Professional Documents
Culture Documents
رسالة
ف الرد على الرافضة
تأليف المام الجدّد
ممد بن عبدالوهاب
مع ملحق
اليات الحرّفة عند الرافضة
1
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
الهداء
راجيا من الول تبارك وتعال أن يرحهم ويزيهم عن السلم والسلمي خي الزاء وأن
يعل قبورهم روضة من رياض النة وأن يغفر لم ويشرهم مع عباده الصالي 0وأن
يعل ثواب هذا الهد التواضع ف ميزان حسناتم 0
المقدمة
المد ل رب العالي والصلة والسلم على خات النبياء والرسلي وعلى آله وصحبه ومن إقتفى أثره إل يوم
الدين 0
2
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
منذ فترة جاوزت العشر سني حينما كنت ببغداد تفضل بعض الفاضل بإهدائي صورة من مطوطة " الرد على
الرافضة " للمام الجدّد الشيخ ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال وجزاه سبحانه وتعال عن السلم والسلمي
خي الزاء وذلك بغية تقيقها والتعليق عليها لتتضح الصورة أمام الخدوعي بالشيعة والتشيع فوعدته بالنظر ف
الوضوع ،ولكن أمام زحة الحداث وعدم توفر فرصة ملئمة لذا المر ت تأجيله إل أن يهيء الول تبارك
وتعال فرصة أخرى ،وبعد هذه الفترة الطويلة أل بعض الخوة بضرورة تقيق الرسالة والتعليق عليها لسيما أن
كاتبها من الئمة العلم الذين إنتفعت بدعوته الباركة مشارق الرض ومغاربا ،فاستخرت ال تعال وقمت
بقراءة الرسالة قراءة فاحصة متأنية فوجدت أن الاجة تستدعي ضرورة السراع بالتحقيق والتعليق ل سيما ف
ظل الدعوات التهالكة من أجل التقريب بي السلمي والرافضة ،وقد سلك المام رحه ال تعال ف بثه عن
الرافضة مسلك الباحث الوضوعي الذي إعتمد ف كل جزئية تناولا على مراجع الرافضة وذلك شأن النصفي ،
ول غرو ف ذلك فهو رحه ال تعال سلك مسلك أئمة السلف ف الرد على الخالفي ل سيما وأن المام قد تأثر
إل حد كبي بنهج المامي العظيمي :إبن تيمية وتلميذه إبن القيم رحهما ال تعال ،فجاءت كتابته عن
الرافضة سديدة وموثقة ،وقد شرعت بالتعليق على الرسالة ف الامس عشر من شهر ربيع الول عام ألف
وأربعمائة وواحد عشرين وإنتهيت منها بفضل ال تعال ف العشرين من ذي الجة من نفس العام فلله تعال
المد والنة ،وعملي ينحصر ف التعليق على بعض الواضع الهمة ف الرسالة أو الطالب الت أعتقد أنا باجة إل
مزيد من اليضاح ،وإعتمدت على النسخة الت حققها فضيلة الستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد جزاه ال
خيا على إخراج رسالة المام رحه ال تعال وقد استفدت كثيا من تعليقاته على الرسالة ،وربا يعترض بعض
القراء على إثقال الوامش بالتعليقات ،والقيقة أن ذلك مرده ضرورة البيان والتفصيل ل الباهاة وتسويد
الصفحات وال تعال أعلم بالنيات 0ولتمام الفائدة ألقت بذه الرسالة ملحقا ذكرت فيه اليات الحرّفة عند
الرافضة من واقع مراجعهم لئل يتبجح أحد أن المام ممد بن عبدالوهاب رحه ال تعال افترى على الرافضة
بدعوى تريف القرآن ،وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي 0
3
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
5
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
المد ل الذي جعلنا من أهل السنة والصلة والسلم على عبده الذي اكمل علينا به النة وعلى آله
وأصحابه الذين حبهم وإتباع آثارهم أقوى جنّة ،أما بعد :
فهذا متصر مفيد للشيخ ممد بن عبد الوهاب تغمده ال بالرحة والرضوان ف بعض الرافضة الذين
رفضوا سنة حبيب الرحن ،واتبعوا ف غالب أمورهم خطوات الشيطان فضلوا وأضلوا عن كثي من
موجبات اليان بال وسعوا ف البلد بالفساد والطغيان يتولون أهل النيان ويعادون أصحاب النان
،نسأل ال العفو عن الفتتان من قبائحهم .
إن مفيدهم قال ف كتابه روضة الواعظي " :إن ال أنزل جبيل على النب صلى ال عليه وسلم بعد
توجهه إل الدينة ف الطريق ف حجة الوداع فقال :يا ممد إن ال تعال يقرئك السلم ويقول لك :
إنصب عليا للمامة ونبّه أمتك على خلفته 0فقال النب صلى ال عليه وسلم :يا أخي جبيل إن
ال بغّض أصحاب لعلي ،إن أخاف منهم أن يتمعوا على إضراري فاستعف ل رب 0فصعد جبيل
وعرض جوابه على ال تعال 0فأنزله ال تعال مرة أخرى 0وقال النب صلى ال عليه وسلم مثلما
قال أولً 0فاستعفى النب صلى ال عليه وسلم كما ف الرة الول 0ث صعد جبيل فكرّر جواب
النب صلى ال عليه وسلم ،فأمره ال تكرير نزوله معاتبا له مشدّدا عليه بقوله ) :يا أيها الرسول
بلّغ ما أُنزل اليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته ( فجمع أصحابه وقال :يا أيها الناس إن
عليا أمي الؤمني وخليفة رب العالي ،ليس لحد أن يكون خليفة بعدي سواه ،من كنت موله
فعلي موله ،اللهم وال من واله وعاد من عاداه 0انتهى 0
فانظر أيها الؤمن إل حديث هؤلء الكذبة الذي يدل على إختلقه ركاكة ألفاظه وبطلن أغراضه
ول يصح منه إل من كنت موله ،ومن إعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ،إذ فيه إتام العصوم
قطعا من الخالفة بعدم إمتثال أمر ربه إبتداءا وهو نقص ،ونقص النبياء عليهم الصلة والسلم
كفر () ،وأن ال تعال اختار لصحبته من يبغض أج ّل أهل بيته ،وف ذلك ازدراء بالنب صلى ال
عليه وسلم
ومالفة لا مدح ال به رسوله وأصحابه من أجل الدح ،قال ال تعال ( :ممد رسول ال والذين معه
ل من ال ورضوانا سيماهم ف
أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فض ً
6
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف النيل كزرع أخرج شطأه فآزره
فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار ،وعد ال الذين آمنوا وعملوا
الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) وإعتقاد ما يالف كتاب ال والديث التواتر كفر ،وأنه
صلى ال عليه وسلم خاف إضرار الناس وقد قال ال تعال ( :وال يعصمك من الناس ) قبل ذلك
كما هو معلوم بديهة وإعتقد عدم توكله على ربه فيما وعده نقص ،ونقصه كفر وإن فيه كذبا على
ال تعال ) ومن أظلم من إفترى على ال كذبا( وكذبا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ومن
إستحل ذلك فقد كفر ،ومن يستحل ذلك فقد نفسق ،وليس ف قوله :من كنت موله ،أن النص
على خلفته متصله ،ولو كان نصا لدّعاها علي رضي ال عنه لنه أعلم بالراد ،ودعوى إدّعائها
باطل ضرورة ،ودعوى علمه يكون نصا على خلفته وترك إدعائها تقية أبطل من أن يبطل 0
وما أقبح ملة قوم يرمون إمامهم بالُب والور والضعف ف الدين مع أنه أشجع الناس وأقواهم 0
ومنها إنكارهم صحة خلفة الصدّيق رضي ال عنه ،وإنكارها يستل تفسيق من بايعه واعتقد خلفته
حقا ،وقد بايعه الصحابة رضي ال عنهم حت أهل البيت كعلي رضي ال عنه ،وقد اعتقدها حقا
جهور المة ،واعتقاد تفسيقهم يالف قوله تعال ( :كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) إذ أي خي ف
أمة يالف أصحاب نبيها إياه ويظلمون أهل بيته بغصب أجلّ الناصب ويؤذونه بإيذائهم ويعتقد
جهورها الباطل حقا ( سبحانك هذا بتان عظيم ) 0ومن إعتقد ما يالف كتاب ال فقد كفر ،
والحاديث ف صحة خلفة الصدّيق وإجاع الصحابة وجهور المة على الق أكثر من أن تُحصر ،
ومن نسب جهور أصحابه صلى ال عليه وسلم إل الفسق والظلم ،وجعل إجتماعهم على الباطل
فقد إزدرى بالنب صلى ال عليه وسلم وإزدراؤه كفره ،ما أضيع صنيع قوم يعتقدون ف جهور النب
صلى ال عليه وسلم الفسق والعصيان والطغيان ،مع أن بديهة العقل تدل على أن ال تعال ل يتار
لصحبة صفيّه ونصرة دينه إل الصفياء من خلقه ،والنقل التواتر يؤيد ذلك -فلو كان ف هؤلء
القوم خي لا تكلموا ف صحب النب صلى ال عليه وسلم وأنصار دينه إل بي ،لكن ال أشقاهم
7
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
فخذلم بالتكلم ف أنصار الدين كل ميسر لا خلق له 0عن علي رضي ال عنه قال :دخلنا على
