You are on page 1of 25

‫"أجابات على أسئلة‬

‫الخوة المسلمين"‬
‫س ‪: -1‬هل الكتاب المقدس هو كتاب الله الذى انزلة على سيدنا‬
‫المسيح عيسى بن مريم؟ومارأيكم فيما ينسب إلية من وقوع‬
‫التحريف فية ؟ومالذى يميز الكتاب المقدس عن غيرة من‬
‫الكتب ؟‬

‫الرد‪:‬‬
‫إن افضل طريقة للتأكد من أن الكتاب المقدس هو كلم الله هي‬
‫قراءته ‪،‬ولكنى مع ذلك سأقدم لك بعض الدلة التي تثبت ذلك ‪،‬‬
‫فالكتاب المقدس‪-:‬‬

‫‪-1‬فريد في قوة تأثيرة‪:‬‬


‫فقد قرأه الكثيرون من الناس الشرار والتعساء فتبدلت حياتهم وهم‬
‫يعيشون الن حياة البر والسعادة‬

‫‪-2‬فريد في ترابطه‪:‬‬
‫فقد كتيه أكثر من أربعين كاتبا عاشوا في فترة بلغت ‪1600‬سنة وهى‬
‫فترة ليست قليلة وكان هؤلء الكتاب يختلفون عن بعضهم البعض‬
‫فمنهم الطبيب مثل لوقا والفلح البسيط مثل عاموس والملك مثل‬
‫سليمان وقائد الجيش مثل يشوع والشاعر مثل داود والفيلسوف‬
‫والصياد والعالم والحاكم ‪ 0000‬ومع ذلك فعندما تقراه ل يمكنك أن‬
‫تشعر بأنة كتب من قبل كُتاب كثيرين عاشوا في أزمنة وبيئات‬
‫وثقافات مختلفة ‪،‬بل تجدة كتابا واحدا ‪.‬‬

‫‪-3‬فريد في صدق نبواته‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لم يكن هناك كتاب غيرة في كل الكون استطاع أن يخبرنا عما‬
‫سيحدث بعد مئات وآلف السنين والغريب أن ما أخبرنا به قد تحقق‬
‫فعل وبدقة عجيبة ومازالت نبوات العهد القديم تتحقق حتى الن‬
‫(الكتاب المقدس الذي بين أيدي اليهود الذين يكرهون المسيح) الذي‬
‫فيه حوالي ‪333‬نبوة تمت بكل دقة عن المسيح ‪ .‬أضف إلى ذلك‬
‫النبوات التي ستتم في المستقبل ‪ -:‬أهم نبوة ستتم قريبا جدا هي‬
‫مجيء المسيح مرة ثانية فلقد جاء في المرة الولى قبل حوالي ألفى‬
‫سنة مثل حمل وديع ليرفع خطية العالم بموته ‪ ،‬لكن في مجيئه الثاني‬
‫سيأتي كالسد الزائر الخارج من سبط يهوذا ليدين العالم وستجثو له‬
‫كل ركبة ممن في السماء ومن على الرض ومن تحت الرض ويعترف‬
‫كل إنسان أن يسوع المسيح هو رب المجد ‪0‬وسيحنى كل إنسان‬
‫تطاول علية رأسة ‪ ،‬نعم وسيخزى أمام ذاك الذي ستهرب الرض‬
‫والسماء من وجهة ولن يكون لهما موضع بعد ‪0‬‬

‫هل حدث تغيير في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا‬


‫اليوم؟‬
‫أستطيع ان أقول ل لسببين ‪-1 -:‬عندما يعطى الله النسان كتابا من‬
‫عنده فهل تظن أنة ل يستطيع المحافظة علية من عبث البشر ؟ وآل‬
‫فأنك تشك في درة اله القدير وتؤمن بان النسان أقوى منة ويستطيع‬
‫أن يعبث بكتابة ‪-2 0‬من زور الكتاب المقدس وأين ولماذا ؟ أنت تعرف‬
‫أن الكتاب المقدس تُرجم من البداية إلي لغات عديدة وأنة انتشر في‬
‫القرن الثاني الميلدي في كل ربوع الرض فمن الذي كان بمدورة أن‬
‫يصل ألي كل النسخ بلغاتها المختلفة التي بلغت حوالي ‪ 15‬لغة قبل‬
‫القرن السادس عشر الميلدي‪.‬وتذكر أن العهد القديم الذي لدى‬
‫المسيحيين هو نفسه توراة اليهود وأنت وتعرف العداء القائم بينهما‬
‫فكيف اتفقوا على تزويره وماهى السباب التي دفعتهم للتفاق على‬
‫تزويره‪ .‬وهل يزور النسان لكي يصبح غنيا أم فقيرا ً ؟ فلقد كان كل‬
‫العالم ضد المسيحيين الوائل أضف إلى ذلك انهم كانوا أقلية قليلة ل‬
‫تُذكر‪ .‬وقد استشهد الكثيرون منهم وهم يدافعون عن التمسك بكتابهم‬
‫المقدس‪.‬فهل يدافعون عن كتاب كاذب قاموا هم بتزويره‪.‬وهل تعرف‬
‫أن يوجد الن أكثر من ‪24000‬مخطوطة أثرية للكتاب المقدس ترجع‬
‫تواريخ كتابتها إلى القرون الولى للمسيحية وأنة ل يوجد اختلف واحدة‬
‫منها وبين الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم؟ إن أسهل شئ أن‬
‫‪2‬‬
‫يتهم النسان أخية النسان لكن من الصعب إن يثبت بالدلة والبراهين‬
‫إدعائة (فالبينة على من أدعي) أخيراً…أقول لك ياصديقى إن رسالة‬
‫النجيل هي رسالة الفرح والسلم والتحرير من قيود الشيطان فقد‬
‫قال سيدنا المسيح "وتعرفون الحق والحق يحرركم" فكل من يقبل عن اقتناع وبدون‬
‫ن جديداً‪.‬‬
‫ضغط أو فرض علية من أحد يتغير قلبه وسلوكه وحياته بالكامل ويصبح إنسا ً‬

‫فما رأيك ياصديقى في هذا الكلم إن أثار لديك تساؤل أو تعليق فل‬
‫تتردد في الستفسار والكتابة على بريدي اللكتروني لن اتحادنا في‬
‫هدف عبادة الخالق الواحد والثبات في حقه هو غرضي وغرضك الذي‬
‫يحتم علينا أن نعمل معا ً داعين أن ينير الله لنا الطريق بإذنه تعالى‪.‬‬
‫س ‪ -2‬ما هو مفهوم الصلة فى المسيحية وأساليب‬
‫ت معين تجوز فيه الصلة أو ل‬ ‫ممارستها‪،‬وهل لها توقي ٌ‬
‫تجوز ‪ ،‬وهل من كلمات معينة لبد أن يُردِّدها المصلي في‬
‫صلته ؟‬
‫الرد‬

‫ماها‬‫ة النسان الروحية بالله خالقه ‪ .‬وهي كما س َّ‬ ‫إن الصلة هي صل ُ‬
‫بعض المفسرين بأنها التنفس الروحي للمؤمن الذي بدونه ل يقدر أن‬
‫يحيا روحيا ً ‪ .‬والصلة المسيحية هي التعبير الصادر من قلب المؤمن‬
‫يخاطب به أباه السماوي ليحمده ويشكره ويطلب منه ما يحتاج إليه ‪.‬‬
‫فالصلة إذا ً هي اللغة التي يعبر فيها المؤمن عن حبه لله وشكره له‬
‫وعن ولئه لشخصه الكريم ‪ .‬ومن خلل صلته يقدم المصلّي طلباته‬
‫ص غيره ‪.‬‬ ‫صه هو أو تخ ُّ‬ ‫ت معينة سواء كانت تخ ّ‬ ‫وتوسلته لسدِّ إحتياجا ٍ‬
‫فاحتياجات النسان كثيرة يمكنه أن يعرضها على الله في صلته ‪،‬‬
‫ن نظرة‬‫ويرجوا الستجابة لها بحسب مراحم الله وإحساناته ‪ .‬إ َّ‬
‫المسيحية لله عدا عن كونه الخالق العظيم القادر على كل شيء فهو‬
‫م بأبنائه المؤمنين ‪ ،‬وهو‬ ‫ف رحي ٌ‬
‫ب عطو ٌ‬ ‫ن‪،‬وهو أ ٌ‬ ‫ب حنا ٌ‬ ‫ه مح ٌ‬‫أيضا ً إل ٌ‬
‫ظ للعهد مع كل من دخل معه في عهد ولءٍ صادق ‪.‬‬ ‫ن حاف ٌ‬‫صديقٌ أمي ٌ‬
‫لذلك فكلمات الصلة التي يرفعها المؤمن لله تأتي عََفويَّه من منطلق‬
‫هذه المفاهيم فيعبّر في صلته ‪ ،‬عن حبه وولئه كما يقدم طلباته‬
‫ت تخرج من قلبه تعبّر فعليا ً عن مشاعره وهو‬ ‫وأدعيته وتوسلته بكلما ٍ‬
‫ضحه هنا هو أن الصلة‬ ‫يقف في محضر الله أثناء صلته ‪ .‬ما أريد أن أو ِّ‬
‫المقبولة لدى الله هي الصلة النابعة من قلب المصلّي من داخله من‬
‫أحاسيسه ‪ ،‬يخاطب بها الله ويتحدث إليه كالخالق العظيم والب‬
‫‪3‬‬
‫الرحيم ‪ .‬يحدثنا انجيل الوحي عن الصلة بأنها علقة فردية بين المؤمن‬
‫والله فهي علقة شخصية تربط الفرد المؤمن بربه ‪ .‬لذلك فهي ليست‬
‫خُر به أمام الناس لن الصلة علقة مع الله وليست علقة مع‬ ‫شيئا ً يُفا َ‬
‫الناس ‪ ،‬وهو سبحانه الفاحص القلوب والعالِم بالنيّات ‪ .‬أما الناس لو‬
‫رأوا انسانا ً يصلّي ل يرون إل الظاهر ‪ ،‬لذلك تظاهر النسان بصلته‬
‫مم‬‫أمام الناس يُحذُِّر منه النجيل ‪ ،‬لن التظاهر بالصلة أو الصوم يع ّ‬
‫ف المصلي عن جوهر الصلة‬ ‫حرِ ُ‬
‫الرياء ويكثر من النفاق في المة‪ ،‬وي َ ْ‬
‫للهتمام بمظاهرها الخارجية وكسب مديح الناس ‪ .‬لذلك يقول المسيح‬
‫القدوس في عظته على الجبل المدونة في انجيل متى الصحاح‬
‫الخامس الكلمات التالية ‪:‬‬

‫ومتى صليت فل تكن كالمرائين ‪ .‬فإنهم يحبّون أن يصلّوا قائمين في‬


‫المجامع وفي " زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس ‪ .‬الحق أقول لكم‬
‫أنهم قد استوفوا أجرهم ‪ .‬وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك‬
‫ل إلى أبيك الذي في الخفاء ‪ .‬فأبوك الذي يرى في‬ ‫واغلق بابك وص ِّ‬
‫الخفاء يجازيك علنية "‪ .‬ثم يقول ‪ ":‬وحينما تصلّون ل تكرروا الكلم‬
‫باطل ً كالمم ‪ ،‬فإنهم يظنون أنه بكثرة كلمهم يستجاب لهم ‪ .‬فل‬
‫تتشبهوا بهم ‪ ،‬لن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه " ‪.‬‬

