You are on page 1of 32

‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬

‫رسالة‬
‫ف الرد على الرافضة‬
‫تأليف المام الجدّد‬
‫ممد بن عبدالوهاب‬

‫مع ملحق‬
‫اليات الحرّفة عند الرافضة‬

‫قرأها وعلّق عليها‬


‫ممد مال ال‬

‫حقوق الطبع مفوظة‬


‫الطبعة الول ‪ 1422‬هـ‬

‫‪1‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬

‫الهداء‬

‫إل العلماء الجلء‬


‫ساحة الوالد العلمة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز‬
‫وفضيلة العلمة الشيخ ممد بن صال العثيمي‬
‫وفضيلة العلمة شيخ الحدثي الشيخ ممد ناصر الدين اللبان‬

‫راجيا من الول تبارك وتعال أن يرحهم ويزيهم عن السلم والسلمي خي الزاء وأن‬
‫يعل قبورهم روضة من رياض النة وأن يغفر لم ويشرهم مع عباده الصالي ‪0‬وأن‬
‫يعل ثواب هذا الهد التواضع ف ميزان حسناتم ‪0‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المقدمة‬
‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على خات النبياء والرسلي وعلى آله وصحبه ومن إقتفى أثره إل يوم‬
‫الدين ‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫منذ فترة جاوزت العشر سني حينما كنت ببغداد تفضل بعض الفاضل بإهدائي صورة من مطوطة " الرد على‬
‫الرافضة " للمام الجدّد الشيخ ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال وجزاه سبحانه وتعال عن السلم والسلمي‬
‫خي الزاء وذلك بغية تقيقها والتعليق عليها لتتضح الصورة أمام الخدوعي بالشيعة والتشيع فوعدته بالنظر ف‬
‫الوضوع ‪ ،‬ولكن أمام زحة الحداث وعدم توفر فرصة ملئمة لذا المر ت تأجيله إل أن يهيء الول تبارك‬
‫وتعال فرصة أخرى ‪ ،‬وبعد هذه الفترة الطويلة أل بعض الخوة بضرورة تقيق الرسالة والتعليق عليها لسيما أن‬
‫كاتبها من الئمة العلم الذين إنتفعت بدعوته الباركة مشارق الرض ومغاربا ‪ ،‬فاستخرت ال تعال وقمت‬
‫بقراءة الرسالة قراءة فاحصة متأنية فوجدت أن الاجة تستدعي ضرورة السراع بالتحقيق والتعليق ل سيما ف‬
‫ظل الدعوات التهالكة من أجل التقريب بي السلمي والرافضة ‪ ،‬وقد سلك المام رحه ال تعال ف بثه عن‬
‫الرافضة مسلك الباحث الوضوعي الذي إعتمد ف كل جزئية تناولا على مراجع الرافضة وذلك شأن النصفي ‪،‬‬
‫ول غرو ف ذلك فهو رحه ال تعال سلك مسلك أئمة السلف ف الرد على الخالفي ل سيما وأن المام قد تأثر‬
‫إل حد كبي بنهج المامي العظيمي ‪ :‬إبن تيمية وتلميذه إبن القيم رحهما ال تعال ‪ ،‬فجاءت كتابته عن‬
‫الرافضة سديدة وموثقة ‪ ،‬وقد شرعت بالتعليق على الرسالة ف الامس عشر من شهر ربيع الول عام ألف‬
‫وأربعمائة وواحد عشرين وإنتهيت منها بفضل ال تعال ف العشرين من ذي الجة من نفس العام فلله تعال‬
‫المد والنة ‪ ،‬وعملي ينحصر ف التعليق على بعض الواضع الهمة ف الرسالة أو الطالب الت أعتقد أنا باجة إل‬
‫مزيد من اليضاح ‪ ،‬وإعتمدت على النسخة الت حققها فضيلة الستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد جزاه ال‬
‫خيا على إخراج رسالة المام رحه ال تعال وقد استفدت كثيا من تعليقاته على الرسالة ‪ ،‬وربا يعترض بعض‬
‫القراء على إثقال الوامش بالتعليقات ‪ ،‬والقيقة أن ذلك مرده ضرورة البيان والتفصيل ل الباهاة وتسويد‬
‫الصفحات وال تعال أعلم بالنيات ‪ 0‬ولتمام الفائدة ألقت بذه الرسالة ملحقا ذكرت فيه اليات الحرّفة عند‬
‫الرافضة من واقع مراجعهم لئل يتبجح أحد أن المام ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال افترى على الرافضة‬
‫بدعوى تريف القرآن ‪ ،‬وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي ‪0‬‬

‫أبو عبدالرحن ‪ /‬ممد مال ال‬


‫‪22/12/1421‬هـ‬

‫‪3‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬

‫لحات من حياة المام ممد بن عبدالوهاب‬


‫ودعوته الباركة‬
‫الدعوة السلفية رائدة الركات السلمية الت ظهرت ابان عهود التخلف والمود الفكري ف العال‬
‫السلمي تدعو إل العودة بالعقيدة السلمية إل أصولا الصافية وتلح على تنقية مفهوم التوحيد ما‬
‫علق به من أنواع الشرك ‪0‬‬
‫ومن أئمة الدعوة السلفية المام الجدّد الشيخ ممد بن عبدالوهاب (‪1206 -1115‬هـ ) ولد‬
‫ببلدة العيينة القريبة من الرياض ‪ ،‬وتلقى علومه على والده دارسا شيئا من الفقه النبلي والتفسي‬
‫والديث حافظا للقرآن الكري وعمره عشر سني ‪0‬‬
‫ذهب إل مكة حاجا ث سار إل الدينة النورة ليتزود بالعلم الشرعي وفيها التقى بشيخه ممد حياة‬
‫السندي ( ت ‪1165‬هـ ) صاحب الاشية على صحيح البخاري وكان تأثره به عظيما ‪0‬‬
‫عاد إل العيينة ث توجه إل العراق عام ‪1136‬هـ ليزور البصرة وبغداد والوصل ‪ ،‬وف كل مدينة‬
‫منها كان يتلقى بالشايخ والعلماء ويأخذ عنهم ‪0‬‬
‫غادر البصرة إل الحساء ث إل حريلء حيث إنتقل اليها والده الذي يعمل قاضيا وفيها بدأ ينشر‬
‫الدعوة إل التوحيد جاهرا با وذلك سنة ‪ 1143‬هـ ‪ ،‬لكنه ما لبث أن غادرها بسبب تآمر نفر من‬
‫أهلها عليه لقتله ‪0‬‬
‫توجه إل العيينة وعرض دعوته على أميها " عثمان بن معمر " الذي قام معه بدم القبور والقباب‬
‫وأعانه على رجم امرأة زانية جاءته معترفة بذلك ‪0‬‬
‫توجه إل الدرعية مقر إمارة آل سعود ونزل ضيفا على ممد بن سويلم العرين عام ‪1158‬هـ‬
‫حيث أقبل عليه التلميذ وأكرموه ‪0‬‬
‫المي ممد بن سعود الذي حكم الفترة ‪ 1179 - 1139‬هـ علم بقدم الشيخ فجاءه مرحبا به‬
‫وعاهده على حايته وتأييده ‪0‬‬
‫مضى المي والشيخ ف نشر الدعوة ف ربوع ند ‪ ،‬ولا توف المي خلفه إبنه عبدالعزيز بن ممد‬
‫ليتابع مناصرة الدعوة مع الشيخ الذي توفاه ال بالدرعية ودفن فيها ‪0‬‬
‫ويكننا تلخيص السمات الفكرية والعقائدية لذه الدعوة البارة بالت ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫كان الشيخ الؤسس حنبلي الذهب ف دراسته لكنه ل يكن يلتزم ذلك ف فتواه إذا ترجّح لديه‬
‫الدليل فيما يالفه ‪ ،‬وعليه فإن الدعوة السلفية إتسمت بأنا ل مذهبية ف أصولا حنبلية ف فروعها‬
‫‪0‬‬
‫دعت إل فتح الجتهاد بعد أن ظل مغلقا منذ سقوط بغداد ‪656‬هـ ‪0‬‬
‫أكدت على ضرورة الرجوع إل الكتاب والسنة وعدم قبول أي أمر ف العقيدة ما ل يستند إل دليل‬
‫مباشر ‪0‬‬
‫إعتمدت منهج أهل السنة والماعة ف فهم الدليل والبناء عليه ‪0‬‬
‫دعت إل تنقية مفهوم التوحيد مطالبة السلمي بالرجوع به إل ما كان عليه السلمون ف الصدر‬
‫الول للسلم ‪0‬‬
‫لقد عملت هذه الدعوةعلى إيقاظ المة السلمية فكريا بعد أن رانت عليها سجف من التخلف‬
‫والمول والتقليد العمى ‪0‬‬
‫العناية بتعليم العامة وتفتيح أذهان الثقفي منهم ولفت أنظارهم إل البحث والدليل ودعوتم إل‬
‫التنقيب ف بطون أمهات الكتب والراجع قبل قبول أية فكرة فضلً عن تطبيقها ‪0‬‬
‫للشيخ مصنفات كثية أهها ( كتب التوحيد فيما يب من حق ال على العبيد ) ( كتاب اليان ) (‬
‫كشف الشبهات ) آداب الشي إل الصلة ) وقد أحسن القائمون على جامعة المام ممد بن سعود‬
‫السلمية بالرياض حينما أهدوا إل السلمي عامة " مموعة مؤلفات المام بن عبدالوهاب " ونتمن‬
‫على القائمي على الامعة بأن يعيدوا طباعة مموعة مؤلفات المام مع الهتمام بالتحقيق اللئق‬
‫بتلك السفار العظيمة ‪0‬‬
‫لقد ترسم الشيح رحه ال تعال ف دعوته أعلما ثلثة است طريقتهم وهم المام أحد وإبن تيمية‬
‫وإبن قيم الوزية رحهم ال تعال وغفر لم ‪ ،‬وكانت دعوته صدى لفكارهم وترجة لهدافهم ف‬
‫واقع عملي ‪0‬‬
‫رحم ال المام ممد بن عبدالوهاب وجزاه ال تعال عن السلم والسلمي خي الزاء وأن يوفق‬
‫علمائنا العاصرين بالعمل على نشر دعوته الباركة لينتفع با السلمون ف مشارق الرض ومغاربا ‪0‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫‪5‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫المد ل الذي جعلنا من أهل السنة والصلة والسلم على عبده الذي اكمل علينا به النة وعلى آله‬
‫وأصحابه الذين حبهم وإتباع آثارهم أقوى جنّة ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فهذا متصر مفيد للشيخ ممد بن عبد الوهاب تغمده ال بالرحة والرضوان ف بعض الرافضة الذين‬
‫رفضوا سنة حبيب الرحن ‪ ،‬واتبعوا ف غالب أمورهم خطوات الشيطان فضلوا وأضلوا عن كثي من‬
‫موجبات اليان بال وسعوا ف البلد بالفساد والطغيان يتولون أهل النيان ويعادون أصحاب النان‬
‫‪ ،‬نسأل ال العفو عن الفتتان من قبائحهم ‪.‬‬

