You are on page 1of 10

‫ازدواج المعايير في سيرة البشير النذير ‪...

‬‬
‫حكيم الليبي‬

‫كنست أود تسسمية هذا القال "لو أن فاطمسة بنست ممسد سسرقت" ولكنس مسن ناحيسة ل‬
‫أستطع مقاومة تأثي السجع‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن العنوان الال يعب أكثر عما‬
‫أريسد قوله فس هذا القال‪ ..‬وإناس كان ترددي لشيوع هذا الديسث – حديسث لو أن‬
‫فاطمة بنت ممد سرقت لقطعت يدها – بيث يعرفه الاص والعام‪ ،‬والكبي والصغي‪،‬‬
‫سا أن‬
‫سغر للدللة على عدة أمور‪ :‬منهس‬
‫سذ الصس‬
‫سا فس الدارس منس‬
‫سد قرروه علينس‬
‫وقس‬
‫الرسول ل تأخذه ف ال لومة لئم‪ ،‬وأنه ل ينحاز لقرابة ف حق ال أو ف حد من‬
‫حدوده‪ ،‬وفيسه أيضا تأسسيس لبدأ الولء والباء وكذلك مبدأ سسيادة القانون فس‬
‫الدولة الدي ثة‪ ،‬ك ما إ نه منا سبة رائ عة للتذك ي بأن ال سلم قد سبق العال ف‬
‫كسسسسسسسسسل شيسسسسسسسسسء بأربعسسسسسسسسسة عشسسسسسسسسسر قرنا (كالعتاد)‪..‬‬

‫وأنسا إذ أكتسب هذا القال ل أختلف مسع الرسسالة التس يملهسا هذا الديسث‪ ،‬بسل‬
‫بالعكسس‪ :‬أتفسق معهسا تاما فل يتصسور قيام دولة بدون هذا البدأ ‪ -‬أي مبدأ‬
‫م ساواة الم يع أمام القانون ول يس مبدأ ق طع اليدي ‪ -‬ولك ن ك نت أود أن يكون‬
‫هذا الكلم صسحيحا تؤيده سسية الرسسول وأفعاله وليسس مرد شعارات جيلة براقسة‬
‫كشعار "متس اسستعبدت الناس وقسد ولدتمس أمهاتمس أحرارا" والذي تعرضست له فس‬
‫مقال سابق‪ ..‬ول كن ا ستقراء ال سية ين في هذا ال مر أو ل يش ي إل يه على ال قل‬
‫سسسسسسسسسا القال‪.‬‬
‫سسسسسسسسس ثنايس‬
‫سسسسسسسسسأتعرض له فس‬
‫سسسسسسسسسا سس‬
‫وهذا مس‬

‫سن أوهام‬
‫سأناقشها نقاشا متجردا مس‬
‫سول وسس‬
‫سية الرسس‬
‫سن سس‬
‫سأعرض أمثلة كثية مس‬
‫وسس‬
‫التقديسس وعقليسة العتذار والتسبير‪ ،‬فسسنسمي الشياء بأسسائها وألفست نظسر‬
‫القارىء الكري أن ما ذكرته ثابت من سية الرسول فل يتج علينا أحد بالطعن‬
‫فسسسس العتقدات أو السسسسستهزاء باسسسس فمسسسسا جئت بشيسسسسء مسسسسن عندي‪.‬‬

‫وك نت قد عز مت على أن آ تي بأمثلة من ع مل ال صحابة أيضا ولك ن رج عت عن ذلك‬


‫اتقاء مراوغسة الراوغيس‪ ،‬فعلى الرغسم مسن أنمس يرفعون الصسحابة ال مرتبسة‬
‫اللئكة فما إن تواجههم بأفعالم الوثقة حت يتجوا بأنم بشر وأنم ليسوا بجة‬
‫على الد ين‪ ،‬فرأي نا أن نأ تي بأمثلت نا من سية الر سول شخ صيا‪ ،‬ولن أط يل ف‬
‫القدمة وهاكم التفصيل‪:‬‬

‫المثال الول‪ :‬بنو هاشم في غزوة بدر‬


‫خرج الرسول من مكة إل الدينة وترصد هو وأصحابه قافلة لقريش لسلب أموالم‬
‫فأرسلت قريش جيشا لغاثة القافلة فكره السلمون قتال قريش لنم ما خرجوا ال‬
‫للغني مة فعاتب هم ال‪/‬الر سول بقوله (وإذ يعد كم ال إحدى الطائفت ي أن ا ل كم‬
‫وتودون أن غي ذات الشوكة –أي القافلة‪ -‬تكون لكم) ‪ ..‬وأمرهم بقتال الشركي‬
‫وأن ل تأخذ هم ف ال لو مة لئم بل وحرض بعضا من هم على ق تل آبائ هم وإخوان م‬
‫ً‪ ..‬وح ت يوم نا هذا يضرب ال سلمون ال ثل بؤلء الذ ين بلغ‬
‫وف عل بعض هم ذلك فعل‬
‫ولئهم للرسالة وصاحبها أن يقتلوا آبائهم وإخوانم ف سبيلها‪ ..‬ولكن ما أجل‬
‫ً له وسباقا إليه‪ ،‬فهل هذا ما حدث ف غزوة بدر؟‬
‫أن يكون المر بالعروف فاعل‬

‫يدثنسا ابسن سسعد فس الطبقات الكسبى (عسن بسن عباس أن النسب عليسه السسلم قال‬
‫لصسحابه يوم بدر إنسي عرفست أن رجال مسن بنس هاشسم وغيهسم قسد أخرجوا كرها ل‬
‫حا جة ل م بقتال نا ف من ل قي من كم من ب ن ها شم فل يقتله‪ .‬من ل قي العباس بن‬
‫عبد الطلب ‪-‬عم النب– فل يقتله فإنا أخرج مستكرها قال فقال أبو حذيفة بن‬
‫عتبة بن ربيعة نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونتك العباس؟ وال‬
‫لئن لقيته للمنه السيف قال فبلغت مقالته رسول ال –ص‪ -‬فقال لعمر بن الطاب‬
‫يسا أبسا حفسص قال عمسر وال إنسه لول يوم كنانسي فيسه رسسول ال –ص‪ -‬بأبسي حفسص‬
‫أيضرب عم ر سول ال –ص‪ -‬بال سيف فقال ع مر دع ن ولضرب ع نق أ بي حذي فة بال سيف‬
‫فوال لقد نافق قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول وال ما أنا بآمن‬
‫من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ول أزال منها خائفا ال أن يكفرها ال عز وجل‬
‫سسسسسسسسسسسة شهيدا)‬
‫سسسسسسسسسسسل يوم اليمامس‬
‫سسسسسسسسسسس بالشهادة فقتس‬
‫عنس‬

