Professional Documents
Culture Documents
1
البداع
هو لغة:
الشيء ابتداء
أو صنعه أو استنباطه ل عن مثال سابق ،ومن ذلك قولنا عن شخص أنه أبدع
شيئا ،قولً أو فعلً ،إذ ابتدأه ل من سابق مثال .وبهذا المعنى نفسه يوصف ال
تعالى بأنه (بديع السماوات والرض) .البدعة لغةً
وللبدعة في اللغة أصلن ،أحدهما( :البَدع) ،وهو مأخوذ من (بَدَعَ)،
وثانيهما( :البداع) ،وهو ما مأخوذ من (أبدعَ) .وكل هذين الصلين يعطي معنىً
واحدا ،وهو عبارة عن إنشاء الشيء ل على مثالٍ سابق ،واختراعه وابتكاره بعد
أن لم يكن .يقول الفراهيدي عن (البَدع)« :هو إحداث شيء لم يكن له من قبل
خلق ول ذكر ول معرفة»( .)1ويقول الراغب عن (البداع)« :هو إنشاء صفةٍ
ن (البداع) أكثر استعمالً من
بل احتذاء واقتداء»( .)2وينص الزهري على أ ّ
ن استعمال (البَدع) خطأ ،وإنما هو صحيح ولكنه قليل،
(البَدع) ،وهذا ل يعني أ ّ
فيقول في ذلك :و«(أبدعَ) أكثر في الكلم من (بَدَعَ) ،ولو استعمل (بَدَعَ) لم يكن
خطأ»( !)3وعلى هذا الساس تقول من (البَدع)« :بدعتُ الشيء إذا أنشأته»(.)4
وتقول من (البداع) :ابتدعَ الشيء :أي (أنشأه وبدأه)( ،)5وتقول أيضا« :أبدعتُ
الشيء أي اخترعته ل على مثال»(.)6
2
و(أبدَعَ) اللّه تعالى الخلق (إبداعا) :أي خلقهم ل على مثال سابق،
و(أبدعتُ) الشيءَ و(ابتدعته) :استخرجته وأحدثته ،ومنه قيل للحالة المخالفة
(بدعة) ،وهي اسم من (البتداع) ،كالرفعة من الرتفاع( ،)1ومعنى (البدعة):
الشيء الذي يكون أولً( ،)2وجمع (البدعة) (البدع)( ،)3وانّما سميت (بدعة) لنّ
قائلها ابتدعها هو نفسه( .)4وفي أسماء ال تعالى (البديع) :وهو الخالق المخترع
ل على مثال سابق( .)5يقول اللّه تعالى( :بَديعُ السّمواتِ والَرضِ)( :)6أي
مبتدعها ومبتدئها ل على مثال سبق( ،)7وبديع الحكمة غريبها ،ومنه الحديث:
ل كما تكل البدان»( .)8ويقول اللّه تعالى:
(روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة ،فانها تك ّ
(وَرَهبَانيّ ًة اَبَتَدعُوها)( :)9أي أحدثوها من عند أنفسهم( .)10فيتحصل لدينا من
ن المعنى اللغوي ل(البدعة) :هو الشيء الذي يُبتكر ويُخترع
خلل كل ما تقدّم ا ّ
من دون مثال سابق ،ويُبتدأ به بعد أن لم يكن موجودا من قبل.
ل ريب
البدعة أنّ
3
حرام ،ول يشك في حرمتها مسلم واع ،لكن المهم في الموضوع تحديدها وتعيين
مفهومها بشكل دقيق ،حتى تكون قاعدة كليّة يرجع إليها عند الشك في
المصاديق ،فإنّ واجب الفقيه تحديد القاعدة ،وواجب غيره تطبيقها على مواردها،
وهذا الموضوع من أهمّ المواضيع فيها.
