Professional Documents
Culture Documents
سابينا شيدكه
أستاذ الدراسات السلمية ف جامعة برلي الرة
توارى العتزلة كتيار فكري ف مراكز العال السن ،حيث ّت منعهم عمليا ابتدا ًء من
ناية القرن الامس الجري /الادي عشر اليلدي ،وتوقف تداول تراثهم الدب
ووصل المر ف كثي من الحيان إل تدميه .لكن ما احتفظ به من فكر العتزلة
يرجع الفضل فيه إل الماميه والزيدية من الشيعة بالضافة إل رجال الدين اليهود
وخاصة يهود القرائي .لذلك لدينا اليوم إمكانية لزي ٍد من الطلع على مذهب
العتزلة كما لدينا إمكانية للحصول على كمية كبية من نصوص العتزلة
الصحيحة .هناك إشارات واضحة تدل على أن فكر العتزلة كان له تأثي على فكر
الباضية والسامرة والسيحيي دون أن نعرف بالضبط َمدَيات هذا التأثي وطرائق
الستقبال الاصة .وف مال حفظ الواد النصّية الرئيسة للمعتزلة ،فإن النشاطات
العلمية للزيدية والقرائي تعتب ذات أهية خاصة .حيث إنم يتبنون مذاهب
العتزلة إل حد بعيد ف تفكيهم الكلمي الاص ،بل إنم نسخوا كميات كبية
من نصوص العتزلة بأسلوب منظم .ول توجد دللت حت الن على حدوث
الشيء ذاته من قبل علماء الشيعة المامية.
هذا الحتفاء بفكر العتزلة عند المامية بدأ تقبّله ف النصف الثان من القرن
الثالث الجري /التاسع اليلدي مع بن نوبت وخاصة أبو سهل ابن نوبت
(توف 331هـ942/م) والسي بن موسى النوبت (توف ما بي
300هـ912/م و 316هـ923/م) .وبا أنه ل يتم حفظ أي من
أعمالم ،فإنه يكن جع آرائهم من الؤلفات اللحقة للثن عشرية .كان العال
1
المامي الول الذي وقع تت تأثي العتزلة والذي ت حفظ جزء من أعماله هو
الشيخ الفيد (توف 413هـ1022/م) حيث خالف وجهات النظر الكلمية
التقليدية لعلمه ابن بابويه (توف 381هـ991/م) وتبن أكثر مذاهب أب
القاسم الكعب البلخي (توف 319هـ931/م) أحد مؤسّسي الدرسة
البغدادية العتزلية .أما طلب الفيد ومن بينهم الشريف الرتضى (توف
436هـ1044/م) فقد تبن مذهب مدرسة البصرة .وباعتباره تلميذا لعبد
البار بن أحد المدان (توف 415هـ1025/م) -قاضي قضاة الري
ورئيس البهشميه (أتباع أب هاشم البائي) ف زمنه -فقد تأثر الرتضى بصورة
خاصة بتعاليم أبو هاشم البائي (التوف 321هـ933 /م) ،ومعه وصل
اللتحام بي المامية والعتزلة إل شكله النهائي .وقبيل ناية القرن السادس
الجري /الثان عشر ميلدي ،بدأ مذهب أب السي البصري (توف 436هـ/
1044م) بالتأثي بصورة متزايدة على الفكر الكلمي الثن عشري .كان
المامي الول الذي تبن مذهب أب السي البصري هو سعد الدين ممود بن
علي المّصي (توف بعد 600هـ1204 /م) .وتركت تعاليم وآراء أب
السي البصري بعد ذلك تأثيا ملحوظا على الفكر المامي الكلمي والذي كان
من مثليه الرئيسيي ف القرون الت تلت نصي الدين الطوسي (توف 672هـ/
1274م) و ميثم بن ميثم البحران (توف 699هـ1300/م) والعلمة
اللي (توف 726هـ1325 /م) والفاضل القداد السيوي (توف
826هـ1423/م.
