Professional Documents
Culture Documents
مولده ونشأته :ولد الشيخ حافظ في 24/9/1342هـ بقرية (السلم) التابعة لمدينة (المضايا)
الواقع في الجنوب الشرقي من مدينة (جازان) .ونشأ حافظ في كنف والديه نشأة صالحة ،تربى
فيها على العفاف والطهارة وحسن الخلق.
طلبه للعلم :عندما بلغ حافظ من العمر سبع سنوات أدخله والده مع شقيقه الكبر محمد مدرسة
لتعليم القرآن الكريم بقرية (الجاضع) فقرأ على مدرسه بها جزأي (عم ،وتبارك) ثم واصل
قراءته مع أخيه حتى أتم قراءة القرآن مجوّدة خلل أشهر معدودة ،ثم أكمل حفظه حفظاً تاماً
بعيد ذلك.
علمه :مكث حافظ يطلب العلم على يد شيخه الجليل عبدال القرعاوي ،ويعمل على تحصيله،
ويقتني الكتب القيمة والنادرة من أمهات المصادر الدينية واللغوية والتاريخية وغيرها
ويستوعبها قراءة وفهماً .وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره -ومع صغر سنة -طلب منه
شيخه أن يؤلف كتاباً في توحيد ال ،يشمل على عقيدة السلف الصالح ،ويكون نظم ًا ليسهل
حفظه على الطلب ،فصنف منظومته (سلم الوصول إلى علم الصول -في التوحيد) التي انتهي
من تسويدها سنة 1362هـ وقد أجاد فيها ،ولقت استحسان شيخه والعلماء المعاصرين له .ثم
تابع التصنيف بعد ذلك فألف في التوحيد وفي السيرة النبوية وفي مصطلح الحديث وفي الفقه
وأصوله وفي الفرائض وفي السيرة النبوية وفي الوصايا والداب العلمية ،وغير ذلك نظماً
ونثراً.
وفاته :بعد انتهائه من أداء فريضة الحج سنة 1377هـ لبى نداء ربه بمكة المكرمة على إثر
مرض ألم به وهو في ريان شبابه ،إذ كان عمره آنذاك خمساً وثلثين سنة ونحو ثلثة أشهر،
ودفن بمكة المكرمة ،رحمه ال تعلى.
مقدمة
تُعرّف العبد بما خُلِق له ،وبأول ما فرض ال تعالى عليه <وبما
أخذ ال عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم ،وبما هو صائر إليه.
ن ال جَل وَعَــ َ
ل .13إعْ َلمْ بأَ ّ
ق سُدَى وَ َهمَلَ َلمْ يَ ْترُكِ ا ْلخَلْ َ
َ .14ب ْل خَلَقَ ا ْلخَلْقَ لِيعْبُــدُوهُ
وَبِاللهِـيّـــةِ يُفردُوهُ
ظهْرِ.15أخْرَجَ فيمَا قد مَضَى مِن َ
آدم ذُرّيّتَــ ُه كَـالـذّرّ
.16وأخَذَ ال َعهْدَ عَلَ ْي ِه ْم أنّـــهُ
ب َمعْبُودٌ بحقّ غَيْـرَهُ لَ رَ ّ
.17وَ َبعْدَ هَذَا ُرسْ َلهُ قَـدْ أ ْرسَلَ
ب أنْ َزلََل ُهمْ وَبا ْلحَقّ ا ْلكِتَا َ
ِ .18لكَيْ بِذَا ا ْلعَهدَ يُ َذكّرُوهُـمْ
وَيُنذِرُو ُه ُم وَيُ َبشّرُوهُــم
ن حُجة للنّاسِ َبلْ ي لَ َيكُو َ .19كِ ْ
ع ّز َوجَـلْ حجّة َ ل أعْلَى ُ
شقَــاقِ ل ِ َ .20فمَنْ يُصَدّ ْق ُهمْ ِب َ
َفقَ ْد وَفَى بِذَِلكَ ا ْلمِيثَـاقِ
ج مِن عَذَابِ النّـارِ .21وَذَاكَ نَا ٍ
وَذَلِكَ ا ْلوَارِثُ عُقبَى الدّارِ
ب كَذّبَاَ .22ومَنْ ِب ِه ْم وَبا ْلكِتَـا ِ
عرَاضَ عَن ُه والبَا َولَ َزمَ ال ْ
ُمسْتَوجِبٌ لِلخِزي في الدّارَيْن ل ال َعهْدَيْنِ
ض كِ َ
.23فَذَاكَ نَاقِـ ٌ
فصل
في كون التوحيد ينقسم إلى نوعين
وبيان النوع الول ،وهو توحيد المعرفة والثبات.
