Professional Documents
Culture Documents
البيت
تأليف الستاذ /إحسان
إلهي ظهير
رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث
لهور باكستان
مقدمة
الحممد ل الذي هدانما للسملم ومما كنما لنهتدي لول أن هدانما ال والصملة والسملم على نمبيه محممد
المصطفى ،الذي تركنا على المحجة البيضاء ،ليلها كنهارها ،ل يضل سالكها ،ول يهتدي تاركها ،وعلى
آله وأصحابه نجوم الهدى ،وزين الورى ،ومن أحبهم إلى يوم الفناء وزوال الرض والسماء.
وب عد فإن ني أل فت ق بل ال سنوات الت سعة كتابا حول عقائد الشي عة ردا على من أراد التمو يه والتزو ير
ل هل السنة في بلد هم ومدنهم باسم التقر يب ،أي تقريب السنة إلى الشيعة والتشج يع ،مستعملً فيه
التقية اللزمة لمذهبهم ،والكاذيب التي هي أكبر وسيلة للقوم.
فحمدا ل أفاد الكتاب القارب والبا عد ،الحباء والغيار ب صورة لم أ كن أت صوره آنذاك ،و صار مرجعا
،ومثلجا صدور المؤمنين ،المتبعين أسلف هذه المة وأكابرها للمخلصين الوفياء لصحاب محمد
الذين حملوا راية ال إلى الفاق ،وكسروا شوكة أعداء ال ،جبابرة المم وطغاتها ،وفرح به الصاغر
والكابر.
وعرف الجم يع حقي قة القوم ال تي طال ما خف يت على كث ير من الناس الذ ين خدعوا بالباط يل والنعرات
والهتافات بحب آل البيت ،واتباعهم ،وموالتهم.
وعرفوا أن القوم يدينون بديمن همو غيمر ديمن ال الذي جاء بمه محممد بن عبمد ال ،نمبي ال وصمفيه
صلوات ال و سلمه عل يه ،ويؤمنون بالقرآن غ ير القرآن الموجود في أيدي الناس ،والمنزل من ال
،ولهمم عقائد ومعتقدات ل تممت إلى السملم بصملة على قلب المصمطفى ،نزل بمه الروح الميمن
والسلم منها بريء.
وشتائمهم وسبابهم إياهم ،ولعله أول مرة كما علموا بغض القوم وحقدهم على أصحاب الرسول
بذ كر الم صادر الموثو قة ،والك تب المعتمدة لدى القوم ،وبعبارات هم أنف سهم مع ذ كر ال صفحة والمجلد
والطبعة.
وعرفوا كذلك التقية الشيعية ومعتقدهم في الئمة ،وجعلهم فوق النبياء والرسل ،بل وقريبا من الله
الواحد ،الفرد ،الصمد.
وذمهم من قبل أئمتهم وأهل البيت إياهم ،عرفوا كل ذلك ،وأدركوا خطرهم ومكرهم وما يكتمون وراء
دعوتهم أهل السنة إلى التقريب والتقارب.
وأحدث الكتاب ض جة كبرى في الو ساط الشيع ية لفتضاح أمر هم واكتشاف سرهم ح تى صرخ أ حد
مؤلفيهم الذي عبثا حاول الرد على الكتاب بقوله :خذ صفحة من كتاب "الشيعة والسنة" واقرأه وانظر
ما فيه ،ستجد كلمي حقا ل شبهة فيه وستجد أن هذا الرجل يحاول أن يثير الرأي العام على الشيعة -
إلى أن قال -وفقمت فمي هذا العام لداء العمرة المفردة فوجدت أن كلمات هذا الرجمل تتردد على أفواه
بعمض المنسمبين للعلم أكثمر ممن السمنين السمابقة فهمم يرددون تلك الكلمات كمما تردد الببغاء كلماتهما
المحفوظة ،فعلمت أن هذا من تأثير ذلك ["كتاب الشيعة والسنة في الميزان" ص 26 ،25لصاحب ألقاب
س-خ وقد يأتي ذكر هذا الكتاب في الصفحات التية].
كما كتب لي أحد أئمة الشيعة من الكاظمية من العراق وهو يلومني "وفي إحدى الجمعات وجدت أحد
الصدقاء والحباء المخلصين لي من بغداد وهو قد استمع إلى خطبتي حسب العادة ولكنه انصرف قبل
إقامة الصلة ،ولما سألته بعد ذلك عن سبب انصرافه قبل الصلة؟ قال :لني ل أجيزها خلفك ،فازداد
استغرابي فقلت :وما الذي حدث؟ قال :إني قرأت "الشيعة والسنة" لحد علماء باكستان وقرأت فيه ما
جعلني أعتقد فيكم ما لم أكن أعتقده قبل ذلك ،ولكني لشغفي بكم وبحبي لخطابكم جئت لستمع الخطبة
وأما الصلة فل [خطاب الشيخ ..خطيب الجمعة في الكاظمية ،بغداد].
فكتبمت ردا عليمه ،فمي يوممه وهما أنما ذا أجيمب ،السميد ،س-خ إن كان مما كتبمه غلطا وكذبا فمبينوا
وتؤجروا ،وإن كان صحيحا فارجعوا إلى ال حق واتركوا ما ترون في إظهاره فضي حة وعارا ل كم في
الدنيا ،وسيكون في الخرة أشد".
وعند ال في ذاك الجزاء
وسنة 80الميلدية لقيني في الحج بمكة المكرمة بعض العلماء الكبار من الشيعة وتكلموا حول كتابي
وقالوا :ل ينبغي كتابة مثل هذا الكتاب في مثل هذه الظروف والونة فقلت لهم :نعم ،ولكم حق ،ولكن
هل لكم أن تخبروني أن في الكتاب غير ما هو موجود في كتبكم أنتم؟
فقالوا :نعم ،كل مافيه من كتبنا نحن ولكن ل ينبغي إثارة المسائل كهذه ،فقلت :ماذا تريدون؟
قالوا :و هم يطيرون فرحا و سرورا من ا ستماعي وإ صغائيلهم :صادر هذا الكتاب وأحر قه ول تطب عه
ثانية.
قلت :موافق ،ولكن بشرط؟
أجابوا و هم ل ي صدقون قولي من شدة الفرح :بشروط
فرجعوا إلى أنفسممهم وقالوا :إنممك تعرف أن هذه الشياء كانممت
مبعثرة ،منتشرة في أوراق الكتب وصفحاتها ،ولم يكن في متناول كل أحد ،ولكنك ألفت وجمعتها كلها
في كتاب ،وأردت أن تفرق بها كلمة المسلمين؟
نعمم! جمعمت وألفمت وجعلت هذه العقائد فمي متناول الجميمع بعمد أن كانمت معروفمة لدى قوم واحمد،
والخرون كانوا في غفلة من ها وعدم العلم ،أل فت ح تى يكون كل الطرف ين على بي نة ومعر فة ل يخدع
واحد دون أحد حتى يكون التقارب ،التقارب الحقيقي ،ومن جانبين ،ل من جانب واحد كما قال الفضل
بن عباس-:
وأن نكف الذى عنكم وتؤذونا ل تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم
ول نلومكم إن ل تحبونا ال يعلم أنا ل نحبكم
وأمما أن يكون بأن نكرمكمم ونكرم أكابركمم وأعيانكمم وأنتمم تبغضوننما وتبغضون أسملف هذه الممة
ومحسنيها ،وباني مجدها ،ورافعي شمخها ،ومعلني كلمتها ،الفاتحين الغزاة ،المجاهدين الكماة.
ونصدق لكم في القول ونظهر ما في قلوبنا ونفوسنا وتستعملون التقية وتبطنون خلف ما تعلنون فل
يكون ولن يكون.
نعم! إن وجد في كتابي ما ل يوجد في كتبكم ،ونسبت إليكم شيئا لم يكن فيكم فأنا مدبن ،و هل فيكم
وفي غيركم أحد يستطيع أن يثبت شيئا من هذا؟
فالحمد ل الذي ل أحمد أحدا سواه ،ول أستطيع أن أحمده كما يليق بشأنه وعظمته ،لم يستطيع أحد ل
في العرب ول في العجم بأن يجترئ ويقدم على ذلك مع كثرة ما كتب ردا على.
وحتى السيد ذ س-خ عندما عجز عن ذلك اصطنع رسائل واخترع خطابات لم تحملها البريد أبدا ومن
الفتيات في المارات العربية [انظر لذلك "كتاب الشيعة والسنة في الميزان" ص .]146 ،145
والفتيات التي قال فيه عنهن الشاعر قديما -:
وعلى الغانيات جر الذيول كتب القتل والقتال علينا
ومن الغرائب أن الرسائل أرسلت إلى حسب قوله بباكستان ولكنها وصلت إليه في لبنان.
لهم قلوب ل يفقهون بها
ول يسمعني إل أن أقول له :عبثا يما سميد ،س-خ! كفلت نفسمك بالرد أنمت -وغيرك مثلك ذ [والكتمب
الخرى التي ردت بها عليّ ل تختلف عن هذا الكتاب].
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي دع المكارم ل ترحل لبغيتها
وعلى كل فإن الكتاب ومع صغر حجمه كان كثير الفائدة والنتائج ،وكان القبال عليه مدهشا حتى طبع
منه خلل هذه السنوات القليلة أكثر من مائة ألف نسخة طباعة شرعية أعنى ما طبع منه بإذن مني،
وأ ما الغ ير الشرع ية فال يعلم [مثل ما ط بع في ب عض البلد العرب ية] ،هذا بالل غة العرب ية ،أ ما باللغات
الخرى الفارسية وغيرها فغير محسوب.
أ ما هذا الكتاب ،فكتاب م ستقل عن ذلك ،وأق صد من كتاب ته أولً هو تعر يف الشي عة ،و تبيت حقائق ها،
وإظهار خفاياهما ،وإلقاء الضواء عليهما ،وعلى المسمائل التمي اخترعوهما ،والعقائد التمي ابتكروهما
وأوجدوها -للشيعة أنفسهم .-
لننا أدركنا القوم أنفسهم وخاصة العوام منهم ل يعرفون مذهبهم الحقيقي ،ومعتقداتهم الصلية [نعم!
ال صلية وأ ما العقائد ال تي يبدي ها ويظهر ها ب عض من هم أمام ال سنة من إنكار التحر يف وغيره فل يس
الغرض منها إل خداع السنة عملً بالتقية] .فهم في جهل كامل ،وغفلة عميقة عن حقيقة مذهبهم الذي
اعتنقوه ورا ثة ،أو مخدوع ين با سم حب أ هل الب يت ال نبي والولء ل هم ،و هم ل يعرفون ح تى وأ هل
البيت ،لن القوم ما أرادوا من أهل البيت أهل بيت النبي ،بل يقصدون من وراء هذه الكلمة أهل البيت
علي ل نبي ،وحتى علي ل يعدون جميع أولده من أهل البيت مع من فيهم بناته اللتي أنجبتهم فاطمة
،بل يق صدون من ذلك أشخا صا معدود ين يعدون على أنا مل يد واحدة ر ضي ال عن ها ب نت ال نبي
كما سيرى القارئ في الكتاب.
فأو ًل وأصملً كتبنما هذا الكتاب لولئك المخدوعيمن ،المغتريمن ،الغيمر العارفيمن حقيقمة القوم وأصمل
معتقداتهم كي يدركوا الحق ويرجعوا إلى الصواب إن وفقهم ال لذلك ،ويعرفوا أن أهل البيت -نعم -
وحتى أهل بيت علي رضي ال عنهم أجمعين ل يوافقون القوم ول يقولون بمقالتهم ،بل هم على طرف
والقوم على طرف آ خر ،و كل ذلك من ك تب القوم وبعبارات هم هم أنف سهم ،وهذا مع ادعائ هم اتباع هم
وإطاعتهم وولئهم وموالتهم.
ك ما يكون الكتاب ح جة قاط عة وبرهانا ساطعا في أيدي ال سنة ،مطي عي كتاب ال و سنة ر سوله عل يه
الصلة والسلم ،ومحبي الصحابة ،ومتبعي السلف الصالح لهذه المة ،والسالكين مسلكهم ،والمقتفين
آثارهم ،والمتبعين منهجهم.
طبقا لقول ال عز وجل :والذين اتبعوهم بإحسان.
ومصمداقا لقوله جمل وعل :رضمي ال عنهمم ورضوا عنمه وأعمد لهمم جنات تجري تحتهما النهار
خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [سورة التوبة الية .]100
ومن الطرائف أن القوم لشدة بغضهم أ صحاب رسول ال العظيم صلوات ال وسلمه عليه ،ورضوان
ال علي هم أجمع ين ،نبذوا وح تى تعليمات أئمت هم الذ ين يزعمون هم مع صومين ،ل ي صدر عن هم الخ طأ
والزلل ،والثابتة في كبهم أنفسهم ،ل في كتب مخالفيهم ومعانديهم .
ك ما ن سوا تلك الروا بط والعلئق كا نت تربط هم مع الخر ين من ال صديق ،والفاروق ،وذي النور ين،
،ورفا قه ،ووزرائه ،وم ستشاريه، ومعاويمة خال المؤمن ين ،وغير هم من أجلة صحبة الر سول
وتلمذته ،ومريديه رضي ال عنهم أجمعين والمذكورة المحفوظة في كتبهم أيضا.
والقارئ يرى العجائب الناطقمة إن شاء ال فمي هذا الموضوع الذي لعله يكون فريدا فمي نوعمه بهذه
السمعة والثبوت بتوفيمق ال إياي ،ومن ّه .وكرممه ،ويندهمش بعمد مما يرى دلئل الصمدق تبدد غيوم
الضغائن القديمة والحقاد المتوارثة والجهل السائد الموروث من جيل إلى جيل باسم أهل البيت وعلى
،وأصحابه ،والمتوادين، حسابهم ،أهل البيت الذين كانوا هم أخلص المخلصين لرفاق رسول ال
المتعاطفين ،المتراحمين ،المتحابين ما بينهم ،المتزوجين منهم والمزوجين لهم.
ويرى القارئ أيضا كيف أخرجنا وأثبتنا كل هذا ووضعنا النقاط على الحروف من خلل كتبهم الكثيرة
الكثيرة المعتمدة ،وممن بيمن خفاياهما وزواياهما التمي طالمما غطوهما ،وغلفوهما بغلفات كثيفمة ،كثيرة،
وستروها وأخفوها عن العامة خوفا من الفضيحة ،وشكرا ل لم نحتج ول إلى كتاب واحد لثبات الحق
وإبطال الباطل ،وكشف النقاب عن وجه الحقيقة ،وإماطة اللثام عن جبين الصدق ،إلى كتاب واحد ول
ن ال علينا ،حتى يكون إلى رواية واحدة ولو تاريخية غير روايات القوم وكتبهم ،ولم يكن هذا إل بم ّ
أقطمع للحجمة وأثبمت ،وألزم للقوم وأفهمم ول يبقمى أمامهمم مجال للهرب ،ول للفرار ،ول لتأويمل ،ول
لتزوير.
فكُتُب القوم تش هد عل يه ،وروايات هم تن طق ضد هم "ويوم تش هد علي هم أل سنتهم وأيدي هم وأرجل هم ب ما
كانوا يعملون" وأئمتهم يشهدون عليهم بأنهم خالفوهم في حياتهم ،ويخالفونهم بعد وفاتهم ،وهم أثبتوا
بأن هم فعل خالفو هم ول زالوا يخالفون هم ،يعملون ضد ما أمروا ،ويتفوهون ب ما لم يؤمروا ،ويعاندون
من والوهم ،ويسبون من صاهروهم ويشتمون من استشاروهم واستوزروهم ،ثم لم يقتصروا على ذلك
فحسمب ،بمل تجاوزوا إلى إهانمة أهمل البيمت أنفسمهم ،والطعمن والنقمد والجرح فيهمم ،واسمتصغارهم
واحتقارهم ،ووصلوا إلى حد الساءة والسباب والشتيمة في حقهم كما تجرؤا على أنبياء ال ورسله،
وتطاولوا على خير الخلق وسيد البشر صلة ال وسلمه عليهم أجمعين.
كذبوا علي هم ،ون سبوا إلي هم م سائل يمج ها الع قل ،ويزدري ها الف كر ،وتأبا ها الفطرة ال سليمة ،وينكر ها
الذوق ،و كل هذا من كتب هم الموثو قة .المع تبرة ،المعتمدة لدي هم ،وال تي طبعو ها أنف سهم أيضا بث بت
المصادر والمراجع ،وبذكر الصفحات ،والمجلدات ،والطبعات بالرقام والحروف .
ول نظن أن يجترئ أحد منهم على أن يكذب ما ذكرناه ،أو ينكر ما أثبتناه إن شاء ال.
ونعتقد أن ال ينفع بهذا الكتاب أناسا كما نفع بسابقه وأن يهدي به من أراد هدايته.
وبذلك نرى أن نا وفي نا الو عد الذي وعد نا به في كتاب نا الول بأن نتب عه بكتاب آ خر ،وها هو ذا الكتاب
نقدممه اليوم بيمن أيدي القراء راجيمن منهمم أن يخبرونما بآرائهمم حوله ،وهمل يحتاجون بعمد هذا إلى
مخت صر آ خر ح تى نعده ل هم ،ونقد مه إلي هم؟ لن نا أثناء ت صفحنا ك تب القوم وجد نا أشياء كثيرة كا نت
غامضمة وخافيمة وحتمى علينما نحمن ،ولعمل ال يهيمئ السمباب لخراجهما ممن دفائن الكتمب وطياتهما،
وإبرازها للناس ،وما ذلك على ال بعزيز.
وأخيرا ل ي سعني إل وأن أذكرهه نا أم المشائخ والخوة الكثير ين ل هم يد كبير في تأل يف هذا الكتاب
وإبرازه للناس حيث ألحوا على بمواصلة الكتابة حول هذا الموضوع الذي ازداد احتياج الناس اليه في
الونة الخيرة لعدم معرفتهم المعرفة الحقيقية معتقدات القوم الصلية ومواقفهم تجاه سلف هذه المة
ومحسنيها وكثرة اشتغال الكتاب والمؤلفين من الشيعة بالكتابة ضد السنة وأسلفهم.
الباب الول
الشيعة وأهل البيت
،ومحبون لهمم ،ومذهبهمم مسمتقاة ممن أقوالهمم يزعمم الشيعمة أنهمم موالون لهمل بيمت النمبي
وأفعالهم ،ومبني على آرائهم ومروياتهم.
وقبل أن نبحث عن هذا ،ونتحقق ،ونعلم صدق هذا القول وكذبه أردنا في هذا الباب أن نعرف ونعرّف
القارئ والباحث من هم أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة؟ وأيضا وما معنى الشيعة،
ومن يرادون بها؟
فأ هل الب يت مر كب من ال هل والب يت ،ف قد قال صاحب القاموس (( أ هل ال مر ول ته ،وللب يت سكانه،
وللمذهب من يدين به ،وللرجل زوجة كأهلته ،وللنبي أزواجه وبناته ،و صهره علي رضي ال عنه
[ول أدري ممن أيمن جاء هذا التخليمص لعلي رضمي ال عنمه دون أصمهاره الخريمن ممن عثمان زوج
ذي النورين ،وأبي العاص بن الربيع والد أمامة وزوج زينب ،فإن قبل لكونه ابن عم ابنتي النبي
الذي جعله فهمل كان وحيدا أمما كان له الخوة جعفمر وعقيمل؟ ثمم ولم أخرج عمم النمبي النمبي
صمنو أبيمه أل وهمو عباس بمن ع بد المطلب ،وأبنائه ،وأولده ،فهمل ممن مجيمب] ،أو ن سائه ،وللرجال
الذيمن همم آله ولكمل نمبي أمتمه)) ["القاموس" ص 432ج 3فصمل الهمزة والباب باب اللم ط البابمي
الحلبي مصر 1952م].
وقال الزبيدي :وال هل للمذ هب من يدين به ويعتقده ،وال هل للرجل زوج ته ،ويدخل فيه أولده ،وبه
أزواجه وبناته وصهره علي أي زوجته وأهله ،والهل للنبي وسار بأهله فسر قوله تعالى:
رضي ال عنه ،أو نسائه ،وقيل أهله الرجال الذين هم آله ويدخل الحفاد والذريات ،ومنه قوله تعالى:
وا مر أهلك بال صلة وا صطبر علي ها .وقوله تعالى :إن ما ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل
الب يت وقوله تعالى :ورح مة ال وبركا ته علي كم أ هل الب يت إ نه حم يد مج يد وإن أ هل كل نبي
أمتمه وأهمل ملتمه ومنمه قوله تعالى :وكان يأممر أهله بالصملة والزكاة .وقال الراغمب وتبعمه
المناوي :أ هل الر جل من يجم عه ن سب أو د ين أو ما يجري مجراه ما من صناعة وب يت وبلد ،فأ هل
الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ،ثم تجوز به فقيل :أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر،
مطلقا -إلى أن قال :-آل ال ور سوله أولياءه وأن صاره ،وم نه قول وتعورف في أ سرة ال نبي
عطى الهل حظين والعزب أ ا ،وأدخلكها ،وفي الحديث "أن النبي
حظا" ،والهمل الذي له زوجمة والعزب الذي ل زوجمة له ..وآل الرجمل أهله ،وآل ال ورسموله أولياءه
أصلها أهل ،ثم أبدلت الهاء همزة ،فصار في التقدير أأل ،فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفا ["لسان
العرب" لبن المنظور الفريقي ص 30 ،29 ،28ج 11دار صادر بيروت].
وقال الجوهري :أهمل فلن أي تزوج ..قال أبمو زيمد :آهلك ال فمي الجنمة أي أدخلهما وزوجمك فيهما"
["الصحاح للجوهري" ج 4ص 1629ط دار الكتاب العربي بمصر].
وقال الزمخرشي في الساس :تأهل تزوج وآهلك ال في الجنة إيهالً زوجك ["أساس البلغة" ص 11
ط مصر 1953م].
وقال الخليل :أهل الرجل زوجه ،والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل
السلم من يدين به ["مقاييس اللغة" لبي الحسين أحمد بن فارس زكريا ج 1ص 150ط بيروت].
وقد قال المام الراغب الصفهاني :أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما
من صناعة وبيت وبلد ،فأهل الرجل في الصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل
مطلقا إذا قيل :أهل البيت لقوله بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب ،وتعورف في أسرة النبي
عز وجل :إنما يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ،وعبّر أهل الرجل بامرأته وأهل السلم
الذيمن يجمعهمم -إلى أن قال -وتأهمل إذا تزوج ،ومنمه قيمل آهلك ال فمي الجنمة أي زوجمك فيهما
["المفردات في غرائب القرآن ص 28ط كراتشي ذ باكستان].
وقال تحمت لفظمة آل :الل مقلوب ممن الهمل -إلى أن قال -ويسمتعمل فمي ممن يختمص بالنسمان
اخت صاصا ذاتيا ،إ ما بقرا بة قري بة أو موالة قال عز و جل :وآل إبراه يم وآل عمران ،وقال :أدخلوا
أقاربه ،وقيل :المختصون به من حيث العلم ،وذلك أن قيل :وآل النبي آل فرعون أشد العذاب
أهل الدين ضربان ،ضرب مختص بالعلم المتقن ،والعمل المحكم ،فيقال لهم :آل النبي وأمته ،وضرب
يختصمون بالعلم على سمبيل التقليمد ،ويقال لهمم :أممة محممد ،ول يقال لهمم آله فكمل آل للنمبي أممة له،
وليست كل أمة آل له ،وقيل لجعفر الصادق رضي ال عنه :الناس يقولون :المسلمون كلهم آل النبي
عليه الصلة والسلم ؟ قال :كذبوا وصدقوا فيقل له :ما معنى ذلك؟ فقال :كذبوا أن المة كافتهم آله،
وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله [المفردات للراغب الصفهاني ص .]30 ،29
وقال مح مد جواد مغن ية الشي عي المعا صر :أ هل الب يت في الل غة سكانه ،وآل الر جل أهله ،ول ي ستعمل
لفظ "آل" إل في أهل رجل له مكانة ،وقد جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن ،الولى الية 73من
سورة "هود" :رح مة ال وبركا ته علي كم أ هل الب يت ،والثان ية ال ية 33من سورة "الحزاب":
إن ما ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت ويطهر كم تطهيرا وات فق المف سرون أن المراد بال ية
الولى أ هل الب يت إبراه يم الخل يل ،وبال ية الثان ية أ هل ب يت مح مد بن ع بد ال ،وتبعا للقرآن ا ستعمل
الم سلمون ل فظ أ هل الب يت وآل الب يت في أ هل ب يت مح مد خا صة ،واشت هر هذا الل فظ ح تى صار علما
لهم ،بحيث ل يفهم منه غيرهم إل بالقرينة ،كما اشتهر المدينة بيثرب مدينة الرسول.
اختلف المسلمون في عدد أزواج النبي ،فمن قائل أنهن ثماني عشر امرأة ،ومنهم من قال :إنهن إحدى
عشرة ،وعلى أي الحوال فقد أقام مع النساء سبعا وثلثين سنة ،رزق خللها بنين وبنات ،ما تواكلهم
في حياته ولم يبق منهم سوى ابنته فاط مة ،وقد اتفقت كلمة الم سلمين على أن علي بن أ بي طالب:
وفاط مة ،والح سن والح سين من آل الب يت في ال صميم [الشي عة في الميزان ص 447ط دار الشروق
بيروت].
ويظ هر من هذا كله أن أ هل الب يت يطلق أ صلً على الزواج خا صة ،ثم ي ستعمل في الولد والقارب
تجاوزا ،وهذا ما يثبت من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة في ذ كر قصة خليل ال عليه الصلة
والسلم لما جاءت رسل ال إبراهيم بالبشرى ،فقال ال عز وجل في سياق الكلم :وامرأته قائمة
فضحكمت فبشرناهما بإسمحاق وممن وراء إسمحاق يعقوب * قالت يما ويلتمى أألد وأنما عجوز وهذا بعلي
شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر ال رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت [سورة
هود الية .]73 ،72 ،71
فاستعمل ال عز وجل هذه اللفظة بلسان ملئكته في زوجة إبراهيم صلوات ال وسلمه عليه ل غير.
ولقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها كالطبرسي [هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر
علماء الشي عة في القرن ال سادس ،وتف سيره ي قع في خ مس مجلدات وعشرة أجزاء] في مج مع البيان
[ج 3ص 180ط دار إحياء التراث العربي بيروت] والكاشاني [هو المل فتح ال الكاشاني من علماء
الشيعمة المتعصمبين ،ولم يصمنف تصمنيفه إل ردا بمنهمج الصمادقين فمي إلزام المخالفيمن] فمي منهمج
الصادقين [ج 4ص 493ط طهران] .ولو التجئوا بعد ذلك إلى تأويلت كاسدة فاسدة.
وهكذا قال ال عز وجل في كلمه المحكم في قصة موسى عليه الصلة والسلم :فلما قضى موسى
الجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لهله امكثوا إني آنست نارا [سورة القصص الية
.]30
فالمراد من الهل زوجة موسى عليه الصلة والسلم كما أجمع عليه مفسروا الشيعة كلهم بأن المراد
من الهل همنا الزوجة لنه لم يكن مع موسى غيرها ،ولقد يقول الطبرسى مفسرا أهل موسى ،في
سورة النمل أي في قوله تعالى :وإذ قال موسى لهله أي امرأته وهي بنت شعيب [تفسير مجمع
البيان ج 4ص 211سورة النمل].
وأيضا تحت قوله تعالى :سار بأهله أي بامرأته [ج 4ص 250سورة القصص].
وأيضا القمي [هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي ،إمام مفسري الشيعة وأقدمهم ،من أعيان القوم
في القرن الثالث من الهجرة] في تفسيره [ج 2ص 139ط نجف 1386ه].
والعروسي الحويزي [هو عبد ال علي بن جمعة ،المتوفى 1112ه من الشيعة المتعصبين] في تفسيره
نور الثقلين [ج 4ص 126ط قم].
والكاشاني في تفسيره منهج الصادقين [ج 7ص 95سورة القصص] وغيرهم.
إنمما يريمد ال وهكذا وردت لفظمة أه البيمت فمي القرآن المجيمد فمي سمورة الحزاب أيضا اليمة 33
خاصة ولم ترد هذه اللفظة إل في سياق قصة أزواج النبي ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ول تبرجن تبرج الجاهل ية الولى وأق من ال صلة وآت ين الزكاة وأط عن ال ور سوله * إن ما ير يد ال
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات ال والحكمة
إن ال كان لطيفا خبيرا [سورة الحزاب الية .]34 ،33
ويظ هر بداهة ولول وهلة ل من قرأ هذه اليات الكريمة أن هذه اللف ظة لم ترد إل في أزواج النبي
خاصة ،لن صدر الية وقبلها من اليات لم يخاطب بها إل أزواجه عليه الصلة والسلم ،وكذلك الية
التي تليها ليس فيها ذكر غيرهن.
وعلى ذلك قال ابن أبي حاتم وابن عساكر برواية لعكرمة وابن مردويه برواية سعيد بن جبير عن ابن
عباس أن هذه اليمة لم تنزل إل فمي أزواج النمبي عليمه الصملة والسملم [انظمر لذلك دائرة المعارف
السلمية اردو مقال المستشرق A. S. THRITIONج 3ص 576ط لهور باكستان].
وقد قال الشوكاني في تفسيره :قال ابن عباس وعكرمة وعطاء والكلبي ومقاتل وسعيد بن جبير :إن
خاصة ،قالوا :والمراد من البيت بيت النبي أهل البيت المذكورين في الية هن زوجات النبي
ومساكن زوجاته لقوله تعالى :واذكرن ما يتلى في بيوتكن ،وأيضا السياق في الزوجات يا أيها
النبي قل لزواجك إلى قوله :واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات ال والحكمة إن ال كان لطيفا
خبيرا [تفسير فتح القدير للشوكاني ج 4ص 270ط مصطفى البابي الحلبي مصر 1349ه].
دخل في حجرة عائشة رضي ال عنها ،فقال :السلم عليكم أهل وأيضا ورد في الحديث :أن النبي
البيت ورحمة ال ،فقالت :وعليك السلم ورحمة ال وبركاته [البخاري ،كتاب التفسير].
أد خل في ك سائه فاط مة والح سنين أولده وأعما مه وأبناء هم أيضا تجاوزا ،ك ما ورد أن الر سول
ل في قوله عز و جل :إن ما ير يد ال ليذ هب عن كم
وعليا وقال :الل هم هؤلء أ هل بي تي :ليجعل هم شام ً
الرجس أهل البيت :كما أدخل عمه العباس وأولده في عبائه لتشملهم أيضا هذه الية.
. ولقد وردت بعض الروايات التي تنص أن بني هاشم كلهم داخلون في أهل بيت النبي
وأمما الشيعمة فأرادوا عكمس ذلك ،فحصمروا أهمل بيمت النبوة فمي هؤلء الربعمة ،علي ،وفاطممة ،ثمم
الحسمن ،والحسمين ،وأخرجوا منهمم كمل ممن سمواهم ،ثمم اخترعوا طريفمة أخرى ،فأخرجوا أولد علي
غ ير الح سنين ر ضي ال عن هم من أ هل الب يت ول يعدون بق ية أولده من أ هل الب يت من مح مد بن
الحنفية ،وأبي بكر ،وعمر ،وعثمان ،والعباس ،وجعفر ،وعبد ال ،وعبيد ال ،ويحيى ،ول أولدهم من
الذكور الثنى عشر ،ول من البنات ثماني عشر ابنة ،أو تسع عشرة ابنة على اختلف الروايات ،كما
حيمث ل يعدون بناتهما زينمب وأم كلثوم ول أخرجوا فاطممة رضمي ال عنهما ابنمة رسمول ال
أولدهما من أهل البيت ،وهذه نكتة وطريفة ،ومثل هذا الحسن بن علي ،حيث ل يجعلون أولده داخلً
ل من أولد الح سين من ل يهوى هوا هم ،ول ي سلك في أ هل الب يت وكذلك أخرجوا من أ هل الب يت ك ً
مسلكهم ،ول ينهج منهجهم ،وهذا أطرف من الول.
ولذلك أفتوا على كثيريمن ممن أولد الحسمين ،الوليمن منهمم بالكذب والفجور والفسموق ،وحتمى الكفمر
والرتداد ،كما شتموا وكفروا أبناء أعمام الرسول وعماته وأولدهم ،وحتى أولد أبي طالب غير علي
رضي ال عنه.
الثلثة غير فاطمة ،وأزواجهن ،وأولدهن من أهل البيت والجدير بالذكر أنهم أخرجوا بنات النبي
بدائيا ،ول ندري أي تقسيم هذا ،وأية قسمة هذه ،وعلى أي أساس ابتنوها واختاروها ؟.
ثم و في الت عبير الصحيح وال صريح أن الشيعة ل يرون أ هل الب يت إل ن صف شخ صية فاط مة ،ون صف
شخصية علي ،ونصف شخصية الحسن وبقية الئمة التسعة عندهم من الحسين إلى الحسن العسكري،
والعاشر المولود الموهوم ،المزعوم ،الذي لم يولد قطعا ولن يولد أبدا.
فهذه هي حقيقة مفهوم أهل البيت عند القوم ،ولو أردنا التوسع فيه لطلنا الكلم ولكننا نقتصر على
هذا بما فيه كفاية لفهم البحث والمسألة.
وأما الشيعة ،فقد قال الزبيدى :كل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة ،وكل من عاون إنسانا وتحزب
له فهمو شيعمة له ،وأصمله ممن المشايعمة وهمي المطاوعمة والمتابعمة [تاج العروس للزبيدي ج 5ص
.]405
وقال ابن المنظور الفريقي :الشيعة ،القوم الذين يجتمعون على أمر ،وكل قوم اجتمعوا على أمر ،فهم
الشيعة ،وقد غلب هذا السم على من يتولى عليا وأهل بيته [لسان العرب ج 8ص .]188
وقال النوبختي [هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من علماء الشيعة الكبار ،المعتمدين عندهم،
عاش في القرن الثالث من الهجرة] إمام الشيعة في الفرق :الشيعة ،وهم فرقة علي بن أبي طالب عليه
وبعده معروفون بانقطاعهمم إليمه، السملم ،المسممون بشيعمة علي عليمه السملم فمي زمان النمبي
والقول بإمامته ،وافترقت الشيعة ثلث فرق ،فرقة منهم قالت :إن عليا إمام مفترض الطاعة بعد رسول
ة وإ ال
ن بم
ممن
موسى النوبختي ص 39إلى 42ملخصا ط مطبعة الحيدرية 1959م].
ويقول الشيعي المشهور السيد محسن أمين في كتابه نقلً عن الزهري:
،ويوالونهمم ["أعيان الشيعمة" ج 1ص 11البحمث الول ط والشيعمة قوم يهوون هوى عترة النمبي
بيروت 1960م].
وينقل أيضا عن تاج الدين الحسيني نقيب حلب ما نصه -:
شيعة الرجل أتباعه وأنصاره ،ويقال :شايعه ،كما يقال واله من الولي و هو شا يع ،وكأن الشيعة لما
اتبعوا هؤلء القوم ،واعتقدوا فيهمم مما اعتقدوا سمموا بهذا السمم لنهمم صماروا أعوانا لهمم وأنصمارا
وأتباعا فأما من قبل حين أفضت الخلفة من بني هاشم إلى بني أمية وتسلمها معاوية بن صخر من
الحسن بن علي وتلقفها من بني أمية رجل فرجل -نفر كثير من المسلمين من المهاجرين والنصار
عن ب ني أم ية ومالوا إلى ب ني ها شم وكان ب نو علي وب نو العباس يومئذ في هذا شرع فل ما انضموا
إليهم واعتقدوا أنهم أحق بالخلفة من بني أمية وبذلوا لهم النصرة والموالة والمشايعة سموا شيعة
آل مح مد ولم ي كن إذ ذاك ب ين ب ني علي وب ين ب ني العباس افتراق في رأي ول مذ هب فل ما ملك ب نو
العباس وتسلمها سفاحهم من بني أمية نزع الشيطان بينهم وبين بني علي فبدا منهم في حق بني علي
ما بدا ،فن فر عن هم فر قة من الشي عة وأنكرت فعل هم ومالت إلى ب ني علي واعتقدت أن هم أ حق بال مر
وأولى وأعدل فلزم هم هذا ال سم ف صار المتش يع اليوم الذي يعت قد إما مة أئ مة المام ية من ب ني علي
عليه السلم إلى القائم المهدي محمد بن الحسن ل الموالي لبني علي والعباس كما كان من قبل أ .ه
["أعيان الشيعة" ص 14 ،13المنقول من كتاب غاية الختصار في أخبار البيوتات العلمية المحفوظة
من الغبار].
ويقول شي عي معا صر آ خر :الشي عة في معنا ها ال صلي اللغوي أتباع الر جل وأن صاره ،و قد غلب هذا
ال سم على من يتولى عليا وأ هل بي ته ["الشي عة في عقائد هم وأحكام هم" لل سيد أم ير مح مد الكاظ مي
،بل القزويني ص 16ط الكويت .ويظهر من هذا ومما مر أن الشيعة ليسوا أتباع آل بيت النبي
هم موالون لهل بيت علي دن نبي ،والفرق واضح وجلي].
وقمد أثبتنما فيمما قبمل أن الشيعمة ل يوالون أهمل بيمت علي كلهمم اللهمم إل الرجال المعدوديمن ،وهمم
يخالفونهم أيضا ،وتعاليمهم الحقيقية كما سيأتي إن شاء ال تعالى.
وقد قال المغنية :الشيعة من أحب عليا وتابعه أو من أحبه وواله ["الشيعة في الميزان" ص 17و .]19
وكتمب محممد الحسمين آل كاشمف الغطاء "إن هذا السمم (أي الشيعمة) غلب على أتباع علي وولده
[ويناقض هذا القول وما قبله ما نقله السيد محسن أمين عن الزهري حيث يقول :الشيعة قوم يهوون
:أنت ) ،فقال :إني لحب المصلين ول أصلي ،وأحب الصوامين ول أصوم؟ فقال له رسول ال
مع من أحببت ،ولك ما اكتسبت ،وقال :ما تبغون وما تريدون أما أنها لو كان فرعة من السماء فزع
كل قوم إلى مأمن هم ،وفزع نا إلى نبي نا وفزع تم إلي نا [كتاب الرو ضة من الكا في ل بي جع فر مح مد بن
يعقوب الكلي ني المتو فى 319ه باب و صية ال نبي لم ير المؤمن ين ج 8ص 80ط دار الك تب ال سلمية
طهران].
وكما ورد أيضا في الصول من الكافي "قال أبو جعفر عليه السلم -إمامهم الخامس :-حبنا إيمان،
وبغضنا كفر" [الصول من الكافي كتاب الحجة ج 1ص .]188
وأيضا "ل يحبنا عبد ويتولنا حتى يطهر ال قلبه ،ول يطهر ال قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما
لنا .فإذا كان سلما لنا سلمه ال من شديد الحساب وآمنه من يوم الفزع الكبر" [الصول من الكافي ج
1ص .]194
ونقلوا عنه أيضا في كافيهم الذي قال فيه غائبهم :كاف لشيعتنا [منتهى المال ص 298والصافي ج 1
ص 4ومستدرك الوسائل ج 3ص 533 ،532ونهاية الدراية ص 219وروضات الجنات ص 553نقلً
عن معاشر الصول ص .]31
نقلوا عن أ بي حمزة أ نه قال :قال لي أ بو جع فر عليه ال سلم :إنما يع بد ال من يعرف ال فأما من ل
يعرف ال فإنما يعبده هكذا ضللً قلت :جعلت فداك فما معرفة ال؟ قال :تصديق ال عز وجل وتصديق
وموالة علي عل يه ال سلم والئتمام به وبأئ مة الهدى علي هم ال سلم والبراءة إلى ال عز ر سوله
وجل من عدوهم .هكذا يعرف ال عز وجل" [الصول من الكافي ج 1ص 180كتاب الحجة باب معرفة
المام والرد عليه].
ولن أئمت هم ل هم مقام ومن صب ل ي قل عن النبوة والر سالة ك ما قال ال سيد الخمي ني زع يم إيران اليوم
في كتابه "ولية الفقيه أو الحكومة السلمية" ما نصه-:
إن من ضروريات مذهب نا أنه ل ينال أحد المقامات المعنو ية الروح ية للئمة ح تى ملك مقرب ول نبي
مرسل ،كما روى عندنا بأن الئمة كانوا أنوارا تحت ظل العرش قبل تكوين هذا العالم ...وأنهم قالوا
إن لنا مع ال أحوالً ل يسعها ملك مقرب ول نبي مرسل ،وهذه المعتقدات من السس والصول التي
قام عليها مذهبنا" ["وليت فقيه در خصوص حكومت إسلمي" النائب المام الخميني تحت باب وليت
تكويني من الصل الفارسي ص 58ط طهران].
و ما قاله السيد الخمي ني ل يس بغريب ول جديد ،بل هو عقيدة القوم في أئمتهم ،كما رواه ا بن بابويه
القممي المل قب بال صدوق في كتا به الذي يعمد واحدا من ال صحاح الرب عة للقوم ،ين سبه إلى الرسمول
العظيم صلوات ال وسلمه عليه "إن جابر بن عبد ال النصاري سأله يوما ،فقال :يا رسول ال هذه
مليا ،ثم قال :يا جابر ل قد حال نا فك يف حالك وحال الو صياء بعدك في الولدة؟ ف سكت ر سول ال
سألت عن أمر جسيم ل يحتمله إل ذو حظ عظيم ،إن النبياء والوصياء مخلوقون من نور عظمه ال
جمل ثناؤه يودع ال أنوارهمم أصملبا طيبمة ،وأرحاما طاهرة ،يحفظهما بملئكتمه ،ويربيهما بحكمتمه،
ويغذوهما بعلممه ،فأمرهمم يجمل عمن أن يوصمف ،وأحوالهمم تدق أن تعلم ،لنهمم نجوم ال فمي أرضمه،
وأعلممه فمي بريتمه ،وخلفاءه على عباده ،وأنواره فمي بلده ،وحججمه على خلقمه ،يما جابر! هذا ممن
مكنون العلم ومخزونه فاكتمه إل من أهله" [من ل يحضره الفقيه ج 4ص 414و 415باب النوادر في
أحوال النبياء والوصياء في الولدة].
ويذكر الكليني أن المامة فوق النبوة والرسالة والخلة كما يكذب على جعفر بن محمد الباقر -المام
السادس عندهم -أنه قال :إن ال تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وإن ال اتخذه
نبيا قبل أن يتخذه رسولً وإن ال اتخذه رسولً قبل أن يتخذه خليلً وإن ال اتخذه خليلً قبل أن يتخذه
إماما" [كتاب الحجة من الصول ج 1ص ،175ومثله نقله عن أبيه أيضا].
وقد بوّب الحر العاملى [هو محمد بن الحسن المشغري ،العاملي ،المولود 1032ه في قرية مشغر من
قرى ج بل العا مل ،و هو من كبار القوم وعلمائ هم وألف كتبا عديدة ،ومن ها هذا الكتاب وكتاب "و سائل
الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة" ،جمع فيه أحاديث شيعية في الحكام الشرعية من سبعين كتابا،
وغ ير ذلك ،وتو فى في رمضان سنة 1104ه في خرا سان] بابا م ستقلً بعنوان "الئ مة الث نى ع شر
أفضل من سائر المخلوقات من النبياء والوصياء السابقين والملئكة وغيرهم وأن النبياء أفضل من
الملئ كة" وأورد تح ته روايات عديدة ،ومن ها ما رواه عن جع فر أ نه قال :إن ال خلق أولي العزم من
الرسل ،وفضّلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضّلنا عليهم في علمهم ،وعلّم رسول ال ( ) ما لم يعلّمهم،
وعلّمنا علم الرسول وعلمهم" ["الفصول المهمة" للحر العاملي ص .]152
ويذكر الكليني أيضا عن أبي عبد ال أنه قال :ما جاء به علي عليه السلم آخذ به وما نهى عنه انتهى
الفضمل على جميمع ممن خلق ال ،ولمحممد عنمه ،جرى له ممن الفضمل مثمل مما جرى لمحممد
عزوجل ،المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على ال وعلى رسوله ،والراد عليه في صغيرة
أو كبيرة على حد الشرك بال ،كان أمير المؤمنين عليه السلم باب ال ل يؤتى إل منه ،وسبيله الذي
ممن سملك بغيره هلك ،وكذلك يجري لئممة الهدى واحدا بعمد واحمد ،جعلهمم ال أركان الرض أن تميمد
بأهلها ،وحجته البالغة على من فوق الرض ومن تحت الثرى ،وكان أمير المؤمنين صلوات ال عليه
كثيرا ما يقول :أ نا ق سيم ال ب ين الج نة والنار وأ نا الفاروق ال كبر وأ نا صاحب الع صا والمي سم ول قد
ي م ثل حمولته
ول قد حملت عل ّ أقرت لي جم يع الملئ كة والروح والرسل بم ثل ما أقروا به لمح مد
يد عى فيك سى ،وأد عى فأك سى ،وي ستنطق وأ ستنطق على حد و هى حمولة الرب وأن ر سول ال
منطقمة ،ولقمد أعطيمت خصما ًل مما سمبقني إليهما أحمد قبلي ،علممت المنايما والبليما ،والنسماب وفصمل
الخطاب ،فلم يفت ني ما سبقني ،ولم يعزب ع نى ما غاب ع نى" ["ال صول من الكا في" ج 1ص ،196
.]197
ويقول إبراهيم القمي -إمام مفسري الشيعة الذي قيل في تفسيره إنه أصل الصول للتفاسير الكثيرة،
وإنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلم (جعفر والباقر) ومؤلفه كان في زمن المام العسكري
عل يه ال سلم ،وأبوه الذي روى هذه الخبار لب نه كان صحابيا للمام الر ضا عل يه ال سلم ذ" [مقد مة
تفسير القمي ص 15للسيد طيب الموسوي الجزائري الشيعي].
