Professional Documents
Culture Documents
الخوة المسلمين"
س : -1هل الكتاب المقدس هو كتاب الله الذى انزلة على سيدنا
المسيح عيسى بن مريم؟ومارأيكم فيما ينسب إلية من وقوع
التحريف فية ؟ومالذى يميز الكتاب المقدس عن غيرة من
الكتب ؟
الرد:
إن افضل طريقة للتأكد من أن الكتاب المقدس هو كلم الله هي
قراءته ،ولكنى مع ذلك سأقدم لك بعض الدلة التي تثبت ذلك ،
فالكتاب المقدس-:
-2فريد في ترابطه:
فقد كتيه أكثر من أربعين كاتبا عاشوا في فترة بلغت 1600سنة وهى
فترة ليست قليلة وكان هؤلء الكتاب يختلفون عن بعضهم البعض
فمنهم الطبيب مثل لوقا والفلح البسيط مثل عاموس والملك مثل
سليمان وقائد الجيش مثل يشوع والشاعر مثل داود والفيلسوف
والصياد والعالم والحاكم 0000ومع ذلك فعندما تقراه ل يمكنك أن
تشعر بأنة كتب من قبل كُتاب كثيرين عاشوا في أزمنة وبيئات
وثقافات مختلفة ،بل تجدة كتابا واحدا .
1
لم يكن هناك كتاب غيرة في كل الكون استطاع أن يخبرنا عما
سيحدث بعد مئات وآلف السنين والغريب أن ما أخبرنا به قد تحقق
فعل وبدقة عجيبة ومازالت نبوات العهد القديم تتحقق حتى الن
(الكتاب المقدس الذي بين أيدي اليهود الذين يكرهون المسيح) الذي
فيه حوالي 333نبوة تمت بكل دقة عن المسيح .أضف إلى ذلك
النبوات التي ستتم في المستقبل -:أهم نبوة ستتم قريبا جدا هي
مجيء المسيح مرة ثانية فلقد جاء في المرة الولى قبل حوالي ألفى
سنة مثل حمل وديع ليرفع خطية العالم بموته ،لكن في مجيئه الثاني
سيأتي كالسد الزائر الخارج من سبط يهوذا ليدين العالم وستجثو له
كل ركبة ممن في السماء ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف
كل إنسان أن يسوع المسيح هو رب المجد 0وسيحنى كل إنسان
تطاول علية رأسة ،نعم وسيخزى أمام ذاك الذي ستهرب الرض
والسماء من وجهة ولن يكون لهما موضع بعد 0
فما رأيك ياصديقى في هذا الكلم إن أثار لديك تساؤل أو تعليق فل
تتردد في الستفسار والكتابة على بريدي اللكتروني لن اتحادنا في
هدف عبادة الخالق الواحد والثبات في حقه هو غرضي وغرضك الذي
يحتم علينا أن نعمل معا ً داعين أن ينير الله لنا الطريق بإذنه تعالى.
س -2ما هو مفهوم الصلة فى المسيحية وأساليب
ت معين تجوز فيه الصلة أو ل ممارستها،وهل لها توقي ٌ
تجوز ،وهل من كلمات معينة لبد أن يُردِّدها المصلي في
صلته ؟
الرد
ماهاة النسان الروحية بالله خالقه .وهي كما س َّ إن الصلة هي صل ُ
بعض المفسرين بأنها التنفس الروحي للمؤمن الذي بدونه ل يقدر أن
يحيا روحيا ً .والصلة المسيحية هي التعبير الصادر من قلب المؤمن
يخاطب به أباه السماوي ليحمده ويشكره ويطلب منه ما يحتاج إليه .
فالصلة إذا ً هي اللغة التي يعبر فيها المؤمن عن حبه لله وشكره له
وعن ولئه لشخصه الكريم .ومن خلل صلته يقدم المصلّي طلباته
ص غيره . صه هو أو تخ ُّ ت معينة سواء كانت تخ ّ وتوسلته لسدِّ إحتياجا ٍ
فاحتياجات النسان كثيرة يمكنه أن يعرضها على الله في صلته ،
ن نظرةويرجوا الستجابة لها بحسب مراحم الله وإحساناته .إ َّ
المسيحية لله عدا عن كونه الخالق العظيم القادر على كل شيء فهو
م بأبنائه المؤمنين ،وهو ف رحي ٌ
ب عطو ٌ ن،وهو أ ٌ ب حنا ٌ ه مح ٌأيضا ً إل ٌ
ظ للعهد مع كل من دخل معه في عهد ولءٍ صادق . ن حاف ٌصديقٌ أمي ٌ
لذلك فكلمات الصلة التي يرفعها المؤمن لله تأتي عََفويَّه من منطلق
هذه المفاهيم فيعبّر في صلته ،عن حبه وولئه كما يقدم طلباته
ت تخرج من قلبه تعبّر فعليا ً عن مشاعره وهو وأدعيته وتوسلته بكلما ٍ
ضحه هنا هو أن الصلة يقف في محضر الله أثناء صلته .ما أريد أن أو ِّ
المقبولة لدى الله هي الصلة النابعة من قلب المصلّي من داخله من
أحاسيسه ،يخاطب بها الله ويتحدث إليه كالخالق العظيم والب
3
الرحيم .يحدثنا انجيل الوحي عن الصلة بأنها علقة فردية بين المؤمن
والله فهي علقة شخصية تربط الفرد المؤمن بربه .لذلك فهي ليست
خُر به أمام الناس لن الصلة علقة مع الله وليست علقة مع شيئا ً يُفا َ
الناس ،وهو سبحانه الفاحص القلوب والعالِم بالنيّات .أما الناس لو
رأوا انسانا ً يصلّي ل يرون إل الظاهر ،لذلك تظاهر النسان بصلته
ممأمام الناس يُحذُِّر منه النجيل ،لن التظاهر بالصلة أو الصوم يع ّ
ف المصلي عن جوهر الصلة حرِ ُ
الرياء ويكثر من النفاق في المة ،وي َ ْ
للهتمام بمظاهرها الخارجية وكسب مديح الناس .لذلك يقول المسيح