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا :يا رسول ال استخلف علينا 0قال :إن يعلم ال فيكم خيا
يول عليكم خيكم 0فقال علي رضي ال عنه :فعلم ال فينا خيا فولّى علينا خينا أبا بكر رضي
ال عنه 0رواه الدار قطن 0
وهذا أقوى حجة على من يدّعي موالة علي رضي ال عنه ،وعن جُبي بن مطعم قال " :أتت امرأة
إل النب صلى ال عليه وسلم فأمرها أن ترجع اليه ،فقالت :إن جئت ول أجدك -كأنا تقول
الوت ، -قال :إن ل تدين فأت أبا بكر" رواه البخاري ومسلم 0
وعن إبن عباس رضي ال عنه قال :جاءت إمرأة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم تسأله شيئا ،
فقال :تعودين ،فقالت :يا رسول ال إن عدت فلم أجدك -تعرض بالوت ، -فقال :إن جئت
فلم تدين فأت أبا بكر فإنه الليفة بعدي " رواه إبن عساكر 0
وعن إبن عمر رضي ال عنهما قال ":سعت رسول ال يقول :يكون خلفي إثنا عشر خليفة ،أبو
بكر ل يلبث إل قليل " رواه البغوي بسند حسن 0
وعن حذيفة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إقتدوا بالذين بعدي أب بكر
وعمر رضي ال عنهما " رواه أحد والترمذي وحسنه ابن ماجة والاكم وصححه ورواه الطبان
عن أب الدرداء والاكم عن ابن مسعود 0
وعن حذيفة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن ل أدري بقائي فيكم ،
فاقتدوا بالذين بعدي أب بكر وعمر رضي ال عنهما ،وتسكوا بدي عمار وما حدثكم إبن مسعود
فصدقوه " رواه أحد وغيه 0
وعن أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إقتدوا باللذين من بعدي أب بكر وعمر
رضي ال عنهما وإهتدوا بدي عمار وتسكوا بعهد إبن مسعود " رواه إبن عدي 0وعنه :بعثن بنو
الصطلق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أسأله إل من ندفع صدقاتنا بعدك 0فقال :إل أب
بكر 0رواه الاكم وصححه 0وعن عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف مرضه الذي مات فيه ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابا فإن أخاف أن يتمن متمن
ويقول قائل :أنا أول ،ويأب ال إل أبابكر 0رواه مسلم وأحد 0وهذا الديث يُخرج من يأب
8
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
خلفة الصديق عن الؤمني 0عن علي رضي ال عنه قال :قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم
":سألت ال أن يقدمك ثلثا فأب ال إل تقدي أب بكر " وف رواية زيادة " ولكن خات النبياء
وأنت خات اللفاء" رواه الدار قطن والطيب وإبن عساكر 0وعن سفينة قال :لا بن رسول ال
صلى ال عليه وسلم السجد وضع ف البناء حجرا وقال لب بكر :ضع حجرك إل جنب حجري
0ث قال لعمر :ضع حجرك إل جنب حجر أب بكر 0ث قال :هؤلء اللفاء بعدي " رواه إبن
حبان ،قال أبو زرعة :إسناده قوي ل بأس به ،والاكم وصححه والبيهقي 0
روي ف تفسي قوله تعال ( وإذ أس ّر النب إل بعض أزواجه ) الخبار بلفة أب بكر وعمر رضي ال
عنهما قيل يشي إل خلفة الصديق رضي ال عنه قوله تعال ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو
كافر فأولئك حبطت أعمالم ف الدنيا والخرة وأولئك هم أصحاب النار هم فيها خالدون ) لنه
هو الذي جاهد أهل الردة 0قوله تعال ( قل للمخلفي من العراب ستدعون إل قوم أُول بأس
شديد تقاتلونم أو يسلمون ) الية ،لنه هو الذي باشر قتال بن حنيفة الذين كانوا من أشد الناس
حي إرتدوا ،وقوله تعال ( وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض
كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم ) وقد مكن السلم بأب بكر
وعمر فكانا خليفتي حقي لوجود صدق وعد ال وما صح من قوله صلى ال عليه وسلم " اللفة
بعدي ثلثون " وف بعض الروايات " خلفة رحة" ،وف بعضها " خلفة النبوة " وما صح من أمره
صلى ال عليه وسلم أبا بكر ف مرض موته بإمامة الناس وهذا التقدي من أقوى إمارات حقيقة خلفة
الصديق وبه إستدل أجلء الصحابة كعمر وأب عبيدة وعلي رضي ال عنهم أجعي ،فهذه وما
شاكلها تسوّد وجوه الرافضة والفسقة النكرين خلفة الصديق رضي ال عنه 0
منها أنه روى الكشي منهم وهو عندهم أعرفهم بال الرجال وأوثقهم ف رجاله وغيه عن المام
جعفر الصادق رضي ال عنه وحاشاه من ذلك أنه قال " :لا مات النب صلى ال عليه وسلم ارتد
الصحابة كلهم إل أربعة :القداد و حذيفة وسلمان وأبو ذر رضي ال عنهم 0فقيل له :كيف حال
عمار بن ياسر ؟ 0قال :حاص حيصة ث رجع " هذا العموم الؤكد يقتضي إرتداد علي وأهل البيت
9
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
،وهم ل يقولون بذلك ،وهذا هدم لساس الدين لن أساسه القرآن والديث ،فإذا فرض إرتداد
من أخذ من النب صلى ال عليه وسلم إل النفر الذين ل يبلغ خبهم التواتر وقع الشك ف القرآن
والحاديث ،نعوذ بال من إعتقاد يُوجب هدم الدين 0وقد إتذ اللحدة كلم هؤلء الرافضة
حجة لم فقالوا :كيف يقول ال تعال ( كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) وقد ارتدوا بعد وفاة نبيهم
إل نو خسة أو ستة أنفس منهم لمتناعهم من تقدي أب بكر على علي وهو الوصى به 0
فانظر إل كلم هذا اللحد تده من كلم الرافضة ،فهؤلء أشد ضررا على الدين من اليهود
والنصارى ،وف هذه الفوة الفساد من وجوه :فإنا تُوجب إبطال الدين والشك فيه ،وتوّز كتمان
ما عُورض به القرآن ،وتوّز تغيي القرآن ،وتالف قوله تعال ( رضي ال عن الؤمني ) وقوله تعال
( رضي ال عنهم ورضوا عنه ) وقوله ف من آمن قبل الفتح وبعده ( وكلً وعد ال السن ) وقوله
ف حق الهاجرين والنصار ( أولئك هم الصادقون ) ( ،وأولئك هم الفلحون ) وقوله ( وكذلك
جعلناكم أمة وسطا لتكونا شهداء على الناس ) وقوله ( كنتم خي أمة أُخرجت للناس ) وغي ذلك
من اليات والحاديث الناصة على أفضلية الصحابة وإستقامتهم على الدين ،ومن إعتقد ما يالف
كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فقد كفر ،ما أشنع مذهب قوم يعتقدون إرتداد من
إختاره ال لصحبة رسوله ونصرة دينه 0
ومنها ما ذكروه ف كتبهم الديثية والكلمية أن عثمان رضي ال عنه نقص من القرآن ،فإنه كان
ف سورة " أل نشرح " بعد قوله تعال ( ورفعنا لك ذكرك ) وعليا صهرك ،فأسقطها بسد إشتراك
الصهرية ،قالوا وكانت سورة الحزاب مقدار سورة النعام ،فأسقط عثمان منها ما كان ف فضل
القرب 0قيل أظهروا ف هذه الزمنة سورتي يزعمون أنما من القرآن الذي أخفاه عثمان كل سورة
مقدار جزء وألقوها بآخر الصحف ،سوا إحداها سورة النورين وأخرى سورة الولء 0
يلزم من هذا تكفي الصحابة حت علي حيث رضوا بذلك فهي كالت قبلها ف الفاسد وتكذيب قوله
تعال ( :ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد ) وقوله ( إنا نن نزلنا
الذكر وإنا له لافظون ) ومن اعتقد عدم صحة حفظه من السقاط واعتقد ما ليس منه فقد كفر ،
ويلزم من هذا رفع الوثوق بالقرآن كله ،وهو يؤدي إل هدم الدين ،ويلزمهم عدم الستدلل به
10
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
والتعبد بتلوته إحتمال التبدّل ،ما أخبث قول قوم يدهم دينهم ،روى البخارى أنه قال إبن عباس
وممد بن النفية " :ما ترك رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ما بي الدفتي " 0
مطلب السب
ومنها إيابم سب الصحابة لسيما اللفاء الثلثة نعوذ بال ،رووا ف كتبهم العتبة عندهم عن
رجل من أتباع هشام الحول أنه قال :كنت يوما عند أب عبد ال جعفر بن ممد فجاءه رجل
خياط من شيعته وبيده قميصان ،فقال :يا ابن رسول ال خطت أحدها وبكل غرزة إبرة وحدت
ال الكب وبكل غرزة لعن البعد أب بكر وعمر -رضي ال عنهما -ث نذرت لك ما أحببته
لكمنهما فما تبه خذه وما ل تبه رده 0فقال الصادق :أحب ما ت بلعن أب بكر وعمر واردد اليك
الذي خيط بذكر ال الكب 0