يقول فيه تحت قول ال عز وجل :وإذ أخذ ال ميثاق النبيين فإن ال أخذ ميثاق نبيه محمد على
ال نبياء -إلى أن قال :-ما ب عث ال نب يا من ولد آدم فهلم جرا إل وير جع إلى الدن يا وين صر أم ير
أي أميمر ولتنصمرنه أي رسمول ال لتؤمنمن بمه المؤمنيمن عليمه السملم وهمو قوله:
المؤمنين عليه السلم" [تفسير القمي ج 1ص 106مطبعة النجف 1386ه].
وزاد العياشمي [العياشمي همو أبمو النضمر محممد بمن مسمعود العياشمي السملمي السممرقندي،
المعروف بالعياشي من أعيان علماء الشيعة ممن عاش في أواخر القرن الثالث من الهجرة ،وقال عنه
النجاشي :ثقة ،صدوق ،عين من أعيان هذه الطائفة ،وكبيرها" (رجال النجاشي ص 247ط قم إيران)،
وقال ا بن الند يم :من فقهاء الشي عة المام ية ،أو حد دهره وزما نه "أعيان الشي عة" ج 1ص ،57وأ ما
تفسيره "هو على مذاق الخبار والتنزيل على آل البيت الطهار ،أشبه شيء بتفسير علي بن إبراهيم"
(روضات الجنات ج 6ص )119وقد تلقاها علماء هذا الشأن منذ ألف إلى يومنا هذا ذ ويقرب من أحد
ع شر قرنا ذ بالقبول من غ ير أن يذ كر بقدح أو يغ مض ف يه بطرف" (مقد مة التف سير ص (ج) لمح مد
حسين الطباطبائي)] في تفسيره تحت هذه الية "من آدم فهلم جرا ،ول يبعث ال نبيا ول رسو ًل إل رد
إلى الدن يا ح تى يقا تل ب ين يدي أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم" [تف سير "العيا شي" ج 1ص 181وأيضا
"البرهان" ج 1ص " 295الصافي" ج 1ص .]274
ولقد فصلنا القول في معتقدهم في الئمة في كتابنا "الشيعة والسنة" [انظر لذلك ص 65إلى ص 76من
كتاب "الشيعة والسنة" ط إدارة ترجمان السنة لهور].
فهؤلء همم الئممة عنمد القوم وأولئك شيعتهمم الذيمن يزعمون بأنهمم محبون لهمم ،ومنتسمبون إليهمم،
والناس يبغضونهم لوليتهم أهل البيت هؤلء ،ولخذهم بآرائهم وأفكارهم ،والتمسك بأقوالهم وأفعالهم،
والتباع بأوامرهم وفتاويهم.
وهذه هي القاويل والروايات والدعاءات من كتب القوم وعباراتهم.
وخلصة ما ذكر أن الشيعة هم قوم يدعون موالة أحد عشر شخصا من أولد علي ،وعليا رضي ال
ع نه ،ويعدّون هم مع صومين كال نبياء ور سل ال ،وأف ضل من هم و من الملئ كة المقرب ين ،ويدعون أن
مذهبهم مؤسس على آرائهم وأفكارهم ،كما أنه ظهر من هذا البحث أنه ل صحة لقول من يوهم بأن
لن القوم أنفسهم ينفون عن ذلك. المراد من أهل البيت هم أهل بيت النبي
وأ ما ادعاء إطا عة واتباع هؤلء ل هل ب يت علي ،المخ صوصين من هم فنرى في البواب الت ية صحة
هذه الدعاوى وصدقها ،ليحق ال الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
الباب الثاني
الشيعة ومخالفتهم أهل البيت
،وأنهمم أقرب الناس إلى الصمحة إن الشيعمة حاولوا خداع الناس بأنهمم موالون لهمل لبيمت النمبي
وذويمه ،وإن والصمواب ممن بيمن طوائف المسملمين ،وأفضلهمم وأهداهمم لتمسمكهم بأقارب النمبي
المتمسكين بأقوالهم ،والعاملين بهديهم ،والسالكين مسلكهم ،والمتتبعين آثارهم وتعاليمهم هم وحدهم ل
غيرهم.
ولقد فصلنا القول فيما قبل أن القوم ل يقصدون من أهل البيت أهل بيت النبوة ،وأنهم ل يوالونهم ول
يحبونهم ،بل يريدون ويقصدون من وراء ذلك عليا رضي ال عنه وأولده المخصوصين المعدودين.
ونريد أن نثبت في هذا الباب أن الشيعة ل يقصدون في قولهم إطاعة أهل البيت واتباعهم ل أهل بيت
ول أ هل ب يت علي ر ضي ال ع نه فإن هم ل يهتدون بهدي هم .ول يقتدون برأي هم ،ول ينهجون نبي
منهجهم ،ول يسلكون مسلكهم ،ول يتبعون أقوالهم وآرائهم ،ول يطيعونهم في أوامرهم وتعليماتهم بل
عكس ذلك يعارضونهم ويخالفونهم مجاهرين معلنين قو ًل وعملً ،ويخالفون آرائهم وصنيعهم مخالفة
صريحة .وخا صة في خلفاء ال نبي الراشد ين ،وأزوا جه الطاهرات المطهرات ،وأ صحابه البررة ،حملة
هذا الدين ومبلغين رسالته إلى الفاق والنفس ،وناشرين دين ال ،ورافعين راية ال ،ومعلنين كلمته،
ومجاهدين في سبيله حق جهاده ،ومقدمين مضحين كل غال وثمين في رضاه ،راجين رحمته ،خائفين
الذي ل يأتيه عذابه ،قوامين بالليل ،صوامين بالنهار الذين ذكرهم ال عز وجل في كتابه المحكم:
الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد [سورة فصلت الية .]42
ذكرهمم فيمه جمل وعل :تتجافمى جنوبهمم عمن المضاجمع يدعون ربهمم خوفا وطمعا وممما رزقناهمم
ينفقون [سورة السجدة الية .]16
وقال تبارك وتعالى :الذيمن يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهمم ويتفكرون فمي خلق السمماوات
ل سبحانك فقنا عذاب النار [سورة آل عمران الية .]191والرض ،ربنا ما خلقت هذا باط ً
محمد رسول ال والذين معه : وقال وهو أصدق القائلين حيث يصف أصحاب رسوله المصطفى
ل من ال ورضوانا سيماهم في وجوههم أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فض ً
من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في النجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى
على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا
عظيما [سورة الفتح الية .]29
وقال سمبحانه ،مما أعظمم شأنمه ،فمي شركاء غزوة تبوك :لقمد تاب ال على النمبي والمهاجريمن
والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم
رؤوف رحيم [سورة التوبة الية .]117
كمما قال فمي الذيمن شاركوه فمي غزوة الحديبيمة :لقمد رضمي ال عمن المؤمنيمن إذ يبايعونمك تحمت
الشجرة فعلم ما في قلوب هم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغا نم كثيرة يأخذونها وكان ال
عزيزا حكيما [سورة الفتح الية .]19 ،18
وقال :فالذيمن هاجروا وأخرجوا ممن ديارهمم وأوذوا فمي سمبيلي وقاتلوا وقتلوا لكفرن عنهمم سميئاتهم
ولدخلنهم جنات تجري من تحتها النهار ثوابا من عند ال وال عنده حسن ثواب" [سورة آل عمران
الية .]195
وشهمد بإيمانهمم الحقيقمي الثابمت بقوله :والذيمن آمنوا وهاجروا وجاهدوا فمي سمبيل ال والذيمن آووا
ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم" [سورة النفال الية .]74
وذكمر السمابقين ممن الصمحاب المهاجريمن منهمم والنصمار والسمابقون الولون ممن المهاجريمن
والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها النهار
خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [سورة التوبة الية .]100
للفقراء المهاجر ين الذ ين ك ما ذ كر المهاجر ين والن صار عا مة وض من ل هم الفلح والنجاح بقوله:
أخرجوا ممن ديارهمم وأموالهمم يبتغون فضل ممن ال ورضوانا وينصمرون ال ورسموله أولئك همم
ال صادقون * والذ ين تبوؤا الدار واليمان من قبل هم يحبون من ها جر إلي هم ول يجدون في صدورهم
حاجمة ممما أوتوا ويؤثرون على أنفسمهم ولو كان بهمم خصماصة وممن يوق شمح نفسمه فأولئك همم
المفلحون" [سورة الحشر الية .]9 ،8
ويذكر جل مجده المؤمنين المنفقين قبل الفتح -أي فتح مكة -وبعده مثنيا عليهم مادحا فيهم :ل
يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلً
وعد ال الحسنى وال بما تعملون خبير [سورة الحديد الية .]10
ثم يقرن ذكر الصحاب مع نبيه وصفيه المصطفى صلوات ال وسلمه عليه بدون فاصل حيث يذكرهم
إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا جميعا معا في قوله عز من قائل:
[سورة آل عمران الية .]68
[سورة المائدة الية .]55 وأيضا في قوله :إنما وليكم ال ورسوله والذين آمنوا
وقل اعملوا فسيرى ال عملكم ورسوله والذين آمنوا [سورة التوبة الية .]105 وأيضا:
لكن الرسول والذين آمنوا معه [سورة التوبة الية .]88 وأيضا:
وقال :ول العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين ل يعلمون [سورة المنافقون الية .]8
وأيضا :بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم [سورة الفتح الية .]12
وقال :فأنزل ال سكينته على رسوله وعلى المؤمنين [سورة الفتح الية .]26
يذكر ال المؤمنين من أمة محمد وعلى رأسهم أصحاب النبي عليه السلم المؤمنين الولين الحقيقيين
،وماذا يعتقدون فيهم؟ حسب قولهم -آل البيت ماذا يقولون في أصحاب رسول ال
وهل أهل بيت النبي يبغضون أصحاب نبيهم ،ويشتمونهم ،بل ويكفرونهم ،ويلعنونهم كما يلعنهم هؤلء
المتزعمون ؟ أم غيمر ذلك يوالونهمم ،ويتواددون إليهمم ،ويتعاطفونهمم ويسماعدونهم فمي مشاكلهمم،
ويشاورونهمم فمي أمورهمم ،ويقاسممونهم همومهمم وآلمهمم ،ويشاركونهمم فمي دينهمم ودنياهمم،
ويشاطرونهم الحكم والحكومة ،ويبايعونهم على إمرتهم وسلطانهم ،ويجاهدون تحت رايتهم ،ويأخذون
من الغنائم ال تي تح صل من طريق هم ،ويت صاهرون مع هم ،يتزوجون من هم ويزوجون هم ب هم ،ي سمون
أبناءهمم بأسمماءهم ،ويتمبركون بذكرهمم ،يذاكرونهمم فمي مجالسمهم ،ويرجعون إليهمم فمي مسمائلهم،
ويذكرون فضائلهمم ومحامدهمم ،ويقرّون بفضمل أهمل الفضمل منهمم ،وعلم أهمل العلم ،وتقوى المتقيمن،
وطهارة العامة وزهدهم.
ن سرد هذا كله و قد عاهد نا أن ل نر جع إل إلى ك تب القوم أنف سهم لعلي ال حق يظ هر ،وال صدق يجلو،
والبا طل يك بو ،والكذب يخ بو ،الل هم إل نادرا نذ كر شيئا تأييدا وا ستشهادا ،ل أ صلً ،ول ا ستدللً ،ول
ا سقللً ،ول يكون إلزام الخ صم إل من كتب هم هم ،وبعبارات هم أنف سهم ،و من أفواه أناس يزعمون هم
أئمتهم ،وهم منهم براء وقد قيل قديما إن السحر ما يقرّبه المسحور .والحق ما يشهد به المنكر ،وما
نريد من وراء ذلك إل الظهار بأن أئمة ال حق وأ هل الب يت ليسوا مع القوم في القليل ول في الكث ير،
ول عل ال يهدى به أنا سا اغتروا ب حب أ هل الب يت ح يث ظنوا أن معتقدات الشي عة وضع ها أئ مة أ هل
الب يت ،وأ سسوا قواعد ها ،ور سخوا أ صولها ،ف هم يحبون هم ،ويبغضون أعدائ هم -ح سب زعم هم -
الذين غصبوا حقهم وحرموهم من ميراث النبي ،وظلموهم.
ويتبين من هذا البحث إن شاء ال علقة الشيعية الحقيقية بآل البيت وعلقتهم معهم.
فها هو علي بن أبي طالب -رضي ال عنه -الخليفة الراشد الرابع عندنا ،والمام المعصوم الول
عندهم ،وسيد أهل البيت -يذكر أصحاب النبي عامة ،ويمدحهم ،ويثني عليهم ثناء عاطرا بقوله :لقد
،ف ما أرى أحدا يشبه هم من كم! ل قد كانوا ي صبحون شعثا غبرا ،و قد باتوا رأ يت أ صحاب مح مد
سجدا وقياما ،يراوحون ب ين جباه هم وخدود هم ،ويقفون على م ثل الج مر من ذ كر معاد هم! كأن ب ين
أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر ال هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم ،ومادوا كما يميد
الشجر يوم الريح العاصف ،خوفا من العقاب ،ورجاء للثواب" [نهج البلغة ص 143دار الكتاب بيروت
1387ه بتحقيق صبحي صالح ،ومثل ذلك ورد في "الرشاد" ص .]126
وهذا هو سيد أهل البيت يمدح أصحاب النبي عامة ،ويرجحهم على أصحابه وشيعته الذين خذلوه في
الحروب والقتال ،وجبنوا عن لقاء العدو ومواجهت هم ،وقعدوا ع نه وتركوه وحده ،فيقول موازنا بين هم
،نق تل آباء نا وأبناء نا وإخوان نا وأعمام نا :ما وب ين صحابة ر سول ال :ول قد ك نا مع ر سول ال
يزيدنما ذلك إل إيمانا وتسمليما ،ومضيا على اللقمم ،وصمبرا على مضمض اللم ،وجدا فمي جهاد العدو،
ول قد كان الر جل م نا وال خر من عدو نا يت صاولن ت صاول الفحل ين ،يتخال سان أنف سهما :أيه ما ي سقي
صاحبه كأس المنون ،فمرة لنا من عدونا ،ومرة لعدونا منا ،فلما رأى ال صدقنا أنزل بعدونا الكبت،
وأنزل علينا النصر ،حتى استقر السلم ملقيا جرانه ،ومتبوئا أوطانه .ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم،
ما قام للد ين عمود ،ول اخ ضر لليمان عود .وأ يم ال لتحتلبن ها دما ،ولتتبعن ها ندما" ["ن هج البل غة"
بتحقيق صبحي صالح ص 92 ،91ط بيروت].
ويذكر هم أيضا مقا بل شيع ته المنافق ين المتخاذل ين ،ويأ سف على ذهاب هم بقوله :أ ين القوم الذ ين دعوا
إلى السمملم فقبلوه ،وقرءوا القرآن فأحكموه ،وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولدهمما،
وسلبوا السيوف أغمادها ،وأخذوا بأطراف الرض زحفا زحفا وصفا صفا ،بعض هلك وبعض نجا ،ل
يبشرون بالحياء ول يعزون عمن الموتمى ،مرة العيون ممن البكاء ،خممص البطون ممن الصميام ،ذبمل
الشفاه من الدعاء ،صفر اللوان من السهر ،على وجوههم غبرة الخاشعين ،أولئك إخواني الذاهبون،
ف حق ل نا أن نظ مأ إلي هم ون عض اليدي على فراق هم" ["ن هج البل غة" بتحق يق صبحي صالح ص ،177
.]178
ويذكر هم ،ويذ كر ب ما فازوا به من نع يم الدن يا والخرة ،ول هم حظ وا فر من كرم ال وإح سانه ،ح يث
يقول :واعلموا عباد ال أن المتق ين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الخرة ،فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم،
ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ،سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ،وأكلوها بأفضل ما أكلت ،فحظوا
من الدن يا ب ما ح ظي به المترفون ،وأخذوا من ها ما أخذه الجبابرة المت كبرون ،ثم انقلبوا عن ها بالزاد
المبلغ والمتجر الرابح ،أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم ،وتيقنوا أنهم جيران ال غدا في آخرتهم ،ل
ترد لهم دعوة ول ينقص لهم نصيب من لذة" ["نهج البلغة" ص 383بتحقيق صبحي صالح].
ويمدح المهاجر ين من ال صحابة في جواب معاو ية بن أ بي سفيان ر ضي ال عنه ما فيقول :فاز أ هل
السبق بسبقهم ،وذهب المهاجرون الولون بفضلهم ["نهج البلغة" ص 383بتحقيق صبحي صالح].
وأيضا" :و في المهاجر ين خ ير كث ير تعر فه ،جزا هم ال خ ير الجزاء" ["ن هج البل غة" ص 383بتحق يق
صبحي صالح].
ك ما مدح الن صار من أ صحاب مح مد عل يه ال سلم بقوله هم وال ربوا ال سلم ك ما ير بي الفلو مع
غنائهم ،بأيديهم السباط ،وألسنتهم السلط" ["نهج البلغة" ص 557تحقيق صبحي صالح].
ومدح هم مدحا بالغا موازنا أ صحابه ومعاو ية مع أن صار ال نبي بقوله :أما ب عد! أي ها الناس فوال ل هل
أن يمنعوه ومن مصركم في المصار أكثر من النصار في العرب ،وما كانوا يوم أعطوا رسول ال
معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالت ربه إل قبيلتين صغير مولدها ،وما هما بأقدم العرب ميلدا ،ول
وأ صحابه ،ون صروا ال ودي نه ،رمت هم العرب عن قوس واحدة، بأكثر هم عددا ،فل ما آووا ال نبي
وتحالفت عليهم اليهود ،وغزتهم اليهود والقبائل قبيلة بعد قبيلة ،فتجردوا لنصرة دين ال ،وقطعوا ما
بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود ،ونصبوا لهل نجد وتهامة وأهل مكة
واليمامة وأهل الحزن والسهل [وأقاموا] قناة الدين ،وتصبروا تحت أحلس الجلد حتى دانت لرسول
العرب ،ورأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه ال إليه ،فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ال
ذلك الزمان من العرب" ["الغارات" ج 2ص .]480 ،479
وسيد الرسل نفسه يمدح النصار حسب قول الشيعة "اللهم اغفر للنصار ،وأبناء النصار ،وأبنا أبناء
النصار ،يا معشر النصار! أما ترضون أن ينصرف الناس بالشاه والنعم ،وفى سهمكم رسول ال
" [تفسير "منهج الصادقين" ج 4ص ،240أيضا "كشف الغمة" ج 1ص .]224
:الن صار كر شي وعي ني ،ولو سلك الناس واد يا ،و سلك الن صار شعبا ل سلكت وكذلك "قال ال نبي
شعب النصار" [تفسير "منهج الصادقين" ج 4ص ،240أيضا "كشف الغمة" ج 1ص .]224
ويروي المجلسي [والمجل سي هو المل محمد با قر بن محمد ت قي المجل سي ،ولد سنة 1037ه ،ومات
سنة 1110ه ،من ألد أعداء ال سنة وخ صومهم ،ولم ير مثله في الشي عة المتأخر ين سليط الل سا ،بذيا،
فاحشا ،ل يتكلم بكلمة إل ويتدفق الفحش والهجاء من كلمه ،يسمونه "خاتمة المجتهدين" و"إمام الئمة
في المتأخرين" ،يقول القمي :المجلسي إذا أطلق فهو شيخ السلم والمسلمين ،مروج المذهب والدين،
المام ،العل مة ،المح قق ،المد قق ..لم يو فق أ حد في ال سلم م ثل ما و فق هذا الش يخ العزم وأم ير
الخضم والطود الشم من ترويج المذهب ،وإعلء كلمة الحق ،وكسر صولة المبتدعين ،وقمع زخارف
الملحد ين ،وإحياء دارس سنن الد ين ال مبين ،ون شر آثار أئ مة الم سلمين بطرق عديدة وأنحاء مختل فة
أجلها وأبقاها الرائقة النيقة الكثيرة" (الكنى واللقاب ج 3ص .)121
وقال الخوانساري :هذا الشيخ كان إماما في وقته في علم الحديث وسائر العلوم ،وشيخ السلم بدار
السملطنة أصمفهان ،رئيسما فيهما بالرياسمة الدينيمة والدنيويمة ،إماما فمي الجمعمة والجامعمة ..ولشيخنما
المذكور مصمنفات منهما كتاب "بحار النوار" الذي جممع فيمه جميمع العلوم وهمو يشتممل على مجلدات،
وكتمب كثيرة فمي العربيمة والفارسمية" (روضات الجنات ج 2ص 78ومما بعمد)] عمن الطوسمي روايمة
،ل ت سبوهم، موثو قة عن علي بن أ بي طالب أ نه قال ل صحابه :أو صيكم في أ صحاب ر سول ال
فإن هم أ صحاب نبيكم ،و هم أ صحابه الذ ين لم يبتدعوا في الد ين شيئا ،ولم يوقروا صاحب بد عة ،ن عم!
وبيدهم الحل والعقد رغم أنوف القوم. أولً :الشورى بين المهاجرين والنصار من أصحاب النبي
ثانيا :اتفاقهم على شخص سبب لمرضات ال وعلمة لموافقته سبحانه وتعالى إياهم.
ثالثا :ل تنع قد الما مة في زمان هم دون هم ،وبغ ير اختيار هم ورضا هم [و قد حل الشكال من هذا أيضا
بأن المامة والخلفة في السلم ل تنعقد إل بالشورى والنتخاب ،ل بالتعيين والوصية والتنصيص كما
يزعمه الشيعة مخالفين نصوص أئمتهم ومعصوميهم حسب زعمهم].
رابعا :ل يرد قولهم ول يخرج من حكمهم (أي الصحابة) إل المبتدع أو الباغي ،والمتبع والسالك غير
سبيل المؤمنين.
خامسا :يقاتل مخالف الصحابة ،ويحكم السيف فيه.
وأحبائه ،المهاجرين منهم والنصار سادسا :وفوق ذلك يعاقب عند ال لمخالفته رفاق رسول ال
رضي ال عنهم ورضوا عنه وأولد عليّ على شاكلته.
فها هو علي بن الحسين الملقب بزين العابدين -المام المعصوم الرابع عند القوم -وسيد أهل البيت
فمي زمانمه يذكمر أصمحاب محممد عليمه الصملة والسملم ،ويدعمو لهمم فمي صملته بالرحممة والمغفرة
لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة ال إلى خلقه فيقول :فاذكرهم منك بمغفرة
ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة ،الذين أحسنوا الصحابة ،والذين أبلوا البلء الحسن في نصره،
وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته ،وسابقوا إلى دعوته ،واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته ،وفارقوا
الزواج والولد في إظهار كلمته ،وقاتلوا الباء والبناء في تثبيت نبوته ،والذين هجرتهم العشائر إذ
تعلقوا بعروته ،وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته ،اللهم ما تركوا لك وفيك ،وأرضهم من
رضوا نك وبمما حاشوا الحمق عل يك ،وكانوا من ذلك لك وإليمك ،واشكرهمم على هجرتهمم فيمك ديارهمم
وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرة في اعتزاز دينك إلى أقله ،اللهم وأوصل إلى التابعين
ل هم بإح سان الذ ين يقولون رب نا اغ فر ل نا ولخوان نا الذ ين سبقونا باليمان خ ير جزائك ،الذ ين ق صدوا
سمتهم ،وتحروا جهتهم ،لو مضوا إلى شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم ،ولم يختلجهم شك في قفو
آثارهمم والئتمام بهدايمة منارهمم مكانفيمن وموازر ين لهمم ،يدينون بدينهمم ،ويهتدون بهديهمم ،يتفقون
عليهم ،ول يتهمونهم فيما أدوا إليهم" [صحيفة كاملة لزين العابدين ص 13ط مطبعة طبي كلكته الهند
1248ه].
وواحد من أبنائه حسن بن علي المعروف بالحسن العسكري -المام الحادي عشر عند القوم -يقول
في تفسيره :إن كليم ال موسى سأل ربه هل في أصحاب النبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال ال :يا
على على جم يع صحابة المر سلين كف ضل مح مد مو سى! أ ما عملت أن ف ضل صحابة مح مد
جم يع المر سلين وال نبيين" [تف سير الح سن الع سكري ص 65ط اله ند ،وأيضا "البرهان" ج 3ص ،228
واللفظ له].
ل ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحدا وكتب بعد ذلك في تفسير الحسن العسكري "إن رج ً
من هم يعذ به ال عذابا لو ق سم على م ثل عدد خلق ال لهلك هم أجمع ين" [تف سير الح سن الع سكري ص
.]196
ولجل ذلك قال جده الكبر علي بن موسى الملقب بالرضا -المام الثامن عند الشيعة -حينما سئل
:أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم [وينبغي النتباه أننا ننقل هذه الرواية من "عن قول النبي
الشيعة أنفسهم ،فالرواية روايتهم وهي حجة عليهم].
وعن قوله عليه السلم :دعوا لي أصحابي:؟ فقال عليه السلم :هذا صحيح" [نص ما ذكره الرضا نقلً
عن كتاب "عيون أخبار الرضا" لبن بابويه القمي الملقب بالصدوق تحت قول النبي :أصحابي كالنجوم
ج 2ص .]87
بصمحابة آثروه على النفمس والموال ،وبذلوا النفوس دونمه فمي كمل حال، خمص نمبيه محمدا
رحماء بينهمم اليمة ،قاموا بمعالم الديمن ،وناصمحوا الجتهاد ووصمفهم ال فمي كتابمه فقال:
للمسلمين ،حتى تهذبت طرقه ،وقويت أسبابه ،وظهرت آلء ال ،واستقر دينه ،ووضحت أعلمه ،وأذل
بهم الشرك ،وأزال رؤوسه ومحا دعائمه ،وصارت كلمة ال هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى،
فصملوات ال ورحمتمه وبركاتمه على تلك النفوس الزاكيمة ،والرواح الطاهرة العاليمة ،فقمد كانوا فمي
الحياء ل أولياء ،وكانوا بعد الموت أحياء ،وكانوا لعباد ال ن صحاء ،رحلوا إلى الخرة قبل أن ي صلوا
إليها ،وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها" ["مروج الذهب" ج 3ص 53 ،52دار الندلس بيروت].
،وتثبت ويروي ابن علي بن زين العابدين محمد الباقر رواية تنفى النفاق من أصحاب رسول ال
لهم اليمان ومحبة ال عز وجل كما أوردها العياشي والبحراني [هو هاشم بن سليمان بن إسماعيل،
ولد في قرية من القرى "التوبلى" في منتصف القرن الحادي عشر ومات في السنة 1107ه.
قال فيمه الخوانسماري "فاضمل عالم ماهمر مدق فقيمه عارف بالتفسمير والعربيمة والرجال ،وكان محدثا
فاضلً ،جامعا متتبعا للخبار بما لم يسبق إليه السابق سوى شيخنا المجلسي ،ومن مصنفاته "البرهان
في تف سير القرآن" (روضات الجنات ج 8ص ،181أيضا أعيان الشي عة")] في تف سيريهما ت حت قول
. إن ال يحب التوابين ويحب المتطهرين ال عز وجل:
عن سلم قال :كنت عند أبي جعفر ،فدخل عليه حمران بن أعين ،فسأله عن أشياء ،فلما هم حمران
بالقيام قال لبي جعفر عليه السلم :أ خبرك أطال ال بقاك وأمتعنا بك ،إنا نأتيك فما نخرج من عندك
ح تى ترق قلوب نا ،وت سلوا أنف سنا عن الدن يا ،وتهون علي نا ما في أيدي الناس من هذه الموال ،ثم
نخرج من عندك ،فإذا صرنا مع الناس والتجار أحبب نا الدن يا؟ قال :فقال أ بو جع فر عل يه ال سلم :إن ما
هي القلوب مرة ي صعب علي ها ال مر ومرة ي سهل ،ثم قال أ بو جع فر :أ ما إن أ صحاب ر سول ال
قالوا :يما رسمول ال نخاف علينما النفاق ،قال :فقال لهمم :ولم تخافون ذلك؟ قالوا :إنما إذا كنما عندك
فذكرتنا روعنا ،ووجلنا ،نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الخرة والجنة والنار ونحن عندك،
فإذا خرجنا من عندك ،ودخلنا هذه البيوت ،وشممنا الولد ،ورأينا العيال والهل والمال ،يكاد أن نحول
عن الحال ال تي ك نا علي ها عندك ،وح تى كأ نا لم ن كن على ش يء ،أفتخاف علي نا أن يكون هذا النفاق؟
:كل ،هذا من خطوات الشيطان .ليرغبن كم في الدن يا ،وال لو أن كم تدومون فقال ل هم ر سول ال
على الحال ال تي تكونون علي ها وأن تم عندي في الحال ال تي و صفتم أنف سكم ب ها ل صافحتكم الملئ كة،
ومشيتم على الماء ،ولول أنكم تذنبون ،فتستغفرون ال لخلق ال خلقا لكي يذنبوا ،ثم يستغفروا ،فيغفر
ال لهم ،إن المؤمن مفتن تواب ،أما تسمع لقوله :إن ال يحب التوابين وقال :استغفروا ربكم
ثم توبوا إليه ["تفسير العياشي" ج 1ص ،109و "البرهان" ج 1ص .]215
اثنى عشر ألفا ،ثمانية آلف وأما ابن الباقر جعفر الملقب بالصادق يقول :كان أصحاب رسول ال
ممن المدينمة ،وألفان ممن مكمة ،وألفان ممن الطلقاء ،ولم يمر فيهمم قدري ول مرجمئ ول حروري ول
معتزلي ،ول صاحب رأي ،كانوا يبكون الل يل والنهار ويقولون :اق بض أرواح نا من ق بل أن نأ كل خ بز
الخمير" ["كتاب الخصال" للقمي ص 640ط مكتبة الصدوق طهران].
أنه قال :من زارني في حياتي أو بعد موتى هذا ولقد روى علي بن موسى الرضا عن رسول ال
فقد زار ال تعالى" ["عيون أخبار الرضا" لبن بابويه القمي ج 1ص .]115
ال صادق الم ين و سيد الخلئق نف سه يش هد ل صحابه بال سعادة والج نة ح يث يقول، ور سول ال
ويرويه القمي [هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي الملقب بالصدوق ،من مواليد
أوائل القرن الرا بع من الهجرة ،وتو في سنة 381من الهجرة ،ون شأ ب قم ،و قبر بالري ،هو من كبار
القوم ومحدثيهم ،وكتابه "من ل يحضر الفقيه" أحد الكتب الربعة التي تعد من أهم الكتب وأصحها في
الحديث عند الشيعة ،كما أن له مصنفات عديدة أخرى ،وهو من المكثرين ،كما أن كتبه عمدة لمذهب
الشيعة ،يقول الشيعة فيه :لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه" (أعيان الشيعة ج 1ص 104
و"الخلصة" للحلي).
كما يقولون :ولد هو وأخوه بدعوة صاحب المر علي يد السفر الحسين بن الروح ،فإنه كان الواسطة
بينه وبين ابن البابويه" (روضات الجنات للخوانساري ج 6ص .)136
قال فيه المجلسي :وثقه جميع الصحاب لما حكموا بصحة جميع أخبار كتابه يعني صحة جميع ما قد
صح عنه من غير تأمل ،بل هو ركن من أركان الدين" (نقلً عن الخوانساري ج 2ص ])132محدث
القوم وإمام هم والمل قب بال صدوق في كتا به الذي طبع ته الشي عة أنف سهم " عن أ بي أمامة أ نه قال :قال
:طوبى لمن رآنى وآمن بي" ["كتاب الخصال" لبن بابويه ج 2ص .]342 رسول ال
وروى الميري القمي [هو أبو العباس عبد ال بن جعفر بن الحسن الحميري القمي.
"شيخ القميين ووجههم ،ثقة من أصحاب محمد العسكري (ع) ،قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين،
وسممع أهلهما منمه ،فأكثروا ،وصمنف كتبا كثيرة منهما كتاب "قرب السمناد" (الكنمى واللقاب ج 2ص
.)177
"و هو من أ ساتذة الكلي ني ،قد روي عنه في الكا في روايات عديدة ،وله مكاتبات مع أبي الح سن ،ك ما
أنه كاتب مع أبي محمد" -من أئمة الشيعة المزعومين ذ (مقدمة قرب السناد ص ])2مثل هذه الرواية
قال :من زارني حيا وميتا كنت له شفيعا يوم القيامة" ["قرب عن جعفر بن باقر عن أبيه "أن النبي
السناد" ص 31ط طهران].
موقف الشيعة من الصحابة
خيار خلق ال وصفوة الكون. فهذا هو موقف أهل البيت من أصحاب رسول ال
وأما الشيعة الذين يزعمون أنهم أتباع أهل البيت والمحبون الموالون لهم ،فإنهم يرون رأيا غير هذا
الرأي محترق ين على جهاد هم الم ستمر ،ومنتقم ين على فتوحات هم الجبارة الكثيرة ال تي أرغ مت أنوف
أ سلفهم ،وك سرت شو كة ماضي هم ومز قت جموع أحزاب هم ،ودمرت ديار هم وأوكار كفر هم ،ال صحابة
الذين أذلوا الشرك والمشركين ،وهدموا الوثان والصنام التي كانوا يعبدونها ويعتكفون عليها ،أزالوا
ملكهمم وسملطانهم ،وخربوا قصمورهم وحصمونهم ومنازلهمم ،وأنزلوا فيهما الفناء ،وأعلوا عليهما رايمة
التوح يد وعلم ال سلم شامخا مترفرفا ،فاجت مع أبناء المجوس واليهود ،وأبناء البائد ين الهالك ين الذ ين
أرادوا سد هذا النور الن ير ،والوقوف في سبيل وطر يق هذا ال سيل العرم ،اجتمعوا ناقم ين ،حاقد ين،
حاسدين ،محترقين ،واقتنعوا بقناع الحب لل البيت -وآل البيت منهم براء -وسلّوا سيوف أقلمهم
وأصمحابه المشغوفيمن بحبمه، وألسمنتهم ضمد أولئك المجاهديمن المحسمنين ،رفاق رسمول ال
والمفعمين بولئه ،والمميتين في إطاعته واتباعه ،والراهنين كل ثمين ونفيس في سبيله ،والمضحين
بأدنمى إشاراتمه الباء والولد والمهمج ،المقتفيمن آثاره ،المتتبعيمن خطواتمه ،السمالكين منهجمه ،الغمر
الميامين رضوان ال عليهم أجمعين.
فقال قائلهم :إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول ال ( ) غير أربعة (كتاب [والغريب أن أبناء اليهودية
الثي مة يطيعون م ثل هذه الك تب الخبي ثة المليئة من الع يب والش تم ل هل خ ير القرون وخ ير ال مة ،ثم
يتضوغون عن الكتب التي كتبت ردا عليهم مثل كتاب "الشيعة والسنة" للمؤلف لتبيين مذهبهم ،وإظهار
ما يكنونه في صدورهم تجاه المة المرحومة ومحسنيها ،ويقولون :إنه ل ينبغي كتابة مثل هذه الكتب
وطبع ها ونشر ها في زمان ،الم سلمون أحوج ما يكون إلى التحاد والتفاق ،ون حن ل ندري أي اتحاد
ووفاق يريدون؟
ن حن ل ن سب القوم ول نش تم قادت هم ،بل كل ما نع مل نبدي للرأي العام ما عمله القوم ال مس و ما
يعملونه اليوم .فمن أي شيء يخافون؟
ثمم ولم نفهمم ممن بعمض ممن يسممي نفسمه متنورا ،واسمع الفمق ،فسميح القلب ،وسميع الظرف ،محبا
للتقريب والوفاق من أهل السنة ،البلهاء أو المغترين ،ل نفهم منهم حينما يعترضون علينا بأننا لم نقم
بإحقاق الحق وإبطال الباطل؟ ولم ندافع عن أولئك القوم الذين لو ما كانوا كنا عباد البقر أو النجوم أو
اللت والمناة والعزى والثالث ،أو الح جر والش جر ،ولو ما رفعوا را ية ال سلم ،وحملوا لواء التوح يد
ما عرفنا ربنا عز وجل ونبينا وقائدنا محمدا صلوات ال وسلمه عليه ،وما علمنا ماذا أنزله الرحمن
على عبده وحبيبه ،وما تركه المصطفى من سنته وحكمته ،وما عرفنا القرآن الذي أنزله نورا وهدى
ورحمة للعالمين.
نعم :يقلق مضاجع هؤلء المتنورين هذا ،ول يفجعون عن كتاب سليم بن قيس العامري الذي قال فيه
جعفر هم ذ ن عم جعفر هم ،ل الجع فر ال صادق الذي نعر فه ونعل مه ذ قال :من لم ي كن عنده من شيعت نا
-، ومحبينا كتاب سليم بن قيس العامري ،فليس عنده من أمرنا شيء وهو سر من أسرار محمد
الكتاب الذي لم ن جد صفحة من صفحاته ،ول ور قة من أورا قه إل و هي مليئة بأقذر الشتائم وأخ بث
ال سباب ،وكتاب سليم ومثله ك تب للقوم ل ت عد ول تح صى ،فإ نا ل وإ نا إل يه راجعون ،فنقول لهؤلء
القوم عديمي الغيرة ،وفاقدي الحمية :فليهنأ لكم التنور ،وليهنأ لكم التوسع ،فأما نحن فلن ولن نتحمل
هذا ،ولن ولن نسكت عن ذلك إن شاء ال ما دامت العروق يجري فيها الدم ،وما دام الروح في الجسد
واللسان يتكلم] سليم بن قيس العامرى ص 92ط دار الفنون بيروت).
هذا ومثل هذا كثير.
ولقد تقدم بخارى القوم محمد بن يعقوب الكليني إلى أبعد من ذلك فقال :كان الناس أهل ردة بعد النبي
إل ثلثة المقداد بن السود ،وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ["كتاب الروضة من الكافي" ج 8ص
.]245
ومثل هذا ذكر المجلسي "هلك الناس كلهم بعد وفاة الرسول إل ثلثة أبو ذر والمقداد وسلمان" ["حيات
القلوب" للمجلسي فارسي ج 2ص .]640
ولسائل أن يسأل هؤلء الشقياء وأين ذهب أهل بيت النبي بما فيهم عباس عم النبي ،وابن عباس ابن
عمه ،وعقيل أخ لعلي ،وحتى علي نفسه ،والحسنان سبطا رسول ال ؟
أل تستحيون من ال ؟
ثم وأكثر من ذلك قال الكليني في موضع آخر من كتابه :إن الناس يفزعون إذا قلنا :إن الناس ارتدوا،
أ هل جاهل ية ،إن الن صار اعتزلت ( يع ني عن فقال:ة ..إن الناس عادوا ب عد ما ق بض ر سول ال
ل مكان
أبي بكر ) فلم تعتزل بخير ( أي لم يكن اختيارهم لختيار الحق أو ترك الباطل ،بل اختاروا باط ً
با طل آ خر للحم ية والع صبية ذ ك ما ذ كر المح شي الملعون على هذه الروا ية )-جعلوا يبايعون سعدا
وهمم يرتجزون ارتجاز الجاهليمة ( كذب وزور ذ يما كذاب!) يما سمعد! أنمت المرجمأ ،وشعرك المرجمل،
وفحلك المرجم" ["كتاب الروضة من الكافي" ج 2ص .]296
ومعناه أنه لم يبق ول واحد ،ل أبو ذر ول سلمان ول المقداد ؟
هذا ويذ كر شي عي معا صر ع كس ذلك تماما ح يث أن القوم يدعون بأن ال صحابة ارتدوا ذ عياذا بال ذ
بعد أن أسلموا ،ولكن أحدا من بقايا القوم الناقمين ينكر حتى دخولهم في السلم كما يقول وهو يرد
علينا بأننا لم ننصف في اتهامنا الشيعة ذ حسب زعمه ذ بأنهم يكفرون أصحاب الرسول العظيم عليه
السلم ،وفى أثناء الرد يقر ويثبت ما ذكرناه ،فانظر إليه كيف يستأسر في حبله نفسه بنفسه "ومع ذلك
فإني أقول :إن العرب لم يؤمنوا بمحمد إل بعد أن قرعت الدعوة السلمية أسماعهم [انظر إلى الحقد
كيف يتدفق ،والبغض كيف يظهر للمة العربية التي لبّت رسالة السلم في باكورة عهدها ،وحملتها
وأدتها إلى العالم أجمع] أي أن محمد ( ) دعاهم أولً للسلم فآمن من آمن ة ..ومنهم من تأخر عن
ذلك ،ومن هم من ما طل كثيرا ،ومن هم من د خل في ال سلم نفاقا ،ومن هم من د خل خوفا ورهبا ب عد أن
ضا قت عل يه الرض ،ولم يد خل في ال سلم أ حد بدللة عقله إل شخ صية واحدة [وح تى خرّجوا عليا
وأهل بيت النبي حيث لم يذكروا فيمن ذك إل سلمان] خرجت من بلدها طلبا للحقيقة ،ولقت صعوبات
وأخطارا حتمى ظفرت بالحقيقمة عنمد محممد ( يعنمى سملمان ) فآمنمت بمه" ["كتاب الشيعمة والسمنة فمي
الميزان" ص 21 ،20لمؤلف مجهول المقنمع بقناع س ذ خ ط بيروت ذ أي الكتاب الذي حاول مجهوله
عبثا الرد على كتاب نا "الشي عة وال سنة" ح يث لم ي ستطع في الكتاب كله تغل يط عبارة واحدة أو م صدر
واحد من العبارات أو المصادر التي ذكرناها في الكتاب ،ول مسألة واحدة ،أو نتيجة من النتائج التي
ا ستنتجناها في كتاب نا كله ،ول الح مد والم نة على ذلك التوف يق ال صائب والشرف الذي أول نا ال عز
وجل للدفاع عن حرمات النبي ،ومقدسات السلم ،ومحبي الملة الحنيفية البيضاء ،اللهم ألهمنا الرشد
وال سداد ،واجعل نا من الذ ين يعرفون القول ويتبعون أح سنه ،رب نا اغ فر ل نا ولخوان نا الذي سبقونا
باليمان ول تجعل في قلوبنا غلً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ].
نزل كتاب ال يخمبر أصمحاب وحسمبوا أن ل تكون فتنمة ويكتمب القممي تحمت تفسمير قوله تعالى:
أي ل يكون اختبار ،ول يمتحنهم ال بأمير المؤمنين وحسبوا أن ل تكون فتنة فقال: الرسول
ب ين أظهر هم ( ثم عموا و صموا ) ح ين عل يه ال سلم ( فعموا و صموا ) قال ح يث كان ر سول ال
،وأقام أميمر المؤمنيمن عليمه السملم عليهمم فعموا وصمموا فيمه حتمى السماعة" قبمض رسمول ال
["تفسير القمي" لعلي بن إبراهيم ج 1ص 176 ،175ط مطبعة النجف 1386ه].
هذا ومثل هذا كثير [انظر لذلك كتابنا "الشيعة والسنة"].
فهذا هو موقف الشيعة من الصحابة ،وذلك هو موقف أهل البيت منهم.
عنمد انثيال [انثيال الناس أي ال عنمه وهمو يذكمر بيعمة أبمى بكمر الصمديق بعمد وفاة رسمول ال
انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب (كما قاله ابن أبي الحديد شارح نهج البلغة)] الناس على أبى
بكر ،وإجفالهم [الجفال السراع] إليه ليبايعوه :فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر ،فبايعته ونهضت في تلك
الحداث ح تى زاغ البا طل وز هق وكا نت "كل مة ال هي العل يا" ولو كره الكافرون ،فتولى أ بو ب كر تلك
المور فيسمر ،وسمدد ،وقارب ،واقتصمد ،فصمحبته مناصمحا ،وأطعتمه فيمما أطاع ال [ فيمه ] جاهدا"
["الغارات" ج 1ص 307ت حت عنوان "ر سالة علي عل يه ال سلم إلى أ صحابه ب عد مق تل مح مد بن أ بي
بكر"].
ويذكر في رسالة أخرى أرسلها إلى أهل مصر مع عامله الذي استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة
النصماري "بسمم ال الرحممن الرحيمم ممن عبمد ال علي أميمر المؤمنيمن إلى من بلغمه كتابمي هذا ممن
المسلمين ،سلم عليكم فإني أحمد ال إليكم الذي ل إله إل هو .أما بعد! فإن ال بحسن صنعه وتقديره
وتدبيره اختار السلم دينا لنفسه وملئكته ورسله ،وبعث به الرسل إلى عباده [ و ] خص من انتخب
من خلقه ،فكان م ما أكرم ال عز وجل به هذه المة وخ صهم [ به ] من الفضيلة أن بعث محمدا -
[ -إليهم ] فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض ،وأدّبهم لكيما يهتدوا ،وجمعهم لكيما [ ل ]
يتفرقوا ،وزكا هم لكي ما يتطهروا ،فل ما ق ضى من ذلك ما عل يه قب ضة ال [ إل يه فعل يه ] صلوات ال
وسلمه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد .ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين
عملً بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما ال فرحمهاما ال" ["الغارات" ج 1ص 210
ومثله باختلف يسير في شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد ،و"ناسخ التواريخ" ج 3كتاب 2ص 241
ط إيران ،و"مجمع البحار" للمجلسي].