أما العال الزيدي الول الذي وقع تت تأثي كبي من العتزلة فهو يي بن السي
اللقب "بالادي إل الق" (توف 298هـ911/م) وهو حفيد القاسم بن
إبراهيم (توف 246هـ860/م) وهو مؤسّس المامة الزيدية ف اليمن والذي
تبع مذاهب مدرسة بغداد بالرغم من أنه امتنع عن بيان اتفاقه معها .وانتشرت
2
آراء وتعاليم مدرسة بغداد بي أغلبية زيدية اليمن ف القرون اللحقة مثل أحد
الناصر وهو ابن يي الذكور (توف 322هـ934/م) والمام اليمن السي
الهدي (توف 404هـ1013/م) .أما بي الزيدية من منطقة بر قزوين فقد
كانت مذاهب "مدرسة البصرة" الكثر شعبية .ومن الواجب هنا ذكر الخوين:
البطحان ،والمام أحد بن السي الؤيد بال (توف 411هـ1020/م) وأبو
علي بن يي بن السي الناطق بالق (التوف 424هـ1033/م) والذين
كانوا تلمذة أب عبدال البصري (توف 369هـ980/م) والذي كان ينتمي
إل حلقة أتباع القاضي عبدالبار ف "الري" .ف حي بقيت مذاهب البهشمية هي
السائدة بي الزيديي الذين تلوا ذلك .وهناك من كان يفضل مذهب أب السي
البصري مثل المام الؤيد بال يي بن حزة (التوف 748هـ1346 /م أو
749هـ1348/م).
وبالضافة إل تقبل مذهب فكر العتزلة وخاصة البهشمية ،فقد جع علماء الزيدية
بصورة منتظمة ونسخوا كتابات العتزلة الصحيحة ،وكانت هذه الالة خلل
القرن الرابع هجري /العاشر اليلدي والامس الجري /الادي عشر اليلدي
3
بي الزيدية من منطقة قزوين ومن القرن السادس الجري /الثان عشر ميلدي فما
فوق وبي الزيدية ف اليمن .بدأ المام اليمن أحد بن سليمان التوكل على ال
(حكم بر ف الفترة532 :هـ1137/م566 -هـ1170/م) وهو
من مساندي فكر العتزلة ،بعملية نقل واسعة للكتب الزيدية من منطقة قزوين إل
اليمن .وكان خليفته النصور بال عبدال بن حزة (حكم للفترة 583هـ/
1187م614 -هـ1217/م) من الناصرين بقوة لفكر العتزلة وواصل
نشر وترويج فكر العتزلة وت قبولا رسيا من قبل الزيديي من منطقة قزوين من
خلل تأسيس مكتبة ثينة ف مدينة النصور "الزانة النصورية السعيدة".
والشكر كله لبادرة هذا الزيدي ف تقدي وجع نُسخ من نصوص العتزلة والت ت
حفظ معظمها ف اليمن ،وف أوائل عام 1950م ّت الكشف عن كمية كبية
من هذه الخطوطات وت تصويرها بالايكروفيلم خلل عملية استكشافية لجموعة
علماء مصريي إل اليمن .ومن بي الخطوطات الت ت تصويرها بالايكروفيلم،
كانت لعمال متلفة من مثلي لدرسة العتزلة (البهشمية) ضمنها أربعة عشر
جزءا من أصل عشرين من الصدر الوسوعي كتاب "الغن ف أبواب التوحيد
والعدل" لكاتبه القاضي عبد البار (الجزاء )20 ،17-11 ،9-4والت
ت تقيقها ونشرها بعد ذلك ف مصر .وت العثور على كتابات أخرى لتباع
البهشمية ف اليمن ومن بينها "شرح الصول المسة" وهو تعليق على الصول
المسة للمعتزلة لعبد البار وهو أحد أتباع( ،توف 425هـ1034/م)،
بالضافة إل نص تعليق على كتاب القاضي عبد البار" ،كتاب الحيط" بتكليف
من قبل أحد أتباعه الخرين وهو ابن متّويه (توف 429هـ1076/م)
السمّى كتاب "الامع ف الحيط بالتكليف".
