You are on page 1of 331

‫‪5‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫اللحاد الخميني‬
‫في أرض‬
‫الحرمين‬
‫أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي‬
‫الوادعي‬
‫‪6‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫إن ال مد ل نمده ون ستعينه ون ستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنف سنا‪،‬‬


‫وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده ال فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدًا عبده ورسوله‪.‬‬
‫﴿ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا ال حقّ تقاته ول توتنّ إلّ وأنتم مسلمون﴾‪.‬‬
‫﴿ياأيّهها النّاس اتّقوا ربّكهم الّذي خلقكهم مهن نفهس واحدة وخلق منهها‬
‫زوجها وب ثّ منهما رجالً كثيًا ونساءً واتّقوا ال الّذي تساءلون به والرحام‬
‫إنّ ال كان عليكم رقيبًا﴾‪.‬‬
‫﴿ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا اتّقوا ال وقولوا قولً سديدًا ي صلح ل كم أعمال كم‬
‫ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع ال ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا﴾‪.‬‬
‫أ ما ب عد‪ :‬فإن ال عز و جل يقول ف كتا به الكر ي‪﴿ :‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا‬
‫كونوا قوّام ي بالق سط شهداء ل ولو على أنف سكم أو الوالد ين والقرب ي إن‬
‫يكهن غنيّاه أو فقيًا فال أول بمها فل تتّبعوا الوى أن تعدلوا وإن تلووا أو‬
‫تعرضوا فإنّ ال كان با تعملون خبيًا‪.﴾1‬‬
‫ويقول سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّهها الّذيهن ءامنوا كونوا قوّاميه ل شهداء‬
‫بالقسهط ول يرمنّكهم شنآن قوم على أل تعدلوا اعدلوا ههو أقرب للتّقوى‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.135:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫واتّقوا ال إنّ ال خبي با تعملون‪.﴾1‬‬


‫ويقول سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ول يرمنّكهم شنآن قوم أن صهدّوكم عهن‬
‫هجد الرام أن تعتدوا وتعاونوا على البّ والتّقوى ول تعاونوا على الث ه‬
‫السه‬
‫والعدوان واتّقوا ال إنّ ال شديد العقاب‪.﴾2‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إ نّ ال يأ مر بالعدل والح سان وإيتاء ذي القر ب‬
‫وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون‪.﴾3‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قرب‪.﴾4‬‬
‫أ هل ال سنة أ سعد الناس بؤلء اليات و ما أشبه هن من الدلة‪ ،‬ف هم إن‬
‫كتبوا كتبوا ما لم وما عليهم‪ ،‬وإن خطبوا ذكروا ما لم وما عليهم‪ ،‬يلزمون‬
‫العدالة مهع القريهب والبعيهد‪ ،‬والعدو والصهديق‪ ،‬وإنهك إذا نظرت فه كتهب‬
‫الرح والتعديهل تدهها غايهة مهن العدالة‪ ،‬يرحون الرجهل إذا كان يسهتحق‬
‫الرح وإن كان رأسًا ف السنة‪ ،‬ويثنون على البتدع با فيه من الي إذا احتيج‬
‫إل ذلك‪ ،‬بلف أهل الهواء فإنّهم يثنون على من يوافقهم على بدعهم وإن‬
‫كان ل يساوي فل سًا‪ ،‬ويذمون من خالفهم وإن كان رأ سًا ف الدين‪ ،‬وأعظم‬
‫البتدع ي إطراءً ل ن وافق هم هم الراف ضة وال صوفية‪ ،‬وهكذا ف الذم ل ن‬
‫خالفهم‪ ،‬فمن ث ل يقبل أهل الرح والتعديل كلم هؤلء ف الرجال‪ ،‬بل ل‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.8:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.2:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.90:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.152:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪8‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يقبلون رواية الرافضة‪.‬‬


‫وإليك ما قاله شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال (ج ‪ 1‬ص ‪)59‬‬
‫من ((منهاج السنة))‪ :‬وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والسناد‬
‫على أن الرافضيية أكذب الطوائف‪ ،‬والكذب فيهييم قديييم‪ ،‬ولهذا كان‬
‫أئمة السلم يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب‪.‬‬
‫قال أبوحا ت الرازي‪ :‬سعت يو نس بن عبدالعلى يقول‪ :‬قال أش هب بن‬
‫عبدالعز يز‪ :‬سئل مالك عن الراف ضة؟ فقال‪ :‬ل تكلم هم ول ترو عن هم‪ ،‬فإنّ هم‬
‫يكذبون‪.‬‬
‫وقال أبوحاته‪ :‬حدثنها حرملة‪ .‬قال‪ :‬سهعت الشافعهي يقول‪ :‬ل أر أحدًا‬
‫أشهد بالزور من الرافضة‪.‬‬
‫وقال مؤ مل بن إهاب‪ :‬سعت يز يد بن هارون يقول‪ :‬نك تب عن كل‬
‫صاحب بدعة إذا ل يكن داعية‪ ،‬إل الرافضة فإنّهم يكذبون‪.‬‬
‫وقال ممد بن سعيد الصبهان‪ :‬سعت شريكًا يقول‪ :‬أحل العلم عن كل‬
‫من لقيت إل الرافضة فإنّهم يضعون الديث ويتخذونه دينًا‪ .‬وشريك هذا هو‬
‫شريك بن عبدال القاضي قاضي الكوفة من أقران الثوري وأب حنيفة‪ ،‬وهو‬
‫الذي يقول بلسانه‪ :‬أنا من الشيعة‪ .‬وهذه شهادته فيهم‪.‬‬
‫وقال أبومعاو ية‪ :‬سعت الع مش يقول‪ :‬أدر كت الناس و ما ي سمونم إل‬
‫الكذابيه ‪-‬يعنه أصهحاب الغية بهن سهعيد‪ -‬قال العمهش‪ :‬ول عليكهم أن‬
‫تذكروا هذا فإن ل آمنهم أن يقولوا‪ :‬إنا أصبنا العمش مع امرأة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وهذه آثار ثاب تة قد روا ها أبوعبدال بن بطة‪ 1‬ف ((البا نة ال كبى)) هو‬
‫وغيه وروى أبوالقاسهم الطهبان‪ :‬كان الشافعهي يقول‪ :‬مها رأيهت فه أههل‬
‫الهواء قومًا أشهد بالزور من الرافضة‪ .‬ورواه أيضًا من طريق حرملة‪ ،‬وزاد ف‬
‫ذلك‪ :‬مها رأيهت أشههد على ال بالزور مهن الرافضهة‪ .‬وهذا العنه وإن كان‬
‫صحيحًا فاللفظ الول هو الثابت عن الشافعي‪ ،‬ولذا ذكر الشافعي ما ذكره‬
‫أبوحنيفة وأصحابه أنه رد شهادة من عرف بالكذب كالطابية‪.‬‬
‫وردّ شهادة مهن عرف بالكذب متفهق عليهه بيه الفقهاء‪ ،‬وتنازعوا فه‬
‫شهادة سائر أهل الهواء هل تقبل مطلقًا أو ترد مطلقًا أو ترد شهادة الداعية‬
‫إل البدع؟ وهذا القول الثالث هو الغالب على أ هل الد يث‪ ،‬ل يرون الروا ية‬
‫عهن الداعيهة إل البدع ول شهادتهه‪ ،‬ولذا ل يكهن فه كتبههم المهات‬
‫كالصحاح‪ ،‬والسنن‪ ،‬والسانيد‪ ،‬الراوية عن الشهورين بالدعاء إل البدع وإن‬
‫كان في ها الروا ية ع من ف يه نوع من بد عة‪ ،‬كالوارج‪ ،‬والشي عة‪ ،‬والرجئة‪،‬‬
‫والقدرية‪ ،‬وذلك لنّهم ل يدعوا الرواية عن هؤلء للفسق كما يظنه بعضهم‪،‬‬
‫ولكن من أظهر بدعته وجب النكار عليه‪ ،‬بلف من أخفاها وكتمها‪ ،‬وإذا‬
‫و جب النكار عل يه كان من ذلك أن يه جر ح ت ينت هي عن إظهار بدع ته‪،‬‬
‫ومن هجْره ألّ يؤخذ عنه العلم‪ ،‬ول يستشهد‪.‬‬
‫وكذلك تنازع الفقهاء ف الصلة خلف أهل الهواء والفجور‪ ،‬منهم من‬
‫أطلق ال نع‪ ،‬والتحق يق أن ال صلة خلف هم ل ين هى عن ها لبطلن صلتم ف‬
‫نف سها‪ ،‬ل كن لنّ هم إذا أظهروا الن كر ا ستحقوا أن يهجروا‪ ،‬وألّ يقدموا ف‬

‫هو عبيدال متكلم فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪10‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ال صلة على ال سلمي‪ ،‬و من هذا الباب ترك عيادت م‪ ،‬وتشي يع جنائز هم‪ ،‬كل‬
‫هذا من باب الجر الشروع ف إنكار النكر للنهي عنه‪.‬‬
‫وإذا عرف أن هذا مهن باب العقوبات الشرعيهة علم أنهه يتلف باختلف‬
‫الحوال من قلة البد عة وكثرت ا‪ ،‬وظهور ال سنة وخفائ ها‪ ،‬وأن الشروع هو‬
‫التأليهف تارة‪ ،‬والجران أخرى‪ ،‬كمها كان النهب ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬يتألف أقوامًا من الشرك ي‪ ،‬و من هو حد يث ع هد بال سلم‪ ،‬و من‬
‫ياف عليه الفتنة‪ ،‬فيعطى الؤلفة قلوبم ما ل يعطي غيهم‪ .‬وقال ف الديث‬
‫الصحيح‪(( :‬إن أع طي رجالً والذي أدع أح بّ إلّ من الذي أع طي‪ ،‬أعطي‬
‫رجالً لا ف قلوبم من اللع والزع‪ ،‬وأدع رجالً لا جعل ال ف قلوبم من‬
‫الغ ن وال ي‪ ،‬من هم‪ :‬عمرو بن تغلب))‪ .‬وقال‪(( :‬إ ن لع طي الرّ جل وغيه‬
‫أحبّ إلّ منه‪ ،‬خشية أن يكبّه ال ف النّار على وجهه))‪ .‬أو كما قال‪.‬‬
‫وكان يه جر ب عض الؤمن ي‪ ،‬ك ما ه جر الثل ثة الذ ين تلفوا عن غزوة‬
‫تبوك‪ ،‬لن القصهود دعوة اللق إل طاعهة ال بأقوم طريهق‪ ،‬فيسهتعمل الرغبهة‬
‫ح يث تكون أ صلح‪ ،‬والره بة ح يث تكون أ صلح‪ ،‬و من عرف هذا تبي له أن‬
‫من رد الشهادة والروا ية مطلقًا من أ هل البدع التأول ي‪ ،‬فقوله ضع يف‪ ،‬فإن‬
‫السلف قد دخلوا بالتأويل ف أنواع عظيمة‪.‬‬
‫ومن جعل الظهرين للبدعة أئمة ف العلم والشهادة ل ينكر عليهم بجر‬
‫ول ردع‪ ،‬فقوله ضعيهف أيضًها‪ ،‬وكذلك مهن صهلى خلف الظههر للبدع‬
‫والفجور من غي إنكار عليه ول استبدال به من هو خي منه مع القدرة على‬
‫ذلك‪ ،‬فقوله ضع يف‪ ،‬وهذا ي ستلزم إقرار الن كر الذي يبغ ضه ال ور سوله مع‬
‫‪11‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫القدرة على إنكاره‪ ،‬وهذا ل يوز‪.‬‬


‫و من أو جب العادة على كل من صلى خلف ذي فجور وبد عة فقوله‬
‫ضعيهف‪ ،‬فإن السهلف والئمهة مهن الصهحابة والتابعيه صهلوا خلف هؤلء‬
‫وهؤلء‪ ،‬لا كانوا ولة عليهم‪ ،‬ولذا كان من أصول أهل السنة أن الصلة الت‬
‫تقيمهها ولة المور تصهلى خلفههم على أي حالة كانوا‪ ،‬كمها يجه معههم‪،‬‬
‫ويغزى معهم‪ ،‬وهذه المور مبسوطة ف غي هذا الوضع‪.‬‬
‫والقصهود هنها أن العلماء كلهضم متفقون على أن الكذب فض الرافضضة‬
‫أظهر منه ف سائر الطوائف من أهل القبلة‪ ،‬ومن تأمل كتب الرح والتعديل‬
‫ال صنفة ف أ ساء الرواة والنقلة وأحوال م م ثل ك تب ي ي بن سعيد القطان‪،‬‬
‫وعلي بن الدين‪ ،‬ويي بن معي‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأب زرعة‪ ،‬وأب حات الرازي‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬وأب حات بن حبان‪ ،‬وأب أحد بن عدي‪ ،‬والدارقطن‪ ،‬وإبراهيم بن‬
‫يعقوب الوزجا ن ال سعدي‪ ،‬ويعقوب بن سفيان الف سوي‪ ،‬وأح د بن صال‬
‫العجلي‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬وممد بن عبدال بن عمار الوصلي‪ ،‬والاكم النيسابوري‪،‬‬
‫والافظ عبدالغن بن سعيد الصري‪ ،‬وأمثال هؤلء الذين هم جهابذة ونقاد‪،‬‬
‫وأ هل معر فة بأحوال ال سناد‪ ،‬رأى العروف عند هم الكذب ف الشي عة أك ثر‬
‫من هم ف ج يع الطوائف‪ ،‬ح ت إن أ صحاب ال صحيح كالبخاري ل يرووا عن‬
‫أحد من قدماء الشيعة مثل‪ :‬عاصم بن ضمرة‪ ،‬والارث العور‪ ،‬وعبدال بن‬
‫سلمة وأمثال م‪ ،‬مع أن هؤلء من خيار الشي عة‪ ،‬وإن ا يروون عن أ هل الب يت‬
‫كال سن وال سي وم مد بن النف ية وكات به عبيدال بن أ ب را فع أو عن‬
‫أ صحاب ا بن م سعود ك عبيدة ال سلمان‪ ،‬والارث بن ق يس‪ ،‬أو ع من يش به‬
‫‪12‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هؤلء‪ ،‬وهؤلء أئ مة الن قل ونقاده من أب عد الناس عن الوى وأ خبهم بالناس‬


‫وأقولم بالق ل يافون ف ال لومة لئم‪.‬اهه‪ ‬كلم شيخ السلم رحه ال‪.‬‬
‫هذا وباه أنّهها قهد سهاءت ظنون الجتمهع بالكاتهبي والطباء‪ ،‬بسهبب‬
‫الدعايات اللعو نة من الشيوعي ي‪ ،‬والبعثي ي‪ ،‬والنا صريي‪ ،‬والشي عة‪ ،‬فإذا رأوا‬
‫الرجل يطب م ّذرًا من الرافضة قالوا‪ :‬هذا مدفوع من قبل البعثيي‪ ،‬فإن أذكر‬
‫إخوا ن ال سلمي بقول ال عز و جل‪﴿ :‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا اجتنبوا كثيًا من‬
‫ال ّظنّ إنّ بعض ال ّظنّ إث‪.﴾1‬‬
‫وقال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)484‬حدّثنها عبدال بهن‬
‫يو سف‪ ،‬أخبنا مالك‪ ،‬عن أ ب الزّناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة ر ضي ال‬
‫ع نه أ نّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪(( :‬إيّا كم والظّ نّ‪،‬‬
‫ّنه أكذب الديهث‪ ،‬ول تسهّسوا‪ ،‬ول تسهّسوا‪ ،‬ول تناجشوا‪ ،‬ول‬ ‫فإنه الظ ّ‬
‫ّ‬
‫تاسدوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانًا))‪.‬‬
‫الذي ل يعلم أن أمري كا ورو سيا تريدان القضاء على ال سلم وال سلمي‬
‫فهو مغفل أشبه بالبهائم‪ ،‬فكيف يرجى منهما أن يساعدا الدعاة إل ال وهم‬
‫رءوس السهلمي وحاة السهلم‪ ،‬وقهل أن يدخهل أعداء السهلم بلدة إل‬
‫ويبدءون بصاد العلماء والفكرين السلميي‪ ،‬بل يوعزون إل الكومات الت‬
‫تطيع هم بالقضاء على الدعوات‪ ،‬ويوهون ا أنّ ها تش كل خطرًا على الجت مع‪،‬‬
‫وكذبوا‪ ،‬فالدعاة إل ال دعاة إل ال وليسوا دعاة فت وإراقة للدماء‪ ،‬وإنا هم‬
‫دعاة إ صلح يرون عمل هم الذي يقومون به أر فع من الكرا سي والنا صب‪،‬‬
‫سورة الجرات‪ ،‬الية‪.12:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ك ما يقول ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬و من أح سن قولً مّن د عا إل ال وع مل‬


‫صالًا وقال إنّن من السلمي‪.﴾1‬‬
‫ويرون الناصهب وال سلمون على هذه الالة عذابًا على أ صحابا‪ ،‬لكثرة‬
‫اليانات والطمهههع والنقلبات‪ ،‬ول يرون أن أحدًا يشارك الدعاة إل ال‬
‫الامع ي ب ي العلم والع مل ف ال ي الذي هم ف يه إل من وفّق ل ثل ما هم‬
‫فيه‪﴿ :‬يرفع ال الّذين ءامنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات‪.﴾2‬‬
‫فالعلم عندنا أرفع من اللك والرئاسة‪ ،‬والمد ل الذي هدانا لذا وما كنا‬
‫لنهتدي لول أن هدانا ال‪.‬‬
‫هذا وأما حكام السلمي نسأل ال أن يصلحهم فإنّهم ف واد والدعاة إل‬
‫ال ف واد‪ ،‬الكام يهم هم الحاف ظة على كرا سيهم‪ ،‬والدعاة إل ال يهم هم‬
‫إ صلح الجت مع والدفاع عن ال سلم‪ ،‬ويتقربون إل ال بما ية الد ين والذب‬
‫عن حياضه أن يلوثها أعداء السلم‪ ،‬ويسألون ال أن يصلح حكام السلمي‬
‫فإنّ هم قد ابتلوا بالدعاة إل ال‪ ،‬وابتلي ب م الدعاة إل ال‪ ،‬ول ي صلح الم يع‬
‫إل التحاكهم إل كتاب ال وسهنة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ ،-‬ول تزول النفرة ال ت بين هم إل بالعت صام بكتاب ال‪ ،‬وتك يم شرع‬
‫ال‪ ،‬وفق ال الميع لذلك‪.‬‬
‫وإياك إياك أن تظن أن ألفت هذا الكتاب من أجل صدام البعثي اللحد‪،‬‬
‫فمعاذ ال‪ ،‬فحزب الب عث كا فر‪ ،‬و ما كان الدعاة إل ال ليكونوا آلة يومًا من‬
‫سورة فصلت‪ ،‬الية‪.33:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة الجادلة‪ ،‬الية‪.11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪14‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الدههر لعداء ال‪ ،‬ولكنه ألّفتهه غضبًا ل وتذيرًا لخوانه أههل السهنة مهن‬
‫الزالق‪ ،‬وسيأت إن شاء ال بيان السبب الذي ألفته من أجله‪.‬‬
‫والدعاة إل ال وإل كتاب ال وسنة رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬مبتلون بالتّهامات إذا خالفوا الناس وابتغوا الدليهل‪ ،‬وإليهك مها قاله‬
‫المام الشا طب رح ه ال ف ((العت صام)) متوجعًا من أ هل ع صره‪ ،‬ب سبب‬
‫مالفتهه الناس فيمها يراه حقًا‪ .‬قال رحهه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)27‬ورباه ألوا فه‬
‫تقب يح ما وج هت إل يه وجه ت ب ا تشمئز م نه القلوب‪ ،‬أو خرجوا بالن سبة إل‬
‫ب عض الفرق الار جة عن ال سنة شهادة ستكتب وي سألون عن ها يوم القيا مة‪،‬‬
‫فتارةً نسبْت إل القول بأن الدعاء ل ينفع ول فائدة فيه‪ ،‬كما يعزي إل بعض‬
‫الناس بسبب أن ل ألتزم الدعاء بيئة الجتماع ف أدبار الصلة حالة المامة‪،‬‬
‫وسيأت ما ف ذلك من الخالفة للسنة وللسلف الصال والعلماء‪.‬‬
‫وتارةً ن سبْت إل الر فض وب غض ال صحابة ر ضي ال عن هم ب سبب أ ن ل‬
‫ألتزم ذ كر اللفاء الراشد ين من هم ف الط بة على ال صوص إذ ل ي كن ذلك‬
‫شأن أ حد من ال سلف ف خطب هم‪ ،‬ول ذكره أ حد من العلماء الع تبين ف‬
‫أجزاء الطب‪ ،‬وقد سئل (أصبغ) عن دعاء الطيب للخلفاء التقدمي فقال‪:‬‬
‫هو بد عة ول ينب غي الع مل به‪ ،‬وأح سنه أن يد عو للم سلمي عا مة‪ .‬ق يل له‪:‬‬
‫فدعاؤه للغزاة والرابط ي؟ قال‪ :‬ما أرى به بأ سًا ع ند الا جة إل يه‪ ،‬وأ ما أن‬
‫يكون شيئًا يصمد له ف خطبته دائمًا فإن أكره ذلك‪ .‬ونص أيضًا عزالدين بن‬
‫عبدالسلم على أن الدعاء للخلفاء ف الطبة بدعة غي مبوبة‪.‬‬
‫وتارة أضاف إل القول بواز القيام على الئ مة‪ ،‬و ما أضافوه إل من عدم‬
‫‪15‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ذكري لم ف الطبة‪ ،‬وذكرهم فيها مدث ل يكن عليه من تقدم‪.‬‬


‫وتارة أحل على التزام الرج والتنطع ف الدين‪ ،‬وإنا حلهم على ذلك أن‬
‫التزمت ف التكليف والفتيا المل على مشهور الذهب اللتزم‪ 1‬ل أتعداه‪ ،‬وهم‬
‫يتعدونه ويفتون با يسهل على السائل ويوافق هواه‪ ،‬وإن كان شاذًا ف الذهب‬
‫اللتزم أو فه غيه‪ ،‬وأئمهة أههل العلم على خلف ذلك‪ ،‬وللمسهألة بسهط فه‬
‫كتاب ((الوافقات))‪.‬‬
‫وتارةً ن سبت إل معاداة أولياء ال و سبب ذلك أ ن عاد يت ب عض الفقراء‬
‫البتدعي الخالفي للسنة‪ ،‬النتصبي بزعمهم لداية اللق‪ ،‬وتكلمت للجمهور‬
‫على جلة من أحوال هؤلء الذين نسبوا أنفسهم إل الصوفية ول يتشبهوا بم‪.‬‬
‫وتارة نسبت إل مالفة السنة والماعة بناء منهم على أن الماعة الت أمر‬
‫باتباعها ‪-‬وهي الناجية‪ -‬ما عليه العموم‪ ،‬ول يعلموا أن الماعة ما كان عليه‬
‫النهب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬وأصهحابه والتابعون لمه بإح سان‪.‬‬
‫وسيأت بيان ذلك بول ال‪.‬‬
‫وكذبوا عل يّ ف ج يع ذلك أو وهوا وال مد ل على كل حال‪ ،‬فك نت‬
‫على حالة تشبه حالة المام الشهي عبدالرحن بن بطة الافظ مع أهل زمانه إذ‬
‫حكى عن نفسه فقال‪ :‬عجبت من حال ف سفري وحضري مع القربي من‬
‫والبعد ين‪ ،‬والعارف ي والنكر ين‪ ،‬فإ ن وجدت ب كة وخرا سان وغيه ا من‬
‫الماكن أكثر من لقيت با موافقًا أو مالفًا دعان إل متابعته على ما يقوله‪،‬‬
‫وتصهديق قوله والشهادة له‪ ،‬فإن كنهت صهدقته فيمها يقول وأجزت له ذلك‬
‫الواجب أن يلتزم ف الفتوى با يقتضيه الدليل ل ما يقتضيه الذهب اللتزم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪16‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪-‬كما يفعله أهل هذا الزمان‪ -‬سان موافقًا‪ ،‬وإن وقفت ف حرف من قوله أو‬
‫ف شيء من فعله سان مالفًا‪ ،‬وإن ذكرت ف واحد منها أن الكتاب بلف‬
‫ذلك وارد سان خارجيّ ا‪ ،‬وإن قرأت عل يه حديثًا ف التوح يد سان مشبّهًا‪،‬‬
‫وإن كان ف الرؤية سان ساليّا‪ ،‬وإن كان ف اليان سان مرجئيّا‪ ،‬وإن كان‬
‫فه العمال سهان قدريّاه‪ ،‬وإن كان فه العرفهة سهان كراميّاه‪ ،‬وإن كان فه‬
‫فضائل أ ب ب كر وع مر سان نا صبيّا‪ ،‬وإن كان ف فضائل أ هل الب يت سان‬
‫رافضيّا‪ ،‬وإن سكت عن تفسي آية أو حديث فلم أجب فيهما إل بما سان‬
‫ظاهريّا‪ ،‬وإن أجبت بغيها سان باطنيّا‪ ،‬وإن أجبت بتأويل سان أشعريّا‪ ،‬وإن‬
‫جحدت ما سان معتزليّ ا‪ ،‬وإن كان ف ال سنن م ثل القراءة سان شفعويّ ا‪ ،‬وإن‬
‫كان ف القنوت سان حنفيّ ا‪ ،‬وإن كان ف القرآن سان حنبليّ ا‪ ،‬وإن ذكرت‬
‫رجحان ما ذ هب كل وا حد إل يه من الخبار ‪-‬إذ ل يس ف ال كم والد يث‬
‫ماباة‪ -‬قالوا‪ :‬طعن ف تزكيتهم‪.‬‬
‫ثه أعجهب مهن ذلك أنّههم يسهمونن فيمها يقرءون علي مهن أحاديهث‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ما يشتهون من هذه ال سامي‪،‬‬
‫ومهما وافقت بعضهم عادان غيه‪ ،‬وإن داهنت جاعتهم أسخطت ال تبارك‬
‫وتعال‪ ،‬ولن يغنوا عن من ال شيئًا‪ ،‬وإن مستمسك بالكتاب والسنة وأستغفر‬
‫ال الذي ل إله إل هو وهو الغفور الرحيم‪ .‬اهه‬
‫أما السبب الذي حلن على تأليف هذا الكتاب فهو أن لا انتهيت من‬
‫كتاب ((إرشاد ذوي الفطهن لبعاد غلة الروافهض مهن اليمهن)) أردت أن‬
‫أستريح من الكتابة يومًا أو يومي‪ ،‬ث أعود إل بثي الذي أنا مستمر فيه وهو‬
‫‪17‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫((الصحيح السند ما ليس ف الصحيحي‪ ))1‬فأخذت الزء الول من ((العقد‬


‫الثمي ف تاريخ البلد المي)) للمام تقي الدين ممد بن أحد السن الفاسي‬
‫ال كي رح ه ال‪ ،‬فقرأت الباب الثا من والثلث ي ف ذ كر ش يء من الوادث‬
‫التعل قة ب كة ف ال سلم‪ ،‬و ها أ نا أ سوق الباب كله لتشارك ن في ما أفزع ن‬
‫وحلن على تأليف هذا الكتاب‪.‬‬
‫قال رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪:)183‬‬
‫الباب الثامن والثلثون‪:‬‬
‫ف ذكر شيء من الوادث التعلقة بكة ف السلم‬
‫ل ريب ف كثرة الخبار ف هذا العن وأكثر ذلك خفي علينا لعدم العناية‬
‫بتدوي نه ف كل و قت‪ ،‬و قد سبق م ا علمناه أمور كثية ف موا ضع من هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬ويأت إن شاء ال تعال شيء من ذلك بعد هذا الباب‪.‬‬
‫والقصهود ذكره فه هذا الباب‪ :‬أخبار تتعلق بالجاج لاه تعلق بكهة‪ ،‬أو‬
‫باديتها‪ ،‬وحج جاعة من اللفاء واللوك ف حال وليتهم ومن خطب له بكة‬
‫من اللوك وغي هم ف خل فة ب ن العباس و ما جرى ب سبب الط بة ب كة ب ي‬
‫ملوك مصر والعراق‪ ،‬وما أسقط من الكوسات التعلقة بكة‪.‬‬
‫فمن الخبار القصود ذكرها هنا‪ :‬أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه حج‬
‫بالناس سنة اثنت عشرة من الجرة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الفاروق عمر بن الطاب رضي ال عنه حج بالناس ف جيع‬

‫والمد ل يسر ال طبعه‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪18‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫خلفته إل السنة الول منها‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن ذا النورين عثمان بن عفان رضي ال عنه حج بالناس ف جيع‬
‫خلفته إل ف السنة الول والخية‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة أربع ي من الجرة‪ ،‬وقف الناس بعرفة ف اليوم الثامن‬
‫مهن ذي الجهة وضحوا فه اليوم التاسهع‪ ،‬وليهس كل إنسهان اتفهق له ذلك‪،‬‬
‫والذين اتفق لم ذلك طائفة كانوا مع الغية بن شعبة رضي ال عنه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن معاوية بن أب سفيان رضي ال عنهما حج بالناس سنتي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن عبدال بن الزبي رضي ال عنهما حج بالناس ف جيع خلفته‬
‫إل ال سنة الخية من ها‪ ،‬و هي سنة اثنت ي و سبعي ل صر الجاج بن يو سف‬
‫الثق في له في ها‪ ،‬و حج بالناس سنة ثلث و ستي‪ ،‬فيكون ح جه بالناس ت سعًا‬
‫بتقدي التاء‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن عبداللك بن مروان حج بالناس سنتي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الوليد بن عبداللك حج بالناس سنتي على ما قيل‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن سهليمان بهن عبداللك حهج بالناس مرة‪ ،‬وكذلك أخوه هشام‬
‫ابن عبداللك‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة تسع وعشرين ومائة واف بعرفة أبوحزة الارجي على‬
‫غفلة من الناس فخافوا م نه ف سأله عا مل م كة ف ال سألة‪ ،‬فو قع التفاق على‬
‫أنّ هم جيعًا آمنون ح ت ينق ضي ال ج‪ ،‬ث ا ستول ‪-‬بغ ي قتال‪ -‬أبوحزة على‬
‫مكة بعد الج‪ ،‬لفرار عاملها عنها‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومنهضا‪ :‬أن أبها جعفهر النصهور ثانه اللفاء العباسهيي حهج بالناس أربهع‬
‫سني‪ ،‬ورام الج ف سنة ثان وخسي فما ناله لوته ببئر ميمون ظاهر مكة‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن الهدي بهن النصهور العباسهي حهج بالناس سهنة سهتي ومائة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه حج بالناس سنة أربع وستي أيضًا‪.‬‬
‫وف حجته الول‪ :‬أنفق ف الرمي أموالً عظيمة‪ .‬يقال‪ :‬إنّها ثلثون ألف‬
‫ألف در هم و صل ب ا من العراق‪ ،‬وثلثائة ألف دينار و صلت إل يه من م صر‪،‬‬
‫ومائتا ألف وصلت إليه من اليمن‪ ،‬ومائة ألف ثوب وخسون ألف ثوب‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن الرش يد هارون بن الهدي العبا سي حج بالناس ت سع ح جج‬
‫‪-‬بتقدم التاء‪ -‬ول يجه بعده خليفهة مهن العراق‪ ،‬إل أن الذههب ذكهر فه‬
‫((العب)) ف أخبار سنة اثنت عشرة ومائتي‪ :‬أن الأمون بن هارون الرشيد حج‬
‫ف هذه ال سنة‪ ،‬ول أر ذلك لغيه وال أعلم‪ .‬وفرّق الرش يد ف حجا ته أموالً‬
‫كثية جدًا ف الرمي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة تسع وتسعي ومائة وقف الناس بعرفة بل إمام‪ ،‬وصلوا‬
‫بل خط بة‪ ،‬لفرار أم ي م كة عن ها متخوفًا من ح سي الف طس العلوي‪ ،‬وكان‬
‫وصوله إل مكة ف آخر يوم عرفة‪ ،‬وبا وقف ليلً‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن فه سهنة مائتيه مهن الجرة نبه الجاج بسهتان ابهن عامهر‬
‫وأخذت ك سوة الكع بة ث ا ستنقذها اللودي مع كث ي من الموال النهو بة‬
‫وب ستان ا بن عا مر هو ب طن نلة‪ ،‬على ما ذ كر أبوالف تح ا بن سيد الناس ع ند‬
‫ذكر سرية عبدال بن جحش رضي ال عنه إل نلة‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة إحدى وخ سي ومائت ي ل ي قف الناس بعر فة ل ليلً‬


‫ول نارًا‪ ،‬لن إساعيل بن يوسف العلوي واف الوقف بعرفة ف يومها‪ .‬وقتل‬
‫من الجاج نو ألف ومائة وسلب الناس‪ ،‬وهرب الناس إل مكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة خس وتسعي ومائتي وقع بن قتال بي الجناد وبي‬
‫عج بن حاج أم ي م كة لطلب هم جائزة بي عة القتدر‪ ،‬فق تل من هم جا عة‪ ،‬و فر‬
‫الناس إل بستان ابن عامر‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن فه سهنة سهبع عشرة وثلثائة وافه مكهة أبوطاههر القرمطهي‬
‫فأسرف ف قتل الجاج وأسرهم‪ ،‬مع هتكه لرمة الكعبة‪ .‬وذلك أنه قتل ف‬
‫ال سجد الرام ن و ألف وسبعمائة من الرجال والن ساء و هم متعلقون بالكعبة‬
‫وردم بم زمزم وفرش بم السجد وما يليه‪ .‬وقتل ف سكك مكة وشعابا من‬
‫أهل خراسان والغاربة وغيهم زهاء ثلثي ألفًا‪ ،‬وسب من النساء والصبيان‬
‫مثل ذلك‪ ،‬وقد بطل الج من العراق بسبب القرمطي ثلث سني متوالية من‬
‫هذه السنة‪ ،‬وبطل بعد ها سني كثية ف ع شر الثلث ي‪ ،‬وف ع شر الربع ي‪،‬‬
‫وأوضح نا هذه ال سني ف أ صل هذا الكتاب ول يس كل البطالة في ها ل جل‬
‫القرمطي‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة إحدى وأربع ي وثلثائة أو ف ال ت قبل ها جرى قتال‬
‫ب ي أ صحاب ا بن ط غج والعراقي ي ب سبب الط بة ب كة‪ ،‬وجرى م ثل ذلك ف‬
‫سنة اثنتي وأربعي‪ ،‬وف سنة ثلث وأربعي‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أع ن سنة ثلث ‪-‬خ طب ب كة والجاز ل عز الدولة ولوالده عز‬
‫الدولة بتيار‪ ،‬وبعدههم لبهن طغهج‪ .‬وذكهر بعضههم أن فه هذه السهنة منهع‬
‫‪21‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أصحاب معز الدولة أصحاب الخشيد من الصلة بن والطبة‪ ،‬وأن أصحاب‬


‫الخشيد منعوا أصحاب معز الدولة الدخول إل مكة والطواف‪ .‬انتهى بالعن‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن كافور الخشيدي صهاحب مصهر كان يدعهى له على النابر‬
‫بكة والجاز أجع ‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن فه سهنة ثان وخسهي وثلثائة خطهب بالرميه واليمهن‬
‫لصاحب مصر العز العبيدي وقطعت خطبة بن العباس‪ ،‬وفيها فرّق قائد من‬
‫جهته أموالً عظيمة ف الرمي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة تسع وخسي وثلثائة خطب بكة للقرامطة الجرتي‬
‫مع الطيع العباسي قطعت خطبة العز من مكة وخطب له بالدينة‪ ،‬وخطب‬
‫للمطيع بظاهرها ث خطب للمعز بالرمي ف الوسم سنة ثلث وستي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة خس وستي خطب بالرمي لصاحب مصر العزيز بن‬
‫ال عز ال عبيدي وضيّق جي شه بال صار في ها على أ هل م كة‪ ،‬ودا مت الط بة له‬
‫ولولده ولولد ولده‪ ،‬ولولد ولد ولده نو مائة سنة كما سيأت مبينًا إن شاء ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة ست وستي وثلثائة حجت جيلة بنت ناصر الدولة‬
‫ابن حدان حجًا يضرب به الثل ف التجمل وأفعال الب‪ ،‬لنه كان معها على‬
‫ما ق يل‪ :‬أربعمائة كجاوة فلم يدر ف أي ها هي‪ ،‬لت ساويها ف ال سن والزي نة‪،‬‬
‫ونثرت على الكعبة لا رأتْها‪- .‬وقيل‪ :‬لا دخلتها‪ -‬عشرة آلف دينار‪ ،‬وأغنت‬
‫الجاورين بالرمي‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة أر بع عشرة وأربعمائة ح صل ف الجاج ق تل ون ب‬


‫بكهة وبظاهرهها‪ ،‬وسهبب ذلك‪ :‬أن بعهض اللحدة ترأ على الجهر السهود‬
‫فضربهه ثلث ضربات بدبوس فقتهل وقطّع وأحرق وقتهل منه اتّههم بعاونتهه‬
‫جا عة وك ثر الن هب ف الغار بة وال صريي وغي هم‪ ،‬وهذه الاد ثة أب سط من‬
‫هذا ف أصله‪ ،‬وذكرها الذهب ف سنة ثلث عشرة ونقل ذلك عن غيه وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة خس وخسي وأربعمائة‪ :‬حج علي بن ممد الصليحي‬
‫صاحب اليمن وملك فيها مكة‪ ،‬وفعل فيها أفعالً حيدة من العدل والحسان‬
‫وم نع الف سدين‪ ،‬فآ من الناس أمنًا ل يعهدوه ورخ صت ال سعار لمره بلب‬
‫‪1‬‬
‫القوات وكثر الثناء عليه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة اثنتي وستي وأربعمائة‪ :‬أعيدت الطبة العباسية بكة‬
‫وخطب با للقائم عبدال العباسي ث للسلطان البارسلن السلجوقي‪.‬‬
‫وذكر ابن كثي ما يقتضي أن الطبة العباسية أعيدت بكة ف سنة سبع‬
‫وخسي‪.‬‬
‫وذكهر بعهض مشاينها مها يقتضهى أن ذلك وقهع فه سهنة ثان وخسهي‬
‫وأربعمائة‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن فه سهنة سهبع وسهتي أعيدت الطبهة بكهة لصهاحب مصهر‬
‫ال ستنصر ال عبيدي ث خ طب للمقتدر العبا سي ب كة ف ذي ال جة سنة ثان‬
‫‪ ‬هذا ل ينف عه و هو خبيث العقيدة باط ن‪ ،‬و قد تكلم نا على الباطن ية ف كتاب نا إرشاد ذوي‬ ‫‪1‬‬
‫الفطن لبعاد غلة الروافض من اليمن ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫و ستي‪ .‬ث أعيدت الط بة ل صاحب م صر ف سنة سبعي‪ ،‬ث أعيدت الط بة‬
‫للمقتدر ف سنة اثني وسبعي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه خطب بكة للسلطان ممود بن السلطان ملكشاه السلجوقي‬
‫ف سنة خس وثاني وأربعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه خطب ف الرمي لخيه السلطان سنجر بن السلطان ملكشاه‬
‫السلجوقي‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة تسع وثلثي وخسمائة‪ :‬نب الجاج العراقيون وهم‬
‫يطوفون ويصلون ف السجد الرام لوحشة كانت بي أمي الاج العراقي ف‬
‫نظر الادم‪ ،‬وأمي مكة هاشم بن فليتة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ال سلطان نور الد ين ممود بن زن كي صاحب دم شق وغي ها‬
‫حج ف سنة ست وخسي وخسمائة‪ ،‬ث خطب له بكة بعد استيلء العظم‬
‫توران شاه بن أيوب أخي السلطان صلح الدين يوسف بن أيوب على اليمن‪،‬‬
‫وا ستيلؤه عل يه كان ف سنة ثان و ستي وخ سمائة‪ ،‬وق يل‪ :‬ف سنة ت سع‬
‫وستي وخسمائة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة سبع وخ سي وخ سمائة ن ب أ هل م كة للحجاج‬
‫العراقيي نو ألف جل لفتنة كانت بي الفريقي‪ ،‬قتل فيها جاعة منهما وعاد‬
‫جاعة من الجاج قبل تام حجهم‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة إحدى و ستي وخ سمائة أع في الجاج من ت سليم‬
‫الكهس كرامهة لعمران بهن ممهد بهن الذريهع اليامهي المدانه صهاحب عدن‬
‫‪24‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫لو صول تابو ته في ها إل م كة من عدن‪ ،‬وإن ا ح ل إل م كة لشغ فه ف حيا ته‬


‫بالج فأحضر ف مشاعره وصلي عليه خلف القام ودفن بالعلة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن الجاج مكثوا بعر فة إل ال صباح خوفًا من فت نة كا نت ب ي‬
‫عيسى بن فليتة ‪-‬أمي مكة‪ -‬وأخيه مالك بن فليتة وذلك ف سنة خس وستي‬
‫وخ سمائة‪ ،‬وبات الجاج العراقيون بعر فة أيضًا ف سنة سبعي وخ سمائة‪،‬‬
‫وهذا لنّهم إنا وصلوا إل عرفة ف يومها‪.‬‬
‫يوفه أكثهر الجاج‬
‫ّ‬ ‫ومنهضا‪ :‬أن فه سهنة إحدى وسهبعي وخسهمائة ل‬
‫العراقيي الناسك لنّهم ما باتوا بزدلفة وما نزلوا بن‪ ،‬ونزلوا البطح ف يوم‬
‫النحر‪ ،‬وسبب ذلك فتنة عظيمة كانت بي طاشتكي أمي الاج العراقي وبي‬
‫مكثر بن عيسى بن فليتة أمي مكة ظفر فيها طاشتكي وأمر بدم القلعة الت‬
‫كانت بكة لكثر على أب قبيس‪ ،‬ونبت أموال كثية‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة اثنتي وسبعي وخسمائة‪ :‬أبطل السلطان صلح الدين‬
‫يو سف بن أيوب ال كس الأخوذ من الجاج ف الب حر إل م كة على طر يق‬
‫عبدان‪ ،‬وكان ذلك معلومًا لم ي م كة‪ ،‬فعو ضه ال سلطان صلح الد ين عن‬
‫ذلك أل في دينار وألف أردب ق مح‪ ،‬وإقطاعات ب صعيد م صر وج هة الي من‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه عوضه عن ذلك مبلغ ثانية آلف أردب قمح يمل إليه كل عام إل‬
‫ساحل جدة‪ .‬وال أعلم‪ .‬انتهى‬
‫وكان يطب بكة للسلطان صلح الدين الذكور بعد مكثر بن عيسى بن‬
‫فليتة أمي مكة‪ ،‬وما علمت ابتداء وقت الطبة له بكة وال أعلم‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن جا عة من الجاج و هم أرب عة وثلثون نفرًا ماتوا ف الكع بة‬
‫‪25‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫العظمة من الزحام‪ ،‬ف سنة إحدى وثاني وخسمائة‪.‬‬


‫ومن ها‪ :‬أن ف يوم عر فة من سنة ثلث وثان ي وخ سمائة تارب ب عض‬
‫الجاج الشاميي والعراقيي ف عرفة‪ ،‬فغلب العراقيون الشاميي‪ ،‬وقتلوا منهم‬
‫جاعة ونبوهم‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة ثان و ستمائة ح صل ف الجاج العراقي ي ق تل ون ب‬
‫فا حش‪ ،‬ح ت ق يل‪ :‬إ نه أ خذ من الال والتاع وغيه ما قيم ته أل فا ألف دينار‪.‬‬
‫حكى ذلك أبوشامة‪ ،‬وكانت هذه البلية بكة ومن‪ ،‬وهي بن أعظم‪ .‬وذكر‬
‫ابن مفوظ‪ :‬أنه كان بي العراقيي وأهل مكة فتنة بن ف سنة سبع وستمائة‪،‬‬
‫ول أر ما يدل لذلك‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن صاحب دمشق العظم عيسى بن العادل أب بكر بن أيوب حج‬
‫ف سنة إحدى عشرة وستمائة‪ ،‬وتصدق فيها بالرمي صدقة كبية‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أ نه كان ي طب ب كة لوالده اللك ال سلطان العادل أ ب ب كر بن‬
‫أيوب أخي السلطان صلح الدين يوسف بن أيوب صاحب مصر والشام‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة سبع عشرة وستمائة‪ :‬منع صاحب مكة حسن بن قتادة‬
‫الجاج العراقيي من دخول مكة‪ ،‬ث أذن لم ف ذلك‪ ،‬بعد قتل أصحابه لمي‬
‫الاج العراقي اقباش الناصري ملوك الليفة الناصر لدين ال‪ ،‬لتّهامه بأنه يريد‬
‫أن يول راجح بن قتادة أخا حسن مكة عوضه‪.‬‬
‫وكان ح سن متوليّ ا ل ا ب عد أبيه ما قتادة‪ ،‬وفي ها مات قتادة ون صب رأس‬
‫اقباش بالسعى عند دار العباس‪ ،‬ث دفن مع جسده بالعلة‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومنهضا‪ :‬أن جاعهة مهن الجاج ماتوا بالسهعى مهن الزحام فه سهنة سهبع‬
‫عشرة وستمائة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ال سعود صاحب الي من حج من الي من ف سنة ت سع عشرة‬
‫وستمائة‪ ،‬وبدا منه ما ل يمد‪ ،‬من رميه حام مكة بالبندق فوق زمزم‪ ،‬ومن‬
‫منعه إطلع علم الليفة الناصر العباسي جبل الرحة بعرفة‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه أذّن ف‬
‫ذلك اليوم قبيل الغروب‪ ،‬وغي ذلك من المور النسوبة إليه‪.‬‬
‫وذكر ابن الثي ما يقتضى أنه حج سنة ثان عشرة وال أعلم‪ .‬وسبق ف‬
‫الباب قبله أ نه ول م كة وكان حال الناس ب ا ح سنًا ف ولي ته ليب ته‪ ،‬وإل يه‬
‫ينسب الدرهم السعودي التعامل به بكة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أ نه كان ي طب ب ا لوالده اللك الكا مل نا صر الد ين أ ب العال‬
‫ممد بن اللك العادل أب بكر بن أيوب صاحب مصر‪ ،‬ولعل ذلك بعد ملك‬
‫ولده السعود لكة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن اللك الن صور نور الد ين ع مر بن علي بن ر سول صاحب‬
‫اليمن‪ :‬خطب له بكة ف سنة تسع وعشرين وستمائة‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬ول مكة بعد مبايعته بالسلطنة ف بلد اليمن ف هذه السنة‪ .‬وحج‬
‫اللك الن صور الذكور ف سنة إحدى وثلث ي و ستمائة على الن جب حجّ ا‬
‫هّينًا‪ ،‬وحج أيضًا ف سنة تسع وثلثي وستمائة‪ ،‬وصام رمضان ف هذه السنة‬
‫بكة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة سبع وثلث ي و ستمائة خ طب ب كة ل صاحب م صر‬
‫‪27‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الصال أيوب بن الكامل ‪.‬‬


‫وم ن خ طب له ب كة من ب ن أيوب‪ :‬صاحب م صر الشرف مو سى بن‬
‫الناصر يوسف بن السعود أقسيس بن الكامل ف سنة اثني وخسي وستمائة‪.‬‬
‫وفيها خطب معه لتابكة العز أيبك التركمان الصالي‪.‬‬
‫وفي ها‪ :‬ت سلطن ال عز الذكور ف شعبان‪ .‬وم ن خ طب له ب كة من ملوك‬
‫مصهر‪ :‬الظاههر بيهبس الصهالي‪ ،‬ومهن بعده مهن ملوك مصهر إل تاريهه إل‬
‫النصهور عبدالعزيهز بهن الظاههر برقوق لكونهه ل يصهل له ناب‪ ،‬وأشهك فه‬
‫الطبة بكة لبن الظاهر بيبس والعادل كتبغا‪ ،‬والنصور لجي‪ ،‬وأكب ظن‬
‫أنه خطب لم‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫وكان للنا صر م مد بن قلوون من نفوذ الكل مة ب كة‪ ،‬وا ستبداده بأ مر‬
‫الول ية في ها ما ل ي كن ل ن قبله من ملوك الترك ب صر‪ ،‬وا ستبد من بعده من‬
‫ملوك مصر بالولية بكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة تسع وثلثي وستمائة أسقط السلطان اللك النصور‬
‫صاحب الي من عن م كة سائر الكو سات والنايات والظال‪ ،‬وك تب بذلك‬
‫مربعهة وجعلت قبالة الجهر السهود‪ ،‬ودامهت هذه الربعهة إل أن قلعهها ابهن‬
‫السهيب لاه ول مكهة فه سهنة سهت وأربعيه وسهتمائة‪ ،‬وأعاد النايات‬
‫والكوسات بكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬على ما وجدت بط اليورقي ل يج سنة خس وخسي وستمائة‬
‫من الفاق ركب سوى حجاج الجاز‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن ها‪ :‬أن اللك الظ فر يو سف بن الن صور صاحب الي من حج ف سنة‬
‫تسع وخسي وستمائة‪ ،‬وغسل الكعبة بنفسه وطيبها‪ ،‬وما كساها بعد انقضاء‬
‫اللفة من بغداد ملك قبله‪ ،‬وقام أيضًا بصال الرم وأهله‪ ،‬وأوسع ف الصدقة‬
‫حي حج‪ ،‬ومن أفعاله الميلة بكة أنه نثر على الكعبة الذهب والفضة وكان‬
‫يطب له بكة ف غالب سلطنته‪ ،‬وخطب من بعده للوك اليمن من ذريته بعد‬
‫الطبة لصاحب مصر‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬على ما قال اليور قي‪ :‬ل تر فع را ية للك من اللوك سنة ستي‬
‫وستمائة‪ .‬كسنة خس وخسي وستمائة‪ .‬انتهى منقولً من خطه‪ ،‬وأراد بذلك‬
‫وقت الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن الجاج العراقييه توجهوا إل مكهة فه سهنة سهت وسهتي‬
‫وستمائة‪ ،‬وما علمت لم بتوجه لم قبل ذلك من بغداد بعد غلبة التتار عليها‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن اللك الظا هر ب يبس ال صالي صاحب م صر حج سنة سبع‬
‫وستي وستمائة‪ ،‬وغسل الكعبة وأمر بتلبيسها ف كل سنة‪ ،‬وأحسن كثيًا إل‬
‫أميي مكة بسبب ذلك‪ ،‬وعظمت صدقته ف الرمي‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن العراقي ي حجوا من بغداد ف سنة ت سع و ستي و ستمائة ول‬
‫ي ج في ها من م صر أ حد‪ ،‬و حج من العراق ر كب كبي ف سنة ثان وثان ي‬
‫وستمائة‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن الجاج ازدحوا فه خروجههم إل العمرة مهن باب السهجد‬
‫الرام العروف بباب العمرة‪ ،‬فمات ف الزح ة من هم ج ع كبي يبلغون ثان ي‬
‫‪29‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نفرًا على ما قيل‪ ،‬وذلك بعد الج من سنة سبع وسبعي وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة ثلث وثاني وستمائة صدّ الجاج عن دخول مكة‪،‬‬
‫ث دخلو ها هجمًا ف يوم الترو ية ب عد ثقب هم ال سور‪ ،‬وإحراق هم لباب العلة‬
‫وفرار أب نى أمي مكة منها‪ ،‬وهو الصاد لم لوحشة كانت بينه وبي أمي‬
‫الاج الصري ث اصطلحا‪ ،‬وقيل ف سبب هذه الفتنة غي ذلك‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الاج وأهل مكة تقاتلوا ف السجد الرام‪ ،‬فقتل من الفريقي‬
‫على ما قيل فوق أربعي نفرًا‪ ،‬وشهر فيها ف السجد الرام من السيوف نو‬
‫عشرة آلف‪ ،‬وانتهبت الموال وتثبت أبو نى ف الخذ‪ ،‬ولو قصد الميع لتم‬
‫له ذلك‪ .‬ذكهر هذه الادثهة على مها ذكرناه الشيهخ تاج الديهن بهن الفركاح‪،‬‬
‫وذلك ف سنة تسع وثاني وستمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الليفة بصر اللقب بالاكم أحد العباسي حج ف سنة سبع‬
‫وتسعي وستمائة‪ ،‬وهو أول خليفة عباسي حج من مصر‪ ،‬وثان خليفة عباسي‬
‫بعد الستعصم‪ .‬ونسبته تتصل بالسترشد‪ ،‬فإنه أحد بن أب علي بن علي بن‬
‫أ ب ب كر ال سترشد‪ ،‬وأعطاه لج ي الن صوري صاحب م صر سبعمائة ألف‬
‫درهم لجل حجه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن صاحب مكة حيضة ورميثة ابن أب نى‪ :‬أسقطا بعض الكوس‬
‫ف سنة أربع وسبعمائة‪ ،‬وف الت قبلها‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن النا صر م مد بن قلوون صاحب م صر‪ :‬حج ف سنة اثن ت‬
‫عشرة وسبعمائة ومعه نو أربع ي أميًا‪ ،‬وستة آلف ملوك على الجن ومائة‬
‫فرس‪ ،‬و حج أيضًا ف سنة ت سع عشرة و سبعمائة‪ ،‬و ف سنة اثن ي وثلث ي‬
‫‪30‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وسبعمائة‪ .‬وكان معه لا حج ف سنة تسع عشرة وسبعمائة نو خسي أميًا‪،‬‬


‫وأكثر فيها من فعل العروف ف الرمي‪ .‬وفيها‪ :‬غسل الكعبة بيده‪ .‬وكان معه‬
‫لا حج ف سنة اثني وثلثي نو سبعي أميًا وتصدق فيها بعد حجه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إن خطب ته قط عت من م كة وخ طب عو ضه ب ا ل ب سعيد بن‬
‫خربندا ملك العراقيي بأمر حيضة بن أب نى بعد أن رجع من العراق ف آخر‬
‫سنة ست عشرة وسبعمائة‪ ،‬أو ف الت بعدها‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن الجاج ف سنة عشر ين و سبعمائة صلوا خ س صلوات ب ن‬
‫أولا الظهر من يوم التروية وآخرها الصبح من يوم عرفة‪ ،‬وساروا إليها بعد‬
‫طلوع الشمس‪ ،‬وأحيوا هذه السنة بعد تركها‪ ،‬وفعل مثل ذلك الشاميون‪.‬‬
‫و ف سنة سبع وعشر ين و سبعمائة‪ ،‬ش هد الو قف بعر فة عال عظ يم من‬
‫جيع البلد‪ ،‬وكان مع العراقيي ممل عليه حلي من الوهر واللؤلؤ والذهب‬
‫ما قوم بائ ت ألف دينار وخ سي ألف دينار من الذ هب ال صرى‪ .‬ذ كر ذلك‬
‫الافظ علم الدين البزال‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن النا صر م مد بن قلوون صاحب م صر أ سقط ال كس التعلق‬
‫بالأكول ب كة وعوض أمي ها عطي فة بن أ ب ن ى عن ذلك ثل ثي دمام يل من‬
‫صعيد مصر وذلك سنة اثني وعشرين وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ملك التكرور موسى حج ف سنة أربع وعشرين وسبعمائة ف‬
‫أزيد من خسة عشر ألف تكروريّا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن العراقيي حجوا ف سنة ثان وعشرين وسبعمائة ومعهم تابوت‬
‫‪31‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫جوبان نائب السهلطنة بالعراقييه الذي أجرى عيه بازان إل مكهة وأحضهر‬
‫تابوته الوقف بعرفة وطيف به حول الكعبة ليلً‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف يوم المعة الرابع عشر من ذي الجة سنة ثلثي وسبعمائة‬
‫قتل أمي الاج الصريي الدمر وابنه خليل وغيها‪ ،‬ونبت للناس أموال كثية‪.‬‬
‫وذكهر النويري فه ((تاريهه)) أن البه بذه الادثهة وقهع بصهر فه يوم‬
‫وقوعها بكة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة ثلثي وسبعمائة حج العراقيون بفيل بعث به ملكهم‬
‫أبو سعيد بن خربندا فحضروا به الوا قف كل ها‪ ،‬ومضوا به إل الدي نة فمات‬
‫بالفرش الصغي بقرب الدينة بعد أن ل يستطع التقدم إليها خطوة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن صاحب الي من اللك الجا هد علي بن اللك الؤ يد داود بن‬
‫اللك الظفر حج ف سنة اثني وأربعي وسبعمائة‪ ،‬فأطلع علمه جبل عرفات‬
‫وكان بنو حسن ف خدمته حت انقضى الج‪.‬‬
‫وحج اللك الجاهد أيضًا ف سنة إحدى وخسي وسبعمائة وقبض عليه‬
‫الصهريون بنه فه النفهر الول بعهد حرب كان بينههم وبيه بعهض عسهكره‬
‫وتوقف هو عن الرب رعاية لرمة الزمان والكان‪ ،‬وسلم إليهم نفسه بأمان‬
‫فساروا به إل مصر فأكرمه متوليها الناصر حسن بن ممد بن قلوون ورده‬
‫إل بلده‪ .‬ث ردّ من الدهناء من وادي ين بع‪ ،‬واعت قل بالكرك ببلد الشام‪ ،‬ث‬
‫أطلق وتو جه إل م صر‪ ،‬وتو جه من ها على طر يق عيذاب إل الي من فو صل ف‬
‫آخر سنة اثني وخسي وسبعمائة‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومنها‪ :‬أن الجاج وأهل مكة تاربوا كثيًا بعرفة ف يومها من سنة ثلث‬
‫وأربعي وسبعمائة‪ ،‬فقتل من الترك نو ستة عشر ومن بن حسن ناس قليل‪،‬‬
‫ول يتعرض للحاج بن هب‪ ،‬و سافر الاج أج ع ف الن فر الول‪ ،‬و سلك أ هل‬
‫م كة ف نفر هم ب عد عر فة طر يق البئر العرو فة بالظل مة فعر فت هذه الوق عة‬
‫عندهم بسنة الظلمة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الجاج العراقيي كانوا كثيًا ف سنة ثان وأربعي وسبعمائة‪.‬‬
‫وكان ل م أ حد ع شر سنة ل يجوا من العراق ول يجوا أيضًا سنة خ س‬
‫وخ سي و سبعمائة‪ ،‬وحجوا ب عد ذلك خ س سني متوال ية‪ ،‬وكانوا كثي ين‬
‫جدًا ف سنة سبع وخسي‪ .‬وتصدق فيها بعض الجاج من العجم على أهل‬
‫الرميه بذههب كثيه‪ .‬وفه سهنة ثان وخسهي كان مهع الجاج العراقييه‬
‫مملن‪ ،‬واحد من بغداد‪ ،‬وواحد من شياز‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف آخر جادى الخرة أو ف رجب من سنة ستي وسبعمائة‬
‫أ سقط ال كس الأخوذ من الأكولت ب كة‪ ،‬ب عد و صول الع سكر الج هز من‬
‫مصر إل مكة لتأييد أميها مسند بن رميثة‪ ،‬وممد بن عطيفة ودام هذا الال‬
‫إل رحيل الاج ف سنة إحدى وستي وسبعمائة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة ست وستي وسبعمائة أسقط الكس الأخوذ بكة ف‬
‫الأكولت جيعًا وعوض صاحب م كة عن ذلك بائة و ستي ألف در هم من‬
‫بيت الال وألف أردب قمح‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف أثناء عشر السبعي ‪-‬بتقدي السي‪ -‬وسبعمائة‪ :‬خطب بكة‬
‫للسلطان ش يخ أو يس بن الشيخ ح سن ال كبي صاحب بغداد وغيها ب عد أن‬
‫‪33‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وصلت منه قناديل حسنة للكعبة وهدية طائلة إل أمي مكة عجلن وهو المر‬
‫لطيب مكة بالطبة له‪ .‬ث تركت الطبة لصاحب العراق‪ .‬وما عرفت وقت‬
‫ابتداء تركها‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن الجاج الصهريي قلوا كثيًا جدًا فه سهنة ثان وسهبعي‬
‫وسبعمائة‪ ،‬لرجوع جزيلهم من عقبة أيلة إل مصر بسبب قيام الترك با على‬
‫صاحب مصر اللك الشرف شعبان بن حسي وكان قد توجه فيها للحج ف‬
‫أبّهة عظيمة‪ ،‬وكان من خبه أنه رجع إل مصر واختفى با‪ ،‬لن الذين تركهم‬
‫ب ا قاموا عل يه ب صر و سلطنوا ولده عليّ ا ولقبوه بالن صور وظ فر به ب عد ذلك‬
‫فأذهبت روحه وفاز بالشهادة ف ثامن ذي القعدة منها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة إحدى وثاني وسبعمائة‪ :‬حج بالناس من اليمن ف الب‬
‫‪ -‬مع م مل جهزه صاحب الي من‪ -‬اللك الشرف إ ساعيل بن اللك الف ضل‬
‫العباس بن الجاهد وجهز اللك الشرف أيضًا مملً إل مكة ف سنة ثانائة‪،‬‬
‫وحج الناس معه أيضًا‪ ،‬وأصاب بعضهم شدة من العطش بقرب مكة ومات با‬
‫جاعة ول يصل بعد ها إل م كة ممل من الي من‪ .‬وكان ممل اليمن منقطعًا‬
‫عن مكة فيما علمت نو ثاني سنة‪ ،‬قبل سنة إحدى وثاني وسبعمائة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف يوم الترو ية من سنة سبع وت سعي و سبعمائة ح صل ف‬
‫ال سجد الرام جفلة ب سبب منافرة ح صلت من ب عض أ هل م كة والجاج‪،‬‬
‫فثارت الفتنهة فنهبهت أموال كثية للحجاج وقتهل بعضههم وتعرض الراميهة‬
‫للحجاج فنهبوهم ف طريق عرفة عند مأزميها‪ ،‬وغي ذلك ونفر الاج أجع ف‬
‫النفر الول‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وفيها‪ :‬وصل مع الجاج اللبيي ممل على صفة الحامل ول يعهد ذلك‬
‫إل ف سنة سبع وثاني وسبعمائة ول يعهد ذلك قبلها‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬حج العراقيون ف غاية القلة بحمل على العادة بعد انقطاعهم مدة‬
‫يسية‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة ثلث وثانائة ل ي ج أ حد من الشام على طريقت هم‬
‫العتادة‪ ،‬ل ا أ صاب أ هل دم شق من الق تل والعذاب وال سر وإحراق دم شق‪،‬‬
‫والفاعهل لذلك أصهحاب تيمورلنهك صهاحب الشرق‪ .‬ودام انقطاع الجاج‬
‫الشاميي من هذه الطريق سنتي ث حجوا منها بحمل على العادة ف سنة ست‬
‫وثانائة‪ ،‬و ف سنة سبع‪ .‬وانقطعوا على ال ج من ها ف سنة ثان وثانائة ث‬
‫حجوا منها بحمل على العادة ف سنة تسع وثانائة واستمر ذلك إل تاريه‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن الجاج العراقي ي حجوا من بغداد بح مل على العادة ف سنة‬
‫سبع وثانائة بعد انقطاعهم عن الج تسع سني ‪-‬بتقدي التاء‪ -‬متوالية والذي‬
‫جهز هم ف هذه ال سنة متولي ها من ق بل تيمورل نك‪ ،‬و ف شعبان من ها مات‬
‫تيمورلنك‪ .‬وحج العراقيون من هذه الطريق بعد هذه السنة خس سني متوالية‬
‫بحمل على العادة ث انقطعوا منها ثلث سني متوالية‪ .‬أولا سنة ثلث عشرة‬
‫وثانائة بوت سلطان بغداد أحد بن أويس ف هذه السنة مقتولً‪ ،‬وهو الذي‬
‫ج هز الجاج من بغداد ف ب عض ال سني ال سابقة ب عد سنة سبع وثانائة‪ ،‬ث‬
‫حج الناس من بغداد بح مل على العادة سنة ست عشرة وثانائة‪ ،‬و ف أر بع‬
‫سني متوالية بعدها‪ ،‬ول يجوا من بغداد ف سنة إحدى وعشرين وثانائة ول‬
‫في ما بعد ها‪ .‬والذي جهز هم ف هذه ال سني متول بغداد من ق بل قرا يو سف‬
‫‪35‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫التركان وهو النتزع اللك من أحد بن أويس‪.‬‬


‫ومن ها‪ :‬أن الجاج ال صريي غ ي قل يل من هم تلفوا عن زيارة ر سول ال‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬لبادرة أميههم بيسهق بالسهي إل مصهر‬
‫متخوفًا من أن يلحقه أحد من أمراء الشام فيما بي عقبة أيلة ومصر‪ ،‬فإنه كان‬
‫ق بض ب كة على أم ي الر كب الشا مي ف مو سم هذه ال سنة و هى سنة عشرة‬
‫وثانائة‪.‬‬
‫وفيها‪ :‬نفر الاج أجع ف النفر الول‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة اثن ت عشرة وثانائة ح صل ف الجاج ال صريي ق تل‬
‫ونب وتعدى النهب إل غيهم‪ ،‬ومعظم النهب وقع ف حال توجه الناس إل‬
‫عر فة‪ ،‬و ف ليلة الن حر ب ن عقرت جال كثية وع ند مأز مي عر فة والفا عل‬
‫لذلك جاعهة مهن غوغاء العرب‪ .‬والذي جرأههم على ذلك أن صهاحب مكهة‬
‫السيد حسن بن عجلن رحه ال تعال ل يج ف هذه السنة وإنا ل يج فيها‬
‫لوحشة كانت بينه وبي أمي الركب الصري بيسق فإنه أعلن للناس ف الينبوع‬
‫أن صاحب م كة معزول وأنه ير يد ماربته‪ .‬ث إن صاحب م صر الناصر فرج‬
‫منعهه مهن حرب صهاحب مكهة‪ ،‬وأعاده وأعاد بنيهه إل وليتههم ولول أمهر‬
‫صاحب م كة بال كف عن أذى الاج لكان أكثر هم رفاتًا وأموال م أشتاتًا‪.‬‬
‫وهذه الادثة أبسط من هذا بكثي ف أصله‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف هذه السنة‪ :‬أقام الاج بعرفة يومي لختلف وقع ف أول‬
‫ذي الجة‪ ،‬وأوقفت الحامل بعرفة على العادة ونفروا با وقت النفر العتاد إل‬
‫قرب العلميه ثه ردت إل مواضعهها‪ .‬وهذا الوقوف فه اليوم الول‪ ،‬وفيهه‬
‫‪36‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وصلوا عرفة وهو يوم التروية على مقتضى رؤية أهل مكة لذي الجة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الجاج ل ينفروا من من ف سنة ثلث عشرة إل وقت الزوال‬
‫من اليوم الرابع عشر من ذي الجة لرغبة التجار ف ذلك فازدادوا ف القامة‬
‫بن يومًا ملفقًا‪.‬‬
‫وف هذه السنة حج صاحب كلوه وأحسن إل أعيان الرم وغيهم وزار‬
‫الدينة النبوية‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف يوم المعة الثا ن والعشر ين من جادى الخرة سنة خ س‬
‫عشرة وثانائة خطب بكة للمام الستعي بال أب الفضل العباس بن التوكل‬
‫ممد ابن العتضد أب بكر بن الستكفي سليمان بن الاكم أحد ‪-‬القدم ذكر‬
‫جده‪ -‬لا أقيم ف مقام السلطنة بالديار الصرية‪ ،‬والشامية بعد قتل اللك الناصر‬
‫فرج بهن اللك الظاههر برقوق صهاحب مصهر‪ ،‬ودعهي له على زمزم فه ليلة‬
‫الميهس الادي والعشريهن مهن الشههر الذكور عوض صهاحب مصهر‪ .‬ودام‬
‫الدعاء له عوض ال سلطان ب صر إل أن و صل ال ب بأن اللك الؤ يد أ با الن صر‬
‫ش يخ بو يع بال سلطنة بالديار ال صرية ف م ستهل شعبان من سنة خ س عشرة‬
‫وثانائة‪ ،‬فدعهي للملك الؤيهد فه الطبهة وعلى زمزم فه شوال مهن السهنة‬
‫الذكورة‪ .‬ودعهي قبله للمسهتعي دعاءً متصهرًا بالصهلح ثه قطهع الدعاء‬
‫للمستعي بعد سنة ث أعيد بعد أربعي يومًا ث قطع بعد نو خسة أشهر‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن فه يوم المعهة خامهس ذي الجهة سهنة سهبع عشرة وثانائة‬
‫ح صل ب ي أم ي الاج ال صريي جق مق الؤيدي و من ان ضم إل يه وب ي القواد‬
‫العمرة قتال ف ال سجد الرام وخار جه بال سفلة وا ستظهر الترك على القواد‬
‫‪37‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وأدخل أمي الاج خيله إل السجد الرام وجعلها بالانب الشرقي قريبًا من‬
‫منْزله وأوقدت فيهه مشاعله وأوقدت أيض ًا مشاعهل القامات ودام الال على‬
‫ذلك إل الصهباح‪ .‬وفه ضحوة يوم السهبت سهكنت الفتنهة واطمأن الناس‪.‬‬
‫وسبب هذه الفتنة أن أمي الاج الصري أدب غلمًا للقواد على حله السلح‬
‫بكة لنهي المي عن ذلك فطلب مواليه أن يطلقه من السجن فأب فكان من‬
‫الفتنة ما ذكرناه فلما أطلقه سكنت الفتنة‪ .‬ومات بسببها جاعة من الفريقي‬
‫وكثر بسببها انتهاك حرمة السجد الرام لا حصل فيه من القتال والدم وروث‬
‫اليل وسّرت أبوابه إل باب بن شيبة والدريبة والجاهدية‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف هذه السنة أيضًا حصل خلف ف هلل ذي الجة هل أوله‬
‫الثن ي أو الثلثاء؟ فح صل التفاق على أن الناس يرجون إل عر فة ف بكرة‬
‫يوم الثلثاء تا سع ذي ال جة على مقت ضى قول من قال إ نه رئي بالثن ي وأن‬
‫يقيموا با ليلة الربعاء ويوم الربعاء ففعل معظم الناس ذلك ودفعوا من عرفة‬
‫بعد الغروب ليلة الميس إل الزدلفة وباتوا با إل قرب الفجر‪ ،‬ث رحلوا إل‬
‫م ن ب عد رح يل الحا مل‪ ،‬والعهود أنّ ها ل تر حل إل ب عد الف جر وكذا غالب‬
‫الناس ففاتم الفضيلة‪ ،‬وما تعرض لم ف سيهم من عرفة إل من أحد بسوء‬
‫ماه علمناه لعنايهة أميه الاج لراسهتهم وتعرض الراميهة للحجاج الكييه‬
‫وغيهم عند مأزمي عرفة ف توجههم إليها وحصل للحجاج هؤلء قتل ونب‬
‫وعقر ف جالم وحصل بن نب كثي ف ليلة الربعاء وليلة الميس‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ف سنة ثان عشرة وثانائة أقام الجاج بن غالب يوم التروية‬
‫وليلة التاسع ث مضوا من من بعد طلوع الشمس إل عرفة وأحيوا هذه السنة‬
‫‪38‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بعد إماتتها دهرًا طويلً‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أن ف سنة أربع وعشرين وثانائة‪ :‬بات كثي من الجاج بن ف‬
‫ليلة التا سع ومضوا من ها إل عرفات ب عد طلوع الش مس صحبة م مل م صر‬
‫والشام والفاعهل لذلك أكثرههم مهن حجاج مصهر والشام وأحيوا هذه السهنة‬
‫أثابم ال‪.‬‬
‫وم ا ينب غي إحياؤه من ال سنن ب ن‪ :‬الط بة ب ا ف أيام ال ج‪ ،‬فال يث بت‬
‫الساعي ف ذلك‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنه ل يطب بكة ول ف غيها للك أصغر سنًا من اللك الظفر‬
‫أحد بن اللك الؤيد شيخ لنه بويع له بالسلطنة بصر والشام وله من العمر‬
‫سنة وثانية أشهر وسبعة أيام ‪-‬بتقدي السي‪ -‬على ما وجدت ف تاريخ بعض‬
‫أ صحابنا‪ .‬وكا نت البي عة له ف ثا من الحرم سنة أر بع وعشر ين وثانائة ب عد‬
‫موت أبيه‪.‬‬
‫وا ستمر ح ت خلع ف ال سابع والعشر ين من شعبان من ال سنة الذكورة‬
‫بدمشق‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن اللك الظا هر أ با الف تح ط طر ل ي طب له ب كة و هو حي إل‬
‫جعة واحدة لنه خطب له بكة ف يوم المعة ثان ذي الجة أو ثالثه سنة‬
‫أر بع وعشر ين وثانائة‪ .‬ومات ف الرا بع من ذي ال جة من ال سنة الذكورة‪.‬‬
‫واستمرت الطبة له بكة حت وصل الب بوته ف أثناء شهر ربيع الول سنة‬
‫خ س وعشر ين وثانائة ول يت فق ذلك لغيه‪ .‬وخ طب ب عد ذلك ب كة لولده‬
‫اللك الصال ممد‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫و ف مو سم سنة أر بع وعشر ين وثانائة أب طل اللك الظا هر ط طر ب عض‬


‫الكوسات الأخوذة بكة ف الضر وغي ذلك من الأكولت وغيها‪ .‬وألزم به‬
‫أمي مكة الشريف حسن بن عجلن فوافق على ذلك وكتب ذلك ف أساطي‬
‫السجد الرام قبالة باب بن شيبة وغيه‪.‬‬
‫ومنهضا‪ :‬أن مولنها السهلطان اللك الشرف برسهباي ‪-‬نصهره ال وأيده‪-‬‬
‫انفرد بالطبة بكة أشهرًا ول يطب معه لصاحب اليمن ول لغيه من اللوك‬
‫وكانت العادة جارية بالطبة بعده لصاحب اليمن فترك ذكر صاحب اليمن‬
‫ف الطبة بكة ف أيام الوسم ف سنة ست وعشرين وثانائة إل جادى الول‬
‫سنة سبع وعشر ين وثانائة‪ .‬و ف سابعه أعيدت الط بة ب كة ل صاحب الي من‬
‫الشار إليه وهو اللك الناصر أحد بن اللك الشرف إساعيل صاحب اليمن‪.‬‬
‫وأول مها خطهب لولنها السهلطان اللك الشرف برسهباي بكهة فه الثامهن‬
‫والعشر ين من جادى الول سنة خ س وعشر ين وثانائة‪ .‬وكا نت مبايع ته‬
‫بالسلطنة ف ثامن ربيع الخر من ال سنة الذكورة بعد خلع الصال ممد بن‬
‫الظاهر ططر‪ .‬وكان الصال بعد أبيه وله من العمر عشر سني فيما قيل وهو‬
‫والظفر حيان وابتدأ مولنا السلطان اللك الشرف ‪-‬نصر ال دولته الشريفة‪-‬‬
‫بشيء حسن وهو أنه منع من تقبيل الناس له الرض بي يديه تدينًا وتعظيمًا‬
‫ل سبحانه وتعال ول يتفق ذلك لغيه من ملوك مصر‪ .‬وامتاز أيضًا نصره ال‬
‫بغزوه الفر نج ف بلد ها بنوا حي قبص وغي ها وأظفره ال ب م لن ع سكر‬
‫النصور أ سروا كثيًا من الفر نج وغنموا من أموال م طائلً ووصلوا بذلك إل‬
‫مصهر فه شوال سهنة ثان وعشريهن وثانائة‪ ،‬وهابهه الفرنهج كثيًا ورغبوا أن‬
‫‪40‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يكون ل م من ال سوء ميًا‪ ،‬وبعثوا إل يه بالد ية لي سعفهم بالمن ية‪ .‬و من مزاياه‬
‫على ملوك م صر‪-‬ب عد النا صر ح سن بن م مد قلوون‪ -‬أ نه أر سل إل م كة‬
‫الشرفة عدة عساكر برًا وبرًا واستولوا عليها ول يقاومهم أحد من بن حسن‬
‫ول غيهم وساروا من مكة حت قاربوا بلد حلى فلم يتعرض لقتالم أحد من‬
‫الناس هي بة له‪ ،‬وعادوا إل م كة الشر فة سالي وذلك ف سنة ثان وعشر ين‬
‫وثانائة‪ .‬وف ربيع الخر منها‪ :‬وصل طائفة من عسكر النصور من مصر إل‬
‫مكة‪ ،‬وف سادس جادى الول سنة سبع وعشرين وثانائة كان وصول طائفة‬
‫من ع سكر الن صور إل م كة فا ستولوا علي ها ك ما سبق ذكره ف آ خر الباب‬
‫قبله‪ .‬وف شوال سنة ثان وعشرين وثانائة وصل طائفة من عسكر النصور ف‬
‫مو كبي عظيم ي إل مر سى زب يد بالي من على ليلة من ها و ف أحده ا هد ية‬
‫لصاحب اليمن فقوبل الرسول بالكرامة‪.‬‬
‫ومن ها‪ :‬أن ف سنة ت سع وعشر ين وثانائة‪ :‬توف الناس ف أيام الو سم‬
‫حصول فتنة بكة وف أيام الج‪ ،‬وسلم ال وله المد‪ .‬وسبب ذلك أنه قدم‬
‫إل مكة جاعة من المراء القدميي وغيهم من الماليك السلطانية الشرفية‬
‫ف أوائل العشر الخي من ذي القعدة وكان الشريف حسن بن عجلن غائبًا‬
‫عن مكة بناحية الريفي ف جهة اليمن واستدعوه إل مكة فلم يضر لتخوفه‬
‫وحضر إليهم ولده الشريف بركات وأكرموه‪ .‬ولا أيسوا من حضور الشريف‬
‫ح سن ا ستدعوا سرًا إل م كة الشر يف رمي ثة بن م مد بن عجلن وأطمعوه‬
‫ولية مكة وذلك ف يوم عرفة أو يوم التروية فلم يستطع الوصول إليهم لنه‬
‫كان مقيمًا عند عمه ولعظم هيبة المراء وجاعتهم ل يتظاهر الرامية بنهب‬
‫‪41‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ف طرقات ال ج ب كة‪ .‬وخرج المراء والترك والجاج من م كة إل م ن ف‬


‫يوم الترو ية وباتوا ب ا إل الف جر من اليوم التا سع أو قر به‪ ،‬و ساروا إل عر فة‬
‫فأقاموا باه إل الغروب‪ ،‬ودفعوا إل مزدلفهة فلم يسهتطع أحهد مهن الراميهة‬
‫التعرض للحاج بسهوء فه مأزمهي عرفهة ول غيه‪ ،‬لعنايهة المراء وجاعتههم‬
‫براسهة الاج‪ ،‬وانقضهت أيام الجه وأحوال الناس مهن الجاج وغيههم‬
‫مستقيمة‪.‬‬
‫وكان المراء يرجعون ف مصال الاج والرعية بكة إل رأي مولنا القر‬
‫الشرف الكر ي الزي ن عبدالبا سط نا ظر اليوش الن صورة بالمالك الشري فة‬
‫‪-‬أعلى ال قدره وبل غه وطره‪ -‬ل سن تدبيه وجودة رأ يه‪ .‬وكان مول نا‬
‫السلطان اللك الشرف برسباي صاحب مصر والشام ‪-‬نصره ال‪ -‬قد فوض‬
‫إليه أمر مكة‪ ،‬وعمل الصلحة فيها لكفايته وعظم رتبته‪ ،‬فمشت الحوال بكة‬
‫على ال سداد ‪-‬بل غه ال الراد‪ -‬وبدت م نه على عاد ته ب كة صدقات مبورة‬
‫وأفعال مشكورة‪ ،‬وهذه حجته الثانية‪ ،‬وحج قبلها ف سنة سبع عشرة وثانائة‬
‫‪ -‬تقبل ال منه العمل وبلغه المل وفسح له ف الجل‪.-‬‬
‫وهذا آخر ما قصدنا ذكره من الوادث ف هذا الباب‪ .‬ونسأل ال تعال‬
‫أن يزل ل نا على ذلك الثواب‪ .‬ولول مراعت نا للخت صار ف ذكر ها لطال أ مر‬
‫شرحها‪ .‬اهه من ((العقد الثمي))‪.‬‬
‫وعنهد أن قرأت هذا الباب قارنهت بيه حالتنها فقهد حججهت بمهد ال‬
‫أعوامًا والجيج ف أمن واستقرار وف عيش رغد‪ ،‬وبي تلكم الوادث الت‬
‫ذكرت ف الكتاب‪ ،‬فعلمت أن الرافضة يريدون بتلكم التظاهرات الاهلية فتح‬
‫‪42‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب فتنة‪ ،‬وقد كنت بمد ال أحذر من تلكم التظاهرات ف خطب العيد وف‬
‫خطب المعة‪ ،‬ولكن من يبلغ تلكم الطب الناس كلهم فعزمت على تأليف‬
‫هذا الكتاب و سيته ((اللاد المي ن ف أرض الرم ي))‪ ،‬أ سأل ال أن يعله‬
‫خال صًا لوجهه‪ ،‬وأن ينفع به السلم والسلمي‪ ،‬ويقمع به البدع والبتدعي‪،‬‬
‫إنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تعريف الرافضة‬
‫وبيان شيء من‬
‫حماقاتهم‬

‫الرافضة‪ :‬هم الذين رفضوا زيد بن علي حي سألوه عن أب بكر وعمر‬


‫فترحم عليهما‪ ،‬فقالوا‪ :‬إذن نرفضك‪ .‬فقال‪ :‬اذهبوا فأنتم الرافضة‪.‬‬
‫شيء من حاقاتم‪ :‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ف كتابه العظيم‬
‫((منهاج السنة)) (ج ‪ 1‬ص ‪:)13‬‬
‫ومن حاقاتم تثيلهم لن يبغضونه مثل اتاذهم نعجةً‪ ،‬وقد تكون نعجة‬
‫حراء لكون عائ شة ت سمى المياء‪ ،‬يعلون ا عائ شة ويعذّبون ا بن تف شعر ها‬
‫وغي ذلك‪ ،‬يرون أن ذلك عقوبة لعائشة‪.‬‬
‫ومثل اتاذهم حل سًا ملوءًا سنًا ث يشقون بطنه فيخرج السمن فيشربونه‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه‪.‬‬
‫وم ثل ت سمية بعض هم لمار ين من ح ر الر حا أحده ا بأ ب ب كر وال خر‬
‫بع مر‪ ،‬ث عقو بة المار ين جعلً من هم تلك العقو بة عقو بة ل ب ب كر وع مر‪،‬‬
‫وتارةً يكتبون أساءهم على أسفل أرجلهم حت إن بعض الولة جعل يضرب‬
‫رجل من فعل ذلك ويقول‪ :‬إنا ضربت أبا بكر وعمر‪ ،‬ول أزال أضربما حت‬
‫أعدمهما‪.‬‬
‫ومن هم من ي سمي كلبه باسم أب ب كر وع مر ويلعنه ما‪ ،‬ومن هم من إذا‬
‫سي كلبه فقيل له‪( :‬بكي) يضارب من يفعل ذلك‪ ،‬ويقول‪ :‬تسمي كلب باسم‬
‫‪44‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أصحاب النار‪.‬‬
‫ومنهم من يعظّم أبا لؤلؤة الجوسي الكا فر الذي كان غلمًا للمغية بن‬
‫شع بة ل ا ق تل ع مر‪ ،‬ويقولون‪( :‬واثارات أ ب لؤلؤة)‪ ،‬فيعظمون كافرًا مو سيّا‬
‫باتفاق السلمي لكونه قتل عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫ومن حاقاتم‪ :‬إظهارهم لا يعلونه مشهدًا‪ ،‬فكم كذبوا الناس وادعوا أن‬
‫ف هذا الكان مّيتًا من أهل البيت‪ ،‬وربا جعلوه مقتولً فيبنون ذلك الشهد أو‬
‫قد يكون قب كافر أو قب بعض الناس‪ ،‬ويظهر ذلك بعلمات كثية‪.‬‬
‫ومعلوم أن عقوبة الدوا بّ السماة بذلك ونو هذا الفعل ل يكون إل من‬
‫فعل أحق الناس وأجهلهم‪ ،‬فإنه من العلوم أنّا لو أردنا أن نعاقب فرعون وأبا‬
‫ل ب وأبا جهل وغيهم من ثبت إجاع السلمي أّن هم من أك فر الناس مثل‬
‫هذه العقوبة لكان هذا من أعظم الهل‪ ،‬لن ذلك ل فائدة فيه‪.‬‬
‫بل إذا قتل كافر يوز قتله أو مات حتف أنفه ل يز بعد قتله أو موته أن‬
‫يثّل به‪ ،‬فل يش قّ بط نه‪ ،‬أو يدع أن فه وأذ نه‪ ،‬ول تق طع يده‪ ،‬إل أن يكون‬
‫ذلك على سبيل القابلة‪ ،‬فقد ثبت ف ((صحيح مسلم)) وغيه عن بريدة عن‬
‫النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أنه كان إذا بعث أميًا على جيش أو‬
‫سرية أوصاه ف خاصة نفسه بتقوى ال تعال‪ ،‬وأوصاه بن معه من السلمي‬
‫خيًا‪ ،‬وقال‪(( :‬اغزوا فه سهبيل ال‪ ،‬قاتلوا مهن كفهر بال‪ ،‬ول تغلوا‪ ،‬ول‬
‫تغدروا‪ ،‬ول تثّلوا‪ ،‬ول تقتلوا وليدًا))‪ ،‬وف ((السنن)) أنه كان ف خطبته يأمر‬
‫بالصدقة وينهى عن الثلة‪ ،‬ومع أن التمثيل بالكافر بعد موته فيه نكاية بالعدو‬
‫ولكن نى عنه لنه زيادة إيذاء بل حاجة‪ ،‬فإن القصود ك فّ شرّه بقتله وقد‬
‫‪45‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حصل‪.‬‬
‫فهؤلء الذين يبغضونم لو كانوا كفارًا وقد ماتوا ل يكن لم بعد موتم‬
‫أن يثّلوا بأبدان م‪ ،‬ول يضربون م‪ ،‬ول يشقون بطون م‪ ،‬ول ينتفون شعور هم‪،‬‬
‫مع أن ف ذلك نكاية فيهم‪ ،‬أما إذا فعلوا ذلك بغيهم ظنّا أن ذلك يصل إليهم‬
‫كان غا ية ال هل‪ ،‬فكيف إذا كان بحرّم كالشاة ال ت يرم إيذاؤ ها بغ ي حق‪،‬‬
‫فيفعلون ما ل يصل لم به منفعة أصلً‪ ،‬بل ضرر ف الدين والدنيا والخرة مع‬
‫تضمنه غاية المق والهل‪.‬‬
‫ومن حاقاتم‪ :‬إقا مة الأت والنياحة على من قتل من سني عديدة‪ ،‬ومن‬
‫العلوم أن القتول وغيه من الو تى إذا ف عل م ثل ذلك ب م ع قب موت م كان‬
‫ذلك م ا حرّمه ال ورسوله‪ ،‬ف قد ث بت ف ((ال صحيح)) عن ال نب ‪ -‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله و سلم‪ -‬أنه قال‪(( :‬ليس منّا من ل طم الدود‪ ،‬وش قّ اليوب‪،‬‬
‫ود عا بدعوى الاهليّة)) وث بت ف ((ال صحيح)) ع نه أ نه برئ من الال قة‪،‬‬
‫والصالقة‪ ،‬والشّاقة‪ ،‬فالالقة هي الت تلق شعرها عند الصيبة‪ ،‬والصالقة الت‬
‫ترفع صوتا عند الصيبة بالصيبة‪ ،‬والشاقة الت تشق ثيابا‪ .‬وف ((الصحيح))‬
‫عنه أنه قال‪(( :‬من نيح عليه فإنّه يعذّب با نيح عليه))‪ .‬وف ((الصحيح)) عنه‬
‫أنه قال‪(( :‬إ نّ النّائحة إذا ل تتب قبل موتا فإنّها تلبس يوم القيامة درعًا من‬
‫جرب‪ ،‬وسربالً من قطران))‪ ،‬والحاديث ف هذا العن كثية‪.‬‬
‫وهؤلء يأتون من لطم الدود وش قّ اليوب ودعوى الاهلية وغي ذلك‬
‫من النكرات ب عد الوت ب سني كثية ما لو فعلوه ع قب مو ته لكان ذلك من‬
‫أعظم النكرات الت حرمها ال ورسوله‪ ،‬فكيف بعد هذه الدة الطويلة‪ .‬ومن‬
‫‪46‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫العلوم أنه قد قتل من النبياء ومن غي النبياء ظلمًا وعدوانًا من هو أفضل من‬
‫السي‪ :‬قتل أبوه ظلمًا وهو أفضل منه‪ ،‬وقتل عثمان بن عفان وكان قتله أول‬
‫الف ت العظي مة ال ت وقعت ب عد موت النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ما ترتب على قتل السي‪ ،‬وقتل غي‬
‫هؤلء ومات‪ ،‬وما فعل أحد ل من السلمي ول غيهم مأتًا ول نياحة على‬
‫ميت ول قتيل بعد مدة طويلة من قتله‪ ،‬إل هؤلء المقى الذين لو كانوا من‬
‫الطي لكانوا رخًا‪ ،‬ولو كانوا من البهائم لكانوا حرًا‪.‬‬
‫و من ذلك‪ :‬أن بعض هم ل يو قد خ شب الطرفاء ل نه بل غه أن دم ال سي‬
‫وقع على شجرة من الطرفاء‪ ،‬ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها ل يكره وقودها‬
‫ولو كان عليها أي دم كان‪ ،‬فكيف بسائر الشجر الذي ل يصبه الدم‪ .‬اهه‬
‫والرافضة أمة حقى‪ ،‬ولقد أحسن هارون بن سعد العجلي وهو البي بم‬
‫وهو من رجال مسلم‪ ،‬وقد قدح فيه ابن حبان فقال‪ :‬كان غاليًا ف الرفض ل‬
‫ت ل الروا ية ع نه بال‪ .‬وقال الدوري عن ا بن مع ي‪ :‬كان من غلة الشي عة‪.‬‬
‫وقال الساجي‪ :‬كان يغلو ف الرفض‪ .‬اهه من ((تذيب التهذيب))‪.‬‬
‫هارون بن سعد كان من الرافضة ث تاب فهو خبي بم‪ .‬وقال ابن قتيبة ف‬
‫((تأويل متلف الديث)) وكان رأس الزيدية ث أنشد له قوله‪:‬‬
‫فكلههم فه جعفهر قال منكرًا‬ ‫أل تههر أن الرافضيهه تفرقوا‬
‫طوائف سههّته النههب الطهّرا‬ ‫فطائفههة قالوا‪ :‬إمام ومنهههم‬
‫برئت إل الرحنهه منهه تفّرا‬ ‫ومن عحب ل أقضه جلد جفرهم‬
‫بصي بباب الكفر ف الدين أعورا‬
‫‪47‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عليها وإن يضوا على الق ق صّرا‬ ‫برئت إل الرح ن من كل را فض‬