فانظر إل هؤلء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إل أهل البيت من القبائح حاشاهم ،قال ال تعال :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) فإذا ل يكن أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم وسطا فمن يكون غيهم ؟ 0
وقال تعال ( :كنتم خي أمة أخرجت للناس ) فإذا ل يكن أصحابه من خيهم فمن يكون سواهم ؟
0وقال ( :والسابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين إتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم
ورضوا عنه وأع ّد لم جنات تري من تتها النار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) 0ومن
سب من رضي ال عنه فقد حارب ال ورسوله ،وقال ( :لقد رضي ال عن الؤمني إذ يبايعونك
تت الشجرة ) وكيف يسب من رضي عنه موله واصطفاه ،وقال تعال ( :ممد رسول ال
ل من ال ورضوانا
والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فض ً
سيماهم ف وجوههم من أثر السجود ) كيف يوز سب من يدحه ربه 0وقال تعال ( :ل يستوي
منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلً وعد
ال السن ) ومن وعده سيده النة كيف يسب ؟ 0وقال تعال ( :للفقراء الذين أُخرجوا من
ل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم الصادقون ) وقال
ديارهم وأموالم يبتغون فض ً
ف النصار ( :فأولئك هم الفلحون ) 0والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي ال عنهم فمن
سبهم فقد
11
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
خالف ما أمر ال من إكرامهم ومن إعتقد السوء فيهم كلهم أو جهورهم فقد كذّب ال تعال فيما
أخب من كمالم وفضائلهم ومكذّبه كافر 0قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :النجوم أمنة
السماء ،فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد ،وأنا أمنة لصحاب ،فإذا ذهبت أتى أصحاب ما
يوعدون ،وأصحاب أمنة لمت ،فإذا ذهب أصحاب أتى أمت ما يُوعدون " رواه مسلم 0
وقد صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم " :خي أمت قرن ث الثان ث الثالث ،وخي أمت أولا
وآخرها وف وسطها الكدر" رواه الاكم والترمذي ،وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أن ال
يفتح على الناس ببكة الصحابة ،وعن أب سعيد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " ل تسبوا
أصحاب فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم أو نصيفه " رواه
مسلم وغيه 0وعن عمر رضي ال عنه يقول " :ل تنسبوا أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم
فلمقام أحدهم ساعة خي من عمل أحدكم عمره " رواه ابن ماجة 0وقد صح عنه صلى ال عليه
وسلم أنه قال " :لعل ال اطلّع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم النة أوقد
غفرت لكم " 0وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال " :ل يدخل النار من حضر الديبية إن
شاء ال " ،وقد روي بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غي واحد وهو ثقة قال " :ل تسبوا
أصحاب لعن ال من سب أصحاب " ،وقد روي بأسانيد بعضها حسن عن ابن عباس قال :كنت
عند النب صلى ال عليه وسلم وعنده علي رضي ال عنه " يا علي سيكون ف أمت قوم ينتحلون
حب أهل البيت لم نبز يسمون الرافضة قاتلوهم فإنم مشركون " وقد تواتر عن النب صلى ال
عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة رضي ال عنهم خصوصا اللفاء الراشدين ،فإن ما ذكر ف
مدح كل واحد مشهور بل متواتر لن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مموع
أخبارهم العلم اليقين بكمال الصحابة وفضل اللفاء 0
فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت ف فضلهم والحاديث التواترة بجموعها ناصّة على كمالم
فمن اعتقد فسقهم أو فسق مموعهم وإرتدادهم وإرتداد وعظمهم عن الدين أو اعتقد سبهم
وإباحته أو سبهم مع إعتقاد حقية سبهم أو حلّيته فقد كفر بال تعال ورسوله فيما أخب من فضائلهم
وكمالتم الستلزمة لباءتم عما يوجب الفسق والرتداد وحقية السب وإباحته ومن كذبما فيما
ثبت قطعا صدوره فقد كفر ،والهل بالتواتر القاطع ليس بعذر وتأويله وصرفه من غي دليل معتب
ل لفرضيتها فإنه بذا الهل يصي كافرا وكذا لو
غي مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات المس جه ً
12
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
أوّلا على غي العن الذي نعرفه فقد كفر لن العلم الاصل من نصوص القرآن والحاديث الدالة
ص بعضهم بالسب فإن كان من تواتر النقل ف فضله وكماله كاللفاء
على فضهلم قطعي ،ومن خ ّ
فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
ومكذبه كافر ،وإن سبّه من غي إعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسّق لن سباب السلم فسوق ،
وقد حكم بعض فيمن سب الشيخي بالكفر مطلقا وال أعلم ،وإن كان من ل يتواتر النقل ف فضله
وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إل أن يسبه من حيث صحبته لرسول ال صلى ال عليه وسلم فإن
ذلك كفر ،وغالب هؤلء الرافضة الذين يسبون الصحابة ل سيما اللفاء يعتقدون حقية سبهم أو
إباحته بل وجوبه لنم يتقربون بذلك إل ال تعال حيث يرون ذلك من أج ّل أمور دينهم كما نقل
عنهم () ما أضل عقول قوم يتقربون إل ال تعال با يوجب لم خسران الدين وال الافظ 0
هذا وإن ل أعتقد كفر من كان عند ال مسلما ول إسلم من كان عنده كافرا بل أعتقد من كان
عنده كافرا كافرا ،وما صح عن العلماء من أنه ل يكفر أهل القبلة فمحمول على من ل يكن بدعته
مكفرة لنم اتفقت كلمتهم على تكفي من كانت بدعته مكفرة ،ول شك أن تكذيب رسول ال
صلى ال عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعا كفر ،والهل ف مثل ذلك ليس بعذر وال أعلم 0
مطلب التقية
ومنها إيابم التقية ،ورووا عن الصادق رضي ال عنه " :التقية دين ودين آبائي" حاشاه من ذلك
0وفسّر بعضهم قوله تعال ( :إن أكرمكم عند ال أتقاكم ) أكثركم تقية وأشدكم خوفا من الناس
وقد قال صلى ال عليه وسلم " :من فسّر القرآن برأيه فقد كفر " ونقل علماؤهم عن أحد ثقاتم
أنه قال " :إن جعفر الصادق رضي ال عنه نام ليلة عندنا ف خلوته الاصة ،ول يكن عنده إل من
ل رجليه وصلّى ساجدا على اللبد عاقدا
نشك ف تشيعه ،فقام للتهجد فتوضأ ماسحا أُذنيه غاس ً
ل ألقى بنفسه يقبلهما ويبكي
يديه ،فكنا نقول لعل الق ذلك ،حت سعنا صيحة ،فرأينا رج ً
ويعتذر ،فسئل عن حاله فقال :كان الليفة وأركان دولته يشكّون فيك وأنا كنت من جلتهم
فتهدت بالفحص عن مذهبك وقد انتهزت الفرصة مدة مديدة حت ظفرت هذه الليلة بأن دخلت
13
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
الدار واختفيت ول يطلع علّي أحد ،فالمد الذي أذهب ذلك عن وحسُن إعتقادي يا إبن بنت
رسول
ال صلى ال عليه وسلم ،ول يبقن على سوء ظن ،قال الشيخ :فعلمنا أن ال ل يُخفي عن
العصوم شيئا وعلمنا أن هذه كانت تقية منه 00انتهى 0
والفهوم من كلمهم أن معن التقية عندهم كتمان الق أو ترك اللزم أو إرتكاب النهي خوفا من
الناس ،وال أعلم 0فانظر إل جهل هؤلء الكذبة ،وبنوا على هذه التقية الشئومة كتم علي نص
خلفته ومبايعة اللفاء الثلثة وعدم تليص حق فاطمة رضي ال عنها من إرثها على زعمهم وعدم
التعرّض لعمر حي إغتصب بنته من فاطمة وغي ذلك ،قالوا فعل ذلك تقية قبحهم ال ،وقد
وردت نصوص كثية عن علي وأهل بيته دالة على براءتم عنها وإنا إفتراها عليهم الرافضة لترويج
مذهبهم الباطل ،وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالم لحتمال أنم قالوها أو
فعلوها تقية ،وإن أرادوا بقوله " ودين آبائي " النب صلى ال عليه وسلم ومن بعده ،فقد جوّزوا
عليه عدم تبليغ ما أمره ال تبليغه خوفا من الناس ،ومالفة أمر ال ف أقواله وأفعاله خوفا منهم
