Professional Documents
Culture Documents
هذه الكتلة اللحمية المتحركة بواسطة العصب والعضلت في وسط الفم اما ان تكون باب خير وبناء وزيادة في المو
والعلقات النسانية والتقارب السياسي وانجاز كل عمل ايجابي يخدم النسانية ,واما أن يكون بابا من ابواب الشر
اثارة الفتن والحساسيات والخصومات الجتماعية والسياسية التي قد تجر الى سيل من الدماء لتنتهي البخراب الب
والمجتعات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وقوميا وامثالها .فاللسان صغير جرمه ،عظيم طاعته وجرمه ،إذ ل
يستبين الكفر واليمان إل بشهادة اللسان ،وهما غاية الطاعة والعصيان .فبهذا المخلوق الصغير ،يعبر النسان عن
بغيته ،ويفصح عن مشاعره ،به يطلب حاجته ،ويدافع عن نفسه ،ويعبر عن مكنون فؤاده ..يحادث جليسه ويؤانس
رفيقه ،ففيه الهدى والصلح وبه الفساد والفساد .وبه الرفعة والعلو والسقطة والدنو .واللسان رحب الميدان ،ليس
له مرد ،ول لمجاله منتهى وحد ،له في الخير مجال رحب ،له في الشر ذيل سحب ،فمن أطلقه عذبه اللسان ،ومن أه
فرخى العنان ،سلك به الشيطان في كل ميدان ،وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى دار البوار،
(ول يكب الناس في النار على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ،ول ينجو من شر اللسان إل من قيده بلجام الشرع).
اما الكلم الجميل الذي يؤثر في قلوب الناس هو من مكارم الخلق وهو مفتاح كل خير ويخلق الجواء النفسية التي
تقرب البعيد ال من اغلق سمعه وبصره وقلبه من سماع الكلمة الطيبة .وقد وصف القران الكريم الكلمة الطيبة المؤ
سمَاء} ( )24سورة إبر عهَا فِي ال ّ
ت َوفَرْ ُ
شجَر ٍة طَيّ َبةٍ أَصُْلهَا ثَابِ ٌ
ل كَ ِل َمةً طَيّ َب ًة َك َ
ل مَثَ ً
با ّ
كشجرة طيبة{أَلَمْ تَ َر كَيْفَ ضَرَ َ
.
فالكلم الذي في داخل فمنا هو ملكنا وحينما يخرج من بين شفتينا هو ملك الناس وليمكن استرجاعه .إذن ينبغي عل
ان نكون بمستوى مسؤولية الكلمة التي نخرجها ,لتكون كلمة تعمير للنفوس وللمجتمع وللبلد ل ان تكون كلمة وقعه
اشد من قنبلة نووية على المة .ينبغي ان نحفظ السنتنا من كل كلمة لمسؤولة ال كلما للخير وتعمير القلوب
والنفوس واصلح ذات البيين ونبذ الباطل واحقاق الحق وهي المصلحة الجمالية في كلم اهل العقل والحكمة والدي
,ومتى مااستوى الكلم وتركه في المصلحة ،فالسنة المساك عنه ،لنه قد ينجر الكلم المباح إلى حرام أو مكروه ،و
كثير في العادة ،والسلمة ل يعدلها شيء.
في اللسان آفتان عظيمتان إن خلص من أحدهما لم يخلص من الخرى :آفة الكلم وآفة السكوت ،وقد يكون كل منهم
أعظم من الخرى في وقتها ،فالساكت عن الحق شيطان أخرس ،عاصيي ل مراء مداهن إذ لم يخف على نفسه،
والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص ل.
اعلموا ايها الحبة أن خطر اللسان عظيم إن لم ينطق بالحق ول نجاة من خطره إل بالصمت ،فلذلك مدح الشارع
المقدس الصمت وحث عليه :فقد روي عن رسول ال (ص)"من صمت نجا" وروي عن الصادق (ع) انه قال (( ما
يوم ال وكل عضو من اعضاء الجسد يكف اللسان بالقول انشدتك ال ان نعذب فيك)) .