القدوس في عظته على الجبل المدونة في انجيل متى الصحاح
الخامس الكلمات التالية :
إذا ً أترك هناك قربانك /أي تنحى عن تقديم صلتك في بيت الله ،
سد ُ الخصومة
واذهب بالولى اصطلح مع أخيك أو جارك ،لئل تُْف ِ
استجابة الصلة وبركة الصلة .وهذا يدعو المسيحي المؤمن أن
يحافظ على علقةٍ طيبة سليمة مع الناس من حوله لئل يُلم في صلته
ف واحد .وعبادته حتى لو اقتضى المر أن تكون المسالمة من طر ٍ
س -3يشهد المسلمون بأن ل إله إل الله,,
فهل يشهد المسيحيون بأن ل إله إل الله ،أم
يؤمنون بثلثة آلهة ويشركون بالله؟
الرد:
معرفة المسيحيين بالله مصدرها إعلن الله عن ذاته في كلمته،
وإعلن الله عن ذاته نجده صريحا ً وواضحا ً في التوراة والنجيل ،أو
بعبارة أخرى في الكتاب الموحى به من الله والذي يسميه المسيحيون
الكتاب المقدس ,الذى يحرم تحريما ً باتا ً قاطعا ً أن نشرك مع الله
6
أحداً ,فأول وصية من الوصايا العشر التي أعطاها الله لبني إسرائيل
َ
م تَكَل ّ َ
م على يد موسى ،ونطق بها بصوته اللهي نجدها في الكلمات :ث ُ َّ
ك من أ َ ك الذي أ َ ت :أَنَا الَّر ُّ
صَرم ْ ض ِ ِ رْ ْ ِ َ ج
َ ر
َ خ
ْ ِ َ ُ ه ل ِ إ ب ما ِ ميِع هذهِ الْكَل ِ َ ج ِه بِ َ الل ّ ُ
صنَعْ ل َ َ َ ة أُ ْ
مثَالً ك تِ ْ ميَ .ل ت َ ْ ما ِخَرى أ َ ن لَ َ
ك آل ِ َه ٌ ت الْعُبُودِيَّةَِ .ل يَك ُ ْ ن بَي ْ ِ م ْ ِ
َ ْ
ن
م ْ ض ِ ما فِي الْر ِ ن فَوْقُ ،وَ َ م ْ ماءِ ِ س َ ما فِي ال َّ م َّ
ما ِ صوَرة ً َحوتا ً وََل ُ من ْ ُ َ
ن وََل تَعْبُدْهُ َّ جد ْ لَهُ َّ َ
ن *خروج س ُ ضَ .ل ت َ ْ ت الْر ِ
ح ِ ْ ن تَ ْم ْ ماءِ ِ ما فِي ال ْ َ
ت ،وَ َ ح ُ تَ ْ
,5-1 :20
معْ يَاس َ ثم تكلم موسى النبي لبني إسرائيل بالوحي اللهي فقال :إ ِ ْ
ل قَلْب ِ َ
ك ن ك ُ ِّم ْ
ك ِ ب الَّر َّ
ب إِل هَ َ ح ُّ
حدٌ .فَت ُ ِ
ب وَا ِ ب إِل هُنَا َر ٌّ ل :الَّر ُّ سَرائِي ُ
إِ ْ
ك *تثنية 4 :6و ,5 ل قُوَّت ِ َ ن ك ُ ِّ
م ْ س َ
ك وَ ِ ن ك ُ ِّ
ل نَْف ِ م ْوَ ِ
وفي سفر التثنية يقول موسى النبي لبني إسرائيل مؤكدا ً لهم وحدانية
ُ َ الله :فَا سأ َ
خل َ َ
ق ن الْيَوْم ِ الذِي َ م َ كِ ، ت قَبْل َ َ ن اْليَّام ِ اْلولَى التِي كَان َ ْ ِ َ ع ْ
ل ْ
َ َ َ
لصائِهَا .هَ ْ ماءِ إِلَى أقْ َ س َ صاءِ ال َّ ن أقْ َ م ْ ض ،وَ ِ
ِ ن عَلَى اْلْر سا َ ه فِيهِ اْلِن ْ َ الل ّ ُ
بشعْ ٌ معَ َ س ِ ل َ معَ نَظِيُرهُ؟ هَ ْ س ِ ل ُ مرِ الْعَظِيمِ ،أَوْ هَ ْ َ
ل هذا َاْل ْ مث ْ ُ جَرى ِ َ
َ َ
شَرعَ ل َ ش؟ أوْ هَ ْ ت وَعَا َ ت أن ْ َ معْ َ س ِ ما َ ط النَّارِ ك َ َ س ِ ن وَ َ م ْم ِ ت اللّهِ يَتَكَل ّ ُ صوْ َ َ
ط َ ً سهِ َ ْ ْ َ ّ
ت
ب وَآيَا ٍ جارِ َ ب ،بِت َ َ شعْ ٍ س ِ ن وَ َ م ْ شعْبا ِ خذ َ لِنَْف ِ ي وَيَأ ُ ن يَأت ِ َ هأ ْ الل ُ
ما
ل َ ل ك ُ ِّ مث ْ َمةٍ ِ ف عَظِي َ خاوِ َ م َ شدِيدَةٍ وَذَِراٍع َرفِيعَةٍ وَ َ ب وَيَد ٍ َ حْر ٍ ب وَ َ جائ ِ َ وَعَ َ
م أ َ َّ
ن ت لِتَعْل َ َ
ُ
ك قَد ْ أرِي َ م؟ إِن َّ َ م أعْيُنِك ُ ْ
ب إلهك ُم في مصر أ َما َ
ِ ْ َ َ َ م الَّر ُّ ِ ُ ْ ِ ل لَك ُ ُ فَعَ َ
نك أ َ َّ م وََردِّد ْ فِي قَلْب ِ َ سوَاهُ .,,فَا عْلَم ِ الْيَوْ َ خَر ِ سآ َ ه .لَي ْ َ ب هُوَ اْلِل ُ الَّر َّ
سماءِ من فَوقُ ،وعَلَى اْل َرض م َ
ل .لَي ْ َ
س سَف ُ نأ ْ ْ ِ ِ ْ َ ِ ْ ْ ه فِي ال َّ َ ب هُوَ اْلِل ُ الَّر َّ
7
سوَاه ُ *تثنية 35-32 :4و ,39
ِ
جدِي َل م ْ مي ،وَ َ س ِب هَذ َا ا ْ ونعود إلى سفر إشعياء فنقرأ اليات :أَنَا الَّر ُّ
ب وَلَي ْ َ
س ت *إشعياء ,8 :42أَنَا الَّر ُّ حوتَا ِ من ْ ُحي لِل ْ َ سبِي ِ خَر ،وََل ت َ ْ أُعْطِيهِ ِل َ
شرق ال َّ سوَايَ* ,,,إشعياء ,5 :45لِيَعْل َ ُ خُرَ .ل إِل َ َ
ن
م ْ س وَ ِم ِ ش ْ م ْ ِ ِ ن َ م ْ موا ِ
َ
ه ِ
َ
آ َ
خُر *إشعياء ,6 :45اُذ ْكُُروا سآ َ ب َولَي ْ َ س غَيْرِي .أنَا الَّر ُّ ن لَي ْ َ مغْرِبِهَا أ ْ َ
َ َ ْ َ ّ َ َ ْ َ َ ْ
مثْلِي. س ِ ه وَلي ْ َ خُر .الِل ُ سآ َ ه وَلي ْ َ قدِيم ِ ِلنِّي أنَا الل ُ منْذ ُ ال َ ت ُ الوَّلِي ّا ِ
ه .أَنَا هُوَ .أَنَا ل الذِي دَعَوْت ُ ُ سَرائِي ُ ب .وَإ ِ ْ معْ لِي يَا يَعُْقو ُ س َ *إشعياء ,9 :46ا ِ ْ
خُر *إشعياء ,12 :48وفي كتاب العهد الجديد الذي يسميه ل وَأَنَا اْل ِ اْلَوَّ ُ