‫مطلب الوصية باللفة‬

‫إن مفيدهم قال ف كتابه روضة الواعظي ‪ " :‬إن ال أنزل جبيل على النب صلى ال عليه وسلم بعد‬
‫توجهه إل الدينة ف الطريق ف حجة الوداع فقال ‪ :‬يا ممد إن ال تعال يقرئك السلم ويقول لك ‪:‬‬
‫إنصب عليا للمامة ونبّه أمتك على خلفته ‪ 0‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا أخي جبيل إن‬
‫ال بغّض أصحاب لعلي ‪ ،‬إن أخاف منهم أن يتمعوا على إضراري فاستعف ل رب ‪0‬فصعد جبيل‬
‫وعرض جوابه على ال تعال ‪ 0‬فأنزله ال تعال مرة أخرى ‪ 0‬وقال النب صلى ال عليه وسلم مثلما‬
‫قال أولً‪ 0‬فاستعفى النب صلى ال عليه وسلم كما ف الرة الول ‪ 0‬ث صعد جبيل فكرّر جواب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأمره ال تكرير نزوله معاتبا له مشدّدا عليه بقوله ‪ ) :‬يا أيها الرسول‬
‫بلّغ ما أُنزل اليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته ( فجمع أصحابه وقال ‪ :‬يا أيها الناس إن‬
‫عليا أمي الؤمني وخليفة رب العالي ‪ ،‬ليس لحد أن يكون خليفة بعدي سواه ‪ ،‬من كنت موله‬
‫فعلي موله ‪ ،‬اللهم وال من واله وعاد من عاداه ‪ 0‬انتهى ‪0‬‬
‫فانظر أيها الؤمن إل حديث هؤلء الكذبة الذي يدل على إختلقه ركاكة ألفاظه وبطلن أغراضه‬
‫ول يصح منه إل من كنت موله ‪ ،‬ومن إعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ‪ ،‬إذ فيه إتام العصوم‬
‫قطعا من الخالفة بعدم إمتثال أمر ربه إبتداءا وهو نقص ‪ ،‬ونقص النبياء عليهم الصلة والسلم‬
‫كفر () ‪ ،‬وأن ال تعال اختار لصحبته من يبغض أج ّل أهل بيته ‪ ،‬وف ذلك ازدراء بالنب صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫ومالفة لا مدح ال به رسوله وأصحابه من أجل الدح‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬ممد رسول ال والذين معه‬
‫ل من ال ورضوانا سيماهم ف‬
‫أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فض ً‬

‫‪6‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف النيل كزرع أخرج شطأه فآزره‬
‫فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار ‪ ،‬وعد ال الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) وإعتقاد ما يالف كتاب ال والديث التواتر كفر ‪ ،‬وأنه‬
‫صلى ال عليه وسلم خاف إضرار الناس وقد قال ال تعال ‪ ( :‬وال يعصمك من الناس ) قبل ذلك‬
‫كما هو معلوم بديهة وإعتقد عدم توكله على ربه فيما وعده نقص ‪ ،‬ونقصه كفر وإن فيه كذبا على‬
‫ال تعال ) ومن أظلم من إفترى على ال كذبا( وكذبا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن‬
‫إستحل ذلك فقد كفر ‪ ،‬ومن يستحل ذلك فقد نفسق‪ ،‬وليس ف قوله ‪ :‬من كنت موله ‪ ،‬أن النص‬
‫على خلفته متصله ‪ ،‬ولو كان نصا لدّعاها علي رضي ال عنه لنه أعلم بالراد‪ ،‬ودعوى إدّعائها‬
‫باطل ضرورة ‪ ،‬ودعوى علمه يكون نصا على خلفته وترك إدعائها تقية أبطل من أن يبطل ‪0‬‬
‫وما أقبح ملة قوم يرمون إمامهم بالُب والور والضعف ف الدين مع أنه أشجع الناس وأقواهم ‪0‬‬

‫مطلب إنكار خلفة اللفاء‬

‫ومنها إنكارهم صحة خلفة الصدّيق رضي ال عنه ‪،‬وإنكارها يستل تفسيق من بايعه واعتقد خلفته‬
‫حقا ‪ ،‬وقد بايعه الصحابة رضي ال عنهم حت أهل البيت كعلي رضي ال عنه ‪ ،‬وقد اعتقدها حقا‬
‫جهور المة ‪ ،‬واعتقاد تفسيقهم يالف قوله تعال ‪ ( :‬كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) إذ أي خي ف‬
‫أمة يالف أصحاب نبيها إياه ويظلمون أهل بيته بغصب أجلّ الناصب ويؤذونه بإيذائهم ويعتقد‬
‫جهورها الباطل حقا ( سبحانك هذا بتان عظيم )‪ 0‬ومن إعتقد ما يالف كتاب ال فقد كفر ‪،‬‬
‫والحاديث ف صحة خلفة الصدّيق وإجاع الصحابة وجهور المة على الق أكثر من أن تُحصر ‪،‬‬
‫ومن نسب جهور أصحابه صلى ال عليه وسلم إل الفسق والظلم ‪ ،‬وجعل إجتماعهم على الباطل‬
‫فقد إزدرى بالنب صلى ال عليه وسلم وإزدراؤه كفره ‪ ،‬ما أضيع صنيع قوم يعتقدون ف جهور النب‬
‫صلى ال عليه وسلم الفسق والعصيان والطغيان ‪ ،‬مع أن بديهة العقل تدل على أن ال تعال ل يتار‬
‫لصحبة صفيّه ونصرة دينه إل الصفياء من خلقه ‪ ،‬والنقل التواتر يؤيد ذلك ‪ -‬فلو كان ف هؤلء‬
‫القوم خي لا تكلموا ف صحب النب صلى ال عليه وسلم وأنصار دينه إل بي ‪ ،‬لكن ال أشقاهم‬

‫‪7‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫فخذلم بالتكلم ف أنصار الدين كل ميسر لا خلق له ‪0‬عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬دخلنا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا ‪ :‬يا رسول ال استخلف علينا ‪ 0‬قال ‪ :‬إن يعلم ال فيكم خيا‬
‫يول عليكم خيكم ‪ 0‬فقال علي رضي ال عنه ‪ :‬فعلم ال فينا خيا فولّى علينا خينا أبا بكر رضي‬
‫ال عنه ‪ 0‬رواه الدار قطن ‪0‬‬
‫وهذا أقوى حجة على من يدّعي موالة علي رضي ال عنه‪ ،‬وعن جُبي بن مطعم قال ‪ " :‬أتت امرأة‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فأمرها أن ترجع اليه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن جئت ول أجدك ‪ -‬كأنا تقول‬
‫الوت ‪ ، -‬قال ‪ :‬إن ل تدين فأت أبا بكر" رواه البخاري ومسلم ‪0‬‬
‫وعن إبن عباس رضي ال عنه قال ‪ :‬جاءت إمرأة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم تسأله شيئا ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬تعودين ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال إن عدت فلم أجدك ‪ -‬تعرض بالوت ‪ ، -‬فقال ‪ :‬إن جئت‬
‫فلم تدين فأت أبا بكر فإنه الليفة بعدي " رواه إبن عساكر ‪0‬‬
‫وعن إبن عمر رضي ال عنهما قال ‪ ":‬سعت رسول ال يقول ‪ :‬يكون خلفي إثنا عشر خليفة ‪ ،‬أبو‬
‫بكر ل يلبث إل قليل " رواه البغوي بسند حسن ‪0‬‬
‫وعن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إقتدوا بالذين بعدي أب بكر‬
‫وعمر رضي ال عنهما " رواه أحد والترمذي وحسنه ابن ماجة والاكم وصححه ورواه الطبان‬
‫عن أب الدرداء والاكم عن ابن مسعود ‪0‬‬

‫وعن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ل أدري بقائي فيكم ‪،‬‬
‫فاقتدوا بالذين بعدي أب بكر وعمر رضي ال عنهما ‪ ،‬وتسكوا بدي عمار وما حدثكم إبن مسعود‬
‫فصدقوه " رواه أحد وغيه ‪0‬‬

‫وعن أنس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إقتدوا باللذين من بعدي أب بكر وعمر‬
‫رضي ال عنهما وإهتدوا بدي عمار وتسكوا بعهد إبن مسعود " رواه إبن عدي ‪0‬وعنه‪ :‬بعثن بنو‬
‫الصطلق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أسأله إل من ندفع صدقاتنا بعدك ‪ 0‬فقال ‪ :‬إل أب‬
‫بكر ‪ 0‬رواه الاكم وصححه ‪ 0‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف مرضه الذي مات فيه ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابا فإن أخاف أن يتمن متمن‬
‫ويقول قائل ‪ :‬أنا أول ‪ ،‬ويأب ال إل أبابكر ‪ 0‬رواه مسلم وأحد ‪ 0‬وهذا الديث يُخرج من يأب‬

‫‪8‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫خلفة الصديق عن الؤمني ‪ 0‬عن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ":‬سألت ال أن يقدمك ثلثا فأب ال إل تقدي أب بكر " وف رواية زيادة " ولكن خات النبياء‬
‫وأنت خات اللفاء" رواه الدار قطن والطيب وإبن عساكر ‪ 0‬وعن سفينة قال ‪ :‬لا بن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم السجد وضع ف البناء حجرا وقال لب بكر ‪ :‬ضع حجرك إل جنب حجري‬
‫‪ 0‬ث قال لعمر ‪ :‬ضع حجرك إل جنب حجر أب بكر ‪ 0‬ث قال ‪ :‬هؤلء اللفاء بعدي " رواه إبن‬
‫حبان ‪ ،‬قال أبو زرعة ‪ :‬إسناده قوي ل بأس به ‪ ،‬والاكم وصححه والبيهقي ‪0‬‬
‫روي ف تفسي قوله تعال ( وإذ أس ّر النب إل بعض أزواجه ) الخبار بلفة أب بكر وعمر رضي ال‬
‫عنهما قيل يشي إل خلفة الصديق رضي ال عنه قوله تعال ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو‬
‫كافر فأولئك حبطت أعمالم ف الدنيا والخرة وأولئك هم أصحاب النار هم فيها خالدون ) لنه‬
‫هو الذي جاهد أهل الردة ‪ 0‬قوله تعال ( قل للمخلفي من العراب ستدعون إل قوم أُول بأس‬
‫شديد تقاتلونم أو يسلمون ) الية ‪ ،‬لنه هو الذي باشر قتال بن حنيفة الذين كانوا من أشد الناس‬
‫حي إرتدوا ‪ ،‬وقوله تعال ( وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض‬
‫كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم ) وقد مكن السلم بأب بكر‬
‫وعمر فكانا خليفتي حقي لوجود صدق وعد ال وما صح من قوله صلى ال عليه وسلم " اللفة‬
‫بعدي ثلثون " وف بعض الروايات " خلفة رحة" ‪ ،‬وف بعضها " خلفة النبوة " وما صح من أمره‬
‫صلى ال عليه وسلم أبا بكر ف مرض موته بإمامة الناس وهذا التقدي من أقوى إمارات حقيقة خلفة‬
‫الصديق وبه إستدل أجلء الصحابة كعمر وأب عبيدة وعلي رضي ال عنهم أجعي ‪ ،‬فهذه وما‬
‫شاكلها تسوّد وجوه الرافضة والفسقة النكرين خلفة الصديق رضي ال عنه ‪0‬‬

‫مطلب دعواهم إرتداد الصحابة رضي ال عنهم‬

‫منها أنه روى الكشي منهم وهو عندهم أعرفهم بال الرجال وأوثقهم ف رجاله وغيه عن المام‬
‫جعفر الصادق رضي ال عنه وحاشاه من ذلك أنه قال ‪ " :‬لا مات النب صلى ال عليه وسلم ارتد‬
‫الصحابة كلهم إل أربعة ‪ :‬القداد و حذيفة وسلمان وأبو ذر رضي ال عنهم ‪ 0‬فقيل له ‪ :‬كيف حال‬
‫عمار بن ياسر ؟‪ 0‬قال ‪ :‬حاص حيصة ث رجع " هذا العموم الؤكد يقتضي إرتداد علي وأهل البيت‬