ويلزم من هذا عدم الوثوق بنبوته ،حاشاه عن ذلك ،ومن جوّز عليه ذلك فقد نقصه ،ونقص
النبياء كفر ،ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم البئي من ذلك 0
ومنها نسبتهم الصديقة الطيبة البأة عما يقولون إل الفاحشة وقد شاع ف هذه الزمنة بينهم ذلك
كما نقل عنهم ،قال تعال ( :إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم ل تسبوه شرا لكم بل هو خي
لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الث والذي تول كبه منهم له عذاب أليم لول إذ سعتموه ظن
الؤمنون والؤمنات بأنفسهم خيا وقالوا هذا إفك مبي لول جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن ل يأتوا
بالشهداء فأولئك عند ال هم الكاذبون ولول فضل ال عليكم ورحته ف الدنيا والخرة لسكم فيما
أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتسبونه هينا
وهو عند ال عظيم ولول إذ سعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بذا سبحانك هذا بتان عظيم
يعظكم ال أن تعودوا لثله أبدا إن كنتم مؤمني ويبي ال لكم اليات وال عليم حكيم إن الذين
14
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
يبون أن تشيع الفاحشة ف الذين آمنوا لم عذاب أليم ف الدنيا والخرة وال يعلم وأنتم ل تعلمون
ولول فضل ال عليكم ورحته وأن ال رءوف رحيم 0يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات
الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر ولول فضل ال عليكم ورحته ما
زكى منكم من أحد أبدا ولكن ال يزكي من يشاء وال سيع عليم ) وقال تعال ( :إن الذين يرمون
الحصنات الغافلت الؤمنات لعنوا ف الدنيا والخرة ولم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم
وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون يومئذ يوفيهم ال دينهم الق ويعلمون أن ال هو الق البي
البيثات للخبيثي والبيثون للخبيثات والطيبات للطيبي والطيبون للطيبات أولئك مبأون ما
يقولون لم معفرة ورزق كري ) 0
وقد روى عبد الرزاق وأحد وعبد بن حيد والبخاري وإبن جرير وإبن النذر وإبن أب حات وإبن
مردويه والبيهقي ف شعب اليان عن عائشة رضي ال عنها أنا البأة من هذه اليات 0وروى
سعيد ابن منصور وأحد والبخاري وابن النذر وإبن مردويه عن أم رومان رضي ال عنها ما يدل أن
عائشة رضي ال عنها هي البأة القصودة بذه اليات ،وروى البزار وإبن مردويه بسند حسن عن
أب هريرة ما يوافق ما تقدم ،وروى ابن مردويه والطبان عن ابن عباس رضي ال عنه مثلما سبق ،
وروى الطبان وابن مردويه عن ابن عمر رضي ال عنهما ما يطابق السابق ،وروى ابن مردويه
والطبان عن أب إياس النصاري ما يوافق ما تقدم ،وروى ابن أب حات والطبان عن سعيد بن
جبي ما يوافق ما تقدم ،وروى الطبان عن الكم بن عتيبة مثل ذلك ،وروى عن عبد ال بن
الزبي ما يوافقه ،وروى عن عروة بن الزبي وسعيد بن السيب وعلقمة ابن وقاص وعبد ال ابن
عبد ال بن عتبة بن مسعود وعمرة بنت عبد الرحن وعبد ال بن أب بكر بن حزم وسلمة بن عبد
الرحن بن عوف والقاسم ابن ممد بن أب بكر والسود بن يزيد وعباد بن عبد ال ابن الزبي
ومقسم مول ابن عباس وغيهم عن عائشة رضي ال عنها مثله ،وكونا هي البأة الرادة من
اليات مشهور بل متواتر ،فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع إعتقاده أنا زوجة
رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا بقيت ف عصمته بعد هذه الفاحشة فقد جاء بكذب ظاهر
واكتسب الث واستحق العذاب وظن بالؤمني سوءا وهو كاذب وأتى بأمر ظنه هينا وهو عند ال
عظيم ،وإتم أهل بيت النبوة بالسوء ومن هذا التام يلزم نقص النب صلى ال عليه وسلم ،ومن
نقصه فكأنا نقص ال ،ومن نقص ال ورسوله فقد كفر وهو بفعله هذا خارج عن أهل اليان
15
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومتبع لطوات الشيطان وملعون ف الدنيا والخرة ومكذّب ال ف قوله تعال ( :والطيبات للطيبي )
الية 0ومن كذّب ال فقد كفر ،ومن قذفها مع زعمه أنا ل تكن زوجته أو ل تبق ف عصمته بعد
هذه الفاحشة فإن قلنا :إنه ثبت قطعا أنا هي الرادة بذه اليات وهوالظاهر يلزم من قذفها ما تقدم
من القبائح ،والاصل أن قذفها كيفما كان يُوجب تكذيب ال تعال ف إخباره عن تبئتها عما يقول
القاذف فيها ،وقد قال بعض الحققي من السادة " :وأما قذفها الن فهو كفر وإرتداد ول يكتفي
فيه باللد لنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتب ال كما مر فيُقتل ردة وإنا اكتفى صلى ال عليه
وسلم بلدهم أي من تذفها ف زمنه مرة أو مرتي لن القرآن ما كان أنزل ف أمرها فلم يكذبوا
القرآن وأما الن فهو تكذيب للقرآن ،أما نتأمل ف قوله تعال ( :يعظكم ال أن تعودوا لثله ) الية
،ومكذّب القرآن كافر فليس له إل السيف وضرب العنق " انتهى 0ول يالف هذا قوله :
ل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تت عبدين من عبادنا صالي فخانتاها
( ضرب ال مث ً
فلم يغنيا عنهما من ال شيئا) الية لنه روى عبد الرزاق والفرياب وسعيد بن منصور وعبد بن حيد
وإبن أب الدنيا ف الصمت وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والاكم وصححه من طرق ابن
عباس رضي ال عنه ف قوله تعال ( :فخانتاها ) :أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس إنه
منون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتهما ،وروى ابن عساكر عن
أشرس يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما بغت امرأة نب قط " وروى إبن جرير عن
ماهد ":ل ينبغي لمرأة كانت تت نب أن تفجر" ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم الؤمني زوجة
رسول رب العالي صلى ال عليه وسلم ف الدنيا والخرة كما صح ذلك عنه فهو من ضرب عبد
ال بن أب سلول رأس النافقي ولسان حال رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :يا معشر
السلمي من يعذرن فيمن آذان ف أهلي " ( إن الذين يؤذون ال ورسوله لعنهم ال ف الدنيا
والخرة وأعد لم عذابا مهينا والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما إكتسبوا فقد احتملوا بتانا
وإثا مبينا ) فأين أنصار دينه ليقولوا نن نعذرك يارسول ال فيقومون بسيوفهم إل هؤلء الشقياء
الذين يكذّبون ال ورسوله ويؤذونما والؤمني فيبيدونم ويتقربون بذلك إل رسول ال صلى ال
عليه وسلم ويستوجبون بذلك شفاعتهم ،اللهم إنا نبأ اليك من قول هؤلء الطرودين 0
مطلب تكفي من حارب عليا
16
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومنها تكفي من حارب عليا رضي ال عنه ،مرادهم بذلك عائشة وطلحة والزبي وأصحابم
ومعاوية وأصحابه ،وقد تواتر منه صلى ال عليه وسلم ما يدل على إيان هؤلء وكون بعضهم
مبشرا بالنة ،وف تكفيهم تكذيب لذلك فإن ل يصيوا كفرة بذا التكذيب فل شك أنم يصيون
فسقة وذلك يكفي ف خسارتم ف تارتم 0
ومنها إستهانتهم بأساء الصحابة ولسيما العشرة وقد تواتر عنه صلى ال عليه وسلم ما يدل على
وجوب تعظيمهم وإكرامهم ،وقد أرشد ال تعال إل ذلك ف مواضع من كتابه ،ويلزم من إهانة
هؤلء إياهم إستخفافهم لذلك عندهم ،ومن إعتقد منهم ما يُوجب إهانتهم فقد كذّب رسول ال
صلى ال عليه وسلم فيما أخب من وجوب إكرامهم وتعظيمهم ،ومن كذّبه فيما ثبت عنه قطعا فقد
كفر 0
ومن عجب أنم يتجنبون التسمية بأساء الصحاب ويسمون بأساء الكلب فما أبعدهم عن
الصواب وأشبههم بأهل الضلل والعقاب 0
ومنها دعواهم إنصار اللفة ف إثن عشر فإنم كلهم بالنص والبصار عمن قبله وهذه دعوى بل
دليل مشتملة على كذب فبطلنا أظهر من أن يبي ويتوسلون با إل بطلن خلفة من سواهم ،ف
ذلك تكذيب لنصوص واردة ف خلفة اللفاء الراشدين وخلفة قريش .