ل من هم،
) رج ً ويقول أيضا و هو يذ كر خل فة ال صديق و سيرته :فاختار الم سلمون بعده (أي ال نبي
فقارب وسدد بحسب استطاعة على خوف وجد" ["شرح نهج البلغة" للميثم البحراني ص .]400
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي وإماما لهم ؟ يجيب عليه المرتضى رضي ال عنه وابن عمة
الرسول زبير بن العوام رضي ال عنه بقولهما :وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها ،إنه لصاحب الغار
وثاني اثنين ،وإنا لنعرف له سنة ،ولقد أمره رسول ال بالصلة وهو حي" ["شرح نهج البلغة" لبن
أبي الحديد الشيعي ج 1ص .]332
ومعنى ذلك أن خلفته كانت بإيعاز الرسول عليه السلم.
وعلي بن أبى طالب رضي ال عنه قال هذا القول ردا على أبي سفيان حين حرضه على طلب الخلفة
كما ذكر ابن أبى الحديد [هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب
شرح نهج البلغة ،المشهور "هو من أكابر الفضلء المتتبعين ،وأعاظم النبلء المتبحرين مواليا لهل
ب يت الع صمة والطهارة ..وح سب الدللة على علو منزل ته في الد ين وغلوه في ول ية أم ير المؤمن ين
عليه السلم ،شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب ،والحاوي لكل نافحة ذات طيب ..كان مولده
في غرة ذي الحجة ،586فمن تصانيفه "شرح نهج البلغة" عشرين مجلدا ،صنفه لخزانة كتب الوزير
مؤ يد الد ين مح مد بن العلق مي ،ول ما فرغ من ت صنيف أنفذه على يد أخ يه مو فق الد ين أ بي المعالي،
فبعث له مائة ألف دينار ،وخلعة سنية ،وفرسا" ("روضات الجنات" ج 5ص .)21 ،20
ولد بالمدائن "وكان الغالب على أهمل المدائن التشيمع والتطرف والمغالة ،فسمار فمي دربهمم ،وتقبمل
مذهبهم ،ونظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم ،وفيها غالى وتشيع وذهب به السراف
في كثير من البيات كل مذهب ،يقول في إحداها:
والصممبح أبيممض مسممفر ل يدفممع علم الغيوب إليمممه غيمممر مدافمممع
وهمممممو الملذ لنممممما غدا والمفزع وإليمممه فمممي يوم المعاد حسمممابنا
مممع
مممن يتشيم
مممل مم
أهوى لجلك كم مممي
مممن العتزال وإننم
مممت ديم
ورأيم
أيدي أميممممممة عنوة وتضيممممممع لهفممممي على تلك الدماء تراق فممممي
خيممر الورى مممن أن يطممل ويمنممع يأبمممى أبمممو العباس أحممممد إنمممه
ل لعبئهممممما إذ كمممممل عود يضلع فهممو الولي لثأرهمما وهممو الحمممو
ثم خف إلى بغداد ،وج نح إلى العتزال ،وأ صبح ك ما يقول صاحب ن سخة ال سحر "معتزليا جاهزيا في
أكثر شرحه بعد أن كان شيعيا غاليا".
"وتوفى في بغداد سنة 655يروي آية ال العلمة الحلي عن أبيه عنه" (الكنى واللقاب ج 1ص ])185
جاء أ بو سفيان إلى علي عل يه ال سلم ،فقال :ولي تم على هذا ال مر أذل ب يت في قر يش ،أ ما وال لئن
شئت لملنها على أبى فصيل خيلً ورجلً ،فقال علىّ عليه السلم :طالما غششت السلم وأهله ،فما
ل ل ما تركناه" ["شرح ا بن
ضررت هم شيئا ،ل حا جة ل نا إلى خيلك ورجلك ،لول أ نا رأي نا أ با ب كر ل ها أه ً
أبي الحديد" ج 1ص .]130
ولقد كر ّر هذا القول ومثله مرات كرات ،وأثبتته كتب القوم في صدورها وهو أن عليا كان يعدّ الصديق
أهلً للخل فة ،وأ حق الناس ب ها ،لفضائله الج مة ومناق به الكثيرة ح تى حين ما سئل قرب وفا ته ب عد ما
طعنه ابن الملجم من سيكون المام والخليفة بعدك؟ فقال كما روى عن أبى وائل والحكيم عن علي بن
أ بى طالب عل يه ال سلم أ نه ق يل له :أل تو صي؟ قال :ما أو صى ر سول ال ( ) فأو صى ،ول كن قال:
( أي رسول ) إن أراد ال خيرا فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم" ["تلخيص الشافي" للطوسي ج 2ص
372ط النجف].
وأورد مثمل هذه الروايمة "علم الهدى" [همو علي بمن الحسمين بمن موسمى المشهور بالسميد المرتضمى
المل قب بعلم الهدى ،ولد سنة ،355ومات ،436هو رن من أركان المذ هب الشي عي ومؤ سسيه ،و قد
بالغ الشيعمة فمي مدح أخيمه الشريمف رضمى صماحب نهمج البلغمة مبالغمة ل نهايمة لهما ،قال فيمه
الخوانسماري :كان شريمف المرتضمى أوحمد عصمره علما وفهما ،كلما وشعرا ،وجاها وكرما ..وأمما
مؤلفات السيد فكلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمقال منها "كتاب الشافي" في المامة ،أقول :وهو
كاسمه شاف واف" (روضات الجنات ج 4ص 295إلى ما بعد).
وقال الق مي :هو سيد علماء ال مة ،ومح يي آثار الئ مة ،ذو المجد ين ..ج مع من العلوم ما لم يجم عه
أحد ،فهذا من الفضائل تفرد به وتوحد ،وأجمع على فضله المخالف والمؤالف ..له تصانيف مشهورة
ذ "الشافي" في المامة ،لم يصنف مثله في المامة ..قال آية ال العلمة :ومنه استفاد المامية وهو
ركنهم ومؤلفهم" (الكنى واللقاب ج 2ص ]40 ،39للشيعة في كتابه الشافي:
" عن أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم ل ما ق يل له :أل تو صي؟ فقال :ما أو صى ر سول ال ( ) فأو صي،
ول كن إذا أراد ال بالناس خيرا أ ستجمعهم على خير هم ك ما جمع هم ب عد نبيهم على خير هم" ["الشا في"
ص 171ط النجف].
ل خيرا صالحا فهذا هو علي بن أبى طالب رضي ال عنه يتمنى لشيعته وأنصاره أن يفوق ال لهم رج ً
برجل خير صالح ،أفضل الخلئق كما وفق للمة السلمية المجيدة بعد أن اصطدموا بوفاة النبي
بأبي بكر الصديق رضي ال عنه إمام الهدى ،وشيخ السلم ،ورجل قريش ،والمقتدى به بعد نبيه
ح سب ما سماه سيد أ هل الب يت زوج الزهراء ر ضي ال عنه ما ك ما رواه ال سيد ب عد ر سول ال
مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين
عل يه ال سلم ،فقال :سمعتك تقول في الخط بة آن فا :الل هم أ صلحنا ب ما أ صلحت به الخلفاء الراشد ين،
فممن همما؟ قال :حمبيباي ،وعماك أبمو بكمر وعممر ،وإمامما الهدى ،وشيخما السملم .ورجل قريمش،
،ممن اقتدى بهمما عصمم ،وممن اتبمع آثارهمما هدى إلى صمراط والمتقدى بهمما بعمد رسمول ال
المستقيم" ["تلخيص الشافي" ج 2ص .]428
هذا وقد كرر في نفس الكتاب هذا "إن عليا عليه السلم قال في خطبته :خير هذه المة بعد نبيها أبو
على جبل حراء إذ تحرك الجبل، بكر وعمر" ،ولم ل يقول هذا وهو الذي روى "أننا كنا مع النبي
فقال له :قر ،فإنه ليس عليك إل نبي وصديق وشهيد" ["الحتجاج" للطبرسي].
فهذا هو رأى علي رضي ال ع نه في أ بي ب كر ،ن عم! رأي علي الخلي فة الراشد الرا بع عند نا ،والمام
المع صوم الول ع ند القوم ،الذي يدعون ف يه أن من أن كر ولي ته ف قد ك فر ،ك ما قالوا :الموالي له ناج،
والمعادي له كافر هالك ،والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك" ["فرق الشيعة للنوبختي" ص 41ط النجف
1951م ،و"تفسير القمي" ج 156 1نجف ط تحت آية إن الذين آمنوا ثم كفروا ].
وقد نقلوا من أئمتهم "أبى ال عز وجل أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم معهم يوم القيامة،
كل ورب الكعبة" ["كتاب الروضة من الكافي" للكليني ج 8ص .]254
فالمفروض ممن القوم الذيمن يدعون موالة علي وبنيمه أن يتبعوه وأولده فمي آرائهمم ومعتقداتهمم فمي
أصمحاب النمبي ورفقائه ،وخاصمة فمي صماحبه فمي الغار ،الذي نقلنما فيمه كلم سميد أهمل البيمت أميمر
المؤمن ين علي بن أ بى طالب ر ضي ال ع نه ،ورأ يه وعقيد ته ال تي نقلو ها في كتب هم هم ،وبعبارات هم
أنفسهم ،التي ذكرناها آنفا ،وكما نحن ذاكرين آراء بقية أهل البيت فيه إن شاء ال.
،وا بن عم علي ،وكان أ حد عماله الذي قال ف يه الجع فر بن فإن ا بن عباس هو ا بن عم الر سول
باقر :إن ابن عباس لما مات وأخرج خرج من كفنه طير أبيض يطير ،ينظرون إليه يطير نحو السماء
حتى غاب عنهم فقال (يعنى جعفر) وكان أبي يحبه حبا شديدا" ["رجال الكشي" تحت عنوان عبد ال بن
عباس ص 55ط كربلء].
ويقول عنه المفيد [هو محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي ،ولد سنة ،338ومات في بغداد
سنة ،413وصلى عليه السيد المرتضى ،واشتهر بالمفيد" ،لن الغائب المهدي لقبه به" ذ كما يزعمون
ذ (معالم العلماء ص .)101
"وكان من أجلّ مشائخ الشيعة ،ورئيسهم وأستاذهم ،وكل من تأخر عنه استفاد منه ،وفضله أشهر من
أن يوصف في الفقه والكلم والرواية ،أوثق أهل زمانه وأعلمهم ،انتهت رياسة المامية في وقته ..له
قريب من مائتي مصنف كبار وصغار" ("روضات الجنات" ج 6ص .)153
ويقولون :إن إمام العصمر (الغائب المزعوم) خاطبمه فمي كتابمه بالخ السمديد ،والمولى الرشيمد "أيهما
المولى المخلص في ودنا ،الناصر لنا ،وملهم الحق ودليله ،العبد الصالح ،الناصر للحق ،الداعي إليه
بكلممة الصمدق" (مقدممة الرشاد ص :])4كان أميمر المؤمنيمن يتعشمى ليلة عنمد الحسمن ،وليلة عنمد
الحسين ،وليلة عند عبد ال بن العباس" ["الرشاد" ص .]14
فهذا ا بن عباس يقول و هو يذ كر ال صديق :ر حم ال أ با ب كر ،كان وال للفقراء رحيما ،وللقرآن تاليا،
وعمن المنكمر ناهيا ،وبدينمه عارفا ،وممن ال خائفا ،وعمن المنهيات زاجرا ،وبالمعروف آمرا .وبالليمل
قائما ،وبالنهار صائما ،فاق أصحابه ورعا وكفافا ،و سادهم زهدا وعفافا" ["ناسخ التواريخ" ج 5كتاب
2ص 144 ،143ط طهران].
ي أل وهو الحسن نعم! الحسن بن علي -المام المعصوم الثاني عند هذا ويقول ابن أمير المؤمنين عل ّ
القوم ،والذي أوجب ال اتباعه على القوم حسب زعمهم -يقول في الصديق ،وينسبه إلى رسول ال
عليه السلم أنه قال :إن أبا بكر مني بمنزلة السمع" ["عيون الخبار" ج 1ص ،313أيضا "كتاب معاني
الخبار" ص 110ط إيران].
وكان حسن بن علي رضي ال عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من إحدى الشروط على
معاوية بن أبى سفيان رضي ال عنهما "إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب ،وسنة رسول ال ،وسيرة
الخلفاء الراشديمن - ،وفمي النسمخة الخرى -الخلفاء الصمالحين" ["منتهمى المال" ص 212ج 2ط
إيران].
وأما المام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي ،فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق ،فقالوا
في أ بي ب كر وع مر وعثمان ر ضي ال عن هم ،فل ما فرغوا من كلم هم قال ل هم :أل ت خبروني أن تم
المهاجرون الولون الذيمن أخرجوا ممن ديارهمم وأموالهمم يبتغون فضلً ممن ال ورضوانا أولئك همم
الصادقون ؟ قالوا :ل ،قال :فأنتم الذين تبوؤا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول
يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ قالوا :ل ،قال:
أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين ،وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال ال فيهم:
يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليمان ول تجعل في قلوبنا غلً للذين آمنوا ،اخرجوا
عني ،فعل ال بكم" ["كشف الغمة" للربلي ج 2ص 78ط تبريز إيران].
وأ ما ا بن ز ين العابد ين مح مد بن على بن الح سين المل قب بالبا قر -المام الخا مس المع صوم ع ند
الشيعة -فسئل عن حلية السيف كما رواه علي بن عيسى الربلي [الربلي هو بهاء الدين أبو الحسن
علي بن الحسين فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الربلي ،ولد في أوائل القرن السابع من الهجرة ببلدة
الربل قرب الموصل ،ومات ببغداد سنة ،693قال عنه القمي :الربلي من كبار العلماء المامية ،العالم
الفا ضل ،الشا عر الد يب ،المن شى النحر ير ،المحدث ال خبير ،الث قة الجل يل ،أ بو الفضائل والمحا سن،
والحجة ،صاحب "كشف الغمة في معرفة الئمة" ،فرغ من تصنيفه سنة ..687وله شعر كثير في مدح
الئ مة (ع) ذ كر جملة م نه في "ك شف الغ مة" ،وكتا به ك شف الغ مة كتاب نف يس ،جا مع ،ح سن" (الك نى
واللقاب ج 2ص 15 ،14ط قم إيران).
وقال الخوانساري :كان من أكابر محدثي الشيعة ،وأعاظم علماء المائة السابعة ..واتفق جميع المامية
على أن علي بن عي سى من عظمائ هم ،والوحدي النحر ير ،من جملة علمائ هم ،ل ي شق غباره ،و هو
المعتمد المأمون في النقل" (روضات الجنات ج 4ص ])342 ،341في كتابه "كشف الغمة":
"عن أبى عبد ال الجعفي عن عروة بن عبد ال قال :سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلم عن
حل ية ال سيف؟ فقال :ل بأس به ،قد حلى أ بو ب كر ال صديق سيفه ،قال :قلت :وتقول ال صديق؟ فو ثب
وث بة ،وا ستقبل القبلة ،فقال :ن عم ال صديق ،ف من لم ي قل له ال صديق فل صدق ال له قو ًل في الدن يا
والخرة" ["كشف الغمة" ج 2ص .]147
الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في ولم يقل هذا إل لن جده رسول ال
تف سيره "البرهان" عن علي بن إبراه يم ،قال :حدث ني أ بي عن ب عض رجاله عن أ بي ع بد ال عل يه
في الغار قال ل بي ب كر :كأ ني أن ظر إلى سفينة جع فر وأ صحابه ال سلم ،قال :ل ما كان ر سول ال
تعوم في البحر ،وانظر إلى النصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم ،فقال أبو بكر :وتراهم يا رسول
أنمت الصمديق" ال؟ قال :نعمم! قال :فأرنيهمم ،فمسمح على عينيمه فرآهمم ،فقال له رسمول ال
["البرهان" ج 2ص .]125
ويروي الطبرسي [هو أبو المنصور أحمد بن علي بن أبي طالب من أهل الطبرستان "فهذا الرجل من
أجلء أصحابنا المتقدمين ،وله كتاب "الحتجاج" كتاب معروف معتبر بين الطائفة ،وقد ذكره أيضا في
"أمل المل" وقال :عالم فاضل ،محدث ثقة ،له كتاب الحتجاج حسن ،كثير الفوائد" (روضات الجنات ج
1ص .)65
الطبرسي "الشيخ العالم الفاضل الكامل النبيل ،الفق يه ،المحدث الثقة الجليل" (الك نى واللقاب ج 2ص
])404عن الباقر أنه قال :ولست بمنكر فضل أبى بكر ،ولست بمنكر فضل عمر ،ولكن أبا بكر أفضل
من عمر" ["الحتجاج" للطبرسي ص 230تحت عنوان "احتجاج أبي جعفر بن علي الثاني في النواع
الشتى من العلوم الدينية" ط مشهد كربلء].
ثم ابنه أبو عبد ال جعفر الملقب بالسادس -المام المعصوم السادس حسب زعم القوم -سئل عن
أ بى ب كر وع مر ك ما رواه القا ضي نور ال الشوشترى [ هو نور ال بن شرف الد ين الشوشتري من
علماء الشيعة العلم في الهند ،كان قاضيا بلهور في عهد جهانغير أحد سلطين المغول.
ل نبيلً ،علمة ،له كتب في نصرة المذهب ورد المخالف ،وقتل بتهمة :كان محدثا ،متكلما ،محققا فاض ً
الرفض في دولة جهانغي باكبر آباد ذ في القرن الحادي عشر ذ ويطلق عليه الشهيد الثالث" (روضات
ل سأل عن المام الصادق عليه الجنات ج 8ص .])160الشيعي الغالي ،الذي قتل سنة " 1019إن رج ً
السلم ،فقال :يا ابن رسول ال! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلم :إمامان عادلن
قا سطان ،كا نا على حق ،وما تا عل يه ،فعليه ما رح مة ال يوم القيا مة" ["إحقاق ال حق" للشوشتري ج 1
ص 16ط مصر].
ل ذ كر ف يه "وقال أ بو ب كر ع ند مو ته ح يث ق يل له :أو صِ،
وروى ع نه الكلي ني في الفروع حديثا طوي ً
فقال :أو صي بالخ مس والخ مس كث ير ،فإن ال تعالى قد ر ضي بالخ مس ،فأو صي بالخ مس ،و قد ج عل
ال عز وجل له الثلث عند موته ،ولو علم أن الثلث خير له أوصى به ،ثم من قد علمتم بعده في فضله
وزهده سلمان وأ بو ذر ر ضي ال عنه ما ،فأ ما سلمان فكان إذا أ خذ عطاه ر فع م نه قوته لسنته ح تى
يحضر عطاؤه من قابل .فقيل له :يا أبا عبد ال! أنت في زهدك تصنع هذا ،وأنت ل تدرى لعلك تموت
اليوم أو غدا؟ فكان جوابه أن قال :مالكم ل ترجون لي بقاء ك ما خفتم على الفناء ،أ ما علمتم يا جهلة
أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما يعتمد عليه ،فإذا هي أحرزت معيشتها
اطمأنت ،وأما أبو ذر فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم ،وأنزل به
ضيف ،أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة ،نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب
عنهم بقرم اللحم ،فيقسمه بينهم ،ويأخذ هو كنصيب واحد منهم ل يتفضل عليهم ،ومن أزهد من هؤلء
ما قال" [كتاب المعيشة "الفروع من الكافي" ج 5ص .]68 وقد قال فيهم رسول ال
فأثبت أن منزلة الصديق في الزهد من بين المة المنزلة الولى ،وبعده يأتي أبو ذر وسلمان.
وروى عنه الربلي أنه كان يقول" :لقد ولدنى أبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج 2ص .]161
لن "أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر وأمها (أي أم فروة) أسماء بنت عبد الرحمن بن
أبي بكر" ["فرق الشيعة" للنوبختي ص .]78
ويروي السيد مرتضى في كتابه "الشاف" عن جعفر بن محمد أنه كان يتولهما ،ويأتي القبر فيسلم مع
" ["كتاب الشافمي" ص ،238أيضا "شرح نهمج البلغمة" ج 4ص 140ط تسمليمه على رسمول ال
بيروت].
ويطول الكلم و ما أرو عه وأجمله ،ول كن ن حن نخت صر الطر يق ،فنأ تي إلى المام الخ ير الموجود ع ند
القوم و هو ح سن بن على المل قب بالح سن الع سكري -المام الحادي ع شر المع صوم -فيقول و هو
يسرد واقعة الهجرة أن رسول ال بعد أن سأل عليا رضي ال عنه عن النوم على فراشه قال لبى بكر
رضي ال عنه :أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب ،وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على
ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر :يا رسول ال! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في
ي موت صريح ول فرح م يخ وكان ذلك في محب تك لكان ذلك أ حب إلى جميع ها أ شد عذاب ل ينزل عل ّ
من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك ،وهل أنا ومالي وولدي إل فداءك ،فقال
:ل جرم أن اطلع ال على قلبك ،ووجد موافقا لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة رسول ال
السمع والبصر ،والرأس من الجسد ،والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص 165 ،164ط
إيران].
هذا ولقد سردنا الروايات ،ونقلناها من كتب القوم أنفسهم عن محمد رسول ال إمام الكونين ورسول
،وعن علي بن أبى طالب رضي ال عنه -المام الول المعصوم إلى الثقلين فداه أبواي وروحي
المام الخيمر الظاهمر حسمب زعمهمم -وإكمالً للبحمث ،وإتماما للفائدة نريمد أن نروي ههنما روايتيمن
آخرين نقلت من أهل بيت علي أيضا ومن كتب القوم أنفسهم.
فالولى من ز يد بن علي بن الح سين بن علي بن أ بى طالب شق يق مح مد البا قر و عم جع فر ال صادق
الذي قيل فيه :كان حليف القرآن" ["الرشاد" للمفيد ص 268تحت عنوان "ذكر أخوته" ذ أي الباقر .]-
"واعتقد كثير من الشيعة فيه بالمامة ،وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف" ["الرشاد" للمفيد
ص .]268
ويقول أ بو الفرج ال صفهاني الشي عي [ هو أ بو الفرج علي بن الح سين بن مح مد ولد بأ صفهان سنة
284ثم انتقل إلى بغداد ،ونشأ فيها وترعرع ،وبلغ المناصب ،مات سنة ،356وصار مقربا محببا إلى
ب ني بو يه ،ول عل من أ سباب تلك الحظوة اتفاق هم في التش يع ،وله م صنفات كثيرة مشهورة في الدب
والشعر ،ومن أشهرها "الغاني" و"مقاتل الطالبين" ذكره محسن المين في طبقات الشعراء من الشيعة
وفي طبقات المؤرخين( .أعيان الشيعة ج 1ص .])175نقلً عن الشناني عن عبد ال بن جرير أنه
قال :رأ يت جع فر بن مح مد (أي الجع فر ال صادق) يم سك لز يد بن علي بالركاب ،وي سوى ثيا به على
السرج ["مقاتل الطالبين" للصفهاني ص 129ط دار المعرفة بيروت].
فهذا هو ز يد بن ز ين العابد ين بن الح سين و قد سئل عن أ بى ب كر ك ما يذ كر صاحب نا سخ التوار يخ
["نا سخ التوار يخ" للمرزا ت قي خان سيبهر معا صر الشاه نا صر الد ين واب نه مظ فر الد ين ،له نا سخ
التواريخ فارسي مطبوع لم يعمل مثله ("أعيان الشيعة" تحت عنوان طبقات المؤرخين قسم 1ج 2ص
])132الشيعي "إن ناسا من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيدا حضروا يوما عنده ،وقالوا له:
رحمك ال ،ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال :ما أقول فيهما إل خيرا كما لم أسمع فيهما من أهل
بيتمي (بيمت النبوة) إل خيرا ،مما ظلمانما ول أحمد غيرنما ،وعملً بكتاب ال وسمنة رسموله" ["ناسمخ
التواريخ" ج 2ص 590تحت عنوان "أحوال المام زين العابدين"].
ويقول :ل ما سمع أ هل الكو فة م نه هذه المقالة رفضوه ،ومالوا إلى البا قر ،فقال ز يد :رفضو نا اليوم،
ولذلك سموا هذه الجماعة بالرافضة" ["ناسخ التواريخ" ج 2ص .]590
والروا ية الثان ية ،والرأي الثا ني من ش خص ن سجت الشي عة حوله ال ساطير أي سلمان الفار سي الذي
ق يل ف يه :سلمان المحمدي ،ذلك رجل م نا أ هل الب يت و"إن سلمان من أ هل الب يت" ["رجال الك شي" ص
20 ،18ط العلمي كربلء].
إل ثل ثة ،المقداد وأ بو ذر و سلمان رح مة ال وبركا ته علي هم" و "كان الناس أ هل ردة ب عد ال نبي
["الروضة من الكافي" ج 8ص .]245
وقال ف يه علي :إن سلمان باب ال في الرض ،من عر فه كان مؤمنا ،و من أنكره كان كافرا" ["رجال
الكشي" ص .]70
فهذا السلمان يقول :إن رسول ال كان يقول في صحابته :ما سبقكم أبو بكر بصوم ول صلة ،ولكن
بشيء وقر في قلبه" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص .]89
حري صا عل يه إلى هذا ال حد بأن أ با ب كر ل ما أراد مبارزة اب نه يوم بدر و هو هذا وكان ر سول ال
عن ذلك بقوله :شم سيفك ،وار جع إلى مكا نك ،ومتع نا بنف سك" فارس ،مد جج ،من عه ر سول ال
["كشف الغمة" ج 1ص ]190وجعل بقاءه متعة له عليه الصلة والسلم .فهذا آخر ما أردنا إدراجه
في هذا الباب.
خلفة الصديق
وب عد ما ذكر نا أ هل ب يت ال نبي وموقف هم وآرائ هم تجاه سيد الخلق ب عد أ نبياء ال ور سله أ بي ب كر
الصديق رضي ال عنه نريد أن نذكر أنه لم يكن خلف بينه وبين أهل البيت في مسألة خلفة النبي
وإمارة المؤمن ين وإما مة الم سلمين ،وأن أ هل الب يت بايعوه ك ما باي عه غير هم ،و ساروا في مرك به،
ومشوا في موكبه ،وقاسموه هموم المسلمين وآلمهم ،وشاركوه في صلح المة وفلحها ،وكان علي
ر ضي ال ع نه أ حد الم ستشارين المقرب ين إل يه ،يشترك في قضا يا الدولة وأمور الناس ،ويش ير عل يه
بالنفع والصلح حسب فهمه ورأيه .ويتبادل به الفكار والراء ،ل يمنعه مانع ول يعوقه عائق ،يصلي
خل فه ،ويع مل بأوامره ،ويق ضي بقضاياه ،وي ستدل بأحكا مه وي ستند ،ثم وي سمي أبنائه بأ سمائه حبا له
وتيمنا باسمه وتوددا إليه.
وفوق ذلك كله ي صاهر أ هل الب يت به وبأولده ،ويتزوجون من هم ويزوجون ب هم ،ويتبادلون ما بين هم
التحف والصلت ،ويجري بينهم من المعاملت ما يجري بين القرباء المتحابين والحباء المتقاربين،
وكيمف ل؟ وهمم أغصمان شجرة واحدة وثمرة نخمل واحدة ،ل كمما يظنمه أبناء اليهوديمة البغيضمة،
ومكايديمن للممة المحمديمة المجيدة ،والحاسمدين الناقميمن على حملة السملم ومعلنمي كلمتمه ورافعمي
رايته.
أ ما خل فة ال صديق ر ضي ال ع نه فب صحتها وانعقاد ها وقيام ها ي ستدل علي بن أ بي طالب ر ضي ال
عنه على صحة خلفته وانعقادها كما يذكر وهو يردّ على معاوية بن أبي سفيان رضي ال عنهما أمير
الشام "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ،فلم يكن للشاهد أن
يختار ،ول للغائب أن يرد ،وإن ما الشورى للمهاجر ين والن صار ،فإن اجتمعوا على ر جل و سموه إماما
كان ذلك ل رضى ،فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ،فإن أبى قاتلوه
على اتباعه غير سبيل المؤمنين ،ووله ال ما تولى" ["نهج البلغة" ص 367 ،366ط بيروت بتحقيق
صبحي صالح].
وقال :إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي ،وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا ،فإذا بايعوا
فل خيار" ["ناسخ التواريخ" ج 3الجزء .]2
وهذا ال نص وا ضح في معناه ،ل غموض ف يه ول إشكال بأن الما مة والخل فة تنع قد باتفاق الم سلمين
واجتماعهم على شخص ،وخاصة في العصر الول باجتماع النصار والمهاجرين ،فإنهم اجتمعوا على
أبي بكر وعمر ،فلم يبق للشاهد أن يختار ،ول للغائب أن يرد ،ك ما ذكر نا قريبا روايتين عن علي بن
أبى طالب في الغارات للثقفي [هو أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الكوفي الصبهاني الشيعي ،ولد في حدود
المائتين أو قبلها بسنين ،ومات بأصبهان سنة 283ه ،هو من أجلء الرواة المؤلفين للشيعة كما ذكره
النوري الطبر سي "وأ ما إبراه يم الثق في المعروف الذي اعت مد عل يه ال صحاب ف هو من أجلء الرواة
المؤلفين كما يظهر من ترجمته ،ويروي عنه الجلء" (المستدرك ج 3ص .)550 ،549
و سماه الخوان ساري في روضات الجنات "الش يخ المحدث" المروج ال صالح ال سديد أ بو إ سحاق إبراه يم
الثق في ال صفهاني صاحب كتاب "الغارات" الذي ين قل ع نه في "البحار" كثيرا (ص " .)4وله نحوا من
خم سين مؤلفا لطيفا" (أعيان الشي عة ،الق سم 2ص ])103بأن الناس انثالوا على أ بي ب كر ،وأجفلوا
إليه ،فلم يكن إل أن يقر ويعترف بخلفته وإمامته.
وهناك روا ية أخرى في غ ير "الغارات" ت قر بهذا عن علي أ نه قال و هو يذ كر أ مر الخل فة والما مة:
رضي نا عن ال قضائه ،و سلمنا ل أمره ة .فنظرت في أمري فإذا طاع تي سبقت بيع تي إذ الميثاق في
عنقي لغيري" ["نهج البلغة" ص 81خطبة 37ط بيروت بتحقيق صبحي صالح].
ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق ،وبايعه كما بايعه المهاجرون والنصار ،والكلم من فيه وهو يومئذ
أم ير المؤمن ين وخلي فة الم سلمين ،ول يت قي الناس ،ول يظ هر إل ما يبط نه لعدم دوا عي التق ية ح سب
أوهام القوم ،وهو يذكر الحداث الماضية فيقول :فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر ،فبايعته ،ونهضت في
تلك الحداث ة فتولى أبو بكر تلك المور وسدد ويسر وقارب واقتصد ،فصحبته مناصحا ،وأطعته فيما
أطاع ال جاهدا" ["منار الهدى" لعلي البحرانمي الشيعمي ص ،373أيضا "ناسمخ التواريمخ" ج 3ص
.]532
ولجل ذلك رد على بن أبي سفيان وعباس حينما عر ضا عليه الخلفة لنه ل حق له بعد ما انعقدت
للصديق كما مر بيانه.
وفي ما ك تب إلى أم ير الشام معاو ية بن أ بى سفيان أقرّ أيضا بخل فة الخليفة الول ال صديق وأفضلي ته،
ودعا له بعد موته بالمغفرة والحسان ،وتأسف على انتقاله إلى ربه كما يكتب "وذكرت أن ال اجتبى
له من المسلمين أعوانا أيّدهم به ،فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في السلم كما زعمت
وأنصمحهم ل ولرسموله الخليفمة الصمديق وخليفمة الخليفمة الفاروق" ولعمري أن مكانهمما فمي السملم
لعظيم ،وإن المصائب بهما لجرح في السلم شديد يرحمهما ال ،وجزاهم ال بأحسن ما عمل" [ابن
ميثم شرح نهج البلغة ط إيران ص .]488
وروى الطوسي ["هو محمد بن الحسن بن علي الطوسي ولد سنة ،385ومات في 460بنجف ،ويلقب
بشيخ الطائفة" (تنقيح المقال ص 105ج .)3
"هو عماد الشيعة ،ورافع أعلم الشيعة ،شيخ الطائفة على الطلق ،ورئيسها الذي تلوى إليه العناق،
صنف في جم يع علوم ال سلم ،وكان القدوة في ذلك والمام ،و قد ملت ت صانيفه ال سماع ،تل مذ على
الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم" (الكنى واللقاب ج 2ص .)357
هو من مصنفي الكتابين من الصحاح الربعة "التهذيب" و"الستبصار".
"وصمنف فمي كمل فنون السملم ،وهمو المهذب للعقائد والصمول والفروع ،وجميمع الفائل تنسمب إليمه"
(روضات الجنات ج 6ص ])216عن علي أنه لما اجتمع بالمهزومين في الجمل قال لهم :فبايعتم أبا
ب كر ،وعدل تم ع ني ،فباي عت أ با ب كر ك ما بايعتموه ة ،..فباي عت ع مر ك ما بايعتموه فوف يت له بيع ته ة..
فبايع تم عثمان فبايع ته وأ نا جالس في بي تي ،ثم أتيتمو ني غ ير داع ل كم ول م ستكره ل حد من كم [ هل
الخلفة منصوصة؟ وفيه دليل واضح أن علي بن أبي طالب لم يكن يعتقد بأن الخلفة والمامة ل تنعقد
إل ب نص و"إن المامة ع هد من ال عز و جل معهود من واحد إلى وا حد" (الصول من الكا في ،كتاب
الحجة ج 1ص .)277
"وإنه عهد من رسول ال إلى رجل فرجل" (الصول من الكافي ج 1ص .)277
وانظر لتفصيل ذلك كتب القوم "أصل الشيعة وأصولها" لمحمد حسين آل كاشف الغطاء ،و"العتقادات"
لبن بابويه القمي ،و"اللفين" للحلي ،و"بحار النوار" للمجلسي وغيره.
ل نه لو كان يعت قد هذا ل ما اعت قد ل بي ب كر الخل فة ،ولم يد خل في م ستشاريه وفوق ذلك لم ي قل ل هل
الج مل هذه الجممل ال تي نقلنا ها م نه " ثم أتيتمو ني غ ير داع ل كم" ول نه لو كان إماما من ال لم يزل
دعوتهم إليه ،ولم يقل لهم قبل ذلك حينما دعوه إلى البيعة له بعد قتل عثمان ذي النورين رضي ال
عنمه :دعونمي والتمسموا غيري ،فإنما مسمتقبلون أمرا له وجوه وألوان ،ل تقوم له القلوب ،ول تثبمت
عليه العقول ذ إلى أن قال ذ وإن تركتموني فأنا كأحدكم ،ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم،
وأنما لكمم وزيرا خيمر لكمم منمي أميرا" (كلم علي لمما أراده الناس على البيعمة بعمد قتمل عثمان ،نهمج
البلغة خطبه 92ص 136ط بيروت).
وهل هناك دليل أصدق من كلمه بأنه لم يكن يريد الخلفة التي يعد الشيعة منكريها أكفر من اليهود
والمجوس والن صارى والمشرك ين ك ما يقول مفيد هم :اتف قت إمام ية على أن من أن كر إما مة أ حد من
الئممة ،وجحمد مما أوجبمه ال تعالى ممن فرض الطاعمة فهمو كافمر ،مسمتحق للخلود فمي النار" ["بحار
النوار" للمجلسي ج 23ص 390نقلً عن "المفيد"].
ويقول الكليني محدثهم الكبر :إن قول ال تعالى" :سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولية علي) ليس
" [كتاب الحجة من الصول في الكافي له دافع" هكذا وال نزل بها جبرئيل عليه السلم على محمد
ج 1ص .]422
وقال منتسبا كذبا وزورا إلى محمد الباقر أنه قال :إنما يعيد ال من يعرف ال ،فأما من ل يعرف ال
فإنما يعبده هكذا ضللً ،قلت :جعلت فداك ،فما معرفة ال؟ قال :تصديق ال عز وجل وتصديق رسوله
،وموالة علي والئتمام به وبأئ مة الهدى علي هم ال سلم ،والبراءة إلى ال عز و جل من عدو هم
[باب معرفة المام والرد إليه من الصول في الكافي ج 1ص .]180
وعلى ذلك يقول الصدوق ابن بابويه القمي مصرحا :اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن
أ بي طالب والئ مة من بعده أ نه ك من ج حد نبوة جم يع ال نبياء ،واعتقاد نا في من أ قر بأم ير المؤمن ين
وأنكمر واحدا ممن بعده ممن الئممة إنمه بمنزلة ممن أقمر بجميمع النمبياء ،وأنكمر نبوة نبينما محممد"
["العتقادات" للقمي ص .]130
فما العمل حينما علي بن أبي طالب نفسه ينكر المامة ،والنص من أقدس كتب القوم ،الذين ينكرون
القرآن ،ويقولون بالتحر يف والتغي ير والتبد يل ف يه (ك ما بيناه بالدلة الواض حة والبراه ين القاط عة من
كتب القوم أنفسهم في كتابنا "الشيعة والسنة" عملً بقول القائل :من فمك أدينك).
نعم! من أقدس كتبهم أل وهو "نهج البلغة" حيث يقول على المرتضى رضي ال عنه نفسه عن نفسه
أن أكون مقتديا خيمر لي ممن أن أكون إماما ،فلنكرر قوله مرة ثانيمة :دعونمي ،والتمسموا غيري ،فأنما
كأحد كم ،ولعلي أ سمعكم وأطوع كم ل من وليتموه أمر كم ،وأ نا ل كم وزيرا خ ير ل كم م ني أميرا" ["ن هج
البلغة" خطبه 92ص 136ط بيروت].
ويؤيد ذلك أن عليا لم يكن يرى المر كما يراه المتزعمون لوليته ما رواه ابن أبي الحديد عن عبد ال
في مر ضه ،فقال له بن عباس أ نه قال :خرج علي عل يه ال سلم على الناس من ع ند ر سول ال
يا أبا حسن؟ قال :أصبح بحمد ال بارئا قال :فأخذ العباس بيد علي، الناس :كيف أصبح رسول ال
ثم قال :يا علي! أنت عبد العصا بعد ثلث أحلف لقد رأيت الموت في وجهه ،وإني لعرف الموت في
فاذ كر له هذا ال مر إن كان في نا أعلم نا ،وإن كان وجوه ب ني ع بد المطلب ،فانطلق إلى ر سول ال
فير غيرنا أوصى بنا ،فقال :ل أفعل وال إن منعناه اليوم ل يؤتيناه الناس بعده ،قال :فتوفي رسول ال
بال صلة بالناس أ حق الناس ب ها ،إ نه ل صاحب الغار ،وإ نا لنعرف له سنه ،ول قد أمره ر سول ال
وهو حي" ["شرح نهج البلغة" لبي أبي الحديد ج 1ص .]132
وأورد ابن أبي الحديد رواية أخرى في شرحه عن عبد ال بن أبي أوفى الخزاعي قال :كان خالد بن
جاء المدي نة و قد على اليم ين ،فل ما ق بض ر سول ال سعيد بن العاص من عمال ر سول ال
با يع الناس أ با ب كر ،فاحت بس عن أ بي ب كر فلم يباي عه أياما و قد با يع الناس وأ تى ب نى ها شم الظ هر
والب طن والشعار دون الدثار والع صادون الل حا ،فإذا رضي تم رضي نا وإذا سخطتم سخطنا حدثو ني إن
كنتم قد بايعتم هذا الرجل قالوا :نعم! قال علي :برد ورضا من جماعتكم قالوا :نعم! قال :فأنا أرضى
وأبايع إذا بايعتم أما وال! يا بني هاشم إنكم لطوال الشجر الطيب الثمر ،ثم إنه بايع أبا بكر" ["شرح
نهج البلغة" ج 1ص .]135 ،134
إقتداء علي بالصديق في الصلوات وقبوله الهدايا منه
هذا ونذكمر بعمد ذلك أن عليا رضمي ال عنمه كان راضيا بخلفمة الصمديق ومشاركا له فمي معاملتمه
وقضاياه ،قابلً م نه الهدا يا ،رافعا إل يه الشكاوى ،م صليا خل فه ،عاملً م عه المح بة والخوة ،محبا له،
مبغضا من يبغضه.
ومن تبعهم بهديهم ،وسلك بمسلكهم، وشهد بذلك أكبر خصوم الخلفاء الراشدين وأ صحاب النبي
ونهج بمنهجهم.
فالروا ية الولى ال تي سقناها ق بل ذلك أن عليا قال للقوم حين ما أرادوه خلي فة وأميرا :وأ نا ل كم وزيرا
خير لكم منى أميرا" ["نهج البلغة" ص 136تحقيق صبحي صالح].
ويذكر هم بذلك أيام ال صديق والفاروق حين ما كان م ستشارا م سموعا ،ومشيرا منفذا كلم ته ك ما يروي
اليعقوبمي [همو أحممد بمن أبمي يعقوب بمن جعفمر الكاتمب العباسمي الشيعمي" ،كان جده ممن موالي أبمي
المنصور ،وكان رحالة يحب السفار ،ساح في بلد السلم شرقا وغربا ،ودخل أرمينية سنة ،260ثم
رحمل إلى الرمنمه وعاد إلى مصمر وبلد المغرب ،فألف فمي سمياحة البلد "كتاب البلدان" ،وله تاريمخ
معروف بالتاريخ اليعقوبي إلى غير ذلك ،توفي سنة ( "284الكنى واللقاب ج 3ص .)246
"وأ ما صاحب العيان فعده في طبقات المؤرخ ين من الشي عة" (أعيان الشي عة)] الشي عي الغالي في
تاريخه وهو يذكر أيام خلفة الصديق "وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشارو جماعة من أصحاب رسول
ال ،فقدموا وأخروا ،فاستشار علي بن أبى طالب فأشار أن يفعل ،فقال :إن فعلت ظفرت؟ فقال :بشرت
بخيمر ،فقام أبمو بكمر فمي الناس خطيبا ،وأمرهمم أن يتجهزوا إلى الروم ["تاريمخ اليعقوبمي" ص ،132
133ج 2ط بيروت 1960م].
وفى رواية "سأل الصديق عليا كيف ومن أين تبشر؟ قال :من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة،
فقال أبو بكر :سررتني بما أسمعتني من رسول ال يا أبا الحسن! يسرّك ال" ["تاريخ التواريخ" ج 2
كتاب 2ص 158تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
ويقول اليعقو بي أيضا :وكان م من يؤ خذ ع نه الف قه في أيام أ بى ب كر علي بن أ بى طالب وع مر بن
الخطاب ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وزيد بن ثابت وعبد ال بن مسعود" ["تاريخ اليعقوبي" ص 138
ج .]2
فقدم عليا على جميع أصحابه ،وهذا دليل واضح على تعاملهم مع بعضهم وتقديمهم عليا في المشورة
[و في هذا المع نى توجد روايات كثيرة عند نا أن أ با بكر ا ستشار أصحابه في م سائل ومشاكل وفي من
ا ستشارهم كان عليا ر ضي ال ع نه ،فقدم رأ يه على آرائ هم ،ان ظر لذلك البدا ية والنها ية ل بن الكث ير
ورياض النضرة لمحب الطبري وكنز العمال وتاريخ الملوك والمم للطبري وتاريخ ابن خلدون وغيرها
من الكتب ،ولكنا لما عاهدنا أن ل نذكر شيئا إل من كتب القوم أعرضنا عن سردها] والقضاء.
ويؤ يد ذلك الشي عي الغالي مح مد بن النعمان الع كبري المل قب بالش يخ المف يد ح يث بوّب بابا خا صا في
كتابه "الرشاد" قضايا أمير المؤمنين عليه السلم في إمارة أبي بكر.
ثم ذكر عدة روايات عن قضايا علي في خلفة أبي بكر ،ومنها "إن رجلً رفع إلى أبي بكر وقد شرب
الخممر ،فأراد أن يقيمم عليمه الحمد فقال له :إنمي شربتهما ول علم لي بتحريمهما لنمي نشأت بيمن قوم
يستحلونها ولم أعلم بتحريمها حتى الن فارتج علي أبي بكر المر بالحكم عليه ولم يعلم وجه القضاء
فيه ،فأشار عليه بعض من حضر أن يستخبر أمير المؤمنين عليه السلم عن الحكم في ذلك ،فأرسل
إل يه من سأله ع نه ،فقال أم ير المؤمن ين :مر رجل ين ثقت ين من الم سلمين يطوفان به على مجالس
المهاجر ين والن صار ويناشدان هم هل في هم أ حد تل عل يه آ ية التحر يم أو أ خبره بذلك عن ر سول ال
؟ فإن شهد بذلك رجلن منهم فأقم الحد عليه ،وإن لم يشهد أحد بذلك فاستتبه وخلّ سبيله ،ففعل
ذلك أبو بكر فلم يشهد أحد من المهاجرين والنصار أنه تل عليه آية التحريم ،ول أخبره عن رسول
بذلك ،فاسمتتابه أبمو بكمر وخلى سمبيله وسملم لعلي (عليمه السملم) فمي القضاء بمه" ["الرشاد" ال
للمفيد ص 107ط إيران].