‫فمن كلمات المسيح هذه عن الصلة نتعلم أن الصلة ليست تمثيلية‬


‫يقوم بها المصلّي أمام الناس لكي ينال مديحهم بل الصلة علقة‬
‫شخصية بين الفرد وربه ‪ .‬كما نتعلّم أيضا ً أن ل لزوم للتكرار المستمر‬
‫ن في تكرارها استجابة‬ ‫لكلمات أو جمل يرددها البعض أثناء صلتهم وكأ َّ‬
‫أفضل ‪ .‬فالله يسمع ويرى ويعرف احتياجاتنا قبل أن نسأله ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فهو ينصحنا بالصلة وعرض احتياجاتنا لدى جلله لن في ذلك عبادة ‪.‬‬
‫ف بسلطان وقدرة المولى على تسديد احتياجاتنا التي‬ ‫وفيه اعترا ٌ‬
‫نعرضها عليه ‪ ،‬أما التكرار الممل الذي يمارسه الكثيرون فل معنى له ‪،‬‬
‫كأن يردد أحدهم صلة أو كلمات يحفظها فيتمتمها عشرون مرة أو‬
‫خمسون مرة ويظن أن في تكرارها إستجابة أفضل أو عبادة أوفر !‪..‬‬
‫الصلة المسيحية صلة بسيطة ‪ ،‬وهي ليست صلة تقليدية يرددها‬
‫ض عليه ‪ ،‬بل الصلة المسيحية تقوم‬ ‫ّ‬
‫المصلي بغرض تأدية فرض مفرو ٍ‬
‫س قلبي ‪ ،‬دافعها علقة حبي ِّة مع الله ‪ .‬ففي صلته يتحدث‬ ‫على إحسا ٍ‬
‫المصلّي مع ربه كما يتحدث الحبيب مع حبيبه ‪ ،‬ولذلك تأتي كلمات‬
‫الصلة من انشاءٍ ذاتي عفويّ تحكمها ظروف المصلّي وأحواله‬
‫ومشاعره ‪ .‬ولعلها مناسبة نجيب بها على السائل الكريم الذى يقول ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫هل للكنيسة أو لرجال الدين أو غيرهم سلطة ترغم الناس على الصلة‬
‫صر أو يتهاون أو يغفل عن الصلة أو‬ ‫تحت طائلة المسئولية لمن يق ِّ‬
‫الصوم ؟‪ ..‬فنقول للخ الكريم ‪ :‬إن الكنيسة ورجال الدين هم آباءٌ‬
‫ل إنسانيةٍ ولطف ‪.‬‬ ‫محترمون يؤدون خدماتهم بالرشاد والتوعية بك ِّ‬
‫ي‬‫ل داخل ٍ‬ ‫ج عن تفاع ٍ‬ ‫فقضايا اليمان أو الصوم والصلة ‪ ،‬هذه أمور تَنْت ُ ُ‬
‫في قلب النسان وفي أعماقه ول يمكن أن تأتي بالعصا أو التهديد‬
‫ة منافقة تحكمها العصا‬ ‫بالقصاص ‪ .‬فالعصا والتهديد ينتجان حتما ً أم ً‬
‫ويُْرغمها التهديد للقيام بالواجبات الدينية ‪ .‬فلو حصل ستصبح‬
‫الممارسات الدينية عبارة عن تمثيلية يؤديها الفرد خوفا ً من البشر ‪ ،‬ثم‬
‫مع التكرار ستتملكه العادة فيؤديها دون إحساس ببهجة العبادة بل‬
‫بحكم العادة ‪ .‬والكتاب المقدس يقول ‪ ":‬اعبدوا الرب بفرح ‪ ،‬ادخلوا‬
‫دياره بالتسبيح "‪ .‬ولذلك فالعبادة المسيحية عبادة تبهج الروح ويؤديها‬
‫شه ‪ .‬لن‬ ‫المصلّي بابتهاج وسرور ‪ .‬ووجوه العابدين غالبا ً ما تكون با ّ‬
‫ش للروح ‪ .‬والسبب في‬ ‫اللقاء بالله في وقت الصلة لقاءٌ مبهج ‪ ،‬منع ٌ‬
‫ذلك أن الصلة المسيحية ليست فرضا ً بقدر ما هي تجاوبا ً قلبيا ً لصدى‬
‫محبة الله في قلب المؤمن ‪ .‬ففي هذا الطار الجميل يؤدي المؤمن‬
‫جها بهجة العبادة‪ ،‬كما يؤديها‬ ‫المسيحي صلته بكل خشوع وتقوى ‪ /‬تتوِّ ُ‬
‫بقناعةٍ قلبية وبحريةٍ دون إرغام أو تهديد ٍ أو إكراه ‪ .‬وما نقوله عن‬
‫ة لربه وتقرباً‬ ‫الصلة نقوله أيضا ً عن الصوم ‪ ،‬فالصائم يصوم لله ‪ ،‬طاع ً‬
‫إليه ‪ .‬ولذلك فالصوم عملية قائمة بين النسان الفرد وربه ‪ ،‬يؤديها‬
‫المؤمن المسيحي بحريته عندما يشاء‪،‬وكما يشاء ‪ ،‬فل علقة لتداخلت‬
‫الناس في صيامه أو عدم صيامه فهو في الحالين ل يؤذي أحد ‪،‬‬
‫والقضية ترتبط بعلقة الفرد بربه ‪ ،‬وهذه دائرة تخص الله وحده ل‬
‫دخل لها ل للدولة ول لرجال الدين ‪ .‬وأما الصائم ‪ ،‬فل يجوز في‬
‫المسيحية أن يفاخر بصيامه أو يتظاهر به ‪ ،‬بمعنى أن ل يجعل من‬
‫صومه مدعاة ً للمفاخرة وكسب مديح الناس لن الصوم لله ‪ .‬فإشهار‬
‫الصائم لصيامه فيه رياءٌ ونفاقٌ يحذر النجيل منه بقوله ‪:‬‬

‫ومتى صمتم فل تكونوا عابسين كالمرائين ‪ .‬فإنهم يغيّرون وجوههم‬


‫لكي يظهروا للناس أنهم صائمين ‪ .‬الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا‬
‫أجرهم ‪ .‬وأنا أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي ل‬
‫تظهر للناس صائما ً بل لبيك الذي في الخفاء ‪ .‬فأبوك الذي يرى في‬
‫الخفاء يجازيك علنية ‪.‬‬
‫فأحكام النجيل إذا ً واحدة في الصوم والصلة وإن من يمارسها في طاعة الله‬
‫‪5‬‬
‫والتقرب منه ل للتظاهر ول للمفاخرة أو كسب مديح الناس ‪ .‬لذلك فالمسيحي‬
‫المؤمن يؤدي صلته أو صومه كما لله ل لكسب الثناء من البشر ‪ .‬وهو إن أدّاها‬
‫ل أمام ربِّه فل إكراه في ذلك ‪ .‬ومن جهةٍ أخرى‬ ‫أو لم يؤدِّيها فهو حٌّر مسئو ٌ‬
‫فالصلة والصوم ل توقيت محدد لها في النجيل ‪ .‬بل يمكن أو يؤدي المؤمن أياً‬
‫ن وهو‬‫ل حي ٍ‬‫ح أمام عبادِهِ في ك ِّ‬
‫منها في الوقت الذي يراه ‪ ،‬فباب الله مفتو ٌ‬
‫ت من الليل‬ ‫سبحانه ل ينعس ول ينام يستقبل صلتنا ويتقبل صومنا في أي وق ٍ‬
‫أو النهار ‪ .‬فجاهزية الله دائما ً متوفرة ‪ ،‬إنما التقصير عادة ً يكون من الجانب‬
‫ل لحدهم ‪ :‬يجوز فيها‬ ‫البشري ‪ .‬أما عن وضع المصلّي أثناء صلته في سؤا ٍ‬
‫الوقوف أو الركوع أو الجلوس‪،‬فأنا أصلي أحيانا ً وأنا أقود سيارتي في الطريق ‪.‬‬
‫بل وأكثر من ذلك فهل يعقل أو ل يقبل المولى صلة المريض أو المقعد أو‬
‫المرهق الذي هدَّه ُ التعب ‪ ،‬فارتمى على فراشه ل يقوى على القيام وأراد أن‬
‫ب حنون قريب‬ ‫ة أو عونا ً من الله ؟!… ل ننسى أن الله مح ٌ‬ ‫يصلّي ويطلب رحم ً‬
‫ن في تعامله مع أتقيائه ‪ ،‬وهو يعرف جبلتنا أننا من تراب ويتغاضى عن‬ ‫للقلب لي ٌ‬
‫ضعفاتنا سيما عندما تتوفر النية الحسنة في العبادة فهو إله قلوب ل إله‬
‫ن ما يفسد الصلة هو حالة القلب الغير مستقيم وهذا‬ ‫ضح أ َّ‬
‫مظاهر‪ .‬بقي أن نو ّ‬
‫يوضحه المسيح القدوس في قوله ‪:‬‬

‫فإن قدمت قربانك إلى المذبح ( أي عندما تقوم بواجب العبادة‬


‫والصلة في بيت الله ) وهناك تذكرت أن لخيك شيئا ً عليك ‪ ،‬فاترك‬
‫هناك قربانك قدام المذبح واذهب أول ً اصطلح مع أخيك وحينئذ ٍ تعال‬
‫وقدم قربانك ‪.‬‬

‫إذا ً أترك هناك قربانك ‪ /‬أي تنحى عن تقديم صلتك في بيت الله ‪،‬‬
‫سد ُ الخصومة‬
‫واذهب بالولى اصطلح مع أخيك أو جارك ‪ ،‬لئل تُْف ِ‬
‫استجابة الصلة وبركة الصلة ‪ .‬وهذا يدعو المسيحي المؤمن أن‬
‫يحافظ على علقةٍ طيبة سليمة مع الناس من حوله لئل يُلم في صلته‬
‫ف واحد ‪.‬‬‫وعبادته حتى لو اقتضى المر أن تكون المسالمة من طر ٍ‬
‫س ‪ -3‬يشهد المسلمون بأن ل إله إل الله‪,,‬‬
‫فهل يشهد المسيحيون بأن ل إله إل الله‪ ،‬أم‬
‫يؤمنون بثلثة آلهة ويشركون بالله؟‬
‫الرد‪:‬‬
‫معرفة المسيحيين بالله مصدرها إعلن الله عن ذاته في كلمته‪،‬‬
‫وإعلن الله عن ذاته نجده صريحا ً وواضحا ً في التوراة والنجيل‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أخرى في الكتاب الموحى به من الله والذي يسميه المسيحيون‬
‫الكتاب المقدس ‪,‬الذى يحرم تحريما ً باتا ً قاطعا ً أن نشرك مع الله‬
‫‪6‬‬
‫أحداً‪ ,‬فأول وصية من الوصايا العشر التي أعطاها الله لبني إسرائيل‬
‫َ‬
‫م تَكَل ّ َ‬
‫م‬ ‫على يد موسى‪ ،‬ونطق بها بصوته اللهي نجدها في الكلمات‪ :‬ث ُ َّ‬
‫ك من أ َ‬ ‫ك الذي أ َ‬ ‫ت‪ :‬أَنَا الَّر ُّ‬
‫صَر‬‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ما ِ‬ ‫ميِع هذهِ الْكَل ِ َ‬ ‫ج ِ‬‫ه بِ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫صنَعْ ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ة أُ ْ‬
‫مثَالً‬ ‫ك تِ ْ‬ ‫مي‪َ .‬ل ت َ ْ‬ ‫ما ِ‬‫خَرى أ َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ك آل ِ َه ٌ‬ ‫ت الْعُبُودِيَّةِ‪َ .‬ل يَك ُ ْ‬ ‫ن بَي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ما فِي الْر ِ‬ ‫ن فَوْقُ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ماءِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ما فِي ال َّ‬ ‫م َّ‬
‫ما ِ‬ ‫صوَرة ً َ‬‫حوتا ً وََل ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن وََل تَعْبُدْهُ َّ‬ ‫جد ْ لَهُ َّ‬ ‫َ‬
‫ن *خروج‬ ‫س ُ‬ ‫ض‪َ .‬ل ت َ ْ‬ ‫ت الْر ِ‬
‫ح ِ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ماءِ ِ‬ ‫ما فِي ال ْ َ‬
‫ت‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪,5-1 :20‬‬