وقد عرفت البدعة بتعاريف مختلفة ،بين متشدد ل يتسامح فيها ،وبين
متسامح في تعريفها ،وإليك بعضها:
-1البدعة :ما أحدث ممّا ل أصل له في الشريعة يدلّ عليه .أمّا ما كان له
اصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعا ،وإن كان بدعة لغة(.)5
-2البدعة :أصلها ما أحدث على غير مثال سابق ،وتطلق في الشرع في
مقابل السنّة فتكون مذمومة(.)6
ويقول ابن حجر في موضع آخر :المحدثات جمع محدثة ،والمراد بها أي
في حديث (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ،ما أحدث وليس له
أصل في الشرع يسمّى في عرف الشرع بدعة ،وما كان له أصل يدلّ عليه
الشرع فليس ببدعة(.)7
-3البدعة لغة :ما كان مخترعا .وشرعا :ما أحدث على خلف أمر
الشرع ودليله الخاص أو العام(.)8
-4البدعة في الشرع موضوعه :الحادث المذموم(.)9
-5إنّ البدعة الشرعية هي :التي تكون ضللة ،ومذمومة(.)10
-6البدعة :طريقة في الدين مخترعة ،تضاهي الشرعية ،يقصد بالسلوك
عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.
4
وعرّفه الشاطبي أيضا في مكان آخر بنفس ذلك وأضاف في آخره( :يقصد
بالسلوك عليها :المبالغة في التعبّد ل تعالى)( .)11وما أضافه ليس أمرا كليّا كما
سيوافيك عند البحث عن أسباب نشوء البدعة ودواعيها.
وهذه التعاريف ،تحدّد البدعة تحديدا ،وتصوّر لها قسما واحدا .والمحدود
في هذه التعاريف هو البدعة في الشرع والدين السلمي ،والتدخّل في أمر
التقنين والتشريع.
وهناك من حدّدها ثمّ قسّمها إلى :محمودة ومذمومة ،منهم:
-1عن حرملة بن يحيى ،قال :سمعت الشافعي (رحمه ال) يقول( :البدعة
بدعتان :بدعة محمودة وبدعة مذمومة ،فما وافق السنّة فهو محمود وما خالف
السنّة فهو مذموم).
والثاني :ما أحدث من الخبر ل خلف فيه لواحد من هذا ،فهي محدثة غير
مذمومة)(.)12
-3قال ابن حزم( :البدعة في الدين ،كلّ ما لم يأت في القرآن ،ول عن
ن منها ما يؤجر عليه صاحبه ويعذّر بما قصد إليه من الخير،
رسول ال ،إلّ أ ّ
ومنها ما يؤجر عليه صاحبه ويكون حسنا وهو ما كان أصله الباحة ،كما روي
عن عمر (رضي ال عنه)( :نعمت البدعة هذه -إلى أن قال -:ومنها ما يكون
مذموما ،ول يعذّر صاحبه ،وهو ما قامـــت الحجـــة عـــلى فساده
فتمــــادى القــــائل به)(.)13
5
-4وقال الغزالي( :وما يقال :انّه أبدع بعد رسول ال ،فليس كل ما أبدع
منهيا بل المنهي عنه بدعة تضاد سنّة ثابتة ،وترفع أمرا من الشرع مع بقاء
علّته ،بل البداع قد يجب في بعض الحوال إذا تغيّرت السباب)(.)14
ن كل ما
-5وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في شرح المشكاة( :إعلم أ ّ
ل ما وافق أصول سنّته وقواعدها أو قيس عليها
ظهر بعد رسول ال بدعة ،وك ّ
ل ما خالفها فهو بدعة سيّئة وضللة)(.)15
فهو بدعة حسنة ،وك ّ
-6وقال ابن الثير( :البدعة بدعتان :بدعة هدى ،وبدعة ضلل ،فما كان
في خلف ما أمر ال به ورسوله (صلى ال عليه وآله) فهو في حيز الذم
والنكار ،وما كان واقعا تحت عموم ما ندب ال إليه ،وحثّ عليه ال أو رسوله
فهو في حيّز المدح .وما لم يكن له مثال موجود ،كنوع من الجود والسخاء وفعل
المعروف ،فهو من الفعال المحمودة ،ول يجوز أن يكون ذلك في خلف ما
ي (صلى ال عليه وآله) قد جعل له في ذلك ثوابا فقال:
ن النب ّ
ورد الشرع به ،ل ّ
ن سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها) وقال في ضدّه( :ومن
(من س ّ
سنّ سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها) وذلك إذا كان في خلف ما
أمر ال به رسوله (صلى ال عليه وآله).