حوال ناية القرن الامس هجري/الادي عشر ميلدي على القل ،كان هناك
عدد كبي من اليهود التكلمي والذين كانوا من التأثرين بذهب العتزلة
البهشمية ،من بي الربانيي نذكر على الصوص صاموئيل بن خوفن (توف
4
1013م) ومن بي القرائي البارزين لذا الط ابو يعقوب يوسف البصي (توف
431هـ1040/م) وتلميذه يشوع بن يودع .وكما كانت الال بالنسبة
إل الزيديي ل يكتب متكلمو اليهود ف ذلك الوقت أطروحات لهوتية أصيلة
فحسب ،بل نسخوا نصوص العتزلة بصورة مكثفة -إما باللغة العربية أو
العــبية .وت العثور على أجزاء من تلك النسخ بي النصوص ف جنيزة عزرا،
وأكثر من ذلك ف مموعة إبراهيم فيكوفيتش ف سانت بيترسبغ .معظم الادة
ف الجموعة الت جعها إبراهيم فيكوفيتش (1874 -1787م) كانت من
خلل رحلته لسوريا وفلسطي ومصر ما بي عام 1863و 1865م حيث
زار معابد القرّائي على الصوص.
إن أهية مموعة فيكوفيتش فيما يتعلق بالعتزلة قد ت بيانا ف مناسبات عديدة من
قبل العديد من العلماء .ففي عام 1935م نشر اندريج جيكوفلفي بوريسوف
وصفا مفصلً للجزاء الثلثة عشر من الجموعة ،تدل جيعها سات العتزلة
بصورة واضحة ،وفقا لقاعدة وصف "بوريسوف" الدقيقة للجزاء الثلثة عشر
وبقارنتها مع الجزاء الخرى من التاحف البيطانية .وف عام 1974م عرض
"خاجي بن شاماي" الزيد من الستنتاجات فيما يص هوية بعض نصوص العتزلة
الحفوظة من قبل القرائي .فقد تبي على وجه الصوص أن القرائي حافظوا على
النسخ الصلية من كتاب الحيط لعبد البار والذي نتلك منه حت الن التعليق
السالف الذكر لبن متويه ،وقد عُثـــر على بعض الجزاء الفقودة من الغن
ف مموعة فيكوفيتش من بي مطوطات صنعاء الت استخدمت كقاعدة للنسخة
الطبوعة عام 1960م ف مصر.
بالرغم من وجود غزارة ف الواد النصية الت اكتشفت حت الن ف اليمن ،يب
عدم إغفال أن معظمها ينتمي إل خط واحد ضمن العتزلة فقط وهو البهشمية.
5
وعلى العكس ،ل يكتشف أي نص من قبل الفكرين قبل عبد البار -وهو ما
ينطبق بصورة كافية على مؤسس البهشمية أبو هاشم البائي ووالده أبو علي
(توف 303هـ916/م) حيث استمر كلها من النقاط الرجعية الامة
للممثلي اللحقي للبهشمية -دون ذكر العتزلة الوائل .وينطبق هذا على
الجموعات النافسة للبهشمية مثل ابن الخشيد أو مدرسة بغداد والت كانت
مذاهبهم تصاغ على نطاق واسع من قِبل أبو القاسم الكعب البلخي .والعمل
الوحيد لبو القاسم الكعب البلخي الذي اكتشف ف اليمن هو مقالت السلميي
الذي عدّل بصورة جزئية من قبل فؤاد سيد.
علوة على ذلك ،ل تكن البهشمية الدرسة البداعية والنشطة الخية ضمن
العتزلة .كان أبو السي البصري تلميذ عبد البار وف نفس الوقت درس
الفلسفة -كان تلميذ الفيلسوف السيحي ابن السمح وأبو الفرج ابن الطيب
(توف 1043م) وطوّر آراء لهوتية مستقلة أبعدته عن مدرسة أبو هاشم
البائي بعض الشيء .وبالرغم من النتقاد الكبي من قبل البهشمية فقد كتب
كتاب "الِلل والنِحل" حيث دخل الفلسفة من خلل غطاء العلوم الكلمية،
وكانت آراء أب السي البصري ناجحة إل ح ّد أن مدرسته أسست نفسها جنبا
إل جنب مع البهشمية .وبي فخر الدين الرازي التوف (606هـ1209/م)
أن مدارس أبو السي البصري كانت آخر الدارس الفعالة للمعتزلة ف زمنه.