‫معْ يَا‬‫س َ‬ ‫ثم تكلم موسى النبي لبني إسرائيل بالوحي اللهي فقال‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ل قَلْب ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن ك ُ ِّ‬‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ب الَّر َّ‬
‫ب إِل هَ َ‬ ‫ح ُّ‬
‫حدٌ‪ .‬فَت ُ ِ‬
‫ب وَا ِ‬ ‫ب إِل هُنَا َر ٌّ‬ ‫ل‪ :‬الَّر ُّ‬ ‫سَرائِي ُ‬
‫إِ ْ‬
‫ك *تثنية ‪ 4 :6‬و ‪,5‬‬ ‫ل قُوَّت ِ َ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬
‫ك وَ ِ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬
‫ل نَْف ِ‬ ‫م ْ‬‫وَ ِ‬

‫ب‬‫ل وَفَادِيهِ‪َ ،‬ر ُّ‬ ‫سَرائِي َ‬


‫ك إِ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ل الَّر ُّ‬
‫ب َ‬ ‫ويقول إشعياء النبي‪ :‬هَكَذ َا يَُقو ُ‬
‫س أَنَا‬ ‫َ‬
‫ه غَيْرِي *إشعياء ‪ ,6 :44‬ألَي ْ َ‬ ‫خُر وََل إِل َ َ‬ ‫ل وَأَنَا اْل ِ‬ ‫جنُودِ‪ :‬أَنَا اْلَوَّ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فتُوا إِل َ َّ‬
‫ي وَا‬ ‫سوَايَ‪ .‬اِلْت َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ص‪ .‬لَي ْ َ‬ ‫خل ِّ ٌ‬ ‫ه بَاٌّر وَ ُ‬
‫م َ‬ ‫خَر غَيْرِي؟ إِل َ ٌ‬ ‫هآ َ‬ ‫ب وََل إِل َ َ‬ ‫الَّر ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صي اْل َ‬ ‫خل ُصوا يا جميع أ َ‬
‫خر *إشعياء ‪21 :45‬‬ ‫سآ َ‬‫ه وَلَي ْ َ‬ ‫ض ِلنِّي أنَا الل ّ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ َ ِ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫س عَلَى كَُرةِ‬ ‫جال ِ ُ‬ ‫ن بِهِ؟‪ ,,,‬ال ْ َ‬ ‫شبَهٍ تُعَادِلُو َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأيَّ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫شبِّهُو َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫ْ‬ ‫و ‪ ,22‬فَب ِ َ‬
‫م‬
‫ل ال ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اْل َ‬
‫س *إشعياء ‪ 18 :40‬و‬ ‫قدُّو ُ‬ ‫ساوِيهِ؟ يَُقو ُ‬ ‫شب ِّهُونَنِي فَأ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫م ْ‬‫ض‪ ,,,‬فَب ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫‪ 22‬و ‪,25‬‬

‫ب َوَل‬ ‫ن اْللِهَةِ يَا َر ُّ‬ ‫ل لَ َ‬


‫ك بَي ْ َ‬ ‫ويقول عنه داود النبي في المزمور‪َ :‬ل ِ‬
‫مث ْ َ‬
‫ك يَا َر ُّ‬
‫ب‬ ‫م َ‬ ‫ل اْل ُمم الذين صنعتهم يأْتون ويسجدو َ‬ ‫ك‪ .‬ك ُ ُّ‬
‫مال ِ َ‬ ‫مث ْ َ َ‬
‫ما َ‬ ‫نأ َ‬‫َ ِ ِ َ َ ََُْ ْ َ ُ َ ََ ْ ُ ُ َ‬ ‫ل أعْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد َ َ‬
‫ك‬ ‫ه وَ ْ‬‫ت الل ّ ُ‬‫ب‪ .‬أن ْ َ‬ ‫جائ ِ َ‬
‫صانِعٌ ع َ َ‬‫ت َو َ‬
‫م أن ْ َ‬ ‫ك‪ِ .‬لن َّ َ‬
‫ك عَظِي ٌ‬ ‫م َ‬‫س َ‬
‫نا ْ‬ ‫جدُو َ‬‫م ِّ‬
‫وَي ُ َ‬
‫*مزمور ‪,10-8 :86‬‬

‫وفي سفر التثنية يقول موسى النبي لبني إسرائيل مؤكدا ً لهم وحدانية‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الله‪ :‬فَا سأ َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن الْيَوْم ِ الذِي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ت قَبْل َ َ‬ ‫ن اْليَّام ِ اْلولَى التِي كَان َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫صائِهَا‪ .‬هَ ْ‬ ‫ماءِ إِلَى أقْ َ‬ ‫س َ‬ ‫صاءِ ال َّ‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض‪ ،‬وَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ن عَلَى اْلْر‬ ‫سا َ‬ ‫ه فِيهِ اْلِن ْ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ب‬‫شعْ ٌ‬ ‫معَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫معَ نَظِيُرهُ؟ هَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫مرِ الْعَظِيمِ‪ ،‬أَوْ هَ ْ‬ ‫َ‬
‫ل هذا َاْل ْ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫جَرى ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شَرعَ‬ ‫ل َ‬ ‫ش؟ أوْ هَ ْ‬ ‫ت وَعَا َ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ط النَّارِ ك َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ت اللّهِ يَتَكَل ّ ُ‬ ‫صوْ َ‬ ‫َ‬
‫ط َ‬ ‫ً‬ ‫سهِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬
‫ب وَآيَا ٍ‬ ‫جارِ َ‬ ‫ب‪ ،‬بِت َ َ‬ ‫شعْ ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شعْبا ِ‬ ‫خذ َ لِنَْف ِ‬ ‫ي وَيَأ ُ‬ ‫ن يَأت ِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫الل ُ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫ل ك ُ ِّ‬ ‫مث ْ َ‬‫مةٍ ِ‬ ‫ف عَظِي َ‬ ‫خاوِ َ‬ ‫م َ‬ ‫شدِيدَةٍ وَذَِراٍع َرفِيعَةٍ وَ َ‬ ‫ب وَيَد ٍ َ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫جائ ِ َ‬ ‫وَعَ َ‬
‫م أ َ َّ‬
‫ن‬ ‫ت لِتَعْل َ َ‬
‫ُ‬
‫ك قَد ْ أرِي َ‬ ‫م؟ إِن َّ َ‬ ‫م أعْيُنِك ُ ْ‬
‫ب إلهك ُم في مصر أ َما َ‬
‫ِ ْ َ َ َ‬ ‫م الَّر ُّ ِ ُ ْ ِ‬ ‫ل لَك ُ ُ‬ ‫فَعَ َ‬
‫ن‬‫ك أ َ َّ‬ ‫م وََردِّد ْ فِي قَلْب ِ َ‬ ‫سوَاهُ‪ .,,‬فَا عْلَم ِ الْيَوْ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫سآ َ‬ ‫ه‪ .‬لَي ْ َ‬ ‫ب هُوَ اْلِل ُ‬ ‫الَّر َّ‬
‫سماءِ من فَوقُ‪ ،‬وعَلَى اْل َرض م َ‬
‫ل‪ .‬لَي ْ َ‬
‫س‬ ‫سَف ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ْ‬ ‫ه فِي ال َّ َ‬ ‫ب هُوَ اْلِل ُ‬ ‫الَّر َّ‬
‫‪7‬‬
‫سوَاه ُ *تثنية ‪ 35-32 :4‬و ‪,39‬‬
‫ِ‬

‫جدِي َل‬ ‫م ْ‬ ‫مي‪ ،‬وَ َ‬ ‫س ِ‬‫ب هَذ َا ا ْ‬ ‫ونعود إلى سفر إشعياء فنقرأ اليات‪ :‬أَنَا الَّر ُّ‬
‫ب وَلَي ْ َ‬
‫س‬ ‫ت *إشعياء ‪ ,8 :42‬أَنَا الَّر ُّ‬ ‫حوتَا ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫حي لِل ْ َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫خَر‪ ،‬وََل ت َ ْ‬ ‫أُعْطِيهِ ِل َ‬
‫شرق ال َّ‬ ‫سوَايَ‪* ,,,‬إشعياء ‪ ,5 :45‬لِيَعْل َ ُ‬ ‫خُر‪َ .‬ل إِل َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س وَ ِ‬‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ْ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫موا ِ‬
‫َ‬
‫ه ِ‬
‫َ‬
‫آ َ‬
‫خُر *إشعياء ‪ ,6 :45‬اُذ ْكُُروا‬ ‫سآ َ‬ ‫ب َولَي ْ َ‬ ‫س غَيْرِي‪ .‬أنَا الَّر ُّ‬ ‫ن لَي ْ َ‬ ‫مغْرِبِهَا أ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مثْلِي‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ه وَلي ْ َ‬ ‫خُر‪ .‬الِل ُ‬ ‫سآ َ‬ ‫ه وَلي ْ َ‬ ‫قدِيم ِ ِلنِّي أنَا الل ُ‬ ‫منْذ ُ ال َ‬ ‫ت ُ‬ ‫الوَّلِي ّا ِ‬
‫ه‪ .‬أَنَا هُوَ‪ .‬أَنَا‬ ‫ل الذِي دَعَوْت ُ ُ‬ ‫سَرائِي ُ‬ ‫ب‪ .‬وَإ ِ ْ‬ ‫معْ لِي يَا يَعُْقو ُ‬ ‫س َ‬ ‫*إشعياء ‪ ,9 :46‬ا ِ ْ‬
‫خُر *إشعياء ‪ ,12 :48‬وفي كتاب العهد الجديد الذي يسميه‬ ‫ل وَأَنَا اْل ِ‬ ‫اْلَوَّ ُ‬
‫جدُ‬ ‫س ُ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫ب إِلهِ َ‬ ‫القرآن النجيل نقرأ اليات البينات عن وحدانية الله‪ ,‬لِلَّر ِّ‬
‫حدَه ُ تَعْبُد ُ *متى ‪ ,10 :4‬ولما جاء واحد من كتبة اليهود وسأل‬ ‫وَإِيَّاه ُ وَ ْ‬
‫ن أَوَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ي أَوَّ ُ‬
‫صايَا‬‫و َ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫ل ك ُ ِّ‬ ‫سوعُ‪ :‬إ ِ َّ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫جاب َ ُ‬ ‫ل؟ فَأ َ‬ ‫ل الْك ُ ِّ‬ ‫صيَّةٍ هِ َ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫المسيح‪ :‬أَي َّ ُ‬
‫حد ٌ *مرقس ‪ 28 :12‬و ‪,29‬‬ ‫ب وَا ِ‬ ‫ب إِلهُنَا َر ٌّ‬ ‫ل‪ .‬الَّر ُّ‬ ‫سَرائِي ُ‬ ‫معْ يَا إ ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ي‪ :‬ا ْ‬ ‫هِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حيَاة ُ اْلبَدِي َّ ُ‬
‫ن‬
‫ة‪ :‬أ ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫وفي صلة المسيح الشفاعية قال‪ :‬وَهذِهِ هِ َ‬
‫َ‬ ‫يعرفُو َ َ‬
‫ه *يوحنا‬ ‫سلْت َ ُ‬ ‫ح الذِي أْر َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫سوع َ ال ْ َ‬ ‫ك وَي َ ُ‬ ‫حد َ َ‬ ‫ي وَ ْ‬ ‫حِقيِق َّ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫ت اْلِل َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫َْ ِ‬
‫‪,3 :17‬‬
‫َ‬ ‫ويقول بولس الرسول‪ :‬نعل َ َ‬
‫ه‬
‫س إِل ٌ‬ ‫ن لَي ْ َ‬
‫ن فِي الْعَالَمِ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫س وَث َ ٌ‬‫ن لَي ْ َ‬ ‫مأ ْ‬‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫حدا ً *‪ 1‬كو ‪ ,4 :8‬وقد قال المسيح للمرأة السامرية‪ :‬الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫خُر إ ِ ّل وَا ِ‬
‫آ َ‬
‫َ‬
‫جدُوا *يوحنا ‪:4‬‬ ‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬‫ق يَنْبَغِي أ ْ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ه فَبِالُّروِح وَال َ‬‫ن لَ ُ‬
‫جدُو َ‬
‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ح‪ .‬وَالذِي َ‬ ‫ُرو ٌ‬
‫سنا ً تَْفعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬‫حدٌ‪َ .‬‬ ‫ه وَا ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ن أ َّ‬ ‫ت تُؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫‪ ,24‬وقال يعقوب في رسالته‪ :‬أن ْ َ‬
‫*يعقوب ‪ ,19 :2‬كل هذه اليات التي تضيء بلمعانها صفحات الكتاب‬
‫المقدس‪ ،‬وغيرها كثير‪ ,,‬تؤكد بما ل يدع مجال ً للشك أن اليهود‪،‬‬
‫وكتابهم هو كتاب العهد القديم‪ ,,‬والمسيحيين وكتابهم هو الكتاب‬
‫المقدس الذي يشمل كتاب العهد القديم وكتاب العهد الجديد‪ ,,‬يؤمنون‬
‫بوحدانية الله‪ ,‬لكنهم يؤمنون بوحدانية حقيقية هي وحدانية الله‬
‫الجامعة‬