هذا وكان يتمثمل أوامره كمما حدث أن وفدا ممن الكفار جاءوا إلى المدينمة المنورة ،ورأوا بالمسملمين
ضعفا وقلة لذهابهمم إلى الجهات المختلفمة للجهاد واسمتئصال شأفمة المرتديمن والبغاة الطغاة ،فأحمس
من هم ال صديق خطرا على عا صمة ال سلم والم سلمين ،فأ مر ال صديق بحرا سة المدي نة وج عل الحرس
على أنقابهما يمبيتون بالجيوش ،وأممر عليا والزبيمر وطلحمة وعبمد ال بمن مسمعود أن يرأسموا هؤلء
الحراس ،وبقوا ذلك حتى أمنوا منهم" ["شرح نهج البلغة" ج 4ص 228تبريز].
وللتعاممل الموجود بينهمم ،وللتعاطمف والتوادد والوئام الكاممل كان علىّ وهمو سميد أهمل البيمت ووالد
سمبطي الرسمول صملوات ال وسملمه عليمه يتقبمل منمه الهدايما دأب الخوة المتشاوريمن مما بينهمم
والمتحابين كما قبل الصهباء الجارية التي سبيت في معركة عين التمر ،وولدت له عمر ورقية "وأما
عمر ورق ية فإنهما من سبيئة من تغلب يقال لها ال صهباء سبيت في خلفة أبى بكر وإمارة خالد بن
الوليد بعين التمر" ["شرح نهج البلغة" ج 2ص ،718أيضا "عمدة الطالب" ط نجف ص .]361
"وكانت اسمها أم حبيب بنت ربيعة" ["الرشاد" ص .]186
وأيضا منحه الصديق خولة بنت جعفر بن قيس التي أسرت مع من أسر في حرب اليمامة وولدت له
أفضل أولده بعد الحسنين محمد بن الحنفية.
"و هى من سبي أ هل الردة وب ها يعرف ابن ها ون سب إلي ها مح مد بن الحنف ية" ["عمدة الطالب" الف صل
الثالث ص ،352أيضا "حق اليقين" ص .]213
ك ما وردت روايات عديدة في قبوله هو وأولده الهدا يا المال ية والخ مس وأموال الف يء من ال صديق
ر ضي ال عن هم أجمع ين ،وكان علي هو القا سم والمتولي في عهده على الخ مس والف يء [ول قد ورد
في أبي داؤد عن علي رضي ال عنه أنه قال :اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النبي
،فقلت يا ر سول ال! إن رأ يت أن تولي ني حقنا من هذا الخ مس في كتاب ال عز و جل فاق سمه
،ثم ولنيه أبو حياتك كيل ينازعني أحد بعدك فافعل ،قال :ففعل ذلك قال :فقسمته حياة رسول ال
بكر حتى إذا كان آخر سنة من سني عمر رضي ال عنه فإنه أتاه مال كثير ،فعزل حقنا ثم أرسل إلي،
فقلت :بنا عنه العام غنى وبالمسلمين إليه حاجة فأردده عليهم ،فرده عليهم" [أبو داؤد كتاب الخراج،
فم سند أح مد مسندات علي)] ،وكا نت هذه الموال ب يد علي ،ثم كا نت بيد الح سن ،ثم ب يد الح سين ،ثم
الحسن بن الحسن ،ثم زيد بن الحسن" ["شرح نهج البلغة" لبن أبي الحدد ج 4ص .]118
هذا وكان يؤدي ال صلوات الخ مس في الم سجد خلف ال صديق ،راضيا بإمام ته ،ومظهرا للناس اتفا قه
ووئاممه معمه" ["الحتجاج" للطبرسمي ،53أيضا كتاب سمليم بمن قيمس ص ،253أيضا "مرآة العقول"
للمجلسي ص 388ط إيران].
وقال الطوسي في صلة علي خلف أ بى ب كر :فذاك م سلم ل نه الظا هر" ["تلخ يص الشا في" ص 354ط
إيران].
ضحمك ،ثمم قال :مما جاء بمك يما علي ومما حاجتمك؟ قال :فذكرت له قرابتمي فلمما رآنمي رسمول ال
وقدمي في السلم ونصرتي له وجهادي ،فقال يا علي! صدقت ،فأنت أفضل مما تذكر ،فقلت :يا رسول
ال! فاطمة تزوجنيها" ["المالي" للطوسي ج 1ص .]38
وأ ما المجل سي الذي ل ي ستطيع أن يذ كر أ صحاب ال نبي وخا صة ال صديق والفاروق إل وي سبق ذكر هم
بالسمباب القبيحمة والشتائم الفضيحمة واللقاب الخبيثمة الرديئة مثمل "الملعيمن" و"مسمودي الوجوه"
و"الشياطيمن" -عياذا بال -كمما سميأتي بيانهما في محلهما ،فالمجلسمي اللعان هذا يذكمر هذه الواقعمة
ويزيد ها بيانا ووضوحا ح يث يقول :في يوم من اليام كان أ بو ب كر وع مر و سعد بن معاذ جلو سا في
،وتذاكروا ما بين هم بزواج فاط مة [ كم كان أ صحاب ر سول ال ال صادق الم ين م سجد ر سول ال
عل يه ال سلم البررة يتفكرون في أمور ال نبي ،ويهم هم ما كان ي هم الر سول صلوات ال و سلمه
عليه لحبهم النبي ،ووفائهم به ،ما أجمل المطاع وما أحسن التباع] عليها السلم.
فقال أبو بكر :أشراف قريش طلبوا زواجها عن النبي ولكن الرسول قال لهم بأن المر في ذلك إلى ال
-ونظن أنها لعلي بن أبي طالب -وأما علي بن أبي طالب فلم يتقدم بطلبها إلى رسول ال لجل فقره
وعدم ماله ،ثم قال أبو بكر لعمر وسعد :هيا بنا إلى علي بن أبي طالب لنشجعه ونكلفه بأن يطلب ذلك
من ال نبي ،وإن مان عه الف قر ن ساعده في ذلك [و كم كانوا رحماء بين هم ،متواد ين ،متحاب ين ،متعاطف ين
رغم أنوف القوم وزعمهم؟] فأجاب سعد ما أحسن ما فكرت به ،فذهبوا إلى بيت أمير المؤمنين عليه
السلم ةة فلما وصلوا إليه سألهم ما الذي أتى بكم في هذا الوقت؟ قال أبو بكر :يا أبا الحسن! ليس
هناك خصلة خير إل وأنت سابق بها ةة فما الذي يمنعك أن تطلب من الرسول ابنته فاطمة ،فلما سمع
عل يّ هذا الكلم من أبي بكر نزلت الدموع من عينيه وسكبت ،وقال :قشرت جروحي ونبشت وهيجت
الما ني والحلم ال تي كتمت ها [ول يس ع ند القوم حياء ح تى يختلقون الق صص كهذه ق صصا خراف ية،
وعبارت سافلة منح طة ،وين سبونها إلى الشخ صيات المبار كة المقد سة؟ أ هم منتهون؟] م نذ أ مد ،ف من
الذي ل يريمد الزواج منهما؟ ،ولكمن يمنعنمي ممن ذلك فقري [ومما فقره؟ فروى الشيعمة المغالون عنمه
ي أس ّر إليها ،فقالت :يا رسولكالقمي والمجلسي ما نصه :لما أراد رسول ال أن يزوج فاطمة من عل ّ
ال! أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداد البطن ،طويل الذراعين ،ضخ
الكراديس ،أنزع ،عظيم العينين ،لمنكبيه مشاشا كمشاش البعير ،ضاحك السن ،ل مال له؟ ذ والرسول
لم ينكر هذه الوصاف فيه ذ بل قال ذ حسب رواية القوم :-يا فاطمة! أما علمت أن ال أشرف على
الدن يا فاختار ني على رجال العالم ين ،ثم اطلع فاختارك على ن ساء العالم ين ،يا فاط مة! إ نه ل ما أ سري
بي إلى السماء وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس "ل إله إل ال مح مد رسول ال أيدته بوزيره،
ونصرته بوزيره" فقلت :ومن وزيري؟ فقال :علي بن أبي طالب" ("تفسير القمي" ج 1ص ،336أيضا
"جلء العيون" ج 1ص ])185وا ستحي م نه بأن أقول له وأ نا في هذا الحال الخ ["جلء العيون" للمل
مجلسي ج 1ص 169ط كتابفروشي إسلمية طهران ،ترجمة من الفارسية].
ثم وأك ثر من ذلك أن ال صديق أ با ب كر هو الذي حرض عليا على زواج فاط مة ر ضي ال عن هم ،و هو
الذي ساعده المساعدة الفعلية لذلك ،وهو الذي هيأ له أسباب الزواج وأعدها بأمر من رسول ال إلى
كما يروي الطوسي أن عليا باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول. الخلق أجمعين
"ثم قبضه رسول ال من الدراهم بكلتا يديه ،فأعطاها أبا بكر وقال :ابتع لفاطمة ما يصلحها
من ثياب وأثاث الب يت ،أرد فه بعمار بن يا سر وبعدة من أ صحابه ،فحضروا ال سوق ،فكانوا يعرضون
الشيمء ممما يصملح فل يشترونمه حتمى يعرضوه على أبمي بكمر ،فإن اسمتصلحه اشتروه ...حتمى إذا
ا ستكمل الشراء ح مل أ بو ب كر ب عض المتاع ،وح مل أ صحاب ر سول ال ( ) الذ ين كانوا م عه البا قي"
["المالي" ج 1ص ،39أيضا "مناقب" لبن شهر آشوب المازندراني ج 2ص 20ط الهند ،أيضا "جلء
العيون" فارسي ج 1ص .]176
وطلب منه كما هذا ول هذا فحسب بل الصديق ورفاقه هم كانوا شهودا على زواجه بنص الرسول
يذكر الخوارزمي [هو أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي الشيعي "فقيه محدث خطيب شاعر ،له
كتاب في مناقب أهل البيت عليهم السلم ،توفي سنة ،568وخوارزم اسم لناحية إحدى قرى الزمخشر"
(الكنى واللقاب ج 2ص ])12 ،11الشيعي والمجلسي والربلي أن الصديق والفاروق وسعد بن معاذ
انتظروه في المسجد ليسمعوا منه ما يثلج صدورهم من إجابة الرسول لما أرسلوا عليا إلى النبي
وقبوله ذلك الممر ،فكان كمما كانوا يتوقعون ،فيقول علي :فخرجمت ممن عنمد رسمول ال ( ) وأنما ل
أعقل فرحا و سرورا ،فاستقبلني أبو بكر وعمر ،وقال لي :ما ورائك؟ فقلت :زوجني رسول ال ( )
ابن ته فاط مة ةة ففرح بذلك فرحا شديدا ورج عا م عي إلى الم سجد فل ما تو سطناه ح تى ل حق ب نا ر سول
ال ،وإن وجهه يتهلل سرورا وفرحا ،فقال :يا بلل! فأجابه فقال :لبيك يا رسول ال! قال :اجمع إلى
المهاجرين والنصار فجمعهم ثم رقي درجة من المنبر فحمد ال وأثنى عليه ،وقال :معاشر الناس إن
جبرئ يل أتا ني آن فا وأ خبرني عن ر بي عز و جل أ نه ج مع ملئك ته ع ند الب يت المعمور ،وكان أشهد هم
جميعا أنمه زوج أمتمه فاطممة ابنمة رسمول ال ممن عبده علي بمن أبمى طالب ،وأمرنمي أن أزوجمه فمي
الرض وأشهدكم على ذلك" ["المنا قب" للخوارز مي ص ،252 ،251أيضا "كشف الغمة ج 1ص ،358
أيضا "بحار النوار" للمجلسي ج 10ص ،39 ،38أيضا جلء العيون" ج 1ص .]184
ويكشف النقاب عن الشهود الربلي في كتابه "كشف الغمة" حيث يروي" :عن أنس أنه قال كنت عند
فغش يه الو حى ،فل ما أفاق قال لي :يا أ نس! أتدري ما جاء ني به جبرئ يل من ع ند صاحب ال نبي
العرش؟ قال :قلت :ال ورسوله أعلم.
قال :أمر ني أن أزوج فاط مة من علي ،فانطلق فادع لي أ با ب كر وع مر وعثمان وعليا وطل حة والزب ير
بعد أن وبعدد هم من الن صار ،قال :فانطلقت فدعوتهم له ،فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول ال
ي على أربعمائة مثقال ف ضة" ["ك شفح مد ال وأث نى عل يه ثم إ ني أشهد كم أ ني زو جت فاط مة من عل ّ
الغمة" ج 1ص 349 ،348ط تبريز" ،بحار النوار" ج 1ص .]48 ،47
هذا ولما ولد لهما الحسن كان أبو بكر الصديق ،الرفيق الجد الحسن في الغار والصديق لوالده علي،
والم ساعد القائم بأعباء زوا جه كان يحمله على عات قه ،ويداع به ويلع به ويقول :بأ بي شبيه بال نبي
غير شبيه بعلي" ["تاريخ اليعقوبي" ج 2ص :]117
وبن فس القول تم سكت فاط مة ب نت الر سول ر ضي ال عن ها [ان ظر لذلك "تار يخ اليعقو بي" ج 2ص
.]117
وكانت العلقات وطيدة إلى حد أن زوجة أبى بكر أسماء بنت عميس هي التي كانت تمرّض فاطمة بنت
النبي عليه السلم ورضي ال عنها في مرض موتها ،وكانت معها حتى النفاس الخيرة وشاركها في
غسلها وترحيلها إلى مثواها "وكان (علي) يمرضها بنفسه ،وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها
ال على استمرار بذلك" ["المالي" للطوسي ج 1ص .]107
و"وصمتها بوصمايا فمي كفنهما ودفنهما وتشييمع جنازتهما فعمات أسمماء بهما" ["جلء العيون" ص ،235
.]242
و"هي التي كانت عندها حتى النفس الخير ،وهى التي نعت عليا بوفاتها" ["جلء العيون" ص .]237
و"كانت شريكة في غسلها" ["كشف الغمة" ج 1ص .]504
خلف ما يزعمه القوم. وكان الصديق دائم التصال بعلي من ناحية لتسأله عن أحواله بنت النبي
"فمرضت (أي فاطمة رضي ال عنها) وكان علي (ع) يصلي في المسجد الصلوات الخمس ،فلما صلى
قال له أبو بكر وعمر :كيف بنت رسول ال؟" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]353
ومن ناحية أخرى من زوجه أسماء حيث كانت هي المشرفة والممرضة الحقيقة لها.
و"لما قبضت فاطمة من يومها فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ،ودهش الناس كيوم قبض
فيه رسول ال ،فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا ويقولن :يا أبا الحسن! ل تسبقنا بالصلة على ابنة
رسول ال" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]255
أحب إلي أن أصل من قرابتي. والذي نفسي بيده لقرابة رسول ال
ولما ذكر هذا الصديق لفاطمة رضي ال عنها تراجعت عن ذلك ولم تتكلم فيها بعد حتى ماتت ،بل وفى
بعض الروايات الشيعية أنها رضيت على ذلك كما يرويه ابن الميثم [هو كمال الدين مثيم بن على ميثم
البحرا ني من موال يد القرن ال سابع من الهجرة "العالم الربا ني ،والفيل سوف ،ال حبر المح قق ،والحك يم
المتأله المد قق ،جا مع المعقول والمنقول ،أ ستاذ الفضلء الفحول ،صاحب الشروح على ن هج البل غة،
يروي عن المحقق الطو سي ..قيل :إن الخواجه نصير الدين الطو سي تلمذ على كمال الدين ميثم في
الفقمه ،وتلممذ على الخواجمه فمي الحكممة ،توفمي سمنة ،679وقمبر فمي هلتما ممن قرى ماحوذ" (الكنمى
واللقاب ج 1ص ،)419وهو الذي قال:
فقصر بي عما سموت به القل طلبت فنون العلم أبغي بها العلى
فرع وأن المال فيها هو الصل تبين لي أن المحاسن كلها
"وله من المصنفات البديعة ما لم يسمع بها الزمان ،ولم يظفر بها أحد من العيان" (روضات الجنات
ج 7ص 218وما بعد)] الشيعي في نهج البلغة.
يأ خذ من فدك قوت كم ،ويق سم البا قي ويح مل "إن أ با ب كر قال ل ها :إن لك ما لب يك ،كان ر سول ال
منه في سبيل ال ،ولك على ال أن أصنع بها كما كان يصنع ،فرضيت بذلك وأخذت العهد عليه به"
["شرح نهج البلغة" لبن ميثم البحراني ج 5ص 107ط طهران].
ومثل ذلك ذكر الدنبلي في شرحه "الدرة النجفية" [ص 332 ،331ط إيران].
ولكمن الشيعمة لم يعجبهمم بأن ترضمى فاطممة بهذا القضاء بتلك السمهولة ،فسمودوا صمفحات وأوراقا
كثيرة ،وكتبوا بخصموص ذلك كتبا عديدة ملئهما الطعمن والشتائم على أصمحاب الرسمول وتفكيرهمم
وتفسيقهم واتهامهم بالردة والخروج من السلم والظلم والجور على أهل البيت حيث أن أهل المعاملة
والقض ية لم يتكلموا ،ل بقل يل ول بكث ير ك ما ن حن ذكرناه من الشي عة أنف سهم ،بل وأك ثر من ذلك ن قل
أئمة القوم أنفسهم بأن أبا بكر لم يكتف على الكلم فقط بل أعقبه بالعمل كما يروي ابن الميثم والدنبلي
وابن أبي الحديد والشيعي المعاصر فيض السلم علي نقي.
"إن أبا بكر كان يأخذ غلتها (أي فدك) فيدفع إليهم (أهل البيت) منها ما يكفيهم ،ويقسم الباقي ،فكان
عمر كذلك ،ثم كان عثمان كذلك ،ثم كان علي كذلك" ["شرح نهج البلغة" لبن أبي الحديد ج ،4أيضا
"شرح نهج البلغة" لبن ميثم البحراني ج 5ص " ،107الدرة النجفية" ص " ،332شرح النهج" فارسي
لعلي تقي ج 5ص 960ط طهران].
ولكن القوم كيف يرضيهم هذا؟ فقال كبيرهم المجلسي [وقل من يوجد مثل المجلسي جريئا في السباب
والشتائم وهو ل يذكر صاحبا من أصحاب النبي إل ويلعنه ويفسقه ويكفره ،وقد كتب في بحث فدك أن
أبما بكمر لمما طلب الشهود ممن فاطممة على أن فدك لهما قال له علي :أتطلب الشهود؟ همل الشهود كمل
شيء؟ قال :نعم ،فقال له علي :إن شهد الشهود بأن فاطمة زنت ماذا تعمل؟ قال :أقيم عليها الحد كما
أقيم على سائر الناس (عياذا بال) (حق اليقين للمجلسي ص )193فانظر جرأته وتسرعه كيف يتكلم،
ول ي ستحي؟] :إن من الم صيبة العظ مى والداه ية ال كبرى غ صب أ بى ب كر وع مر فدك من أ هل ب يت
الرسالة ة .وإن القضية الهائلة أن أبا بكر لما غصب الخلفة عن أمير المؤمنين ،وأخذ البيعة جبرا من
المهاجر ين والن صار(؟) وأح كم أمره ط مع في فدك خوفا م نه بأن ها لو وق عت في أيدي هم يم يل الناس
إليهم بالمال ،ويتركون هؤلء الظالمين (يعني أبا بكر ورفاقه) فأراد إفلسهم حتى ل يبقى لهم شيء،
ول يط مع الناس فيهم وتب طل خلفتهم الباطلة ،ول جل ذلك وضعوا تلك الروا ية الخبي ثة المفتراة :ن حن
معاشر النبياء ل نورث ،ما تركناه صدقة" ["حق اليقين" فارسي للمل مجلسي ص 191تحت "مطاعن
أبي بكر"].
وقد سلك مسلكه كثيرون وكم هم؟ كي ينبشوا الضغائن التي لم يكن لها وجود في العالم ،ولكن بلهاء
القوم لم يعرفوا أن البيت الذي نسجوه كان بيت العنكبوت ول يبقى أمام عاصفة الحق.
فالرواية التي ردوها هذا حسدا ونقمة على الصديق لم يعلموا أن إمامهم الخامس المعصوم رواها من
رسول ال ،وفى كتابهم أنفسهم ،نعم! في كتابهم "الكافي" الذي يعدونه من أصح الكتب ويقولون
فيه :إنه كاف للشيعة ،يروي الكليني في هذا الكافي عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي عبيد ال
عليه السلم قال:
:من سلك طريقا يطلب ف يه علما سلك ال به طريقا إلى الج نة ة ..وف ضل العالم قال ر سول ال
على العا بد كف ضل الق مر على سائر النجوم ليلة البدر ،وإن العلماء ور ثة ال نبياء لم يورثوا دينارا ول
درهما ،ولكن ورثوا العلم ،فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر" ["الصول من الكافي" كتاب فضل العلم ،باب
العالم والمتعلم ج 1ص .]34
وروا ية أخرى أن جع فر أ با ع بد ال قال :إن العلماء ور ثة ال نبياء ،وذاك أن ال نبياء لم يورثوا درهما
ول دينارا ،وإن ما أورثوا أحاد يث من أحاديث هم" ["ال صول من الكا في" باب صفة العلم وفضله وف ضل
العلماء ج 1ص .]32
فماذا يقول المجلس و من شاكله في هذا؟ و في الفار سية ب يت من الش عر إن كا نت هذه جري مة ف في
مدينتكم ترتكب أيضا.
وهناك روايتان غير هذه الرواية رواهما صدوق القوم تؤيد هذه الرواية وتؤكدها وهي:
"عن إبراهيم بن علي الرافعي ،عن أبيه ،عن جدته بنت أبي رافع قالت :أتت فاطمة بنت رسول ال
في شكواه الذي تو في ف يه ،فقالت :يا بابني ها الح سن والح سين عليه ما ال سلم إلى ر سول ال
رسمول ال هذان ابناك فورّثهمما شيئا قال :أمما الحسمن فإن له هيبتمي وسمؤددي وأمما الحسمين فإن له
جرأتي وجودي" ["كتاب الخصال" للقمي ص .]77
: والرواية الثانية "قالت فاطمة عليها السلم :يا رسول ال! هذان ابناك فانحلهما ،فقال رسول ال
أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي وأما الحسين فنحلته سخائي وشجاعتي" ["كتاب الخصال" للقمي ص
.]77
ثم وأراد المجل سي وغيره ،و هم كثيرون من القوم أن يثبتوا أن أ با ب كر ورفا قه لم يعملوا هذا إل لن
يفلسوا عليا وأهل البيت كيل يجلب الناس إليهم بالمال والمنال ،فيا عجبا على القوم وعقولهم هل هم
يظنون عليا وأ هل بي ته أمثال طلب الح كم والرئا سة في هذه الع صور المتأخرة بأن هم يطلبون ها بالمال
والرشى ،وإن كانت القضية هكذا فالمال كان متوفرا عندهم لن الكليني يذكر ويروي عن أبي الحسن
-المام العا شر ع ند القوم -أن الحيطان ال سبعة كا نت وق فت على فاط مة علي ها ال سلم و هي ( )1
الدلل ( )2والعوف ( )3والحسنى ( )4والصافية ( )5وما لم إبراهيم ( )6والمثيب ( )7والبرقة" [كتاب
الوصايا "الفروع من الكافي" ج 7ص .]48 ،47
فهل من يملك العقارات السبعة ينقصه من المال شيء؟
أ نه كان يج عل أموال الدولة أمواله ومل كه؟ وهذا ما ل يرضاه الع قل ،وح تى ثم و هل يظنون ال نبي
هذا الع صر ،ع صر ال سلب والن هب ،وع صر اللمبالة وعدم التم سك بالد ين ،ف في م ثل هذا الع صر إن
الملوك والحكام لو استولوا على بقعة من بقاع الرض ،أو فتحوها ل يجعلونها ملكا لهم دون غيرهم،
بل يجعلونها ملكا للدولة يتصرفون فيها في مصالح الرعية وشئون العامة والخاصة ،فهل كان الرسول
في نظر القوم ممن يؤثرون أنفسهم على الناس؟ فداه أبواي وروحي
سبحان ال ما هذا إل إفك مفترى ،والرسول العظيم الرؤوف الرحيم بريء ورفيع من هذا.
فلم ت كن ال سيدة فاط مة ر ضي ال وهناك ش يء آ خر و هو إن كا نت أرض فدك ميراث ر سول ال
عنهما وريثمة وحيدة لهما ،بمل كانمت ابنتما الصمديق والفاروق وارثتيمن أيضا فحرم الصمديق والفاروق
ابنتيهما كما حرما فاطمة ،ثم وعباس عم النبي كان حيا وهو من ورثته بل شك.
وثالثا -إن المعترضين من الشيعة ل يعرفون بأن في مذهبهم ل ترث المرأة من العقار والرض شيئا،
ل بعنوان "إن النساءفلقد بوّب بابا مستقلة في هذا الخصوص ،فانظر إلى الكليني ،فإنه بوّب بابا مستق ً
ل يرثن من العقار شيئا" ثم روى تحته روايات عديدة.
"عن أبي جعفر -المام الرابع المعصوم عند القوم -قال :النساء ل يرثن من الرض ول من العقار
شيئا" ["الفروع من الكافي" كتاب المواريث ج 7ص .]137
وروى الصدوق ابن بابويه القمي في صحيحه "من ل يحضره الفقيه" عن أبي عبد ال جعفر -المام
الخاممس عندهمم -أم ميسمرا قال :سمألته (أي جعفمر) عمن النسماء مما لهمن ممن الميراث؟ فقال :فأمما
الرض والعقارات فل ميراث لهن فيه" ["الفروع من الكافي" كتاب الفرائض والميراث ج 4ص .]347
ومثمل هذه فإنهما لكثيرة ،وقمد ذكروا على عدم الميراث فمي العقارات والراضمي اتفاق علمائهمم [انظمر
لذلك كتب القوم في الفقه] .فما دامت المرأة ل ترث العقار والرض فكيف كان لفاطمة أن تسأله فدك ذ
حسب قولهم ذ وهي عقار ل ريب فيها ،ل يختلف فيها اثنان ،ول يتناطح فيها كبشان.
وأما إغضاب الصديق فاطمة والقول بأنها رجعت ولم تتكلمه حتى ماتت.
نعم! إنها رجعت عن القول بوراثة فدك ،ولم تتكلمه في هذا الموضوع حتى آخر حياتها.
وأما غصب حقوقها فها هو المجلسي وهو على تعنّفه وتعنّته يضطر إلى أن يقول:
إن أبا بكر لما رأى غضب فاطمة قال لها :أنا ل أنكر فضلك وقرابتك من رسول ال عليه السلم ،ولم
أمنعك من فدك إل امتثالً بأمر رسول ال ،وأشهد ال على أني سمعت رسول ال يقول :نحن معاشر
النبياء ل نورث ،وما تركنا إل الكتاب والحكمة والعلم ،وقد فعلت هذا باتفاق المسلمين ولست بمتفرد
في هذا ،وأ ما المال فإن تريدين ها فخذي من مالي ما شئت ل نك سيدة أب يك وشجرة طي بة لبنائك ،ول
يستطيع أحد أن ينكر فضلك" ["حق اليقين" ص 202 ،201ذ ترجمة من الفارسية].
فهل بعد هذا يمكن لحد أن يقول :إن أبا بكر أغضبها ،وغصب حقها ،وأراد إيذائها ،وأقلقها ،وأفلسها
لغراضه وأهدافه؟
اللهم إل من عمي قلبه ،وتحجر عقله ،وأفلس ذهنه ،واختلت حواسه؟
فالعمارة التي أرادوا بنائها على هذا الساس الواهي لقامة المآتم ومجالس اللعن والطعن على غصب
حقوق أهل البيت ،وإثبات المنافرة والعداوة بين خلفاء النبي وأصحابه وبين أهل بيته كانت مهدمة يوم
أرادوا بنائ ها ،والق صة ال تي أرادوا أن ين سجوها من الو هم والخيال را حت على أدراج الرياح وكا نت
هباء منثورا ،وق بل ذلك أقام القيا مة على ال سبئيين سيد أ هل الب يت وزوج فاط مة ،عل يّ بن أ بي طالب
رضي ال عنهما يوم تولى المر كما ذكره السيد مرتضى الملقب بعلم الهدى إمام الشيعة:
"إن المر لما وصل إلى علي بن أبي طالب كلّم في رد فدك ،فقال :إني لستحيي من ال أن أرد شيئا
م نع م نه أ بو ب كر وأمضاه ع مر" ["الشا في" للمرت ضى ص ،231أيضا "شرح ن هج البل غة" ل بن أ بي
الحديد ج .]4
ولجل ذلك لما سئل أبو جعفر محمد الباقر عن ذلك وقد سأله كثير النوال "جعلني ال فداك أرأيت أبا
بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم شيئا أو قال :ذهبا من حقكم بشيء؟ فقال :ل والذي أنزل القرآن على
عبده ليكون للعالمين نذيرا ما ظلمانا من حقنا مثقال حبة من خردل ،قلت :جعلت فداك أفأتولهما؟
قال :ن عم وي حك توله ما في الدن يا والخرة ،و ما أ صابك ف في عن قي" ["شرح ن هج البل غة" ل بن أ بي
الحديد ج 4ص .]82
وأ خو البا قر ز يد بن علي بن الح سين قال أيضا في فدك م ثل ما قاله جده الول علي بن أ بي طالب
وأخوه محمد الباقر لما سأله البحتري بن حسان وهو يقول :قلت لزيد بن علي عليه السلم وأنا أريد
أن أه جن أ مر أ بي ب كر :إن أ با ب كر انتزع فدك من فاط مة علي ها ال سلم ،فقال :إن أ با ب كر كان رجلً
أعطانمي فأتتمه فاطممة فقالت :إن رسمول ال رحيما ،وكان يكره أن يغيمر شيئا فعله رسمول ال
فدك ،فقال ل ها :هل لك على هذا بي نة ،فجاءت بعلي عليه ال سلم فشهد ل ها ،ثم جاءت أم أيمن فقالت:
ألستما تشهدان أني من أهل الجنة قال :بلى ،قال أبو زيد :يعني أنها قالت لبي بكر وعمر :قالت :فأنا
أعطاها فدك فقال أبو بكر :فرجل آخر أو امرأة أخرى لتستحقي بها القضية، أشهد أن رسول ال
ي لقض يت ف يه بقضاء أ بي ب كر" ["شرح ن هج البل غة" ل بن أ بي
ثم قال ز يد :أ يم ال! لو ر جع ال مر إل ّ
الحديد ج 4ص .]82
فهل بعد هذا يحتاج المر إلى اليضاح أكثر من ذلك؟
وق بل أن نأ تي إلى آ خر الكلم نر يد أن نث بت هه نا روايت ين رواه ما الكلي ني في هذا الخ صوص ،فأ ما
الولى فهي التي رواها عن أبي عبد ال جعفر أنه قال :النفال ما لم يوجف عليه بخيل ول ركاب ،أو
وهو للمام قوم صالحوا ،أو قوم أعطوا بأيديهم ،وكل أرض خربة وبطون الودية فهو لرسول ال
من بعده يضعه حيث يشاء" ["الصول من الكافي" كتاب الحجة ،باب الفيء والنفال ج 1ص .]539
وهذه صريحة في معناها بأن المام بعد النبي أحق الناس بالتصرف فيها.
والرواية الثانية التي نذكرها هي طريفة ومروية أيضا في الصول من الكافي أن أبا الحسن موسى -
المام ال سابع للقوم -ورد على المهدي ،ورآه ير ّد المظالم فقال :يا أمير المؤمن ين! ما بال مظلمت نا ل
ترد؟
فقال له :وما ذاك يا أ با الح سن؟ قال :فدك ،فقال له المهدي :يا أ با الح سن! حدّ ها لي ،فقال :حد من ها
ج بل أ حد ،و حد من ها عر يش م صر ،و حد من ها سيف الب حر ،و حد من ها دو مة الجندل" ["ال صول من
الكافي" باب الفيء والنفال ج 1ص .]543
يعني نصف العالم كله ،انظر إلى القوم وأكاذيبهم ،فأين قرية من خيبر من نصف الدنيا؟ فيا عجبا للقوم
ومبالغتهم ،كيف يعظمون الحقير ،وكيف يكبرون الصغير؟ وفي هذه دليل لمبالغات القوم وترهاتهم.
وعلى ذلك نتم هذا البحث في فدك وفضائل أمير المؤمنين وخليفة رسول ال الصادق المين وأفضليته
وأحقيته بالخلفة والمامة بعد النبي عليه الصلة والسلم ،وحبه لهل بيت النبي في ضوء أقوال أهل
البيت وأفعالهم ،ومن كتب القوم أنفسهم ،وثم ننتقل إلى الرجل الثاني الخليفة الراشد الفاروق ،الفارق
بين الحق والباطل ،رضي ال عنه وأرضاه.
من كتب السنة المعتبرة خلف عهدنا ودأبنا في هذا الكونين ورسول الثقلين فداه أبواي وروحي
الكتاب بأننا ل ننقل شيئا إل من كتب القوم أنفسهم لننا سوف نروي عن علي بن أبي طالب رضي ال
ع نه -سيد أ هل الب يت ،والمام المع صوم الول ع ند القوم -أ نه يؤ يد هذه الحاد يث الثل ثة بأقواله
الواضحمة ،وتصمريحاته المكشوفمة ،والمرويمة المذكورة المورودة فمي بطون كتمب القوم وأوراقهما
وصفحاتها.
فلنرى ماذا يقول أهل البيت وسادتهم في هذا المصلح المحسن للمة السلمية البيضاء.
فيقول علي بن أ بي طالب ر ضي ال ع نه و هو يذ كر الفاروق وولي ته م صدقا لرؤ يا سيد ولد آدم
الذي رآه وبشر به عمر بن الخطاب رضي ال عنه.
"وولي هم وال ،فأقام وا ستقام ح تى ضرب الد ين بجرا نه" ["ن هج البل غة" بتحق يق صبحي ال صالح ت حت
عنوان "غريب كلمه المحتاج إلى التفسير" ص 557ط دار الكتاب بيروت ،أيضا "نهج البلغة بتحقيق
الشيخ محمد عبده ج 4ص 107ط دار المعرفة بيروت].
وقال المي ثم البحرا ني الشي عي ،شارح ن هج البل غة ،وكذلك الدنبلي شرحا لهذا الكلم "أن الوالي ع مر
بن الخطاب ،وضر به بجرا نه كنا ية بالو صف الم ستعار عن ا ستقراره وتمك نه كتم كن الع ير البارك من
الرض" ["شرح نهج البلغة" لبن الميثم ج 5ص ،463أيضا "الدرة النجفية" ص .]394
ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي تحت هذه الخطبة ،ويذكرها من أولها "وهذا الوالي هو عمر
بمن الخطاب ،وهذا الكلم ممن خطبمة خطبهما فمي أيام خلفتمه طويلة يذكمر فيهما قربمه ممن النمبي
ل منهمم
واختصماصه له ،وإفضائه بأسمراره إليمه حتمى قال فيهما :فاختار المسملمون بعده بآرائهمم رج ً
فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وجد كانا فيه ،ثم وليهم بعده وال ،فأقام واستقام حتى ضرب
الدين بجرانه" ["شرح نهج البلغة" لبن أبي الحديد ج 4ص .]519
فانظر إلى عل يّ وكيف يطبق هذا الوصاف على أبي بكر وعمر رضي ال عنهما تصديقا لرؤيا رسول
حرفا بحرف ،ويجعل الفاروق مصداقا لبشارته عليه السلم ،وكيف يقر ويعترف بأن الدين قد ال
ا ستقر في عهده المبارك ،وال سلم قد تم كن في الرض في أيام خلف ته الميمو نة ،ف هل لمتم سك أن
يتمسك من الشيعة بقول علي بن أبي طالب -المام المعصوم عندهم الذي ل يخطئ ذ؟
ثم والخط بة ال تي مدح في ها ع مر ،وجعله مورد وم صداق بشرى الر سول هي خط بة ألقا ها في أيام
خلفتمه حيمث لم يكمن هناك ضرورة للتقيمة الشيعيمة التمي ألصمقوها تهممة بخيار الخلئق رضوان ال
ورحمته عليهم.
و كم هناك من خ طب لعل يّ ،المنقولة في ن هج البل غة ،ال تي تدل على ن فس المع نى بأن الفاروق كان
سببا ل عز الد ين ،ورف عة ال سلم ،وعظ مة الم سلمين ،وتو سعة البلد ال سلمية ،وأ نه أقام الناس على
المحجمة البيضاء ،واسمتأصل الفتنمة ،وقوم العوج وأزهمق الباطمل ،وأحيما السمنة طائعا ل خائفا منمه،
فانظر إلى ابن عم رسول ال ووالد سبطيه وهو يبالغ في مدح الفاروق ،ويقول:
ل بلد فلن ،ف قد قوم الود ،وداوى الع مد وخلف الفت نة ،وأقام ال سنة ،ذ هب ن قي الثوب ،قل يل الع يب،
أصماب خيرهما وسمبق شرهما ،أدى إلى ال طاعتمه ،واتقاه بحقمه ،رحمل وتركهمم فمي طرق متشعبمة ل
يهتدي بهما الضال ،ول المسمتيقن المهتدي" ["نهمج البلغمة" تحقيمق صمبحي صمالح ص " ،350نهمج
البلغة" تحقيق محمد عبده ج 2ص .]322
ويقول ابمن أبمي الحديمد :العرب تقول :ل بلد فلن أي در فلن ة ..وفلن المكنمى عنمه عممر بمن
الخطاب ،و قد وجدت الن سخة ال تي ب خط الر ضى أ بي الح سن جا مع ن هج البل غة وت حت فلن ع مر ة..
وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي :هو عمر ،فقلت له :أثنى عليه أمير
المؤمنين عليه السلم؟ فقال :نعم" ["شرح نهج البلغة" لبن أبي الحديد ج 3ص 92جزء .]12
ومثله ذ كر ا بن المي ثم [ان ظر لذلك شرح ن هج ل بن المي ثم ج 4ص ]97 ،96والدنبلي وعلي ن قي في
الدرة النجفية [ص ]257وشرح النهج الفارسي [ج 4ص .]712
هذا فلينظر كيف يعلن علي رضى ال عنه على مل الشهود عن الفاروق رضي ال عنه بصوته الرفيع
أنه قوم العوج ،وعالج المرض ،وعامل بالطريقة النبوية ،وسبق الفتنة وتركها خلفا ،لم يدركها هو،
ول الفت نة أدرك ته ،وانت قل إلى ر به ول يس عل يه ما يلم عل يه ،أ صاب خ ير الول ية والخل فة ،ول حق
الرفيق العلى ،ولم يلوث في القتل والقتال الذي حدث بين المسلمين طائعا ل ،غير عاص ،واتقى ال
في أداء حقه ،ولم يقصر فيه ولم يظلم.
فهذا هو الذي يليق أن يضرب الدين في عصره العطن.
وكان عل يّ و هو قائد أ هل البيت يعد الفاروق مل جأ لل سلم ،ومأوى للم سلمين ومرجعهم ،فان ظر ك يف
يصفه بهذه الوصاف ولقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له:
إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك ،فتلقهم فتنكب ،ل تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلدهم .ليس
ل محربا ،واحفز معه أهل البلء والنصيحة ،فإن أظهر ال بعدك مرجع يرجعون إليه ،فابعث إليهم رج ً
فذاك ما ت حب ،وإن ت كن الخرى ،ك نت ردأ للناس ومثا بة للم سلمين" ["ن هج البل غة" تحق يق صبحي
صالح ص .]193
ويكتب ابن أبي الحديد تحته شرحا لهذه الخطبة "فتنكب مجزوم لنه عطف على تسر وكهفة أي كهف
يل جأ إل يه ،ويروي كان فة أي ج هة عا صمة ة ،..وحفزت الر جل أحفزه أي دفع ته و سقته سوقا شديدا
وردأ أي عونا ،ومثا بة أي أم نا ،وم نه قوله تعالى :مثا بة للناس وأم نا ،أشار عل يه ال سلم أن ل
يشخص بنفسه حذرا أن يصاب فيذهب المسلمون كلهم لذهاب الرأس ،بل يبعث أميرا من جانبه على
الناس ويقيمم همو فمي المدينمة ،فإن هزموا كان مرجعهمم إليمه" ["شرح نهمج البلغمة" ج 2جزء 8ص
.]370 ،369
والقارئ حينمما يقرأ هذه الخطبمة يعرف الحمب المتدفمق ممن خلل الكلمات للفاروق والحرص على
شخصمه وحياتمه ،والرجاء والتمنمي لبقائه فمي الحكمم والخلفمة ذخرا للسملم والمسملمين رغمم أنوف
المبغضيمن والطاعنيمن فيمه ،ثمم الجديمر بالذكمر أن الفاروق رضمي ال عنمه كان مصممما للمسمير إلى
المعركة بنفسه والمرتضى علي رضي ال عنه كان يعرف ذلك ،ومع ذلك أراد منعه قدر المستطاع لما
كان يراه سببا ل عز ال سلم ومجده وشمو خه ،وأن ل يم سه سوء ح تى ل تنقلب على ال سلم ودول ته
قالة ول تدور عليه الدائرة ،وأكثر من ذلك أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان يريد أن ينيب عنه
في العا صمة ال سلمية علي بن أ بي طالب ر ضي ال عنه ما [يأ تي ذكره في محله مف صلً] وكا نت له
فرصة ذهبية لخذه زمام المور وا سترداد الحقوق الموهمة التي يظنها القوم بأنها سلبت ،وقد ملئوا
من ذكر ها الك تب وال صحف ولطال ما بكوا علي ها بكاء مرا وبكاء إخوة يو سف ح يث القض ية بالع كس
تماما ،لن الذي ينيبون عنه ،ويصيرون وكلءه ومحاميه ومدافعيه ،بل ومحاربيه ومقاتليه يظهر المر
عليم طوال مدة خلفتمه هكذا معمه ل يريمد أن يلقمي نفسمه فمي المخاطمر فصمار
ّ منعكسما تماما ،وكان
كالرقيب عليه ،محافظا على حياته ،ساهرا على مصالحه ،راجيا له البقاء والدوام ،ناصحا مناصحا ل
وفي ال وصلح المة وفلحها ،ولذلك لما استشاره في الشخوص لقتال الفرس بنفسه منعه من ذلك
وقال له:
إن هذا ال مر لم ي كن ن صره ول خذل نه بكثرة ول بقلة .و هو د ين ال الذي أظهره ،وجنده الذي أعدّه
وأمدّه ،حتمى بلغ مما بلغ ،وطلع حيمث طلع ،ونحمن على موعود ممن ال ،وال منجمز وعده ،وناصمر
جنده ،ومكان القيمم بالممر مكان النظام ممن الخرز يجمعمه ويضممه :فإن انقطمع النظام تفرق الخرز
وذهمب ،ثمم لم يجتممع بحذافيره أبدا .والعرب اليوم ،وإن كانوا قليلً ،فهمم كثيرون بالسملم ،عزيزون
بالجتماع! فكمن قطبا واسمتدر الرحما بالعرب ،وأصملهم دونمك نار الحرب ،فإنمك إن شخصمت ممن هذه
الرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ،حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك
مما بين يديك.
إن العاجمم إن ينظروا إليمك غدا يقولوا :هذا أصمل العرب ،فإذا اقتطعتموه اسمترحتم ،فيكون ذلك أشمد
لكلب هم عل يك ،وطمع هم ف يك .فأ ما ما ذكرت من م سير القوم إلى قتال الم سلمين ،فإن ال سبحانه هو
أكره لمسيرهم منك ،وهو أقدر على تغيير ما يكره .وأما ما ذكرت من عددهم ،فإنا لم نكن نقاتل فيما
مضى بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة" ["نهج البلغة" بتحقيق صبحي ص 204 ،203تحت
عنوان "ومن كلم له (أي علي) عليه السلم وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه"].
الذي ف هل ب عد ذلك شك لشاك بأن عليا ر ضي ال ع نه كان يعدّ الفاروق م صداقا لرؤ يا ر سول ال
أخبر عنه ،وبشر به المسلمين بأن السلم يبلغ مداه في عصره وعهده ،ولذلك يقول علي رضي ال
عنه :ونحن على موعود من ال ،وال منجز وعده ،وناصر جنده الخ.
:ثم ا ستحالت غربا فأخذ ها ع مر بن الخطاب ،فلم أر عبقريا ينزع نزع فإ نه بذلك يش ير إلى قوله
عمر حتى ضرب الناس بعطن".