مطلب العصمة
ومنها إيابم العصمة للثن عشر بناء على أن العصمة عندهم شرط ف المامة وبطلن هذا أظهر
ويلزم من إعتقادهم هذا مشاركة الئمة الثن عشر النبياء ف وصف العصمة ،فإن قلنا :إنا
17
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
مصوصة بم ل يوجد ف غيهم أو ل تلزم لغيهم فإثباتا للئمة جرم جسيم ،قال ف التجريد ":
ل للغرض " 0قال شارحه " :اختلفوا ف أن المام هل
المام لطف فيجب نصبه على ال تصي ً
يب أن يكون معصوما أم ل ،فذهبت المامية والساعيلية إل وجوبه والباقون بلفه " ث قال ف
الت وإمتناع التسلسل " :يوجب عصمة المام إل آخر ما ذكر والظاهر أن إياب العصمة لئمتهم
من اكذابم وإفترائهم ل يرد به دليل من الكتاب ول من السنة ول من الجاع ول من القياس
الصحيح ول من العقل السليم قاتلهم ال أن يؤفكون " 0
ومنها :أنه قال ابن الطهر اللي " :اجتمعت المامية على أن عليا بعد نبينا أفضل من النبياء غي
أول العزم وف تفضيله عليهم خلف قال وأنا من التوقفي ف ذلك وكذلك الئمة من آله" 0وقال
الطوسي ف تريده ":وعلي أفضل الصحابة لكثرة جهاده إل أن قال :وظهور العجزات عنه
وإختصاصه بالقرابة والخوة ووجوب الحبة والنصرة ومساواة النبياء انتهى " وقال الشارح "
ويؤيده قوله صلى ال عليه وسلم ":من أراد أن ينظر إل آدم ف علمه وإل نوح ف تقواه وإل
ابراهيم ف حلمه وإل موسى ف هيبته وإل عيسى ف عبادته فلينظر إل علي بن أب طالب " فإنه
أوجب مساواته النبياء ف صفاتم انتهى " 0وف صحة هذا نظر ،وبعد فرض صحته ل يوجب
الساواة لن الشاركة ف بعض الوصاف ل تقتضي الساواة كما هو بديهي ،ومن اعتقد ف غي
النبياء كونه أفضل منهم ومساويا لم فقد كفر ،وقد نقل على ذلك الجاع غي واحد من
العلماء ،فأي خي ف قوم إعتقادهم يوجب كفرهم 0
ومنها :أن السن بن علي ل يعقب وأن عقبه انقرض وأنه ل يبق من نسله الذكور أحد ،وهذا
القول شائع فيهم وهم ممعون عليه ول يتاج إل إثباته كذا قيل ،ومنهم من يدعي أن الاج مثلهم
كلهم وتوصلوا بذلك إل أن يصروا المامة ف أولد السي ،ومنهم ف إثن عشر وأن يبطلوا
18
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
إمامة من قام بالدعوة من آل السن مع فضلهم وجللتهم واتفاقهم بشروط المامة ومبايعة الناس
لم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بيث أنم كلهم بلغوا درجة الجتهاد الطلق فقاتلهم ال أن
يؤفكون ،انظر إل هؤلء العداء لل البيت الؤذين رسول ال صلى ال عليه وسلم وفاطمة بإنكار
نسب من يثبت قطعا أنه من ذرية السن رضي ال عنه وثبوت نسب ذريته متواتر ل يفى على ذي
بصية ،وقد عدّ صلى ال عليه وسلم الطعن ف النساب من أفعال الاهلية ،وقد ورد ما يدل على
أن الهدي من ذرية السن رضي ال عنه كما رواه أبو داود وغيه 0
ومنها أنه قال اللي ف شرح التجريد " :اختلف الئمة ف غي الثن عشرية من الفرق السلمية
هل يرجون من النار ويدخلون النة أم يلدون فيها بأجعهم قال :والكثرون على الثان ،وقال
شرذمة بالول ،وقال ابن نوبت :يرجون من النار ول يدخلون النة بل هم بالعراف 0انتهى
0وهذا مبن على مذهبهم اعتقادهم أهل النة كفارا أوفساقا مع إعتقادهم أن الفاسق ل يرج من
النار أبدا ،وهذا يستلزم تكذيب ما صح عنه صلى ال عليه وسلم من إخراج عصاة الوحدين من
النار وما ورد ف فضل السواد العظم الذين هم أهل السنة ،وقد صح أن الصحابة وأخيار التابعي
مذهب أهل السنة مذهبهم وقولم ،هذا يُشبه قول أهل الكتاب حيث قالوا ( :لن يدخل النة إل
من كان هودا أو نصارى ) وكذلك هؤلء يقولون بأفواههم لن يدخل النة إل من كان رافضيا
انظر كيف يفترون على الكذب بل أفعالم تقتضي حرمانم عنها 0
ومنها :أنم جعلوا مالفة أهل السنة والماعة الذين هم على ما ( عليه ) رسول ال صلى ال عليه
ل للنجاة ،فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ،وإن تركوا شيئا فعلوه
وسلم وأصحابه أص ً
فخرجوا بذلك عن الدين رأسا ،فإن الشيطان سوّل لم وأملى لم ،وإدّعوا بأن هذه الخالفة علمة
أنم الفرقة الناجية ،وقد قال صلى ال عليه وسلم " :الفرقة الناجية هي السواد العظم وما أنا
19
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
عليه() وأصحاب () " فلينظر إل الفرق ومعتقداتم وأعمالم ،فما وافقت النب صلى ال عليه وسلم
وأصحابه هي الفرقة الناجية ،وأهل السنة هم التبعون لثاره صلى ال عليه وسلم وآثار أصحابه
كما ل يفى على منصف ينظر بعي الق ،فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ،وآثار النجاة
الظاهرة فيهم لستقامتهم على الدين من غي تريف وظهور مذهبهم وشوكتهم ف غالب البلد
ووجود العلماء الحققي والحدثي والولياء والصالي فيهم ،وقد نزع الولية عن الرافضة فما
سع فيهم ول قط 0
مطلب الرجعة
ومنها :أنه ما قال أضلهم ممد بن بابويه القمي ف عقائده ف مبحث اليان بالرجعة فإنم عليهم
الصلة قالوا :من ل يؤمن برجعتنا فليس منا واليه ذهب جيع علمائهم 0قالوا :إن النب صلى ال
عليه وسلم وعليا رضي ال عنه والئمة الثن عشر ييون ف آخر الزمان ويشرون بعد خروج
الهدي وبعد قتله الدجال ويُحي كل من اللفاء الثلثة وقتلة الئمة ،فيقتل النب صلى ال عليه
وسلم اللفاء حدا والقتلة قصاصا ويصلبون الظالي ،ويبتدئون بصلب أب بكر وعمر على شجرة
فمن قائل قائل يقول :إن تلك تكون رطبة فتجف تلك الشجرة بعد أن صلبا عليها فيضل بذلك
خلق كبي من أهل الق ،ويقولون ظلمناهم ،ومن قائل يقول :الشجرة تكون يابسة فتخضر بعد
الصلب ويهتدي به جم غفي من مبيهما ،قيل ذكروا ف كتبهم أن تلك الشجرة نلة وأنا تطول
حت يراها أهل الشرق والغرب وأن الدنيا تبقى بعد ذلك خسي ألف سنة وقيل مائة وعشرين ألف
سنة لكل إمام من الثن عشر ألف سنة ،وقال بعضهم إل الهدي فإن له ثاني ألف سنة ث يرجع
آدم ث شيث ث إدريس ث نواح ث بقية النبياء إل أن ينتهي إل الهدي وأن الدنيا غي فانية وأن
الخرة غي آتية كذا نقل عنه وال أعلم 0
فانظر أيها الؤمن إل سخافة رأي هؤلء الغبياء يتلقون ما يرده بديهة العقل وصراحة النقل ،
وقولم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعا ف اليات والحاديث من عدم رجوع الوتى إل الدنيا ،
فالجادلة مع هؤلء المر تضيع الوقت ،لو كان لم عقل لا تكلوا أي (شيء) يعلهم مسخرة
20
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
للصبيان ويج كلمهم أساع أهل اليقان لكن ال سلب عقولم وخذلم ف الوقيعة ،ف خُلّص
أوليائه لشقاوة سبقت لم 0
ومنها :زيادتم ف الذان والقامة والتشهد بعد الشهادتي أن عليا ول ال ،وهذه بدعة مالفة
للدين ل يرد با كتاب ول سنة ول يكن عليها إجاع ول فيها قياس صحيح ومالفة لهل مذهبهم
فردها ل يتاج اليه 0
ومنها :تويزهم المع بي الظهر والعصر والغرب والعشاءين غي عذر ،وقد روى الترمذي قال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من جع بي صلتي بغي عذر فقد أتى بابا من الكبائر" ،