‫س ‪ -4‬هل العمال الصالحة مثل الصلة‬


‫والصوم والصدقة وزيارة الماكن المقدسة‬
‫تصلح للتكفير عن خطيئة النسان؟‬
‫الرد‬

‫‪8‬‬
‫لماذا ل تصلح أعمالنا الصالحة للتكفير عن ذنوبنا؟‬
‫الواقع أن هناك أربعة أسباب رئيسية لذلك ‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن العمال الصالحة التي نقوم بها‪ ،‬مهما عظمت‪ ،‬قيمتها محدودة لنها‬
‫صادرة من الِنسان المحدود‪ .‬بينما حق الله الذي أسئ إليه بسبب الخطية ل حد‬
‫له‪ .‬والمحدود ل يمكن قط أن يغطى غير المحدود‪.‬‬

‫‪2‬ـ أن هذه العمال الصالحة إذا كان بوسعنا حقا ً أن نعملها ليست تفضل ً منا‬
‫على الله‪ ،‬بحيث نستحق الجزاء عليها‪ .‬بل هي واجب علينا‪ ،‬والتقصير فيه‬
‫يستوجب العقاب‪.‬‬

‫‪3‬ـ لن أجرة الخطية هي موت رومية ‪ ، 23 : 6‬وليست أعمال ً صالحة‪ .‬فكما ل‬


‫يصلح أن يتعهد القاتل أمام المحكمة بأنه تاب ولن يعود إلى القتل مرة أخرى‪،‬‬
‫وأنه يتعهد مثل ً أمام المحكمة ببناء ملجأ لليتام مقابل أن تسامحه المحكمة‪،‬‬
‫هكذا ل تصلح العمال أن تكون مقابل أجرة الخطية وهى الموت‪.‬‬

‫‪4‬ـ لن العمال التي نقول نحن عنها إنها صالحة‪ ،‬ليست هي كذلك في نظر‬
‫الله‪ ،‬بل إنها ملطخة بنقائص وعيوب الطبيعة البشرية الساقطة‪ .‬تذكّر قول‬
‫النبي إشعياء كثوب عدة أي خرق نجسة كل أعمال برنا‬

‫إذا ً فمن يتجاهل تعليم الكتاب المقدس الصريح بهذا الخصوص‪ ،‬ويصر‬
‫على القتراب إلى الله بأعماله‪ ،‬فإنه يتبع قايين في طريقة‪ ،‬طريق‬
‫العمال‪ ،‬إذ يظن أن الِنسان إذا عمل أفضل ما عنده فإنه بذلك ينال‬
‫القبول عند الله‪.‬‬
‫وبالسف الشديد يوجد اليوم المليين‪ ،‬في كل العالم‪ ،‬الذين يتبعون‬
‫قايين في طريقة‪ ،‬وعنهم تقول كلمة الله ويل لهم لنهم سلكوا طريق‬
‫قايين يهوذا ‪. 11‬‬
‫ل مفر إذا ً من الطريق الذي رسمه الله‪ ،‬فالعمال ل تصلح للتكفير‪،‬‬
‫إنها طريق قايين المرفوض‪: .‬‬

‫س ‪ -5‬ماهو تعريف الخطيئة ؟ وكيف يُكفر‬


‫النسان عنها ؟وما هى صفات الشخص الذى‬
‫لة حق فداء النسان؟‬
‫الرد‬
‫‪9‬‬
‫ما هي الخطية ؟‬

‫تعال معي في هذه الجولة السريعة لنعرف ما هي الخطية ؟‬

‫أيمكنك أن تتتبع نهر الدموع التي سالت من المـآقي على مر العصور بسبب‬
‫موت القريب والحبيب؟‬

‫أو يمكنك أن تلقي نظرة على المدافن في كل زمان ومكان‪ ،‬وأن ترى النفوس‬
‫التي تلوعت والقلوب التي تحطمت عندها؟!‬

‫تحول الن عن الموت ولونه السود ‪ ،‬لكي تتأمل في الحروب وصبغتها الحمراء‪.‬‬
‫تأمل القتلى والمشوهين‪ ،‬والسرى والمجروحين‪ .‬تأمل الدمار والخراب لكل ما‬
‫كان يوما ينبض بالحياة !‬

‫سَّرة البيضاء‪ .‬أدخل المستشفيات وقابل المرضى‪.‬‬


‫خذ جولة سريعة حول ال ِ‬
‫انظر وجوههم الشاحبة والموت يتسرب إلي أجسادهم ببطء لكن بثبات‪ .‬إستمع‬
‫إلى أنين المطروحين وتأوهاتهم وصرخاتهم!‬

‫مرة !‬
‫هذه كلها ثمرات الخطية ال ُ‬
‫زر السجون والتق بمن فيها‪ .‬استمع إلى ما عملوه في المجتمع وما عمله‬
‫المجتمع فيهم!‬

‫وماذا عن الحانات والمراقص ودور الفجور ونوادي القمار‪ .‬بل ماذا عن بيوت‬
‫مرتادي هذه الماكن؛ البيوت المحطمة ومن فيها من نسوة وبائسات وأولد‬
‫تعسا ْ وأزواج أو آباء محطمين‪.‬‬

‫آه ما اكثر البؤساء والمعذبين في الرض بل ما أمر الخطية ونتائجها !‬

‫لكن هل أنت بعد كل هذا قد عرفت ما هي الخطية؟ كل‪ ،‬فأنت لم تَر إل‬
‫مظاهرها الخارجية‪ .‬لقد شاهدت بعضا ً من أعراض المرض ل المرض ذاته‪.‬‬
‫أيمكنك أن تدخل إلي القلوب لتري كيف أفسدتها الخطية تماما‪ .‬نعم فإن الداء‬
‫غائر في القلب‪ ،‬والضربة أعمق من الجلد !‬

‫لكنك حتى لو دخلت إلى قلوب لترى ما فعلته الخطية في بنى البشر‪ ,‬فليس‬
‫هذا هو الجزء الهم في المسألة‪ .‬إن الخطية هي قبل كل شئ واقعة ضد‬
‫اعتبارات مجد الله‪ .‬إن الخطية إهانة لمجد الله‪.‬‬

‫إن تعريف الخطية هو عدم إصابة الهدف‪ .‬أما الهدف الذي كان مطلوبا ً منا أن‬
‫نصيبه فأخطأناه ‪ ،‬هو مجد الله‪.‬‬

‫فالله خلق الِنسان لمجده إشعياء ‪. 7 : 43‬‬


‫‪10‬‬
‫كان ينبغي لنا إذ عرفنا الله أن نمجده رومية ‪ . 21 : 1‬لكن هذا لم يحدث الجميع‬
‫أخطأوا وأعوزهم مجد الله‬

‫رومية ‪. 23 : 3‬‬

‫إنك إن لم تنظر إلى الخطية بهذه النظرة فلن يمكنك فهم الكفارة‪ .‬ينبغي قبل‬
‫أن تبحث عن حل للمشكلة أن تعرف أول ً حقيقة المشكلة‪ .‬فالخطية هي ضد‬
‫مجد الله كما قال داود النبي للرب إليك وحدك أخطأت‪ ،‬والشر قدام عينيك‬
‫صنعت مزمور ‪ . 4 : 51‬آه‪ ،‬ما أخطر أن تفعل الخطية أمام عيني الله‪ ،‬ذاك‬
‫الذي عيناه أطهر من أن تنظر الشر ولتستطيع النظر إلى الجور حبقوق ‪13 : 1‬‬
‫!‬

‫نعم إن الخطية بشعة بشعة بشعة فيما عملته معنا وفينا‪ .‬لكنها أبشع بما ل‬
‫يقاس في عيني الله وفى نور قداستة‪.‬‬

‫هذا يقودنا إلى الجزء الثانى من السؤال أعنى بها‪:‬‬

‫معنى الكفارة‬

‫الكلمة لغويا ً تعنى الستر‪ .‬يقال كَفََر الشيء أي ستره وغطاه‪ .‬والمر الذي‬
‫يحتاج إلى ستر في مسألتنا هي خطايانا‪ ،‬وبتعبير أدق حالتنا الخاطئة‪ ,‬من أمام‬
‫نظر الله‪.‬‬

‫لنعد إلى الخطية الولى‪ ،‬خطية أبوينا الولين في الجنة‪.‬‬

‫نقرأ في سفر التكوين والصحاح ‪ 2‬كيف خلق الله الِنسان‪ ،‬وكيف اختصه دون‬
‫باقي مخلوقاته بنسمة الحياة التي بها أصبح في توافق مع الله‪ ،‬بحيث يمكنه أن‬
‫يعبده عبادة واعية‪ .‬وكيف أعطاه الله السلطان والسيادة على كل الخليقة‪،‬‬
‫ولقد تجلى سلطانه هذا على كل المخلوقات عندما أحضر الله إليه كل‬
‫الحيوانات وكل الطيور ليدعوها باسمها‪.‬‬

‫لكن الله أعطاه أيضا ً وصية واحدة امتحانا ً له‪ ،‬ليثبت بها تقديره لفضله عليه‬
‫وامتنانه على نعمته‪ .‬فما الذي حدث؟‬

‫لقد جاء الشيطان مستخدما ً الحية تكوين ‪ ، 3‬وهمس في أذن حواء بكلم سام‬
‫مضمونه‪:‬‬

‫أول ً إن الله كاذب‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثم إنه ليس عادلً‪،‬‬

‫!‬

‫ثم هو أيضا ً ل يحبكما‪.‬‬

‫!‬

‫هذه هي كلمات الحية للمرأة‪ .‬وبكل أسف صدقت المرأة هذا كله‪ ،‬وأكلت‬
‫وأعطت رجلها أيضا ً فأكل‪ .‬وحدثت الكارثة فانفتحت أعينهما وعلما أنهما‬
‫عريانان‪.‬‬

‫ماذا كانت أولى محاولت النسان في الجنة بعد أن سقط في الخطية وتعرى؟‬
‫يقول الكتاب فخاطا أي آدم وحواء أوراق تين‪ ،‬وصنعا لنفسهما مآزر لتغطية‬
‫عريهما‪ .‬بكلمات أخرى هما حاول إصلح ما أفسداه‪ ،‬وعلج ما اقترفته أيديهما‪،‬‬
‫لكن هيهات!‬

‫صحيح إنهما نجحا إلى حد ما في مداراة نتائج الخطية أحدهما عن الخر‪ ،‬لكنهما‬
‫ما أن سمعا صوت الرب ماشيا ً في الجنة فانهما اختبئا خلف أشجارها‪ .‬ولما‬
‫ب آدم قائل ً له أين أنت؟ كانت إجابته السيفة سمعت صوتك في الجنة‬ ‫نادى الر ُّ‬
‫فخشيت‪ ،‬لني عريان فاختبأت‪.‬‬