جدُ س ُ ك تَ ْ ب إِلهِ َ القرآن النجيل نقرأ اليات البينات عن وحدانية الله ,لِلَّر ِّ
حدَه ُ تَعْبُد ُ *متى ,10 :4ولما جاء واحد من كتبة اليهود وسأل وَإِيَّاه ُ وَ ْ
ن أَوَّ َ َ ي أَوَّ ُ
صايَاو َل ال ْ َ ل ك ُ ِّ سوعُ :إ ِ َّ ه يَ ُ جاب َ ُ ل؟ فَأ َ ل الْك ُ ِّ صيَّةٍ هِ َ ة وَ ِ المسيح :أَي َّ ُ
حد ٌ *مرقس 28 :12و ,29 ب وَا ِ ب إِلهُنَا َر ٌّ ل .الَّر ُّ سَرائِي ُ معْ يَا إ ِ ْ س َ ي :ا ْ هِ َ
َ َ
حيَاة ُ اْلبَدِي َّ ُ
ن
ة :أ ْ ي ال ْ َ وفي صلة المسيح الشفاعية قال :وَهذِهِ هِ َ
َ يعرفُو َ َ
ه *يوحنا سلْت َ ُ ح الذِي أْر َ سي َ م ِ سوع َ ال ْ َ ك وَي َ ُ حد َ َ ي وَ ْ حِقيِق َّ ه ال ْ َت اْلِل َ ك أن ْ َ َْ ِ
,3 :17
َ ويقول بولس الرسول :نعل َ َ
ه
س إِل ٌ ن لَي ْ َ
ن فِي الْعَالَمِ ،وَأ ْ س وَث َ ٌن لَي ْ َ مأ َْْ ُ َ
حدا ً * 1كو ,4 :8وقد قال المسيح للمرأة السامرية :الل ّ ُ
ه خُر إ ِ ّل وَا ِ
آ َ
َ
جدُوا *يوحنا :4 س ُ
ن يَ ْق يَنْبَغِي أ ْ ح ِّ ه فَبِالُّروِح وَال َن لَ ُ
جدُو َ
س ُ
ن يَ ْ
ح .وَالذِي َ ُرو ٌ
سنا ً تَْفعَ ُ َ َ
ل ح َحدٌَ . ه وَا ِ ن الل ّ َ
ن أ َّ ت تُؤْ ِ
م ُ ,24وقال يعقوب في رسالته :أن ْ َ
*يعقوب ,19 :2كل هذه اليات التي تضيء بلمعانها صفحات الكتاب
المقدس ،وغيرها كثير ,,تؤكد بما ل يدع مجال ً للشك أن اليهود،
وكتابهم هو كتاب العهد القديم ,,والمسيحيين وكتابهم هو الكتاب
المقدس الذي يشمل كتاب العهد القديم وكتاب العهد الجديد ,,يؤمنون
بوحدانية الله ,لكنهم يؤمنون بوحدانية حقيقية هي وحدانية الله
الجامعة
8
لماذا ل تصلح أعمالنا الصالحة للتكفير عن ذنوبنا؟
الواقع أن هناك أربعة أسباب رئيسية لذلك :
1ـ أن العمال الصالحة التي نقوم بها ،مهما عظمت ،قيمتها محدودة لنها
صادرة من الِنسان المحدود .بينما حق الله الذي أسئ إليه بسبب الخطية ل حد
له .والمحدود ل يمكن قط أن يغطى غير المحدود.
2ـ أن هذه العمال الصالحة إذا كان بوسعنا حقا ً أن نعملها ليست تفضل ً منا
على الله ،بحيث نستحق الجزاء عليها .بل هي واجب علينا ،والتقصير فيه
يستوجب العقاب.
4ـ لن العمال التي نقول نحن عنها إنها صالحة ،ليست هي كذلك في نظر
الله ،بل إنها ملطخة بنقائص وعيوب الطبيعة البشرية الساقطة .تذكّر قول
النبي إشعياء كثوب عدة أي خرق نجسة كل أعمال برنا
إذا ً فمن يتجاهل تعليم الكتاب المقدس الصريح بهذا الخصوص ،ويصر
على القتراب إلى الله بأعماله ،فإنه يتبع قايين في طريقة ،طريق
العمال ،إذ يظن أن الِنسان إذا عمل أفضل ما عنده فإنه بذلك ينال
القبول عند الله.
وبالسف الشديد يوجد اليوم المليين ،في كل العالم ،الذين يتبعون
قايين في طريقة ،وعنهم تقول كلمة الله ويل لهم لنهم سلكوا طريق
قايين يهوذا . 11
ل مفر إذا ً من الطريق الذي رسمه الله ،فالعمال ل تصلح للتكفير،
إنها طريق قايين المرفوض: .
أيمكنك أن تتتبع نهر الدموع التي سالت من المـآقي على مر العصور بسبب
موت القريب والحبيب؟
أو يمكنك أن تلقي نظرة على المدافن في كل زمان ومكان ،وأن ترى النفوس
التي تلوعت والقلوب التي تحطمت عندها؟!
تحول الن عن الموت ولونه السود ،لكي تتأمل في الحروب وصبغتها الحمراء.
تأمل القتلى والمشوهين ،والسرى والمجروحين .تأمل الدمار والخراب لكل ما
كان يوما ينبض بالحياة !
مرة !
هذه كلها ثمرات الخطية ال ُ
زر السجون والتق بمن فيها .استمع إلى ما عملوه في المجتمع وما عمله
المجتمع فيهم!
وماذا عن الحانات والمراقص ودور الفجور ونوادي القمار .بل ماذا عن بيوت
مرتادي هذه الماكن؛ البيوت المحطمة ومن فيها من نسوة وبائسات وأولد
تعسا ْ وأزواج أو آباء محطمين.
لكن هل أنت بعد كل هذا قد عرفت ما هي الخطية؟ كل ،فأنت لم تَر إل
مظاهرها الخارجية .لقد شاهدت بعضا ً من أعراض المرض ل المرض ذاته.
أيمكنك أن تدخل إلي القلوب لتري كيف أفسدتها الخطية تماما .نعم فإن الداء
غائر في القلب ،والضربة أعمق من الجلد !
لكنك حتى لو دخلت إلى قلوب لترى ما فعلته الخطية في بنى البشر ,فليس
هذا هو الجزء الهم في المسألة .إن الخطية هي قبل كل شئ واقعة ضد
اعتبارات مجد الله .إن الخطية إهانة لمجد الله.
إن تعريف الخطية هو عدم إصابة الهدف .أما الهدف الذي كان مطلوبا ً منا أن
نصيبه فأخطأناه ،هو مجد الله.