ايها الحبة فان تقوى ال وحسن الخلق بابان لدخول الجنة والفم والفرج اذا لم يحفظا في ال فانهما بابان لدخول
النار .ومن افات اللسان التي تؤدي بصاحبها الى المهالك الدنيوية والخروية وتخرب الفرد والمجتمع بكل البعاد :
اعلموا ايها الحبة انه من احسن الحوال هو حفظ اللسان من جميع اللفاظ التي تؤدي الى الفات كالغيبة والنميمة
ل إل أنك إذا تكلمت بما
والكذب والمراء والجدال وغيرها ،ونتكلم فيما هو مباح ل ضرر عليك فيه ول على مسلم أص ً
أنت مستغن عنه ول حاجة بك إليه فإنك تكون مضيعاً به زمانك ومحاسباً على عمل لسانك وتستبدل الذي هو أدنى
بالذي هو خير ،لنك لو صرفت زمان الكلم إلى الفكر ربما كان ينفتح لك من نفحات رحمة ال عند الفكر ما يعظم
جدواه ،ولو هللت ال سبحانه وذكرته وسبحته لكان خيراً لك فكم من كلمة تبني بها قصراً في الجنة؟ ومن قدر على
يأخذ كنزاً من الكنوز فأخذ مكانه مدرة ل ينتفع بها كان خاسراً خسراناً مبينا .فالحكمة ان ل تتعرض لما ل يعنيك
واعتزل عدوك واحذر صديقك من القوم إل المين .ول أمين إل من خشي ال تعالى ،ول تصحب الفاجر فتتعلم من
فجوره ول تطلعه على سرك ،واستشر في أمرك الذين يخشون ال تعالى.
ن من يعنيه أمر يمكنهوهو أيض ًا مذموم ،وهذا يتناول الخوض فيما ل يعني والزيادة على قدر الحاجة فيما يعني ،فإ ّ
يذكره بكلم مختصر ،ويمكنه أن يجسمه ويقرره ويكرره .ومهما تأدّى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين فالثانية
فضول -أي فضل عن الحاجة -وهو أيضًا مذموم.
وهو الكلم في المعاصي كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الغنياء وتجبر الملوك
ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة ،فإن كل ذلك مما ل يحل الخوض فيه وهو مذموم.
فالمراء طعن في كلم الغير بإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير ,والجدال عبارة عن أمر
يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها .والقصد منه الظهور امام الخرين بلسانه من خلل المجادلة –والمجادله هي
اعتراض على كلم الخرين من خلل اضهار الخلل فيه .فالجدال الممدوح في القران هو اتيان الخرين بالمنطق
العقلئي والدليل ل ممارسة عملية التسقيط اللفظي بل دليل .لن التسقيط اللفظي بل دليل الغرض منه هو المراء
والضهور للخرين على انه النسان المقتدر ولكنه في الحقيقة يمثل عنوان من عناوين الجهل .لذى حذرت الشريعة
من ذلك ))
فقد روي عن رسول ال(ص) ((.من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبط
بني له بيت في ربض الجنة" وقال أيضاً (ص)" :ما ضل قوم بعد أن هداهم ال تعالى إل أوتوا الجدال".
.والخصومة لجاج في الكلم ليستوفى به مال أو حق مقصود ،وذلك تارة يكون ابتداء وتارة يكون اعتراضاً .وهي أ
مذمومة وهي وراء الجدال والمراء ،فقد روي عن رسول ال (ص) انه "إن أبغض الرجال إلى ال اللد الخصم".
التقعر في الكلم بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدّمات وما جرت به عادة المتفاصح
المدّعين للخطابة .وكل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت .فقد روي عن رسول ال (ص) "إن أبغضكم
إلي وأبعدكم مني مجلساً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون في الكلم" وفي رواية اخرى" إن أبغضكم إلى ال"...