‫أين إذا ً مآزر ورق التين التي كان قد عملها آدم وحواء؟ بالسف إنها لم تُجدِ‬
‫نفعا ً أمام الله‪.‬‬

‫إن أوراق التين وأشجار الجنة دلت على شعور أبوينا بالخزي‪ ،‬وحاجتهما للستر‪.‬‬
‫لكنهما أثبتا فشل محاولة علج الخطية وسترها من أمام نظر الله‪ .‬فهل تقدر‬
‫الخليقة أن تستر المخلوق عن نظر خالقه؟!‬

‫الكفارة في الذبيحة‬

‫لم تنته حادثة السقوط بالنسان عارياً‪ ،‬فلقد تداخل الله بنفسه لعلج المر‪.‬‬
‫ليس آدم هو الذي قدر أن يستر نفسه‪ ،‬لكن الله هو الذي فعل ذلك؛ إذ ل تُختتم‬
‫قصة السقوط قبل أن نقرأ‪ :‬صنع الرب الله لدم وامرأته أقمصة من جلد‬
‫وألبسهما‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫سلخ جلده‪ .‬ما أجمل القول صنع‬
‫من أين أتى الله بالجلد؟ من حيوان ذ ُبح و ُ‬
‫الرب‪ ..‬أقمصة ثم تقدم الرب بنفسه من النسان الخاطئ العاري لكي يستره‬
‫ويكسوه‪ .‬ويا للنعمة التي تشع من هذه الكلمة الصغيرة البسيطة وألبسهما !!‬

‫حقا ً كم هو عجيب أنه في مشهد الخطية الولى في الجنة‪ ،‬تلك الخطية التي‬
‫كانت تقضي عدل ً بموت أبوينا‪ .‬فإنه لم يكن موتهما هو أول حادث يحدث بعد‬
‫خطيتهما‪ .‬كل‪ ،‬ليس آدم وحواء هما أول من ماتا‪ ،‬بل كان حيوان برئ لم يخطئ‬
‫هو الذي ذبح ومات بدلهما‪ .‬وتم ستر آدم وحواء بجلد الذبيحة‪ ،‬ونجا آدم وحواء‬
‫بجلدهما‪.‬‬

‫وسوف نوضح فيما بعد أن هذه الذبيحة لم تكن إل رمزا ً بسيطا ً لعلج الله‬
‫العظيم‪ ،‬وفدائه الذي كان عتيدا ً أن يجريه بذبح عظيم‪ .‬لكننا الن نلخص‬
‫الدروس التي تعلمناها من خطية النسان الول حسبما ورد في تكوين ‪.3‬‬

‫‪.‬‬ ‫أولً ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثانياً ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪:‬‬

‫ولعل واحدا ً يتساءل‪ :‬أما توجد طريقة أخرى للقتراب إلى الله بدون هذه‬
‫الكفارة؟‬

‫أما يمكننا أن نستر خطايانا عن نظر الله بأعمال التقشف والزهد‪ ،‬أو حتى إذلل‬
‫الجسد؟ أتقدر الطقوس أو الممارسات الدينية المتنوعة أن تكفر عنا؟ ماذا عن‬
‫العمال الصالحة وأعمال الخير؟‬

‫الفادي ‪ .‬من هو ؟‬

‫يمكننا أن نستخلص من كلمة الله الشروط التالية للفادي‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ يجب أن يكون خاليا ً من الخطية‪ .‬فهو لو كان خاطئا ً لحتاج هو نفسه لمن‬
‫صلُح لكي يفدى غيره‪ .‬ولهذا فكان في الرمز يلزم أن تكون‬ ‫يكفر عنه وما َ‬
‫الذبيحة بل عيب‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أل تقل قيمته عن الِنسان ليمكنه أن يكفر عنه‪ ،‬أي يغطيه ويستره‪ .‬وعليه‬
‫فل تنفع ذبيحة حيوانية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ لكن لنه ل يفدى إنسانا ً واحدا ً بل كثيرين‪ ،‬فيجب أن تكون قيمته أكبر من‬
‫هؤلء الكثيرين‪ .‬وعليه فل ينفع أن يكون إنسانا ً عادياً‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 4‬ـ ثم يجب أل يكون مخلوقاً‪ .‬فهو لو كان مخلوقا ً ل تكون نفسه ملكه هو بل‬
‫ملك الله خالقها‪ ،‬وبالتالي فل يحق له تقديم نفسه لله‪ .‬وعليه فإن الملئكة‬
‫ورؤساء الملئكة ل يصلحون‪ ،‬لنهم مخلوقون من الله‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ولكي يمكنه أن يُمثِّل الِنسان أمام الله‪ ،‬يتحتم أن يكون إنساناً‬

‫وبهذا وحده يمكن أن يكون نائبا ً عنه‪ ،‬وأن يمثله أمام الله‪.‬‬

‫فيالها من معضلة! من أين لنا بمثل هذا الشخص العجيب الذي يجمع كل هذه‬
‫المواصفات معاً؟! إنسان‪ ،‬خالي من الخطية‪ ،‬غير مخلوق‪ ،‬وقيمته أكبر من كل‬
‫البشر مجتمعين!!‬

‫لكن إن لم يكن عندنا نحن البشر حل لتلك المعضلة‪ ،‬أل يوجد عند الله حل؟‬
‫قال أليهو ‪-‬وهو واحد من أصحاب أيوب‪ -‬إن وجد عنده عند الله مرسل‪ ،‬وسيط‪،‬‬
‫واحد من ألف ليعلن للِنسان استقامتة أي استقامة الله أو بر الله ‪ ،‬يتراءف‬
‫ت فدية أيوب ‪ 23 : 33‬ـ ‪28‬‬ ‫ُ‬
‫عليه ويقول أطلقه عن الهبوط إلى الحفرة‪ .‬قد وجد ُ‬
‫‪ .‬فهل وُجد مثل هذا الشخص عند الله؟ نعم‪ ،‬يقول الرسول‪ :‬عالمين أنكم‬
‫أفتديتم ‪ ..‬ثم يذكر لنا من هو الفادي المسيح معروفا ً سابقا ً قبل تأسيس العالم‬
‫‪1‬بطرس ‪19 : 1‬و ‪ 20‬إذا ً فحل تلك المعضلة‪ ،‬معضلة من هو الفادي ؟ ليس عند‬
‫الناس بل عند الله‪ .‬نعم‪ ،‬فمن عندِه أتى المرسل‪ ،‬الوسيط‪ ،‬الذي سبق أن‬
‫تمناه أيوب عندما صرخ قائل ً ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا أيوب‬
‫‪! 33 : 9‬‬

‫مصالح يمكنه أن يضع يده على الله والناس في آن واحد‪ ،‬فهذا‬ ‫وإذا كان هذا ال ُ‬
‫معناه أنه معادل لله ومعادل أيضا ً للناس‪ .‬فمن ياتُرى يكون هذا الشخص ؟‬

‫إنه شخص فريد ليس له في كل الكون نظير رؤيا ‪2 : 5‬ـ ‪، 5‬‬

‫إنه الرجل رفيق رب الجنود زكريا ‪ . 7 : 13‬إنه البن الزلي الذي صار ابن‬
‫الِنسان !!‬

‫لو لم يكن هو الِنسان لما أمكنه أن يكون نائبا ً عن الِنسان؛ يحمل خطاياهم‬
‫ويحتمل دينونتها بالنيابة عنهم‪.‬‬

‫ولو كان هو أقل‪ ،‬ولو قيد شعرة من الب‪ ،‬لما أمكنه قط أن يفى الله كل‬
‫حقوقه‪.‬‬