أثبت فكر أبو السي البصري أنه مؤثر جدا بي المامية الثن عشرية من القرن
السادس الجري /الثان عشر ميلدي فما فوق .على أية حال ،وبالرغم من
القتباسات التفرقة لب السي البصري الفقودة ف كتب المامية التأخرة،
(سديد الدين ممود بن علي المصي الرازي :النقذ من التقليد الطبعة 2-1
الذي تّ تقيقه من قبل حسن بن يوسف الغروي .قم 1412م1991 /م)،
حيث يشي إل أبو السي البصري .كتاب تصفّح الدلة (الجلد 1ص )63
وكتابه الغرر (الجلد 1ص .)505-504الروايات الثنا عشرية لراء أب
6
السي البصري يب أن تستخدم بذر كمصادر لعادة بناء فكره وباصة تت
تأثي فخر الدين الرازي الذي انتشرت قراءة كتاباته بي الثن عشرية .ميزة هامة
لعلم الكلم عند الرازي هو أنه دائما يتبن مفاهيم أبو السي البصري الكلمية،
بالرغم من أنه كان يدّثها ويفسرها بطريقة تدعم وجهة النظر الشعرية دون
العتزلة .علوة على ذلك وبسبب تأثي التقليد الفلسفي ،فإن الرازي أيضا يوظف
الفردات الفلسفية للتعبي عن وجهات نظره والت تستند بصورة مباشرة على
مواقف أب السي البصري.
كان فكر أبو السي البصري قليل التأثي بي الزيديي – عدد قليل من الزيديي
تبن فكره أمثال المام الؤيد يي بن حزة .على أية حال ،كانوا على علم بفكر
أب السي البصري ،كما نسخوا عددا من مؤلفاته (آراء أبو السي البصري
يشار إليا من قبل الؤلفي الزيديي مثل عبدال بن زياد العنسي (توف 667هـ/
1268م) ف كتاب الحجة البيضاء (اكتمل 640هـ1242/م)
والوجود ف مطوطتي على القل (مطوطة ميونخ كلســـر ،148مكتبة
آل الوزير صنعاء ،البشي :فهرس ص )48والقاسم بن أحد الحلي (القرن
)8/14وأنتج نسخا لعدد من العمال لؤلفي من أتباع أبو السي البصري.
بقايا هذه العمال مفوظة ف اليمن وتعتب حت الن من أهم القواعد لعرفتنا
بذهبه الكلمي .ويب أن ل ننسى خاصة ذكر الجزاء الوجودة من كتاب
العتمد ف أصول الدين والقصر منه والوجود كاملً كتاب "الفائق ف أصول
الدين" الذي كتبه تابع لب السي البصري ،ركن الدين ممود بن اللحي
الوارزمي (توف 536هـ1141/م) ،وهي الخطوطات الت عثر عليها ف
ل صغيا حول العقيدة
مكتبة الامع الكبي ف صنعاء ،ويب أن نذكر أيضا عم ً
لار ال الزمشري (توف 538هـ1144/م) والذي كان تت تأثي ابن
اللحي بصورة جلية ،وهو موجود ف ثلث مطوطات ف الكتبات اليمنية.