وروي عنه (ص) "أل هلك المتصنعون -ثلث مرات . ."-
الفة السابعة :الفحش والسب وبذاءة اللسان
وهو مذموم ومنهي عنه ومصدره الخبث واللؤم ,فقد روي عنه (ص) انه قال" :إياكم والفحش فإن ال تعالى ل يحب
الفحش ول التفحش"
اللعن يكون إما لحيوان أو جماد أو إنسان وكل ذلك مذموم .فقد روي عنه (ص)" :المؤمن ليس بلعان" .والصفات
المقتضية للعن ثلثة :الكفروالظلم ،والبدعة ،والفسق .واللعن على ثلث -اللعن بالوصف العم كقولك لعنة ال عل
الكافرين والمبتدعين والفسقة وهذا ل اشكال فيه .والثانية كاللعن بأوصاف أخص منه كقولك لعنة ال أكلي المال
الحرامو لعنة ال على كل متكبر جبار وامثاله وهذا جائز ,اما اللعن الثالث وهو اللعن بالسماء يحتاج ال تامل لنه
ليجوز اللعن ال من وجب لعنه شلرعا لفسقه او ظلمه او اشاعته للفاحشة.
أما الشعر فكل ٌم حسنه حسن وقبيحه قبيح إل أن التجرّد له مذموم .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :لن يمتلئ
جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً" .].وهذا محمول على الشعر البذيء الفاسد ،لن النبي صل
ال عليه واله وسلم يقول" :إن من الشعر لحكمة".
وأصله مذموم منهي عنه إل قدراً يسيراً يستثنى منه فقد روي عن رسول ال (ص) "ل تمار أخاك ول تمازحه" فإن
قلت :المماراة فيها إيذاء لنّ فيها تكذيباً للخ الصديق أو تجهيلً له وأما المزاح فمطايبة وفيه انبساط وطيب قلب فل
ينهى عنه؟ فاعلم أنّ المنهيّ عنه الِفراط فيه أو المداومة عليه .أما المداومة فلنه اشتغال باللعب والهزل فيه واللعب
مباح ولكن المواظبة عليه مذمومة ،وأما الِفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك وكثرة الضحك تميت القلب وتورث
الضغينة في بعض الحوال ،وتسقط المهابة والوقار .وقد روي عن رسول ال(ص)" :إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة يضح
بها جلساءه يهوي بها في النار من الثريا" .فان تمزح ل تقول إل حق ًا ول تؤذي قلب ًا ول تُفرط فيه.
وهو منهي عنه لما فيه من الِيذاء والتهاون بحق المعارف والصدقاء .فقد روي عن رسول ال (ص) "إذا حدّث
الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة".وروي عن المام الحسن (ع) " إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك".
فإن اللسان يسبق إلى الوعد ،ثم النفس ربما ل تسمح بالوفاء فيصير الوعد خلفاً وذلك من أمارات النفاق قال ال تع
ن آمَنُوا َأوْفُوا بِا ْل ُعقُودِ} [المائدة ]1 :وقد أثنى ال تعالى على نبيه إسماعيل عليه السلم في كتابه العزيز
{يَا أَ ّيهَا الّذِي َ
فقال {إِ ّنهُ كَانَ صَا ِدقَ ا ْلوَعْدِ} [مريم.. ]54 :
وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب. .فقد روي عن رسول ال (ص) "إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في ا
" .وروي عنه (ص) "ل يزال العبد يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند ال كذاباً ".ان من النفاق اختلف السر
والعلن ال في مواقع الضطرار التي يجيزها الشارع المقدس لن الصل الذي بني عليه النفاق الكذب .وروي عن ا
الحسن عليه السلم "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب" .وقد رخص ال الكذب
في مواضع محددة ,فقد روي عن رسول ال (ص) انه ل كذب ال في ثلث الرجل يقول القول يريد به الِصلح ،وال
يقول القول في الحرب ،والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها وعنه (ص) "ليس بكذاب من أصلح بين اثنين
فقال خيراً أو نمى خيراً" هي اصلح ذات البين .
