة رحه ال‬
‫القاضي مد الدين بن حرمي‬
‫ابن قاسم بن يوسف العامري الفاقوسي الشافعي وكيل بيت الال ومدرس الشافعي وغيه كانت له هة ونضة وعلت سنه وهو مع ذلك يفظ ويشغل ويشتغل ويلقي الدروس من حفظه إل‬
‫ان توف ثان ذي الجة وول تدريس الشافعي بعده شس الدين ابن القماح والقطبية باء الدين ابن عقيل والوكلة نم الدين السعردي الحتسب‬
‫وهو كان وكيل بيت الظاهر‬
‫ث دخلت سنة خس وثلثي وسبعمائة‬
‫استهلت وحكام البلد هم الذكورون ف الت قبلها وناظر الامع عز الدين ابن النجا والحتسب‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪170‬‬

‫عماد الدين الشيازي وغيهم وف مستهل الحرم يوم الميس درس بأم الصال الشيخ خطيب تبور عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين ابن الجد وحضر عنده القضاة والعيان وف‬
‫سادس الحرم رجع مهنا بن عيسى من عند السلطان فتلقاه النائب واليش وعاد إل أهله ف عز وعافية وفيه أمر السلطان بعمارة جامع القلعة وتوسيعه وعمارة جامع مصر العتيق وقدم إل‬
‫دمشق القاضي جال الدين ممد بن عماد الدين ابن الثي كاتب سربا عوضا عن ابن الشهاب ممود ووقع ف هذا الشهر والذي بعده موت كثي ف الناس بالانوق‬
‫وف ربيع الول مسك المي نم الدين بن الزيبق مشد الدواوين وصودر وبيعت خيوله وحوصاله وتوله بعده سيف الدين ثر ملوك بكتمر الاجب وهو مشد الزكاة وفيه كملت عمارة حام‬
‫المي شس الدين حزه الذي تكن عند تنكز بعد ناصر الدين الدوادار ث وقعت الشناعة عليه بسبب ظلمه ف عمارة هذا المام فقابله النائب على ذلك وانتصف للناس منه وضربه بي يديه‬
‫وضربه بالبندق بيده ف وجهه وسائر جسده ث أودعه القلعة ث نقله إل بية طبية فغرقه فيها وعزل المي جال الدين نائب الكرك عن نيابة طرابلس حسب سؤاله ف ذلك وراح إليها طيغال‬
‫وقد نائب الكرك إل دمشق وقد رسم له بالقامة ف سلخد فلما تلقاه نائب السلطنة واليش نزل ف دار السعادة واخذ سيفه با ونقل إل القلعة ث نقل إل صفت ث إل السكندرية ث كان‬
‫آخر العهد به وف جادي الول احتيط على دار المي بكتمر الاجب السامي بالقاهرة ونبشت وأخذ منها شيء كثي جدا وكان جد أولده نائب الكرك الذكور وف يوم السبت تاسع‬
‫جادي الخرة باشر حسام الدين أبو بكر ابن المي عز الدين أيبك التجيب شد الوقاف عوضا عن ابن بكتاش اعتقل وخلع على التول وهنأه الناس وف منتصف هذا الشهر علق الستر‬
‫الديد على خزانة الصحف العثمان وهو من خز طوله ثانية أذرع وعرضه أربعة أذرع ونصف غرم عليه أربعة آلف وخسمائة وعمل ف مدة سنة ونصف‬
‫وخرج الركب الشامي يوم الميس تاسع شوال وأميه علء الدين الرسي وقاضيه شهاب الدين الظاهري وفيه رجع جيش حلب إليها وكانوا عشرة آلف سوى من تبعهم من التركمان‬
‫وكانوا ف بلد أذنة وطرسوس وإياس وقد خربوا وقتلوا خلقا كثيا ول يعدم منهم سوى رجل واحد غرق بنهر جاهان ولكن كان قتل الكفار من كان عندهم من السلمي نوا من ألف رجل‬
‫يوم عيد الفطر فانا ل وإنا إليه راجعون‬
‫وفيه وقع حريق عظيم بماة فاحترق منه أسواق كثية وأملك وأوقاف وهلكت أموال لتصر وكذلك احترق أكثر مدينة أنطاكية فتأل السلمون لذلك وف ذي الجة خرب السجد‬

You might also like