رومية . 23 : 3
إنك إن لم تنظر إلى الخطية بهذه النظرة فلن يمكنك فهم الكفارة .ينبغي قبل
أن تبحث عن حل للمشكلة أن تعرف أول ً حقيقة المشكلة .فالخطية هي ضد
مجد الله كما قال داود النبي للرب إليك وحدك أخطأت ،والشر قدام عينيك
صنعت مزمور . 4 : 51آه ،ما أخطر أن تفعل الخطية أمام عيني الله ،ذاك
الذي عيناه أطهر من أن تنظر الشر ولتستطيع النظر إلى الجور حبقوق 13 : 1
!
نعم إن الخطية بشعة بشعة بشعة فيما عملته معنا وفينا .لكنها أبشع بما ل
يقاس في عيني الله وفى نور قداستة.
معنى الكفارة
الكلمة لغويا ً تعنى الستر .يقال كَفََر الشيء أي ستره وغطاه .والمر الذي
يحتاج إلى ستر في مسألتنا هي خطايانا ،وبتعبير أدق حالتنا الخاطئة ,من أمام
نظر الله.
نقرأ في سفر التكوين والصحاح 2كيف خلق الله الِنسان ،وكيف اختصه دون
باقي مخلوقاته بنسمة الحياة التي بها أصبح في توافق مع الله ،بحيث يمكنه أن
يعبده عبادة واعية .وكيف أعطاه الله السلطان والسيادة على كل الخليقة،
ولقد تجلى سلطانه هذا على كل المخلوقات عندما أحضر الله إليه كل
الحيوانات وكل الطيور ليدعوها باسمها.
لكن الله أعطاه أيضا ً وصية واحدة امتحانا ً له ،ليثبت بها تقديره لفضله عليه
وامتنانه على نعمته .فما الذي حدث؟
لقد جاء الشيطان مستخدما ً الحية تكوين ، 3وهمس في أذن حواء بكلم سام
مضمونه:
11
ثم إنه ليس عادلً،
!
!
هذه هي كلمات الحية للمرأة .وبكل أسف صدقت المرأة هذا كله ،وأكلت
وأعطت رجلها أيضا ً فأكل .وحدثت الكارثة فانفتحت أعينهما وعلما أنهما
عريانان.
ماذا كانت أولى محاولت النسان في الجنة بعد أن سقط في الخطية وتعرى؟
يقول الكتاب فخاطا أي آدم وحواء أوراق تين ،وصنعا لنفسهما مآزر لتغطية
عريهما .بكلمات أخرى هما حاول إصلح ما أفسداه ،وعلج ما اقترفته أيديهما،
لكن هيهات!
صحيح إنهما نجحا إلى حد ما في مداراة نتائج الخطية أحدهما عن الخر ،لكنهما
ما أن سمعا صوت الرب ماشيا ً في الجنة فانهما اختبئا خلف أشجارها .ولما
ب آدم قائل ً له أين أنت؟ كانت إجابته السيفة سمعت صوتك في الجنة نادى الر ُّ
فخشيت ،لني عريان فاختبأت.
أين إذا ً مآزر ورق التين التي كان قد عملها آدم وحواء؟ بالسف إنها لم تُجدِ
نفعا ً أمام الله.
إن أوراق التين وأشجار الجنة دلت على شعور أبوينا بالخزي ،وحاجتهما للستر.
لكنهما أثبتا فشل محاولة علج الخطية وسترها من أمام نظر الله .فهل تقدر
الخليقة أن تستر المخلوق عن نظر خالقه؟!
الكفارة في الذبيحة
لم تنته حادثة السقوط بالنسان عارياً ،فلقد تداخل الله بنفسه لعلج المر.
ليس آدم هو الذي قدر أن يستر نفسه ،لكن الله هو الذي فعل ذلك؛ إذ ل تُختتم
قصة السقوط قبل أن نقرأ :صنع الرب الله لدم وامرأته أقمصة من جلد
وألبسهما.
12
سلخ جلده .ما أجمل القول صنع
من أين أتى الله بالجلد؟ من حيوان ذ ُبح و ُ
الرب ..أقمصة ثم تقدم الرب بنفسه من النسان الخاطئ العاري لكي يستره
ويكسوه .ويا للنعمة التي تشع من هذه الكلمة الصغيرة البسيطة وألبسهما !!
حقا ً كم هو عجيب أنه في مشهد الخطية الولى في الجنة ،تلك الخطية التي
كانت تقضي عدل ً بموت أبوينا .فإنه لم يكن موتهما هو أول حادث يحدث بعد
خطيتهما .كل ،ليس آدم وحواء هما أول من ماتا ،بل كان حيوان برئ لم يخطئ
هو الذي ذبح ومات بدلهما .وتم ستر آدم وحواء بجلد الذبيحة ،ونجا آدم وحواء
بجلدهما.
وسوف نوضح فيما بعد أن هذه الذبيحة لم تكن إل رمزا ً بسيطا ً لعلج الله
العظيم ،وفدائه الذي كان عتيدا ً أن يجريه بذبح عظيم .لكننا الن نلخص
الدروس التي تعلمناها من خطية النسان الول حسبما ورد في تكوين .3
ولعل واحدا ً يتساءل :أما توجد طريقة أخرى للقتراب إلى الله بدون هذه
الكفارة؟
أما يمكننا أن نستر خطايانا عن نظر الله بأعمال التقشف والزهد ،أو حتى إذلل
الجسد؟ أتقدر الطقوس أو الممارسات الدينية المتنوعة أن تكفر عنا؟ ماذا عن
العمال الصالحة وأعمال الخير؟
الفادي .من هو ؟
1ـ يجب أن يكون خاليا ً من الخطية .فهو لو كان خاطئا ً لحتاج هو نفسه لمن
صلُح لكي يفدى غيره .ولهذا فكان في الرمز يلزم أن تكون يكفر عنه وما َ
الذبيحة بل عيب.
2ـ أل تقل قيمته عن الِنسان ليمكنه أن يكفر عنه ،أي يغطيه ويستره .وعليه
فل تنفع ذبيحة حيوانية.
3ـ لكن لنه ل يفدى إنسانا ً واحدا ً بل كثيرين ،فيجب أن تكون قيمته أكبر من
هؤلء الكثيرين .وعليه فل ينفع أن يكون إنسانا ً عادياً.
13
4ـ ثم يجب أل يكون مخلوقاً .فهو لو كان مخلوقا ً ل تكون نفسه ملكه هو بل
ملك الله خالقها ،وبالتالي فل يحق له تقديم نفسه لله .وعليه فإن الملئكة
ورؤساء الملئكة ل يصلحون ،لنهم مخلوقون من الله.
5ـ ولكي يمكنه أن يُمثِّل الِنسان أمام الله ،يتحتم أن يكون إنساناً
وبهذا وحده يمكن أن يكون نائبا ً عنه ،وأن يمثله أمام الله.