7
وتوجد خارج اليمن نصوص هامة لتباع أب السي البصري مثل "الكامل ف
الستقصاء ف ما بلغنا من كلم القدماء" ،لكاتبه غي العروف تقي الدين البحران
(أو النجران) ف مقارنة منهجية لذاهب البهشمية وأب السي البصري الكتوبة ف
ما بي 536هـ1141/م و 675هـ1276/م 7-والحفوظ ف
مطوطة مفردة وحيدة (ليدن 487تقيق السيد ممد الشاهد القاهرة
1420هـ1999/م) وكان الالك السابق ليفنوس وورنر (-1619
1665م) قد جلبه من اسطنبول .ومؤخرا وجد عمل مكثف آخر لبن اللحي
وهو "تفة التكلمي ف الرد على الفلسفة" والذي كان يعتقد بأنه قد ضاع،
حيث وجد ف الند من قبل العال اليران حسن النصاري القمي.
ل يتم العثور على أية حال ف اليمن على كتابات أب السي البصري نفسه ول
على أي من النصوص العاصرة لخالفيه الت يكن أن توفر دليلً على اللفات
القاسية الت حدثت بي أتباع البهشمية من جانب وبي أتباع أب السي البصري
من جانب آخر.
من الدراسات الولية وآراء العلماء مثل بوريسوف وبن شامي وديفد سكلي
حول بقايا كتب العتزلة ف مموعة فيكوفيتش يبدو أن القرائي قد تأثروا بشكل
خاص بفكر البهشمية والذي كان أغلبه أدبا لهوتيا لمثلي البهشمية -لذا سعى
القراؤون إل نسخه .ل تكن هناك دللت أن فكر وكتابات أبو السي البصري
أصبحت مألوفة للقرائي ،وظهرت مؤخرا على للعيان نصوص تثبت إن القرائي
كانوا على علم جيد بفكره وكتاباته .ف مموعة إبراهيم فيكوفيتش ف سانت
بيترسبغ ،توجد ثلث نسخ شاملة لعماله الكبية ف علم الكلم ،منها كتاب
تصفح الدلة الت نُسخت من قبل القرائي العتزلة ،كما اكتشفت بالضافة إل
أجزاء مهمة من الردود والتفنيدات الكلمية لدلة أب السي البصري حول
8
وجود ال.
خلل فترة حياته ،أثار أبو السي البصري العديد من زملئه من خلل انتقاداته
لتعاليم العتزلة السائدة .وبعد أبو السن البصري بيلي جاء الاكم الشمي
(توف 494هـ1101/م) وأكمل كتاب القاضي عبد البار "طبقات
العتزلة" وينقل أ ّن أبا السي البصري سبّب الهانة لصحابه بعد أن لوث نفسه
بتدخله ف علوم الفلسفة من خلل استخدام الجج الت تعتب غي صحيحة بي
زملئه العتزلة .تُبيّن الصادر الخرى على أية حال القليل من بعض النقاط العينة
ف نقده والت أثارت ردود أفعال حادة .والردود الكلمية على دليل أبو السي
البصري حول إثبات وجود ال -الحفوظة جزئيا ف مطوطة بجموعة
فيكوفيتش -تسلّط الضوء على الدل البكر .فكاتب الطروحة الكتوبة باللغة
العبية وغي معلومة العنوان وغي السماة ف النص الوجود ،يكن أن تعرّف
بيوسف البصي ،فقد كان البصي من الساندين النشطي لذهب العتزلة الكلمي
وللمذاهب البهشمية ،ويدافع عن دليل العتزلة حول وجود ال خالقا للعال ضد
انتقادات أب السي البصري ،وبدوره يرفض الدليل الخر مُبزا النتائج السخيفة
الت يكن أن تترتب عليه.
الدور البارز لب السي ف نقد أدلة الكلم البكر بالستناد إل حدوث العراض
والواهر ،وهذا الدليل التكون بالستناد إل الوادث ل يتم العتراف به من قبل
العلماء .هيبرت أي .ديفدسون ف دراسة أدلة وجود اللق ووجود ال ف
الفلسفة السلمية واليهودية ف القرون الوسطى (اكسفورد 1987م) -على
سبيل الثال -ليس لديه علم بأب السي البصري وينسب التطورات الاسة
القدمة من قبله لتكلمي الشعرية (الوين وفخر الدين الرازي.