. صدق رسول ال
وأك ثر من ذلك يل فت أنظار الناس بكل مه هذا إلى و عد ال عز و جل ك ما ورد في كتا به الذي ل يأت يه
البا طل من ب ين يد يه ول من خل فه و عد ال الذ ين آمنوا من كم وعملوا ال صالحات لي ستخلفنهم في
الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم
أمنا " [سورة التوبة الية .]55
فالمقصود من انتباهه وتوجيهه بقوله :ونحن على موعود من ال :بأن ال وعد المؤمنين والعاملين
ال صالحات التم كن في الرض وال ستخلف ،فن حن المؤمن ين وأ نت أي ها الفاروق أمير نا ،وال ين جز
وعده فمي عهدك وخلفتمك ،وينصمر جنده الذيمن يقاتلون تحمت رايتمك وقيادتمك الحكيممة وتوجيهاتمك
الرشيدة لن ديمن ال ل بمد له أن يظهمر ويغلب -حتمى يبلغ بجرانمه ،لنمك أنمت القيمم بأمره ،ومدبر
لقضاياه ،و بك شأ نه ومكا نه ،فإن أ نت فقدت ضاع ال مر ،وانت شر الج مع ،وضع فت القوة ،وانك سرت
الشوكة ،وافترق الناس ح تى لن يرجى اجتماعهم واتحاد هم بعد ذلك أبدا [فكان ك ما قال ،فتحت أبواب
الفتن بعد شهادته ولم تغلق بعده حتى اليوم ،وقد ورد في ذلك المعنى حديثا أيضا] ،فإذا انقطع النظام
تفرق الجزر وذهب ،ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا.
"اللهم أعز السلم بعمر بن الخطاب -رواه المجلسي في "بحار وأيضا أشار بذلك إلى دعاء النبي
النوار" عن مح مد البا قر ذ" ["بحار النوار" ج 4كتاب ال سماء والعالم] فإن دعاء الر سول ل بد له أن
يقبل.
ونبّه سيد أهل البيت الناس مع من فيهم الذين يدعون أنهم شيعته بأن الفاروق ليس كواحد من الناس،
بل إنه قطب ،وعليه يدور رحى السلم والعرب المسلمين ،فلو ل القطب ليس للرحى بأن تدور ،وأنى
لها ذلك؟ ولذلك يلح عليه بقوله :فإنك إن شخصت من هذه الرض انتفضت عليك العرب من أطرافها
وأقطار ها :لن هم يعرفون أن الفاروق هو ال صل ،وإن ا ستؤصل ل يب قى للفرع أ ثر ،وإ نه هو الق طب،
وإن ك سر تنك سر الر حى ول تدور ،وأي ضا إ نك أ نت الحا مي ح مى القوم ،وحا فظ عورات هم ،فل نتر كك
بأن تبرح عنا وتدخل نفسك في غمار الموت ،لننا ل نستغني عنك ،ونستغني بك قوما آخرين.
ف ما أح سن ما عبّر ب هم علي بن أ بي طالب ما يختلج في صدره ،ويك نه في ضميره ،ويعت قد به في
معتقداته تجاه الفاروق عمر بن الخطاب رضي ال عنهما ورضيا عنه.
هذا وكان علي رضي ال عنه يعتقد أن ال جعل الحق على لسان عمر وقلبه ،وكان يرى بأنه محدث
بأخبار الر سول ،ولذلك لم ي كن يخالف سيرته وعمله ح تى و في المور ال صغيرة والتاف هة ،و قد ن قل
الدينوري [هو أبو حنيفة الدينوري أحمد بن داؤد من أهل الدينور ،مدينة من أعمال الجبل من همدان.
"ثقة فيما يرويه ،معروف بالصدق كما وصفه كذلك ابن النديم ،توفي سنة 281أو 282أو سنة ،290
وإن أكثر أخذه من يعقوب بن إسحاق الليث النحوي لتشيعه ،وهو من أبناء الفرس يستظهر إماميته"
("الذري عة إلى ت صانيف الشي عة" لقابزرك الطهرا ني ج 1ص 339ط طهران)] الشي عي أ نه ل ما قدم
الكو فة "ق يل له :يا أم ير المؤمن ين! أتنزل الق صر؟ قال :ل حا جة لي في نزوله ،لن ع مر بن الخطاب
كان يبغ ضه ،ولك ني نازل الرح بة ،ثم أق بل ح تى د خل المسجد الع ظم ف صلى ركعت ين ،ثم نزل الرحبة"
["الخبار الطوال" لحمد بن داؤد الدينوري ص .]152
وكذلك لما تكلم في رد فدك أبى أن يعمل خلف ما فعله عمر ،فهذا هو السيد مرتضى يقول :فلما وصل
المر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في رد فدك ،فقال :إني لستحي من ال أن أردّ شيئا منع منه أبو
بكر ،وأمضاه عمر" ["كتاب الشافي في المامة" ص ،213أيضا "شرح نهج البلغة" لبن أبي الحديد].
وننقل هنا روايات ثلثة تأييدا لهاتين الروايتين نقلناها من كتب القوم.
الولى من حسن بن علي بن أ بي طالب رضي ال عنهما أ نه قال :ل أعلم عليا خالف ع مر ،ول غيّر
شيئا مما صنع حين قدم الكوفة" ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج 2ص .]85
والرواية الثانية "أن أهل نجران جاءوا إلى علي يشتكون ما فعل بهم عمر ،فقال في جوابهم :إن عمر
كان رش يد ال مر ،فل أغ ير شيئا صنعه ع مر" ["البيه قي" ج 10ص " ،130الكا مل" ل بن أث ير ج 2ص
201ط مصر" ،التاريخ الكبير" للمام البخاري ج 4ص 145ط الهند" ،كتاب الخراج" لبن آدم ص 23
ط مصر" ،كتاب الموال" ص " ،98فتوح البلدان" ص .]74
والرواية الثالثة أن عليا قال حين قدم الكوفة :ما كنت لحل عقدة شدها عمر" ["كتاب الخراج" لبن آدم
ص ،23أيضا "فتوح البلدان" للبلذري ص 74ط مصر].
ل مسددا يدور معه الحق أينما
،ورج ً ل ملهما حسب إخبار الرسول
وما كان كل هذا إل لنه يراه رج ً
دار.
الذي رويناه ،فلقد شهد وأما كون عمر رجلً من أهل الجنة كما ورد في ذلك حديث عن رسول ال
بذلك علي بن أ بي طالب وا بن ع مه وأ حد قواده من المعتمد ين وأمرائه الموثوق ين ع بد ال بن عباس
رضي ال عنهم أجمعين.
ولقد أورد هذه الرواية ابن أبي الحديد أن الفاروق لما طعن ،وطعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي دخل
ع بد بن عباس وعلي بن أ بي طالب ر ضي ال عن هم فيقول ا بن عباس: عل يه اب نا عم ر سول ال
ف سمعنا صوت أم كلثوم (ب نت علي ر ضي ال ع نه) واعمراه ،وكان مع ها ن سوة يبك ين فار تج الب يت
بكاء ،فقال ع مر :و يل أم ع مر إن ال لم يغ فر ل هم ،فقلت :وال! إ ني لر جو أن ل ترا ها إل مقدار ما
قال ال تعالى :وإن من كم إل وارد ها :إن ك نت ما علم نا لم ير المؤمن ين و سيد الم سلمين تق ضي
بالكتاب وتقسم بالسوية ،فأعجبه قولي ،فاستوى جالسا فقال :أتشهد لي بهدايا ابن عباس؟ فكعكعت أي
جبنت ،فضرب عل يّ عليه السلم بين كتفي وقال :اشهد ،وفى رواية لم تجزع يا أمير المؤمنين؟ فوال
ل قد كان إ سلمك عزا ،وإمار تك فخرا ،ول قد ملت الرض عدلً ،فقال :أتش هد لي بذلك يا ا بن عباس!
قال :فكأنه كره الشهادة فتوقف ،فقال له علي عليه السلم :قل :نعم ،وأنا معك ،فقال :نعم" ["ابن أبي
الحد يد" ج 3ص ،146وم ثل هذا في "كتاب الثار" ص " ،207سيرة ع مر" ل بن الجوزي ص 193ط
مصر].
وأك ثر من هذا أن عليا -و هو المام المع صوم الول ع ند القوم -كان يؤ من بأنه من أهل الج نة ل ما
سمعه من لسان خيرة خلق ال محمد المصطفى الصادق المين ،ولجل ذلك كان يتمنى بأن يلقى
ال بالعمال التي عملها الفاروق عمر رضي ال عنه في حياته ،كما رواه كل من السيد مرتضى وأبو
جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد.
لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلم فقال :صلى ال عليه وآله وسلم ما على الرض أحد أحب
إلي أن ألقى ال بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص
،171و"تلخ يص الشا في" للطو سي ج 2ص 428ط إيران ،و"معا ني الخبار" لل صدوق ص 117ط
إيران].
ووردت هذه الروايمة فمي كتمب السمنة بتمامهما فمي المسمتدرك للحاكمم [ج 3ص ،]93ممع "التلخيمص"
للذ هبي "وم سند أح مد" م سندات علي "وطبقات ا بن سعد" [أحوال ع مر ج 3ص 270 ،269ط ليدن]
ومثله ورد في البخاري ومسلم.
وأما ابن أبي الحديد فيذكر "طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر
بعد ،فقيل :يا أمير المؤمنين! الصلة ،فرفع رأسه وقال :لها ال إذن ،ل حظ لمرئ في السلم ضيع
صلته ،ثم و ثب ليقوم فانب عث جر حه دما فقال :هاتوا لي عما مة ،فع صب جر حه ،ثم صلى وذ كر ،ثم
التفت إلى ابنه عبد ال وقال :ضع خدي إلى الرض يا عبد ال! قال عبد ال :فلم أعج بها وظننت أنها
إختلس من عقله ،فقالها مرة أخرى :ضع خدّي إلى الرض يا بني ،فلم أفعل ،فقال الثالثة :ضع خدّي
إلى الرض ل أم لك ،فعرفت أنه مجتمع العقل ،ولم يمنعه أن يضعه هو إل ما به من الغلبة ،فوضعت
خدّه إلى الرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خا رجة من أضعاف التراب وبكى حتى نظرت إلى
الطين قد لصق بعينه ،فأصغيت أذني لسمع ما يقول فسمعته يقول :يا ويل عمر وويل أم عمر إن لم
يتجاوز ال عنه ،وقد جاء في رواية أن عليا عليه السلم جاء حتى وقف عليه فقال :ما أحد أحب إلي
أن ألقى ال بصحيفته من هذا المسجى" ["شرح النهج" لبن أبي الحديد ج 3ص .]147
ل من أهل الجنة؟فهل بعد ذلك مجال لقائل أن يقول بأن عليا وهو سيد أهل البيت لم يكن يعدّ عمر رج ً
فمن من الناس يرجى أن يكون عمله وصحيفته كصحيفته وعمله؟.
فهل هناك أكثر من ذلك؟ نعم! هناك أكثر وأكثر ،فلقد شهد علي رضي ال عنه" :إن خير هذه المة بعد
نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج 2ص .]428
وقال فيه وفي أبي بكر في رسالته :إنهما إماما الهدى ،وشيخا السلم ،والمقتدى بهما بعد رسول ال،
ومن اقتدى بهما عصم" ["تلخيص الشافي" للطوسي ج 2ص .]428
أنه قال :إن أبا بكر مني بمنزلة السمع ،وإن عمر مني بمنزلة البصر" وأيضا روى عن رسول ال
["عيون أخبار الر ضا" ل بن بابو يه الق مي ج 1ص ،313أيضا "معا ني الخبار" للق مي ص ،110أيضا
"تفسير الحسن العسكري"].
،وقد رواها عن علي ابنه الحسن والجدير بالذكر أن هذه الرواية رواها عل يّ عن الرسول الكريم
رضي ال عنهما.
" (طبقات ابمن سمعد ج 3ص ،214 ،213وكتاب الخراج لبمي يوسمف ص 44 ،43ط رسمول ال
مصمر ،وفتوح البلدان ص ،455 ،454وكتاب الموال لبمي عبيمد بمن سملم) ولقمد روى البلذري،
ويح يى بن آدم ،والطرابل سي وغير هم عن جع فر بن محمد البا قر عن محمد البا قر و عن ع بد ال بن
الحسن وعن علي بن أبي طالب "إن عمر أقطع عليا ينبع فأضاف إليها غيرها" (فتوح البلدان للبلذري
ص ،20وكتاب الخراج ليحيى بن آدم ص 78ط مصر القديم والسعاف في أحكام الوقاف للطرابلسي
ص 8ط مصمر)] ة ..ولنفسمه أربعمة آلف [وممع هذا ل يتسمتحي ممن ال ممن يقول :إن عممر غصمب
حقوق أ هل الب يت ،وهذا هو اليعقو بي يل طم على وجوه هم لطمات من ال حق الذي وف قه ال أن يقره
ويعترف بمه ،وعممر يومئذ أميمر المؤمنيمن ،وعلي دونمه] ة ..وكان أول مال أعطاه ما ًل قدم بمه أبمو
هريرة من البحرين [نعم! أبو هريرة الذي يبغضه القوم أشد البغض ،ليس إل لنه روى أحاديث سمعها
من لسان رسول ال في مناقب أصحابه البررة ،وخاصة الصديق والفاروق ،نعم! ذلك أبو هريرة الذي
جاء بالمال ،فأخذ كلهم من مال ال الذي أتى به هو] مبلغه سبعمائة ألف درهم ،قال (يعنى الفاروق):
اكتبوا الناس على منازلهم ،واكتبوا ب ني ع بد مناف ،ثم أتبعو هم أ با بكر وقومه ،ثم أتبعو هم ع مر بن
الخطاب وقوممه ،فلمما نظمر عممر قال :وددت وال أنمي هكذا فمي القرابمة برسمول ال ،ولكمن ابدءوا
بر سول ال ثم القرب فالقرب م نه ح تى تضعوا ع مر بح يث وض عه ال" ["تار يخ اليعقو بي" ج 2ص
153ط بيروت].
وأما ابن أبي الحديد فقال :ل بل ابدأ برسول ال ،و بأهله ،ثم القرب فالقرب ،فبدأ ببني هاشم،
ثم بب ني ع بد المطلب ثم بع بد ش مس ونو فل ،ثم ب سائر بطون قر يش ،فق سم ع مر مروطا ب ين ن ساء
المدينة ،فبقي منها مرط حسن ،فقال بعض من عنده :أعط هذا يا أمير المؤمنين! ابنة رسول ال التي
، عندك يعنون أم كلثوم ب نت علي عليه ال سلم ،فقال :أم سليط أهد يه فإنها م من با يع رسول ال
وكانت تزفر لنا يوم أحد قربا" ["نهج البلغة" لبن أبي الحديد ج 3ص .]114 ،113
هذا ول قد ث بت أن الفاروق كان يقدر ويكرم أ هل الب يت ،وي كن ل هم من الحترام ما لم ي كن للخر ين،
وحتى وأهل بيته وخاصته.
وذكر أن ابنة يزدجرد كسرى إيران أكبر ملوك العالم آنذاك لما سبيت مع أسارى إيران أرسلت مع من
ع مر الفاروق الع ظم ر ضي ال ع نه ،وتطلع الناس أر سل إلى أم ير المؤمن ين وخلي فة ر سول ال
إليها وظنوا أنها تعطي وتنفل إلى ابن أمير المؤمنين والمجاهد الباسل الذي قاتل تحت لواء رسول ال
في غزوات عديدة ،ل نه هو الذي كان ل ها ك فو ،ول كن الفاروق لم يخ صها لنف سه ولب نه ول ل حد
من أهل بيته ،بل رجح أهل بيت النبوة فأعطاها لحسين بن علي رضي ال عنهما ،وهى التي ولدت
علي بن الح سين ر ضي ال ع نه الذي ب قي وحيدا من أبناء الح سين في كربلء حيا وأن جب وت سلسل
م نه ن سله" [فليحذر الذ ين يدعون أن هم من ن سل الح سين ،ثم ي سبون الفاروق ،ويعدو نه ظالما حق آل
محممد ،وغاصمبا لخلفتهمم ،لوله لمما كان لهمم وجود ،وإن كان غاصمبا فكيمف رضمي الحسمين بأخمذ
الجارية منه التي سبيت في معركة من معاركه التي أقيمت تحت لوائه وحسب توجيهاته؟ فليتدبر ،وهل
من مفكر؟].
ولقد ذكر ذلك نسابة شيعي مشهور ابن عنبة "إن اسمها شهربانو قيل :نهبت في فسخ المدائن فنفلها
ع مر بن الخطاب من الحسين عليه السلم" ["عمدة الطالب في أن ساب أ بي طالب" الف صل الثا ني تحت
عنوان عقب الحسين ص .]192
كما ذكر ذلك محدث الشيعة المعروف في صحيحه الكافي في الصول ،عن محمد الباقر أنه قال :
لما قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة ،وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته ،فلما
نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت :أف بيروج باداهرمز ،فقال عمر :أتشتمنى هذه وه مّ بها ،فقال
ل من الم سلمين وأح سبها بفيئه ،فخير هاله أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم :ل يس ذلك لك ،خير ها رج ً
فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلم ،فقال لها أمير المؤمنين :ما اسمك؟ فقالت
:جهان شاه ،فقال لها أمير المؤمنين :بل شهربانويه ،ثم قال للحسين :يا أبا عبد ال! لتلدن لك منها
خير أهل الرض ،فولدت على بن الحسين عليه السلم ،وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلم :ابن
الخيرتين ،فخيرة ال من العرب هاشم ومن العجم فارس .وروي أن أبا السود الدائلي قال فيه :
وإن غلما بين كسرى وهاشم
لكرم من نيطت عليه التمائم" ["الصول من الكافي" ج 1ص ،467ناسخ التواريخ ج 10ص .]4 ،3
وقبل ذلك ساعد أباه عليا في زواجه من فاطمة رضي ال عنهما كما مر سابقا.
وإن الفاروق كان يبدأ الخمس والفيء بأهل بيت النبوة كما كان الرسول عليه السلم يعمل به ،وبعده
أبو بكر ،ولقد ذكرنا هذا سابقا عند ذكر الصديق وفدك "وكان أبو بكر يأخذ غلتها ويدفع إليهم منها ما
يكفي هم ،ويق سم البا قي ،وكان ع مر كذلك ،وكان عثمان كذلك ،ثم كان عل يّ (على شاكلت هم وطريقت هم)
كذلك" ["شرح نهج البلغة" لبن ميثم ج 5ص ،107أيضا "الدرة النجفية" ص ،332وابن أبي الحديد
أيضا].
و من إكرا مه وتقديره ل هل الب يت ما ذكره ا بن أ بي الحد يد عن يح يى بن سعيد أ نه قال :أ مر ع مر
الحسين بن علي عل أن يأتيه في بعض الحاجة فلقي الحسين عليه السلم عبد ال بن عمر فسأله من
أين جاء؟ قال :استأذنت على أبي فلم يأذن لي فرجع الحسين ولقيه عمر من الغد ،فقال :ما منعك أن
تأتي ني؟ قال :قد أتي تك ،ول كن أ خبرني اب نك ع بد ال أ نه لم يؤذن له عل يك فرج عت ،فقال ع مر :وأ نت
عندي مثله؟ و هل أن بت الش عر على الرأس غير كم" ["شرح ن هج البل غة" ل بن أ بي الحد يد ج 3ص
.]110
هذا وكان يقول في عامة بني هاشم ما رواه علي بن الح سن عن أبيه حسين بن علي أ نه قال :قال
عمر بن الخطاب :عيادة بني هاشم سنة ،وزيارتهم نافلة" ["المالي" للطوسي ج 2ص 345ط نجف].
ون قل الطو سي هذا وال صدوق أيضا أن ع مر لم ي كن ي ستمع إلى أ حد بط عن في علي بن أ بي
طالب ولم يكمن يتحمله ،ومرة "و قع رجمل فمي علىّ عليمه السملم بمحضمر ممن ع مر ،فقال :تعرف
صاحب هذا القبر؟ ة ..ل تذكر عليا إل بخير ،فإنك إن آذيته آذيت هذا في قبره" ["المالي" للطوسي ج
2ص ،46أيضا "المالي" للصدوق ص ،324ومثله ورد في مناقب لبن شهر آشوب ج 2ص 154ط
الهند].
القاسم ،وبه كان يكنى وكان أكبر بنيه سنا ،ورقية وأم "وكل أولده من خديجة خل إبراهيم وولد له
كلثوم ،زكانتا تحت عتبة وعتيبة ابني أبى لهب (عمه) فطلقاهما لخبر يطول ذكره فتزوجهما عثمان بن
عفان واحدة بعد واحد" ["مروج الذهب" ج 2ص 298ط مصر].
ورداّ على من ينكرون رق ية وأم كلثوم بنات ال نبي نذ كر روا ية من الكلي ني والعرو سي الحويزي ت حت
باب مولد النبي :
"وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة ،فولد له منها قبل مبعثه عليه السلم القاسم ،ورقية،
وزينب ،وأم كلثوم ،وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليها السلم" ["الصول من الكافي" ج
1ص " ،440 ،439نور الثقلين" للعروسي ج 3ص .]303
هذا ول قد ش هد بذلك علي بن أ بي طالب أيضا ك ما ش هد لعثمان اليمان وال صحبة وعلما م ثل عل مه،
ومعرفة مثل معرفته ،وسبقا في السلم مثل سبقه ،وهذا كله في كلمه الذي قال لعثمان حينما سأله
الناس مخاطبته إياه :
"فد خل عل يه فقال :إن الناس ورائي و قد ا ستفسروني بي نك وبين هم ،ووال ما أدري ما أقول لك! ما
أعرف شيئا تجهله :ول أدلك على أممر ل تعرفمه ،إنمك لتعلم مما نعلم .مما سمبقناك إلى شيمء فنخمبرك
- عنه ،ول خلونا بشيء فنبلغكه .وقد رأيت كما رأينا ،وسمعت كما سمعنا ،وصحبت رسول ال -
كما صحبنا .وما ابن أبي قحافة ول ابن الخطاب بأولى بالعمل منك ،وأنت أقرب إلى أبي رسول ال -
-وشي جة ر حم منه ما ،و قد نلت من صهره ما لم ينال .فال ال في نف سك! فإ نك -وال -ما
تبصر من عمى ،ول تعلم من جهل" ["نهج البلغة" تحقيق صبحي صالح ص .]234
فانظر ماذا يقول الخليفة الراشد الرابع عندنا والمام المعصوم الول عند هم؟ فهل بعد هذا شك لشاك
وريب لمرتاب بأن عليا أفضل منه وأعلم وأعرف بخفايا المور التي جهلها ذو النورين ،أو هو أقرب
وشيجمة وصملة رحمم ،أو همو يعلم ممن جهمل ويب صر ممن عممي؟ ،وهذا بعمد إقرار إلى رسمول ال
واعتراف من علي بن أبي طالب وشهادة منه رضي ال عنهما.
بمنزلة الفؤاد كما رووا عنه أنه قال إن أبا بكر مني بمنزلة السمع ،وإن هذا وقد أنزله رسول ال
عممر منمي بمنزلة البصمر ،وإن عثمان منمي بمنزلة الفؤاد" ["عيون أخبار الرضما" ج 1ص 303ط
طهران].
بمنزلة فؤاده ،ويروي عنمه سمبطه وابمن سميدة نسماء أهمل الجنمة وهينئا له أن يجعله رسمول ال
فاطمة ،حسين بن علي رضي ال عنهم أجمعين" ["عيون أخبار الرضا" ج 1ص .]303
وحسن بن علي أيضا" ["تفسير الحسن العسكري" و"معاني الخبار" ص .]110
ولقد مدحه من أهل البيت غير الحسن والحسين وأبيهما علي بن أبي طالب رضي ال عنهم
كما أورد الكليني عن جعفر بن الباقر -المام السادس المعصوم عندهم -أنه قال في مدحه ،ومبشرا
إياه هو وأتباعه بالجنة قائلً :ينادي مناد من السماء أول النهار أل إن عليا صلوات ال عليه وشيعته
هم الفائزون ،قال :وينادي مناد آخر النهار أل إن عثمان وشيعته هم الفائزون" ["الكافي في الفروع" ج
8ص .]209
ويبين جعفر أيضا مقام عثمان بن عفان عند رسول ال ،وثقته فيه ،ونيابته عنه ،وإخلص عثمان
لل نبي عليمه السملم والوفاء والتباع ل نظ ير له ك ما يمبين إحدى الميزات ال تي امتاز ب ها عثمان دون
إحدى يد يه لعثمان ،وبيع ته بنف سه ع نه ،و كل ذلك في ق صة صلح غيره ،و هو ج عل ر سول ال
الحديبية حيث يقول :
(عثمان بمن عفان) فقال :انطلق إلى قوممك ممن المؤمنيمن فبشرهمم بمما فأرسمل إليمه رسمول ال
وعدني ربي من فتح مكة ،فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعد فتأخر عن السرح فحمل عثمان بين
وجلس يديمه ودخمل عثمان فأعلمهمم وكانمت المناوشمة ،فجلس سمهيل بمن عمرو عنمد رسمول ال
المسلمين ،وضرب بإحدى يديه على الخرى لعثمان، عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول ال
: وقال المسلمون :طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل ،فقال رسول ال
:أط فت بالب يت؟ فقال :ما ك نت لطوف بالب يت ما كان ليف عل ،فل ما جاء عثمان قال له ر سول ال
لم ي طف به ،ثم ذ كر الق صة و ما في ها" ["كتاب الرو ضة من الكا في" ج 8ص ،325 ور سول ال
.]326
وهل هناك إطاعة فوق هذه الطاعة بأن شخصا يدخل الحرم ول يطوف بالبيت لن سيده وموله رسول
ال عليه الصلة والسلم لم يطف به.
وذكر مثل ذلك المجلسي في كتابه "حياة القلوب" قال :لما وصل الخبر إلى رسول ال بأن عثمان قتله
المشركون .قال الرسول :ل أتحرك من ههنا إل بعد قتال من قتلوا عثمان فاتكأ بالشجرة ،وأخذ البيعة
[هنالك وآنذاك نزلت الية لقد رضي ال عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم
فأنزل ال سكينة علي هم وأثاب هم فتحا مبينا (ال سورة ال تح ال ية )18وأيضا إن الذ ين يبايعو نك إن ما
يبايعون ال يد ال فوق أيديهم (الية ])10لعثمان ،ثم ذكر القصة بتمامها" ["حياة القلوب" ج 2ص
424ط طهران].
فهذا هو المام الشهيد المظلوم الثالث رضي ال عنه وأرضاه.
ب عد ،فل ما رأى ذلك علي عل يه ال سلم ورأى الناس قد بايعوا أ با ب كر خ شي أن يفت تن ر سول ال
الناس ففرغ إلى كتاب ال وأخذ يجمعه في مصحف ،فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع ،فقال علي :ل
أخرج ح تى أج مع القرآن ،فأر سل إل يه مرة أخرى فقال :ل أخرج ح تى أفرغ ،فأر سل إل يه الثال ثة ا بن
عليها تحول بينه وبين عل يّ عليه السلم فضربها عم له يقال قنفذ ،فقامت فاطمة بنت رسول ال
فانطلق قنفذ وليس معه علي ،فخشي أن يجمع عل يّ الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ،ثم انطلق
ي بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات ال عليهم ،فلما رأى عليعمر بنار فأراد أن يحرق على عل ّ
ذلك خرج فبايع كارها غير طائع" ["تفسير العياشي" ج 2ص ،308 ،307أيضا "البحار" ج 8ص .]47
شجاعة علي
وهذا مع قول علي :إني وال لو لقيتهم واحدا وهو طلع الرض كلها ما باليت ول استوحشت" ["نهج
البلغة" ص 452تحقيق صبحي].
و هو الذي يحكون ع نه أن أ با وائلة يقول :ك نت أما شي فلنا -أي ع مر ك ما صرح با سمه المجل سي
في حياة القلوب -إذ سمعت منه همهمة ،فقلت له :مه ،ماذا يا فلن ؟ فقال :ويحك أما ترى الهزبر
القضم ابن القضم ،والضارب بالبهم ،الشديد على من طغى وبغى ،بالسيفين والراية ،فالتفت فإذا هو
علي ا بن أ بي طالب ،فقلت له :يا هذا هو علي بن أ بي طالب ،فقال :ادن م ني أحد ثك عن شجاع ته
وبطولته ،بايعنا النبي يوم أحد على أن ل نفرّ ،ومن فرّ منا فهو ضال ومن قتل منا فهو شهيد والنبي
زعي مه ،إذ ح مل علي نا مائة صنديد ت حت كل صنديد مائة ر جل أو يزيدون ،فأزعجو نا عن طحونت نا،
فرأيت عليا كالليث يتقي الذر وإذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال :شاهدت الوجوه
وق طت وب طت ول طت ،إلى ا ين تفرون؟ إلى النار ،فلم نر جع ،ثم كرّ علي نا الثان ية وبيده صفيحة يق طر
منهما الموت ،فقال :بايعتمم ثمم نكثتمم ،فوال لنتمم أولى بالقتمل مممن قتمل ،فنظرت إلى عينيمه كأنهمما
سليطان يتوقدان نارا ،أو كالقدحين المملوءين دما ،فما ظننت إل ويأتي علينا كلنا ،فبادرت أنا إليه من
ب ين أ صحابي فقلت :يا أ با الح سن! ال ال ،فإن العرب تكرّ وتف ّر وإن الكرة تن في الفرة ،فكأ نه عل يه
السلم استحيى فولى بوجهه عني ،فما زلت أسكن روعة فؤادي ،فوال ما خرج ذلك الرعب من قلبي
حتى الساعة" ["تفسير القمي" ج 1ص .]115 ،114
ورووا في شجاعة عل يّ قصصا كثيرة ،ومنها ما رواه القطب الراوندي " :إن عليا بلغه عن عمر ذكره
شيع ته فا ستقبله في ب عض طرق الب ساتين و فى يد علي (ع) قوس فقال :يا ع مر! بلغ ني ع نك ذكرك
شيع تي فقال :اربع على ظلعك فقال عليه ال سلم :إ نك لهه نا ،ثم رمى بالقوس على الرض فإذا هو
ثعبان كالبعير فاغرا فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر ال ال يا أبا الحسن! ل عدت بعدها في
شيمء ،وجعمل يتضرع إليمه فضرب بيده إلى الثعبان فعادت القوس كمما كانمت فمضمى عممر إلى بيتمه
مرعوبا" ["كتاب الخرائج والجرائح" ص 21 ،20ط بمبئي 1301ه].
وأيضا ما ذكره سليم بن قيس العامري الشيعي اللعان السباب الخبيث أن عليا شتم عمر وهدده بقوله :
وال لو رمت ذلك يا ابن صهاك لرجعت إليك يمينك ،لئن سللت سيفي لغمدته دون إزهاق نفسك فرمّ
ذلك ،فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليا إذا حلف صدق ،ثم قال على (ع) :يا عمر! ألست الذي هم بك
ر سول ال وأر سل إلي فجئت متقلدا ب سيفي ،ثم أقبلت نحوك لقتلك فأنزل ال عز و جل :فل تع جل
عليهم إن ما نع ّد لهم عدا قال ا بن عباس :ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا :ل يستقيم لنا أمر مادام
هذا الرجل حيا ،فقال أبو بكر :من لنا بقتله؟ فقال عمر :خالد بن الوليد ،فأرسل إليه ،فقال :يا خالد!
ما رأ يك في أ مر نحملك عل يه؟ قال :احمل ني على ما شئت ما ،فوال! إن حملتما ني على ق تل ا بن أ بي
طالب لفعلت ،فقال :وال ما نر يد غيره قال :فأ نى ل ها ،فقال أ بو ب كر :إذا قم نا في ال صلة ،صلة
الف جر ،ف قم إلى جان به وم عك ال سيف ،فإذا سلمت فاضرب عن قه ،قال :ن عم! فافترقوا على ذلك ،ثم إن
أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (ع) وعرف إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلء طويل ،فندم
على أمره فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد وقد أقيمت الصلة فتقدم فصلى بالناس مفكرا ل يدري ما
يقول ،وأقبل خالد بن الول يد متقلدا بالسيف ح تى قام إلى جا نب عل يّ و قد فطن عل يّ بب عض ذلك ،فل ما
فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم يا خالد! ل تفعل ما أمرتك ،فإن فعلت قتلتك ،ثم سلم عن
يمي نه وشماله ،فو ثب علي عل يه ال سلم فأ خذ بتلب يب خالد وانتزع ال سيف من يده ثم صرعه وجلس
على صدره وأخذ سيفه ليقتله واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدا فما قدروا عليه ،فقال العباس
حلفوه بحق القبر لما كففت فحلفوه بالقبر فتركه وقام فانطلق إلى منزله" [كتاب سليم بن قيس العامري
ص .]256،257
هذا ولقد بالغوا وأكثروا في شجاعته وقالوا :كان يملك من القوة حتى "إن عليا ر كض برجله الرض
يوما فتزلزلت الرض" ["تفسير البرهان مقدمة ص .]74
وتزلزلت يوما فركضها حتى سكنت كما يكذب الصافي :
" عن فاط مة علي ها ال سلم قالت :أ صاب الناس زلزلة على ع هد أ بي ب كر وفزع الناس إلى أ بي ب كر
وع مر فوجدوه ما قد خر جا فزع ين إلى علي عل يه ال سلم ،فتبعه ما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي
عل يه ال سلم فخرج علي هم غ ير مكترث ل ما هم ف يه ،فم ضى واتب عه الناس ح تى انتهوا إلى تل عة فق عد
علي ها وقعدوا حوله و هم ينظرون إلى حيطان المدي نة تر تج جائ ية وذاه بة ،فقال ل هم علي :كأن كم قد
هالكم ما ترون؟ قالوا :وكيف ل يهولنا ولم نر مثلها قط؟ فحرّك شفتيه وضرب بيده الشريفة ،ثم قال:
مالك ا سكني ،ف سكنت بإذن ال ،فتعجبوا من ذلك أك ثر من تعجب هم الول ح يث خرج إلي هم ،قال ل هم :
فإنكمم تعجبتمم ممن صمنعي؟ قالوا :نعمم! قال أنما الرجمل الذي قال ال :إذا زلزلت الرض زلزالهما
وأخر جت الرض أثقال ها وقال الن سان مال ها :فأ نا الن سان الذي يقول ل ها :مالك ،يومئذ تحدث
أخبارها إياي تحدث" ["الصافي" ص .]571
وأك ثر من ذلك ،أ نه صرع إبل يس يوما بقو ته الجبارة ك ما رواه ا بن بابو يه الق مي في "عيون أخبار
الرضا" [ج 2ص .]72
هذا ومثل هذا كثير.
ومما دمنما بدأنما فمي هذا نريمد أن نكممل البحمث بإيراد حكايمة باطلة غريبمة تدل على أكاذيمب القوم
وأ ساطيرهم ال تي ن سجوها ،وبنوا علي ها مذهب هم ،وأ سسوا علي ها عقائد هم ،و هي منقولة من "كتاب
النوار النعمان ية" لل سيد نع مة ال الجزائري [ هو نع مة ال بن ع بد ال الح سيني الجزائري "كان من
أعاظم علمائنا المتأخرين ،وأفاخم فضلئنا المتبحرين ،صاحب قلب سليم ووجه وسيم وطبع مستقيم،
وله الكتاب "النوار النعمان ية" المشت مل على ما كان من ث مر عمر جيدا ..وقال ال حر العاملي :فا ضل،
عالم ،محقمق ،علممة ،جليمل القدر ،مات سمنة 1112ه وه ممن تلميمذ المجلسمي" (روضات الجنات
للخوانساري ج 8ص 150وما بعد)] فإنه يقول :
روى البرسي في كتابه لمّا وصف وقعة خيبر "وإن الفتح فيها كان على يد علي (ع) وإن جبريل (ع)
جاء إلى رسول ال ( ) مستبشرا بعد قتل مرحب ،فسأله النبي ( ) عن استبشاره فقال :يا رسول
ال! إن عليا لما رفع السيف ليضرب به مرحبا أمر ال سبحانه إسرافيل وميكائيل أن يقبضا عضده في
الهواء حتى ل يضرب بكل قوته ومع هذا قسمه نصفين وكذا ما عليه من الحديد وكذا فرسه ووصل
ال سيف إلى طبقات الرض ،فقال لي ال سبحانه :يا جبرئيل بادر إلى ت حت الرض وام نع سيف علي
عمن الوصمول إلى ثور الرض حتمى ل تنقلب الرض ،فمضيمت فأمسمكته فكان على جناحمي أثقمل ممن
مدائن قوم لوط وهى سبع مدائن قلعتها من الرض السابعة ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى
قرب ال سماء وبق يت منتظرا ل مر إلى و قت ال سحر ح تى أمر ني ال بقلب ها ،ف ما وجدت ل ها ثقلً كث قل
سيف عل يّ فسأله النبي ( ) :لم ل قلّبتها من ساعة رفعتها؟ فقال :يا رسول ال! إنه قد كان فيهم
شيخ كافر نائم على قفاه ،وشيبته إلى السماء ،فاستحى ال سبحانه أن يعذبهم ،فلما كان وقت السحر
انقلب ذلك الشائب عن قفاه فأمرني بعذابها ،وفى ذلك اليوم أيضا لما فتح الحصن وأسروا نسائهم فكان
فيهم صفية بنت ملك الحصن ،فأتت النبي ( ) وفى وجهها أثر شجة ،فسأله النبي ( ) عنها فقالت :
إن عليا لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه أتى إلى برج من بروجه ،فهزّه فاهتز الحصن كله ،وكل من
كان فوق مرتفع سقط منه وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه ،فأصابني السرير فقال لها
ال نبي ( ) :يا صفية! إن عليا ل ما غ ضب وه ّز الح صن غضب ال لغ ضب علي (ع) فزلزل ال سماوات
كل ها ح تى خا فت الملئ كة ووقعوا على وجوه هم وك فى به شجا عة ربان ية ،وأ ما باب خ يبر ف قد كان
ل يتعاونون على سدّه و قت الل يل ،ول ما د خل الح صن طار تر سه من يده من كثرة الضرب أربعون رج ً
فقلع الباب وكان في يده بمنزلة الترس يقاتل فهو في يده حتى فتح ال عليه" ["النوار النعمانية" لنعمة
ال الجزائري].
وهذا مع رواية اليعقوبي الشيعي "وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والنصار قد اجتمعوا
مع علي بن أ بي طالب في منزل فاط مة ب نت ر سول ال ،فأتوا في جما عة ح تى هجموا الدار ،وخرج
علي وم عه ال سيف ،فلق يه ع مر ،ف صارعه ع مر ف صرعه ،وك سر سيفه ،ودخلوا الدار فخر جت فاط مة
فقالت :وال لتخرجمن أو لكشفمن شعري ولعجمن إلى ال! فخرجوا وخرج ممن كان فمي الدار وأقام
القوم أياما ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع" ["تاريخ اليعقوبي" ج 2ص .]126
ول ندري ،من ال صادق من القوم؟ نع مة ال الجزائري و سليم بن ق يس العامري [ هو سليم بن ق يس
العامري الهللي الكو في ،مات سنة 90تقريبا ،يقولون ع نه :إ نه من أ صحاب علي بن أ بي طالب،
فيك تب الخوان ساري " صاحب أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم وم صنف كتاب مشهور الذي ين قل ع نه في
البحار وغيره ..وقمد كان ممن قدماء علماء أهمل البيمت عليهمم السملم ،وإنمه أدرك خمسمة ممن الئممة
المعصومين عليهم السلم ،هم أمير المؤمنين ،والحسنان ،وزين العابدين ،والباقر" (روضات الجنات ج
4ص .)66
ويقول القمي :له كتاب معروف وهو أصل من الصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت
(ع) وهمو أول كتاب ظهمر للشيعمة معروف بيمن المحدثيمن ،اعتممد عليمه الشيمخ الكلينمي والصمدوق
وغيرهمما ممن القدماء" (الكنمى واللقاب ج 3ص ])248والقطمب الراوندي والقممي والمجلسمي أو
العياشي واليعقوبي؟
ل ندري ،أم كلهمم كذبمة يكذبون ويحكون ،ول يدرون أن أهمل البيمت لم يقولوا ،ولم يكونوا هكذا ،ولو
كانوا أو قالوا لما قالوا في أبي بكر ،هو الصديق ،وفى عمر ،أنه ميمون النقيبة ومرضي السيرة ،ولم
يسموا أبناءهم بأسمائهم ،ولم يناكحوهم ويعاشروهم ويمدحوهم بعد موتهم ،فل نستطيع أن نقول بعد
رواية هذه الشياء كلها :اللهم إل أن أ هل الب يت كانوا صادقين في أفعال هم وأعمال هم ،وم صيبين في
أقوال هم وأحوال هم ،والشي عة يكذبون علي هم ،ويخالفون هم في معتقدات هم ،ويعادون أحباء هم ورحمائ هم
وأقارب هم وقادت هم وأمرائ هم وحكام هم ،الذ ين أخل صوا ل هم الطا عة والمنا صحة والولء والمشورة ك ما
بينّاه سابقا بالتفصيل.
وإل فهل يعقل من مثل ذلك الرجل الشجاع الباسل ،البطل الكمّي أن يجبره أبو بكر على بيعته ،وعمر
على تزويجمه ممن بنتمه ،وعثمان على رضائه بتقديممه ،وتسممية أبنائه بأسممائهم رضوان ال عليهمم
أجمعين ،ومعه من أهل بيته وأنصاره من معه؟.
والظاهر أن القوم مع إظهارهم ولء أهل البيت يخالفونهم في بغضهم الخلفاء الراشدين وأصحاب نبي
وفداه أبوي ورو حي :طو بى ل من رآ ني وآ من ال المختار ين النجباء ،الذ ين قال في هم ر سول ال
بي" ["كتاب الخصال" ج 2ص .]342
وأصهاره. وعلى كل وإننا لنذكر مخالفة القوم أهل البيت في عدائهم لرحام رسول ال
فبقول العياشي أيضا في ذي النورين رضي ال عنه أن الية يا أيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم
ن والذى نزلت في عثمان" ["تفسير العياشي" ج 1ص " ،147البحار" ج 8ص .]217 بالم ّ
وأ ما الق مي فل يس أ قل من العيا شي في الل عن والط عن والتف سيق والتكف ير ،فيذ كر ت حت قول ال عز
و جل :وكذلك جعل نا ل كل نبي عدوا شياط ين ال جن وال نس يو حي بعض هم إلى ب عض زخرف القول
غرورا ما بعث ال نبيا إل وفي أمته شيطانان يؤذيانه ة ..وأما صاحبا محمد فحبتر وزريق" ["تفسير
القمي" ج 2ص .]242
ولقد نقلنا عنه روايات عديدة في كتابنا "الشيعة والسنة".