ومن هذا النوع قول عمر (رضي ال عليه)( :نعمت البدعة هذه
(التراويح) لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح) سمّاها بدعة
ن النبيّ (صلى ال عليه وآله) لم يسنّها لهم وإنّما صلّها ليالي ثمّ
ومدحها ،إلّ أ ّ
تركها ولم يحافظ عليها ،ول جمع الناس لها ،ول كانت في زمن أبي بكر ،وإنّما
عمر (رضي ال عنه) جمع الناس عليها وندبهم إليها ،فبهذا سمّاها بدعة ،وهي
على حقيقة سنّة ،لقوله (صلى ال عليه وآله)( :عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء
6
الراشدين من بعدي) وقوله( :اقتدوا باللذين من بعدي :أبي بكر وعمر) وعلى
هذا التأويل يحمل الحديث الخر( :كل محدثة بدعة) إنّما يريد ما خالف أصول
الشريعة ولم يوافق السنّة .وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم) .
7
--ومن سلبيات هذا الفهم :انه جرد المة من العقل وصيرها غثاء
كغثاء السيل تقتات ابدًا من ماضيها وتستعيض بذكره عن صنع مثله وتردد
التراث ول تجدده وتفخر به وتعبده وتكسل فتدعي الزهد والتوكل واتباع السنة
وتعجز فتعلق عجزها على القضاء والقدر
*3تحجيم دور المرأة الى اقل حجم ممكن ،ففقدت المة نصف طاقتها
وانجازاتها ،بل واصبحت المرأة عبئًـا على المة بدل ان تكون عونًا لها على
النهوض
8
* 7وجود جوانب عدة في الشرع لم يستغلها العقل المسلم بل ربما لم
يستوعبها الى يومنا هذا كما ينبغي ،وانما فُـهمت في حقبة من التاريخ
السلمي وفي بيئة معينة فجــعل ذلك الفهم مرجعا مطلقا او شبه مطلق ل
تجوز الحيدة عنه ،او من الحوط والسلم عدم تجاوزه
10
للمترجم لنه عليه أن يغوص في كنه المعنى ويمسك بخيوطه ويستخرج
دقائقه وتفاصيله ويستبين جوهره ،فيقدم خلصة ما فهم وزبدة ما
استوعب ،في حين أن المترجم متى استحكم فهمه
لفحوى المصطلح وتمكن من إيجاد المقابل المناسب له ،فإنه يحتمل جدا أن
يوصل المعنى تدريجيا إلى القارئ المتخصص الذي له إلمام بالموضوع
ودراية بخلفيته ،حتى وإن خفي عليه هو البعد الكامل لما قيل وما ذكر وما
أضمر ،شريطة أن يوفق في المصطلح ويبرع في الداء .ومتى ترجمت
نصوص متتالية من نفس الميدان المعرفي استأنس المترجم بمصطلحاتها
وبحث واستجلى وقرأ ووعى ،فإنه يصبح متخصصا في ترجمة ذلك
الموضوع ،وإن لم يتخصص فيه .لذا ،فإن التخصص في الترجمة ممكن
على صعوبته ويحصل بالمعايشة والممارسة والمواظبة .وهو مطلوب،
حتى وإن كانت ترجمة العالم المتخصص ذي المقدرة اللغوية أنفع وأسلم.
11
المصطلح قوام النص العلمي
12
المتخصصة التي بقيت مقبورة في صلب الكتب .وقد اكتملت لغة العلوم في
السلم في القرن الرابع الهجري واستقرت مصطلحاتها في معظمها
وتوحّد استعمالها مشرقًا ومغربًا ودونت في معاجم سميت "مفردات"
و"تعريفات" ،ومن تلك المعاجم مفاتيح العلوم الذي ألّفه أبو عبد ال
الخوارزمي (ت )997في النصف الثاني من القرن الرابع والتعريفات
للشريف الجرجاني ( )1413 - 1339والتوقيف على مهمات التعاريف لعبد
الرؤوف بن المُناوي (ت )1631وكشّاف اصطلحات الفنون لمحمد علي
التهاوني (ت بعد .)1631
13
إذا البداع هو إنتاج أفكار جديدة خارجة عن المألوف ،على شرط أن تكون
أفكار مفيدة ،وقد يكون البداع في مجال يجلب الدمار والضرر وهذا ل
يسمى إبداع بل تخريب ،فلو قلنا أن موظف ابتكر طريقة جديدة لتخفيض
التكاليف أو لتعزيز النتاج أو لمنتج جديد ،فتعتبر هذه الفكرة من البداع.