9
على أية حال ،يبدو أن يوسف البصي كان يوض حربا خاسرة بي القرائي ضد
مذهب أب السي البصري ،والدليل على ذلك هو الجزاء الثلثة لعمل أب
السي البصري الكبي حول علم الكلم كتاب "تصفح الدلة" الوجود ضمن
مموعة فيكوفيتش ،وقد ت وصف اثني من هذه الجزاء ومع ذلك ل تعرَف من
قبل بوريسوف.
فرك الثان .العرب 21.4 ×25( 655 .سم) مكتوب بروف عربية ويضم
71صفحة وتتوي الصفحة منه ما بي 16-14سطرا .للجزء عنوان هو:
الزء الثالث من كتاب تصفح الدلة تصنيف الشيخ أبو السي البصري رحه
ال ،ويتوي على إهداء وقف ياشاغ ابن الوزير أسد (الفضل) التستري وأحفاده،
ومن يقوم ببيعه أو يغي حالة الوقف سوف يلعن ،وتت الهداء هناك ترجة قليلة
الوضوح لعنوان الخطوطة باللغة العبية .يعتقد أن الشخص الذكور ف الهداء
هو سهل بن فضل التستري وهو أحد وجهاء القرائي والعال الدين البارز ف
النصف الثان من القرن الامس الجري /الادي عشر ميلدي والذي كان مهتما
فيما يبدو بالترويج لفكر أب السي البصري ف متمع القرائي .ويُفترض أنه ت
نسخ الخطوطات خلل فترة حياته .أما وجهات نظر التستري الكلمية الاصة
فلم يتم بثها إل الن بالتفصيل ،ويكن ملحظة ذلك على أية حال ف دراسته
النقدية لعلم ما وراء الطبيعة لرسطو (التحرير لكتاب ارسطو ف ما بعد الطبيعة)
وتتوي الكتبة البيطانية مقتطفات من الخطوطات كذلك ف مموعة
فيكوفيتش ،حيث يدعم مذهب العتزلة ف الوحدانية والعدل مع اعتقادها بقدرة
ال على خَ ْلقَ العال ف الزمان ،ضد النظرية الرسطوطاليسية ف هذا الشأن.
ويادل بالتفصيل بأن الوجود متلزم مع الوهر بدلً من كونه مضافا إليه وضد
تييز أرسطو بي الاهية والوجود .ويبي نقاشه هنا مسائل الصطلحات ف مدرسة
أب السي البصري بد ًل من البهشمية.
تتضمن الخطوطات أوراقا معزولة ( )62 ،61 ،25،36وبورقتي (-34
)46-45 ،35ورزم من ستة أوراق ( )52-47ومن ثلث أوراق (
10
،60-53 ،44-37 ،33-26 ،24-17 ،16-9 ،8-1
)71-64وتتوي على تسع عناوين فصول والت تبي أن العناوين الت يتعامل
معها تنتمي ف هذا الزء بصورة رئيسة للسئلة التعلقة بالواص القدسية للمعرفة
والقوة .إن النقطاعات ف استمرارية النص وعناوين الفصول الذكورة ف الزء
هي كما يلي:
اللف الول
ترتيب رقم نسبة الجزاء الت تكّون نصا متّسقا يكن إعادته بصورة جزئية ،يعن
60-53 ،61و .44-37 ،36 ،63وف الالت الخرى للقطع ف
استمرارية النص ،ليس هناك على ما يبدو استمرار مباشر للنص ف مكان آخر ف
الخطوطة.
IIفركوفيتش .يفر-.عرب I . 4814 .كُتب باللغة العبية ويتوي على
77صفحة تالية (14 ×18سم) بوجود 18سطرا لكل صفحة .تتضمن
الخطوطة جزءا من أوراق مفصولة ( ،)29 ،19 ،1جزء منها رزم من ثانية
أو عشرة أوراق 8( 9-2أوراق) 10(20-11أوراق)( 28-21 ،
8أوراق) 8(37-30 ،أوراق) 10( 47-38 ،أوراق)(55-48 ،
8أوراق) 8(71-64 ،أوراق) .ويفتقر الزء إل أي عناوين ،يكن ملحظة
انقطاع استمرارية النص بعد كل رزمة تقريبا ،يعن ،37 ،29 ،20 ،9
.63 ،55 ،47ف أي حال ،ليس هناك أي استمرارية ف النص يكن
ملحظتها ف أماكن أخرى من الخطوطة.