وأ ما البحرا ني ف هو على شاكلته ما ،فيك تب ت حت قول ال عز و جل ثا ني اثن ين إذ ه ما في الغار
محترقا من معيّة الصديق النبي عليه الصلة والسلم في سفره من مكة إلى المدينة ،مهاجرا إلى ال،
مصاحبا أبا بكر بأمر من ال وثقة في الصديق ،ورغبة في صحبته ،يقول :أمر رسول ال عليا فنام
على فراشه ،وخشي من أبي بكر أن يدلّهم عليه فأخذه معه إلى الغار" ["البرهان" ج 2ص .]127
ويكذب على أبي جعفر حيث يقول :إنه قال :إن رسول ال أقبل يقول لبي بكر في الغار :اسكن ،فإن
ال مع نا -إلى أن قال -تر يد أن أر يك أ صحابي من الن صار في مجال سهم يتحدثون ،وأر يك جع فر
بيده على وجهمه ،فنظمر النصمار وأصمحابه فمي البحمر يعومون ،فقال :نعمم ،فمسمح رسمول ال
جالسين في مجالسهم ،ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون ،فأضمر تلك الساعة أنه ساحر"
["البرهان" ص ،125و"الروضة من الكافي" ج 8ص .]262
وأ ما الفاروق ،المط فئ نار المجو سية ،والمك سر أ صنام الك سروية وشوكت ها ،والهادم م جد اليهود ية
وعزها ،المحبوب إلى حبيب الرب ،والمبغوض إلى أعدائه وأعداء أمته ،أبناء اليهود والمجوس ،يقول
فيه البحراني تحت قول ال عز وجل :وكان الشيطان للنسان خذولً وكان الشيطان هو الثاني،
ل يع نى الثا ني ل قد أضل ني عن الذ كر ب عد إذ جاء ني يع ني يا ويل تى ليت ني لم أت خذ فلنا خلي ً
الولية" ["البرهان" ج 3ص .]166
ويم تد في غلوائه ،ويتجا هر بالف حش والبذاءة ح يث يقول :إبل يس و ما بمعناه كالمبل سين سيأتي في
الشيطان تأويله بالثا ني ،وم نه يم كن ا ستفادة تأو يل إبل يس به أيضا لتحاد الم سمى به ما ،و في ب عض
الخبار عن الصبغ بن نباتة أن عليا عليه السلم أخرجه مع جمع فيهم حذيفة بن اليمان إلى الجبانة،
وذ كر معجزة ع نه عل يه ال سلم إلى أن قال :فقال علي عل يه ال سلم :يا ملئ كة ر بي ايتو ني ال ساعة
بإبل يس البال سة ،وفرعون الفراع نة ،فوال! ما كان بأ سرع من طر فة ع ين ح تى أحضروه عنده فل ما
جرّوه بين يديه قام وقال :واويله من ظلم آل محمد ،واويله من اجترائي عليهم ،ثم قال :يا سيدي
ارحمني ،فإني ل أحتمل هذا العذاب ،فقال عليه السلم :ل رحمك ال ول غفر لك أيها الرجس النجس
الخبيث المخبث الشيطان ،ثم التفت إلينا ،فقال :سلوه حتى يخبركم من هو؟ فقلنا له :من أنت؟ فقال
أ نا إبل يس البال سة وفرعون هذه ال مة ،أ نا الذي جحدت سيدي ومولي أم ير المؤمن ين وخلي فة رب
العالمين ،و أنكرت آياته ومعجزاته الخبر ،والظاهر أن المراد به الثاني حيث كان هو رأس المفسدين،
وهو الذي أوّل به الشيطان في القرآن" ["البرهان ،مقدمة" ص .]98
قال له :قد أقلتك إسلمك وأما محسن المسلمين والسلم عثمان بن عفان فقد كتب فيه رسول ال
الخ" ["البرهان" ج 4ص .]215 يمنون عليك أن أسلموا فاذهب فأنزل ال تعالى:
ويظ هر بغ ضه وحقده للجم يع فيقول ت حت قول ال عز و جل :ألم تر إلى الذ ين يزكون أنف سهم
المراد هم الذ ين سموا أنف سهم [و قد أعماه الح سد والح قد والج هل ح تى لم يدر بأن واحدا من هؤلء
وأهل بيته بهذه الثلثة لم يسم نفسه بهذه السماء ،ولم ترد رواية في ذلك ،بل سماهم رسول ال
السماء واللقاب كما مر سابقا ،والبغيض اللعان لم يدر أيضا بأن الثابت في الروايات وكتب القوم أن
عليا رضي ال عنه هو الذي سمى نفسه بهذه السماء ،وأطلقها بنفسه على نفسه "أنا الصديق وأنا
الفاروق" ("الحتجاج" للطبرسممي ج 1ص )95فافهممم وتدبر] بالصممديق والفاروق وذي النوريممن"
["البرهان ،مقدمة" ص .]172
عليم وشيعتمه ،والمراد بممن خفمت موازينمه
ّ ويحكمم ويتحكمم أن المراد بممن ثقلت موازينمه
الثلثة وأتباعهم ["مقدمة" ص .]333
ويتقدم في تحك مه وا ستهزائه ل صحاب الر سول عل يه ال صلة وال سلم وأزوا جه ح يث يقول :إن
الذ ين جاءوا بال فك نزلت في عائ شة وحف صة وأ بي ب كر وع مر ل ما قذفوا مار ية القبط ية وجريحاُ"
["البرهان" ج 3ص .]127
ومفسرهم الرابع الكاشاني ليس أقل لوما ول خبثا من الخرين من بني قومه ،وهو الذي كتب تحت
قول ال عز و جل :إن الذ ين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا نزلت في الول
والثا ني والثالث والرا بع (يع ني معاو ية) وع بد الرحمن وطل حة" ["تف سير صافي" للكاشا ني ص 136ط
إيران بالحجم الكبير].
وكتب تحت قول ال عز وجل :ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم لما أقام الرسول
عليا يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين ،وهم أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف
و سعد بن أ بى وقاص وأ بو عبيدة و سالم مولى أ بي حذي فة والمغيرة بن شع بة ،قال ع مر " :أل ترون
عين يه كأنه ما عي نا مجنون -يع ني ال نبي ،-يقوم ويقول :قال لي ر بي" -أ ستغفر ال من ن قل هذه
الخرافة وهذا الكفر ،ولعنة ال على الكاذبين ذ ["الصافي" ص 236الحجم الكبير وص 715ج 1الحجم
الصغير].
وشاتم هم الخا مس الم سمي نف سه بالمف سر ،العرو سي الحويزي ،فيقول ت حت قول ال تعالى :ل ها
سبعة أبواب عن أبي بصير قال :يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الول للظالم وهو زريق وبابها
الثا نى لحب تر والباب الثالث للثالث والرا بع لمعاو ية والخا مس لع بد الملك وال سادس لع كر بن هو سر
والسابع لبي سلمة ،فهم باب لمن اتبعهم" ["نور الثقلين" ج 3ص .]18
وعلق المحشمي اللعيمن على هذه السمماء بقوله :قال المجلسمي :زريمق كنايمة عمن الول لن العرب
يتشاءم بزر قة الع ين ،والحب تر هو الثعلب ولعله إن ما ك نى ع نه لحيل ته ومكره ،و فى غيره من الخبار
و قع بالع كس و هو أظ هر إذا الحب تر بالول أن سب ،ويم كن أن يكون ه نا أيضا المراد ذلك ،وإن ما قدم
الثا ني لنه أشقى وأ فظ وأغلظ ،وعسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بنى أمية أو بني العباس.
وكذا أبي سلمة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي ،ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل
الج مل ،إذ كان ا سم ج مل عائ شة ع سكرا وروى أ نه كان شيطانا" ["نور الثقل ين" ج 3ص 18ط قم ذ
إيران].
الذ ين يدعون من دون ال ل يخلقون شيئا أموات غ ير أحياء و ما وك تب ت حت قول ال عز و جل :
يشعرون أيان يبعثون قال :الذ ين يدعون من دون ال الول والثا ني والثالث ،كذبوا ر سول ال
بقوله :والوا عليا واتبعوه ،فعادوا عليا ولم يوالوه ،ودعوا الناس إلى وليمة أنفسمهم فذلك قول ال :
والذ ين يدعون من دون ال ةة "أموات غ ير أحياء" كفار غ ير مؤمن ين ةة "و هم م ستكبرون" يع ني عن
ولية علي" ["نور الثقلين" ج 3ص .]47
لعلي : والحسد والضغينة ،وينسج هذه الحكاية الباطلة الخبيثة فيقول :قال رسول ال
يا علي! من أح بك ووالك سبقت له الرح مة ،و من أبغ ضك وعاداك سبقت له اللع نة ،فقالت
:ا سكتي إن ك نت عائ شة :يا ر سول ال! ادع ال لي ول بي ل نكون م من يبغ ضه ويعاد يه ،فقال
أنت وأبوك ممن يتوله ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة ،وإن كنتما ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما
اللعنمة ،ولقمد جئت أنمت وأبوك إن كان أبوك أول ممن يظلممه وأنمت أول ممن يقاتله غيري؟" ["كتاب
الخصال" ج 2ص .]556
ويقول :إن جعفرا سئل " ما بال أم ير المؤمن ين (ع) لم يقا تل فلنا وفلنا وفلنا؟ قال :ل ية في كتاب
ال عز و جل لو تزيلوا لعذب نا الذ ين كفروا من هم عذا با ألي ما ،ق بل :و ما يع ني بتزايل هم؟ قال :
ودائع مؤمنين في أصلب قوم كافرين" ["علل الشرائع" لبن بابويه ص 147ط نجف].
وزاد "لم لم يجا هد أعدائه خم سا وعشر ين سنة ب عد ر سول ال ( ) ثم جا هد في أيام ولي ته؟ ل نه
اقتدى بر سول ال ( ) في تر كه جهاد المشرك ين بم كة ثل ثة عشرة سنة ب عد النبوة وبالمدي نة ت سعة
عشمر شهرا ،وذلك لقلة أعوانمه عليهمم ،وكذلك علي عليمه السملم [وممن الغرائب أن القوم ل يذكرون
أسماء واحد من أئمتهم إل ويعقبونها بالكلمة الكاملة "عليه السلم أو عليهم السلم" في وقت يجردون
أحيانا ،وأحيانا يكتفون بذ كر حرف "ص" ف قط ،وهذا يدل على معت قد القوم تجاه أئمت هم ا سم ال نبي
وتجاه النبي عليه الصلة والسلم] ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم" ["علل الشرائع" ص .]147
فان ظر إلى ال ساطير ك يف ن سجت ،والق صص ك يف اختر عت ،ول يش بع من ت سميتهم بأئ مة الضللة
والجور والدعاة إلى النار ،بل يزداد في غلوائه وتعديه على الخلفاء الراشدين ،ويشبههم بمشركي مكة
أعداء رسول ال وخصوم دينه.
نعمم! يشبمه هؤلء البررة الخيار ،حملة رايمة ال ،مبلغمي كلممة ال ،وناشري ديمن ال ،أحباء
رسول ال ومحبيه ،الذين في عصورهم وعهودهم وأيامهم تحققت مبشرات رسول ال ونبوءاته التي
،البشائر التي ذكرها جعلها آية صدق على نبوة نبيه ورسوله المصطفى ،روحي له ولحبائه الفداء
هذا الجريء المفتري نفسه في كتابه عن البراء بن عازب أنه قال :
بحفر الخندق عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق ل تأخذ فيها لما أمر رسول ال
فلما رآها وضع ثوبه فأخذ المعول ،وقال :بسم ال وضرب ضربة فكسر المعاول فجاء رسول ال
ثلثها ،فقال :ال أكبر أعطيت مفاتيح الشام ،وال إني لبصر قصورها الحمر الساعة ،ثم ضرب الثانية
فقال :بسم ال ،ففلق ثلثا آخر ،فقال :ال أكبر أعطيت مفاتيح فارس ،وال إني لبصر قصر المدائن
الب يض ،ثم ضرب الثال ثة ففلق بق ية الح جر ،فقال :ال أ كبر أعط يت مفات يح الي من ،وال إ ني لب صر
أبواب صنعاء من مكاني هذا" ["كتاب الخصال" ج 1ص .]162
ف من الذي تحق قت في خلف ته هده النبوءات؟ و من الذي عبر ع نه النا طق بالو حي "أعط يت مفات يح
الشام ،وأعطيت مفاتيح فارس ،وأعطيت مفاتيح اليمن"؟.
ومن جعله قائم مقام نفسه حتى عبر عن إعطاء المفاتيح إياه كإعطائها لنفسه ،وهل من مجيب؟
فهذا همو صمدوقهم الذي جعلوا كتبمه أصمح الكتمب ،ول بعمد كتاب ال ،لن كتاب ال محرف مغيمر فيمه
ح سب اعتقاد هم ،وق صدا حاول نا الترك يز في كتاب وا حد من كت به ذ وكل ها على شاكل ته ذ ل كي يعرف
القارئ والباحث حشده ومله من الحنق والحقد على خيار خلق ال بعد النبياء والرسل عليهم السلم
ورضوان ال عليهم.
وأ ما محدث هم القدام -ك ما ي سمونه -الذي ا ستفاد م نه الكلي ني وال صدوق وغيره ما ورووا ع نه في
كتب هم ،و هو سليم بن ق يس فلم ي جد سبا قبيحا ول شتي مة خبي ثة إل و قد ا ستعملها في هم ح تى بل غت
ي أنه قال :
جرأته إلى أن قال كذبا على عل ّ
تدري من أول من بايع "أبا بكر" حين صعد المنبر؟
قلت :ل ولكن رأيت شيخا كبيرا يتوكأ على عصاه بين عينيه سجادة شديدة التشمير صعد المنبر أول
من صعد و هو يب كي ويقول :الح مد ل الذي لم يمت ني ح تى رأي تك في هذا المكان ،اب سط يدك ،فب سط
يده فباي عه ،ثم قال :يوم كيوم آدم ،ثم نزل فخرج من الم سجد .فقال علي عل يه ال سلم :يا سلمان!
أتدري من؟
قلت :ل ،ول كن ساءتني مقال ته كأ نه شا مت بموت ر سول ال ( ) قال علي عل يه ال سلم :فإن ذلك
إبليس ة ..ذ إلى أن قال ذ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إل فريقا من المؤمنين" ["كتاب سليم
بن قيس" ص .]81 ،80
واخترع فمي ذم الخلفاء الراشديمن ،وسمادة أصمحاب الرسمول ،وقادة الممة قصمة يضحمك منهما حتمى
السفهاء والطفال ولكن قيل قديما :إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.
فانظر إليه كيف ينسج ويخترع قصة طويلة ملؤها سب وشتم :
"فلما رأى علي عليه السلم خذلن الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم
إياه لزم بيته ،فقال عمر لبي بكر :ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنه لم يبق أحد إل قد بايع غيره
وغير هؤلء الربعة ،وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا ،والخر أفظهما
وأغلظه ما وأجفاه ما ،فقال له أ بو ب كر من نر سل إل يه :فقال ع مر :نر سل إل يه قتفذا و هو ر جل فظ
غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب ،فأرسله وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على عليّ
عل يه ال سلم فأ بى أن يأذن ل هم فر جع أ صحاب قن فذ إلى أ بي ب كر وع مر وه ما جال سان في الم سجد
والناس حولهما فقالوا :لم يؤذن لنا ،فقال عمر :اذهبوا فإن أذن لكم وإل فادخلوا بغير إذن ،فانطلقوا
فاستأذنوا فقالت فاطمة عليها السلم :أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن فرجعوا وثبت قنفذ
الملعون فقالوا :إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرج نا أن ندخل بيت ها بغ ير إذن فغ ضب عمر وقال :مال نا
وللن ساء ثم أ مر أنا سا حوله أن يحملوا الح طب ،فحملوا الح طب وح مل مع هم ع مر فجعلوه حول منزل
عليم وفاطممة وابناهما ثمم نادى عممر حتمى أسممع عليا عليمه السملم وفاطممة وال لتخرجمن يما علي! ّ
ولتباي عن خلي فة ر سول ال إل أضر مت عل يك النار ،فقالت فاط مة علي ها ال سلم :يا ع مر! مال نا ولك؟
فقال :افت حي الباب وإل أحرق نا علي كم بيت كم فقالت :يا ع مر! أ ما تت قي ال تد خل على بي تي فأ بى أن
ينصرف ،ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل استقبلته فاطمة عليها السلم وصاحت يا
أبتاه فر فع ال سوط فضرب به ذراع ها فنادت يا رسول ال! لبئس ما خلفك أ بو ب كر وع مر فو ثب علي
وما عليه السلم فأخذ بتلبيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وه مّ بقتله فذكر قول رسول ال
أوصاه به ،فقال :والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صهاك! لو ل كتاب من ال سبق وعهد عهده إل يّ
رسول ال لعلمت أنك ل تدخل بيتي فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه
ال سلم إلى سيفه فر جع قن فذ إلى أ بي ب كر و هو يتخوف أن يخرج على (ع) ب سيفه ل ما قد عرف من
بأسه وشدته فقال أبو بكر لقنفذ ارجع فإن خرج وإل فاقتحم عليه بيته فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم
النار فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو أصحابه بغير إذن وثار علي عليه السلم إلى سيفه فسبقوه إليه
ل وحالت بينهم وبينه فاطمة وكاثروه وهم كثيرون ،فتناول بعض سيوفهم فكاثروه فألقوا في عنقه حب ً
عليها السلم عند باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين وإن في عضدها كمثل الدملج
ل ح تى انت هى به إلى أ بي ب كر ،وع مر قائم
من ضرب ته لع نه ال ثم انطلق بعلي عل يه ال سلم يع تل عت ً
بالسيف على رأ سه ،وخالد بن الول يد وأ بو عبيدة بن الجراح و سالم مولى أ بي حذي فة ومعاذ بن ج بل
والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعد وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلح ،قال
قلت لسملمان :أدخلوا على فاطممة (ع) بغيمر إذن؟ قال :إي وال ومما عليهما خمار فنادت يما أبتاه يما
رسول ال فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تتفتأ في قبرك ،تنادي بأعلى صوتها ،فلقد رأيت
أبا بكر ومن حوله يبكون ما فيهم إل باك غير عمر وخالد والمغيرة بن شعبة وعمر يقول :إنا لسنا
من النساء ورأيهن في شيء قال فانتهوا بعلي عليه السلم إلى أبي بكر وهو يقول ،أما وال لو وقع
سميفي فمي يدي لعلمتمم أنكمم لم تصملوا إلى هذا أبدا ،أمما وال مما ألوم نفسمي فمي جهادكمم ،ولو كنمت
ل لفرقت جماعتكم ولكن لعن ال أقواما بايعوني ثم خذلوني ،ولما أن بصر استمكنت من الربعين رج ً
به أبو بكر صاح خلوا سبيله ،فقال علي عليه السلم يا أبا بكر ما أسرع ما توثبتم على رسول ال (
) بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك ألم تبايعني بالمس بأمر ال وأمر رسول ال ( )
وقد كان قنفذ لعنه ال حين ضرب فاطمة (ع) بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر
إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها فألجأها قنفذ إلى عضادة لبيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها
فأل قت جنينا من بطن ها فلم تزل صاحبة فراش ح تى ما تت صلى ال علي ها من ذلك شهيدة ،قال ول ما
انتهى بعلي عليه السلم إلى أبي بكر انتهره عمر وقال له :بايع ودع عنك هذه الباطيل فقال له علي
(ع) فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قالوا :نقتلك ذ ًل وصغاراّ ،فقال :إذا تقتلون عبدا ل وأخا رسوله،
قال أبو بكر أما عبد ال فنعم وأما أخا رسول ال فما نقر بهذا قال :أتجحدون أم رسول ال ( ) آخى
بي ني وبي نه ،قال :ن عم ،فأعاد ذلك عل يه ثلث مرات ثم أق بل علي هم علي عل يه ال سلم فقال :يا مع شر
المسلمين والمهاجرين والنصار وأنشدكم ال أسمعتم رسول ال ( ) يقول يوم غدير خم كذ وكذا ،فلم
علنية للعامة إل ذكرهم إياه قالوا :نعم! فلما تخوف أبو يدع عليه السلم شيئا قاله فيه رسول ال
بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه ،بادرهم فقال كلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا ولكن قد
سمعت ر سول ال يقول ب عد هذا إ نا أ هل ب يت ا صطفانا ال وأكرم نا واختار ل نا الخرة على الدن يا وإن
ال لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلفة فقال علي (ع) هل أحد من أصحاب رسول ال ( )
ش هد هذا م عك ،فقال ع مر :صدق خلي فة ر سول ال قد سمعته م نه ك ما قال ،وقال أ بو عبيدة و سالم
مولى أ بي حذي فة ومعاذ بن ج بل :قد سمعنا ذلك من ر سول ال فقال علي عل يه ال سلم ل قد وفي تم
ب صحيفتكم ال تي تعاقد تم علي ها في الكع بة إن ق تل ال محمدا أو مات لتزون هذا ال مر ع نا أ هل الب يت،
فقال أبو بكر :فما علمك بذلك؟ ما أطعناك عليها فقال عليه السلم :أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت
يا أبا ذر وأنت يا مقداد أسألكم بال وبالسلم أما سمعتم رسول ال ( ) يقول ذلك وأنتم تسمعون أن
فلنا وفلنا ح تى عد هم هؤلء الخم سة قد كتبوا بينهمم كتابا وتعاهدوا ف يه وتعاقدوا على ما صنعوا،
يقول ذلك لك إنهمم قمد تعاهدوا وتعاقدوا على مما صمنعوا فقالوا :اللهمم نعمم قمد سممعنا رسمول ال
وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت أن يزووا عنك هذا يا علي ،قلت :بأبي أنت وأمي يا رسول ال فما
تأمر ني إذا كان ذلك أن أف عل ،فقال :لك إن وجدت عليهمم أعوانا فجاهد هم ونابذ هم وإن أ نت لم تجمد
أعوانا فبايع واحقن دمك ،فقال علي عليه السلم :أما وال لو أن أولئك الربعين رجلً الذين بايعوني
وفوا لي لجاهدتكم في ال ولكن أما وال ل ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة وفيما يكذب قولكم
قوله تعالى :أم يح سدون الناس على ما آتا هم ال من فضله فقد آتي نا آل إبراه يم على ر سول ال
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فالكتاب النبوة ،والحكمة السنة والملك الخلفة ونحن آل إبراهيم،
فقام المقداد فقال :يا علي! بما تأمرني؟ وال إن أمرتني لضربن بسيفي وإن أمرتني كففت فقال على
(ع) كف يا مقداد واذكر عهد رسول ال ( ) وما أوصاك به فقمت وقلت :والذي نفسي بيده لو أني
أعلم أ نى أد فع ضيما وأ عز ل دينا لوض عت سيفي على عن قي ثم ضر بت به قد ما قد ما ،أتثبون على
ووصيه وخليفته في أمته وأبي ولده فأبشروا بالبلء واقنطوا من الرخاء ،وقام أبو أخي رسول ال
ذر فقال :أيتها المة المتحيرة بعد نبيها المخذوله بعصيانها إن ال يقول ( :إن ال اصطفى آدم ونوحا
وآل إبراه يم وآل عمران على العالم ين ذر ية بعض ها من ب عض وال سميع عل يم) وآل مح مد الخلف
من نوح وآل إبراهيم من إبراهيم والصفوة والسللة من إسماعيل وعترة النبي محمد وأهل بيت النبوة
وموضمع الرسمالة ومختلف الملئكمة وهمم كالسمماء المرفوعمة والجبال المنصموبة والكعبمة المسمتورة
والع ين ال صافية والنجوم الهاد ية والشجرة المبار كة أضاء نور ها وبورك زيتهما مح مد خاتمم ال نبياء
وسيد ولد آدم وعلي وصي الوصياء وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وهو الصديق الكبر والفاروق
الع ظم وو صي مح مد ووارث عل مه وأولى الناس بالمؤمن ين من أنف سهم ك ما قال ال :ال نبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب ال فقدموا من
قدم ال ،وأخروا من أخر ال ،واجعلوا الولية والوراثة لمن جعل ال ،فقام عمر فقال لبي بكر وهو
جالس فوق المنمبر ،مما يجلسمك فوق المنمبر وهذا جالس محارب ل يقوم فيبايعمك أو تأممر بمه فتضرب
عن قه والح سن والح سين علي هم ال سلم قائمان فل ما سمعا مقالة ع مر بك يا فضمه ما عل يه ال سلم إلى
فقالت : صدره فقال :ل تبكيا فوال ما يقدران على قتل أبيكما ،وأقبلت أم أيمن حاضنة رسول ال
يا أ با ب كر ما أ سرع ما أبدي تم ح سدكم ونفاق كم ،فأ مر ب ها ع مر ،فأخر جت من الم سجد وقال :ما ل نا
وللنساء؟ (وقام بريدة السلمي) وقال :أتثب يا عمر على أخي رسول ال ( ) وأبي ولده وأنت الذي
نعرفك في قريش بما نعرفك ألستما اللذين قال لكما رسول ال ( ) انطلقا إلى علي وسلما عليه بامرة
المؤمنين فقلتما أعن أمر ال وأمر رسوله قال :نعم ،فقال أبو بكر :قد كان ذلك ولكن رسول ال قال
ب عد ذلك :ل يجت مع ل هل بي تي النبوة والخل فة ،فقال وال ما قال هذا ر سول ال ( ) وال ل سكنت
في بلدة أنت فيها أمير ،فأمر به عمر فضرب وطرد ،ثم قال :قم يا ابن أبي طالب فبايع فقال :فإن لم
أفعل قال :إذا وال نضرب عنقك ،فاحتج عليهم ثلث مرات ،ثم مد يده من غير أن يفتح كفه فضرب
عليها أبو بكر ورضي بذلك منه ،فنادى علي عليه السلم قبل أن يبايع والحبل في عنقه (يا ابن أم إن
القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني)" ["كتاب سليم بن قيس" ص 83إلى .]89
ولم يشبع بهذه القذارة وهذه الترهات إل وزادها بأكاذيب أخرى حيث قال :قال الزبير لما بايع أبا بكر
لع مر بن الخطاب يا ا بن ال صهاك! أ ما وال لول هؤلء الطغاة الذ ين عانوك ل ما ك نت تقدم علي وم عي
سيفي لما أعرف من جبنك [فانظر إلى الكذب الذي يكذب صاحبه ويفضحه.
أشجاع مثمل الفاروق يحتاج لثبات شجاعتمه إلى مثمل هذا النباح الذي ينبمح؟ وألد خصمومه ل يتهممه
بمثل ما اتهمه هذا الكذاب الشر ،إنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور] ولومك،
ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول ،فغضب عمر وقال :أتذكر صهاك؟
قال :ومن صهاك؟ وما يمنعني من ذكرها ؟ وقد كانت صهاك زانية ،أو تنكر ذلك ،أوليس كانت أمة
حبشية لجدي عبد المطلب فزنى بها جدك نفيل ،فولدت أباك الخطاب فوهبها عبد المطلب لجدك بعد ما
زنى بها فولدته وإنه لعبد جدي ولد زنا" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]90 ،89
ول هذا فح سب ،بل يتقدم أك ثر وأك ثر في لو مه ونجا سته ،وخب ثه ويهودي ته ويقول :قلت ل سلمان :
أفبايعت أبا بكر يا سلمان! ولم تقل شيئا ،قال قد قلت بعد ما بايعت تبا لكم سائر الدهر أو تدرون ما
صنعتم بأنفسكم أصبتم وأخطأتم ثم أصبتم سنة من كان قبلكم من الفرقة والختلف وأخطأتم سنة نبيكم
حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها ،فقال عمر :يا سلمان أما إذ بايع صاحبك وبايعت فقل ما شئت
وافعل ما بدا لك وليقل صاحبك ما بدا له قال سلمان :فقلت سمعت رسول ال ( ) يقول :إن عليك
وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعا ،فقال له :قل ما شئت
أليس قد بايعت ولم يقر ال عينيك بأن يليها صاحبك ،فقلت :أشهد أني قد قرأت في بعض كتب ال
المنزلة أنك باسمك ونسبك وصفتك باب من أبواب جهنم فقال لي :قل ما شئت أليس قد أزالها ال عن
يقول أهمل البيمت الذيمن اتخذتموهمم أربابا ممن دون ال ،فقلت له :أشهمد أنمي سممعت رسمول ال
وسألته عن هذه الية يومئذ ل يعذب عذابه أحد ول يوثق وثاقه أحد فأخبرني أنك أنت هو ،فقال
لي ع مر :ا سكت أ سكت ال نام تك أي ها الع بد ا بن اللخناء فقال لي عل يه ال سلم :أق سمت عل يك يا
سلمان! لما سكت فقال سلمان وال! لو لم يأمرني علي (ع) بالسكوت لخبرته بكل شيء نزل فيه وكل
شيء سمعته من رسول ال ( ) فيه وفي صاحبه .فلما رآني عمر قد سكت قال إنك له لمطيع مسلم،
فلما أن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقول شيئا قال عمر :يا سلمان أل تكف كما كف صاحبك وال! ما
أنت بأشد حبا لهل هذا البيت منهما ول أشد تعظيما لحقهم منهما وقد كفا كما نرى وبايعا ،وقال أبو
ذر :يا ع مر! أفتعير نا ب حب آل مح مد وتعظيم هم ،ل عن ال -و قد ف عل -من أبغض هم وافترى علي هم
وظلمهم حقهم وحمل الناس على رقابهم ورد هذه المة القهقهرى على أدبارها ،فقال عمر :آمين لعن
ال من ظلم هم حق هم ل وال ما ل هم في ها حق و ما هم في ها وعرض الناس إل سواء قال أ بو ذر فلم
خاصمتم النصار بحقهم وحجتهم قال علي عليه السلم لعمر :يا ابن صهاك فليس لنا فيها حق وهي
كفم الن يما أبما الحسمن إذ بايعمت فإن العاممة رضوا بصماحبي ولم
لك ولبمن آكلة الذباب ،قال عممرّ :
يرضوا بك فما ذنبي؟ قال علي عليه السلم :ولكن ال عز وجل ورسوله لم يرضيا إل بي فابشر أنت
وصاحبك ومن اتبعكما ووازركما بسخط من ال وعذابه وخزيه ويلك يا ابن الخطاب لو تدري ما منه
خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]91 ،90
وأيضا "إن تابوتا من نار فيها اثنا عشر رجلً ستة من الولين وستة من الخرين في جب ،في قعر
جهنم ،في تابوت مقفل ،على ذلك الجب صخرة ،فإذا أراد ال أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن
ذلك الجمب فاسمتعرّت جهنمم ممن وهمج ذلك الجمب وممن حره ،ة .أمما الولون ة ..والخريمن ،الدجال
وهؤلء الخمسة ،أصحاب الصحيفة والكتاب وجبتهم وطاغوتهم الذي تعاهدوا عليه ة ..وقال علي عليه
السلم لعثمان -وعلي منه بريء .ورب الكعبة! :-سمعت رسول ال ( ) يلعنك ثم لم يستغفر ال
لك بعد ما لع نك ة ..وقال :إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول ال ( ) غير أربعة ،إن الناس صاروا
بعد رسول ال بمنزلة هارون ومن تبعه ،ومنزلة العجل ومن تبعه ،فعلى في شبه هارون ،وعتيق في
شبه العجل ،وعمر في شبه السامري -عفوك يا رباه من نقل هذا الهذيان والكفريات ذ ["كتاب سليم
بن قيس" ص 92 ،91ط بيروت].
أنه أمر الناس : ويقول زورا وبهتانا وكذبا على رسول ال
" سلموا على أ خي ووزيري ووار ثي وخليف تي في أم تي وولي كل مؤ من بعدي ،بإمرة المؤمن ين [و هل
يعقل أن الرسول عليه السلم يجعل أحدا أمير المؤمنين وهو حي موجود ثم ول يعلمه أحد ول يخبر
بذلك في ال سقيفة عند ما جرى هنالك ما جرى ب ين الن صار والمهاجر ين ،ول كن القوم ل يس ل هم قلوب
يفقهون ب ها ،ول أع ين يب صرون ب ها ،أولئك كالنعام بل هم أ ضل] فإ نه زر الرض الذي ت سكن إل يه،
فقال : ولو قد فقد تموه أنكرتم الرض وأهلها ،فرأيت عجل هذه المة وسامريها راجعا لرسول ال
حق من ال ورسوله؟ فغضب رسول ال ثم قال :حق من ال ورسوله ،ة ..فقال :ما بال هذا الرجل
ما زال يرفع خصيصة ابن عمه" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]167
وتجرأ هذا اللع ين إن كان هو القا تل ،أو من ن سب إل يه هذا واختر عه با سمه ،وافترى على أ هل ب يت
ال نبي ،زوج ته ،أم المؤمن ين -ب ما في هم علي وعائل ته لن هم من المؤمن ين ،وأزوا جه أمهات هم -
على الصديقة الطيبة الطاهرة بشهادة القرآن ،فقال :
وعائ شة قاعدة خل فه ة .فق عد ب ين ر سول ال ( ) وب ين د خل علي عل يه ال سلم على ر سول ال
عائشمة فغضبمت وقالت :مما وجدت لسمتك موضعا غيمر حجري ،فغضمب رسمول ال ( ) وقال :يما
حميراء ل تؤذيني في أخي عل يّ فإنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وصاحب الغر المحجلين يجعله
ال على صراط فيقاسمم النار ويدخمل أولياءه الجنمة ويدخمل أعداءه النار" ["كتاب سمليم بن ق يس" ص
.]179
وأخيرا ننقل عنه ما أورده في الخلفاء الراشدين الثلثة حيث يذكر.
أن علي بن أ بي طالب ر ضي ال ع نه ك تب إلى معاو ية بن أ بي سفيان [الذي آ من عام الف تح وقال
:من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (كتاب الخصال لبن بابويه القمي ج 1ص ])276 رسول ال
رضي ال عنهما فيما كتب :
رأى اثنمى عشمر إماما ممن أئممة الضللة على منمبره يردون الناس على أدبارهمم "إن رسمول ال
القهقهرى ،رجلن ممن قريمش ،وعشرة ممن بنمي أميمة ،أول العشرة صماحبك الذي تطلب بدممه -أي
عثمان ذ ["كتاب سليم بن قيس" ص .]196
هذا وما أكثر مثل هذا الكتاب الذي كتب على غلفه :
"من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس العامري فليس عنده من أمرنا شيء ،وهو
،المام الصادق". سر من أسرار محمد
والذي قال فيه المجلسي :والحق أنه من الصول المعتبرة" [مقدمة الكتاب ص .]13
وقال ف يه ا بن الند يم الشي عي في الفهر ست :وكان ق يس شيخا له نور يعلوه وأول كتاب ظ هر للشي عة
كتاب سليم بن قيس" [مقدمة الكتاب ص .]13
وقال الشيخ الجل يل للقوم محمد بن إبراه يم الكا تب النعما ني في كتاب الغي بة المطبوع بإيران :ول يس
بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الئمة عليهم السلم خلف في أن كتاب سليم بن قيس
الهللي أ صل من أ كبر ك تب ال صول ال تي روا ها أ هل العلم وحملة حد يث أ هل الب يت علي هم ال سلم
،وأم ير المؤمن ين (ع) وأقدم ها لن جم يع ما اشت مل عل يه هذا ال صل ،إن ما هو عن ر سول ال
لعل هذا يكون تذكرة للمغفلين ،وعبرة للمخدوعين ،ونصيحة للمغترين ،كل إنها تذكرة فمن شاء ذكره.
هذا وكان في ما ذكرنا كفاية لمعرفة القوم وبغضهم لسلف هذه المة ومحسنيها ،ولكن لتتميم البحث،
وتكميل الموضوع نذكر روايات يسيرة من كتب أخرى ،ومن علمائهم وفقهائهم.
ومن هم الردبيلي [ هو أح مد بن مح مد الردبيلي والردب يل مدي نة بأذربيجان ،من موال يد القرن العا شر
من الهجرة ومات سنة " 993كان متكلما فقيها عظيم الشان جليل القدر ،رفيع المنزلة ،وإنه ممن رأى
المام صاحب الزمان . . . .له م صنفات جيدة من ها "آيات الحكام" و"حدي ثة الشي عة" (الك نى واللقاب
للقمي ج 3ص .)167
"وإنه كان يراجع في الليل ضريح المام في ما اشتبه عليه من المسائل ويسمع الجواب ،وربما يحيله
في الم سائل مول نا صاحب الدار عل يه ال سلم إذا كان في م سجد الكو فة" (روضات الجنات ج 1ص
])84فإ نه أيضا خ صص ق سما من كتا به للط عن والل عن ،والتف سيق والتكف ير ل صحاب الر سول
عامة ،وللخلفاء الراشدين الثلثة خاصة ،فيكتب تحت باب مطاعن الخلفاء الثلثة :
"إن الخلفاء الثلثة تخلفوا عن جيش أسامة وخالفوا أمر النبي في متابعته فكفروا ،واستحقوا بكفرهم
اللعن" ["حديقة الشيعة" ص 233ط طهران].
ويكتب في الصديق والفاروق-:
ل حق تيم ول عديين فال يعلم أن الحق حقهم
إذ خصه ال من بين الوصيين ل تظلمن أخا تيم أبا حسن
بالعلم والحلم والقرآن والدين ["حديثة الشيعة" ص 233ط طهران]. خص النبي عليا يوم كفركم
ويكتب تحت عنوان مطاعن عمر خاصة :
"إن لعمر مطاعن ل تنحصر في التقرير ول التحرير" ["حديقة الشيعة" ص .]266
وكتب عن عثمان بن عفان رضي ال عنه تحت عنوان مطاعن عثمان خاصة "أن المسلمين لما هزموا
فمي وقعمة أحمد أراد عثمان أن يفمر إلى الشام ،ويسمتجير هناك عنمد صمديق يهودي ،وأراد طلحمة أن
ي ستجير هناك ع ند صديق ن صراني ،فأراد أحده ما أن يتهود ،وال خر أن يتن صر" ["حدي قة الشي عة" ص
.]302
وكتب " إن عثمان كان على الباطل ملعونا" ["حديقة الشيعة" ص .]275
وأ ما ا بن الطاؤس الح سني [ هو علي بن مو سى بن الطاؤس ،ولد في الحلة سنة ،589ون شأ ب ها ثم
أقام بغداد خم سة ع شر عاما في ز من العبا سيين ،ثم ر جع إلى الحلة ،وأخيرا عاد إلى بغداد باقتضاء
المصمالح فمي دولة مغول ،وولع نقابمة الطالبيمن بالعراق فمي ثلث سمنين وأحمد عشمر شهرا ممن قبمل
هولكو في سنة 66مع امتناعه الشد يد عن ولية النقابة في زمان "المستنصر" ،وتوفي سنة 664
ل عن "البحار" .)44/107وقال التفرشي :إنه من أجلء هذه الطائفة وثقاتها ،جليل (مقدمة الكتاب نق ً
القدر" (ن قد الرجال ص ،)144و سمى المؤلف نف سه في هذا الكتاب بع بد المحمود تق ية عن الخلفاء
الذين كان في بلدهم (ص ])14الذي قبل النقابة من قبل هلكو ،قاتل المسلمين ومبيدهم ،ولم يقبلها
عن العباسيين ،فقد أظهر حقده للصديق الكبر رضي ال عنه بقوله :كيف استجازوا استخلف أبي
ب كر ،وتركوا العباس وعليا وغيره ما من ب ني هاشم ،وب نو هاشم أقرب إلى نبيهم من بني تيم وعدي
ة ..فك يف صار القرب الف ضل أ قل منزلة من الب عد الرذل" ["الطرائف في معر فة مذا هب الطوائف"
لبن طاؤس ص 401ط مطبعة الخيام قم 1400ه].
وأيضا "أ مر ر سول ال عليا عل يه ال سلم فنام على فرا شه ،وخ شي من ا بن أ بي قحا فة أن يدل القوم
عليه فأخذه معه إلى الغار" ["الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف" ص .]410
ويكتب في عمر بن الخطاب رضي ال عنه أنه كان قبل السلم نخاس الحمير ،ويتقدم ويقول :
إن جدته الصهاك الحبشية ولدته من سفاح يعني من زنا ،ثم يروون أن ولد الزنا ل ينجب ،ثم مع هذا
التناقض يدعون أنه أنجب ،ويكذبون أنفسهم ،ولو عقلوا لستقبحوا أن يولوا خليفة ،ثم شهدوا أنه ولد
الزنا" ["الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف" ص .]469 468
وانظر إلى تعبيره السيئ وعبارته الخبيثة.
"واختاروا عمر وهذه حاله على ما شهدوا به عليه ،ثم انظر كيف كان خلص عمر من حمل الحطب
وعري الجسد ونخس الحمير بطريق نبيهم محمد ( ) بعد وفاته ،ثم تفكر فيما كان يجابهه في حياته
من سوء المعاملة وقبح الصحبة ،وما جاز به أهل بيت نبيهم بعد وفاته" ["الطرائف في معرفة مذهب
الطوائف" ص .]417
وكتب عن عثمان رضي ال عنه ثالث الخلفاء الراشدين.
"وقام الثالث كالغراب همته بطنه ،ويله لو قُصّ جناحه وقطع رأسه لكان خيرا له" ["الطرائف في معرفة
مذهب الطوائف" ص .]417
وأ ما ح جة القوم ومجدد هم ،فقيي هم ومحدث هم المل با قر المجل سي الذي ي سمونه خا تم المحدث ين وإمام
الخباري ين ،ف هو إمام هم في الد جل والكذب ،والل عن والط عن ،وإ نه لفاق الول ين في ال فك والبهتان،
والفتراء والهذيان ،وجاوز جميع الحدود الخلقية واللأخلقية ،فلقد بوّب في كتابه "حق اليقين" بابا
مستقلً بعنوان "بيان كفر أبي بكر وعمر" وكتب تحته :
"و من المعلوم أن حضرة فاط مة وحضرة الم ير عليه ما ال سلم كا نا يعدان أ با ب كر وع مر منافق ين،
ظالمين ،غاصبين ،كما كانا يعدانهما كاذبين ،ومدعين خلف الحق ،وعاقين للمام".
والمعلوم أن من فارق الجماعة وترك الطاعة للمام ومات ،مات ميتة الجاهلية ،ومروي أيضا أنه من
مات وليس في عنقه ربقة من طاعة المام ،أو فارق الجماعة شبرا فإنه مات ميتة جاهلية ،والمعلوم
أيضا أن الصديقة الطاهرة (فاطمة) ماتت غير راضية عن أبي بكر [كذب عدو ال ولم يتذكر أنه روى
نفسه أن فاطمة رضيت عن أبي بكر قبل وفاتها كما رضيت عن عمر كما مر بيانه وسيأتي ذ
غضب فاطمة على عليّ رضي ال عنهما
وذلك مع أن رضاها وعدم رضاها ليس سببا للسلم والكفر فإنها رضي ال عنها غضبت على عل يّ
بن أبي طالب رضي ال عنه ولم يقل أحد بأنه خرج بذلك عن السلم.
وقد روى ذلك الشيعة أنفسهم في كتبهم.
فمنها ما رواه ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في كتابه عن أبي عبد ال (جعفر) ذ المام السادس
المعصوم عند القوم ذ أنه سئل:
"هل تشيع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به؟
قال :فتغير لون أبي عبد ال "ع" من ذلك واستوى جالسا ثم قال:
إنه جاء شقي من الشقياء إلى فاطمة بنت رسول ال ( ) فقال لها :أما علمت أن عليا قد خطب بنت
أبمي جهمل فقالت :حقا مما تقول؟ فقال :حقا مما أقول ثلث مرات فدخلهما ممن الغيرة مما ل تملك نفسمها
وذلك أن ال تبارك وتعالى كتب على الن ساء غيرة وك تب على الرجال جهادا وجعل للمحتسبة ال صابرة
منهن من الجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل ال ،قال :فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة
هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها اليمن والحسين على عاتقها اليسر وأخذت بيد
أم كلثوم اليسمرى بيدهما اليمنمى ،ثمم تحولت إلى حجرة أبيهما فجاء عليّم فدخمل حجرتمه فلم يمر فاطممة
فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي ،فاستحى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى
المسجد يصلي فيه ما شاء ال ،ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكئ عليه ،فلما رأى النبي ( ) ما
بفاطمة من الحزن أفاض عليها الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد،
وكل ما صلى ركعت ين د عا ال أن يذ هب ما بفاط مة من ال حز وال غم ،وذلك أ نه خرج من عند ها و هي
تتقلب وتتنفس الصعداء فلماء رآها النبي ( ) أنها ل يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها :قومي يا
بنية فقامت ،فحمل النبي ( ) الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي "ع"
وهو نائم فوضع النبي ( ) رجله على رجل عليّ فغمزه وقال :قم يا أبا تراب! فكم ساكن أزعجته ادع
لي أبا بكر من داره ،وعمر من مجلسه ،وطلحة ،فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند
رسول ال ( ) فقال رسول ال ( ) يا علي! أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها ،فمن آذاها
فقد آذاني [ومن الغرائب أن هذا الحديث لم يرد إلى بخصوص علي رضي ال عنه حسب رواية القوم
ولكنهم يحولونها إلى الصديق رضي ال عنه ،وعلى ذلك قال ابن تيمية رحمة ال عليه :فإن كان هذا
وعيدا لحقا بفاعله لزم أن يل حق هذا الوع يد علي بن أ بي طالب ،وإن لم ي كن وعيدا لحقا بفاعله كان
أبو بكر أبعد عن الوعيد من علي (المنتقى للذهبي)] ،من آذاني فقد آذى ال ،ومن آذاها بعد موتي كان
كمن آذاها في حياتي ،ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي" (علل الشرائع للقمي ص ،185
186ط نجف ،أيضا أورد هذه الرواية المجلسي في كتابه "جلء العيون" الفارسي).
ي في ح جر جارية أهديت له من قبل أخ يه ،و ها وغض بت عليه أيضا مرة أخرى حين ما رأت رأس عل ّ
هو النص:
يروي القمي والمجلسي عن أبي ذر أنه قال:
ك نت أ نا وجع فر بن أ بي طالب مهاجر ين إلى بلد الحب شة ،فاهد يت لجع فر جار ية قيمت ها أرب عة آلف
در هم ،فل ما قدم نا المدي نة أهدا ها لعلي (ع) تخد مه ،فجعل ها علي (ع) في منزل فاط مة ،فدخلت فاط مة
عليه السلم يوما فنظرت إلى رأي علي عليه السلم في حجر الجارية ،فقالت :يا أبا الحسن! فعلتها؟
من ق بل القوم [ان ظر إلى ركا كة الت عبير و سخافة القوم .والبهتان والفتراء على أ هل ب يت النبوة
الذين يدّعون محبة أهل البيت وولءهم ،وأهل البيت من مثل هذه السخافات براء] فقال :وال يا بنت
مح مد! ما فعلت شيئا ،ف ما الذي تريد ين؟ قالت :تأذن لي في الم سير إلى منزل أ بي ر سول ال ( )،
فقال لها :قد أذنت لك ،فتجلببت بجلبابها ،وأرادت النبي ( )" (علل الشرائع ص 163ط نجف وأيضا
"بحار النوار" ص ،44 ،43باب كيفية معاشرتها مع علي)
وغضب عليه مرة ثالثة كما يرويه القوم.
"إن فاطمة رضي ال عنها لما طالبت فدك من أبي بكر امتنع أبو بكر أن يعطيها إياها فرجعت فاطمة
ي لمتناعه عن مناصرته عليها السلم وقد جرعها من الغيظ ما لم يوصف ومرضت ،وغضبت على عل ّ
ومساعدته إياها وقالت :يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيئمة الجنين وقعدت حجرة الظنين بعد ما أهلكت
شجعان الدهر وقاتلتهم ،والن غلبت من هؤلء المخنثين ،فهذا هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي
وهبها لي أبي جبرا وظلما ويخاصمني ويحاجني ،ول ينصرني أحد فليس لي ناصر ول معين وليس لي
شافع ول وكيل ،ذهبت غاضبة ورجعت حزينة ،أدللت نفيس ،تأتي الذئاب وتذهب ول تتحرك ،يا ليتني
م تّ ق بل هذا وك نت ن سيا من سيا ،إن ما أش كو إلى أ بي وأخت صم إلى ر بي" (" حق اليق ين" للمجل سي بحث
فدك ص ،204 ،203ومثله في "الحتجاج" للطبرسي و"المالي" ص 295ط نجف).