ويمكنك الرجوع إلى كتاب "شرارة البداع" د .علي الحمادي حيث ستجد
تعريف شامل للبداع والمفاهيم المتصلة به .وهذا الملف هو تعريف
مختصر جدا للبداع ول أود الطالة.
من هو المبدع؟
يظن بعض الناس أن النسان المبدع ولد هكذا مبدعا ،وهو مفهوم غير
صحيح ،وللختصار أقول كل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر إل من يأبى!
كان أحد رجال العمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات ،لحظ
الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية ،ففكر في طباعة إعلنات على
هذه المغلفات وتوزيع هذه الغلفة مجانا على شركات الطيران ،وافقت
شركات الطيران على هذا العرض ،وتعاون رجل العمال مع مدير إحدى
المطابع وتم هذا المشروع ،والنتيجة أرباح بمليين الدولرات! الفكرة
إبداعية وصغيرة ،لكنها جديدة ولم يفكر فيها أحد من قبل ،وصار لهذا
الرجل زبائن من الشركات الكبرى في الوليات المتحدة.
البداع الفردي
14
نستعرض في هذا القسم خصائص الشخص المبدع ،معوقات البداع لدى
الفراد ،طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعا ،طرق توليد الفكار ،ثم بعض
المثلة والمجالت التي يستطيع الفرد أن يبدع فيها.
صفات المبدعين
هذه بعض صفات المبدعين ،التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك،
وحاول أن تعود الخرين عليها أيضا.
15
البداع وتصهره وتجعله مفهوم نسبي ،مفهوم يخمد ثورة
التميز والوهج التي ميز ال بها بعض البشر ،تلك المقولة كأنها
تقول للبخيل أن كريم لكنك كريم بنسبة منخفضة ،وتقول للكريم
أنت بخيل لكن بنسبة منخفضة ،حسب ما يراه كثير من
المهتمين والمتخصصين في مجال الموهبة والبداع من خلل
منحنى التوزيع العتدال الطبيعي .
: • تتراوح تعريفات الب داع بدءا من النظر إليه على أنه
عملية بسيطةللت ال شكلتت بطريقة مناسبة
أنه عمليةتقتيق وتعبي تكامل عن إمكانات الفرد الفريدة وال تميزة .
4ـ المنحى الرابع :مفهوم البداع بناءً على الموقف البداعي أو البيئة
المبدعة :Creative Situation
يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر البداع،
أو تحول دون إطلق طاقات المتعلم البداعية .وتُقسّم هذه الظروف إلى
قسمين هما:
17
تردد ،وتُقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الجيال السابقة كنماذج يتلمس
الجيل الحالي خطاها ،وبالتالي تُشجّع على نقد وتطوير الفكار العلمية
والرياضية والدبية ...
وقد أعد تورانس تقريرا حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من
الثقافتين اليابانية والمريكية على النجاز البداعي ،وقد ذكر أنه وجد في
اليابان 115مليونا من فائقي النجاز ـ وهم جميع سكان اليابان ـ بعكس
أمريكا .ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للبداع
والتفكير البداعي ،ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف،
والتدريب على حل المشكلت بدءا من مرحلة رياض الطفال.
18
يتضمن البداع والتفكير البداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية
تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:
وعليه كلما كان المتعلم قادرا على إنتاج عدد أكبر من الفكار أو الجابات
في وحدة الزمن ،توفرت فيه الطلقة أكثر.
1ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد ،كأن تبدأ أو تنتهي
بحرف أو مقطع معين (هراء ،جراء )..أو التصنيف السريع للكلمات في
فئات خاصة( .كرة ،ملعب ،حكم .)..