‫ويثيسسسسسس هذا النسسسسسسص أكثسسسسسسر مسسسسسسن علمسسسسسسة اسسسسسسستفهام‪:‬‬

‫‪ -‬كيسف يوز لنسب أن يرض أصسحابه على قتال آبائهسم وإخوانمس ويعطيهسم فس نفسس‬
‫الوقت قائمة بأساء عائلته وقبيلته ليتجنبوا قتلهم؟ أين ذهبت آيات الولء‬
‫والباء؟ وحتس لو ل تكسن آيات الولء والباء قسد نزلت فس ذلك الوقست أل يلك‬
‫الرسول بداهة تعله يدرك أن الباء من خرج بنفسه وماله لجهاض الدعوة واجب؟‬

‫‪ -‬لاذا اسستثن الرسسول قومسه مسن بنس هاشسم فقسط وعمسه العباس تديدا بسسبانم‬
‫مكرهيس؟ أل يوجسد آخرون رباس قسد يكونوا أكرهوا على الروج لقتال أبنائهسم‬
‫وإخوان م؟ ولو كان هؤلء مكره ي ك ما ز عم الر سول لكان بإمكان م أن يهربوا ال‬
‫سسس إن أرادوا‪.‬‬
‫سسسلمهم أو يعتزلوا الفريقيس‬
‫سسسول ويشهروا إسس‬
‫سسسب الرسس‬
‫جانس‬

‫‪ -‬ل يوضح الرسول كيف علم أن بن هاشم قد خرجوا مكرهي لقتاله‪ ..‬هل هو وحي‬
‫من ال أم فراسة من عنده؟ فإذا كان وحيا من ال فكان ل بد أن يبه على القل‬
‫باسسم شخسص واحسد مسن خارج بنس هاشسم قسد يكون خرج مسستكرها فل يعقسل أن جيشا‬
‫قوامه ألف رجل كانوا كلهم عازمي على قتال ممد إل بن هاشم!! أما إذا كان‬
‫المسر فراسسة منسه فكان عليسه أن يفسسح الال لفراسسة آخريسن مسن أصسحابه‪ ،‬فمسا‬
‫أدراه أن بعضهسم قسد تكون له فراسسة تنبئه بنس هسو كاره للقتال ومسن هسو غيس‬
‫كاره؟‬

‫‪ -‬لحسسظ أيضا ثنائيسسة العصسسا والزرة أو القرآن والسسسلطان التسس يسسستعملها‬


‫الرسسول‪ ،‬فمسن ل يرض بوعود النسة والور العيس اسستعدى عليسه عمسر بسن الطاب‬
‫العروف باندفاعسه وشدتسه ليتحسسس رأسسه‪ ،‬وإل فلماذا ل يشكسه إل أبسي بكسر‬
‫ً والذي هسسسسو أكثسسسسر حكمسسسسة وأميسسسسل ال الرفسسسسق؟‬
‫الصسسسسديق مثل‬

‫‪ -‬من اللفت أيضا أن الرسول نادى عمر بن الطاب "لول مرة" بكنيته أبي حفص‬
‫ف سياق استعدائه على أبي حذيفة‪ ،‬وهذا أمر غريب أن يرافقه عمر لسنوات ول‬
‫يكنيسه إل عندمسا أراد منسه أن يهدد أبسا حذيفسة‪ ..‬ويدلك هذا على الدهاء إذ‬
‫ف عل فعله ف شخ صية ع مر العني فة ليدرك أ با حذي فة أ نه قاب قو سي أو أد ن من‬
‫أن يفقسسد رأسسسه فيقمسسع تسسساؤلته فسس صسسدره ول يتداولاسس مسسع الخريسسن‪.‬‬

‫‪ -‬قادت الفطرة السليمة لدى أبي حذيفة بن عتبة ال التساؤل عن السر ف هذا‬
‫التنا قض والاباة‪ ،‬و هو م ق ف ذلك تاما‪ ،‬ول كن ب عد سنوات لح قة من غ سيل ال خ‬
‫وطمسس الشخصسية وضغسط القران خيسل له أن مسا قاله خطيئة ل يكفرهسا ال موتسه‬
‫شهيدا وهكذا كان‪ ،‬ول عجسب أن التمعات البشريسة التس تقدمست هسي متمعات تقدر‬
‫الختلف وتتفل بالتنوع على عكس متمعاتنا الت يعتب فيها التساؤل خطيئة قد‬
‫تذهسسسسسسسسسسسب بسسسسسسسسسسسسناتك إن ل تطسسسسسسسسسسسح برأسسسسسسسسسسسسك‪.‬‬

‫‪ -‬كيف سنشرع هذه الاباة ف الدولة السلمية بسبان أن أفعال الرسول سنن يب‬
‫اتباع ها؟ هل سنفتح الباب أمام كل قائد أو م سئول ل كي يع في أهله وأقار به‬
‫من تبعات أفعالم بجة أنم مكرهي أو جاهلي أو غي ذلك؟‬

‫المثال الثاني‪ :‬أبو العاص بن الربيع في السر‬


‫ً وأ سروا سبعي‪ ..‬و من هؤلء ال سرى ر جل ذو‬
‫ق تل ال سلمون ف غزوة بدر سبعي رجل‬
‫أهيسة خاصسة هسو أبسو العاص بسن الربيسع زوج زينسب ابنسة الرسسول‪ ..‬لقسد حالف‬
‫ولكن بقي عليه أن ينقذه من السر! وهذا ما‬ ‫[‪]1‬‬
‫الرسول الظ أن ل يقتل صهره‬
‫[‪]2‬‬
‫فعله الرسول إذ أرسلت ابنته زينب قلدة أمها خدية لفداء زوجها من السر‬
‫فرق الرسسسول لرأى القلدة فقال لصسسحابه "إن رأيتسسم أن تطلقوا لاسس أسسسيها‬
‫وتردوا عليهسا الذي لاس فافعلوا"‪ ..‬ففعلوا ذلك وأطلقوا السسي وردوا عليهسا‬
‫مالاسسسسسسسسس وقلدتاسسسسسسسسس وأسسسسسسسسسسيها (زوجهسسسسسسسسسا الشرك)‪..‬‬