حمَنِ بِال ّت ْوحِيـ ِد َمعْرِ َفةُ ال ّر ْ .24أ ّو ُل وَاجِبٍ عَلى ا ْلعَبِيــد
ن أيَا مَن َي ْفهَـمُ وَ ُهوَ َنوْعَا ِ ظمُ
عَ .25إذْ ُه َو مِن ُك ّل ا َلوَامِر أ ْ
صفَا ِت ِه العُلَى حسْنَى ِ سمَا ِئهِ ا ْل ُأ ْ جلّ وعَلَ ب َ .26إثْبَاتُ ذَاتِ الرّ ّ
ا ْلخَالِقُ الْبَارِى ُء وَا ْلمُصَـوّرُ .27وَأ ّنهُ الرّبّ ا ْلجَلِي ُل الكْبَـرُ
ل مِثالٍ سَابِـقِ ع ُهمْ ِب َمُبْدِ ُ .28بَاري الْبَرَايَا مُ ْنشِىءُ ا ْلخَلئِقِ
ل انْ ِتهَـاءِ والخِرُ الْبَاقِي بِ َ ل ابْتِدَاءِ .29ال ّولُ ا ْلمُبدِي بِـ َ
صمَدُ الْ َبرّ ا ْل ُمهَ ْيمِنُ العَلِيّ ال ّ .30الحَ ُد الفَرْدُ ا ْلقَـدِيرُ الزَليّ
عوَانِ ن الضْدَادِ وَال ْ جلّ عَ ِ َ عُلوّ قَه ٍر وَعُُل ّو الشّـــانِ ُ .31
ل كَ ْيفِـيّـهْ
عَلَى عِبَادِهِ بِ َ .32كَذَا َلهُ الْعُُل ّو وال َفوْقِـيّـهْ
علَ ْيهِـــمُبع ْل ِمهِ ُمهَيْمنٌ َ َ .33ومَعَ ذَا ُمطّلِعٌ إلَ ْيهِـــمُ
َلمْ يَنْفِ لِ ْلعُُلوّ وَا ْل َفوْقِيــهْ ب وَا ْل َمعِيّــةْ
.34وَذِكرُهُ لِلقُرْ ِ
جلّ في عُُلوّهِ ب َ وَ ُهوَ ا ْلقَريِ ُ .35فَإِ ّنهُ الْعليّ في دُنُـــوّهِ
جلّ أَنْ ُيشْ ِب ُه ُه النَــامُ َو َ ي وَقَيّومٌ فَلَ يَنَـــامُ .36حَ ّ
صفَاتِـهِ حجَا ِ َولَ ُيكَيّفُ ا ْل ِ .37لَ تَبُْل ُغ الوْهَامُ كُ ْنهَ ذَاتِـهِ
َولَ َيكُونُ غَ ْي َر مَا ُيرِيــ ُد .38باقٍ فَلَ َيفْنَي َولَ يَبِيــ ُد
جلِّ -بمَــا أرَادَهْ َوحَاكِمٌ َ - ق وَالرَادَهْ .39مُنفَرِدٌ بِا ْلخَلْــ ِ
وَمن َيشَ ْأ أضَّلهُ ِبعَدْلِــهِ َ .40فمَنْ َيشَ ْأ وَ ّف َقهُ ِبفَضْلِــهِ
ب وَذَا طَريــدُ وَذَا ُمقَرّ ٌ سعِيــدُ شقِيّ وال ّ َ .41فمِ ْنهُ ُم ال ّ
حمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا َيسْ َتوْجبُ ا ْل َ ح ْك َمةٍ بَا ِل َغةٍ قَضَاهَـــَاِ .42ل ِ
صخْرِ صمّ ال ّ في الظُّلمَاتِ َف ْوقَ ُ .43و ُهوَ الّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرّ
س ْمعِهِ ا ْلوَاسِعِ لِلَصْـوَاتِ ِب َ جهْ ِر وَالِخفـَاتِ َ .44وسَامِعٌ ِل ْل َ
ي وَا ْلخَفِـي أحَاطَ عِلْما با ْلجَل ّ خفِـي .45وَعِ ْل ُمهُ ِبمَا بَدَا َومَا َ
جلّ ثَنَاؤُهُ َتعَالى شَأنُــهُ َ .46وَ ُهوَ ا ْلغَنِيّ بِذَا ِتهِ سُ ْبحَانَـهُ