‫ولو قيههل‪ :‬زنيههّ توّل أحرا‬ ‫إذا كفّ أهل الق عن بدعة مضى‬
‫إذا هههو للقبال وجّههه أدبرا‬ ‫ولو قيل‪ :‬إ نّ الفيل ض بّ لصدّقوا‬
‫كما قال ف عيسى الفرى من تنصّرا‬ ‫وأخلف مهن بول البعيه فإنّهه‬
‫فقبّح أقوام رموه بفرية‬
‫هؤلء هم أ سلف المي ن البتدع‪ ،‬وهؤلء هم الذ ين ف ت بكتب هم أ هل‬
‫صعدة‪ ،‬وملت كتبهم اليمن‪ ،‬ولكن بمد ال قد أصبح التشيع ف اليمن بدعة‬
‫بال ية‪ ،‬والبد عة البال ية تكون ف غا ية الشنا عة والزي‪ ،‬و فق ال أ هل ال سنة‬
‫لجتثاث عروقها‪ ،‬حت يستريح اليمن من هذه البدعة النكرة‪ ،‬والمد ل‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫اللحاد الخميني‬
‫‪49‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫التظاهر الخميني في أرض الحرمين‬

‫ف ((القاموس)) و((تاج العروس))‪ :‬وتظاهروا عليه‪ :‬تعاونوا ضده‪.‬‬


‫والظّهي كأمي‪ :‬العي‪ ،‬الواحد والمع ف ذلك سواء‪ ،‬وإنا ل يمع ظهي‬
‫لن فعيلً وفعولً قهد يسهتوي فيهمها الذكهر والؤنهث والمهع‪ ،‬كمها قال‬
‫تعال‪﴿ :‬واللئكة بعد ذلك ظهي‪.﴾1‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وهذا كما حكاه سيبويه من قولم للجماعة‪ :‬هم صديق‪،‬‬
‫وهم فريق‪.‬‬
‫وقال ابن عرفة ف قوله عز وجل‪﴿ :‬وكان الكافر على ربّه ظهيًا‪ ،﴾2‬أي‪:‬‬
‫مظاهرًا لعداء ال تعال‪ ،‬كالظّهرة بالضم‪ ،‬والظّهرة بالكسر‪.‬‬
‫إل أن قال‪ :‬ويقال‪ :‬هم ف ظهرة واحدة‪ ،‬أي‪ :‬يتظاهرون على العداء‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬جاءنا ف ظهرته ‪-‬بالضم‪ ،‬وبالكسر‪ ،‬وبالتحريك‪ -‬وظاهرته أي‪:‬‬
‫ف عشيته وقومه‪ ،‬وناهضته الذين يعينونه‪.‬‬
‫وظاهر عليه‪ :‬أعان‪ .‬واستظهره عليه‪ :‬استعانه‪ .‬واستظهر عليه به‪ :‬استعان‪.‬‬
‫اهه الراد منهما‪.‬‬
‫سورة التحري‪ ،‬الية‪.14:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة الفرقان‪ ،‬الية‪.55:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪50‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫و ف القرآن الكر ي قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إنّ ما ينها كم ال عن الّذ ين‬


‫قاتلوكهم فه الدّيهن وأخرجوكهم مهن دياركهم وظاهروا على إخراجكهم أن‬
‫تولّوهم ومن يتولّهم فأولئك هم الظّالون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬إلّ الّذ ين عاهد ت من الشرك ي ثّ ل ينق صوكم شيئًا ول‬
‫يظاهروا عليكم أحدًا‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬وأنزل الّذيهن ظاهروههم مهن أههل الكتاب مهن صهياصيهم‬
‫وقذف ف قلوبم الرّعب فريقًا تقتلون وتأسرون فريقًا‪.﴾3‬‬
‫والنه على أن يأتوا بثهل هذا‬
‫ّ‬ ‫وقال تعال‪﴿ :‬قهل لئن اجتمعهت النهس‬
‫القرءان ل يأتون بثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيًا‪.﴾4‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ويعبدون مهن دون ال مها ل ينفعههم ول يضرّههم وكان‬
‫الكافر على ربّه ظهيًا‪.﴾5‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ثّ أن تم هؤلء تقتلون أنف سكم وترجون فريقًا‬
‫منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالث والعدوان‪.﴾6‬‬
‫ولول قوله تعال‪﴿ :‬واللئ كة ب عد ذلك ظه ي﴾‪ ،‬لقل نا‪ :‬إن التظا هر بع ن‬

‫سورة المتحنة‪ ،‬الية‪.9:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.4:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.26:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة السراء‪ ،‬الية‪.88:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة الفرقان‪ ،‬الية‪.55:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.85:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪51‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫التعاون ل نه ما ا ستعمل ف القرآن إل ف التعاون على الظلم والبا طل‪ ،‬والذي‬


‫يظ هر أ نه ف هذه ال ية من باب القابلة‪ ،‬كقوله تعال‪﴿ :‬وجزاء سيّئة سيّئة‬
‫مثلها‪.﴾1‬وقال تعال‪﴿ :‬وإن تظاهرا عليهه فإنّه ال ههو موله وجبيهل وصهال‬
‫الؤمني واللئكة بعد ذلك ظهي‪.﴾2‬‬

‫اللفاظ التي يهتفون بها‪:‬‬


‫يهتفون‪ :‬به(تسقط أمريكا‪ ،‬وتسقط روسيا)‪( ،‬دولة‪ ...‬دولة‪ ...‬إسلمية‪،‬‬
‫ل شرقية ‪ ...‬ول غربية)‪.‬‬
‫ن عم فلت سقط أمري كا‪ ،‬ولت سقط رو سيا‪ ،‬والوا جب علي نا بغضه ما وال تبؤ‬
‫منهمها‪ ،‬قال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّهها الّذيهن ءامنوا ل تتّخذوا اليهود‬
‫والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إ نّ ال ل‬
‫يهدي القوم الظّالي‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ل تتّخذوا ءاباءكم وإخوانكم أولياء إن‬
‫ا ستحبّوا الك فر على اليان و من يتولّ هم من كم فأولئك هم الظّالون ‪ ‬قل إن‬
‫كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيتكم وأموال اقترفتموها‬
‫وتارة تشون كسادها ومساكن ترضونا أحبّ إليكم من ال ورسوله وجهاد‬

‫سورة الشورى‪ ،‬الية‪.40:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة التحري‪ ،‬الية‪.14:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.51:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪52‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ف سبيله فتربّصوا حتّى يأت ال بأمره وال ل يهدي القوم الفاسقي‪.﴾1‬‬


‫وقال تعال‪﴿ :‬ل تد قومًا يؤمنون بال واليوم ال خر يوادّون من حادّ ال‬
‫ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم أولئك كتب ف‬
‫قلوبمه اليان وأيّدههم بروح منهه ويدخلههم جنّات تري مهن تتهها النْهار‬
‫خالد ين في ها ر ضي ال عن هم ورضوا ع نه أولئك حزب ال أل إ نّ حزب ال‬
‫هم الفلحون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ل تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون‬
‫إلي هم بالودّة و قد كفروا ب ا جاء كم من ال قّ يرجون الرّ سول وإيّا كم أن‬
‫تؤمنوا بال ربّ كم إن كن تم خرج تم جهادًا ف سبيلي وابتغاء مرضا ت ت سرّون‬
‫إليهم بالودّة وأنا أعلم با أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء‬
‫السهّبيل ‪ ‬إن يثقفوكهم يكونوا لكهم أعداءً ويبسهطوا إليكهم أيديههم وألسهنتهم‬
‫بالسهّوء وودّوا لو تكفرون ‪ ‬لن تنفعكهم أرحامكهم ول أولدكهم يوم القيامهة‬
‫يفصل بينكم وال با تعملون بصي ‪ ‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم‬
‫والّذ ين م عه إذ قالوا لقوم هم إنّا برآء من كم ومّا تعبدون من دون ال كفر نا‬
‫ب كم وبدا بين نا وبين كم العداوة والبغضاء أبدًا حتّى تؤمنوا بال وحده إل قول‬
‫إبراه يم إل قول إبراه يم لبيه لستغفرنّ لك وما أملك لك من ال من ش يء‬
‫ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك الصي‪.﴾3‬‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.24-23:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الجادلة‪ ،‬الية‪.22:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة المتحنة‪ ،‬الية‪.4-1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪53‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال تعال‪﴿ :‬ل يتّخهذ الؤمنون الكافريهن أولياء مهن دون الؤمنيه ومهن‬
‫يفعل ذلك فليس من ال ف شيء إلّ أن تتّقوا منهم تقاةً ويذّر كم ال نف سه‬
‫وإل ال الصي‪.﴾1‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّهها الّذيهن ءامنوا مهن يرتدّ منكهم عهن دينهه‬
‫فسهوف يأته ال بقوم يبّههم ويبّونهه أذلّة على الؤمنيه أعزّة على الكافريهن‬
‫ياهدون ف سبيل ال ول يافون لومة لئم ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال‬
‫واسهع عليهم ‪ ‬إنّمها وليّكهم ال ورسهوله والّذيهن ءامنوا الّذيهن يقيمون الصهّلة‬
‫ويؤتون الزّكاة وهم راكعون ‪ ‬ومن يتولّ ال ورسوله والّذين ءامنوا فإ نّ حزب‬
‫ال هم الغالبون ‪ ‬ياأيّها الّذين ءامنوا ل تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا‬
‫من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا ال إن كنتم مؤمني ‪‬‬
‫وإذا ناديتم إل الصّلة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قوم ل يعقلون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬وا تل علي هم ن بأ إبراه يم ‪ ‬إذ قال لب يه وقو مه ما تعبدون ‪‬‬
‫عاكفيه قال ههل يسهمعونكم إذ تدعون‪ ‬أو‬
‫‪‬‬ ‫قالوا نعبهد أصهنامًا فنظلّ لاه‬
‫ينفعون كم أو يضرّون‪ ‬قالوا بل وجد نا ءاباء نا كذلك يفعلون ‪ ‬قال أفرأي تم ما‬
‫كنتم تعبدون ‪ ‬أنتم وءاباؤكم القدمون ‪ ‬فإنّهم عدوّ ل إل ربّ العالي‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ونادى نوح ربّه فقال ر بّ إ نّ اب ن من أهلي وإ نّ وعدك‬
‫القّ وأنت أحكم الاكمي‪ ‬قال يانوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غي صال‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.28:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.58-54:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الشعراء‪ ،‬الية‪.77-69:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪54‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فل تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الاهلي‪ ‬قال ربّ إنّي‬
‫أعوذ بهك أن أسهألك مها ليهس ل بهه علم وإل تغفهر ل وترحنه أكهن مهن‬
‫الاسرين‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ل تتّخذوا بطانةً من دونكم ل يألونكم‬
‫خبالً ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تفي صدورهم أكب قد‬
‫بيّنّا لكم اليات إن كنتم تعقلون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ولن ترضى عنك اليهود ول النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم قل‬
‫إنّ هدى ال هو الدى ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الّذي جاءك من العلم ما لك‬
‫من ال من ولّ ول نصي‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّهها الّذيهن ءامنوا إن تطيعوا الّذيهن كفروا يردّوكهم على‬
‫أعقابكم فتنقلبوا خاسرين‪ ‬بل ال مولكم وهو خي النّاصرين‪.﴾4‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا إن تطيعوا فريقًا من الّذين أوتوا الكتاب‬
‫يردّو كم ب عد إيان كم كافر ين‪ ‬وك يف تكفرون وأن تم تتلى علي كم ءايات ال‬
‫وفيكم رسوله ومن يعتصم بال فقد هدي إل صراط مستقيم‪.﴾5‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬بشّر النافقي بأ نّ لم عذابًا أليمًا‪ ‬الّذين يتّخذون الكافرين‬

‫سورة هود‪ ،‬الية‪.47-45:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.118:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.120:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.150-149:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.101-100:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪55‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أولياء من دون الؤمني أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة ل جيعًا‪.﴾1‬‬


‫وقال تعال‪﴿ :‬ول تركنوا إل الّذيهن ظلموا فتم سّكم النّار و ما ل كم مهن‬
‫دون ال من أولياء ثّ ل تنصرون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬براءة مهن ال ورسهوله إل الّذيهن عاهدته مهن الشركيه‬
‫فسيحوا ف الرض أربعة أشهر واعلموا أنّكم غي معجزي ال وأ نّ ال مزي‬
‫الكافرين ‪ ‬وأذان من ال ورسوله إل النّاس يوم ال جّ الكب أ نّ ال بريء من‬
‫الشركيه ورسهوله فإن تبتهم فههو خيه لكهم وإن تولّيتهم فاعلموا أنّكهم غيه‬
‫معجزي ال وبشّر الّذين كفروا بعذاب أليم ‪ ‬إلّ الّذين عاهدت من الشركي ثّ‬
‫ل ينقصوكم شيئًا ول يظاهروا عليكم أحدًا فأتّوا إليهم عهدهم إل مدّتم إ نّ‬
‫ال ي بّ التّقي ‪ ‬فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم‬
‫وخذوهم واحصروهم واقعدوا لم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا ال صّلة وءاتوا‬
‫الزّكاة فخلّوا سبيلهم إ نّ ال غفور رح يم ‪ ‬وإن أ حد من الشرك ي ا ستجارك‬
‫فأجره حتّى ي سمع كلم ال ثّ أبل غه مأم نه ذلك بأنّ هم قوم ل يعلمون‪ ‬ك يف‬
‫يكون للمشرك ي ع هد ع ند ال وع ند ر سوله إل الّذ ين عاهد ت ع ند ال سجد‬
‫الرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لم إنّ ال يبّ التّقي ‪ ‬كيف وإن يظهروا‬
‫عليكم ل يرقبوا فيكم إل ول ذمّ ًة يرضونكم بأفواههم وتأب قلوبم وأكثرهم‬
‫فا سقون ‪ ‬اشتروا بآيات ال ثنًا قليلً ف صدّوا عن سبيله إّن هم ساء ما كانوا‬
‫يعملون ل يرقبون ف مؤمن إلّ ول ذ ّمةً وأولئك هم العتدون‪ ‬فإن تابوا وأقاموا‬
‫‪‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.139-138:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة هود‪ ،‬الية‪.113:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪56‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الصهّلة وءاتوا الزّكاة فإخوانكهم فه الدّيهن ونفصهّل اليات لقوم يعلمون‪ ‬وإن‬
‫نكثوا أيانم من بعد عهدهم وطعنوا ف دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم ل أيان‬
‫ل م لعّل هم ينتهون ‪ ‬أل تقاتلون قومًا نكثوا أيان م وهّوا بإخراج الرّ سول و هم‬
‫مؤمنيه قاتلوههم‬
‫‪‬‬ ‫أحقه أن تشوه إن كنتهم‬‫بدءوكهم أوّل مرّة أتشونمه فال ّ‬
‫يع ّذبْ هم ال بأيدي كم ويز هم وين صركم علي هم وي شف صدور قوم مؤمن ي‪‬‬
‫ويذهب غيظ قلوبم ويتوب ال على من يشاء وال عليم حكيم‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ثّ جعلناك على شريعهة مهن المهر فاتّبعهها ول تتّبهع أهواء‬
‫الّذين ل يعلمون‪ ‬إنّهم لن يغنوا عنك من ال شيئًا وإ نّ الظّالي بعض هم أولياء‬
‫بعض وال ولّ التّقي‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ولئن أت يت الّذ ين أوتوا الكتاب بكلّ ءا ية ما تبعوا قبل تك‬
‫وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتّبعت أهواءهم من‬
‫بعد ما جاءك من العلم إنّك إذًا لن الظّالي‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ومن يشا قق الرّ سول من ب عد ما تبيّن له الدى ويتّبع غ ي‬
‫سبيل الؤمني نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيًا‪.﴾4‬‬
‫وقال البخاري رحهه ال (ج ‪ 1‬ص‪ :)6.‬حدّثنها ممّد بهن الثنّى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدّثنا عبدالوهّاب الثّقف يّ‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا أيّوب‪ ،‬عن أب قلبة‪ ،‬عن أنس رضي‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.15-1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الاثية‪ ،‬الية‪.19-18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.145:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.115:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪57‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ال عنه‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ثلث من كنّ فيه‬
‫و جد حلوة اليان‪ ،‬أن يكون ال ور سوله أح بّ إل يه مّا سواها‪ ،‬وأن ي بّ‬
‫الرء ل يب ّه إل ل‪ ،‬وأن يكره أن يعود فه الكفهر كمها يكره أن يقذف فه‬
‫النّار))‪.‬‬
‫وإنه ليجب على حكام السلمي أن يعتصموا ببل ال جيعًا‪ ،‬وأن يقطعوا‬
‫علقات م مع أعدائ هم وأعداء ال سلم‪ ،‬وفق هم ال لذلك إ نه على كل ش يء‬
‫قدير‪.‬‬
‫هذا وقد رأينا لولئكم الخذولي كتبًا زائغة ومنشورات مضلة‪ ،‬ينشرونا‬
‫ف أيام الج ﴿ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوْزار الّذين يضلّونم‬
‫بغي علم‪ ،﴾1‬فجدير بعلماء السنة بارك ال فيهم وسدد خطاهم ونصرهم أن‬
‫يبينوا ما ف هذه الكتب والنشورات من الضلل حت ل يغتر با جهال أهل‬
‫السنة‪ ،‬فإن الجاج فيهم العجمي والاهل الذي ل ييز بي السنة والبدعة‪،‬‬
‫بل قد انتهى ببعضهم الال إل أنه ل يفرق بي السلم وبي الشيوعي الكافر‪،‬‬
‫وال سئول عن هؤلء هم علماء ال سنة وإذا ل يبينوا للناس ال سنة من البد عة‬
‫والدى من الضلل فمن يبي ذلك‪ ،‬وما ينبغي أن يعلم أن الرافضة لو تكنت‬
‫من أهل السنة ‪-‬ل مكنهم ال من ذلك‪ -‬لستحلوا منهم ما ل يستحله اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬ومن شك ف كلمي قرأ تاريخ الرافضة‪.‬‬

‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪58‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مقاصد التظاهر في أرض الحرمين‬

‫ينب غي أن يعلم أن التظا هر ب ذ الكيف ية ل يس إ سلميّا فل نعل مه ورد عن‬


‫النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن يرج جاعة يهتفون بشعار واحد‪،‬‬
‫وليس إل تقليدًا لعداء السلم وتشبه بم والرسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬من تشبّه بقوم فهو منهم))‪.‬‬
‫أما مقاصده فمنها‪ :‬التباهي على أهل السنة بالكثرة‪ ،‬وهذا منهيّ عنه‪ ،‬قال‬
‫ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ول تكونوا كالّذيهن خرجوا مهن ديارههم بطرًا ورئاء‬
‫النّاس ويصدّون عن سبيل ال وال با يعملون ميط‪.﴾1‬‬
‫ومن ها‪ :‬الرجاف أيضًا على أ هل ال سنة‪ ،‬وهذا أيضًا منه يّ ع نه ومتو عد‬
‫عل يه‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬لئن ل ينته النافقون والّذ ين ف قلوب م مرض‬
‫والرجفون ف الدينة لنغرينّك بم ثّ ل ياورونك فيها إلّ قليلً‪ ‬ملعوني أينما‬
‫ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلً‪.﴾2‬‬
‫ومن ها‪ :‬الت كب وال سخرية‪ ،‬وهذا منه يّ ع نه‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬‬
‫ياأيّها الّذين ءامنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيًا منهم ول نساء‬
‫من ن ساء ع سى أن يك نّ خيًا منه نّ ول تلمزوا أنف سكم ول تنابزوا باللقاب‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.47:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.61-60:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪59‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بئس السم الفسوق بعد اليان ومن ل يتب فأولئك هم الظّالون‪.﴾1‬‬


‫قال البخاري رحه ال تعال‪ :‬حدّثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدّثنا شعبة‪ ،‬عن‬
‫من صور‪ ،‬قال‪ :‬سعت أ با وائل يدّث عن عبدال قال‪ :‬قال ر سول ال ‪ -‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬سباب السلم فسوق وقتاله كفر)) تابعه غندر‬
‫عن شعبة‪.‬‬
‫حدّث نا أبومع مر‪ ،‬حدّث نا عبدالوارث‪ ،‬عن ال سي‪ ،‬عن عبدال بن بريدة‪،‬‬
‫عن يي بن يعمر‪ ،‬أ نّ أبا السود الدّيل يّ حدّثه عن أب ذرّ رضي ال عنه أنّه‬
‫سع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يقول‪(( :‬ل ير مي ر جل رجلً‬
‫بالفسوق‪ ،‬ول يرميه بالكفر‪ ،‬إل ارتدّت عليه إن ل يكن صاحبه كذلك))‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)465‬حدّثنه عمهر بهن حفهص‪،‬‬
‫حدّث نا أ ب‪ ،‬حدّث نا الع مش‪ ،‬عن العرور هو ا بن سويد‪ ،‬عن أ ب ذرّ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫رأيت عليه بردًا وعلى غلمه بردًا‪ ،‬فقلت‪ :‬لو أخذت هذا فلبسته كانت حّلةً‪،‬‬
‫وأعطي ته ثوبًا آ خر‪ ،‬فقال‪ :‬كان بي ن وب ي ر جل كلم وكا نت أمّه أعجمّيةً‬
‫فنلت منهها‪ ،‬فذكرنه إل النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فقال ل‪:‬‬
‫((أسهاببت فلنًا))؟ قلت‪ :‬نعهم‪ .‬قال‪(( :‬أفنلت مهن أمّه))؟ قلت‪ :‬نعهم‪ .‬قال‪:‬‬
‫سنّ‪ .‬قال‪:‬‬‫((إنّك امرؤ فيك جاهليّة)) قلت‪ :‬على حي ساعت هذه من كب ال ّ‬
‫((نعم‪ ،‬هم إخوانكم جعلهم ال تت أيديكم‪ ،‬فمن جعل ال أخاه تت يده‬
‫فليطعمه مّا يأكل‪ ،‬وليلبسه مّا يلبس‪ ،‬ول يكلّفه من العمل ما يغلبه‪ ،‬فإن كلّفه‬
‫ما يغلبه فليعنه عليه))‪.‬‬
‫سورة الجرات‪ ،‬الية‪.11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪60‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)652‬حدّثنها الميديهّ‪ ،‬حدّثنها‬


‫سفيان‪ ،‬قال‪ :‬حفظناه من عمرو بن دينار‪ ،‬قال‪ :‬سعت جابر بن عبدال رضي‬
‫ال عنهما يقول‪ :‬كنّا ف غزاة فكسع رجل من الهاجرين رجل من النصار‪.‬‬
‫فقال الن صاريّ‪ :‬يا للن صار‪ ،‬وقال الهاجر يّ‪ :‬يا للمهاجر ين‪ ،‬ف سمّعها ال‬
‫رسهوله ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬قال‪(( :‬مها هذا))؟ فقالوا‪ :‬كسهع‬
‫ر جل من الهاجر ين رجلً من الن صار‪ ،‬فقال الن صاريّ‪ :‬يا للن صار‪ ،‬وقال‬
‫الهاجريهّ‪ :‬يها للمهاجريهن‪ ،‬فقال الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬
‫((دعوها فإنّها منتنة)) قال جابر‪ :‬وكانت النصار حي قدم النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أكثر ثّ كثر الهاجرون بعد‪ .‬فقال عبدال بن أبّ‪ :‬أوقد‬
‫فعلوا‪ ،‬وال لئن رجع نا إل الدي نة ليخرج نّ العزّ من ها الذلّ‪ .‬فقال ع مر بن‬
‫الطّاب رضي ال عنه‪ :‬دعن يا رسول ال أضرب عنق هذا النافق‪ ،‬قال النّبّ‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬د عه ل يتحدّث النّاس أ نّ ممّدًا يق تل‬
‫أصحابه))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)163‬حدّثنا أبونعيم‪ ،‬حدّثنا سفيان‪،‬‬
‫حدّثنا زبيد اليام يّ‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عبدال رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪((:-‬ليس منّا من لطم الدود‪ ،‬وشقّ‬
‫اليوب‪ ،‬ودعها بدعوى الاهليّة))‪.‬اههه‪ .‬ودعوى الاهليهة تشمهل التعصهب‬
‫الذهب‪ ،‬والتعصب الاهلي‪.‬‬
‫قال مسلم رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)644‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا‬
‫عفّان‪ ،‬حدّثنا أبان بن يزيد (ح) وحدّثن إسحق بن منصور‪ ،‬واللّفظ له أخبنا‬
‫‪61‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حبّان بن هلل‪ ،‬حدّثنا أبان‪ ،‬حدّثنا يي‪ ،‬أ ّن زيدًا حدّثه أنّ أبا سلّم حدّثه أ ّن‬
‫أ با مالك الشعر يّ حدّ ثه أ نّ النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪:‬‬
‫((أربع ف أمّت من أمر الاهليّة ل يتركوننّ‪ ،‬الفخر ف الحساب‪ ،‬والطّعن ف‬
‫النساب‪ ،‬والستسقاء بالنّجوم‪ ،‬والنّياحة‪ ،‬وقال‪ :‬النّائحة إذا ل تتب قبل موتا‬
‫تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب))‪.‬‬
‫قال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)1986‬حدّثنا عبدال بن مسلمة‬
‫بن قعنب‪ ،‬حدّثنا داود يعن ابن قيس‪ ،‬عن أب سعيد مول عامر بن كريز‪ ،‬عن‬
‫أبه هريرة قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬ل‬
‫تا سدوا‪ ،‬ول تناجشوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول ي بع بعض كم على ب يع‬
‫بعض‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانًا‪ ،‬السلم أخو السلم‪ ،‬ل يظلمه‪ ،‬ول يذله‪ ،‬ول‬
‫شرّ‬
‫يقره‪ ،‬التّقوى هاهنا ‪-‬ويشي إل صدره ثلث مرّات‪ -‬بسب امرئ من ال ّ‬
‫هه‪ ،‬وماله‪،‬‬‫هلم حرام‪ ،‬دمه‬
‫هلم على السه‬ ‫هلم‪ ،‬كلّ السه‬‫هر أخاه السه‬ ‫أن يقه‬
‫‪‬‬ ‫وعرضه))‪.‬اهه‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)481‬حدّثنا بشر بن ممّد‪ ،‬أخبنا‬
‫عبدال‪ ،‬أخبنا معمر‪ ،‬عن هّام بن منبّه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬إيّاكم والظّ نّ‪ ،‬فإ نّ الظّ نّ أكذب الديث‪ ،‬ول‬
‫ت سّسوا‪ ،‬ول ت سّسوا‪ ،‬ول تاسدوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد‬
‫ال إخوانًا))‪.‬‬
‫حدّثنا أبواليمان‪ ،‬أخبنا شعيب‪ ،‬عن الزّهريّ‪ ،‬قال‪ :‬حدّثن أنس بن مالك‬
‫ر ضي ال ع نه أ نّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ :-‬قال‪(( :‬ل‬
‫‪62‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تباغضوا‪ ،‬ول تا سدوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانًا‪ ،‬ول يلّ ل سلم‬
‫أن يهجر أخاه فوق ثلثة أيّام))‪ .‬اهه‬
‫و من مقا صد ذل كم التظا هر‪ :‬إثارة الف ت‪ ،‬فإ نه ي سوء الراف ضة أن تت مع‬
‫كلمة السلمي‪ ،‬وقد كان سلفهم الباطنيون يقطعون الطريق على الجيج‪ ،‬بل‬
‫هجموا على الجيج ف الرم وقتلوهم قتلً ذريعًا ورموا ببعضهم ف بئر زمزم‪،‬‬
‫واقتلعوا الجر السود وما ردوه إل بعد زمن‪.‬‬
‫وهل خرج المين من فرنسا إل لثارة الفت بي السلمي‪ ،‬ورب العزة‬
‫يأمر عباده باجتناب الفت فقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬واتّقوا فتنةً ل تصيبّ الّذين‬
‫صةً‪.﴾1‬‬
‫ظلموا منكم خا ّ‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬فليحذر الّذين يالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم‬
‫عذاب أليم‪.﴾2‬‬
‫وقال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)23‬باب قول النّبّ ‪ -‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من حل علينا السّلح فليس منّا))‪.‬‬
‫حدّث نا عبدال بن يو سف‪ ،‬أخب نا مالك‪ ،‬عن نا فع‪ ،‬عن عبدال بن ع مر‬
‫رضي ال عنهما‪ ،‬أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬من‬
‫حل علينا السّلح فليس منّا))‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن العلء‪ ،‬حدّثنا أبوأسامة عن بريد‪ ،‬عن أب بردة‪ ،‬عن أب‬
‫مو سى‪ ،‬عن النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪ (( :‬من ح ل علي نا‬
‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة النور‪ ،‬الية‪.63:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪63‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫السّلح فليس منّا))‪.‬‬


‫حدّث نا ممّد‪ ،‬أخب نا عبدال ّرزّاق‪ ،‬عن مع مر‪ ،‬عن هّام‪ ،‬سعت أ با هريرة‬
‫عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ل يشي أحدكم على أخيه‬
‫بالسّلح‪ ،‬فإنّه ل يدري لعلّ الشّيطان ينْزغ ف يده‪ ،‬فيقع ف حفرة من النّار))‪.‬‬
‫حدّث نا عل يّ بن عبدال‪ ،‬حدّث نا سفيان‪ ،‬قال‪ :‬قلت لعمرو‪ :‬يا أ با ممّد‬
‫سعت جابر بن عبدال يقول‪ :‬مرّ رجل بسهام ف السجد فقال له رسول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬أمسك بنصالا))؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫حدّثنا أبوالنّعمان‪ ،‬حدّثنا حّاد بن زيد‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن جابر أ ّن‬
‫رجلً مرّ ف ال سجد بأ سهم قد بدا ن صولا‪ ،‬فأمر أن يأ خذ بن صولا ل يدش‬
‫مسلمًا‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن العلء‪ ،‬حدّثنا أبوأسامة‪ ،‬عن بريد‪ ،‬عن أب بردة‪ ،‬عن أب‬
‫موسى‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬إذا مرّ أحدكم ف‬
‫مسجدنا أو ف سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالا‪ ،‬أو قال‪ :‬فليقبض بكفّه‬
‫أن يصيب أحدًا من السلمي منها شيء))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحهه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)26‬باب قول الن ّبّ ‪-‬صهلى ال‬
‫عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬ل ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكهم رقاب‬
‫بعض))‪.‬‬
‫حدّثنا عمر بن حفص‪ ،‬حدّثن أب‪ ،‬حدّثنا العمش‪ ،‬حدّثنا شقيق‪ .‬قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬عبدال قال‪ :‬النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬سباب ال سلم‬
‫فسوق وقتاله كفر))‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا حجّاج بن منهال‪ ،‬حدّثنا شعبة‪ ،‬أ خبن وا قد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫ع مر‪ ،‬أنّه سع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يقول‪(( :‬ل ترجعوا‬
‫بعدي كفّارًا‪ ،‬يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫حدّثنا مسدّد‪ ،‬حدّثنا يي‪ ،‬حدّثنا قرّة بن خالد‪ ،‬حدّثنا ابن سيين‪ ،‬عن‬
‫عبدالرّحن بن أب بكرة‪ ،‬عن أب بكرة‪ ،‬وعن رجل آخر هو أفضل ف نفسي‬
‫من عبدالرّح ن بن أ ب بكرة‪ ،‬عن أ ب بكرة أ نّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬خ طب النّاس فقال‪(( :‬أل تدرون أ يّ يوم هذا))؟ قالوا‪ :‬ال‬
‫ور سوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغ ي ا سه‪ .‬فقال‪(( :‬أل يس بيوم‬
‫النّحر))؟ قلنا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ .‬قال‪(( :‬أيّ بلد هذا أليست بالبلدة الرام))؟‬
‫((فإنه دماءكهم‪ ،‬وأموالكهم‪ ،‬وأعراضكهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قلنها‪ :‬بلى يها رسهول ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫وأبشار كم‪ ،‬علي كم حرام‪ ،‬كحر مة يوم كم هذا‪ ،‬ف شهر كم هذا‪ ،‬ف بلد كم‬
‫هذا‪ ،‬أل هل بلّ غت)) قل نا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪(( :‬اللّه مّ اش هد‪ ،‬فليبلّغ الشّا هد الغائب‪،‬‬
‫فإنّه ر بّ مبلّغ يبلّ غه ل ن هو أو عى له‪ ،‬فكان كذلك‪ ،‬قال‪ :‬ل ترجعوا بعدي‬
‫كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض))‪ ،‬فلمّا كان يوم حرّق ابن الضرميّ حي‬
‫حرّ قه جار ية بن قدا مة قال‪ :‬أشرفوا على أ ب بكرة فقالوا‪ :‬هذا أبوبكرة يراك‪.‬‬
‫قال عبدالرّحن‪ :‬فحدّثتن أمّي عن أب بكرة أنّه قال‪ :‬لو دخلوا عل يّ ما بشت‬
‫بقصبة‪.‬‬
‫حدّثنا أحد بن إشكاب‪ ،‬حدّثنا ممّد بن فضيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عكرمة‪،‬‬
‫عهن ابهن عبّاس رضهي ال عنهمها قال‪ :‬قال النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬ل ترتدّوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّث نا سليمان بن حرب‪ ،‬حدّث نا شع بة‪ ،‬عن عل يّ بن مدرك‪ ،‬سعت أ با‬


‫زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن جدّه جرير قال‪ :‬قال ل رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف حجّة الوداع‪(( :‬ا ستنصت النّاس)) ثّ قال‪(( :‬ل‬
‫ترجعوا بعدي كفّارًا‪ ،‬يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫وقال رحه ال ص(‪ :)29‬باب تكون فتنة القاعد فيها خي من القائم‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن عبيدال‪ ،‬حدّثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب سلمة‬
‫ابن عبدالرّحن‪ ،‬عن أب هريرة‪ .‬قال إبراهيم‪ :‬وحدّثن صال بن كيسان‪ ،‬عن‬
‫ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن السيّب‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ستكون فت القاعد فيها خي من القائم‪ ،‬والقائم‬
‫فيها خي من الاشي‪ ،‬والاشي فيها خي من السّاعي‪ ،‬من تشرّف لا تستشرفه‪،‬‬
‫فمن وجد منها ملجأً أو معاذًا فليعذ به))‪.‬‬
‫حدّثنها أبواليمان‪ ،‬أخبنها شعيهب‪ ،‬عهن الزّهريهّ‪ ،‬أخهبن أبوسهلمة بهن‬
‫أنه أبها هريرة قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫عبدالرّحنه‪ّ ،‬‬
‫وسلم‪(( :-‬ستكون فت القاعد فيها خي من القائم‪ ،‬والقائم خي من الاشي‪،‬‬
‫والاشي فيها خي من ال سّاعي‪ ،‬من تشرّف لا تستشرفه‪ ،‬فمن وجد ملجأً أو‬
‫معاذًا فليعذ به))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال ص (‪ :)31‬باب إذا التقى السلمان بسيفيهما‪.‬‬
‫حدّثنها عبدال بهن عبدالوهّاب‪ ،‬حدّثنها حّاد‪ ،‬عهن رجهل ل يسهمّه‪ ،‬عهن‬
‫السن قال‪ :‬خرجت بسلحي ليال الفتنة‪ ،‬فاستقبلن أبوبكرة فقال‪ :‬أين تريد؟‬
‫قلت‪ :‬أريد نصرة ابن ع مّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬قال‪:‬‬
‫‪66‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬إذا تواجهه السهلمان‬
‫ب سيفيهما‪ ،‬فكله ا من أ هل النّار)) ق يل‪ :‬فهذا القا تل‪ ،‬ف ما بال القتول؟ قال‪:‬‬
‫((إنّه أراد قتل صاحبه))‪.‬‬
‫قال حّاد بن ز يد‪ :‬فذكرت هذا الد يث ليّوب ويو نس بن عب يد وأ نا‬
‫أر يد أن يدّثا ن به‪ .‬فقال‪ :‬إنّ ما روى هذا الد يث ال سن‪ ،‬عن الح نف بن‬
‫ق يس‪ ،‬عن أ ب بكرة‪ ،‬حدّث نا سليمان‪ ،‬حدّث نا حّاد بذا‪ .‬وقال مؤمّل‪ :‬حدّث نا‬
‫حّاد بن زيد‪ ،‬حدّثنا أيّوب ويونس وهشام ومعلّى بن زياد‪ ،‬عن السن‪ ،‬عن‬
‫الحنف‪ ،‬عن أ ب بكرة‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬ورواه‬
‫معمر‪ ،‬عن أيّوب‪ ،‬ورواه بكّار ا بن عبدالعزيز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب بكرة‪ .‬وقال‬
‫غندر‪ :‬حدّث نا شع بة‪ ،‬عن من صور‪ ،‬عن ربع يّ بن حراش‪ ،‬عن أ ب بكرة‪ ،‬عن‬
‫الّنبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬ول يرفعه سفيان‪ ،‬عن منصور‪.‬‬
‫ث قال البخاري رحه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)37‬باب من كره أن يكثّر سواد‬
‫الفت والظّلم‪.‬‬
‫حدّثنها عبدال بهن يزيهد‪ ،‬حدّثنها حيوة وغيه‪ ،‬قال‪ :‬حدّثنها مم ّد بهن‬
‫عبدالرّحن أبوالسود‪ ،‬قال‪ :‬قطع على أهل الدينة بعث‪ ،‬فاكتتبت فيه‪ ،‬فلقيت‬
‫عكرمة فأخبته فنهان عن ذلك أشدّ النّهي‪ ،‬ثّ قال‪ :‬أخبن ابن عبّاس أ ّن ناسًا‬
‫من السلمي كانوا مع الشركي يكثّرون سواد الشركي على عهد رسول ال‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فيأ ت ال سّهم في مى به في صيب أحد هم‬
‫﴿إنه الّذيهن توفّاههم اللئكهة ظاليه‬
‫ّ‬ ‫فيقتله‪ ،‬أو يضربهه فيقتهل‪ ،‬فأنزل ال‪:‬‬
‫أنفسهم﴾‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ث قال البخاري رحه ال ص(‪ :)40‬باب التّعرّب ف الفتنة‪.‬‬


‫حدّثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدّثنا حات‪ ،‬عن يزيد بن أب عبيد‪ ،‬عن سلمة بن‬
‫الكوع‪ ،‬أنّه د خل على الجّاج فقال‪ :‬يا ا بن الكوع ارتددت على عقب يك‬
‫تعرّبت‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬ولك نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أذن ل‬
‫ف البدو‪ .‬وعن يزيد بن أب عبيد قال‪ :‬لّا قتل عثمان بن عفّان خرج سلمة بن‬
‫الكوع إل الرّبذة وتزوّج هناك امرأةً وولدت له أولدًا‪ ،‬فلم يزل با حتّى قبل‬
‫أن يوت بليال فنل الدينة‪.‬‬
‫حدّثنا عبدال بن يوسف‪ ،‬أخبنا مالك‪ ،‬عن عبدالرّحن بن عبدال بن أب‬
‫الدريه رضهي ال عنهه أنّه قال‪ :‬قال‬
‫ّ‬ ‫صهعصعة‪ ،‬عهن أبيهه‪ ،‬عهن أبه سهعيد‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬يو شك أن يكون خ ي مال‬
‫السلم غنم يتبع با شعف البال ومواقع القطر‪ ،‬يفرّ بدينه من الفت))‪.‬‬
‫ث قال البخاري رحه ال ص(‪ :)43‬باب التّعوّذ من الفت‪.‬‬
‫حدّثنا معاذ بن فضالة‪ ،‬حدّثنا هشام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬سهألوا النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬حتّى أحفوه بالسهألة‪،‬‬
‫فصهعد النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬ذات يوم النهب فقال‪(( :‬ل‬
‫تسألون عن شيء إل بيّنت ل كم))‪ ،‬فجعلت أنظر يينًا وشالً فإذا كلّ رجل‬
‫رأسه ف ثوبه يبكي‪ ،‬فأنشأ رجل كان إذا لحى يدعى إل غي أبيه فقال‪ :‬يا‬
‫نبّ ال من أ ب؟ فقال‪(( :‬أبوك حذا فة)) ثّ أن شأ ع مر فقال‪ :‬رضي نا بال ربّ ا‪،‬‬
‫وبالسلم دينًا‪ ،‬وبحمّد رسولً‪ ،‬نعوذ بال من سوء الفت‪ ،‬فقال‪ :‬النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬مها رأيهت فه اليه والشّرّ كاليوم قطهّ‪ ،‬إنّه‬
‫‪68‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صهوّرت ل الن ّة والنّار حتّى رأيتهمها دون الائط)) قال قتادة‪ :‬يذكهر هذا‬
‫الديث عند هذه الية‪﴿ :‬يا أيّها الّذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم‬
‫ت سؤكم﴾ وقال عبّاس النّر سيّ‪ :‬حدّث نا يز يد بن زر يع‪ ،‬حدّث نا سعيد‪ ،‬حدّث نا‬
‫قتادة‪ ،‬أ نّ أن سًا حدّث هم أ نّ نبّ ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬بذا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬كلّ رجل لفّا رأسه ف ثوبه يبكي وقال‪ :‬عائذًا بال من سوء الفت‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬أعوذ بال من سوأى الفت‪.‬‬
‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)317‬حدّث نا أبواليمان‪ .‬قال‪ :‬أخب نا‬
‫شع يب‪ ،‬عن الزّهر يّ‪ .‬قال‪ :‬أخب نا عروة بن الزّب ي‪ ،‬عن عائ شة زوج النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أخبته أنّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ -‬كان يد عو ف ال صّلة‪(( :‬اللّه مّ إنّي أعوذ بك من عذاب ال قب‪،‬‬
‫وأعوذ بك من فتنة السيح الدّجّال‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الحيا وفتنة المات‪،‬‬
‫اللّه مّ إنّي أعوذ بك من الأث والغرم)) فقال له قائل‪ :‬ما أكثر ما تستعيذ من‬
‫الغرم فقال‪(( :‬إنّ الرّجل إذا غرم حدّث فكذب‪ ،‬ووعد فأخلف))‪.‬‬
‫قال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)128‬حدّثنا ممّد بن عبدال بن‬
‫ني‪ ،‬حدّثنا أبوخالد يعن سليمان بن حيّان‪ ،‬عن سعد بن طارق‪ ،‬عن ربع يّ‪،‬‬
‫عن حذيفة‪ .‬قال‪ :‬كنّا عند عمر فقال‪ :‬أيّكم سع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬يذ كر الف ت؟ فقال قوم‪ :‬ن ن سعناه‪ .‬فقال‪ :‬لعلّ كم تعنون‬
‫فت نة الرّ جل ف أهله وجاره؟ قالوا‪ :‬أ جل‪ .‬قال‪ :‬تلك تكفّر ها ال صّلة وال صّيام‬
‫والصّدقة‪ ،‬ولكن أيّكم سع النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يذكر الفت‬
‫الّت توج موج البحر؟ قال حذيفة‪ :‬فأسكت القوم‪ .‬فقلت‪ :‬أنا‪ .‬قال‪ :‬أنت ل‬
‫‪69‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أبوك‪ .‬قال حذيفة‪ :‬سعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪:‬‬
‫((تعرض الفت على القلوب كالصي عودًا عودًا‪ ،‬فأ يّ قلب أشربا نكت فيه‬
‫نكتة سوداء‪ ،‬وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء‪ ،‬حتّى تصي على قلبي‪:‬‬
‫على أبيض م ثل ال صّفا‪ ،‬فل تضرّه فت نة ما دامت ال سّموات والرض‪ ،‬وال خر‬
‫خيًا‪ ،‬ل يعرف معروفًا ول ينكر منكرًا‪ ،‬إل ما أشرب‬ ‫أسود مربادّا‪ ،‬كالكوز م ّ‬
‫مهن هواه))‪ .‬قال حذيفهة‪ :‬وحدّثتهه أنّه بينهك وبينهها بابًا مغلقًا‪ ،‬يوشهك أن‬
‫يكسر‪ .‬قال عمر‪ :‬أكسرًا ل أبا لك‪ ،‬فلو أنّه فتح لعلّه كان يعاد‪ .‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬بل‬
‫يكسر‪ ،‬وحدّثته أنّ ذلك الباب رجل يقتل أو يوت‪ ،‬حديثًا ليس بالغاليط‪.‬‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)110‬حدّثنه ييه بهن أيّوب‪،‬‬
‫وقتي بة‪ ،‬وا بن ح جر‪ ،‬جيعًا عن إ ساعيل بن جع فر‪ .‬قال ا بن أيّوب‪ :‬حدّث نا‬
‫إساعيل‪ .‬قال‪ :‬أخبن العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة أ ّن رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬بادروا بالعمال فتنًا كقطع اللّيل الظلم‪ ،‬يصبح‬
‫الرّجل مؤمنًا ويسي كافرًا‪ ،‬أو يسي مؤمنًا ويصبح كافرًا‪ ،‬يبيع دينه بعرض من‬
‫الدّنيا))‪ .‬اهه‬
‫فالمين آلة فتنة‪ ،‬ل نشك أنه عميل لمري كا ولروسيا‪ ،‬فها هو ي ستمد‬
‫قواتهه منههم‪ ،‬وههو أيضًا عميهل لليهود فهها ههم بقواتمه فه لبنان يقصهفون‬
‫الخيمات الفل سطينية‪ ،‬ف قد افت ضح أ مر الر جل‪ ،‬وماذا ي ضر أمري كا أو رو سيا‬
‫التاف المين‪ :‬ت سقط أمري كا‪ ،‬أو ت سقط رو سيا‪ ،‬و هو ينفذ ل ما مططاتما‬
‫ولقد أحسن الشيخ ممد بن سال البيحان رحه ال إذ يقول‪:‬‬
‫بهه الفضاء ول صهوت التافات‬ ‫هيهات ل ين فع الت صفيق متلئًا‬
‫‪70‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫شعههب ول يسههقط البار‬ ‫(فليحيها) أو (فليمهت) ل يسهتقيم‬


‫هر ماض ول‬‫ها له أثه‬
‫والعاتيومه‬ ‫بافكهم خطيهب سهعنا وههو‬
‫آتيفكههم بلينهها بتصههفيق‬ ‫مندفعيها أسهكت ال أفواهًها‬
‫وأصوات‬ ‫تصيح له‬
‫ولسنا نصدق المين ف زعمه أنه يقاطع أمريكا وروسيا‪ ،‬ول نصدقه ف‬
‫احتجاز الرهائن المريكيي‪ ،‬نن نعلم أنّها عن تالئ مع أمريكا‪ ،‬ليظهر بطولته‬
‫عند السلمي ليثقوا به‪ ،‬ويشبهها قضية رمي بيت القذاف فهي أيضًا عن تالئ‬
‫مع أمريكا ليظهر عداوته لمريكا‪ ،‬فقد أصبح الزعيم اليوم يظهر الصداقة مع‬
‫دولة و هو ف البا طن يعادي ها‪ ،‬ويظ هر العداوة لدولة و هو ف البا طن ي صادقها‬
‫ولقد أحسن ممد بن سال البيحان رحه ال إذ يقول‪:‬‬
‫وهي وال ضدها ف القيقةيعل‬ ‫دولة تدّعي صداقة أخرىما‬
‫الدولة العدوّ صهديقةيزرع الشهر‬ ‫أظن الياة إل خداعًاقد بلينا‬
‫فه الشعوب الشقيقةفه سهلم‬ ‫بأجنهبّ شقيّلو رجعنها إل‬
‫وسالتنا الليقة‬ ‫الصواب لعشنا‬
‫فالرجهل يتظاههر بعداوة أعداء السهلم‪ ،‬ثه ارتقهى بهه الال إل نصهب‬
‫العداوة القيق ية للم سلمي‪ ،‬ف ها هو يقول ال بيث‪ :‬إ نه ير يد ف تح م كة ق بل‬
‫فلسطي‪ .‬ونن ل نشك أنه مدفوع من قبل أعداء السلم‪ ،‬ولقد أحسن ممد‬
‫ابن سال البيحان رحه ال إذ يقول‪:‬‬
‫يشتم البرياء حي يورقال‪ :‬إن‬ ‫همع‬
‫ه نسه‬
‫هل يوم وننه‬
‫كه‬
‫‪71‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بشتهم قومهي فخورقدمهت ل‬ ‫عجلًوإذا قيهل‪ :‬أيهها العجهل‬


‫هباتم والنذور تتهاوى من تت‬ ‫صهمتًاألّهتن بعهض الطوائف‬
‫قرن الصخور‬ ‫حتىعظّمونه فصهرت شيئًا‬
‫عظيمًا‬
‫ول يعرف حقيقة الرجل إل من قرأ ف تاريخ الرافضة وما هم عليه من‬
‫كيهد السهلم والعداء لهله‪ ،‬فإنه أنصهح بقراءة مها قيهل عهن الرافضهة فه‬
‫((الفصل)) لب ممد بن حزم و((اللل والنحل)) للشهرستان و((الفرق بي‬
‫الفرق)) للبغدادي‪ ،‬وقد نقلت عن هذه الكتب بعض الشيء ف كتاب ((إرشاد‬
‫ذوي الفطن لبعاد غلة الروافض من اليمن‪ ))1‬ومن أحسن الكتب الت تبي‬
‫حقيقة الر جل كتاب أخينا ف ال عبدال ممد الغر يب فجزاه ال خيًا‪ ،‬وإن‬
‫أنصح كل سن بقراءته‪ ،‬فقد كشف تلبيس الرافضي الثيم المين‪ ،‬وأنصح‬
‫بقراءة كتاب المين ((الكومة السلمية)) لن كان أهلً لذلك تد فيه أنه‬
‫اثنا عشري رافضي‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬إن نا ن سمع من إذاعت هم الكلم الط يب‪ .‬قلت‪ :‬هذا ل ين فع مع‬
‫خبث العقيدة وعداوة السلمي‪ ،‬وهل أنت تتوقع منه الن أن يقول‪ :‬إنه يريد‬
‫هدم السلم؟! فهذا فرعون الذي يقول‪﴿ :‬أنا ربّكم العلى‪ ،﴾2‬ويقول‪﴿ :‬ما‬
‫علمهت لكهم مهن إله غيي‪ ،﴾3‬يقول لقومهه‪﴿ :‬مها أريكهم إلّ مها أرى ومها‬

‫وسيأت إن شاء ال ف هذا الكتاب الكثي الطيب ف بيان ضللم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة النازعات‪ ،‬الية‪.24 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة القصص‪ ،‬الية‪.38:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪72‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أهديكم إلّ سبيل الرّشاد‪ .﴾1‬ويقول ف نب ال موسى‪﴿ :‬إنّي أخاف أن يبدّل‬


‫دينكم أو أن يظهر ف الرض الفساد‪.﴾2‬‬
‫ويقول تعال عن سحرة فرعون وهم آنذاك كفار ل يسلموا أنم يقولون‬
‫فه موسهى وهارون‪﴿ :‬قالوا إن هذان لسهاحران يريدان أن يرجاكهم مهن‬
‫أرضكم بسحرها ويذهبا بطريقتكم الثلى‪.﴾3‬‬
‫وقال سبحانه وتعال ف النافق ي‪﴿ :‬وإذا ق يل ل م ل تف سدوا ف الرض‬
‫قالوا إنّ ما ن ن م صلحون‪ .﴾4‬قال ال مكذبًا ل م‪﴿ :‬أل إنّ هم هم الف سدون‬
‫ولكن ل يشعرون‪.﴾5‬‬
‫فإياك إياك أن تغتر بطبهم من إذاعتهم‪ ،‬فإن ال عز وجل يقول ف كتابه‬
‫الكري‪﴿ :‬ومن النّاس من يعجبك قوله ف الياة الدّنيا ويشهد ال على ما ف‬
‫قل به و هو ألدّ ال صام ‪ ‬وإذا تولّى سعى ف الرض ليف سد في ها ويهلك الرث‬
‫والنّ سل وال ل ي بّ الف ساد ‪ ‬وإذا ق يل له اتّق ال أخذ ته العزّة بال ث فح سبه‬
‫جهنّم ولبئس الهاد‪.﴾6‬والرسهول ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يقول‪:‬‬
‫((إنّ من البيان لسحرًا))‪.‬‬
‫قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)237‬حدّثنها عبدال بهن‬
‫سورة غافر‪ ،‬الية‪.29:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة غافر‪ ،‬الية‪.26:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة طه‪ ،‬الية‪.63:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.12:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.206-204:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪73‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يوسف‪ ،‬أخبنا مالك‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عبدال بن عمر رضي ال عنهما‬
‫أنّه قدم رجلن مهن الشرق فخطبها فعجهب النّاس لبيانمها فقال‪ :‬رسهول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّ من البيان لسحرًا‪ ،‬أو إنّ بعض البيان‬
‫لسحر))‪ .‬اهه‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫والق قد يعتريه سوء تعبيوإن‬ ‫فهه زخرف القول تزييهه‬
‫تشأ قلت‪ :‬ذا قيّ الزنابي‬ ‫لباطلهتقول‪ :‬هذا ماج الن حل‪،‬‬
‫تدحه‬
‫ولست أطلب منك أن تسيء الظن بكل خطيب وداع وواعظ‪ ،‬فمعاذ ال‬
‫وهذا هو غرض أعداء ال سلم‪ ،‬ف هم الذ ين يبثون الدعايات اللعو نة ال ت تن فر‬
‫عن الدعاة إل ال‪ ،‬وقد تكلمنا على هذا ف كتابنا ((الخرج من الفتنة)) وف‬
‫((ال سيوف الباترة للاد الشيوعية الكافرة))‪ .‬ولك ن أحذرك من هذه الطائفة‬
‫الزائغة لسوء عقيدتا‪ ،‬ولو فرضنا أنّهم متحمسون للدين فهذا ل ينفعهم حت‬
‫يكونوا مستسلمي لسنة رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال ال‬
‫سبحانه وتعال‪﴿ :‬فل وربّك ل يؤمنون حتّى يكّموك فيما شجر بينهم ثّ ل‬
‫يدوا ف أنفسهم حرجًا مّا قضيت ويسلّموا تسليمًا‪.﴾1‬‬
‫ولكنه‬
‫ّ‬ ‫وقال تعال‪﴿ :‬ليهس البّ أن تولّوا وجوهكهم قبهل الشرق والغرب‬
‫البّ من ءا من بال واليوم ال خر واللئ كة والكتاب والنّبيّي وءا تى الال على‬
‫حبّه ذوي القرب واليتامى والساكي وابن ال سّبيل وال سّائلي وف الرّقاب وأقام‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.65:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪74‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الصهّلة وءاتهى الزّكاة والوفون بعهدههم إذا عاهدوا والصهّابرين فه البأسهاء‬


‫ضرّاء وحي البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم التّقون‪.﴾1‬‬ ‫وال ّ‬
‫وهذه التظاهرات تدل على سهوء القصهد‪ ،‬وخبهث العقيدة‪ .‬بلد أمّنهه ال‬
‫وتوعهد على اللاد فيهه‪ ،‬فإذا هؤلء الخذولون يفتحون باب شهر للمسهلمي‬
‫ويدعون إل الفرقة بي السلمي الت نى ال عنها ورسوله‪ .‬وهذا الذي نتوقعه‬
‫من الراف ضة وهذه سننهم ال ت سنها ل م عبدال بن سبأ‪ ،‬وال مد ل الذي‬
‫فضحههم وجعلههم يبدون مها يكتمونهه‪ ،‬فقطْع سهبيل الاج يعتهب مهن أكهب‬
‫الكبائر‪ ،‬وقد بلغن أنّهم أقاموا تظاهرًا جاهليّا من الجون إل العابدة‪ ،‬ووقفوا‬
‫حر كة ال سي‪ ،‬وقطعوا الناس عن أداء مناسكهم الت سافروا من أ جل أدائ ها‪،‬‬
‫قاتل ال الرافضة الصم البكم العمي الذين ل يعقلون‪.‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.177:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪75‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حرمة مكة‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس وأمنًا واتّخذوا من‬
‫مقام إبراهيهم مصهلّى وعهدنها إل إبراهيهم وإسهاعيل أن طهّرا بيته للطّائفيه‬
‫والعاكفي والرّكّع ال سّجود ‪ ‬وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلدًا ءامنًا وارزق‬
‫أهله من الثّمرات من ءامن منهم بال واليوم الخر قال ومن كفر فأمتّعه قليلً‬
‫ثّ أضطرّه إل عذاب النّار وبئس الصي‪.﴾1‬‬
‫﴿إنه أوّل بيهت وضهع للنّاس للّذي ببك ّة مبارك ًا وهدًى‬
‫ّ‬ ‫وقال تعال‪:‬‬
‫للعال ي ‪ ‬ف يه ءايات بيّنات مقام إبراه يم و من دخله كان ءامنًا ول على النّاس‬
‫حجّ البيت من استطاع إليه سبيلً ومن كفر فإنّ ال غنّ عن العالي‪.﴾2‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ليبلونّكم ال بشيء من ال صّيد‬
‫تناله أيدي كم ورماح كم ليعلم ال من يا فه بالغيب ف من اعتدى بعد ذلك فله‬
‫عذاب أل يم ‪ ‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا ل تقتلوا ال صّيد وأن تم حرم و من قتله من كم‬
‫متعمّدًا فجزاء مثل ما قتل من النّعم يكم به ذوا عدل منكم هديًا بالغ الكعبة‬
‫أو كفّارة طعام م ساكي أو عدل ذلك صيامًا ليذوق وبال أمره ع فا ال عمّا‬
‫سلف و من عاد فينت قم ال م نه وال عز يز ذو انتقام ‪ ‬أحلّ ل كم صيد الب حر‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.126-125:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.97-96:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪76‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫سيّارة وحرّم عليكم صيد البّ ما دمتم حرمًا واتّقوا ال‬ ‫وطعامه متاعًا لكم ولل ّ‬
‫الّذي إل يه تشرون ‪ ‬ج عل ال الكع بة الب يت الرام قيامًا للنّاس والشّ هر الرام‬
‫والدي والقلئد ذلك لتعلموا أنّ ال يعلم ما ف ال سّموات وما ف الرض وأنّ‬
‫ال بكلّ شيء عليم‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا إنّما الشركون نس فل يقربوا السجد‬
‫الرام بعد عامهم هذا‪.﴾2‬‬
‫وقال سبحانه وتعال ‪﴿ :‬يسألونك عن الشّهر الرام قتال فيه قل قتال فيه‬
‫كبي وصدّ عن سبيل ال وكفر به والسجد الرام وإخراج أهله منه أكب عند‬
‫ال والفتنة أكب من القتل‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد ءامنًا واجنبن وبنّ أن‬
‫نع بد ال صنام‪ ‬ر بّ إنّه نّ أضللن كثيًا من النّاس ف من تبع ن فإنّه منّي و من‬
‫عصان فإنّك غفور رحيم‪ ‬ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيّت بواد غي ذي زرع عند‬
‫بيتك الحرّم ربّنا ليقيموا ال صّلة فاجعل أفئدةً من النّاس توي إليهم وارزقهم‬
‫من الثّمرات لعلّهم يشكرون‪.﴾4‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬أول نكّن لم حرمًا ءامنًا ي ب إليه ثرات كلّ شيء رزقًا‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.97-94:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.28:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.217:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪.37-35:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪77‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫من لدنّا ولكنّ أكثرهم ل يعلمون‪.﴾1‬‬


‫وقال تعال‪﴿ :‬وما لم أل يعذّبم ال وهم يصدّون عن السجد الرام وما‬
‫ها كان‬‫هم ل يعلمون ‪ ‬ومه‬
‫كانوا أولياءه إن أولياؤه إلّ التّقون ولكنهّ أكثرهه‬
‫صلتم عند البيت إل مكاءً وتصديةً فذوقوا العذاب با كنتم تكفرون‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬أول يروا أنّا جعلنا حرمًا ءامنًا ويتخطّف النّاس من حولم‬
‫أفبالباطل يؤمنون وبنعمة ال يكفرون‪.﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ههم الّذيهن كفروا وصهدّوكم عهن السهجد الرام والدي‬
‫معكوفًها أن يبلغ ملّه ولول رجال مؤمنون ونسهاء مؤمنات ل تعلموههم أن‬
‫تطئوهم فتصيبكم منهم معرّة بغي علم ليدخل ال ف رحته من يشاء لو تزيّلوا‬
‫لعذّبنا الّذين كفروا منهم عذابًا أليمًا‪.﴾4‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬إ نّ الّذ ين كفروا وي صدّون عن سبيل ال وال سجد الرام‬
‫الّذي جعلناه للنّاس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلاد بظلم نذقه من‬
‫عذاب أليم‪.﴾5‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ذلك ومن يعظّم حرمات ال فهو خي له عند ربّه‪.﴾6‬‬

‫سورة القصص‪ ،‬الية‪.57:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.35-34.:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة العنكبوت‪ ،‬الية‪.67:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورةالج‪ ،‬الية‪.25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة الج‪ ،‬الية‪.30:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪78‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال تعال‪﴿ :‬ذلك ومن يعظّم شعائر ال فإنّها من تقوى القلوب‪.﴾1‬‬


‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ل أق سم بذا البلد ‪ ‬وأ نت حلّ بذا البلد‪ ﴾2‬أي‪:‬‬
‫مكة‪.‬‬
‫وقال سههبحانه وتعال‪﴿ :‬والتّيهه والزّيتون وطور سههيني وهذا البلد‬
‫المي‪ .﴾3‬أي‪ :‬مكة‪.‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬أل تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ‪ ‬أل يعل‬
‫كيد هم ف تضل يل ‪ ‬وأر سل علي هم طيًا أباب يل ‪ ‬ترمي هم بجارة من سجّيل ‪‬‬
‫فجعلهم كعصف مأكول‪.﴾4‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ليلف قر يش ‪ ‬إيلف هم رحلة الشّتاء وال صّيف ‪‬‬
‫فليعبدوا ربّ هذا البيت ‪ ‬الّذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف‪.﴾5‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إنّما أمرت أن أعبد ر بّ هذه البلدة الّذي حرّمها‬
‫وله كلّ شيء وأمرت أن أكون من السلمي‪.﴾6‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا ل تلّوا شعائر ال ول الشّ هر‬
‫الرام ول الدي ول القلئد ول ءامّيه البيهت الرام يبتغون فضلً مهن ربّههم‬

‫سورة الج‪ ،‬الية‪.32:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة البلد‪ ،‬الية‪.2-1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة التي‪ ،‬الية‪.3-1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الفيل‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة قريش‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة النمل‪ ،‬الية‪.91:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪79‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ورضوانًا وإذا حللتم فاصطادوا‪.﴾1‬‬


‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)41‬باب ل يعضد شجر الرم‪.‬‬
‫وقال ابن عبّاس رضي ال عنهما عن ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪:-‬‬
‫((ل يعضد شوكه))‪.‬‬
‫حدّثنا قتيبة‪ ،‬حدّثنا اللّيث‪ ،‬عن سعيد بن أب سعيد القبيّ‪ ،‬عن أب شريح‬
‫العدو يّ أنّه قال لعمرو بن سعيد و هو يب عث البعوث إل مكّة‪ :‬ائذن ل أّي ها‬
‫المي أحدّثك قولً قام به رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬للغد‬
‫من يوم الفتح‪ ،‬فسمعته أذناي‪ ،‬ووعاه قلب‪ ،‬وأبصرته عيناي حي تكلّم به‪ ،‬إنّه‬
‫ح د ال وأث ن عل يه ثّ قال‪(( :‬إ نّ مكّة حرّم ها ال ول يرّم ها النّاس‪ ،‬فل يلّ‬
‫لمرئ يؤمن بال واليوم الخر أن يسفك با دمًا‪ ،‬ول يعضد با شجرةً‪ ،‬فإن‬
‫أحد ترخّص لقتال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقولوا له‪ :‬إنّ‬
‫ال أذن لر سوله ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ول يأذن ل كم‪ ،‬وإنّ ما أذن‬
‫ل ساعةً من نار‪ ،‬وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالمس‪ ،‬وليبلّغ الشّاهد‬
‫الغائب))‪ ،‬فقيل لب شريح‪ :‬ما قال لك عمرو؟ قال‪ :‬أنا أعلم بذلك منك يا‬
‫أبا شريح‪ ،‬إنّ الرم ل يعيذ عاصيًا‪ ،‬ول فارّا بدم‪ ،‬ول فارّا بربة‪ ،‬خربة بليّة‪.‬‬
‫ث قال رحه ال ص (‪:)46‬باب ل ينفّر صيد الرم‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن الثنّى‪ ،‬حدّثنا عبدالوهّاب‪ ،‬حدّثنا خالد‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن‬
‫ا بن عبّاس ر ضي ال عنه ما أ نّ النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪:‬‬
‫((إ نّ ال حرّم مكّة فلم تلّ ل حد قبلي‪ ،‬ول تلّ ل حد بعدي‪ ،‬وإنّ ما أحلّت‬
‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.2:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪80‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ل ساعةً من نار ل يتلى خلها‪ ،‬ول يعضد شجرها‪ ،‬ول ينفّر صيدها‪ ،‬ول‬
‫تلت قط لقطت ها إل لعرّف))‪ .‬وقال العبّاس‪ :‬يا ر سول ال إلّ الذ خر ل صاغتنا‬
‫وقبورنا؟ فقال‪(( :‬إلّ الذخر))‪.‬‬
‫ث قال رح ه ال‪:‬باب ل ي ّل القتال بكّة‪ .‬وقال أبوشر يح ر ضي ال ع نه‬
‫عن الّنبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ل يسفك با دمًا))‪.‬‬
‫حدّث نا عثمان بن أ ب شي بة‪ ،‬حدّث نا جر ير‪ ،‬عن من صور‪ ،‬عن ما هد‪ ،‬عن‬
‫طاوس‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسهلم‪ -‬يوم افتتهح مكّة‪(( :‬ل هجرة ولكهن جهاد ونيّة‪ ،‬وإذا اسهتنفرت‬
‫فانفروا‪ ،‬فإ نّ هذا بلد حرّم ال يوم خلق ال سّموات والرض‪ ،‬وهو حرام برمة‬
‫ال إل يوم القيا مة‪ ،‬وإنّه ل ي ّل القتال ف يه ل حد قبلي‪ ،‬ول يلّ ل إل ساعةً‬
‫مهن نار‪ ،‬فههو حرام برمهة ال إل يوم القيامهة‪ ،‬ل يعضهد شوكهه‪ ،‬ول ينفّر‬
‫صيده‪ ،‬ول يلت قط لقط ته‪ ،‬إل من عرّف ها‪ ،‬ول يتلى خل ها)) قال العبّاس‪ :‬يا‬
‫رسول ال إل الذخر‪ ،‬فإنّه لقينهم ولبيوتم؟ قال‪ :‬قال‪(( :‬إل الذخر))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)20‬باب قول ال تعال‪( :‬فل رفث)‪.‬‬
‫حدّثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدّثنا شعبة‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن‬
‫أبه هريرة رضهي ال عنهه قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬من حجّ هذا البيت فلم يرفث ول يفسق‪ ،‬رجع كما ولدته أمّه))‪.‬‬
‫باب قول ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬ول فسوق ول جدال ف الجّ﴾‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن يوسف‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن‬
‫أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪:-‬‬
‫‪81‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫((من حجّ هذا البيت فلم يرفث ول يفسق‪ ،‬رجع كيوم ولدته أمّه))‪.‬‬
‫قال المام البخاري رحههه ال (ج ‪ 12‬ص ‪ :)210‬حدّثنهها أبواليمان‪،‬‬
‫أخبنا شعيب‪ ،‬عن عبدال بن أب حسي‪ ،‬حدّثنا نافع بن جبي‪ ،‬عن ابن عبّاس‬
‫أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬أبغض النّاس إل ال ثلثة‪:‬‬
‫ملحد ف الرم‪ ،‬ومبتغ ف السلم سنّة الاهليّة‪ ،‬ومطّلب دم امرئ بغي ح قّ‬
‫ليهريق دمه))‪.‬‬
‫وأنههت إذا نظرت إل هذه الثلث الصههال‪ ،‬وإل أعمال إمام الضللة‬
‫المين وجدتا تتناوله‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أح د بن حن بل رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)136‬حدّث نا ممّد بن‬
‫كناسة‪ ،‬حدّثنا إسحاق بن سعيد‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬أتى عبدال بن عمر عبدال‬
‫ا بن الزّب ي فقال‪ :‬يا ا بن الزّب ي إيّاك واللاد ف حرم ال تبارك وتعال‪ ،‬فإنّي‬
‫سعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬إنّه سيلحد فيه‬
‫ر جل من قر يش لو وز نت ذنو به بذنوب الثّقل ي لرج حت)) قال‪ :‬فان ظر ل‬
‫تكونه‪.‬‬
‫هذا حد يث صحيح رجاله رجال ال صحيح‪ ،‬إل م مد بن كنا سة و هو م مد بن‬
‫عبدال بن عبدالعلى العروف بابن كناسة‪ ،‬وقد وثقه ابن معي وأبوداود والعجلي كما‬
‫ف ((تذيب التهذيب))‪.‬‬
‫وقال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)196‬حدّث نا أبوالنّ ضر‪ ،‬حدّث ن‬
‫إسحاق بن سعيد‪ ،‬حدّثنا سعيد بن عمرو‪ ،‬عن عبدال بن عمرو قال‪ :‬أشهد‬
‫بال لسهمعت رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يقول‪(( :‬يلّهها‬
‫‪82‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ويلّ به رجل من قريش‪ ،‬لو وزنت ذنوبه بذنوب الثّقلي لوزنتها))‪.‬‬


‫وقال رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)219‬حدّثنا هاشم‪ ،‬حدّثنا إسحاق يعن ابن‬
‫سعيد‪ ،‬حدّث نا سعيد بن عمرو قال‪ :‬أ تى عبدال بن عمرو ا بن الزّب ي و هو‬
‫جالس ف ال جر فقال‪ :‬يا ا بن الزّب ي إيّاك واللاد ف حرم ال فإنّي أش هد‬
‫لسمعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬يلّها ويلّ به‬
‫رجل من قريش‪ ،‬لو وزنت ذنوبه بذنوب الثّقلي لوزنتها)) قال‪(( :‬فانظر أن ل‬
‫تكون هو يا ابن عمرو فإنّك قد قرأت الكتب وصحبت الرّسول ))‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪ :‬فإنّي أشهدك أنّ هذا وجهي إل الشّام ماهدًا‪.‬‬
‫هذا حد يث صحيح رجاله رجال ال صحيح‪ ،‬قد اختلف ف يه على سعيد بن عمرو‪،‬‬
‫فتارة يرو يه عن عبدال بن ع مر وتارة‪ ،‬عن عبدال بن عمرو‪ ،‬ولعله سعه منه ما‪ .‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)573‬حدّثنا عل يّ بن عبدال‪ ،‬حدّثن‬
‫يي بن سعيد‪ ،‬حدّثنا فضيل بن غزوان‪ ،‬حدّثنا عكرمة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي‬
‫ال عنهما أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬خطب النّاس يوم‬
‫النّحر فقال‪(( :‬يا أيّها النّاس أ يّ يوم هذا))؟ قالوا‪ :‬يوم حرام‪ .‬قال‪(( :‬فأ يّ بلد‬
‫((فأيه شههر هذا))؟ قالوا‪ :‬شههر حرام‪ .‬قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هذا))؟ قالوا‪ :‬بلد حرام‪ .‬قال‪:‬‬
‫((فإنّ دماءكم‪ ،‬وأموالكم‪ ،‬وأعراضكم‪ ،‬عليكم حرام‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬ف‬
‫بلدكم هذا‪ ،‬ف شهركم هذا))‪ ،‬فأعادها مرارًا ثّ رفع رأسه فقال‪(( :‬اللّهمّ هل‬
‫بلّغت‪ ،‬اللّه مّ هل بلّغت)) قال ابن عبّاس رضي ال عنهما فوالّذي نفسي بيده‬
‫إنّهها لوصهيّته إل أمّتهه‪(( ،‬فليبلغ الشّاههد الغائب‪ ،‬ل ترجعوا بعدي كفّارًا‪،‬‬
‫‪83‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬


‫حدّث نا ح فص بن ع مر‪ ،‬حدّث نا شع بة‪ .‬قال‪ :‬أ خبن عمرو‪ .‬قال‪ :‬سعت‬
‫جابر بهن زيهد‪ .‬قال‪ :‬سهعت ابهن عبّاس رضهي ال عنهمها قال‪ :‬سهعت النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يطب بعرفات‪ .‬تابعه ابن عيينة عن عمرو‪.‬‬
‫ث قال رحه ال‪ :‬حدّثن عبدال بن ممّد‪ ،‬حدّثنا أبوعامر‪ ،‬حدّثنا قرّة‪ ،‬عن‬
‫ممّد بن سيين‪ .‬قال‪ :‬أخبن عبدالرّحن بن أب بكرة‪ ،‬عن أب بكرة ورجل‬
‫أفضل ف نفسي من عبدالرّحن‪ ،‬حيد بن عبدالرّحن‪ ،‬عن أب بكرة رضي ال‬
‫عنهه قال‪ :‬خطبنها النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يوم النّحهر قال‪:‬‬
‫أيه يوم هذا))؟ قلنها‪ :‬ال ورسهوله أعلم‪ .‬فسهكت حتّى ظننّا أنّه‬ ‫((أتدرون ّ‬
‫سيسمّيه بغ ي ا سه قال‪(( :‬أل يس يوم النّ حر))؟ قل نا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪(( :‬أ يّ ش هر‬
‫هذا))؟ قل نا‪ :‬ال ور سوله أعلم‪ .‬ف سكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغ ي ا سه‪.‬‬
‫((أيه بلد هذا))؟ قلنها‪ :‬ال‬
‫ّ‬ ‫فقال‪(( :‬أليهس ذو الجّهة))؟ قلنها‪ :‬بلى‪ .‬قال‪:‬‬
‫ورسوله أعلم‪ .‬فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغي اسه‪ .‬قال‪(( :‬أليست بالبلدة‬
‫الرام))؟ قل نا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪(( :‬فإ نّ دماء كم‪ ،‬وأموال كم‪ ،‬علي كم حرام‪ ،‬كحر مة‬
‫يوم كم هذا‪ ،‬ف شهر كم هذا‪ ،‬ف بلد كم هذا‪ ،‬إل يوم تلقون ربّ كم‪ ،‬أل هل‬
‫بلّ غت))؟ قالوا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪(( :‬اللّه مّ اش هد‪ ،‬فليبلّغ الشّا هد الغائب‪ ،‬فر بّ مبلّغ‬
‫أوعى من سامع‪ ،‬فل ترجعوا بعدي كفّارًا‪ ،‬يضرب بعضكم رقاب بعض))‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن الثنّى‪ ،‬حدّثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا عاصم بن ممّد ابن‬
‫زيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫أيه يوم هذا))؟ قالوا‪ :‬ال ورسهوله أعلم‪.‬‬
‫وعلى آله وسهلم‪ -‬بنًى‪(( :‬أتدرون ّ‬
‫‪84‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فقال‪(( :‬فإ نّ هذا يوم حرام‪ ،‬أفتدرون أ يّ بلد هذا))؟ قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫أيه شههر هذا))؟ قالوا‪ :‬ال ورسهوله أعلم‪ .‬قال‪:‬‬
‫قال‪(( :‬بلد حرام‪ ،‬أفتدرون ّ‬
‫((شههر حرام‪ ،‬قال‪ :‬فإ نّ ال حرّم علي كم دماء كم‪ ،‬وأموالكهم‪ ،‬وأعراض كم‪،‬‬
‫كحرمة يومكم هذا‪ ،‬ف شهركم هذا‪ ،‬ف بلدكم هذا))‪.‬‬
‫وقال هشام بن الغاز‪ :‬أخبن نافع‪ ،‬عن ابن عمر رضي ال عنهما وقف‬
‫النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم النّحر بي المرات ف الجّة الّت‬
‫ح جّ بذا وقال‪(( :‬هذا يوم ال جّ ال كب)) فط فق النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬اللّهمّ اشهد))‪ ،‬وودّع النّاس‪ .‬فقالوا‪ :‬هذه حجّة الوداع‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 5‬ص ‪ :)329‬حدّثن عبدال بن ممّد‪ ،‬حدّثنا‬
‫عبدالرّزّاق‪ ،‬أخبنا معمر‪ .‬قال‪ :‬أخبن الزّهر يّ‪ .‬قال‪ :‬أخبن عروة بن الزّبي‪،‬‬
‫عن السور بن مرمة‪ ،‬ومروان يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه قال‪:‬‬
‫خرج ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ز من الديب ية حتّى إذا‬
‫كانوا ببعض الطّريق قال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إ نّ خالد‬
‫بن الوليد بالغميم ف خيل لقريش طليعة‪ ،‬فخذوا ذات اليمي))‪ ،‬فوال ما شعر‬
‫بم خالد حتّى إذا هم بقترة اليش‪ ،‬فانطلق يركض نذيرًا لقريش‪ ،‬وسار النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى إذا كان بالثّنيّة الّت يهبط عليهم منها‬
‫بر كت به راحل ته‪ ،‬فقال النّاس‪ :‬حل‪ ،‬حل‪ ،‬فألّت‪ .‬فقالوا‪ :‬خلت الق صواء‪.‬‬
‫فقال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ما خلت القصواء‪ ،‬وما ذاك‬
‫لا بلق‪ ،‬ولكن حبسها حابس الفيل‪ ،‬ثّ قال‪ :‬والّذي نفسي بيده ل يسألون‬
‫خ ّط ًة يعظّمون فيها حرمات ال إل أعطيتهم إيّاها))‪ ،‬ثّ زجرها فوثبت‪ .‬قال‪:‬‬
‫‪85‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فعدل عنهم حتّى نزل بأقصى الديبية على ثد قليل الاء يتبّضه النّاس ت ّبضًا‪،‬‬
‫فلم يلبّثه النّاس حتّى نزحوه‪ ،‬وشكي إل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬العطش‪ ،‬فانتزع سهمًا من كنانته ثّ أمرهم أن يعلوه فيه فوال ما زال‬
‫ييش لم بالرّ يّ حتّى صدروا عنه‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء‬
‫الزاع يّ ف نفر من قومه من خزاعة‪ ،‬وكانوا عيبة نصح رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬من أهل تامة فقال‪ :‬إنّي تركت كعب بن لؤيّ وعامر‬
‫لؤيه نزلوا أعداد مياه الديبيهة‪ ،‬ومعههم العوذ الطافيهل وههم مقاتلوك‬‫بهن ّ‬
‫وصادّوك عن البيت‪ .‬فقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّا‬
‫وإنه قريشًا قهد نكتههم الرب‬ ‫ل نئه لقتال أحهد‪ ،‬ولكنّا جئنها معتمريهن‪ّ ،‬‬
‫وأضرّت ب م‪ ،‬فإن شاءوا ماددت م مدّةً‪ ،‬ويلّوا بي ن وب ي النّاس فإن أظ هر فإن‬
‫شاءوا أن يدخلوا فيمها دخهل فيهه النّاس فعلوا‪ ،‬وإل فقهد جّوا‪ ،‬وإن ههم أبوا‬
‫فوالّذي نفسي بيده لقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفت‪ ،‬ولينفذ نّ ال‬
‫أمره)) فقال بديل‪ :‬سأبلّغهم ما تقول‪ .‬قال‪ :‬فانطلق حتّى أتى قريشًا قال‪ :‬إنّا‬
‫جئناكم من هذا الرّجل وسعناه يقول قولً فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا‪.‬‬
‫فقال سفهاؤهم‪ :‬ل حا جة ل نا أن تبو نا ع نه بش يء‪ .‬وقال ذوو الرّأي من هم‪:‬‬
‫هات مها سهعته يقول‪ .‬قال‪ :‬سهعته يقول كذا وكذا‪ ،‬فحدّثههم باه قال النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقام عروة بن مسعود فقال‪ :‬أي قوم ألستم‬
‫بالوالد؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬أولسهت بالولد؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فههل تتّهمونه؟‬
‫عليه‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬ألسهتم تعلمون أنّي اسهتنفرت أههل عكاظ فلمّا بلّحوا ّ‬
‫فإنه هذا قهد عرض‬ ‫جئتكهم بأهلي وولدي ومهن أطاعنه؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ّ :‬‬
‫‪86‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫علي كم خطّة ر شد اقبلو ها ودعو ن آ ته‪ .‬قالوا‪ :‬ائ ته‪ ،‬فأتاه فج عل يكلّم النّ ّ‬
‫ب‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فقال الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬نوًا مهن قوله لبديهل‪ .‬فقال عروة عنهد ذلك‪ :‬أي مم ّد أرأيهت إن‬
‫استأصلت أمر قومك هل سعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك‪ ،‬وإن تكن‬
‫الخرى فإنّي وال لرى وجوهًا وإنّي لرى أوشابًا من النّاس خليقًا أن يفرّوا‬
‫ويدعوك‪ .‬فقال له أبوبكر ال صّدّيق‪ :‬امصص بظر اللت‪ ،‬أنن نفرّ عنه وندعه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬من ذا؟ قالوا‪ :‬أبوب كر‪ .‬قال‪ :‬أ ما والّذي نف سي بيده لول يد كا نت لك‬
‫عندي ل أجزك با لجبتك‪ .‬قال‪ :‬وجعل يكلّم النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬فكلّما تكلّم كلمةً أخذ بلحيته والغية ابن شعبة قائم على رأس النّبّ‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬وم عه ال سّيف وعل يه الغ فر‪ ،‬فكلّ ما أهوى‬
‫عروة بيده إل ل ية النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ضرب يده بن عل‬
‫السهّيف وقال له‪ :‬أخّر يدك عهن ليهة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ .-‬فر فع عروة رأ سه فقال‪ :‬من هذا؟ قالوا‪ :‬الغية بن شع بة‪ .‬فقال‪ :‬أي‬
‫غدر ألست أسعى ف غدرتك؟! وكان الغية صحب قومًا ف الاهليّة فقتلهم‬
‫وأخذ أموالم‪ ،‬ثّ جاء فأسلم‪ .‬فقال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪:-‬‬
‫((أمّا السلم فأقبل‪ ،‬وأمّا الال فلست منه ف شيء)) ثّ إ نّ عروة جعل يرمق‬
‫أصحاب النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بعينيه‪ .‬قال‪ :‬فوال ما تنخّم‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬نامةً إل وقعت ف ك فّ رجل‬
‫منههم فدلك باه وجههه وجلده‪ ،‬وإذا أمرههم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا توضّأ كادوا‬
‫يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا تكلّموا خفضوا أصهواتم عنده‪ ،‬ومها يدّون إليهه‬
‫‪87‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫النّظر تعظيمًا له‪ ،‬فرجع عروة إل أصحابه فقال‪ :‬أي قوم وال لقد وفدت على‬
‫قطه‬
‫اللوك ووفدت على قيصهر وكسهرى والنّجاشيهّ‪ ،‬وال إن رأيهت ملكًا ّ‬
‫يعظّ مه أ صحابه ما يعظّم أ صحاب ممّد ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫ممّدًا‪ ،‬وال إن تنخّم نامةً إل وق عت ف ك فّ ر جل من هم فدلك ب ا وج هه‬
‫وجلده‪ ،‬وإذا أمرهم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا‬
‫تكلّموا خفضوا أصواتم عنده وما يدّون إليه النّظر تعظيمًا له‪ ،‬وإنّه قد عرض‬
‫علي كم خطّة ر شد فاقبلو ها‪ .‬فقال ر جل من ب ن كنا نة‪ :‬دعو ن آت يه؟ فقالوا‪:‬‬
‫ائته‪ ،‬فلمّا أشرف على النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وأصحابه قال‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬هذا فلن‪ ،‬وههو مهن قوم‬
‫يعظّمون البدن فابعثو ها له)) فبع ثت له وا ستقبله النّاس يلبّون‪ ،‬فلمّا رأى ذلك‬
‫قال‪ :‬سبحان ال ما ينبغي لؤلء أن يصدّوا عن البيت‪ ،‬فلمّا رجع إل أصحابه‬
‫قال‪ :‬رأ يت البدن قد قلّدت وأشعرت‪ ،‬ف ما أرى أن ي صدّوا عن الب يت‪ ،‬فقام‬
‫ر جل من هم يقال له‪ :‬مكرز بن ح فص فقال‪ :‬دعو ن آت يه‪ .‬فقالوا‪ :‬ائ ته‪ ،‬فلمّا‬
‫أشرف علي هم قال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬هذا مكرز و هو‬
‫ر جل فا جر‪ ،‬فج عل يكلّم النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فبين ما هو‬
‫يكلّمه إذ جاء سهيل بن عمرو ‪-‬قال معمر‪ :‬فأخبن أيّوب عن عكرمة أنّه لّا‬
‫جاء سهيل بن عمرو قال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬قد سهل‬
‫لكم من أمركم)) ‪-‬قال معمر‪ :‬قال الزّهر يّ ف حديثه‪ :‬فجاء سهيل بن عمرو‬
‫فقال‪ :‬هات اك تب بين نا وبين كم كتابًا‪ ،‬فد عا النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬الكاتهب فقال النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪.(( )): -‬‬
‫‪88‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ما الّرحمهن فوالله مها أدري مها ههو‪،‬‬ ‫قال سههيل‪ :‬أ ّه‬
‫م‪ ،‬كما كنت تكتب‪ .‬فقال‬ ‫ولكن اكتب‪ :‬باسمك اللّه ّ‬
‫المسهلمون‪ :‬والله ل نكتبهها إل‪ . :‬قال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله و سلم‪(( :-‬اك تب‪ :‬با سك اللّه مّ)) ثّ قال‪(( :‬هذا ما قا ضى عل يه‬
‫ممّد رسول ال))‪ .‬فقال سهيل‪ :‬وال لو كنّا نعلم أنّك رسول ال ما صددناك‬
‫عن البيت ول قاتلناك‪ ،‬ولكن اكتب‪ :‬ممّد بن عبدال‪ .‬فقال النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬وال إنّي لرسول ال وإن كذّبتمون‪ ،‬اكتب‪ :‬ممّد‬
‫بهن عبدال)) قال الزّهريهّ‪ :‬وذلك لقوله‪(( :‬ل يسهألون خ ّط ًة يعظّمون فيهها‬
‫حرمات ال إل أعطيتههم إيّاهها))‪ .‬فقال له الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬على أن تلّوا بيننا وبي البيت فنطوف به)) فقال سهيل‪(( :‬وال ل‬
‫تتحدّث العرب أنّا أخذنا ضغطةً‪ ،‬ولكن ذلك من العام القبل)) فكتب‪ .‬فقال‬
‫سهيل‪ :‬وعلى أنّه ل يأتيك منّا رجل وإن كان على دينك‪ ،‬إل رددته إلينا‪ .‬قال‬
‫السلمون‪ :‬سبحان ال كيف يردّ إل الشرك ي‪ ،‬و قد جاء م سلمًا‪ ،‬فبين ما هم‬
‫كذلك إذ دخل أبوجندل بن سهيل بن عمرو يرسف ف قيوده‪ ،‬وقد خرج من‬
‫أسفل مكّة‪ ،‬حتّى رمى بنفسه بي أظهر السلمي‪ .‬فقال سهيل‪ :‬هذا يا ممّد‬
‫أوّل منها أقاض يك عل يه‪ ،‬أن تردّه إلّ‪ .‬فقال النّبّ ‪ -‬صلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪(( :-‬إنّا ل ن قض الكتاب ب عد)) قال‪ :‬فوال إذًا ل أ صالك على ش يء‬
‫أبدًا‪ .‬قال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬فأجزه ل)) قال‪ :‬ما أ نا‬
‫بجيزه لك‪ .‬قال‪(( :‬بلى فافعل)) قال‪ :‬ما أنا بفاعل‪ .‬قال مكرز‪ :‬بل قد أجزناه‬
‫لك‪ .‬قال أبوجندل‪ :‬أي معشر السلمي‪ ،‬أردّ إل الشركي وقد جئت مسلمًا‪،‬‬
‫أل ترون ما قد لقيت‪ ،‬وكان قد عذّب عذابًا شديدًا ف ال‪ .‬قال‪ :‬فقال عمر‬
‫‪89‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بن الطّاب‪ :‬فأتيت نبّ ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقلت‪ :‬ألست‬
‫نبّ ال حقّا؟ قال‪(( :‬بلى)) قلت‪ :‬ألسنا على ال قّ‪ ،‬وعدوّنا على الباطل؟ قال‪:‬‬
‫((بلى)) قلت‪ :‬فلم نع طي الدّنيّة ف دين نا إذًا؟ قال‪(( :‬إنّي ر سول ال ول ست‬
‫أعصيه‪ ،‬وهو ناصري)) قلت‪ :‬أوليس كنت تدّثنا أنّا سنأت البيت فنطوف به؟‬
‫قال‪(( :‬بلى فأخبتهك أن ّا نأتيهه العام))؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪(( :‬فإن ّك آتيهه‬
‫ومطّوّف به)) قال‪ :‬فأتيت أبا بكر فقلت‪ :‬يا أبا بكر أليس هذا نبّ ال حقّا؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ .‬قلت‪ :‬أل سنا على ال قّ‪ ،‬وعدوّ نا على الباطل؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قلت‪ :‬فلم‬
‫نع طي الدّنيّة ف دين نا إذًا؟ قال‪ :‬أيّ ها الرّ جل إنّه لر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬وليس يعصي ربّه‪ ،‬وهو ناصره‪ ،‬فاستمسك بغرزه‪ ،‬فوال إنّه‬
‫على ال قّ‪ .‬قلت‪ :‬أل يس كان يدّث نا أنّا سنأت الب يت ونطوف به؟ قال‪ :‬بلى‪،‬‬
‫أفأخبك أنّك تأتيه العام؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإنّك آتيه ومطّوّف به‪.‬‬
‫قال الزّهر يّ‪ :‬قال ع مر‪ :‬فعملت لذلك أعمالً‪ .‬قال‪ :‬فلمّا فرغ من قضيّة‬
‫الكتاب قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬لصحابه‪(( :‬قوموا‬
‫فانروا‪ ،‬ث ّ احلقوا)) قال‪ :‬فوال مها قام منههم رجهل حت ّى قال ذلك ثلث‬
‫مرّات‪ ،‬فلمّا ل يقم منهم أحد دخل على أمّ سلمة فذكر لا ما لقي من النّاس‪.‬‬
‫ب ذلك‪ ،‬اخرج ثّ ل تكلّم أحدًا من هم كلمةً‬‫فقالت أ مّ سلمة‪ :‬يا نبّ ال أت ّ‬
‫حتّى تنحر بدنك‪ ،‬وتدعو حالقك فيحلقك‪ ،‬فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتّى‬
‫فعل ذلك‪ ،‬نر بدنه ودعا حالقه فحلقه‪ ،‬فلمّا رأوا ذلك قاموا فنحروا‪ ،‬وجعل‬
‫بعضهم يلق بعضًا‪ ،‬حتّى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمّا‪ ،‬ثّ جاءه نسوة مؤمنات‬
‫هن آمنوا إذا جاءكهم الؤمنات مهاجرات‬ ‫فأنزل ال تعال‪﴿ :‬يها أيّهها الّذيه‬
‫‪90‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فامتحنوهنّ﴾ حتّى بلغ‪﴿ :‬بعصم الكوافر‪ ﴾1‬فطلّق عمر يومئذ امرأتي كانتا له‬
‫ف الشّرك‪ ،‬فتزوّج إحداها معاوية بن أب سفيان‪ ،‬والخرى صفوان بن أميّة‪،‬‬
‫ثّ ر جع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬إل الدي نة‪ ،‬فجاءه أبوب صي‬
‫ر جل من قر يش و هو م سلم‪ ،‬فأر سلوا ف طل به رجل ي فقالوا‪ :‬الع هد الّذي‬
‫جعلت ل نا‪ ،‬فدف عه إل الرّجل ي فخر جا به حتّى بل غا ذا اللي فة فنلوا يأكلون‬
‫من تر لم‪ .‬فقال أبوبصي لحد الرّجلي‪ :‬وال إنّي لرى سيفك هذا يا فلن‬
‫جيّدًا‪ ،‬فا ستلّه ال خر‪ ،‬فقال‪ :‬أ جل وال إنّه ليّد‪ ،‬ل قد جرّ بت به ثّ جرّ بت‪.‬‬
‫فقال أبوبصي‪ :‬أرن أنظر إليه‪ ،‬فأمكنه منه‪ ،‬فضربه حتّى برد‪ ،‬وفرّ الخر حتّى‬
‫أتى الدينة‪ ،‬فد خل السجد يعدو‪ .‬فقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬حي رآه‪(( :‬لقد رأى هذا ذعرًا)) فلمّا انتهى إل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪ :‬ق تل وال صاحب وإنّي لقتول‪ ،‬فجاء أبوب صي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا نبّ ال قد وال أوف ال ذمّتك‪ ،‬قد رددتن إليهم ثّ أنان ال منهم‪ .‬قال‬
‫النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬و يل أمّه م سعر حرب لو كان له‬
‫أحد)) فلمّا سع ذلك عرف أنّه سيدّه إليهم‪ ،‬فخرج حتّى أتى سيف البحر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وينفلت منهم أبوجندل بن سهيل فلحق بأب بصي‪ ،‬فجعل ل يرج من‬
‫قريش رجل قد أسلم إل لق بأب بصي حتّى اجتمعت منهم عصابة‪ ،‬فوال ما‬
‫ي سمعون بع ي خر جت لقر يش إل الشّأم إل اعترضوا ل ا فقتلو هم‪ ،‬وأخذوا‬
‫أموال م‪ ،‬فأر سلت قر يش إل النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬تناشده‬
‫ال والرّحم لّا أرسل فمن أتاه فهو آمن‪ ،‬فأرسل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬

‫سورة المتحنة‪ ،‬الية‪.10:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪91‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫آله وسلم‪ -‬إليهم فأنزل ال تعال‪﴿ :‬وهو الّذي ك فّ أيديهم عنكم وأيديكم‬
‫عن هم بب طن مكّة من ب عد أن أظفر كم علي هم﴾ حتّى بلغ‪﴿ :‬الميّة حيّة‬
‫الاهليّة‪ ﴾1‬وكانهت حيّتههم أنّههم ل يقرّوا أنّه نهبّ ال‪ ،‬ول يقرّوا ببسهم ال‬
‫الرّحن الرّحيم‪ ،‬وحالوا بينهم وبي البيت‪ ،‬قال أبوعبدال‪ :‬معرّة العرّ‪ :‬الرب‪،‬‬
‫تزيّلوا‪ :‬اتازوا‪ ،‬وح يت القوم‪ :‬منعت هم حايةً وأح يت ال مى جعل ته حًى ل‬
‫يدخل وأحيت الديد وأحيت الرّجل إذا أغضبته إحاءً‪.‬‬
‫أنه رسهول ال‬ ‫وقال عقيهل عهن الزّهريهّ‪ :‬قال عروة‪ :‬فأخهبتن عائشهة ّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كان يتحنه نّ‪ ،‬وبلغنا أنّه لّا أنزل ال تعال‬
‫أن يردّوا إل الشرك ي ما أنفقوا على من ها جر من أزواج هم وح كم على‬
‫ال سلمي أن ل ي سّكوا بع صم الكوا فر أ نّ ع مر طلّق امرأت ي قري بة ب نت أ ب‬
‫أميّة‪ ،‬واب نة جرول الزاع يّ‪ ،‬فتزوّج قري بة معاو ية‪ ،‬وتزوّج الخرى أبوج هم‪،‬‬
‫فلمّا أبه الكفّار أن يقرّوا بأداء مها أنفهق السهلمون على أزواجههم أنزل ال‬
‫تعال‪﴿ :‬وإن فاتكهم شيهء مهن أزواجكهم إل الكفّار فعاقبتم‪ ﴾2‬والعقهب مها‬
‫يؤدّي السلمون إل من هاجرت امرأته من الكفّار‪ ،‬فأمر أن يعطى من ذهب‬
‫له زوج من السلمي ما أنفق من صداق نساء الكفّار اللئي هاجرن‪ ،‬وما نعلم‬
‫أحدًا من الهاجرات ارتدّت بعد إيانا‪ ،‬وبلغنا أنّ أبا بصي بن أسيد الثّقفيّ قدم‬
‫على النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬مؤمنًا مهاجرًا ف الدّة فك تب‬
‫الخنس بن شريق إل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يسأله أبا بصي‬

‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.26-25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة المتحنة‪ ،‬الية‪.10:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪92‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فذكر الديث‪ .‬اهه‬


‫قال المام أح د رح ه ال (‪ 15‬ص ‪ :)35‬حدّث نا يز يد‪ ،‬أخب نا ا بن أ ب‬
‫ذئب‪ ،‬عن سعيد بن سعان‪ .‬قال‪ :‬سعت أبا هريرة يب أبا قتادة أ نّ رسول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬يبايع لرجل ما بي الرّ كن والقام‪،‬‬
‫ولن يستحلّ البيت إل أهله‪ ،‬فإذا استحلّوه فل يسأل عن هلكة العرب‪ ،‬ثّ تأت‬
‫البشة فيخرّبونه خرابًا ل يعمر بعده أبدًا‪ ،‬وهم الّذين يستخرجون كنْزه))‪.‬‬
‫وقال المام أحد رحه ال (‪ :)245‬حدّثنا زيد بن الباب‪ ،‬حدّثنا ابن أب ذئب‪،‬‬
‫حدّث ن سعيد بن سعان‪ ،‬و سعيد قد وث قه الن سائي والدارقط ن‪ .‬وضع فه الزدي ول كن‬
‫الزدي ي سرف ف التجر يح‪ ،‬ث هو متكلم ف يه ك ما ف ترج ته من ((اليزان))‪ ،‬و هو‬
‫أبوالفتح ممد بن السي الزدي‪.‬‬
‫وأخرجه الطيالسي ص (‪.)78‬‬
‫قال المام أحد رحه ال (ج ‪ 11‬ص ‪ :)36‬حدّثنا أبوكامل‪ ،‬حدّثنا حّاد‬
‫يع ن ا بن سلمة‪ ،‬أ خبن حبيب العلّم‪ ،‬عن عمرو بن شع يب‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن‬
‫((إنه أعته‬
‫جدّه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ّ :-‬‬
‫النّاس على ال عزّ وجلّ من قتل ف حرم ال‪ ،‬أو قتل غي قاتله‪ ،‬أو قتل بذحول‬
‫الاهليّة))‪.‬‬
‫وقال المام أحد رحه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ )158‬حدّثنا يي‪ ،‬عن حسي‪،‬‬
‫عن عمرو بن شعيب به‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الذكر في الحج‬

‫قال ال سبحانه وتعال ‪﴿ :‬ل يس علي كم جناح أن تبتغوا فضلً من ربّ كم‬
‫فإذا أفض تم من عرفات فاذكروا ال ع ند الش عر الرام واذكروه ك ما هدا كم‬
‫وإن كنتم من قبله لن الضّالّي‪ ‬ثّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس واستغفروا ال‬
‫إ نّ ال غفور رح يم‪ ‬فإذا قضي تم منا سككم فاذكروا ال كذكر كم ءاباء كم أو‬
‫أشدّ ذكرًا فمن النّاس من يقول ربّنا ءاتنا ف الدّنيا وما له ف الخرة من خلق‬
‫ومنهم من يقول ربّنا ءاتنا ف الدّنيا حسنةً وف الخرة حسنةً وقنا عذاب النّار‬
‫أولئك لمه نصهيب م ّا كسهبوا وال سهريع السهاب‪ ‬واذكروا ال فه أيّام‬
‫معدودات فمن تعجّل ف يومي فل إث عليه ومن تأخّر فل إث عليه لن اتّقى‬
‫واتّقوا ال واعلموا أنّكم إليه تشرون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬وأذّن ف النّاس بال جّ يأتوك رجالً وعلى كلّ ضا مر يأت ي‬
‫من كلّ فجّ عميق ‪ ‬ليشهدوا منافع لم ويذكروا اسم ال ف أيّام معلومات على‬
‫ما رزقهم من بيمة النعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي‪.﴾2‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ولكلّ أمّة جعل نا من سكًا ليذكروا ا سم ال على ما رزق هم‬
‫من بيمة النعام فإلكم إله واحد فله أسلموا وبشّر الخبتي‪ ‬الّذين إذا ذكر ال‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.203-198:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الج‪ ،‬الية‪.28-27:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪94‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وجلت قلوبمه والصهّابرين على مها أصهابم والقيمهي الصهّلة ومّا رزقناههم‬
‫ينفقون‪ ‬والبدن جعلنا ها ل كم من شعائر ال ل كم في ها خ ي فاذكروا ا سم ال‬
‫علي ها صوافّ فإذا وج بت جنوب ا فكلوا من ها وأطعموا القا نع والعترّ كذلك‬
‫سخّرناها ل كم لعّل كم تشكرون‪ ‬لن ينال ال لوم ها ول دماؤ ها ول كن يناله‬
‫التّقوى منكهم كذلك سهخّرها لكهم لتكبّروا ال على مها هداكهم وبشّهر‬
‫الحسني‪.﴾1‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)408‬حدّثنها سهليمان بهن حرب‪،‬‬
‫حدّثنا حّاد بن زيد‪ ،‬عن أيّوب‪ ،‬عن أب قلبة‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫صلّى النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بالدينة الظّهر أربعًا والعصر بذي‬
‫الليفة ركعتي‪ ،‬وسعتهم يصرخون بما جيعًا‪.‬‬
‫ث قال رحه ال‪ :‬باب التلبية‪.‬‬
‫حدّث نا عبدال بن يو سف‪ ،‬أخب نا مالك‪ ،‬عن نا فع‪ ،‬عن عبدال بن ع مر‬
‫أنه تلبيهة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬
‫رضهي ال عنهمها ّ‬
‫((لبّيك اللّه مّ لبّيك‪ ،‬لبّيك ل شريك لك لبّيك‪ ،‬إنّ المد والنّعمة لك واللك‪،‬‬
‫ل شريك لك))‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن يوسف‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عمارة‪ ،‬عن أب‬
‫عطيّة‪ ،‬عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬إنّي لعلم كيف كان النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يلبّي‪(( :‬لبّ يك اللّه مّ لبّ يك‪ ،‬لبّ يك ل شر يك لك‬
‫لبّيك‪ ،‬إنّ المد والنّعمة لك))‪.‬‬
‫سورة الج‪ ،‬الية‪.37-34:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪95‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تابعهه أبومعاويهة‪ ،‬عهن العمهش‪ .‬وقال شعبهة‪ :‬أخبنها سهليمان‪ ،‬سهعت‬


‫خيثمة‪ ،‬عن أب عطيّة‪ ،‬سعت عائشة رضي ال عنها‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)411‬باب التّحميهد والتّسهبيح‬
‫والتّكبي قبل الهلل عند الرّكوب على الدّابّة‪.‬‬
‫حدّث نا مو سى بن إ ساعيل‪ ،‬حدّثنا وهيب‪ ،‬حدّث نا أيّوب‪ ،‬عن أ ب قل بة‪،‬‬
‫عهن أنهس رضهي ال عنهه قال‪ :‬صهلّى رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬ونن معه بالدينة الظّهر أربعًا‪ ،‬والعصر بذي الليفة ركعتي‪ ،‬ثّ بات‬
‫با حتّى أصبح‪ ،‬ثّ ركب حتّى استوت به على البيداء حد ال وسبّح وكبّر‪ ،‬ثّ‬
‫أهلّ ب جّ وعمرة وأهلّ النّاس بما‪ ،‬فلمّا قدمنا أمر النّاس فحلّوا حتّى كان يوم‬
‫التّروية أهلّوا بالجّ‪ ،‬قال‪ :‬ونر النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بدنات‬
‫بيده قيامًا‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)414‬باب التّلبيهة إذا اندر فه‬
‫الوادي‪.‬‬
‫حدّث نا ممّد بن الثنّى‪ .‬قال‪ :‬حدّث ن ا بن أ ب عد يّ‪ ،‬عن ا بن عون‪ ،‬عن‬
‫ما هد‪ .‬قال‪ :‬كنّا ع ند ا بن عبّاس ر ضي ال عنه ما فذكروا الدّجّال أنّه قال‪:‬‬
‫((مكتوب ب ي عين يه‪ :‬كا فر))‪ .‬فقال ا بن عبّاس‪ :‬ل أ سعه‪ ،‬ولكنّه قال‪(( :‬أمّا‬
‫موسى كأنّي أنظر إليه إذ اندر ف الوادي يلبّي))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)510‬باب التّلبية والتّكبي إذا غدا من‬
‫منًى إل عرفة‪.‬‬
‫حدّثنا عبدال بن يوسف‪ ،‬أخبنا مالك‪ ،‬عن ممّد بن أب بكر الثّقف يّ أنّه‬
‫‪96‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫سأل أنس بن مالك وها غاديان من منًى إل عرفة‪ :‬كيف كنتم تصنعون ف‬
‫هذا اليوم مع ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬؟ فقال‪ :‬كان يهلّ‬
‫منّا الهلّ فل ينكر عليه‪ ،‬ويكبّر منّا الكبّر فل ينكر عليه‪.‬‬
‫قال المام م سلم (ج ‪ 2‬ص ‪ :)933‬حدّث نا أح د بن حن بل‪ ،‬وممّد بن‬
‫الثنّى‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا عبدال بن ني (ح) وحدّثنا سعيد بن يي المويّ‪ ،‬حدّثن‬
‫أب‪ .‬قال جيعًا‪ :‬حدّثنا يي ابن سعيد‪ ،‬عن عبدال بن أب سلمة‪ ،‬عن عبدال‬
‫بن عبدال بن ع مر‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬قال‪ :‬غدو نا مع ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬من منًى إل عرفات‪ ،‬منّا اللبّي ومنّا الكبّر‪.‬‬
‫وحدّث ن ممّد بن حا ت‪ ،‬وهارون بن عبدال‪ ،‬ويعقوب الدّورق يّ‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫أخبنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبنا عبدالعزيز بن أب سلمة‪ ،‬عن عمر بن حسي‪،‬‬
‫عن عبدال بن أب سلمة‪ ،‬عن عبدال بن عبدال بن عمر‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬كنّا‬
‫مع ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف غداة عر فة‪ ،‬فمنّا الكبّر‬
‫ومنّا الهلّل‪ ،‬فأمّا نن فنكبّر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وال لعجبًا منكم كيف ل تقولوا له‪:‬‬
‫ماذا رأيت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يصنع؟‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)532‬باب التّلبية والتّكبي غداة النّحر‬
‫حي يرمي المرة والرتداف ف السّي‪.‬‬
‫ضحّاك بن ملد‪ ،‬أخبنا ابن جريج‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن‬ ‫حدّثنا أبوعاصم ال ّ‬
‫عبّاس رضهي ال عنهمها أنّه النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬أردف‬
‫الفضل‪ ،‬فأخب الفضل أنّه ل يزل يلبّي حتّى رمى المرة‪.‬‬
‫حدّث نا زه ي بن حرب‪ ،‬حدّث نا و هب بن جر ير‪ ،‬حدّث نا أ ب‪ ،‬عن يو نس‬
‫‪97‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫اليل يّ‪ ،‬عن الزّهر يّ‪ ،‬عن عبيدال بن عبدال‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي ال عنهما‬
‫أ نّ أسامة بن زيد رضي ال عنهما كان ردف النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬من عر فة إل الزدل فة‪ ،‬ثّ أردف الف ضل من الزدل فة إل منًى‪ .‬قال‪:‬‬
‫فكلها قال‪ :‬ل يزل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يلبّي حتّى رمى‬
‫جرة العقبة‪.‬‬
‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)457‬حدّث نا ممّد بن عرعرة‪ .‬قال‪:‬‬
‫حدّثنا شعبة‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن مسلم البط ي‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن‬
‫عبّاس عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أنّه قال‪(( :‬ما العمل ف أيّام‬
‫الع شر أف ضل من الع مل ف هذه))‪ .‬قالوا‪ :‬ول الهاد؟ قال‪(( :‬ول الهاد‪ ،‬إل‬
‫رجل خرج ياطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء))‪.‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)800‬وحدّث نا سريج بن يونس‪،‬‬
‫حدّثنها هشيهم‪ ،‬أخبنها خالد‪ ،‬عهن أبه الليهح‪ ،‬عهن نبيشهة الذلّ‪ .‬قال‪ :‬قال‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬أيّام التّشريهق أيّام أكهل‬
‫وشرب))‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن عبدال بن ني‪ ،‬حدّثنا إساعيل يعن ابن عليّة‪ ،‬عن خالد‬
‫الذّاء‪ ،‬حدّثن أبوقلبة‪ ،‬عن أب الليح‪ ،‬عن نبيشة‪ .‬قال خالد‪ :‬فلقيت أبا الليح‬
‫ف سألته فحدّث ن به‪ ،‬فذ كر عن النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ب ثل‬
‫حديث هشيم وزاد فيه‪(( :‬وذكر ل))‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حجة النبي ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫قال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)886‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪،‬‬


‫وإ سحق بن إبراه يم‪ ،‬جيعًا عن حا ت‪ .‬قال أبوب كر‪ :‬حدّث نا حا ت بن إ ساعيل‬
‫الدنّ‪ ،‬عن جعفر بن ممّد‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬دخلنا على جابر بن عبدال فسأل‬
‫عن القوم حتّى انتهى إلّ فقلت‪ :‬أنا ممّد بن عل يّ بن حسي فأهوى بيده إل‬
‫رأ سي فنع زرّي العلى ثّ نزع زرّي ال سفل ثّ و ضع كفّه ب ي ثدي يّ وأ نا‬
‫يومئذ غلم شابّ‪ .‬فقال‪ :‬مرحبًا بك يا ابن أخي سل عمّا شئت‪ ،‬فسألته وهو‬
‫أع مى‪ ،‬وح ضر و قت ال صّلة فقام ف ن ساجة ملتحفًا ب ا كّل ما وضع ها على‬
‫منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها‪ ،‬ورداؤه إل جنبه على الشجب‪ ،‬فصلّى‬
‫ب نا فقلت‪ :‬أ خبن عن حجّة ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫فقال بيده فعقد تسعًا‪ .‬فقال‪ :‬إ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫مكث تسع سني ل ي جّ‪ ،‬ثّ أذّن ف النّاس ف العاشرة أ نّ رسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حاجّ‪ ،‬فقدم الدينة بشر كثي‪ ،‬كلّهم يلتمس أن يأتّ‬
‫برسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ويعمل مثل عمله‪ ،‬فخرجنا معه‬
‫حتّى أتينا ذا الليفة فولدت أساء بنت عميس ممّد بن أب بكر‪ ،‬فأرسلت إل‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ك يف أ صنع؟ قال‪(( :‬اغت سلي‬
‫واسهتثفري بثوب وأحرمهي)) فصهلّى رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬ف السجد‪ ،‬ثّ ركب القصواء حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء‬
‫‪99‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نظرت إل مدّ بصري بي يديه من راكب وماش وعن يينه مثل ذلك‪ ،‬وعن‬
‫يساره مثل ذلك‪ ،‬ومن خلفه مثل ذلك‪ ،‬ورسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬ب ي أظهر نا وعل يه ينْزل القرآن و هو يعرف تأويله‪ ،‬و ما ع مل به من‬
‫ش يء عمل نا به‪ ،‬فأهلّ بالتّوح يد‪(( :‬لبّ يك اللّه ّم لبّ يك‪ ،‬لبّ يك ل شر يك لك‬
‫لبّ يك‪ ،‬إ نّ ال مد والنّع مة لك واللك‪ ،‬ل شر يك لك)) وأهلّ النّاس بذا الّذي‬
‫يهلّون به‪ ،‬فلم يردّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬علي هم شيئًا‬
‫منه‪ ،‬ولزم رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬تلبيته‪.‬‬
‫قال جابر رضي ال عنه‪ :‬لسنا ننوي إل الجّ لسنا نعرف العمرة‪ ،‬حتّى إذا‬
‫أتينا البيت معه استلم الرّكن فرمل ثلثًا ومشى أربعًا‪ ،‬ثّ نفذ إل مقام إبراهيم‬
‫عليه السّلم فقرأ‪﴿ :‬واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى‪ ﴾1‬فجعل القام بينه وبي‬
‫البيت‪ ،‬فكان أب يقول‪ :‬ول أعل مه ذكره إل عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسهلم‪ -‬كان يقرأ فه الرّكعتيه‪﴿ :‬قهل ههو ال أحهد﴾ و﴿قهل يها أيّهها‬
‫الكافرون﴾ ثّ رجع إل الرّكن فاستلمه‪ ،‬ثّ خرج من الباب إل الصّفا فلمّا دنا‬
‫من ال صّفا قرأ‪﴿ (( :‬إ نّ ال صّفا والروة من شعائر ال‪ ﴾2‬أبدأ ب ا بدأ ال به))‬
‫فبدأ بالصهّفا فرقهي عليهه حتّى رأى البيهت‪ ،‬فاسهتقبل القبلة فوحّد ال وكبّره‬
‫وقال‪(( :‬ل إله إل ال وحده ل شر يك له‪ ،‬له اللك وله ال مد و هو على كلّ‬
‫شيهء قديهر‪ ،‬ل إله إل ال وحده‪ ،‬أنزه وعده‪ ،‬ونصهر عبده‪ ،‬وهزم الحزاب‬
‫وحده))‪ ،‬ثّ د عا ب ي ذلك قال م ثل هذا ثلث مرّات‪ ،‬ثّ نزل إل الروة حتّى‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.125:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.158:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪100‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إذا انصبّت قدماه ف بطن الوادي سعى‪ ،‬حتّى إذا صعدتا مشى حتّى أتى الروة‬
‫فف عل على الروة ك ما ف عل على ال صّفا‪ ،‬حتّى إذا كان آ خر طوا فه على الروة‬
‫فقال‪(( :‬لو أنّي اسهتقبلت مهن أمري مها اسهتدبرت ل أسهق الدي وجعلتهها‬
‫عمرةً‪ ،‬ف من كان من كم ل يس م عه هدي فليحلّ وليجعل ها عمرةً)) فقام سراقة‬
‫بن مالك بن جعشم فقال‪ :‬يا رسول ال ألعامنا هذا أم لبد؟ فشبّك رسول ال‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬أصهابعه واحدةً فه الخرى‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫((دخلت العمرة ف ال جّ)) مرّت ي ((ل‪ ،‬بل ل بد أ بد)) وقدم عل يّ من الي من‬
‫ببدن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فوجد فاطمة رضي ال عنها مّن‬
‫حلّ ولب ست ثيابًا صبيغًا واكتحلت فأن كر ذلك علي ها‪ .‬فقالت‪ :‬إ نّ أب أمرن‬
‫بذا‪ .‬قال‪ :‬فكان عل يّ يقول بالعراق‪ :‬فذه بت إل ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬م ّرشًا على فاطمة للّذي صنعت مستفتيًا لرسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيما ذكرت عنه‪ ،‬فأخبته أنّي أنكرت ذلك عليها‪.‬‬
‫فقال‪ (( :‬صدقت صدقت‪ ،‬ماذا قلت ح ي فر ضت ال جّ))؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬اللّه مّ‬
‫فإنه معهي الدي‪ ،‬فل تلّ‪ .‬قال‪ :‬فكان‬‫إنّي أهلّ باه أهلّ بهه رسهولك‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫جاعة الدي الّذي قدم به عل يّ من اليمن والّذي أتى به النّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬مائةً‪.‬‬
‫قال‪ :‬فحلّ النّاس كلّههم وقصهّروا إل الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬و من كان م عه هدي‪ ،‬فلمّا كان يوم التّرو ية توجّهوا إل منًى‪ ،‬فأهلّوا‬
‫بال جّ‪ ،‬وركب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فصلّى با الظّهر‬
‫والعصر والغرب والعشاء والفجر‪ ،‬ثّ مكث قليلً حتّى طلعت الشّمس‪ ،‬وأمر‬
‫‪101‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بقبّة من ش عر تضرب له بنمرة‪ ،‬ف سار ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬


‫وسلم‪ -‬ول تش كّ قريش إل أنّه واقف عند الشعر الرام‪ ،‬كما كانت قريش‬
‫تصنع ف الاهليّة‪ ،‬فأجاز رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى‬
‫أتى عرفة فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة‪ ،‬فنل با حتّى إذا زاغت الشّمس‬
‫((إنه‬
‫ّ‬ ‫أمهر بالقصهواء فرحلت له‪ ،‬فأتهى بطهن الوادي فخطهب النّاس وقال‪:‬‬
‫دماءكم‪ ،‬وأموالكم‪ ،‬حرام عليكم‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬ف شهركم هذا‪ ،‬ف‬
‫قدميه موضوع‪ ،‬ودماء‬ ‫ّ‬ ‫بلدكهم هذا‪ ،‬أل كلّ شيهء مهن أمهر الاهليّة تته‬
‫الاهليّة موضوعة‪ ،‬وإنّ أوّل دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الارث‪ ،‬كان‬
‫مسترضعًا ف ب ن سعد فقتلته هذيل‪ ،‬وربا الاهليّة موضوع‪ ،‬وأوّل ربًا أضع‬
‫ربانا ربا عبّاس بن عبدالطّلب‪ ،‬فإنّه موضوع كلّه‪ ،‬فاتّقوا ال ف النّساء‪ ،‬فإنّكم‬
‫عليهنه أن ل‬
‫ّ‬ ‫فروجهنه بكلمهة ال‪ ،‬ولكهم‬
‫ّ‬ ‫أخذتوهنه بأمان ال‪ ،‬واسهتحللتم‬
‫ّ‬
‫يوطئن فرش كم أحدًا تكرهو نه‪ ،‬فإن فعلن ذلك فاضربوه ّن ضربًا غ ي مبّح‪،‬‬
‫ولنّ عليكم رزقهنّ وكسوتنّ بالعروف‪ ،‬وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده‬
‫إن اعتصهمتم بهه كتاب ال‪ ،‬وأنتهم تسهألون عنّي‪ ،‬فمها أنتهم قائلون))؟ قالوا‪:‬‬
‫نش هد أنّك قد بلّ غت وأدّ يت ون صحت‪ .‬فقال بإصهبعه ال سّبّابة يرفع ها إل‬
‫ال سّماء‪ ،‬وينكت ها إل النّاس‪(( :‬اللّه مّ اش هد‪ ،‬اللّه مّ اش هد)) ثلث مرّات‪ ،‬ثّ‬
‫أذّن‪ ،‬ثّ أقام‪ ،‬ف صلّى الظّ هر‪ ،‬ثّ أقام ف صلّى الع صر‪ ،‬ول ي صلّ بينه ما شيئًا‪ ،‬ثّ‬
‫ركب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى أتى الوقف‪ ،‬فجعل‬
‫ب طن ناق ته الق صواء إل ال صّخرات‪ ،‬وج عل ح بل الشاة ب ي يد يه‪ ،‬وا ستقبل‬
‫القبلة‪ ،‬فلم يزل واقفًا حتّى غر بت الشّ مس وذه بت ال صّفرة قليلً حتّى غاب‬
‫‪102‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫القرص‪ ،‬وأردف أسهامة خلفهه‪ ،‬ودفهع رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬و قد شنهق للقصهواء الزّمام‪ ،‬حتّى إنّه رأسهها ليصهيب مورك رحله‪،‬‬
‫ويقول بيده اليمن‪(( :‬أيّها النّاس السّكينة السّكينة)) كلّما أتى حبل من البال‬
‫أرخى لا قليل حتّى تصعد حتّى أتى الزدلفة‪ ،‬فصلّى با الغرب والعشاء بأذان‬
‫واحد وإقامتي‪ ،‬ول يسبّح بينهما شيئًا‪ ،‬ثّ اضطجع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى طلع الفجر وصلّى الفجر حي تبيّن له ال صّبح‪ ،‬بأذان‬
‫وإقامة‪ ،‬ثّ ركب القصواء حتّى أتى الشعر الرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبّره‬
‫وهلّله ووحّده‪ ،‬فلم يزل واقفًا حتّى أ سفر جدّا‪ ،‬فد فع ق بل أن تطلع الشّ مس‪،‬‬
‫وأردف الف ضل بن عبّاس وكان رجلً ح سن الشّ عر أب يض و سيمًا‪ ،‬فلمّا د فع‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬مرّت به ظ عن ير ين‪ ،‬فط فق‬
‫الفضل ينظر إليه نّ‪ ،‬فوضع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يده‬
‫على و جه الف ضل فحوّل الف ضل وج هه إل الشّ قّ ال خر ين ظر‪ ،‬فحوّل ر سول‬
‫ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يده من الشّ قّ الخر على وجه الفضل‬
‫ي صرف وج هه من الشّ قّ ال خر‪ ،‬ين ظر حتّى أ تى ب طن م سّر‪ ،‬فحرّك قليلً ثّ‬
‫سلك الطّر يق الو سطى الّ ت ترج على المرة ال كبى حتّى أ تى المرة الّ ت‬
‫ع ند الشّجرة‪ ،‬فرما ها ب سبع ح صيات‪ ،‬يكبّر مع كلّ ح صاة من ها م ثل ح صى‬
‫الذف‪ ،‬رمى من بطن الوادي‪ ،‬ثّ انصرف إل النحر فنحر ثلثًا وستّي بيده‪،‬‬
‫ثّ أع طى عليّ ا فن حر ما غب‪ ،‬وأشر كه ف هد يه ثّ أ مر من كلّ بد نة ببض عة‬
‫فجعلت ف قدر فطبخت فأكل من لمها‪ ،‬وشربا من مرقها‪ ،‬ثّ ركب رسول‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فأفاض إل الب يت ف صلّى بكّة الظّ هر‪،‬‬
‫‪103‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فأتى بن عبدالطّلب يسقون على زمزم‪ .‬فقال‪(( :‬انزعوا بن عبدالطّلب‪ ،‬فلول‬


‫أن يغلبكم النّاس على سقايتكم لنعت معكم))‪ ،‬فناولوه دلوًا فشرب منه‪.‬‬
‫وحدّث نا ع مر بن ح فص بن غياث‪ ،‬حدّث نا أ ب‪ ،‬حدّث نا جع فر بن ممّد‪،‬‬
‫حدّثن أب‪ .‬قال‪ :‬أتيت جابر بن عبدال فسألته عن حجّة رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬وساق الديث بنحو حديث حات بن إساعيل‪ ،‬وزاد‬
‫ف الد يث‪ :‬وكا نت العرب يد فع ب م أبو سيّارة على حار عري‪ ،‬فلمّا أجاز‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬من الزدل فة بالش عر الرام ل‬
‫تشكّ قريش أنّه سيقتصر عليه ويكون منْزله ثّ‪ ،‬فأجاز ول يعرض له حتّى أتى‬
‫عرفات فنل‪ .‬اهه‬
‫وأولئك المقى يشغلون أنفسهم بالتافات الفارغة‪ ،‬ويشغلون غيهم من‬
‫الجاج بالنظر إليهم‪ ،‬وبصدهم عن الرور من الطرقات‪.‬‬
‫وإنهه ليجهب على علماء السهنة وفقههم ال لكهل خيه وكثرههم ال أن‬
‫يكشفوا للمسلمي عوار هذه الؤامرات البيثة السيّرة من قبل أعداء السلم‬
‫لثارة الفت‪ ،‬وإن أذكر علماء السنة بقول ال عز وجل‪﴿ :‬إ نّ الّذين يكتمون‬
‫ما أنزلنا من البيّنات والدى من بعد ما بّينّاه للنّاس ف الكتاب أولئك يلعنهم‬
‫ال ويلعنهم اللعنون‪ ‬إل الّذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا‬
‫التّوّاب الرّحيم‪.﴾1‬‬
‫ويقول تعال‪﴿ :‬وإذ أ خذ ال ميثاق الّذ ين أوتوا الكتاب ل تبيّننّه للنّاس ول‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.160-159:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪104‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثنًا قليلً فبئس ما يشترون‪.﴾2‬‬


‫وأنتم تعلمون أيها العلماء أن أغلب الجتمع السلم جاهل ومتبم من سوء‬
‫أوضاع السهلمي‪ ،‬فإذا سهعوا هذا التاف وتلكهم التوجعات مهن أوضاع‬
‫السلمي من إذاعة الرافضة تاوبوا معها‪ ،‬ول يبعد هذا‪ ،‬فقد تاوب كثي من‬
‫الناس للمختار بن أب عبيد الثقفي‪ ،‬ومع الباطنية‪ ،‬وأقاموا دولة بالغرب وهكذا‬
‫تاوبوا مع اللحدين العبيديي بصر‪ ،‬ومع علي بن الفضل الباطن باليمن‪ ،‬وكم‬
‫من كاذب يد عي النبوة في ستجيب له أناس ويالدون م عه بال سيوف‪ ،‬فالعا مة‬
‫هم أتباع كل ناعق‪ ،‬وإذا ل يقم العلماء براسة العقيدة والذب عنها وبيان ما‬
‫الرافضة عليه من خبث العقيدة‪ ،‬فإن العامة ل يعرفون إل السلم ول يفرقون‬
‫بي رافضي وسن‪ ،‬بل قد بلغ ببعضهم أنه ل يفرق بي العال والنجم‪ ،‬ول بي‬
‫الشيوعي والسلم‪.‬‬
‫وأنتم تعلمون أن الرافضة ف جيع العال السلمي متربصون بكم الدوائر‪،‬‬
‫وتعلمون ما حصل من الصراع بي الرافضة وأهل السنة‪ ،‬ولقد كانت قراءة‬
‫البخاري وم سلم و سائر ك تب ال سنة عند نا بالي من منو عة بل جري ة كبى‪،‬‬
‫فإياكم أن تلدوا إل الدنيا‪ ،‬وتظنوا أن السألة سياسية أو أنه صراع بي إمام‬
‫الضللة المين والبعثي صدام حسي اللحد‪.‬‬
‫ولست أطالبك بأن تمل سلحك وتذهب تقاتل تت لواء صدام حسي‬
‫البع ثي ول كن أطال بك ببيان ما الراف ضة عل يه من ال بث والك يد لل سلم‬
‫والسلمي‪ .‬وأما نن معشر اليمنيي فلعل ال دافع عن بلدنا بإقامة الفتنة بي‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.187:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪105‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الرافضة والبعثيي‪ ،‬فقد كان حزب البعث ف اليمن قويّا حت ابتلى ال أسياده‬
‫بالعراق بالرافضة‪ ،‬وهكذا الرافضة عندنا باليمن فقد كانوا رفعوا رءوسهم حت‬
‫شغهل عنههم إمام الضللة دجال العصهر‪ ،‬فالمهد ل الذى دافهع عهن بلدنها‪،‬‬
‫ونسأل ال أن يفرج عن إخواننا أهل السنة بالعراق وإخواننا أهل السنة الذين‬
‫هم تت السلطات الرافضية‪.‬‬
‫علماء السهنة العاصهرون متاجون أن يكتبوا عهن عقائد الرافضهة وعهن‬
‫مواقف الرافضة من السنة‪ ،‬ووقوفهم مع اليهود والنصارى‪ ،‬وقد قام أخونا ف‬
‫ال عبدال م مد الغريب‪ 1‬بكتا بة طي بة ف كتا به ((وجاء دور الجوس)) فم ثل‬
‫هذا الكاتب لو صرف من الوقت ف قراءة الرائد والجلت واستمع الراديو‬
‫فإ نه حف ظه ال يقرأ ويك تب ما يتاج إل يه الجت مع‪ ،‬بلف كث ي من جهلة‬
‫الخوان ال سلمي‪ ،‬فإنّ هم عاكفون على الرائد والجلت والراديو‪ ،‬و ما رأينا‬
‫منهم ما ينفع الجتمع‪ .‬ضيعوا أوقاتم ف هذا بدون طائل‪ .‬وال الستعان‪.‬‬

‫‪ ‬والثناء على صاحب كتاب وجاء دور الجوس باعتبار حاله قبل قضية الليج أما بعدها‬ ‫‪1‬‬
‫فإنه انتكس وتبط وأصبح حزبيًا‪ ،‬بل صار أتباعه أضر على أهل السنة من الخوان السلمي كما‬
‫حدث من هم مع أ هل ال سنة الندنو سيي القائم ي بهاد الن صارى‪ ،‬فأتبا عه يذرون التجار و من‬
‫مساعدة أهل السنة الجاهدين فحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫السكينة في الحج‬

‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)522‬باب أمر النّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬


‫وعلى آله وسلم‪ -‬بالسّكينة عند الفاضة وإشارته إليهم بالسّوط‪.‬‬
‫حدّثنا سعيد بن أب مري‪ ،‬حدّثنا إبراهيم بن سويد‪ ،‬حدّثن عمرو بن أب‬
‫عمرو مول الطّلب‪ ،‬أ خبن سعيد بن جبي مول وال بة الكوفّ‪ ،‬حدّث ن ا بن‬
‫عبّاس رضي ال عنهما أنّه دفع مع النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم‬
‫عرفهة‪ ،‬فسهمع النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬وراءه زجرًا شديدًا‬
‫وضرب ًا وصهوتًا للبهل‪ ،‬فأشار بسهوطه إليههم وقال‪(( :‬أيّهها النّاس عليكهم‬
‫بالسّكينة‪ ،‬فإنّ البّ ليس باليضاع))‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)412‬حدّثنها موسهى بهن طارق‬
‫أبوقرّة الزّبيد يّ‪ ،‬من أ هل ال صيب وإل جانب ها رمع‪ ،1‬و هي قر ية أ ب مو سى‬
‫الشعر يّ‪ .‬قال أب‪ :‬وكان أبوقرّة قاضيًا لم باليمن‪ ،‬قال‪ :‬حدّثنا أين بن نابل‬
‫أبوعمران‪ .‬قال‪ :‬سعت رجل من أ صحاب النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬يقال له‪ :‬قدا مة يع ن ا بن عبدال يقول‪ :‬رأ يت ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬رمى جرة العقبة يوم النّحر‪ .‬قال أبوقرّة‪ :‬وزادن سفيان‬
‫الثّور يّ ف حديث أين هذا‪ :‬على ناقة صهباء‪ ،‬بل زجر‪ ،‬ول طرد‪ ،‬ول إليك‬

‫رمع واد طويل معروف باليمن‪ ،‬يتد من آنس‪ ،‬ويصب ف البحر الحر‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪107‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إليك‪.‬‬
‫حدّثنا وكيع‪ ،‬حدّثنا أين بن نابل‪ .‬قال‪ :‬سعت شيخًا من بن كلب يقال‬
‫له‪ :‬قدامة بن عبدال بن عمّار‪ .‬قال‪ :‬رأيت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ -‬يوم النّ حر ير مي المرة على نا قة له صهباء‪ ،‬ل ضرب ول طرد‪،‬‬
‫ول إليك إليك‪.‬‬
‫حدّثنا أبوأحد ممّد بن عبدال الزّبييّ‪ ،‬حدّثنا أين بن نابل‪ ،‬حدّثنا قدامة‬
‫بن عبدال الكلبّ‪ ،‬أنّه رأى ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫ر مى المرة جرة العق بة من ب طن الوادي يوم النّ حر على نا قة له صهباء‪ ،‬ل‬
‫ضرب ول طرد‪ ،‬ول إل يك إل يك‪ .‬حدّث نا قرّان ف الد يث قال‪ :‬ير مي المار‬
‫على ناقة له‪.‬‬
‫حدّثنا سريج بن يونس ومرز بن عون بن أب عون أبوالفضل قال‪ :‬حدّثنا‬
‫قرّان بن تّام السديّ‪ ،‬حدّثنا أين‪ ،‬عن قدامة بن عبدال‪ .‬قال‪ :‬رأيت رسول‬
‫ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬على ناقة يستلم الجر بحجنه‪.‬‬
‫قال أبوعبد الرّحن‪ :1‬حدّثن مرز بن عون وعبّاد بن موسى‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا‬
‫قرّان بن تّام‪ ،‬عن أين بن نابل‪ ،‬عن قدامة بن عبدال‪ ،‬أنّه رأى النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ير مي المار على نا قة ل ضرب‪ ،‬ول طرد‪ ،‬ول إل يك‬
‫إليك‪ .‬وزاد عبّاد ف حديثه قال‪ :‬رأ يت ر سول ال ‪-‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬على ناقة صهباء يرمي المرة‪.‬‬
‫حدّثنها معتمهر‪ ،‬عهن أينه بهن نابهل‪ ،‬عهن قدامهة بهن عبدال قال‪ :‬رأيهت‬
‫هو عبدال بن أحد رحه ال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪108‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم النّحر يرمي المرة على ناقة‬
‫له صهباء‪ ،‬ل ضرب‪ ،‬ول طرد‪ ،‬ول إليك إليك‪ .‬اهه‬
‫هذا حديث حسن لنه يدور على أين بن نابل وهو حسن الديث‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب قول ال عز وجل‪﴿ :‬ومن أظلم مّن منع مساجد ال أن يذكر فيها‬
‫اسه وسعى ف خرابا أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي لم ف‬
‫‪2‬‬
‫الدّنيا خزي ولم ف الخرة عذاب عظيم‪.﴾1‬‬

‫ول شك أن التظا هر المي ن ف الرم ي يكون مدعاة للف ت ال ت تكون‬


‫ه يتمتهع بهه الجيهج مهن‬‫هبًا لتعطيهل الرميه مهن العبادة‪ ،‬ولول المهن وم ا‬
‫سب‬
‫متطلبات الياة لا حج الربع من الذين يجون‪ .‬وأن هذه الية الكرية لتؤذن‬
‫أن ال سيخزي هذا التظا هر المي ن‪ ،‬و قد أ خبت أن ج يع الجاج يقتون م‬
‫ويكرهونمه‪ ،‬حيهث يعطلون السهيارات ويشغلون الناس عهن أداء الناسهك‪،‬‬
‫ويقطعون الطرق‪ ،‬وصهدق ال إذ يقول‪﴿ :‬مها كان للمشركيه أن يعمروا‬
‫مساجد ال شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالم وف النّار هم‬
‫خالدون ‪ ‬إنّمها يعمهر مسهاجد ال مهن ءامهن بال واليوم الخهر وأقام الصهّلة‬
‫وءاتى الزّكاة ول يش إل ال فعسى أولئك أن يكونوا من الهتدين‪.﴾3‬‬
‫وعمارة ال ساجد تش مل عمارت ا بالبنيان‪ ،‬وعمارت ا بالعبادة‪ ،‬إذ قد و جد‬
‫من يع مر ال ساجد بالبناء ول يس ب سلم ك ما هو معلوم‪ .‬وأ ظن الميني ي ما‬
‫ي سرون أن يقوموا بتظاهرات ب عد عام هم الاضي‪ 4‬ل نه قد انك شف أمر هم‬
‫أنّ هم عملء لمري كا ورو سيا ول سرائيل‪ ،‬ف هم ي ستمدون ال سلحة من هذه‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.114:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫وقد حالوا التفجي ف الرم فخيبهم ال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.18-17:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪110‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وتلك ويقصفون الخيمات الفلسطينية‪.‬‬


‫﴿ياأيّها الّذين ءامنوا ل تقولون ما ل تفعلون‪ ‬كب مقتًا عند ال أن تقولوا‬
‫ما ل تفعلون‪.﴾1‬‬
‫﴿أتأمرون النّاس بالبّ وتنسههون أنفسههكم وأنتههم تتلون الكتاب أفل‬
‫تعقلون‪.﴾2‬‬
‫أت سبون أن الناس ل يعلمون أن هتاف كم ب سقوط أمري كا ورو سيا د جل‬
‫وتلبيهس‪ .‬إن ال سهبحانه وتعال يفضهح الدجاليه اللبسهي وإن طال الزمهن‪.‬‬
‫ولقد أحسن من قال‪:‬‬
‫وإن خالا تفى على الناس تعلم‬ ‫ومهما تكن عند امرئ من خليقة‬

‫‪ ‬أخطأ ظن ف هذا‪ ،‬وك نت أظن أنّهم يستحيون من تكرار الفضائخ ولكن النب ‪-‬صلى ال‬ ‫‪4‬‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ :-‬يقول إذا ل تستحي فاصنع ما شئت‪.‬‬
‫سورة الصف‪ ،‬الية‪.3-2:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.44:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪111‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب قول ال عز وجل‪﴿ :‬ف بيوت أذن ال أن ترفع ويذكر فيها اسه‬
‫يسبّح له فيها بالغدوّ والصال‪ ‬رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال‬
‫وإقام الصّلة وإيتاء الزّكاة يافون يومًا تتقلّب فيه القلوب والبصار ‪‬‬
‫ليجزيهم ال أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله وال يرزق من يشاء بغي‬
‫حساب‪.﴾1‬‬

‫قال المام مسهلم رحهه ال (‪ 1‬ص ‪ :)397‬حدّثنها أبوالطّاههر أحده بهن‬


‫عمرو‪ ،‬حدّثنا ابن وهب‪ ،‬عن حيوة‪ ،‬عن ممّد بن عبدالرّحن‪ ،‬عن أب عبدال‬
‫مول شدّاد بن الاد أنّه سع أبا هريرة يقول‪ :‬قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬من سع رجلً ينشد ضاّلةً ف السجد فليقل‪ :‬ل ردّها ال‬
‫عليك فإنّ الساجد ل تب لذا))‪.‬‬
‫وحدّثن يه زه ي بن حرب‪ ،‬حدّث نا القرئ‪ ،‬حدّث نا حيوة‪ .‬قال‪ :‬سعت أ با‬
‫ال سود يقول‪ :‬حدّث ن أبوعبدال مول شدّاد أنّه سع أ با هريرة يقول‪ :‬سعت‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول بثله‪.‬‬
‫وحدّثن حجّاج بن الشّاعر‪ ،‬حدّثنا عبدالرّزّاق‪ ،‬أخبنا الثّوريّ‪ ،‬عن علقمة‬
‫بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنّ رجلً نشد ف السجد فقال‪ :‬من‬
‫دعها إل المهل الحره فقال النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬ل‬
‫وجدت إنّما بنيت الساجد لا بنيت له))‪.‬‬

‫سورة النور‪ ،‬الية‪.38-36:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪112‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا وكيع‪ ،‬عن أب سنان‪ ،‬عن علقمة بن‬
‫مر ثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬لّا صلّى قام رجل فقال‪ :‬من دعا إل المل الحر‪ ،‬فقال النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ل وجدت‪ ،‬إنّما بنيت الساجد لا بنيت له))‪.‬‬
‫حدّثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدّثنا جرير‪ ،‬عن ممّد بن شيبة‪ ،‬عن علقمة بن‬
‫مرثد‪ ،‬عن ابن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬جاء أعرابّ بعد ما صلّى النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬صلة الفجر فأدخل رأسه من باب السجد فذكر بثل‬
‫حديثهما‪.‬‬
‫قال مسلم‪ :‬هو شيبة بن نعامة أبونعامة‪ ،‬روى عنه مسعر وهشيم وجرير‬
‫وغيهم من الكوفيّي‪.‬‬
‫قال المام أبوعبدال بن ماجة رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)262‬حدّثنا أبوبكر‬
‫ابن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا شبابة‪ ،‬حدّثنا ابن أب ذئب‪ ،‬عن القبيّ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫يسار‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ما‬
‫توطّن رجل مسلم الساجد لل صّلة والذّكر‪ ،‬إل تبشبش ال له‪ ،‬كما يتبشبش‬
‫أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم))‪ .‬اهه‬
‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخي‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب قول ال عز وجل‪﴿ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً‬


‫وتصديةً فذوقوا العذاب با كنتم تكفرون‪.﴾1‬‬

‫قال المام أبوجع فر بن جر ير رح ه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)521‬يقول تعال‬


‫ذكره‪ :‬و ما لؤلء الشرك ي أل يعذب م ال و هم ي صدون عن ال سجد الرام‬
‫الذي يصهلون ل فيهه ويعبدونهه‪ ,‬ول يكونوا ل أولياء‪ ,‬بهل أولياؤه الذيهن‬
‫ي صدونم عن ال سجد الرام و هم ل ي صلون ف ال سجد الرام‪﴿ .‬و ما كان‬
‫صلتم عند البيت﴾ يعن‪ :‬بيت ال العتيق‪﴿ ,‬إل مكاءً﴾ وهو الصفي‪ ,‬يقال‬
‫م نه‪ :‬م كا ي كو مكوا ومكاء‪ ,‬و قد ق يل‪ :‬إن ال كو‪ :‬أن ي مع الر جل يد يه ث‬
‫يدخلهما ف فيه ث يصيح‪ ,‬ويقال منه‪ :‬مكت است الدا بة مكاء‪ :‬إذا نفخت‬
‫بالر يح‪ ,‬ويقال‪ :‬إ نه ل ي كو إل ا ست مكشو فة‪ ,‬ولذلك ق يل لل ست الكوة‪,‬‬
‫سيت بذلك; ومن ذلك قول عنترة‪:‬‬
‫تكو فريصته كشدق العلم‬ ‫وحليل غانية تركت مدلً‬
‫وقول الطرماح‪:‬‬
‫تكو جوانبها من النْهار‬ ‫فنحا لولها بطعنة مفظ‬
‫بعن‪ :‬تصوت‪.‬‬
‫وأ ما الت صدية فإنّ ها الت صفيق‪ ,‬يقال م نه‪ :‬صدى ي صدي ت صدية‪ ,‬و صفق‬
‫وصفح بعن واحد‪.‬‬
‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.35:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪114‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وبنحو ما قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬


‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدثنا ابن وكيع‪ ,1‬قال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬عن موسى بن قيس‪ ،‬عن حجر بن‬
‫عنبس‪﴿ :‬إل مكاءً وتصديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬التصفي‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدث ن الث ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عبدال بن صال‪ ,‬قال‪ :‬حدث ن معاو ية‪ ,‬عن‬
‫علي‪ ,2‬عهن ابهن عباس‪ :‬قوله‪﴿ :‬ومها كان صهلتم عنهد البيهت إل مكاءً‬
‫وتصديةً﴾ الكاء‪ :‬التصفي‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثن ممد بن سعد‪ ,3‬قال‪ :‬حدثن أب‪ ,‬قال‪ :‬حدثن عمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثن‬
‫أب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله‪﴿ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً‬
‫وت صديةً﴾ يقول‪ :‬كا نت صلة الشرك ي ع ند الب يت مكاء‪ ,‬يع ن‪ :‬الت صفي‪,‬‬
‫وتصدية يقول‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدث ن م مد بن عمارة ال سدي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عبيدال بن مو سى‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبنا فضيل‪ ,‬عن عطية‪﴿ :4‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً وتصديةً﴾‬
‫قال‪ :‬التصفيق والصفي‪.‬‬
‫حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬عن قرة بن خالد‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن ابن‬
‫عمر‪ ,‬قال‪ :‬الكاء‪ :‬التصفيق‪ ,‬والتصدية‪ :‬الصفي‪ .‬قال‪ :‬وأمال ابن عمر خده إل‬

‫هو سفيان بن وكيع ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫هو علي بن أب طلحة ول يسمع من ابن عباس‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫هذا السند مسلسل بالعوفيي وهم ضعفاء‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪115‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫جانب‪.‬‬
‫حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ال سي‪ ,1‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن قرة بن‬
‫خالد‪ ,‬عن عط ية‪ ,‬عن ا بن ع مر‪﴿ :‬و ما كان صلتم ع ند الب يت إل مكاءً‬
‫وتصديةً﴾ قال‪ :‬الكاء والتصدية‪ :‬الصفي والتصفيق‪.‬‬
‫حدثن الارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬قال سعت ممد بن السي يدث‬
‫عن قرة بن خالد‪ ,‬عن عط ية العو ف‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬الكاء‪ :‬ال صفي‪,‬‬
‫والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدث نا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أبوعا مر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا قرة‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن‬
‫ا بن ع مر‪ ,‬ف قوله‪﴿ :‬و ما كان صلتم ع ند الب يت إل مكاءً وت صديةً﴾ قال‪:‬‬
‫الكاء‪ :‬ال صفي‪ ,‬والت صدية‪ :‬الت صفيق‪ .‬وقال قرة‪ :‬وح كى ل نا عط ية ف عل ا بن‬
‫عمر‪ ,‬فصفر وأمال خده وصفق بيديه‪.‬‬
‫حدثن يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخب نا ابن و هب‪ ,‬قال‪ :‬أخبن ب كر بن مضر‪ ,‬عن‬
‫جعفر بن ربيعة‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا سلمة بن عبدالرحن بن عوف يقول ف قول‬
‫ال‪﴿ :‬و ما كان صلتم ع ند الب يت إل مكاءً وت صديةً﴾ قال ب كر‪ :‬فج مع ل‬
‫جعفر كفيه‪ ,‬ث نفخ فيهما صفيًا‪ ,‬كما قال له أبوسلمة‪.‬‬
‫حدثنا أحد بن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبوأحد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسرائيل‪ ,‬عن‬
‫ا بن أ ب نيح‪ ,2‬عن ما هد‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬الكاء‪ :‬ال صفي‪ ,‬والت صدية‪:‬‬
‫التصفيق‪.‬‬
‫السي هو ابن داود اللقب بسنيد‪ ،‬ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫ابن أب نيح ل يسمع التفسي من ماهد‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪116‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبوأح د‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلمة بن سابور‪ ,‬عن عط ية‪ ,‬عن ا بن‬
‫عمهر‪﴿ :‬ومها كان صهلتم عنهد البيهت إل مكاءً وتصهديةً﴾ قال‪ :‬تصهفي‬
‫وتصفيق‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبوأحد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا فضيل بن مرزوق‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن ابن‬
‫عمر‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدث نا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حبو ية أبويز يد‪ ,‬عن يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪,‬‬
‫عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كانت قريش يطوفون بالبيت وهم‬
‫عراة يصهفرون ويصهفقون‪ ,‬فأنزل ال‪﴿ :‬قهل مهن حرّم زينهة ال الته أخرج‬
‫لعباده﴾ فأمروا بالثياب‪.‬‬
‫حدث ن الثن‪ ,1‬قال‪ :‬حدث نا الما ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شر يك‪ ,‬عن سال‪ ,‬عن‬
‫سعيد‪ ,‬قال‪ :‬كا نت قر يش يعارضون ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫ف الطواف يستهزئون به‪ ,‬يصفرون به ويصفقون‪ ,‬فنلت‪﴿ :‬وما كان صلتم‬
‫عند البيت إل مكا ًء وتصديةً﴾ ‪.‬‬
‫حدثنها ابهن وكيهع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنها أبه‪ ,‬عهن سهفيان‪ ,‬عهن منصهور‪ ,‬عهن‬
‫ماهد‪﴿ :‬إل مكاء﴾ قال‪ :‬كانوا ينفخون ف أيديهم‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثن ممد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنا أبوعاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى‪ ,‬عن ابن‬
‫أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪﴿ :‬إل مكاءً وتصديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬إدخال أصابعهم ف‬
‫أفواهههم‪ ,‬والتصهدية‪ :‬التصهفيق‪ ,‬يلطون بذلك على ممهد ‪-‬صهلى ال عليهه‬
‫وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫الثن هو ابن إبراهيم الملي ول ند له ترجة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪117‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدث نا الث ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عبدال‪ ,‬عن ورقاء‪ ,‬عن‬
‫ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد‪ ,‬مثله‪ ,‬إل أنه ل يقل صلته‪.‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا السي‪ ,‬قال‪ :‬حدثن حجاج‪ ,‬عن ابن جريج‪,‬‬
‫عن ما هد‪ ,‬قال‪ :‬الكاء‪ ,‬إدخال أ صابعهم ف أفواه هم‪ ,‬والت صدية‪ :‬الت صفيق‪.‬‬
‫قال نفر من بن عبدالدار كانوا يلطون بذلك كله على ممد صلته‪.‬‬
‫حدث نا أح د بن إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أبوأح د‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا طل حة بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪﴿ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً وتصديةً﴾‬
‫عليه حرف ومها أراه إل الذف‬
‫قال‪ :‬مهن بيه الصهابع‪ .‬قال أحده‪ :‬سهقط ّ‬
‫والنفخ والصفي منها; وأران سعيد بن جبي حيث كانوا يكون من ناحية أب‬
‫قبيس‪.‬‬
‫حدث ن الث ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سحاق بن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬أخب نا طل حة بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬ف قوله‪﴿ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً‬
‫وتصهديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬كانوا يشبكون بيه أصهابعهم ويصهفرون باه‪ ,‬فذلك‬
‫الكاء‪ .‬قال‪ :‬وأرانه سهعيد بهن جهبي الكان الذي كانوا يكون فيهه نوه أبه‬
‫قبيس‪.‬‬
‫حدث ن الث ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م مد بن حرب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدث نا ا بن ليعة‪ ,1‬عن جع فر بن ربي عة‪ ,‬عن أ ب سلمة بن عبدالرح ن‪ ,‬ف‬
‫قوله‪﴿ :‬مكاءً وتصديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬النفخ‪ ,‬وأشار بكفه قبل فيه‪ ,‬والتصدية‪:‬‬
‫التصفيق‪.‬‬
‫ابن ليعة هو عبدال‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪118‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحارب‪ ,‬عن جويب‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫الكاء‪ :‬الصفي‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثنه الثنه‪ ,‬قال‪ :‬حدثنها عمرو بهن عون‪ ,‬قال‪ :‬أخبنها هشيهم‪ ,‬عهن‬
‫جويب‪ ,1‬عن الضحاك‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,2‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪﴿ :‬‬
‫و ما كان صلتم ع ند الب يت إل مكاءً وت صديةً﴾ قال‪ :‬ك نا ندث أن الكاء‪:‬‬
‫التصفيق باليدي‪ ,‬والتصدية‪ :‬صياح كانوا يعارضون به القرآن‪.‬‬
‫حدث نا م مد بن عبدالعلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م مد بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن‬
‫قتادة‪﴿ :‬مكا ًء وتصديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬التصفي‪ ,‬والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدث ن م مد بن ال سي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أح د بن الف ضل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫أسهباط‪ ,‬عهن السهدي‪﴿ :‬ومها كان صهلتم عنهد البيهت إل مكاءً وتصهديةً﴾‬
‫والكاء‪ :‬الصهفي‪ ,‬على نوه طيه أبيهض يقال له الكاء يكون بأرض الجاز‪،‬‬
‫والتصدية‪ :‬التصفيق‪.‬‬
‫حدثن يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد ف قوله‪﴿ :‬وما‬
‫كان صهلتم عنهد البيهت إل مكاءً وتصهديةً﴾ قال‪ :‬الكاء‪ :‬صهفي كان أههل‬
‫الاهلية يعلنون به‪ .‬قال‪ :‬وقال ف الكاء أيضا‪ :‬صفي ف أيديهم ولعب‪.‬‬
‫وقد قيل ف التصدية‪ :‬إنّها الصد عن بيت ال الرام‪ .‬وذلك قول ل وجه‬

‫جويب هو ابن سعيد‪ ،‬متروك‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ‬سهعيد بهن أبه عروبهة ل يسهمع التفسهي مهن قتادة‪ ،‬قاله ييه القطان كمها فه مقدمهة‬ ‫‪2‬‬
‫الرح والتعديل لبن أب حات‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫له‪ ،‬لن التصدية مصدر من قول القائل‪ :‬صديت تصدية‪ .‬وأما الصد فل يقال‬
‫منه‪ :‬صديت‪ ,‬إنا يقال منه صددت‪ ,‬فإن شددت منها الدال على معن تكرير‬
‫الفعل‪ ,‬قيل‪ :‬صددت تصديدًا‪ ,‬إل أن يكون صاحب هذا القول وجه التصدية‬
‫إل أنه من صددت‪ ,‬ث قلبت إحدى داليه ياء‪ ,‬كما يقال‪ :‬تظنيت من ظننت‪,‬‬
‫وكما قال الراجز‪:‬‬
‫تقضي البازي إذا البازي كسر‬
‫يعن‪ :‬تقضض البازي‪ ,‬فقلب إحدى ضاديه ياء‪ ,‬فيكون ذلك وجهًا يوجه‬
‫إليه‪.‬‬
‫ذكر من قال ما ذكرنا ف تأويل التصدية‪:‬‬
‫حدث نا أح د بن إ سحاق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو أح د‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا طل حة بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪﴿ :‬وما كان صلتم عند البيت إل مكاءً وتصديةً﴾‬
‫صدهم عن بيت ال الرام‪.‬‬
‫حدث ن الث ن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سحاق بن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬أخب نا طل حة بن‬
‫عمرو‪ ,‬عن سعيد بن جبي‪﴿ :‬وت صديةً﴾ قال‪ :‬الت صدية‪ :‬صدهم الناس عن‬
‫البيت الرام‪ .‬حدثن يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,1‬ف‬
‫قوله‪﴿ :‬وت صديةً﴾ قال‪ :‬الت صديد عن سبيل ال‪ ,‬و صدهم عن ال صلة و عن‬
‫دين ال‪.‬‬
‫حدثنها ابهن حيد‪ ,2‬قال‪ :‬حدثنها سهلمة‪ ,‬عهن ابهن إسهحاق‪﴿ :‬ومها كان‬
‫ابن زيد هو عبدالرحن بن زيد بن أسلم‪ ،‬ضعيف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫ابن حيد هو ممد بن حيد الرازي‪ ،‬حافظ ولكنه ضعيف بل اتّهم بالكذب‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪120‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صلتم عند البيت إل مكاءً وتصديةً﴾ قال‪ :‬ما كان صلتم الت يزعمون أنّها‬
‫يدرأ ب ا عن هم إل مكاء وت صدية‪ ,‬وذلك ما ل ير ضى ال ول ي ب‪ ,‬ول ما‬
‫افترض عليهم ول ما أمرهم به‪.‬‬
‫وأ ما قوله‪﴿ :‬فذوقوا العذاب ب ا كن تم تكفرون﴾ فإ نه يع ن العذاب الذي‬
‫وعد هم به بال سيف يوم بدر‪ ,‬يقول للمشرك ي الذ ين قالوا‪﴿ :‬اللّه مّ إن كان‬
‫هذا هو ال قّ من عندك فأم طر علي نا حجارةً من ال سّماء﴾‪ ...‬الية‪ ,1‬ح ي‬
‫أتاهم با استعجلوه من العذاب‪ :‬ذوقوا‪ :‬أي اطعموا‪ ,‬وليس بذوق بفم‪ ,‬ولكنه‬
‫ذوق بال س‪ ,‬ووجود ط عم أل ه بالقلوب‪ .‬يقول ل م‪ :‬فذوقوا العذاب ب ا كن تم‬
‫تحدون أن ال معذبكهم بهه على جحودكهم توحيهد ربكهم ورسهالة نهبيكم‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدثنا ابن حيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪﴿ :‬فذوقوا العذاب‬
‫با كنتم تكفرون﴾ أي ما أوقع ال بم يوم بدر من القتل‪.‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا السي‪ ,‬قال‪ :‬حدثن حجاج‪ ,‬عن ابن جريج‪:‬‬
‫﴿فذوقوا العذاب با كنتم تكفرون﴾ قال‪ :‬هؤلء أهل بدر يوم عذبم ال‪.‬‬
‫حدّثت عن السي بن الفرج‪ ,‬قال‪ :‬سعت أبا معاذ قال‪ :‬حدثنا عبيد بن‬
‫سهليمان‪ ,‬قال‪ :‬سهعت الضحاك يقول فه قوله‪﴿ :‬فذوقوا العذاب باه كنتهم‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.32:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪121‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تكفرون﴾ يعن أهل بدر عذبم ال يوم بدر بالقتل والسر‪.‬اهه‪‬‬

‫باب قول ال عز وجل‪﴿ :‬والّذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما‬


‫اكتسبوا فقد احتملوا بتانًا وإثًا مبينًا‪.﴾1‬‬

‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)1947‬حدّث نا ممّد بن حا ت‪،‬‬


‫حدّثنا بز‪ ،‬حدّثنا حّاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن معاوية بن قرّة‪ ،‬عن عائذ ابن‬
‫عمرو‪ ،‬أ نّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلل ف نفر فقالوا‪ :‬وال ما‬
‫أخذت سيوف ال من عنق عدوّ ال مأخذها! قال‪ :‬فقال أبوبكر‪ :‬أتقولون هذا‬
‫لشيخ قريش وسيّدهم‪ ،‬فأتى النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فأخبه‪.‬‬
‫فقال‪(( :‬يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم‪ ،‬لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك))‬
‫فأتاهم أبوبكر فقال‪ :‬يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬يغفر ال لك يا أخيّ‪.‬‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)1878‬حدّثنها أبوبكهر بهن أبه‬
‫شيبة‪ ،‬حدّثنا ممّد بن عبدال السديّ‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن القدام بن شريح‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد قال‪ :‬كنّا مع النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ستّة‬
‫نفر‪ .‬فقال الشركون للنّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ :-‬اطرد هؤلء ل‬
‫يترئون علينا‪ .‬قال‪ :‬وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلل ورجلن‬
‫لست أسّيهما‪ ،‬فوقع ف نفس رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما‬
‫شاء ال أن ي قع‪ ،‬فحدّث نف سه فأنزل ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬ول تطرد الّذ ين يدعون‬

‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.58:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪122‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه﴾‪.‬‬


‫اللههم إنهه قهد اشتهد بلء السهلمي مهن هؤلء الغوغاء‪ ،‬فآذوا السهلمي‬
‫بأيديههم وألسهنتهم‪ ،‬فإنها نسهألك ياال أن تعقهر إمام الضللة المين‪ 1‬حته‬
‫يستريح منه البلد والعباد‪ ،‬إنك على شيء قدير‪.‬‬

‫وقد أبعده ال وأراح البلد والعباد منه‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪123‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب حرمة المدينة‬

‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)81‬حدّث نا أبوالنّعمان‪ ،‬حدّث نا ثا بت‬


‫بن يزيد‪ ،‬حدّثنا عاصم أبوعبدالرّحن الحول‪ ،‬عن أنس ر ضي ال عنه‪ ،‬عن‬
‫النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬الدينة حرم من كذا إل كذا‪،‬‬
‫ل يق طع شجر ها‪ ،‬ول يدث في ها حدث‪ ،‬من أحدث حدثًا فعل يه لع نة ال‬
‫واللئكة والنّاس أجعي))‪.‬‬
‫ث قال البخاري رحه ال‪ :‬حدّثنا إساعيل بن عبدال‪ .‬قال‪ :‬حدّثن أخي‪،‬‬
‫عن سليمان‪ ،‬عن عبيدال‪ ،‬عن سعيد القبيّ‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه أنّ‬
‫النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬حرّم ما بي لبت الدينة على‬
‫لسان)) قال‪ :‬وأتى النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بن حارثة فقال‪:‬‬
‫((أراكم يا بن حارثة قد خرجتم من الرم)) ثّ التفت فقال‪(( :‬بل أنتم فيه))‪.‬‬
‫وقال ص (‪ :)89‬حدّثنها عبدال بهن يوسهف‪ ،‬أخبنها مالك‪ ،‬عهن ابهن‬
‫شهاب‪ ،‬عن سعيد بن السيّب‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه أنّه كان يقول‪ :‬لو‬
‫رأيت الظّباء بالدينة ترتع ما ذعرتا‪ .‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬ما بي لبتيها حرام))‪.‬‬
‫وقال البخاري رح ه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)81‬حدّث نا ممّد بن بشّار‪ ،‬حدّث نا‬
‫عبدالرّحن‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن إبراهيم التّيم يّ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫‪124‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عل يّ ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ما عند نا ش يء إل كتاب ال‪ ،‬وهذه ال صّحيفة عن‬


‫النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬الدينة حرم ما بي عائر إل كذا‪،‬‬
‫من أحدث فيها حدثًا‪ ،‬أو آوى مدثًا‪ ،‬فعليه لعنة ال واللئكة والنّاس أجعي‪،‬‬
‫ل يق بل م نه صرف ول عدل))‪ ،‬وقال‪(( :‬ذمّة ال سلمي واحدة‪ ،‬ف من أخ فر‬
‫مسلمًا فعليه لعنة ال واللئكة والنّاس أجعي‪ ،‬ل يقبل منه صرف ول عدل‪،‬‬
‫ومن تولّى قومًا بغي إذن مواليه فعليه لعنة ال واللئكة والنّاس أجعي ل يقبل‬
‫منه صرف ول عدل)) قال أبوعبدال‪ :‬عدل‪ :‬فداء‪ .‬اهه‬
‫وقال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)1007‬حدّث ن ممّد بن حا ت‬
‫وإبراهيم بن دينار‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا حجّاج بن ممّد (ح) وحدّثن ممّد بن رافع‪،‬‬
‫حدّثنا عبدالرّزّاق‪ ،‬كلها عن ابن جر يج‪ ،‬أ خبن عبدال بن عبدالرّحن ابن‬
‫ينّس‪ ،‬عن أ ب عبدال القرّاظ‪ ،‬أنّه قال‪ :‬أش هد على أ ب هريرة أنّه قال‪ :‬قال‬
‫أبوالقاسم ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من أراد أهل هذه البلدة بسوء‬
‫‪-‬يعن الدينة‪ -‬أذابه ال كما يذوب اللح ف الاء))‪.‬‬
‫وحدّثنه ممّد بهن حاته وإبراهيهم بهن دينار‪ .‬قال‪ :‬حدّثنها حجّاج (ح)‬
‫وحدّثنيه ممّد بن رافع‪ ،‬حدّثنا عبدال ّرزّاق‪ ،‬جيعًا عن ابن جريج‪ .‬قال‪ :‬أخبن‬
‫عمرو بن ي ي بن عمارة أنّه سع القرّاظ ‪-‬وكان من أ صحاب أ ب هريرة‪-‬‬
‫يزعهم أنّه سهع أبها هريرة يقول‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬من أراد أهلها بسوء ‪-‬يريد الدينة‪ -‬أذابه ال كما يذوب اللح ف‬
‫الاء))‪.‬‬
‫قال ابن حات ف حديث ابن ينّس بدل قوله‪ :‬بسوء‪ ،‬شرّا‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا ابن أب عمر‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن أب هارون موسى بن أب عيسى‬


‫(ح) وحدّثنا ابن أب عمر‪ ،‬حدّثنا الدّراورديّ‪ ،‬عن ممّد بن عمرو‪ ،‬جيعًا سعا‬
‫أ با عبدال القرّاظ سع أ با هريرة عن النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫بثله‪ .‬اهه‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)346‬حدّثنا موسى‪ ،‬حدّثنا وهيب‪،‬‬
‫حدّثنا عمرو بن يي‪ ،‬عن عبّاد بن تيم النصاريّ‪ ،‬عن عبدال بن زيد رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬أ نّ إبراهيم حرّم مكّة‬
‫ودعها لاه‪ ،‬وحرّمهت الدينهة كمها حرّم إبراهيهم مكّة ودعوت لاه فه مدّهها‬
‫وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السّلم لكّة))‪.‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)991‬وحدّث نا قتي بة بن سعيد‪،‬‬
‫حدّثنا بكر يعن ابن مضر‪ ،‬عن ابن الاد‪ ،‬عن أب بكر بن ممّد‪ ،‬عن عبدال‬
‫ابن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن رافع بن خديج قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّ إبراهيم حرّم مكّة‪ ،‬وإنّي أحرّم ما بي لبتيها)) ‪-‬يريد‬
‫الدينة‪.-‬‬
‫وحدّثنا عبدال بن مسلمة بن قعنب‪ ،‬حدّثنا سليمان بن بلل‪ ،‬عن عتبة بن‬
‫م سلم‪ ،‬عن نا فع بن جبي‪ ،‬أ نّ مروان بن ال كم خ طب النّاس فذ كر مكّة‬
‫وأهل ها وحرمت ها ول يذ كر الدي نة وأهل ها وحرمت ها‪ ،‬فناداه را فع بن خد يج‬
‫فقال‪ :‬ما ل أ سعك ذكرت مكّة وأهل ها وحرمت ها ول تذ كر الدي نة وأهل ها‬
‫وحرمت ها؟ و قد حرّم ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ما ب ي‬
‫لبتيها‪ ،‬وذلك عندنا ف أدي خولنّ إن شئت أقرأتكه؟ قال‪ :‬فسكت مروان‪،‬‬
‫‪126‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ثّ قال‪ :‬قد سعت بعض ذلك‪.‬‬


‫وقال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)992‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‬
‫وعمرو النّا قد‪ ،‬كله ا عن أ ب أح د قال أبوب كر‪ :‬حدّث نا ممّد بن عبدال‬
‫السديّ‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن أب الزّب ي‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إ نّ إبراهيم حرّم مكّة‪ ،‬وإنّي حرّمت الدينة ما بي‬
‫لبتيها‪ ،‬ل يقطع عضاهها‪ ،‬ول يصاد صيدها))‪.‬‬
‫ث قال المام مسلم رحه ال‪ :‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا عبدال‬
‫ا بن ن ي (ح) وحدّث نا ا بن ن ي‪ ،‬حدّث نا أ ب‪ ،‬حدّث نا عثمان بن حك يم‪ ،‬حدّث ن‬
‫عامهر بهن سهعد‪ ،‬عهن أبيهه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسهلم‪(( :-‬إنّي أحرّم مها بيه لبته الدينهة أن يقطهع عضاههها‪ ،‬أو يقتهل‬
‫صيدها))‪ ،‬وقال‪(( :‬الدينة خي لم لو كانوا يعلمون‪ ،‬ل يدعها أحد رغبةً عنها‬
‫إل أبدل ال في ها من هو خ ي م نه‪ ،‬ول يث بت أ حد على لوائ ها وجهد ها إل‬
‫كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة))‪.‬‬
‫وحدّثنا ابن أب عمر‪ ،‬حدّثنا مروان بن معاوية‪ ،‬حدّثنا عثمان بن حكيم‬
‫الن صاريّ‪ ،‬أ خبن عا مر بن سعد بن أ ب وقّاص‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬أ نّ ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪ :‬ثّ ذكر مثل حديث ابن ني وزاد ف‬
‫الديهث‪(( :‬ول يريهد أحهد أههل الدينهة بسهوء إل أذابهه ال فه النّار ذوب‬
‫الرّصاص أو ذوب اللح ف الاء))‪.‬‬
‫وحدّث نا إ سحق بن إبراه يم وعبد بن ح يد جيعًا عن العقد يّ‪ ،‬قال ع بد‪:‬‬
‫أخب نا عبداللك بن عمرو‪ ،‬حدّث نا عبدال بن جع فر‪ ،‬عن إ ساعيل بن ممّد‪،‬‬
‫‪127‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عن عامر بن سعد‪ ،‬أنّ سعدًا ركب إل قصره بالعقيق فوجد عبدًا يقطع شجرًا‬
‫أو يبطه فسلبه‪ ،‬فلمّا رجع سعد جاءه أهل العبد فكلّموه أن يردّ على غلمهم‬
‫أو علي هم ما أ خذ من غلم هم‪ .‬فقال‪ :‬معاذ ال أن أردّ شيئًا نفّلن يه ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬وأب أن يردّ عليهم‪.‬‬
‫قال م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)1003‬حدّث نا أبوب كر بن أ ب شي بة‪،‬‬
‫وممّد بن عبدال بن ني‪ ،‬وأبوكريب‪ ،‬جيعًا عن أب أسامة‪ ،‬واللّفظ لب بكر‬
‫وابهن نيه‪ .‬قال‪ :‬حدّثنها أبوأ سامة‪ ،‬عن الوليهد بهن كثيه‪ ،‬حدّث ن سهعيد بن‬
‫عبدالرّحن بن أب سعيد الدر يّ‪ ،‬أ نّ عبدالرّحن حدّثه عن أبيه أب سعيد أنّه‬
‫سع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬إنّي حرّمت ما بي‬
‫لب ت الدي نة ك ما حرّم إبراه يم مكّة))‪ .‬قال‪ :‬ثّ كان أبو سعيد يأ خذ‪ ،‬وقال‬
‫أبوبكر‪ :‬يد أحدنا ف يده الطّي فيفكّه من يده ثّ يرسله‪.‬‬
‫وحدّثنا أبوب كر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا عل يّ بن مسهر‪ ،‬عن الشّيبانّ‪ ،‬عن‬
‫يسي بن عمرو‪ ،‬عن سهل بن حنيف‪ ،‬قال‪ :‬أهوى رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬بيده إل الدينة فقال‪(( :‬إنّها حرم آمن))‪.‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)1001‬حدّث نا حّاد بن إ ساعيل‬
‫ابن عليّة‪ ،‬حدّثنا أب‪ ،‬عن وهيب‪ ،‬عن يي بن أب إسحق أنّه حدّث عن أب‬
‫سعيد مول الهريّ أنّه أصابم بالدينة جهد وشدّة‪ ،‬وأنّه أتى أبا سعيد الدريّ‬
‫فقال له‪ :‬إنّي كث ي العيال‪ ،‬و قد أ صابتنا شدّة فأردت أن أن قل عيال إل ب عض‬
‫الرّيف‪ .‬فقال أبوسعيد‪ :‬ل تفعل‪ ،‬الزم الدينة فإنّا خرجنا مع نبّ ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أظ نّ أنّه قال‪ :‬حتّى قدمنا عسفان فأقام با ليال‪ ،‬فقال‬
‫‪128‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫النّاس‪ :‬وال ما ن ن هه نا ف ش يء‪ ،‬وإ نّ عيال نا للوف ما نأ من علي هم‪ ،‬فبلغ‬