‫وتبقسسسسسسسسسسى مموعسسسسسسسسسسة مسسسسسسسسسسن السسسسسسسسسسسئلة الائرة‪:‬‬

‫‪ -‬كيف جاز لبنة الرسول الؤمنة أن تفتدي زوجها الشرك؟ أم أنا ل تكن آمنت‬
‫برسسسالة أبيهسسا حتسس ذلك الوقسست بعسسد خسسس عشرة سسسنة مسسن البعثسسة؟‬

‫‪ -‬إذا كانت زينب قد هاجرت بعد غزوة بدر كما يدثنا ابن الثي ف أسد الغابة‬
‫فمعنس ذلك أناس ل تكسن مكرهسة على البقاء بكسة كمسا يزعسم العلماء فالزوجسة‬
‫الكرهسة ل تفتدي زوجا مشركا بأعسز مسا تلك وهسي قلدة أمهسا خديةس‪ ..‬على ضوء‬
‫هذا نسستنتج أناس مسا كانست مكرهسة إل فس هجرتاس وليسس فس بقائهسا وذلك لشتداد‬
‫مناخ العداء لبيهسسا فسس مكسسة بعسسد غزوة بدر فوجدت أن الجرة أسسسلم لاسس‪.‬‬

‫‪ -‬إذا ل يكن الرسول قادرا على تفريق زينب عن زوجها وهو مستضعف بكة ل يل‬
‫ول يرم‪ ،‬أفلم تكن هذه فرصته السانة لقتل الرجل أو إجباره على طلقها؟ كيف‬
‫يرضسى الرسسول لبنتسه أن تعيسش مسع مشرك يعاشرهسا معاشرة الزوج والقرآن يقول‬
‫ُنكحوا الشركي حت يؤمنوا)؟ أل يفت علماء السلمي اليوم بأن الرأة إذا‬
‫(ول ت‬
‫أسسسسسسسلمت فل يلسسسسسس لاسسسسسس معاشرة زوجهسسسسسسا غيسسسسسس السسسسسسسلم؟‬

‫‪ -‬لاذا ل يطلق الر سول كل ال سرى بدون فداء؟ أل ي كن بين هم فقراء ل ي ستطيع‬
‫أهلهم فدائهم؟ لاذا ل يطلق إل زوج ابنته بدون فداء؟ صحيح أن بعض هؤلء قد‬
‫جعل فدائهم تعليم القراءة لصبية السلمي ولكن ما مصي من كان فقيا ول يتقن‬
‫القراءة والكتابسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة؟‬

‫‪ -‬إذا كان الرسول يض أصحابه على قتل آبائهم وإخوانم ف سبيل ال‪ ،‬فلماذا ل‬
‫يؤنب زينب ويلقنها درسا عمليا ف الولء والباء؟ ولاذا ل يضرب الثل بنفسه‬
‫بأن ل تأخذه لومة لئم ف من حارب ال والرسول من أهله ولو كان عمه وصهره؟‬

‫المثال الثالث‪ :‬أسرى غزوة بدر بين الفداء والقتل‬


‫استشار الرسول أبا بكر الصديق وعمر بن الطاب ف أمر السرى ماذا يفعل بم‪:‬‬
‫هسل يأخسذ منهسم الفداء أم يقتلهسم جزاء ماربتهسم ل ورسسوله‪ ،‬فأشار أبسو بكسر‬
‫بالنس عليهسم لنمس أبناء العمومسة وأشار عمسر بسن الطاب بأن يكسن كسل رجسل مسن‬
‫سسسسه‪..‬‬
‫سسسسي فيضربس‬
‫سسسسه السس‬
‫سسسسه أو أخيس‬
‫سسسسق أبيس‬
‫سسسسن عنس‬
‫سسسسلمي مس‬
‫السس‬

‫سوله‬
‫سل هؤلء الاربيس ل ولرسس‬
‫سيختار أن يقتس‬
‫سول سس‬
‫سي أن الرسس‬
‫سن النطقس‬
‫ويبدو مس‬
‫وللدعوة الناشئة‪ ،‬فرماحهم ل تزال تقطر من دماء السلمي الذين ل ينسوا بعد‬
‫تريسض الرسسول لمس بالقتسل والقتال الذي نزل فس سسورة النفال (يسا أيهسا النسب‬
‫حرض الؤمنيسسسسسسسس على القتال) ‪ .‬فهسسسسسسسسل اختار الرسسسسسسسسسول ذلك؟‬

‫ل يتاج الرء إل كث ي من الذكاء ليدرك أن الر سول لن ي نح لقول ع مر مع وجود‬


‫عمه العباس وصهره أبي العاص بن الربيع ف عداد السرى‪ ،‬فاختار قول أبي بكر‬
‫وأطلق سسسسسسسسسسسسسسسسسراح عمسسسسسسسسسسسسسسسسه وصسسسسسسسسسسسسسسسسهره‪..‬‬