َوكُلّنَا ُمفْ َتقِ ٌر إِلَيْــــهِ يءٍ ِرزْ ُقهُ عَليْــهِ .47و ُكلّ شَ ْ
وَ َلمْ َي َزلْ ِبخَ ْلقِهِ عَلِيمَــا .48كَّل َم مُوسَى عَبْدَهُ َتكْل ِيمَـا
وَالحَصْ ِر وَالنّفَا ِد وَا ْلفَنَــاءِ ن ا ِلحْصَـاءِ جلّ عَ ِ ل ُم ُه َ
.49كَ َ
وَال َبحْرُ تُلقَى فِي ِه سَبْ ُع أ ْبحُرِ شجَرِ َ .50لوْ صَا َر أَقلَم ًا جَمي ُع ال ّ
س ال َق ْولُ مِنهُ فَانِ ت وَلَيْ َ فَنَ ْ .51وَا ْلخَلْقُ تَكتُ ْبهُ ِبكُــلّ آنِ
بِأ ّن ُه كَل ُمهُ الْـمُنَــ ّزلْ .52وَا ْل َق ْولُ في كِتَا ِبهِ ال ُمفَصّـلْ
ق ول ِب ُمفْتَرَى لَيْسَ ِب َمخْلُو ٍ صطَفَى خَيْ ِر ال َورَى علَى ال َرسُو ِل المُ ْ َ .53
سمَـعُ بالذَانِ يُتْلَى َكمَا ُي ْ ح َفظُ بِالقَلْبِ وَبِالّلسَـانِ ُ .54ي ْ
سطّرُ خطّهُ يُــ َ وَبِاليَادِي َ .55كَذَا بِالَبْصَا ِر إِلَ ْيهِ يُ ْنظَــرُ
ن كَلمِ بَارِيءِ ا ْلخَلِي َقةْ دُو َ حقِيقَـهْ َ .56و ُكلّ ذِي مَخلُوقَة َ
ق وَا ْلحَدثَانِ ص ِفهَا بِا ْلخَلْ ِ ن وَ ْ عَ ْ صفَاتُ رَبّنَا ال ّرحْمنِ .57جَلّتْ ِ
لك ّنمَا ا ْلمَتُلوّ َق ْولُ الْبَـارِي ت والَ ْلحَانُ صَوتُ ا ْلقَارِي .58فَالصوْ ُ
ق مِنهُ قِيـل ل َولَ أصْدَ ُ كَ ّ .59مَا قَاَل ُه لَ يَق َبلُ التّبْدِيــلَ
ج ّل وَعَـــل بِأ ّنهُ ّ ّز َو َ .60وَقَدْ َروَى ال ّثقَاتُ عَن خَيْ ِر المَـلَ
َيقُولُ َه ْل مِن تَائِب فَيُقبِلُ .61في ثُلُثِ اللّ ْي ِل الخِيرِ يَنْـ ِزلُ
َيجِدْ كَرِيماً قَابِلً ِل ْل َمعْذِرَهْ ن ُمسِيءٍ طالِبٍ ل ْل َم ْغفِرَهْ َ .62هلْ َم ْ
وَ َيسْتُ ُر العَيْبَ و ُي ْعطِي السّا ِئلْ ت وَالْفَضَائِـلْ َ .63يمُنّ بِا ْلخَيْرَا ِ
َكمَا َيشَاءُ لِ ْلقَضاءِ ا ْلعَـ ْدلِ .64وَأ ّنهُ َيجِيءُ َي ْومَ الفَصْــل
في جَ ّن ِة الفِرْ َدوْسٍ بِالبصَارِ ل إ ْنكَـــارِ.65وأ ّنهُ يَرَى بِ َ
حكَ ِم القُرآنِ َكمَا أتَى في ُم ْ .66كلّ يَرَاهُ رُؤ َي َة العِيَـــانِ
ك وَل إِ ْبهَـــامِ مِنْ غَ ْي ِر مَا شَ ّ ث سَيّدِ النَـامِ .67وَفي حَديـ ِ
سحَابَ صحْوًا َل َ شمْسِ َ كَال ّ ُ .68رؤْ َيةَ حَقّ لَيْسَ َيمْتَرُو َنهَـا
دُو َنهَا َ .69وخُصّ بالرّؤيَــ ِة أوْلِياؤُهُ
حجِبُوا أَعْــدَاؤُهُ فَضِي َل َة َو ُ صفَـاتِ .70وَكلّ مَا َل ُه مِنَ ال ّ
حكَمِ اليَـاتِ أثْبَ َتهَا في ُم ْ صحّ فيمَا قَا َلهُ ال ّرسُـولُ .71أوْ َ