‫‪9‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫‪ ،‬وهم ل يقولون بذلك ‪ ،‬وهذا هدم لساس الدين لن أساسه القرآن والديث ‪ ،‬فإذا فرض إرتداد‬
‫من أخذ من النب صلى ال عليه وسلم إل النفر الذين ل يبلغ خبهم التواتر وقع الشك ف القرآن‬
‫والحاديث ‪ ،‬نعوذ بال من إعتقاد يُوجب هدم الدين ‪ 0‬وقد إتذ اللحدة كلم هؤلء الرافضة‬
‫حجة لم فقالوا ‪ :‬كيف يقول ال تعال ( كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) وقد ارتدوا بعد وفاة نبيهم‬
‫إل نو خسة أو ستة أنفس منهم لمتناعهم من تقدي أب بكر على علي وهو الوصى به ‪0‬‬
‫فانظر إل كلم هذا اللحد تده من كلم الرافضة ‪ ،‬فهؤلء أشد ضررا على الدين من اليهود‬
‫والنصارى ‪ ،‬وف هذه الفوة الفساد من وجوه‪ :‬فإنا تُوجب إبطال الدين والشك فيه ‪ ،‬وتوّز كتمان‬
‫ما عُورض به القرآن ‪ ،‬وتوّز تغيي القرآن ‪ ،‬وتالف قوله تعال ( رضي ال عن الؤمني ) وقوله تعال‬
‫( رضي ال عنهم ورضوا عنه ) وقوله ف من آمن قبل الفتح وبعده ( وكلً وعد ال السن ) وقوله‬
‫ف حق الهاجرين والنصار ( أولئك هم الصادقون ) ‪ ( ،‬وأولئك هم الفلحون ) وقوله ( وكذلك‬
‫جعلناكم أمة وسطا لتكونا شهداء على الناس ) وقوله ( كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) وغي ذلك‬
‫من اليات والحاديث الناصة على أفضلية الصحابة وإستقامتهم على الدين ‪ ،‬ومن إعتقد ما يالف‬
‫كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فقد كفر ‪ ،‬ما أشنع مذهب قوم يعتقدون إرتداد من‬
‫إختاره ال لصحبة رسوله ونصرة دينه ‪0‬‬

‫مطلب دعواهم نقص القرآن‬

‫ومنها ما ذكروه ف كتبهم الديثية والكلمية أن عثمان رضي ال عنه نقص من القرآن ‪ ،‬فإنه كان‬
‫ف سورة " أل نشرح " بعد قوله تعال ( ورفعنا لك ذكرك ) وعليا صهرك ‪ ،‬فأسقطها بسد إشتراك‬
‫الصهرية‪ ،‬قالوا وكانت سورة الحزاب مقدار سورة النعام ‪ ،‬فأسقط عثمان منها ما كان ف فضل‬
‫القرب ‪ 0‬قيل أظهروا ف هذه الزمنة سورتي يزعمون أنما من القرآن الذي أخفاه عثمان كل سورة‬
‫مقدار جزء وألقوها بآخر الصحف ‪ ،‬سوا إحداها سورة النورين وأخرى سورة الولء ‪0‬‬
‫يلزم من هذا تكفي الصحابة حت علي حيث رضوا بذلك فهي كالت قبلها ف الفاسد وتكذيب قوله‬
‫تعال ‪ ( :‬ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ) وقوله ( إنا نن نزلنا‬
‫الذكر وإنا له لافظون ) ومن اعتقد عدم صحة حفظه من السقاط واعتقد ما ليس منه فقد كفر ‪،‬‬
‫ويلزم من هذا رفع الوثوق بالقرآن كله ‪ ،‬وهو يؤدي إل هدم الدين ‪ ،‬ويلزمهم عدم الستدلل به‬

‫‪10‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫والتعبد بتلوته إحتمال التبدّل ‪ ،‬ما أخبث قول قوم يدهم دينهم ‪ ،‬روى البخارى أنه قال إبن عباس‬
‫وممد بن النفية ‪" :‬ما ترك رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ما بي الدفتي " ‪0‬‬

‫مطلب السب‬

‫ومنها إيابم سب الصحابة لسيما اللفاء الثلثة نعوذ بال ‪ ،‬رووا ف كتبهم العتبة عندهم عن‬
‫رجل من أتباع هشام الحول أنه قال ‪ :‬كنت يوما عند أب عبد ال جعفر بن ممد فجاءه رجل‬
‫خياط من شيعته وبيده قميصان ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ابن رسول ال خطت أحدها وبكل غرزة إبرة وحدت‬
‫ال الكب وبكل غرزة لعن البعد أب بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬ث نذرت لك ما أحببته‬
‫لكمنهما فما تبه خذه وما ل تبه رده ‪ 0‬فقال الصادق ‪:‬أحب ما ت بلعن أب بكر وعمر واردد اليك‬
‫الذي خيط بذكر ال الكب ‪0‬‬
‫فانظر إل هؤلء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إل أهل البيت من القبائح حاشاهم ‪ ،‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) فإذا ل يكن أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وسطا فمن يكون غيهم ؟ ‪0‬‬
‫وقال تعال ‪ ( :‬كنتم خي أمة أخرجت للناس ) فإذا ل يكن أصحابه من خيهم فمن يكون سواهم ؟‬
‫‪ 0‬وقال ‪ ( :‬والسابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم‬
‫ورضوا عنه وأع ّد لم جنات تري من تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) ‪ 0‬ومن‬
‫سب من رضي ال عنه فقد حارب ال ورسوله ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬لقد رضي ال عن الؤمني إذ يبايعونك‬
‫تت الشجرة ) وكيف يسب من رضي عنه موله واصطفاه ‪ ،‬وقال تعال ‪ ( :‬ممد رسول ال‬
‫ل من ال ورضوانا‬
‫والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فض ً‬
‫سيماهم ف وجوههم من أثر السجود ) كيف يوز سب من يدحه ربه ‪0‬وقال تعال ‪ ( :‬ل يستوي‬
‫منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلً وعد‬
‫ال السن ) ومن وعده سيده النة كيف يسب ؟‪ 0‬وقال تعال ‪ ( :‬للفقراء الذين أُخرجوا من‬
‫ل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم الصادقون ) وقال‬
‫ديارهم وأموالم يبتغون فض ً‬
‫ف النصار ‪ ( :‬فأولئك هم الفلحون ) ‪ 0‬والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي ال عنهم فمن‬
‫سبهم فقد‬

‫‪11‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬

‫خالف ما أمر ال من إكرامهم ومن إعتقد السوء فيهم كلهم أو جهورهم فقد كذّب ال تعال فيما‬
‫أخب من كمالم وفضائلهم ومكذّبه كافر ‪ 0‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬النجوم أمنة‬
‫السماء ‪ ،‬فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد ‪ ،‬وأنا أمنة لصحاب ‪ ،‬فإذا ذهبت أتى أصحاب ما‬
‫يوعدون ‪ ،‬وأصحاب أمنة لمت ‪ ،‬فإذا ذهب أصحاب أتى أمت ما يُوعدون " رواه مسلم ‪0‬‬
‫وقد صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬خي أمت قرن ث الثان ث الثالث ‪ ،‬وخي أمت أولا‬
‫وآخرها وف وسطها الكدر" رواه الاكم والترمذي ‪ ،‬وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أن ال‬
‫يفتح على الناس ببكة الصحابة ‪ ،‬وعن أب سعيد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " ل تسبوا‬
‫أصحاب فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم أو نصيفه " رواه‬
‫مسلم وغيه ‪0‬وعن عمر رضي ال عنه يقول ‪ " :‬ل تنسبوا أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫فلمقام أحدهم ساعة خي من عمل أحدكم عمره " رواه ابن ماجة ‪0‬وقد صح عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬لعل ال اطلّع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم النة أوقد‬
‫غفرت لكم " ‪0‬وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل يدخل النار من حضر الديبية إن‬
‫شاء ال "‪ ،‬وقد روي بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غي واحد وهو ثقة قال ‪ " :‬ل تسبوا‬
‫أصحاب لعن ال من سب أصحاب " ‪ ،‬وقد روي بأسانيد بعضها حسن عن ابن عباس قال ‪ :‬كنت‬
‫عند النب صلى ال عليه وسلم وعنده علي رضي ال عنه " يا علي سيكون ف أمت قوم ينتحلون‬
‫حب أهل البيت لم نبز يسمون الرافضة قاتلوهم فإنم مشركون " وقد تواتر عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة رضي ال عنهم خصوصا اللفاء الراشدين ‪ ،‬فإن ما ذكر ف‬
‫مدح كل واحد مشهور بل متواتر لن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مموع‬
‫أخبارهم العلم اليقين بكمال الصحابة وفضل اللفاء ‪0‬‬
‫فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت ف فضلهم والحاديث التواترة بجموعها ناصّة على كمالم‬
‫فمن اعتقد فسقهم أو فسق مموعهم وإرتدادهم وإرتداد وعظمهم عن الدين أو اعتقد سبهم‬
‫وإباحته أو سبهم مع إعتقاد حقية سبهم أو حلّيته فقد كفر بال تعال ورسوله فيما أخب من فضائلهم‬
‫وكمالتم الستلزمة لباءتم عما يوجب الفسق والرتداد وحقية السب وإباحته ومن كذبما فيما‬
‫ثبت قطعا صدوره فقد كفر ‪ ،‬والهل بالتواتر القاطع ليس بعذر وتأويله وصرفه من غي دليل معتب‬
‫ل لفرضيتها فإنه بذا الهل يصي كافرا وكذا لو‬
‫غي مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات المس جه ً‬

‫‪12‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬

‫أوّلا على غي العن الذي نعرفه فقد كفر لن العلم الاصل من نصوص القرآن والحاديث الدالة‬
‫ص بعضهم بالسب فإن كان من تواتر النقل ف فضله وكماله كاللفاء‬
‫على فضهلم قطعي ‪ ،‬ومن خ ّ‬
‫فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ومكذبه كافر ‪ ،‬وإن سبّه من غي إعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسّق لن سباب السلم فسوق ‪،‬‬
‫وقد حكم بعض فيمن سب الشيخي بالكفر مطلقا وال أعلم ‪ ،‬وإن كان من ل يتواتر النقل ف فضله‬
‫وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إل أن يسبه من حيث صحبته لرسول ال صلى ال عليه وسلم فإن‬
‫ذلك كفر ‪ ،‬وغالب هؤلء الرافضة الذين يسبون الصحابة ل سيما اللفاء يعتقدون حقية سبهم أو‬
‫إباحته بل وجوبه لنم يتقربون بذلك إل ال تعال حيث يرون ذلك من أج ّل أمور دينهم كما نقل‬
‫عنهم () ما أضل عقول قوم يتقربون إل ال تعال با يوجب لم خسران الدين وال الافظ ‪0‬‬
‫هذا وإن ل أعتقد كفر من كان عند ال مسلما ول إسلم من كان عنده كافرا بل أعتقد من كان‬
‫عنده كافرا كافرا ‪ ،‬وما صح عن العلماء من أنه ل يكفر أهل القبلة فمحمول على من ل يكن بدعته‬
‫مكفرة لنم اتفقت كلمتهم على تكفي من كانت بدعته مكفرة ‪ ،‬ول شك أن تكذيب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعا كفر ‪ ،‬والهل ف مثل ذلك ليس بعذر وال أعلم ‪0‬‬