‫ول كن الر سول قد و جد نف سه ف مو قف حرج إذ أن ال صلحة تك من ف إظهار القوة‬


‫والشدة لن الدولة ل تسستقر بعسد‪ ،‬ولكنسه فس نفسس الوقست ل يسستطيع أن يظهسر‬
‫الشدة فتذهب بروح عمه وصهره ولذلك اختار رأي أبي بكر مؤقتا حت تقق له ما‬
‫ُون‬
‫َ‬ ‫َك‬‫ّ أن ي‬
‫َب‬
‫ِ‬ ‫ِن‬
‫َ ل‬
‫َان‬
‫َا ك‬
‫أراد ث أوعز لبيل أن يعتض بعد فوات الوان فنزل بآية (م‬
‫ِيم‬
‫ٌ‬ ‫َك‬‫ٌ ح‬
‫ِيز‬
‫َز‬‫ّ ع‬
‫َال‬
‫َ و‬
‫َة‬‫ِر‬
‫ُ الخ‬
‫ِيد‬
‫ُر‬‫ّ ي‬
‫َال‬
‫َا و‬
‫ْي‬‫ّن‬
‫َ الد‬
‫َض‬‫َر‬
‫َ ع‬
‫ُون‬
‫ِيد‬
‫ُر‬‫ِ ت‬
‫ْض‬‫ِ الر‬
‫َ ف‬
‫ِن‬‫ْخ‬
‫ُث‬‫ّ ي‬
‫َت‬‫َى ح‬
‫ْر‬‫ُ أس‬
‫َه‬‫ل‬
‫ٌ) ‪ ..‬وصاحب نزول هذه الية‬
‫ِيم‬
‫َظ‬‫ٌ ع‬
‫َاب‬
‫َذ‬‫ْ ع‬
‫ْت‬
‫ُ‬ ‫َذ‬
‫َا أخ‬
‫ِيم‬
‫ْ ف‬
‫ُم‬‫ّك‬
‫َس‬‫َ ل‬
‫َق‬‫َب‬
‫ّ س‬
‫َ ال‬
‫ّن‬‫ٌ م‬
‫َاب‬
‫ِت‬‫َ ك‬
‫ْل‬‫ّو‬
‫‪ -‬ل‬
‫ُ بارع إذ جاء عمر بن الطاب فوجد الرسول وأبا بكر يبكيان فلما سأل عن‬
‫مشهد‬
‫الطسب أخسبه أن ال قسد عاتبسه على القبول بالفداء (متأخرا لسسوء الظس)‪..‬‬

‫وخل صة الق صة أن الر سول تظا هر بال خذ بكلم أ بي ب كر ح ت ت سن له إطلق سراح‬


‫عمه العباس وابن عمه عقيل وزوج ابنته أبي العاص بن الربيع‪ ،‬كما حقق هدفا‬
‫آخسر وهسو أخسذ الال مسن السسرى‪ ،‬ثس ل يرد أن تضيسع هيبسة الدولة فالتفست إل‬
‫إظهار جانسب الشدة الذي يدرك بذكائه أنسه يتاجسه فجاء بآيسة (ماكان لنسب أن‬
‫يكون له أسسرى ‪ )...‬لتحقيسق ذلك‪ ..‬ول ندري لاذا تأخسر جبيسل فس أمسر يتوقسف‬
‫عليه مصي الدعوة السلمية الناشئة كل هذا الوقت حت نا العباس وأبي العاص‬
‫بلودهم وهو الذي كان يأتي الرسول وهو ف لاف عائشة ؟ لاذا ل يظهر جبيل إل‬
‫بعسد أن ناس مسن أراد الرسسول لمس النجاة؟ ‪ ..‬قارن هذا بقصسة ذهابسه ال بنس‬
‫النضيس وزعمسه أن جبيسل أخسبه بأن بنس النضيس أرادوا أن يلقوا عليسه حجرا مسن‬
‫فوق الصن!! فشن عليهم حربا انتهت بإجلئهم من أرضهم الت عاشوا فيها قرون‬
‫عديدة ونب أموالم إل ما حلت البل‪ ..‬فهذه مرة من الرات الت جاء فيها جبيل‬
‫فس الوقست الناسسب أو قبله بقليسل‪ ..‬ول أدري فس أي شريعسة يعاقسب الناس على‬
‫جريةس ل يرتكبوهسا ولكنهسم "هوا" بارتكاباس وبدون أي دليسل إل وشايسة كائن‬
‫خراف ذو أجنحة يلبس طاقية الخفاء وينزل سرا على الرسول ف أوقات غريبة‪..‬‬

‫المثال الرابع‪ :‬العباس عم الرسول في السر‬


‫وما دمنا ف سياق قصة أسرى بدر فل ننسى أن نذكر القصة الشهورة عن امتناع‬
‫النوم عسن النسب بعسد العركسة ولاس سسأله الصسحابة عسن ذلك قال إنسه سسع عمسه‬
‫العباس يتأل من أثر القيد ف يديه فقام الصحابة ففكوا عنه قيده فنام رسول‬
‫ال!! و من الع جب أن يتل قى ش خص خرج بنف سه وباله لقتال ال سلمي هذه العاملة‬
‫ال ستثنائية فل يق تل ول يو ضع الق يد ف يد يه‪ ،‬أ ما با قي ال سرى ال سبعي فلم‬
‫سسسسسسسسسه‪.‬‬
‫سسسسسسسسسم أو ل يبال بس‬
‫سسسسسسسسسول أنينهس‬
‫سسسسسسسسسمع الرسس‬
‫يسس‬

‫ولكسي نقسف على القيقسة فس كون العباس خرج مكرها نورد مسا ذكره الواحدي فس‬
‫أ سباب النزول من أن العباس أ سر يوم بدر وم عه عشرون أوق ية من الذ هب كان‬
‫خرج باس معسه إل بدر ليطعسم باس الناس‪ ،‬وكان أحسد العشرة الذيسن ضمنوا إطعام‬
‫أهسل بدر‪ ،‬فقال‪ :‬فكلمست رسسول ال –ص‪ -‬أن يعسل ل العشريسن الوقيسة الذهسب التس‬
‫أخذهسا منس مسن فدائي‪ ،‬فأبس علي وقال‪ :‬أمسا شيسء خرجست تسستعي بسه علينسا فل ‪.‬‬
‫انتهسسي كلم الواحدي‪ ..‬فهاهسسو الرسسسول يقسسر بأن العباس بذل ماله لطعام‬
‫ٍ له؟ أليس بذل الال‬
‫القاتلي فهل هذا فعل شخص مكره على القتال أو حت كار ه‬
‫أكب من بذل النفس كما قال القرآن (بأموالم وأنفسهم) فجعل الال مقدما على‬
‫النفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس؟‬

‫وإذا كان العباس وعق يل وب نو ها شم خرجوا مكره ي ول يوز قتل هم فك يف جاز أن‬
‫ً للفداء؟‬
‫يأخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ منهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم أموال‬