‫ذلك النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقال‪(( :‬ما هذا الّذي بلغن من‬
‫حديثكم)) ‪-‬ما أدري كيف قال‪ -‬والّذي أحلف به أو والّذي نفسي بيده لقد‬
‫همت أو إن شئتم ‪-‬ل أدري أيّتهما قال‪ -‬لمر نّ بناقت ترحل ثّ ل أحلّ لا‬
‫عقدةً حتّى أقدم الدينة)) وقال‪(( :‬اللّه مّ إ نّ إبراهيم حرّم مكّة فجعلها حرمًا‪،‬‬
‫وإنّي حرّ مت الدي نة حرامًا ما ب ي مأزمي ها‪ ،‬أن ل يهراق في ها دم‪ ،‬ول ي مل‬
‫فيها سلح لقتال‪ ،‬ول تبط فيها شجرة‪ ،‬إل لعلف‪ ،‬اللّهمّ بارك لنا ف مدينتنا‪،‬‬
‫اللّه مّ بارك لنا ف صاعنا‪ ،‬اللّه مّ بارك لنا ف مدّنا‪ ،‬اللّه مّ بارك لنا ف صاعنا‪،‬‬
‫اللّه مّ بارك ل نا ف مدّ نا‪ ،‬اللّه مّ بارك ل نا ف مدينت نا‪ ،‬اللّه مّ اج عل مع الب كة‬
‫بركت ي‪ ،‬والّذي نف سي بيده ما من الدي نة ش عب ول ن قب إل عل يه ملكان‬
‫ير سانا‪ ،‬حتّى تقدموا إلي ها)) ثّ قال للنّاس‪(( :‬ارتلوا)) فارتل نا‪ ،‬فأقبل نا إل‬
‫الدينة فوالّذي نلف به أو يلف به ‪-‬الشّكّ من حّاد‪ -‬ما وضعنا رحالنا حي‬
‫دخل نا الدي نة حتّى أغار علي نا ب نو عبدال بن غطفان و ما يهيج هم ق بل ذلك‬
‫شيء‪ .‬اهه‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)55‬حدّثنها عفّان‪ .‬قال‪ :‬حدّثنها‬
‫حّاد يعن ابن سلمة‪ ،‬عن يي بن سعيد‪ ،‬عن مسلم بن أب مري‪ ،‬عن عطاء بن‬
‫يسار‪ ،‬عن السّائب بن خلد‪ ،‬أنّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫قال‪ (( :‬من أخاف أ هل الدي نة أخا فه ال عزّ وجلّ‪ ،‬وعل يه لع نة ال واللئ كة‬
‫والنّاس أجعي‪ ،‬ل يقبل ال منه يوم القيامة صرفًا ول عدلً))‪.‬‬
‫وقال رحهه ال ص (‪ :)56‬حدّثنها عبدالصهّمد‪ .‬قال‪ :‬حدّثنه أبه‪ .‬قال‪:‬‬
‫‪129‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا يي بن سعيد‪ ،‬عن مسلم بن أب مري‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن السّائب‬
‫بهن خلد‪ .‬قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬مهن‬
‫أخاف الدينة أخافه ال عزّ وجلّ‪ ،‬وعليه لعنة ال واللئكة والنّاس أجعي‪ ،‬ل‬
‫يقبل ال منه صرفًا ول عدلً))‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدّثنا سليمان بن داود الاش يّ‪ .‬قال‪ :‬أخبنا إساعيل‬
‫ابن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬أخبن يزيد‪ ،1‬عن عبدالرّحن بن أب صعصعة النصاريّ أ نّ‬
‫عطاء بن يسار أخبه أ نّ ال سّائب بن خلد أخا بن الارث بن الزرج أخبه‬
‫أنّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬من أخاف أهل الدينة ظالًا‬
‫أخا فه ال‪ ،‬وكا نت عليه لعنة ال واللئ كة والنّاس أجع ي‪ ،‬ل يق بل منه عدل‬
‫ول صرف))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 5‬ص ‪ :)309‬حدّثنها عثمان بهن عمهر‪،‬‬
‫أخب نا ا بن أ ب ذئب‪ ،‬عن سعيد ال قبيّ‪ ،‬عن عبدال بن أ ب قتادة‪ ،‬عن أ ب‬
‫قتادة‪ ،‬أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬توضّأ ثّ صلّى بأرض‬
‫إنه إبراهيهم خليلك‬‫ّهمه ّ‬
‫سهعد بأصهل الرّة عنهد بيوت السهّقيا‪ ،‬ثّ قال‪(( :‬الل ّ‬
‫وعبدك ونبيّك دعاك ل هل مكّة‪ ،‬وأ نا ممّد عبدك ونبيّك ور سولك أدعوك‬
‫ل هل الدي نة م ثل ما دعاك به إبراه يم ل هل مكّة‪ ،‬ندعوك أن تبارك ل م ف‬
‫صاعهم ومدّ هم وثار هم‪ ،‬اللّه مّ حبّب إلي نا الدي نة ك ما حبّ بت إلي نا مكّة‪،‬‬
‫واجعل ما با من وباء ب مّ‪ ،‬اللّه مّ إنّي قد حرّمت ما بي لبتيها كما حرّمت‬

‫هو ابن عبدال بن خصيفة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪130‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫على لسان إبراهيم الرم))‪.‬‬


‫هذا حديث صحيح‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫زنادقة تحت ستار التشيع‬

‫المغيرة بن سعيد‬

‫قال الافظ الذهب ف ((اليزان)) والافظ ابن حجر ف ((لسان اليزان))‬


‫(ج ‪ 6‬ص ‪ :)75‬الغية بن سعيد البجلي أبوعبدال الكوف الرافضي الكذاب‪.‬‬
‫قال حاد بن عيسى الهن‪ :‬حدثن أبويعقوب الكوف سعت الغية بن سعيد‬
‫يقول‪ :‬سألت أ با جع فر‪ :‬ك يف أ صبحت؟ قال‪ :‬أ صبحت بر سول ال خائفًا‪،‬‬
‫وأصبح الناس كلهم برسول ال آمني‪.‬‬
‫حاد بن زيد‪ ،‬عن عون‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إبراهيم‪ :‬إيا كم والغية بن سعيد وأبا‬
‫عبدالرحيم فإنّهما كذابان‪ .‬وروي عن الشعب أنه قال للمغية‪ :‬ما فعل حب‬
‫عليّ؟ قال‪ :‬ف العظم والعصب والعروق‪.‬‬
‫شبابة حدثنا عبدالعلى بن أب الساور‪ ،‬سعت الغية بن سعيد الكذاب‬
‫﴿إنه ال يأمهر بالعدل﴾ علي‪﴿ ،‬والحسهان﴾ فاطمهة‪﴿ ،‬وإيتاء ذي‬
‫ّ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫القرب﴾ السن والسي‪﴿ ،‬وينهى عن الفحشاء والنكر‪ ﴾1‬قال‪ :‬فلن أفحش‬
‫الناس‪ ،‬والنكر فلن‪.‬‬
‫وقال جر ير بن عبدالم يد‪ :‬كان الغية بن سعيد كذابًا ساحرًا‪ .‬وقال‬

‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.90:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪132‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الوزجانه‪ :‬قتهل الغية على ادعاء النبوة‪ ،‬كان أسهعر النيان بالكوفهة على‬
‫التمويه والشعبذة حت أجابه خلْق‪.‬‬
‫أبومعاوية عن العمش قال‪ :‬جاءن الغية فلما صار على عتبة الباب وثب‬
‫إل البيت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما شأنك؟ فقال‪ :‬إن حيطان كم هذه لبيثة‪ .‬ث قال‪ :‬طوب‬
‫لنه يروى مهن ماء الفرات‪ .‬فقلت‪ :‬ولنها شراب غيه؟ قال‪ :‬إنهه يلقهى فيهه‬
‫الحايض واليف‪ .‬قلت‪ :‬من أين تشرب؟ قال‪ :‬من بئر‪ .‬قال العمش‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫وال لسألنه‪ ،‬فقلت‪ :‬كان عل يّ ييي الوتى؟ قال‪ :‬أي والذي نفسي بيده‪ ،‬لو‬
‫شاء أحيا عادًا وثود‪ .‬قلت‪ :‬من أين علمت ذلك؟ قال‪ :‬أتيت بعض أهل البيت‬
‫فسقان شربة من ماء فما بقي شيء إل وقد علمته‪ .‬وكان من أحسن‪ 1‬الناس‬
‫فخرج وهو يقول‪ :‬كيف الطريق إل بن حرام‪.‬‬
‫(أبومعاوية)‪ :‬أول من سعته يتنقص أبا بكر وعمر الغية الصلوب‪.‬‬
‫(كث ي النواء)‪ :‬سعت أ با جع فر يقول‪ :‬برئ ال ور سوله من الغية بن‬
‫سعيد‪ ،‬وبيان بن سعان فإنّهما كذبا علينا أهل البيت‪.‬‬
‫(عبدال) بن صال العجلي‪ ،‬ثنا فضل بن مرزوق‪ ،‬عن إبراهيم بن السن‪.‬‬
‫قال‪ :‬دخلت على الغية بن سعيد وأنا شاب وكنت أشبه برسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فذكر من قرابت وشبهي وأمله فّ‪ ،‬ث ذكر أبا بكر‬
‫وعمهر فلعنهمها‪ .‬فقلت‪ :‬يها عدو ال أعندي؟! قال‪ :‬فخنقتهه خنقًا حته أدلع‬
‫لسانه‪.‬‬

‫‪ ‬كذا ف لسان اليزان وأما ف اليزان وكان من ألن الناس‪ ،‬فخرج وهو يقول‪ :‬كيف‬ ‫‪1‬‬
‫الطريق إل بنو حرام‪ .‬وما ف اليزان هو الصواب‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫(أبوعوا نة) عن الع مش قال‪ :‬أتا ن الغية ا بن سعيد فذ كر عليّ ا وذ كر‬


‫ال نبياء صلى ال علي هم و سلم ففضّله علي هم ث قال‪ :‬كان علي بالب صرة فأتاه‬
‫أعمى فمسح عليّ على عينيه فأبصر ث قال‪ :‬أتب أن ترى الكوفة؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فحملت الكو فة إل يه ح ت ن ظر إلي ها‪ ،‬ث قال ل ا‪ :‬ارج عي فرج عت‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫سبحان ال سبحان ال‪ ،‬فتركن وقام‪.‬‬
‫(قال) ابن عدي‪ :‬ل يكن بالكوفة ألعن من الغية بن سعيد فيما يروى‬
‫عنهه مهن الزور عهن علي وههو دائم الكذب على أههل البيهت‪ ،‬ول أعرف له‬
‫حديثًا م سندًا‪ .‬وقال ا بن حزم‪ :‬قالت فر قة غاو ية بنبوة الغية بن سعيد مول‬
‫بيلة‪ ،‬وكان لعنه ال يقول‪ :‬إن معبوده على صورة رجل على رأسه تاج‪ ،‬وإن‬
‫أعضاءه على عدد حروف الجاء‪ ،‬وإنهه لاه أراد أن يلق تكلم باسهه فطار‪،‬‬
‫فوقع على تاجه ث كتب بإصبعه أعمال العباد‪ ،‬فلما رأى العاصي أرفض عرقًا‬
‫فاجت مع من عر قه بران ملح وعذب‪ ،‬وخلق الكفار من الب حر اللح تعال ال‬
‫ع ما يقول‪ .‬وحا كي الك فر ل يس بكا فر‪ ،‬فإن ال تبارك وتعال قص علي نا ف‬
‫كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون وثود وغيهم‪.‬‬
‫قال أبوب كر بن عياش‪ :‬رأ يت خالد بن عبدال الق سري ح ي أ تى بالغية‬
‫ابن سعيد وأتباعه فقتل منهم رجلً ث قال للمغية‪ :‬أحيه وكان يريهم أنه ييي‬
‫الوتى‪ .‬فقال‪ :‬وال ما أحيي الوتى‪ .‬فأمر خالد بطن قصب فأضرم نارًا ث قال‬
‫للمغية‪ :‬اعتنقه‪ .‬فأب فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه والنار تأكله‪ .‬فقال خالد‪:‬‬
‫هذا وال أحق منك بالرياسة‪ .‬ث قتله وقتل أصحابه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقتل ف حدود العشرين ومائة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال ابن جرير ف حوادث سنة تسع عشرة ومائة‪ :‬وفيها خرج الغية بن‬
‫سعيد وسار ف نفر فأخذهم خالد القسري‪ .‬حدثنا ابن حيد‪ 1‬ثنا جرير‪ ،‬عن‬
‫العمش سعت الغية بن سعيد يقول‪ :‬لو أردت أن أحيي عادًا وثودًا وقرونًا‬
‫بي ذلك كثيًا لحييتهم‪ .‬قال العمش‪ :‬وكان الغية يرج إل القبة فيتكلم‬
‫فيى مثل الري على القبور أو نو هذا من الكلم‪ ،‬وذكر أبونعيم عن النضر‬
‫ا بن م مد‪ ،‬عن ا بن أ ب ليلى قال‪ :‬قدم علي نا ر جل ب صري لطلب العلم فكان‬
‫عندنا‪ ،‬فأمرت خادمي أن يشتري لنا سكًا بدرهي‪ ،‬ث انطلقت أنا والبصري‬
‫إل الغية بن سعيد فقال ل‪ :‬يا ممد أتب أن أخبك ل انصرف صاحبك؟!‬
‫قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أفت حب أن أ خبك ل ساك أهلك ممدًا؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أ ما‬
‫إنك قد بعثت خادمك ليشتري لك سكًا بدرهي‪ .‬قال أبونعيم‪ :‬وكان الغية‬
‫قد نظر ف سحر‪ .‬وروى الشيخ الفيد الرافضي من طريق إسحاق بن إبراهيم‬
‫الرازي‪ ،‬عن الغية بن سعيد‪ ،‬عن أب ليلى النخعي‪ ،‬عن أب السود الدؤل‪،‬‬
‫سعت أبا ب كر الصديق ر ضي ال عنه يقول‪ :‬أي ها الناس علي كم بعلي بن أب‬
‫طالب فإن سعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬علي‬
‫خي من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي))‪ .‬اهه‬

‫ابن حيد هو ممد بن حيدكذّب‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪135‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إسحاق بن محمد النخعي الحمر‬

‫قال الافظ الذهب ف ((اليزان)) والافظ ابن حجر ف ((لسان اليزان))‬


‫(ج ‪ 1‬ص ‪ :)370‬إسحاق بن ممد النخعي الحر كذاب مارق من الغلة روى‬
‫عن عبيدال بن ممد العيشي‪ ،‬وإبراهيم بن بشار الرمادي‪ ،‬وعنه ابن الرزبان‬
‫وأبوسهل القطان وجاعة‪ .‬قال الطيب‪ :‬سعت عبدالواحد بن علي السدي‬
‫يقول‪ :‬إسحاق بن ممد النخعي كان خبيث الذهب‪ ،‬يقول‪ :‬إن عليّا هو ال‪.‬‬
‫وكان يطلي برصه با يغيه فسمي الحر‪ .‬قال‪ :‬وبالدائن جاعة ينسبون‬
‫إل يه يعرفون بال سحاقية‪ .‬قال الط يب‪ :‬ث سألت ب عض الشي عة عن إ سحاق‬
‫فقال ل مثهل مها قال عبدالواحهد سهواء‪ .‬قلت‪ :‬ول يذكره فه الضعفاء أئمهة‬
‫الرح ف كتب هم وأح سنوا‪ ،‬فإن هذا زند يق‪ .‬وذكره ا بن الوزى وقال‪ :‬كان‬
‫كذابًا من الغلة ف الر فض‪ .‬قلت‪ :‬حا شا عتاة الروا فض من أن يقولوا‪ :‬علي‬
‫هو ال‪ ،‬ف من وصل إل هذا ف هو كا فر لع ي من إخوان النصارى‪ ،‬وهذه هي‬
‫نلة النصيية‪.‬‬
‫قرأت‪ 1‬على إ ساعيل بن الفراء‪ ،‬وا بن العماد‪ ،‬أخب نا الش يخ مو فق الد ين‬
‫سنة سبع عشرة وستمائة‪ ،‬أنا أبوبكر بن النقور‪ ،‬أنا أبوالسن بن العلف‪ ،‬أنا‬
‫أبوالسن المامي‪ ،‬ثنا أبوعمرو بن السماك‪ ،‬ثنا ممد بن أحد بن يي بن‬

‫القائل‪ :‬قرأت هو الافظ الذهب رحه ال‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪136‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بكار‪ ،‬ثنا إسحاق بن ممد النخعي‪ ،‬ثنا أحد بن عبيدال الغدان‪ ،‬ثنا منصور‬
‫ابن أب السود‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب وائل عن عبدال قال‪ :‬قال علي رضي‬
‫ال عنه‪ :‬رأيت النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عند الصفا وهو مقبل‬
‫على شخص ف سورة الفيل وهو يلعنه‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا الذي تلعنه يا رسول‬
‫ال؟ قال‪(( :‬هذا الشيطان الرجيم))‪ .‬فقلت‪ :‬وال يا عدو ال لقتلنك ولرين‬
‫المة منك‪ .‬قال‪ :‬ماهذا جزائي منك‪ .‬قلت‪ :‬وما جزاؤك من يا عدو ال؟ قال‪:‬‬
‫وال ما أبغضك أحد قط إل شركت أباه ف رحم أمه‪.‬‬
‫وهذا لعله مهن وضهع إسهحاق الحره فراويتهه إثه مكرر‪ ،‬فأسهتغفر ال‬
‫العظيم‪ ،‬بل روايت له لتك حاله‪ .‬وقد سرقه منه لص ووضع له إسنادًا‪ ،‬فقال‬
‫الط يب في ما أنبأ نا ال سلم بن علن وغيه أن أ با الي من الكندي أ خبهم أ نا‬
‫أبومن صور الشيبا ن‪ ،‬أ نا أبوب كر الط يب‪ ،‬أ خبن عبيدال بن أح د ال صيف‪،‬‬
‫وأحد بن عمر النهروان‪ ،‬قال‪ :‬ثنا العاف بن زكريا‪ ،‬ثنا ممد بن مزيد بن أب‬
‫الزهر‪ ،‬ثنا إسحاق بن أب إسرائيل‪ ،‬ثنا حجاج بن ممد‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن‬
‫ماهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ .‬قال‪ :‬بينا نن بفناء الكعبة ورسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬يدثنا إذ خرج علينا ما يلي الركن اليمان شيء كأعظم ما‬
‫يكون مهن الفيلة فتفهل رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬وقال‪:‬‬
‫((لع نت)) فقال علي‪ :‬ما هذا يار سول ال؟ قال‪(( :‬هذا إبل يس)) قال‪ :‬فو ثب‬
‫إل يه فق بض على نا صيته وجذ به فأزاله عن موض عه وقال‪ :‬يا ر سول ال أقتله؟‬
‫قال‪(( :‬أو ما علمت أنه قد أنظر)) فتركه‪ ،‬فوقف ناحية ث قال‪ :‬ومالك يا ابن‬
‫أب طالب وال ما أبغضك أحد إل قد شاركت أباه فيه‪ .‬وذكر الديث‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫روا ته ثقات سوى ا بن أ ب الز هر فال مل ف يه عل يه‪ .‬وقال الط يب ف‬


‫((تاريه))‪ :‬حدثنا ابن مرزوق‪ ،‬ثنا أبوبكر الشافعي‪ ،‬ثنا بشر بن موسى‪ ،‬ثنا‬
‫عبيد بن اليثم‪ ،‬ثنا إسحاق بن ممد أبويعقوب النخعي‪ ،‬ثنا عبدال بن الفضل‬
‫ابن عبدال بن أب الياج‪ ،‬ثنا هشام بن الكلب‪ ،‬عن أب منف‪ ،‬عن فضيل بن‬
‫خد يج عن كم يل بن زياد‪ .‬قال‪ :‬أ خذ بيدي أم ي الؤمن ي علي فخرج نا إل‬
‫البّا نة الد يث‪ .‬وقال ال سن بن ي ي النوب ت ف كتاب ((الرد على الغلة))‬
‫و هو م ن جرد النون ف الغلو ف ع صرنا‪ :‬إ سحاق بن م مد الح ر ز عم أن‬
‫عليّ ا هو ال وأ نه ظ هر ف ال سن ث ف ال سي وأ نه هو الذي ب عث ممدًا‪.‬‬
‫وقال ف كتاب له‪( :‬لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا)‪ .‬إل أن قال‪ :‬وعمل كتابًا ف‬
‫التوحيد جاء فيه بنون وتليط‪ .‬قلت‪ :‬بل أتى بزندقة وقرمطة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وسى الكتاب الذكور ((الصراط)) ونقضه عليه الفياض بن علي بن ممد‬
‫ابن الفياض بكتاب ساه ((الق سطاس))‪ .‬وذ كر ابن حزم أن الفياض هذا كان‬
‫من الغلة أيضًا وأنه كان يزعم أن ممدًا هو ال‪ ،‬قال‪ :‬وصرح بذلك ف كتابه‬
‫((الق سطاس)) الذكور وكان أبوه كا تب إ سحاق بن كنداج‪ ،‬وق يل‪ :‬القا سم‬
‫بن عبيدال الوزير الفياض الذكور من أجل أنه سعى به إل العتضد‪ .‬واعتذار‬
‫الصهنف عهن أئمهة الرح عهن ترك ذكره لكونهه زنديقًا ليهس بعذر لن له‬
‫روايات كثية موقو فة ومرفر عة وف ((كتاب الغان)) لب الفرج من ها جلة‬
‫كبية فكيف ل يذكر ليحذر‪ .‬وقوله‪ :‬إن رواية حديثه إث مكرر ليس كذلك‬
‫ف ذكره بعد من أنه لبيان حاله‪ ،‬نعم كان ينبغي له ألّ يسند عنه‪ ،‬بل يذكره‬
‫ويذكر ف أي كتاب هو‪ ،‬فهذا كاف ف التحذير‪.‬‬
‫‪138‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وإسحاق بن ممد هذا اسم جده أبان وهو الذي يروي ممد بن الرزبان‬
‫عنه عن حسي بن دحان الشقر‪ ،‬قال‪ :‬كنت بالدينة فخل ل الطريق نصف‬
‫النهار فجعلت أتغنه‪ :‬مها بال أهلك يارباب‪ .‬البيات وفيهه قصهة مالك معهه‬
‫وإخباره عن مالك أنه كان ييد الغناء ف حكاية أظنها متلقة رواها صاحب‬
‫كتاب ((الغان)) عن الرزبان‪ ،‬ول يغتر با فإنّها من رواية هذا الكذاب‪.‬‬
‫وقال عبيدال بن أحد بن أب طاهر ف كتاب ((أخبار العتضد))‪ :‬حدثن‬
‫أبوال سن أح د بن ي ي بن علي بن ي ي حدث ن أبوب كر م مد بن خلف‬
‫العروف بوكيع‪ .‬قال‪ :‬كنت أنا وممد بن داود ابن الراح نسي إل إسحاق‬
‫بن ممد النخعي بباب الكوفة نكتب عنه‪ ،‬وكان شديد التشيع‪ ،‬فكنا ف يوم‬
‫من اليام عنده إذ د خل عل يه ر جل ل نعر فه فن هض إل يه النخ عي و سلم عل يه‬
‫وأقعده مكا نه‪ ،‬واحت فل به غا ية الحتفال‪ ،‬واشت غل ع نا فلم يزل م عه كذلك‬
‫مدة ث تسارا أ سرارًا طويل ث خرج الر جل من عنده فأق بل علي نا النخ عي ل ا‬
‫خرج فقال‪ :‬أتعرفان هذا؟ قلنها‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬هذا رجهل مهن أههل الكوفهة يعرف‬
‫بابن أب الفوارس‪ ،‬وله مذهب ف التشيع‪ ،‬وهو رئيس فيه وله تبع كثي‪ ،‬وإنه‬
‫أ خبن ال ساعة أ نه يرج بنوا حي الكو فة وأ نه سيؤسر وي مل فيد خل بغداد‬
‫على ج ل وأ نه يق تل ف ال بس‪ ،‬قال وك يع‪ :‬وكان هذا ال ب ف سنة سبعي‬
‫ومائت ي فل ما كان الو قت الذي أ سر ف يه ا بن أ ب الفوارس وج يء يد خل إل‬
‫بغداد وصفته لبعض أصحابنا فذهب حي أدخل فعرفه بالصفة نفسها‪ ،‬وذلك‬
‫ف سنة سبع وثاني‪.‬‬
‫وذكره الطو سي ف ((رجال الشي عة)) وقال‪ :‬كان يروي عن ا بن ها شم‬
‫‪139‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫العفري وإ ساعيل بن م مد بن علي بن عبدال بن عباس‪ ،‬وجع فر بن م مد‬


‫الفلس‪ ،‬وال سن بن طر يف‪ ،‬وال سن بن بلل‪ ،‬وم مد بن الرب يع بن سويد‬
‫وسرد جاعة‪ .‬ومات سنه ست وثاني ومائتي‪.‬اهه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عباد بن يعقوب الرواجني‬

‫قال الافظ الذهب ف ((اليزان)) (ج ‪ 2‬ص ‪:)379‬‬


‫عباد بن يعقوب السدي الرواجن الكوف من غلة الشيعة ورءوس البدع‬
‫لكنه صادق ف الديث‪ .‬عن شريك والوليد بن أب ثور وخلق‪ .‬وعنه البخاري‬
‫حديثًا ف الصحيح مقرونًا بآخر‪ ،‬والترمذي وابن ماجة وابن خزية وابن أب‬
‫داود‪.‬‬
‫وقال أبوحات ‪ :‬شيخ ثقة‪ .‬وقال ابن خزية‪ :‬حدثنا الثقة ف روايته التهم ف‬
‫دينه عباد‪.‬‬
‫وروى عبدان الهوازي عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف‪.‬‬
‫وقال ابن عدي‪ :‬روى أحاديث ف الفضائل أنكرت عليه‪ ،‬وقال صال جزرة‪:‬‬
‫كان عباد بهن يعقوب يشتهم عثمان وسهعته يقول‪ :‬ال أعدل مهن أن يدخهل‬
‫طلحة والزبي النة‪ ،‬قاتل عليّا بعد أن بايعاه‪.‬‬

‫‪ ‬قال أبوعبدالرحن‪ :‬ف النفس شيء من إدخال هذا بي الزنادقة‪ ،‬والظاهر أنه مغفل أحق‪ ،‬ول‬ ‫‪1‬‬
‫يبلغ حد الزندقة‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال القاسم بن زكريا الطرز‪ :‬دخلت على عباد بن يعقوب وكان يتحن‬
‫من سع منه‪ ،‬فقال‪ :‬من حفر البحر؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬وهو كذلك‪ ،‬ولكن من‬
‫حفره؟ قلت‪ :‬يذكهر الشيهخ‪ .‬فقال‪ :‬حفره علي‪ .‬قال‪ :‬فمهن أجراه؟ قلت‪ :‬ال‪.‬‬
‫قال‪ :‬هو كذلك‪ ،‬ولكن من أجراه؟ قلت‪ :‬يفيدن الشيخ‪ .‬قال‪ :‬أجراه السي‪.‬‬
‫هفًا‪ ،‬فقلت‪ :‬لنه هذا؟ قال‪ :‬أعددتهه لقاتهل بهه مهع‬
‫وكان مكفوفًا فرأيهت س ي‬
‫الهدي‪ .‬فل ما فر غت من ساع ما أردت م نه دخلت فقال‪ :‬من ح فر الب حر؟‬
‫قلت‪ :‬معاويهة‪ ،‬وأجراه عمرو بهن العاص‪ ،‬ثه وثبهت وعدوت فجعهل يصهيح‪:‬‬
‫أدركوا الفاسق عدو ال فاقتلوه‪.‬‬
‫رواها الطيب عن أب نعيم عن ابن الظفر الافظ عنه‪.‬اهه‬
‫وهذه الق صة سندها صحيح‪ ،‬أبونع يم هو أح د بن عبدال أبونع يم‬
‫ال صبهان صاحب ((الل ية)) حا فظ كبي الشأن‪ .‬وا بن الظ فر هو م مد بن‬
‫الظفر وترجته ف ((تار يخ بغداد)) (ج ‪ 3‬ص ‪ )262‬و هو حا فظ كبي ث قة‪.‬‬
‫وقاسم بن زكريا ترجته أيضًا ف ((تاريخ بغداد)) وفيه‪ :‬كان من أهل الديث‬
‫والصهدق والكثريهن فه تصهنيف السهند والبواب والرجال‪ ،‬وفيهه أيضًا أنهه‬
‫مصنف مقرئ نبيل‪ .‬اهه الراد منه‪.‬‬
‫وهذه القصة أيضًا ف ((الكفاية)) ص (‪.)209‬‬

‫هؤلء ثل ثة ورابع هم كلب هم بيان بن سعان زند يق اد عى إل ية علي‪.‬‬


‫وقال‪ :‬إن ف يه جزءًا إليًا متحدًا بنا سوته إل آ خر هذيا نه‪ ،‬راج عه من ((ميزان‬
‫العتدال))‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فهذه بعض خرافات الشيعة وترهاتم‪ ،‬ول يعصمك من هذه الباطيل إل‬
‫ال ث التمسك بكتاب ال وسنة رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫وال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم‪.‬‬
‫ول ت ظن أن هذه الرافات قد م ضت وانق ضت‪ ،‬فهذه الراف ضة بإيران ل‬
‫يزالون منتظرين لرافتهم صاحب السرداب ممد بن السن العسكري‪.‬‬
‫ولقد أحسن بعض أهل السنة إذ يقول‪:‬‬
‫كلفتموه بهلكم ما آنا‬ ‫أما آن للسرداب أن يلد الذي‬
‫العنقاء والغيلنا‬ ‫ثلثتم‬ ‫فعلى عقولكم العفاء فإنّكم‬
‫‪142‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫السبأية التي تتستر بالسلم‬

‫قال الشهر ستان ف ((اللل والن حل)) (ج ‪ 2‬ص ‪ 11‬من ها مش الف صل‬
‫ل بن حزم)‪ :‬ال سبأية أ صحاب عبدال بن سبأ الذي قال لعلي عل يه ال سلم‪:‬‬
‫أنت أنت‪ .‬يعن‪ :‬أنت الله‪ ،‬فنفاه إل الداين‪ ،‬وزعموا أنه كان يهوديًا فأسلم‪،‬‬
‫وكان ف اليهود ية يقول ف يو شع بن نون‪ :‬مو سى مو سى‪ .‬مثال ما قال ف‬
‫علي عليه السلم‪ ،‬وهو أول من أظهر القول بالغرص بإمامة علي ومنه تشعبت‬
‫أ صناف الغلة‪ ،‬وزعموا أن عليّ ا ح يّ ل يق تل وف يه الزء الل ي‪ ،‬ول يوز أن‬
‫يستول عليه وهو الذي ييء ف السحاب‪ ،‬والرعد صوته‪ ،‬والبق سوطه‪ ،‬وأنه‬
‫سينْزل بعد ذلك إل الرض فيمل الرض عدلً‪ ،‬كما ملئت جورًا‪ ،‬وإنا أظهر‬
‫ابن سبأ هذه القالة بعد انتقال عل يّ عليه السلم‪ ،‬واجتمعت عليه جاعة وهم‬
‫أول فرقهة قالت بالتوقهف والغيبهة والرجعهة‪ ،‬وقالت بتناسهخ الزء الليه فه‬
‫الئ مة ب عد عل يّ‪ ،‬وهذا الع ن م ا كان يعر فه ال صحابة وإن كانوا على خلف‬
‫مراده‪ .‬هذا ع مر ر ضي ال ع نه كان يقول ف يه ح ي ف قأ ع ي وا حد ف الرم‬
‫ورفعت إليه القصة‪ :‬ماذا أقول ف يد ال فقأت عينًا ف حرم ال‪ ،‬فأطلق عمر‬
‫اسم اللية عليه لا عرف منه ذلك‪ .‬اهه‬
‫وإليك ترجة عبدال بن سبأ من ((اليزان)) و((لسانه)) قال الافظ الذهب‬
‫رح ه ال‪ :‬عبدال بن سبأ من غلة الزناد قة‪ ،‬ضال م ضل‪ ،‬أح سب أن عليّ ا‬
‫‪143‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حرقهه بالنار‪ ،‬وقهد قال الوزجانه‪ :‬زعهم أن القرآن جزء مهن تسهعة أجزاء‪،‬‬
‫وعلمه عند عليّ‪ ،‬فنفاه علي بعد ما همّ به‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قال ابن عساكر ف ((تاريه))‪ :‬كان أصله من اليمن وكان يهوديّا فأظهر‬
‫السلم‪ ،‬وطاف بلد السلمي ليلفتهم عن طاعة الئمة‪ ،‬ويدخل بينهم الشر‬
‫ودخل دمشق لذلك‪ .‬ث أخرج من طريق سيف بن عمر التميمي ف الفتوح‪،‬‬
‫له ق صة طويلة ل ي صح إ سنادها‪ ،‬ومن طريق ابن أب خيث مة حدث نا م مد بن‬
‫عباد‪ ،‬ثنا سفيان‪ ،‬عن عمار الدهن‪ ،‬سعت أبا الطفيل يقول‪ :‬رأيت السيب بن‬
‫نبهة أته به‪ 1‬دخهل على النهب فقال‪ :‬مها شأنهه؟ فقال‪ :‬يكذب على ال وعلى‬
‫رسوله‪.‬‬
‫حدثنا عمرو بن مرزوق‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن زيد بن‬
‫و هب قال‪ :‬قال علي ر ضي ال ع نه‪ :‬مال ولذا ال بيث ال سود‪ .‬يع ن عبدال‬
‫ابن سبأ‪ ،‬كان يقع ف أب بكر وعمر رضي ال عنهما‪ .‬ومن طريق ممد بن‬
‫عثمان بن أب شيبة‪ ،‬ثنا ممد بن العلء‪ ،‬ثنا أبوبكر بن عياش‪ ،‬عن مالد‪ ،‬عن‬
‫الشعب‪ ،‬قال‪ :‬أول من كذب عبدال بن سبأ‪.‬‬
‫وقال أبويعلى الوصلي ف ((مسنده))‪ :‬ثنا أبوكريب‪ ،‬ثنا ممد بن السن‬
‫ال سدي‪ ،‬ث نا هارون بن صال‪ ،‬عن الارث بن عبدالرح ن‪ ،‬عن أ ب اللس‬
‫سعت عليّ ا يقول لعبدال بن سبأ‪ :‬وال ما أف ضى ل بش يء كت مه أ حد من‬
‫الناس‪ ،‬ولقهد سهعته يقول‪(( :‬إن بيه يدي السهّاعة ثلثيه كذّاب ًا)) وإنهك‬
‫لحدهم‪.‬‬
‫هنا بياض ف لسان اليزان ‪ ،‬وهو ف تاريخ ابن عساكر ‪( :‬ملببة وعلي على النب)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪144‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال أبوإسهحاق الفزاري‪ :‬عهن شعبهة‪ ،‬عهن سهلمة بهن كهيهل‪ ،‬عهن أبه‬
‫الزعراء‪ ،‬عن ز يد بن و هب‪ ،‬أن سويد بن غفلة د خل على عل يّ ف إمار ته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إ ن مررت بن فر يذكرون أ با ب كر وع مر يرون أ نك تض مر ل ما م ثل‬
‫ذلك‪ ،‬منهم عبدال بن سبأ‪ ،‬وكان عبدال أول من أظهر ذلك‪ .‬فقال عل يّ‪ :‬ما‬
‫ل ولذا البيث السود‪ .‬ث قال‪ :‬معاذ ال أن أضمر لما إل السن والميل‪.‬‬
‫ث أرسل إل عبدال بن سبأ فسيه إل الدائن‪ ،‬وقال‪ :‬ل يساكنن ف بلدة أبدًا‪.‬‬
‫ث نض إل النب حت اجتمع الناس فذكر القصة ف ثنائه عليهما بطوله‪ ،‬وف‬
‫آخره‪ :‬أل ول يبلغن عن أحد يفضّلن عليهما إل جلدته حد الفتري‪.‬‬
‫وأخبار عبدال بن سبأ شهية ف التوار يخ ولي ست له روا ية ول ال مد‪،‬‬
‫وله أتباع يقال لمه‪ :‬السهبائية يعتقدون الليهة فه علي بهن أبه طالب‪ ،‬وقهد‬
‫أحرقهم علي بالنار ف خلفته‪.‬اهه من ((لسان اليزان))‪.‬‬
‫وتراجع ترجته ف ((تاريخ دمشق))‪.‬‬
‫ول تظن أن أتباعه قد انقرضوا‪ ،‬فهذا إمام الضللة المين يتظاهر بالغية‬
‫على السهلم وههو يهدم أركانهه‪ ،‬وقهد كان اغتهر بهه بعهض جهلة الخوان‬
‫السهلمي وأصهبحوا يدعون له على النابر‪ ،‬فلمها خرج كتاب ((وجاء دور‬
‫الجوس)) لخينها فه ال عبدال ممهد الغريهب‪ ،‬سهقط فه أيديههم وخجلوا‬
‫فأم سكوا عن الثناء عل يه‪ ،‬وال مد ل بال مس المي ن الدجال ي سب أمري كا‬
‫ورو سيا والن ي د يده ل ما من أ جل أن يعطياه قوات يضرب ب ا ال سلمي‪،‬‬
‫فالمد ل الذي فضحه وهو حي حت ل يغتر به‪ ،‬ولست أحل على المين‬
‫من أجل البعثي اللحد صدام حسي فإن أقول‪ :‬أراح ال السلم والسلمي‬
‫‪145‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫من شرها‪.‬‬
‫فعسى أن يع تب السلمون من قصة عبدال بن سبأ فيحذروا من دسائس‬
‫الراف ضة وخبث هم‪ ،‬فإن دعوت م مبن ية على الداع‪ ،‬و ما أشبهه الليلة بالبار حة‬
‫الرافضهة الن يقتدون بعبدال بهن سهبأ‪ ،‬إن دخلوا السهاجد ل يصهلون مهع‬
‫السهلمي‪ ،‬وإن حاضروا فههم ينفّرون عهن السهنة وأهلهها‪ ،‬وإن كتبوا فههم‬
‫ياربون السهنة وأهلهها‪ ،‬فرب كتاب مهن كتهب السهنة قد دنسهوه بتعليقاتمه‬
‫الثيمة فالافظ ابن عساكر رحه ال يترجم لعلي بن أب طالب ف ((تاريخ‬
‫دمشق)) كما أنه ترجم لغي علي رضي ال عنه من أهل دمشق أو من نزلا‬
‫وذكر ف ترجة علي رضي ال عنه الصحيح‪ ،‬والسن‪ ،‬والضعيف‪ ،‬والوضوع‪،‬‬
‫فيأ ت الراف ضي الثيم م مد با قر الحمودي ويتع سف تع سف الراف ضة الحق‬
‫وياول تصهحيح الوضوع والباطهل‪ ،‬وإنهه لواجهب على إخواننها الشتغليه‬
‫بالتحقيهق مهن أههل السهنة أن يطهروا هذا الزء مهن تدنيهس الرافضهي‪ ،‬وأن‬
‫يرجوه نقيّا من حاقات الرافضة وسخافاتم‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫علي بن الفضل الباطني القرمطي‬

‫قبهل أن نتكلم على هذا اللحهد‪ ،‬نتكلم عهن الطائفهة الته ينتسهب إليهها‬
‫مت صرًا لذلك من ((الفرق ب ي الفرق)) للبغدادي قال رح ه ال ص(‪:)265‬‬
‫الفصل السابع عشر من فصول هذا الباب ف ذكر الباطنية وبيان خروجهم عن‬
‫جيع فرق السلم‪.‬‬
‫اعلموا أ سعدكم ال أن ضرر الباطن ية على فرق ال سلمي أع ظم من ضرر‬
‫اليهود والنصهارى والجوس عليههم‪ ،‬بهل أعظهم مهن مضرّة الدهريهة‪ ،‬وسهائر‬
‫أصهناف الكفرة عليههم‪ ،‬بهل أعظم‪ 1‬مهن ضرر الدجال الذي يظههر فه آخهر‬
‫الزمان لن الذين ضلوا عن الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتم ال‬
‫يوم نا أك ثر من الذ ين يضلون بالدجال ف و قت ظهوره‪ ،‬لن فت نة الدجال ل‬
‫تزيد مدتا على أربعي يومًا‪ ،‬وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر‪.‬‬
‫إل أن قال رح ه ال‪ :‬وذ كر أ صحاب التوار يخ أن الذ ين وضعوا أ ساس‬
‫ديهن الباطنيهة كانوا مهن أولد الجوس وكانوا مائليه إل ديهن أ سلفهم‪ ،‬ول‬
‫يسروا على إظهاره خوفًا من سيوف السلمي‪ ،‬فوضع الغمار منهم أساسًا‬
‫مهن قبلهها‪ ،‬منههم صهار فه الباطهن إل تفصهيل أديان الجوس‪ ،‬وتأولوا آيات‬

‫‪ ‬كل فالر سول ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يقول‪  :‬ما ب ي خلق آدم إل قيام ال سّاعة‬ ‫‪1‬‬
‫أمر أكب من ال ّدجّال‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫القرآن وسنن النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬على موافقة أساسهم‪.‬‬
‫وبيان ذلك أن الثنويهة زعمهت أن النور والظلمهة صهانعان قديان‪ ،‬والنور‬
‫منهما فاعل الي والنافع‪ ،‬والظلم فاعل الشر والضار‪ ،‬وأن الجسام متزجة‬
‫من النور والظلمة‪ ،‬و كل وا حد منه ما مشت مل على أربع طبائع و هي الرارة‬
‫والبودة‪ ،‬والرطو بة واليبو سة‪ ،‬وال صلن الولن مع الطبائع الر بع مدبرات‬
‫هذا العال‪ ،‬وشاركههم الجوس فه اعتقاد صهانعي غيه أنّههم زعموا أن أحهد‬
‫الصهانعي قديه وههو الله الفاعهل للخيات‪ ،‬والخهر شيطان مدث فاعهل‬
‫للشرور‪ ،‬وذكهر زعماء الباطنيهة فه كتبههم أن الله خلق النفهس‪ ،‬فالله ههو‬
‫الول‪ ،‬والنفس هو الثان‪ ،‬وربا سوهم العقل والنفس‪ ،‬ث قالوا‪ :‬إنّهما يدبران‬
‫هذا العال بتدبي الكواكب السبعة‪ ،‬والطبائع الول‪.‬‬
‫وقولمه (إن الول والثانه يدبران العال) ههو بعينهه قول الجوس بإضافهة‬
‫الوادث لصهانعي أحدهاه قديه والخهر مدث‪ ،‬إل أن الباطنيهة عهبت عهن‬
‫الصانعي به(الول والثان)‪ ،‬وعب الجوس عنهما به(يزدان ويهرمن)‪ ،‬فهذا‬
‫هو الذي يدور ف قلوب الباطنية‪ ،‬ووضعوا أساسًا يؤدي إليهم‪.‬‬
‫إل أن قال‪ :‬ث إن الباطن ية ل ا تأولت أ صول الد ين على الشرك؛ احتالت‬
‫أيضًا لتأو يل أحكام الشري عة على وجوه تؤدي إل ر فع الشري عة أو إل م ثل‬
‫أحكام الجوس‪ ،‬والذي يدل على أن هذا مرادههم بتأويهل الشريعهة أنّههم قهد‬
‫هع‬‫هر وجيه‬ ‫هم نكاح البنات والخوات‪ ،‬وأباحوا شرب المه‬ ‫أباحوا لتباعهه‬
‫اللذات‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك أن الغلم الذي ظهر منهم بالبحرين والحساء بعد سليمان‬
‫‪148‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ابن السي القرمطي سنّ لتباعه اللواط‪ ،‬وأوجب قتل الغلم الذي يتنع على‬
‫من يريد الفجور به‪ ،‬وأمر بقطع يد من يريد إطفاء نار بيده‪ ،‬أو بقطع لسان‬
‫من أطفأ ها بنفخه‪ ،‬وهذا الغلم هو العروف بابن أب زكرياء الطامي‪ ،‬وكان‬
‫ظهوره ف سنة ت سع عشرة وثلثائة‪ ،‬وطالت فتن ته إل أن سلط ال عل يه من‬
‫ذبه على فراشه‪.‬‬
‫ويؤ كد ما قلناه من م يل الباطن ية إل د ين الجوس أنّا ل ن د على ظ هر‬
‫الرض موسهيّا إل وههو موادّ لمه‪ ،‬منتظهر لظهورههم على الديار‪ ،‬يظنون أن‬
‫اللك يعود إلي هم بذلك‪ ،‬ورب ا ا ستدل أغمار هم على ذلك ب ا يرو يه الجوس‬
‫عن (زرادشت) أنه قال له(كتتاسب)‪( :‬إن اللك يزول عن الفرس إل الروم‬
‫واليونانيهة‪ ،‬ثه يعود إل الفرس‪ ،‬ثه يزول عهن الفرس إل العرب‪ ،‬ثه يعود إل‬
‫الفرس) وساعده (جاماسب) النجم على ذلك وزعم أن اللك يعود إل العجم‬
‫لتمام ألف وخسمائة سنة من وقت ظهور (زرادشت)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وكان فه الباطنيهة رجهل يعرف بأبه عبدال العردي يدعهي علم النجوم‬
‫ويتعصب للمجوس‪ ،‬وصنف كتابًا وذكر فيه أن القرن الثامن عشر من مولد‬
‫ممهد ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يوافهق اللف العاشهر‪ ،‬وههو نوبهة‬
‫الشتري والقوس‪ .‬وقال‪ :‬عند ذلك يرج إنسان يعيد الدولة الجوسية ويستول‬
‫على الرض كلها‪ ،‬وزعم أنه يلك مدة سبع قرانات‪ .‬وقالوا‪ :‬قد تقق حكم‬
‫(زرادشهت وجاماسهب) فه زوال ملك العجهم إل الروم واليونانيهة فه أيام‬
‫السكندر‪ ،‬ث عاد إل العجم بعد ثلثائة سنة‪ ،‬ث زال بعد ذلك ملك العجم‬

‫سيأت الكلم إن شاء ال‪ ،‬على علم النجوم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪149‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إل العرب‪ ،‬و سيعود إل الع جم لتمام الدة ال ت ذكر ها جاما سب‪ .‬و قد وا فق‬
‫الوقت الذي ذكروه أيام الكتفي والقتدر وأخلف موعودهم‪ ،‬وما رجع اللك‬
‫فيه إل الجوس‪.‬‬
‫وكانت القرامطة قبل هذا اليقات يتواعدون فيما بين هم ظهور النتظر ف‬
‫القرن السابع ف الثلثة النارية‪ .‬وخرج منهم سليمان بن حسي من الحساء‬
‫على هذه الدعوى‪ ،‬وتعرض للحج يج وأ سرف ف الق تل من هم‪ ،‬ث د خل م كة‬
‫وق تل مهن كان ف الطواف‪ ،‬وأغار على أ ستار الكعبهة‪ ،‬وطرح القتلى ف بئر‬
‫زمزم‪ ،‬وكسر عساكر كثية من عساكر السلمي وانْهزم ف بعض حروبه إل‬
‫هجر‪.‬‬
‫إل أن قال عبدالقاههر رحهه ال‪ :‬ثه خرج منههم العروف بأبه سهعيد‬
‫ال سي بن برام على أ هل الح ساء والقط يف والبحر ين فأ تى بأتبا عه على‬
‫أعدائه‪ ،‬و سب ن ساءهم وذراري هم‪ ،‬وأحرق ال صاحف وال ساجد‪ ،‬ث ا ستول‬
‫على هجر‪ ،‬وقتل رجالا‪ ،‬واستعبد ذراريهم ونساءهم‪.‬‬
‫ث ظهر العروف بابن الصناديقي باليمن وقتل الكثي من أهلها‪ ،‬حت قتل‬
‫الطفال والنساء‪ ،‬وانضم إليه العروف منهم بابن الفضل ف أتباعه‪ ،‬ث إن ال‬
‫تعال سلط عليهما وعلى أتباعهما الكلة والطاعون فماتوا با‪.‬‬
‫ث ذكر عبدالقاهر رحه ال اختلف التكلمي ف الباطنية وأنه يرى أنّهم‬
‫دهر ية زناد قة‪ ،‬وذ كر أن عبيدال بن ال سن القيوا ن أر سل إل سليمان بن‬
‫ال سن بن سعيد النا ب ر سالة وفي ها‪ :‬وذ كر ف هذا الكتاب إبطال القول‬
‫بالعاد والعقاب‪ ،‬وذكهر فيهها أن النهة نعيهم فه الدنيها‪ ،‬وأن العذاب إناه ههو‬
‫‪150‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫اشتغال أصحاب الشرائع بالصلة والصيام والج والهاد‪ .‬وقال أيضًا ف هذه‬
‫الرسالة‪ :‬إن أهل الشرائع يعبدون إلًا ل يعرفونه ول يصلون منه إل على اسم‬
‫بل ج سم‪ .‬وقال أيضًا‪ :‬أكرم الدهر ية فإنّ هم م نا ون ن من هم‪ .‬و ف هذا تق يق‬
‫نسبة الباطنية إل الدهرية‪.‬‬
‫إل أن قال عبدالقاههر رحهه ال‪ :‬والباطنيهة يرفضون العجزات وينكرون‬
‫نزول اللئ كة من ال سماء بالو حي وال مر والن هي‪ ،‬بل ينكرون أن يكون ف‬
‫السهماء ملك‪ ،‬وإناه يتأولون اللئكهة على دعاتمه إل بدعتههم‪ ،‬ويتأولون‬
‫الشياطي على مالفيهم‪ ،‬ويزعمون أن النبياء قوم أحبوا الزعامة فساسوا العامة‬
‫بالنواميس واليل‪ ،‬طلبًا للزعامة بدعوى النبوة والمامة‪.‬‬
‫إل أن قال عبدالقا هر رح ه ال‪ :‬ث تأولوا ل كل ر كن من أركان الشري عة‬
‫تأويلً يورث تضليلً‪ ،‬فزعموا أن مع ن ال صلة موالة إمام هم‪ ،‬وال ج زيار ته‪،‬‬
‫وإدمان خدم ته‪ ،‬والراد بال صوم الم ساك عن إفشاء سر المام دون الم ساك‬
‫عن الطعام‪ ،‬والز ن عند هم إفشاء سرهم بغ ي ع هد وميثاق‪ ،‬وزعموا أن من‬
‫عرف مع ن العبادة سقط ع نه فرض ها‪ ،‬وتأولوا ف ذلك قوله تعال‪﴿ :‬واع بد‬
‫ربّك حتّ يأتيك اليقي‪ ،﴾1‬وحلوا اليقي على معرفة التأويل‪.‬‬
‫وقد قال القيوان ف رسالته إل سليمان بن السن‪ :‬إن أوصيك بتشكيك‬
‫الناس فه القرآن‪ ،‬والتوراة‪ ،‬والزبور‪ ،‬والنيهل‪ ،‬وبدعوتمه إل إبطال الشرائع‬
‫وإل إبطال العاد والنشور من القبور‪ ،‬وإبطال اللئكة ف السماء وإبطال الن‬
‫ف الرض‪ ،‬وأوصيك بأن تدعوهم إل القول بأنه قد كان قبل آدم بشر كثي‬
‫سورة الجر‪ ،‬الية‪.99:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪151‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فإن ذلك عون لك على القول بقدم العال‪.‬‬


‫قال عبدالقادر رحه ال‪ :‬وف هذا تقيق دعوانا على الباطنية أنّهم دهرية‬
‫يقولون بقدم العال ويحدون الصانع‪ 1‬ويدل على دعوا نا علي هم القول بإبطال‬
‫الشرائع أن القيوا ن قال أيضًا ف ر سالته إل سليمان بن ال سن‪ :‬وينب غي أن‬
‫ت يط علمًا بخار يق النهبياء ومناقضات م ف أقوال م كعي سى بن مر ي قال‬
‫لليهود‪( :‬ل أر فع شري عة مو سى) ث رفع ها بتحر ي ال حد بدلً من ال سبت‪،‬‬
‫وأباح الع مل ف ال سبت‪ ،‬وأبدل قبلة مو سى بلف جهت ها‪ ،‬ولذا قتل ته البلد‬
‫لا اختلفت كلمته‪.‬‬
‫ث قال له‪ :‬ول ت كن ك صاحب ال مة النكو سة ح ي سألوه عن الروح‬
‫فقال‪ :‬الروح من أمر رب‪ ،‬لا ل يضره جواب السألة‪ ،‬ول تكن كموسى ف‬
‫دعواه الت ل ي كن له عليها برهان سوى الخر قة ب سن اليلة والشعبذة‪ ،‬ولا‬
‫ل يد الحق ف زمانه عنده برهانًا قال له‪ :‬لئن اتذت إلًا غيي‪ ،‬وقال لقومه‪:‬‬
‫أنا ربكم العلى‪ ،‬لنه كان صاحب الزمان ف وقته‪.‬‬
‫ث قال ف آخر رسالته‪ :‬وما العجب من شيء كالعجب من رجل يدعي‬
‫العقل ث يكون له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة ف حسنها فيحرّمها‬
‫على نفسه‪ ،‬وينكحها من أجنب‪ ،‬ولو عقل الاهل لعلم أنه أحق بأخته وبنته‬
‫من الج نب‪ ،‬و ما و جه ذلك إل أن صاحبهم حرّم علي هم الطيبات‪ ،‬وخوّف هم‬
‫بغائب ل يع قل‪ ،‬و هو الله الذي يزعمو نه‪ ،‬وأ خبهم بكون ما ل يرو نه أبدًا‬
‫من البعث من القبور والساب‪ ،‬والنة والنار‪ ،‬حت استعبدهم بذلك عاجلً‪،‬‬
‫سيأت إن شاء ال أنه ل يطلق على ال اسم الصانع إذ أساء ال توقيفية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪152‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وجعلههم له فه حياتهه ولذريتهه بعهد وفاتهه خولً‪ ،‬واسهتباح بذلك أموالمه‬


‫بقوله‪﴿ :‬ل أ سألكم عل يه أجرًا إلّ الودّة ف القرب‪ ﴾1‬فكان أمره مع هم نقدًا‪،‬‬
‫وأمر هم م عه ن سيئة‪ ،‬و قد ا ستعجل من هم بذل أرواح هم وأموال م على انتظار‬
‫موعود ل يكون‪ ،‬وهل النة إل هذه الدنيا ونعيمها؟ وهل النار وعذابا إل ما‬
‫فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب ف الصلة والصيام والهاد والج‪.‬‬
‫ث قال لسليمان بن السن ف هذه الرسالة‪ :‬وأنت وإخوانك هم الوارثون‬
‫الذيهن يرثون الفردوس‪ ،‬وفه هذه الدنيها ورثتهم نعيمهها ولذاتاه الحرمهة على‬
‫الاهلي التمسكي بشرائع أصحاب النواميس‪ ،‬فهنيئًا لكم ما نلتم من الراحة‬
‫من أمرهم‪.‬‬
‫ثه قال عبدالقادر رحهه ال‪ :‬وفه هذا الذي ذكرنها دللة على أن غرض‬
‫الباطنية القول بذاهب الدهرية واستباحة الحرمات وترك العبادات‪.‬‬
‫ثه ذكهر عبهد القادر رحهه ال أسهاليب دعائههم‪ :‬ومنهها ومهن رآه مهن غلة‬
‫الرافضة كالسبأية والبيانية والغيية والنصورية والطابية ل يتج معه إل تأويل‬
‫اليات والخبار‪ ،‬لنّههم يتأولوناه معههم على وفهق ضللتههم‪ ،‬ومهن رآه مهن‬
‫الرافضة زيديّا أو إماميّا مائلً إل الطعن ف أخبار الصحابة دخل عليه من جهة‬
‫شتم الصحابة‪ ،‬وزيّن له بغض بن تيم لن أبا بكر منهم‪ ،‬وبغض بن عدي لن‬
‫عمر بن الطاب كان منهم‪ ،‬وحثّه على بغض بن أمية لنه كان منهم عثمان‬
‫‪2‬‬
‫ومعاوية‪ ،‬وربا استروح الباطن ف عصرنا هذا إل قول إساعيل بن عباد‪:‬‬
‫دخول النار ف حب الوصيّ وف تفضيل أولد النبّ‬
‫سورة الشورى‪ ،‬الية‪.23:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪153‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أخلدها بتيم أو عديّ‬ ‫أحب إلّ من جنات عدن‬


‫اهه الراد من ((الفرق بي الفرق))‪.‬‬
‫وقد أطلت الكلم على الباطنية‪ ،‬لنه قد نبغ أقوام ف عصرنا ل خلق لم‬
‫يهابون أن يد عو الناس إل أفكار مار كس ولين ي‪ ،‬فيت سترون بإثارة العصبيات‬
‫الاهل ية‪ ،‬ويدعون م إل من يا ثل مار كس ولين ي‪ ،‬فتارةً يقولون‪ :‬إن ال سود‬
‫العنسي التنب ثائر‪ ،‬وأخرى يقولون‪ :‬إن علي بن الفضل ثائر‪ ،‬وعلي بن الفضل‬
‫هو قرمطي باطن من أولئك‪ ،‬وأخرى يرفعون من شأن أروى بنت أحد وهي‬
‫صليحية تنتسب إل الذهب الساعيلي الباطن اللحد‪ ،‬فنعوذ بال من الضلل‬
‫والهل‪.‬‬
‫وقد ذكر القاضي حسي بن أحد العرشي ف أول كتابه ((بلوغ الرام))‬
‫أن الامل له على تأليف كتابه ((بلوغ الرام)) أنه بلغه أن أناسًا يترحون على‬
‫ال صليحيي ل ا قاموا به من ال ساجد وال صدقات‪ ،‬جهلً أنّ هم دعاة الباطن ية‬
‫وأصحاب الطائفة العبيدية‪ .‬اهه بالعن‪.‬‬
‫وإ ن لتع جب من أناس أع مى ال ب صائرهم‪ ،‬يرفعون من شأن علي بن‬
‫الفضل‪ ،‬وقد أظهر ما أظهر من الكفر البواح‪ ،‬وقتل اليمنيي قتلً ذريعًا‪ ،‬وإن‬
‫ذاكر لك بعض ما ذكره بعض الؤرخي اليمنيي‪ ،‬قال القاضي حسي بن أحد‬
‫العرشهي فه كتابهه ((بلوغ الرام)) ص(‪ :)21‬اعلم أن الباطنيهة أخزاههم ال‬
‫تعال أضهر على السهلم مهن عبدة الوثان‪ ،‬وسهوا باه لنّههم يبطنون الكفهر‬

‫‪ ‬هو الشهور بالصاحب بن عباد‪ ،‬مبتدع غوي جع بي الرفض والعتزال‪ ،‬وستأت ترجته إن‬ ‫‪2‬‬
‫شاء ال‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ويتظاهرون بالسلم‪ ،‬ويتفون حت تكنهم الوثبة وإظهار الكفر وهم ملحدة‬


‫بالجاع ويسمون بالساعيلية لنّهم ينسبون أئمتهم الستورين فيما يزعمون‬
‫إل إ ساعيل بن جع فر ال صادق‪ ،‬وبالعبيد ية لدعائ هم إل عبيدال بن ميمون‬
‫القداح الذي نسبته الباطن ية إل ما يزعمون من الئ مة الستورين‪ ،‬والعبيديون‬
‫من أولد عبيدال ولة مصر ذلك الزمن‪ ،‬والن يسمون شيعة لكونم مظهرين‬
‫أن أئمتههم مهن أولد الرسهول حيه عرفوا أنهه ل يسهتقيم لمه إمالة القه‬
‫والدخول إل دهليز الكفر إل بإظهار الحبة والتشيع‪.‬‬
‫ولم قضايا شنيعة‪ ،‬وأعمال فظيعة‪ ،‬كالباحية وغيها‪ ،‬وقد تابعهم على‬
‫ذلك من ذهب عنه النور اليان‪ ،‬واستول على قلبه الوى الشيطان‪ ،‬وهم مع‬
‫ذلك ينكرون القرآن والنبوة‪ ،‬والنهة والنار‪ ،‬ولول أن حيات م معلو مة عند هم‬
‫مرتبة بينهم لنكروها‪ ،‬وعلى الملة فدينهم بالنجوم‪ ،‬وظواهرهم التخوم‪ ،‬ول‬
‫يكاد يظهر مذهبهم لتباعهم إل لن رسخ دينهم ف قلبه‪ ،‬وتراهم إذا وجدوا‬
‫لنفسهم قوة أظهروا أمرهم‪ ،‬وأعلنوا كفرهم‪ ،‬فإن غلبوا ول تساعدهم اليان‬
‫كمنوا ك ما تك من ال ية ف جحر ها‪ ،‬و هم مع ذلك يؤملون الجوم والوث بة‪،‬‬
‫وأن ينهشوا عباد ال‪ ،‬وقد أفصح السيد الدامغان عن أطراف من أحوالم ف‬
‫رسالته بعد اختلطه بم وتردده عليهم‪ ،‬ول ينبغي لذي معرفة وقوة أن يعرف‬
‫منهم أحدًا يقتدر عليه فيتركه وشأنه‪ ،‬فإنّهم أهلكهم ال شياطي الرض‪.‬‬
‫وابتدأ أمرهم ف سنة (‪ )277‬وذلك بأن علي بن الفضل رجل من خنفر‬
‫ابن سبأ بن صيفي بن زرعة‪ ،‬وهو حي بن سبأ الصغر‪ ،‬حج وزار قب السي‬
‫ابن علي فوجد عنده ميمون القداح وكان موسيّا ادعى أنه من ولد إساعيل‬
‫‪155‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ابن جعفر‪ ،‬وأنه أحد الئمة الستورين على الصيغة الت قد دبرها فتبطن أمر‬
‫علي بن الف ضل فوجده رجل شهمًا ذا ف هم ودرا ية‪ ،‬و به إل مذه به اقتراب‪،‬‬
‫فا ستماله فمال‪ ،‬فأ خبه أن اب نه عبيد هو الهدي وأ نه الذي يلك البلد‪ ،‬وأ ما‬
‫حظه له فه اللك‪ ،‬وعرف مهن جههة النجوم تلك الذكور‪ ،‬ثه‬ ‫ّ‬ ‫ميمون فل‬
‫ا ستدعى له رجلً آ خر ي سمى من صور بن ح سن بن جيو شب (بال يم) بن‬
‫باذان ق يل‪ :‬من ولد عق يل بن أ ب طالب وكان ذا م كر ودهاء‪ ،‬وأمره ا أن‬
‫يرجا إل اليمن‪ ،‬وقال لما‪ :‬إن لليمانية نصيبًا ف هذا‪.‬‬
‫فأ ما من صور بن ح سن فق صد عدن ل عة‪ ،‬وكان ‪-‬ك ما قدّ مت داهيةً‪-‬‬
‫فملك نواحي مسور‪ ،‬ث ملكه وحبس عامل أسعد بن أب يعفر وأطبق مذهبه‪.‬‬
‫وأما علي بن الفضل فقصد (يافع) فوجدهم رعاعًا فأقام يتعبد بينهم حت‬
‫اعتقدوه دّينًا‪ ،‬ث قصد بم ابن أب العل الضايي وهو يومئذ سلطان (لج)‬
‫فهزمه ابن أب العل فلما رجع من هزيته تلك قال لصحابه‪ :‬قد وجدت شيئًا‬
‫فيه النجاح فتعاودوا إليه حالً فأخذ (لج) وصاحبها وكان صاحب (لج) ذا‬
‫مال فا ستقوى به علي بن الف ضل‪ ،‬وا ستفحل أمره فق صد جع فر بن أح د‬
‫الناخي إل (الذيرة)‪ ،‬فهزم الناخي ث عاوده فأخذها وقتل جعفر بن أحد‪،‬‬
‫وج عل (الذيرة) م طة مل كه‪ ،‬وف تح البلد وق صد صنعاء وأخرب (من كث)‬
‫وملك صنعاء ف سنة (‪ )299‬فأظ هر مذه به ث ل يك فه ح ت اد عى النبوة‪،‬‬
‫وأحل البنات مع المهات وف ذلك يقول القائل‪:‬‬
‫نقيههم شرائع هذا النههب‬ ‫خذي العود يا هذه واضر ب‬
‫وهذا نههبّ بنهه يعرب‬ ‫تقضهى نهبّ بنه هاشهم‬
‫‪156‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وحهط الصهيام ول يتعهب‬ ‫ف حط ال صلة و حط الزكاة‬


‫ومن فضله زاد حل الصب‬ ‫وحل البنات مع المهات‬
‫وق صد زب يد وب ا أبوال سن إ سحاق بن إبراه يم بن م مد بن عبدال بن‬
‫زياد‪ ،‬فكان ما قدمناه من سب الن ساء‪ ،‬وقتل الرجال‪ ،‬وقويت شوك ته‪ ،‬فد عا‬
‫إل نفسهه‪ ،‬وترك الدعوى لعهبيدال بهن الهدي وخالفهه منصهور بهن حسهن‬
‫فتحصهن منهه بسهور‪ .‬فلم يزل حاطًا عليهه حته اصهطلحا وعاد إل الذيرة‪،‬‬
‫واستعمل أسعد بن أب يعفر على صنعاء‪.‬‬
‫وكان أسعد ينفر منه ومن مذهبه وياف من وثبته عليه‪ ،‬ول يزل علي بن‬
‫الفضل يعلو أمره حت قتله الشريف الواصل من العراق‪ ،‬وأنه بلغ إل أسعد بن‬
‫أب يعفر فأسر إليه با يريد‪ ،‬وأنه خرج من العراق واهبًا نفسه‪ ،‬فزاده أسعد بن‬
‫أ ب يع فر إن هو قتله وعاد إل يه شاطره ماله‪ ،‬فتو جه إل الذيرة ول يزل يتردد‬
‫ح ت ا ستدعاه ا بن الف ضل ليف صد له عرقًا‪ ،‬و قد عرف بال طب فج عل على‬
‫مبض عه سّا وف صده‪ ،‬وخرج من تلك البلدة ف سرعة فالت هب ا بن الف ضل‬
‫ومات‪ ،‬وطلب الشريف فأدركه ف أعلى الطريق فقتل‪ ،‬فبلغ أسعد بن أب يعفر‬
‫فقصد الذيرة فلم يزل حاطًا عليها سنة كاملة حت قتل ابن علي بن الفضل‬
‫وأ خذ بنات ا بن ف ضل سبيًا وك نّ ثلثًا وملك الذيرة عنوة‪ ،‬وزالت الباطن ية‬
‫عن ملف يعفر‪.‬‬
‫وقال عمهر بهن علي بهن سهرة العدي فه ((طبقات فقهاء اليمهن)) ص(‬
‫‪ :)75‬ثه لقه اليمهن كله فه آخهر الائة الثالثهة وأكثهر الائة الرابعهة فتنتان‬
‫عظيمتان‪:‬‬
‫‪157‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فتنة القرامطة‪ :‬وقد عمت العراق والشام والجاز وإن اختلف تأثيها ف‬
‫البلدان فملك هذا الخلف اليمن علي بن الفضل لعنه ال‪ ،‬وأظهر فيه ما هو‬
‫منسوب إليه ومشهور عنه على منب جامع الند بقوله‪:‬‬
‫وغنه هزاريهك ثه اطربه‬ ‫خذي الدف يها هذه والعهب‬
‫وهذا نههبّ بنهه يعرب‬ ‫تول نههبّ بنهه هاشههم‬
‫وهذي شرائع هذا النههب‬ ‫لكهل نهب مضهى شرعهة‬
‫وحطه الصهيام ول يتعهب‬
‫ّ‬ ‫فقد حط عنا فروض الصلة‬
‫ولو كان من قبل قاتل نب‬ ‫وحهط الذنوب على قاتهل‬
‫ومن فضله زاد حل الصب‬ ‫أحهل البنات مهع المهات‬
‫وإن صوّموا فكلي واشرب‬ ‫إذا الناس صهلوا فل تنهضهي‬
‫ول زورة القهب فه يثرب‬ ‫ول تطلب السعي عند الصفا‬
‫مهن القربيه ومهن أجنهب‬ ‫ول تنعهي نفسهك العرسهي‬
‫وصهههرت مرمةً للب‬ ‫فكيهف تلي لذا الغريهب‬
‫و سقّاه ف الز من الجدب‬ ‫هس الغراس لن ه ربّهه‬ ‫أليه‬
‫حللً فقدّست من مذهب‬ ‫وما المر إل كماء السماء‬
‫والشعر طويل وكله تليل مرمات الشرع والستهانة به‪ ،‬فقتل أهل اليمن‬
‫ل ذريعًا ق بل هذا وملك ال صون والموال العظي مة‪ ،‬وكا نت الذيرة هي‬
‫قت ً‬
‫أنفس مدائن اليمن ف ذلك الوقت‪ ،‬وسلطانا جعفر بن إبراهيم الناخي جد‬
‫السلطان سبأ بن حسي بن بكيل بن قيس الشعري‪ ،‬فقتله القرمطي علي بن‬
‫الفضل الدن وملكها وملك هو وحليف له يسمى السن بن سعيد بن زاذان‬
‫‪158‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫النجار صنعاء على ب ن الوال‪ ،‬وهربوا من هم إل الوف ومن هم ذر ية الوال‬


‫أسعد بن عبدالصمد‪ ،‬وعلي بن أسعد بن يعفر الشريف الوال وأصحابما من‬
‫سكن ظبا وبعدان والعرافة‪ .‬وحضر ف هذا الزمان وطرد الناصر بن الادي من‬
‫صعدة‪ ،‬وملكت القرامطة زبيد وعدن مع أن الج ل ينقطع إل ف عامي أو‬
‫ثلثة بعد دخول أب سعيد الناب‪ 1‬من القرامطة مكة سنة سبع عشرة وثلث‬
‫ل ذريعًا قيل قتل ثلث عشر ألفًا واقتلع الركن الشريف‬
‫مائة فقتل الجاج قت ً‬
‫وراح به إل السا وقال ف ذلك شعرًا‪:‬‬
‫لصبّ علينا النار من فوقنا صبّا‬ ‫فلو كان هذا البيهت ل ربنها‬
‫مللة ل تبهق شرقها ول غربًها‬ ‫ل نا حجج نا ح جة جاهل ية‬
‫جنائز ل تبغي سوى ربّها ربّا‬ ‫وإنا تركنا بي زمزم والصفا‬
‫وشعره مشهور ف ك تب التوار يخ لع نه ال‪ ،‬و ف ر سالة م مد بن مالك‬
‫المادي من ذلك جلة وف كشف السرار للقاضي الجل أب بكر الباقلن‬
‫طرف منه‪ .‬اهه‬
‫ول تظنهن أن هذه العقيدة البيثهة قهد انقرضهت‪ ،‬ذلك ظهن الذيهن ل‬
‫يعلمون‪ ،‬فهؤلء الكارمهة الذيهن ههم أخبهث مهن اليهود والنصهارى بنجران‪،‬‬
‫والنخاولة بالدينة ول تزال الحساء والقطيف والبحرين ملوءة من هذا النس‬
‫البيث وهاهم براز وعراس‪ ،‬بل قد عمّر بعض هم بيوتًا بوار نقم بصنعاء‪،‬‬
‫ولو تكنوا ل مكنهم ال لفعلوا بالسلمي ما فعله علي بن الفضل اللحد‪.‬‬
‫وهذه البيات الته ذكرهها العدي وغيه ليهس لدينها السهند التصهل‬
‫الذي فعل هذا كله هو أبوطاهر ولد أب سعيد‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪159‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الصحيح أنه قالا‪ ،‬وليضرنا أقالا هو أم بعض أصحابه أم قالا بعض خصومه‬
‫أم قال بعض ها ون سج على منوال ا ب عض خ صومه ف هي ت كي الوا قع الذي ل‬
‫ميص عنه ول يدافع عنه إل ملحد يتستر بالوطنية‪ ،‬وهو يبطن الكفر والقد‬
‫على السلم والسلمي‪.‬‬
‫ول تظنهن أن فتنهة عبدال بهن سهبأ وعلي بهن الفضهل قهد انقطعتها فهذه‬
‫الرافضهة بإيران آلة لعداء السهلم أزعجوا السهلمي حته فه تلك اليام‬
‫الباركة والشاعر الحترمة ف أيام الج وف مكة ومن وعرفة‪ ،‬الناس يتقربون‬
‫إل ال بذكره وأولئك المقههى أشباه النعام يدندنون بذكههر إمام الضللة‬
‫المينه ويهتفون بتافات كاذبهة (تسهقط أمريكها وروسهيا) نعهم تسهقطان‬
‫ولكنهما ل يسقطان على أيدي من يارب السلم والسلمي ل يسقطان إل‬
‫على أيدي أمة موحدة تاهد ل‪ .‬وأما الرافضة ف اليمن فقد عب على لسانم‬
‫الشاعر أنّهم ل يريدون إل الكرسي ليس إل فلقد أحسن إذ يقول‪:‬‬
‫إننها سهادة أباة أشاوس‬ ‫قهل لفههد وللقصهور العوانهس‬
‫بثوب ال نب وإ ما بأثواب مار كس‬ ‫سهنعيد الكهم للمام إمها‬
‫فلنا إخوة كرام بفارس‬ ‫وإذا خابت الجاز وند‬
‫وقال ا بن كث ي رح ه ال ف حوادث سنة ثان وسبعي ومائت ي (ج ‪11‬‬
‫ص ‪ )61‬نقلً عن ابن الوزي‪ :‬وفيها تركت القرامطة وهم فرقة من الزنادقة‬
‫اللحدة أتباع الفلسهفة مهن الفرس الذيهن يعتقدون نبوة زاردشهت ومزدك‪،‬‬
‫وكانا يبيحان الحرمات ث هم بعد ذلك أتباع كل ناعق إل باطل‪ ،‬وأكثر ما‬
‫يفسدون من جهة الرافضة ويدخلون إل الباطل من جهتهم لنّهم أقل الناس‬
‫‪160‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عقولً‪ ،‬ويقال لمه‪ :‬السهاعيلية لنتسهابم إل إسهاعيل العرج بهن جعفهر‬


‫الصادق‪ ،‬ويقال لم‪ :‬القرامطة قيل‪ :‬نسبة إل قرمط بن الشعث البقار‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن رئيسهم‪ ،‬كان ف أول دعوته يأمر من اتبعه بمسي صلة ف‬
‫كل يوم وليلة‪ ،‬ليشغلهم بذلك عما يريد تدبيه من الكيدة‪ ،‬ث اتذ نقباء اثن‬
‫عشر وأسس لتباعه دعوة ومسلكًا يسلكونه ودعا إل إمام أهل البيت‪.‬‬
‫ويقال لمه‪ :‬الباطنيهة لنّههم يظهرون الرفهض ويبطنون الكفهر الحهض‪،‬‬
‫والرمية والبابكية نسبة إل بابك الرمي الذي ظهر ف أيام العتصم وقتل كما‬
‫تقدم‪ .‬ويقال لمه‪ :‬الحمرة نسهبة إل صهبغ المرة شعارًا مضاهاة لبنه العباس‬
‫ومال فة ل م لن ب ن العباس يلب سون ال سواد‪ .‬ويقال ل م‪ :‬التعليم ية ن سبة إل‬
‫التعلم مهن المام العصهوم وترك الرأي ومقتضهى العقهل‪ .‬ويقال لمه‪ :‬السهبعية‬
‫ن سبة إل القول بأن الكوا كب ال سبعة التحيزة ال سائرة مدبرة لذا العال في ما‬
‫يزعمون‪ ،‬لعنههم ال وههي القمهر فه الول‪ ،‬وعطارد فه الثانيهة‪ ،‬والزهرة فه‬
‫الثال ثة‪ ،‬والش مس ف الراب عة‪ ،‬والر يخ ف الام سة‪ ،‬والشتري ف ال سادسة‪،‬‬
‫وزحل ف السابعة‪.‬‬
‫قال ابن الوزي‪ :‬وقد بقي من البابكية جاعة‪ ،‬يقال إنّهم يتمعون ف كل‬
‫سنة ليلة هم ونساؤهم ث يطفئون الصباح وينتهبون النساء‪ ،‬فمن وقعت يده‬
‫ف امرأة حلت له‪ ،‬ويقولون‪ :‬هذا اصطياد مباح‪ ،‬لعنهم ال‪.‬‬
‫وقد ذ كر ابن الوزي تفصيل قول م وب سطه وقد سبقه إل ذلك أبوبكر‬
‫الباقلن التكلم الشهور ف كتابه ((هتك الستار وكشف السرار)) ف الرد‬
‫على الباطن ية‪ ،‬ورد على كتاب م الذي ج عه ب عض قضات م بديار م صر ف أيام‬
‫‪161‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الفاطمي ي الذي ساه ((البلغ الع ظم والناموس ال كب)) وجعله ست عشرة‬


‫در جة‪ :‬أول در جة أن يد عو من يت مع به أولً إن كان من أ هل ال سنة إل‬
‫القول بتفضيل عل يّ على عثمان بن عفان‪ ،‬ث ينتقل به إذا وافقه على ذلك إل‬
‫تفضيله على الشيخي أب بكر وعمر‪ ،‬ث يترقي به إل سبهما لنّهما ظلما عليّا‬
‫وأ هل الب يت‪ ،‬ث يتر قي به إل ته يل ال مة وتطئت ها ف مواف قة أكثر هم على‬
‫ذلك‪ ،‬ث يشرع ف القدح ف دين السلم من حيث هو‪ ،‬وقد ذكر لخاطبته‬
‫ل ن ير يد أن ياط به بذلك شبهًا وضللت ل تروج إل على كل غب جا هل‬
‫شقي كما قال تعال‪﴿ :‬والسّماء ذات البك إنّكم لفي قول متلف يؤفك عنه‬
‫من أفك‪ ﴾1‬أي‪ :‬يضل به من هو ضال‪ .‬وقال‪﴿ :‬فإنّك مْ وما تعْبدون ‪ ‬ما أنْت مْ‬
‫عليْه بفاتن ي ‪ ‬إلّ م نْ هو صال الْجحيم‪ ﴾2‬وقال ‪﴿ :‬وكذلك جعلْ نا لكلّ نبّ‬
‫عدوّا شياطي الْإنْس والْجنّ يوحي بعْضهمْ إل بعْض زخْرف الْقوْل غرورًا ولوْ‬
‫شاء ربّك ما فعلوه فذرْه مْ و ما يفْترون ‪ ‬ولت صْغى إليْه أفْئدة الّذ ين ل يؤْمنون‬
‫بالْآخرة وليْضوْه وليقْترفوا ما ه مْ مقْترفون‪ ﴾3‬إل غ ي ذلك من اليات ال ت‬
‫تتضمن أن الباطل والهل والضلل والعاصي ل ينقاد لا إل شرار الناس كما‬
‫قال بعض الشعراء ‪:‬‬
‫إل على أضعف الجاني‬ ‫إن هو مستحوذ على أحد‬
‫ث ب عد هذا كله ل م مقامات ف الك فر والزند قة وال سخافة‪ ،‬م ا ينب غي‬

‫سورة الذاريات‪ ،‬الية‪.9-7 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الصافات‪ ،‬الية‪.163-161:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.113-112:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪162‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫لضع يف الع قل والد ين أن ينّه نف سه ع نه إذا ت صوره‪ ،‬و هو م ا فت حه إبل يس‬


‫علي هم من أنواع الك فر وأنواع الهالت‪ ،‬ورب ا أفاد إبل يس بعض هم أشياء ل‬
‫يكن يعرفها كما قال بعض الشعراء‪:‬‬
‫وكنت امرأً من جند إبليس برهةً من الدهر حت صار إبليس من جندي‬
‫والقصود أن هذه الطائفة تركت ف هذه السنة ث استفحل أمرهم وتفاقم‬
‫الال بمه كمها سهنذكره‪ ،‬حته آل بمه الال إل أن دخلوا السهجد الرام‬
‫ف سفكوا دم الج يج ف و سط ال سجد حول الكع بة وك سروا ال جر ال سود‬
‫واقتلعوه من موضعه‪ ،‬وذهبوا به إل بلدهم ف سنة سبع عشرة وثلثائة‪ ،‬ث ل‬
‫يزل عند هم إل سنة ت سع وثلث ي وثلثائة‪ ،‬فم كث غائبًا عن موض عه من‬
‫البيت ثنتي وعشرين سنة‪ ،‬فإنا ل وإنا إليه راجعون‪ .‬اهه‬
‫وقال الا فظ ا بن كث ي ف ((البدا ية والنها ية)) (ج ‪ 11‬ص ‪ )149‬ف‬
‫حوادث سنة ‪ :312‬ف الحرم منها اعترض القرمطي أبوطاهر السي بن أب‬
‫سعيد الناب لعنه ال ولعن أباه للحجيج وهم راجعون من بيت ال الرام قد‬
‫أدوا فرض ال عليهم‪ ،‬فقطع عليهم الطريق فقاتلوه دفعًا عن أموالم وأنفسهم‬
‫وحريههم‪ ،‬فقتهل منههم خلقًا كثيًرا ل يعلمههم إل ال‪ ،‬وأسهر مهن نسهائهم‬
‫وأبنائ هم ما اختاره‪ ،‬وا صطفى من أموال م ما أراد‪ ،‬فكان مبلغ ما أخذه من‬
‫الموال ما يقاوم ألف ألف دينار‪ ،‬ومن المتعة والتاجر نو ذلك‪ ،‬وترك بقية‬
‫الناس بعد ما أخذ جالم وزادهم وأموالم ونساءهم وأبناءهم على بعد الديار‬
‫ف تلك الفياف والبية بل ماء ول زاد ول ممل‪.‬‬
‫وقال الافظ ابن كثي ف حوادث سنة سبع عشرة وثلثائة (ج ‪ 11‬ص‬
‫‪163‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪ :)160‬ذكر أخذ القرامطة الجر السود إل بلدهم‪.‬‬


‫فيهها خرج ركهب العراق وأميههم منصهور الديلمهي‪ ،‬فوصهلوا إل مكهة‬
‫سالي وتوا فت الركوب هناك من كل مكان وجا نب و فج‪ ،‬ف ما شعروا إل‬
‫بالقرم طي قد خرج علي هم ف جاع ته يوم الترو ية‪ ،‬فانت هب أموال م وا ستباح‬
‫قتالم‪ ،‬فقتل ف رحاب مكة وشعابا وف السجد الرام ف الشهر الرام وف‬
‫جوف الكع بة من الجاج خلقًا كثيًا وجلس أمي هم أبوطا هر لع نه ال على‬
‫باب الكعبهة والرجال تصهرع حوله‪ ،‬والسهيوف تعمهل فه الناس فه السهجد‬
‫الرام ف يوم التروية الذي هو من أشرف اليام‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫أنا وال وبال أنا أنا أخلق اللق وأفنيهم أنا‬
‫فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة‪ ،‬فل يدي ذلك عنهم شيئًا‪،‬‬
‫بل يقتلون و هم كذلك ويطوفون فيقتلون ف الطواف‪ ،‬و قد كان ب عض أ هل‬
‫الديث يومئذ يطوف فلما قضى طوافه أخذته السيوف فلما وجب أنشد وهو‬
‫كذلك‪:‬‬
‫ترى الحبي صرعى ف ديارهم كفتية الكهف ل يدرون كم لبثوا‬
‫فل ما ق ضى القرم طي لع نه ال أمره‪ ،‬وف عل ما ف عل بالج يج من الفاع يل‬
‫القبي حة أ مر أن تد فن القتلى ف بئر زمزم ود فن كثيًا من هم ف أماكن هم من‬
‫الرم وفه السهجد الرام ويها حبذا تلك القتلة وتلك الضجعهة وذلك الدفهن‬
‫والكان‪ ،‬ومع هذا ل يغسلوا ول يكفنوا ول يصل عليهم لنّهم مرمون شهداء‬
‫ف ن فس ال مر وهدم ق بة زمزم‪ ،‬وأ مر بقلع باب الكع بة‪ ،‬ونزع ك سوتا عن ها‬
‫وشققها بي أصحابه‪ ،‬وأمر رجلً أن يصعد إل ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط‬
‫‪164‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫على أم رأسه فمات إل النار‪ ،‬فعند ذلك انكفّ البيث عن اليزاب‪.‬‬


‫ث أمر بأن يقلع الجر السود فجاءه رجل فضربه بثقل ف يده وقال‪ :‬أين‬
‫الط ي الباب يل؟؟! أ ين الجارة من سجيل؟؟! ث قلع ال جر ال سود وأخذوه‬
‫حي راحوا معهم إل بلدهم‪ ،‬فمكث عندهم ثنتي وعشرين سنة حت ردوه‬
‫كما سنذكره ف سنة تسع وثلثي وثلثائة‪ ،‬فإنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫ول ا ر جع القرم طي إل بلده وم عه ال جر ال سود وتب عه أم ي م كة هو‬
‫وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه أن يرد الجر السود ليوضع ف مكانه‬
‫وبذل له جيهع مها عنده مهن الموال فلم يلتفهت إليهه فقاتله أميه مكهة‪ ،‬فقتله‬
‫القرمطي وقتل أكثر أهل بيته‪ ،‬وأهل مكة وجنده واستمر ذاهبًا إل بلده ومعه‬
‫الجر وأموال الجيج‪.‬‬
‫وقد ألد هذا اللعي ف السجد الرام إلادًا ل يسبقه إليه أحد ول يلحقه‬
‫ف يه‪ ،‬و سيجازيه على ذلك الذي ل يعذب عذا به أ حد ول يو ثق وثا قه أ حد‪،‬‬
‫وإناه حله هؤلء على هذا الصهنيع أنّههم كفار زنادقهة‪ ،‬وقهد كانوا مالئيه‬
‫للفاطمي ي الذ ين نبغوا ف هذه ال سنة ببلد إفريق ية من أرض الغرب‪ ،‬ويل قب‬
‫هّاغًا‬
‫أميههم بالهدي وههو أبوممهد عهبيدال بهن ميمون القداح وقهد كان ص ب‬
‫ب سلمية‪ ،‬وكان يهوديّ ا فاد عى أ نه أ سلم‪ ،‬ث سافر من سلمية فد خل بلد‬
‫إفريق ية‪ ،‬فاد عى أ نه شر يف فاط مي ف صدقه على ذلك طائ فة كثية من الببر‬
‫وغيهم من الهلة‪ ،‬وصارت له دولة فملك مدنية سجلماسة‪ ،‬ث ابتن مدينة‬
‫وساها الهدية وكان قرار ملكه با‪ ،‬وكان هؤلء القرامطة يراسلونه ويدعون‬
‫إليهه ويترامون عليهه‪ ،‬ويقال‪ :‬إنّههم إناه كانوا يفعلون ذلك سهياسة ودولة ل‬
‫‪165‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حقيقة له‪.‬‬
‫وذ كر ا بن الث ي أن الهدي هذا ك تب إل أ ب طا هر يلو مه على ما ف عل‬
‫ب كة‪ ،‬ح يث سلط الناس على الكلم في هم‪ ،‬وانكش فت أ سرارهم ال ت كانوا‬
‫يبطنون ا ب ا ظ هر من صنيعهم هذا القب يح‪ ،‬وأمره برد ما أخذه من ها وعوده‬
‫إليها‪ ،‬فكتب إليه بالسمع والطاعة‪ ،‬وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك‪.‬‬
‫وقد أسر بعض أهل الديث ف أيدي القرامطة فمكث ف أيديهم مدة ث‬
‫فرج ال عنه‪ ،‬وكان يكي عنهم عجائب من قلة عقولم‪ ،‬وعدم دينهم‪ ،‬وأن‬
‫الذي أ سره كان ي ستخدمه ف أ شق الد مة وأشد ها‪ ،‬وكان يعر بد عل يه إذا‬
‫سكر فقال ل ذات ليلة وهو سكران‪ :‬ما تقول ف ممدكم؟ فقلت‪ :‬ل أدري‪.‬‬
‫فقال‪ :‬كان سهائسًا‪ .‬ثه قال‪ :‬مها تقول فه أبه بكهر؟ فقلت‪ :‬ل أدري‪ .‬فقال‪:‬‬
‫كان ضعيفًا مهينًا‪ ،‬وكان عمر فظّا غليظًا‪ ،‬وكان عثمان جاهلً أحق‪ ،‬وكان‬
‫علي مخرقًا ليس كان عنده أحد يعلمه ما ادعى أنه ف صدره من العلم‪ ،‬أما‬
‫كان يكنه أن يعلّم هذا كلمة‪ ،‬وهذا كلمة‪ ،‬ث قال‪ :‬هذا كله مرقة‪ ،‬فلما كان‬
‫مهن الغهد قال‪ :‬ل تبه بذا الذي قلت لك أحدًا‪ ،‬ذكره ابهن الوزي فه‬
‫((منتظمه))‪.‬‬
‫وروى عن بعضهم أنه قال‪ :‬كنت ف السجد الرام يوم التروية ف مكان‬
‫الطواف فح مل على ر جل كان إل جا نب فقتله القرم طي‪ ،‬ث قال‪ :‬يا ح ي‬
‫‪-‬ورفع صوته بذلك‪ -‬أل يس قلتم ف بيت كم هذا ﴿ وم نْ دخله كان ءامنًا‪،﴾1‬‬
‫فأيهن المهن؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬اسهع جوابهك‪ .‬قال‪ :‬نعهم‪ .‬قلت‪ :‬إناه أراد ال‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.97:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪166‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فأمّنوه‪ .‬قال‪ :‬فثن رأس فرسه وانصرف‪.‬‬


