You are on page 1of 15

‫مواجهة القرائي مع فكر أب السي البصري‬

‫سابينا شيدكه‬
‫أستاذ الدراسات السلمية ف جامعة برلي الرة‬

‫توارى العتزلة كتيار فكري ف مراكز العال السن‪ ،‬حيث ّت منعهم عمليا ابتدا ًء من‬
‫ناية القرن الامس الجري‪ /‬الادي عشر اليلدي‪ ،‬وتوقف تداول تراثهم الدب‬
‫ووصل المر ف كثي من الحيان إل تدميه‪ .‬لكن ما احتفظ به من فكر العتزلة‬
‫يرجع الفضل فيه إل الماميه والزيدية من الشيعة بالضافة إل رجال الدين اليهود‬
‫وخاصة يهود القرائي‪ .‬لذلك لدينا اليوم إمكانية لزي ٍد من الطلع على مذهب‬
‫العتزلة كما لدينا إمكانية للحصول على كمية كبية من نصوص العتزلة‬
‫الصحيحة‪ .‬هناك إشارات واضحة تدل على أن فكر العتزلة كان له تأثي على فكر‬
‫الباضية والسامرة والسيحيي دون أن نعرف بالضبط َمدَيات هذا التأثي وطرائق‬
‫الستقبال الاصة‪ .‬وف مال حفظ الواد النصّية الرئيسة للمعتزلة‪ ،‬فإن النشاطات‬
‫العلمية للزيدية والقرائي تعتب ذات أهية خاصة‪ .‬حيث إنم يتبنون مذاهب‬
‫العتزلة إل حد بعيد ف تفكيهم الكلمي الاص‪ ،‬بل إنم نسخوا كميات كبية‬
‫من نصوص العتزلة بأسلوب منظم‪ .‬ول توجد دللت حت الن على حدوث‬
‫الشيء ذاته من قبل علماء الشيعة المامية‪.‬‬

‫هذا الحتفاء بفكر العتزلة عند المامية بدأ تقبّله ف النصف الثان من القرن‬
‫الثالث الجري‪ /‬التاسع اليلدي مع بن نوبت وخاصة أبو سهل ابن نوبت‬
‫(توف ‪331‬هـ‪942/‬م) والسي بن موسى النوبت (توف ما بي‬
‫‪300‬هـ‪912/‬م و ‪316‬هـ‪923/‬م)‪ .‬وبا أنه ل يتم حفظ أي من‬
‫أعمالم‪ ،‬فإنه يكن جع آرائهم من الؤلفات اللحقة للثن عشرية‪ .‬كان العال‬

‫‪1‬‬
‫المامي الول الذي وقع تت تأثي العتزلة والذي ت حفظ جزء من أعماله هو‬
‫الشيخ الفيد (توف ‪413‬هـ‪1022/‬م) حيث خالف وجهات النظر الكلمية‬
‫التقليدية لعلمه ابن بابويه (توف ‪381‬هـ‪991/‬م) وتبن أكثر مذاهب أب‬
‫القاسم الكعب البلخي (توف ‪319‬هـ‪931/‬م) أحد مؤسّسي الدرسة‬
‫البغدادية العتزلية‪ .‬أما طلب الفيد ومن بينهم الشريف الرتضى (توف‬
‫‪436‬هـ‪1044/‬م) فقد تبن مذهب مدرسة البصرة‪ .‬وباعتباره تلميذا لعبد‬
‫البار بن أحد المدان (توف ‪415‬هـ‪1025/‬م) ‪-‬قاضي قضاة الري‬
‫ورئيس البهشميه (أتباع أب هاشم البائي) ف زمنه‪ -‬فقد تأثر الرتضى بصورة‬
‫خاصة بتعاليم أبو هاشم البائي (التوف ‪321‬هـ‪933 /‬م)‪ ،‬ومعه وصل‬
‫اللتحام بي المامية والعتزلة إل شكله النهائي‪ .‬وقبيل ناية القرن السادس‬
‫الجري‪ /‬الثان عشر ميلدي‪ ،‬بدأ مذهب أب السي البصري (توف ‪436‬هـ‪/‬‬
‫‪1044‬م) بالتأثي بصورة متزايدة على الفكر الكلمي الثن عشري‪ .‬كان‬
‫المامي الول الذي تبن مذهب أب السي البصري هو سعد الدين ممود بن‬
‫علي المّصي (توف بعد ‪600‬هـ‪1204 /‬م)‪ .‬وتركت تعاليم وآراء أب‬
‫السي البصري بعد ذلك تأثيا ملحوظا على الفكر المامي الكلمي والذي كان‬
‫من مثليه الرئيسيي ف القرون الت تلت نصي الدين الطوسي (توف ‪672‬هـ‪/‬‬
‫‪1274‬م) و ميثم بن ميثم البحران (توف ‪699‬هـ‪1300/‬م) والعلمة‬
‫اللي (توف ‪726‬هـ‪1325 /‬م) والفاضل القداد السيوي (توف‬
‫‪826‬هـ‪1423/‬م‪.‬‬

‫أما العال الزيدي الول الذي وقع تت تأثي كبي من العتزلة فهو يي بن السي‬
‫اللقب "بالادي إل الق" (توف ‪298‬هـ‪911/‬م) وهو حفيد القاسم بن‬
‫إبراهيم (توف ‪246‬هـ‪860/‬م) وهو مؤسّس المامة الزيدية ف اليمن والذي‬
‫تبع مذاهب مدرسة بغداد بالرغم من أنه امتنع عن بيان اتفاقه معها‪ .‬وانتشرت‬