‫وكعادة علماء السسلمي فس تلفيسق وتسبير النصسوص الرجسة أخذوا يسستخدمون هذا‬
‫النسص للدللة على رحةس النسب ورفقسه بأهله‪ ..‬ول يتحدثوا عسن الرحةس والرفسق‬
‫حينمسا كان يرض الناس على آبائهسم وإخوانمس‪ ،‬كمسا ل يلفست نظرهسم أن الرحيسم‬
‫كان يبس أن يعطسف على جيسع السسرى وليسس على عمسه فقسط‪ ،‬وغاب عنهسم أن يعلقوا‬
‫على تاهسل الرسسول لبديات الولء والباء التس يكاد يعلهسا البعسض ركنا مسن‬
‫العقيدة‪.‬‬

‫المثال الخامس‪ :‬بنات الرسول وتعدد الزوجات‬


‫عن السور بن مرمة‪ ،‬قال‪ :‬سعت رسول ال –ص‪ -‬وهو على النب يقول‪" :‬إن بن هاشم‬
‫بسن الغية اسستأذنوني فس أن ينكحوا ابنتهسم علي بسن أبسي طالب‪ ،‬فل آذن ثس ل‬
‫آذن‪ ،‬إل أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنت وينكح ابنتهم‪ ،‬فإنا هي بضعة‬
‫منسسسسس يريبنسسسسس مسسسسسا أراباسسسسس ويؤذينسسسسس مسسسسسا آذاهسسسسسا"‪.‬‬

‫وهذا حديث صحيح كما قال ابن عساكر وخلصته أن بن هاشم بن الغية أرادوا أن‬
‫يزوجوا ابنتهسم لعلي بسن أبسي طالب فرفسض الرسسول رفضا قاطعا لن ذلك يؤذي‬
‫ابنته!! وطالا قالت النساء أن هذا ما يؤذيهن‪ ،‬ويدرك العقلء ذلك بدون كثي‬
‫عناء‪ ،‬أمسا السسلميون فيدافعون عنسه دفاعا مسستميتا على الرغسم مسن إقرار‬
‫الرسسول بسه‪ ،‬ولكسن الغريسب فس المسر أن الرسسول رضيسه لنسساء السسلمي ولكنسه ل‬
‫يرضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه لبنتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪ ،‬فلماذا؟‬

‫يزعم الشايخ أن هذه الفتاة هي بنت أبي جهل وأن الرسول ل يريد أن يرم حلل‬
‫ً‬
‫ولكنه ل يرد أن تتمع بنته وابنة أبي جهل ف بيت واحد!! وهذه حجة واهية إذ‬
‫ليسس فس الديسث مسا يدل على أناس ابنسة أبسي جهسل وحتس لو كانست كذلك أل يقسل‬
‫القرآن (ول تزر وازرة وزر أخرى)؟ ‪ ..‬ث إذا كان الرسول رضي أن تعيش ابنته‬
‫مسع مشرك خسسة عشسر عاما أو يزيسد فلماذا ل يرضسى أن تكون ضرة ابنتسه الخرى‬
‫مسسلمة أبوهسا مشرك؟ وهسل يتار الرء أباه؟ أول يبس السسلم مسا قبله؟ أليسس‬
‫أخاهسا عكرمسة بسن أبسي جهسل مسن كبار قادة السسلمي الذي فتحست على يديسه‬
‫البلدان؟ أل يتزوج الرسسول أم حبيبسة بنست أبسي سسفيان بنست عدو ال فس ذلك‬
‫الوقست؟ فلم ل يقسل أنسه ل يتمسع رسسول ال مسع ابنسة عدو ال فس بيست؟ أل يتزوج‬
‫صفية بنت حيي بن أخطب زعيم اليهود وعدو ال؟ وقل ذات الشيء ف جويرية بنت‬
‫الارث بنسسسسسسسسسسست زعيسسسسسسسسسسسم بنسسسسسسسسسسس الصسسسسسسسسسسسطلق؟‬

‫ولو كان الرفض لكونا بنت أبي جهل لكان عليا تزوج امرأة أخرى غيها‪ ،‬ولكن‬
‫عليا ف هم ر فض الر سول أ نه ر فض لفكرة الزواج على فاط مة من ح يث البدأ فلم‬
‫يتزوج عليهسا حتس ماتست على الرغسم مسن أن تعدد الزوجات كان شائعا حتس أن‬
‫الرسول نفسه تزوج خس عشرة امرأة وجع بي إحدى عشر ومات عن تسع‪ ،‬أما السن‬
‫بن علي فقد روي عنه أنه كان يتزوج أربعا ويطلق أربعا حت كان أبوه علي بن‬
‫ً "ل تزوجوا السن فإنه مطلق"‪ ،‬فكيف‬
‫أبي طالب ياطب الناس من على النب قائل‬
‫خالف علي عادات عصسره واكتفسى بزوجسة واحدة هسي فاطمسة طوال حياتاس ثس تزوج‬
‫الكثيات بعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد موتاسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس؟‬

‫كمسا ل يوز الحتجاج بأن بنست أبسي جهسل كانست مشركسة فإن تريس الزواج مسن‬
‫الشركات كان معلوما ول يفى على شخص ف فقه علي بن أبي طالب وقرابته‪ ،‬كما‬
‫أنا لو كانت مشركة لحتج الرسول بذلك ول يتج بالذى الواقع على ابنته‪ .‬وقد‬
‫قال الرسسول إن عليا لو أراد زواج ابنتهسم فعليسه أن يطلق فاطمسة فلو كانست‬
‫ابنتهسم مشركسة لاس جاز له زواجهسا حتس لو طلق فاطمسة ماس يدل على أناس كانست‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلمة‪.‬‬

‫ما خلصة هذه القصة؟ خلصتها أن الشريعة نزلت لصال الرجال لنم هم من يارب‬
‫وينفق أما النساء فل يرجى منهن نصر ول منعة ولذلك ل يهتم ال بن حت أنه ل‬
‫ينزل آيسة تاطبهسن حتس ذكرتسه بذلك زينسب بنست جحسش فأنزل آيسة (إن الؤمنيس‬
‫والؤمنات ‪ ..‬ال) وهسسسسسسسسو الذي ل تدركسسسسسسسسه سسسسسسسسسنة ول نوم ‪..‬‬