وهناك وقائع أخرى ذكر ها كل من المجل سي والطو سي والربلي وغير هم وق عت ب ين علي ر ضي ال
عنه وبين فاطمة رضي ال عها ذ التي سببت إيذاءها ثم غضبها على عليّ.
ول ندري بماذا يجيب عليها القوم ،وبماذا يحكم المنصفون منهم؟
فنحن نرضاهم حكما ومجيبين ،فما هو جوابهم عن علي فهو جوابنا عن الصديق والفاروق رضي ال
عنهم أجمعين.
فإن قالوا إن ها رض يت عن عل يّ بعد ما غض بت عل يه فنقول :إن ها رض يت أيضا عن الشيخ ين بعد ما
غضبت "فمشى إليها أبو بكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه" (شرح نهج البلغة لبن
أبي الحديد ج 1ص 57ط بيروت ،حق اليقين ص 180ط طهران ،أيضا شرح النهج لبن ميثم ج 5
ص 507ط طهران ،و"شرح النهج" للدنبلي ص 331ط طهران)] ،وكانت تراه على الضللة والبطلن،
ول يس هذا فح سب ،بل كل من اعت قد بإما مة أ بي ب كر وقال ب ها فإ نه أيضا مات مي تة جاهل ية وك فر
وضللة ة ..وعمر كذلك" ["حق اليقين" للمجلسي ص 205 ،204ط إيران].
ويكتب متماديا في غلوائه وعدائه للرسول في أصحابه:
"إن أبا بكر مرة سئل عن الكللة فأجاب ،ثم قال :إن كان حقا فمن ال ،وإن كان خطأ فمني ومن
الشيطان ،ولنعم ما قاله أبو بكر حيث جعل نفسه قرينا للشيطان وسيكون قرينه في جهنم أيضا ويمكن
أن يكون مراده من الشيطان عمر" ["حق اليقين" ص 206وهل هناك أحد من دعاة التقريب المنخدع
من ب عض قول القوم ،أو الجا هل المخدوع ،أو المتجا هل البائع الضم ير يتحرك غير ته من هذا الكلم
الشنيع والسب القبيح؟ أم لم يبق فيهم ول رمق من الحمية السلمية والنخوة الصيلة الشرعية ،فمن
ل يغير لم المؤمنين بنص القرآن فل يغير لمه ،ومن ل يغير لحب الناس إلى الرسول ل يغير لحب
الناس إليه نفسه].
وبوب هذا اللعيمن بابا مسمتقلً بعنوان "بيان قليمل ممن البدع والعمال القبيحمة والفعال الشنيعمة التمي
ارتكبها عمر الخليفة الثا ني للسنة" [ومن ي خبر هذا النابح أ الذي يلقبه بخليفة للسنة فقد كان خليفة
لعلي بن أبي طالب وأولده وأعمامه وإخوانه وبني إخوته وأخواته وأسرته كلها ،وهو كان واحدا من
وزرائه ومستشاريه وقضاته ،كما أعطاه ابنته ،وغبطه بأعماله كما م ّر سابقا بالتفصيل ويذكر المصادر
والمراجع].
ثم يقول :إن المطاعن والمثالب لمنبع الفتن هذا زائدة وكثيرة ل تسعها كتب مبسوطة ومفصلة ،فكيف
ي سعه هذا الكتاب؟ ف قد كان شريكا ل بي ب كر في جم يع مثال به ومعاي به ،بل كا نت خلف ته من إحدى
جرائمه" ["حق اليقين" للمجلسي ص 219ط إيران].
و "عمر كان يعرف بأنه كافر ومنافق ،وعدو لهل البيت (عياذا بال من هذا المهاتر المهرج الخبيث)،
وفي عنقه وزر جميع الشهداء" ["حق اليقين" للمجلسي ص .]223
فشركما لخيركم الفداء
وينتهي أخيرا في السب والشتم والطعن في الفاروق العظم بكلمته :
"وأمما مما ذكمر فمي الكتمب المبسموطة ممن دنائة نسمب عممر وحسمبه ،وكونمه ولد الزنما فل يسمعه هذا
المختصر" ["حق اليقين" للمجلسي ص .]259
ثم ويقول في ذي النورين رضي ال عنه مثل ما قاله في الصديق والفاروق رضي ال عنهما :
إن كبار الصمحابة اتفقوا على تفسميقه وتكفيره -كذبمت يما عدو ال وابمن اليهوديمة والمجوسمية -
وشهدوا عليه بالكفر ة ..وكان حذيفة يقول :الحمد ل ،ل أشك في كفر عثمان ،أما الذي أشك فيه هو
هل كان قاتله من الكفار ق تل كافرا ،أم كان مؤمنا قد زاد إيما نه من جم يع المؤمن ين ،وأيضا إن الذي
يعت قد في عثمان بأ نه ق تل مظلوما يكون ذن به أ شد من ذ نب الذ ين عبدوا الع جل" [" حق اليق ين" ص
.]270
"والدليل الناطق على كفر عثمان أن أمير المؤمنين (علي رضي ال عنه) كان يبيح قتله ،ولم يكن يرى
فيه بأسا" ["حق اليقين ص .]271
و "إن الدل يل على أن عثمان كان يعدّه أم ير المؤمن ين كافرا أ نه تر كه ونع شه يأكله الكلب ،و قد ذه بت
بإحدى رجل يه (ان ظر العداوة والبغضاء اليهود ية ك يف تتد فق من الكلمات اللذ عة ال تي تظ هر ما في
القلوب من الضغائن ضد حملة السلم في قناع حب عليّ وأهله ،وعلي وأهله منهم براء) وبقي جسده
ثلثة أيام مرميا كالكلب في المزبلة تأكله الكلب (نعم! كلب مثلك) ولم يصلّ علي عليه" ["حق اليقين"
للمجلسي ص 274 ،273ط طهران إيران].
هذا ومثل هذا ل تعدّ ول تحصى ،ول أستطيع حتى وأن أنقلها ،ثم وهذا الكلب العقور ل يذكر الصديق
والفاروق وذا النور ين وحتمى أمهات المؤمنيمن ،الصمديقة ،وحفصمة اللتمي همن أمهات لعليمّ ،وسمائر
المؤمنيمن ممن بنمي هاشمم بنمص القرآن ،ل يذكرهمم المجلسمي هذا إل ويذكرهمم ويذكرهمن موصموفون
وموصوفات باللعن ،وقلّ أن يذكرهن خاصة بدون هذه الشتيمة.
وق بل أن نن قل عبارة لتمث يل هذا ن سأل جم يع من ل هم قلوب يفقهون ب ها من الشي عة ،هل يم كن ل بن
ب ويشتم أمه ،ويلعنها؟الحلل أن يس ّ
فكيف استطاع أن يلعن أم جميع المؤمنين وأهل البيت أيضا؟
فهل اللعن علي أم أهل البيت مؤمن ومسلم؟ فعدلً يا عباد ال.
أو منكر ولية علي بن أبي طالب كافر؟ وهو منكر المعنى الذي يقرّها الشيعة.
ومنكر أمه وشاتمها ،ولعنها ومكفرها ،ماذا تقولون فيه؟
وإليك قصة بديعة لم يكن أن يختلقها إل مثل المجلسي الفاك الكذاب الثيم بعبارته والترجمة ،فيقول :
إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع) أن عائشة وحفصة لعنة ال عليهما وعلى أبويهما -
يا رباه! إلى متى هؤلء يأكلون أجساد التقياء البررة ،وإلى متى تمهلهم من شديد عذابك ،وبطشك ؟
-قتلتا رسول ال بالسم دبرتاه" ["حياة القلوب" للمجلسي ج 2ص 700ط جديد طهران].
هذه خرا فة واحدة من الكثيرة الكثيرة ال تي ك تب القوم من ها مليئة ،ول يخلوا كتاب من كتب هم إل وف يه
ما ذكرناه من ش تم صريح و سب قب يح ،وتف سيق با هر وك فر ظا هر للخلفاء الراشد ين الثل ثة وأمهات
المؤمنيمن [ولقمد كذب القممي مفسمرهم أن اليمة إن جاءكمم فاسمق بنبمأ فتمبينوا نزلت فمي عائشمة
(تفسير القمي ج 2ص )319والكاذيب كهذه والهفوات ما أكثرها] رضوان ال عليهم أجمعين.
اللهم إل ما كتب نفاقا وتقية وخداعا للمسلمين ،وإظهار للود والتقرب إليهم،
فلم أر ودهم إل خداعا -ولم أر دينهم إل نفاقا.
فهذا هو دينهم الذي يدينون به ،وهذه هي معتقداتهم التي يعتقدونها ،وهذا هو موقفهم تجاه الصديق
والفاروق وذي النوريمن خلفاء النمبي الراشديمن المهدييمن ،المخالف لكتاب ال ،الثقمل الكمبر عندهمم،
والمعارض لتعاليم أهل البيت الثقل الصغر عندهم ،فهم الذين يقال لهم كما يروون في كتبهم.
أما الكبر فهجرتموه وأعرضتم عنه لقولكم :إنه محرف ومغير فيه ،قد نقص منه كثير وحذف منه
غ ير قل يل ،ول يو جد الن سخة ال صلية م نه إل ع ند الغائب الذي لم يخرج من ألف عام ولن يخرج أ بد
الدهر كما أثبتناه بالدلئل التي ل تقبل الشك ول أحد يستطيع أن يردها في كتابنا "الشيعة والسنة" [وقد
قال الصدوق أحد الربعة الذين يقولون عنه بأنه ينكر التحريف من الولين قاطبة والذي قلنا عنه إن
ل ينكره هو أيضا اللهم إل تقية ،فهو الصدوق يقول وقد صدق ما قلناه عنه آنذاك ،يقول:
نزلت في علي عليه السلم ثمانون آية صفوا في كتاب ال عز وجل ما شركه فيها أحد من هذه المة"
("كتاب الخصال" للقمي الملقب بالصدوق 2ص .)592فأين هذه اليات؟].
وأمما الصمغر فكذبتموه وخالفتموه حيمث أنهمم يحبون الخلفاء الثلثمة ويمدحونهمم وأنتمم تبغضونهمم
وتشتمونهم ،وأهل البيت يتولونهم ويتوددون إليهم وأنتم تعادونهم وتبرؤون عنهم ،وهم يثنون عليهم
وعلى إسلمهم وأنتم تكفّرونهم وتنكرون إسلمهم ،وهم يبايعونهم وينوبون عنهم ويعدونهم أئمة حق
وعدل وأن تم تعدّون هم غا صبين ،غادر ين وخائن ين ،و هم يزوجون هم بنات هم وي سمون أبنائ هم بأ سمائهم
ل عن الخاصة ،وتكرهون أسمائهم والنسبة إليهم، وأن تم تتهمونهم بتهم ل يتهم بها عا مة الناس فض ً
فأنتم في جانب ،وأهل البيت في جانب آخر.
وليس هذا فحسب ،بل هم ينكرون على من أنكرهم وفضلهم ،ويشددون على من يبغضهم ويتكلم عليهم
ويطعن فيهم.
موقف أهل البيت من أعداء الخلفاء الراشدين
فلقد روى علم الهدى الشيعي في كتابه "الشافي" في الحديث :
"إن عليا عليه السلم قال في خطبته :خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر وعمر .وفى بعض الخبار أنه
ل تناول أ با ب كر وع مر بالشتي مة ،فد عى به وتقدمعل يه ال سلم خ طب بذلك ب عد ما أن هى عل يه أن رج ً
بعقوبة بعد أن شهدوا عليه بذلك" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ،المطبوع مع التلخيص ص .]428
هكذا كان حب علي رضي ال عنه لمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر الصديق ولعبقري السلم
ومحسمن الملة المجيدة عممر الفاروق رضمي ال عنهمما وأرضاهمما عنمه ،وهذا كان موقفمه تجاههمما
وتجاه المعادي لهما.
وعلى ذلك ل ما جاءه أ بو سفيان ر ضي ال ع نه ب عد بي عة أ بي ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه واجتماع
الناس عليه يحرضه على معرضته حسب روايتهم قال ردا عليه :ويحك يا أب سفيان هذه من دواهيك
وقد اجتمع الناس على أبي بكر ،مازلت تبغي السلم عوجا في الجاهلية" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى،
المطبوع مع التلخيص ص .]428
وأما عثمان فهو الذي أرسل ابنيه للدفاع عنه بعد ما دافع عنه بنفسه المفسدين كما مرّ بيانه تفصيلً.
وابن عمه وتلميذه الذي علمه من علمه "عل يّ علّمني ،وكان علمه من رسول ال ة ..وعلم عل يّ من
النبي ،وعلمي من علم عليّ" ["المالي" للطوسي ج 1ص 1ط نجف].
يقول في مبغ ضي ال صديق ب عد ما يبالغ في مد حه "فغ ضب ال على من ينق صه ويط عن ف يه" ["نا سخ
التواريخ" للمرزه محمد تقي لسان الملك الشيعي ج 5ص " ،143مروج الذهب" ج 3ص .]60
و فى مبغ ضي الفاروق ب عد الثناء العا طر عل يه :وأع قب ال من ينق صه اللع نة إلى يوم الد ين" ["نا سخ
التواريخ ج 3ص .]60
و في مبغ ضي ذي النور ين ب عد ما ذ كر أو صافه الجميلة وأخل قه الحميدة :فأع قب ال من يلع نه لع نة
اللعنين" ["ناسخ التواريخ" ج 3ص .]60
وحفيد علي المرتضى رضي ال عنه وسميّه علي بن الحسين -المام الرابع المعصوم لدى القوم -
على سنة آبائه يحارب من حارب هم ،ويعادي من عادا هم ،يب غض من قل هم ،ويخرج من ي تبرأ من هم
ويتكلم فيهم.
فلقد روى الربلي الشيعي أن نفرا من أهل العراق قدموا عليه فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي
ال عنهم :
"فل ما فرغوا من كلم هم ،قال ل هم :أل ت خبروني أن تم "المهاجرون الولون الذ ين أخرجوا من ديار هم
ل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم الصادقون"؟ قالوا :ل ،قال وأموالهم يبتغون فض ً
:فأنتم الذين تبؤوا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة
ممما أوتوا ويؤثرون على أنفسمهم ولو كان بهمم خصماصة ؟ قالوا :ل ،قال :أمما أنتمم قمد تمبرأتم أن
تكونوا من أ حد هذ ين الفريق ين وأ نا أش هد أن كم ل ستم من الذ ين قال ال في هم :والذ ين جاءوا من
بعد هم يقولون رب نا اغ فر لنا ولخوان نا الذ ين سبقونا باليمان ول تج عل في قلوب نا غلً للذ ين آمنوا
اخرجوا عني فعل ال بكم" ["كشف الغمة" للربلي ج 2ص .]78
وزيمد ابنمه على شاكلتمه ،نعمم زيمد بمن علي بمن الحسمين بمن علي بمن أبمي طالب رضوان ال عليهمم
ورحمته ،الذي بالغ القوم في مدحه ،وخصصوا أبوابا كثيرة للثناء العاطر عليه في كتبهم ،فسلك نفس
المسلك الذي خططه أبوه علي بن الحسين وجده علي بن أبي طالب ومن قبلهما محمد رسول ال
القائل :دعوا لي أصحابي" ["عيون أخبار الرضا" للقمي ج 2ص .]87
ولقد روى الشيعة "وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه في أبي بكر وعمر ؟ فقال :
ما أقول فيه ما إل الخ ير ،و ما سمعته من أهلي فيه ما إل الخ ير فقالوا :ل ست ب صاحبنا ،وتفرقوا ع نه
ورفضوه ،فقال :رفضونا اليوم فسمعوا من ذلك اليوم الرافضة" ["ناسخ التواريخ" ج 3ص 590تحت
أقوال زين العابدين ،أيضا "عمدة الطالب" تحت أخبار زيد بن علي].
ويضيف المرزة تقي على ذلك :
إن زيدا منعهم عن الطعن في أصحاب النبي (عليه الصلة والسلم ورضوان ال عليهم أجمعين) فلما
عرفوا منه بأنه ل يتبرأ عن الشيخين (أبي بكر وعمر) رفضوه وتفرقوا عنه ،وبعد ذلك استعمل هذه
الكلمة في كل من يغلو في المذهب ،ويجوّز الطعن في الصحاب" ["ناسخ التواريخ" ج 3ص 590تحت
أقوال زين العابدين].
ثم ومحمد الباقر ابن علي بن الحسين -المام الخامس عند القوم -أيضا يقول بقولهم ويرى رأيهم،
ولجل ذلك يثب على من يتنكر لقب الصديق على أبي بكر رضي ال عنه ويشدد عليه النكير بقوله :
نعم الصديق ،فمن لم يقل له الصديق فل صدق ال له قولً في الدنيا والخرة" ["كشف الغمة" ج 2ص
147ط تبريز إيران].
ثم وهل يعقل من عل يّ وأولده عليهم الرحمة والرضوان بأنه أو أنهم يكفّرون الصديق والفاروق وذا
النورين وقد بايعهم وصلى خلفهم ،وعاشرهم أحسن المعاشرة ،ورافقهم وصاهرهم ،ولم يقاتلهم ولم
يجادلهم ،وهو ،وهو لم يكفّر حتى ول من جادله وقاتله وقتل من رفاقه وصحبه.
وها هو نهج البلغة مليء من منعه أصحابه من السب والشتم ،والتكفير والتفسيق ،وحتى ومقاتليه
في حرب صفين ،وعنوان الخطبة "ومن كلم له عليه السلم وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل
الشام أيام حربهم صفين".
"إ ني أكره ل كم أن تكونوا سبابين ولكن كم لو و صفتم أعمال هم ،وذكر تم حال هم ،كان أ صوب في القول،
وأبلغ في العذر ،وقل تم مكان سبكم إيا هم :الل هم اح قن دماء نا ودماء هم ،وأ صلح ذات بين نا وبين هم،
واهد هم من ضللتهم ،ح تى يعرف ال حق من جهله ،ويرعوي عن الغي والعدوان من ل هج به" ["نهج
البلغة" تحقيق صبحي ص .]323
وذ كر م ثل ذلك الدينوري الشي عي و صرح بأن الشاتم ين كانوا من الذ ين قتلوا المام المظلوم عثمان ذا
عليم سمؤال
ّ النوريمن رضمي ال عنمه ،كمما صمرح بأنهمم لعنوا معاويمة وأصمحابه ،وكان بينهمم وبيمن
وجواب.
وها هو يذكر القصة بتمامها :
"بلغ عليا (ع) أن ح جر بن عدي وعمرو بن الح مق يظهران ش تم معاو ية ول عن أ هل الشام ،فأر سل
إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما ،فأتياه فقال :يا أمير المؤمنين! ألسنا على الحق ،وهم على الباطل؟،
قال :بلى ورب الكعبة المسدنة! قالوا :فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم؟
قال :كر هت ل كم أن تكونوا شتام ين ،لعان ين ،ول كن قولوا :الل هم اح قن دمائ نا ودمائ هم ،وأ صلح ذات
بيننا وبينهم" الخ ["الخبار الطوال" ص 165تحت وقعة الصفين ط القاهرة].
وهذا هو علي بن أ بي طالب الذي ل ير ضى أن يش تم أ هل الشام ،ومحار به معاو ية بن أ بي سفيان،
ويمنع هم عن ذلك ،هل يتو قع م نه أ نه ير ضى بل عن أ هل المدي نة ،مدي نة ال نبي ،وش تم أ صحاب ال نبي
ورحمائه وأصهاره؟
ثم ول قد صرح بإ سلمهم وإيمان هم مع محاربت هم إياه ،ومقال ته إيا هم بأن هم لي سوا بكفره ،مرتد ين،
خارجين عن السلم والدين.
ك ما رواه جعفر عن أبيه "أن عليا عليه السلم كان يقول لهل حربه إ نا لم نقاتلهم على التكف ير لهم،
ولم نقاتلهم على التكفير لنا ،ولكنا رأينا أنا على حق ،ورأوا أنهم على حق" ["قرب السناد" للحمير ص
45ط مكتبة نينوى طهران].
ويقول في خطبته أمام أنصاره ومخالفيه :
،وإن القتل ليدور على الباء والبناء ،والخوان والقرابات ،فما نزداد على فلقد كنا مع رسول ال
كل م صيبة وشدة إل إيمانا ،ومضيا على ال حق ،وت سليما لل مر ،و صبرا على م ضض الجراح .ولك نا
إنما أصبحنا نقاتل إخواننا في السلم على ما دخل فيه من الزيغ والعوجاج والشبه والتأويل" ["نهج
البلغة" تحقيق صبحي صالح ص .]179
وأصرح من ذلك :
"أوصيكم عباد ال بتقوى ال ،فأنها خير ما تواصى العباد به ،وخير عواقب المور عند ال ،وقد فتح
باب الحرب بينكم وبين أهل القبلة" ["نهج البلغة" ص .]248
بل وأكثر من ذلك يجعلهم مساوين له في اليمان بال والتصديق بالرسول ،وأيضا يعلن براءته من دم
عثمان بن عفان رضي ال عنه فيكتب إلى أهل المصار يقصّ فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين :
وكان بدأ أمر نا أ نا التقي نا والقوم من أ هل الشام ،والظا هر أن رب نا وا حد ،ونبي نا وا حد ،ودعوت نا في
ال سلم واحدة ،ول ن ستزيدهم في اليمان بال والت صديق بر سوله ول ي ستزيدوننا ،ال مر وا حد إل ما
اختلفنا فيه من دم عثمان ،ونحن منه براء [وما أدري مع هذا كيف اجترأ المجلسي وهو يدعي موالة
أهل البيت واتباع مذهبهم أن يقول :إن أمير المؤمنين عليا يبيح قتله ،ولم يكن يرى منه بأسا مع قول
ي هذا؟ ثم وأكثر من ذلك أن "نهج البلغة" مليء من أقوال إمامه المعصوم الول الذي يعده بأنه ل عل ّ
يخطئ ذ من أقواله هو بأنه بريء من قتل عثمان وقتلته ،ومن طالع نهج البلغة أو قرأه يشهد على
ذلك ،ولكن من للقوم؟ فإن الحسد أكل قلوبهم ،وأعمى أبصارهم ،ومن لم يجعل ال له نورا فما له من
نور] ،فقلنا :تعالوا الخ ["نهج البلغة" تحقيق صبحي صالح ص .]448
فانظر إلى علي رضي ال عنه كم كان عادلً ومنصفا،
وانظر إلى القوم كم بعدوا عنه وعن الحق في القول والعمل؟
فهذا هو علي رضي ال تعالى عنه وموقفه من أعدى أعداء الناس بالنسبة له.
ورفاقه ،الذين فكيف يكون موقفه وموقف أهل بيته من أحب الناس إليه وإليهم خلفاء رسول ال
أحبوا أهل البيت ،وأهل البيت بادلوهم الكيل بالكيلين والصاع بالصاعين ،وتجاه أمهات المؤمنين اللتي
هن أمهاتهم هم أولً وأصلً.
ونختم القول في هذا الباب بأن عليا وأهل بيته هل كانوا مؤمنين أم ل؟
فإن كانوا مؤمنين ول شك في ذلك ذ فهم داخلون في قول ال عز وجل :
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " [سورة الحزاب الية .]6
فصمارت الصمديقة الطاهرة أمهمم أي أهمل البيمت جميعا بنمص القرآن وبحكمم خالق الكون والمكان
وقضائه.
وعلى هذا يمكن أن يتصور رجل يدعي حب أهل بيت ثم ويسبّ أمهم؟
وهل يقال إنه موال لهم ومحب ،ومطاوع لهم ومطيع أم غير ذلك؟
وأما الذي ندريه نحن فإن الشريف والكريم يمكن أن يتغاضى أن يسب ويشتم ،ولكنه ل يتغاضى عن
أن يمس أحد أمه بسوء خاصة.
ي وأهله واللعنون يظنون أنهم يحسنون صنعا؟ وهل شاتمون أمّ عل ّ
فذلك كان مو قف الشي عة من ال صحابة عا مة والخلفاء الراشد ين خا صة ،وهذا هو مو قف أ هل الب يت
من هم و من عادا هم مخالفا تمام المخال فة من مو قف قوم ين سبون أنف سهم إلي هم كذبا وزورا ،و خداعا
ونفاقا.
ومخالفون ،وهذا ما أردنا فالشيعة ليسوا بمحبي أهل البيت ومطاوعين لهم ،بل هم معادون لهم
إثبا ته في هذا الباب من ك تب القوم وعبارات هم هم كي يعرف الحقي قة من ل يعر فه ق بل ،ويهتدي إلى
سواء السبيل.
الباب الثالث
) فإنا إذا حدثنا قلنا : قال :فاتقوا ال ول تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد (
)" ["رجال الكشمي" ص 195تحمت تذكرة المغيرة بمن سمعيد ط قال ال عمز وجمل وقال رسمول ال (
كربلء].
ولذلك أممر متبعيمه وممن ادعمى متابعتمه :ل تقبلوا علينما حديثا إل مما وافمق القرآن والسمنة" ["رجال
الكشي" ص .]195
وقبله أبوه نبه على ذلك وقال :
وانظروا أمرنما ومما جاءكمم عنما ،فان وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا بمه وإن لم تجدوه موافقا فردوه"
["المالي" للطوسي ج 1ص 237ط نجف].
وقبله بيّن هذه القاعدة ال صلية علي بن أ بي طالب ر ضي ال ع نه بقوله :ف ما وا فق كتاب ال فخذوه
وما خالف كتاب ال فدعوه" ["المالي" ص .]221
ومثل هذا روى الباقر عن رسول ال أنه قال :
فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب ال عز وجل وسنتي ،فما وافق كتاب ال وسنتي فخذوه ،وما
خالف كتاب ال فل تأخذوه" ["الحتجاج" للطبرسي ص 229احتجاج أبي جعفر في أنواع شتى].
فذلك ما أ مر ال به وأ مر ر سوله ،وهذه هي التعال يم ال تي علمنا ها من أ هل الب يت أئ مة الشي عة -
المعصومين حسب زعمهم .-
وفى ضوء هذا وذاك نرى أن الشيعة ماذا يعتقدون ،وماذا ينسبون إلى أهل البيت ،وهل نسبتها إليهم
صمحيحة أم غيمر صمحيحة؟ وهمل إنهمم صمادقون فمي القول أم كاذبون ،يفترون عليهمم مما لم يتقولوه،
ويكذبون عليهم ما لم يتصوروه؟
فنبدأ بسيد الكونين ورسول الثقلين ،إمام القبلتين وصاحب الحرمين فداه أبواي وروحي عليه الصلة
والسلم ،فإنه كذبوا عليه وما أكثره ،وافتروا عليه وما أقبحه ،وتبوؤا مقعدهم من النار.
المتعة
فمن أكاذيبهم الشنيعة الخبيثة عليه ما ينسبونه إليه زوراّ وبهتانّا أنه قال:
من خرج من الدن يا ولم يتم تع جاء يوم القيا مة و هو أجدع" ["تف سير من هج ال صادقين" للمل ف تح ال
الكاشاني ذ فارسي ج 2ص .]489
وأقبح منه وأشنع ما افتروا عليه بأنه قال عليه الصلة والسلم :
من تمتع مرة واحدة عتق ثلثه من النار ومن تمتع مرتين عتق ثلثاه من النار ومن تمتع ثلث مرات
عتق كله من النار" ["تفسير منهج الصادقين" ص 492نقلً من "حضرة من خصه ال باللطف البدي،
خاتم مجتهدي المامية بالتوفيق السرمدي ،الغريق في بحار رحمة ال الملك الشخ علي بن عبد العالي
روّح ال روحه" في رسالته التي كتبها في باب المتعة].
فانظر إلى القوم ما أقبحهم وأكذب بهم ،وما ألعنهم وأبعد بهم من الشريعة السلمية الغراء ،وتعاليمها
النقية البيضاء ،وما أجرأهم على الملذات والشهوات التي أصبغوا عليها صبغة الدين والشريعة ،وما
أشجع هم على الفتراء على رسول ال ال صادق الم ين ،النا هي عن المنكرات ،والمحترز المجت نب عن
السيئات؟
والقوم ل يريدون من وراء ذلك إل أن يجعلوا دين ال الخالد لعبة يلعب بها الفساق والفجار ،ويسخر
به ال ساخرون والم ستهزؤن نق مة عل يه ال تي ورثو ها من اليهود ية البغضاء ال تي أ سست هذه العقائد
وهذا المذهب [انظر لتحقيق وتثبيت ذلك في كتابنا "الشيعة والسنة"] ،وإل فهل من المعقول أن دينا من
الديان يحرر متبعيمه ممن الحدود والقيود وممن الفرائض والواجبات والتضحيات والمشقات ،ويجعمل
نجات هم من عذاب ال وفوز هم بن يل الج نة في طا عة الشهوات والملذات؟ [وهذا ل يس من المبالغات
والمجاذفات بل من الحقائق الثابتة التي ل غبار عليها].
والشيعمة أعداء أهمل البيمت وسميد أهمل البيمت وإمامهمم محممد رسمول ال لم يكتفوا بهذا الكذب ولم
يقتنعوا به ،بل زادوا وبالغوا حتى بلغوا حد الساءة والهانة حيث قالوا -نستغفر ال ونتوب إليه من
نقل هذا الكفر :-
قال النبي :من تمتع مرة أمن من سخط الجبار ومن تمتع مرتين حشر مع البرار ومن تمتع ثلث
مرات زاحمني في الجنان" ["تفسير منهج الصادقين" ج 2ص .]493
ول هذا فحسمب بمل صمرحوا بأسمماء أهمل البيمت وشخصمياتهم الذيمن جعلوهمم غرضا لسمنتهم
المشرعمة،ولسمهامهم المطلقمة ،وسميوفهم المشهرة ،ومما أقبمح التعمبير ومما أفظمع الكذب والبهتان،
فيفترون على نبي ال الطاهر المطهر صلوات ال وسلمه عليه أنه قال :
من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلم -المام الثالث المعصوم حسب زعمهم -ومن
تم تع مرت ين كان درج ته كدرجة الح سن عليه السلم -المام الثاني المع صوم المزعوم -و من تمتع
ثلث مرات كان درج ته كدر جة علي بن أ بي طالب عل يه ال سلم [و ما مع نى لقول قائل :أ هل الن جف
خا صة ،و كل بلد الشي عة يرون المت عة عيبا وإن كا نت حللً" و"الشي عة في كل مكان ترى المت عة عيبا
وإن كانت حل ًل وليس كل حلل يفعل" (أعيان الشيعة للسيد محسن أمين ص .)159مع أقوال الئمة
ال تي ذكرت من وجوب المت عة والثواب عليه ما ،ف من ال صادق ،هذا أو أئم ته؟ ول ينبئك م ثل خبير] ذ
المام المع صوم الول لدي هم ،خ تن ر سول ال وا بن ع مه ذ و من تم تع أر بع مرات فدرج ته كدرج تي"
["تفسير منهج الصادقين" ج 2ص .]493
فانظر إلى الكاذيب التي نسجت على رسول ال ،والفتراءات التي تقولت عليه ،وإلى عمارة السلم
كيف هدمت ،وإلى الشريعة أنها كيف عطلت ،وإلى أهل بيت النبوة أنهم كيف أهينوا وجعلوا مساوين
لهل الهواء والهوس ،وكيف عدلوا بالفسقة والفجرة؟
أو بعد ذلك يدعي القوم بأنهم محبون لهل البيت وموالون لهم؟
هذا وللقوم شنائع في هذه الم سألة وقبائح ،وافتراءات وبهتانات على أ هل الب يت و سادتهم نورد من ها
طرفا.
منها ما اخترعوه ونسبوه إلى محمد الباقر -المام الخامس عندهم -أنه قال:
إن النبي لما أسري به إلى السماء قال :لحقني جبريل عليه السلم ،فقال :يا محمد! إن ال تبارك
وتعالى يقول :إني قد غفرت للمتمتعين من أمتك من النساء" [من ل يحضره الفقيه لبن بابويه القمي
الملقب بالصدوق ذ وهو الكذوب ذج 3ص .]463
وذكر الطوسي مفتريا على أبي الحسن -المام العاشر عند الشيعة -أنه قال له علي السائي :جعلت
فداك ،إني كنت أتزوج المتعة فكرهتها وتشائمت بها فأعطيت ال عهدا بين الركن والمام وجعلت على
ذلك نذرا و صياما أن ل أتزوج ها ثم إن ذلك شق علي وند مت على يمي ني ،ول كن بيدي من القوة ما
أتزوج في العلنية ،فقال لي :
عاهدت ال أن ل تطيعه! وال لئن لم تطعه لتعصينه" [تهذيب الحكام للطوسي ذ أحد الصحاح الربعة
ذ ج 7ص .251والفروع من الكافي ج 5ص .]450
وأيضا رووا عن أبي عبد ال جعفر الصادق -وهم يكذبون عليه -أنه قال:
المت عة نزل ب ها القرآن وجرت به ال سنة من ر سول ال " [ال ستبصار للطو سي ج 3ص 142باب
تحليل المتعة].
كما كذبوا على علي بن أبي طالب رضي ال عنه أنه قال :لول ما سبقني به ابن الخطاب يعني عمر
ما زنى إل شقي" [البرهان في تفسير القرآن للبحراني ج 1ص ،360وتفسير العياشي ج 1ص 233
وتفسير الصافي ج 1ص 347والكافي للكليني ج 5ص 448ومجمع البيان للطبرسي ص 32واللفظ
للول].
وحكوا في ذلك ق صة طري فة تن بئ ع ما تخف يه ال صدور ،والراوي هو محدث القوم ال كبير مح مد بن
يعقوب الكليني عن رجل من قريش أنه قال :بعثت إلى ابنة عمة لي كان لها مال كثير قد عرفت كثرة
من يخطبني من الرجال فلم أزوجهم نفسي ،وما بعثت إليك رغبة في الرجال غير أنه بلغني أنه أحلها
ال عز وجل في كتابه وبينها الرسول في سنته فحرمها زفر -يعني عمر كما صرح به في الهامش
-فأحب بت أن أط يع ال عز و جل فوق عر شه ،وأط يع ر سول ال ،وأع صي ز فر ،فتزوج ني مت عة،
فقلت لها :حتى أدخل على أبي جعفر عليه السلم فأستشيره ،فدخلت عليه فخبرته ،فقال :افعل ،صلى
ال عليكما من زوج" ["الفروع من الكفاي" للكليني باب النوادر ج 5ص .]465
وشددوا في التحريض على هذه القبيحة حتى نسبوا إلى جعفر بن محمد الباقر أنه قال :
ل يس م نا من لم يؤ من بكرت نا -رجعت نا -وي ستحل متعت نا" ["كتاب ال صافي" للكاشا ني ج 1ص ،347
أيضا "من ل يحضره الفقيه" ج 3ص .]458
وما هي المتعة؟
يبينها القوم متهما جعفر الصادق أنه سئل :
"كيف أقول لها إذا خلوت بها؟ قال :تقول :أتزوجك متعة على كتاب ال وسنة نبيه ،ل وراثة ول
مورو ثة ،كذا وكذا يوما وإن شئت كذا وكذا سنة ،بكذا وكذا دره ما ،وت سمي من ال جر ما تراضيت ما
ل كان أم كثيرا" ["الفروع من الكافي" ج 5ص .]455
عليه قلي ً
وكيف تكون؟
فقالوا :سئل أبو عبد ال ذ المام السادس عندهم ذ عن رجل تمتع امرأة بغير شهود ،قال :أو ليس
عا مة ما تتزوج فتيات نا ون حن نتعرق الطعام على الخوان ونقول :يا فلن! زوج فلن فل نة؟ فيقول :
نعم" ["الفروع من الكافي" ج ص .]249
ويمن تكون ؟
فرووا عن جع فر ال صادق أ نه قال :ل بأس بالر جل أن يتم تع بالمجو سية" ["تهذ يب الحكام" ج 7ص
.256أيضا "الستبصار" ج 3ص .]144
ول بأس بالنصمرانية واليهوديمة كمما نقلوه عمن أبمي الحسمن الرضما" ["تهذيمب الحكام" و"كتاب شرائع
السلم" من كتب الفقه المشهورة لجعفر بن الحسن ص .]184
ول بالفاجرة لنه يمنعها بها من الفجور -حسب زعمهم ذ ["تهذيب الحكام" ج 7ص .]253
وحتى الزانية كما صرح بذلك السيد الخميني ["تحرير الوسيلة" للخميني ص 292ط قم ذ إيران].
وسئل أبو الحسن عن المتعة بالفراش فأذن بها [الستبصار ج 3ص .]144
وهناك روايتان مدهشتان تنبئ عن حقيقة المتعة ما رواهما الطوسي وغيره "عن فضل مولى محمد بن
راشد أنه قال لجعفر الصادق :إني تزوجت امرأة متعة فوقع في نفسي أن لها زوجا ،ففتشت عن ذلك،
فوجدت لها زوجا ،قال -أي جعفر :-ولم فتشت؟" ["تهذيب الحكام" ج 7ص .]253
وقال :ليس هذا عليك ،إنما عليك أن تصدقها في نفسها" ["الفروع من الكافي" ج 5ص .]462
والرواية الثانية ما رواها الكليني عن أبان بن تغلب أنه قال :قلت لبي عبد ال :إني أكون في بعض
الطرقات ،فأرى المرأة الحسناء ول آمن أن تكون ذات بعل أو من العواهر؟
قال :ليس هذا عليك ،إنما عليك ان تصدقها في نفسها" ["الفروع من الكافي" ج 5ص .]462
وهل يجوز بالهاشمية؟ سئل عنه جعفر بن الباقر مرة مطلقا ،فقال :تمتع بالهاشمية" ["تهذيب الحكام"
ج 7ص .]272
ومرة أخرى تنكر ،كما رواه القوم أجمعهم :
"إنه جاء عبد ال بن عمير الليثي إلى أبي جعفر فقال :ما تقول في متعة النساء؟ قال :أحله في كتابه
فهي حلل إلى يوم القيامة ،فقال :يا أبا جعفر مثلك يقول هذا وقد حرمها عمر وعلى لسان نبيه
ونهى عنها؟
فقال :وإن كان فعل :قال :إ ني أعيذك بال من ذلك أن تحل شيئا حرمه ع مر ،قال :فقال له :فأنت
فهلم ألع نك أن القول ما قال ر سول ال وأن البا طل على قول صاحبك ،وأ نا على قول ر سول ال
ما قال صاحبك ،قال :فأقبل عبد ال بن عمير فقال :يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك
يفعلن؟ قال :فأعرض عنه أبو جعفر عليه السلم حين ذكر نساءه وبنات عمه" ["الفروع من الكافي" ج
5ص .449أيضا "تهذيب الحكام" ج 7ص ،251أيضا "الصافي" ج 1ص .]246
والصبية الصغيرة أيضا كما قيل :
سئل عن الجار ية يتم تع ب ها الر جل؟ قال :ن عم! إل أن تكون صبية تخدع ،قال :فقلت :أ صلحك ال،
ف كم حد الذي إذا بلغ ته لم تخدع؟ قال :ب نت ع شر سنين" ["ال ستبصار" للطو سي ج 3ص ،145أيضا
"تهذيب الحكام" ج 7ص ،255وبذلك قال جعفر "الفروع من الكافي" ج 5ص .]463
وبدون الولي
كما قال جعفر :ل بأس بتزويج البكر إذا رضيت بغير إذن أبويها" ["تهذيب الحكام" ج 7ص .]254
وقال الحلي في كتابه الفقهي المشهور :للبالغة الرشيدة أن تتمتع بنفسها ،وليس لوليها اعتراض بكرا
كان أو ثيبا" ["شرائع السلم" لنجم الدين الحلي المتوفى 676ه ج 2ص 186ط طهران 1377ه].
"بأن المؤ من ل يك مل [ول أدري ك يف يعلل ها المعللون من الشي عة بأن ها ضرورة للم سافرين وآله
والمقو ين وغ ير هؤلء الذ ين ل ت ساعدهم على القران البا قي والزواج الدائم ل ما له غالبا من التبعات
واللوازم (أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء ص 146ط بيروت 1960م).
كما ل ندري عذر المعتذر الذي يعتذد بقوله :ولم تستعمل المتعة شيعة سوريا ولبنان ول عرب العراق
والمنقول أن بعمض المسمنات فمي بلد إيران يسمتعملن المتعمة ،ولكمن على السماس الذي بيناه ،وعلى
الرغم من ذلك فإنهم ل يفعلونها ،وما هي بشائعة في بلدهم" ("الشيعة في الميزان" للمغنية ص 358ط
بيروت).
ولسائل أن يسأل ولماذا ل تفعلونها ما دمتم ترونها مباحا؟ وما دام تروون أن اليمان ل يكتمل إل بها،
وأنه يثاب عليها بذاك وذاك ،أو ل يدل ذلك بأن في القلب منها شيء ،وإل فلماذا المباهاة بأن العرب ل
يفعلون وأن الفرس أيضا ل يفعلون؟ ثم ولماذا التعليل بالمسافرين وإن كان من مكملت اليمان وسبب
رفع الدرجات ،ولماذا الفرق بين الموسرين والمعسرين ،ولقد فرق كباركم في كتبهم أيضا حيث بوبوا
البواب أنه يجب أن يكف عنها من كان مستغنيا وغير ذلك ،وإن في ذلك لعبرة لولي البصار] حتى
يتمتع" ["من ل يحضره الفقيه" ج 3ص .]366
لم يقض ها" "وإ ني لكره للر جل الم سلم أن يخرج من الدن يا قد بق يت عل يه خلة من خلل الر سول
["من ل يحضره الفقيه" ج 3ص - ]463قاله أبو عبد ال في جواب من سأله عن المتعة.
وأيضا عن أبي جعفر أنه سأله سائل.
للمتمتمع ثواب؟ قال :إن كان يريمد بذلك وجمه ال تعالى ،وخلفا على ممن أنكرهما .لم يكلمهما ذ أي
المتمتع بها ذ كلمة إل كتب ال له بها حسنة ،ولم يمد يده إليها إل كتب ال له حسنة ،فإذا دنا منها
غ فر ال له بذلك ذنبا ،فإذا اغت سل غ فر ال له بقدر ما مر من الماء على شعره ،قلت :بعدد الش عر؟
قال :نعم! بعدد الشعر" ["من ل يحضره الفقيه" ج 3ص .]366
هذا ومثل هذا فإنه لكثير .
ونختمم القول على إيراد روايمة أخرى ممن الروايات المرويمة الكثيرة الكثيرة فمي كتبهمم ممن التفسمير
والحديث والفقه ،وهى فرية من مفتريات القوم على جعفر الصادق أنه قال :
"إن المت عة من دي ني ود ين آبائى ،ف من ع مل ب ها ع مل بدين نا ،و من أنكر ها أن كر دين نا ،واعت قد بد ين
غيرنا ،والمتعة مقربة إلى السلف وأمان من الشرك ،وولد المتعة أفضل من ولد النكاح ،ومنكرها كافر
مر تد ،ومقر ها مؤ من مو حد ،لن له في المت عة أجران ،أ جر ال صدقة ال تي يعطي ها للم ستمتعة ،وأ جر
المتعة" ["تفسير منهج الصادقين" للمل الكاشاني ج 2ص .]495
ودليل كون المتعة بهتانا وافتراء على أهل البيت ،وكذبا وزورا عليهم أنه لم يثبت في كتاب ما وحتى
في ك تب القوم أنف سهم ذ كر واحدة من الن ساء الل تي تم تع ب ها أ حد من أئمت هم الث نى ع شر ب ما ف يه
آخر هم الغائب الذي لم يولد ب عد مع أن جم يع الن ساء لجم يع أئمت هم ذكرن ،وذ كر أ سمائهن في الك تب
ال تي هم ألفو ها في سيرهم و سوانحهم من علي بن أ بي طالب ر ضي ال ع نه إلى الح سن الع سكري
والغائب الموهموم ،كما أنه لم يثبت واحد من أولدهم بأنه كان حصيلة المتعة وثمرتها ،وهذا مع أنهم
ملئوا كتب التاريخ والنساب والسير من الساطير والباطيل.
وهذا مما ل جواب عليه عند واحد منهم ،من أدناهم إلى أعلهم ،فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟.