2ـ تصنيف الفكار وفق متطلبات معينة ،كالقدرة على ذكر أكبر عدد
ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية ،أو أكبر قدر من
الستعمالت للجريدة ،أو الحجر ،أو العلب الفارغة ..الخ.
19
3ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة ،كأن يذكر المتعلم أكبر
عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار ،أو سمكة ،أو سيف ،أو مدرسة ..الخ.
4ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات
ذات المعنى.
فالتلميذ على سبيل المثال ،الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها ،يُعتبر
أقل قدرة على البداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون
ذلك ضروريا.
ومن أمثلة الختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة عيدان
الكبريت ،أو الستعمالت غير المعتادة لشياء مألوفة ..الخ.
يُقصد بالصالة التجديد أو النفراد بالفكار ،كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة
متجددة بالنسبة لفكار زملئه .وعليه تشير الصالة إلى قدرة المتعلم على
إنتاج أفكار أصيلة ،أي قليلة التكرار بالمفهوم الحصائي داخل المجموعة
20
التي ينتمي إليها المتعلم .أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة
أصالتها .ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن
المألوف أو الشائع من الفكار.
1ـ الصالة ل تشير إلى كمية الفكار البداعية التي يعطيها الفرد ،بل
تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الفكار ،وهذا ما يميز الصالة عن
الطلقة.
2ـ الصالة ل تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو
شخصيا كما في المرونة ،بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الخرون،
وهذا ما يميزها عن المرونة.
1ـ كمية الستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكارا مقبولة لمشاكل
محددة مثيرة.
2ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد
يكون دراميا أو فكاهيا .ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو
21
غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد ،مع احتمال استبدال القصة بصورة
أو شكل.
ما زال فهم عملية البداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلفية بين التربويين
وعلماء النفس وطرائق التدريس ،ويذكر والس وماركسبري & Wallas
Marksberryأن عملية البداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها
الفكرة الجديدة المبدعة ،وتمر بمراحل أربع هي:
22
1ـ مرحلة العداد أو التحضير : Preparation
مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والفكار التي ل صلة
لها بالمشكلة ،وهي تتضمن هضما عقليا ـ شعوريا ول شعوريا ـ
وامتصاصا لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملئمة التي تتعلق
بالمشكلة.
كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل
المشكلة .وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص
من الشوائب والفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الجزاء
الهامة فيها.
23
وتتضمن انبثاق شرارة البداع ( )Creative Flashأي اللحظة التي تولد فيها
الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة .ولهذا تعتبر مرحلة
العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية البداع.
في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد
النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئا من التهذيب
والصقل .وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الختبار التجريبي) للفكرة
الجديدة (المبدعة).
* فريق يعد الب تكار إنتاج شيء جديد من حل مشكلة أو تعبي فن ،
والد ة هنا أمر نسب؛ أما الب داع فهو حالة خاصة من الب تكار وذلك
حي يكون الشيء جديدًا على الفرد وغيه .
* وفريقٌ آخر يوافق القول الو ل إل أنهيد د أنّ الب داع وجه من أوجه
الب تكار أو صورة فنية أو أدبيّة له .
* وهناك فريقٌيا لف الق وال السابقة ،حيث أنه يضع الب تكارتت مظلة
الب داع من خلل تصنيف تايلور للمستويات الم سة للب داع ،
حي يد د ال ستوى الرابع ب الب داع الب24تكاري.
هل البداع والبتكار كلمتان مترادفتان ؟
قد يعد إنتاج أي شيء جديد من حل مشكلة أو تعبير فني والجدة هنا أمر
نسبي فما يعد جديدا بالنسبة لفرد قد يكون معروفا لدى آخرين والطفل في
كثير من ألعابه مبتكر أصيل وكذا من يخترع جهازا أو يضع نظاما اجتماعيا
أو اقتصاديا جديدا و أما البداع فهو حالة خاصة من البتكار وذلك حين
يكون الشيء الجديد جديدا على الفرد وغيره وكثير من الباحثين يجعل
البداع والبتكار مترادفين إذ العبرة بوجود السمات العقلية والنفسية التي
تؤهل صاحبها للتيان بالجديد .ونحن سنعتمد في هذا البحث ترادف الكلمتين
فنقول :البداع أو البتكار هو النشاط الذي يقود إلى إنتاج يتصف بالجدة
والصالة والقيمة بالنسبة للمجتمع .