‫وقد سأل بعضهم ههنا سؤالً فقال‪ :‬قد أحل ال سبحانه بأصحاب الفيل‬
‫وكانوا نصارى ما ذكره ف كتابه ول يفعلوا بكة شيئًا ما فعله هؤلء ومعلوم‬
‫أن القرامطهة شهر مهن اليهود والنصهارى والجوس‪ ،‬بهل ومهن عبدة الصهنام‪،‬‬
‫وأنّههم فعلوا بكهة مها ل يفعله أحهد‪ ،‬فهل عوجلوا بالعذاب والعقوبهة‪ ،‬كمها‬
‫عوجل أصحاب الفيل؟‬
‫وقد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنا عوقبوا إظهارًا لشرف البيت‪،‬‬
‫ولا يراد به من التشريف العظيم بإرسال النب الكري من البلد الذي فيه البيت‬
‫الرام‪ ،‬فل ما أرادوا إهانة هذه البق عة الت يراد تشريفها وإر سال الرسول من ها‬
‫أهلكههم سهريعًا عاجلً‪ ،‬ول يكهن شرائع مقررة تدل على فضله فلو دخلوه‬
‫وأخربوه لنكرت القلوب فضله‪ ،‬وأما هؤلء القرامطة فإنا فعلوا ما فعلوا بعد‬
‫تقريهر الشرائع وتهيهد القواعهد والعلم بالضرورة مهن ديهن ال بشرف مكهة‬
‫والكع بة‪ ،‬و كل مؤ من يعلم أن هؤلء قد ألدوا ف الرم إلادًا بالغًا عظيمًا‪،‬‬
‫وأنّهم من أعظم اللحدين الكافرين با تبي من كتاب ال وسنة رسوله‪ ،‬فلهذا‬
‫ل يتج الال إل معاجلتهم بالعقوبة‪ ،‬بل أخرهم الرب تعال ليوم تشخص فيه‬
‫البصار‪ ،‬وال سبحانه يهل ويلي ويستدرج‪ ،‬ث يأخذ أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬كما‬
‫قال ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إ نّ ال ليملي للظّال حتّى إذا‬
‫أخذه ل يفلتْه‪ ،‬ثّ قرأ قوله تعال‪﴿ :‬ول ت سبّ ال غافلً عمّا يع مل الظّالون‬
‫إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه البصار))‪ ،﴾1‬وقال‪﴿ :‬ل يغرّنّك تقلّب الّذين‬

‫سورة إبراهيم‪ ،‬الية‪.42:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪167‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫كفروا ف البلد‪ ‬متاع قليل ثّ مأواهم جهنّم وبئس الهاد‪ ،﴾1‬وقال‪﴿ :‬نتّع هم‬
‫قليلً ث ّ نضطرّههم إل عذاب غليظ‪ ،﴾2‬وقال‪﴿ :‬متاع فه الدّنيها ث ّ إلينها‬
‫مرجعهم ثّ نذيقهم العذاب الشّديد با كانوا يكفرون‪.﴾3‬‬
‫وذكهر الافهظ ابهن كثيه فه حوادث سهنة تسهع وثلثيه وثلثائة‪ ،‬أن‬
‫القرامطة ردت الجر السود‪.‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.197-196:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة لقمان‪ ،‬الية‪.24:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬الية‪.70:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪168‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الحاكم الفاطمي‬

‫قال الا فظ ا بن كث ي رح ه ال (ج ‪ 12‬ص ‪ :)9‬ث دخلت سنة إحدى‬


‫عشرة وأربعمائة‪.‬‬
‫في ها عدم الا كم ب صر‪ ،‬وذلك أ نه ل ا كان ليلة الثلثاء لليلت ي بقي تا من‬
‫شوال فقهد الاكهم ابهن العهز الفاطمهي صهاحب مصهر‪ ،‬فاسهتبشر الؤمنون‬
‫والسلمون بذلك‪ ،‬وذلك لنه كان جبارًا عنيدًا وشيطانًا مريدًا‪.‬‬
‫ولنذ كر شيئًا من صفاته القبي حة و سيته اللعو نة أخزاه ال‪ :‬كان كث ي‬
‫التلون ف أفعاله‪ ،‬وأحكامه‪ ،‬وأقواله‪ ،‬جائرًا‪ ،‬وقد كان يروم أن يدّعي اللوهية‬
‫كما ادعاها فرعون‪ ،‬فكان قد أمر الرعية إذا ذكر الطيب على النب اسه أن‬
‫يقوم الناس على أقدامهم صفوفًا إعظامًا لذكره‪ ،‬واحترامًا لسه‪ ،‬فعل ذلك ف‬
‫سهائر مالكهه حته فه الرميه الشريفيه‪ ،‬وكان قهد أمهر أههل مصهر على‬
‫الصوص إذا قاموا عند ذكره خروا سجدًا له‪ ،‬حت إنه ليسجد بسجودهم من‬
‫ف ال سواق من الرعاع وغي هم م ن كان ل ي صلي الم عة‪ ،‬وكانوا يتركون‬
‫ال سجود ل ف يوم الم عة وغيه وي سجدون للحا كم‪ ،‬وأ مر ف و قت ل هل‬
‫الكتاب ي بالدخول ف د ين ال سلم كرهًا‪ ،‬ث أذن ل م ف العودة إل دين هم‪،‬‬
‫وخرب كنائسههم‪ ،‬ثه عمرهها‪ ،‬وخرب القمامهة ثه أعادهها‪ ،‬وابتنه الدارس‬
‫وج عل في ها الفقهاء والشا يخ‪ ،‬ث قتل هم وأخرب ا‪ ،‬وألزم الناس بغلق ال سواق‬
‫‪169‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نارًا وفتحهها ليلً‪ ،‬فامتثلوا ذلك دهرًا طويلً حته اجتاز مرة برجهل يعمهل‬
‫النجارة ف أثناء النهار‪ ،‬فوقف عليه فقال‪ :‬أل أنْهكم؟ فقال‪ :‬يا سيدي لا كان‬
‫الناس يتعيشون بالنهار كانوا يسههرون بالليهل‪ ،‬ولاه كانوا يتعيشون بالليهل‬
‫سهروا بالنهار‪ ،‬فهذا من جلة ال سهر‪ ،‬فتب سم وتر كه‪ ،‬وأعاد الناس إل أمر هم‬
‫الول‪.‬‬
‫وكل هذا تغيي للرسوم واختبار لطاعة العامة له ليقى ف ذلك إل ما هو‬
‫أشهر وأعظهم منهه‪ ،‬وقهد كان يعمهل السهبة بنفسهه‪ ،‬فكان يدور بنفسهه فه‬
‫السهواق على حار له‪ ،‬وكان ل يركهب إل حارًا فمهن وجده قهد غهش فه‬
‫معيشة أمر عبدًا أسود معه يقال له مسعود أن يفعل به الفاحشة العظمى‪ ،‬وهذا‬
‫أمر منكر ملعون ل يسبق إليه‪.‬‬
‫وكان قد منع النساء من الروج من منازلن‪ ،‬وقطع شجر العناب حت‬
‫ل يتخذ الناس منها خرًا‪ ،‬ومنعهم من طبخ اللوخية وأشياء من الرعونات الت‬
‫من أحسنها منع النساء من الروج‪ ،‬وكراهة المر‪.‬‬
‫وكانهت العامهة تبغضهه كثيًا ويكتبون له الوراق بالشتيمهة البالغهة له‬
‫ولسلفه ف صورة قصص‪ ،‬فإذا قرأها ازداد غيظًا وحنقًا عليهم‪ ،‬حت إن أهل‬
‫مصر عملوا له صورة امرأة من ورق بفيها وإزارها وف يدها قصة فيها من‬
‫الشتم واللعن والخالفة شيء كثي‪ ،‬فلما رآها ظنها امرأة فذهب من ناحيتها‬
‫وأخذ القصة من يدها فقرأها فرأى ما فيها فأغضبه ذلك جدًا فأمر بقتل الرأة‬
‫فلمها تققهها مهن ورق ازداد غيظًا إل غيظهه‪ ،‬ثه لاه وصهل إل القاهرة أمهر‬
‫ال سودان أن يذهبوا إل مصهر فيحرقو ها وينهبوا مها فيهها مهن الموال والتاع‬
‫‪170‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫والر ي‪ ،‬فذهبوا فامتثلوا ما أمر هم به‪ ،‬فقاتل هم أ هل م صر قتالً شديدًا ثل ثة‬


‫أيام‪ ،‬والنار تعمل ف الدور والري‪ ،‬وهو ف كل يوم قبحه ال يرج فيقف من‬
‫بع يد وين ظر ويب كي ويقول‪ :‬من أ مر هؤلء العب يد بذا؟ ث اجت مع الناس ف‬
‫الوا مع ورفعوا ال صاحف و صاروا إل ال عز و جل وا ستغاثوا به فرّق ل م‬
‫الترك والشار قة‪ ،‬وانازوا إلي هم وقاتلوا مع هم عن حري هم ودور هم‪ ،‬وتفا قم‬
‫الال جدًا ث ركب الاكم لعنه ال ففصل بي الفريقي‪ ،‬وكف العبيد عنهم‪،‬‬
‫وكان يظهر التنصل ما فعله العب يد وأنّهم ارتكبوا ذلك من غي عل مه وإذنه‪،‬‬
‫وكان ينفذ إليهم السلح ويثهم على ذلك ف الباطن‪ ،‬وما انلى المر حت‬
‫احترق من م صر ن و ثلث ها‪ ،‬ون ب قر يب من ن صفها‪ ،‬و سبيت ن ساء وبنات‬
‫كثية وفعل معهن الفواحش والنكرات‪ ،‬حت أن منهن من قتلت نفسها خوفًا‬
‫من العار والفضيحة‪ ،‬واشترى الرجال منهم من سب لم من النساء والري‪.‬‬
‫قال ا بن الوزي‪ :‬ث ازداد ظلم الا كم ح ت ع نّ له أن يدّ عي الربوب ية‪،‬‬
‫ف صار قوم من الهال إذا رأوه يقولون‪ :‬يا وا حد يا أ حد‪ ،‬يا م يي يا م يت‪،‬‬
‫قبحهم ال جيعًا‪.‬‬
‫صفة مقتله لعنه ال‪:‬‬
‫كان قهد تعدى شره إل الناس كلههم حته إل أختهه‪ ،‬وكان يتهمهها‬
‫بالفاح شة‪ ،‬وي سمعها أغلظ الكلم‪ ،‬ف تبمت م نه وعملت على قتله‪ ،‬فرا سلت‬
‫أكهب المراء أميًا يقال له‪ :‬ابهن دواس‪ ،‬فتوافقهت ههي وههو على قتله ودماره‬
‫وتوا طآ على ذلك‪ ،‬فج هز من عنده عبد ين أ سودين شهم ي وقال ل ما‪ :‬إذا‬
‫كا نت الليلة الفلن ية فكو نا ف ج بل الق طم‪ ،‬ف في تلك الليلة يكون الا كم‬
‫‪171‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هناك ف الل يل لين ظر ف النجوم ول يس م عه أ حد إل ركا ب و صب‪ ،‬فاقتله‬


‫واقتلها معه‪.‬‬
‫واتفق الال على ذلك فلما كانت تلك الليلة قال الاكم لمه‪ :‬عل يّ ف‬
‫هذه الليلة ق طع عظ يم‪ ،‬فإن نوت م نه عمّرت نوًا من ثان ي سنة‪ ،‬و مع هذا‬
‫فانقلي حوا صلى إل يك‪ ،‬فإن أخوف ما أخاف عل يك من أخ ت‪ ،‬وأخوف ما‬
‫أخاف على نف سي من ها‪ ،‬فن قل حوا صله إل أ مه‪ ،‬وكان له ف صناديق قر يب‬
‫من ثلثائة ألف دينار وجوا هر أ خر‪ .‬فقالت له أ مه‪ :‬يا مول نا إذا كان ال مر‬
‫ك ما تقول فارح ن ول تر كب ف ليلتك هذه إل مو ضع‪ .‬وكان يب ها فقال‪:‬‬
‫أفعل‪.‬‬
‫وكان من عاد ته أن يدور حول الق صر كل ليلة‪ ،‬فدار ث عاد إل الق صر‬
‫فنام إل قريهب مهن ثلث الليهل الخيه فاسهتيقظ‪ .‬وقال‪ :‬إن ل أركهب الليلة‬
‫فاضت نفسي‪ ،‬فثار فركب فر سًا وصحبه صب وركاب‪ ،‬وصعد البل القطم‬
‫فاستقبله ذانك العبدان فأنزله عن مركوبه‪ ،‬وقطعا يديه ورجليه‪ ،‬وبقرا بطنه‪،‬‬
‫فأتيا به مولها ابن دواس‪ ،‬فحمله إل أخته فدفنته ف ملس دارها‪ ،‬واستدعت‬
‫المراء والكابر والوزيهر‪ ،‬وقهد أطلعتهه على الليهة‪ ،‬فبايعوا لولد الاكهم أبه‬
‫السهن علي ولقهب بالظاههر لعزاز ديهن ال‪ ،‬وكان بدمشهق فاسهتدعت بهه‬
‫وجعلت تقول للناس‪ :‬إن الاكم قال ل‪ :‬إنه يغيب عنكم سبعة أيام ث يعود‪،‬‬
‫فاطمأن الناس وجعلت ترسهل ركابييه إل البهل فيصهعدونه ثه يرجعون‬
‫فيقولون‪ :‬تركناه ف الو ضع الفل ن‪ ،‬ويقول الذ ين بعد هم ل مه‪ :‬تركناه ف‬
‫مو ضع كذا وكذا‪ ،‬ح ت اطمأن الناس‪ ،‬وقدم ا بن أخي ها وا ستصحب م عه من‬
‫‪172‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫دم شق ألف ألف دينار‪ ،‬وأل في ألف در هم‪ ،‬فح ي وصل ألبسته تاج جد أبيه‬
‫العز‪ ،‬وحلة عظيمة وأجلسته على السرير وبايعه المراء والرؤساء‪ ،‬وأطلق لم‬
‫الموال وخلعهت على ابهن دواس خلعهة سهنية هائلة‪ ،‬وعملت عزاء أخيهها‬
‫الاكم ثلثة أيام‪ ،‬ث أرسلت إل ابن دواس طائفة من الند ليكونوا بي يديه‬
‫بسيوفهم وقوفًا ف خدمته‪ ،‬ث يقولوا له ف بعض اليام‪ :‬أنت قاتل مولنا‪ ،‬ث‬
‫يهبونه بسيوفهم‪ ،‬ففعلوا ذلك وقتلت كل من اطلع على سرها ف قتل أخيها‪،‬‬
‫فعظمت هيبتها‪ ،‬وقويت حرمتها‪ ،‬وثبتت دولتها‪ ،‬وقد كان عمر الاكم يوم‬
‫قتل سبعًا وثلثي سنة‪ ،‬ومدة ملكه من ذلك خسًا وعشرين سنة‪ .‬اهه‬
‫قال ا بن الق يم رح ه ال ف ((إغا ثة اللهفان)) (ج ‪ 2‬ص ‪ :)262‬وكان‬
‫ابن سيناء كما أخب عن نفسه قال‪ :‬أنا وأب من أهل دعوة الاكم فكان من‬
‫القرام طة الباطن ية الذ ين ل يؤمنون ببدأ ول معاد‪ ،‬ول رب خالق‪ ،‬ول ر سول‬
‫مبعوث جاء مهن عنهد ال‪ ،‬وكان هؤلء زنادقهة يتسهترون بالرفهض ويبطنون‬
‫اللاد ال حض‪ ،‬وينت سبون إل أ هل ب يت الر سول ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫هًا ودينًا‪ ،‬وكانوا يقتلون أ هل العلم‬
‫و سلم‪ -‬و هو وأ هل بي ته براء من هم‪ ،‬نس ب‬
‫واليان‪ ،‬ويدعون أهل اللاد والشرك والكفران‪ ،‬ل يرمون حرامًا ول يلون‬
‫حللً‪ ،‬وف زمنهم ولواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا‪.‬اهه‬
‫قال ا بن كث ي رح ه ال (ج ‪ 12‬ص ‪ :)23‬ث دخلت سنة ثلث عشرة‬
‫وأربعمائة‪ .‬فيها جرت كائنة غريبة عظيمة‪ ،‬ومصيبة عامة‪ ،‬وهي أن رجلً من‬
‫الصريي من أصحاب الاكم اتفق مع جاعة من الجاج الصريي على أمر‬
‫سوء‪ ،‬وذلك أنه لا كان يوم النفر الول طاف هذا الرجل بالبيت‪ ،‬فلما انتهى‬
‫‪173‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هه ثلث ضربات‬ ‫هه بدبوس كان معه‬ ‫هود جاء ليقبله فضربه‬‫هر السه‬ ‫إل الجه‬
‫متواليات‪ .‬وقال‪ :‬إل مت نعبد هذا الجر‪ ،‬ول ممد ول علي ينعن ما أفعله‪،‬‬
‫فإن أهدم اليوم هذا البيت‪ ،‬وجعل يرتعد فاتقاه أكثر الاضرين وتأخروا عنه‪،‬‬
‫وذلك لنهه كان رجلً طوالً جسهيمًا أحره اللون أشقهر الشعهر‪ ،‬وعلى باب‬
‫الامع جاعة من الفرسان وقوف ليمنعوه من يريد منعه من هذا الفعل وأراده‬
‫ب سوء‪ ،‬فتقدم إل يه ر جل من أ هل الي من م عه خن جر فوجأه ب ا‪ ،‬وتكا ثر الناس‬
‫عليه فقتلوه وقطعوه قطعًا‪ ،‬وحرقوه بالنار‪ ،‬وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم جاعة‪،‬‬
‫ون بت أ هل م كة الر كب ال صري وتعدى الن هب إل غي هم‪ ،‬وجرت خب طة‬
‫عظيمة وفتنة كبية جدًا‪ ،‬ث سكن الال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تالؤوا‬
‫على اللاد ف أشرف البلد‪ ،‬غ ي أ نه قد سقط من ال جر ثلث فلق م ثل‬
‫الظفار‪ ،‬وبدا ما تت ها أ سر يضرب إل صفرة مببًا م ثل الشخاش‪ ،‬فأ خذ‬
‫بنوشيبهة تلك الفلق فعجنوهها بالسهك واللك وحشوا باه تلك الشقوق الته‬
‫بدت‪ ،‬فاستمسك الجر‪ ،‬واستمر على ما هو عليه الن‪ ،‬وهو ظاهر لن تأمله‪.‬‬
‫‪174‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ابن العلقمي الخائن الذي كان سببًا فيسقوط‬


‫الخلفة العباسية‬

‫قال الافظ ابن كثي رحه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)212‬الوزير ابن العلقمي‬


‫الراف ضي قب حه ال‪ :‬م مد بن أح د بن م مد بن علي بن أ ب طالب‪ ،‬الوز ير‬
‫مؤيد الدين أبوطالب ابن العلقمي وزير الستعصم البغدادي‪ ،‬وخدمه ف زمان‬
‫ال ستنصر أ ستاذ دار الل فة مدة طويلة‪ ،‬ث صار وز ير ال ستعصم وز ير سوء‬
‫على نفسهه وعلى الليفهة وعلى السهلمي‪ ،‬مهع أنهه مهن الفضلء فه النشاء‬
‫والدب‪ ،‬وكان رافضيّا خبيثًا رديء الطوية على السلم وأهله‪ ،‬وقد حصل له‬
‫من التعظيم والوجاهة ف أيام الستعصم ما ل يصل لغيه من الوزراء‪ ،‬ث مال‬
‫على السلم وأهله الكافر (هولكوخان) حت فعل ما فعل بالسلم وأهله ما‬
‫تقدم ذكره‪ ،‬ث ح صل له ب عد ذلك من الها نة والذل على أيدي التتار الذ ين‬
‫مال هم وزال ع نه ستر ال وذاق الزي ف الياة الدن يا ولعذاب الخرة أ شد‬
‫وأبقى‪ ،‬وقد رأته امرأة وهو ف الذل والوان وهو راكب ف أيام التتار برذونًا‬
‫وهو مرسم عليه وسائق يسوق به ويضرب فرسه‪ ،‬فوق فت إل جانبه وقالت‬
‫له‪ :‬يا ابن العلقمي هكذا كان بنوالعباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها ف قلبه‪،‬‬
‫وانقطع ف داره إل أن مات كمدًا وغبينةً وضيقًا وقلةً وذلة ف مستهل جادى‬
‫الخرة مهن هذه السهنة‪ ،‬وله مهن العمهر ثلث وسهتون سهنة‪ ،‬ودفهن فه قبور‬
‫الروافض وقد سع بأذنيه ورأى بعينيه من الهانة من التتار والسلمي ما ل يدّ‬
‫‪175‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ول يو صف‪ ،‬وتول بعده ولده ال بيث الوزارة ث أخذه ال أ خذ القرى و هي‬
‫ظالة سريعًا‪ ،‬وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه‪:‬‬
‫يا فرقة السلم نوحوا واندبوا أسفًا على ما حل بالستعصم‬
‫دست الوزارة كان قبل زمانه لبن الفرات فصار لبن العلقمي‬
‫‪176‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نصير الدين الطوسي‬

‫قال ابهن القيهم رحهه ال فه ((إغاثهة اللهفان)) (ج ‪ 2‬ص ‪ :)263‬ولاه‬


‫انت هت النو بة إل ن صي الشرك والك فر الل حد وز ير اللحدة الن صي الطو سي‬
‫وزير هولكو شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه‪ ،‬فعرضهم على السيف‬
‫ح ت ش فا إخوا نه من اللحدة واشت فى هو فق تل اللي فة والقضاة والفقهاء‬
‫والحدثي‪ ،‬واستبقى الفلسفة والنجمي‪ ،‬والطبائعيي والسحرة‪ ،‬ونقل أوقاف‬
‫الدارس والساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه‪ ،‬ونصر ف كتبه قدم‬
‫العال وبطلن العاد‪ ،‬وإنكار صفة الرب جل جلله من علمه وقدرته‪ ،‬وحياته‬
‫و سعه وب صره‪ ،‬وأ نه ل دا خل العال ول خار جه‪ ،‬ول يس فوق العرش إله يع بد‬
‫البتة‪.‬‬
‫واتذ للملحدة مدارس ورام جعل إشارات إمام اللحدين ابن سينا مكان‬
‫ههي قرآن الواص‪ ،‬وذاك قرآن العوام‪،‬‬ ‫القرآن فلم يقدر على ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬هه‬
‫ورام تغي ي ال صلة وجعل ها صلتي فلم ي تم له ال مر‪ ،‬وتعلم ال سحر ف آ خر‬
‫المر‪ ،‬فكان ساحرًا يعبد الصنام‪.‬‬
‫وصارع ممد الشهرستان ابن سيناء ف كتاب ساه ((الصارعة)) أبطل‬
‫فيه قوله بقدم العال وإنكار العاد‪ ،‬ونفي علم الرب وقدرته وخلقه العال‪ ،‬فقام‬
‫له ن صي اللاد وق عد‪ ،‬ونق ضه بكتاب ساه ((م صارعة ال صارعة)) ‪-‬ووقف نا‬
‫على الكتابي‪ -‬نصر فيه‪ :‬أن ال تعال ل يلق السموات والرض ف ستة أيام‪،‬‬
‫‪177‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وأنهه ل يعلم شيئًا‪ ،‬وأنهه ل يفعهل شيئًا بقدرتهه واختياره‪ ،‬ول يبعهث مهن فه‬
‫القبور‪ .‬وبالملة فكان هذا اللحهد ههو وأتباعهه مهن اللحديهن الكافريهن بال‬
‫وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر‪.‬‬
‫قال الا فظ ا بن كث ي رح ه ال (ج ‪ 14‬ص ‪ :)83‬صفة خروج الهدي‬
‫الضال بأرض جبلة‪.‬‬
‫وف هذه السنة خرجت النصيية عن الطاعة‪ ،‬وكان من بينهم رجل سوه‬
‫ممد بن السن الهدي القائم بأمر ال‪ ،‬وتارة يدعى علي بن أب طالب فاطر‬
‫ال سموات والرض‪ ،‬تعال ال ع ما يقولون علوًا كبيًا‪ ،‬وتارةً يد عي أ نه م مد‬
‫ابهن عبدال صهاحب البلد وخرج يكفهر السهلمي وأن النصهيية على القه‪،‬‬
‫واحتوى هذا الر جل على عقول كث ي من كبار الن صيية الضلل وعيّن ل كل‬
‫إنسهان منههم تقدمهه ألف وبلدًا كثية ونيابات‪ ،‬وحلوا على مدينهة جبلة‬
‫فدخلو ها وقتلوا خلقًا من أهل ها‪ ،‬وخرجوا من ها يقولون‪ :‬ل إله إل علي‪ ،‬ول‬
‫حجاب إل م مد‪ ،‬ول باب إل سلمان‪ ،‬و سبوا الشيخ ي و صاح أ هل البلد‪:‬‬
‫واإسلماه‪ ،‬واسلطاناه‪ ،‬واأمياه‪ ،‬فلم يكن لم يومئذ ناصر ول منجد‪ ،‬وجعلوا‬
‫يبكون ويتضرعون إل ال عز و جل فج مع هذا الضال تلك الموال فق سمها‬
‫على أصحابه وأتباعه قبحهم ال أجعي‪ ،‬وقال لم‪ :‬ل يبق للمسلمي ذكر ول‬
‫دولة‪ ،‬ولو ل ي بق م عي سوى عشرة ن فر للك نا البلد كل ها‪ ،‬ونادى ف تلك‬
‫البلد‪ :‬أن القا سة بالع شر ل غ ي‪ ،‬لي غب ف يه وأ مر أ صحابه براب ال ساجد‬
‫واتاذ ها خارات‪ ،‬وكانوا يقولون ل ن أ سره من ال سلمي‪ :‬قل ل إله إل علي‬
‫واسجد للك الهدي الذي ييي وييت حت يقن دمك ويكتب لك فرمان‪،‬‬
‫‪178‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وتهزوا وعملوا أمرًا عظيمًا جدًا فجردت إليههم العسهاكر فهزموههم‪ ،‬وقتلوا‬
‫من هم خلقًا كثيًا وجّ ا غفيًا‪ ،‬وق تل الهدي أضل هم و هو يكون يوم القيا مة‬
‫مقدمهم إل عذاب السعي كما قال تعال‪﴿:‬ومن النّاس من يادل ف ال بغي‬
‫علم ويتّ بع كلّ شيطان مر يد‪ ‬ك تب عل يه أنّه من تولّه فأنّه يضلّه ويهد يه إل‬
‫عذاب السّعي‪ ﴾1‬الية‪ .‬اهه‬
‫وهذه هي عقيدة الن صيية الذ ين غيوا ن سبتهم ف هذا الز من إل العلو ية‬
‫كذبًا وتلبي سًا على الناس‪ ،‬ولقد انتشرت هذه العقيدة البيثة اللادية ف دولة‬
‫اللحهد حافهظ أسهد النصهيي التسهتر بالعلويهة‪ ،‬نسهأل ال أن يوفهق علماء‬
‫السهلمي لكشهف أسهتار إلاد هذه الطائفهة‪ ،‬ونسهأله سهبحانه أن ينْزل بذه‬
‫الطائفة اللعونة بأسه الذي ل يرد‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫ذكر الافظ ابن كثي رحه ال ف حوادث سنة أربع وأربعي وسبعمائة‬
‫(ج ‪ 14‬ص ‪:)211‬‬
‫وف صبيحة يوم الثني الادي والعشرين منه قتل بسوق اليل حسن بن‬
‫الشيخ السكاكين على ما ظهر منه من الرفض الدال على الكفر الحض‪ ،‬شهد‬
‫عل يه ع ند القا ضي شرف الد ين الال كي بشهادات كثية تدل على كفره وأ نه‬
‫رافضي جلد‪ ،‬فمن ذلك تكفي الشيخي ر ضي ال عنهما‪ ،‬وقذفه أم الؤمني‬
‫عائشة وحفصة رضي ال عنهما‪ ،‬وزعم أن جبيل غلط فأوحى إل ممد وإنا‬
‫كان مرسلً إل علي وغي ذلك من القوال الباطلة القبيحة قبحه ال‪ .‬وقد فعل‬
‫وكان والده الش يخ م مد ال سكاكين يعرف مذ هب الراف ضة والشي عة جيدًا‪،‬‬
‫سورة الج‪ ،‬الية‪.4-3:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪179‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وكا نت له أ سئلة على مذ هب أ هل ال ي‪ ،‬ون ظم ف ذلك ق صيدة أجا به في ها‬


‫شيخنا المام العلمة شيخ السلم ابن تيمية رحه ال‪ ،‬وذكر غي واحد من‬
‫أصحاب الشيخ أن السكاكين ما مات حت رجع عن مذهبه وصار إل قول‬
‫أ هل ال سنة فال أعلم‪ .‬وأ خبت أن ولده ح سنًا هذا القب يح كان قد أراد ق تل‬
‫أبيه لا أظهر السنة‪ .‬اهه‬
‫‪180‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫سلف الخميني وأئمته‬

‫قال أبوم مد بن حزم رح ه ال ف ((الف صل)) (ج ‪ 4‬ص ‪ :)179‬ذ كر‬


‫شنع الشيعة‪:‬‬
‫قال أبوم مد‪ :‬أ هل الش نع من هذه الفر قة ثلث طوائف‪ :‬أول ا الارود ية‬
‫من الزيدية‪ ،‬ث المامية من الرافضة‪ ،‬ث الغالية‪.‬‬
‫فأما الارودية فإن طائفة منهم قالت‪ :‬إن ممد بن عبدال بن السن بن‬
‫السن بن علي بن أب طالب القائم بالدينة على أب جعفر النصور فوجه إليه‬
‫النصور عيسى بن موسى بن ممد بن علي بن عبدال بن العباس فقتل ممد‬
‫ابن عبدال بن السن رحه ال فقالت هذه الطائفة‪ :‬إن ممدًا الذكور حي ل‬
‫يقتل‪ ،‬ول مات‪ ،‬ول يوت حت يل الرض عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت طائفة أخرى منهم‪ :‬إنه يي بن عمر بن يي بن السي بن زيد‬
‫ابن علي بن السي بن علي بن أب طالب القائم بالكوفة أيام الستعي‪ ،‬فوجه‬
‫إليه ممد بن عبدال بن طاهر بن السي بأمر الستعي ابن عمه السن بن‬
‫إساعيل بن السي‪ ،‬وهو ابن أخي طاهر بن السي فقتل يي بن عمر رحه‬
‫ال‪ .‬فقالت الطائفة الذكورة‪ :‬إن يي بن عمر هذا حي ل يقتل ول مات ول‬
‫يوت حت يل الرض عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت طائ فة من هم‪ :‬إن م مد بن القا سم بن علي بن ع مر بن علي بن‬
‫‪181‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ال سي بن علي بن أ ب طالب القائم بالطالقان أيام العت صم حي ل ي ت ول‬


‫قتل ول يوت حت يل الرض عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت الكيسانية وهم أصحاب الختار بن أب عبيد وهم عندنا شعبة من‬
‫الزيدية ف سبيلهم‪ :‬إن ممد بن علي بن أب طالب وهو ابن النفية حي ببال‬
‫رضوي عن يينه أسد وعن يساره نر تدثه اللئكة يأتيه رزقه غدوًا وعشيّا ل‬
‫يت ول يوت حت يل الرض عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقال بعضض الروافضض الماميضة وههي الفرقهة الته تدعهى المطورة‪ :‬إن‬
‫موسى بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب حي ل‬
‫يت ول يوت حت يل الرض عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقالت طائفة منهم وهم الناووسية أصحاب ناوس الصري مثل ذلك ف‬
‫أبيه جعفر بن ممد‪ .‬وقالت طائفة منهم مثل ذلك ف أخيه إساعيل بن جعفر‪.‬‬
‫وقالت ال سبأية أ صحاب عبدال بن سبأ الميي اليهودي م ثل ذلك ف علي‬
‫ا بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه وزادوا‪ :‬إ نه ف ال سحاب‪ ،‬فل يت شعري ف أي‬
‫سحابة هو من السحاب‪ ،‬والسحاب كثي ف أقطار الواء مسخر بي السماء‬
‫والرض كما قال ال تعال‪ .‬وقال عبدال بن سبأ إذ بلغه قتل علي ر ضي ال‬
‫عنه‪ :‬لو أتيتمونا بدماغه سبعي مرة ما صدقنا موته ول يوت حت يل الرض‬
‫عدلً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫وقال ب عض الكي سانية‪ :‬بأن أ با م سلم ال سراج حي ل ي ت و سيظهر ول‬
‫بد‪ .‬وقال بعض الكيسانية بأن عبدال بن معاوية بن عبد ال بن جعفر بن أب‬
‫طالب حي ببال أ صبهان إل اليوم ول بد له من أن يظ هر‪ ،‬وعبدال هذا هو‬
‫‪182‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫القائم بفارس أيام مروان بن م مد وقتله أبوم سلم ب عد أن سجنه دهرًا‪ ،‬وكان‬
‫عبدال هذا رديء الدين معطلً مستصحبًا للدهرية‪.‬‬
‫قال أبوم مد‪ :‬ف صار هؤلء ف سبيل اليهود القائل ي بأن ملك صيدق بن‬
‫عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح‪ ،‬والعبد الذي وجهه إبراهيم عليه السلم‬
‫ليخ طب ري قا ب نت بنؤال بن ناخور بن تارخ على إ سحاق اب نه عل يه ال سلم‬
‫وإلياس عليه السلم وفنحاس بن العازار بن هارون عليه السلم أحياء إل اليوم‬
‫و سلك هذا ال سبيل ب عض تر كي ال صوفية فزعموا أن ال ضر وإلياس عليه ما‬
‫السلم حيان إل اليوم‪ ،‬وادعى بعضهم أنه يلقى إلياس ف الفلوات والضر ف‬
‫الروج والرياض وأنه مت ذكر حضر علي ذاكره‪.‬‬
‫قال أبوممد‪ :‬فإن ذكر ف شرق الرض وغربا وشالا وجنوبا وف ألف‬
‫مو ضع ف دقي قة واحدة ك يف ي صنع ول قد لقي نا من يذ هب إل هذا خلقًا‬
‫وكلمنا هم من هم العروف با بن شق الل يل الحدث بطلبية و هو مع ذلك من‬
‫أهل العناية وسعة الرواية‪ ،‬ومنهم ممد بن عبدال الكاتب وأخبن أنه جالس‬
‫الضهر وكلمهه مرارًا وغيه كثيه‪ ،‬هذا مهع سهاعهم قول ال تعال‪﴿ :‬ولكهن‬
‫رسهول ال وخاته النّبيّي‪ ،﴾1‬وقول رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪(( :-‬ل نبّ بعدي)) فك يف ي ستجيز م سلم أن يث بت بعده عل يه ال سلم‬
‫نبيّا ف الرض حاشا ما استثناه رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫ف الثار السندة الثابتة ف نزول عيسى بن مري عليه السلم ف آخر الزمان‪.‬‬
‫وكفار برغواطهة إل اليوم ينتظرون صهال بهن طريهف الذي شرع لمه‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.40:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪183‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫دينههم‪ ،‬وقالت القطيعيهة مهن الماميهة الرافضهة كلههم ‪-‬وههم جهور الشيعهة‬
‫ومنهم التكلمون والنظارون والعدد العظيم‪ -‬بأن ممد بن السن بن علي بن‬
‫ممد ابن علي بن موسى بن جعفر بن علي بن السي بن علي بن أب طالب‬
‫حي ل ي ت ول يوت حت يرج فيمل الرض عدلً ك ما ملئت جورًا‪ ،‬و هو‬
‫عندهم الهدي النتظر‪ ،‬ويقول طائفة منهم إن مولد هذا الذي ل يلق قط ف‬
‫سنة ستي ومائتي سنة موت أبيه‪ ،‬وقالت طائفة منهم‪ :‬بل بعد موت أبيه بدة‪،‬‬
‫وقالت طائفة منهم‪ :‬بل ف حياة أبيه‪ ،‬ورووا ذلك عن حكيمة بنت ممد بن‬
‫علي بن موسى وأنّ ها شهدت ولدته وسعته يتكلم حي سقط من بطن أمه‬
‫ويقرأ القرآن‪ ،‬وأن أمه نرجس وأنّها كانت هي القابلة‪ .‬وقال جهور‪ :‬بل أمه‬
‫صقيل‪ ،‬وقالت طائفة منهم‪ :‬بل أمه سوسن‪.‬‬
‫و كل هذا هوس ول يعقّب ال سن الذكور ل ذكرًا ول أن ثى‪ ،‬فهذا أول‬
‫نوك الشيعة ومفتاح عظيماتم وأخفها‪ ،‬وإن كانت مهلكة‪ ،‬ث قالوا كلهم ‪-‬إذ‬
‫سئلوا عن ال جة في ما يقولون‪ :-‬حجت نا اللام وأن من خالف نا ل يس لرشدة‪،‬‬
‫فكان هذا طريفًا جدًا ليت شعري ما الفرق بينهم وبي عيار مثلهم يدعي ف‬
‫إبطال قولم اللام وأن الشيعة ليسوا لرشدة أو أنّهم نوكة أو أنّهم جلة ذوو‬
‫شعبة من جنون ف رءوسهم‪ ،‬وما قولم فيمن كان منهم ث صار ف غيهم أو‬
‫من كان ف غيهم فصار فيهم أتراه ينتقل من ولدة الغيّة إل ولدة الرشدة‪،‬‬
‫ومن ولدة الرشدة إل ولدة الغية‪ ،‬فإن قالوا‪ :‬حكمه لا يوت عليه‪ .‬قيل لم‪:‬‬
‫فلعلكم أولد غية إذ ل يؤمن رجوع الواحد فالواحد منكم إل خلف ما هو‬
‫عليه اليوم‪ ،‬والقوم بالملة ذوو أديان فا سدة‪ ،‬وعقول مدخولة‪ ،‬وعدي و حياء‪،‬‬
‫‪184‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ونعوذ بال من الضلل‪.‬‬


‫وذكر عمرو بن بر الاحظ وهو وإن كان أحد الجّان ومن غلب عليه‬
‫الزل وأحد الضلل الضلي فإننا ما رأينا له ف كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتًا‬
‫لا‪ ،‬وإن كان كثيًا ل يرد كذب غيه‪ ،‬قال‪ :‬أخبن أبوإسحاق إبراهيم النظام‬
‫وبشر بن خالد أنّهما قال لحمد بن جعفر الرافضي العروف بشيطان الطاق‪:‬‬
‫وي ك أ ما ا ستحييت من ال أن تقول ف كتا بك ف الما مة‪ :‬إن ال تعال ل‬
‫يقل قط ف القرآن‪﴿ :‬ثان اثني إذ ها ف الغار إذ يقول لصاحبه ل تزن إ نّ‬
‫ال معنا‪ ﴾1‬قال‪ :‬فضحهك وال شيطان الطاق ضحكًا طويلً حته كأنها ننه‬
‫الذين أذنبنا‪ ،‬قال النظام‪ :‬وكنا نكلم علي بن ميتم الصابون وكان من شيوخ‬
‫الرافضة ومتكلميهم فنسأله‪ :‬أرأي أم ساع عن الئمة؟! فينكر أن يقوله برأي‬
‫فتخبه بقوله فيها قبل ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فوال ما رأيته خجل من ذلك ول استحيا‬
‫لفعله هذا قط‪ ،‬ومن قول المامية كلها قديًا وحديثًا‪ :‬إن القرآن مبدل زيد فيه‬
‫ما ل يس م نه‪ ،‬ون قص م نه كث ي وبدل م نه كث ي‪ ،‬حا شا علي بن ال سن بن‬
‫مو سى بن م مد بن إبراه يم بن مو سى بن جع فر بن م مد بن علي بن‬
‫ال سي بن علي بن أ ب طالب وكان إماميّ ا يظا هر بالعتزال‪ ،‬مع ذلك فإ نه‬
‫كان ينكر هذا القول ويكفر من قاله‪ ،‬وكذلك صاحباه أبويعلى ميلد الطوسي‬
‫وأبوالقاسم الرازي‪.‬‬
‫قال أبوممهد‪ :‬القول بأن بيه اللوحيه تبديلً كفهر صهحيح وتكذيهب‬
‫لرسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.4:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪185‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقالت طائ فة من الكي سانية بتنا سخ الرواح‪ ،‬وبذا يقول ال سيد الميي‬
‫الشاعر لعنه ال ويبلغ المر بن يذهب إل هذا إل أن يأخذ أحدهم البغل أو‬
‫المار فيعذبه ويضربه ويعطشه وييعه على أن روح أب بكر وعمر رضي ال‬
‫عنه ما ف يه‪ ،‬فاعجبوا لذا ال مق الذي ل نظ ي له‪ ،‬و ما الذي خص هذا الب غل‬
‫الشقي أو المار السكي بنقله الروح إليه دون سائر البغال والمي‪ ،‬وكذلك‬
‫يفعلون بالعنْز على أن روح أم الؤمني رضي ال عنها فيها‪.‬‬
‫وجهور متكلمي هم كهشام بن ال كم الكو ف وتلميذه أ ب علي ال صكاك‬
‫وغيه ا يقول‪ :‬إ نّ علم ال تعال مدث وإ نه ل ي كن يعلم شيئًا ح ت أحدث‬
‫لنف سه علمًا وهذا ك فر صحيح‪ ،‬و قد قال هشام هذا ف ح ي مناظر ته ل ب‬
‫الذ يل العلف‪ :‬إن ر به سبعة أشبار ب شب نف سه‪ ،‬وهذا ك فر صحيح‪ ،‬وكان‬
‫داود الوازي‪ 1‬مهن كبار متكلميههم يزعهم أن ربهه لمه ودم على صهورة‬
‫النسهان‪ .‬ول يتلفون فه أن الشمهس ردت على علي بهن أبه طالب مرتيه‬
‫أفيكون ف صفاقة الوجه وصلبة الد وعدم الياء والرأة على الكذب أكثر‬
‫من هذا‪ ،‬على قرب العهد وكثرة اللق‪ ،‬وطائفة منهم تقول‪ :‬إن ال تعال يريد‬
‫الشيء ويعزم عليه ث يبدو له فل يفعله‪ ،‬وهذا مشهور للكيسانية‪.‬‬
‫ومن المامية من ييز نكاح تسع نسوة‪ ،‬ومنهم من يرم الكرنب لنه إنا‬
‫ن بت على دم ال سي ول ي كن ق بل ذلك‪ ،‬وهذا ف قلة الياء قر يب م ا قبله‬
‫وك ما يز عم كث ي من هم أن عليّ ا ل ي كن له سي قبله‪ ،‬وهذا ج هل عظ يم بل‬
‫كان ف العرب كث ي ي سمون هذا ال سم كعلي بن ب كر بن وائل‪ ،‬إل يه ير جع‬

‫كذا ف الصل وصوابه‪ :‬الوارب‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪186‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫كل بكري ف العال ف ن سبه‪ ،‬و ف الزد علي‪ ،‬و ف بيلة علي وغي ها‪ ،‬كل‬
‫ذلك فه الاهل ية مشهور وأقرب من ذلك عامهر بهن الطفيهل يك ن أ با علي‬
‫وماهراتمه أكثهر ماه ذكرنها‪ ،‬ومنههم طائفهة تقول بفناء النهة والنار‪ ،‬وفه‬
‫الكيسانية من يقول‪ :‬إن الدنيا ل تفن أبدًا‪.‬‬
‫ومنهم طائفة تسمى النحلية نسبوا إل السن بن علي بن ورصند النحلي‬
‫كان من أهل نفطة من عمل قفصة وقسطيلية من كور إفريقية ث نض هذا‬
‫الكافر إل السوس ف أقاصي بلد الصامدة فأضلهم وأضل أمي السوس أحد‬
‫بن إدريس بن يي بن عبدال بن السي بن السن بن علي بن أب طالب‪،‬‬
‫ف هم هنالك كث ي سكان ف ر بض مدي نة ال سوس معلنون بكفر هم و صلتم‬
‫خلف صهلة السهلمي‪ ،‬ل يأكلون شيئًا مهن الثمار زبهل أصهله ويقولون‪ :‬إن‬
‫المامة ف ولد السن دون ولد السي‪ ،‬ومنهم أصحاب أب كامل ومن قولم‬
‫إن ج يع ال صحابة ر ضي ال عن هم كفروا ب عد موت ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬إذ جحدوا إما مة علي وإن عليّ ا ك فر إذ سلم ال مر إل أ ب‬
‫بكهر ثه عمهر ثه عثمان‪ ،‬ثه قال جهورههم‪ :‬إن عليّاه ومهن اتبعهه رجعوا إل‬
‫السلم إذ دعا إل نفسه بعد قتل عثمان‪ ،‬وإذ كشف وجهه وسل سيفه وإنه‬
‫وإياهم كانوا قبل ذلك مرتدين عن السلم كفارًا مشركي‪ ،‬ومنهم من يرد‬
‫الذ نب ف ذلك إل ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬إذ ل يبي ال مر‬
‫بيانًا رافعًا للشكال‪.‬‬
‫قال أبوم مد‪ :‬و كل هذا ك فر صريح ل خفاء به‪ ،‬فهذه مذا هب المام ية‬
‫وهي التوسطة ف الغلو من فرق الشيعة‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وأما الغالية من الشيعة فهم قسمان‪ :‬قسم أوجبت النبوة بعد النب ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬لغيه‪ ،‬والق سم الثا ن‪ :‬أوجبوا الل ية لغ ي ال عز‬
‫وجل‪ ،‬فلحقوا بالنصارى واليهود‪ ،‬وكفروا أشنع الكفر‪.‬‬
‫فالطائفضة التض أوجبضت النبوة بعضد النضب ‪-‬صضلى ال عليضه وعلى آله‬
‫وسضلم‪ -‬فرق فمنههم الغرابيهة وقولمه‪ :‬إن ممدًا ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب‪ ،‬وإن ال عز وجل بعث جبيل‬
‫عل يه ال سلم بالو حي إل علي فغلط جب يل بح مد‪ ،‬ول لوم على جب يل ف‬
‫ذلك ل نه غلط‪ ،‬وقالت طائ فة من هم‪ :‬بل تع مد ذلك جب يل وكفروه ولعنوه‬
‫لعنهم ال‪.‬‬
‫قال أبوم مد‪ :‬ف هل سع بأض عف عقولً وأ ت رقا عة من قوم يقولون‪ :‬إن‬
‫ممدًا ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬كان يشبهه علي بهن أبه طالب‪،‬‬
‫فياللناس أين يقع شبه ابن أربعي سنة من صب ابن إحدى عشرة سنة‪ ،‬حت‬
‫يغلط به جبيل عليه السلم‪ ،‬ث ممد عليه السلم فوق الربعة إل الطول‪ ،‬قوي‬
‫القناة‪ ،‬كث اللح ية‪ ،‬أد عج العين ي‪ ،‬متلئ ال ساقي ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬قليل شعر ال سد أفرع‪ ،‬وعلي دون الربعة إل القصر‪ ،‬منكب شديد‬
‫النكباب‪ ،‬كأنه كسر ث جب‪ ،‬عظيم اللحية قد ملئت صدره من منكب إل‬
‫منكب إذ التحى‪ ،‬ثقيل العيني‪ ،‬دقيق الساقي‪ ،‬أصلع عظيم الصلع‪ ،‬ليس ف‬
‫رأسه شعر إل ف مؤخره يسي‪ ،‬كثي شعر اللحية‪ ،‬فاعجبوا لمق هذه الطبقة‪،‬‬
‫ث لو جاز أن يغلط جب يل وحا شا للروح القدس الم ي ك يف غ فل ال عز‬
‫وجل عن تقويه وتنبيهه وتركه على غلطه ثلثًا وعشرين سنة‪ ،‬ث أظرف من‬
‫‪188‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هذا كله من أخبهم بذا الب‪ ،‬ومن خرفهم بذه الرافة‪ ،‬وهذا ل يعرفه إل‬
‫من شاهد أمر ال تعال لبيل عليه السلم‪ ،‬ث شاهد خلفه‪ ،‬فعلى هؤلء لعنة‬
‫ال ولعنة اللعني ولعنة الناس أجعي ما دام ل ف عاله خلق‪.‬‬
‫وفرقهة قالت بنبوة علي‪ ،‬وفرقهة قالت بأن علي بهن أبه طالب والسهن‬
‫وال سي ر ضي ال عن هم‪ ،‬وعلي بن ال سي‪ ،‬وم مد بن علي‪ ،‬وجع فر بن‬
‫م مد‪ ،‬ومو سى بن جع فر‪ ،‬وعلي بن مو سى‪ ،‬وم مد بن علي‪ ،‬وال سن بن‬
‫ممد‪ ،‬والنتظر ابن السن‪ ،‬أنبياء كلهم‪ .‬وفرقة قالت بنبوة ممد بن إساعيل‬
‫ابن جعفر فقط‪ ،‬وهم طائفة من القرامطة‪ ،‬وفرقة قالت بنبوة علي وبنيه الثلثة‬
‫السن والسي وممد بن النفية فقط‪ ،‬وهم طائفة من الكيسانية‪ ،‬وقد حام‬
‫الختار حول أن يد عي النبوة لنف سه‪ ،‬و سجع أ سجاعًا وأنذر بالغيوب عن ال‬
‫واتبعه على ذلك طوائف من الشيعة اللعونة‪ ،‬وقال بإمامة ممد بن النفية‪.‬‬
‫وفر قة قالت بنبوة الغية بن سعيد مول بيلة بالكو فة‪ ،‬و هو الذي أحر قه‬
‫خالد ابن عبدال القسري بالنار‪ ،‬وكان لعنه ال يقول‪ :‬إن معبوده صورة رجل‬
‫على رأسه تاج‪ ،‬وإن أعضاءه على عدد حرف الجاء‪ ،‬اللف للساقي‪ ...‬ونو‬
‫ذلك م ا ل ين طق ل سان ذي شع بة من د ين به تعال ال ع ما يقول الكافرون‬
‫علوًا كبيًا‪ ،‬وكان لعنه ال يقول‪ :‬إن معبوده لا أراد أن يلق اللق تكلم باسه‬
‫الكب‪ ،‬فوقع على تاجه ث كتب بأصبعه أعمال العباد من العاصي والطاعات‪،‬‬
‫فلما رأى العاصي ارف ضّ به عرقًا فاجتمع من عرقه بران أحدها ملح مظلم‪،‬‬
‫والثان ني عذب‪ ،‬ث اطلع ف البحر فرأى ظلمة‪ ،‬فذهب ليأخذه فطار‪ ،‬فأخذه‬
‫فقلع عي ن ذلك ال ظل وم قه‪ ،‬فخلق من عين يه الش مس وش سًا أخرى‪ ،‬وخلق‬
‫‪189‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الكفار من البحر الال وخلق الؤمني من البحر العذب‪ ،‬ف تليط لم كثي‪،‬‬
‫وكان ما يقول‪ :‬إن النبياء ل يتلفوا قط ف شيء من الشرائع‪.‬‬
‫و قد ق يل‪ :‬إن جابر بن يز يد الع في الذي يروي عن الش عب كان خلي فة‬
‫الغية بن سعيد إذ حر قه خالد بن ع بد ال الق سري‪ ،‬فل ما مات جابر خل فه‬
‫ب كر العور الجري‪ ،‬فل ما مات فوضوا أمر هم إل عبدال بن الغية رئي سهم‬
‫الذكور‪ ،‬وكان لم عدد ضخم بالكوفة‪ ،‬وآخر ما وقف عليه الغية بن سعيد‬
‫القول بإمامة ممد بن عبدال بن السن بن السي‪ ،‬وتري ماء الفرات‪ ،‬وكل‬
‫ماء نر أو عي أو بئر وقعت فيه ناسة فبئت منه عند ذلك القائلون بالمامة‬
‫ف ولد السي‪.‬‬
‫وفرقة قالت بنبوة بيان بن سعان التميمي‪ ،‬صلبه وأحرقه خالد بن عبدال‬
‫القسري مع الغية بن سعيد ف يوم واحد‪ ،‬وجب الغية بن سعيد عن اعتناق‬
‫حز مة ال طب جبنًا شديدًا‪ ،‬ح ت ض مّ إلي ها قهرًا‪ ،‬وبادر بيان بن سعان إل‬
‫الزمة فاعتنقها من غي إكراه ول يظهر منه جزع‪ ،‬فقال خالد لصحابما‪ :‬ف‬
‫كل ش يء أن تم مان ي‪ ،‬هذا كان ينب غي أن يكون رئي سكم‪ ،‬ل هذا الف سل‪.‬‬
‫وكان بيان لعنهه ال يقول‪ :‬إن ال تعال يفنه كله حاشها وجههه فقهط‪ .‬وظهن‬
‫الجنون أ نه تعلق ف كفره هذا بقوله تعال‪﴿ :‬كلّ من علي ها فان ويب قى و جه‬
‫ربّك‪ ﴾1‬ولو كان له أدن عقل أو فهم لعلم أن ال تعال إنا أخب بالفناء عما‬
‫على الرض ف قط ب نص قوله ال صادق‪﴿ :‬كلّ من علي ها فان﴾ ول ي صف عز‬
‫وجل بالفناء غي ما على الرض ووجه ال تعال هو ال وليس هو شيئًا غيه‪،‬‬

‫سورة الرحن‪ ،‬الية‪.27-26:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪190‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وحاشا ل من أن يوصف بالتبعيض والتجزي هذه صفة الخلوقي الحدودين‪،‬‬


‫ل صفة من ل يد ول له مثل‪ .‬وكان لعنه ال يقول‪ :‬إنه العن بقول ال تعال‪:‬‬
‫﴿هذا بيان للنّا س‪ ﴾1‬وكان يذ هب إل أن المام هو ها شم عبدال بن م مد‬
‫ابن النفية ث هي ف سائر ولد علي كلهم‪.‬‬
‫وقالت فر قة من هم بنبوة من صور ال ستي العجلي‪ ،‬و هو الل قب بالك سف‪،‬‬
‫وكان يقال‪ :‬إنهه الراد بقول ال عهز وجهل‪﴿ :‬وإن يرو كسهفًا مهن السهّماء‬
‫ساقطًا‪ ﴾2‬وصلبه يوسف بن عمر بالكوفة‪ ،‬وكان لعنه ال يقول‪ :‬إنه عرج به‬
‫إل ال سماء‪ ،‬وأن ال تعال م سح رأ سه بيده وقال له‪ :‬اب ن اذ هب فبلغ ع ن‪.‬‬
‫وكان ييه أصهحابه‪ :‬ل والكلة‪ ،‬وكان لعنهه ال يقول‪ :‬بأن أول مهن خلق ال‬
‫تعال عيسى بن مري‪ ،‬ث علي بن أب طالب‪ ،‬وكان يقول بتواتر الرسل‪ ،‬وأباح‬
‫الحرمات من الزنا والمر واليتة والنْزير والدم وقال‪ :‬إنا هم أساء رجال‪،‬‬
‫وجهور الراف ضة اليوم على هذا‪ ،‬وأ سقط ال صلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬وال صيام‪ ،‬وال ج‪،‬‬
‫وأصهحابه كلههم خنّاقون رضّاخون‪ ،‬وكذلك أصهحاب الغية بهن سهعيد‬
‫ومعناهم ف ذلك أنّهم ل يستحلون حل السلح حت يرج الذي ينتظرونه‪،‬‬
‫فهم يقتلون الناس بالنق وبالجارة والشبية بالشب فقط‪.‬‬
‫وذ كر هشام بن ال كم الراف ضي ف كتا به العروف ب ه((اليزان)) و هو‬
‫أعلم الناس به لنه جارهم بالكوفة وجارهم ف الذهب‪ :‬إن الكسفية خاصة‬
‫يقتلون من كان منهم ومن خالفهم‪ ،‬ويقولون‪ :‬نعجل الؤمن إل النة والكافر‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.138:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الطور‪ ،‬الية‪.44:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪191‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إل النار‪ ،‬وكانوا بعد موت أب منصور يؤدون المس ما يأخذون من خنقوه‬
‫إل السن بن أب منصور‪ ،‬وأصحابه فرقتان فرقة قالت‪ :‬إن المامة بعد ممد‬
‫بن علي بن السن صارت إل ممد بن عبدال بن السن بن السي‪ ،‬وفرقة‬
‫قالت‪ :‬بل إل أ ب الن صور الك سف ول تعود ف ولد علي أبدًا‪ .‬وقالت فر قة‬
‫بنبوة بزيغ الائك بالكوفة‪ ،‬وإن وقْع هذه الدعوة لم ف حائك لظريفة‪ ،‬وفرقة‬
‫قالت بنبوة معمر بائع النطة بالكوفة‪ ،‬وقالت فرقة بنبوة عمر التبان بالكوفة‪،‬‬
‫وكان لعنه ال يقول لصحابه‪ :‬لو شئت أن أعيد هذا التب تبًا لفعلت‪ .‬وقدم‬
‫إل خالد بن عبدال الق سري بالكو فة فتجلد و سب خالدًا فأ مر خالد بضرب‬
‫عنقه‪ ،‬فقتل إل لعنة ال‪ .‬وهذه الفرق المس كلها من فرق الطابية‪ ،‬وقالت‬
‫فرقة من أولئك شيعة بن العباس بنبوة عمار اللقب بداش فظفر به أسد بن‬
‫عبدال أخو خالد بن عبدال القسري فقتله إل لعنة ال‪.‬‬
‫والقسم الثان من فرق الغالية الذين يقولون باللية لغي ال عز وجل‬
‫فأولم قوم من أصحاب عبدال بن سبأ الميي لعنه ال أتوا إل علي بن أب‬
‫طالب فقالوا مشافهة‪ :‬أنت هو‪ .‬فقال لم‪ :‬ومن هو؟ قالوا‪ :‬أنت ال‪ .‬فاستعظم‬
‫المهر وأمهر بنار فأججهت وأحرقههم بالنار‪ ،‬فجعلوا يقولون وههم يرمون فه‬
‫النار‪ :‬الن صهح عندنها أنهه ال لنهه ل يعذب بالنار إل ال‪ .‬وفه ذلك يقول‬
‫رضي ال عنه‪:‬‬
‫لا رأيت المر أمرًا منكرًا أجّجت نارًا ودعوت قنبًا‬
‫يريد قنبًا موله وهو الذي تول طرحهم ف النار نعوذ بال من أن نفتت‬
‫بخلوق أو يفت ت ب نا ملوق في ما جل أو دق‪ ،‬فإن م نة أ ب ال سن ر ضي ال‬
‫‪192‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عنه من بي أصحابه رضي ال عنهم كمحنة عيسى صلى ال عليه وسلم بي‬
‫أصحابه من الر سل علي هم ال سلم‪ ،‬وهذه الفر قة باق ية إل اليوم فاش ية عظيمة‬
‫العدد ي سمون العليان ية من هم كان إ سحاق بن م مد النخ عي الح ر الكو ف‪،‬‬
‫وكان من متكلميهم وله ف ذلك كتاب ساه ((الصراط)) نقض عليه البهنكي‬
‫والفياض لا ذكرنا ويقولون‪ :‬إن ممدًا رسول علي‪.‬‬
‫وقالت طائ فة من الشي عة يعرفون بالحمد ية‪ :‬إن ممدًا عل يه ال سلم هو‬
‫ال‪ .‬تعال ال عن كفرهم‪ ،‬ومن هؤلء كان البهنكي والفياض بن علي وله ف‬
‫هذا العنه كتاب سهاه ((القسهطاس))‪ ،‬وأبوه الكاتهب الشهور الذي كتهب‬
‫لسحاق ابن كنداج أيام وليته ث لمي الؤمني العتضد وفيه يقول البحتري‬
‫القصيدة الشهورة الت أولا‪:‬‬
‫وطوته البلد وال حارة‬ ‫شط من مساكن الغرير مرارة‬
‫والفياض هذا لعنه ال قتله القاسم بن عبدال بن سليمان بن وهب لكونه‬
‫من جلة من سعى به أيام العتضد‪ ،‬والقصة مشهورة‪.‬‬
‫وفرقة قالت بإلهية آدم عليه السلم والنبيي بعده نبيّا نبيّا إل ممد عليه‬
‫السلم‪ ،‬ث بإلهية علي‪ ،‬ث بإلهية السن‪ ،‬ث السي‪ ،‬ث ممد بن علي‪ ،‬ث‬
‫جعفر بن ممد‪ ،‬ووقفوا ههنا وأعلنت الطابية بذلك نارًا بالكوفة‪ ،‬ف ولية‬
‫عي سى بن مو سى بن م مد بن علي بن عبدال بن العباس‪ ،‬فخرجوا صدر‬
‫النهار ف جوع عظي مة ف أزر وأرد ية مرم ي ينادون بأعلى أ صواتم‪ :‬لب يك‬
‫جع فر لب يك جع فر‪ .‬قال ا بن عياش وغيه‪ :‬كأ ن ان ظر إلي هم يومئذ‪ ،‬فخرج‬
‫إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم واصطلمهم‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ث زادت فرقة على ما ذكرنا‪ ،‬فقالت بإلهية ممد بن إساعيل بن جعفر‬


‫ا بن م مد و هم القرام طة‪ ،‬وفي هم من قال بإله ية أ ب سعيد ال سن بن برام‬
‫البائي وأبنائه بعده‪ ،‬ومنهم من قال بإلهية أب القاسم النجار باليمن ف بلد‬
‫هدان السمى بالنصور‪ ،‬وقالت طائفة منهم بإلهية عبيدال ث الولة من ولده‬
‫إل يومنا هذا‪.‬‬
‫وقالت طائ فة بإله ية أ ب الطاب م مد بن أ ب زي نب مول ب ن أ سد‬
‫بالكو فة‪ ،‬وك ثر عدد هم ب ا ح ت تاوزوا اللوف وقالوا‪ :‬هو إله وجع فر بن‬
‫م مد إله‪ ،‬إل أن أ با الطاب أ كب م نه‪ ،‬وكانوا يقولون‪ :‬ج يع أولد ال سن‬
‫ابناء ال وأحباؤه‪ ،‬وكانوا يقولون‪ :‬إنّهم ل يوتون ولكنهم يرفعون إل السماء‬
‫وأشبه على الناس بذا الشيخ الذي ترون‪ ،‬ث قالت طائفة منهم بإلهية معمر‬
‫بائع النطهة بالكوفهة وعبدوه‪ ،‬وكان مهن أصهحاب أبه الطاب لعنههم ال‬
‫أجعي‪.‬‬
‫وقالت طائ فة بإله ية ال سن بن من صور حلج الق طن ال صلوب ببغداد‬
‫بسعي الوزير ابن حامد بن العباس رحه ال أيام القتدر‪ .‬وقالت طائفة بإلهية‬
‫ممهد بهن علي بهن السهلمان الكاتهب القتول ببغداد أيام الراضهي وكان أمهر‬
‫أصحابه أن يفسق إل رفع قدرًا منهم به ليول فيه النور‪ ،‬وكل هذه الفرق ترى‬
‫الشتراك ف النساء‪.‬‬
‫وقالت طائفة منهم بإلهية شباش الغيم ف وقتنا هذا حيًا بالبصرة‪ .‬وقالت‬
‫طائفة منهم بإلهية أب مسلم السراج‪ .‬ث قالت طائفة من هؤلء بإلهية القنع‬
‫العور القصار القائم بثار أب مسلم واسم هذا القصار هاشم‪ ،‬وقتل لعنه ال‬
‫‪194‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أيام النصور وأعلنوا بذلك فخرج النصور فقتلهم وأفناهم إل لعنة ال‪ .‬وقالت‬
‫الرواندية بإلهية أب جعفر النصور‪.‬‬
‫وقالت طائفهة منههم بإلهيهة عبدال بهن الرب الكندي الكوفه وعبدوه‬
‫وكان يقول بتناسخ الرواح‪ ،‬وفرض عليهم تسعة عشر صلة ف اليوم والليلة‪،‬‬
‫ف كل صلة خ س عشرة رك عة إل أن ناظره ر جل من متكل مي ال صفرية‬
‫وأو ضح له براه ي الد ين فأ سلم و صح إ سلمه‪ ،‬و تبأ من كل ما كان عل يه‬
‫وأعلم أصهحابه بذلك وأظههر التوبهة‪ ،‬فتهبأ منهه جيهع أصهحابه الذيهن كانوا‬
‫يعبدونهه ويقولون بإلهيتهه ولعنوه وفارقوه‪ ،‬ورجعوا كلههم إل القول بإمامهة‬
‫عبدال بن معاوية بن عبدال بن جعفر بن أب طالب وبقي عبدال بن الرب‬
‫على السهلم وعلى مذههب الصهفرية إل أن مات‪ ،‬وطائفتهه إل اليوم تعرف‬
‫بالربية وهي من السبأية القائلي بإلهية علي‪.‬‬
‫وطائفة تدعى النصيية غلبوا ف وقتنا هذا على جند الردن بالشام‪ ،‬وعلى‬
‫مدينة طبية خاصة‪ ،‬ومن قولم لعن فاطمة بنت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬ول عن ال سن وال سي اب ن علي ر ضي ال عن هم‪ ،‬و سبهم‬
‫بأقذع السب‪ ،‬وقذفهم بكل بلية‪ ،‬والقطع بأنّها وابنيها ‪-‬رضي ال عنهم ولعن‬
‫مبغضي هم‪ -‬شياط ي ت صوروا ف صورة الن سان‪ ،‬وقول م ف عبدالرح ن بن‬
‫مل جم الرادي قا تل علي ر ضي ال ع نه‪ :‬على علي لع نة ال ور ضي عن ا بن‬
‫ملجهم‪ .‬فيقول هؤلء‪ :‬إن عبدالرحنه ابهن ملجهم الرادي أفضهل أههل الرض‬
‫وأكرمهم ف الخرة‪ ،‬لنه خلص روح اللهوت ما كان يتشبث فيه من ظلمة‬
‫السد وكدره فاعجبوا لذا النون‪ ،‬واسألوا ال العافية من بلء الدنيا والخرة‬
‫‪195‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فهي بيده ل بيد أحد سواه‪ ،‬جعل ال حظنا منها الوف‪.‬‬


‫واعلموا أن كل من ك فر هذه الكفرات الفاح شة م ن ينت مي إل السلم‬
‫فإنا عنصرهم الشيعة والصوفية‪ ،‬فإن من الصوفية من يقول‪ :‬إن من عرف ال‬
‫تعال سقطت عنه الشرائع‪ ،‬وزاد بعضهم واتصل بال تعال وبلغنا أن بنيسابور‬
‫اليوم ف عصرنا هذا رجل يكن أبا سعيد أبا الي ‪-‬هكذا معًا‪ -‬من الصوفية‬
‫مرة يل بس ال صوف‪ ،‬ومرة يل بس الر ير الحرم على الرجال‪ ،‬ومرة ي صلي ف‬
‫اليوم ألف ركعة‪ ،‬ومرة ل ي صلى ل فريضة ول نافلة‪ ،‬وهذا كفر مض ونعوذ‬
‫اهه‬
‫بال من الضلل‪ .‬‬
‫‪196‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فصول في مشابهة الرافضة للكفار‬

‫حول تقية الرافضة‬

‫وم ا ينب غي أن يعلم أن تق ية الراف ضة داخلة ف النفاق‪ ،‬لن التق ية الأخوذة‬


‫مهن قوله تعال‪﴿ :‬ل يتّخهذ الؤمنون الكافريهن أولياء مهن دون الؤمنيه ومهن‬
‫يفعل ذلك فليس من ال ف شيء إل أن تتّقوا منهم تقاةً ويذّر كم ال نف سه‬
‫وإل ال الصي‪.﴾1‬‬
‫مبينة بقوله تعال‪﴿ :‬من كفر بال من بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئنّ‬
‫باليان ول كن من شرح بالك فر صدرًا فعلي هم غ ضب من ال ول م عذاب‬
‫عظيم‪.﴾2‬‬
‫و حد الكراه‪ :‬أن تتأ كد أن ي ل بك أو مالك أو عرضك ما ل تتحمله‪.‬‬
‫أ ما تلون الراف ضة فل يس من التق ية ف ش يء‪ ،‬بل هو النفاق أعاذ نا ال من‬
‫النفاق‪ ،‬فالنافقون يعملون الف ساد ويزعمون أنّ هم م صلحون‪ ،‬قال ال سبحانه‬
‫وتعال‪﴿ :‬وإذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا إنّما نن مصلحون‪.﴾3‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.28:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.106:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪197‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال ال تعال‪﴿ :‬أل إنّهم هم الفسدون ولكن ل يشعرون‪.﴾1‬‬


‫وهكذا إمام الضللة المينه يزعهم أنهه يريهد الصهلح وههو يدعهو إل‬
‫الضلل‪.‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬أل تهر إل الّذ ين نافقوا يقولون لخوان م الّذيهن‬
‫كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ول نطيع فيكم أحدًا أبدًا‬
‫وإن قوتلتهم لننصهرنّكم وال يشههد إنّههم لكاذبون ‪ ‬لئن أخرجوا ل يرجون‬
‫معهم ولئن قوتلوا ل ينصرونم ولئن نصروهم ليوّلنّ الدبار ثّ ل ينصرون‪.﴾2‬‬
‫وهكذا المي ن وحا فظ أ سد الن صيي ب عد أن يعدا أ هل فل سطي ث ل‬
‫يفيان‪ ،‬بل أق بح من هذا أن راف ضة لبنان فت كت بالخيمات الفل سطينية‪ ،‬وقال‬
‫سبحانه وتعال‪﴿ :‬بشّر النافقي بأ نّ لم عذابًا أليمًا الّذين يتّخذون الكافرين‬
‫أولياء من دون الؤمني أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة ل جيعًا‪.﴾3‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬فترى الّذيهن فه قلوبمه مرض يسهارعون فيههم‬
‫يقولون نشى أن تصيبنا دائرة‪.﴾4‬‬
‫فالرافضة من زمن قدي يوالون الكفار‪ ،‬وهذا إمام الضللة يستمد القوات‬
‫من رو سيا و من أمري كا‪ ،‬وفتك هم بأ هل الخيمات دل يل على أ نه مالئ مع‬
‫إ سرائيل ف هو منا فق خط ي‪ ،‬ور حم ال م مد بن سال البيحا ن إذ يقول ف‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.12:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الشر‪ ،‬الية‪.12-11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.139-138:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.52:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪198‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وصف بعض الناس وهو يصدق على المين‪:‬‬


‫ويلبهس للسهياسة ألف لبهس‬ ‫يدور مع الزجا جة ح يث دارت‬
‫ويطلب سهمه من كل خ س‬ ‫فعنهد السهلمي يعهد منههم‬
‫وعن ماركس يفظ كل درس‬ ‫وعنهد اللحديهن يعهد منههم‬
‫وف باريس مسوب فرنسي‬ ‫ومثل النليز إذا رآهم‬
‫والراف ضة ل تر ضى بتحك يم كتاب ال و سنة ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬تقول ل م‪ :‬قال ال قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ .-‬فيقولون‪ :‬قال أئمتنا‪ .‬فبهم شبه من النافقي ف عدم تكيم‬
‫الكتاب والسهنة قال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ويقولون ءامنّها بال وبالرّسهول‬
‫وأطعنا ثّ يتولّى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالؤمني ‪ ‬وإذا دعوا إل‬
‫ال ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون‪ ‬وإن يكن لم القّ يأتوا إليه‬
‫مذعني أف قلوبم مرض أم ارتابوا أم يافون أن ييف ال عليهم ورسوله بل‬ ‫‪‬‬
‫أولئك هم الظّالون ‪ ‬إنّ ما كان قول الؤمن ي إذا دعوا إل ال ور سوله ليح كم‬
‫بين هم أن يقولوا سهعنا وأطع نا وأولئك هم الفلحون‪ ‬و من يطهع ال ورسهوله‬
‫ويش ال ويتّقه فأولئك هم الفائزون‪.﴾1‬‬
‫والرافضة يتعمدون مالفة أهل السنة ول يتقيدون بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫ومن صفات الرافضة أنّهم يسخرون ويستهزئون بأهل الي والصلح‪،‬‬
‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬يذر النافقون أن تنّل علي هم سورة تنبّئ هم ب ا ف‬
‫قلوب م قل ا ستهزئوا إ نّ ال مرج ما تذرون‪ ‬ولئن سألتهم ليقول نّ إنّ ما كنّا‬
‫سورة النور‪ ،‬الية‪.52-47:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪199‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نوض ونلعب قل أبال وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون‪ ‬ل تعتذروا قد كفرت‬
‫بعد إيانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذّب طائفةً بأنّهم كانوا مرمي‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬الّذين يلمزون الطّوّعي من الؤمني ف الصّدقات والّذين ل‬
‫يدون إل جهدهم فيسخرون منهم سخر ال منهم ولم عذاب أليم‪.﴾2‬‬
‫وإنك إذا قرأت ف كتبهم واستمعت لذاعتهم وجدتم ينشرون الدعايات‬
‫الكاذبة الت تنفر عن الصالي وعن الدعاة إل ال فتارة يصفونم بأنّهم عملء‬
‫وأخرى بأنّههم متحجروا العقول وأخرى بأنّههم جامدوا الفطنهة إل غيه ذلك‬
‫من الكاذيب‪.‬‬
‫و من صفات الراف ضة الذمي مة الرجاف على الؤمن ي قال ال سبحانه‬
‫وتعال‪﴿ :‬لئن ل ين ته النافقون والّذ ين ف قلوب م مرض والرجفون ف الدي نة‬
‫لنغرينّك ب م ثّ ل ياورو نك في ها إل قليلً‪ ‬ملعون ي أين ما ثقفوا أخذوا وقتّلوا‬
‫تقتيلً‪.﴾3‬‬
‫ول ت سأل عن إرجاف الراف ضة وا ستمع لذاعت هم ت سمعها إذا عة فت نة‪،‬‬
‫إذاعة إرهاب ﴿قاتلهم ال أنّى يؤفكون‪.﴾4‬‬
‫والباطن ية ي ستعملون النفاق إذا كا نت الدولة ال سلمية قو ية‪ ،‬ومن هم‬
‫السهاعيلية‪ ،‬فنهايهة أمرههم إل تعطيهل شرع ال‪ ،‬ويلتقون مهع الشيوعيهة فه‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.66-64:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.79:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.61-60:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.30:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪200‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫التعط يل‪ ،‬والطائ فة ال ساعيلية تتظا هر بالسلم وب ب أ هل ب يت النبوة‪ ،‬و هم‬


‫كاذبون مادعون‪ ،‬و من هؤلء الذ ين ي سمون أنف سهم بالكار مة ف هم رءوس‬
‫الضلل‪ ،‬وههم الذيهن أضلوا رجال (يام) المدانييه‪ ،‬وأضلوا طائفهة براز‪،‬‬
‫وأخرى بعراس‪ ،‬وأخرى بالعد ين‪ ،‬و قد سكن بعض هم بوار ن قم‪ ،‬وبعض هم‬
‫بدينهة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬ويسهمون بالنخاولة‪،‬‬
‫وبعضهم بالحساء وبالقطيف‪ ،‬ومنهم طائفة كبية بالبحرين‪ ،‬وطائفة بالند‪،‬‬
‫ها‬
‫ههم كفار والتباع ضالون يرفون كتاب ال على مه‬ ‫هاعيلية رءوسه‬ ‫والسه‬
‫يهوون‪ ،‬و قد ذكرت نبذة عن هم ف ((هذه دعوت نا وعقيدتنا‪ ))1‬ووا جب على‬
‫أههل العلم أن يذّروا السهلمي مهن هذه الطائفهة الارقهة‪ ،‬فإن رجال (يام) لو‬
‫علموا أن الكارمة كفار ما اتبعوهم على الضلل وال الستعان‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ذكرت الباطنية مع الراف ضة لن كلتا الطائفت ي تت ستّر ب ب أ هل الب يت‪،‬‬
‫وكلتاها تستعمل التقية الت هي ف الواقع نفاق وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬
‫حديثان لهما اتصال بما تقدم‪:‬‬
‫قال المام البخاري رح ه ال (ج ‪1‬ص ‪ :)89‬حدّث نا سليمان أبوالرّب يع‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدّثنها إسهاعيل بهن جعفهر‪ .‬قال‪ :‬حدّثنها نافهع بهن مالك بهن أبه عامهر‬
‫أبوسهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫قال‪(( :‬آيهة النافهق ثلث‪ :‬إذا حدّث كذب‪ ،‬وإذا وعهد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتنه‬
‫خان))‪.‬‬
‫ث ألقته به الترجة ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪201‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا قبيصة بن عقبة‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عبدال بن‬
‫مرّة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عبدال بن عمرو‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬قال‪(( :‬أربع من ك نّ فيه كان منافقًا خال صًا ومن كانت فيه خصلة‬
‫منه نّ كا نت ف يه خ صلة من النّفاق حتّى يدع ها‪ :‬إذا اؤت ن خان‪ ،‬وإذا حدّث‬
‫كذب‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر))‪ .‬تابعه شعبة عن العمش‪ .‬اهه‬
‫‪202‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فصل في مشابهة غلة الروافضاليهود‬


‫والنصارى في الغلو‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬لقد كفر الّذين قالوا إنّ ال هو السيح ابن مري‬
‫وقال السيح يابن إسرائيل اعبدوا ال ربّي وربّكم إنّه من يشرك بال فقد حرّم‬
‫ال عليه النّة ومأواه النّار وما للظّالي من أنصار ‪ ‬لقد كفر الّذين قالوا إنّ ال‬
‫سنّ الّذ ين‬
‫ثالث ثل ثة و ما من إله إل إله وا حد وإن ل ينتهوا عمّا يقولون ليم ّ‬
‫كفروا منهم عذاب أليم ‪ ‬أفل يتوبون إل ال ويستغفرونه وال غفور رحيم ‪ ‬ما‬
‫السيح ابن مري إل رسول قد خلت من قبله الرّسل وأمّه صدّيقة كانا يأكلن‬
‫الطّعام انظر كيف نبيّن لم اليات ثّ انظر أنّى يؤفكون ‪ ‬قل أتعبدون من دون‬
‫ال ما ل يلك لكم ضرّا ول نفعًا وال هو السّميع العليم ‪ ‬قل ياأهل الكتاب ل‬
‫تغلوا ف دينكم غي ال قّ ول تتّبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيًا‬
‫وضلّوا عن سواء السّبيل‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ياأههل الكتاب ل تغلوا فه دينكهم ول تقولوا على ال إل‬
‫القّ إنّما السيح عيسى ابن مري رسول ال وكلمته ألقاها إل مري وروح منه‬
‫فآمنوا بال ورسله ول تقولوا ثلثة انتهوا خيًا لكم إنّما ال إله واحد سبحانه‬
‫أن يكون له ولد له ما ف السّموات وما ف الرض وكفى بال وكيلً‪.﴾2‬‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.77-72:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.171:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪203‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال تعال ‪﴿ :‬وقالت اليهود عز ير ا بن ال وقالت النّ صارى ال سيح ا بن‬


‫ال ذلك قول م بأفواه هم يضاهئون قول الّذ ين كفروا من ق بل قاتل هم ال أنّى‬
‫يؤفكون‪ ‬اتّخذوا أحبار هم ورهبان م أربابًا من دون ال وال سيح ا بن مر ي و ما‬
‫أمروا إل ليعبدوا إلًا واحدًا ل إله إل هو سبحانه عمّا يشركون‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ما كان لبشر أن يؤتيه ال الكتاب والكم والنّبوّة ثّ يقول‬
‫للنّاس كونوا عبادًا ل مهن دون ال ولكهن كونوا ربّانيّيه باه كنتهم تعلّمون‬
‫الكتاب وب ا كن تم تدر سون‪ ‬ول يأمر كم أن تتّخذوا اللئ كة والنّبيّي أربابًا‬
‫أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون‪.﴾2‬‬
‫وقد تقدم لك شيء من غلوهم ف أئمتهم‪ ،‬منهم من يقولون‪ :‬إنه سيجع‬
‫بعد الوت‪ ،‬ومنهم من يدعي لبعضهم العصمة‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إن عليّا ييي‬
‫الوتى‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إنه يري البحر‪ ،‬إل آخر تلكم التراهات‪.‬‬
‫وعلي‪ ،‬والسن‪ ،‬والسي‪ ،‬وممد بن النفية‪ ،‬وعلي بن السي‪ ،‬والسن‬
‫ا بن ال سن‪ ،‬وم مد بن علي بن ال سي‪ ،‬وجع فر بن م مد‪ ،‬وز يد بن علي‪،‬‬
‫ومن سلك مسلكهم من أهل البيت رحهم ال بريئون من هذه الباطيل‪ ،‬ومن‬
‫أهلها‪ .‬واعلم أن الرافضة ل تسم رافضة إل منذ رفضت زيد بن علي‪ ،‬ولكن‬
‫طريقة الرافضة هي طريقة سلفهم عبدال بن سبأ ومن جرى مراه الصم البكم‬
‫العمي الذين ل يعقلون‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬قد شاركهم بعض غلة الصوفية ف الغلو ف مشايه‪.‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.30:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.80-79:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪204‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قلت‪ :‬شرع ال ليس فيه ماباة لحد‪ ،‬من شاركهم فهو مثلهم‪.‬‬

‫إنكار علي رضي ال عنه غلو الرافضة‪:‬‬


‫قال المام أح د بن عمرو بن أ ب عا صم ف كتاب ((ال سنة)) (ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ :)476‬ثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬ثنا وكيع‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أب التّيّاح‪ ،‬عن أب‬
‫ال سّوار العدو يّ قال‪ :‬قال عل يّ رضي ال عنه‪ :‬ليحبّنّي قوم حتّى يدخلوا النّار‬
‫فّ‪ ،‬وليبغضنّي قوم حتّى يدخلوا النّار ف بغضي‪ .‬اهه‬
‫هذا الثر صحيح‪ ،‬على شرط الشيخي‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود في عدم قول آمين في‬


‫الصلة‬
‫قال المام أبوعبدال بن ما جة رح ه ال(ج ‪ 1‬ص ‪ :)278‬حدّث نا إ سحق‬
‫بن منصور‪ ،‬أخبنا عبدال صّمد بن عبدالوارث‪ ،‬حدّثنا حّاد بن سلمة‪ ،‬حدّثنا‬
‫سهيل بن أب صال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬قال‪ (( :‬ما ح سدتكم اليهود على ش يء‪ ،‬ما ح سدتكم على ال سّلم‬
‫والتّأمي))‪ .‬اهه‬
‫هذا حديث حسن على شرط مسلم‪.‬‬
‫وعند أولئك الخذولي التأمي مبطل للصلة‪ ،‬وقد ذكرنا هذا ف ((رياض‬
‫النة ف الرد على أعداء السنة‪ ،))1‬والمد ل‪.‬‬
‫و قد أ صبحوا الن ل ي سرون أن يقولوا‪ :‬إن التأم ي وو ضع ال يد اليم ن‬
‫على اليسرى مبطلن للصلة‪ ،‬لعلمهم أن الناس قد تفقهوا ف دين ال وعرفوا‬
‫الق من الباطل‪ ،‬ولكن يقولون‪ :‬إن هؤلء الوهابية يقولون بالرؤية‪ ،‬ويقولون‬
‫إن ل وج ها ويد ين إل غ ي ذلك م ا يقول أ هل ال سنة‪ ،‬لدلة الكتاب وال سنة‬
‫القتضية لذلك‪ ،‬فنحن نقول‪ :‬نعم نعم نن نثبت ما أثبته لنفسه‪ ،‬على هذا نيا‬
‫وعليه نوت إن شاء ال‪ ،‬فموتوا بغيظكم‪ ،‬وقد فندنا بمد ال أراءكم الزائغة‬
‫ف كتابنا ((إرشاد ذوي الفطن لبعاد غلة الروافض من اليمن‪ ))2‬والمد ل‪.‬‬
‫وهو مطبوع‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬وهو مطبوع منشور والمد ل‪ ،‬ث تكلمنا بأبسط من هذا ف كتابنا صعقة الزلزال لنسف‬ ‫‪2‬‬
‫أ هل الر فض والعتزال و هو يع تب مرجعًا ف العقيدة في ما يتعلق براف ضة الي من‪ ،‬وتاريًا لئ مة‬
‫‪206‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم اليهود خذلن أئمتهم‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وإذ قال مو سى لقو مه ياقوم اذكروا نع مة ال‬


‫علي كم إذ ج عل في كم أ نبياء وجعل كم ملوكًا وءاتا كم ما ل يؤت أحدًا من‬
‫العاليه ‪ ‬ياقوم ادخلوا الرض القدّسهة الّته كتهب ال لكهم ول ترتدّوا على‬
‫أدباركم فتنقلبوا خاسرين ‪ ‬قالوا ياموسى إنّ فيها قومًا جبّارين وإنّا لن ندخلها‬
‫حتّى يرجوا منها فإن يرجوا منها فإنّا داخلون ‪ ‬قال رجلن من الّذين يافون‬
‫أنعهم ال عليهمها ادخلوا عليههم الباب فإذا دخلتموه فإنّكهم غالبون وعلى ال‬
‫فتوكّلوا إن كنتهم مؤمنيه ‪ ‬قالوا ياموسهى إنّا لن ندخلهها أبدًا مها داموا فيهها‬
‫فاذهب أنت وربّك فقاتل إنّا هاهنا قاعدون ‪ ‬قال ر بّ إنّي ل أملك إل نفسي‬
‫وأ خي فافرق بين نا وب ي القوم الفا سقي ‪ ‬قال فإنّ ها مرّ مة علي هم أربع ي سنةً‬
‫يتيهون ف الرض فل تأس على القوم الفاسقي‪.﴾1‬‬
‫والشي عة خذلت علي بن أ ب طالب‪ ،‬وطعنوا ال سن بن علي ف عجزه‪،‬‬
‫وخذلوا ال سي بن علي‪ ،‬وخذلوا ز يد بن علي‪ ،‬ك ما هو معروف ف ك تب‬
‫السي‪.‬‬

‫الرفض والعتزال ف اليمن‪ .‬والمد ل‪.‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.26-20:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪207‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود والنصارى في اتخاذ‬


‫القبور مساجد‬

‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)531‬حدّث نا ممّد بن سلم‪ .‬قال‪:‬‬


‫أخبنا عبدة‪ ،‬عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائ شة أ نّ أ مّ سلمة ذكرت‬
‫لرسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كنيسةً رأتْها بأرض البشة يقال‬
‫ل ا‪ :‬مار ية فذكرت له ما رأت في ها من ال صّور‪ .‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬أولئك قوم إذا مات في هم الع بد ال صّال‪ ،‬أو الرّ جل‬
‫ال صّال بنوا على قبه م سجدًا‪ ،‬و صوّروا ف يه تلك ال صّور‪ ،‬أولئك شرار اللق‬
‫عند ال))‪.‬‬
‫وقال رح ه ال ص (‪ :)532‬حدّث نا أبواليمان‪ .‬قال‪ :‬أخب نا شع يب‪ ،‬عن‬
‫الزّهر يّ‪ ،‬أ خبن عبيدال بن عبدال بن عت بة‪ ،‬أ نّ عائ شة وعبدال بن عبّاس‪.‬‬
‫قال‪ :‬لّا نزل برسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬طفق يطرح خيصةً‬
‫له على وجهه فإذا اغت مّ با كشفها عن وجهه‪ .‬فقال وهو كذلك‪(( :‬لعنة ال‬
‫على اليهود والنّصارى‪ ،‬اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يذّر ما صنعوا‪.‬‬
‫حدّث نا عبدال بن م سلمة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن ا بن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫السيّب‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أنّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪:‬‬
‫((قاتل ال اليهود‪ ،‬اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد))‪ .‬اهه‬
‫فإن قلت‪ :‬إنه قد شاركهم غيهم من السلمي‪ ،‬قلت‪ :‬هم التعصبون لذا‬
‫‪208‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫المر‪ ،‬ومن شاركهم فهو مثلهم‪.‬‬