‫مطلب التقية‬

‫ومنها إيابم التقية ‪ ،‬ورووا عن الصادق رضي ال عنه ‪ " :‬التقية دين ودين آبائي" حاشاه من ذلك‬
‫‪ 0‬وفسّر بعضهم قوله تعال ‪ ( :‬إن أكرمكم عند ال أتقاكم ) أكثركم تقية وأشدكم خوفا من الناس‬
‫وقد قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من فسّر القرآن برأيه فقد كفر " ونقل علماؤهم عن أحد ثقاتم‬
‫أنه قال ‪ " :‬إن جعفر الصادق رضي ال عنه نام ليلة عندنا ف خلوته الاصة ‪ ،‬ول يكن عنده إل من‬
‫ل رجليه وصلّى ساجدا على اللبد عاقدا‬
‫نشك ف تشيعه ‪ ،‬فقام للتهجد فتوضأ ماسحا أُذنيه غاس ً‬
‫ل ألقى بنفسه يقبلهما ويبكي‬
‫يديه ‪ ،‬فكنا نقول لعل الق ذلك ‪ ،‬حت سعنا صيحة ‪ ،‬فرأينا رج ً‬
‫ويعتذر ‪ ،‬فسئل عن حاله فقال ‪ :‬كان الليفة وأركان دولته يشكّون فيك وأنا كنت من جلتهم‬
‫فتهدت بالفحص عن مذهبك وقد انتهزت الفرصة مدة مديدة حت ظفرت هذه الليلة بأن دخلت‬

‫‪13‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫الدار واختفيت ول يطلع علّي أحد ‪ ،‬فالمد الذي أذهب ذلك عن وحسُن إعتقادي يا إبن بنت‬
‫رسول‬

‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ول يبقن على سوء ظن ‪ ،‬قال الشيخ ‪ :‬فعلمنا أن ال ل يُخفي عن‬
‫العصوم شيئا وعلمنا أن هذه كانت تقية منه ‪ 00‬انتهى ‪0‬‬
‫والفهوم من كلمهم أن معن التقية عندهم كتمان الق أو ترك اللزم أو إرتكاب النهي خوفا من‬
‫الناس ‪ ،‬وال أعلم ‪0‬فانظر إل جهل هؤلء الكذبة ‪ ،‬وبنوا على هذه التقية الشئومة كتم علي نص‬
‫خلفته ومبايعة اللفاء الثلثة وعدم تليص حق فاطمة رضي ال عنها من إرثها على زعمهم وعدم‬
‫التعرّض لعمر حي إغتصب بنته من فاطمة وغي ذلك ‪ ،‬قالوا فعل ذلك تقية قبحهم ال ‪ ،‬وقد‬
‫وردت نصوص كثية عن علي وأهل بيته دالة على براءتم عنها وإنا إفتراها عليهم الرافضة لترويج‬
‫مذهبهم الباطل ‪ ،‬وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالم لحتمال أنم قالوها أو‬
‫فعلوها تقية ‪ ،‬وإن أرادوا بقوله " ودين آبائي " النب صلى ال عليه وسلم ومن بعده ‪ ،‬فقد جوّزوا‬
‫عليه عدم تبليغ ما أمره ال تبليغه خوفا من الناس ‪ ،‬ومالفة أمر ال ف أقواله وأفعاله خوفا منهم‬
‫ويلزم من هذا عدم الوثوق بنبوته ‪ ،‬حاشاه عن ذلك ‪ ،‬ومن جوّز عليه ذلك فقد نقصه ‪ ،‬ونقص‬
‫النبياء كفر ‪ ،‬ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم البئي من ذلك ‪0‬‬

‫مطلب سبهم عائشة رضي ال عنها البأة‬

‫ومنها نسبتهم الصديقة الطيبة البأة عما يقولون إل الفاحشة وقد شاع ف هذه الزمنة بينهم ذلك‬
‫كما نقل عنهم ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم ل تسبوه شرا لكم بل هو خي‬
‫لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الث والذي تول كبه منهم له عذاب أليم لول إذ سعتموه ظن‬
‫الؤمنون والؤمنات بأنفسهم خيا وقالوا هذا إفك مبي لول جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن ل يأتوا‬
‫بالشهداء فأولئك عند ال هم الكاذبون ولول فضل ال عليكم ورحته ف الدنيا والخرة لسكم فيما‬
‫أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتسبونه هينا‬
‫وهو عند ال عظيم ولول إذ سعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بذا سبحانك هذا بتان عظيم‬
‫يعظكم ال أن تعودوا لثله أبدا إن كنتم مؤمني ويبي ال لكم اليات وال عليم حكيم إن الذين‬

‫‪14‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫يبون أن تشيع الفاحشة ف الذين آمنوا لم عذاب أليم ف الدنيا والخرة وال يعلم وأنتم ل تعلمون‬
‫ولول فضل ال عليكم ورحته وأن ال رءوف رحيم ‪ 0‬يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات‬

‫الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر ولول فضل ال عليكم ورحته ما‬
‫زكى منكم من أحد أبدا ولكن ال يزكي من يشاء وال سيع عليم ) وقال تعال ‪ ( :‬إن الذين يرمون‬
‫الحصنات الغافلت الؤمنات لعنوا ف الدنيا والخرة ولم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم‬
‫وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون يومئذ يوفيهم ال دينهم الق ويعلمون أن ال هو الق البي‬
‫البيثات للخبيثي والبيثون للخبيثات والطيبات للطيبي والطيبون للطيبات أولئك مبأون ما‬
‫يقولون لم معفرة ورزق كري ) ‪0‬‬
‫وقد روى عبد الرزاق وأحد وعبد بن حيد والبخاري وإبن جرير وإبن النذر وإبن أب حات وإبن‬
‫مردويه والبيهقي ف شعب اليان عن عائشة رضي ال عنها أنا البأة من هذه اليات ‪ 0‬وروى‬
‫سعيد ابن منصور وأحد والبخاري وابن النذر وإبن مردويه عن أم رومان رضي ال عنها ما يدل أن‬
‫عائشة رضي ال عنها هي البأة القصودة بذه اليات ‪ ،‬وروى البزار وإبن مردويه بسند حسن عن‬
‫أب هريرة ما يوافق ما تقدم ‪ ،‬وروى ابن مردويه والطبان عن ابن عباس رضي ال عنه مثلما سبق ‪،‬‬
‫وروى الطبان وابن مردويه عن ابن عمر رضي ال عنهما ما يطابق السابق ‪ ،‬وروى ابن مردويه‬
‫والطبان عن أب إياس النصاري ما يوافق ما تقدم ‪ ،‬وروى ابن أب حات والطبان عن سعيد بن‬
‫جبي ما يوافق ما تقدم ‪ ،‬وروى الطبان عن الكم بن عتيبة مثل ذلك ‪ ،‬وروى عن عبد ال بن‬
‫الزبي ما يوافقه ‪ ،‬وروى عن عروة بن الزبي وسعيد بن السيب وعلقمة ابن وقاص وعبد ال ابن‬
‫عبد ال بن عتبة بن مسعود وعمرة بنت عبد الرحن وعبد ال بن أب بكر بن حزم وسلمة بن عبد‬
‫الرحن بن عوف والقاسم ابن ممد بن أب بكر والسود بن يزيد وعباد بن عبد ال ابن الزبي‬
‫ومقسم مول ابن عباس وغيهم عن عائشة رضي ال عنها مثله ‪ ،‬وكونا هي البأة الرادة من‬
‫اليات مشهور بل متواتر ‪ ،‬فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع إعتقاده أنا زوجة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا بقيت ف عصمته بعد هذه الفاحشة فقد جاء بكذب ظاهر‬
‫واكتسب الث واستحق العذاب وظن بالؤمني سوءا وهو كاذب وأتى بأمر ظنه هينا وهو عند ال‬
‫عظيم ‪ ،‬وإتم أهل بيت النبوة بالسوء ومن هذا التام يلزم نقص النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن‬
‫نقصه فكأنا نقص ال ‪ ،‬ومن نقص ال ورسوله فقد كفر وهو بفعله هذا خارج عن أهل اليان‬

‫‪15‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومتبع لطوات الشيطان وملعون ف الدنيا والخرة ومكذّب ال ف قوله تعال‪ ( :‬والطيبات للطيبي )‬
‫الية ‪ 0‬ومن كذّب ال فقد كفر ‪ ،‬ومن قذفها مع زعمه أنا ل تكن زوجته أو ل تبق ف عصمته بعد‬

‫هذه الفاحشة فإن قلنا ‪ :‬إنه ثبت قطعا أنا هي الرادة بذه اليات وهوالظاهر يلزم من قذفها ما تقدم‬
‫من القبائح ‪ ،‬والاصل أن قذفها كيفما كان يُوجب تكذيب ال تعال ف إخباره عن تبئتها عما يقول‬
‫القاذف فيها ‪ ،‬وقد قال بعض الحققي من السادة ‪ " :‬وأما قذفها الن فهو كفر وإرتداد ول يكتفي‬
‫فيه باللد لنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتب ال كما مر فيُقتل ردة وإنا اكتفى صلى ال عليه‬
‫وسلم بلدهم أي من تذفها ف زمنه مرة أو مرتي لن القرآن ما كان أنزل ف أمرها فلم يكذبوا‬
‫القرآن وأما الن فهو تكذيب للقرآن ‪ ،‬أما نتأمل ف قوله تعال ‪ ( :‬يعظكم ال أن تعودوا لثله ) الية‬
‫‪ ،‬ومكذّب القرآن كافر فليس له إل السيف وضرب العنق " انتهى ‪ 0‬ول يالف هذا قوله ‪:‬‬
‫ل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تت عبدين من عبادنا صالي فخانتاها‬
‫( ضرب ال مث ً‬
‫فلم يغنيا عنهما من ال شيئا) الية لنه روى عبد الرزاق والفرياب وسعيد بن منصور وعبد بن حيد‬
‫وإبن أب الدنيا ف الصمت وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والاكم وصححه من طرق ابن‬
‫عباس رضي ال عنه ف قوله تعال ‪ ( :‬فخانتاها ) ‪ :‬أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس إنه‬
‫منون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتهما ‪ ،‬وروى ابن عساكر عن‬
‫أشرس يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما بغت امرأة نب قط " وروى إبن جرير عن‬
‫ماهد ‪ ":‬ل ينبغي لمرأة كانت تت نب أن تفجر" ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم الؤمني زوجة‬
‫رسول رب العالي صلى ال عليه وسلم ف الدنيا والخرة كما صح ذلك عنه فهو من ضرب عبد‬
‫ال بن أب سلول رأس النافقي ولسان حال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬يا معشر‬
‫السلمي من يعذرن فيمن آذان ف أهلي " ( إن الذين يؤذون ال ورسوله لعنهم ال ف الدنيا‬
‫والخرة وأعد لم عذابا مهينا والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما إكتسبوا فقد احتملوا بتانا‬
‫وإثا مبينا ) فأين أنصار دينه ليقولوا نن نعذرك يارسول ال فيقومون بسيوفهم إل هؤلء الشقياء‬
‫الذين يكذّبون ال ورسوله ويؤذونما والؤمني فيبيدونم ويتقربون بذلك إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ويستوجبون بذلك شفاعتهم ‪ ،‬اللهم إنا نبأ اليك من قول هؤلء الطرودين ‪0‬‬
‫مطلب تكفي من حارب عليا‬