‫‪2‬‬
‫آراء وتعاليم مدرسة بغداد بي أغلبية زيدية اليمن ف القرون اللحقة مثل أحد‬
‫الناصر وهو ابن يي الذكور (توف ‪322‬هـ‪934/‬م) والمام اليمن السي‬
‫الهدي (توف ‪404‬هـ‪1013/‬م)‪ .‬أما بي الزيدية من منطقة بر قزوين فقد‬
‫كانت مذاهب "مدرسة البصرة" الكثر شعبية‪ .‬ومن الواجب هنا ذكر الخوين‪:‬‬
‫البطحان‪ ،‬والمام أحد بن السي الؤيد بال (توف ‪411‬هـ‪1020/‬م) وأبو‬
‫علي بن يي بن السي الناطق بالق (التوف ‪424‬هـ‪1033/‬م) والذين‬
‫كانوا تلمذة أب عبدال البصري (توف ‪369‬هـ‪980/‬م) والذي كان ينتمي‬
‫إل حلقة أتباع القاضي عبدالبار ف "الري"‪ .‬ف حي بقيت مذاهب البهشمية هي‬
‫السائدة بي الزيديي الذين تلوا ذلك‪ .‬وهناك من كان يفضل مذهب أب السي‬
‫البصري مثل المام الؤيد بال يي بن حزة (التوف ‪748‬هـ‪1346 /‬م أو‬
‫‪749‬هـ‪1348/‬م)‪.‬‬

‫تتوي مطوطات "ليدن" رقم ‪ 2587‬على مؤلّفٍ مهو ٍل من العقائد الزيدية‬


‫وهو كتاب بعنوان‪" :‬الشامل لقائق الدلة العقلية وأُوصول السائل الدينية"‪ .‬يبي‬
‫مايكل كوك ف كتابه (المر بالعروف والنهي عن النكر ف الفكر السلمي‪.‬‬
‫كامبدج ‪2000‬م‪ ،‬ص ‪ )218 -115‬أن هذا الخطوط بالتأكيد هو‬
‫الزء الثان من كتاب يي بن حزة "الشامل لقائق الدلة وأصول السائل‬
‫الدينية" (ولذا فإنّ العنوان الذي أطلق من قبل عبدال بن ممد البشي‪ :‬مصادر‬
‫الفكر السلمي ف اليمن‪ ،‬بيـــروت ‪1988‬م‪ ،‬ص ‪ ،630‬رقم ‪،31‬‬
‫ومن قبل أحد السين‪ :‬مؤلفات الزيدية ‪ 3-1‬ملد رقم ‪ 2‬ص ‪ 122‬سنة‬
‫‪1848‬م) غي صحيح‪.‬‬

‫وبالضافة إل تقبل مذهب فكر العتزلة وخاصة البهشمية‪ ،‬فقد جع علماء الزيدية‬
‫بصورة منتظمة ونسخوا كتابات العتزلة الصحيحة‪ ،‬وكانت هذه الالة خلل‬
‫القرن الرابع هجري‪ /‬العاشر اليلدي والامس الجري‪ /‬الادي عشر اليلدي‬

‫‪3‬‬
‫بي الزيدية من منطقة قزوين ومن القرن السادس الجري‪ /‬الثان عشر ميلدي فما‬
‫فوق وبي الزيدية ف اليمن‪ .‬بدأ المام اليمن أحد بن سليمان التوكل على ال‬
‫(حكم بر ف الفترة‪532 :‬هـ‪1137/‬م‪566 -‬هـ‪1170/‬م) وهو‬
‫من مساندي فكر العتزلة‪ ،‬بعملية نقل واسعة للكتب الزيدية من منطقة قزوين إل‬
‫اليمن‪ .‬وكان خليفته النصور بال عبدال بن حزة (حكم للفترة ‪583‬هـ‪/‬‬
‫‪1187‬م‪614 -‬هـ‪1217/‬م) من الناصرين بقوة لفكر العتزلة وواصل‬
‫نشر وترويج فكر العتزلة وت قبولا رسيا من قبل الزيديي من منطقة قزوين من‬
‫خلل تأسيس مكتبة ثينة ف مدينة النصور "الزانة النصورية السعيدة"‪.‬‬
‫والشكر كله لبادرة هذا الزيدي ف تقدي وجع نُسخ من نصوص العتزلة والت ت‬
‫حفظ معظمها ف اليمن‪ ،‬وف أوائل عام ‪1950‬م ّت الكشف عن كمية كبية‬
‫من هذه الخطوطات وت تصويرها بالايكروفيلم خلل عملية استكشافية لجموعة‬
‫علماء مصريي إل اليمن‪ .‬ومن بي الخطوطات الت ت تصويرها بالايكروفيلم‪،‬‬
‫كانت لعمال متلفة من مثلي لدرسة العتزلة (البهشمية) ضمنها أربعة عشر‬
‫جزءا من أصل عشرين من الصدر الوسوعي كتاب "الغن ف أبواب التوحيد‬
‫والعدل" لكاتبه القاضي عبد البار (الجزاء ‪ )20 ،17-11 ،9-4‬والت‬
‫ت تقيقها ونشرها بعد ذلك ف مصر‪ .‬وت العثور على كتابات أخرى لتباع‬
‫البهشمية ف اليمن ومن بينها "شرح الصول المسة" وهو تعليق على الصول‬
‫المسة للمعتزلة لعبد البار وهو أحد أتباع‪( ،‬توف ‪425‬هـ‪1034/‬م)‪،‬‬
‫بالضافة إل نص تعليق على كتاب القاضي عبد البار‪" ،‬كتاب الحيط" بتكليف‬
‫من قبل أحد أتباعه الخرين وهو ابن متّويه (توف ‪429‬هـ‪1076/‬م)‬
‫السمّى كتاب "الامع ف الحيط بالتكليف"‪.‬‬