IIفركوفيتش .يفر -.عرب 103 .مكتوب باللغة العربية من قبل شخص ثان
غي IIفركوفيتش .يفر -.عرب .655 .يتوي على 147ورقة (
12 ×16.9سم) وتتوي كل ورقة ما بي 19-17سطرا كما تتوي
11
على اثن عشر عنوان فصل .الخطوطة مدمرة بصورة كبية ،عمليا فإن جيع
الوراق غي مفوظة بالكامل نتيجة للضرار الكبية ف أطرافها وذلك لتعرضها
للقضم من قبل الشرات .وقد خضعت لجراءات الحافظة عليها ف عام
1980م لكن بطريقة أثبتت أنا ضارة لا.
وتتوي الخطوطة على أوراق مفصولة (،66 ،44 ،37 ،36 ،35
)137 ،136 ،123 ،112 ،111 ،92 ،91 ،67وذو ورقتي
( )10-9بالضافة إل رزمة من ست ( )43-38 ،8-1ومن ثانية (
)100-93ومن عشرة ()78-68 ،65-56 ،55-46
بالضافة إل ورقة واحدة معزولة،122-113 ،110-101 ،
)147-138ورزم من اثن عشر ورقة (-79 ،34-23 ،22-11
.)135-124 ،90وهو نفس الالة بالزئيي الخرين ،يبدو أن هناك
إنقطاعات ف استمرارية النص ف ناية الوحدات الطبيعية الاصة للمخطوطة-
على القل بقدر ما تسمح بتقريره الالة الصعبة للمخطوطة .وقد يكون قد تّ
نسخ الخطوطة من قبل كاتب قرّائي معروف ف القرن الامس الجري /الادي
عشر اليلدي ،من بي الكتّاب الذين كتبوا تعليقا على كتاب سفر التكوين وهو
أبو السي علي بن سليمان القدسي الذي كانت له صلة وثيقة بعائلة التستري.
خط كتابة فريكوفيش .IIعرب 103 .يشبه إل حد كبي IIفرك -.عرب.
111الت لا نفس بيانات الناسخ لعلي بن سليمان ،وتواقيع اثني من
كتاباتــــه ( IIفرك -.عرب 112 .و )119علوة على ذلك فإن
الخطوطات كتبت على ورق بجم صغي لعلي بن سليمان.
معظم أجزاء تصفح الدلة الوجود ف IIفرك .يفر -.عربI . 4814.
يكن إيادها ف IIفرك .يفر -.عرب ،103لذا فإن كثيا ما هو مفقود ف
ل بالواد
IIفرك .يفر-.عرب I. 4814 .يكن من حيث البدأ أن يكون مكم ً
الوجودة ف IIفرك .يفر-.عرب ،103والت ل تكن بسبب التشوه الكبي
12
الذي حلّ بالخطوطة الخية .علوة على ذلك ،فإن الختلفات البسيطة ف
التعبي بي الفقرات التوازية ف كل الخطوطتي توحي انما يثلن بصورة واضحة
نصوصا منقح ًة باختلفات بسيطة عن النص .علوة على ذلك ،يتوي IIفرك.
يفر-.عرب 103بعض الضافات الت ليس لا مثيل ف IIفرك .يفر -.عرب.
.I . 4814
اللف الثان
ف حالة واحدة يكن إياد تساوي بي IIفرك .عرب 103 .و IIفرك .عرب
:،655فرك .عرب ،103 .أف 110ب -12 :ناية الورقة تتوي نفس
النص مثل IIفرك .عرب 655 :1ب.
ويبدو ان القطوع ف استمرارية النص وعناوين الفصول الذكورة ف الزء
أكملت ملحظات أخرى لبعض من النصوص .