ح ّقهُ التّسلِي ُم وَالقَبُــولُ َف َ ح ًة َكمَا أتَــتْ .72ن ِمرّهَا صَرِي َ
مَعَ اعْ ِتقَادِنَا لمَا َلهُ اقْتَضَتْ .73مِنْ غَيْرِ َتحْرِيف َولَ َت ْعطِيلِ
وغَيْرِ َكْيِيف َولَ َتمْثيـلِ َ .74بلْ َقوْلُنَا َقوْل أئمةِ الهـدَى
ن بهَدْ ِيهِمْ قَد اهْتـدَى طُوبَى ِلمَ ْ ع مِنَ التّوحِيد سمّ ذَا ال ّنوْ ِ َ .75و َ
َت ْوحِيدَ إثْبَاتٍ بِل َترْدِيـدِ ي المُبين عَ ْنهُ صحَ الوَح ُ .76قَدْ أفْ َ
فَاْل َتمِسِ ا ْلهُدَى ا ْلمُنِيَر منهُ .77لَ تَتّبِعْ أقوَا َل كلّ مَـارِدِ
ض ّل مَارِق مُعانِــدِ غَا ٍو مُ ِ
ن اليمَــان مِ ْثقَالُ َذرّة مِ َ .78فَلَيْسَ َبعْدَ رَدّ ذَا التّبْيَـانِ
فصل
في بيان النوع الثاني من التوحيد
وهو توحيد الطلب والقصد ،وأنه هو معنى ل إله إل ال
فصل
في العبادة ،وذكر بعض أنواعها
وأن من صرف منها شيئ ًا لغير ال فقد أشرك
ي اسْمٌ
ُ İ0簀退눆+ثمّ ا ْلعِبَادَةُ ه َ 頀Ā
جَامِـعُ
خهَا
İ1簀退눆+وَفِي ا ْلحَدِيثِ ُم ّ 頀Ā
ِل ُك ّل مَا يَرضَى اللهُ السّامِع
الدُعَاءُ
خوْفٌ َت َوكّ ٌل كَذَا ال ّرجَـاءُ َ
İ2簀退눆+وَ َرغْبَة وَرَهْ َبةٌ خشــو ُ
ع 頀Ā
َوخَشيَـ ٌة إنَابَـة خضُوع
İ3簀退눆+وَالسْ ِتعَاذَةُ ولسْ ِتعَانَــهْ 頀Ā
كَذَا اسْ ِتغَاث ٌة ب ِه سُ ْبحَانَـهْ
ح وَالنّذْ ُر وَغَيْرُ
İ4簀退눆+وَالذّ ْب ُ 頀Ā
ت أوْضَـحَ ا ْل َمسَالِك فَا ْف َهمْ هُدِيْ َ
ذَلِـكَ
ك وَذَاكَ أقْ َبحُ ا ْلمَنَاهِـي شِ ْر ٌ
ضهَا لغَيْرِ
İ5簀退눆+وَصَـرْفُ َبعْ ِ 頀Ā
ال
فصل
في بيان ضد التوحيد وهو الشرك
وأنه ينقسم إلى قسمين :أصغر وأكبر ،وبيان كل منهما
ك َأكْبَرُ0وَالشّرْكُ َنوْعَانَِ :فشِرْ ٌ
ب ِه خُلودُ النّا ِر إذْ لَ ُي ْغفَـرُ
1وَ ُه َو ا ّتخَاذُ ا ْلعَبْدِ غَ ْيرَ اللـهِ
سوّي ًا مُضَاهِــي نِدّا ب ِه ُم َ
َ 2يقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضّــرّ
ب خَيْ ٍر أوْ لِدَفْعِ الشرّ ِلجَلْ ِ
ض لَ يَقـدِرُ 3أوْ عِنْ َد أيّ غَرَ ٍ
عَلَ ْي ِه إلّ ا ْلمَالِكُ ا ْلمُقتَـدِرُ
جعْ ِلهِ لِذَلِكَ ا ْلمَدَعُــوّ
4مَ ْع َ
أوِ ال ُم َعظّ ِم أوِ الم ْرجُـــوّ
5في ا ْلغَيْبِ سُ ْلطَان ًا بهِ َيطّلـعُ
ضمِي ِر مَنْ إلَ ْيهِ َيفْـزَعُ عَلَى َ
صغَرُ َو ُهوَ الرّيَا كأ ْ ن شِر ٌ 6وَالثّا ِ
َفسّرَهُ ِب ِه خِتَا ُم النْبِيَـــا