‫‪209‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم لليهود والنصارى قولهم‪:‬ل‬


‫يدخل الجنة إل من كان على ملتهم‬

‫قال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬وقالوا لن يدخهل الن ّة إل مهن كان هودًا أو‬
‫نصارى تلك أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقي‪.﴾1‬‬
‫وهكذا الرافضة يزعمون أنه ل يدخل النة إل أئمتهم وشيعتهم‪ ،‬ومن ثّ‬
‫يكمون بالكفر على سائر الفرق السلمية‪ ،‬ومن حكم بالكفر على أب بكر‬
‫وع مر ر ضي ال عنه ما فلن يتحا شى من غيه ا‪ ،‬و ما ردّ هم سنة ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وما رواه أئمة أهل السنة إل من هذا الباب‪،‬‬
‫فهم يعتقدون أن من عداهم كفار كفرًا صريًا أو كفر تأويل‪ ،‬وناهيك بقوم‬
‫كفّروا صحابة ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬أل يرءون على‬
‫تكفي من عداهم من السلمي‪ ،‬وأنت إذا نظرت إل مذاهب الرافضة وجدتم‬
‫يأخذون من الذا هب أردا ها‪ ،‬فمذهب هم ف التكف ي أردى من الوارج‪ ،‬و ف‬
‫ال ساء وال صفات تابعون ل سيادهم العتزلة‪ ،‬و ف الغلو ف أ هل الب يت إلي هم‬
‫النتهى ف ذلك‪.‬‬
‫وجديهر بنه حارب علم الكتاب والسهنة أن يكون متخبطًا تائهًا‪ ،‬وههم‬
‫أيضًا دعاة فت وضلل‪ ،‬ول يعصمك من تراهاتم إل ال سبحانه وتعال‪ ،‬ث‬
‫التمسهك بكتاب ال وسهنة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪-‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.111:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪210‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومعرفة عقائدهم البيثة‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬


‫‪211‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في الحسد‬

‫قال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬مها يودّ الّذيهن كفروا مهن أههل الكتاب ول‬
‫الشركي أن ينّل عليكم من خي من ربّكم وال يت صّ برحته من يشاء وال‬
‫ذو الفضل العظيم‪.﴾1‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ودّ كث ي من أ هل الكتاب لو يردّون كم من ب عد إيان كم‬
‫كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لم القّ فاعفوا واصفحوا حتّى‬
‫يأت ال بأمره إنّ ال على كلّ شيء قدير‪.﴾2‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬أل تر إل الّذ ين أوتوا ن صيبًا من الكتاب يؤمنون‬
‫بالبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلء أهدى من الّذين ءامنوا سبيلً‬
‫أولئك الّذين لعنهم ال ومن يلعن ال فلن تد له نصيًا‪ ‬أم لم نصيب من اللك‬
‫فإذًا ل يؤتون النّاس نقيًا‪ ‬أم ي سدون النّاس على ما ءاتا هم ال من فضله ف قد‬
‫ءاتينا ءال إبراهيم الكتاب والكمة وءاتيناهم ملكًا عظيمًا‪.﴾3‬‬
‫وهؤلء الخذولون إذا رأوا طالب علم ليهس شيعيّاه حاربوه وافتروا عليهه‬
‫الكذب‪ ،‬وسفهوا ما يدعو إليه‪ ،‬وقد وجدنا هذا عندنا باليمن‪ ،‬ويا قاتلهم ال‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.105:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.109:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.54-51:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪212‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ما أجلدهم ف الدفاع عن باطلهم‪ ،‬ينكشف كذبم وينتقلون إل طريق أخرى‬


‫ف الكذب‪.‬‬
‫ولو أسرد لك أكاذيبهم الفضوحة لكانت ملدًا‪.‬‬
‫‪213‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود في شدة عداوتهم لهل‬


‫السلم‬

‫﴿لتجدنه أشدّ النّاس عداوةً للّذيهن ءامنوا اليهود‬


‫ّ‬ ‫قال ال سهبحانه وتعال‪:‬‬
‫والّذين أشركوا‪.﴾1‬‬
‫والراف ضة يعرف من خالط هم عداوت م لل سلم‪ ،‬ول م موا قف يتعاونون‬
‫فيها مع أعداء السلم على السلمي‪ ،‬كما ذكر هذا شيخ السلم ابن تيمية‬
‫ف ((منهاج السنة)) وما قصة الخيمات الفلسطينية منك ببعيد‪ .‬ونن نسمع‬
‫روا فض صعدة يقولون‪ :‬الوهابيهة أ ضر على ال سلم من الشيوع ية‪ ،‬ويعنون‬
‫بالوهابية الدعاة إل ال‪.‬‬
‫ومضن مشابتهضم لليهود أن اليهود يعطلون العمهل يوم السهبت‪ ،‬وكذلك‬
‫الرافضة تعطل العمل يوم عاشوراء‪ ،‬لنه اليوم الذي قتل ف يه السي بن علي‬
‫رضهي ال عنهه‪ ،‬ويرتكبون بدعًا شتّى ومالفات شتّى‪ ،‬ومشابتههم لعداء‬
‫السهلم أكثهر مهن أن تصهر‪ .‬وكهل هذا بسهبب عداوتمه لسهنة رسهول ال‬
‫ها‪﴿ :‬فلمّها زاغوا أزاغ ال قلوبم ه وال ل يهدي القوم‬‫هم لهلهه‬‫وتنكرهه‬
‫الفاسقي‪.﴾2‬‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.82:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الصف‪ ،‬الية‪.5:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪214‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم المشركين في الدفاع عن الشرك‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وعجبوا أن جاء هم منذر من هم وقال الكافرون‬


‫هذا ساحر كذّاب‪ ‬أج عل الل ة إلًا واحدًا إ نّ هذا لش يء عجاب‪ ‬وانطلق الل‬
‫منهم أن امشوا واصبوا على ءالتكم إ نّ هذا لشيء يراد‪ ‬ما سعنا بذا ف اللّة‬
‫الخرة إن هذا إل اختلق‪ ‬أأنزل عل يه الذّ كر من بين نا بل هم ف ش كّ من‬
‫ذكري بل لّا يذوقوا عذاب‪.﴾1‬‬
‫فأنت تقول للرافضة‪ :‬إن دعاء غي ال للب نفع ل يقدر عليه إل ال‪ ،‬أو‬
‫دفهع ضهر ل يقدر على دفعهه إل ال شرك‪ ،‬فل يوز أن تدعهو علي بهن أبه‬
‫طالب أو غيه مهن الموات رحههم ال‪ ،‬لن ال عهز وجهل يقول‪﴿ :‬والّذيهن‬
‫تدعون من دو نه ما يلكون من قطم ي‪ ‬إن تدعو هم ل ي سمعوا دعاء كم ولو‬
‫سهعوا مها اسهتجابوا لكهم ويوم القيامهة يكفرون بشرككهم ول ينبّئك مثهل‬
‫خبي‪.﴾2‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬و من أضلّ مّن يد عو من دون ال من ل ي ستجيب له إل يوم‬
‫القيامهة وههم عهن دعائههم غافلون‪ ‬وإذا حشهر النّاس كانوا لمه أعداءً وكانوا‬
‫بعبادتم كافرين‪.﴾3‬‬

‫سورة ص‪ ،‬الية‪.8-4:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.14-13:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الحقاف‪ ،‬الية‪.6-5:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪215‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ويقول‪﴿ :‬و من يدع مع ال إلًا ءا خر ل برهان له به فإنّ ما ح سابه ع ند‬


‫ربّه إنّه ل يفلح الكافرون‪.﴾1‬‬
‫فإن قلت‪ :‬إنهه قهد شاركههم فه هذا غيههم‪ .‬قلت‪ :‬مهن شاركههم فههو‬
‫مثل هم‪﴿ :‬ول تدع من دون ال ما ل ينف عك ول يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا‬
‫من الظّال ي‪ ‬وإن ي سسك ال بضرّ فل كا شف له إل هو وإن يردك ب ي فل‬
‫رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرّحيم‪.﴾2‬‬
‫إذا تلوت عليههم هؤلء اليات ومها أشبهههن مهن اليات وقلت لمه‪ :‬إن‬
‫دعاء الموات وال ستغاثة ب م ل توز؟ قالوا‪ :‬أ نت وهّا ب أ نت تب غض أ هل‬
‫البيهت‪ ،‬وهكذا غلة الصهوفية إذا قلت‪ :‬إن الولياء ل ينفعون ول يضرون‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬أ نت تب غض الولياء‪ ،‬كبت كلمةً ترج من أفواه الفريق ي إن يقولون‬
‫إل كذبًا‪.‬‬
‫وإذا أردت أن تتأكهد أنّههم دعاة شرك وضلل‪ ،‬ومدافعون عهن الشرك‬
‫راج عت كتاب الراف ضي الث يم م سن الم ي العاملي ذلك الكتاب الزائغ هو‬
‫كتاب ((ك شف الرتياب ف اتباع م مد بن عبدالوهاب)) ل جزى ال خيًا‬
‫مهن اسهتورده إل اليمهن مهن ذوي الشهع الذيهن ليهس ههم إل بيهع الكتاب‬
‫والتجارة ف الكتبات‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫سورة الؤمنون‪ ،‬الية‪.117:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة يونس‪ ،‬الية‪.107-106:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪216‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في الفتراء على ال‬

‫﴿وإنه منههم لفريق ًا يلوون ألسهنتهم بالكتاب‬


‫ّ‬ ‫قال ال سهبحانه وتعال‪:‬‬
‫لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند ال وما هو من‬
‫عند ال ويقولون على ال الكذب وهم يعلمون‪.﴾1‬‬
‫وهكذا الرافضة يزعمون أن قرآننا نا قص‪ ،‬وأن لدي هم آيات ل تكتب ف‬
‫م صحفنا‪ ،‬وكذبوا‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول ف كتا به الكر ي‪﴿ :‬إنّا ن ن نزّل نا‬
‫الذّكر وإنّا له لافظون‪.﴾2‬‬
‫فهم بذه الفرية يعتبون من أظلم الناس‪ ،‬قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ومن‬
‫أظلم مّن افترى على ال الكذب و هو يد عى إل ال سلم وال ل يهدي القوم‬
‫الظّالي‪.﴾3‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ومهن أظلم مّهن افترى على ال كذبًها أولئك‬
‫يعرضون على ربّهم ويقول الشهاد هؤلء الّذين كذبوا على ربّهم أل لعنة ال‬
‫على الظّالي‪.﴾4‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.78:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الجر‪ ،‬الية‪.9:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الصف‪ ،‬الية‪.7:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة هود‪ ،‬الية‪.18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪217‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم لليهود والنصارىأن أحاديثهم‬


‫ليس لها أسانيد‬

‫وأنت إذا نظرت ف كتب الرافضة وجدتا تشبه كتب اليهود والنصارى‪،‬‬
‫ليهس لاه أسهانيد‪ ،‬وإن أسهندوا فعهن الكذابيه‪ ،‬فكهن على حذر مهن كتهب‬
‫الراف ضة‪ ،‬و قد أغناك ال بك تب ال سنة ال ت نلت الحاد يث نلً‪ ،‬فجزى ال‬
‫علماءنا خيًا‪ .‬آمي‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ومن مشابهتهم اليهود أن اليهود رموا مريم‬


‫عليها السلم بالفاحشة والرافضة رمت‬
‫عائشة رضي ال عنها بالفاحشة‬

‫وهذا يعتب كفرًا لنه تكذيب للقرآن‪ ،‬وأيضًا نقيصة للنب ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ ،-‬وقد نزهه ال عنها‪.‬‬
‫أمها براءة مريه فقال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬واذكهر فه الكتاب مريه إذ‬
‫انتبذت من أهل ها مكانًا شرقيّ ا ‪ ‬فاتّخذت من دون م حجابًا فأر سلنا إلي ها‬
‫روحنا فتمثّل لا بشرًا سويّا ‪ ‬قالت إنّي أعوذ بالرّحن منك إن كنت تقيّا ‪ ‬قال‬
‫إنّ ما أ نا ر سول ربّك ل هب لك غلمًا زكيّ ا ‪ ‬قالت أنّى يكون ل غلم ول‬
‫ي سسن ب شر ول أك بغيّ ا ‪ ‬قال كذلك قال ربّك هو عل يّ هيّن ولنجعله ءايةً‬
‫للنّاس ورح ًة منّا وكان أمرًا مقضيّا ‪ ‬فحملته فانتبذت به مكانًا قصيّا ‪ ‬فأجاءها‬
‫هّا ‪‬‬
‫هًا منس ي‬‫الخاض إل جذع النّخلة قالت يها ليتنه متّه قبهل هذا وكنهت نس ي‬
‫فنادا ها من تت ها أل تز ن قد ج عل ربّك ت تك سريّا ‪ ‬وهزّي إل يك بذع‬
‫النّخلة تساقط عليك رطبًا جنيّا ‪ ‬فكلي واشرب وقرّي عينًا فإمّا ترينّ من البشر‬
‫أحدًا فقول إنّي نذرت للرّح ن صومًا فلن أكلّم اليوم إن سيّا ‪ ‬فأ تت به قوم ها‬
‫تمله قالوا يا مر ي ل قد جئت شيئًا فريّ ا ‪ ‬يا أ خت هارون ما كان أبوك امرأ‬
‫سوء وما كانت أمّك بغيّا ‪ ‬فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان ف الهد‬
‫صبيّا ‪ ‬قال إنّي عبدال ءاتان الكتاب وجعلن نبيّا ‪ ‬وجعلن مباركًا أين ما كنت‬
‫وأوصان بال صّلة والزّكاة ما دمت حيّا ‪ ‬وبرّا بوالدت ول يعلن جبّارًا شقيّا ‪‬‬
‫‪219‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وال سّلم عل يّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أب عث حيّ ا ‪ ‬ذلك عي سى ا بن مر ي‬


‫قول القّ الّذي فيه يترون ‪ ‬ما كان ل أن يتّخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرًا‬
‫فإنّما يقول له كن فيكون‪.﴾1‬‬
‫آمنا بال وبكتابه‪ ،‬وكذبنا اليهود الفترين‪.‬‬
‫﴿إنه الّذيهن جاءوا بالفهك‬
‫وأمها براءة عائشهة فقال ال سهبحانه وتعال‪ّ :‬‬
‫عصبة منكم ل تسبوه شرّا لكم بل هو خي لكم لكلّ امرئ منهم ما اكتسب‬
‫من الث والّذي تولّى كبه منهم له عذاب عظيم‪ ‬لول إذ سعتموه ظنّ الؤمنون‬
‫والؤمنات بأنفسهم خيًا وقالوا هذا إفك مبي‪ ‬لول جاءوا عليه بأربعة شهداء‬
‫فإذ ل يأتوا بالشّهداء فأولئك عنهد ال ههم الكاذبون ‪ ‬ولول فضهل ال عليكهم‬
‫ورح ته ف الدّن يا والخرة ل سّكم ف ما أفض تم ف يه عذاب عظ يم‪ ‬إذ تلقّو نه‬
‫بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتسبونه هيّنًا وهو عند ال‬
‫عظ يم‪ ‬ولول إذ سعتموه قل تم ما يكون ل نا أن نتكلّم بذا سبحانك هذا بتان‬
‫عظيم يعظ كم ال أن تعودوا لثله أبدًا إن كن تم مؤمن ي‪ ‬ويبيّن ال ل كم اليات‬
‫‪‬‬
‫وال عليم حكيم‪ ‬إنّ الّذين يبّون أن تشيع الفاحشة ف الّذين ءامنوا لم عذاب‬
‫أليهم فه الدّنيها والخرة وال يعلم وأنتهم ل تعلمون‪ ‬ولول فضهل ال عليكهم‬
‫ورح ته وأ نّ ال رءوف رح يم ‪‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا ل تتّبعوا خطوات الشّيطان‬
‫ومن يتّبع خطوات الشّيطان فإنّه يأمر بالفحشاء والنكر ولول فضل ال عليكم‬
‫ورحته ما زكا منكم من أحد أبدًا ولك نّ ال يزكّي من يشاء وال سيع عليم‪‬‬
‫ول يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أول القرب والساكي والهاجرين‬

‫سورة مري‪ ،‬الية‪.35-16:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪220‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ف سبيل ال وليعفوا ولي صفحوا أل تبّون أن يغ فر ال ل كم وال غفور رح يم‪‬‬


‫إ نّ الّذ ين يرمون الح صنات الغافلت الؤمنات لعنوا ف الدّن يا والخرة ول م‬
‫عذاب عظيم ‪ ‬يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون‪‬‬
‫يومئذ يوفّيهم ال دينهم القّ ويعلمون أنّ ال هو القّ البي‪ ‬البيثات للخبيثي‬
‫وال بيثون لل خبيثات والطّيّبات للطّيّبي وال ّطيّبون لل ّطيّبات أولئك مبّءون مّا‬
‫يقولون لم مغفرة ورزق كري‪.﴾1‬‬
‫وقال البخاري رح ه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)452‬حدّثنا ي ي بن بك ي‪ ،‬حدّث نا‬
‫اللّيث‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬قال‪ :‬أخبن عروة ابن الزّبي‪ ،‬وسعيد بن‬
‫ال سيّب‪ ،‬وعلق مة بن وقّاص‪ ،‬و عبيدال بن عبدال بن عت بة بن م سعود‪ ،‬عن‬
‫حد يث عائ شة ر ضي ال عن ها زوج النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫حي قال لا أهل الفك ما قالوا‪ ،‬فبّأها ال مّا قالوا‪ ،‬وكلّ حدّثن طائفةً من‬
‫الديث وبعض حديثهم يصدّق بعضًا‪ ،‬وإن كان بعضهم أوعى له من بعض‪،‬‬
‫الّذي حدّثن عروة‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها أنّ عائشة رضي ال عنها زوج‬
‫الّنبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قالت‪ :‬كان رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬إذا أراد أن يرج أقرع ب ي أزوا جه‪ ،‬فأيّته نّ خرج سهمها‬
‫خرج ب ا ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬م عه‪ .‬قالت عائ شة‪:‬‬
‫فأقرع بيننا ف غزوة غزاها‪ ،‬فخرج سهمي فخرجت مع رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بعدما نزل الجاب‪ ،‬فأنا أحل ف هودجي وأنزل فيه‪،‬‬
‫فسرنا حتّى إذا فرغ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬من غزوته‬

‫سورة النور‪ ،‬الية‪.26-11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪221‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تلك وق فل ودنو نا من الدي نة قافل ي‪ ،‬آذن ليلةً بالرّح يل‪ ،‬فق مت ح ي آذنوا‬
‫بالرّح يل فمش يت حتّى جاوزت ال يش‪ ،‬فلمّا قض يت شأ ن أقبلت إل رحلي‬
‫فإذا ع قد ل من جزع أظفار قد انق طع‪ ،‬فالتم ست عقدي وحب سن ابتغاؤه‪،‬‬
‫وأق بل الرّ هط الّذ ين كانوا يرحلون ل فاحتملوا هود جي فرحلوه على بعيي‬
‫الّذي كنهت ركبهت وههم يسهبون أنّي فيهه‪ ،‬وكان النّسهاء إذ ذاك خفافًا ل‬
‫يثقله نّ اللّ حم‪ ،‬إنّ ما يأكلن العل قة من الطّعام‪ ،‬فلم ي ستنكر القوم خفّة الودج‬
‫السهنّ‪ ،‬فبعثوا المهل وسهاروا‪ ،‬فوجدت‬ ‫حيه رفعوه‪ ،‬وكنهت جاريةً حديثهة ّ‬
‫عقدي بعدما استمرّ اليش‪ ،‬فجئت منازلم وليس با داع ول ميب‪ ،‬فأمت‬
‫منْزل الّذي كنت به‪ ،‬وظننت أنّهم سيفقدون فيجعون إلّ‪ ،‬فبينا أنا جالسة‬
‫ف منْزل غلبتن عين فنمت‪ ،‬وكان صفوان بن العطّل السّلميّ ثّ الذّكوانّ من‬
‫وراء اليش‪ ،‬فأدل فأصبح عند منْزل‪ ،‬فرأى سواد إنسان نائم‪ ،‬فأتان فعرفن‬
‫ح ي رآ ن‪ ،‬وكان يرآ ن ق بل الجاب‪ ،‬فا ستيقظت با سترجاعه ح ي عرف ن‪،‬‬
‫فخمّرت وجههي بلبابه‪ ،‬وال مها كلّمنه كلمةً‪ ،‬ول سهعت منهه كلمةً غيه‬
‫اسهترجاعه‪ ،‬حتّى أناخ راحلتهه فوطهئ على يديهها فركبتهها‪ ،‬فانطلق يقود به‬
‫الرّاحلة‪ ،‬حتّى أتي نا ال يش بعد ما نزلوا موغر ين ف ن ر الظّهية‪ ،‬فهلك من‬
‫هلك‪ ،‬وكان الّذي تولّى الفك عبدال بن أبّ بن سلول‪.‬‬
‫فقدمنها الدينهة فاشتكيهت حيه قدمهت شهرًا‪ ،‬والنّاس يفيضون فه قول‬
‫أصحاب الفك ل أشعر بشيء من ذلك‪ ،‬وهو يريبن ف وجعي أنّي ل أعرف‬
‫من رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬اللّطف الّذي كنت أرى منه‬
‫حي أشتكي‪ ،‬إنّما يدخل عل يّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫‪222‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫في سلّم ثّ يقول‪(( :‬ك يف تي كم)) ثّ ين صرف‪ ،‬فذاك الّذي يريب ن ول أش عر‬
‫شرّ‪ ،‬حتّى خرجت بعدما نقهت فخرجت معي أمّ مسطح قبل الناصع‪ ،‬وهو‬ ‫بال ّ‬
‫متبّزنا‪ ،‬وكنّا ل نرج إ ّل ليلً إل ليل‪ ،‬وذلك قبل أن نتّخذ الكنف قريبًا من‬
‫بيوتنا‪ ،‬وأمْرنا أمْر العرب الول ف التّبّز قبل الغائط‪ ،‬فكنّا نتأذّى بالكنف أن‬
‫نتّخذها عند بيوتنا‪ ،‬فانطلقت أنا وأ مّ مسطح وهي ابنة أب رهم بن عبدمناف‬
‫وأمّها بنت صخر بن عامر‪ ،‬خالة أب بكر ال صّدّيق‪ ،‬وابنها مسطح بن أثاثة‪،‬‬
‫فأقبلت أ نا وأ مّ م سطح قبل بي ت و قد فرغنا من شأننا‪ ،‬فعثرت أ مّ م سطح ف‬
‫مرط ها فقالت‪ :‬ت عس م سطح‪ .‬فقلت ل ا‪ :‬بئس ما قلت أت سبّي رجلً ش هد‬
‫بدرًا‪ .‬قالت‪ :‬أي هنتاه أول ت سمعي ما قال؟ قالت‪ :‬قلت‪ :‬و ما قال؟ فأ خبتن‬
‫بقول أ هل ال فك فازددت مرضًا على مر ضي‪ ،‬فلمّا رج عت إل بي ت ود خل‬
‫عل يّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬تعن سلّم ثّ قال‪(( :‬كيف‬
‫تي كم؟)) فقلت‪ :‬أتأذن ل أن آ ت أبو يّ‪ .‬قالت‪ :‬وأ نا حينئذ أر يد أن أ ستيقن‬
‫الب من قبلهما‪ .‬قالت‪ :‬فأذن ل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫فجئت أبويّه فقلت لمّي‪ :‬يها أمّتاه مها يتحدّث النّاس؟ قالت‪ :‬يها بنيّة هوّنه‬
‫عل يك‪ ،‬فوال لقلّ ما كا نت امرأة ق طّ وضيئة ع ند ر جل يبّ ها ول ا ضرائر إلّ‬
‫كثّرن عليهها‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬سهبحان ال أو لقهد تدّث النّاس بذا‪ .‬قالت‪:‬‬
‫فبك يت تلك اللّيلة حتّى أ صبحت ل ير قأ ل د مع‪ ،‬ول أكت حل بنوم‪ ،‬حتّى‬
‫أصبحت أبكي‪.‬‬
‫فد عا ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬عل يّ بن أ ب طالب‪،‬‬
‫وأ سامة بن ز يد ر ضي ال عنه ما ح ي ا ستلبث الو حي‪ ،‬ي ستأمرها ف فراق‬
‫‪223‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أهله‪ .‬قالت‪ :‬فأمّا أسامة بن زيد فأشار على رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ -‬بالّذي يعلم من براءة أهله وبالّذي يعلم لمه فه نف سه مهن الودّ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال أهلك ول نعلم إلّ خيًا‪ ،‬وأمّا عليّ بن أب طالب فقال‪ :‬يا‬
‫رسهول ال ل يضيّق ال عليهك والنّسهاء سهواها كثيه‪ ،‬وإن تسهأل الاريهة‬
‫تصهدقك‪ .‬قالت‪ :‬فد عا رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬بريرة‬
‫فقال‪(( :‬أي بريرة ههل رأيهت مهن شيهء يريبهك))؟ قالت بريرة‪ :‬ل‪ ،‬والّذي‬
‫بع ثك بال قّ إن رأ يت علي ها أمرًا أغم صه علي ها أك ثر من أّن ها جار ية حدي ثة‬
‫س ّن تنام عن عجي أهلها‪ ،‬فتأت الدّاجن فتأكله‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫فقام ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فا ستعذر يومئذ من‬
‫عبدال بن أبّ بن سلول قالت‪ :‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬وهو على النب‪(( :‬يا معشر السلمي من يعذرن من رجل قد بلغن‬
‫أذاه ف أهل بيت‪ ،‬فوال ما علمت على أهلي إلّ خيًا‪ ،‬ول قد ذكروا رجلً ما‬
‫عل مت عل يه إلّ خيًا‪ ،‬و ما كان يد خل على أهلي إلّ م عي))‪ ،‬فقام سعد بن‬
‫معاذ النصهاريّ فقال‪ :‬يها رسهول ال أنها أعذرك منهه‪ ،‬إن كان مهن الوس‬
‫ضر بت عن قه‪ ،‬وإن كان من إخوان نا من الزرج أمرت نا ففعل نا أمرك‪ .‬قالت‪:‬‬
‫فقام سعد بن عبادة و هو سيّد الزرج وكان ق بل ذلك رجلً صالًا ول كن‬
‫احتملتهه الميّة‪ ،‬فقال لسهعد‪ :‬كذبهت لعمهر ال ل تقتله ول تقدر على قتله‪.‬‬
‫فقام أسيد بن حضي وهو ابن عمّ سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة‪ :‬كذبت‬
‫لعمهر ال لنقتلنّه‪ ،‬فإنّك منافهق تادل عهن النافقيه‪ .‬فتسهاور اليّان الوس‬
‫والزرج حتّى هّوا أن يقتتلوا ورسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫‪224‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قائم على النب فلم يزل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يفّضهم‬
‫حتّى سكتوا وسكت‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فمكثهت يومهي ذلك ل يرقهأ ل دمهع ول أكتحهل بنوم‪ .‬قالت‪:‬‬
‫فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتي ويومًا ل أكتحل بنوم ول يرقأ ل دمع‬
‫أنه البكاء فالق كبدي‪ .‬قالت‪ :‬فبينمها هاه جالسهان عندي وأنها أبكهي‬
‫يظنّان ّ‬
‫فاستأذنت عليّ امرأة من النصار فأذنت لا‪ ،‬فجلست تبكي معي‪ .‬قالت‪ :‬فبينا‬
‫نن على ذلك دخل علينا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فسلّم‬
‫ثّ جلس قالت‪ :‬ول يلس عندي م نذ ق يل ما ق يل قبل ها‪ ،‬و قد ل بث شهرًا ل‬
‫يو حى إليهه ف شأنه‪ .‬قالت‪ :‬فتشهّد رسهول ال ‪ -‬صلى ال عليهه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬ح ي جلس ثّ قال‪(( :‬أمّا ب عد‪ :‬يا عائ شة فإنّه قد بلغ ن ع نك كذا‬
‫وكذا‪ ،‬فإن كنت بريئةً ف سيبّئك ال‪ ،‬وإن ك نت أل مت بذ نب فاستغفري ال‬
‫وتوب إليه‪ ،‬فإ نّ العبد إذا اعترف بذنبه ثّ تاب إل ال تاب ال عليه))‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫فلمّا ق ضى ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬مقال ته قلص دم عي‬
‫حتّى ما أح سّ منه قطرةً‪ .‬فقلت لب‪ :‬أجب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬فيما قال‪ .‬قال‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ !-‬فقلت لمّي‪ :‬أج يب ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ .-‬قالت‪ :‬مها أدري مها أقول لرسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫سنّ ل أقرأ كثيًا من القرآن‪ :‬إنّي‬
‫وسلم‪ .-‬قالت‪ :‬فقلت وأنا جارية حديثة ال ّ‬
‫وال لقد علمت لقد سعتم هذا الديث حتّى استقرّ ف أنفسكم وصدّقتم به‪،‬‬
‫فلئن قلت لكهم إنّهي بريئة وال يعلم أنّهي بريئة ل تصهدّقونن بذلك‪ ،‬ولئن‬
‫‪225‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫اعترفت لكم بأمر وال يعلم أنّي منه بريئة لتصدّقنّي‪ ،‬وال ما أجد لكم مثلً إ ّل‬
‫قول أب يوسف قال‪﴿ :‬فصب جيل وال الستعان على ما تصفون‪ ﴾1‬قالت‪ :‬ثّ‬
‫توّلت فاضطج عت على فرا شي‪ ،‬قالت‪ :‬وأ نا حينئذ أعلم أنّي بريئة‪ ،‬وأ نّ ال‬
‫مبّئي بباءت‪ ،‬ول كن وال ما ك نت أظ نّ أ نّ ال منْزل ف شأ ن وحيًا يتلى‪،‬‬
‫ولشأ ن ف نف سي كان أح قر من أن يتكلّم ال فّ بأ مر يتلى‪ ،‬ول كن ك نت‬
‫أر جو أن يرى ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف النّوم رؤ يا‬
‫يهبّئن ال باه‪ .‬قالت‪ :‬فوال مها رام رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬ول خرج أحد من أهل البيت حتّى أنزل عليه‪ ،‬فأخذه ما كان يأخذه‬
‫من البحاء حتّى إنّه ليتحدّر منه مثل المان من العرق وهو ف يوم شات من‬
‫ثقل القول الّذي ينْزل عليه‪ .‬قالت‪ :‬فلمّا سرّي عن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬سرّي عنه وهو يضحك فكانت أوّل كلمة تكلّم با‪(( :‬يا‬
‫عائ شة أمّا ال عزّ وجلّ ف قد برّأك)) فقالت أمّي‪ :‬قو مي إل يه‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫وال ل أقوم إليه‪ ،‬ول أحد إلّ ال عزّ وجلّ‪ ،‬وأنزل ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬إ نّ الّذين‬
‫جاءوا بالفك عصبة منكم ل تسبوه‪ ﴾2‬العشر اليات كلّها‪ .‬فلمّا أنزل ال ف‬
‫براء ت قال أبوب كر ال صّدّيق ر ضي ال ع نه وكان ين فق على م سطح بن أثا ثة‬
‫لقرابته منه وفقره‪ :‬وال ل أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الّذي قال لعائشة ما‬
‫قال‪ ،‬فأنزل ال‪﴿ :‬ول يأتهل أولو الفضهل منكهم والسهّعة أن يؤتوا أول القربه‬
‫وال ساكي والهاجر ين ف سبيل ال وليعفوا ولي صفحوا أل تبّون أن يغ فر ال‬

‫سورة يوسف‪ ،‬الية‪.18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النور‪ ،‬الية‪.11:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪226‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫لكهم وال غفور رحيم‪ ﴾1‬قال أبوبكهر‪ :‬بلى وال إنّي أحبّه أن يغفهر ال ل‪،‬‬
‫فر جع إل النّف قة الّ ت كان ين فق عل يه‪ ،‬وقال‪ :‬وال ل أنزع ها م نه أبدًا‪ .‬قالت‬
‫عائشة‪ :‬وكان رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يسأل زينب بنت‬
‫جحش عن أمري فقال‪(( :‬يا زينب ماذا علمت أو رأيت))؟ فقالت‪ :‬يا رسول‬
‫ال أحي سعي وبصري‪ ،‬ما علمت إلّ خيًا‪ .‬قالت‪ :‬وهي الّت كانت تسامين‬
‫من أزواج رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فعصمها ال بالورع‪،‬‬
‫وطف قت أخت ها ح نة تارب ل ا‪ ،‬فهل كت في من هلك من أ صحاب ال فك‪.‬‬
‫اهه‬
‫آمنها بال‪ ،‬وبكتاب ال‪ ،‬وبسهنة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ ،-‬وكفرنا بقول الرافضة الزائغي الضالي‪.‬‬

‫سورة النور‪ ،‬الية‪.22:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪227‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في تأخير الفطار في‬


‫الصوم‬

‫قال المام البخاري رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)196‬حدّثنا الميد يّ‪ ،‬حدّثنا‬


‫سفيان‪ ،‬حدّثنا هشام بن عروة‪ ،‬قال‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬سعت عاصم بن عمر‬
‫بن الطّاب‪ ،‬عن أبيه رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسهلم‪(( :-‬إذا أقبهل اللّيهل مهن ههنها‪ ،‬وأدبر النّهار مهن ههنها‪ ،‬وغربهت‬
‫الشّمس‪ ،‬فقد أفطر الصّائم))‪.‬‬
‫حدّثنا إسحاق الواسطيّ‪ ،‬حدّثنا خالد‪ ،‬عن الشّيبانّ‪ ،‬عن عبدال بن أب‬
‫أوف رضي ال عنه قال‪ :‬كنّا مع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫ف سفر و هو صائم‪ ،‬فلمّا غر بت الشّ مس قال لب عض القوم‪ (( :‬يا فلن قم‬
‫فاجدح لنا)) فقال‪ :‬يا رسول ال لو أمسيت‪ ،‬قال‪(( :‬انزل فاجدح لنا))‪ .‬قال‪:‬‬
‫يا ر سول ال فلو أم سيت‪ .‬قال‪(( :‬انزل فاجدح ل نا))‪ .‬قال‪ :‬إ نّ عل يك نارًا‪.‬‬
‫قال‪(( :‬انزل فاجدح لنها)) فنل فجدح لمه‪ ،‬فشرب الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه‬
‫وعلى آله وسهلم‪ -‬ثّ قال‪(( :‬إذا رأيتهم اللّيهل قهد أقبهل مهن ههنها فقهد أفطهر‬
‫الصّائم))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحه ال ص(‪ :)198‬باب تعجيل الفطار‪.‬‬
‫حدّث نا عبدال بن يو سف‪ ،‬أخب نا مالك‪ ،‬عن أ ب حازم‪ ،‬عن سهل بن‬
‫سعد‪ ،‬أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ل يزال النّاس‬
‫‪228‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بي ما عجّلوا الفطر))‪.‬اهه‬


‫قال الا فظ ف ((الفتح))‪ :‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬ف هذا الديث ردّ على‬
‫الشيعة ف تأخيهم الفطر إل ظهور النجوم‪ ،‬ولعل هذا هو السبب ف وجود‬
‫الي بتعجيل الفطر‪ ،‬لن الذي يؤخره يدخل ف فعل خلف السنة‪.‬اهه‬
‫وقال أبواود رحهه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)480‬حدّثنها وههب بهن بقيّة‪ ،‬عهن‬
‫خالد‪ ،‬عن ممّد يع ن ا بن عمرو‪ ،‬عن أ ب سلمة‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ ،‬عن النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ل يزال الدّين ظاهرًا ما عجّل النّاس‬
‫الفطر‪ ،‬لنّ اليهود والنّصارى يؤخّرون))‪ .‬اهه‬
‫هذا حديث حسن‪.‬‬
‫وك ما أن التأخ ي تشبّه باليهود‪ ،‬ف هو تنطّع أيضًا‪ ،‬قال المام م سلم رح ه‬
‫ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)2055‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا حفص بن غياث‪،‬‬
‫ويي بن سعيد‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن سليمان بن عتيق‪ ،‬عن طلق بن حبيب‪،‬‬
‫عن الحنف بن قيس‪ ،‬عن عبدال قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪(( :-‬هلك التنطّعون)) قالا ثلثًا‪.‬‬
‫‪229‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في استحلل أموال غيرهم‬

‫قال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬ومهن أههل الكتاب مهن إن تأمنهه بقنطار يؤدّه‬
‫إل يك ومن هم من إن تأم نه بدينار ل يؤدّه إل يك إل ما د مت عل يه قائمًا ذلك‬
‫بأنّههم قالوا ليهس علينها فه ال ّميّيه سهبيل ويقولون على ال الكذب وههم‬
‫يعلمون‪ .﴾1‬قال الا فظ ا بن كث ي‪ :‬وقوله‪﴿ :‬ذلك بأنّ هم قالوا ل يس علي نا ف‬
‫المّيّي سبيل﴾ أي‪ :‬إنا حلهم على جحود الق أنّهم يقولون‪ :‬ليس علينا ف‬
‫ديننا حرج ف أكل أموال الميي وهم العرب‪ ،‬فإن ال قد أحلها لنا‪ .‬قال ال‬
‫هد اختلقوا هذه‬ ‫هم يعلمون﴾ أي‪ :‬وقه‬ ‫تعال‪﴿ :‬ويقولون على ال الكذب وهه‬
‫القالة وائتفكوهها بذه الضللة‪ ،‬فإن ال حرم عليههم أكهل الموال إل بقهها‪،‬‬
‫وإنا هم قوم بت‪.‬اهه الراد من ((تفسي الافظ ابن كثي))‪.‬‬
‫وأنت إذا نظرت ف سية هؤلء الخذولي وجدتم يستحلون مال القبيلي‬
‫بالرشوة و ف الروز والعزائم‪ ،‬ورب ا بكتا بة الزور‪ ،‬و قد كان الهدي صاحب‬
‫((الواهب)) يرى أن اليمن إقطاع له فيما يزعم‪ ،‬لنه طهّره من التراك وهم‬
‫كفار‪ ،‬و قد أ خبت عن هاش يّ كان حاكمًا ف (ال صفراء)‪ 2‬هو من ب يت‬
‫القا سم أ نه كان يقول‪ :‬مال ال قبيلي حلل‪ .‬هكذا ل ورع ول د ين ول خلق‪،‬‬
‫وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‪.‬‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.75:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫إحدى مديريات مافظة صعدة باليمن‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪230‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مشابهتهم اليهود في التحريف‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم‬
‫يسمعون كلم ال ثّ يرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬و من الّذ ين هادوا سّاعون للكذب سّاعون لقوم‬
‫ءاخرين ل يأتوك يرّفون الكلم من بعد مواضعه‪.﴾2‬‬
‫وتريف الرافضة للقرآن ليس له حصر‪ ،‬وأذكر ما تيسر‪﴿ :‬إنّ ال يأمركم‬
‫أن تذبوا بقرةً﴾‪ .‬قالوا‪ :‬عائ شة‪( .‬ال بت والطاغوت)‪ :‬أبوب كر وع مر‪ .‬قرأت‬
‫هذا ف كتاب من كتب الساعيلية‪ .‬قال الشوكان ف ((الفوائد الجموعة))‪:‬‬
‫هة ﴿اللؤلؤ‬
‫هن﴾ بعلي وفاطمه‬ ‫هيهم‪﴿ :‬مرج البحريه‬ ‫(ص ‪ )317‬وف ه تفسه‬
‫والرجان﴾ السنان‪ .‬اهه‬
‫و قد ذ كر الراف ضي الث يم ع بد ال سي ف كتا به ((الراجعات الظل مة))‬
‫شيئًا من هذه التحريفات‪ .‬فما أكثر جنايات الرافضة على شرع ال‪ ،‬وما أكثر‬
‫خزعبلتم طهر ال بلد السلمي من تريفاتم الزائغة‪ .‬آمي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وم ا ينبغهي أن يعلم أن الشابةه ل تقتضهي أن حكمههم ح كم مهن‬
‫شابوه‪ ،‬ولكن تقتضي الذم إذا كانت مشابة ف الباطل‪ ،‬وربا وصل التشبه‬
‫إل درجة الشتبه به‪ ،‬فقد ثبت عن النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أنه‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.75:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.41:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪231‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال‪ (( :‬من تشبّه بقوم ف هو من هم))‪ .‬هذا إذا كان يرى أن التش به أح سن من‬
‫السهلم أو ماثهل له‪ .‬وإمها إذا كان يتشبهه بأعداء السهلم وههو جاههل فهذا‬
‫الفعهل مرم‪ ،‬وال أعلم وإنه أنصهح بقراءة كتاب ((اقتضاء الصهراط السهتقيم‬
‫مالفة أصحاب الحيم)) لشيخ السلم ابن تيمية رحه ال‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬و من ظن أن نا تاوز نا ال د فلي سأل المي ن‪ :‬أجعفر يّ أ نت؟ فإن‬


‫قال‪ :‬نعهم‪ .‬رجهع إل كتهب اللل والنحهل ((كالفرق بيه الفرق)) و((اللل‬
‫والنحل)) للشهرستان‪ ،‬ولينظر ف عقيدة العفرية‪ ،‬ويسأله‪ :‬أإمامي أنت؟ فإذا‬
‫قال‪ :‬ن عم‪ .‬ر جع إل ك تب اللل والن حل ح ت ين ظر عقيدة المام ية‪ .‬وي سأله‪:‬‬
‫أاث نا عشري أ نت؟ فإن قال‪ :‬ن عم‪ ،‬فلي جع إل عقيدة الث ن عشر ية‪ ،‬ولي سأله‬
‫عن زنادقة تت ستار التشيع مثل عبدال بن سبأ‪ ،‬ونصي الدين الطوسي‪ ،‬بل‬
‫يسأله عن أب لؤلؤة الجوسي الذي قتل عمر بن الطاب رضي ال عنه ولعن‬
‫قاتله‪ ،‬وليسهأله عهن كتبههم الته تقول إن قرآننها ناقهص‪ ،‬أيعتقهد أنّهها كتهب‬
‫إسلمية وليسأله ما عن بقوله‪ :‬إن لئمتنا منْزلة ل يبلغها نبّ مرسل‪ ،‬ول ملك‬
‫مقرب‪ ،‬ويطلب منه الواب من إذاعة طهران باللغة العربية وباللغة الفارسية‪،‬‬
‫فإنه سيبقى ف حية‪ ،‬إن قال يستعمل تقيتهم الت هي النفاق فسيغضب عليه‬
‫الروافض‪ ،‬وإن صرح با عنده علمت عقيدته البيثة‪.‬‬
‫ولك حق أيها السن أن تسأل‪ ،‬فهذا العراب يأت رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيقول‪ :‬يا ممد إن سائلك فمشدد عليك ف السألة‬
‫فل تد عليّ ف نفسك‪ ،‬فيقول له الرسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪:-‬‬
‫‪232‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫((سل عمّا بدا لك))‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬


‫ول ا كان القوم يطعنون ف صحابة ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬بل يكفرونم إل النادر منهم‪ ،‬رأيت أن أعقد فصلً ف فضل الصحابة‬
‫رضوان ال عليهم لبيان منْزلتهم الرفيعة عند ال‪ ،‬ومالم من الواقف السنة‪،‬‬
‫والصب على الشدائد‪ ،‬والستسلم لشرع ال رحهم ال‪ ،‬وقد كنت كتبت ف‬
‫((إرشاد ذوي الفطن لبعاد غلة الروافض من اليمن)) كتابة أوسع من هذا‪،‬‬
‫ولك ن رأ يت أن ل أخلي هذا الكتاب عن الدفاع عن ال صحابة الكرام ر ضي‬
‫ال عنهم‪ ،‬إذ هم نقلة الدين وحلته‪ ،‬والطعن فيهم طعن ف الدين‪ ،‬وما ينبغي‬
‫أن يعلم أن أحسهن كتاب ألف فه فضائل الصهحابة رضهي ال عنههم ههو‬
‫((ال صابة ف معر فة ال صحابة)) للحا فظ ا بن ح جر‪ ،‬وأ ما ((حياة ال صحابة))‬
‫و((ذخائر الع قب ف فضائل ذوى القر ب)) و((ال صواعق الحر قة ف الرد على‬
‫أهل البدع والزندقة)) و((در السحابة ف فضل القرابة والصحابة)) و((رجال‬
‫حول الرسهول)) فإنّهها جعهت الصهحيح والضعيهف والوضوع‪ ،‬والحاديهث‬
‫الوضوعة ف فضل الصحابة على العموم والتفصيل‪ ،‬وكذا ف فضل أهل البيت‬
‫ليس لا حد‪ ،‬لذلك رأيت إن مد ال ف العمر أن أكتب ف الصحيح السند‪،1‬‬
‫وال الوفق وإليه الرجع والآب‪.‬‬

‫وبمد ال قد قام بذا أخونا مصطفى بن العدوي‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪233‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فصل في فضائل الصحابة‬

‫‪a‬قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وكذلك جعلناكم أ ّمةً وسطًا لتكونوا‬


‫شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا‪.﴾1‬‬
‫ومعن وسطًا‪ :‬عدولً‪ ،‬كما ف حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫الذي ف الصحيح‪.‬‬
‫‪b‬وقال تعال‪﴿ :‬كن تم خ ي أمّة أخر جت للنّاس تأمرون بالعروف‬
‫وتنهون عن النكر وتؤمنون بال‪.﴾2‬‬
‫هاتان اليتان وإن كانتها تشملن المهة كلهها‪ ،‬فإن الصهحابة داخلون فه‬
‫هذا دخولً أوليّا لنّهم الخاطبون بذا‪.‬‬
‫قال المام أ بو ب كر بن أ ب شي بة (ج ‪ 12‬ص ‪ :)155‬حدّث نا عبدالرّح يم‬
‫بن سليمان‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن ساك بن حرب‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن‬
‫عبّاس‪﴿ :‬كنتم خي أمّة أخرجت للنّاس﴾ قال الّذين هاجروا مع ممّد ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬إل الدينة‪.‬‬
‫وسنده حسن‪.‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.143:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.110:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪234‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪c‬وقال تعال‪﴿ :‬والسهّابقون الوّلون مهن الهاجريهن والنصهار‬


‫والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعدّ لم‬
‫جنّات تري تتههها النْهار خالديههن فيههها أبدًا ذلك الفوز‬
‫العظيم‪.﴾1‬‬
‫‪d‬وقال تعال‪﴿ :‬لقهد تاب ال على الن ّبّ والهاجريهن والنصهار‬
‫الّذين اتّبعوه ف ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق‬
‫منهم ثّ تاب عليهم إنّه بم رءوف رحيم‪.﴾2‬‬
‫‪e‬وقال تعال‪﴿ :‬ممّد ر سول ال والّذ ين م عه أشدّاء على الكفّار‬
‫رحاء بين هم ترا هم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلً من ال ورضوانًا‬
‫سيماهم ف وجوه هم من أ ثر ال سّجود ذلك مثل هم ف التّوراة‬
‫ومثلهم ف النيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى‬
‫على سهوقه يعجهب ال ّزرّاع ليغيهظ بمه الكفّار وعهد ال الّذيهن‬
‫ءامنوا وعملوا الصّالات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا‪.﴾3‬‬
‫‪f‬وقال تعال‪﴿ :‬ل ي ستوي من كم من أن فق من ق بل الف تح وقا تل‬
‫أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلّ وعد‬
‫ال ال سن وال ب ا تعملون خبي‪ .﴾4‬فقوله‪﴿ :‬وكلّ و عد ال‬
‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.100:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.117:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.29:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الديد‪ ،‬الية‪.10:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪235‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫السن﴾ يشمل جيع صحابة رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬


‫آله وسلم‪ -‬ورضي عنهم أجعي‪.‬‬
‫‪g‬وقال تعال‪﴿ :‬والّذيهن ءامنوا وهاجروا وجاهدوا فه سهبيل ال‬
‫والّذين آووا ونصروا أولئك هم الؤمنون حقّا لم مغفرة ورزق‬
‫كري‪.﴾1‬‬
‫‪h‬وقال تعال‪﴿ :‬مهن الؤمن ي رجال صدقوا ما عاهدوا ال عل يه‬
‫فمنهم من قضى نبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلً‪.﴾2‬‬
‫‪i‬وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬للفقراء الهاجريهن الّذيهن أخرجوا مهن‬
‫ديار هم وأموال م يبتغون فضلً من ال ورضوانًا وين صرون ال‬
‫ور سوله أولئك هم ال صّادقون‪ ‬والّذ ين تبوّءوا الدّار واليان من‬
‫قبلهم يبّون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجةً مّا‬
‫أوتوا ويؤثرون على أنف سهم ولو كان ب م خ صاصة و من يوق‬
‫شحه نفسهه فأولئك ههم الفلحون ‪ ‬والّذيهن جاءوا مهن بعدههم‬
‫ّ‬
‫يقولون ربّنا اغفر لنا ولخواننا الّذين سبقونا باليان ول تعل‬
‫ف قلوبنا غلّ للّذين ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم‪.﴾3‬‬
‫قال المام الشوكانه رحهه ال فه تفسهيه ((فتهح القديهر)) (ج ‪ 5‬ص‬
‫‪ )202‬ف الكلم على قوله تعال‪﴿ :‬ول ت عل ف قلوب نا غلّ للّذ ين ءامنوا﴾‪:‬‬
‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.74:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.23:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الشر‪ ،‬الية‪.10-8:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪236‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أي غشّاه وبغضًا وحسهدًا‪ ،‬أمرههم ال سهبحانه بعهد السهتغفار للمهاجريهن‬


‫والنصار أن يطلبوا من ال سبحانه أن ينْزع من قلوبم الغل للذين آمنوا على‬
‫الطلق فيدخل ف ذلك الصحابة دخولً أوليّا لكونم أشرف الؤمني‪ ،‬ولكن‬
‫ال سياق في هم ف من ل ي ستغفر لل صحابة على العموم ويطلب رضوان ال ل م‪،‬‬
‫فقد خالف ما أمره ال به ف هذه الية‪ ،‬فإن وجد ف قلبه غلً لم فقد أصابه‬
‫نزغ من الشيطان‪ ،‬وحل به نصيب وافر من عصيان ال بعداوة أوليائه‪ ،‬وخي‬
‫أمة نبيه ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وانفتح له باب من الذلن يفد به‬
‫على نار جهنم إن ل يتدارك نفسه باللجوء إل ال سبحانه‪ ،‬والستغاثة به بأن‬
‫ينْزع عن قلبه ما طرقه من الغل لي القرون‪ ،‬وأشرف هذه المة‪ ،‬فإن جاوز‬
‫ما يده من ال غل إل ش تم أ حد من هم ف قد انقاد للشيطان بزمام‪ ،‬وو قع ف‬
‫غ ضب ال و سخطه‪ ،‬وهذا الداء العضال إن ا ي صاب به من ابتلي بعلم من‬
‫الرافضة‪ ،‬أو صاحب من أعداء خي المة الذين تلعب بم الشيطان وزين لم‬
‫الكاذ يب الختل قة والقا صيص الفتراه‪ ،‬والرافات الوضو عة‪ ،‬و صرفهم عن‬
‫كتاب ال الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه وعن سنة رسول‬
‫ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬النقولة إلينا بروايات الئمة الكابر ف‬
‫كل ع صر من الع صور‪ ،‬فاشتروا الضللة بالدى وا ستبدلوا ال سران العظ يم‬
‫بالربح الوافر‪ ،‬وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منْزلة إل منْزلة‪ ،‬ومن رتبة‬
‫إل رتبة‪ ،‬حت صاروا أعداء كتاب ال‪ ،‬وسنة رسوله وخي أمته وصالي عباده‬
‫و سائر الؤمن ي‪ ،‬وأهلوا فرائض ال‪ ،‬وهجروا شعائر الد ين‪ ،‬و سعوا ف ك يد‬
‫السلم وأهله بكل حجر ومدر‪ ،‬وال من ورائهم ميط‪ .‬اهه‬
‫‪237‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال الا فظ ا بن كث ي رح ه ال ف ((تف سيه)) ب عد هؤلء اليات‪ :‬و ما‬


‫أح سن ما ا ستنبط المام مالك رح ه ال من هذه ال ية الكري ة أن الراف ضي‬
‫الذى يسب الصحابة ليس له ف مال الفيء نصيب لعدم اتصافه با مدح ال به‬
‫هؤلء ف قولم‪﴿ :‬ربّنا اغفر لنا ولخواننا الّذين سبقونا باليان ول تعل ف‬
‫قلوبنا غلّ للّذين ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم﴾‪.‬‬
‫وأما الحاديث ف فضائلهم‪:‬‬
‫عليه‬
‫‪A‬قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)3‬حدّثنها ّ‬
‫بن عبدال‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ .‬قال‪ :‬سعت جابر بن‬
‫الدريه‬
‫ّ‬ ‫عبدال رضهي ال عنهمها يقول‪ :‬حدّثنها أبوسهعيد‬
‫قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬
‫هن النّاس فيقولون‪:‬‬‫((يأت ه على النّاس زمان فيغزو فئام مه‬
‫في كم من صاحب ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيفتح لم‪ ،‬ثّ يأت على النّاس زمان‬
‫فيغزو فئام مهن النّاس فيقال‪ :‬ههل فيكهم مهن صهاحب‬
‫أ صحاب ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬؟‬
‫فيقولون‪ :‬ن عم‪ .‬فيف تح ل م‪ ،‬ثّ يأ ت على النّاس زمان فيغزو‬
‫فئام من النّاس‪ .‬فيقال‪ :‬هل فيكم من صاحب من صاحب‬
‫أ صحاب ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬؟‬
‫فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيفتح لم))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (ج ‪ 16‬ص ‪.)83‬‬
‫‪238‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪B‬وقال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)84‬حدّثنه‬


‫سعيد بن ي ي ا بن سعيد المو يّ‪ ،‬حدّث نا أ ب‪ ،‬حدّث نا ا بن‬
‫جريهج‪ ،‬عهن أبه الزّبيه‪ ،‬عهن جابر‪ .‬قال‪ :‬زعهم أبوسهعيد‬
‫الدريه قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬ ‫ّ‬
‫وسهلم‪(( :-‬يأته على النّاس زمان يبعهث منههم البعهث‬
‫فيقولون‪ :‬انظروا هل تدون فيكم أحدًا من أصحاب النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فيوجد الرّجل فيفتح لم‬
‫به‪ ،‬ثّ يب عث الب عث الثّا ن فيقولون‪ :‬هل في هم من رأى‬
‫أ صحاب النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬؟ فيف تح‬
‫لمهبهه‪ ،‬ثّ يبعهث البعهث الثّالث فيقال‪ :‬انظروا ههل ترون‬
‫فيههم مهن رأى مهن رأى أصهحاب النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه‬
‫وعلى آله وسهلم‪-‬؟ ثّ يكون البعهث الرّابهع فيقال‪ :‬انظروا‬
‫ههل ترون فيههم أحدًا رأى مهن رأى أحدًا رأى أصهحاب‬
‫النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬؟ فيو جد الرّ جل‪،‬‬
‫فيفتح لم به))‪.‬‬
‫‪C‬قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)3‬حدّثنه إسهحاق‪،‬‬
‫حدّثنا النّضر‪ ،‬أخبنا شعبة‪ ،‬عن أب جرة‪ ،‬سعت زهدم بن‬
‫مضرّب‪ ،‬سعت عمران بن حصي رضي ال عنهما يقول‪:‬‬
‫قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬خ ي‬
‫أمّت قرن‪ ،‬ثّ الّذين يلونم‪ ،‬ثّ الّذين يلونم)) قال عمران‪:‬‬
‫‪239‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فل أدري أذ كر ب عد قر نه قرن ي أو ثلثًا ((ثّ إ نّ بعد كم‬


‫هتشهدون‪ ،‬ويونون ول يؤتنون‪،‬‬ ‫قومًها يشهدون ول يسه‬
‫وينذرون ول يفون‪ ،‬ويظهر فيهم السّمن))‪ .‬اهه‬
‫أخرجه مسلم (ج ‪ 16‬ص ‪ .)87‬وأبوداود (ج ‪ 12‬ص ‪.)409‬‬
‫‪D‬قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)3‬حدّثنها مم ّد بهن‬
‫كثي‪ ،‬أخبنا سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن عبيدة‪،‬‬
‫عن عبدال رضي ال عنه‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ -‬قال‪(( :‬خ ي النّاس قر ن‪ ،‬ثّ الّذ ين يلون م‪ ،‬ثّ‬
‫الّذين يلونم‪ ،‬ثّ ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه‪ ،‬ويينه‬
‫شهادتهه))‪ .‬قال إبراهيهم‪ :‬وكانوا يضربوننها على الشّهادة‬
‫والعهد ونن صغار‪ .‬اهه‬
‫أخرجه مسلم (ج ‪ 16‬ص ‪ 84‬و ‪ )85‬والترمذي (ج ‪ 10‬ص ‪ ،)361‬وقال‪ :‬هذا‬
‫حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪E‬قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)86‬حدّثنه‬
‫يعقوب بهن إبراهيهم‪ ،‬حدّثنها هشيهم‪ ،‬عهن أبه بشهر (ح)‬
‫وحدّث ن إساعيل بن سال‪ ،‬أخبنا هشيم‪ ،‬أخبنا أبوبشر‪،‬‬
‫عن عبدال بن شق يق‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬خي أمّت القرن الّذين‬
‫بعثت في هم‪ ،‬ثّ الّذ ين يلون م))‪ ،‬وال أعلم أذ كر الثّالث أم‬
‫ل؟ قال‪(( :‬ثّ يلف قوم يبّون ال سّمانة‪ ،‬يشهدون ق بل أن‬
‫‪240‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يستشهدوا))‪.‬‬
‫‪F‬قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)89‬حدّثنها‬
‫أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬وشجاع بن ملد‪ ،‬واللّفظ لب بكر‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدّثنا حسي وهو ابن عل يّ العف يّ‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن‬
‫ال سّ ّديّ‪ ،‬عن عبدال البه يّ‪ ،‬عن عائ شة قالت‪ :‬سأل ر جل‬
‫النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬أ يّ النّاس خ ي؟‬
‫قال‪(( :‬القرن الّذي أنا فيه‪ ،‬ثّ الثّان‪ ،‬ثّ الثّالث))‪ .‬اهه‬
‫انت قد الدارقط ن هذا الد يث على م سلم وقال‪ :‬والب هي إن ا روى عن عروة عن‬
‫عائشة‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ولكن البخاري قد أثبت ساعه‪ ،‬والثبت مقدم على الناف‪.‬‬
‫‪G‬قال المام أحد رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)267‬حدّثنا هاشم‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدّث نا شيبان‪ ،‬عن عا صم‪ ،‬عن خيث مة والشّ عبّ‪ ،‬عن‬
‫النّعمان بهن بشيه قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬خي النّاس قرن‪ ،‬ثّ الّذين يلونم‪ ،‬ثّ‬
‫الّذ ين يلون م‪ ،‬ثّ الّذ ين يلون م‪ ،‬ثّ يأ ت قوم ت سبق أيان م‬
‫شهادتم‪ ،‬وشهادتم أيانم))‪.‬‬
‫حدّثنا حسن ويونس‪ ،‬قال‪ :‬حدّثنا حّاد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم بن بدلة‪،‬‬
‫عن خيث مة بن عبدالرّح ن‪ ،‬عن النّعمان بن بش ي‪ ،‬أ نّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪(( :‬خ ي هذه المّة القرن الّذ ين بع ثت في هم‪ ،‬ثّ‬
‫الّذين يلونم‪ ،‬ثّ الّذين يلونم‪ ،‬ثّ الّذين يلونم))‪ .‬قال حسن‪(( :‬ثّ ينشأ أقوام‬
‫‪241‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تسبق أيانم شهادتم‪ ،‬وشهادتم أيانم))‪.‬‬


‫وأخرجه ص(‪ )277‬من حديث أب بكر بن عياش عن عاصم به‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪ ،‬وأخرجه ابن أب شيبة (ج ‪ 12‬ص ‪ )177‬من حديث حسي‬
‫بن علي‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن خيثمة به‪.‬‬
‫وقال البزار ك ما ف ((ك شف الستار)) (ج ‪ 3‬ص ‪ :)290‬ل نعلم أحدًا ج ع بي‬
‫الشعهب وخيثمهة إل شيبان‪ .‬وقهد ذكره البزار مهن حديهث زائدة‪ ،‬ومهن حديهث ورقاء‪،‬‬
‫كلها عن عاصم‪ ،‬فعلى هذا يكون شيبان قد خالف حاد بن سلمة وأبا بكر بن عياش‬
‫عند أحد كما تقدم‪ ،‬وزائدة وورقاء عند البزار‪ ،‬فيكون ذكر الشعب شاذًا‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪H‬قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)82‬حدّثنها‬
‫أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬وإسحق بن إبراهيم‪ ،‬وعبدال بن عمر‬
‫بن أبان‪ ،‬كلّهم عن حسي‪ .‬قال أبوبكر‪ :‬حدّثنا حسي بن‬
‫عل يّ العف يّ‪ ،‬عن ممّع بن يي‪ ،‬عن سعيد بن أب بردة‪،‬‬
‫عن أ ب بردة‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬قال‪ :‬صلّينا الغرب مع ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ثّ قلنا‪ :‬لو جلسنا حتّى‬
‫نصلّي معه العشاء‪ .‬قال‪ :‬فجلسنا فخرج علينا‪ ،‬فقال‪(( :‬ما‬
‫زلتم ههنا))؟ قلنا‪ :‬يا رسول ال صلّينا معك الغرب ثّ قلنا‪:‬‬
‫نلس حتّهى نصهلّي معهك العشاء‪ .‬قال‪(( :‬أحسهنتم‪ ،‬أو‬
‫أصبتم))‪ .‬قال‪ :‬فرفع رأسه إل ال سّماء وكان كثيًا مّا يرفع‬
‫رأسه إل ال سّماء فقال‪(( :‬النّجوم أمنة لل سّماء‪ ،‬فإذا ذهبت‬
‫النّجوم أتهى السهّماء مها توعهد‪ ،‬وأنها أمنهة لصهحاب‪ ،‬فإذا‬
‫ذهبت أتى أصحاب ما يوعدون‪ ،‬وأصحاب أمنة لمّت‪ ،‬فإذا‬
‫‪242‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ذهب أصحاب أتى أمّت ما يوعدون))‪.‬‬


‫‪I‬قال المام أبهو بكهر بهن أبه شيبهة رحهه ال (ج ‪ 12‬ص‬
‫‪ :)178‬حدّثنا زيد بن الباب‪ .‬قال‪ :‬ثنا عبدال بن العلء‬
‫أبوزبر‪ 1‬الدّمشق يّ‪ .‬قال‪ :‬ثنا عبدال ابن عامر‪ ،‬عن واثلة بن‬
‫السهقع‪ .‬قال‪ :‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ (( :-‬ل تزالون بي ما دام فيكم من رآن وصاحبن‪،‬‬
‫وال ل تزالون بيه مها دام فيكهم مهن رأى مهن رآنه‬
‫وصاحب من صاحبن))‪.‬‬
‫هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)379‬حدّثنها أبوبكهر‪ ،‬حدّثنها‬
‫عاصم‪ ،‬عن زرّ بن حبيش‪ ،‬عن عبدال بن مسعود قال‪ :‬إ نّ ال نظر ف قلوب‬
‫العباد فوجد قلب ممّد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬خي قلوب العباد‪،‬‬
‫فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته‪ ،‬ثّ نظر ف قلوب العباد بعد قلب ممّد‪ ،‬فوجد‬
‫قلوب أصحابه خي قلوب العباد‪ ،‬فجعلهم وزراء نبيّه‪ ،‬يقاتلون على دينه‪ ،‬فما‬
‫رآه السلمون حسنًا فهو عند ال حسن‪ ،‬وما رأوه سيّئًا فهو عند ال سيّئ‪.‬‬
‫وهذا موقوف على عبدال بن م سعود‪ ،‬و سنده ح سن‪ ،‬ول يس ف يه ح جة‬
‫للمبتد عة الذ ين يعلون ب عض البدع ح سنة لمر ين‪ ،‬الول‪ :‬أ نه موقوف على‬
‫عبدال والوقوف ل يس ب جة‪ ،‬ال مر الثا ن‪ :‬أن مراد عبدال ال سلمون الكمّل‬
‫و هم ل يستحسنون تشريعًا من قبلهم‪ ،‬لعلم هم أن ال قد أك مل الد ين ك ما‬
‫ف الصل‪ :‬أبوالزبي‪ ،‬والصواب ما أثبتناه‪ ،‬كما ف تذيب التهذيب ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪243‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال تعال‪﴿ :‬اليوم أكملت ل كم دين كم وأت مت علي كم نعم ت ورض يت ل كم‬
‫السلم دينًا‪ .﴾1‬وقوله تعال‪﴿ :‬أم لم شركاء شرعوا لم من الدّين ما ل يأذن‬
‫به ال‪ .﴾2‬وف تح باب ال ستحسان أدى إل التنا فر والختلف والفر قة‪ ،‬فهذا‬
‫يسهتحسن مها ينكره هذا‪ ،‬ولو كان السهتحسان شرع ًا لتهى بهه كتاب أو‬
‫سنة‪﴿:‬وما كان ربّك نسيّا‪.﴾3‬‬
‫‪‬‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.3:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الشورى‪ ،‬الية‪.21:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة مري‪ ،‬الية‪.64:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪244‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فضل من شهد بدرًا‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أنّي مدّكم‬
‫بألف من اللئ كة مردف ي ‪ ‬و ما جعله ال إل بشرى ولتطمئ نّ به قلوب كم و ما‬
‫النّصر إل من عند ال إ نّ ال عزيز حكيم ‪ ‬إذ يغشّيكم النّعاس أمنةً منه وينّل‬
‫عليكم من ال سّماء ماءً ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشّيطان وليبط على‬
‫قلوبكم ويثبّت به القدام ‪ ‬إذ يوحي ربّك إل اللئكة أنّي معكم فثبّتوا الّذين‬
‫ءامنوا سهألقي فه قلوب الّذيهن كفروا الرّعهب فاضربوا فوق العناق واضربوا‬
‫منهم ك ّل بنان ‪ ‬ذلك بأنّهم شاقّوا ال ورسوله ومن يشاقق ال ورسوله فإنّ ال‬
‫شديد العقاب﴾ إل قوله تعال‪﴿ :‬فلم تقتلوهم ولك نّ ال قتلهم وما رميت إذ‬
‫رميت ولك نّ ال رمى وليبلي الؤمني منه بلءً حسنًا إ نّ ال سيع عليم ‪ ‬ذلكم‬
‫وأنّ ال موهن كيد الكافرين‪.﴾1‬‬
‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)304‬حدّث ن إ سحاق بن إبراه يم‪،‬‬
‫أخب نا عبدال بن إدريس‪ .‬قال‪ :‬سعت ح صي بن عبدالرّح ن‪ ،‬عن سعد بن‬
‫عبيدة‪ ،‬عن أب عبدالرّحن ال سّلميّ‪ ،‬عن عل يّ رضي ال عنه قال‪ :‬بعثن رسول‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬وأ با مر ثد والزّب ي‪ ،‬وكلّ نا فارس‪ ،‬قال‬
‫انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ‪ ،‬فإ نّ با امرأةً من الشركي‪ ،‬معها كتاب من‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.18-9:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪245‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حاطب بن أب بلت عة إل الشرك ي‪ ،‬فأدركنا ها ت سي على بع ي ل ا حيث قال‬


‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقلنا‪ :‬الكتاب؟ فقالت‪ :‬ما معنا‬
‫كتاب‪ .‬فأنناها فالتمسنا فلم نر كتابًا‪ .‬فقلنا‪ :‬ما كذب رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬لتخرج نّ الكتاب أو لنجرّدنّك‪ ،‬فلمّا رأت الدّ أهوت‬
‫إل حجزتا وهي متجزة بكساء‪ ،‬فأخرجته‪ ،‬فانطلقنا با إل رسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ .-‬فقال ع مر‪ :‬يا ر سول ال قد خان ال ور سوله‬
‫والؤمنيه‪ ،‬فدعنه فلضرب عنقهه‪ .‬فقال الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬ما حلك على ما صنعت))؟ قال حاطب‪ :‬وال ما ب أن ل أكون‬
‫مؤمنًا بال ورسوله ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أردت أن تكون ل عند‬
‫القوم يد‪ ،‬يدفع ال با عن أهلي ومال‪ ،‬وليس أحد من أصحابك إل له هناك‬
‫من عشيته من يدفع ال به عن أهله وماله‪ .‬فقال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ (( :-‬صدق‪ ،‬ول تقولوا له إل خيًا))‪ .‬فقال ع مر‪ :‬إنّه قد خان ال‬
‫والؤمني‪ ،‬فدعن فلضرب عنقه؟ فقال‪(( :‬أليس من أهل بدر‪ ،‬فقال‪ :‬لعلّ ال‬
‫اطّلع إل أههل بدر فقال‪ :‬اعملوا مها شئتهم فقهد وجبهت لكهم النّة‪ ،‬أو فقهد‬
‫غفرت لكم)) فدمعت عينا عمر وقال‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫قال المام أبوب كر بن أ ب شي بة رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)155‬حدّث نا يز يد‬
‫بن هارون‪ ،‬عن حّاد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم بن أب النّجود‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن‬
‫أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إ نّ ال‬
‫تبارك وتعال اطّلع على أهل بدر فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))‪.‬‬
‫هذا حد يث ح سن‪ ،‬وأخر جه المام أح د (ج ‪ 2‬ص ‪ )295‬من حد يث يز يد بن‬
‫‪246‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هارون به‪ ،‬وأبوداود (ج ‪ 5‬ص ‪ )42‬طبعة حص‪.‬‬


‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)311‬حدّث ن إ سحاق بن إبراه يم‪،‬‬
‫أخبنا جرير‪ ،‬عن يي بن سعيد‪ ،‬عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزّرقيّ‪ ،‬عن أبيه‬
‫وكان أبوه من أهل بدر‪ .‬قال‪ :‬جاء جبيل إل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬فقال‪ :‬ما تعدّون أ هل بدر في كم؟ قال‪ (( :‬من أف ضل ال سلمي)) ‪-‬أو‬
‫كلمةً نوها‪ -‬قال‪ :‬وكذلك من شهد بدرًا من اللئكة‪.‬‬
‫حدّثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدّثنا حّاد‪ ،‬عن يي‪ ،‬عن معاذ بن رفاعة ابن‬
‫را فع‪ ،‬وكان رفا عة من أ هل بدر‪ ،‬وكان را فع من أ هل العق بة‪ ،‬فكان يقول‬
‫لبنه‪ :‬ما يسرّن أنّي شهدت بدرًا بالعقبة‪ .‬قال‪ :‬سأل جبيل النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بذا‪.‬‬
‫حدّثنا إسحاق بن منصور‪ ،‬أخبنا يزيد‪ ،‬أخبنا يي‪ ،‬سع معاذ بن رفاعة‪،‬‬
‫أنّ ملكًا سأل الّنبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬نوه‪.‬‬
‫وعهن ييه أنّه يزيهد بهن الاد أخهبه أنّه كان معهه يوم حدّثهه معاذ هذا‬
‫الديث‪ .‬فقال يزيد‪ :‬فقال معاذ‪ :‬إنّ السّائل هو جبيل عليه السّلم‪.‬‬
‫هذا الديث من الحاديث الت انتقدها الافظ الدارقطن وت النتقاد كما‬
‫ف ((التتبع)) ص (‪ 267‬و ‪ )268‬ولكن له شاهد‪ .‬قال المام أحد رحه ال‬
‫(ج ‪ 3‬ص ‪ :)465‬حدّثنا وكيع‪ ،‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن يي بن سعيد‪ ،‬عن عباية‬
‫ابن رفاعة‪ ،‬عن جدّه رافع بن خديج‪ .‬قال‪ :‬إ نّ جبيل أو ملكًا جاء إل النّبّ‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فقال‪ :‬مها تعدّون مهن شههد بدرًا فيكهم؟‬
‫قالوا‪(( :‬خيارنا)) قال‪ :‬كذلك هم عندنا خيارنا من اللئكة‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخي‪.‬‬


‫وأخرجه ابن ماجة (ج ‪ 1‬ص ‪.)56‬‬
‫‪248‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فضل أهل بيعة الشجرة‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ل قد ر ضي ال عن الؤمن ي إذ يبايعو نك ت ت‬


‫الشّجرة فعلم ما ف قلوب م فأنزل ال سّكينة علي هم وأثاب م فتحًا قريبًا‪ ‬ومغا ن‬
‫كثيةً يأخذونا وكان ال عزيزًا حكيمًا‪.﴾1‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)57‬حدّث ن هارون بن عبدال‪،‬‬
‫حدّثنا حجّاج بن ممّد‪ .‬قال‪ :‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن أبوالزّبي‪ ،‬أنّه سع جابر‬
‫بن عبدال يقول‪ :‬أخبتن أ مّ مبشّر أنّها سعت النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬يقول عند حفصة‪(( :‬ل يدخل النّار إن شاء ال من أصحاب الشّجرة‬
‫أحهد‪ ،‬الّذيهن بايعوا تتهها)) قالت‪ :‬بلى يها رسهول ال‪ ،‬فانتهرهها‪ .‬فقالت‬
‫حفصهة‪﴿ :‬وإن منكهم إل واردهها﴾ فقال الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬قهد قال ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬ثّ ننجّي الّذيهن اتّقوا ونذر الظّاليه فيهها‬
‫جثيّا﴾‪.‬‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)57‬حدّثنها قتيبهة بهن سهعيد‪،‬‬
‫حدّث نا ل يث (ح) وحدّث نا ممّد بن ر مح‪ ،‬أخب نا اللّ يث‪ ،‬عن أ ب الزّب ي‪ ،‬عن‬
‫أنه عبدًا لاطهب جاء رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪-‬‬ ‫جابر‪ّ ،‬‬
‫ليدخلنه حاطهب النّار‪ .‬فقال رسهول ال‬
‫ّ‬ ‫يشكهو حاطبًا فقال‪ :‬يها رسهول ال‬

‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.19-18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪249‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬كذبهت ل يدخلهها‪ ،‬فإنّه شههد بدرًا‬
‫والديبية))‪.‬‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)484‬حدّثنها سهعيد بهن عمرو‬
‫الشعث يّ‪ ،‬و سويد بن سعيد‪ ،‬وإ سحق بن إبراه يم‪ ،‬وأح د بن عبدة‪ ،‬واللّ فظ‬
‫لسعيد‪ .‬قال سعيد وإسحق‪ :‬أخبنا‪ .‬وقال الخران‪ :‬حدّثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪،‬‬
‫عن جابر‪ .‬قال‪ :‬كنّا يوم الديبية ألفًا وأربع مائة فقال لنا النّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬أنتم اليوم خي أهل الرض))‪.‬‬
‫وقال جابر‪ :‬لو كنت أبصر لريتكم موضع الشّجرة‪ .‬اهه‬
‫‪250‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فضل المهاجرين رضي ال عنهم‬

‫قد ذكرت آيات ق بل‪ ،‬وكان الهاجرون ر ضي ال عن هم هم القدم ي‪،‬‬


‫وهذا دل يل على علو منْزلت هم ر ضي ال عنهم‪ ،‬وقال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ثّ‬
‫إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثّ جاهدوا وصبوا إنّ ربّك من بعدها‬
‫لغفور رحيم‪.﴾1‬‬
‫وإنه ال على‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬أذن للّذيهن يقاتلون بأنّههم ظلموا ّ‬
‫نصرهم لقدير‪ ‬الّذين أخرجوا من ديارهم بغي ح قّ إل أن يقولوا ربّنا ال ولول‬
‫دفع ال النّاس بعضهم ببعض لدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر‬
‫فيها اسم ال كثيًا ولينصرنّ ال من ينصره إنّ ال لقويّ عزيز‪.﴾2‬‬
‫وقال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬والّذيهن هاجروا فه سهبيل ال ثّ قتلوا أو ماتوا‬
‫ليزقنّهم ال رزقًا حسنًا وإ نّ ال لو خي الرّازقي‪ ‬ليدخلنّ هم مدخلً يرضونه‬
‫وإ نّ ال لعليم حليم‪ ‬ذلك ومن عاقب بثل ما عوقب به ثّ بغي عليه لينصرنّه‬
‫ال إنّ ال لعفوّ غفور‪.﴾3‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬فا ستجاب ل م ربّ هم أنّي ل أض يع ع مل عا مل‬

‫سورة النحل‪ ،‬الية‪.110:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الج‪ ،‬الية‪.40-39:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الج‪ ،‬الية‪.60-58:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪251‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالّذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم‬


‫ّرنه عنههم سهيّئاتم ولدخلنّههم جنّات‬
‫وأوذوا فه سهبيلي وقاتلوا وقتلوا لكف ّ‬
‫تري من تتها النْهار ثوابًا من عند ال وال عنده حسن الثّواب‪.﴾1‬‬
‫﴿إنه الّذيهن ءامنوا والّذيهن هاجروا وجاهدوا فه سهبيل ال‬
‫وقال تعال‪ّ :‬‬
‫أولئك يرجون رحة ال وال غفور رحيم‪.﴾2‬‬
‫ويدخل ف هذا الباب الد يث الذي رواه مسلم من حديث أب م سعود‬
‫عق بة بن عمرو‪(( :‬يؤ مّ القوم أقرؤ هم لكتاب ال‪ ،‬فإن كانوا ف القراءة سواءً‬
‫سنّة سواءً فأقدمهم هجرةً)) الديث‪.‬‬
‫سنّة‪ ،‬فإن كانوا ف ال ّ‬
‫فأعلمهم بال ّ‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.195:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.218:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪252‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فضل النصار رضي ال عنهم‬

‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)114‬حدّث نا يعقوب بن إبراه يم بن‬


‫كث ي‪ ،‬حدّث نا ب ز بن أ سد‪ ،‬حدّث نا شع بة‪ .‬قال‪ :‬أ خبن هشام بن ز يد‪ .‬قال‪:‬‬
‫سعت أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬جاءت امرأة من النصار إل رسول‬
‫ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله و سلم‪ -‬ومعهها صهبّ لاه فكلّم ها رسهول ال‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فقال‪(( :‬والّذي نف سي بيده إنّ كم أح بّ‬
‫النّاس إلّ)) مرّتي‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)113‬حدّثنها أبومعمهر‪ ،‬حدّثنها‬
‫عبدالوارث‪ ،‬حدّثنا عبدالعزيز‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬رأى النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬النّساء وال صّبيان مقبلي قال‪- :‬حسبت أنّه قال من‬
‫عرس‪ -‬فقام النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مثلً فقال‪(( :‬اللّه مّ أنتم‬
‫من أحبّ النّاس إلّ)) قالا ثلث مرار‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)118‬حدّثنها آدم‪ ،‬حدّثنها شعبهة‪،‬‬
‫حدّث نا أبوإياس معاو ية بن قرّة‪ ،‬عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬ل ع يش إل ع يش الخرة‪،‬‬
‫فأصلح النصار والهاجرة))‪.‬‬
‫وعن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬مثله‪،‬‬
‫‪253‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وقال‪(( :‬فاغفر للنصار))‪.‬‬


‫حدّثنا آدم‪ ،‬حدّثنا شعبة‪ ،‬عن حيد الطّويل‪ ،‬سعت أنس بن مالك رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬كانت النصار يوم الندق تقول‪:‬‬
‫على الهاد ما حيينا أبدا‬ ‫نن الّذين بايعوا ممّدا‬
‫فأجابم‪:‬‬
‫فأكرم النصار والهاجرة‬ ‫اللّهمّ ل عيش إل عيش الخرة‬
‫قال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)110‬حدّث نا أبوالول يد‪ ،‬حدّث نا‬
‫شع بة‪ ،‬عن أ ب التّيّاح‪ .‬قال‪ :‬سعت أن سًا ر ضي ال ع نه يقول‪ :‬قالت الن صار‬
‫يوم فتح مكّة ‪-‬وأعطى قريشًا‪ :-‬وال إنّ هذا لو العجب‪ ،‬إنّ سيوفنا تقطر من‬
‫دماء قر يش‪ ،‬وغنائم نا تردّ علي هم‪ .‬فبلغ ذلك النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬فدعها النصهار قال‪ :‬فقال‪(( :‬مها الّذي بلغنه عنكهم))؟ وكانوا ل‬
‫يكذبون‪ .‬فقالوا‪ :‬هو الّذي بلغك‪ .‬قال‪(( :‬أول ترضون أن يرجع النّاس بالغنائم‬
‫إل بيوتمه‪ ،‬وترجعون برسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬إل‬
‫بيوتكهم‪ ،‬لو سهلكت النصهار وادي ًا أو شعب ًا لسهلكت وادي النصهار أو‬
‫شعبهم))‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)113‬حدّثنها مسهلم بهن إبراهيهم‪،‬‬
‫حدّثنا شعبة‪ ،‬عن عبدال بن عبدال بن جب‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪،‬‬
‫عن النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬آية اليان ح بّ النصار‪،‬‬
‫وآية النّفاق بغض النصار))‪.‬‬
‫‪254‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)70‬حدّثنها حسهن بهن موسهى‪،‬‬


‫حدّثنا حّاد بن سلمة‪ ،‬عن أفلح النصاريّ‪ ،‬عن أب سعيد الدر يّ قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬حبّ النصار إيان‪ ،‬وبغضهم‬
‫نفاق))‪.‬‬
‫هذا حد يث صحيح ورجاله رجال ال صحيح‪ ،‬إل أفلح مول أ ب أيوب‪ ،‬و قد وث قه‬
‫ابن سعد‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)309‬حدّثنها عبدالرّحنه‪ ،‬عهن‬
‫سفيان‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عبّاس‪ ،‬عن النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ل يبغض النصار رجل يؤمن بال ورسوله‪ ،‬أو إل‬
‫أبغضه ال ورسوله))‪.‬‬
‫الديث أخرجه الترمذي (ج ‪ 10‬ص ‪ )408‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫قال المام مسلم بن الجاج رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ : )86‬حدّثنا قتيبة بن‬
‫سعيد‪ ،‬حدّثنا يعقوب يعن ابن عبدالرّحن القار يّ‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أب هريرة‪ ،‬أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ل يبغض‬
‫النصار رجل يؤمن بال واليوم الخر))‪.‬‬
‫وحدّثنا عثمان بن ممّد بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا جرير (ح) وحدّثنا أبوبكر‬
‫ابن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا أبوأسامة‪ ،‬كلها عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب‬
‫سعيد قال‪ :‬قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬ل يب غض الن صار‬
‫رجل يؤمن بال واليوم الخر))‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)500‬حدّثنها أبواليمان‪ .‬قال‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أخبنا شعيب‪ ،‬عن الزّهريّ‪ .‬قال‪ :‬أخبن عبدال بن كعب بن مالك وهو أحد‬
‫الثّلثة الّذين تيب عليهم أنّه أخبه بعض أصحاب النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬أنّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬خرج يومًا عاصبًا رأسه‬
‫فقال ف خطبته‪(( :‬أمّا بعد‪ :‬يا معشر الهاجرين فإنّكم قد أصبحتم تزيدون‪،‬‬
‫وأ صبحت الن صار ل تز يد على هيئت ها الّ ت هي علي ها اليوم‪ ،‬وإ نّ الن صار‬
‫عيبت الّت أويت إليها‪ ،‬فأكرموا كريهم‪ ،‬وتاوزوا عن مسيئهم))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال المام أح د رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)96‬حدّثنا يز يد بن هارون‪ .‬قال‪:‬‬
‫حدّثنا يي بن سعيد‪ ،‬أ نّ سعد بن إبراهيم أخبه عن الكم بن ميناء أ نّ يزيد‬
‫ابن جارية النصاريّ أخبه أنّه كان جال سًا ف نفر من النصار فخرج عليهم‬
‫معاوية فسألم عن حديثهم فقالوا‪ :‬كنّا ف حديث من حديث النصار فقال‬
‫معاو ية‪ :‬أل أزيد كم حديثًا سعته من ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫و سلم‪-‬؟ قالوا‪ :‬بلى يا أم ي الؤمن ي‪ .‬قال‪ :‬سعت ر سول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬من أحبّ النصار‪ ،‬أحبّه ال عزّ وجلّ‪ ،‬ومن أبغض‬
‫النصار أبغضه ال عزّ وجلّ))‪.‬‬
‫هذا حديهث صهحيح رجاله رجال الصهحيح‪ ،‬إل يزيهد بهن جاريهة‪ ،‬وقهد قال‬
‫الدارقطن‪ :‬له صحبة‪ ،‬ووثقه النسائي بناءً على أنه تابعي‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)112‬حدّث ن ممّد بن بشّار‪ ،‬حدّثنا‬
‫غندر‪ ،‬حدّثنا شعبة‪ ،‬عن ممّد بن زياد‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أو قال أبوالقاسم ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫‪256‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وسلم‪(( :-‬لو أ نّ النصار سلكوا واديًا أو شعبًا‪ ،‬لسلكت ف وادي النصار‪،‬‬


‫ولول الجرة لك نت امرأً من الن صار)) فقال أبوهريرة‪ :‬ما ظلم بأ ب وأمّي‪،‬‬
‫آووه ونصروه‪ ،‬أو كلمةً أخرى‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)113‬حدّثنها حجّاج بهن منهال‪،‬‬
‫حدّث نا شع بة‪ .‬قال‪ :‬أ خبن عد يّ بن ثا بت‪ .‬قال‪ :‬سعت الباء ر ضي ال ع نه‬
‫قال‪ :‬سعت النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬أو قال‪ :‬قال النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬الن صار ل يبّ هم إل مؤ من‪ ،‬ول يبغض هم إل‬
‫منافق‪ ،‬فمن أحبّهم أحبّه ال‪ ،‬ومن أبغضهم أبغضه ال))‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)118‬حدّثنه مم ّد بهن عهبيدال‪،‬‬
‫حدّثنا ابن أب حازم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سهل‪ .‬قال‪ :‬جاءنا رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ون ن ن فر الندق ونن قل التّراب على أكتادنا‪ .1‬فقال‬
‫ّهمه ل عيهش إل عيهش‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬الل ّ‬
‫الخرة‪ ،‬فاغفر للمهاجرين والنصار))‪.‬‬
‫قال م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)738‬حدّث نا سريج بن يو نس‪ ،‬حدّث نا‬
‫إ ساعيل بن جع فر‪ ،‬عن عمرو بن ي ي بن عمارة‪ ،‬عن عبّاد بن ت يم‪ ،‬عن‬
‫عبدال بن زيد‪ ،‬أنّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬لّا فتح حنينًا‬
‫ق سم الغنائم فأع طى الؤلّ فة قلوب م‪ ،‬فبل غه أ نّ الن صار يبّون أن ي صيبوا ما‬
‫أ صاب النّاس‪ ،‬فقام ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فخطب هم‬
‫فحمد ال وأثن عليه ثّ قال‪(( :‬يا معشر النصار أل أجدكم ضللً فهداكم‬
‫قال الافظ‪ :‬جع كتد وهو ما بي الكاهل إل الظهر‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪257‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ال ب؟ وعالةً فأغنا كم ال ب؟ ومتفرّق ي فجمع كم ال ب))؟ ويقولون‪ :‬ال‬