‫‪16‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومنها تكفي من حارب عليا رضي ال عنه ‪ ،‬مرادهم بذلك عائشة وطلحة والزبي وأصحابم‬
‫ومعاوية وأصحابه ‪ ،‬وقد تواتر منه صلى ال عليه وسلم ما يدل على إيان هؤلء وكون بعضهم‬
‫مبشرا بالنة ‪ ،‬وف تكفيهم تكذيب لذلك فإن ل يصيوا كفرة بذا التكذيب فل شك أنم يصيون‬
‫فسقة وذلك يكفي ف خسارتم ف تارتم ‪0‬‬

‫مطلب إستهانتهم بأساء الصحابة‬

‫ومنها إستهانتهم بأساء الصحابة ولسيما العشرة وقد تواتر عنه صلى ال عليه وسلم ما يدل على‬
‫وجوب تعظيمهم وإكرامهم ‪ ،‬وقد أرشد ال تعال إل ذلك ف مواضع من كتابه ‪ ،‬ويلزم من إهانة‬
‫هؤلء إياهم إستخفافهم لذلك عندهم ‪ ،‬ومن إعتقد منهم ما يُوجب إهانتهم فقد كذّب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيما أخب من وجوب إكرامهم وتعظيمهم ‪ ،‬ومن كذّبه فيما ثبت عنه قطعا فقد‬
‫كفر ‪0‬‬
‫ومن عجب أنم يتجنبون التسمية بأساء الصحاب ويسمون بأساء الكلب فما أبعدهم عن‬
‫الصواب وأشبههم بأهل الضلل والعقاب ‪0‬‬

‫مطلب إنصار اللفة ف إثن عشر‬

‫ومنها دعواهم إنصار اللفة ف إثن عشر فإنم كلهم بالنص والبصار عمن قبله وهذه دعوى بل‬
‫دليل مشتملة على كذب فبطلنا أظهر من أن يبي ويتوسلون با إل بطلن خلفة من سواهم ‪ ،‬ف‬
‫ذلك تكذيب لنصوص واردة ف خلفة اللفاء الراشدين وخلفة قريش ‪.‬‬

‫مطلب العصمة‬

‫ومنها إيابم العصمة للثن عشر بناء على أن العصمة عندهم شرط ف المامة وبطلن هذا أظهر‬
‫ويلزم من إعتقادهم هذا مشاركة الئمة الثن عشر النبياء ف وصف العصمة ‪ ،‬فإن قلنا ‪ :‬إنا‬
‫‪17‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫مصوصة بم ل يوجد ف غيهم أو ل تلزم لغيهم فإثباتا للئمة جرم جسيم ‪ ،‬قال ف التجريد ‪":‬‬
‫ل للغرض " ‪ 0‬قال شارحه " ‪ :‬اختلفوا ف أن المام هل‬
‫المام لطف فيجب نصبه على ال تصي ً‬
‫يب أن يكون معصوما أم ل ‪ ،‬فذهبت المامية والساعيلية إل وجوبه والباقون بلفه " ث قال ف‬
‫الت وإمتناع التسلسل ‪ " :‬يوجب عصمة المام إل آخر ما ذكر والظاهر أن إياب العصمة لئمتهم‬
‫من اكذابم وإفترائهم ل يرد به دليل من الكتاب ول من السنة ول من الجاع ول من القياس‬
‫الصحيح ول من العقل السليم قاتلهم ال أن يؤفكون " ‪0‬‬

‫مطلب فضل المام علي رضي ال عنه‬

‫ومنها ‪ :‬أنه قال ابن الطهر اللي ‪ " :‬اجتمعت المامية على أن عليا بعد نبينا أفضل من النبياء غي‬
‫أول العزم وف تفضيله عليهم خلف قال وأنا من التوقفي ف ذلك وكذلك الئمة من آله" ‪ 0‬وقال‬
‫الطوسي ف تريده‪ ":‬وعلي أفضل الصحابة لكثرة جهاده إل أن قال ‪ :‬وظهور العجزات عنه‬
‫وإختصاصه بالقرابة والخوة ووجوب الحبة والنصرة ومساواة النبياء انتهى " وقال الشارح "‬
‫ويؤيده قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬من أراد أن ينظر إل آدم ف علمه وإل نوح ف تقواه وإل‬
‫ابراهيم ف حلمه وإل موسى ف هيبته وإل عيسى ف عبادته فلينظر إل علي بن أب طالب " فإنه‬
‫أوجب مساواته النبياء ف صفاتم انتهى " ‪ 0‬وف صحة هذا نظر ‪ ،‬وبعد فرض صحته ل يوجب‬
‫الساواة لن الشاركة ف بعض الوصاف ل تقتضي الساواة كما هو بديهي ‪ ،‬ومن اعتقد ف غي‬
‫النبياء كونه أفضل منهم ومساويا لم فقد كفر ‪ ،‬وقد نقل على ذلك الجاع غي واحد من‬
‫العلماء ‪ ،‬فأي خي ف قوم إعتقادهم يوجب كفرهم ‪0‬‬

‫مطلب نفي ذرية السن رضي ال عنه‬

‫ومنها ‪ :‬أن السن بن علي ل يعقب وأن عقبه انقرض وأنه ل يبق من نسله الذكور أحد ‪ ،‬وهذا‬
‫القول شائع فيهم وهم ممعون عليه ول يتاج إل إثباته كذا قيل ‪ ،‬ومنهم من يدعي أن الاج مثلهم‬
‫كلهم وتوصلوا بذلك إل أن يصروا المامة ف أولد السي ‪ ،‬ومنهم ف إثن عشر وأن يبطلوا‬

‫‪18‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫إمامة من قام بالدعوة من آل السن مع فضلهم وجللتهم واتفاقهم بشروط المامة ومبايعة الناس‬
‫لم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بيث أنم كلهم بلغوا درجة الجتهاد الطلق فقاتلهم ال أن‬
‫يؤفكون ‪ ،‬انظر إل هؤلء العداء لل البيت الؤذين رسول ال صلى ال عليه وسلم وفاطمة بإنكار‬
‫نسب من يثبت قطعا أنه من ذرية السن رضي ال عنه وثبوت نسب ذريته متواتر ل يفى على ذي‬
‫بصية ‪ ،‬وقد عدّ صلى ال عليه وسلم الطعن ف النساب من أفعال الاهلية ‪ ،‬وقد ورد ما يدل على‬
‫أن الهدي من ذرية السن رضي ال عنه كما رواه أبو داود وغيه ‪0‬‬

‫مطلب خلفهم ف خروج غيهم من النار‬

‫ومنها أنه قال اللي ف شرح التجريد ‪ " :‬اختلف الئمة ف غي الثن عشرية من الفرق السلمية‬
‫هل يرجون من النار ويدخلون النة أم يلدون فيها بأجعهم قال ‪ :‬والكثرون على الثان ‪ ،‬وقال‬
‫شرذمة بالول ‪ ،‬وقال ابن نوبت ‪ :‬يرجون من النار ول يدخلون النة بل هم بالعراف ‪ 0‬انتهى‬
‫‪ 0‬وهذا مبن على مذهبهم اعتقادهم أهل النة كفارا أوفساقا مع إعتقادهم أن الفاسق ل يرج من‬
‫النار أبدا ‪ ،‬وهذا يستلزم تكذيب ما صح عنه صلى ال عليه وسلم من إخراج عصاة الوحدين من‬
‫النار وما ورد ف فضل السواد العظم الذين هم أهل السنة ‪ ،‬وقد صح أن الصحابة وأخيار التابعي‬
‫مذهب أهل السنة مذهبهم وقولم ‪ ،‬هذا يُشبه قول أهل الكتاب حيث قالوا ‪ ( :‬لن يدخل النة إل‬
‫من كان هودا أو نصارى ) وكذلك هؤلء يقولون بأفواههم لن يدخل النة إل من كان رافضيا‬
‫انظر كيف يفترون على الكذب بل أفعالم تقتضي حرمانم عنها ‪0‬‬

‫مطلب مالفتهم أهل السنة‬

‫ومنها‪ :‬أنم جعلوا مالفة أهل السنة والماعة الذين هم على ما ( عليه ) رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل للنجاة ‪ ،‬فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ‪ ،‬وإن تركوا شيئا فعلوه‬
‫وسلم وأصحابه أص ً‬
‫فخرجوا بذلك عن الدين رأسا ‪ ،‬فإن الشيطان سوّل لم وأملى لم ‪ ،‬وإدّعوا بأن هذه الخالفة علمة‬
‫أنم الفرقة الناجية ‪ ،‬وقد قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الفرقة الناجية هي السواد العظم وما أنا‬

‫‪19‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫عليه() وأصحاب () " فلينظر إل الفرق ومعتقداتم وأعمالم ‪ ،‬فما وافقت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه هي الفرقة الناجية ‪ ،‬وأهل السنة هم التبعون لثاره صلى ال عليه وسلم وآثار أصحابه‬
‫كما ل يفى على منصف ينظر بعي الق ‪ ،‬فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ‪ ،‬وآثار النجاة‬
‫الظاهرة فيهم لستقامتهم على الدين من غي تريف وظهور مذهبهم وشوكتهم ف غالب البلد‬
‫ووجود العلماء الحققي والحدثي والولياء والصالي فيهم ‪ ،‬وقد نزع الولية عن الرافضة فما‬
‫سع فيهم ول قط ‪0‬‬

‫مطلب الرجعة‬

‫ومنها ‪ :‬أنه ما قال أضلهم ممد بن بابويه القمي ف عقائده ف مبحث اليان بالرجعة فإنم عليهم‬
‫الصلة قالوا ‪ :‬من ل يؤمن برجعتنا فليس منا واليه ذهب جيع علمائهم ‪ 0‬قالوا ‪ :‬إن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وعليا رضي ال عنه والئمة الثن عشر ييون ف آخر الزمان ويشرون بعد خروج‬
‫الهدي وبعد قتله الدجال ويُحي كل من اللفاء الثلثة وقتلة الئمة ‪ ،‬فيقتل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم اللفاء حدا والقتلة قصاصا ويصلبون الظالي ‪ ،‬ويبتدئون بصلب أب بكر وعمر على شجرة‬
‫فمن قائل قائل يقول ‪ :‬إن تلك تكون رطبة فتجف تلك الشجرة بعد أن صلبا عليها فيضل بذلك‬
‫خلق كبي من أهل الق ‪ ،‬ويقولون ظلمناهم‪ ،‬ومن قائل يقول ‪ :‬الشجرة تكون يابسة فتخضر بعد‬
‫الصلب ويهتدي به جم غفي من مبيهما ‪ ،‬قيل ذكروا ف كتبهم أن تلك الشجرة نلة وأنا تطول‬
‫حت يراها أهل الشرق والغرب وأن الدنيا تبقى بعد ذلك خسي ألف سنة وقيل مائة وعشرين ألف‬
‫سنة لكل إمام من الثن عشر ألف سنة ‪ ،‬وقال بعضهم إل الهدي فإن له ثاني ألف سنة ث يرجع‬