‫إذا ً فالمسيح هو الفادي الوحيد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫س ‪ -6‬لماذا جاء سيدنا المسيح (علية‬
‫السلم)؟ ومارأيكم فى وقوع التحريف‬
‫بالتوراة والنجيل ؟‬
‫الرد‪:‬‬
‫لماذا جاء المسيح؟‪ ..‬وادعاء التحريف… سؤال يتردد كثيرا ً في الذهان‬
‫… لماذا جاء !‪ ..‬والجابة في الغالب تأتي إجابة تقليدية بعيدة عن‬
‫الحقيقة فنحن غالبا ً سطحيون في كثير من القضايا الهامة في حياتنا ‪،‬‬
‫مستعدون للجابة عن أي سؤال بدون عمق ‪.‬‬
‫لماذا جاء المسيح ؟‬
‫‪ ..‬سؤال طرح علينا ‪ ،‬يقول ‪ :‬لماذا جاء ؟‪ ..‬أما يكفي ما جاء به من‬
‫النبياء من قبله من تعاليم وإرشادات وشرائع وسنن ‪ ،‬وأنظمة وتقاليد‬
‫دينية ؟… فقبل الجابة على السؤال ماذا لو طرحناه بدورنا على‬
‫مجموعة من الناس في الشارع العام ‪ ،‬أتوقع أن لو حصل ذلك لسمعنا‬
‫خليطا ً من الجوبة التقليدية التي غالبا ً ما تكون بعيدة عن جوهر ما جاء‬
‫المسيح لجله ‪ .‬قال أحدهم ‪ :‬أنبياء كثيرون جاؤا قبل المسيح والنبياء‬
‫متشابهون في إرسالياتهم ‪ ،‬فكلهم‪ /‬عن بكرة أبيهم‪ /‬دعوا للتوبة‬
‫والرجوع إلى الله ‪ ،‬ونقلوا كلم الله لشعوبهم ‪ ،‬والمسيح واحد منهم‬
‫لم يتميّز عنهم بشيء ‪ .‬وقال آخر ‪ :‬جاء المسيح لقوم ٍ معين ليهديهم‬
‫ض مماثل ‪ .‬وقال‬ ‫ولغر‬ ‫خر‬ ‫إلى الحق ‪ .‬وما سبقه من أنبياء جاؤا لقوام أ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ثالث ‪ :‬جاء المسيح رسول من الرسل ليذكر الناس بعبادة الله‬
‫سر ‪:‬‬‫ويهديهم للحق ‪ .‬هذه عينات من الجوبة التي تحاول أن تُف ِّ‬
‫" لماذا جاء المسيح " ؟‬
‫أجوبة تقليدية سهلة تتحدث عن صورة عامة لم يحاول أصحابها أن‬
‫يتحملوا عناء الغوص في دراسةٍ جادة للكشف عن لغزٍ يبدو غامضا ً في‬
‫أذهان الكثيرين خارج الوسط المسيحي ‪ .‬وهذا بالتالي أبقى على‬
‫ن تُرى يكون المسيح ؟ أهو مجرد نبي ؟‪ ..‬أو ماذا ؟‪..‬‬ ‫م ْ‬
‫الغموض في َ‬
‫فالغموض الديني والبهام والوهم صوٌر مستقرة في حياتنا الدينية في‬
‫ن الكثير من معتقداتنا‬ ‫الشرق ‪ ،‬نورثها من جيل إلى جيل ‪ ،‬إذ أ َّ‬
‫ف متوارثة‬ ‫الممارسة ل تستند على نصوص الوحي بل تعتمد على أعرا ٍ‬
‫حص هذا المعتقد أو ذاك‬ ‫وتقاليد اجتماعية تتناقلها الجيال دون أن نتف َّ‬
‫هل هو مبني على علم صحيح ‪ ،‬أو مجرد فكرة طرحها خطيب متحمس‬
‫فلقت رواجا ً فتناقلتها العامة وكأنها منزلة من عند الله !… فالعقائد‬
‫المسيحية في الشرق يحف بها الغموض والبهام في أذهان غير‬
‫ل وهمية يتناقلها الناس من حولنا بخصوص‬ ‫المسيحية ‪ ،‬وهناك أقاوي ٌ‬
‫‪15‬‬
‫عقائدنا ل أساس لها من الصحة ‪ ،‬ومنها مقولة تدعي بأن التوراة‬
‫والنجيل محرفان ‪ .‬وعند محاورة أصحاب مثل هذه المقولة الخيالية‬
‫لثبات الدعاء ‪ ،‬يبكم الفواه دون أن تقدم حجة علمية أو وثائقية أو‬
‫منطقية تكون في مستوى الدعاء المعقول ‪ .‬إنما الفكرة موجودة في‬
‫ة واحدة تثبت صحة الدعاء ‪ ،‬وكل‬ ‫رؤوس المليين وليس من يقدم حج ً‬
‫خَّزنة في أذهان الناس ل تدعمها حجة ‪ .‬فهذا‬ ‫م َ‬
‫ما هنالك أنها مقولة ُ‬
‫الواقع الذي تتكرر مشاهده من حولنا يجعلنا أن نقول لصحاب الدعاء‬
‫‪ :‬هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ‪ ،‬فالدعاء بتحريف التوراة والنجيل‬
‫ادعاء خطير ‪ ،‬وجريمة كهذه لبد أن تترك وراءها آثارا ً يدل عليها ‪ .‬إذ‬
‫يقال أن المجرم يترك دائما ً وراءه آثارا ً تدل عليه ‪ .‬ثم نتساءل لماذا‬
‫يُحَّرف الكتاب المقدس ؟‪ ..‬ومن يستفيد من تحريفه ؟‪ ..‬وهل عندما‬
‫حرفه محرفوه خففوا مثل ً من أحكام الله فيه كي يسهل عليهم ارتكاب‬
‫الثم ؟‪ ..‬ولكن كتاب التوراة والنجيل شديد على الكفار من زناةٍ‬
‫وسارقين وكاذبين وظالمين ‪ ،‬وخاطئين وجاحدين لنعم الله ‪ .‬ثم كيف‬
‫ه !‪ ..‬ولو حصل ‪ ،‬أين الله من هذا المجرم‬ ‫ن كتاب َ ْ‬
‫ن مؤم ٌ‬
‫يُحّرِف انسا ٌ‬
‫د‬
‫ب واحدٍ فري ْ‬ ‫الرديء؟‪ ..‬وأخيرا ً نقول لو كان التحريف في نسخةِ كتا ٍ‬
‫مُّر العملية ‪ ،‬لكننا أمام مليين النسخ من التوراة والنجيل‬ ‫فقد ت َ ُ‬
‫ف ك َّ‬
‫ل‬ ‫المنتشرة بلغات العالم ‪ ،‬فكيف يُوَفَّقْ من حَّرف الكتاب أن يُحّرِ َ‬
‫تلك النسخ ‪ ،‬فتأتي متطابقة كنسخة واحدة ‪ .‬لن التوراة والنجيل كانت‬
‫منتشرة قبل السلم بمئات السنين ‪ ،‬وبلغات العالم المعروفة آنذاك ‪.‬‬
‫ن الكتاب المحرف كتاب فاسد ‪ ،‬وهذا ل يربي شعوبا ً راقية لها‬ ‫ثم إ َّ‬
‫حضاراتها وأنظمتها وقوانينها ‪ ،‬كالذي نراه اليوم في الشعوب‬
‫المسيحية في العالم… فالشعوب المسيحية وأنظمة الحكم فيها‬
‫معروفة لكل العالم ‪ ،‬شعوب تؤمن بحرية الفرد وتحافظ على حقوق‬
‫النسان وكرامته ‪ ،‬وتهتم بخدمة البشرية ‪ ،‬وتعنى بالعلم ‪ ،‬فمن الوسط‬
‫المسيحي انبثقت المؤسسات النسانية التي تعنى بالفقراء والمعاقين‬
‫ودور العجزة وبيوت اليتام ‪ ،‬وحضانات الطفال‪ ،‬والمستشفيات العامة‬
‫والهتمام بأسرى الحروب وغيرها من خدمات إنسانية انتشرت فيما‬
‫بعد لباقي دول العالم ‪ ،‬والشعوب المسيحية كما نلحظ تستقبل‬
‫المهاجرين والمشردين من شعوب الرض ‪ ،‬فتعتني بهم وتأويهم‬
‫حرج أحدا ً على اتباع دين أو عقيدة ‪ ،‬بل‬ ‫وتصرف عليهم ‪ ،‬ول تُكْره أو ت ُ ْ‬
‫ل دينه ‪ ،‬والمهم لديهم أن‬ ‫تحترم معتقدات الناس ول تكِّفُرها ‪ .‬فلك ٍ‬
‫يكون الفرد مواطن صالح مخلص ل يؤذي غيره ‪ .‬أما عقيدته فبينه وبين‬
‫ربه ‪ .‬فهذه المبادىء السلوكية قارئي الكريم هي مبادئ نابعة من‬
‫إنجيل المسيح تعلمها الشعب والحكام من إنجيلهم … وهنا لبد من‬
‫‪16‬‬
‫ن الباء والجداد السابقين في الشعوب المسيحية هم‬ ‫الشارة إلى أ َّ‬
‫الذين رسخوا تلك المبادئ وأنظمة الحكم والقوانين النسانية المريحة‬
‫لشعوبهم ‪ .‬فأولئك الرواد كانوا حقيقة أكثر قربا ً لجوهر المسيحية من‬
‫الجيال الحاضرة ‪ ،‬وأجيال اليوم تنعم بمبادئ الحرية والديمقراطية‬
‫والعدالة ورعاية الشيخوخة ‪ ،‬والضمان الصحي والجتماعي وغير ذلك‬
‫من خدمات أساسها المبادئ المسيحية العادلة لخدمة شعوبها ‪ .‬وهذا‬
‫أدى بشعوبهم إلى ضمان معيشةٍ كريمة واستقرار الوضاع بطمأنينةٍ‬
‫وثقةٍ بمستقبل آمن ‪ .‬نعود إلى موضوعنا‪ /‬فادعاء التحريف يُتْهم أمماً‬
‫ل مواهبها ‪ ،‬ودفعها‬ ‫صَق َ‬ ‫ب سماويْ ‪ ،‬هَذ َّ َ‬
‫ب شعوبها ‪ ،‬و َ‬ ‫راقية لها كتا ْ‬
‫لتكون في الطليعة بين أمم العالم ‪ .‬فالمدعي بالتحريف يقول لهذه‬
‫ب محَّرف ‪ .‬شيء معيب‬ ‫الشعوب ‪ :‬كتابكم الذي أسس حضاراتكم كتا ٌ‬
‫فعل ً ‪ ،‬والعيب فيه يقع على من يدعي التحريف لنه يمس عقيدة الغير‬
‫ُ‬
‫في الصميم دون حياء ‪ ،‬وهذه بحدِّ ذاتها علمة تخل ّف ‪ ،‬قد ل يكون‬
‫تخلّف عقلي بقدر ما يكون تخلّف أخلقي‪ .‬ثم إن المر معيب فعل ً لن‬
‫من يدّعي بتحريف كتب غيره ل يقبل تهمة الغير لكتابه هو ‪ .‬فهو ل‬
‫يعامل الناس كما يريدهم أن يعاملوه ‪ ،‬هو يتكلم بفظاظه لتشويه كتب‬
‫الغير ‪ ،‬والغير ل يعامله بالمثل ‪_ ،‬ل عن ضعف _ بل لن الغير هذ ّبته‬
‫تعاليم النجيل ‪ ،‬وصقلته أقوال المسيح ‪ ،‬وعلّمته أن الكلمة الطيبة‬
‫أفضل من المسيئة ‪ ،‬وأن رابح المعركة هو المتسامح الذي ل يرد‬
‫الساءة بالساءة ‪ .‬ونحن بهذا ل نسيء إلى دين بعينة لكن نشير‬
‫بالصبع إلى تصرفات الناس المخطئة بحق الجوار ‪ ،‬فالمشكل أننا على‬
‫اختلف عقائدنا ودياناتنا نحن نُلْبس الدين ما ليس فيه … ونرسم صوراً‬
‫ترقى إلى مستوى العقيدة ونخّزِنُها في أذهان شعوبنا ‪ ،‬ول ذكر بها في‬
‫كتبنا‪ /‬كتب الوحي‪ /‬ونعل ِّم الجيال البريئة ما ليس له وجود في عقائدنا‬
‫الساسية ‪ .‬وهنا يبدأ النحراف عن جادة الدين وأصالته ‪.‬‬
‫عزيزي القارئ …‬
‫ن فكرة التحريف شبه عامة لدى إخواننا من المسلمين _ لكن‬ ‫يُلح ْ‬
‫ظ أ َّ‬
‫الملحظة الهم أن القرآن لم يقل شيئا ً في تحريف التوراة والنجيل ‪،‬‬
‫بل شهد لهما وحث على اتباعهما ‪ .‬فبشهادة القرآن للتوراة والنجيل‬
‫ن قرابة‬ ‫نستنتج أن التحريف حتى قيام السلم لم يكن قد حصل ‪ ،‬أي أ َّ‬
‫الستماية سنة التي سبقت السلم كانت التوراة والنجيل خالية من‬
‫التحريف …والنجيل في مثل هذا الزمن الطويل كان قد انتشر بمليين‬
‫النسخ وبلغات العالم المعروف آنذاك ‪ .‬فكيف سيتم التحريف لكتاب‬
‫منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة !‪ ..‬منطق التحريف منطقٌ‬
‫ساقط ‪ ،‬لذلك نقول أنه عند الحوار مع من يدّعي التحريف تُبْكم‬
‫‪17‬‬
‫الفواه لن ل حجة لدى الغير تثبت سلمة الدعاء ‪ ،‬فل تسمع سوى أن‬
‫" الكتاب محّرف " ‪ .‬أما كيف حّرف‪ ..‬ومتى حّرِف‪ ..‬وأين حّرف‪..‬‬
‫ولماذا حّرف‪ ..‬والثبات على تحريفه … فتلك ل إجابة عليها لن القضية‬
‫مجرد ادعاء ‪ .‬فهو ادعاء غبي ‪ ،‬وادعاء غير مؤدّب ‪ ،‬ول يُعير انتباه‬
‫ت فكرة التحريف‬ ‫لمشاعر الخرين ‪ .‬لديَّ ملحظة أخرى ‪ /‬كيف تَثْب ُ ُ‬
‫أمام عشرات اللوف من النسخ الثرية القديمة للتوراة والنجيل وهي‬
‫محفوظة في متاحف الدنيا اليوم ‪ ،‬وتعود للقرون الربعة الولى‬
‫للمسيحية ‪ ،‬وكلها متطابقة لما بين أيدينا اليوم ‪ ،‬وتشهد لسلمة الكتاب‬
‫المقدس من التحريف ‪ .‬هذه لوحدها حجة علمية دافعة ‪ ،‬فالقضية ل‬
‫ينقصها حجج ‪ ..‬واحدة منها تكفي لو حسنت النوايا ‪.‬‬
‫عزيزى القارئ …‬
‫ل أظنك تخشى الكلمة الصريحة المقدمة بحجةٍ دافعة إنما ل تخرج عن‬
‫إطار الدب ‪ .‬والن قبل أن أصل وإياك إلى ختام الجابة على هذا‬
‫السؤال ‪ ،‬لدي استفسار ‪ :‬ما رأيك بأن كل ما تدّعيه المسيحية مستندة‬
‫على إنجيل الله هو حق !… وكيف سيكون موقفك في يوم الدين‬
‫عندما تتفجر الحقيقة قدام عينيك ‪ ،‬وتسقط كل الدعاءات المعاكسة‬
‫التي تمسكت بها في حياتك كما تسقط أوراق الخريف لتحملها الرياح‬
‫إلى الفناء !… ولعلمك ففي يوم الدين ل فرصة هناك لعادة النظر‬
‫ن الله فيه سرائر الناس ‪ ،‬فل‬ ‫م يدي ُ‬
‫في المواقف المخطئة ‪ .‬فذلك يو ٌ‬
‫فرصة للتوبة ول لتعديل المسار ‪ .‬وأريد أن أقولها بصراحة هنا أننا نحن‬
‫كمسيحيين نعلم علم اليقين صحة ما نؤمن به ‪ ،‬نسمع النقد ونعلم أنه‬
‫باطل فالبدية على البواب وهناك ستنقشع الوهام ‪ .‬ثم من جهة‬
‫أخرى فنحن بحياتنا وسلوكنا وتعاملنا مع كل الناس نقدم الشهادة‬
‫الحية لصحة ما نؤمن به ‪ .‬ونحن نثق بالله أنه ل يخذل أحبابه ‪.‬‬
‫س ‪-7‬مارأيكم فى القول أن انجيل المسيح‬
‫(علية السلم) الصحيح هو انجيل‬
‫برنابا؟ولماذا لتعترفون بانجيل برنابا؟‬
‫الرد‬
‫ة أقول أن الكثيرين يذكرون هذا الكتاب بهذا السم وكأنه انجيل‬ ‫بداي ً‬
‫حقيقي بينما في الواقع أكثر من ‪ % 99‬من هؤلء لم يقرأوه ولم يََروْهُ‬
‫علم‬
‫ٍ‬ ‫ومع ذلك فأثناء بحثهم وجدالهم مع الغير يستشهدون به دون‬
‫مؤَل ِّفه ‪ ...‬وأيضا ً بدون الطلع على‬
‫بمحتواه وبأصلهِ وفصله ‪ ،‬وبحقيقة ُ‬
‫رأي العلماء الجلء من مسلمين ومسيحيين الذين اطلعوا على الكتاب‬
‫‪18‬‬
‫وأعلنوا رأيهم فيه ونَبَذوه‪ .‬وقبل أن ندخل في التفاصيل في تحليل هذا‬
‫الكتاب المزيف المسمى " انجيل برنابا " أريد أن أقول أنني أتحدَّى أن‬
‫ة بهذا الكتاب ‪ ،‬ومقتنعٌ فعلً‬
‫ن فرد ٌ واحد يؤمن حقيق ً‬
‫يكون هناك إنسا ٌ‬
‫ة وتفصيل ً !‪ ...‬ولماذا أقول هذا ؟‬‫بما ورد فيه جمل ً‬