فيالها من معضلة! من أين لنا بمثل هذا الشخص العجيب الذي يجمع كل هذه
المواصفات معاً؟! إنسان ،خالي من الخطية ،غير مخلوق ،وقيمته أكبر من كل
البشر مجتمعين!!
لكن إن لم يكن عندنا نحن البشر حل لتلك المعضلة ،أل يوجد عند الله حل؟
قال أليهو -وهو واحد من أصحاب أيوب -إن وجد عنده عند الله مرسل ،وسيط،
واحد من ألف ليعلن للِنسان استقامتة أي استقامة الله أو بر الله ،يتراءف
ت فدية أيوب 23 : 33ـ 28 ُ
عليه ويقول أطلقه عن الهبوط إلى الحفرة .قد وجد ُ
.فهل وُجد مثل هذا الشخص عند الله؟ نعم ،يقول الرسول :عالمين أنكم
أفتديتم ..ثم يذكر لنا من هو الفادي المسيح معروفا ً سابقا ً قبل تأسيس العالم
1بطرس 19 : 1و 20إذا ً فحل تلك المعضلة ،معضلة من هو الفادي ؟ ليس عند
الناس بل عند الله .نعم ،فمن عندِه أتى المرسل ،الوسيط ،الذي سبق أن
تمناه أيوب عندما صرخ قائل ً ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا أيوب
! 33 : 9
مصالح يمكنه أن يضع يده على الله والناس في آن واحد ،فهذا وإذا كان هذا ال ُ
معناه أنه معادل لله ومعادل أيضا ً للناس .فمن ياتُرى يكون هذا الشخص ؟
إنه الرجل رفيق رب الجنود زكريا . 7 : 13إنه البن الزلي الذي صار ابن
الِنسان !!
لو لم يكن هو الِنسان لما أمكنه أن يكون نائبا ً عن الِنسان؛ يحمل خطاياهم
ويحتمل دينونتها بالنيابة عنهم.
ولو كان هو أقل ،ولو قيد شعرة من الب ،لما أمكنه قط أن يفى الله كل
حقوقه.
14
س -6لماذا جاء سيدنا المسيح (علية
السلم)؟ ومارأيكم فى وقوع التحريف
بالتوراة والنجيل ؟
الرد:
لماذا جاء المسيح؟ ..وادعاء التحريف… سؤال يتردد كثيرا ً في الذهان
… لماذا جاء ! ..والجابة في الغالب تأتي إجابة تقليدية بعيدة عن
الحقيقة فنحن غالبا ً سطحيون في كثير من القضايا الهامة في حياتنا ،
مستعدون للجابة عن أي سؤال بدون عمق .
لماذا جاء المسيح ؟
..سؤال طرح علينا ،يقول :لماذا جاء ؟ ..أما يكفي ما جاء به من
النبياء من قبله من تعاليم وإرشادات وشرائع وسنن ،وأنظمة وتقاليد
دينية ؟… فقبل الجابة على السؤال ماذا لو طرحناه بدورنا على
مجموعة من الناس في الشارع العام ،أتوقع أن لو حصل ذلك لسمعنا
خليطا ً من الجوبة التقليدية التي غالبا ً ما تكون بعيدة عن جوهر ما جاء
المسيح لجله .قال أحدهم :أنبياء كثيرون جاؤا قبل المسيح والنبياء
متشابهون في إرسالياتهم ،فكلهم /عن بكرة أبيهم /دعوا للتوبة
والرجوع إلى الله ،ونقلوا كلم الله لشعوبهم ،والمسيح واحد منهم
لم يتميّز عنهم بشيء .وقال آخر :جاء المسيح لقوم ٍ معين ليهديهم
ض مماثل .وقال ولغر خر إلى الحق .وما سبقه من أنبياء جاؤا لقوام أ ُ
ٍ ٍ
ثالث :جاء المسيح رسول من الرسل ليذكر الناس بعبادة الله
سر :ويهديهم للحق .هذه عينات من الجوبة التي تحاول أن تُف ِّ
" لماذا جاء المسيح " ؟
أجوبة تقليدية سهلة تتحدث عن صورة عامة لم يحاول أصحابها أن
يتحملوا عناء الغوص في دراسةٍ جادة للكشف عن لغزٍ يبدو غامضا ً في
أذهان الكثيرين خارج الوسط المسيحي .وهذا بالتالي أبقى على
ن تُرى يكون المسيح ؟ أهو مجرد نبي ؟ ..أو ماذا ؟.. م ْ
الغموض في َ
فالغموض الديني والبهام والوهم صوٌر مستقرة في حياتنا الدينية في
ن الكثير من معتقداتنا الشرق ،نورثها من جيل إلى جيل ،إذ أ َّ
ف متوارثة الممارسة ل تستند على نصوص الوحي بل تعتمد على أعرا ٍ
حص هذا المعتقد أو ذاك وتقاليد اجتماعية تتناقلها الجيال دون أن نتف َّ
هل هو مبني على علم صحيح ،أو مجرد فكرة طرحها خطيب متحمس
فلقت رواجا ً فتناقلتها العامة وكأنها منزلة من عند الله !… فالعقائد
المسيحية في الشرق يحف بها الغموض والبهام في أذهان غير
ل وهمية يتناقلها الناس من حولنا بخصوص المسيحية ،وهناك أقاوي ٌ
15
عقائدنا ل أساس لها من الصحة ،ومنها مقولة تدعي بأن التوراة
والنجيل محرفان .وعند محاورة أصحاب مثل هذه المقولة الخيالية
لثبات الدعاء ،يبكم الفواه دون أن تقدم حجة علمية أو وثائقية أو
منطقية تكون في مستوى الدعاء المعقول .إنما الفكرة موجودة في
ة واحدة تثبت صحة الدعاء ،وكل رؤوس المليين وليس من يقدم حج ً
خَّزنة في أذهان الناس ل تدعمها حجة .فهذا م َ
ما هنالك أنها مقولة ُ
الواقع الذي تتكرر مشاهده من حولنا يجعلنا أن نقول لصحاب الدعاء
:هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ،فالدعاء بتحريف التوراة والنجيل
ادعاء خطير ،وجريمة كهذه لبد أن تترك وراءها آثارا ً يدل عليها .إذ
يقال أن المجرم يترك دائما ً وراءه آثارا ً تدل عليه .ثم نتساءل لماذا
يُحَّرف الكتاب المقدس ؟ ..ومن يستفيد من تحريفه ؟ ..وهل عندما
حرفه محرفوه خففوا مثل ً من أحكام الله فيه كي يسهل عليهم ارتكاب
الثم ؟ ..ولكن كتاب التوراة والنجيل شديد على الكفار من زناةٍ
وسارقين وكاذبين وظالمين ،وخاطئين وجاحدين لنعم الله .ثم كيف
ه ! ..ولو حصل ،أين الله من هذا المجرم ن كتاب َ ْ
ن مؤم ٌ
يُحّرِف انسا ٌ
د
ب واحدٍ فري ْ الرديء؟ ..وأخيرا ً نقول لو كان التحريف في نسخةِ كتا ٍ
مُّر العملية ،لكننا أمام مليين النسخ من التوراة والنجيل فقد ت َ ُ
ف ك َّ
ل المنتشرة بلغات العالم ،فكيف يُوَفَّقْ من حَّرف الكتاب أن يُحّرِ َ
تلك النسخ ،فتأتي متطابقة كنسخة واحدة .لن التوراة والنجيل كانت
منتشرة قبل السلم بمئات السنين ،وبلغات العالم المعروفة آنذاك .