مستويات البداع:
وبديهي أن البداع على مستويات شتى منها البسيط الذي يقدر عليه كثير من
الناس ,ومنها المتوسط الذي يقدر عليه قلة من البشر ,ومنها العالي الذي
ينتجه العباقرة قد تقرأ قصيدة لشاعر عادي فتجد في أحد أبياتها صورة
شعرية جديدة ,وقد تجد شاعرا محلقا يهز مشاعرك ويأخذ بأحاسيسك وأنت
تحلق معه في صور ومعان وتعبيرات فائقة
عناصر البداع:
وفي تقويم أي عمل إبداعي أو شخصية مبدعة ينظر إلى توافر عناصر
البداع الساسية وهي :المرونة والطلقة والصاله
25
فأما المرونة فتعني سيولة المعلومات المختزنة وسهولة استدعائها وتنظيمها
وإعادة بنائها والنظر إلى المسائل من زوايا عدة
وأما الطلقة فهي غزارة النتاج وسرعة توليد وحدات من المعلومات
كإعطاء كلمات تتفق مع معنى ما أو تضاده أو تربط جزاءا بكل والطلقة
تقارب مفهوم التفكير المتشعب
وأما الصالة فتعني التفرد بالفكرة ول يقصد بذلك أن تكون الفكرة منقطة
عما قبلها ولكن صاحبها زاد فيها شيئا أو عرضها بطريقة جديدة أو وصل
إلى نظرية تنظم أفكار متفرقة قال بها آخرون فالخليل بن أحمد حين استنبط
قواعد الشعر التي كان يمارسها الشعراء والمام الشافعي أبدع في استنباط
قواعد أصول الفقه التي كانت مختزنة في عقول الفقهاء و ماندلييف أبدع في
نظم جدول التصنيف الدروي للعناصر التي كانت معظم خواصها معروفة
من قبله وفتحي الدريني أبدع حين وضع نظرية التعسف في استعمال الحق
مع أن الفقهاء منذ القديم كانوا يحكمون هذه النظرية في كثير من الحكام
وتعني الصالة في النهاية أن تكون الفكرة المبدعة جزءا من شخصية
المبدع والمفكرون الذي يتميزون بالصالة هم أكثر تفتحا عقليا وانفعاليا
وبعض علماء النفس يزيد على عناصر البداع الثلثة المذكورة عناصر
أخرى مثل الفائدة ( بأن يكون الشيء الجديد مفيدا للمجتمع ) والقبول
الجتماعي بأن يكون موافقا لقيم المجتمع .لكن مثل هذين العنصرين يبقيان
محل جدل فقد ل تدرك فائدة الجديد إل بعد حين وقد يكون هذا الشيء مفيدا
في مجال ضارا في مجال وقد يكون مرفوضا من المجتمع اليوم مقبول غدا
أو مرفوضا في مجتمع ومقبول في مجتمع آخر.
26
مجالت البتكار:
ومن خلل ما ذكرنا يكمن الوصول إلى أن للبتكار والبداع مجالت شتى
كالدب وفنونه والفقه وأصوله والقتصاد والكيمياء والعسكرية وعلوم اللغة
والرسم والموسيقى .ولكل مجال مقاييسه وخصوصياته وإن كانت المقاييس
في الفنون والداب أقل تحديدا وأضعف ضبطا
أهمية البتكار:
حظي البتكار بدراسات كثيرة في النصف الثاني من القرن العشرين فهو في
أرفع مستوياته ومن أهم الصفات النسانية التي تغير التاريخ فالمجتمع ل
يمكن تغييره تغييرا نوعيا عبر التخطيط بل عبر أعمال المبدعين .