اللف الثالث
الجزاء الوجودة ف النسخة النقحة لبن اللحي لب السي البصري الت كتبها
هي "العتمد ف أصول الدين" عمل الخي يتوي على فصل واحد هو فصل
القارنة ف التصفح الحفوظ بالكامل ف IIعرب ،655حيث تتعامل مع
موضوع :إن ال قادر على الذي يعلمه ولن يفعله وما أعلنه بأنه لن يفعله...
ف مقدمته للمعتمد ،يبي ابن اللحي أنه قد حذف بعض أدلة وحجج أب السي
البصري والت اعتبها إما ضعيفة أو زائدة عن الاجة ،كما أنه أضاف بعضا من
حججه ،ويبي النقاط الت يتلف فيها مع أب السي البصري .إن مقارنة منهجية
بي النسختي للفصل ف التصفح وف العتمد ،تتيح نظرة داخلية ف الوسيلة الت
اعتمدها ابن اللحي ف هذا السياق ف نصه النقّح .علوة على ذلك إن القارنة
بي النصي يكن أن تبي إل أي مدى ت التنقيح على نسخة القرائي والتنقيح
الختلف الذي اعتمده ابن اللحي.
13
إن الردود الكلمية ضد هذا مفوظة ف مموعة فيكوفيتش ،علوة على ذلك
فإنا تتوي على أدلة أن أبا السي البصري قام بنفسه بكتابة أكثر من عمل
منقّح .إن كاتب الردود الكلمية على أغلب الظن هو يوسف البصري ،يذكر أنه
عندما تبن أبو السي البصري هذه المور وكتب كتابا بعنوان "تصفّح الدلة"
وبعدها كتاب "الكلم" فإن علماء الدين اتموه بالكفر ،ويرد تبعا لذلك بعبارة
"بسب ما بلغن".
من تراصف النسختي يصبح جليا أن الحتوى العام للفصل هو متطابق بي
"التصفح" و "العتمد" .ففي مقطعي متتاليي يبي ابن اللحمي بصورة واضحة أن
يقتبس مباشرة من كتاب التصفح .وعند اجراء مقارنة للقتباس الوجود ف نسخة
القرائي من كتاب "التصفح" يصبح واضحا إن النسختي ل تتلفان .على أية
حال هناك تنوع نوي واستخدام كلمات بديلة ،وهذا يدل على أن نسخة
التصفح تتلف إل حد ما عن النسخة الت بوزة ابن اللحي ،وهذا المر مؤكد
ف العديد من الفصول ،ويبي أن ابن اللحي نقل بصورة مباشرة من كتاب
التصفح دون إجراء أي تغيي ف الحتوى ،أو الطول أو التركيب إل أنه امتنع من
القول علنية أنه اقتبس ف هذه الواقع أو تلك .ويكن ملحظة ذلك ف الفصول
التية:
(8a, 9a, 9b, 9c, 10, 11d, 11e, ,6 ,2 ,1
)12a, 15d, 17, 17b, 19وف مقاطع من كتاب ابن اللحي،
يلحظ أنه يتلف بصورة كبية عن نصوص كتاب "التصفح" من خلل تقابل
الدلة العروضة أو استبدال الجج لب السي البصري بأخرى خاصة به.
وتُلحظ هذه الالة ف الفصل السابع فيه .إن القطع الول الذي يوجد فيه رأي
الصوم والرد عليه ف الفصل السابع ،علوة على ذلك فإن معظم الجج
الوجودة ف "التصفح" ليس لا مقارنة ف كتاب ابن اللحي العتمد ،حيث
14
يستخدم ابن اللحي الجج الربع فقط من كتاب التصفح (7h, 7i,
)7k, 7mف حي يعلّق على نسخة أبو السي البصري ويضيف حجة
مقابلة لا من عنده .وينهي ابن اللحي القطع بالكامل بل إضاف يقول فيه :أن أبا
السي البصري أعطى العديد من الدلة ف كتابه والدلة الت ذكرها هي الكثر
وضوحا بينها.
___________________
http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=203
15