ن الكتاب المحرف كتاب فاسد ،وهذا ل يربي شعوبا ً راقية لها ثم إ َّ
حضاراتها وأنظمتها وقوانينها ،كالذي نراه اليوم في الشعوب
المسيحية في العالم… فالشعوب المسيحية وأنظمة الحكم فيها
معروفة لكل العالم ،شعوب تؤمن بحرية الفرد وتحافظ على حقوق
النسان وكرامته ،وتهتم بخدمة البشرية ،وتعنى بالعلم ،فمن الوسط
المسيحي انبثقت المؤسسات النسانية التي تعنى بالفقراء والمعاقين
ودور العجزة وبيوت اليتام ،وحضانات الطفال ،والمستشفيات العامة
والهتمام بأسرى الحروب وغيرها من خدمات إنسانية انتشرت فيما
بعد لباقي دول العالم ،والشعوب المسيحية كما نلحظ تستقبل
المهاجرين والمشردين من شعوب الرض ،فتعتني بهم وتأويهم
حرج أحدا ً على اتباع دين أو عقيدة ،بل وتصرف عليهم ،ول تُكْره أو ت ُ ْ
ل دينه ،والمهم لديهم أن تحترم معتقدات الناس ول تكِّفُرها .فلك ٍ
يكون الفرد مواطن صالح مخلص ل يؤذي غيره .أما عقيدته فبينه وبين
ربه .فهذه المبادىء السلوكية قارئي الكريم هي مبادئ نابعة من
إنجيل المسيح تعلمها الشعب والحكام من إنجيلهم … وهنا لبد من
16
ن الباء والجداد السابقين في الشعوب المسيحية هم الشارة إلى أ َّ
الذين رسخوا تلك المبادئ وأنظمة الحكم والقوانين النسانية المريحة
لشعوبهم .فأولئك الرواد كانوا حقيقة أكثر قربا ً لجوهر المسيحية من
الجيال الحاضرة ،وأجيال اليوم تنعم بمبادئ الحرية والديمقراطية
والعدالة ورعاية الشيخوخة ،والضمان الصحي والجتماعي وغير ذلك
من خدمات أساسها المبادئ المسيحية العادلة لخدمة شعوبها .وهذا
أدى بشعوبهم إلى ضمان معيشةٍ كريمة واستقرار الوضاع بطمأنينةٍ
وثقةٍ بمستقبل آمن .نعود إلى موضوعنا /فادعاء التحريف يُتْهم أمماً
ل مواهبها ،ودفعها صَق َ ب سماويْ ،هَذ َّ َ
ب شعوبها ،و َ راقية لها كتا ْ
لتكون في الطليعة بين أمم العالم .فالمدعي بالتحريف يقول لهذه
ب محَّرف .شيء معيب الشعوب :كتابكم الذي أسس حضاراتكم كتا ٌ
فعل ً ،والعيب فيه يقع على من يدعي التحريف لنه يمس عقيدة الغير
ُ
في الصميم دون حياء ،وهذه بحدِّ ذاتها علمة تخل ّف ،قد ل يكون
تخلّف عقلي بقدر ما يكون تخلّف أخلقي .ثم إن المر معيب فعل ً لن
من يدّعي بتحريف كتب غيره ل يقبل تهمة الغير لكتابه هو .فهو ل
يعامل الناس كما يريدهم أن يعاملوه ،هو يتكلم بفظاظه لتشويه كتب
الغير ،والغير ل يعامله بالمثل _ ،ل عن ضعف _ بل لن الغير هذ ّبته
تعاليم النجيل ،وصقلته أقوال المسيح ،وعلّمته أن الكلمة الطيبة
أفضل من المسيئة ،وأن رابح المعركة هو المتسامح الذي ل يرد
الساءة بالساءة .ونحن بهذا ل نسيء إلى دين بعينة لكن نشير
بالصبع إلى تصرفات الناس المخطئة بحق الجوار ،فالمشكل أننا على
اختلف عقائدنا ودياناتنا نحن نُلْبس الدين ما ليس فيه … ونرسم صوراً
ترقى إلى مستوى العقيدة ونخّزِنُها في أذهان شعوبنا ،ول ذكر بها في
كتبنا /كتب الوحي /ونعل ِّم الجيال البريئة ما ليس له وجود في عقائدنا
الساسية .وهنا يبدأ النحراف عن جادة الدين وأصالته .
عزيزي القارئ …
ن فكرة التحريف شبه عامة لدى إخواننا من المسلمين _ لكن يُلح ْ
ظ أ َّ
الملحظة الهم أن القرآن لم يقل شيئا ً في تحريف التوراة والنجيل ،
بل شهد لهما وحث على اتباعهما .فبشهادة القرآن للتوراة والنجيل
ن قرابة نستنتج أن التحريف حتى قيام السلم لم يكن قد حصل ،أي أ َّ
الستماية سنة التي سبقت السلم كانت التوراة والنجيل خالية من
التحريف …والنجيل في مثل هذا الزمن الطويل كان قد انتشر بمليين
النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك .فكيف سيتم التحريف لكتاب
منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة ! ..منطق التحريف منطقٌ
ساقط ،لذلك نقول أنه عند الحوار مع من يدّعي التحريف تُبْكم
17
الفواه لن ل حجة لدى الغير تثبت سلمة الدعاء ،فل تسمع سوى أن
" الكتاب محّرف " .أما كيف حّرف ..ومتى حّرِف ..وأين حّرف..
ولماذا حّرف ..والثبات على تحريفه … فتلك ل إجابة عليها لن القضية
مجرد ادعاء .فهو ادعاء غبي ،وادعاء غير مؤدّب ،ول يُعير انتباه
ت فكرة التحريف لمشاعر الخرين .لديَّ ملحظة أخرى /كيف تَثْب ُ ُ
أمام عشرات اللوف من النسخ الثرية القديمة للتوراة والنجيل وهي
محفوظة في متاحف الدنيا اليوم ،وتعود للقرون الربعة الولى
للمسيحية ،وكلها متطابقة لما بين أيدينا اليوم ،وتشهد لسلمة الكتاب
المقدس من التحريف .هذه لوحدها حجة علمية دافعة ،فالقضية ل
ينقصها حجج ..واحدة منها تكفي لو حسنت النوايا .