‫أ ما عند ما ت صادمت هذه الشري عة مع مشا عر فاط مة اب نة الر سول الفضلة ف قد‬
‫تراجعست ادعاءات أن ال هسو أعلم بنس خلق وهسو اللطيسف البسي وحسل ملهسا الدال‬
‫ْن ينهانا عنهما الرسول‪ ،‬فتارة قال إن هذا الزواج يؤذي ابنته‬
‫َا‬‫والنقاش الذ‬
‫وتارة قال إن ابنتسه ل تتمسع مسع بنست عدو ال فس بيست‪ ،‬وصسدق مسن قال (وكان‬
‫ً)‪.‬‬
‫النسان أكثر شيء جدل‬
‫المثال السادس‪ :‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم‬
‫يعلم الميع أن الشهادة ف الشريعة السلمية ل تقبل إل من رجلي عدلي أو رجل‬
‫وامرأتيس [‪ ،]3‬وقسد يضيسع حسق النسسان إذا ل يتوفسر له شاهدان عدلن‪ ،‬وهذا ماس‬
‫ي سري على ج يع ال سلمي ف هل ي سري على الر سول؟ دعو نا نتأ مل هذا الد يث الذي‬
‫يرويه أبو داوود والنسائي‪:‬‬
‫ابتاع الرسسول فرسسا مسن أعرابسي واسستتبعه ليقبسض ثنس فرسسه فأسسرع النسب –ص‪-‬‬
‫سم ل‬
‫سومونه بالفرس وهس‬
‫سي فيسس‬
‫سق الرجال يتعرضون للعرابس‬
‫سي وطفس‬
‫سأ العرابس‬
‫وأبطس‬
‫يشعرون أن ال نب –ص‪ -‬ابتا عه ح ت زاد بعض هم ف ال سوم على ما ابتا عه به م نه‬
‫فنادى العرابسي النسب –ص‪ -‬فقال إن كنست مبتاعسا هذا الفرس وإل بعتسه فقام‬
‫النب –ص‪ -‬حي سع نداءه فقال أليس قد ابتعته منك قال ل وال ما بعتكه فقال‬
‫النسب –ص‪ -‬قسد ابتعتسه منسك فطفسق الناس يلوذون بالنسب –ص‪ -‬وبالعرابسي وهاس‬
‫يتاجعان وطفسق العرابسي يقول هلم شاهدا يشهسد أنسي قسد بعتكسه قال خزيةس بسن‬
‫ثا بت أ نا أش هد أ نك قد بع ته قال فأق بل ال نب – ص‪ -‬على خزي ة فقال ب تش هد؟‬
‫قال بتصديقك يا رسول ال قال فجعل رسول ال –ص‪ -‬شهادة خزية بشهادة رجلي!!‬

‫ون ن ه نا ل نتعرض ل سألة هل اشتى الر سول الفرس من العرا بي أم ل فل يس هذا‬


‫مهما ف سياقنا‪ ،‬ول كن ال هم هو أن الشري عة ت نص على التيان بشاهد ين عدل ي‪،‬‬
‫ولكسن الرسسول هنسا ل يكتسف برق الشريعسة بقبول شاهسد واحسد‪ ،‬بسل وللسسف قبسل‬
‫بشا هد وا حد ل يس بعدل‪ ،‬بل هو باعتا فه "شا هد ما ش فش حا جة"‪ ..‬وكان التو قع‬
‫من الر سول أن يش كر هذا الشا هد على ح سن ني ته و يبي له أ نه ل يوز أن ي تبع‬
‫بشهادة الزور لي سسسبب كان لن هذا يفتسسح بابا خطيا جدا وهسسو جواز شهادة‬
‫ُرف عنه الصدق حت ولو ل ير الشاهد شيئا‪ ،‬ولكن الرسول هنا‬
‫الزور لصال من ع‬
‫ً خطيا ليس فقط بقبول شهادة هذا الرجل الزورة‬
‫أعرض عن شريعته وسن استثناء‬
‫بسل بعسل شهادة هذا الرجسل تعادل شهادة رجليس‪ ..‬هذه الشهادة التس أدت فيمسا‬
‫بعد إل تدوين آية ف القرآن ل يدوا عليها شاهدا غيه فاعتمدها زيد بن ثابت‬
‫بذه الجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة!!‬

‫ولقائل أن يقول أن الر سول ق بل شهاد الر جل ل نه يعلم من نف سه ال صدق ول كن‬


‫هذا حال الكثي ين من الناس ول كن ل يوز لك أن ت ستشهد شا هد زور بل ال ق أن‬
‫يضرب القائد الثل بنفسه حت ولو ألقه ذلك ضررا – وأذكر ف هذا السياق بوقف‬
‫ُلب منه أن يقر للمعتزلة بلق القرآن من باب الداراة حت يرج‬
‫المام أحد إذ ط‬
‫من السجن فأب خشية الفتنة على العامة من يقتدي به‪ ..‬هذه هي صفات القائد‪.‬‬

‫وبالعودة ال موضوع التشريع ف الدولة السلمية النتظرة‪ :‬هل نسمح لولنا أمي‬
‫الؤمني خليفة رسول ال أن يتلعب بالشهادات كيفما شاء باعتبار هذه سنة من‬
‫سنن الرسول؟‬

‫المثال السابع‪ :‬قصة مارية مرة أخرى‬


‫ً اتمس بالزنسا باريسة القبطيسة‬
‫والقصسة واردة فس صسحيح مسسلم ومفادهسا أن رجل‬
‫جارية الرسول وزوجته وأم ولده ابراهيم‪ ،‬فأمر الرسول علي بن أبي طالب بأن‬
‫يذهسب ويضرب عنسق هذا الرجسل بدون دليسل على هذه التهمسة على الرغسم مسن أن‬
‫الشري عة تقول بأن من قذف شخ صا بالز نا فإن عل يه التيان بأرب عة شهود عدول‬
‫رأوا الواق عة بالتف صيل وال فإ نه يلد ثان ي جلدة ول تق بل له شهادة أبدا‪..‬‬
‫ً يزنسي بامرأتسه فإنسه‬
‫كمسا تقول الشريعسة أن الرجسل إذا دخسل بيتسه ووجسد رجل‬
‫سن هذه‬
‫سق أيا مس‬
‫سول ل يطبس‬
‫سن الرسس‬
‫سا‪ ..‬ولكس‬
‫سع شهادات بالزنس‬
‫سا أربس‬
‫سد عليهس‬
‫يشهس‬
‫التشريعات النازلة ف سورة النور والت ل ينفك الشايخ يذكروننا بأن ال قال‬
‫فس أولاس (سسورة أنزلناهسا وفرضناهسا)‪ ..‬كمسا ل يأمسر الرسسول بسسؤال زوجتسه‬
‫الاريسة ماريسة على الرغسم مسن أناس شريكسة فس الفعسل الذي كاد يقتسل الرجسل‬
‫بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسببه‪.‬‬