وقد ورد أن من أشراط الساعة تأخي الصلة عن وقتها ،وما روي عن إبن عباس رضي ال عنه من
المع بي العصرين والعشاءين فمؤول بتأخي الول إل آخر وقتها وأداء الخرى ف أول وقتها وال
أعلم ،قيل إن سبب جعهم بي الظهرين والغربي طول الدهر مع إختيار التأخي فيهما هو أنه
ينتظرون القائم الختفي ف السرداب ليقتدوا به فيؤخرون الظهر إل العصر إل قريب غروب
الشمس فإذا يئسوا من المام واصفرت الشمس وصارت بي قرن شيطان نقروا عند ذلك كنقر
الديك فصلوا الصلتي من غي خشوع ول طمأنينة فرادى من غي جاعة ورجعوا خائبي خاسرين
نسأل ال العفو والعافية ،وقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالبل على ذلك السرداب وصياحهم بأن
يرج اليهم أضحوكة لول اللباب ولقد أحسن القائل شعرا :
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتوه بهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكـم ثلثتم العنقاء والغيلنا
مطلب العصمة
21
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومنها :إشتراطهم كون المام معصوما وإيابم على ال عدم إخلء الزمان من إمام معصوم وحصر
المام العصومي ف إثن عشر وبطلن هذا وتناقضه وإشتماله على سوء الدب مع ال أظهر من
أن يذكر ،وأبطلوا بذا القول الباطل الماعة ف الصلة الت هي من أعلى شعائر السلم ،لكنهم
ليس لم نصيب منها فحُرموا هذه الكرامة العلية 0
مطلب التعة
ومنها :إباحتهم نكاح التعة ،بل يعلونا خيا من سبعي نكاحا دائما ،وقد جوّز شيخهم الغال
علي بن العال أن يتمتع إثنا عشر نفسا ف ليلة واحدة بإمرأة واحدة ،وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا
،فمن خرجت قرعته كان الولد له ،قلت هذا مثل أنكحة الاهلية الت أبطلها الشرع كما ف
الصحيح وعن علي أنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن نكاح التعة ،رواه البخاري
ومسلم وغيها 0وعن سلمة ابن الكوع رضي ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم أباح نكاح التعة
ث حرمها ،رواه الشيخان ،وروى مسلم ف صحيحه عن سبة نو ذلك وعن إبن عمر " :نانا
عنها ـ يعن التعة ـ رسول ال صلى ال عليه وسلم " رواه الطبان بإسناد قوي ،وقد نُقل عن
إبن عباس رجوعه عنها وروى الطبان عن أب هريرة رضي ال عنه " :هدم التعة النكاح والطلق
والعدة والياث " وإسناده حسن وعن إبن عباس رضي ال عنه قال " :كانت التعة ف أول
السلم حت نزلت هذه الية ( حرمت عليكم ) وتصديقها من القرآن ( إل على أزواجهم أو ما
ملكت أيانم ) وما سوى هذا فهو حرام " رواه الطبان و البيهقي والاصل :أن التعة كانت
حللً ث نسخت وحرمت تريا مؤبدا ،فمن فعلها فقد فتح على نفسه باب الزنا 0
ومنها :إباحتهم النكاح بل ول ول شهود وهذا هو الزنا بعينه ،فإن اللّي منهم " :ول يشترط ف
نكاح الرشيدة الول ول يشترط الشهود ف شيء من النكحة ولو تآمرا على الكتمان ل يبطل
انتهى" 0
22
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
عن عمران بن حصي أنه صلى ال عليه وسلم قال " :ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " رواه
الشافعي والطبان والدار قطن والبيهقي وهذا وإن كان منقطعا فإن أهل العلم يقولون به ،وعن
أب موسى قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":ل نكاح إل بول " رواه أحد والترمذي
وإبن ماجه والاكم وقال :وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النب صلى ال عليه وسلم عائشة
وزينب بنت جحش قال :وف الباب عن علي أنه قال " :ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " وابن
عباس وغيها وسرد تام ثلثي صحابيا وعن عائشة رضي ال عنها قالت :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :أيا امرأة أنكحت نفسها بغي إذن وليها فنكاحها باطل " رواه الشافعي وأحد
وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأبوعوانة وإبن حبان والاكم وعن أب هريرة رضي ال عنه قال :
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل تنكح الرأة الرأة ول نفسها إنا الزانية الت تنكح نفسها
" وف لفظ ":الت تنكح نفسها هي الزانية " رواه ابن ماجة والدار قطن وعن عكرمة بن خالد قال :
" جعت الطريق ركبا فجعلت امرأة منهن ثيب أمرها بيد رجل غي ول فأنكحها فبلغ ذلك عمر
فجلد الناكح والنكح " رواه الشافعي والدار قطن وروى الدار قطن عن الشعب قال " :ما كان
أحد من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أشد ف النكاح من علي بن أب طالب كان يضرب فيه "
رواه الشافعي والدار قطن قد روى ابن خيثمة مرفوعا " :ل نكاح إل بول وشاهدي عدل " وعن
أب هريرة مرفوعا وموقوفا " :ل نكاح إل بأربعة خاطب وول وشاهدين" وعن إبن عباس رضي ال
عنه قال " :أدن ما يكون ف النكاح أربعة الذي يتزوج والذي يزوّج وشاهدان " رواه ابن أب شيبة
وصححه البيهقي ورواه الدار قطن وعن عائشة رضي ال عنها نو ذلك ،وروى الترمذي عن ابن
عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :البغايا اللت ينكحن أنفسهن بغي بينه "
وروى مالك عن أب الزبي أن عمر أتى بنكاح ل يشهد عليه إل رجل وامرأة قال " :هذا نكاح
السر ول أُجيزه ولو كنت تقدمت فيه لرجته " وعن عبد ال بن الزبي أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " :أعلنوا النكاح " رواه أحد والاكم وصححه ،قال بعض السادة :وإذا طرق سعك
ما سردنا عليك من الحاديث فقد ظهر لك بطلن مذهبهم ف تويزهم النكاح بغي ول ول شهود
وال أعلم 0
23
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومنها :تويزهم وطء الارية للغي بالباحة ،قال اللّي :يوز إباحة المة للغي بشرط كون البيح
مالكا لوقته جائز التصرف وكون المة مباحة بالنسبة إل من أُبيحت له 0ويكفي ف رد هذا الباطل
قوله تعال ) والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم ()( ومعلوم قطعا
أن وطأها ليس بالنكاح ول بلك اليمي ،وقوله تعال ) ول تكرهوا فتياتكم على البغاء()( 0
ومنها :تويزهم المع بي الرأة وعمتها وبي الرأة وخالتها وعلى هذا ما ورد عن علي رضي ال
عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل تنكح الرأة على عمتها ول العمة على بنت
أخيها ول الرأة على خالتها والالة على بنت أخيها ول تنكح الصغرى على الكبى ول الكبى
على الكبى " رواه البزار 0
وعن إبن عباس رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم " :ل تنكح الرأة على عمتها " بثل
حديث علي ،رواه أحد وأبو داود والترمذي وإبن حبان وزاد عن إبن عباس " إنكم إذا فعلتم
فطعتم أرحامكم " وروى إبن ماجه عن أب سعيد نوه 0وروى إبن حبان عن إبن عمر رضي ال
عنه نوه ،وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن أب هريرة نو ذلك ،وروى أحد والبخاري
والترمذي والنسائي عن جابر نو ذلك ،وكلها مرفوعة ،ونقل إبن عبد الب الجاع على حرمة
