Professional Documents
Culture Documents
********************************************
الحمد ل رب العالمين ،والصلة والسلم على اشرف النبياء والمرسلين ،نبينا محمد وآله وصحبه
أجمعين
أما بعد :فإني لما رأيت كثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وما ينتظرهن فيها؛ أحببت أن أجمع
عدة فوائد تجلي هذا الموضوع لهن؛ مع توثيق ذلك بالدلة الصحيحة وأقوال العلماء .فأقول مستعينا
بال
***************************************************************
فائدة ( : )1ل يُنكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنة من الثواب وأنواع النعيم؛ لن
النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ،ورسول ال; لم ينكر مثل هذه السئلة من
صحابته عن الجنة وما فيها ،ومن ذلك أنهم سألوه; " :الجنةُ ما بناؤها ؟ " فقال; :لبِ َن ٌة من ذهب،
ومرةً قالوا له " :يا رسول ال هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ " فأخبرهم بحصول ذلك "
***************************************************************
من أنواع الملذات ،وهذا حسن؛ بشرط أن ل يُصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح.
) 72 ك الجَ ّنةٌ الّتي أُورِثْ ُتمُوهَا ِبمَا كُنُتمْ َت ْعمَلُونَ ] ( الزخرف :
فإن ال يقول للمؤمنين [ :وَتِلْ َ
فائدة ( : )3أن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء ؛ إنما هي قد [ أُعِدّتْ للمُ ّتقِينَ ] ()133
***************************************************************
فائدة ( : )4ينبغي للمرأة أن ل تُشغل بالها بكثرة السئلة والتنقيب عن تفصيلت دخولها للجنة :ماذا
سيُعمل بها؟ أين ستذهب؟ إلى آخر أسئلتها ،وكأنها قادمة إلى صحراء مُهلكة! ويكفيها أن تعلم أن
بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء م ّر بها ،ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي،
****
فائدة ( : )5عند ذكر ال للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولت ،والمناظر الجميلة،
والمساكن ،والملبس؛ فإنه يعمم ذلك للجنسين (الذكر والنثى) ،فالجميع يستمتع بما سبق.
ويتبقى :أن ال قد أغرى الرجال وشوّقهم للجنة بذكر ما فيها من (الحور العين) و (النساء الجميلت).
ولم يرد مث ُل هذا للنساء ،فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب:
ولكن ل حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول السلم فأقول:
-2أن من طبيعة النساء الحياء –كما هو معلوم -ولهذا فإن ال –عز وجل -ل يشوقهن للجنة بما
يستحين منه.
-3أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة -كما هو معلوم ، -ولهذا فإن ال شوّق
الرجال بذكر نساء الجنة ،مصداقا لقوله " :ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لنه مما جُبلت عليه كما قال
ش ُؤاْ في الحِلْيةِ ]
تعالىَ [ :أ َومَن يُ َن ّ
-4قال الشيخ ابن عثيمين " :إنما ذكر -أي ال عز وجل -الزوجات للزواج لن الزوج هو الطالب
وهو الراغب في المرأة؛ فلذلك ذُكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الزواج للنساء ،ولكن ليس
مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج؛ بل لهن أزواج من بني آدم"
-3وإما أن تكون متزوجة ولكن ل يدخل زوجها معها الجنة –والعياذ بال.-
-1فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج ،فهذه يزوجها ال –عز وجل -في الجنة من رجل من أهل
عينها في الجنة ،فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور ،وإنما هو للذكور والناث ،ومن جملة
ومثلها -3 :المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة .قال الشيخ ابن عثيمين " :فالمرأة إذا كانت من أهل
الجنة ولم تتزوج ،أو كان زوجها ليس من أهل الجنة ،فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من
-4وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي –في الجنة -لزوجها الذي ماتت عنه.
-5وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
-6وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لخر أزواجها مهما كثروا ؛ لقوله :
فإن المرأة في الجنة لخر أزواجها في الدنيا ،فلذلك حرّم ال على أزواج النبي أن يُنكحن بعده ،لنهن
مسـألـة :قد يقول قائل :إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول " وأبدلها زوجا خيرا من زوجها "
فإذا كانت متزوجة فكيف ندعو لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة ،وإذا كانت
والجواب :كما قال الشيخ ابن عثيمين " :إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدّر لها لو
بقيت ،وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا ؛ لن
) .والرض هي الرض ولكنها مدت ،والسماء هي السماء لكنها انشقت 48
قوله; للنساء:
" وفي حديث آخر قال " :إن أقلّ ساكني الجنة النساء " 000 "إني رأيتكن أكثر أهل النار
وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا " زوجتان " أي من نساء الدنيا.
فاختلف العلماء -لجل هذا -في التوفيق بين الحاديث السابقة :أي هل النساء أكثر في الجنة أم في
النار؟
فقال بعضهم :بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن .قال القاضي عياض:
وقال بعضهم :بأن النساء أكثر أهل النار للحاديث السابقة .وأنهن –أيضا -أكثر أهل الجنة إذا جُمعن
وقال آخرون :بل هن أكثر أهل النار في بداية المر ثم يكنّ أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار
-أي المسلمات.
قال القرطبي تعليقا على قوله " :رأيتكن أكثر أهل النار " " :يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء
في النار ،وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة ال تعالى حتى ل يبقى فيها أحد ممن قال :ل إله إل
) :إذا دخلت المرأة الجنة فإن ال يُعيد إليها شبابها وبكارتها ؛ لقوله " :إن الجنة ل يدخلها 8 فائدة (
فائدة ( : )10قال ابن القيم " إن كل واحد محجوز عليه أن يقرب أهل غيره فيها " أي في الجنة.
ك ّمقْتَدِر ]
ن معشر النساء كما تزينت للرجال [ في َمقْعَدِ صِ ْدقٍ عِن َد مَلِي ٍ
وبعد :فهذه الجنة قد تزينت لك ّ
) فال ال أن تَضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ول يبقى بعده إل الخلود الدائم؛ 55 (القمر :
فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء ال – واعلمن أن الجنة مهرها اليمان والعمل الصالح وليس
الماني الباطلة مع التفريط ،وتذكرن قوله " :إذا صلت المرأة خمسها ،وصامت شهرها ،وحصّنت فرجها
ت"
،وأطاعت زوجها ؛ قيل لها :ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئ ِ
واحذرن – كل الحذر -دعاة الفتنة و (تدمير) المرأة ؛ من الذين يودون إفسادكن وابتذالكن وصرفكن
عن الفوز بنعيم الجنة .ول تغرركن عبارات وزخارف هؤلء المتحررين والمتحررات من الكتاب
والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) ،فإنهم كما قال تعالى [ :وَدّواْ َلوْ َت ْكفُرُونَ َكمَا َكفَرُواْ فَ َتكُونُونَ
أسأل ال أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم ،وأن يجعلهن هاديات مهديات ،وأن يصرف عنهن
شياطين النس من دعاة وداعيات (تحرير) المرأة وإفسادها ،وصلى ال على نبينا محمد وآله وصحبه
وسلم.