‫آدم ث شيث ث إدريس ث نواح ث بقية النبياء إل أن ينتهي إل الهدي وأن الدنيا غي فانية وأن‬
‫الخرة غي آتية كذا نقل عنه وال أعلم ‪0‬‬
‫فانظر أيها الؤمن إل سخافة رأي هؤلء الغبياء يتلقون ما يرده بديهة العقل وصراحة النقل ‪،‬‬
‫وقولم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعا ف اليات والحاديث من عدم رجوع الوتى إل الدنيا ‪،‬‬
‫فالجادلة مع هؤلء المر تضيع الوقت ‪ ،‬لو كان لم عقل لا تكلوا أي (شيء) يعلهم مسخرة‬

‫‪20‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫للصبيان ويج كلمهم أساع أهل اليقان لكن ال سلب عقولم وخذلم ف الوقيعة ‪ ،‬ف خُلّص‬
‫أوليائه لشقاوة سبقت لم ‪0‬‬

‫مطلب زيادتم ف الذان‬

‫ومنها ‪ :‬زيادتم ف الذان والقامة والتشهد بعد الشهادتي أن عليا ول ال ‪ ،‬وهذه بدعة مالفة‬
‫للدين ل يرد با كتاب ول سنة ول يكن عليها إجاع ول فيها قياس صحيح ومالفة لهل مذهبهم‬
‫فردها ل يتاج اليه ‪0‬‬

‫مطلب المع بي الصلتي‬

‫ومنها ‪ :‬تويزهم المع بي الظهر والعصر والغرب والعشاءين غي عذر ‪ ،‬وقد روى الترمذي قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من جع بي صلتي بغي عذر فقد أتى بابا من الكبائر" ‪،‬‬
‫وقد ورد أن من أشراط الساعة تأخي الصلة عن وقتها ‪ ،‬وما روي عن إبن عباس رضي ال عنه من‬
‫المع بي العصرين والعشاءين فمؤول بتأخي الول إل آخر وقتها وأداء الخرى ف أول وقتها وال‬
‫أعلم ‪ ،‬قيل إن سبب جعهم بي الظهرين والغربي طول الدهر مع إختيار التأخي فيهما هو أنه‬
‫ينتظرون القائم الختفي ف السرداب ليقتدوا به فيؤخرون الظهر إل العصر إل قريب غروب‬
‫الشمس فإذا يئسوا من المام واصفرت الشمس وصارت بي قرن شيطان نقروا عند ذلك كنقر‬
‫الديك فصلوا الصلتي من غي خشوع ول طمأنينة فرادى من غي جاعة ورجعوا خائبي خاسرين‬

‫نسأل ال العفو والعافية ‪ ،‬وقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالبل على ذلك السرداب وصياحهم بأن‬
‫يرج اليهم أضحوكة لول اللباب ولقد أحسن القائل شعرا ‪:‬‬
‫ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتوه بهلكم ما آنا‬
‫فعلى عقولكم العفاء فإنكـم ثلثتم العنقاء والغيلنا‬

‫مطلب العصمة‬

‫‪21‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومنها ‪ :‬إشتراطهم كون المام معصوما وإيابم على ال عدم إخلء الزمان من إمام معصوم وحصر‬
‫المام العصومي ف إثن عشر وبطلن هذا وتناقضه وإشتماله على سوء الدب مع ال أظهر من‬
‫أن يذكر ‪ ،‬وأبطلوا بذا القول الباطل الماعة ف الصلة الت هي من أعلى شعائر السلم ‪ ،‬لكنهم‬
‫ليس لم نصيب منها فحُرموا هذه الكرامة العلية ‪0‬‬

‫مطلب التعة‬

‫ومنها ‪ :‬إباحتهم نكاح التعة ‪ ،‬بل يعلونا خيا من سبعي نكاحا دائما ‪ ،‬وقد جوّز شيخهم الغال‬
‫علي بن العال أن يتمتع إثنا عشر نفسا ف ليلة واحدة بإمرأة واحدة ‪ ،‬وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا‬
‫‪ ،‬فمن خرجت قرعته كان الولد له ‪ ،‬قلت هذا مثل أنكحة الاهلية الت أبطلها الشرع كما ف‬
‫الصحيح وعن علي أنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن نكاح التعة‪ ،‬رواه البخاري‬
‫ومسلم وغيها ‪ 0‬وعن سلمة ابن الكوع رضي ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم أباح نكاح التعة‬
‫ث حرمها ‪ ،‬رواه الشيخان ‪ ،‬وروى مسلم ف صحيحه عن سبة نو ذلك وعن إبن عمر ‪ " :‬نانا‬
‫عنها ـ يعن التعة ـ رسول ال صلى ال عليه وسلم " رواه الطبان بإسناد قوي ‪ ،‬وقد نُقل عن‬
‫إبن عباس رجوعه عنها وروى الطبان عن أب هريرة رضي ال عنه ‪ " :‬هدم التعة النكاح والطلق‬
‫والعدة والياث " وإسناده حسن وعن إبن عباس رضي ال عنه قال ‪ " :‬كانت التعة ف أول‬
‫السلم حت نزلت هذه الية ( حرمت عليكم ) وتصديقها من القرآن ( إل على أزواجهم أو ما‬
‫ملكت أيانم ) وما سوى هذا فهو حرام " رواه الطبان و البيهقي والاصل ‪ :‬أن التعة كانت‬
‫حللً ث نسخت وحرمت تريا مؤبدا ‪ ،‬فمن فعلها فقد فتح على نفسه باب الزنا ‪0‬‬

‫مطلب النكاح بل ول وشهود‬

‫ومنها ‪ :‬إباحتهم النكاح بل ول ول شهود وهذا هو الزنا بعينه ‪ ،‬فإن اللّي منهم ‪ " :‬ول يشترط ف‬
‫نكاح الرشيدة الول ول يشترط الشهود ف شيء من النكحة ولو تآمرا على الكتمان ل يبطل‬
‫انتهى" ‪0‬‬

‫‪22‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫عن عمران بن حصي أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " رواه‬
‫الشافعي والطبان والدار قطن والبيهقي وهذا وإن كان منقطعا فإن أهل العلم يقولون به ‪ ،‬وعن‬
‫أب موسى قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬ل نكاح إل بول " رواه أحد والترمذي‬
‫وإبن ماجه والاكم وقال ‪:‬وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النب صلى ال عليه وسلم عائشة‬
‫وزينب بنت جحش قال ‪ :‬وف الباب عن علي أنه قال ‪ " :‬ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " وابن‬
‫عباس وغيها وسرد تام ثلثي صحابيا وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬أيا امرأة أنكحت نفسها بغي إذن وليها فنكاحها باطل " رواه الشافعي وأحد‬
‫وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأبوعوانة وإبن حبان والاكم وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تنكح الرأة الرأة ول نفسها إنا الزانية الت تنكح نفسها‬
‫" وف لفظ ‪ ":‬الت تنكح نفسها هي الزانية " رواه ابن ماجة والدار قطن وعن عكرمة بن خالد قال ‪:‬‬
‫" جعت الطريق ركبا فجعلت امرأة منهن ثيب أمرها بيد رجل غي ول فأنكحها فبلغ ذلك عمر‬
‫فجلد الناكح والنكح " رواه الشافعي والدار قطن وروى الدار قطن عن الشعب قال ‪ " :‬ما كان‬
‫أحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أشد ف النكاح من علي بن أب طالب كان يضرب فيه "‬
‫رواه الشافعي والدار قطن قد روى ابن خيثمة مرفوعا ‪ " :‬ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " وعن‬
‫أب هريرة مرفوعا وموقوفا‪ " :‬ل نكاح إل بأربعة خاطب وول وشاهدين" وعن إبن عباس رضي ال‬
‫عنه قال ‪ " :‬أدن ما يكون ف النكاح أربعة الذي يتزوج والذي يزوّج وشاهدان " رواه ابن أب شيبة‬
‫وصححه البيهقي ورواه الدار قطن وعن عائشة رضي ال عنها نو ذلك ‪ ،‬وروى الترمذي عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬البغايا اللت ينكحن أنفسهن بغي بينه "‬
‫وروى مالك عن أب الزبي أن عمر أتى بنكاح ل يشهد عليه إل رجل وامرأة قال ‪ " :‬هذا نكاح‬
‫السر ول أُجيزه ولو كنت تقدمت فيه لرجته " وعن عبد ال بن الزبي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬أعلنوا النكاح " رواه أحد والاكم وصححه ‪ ،‬قال بعض السادة ‪ :‬وإذا طرق سعك‬
‫ما سردنا عليك من الحاديث فقد ظهر لك بطلن مذهبهم ف تويزهم النكاح بغي ول ول شهود‬
‫وال أعلم ‪0‬‬

‫مطلب وطء الارية بالباحة‬

‫‪23‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومنها ‪ :‬تويزهم وطء الارية للغي بالباحة ‪ ،‬قال اللّي ‪ :‬يوز إباحة المة للغي بشرط كون البيح‬
‫مالكا لوقته جائز التصرف وكون المة مباحة بالنسبة إل من أُبيحت له ‪ 0‬ويكفي ف رد هذا الباطل‬
‫قوله تعال ) والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم ()( ومعلوم قطعا‬
‫أن وطأها ليس بالنكاح ول بلك اليمي ‪ ،‬وقوله تعال ) ول تكرهوا فتياتكم على البغاء()( ‪0‬‬

‫مطلب المع بي الرأة وعمتها‬

‫ومنها ‪ :‬تويزهم المع بي الرأة وعمتها وبي الرأة وخالتها وعلى هذا ما ورد عن علي رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تنكح الرأة على عمتها ول العمة على بنت‬
‫أخيها ول الرأة على خالتها والالة على بنت أخيها ول تنكح الصغرى على الكبى ول الكبى‬
‫على الكبى " رواه البزار ‪0‬‬
‫وعن إبن عباس رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تنكح الرأة على عمتها " بثل‬
‫حديث علي ‪ ،‬رواه أحد وأبو داود والترمذي وإبن حبان وزاد عن إبن عباس " إنكم إذا فعلتم‬
‫فطعتم أرحامكم " وروى إبن ماجه عن أب سعيد نوه ‪ 0‬وروى إبن حبان عن إبن عمر رضي ال‬
‫عنه نوه ‪ ،‬وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن أب هريرة نو ذلك ‪ ،‬وروى أحد والبخاري‬
‫والترمذي والنسائي عن جابر نو ذلك ‪ ،‬وكلها مرفوعة ‪ ،‬ونقل إبن عبد الب الجاع على حرمة‬
‫ذلك() وبذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركا لا أمر ال وإتيانا لا حرّمه ‪ ،‬وإن كثيا منهم‬
‫ل ‪ ،‬وقد‬
‫ناشئ عن نطفة خبيثة موضوعة ف رحم حرام ‪ ،‬ولذا ل ترى منهم إل البيث إعتقادا وعم ً‬
‫قيل ‪ :‬كل شيء يرجع إل أصله ‪0‬‬

‫مطلب إباحتهم" أبعدهم ال " إتيان الرأة ف دبرها‬

‫ومنها ‪ :‬إباحتهم إتيان الزوجة والملوكة ف الدبر وقد صح عن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬
‫ما يدل على أن الراد من قول ‪ ( :‬نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم ) هو التيان ف القُبُل‬
‫‪ ،‬وإليه يرشد لفظ الرث ‪ ،‬بل هو نص ف ذلك ‪ 0‬وقد ورد عنه صلى ال عليه وسلم لعن من فعل‬