‫حوال ناية القرن الامس هجري‪/‬الادي عشر ميلدي على القل‪ ،‬كان هناك‬
‫عدد كبي من اليهود التكلمي والذين كانوا من التأثرين بذهب العتزلة‬
‫البهشمية‪ ،‬من بي الربانيي نذكر على الصوص صاموئيل بن خوفن (توف‬

‫‪4‬‬
‫‪1013‬م) ومن بي القرائي البارزين لذا الط ابو يعقوب يوسف البصي (توف‬
‫‪431‬هـ‪1040/‬م) وتلميذه يشوع بن يودع‪ .‬وكما كانت الال بالنسبة‬
‫إل الزيديي ل يكتب متكلمو اليهود ف ذلك الوقت أطروحات لهوتية أصيلة‬
‫فحسب‪ ،‬بل نسخوا نصوص العتزلة بصورة مكثفة‪ -‬إما باللغة العربية أو‬
‫العــبية‪ .‬وت العثور على أجزاء من تلك النسخ بي النصوص ف جنيزة عزرا‪،‬‬
‫وأكثر من ذلك ف مموعة إبراهيم فيكوفيتش ف سانت بيترسبغ‪ .‬معظم الادة‬
‫ف الجموعة الت جعها إبراهيم فيكوفيتش (‪1874 -1787‬م) كانت من‬
‫خلل رحلته لسوريا وفلسطي ومصر ما بي عام ‪1863‬و ‪1865‬م حيث‬
‫زار معابد القرّائي على الصوص‪.‬‬

‫إن أهية مموعة فيكوفيتش فيما يتعلق بالعتزلة قد ت بيانا ف مناسبات عديدة من‬
‫قبل العديد من العلماء‪ .‬ففي عام ‪1935‬م نشر اندريج جيكوفلفي بوريسوف‬
‫وصفا مفصلً للجزاء الثلثة عشر من الجموعة‪ ،‬تدل جيعها سات العتزلة‬
‫بصورة واضحة‪ ،‬وفقا لقاعدة وصف "بوريسوف" الدقيقة للجزاء الثلثة عشر‬
‫وبقارنتها مع الجزاء الخرى من التاحف البيطانية‪ .‬وف عام ‪1974‬م عرض‬
‫"خاجي بن شاماي" الزيد من الستنتاجات فيما يص هوية بعض نصوص العتزلة‬
‫الحفوظة من قبل القرائي‪ .‬فقد تبي على وجه الصوص أن القرائي حافظوا على‬
‫النسخ الصلية من كتاب الحيط لعبد البار والذي نتلك منه حت الن التعليق‬
‫السالف الذكر لبن متويه‪ ،‬وقد عُثـــر على بعض الجزاء الفقودة من الغن‬
‫ف مموعة فيكوفيتش من بي مطوطات صنعاء الت استخدمت كقاعدة للنسخة‬
‫الطبوعة عام ‪1960‬م ف مصر‪.‬‬