ذلك() وبذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركا لا أمر ال وإتيانا لا حرّمه ،وإن كثيا منهم
ل ،وقد
ناشئ عن نطفة خبيثة موضوعة ف رحم حرام ،ولذا ل ترى منهم إل البيث إعتقادا وعم ً
قيل :كل شيء يرجع إل أصله 0
ومنها :إباحتهم إتيان الزوجة والملوكة ف الدبر وقد صح عن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه
ما يدل على أن الراد من قول ( :نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم ) هو التيان ف القُبُل
،وإليه يرشد لفظ الرث ،بل هو نص ف ذلك 0وقد ورد عنه صلى ال عليه وسلم لعن من فعل
24
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ذلك ف الدبر وإطلق الكفر عليه ،فهو خليق أن يكون حراما قطعيا ياف على مستحله الكفر ،
ال الافظ 0
مطلب مسح الرجلي
ومنها :إيابم السح على الرجلي ومنع غسلهما والسح على الفي وقد صح عن رسول ال صلى
ال عليه وسلم الذي قال ال فيه ( :وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل اليهم ) برواية علي
رضي ال عليه غسلهما والمر به ،وكذا عنه برواية عثمان وإبن عباس وزيد بن عاصم ومعاوية بن
مرة والقداد بن معد يكرب وأنس وعائشة وأب هريرة وعبد ال بن عمر وعمرو بن عنبسة وغيهم
0وقد صح عنه ":ويلٌ للعقاب من النار" فمجموع ما ورد عنه ف غسلهما فعلً وقو ًل يفيد العلم
الضروري اليقين ومن أنكر ذلك فقد أنكر التواتر ،وحال منكره معلوم أقل مراتبه أن يكون فاسقا
بل تكون صلته باطلة فيُبعث يوم القيامة مصليا بل طهارة شرعية وال أعلم 0
وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم برواية نو خسي من الصحابة أو ثاني أو أزيد السح على
الفي فمنكره مبتدع 0فل خي ف قوم يتركون التواتر من فعله صلى ال عليه وسلم الذي يب
إتباعه ف جيع أموره ،من إتبعه وصل ومن ل يتبعه ض ّل وإنفصل ،أحيانا ال على سنته وأماتنا على
ملته وحشرنا ف زمرته 0
25
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
بن ممد أن قوما يزعمون أن من طلّق ثلثا بهالة رد إل السنة يعلونا واحدة يروونا عنكم 0قال
:معاذ ال أن يكون هذا من قولنا ،من طلّق ثلثا فهو كما قال () 0
وتعرف بذا وأضرابه إفتراء الرافضة الكذبة على أهل البيت وأن مذهبهم مذهب أهل السنة
والماعة ،وروي غي واحد من الصحابة ما يوافق هذا 0وروي عن السن رضي ال عنه ما يؤيد
ذلك 0فهؤلء المامية خارجون عن السنة بل اللّة ،واقعون ف الزنا وما أكثر ما فتحوا على
أنفسهم أبواب الزنا ف القُبُل والدبر ،فما أحقهم بأن يكونوا أولد الزنا ،حانا ال وإياكم معاشر
الخوان من إتباع خطوات الشيطان 0
ومنها :قولم إن ال ل يقدّر شيئا ف الزل وأن ال ل يرد شرا ول يريده ،وقد روى مسلم أن قوله
تعال ":إنا كل شيء خلقناه بقدر " نزلت حي نازل الشركون فيه ،وقد قال بعض السادة :قد
رويت ف إثبات القدر وما يتعلق به أحاديث رويت عن أكثر من مائة صحاب رضي ال عنهم ،وقد
ورد عنه صلى ال عليه وسلم " :لكل أمة موس وموس هذه المة الذين ل يقولون ل قدر " 0
ل كلية وجزئية وعلم ما يتعلق
فإذا علمت ذلك فإعلم أن ال علم الشياء قبل وجودها إجالً وتفصي ً
به وقدّر ف الزل لكل شيء قدرا فل يزيد ول ينقص ول يتقدم ول يتأخر ،وأنه ل يوجد شيء إل
بإرادة ال ومشيئته وال بكل شيء عليم ،وما قدّر ال يكون وما شاء كان وما ل يشأ ل يكن ،
وثبت ذلك ببداهة العقل وتواتر النقل وعلم يقينا ،فمن أنكر هذا البديهي والتواتر فإن ل يصر
كافرا فل أقل ( من ) أن يصي فاسقا .
ومن قبائحهم تشابهم باليهود ولم بم مشابات منها :أنم يضاهون اليهود الذين رموا مري
الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول ال صلى ال عليه وسلم عائشة البأة بالبهتان وسلبوا بسبب
ذلك اليان ،ويشابونم ف قولم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فإفترعها مشرك بقولم
إن عمر إغتصب بنت علي رضي ال عنه ،وبلبس التيجان فإنا من ألبسة اليهود ،وبقص اللحى أو
26
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
حلقها أو إعفاء الشوارب ،هذا دين اليهود وإخوانم من الكفر ،ومنها أن اليهود مسخوا قردة
وخنازير ،وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة ف الدينة النورة وغيها بل قد قيل إنم تسخ
صورهم ووجوههم عند الوت وال أعلم 0
ومنها(ترك) المعة والماعة وكذلك اليهود فإنم ل يصلون إل فرادى 0ومنها :تركهم آمي وراء
المام ف الصلة فإنم ل يقولون آمي يزعمون أن الصلة تبطل به ( ،ومنها :تركهم تية السلم
فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة ) ومنها :خروجهم من الصلة بالفعل وتركهم السلم ف
الصلة فإنم يرجون من الصلة من غي سلم بل يرفعون أيديهم ويضربون با على ركبهم كأذناب
اليل الشّمّس 0
ومنها :شدة عدوانم للمسلمي وأخب ال عن اليهود ( :لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا
اليهود ) وكذلك هؤلء أشد الناس عداوة لهل السنة والماعة حت إنم يعدونم أناسا فقد
شابوا اليهود ف ذلك ومن خالطهم ل يُنكر وجود ذلك فيهم 0
ومنها :أنم يمعون بي الرأة وعمتها وبي الرأة وخالتها يشابون اليهود فإنم كانوا يمعون ف
شرع يعقوب بي الختي 0
ومنها :قولم إن من عداهم من المة ل يدخلون النة بل يُخلدون ف النار ،وقد قال اليهود
والنصارى ( :لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى )0
ومنها :إتاذهم الصور اليوانية كاليهود والنصارى ،وقد ورد الوعيد الشديد ف تصوير الصور
ذات الرواح ،ف البخاري وغيه أنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لعن ال الصورين "
وأنه قال ":إن الصوّر يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوّره وليس بنافخ ول تدخل اللئكة
بيتا فيه صورة ذات روح 0
ومنها :تلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا عليا وحسينا وزيدا وغيهم رضي ال عنهم ،قبحهم
ال ما أعظم دعواهم ف حب أهل البيت وأجنبهم عن نصرهم ،وقد قال اليهود لوسى ( :إذهب
أنت وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون )0
27
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومنها :أن اليهود مسخوا ،وقد روي :إن كان خسف ومسخ ففي الكذبي بالقدر وهؤلء
مكذبون به ،وقد خسف بقرى كثية مرات عديدة من بلد العجم 0
ومنها :أن اليهود ضربت عليهم الذلة والسكنة أينما كانوا وكذلك هؤلء ضربت عليهم الذلة حت
أحيوا التقية من شدة خوفهم وذلم 0
ومنها :أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون :هذا من عند ال ،وكذلك هؤلء يكتبون
الكذب ويقولون هذا من كلم ال ويفترون الكذب على رسوله صلى ال عليه وسلم وأهل بيته
رضي ال عنهم 0
ومن مشابتهم النصارى :أنم عبدوا السيح كذلك غلة هؤلء عبدوا عليا وأهله رضي ال عنهم ،
ومنها أن النصارى أطرت عيسى ،كذلك غلة الرافضة أطروا أهل البيت حت ساووهم بالنبياء .
ومنها :جاعهم النساء ف الدبار حالة اليض وكانت النصارى تامع النساء ف الحيض .