حكَ ِم الخْبَارِ َكمَا أتَى في ُم ْ َ 7ومِنهُ إقسَامٌ ِبغَيْرِ البَـاري
فصل
في بيان أمور يفعلها العامة
منها ما هو شرك ،ومنها ما هو قريب منه .وبيان حكم الرقى والتمائم
فصل
من الشرك فعل من يتبرك بشجرة أو حجر أو بقعة أو قبر أو نحوها
يتخذ ذلك المكان عيدا.وبيان أن الزيارة تنقسم إلى سنية وبدعية وشركية
فصل
في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور
وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الموات
فصل
في بيان حقيقة السحر وحد الساحر
وأن منه علم التنجيم ،وذكر عقوبة من صدق كاهناً
فصل
يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين
وأنه ينقسم إلى ثلث مراتب:
السلم واليمان والحسان ،وبيان أركان كل منها
ظهُ وَا ْف َهمْ مَا عَلَ ْيهِ ذَا اشْتَ َملْ ح َف ْفَا ْ ع َملْ 0إعْ َلمْ بِأَنّ الدينَ ق ْولٌ و َ
إذْ جَاءَهُ َيسْأَُل ُه جِبْرِيــلُ ك مَا قَدْ قَا َلهُ ال ّرسُـولُ َ 1كفَا َ
جمِيعِه مُش َتمِ َلهْ جَاءَتْ عَلَى َ علَى مَرَاتِبٍ ثَلَثٍ فَـصّ َلهْ َ2
علَى أ ْركَـانِ و ْل ُكلّ مَبْنِيّ َ حسَانِ ن وال ْ لمُ واليمَا ُ 3السْ َ
ق وَادْرِ مَا قَدْ حقّ ْ خمْسٍَ ،ف َ عَلَى َ َ 4فقَدْ أتَى:السْلَ ُم مَبْنِيّ
ُنقِل عظَمُ س ال ْ ن السَا ُ 5أوُّلهَا ال ّركْ ُ
وَ ُهوَ الصّراطُ ال ُمسْتَـقِيمُ الق َومُ صمْت وَاعْتَ ِ شهَادَتَيْنِ فَاثْبُ ْ 6رُكن ال ّ
صمْبا ْلعُرْوة ا ْلوُ ْثقَى الّتي ل تَ ْنفَ ِ 7وثَانِياً إقَا َمةُ الصّـــلَةِ
وَثَالِثاً تَأْدِ َيةُ ال ّزكَـــاةِ سمَ ْع وَاتّبعْ 8وَالرّابِعُ الصّيَامُ فَا ْ
حجّ عَلَى مَنْ َيسْتَطعْ وَا ْلخَامِسُ ال َ سةٌ .ولليمَــانِ خ ْم َ
ك َ 9فَتِلْ َ
سِ ّتةُ أ ْركَانٍ بِلَ ُنكْــرَانِ 10إيمَانُنَا بِال ذِي ا ْلجَــلَل
ص َفةِ ا ْل َكمَـال َومَا َل ُه مِنْ ِ 11وَبا ْلمَلئِكةِ الْكِرَامِ الْبَـ َررَة
طهّــرَهْ َوكُتْبهِ ا ْلمُنْزَ َلةِ ا ْل ُم َ 12و ُرسْ ِل ِه الهُدَاةِ لِلَنَـــامِ
ق ول إيهَـامِ مِن غَ ْيرِ َتفْرِي ٍ ك كَمـَا 13أوُّل ُهمْ نُوحٌ بِل شِ ّ
حمّداً َل ُهمْ قَ ْد خَ َتمَـا ن ُم َ أّ سةٌ مِ ْن ُه ْم ُأوُلُو ا ْلعَ ْز ِم الُلَى خ ْم َ َ 14و َ
في سُورَ ِة الحْزَاب والشّورَى تَل 15وَبا ْل َمعَا ِد أ ْيقَنَ بلَ تَـرَدّدِ
ول ادّعَا عِ ْلمٍ ِبوَقْتِ ا ْل َموْعِدِ ن مِنْ غَيْ ِر امْتِـرَا 16لكِنّنَا ُن ْؤمِ ْ