‫بالرغم من وجود غزارة ف الواد النصية الت اكتشفت حت الن ف اليمن‪ ،‬يب‬
‫عدم إغفال أن معظمها ينتمي إل خط واحد ضمن العتزلة فقط وهو البهشمية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وعلى العكس‪ ،‬ل يكتشف أي نص من قبل الفكرين قبل عبد البار‪ -‬وهو ما‬
‫ينطبق بصورة كافية على مؤسس البهشمية أبو هاشم البائي ووالده أبو علي‬
‫(توف ‪303‬هـ‪916/‬م) حيث استمر كلها من النقاط الرجعية الامة‬
‫للممثلي اللحقي للبهشمية‪ -‬دون ذكر العتزلة الوائل‪ .‬وينطبق هذا على‬
‫الجموعات النافسة للبهشمية مثل ابن الخشيد أو مدرسة بغداد والت كانت‬
‫مذاهبهم تصاغ على نطاق واسع من قِبل أبو القاسم الكعب البلخي‪ .‬والعمل‬
‫الوحيد لبو القاسم الكعب البلخي الذي اكتشف ف اليمن هو مقالت السلميي‬
‫الذي عدّل بصورة جزئية من قبل فؤاد سيد‪.‬‬
‫علوة على ذلك‪ ،‬ل تكن البهشمية الدرسة البداعية والنشطة الخية ضمن‬
‫العتزلة‪ .‬كان أبو السي البصري تلميذ عبد البار وف نفس الوقت درس‬
‫الفلسفة‪ -‬كان تلميذ الفيلسوف السيحي ابن السمح وأبو الفرج ابن الطيب‬
‫(توف ‪1043‬م) وطوّر آراء لهوتية مستقلة أبعدته عن مدرسة أبو هاشم‬
‫البائي بعض الشيء‪ .‬وبالرغم من النتقاد الكبي من قبل البهشمية فقد كتب‬
‫كتاب "الِلل والنِحل" حيث دخل الفلسفة من خلل غطاء العلوم الكلمية‪،‬‬
‫وكانت آراء أب السي البصري ناجحة إل ح ّد أن مدرسته أسست نفسها جنبا‬
‫إل جنب مع البهشمية‪ .‬وبي فخر الدين الرازي التوف (‪606‬هـ‪1209/‬م)‬
‫أن مدارس أبو السي البصري كانت آخر الدارس الفعالة للمعتزلة ف زمنه‪.‬‬
‫أثبت فكر أبو السي البصري أنه مؤثر جدا بي المامية الثن عشرية من القرن‬
‫السادس الجري‪ /‬الثان عشر ميلدي فما فوق‪ .‬على أية حال‪ ،‬وبالرغم من‬
‫القتباسات التفرقة لب السي البصري الفقودة ف كتب المامية التأخرة‪،‬‬
‫(سديد الدين ممود بن علي المصي الرازي‪ :‬النقذ من التقليد الطبعة ‪2-1‬‬
‫الذي تّ تقيقه من قبل حسن بن يوسف الغروي‪ .‬قم ‪1412‬م‪1991 /‬م)‪،‬‬
‫حيث يشي إل أبو السي البصري‪ .‬كتاب تصفّح الدلة (الجلد ‪ 1‬ص ‪)63‬‬
‫وكتابه الغرر (الجلد ‪ 1‬ص ‪ .)505-504‬الروايات الثنا عشرية لراء أب‬

‫‪6‬‬
‫السي البصري يب أن تستخدم بذر كمصادر لعادة بناء فكره وباصة تت‬
‫تأثي فخر الدين الرازي الذي انتشرت قراءة كتاباته بي الثن عشرية‪ .‬ميزة هامة‬
‫لعلم الكلم عند الرازي هو أنه دائما يتبن مفاهيم أبو السي البصري الكلمية‪،‬‬
‫بالرغم من أنه كان يدّثها ويفسرها بطريقة تدعم وجهة النظر الشعرية دون‬
‫العتزلة‪ .‬علوة على ذلك وبسبب تأثي التقليد الفلسفي‪ ،‬فإن الرازي أيضا يوظف‬
‫الفردات الفلسفية للتعبي عن وجهات نظره والت تستند بصورة مباشرة على‬
‫مواقف أب السي البصري‪.‬‬

‫كان فكر أبو السي البصري قليل التأثي بي الزيديي – عدد قليل من الزيديي‬
‫تبن فكره أمثال المام الؤيد يي بن حزة‪ .‬على أية حال‪ ،‬كانوا على علم بفكر‬
‫أب السي البصري‪ ،‬كما نسخوا عددا من مؤلفاته (آراء أبو السي البصري‬
‫يشار إليا من قبل الؤلفي الزيديي مثل عبدال بن زياد العنسي (توف ‪667‬هـ‪/‬‬
‫‪1268‬م) ف كتاب الحجة البيضاء (اكتمل ‪640‬هـ‪1242/‬م)‬
‫والوجود ف مطوطتي على القل (مطوطة ميونخ كلســـر ‪ ،148‬مكتبة‬
‫آل الوزير صنعاء‪ ،‬البشي‪ :‬فهرس ص ‪ )48‬والقاسم بن أحد الحلي (القرن‬
‫‪ )8/14‬وأنتج نسخا لعدد من العمال لؤلفي من أتباع أبو السي البصري‪.‬‬
‫بقايا هذه العمال مفوظة ف اليمن وتعتب حت الن من أهم القواعد لعرفتنا‬
‫بذهبه الكلمي‪ .‬ويب أن ل ننسى خاصة ذكر الجزاء الوجودة من كتاب‬
‫العتمد ف أصول الدين والقصر منه والوجود كاملً كتاب "الفائق ف أصول‬
‫الدين" الذي كتبه تابع لب السي البصري‪ ،‬ركن الدين ممود بن اللحي‬
‫الوارزمي (توف ‪536‬هـ‪1141/‬م)‪ ،‬وهي الخطوطات الت عثر عليها ف‬
‫ل صغيا حول العقيدة‬
‫مكتبة الامع الكبي ف صنعاء‪ ،‬ويب أن نذكر أيضا عم ً‬
‫لار ال الزمشري (توف ‪538‬هـ‪1144/‬م) والذي كان تت تأثي ابن‬
‫اللحي بصورة جلية‪ ،‬وهو موجود ف ثلث مطوطات ف الكتبات اليمنية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وتوجد خارج اليمن نصوص هامة لتباع أب السي البصري مثل "الكامل ف‬
‫الستقصاء ف ما بلغنا من كلم القدماء"‪ ،‬لكاتبه غي العروف تقي الدين البحران‬
‫(أو النجران) ف مقارنة منهجية لذاهب البهشمية وأب السي البصري الكتوبة ف‬
‫ما بي ‪536‬هـ‪1141/‬م و ‪675‬هـ‪1276/‬م‪ 7-‬والحفوظ ف‬
‫مطوطة مفردة وحيدة (ليدن ‪ 487‬تقيق السيد ممد الشاهد القاهرة‬
‫‪1420‬هـ‪1999/‬م) وكان الالك السابق ليفنوس وورنر (‪-1619‬‬
‫‪1665‬م) قد جلبه من اسطنبول‪ .‬ومؤخرا وجد عمل مكثف آخر لبن اللحي‬
‫وهو "تفة التكلمي ف الرد على الفلسفة" والذي كان يعتقد بأنه قد ضاع‪،‬‬
‫حيث وجد ف الند من قبل العال اليران حسن النصاري القمي‪.‬‬
‫ل يتم العثور على أية حال ف اليمن على كتابات أب السي البصري نفسه ول‬
‫على أي من النصوص العاصرة لخالفيه الت يكن أن توفر دليلً على اللفات‬
‫القاسية الت حدثت بي أتباع البهشمية من جانب وبي أتباع أب السي البصري‬
‫من جانب آخر‪.‬‬