يشير كونانت ) CONANT _ ( 1964إلى أهمية المبدعين فيقول " :إن
عالما واحدا من المرتبة الولى ( أي من المبدعين ) ل يعوضه عشرة رجال
من الدرجة الثانية في العلوم .إنه لعديم الجدوى أن يسند إلى رجل من الفئة
الثانية مهمة حل مشكلة من المستوى الول
27
ضمّنت كثي من التعاريف الب داع كجزء أساسي من شخصية
ال وهوب ..ولعلّ من أشهرها تعريف رنزولف ن وذج الل قات الثلث :
-تتكون ال وهبة والتفوق من تفاعل ثلث مم وعات من السمات الن سانية وهي :الذكاء،
الب داع ،الدافعية.
28
إن الرتباط بين الذكاء العام وبين البداع ارتباط ضعيف لذلك سيجب
البحث عن الصفات الشخصية الخرى للمبدعين .وإن مقاييس الذكاء
والتفوق الدراسي والشهادات الكاديمية ل تصلح لكشف القدرات البداعية .
29
كان يرتبط به ،لن البداع أكثر تحديدا وأكثر خصوصية من الذكاء ،كما أن
البداع ليس جزءا من الذكاء وإن كان مرتبطا به.
فقد تبين بالستقراء والملحظة والبحث العلمي أن الذكياء جدا ليسوا
مبدعين دائما ،وأن المبدعين ليسوا دائما من الذكياء جدا فمن يحصل على
علمات مرتفعة جدا في روائز الذكاء ليس دائما من المبدعين .وكذلك لم
يحصل المبدعون على الدرجات العالية جدا في روائز الذكاء .
مع هذا كله وجدت علقة بين الذكاء والبتكار في المستويات العليا جدا
وعندئذ يجتمع التزان النفسي والستقامة السلوكية والنتائج العبقرية وهو ما
كان عند أئمة وقادة عظام كأبي بكر وعمر ,وخالد والمثنى وأبي حنيفة
والشافعي وأبي السود الدؤلي والخليل والشاطبي وابن خلدون وحسن البنا
وسيد قطب
ويبدو أنه عندما ل يكون للذكاء أهمية ظاهرة في عملية البتكار فإن
خصائص الشخصية الخرى النفسية والمزاجية تتدخل بشكل حاسم.
الذكاء شرط للبداع فلبد من حد أدنى مقبول لحدوث البداع فان تحقق هذا
الشرط فإن البداع فإن يتوقف على عوامل أخرى عقلية ونفسية .ولبد من
ملحظة اختلف هذا الحد الدنى للذكاء بين ميدان وآخر من ميادين
البداع.
مثل :قد لوحظ أن درجة الذكاء المطلوبة في البداع التقني كاختراع
الجهزة ,درجة قليلة نسبيا بالقياس إلى الدرجة المطلوبة في العلوم
الفيزيائية والرياضية وكذلك فدرجة الذكاء المطلوبة في البداع الدبي
درجة عالية نسبيا أمام الدرجات المطلوبة في ميادين البداع التعبيري
30
الخرى كالرسم والتمثيل وأمام الدرجات المطلوبة في البداع العلمي
والتقني .
31
سببا في تعويق الدماغ .كانت عامل في ظهور طريقة خاصة في تدريب
البداع سميت( العصف الذهني )
32
العادي عندما يطلع عليها في أعمال الفنان أو الديب يعجب بها أو يستهجنها
ومثال ذلك رؤى الصوفيين .
ونتيجة لشعور المبدع بتميزه واستقلل تفكيره ومخالفته لرؤى أبناء مجتمعه
في مجال رؤاه الخاصة ..ينمو عنده العتداد بالنفس والعتماد عليها بمقابل
ضعف شعوره بالنتماء إلى المجتمع الذي ل يقدم إلية – وفق اعتقاده – إل
القليل.