ن خَيْرِ ا ْلوَرَى صحّ عَ ْ ِب ُكلّ مَا قَدْ َ 17مِنْ ِذكْ ِر آيَاتٍ َتكُونُ قَبْ َلهَا
ت وَأشْرَاطٌ لَها وَهِي عَلمَا ٌ ت َومَا خ ُل اليمَانُ باِ ْل َموْ ِ 18وَيَ ْد ُ
مِنْ َبعْدِهِ عَلَى ا ْلعِبَا ِد حُ ِتمَا ل ُمقْعَ ٌد َمسْـؤُولُ: ن كُ ّ َ 19وأَ ّ
ن َومَا ال ّرسُولُ؟ ب مَا الدّي ُ مَا الرّ ّ َ20عِنْدَ ذَا يُثَبّتُ ا ْل ُمهَ ْيمِـنُ
ن آمَنُـوا بِثَابِتِ ا ْلقَولِ الّذي َ 21وَيُوقِنُ ا ْل ُمرْتَابُ عِنْدَ ذَلِـكَ
ن مَا َموْرِدُهُ ا ْل َمهَالِــك بِأ ّ ث وال ّنشُــورِ 22وَبِالّلقَا والْ َبعْ ُ
ن القُبُـــورِ وَ ِبقِيَامِنَا ِم َ حفَاةً َكجَرا ٍد مُنْ َتشِـرْ غ ْر ًل ُ ُ 23
عسِرْ َيقُولُ ذُو الكُفْرَانِ :ذَا َي ْومٌ َ جمَعُ ا ْلخَلْقُ لِ َي ْومِ ا ْلفَصْلِ 24وَ ُي ْ
سفْلِي جمِي ُع ُهمْ عُ ْلوِ ّي ُهمْ وال ّ َ جلّ فِيهِ ا ْلخَطْبُ 25في َموْقِف َي ِ
ظمُ ا ْل َه ْولُ ِب ِه والْكَرْبُ وَ َيعْ ُ حسَابِ ض وا ْل ِ 26وُأحْضِرُوا ل ْلعَرْ ِ
ق الَ ْنسَابِ طعَتْ عَلئِ ُ وَانْ َق َ سجَائِبُ ال ْهوَالِ ت َ 27وارْ َت َكمَ ْ
جمَ الْبَلِيغُ في ا ْل َمقَـالِ وانْ َع َ 28وَعَنَتِ ا ْل ُوجُوهُ لِ ْلقَيّــومِ
ص مِنْ ذِي الظّ ْلمِ لِ ْل َمظْلُومِ وَاقْتَ ّ لجْنَـادِ َ 29وسَاوَتْ ا ْلمُلُوكِ لِ َ
شهَادِ ب وا َل ْ َوجِيءَ بِالكِتَا ِ جوَارِحُ شهِدَت الَعْضَا ُء وَا ْل َ َ 30و َ
سوْءَاتُ وا ْلفَضَا ِئحُ ت ال ّ وَبَدَ ِ ك السّرَائـِرْ 31وَابْتُلِيَتْ هُنَالِ َ
ضمَا ِئرْ وان َكشَفَ ا ْل َمخْفِيّ في ال ّ عمَالِ ف الَ ْ صحَائِ ُ 32و ُنشِرَتْ َ
شمَالِ ن وال ّ ُت ْؤخَذُ بال َيمِي ِ طوْبَى ِل َمنْ يَ ْأخُذُ بِالْيمِـينِ ُ 33
كِتَا َبهُ بشرَى ِبحُورٍ عِـينِ شمَــالِ 34وَا ْلوَ ْيلُ لِلخِذِ بال ّ
جحِيمِ صَـالِي وَرَا َء ظهْرٍ لِ ْل َ ل ظُ ْل َم وَل 35وَا ْلوَزْنُ بِال ِقسْطِ فَ َ
عمِلَ سوَى مَا َ ُي ْؤخَذُ عَبْدٌ ِب ِ 36فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِح مِيْزَانُــهُ
َو ُمقْرِفٍ أوْ َب َقهُ عُ ْدوَانُــهُ ل امْتِـرَاءِ جسْرُ بِ َ 37وَيَنْصِبُ ا ْل ِ
حكَ ِم النْبَاءِ َكمَا أتَى في ُم ْ َ 38يجُوزُهُ النّاسُ عَلَى أحْـوَالِ
عمَالِ ن ال ْ ِبقَدْ ِر َكسْبِ ِه ْم مِ ْ ن ُمجْتَازٍ إلى الجِنَــانِ 39فَبَيْ َ