‫من الدراسات الولية وآراء العلماء مثل بوريسوف وبن شامي وديفد سكلي‬
‫حول بقايا كتب العتزلة ف مموعة فيكوفيتش يبدو أن القرائي قد تأثروا بشكل‬
‫خاص بفكر البهشمية والذي كان أغلبه أدبا لهوتيا لمثلي البهشمية‪ -‬لذا سعى‬
‫القراؤون إل نسخه‪ .‬ل تكن هناك دللت أن فكر وكتابات أبو السي البصري‬
‫أصبحت مألوفة للقرائي‪ ،‬وظهرت مؤخرا على للعيان نصوص تثبت إن القرائي‬
‫كانوا على علم جيد بفكره وكتاباته‪ .‬ف مموعة إبراهيم فيكوفيتش ف سانت‬
‫بيترسبغ‪ ،‬توجد ثلث نسخ شاملة لعماله الكبية ف علم الكلم‪ ،‬منها كتاب‬
‫تصفح الدلة الت نُسخت من قبل القرائي العتزلة‪ ،‬كما اكتشفت بالضافة إل‬
‫أجزاء مهمة من الردود والتفنيدات الكلمية لدلة أب السي البصري حول‬

‫‪8‬‬
‫وجود ال‪.‬‬

‫خلل فترة حياته‪ ،‬أثار أبو السي البصري العديد من زملئه من خلل انتقاداته‬
‫لتعاليم العتزلة السائدة‪ .‬وبعد أبو السن البصري بيلي جاء الاكم الشمي‬
‫(توف ‪494‬هـ‪1101/‬م) وأكمل كتاب القاضي عبد البار "طبقات‬
‫العتزلة" وينقل أ ّن أبا السي البصري سبّب الهانة لصحابه بعد أن لوث نفسه‬
‫بتدخله ف علوم الفلسفة من خلل استخدام الجج الت تعتب غي صحيحة بي‬
‫زملئه العتزلة‪ .‬تُبيّن الصادر الخرى على أية حال القليل من بعض النقاط العينة‬
‫ف نقده والت أثارت ردود أفعال حادة‪ .‬والردود الكلمية على دليل أبو السي‬
‫البصري حول إثبات وجود ال‪ -‬الحفوظة جزئيا ف مطوطة بجموعة‬
‫فيكوفيتش‪ -‬تسلّط الضوء على الدل البكر‪ .‬فكاتب الطروحة الكتوبة باللغة‬
‫العبية وغي معلومة العنوان وغي السماة ف النص الوجود‪ ،‬يكن أن تعرّف‬
‫بيوسف البصي‪ ،‬فقد كان البصي من الساندين النشطي لذهب العتزلة الكلمي‬
‫وللمذاهب البهشمية‪ ،‬ويدافع عن دليل العتزلة حول وجود ال خالقا للعال ضد‬
‫انتقادات أب السي البصري‪ ،‬وبدوره يرفض الدليل الخر مُبزا النتائج السخيفة‬
‫الت يكن أن تترتب عليه‪.‬‬