‫أقوله أول ً ‪ :‬لن من اطلع على هذا الكتاب ل يمكنه أن يجازف فيقرن‬
‫ت زيفه ‪،‬‬ ‫ش يحمل في ذاته وبين سطوره علما ِ‬ ‫ب ه ٍّ‬
‫نفسه بعقيدةِ كتا ٍ‬
‫ت مربكة ل يعرف كيف‬ ‫فيقع المدافع عنه في مواقف حرجة ومطبا ٍ‬
‫يخرج منها بسلم ‪ .‬وأقول ثانيا ً ‪ :‬ان من يريد أن يدافع عن هذا الكتاب‬
‫عليه أن يقف موقف الرجال في دفاعه عما يؤمن به ‪ ،‬فيقول ما عنده‬
‫ويبدي ملحظاته المؤكَّدة لديه ثم يصغي لما لدى الطرف الخر من‬
‫ط الغير الضواء‬ ‫سل ِّ ُ‬
‫ي حين توضع النقاط على الحروف وحين ي ُ َ‬ ‫رأ ٍ‬
‫الكاشفة على الزوايا المعتمة في هذا الكتاب وهي كثيرة ‪ .‬لذلك أقول‬
‫أنه على مدى التاريخ كله ل يوجد من يَتَبَنَّى حقيقة اليمان بهذا الكتاب‬
‫ن من‬‫ى به من الله ‪ .‬ولكن يُلحظ أ َّ‬ ‫ي موح ً‬
‫ل حقيق ٍ‬‫في نقاشه كانجي ٍ‬
‫يطرح اسم هذا الكتاب في نقاشه أو جداله إنما يطرحه فقط لجل‬
‫ة دخانية في وجه‬ ‫الجدال ‪ ،‬أو لذّرِ الرماد في العيون أو كمن يفجر قُنبل ً‬
‫غيره لجل المشاغلة فقط وليس في عملية جادة للوصول إلى‬
‫الحقيقة ‪ ،‬لن من يطّلع على هذا الكتاب المزيف ل تفوته السخافات‬
‫الواردة فيه إل من تغابى عن الحق ‪ ،‬وسنشير إلى عينةٍ من ما ورد فيه‬
‫من سخافات ‪.‬‬

‫صديقي الكريم ‪...‬‬

‫الحقيقة تقال أن المسمى انجيل برنابا ل يمت للمسيحية بصلة ‪ ،‬فهو‬


‫شهادة زور على انجيل الله‪،‬وهو مؤلف كاذب مزور تماما ً كما ألّف‬
‫مسيلمة الكذاب والفضل بن الربيع قرآنيهما ‪ .‬والن ‪ ،‬يا صديقى اليك‬
‫المعلومات التالية ‪:‬‬

‫أول ما نلحظه في هذا البحث أنه لم يكن وجود ٌ أو ذكٌر لهذا الكتاب‬
‫المزوّر المسمى انجيل برنابا قبل القرن الخامس عشر للميلد ‪ ،‬أي‬
‫خلل اللف خمسماية سنة بعد موت برنابا ‪ .‬إلى أن جاء أحدهم في‬
‫عظام‬
‫ٍ‬ ‫القرن الخامس عشر ونبش القبور ووضع القلم والوراق في‬
‫بالية بيد برنابا الذي شبع موتا ً وقال له ‪ :‬اكتب لنا إنجيل ً نسميه‬
‫باسمك !‪ ....‬يا ناس حرام عليكم ‪ ،‬اذكروا أن شهادة الزور هي من بين‬
‫‪19‬‬
‫الجرائم المنهي عنها في الوصايا العشر ‪ .‬أعود فأقول انه لو كان وجود‬
‫لما يسمى بانجيل برنابا في الخمسة عشر قرن الولى من التاريخ‬
‫الميلدي لظهر له اسم ولو على هامش كتب التاريخ أو في الوراق‬
‫والوثائق العديدة التي تعد بعشرات اللوف من المخطوطات‬
‫المحفوظة اليوم في متاحف العالم ‪ ،‬أو على القل لكان فيه نسخاً‬
‫بأيدي بعض المسلمين القدماء ‪ .‬ثم لو كان لهذا الكتاب وجود في‬
‫التاريخ لما اختلف علماء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير‬
‫والرازي في شرح وتفسير آخرة المسيح على الرض ومن هو الذي‬
‫صلب فعل ً على الصليب ذلك لن المسمى انجيل برنابا يوضح أن الذي‬
‫صلب هو يهوذا السخريوطي وليس المسيح ‪ ،‬بينما العلماء المذكورون‬ ‫ُ‬
‫أشاروا إلى غير ما أشار إليه الكتاب المذكور بدليل عدم تواجده في‬
‫ي واحد‬‫زمنهم وإل لسترشدوا برأيه واهتدوا بهديه واتفقوا على رأ ٍ‬
‫بخصوص صلب المسيح‪ .‬ثم يلحظ أن العلماء الجلء من المسلمين‬
‫كانوا قد أشاروا فيما أشاروه في كتاباتهم فذكروا انجيل متى وانجيل‬
‫مرقس وانجيل لوقا وانجيل يوحنا ‪ .‬وليس بينهم من أشار إلى ذكر‬
‫اسم برنابا بين كتّاب النجيل ‪ .‬فهذا أيضا ً دليل بين أدلة كثيرة بأن هذا‬
‫الكتاب المزوّر هو كتاب لم يكن له وجود في القرون الخمسة عشر‬
‫الولى من التاريخ الميلدي ‪ .‬وعندما أُثير اسم انجيل برنابا لول مرة‬
‫في الوساط الورويبية في القرن الخامس عشر قام بعض العلماء‬
‫والمتخصصين بالبحث والتنقيب فوجدوا أن راهبا ً اسمه مارينو كان قد‬
‫أسلم في القرن الخامس عشر للميلد وتسمى باسم جديد هو "‬
‫مصطفى العََرنْدي " وهو الذي ألّف الكتاب وادعى أنه ترجمها عن‬
‫نسخةٍ إيطالية بينما لوحظ أن النسخة اليطالية نفسها منقولة عن‬
‫أصل عربي وأن محتويات الكتاب منسجمة مع العقيدة الجديدة لمارينو‬
‫‪ ...‬فهو بعد إسلمه درس القرآن وتعلم العربية فحاول أن يلئم بين‬
‫عقيدته الجديدة والكتاب الذي ألفه ظنا ً منه أن كتابه الجديد يمكن أن‬
‫ينافس أو يحل محل النجيل الصحيح المنتشر بين جميع المسيحيين‬
‫على اختلف لغاتهم وشعوبهم ‪ ،‬ولكن كتاب مارينو ‪/‬أو مصطفى‬
‫العرندي أُجهض لسخافته ولم ير النور وفشل في أن يشق طريقه بين‬
‫الناس أمام شموخ ومجد وجلل انجيل الله ‪ /‬انجيل الوحي الذي صمد‬
‫بعزم ٍ وثبات قبل وبعد مارينو بزمن طويل وما زال وسيبقى في قمة‬
‫مجده لنه ذِكُْر الله والله له حافظ يحميه ويحرسه من عبث العابثين‬
‫صدُقَ عليه القول بحق أنه المتهم البريء ‪ ،‬فهو‬ ‫‪.‬أما برنابا فيمكن أن ي َ ْ‬
‫لم يؤلف كتابا ً ل في حياته ول بعد موته (طبعاً) ولم يكن له علم بهذا‬
‫ُ‬
‫ف وخمسماية‬ ‫الكتاب ‪ ،‬إنما اسم الكتاب ألصق به زورا ً بعد وفاته بأل ٍ‬
‫‪20‬‬
‫سنة ‪.‬‬

‫وبرنابا هذا كان يهوديا ً من جزيرة قبرص آمن بالمسيح بعد صعود‬
‫المسيح إلى السماء بتسع سنوات‪ ،‬فهو لم ير المسيح بعينيه ولم‬
‫يسمع منه كلمة ول تكليفا ً بكتابة أي شيء ‪ .‬ولكنه سمع عن المسيح‬
‫وآمن به وأخلص لله وشارك في نشر الدعوة المسيحية في البلد‬
‫الوروبية برفقة بولس رسول المسيح ‪ .‬وكان قد تعرف على بولس‬
‫الرسول ورافقه لبعض الوقت في جولته التبشيرية ‪ .‬ومن الطريف أن‬
‫يذكر أن المدعو مرقس كاتب انجيل مرقس هو ابن أخت برنابا ‪ ،‬وقد‬
‫ورد ذلك في سفر أعمال الرسل من النجيل ويتضح هناك اهتمام‬
‫برنابا بابن أخته مرقس وتشجيعه له إذ أخذه معه ورافقه في إحدى‬
‫جولته التبشيرية ‪ .‬إذا ً برنابا خال مرقس ‪ /‬ومرقس هو كاتب انجيل‬
‫مرقس ‪ ،‬فالمطّلع المفتّش عن الحقيقة يلحظ أن الفرق بين انجيل‬
‫مرقس وما يسمى بانجيل برنابا كالفرق بين الثرى والثريا مما ينفي‬
‫ب إليه ‪.‬‬
‫س َ‬
‫علقة برنابا بما ن ُ ِ‬