‫فس هذه الادثسة التس تتاج إل أربعسة شهود ل يطلب الرسسول حتس شاهسد واحسد ولو‬
‫ً عجيبا إذ جعل حياة الناس‬
‫كان "شاهد ما شفش حاجة"‪ ،‬بل سن الرسول استثناء‬
‫رهنا بلحظسة غضسب أعرض فيهسا عمسا سسنه بنفسسه مسن تشريعات‪ ،‬وحكسم على الرجسل‬
‫بالقتل ولول أن ظهر أن هذا الرجل مبوب –أي ل ذكر له‪ -‬لات غي مأسوف عليه‪.‬‬

‫المثال الثامن‪ :‬أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا‬


‫ل يتلف اثنان على أن الغيبة من الرمات الت نى عنها ال والرسول‪ ،‬ودرسنا ف‬
‫الدارس آيسة (ول يغتسب بعضكسم بعضا‪ ..‬أيبس أحدكسم أن يأكسل لمس أخيسه ميتا‬
‫فكرهتموه)‪ ..‬ول ين سى مشاي نا الفا ضل أن يذكرو نا بأحاد يث الر سول ف الن هي‬
‫عن الغي بة والتشد يد على فاعل ها‪ ،‬ول كن حد يث البخاري عن عائ شة ير سم صورة‬
‫أخرى ل يذكرهسسسسسسسسسسسسسسسا لنسسسسسسسسسسسسسسسا الشايسسسسسسسسسسسسسسسخ‪:‬‬

‫عسن عروة بسن الزبيس‪ ،‬أن عائشسة أخسبته‪ :‬اسستأذن رجسل على النسب –ص‪ -‬فقال‪:‬‬
‫"ائذنوا له بئس أخو العشية"‪ ،‬فلما دخل ألن له الكلم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال‬
‫‪ ،‬قلت الذي قلت ثس ألنست الكلم؟ قال‪" :‬أي عائشسة‪ ،‬إن شسر الناس مسن تركسه‬
‫سسسسسسه"‪ .‬البخاري‬
‫سسسسسس اتقاء فحشس‬
‫سسسسسسه الناس سس‬
‫سسسسسس أو ودعس‬
‫الناس سس‬

‫وكغيه من الحاديث‪ ،‬ترك هذا الديث العلماء ف حية من أمرهم ففيه غيبة صرية‬
‫إذ ن عت الر جل بأ نه بئس أ خو العشية‪ ،‬ول يس ذلك فح سب بل إ نه ألن له القول‬
‫عندمسا دخسل‪ ،‬وعندمسا سسألته عائشسة ترب بأن شسر الناس مسن تركسه الناس اتقاء‬
‫فحشسه‪ ..‬وهذا تفسسي عجيسب فهسو ل يتك الرجسل اتقاء فحشسه بسل اغتابسه‪ ،‬ول يقسل‬
‫أحد أن الغيبة حلل ف من كان فاحشا فالغيبة هي الغيبة إل ما كان للتحذير‬
‫أو النصح أو التظلم أو الستفتاء أو لن جاهر بفسق أو لن طلب العانة لزالة‬
‫منكسر‪ ،‬وهذه كلهسا ل تنطبسق فس حسق هذا الرجسل فكيسف جاز للرسسول أن يغتابسه؟‬
‫والناس فس غالب المسر إناس يغتابون مسن يبغضون منسه خلقا أو آخسر‪ ،‬وهنسا ملس‬
‫التعفف والتفع عن الغيبة‪ ،‬فأي فخر ف أن ل تغتاب أحد الصالي أو الطيبي؟‬

‫ولو افتضنا أن هذا الرجل مستحق للغيبة لي سبب من السباب فلماذا تلطف به‬
‫الرسسول وألن له القول عندمسا دخسل؟ أل يعسد ذلك مسن النفاق الذموم؟ أل يقسل‬
‫الرسسول أن أبغسض الناس عنسد ال ذي الوجهيس؟ ثس لاذا عاد واغتابسه مرة أخرى‬
‫بعدمسسسا خرج بقوله إنسسسه إناسسس يتقيسسسه لفحشسسسه وإنسسسه شسسسر الناس؟‬
‫ث إذا كان هذا الر جل فاحشا أفلم ي كن أول بالر سول أن ينهاه عن هذا الن كر‬
‫الذي يرتكبسه؟ أل يقسل أن مسن رأى منكرا فعليسه أن يغيه بيده أو بلسسانه أو‬
‫بقلبه وذلك أضعف اليان؟ فلماذا ل يغي هذا النكر بيده أو بلسانه وهو أقوى‬
‫الناس إيانا؟ بسسسسسسل وارتكسسسسسسب منكرا أشسسسسسسد باغتياب الرجسسسسسسل؟‬

‫وتبقسى ملحظسة أخية وهسي أن الرأة السسارقة فس حديسث (لو أن فاطمسة سسرقت‪)..‬‬
‫وال ت جاء أ سامة بن ز يد ليش فع في ها فقال الر سول ما قال هي امرأة من ب ن‬
‫مزوم‪ ..‬وب نو مزوم هم قوم أ بي ج هل من ناح ية‪ ،‬و من ناح ية أخرى ف هم قلة ف‬
‫قريش ولذلك كانوا يسمون بريانة قريش ولذلك ل تأخذ الرسول لومة لئم ف قطع‬
‫يد الرأة الخزوم ية ف من ناح ية فإ نه يب غض ب ن مزوم (ولذلك ر فض ج عل ابنت هم‬
‫ضرة لبنتسه)‪ ،‬ومسن ناحيسة أخرى فهسو ل يشسى منهسم ثورة ول اعتاضا‪ ..‬ولعلنسا‬
‫نقارن هذا بوق فه من ع بد ال بن أ بي بن سلول الذي ط عن ف عرض الر سول وتول‬
‫ُلد‪ ،‬وقال ليخرجن العز منها الذل ول‬
‫ُلد مع من ج‬
‫كب حديث الفك ومع ذلك فلم ي‬
‫ي صبه ش يء‪ ،‬ك ما جامله القرآن ف ق صة ال مة ال ت أجب ها على البغاء (ار جع ال‬
‫مقال‪ :‬متس اسستعبدت الناس‪ ، )..‬ومسع كسل ذلك صسلى عليسه الرسسول بعسد أن مات‬
‫ً لغض بة قو مه ث أفاق جب يل متأخرا كعاد ته ف الوا قف الر جة فنزل بآ ية‬
‫اتقاء‬
‫(ول تصسسل على أحسسد منهسسم مات أبدا ول تقسسم على قسسبه) لفسسظ ماء الوجسسه‪.‬‬