ومنها :أن لبس بعضهم يشبه لبس النصارى 0
مشابتهم الجوس
ومن مشابتهم الجوس :إنم قالوا بإلي :النور والظلمة ،وهؤلء يقولون :ال خالق الي
والشيطان خالق الشر 0ومنها :أن الجوس ينكحون الحارم كذلك غلة الشيعة يفعلون ذلك 0
ومنها :الجوس تناسخيون وكذلك ف غلتم تناسخيون ،ومن قبائح الرافضة أنم يتخذون يوم
موت السي مأتا فيتركون الزينة ويظهرون الزن ويمعون النوائح يبكي ويصورون صورة قبور
السي رضي ال عنه ويزينونا ويطوفون با ف السكك ويقولن :يا حسي ،ويسرفون ف ذلك
إسرافا مرما وكل ذلك بدعة ،أما ترك الزينة فمن الحداد الذي حرمه رسول ال صلى ال عليه
وسلم كما ورد ذلك ف الصحيح ،وأما النياحة فمن أعظم منكرات الاهلية ويترتب على ما
يفعلون من النكرات والحرمات كما ل يصى ،وكل ذلك بدعة ومنكر وفاعله والراضي به والعي
عليه والجي فيه كلهم مشاركون ف البدعة ،فاللزم على كل مؤمن منع هؤلء البتدعة من هذه
البدعة القبيحة ومن سعى ف إبطالا ملصا ل تعال يُرجى له الثواب الزيل 0
28
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
قال الشيخ ابن تيمية النبلي الران رحه ال " :اعلم وفقن ال وإياك أن ما أصيب به السي
رضي ال عنه من الشهادة ف يوم عاشوراء إنا كان كرامة من ال عز وجل أكرمه با ومزيد حظوة
ورفع درجة عند ربه وإلاقا له بدرجات أهل بيته الطاهرين وليهينن من ظلمه واعتدى عليه ،وقد
قال النب صلى ال عليه وسلم لا سئل أي الناس أشد بلء ،قال :النبياء ث الصالون ث المثل
فالمثل يبتلى الرجل حسب دينه فإن كان ف دينه صلبة زيد ف بلئه وإن كان ف دينه رقة خفّف
عنه ول يزال البلء بالؤمن حت يشي على الرض وليس عليه خطيئة فالؤمن إذا حضر عاشوراء
وذكر ما أُصيب به السي يشتغل بالسترجاع ليس إل كما أمره الول عز وجل عند الصيبة ليحوز
الجر الوعود ف قوله ) :أولئك عليهم صلوات من ربم وأولئك هم الهتدون( ويلحظ ثرة
البلوى وما أعدّه ال للصابرين حيث قال ( :إنا يوف الصابرون أجرهم بغي حساب ) ويشهد أن
ذلك البلء من البلي فيغيب برؤية وجدان مرارة البلء وصعوبته قال تعال ( :فاصب لكم ربك
فإنك بأعيننا ) وقيل لبعض الشطار :مت يهون عليك الضرب والقطع 0فقال :إذا كنا بعي من
نواه فنعد البلء رخاء والفاء وفاء والحنة منحة ،فالعاقل يستحضر مثل هذا ف ذلك الوقت
ويستصغر ما يرد عليه من مصائب الدنيا وشدائدها وبلئها ويتسلى ويتعزى با يصيبه من ذلك
ويشتغل يومه ذلك با استطاع من الطاعات والعمال الصاله لثه صلى ال عليه وسلم على صوم
يوم عاشوراء فبكل ذلك يصرف زمانه ف أنواع القربات عسى أن يُكتب من مب أهل القرب ول
يتخذه للندب والنياحة والزن كفعل الهلة ،إذ ليس ذلك من أخلق أهل البيت النبوي ول من
طريقهم ،ولو كان ذلك من طرائقهم لتذت المة يوم وفاة نبيهم صلى ال عليه وسلم مأتا ف كل
عام ،فما هذا إل من تزيي الشيطان وإغوائه 0
قال الشيخ عقب ذكر ذلك :وهذا كما زين لقوم آخرين معارضة هؤلء ف فعلهم فاتذوا هذا
اليوم عيدا وأخذوا ف إظهار الفرح والسرور إما لكونم من النواصب التعصبي على السي رضي
ال عنه وأهل بيته وإما من الهال القابلي للفساد بالفساد والشر بالشر والبدعة فأظهروا الزينة
كالضاب ولبس الديد من الثياب والكتحال وتوزيع النفقات وطبخ الطعمة والبوب الارجة
عن العادات ويفعلون فيه ما يفعل ف العياد ويزعمون أن ذلك من السنة والعتاد ،والسنة ترك
ذلك كله فإنه ل يرد ف ذلك شيء يعتمد عليه ول أثر صحيح يرجع اليه 0إل أن قال " :فصار
29
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
هؤلء لهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسا كموسم العياد والفراح وأولئك يتخذون مأتا يقيمون
فيه الحزان والتراح ،وكل الطائفتي مطئة خارجة عن السنة متعرضة للحرم والناح " انتهى 0
وقال ابن القيم " :وأما أحاديث الكتحال والدهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابي
وقابلهم الخرون فاتذوه يوم تأل وحزن ،والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ،وأما ما يكى
عن الرافضة من تري لوم اليوانات الأكولة يوم عاشوراء حت يقرأوا كتاب مصرع السي رضي
ال عنه فمن الهالت والضحوكات ل يفتقر ف إبطالا إل دليل حسبنا ال ونعم الوكيل 0انتهى
كلم الشيخ بنوع إختصار ،وقبائح هذه الرافضة أكثر من تذكر وفضائحهم أشهر من أن تشهر وف
هذا القدر كفاية ف معرفة مذهبهم الكاسد وقولم الفاسد 0
خاتة :جاء ف الطالب العالية عن نوف البكال أن عليا رضي ال عنه خرج يوما للمسجد وقد أقبل
اليه جندب بن نصي والربيع بن خيثم وإبن أخيه وكان من أصحاب البانس التعبدين فأفضى علي
وهم معه إل نفر فأسرعوا اليه قياما وسلموا عليه التحية ث قال :من القوم ؟ فقالوا :أناس من
شيعتك يا أمي الؤمني 0فقال :لم خيا ،ث قال :يا هؤلء مال ل أرى فيكم سة شيعتنا وحلية
أحبتنا 0فأمسك القوم حياء ،فأقبل عليه جندب والربيع فقال له :ما سة شيعتكم يا أمي الؤمني ؟
فسكت ،فقام هام وكان عابدا متهدا وقال :أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم
لا أنبأتنا بصفة شيعتكم 0قال :فسأنبئكم جيعا ووضع يده على منكب هام وقال :شيعتكم
العارفون بال العاملون بأمر ال ،أهل الفضائل ،الناطقون بالصواب ،مأكولم القوة ،ملبوسهم
القتصاد ،وشيمهم التواضع ل بطاعته وخضعوا البه بعبادته مضوا غاضي أبصارهم عما حرم ال
عليهم موقفي أساعهم على العلم بدينهم نزلت أنفسهم منهم بالبلء كالذي نزلت منهم ف الرخا
30
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
رضا عن ال بالقضاء ،فلول الجال الت كتب ال لم ل تستقر أرواحهم ف أجسادهم طرفة عي
شوقا إل لقاء ال تعال والثواب وخوفا من أليم العقاب ،عظم الالق ف أنفسهم وصغر ما دون ف
أعينهم ،فهم والنة كمن رآها فيهم على أرائكها متكئون والنار من رآها فهم فيها معذبون ،
ل فأعقبهم راحة طويلة أرادتم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها ،أما الليل
صبوا أياما قلي ً
فصافون أقدامهم تالون لجزاء القرآن ترتيلً يعظون أنفسهم بأمثاله يستشفون لدائهم بدوائه تارة
وتارة مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم تري دموعهم على خدودهم يجدون
جبارا عظيما ويأرون اليه ف فكاك رقابم هذا ليلهم ،وأما نارهم فحلماء علماء بررة أتقياء براهم
خوف باريهم كالقداح تسبهم مرضى وقد خولطوا وما هم بذلك بل خامرهم من عظمة ربم وشدة
سلطانه ما طاشت له قلوبم وذهلت عنه عقولم فإذا أشفقوا من ذلك بادروا إل ال تعال بالعمال
الزكية ل يرضون له بالقليل ول يستكثرون له الزيل ،فهم لنفسهم متهمون زمن أعمالم مشفقون
،ترى لحدهم قوة ف دين وحزما ف لي وإيانا ف يقي وحرصا على علم وفهما ف فقه وعلما ف
حلم وكيسا ف قصد ،وقصدا ف غناء ،وتملً ف فاقة وصبا ف شدة وخشوعا ف عبادة ورحة
لجهود وإطاء ف حق ورفقا ف كسب وطلبا ف حلل ونشاطا ف هدوء وإعتصاما ف شهوة ل يغره
ما
أجهله ول يدع إحصاء ما عمله يستبطىء نفسه ف العمل وهومن صال عمل على وجل يصبح
وشغله الذكر ويسي وهه الشك ،يبيت حذرا سنة النفل ويصبح فرحا با أصاب من الفضل
والرحة ورحته فيما يبقى وزهادة فيما يفن وقد قرن العلم بالعمل واللم بالعلم ،دائما نشاطه بعيدا
كسله قريبا أمله زل متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه مرزا دينه كاظما غيظه آمنا منه
ل أمره معدوما كبه بينا صبه كثيا ذكره ل يعمل شيئا من الي رياء ول يتركه حياء
جاره سه ً
أولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا أل شوقا اليهم ،فصاح هام صيحة فوقع مغشيا عليه فحركوه فإذا
هو قد فارق الدنيا فغسل وصلى عليه أمي الؤمني رضي ال عنه ومن معه " () قال الشيخ() " :
فهذه صفة شيعة أهل البيت النبوي الت وصفهم با إمامهم وهي صفة خواص الؤمني ل من إشتغل
بالتعصبات والترهات ،لن بتلك الصفات تظهر علمة الحبة وهوطاعة الحبوب وإيثار مابه()
ومرضاته والتأدب بآدابه وأخلقه وعن هذا قال علي رضي ال عنه " :ل يتمع حبّي وبغض أب
بكر وعمر " لن التحقيق بالحبة يستوجب التخلق بلق الحبوب والخذ بديه وحب من أحبه ،
31
تأليف المام المجدّد /محمد بن عبدالوهاب رسالة في الرد على الرافضة
ومن هدي علي رضي ال عنه حب أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم ،منحنا ال وإياكم
ذلك ،وجعلنا من الفائزين برسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل وأصحابه أجعي آمي آمي آمي
0
32