‫‪24‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ذلك ف الدبر وإطلق الكفر عليه ‪ ،‬فهو خليق أن يكون حراما قطعيا ياف على مستحله الكفر ‪،‬‬
‫ال الافظ ‪0‬‬
‫مطلب مسح الرجلي‬

‫ومنها ‪ :‬إيابم السح على الرجلي ومنع غسلهما والسح على الفي وقد صح عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الذي قال ال فيه ‪ ( :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل اليهم ) برواية علي‬
‫رضي ال عليه غسلهما والمر به ‪،‬وكذا عنه برواية عثمان وإبن عباس وزيد بن عاصم ومعاوية بن‬
‫مرة والقداد بن معد يكرب وأنس وعائشة وأب هريرة وعبد ال بن عمر وعمرو بن عنبسة وغيهم‬
‫‪ 0‬وقد صح عنه ‪ ":‬ويلٌ للعقاب من النار" فمجموع ما ورد عنه ف غسلهما فعلً وقو ًل يفيد العلم‬
‫الضروري اليقين ومن أنكر ذلك فقد أنكر التواتر ‪ ،‬وحال منكره معلوم أقل مراتبه أن يكون فاسقا‬
‫بل تكون صلته باطلة فيُبعث يوم القيامة مصليا بل طهارة شرعية وال أعلم ‪0‬‬
‫وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم برواية نو خسي من الصحابة أو ثاني أو أزيد السح على‬
‫الفي فمنكره مبتدع ‪ 0‬فل خي ف قوم يتركون التواتر من فعله صلى ال عليه وسلم الذي يب‬
‫إتباعه ف جيع أموره ‪ ،‬من إتبعه وصل ومن ل يتبعه ض ّل وإنفصل ‪ ،‬أحيانا ال على سنته وأماتنا على‬
‫ملته وحشرنا ف زمرته ‪0‬‬

‫مطلب الطلق بالثلث ف لفظ واحد‬

‫ظ واحد ل يقع وهذا مالف للحاديث الصحيحة‬


‫ومنها ‪ :‬قولم ‪ :‬إن من طلّق امرأته بالثلث ف لف ٍ‬
‫وإجاع أهل السلم ‪ ،‬فإنم أجعوا على وقوع الطلق وإنا إختلفهم ف عدد الطلق ‪ ،‬أهي واحدة‬
‫أم ثلث ‪ ،‬روى إبن ماجة عن الشعب قال ‪ :‬قلت لفاطمة بنت قيس ‪ :‬حدثين عن طلقك ‪ 0‬قالت ‪:‬‬
‫طلقن زوجي ثلثا وهو خارج إل اليمن فأجاز ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم "‪ )( 0‬وروى‬
‫البيهقي عن علي رضي ال عنه فيمن طلّق امرأته ثلثا قبل أن يدخل با قال ‪ :‬ل تل حت تنكح‬
‫زوجا غيه() ‪0‬وروى ابن عدي عنه ‪ " :‬إذا طلق الرجل امرأته ثلثا ف ملس واحد فقد بانت منه‬
‫ول تل له حت تنكح زوجا غيه " () وروى البيهقي عن مسلمة بن جعفر الحس قال‪ :‬قلت لعفر‬

‫‪25‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫بن ممد أن قوما يزعمون أن من طلّق ثلثا بهالة رد إل السنة يعلونا واحدة يروونا عنكم ‪ 0‬قال‬
‫‪ :‬معاذ ال أن يكون هذا من قولنا ‪ ،‬من طلّق ثلثا فهو كما قال () ‪0‬‬
‫وتعرف بذا وأضرابه إفتراء الرافضة الكذبة على أهل البيت وأن مذهبهم مذهب أهل السنة‬
‫والماعة ‪ ،‬وروي غي واحد من الصحابة ما يوافق هذا ‪ 0‬وروي عن السن رضي ال عنه ما يؤيد‬
‫ذلك ‪ 0‬فهؤلء المامية خارجون عن السنة بل اللّة ‪ ،‬واقعون ف الزنا وما أكثر ما فتحوا على‬
‫أنفسهم أبواب الزنا ف القُبُل والدبر ‪ ،‬فما أحقهم بأن يكونوا أولد الزنا ‪ ،‬حانا ال وإياكم معاشر‬
‫الخوان من إتباع خطوات الشيطان ‪0‬‬

‫مطلب نفي القدر‬

‫ومنها ‪ :‬قولم إن ال ل يقدّر شيئا ف الزل وأن ال ل يرد شرا ول يريده ‪ ،‬وقد روى مسلم أن قوله‬
‫تعال ‪ ":‬إنا كل شيء خلقناه بقدر " نزلت حي نازل الشركون فيه ‪ ،‬وقد قال بعض السادة ‪ :‬قد‬
‫رويت ف إثبات القدر وما يتعلق به أحاديث رويت عن أكثر من مائة صحاب رضي ال عنهم ‪ ،‬وقد‬
‫ورد عنه صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لكل أمة موس وموس هذه المة الذين ل يقولون ل قدر " ‪0‬‬
‫ل كلية وجزئية وعلم ما يتعلق‬
‫فإذا علمت ذلك فإعلم أن ال علم الشياء قبل وجودها إجالً وتفصي ً‬
‫به وقدّر ف الزل لكل شيء قدرا فل يزيد ول ينقص ول يتقدم ول يتأخر ‪ ،‬وأنه ل يوجد شيء إل‬
‫بإرادة ال ومشيئته وال بكل شيء عليم ‪ ،‬وما قدّر ال يكون وما شاء كان وما ل يشأ ل يكن ‪،‬‬
‫وثبت ذلك ببداهة العقل وتواتر النقل وعلم يقينا ‪ ،‬فمن أنكر هذا البديهي والتواتر فإن ل يصر‬
‫كافرا فل أقل ( من ) أن يصي فاسقا ‪.‬‬

‫مطلب مشابتهم اليهود‬

‫ومن قبائحهم تشابهم باليهود ولم بم مشابات منها ‪ :‬أنم يضاهون اليهود الذين رموا مري‬
‫الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم عائشة البأة بالبهتان وسلبوا بسبب‬
‫ذلك اليان ‪ ،‬ويشابونم ف قولم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فإفترعها مشرك بقولم‬
‫إن عمر إغتصب بنت علي رضي ال عنه ‪ ،‬وبلبس التيجان فإنا من ألبسة اليهود‪ ،‬وبقص اللحى أو‬

‫‪26‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫حلقها أو إعفاء الشوارب ‪ ،‬هذا دين اليهود وإخوانم من الكفر ‪ ،‬ومنها أن اليهود مسخوا قردة‬
‫وخنازير ‪ ،‬وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة ف الدينة النورة وغيها بل قد قيل إنم تسخ‬
‫صورهم ووجوههم عند الوت وال أعلم ‪0‬‬

‫مطلب تركهم المعة والماعة‬

‫ومنها(ترك) المعة والماعة وكذلك اليهود فإنم ل يصلون إل فرادى ‪ 0‬ومنها ‪ :‬تركهم آمي وراء‬
‫المام ف الصلة فإنم ل يقولون آمي يزعمون أن الصلة تبطل به ‪ ( ،‬ومنها ‪ :‬تركهم تية السلم‬
‫فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة ) ومنها ‪ :‬خروجهم من الصلة بالفعل وتركهم السلم ف‬
‫الصلة فإنم يرجون من الصلة من غي سلم بل يرفعون أيديهم ويضربون با على ركبهم كأذناب‬
‫اليل الشّمّس ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬شدة عدوانم للمسلمي وأخب ال عن اليهود ‪ ( :‬لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا‬
‫اليهود ) وكذلك هؤلء أشد الناس عداوة لهل السنة والماعة حت إنم يعدونم أناسا فقد‬
‫شابوا اليهود ف ذلك ومن خالطهم ل يُنكر وجود ذلك فيهم ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنم يمعون بي الرأة وعمتها وبي الرأة وخالتها يشابون اليهود فإنم كانوا يمعون ف‬
‫شرع يعقوب بي الختي ‪0‬‬

‫ومنها ‪ :‬قولم إن من عداهم من المة ل يدخلون النة بل يُخلدون ف النار ‪ ،‬وقد قال اليهود‬
‫والنصارى ‪ ( :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى )‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬إتاذهم الصور اليوانية كاليهود والنصارى ‪ ،‬وقد ورد الوعيد الشديد ف تصوير الصور‬
‫ذات الرواح ‪ ،‬ف البخاري وغيه أنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال الصورين "‬
‫وأنه قال ‪ ":‬إن الصوّر يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوّره وليس بنافخ ول تدخل اللئكة‬
‫بيتا فيه صورة ذات روح ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬تلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا عليا وحسينا وزيدا وغيهم رضي ال عنهم ‪ ،‬قبحهم‬
‫ال ما أعظم دعواهم ف حب أهل البيت وأجنبهم عن نصرهم ‪ ،‬وقد قال اليهود لوسى ‪ ( :‬إذهب‬
‫أنت وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون )‪0‬‬

‫‪27‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومنها ‪ :‬أن اليهود مسخوا ‪ ،‬وقد روي ‪ :‬إن كان خسف ومسخ ففي الكذبي بالقدر وهؤلء‬
‫مكذبون به ‪،‬وقد خسف بقرى كثية مرات عديدة من بلد العجم ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن اليهود ضربت عليهم الذلة والسكنة أينما كانوا وكذلك هؤلء ضربت عليهم الذلة حت‬
‫أحيوا التقية من شدة خوفهم وذلم ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون ‪ :‬هذا من عند ال ‪ ،‬وكذلك هؤلء يكتبون‬
‫الكذب ويقولون هذا من كلم ال ويفترون الكذب على رسوله صلى ال عليه وسلم وأهل بيته‬
‫رضي ال عنهم ‪0‬‬

‫مطلب مشابتهم النصارى‬

‫ومن مشابتهم النصارى ‪ :‬أنم عبدوا السيح كذلك غلة هؤلء عبدوا عليا وأهله رضي ال عنهم ‪،‬‬
‫ومنها أن النصارى أطرت عيسى ‪ ،‬كذلك غلة الرافضة أطروا أهل البيت حت ساووهم بالنبياء ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬جاعهم النساء ف الدبار حالة اليض وكانت النصارى تامع النساء ف الحيض ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن لبس بعضهم يشبه لبس النصارى ‪0‬‬
‫مشابتهم الجوس‬