‫الدور البارز لب السي ف نقد أدلة الكلم البكر بالستناد إل حدوث العراض‬
‫والواهر‪ ،‬وهذا الدليل التكون بالستناد إل الوادث ل يتم العتراف به من قبل‬
‫العلماء‪ .‬هيبرت أي‪ .‬ديفدسون ف دراسة أدلة وجود اللق ووجود ال ف‬
‫الفلسفة السلمية واليهودية ف القرون الوسطى (اكسفورد ‪1987‬م) ‪-‬على‬
‫سبيل الثال‪ -‬ليس لديه علم بأب السي البصري وينسب التطورات الاسة‬
‫القدمة من قبله لتكلمي الشعرية (الوين وفخر الدين الرازي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫على أية حال‪ ،‬يبدو أن يوسف البصي كان يوض حربا خاسرة بي القرائي ضد‬
‫مذهب أب السي البصري‪ ،‬والدليل على ذلك هو الجزاء الثلثة لعمل أب‬
‫السي البصري الكبي حول علم الكلم كتاب "تصفح الدلة" الوجود ضمن‬
‫مموعة فيكوفيتش‪ ،‬وقد ت وصف اثني من هذه الجزاء ومع ذلك ل تعرَف من‬
‫قبل بوريسوف‪.‬‬
‫فرك الثان‪ .‬العرب‪ 21.4 ×25( 655 .‬سم) مكتوب بروف عربية ويضم‬
‫‪ 71‬صفحة وتتوي الصفحة منه ما بي ‪16-14‬سطرا‪ .‬للجزء عنوان هو‪:‬‬
‫الزء الثالث من كتاب تصفح الدلة تصنيف الشيخ أبو السي البصري رحه‬
‫ال‪ ،‬ويتوي على إهداء وقف ياشاغ ابن الوزير أسد (الفضل) التستري وأحفاده‪،‬‬
‫ومن يقوم ببيعه أو يغي حالة الوقف سوف يلعن‪ ،‬وتت الهداء هناك ترجة قليلة‬
‫الوضوح لعنوان الخطوطة باللغة العبية‪ .‬يعتقد أن الشخص الذكور ف الهداء‬
‫هو سهل بن فضل التستري وهو أحد وجهاء القرائي والعال الدين البارز ف‬
‫النصف الثان من القرن الامس الجري‪ /‬الادي عشر ميلدي والذي كان مهتما‬
‫فيما يبدو بالترويج لفكر أب السي البصري ف متمع القرائي‪ .‬ويُفترض أنه ت‬
‫نسخ الخطوطات خلل فترة حياته‪ .‬أما وجهات نظر التستري الكلمية الاصة‬
‫فلم يتم بثها إل الن بالتفصيل‪ ،‬ويكن ملحظة ذلك على أية حال ف دراسته‬
‫النقدية لعلم ما وراء الطبيعة لرسطو (التحرير لكتاب ارسطو ف ما بعد الطبيعة)‬
‫وتتوي الكتبة البيطانية مقتطفات من الخطوطات كذلك ف مموعة‬
‫فيكوفيتش‪ ،‬حيث يدعم مذهب العتزلة ف الوحدانية والعدل مع اعتقادها بقدرة‬
‫ال على خَ ْلقَ العال ف الزمان‪ ،‬ضد النظرية الرسطوطاليسية ف هذا الشأن‪.‬‬
‫ويادل بالتفصيل بأن الوجود متلزم مع الوهر بدلً من كونه مضافا إليه وضد‬
‫تييز أرسطو بي الاهية والوجود‪ .‬ويبي نقاشه هنا مسائل الصطلحات ف مدرسة‬
‫أب السي البصري بد ًل من البهشمية‪.‬‬
‫تتضمن الخطوطات أوراقا معزولة (‪ )62 ،61 ،25،36‬وبورقتي (‪-34‬‬
‫‪ )46-45 ،35‬ورزم من ستة أوراق (‪ )52-47‬ومن ثلث أوراق (‬

‫‪10‬‬
‫‪،60-53 ،44-37 ،33-26 ،24-17 ،16-9 ،8-1‬‬
‫‪ )71-64‬وتتوي على تسع عناوين فصول والت تبي أن العناوين الت يتعامل‬
‫معها تنتمي ف هذا الزء بصورة رئيسة للسئلة التعلقة بالواص القدسية للمعرفة‬
‫والقوة‪ .‬إن النقطاعات ف استمرارية النص وعناوين الفصول الذكورة ف الزء‬
‫هي كما يلي‪:‬‬

‫اللف الول‬
‫ترتيب رقم نسبة الجزاء الت تكّون نصا متّسقا يكن إعادته بصورة جزئية‪ ،‬يعن‬
‫‪ 60-53 ،61‬و ‪ .44-37 ،36 ،63‬وف الالت الخرى للقطع ف‬
‫استمرارية النص‪ ،‬ليس هناك على ما يبدو استمرار مباشر للنص ف مكان آخر ف‬
‫الخطوطة‪.‬‬
‫‪ II‬فركوفيتش‪ .‬يفر‪-.‬عرب‪ I . 4814 .‬كُتب باللغة العبية ويتوي على‬
‫‪ 77‬صفحة تالية (‪14 ×18‬سم) بوجود ‪ 18‬سطرا لكل صفحة‪ .‬تتضمن‬
‫الخطوطة جزءا من أوراق مفصولة (‪ ،)29 ،19 ،1‬جزء منها رزم من ثانية‬
‫أو عشرة أوراق ‪ 8( 9-2‬أوراق) ‪ 10(20-11‬أوراق)‪( 28-21 ،‬‬
‫‪ 8‬أوراق)‪ 8(37-30 ،‬أوراق)‪ 10( 47-38 ،‬أوراق)‪(55-48 ،‬‬
‫‪ 8‬أوراق)‪ 8(71-64 ،‬أوراق)‪ .‬ويفتقر الزء إل أي عناوين‪ ،‬يكن ملحظة‬
‫انقطاع استمرارية النص بعد كل رزمة تقريبا‪ ،‬يعن ‪،37 ،29 ،20 ،9‬‬
‫‪ .63 ،55 ،47‬ف أي حال‪ ،‬ليس هناك أي استمرارية ف النص يكن‬
‫ملحظتها ف أماكن أخرى من الخطوطة‪.‬‬

‫‪ II‬فركوفيتش‪ .‬يفر‪ -.‬عرب‪ 103 .‬مكتوب باللغة العربية من قبل شخص ثان‬
‫غي ‪ II‬فركوفيتش‪ .‬يفر‪ -.‬عرب‪ .655 .‬يتوي على ‪ 147‬ورقة (‬
‫‪ 12 ×16.9‬سم) وتتوي كل ورقة ما بي ‪ 19-17‬سطرا كما تتوي‬