‫ور سوله أم نّ‪ .‬فقال‪(( :‬أل تيبو ن))؟ فقالوا‪ :‬ال ور سوله أم نّ‪ .‬فقال‪(( :‬أ ما‬
‫إنّكهم لو شئتهم أن تقولوا كذا وكذا‪ ،‬وكان مهن المهر كذا وكذا)) لشياء‬
‫عدّدهها‪ ،‬زعهم عمرو أن ل يفظهها‪ .‬فقال‪(( :‬أل ترضون أن يذههب النّاس‬
‫بالشّاء والبهل‪ ،‬وتذهبون برسهول ال إل رحالكهم‪ ،‬النصهار شعار‪ ،‬والنّاس‬
‫دثار‪ ،‬ولول الجرة لكنهت امرأً مهن النصهار‪ ،‬ولو سهلك النّاس واديًا وشعبًا‬
‫ل سلكت وادي الن صار وشعب هم‪ ،‬إنّ كم ستلقون بعدي أثرةً فا صبوا حتّى‬
‫تلقون على الوض))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)121‬حدّثنا أحد بن يعقوب‪ ،‬حدّثنا‬
‫ا بن الغ سيل‪ ،‬سعت عكر مة يقول‪ :‬سعت ا بن عبّاس ر ضي ال عنه ما يقول‪:‬‬
‫خرج رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وعليه ملحفة متعطّفًا با‬
‫على منكبيه‪ ،‬وعليه عصابة دساء‪ ،‬حتّى جلس على النب فحمد ال وأثن عليه‪،‬‬
‫ثّ قال‪(( :‬أمّا بعد‪ :‬أيّها النّاس فإ نّ النّاس يكثرون‪ ،‬وتقلّ النصار حتّى يكونوا‬
‫كاللح فه الطّعام‪ ،‬فمهن ول منكهم أمرًا يضرّ فيهه أحدًا أو ينفعهه فليقبهل مهن‬
‫مسنهم‪ ،‬ويتجاوز عن مسيئهم))‪.‬‬
‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)527‬حدّث نا ممّد بن عب يد‪ ،‬عن‬
‫ممّد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من أح بّ النصار أحبّه ال‪ ،‬ومن أبغض النصار‬
‫أبغضه ال))‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪.‬‬
‫‪258‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فصل في فضائل مشتركة‬


‫‪1‬‬
‫وخاصة بين الصحابة‬

‫تنافسهم في الخير‬

‫قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)246‬حدّثنها مسهدّد‪ ،‬حدّثنها‬


‫يوسف بن الاجشون‪ ،‬عن صال بن إبراهيم بن عبدالرّحن بن عوف‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جدّه‪ .‬قال‪ :‬بينا أنا واقف ف الصّفّ يوم بدر فنظرت عن يين وشال‪ ،‬فإذا‬
‫أ نا بغلم ي من الن صار حدي ثة أ سنانما‪ ،‬تنّ يت أن أكون ب ي أضلع منه ما‬
‫فغمزن أحدها فقال‪ :‬يا ع مّ هل تعرف أبا جهل‪ .‬قلت‪ :‬نعم ما حاجتك إليه‬
‫يا ا بن أ خي؟ قال‪ :‬أ خبت أنّه ي سبّ ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسهلم‪ -‬والّذي نفسهي بيده لئن رأيتهه ل يفارق سهوادي سهواده حتّى يوت‬
‫الع جل منّا‪ ،‬فتعجّ بت لذلك فغمز ن ال خر‪ .‬فقال ل مثل ها‪ ،‬فلم أن شب أن‬
‫إنه هذا صهاحبكما الّذي‬ ‫نظرت إل أبه جههل يول فه النّاس‪ .‬فقلت‪ :‬أل ّ‬
‫سهألتمان‪ ،‬فابتدراه بسهيفيهما فضرباه حتّى قتله‪ ،‬ثّ انصهرفا إل رسهول ال‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪-‬فأخهباه‪ ،‬فقال‪(( :‬أيّكمها قتله))؟ قال كلّ‬
‫واحد منهما‪ :‬أنا قتلته‪ .‬فقال‪(( :‬هل مسحتما سيفيكما))؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فنظر ف‬
‫السّيفي فقال‪(( :‬كلكما قتله‪ ،‬سلبه لعاذ بن عمرو بن الموح))‪ ،‬وكانا معاذ‬

‫والاصة تدل على مكانة الميع العالية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪259‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الموح‪.‬‬


‫قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)70‬حدّثنها قتيبهة بهن سهعيد‪،‬‬
‫حدّثنا عبدالعزيز‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد رضي ال عنه‪ ،‬أنّ رسول‬
‫ل يف تح‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬قال‪(( :‬لعطيّ الرّا ية غدًا رج ً‬
‫ال على يد يه)) قال‪ :‬فبات النّاس يدوكون ليلت هم أيّ هم يعطا ها‪ ،‬فلمّا أ صبح‬
‫النّاس غدوا على رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬كلّهم يرجو أن‬
‫يعطا ها‪ .‬فقال‪(( :‬أ ين عل يّ بن أ ب طالب))؟ فقالوا‪ :‬يشت كي عين يه يا ر سول‬
‫ال‪ .‬قال‪(( :‬فأر سلوا إل يه فأتو ن به)) فلمّا جاء ب صق ف عين يه ود عا له فبأ‪،‬‬
‫حتّى كأن ل ي كن به وجع‪ ،‬فأعطاه الرّاية‪ .‬فقال عل يّ‪ :‬يا ر سول ال أقاتل هم‬
‫حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال‪(( :‬انفذ على رسلك حتّى تنْزل بساحتهم‪ ،‬ثّ ادعهم‬
‫إل ال سلم‪ ،‬وأ خبهم ب ا ي ب علي هم من ح قّ ال ف يه‪ ،‬فوال لن يهدي ال‬
‫بك رجلً واحدًا خي لك من أن يكون لك حر النّعم))‪.‬‬
‫قال أبوداود رحه ال (ج ‪ 5‬ص ‪ :)94‬حدّثنا أحد بن صال‪ ،‬وعثمان بن‬
‫أب شيبة‪ ،‬وهذا حديثه قال‪ :‬حدّثنا الفضل بن دكي‪ ،‬حدّثنا هشام بن سعد‪،‬‬
‫عن ز يد بن أ سلم‪ ،‬عن أب يه‪ .‬قال‪ :‬سعت ع مر بن الطّاب ر ضي ال ع نه‬
‫يقول‪ :‬أمر نا ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يومًا أن نت صدّق‬
‫فوا فق ذلك مال عندي‪ .‬فقلت‪ :‬اليوم أ سبق أ با ب كر إن سبقته يومًا‪ ،‬فجئ ته‬
‫بنصف مال‪ ،‬فقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ما أبقيت‬
‫لهلك))؟ فقلت‪ :‬مثله‪ .‬قال‪ :‬وأتى أبوبكر رضي ال عنه بكلّ ما عنده‪ ،‬فقال‬
‫له رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬ما أبقيت لهلك))؟ قال‪:‬‬
‫‪260‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أبقيت لم ال ورسوله‪ .‬قلت‪ :‬ل أسابقك إل شيء أبدًا‪.‬‬


‫‪261‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صبرهم على مواجهة العداء‬

‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)354‬حدّثنا عبدال بن ممّد‪ ،‬حدّثنا‬


‫سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬سع جابر بن عبدال رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رجل للنّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يوم أحد‪ :‬أرأيت إن قتلت‪ ،‬فأين أنا؟ قال‪:‬‬
‫((ف النّة)) فألقى ترات ف يده‪ ،‬ثّ قاتل حتّى قتل‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)417‬حدّثنا ممّد بن العلء‪ ،‬حدّثنا‬
‫أبوأ سامة‪ ،‬عن بر يد بن عبدال بن أ ب بردة‪ ،‬عن أ ب بردة‪ ،‬عن أ ب مو سى‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬خرجنا مع النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ف غزاة‬
‫ون ن ستّة ن فر‪ ،‬بين نا بع ي نعتق به‪ ،‬فنق بت أقدام نا ونق بت قدماي و سقطت‬
‫أظفاري‪ ،‬فكنّا نل فّ على أرجل نا الرق‪ ،‬ف سمّيت غزوة ذات الرّقاع‪ ،‬ل ا كنّا‬
‫نع صب من الرق على أرجل نا‪ ،‬وحدّث أبومو سى بذا الد يث ثّ كره ذاك‬
‫قال‪ :‬ما كنت أصنع بأن أذكره كأنّه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه‪.‬‬
‫قال البخاري رحههه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)21‬باب قول ال تعال‪﴿ :‬مههن‬
‫الؤمن ي رجال صدقوا ما عاهدوا ال عل يه فمن هم من ق ضى ن به ومن هم من‬
‫ينتظر وما بدّلوا تبديلً﴾‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد بن سعيد الزاعيّ‪ ،‬حدّثنا عبدالعلى‪ ،‬عن حيد‪ .‬قال‪ :‬سألت‬
‫أنسهًا‪ .‬قال‪( :‬ح) وحدّثنها عمرو بهن زرارة‪ ،‬حدّثنها زياد‪ .‬قال‪ :‬حدّثنه حيهد‬
‫‪262‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الطّويل‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬غاب عمّي أنس بن النّضر عن قتال بدر‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال غبت عن أوّل قتال قاتلت الشركي لئن ال أشهدن قتال‬
‫الشرك ي ليي نّ ال ما أ صنع‪ ،‬فلمّا كان يوم أ حد وانك شف ال سلمون قال‪:‬‬
‫اللّه مّ إنّي أعتذر إل يك مّا صنع هؤلء يع ن أ صحابه‪ ،‬وأبرأ إل يك مّا صنع‬
‫هؤلء‪ ،‬يع ن الشرك ي‪ ،‬ثّ تقدّم فا ستقبله سعد بن معاذ‪ .‬فقال‪ :‬يا سعد بن‬
‫وربه النّضهر‪ ،‬إنّي أجهد ريهها مهن دون أحهد‪ .‬قال سهعد‪ :‬فمها‬
‫ّ‬ ‫معاذ النّة‬
‫ا ستطعت يا ر سول ال ما صنع‪ .‬قال أ نس‪ :‬فوجد نا به بضعًا وثان ي ضربةً‬
‫بالسهّيف‪ ،‬أو طعن ًة برمهح‪ ،‬أو رميةً بسههم‪ ،‬ووجدناه قهد قتهل وقهد مثّل بهه‬
‫الشركون‪ ،‬فما عرفه أحد إل أخته ببنانه‪ .‬قال أنس‪ :‬كنّا نرى أو نظنّ أنّ هذه‬
‫الية نزلت فيه وف أشباهه‪﴿ :‬من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه﴾‬
‫إل آخر الية‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إ نّ أخ ته و هي ت سمّى الرّبيّع ك سرت ثنيّة امرأة‪ ،‬فأ مر ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬بالقصاص‪ .‬فقال أنس‪ :‬يا رسول ال والّذي‬
‫بع ثك بال قّ ل تك سر ثنيّت ها‪ ،‬فرضوا بالرش وتركوا الق صاص‪ .‬فقال ر سول‬
‫ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إنّ من عباد ال من لو أقسم على ال‬
‫لبرّه))‪.‬‬
‫قال المام البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)173‬حدّثن عمرو بن عبّاس‪،‬‬
‫حدّثنا عبدالرّحن بن مهديّ‪ ،‬حدّثنا الثنّى‪ ،‬عن أب جرة‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي‬
‫ال عنهما‪ .‬قال‪ :‬لّا بلغ أبا ذ ّر مبعث النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫قال لخ يه‪ :‬ار كب إل هذا الوادي فاعلم ل علم هذا الرّ جل الّذي يز عم أنّه‬
‫‪263‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫نبّ يأتيه الب من ال سّماء‪ ،‬واسع من قوله‪ ،‬ثّ ائتن‪ ،‬فانطلق الخ حتّى قدمه‬
‫وسع من قوله ثّ رجع إل أب ذرّ فقال له‪ :‬رأيته يأمر بكارم الخلق وكلمًا‬
‫ما هو بالشّعر‪ .‬فقال‪ :‬ما شفيتن مّا أردت‪ ،‬فتزوّد وحل شّنةً له فيها ماء حتّى‬
‫قدم مكّة فأ تى ال سجد فالت مس النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ول‬
‫يعر فه‪ ،‬وكره أن ي سأل ع نه حتّى أدر كه ب عض اللّ يل فاضط جع‪ ،‬فرآه عل يّ‬
‫فعرف أنّه غريب فلمّا رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتّى‬
‫أصبح ثّ احتمل قربته وزاده إل السجد وظلّ ذلك اليوم ول يراه النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى أمسى‪ ،‬فعاد إل مضجعه فمرّ به عل يّ فقال‪:‬‬
‫أ ما نال للرّ جل أن يعلم منْزله‪ ،‬فأقا مه فذ هب به م عه ل ي سأل وا حد منه ما‬
‫صاحبه عن ش يء‪ ،‬حتّى إذا كان يوم الثّالث فعاد عل يّ على م ثل ذلك فأقام‬
‫معهه ث ّ قال‪ :‬أل تدّثنه مها الّذي أقدمهك‪ .‬قال‪ :‬إن أعطيتنه عهدًا وميثاق ًا‬
‫لترشدنّي فعلت‪ ،‬ففعل فأخبه قال‪ :‬فإنّه ح قّ وهو رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسهلم‪ -‬فإذا أصهبحت فاتبعنه فإنّي إن رأيهت شيئًا أخاف عليهك‬
‫قمت كأنّي أريق الاء‪ ،‬فإن مضيت فاتبعن حتّى تدخل مدخلي‪ ،‬ففعل فانطلق‬
‫يقفوه حتّى د خل على النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ود خل م عه‪،‬‬
‫فسهمع مهن قوله وأسهلم مكانهه‪ .‬فقال له الن ّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬ارجع إل قومك فأخبهم حتّى يأتيك أمري)) قال‪ :‬والّذي نفسي‬
‫بيده لصهرخنّ باه بيه ظهرانيههم‪ ،‬فخرج حتّى أتهى السهجد فنادى بأعلى‬
‫وأنه ممّدًا رسهول ال‪ ،‬ثّ قام القوم فضربوه‬
‫صهوته‪ :‬أشههد أن ل إله إل ال ّ‬
‫حتّى أوجعوه‪ ،‬وأ تى العبّاس فأك بّ عل يه قال‪ :‬ويل كم أل ستم تعلمون أنّه من‬
‫‪264‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وأنه طريهق تاركهم إل الشّأم‪ ،‬فأنقذه منههم‪ ،‬ثّ عاد مهن الغهد لثلهها‬
‫غفار ّ‬
‫فضربوه وثاروا إليه‪ ،‬فأكبّ العبّاس عليه‪.‬‬
‫‪265‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صبرهم على الستضعاف بمكة‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إل الستضعفي من الرّجال والنّساء والولدان ل‬


‫يستطيعون حيلةً ول يهتدون سبيلً‪ ‬فأولئك عسى ال أن يعفو عنهم وكان ال‬
‫عفوّا غفورًا‪.﴾1‬‬
‫وقال ال سهبحانه وتعال‪﴿ :‬والسهتضعفي مهن الرّجال والنّسهاء والولدان‬
‫الّذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظّال أهلها واجعل لنا من لدنك‬
‫وليّا واجعل لنا من لدنك نصيًا‪.﴾2‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 12‬ص ‪ :)311‬حدّثنا يي بن بكي‪ ،‬حدّثنا‬
‫اللّيث‪ ،‬عن خالد بن يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أب هلل‪ ،‬عن هلل بن أسامة‪ ،‬أ نّ‬
‫أبا سلمة بن عبدالرّحن أخبه عن أب هريرة‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬كان يدعو ف الصّلة‪(( :‬اللّهمّ أنج عيّاش بن أب ربيعة‪ ،‬وسلمة بن‬
‫هشام‪ ،‬والول يد بن الول يد‪ ،‬اللّه مّ أ نج ال ستضعفي من الؤمن ي‪ ،‬اللّه مّ اشدد‬
‫وطأتك على مضر‪ ،‬وابعث عليهم سني كسن يوسف))‪.‬‬
‫وقال البخاري رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)492‬حدّثنا قتيبة‪ ،‬حدّثنا مغية بن‬
‫عبدالرّح ن‪ ،‬عن أب الزّناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال‬

‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.99-98:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.75:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪266‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬كان إذا ر فع رأ سه من الرّكعة الخرة يقول‪(( :‬اللّه ّم‬
‫أ نج عيّاش بن أ ب ربي عة‪ ،‬اللّه مّ أ نج سلمة بن هشام‪ ،‬اللّه مّ أ نج الول يد بن‬
‫الول يد‪ ،‬اللّه مّ أ نج ال ستضعفي من الؤمن ي‪ ،‬اللّه مّ اشدد وطأ تك على م ضر‪،‬‬
‫اللّه مّ اجعل ها سني ك سن يو سف))‪ .‬وأ نّ النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬قال‪(( :‬غفار غفر ال لا‪ ،‬وأسلم سالها ال))‪.‬‬
‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)430‬حدّث نا ممّد بن كث ي‪ ،‬أخب نا‬
‫سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب الضّحى‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن خبّاب‪ .‬قال‪ :‬كنت‬
‫هفًا‪ ،‬فجئت أتقاضاه فقال‪ :‬ل‬ ‫قينًا بكّة فعملت للعاص بهن وائل السهّهميّ س ي‬
‫أعطيك حتّى تكفر بحمّد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬قلت‪ :‬ل أكفر‬
‫بحمّد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى ييتك ال‪ ،‬ثّ يييك‪ .‬قال‪ :‬إذا‬
‫أماتن ال ثّ بعثن ول مال وولد‪ ،‬فأنزل ال‪﴿ :‬أفرأيت الّذي كفر بآياتنا وقال‬
‫لوتيّ مالً وولدًا أطّلع الغ يب أم اتّ خذ ع ند الرّح ن عهدًا﴾ قال‪ :‬موثقًا‪ ،‬ل‬
‫يقل الشجعيّ عن سفيان‪ :‬سيفًا ول موثقًا‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)176‬حدّثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدّثنا‬
‫سفيان‪ ،‬عن إساعيل‪ ،‬عن قيس‪ .‬قال‪ :‬سعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‬
‫ف مسجد الكوفة يقول‪ :‬وال لقد رأيتن وإنّ عمر لوثقي على السلم قبل أن‬
‫يسلم عمر‪ ،‬ولو أنّ أحدًا ارفضّ للّذي صنعتم بعثمان لكان مقوقًا أن يرفضّ‪.‬‬
‫وقال ص (‪ :)178‬حدّثن ممّد بن الثنّى‪ ،‬حدّثنا يي‪ ،‬حدّثنا إساعيل‪،‬‬
‫حدّث نا ق يس‪ .‬قال‪ :‬سعت سعيد بن ز يد يقول للقوم‪ :‬لو رأيت ن موث قي ع مر‬
‫على السلم أنا وأخته‪ ،‬وما أسلم‪ ،‬ولو أنّ أحدًا انقضّ لا صنعتم بعثمان لكان‬
‫‪267‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫مقوقًا أن ينقضّ‪.‬‬
‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)404‬حدّث نا ي ي بن أ ب بك ي‪،‬‬
‫حدّث نا زائدة‪ ،‬عن عا صم بن أب النّجود‪ ،‬عن زرّ‪ ،‬عن عبدال‪ .‬قال‪ :‬أوّل من‬
‫أظ هر إسلمه سبعة‪ :‬ر سول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وأبوب كر‪،‬‬
‫وعمّار‪ ،‬وأمّه سيّة‪ ،‬و صهيب‪ ،‬وبلل‪ ،‬والقداد‪ ،‬فأمّا ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فمن عه ال بعمّه أ ب طالب‪ ،‬وأمّا أبوب كر فمن عه ال‬
‫بقومه‪ ،‬وأمّا سائرهم فأخذهم الشركون فألبسوهم أدراع الديد‪ ،‬وصهروهم‬
‫ف الشّ مس‪ ،‬ف ما من هم إن سان إل و قد واتا هم على ما أرادوا‪ ،‬إل بلل فإنّه‬
‫ها نت عل يه نف سه ف ال‪ ،‬وهان على قو مه‪ ،‬فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون‬
‫به شعاب مكّة‪ ،‬وهو يقول‪ :‬أحد أحد‪.‬‬
‫سنده حسن‪.‬‬
‫‪268‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫استسلمهم لشرع ال‬

‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 5‬ص ‪ :)355‬حدّثنها عبدال بهن يوسهف‪،‬‬


‫أخبنا مالك‪ ،‬عن نا فع‪ ،‬عن عبدال بن ع مر ر ضي ال عنه ما أ نّ ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬ما ح قّ امرئ مسلم له شيء يوصي‬
‫فيه‪ ،‬يبيت ليلتي إل ووصيّته مكتوبة عنده))‪.‬‬
‫ورواه مسلم من حديث الزهري عن سال عن أبيه وزاد فيه‪ :‬قال عبدال‬
‫ابن عمر‪ :‬ما مرّت عل يّ ليلة منذ سعت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬قال ذلك إل وعندي وصيّت‪.‬‬
‫هل‬‫ها أبوكامه‬‫هلم رحه ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1280‬حدّثنه‬ ‫قال المام مسه‬
‫الحدر يّ‪ ،‬حدّث نا عبدالوا حد يع ن ا بن زياد‪ ،‬حدّث نا الع مش‪ ،‬عن إبراه يم‬
‫التّيميهّ‪ ،‬عهن أبيهه‪ .‬قال‪ :‬قال أبومسهعود البدريهّ‪ :‬كنهت أضرب غلم ًا ل‬
‫بال سّوط‪ ،‬ف سمعت صوتًا من خل في‪(( :‬اعلم أ با م سعود)) فلم أف هم ال صّوت‬
‫من الغضب‪ .‬قال‪ :‬فلمّا دنا منّي إذا هو رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬فإذا هو يقول‪(( :‬اعلم أ با م سعود‪ ،‬اعلم أ با م سعود))‪ .‬قال‪ :‬فألق يت‬
‫ال سّوط من يدي‪ .‬فقال‪(( :‬اعلم أبا مسعود أ نّ ال أقدر عليك منك على هذا‬
‫الغلم)) قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل أضرب ملوكًا بعده أبدًا‪.‬‬
‫ف رواية عبدالواحد عن العمش كلم‪ ،‬ولكنه تابعه جرير بن عبدالميد‪ ،‬وسفيان‬
‫‪269‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الثوري‪ ،‬وأبوعوانة‪ ،‬ثلثتهم عند مسلم‪.‬‬


‫وقال المام أحد رحه ال (ج ‪ 5‬ص ‪ :)130‬ثنا عبدالرزاق‪ .‬قال‪ :‬ثنا سفيان‪ ،‬عن‬
‫العمش به مثله‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)249‬حدّثنا ممّد بن يوسف‪ ،‬حدّثنا‬
‫الوزاعيّ‪ ،‬عن الزّهريّ‪ ،‬عن سعيد بن السيّب‪ ،‬وعروة بن الزّبي‪ ،‬أنّ حكيم بن‬
‫حزام رضي ال عنه قال‪ :‬سألت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫فأعطان‪ ،‬ثّ سألته فأعطان‪ ،‬ثّ قال ل‪(( :‬يا حكيم إ نّ هذا الال خضر حلو‪،‬‬
‫فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه‪ ،‬ومن أخذه بإشراف نفس ل يبارك له‬
‫فيه‪ ،‬وكان كالّذي يأ كل ول يشبع‪ ،‬وال يد العل يا خ ي من اليد ال سّفلى)) قال‬
‫حكيم‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال والّذي بعثك بالقّ ل أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتّى‬
‫أفارق الدّن يا‪ ،‬فكان أبوب كر يد عو حكيمًا ليعط يه العطاء فيأ ب أن يق بل م نه‬
‫شيئًا‪ ،‬ثّ إ نّ عمر دعاه ليعطيه فأب أن يقبل منه‪ .‬فقال‪ :‬يا معشر السلمي إنّي‬
‫أعرض عل يه حقّه الّذي ق سم ال له من هذا الف يء فيأ ب أن يأخذه‪ ،‬فلم يرزأ‬
‫حكيم أحدًا من النّاس شيئًا بعد النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى‬
‫توفّي‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)318‬حدّثنها عبدال بهن مسهلمة‪،‬‬
‫عن مالك‪ ،‬عن عبدال بن دينار‪ ،‬عن عبدال بن ع مر ر ضي ال عنه ما قال‪:‬‬
‫كان رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يلبس خاتًا من ذهب فنبذه‬
‫فقال‪(( :‬ل ألبسه أبدًا)) فنبذ النّاس خواتيمهم‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 9‬ص ‪ :)506‬حدّثنها الميديهّ‪ ،‬حدّثنها‬
‫‪270‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫سفيان‪ ،‬حدّث نا عبيدال بن أ ب يز يد‪ ،‬سع ماهدًا‪ ،‬سعت عبدالرّح ن بن أ ب‬


‫ليلى يدّث عن عل يّ بن أب طالب‪ ،‬أ نّ فاطمة عليها ال سّلم أتت النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ت سأله خادمًا فقال‪(( :‬أل أ خبك ما هو خ ي لك‬
‫م نه‪ ،‬ت سبّحي ال ع ند منامهك ثلثًا وثلث ي‪ ،‬وتمد ين ال ثلثًا وثلث ي‪،‬‬
‫وتكبّريهن ال أربعًا وثلثيه)) ثّ قال سهفيان‪ :‬إحداهنّه أربهع وثلثون‪ ،‬فمها‬
‫تركتها بعد‪ .‬قيل‪ :‬ول ليلة صفّي؟ قال‪ :‬ول ليلة صفّي‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 11‬ص ‪ :)530‬حدّثنا سعيد بن عفي‪ ،‬حدّثنا‬
‫ابن وهب‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ .‬قال‪ :‬قال سال‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬سعت‬
‫ع مر يقول‪ :‬قال ل ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إ نّ ال‬
‫ينها كم أن تلفوا بآبائ كم)) قال ع مر‪ :‬فوال ما حل فت ب ا م نذ سعت النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ذاكرًا ول آثرًا‪.‬‬
‫قال الا فظ رح ه ال‪ :‬قوله‪ :‬ذاكرًا‪ ،‬أي‪ :‬عامدًا‪ .‬قوله‪ :‬آثرًا‪ ،‬أي‪ :‬حاكيًا عن الغ ي‪،‬‬
‫أي‪ :‬ما حلفت با‪ ،‬ول حكيت ذلك عن غيي ‪ .‬اهه الراد من ((الفتح))‪.‬‬
‫قال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)489‬وقال أح د بن شبيب‪:‬‬
‫حدّثنا أب‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها‬
‫بمرهنه‬
‫ّ‬ ‫قالت‪ :‬يرحهم ال نسهاء الهاجرات الول‪ ،‬لّا أنزل ال‪﴿ :‬وليضربهن‬
‫على جيوبنّ‪ ،﴾1‬شقّقن مروطهنّ فاختمرن با‪.‬‬
‫حدّثنا أبونعيم‪ ،‬حدّثنا إبراهيم بن نافع‪ ،‬عن السن بن مسلم‪ ،‬عن صفيّة‬
‫ب نت شي بة‪ ،‬أ نّ عائ شة ر ضي ال عن ها كا نت تقول‪ :‬لّا نزلت هذه ال ية‪﴿ :‬‬

‫سورة النور‪ ،‬الية‪.31:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪271‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وليضر بن بمره نّ على جيوب نّ﴾ أخذن أزره نّ فشقّقن ها من ق بل الوا شي‪،‬‬
‫فاختمرن با‪.‬‬
‫قال الا فظ رح ه ال‪ :‬ول بن أ ب حا ت من طر يق عبدال بن عثمان بن‬
‫خث يم عن صفية ما يو ضح ذلك‪ ،‬ولف ظه‪ :‬ذكر نا ع ند عائ شة ن ساء قر يش‬
‫وفضّل هن فقالت‪ :‬إن ن ساء قر يش لفضلء‪ ،‬ولك ن وال ما رأ يت أف ضل من‬
‫ن ساء الن صار أشدّ ت صديقًا بكتاب ال ول إيانًا بالتنْز يل‪ ،‬ل قد أنزلت سورة‬
‫النور‪﴿ :‬وليضربن بمره نّ على جيوب نّ﴾ فانقلب رجالن إليهن يتلون عليهن‬
‫ما أنزل في ها ما من هن امرأة إل قا مت إل مرط ها فأ صبحن ي صلي ال صبح‬
‫معتجرات‪ ،‬كأن على رءوسهن الغربان‪.‬‬
‫ويكن المع بي الروايتي بأن نساء النصار بادرن إل ذلك‪ .‬اهه‬
‫قال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1654‬وحدّثناه ممد بن الثن‪،‬‬
‫وابهن بشار‪ ،‬قال‪ :‬حدّثنها ممهد بهن جعفهر‪ ،‬حدثنها شعبهة بذا السهناد‪ ،‬وفه‬
‫حديث ابن الثن قال سعت النضر بن أنس‪ ،‬حدّثن ممّد بن سهل التّميم يّ‪،‬‬
‫حدّثنا ا بن أ ب مر ي‪ ،‬أ خبن ممّد بن جعفر‪ ،‬أ خبن إبراه يم بن عق بة‪ ،‬عن‬
‫كريب مول ابن عبّاس‪ ،‬عن عبدال بن عبّاس‪ ،‬أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬رأى خاتًا من ذ هب ف يد ر جل فن عه فطر حه وقال‪:‬‬
‫((يعمد أحدكم إل جرة من نار فيجعلها ف يده)) فقيل للرّجل بعد ما ذهب‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ :-‬خذ خاتك انتفع به‪ .‬قال‪ :‬ل‬
‫وال ل آخذه أبدًا وقد طرحه رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 11‬ص ‪ :)263‬حدّثنها السهن بهن الرّبيهع‪،‬‬
‫‪272‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا أبوالحوص‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن زيد بن وهب‪ .‬قال‪ :‬قال أبوذرّ‪ :‬كنت‬
‫أم شي مع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف حرّة الدي نة فا ستقبلنا‬
‫أ حد‪ .‬فقال‪ (( :‬يا أ با ذرّ))‪ .‬قلت‪ :‬لبّ يك يا ر سول ال‪ .‬قال‪ (( :‬ما ي سرّن أ نّ‬
‫عندي مثل أحد هذا ذهبًا تضي عل يّ ثالثة وعندي منه دينار‪ ،‬إل شيئًا أرصده‬
‫لد ين إل أن أقول به ف عباد ال هكذا وهكذا وهكذا)) عن يي نه و عن شاله‬
‫ومن خلفه‪ ،‬ثّ مشى فقال‪(( :‬إ نّ الكثرين هم القلّون يوم القيامة‪ ،‬إل من قال‬
‫هكذا وهكذا وهكذا ‪ -‬عن يينه و عن شاله ومن خلفه‪ -‬وقليل ما هم))‪ ،‬ثّ‬
‫قال ل‪(( :‬مكانك ل تبح حتّى آتيك)) ثّ انطلق ف سواد اللّيل حتّى توارى‪،‬‬
‫فسمعت صوتًا قد ارتفع فتخوّفت أن يكون أحد عرض للنّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬فأردت أن آتيه فذكرت قوله ل‪ :‬ل تبح حتّى آتيك)) فلم‬
‫أبرح حتّى أتا ن قلت‪ :‬يا ر سول ال ل قد سعت صوتًا توّ فت فذكرت له‬
‫فقال‪(( :‬و هل سعته))؟ قلت‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪(( :‬ذاك جب يل أتا ن فقال‪ :‬من مات‬
‫من أمّ تك ل يشرك بال شيئًا د خل النّة))‪ ،‬قلت‪ :‬وإن ز ن وإن سرق؟ قال‪:‬‬
‫((وإن زن وإن سرق))‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)36‬حدّثنها إسهاعيل بهن عبدال‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدّثن مالك بن أنس‪ ،‬عن إسحاق بن عبدال بن أب طلحة‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبّ بن كعب‬
‫من فضيخ زهو وتر فجاءهم آت فقال‪ :‬إنّ المر قد حرّمت‪ .‬فقال أبوطلحة‪:‬‬
‫قم يا أنس فأهرقها‪ ،‬فأهرقتها‪.‬‬
‫حدّثنا مسدّد‪ ،‬حدّثنا معتمر‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬سعت أنسًا‪ .‬قال‪ :‬كنت قائمًا‬
‫‪273‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫على ال يّ أ سقيهم عموم ت‪ ،‬وأ نا أ صغرهم الفض يخ فق يل‪ :‬حرّ مت ال مر‪،‬‬


‫فقالوا‪ :‬أكفئ ها‪ ،‬فكفأت ا‪ .‬قلت ل نس‪ :‬ما شراب م؟ قال‪ :‬ر طب وب سر‪ .‬فقال‬
‫أبوبكر بن أنس‪ :‬وكانت خرهم‪ ،‬فلم ينكر أنس‪.‬‬
‫وحدّث ن ب عض أ صحاب أنّه سع أ نس بن مالك يقول‪ :‬كا نت خر هم‬
‫يومئذ‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 9‬ص ‪ :)551‬حدّثنا عبدال بن مني‪ ،‬سع أبا‬
‫حات الشهل بن حات‪ ،‬حدّثنا ابن عون‪ ،‬عن ثامة بن أنس‪ ،‬عن أنس رضي ال‬
‫عنهه قال‪ :‬دخلت مهع النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬على غلم له‬
‫خيّاط‪ ،‬فقدّم إل يه ق صعةً في ها ثر يد‪ .‬قال‪ :‬وأق بل على عمله‪ .‬قال فج عل النّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يتتبّع ال ّدبّاء‪ .‬قال‪ :‬فجعلت أتتبّعه فأضعه بي‬
‫يديه‪ .‬قال‪ :‬فما زلت بعد أحبّ ال ّدبّاء‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)175‬حدّثنها موسهى بهن إسهاعيل‪،‬‬
‫حدّث نا ع بد العز يز بن م سلم‪ ،‬حدّث نا عبدال بن دينار‪ .‬قال‪ :‬سعت ا بن ع مر‬
‫رضي اللّه عنهما يقول‪ :‬بينا النّاس ف الصّبح بقباء إذ جاءهم رجل فقال‪ :‬أنزل‬
‫اللّيلة قرآن‪ ،‬فأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها‪ ،‬واستداروا كهيئتهم فتوجّهوا‬
‫إل الكعبة‪ ،‬وكان وجه النّاس إل الشّأم‪.‬‬
‫قال مسهلم رحهه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)146‬حدّثنها أبوبكهر بهن أبه شيبهة‪،‬‬
‫وأبوكريب‪ ،‬وإسحق بن إبراهيم‪ ،‬واللّفظ لب بكر‪ .‬قال إسحق‪ :‬أخبنا‪ .‬وقال‬
‫الخران‪ :‬حدّث نا وك يع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن آدم بن سليمان‪ ،‬مول خالد قال‪:‬‬
‫سعت سعيد بن جبي يدّث عن ابن عبّاس قال‪ :‬لّا نزلت هذه الية‪ ﴿ :‬وإن‬
‫‪274‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تبدوا ما ف أنفسكم أو تفوه ياسبكم به ال‪ ﴾1‬قال‪ :‬دخل قلوبم منها شيء‬
‫ل يد خل قلوب م من ش يء‪ .‬فقال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪:-‬‬
‫((قولوا سعنا وأطع نا و سلّمنا)) قال‪ :‬فأل قى ال اليان ف قلوب م‪ ،‬فأنزل ال‬
‫تعال‪﴿ :‬ل يكلّف ال نف سًا إل وسعها لا ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا‬
‫ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا‪ ﴾2‬قال‪ :‬قد فعلت ﴿ربّنا ول تمل علينا إصرًا‬
‫ك ما حل ته على الّذ ين من قبل نا﴾ قال‪ :‬قد فعلت ﴿واغ فر ل نا وارح نا أ نت‬
‫مولنا﴾ قال‪ :‬قد فعلت‪.‬‬
‫قال م سلم رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)144‬حدّث ن ممّد بن منهال الضّر ير‪،‬‬
‫وأميّة بن ب سطام العيش يّ‪ ،‬واللّ فظ لميّة قال‪ :‬حدّث نا يز يد بن زر يع‪ ،‬حدّث نا‬
‫روح و هو ا بن القا سم‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن أ ب هريرة‪ .‬قال‪ :‬لّا نزلت‬
‫على رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪﴿ :-‬ل ما ف ال سّموات وما‬
‫ف الرض وإن تبدوا ما ف أنفسكم أو تفوه ياسبكم به ال فيغفر لن يشاء‬
‫ويعذّب من يشاء وال على كلّ شيء قدير‪ ﴾3‬قال‪ :‬فاشتدّ ذلك على أصحاب‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فأتوا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسهلم‪ -‬ثّ بركوا على الرّكهب‪ .‬فقالوا‪ :‬أي رسهول ال كلّفنها مهن‬
‫العمال ما نط يق‪ :‬ال صّلة‪ ,‬وال صّيام‪ ،‬والهاد‪ ،‬وال صّدقة‪ ،‬و قد أنزلت عل يك‬
‫هذه اليهة ول نطيقهها‪ .‬قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.284:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.286:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.284:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪275‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫((أتريدون أن تقولوا ك ما قال أ هل الكتاب ي من قبل كم‪ :‬سعنا وع صينا بل‬


‫قولوا‪ :‬سعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك الصي)) قالوا‪ :‬سعنا وأطعنا غفرانك‬
‫ربّنا وإليك الصي‪ ،‬فلمّا اقترأها القوم ذلّت با ألسنتهم‪ ،‬فأنزل ال ف إثرها‪﴿ :‬‬
‫آ من الرّ سول ب ا أنزل إل يه من ربّه والؤمنون كلّ آ من بال وملئك ته وكت به‬
‫ور سله ل نفرّق ب ي أ حد من ر سله وقالوا سعنا وأطع نا غفرا نك ربّنا وإل يك‬
‫الصهي‪ ﴾1‬فلمّا فعلوا ذلك نسهخها ال تعال فأنزل ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬ل يكلّف‬
‫ال نف سًا إل و سعها ل ا ما ك سبت وعلي ها ما اكت سبت ربّ نا ل تؤاخذ نا إن‬
‫نسينا أو أخطأنا﴾ قال‪ :‬نعم ﴿ربّنا ول تمل علينا إصرًا كما حلته على الّذين‬
‫من قبلنا﴾ قال‪ :‬نعم ﴿ربّنا ول تمّلنا ما ل طاقة لنا به﴾ قال‪ :‬نعم ﴿واعف‬
‫عنّا واغفر لنا وارحنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين﴾ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)20‬حدّث نا يز يد‪ ،‬أخب نا حّاد بن‬
‫سلمة‪ ،‬عن أب نعامة‪ ،‬عن أب نضرة‪ ،‬عن أب سعيد الدر يّ‪ ،‬أ نّ رسول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬صلّى فخلع نعليه‪ ،‬فخلع النّاس نعالم‪ ،‬فلمّا‬
‫انصهرف قال‪(( :‬ل خلعتهم نعالكهم))؟ قالوا‪ :‬يها رسهول ال رأيناك خلعهت‬
‫فخلع نا‪ .‬قال‪(( :‬إ نّ جب يل أتا ن فأ خبن أ نّ ب ما خبثًا‪ ،‬فإذا جاء أحد كم‬
‫ال سجد فليقلب نعله فلين ظر في ها‪ ،‬فإن رأى ب ا خبثًا فليم سحه بالرض‪ ،‬ثّ‬
‫ليصلّ فيهما))‪.‬‬
‫قال الاكم رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)260‬صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫قال المام مسلم رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)403‬حدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪،‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.285:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪276‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّث نا عفّان‪ ،‬حدّث نا حّاد بن سلمة‪ ،‬عن ثا بت‪ ،‬عن أ نس‪ ،‬أ نّ ر سول ال‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬شاور حيه بلغهه إقبال أبه سهفيان قال‪:‬‬
‫فتكلّم أبوب كر فأعرض ع نه‪ ،‬ثّ تكلّم ع مر فأعرض ع نه‪ ،‬فقام سعد بن عبادة‬
‫فقال‪ :‬إيّا نا تر يد يا ر سول ال والّذي نف سي بيده لو أمرت نا أن نيض ها الب حر‬
‫لخضنا ها‪ ،‬ولو أمرت نا أن نضرب أكباد ها إل برك الغماد لفعل نا‪ .‬قال‪ :‬فندب‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬النّاس فانطلقوا‪ ،‬حتّى نزلوا بدرًا‪،‬‬
‫ووردت علي هم روا يا قر يش وفي هم غلم أ سود لب ن الجّاج‪ ،‬فأخذوه‪ ،‬فكان‬
‫أصحاب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يسألونه عن أب سفيان‬
‫وأصحابه فيقول‪ :‬ما ل علم بأب سفيان‪ ،‬ولكن هذا أبوجهل‪ ،‬وعتبة‪ ،‬وشيبة‪،‬‬
‫وأميّة بن خلف‪ ،‬فإذا قال ذلك ضربوه‪ .‬فقال‪ :‬نعم أنا أخبكم هذا أبوسفيان‪،‬‬
‫فإذا تركوه فسألوه فقال‪ :‬ما ل بأب سفيان علم‪ ،‬ولكن هذا أبوجهل‪ ،‬وعتبة‪،‬‬
‫وشيبهة‪ ،‬وأميّة بهن خلف‪ ،‬فه النّاس فإذا قال هذا أيضًا ضربوه‪ ،‬ورسهول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قائم يصلّي‪ ،‬فلمّا رأى ذلك انصرف قال‪:‬‬
‫((والّذي نفسي بيده لتضربوه‪ 1‬إذا صدقكم‪ ،‬وتتركوه إذا كذبكم)) قال‪ :‬فقال‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬هذا مصهرع فلن)) قال‪:‬‬
‫ويضع يده على الرض ((ههنا ههنا)) قال‪ :‬ف ما ماط أحدهم عن موضع يد‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)43‬حدّث ن عمرو بن ممّد بن‬

‫‪ ‬حذفت النون ف‪ :‬تضربوه وتتركوه لغي ناصب ول جازم‪ ،‬على حد قول الشاعر‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫وجهك بالعنب والسك الذكي‬ ‫أبيت أسري وتبيت تدلكي‬
‫‪277‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بكي النّاقد‪ ،‬حدّثنا هاشم بن القاسم أبوالنّضر‪ ،‬حدّثنا سليمان بن الغية‪ ،‬عن‬
‫ثا بت‪ ،‬عن أ نس بن مالك قال‪ :‬ني نا أن ن سأل ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله و سلم‪ -‬عن ش يء‪ ،‬فكان يعجب نا أن ي يء الرّ جل من أ هل الباد ية‬
‫العا قل في سأله ون ن ن سمع‪ ،‬فجاء ر جل من أ هل الباد ية فقال‪ :‬يا ممّد أتا نا‬
‫رسولك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ ال أرسلك‪ .‬قال‪(( :‬صدق))‪ .‬قال‪ :‬فمن خلق‬
‫ال سّماء؟ قال‪(( :‬ال)) قال‪ :‬فمن خلق الرض؟ قال‪(( :‬ال)) قال‪ :‬فمن نصب‬
‫هذه البال وجعهل فيهها مها جعهل؟ قال‪(( :‬ال)) قال‪ :‬فبالّذي خلق السهّماء‬
‫والرض‪ ،‬ونصب البال‪ ،‬آل أرسلك؟ قال‪(( :‬نعم)) قال‪ :‬وزعم رسولك أ نّ‬
‫علينا خس صلوات ف يومنا وليلتنا؟ قال‪(( :‬صدق)) قال‪ :‬فبالّذي أرسلك آل‬
‫أمرك بذا؟ قال‪(( :‬نعم)) قال‪ :‬وزعم رسولك أ نّ علينا زكاةً ف أموالنا؟ قال‪:‬‬
‫((صهدق)) قال‪ :‬فبالّذي أرسهلك آل أمرك بذا؟ قال‪(( :‬نعهم)) قال‪ :‬وزعهم‬
‫رسولك أ نّ علينا صوم شهر رمضان ف سنتنا؟ قال‪(( :‬صدق)) قال‪ :‬فبالّذي‬
‫أرسلك آل أمرك بذا؟ قال‪(( :‬نعم)) قال‪ :‬وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت‬
‫من ا ستطاع إل يه سبيلً؟ قال‪ (( :‬صدق)) قال‪ :‬ثّ ولّى‪ .‬قال‪ :‬والّذي بع ثك‬
‫بال قّ ل أز يد عليه نّ ول أن قص منه نّ‪ .‬فقال النّبّ ‪-‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬لئن صدق ليدخلنّ النّة))‪.‬‬
‫حدّث ن عبدال بن ها شم العبد يّ‪ ،‬حدّث نا ب ز‪ ،‬حدّث نا سليمان بن الغية‪،‬‬
‫عن ثابت‪ .‬قال‪ :‬قال أنس‪ :‬كنّا نينا ف القرآن أن نسأل رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عن شيء‪ ،‬وساق الديث بثله‪.‬‬
‫‪278‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صبرهم على الفقر والجوع والعري‬

‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)348‬حدّث نا سريج بن النّعمان‪.‬‬


‫قال‪ :‬حدّثنا سفيان بن عيينة‪ ،‬عن الزّهر يّ‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن أساء بنت أب بكر‬
‫قالت‪ :‬قال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬يا مع شر النّ ساء‬
‫من كان منك نّ يؤ من بال واليوم ال خر فل تر فع رأ سها‪ ،‬حتّى ير فع المام‬
‫رأسه)) من ضيق ثياب الرّجال‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)298‬حدّث نا ممّد بن كث ي‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبنها سهفيان‪ ،‬عهن أ ب حازم‪ ،‬عن سهل بهن سهعد‪ .‬قال‪ :‬كان النّاس‬
‫ي صلّون مع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬و هم عاقدوا أزر هم من‬
‫ال صّغر على رقاب م‪ .‬فق يل للنّ ساء‪ :‬ل ترف عن رءو سكنّ حتّى ي ستوي الرّجال‬
‫جلوسًا‪.‬‬
‫قال الافظ ف ((الفتح)) (ج ‪ 1‬ص ‪ :)473‬وف رواية أب داود من طريق‬
‫وكيع عن الثوري (عاقدي أزرهم ف أعناقهم من ضيق الزر)‪ .‬اهه الراد من‬
‫((الفتح))‪.‬‬
‫قال المام مسلم بن الجاج رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ )1625‬بتحقيق ممد‬
‫فؤاد عبدالبا قي‪ :‬حدّث نا أبوب كر بن أ ب شي بة‪ ،‬حدّث نا شبا بة بن سوّار‪ ،‬حدّث نا‬
‫‪279‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫سليمان بن الغية‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن عبدالرّحن بن أب ليلى‪ ،‬عن القداد‪ .‬قال‪:‬‬
‫أقبلت أنا وصاحبان ل وقد ذهبت أساعنا وأبصارنا من الهد‪ ،‬فجعلنا نعرض‬
‫أنفسنا على أصحاب رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فليس أحد‬
‫منهم يقبلنا‪ ،‬فأتينا النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فانطلق بنا إل أهله‪،‬‬
‫فإذا ثل ثة أع ن فقال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬احتلبوا هذا‬
‫الّل ب بين نا)) قال‪ :‬فكنّا نتلب فيشرب كلّ إن سان منّا ن صيبه‪ ،‬ونر فع للنّبّ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬نصيبه‪ .‬قال‪ :‬فيجيء من اللّيل فيسلّم تسليمًا‬
‫ل يوقظ نائمًا‪ ،‬ويسمع اليقظان‪ .‬قال‪ :‬ثّ يأت السجد فيصلّي‪ ،‬ثّ يأت شرابه‬
‫فيشرب‪ ،‬فأتانه الشّيطان ذات ليلة وقهد شربهت نصهيب‪ .‬فقال‪ :‬مم ّد يأته‬
‫الن صار فيتحفو نه‪ ،‬وي صيب عند هم ما به حا جة إل هذه الر عة‪ ،‬فأتيت ها‬
‫فشربت ها‪ ،‬فلمّا أن وغلت ف بط ن وعل مت أنّه ل يس إليها سبيل‪ .‬قال‪ :‬ندّمن‬
‫الشّيطان فقال‪ :‬ويك ما صنعت أشربت شراب ممّد فيجيء فل يده فيدعو‬
‫عليهك فتهلك فتذ هب دنياك وآخر تك‪ ،‬وعليّه شلة إذا وضعتهها على قدم يّ‬
‫خرج رأ سي‪ ،‬وإذا وضعت ها على رأ سي خرج قدماي‪ ،‬وج عل ل ييئ ن النّوم‪،‬‬
‫وأمّا صاحباي فنا ما ول ي صنعا ما صنعت‪ .‬قال‪ :‬فجاء النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬فسلّم كما كان يسلّم‪ ،‬ثّ أتى السجد فصلّى ثّ أتى شرابه‬
‫فكشف عنه فلم يد فيه شيئًا‪ ،‬فرفع رأسه إل ال سّماء فقلت‪ :‬الن يدعو عل يّ‬
‫فأهلك‪ .‬فقال‪(( :‬اللّه مّ أطعم من أطعم ن‪ ،‬وأسق من أسقان)) قال‪ :‬فعمدت‬
‫إل الشّملة فشددتاه عليهّ‪ ،‬وأخذت الشّفرة فانطلقهت إل العنه أيّهها أسهن‬
‫فأذبها لرسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬فإذا هي حافلة وإذا هنّ‬
‫‪280‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حفّل كلّه نّ فعمدت إل إناء لل ممّد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما‬
‫كانوا يطمعون أن يتلبوا ف يه‪ .‬قال‪ :‬فحل بت ف يه حتّى عل ته رغوة‪ ،‬فجئت إل‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فقال‪(( :‬أشربتهم شرابكهم‬
‫اللّيلة))؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال اشرب‪ ،‬فشرب ثّ ناولن‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال اشرب‪ ،‬فشرب ثّ ناولن‪ ،‬فلمّا عرفت أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬قد روي وأ صبت دعو ته‪ ،‬ضح كت حتّى ألق يت إل الرض‪ .‬قال‪:‬‬
‫فقال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إحدى سوآتك يا مقداد))‬
‫فقلت‪ :‬يها رسهول ال كان مهن أمري كذا وكذا‪ ،‬وفعلت كذا‪ .‬فقال الن ّبّ‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬ما هذه إل رح ة من ال‪ ،‬أفل ك نت‬
‫آذنت ن فنو قظ صاحبينا في صيبان من ها))‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬والّذي بع ثك بال قّ ما‬
‫أبال إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابا من النّاس))‪.‬‬
‫وحدّث نا إ سحق بن إبراه يم‪ ،‬أخب نا النّ ضر بن ش يل‪ ،‬حدّث نا سليمان بن‬
‫الغية بذا السناد‪ .‬اهه‬
‫قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)303‬حدّثنها سهليمان بهن‬
‫حرب‪ ،‬حدّث نا حّاد‪ ،‬عن أيّوب‪ ،‬عن ممّد‪ .‬قال‪ :‬كنّا ع ند أ ب هريرة وعل يه‬
‫ثوبان مشّقان من كتّان فتمخّط‪ .‬فقال‪ :‬بخ بخ أبوهريرة يتمخّط ف الكتّان‬
‫ل قد رأيت ن وإنّي لخرّ في ما ب ي م نب ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬إل حجرة عائشة مغشيّا عليّ‪ ،‬فيجيء الائي فيضع رجله على عنقي‪،‬‬
‫ويرى أنّي منون‪ ،‬وما ب من جنون ما ب إل الوع‪.‬‬
‫وأخرجه الترمذي (ج ‪ 7‬ص ‪ )23‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪.‬‬
‫‪281‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال مسلم رحه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)2278‬حدّثنا شيبان بن فرّوخ‪ ،‬حدّثنا‬


‫سليمان بن الغية‪ ،‬حدّثنا حيد بن هلل‪ ،‬عن خالد بن عمي العدو يّ‪ .‬قال‪:‬‬
‫خطبنا عت بة بن غزوان فح مد ال وأث ن عليه ثّ قال‪ :‬أمّا ب عد‪ :‬فإ نّ الدّن يا قد‬
‫آذنهت بصهرم وولّت حذّاء ول يبهق منهها إل صهبابة كصهبابة الناء يتصهابّها‬
‫صاحبها‪ ،‬وإنّكم منتقلون منها إل دار ل زوال لا‪ ،‬فانتقلوا بي ما بضرتكم‪،‬‬
‫فإنّه قد ذكر لنا أ نّ الجر يلقى من شفة جهنّم فيهوي فيها سبعي عامًا ل‬
‫يدرك لا قعرًا‪ ،‬ووال لتمل نّ‪ ،‬أفعجبتم ولقد ذكر لنا أ نّ ما بي مصراعي من‬
‫مصاريع النّة مسية أربعي سنةً‪ ،‬وليأتيّ عليها يوم وهو كظيظ من الزّحام‪،‬‬
‫ولقد رأيتن سابع سبعة مع رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ما لنا‬
‫طعام إل ورق الشّجر حتّى قرحت أشداقنا‪.‬‬
‫ه العبّاس بهن ممّد‪،‬‬ ‫قال المام الترمذي رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)33‬حدّثن ا‬
‫حدّثنا عبدال بن يزيد‪ ،‬حدّثنا حيوة بن شريح‪ ،‬أخبن أبوهانئ الولنّ‪ ،‬أ نّ‬
‫أ با عل يّ عمرو بن مالك ال نبّ أ خبه عن فضالة بن عب يد‪ ،‬أ نّ ر سول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كان إذا صلّى بالنّاس يرّ رجال من قامتهم‬
‫ف ال صّلة من الصاصة‪ ،‬وهم أصحاب ال صّفّة‪ ،‬حتّى يقول العراب‪ :‬هؤلء‬
‫مانيه أو مانون‪ ،‬فإذا صهلّى رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪-‬‬
‫ان صرف إلي هم‪ .‬فقال‪(( :‬لو تعلمون ما ل كم ع ند ال لحبب تم أن تزدادوا فاقةً‬
‫وحاجةً))‪ .‬قال فضالة‪ :‬أنها يومئذ مهع رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪.-‬‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪282‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)610‬حدّثن ممّد بن الكم‪ ،‬أخبنا‬


‫النّضر‪ ،‬أخبنا إسرائيل‪ ،‬أخبنا سعد الطّائ يّ‪ ،‬أخبنا ملّ بن خليفة‪ ،‬عن عد يّ‬
‫بن حا ت‪ .‬قال‪ :‬بي نا أ نا ع ند النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬إذا أتاه‬
‫رجل فشكا إليه الفاقة‪ ،‬ثّ أتاه آخر فشكا إليه قطع ال سّبيل‪ .‬فقال‪(( :‬يا عد يّ‬
‫هل رأ يت الية))؟ قلت‪ :‬ل أر ها‪ ،‬و قد أنبئت عن ها‪ .‬قال‪(( :‬فإن طالت بك‬
‫حياة لتري نّ الظّعي نة ترت ل من الية حتّى تطوف بالكع بة‪ ،‬ل تاف أحدًا إل‬
‫ال)) قلت‪ :‬في ما بي ن وب ي نف سي‪ :‬فأ ين دعّار طيّئ الّذ ين قد سعّروا البلد؟‬
‫((ولئن طالت بهك حياة لتفتحنّه كنوز كسهرى)) قلت‪ :‬كسهرى بهن هرمهز؟‬
‫قال‪(( :‬كسرى بن هرمز‪ ،‬ولئن طالت بك حياة لتري نّ الرّجل يرج ملء كفّه‬
‫من ذ هب أو فضّة يطلب من يقبله م نه فل ي د أحدًا يقبله م نه‪ ،‬وليلقيّ ال‬
‫أحد كم يوم يلقاه ول يس بي نه وبي نه ترجان يتر جم له‪ ،‬فيقول نّ له‪ :‬أل أب عث‬
‫إل يك ر سولً فيبلّ غك؟ فيقول‪ :‬بلى‪ .‬فيقول‪ :‬أل أع طك مالً وأف ضل عل يك؟‪.‬‬
‫فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فينظر عن يينه فل يرى إل جهنّم‪ ،‬وينظر عن يساره فل يرى إل‬
‫جهنّم))‪ .‬قال عد يّ‪ :‬سعت النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يقول‪:‬‬
‫((اتّقوا النّار ولو بش قّ ترة‪ ،‬فمن ل يد ش قّ ترة‪ ،‬فبكلمة طيّبة))‪ .‬قال عد يّ‪:‬‬
‫فرأيت الظّعينة ترتل من الية حتّى تطوف بالكعبة ل تاف إل ال‪ ،‬وكنت‬
‫فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز‪ ،‬ولئن طالت بكم حياة لترونّ ما قال النّبّ‬
‫أبوالقاسم ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬يرج ملء كفّه))‪.‬‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1609‬حدّثنها أبوبكهر بهن أبه‬
‫شيبة‪ ،‬حدّثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن يزيد بن كيسان‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب‬
‫‪283‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هريرة قال‪ :‬خرج ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ذات يوم أو‬
‫ليلة فإذا ههو بأبه بكهر وعمهر‪ .‬فقال‪(( :‬مها أخرجكمها مهن بيوتكمها هذه‬
‫ال سّاعة))؟ قال‪ :‬الوع يا ر سول ال‪ .‬قال‪ :‬وأ نا والّذي نف سي بيده لخرج ن‬
‫الّذي أخرجكما قوموا‪ ،‬فقاموا معه‪ ،‬فأتى رجلً من النصار‪ ،‬فإذا هو ليس ف‬
‫بيته‪ ،‬فلمّا رأته الرأة قالت‪ :‬مرحبًا وأهلً‪ .‬فقال لا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬أين فلن))؟ قالت‪ :‬ذهب يستعذب لنا من الاء‪ ،‬إذ جاء‬
‫النصاريّ فنظر إل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وصاحبيه ثّ‬
‫قال‪ :‬المد ل ما أحد اليوم أكرم أضيافًا منّي‪ .‬قال‪ :‬فانطلق فجاءهم بعذق فيه‬
‫بسهر وتره ورطهب‪ .‬فقال‪ :‬كلوا مهن هذه‪ ،‬وأخهذ الديهة‪ .‬فقال له رسهول ال‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إيّاك واللوب‪ ،‬فذ بح ل م‪ ،‬فأكلوا من‬
‫الشّاة‪ ،‬ومهن ذلك العذق‪ ،‬وشربوا‪ ،‬فلمّها أن شبعوا ورووا‪ .‬قال رسهول ال‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬لبه بكهر وعمهر‪(( :‬والّذي نفسهي بيده‬
‫لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة‪ ،‬أخرجكم من بيوتكم الوع‪ ،‬ثّ ل ترجعوا‬
‫حتّى أصابكم هذا النّعيم))‪.‬‬
‫وحدّثن إسحق بن منصور‪ ،‬أخبنا أبوهشام يعن الغية بن سلمة‪ ،‬حدّثنا‬
‫عبدالواحهد بهن زياد‪ ،‬حدّثنها يزيهد‪ ،‬حدّثنها أبوحازم‪ .‬قال‪ :‬سهعت أبها هريرة‬
‫يقول‪ :‬بينا أبوبكر قاعد وعمر معه إذ أتاها رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسهلم‪ -‬فقال‪(( :‬مها أقعدكمها ههنها))؟ قال‪ :‬أخرجنها الوع مهن بيوتنها‬
‫والّذي بعثك بالقّ‪ ،‬ثّ ذكر نو حديث خلف بن خليفة‪ .‬اهه‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)322‬حدّثنها عبدال بهن مسهلمة‪،‬‬
‫‪284‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّثنا عبدالعزيز بن أب حازم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنّه سع سهلً يقول‪ :‬جاءت امرأة إل‬
‫النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فقالت‪ :‬جئت أ هب نف سي‪ ،‬فقا مت‬
‫طويل فنظر وصوّب فلمّا طال مقام ها‪ ،‬فقال رجل‪ :‬زوّجنيها إن ل يكن لك‬
‫با حاجة؟ قال‪(( :‬عندك شيء تصدقها))؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪(( :‬انظر))‪ ،‬فذهب ثّ‬
‫رجهع‪ ،‬فقال‪ :‬وال إن وجدت شيئًا‪ .‬قال‪(( :‬اذههب فالتمهس ولو خات ًا مهن‬
‫حديد)) فذهب ثّ رجع قال‪ :‬ل وال ول خاتًا من حديد‪ ،‬وعليه إزار ما عليه‬
‫رداء‪ .‬فقال‪ :‬أ صدقها إزاري‪ .‬فقال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪:-‬‬
‫((إزارك إن لب ستْه ل ي كن عل يك م نه ش يء‪ ،‬وإن لب سْته ل ي كن علي ها م نه‬
‫ش يء)) فتنحّى الرّ جل فجلس‪ ،‬فرآه النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫موّليًا فأمر به فدعي‪ .‬فقال‪(( :‬ما معك من القرآن))؟ قال‪ :‬سورة كذا وكذا‪،‬‬
‫لسور عدّدها‪ ،‬قال‪(( :‬قد ملّكتكها با معك من القرآن))‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (‪ 3‬ص ‪ :)142‬حدّثنا عمر بن حفص بن غياث‪،‬‬
‫حدّثنا أب‪ ،‬حدّثنا العمش‪ ،‬حدّثنا شقيق‪ ،‬حدّثنا خبّاب رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫هاجر نا مع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬نلت مس و جه ال‪ ،‬فو قع‬
‫أجرنها على ال‪ ،‬فمنّا مهن مات ل يأكهل مهن أجره شيئًا‪ ،‬منههم مصهعب بهن‬
‫عمي‪ ،‬ومنّا من أينعت له ثرته فهو يهدبا‪ ،‬قتل يوم أحد فلم ند ما نكفّنه إل‬
‫بردةً إذا غطّينا با رأسه خرجت رجله‪ ،‬وإذا غطّينا رجليه خرج رأسه‪ ،‬فأمرنا‬
‫النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن نغطّي رأسه وأن نعل على رجليه‬
‫من الذخر‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)142‬حدّثنا ممّد بن مقاتل‪ ،‬أخبنا‬
‫‪285‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عبدال‪ ،‬أخبنا شعبة‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه إبراهيم‪ ،‬أ نّ عبدالرّحن‬
‫ابن عوف رضي ال عنه أت بطعام وكان صائمًا‪ .‬فقال‪ :‬قتل مصعب بن عمي‬
‫و هو خ ي منّي كفّن ف بردة إن غطّي رأ سه بدت رجله‪ ،‬وإن غطّي رجله‬
‫بدا رأ سه‪ ،‬وأراه قال‪ :‬وق تل حزة و هو خ ي منّي‪ ،‬ثّ ب سط ل نا من الدّن يا ما‬
‫ب سط‪ ،‬أو قال‪ :‬أعطي نا من الدّن يا ما أعطي نا‪ ،‬و قد خشي نا أن تكون ح سناتنا‬
‫عجّلت لنا‪ ،‬ثّ جعل يبكي حتّى ترك الطّعام‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)83‬حدّثنها عمرو بهن عون‪ ،‬حدّثنها‬
‫خالد بن عبدال‪ ،‬عن إ ساعيل‪ ،‬عن ق يس‪ .‬قال‪ :‬سعت سعدًا ر ضي ال ع نه‬
‫يقول‪ :‬إنّي لوّل العرب رمى بسهم ف سبيل ال‪ ،‬وكنّا نغزو مع النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬و ما ل نا طعام إل ورق الشّ جر‪ ،‬حتّى إ نّ أحد نا‬
‫ليضع كما يضع البعي أو الشّاة ما له خلط‪ ،‬ثّ أصبحت بنو أسد تعزّرن على‬
‫السلم‪ ،‬لقد خبت إذًا وضلّ عملي‪ .‬وكانوا وشوا به إل عمر قالوا‪ :‬ل يسن‬
‫يصلّي‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)427‬حدّثنا سعيد بن أب مري‪ .‬قال‪:‬‬
‫حدّثنا أبوغسّان‪ .‬قال‪ :‬حدّثن أبوحازم‪ ،‬عن سهل‪ ،‬قال‪ :‬كانت فينا امرأة تعل‬
‫على أربعاء ف مزرعة لا سلقًا‪ ،‬فكانت إذا كان يوم جعة تنْزع أصول ال سّلق‬
‫فتجعله ف قدر ثّ ت عل عل يه قبضةً من شع ي تطحن ها فتكون أ صول ال سّلق‬
‫عرقه‪ ،‬وكنّا ننصرف من صلة المعة فنسلّم عليها‪ ،‬فتقرّب ذلك الطّعام إلينا‬
‫فنلعقه‪ ،‬وكنّا نتمنّى يوم المعة لطعامها ذلك‪ .‬اهه‬
‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 2‬ص ‪ :)324‬حدّث نا عبدال صّمد‪ ،‬حدّث ن‬
‫‪286‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أب‪ ،‬حدّثنا الرير يّ‪ ،‬عن عبدال بن شقيق‪ .‬قال‪ :‬أقمت بالدينة مع أب هريرة‬
‫سنةً‪ .‬فقال ل ذات يوم ونن عند حجرة عائشة‪ :‬لقد رأيتنا وما لنا ثياب إل‬
‫الباد الفتّقة‪ ،‬وإنّا ليأت على أحدنا اليّام ما يد طعامًا يقيم به صلبه‪ ،‬حتّى إن‬
‫كان أحد نا ليأ خذ ال جر فيشدّه على أخ ص بط نه‪ ،‬ثّ يشدّه بثو به ليق يم به‬
‫صهلبه‪ ،‬فقسهّم رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬ذات يوم ترًا‪،‬‬
‫فأصاب كلّ إنسان منّا سبع ترات فيه نّ حشفة‪ ،‬فما سرّن أ نّ ل مكانا ترةً‬
‫جيّدةً‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ل؟ قال‪ :‬تشدّ ل من مضغي‪ .‬اهه‬
‫هذا حديث صحيح على شرط مسلم‪ ،‬والريري هو سعيد بن إياس متلط‪ ،‬ولكن‬
‫عبدالوارث بن سعيد سع منه قبل الختلط‪ ،‬كما ف ((الكواكب النيات))‪.‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)55‬حدّث نا أبوب كر بن النّ ضر بن‬
‫أب النّضر‪ .‬قال‪ :‬حدّثن أبوالنّضر هاشم بن القاسم‪ ،‬حدّثنا عبيدال الشجع يّ‪،‬‬
‫عن مالك بن مغول‪ ،‬عن طلحة بن مصرّف‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬كنّا مع النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف م سي قال‪ :‬فنفدت‬
‫أزواد القوم قال‪ :‬حتّى همّ بنحر بعض حائلهم‪ .‬قال‪ :‬فقال عمر‪ :‬يا رسول ال‬
‫لو جعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت ال عليها؟ قال‪ :‬ففعل‪ .‬قال‪ :‬فجاء‬
‫ذو البّ ببّه‪ ،‬وذو التّ مر بتمره‪ .‬قال‪ :‬وقال ما هد‪ :‬وذو النّواة بنواه‪ .‬قلت‪ :‬و ما‬
‫كانوا يصهنعون بالنّوى؟ قال‪ :‬كانوا يصهّونه ويشربون عليهه الاء‪ .‬قال‪ :‬فدعها‬
‫عليهها حتّى مل القوم أزودتمه‪ .‬قال‪ :‬فقال عنهد ذلك‪(( :‬أشههد أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬وأنّي رسول ال‪ ،‬ل يلقى ال بما عبد غي شاكّ فيهما‪ ،‬إل دخل النّة))‪.‬‬
‫قال مسلم رحه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)56‬حدّثنا سهل بن عثمان‪ ،‬وأبوكريب‬
‫‪287‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ممّد بن العلء‪ ،‬جيعًا عن أب معاوية‪ .‬قال أبوكريب‪ :‬حدّثنا أبومعاوية‪ ،‬عن‬


‫العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬أو عن أب سعيد ‪-‬ش كّ العمش‪-‬‬
‫قال‪ :‬لّا كان غزوة تبوك أصاب النّاس ماعة‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال لو أذنت لنا‬
‫فنحر نا نواضح نا فأكل نا وادّهنّا‪ .‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬افعلوا)) قال‪ :‬فجاء ع مر فقال‪ :‬يا ر سول ال إن فعلت قلّ الظّهر‪،‬‬
‫ولكن ادعهم بفضل أزوادهم‪ ،‬ثّ ادع ال لم عليها بالبكة‪ ،‬لعلّ ال أن يعل‬
‫ف ذلك‪ .‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬ن عم)) قال‪:‬‬
‫فدعا بنطع فبسطه‪ ،‬ثّ دعا بفضل أزوادهم‪ ,‬قال‪ :‬فجعل الرّجل ييء بك فّ‬
‫ذرة‪ .‬قال‪ :‬وييء الخر بك فّ تر‪ .‬قال‪ :‬وييء الخر بكسرة‪ ،‬حتّى اجتمع‬
‫على النّطع من ذلك شيء يسي‪ .‬قال‪ :‬فدعا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪ -‬عل يه بالب كة‪ ،‬ثّ قال‪(( :‬خذوا ف أوعيت كم))‪ .‬قال‪ :‬فأخذوا ف‬
‫أوعيت هم حتّى ما تركوا ف الع سكر وعاءً إل ملئوه‪ ،‬قال‪ :‬فأكلوا حتّى شبعوا‬
‫وفضلت فضلة‪ .‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬أش هد‬
‫أن ل إله إل ال‪ ،‬وأنّي ر سول ال‪ ،‬ل يل قى ال ب ما ع بد غ ي شا كّ فيح جب‬
‫عن النّة‪.))1‬‬
‫قال المام أح د رح ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)417‬حدّث نا عل يّ بن إ سحاق‪،‬‬
‫أخب نا عبدال يع ن ا بن البارك‪ .‬قال‪ :‬أخب نا الوزاع يّ‪ .‬قال‪ :‬حدّث ن الطّلب‬
‫ابهن حنطهب الخزوميهّ‪ .‬قال‪ :‬حدّثنه عبدالرّحنهبهن أبه عمرة النصهاريّ‪،‬‬
‫حدّث ن أ ب‪ .‬قال‪ :‬كنّا مع ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف‬

‫هذا الديث والذي قبله من الحاديث الت انتقدها الدارقطن رحه ال ول يتم النتقاد‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪288‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫غزاة‪ ،‬فأصاب النّاس ممصة فاستأذن النّاس رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬ف نر بعض ظهورهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬يبلّغنا ال به‪ ،‬فلمّا رأى عمر بن‬
‫الطّاب أ نّ رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قد ه مّ أن يأذن لم‬
‫ف نر بعض ظهورهم‪ .‬قال‪ :‬يا رسول ال كيف بنا إذا نن لقي نا القوم غدًا‬
‫جياعًا رجال؟ ولكهن إن رأيهت يها رسهول ال أن تدعهو لنها ببقايها أزوادههم‬
‫فتجمعها‪ ،‬ثّ تدعو ال فيها بالبكة‪ ،‬فإنّ ال تبارك وتعال سيبلّغنا بدعوتك‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬سيبارك ل نا ف دعو تك‪ ،‬فد عا النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫ببقايها أزوادههم‪ ،‬فجعهل النّاس ييئون بالثيهة مهن الطّعام‪ ،‬وفوق ذلك‪ ،‬وكان‬
‫أعلهم من جاء بصاع من تر‪ ،‬فجمعها رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬ثّ قام فدعا ما شاء ال أن يدعو‪ ،‬ثّ دعا اليش بأوعيتهم فأمرهم أن‬
‫يثوا فما بقي ف اليش وعاء إل ملئوه‪ ،‬وبقي مثله فضحك رسول ال ‪-‬صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬حتّى بدت نواجذه فقال‪(( :‬أشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫وأنّي رسول ال‪ ،‬ل يلقى عبد مؤمن بما إل حجبت عنه النّار يوم القيامة))‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح ورجاله ثقات‪.‬‬
‫‪289‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إيثارهم ما عند ال‬

‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)114‬حدّث نا م سدّد‪ ،‬حدّث نا ي ي‪،‬‬


‫عن عمران أب بكر‪ .‬قال‪ :‬حدّثن عطاء بن أب رباح‪ .‬قال‪ :‬قال ل ابن عبّاس‪:‬‬
‫أل أريك امرأةً من أهل النّة؟ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬هذه الرأة ال سّوداء‪ ،‬أتت النّبّ‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فقالت‪ :‬إنّي أ صرع‪ ،‬وإنّي أتكشّف فادع‬
‫ال ل‪ .‬قال‪(( :‬إن شئت صههبت ولك النّههة‪ ،‬وإن شئت دعوت ال أن‬
‫يعاف يك)) فقالت‪ :‬أ صب‪ .‬فقالت‪ :‬إنّي أتكشّف فادع ال ل أن ل أتكشّف‪،‬‬
‫فدعا لا‪.‬‬
‫حدّثنا ممّد‪ ،‬أخبنا ملد‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬أخبن عطاء‪ ،‬أنّه رأى أ مّ زفر‬
‫تلك الرأة الطويلة سوداء على ستر الكعبة‪ .‬اهه‬
‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 15‬ص ‪ :)185‬حدّثنها أبوبكهر بهن أبه‬
‫شيبة‪ ،‬وزهي بن حرب‪ .‬قال‪ :‬حدّثنا السن بن موسى‪ ،‬حدّثنا زهي‪ ،‬حدّثنا‬
‫ساك ابن حرب‪ ،‬حدّثن مصعب بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنّه نزلت فيه آيات من‬
‫القرآن قال‪ :‬حل فت أ مّ سعد أن ل تكلّ مه أبدًا‪ ،‬حتّى يك فر بدي نه‪ ،‬ول تأ كل‬
‫ول تشرب‪ ,‬قالت‪ :‬زعمت أنّ ال وصّاك بوالديك‪ ،‬وأنا أمّك وأنا آمرك بذا‪.‬‬
‫قال‪ :‬مكثت ثلثًا حتّى غ شي علي ها من الهد‪ ،‬فقام ابن ل ا يقال له‪ :‬عمارة‬
‫فسهقاها‪ ،‬فجعلت تدعهو على سهعد‪ ،‬فأنزل ال عزّ وجلّ فه القرآن هذه‬
‫‪290‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫هًا وإن جاهداك على أن تشرك به﴾‬ ‫اليهة‪﴿ :‬ووصهّينا النسهان بوالديهه حس ن‬
‫وفي ها‪﴿ :‬وصاحبهما ف الدّنيا معروفًا﴾ قال‪ :‬وأصاب رسول ال ‪ -‬صلى ال‬
‫عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬غنيمةً عظيمةً فإذا فيهها سهيف فأخذتهه‪ ،‬فأتيهت بهه‬
‫الرّسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقلت‪ :‬نفّلن هذا ال سّيف؟ فأنا من‬
‫قد علمت حاله‪ .‬فقال‪(( :‬ردّه من حيث أخذته)) فانطلقت حتّى إذا أردت أن‬
‫ألق يه ف الق بض‪ ،‬لمت ن نف سي‪ ،‬فرج عت إل يه فقلت‪ :‬أعطن يه‪ .‬قال‪ :‬فشدّ ل‬
‫صوته‪(( :‬ردّه من ح يث أخذ ته)) قال‪ :‬فأنزل ال عزّ وجلّ‪﴿ :‬ي سألونك عن‬
‫النفال﴾ قال‪ :‬ومرضت‪ ،‬فأرسلت إل النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫فأتانه‪ .‬فقلت‪ :‬دعنه أقسهم مال حيهث شئت؟ قال‪ :‬فأبه‪ .‬قلت‪ :‬فالنّصهف؟‬
‫قال‪ :‬فأب‪ .‬قلت‪ :‬فالثّلث؟ قال‪ :‬فسكت‪ ،‬فكان بعد الثّلث جائزًا‪ .‬قال‪ :‬وأتيت‬
‫على ن فر من النصار والهاجر ين فقالوا‪ :‬تعال نطع مك ون سقك خرًا‪ ،‬وذلك‬
‫قبل أن ترّم المر‪ .‬قال‪ :‬فأتيتهم ف ح شّ‪ ،‬وال شّ البستان‪ ،‬فإذا رأس جزور‬
‫مشو يّ عند هم‪ ،‬وز قّ من خ ر‪ .‬قال‪ :‬فأكلت وشر بت مع هم‪ .‬قال‪ :‬فذكرت‬
‫الن صار والهاجر ين عند هم فقلت‪ :‬الهاجرون خ ي من الن صار‪ ،‬قال‪ :‬فأ خذ‬
‫رجل أحد ليي الرّأس فضربن به فجرح بأنفي‪ ،‬فأتيت رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فأخبته‪ ،‬فأنزل ال عزّ وجلّ فّ يعن نفسه شأن المر‪:‬‬
‫﴿إنّما المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشّيطان﴾‪.‬‬
‫حدّث نا ممّد بن الثنّى‪ ،‬وممّد بن بشّار‪ .‬قال‪ :‬حدّث نا ممّد بن جع فر‪،‬‬
‫حدّثنا شعبة‪ ،‬عن ساك بن حرب‪ ،‬عن مصعب بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنّه قال‪:‬‬
‫أنزلت فّ أربع آيات‪ ،‬وساق الديث بعن حديث زهي‪ ،‬عن ساك‪ ،‬وزاد ف‬
‫‪291‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حديهث شعبهة قال‪ :‬فكانوا إذا أرادوا أن يطعموهها شجروا فاهها بعصهًا‪ ،‬ث ّ‬
‫أوجرو ها‪ .‬و ف حدي ثه أيضًا‪ :‬فضرب به أ نف سعد ففزره‪ ،‬وكان أ نف سعد‬
‫مفزورًا‪.‬‬
‫قال مسلم رحه ال (ج ‪ 16‬ص ‪ :)26‬حدّثنا إسحق بن عمر بن سليط‪،‬‬
‫حدّثنا حّاد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن كنانة بن نعيم‪ ،‬عن أب برزة‪ ،‬أ نّ النّبّ‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬كان فه مغزًى له فأفاء ال عليهه‪ .‬فقال‬
‫ل صحابه‪ (( :‬هل تفقدون من أ حد؟)) قالوا‪ :‬ن عم‪ ،‬فلنًا‪ ،‬وفلنًا‪ ،‬وفلنًا‪ ،‬ثّ‬
‫قال‪ (( :‬هل تفقدون من أ حد))؟ قالوا‪ :‬ن عم‪ ،‬فلنًا‪ ،‬وفلنًا‪ ،‬وفلنًا‪ ،‬ثّ قال‪:‬‬
‫(( هل تفقدون من أ حد؟)) قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪(( :‬لكنّي أف قد جليبيبًا فاطلبوه))‪،‬‬
‫فطلب ف القتلى فوجدوه إل جنب سبعة قد قتلهم ثّ قتلوه‪ ،‬فأتى النّبّ ‪-‬صلى‬
‫ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فو قف عل يه فقال‪(( :‬ق تل سبعةً ثّ قتلوه هذا منّي‬
‫وأ نا م نه‪ ،‬هذا منّي وأ نا م نه))‪ .‬قال‪ :‬فوض عه على ساعديه ل يس له إل ساعدا‬
‫النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬قال‪ :‬فح فر له وو ضع ف قبه ول‬
‫يذكر غسلً‪.‬‬
‫قال المام أحده رحهه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)422‬حدّثنها عفّان‪ ،‬حدّثنها حّاد‬
‫بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن كنانة بن نعيم العدو يّ‪ ،‬عن أب برزة السلميّ‪ ،‬أ نّ‬
‫بنه ويلعبهنهّ‪ ،‬فقلت لمرأته‪ :‬ل‬ ‫جليبيبًا كان امرأً يدخهل على النّسهاء يرّ ّ‬
‫يدخل نّ عليكم جليبيب‪ ،‬فإنّه إن دخل عليكم لفعل نّ ولفعل نّ‪ .‬قال‪ :‬وكانت‬
‫النصار إذا كان لحدهم أيّم ل يزوّجها حتّى يعلم هل للنّبّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬فيها حاجة أم ل‪ .‬فقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫‪292‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وسلم‪ -‬لرجل من النصار‪(( :‬زوّجن ابنتك؟)) فقال‪ :‬نع مّ وكرامة يا رسول‬


‫ال ونعم عين‪ .‬فقال‪(( :‬إنّي لست أريدها لنفسي))‪ .‬قال‪ :‬فلمن يا رسول ال؟‬
‫قال‪(( :‬لل يبيب))‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا ر سول ال أشاور أمّ ها‪ ،‬فأ تى أ ّم ها فقال‪:‬‬
‫نعمه‬
‫رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬يطهب ابنتهك‪ .‬فقالت‪ّ :‬‬
‫ونع مة عي ن‪ ،‬فقال‪ :‬إنّه ل يس يطب ها لنف سه‪ ،‬إنّ ما يطب ها لل يبيب‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫أجليبيب ابنه‪ ،‬أجليبيب ابنه‪ ،‬أجليبيب ابنه‪ ،‬ل لع مر ال ل تزوّجه‪ ،‬فلمّا أراد‬
‫أن يقوم ليأ ت ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬لي خبه ب ا قالت‬
‫أ ّم ها‪ .‬قالت الار ية‪ :‬من خطب ن إلي كم؟ فأخبتْ ها أمّ ها‪ .‬فقالت‪ :‬أتردّون على‬
‫ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬أمره ادفعو ن فإنّه ل يضيّع ن‪،‬‬
‫فانطلق أبو ها إل ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬فأ خبه‪ .‬قال‪:‬‬
‫((شأنك با‪ ،‬فزوّجها جليبيبًا))‪ .‬قال‪ :‬فخرج رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسهلم‪ -‬فه غزوة له‪ ،‬قال‪ :‬فلم ّا أفاء ال عليهه‪ ،‬قال لصهحابه‪(( :‬ههل‬
‫تفقدون مهن أحهد))؟ قالوا‪ :‬نفقهد فلنًا‪ ،‬ونفقهد فلنًا‪ ،‬قال‪(( :‬انظروا ههل‬
‫تفقدون من أحد))؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪(( :‬لكنّي أفقد جليبيبًا))‪ .‬قال‪ :‬فاطلبوه ف‬
‫القتلى‪ .‬قال‪ :‬فطلبوه فوجدوه إل جنب سبعة قد قتلهم‪ ،‬ثّ قتلوه‪ ،‬فقالوا‪(( :‬يا‬
‫رسول ال ها هو ذا إل جنب سبعة قد قتلهم‪ ،‬ثّ قتلوه‪ ،‬فأتاه النّبّ ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فقام عليه‪ .‬فقال‪ :‬قتل سبعةً وقتلوه هذا منّي وأنا منه‪،‬‬
‫هذا منّي وأنا منه)) مرّتي أو ثلثًا‪ ،‬ثّ وضعه رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬على ساعديه وحفر له ما له سرير إل ساعدا رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ثّ وضعه ف قبه‪ ،‬ول يذكر أنّه غسّله‪ .‬قال ثابت‪ :‬فما‬
‫‪293‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫كان ف النصار أيّم أنفق منها‪ .‬وحدّث إسحاق بن عبدال بن أب طلحة ثابتًا‬
‫قال‪ :‬هل تعلم ما دعا لا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬؟ قال‪:‬‬
‫((اللّه مّ صبّ عليها الي صبّا‪ ،‬ول تعل عيشها كدّا كدّا)) قال‪ :‬فما كان ف‬
‫النصار أيّم أنفق منها‪ .‬قال أبوعبدالرّحن‪ :‬ما حدّث به ف الدّنيا أحد إل حّاد‬
‫بن سلمة‪ ،‬ما أحسنه من حديث‪.‬‬
‫قال البخاري رحه ال (ج ‪ 12‬ص ‪ :)120‬حدّثنا يي بن بكي‪ ،‬حدّثنا‬
‫اللّيث‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن أب سلمة‪ ،‬وسعيد بن السيّب‪ ،‬عن أب‬
‫هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أ تى ر جل ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬و هو ف ال سجد فناداه فقال‪ :‬يا ر سول ال إنّي زن يت‪ ،‬فأعرض ع نه‬
‫حتّى ردّد عل يه أر بع مرّات‪ ،‬فلمّا ش هد على نف سه أر بع شهادات دعاه النّبّ‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فقال‪(( :‬أبهك جنون))؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫((فهل أحصنت))؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪:-‬‬
‫((اذهبوا به فارجوه))‪.‬‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1324‬حدّث ن أبوغ سّان مالك‬
‫بن عبدالواحد السمعيّ‪ ،‬حدّثنا معاذ يعن ابن هشام‪ ،‬حدّثن أب‪ ،‬عن يي بن‬
‫أب كثي‪ ،‬حدّثن أبوقلبة‪ ،‬أنّ أبا الهلّب حدّثه عن عمران بن حصي أنّ امرأةً‬
‫من جهي نة أ تت نبّ ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬و هي حبلى من‬
‫الزّن‪ .‬فقالت‪ :‬يا نبّ ال أصبت حدّا فأقمه عليّ‪ ،‬فدعا نبّ ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬وليّها‪ ،‬فقال‪(( :‬أحسن إليها‪ ،‬فإذا وضعت فأتن با))‪ ،‬ففعل‬
‫فأمر با نبّ ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فشكّت عليها ثيابا‪ ،‬ثّ أمر‬
‫‪294‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫با فرجت‪ ،‬ثّ صلّى عليها‪ .‬فقال له عمر‪ :‬تصلّي عليها يا نبّ ال وقد زنت؟‬
‫فقال‪(( :‬لقد تابت توبةً لو قسمت بي سبعي من أهل الدينة لوسعتهم‪ ،‬وهل‬
‫وجدت توبةً أفضل من أن جادت بنفسها ل تعال))‪.‬‬
‫وحدّثناه أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا عفّان بن مسلم‪ ،‬حدّثنا أبان العطّار‪،‬‬
‫حدّثنا يي بن أب كثي‪ ،‬بذا السناد مثله‪ .‬اهه‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 10‬ص ‪ :)331‬حدّثنها حجّاج بهن منهال‪،‬‬
‫حدّثنا شعبة‪ .‬قال‪ :‬أخبن عديّ‪ .‬قال‪ :‬سعت سعيدًا‪ ،‬عن ابن عبّاس رضي ال‬
‫عنهما‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬صلّى يوم العيد ركعتي ل‬
‫يصلّ قبلهما ول بعدها‪ ،‬ثّ أتى النّساء ومعه بلل‪ ،‬فأمره نّ بال صّدقة‪ ،‬فجعلت‬
‫الرأة تلقي قرطها‪.‬‬
‫قال البخاري رح ه ال (ج ‪ 8‬ص ‪ :)223‬حدّث نا إ ساعيل‪ .‬قال‪ :‬حدّث ن‬
‫مالك‪ ،‬عن إسحاق بن عبدال بن أب طلحة‪ ،‬أنّه سع أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه يقول‪ :‬كان أبوطلحة أكثر أنصاريّ بالدينة نلً‪ ،‬وكان أح بّ أمواله إليه‬
‫بيحاء‪ ،‬وكانت مستقبلة السجد‪ ،‬وكان رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب‪ ،‬فلمّا أنزلت‪﴿ :‬لن تنالوا البّ حتّى‬
‫تنفقوا مّا تبّون﴾ قام أبوطل حة فقال‪ :‬يا ر سول ال إ نّ ال يقول‪﴿ :‬لن تنالوا‬
‫البّ حتّى تنفقوا مّا تبّون﴾ وإنّه أح بّ أموال إلّ بيحاء‪ ،‬وإنّ ها صدقة ل‬
‫أرجو برّها وذخرها عند ال‪ ،‬فضعها يا رسول ال حيث أراك ال‪ .‬قال رسول‬
‫ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬بخ ذلك مال رايح‪ ،‬ذلك مال رايح‪،‬‬
‫وقد سعت ما قلت‪ ،‬وإنّي أرى أن تعلها ف القربي))‪ .‬قال أبوطلحة‪ :‬أفعل‬
‫‪295‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يا رسول ال‪ ،‬فقسمها أبوطلحة ف أقاربه وف بن عمّه‪ .‬قال عبدال بن يوسف‬
‫وروح بن عبادة‪(( :‬ذلك مال را بح)) حدّث ن ي ي بن ي ي‪ .‬قال‪ :‬قرأت على‬
‫مالك‪(( :‬مال رايح))‪.‬‬
‫قال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)112‬حدّثنها إسهاعيل بهن‬
‫عبدال‪ .‬قال‪ :‬حدّث ن إبراه يم بن سعد‪ ،‬عن أب يه‪ ،‬عن جدّه‪ .‬قال‪ :‬لّا قدموا‬
‫الدينة آخى رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بي عبدالرّحن بن‬
‫عوف‪ ،‬وسعد بن الرّبيع‪ .‬قال لعبدالرّحن‪ :‬إنّي أكثر النصار مالً‪ ،‬فأقسم مال‬
‫ن صفي‪ ،‬ول امرأتان فان ظر أعجبه ما إل يك ف سمّها ل أطلّق ها‪ ،‬فإذا انق ضت‬
‫عدّتا فتزوّجها‪ .‬قال‪ :‬بارك ال لك ف أهلك ومالك‪ ،‬أين سوقكم؟ فدلّوه على‬
‫سوق بن قينقاع‪ ،‬فما انقلب إل ومعه فضل من أقط وسن‪ ،‬ثّ تابع الغدوّ ثّ‬
‫جاء يومًا وبهه أثهر صهفرة‪ .‬فقال النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬
‫((مهيم))؟ قال‪ :‬تزوّجت‪ .‬قال‪(( :‬كم سقت إليها))؟ قال‪ :‬نواةً من ذهب‪ ،‬أو‬
‫وزن نواة من ذهب‪ -‬شكّ إبراهيم‪.-‬‬
‫حدّثنا قتيبة‪ ،‬حدّثنا إساعيل بن جعفر‪ ،‬عن حيد‪ ،‬عن أنس رضي ال عنه‪،‬‬
‫أنّه قال‪ :‬قدم علينا عبدالرّحن بن عوف وآخى النبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬بينه وبي سعد ابن الرّبيع‪ ،‬وكان كثي الال‪ .‬فقال سعد‪ :‬قد علمت‬
‫النصار أنّي من أكثرها مالً‪ ،‬سأقسم مال بين وبينك شطرين‪ ،‬ول امرأتان‪،‬‬
‫فان ظر أعجبه ما إل يك فأطلّق ها‪ ،‬حتّى إذا حلّت تزوّجت ها‪ .‬فقال عبدالرّح ن‪:‬‬
‫بارك ال لك ف أهلك‪ ،‬فلم يرجع يومئذ حتّى أفضل شيئًا من سن وأقط‪ ،‬فلم‬
‫يلبث إل يسيًا حتّى جاء رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وعليه‬
‫‪296‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وضهر مهن صهفرة‪ .‬قال له رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪:-‬‬
‫((مه يم)) قال‪ :‬تزوّ جت امرأةً من الن صار‪ .‬فقال‪ (( :‬ما سقت إلي ها))؟ قال‪:‬‬
‫وزن نواة من‪ ،‬ذهب أو نواةً من ذهب‪ ،‬فقال‪(( :‬أول ولو بشاة))‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)119‬حدّثنها مسهدّد‪ ،‬حدّثنها عبدال‬
‫بن داود‪ ،‬عن فضيل بن غزوان‪ ،‬عن أب حازم‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪،‬‬
‫أ نّ رجلً أتى النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فبعث إل نسائه فقلن‪:‬‬
‫ما مع نا إل الاء‪ .‬فقال ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬من‬
‫يض مّ أو يض يف هذا))؟ فقال ر جل من الن صار‪ :‬أ نا‪ ،‬فانطلق به إل امرأ ته‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أكرمي ضيف رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬فقالت‪ :‬ما‬
‫عندنها إل قوت صهبيان‪ .‬فقال‪ :‬هيّئي طعامهك‪ ،‬وأصهبحي سهراجك‪ ،‬ونوّمهي‬
‫صهبيانك‪ ،‬إذا أرادوا عشاءً‪ ،‬فهيّأت طعامهها‪ ،‬وأصهبحت سهراجها‪ ،‬ونوّمهت‬
‫صبيانا‪ ،‬ثّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته‪ ،‬فجعل يريانه أنّهما يأكلن‬
‫فباتا طاويي‪ ،‬فلمّا أصبح غدا إل رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫فقال‪(( :‬ضحك ال اللّيلة أو عجب من فعالكما)) فأنزل ال‪﴿ :‬ويؤثرون على‬
‫أنفسهم ولو كان بم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم الفلحون﴾‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫على ماذا كانوا يبايعون رسول ال ‪-‬صلى‬