َو ُمسْرِفٍ ُيكَبّ في النـيرَانِ ق وَ ُهمَـا 40والنّا ُر وا ْلجَ ّن ُة حَ ٌ
َم ْوجُودَتَانِ ل فَنَاء َل ُهمَـا ق و ِبهِ ق حَ ّ ض خَيْرِ ا ْلخَلْ ِ حوْ ُ َ 41و َ
جمِي ُع حِزْبه َيشْرَبُ في الُخْرَى َ حمْد يُ ْنشَــرُ 42كَذَا لَه ِلوَا ُء َ
حشَرُ جمِيعَاً ُت ْ س ُل َ وَ َتحْ َتهُ ال ّر ْ ظمَى َكمَا ع ُة ال ُع ْ
43كَذَا َل ُه الشّفَا َ
صهُ ال ِبهَا َتكَ ّرمَـا قَ ْد خ ّ 44مِنْ َبعْد إذن ال ل َكمَا يَرَى
ُكلّ قُبُوريّ عَلَى ال افْتَرَى حمَـنِ في شفَ ُع أ ّولً إلى ال ّر ْ َ 45ي ْ
فَصْل القَضَاءِ بَيْنَ أهْل ا ْل َموْقِفِ 46مِن َبعْدِ أنْ ِيطْلُبهَا النّاسُ إلى
ُكلّ أُولِي العَ ْزمِ الهُدَا ِة الفُضَــل شفَعُ في اسْتِفْتَـاحِ 47وثَانِياً َي ْ
دَارِ ال ّنعِي ِم لُوليِ ا ْلفَـلحِ شفَاعَتـَان ن ال ّ 48هذَا وَهَاتَا ِ
قَ ْد خَصّتَا ِبهِ بِل نُكـرَان 49وثَالِثاً َيشْفَــعُ في أ ْقوَامٍ
ن الهُدَى السْـلمِ مَاتُوا عَلَى دي ِ 50وأوْ َبقَتْ ُه ْم كَثْرَةُ الثَــامِ
فَأُ ْدخِلُوا النّارَ بِذَا الجْـرَامِ 51أنْ َيخْ ُرجُوا مِ ْنهَا إلى ا ْلجِنَانِ
حسَانِ ب العَرْضِ ذِي ال ْ ِبفَضلِ رَ ّ شفَعُ ُك ّل مُ ْرسَـل 52وَ َبعْدَهُ َي ْ
ح َووَلي َوكُلّ عَبْد ذِي صَل ٍ ج ال مِنَ النّيْــرَانِ 53وَ ُيخْرِ ُ
ن مَاتَ عَلَى اليمَانِ جمِي َع مَ ْ َ 54في َنهْرِ ا ْلحَيَاةِ ُيطْ َرحُونَــا
ن وَيَنْبِتُونَــاحمَاً فَ َيحْ َيوْ َ
َف ْ 55كَأ ّنمَا يَنْبُتُ في هَيْئَاتِــهِ
حمِيلِ السّ ْيلِ في حَافَا ِتهِ ب َ حَ ّ س اليمَانُ بِالقْـدَارِ 56والسّادِ ُ
فَأ ْيقِنَنْ ِبهَا ول ُتمَــارِ َ 57فكُ ّل شَيْءٍ ِبقَضَا ٍء َوقَـدَرْ
ب ُمسْ َتطَرْ وال ُكلّ في ُأ ّم الكِتَا ِ 58ل َنوْءَ ل عَ ْدوَى ول طِيَ َر وَل
ح َولَ عمّا قَضَى ال َتعَالى ِ َ صفَرْ غ ْو َل لَ هَا َم َة َل ول َ 59لَ َ
َكمَا بذَا أخْبَ َر سَيّدُ الْ َبشَـرْ ث َمرْتَ َب ُة الحْسَــانِ 60وثَالِ ٌ
حمَنِ وَتِلكَ أعْلَهَا لَدَى ال ّر ْ
ب كَا ْلعَيْنَان حَتّى َيكُونَ الْغَيْ ُ 61وَ ُهوَ ُرسُوخُ ا ْلقَلْبِ في ا ْلعِرْفَانِ
فصل
في كون اليمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
وأن فاسق أهل الملة ل يكفر بذنب دون الشرك إل إذا استحله وأنه تحت المشيئة ،وأن التوبة
مقبولة ما لم يغرغر.