‫‪11‬‬
‫على اثن عشر عنوان فصل‪ .‬الخطوطة مدمرة بصورة كبية‪ ،‬عمليا فإن جيع‬
‫الوراق غي مفوظة بالكامل نتيجة للضرار الكبية ف أطرافها وذلك لتعرضها‬
‫للقضم من قبل الشرات‪ .‬وقد خضعت لجراءات الحافظة عليها ف عام‬
‫‪1980‬م لكن بطريقة أثبتت أنا ضارة لا‪.‬‬
‫وتتوي الخطوطة على أوراق مفصولة (‪،66 ،44 ،37 ،36 ،35‬‬
‫‪ )137 ،136 ،123 ،112 ،111 ،92 ،91 ،67‬وذو ورقتي‬
‫(‪ )10-9‬بالضافة إل رزمة من ست (‪ )43-38 ،8-1‬ومن ثانية (‬
‫‪ )100-93‬ومن عشرة (‪)78-68 ،65-56 ،55-46‬‬
‫بالضافة إل ورقة واحدة معزولة‪،122-113 ،110-101 ،‬‬
‫‪ )147-138‬ورزم من اثن عشر ورقة (‪-79 ،34-23 ،22-11‬‬
‫‪ .)135-124 ،90‬وهو نفس الالة بالزئيي الخرين‪ ،‬يبدو أن هناك‬
‫إنقطاعات ف استمرارية النص ف ناية الوحدات الطبيعية الاصة للمخطوطة‪-‬‬
‫على القل بقدر ما تسمح بتقريره الالة الصعبة للمخطوطة‪ .‬وقد يكون قد تّ‬
‫نسخ الخطوطة من قبل كاتب قرّائي معروف ف القرن الامس الجري‪ /‬الادي‬
‫عشر اليلدي‪ ،‬من بي الكتّاب الذين كتبوا تعليقا على كتاب سفر التكوين وهو‬
‫أبو السي علي بن سليمان القدسي الذي كانت له صلة وثيقة بعائلة التستري‪.‬‬
‫خط كتابة فريكوفيش ‪ .II‬عرب‪ 103 .‬يشبه إل حد كبي ‪ II‬فرك‪ -.‬عرب‪.‬‬
‫‪ 111‬الت لا نفس بيانات الناسخ لعلي بن سليمان‪ ،‬وتواقيع اثني من‬
‫كتاباتــــه (‪ II‬فرك‪ -.‬عرب‪ 112 .‬و ‪ )119‬علوة على ذلك فإن‬
‫الخطوطات كتبت على ورق بجم صغي لعلي بن سليمان‪.‬‬
‫معظم أجزاء تصفح الدلة الوجود ف ‪ II‬فرك‪ .‬يفر‪ -.‬عرب‪I . 4814.‬‬
‫يكن إيادها ف ‪ II‬فرك‪ .‬يفر‪ -.‬عرب ‪ ،103‬لذا فإن كثيا ما هو مفقود ف‬
‫ل بالواد‬
‫‪ II‬فرك‪ .‬يفر‪-.‬عرب‪ I. 4814 .‬يكن من حيث البدأ أن يكون مكم ً‬
‫الوجودة ف ‪ II‬فرك‪ .‬يفر‪-.‬عرب ‪ ،103‬والت ل تكن بسبب التشوه الكبي‬

‫‪12‬‬
‫الذي حلّ بالخطوطة الخية‪ .‬علوة على ذلك‪ ،‬فإن الختلفات البسيطة ف‬
‫التعبي بي الفقرات التوازية ف كل الخطوطتي توحي انما يثلن بصورة واضحة‬
‫نصوصا منقح ًة باختلفات بسيطة عن النص‪ .‬علوة على ذلك‪ ،‬يتوي ‪ II‬فرك‪.‬‬
‫يفر‪-.‬عرب ‪ 103‬بعض الضافات الت ليس لا مثيل ف ‪ II‬فرك‪ .‬يفر‪ -.‬عرب‪.‬‬
‫‪.I . 4814‬‬

‫اللف الثان‬
‫ف حالة واحدة يكن إياد تساوي بي ‪ II‬فرك‪ .‬عرب‪ 103 .‬و ‪ II‬فرك‪ .‬عرب‬
‫‪ :،655‬فرك‪ .‬عرب‪ ،103 .‬أف ‪ 110‬ب‪ -12 :‬ناية الورقة تتوي نفس‬
‫النص مثل ‪ II‬فرك‪ .‬عرب ‪ 655 :1‬ب‪.‬‬
‫ويبدو ان القطوع ف استمرارية النص وعناوين الفصول الذكورة ف الزء‬
‫أكملت ملحظات أخرى لبعض من النصوص ‪.‬‬

