Professional Documents
Culture Documents
الجزية في المسيحية:
عندما سأل اليهود السيد المسيح (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء
الجزية التي كانوا يدفعونها للرومان ,أقر بحق القياصرة في أخذها ( متى
ل لَنَا مَاذَا تَظُنّ؟ أَ َيجُو ُز أَنْ تُعْطَى جِزْيَ ٌة ِلقَ ْيصَرَ أَمْ لَ؟»
َ 17 : 22فقُ ْ
ع خُبْثَهُمْ َوقَالَ« :لِمَاذَا ُتجَرّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي
18فَ َعلِمَ َيسُو ُ
ن هَذِ ِه الصّورَةُ
مُعَا َملَ َة الْجِزْيَةِ»َ .فقَدّمُوا لَهُ دِينَاراَ 20 .فقَالَ لَهُمْ« :لِمَ ْ
وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ« :لِقَ ْيصَرَ»َ .فقَالَ لَهُمْ« :أَعْطُوا إِذا مَا ِلقَيْصَرَ
ِلقَيْصَرَ وَمَا ِللّهِ ِللّهِ».).
وقد دفعها المسيح بنفسه فقد قال لسمعان ( :متى 27 : 17اذْ َهبْ ِإلَى
حتَ فَاهَا َتجِدْ
ل خُذْهَا وَمَتَى فَ َت ْ
طلُعُ أَوّ ً
ق صِنّارَةً وَالسّ َمكَ ُة الّتِي َت ْ
الْبَحْرِ َوَألْ ِ
إِسْتَارا (عملة معدنية ً) َفخُذْهُ َوأَعْطِهِ ْم عَنّي وَعَ ْنكَ».
كما يعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلطين حقا مشروعا ،بل يجعله
أمرا دينيا ،إذ يقول بولس( :رومية " 7 : 13فأعطوا الجميع حقوقهم،
الجزية لمن له الجزية ،الجباية لمن له الجباية.)...
ذكر "وول ديورانت " في موسوعة الحضارة مقدار الجزية التي كان
يأخذها المسلمين فقال إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من
4.75إلى 19دولرا أمريكيا) سنويا" .وأنه يعفى منها الرهبان والنساء
والذكور الذين هم دون سن البلوغ ،والرقاء ،والشيوخ ،والعجزة،
والعمى والفقراء .وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة
العسكرية ول تفرض عليهم الزكاة.
وكتب آدم ميتز" :كان أهل الذمة يدفعون الجزية ،كل منهم بحسب
قدرته ،وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني ،فكان ل يدفعها
إل الرجل القادر على حمل السلح ،فل يدفعها ذوو العاهات ،ول
المترهبون ،وأهل الصوامع إل إذا كان لهم يسار".
[ آدم ميتز الحضارة السلمية (] )1/96
وقد جاء في عهد خالد بن الوليد لهل الحيرة " :أيما شيخ ضعف عن
العمل أو أصابته آفة من الفات ،أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه
يتصدقون عليه طرحت جزيته وأعيل من بيت مال المسلمين وعياله ".
وقد طبق عمر رضي ال عنه هذا المبدأ السلمي العظيم حين مر بشيخ
كبير يسأل الناس الصدقة ،فلما سأله وعلم أنه من أهل الجزية ،أخذ بيده
إلى بيته وأعطاه ما وجده من الطعام واللباس ،ثم أرسل إلى خازن بيت
المال يقول له" :انظر إلى هذا وأمثاله فأعطهم ما يكفيهم وعيالهم من بيت
مال المسلمين.
ذهب المام أبو حنيفة إلى تقسيم الجزية إلى فئات ثلث :
وهذا مبلغ ل يكاد يذكر مقارنة بما يدفعه المسلم من زكاة ماله فحسب،
فلو أن هناك مسلما يملك مليون درهم لوجب عليه في زكاة ماله خمسة
وعشرون ألف درهم بنسبة اثنين ونصف بالمائة وهو القدر الشرعي
لفريضة الزكاة ,ولو أن هناك جارا له مسيحيا يملك مليون درهم أيضا لما
وجب عليه في السنة كلها إل ثمانية وأربعون درهما فقط .فأين يكون
الستغلل والظلم في مثل هذا النظام ؟!.
أما المقابل لمبلغ الجزية فهذا ما نقله المام القرافي عن المام ابن حزم
عن إجماع المسلمين من وجوب حمايتهم ولو كانت الكلفة الموت في
سبيل ذلك فقال" :من كان في الذمة ،وجاء أهل الحرب إلى بلدنا
يقصدونه ،وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلح ،ونموت دون
ذلك ،صونا لمن هو في ذمة ال تعالى وذمة رسوله صلى ال عليه وسلم،
فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة"( .القرافي-الفروق (.)(15-3/14
فهل جاء بالتاريخ عدل وإنصاف قريب مما قدمه السلم ؟؟.