‫ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬

‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)64‬حدّثنها أبواليمان‪ .‬قال‪ :‬أخبنها‬


‫شعيب‪ ،‬عن الزّهر يّ‪ .‬قال‪ :‬أخبن أبوإدريس عائذال بن عبدال‪ ،‬أنّ عبادة بن‬
‫ال صّامت ر ضي ال ع نه وكان ش هد بدرًا‪ ،‬و هو أ حد النّقباء ليلة العق بة‪ ،‬أ نّ‬
‫رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال وحوله عصابة من أصحابه‪:‬‬
‫((بايعونهه على ألّ تشركوا باللّه شيئًا‪ ،‬ول تسههرقوا‪ ،‬ول تزنوا‪ ،‬ول تقتلوا‬
‫أولدكهم‪ ،‬ول تأتوا ببهتان تفترونهه بيه أيديكهم وأرجلكهم‪ ،‬ول تعصهوا فه‬
‫معروف‪ ،‬فمن وف منكم فأجره على ال‪ ،‬ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب‬
‫ف الدّنيا فهو كفّارة له‪ ،‬ومن أصاب من ذلك شيئًا ثّ ستره ال فهو إل ال‪،‬‬
‫إن شاء عفا عنه‪ ،‬وإن شاء عاقبه))‪ ،‬فبايعناه على ذلك‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 6‬ص ‪ :)117‬حدّثنها موسهى بهن إسهاعيل‪،‬‬
‫حدّثنا جويرية‪ ،‬عن نافع‪ .‬قال‪ :‬قال ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬رجعنا من العام‬
‫القبل فما اجتمع منّا اثنان على الشّجرة الّت بايعنا تتها‪ ،‬كانت رحةً من ال‪،‬‬
‫ف سألنا نافعًا‪ :‬على أ يّ ش يء بايع هم؟ على الوت؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل بايع هم على‬
‫الصّب‪.‬‬
‫حدّثنا موسى بن إساعيل‪ ،‬حدّثنا وهيب‪ ،‬حدّثنا عمرو بن يي‪ ،‬عن عبّاد‬
‫‪298‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بن تيم‪ ،‬عن عبدال بن زيد رضي ال عنه قال‪ :‬لّا كان زمن الرّة أتاه آت‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬إ نّ ابن حنظلة يبايع النّاس على الوت‪ .‬فقال‪ :‬ل أبايع على هذا أحدًا‬
‫بعد رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫قال م سلم رح ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1483‬حدّث نا قتي بة بن سعيد‪ ،‬حدّث نا‬
‫ليث ابن سعد (ح) وحدّثنا ممّد بن رمح‪ ،‬أخبنا اللّيث‪ ،‬عن أب الزّبي‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ .‬قال‪ :‬كنّا يوم الديب ية ألفًا وأر بع مائةً فبايعناه‪ ،‬وع مر آ خذ بيده ت ت‬
‫الشّجرة وهي سرة‪ ،‬وقال‪ :‬بايعناه على ألّ نفرّ‪ ،‬ول نبايعه على الوت‪.‬‬
‫وحدّثنا أبوبكر بن أب شيبة‪ ،‬حدّثنا ابن عيينة (ح) وحدّثنا ابن ني‪ ،‬حدّثنا‬
‫سفيان‪ ،‬عن أ ب الزّب ي‪ ،‬عن جابر‪ .‬قال‪ :‬ل نبا يع ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه‬
‫وعلى آله وسلم‪ -‬على الوت‪ ،‬إنّما بايعناه على ألّ نفرّ‪ .‬اهه‬
‫قال المام م سلم رح ه ال (ج ‪ 3‬ص ‪ :)1485‬وحدّث نا ي ي بن ي ي‪،‬‬
‫أخبنا يزيد بن زريع‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عن الكم بن عبدال بن العرج‪ ،‬عن معقل‬
‫ابهن يسهار‪ ،‬قال‪ :‬لقهد رأيتنه يوم الشّجرة والنّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬يبايع النّاس وأنا رافع غصنًا من أغصانا عن رأسه ونن أربع عشرة‬
‫مائةً‪ .‬قال‪ :‬ل نبايعه على الوت‪ ،‬ولكن بايعناه على ألّ نفرّ‪.‬‬
‫قال البخاري رحهه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)192‬حدّثنها إسهاعيل‪ ،‬حدّثنه‬
‫مالك‪ ،‬عن ي ي بن سعيد‪ .‬قال‪ :‬أ خبن عبادة بن الول يد‪ ،‬أ خبن أ ب‪ ،‬عن‬
‫عبادة بن ال صّامت‪ .‬قال‪ :‬بايعنا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪-‬‬
‫على ال سّمع والطّاعة‪ ،‬ف النشط والكره‪ ،‬وألّ ننازع المر أهله‪ ،‬وأن نقوم أو‬
‫نقول بالقّ حيثما كنّا ل ناف ف ال لومة لئم‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حدّث نا عمرو بن عل يّ‪ ،‬حدّث نا خالد بن الارث‪ ،‬حدّث نا ح يد‪ ،‬عن أ نس‬
‫رضهي ال عنهه قال خرج النّبّ ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬فه غداة‬
‫باردة‪ ،‬والهاجرون والنصار يفرون الندق‪ .‬فقال‪:‬‬
‫((اللّهمّ إنّ الي خي الخرة فاغفر للنصار والهاجرة))‬
‫على الهاد ما بقينا أبدا‪.‬‬ ‫فأجابوا‪ :‬نن الّذين بايعوا ممّدا‬
‫حدّثنا عبدال بن يوسف‪ ،‬أخبنا مالك‪ ،‬عن عبدال بن دينار‪ ،‬عن عبدال‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬كنّا إذا بايعنا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ -‬على السّمع والطّاعة يقول لنا‪(( :‬فيما استطعتم))‪.‬‬
‫حدّثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬حدّثنا هشيم‪ ،‬أخبنا سيّار‪ ،‬عن الشّعبّ‪ ،‬عن‬
‫جر ير بن عبدال‪ .‬قال‪ :‬باي عت النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬على‬
‫السّمع والطّاعة‪ ،‬فلقّنن‪(( :‬فيما استطعت‪ ،‬والنّصح لكلّ مسلم))‪.‬‬
‫حدّثنا عبدال بن مسلمة‪ ،‬حدّثنا حات‪ ،‬عن يزيد بن أب عبيد‪ .‬قال‪ :‬قلت‬
‫ل سلمة‪ :‬على أ يّ ش يء بايع تم النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يوم‬
‫الديبية؟ قال‪ :‬على الوت‪.‬‬
‫‪300‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫استطراد‪ :‬البيعة لمام قرشي مسلم أو لغير‬


‫قرشي مسلم إذا تغلب حتى استتب له المر‬
‫يجب الوفاء بها‬

‫قال ال سبحانه وتعال‪﴿ :‬إنّ الّذين يبايعونك إنّما يبايعون ال يد ال فوق‬


‫أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوف با عاهد عليه ال فسيؤتيه‬
‫أجرًا عظيمًا‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا أوفوا بالعقود‪.﴾2‬‬
‫وقال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 1‬ص ‪ :)89‬حدّث نا قبي صة بن عق بة‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدّث نا سفيان‪ ،‬عن الع مش‪ ،‬عن عبدال بن مرّة‪ ،‬عن م سروق‪ ،‬عن‬
‫عبدال بن عمرو‪ ،‬أ نّ النّبّ ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬قال‪(( :‬أربع من‬
‫كنّ فيه كان منافقًا خالصًا‪ ،‬ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من‬
‫النّفاق حتّى يدعها‪ ،‬إذا اؤتن خان‪ ،‬وإذا حدّث كذب‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا‬
‫خاصم فجر))‪.‬‬
‫تابعه شعبة‪ ،‬عن العمش‪.‬‬
‫وقال المام البخاري رحهه ال (ج ‪ 13‬ص ‪ :)201‬حدّثنها عبدان‪ ،‬عهن‬
‫أ ب حزة‪ ،‬عن الع مش عن أ ب صال‪ ،‬عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال‬

‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.10:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪301‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬ثلثهة ل يكلّمههم ال يوم القيامهة ول‬
‫يزكّيهم ولم عذاب أليم‪ ،‬رجل على فضل ماء بالطّريق ينع منه ابن ال سّبيل‪،‬‬
‫ور جل با يع إمامًا ل يباي عه إل لدنياه‪ ،‬إن أعطاه ما ير يد و ف له‪ ،‬وإل ل يف‬
‫له‪ ،‬ورجهل يبايهع رجل بسهلعة بعهد العصهر فحلف بال لقهد أعطهي باه كذا‬
‫وكذا‪ ،‬فصدّقه فأخذها ول يعط با‪.‬‬
‫أ ما إذا ك فر الا كم فل ي ب الوفاء بالبي عة‪ ،‬لد يث عبادة بن ال صامت‬
‫التقدم وفيه‪(( :‬إلّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من ال برهان))‪.‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬وإذ ابتلى إبراه يم ربّه بكلمات فأتّه نّ قال إنّي‬
‫جاعلك للنّاس إمامًا قال ومن ذرّيّت قال ل ينال عهدي الظّالي‪.﴾1‬‬
‫وقال سبحانه وتعال‪﴿ :‬ولن يعل ال للكافرين على الؤمني سبيلً‪.﴾2‬‬
‫وكذا إذا كان البا يع مكرهًا على بي عة غ ي شرع ية‪ ،‬أي‪ :‬ل يأذن ب ا ال‬
‫ور سوله‪ ،‬فإن هذا هو مراد نا بغ ي شرع ية فل ي ب عل يه الوفاء ب ا لد يث‪:‬‬
‫((إ نّ ال تاوز عن أمّت الطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه))‪ .‬وهو حديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫وكذا إذا كانت غي شرعية كبيعة الخوان السلمي لجهول ل يدرى ما‬
‫هث‬ ‫هحبتها يي ه كفّرت لديه‬ ‫ه‪ ،‬فإن صه‬‫هه ل يب ه الوفاء باه‬ ‫حاله‪ ،‬فإنه‬
‫الصهحيحي‪((:‬مهن حلف على ييه فرأى غيهها خيًا منهها فليأت الّذي ههو‬
‫خي‪ ،‬وليكفّر عن يينه))‪.‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.124:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬الية‪.141:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪302‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وكذا بي عة مشا يخ ال صوفية البتد عة باطلة‪ ،‬وكذا بي عة الكار مة الضال ي‬


‫الذ ين هم أك فر من اليهود والن صارى و قد تقدم ش يء من أحوال م‪ ،‬ل يوز‬
‫الوفاء با‪ ،‬دليلنا على بطلن هذه البيعات مارواه البخاري ف ((صحيحه)) (ج‬
‫‪ 5‬ص ‪ :)301‬حدّثنا يعقوب‪ ،‬حدّثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم‬
‫ابن ممّد‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ ،‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪(( :-‬من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ))‪.‬‬
‫رواه عبدال بن جعفر الخرم يّ‪ ،‬وعبدالواحد بن أب عون‪ ،‬عن سعد بن‬
‫إبراهيم‪ .‬اهه‬
‫‪303‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تحريم سب الصحابة رضوان ال عليهم‬

‫قال المام البخاري رح ه ال (ج ‪ 7‬ص ‪ :)21‬حدّث نا آدم بن أ ب إياس‪،‬‬


‫حدّثنا شعبة‪ ،‬عن العمش‪ .‬قال‪ :‬سعت ذكوان يدّث عن أب سعيد الدر يّ‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬ل ت سبّوا‬
‫أصحاب فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا‪ ،‬ما بلغ مدّ أحدهم ول نصيفه))‪.‬‬
‫تابعه جرير‪ ،‬وعبدال بن داود‪ ،‬وأبومعاوية‪ ،‬وماضر‪ ،‬عن العمش‪.‬‬
‫الديهث أخرجهه مسهلم (ج ‪ 16‬ص ‪ )92‬فقال‪ :‬حدّثنها عثمان بهن أبه‬
‫شيبة‪ ،‬حدّثنا جرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أب صال‪ ،‬عن أب سعيد‪ .‬قال‪ :‬كان‬
‫بي خالد بن الوليد وبي عبدالرّحن بن عوف شيء فسبّه خالد فقال رسول‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬ل ت سبّوا أحدًا من أ صحاب‪ ،‬فإ نّ‬
‫أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ول نصيفه))‪.‬‬
‫حدّث نا أبو سعيد الش جّ‪ ،‬وأبوكر يب‪ .‬قال‪ :‬حدّث نا وك يع‪ ،‬عن الع مش‬
‫(ح) وحدّثنا عبيدال بن معاذ‪ ،‬حدّثنا أب (ح) وحدّثنا ابن الثنّى‪ ،‬وابن بشّار‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدّثنا ابن أب عد يّ‪ ،‬جيعًا عن شعبة‪ ،‬عن العمش‪ ،‬بإسناد جرير وأب‬
‫معاو ية ب ثل حديثه ما‪ ،‬ول يس ف حد يث شع بة ووك يع ذ كر عبدالرّح ن بن‬
‫عوف‪ ،‬وخالد بن الوليد‪.‬‬
‫وأخر جه أبوداود (ج ‪ 12‬ص ‪ ،)413‬والترمذي (ج ‪ 10‬ص ‪ )263‬وقال‪ :‬هذا‬
‫‪304‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫بعض ما نقل عن السلف في التحذير منسب‬


‫الصحابة رضي ال عنهم‬

‫قال المام مسهلم رحهه ال (ج ‪ 4‬ص ‪ :)2327‬حدّثنها ييه بهن ييه‪،‬‬


‫أخبنا أبومعاوية‪ ،‬عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬قالت ل عائشة‪ :‬يا ابن‬
‫أخ ت أمروا أن ي ستغفروا ل صحاب النّبّ ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪-‬‬
‫ف سبّوهم‪ .‬وحدّثناه أبوب كر بن أ ب شي بة‪ ،‬حدّث نا أبوأ سامة‪ ،‬حدّث نا هشام بذا‬
‫السناد مثله‪ .‬اهه‬
‫عليه بهن ممّد‪ ،‬وعمرو بهن‬
‫قال أبوعبدال بهن ماجهة رحهه ال‪ :‬حدّثنها ّ‬
‫عبدال‪ .‬قال‪ :‬حدّث نا وك يع‪ .‬قال‪ :‬حدّث نا سفيان‪ ،‬عن ن سي بن ذعلوق‪ .‬قال‪:‬‬
‫كان ابهن عمهر يقول‪ :‬ل تسهبّوا أصهحاب ممّد ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬
‫وسلم‪ ،-‬فلمقام أحدهم ساعةً خي من عمل أحدكم عمره‪ .‬اهه‬
‫هذا الثر صحيح‪.‬‬
‫قال المام أح د ف ((فضائل ال صحابة)) (ج ‪ 1‬ص ‪ :)60‬ث نا وك يع‪ ،‬ث نا‬
‫جع فر يع ن ا بن برقان‪ ،‬عن ميمون بن مهران قال‪ :‬ثلث ارفضوه نّ‪ :‬سبّ‬
‫أصحاب النّب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ ،-‬والنّظر ف النّجوم‪ ،‬والنّظر‬
‫ف القدر‪ .‬اهه‬
‫الثر صحيح‪.‬‬
‫‪305‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ث رأيت الشيخ الفاضل أحد بن عبدال الطري قد كتب كتابة مفيدة لك‬
‫أيها السن‪ ،‬فرأيت أن ألقها بآخر ((اللاد المين ف أرض الرمي)) لتعلم‬
‫أن الرافضة فتنت بإمام الضللة المين ف حياته وبعد ماته ﴿ليهلك من هلك‬
‫عن بيّنة وييا من حيّ عن بيّنة‪.﴾1‬‬
‫فجزى ال أخانا الشيخ الفاضل أحد الطري خيًا‪ ،‬وأثابه على ما قام به‬
‫من بيان فضائح الرافضة‪ ،‬وال الستعان‪ .‬وإليك ما كتبه حفظه ال‪.‬‬

‫مشاهداتي في إيران‬

‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال الصادق المي‬


‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.-‬‬
‫وب عد‪ :‬ل قد طلب م ن فضيلة شيخ نا مدث الع صر‪ ،‬نا شر ال سنة‪ ،‬وقا مع‬
‫البد عة والبتدع ي بم يع أنواع هم‪ ،‬بأن أك تب شيئًا ي سيًا م ا رأي ته وشاهد ته‬
‫و سعته ف إيران‪ ،‬ح يث أن ال قدر ل الو صول إل تلك البلد‪ ،‬وذلك عند ما‬
‫ك نت متوجهًا إل أذربيجان ال ت كا نت من ض من المهوريات ال ت كا نت‬
‫تت سيطرة روسيا الشيوعية‪ ،‬نسأل ال أن يد مر جيع الكافرين‪ ،‬ولقد شاء‬
‫ربنا أن بقيت ف إيران تسعة وعشرين يومًا ستة وعشرون يومًا عند الذهاب‪،‬‬
‫وثل ثة أيام ع ند الرجوع من أذربيجان‪ ،‬وخلل تواجدي ف إيران رأ يت ما‬

‫سورة النفال‪ ،‬الية‪.42:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪306‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫تقشعهر منهه أبدان الؤمنيه‪ ،‬وذلك فه طهران وقهم‪ .‬ومها زرت غيه هاتيه‬
‫النطقتي‪ ،‬وقبل الشروع ف التكلم عما شاهدته ورأيته‪ ،‬أنصح نفسي وجيع‬
‫ال سلمي بالعلم الشر عي‪ ،‬علم الكتاب وال سنة ل كي ي ستطيع الن سان أن ي يز‬
‫بيه القه والباطهل‪ ،‬والتوحيهد والشرك‪ ،‬والسهنة والبدعهة‪ ،‬فإن الناس فه هذا‬
‫الز من ع ند أن انشغلوا بالدن يا وترك كث ي من هم العلم الشر عي ح صل اللل‬
‫وج هل كث ي من ال سلمي أشياء معلو مة من الد ين بالضرورة‪ ،‬وأ صبحوا ل‬
‫يفرقون ف كث ي من الحيان ب ي أ هل ال ق وأ هل البا طل‪ ،‬فإذا أرد نا الفوز‬
‫والفلح فعلي نا بطلب العلم الشر عي‪ ،‬و قد جاءت آيات كثية‪ ،‬وأحاد يث ف‬
‫الترغيهب فه طلب العلم منهها قوله تعال‪﴿ :‬قهل ههل يسهتوي الّذيهن يعلمون‬
‫ربه زدنه علمًا‪ ،﴾2‬وقوله‪﴿ :‬‬ ‫والّذيهن ل يعلمون‪ ،﴾1‬وقوله تعال‪﴿ :‬وقهل ّ‬
‫فاعلم أنّهه ل إله إلّ ال واسهتغفر لذنبهك وللمؤمنيه والؤمنات‪ ،﴾3‬وقال‬
‫تعال‪﴿ :‬إنّما يشى ال من عباده العلماء‪.﴾4‬‬
‫وقال النهب ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬طلب العلم فريضهة على‬
‫ك ّل م سلم))‪ ،‬وقال ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ (( :-‬من يرد ال به‬
‫خيًا يفقّهه ف الدّين))‪ .‬وغي ذلك من الدلة ف هذه السألة‪.‬‬
‫وعلى ال سلم أن يذر من الكذب‪ ،‬فإن الكذب خلق ذم يم‪ ،‬و كبية من‬

‫سورة الزمر‪ ،‬الية‪.9:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة طه‪ ،‬الية‪.114:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة ممد‪ ،‬الية‪.19:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة فاطر‪ ،‬الية‪.28:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪307‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫كبائر الذنوب‪ ،‬ول يوز له أن يتكلم إل باه يعلم‪ ،‬قال ال تعال‪﴿ :‬ول تقهف‬
‫مها ليهس لك بهه علم‪ ،﴾1‬وقال تعال‪﴿ :‬مها يلفهظ مهن قول إلّ لديهه رقيهب‬
‫عتيد‪.﴾2‬‬
‫ويقول الر سول ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬آ ية النا فق ثلث‪:‬‬
‫إذا حدّث كذب‪ ،‬وإذا وعهد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتنه خان))‪ ،3‬وقال ‪-‬صهلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪(( :-‬إيّا كم والكذب‪ ،‬فإ نّ الكذب يهدي إل الفجور‪،‬‬
‫والفجور يهدي إل النّار‪ ،‬وإ نّ الرّ جل ليكذب حتّى يك تب ع ند ال كذّابًا))‪،‬‬
‫وقال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬إ نّ من أفرى الفرى أن يري عينيه‬
‫ما ل تر يا))‪ .‬والدلة كثية ف تر ي الكذب‪ ،‬وإن ا أحب بت أن أذ كر نف سي‬
‫وإخوان السلمي ببعض الدلة ف تري الكذب لنعلم خطر ذلك‪.‬‬
‫وإن ن إذ أذ كر لخوا ن ال سلمي ب عض مشاهدا ت ف إيران من أ جل أن‬
‫يكونوا على ب صية ومعر فة بذه الدولة الرافض ية ح يث قد سعت من ب عض‬
‫الساكي السطحيي من يدح إيران ويقول‪ :‬إنّها الدولة الوحيدة الت تقوم ضد‬
‫أمريكا وإسرائيل‪ ،‬بل وقد حصل الدح والثناء والطراء من بعض من يدّعون‬
‫معر فة وف هم الوا قع من جا عة الخوان ال سلمي‪ ،‬وح صل الدح من الراف ضة‬
‫والشيعة لذه الدولة البيثة‪ ،‬فأقول لكم‪ :‬رويدًا رويدا أيها السلمون‪ ،‬إن إيران‬
‫ل ا سياسات ومآرب ومقا صد ف إظهار العداوة لمري كا وإ سرائيل‪ ،‬وأقول‬

‫سورة السراء‪ ،‬الية‪.36:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة ق‪ ،‬الية‪.18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬عن أب هريرة رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪308‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ل كم‪ :‬أي ها ال سلمون إن إيران عميلة لمري كا‪ ،‬وكاذ بة ف دعوا ها أنّ ها ضد‬
‫أمري كا‪ ،‬ولو سلمنا جدلً أنّ ها ضد أمري كا لنّ ها كافرة فلماذا ما تقوم ضد‬
‫فرن سا وتعادي فرن سا‪ ،‬وأن تم تعرفون أن المام الضال المي ن كان يع يش ف‬
‫فرنسها‪ ،‬والرئيهس ممهد خاتيه ذههب فه هذه اليام ومكهث أيامًا‪ ،‬وليران‬
‫علقات مع دول كافرة كثية‪ ،‬بل ودول شيوعية فما الفرق بي كفر أمريكا‬
‫وكفر فرنسا وكفر الدول الكافرة الخرى؟ ل فرق‪ ،‬الكفر ملة واحدة ولكنها‬
‫ال سياسة‪ ،‬و قد نا نا ال أن نوال ج يع الكفار ولو كانوا من القرب ي قال ال‬
‫تعال‪﴿ :‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا ل تتّخذوا ءاباء كم وإخوان كم أولياء إن ا ستحبّوا‬
‫الك فر على اليان‪ ،﴾1‬وقال ال تعال‪﴿ :‬ياأيّ ها الّذ ين ءامنوا ل تتّخذوا اليهود‬
‫والنّصهارى أولياء بعضههم أولياء بعض‪ ،﴾2‬وقال تعال‪﴿ :‬ل يتّخهذ الؤمنون‬
‫الكافرين أولياء من دون الؤمن ي ومن يف عل ذلك فليس من ال ف شيء‪،﴾3‬‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬ول تركنوا إل الّذيهن ظلموا فتمسهّكم النّار‪ ،﴾4‬وقال تعال‪﴿ :‬‬
‫ياأيّها الّذين ءامنوا ل تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالودّة وقد‬
‫كفروا با جاءكم من القّ‪ ،﴾5‬وقال تعال‪﴿ :‬ل تد قومًا يؤمنون بال واليوم‬
‫ال خر يوادّون من حادّ ال ور سوله ولو كانوا ءاباء هم أو أبناء هم أو إخوان م‬

‫سورة التوبة‪ ،‬الية‪.23:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.51:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.28:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة هود‪ ،‬الية‪.113:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة المتحنة‪ ،‬الية‪.1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪309‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫أو عشيتم‪.﴾1‬‬
‫وهناك أدلة كثية من الكتاب وال سنة ف تر ي موالة الكفار‪ ،‬ولو كانوا‬
‫من القربي‪ ،‬فكيف بإيران وهي تصادق فرنسا وهي معروفة بعداوتا للسلم‬
‫وال سلمي ف دا خل فرن سا وخارج ها‪ ،‬فعند ما تظ هر العدوان لمري كا هذا‬
‫كذب وتو يه‪ ،‬من أ جل أن يغ تر ب ا العوام والهلء الذ ين ل يعرفون حقي قة‬
‫الراف ضة وعقيدت ا‪ ،‬والذ ين ل يفهمون ال سياسة‪ ،‬فلو كا نت إيران صادقة ف‬
‫عداوت ا لمري كا لعادت ج يع دول الك فر‪ ،‬وتبذل كل ما ت ستطيع ف سبيل‬
‫ذلك‪ ،‬وتارب تلك الدول حربًا إعلميّا‪.‬‬
‫وذلك لن الك فر ملة واحدة‪ ،‬بل وم ا يؤ كد أن إيران كاذ بة ف دعوا ها‬
‫أنّها ضد أمريكا ما أخبن به أحد العراقيي الذين هربوا من جحيم صدام إل‬
‫نار إيران حيث التقيت به ف طهران وهو متزوج بإيرانية وله ف إيران خسة‬
‫عشهر عامًها فقال ل‪ :‬إن اليرانييه يقدون حقدًا شديدًا على العرب وعلى‬
‫الباك ستانيي والفغاني ي‪ ،‬ويعظّمون المريكي ي تعظيمًا بالغًا‪ ،‬فقلت له‪ :‬ن ن‬
‫نسمع أنّهم يذمّون أمريكا‪ ،‬فقال‪ :‬هذه مرد دعايات‪ .‬فهذا الرجل يشهد بذا‬
‫الكلم وهو الذي يعيش داخل إيران‪.‬‬
‫ولعلي قد أطلت علي كم ف القد مة‪ ،‬وأ ما الن ف سوف أذ كر ل كم ب عض‬
‫الشياء الت رأيتها وشاهدتا وسعتها أو سعت با ف إيران‪.‬‬
‫فما رأيته‪ :‬رأيت قب إمام الضللة المين وهو ف طهران وقد ذهبت إليه‬
‫مرت ي و ما ذه بت إل لرى ما القوم عل يه‪ ،‬فق بل أن أ صل إل ال سجد الذي‬
‫سورة الجادلة‪ ،‬الية‪.22:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪310‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫القب بداخله رأيت لوحًة كبيةً معترضة ف الشارع ومكتوب عليها إل الرم‬
‫وهنالك سهم يشي إل السجد الذي القب بداخله‪ ،‬فنلت من فوق الباص قبل‬
‫الو صول إل ال سجد‪ ،‬ث تقد مت فرأ يت م قبة كبية ورأ يت رجالً وأطفالً‬
‫ون ساءً فوق القبور‪ ،‬وههم على القبور من هم الذيهن يضحكون‪ ،‬ومن هم الذيهن‬
‫يبكون‪ ،‬ومنههم الذيهن يأكلون ويشربون‪ ،‬وههم جاعات جاعات وأفرادًا‪،‬‬
‫والقبور ال ت رأيت ها م صصة وبعض ها مرت فع‪ ،‬ورأ يت قبورًا كثية علي ها صور‬
‫أصهحاب القبور وأسهائهم وتاريهخ الولدة والوت‪ ،‬بعضهها أي بعهض هذه‬
‫الصور صور فوتوغرافية وهي موضوعة ف زجاج عند رأس اليت على القب‪،‬‬
‫وب عض هذه ال صور م صورة بال يد فوق رخام‪ ،‬ورأ يت ممو عة كبية و هم‬
‫متلقون فأحب بت أن أرى فرأيت هم متلق ي وعند هم زهور وورود فوق ال قب‪،‬‬
‫وهنالك شخص بيده مكب الصوت وهو يدعو والذين فوق القب منهم الذي‬
‫يبكهي‪ ،‬ومنههم الذي يتباكهى‪ ،‬ومنههم الزيهن‪ ،‬وكان هنالك عجوز مهر مهن‬
‫عمرها نو ثاني عامًا تقريبًا فكانت تبكي بكاء حارًا شديدًا وقد كادت أن‬
‫تسقط‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا اليت لعله ولدها‪ ،‬أما البقية فلم يكونوا كذلك‪.‬‬
‫ث انطل قت ن و ال سجد فرأ يت عن ي ي باب ال سجد و عن شال باب‬
‫ال سجد مئات الغرف عددت إل خ س مائة و ست وثان ي غر فة‪ ،‬ث تع بت‬
‫فتوق فت و ف هذه الغرف قبور وكث ي من أ صحاب هذه القبور صورهم فوق‬
‫قبورهم‪ ،‬ث دخلت السجد فإذا ب أرى وسط السجد بناءً كبيًا‪ ،‬وأنظر يينًا‬
‫وشالً وأنها أتهه إل ذلك البناء الذي فه وسهط السهجد فإذا به أرى رجالً‬
‫وأطفالً ون ساءً وكأ ن ف م كة ع ند الرم‪ ،‬وأرى الناس من هم الرا كع ومن هم‬
‫‪311‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫السهاجد‪ ،‬ومنههم القائم‪ ،‬ومنههم النائم‪ ،‬ومنههم الذي يأكهل ويشرب‪ ،‬والتال‬
‫والقارئ‪ ،‬وأرى العسكر وهم متفرقون ههنا وههنا‪ ،‬وعندهم أجهزة ل سلكية‬
‫ث و صلت إل ذلك البناء الرت فع الذي و سط ال سجد الذي ش به بناء الكع بة‬
‫فإذا بالناس وههم يطوفون حول ذلك البناء ويرغون خدودههم على الدران‬
‫وبعض هم يب كي‪ ،‬ولكن هم ل يطوفون طوافًا كاملً‪ ،‬وإن ا يطوف الرجال من‬
‫جانب من الطول وجانب من العرض من البناء‪ ،‬والنساء يطفن من جانب من‬
‫الطول وجا نب من العرض من البناء‪ ،‬وهنالك شباك من الد يد يف صل ب ي‬
‫الرجال والنساء هذا ف أثناء الطواف فقط‪.‬‬
‫ثه تقدمهت إل أن وصهلت إل عرض الدار فإذا به أرى بالداخهل قهب‬
‫المي ن وعل يه ك ساء كم ثل ك ساء الكع بة و ف دا خل ذلك البناء من كل‬
‫الوانهب نقود كثية جدًا مرتفعهة نوه ذراع تقريبًا أو أكثهر أو أقهل‪ ،‬وهذه‬
‫النقود يدخلونا من ثقوب موجودة ف البناء‪ ،‬الهم هذا البناء يشبه بناء الكعبة‬
‫والسهجد يشبهه السهجد الرام‪ ،‬ووجود الناس هنالك وصهدور تلك العمال‬
‫من هم ي يل إل يك كأ نك ع ند الكع بة شرف ها ال‪ ،‬ورأ يت لذا ال سجد تقريبًا‬
‫خ س منارات مرتف عة و هي مطل ية بش يء أ صفر يش به الذ هب ول أدري أ هو‬
‫ذههب أم ل؟ ولكهن قهد أخهبن أحهد مشايهخ اليمهن الكبار الذيهن ذهبوا إل‬
‫هنالك أنّها مطلية بالذهب‪.‬‬
‫ث ذه بت إل حي تر يش ف شال طهران فرأ يت هنالك قبًا و هو قب‬
‫المام زاده صال‪ ،‬وعنده زحام شديد من الرجال والنساء والطفال‪ ،‬وهم ما‬
‫بي مصلّ وطائف وداع وباك‪ ،‬وذلك القب هو ف غاية من الزخرفة والنقوش‪،‬‬
‫‪312‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وأهدانه بعهض القائميه على القهب صهورًا للقهب‪ ،‬وكذلك كتاب ((مفاتيهح‬
‫النان)) فيه أدعيه كفرية وشركية‪ ،‬وفيه إسناد علم الغيب للئمة‪ ،‬وفيه أنّهم‬
‫هم الذين سوف ياسبون العال يوم القيامة‪.‬‬
‫ثه ذهبهت إل قهب إمام شاه عبدالعظيهم‪ ،‬ولعله جههة النوب مهن وسهط‬
‫العاصمة فرأيت عنده أشياء تتناقض مع دين السلم فمما رأيته عند هذا القب‬
‫رأيت إنسانًا جاء وسجد إل القب ورأيت رجلً آخر جاء وركع إل القب‪ ،‬ث‬
‫ع ند خرو جه ر جع القهقرى‪ ،‬أي‪ :‬ر جع إل اللف ول ي عط ال قب ظهره من‬
‫أ جل احترام صاحب ال قب‪ ،‬ورأ يت ال قب و هو ف غا ية من الزي نة والزخر فة‪،‬‬
‫والناس هنالك يطوفون مهن جانهبي والنسهاء يطفهن مهن الانهبي الخريهن‪،‬‬
‫وهنالك زحام شديهد والناس مها بيه طائف ومرغ خده حته أنّههم يرفعون‬
‫الطفال الصغار ويرغون خدودهم علىجدار القب‪ ،‬وبعض الناس هنالك معه‬
‫بعض الكتب الصغية يقرأ أدعية منها‪ ،‬ومنهم الصلي ومنهم الاشع الباكي‪.‬‬
‫ثه ذهبهت إل قهب إمام عبدال وليهس هنالك زحام شديهد وههم يطوفون‬
‫طوافًا كاملً عند ذلك القب أي حول ذلك القب كأنّهم يطوفون حول الكعبة‪،‬‬
‫والذي يظ هر ل أن الذي ينع هم من الطواف كاملً ع ند القبور ال ت عند ها‬
‫زحام من أ جل أن ل يتلط الرجال بالن ساء‪ ،‬وهؤلء إن كان مق صدهم ذلك‬
‫مثهل أصهحاب العراق الذيهن قتلوا السهي رضهي ال عنهه ثه سهألوا عهن دم‬
‫البعوض ههل ينجهس أم ل؟ فهؤلء قهد وقعوا فه الشرك الكهب مهن الطواف‬
‫والركوع والسجود إل القب‪ ،‬ودعاء صاحب القب‪.‬‬
‫ورأيت ف بعض شوارع طهران ف بعض الولت صور تاثيل لبعض من‬
‫‪313‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫يعظمونمه‪ ،‬ثه وصهلت إل مكان فه وسهط العاصهمة‪ ،‬وهنالك دكان كهبي‬


‫فدخلت ف يه فإذا ف يه صور تتاث يل ورأ يت ف ذلك الكان صورة ال نة وفي ها‬
‫التفاح والع نب والرمان والبتقال وغ ي ذلك من الن عم‪ ،‬وبا نب صورة ال نة‬
‫صهورة للنار وأهلهها يعذبون فيهها حيهث أن بعضههم فوقهه اليّات والعقارب‬
‫والثعابي ومقامع من حديد إل غي ذلك من أهوال النار‪ ،‬أجارنا ال من نار‬
‫جهنم‪.‬‬
‫وف ذات يوم ركبت من طهران إل قم‪ ،‬وقم تبعد عن طهران مائة وستي‬
‫كيلومترًا تقريبًا‪ ،‬وكنت راكبًا مع شخصي فعندما تركنا من وسط طهران‬
‫مررنا من عند قب المين فإذا بأحد هذين الرجلي وهو يتكلم العربية يقول‪:‬‬
‫ال سلم عل يك يا إمام‪ ،‬ال سلم عل يك يا روح ال‪ ،‬ال سلم عل يك يوم تب عث‪.‬‬
‫وقد سبق أن تعرفت على هذين الرجلي ف الطعم‪ ،‬وقلت‪ :‬سأركب معهما‬
‫إل قم‪ .‬فقال‪ :‬ل بأس بذلك ح يث ووا حد منه ما عرا قي‪ ،‬وال خر بري ن فر‬
‫بدينه إل أمريكا كما قال ل‪ :‬وإنا جاء زائرًا‪ ،‬وسألن ذلك العراقي‪ :‬من أين‬
‫أ نت؟ فقلت‪ :‬من الي من‪ .‬فقال‪ :‬ما الذ هب عند كم؟ فقلت‪ :‬الذ هب عند نا‬
‫الذهب الزيدي‪ .‬أقصد الذهب ف اليمن وحصل بين وبينهما تبادل كلم وما‬
‫قاله ل‪ :‬ليس لنا عدو إل الوهابية‪ .‬ونسي قاتله ال اليهود والنصارى والجوس‬
‫وال سيخ والندوس والشيوعي ي والوثني ي وغ ي ذلك‪ ،‬و هم يق صدون كل من‬
‫ت سك بالكتاب وال سنة ف هو ف نظر هم أ نه وها ب‪ ،‬وإل ف من هو م مد بن‬
‫عبدالوهاب؟ هو عال من علماء السلمي‪ ،‬والشياء الوجودة ف كتبه موجودة‬
‫ف الك تب الخرى كالبخاري وم سلم وأ ب داود والن سائي والترمذي وا بن‬
‫‪314‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ماجهة‪ ،‬وموجودة عنهد أصهحاب الذاههب كالشافعيهة والنابلة والالكيهة‬


‫والحناف‪ ،‬وإن ا هذه سياسة البتدع ي من أ جل أن يافظوا على بدع هم وأن‬
‫ل يفضحوا أمام الناس‪ ،‬وأن يردوا الكتاب والسنة بثل هذه العذار‪.‬‬
‫ث وصلت إل قم وقفت السيارة بعيدًا عن القب والسجد فقال أحد هذين‬
‫الشخ صي‪ :‬ذلك هو الرم‪ ،‬فنلت فات هت إل الرم‪ ،‬أي‪ :‬إل ال قب‪ ،‬فقابلت‬
‫أنا سًا كثيين‪ ،‬ومنهم رجل قال‪ :‬بأنه من الند فقال ل‪ :‬مبارك على الزيارة أو‬
‫زيارة مقبولة‪ ،‬ورأ يت هنالك ك ما رأ يت ع ند القبور الخرى ورأ يت أنا سًا‬
‫علماء ف غرف هنالك يعلمون الطلب وهذه الغرف ملؤة بالقبور و هم فوق‬
‫القبور فقلت ل م‪ :‬هذا ل ي صلح! فقال ل أ حد العلماء‪ :‬هذا ل ش يء ف يه أو‬
‫كلمة نوها‪ .‬وأنا ل أناقشهم‪.‬‬
‫ث ذهبت من عند القب فوصلت إل بعض الشوارع فوجدت فوق دكان‬
‫دفتر حج وزيارة قم‪ .‬فقلت لحد الارة وهو يتكلم العربية قلت له‪ :‬يعن أنّهم‬
‫يزورون هذا الكان ويجون إليه؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬فأعدت كلمي مرة أخرى من‬
‫أ جل أن أتث بت‪ ،‬فقال‪ :‬هذا يع ن أن الذي ير يد م كة ي سجل هه نا‪ ،‬ولعله أراد‬
‫أن يغالط عند أن رآن أتثبت من الكلم‪ .‬ث إذا ب أمر فإذا ب أسع صاحب‬
‫سيارة وهو يقول الرم‪ ..‬الرم‪ .‬فقلت له‪ :‬القب تعن؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وم ا سعت من أ حد اليمني ي و هو يدرس هنالك ال طب قال‪ :‬هنالك قب‬
‫أ ب لؤلؤة الجو سي قا تل ع مر ف أ صفهان يطوفون حوله ويقولون‪ :‬ألف لع نة‬
‫على عمر‪ .‬وأخبن أن هنالك من اليرانيي عند أن يبول يقول‪ :‬إنه يبول على‬
‫رأس عمر‪ .‬هذا ما رأيته ف إيران ما يتعلق بالقبور وأحوال الناس عند القبور‪،‬‬
‫‪315‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وكذلك ما رأيته من التماثيل‪.‬‬


‫وهؤلء الراف ضة ف إيران وغي ها يزعمون أنّ هم يبون أم ي الؤمن ي علي‬
‫ابن أب طالب ويتبعونه بل يغالون فيه فبعضهم يعله أعظم من النبياء‪ ،‬ومنهم‬
‫من يع طي له ب عض صفات ال من علم الغ يب وغ ي ذلك‪ ،‬و هم ف ن فس‬
‫الو قت مالفون له‪ ،‬فعقيد ته غ ي عقيدت م وعمله غ ي عمل هم‪ ،‬ومنه جه غ ي‬
‫منهجهم‪ ،‬فهو يتبع الكتاب والسنة وهم يتبعون أهواءهم ويتبعون سنن اليهود‬
‫والنصارى‪.‬‬
‫فعلى سبيل الثال ل الصر كما قلت لكم آنفًا هم يبنون البنايات العظيمة‬
‫فوق القبور ويصههصونا ويدعون أصههحاب القبور ويصههلون إل القبور‬
‫وي سجدون إل القبور بدون صلة وغ ي ذلك! وانظروا إل ما جاء عن أم ي‬
‫الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه قال أبو اليّاج السديّ‪ :‬قال ل عليّ‬
‫ابن أب طالب‪ :‬أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله و سلم‪(( :-‬أن ل تدع تثالً إلّ طم سته‪ ،‬ول قبًا مشرفًا إلّ سوّيته‪ ،‬ول‬
‫صورةً إلّ طمستها))‪ ،‬وف رواية‪(( :‬ول تثالً إلّ طمسته‪ .))‬رواه المام مسلم‬
‫رحه ال‪.‬‬
‫وعن علي بن السي عن أبيه عن جده عن النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسههلم‪ -‬أنههه قال‪(( :‬ل تتّخذوا قههبي عيدًا))‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬فهه‬
‫((التاريخ))‪.‬‬
‫وجاء ف ((صحيح مسلم))‪ :‬عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬نى رسول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( -‬أن ي صّص القب وأن يقعد عليه وأن يبن‬
‫‪316‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫عل يه))‪ ،‬وجاء ف ((ال صحيحي))‪ :‬عن عائ شة وعبدال بن عبّاس ر ضي ال‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬لعنة ال على‬
‫اليهود والنّصهارى اتّخذوا قبور أنهبيائهم مسهاجد))‪ ،‬وفه ((صهحيح البخاري‬
‫ومسلم))‪ :‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آله و سلم‪(( :-‬قا تل ال اليهود والنّ صارى))‪ ،‬و ف (( صحيح م سلم))‪:‬‬
‫عن أب مرثد الغنو يّ قال‪ :‬قال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪:-‬‬
‫((ل تل سوا على القبور ول ت صلّوا إلي ها))‪ ،‬وقال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪(( :-‬الرض كلّها مسجد إلّ القبة والمّام))‪.‬‬
‫فههم يالفون هذه الدلة وغيهها مهن الدلة‪ ،‬ويالفون أئمهة آل البيهت‪،‬‬
‫وهنالك أدلة كثية ف هذه السألة‪ ،‬وكذلك كما ذكرت لكم هم يدعون غي‬
‫﴿وأنه السهاجد ل فل تدعوا مهع ال أحدًا‪،﴾1‬‬ ‫ّ‬ ‫ال وال عهز وجهل يقول‪:‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬له دعوة ال قّ والّذين يدعون من دونه ل يستجيبون لم بشيء إلّ‬
‫كباسهط كفّيهه إل الاء ليبلغ فاه ومها ههو ببالغهه ومها دعاء الكافريهن إلّ فه‬
‫ضلل‪.﴾2‬‬
‫قال أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬مثل من يدعو غي ال‬
‫كمثل من يبسط كفيه على البئر‪ ،‬وقال ال عز وجل‪﴿ :‬ومن أضلّ مّن يدعو‬
‫من دون ال من ل يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ‪ ‬وإذا‬

‫سورة الن‪ ،‬الية‪.18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الرعد‪ ،‬الية‪.14:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪317‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫حشر النّاس كانوا لم أعداءً وكانوا بعبادتم كافرين‪ ،﴾1‬وقال تعال ناهيًا نبيه‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪﴿ :-‬ول تدع من دون ال ما ل ينفعك ول‬
‫يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالي‪ ،﴾2‬وقال ال تعال آمرًا نبيه ‪-‬صلى ال‬
‫عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬بأن يقول للناس‪ ﴿ :‬قل ل أملك لنف سي نفعًا ول ضرّا‬
‫إلّ ما شاء ال‪ ،﴾3‬وقال‪﴿ :‬قل إنّما أدعو ربّي ول أشرك به أحدًا ‪ ‬قل إنّي ل‬
‫أملك لكم ضرّا ول رشدًا‪.﴾4‬‬
‫إذا كان هذا سيد ولد آدم ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ل ينفع ول‬
‫يضر كما هو صريح القرآن فكيف بغيه! وقال تعال‪﴿ :‬ول تدع مع ال إلًا‬
‫ءاخر ل إله إلّ هو‪ ،﴾5‬وقال تعال‪﴿ :‬قل أندعو من دون ال ما ل ينفعنا ول‬
‫يضرّنا ونردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا ال كالّذي استهوته الشّياطي ف الرض‬
‫حيان له أ صحاب يدعو نه إل الدى ائت نا قل إ نّ هدى ال هو الدى وأمر نا‬
‫لنسلم لر بّ العالي‪ .﴾6‬والدلة كثية ولسنا ف صدد التكلم عن هذه السألة‪،‬‬
‫فههم يالفون بأعمالمه وأقوالمه صهريح الكتاب والسهنة‪ ،‬ويالفون أئمهة آل‬
‫البيت رضي ال عنهم‪.‬‬
‫وما رأيت‪ :‬رأيت مسجدًا يسمى مسجد كاهي ف حي تريش ف شال‬
‫سورة الحقاف‪ ،‬الية‪.6-5:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬الية‪.106:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.188:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الن‪ ،‬الية‪.21-20:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة القصص‪ ،‬الية‪.88:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.71:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪318‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫طهران ورأيت ف هذا السجد ورقة معلقة على جدار السجد ومكتوب عليها‬
‫عن ال سن بن مهدي الع سكري قال‪ :‬إ نا ل يعزب ع نا ش يء من أخبار كم‬
‫ولسهنا ناسهي لذكركهم‪ .‬وذكهر الرجهع فه تلك الورقهة وأشار إل ((بار‬
‫النوار)) وأعطون كتابًا هدية من سدنة قب إمام زاده صال وهذا الكتاب اسه‬
‫((مفاتيح النان)) قرأت فيه توسلت مبتدعة‪ ،‬وأدعية شركية‪ ،‬وفيه إسناد علم‬
‫الغيهب للئمهة‪ ،‬وفيهه أن أئمهة الشيعهة ههم الذي سهوف ياسهبون الناس يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫فانظروا رح كم ال أي ها ال سلمون ك يف ي سندون علم الغ يب لغ ي ال‪،‬‬
‫وهذا كفهر وشرك‪ ،‬لن علم الغيهب مهن صهفات ال وحده قال ال تعال‪﴿ :‬‬
‫وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إلّ هو‪ ،﴾1‬وقال ال تعال‪﴿ :‬قل ل يعلم من ف‬
‫السهّموات والرض الغيهب إلّ ال‪ ،﴾2‬ويقول ال تعال‪﴿ :‬عال الغيهب فل‬
‫يظهر على غيبه أحدًا ‪ ‬إلّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بي يديه ومن‬
‫خلفه رصدًا‪.﴾3‬‬
‫فالنبياء والرسل يوحي ال إليهم بعض الغيبات لتكون حجة وبرهانًا على‬
‫أنّهم أنبياء‪ ،‬أما أنّهم يعلمون الغيب فل‪ ،‬قال ال تعال‪﴿ :‬يوم يمع ال الرّسل‬
‫فيقول ماذا أجب تم قالوا ل علم ل نا إنّك أ نت علم الغيوب‪ ،﴾4‬فأ سندوا علم‬

‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.59:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النمل‪ ،‬الية‪.65:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الن‪ ،‬الية‪.27-26:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.109:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪319‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الغيب ل وحده‪ .‬وقال تعال ف شأن رسوله ممد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪﴿ :-‬ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي وما مسّن السّوء إن أنا‬
‫إلّ نذ ير وبش ي لقوم يؤمنون‪ .﴾1‬والدلة كثية جدًا‪ ،‬ول سنا ف صدد التكلم‬
‫عن هذه ال سألة‪ ،‬وإن ا هذا من باب الت نبيه لتروا ما القوم عل يه من مالفات‬
‫ل صريح القرآن وال سنة‪ ،‬وللئ مة‪ ،‬ولل مة ال سلمية‪ ،‬ها هو ال نب ‪ -‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬عندما ادعى النافقون ومن وقع معهم من الصحابة مثل‬
‫مسطح أن عائشة زنت ل يعرف النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أهو‬
‫صحيح أم ل؟ حت برأها ال من فوق سبع سوات‪ ،‬ونزل فيها قرآن يتلى‪ ،‬فلو‬
‫كان يعلم الغيب كان سيعرف من أول مرة أنه كذب وزور وبتان‪.‬‬
‫وكذلك الراف ضة والشي عة ين سبون إل أ ب مو سى الشعري وعبدال بن‬
‫عمرو بن العاص ر ضي ال عنه ما أنّه ما خد عا علي بن أ ب طالب ر ضي ال‬
‫ع نه فلو كان يعلم الغ يب ك ما زعموا كان سيعلم ذلك الو قف ول كن القوم‬
‫قوم ب ت كذ بة‪ ،‬وكذلك ال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ف ب عض‬
‫الغزوات كان ير سل من ي ستطلع أخبار الشرك ي‪ ،‬فلو كان يعلم الغ يب ما‬
‫كان سيسل أحدًا‪.‬‬
‫والرافضة والشيعة إسناد علم الغيب للئمة عندهم شيء مسلّم به‪ ،‬وبوبوا‬
‫على ذلك أبوابًا‪ ،‬وذكروا بعض الغيبات الت ذكرها الئمة‪ ،‬كما هو موجود‬
‫ف بعض كتبهم منها كتاب ((سلون قبل أن تفقدون)) ومنها كتاب ((علي‬
‫والو صية)) ومن ها كتاب ((مفات يح النان)) وغ ي ذلك من كتب هم‪ ،‬وكذلك‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.188:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪320‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ذ كر ف كتاب ((مفات يح النان)) التقدم الذ كر أن أئ مة آل الب يت هم الذي‬


‫سوف يا سبون العال يوم القيا مة‪ ،‬وأن الذي ل يس بشي عي سوف يدخلو نه‬
‫النار‪ ،‬والذي هو شيعي سوف يدخلونه النة‪ ،‬وهذا الكلم موجود ف كتاب‬
‫((علي والوصية)) رقم الديث (‪ ،)103-100‬ويفسرون قول ال عز وجل‪:‬‬
‫﴿وعلى العراف رجال يعرفون كلّ بسهيماهم‪ ،﴾1‬أن علي بهن أبه طالب‬
‫سهوف يقهف على العراف ويعرف مهن ناصهره ويدخله النهة‪ ،‬ويعرف مهن‬
‫أبغضه ويدخله النار‪.‬‬
‫ويفسهرون قول ال عهز وجهل‪﴿ :‬ألقيها فه جهن ّم كلّ كفّار عنيد‪،﴾2‬‬
‫ويقولون قال رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬إذا كان يوم‬
‫القيامة قال ال تعال ل ولعلي ابن أب طالب أدخل النة من أحبكما‪ ،‬وأدخل‬
‫النار من أبغضكما)) وذلك قوله تعال‪﴿ :‬ألقيا ف جهنّم كلّ كفّار عنيد﴾‪.‬‬
‫ومعن الكفار كما فسروه هو الذي كفر نبوة النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ ،-‬والعنيد‪ :‬هو الاحد حق علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ،‬ومنها‬
‫الل فة‪ ،‬ف من ل ي قر بأن اللي فة ب عد ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله‬
‫وسلم‪ -‬هو علي رضي ال عنه فهو من أهل النار‪.‬‬
‫إذًا ال صحابة للنار‪ ،‬وال مة ال سلمية ب ا في ها الشافع ية والنف ية والالك ية‬
‫والنابلة مصيهم إل النار‪ ،‬لنّهم أقروا بأن الليفة بعد رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أبوبكر‪ ،‬بل إن علي بن أب طالب وأولده وبن هاشم‬

‫سورة العراف‪ ،‬الية‪.46:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة ق‪ ،‬الية‪.24:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪321‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫م صيهم إل النار لنّ هم أقروا بالل فة ل ب ب كر ب عد ر سول ال ‪ -‬صلى ال‬


‫عليه وعلى آله وسلم‪ .-‬وهذا على تفسي هؤلء الرافضة والشيعة‪.‬‬
‫ويقولون ف نفس الكتاب‪ :‬إن علي بن أب طالب يدخل أحباءه النة بغي‬
‫حساب‪ ،‬ويروون أحاديث ف بعض كتبهم‪ ،‬وقد جئت ببعض اللصقات من‬
‫إيران ومكتوب عليهها‪ :‬أن الرسهول ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪ -‬قال‪:‬‬
‫((حب علي حسنة ل يضر معها سيئة))‪ .‬وف حديث آخر‪(( :‬من أحب عليًا‬
‫د خل ال نة وإن ع صان‪ ،‬و من أب غض عليًا د خل النار وإن أطاع ن))‪ .‬و هو‬
‫حديث قدسي‪.‬‬
‫إذًا ل حا جة للن سان ف ال سلم‪ ،‬وله أن يز ن ويشرب ال مر‪ ،‬ويع مل‬
‫ج يع النكرات والفوا حش وي ب علي بن أ ب طالب و سوف يد خل ال نة!‬
‫نعوذ بال من الهل والزيغ والضلل‪.‬‬
‫ورأيت ف أحد الدكاكي ف شارع ناصر خسرو كتابة‪( :‬ولية علي بن‬
‫أب طالب حصن فمن دخل حصن أمن من عذاب) وكما سبق أن ذكرت أن‬
‫فه ذلك الكتاب الذي أعطونه هديهة أن حسهاب العال يوم القيامهة ومرجهع‬
‫العال يوم القيا مة إل أئ مة الشي عة‪ ،‬وأ نت يا م سلم عل يك أن ت سمع كلم ال‬
‫وأن تكهم بنفسهك على ترهات وخزعبلت الشيعهة قال ال تعال‪﴿ :‬فإنّمها‬
‫عل يك البلغ وعلي نا ال ساب‪ ،﴾1‬وك ما قال تعال‪﴿ :‬إ نّ إلي نا إياب م ‪ ‬ثّ إ نّ‬
‫علي نا ح سابم‪ ،﴾2‬وقال تعال‪ ﴿ :‬ما عل يك من ح سابم من ش يء و ما من‬

‫سورة الرعد‪ ،‬الية‪.40:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الغاشية‪ ،‬الية‪.26-25:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪322‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ح سابك علي هم من شيء‪ .﴾1‬وال نب ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬يقول‬


‫لفاطمة بنت ممد ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬يا فاطمة بنت ممّد‬
‫سلين ما شئت من مال ل أغن عنك من ال شيئًا))‪.‬‬
‫وجئت بكتب من هنالك ومنها كتاب اسه ((شرح أصول الكاف)) وفيه‬
‫أشياء لي ست من د ين ال سلم‪ ،‬وم ا ف يه أن هنالك م صحفًا ي سمى م صحف‬
‫فاط مة م ثل القرآن ثلث مرات‪ ،‬قال‪ :‬ما ف يه حرف من قرآن كم‪ ،‬وف يه أخبار‬
‫من قبلكم إل غي ذلكم ما ف هذا الكتاب من مالفات لدين السلم‪ ،‬وهو‬
‫من الراجع العتمدة عندهم‪.‬‬
‫وكذا ف تلك البلد ما رأيت امرأة قط وهي مغطية لوجهها وإنا تلبس‬
‫الرأة عباءة تغطي جسدها ويلبسن البنطلونات‪ ،‬فأين هذه الدولة السلمة ادعاءً‬
‫من قوله تعال‪﴿ :‬ياأيّ ها النّبّ قل لزوا جك وبنا تك ون ساء الؤمن ي يدن ي‬
‫عليه نّ من جلبيبهنّ‪ ،﴾2‬وقوله تعال‪﴿ :‬وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من‬
‫وراء حجاب‪ .﴾3‬إل غي ذلك من الدلة‪.‬‬
‫وكذلك رأيهت فه نار رمضان رجالً ونسهاءً بكثرة فه بعهض الشوارع‬
‫وههم طوابيه‪ ،‬فسهألت عنههم‪ .‬فقالوا‪ :‬هؤلء يدخلون السهينما‪ ،‬هذه دولة آل‬
‫بيت رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬بذا الشكل! والسينما ف‬
‫دولة الرافضة يفتحونا من الصباح‪.‬‬

‫سورة النعام‪ ،‬الية‪.52:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.59:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية‪.53:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪323‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫وما رأيته‪ :‬رأيت الرجال ل يغسلون أرجلهم عند الوضوء وإنا يسح على‬
‫ظا هر قدم يه مباشرة‪ ،‬ول يغ سل رجل يه‪ ،‬وهذا الع مل يالف الكتاب وال سنة‪،‬‬
‫ويالف عمل الصحابة ويالف علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ،‬فقد جاء ف‬
‫أب داود‪ :‬عن علي بن أب طالب يصف وضوء النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬وم ا ع مل أ نه غ سل رجل يه‪ ،‬وكذلك جاء ف البخاري وم سلم‪ :‬من‬
‫حديث عثمان ر ضي ال عنه ف صفة وضوء النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله‬
‫و سلم‪ -‬وف يه أ نه غ سل رجل يه‪ ،‬وجاء من حد يث عبدال بن ز يد ف صفة‬
‫وضوء النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬وفيه أنه غسل رجليه وهو ف‬
‫((صحيح مسلم))‪.‬‬
‫فهؤلء ك ما ذكرت ل كم ل يغ سلون أرجل هم‪ ،‬وإن ا ي سح ظا هر قدم يه‬
‫فقط‪ ،‬وينكرون السنة التواترة وهي السح على الوربي والفي‪ ،‬فبعض أهل‬
‫العلم يقول‪ :‬إن أحاديهث السهح جاءت عهن خسهي صهحابيًا فه الصهحاح‬
‫والسنن والوطآت والسانيد والعاجم‪.‬‬
‫وكذلك رأينا هم ف إيران ي صلون ويضعون ت ت جباه هم طي نة م صلحة‬
‫من طينة كربلء ولا فضل عظيم عندهم‪ ،‬وقد رووا ف فضلها أحاديث‪ ،‬وهذا‬
‫الطي يوجد ف جيع الساجد ف طهران‪ ،‬وكذلك يوجد ف الفنادق وكذلك‬
‫هنالك ف إيران عند ما ي صلون يقوم وا حد با نب المام ل ي صلي مع المام‬
‫والأمومي وإنا ينقل للناس الأمومي صلة المام‪ ،‬ويترك صلة الماعة‪.‬‬
‫ورأيهت بعضههم صهلى بعهد النتهاء مهن الماعهة وحده‪ ،‬وبعضههم فه‬
‫م ساجد أخرى خرج ول ي صل‪ ،‬كذلك رأ يت ف ب عض ال ساجد يقوم المام‬
‫‪324‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ويقوم الأمومون لعله إل جهة الشرق وجهة القبلة ويقولون‪ :‬السلم عليك يا‬
‫رسول ال‪ ،‬السلم عليك يا أمي الؤمني‪.‬‬
‫فهذه الصال الذكورة بدع ومدثات ليست من دين ال‪ ،‬والدين كامل‬
‫هّا‪ ،﴾1‬وقال تعال‪﴿ :‬اليوم أكملت لكهم‬‫قال ال تعال‪﴿ :‬ومها كان ربّك نس ي‬
‫دين كم وأتمت عليكم نعمت ورضيت ل كم السلم دينًا‪ ،﴾2‬وقال تعال‪﴿ :‬‬
‫ه إلّ الضّلل‪ .﴾3‬ويقول النهب ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله‬ ‫فماذا بعهد الق ّ‬
‫وسلم‪(( :-‬من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ))‪ ،‬ويقول ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪(( :-‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو ردّ))‪ ،‬ويقول‬
‫‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( :-‬كلّ بدعهة ضللة وكلّ ضللة فه‬
‫النّار))‪.‬‬
‫وكذلك فه إيران ليهس عندههم إل ثلث أذانات الظههر‪ ،‬والغرب‪،‬‬
‫والفجهر‪ .‬وههم فه علمههم هذا مالفون للكتاب والسهنة‪ ،‬ومالفون لميهع‬
‫ال سلمي ب ا في هم الذا هب الرب عة‪ ،‬وكذلك رأيت هم يقنتون ف الرك عة الثان ية‬
‫من كل صلة‪.‬‬
‫وما رأيته وسعته‪ :‬رأيت أناسًا كثيين وهم يقولون‪ :‬يا علي‪ ،‬يا فاطمة‪ ،‬يا‬
‫قائم الزمان أدرك ن‪ .‬ورأ يت ف ب عض الشوارع و ف ب عض الدكاك ي لوائح‬
‫وخرقًا مكتوب علي ها أدع ية شرك ية‪ .‬ودخلت فناء حوزة علم ية ك نت أر يد‬

‫سورة مري‪ ،‬الية‪.64:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.3:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬الية‪.32:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪325‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫من هم كتبًا فقابلت طالبًا وكذلك قابلت البواب فح صل أن سألن أحده ا‪:‬‬
‫أأنت سن؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬وجرى بيننا كلم فإذا بالطالب يكفر أبا بكر وعمر‬
‫وعثمان وإذا بالبواب يرفع رجله إل أعلى ث يعيدها إل الرض وهذا يعن أنه‬
‫يضع رجله على عمر كما صرح بنفسه‪.‬‬
‫فإذا كان هؤلء يدعون غيه ال ويكفرون ويسهبون صهحابة رسهول ال‬
‫‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬فماذا بقي لم من السلم؟ وال يقول‪﴿ :‬‬
‫وأ نّ الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدًا‪ ،﴾1‬ويقول‪﴿ :‬قل إنّما أدعو ربّي ول‬
‫أشرك به أحدًا ‪ ‬قل إنّي ل أملك لكم ضرّا ول رشدًا‪ ،﴾2‬ويقول‪﴿ :‬قل أفرأيتم‬
‫ما تدعون من دون ال إن أراد ن ال بضرّ هل ه نّ كاشفات ضرّه أو أراد ن‬
‫برح ة هل ه نّ م سكات رحتهه قل ح سب ال عل يه يتوكّل التوكّلون‪،﴾3‬‬
‫ويقول‪﴿ :‬ول تدع من دون ال ما ل ينف عك ول يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا‬
‫مهن الظّالي‪ .﴾4‬والدلة كثية فه هذه السهألة‪ .‬ويقول ال تعال فه شأن‬
‫صهحابة رسهول ال ‪ -‬صلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪﴿ :-‬ممّد رسهول ال‬
‫والّذ ين م عه أشدّاء على الكفّار رحاء بين هم ترا هم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلً‬
‫من ال ورضوانًا سيماهم ف وجوههم من أثر السّجود‪.﴾5‬‬
‫و قد ا ستدل المام مالك وعلماء آخرون بذه ال ية على ك فر من سب‬
‫سورة الن‪ ،‬الية‪.18:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة الن‪ ،‬الية‪.21-20:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة الزمر‪ ،‬الية‪.38:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة يونس‪ ،‬الية‪.106:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫سورة الفتح‪ ،‬الية‪.29:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪326‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫صحابة ر سول ال ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ ،-‬وقال أيضًا‪﴿ :‬كن تم‬
‫خيه أمّهة أخرجهت للنّاس تأمرون بالعروف وتنهون عهن النكهر وتؤمنون‬
‫بال‪ .﴾1‬وقال أيضًا‪﴿ :‬ل يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك‬
‫أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلّ وعد ال السن‪ ،﴾2‬وقال‬
‫ال تعال‪﴿ :‬ر ضي ال عن هم ورضوا عنه‪ ،﴾3‬وقال تعال‪﴿ :‬للفقراء الهاجر ين‬
‫الّذ ين أخرجوا من ديار هم وأموال م يبتغون فضلً من ال ورضوانًا وين صرون‬
‫ال ورسوله أولئك هم ال صّادقون‪ .﴾4‬وقال رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪(( :-‬ل تسبّوا أصحاب فلو أ نّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ‬
‫مدّ أحدهم ول نصيفه))‪ .‬والدلة كثية ف هذه السألة من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وأجعهت المهة على عدالة الصهحابة فإذا بؤلء أتباع عبدال بهن سهبأ‬
‫يطعنون فيمهن بشّروا بالنهة‪ ،‬وليهس ذلك إل انتقامًا للمجوسهية‪ .‬وماه رأيتهه‬
‫رأيت أنا سًا كثيين ف نار رمضان وهم مفطرون ف الدكاكي وف الشوارع‬
‫وف النفادق‪ ،‬وأ خبن أكثر من وا حد أن ن سبة الفطر ين ف نار رمضان من‬
‫اليراني ي ت صل إل ‪ %95‬ومن هم من قال ‪ %70‬ومن هم من قال ‪%80‬‬
‫ومنهم من قال ‪ ،%50‬هذه هي دولة الرافضة تدم ركنًا من أركان السلم‪،‬‬
‫وقد دخلت ف بعض الساجد ف رمضان فما وجدت إل ثلثة أناس أو أربعة‬
‫وكل يصلي وحده‪ ،‬وهذا ف وقت الغرب‪ .‬وأخبن الخ عبدالقادر مفضل أن‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.110:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬
‫سورة الديد‪ ،‬الية‪.10:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫سورة البينة‪ ،‬الية‪.8:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫سورة الشر‪ ،‬الية‪.8:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪327‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫بقية الساجد كذلك‪.‬‬


‫وماه شاهدتهه فه إيران شاهدت مسهاجد صهغية والصهلون قليلون على‬
‫الر غم أن سكان طهران خ سة ع شر مليونًا إل سبعة ع شر مليونًا ول نر ف‬
‫طهران مسجدًا يصلون فيه المعة‪ ،‬وإنا يصلون ف ساحة الامعة فكم عسى‬
‫أن تتسع ساحة الامعة‪ ،‬فأكثرهم ل يصلون المعة‪.‬‬
‫وكذا ما شاهدته ورأيته شاهدت اليرانيي وهم يلبسون اللبس الفرني‬
‫ويلقون لاههم‪ ،‬وهنالك اليات أي‪ :‬العلماء يلبسهون عباءات سهوداء فوق‬
‫البنطلون‪ ،‬وكذلك اليات رأيت منهم من يأخذ من ليته‪.‬‬
‫وما رأيته وسعت به هو أن صاحب الفندق الذي نزلنا عنده قال ل‪ :‬هل‬
‫تر يد أن تتم تع؟ أي تأ خذ امرأة تتم تع ب ا ون فس هذا الكلم قاله ر جل سائق‬
‫سيارة‪ ،‬وزواج التعة قد حرمه الرسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬كما‬
‫جاء ذلك عن أكثر من صحاب منهم علي بن أب طالب رضي ال عنه كما ف‬
‫((ال صحيحي)) وكذا جاء عن الرب يع بن سبة اله ن عن أب يه أن الر سول‬
‫‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬ن ى عن الت عة وقال‪(( :‬إنّ ها حرام إل يوم‬
‫القيامة))‪ ،‬وقد نقل الجاع النووي على تري نكاح التعة‪.‬‬
‫وكذلك أ خبن أ حد التعال ي ف الستشفى حيث وهو ي ن وجاء عيد‬
‫رمضان وههو فه السهتشفى فعطلت الدولة لعيهد الفطهر يومًا واحدًا وأكثهر‬
‫الوظفي ل يعطلوا لنفسهم بل واصلوا العمل وف عيد النيوز الذي هو عيد‬
‫الجوس عيهد عبدة النار الدولة الرافضيهة تعطهي عطلة رسهية أربعهة أيام‪،‬‬
‫والوظفون يعطلون لنف سهم عشرة أيام إل خ س عشرة يومًا‪ .‬ف يا م سلمون‬
‫‪328‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باذا يفسر عمل هذه الدولة عندما تعطي عطلة لعيد عبدة النار أربعة أيام‪.‬‬
‫وكذلك رأ يت كنائس الن صارى واليهود ومعا بد الجوس ول أر م سجدًا‬
‫لهل السنة ف طهران ول لهل الذاهب الربعة العروفة‪ ،‬بل قد حاول البعض‬
‫ف إقامة مسجد لهل السنة ف طهران فلم يسمح لم‪ ،‬فهذا دليل واضح على‬
‫حقدههم الدفيه على أههل السهنة‪ ،‬بهل أخهبن بعهض الناس أنهه كان هنالك‬
‫مسجد سنة للشيخ فيض ف مدينة مشهد فخربته دولة الرافضة‪.‬‬
‫وم ا رأي ته‪ :‬قابلت رجلً إيرانيًا وعنده مكت بة فقال ل‪ :‬إ نه سن وهيئ ته‬
‫ليست سنية هو حالق للحيته ولبس البنطلون ولعله يقصد بالسنة الت يدعيها‬
‫أ نه ل يس براف ضي ول شي عي‪ ،‬فأردت أن أت صل من عنده ذات مرة‪ ،‬فخاف‬
‫على نفسه وقال‪ :‬أرجوك العذرة أنا أعدّ مرمًا ف نظر الدولة لنتساب للسنة‪.‬‬
‫ومن النكت الظراف أنه كان يسكن ف الفندق الذي كنا فيه رجل إيران‬
‫ف غرفة بانبنا فعرف أننا سنيون فتحدث معنا وقال ل بصوت منخفض‪ :‬هو‬
‫سن‪ ،‬فقلت‪ :‬لاذا تفض صوتك؟ فقال‪ :‬لكي ل يعرف صاحب الفندق أنن‬
‫سن‪ ،‬ث قام فإذا به يدعو غي ال ويقول‪ :‬يا علي‪ ،‬ولعل هذه اللفظة صدرت‬
‫منه من كثرة ما يسمع ذلك‪.‬‬
‫ورأ يت رجلً أع مى يدور ف الشوارع و هو ي سأل الناس مالً و صوته ل‬
‫ينق طع و هو يقول‪ :‬يا علي‪ .‬وكذلك قابلت رجلً إيرانيًا يشت غل ف ال سفارة‬
‫اليمنيهة فحصهل بينه وبينهه كلم ومادثهة فقال أشياء وماه قال‪ :‬إن ال أمهر‬
‫الرسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬أن يبلغ أن الليفة بعده علي بن أب‬
‫‪329‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫طالب واستدل بقوله تعال‪﴿ :‬ياأيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك‪.﴾1‬‬
‫وكذلك سعت واحدًا آخر من رافضة اليمن يستدل على أن الليفة بعد‬
‫الر سول ‪ -‬صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‪ -‬هو علي بن أ ب طالب ر ضي ال‬
‫عنه بقوله تعال‪﴿ :‬ع مّ يتساءلون ‪ ‬عن النّبإ العظيم‪ .﴾2‬وقرأت هذا الستدلل‬
‫ف بعض كتبهم فالرافضة يفسرون القرآن على ما يهوون‪.‬‬
‫وقابلت امرأة ف السفارة اليمنية ف طهران وهي إيرانية فكنت أتكلم مع‬
‫بعض اليمنيي ف شأن القبور والطواف حولا ف إيران وأن هذا ليس بشروع‬
‫فقالت‪ :‬هذا ل ش يء ف يه‪ ،‬وعند كم ف ال سنة هذا موجود‪ ،‬هنالك ف العراق‬
‫عند قب عبدالقادر اليلن يعملون كذلك‪ .‬فقلت‪ :‬هذا ليس من السنة هؤلء‬
‫مالفون للسهلم ولسهنة رسهول ال ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪.-‬‬
‫وكذلك أ خبن الخ عبدالقادر مف ضل هاش ي يشت غل ف ال سفارة اليمن ية ف‬
‫طهران آن ذاك بأن اليراني ي ف بيوت م ال تبج والختلط وغ ي ذلك كم ثل‬
‫الوروبيي‪.‬‬
‫هذا ب عض ما ا ستحضرته ف هذه العجالة‪ ،‬و صلى ال و سلم على نبي نا‬
‫ممد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجعي‪.‬‬
‫كتب‬
‫أبوعبدالرحمن‪ :‬أحمد بن عبدالله بن علي‬
‫المطري‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.67:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫سورة النبأ‪ ،‬الية‪.2-1:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪330‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الخاتمة‬

‫قد عر ضت عل يك ب عض ف ت الراف ضة مع ال سلمي و ما ل أذكره أك ثر‬


‫وأكثر‪ ،‬وعرضت عليك عداء الرافضة للسلم والسلمي‪ ،‬ول يزل السلمون‬
‫من هم ف عناء إل يوم نا هذا‪ ،‬وخ صوصًا أن كثيًا من أ هل ال سنة قد ج هل‬
‫عقيدة الرافضة الزائ غة‪ ،‬وجهل عقيدة أهل السنة القوي ة‪ ،‬فأمْر هم اليوم أخطر‬
‫ل هل أ هل ال سنة بعقيدة أ هل ال سنة‪ ،‬ولعلك قد سعت بدعوة الاهل ي دعاة‬
‫التقر يب ب ي أ هل ال سنة والشي عة‪ ،‬وأظن هم لو دعوا إل التقر يب ب ي ال سلم‬
‫واليهودية والنصرانية لفعلوا‪ ،‬بل قد فعل بعضهم قاتلهم ال أن يؤفكون‪.‬‬
‫ب ا أن السلمي قد ابتلوا بالرافضة وغالب الرافضة مسلمون يشهدون أن‬
‫ل إله إل ال وأن ممدًا رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ويصلون‬
‫وقهد قال النهب ‪-‬صهلى ال عليهه وعلى آله وسهلم‪(( : -‬إنه نيهت عهن قتهل‬
‫الصلّي))‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫فالذي يظههر ل أنهه يكون موقهف أههل السهنة منههم موقهف الدافهع ل‬
‫يغزونمه‪ ،‬وإذا هجموا على أههل السهنة فيجوز لمه أن يقاتلوههم مهن باب‬
‫الدافعة‪﴿ :‬فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بثل ما اعتدى عليكم‪.﴾1‬‬
‫والرسول ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يقول‪(( :‬ومن قتل دون دينه‬
‫فهو شهيد))‪.‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الية‪.194:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪331‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫ول تظنن أن أهون من أمر هم‪ ،‬فإنّ هم آلة ل كل طا عن ف السلم ومناو‬


‫له‪ ،‬ورحم ال القحطان إذ يقول فيهم‪:‬‬
‫من كل إنس ناطق أو جان‬ ‫إن الروافض شر من وطئ الصى‬
‫ورموهههم بالظلم والعدوان‬ ‫مدحوا النههب وخوّنوا أصههحابه‬
‫جدلن عنههد ال منتقضان‬ ‫حبّوا قرابتههه وسههبّوا صههحبه‬
‫روح ي ضم جيع ها ج سدان‬ ‫فكأناهه آل النههب وصههحبه‬
‫بأبه وأمهي ذانهك الفئتان‬ ‫فئتان عقدهاهه شريعههة أحدهه‬
‫وها بدين ال قائمتان‬ ‫فئتان سالكتان ف سبل الدى‬
‫هذا وأما إمام الضللة المين فل شك عندي ف كفره لثلثة أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله‪ :‬إن لئمتنا منْزلة ل ينالا نب مرسل‪ ،‬ول ملك مقرب‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله‪ :‬إننا ناب نصوص أئمتنا كما ناب القرآن‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله‪ :‬إن النبياء والئمة ل يكملوا مهمتهم والذي يكمل مهمته هو‬
‫الهدي‪.‬‬
‫كذا قال هذا البهيث‪ ،‬وال سهبحانه وتعال يقول‪﴿ :‬اليوم أكملت لكهم‬
‫دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينًا‪.﴾1‬‬
‫وبذا ينتهي ما أردنا جعه‪ ،‬والمد ل رب العالي‪ ،‬وصلى ال على نبينا‬
‫ممد وآله وصحبه‪.‬‬

‫سورة الائدة‪ ،‬الية‪.3:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪332‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫الفهرس‬

‫القدمة‪6................................................................‬‬
‫كذب الرافضة‪8...................................................‬‬
‫كلم حسن للشاطب ف تُهمة التمسك بالدليل‪14....................‬‬
‫السبب الذي حلن على تأليف هذا الكتاب ‪16....................‬‬
‫تعريف الرافضة وبيان شيء من حاقاتم‪43................................‬‬
‫التظاهر المين ف أرض الرمي‪49......................................‬‬
‫اللفاظ الت يهتفون با‪51.........................................:‬‬
‫مقاصد التظاهر ف أرض الرمي‪58...................................‬‬
‫حرمة مكة‪75........................................................‬‬
‫الذكر ف الج‪93....................................................‬‬
‫حجة النب ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪98....................... -‬‬
‫السكينة ف الج‪106.................................................‬‬
‫سهُ‬
‫ف بُيُو تٍ َأذِ نَ الُ أَن تُرفَ عَ َويُذ َكرَ فِيهَا ا ُ‬ ‫باب قول ال عز وجل‪:‬‬
‫الية‪111............................................................‬‬
‫َيته إِل مُكَاءً‬
‫َانه صهَلتُهُم عِندَ الب ِ‬
‫وَم َا ك َ‬ ‫باب قول ال عهز وجهل‪:‬‬
‫َوتَصدَِيةً الية‪113.................................................‬‬
‫وَالّذِي نَ يُؤذُو نَ الُؤ ِمنِيَ وَالُؤمِنَا تِ بِغَيِ مَا‬ ‫باب قول ال عز و جل‪:‬‬
‫سبُوا الية‪121.................................................‬‬
‫اكتَ َ‬
‫‪333‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫باب حرمة الدينة‪123................................................‬‬


‫زنادقة تت ستار التشيع‪131............................................‬‬
‫الغية بن سعيد‪131..................................................‬‬
‫إسحاق بن ممد النخعي الحر‪135..................................‬‬
‫عباد بن يعقوب الرواجن‪139........................................‬‬
‫السبأية الت تتستر بالسلم‪142.......................................‬‬
‫علي بن الفضل الباطن القرمطي‪146..................................‬‬
‫الاكم الفاطمي‪168.................................................‬‬
‫صفة مقتله لعنه ال‪170...........................................:‬‬
‫ابن العلقمي الائن الذي كان سببًا فيسقوط اللفة العباسية‪174........‬‬
‫نصي الدين الطوسي‪176.............................................‬‬
‫سلف المين وأئمته‪180.............................................‬‬
‫فصول ف مشابة الرافضة للكفار‪196....................................‬‬
‫حول تقية الرافضة‪196...............................................‬‬
‫الرافضة ل ترضى بتحكيم كتاب ال وسنة رسول ال ‪198.......‬‬
‫الرافضة يتعمدون مالفة أهل السنة ول يتقيدون بالكتاب والسنة ‪198.‬‬
‫الرافضة يسخرون ويستهزئون بأهل الي والصلح ‪198............‬‬
‫من صفات الرافضة الذميمة الرجاف على الؤمني ‪199............‬‬
‫حديثان لما اتصال با تقدم‪200..................................:‬‬
‫فصل ف مشابة غلة الروافضاليهود والنصارى ف الغلو‪202............‬‬
‫‪334‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫إنكار علي رضي ال عنه غلو الرافضة‪204.........................:‬‬


‫مشابتهم لليهود ف عدم قول آمي ف الصلة‪205......................‬‬
‫ومن مشابتهم اليهود خذلن أئمتهم‪206..............................‬‬
‫مشابتهم اليهود والنصارى ف اتاذ القبور مساجد‪207.................‬‬
‫و من مشابت هم لليهود والن صارى قول م‪:‬ل يد خل ال نة إل من كان على‬
‫ملتهم‪209..........................................................‬‬
‫مشابتهم اليهود ف السد‪211........................................‬‬
‫مشابتهم لليهود ف شدة عداوتم لهل السلم‪213....................‬‬
‫مشابتهم الشركي ف الدفاع عن الشرك‪214..........................‬‬
‫مشابتهم اليهود ف الفتراء على ال‪216...............................‬‬
‫مشابتهم لليهود والنصارىأن أحاديثهم ليس لا أسانيد‪217.............‬‬
‫ومن مشابتهم اليهود أن اليهود رموا مري عليها السلم بالفاحشة والرافضة‬
‫رمت عائشة رضي ال عنها بالفاحشة‪218.............................‬‬
‫مشابتهم اليهود ف تأخي الفطار ف الصوم‪227.......................‬‬
‫مشابتهم اليهود ف استحلل أموال غيهم‪229........................‬‬
‫مشابتهم اليهود ف التحريف‪230.....................................‬‬
‫فصل ف فضائل الصحابة‪233............................................‬‬
‫فضل من شهد بدرًا‪244.............................................‬‬
‫فضل أهل بيعة الشجرة‪248..........................................‬‬
‫فضل الهاجرين رضي ال عنهم‪250...................................‬‬
‫‪335‬‬ ‫اللحاد الخميني‬

‫فضل النصار رضي ال عنهم‪252....................................‬‬


‫فصل ف فضائل مشتركة وخاصة بي الصحابة ‪258.......................‬‬
‫تنافسهم ف الي‪258................................................‬‬
‫صبهم على مواجهة العداء‪261.....................................‬‬
‫صبهم على الستضعاف بكة‪265...................................‬‬
‫استسلمهم لشرع ال‪268...........................................‬‬
‫صبهم على الفقر والوع والعري‪278................................‬‬
‫إيثارهم ما عند ال‪289..............................................‬‬
‫على ماذا كانوا يبايعون رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪.... -‬‬
‫‪297‬‬
‫ا ستطراد‪ :‬البي عة لمام قر شي م سلم أو لغ ي قر شي م سلم إذا تغلب ح ت‬
‫استتب له المر يب الوفاء با‪300....................................‬‬
‫تري سب الصحابة رضوان ال عليهم‪303............................‬‬
‫بعض ما نقل عن السلف ف التحذير منسب الصحابة رضي ال عنهم‪304‬‬
‫مشاهدات ف إيران‪305.................................................‬‬
‫الاتة‪330..........................................................‬‬
‫الفهرس‪332............................................................‬‬

You might also like