‫اللف الثالث‬
‫الجزاء الوجودة ف النسخة النقحة لبن اللحي لب السي البصري الت كتبها‬
‫هي "العتمد ف أصول الدين" عمل الخي يتوي على فصل واحد هو فصل‬
‫القارنة ف التصفح الحفوظ بالكامل ف ‪ II‬عرب ‪ ،655‬حيث تتعامل مع‬
‫موضوع‪ :‬إن ال قادر على الذي يعلمه ولن يفعله وما أعلنه بأنه لن يفعله‪...‬‬
‫ف مقدمته للمعتمد‪ ،‬يبي ابن اللحي أنه قد حذف بعض أدلة وحجج أب السي‬
‫البصري والت اعتبها إما ضعيفة أو زائدة عن الاجة‪ ،‬كما أنه أضاف بعضا من‬
‫حججه‪ ،‬ويبي النقاط الت يتلف فيها مع أب السي البصري‪ .‬إن مقارنة منهجية‬
‫بي النسختي للفصل ف التصفح وف العتمد‪ ،‬تتيح نظرة داخلية ف الوسيلة الت‬
‫اعتمدها ابن اللحي ف هذا السياق ف نصه النقّح‪ .‬علوة على ذلك إن القارنة‬
‫بي النصي يكن أن تبي إل أي مدى ت التنقيح على نسخة القرائي والتنقيح‬
‫الختلف الذي اعتمده ابن اللحي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إن الردود الكلمية ضد هذا مفوظة ف مموعة فيكوفيتش‪ ،‬علوة على ذلك‬
‫فإنا تتوي على أدلة أن أبا السي البصري قام بنفسه بكتابة أكثر من عمل‬
‫منقّح‪ .‬إن كاتب الردود الكلمية على أغلب الظن هو يوسف البصري‪ ،‬يذكر أنه‬
‫عندما تبن أبو السي البصري هذه المور وكتب كتابا بعنوان "تصفّح الدلة"‬
‫وبعدها كتاب "الكلم" فإن علماء الدين اتموه بالكفر‪ ،‬ويرد تبعا لذلك بعبارة‬
‫"بسب ما بلغن"‪.‬‬

‫من تراصف النسختي يصبح جليا أن الحتوى العام للفصل هو متطابق بي‬
‫"التصفح" و "العتمد"‪ .‬ففي مقطعي متتاليي يبي ابن اللحمي بصورة واضحة أن‬
‫يقتبس مباشرة من كتاب التصفح‪ .‬وعند اجراء مقارنة للقتباس الوجود ف نسخة‬
‫القرائي من كتاب "التصفح" يصبح واضحا إن النسختي ل تتلفان‪ .‬على أية‬
‫حال هناك تنوع نوي واستخدام كلمات بديلة‪ ،‬وهذا يدل على أن نسخة‬
‫التصفح تتلف إل حد ما عن النسخة الت بوزة ابن اللحي‪ ،‬وهذا المر مؤكد‬
‫ف العديد من الفصول‪ ،‬ويبي أن ابن اللحي نقل بصورة مباشرة من كتاب‬
‫التصفح دون إجراء أي تغيي ف الحتوى‪ ،‬أو الطول أو التركيب إل أنه امتنع من‬
‫القول علنية أنه اقتبس ف هذه الواقع أو تلك‪ .‬ويكن ملحظة ذلك ف الفصول‬
‫التية‪:‬‬
‫(‪8a, 9a, 9b, 9c, 10, 11d, 11e, ,6 ,2 ,1‬‬
‫‪ )12a, 15d, 17, 17b, 19‬وف مقاطع من كتاب ابن اللحي‪،‬‬
‫يلحظ أنه يتلف بصورة كبية عن نصوص كتاب "التصفح" من خلل تقابل‬
‫الدلة العروضة أو استبدال الجج لب السي البصري بأخرى خاصة به‪.‬‬
‫وتُلحظ هذه الالة ف الفصل السابع فيه‪ .‬إن القطع الول الذي يوجد فيه رأي‬
‫الصوم والرد عليه ف الفصل السابع‪ ،‬علوة على ذلك فإن معظم الجج‬
‫الوجودة ف "التصفح" ليس لا مقارنة ف كتاب ابن اللحي العتمد‪ ،‬حيث‬

‫‪14‬‬
‫يستخدم ابن اللحي الجج الربع فقط من كتاب التصفح (‪7h, 7i,‬‬
‫‪ )7k, 7m‬ف حي يعلّق على نسخة أبو السي البصري ويضيف حجة‬
‫مقابلة لا من عنده‪ .‬وينهي ابن اللحي القطع بالكامل بل إضاف يقول فيه‪ :‬أن أبا‬
‫السي البصري أعطى العديد من الدلة ف كتابه والدلة الت ذكرها هي الكثر‬
‫وضوحا بينها‪.‬‬

‫ف مقاطع أخرى يتصر ابن اللحي الجج لب السي البصري ويقوم‬


‫باقتطاعات بسيطة ف النص ف (‪11a, 11c, 15c, 16, 17a,‬‬
‫‪ ،)17b‬والقاطع الكثر حدة كانت ف (‪ .)8b, 12b, 12d‬وف‬
‫مواقع أخرى فإن خط الجج هو متشابه بي "التصفح" و"العتمد" لكن الختلف‬
‫بي النسختي كبي كما كانت عليه الالة ف القاطع القتبسة ف تلك القاطع‬
‫القارنة معها على سبيل الثال (‪9d, 11b, 12b, 13a,-5-3‬‬
‫‪ .)13c, 16, 18a‬وعلى كل‪ ،‬فإن الختلف الكبي بي النسختي‬
‫يوحي أن ابن اللحي يقوم ف تلك القاطع بصياغته الاصة والستقلة‪.‬‬

‫___________________‬

‫‪http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=203‬‬

‫‪15‬‬

You might also like