فصل
في معرفة نبينا محمد صلى ال عليه وسلم وتبليغه الرسالة
وإكمال ال لنا به الدين ،وأنه خاتم النبيين ،وسيد ولد آدم أجمعينوأن من ادعى النبوة بعده فهو
كاذب
فصل
فيمن هو أفضل المة بعد الرسول صلى ال عليه وسلم
وذكر الصحابة بمحاسنهم والكف عن مسائهم وما شجر بينهم
ب ا ُل ّمةِ الصّدّيـ ُ
ق ِن ْعمَ َنقِي ُ شفِيــ ُ
ق 0وَ َبعْدَهُ ا ْلخَلِي َف ُة ال ّ
ن والنْصَارِ شَ ْيخُ ا ْلمُهاجري َ طفَى في ا ْلغَارِ صَق المُ ْ 1ذَاكَ رَفِي ُ
عنِ ا ْلهُدَى تَولّى جهَا َد مَنْ َ ِ سهِ َتوَلّــى
2و ُهوَ الّذِي بِ َن ْف ِ
الصّادِعُ النّاطِقُ بِالصّـوَابِ ضلِ بِلَ ارْتياب 3ثَاِنيه في الفَ ْ
ن ظَاهَرَ الدّينَ ا ْلقَوي َم ونصَرْ مَ ْ عمَرْ
حفْص ُ ش ْهمَ أبَا َ4أعني ِب ِه ال ّ
َومُوسِعُ ا ْلفُتُوحَ في المْصَارِ 5الصَا ِرمُ الْمنكِي عَلَى ال ُكفّار
ذو ا ْلحِلمِ وا ْلحَيَا ِبغَيْ ِر مَيْنِ 6ثَالِ ُثهُمْ عُثمانُ ذُو النّورَيْـنِ
حمَنِ مِ ْن ُه اسْ َتحَتْ مَلئِكُ ال ّر ْ َ 7بحْرُ الْعلُومِ جَا ِمعُ الْقُـرْآنِ
ِب َك ّفهِ فِي بَ ْي َعةِ الرّضْــوَانِ 8بَا َيعَ عَ ْن ُه سَيّ ُد الَكــوَانِ
سلِ ع ّم خَيْرِ ال ّر ُ9والرّابِ ُع ابْنُ َ
أعْنِي الم َامَ ا ْلحَقّ ذا ا ْلقَدْرِ ا ْلعَلي
ي مَـاِرقِ10مُبِي ُد ُك ّل خَارِج ّ
َو ُكلّ خِبّ رافِضِي فَاسِـقِ
11مَن كَانَ لل ّرسُولِ في َمكَانِ
ن مُوسَى ِبلَ ُنكْرَان ن مِ ْهَارُو َ
ت مَـا 12لَ في نُبوّةٍ َفقَدْ قَدمْ َ
ن سَ ِلمَا سوْ ِء ظَ ّ
ن ُ ن مِ ْ َي ْكفَي ِلمَ ْ
13فَالسّ ّنةُ ا ْلمَ َكمّلُونَ ا ْلعَشـرَهْ
ب الكِرَامِ الْبَ َررَهْ صحْ ِ َوسَائِرُ ال ّ
طهَاِر طفَى ال ْ صَ14وأ ْهلُ بَيْتِ ا ْلمُ ْ
وَتَا ِبعُو ُه السّادَةُ الَخيَــارُ
ح َكمِ القُـرْآنَِ 15فكُّلهُمْ في ُم ْ
ق ال ْكوَانِ أَثنَى عَلَيْهمْ خَالِ ُ
ح وا ْلحَدِيدِ وا ْلقِتَالِ16في الفْتَ ِ
وَغَ ْيرَهَا بِأ ْك َملِ ا ْلخِصـَالِ
17كَذَاكَ في ال ّتوْرَا ِة وال ْنجِيلِ
صفَـا ُت ُه ْم معلوم ُة التفصيل ِ
18وذكرُهم في سنّة المختـارِ
قَ ْد سَا َر سَيْ َر الشّمس في ال ْقطَارِ
ت واجِبٌ عَما جَـرَى سكُو ُ 19ثم ال ّ
بَيْ َنهُـ ْم مِنْ ِف ْع ِل مَا قَدْ قُدّرَا
طؤُ ُهمْ َي ْغفِرُ ُه الوَهّـابُ خَ َو َ َ 20فكُّلهُ ْم ُمجْ َتهِدٌ مُثَــابُ
خاتمة
في وجوب التمسك بالكتاب والسنة
والرجوع عند الختلف إليهما ،فما خالفهما فهو رد
1362هـ
الحمد ل رب العالمين