الغيبة محرمة بإجماع المسلمين وهي من الكبائر سواء كان العين موجودا في الشخص أم غير موجود ،لما ثبت عن ا
صلى ال عليه ,واله وسلم أنه قال لما سئل عن الغيبة قال :ذكرك أخاك بما يكره قيل يا رسول ال إن كان في أخي م
أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ,وقد روي عن رسول ال (ص) في وصيته الى
ابي ذر انه قال ".يا ابا ذر اياك والغبية فان الغبية اشد من الزنا ،قلت :يا رسول ال لم ذاك بابي انت وامي ؟ قال :
الرجل يزني فيتوب الى ال فيتوب ال عليه ،والغبية ل تغفر حتى يغفرها صاحبها .يا ابا ذر من اغتيب عند اخوه
المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره ال عز وجل في الدنيا والخرة ،فان خذله وهو يستطيع نصره خذله ال
الدنيا والخرة .
حمَ
ضكُمْ َبعْضًا أَ ُيحِبّ َأحَ ُدكُ ْم أَنْ يَ ْأ ُكلَ َل ْ
لقد ذم السلم الغيبة وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة ،فقال تعالى{ :وَل َيغْتَبْ َبعْ ُ
َأخِيهِ مَيْتًا َفكَ ِرهْ ُتمُوهُ} [الحجرات ,]12 :وقال عليه الصلة والسلم" :كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله
وعرضه"
وروي عن رسول ال (ص) انه " :مررت ليلة أسري بي على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم فقلت يا جبريل م
هؤلء؟ قال هؤلء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم" .وقد روي عن رسول ال (ص) " .يا معشر من آم
بلسانه ولم يؤمن بقلبه ل تغتابوا المسلمين ول تتبعوا عوراتهم ،فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع ال عورته ،ومن تتب
ال عورته يفضحه في جوف بيته". .
.والغيبة ليست فقط باللسان وانما في كل اشارة او علمة فيها تفهيم نقص الخر وتعريفه بما يكرهه ،فالتعريض
كالتصريح والفعل فيه كالقول ،والِشارة والِيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم فهو داخل في الغيبة
وهو حرام .أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق ال سبحانه ،ثم يستحل
المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته! وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله؟ إذ المرائي قد يستحل ليظ
من نفسه الورع وفي الباطن ل يكون نادماً ،فيكون قد قارف معصية أخرى.
النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه ،فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر
النبي من أمثال هؤلء ,كأن تقول :قال فلن فيك كذا وكذا وهو يكرهك ول يحبك وسواء كان هذا الكلم بالقول أو
بالكتابة أو بالرمز أو باليماء ،إلى غير ذلك من الكلم غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا ل يجوز أيضا نقله لن
من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه ،ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل .قال ال تعالىَ { :همّا ٍز َمشّاءٍ بِ َنمِيمٍ} [القل
]11ثم قال{ :عُ ُتلّ َبعْدَ ذَِلكَ زَنِيمٍ} [القلم. ]13 :الزنيم هو ولد الزنى الذي ل يكتم الحديث .والزنيم هو الدعي وقال
تعالى{ :وَ ْيلٌ ِل ُكلّ ُهمَزَةٍ ُلمَزَةٍ} [الهمزة ]1 :قيل الهمزة النمّام .قال صلى ال عليه واله وسلم" :ل يدخل الجنة نمّام"
وروي عنه (ص)(( :تجد من شر الناس يوم القيامة ،عند ال ،ذا الوجهين الذي يأتي هؤلء بوجه وهؤلء بوجه))
كلم ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعاديين ويكلم كل واحد منهما بكلم يوافقه ،وقلما يخلو عنه من يشاهد متعاديي
وذلك عين النفاق ،روي عن رسول ال (ص) "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة" .
"تجدون من شر عباد ال يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلء بحديث وهؤلء بحديث".