‫نكتفي بذا التفصيل ونشي سريعا ال العديد من "الصائص" الخرى الت يتميز با‬
‫الرسسول عسن الناس والتس أغلبهسا فس أمور النكاح ومنهسا أنسه ل يتقيسد بأربسع‬
‫زوجات كباقسي السسلمي‪ ،‬ويوز للنسساء أن يهبس أنفسسهن له (وامرأة مؤمنسة إن‬
‫وهبست نفسسها للنسب إن أراد النسب أن يسستنكحها خالصسة لك مسن دون الؤمنيس –‬
‫سورة الحزاب)‪ ،‬كمايوز له أن يتزوج بدون ول ول شهود ول صداق ول عقد‪ ،‬وأنه‬
‫ُ بعض‬
‫ّل‬‫ُقب‬
‫ُ بعد الفجر ويصوم‪ ،‬وكان ي‬
‫ِل‬‫ٌ من أهله فيغتس‬
‫ُنب‬
‫ُدركه الفجر وهو ج‬
‫كان ي‬
‫أزواجه وهو صائم ف رمضان‪ ،‬كما ل يتنقض وضؤه بالنوم ال‪ ..‬ومن الناسب هنا‬
‫التذكيسس بقول عائشسسة للرسسسول (أرى ربسسك يسسسارع لك فسس هواك ‪ -‬البخاري)‪.‬‬

‫أحسسب هذا القدر كافيا للدللة على مسا أردت قوله وأترك للقارىء أن يتأمسل‬
‫حديسث (لو أن فاطمسة بنست ممسد سسرقت لقطعست يدهسا) فس ضوء الروايات السسابقة‬
‫ويسسأل نفسسه‪ :‬هسل كان الرسسول ليقطسع يسد فاطمسة لو أناس سسرقت؟ نعلم أن هذا‬
‫السؤال بعيد الحتمال ولكن لو حدث ذلك فهل كان الرسول سيقطع يدها؟ ل يوجد‬
‫ف المثلة الت ذكرناها ما يشي أدن إشارة إل ذلك ويبقى هذا شعارا يضاف إل‬
‫قائمسة الشعارات التس يلوكهسا السسلميون ويبنون دولتهسم الوهيسة على أسساسها‬
‫الوا هي‪ ..‬ولو كا نت هذه الشعارات تغ ن شيئا لع مل ب ا من أطلق ها ‪ ..‬أ ما ن ن‬
‫فقد تناولنا من الخدرات الدينية ما يكفي سكان الرض للنوم لعشرات القرون‬
‫وآن آوان اليقظة فقد ضحكت من جهلنا المم‪..‬‬

‫[‪ ]1‬ل حظ أن أ با العاص بن الرب يع و هو مشرك قد ب قي زوجا لزي نب اب نة الر سول ق بل‬
‫البعثسة وحتس السسنة الامسسة أو السسادسة للهجرة أي مسا يقارب عشريسن سسنة‪ ،‬فابنسة‬
‫الر سول إ ما أن ا كا نت كافرة طوال هذه الدة أو أن ا كا نت م سلمة متزو جة من مشرك ح ت‬
‫هجرتا‪ ..‬ومن الطريف أنا بعد أن هاجرت بسنوات استول السلمون على أموال كان يملها‬
‫زوج ها ال سابق فجاء ال بيت ها بالدي نة خف ية وا ستجار ب ا فأجار ته ورد الر سول عل يه‬
‫ماله (لحسسظ أن السسسلمي كانوا يسسسلبون قوافسسل قريسسش فلماذا رد أموال هذا الرجسسل‬
‫بالذات)‪ .‬بعسد أن رجسع اليسه ماله قرر أن يسسلم فرده الرسسول ال زينسب بنفسس زواجسه‬
‫ال سابق وج عل هذا فقهاء ال سلمي ف حية من أمر هم ل يرجوا من ها ح ت اليوم فك يف يوز‬
‫لرجل تزوج ف الاهلية أن يستمر ف زواجه ف السلم خاصة بعد فراقه لزوجته لمس سنوات‬
‫أو يزيسد؟ وكعادتمس فإن بلدتمس ل تسسمح لمس برؤيسة التناقسض فراحوا يتجادلون فس جواز‬
‫هذا المسر لن الرسسول أقره أو تأويله أو جعله مسن خصسائص الرسسول ال آخسر ألعيسب‬
‫الواة‪.‬‬

‫[‪ ]2‬تأمل هشاشة قول القائلي بأن زينب بنت الرسول كانت راغبة ف الجرة ولكن زوجها‬
‫ً من أن‬
‫منعها‪ ،‬ولو صح ذلك لكانت هذه فرصتها ف اللحاق بأبيها الرسول ف الدينة بدل‬
‫تبذل قلدة أمهسسا خديةسس لفداء زوجهسسا الشرك‪ ،‬ول شسسك أن اختيارهسسا للقلدة ل يكسسن‬
‫اعتباطا فهسسسسي تعرف أن الرسسسسسول سسسسسيق لاسسسس لاسسسس تمله مسسسسن ذكريات‪.‬‬

‫[‪ ]3‬لحظ أنه على الرغم من أن شهادة الرأة تعادل نصف شهادة الرجل‪ ،‬فإنا ل تكون ف‬
‫الدود بع ن ان الرأة ي كن أن تش هد –ن صف شهادة‪ -‬ف النزاعات الال ية والزوج ية وغي ها‬
‫إل إذا كان ملس النزاع مؤديا إل إقامسة حسد فعنسد ذلك ل تقبسل شهادتاس حتس ولو كانست‬
‫معها عشر نساء!!‪.‬‬

You might also like