‫ثم هناك ملحظة ملفتة للنظر بسبب الخطاء الواردة في الكتاب‬


‫المنسوب إلى برنابا ومنها يُستدل أن كاتب الكتاب كان يجهل جغرافية‬
‫فلسطين وبلدان الشرق فيقول في الفصل العشرين من الكتاب ‪:‬‬
‫ب مسافرا ً إلى الناصرة ‪.‬‬ ‫وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مرك ٍ‬
‫ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتيه في المدينة كل ما فعله يسوع ‪.‬‬
‫ل‬
‫ل عا ٍ‬ ‫وهنا غاب عن ذهن مؤلف الكتاب أن مدينة الناصرة تقع على جب ٍ‬
‫في قلب فلسطين بعيدة عن البحار وعن الشواطىء ‪ .‬ويقول في‬
‫الفصل الثالث والستين أن الله طرح يونان في البحر فابتلعته سمكة‬
‫وقذفته على مقربة من نينوى ‪ .‬والقارىء العاقل يتساءل ‪ :‬أين نينوى‬
‫من البحار أو لعل في نينوى حيتانا ً تمشي على الرض بأرجلها كالجمال‬
‫؟ ويقول في الفصل الثالث أن المسيح ولد في عهد بيلطس الحاكم‬
‫ت‬
‫ت وعشرين إلى س ٍ‬ ‫بينما الحقيقة أن بيلطس حكم البلد من سنة س ٍ‬
‫وثلثين للميلد أي بعد ميلد المسيح بأكثر من ربع قرن من الزمن ‪.‬‬
‫كما يورد الكتاب خرافة مضحكة في الفصل الخامس والثلثين يقول‬
‫فيها ‪ :‬أن الشيطان بصق على كتلةٍ من التراب فأسرع جبريل ورفع‬
‫سَّرةً في بطنه‬ ‫البصاق مع شيءٍ من التراب فصار للنسان بسبب ذلك ُ‬
‫‍ أل توافقني يا صديقى الكريم على أن هذه وحدها كافية بأن يُلْقى بهذا‬
‫ة ‪ :‬أتحدّى بعالي‬
‫الكتاب في سلة المهملت؟‍‪ ..‬لذلك أقولها صراح ً‬
‫الصوت أن يكون هناك إنسان واحد في الوجود من يستطيع أن يتبنَّى‬
‫‪21‬‬
‫ي حقيقي ‪ ،‬ويقف ليدافع عنه ‪.‬‬
‫هذا الكتاب ككتاب وح ٍ‬

‫وهناك أخطاء خرافية مماثلة وكثيرة في هذا الكتاب ل يتسع المقام‬


‫لسردها والتعليق عليها ‪ ،‬فمن تلك على سبيل المثال ل الحصر ‪ :‬يقول‬
‫في الفصل الحادي والخمسين أن المسيح طلب من الله أن يرحم‬
‫الشيطان فاعترض الشيطان رافضا ً هذه الوساطة ‪ .‬هذا كلم سخيف‬
‫أستغرب إن كان يستهوي أو يؤثر حتى على الجهال أو ذوي العقول‬
‫الضعيفة أو الغبية ‍‍!!!‪ .‬كتاب خرافي ل يستحق حتى مجرد الحديث عنه‬
‫لول أن بعضا ً من العزاء الزائرين رغبوا الستيضاح عما قيل ويقال عن‬
‫هذا الكتاب وها نحن نقولها صريحة ونتحدى على سمع المليين من‬
‫زائرينا إن كان هناك انسان واحد على وجه الرض يمكن أن يتبنّى هذا‬
‫الكتاب كوثيقةٍ صحيحة يؤمن بها ويثبت ذلك ‪ .‬صديقى العزيز ‪ :‬الستاذ‬
‫عباس محمود العقاد مفكّر كبير وهو صاحب كتب العبقريات المعروفة‬
‫ي المطالعة ‪ .‬الستاذ العقاد كتب في صحيفة‬ ‫لدى الكثيرين منا من محب ِ ّ‬
‫الخبار الصادرة في ‪ . 1959 / 10 / 26‬يقول ‪ :‬تتكرر في هذا الكتاب‬
‫بعض الخطاء التي ل يجهلها اليهودي المطّلع ‪ ،‬ول يقبلها المسيحي‬
‫المؤمن و ل يتورط بها المسلم الفهيم ‪ ،‬لما فيها من مناقضةٍ بينه وبين‬
‫القرآن ‪ .‬كما قال الدكتور محمد شفيق غربال في الموسوعة العربية " الميسرة " تحت‬
‫كلمة برنابا ما يلي ‪ :‬الكتاب المنسوب إلى برنابا كتاب مزيف وضعه أوروبي‬
‫في القرن الخامس عشر ‪ .‬وفي وصفه للوسط السياسي والديني في‬
‫أيام المسيح أخطاءٌ جسيمة ‪.‬‬

‫أيها الصدقاء ‪ ..‬والصديقات ‪..‬‬

‫الحديث الصريح الذي نعرضة في هذا البحث ل نتحدى به أحدا ً سوى‬


‫الشيطان مثير الفتن ومبلبل العقول الضغيفة التي هي على استعداد‬
‫ب الريح فتميل حيثما مال وهذه يصعب عليها أن تستقبل‬ ‫أن تَهُ َّ‬
‫ب مع ه ِّ‬
‫الشعة الفضية لنور المسيح الحي بل تتدثر في العتمة ول تعمل إل في‬
‫الظلم ‪.‬‬

‫س ‪ -8‬قال المسيح في انجيل متى ‪25:14‬‬


‫عندما جائت اليه امراه وسألته ان يشفي‬
‫ابنتها فاجاب "أنني بعثت فقط للخراف‬
‫‪22‬‬
‫الضاله من اليهود (اسرائيل)" أى أن الهدف‬
‫من بعثة المسيح عليه السلم هو هدايه‬
‫اليهود الضالين فقط‪.‬‬
‫الرد‬

‫دعوة المسيح هل هى عنصرية ؟!‬

‫أن دعوة المسيح بدأت فى أرض فلسطين والتى كانت آنذاك تابعة لليهودية‬
‫وهى الرض التى تشرفت بميلد المسيح وعاش فيها وقد كان طبيعيا ً أن يبدأ‬
‫المسيح بداية دعوته فى الموطن الذى نشأ فية (اليهودية) ثم بعد ذلك تمتد‬
‫الدعوة إلى أما كن أخرى ومن الدلة التى تثبت ذلك قول المسيح لحوارية قبل‬
‫صعوده إلى السماء فى إنجيل متى الصحاح ‪ 10‬والية ‪( 15‬وقال لهم اذهبوا‬
‫إلى العالم اجمع واكرزوا بالنجيل للخليقة كلها) فاستجاب الحواريين لمر‬
‫المسيح كما جاء فى متى إصحاح ‪ 16‬والية ‪( 20‬واما هم فخرجوا وكرزوا في‬
‫كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلم باليات التابعة‪.‬آمين)‬

‫ليس هذا فقط بل لعلك سمعت أو قرأت قصة اهتداء شخص اسمه كرنيليوس‬
‫كما جاءت فى سفر أعمال الرسل الصحاح العاشر هذا الرجل لم يكن يهودياً‬
‫ومع ذلك قدم الرسول بطرس ( أحد الحواريين) الرسالة المفرحة لة ومع آن‬
‫كرنيليوس كان تقيا ً يمارس الصلوات والصوام فى مواعيدها ويصنع صدقات‬
‫للفقراء إل أنة كان يحتاج لشىء أساسى وضرورى هو اليمان بالمسيح‬
‫المخلص وهذا ما فعلة أخيرا‪ .‬وهناك العديد من الشخصيات التى آمنت رغم أنها‬
‫غير مسيحية الصل‪.‬‬

‫وفى قصة المرأة التى ذكرتها تكلم سيدنا المسيح (سلمه علينا) هنا بلغة يفهم‬
‫منها اليهود السامعين أنهم ضلوا عن الله ‪ ،‬وأن البركة ينالها فقط أبناء اليمان‪.‬‬
‫فمدح المسيح إيمان المرأة وشفى ابنتها تعبيرا على قبوله لها كابنة مؤمنة بالله‬
‫رغم أنها لم تكن إسرائيلية‪ .‬وقد أمر المسيح أتباعه أن يبشروا العالم أجمع بأنه‬
‫ينقذ كل مؤمن به من غير اليهود‪ ،‬ويعطيه غفرانا إلهيا وجنة سماوية وهنا ل‬
‫تتعارض كلمات السيد المسيح هذه مع حقيقة أن رسالة الله هى لجميع الناس‬
‫ولقد قام السيد المسيح بخدمات للمم ( غير اليهود) فى مناسبات كثيرة فى‬
‫أثناء خدمته وما أراد السيد المسيح أن يقولة للمرأة هو أن اليهود يجب أن‬
‫تكون لهم الفرصة الولى لقبوله كالمسيح لن الله اختارهم لتقديم رسالة‬
‫الخلص لسائر العالم فالسيد المسيح لم يرفض هذه المرأة بل لعلة كان يريد‬
‫أن يمتحن إيمانها أو لعلة أراد أن يستخدم الموقف فرصة أخرى لتقديم درس‬
‫عن أن اليمان متاح لجميع الناس كما آن السيد المسيح فى النهاية استجاب‬
‫لطلبة هذه المرأة وشفى ابنتها‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫أختم كلمى بما جاء فى النجيل بحسب ما دونه يوحنا الصحاح الول واليات‬
‫من ‪ 11‬الى ‪ ( 13‬إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله واما كل الذين قبلوه‬
‫فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولد الله آى المؤمنون باسمه‪ .‬الذين ولدوا ليس‬
‫من دم ول من مشيئة جسد ول من مشيئة رجل بل من الله )‬

‫إذن دعوة ومحبة السيد المسيح ليست عنصرية وهى موجهة لى‬
‫شخص من أى مكان وفى أى زمان‪.‬‬

‫س ‪ -9‬تحدث سيدنا المسيح فى إنجيل يوحنا فى‬


‫الصحاح السابع واليات من ‪ 7‬إلى ‪ 9‬إلى حوارية قبل‬
‫ذهابه إلى الصليب قائل " لكني أقول لكم الحق انه‬
‫خير لكم أن انطلق‪.‬لنه إن لم انطلق ل يأتيكم‬
‫المعزي‪.‬ولكن إن ذهبت أرسله إليكم‪ .‬ومتى جاء ذاك‬
‫يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة‪ .‬أما‬
‫على خطية فلنهم ل يؤمنون بي‪ ".‬وكلمة المعزى هنا‬
‫تعنى المحمود أو الفارقليط وهى اشارة الى النبى‬
‫محمد ؟‬
‫الرد‬

‫بخصوص كلمة ‪ PARACLETE‬والتى ذكرت أنها تعنى المحمود‬


‫سأفترض جدل ً أن الفارقليط إشارة إلى النبى فدعنى اوجز تعليقاتى‬
‫فى نقاط ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن كان الفارقليط هو محمد فالفارقليط هو روح الله إذن محمد هو‬
‫روح الله وروح الله غير محدود لكن محمد محدود والغير محدود ل‬
‫يدرك بالنظر لكن محمد أدركه الكثيرين بالنظر‪ ( .‬إذن فالفارقليط‬
‫ليس هو محمد)‬

‫‪ -2‬الفارقليط هو من السماء ومن طبيعة الب ومحمد من طبيعة‬


‫الرض من آدم‪ ( .‬إذن فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫‪ -3‬الفارقليط كان مع الحواريون وفى وسطهم ومحمد لم يكن مع‬


‫‪24‬‬
‫الحواريون ول فى وسطهم ‪ ( .‬إذن فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫‪ -4‬بعد ‪ 10‬أيام من صعود المسيح للسماء ظهر الفارقليط للحواريين‬


‫ومحمد ظهر بعد أكثر من ‪ 600‬عام‪ ( .‬إذن فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫‪ -5‬الفارقليط يمكث إلى البد ولكن محمد توفى بعد ‪ 63‬سنة‪ ( .‬إذن‬
‫فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫‪ -6‬الفارقليط سيرسله الب باسم المسيح إذن محمد رسول المسيح‪.‬‬


‫وهذا ل يقولة احد( إذن فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫‪ -7‬الفارقليط يشهد للمسيح وليس العكس أن المسيح يشهد لمحمد(‬


‫إذن فالفارقليط ليس هو محمد)‬

‫وهكذا كما ترى يا صديقى أن هذا اليات الكريمة ل تشير إلى محمد‬
‫من قريب أو بعيد ولكنها اشارة الى الروح القدس وأدعوك ياصديقى‬
‫أن تقرأ اليات مرة اخرى‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like