وهو منهّي عنه في بعض المواضع .أما الذم فهو الغيبة والوقيعة وقد ذكرنا حكمهما ،والمدح يدخله ست آفات :أربع
المادح ،واثنتان في الممدوح.فأما المادح ،فالول :أنه قد يفرط فينتهي به إلى الكذب.والثانية :أنه قد يدخله الرياء فإ
بالمدح مظهر للحب ،وقد ل يكون مضمراً له ول معتقداً لجميع ما يقوله فيصير به مرائياً منافقاً.الثالثة :أنه قد يقول
ل يتحققه ول سبيل له إلى الطلع عليه ،وروي عن رسول ال (ص)"ويحك قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح
ثم قال" :إن كان أحدكم ل بد مادح ًا أخاه فليقل أحسن فلن ول أزكي على ال أحداً حسيبه ال إن كان يرى أنه كذلك"
الرابعة :أنه قد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق وذلك غير جائز.
الثاني :هو أنه إذا أثنى ع وأما الممدوح فيضره من وجهين:أحدهما :أنه يحدث فيه كبراً وإعجاباً وهما مهلكان.
بالخير فرح به وفتر ورضي عن نفسه ومن أعجب بنفسه قلّ تشمره وإنما يتشمّر للعمل من يرى نفسه مقصراً فأما
انطلقت اللسن بالثناء عليه ظن أنه قد أدرك ولهذا قال عليه الصلة والسلم" :قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما
أفلح".
الغفلة عن دقائق الخطأ في فحوى الكلم ،ل سيما فيما يتعلق بال وصفاته ،ويرتبط بأمور الدين فل يقدر على تقويم
اللفظ في أمور الدين إل العلماء الفصحاء ،فمن قصر في علم أو فصاحة لم يخل كلمه عن الزلل لكن ال تعالى يعفو
عنه لجهله .مثاله :ما قال حذيفة :قال النبي صلى ال عليه وسلم" :ل يقل أحدكم ما شاء ال وشئت ولكن ليقل ما ش
ال ثم شئت". .
الفضول خفيف على القلب .والعامي يفرح بالخوض في العلم ،إذ الشيطان يخيّل إليه أنه من العلماء وأهل الفضل ،و
يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم في العلم بما هو كفر وهو ل يدري .وكل من يسأل عن علم غامض ولم يبلغ فهمه تلك
الدرجة فهو مذموم ،فإنه بالِضافة إليه عامي.وروي عنه (ص) انه قال "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم
بكثرة سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم ،ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم".
.نعم ايها الحبة :ان إننا مدعوون جميعا لحفظ السنتنا لكي لنقع في ازماتها السياسية والجتماعية وما مصائنبا الي
ال حصاد مواقف السنتنا السلبية ,من خلل القول اللمسوؤل الذي يؤدي بنا الى الهلكة .
ايها الحبة :إن اللسان من نعم ال العظيمة ولطائف صنعه الغريبة ،فبه يعبر النسان عن بغيته ويُفصح عن مشاعر
به يطلب حاجته ويدافع عن نفسه ويعبر عن مكنون فؤاده ،يحادث جليسه ويآنس رفيقه فإنه ل تعب في إطلقه ول
مشقة في تحريكه ..له في الخير مجال رحب كالذكر والشكر والكلمة الطيبة وقراءة القرآن وغير ذلك الكثير ..ولكن
تساهل الخلق في الحتراز عن آفاته والحذر من مصا ئده.التي تؤدي بنا الى الهلكة وأصبح آلة الشيطان في استغوا
النسان.وجره الى المصائب والويلت والحتراب والتدمير والتخريب السياسي والقتصادي والجتماعي.
إذا تُرك له العنان يصول ويجول .يتحدث عن فــــلن ويغتاب فلن ..يستهزئ بهذا ويشتم هذا..وقلة هم الذين بعنان
أنفسهم و وقفوا به عن مال يعنيهم وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كله
ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر ال وما اتصل بها من الطاعات .جعلني ال و إياكم م
إذا تكلم نفع و إن سكت كان خيراً له
والحمد ل رب العالمين