البداع والبتكار:
كان البداع مرادفا للذكاء بل كان مرادفا لحدة الذكاء فكل شخص ذو ذكاء
رفيع يسمى عبقريا أو موهوبا ,والبداع وجه من ألوجه البتكار أو صورة
أدبية وفنية له بينما يرتكز البتكار على الشكل العلمي في معناه المتداول ,
ولكن البتكار في المفهوم العلمي هو تطبيق لكل موقف جديد إزاء مشكلة
من المشكلت ,فهو يتضمن الجوانب الدبية والعلمية والفنية والبداعية
والنسانية أيضا .فالصلة وثيقة بينهما ويصلن لحد الترابط والبداع قد
يسمى إلهاما أو كما يقول أديسون العبقري المخترع ( تدين العبقرية بجزء
واحد إلى اللهام وبتسعة وتسعين جزءا إلى الكد والمجهود )
فالبداع قريب من الختراع في المفهوم ,فهو مصطلح يطلق على شيء ما
على أن يكون هذا الشيء جديدا في صياغته وإن كانت عناصره موجودة
من قبل كإبداع عمل من العمال الدبية أو العلمية أو الفنية.
فالبداع نشاط إنساني يقوم على الجهد والرادة وبه بعض اللهام وبعض
الصناعة أيضا ,وقد يقتصر البداع على الصياغة الدبية والصنعة الفنية
والرتفاع بمستوى الفكرة إلى التأصيل و لن ابتكار المعنى ليس بفضيلة في
33
حد ذاته وإنما البداع الحقيقي يتمثل في صياغة الفكرة وإخراجها إلى
الوجود ,وقد يقال أن البداع هو خلق للواقع وليس انعكاسا له لن المبدع
هو الذي يتجاوز بتراكيبه الفنية منظور الرؤية البصرية التي تنقل الواقع إلى
منظور الرؤية الحدسية التي تصطدم بهذا الواقع لتفتت مفرداته وتسلكه في
نظام جديد يتجاوز اكتشاف الجزيئات إلى اكتشاف ما بينها من علقات دقيقة
ل تدرك بالبصر أو بالرؤية لكن بالبصيرة والروية ,فالبداع ل يعني الجدة
الكاملة أو الصالة التامة ولكنه أخذ وصياغة بالضافة إلى الموهبة من خلق
وإضافة .
وفي إحدى الدراسات لم يثبت أن هناك ارتباطا وثيقا بين البداع والذكاء
لدى عينة من المراهقين مرتفعي الذكاء ,إل أن الدراسة أثبتت وجود علقة
وثيقة بين البداع والنزعة إلى المخاطرة والتحرر من الساليب المعتادة
للتفكير والميل للبحث عن اتجاهات جديدة والقدام نحو ما هو غير يقيني
وهي كلها محددات للبتكار لن البداع ل يمكن تصوره على أنه نتاج
لقدرات عقلية معرفية بحته ولكن لبد من سياق اجتماعي يرعى سمات
البداع وينميها خلل عملية التنشئة الجتماعية مما يساعد على تأصيل
القدرات البداعية المختلفة ومما يعني وجود علقة قوية ما بين البداع
والبتكار.
فالختراع والبتكار يمثلن نوعا من البداع يتمثل في إنتاج مركب مادي
جديد من أجل غاية معينه ويختلف البداع كذلك عن معنى الختراع وعن
معنا الكتشاف لن الكتشاف ل يطلق إل على اكتشاف معرفة جديدة بأشياء
كان لها وجود من قبل
34
ونكتفي بهذه الصطلحات التي تقربنا أكثر من مفهوم البتكار .
35
المراجع :
36
• عبدالفتاح ،اسماعيل ( .)2003البتكار وتنميته لدى أطفالنا .مصر:مكتبة الدار
العربية للكتاب.
• جروان ،فتحي ( .)1998الموهبة والتفوق والبداع.العين :دار الكتاب
الجامعي.
• جروان ،فتحي (.)2003البداع .عمان :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
• زيتون ،عايش ( .)1987تنمية التفكير البداعي في تدريس العلوم.عمان:
جميعة عمال المطابع التعاونية
• صبحي ،تيسير( .)1992الموهبة و البداع :طرائق التشخيص و أدواته
المحوسبة .عمان :دار التنوير العلمي ،دار إشراق.
• السرور ،ناديا هايل( .)1998مدخل الى تربية المتميزين والموهوبيين .عمان:
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
• السرور ،ناديا هايل( .)2002مقدمة في البداع.عمان :دار وائل للنشر و
التوزيع.
37