‫ومن مشابتهم الجوس ‪ :‬إنم قالوا بإلي ‪ :‬النور والظلمة ‪ ،‬وهؤلء يقولون ‪ :‬ال خالق الي‬
‫والشيطان خالق الشر ‪ 0‬ومنها ‪ :‬أن الجوس ينكحون الحارم كذلك غلة الشيعة يفعلون ذلك ‪0‬‬
‫ومنها ‪ :‬الجوس تناسخيون وكذلك ف غلتم تناسخيون ‪ ،‬ومن قبائح الرافضة أنم يتخذون يوم‬
‫موت السي مأتا فيتركون الزينة ويظهرون الزن ويمعون النوائح يبكي ويصورون صورة قبور‬
‫السي رضي ال عنه ويزينونا ويطوفون با ف السكك ويقولن ‪ :‬يا حسي ‪ ،‬ويسرفون ف ذلك‬
‫إسرافا مرما وكل ذلك بدعة ‪ ،‬أما ترك الزينة فمن الحداد الذي حرمه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كما ورد ذلك ف الصحيح ‪ ،‬وأما النياحة فمن أعظم منكرات الاهلية ويترتب على ما‬
‫يفعلون من النكرات والحرمات كما ل يصى ‪ ،‬وكل ذلك بدعة ومنكر وفاعله والراضي به والعي‬
‫عليه والجي فيه كلهم مشاركون ف البدعة ‪ ،‬فاللزم على كل مؤمن منع هؤلء البتدعة من هذه‬
‫البدعة القبيحة ومن سعى ف إبطالا ملصا ل تعال يُرجى له الثواب الزيل ‪0‬‬
‫‪28‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫قال الشيخ ابن تيمية النبلي الران رحه ال ‪ " :‬اعلم وفقن ال وإياك أن ما أصيب به السي‬
‫رضي ال عنه من الشهادة ف يوم عاشوراء إنا كان كرامة من ال عز وجل أكرمه با ومزيد حظوة‬
‫ورفع درجة عند ربه وإلاقا له بدرجات أهل بيته الطاهرين وليهينن من ظلمه واعتدى عليه ‪ ،‬وقد‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم لا سئل أي الناس أشد بلء ‪ ،‬قال ‪ :‬النبياء ث الصالون ث المثل‬
‫فالمثل يبتلى الرجل حسب دينه فإن كان ف دينه صلبة زيد ف بلئه وإن كان ف دينه رقة خفّف‬
‫عنه ول يزال البلء بالؤمن حت يشي على الرض وليس عليه خطيئة فالؤمن إذا حضر عاشوراء‬
‫وذكر ما أُصيب به السي يشتغل بالسترجاع ليس إل كما أمره الول عز وجل عند الصيبة ليحوز‬
‫الجر الوعود ف قوله ‪ ) :‬أولئك عليهم صلوات من ربم وأولئك هم الهتدون( ويلحظ ثرة‬
‫البلوى وما أعدّه ال للصابرين حيث قال ‪ ( :‬إنا يوف الصابرون أجرهم بغي حساب ) ويشهد أن‬
‫ذلك البلء من البلي فيغيب برؤية وجدان مرارة البلء وصعوبته قال تعال ‪ ( :‬فاصب لكم ربك‬
‫فإنك بأعيننا ) وقيل لبعض الشطار ‪ :‬مت يهون عليك الضرب والقطع ‪ 0‬فقال ‪ :‬إذا كنا بعي من‬
‫نواه فنعد البلء رخاء والفاء وفاء والحنة منحة ‪ ،‬فالعاقل يستحضر مثل هذا ف ذلك الوقت‬
‫ويستصغر ما يرد عليه من مصائب الدنيا وشدائدها وبلئها ويتسلى ويتعزى با يصيبه من ذلك‬

‫ويشتغل يومه ذلك با استطاع من الطاعات والعمال الصاله لثه صلى ال عليه وسلم على صوم‬
‫يوم عاشوراء فبكل ذلك يصرف زمانه ف أنواع القربات عسى أن يُكتب من مب أهل القرب ول‬
‫يتخذه للندب والنياحة والزن كفعل الهلة ‪ ،‬إذ ليس ذلك من أخلق أهل البيت النبوي ول من‬
‫طريقهم ‪ ،‬ولو كان ذلك من طرائقهم لتذت المة يوم وفاة نبيهم صلى ال عليه وسلم مأتا ف كل‬
‫عام ‪ ،‬فما هذا إل من تزيي الشيطان وإغوائه ‪0‬‬
‫قال الشيخ عقب ذكر ذلك ‪ :‬وهذا كما زين لقوم آخرين معارضة هؤلء ف فعلهم فاتذوا هذا‬
‫اليوم عيدا وأخذوا ف إظهار الفرح والسرور إما لكونم من النواصب التعصبي على السي رضي‬
‫ال عنه وأهل بيته وإما من الهال القابلي للفساد بالفساد والشر بالشر والبدعة فأظهروا الزينة‬
‫كالضاب ولبس الديد من الثياب والكتحال وتوزيع النفقات وطبخ الطعمة والبوب الارجة‬
‫عن العادات ويفعلون فيه ما يفعل ف العياد ويزعمون أن ذلك من السنة والعتاد ‪ ،‬والسنة ترك‬
‫ذلك كله فإنه ل يرد ف ذلك شيء يعتمد عليه ول أثر صحيح يرجع اليه ‪ 0‬إل أن قال ‪ " :‬فصار‬

‫‪29‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫هؤلء لهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسا كموسم العياد والفراح وأولئك يتخذون مأتا يقيمون‬
‫فيه الحزان والتراح ‪ ،‬وكل الطائفتي مطئة خارجة عن السنة متعرضة للحرم والناح " انتهى ‪0‬‬

‫وقال ابن القيم ‪ " :‬وأما أحاديث الكتحال والدهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابي‬
‫وقابلهم الخرون فاتذوه يوم تأل وحزن ‪ ،‬والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ‪ ،‬وأما ما يكى‬
‫عن الرافضة من تري لوم اليوانات الأكولة يوم عاشوراء حت يقرأوا كتاب مصرع السي رضي‬
‫ال عنه فمن الهالت والضحوكات ل يفتقر ف إبطالا إل دليل حسبنا ال ونعم الوكيل ‪ 0‬انتهى‬
‫كلم الشيخ بنوع إختصار ‪ ،‬وقبائح هذه الرافضة أكثر من تذكر وفضائحهم أشهر من أن تشهر وف‬
‫هذا القدر كفاية ف معرفة مذهبهم الكاسد وقولم الفاسد ‪0‬‬

‫مطلب الاتة رزقنا ال حسنها‬

‫خاتة ‪ :‬جاء ف الطالب العالية عن نوف البكال أن عليا رضي ال عنه خرج يوما للمسجد وقد أقبل‬
‫اليه جندب بن نصي والربيع بن خيثم وإبن أخيه وكان من أصحاب البانس التعبدين فأفضى علي‬
‫وهم معه إل نفر فأسرعوا اليه قياما وسلموا عليه التحية ث قال ‪ :‬من القوم ؟ فقالوا ‪ :‬أناس من‬
‫شيعتك يا أمي الؤمني ‪ 0‬فقال ‪ :‬لم خيا ‪ ،‬ث قال ‪ :‬يا هؤلء مال ل أرى فيكم سة شيعتنا وحلية‬
‫أحبتنا ‪ 0‬فأمسك القوم حياء ‪ ،‬فأقبل عليه جندب والربيع فقال له ‪ :‬ما سة شيعتكم يا أمي الؤمني ؟‬
‫فسكت ‪ ،‬فقام هام وكان عابدا متهدا وقال ‪ :‬أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم‬
‫لا أنبأتنا بصفة شيعتكم ‪ 0‬قال ‪ :‬فسأنبئكم جيعا ووضع يده على منكب هام وقال ‪ :‬شيعتكم‬
‫العارفون بال العاملون بأمر ال ‪ ،‬أهل الفضائل ‪ ،‬الناطقون بالصواب ‪ ،‬مأكولم القوة ‪ ،‬ملبوسهم‬
‫القتصاد ‪ ،‬وشيمهم التواضع ل بطاعته وخضعوا البه بعبادته مضوا غاضي أبصارهم عما حرم ال‬
‫عليهم موقفي أساعهم على العلم بدينهم نزلت أنفسهم منهم بالبلء كالذي نزلت منهم ف الرخا‬

‫‪30‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫رضا عن ال بالقضاء ‪ ،‬فلول الجال الت كتب ال لم ل تستقر أرواحهم ف أجسادهم طرفة عي‬
‫شوقا إل لقاء ال تعال والثواب وخوفا من أليم العقاب ‪ ،‬عظم الالق ف أنفسهم وصغر ما دون ف‬
‫أعينهم ‪ ،‬فهم والنة كمن رآها فيهم على أرائكها متكئون والنار من رآها فهم فيها معذبون ‪،‬‬
‫ل فأعقبهم راحة طويلة أرادتم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها ‪ ،‬أما الليل‬
‫صبوا أياما قلي ً‬
‫فصافون أقدامهم تالون لجزاء القرآن ترتيلً يعظون أنفسهم بأمثاله يستشفون لدائهم بدوائه تارة‬
‫وتارة مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم تري دموعهم على خدودهم يجدون‬
‫جبارا عظيما ويأرون اليه ف فكاك رقابم هذا ليلهم ‪ ،‬وأما نارهم فحلماء علماء بررة أتقياء براهم‬
‫خوف باريهم كالقداح تسبهم مرضى وقد خولطوا وما هم بذلك بل خامرهم من عظمة ربم وشدة‬
‫سلطانه ما طاشت له قلوبم وذهلت عنه عقولم فإذا أشفقوا من ذلك بادروا إل ال تعال بالعمال‬
‫الزكية ل يرضون له بالقليل ول يستكثرون له الزيل ‪ ،‬فهم لنفسهم متهمون زمن أعمالم مشفقون‬
‫‪ ،‬ترى لحدهم قوة ف دين وحزما ف لي وإيانا ف يقي وحرصا على علم وفهما ف فقه وعلما ف‬
‫حلم وكيسا ف قصد ‪ ،‬وقصدا ف غناء ‪ ،‬وتملً ف فاقة وصبا ف شدة وخشوعا ف عبادة ورحة‬
‫لجهود وإطاء ف حق ورفقا ف كسب وطلبا ف حلل ونشاطا ف هدوء وإعتصاما ف شهوة ل يغره‬
‫ما‬

‫أجهله ول يدع إحصاء ما عمله يستبطىء نفسه ف العمل وهومن صال عمل على وجل يصبح‬
‫وشغله الذكر ويسي وهه الشك ‪ ،‬يبيت حذرا سنة النفل ويصبح فرحا با أصاب من الفضل‬
‫والرحة ورحته فيما يبقى وزهادة فيما يفن وقد قرن العلم بالعمل واللم بالعلم ‪ ،‬دائما نشاطه بعيدا‬
‫كسله قريبا أمله زل متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه مرزا دينه كاظما غيظه آمنا منه‬
‫ل أمره معدوما كبه بينا صبه كثيا ذكره ل يعمل شيئا من الي رياء ول يتركه حياء‬
‫جاره سه ً‬
‫أولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا أل شوقا اليهم ‪ ،‬فصاح هام صيحة فوقع مغشيا عليه فحركوه فإذا‬
‫هو قد فارق الدنيا فغسل وصلى عليه أمي الؤمني رضي ال عنه ومن معه " () قال الشيخ() ‪" :‬‬
‫فهذه صفة شيعة أهل البيت النبوي الت وصفهم با إمامهم وهي صفة خواص الؤمني ل من إشتغل‬
‫بالتعصبات والترهات ‪ ،‬لن بتلك الصفات تظهر علمة الحبة وهوطاعة الحبوب وإيثار مابه()‬
‫ومرضاته والتأدب بآدابه وأخلقه وعن هذا قال علي رضي ال عنه ‪ " :‬ل يتمع حبّي وبغض أب‬
‫بكر وعمر " لن التحقيق بالحبة يستوجب التخلق بلق الحبوب والخذ بديه وحب من أحبه ‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫تأليف المام المجدّد ‪ /‬محمد بن عبدالوهاب‬ ‫رسالة في الرد على الرافضة‬
‫ومن هدي علي رضي ال عنه حب أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم ‪ ،‬منحنا ال وإياكم‬
‫ذلك ‪ ،‬وجعلنا من الفائزين برسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل وأصحابه أجعي آمي آمي آمي‬
‫‪0‬‬

‫‪32‬‬

You might also like