عزيزى القارئ …
ل أظنك تخشى الكلمة الصريحة المقدمة بحجةٍ دافعة إنما ل تخرج عن
إطار الدب .والن قبل أن أصل وإياك إلى ختام الجابة على هذا
السؤال ،لدي استفسار :ما رأيك بأن كل ما تدّعيه المسيحية مستندة
على إنجيل الله هو حق !… وكيف سيكون موقفك في يوم الدين
عندما تتفجر الحقيقة قدام عينيك ،وتسقط كل الدعاءات المعاكسة
التي تمسكت بها في حياتك كما تسقط أوراق الخريف لتحملها الرياح
إلى الفناء !… ولعلمك ففي يوم الدين ل فرصة هناك لعادة النظر
ن الله فيه سرائر الناس ،فل م يدي ُ
في المواقف المخطئة .فذلك يو ٌ
فرصة للتوبة ول لتعديل المسار .وأريد أن أقولها بصراحة هنا أننا نحن
كمسيحيين نعلم علم اليقين صحة ما نؤمن به ،نسمع النقد ونعلم أنه
باطل فالبدية على البواب وهناك ستنقشع الوهام .ثم من جهة
أخرى فنحن بحياتنا وسلوكنا وتعاملنا مع كل الناس نقدم الشهادة
الحية لصحة ما نؤمن به .ونحن نثق بالله أنه ل يخذل أحبابه .
س -7مارأيكم فى القول أن انجيل المسيح
(علية السلم) الصحيح هو انجيل
برنابا؟ولماذا لتعترفون بانجيل برنابا؟
الرد
ة أقول أن الكثيرين يذكرون هذا الكتاب بهذا السم وكأنه انجيل بداي ً
حقيقي بينما في الواقع أكثر من % 99من هؤلء لم يقرأوه ولم يََروْهُ
علم
ٍ ومع ذلك فأثناء بحثهم وجدالهم مع الغير يستشهدون به دون
مؤَل ِّفه ...وأيضا ً بدون الطلع على
بمحتواه وبأصلهِ وفصله ،وبحقيقة ُ
رأي العلماء الجلء من مسلمين ومسيحيين الذين اطلعوا على الكتاب
18
وأعلنوا رأيهم فيه ونَبَذوه .وقبل أن ندخل في التفاصيل في تحليل هذا
الكتاب المزيف المسمى " انجيل برنابا " أريد أن أقول أنني أتحدَّى أن
ة بهذا الكتاب ،ومقتنعٌ فعلً
ن فرد ٌ واحد يؤمن حقيق ً
يكون هناك إنسا ٌ
ة وتفصيل ً ! ...ولماذا أقول هذا ؟بما ورد فيه جمل ً
أقوله أول ً :لن من اطلع على هذا الكتاب ل يمكنه أن يجازف فيقرن
ت زيفه ، ش يحمل في ذاته وبين سطوره علما ِ ب ه ٍّ
نفسه بعقيدةِ كتا ٍ
ت مربكة ل يعرف كيف فيقع المدافع عنه في مواقف حرجة ومطبا ٍ
يخرج منها بسلم .وأقول ثانيا ً :ان من يريد أن يدافع عن هذا الكتاب
عليه أن يقف موقف الرجال في دفاعه عما يؤمن به ،فيقول ما عنده
ويبدي ملحظاته المؤكَّدة لديه ثم يصغي لما لدى الطرف الخر من
ط الغير الضواء سل ِّ ُ
ي حين توضع النقاط على الحروف وحين ي ُ َ رأ ٍ
الكاشفة على الزوايا المعتمة في هذا الكتاب وهي كثيرة .لذلك أقول
أنه على مدى التاريخ كله ل يوجد من يَتَبَنَّى حقيقة اليمان بهذا الكتاب
ن منى به من الله .ولكن يُلحظ أ َّ ي موح ً
ل حقيق ٍفي نقاشه كانجي ٍ
يطرح اسم هذا الكتاب في نقاشه أو جداله إنما يطرحه فقط لجل
ة دخانية في وجه الجدال ،أو لذّرِ الرماد في العيون أو كمن يفجر قُنبل ً
غيره لجل المشاغلة فقط وليس في عملية جادة للوصول إلى
الحقيقة ،لن من يطّلع على هذا الكتاب المزيف ل تفوته السخافات
الواردة فيه إل من تغابى عن الحق ،وسنشير إلى عينةٍ من ما ورد فيه
من سخافات .
أول ما نلحظه في هذا البحث أنه لم يكن وجود ٌ أو ذكٌر لهذا الكتاب
المزوّر المسمى انجيل برنابا قبل القرن الخامس عشر للميلد ،أي
خلل اللف خمسماية سنة بعد موت برنابا .إلى أن جاء أحدهم في
عظام
ٍ القرن الخامس عشر ونبش القبور ووضع القلم والوراق في
بالية بيد برنابا الذي شبع موتا ً وقال له :اكتب لنا إنجيل ً نسميه
باسمك ! ....يا ناس حرام عليكم ،اذكروا أن شهادة الزور هي من بين
19
الجرائم المنهي عنها في الوصايا العشر .أعود فأقول انه لو كان وجود
لما يسمى بانجيل برنابا في الخمسة عشر قرن الولى من التاريخ
الميلدي لظهر له اسم ولو على هامش كتب التاريخ أو في الوراق
والوثائق العديدة التي تعد بعشرات اللوف من المخطوطات
المحفوظة اليوم في متاحف العالم ،أو على القل لكان فيه نسخاً
بأيدي بعض المسلمين القدماء .ثم لو كان لهذا الكتاب وجود في
التاريخ لما اختلف علماء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير
والرازي في شرح وتفسير آخرة المسيح على الرض ومن هو الذي
صلب فعل ً على الصليب ذلك لن المسمى انجيل برنابا يوضح أن الذي
صلب هو يهوذا السخريوطي وليس المسيح ،بينما العلماء المذكورون ُ
أشاروا إلى غير ما أشار إليه الكتاب المذكور بدليل عدم تواجده في
ي واحدزمنهم وإل لسترشدوا برأيه واهتدوا بهديه واتفقوا على رأ ٍ
بخصوص صلب المسيح .ثم يلحظ أن العلماء الجلء من المسلمين
كانوا قد أشاروا فيما أشاروه في كتاباتهم فذكروا انجيل متى وانجيل
مرقس وانجيل لوقا وانجيل يوحنا .وليس بينهم من أشار إلى ذكر
اسم برنابا بين كتّاب النجيل .فهذا أيضا ً دليل بين أدلة كثيرة بأن هذا
الكتاب المزوّر هو كتاب لم يكن له وجود في القرون الخمسة عشر
الولى من التاريخ الميلدي .وعندما أُثير اسم انجيل برنابا لول مرة
في الوساط الورويبية في القرن الخامس عشر قام بعض العلماء
والمتخصصين بالبحث والتنقيب فوجدوا أن راهبا ً اسمه مارينو كان قد
أسلم في القرن الخامس عشر للميلد وتسمى باسم جديد هو "
مصطفى العََرنْدي " وهو الذي ألّف الكتاب وادعى أنه ترجمها عن
نسخةٍ إيطالية بينما لوحظ أن النسخة اليطالية نفسها منقولة عن
أصل عربي وأن محتويات الكتاب منسجمة مع العقيدة الجديدة لمارينو
...فهو بعد إسلمه درس القرآن وتعلم العربية فحاول أن يلئم بين
عقيدته الجديدة والكتاب الذي ألفه ظنا ً منه أن كتابه الجديد يمكن أن
ينافس أو يحل محل النجيل الصحيح المنتشر بين جميع المسيحيين
على اختلف لغاتهم وشعوبهم ،ولكن كتاب مارينو /أو مصطفى
العرندي أُجهض لسخافته ولم ير النور وفشل في أن يشق طريقه بين
الناس أمام شموخ ومجد وجلل انجيل الله /انجيل الوحي الذي صمد
بعزم ٍ وثبات قبل وبعد مارينو بزمن طويل وما زال وسيبقى في قمة
مجده لنه ذِكُْر الله والله له حافظ يحميه ويحرسه من عبث العابثين
صدُقَ عليه القول بحق أنه المتهم البريء ،فهو .أما برنابا فيمكن أن ي َ ْ
لم يؤلف كتابا ً ل في حياته ول بعد موته (طبعاً) ولم يكن له علم بهذا
ُ
ف وخمسماية الكتاب ،إنما اسم الكتاب ألصق به زورا ً بعد وفاته بأل ٍ
20
سنة .
وبرنابا هذا كان يهوديا ً من جزيرة قبرص آمن بالمسيح بعد صعود
المسيح إلى السماء بتسع سنوات ،فهو لم ير المسيح بعينيه ولم
يسمع منه كلمة ول تكليفا ً بكتابة أي شيء .ولكنه سمع عن المسيح
وآمن به وأخلص لله وشارك في نشر الدعوة المسيحية في البلد
الوروبية برفقة بولس رسول المسيح .وكان قد تعرف على بولس
الرسول ورافقه لبعض الوقت في جولته التبشيرية .ومن الطريف أن
يذكر أن المدعو مرقس كاتب انجيل مرقس هو ابن أخت برنابا ،وقد
ورد ذلك في سفر أعمال الرسل من النجيل ويتضح هناك اهتمام
برنابا بابن أخته مرقس وتشجيعه له إذ أخذه معه ورافقه في إحدى
جولته التبشيرية .إذا ً برنابا خال مرقس /ومرقس هو كاتب انجيل
مرقس ،فالمطّلع المفتّش عن الحقيقة يلحظ أن الفرق بين انجيل
مرقس وما يسمى بانجيل برنابا كالفرق بين الثرى والثريا مما ينفي
ب إليه .
س َ
علقة برنابا بما ن ُ ِ
أن دعوة المسيح بدأت فى أرض فلسطين والتى كانت آنذاك تابعة لليهودية
وهى الرض التى تشرفت بميلد المسيح وعاش فيها وقد كان طبيعيا ً أن يبدأ
المسيح بداية دعوته فى الموطن الذى نشأ فية (اليهودية) ثم بعد ذلك تمتد
الدعوة إلى أما كن أخرى ومن الدلة التى تثبت ذلك قول المسيح لحوارية قبل
صعوده إلى السماء فى إنجيل متى الصحاح 10والية ( 15وقال لهم اذهبوا
إلى العالم اجمع واكرزوا بالنجيل للخليقة كلها) فاستجاب الحواريين لمر
المسيح كما جاء فى متى إصحاح 16والية ( 20واما هم فخرجوا وكرزوا في
كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلم باليات التابعة.آمين)
ليس هذا فقط بل لعلك سمعت أو قرأت قصة اهتداء شخص اسمه كرنيليوس
كما جاءت فى سفر أعمال الرسل الصحاح العاشر هذا الرجل لم يكن يهودياً
ومع ذلك قدم الرسول بطرس ( أحد الحواريين) الرسالة المفرحة لة ومع آن
كرنيليوس كان تقيا ً يمارس الصلوات والصوام فى مواعيدها ويصنع صدقات
للفقراء إل أنة كان يحتاج لشىء أساسى وضرورى هو اليمان بالمسيح
المخلص وهذا ما فعلة أخيرا .وهناك العديد من الشخصيات التى آمنت رغم أنها
غير مسيحية الصل.
وفى قصة المرأة التى ذكرتها تكلم سيدنا المسيح (سلمه علينا) هنا بلغة يفهم
منها اليهود السامعين أنهم ضلوا عن الله ،وأن البركة ينالها فقط أبناء اليمان.
فمدح المسيح إيمان المرأة وشفى ابنتها تعبيرا على قبوله لها كابنة مؤمنة بالله
رغم أنها لم تكن إسرائيلية .وقد أمر المسيح أتباعه أن يبشروا العالم أجمع بأنه
ينقذ كل مؤمن به من غير اليهود ،ويعطيه غفرانا إلهيا وجنة سماوية وهنا ل
تتعارض كلمات السيد المسيح هذه مع حقيقة أن رسالة الله هى لجميع الناس
ولقد قام السيد المسيح بخدمات للمم ( غير اليهود) فى مناسبات كثيرة فى
أثناء خدمته وما أراد السيد المسيح أن يقولة للمرأة هو أن اليهود يجب أن
تكون لهم الفرصة الولى لقبوله كالمسيح لن الله اختارهم لتقديم رسالة
الخلص لسائر العالم فالسيد المسيح لم يرفض هذه المرأة بل لعلة كان يريد
أن يمتحن إيمانها أو لعلة أراد أن يستخدم الموقف فرصة أخرى لتقديم درس
عن أن اليمان متاح لجميع الناس كما آن السيد المسيح فى النهاية استجاب
لطلبة هذه المرأة وشفى ابنتها.
23
أختم كلمى بما جاء فى النجيل بحسب ما دونه يوحنا الصحاح الول واليات
من 11الى ( 13إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله واما كل الذين قبلوه
فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولد الله آى المؤمنون باسمه .الذين ولدوا ليس
من دم ول من مشيئة جسد ول من مشيئة رجل بل من الله )
إذن دعوة ومحبة السيد المسيح ليست عنصرية وهى موجهة لى
شخص من أى مكان وفى أى زمان.
-1أن كان الفارقليط هو محمد فالفارقليط هو روح الله إذن محمد هو
روح الله وروح الله غير محدود لكن محمد محدود والغير محدود ل
يدرك بالنظر لكن محمد أدركه الكثيرين بالنظر ( .إذن فالفارقليط
ليس هو محمد)
-5الفارقليط يمكث إلى البد ولكن محمد توفى بعد 63سنة ( .إذن
فالفارقليط ليس هو محمد)
وهكذا كما ترى يا صديقى أن هذا اليات الكريمة ل تشير إلى محمد
من قريب أو بعيد ولكنها اشارة الى الروح القدس وأدعوك ياصديقى
أن تقرأ اليات مرة اخرى.
25