إعارة الفروج
وأباحوا مع ذلك إعارة الفروج ومنحها للصدقاء ،فلقد روى الطوسي عن أبي الحسن الطارئ أنه قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن عارية الفرج؟ قال :ل بأس به" ["الستبصار للطوسي" ص 141ج
.]3
ورووا عن أبيه مثل هذا كما روى الطوسي أيضا عن زرارة أنه قال :
قلت :لبي جعفر عليه السلم :الرجل يحل جاريته لخيه؟ قال :ل بأس به" ["الستبصار للطوسي" ج
3ص .]139
والستئجار أيضاً
ومن أكاذيبهم الشنيعة على جعفر بن الباقر ما رووه عنه أنه قال :
جاءت امرأة إلى ع مر فقالت :إ ني زن يت فطهر ني ،فأ مر ب ها أن تر جم ،فأ خبر بذلك أم ير المؤمن ين
صلوات ال عليه ،فقال :كيف زنيت؟ فقالت :مررت بالوادية فأصابني عطش شديد فاستقيت عربيا،
فأبى أن يسقيني إل أن أمكنه من نفسي ،فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني فأمكنته من
نفسي ،فقال أمير المؤمنين عليه السلم :تزويج ورب الكعبة" ["الفروع من الكافي" ج 5ص .]468
انظر إلى القوم كيف فتحوا أبواب الفحش والدعارة على مصاريعها بمثل هذه الكاذيب والفتراءات؟.
اللواط بالنساء
ومن أكاذيبهم على أهل البيت أنهم نقلوا عنهم جواز لواطة النساء ،فروى الكليني عن الرضا أنه سأله
صفوان بن يحيى :
ل من مواليك أمرني أن أسألك ،قال :وما هي؟ قلت :الرجل يأتي امرأته في دبرها؟ "إن رج ً
قال :ذلك له ،قال :قلت له :فأنت تفعل؟ قال :إنا ل نفعل ذلك" ["الفروع من الكافي" للكليني ج 5ص
،40وأيضا "الستبصار" ج 3ص .]244 ،243
ورووا عن جعفر أنه سأله رجل عن الرجل :
:من "يأ تي المرأة في ذلك المو ضع ،و فى الب يت جما عة ،فقال لي ور فع صوته :قال ر سول ال
كلفه مملوكه ما ل يطيق فليبعه (يعني قال هذا خداعا للناس) ثم نظر في وجوه أهل البيت ،ثم أصغى
إلي ،فقال :ل بأس به" ["الستبصار" لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي ص 343ج 3كتاب النكاح].
ورووا أيضا عن حفيده أ بي الح سن الر ضا -المام الثا من المع صوم عند هم -بعبارة أ صرح وأش نع
من هذه حيث روى عنه الطوسي أنه سأله رجل عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها ،فقال :
أحلت ها آ ية من كتاب ال قول لوط عل يه ال سلم :هؤلء بنا تي هن أط هر ل كم :و قد علم أن هم يريدون
الفرج" ["الستبصار" ج 3ص ،243وأيضا "تهذيب الحكام" للطوسي ج 7ص .]415
كما رووا عن جعفر بهذه الصراحة عن عبيد ال بن أبي يعفور قال :
سألت أ با ع بد ال عل يه ال سلم عن الر جل يأ تي المرأة في دبر ها؟ قال :ل بأس ،إذا رض يت ،قلت :
فأيمن قول ال عمز وجمل :فأتوهمن ممن حيمث أمركمم ال؟ قال :هذا فمي طلب الولد" ["تهذيمب الحكام"
للطوسي ج 7ص ،414باب آداب الخلوة أيضا "الستبصار" ج 3ص .]243
ويروون عن يونس بن عمار أنه قال :
إ ني رب ما أت يت الجار ية من خلف ها يع ني دبر ها وتفززت ،فجعلت إلى نف سي إن عدت إلى امرأ تي هكذا
فعلى صدقة درهم وقد ثقل ذلك علي ،قال :ليس عليك شيء وذلك لك" ["الستبصار" ج 3ص .]244
:محاش نسماء أمتمي [جممع محشمة وهمي الدبر] على رجال أمتمي حرام" هذا وقمد قال رسمول ال
["من ل يحضره الفقيه" ج 3ص 468كتاب النكاح باب النوادر].
الشريعة
وأهل بيته ،التي اختلقوها والفتراءات التي اخترعوها عليهم هي ومن أكاذيبهم على رسول ال
الحاد يث والروايات ال تي يروون ها لتعط يل الشري عة ال سلمية ،وإبعاد الم سلمين عن الع مل بأوامر ها
ونواهي ها ،واجتذاب الوباش من الناس وال سفلة ال سوقة ،المهمل ين حدود ال والغ ير العامل ين بأوا مر
ال ،وغير المهتمين بإرشاداته وتعليماته ،والذين ل يرون العبادات من الصلة والصيام والحج والزكاة
إل وزرا علي هم ،وكل فة ل يطيقون ها ،ومش قة ل يتحملون ها ،وإهمالً للوقات ومضي عة للمال ،ك ما أن هم
يرون التقيمد بأواممر الشرع فمي المعاملت وغيرهما ممن مسمائل الحياة ممن الشياء اللضروريمة التمي
أوجبت عليهم عبثا.
وهذا مع تطلع هم إلى إطلق عنان الن فس وراء الملذات والشهوات ،والغراق في المل هي والمنكرات
والسيئات.
فلرواء غلة النفوس الخبيثمة ممن الملذات ،ولتحريرهما ممن الحدود والقيود الدينيمة والخلقيمة جوّزوا
وأباحوا الزنا ولو بألف امرأة للرجل ،وبالعكس للنساء باسم المتعة التي ليس إل الفجور المحض كما
بيناه آنفا ممن كتمب القوم أنفسمهم ،ورفعوا العممل بالصمالحات والتيان بالفرائض الشرعيمة وسمننها،
والمتثال بتعاليمها في باقي أمور الدين والدنيا.
وعلى ذلك كذبوا على ال عز وجل -سبحانه وتعالى عما يفتري عليه الفاكون -أنه قال جل وعل:
علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ،ونوري في بلدي ،وأميني على علمي ،ل أدخل النار من عرفه
وإن عصاني ،ول أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني" ["مقدمة البرهان في تفسر القرآن" للبحراني ص
23ومثله في "الخصال" للقمي ج 2ص .]583
ومعناه أنه ل عبر بمعصية ال تعالى في دخول الجنة والنار ،بل العبرة هي حب علي ،فمن أحبه عمل
بالسلم أو لم يعمل وامتثل بأوامر ال تعالى أو لم يمتثل دخل الجنة فعليه أن يحب عليا ويفعل ما شاء
فل مؤاخذة عليه.
هذا ول يس هذا فح سب ،بل لو ح كم عل يه بالنار و سيق إلى جه نم وطرد من الحوض لقترا فه الكبائر
وارتكابه الموبقات يرد إلى الجنة ويروى من الحوض إن كان من الشيعة.
كما افتروا على ال تبارك وتعالى -ومن أظلم ممن افترى على ال كذبا ذ بقولهم في رواية مختلقة :
عن أ بي جع فر أ نه قال :إذا كان يوم القيا مة ج مع ال عز و جل الناس في صعيد واحدة حفاة عراة،
فيوقفون في المحشمر حتمى يعرقوا عرقا شديدا ،فيمكثون في ذلك مقدار خم سين عاما ،وهمو قول ال
عز وجل :وخشعت الصوات للرحمان فل تسمع إل همسا :قال :ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين
أمام الناس كلهم النبي المي؟ ،أين نبي الرحمة ،أين محمد بن عبد ال المي؟ ،فيتقدم رسول ال
حتمى ينتهمي إلى حوض طوله مما بيمن أيلة وصمنعاء ،فيقمف عليمه ،فينادى بصماحبكم فيتقدم علي أمام
الناس ،في قف م عه ثم يؤذن للناس فيمرون ،فبين وارد الحوض يومئذ وب ين م صروف ع نه ،فإذا رأى
-وهو الصادق المين فداه أبواي وروحي: كما كذبوا على رسول ال
"إنه قال :من رزقه ال حب الئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والخرة ،فل يشكن أحد أنه في
الجنة" [تفسير نور الثقلين ص 504ج 2ط قم ذ إيران].
وكذبوا على علي أنه قال :
من أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة النبياء [كتاب الخصال ص 578ج .]2
يعني ل يحتاج أن يقرأ القرآن ويصلي ويزكي ويصوم ويحج ويتعب نفسه ويجهد روحه ،بل عليه أن
يحبه فحسب ،وعلى ال أن ينجيه من النار ويدخله النعيم كما صرحوا في كتبهم بعبارات واضحة غير
أنه قال : مبهمة ،فهذا هو صدوقهم -وهو كذوب ذ يروي في كتابه زورا وبهتانا على رسول ال
يا علي! من أح بك بقل به فكأن ما قرأ بثلث القرآن ،و من أح بك بقل به وأعا نك بل سانه فكأن ما قرأ ثل ثي
القرآن ،ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأن ما قرأ القرآن كله" [كتاب الخ صال ص 180
ج .]2
وأما الصلة والزكاة والحج فإنهم نقلوا عن جعفر الصادق -وهم عليه يكذبون أنه قال :
إن ال يد فع [أي العذاب والهلك] ب من ي صلي من شيعت نا ع من ل ي صلي من شيعت نا ..وإن ال يد فع
بمن يزكي من شيعتنا عمن ل يزكي من شيعتنا ة وإن ال يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن ل يحج من
شيعت نا" ["تف سير الق مي" لعلي بن إبراه يم ج 1ص ،84 ،83أيضا تف سير العيا شي لمح مد بن م سعود
السلمي المعروف بالعياشي ج 1ص .]135
هذا وليس على أحد من الشيعة أن يصلي ويزكي ويحج لن بعضا منهم قد يصلون ويزكون ويحجون،
ويؤدون عمن الباقمي ،فعوضوا عمن هذه الفرائض والواجبات كلهما عمن حمب أهمل البيمت ،وزيارتهمم،
والبكاء على قتلهم وأمواتهم ،وزيارة قبورهم بعد موتهم.
فديمن الشيعمة ديمن مختلق ،مبتكمر ،جديمد ،ل يممت إلى السملم بشيمء ،ديمن العممل ديمن الواجبات
والفرائض ،ديمن العبادات والمعاملت ،ديمن الواممر والنواهمي ،الديمن الذي علم على لسمان رسموله
الصادق المين بأن أهل البيت أنفسهم ل يستطيعون أن ينجوا من عذاب ال وبطشه وناره إل بالتمسك
بحبل ال ،والعمل بما أمره ال ورسوله ،والجتناب عما نهاه ال ورسوله ،كما خاطب رسول ال
ل " :يا بنى عبد المطلب! يا
أهل بيته ،عمه ،وعمته ،وبنته وعشيرته ،كل واحد باسمه وشخصه قائ ً
بني عبد مناف! يا فاطمة بنت رسول ال! يا عباس بن عبد المطلب! يا صفية عمة رسول ال! افتدوا
أنفسكم من النار ،فإني ل أغني عنكم من ال شيئا" ["تفسير منهج الصادقين" ج 6ص .]488
وفمى روايمة أخرى "اعملوا اعملوا ،وسملوني ممن مالي مما شئتمم ،فإنمي ل أغنمي عنكمم ممن ال شيئا"
["تفسير منهج الصادقين" ج 6ص .]488
فهؤلء هم أ هل ب يت النبوة ل ينجون من عذاب ال ،ويدخلون الج نة بحب هم لر سول ال ،وولئ هم له،
وقرابت هم م نه ،إل بالع مل ال صالح وإطا عة ال ور سوله في كل المور ،أمور الدن يا والخرة ،ور سول
ال ل يغنيهم بدون ذلك.
ل تزر وازرة وزرة أخرى ح يث جاء ف يه وهذا ما يؤد يه القرآن المنزل من ال سماء على مح مد
[سورة النعام الية .]164
و أن ليس للنسان إل ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الوفى [سورة النجم
الية 39إلى .]41
و فأ ما من ط غى * وآ ثر الحياة الدن يا * فإن الجح يم هي المأوى * وأ ما من خاف مقام ر به ون هى
النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى [سورة النازعات الية 37إلى .]41
و قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى [سورة العلى الية .]15 ،14
وقال ال عز وجل في كتابه الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ،وهو أصدق القائلين :
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [سورة الزلزال الية .]8 ،7
وقال :قد أفلح المؤمنون * الذ ين هم في صلتهم خاشعون * والذ ين هم عن الل غو معرضون *
والذ ين هم للزكاة فاعلون * والذ ين هم لفروج هم حافظون * إل على أزواج هم أو ما مل كت أيمان هم
فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لماناتهم وعهدهم راعون
* والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون
[سورة المؤمنون الية 1إلى .]11
وذكر ال عز وجل في القرآن الذي جعله دستورا وإماما للناس وهدى ورحمة للمؤمنين ،قال فيه :
كل ن فس ب ما ك سبت رهي نة * إل أ صحاب اليم ين * في جنات يت ساءلون * عن المجرم ين * ما
سلككم في سقر * قالوا لم نكن من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين *
وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين [سورة المدثر الية 38إلى
.]48
وحكى ال عز وجل على لسان نبيه نوح عليه السلم أنه نادى ربه عندما رأى ابنه غريقا في السيل
والطوفان :
رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه
عمل غير صالح فل تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين * قال رب إني أعوذ
بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إل تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين [سورة هود الية 45
إلى .]47
كما حكي عن إبراهيم عليه السلم وعن أبيه أنه قال له :
يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت إني أخاف أن يمسك
عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لرجمنك
واهجرني مليا * قال سلم عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا [سورة مريم الية 43إلى .]47
وقال :وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعد وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو ل تبرأ منه
إن إبراهيم لواه حليم [سورة التوبة الية .]114
فبين ل في هذه اليات المباركة من الكتاب أن ل نجاة ول فلح ول فوز إل بالتمسك بحبل ال ،والعمل
بكتاب ال ،والمتثال بأوامره ،والطاعمة له ولرسموله ،والتقرب إليمه بالعبادات ممن الصملوات والزكاة
وال صيام وال حج ،والدخول في د ين ال كا فة واجتناب محار مه ومعا صيه ،ودون ذلك ل يف يد ،سواء
كانت قرابة حسب ونسب لولياء ال وصلحائه أو رسل ال وأنبيائه اللهم إل بالعمل الصالح.
فهذا هو أبو لهب عم الرسول الحقيقي وصهر ابنتيه ،ومن عشيرته وأقربائه نزلت فيه :
تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة
الحطب * في جيدها حبل من مسد [سورة تبت].
وذاك أبو طالب عمه الثاني ،نزلت فيه الية عند ما أراد رسول ال الستغفار له :
ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنه
أصحاب الجحيم [سورة التوبة الية .]113
هذا ول يخ فى على كل من تأ مل القرآن وت صفح في معان يه أن مدار النجاة هو على القرار بوحدان ية
إل من تاب وآمن وعمل والعمل بما أمر في الكتاب والسنة ال عز وجل ورسالة نبيه المحترم
ل صالحا فأولئك يبدل ال سيئاتهم ح سنات وكان ال غفورا رحيما * و من تاب وع مل صالحا فإ نه
عم ً
يتوب إلى ال متابا * والذيمن ل يشهدون الزور وإذا مروا باللغمو مروا كراما -إلى أن قال :-
أولئك يجزون الغر فة ب ما صبروا ويلقون في ها تح ية و سلما ،خالد ين في ها ح سنت م ستقرا ومقاما
[سورة الفرقان الية 70إلى .]76
خلف القوم فإن هم اعتقدوا ع كس ذلك فقالوا :حب علي ح سنة ل ت ضر مع ها سيئة" ["تف سير من هج
الصادقين" ج 8ص .]110
و "إن حبّ نا أ هل الب يت لي حط الذنوب عن العباد ك ما ت حط الر يح الشديدة الورق عن الشجرة" ["تف سير
منهج الصادقين" ج 8ص .]111
أنمه قال :ممن زار الحسمين بعمد موتمه فله الجنمة" ["الرشاد" للمفيمد ص وكذبوا على رسمول ال
.]252
ومن لم يستطع زيارته فعليه أن يبكي على شهادته ،ويأخذ الجنة كما رووا عن باقر بن زين العابدين
أنه قال :
ل يخرج قطرة ماء بكاء على الح سين إل ويغ فر ال ذنو به ولو كا نت م ثل ز بد الب حر" ["جلء العيون"
للمجلسي الفارسي ج 2ص .]468
و "وجب عليه الجنة" ["جلء العيون" ص 464تحت العنوان باب البكء على الحسين].
هذا و من ب كى على الر ضا فله الج نة أيضا ك ما نقلوا عن الر ضا أ نه قال :و ما من مؤ من يزور ني
فيصميب وجهمه قطرة ممن ماء إل حرم ال تعالى جسمده على النار" ["عيون أخبار الرضما" ج 2ص
.]227
ل عن ابنه محمد الملقب بالجواد -المام التاسع عندهم -أنه قال : وأما من زار قبره يقولون فيه نق ً
من زار قبر أبي بطوس غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر -فإذا كان يوم القيامة وضع له منبر
حذاء منبر النبي ( ) حتى يفرغ ال من حساب العباد" ["عيون أخبار الرضا" ج 2ص .]259
وينقلون عن أبيه موسى بن جعفر -المام السابع عندهم -أنه قال :
من زار قبر ولدي علي كان له ع ند ال سبعون ح جة مبرورة ،قلت -أي الراوي -سبعون ح جة؟
قال :نعم وسبعون ألف حجة ذ ال ال من كذب القوم ،ما أشنعه وما أكثر ذ ثم قال :رب حجة ل تقبل،
ومن زاره أو بات عنده كان كمن زار ال تعالى في عرشه ذ أستغفر ال على نقل هذه الخرافة ذ قلت
:كمن زار ال في عرشه؟ قال :نعم" ["عيون أخبار الرضا" ج 2ص .]259
ونقلوا عن علي الر ضا أ نه قال :سيأتي علي كم يوم تزورون ف يه ترب تي بطوس ،أل ف من زار ني و هو
على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ["عيون أخبار الرضا" ج 2ص 260ذ إن القوم قد بلغوا
في الكذب ما لم يبل غه الولون والخرون و كل وا حد من علمائ هم وفقهائ هم ومحدثي هم يت سابق إلى
اختلق الكذب واختراعه ويريد أن يزداد ويكثر من الخر حتى ينسى ماذا قال الولون وماذا يقول به
الخرون ،وإن الجميمع ليعرف أن الشيعمة ل يعطون لحمد المنزلة التمي يجعلونهما للحسمين بمن علي
السبط ،ولكن ابن بابويه حينما بدأ في ذكر الرضا أكثر في الكذب وبالغ إلى حد نسي مذهبه ومعتقده
وغرق في خ ضم الكذب ح تى ف ضل علي بن مو سى الر ضا على الح سين ح يث ذ كر في "الرشاد" أن
زيارة قبر الح سين تعدل مائة ح جة ،وحين ما جاء إلى ذ كر الر ضا ك تب أن زيارة الر ضا تعدل ع ند ال
ألف حجة ذ (انظر ص 257لعيون أخبار الرضا) وأكثر من ذلك أنه قال:
إن زيارة قبره أف ضل من زيارة قبر الح سين ك ما روى عن علي بن مخرياء أ نه قال :قلت ل بن أ بي
جع فر يع ني الر ضا :جعلت فداك ،زيارة الر ضا عل يه ال سلم أف ضل أم زيارة الح سين؟ فقال :زيارة أ بي
عليه السلم أفضل" (عيون أخبار الرضا ج 2ص .)261
وأكثر من ذلك أنه قال :بأن زيارة قبره أفضل من بيت ال العتيق" (عيون ج 2ص .])261
و "ل يزورهما مؤممن إل أوجمب ال له الجنمة وحرم جسمده على النار" ["عيون أخبار الرضما" ج 2ص
.]255
هذا ومن زار أخته فاطمة بنت موسى فله الجنة أيضا كما رووا عن سعد بن سعد أنه قال :
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلم عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلم فقال :من
زارها فله الجنة" [عيون أخبار الرضا ج 2ص 267باب ثواب زيارة فاطمة عليها السلم بقم].
فهذا همو ديمن القوم وهذا همو مذهبهمم المبنمي على المقابر والمشاهمد ،والزيارات والبكاء ،والحمب
والولء ،ل العمل ول الفروض ول الواجبات ،ول الحدود ول المنكرات ول السيئات.
الئمة
إن القوم لم يجبلوا إل على الكذب ،ولم يخلقوا إل ممع الكذب كأنهمم والكذب توأمان ،فلقمد كذبوا ومما
أكثره وأشن عه بأن أئمت هم يملكون الو صاف الله ية المخت صة بذات ال وجلله ،وأن هم يشاركو نه في
أموره وتقديراته -سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .-
فهذا هو كلينيهم -وهو كالبخاري عند السنة -يكذب على علي بن أبي طالب رضي ال عنه أنه قال:
ل قد أعط يت خ صالً لم يعط هن أ حد قبلي -وح تى ال نبياء ،-عل مت المنا يا والبل يا والن ساب وف صل
الخطاب ،فلم يفتني ما سبقني ،ولم يعزب عني ما غاب عني" ["الصول من الكافي" ج 19ص .]197
[سورة النمل الية ل يعلم من في السماوات والرض الغيب إل ال أن يقول : وأنه أمر نبيه
.]65
وأ ما القوم فلم يكتفوا على أن يثبتوا ال صفات الربان ية المخت صة بمقا مه وشأ نه جل وعل لعلي ر ضي
،بمل أثبتوهما لئمتهمم جميعا ،فلقمد بوب الكلينمي بابا ال عنمه مخالفيمن كتاب ال وتعاليمم رسموله
مستقلً "إن الئمة عليهم السلم يعلمون علم ما كان وما يكون وإنه ل يخفى عليهم الشيء".
ثم نقل عن جعفر الصادق -وهو يكذب عليه -أنه قال :إني أعلم ما في السماوات والرض وأعلم
ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون.
كما كذبوا على أبيه محمد الباقر أنه قال :ل يكون وال عالم جاهلً أبدا ،عالما بشيء ،جاهلً بشيء،
ثم قال :ال أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ،ثم قال :ل
يحجب ذلك عنه" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]262
وكذبوا على أبي الحسن أنه كان جالسا وعنده إسحاق بن عمار ،فدخل عليه رجل من الشيعة ،فقال
له :
يا فلن! جدد التوبة وأحدث العبادة ،فإنه لم يبق من عمرك إل شهر ،قال إسحاق :فقلت في نفسي :
واعجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال الشيعة أو قال :آجال نا ،قال :فالتفت إلي مغضبا -لنه عرف ما
اختلج في صدره -وقال :يا إ سحاق وما تنكر من ذلك ة يا إ سحاق أ ما أنه يتشتت أ هل بيتك تشتتا
قبيحا ،ويفلس عيالك إفلسا شديدا" ["رجال الكشي" ص 348تحت ترجمة إسحاق بن عمار ط كربلء].
هذا ،وإله الحق يقول :وعنده مفاتيح الغيب ل يعلمها إل هو [سورة النعام الية .]59
وقد أقر بذلك جعفر الصادق وأنكر عنه وعن غيره من أهل البيت الغيب كما رواه القوم أنفسهم عن
سدير أنه قال :
كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزار وداؤد بن كثير في مجلس أبي عبد ال عليه السلم إذ خرج علينا
وهو مغضب ،فلما أخذ مجلسه قال :يا عجبا لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ،ما يعلم الغيب إل ال عز
و جل ،ل قد هم مت بضرب جاري تي فل نة ،فهر بت م ني ف ما عل مت في أي دار هي؟" ["كتاب الح جة من
الكافي" ج 1ص .]257
ومثله في رجال الكشي حيث سئل عنه أن أبا الخطاب -أحد تلمذته -يقول :إنك تعلم الغيب وأنت
قلت له هذا؟ فقال جع فر :وأ ما قوله :إ ني ك نت أعلم الغ يب فوال الذي ل إله إل هو ما أعلم الغ يب،
ول آجرني ال في أمواتي ول بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له ،قال ( :أي الراوي) وقدامه جويرية
سوداء تدرج قال (أي جعفر) :لقد كان مني إلى أم هذه بخطة القلم فأتتني هذه فلو كنت أعلم الغيب ما
كانت تأتيني ،ولقد قاسمت مع عبد ال حائطا بيني وبينه ،فأصابه السهل والشرب وأصابني الجبل ،فلو
كنت أعلم الغيب لصابني السهل والشرب وأصابه الجبل" ["رجال الكشي" ص .]248
وكذبوا على محمد الباقر حيث روى أبو بصير أنه قال :
قلت لبي جعفر عليه السلم :أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الكمه والبرص؟ قال :نعم
بإذن ال ،ثم قال لي :ادن م ني يا أ با مح مد! فدنوت م نه ،فم سح على وج هي وعلى عي ني فأب صرت
الش مس وال سماء والرض والبيوت و كل ش يء في البلد ،ثم قال لي :أت حب أن تكون هكذا أو بك ما
للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت :أعود كما كنت ،فمسح
على عيني ،فعدت كما كنت" ["كتاب الحجة من الكافي" ج 1ص .]470
و من أكاذيب هم على أئمت هم أن عند هم جم يع الك تب ال تي أنزلت وأن هم يعرفون ها على اختلف أل سنتها"
["الصول من الكافي" ج 1ص .]227
و "إن الئمة يعلمون متى يموتون ،وإنهم يموتون باختيار منهم" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]258
و "إن الئمة لو ستر عليهم لخبروا كل امرئ بما له وما عليه" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]264
و "إن الئمة تدخل الملئكة بيوتهم ،وتطأ بسطهم ،وتأتيهم بالخبار" ["الصول من الكافي" كتاب الحجة
ج 1ص .]393
و "عندهم علم ل يحتمله ملك مقرب ول نبي مرسل" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]402
و "إن المام ل يخفى عليه كلم أحد من الناس ول طير ول بهيمة ول شيء فيه روح" ["قرب السناد"
للحميري ص 146ط مكتبة نينوى طهران].
خروج القائم
و من أكاذيب هم على أ هل الب يت أن هم ن سبوا إلي هم القوال والروايات ال تي تن بئ بخروج القائم من أولد
الحسن العسكري الذي لم يولد له مطلقا في آخر الزمان ،وإحيائه أعداء أهل البيت وقتله إياهم حسب
زعمهم.
ك ما أورد الكلي ني -محدث القوم وبخاري هم -عن سلم بن الم ستنير قال :سمعت أ با جع فر عل يه
ال سلم يحدث إذا قام القائم عرض اليمان على كل نا صب ،فإن د خل ف يه بحقي قة وإل ضرب عن قه ،أو
يؤدي الجزيمة كمما يؤديهما اليوم أهمل الذممة ،ويشمد على وسمطه الهميان ويخرجهمم ممن المصمار إلى
السواد" ["الروضة من الكافي" ج 8ص .]227
ول هذا فحسب ،بل أورد الصافي مفسر القوم رواية عن جعفر أيضا أنه قال :
إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلم بفعال آبائهم" ["تفسير الصافي" سورة البقرة ج 1
ص .]172
هذا ول يكتفي على قتل ذراريهم ،بل يحيي آباءهم ويقتلهم كما روى المفيد كذبا على جعفر بن الباقر
أنه قال :
إذا قام القائم من آل محمد صلوات ال وسلمه عليهم فأقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ،ثم
أقام خم سمائة فضرب أعناق هم ،ثم خم سمائة أخرى ح تى يف عل ذلك ست مرات" ["الرشاد" للمف يد ص
.]364
ولقد أورد العياشي أنه يقتل أيضا يزيد بن معاوية وأصحابه كما يقول :
قال أبو عبد ال عليه السلم :إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي عليه السلم وأصحابه ويزيد
بن معاوية وأصحابه ،فيقتلهم حذو القذة بالقذة" [تفسير العياشي" ج 2ص 280تحت قوله تعالى :ثم
رددنا لكم الكرة عليهم ،أيضا "البرهان" ج 2ص ،408أيضا "الصافي" ج 1ص .]959
ولم يقتنع القوم بهذه الكاذيب ،ولم يشف غليلهم حتى بلغوا إلى أقصاه ،فافتروا على محمد الباقر أنه
قال :
أما لو قام قائمنا ردت الحميراء (أي أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي ال عنها) حتى يجلدها الحد،
فاط مة علي ها ال سلم من ها ،ق يل :ولم يجلد ها ؟ قال :لفريت ها على أم وح تى ينت قم لب نة مح مد
رحممة ،وبعمث القائم عليمه إبراهيمم ،قيمل :فكيمف أخره ال للقائم (ع)؟ قال :إن ال بعمث محمدا
السلم نقمة" ["تفسير الصافي" سورة النبياء ج 2ص .]108
كما أنهم حكوا روايات كثيرة باطلة ،ونسبوها إلى أئمتهم نذكر منها واحدا أن أبا جعفر الباقر قال :
كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلف من الملئكة ،جبرائيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره والمؤمنون بين يديه ،وهو يفرق الجنود في البلد ة ..وأول من يبايعه جبرائيل"
["روضة الواعظين" ج 2ص " ،365 ،364الرشاد" ص .]364
المسائل الغربية
ومن أكاذيبهم الشنيعة الكثيرة على أهل البيت أنهم كذبوا على أبي عبد ال جعفر بن الباقر أنه قال :
إن سال من ذكرك شيء من مذي أو ودي وأنت في الصلة فل تغسله ،ول تقطع الصلة ول تنقص له
الوضوء وإن بلغ عقبيمك ،فإنمما ذلك بمنزلة النخاممة وكمل شيمء يخرج منمك بعمد الوضوء فإنمه ممن
الحبائل أو من البواسير وليس بشيء" [الفروع من الكافي ج 3ص ،39أيضا "تهذيب الحكام" ج 1ص
،21أيضا الستبصار ج 1ص .]94
كما كذبوا على أبيه محمد الباقر بن علي زين العابدين أنه :
"سئل عن المذي يسيل حتى يصيب الفخذ؟ فقال :ل يقطع صلته ول يغسله من فخذه" [الفروع من
الكافي ج 3ص 40كتاب الطهارة].
ورووا عن عمر بن زيد أنه قال :
اغتسلت يوم الجمعة بالمدينة وتطيبت ولبست أثوابي ،فمرت بي وصيفة ففخذت لها فأفضيت أنا وأمنت
هي ،فدخل ني من ذلك ض يق ف سألت أ با ع بد ال عل يه ال سلم عن ذلك ،فقال :ل يس عل يك وضوء ول
عليها غسل" ["وسائل الشيعة" للحر العاملي كتاب الطهارة ج 1ص .]198
و من أكاذيب هم أن جع فر ال صادق رأى حنان بن سدير وعل يه ن عل سوداء ،فقال :مالك ول بس ن عل
سوداء؟ أ ما عل مت أن في ها ثلث خ صال؟ قلت :و ما هي جعلت فداك؟ قال :تض عف الب صر وتر خي
الذكر وتورث الهم ،وهي مع ذلك لباس الجبارين ،عليك بلبس نعل صفراء ،فيها ثلث خصال ،قال :
قلت :و ما هي؟ قال :ت حد الب صر وت شد الذ كر وتن في ال هم" [كتاب الخ صال ل بن بابو يه الق مي باب
الثلثة ج 1ص .]99
ولسائل أن يسأل ما علقة النعل بالتشديد والرخاء؟
ورووا عن أبي الحسن الول ذ المام السابع عند القوم -أنه قال :
النظر إلى الوجه الحسن يجلي البصر.
ورووا عن أبيه جعفر أنه قال :
أربعة ل يشبعن من أربعة ،الرض من المطر ،والعين من النظر ،والنثى من الذكر" ["كتاب الخصال"
ج 1ص .]221
وأيضا رووا عنه أنه قال :النشوة في عشرة أشياء ة .في الكل والشرب والنظر إلى المرأة الحسناء
والجماع" ["كتاب الخصال" باب العشرة ج 2ص .]443
ورووا أيضا أ نه سئل " هل للر جل أن ين ظر إلى امرأ ته و هى عريا نة؟ قال :ل بأس بذلك ،هل اللذة إل
بذلك" ["الفروع من الكافي" ج 2ص 214ط الهند].
كما سئل أبو الحسن عن "الرجل يقبل فرج امرأته؟ قال :ل بأس" ["الفروع من الكافي" ج 2ص .]214
ول ندري ما علقة أئمة القوم بمثل هذه المسائل ،وما الحكمة في بيانها؟ ثم وأي دين هذا الذي يأمر
أتبا عه بالن ظر إلى الح سناوات ،وتشد يد الذ كر ،والترغ يب في ال كل والشرب والجماع وغ ير ذلك من
الخرافات التي يأبى النسان العادي أن يذكرها دون الئمة والثقاة حسب زعم القوم؟.
هذا وقد رووا أيضا عن جعفر أنه قال :النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار"
["الفروع الكافي" ،كتاب الزي والتجمل ج 6ص 501ط طهران].
وأما عورة المسلم فرووا عن أبي الحسن موسى الكاظم أنه قال :
العورة عورتان الق بل والدبر ،أ ما الدبر فم ستور بالليت ين وأ ما الق بل فا ستره بيدك" ["الفروع الكا في"
كتاب الزي والتجمل ج 6ص .]501
هذا وليس هذا فحسب ،بل هناك فضائح أكثر من هذا حيث قالوا :إن أبا جعفر -محمد الباقر -عليه
السلم كان يقول :
من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يدخل الحمام إل بميزر ،فقال :فدخل ذات يوم الحمام فتنور -أي
جعل النورة على جسمه -فلما أن أطبقت النورة على بدنه ألقى الميزر ،فقال له مولى له :بأبي أنت
وأممي إ نك تو صينا بالميزر ولزوممه و قد ألقي ته عن نف سك؟ فقال :أمما عل مت أن النورة قد أطب قت
العورة؟.
كما رووا عن عبيد ال الدابقي أنه قال :دخلت حماما بالمدينة ،فإذا شيخ كبير وهو قيم الحمام ،فقلت
:يا شيخ لمن هذا الحمام؟ فقال :لبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلم ،فقلت :كان
يدخله؟ قال :نعم ،فقلت :كيف كان يصنع؟ قال :كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يريه ،ثم يلف على
طرف إحليله ويدعوني ،فأطلي سائر بدنه ،فقلت له يوما من اليام :الذي تكره أن أراه قد رأيته ،فقال
:كل ،إن النورة سترته" ["الفروع من الكافي" كتاب الزي والتجمل ج 6ص .]503
عجائب وغرائب
ومن مسائلهم الغريبة ،وأكاذيبهم العجيبة أنهم نقلوا عن محمد الباقر أنه قال في رجل زنى بأم امرأته
أو ابنتها أو أختها :ل يحرم ذلك عليه امرأته" ["الفروع من الكافي" ج 5ص .]416
وأيضا رووا عنه أنه قال :
إذا زنمى رجمل بامرأة أبيمه أو جاريمة أبيمه فإن ذلك ل يحرمهما على زوجهما ،ول تحرم الجاريمة على
سيدها" ["الفروع من الكافي" ص .]419
هذا ومثل هذا كثير.
ومن المسائل الشنيعة العجيبة الغريبة أنهم قالوا :إن صلة الجنازة جائزة بغير وضوء كما كذبوا على
جعفر أنه قال على جواب سائل سأله عن الجنازة "أصلي عليه بغير وضوء؟ فقال :نعم" ["الفروع من
الكافي" ج 3ص ،178أيضا "من ل يحضره الفقيه" ج 1ص .]170
وكتب المحشي تحته "أجمع علماؤنا على عدم شرط هذه الصلة بالطهارة" ونقل عن "التذكرة" وليست
الطهارة شرطا بمل يجوز للمحدث والحائض والجنمب أن يصملوا على الجنازة ممع وجود الماء والتراب
والتمكن ،ذهب إليه علماؤنا أجمع" ["الفروع من الكافي" ذ الهامش ص 178أيضا].
ورووا عن جعفر محمد الباقر أنه قال :إن الحائض تصلي على الجنازة.
وذكروا أيضا أن أبا جعفر محمد الباقر وابنه جعفر سئل :
إ نا نشتري ثيابا ي صيبها الخ مر وودق الخنز ير أب عد حك ها ن صلي في ها ق بل أن نغ سلها؟ فقال :ن عم! ل
بأس ،إنما حرم ال أكله ولم يحرم لبسه ومسه والصلة فيها" ["من ل يحضره الفقيه" ج 1ص .]170
هذا ويج عل الح بل من ش عر الخنز ير وي ستقى به الماء من البئر يجوز الوضوء م نه ك ما رووا عن
زرارة أنه قال :
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الحبل يكون من شعر الخنزير يستقى به الماء من البئر هل يتوضأ
من ذلك الماء؟ قال :ل بأس" ["تهذيب الحكام" ج 1ص .]409
وأيضا رووا عن جعفر أنه قال :
إن أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم سئل عن قدر طب خت فإذا في القدر فأرة ،قال :يهراق مرق ها ويغ سل
اللحم ويؤكل" ["الفروع من الكافي" كتاب الطهارة ج 3ص .]7
كما رووا عن جعفر أيضا "أنه سئل عن الفأرة والكلب يقع في السمن والزيت ثم يخرج منه حيا؟ فقال:
ل بأس بأكله" ["الفروع من الكافي" كتاب الطعمة ج 2ص .]161
عن أ كل ل حم الف حل و قت اغتل مه" - هذا و من ناح ية أخرى شددوا إلى أن قال :ن هى ر سول ال
أي وقت شهوته ذ ["الفروع من الكافي" كتاب الطعمة ج 6ص .]260
وهذا تكليف ما ل يطاق لنه ل يدري أحد أكان الفحل المذبوح في الشهوة أم ل؟
وهناك تي سير ورخصة أك ثر من اللزوم ح يث نقلوا عن جعفر بن البا قر أنه سئل عن الفأرة وال سنور
والدجا جة والط ير والكلب ت قع في البئر؟ قال :ما لم يتف سخ أو يتغ ير ط عم الماء فيكف يك خ مس دلء"
["الفروع من الكافي" كتاب الطهارة ج 3ص .]5
وسئل جعفر أيضا عن البئر يقع فيها زنبيل عذرة يابسة أو رطبة ،فقال :ل بأس به إذا كان فيها ماء
كثير" ["تهذيب الحكام" ج 1ص ،416أيضا "الستبصار" ج 1ص .]42
كما نقلوا عنه أيضا أنه "سئل الصادق عليه السلم عن جلود الميتة يجعل فيها الماء والسمن ما ترى
فيه؟ فقال :ل بأس بأن تجعل فيها ما شئت من ماء أو لبن أو سمن ،وتتوضأ منه وتشرب" [كتاب من
ل يحضره الفقيه" لبن بابويه القمي ج 1ص .]11
ك ما قالوا أيضا إن سقطت في روا ية ماء فأرة أو جرو أو صعوة مي تة فتن فخ في ها لم ي جز شر به ول
الوضوء منه ،وإن كان غير متفسخ فل بأس بشربه والوضوء منه ،وتطرح الميتة إذا خرجت طرية،
وكذلك الجرة وحب الماء والقربة وأشباه ذلك من أوعية الماء" [كتاب من ل يحضره الفقيه لبن بابويه
القمي ج 1ص .]14
ورووا عن جعفر بن الباقر أنه قال :
لو أن ميزابيمن سمال أحدهمما ميزاب بول والخمر ميزاب ماء ،فاختلطما ،ثمم أصمابك مما كان بمه بأس"
["الفروع من الكافي" ج 3ص ،13 ،12أيضا "تهذيب" ج 1ص .]42
كما رووا عنه أيضا أنه قال له أحد :اغتسل في مغتسل يبال فيه ويغتسل من الجنابة ،فيقع في الناء
ماء فينزو من الرض؟ فقال :ل بأس به" ["الفروع من الكافي" ج 3ص .]14
وروى القمي في كتابه "أن أبا جعفر الباقر عليه السلم دخل الخلء ،فوجد لقمة خبز في القذر ،فأخذها
وغسلها ودفعها إلى مملوك كان معه ،فقال :تكون معك لكلها إذا خرجت ،فلما خرج عليه السلم قال
للمملوك :أ ين اللق مة؟ أكلت ها يا ا بن ر سول ال ،فقال :إن ها ما ا ستقرت في جوف أ حد إل وج بت له
الجنة ،فاذهب أنت حر ،فإني أكره أن استخدم رجلً من أهل الجنة" ["كتاب من ل يحضره الفقيه" باب
أحكام التخلي ج 1ص .]27
وهذه هي أكاذيب القوم أنهم يمنحون صكوك المغفرة على أكل القذرة والخبز.
المضحكات المبكيات
ومن أكاذيبهم المضحكة المبكية أنهم يروون عن جعفر أنه قال :
مكث أياما ليس له لبن ،فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ،فأنزل ال فيه لبنا ،فرضع لما ولد النبي
منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها" ["الصول من الكافي" كتاب الحجة ج 1
ص 458ط طهران].
ومثل ذلك ما ذكروا "لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلم ول من أنثى ،كان يؤتى به النبي فيضع
إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلث" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]465
وان ظر إلى القوم ك يف يختلقون الق صص ،وين سجون ال ساطير لتمج يد من يرون تمجيده ولو أن هم ل
يجيدون اختلقها ،ول يحسنون نسجها ،فيبين فسادها ،ويظهر عوارها وحتى للطفال والصبيان دون
الرجال والعقلء ،لكن أنى للقوم أن يفهموا ويبصروا.
ومن مثل هذه الكاذيب ما افتروه على باقر بن زين العابدين أنه قال :
:إنك تلثم فاطمة وتلتزمها وتدنيها منك وتفعل بها ما ل تفعله بأحد من بناتك؟ قيل لرسول ال
فقال :إن جبرئيل (ع) أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها ،فتحولت ماء في صلبي ،ثم واقعت خديجة
فحملت بفاطمة ،فأنا أشتم بها رائحة الجنة" ["علل الشرائع" ج 1ص .]183
ولما كانت فاطمة هكذا ل بد أن يكون علي مثلها في ذلك :
فاختلقوا فمي علي وولدتمه قصمة تشابههما ،ولقمد أورد الفتال [همو محممد بمن الحسمن بمن علي الفتال
الني سابوري ،الفار سي ،قال الق مي :الحا فظ الوا عظ ،صاحب كتاب "رو ضة الواعظ ين" ،كان من علماء
المائة السادسة ،ومن مشائخ ابن شهر آسوب" (الكنى واللقاب ج 3ص .)9
قال الحلي :متكلم جليل القدر ،فقيه ،عالم ،زاهد ،قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور" (رجال
الحلي ص 295سنة ])508في كتابه أن أبا طالب "أتي بطبق من فواكه الجنة رطبة ورمان ،فتناول
أ بو طالب م نه رما نة ون هض فرحا من ساعته ح تى ر جع إلى منزله فأكل ها فتحولت ماء في صلبه،
فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي" ["روضة الواعظين" للفتال ج 1ص 87ط قم إيران].
ومنها أيضا ما افتراه صدقوهم على جعفر أنه سئل :
"لم لم يبق لرسول ( ) ولد ؟ قال :لن ال خلق محمدا ( ) نبيا وعليا عليه السلم وصيا فلو كان
لرسمول ال ولد ممن بعده لكان أولى برسمول ال ممن أميمر المؤمنيمن فكانمت ل تثبمت وصمية لميمر
المؤمنين عليه الصلة والسلم" ["علل الشرائع" ج 1ص 131ط نجف].
أنه وما دام القوم بدؤوا في الختراعات والفتراءات فلهم أن يبلغوا ذروتها فكذبوا على رسول ال
قال :
إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب ،فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنت وقالت
:يا علي" ["روضة الواعظين" ج 1ص .]111
وقام آخر -وهو من أهل هذا العصر -وقال :
لول سيف ابن ملجم لكان علي بن أبي طالب من الخالدين في الدنيا" ["أصل الشيعة وأصولها" ص 112
ط بيروت .]1960
ول ما بلغ علي هذا المقام الرف يع لزم أن يكون لشيع ته ن صيب من مجده وشر فه فافتروا على نبي ال
أنه قال لعلي :إن ال حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي" ["البرهان" ج 2ص 442ط قم ذ إيران].
ومن مفترياتهم المضحكة على أهل البيت أنهم كذبوا على أبي عبد ال أنه سئل عن الرض :
"على أي شيء هي؟ قال :على الحوت ،قلت :فالحوت على أي شيء هو؟ قال :على الماء ،قلت :
فالماء على أي شيمء همو؟ قال على الصمخرة ،قلت :فعلى أي شيمء الصمخرة ؟ قال :على قرن ثور
أملس ،قلت :فعلى أي ش يء الثور؟ قال :على الثرى ،قلت فعلى أي ش يء الثرى؟ فقال :هيهات ع ند
ذلك ضل علم العلماء" [تفسير القمي ج 2ص .]59
ومن مضحكاتهم ما افتروا به على علي بن الحسين الملقب بزين العابدين أنه قال إن ل ملكا يقال له
خرقائيمل له ثمانيمة عشمر ألف جناح ،مما بيمن الجناح إلى الجناح خمسممائة عام" ["البرهان" ج 2ص
.]327
ونأتي إلى الخير حيث لو أردنا الطالة لما يكفيها الكتاب ول الكتابان ول الكتب لن القوم جبلوا على
الكذب فأكثروه ،وجعلوه في كل مقام ومكان ،مناسبا كان أم غير مناسب ،فيذكر ابن بابويه القمي عن
أبي الحسن أنه سئل عن الممسوخ فقال :
ل ديوثا ،وم سخت الر نب فأ ما الف يل فإ نه م سخ ل نه كان ملكا زناء لوطيا ،وم سخ الدب ل نه كان رج ً
لنها كانت امرأة تخون زوجها ول تغتسل من حيض ول جنابة ،ومسخ الوطواط لنه كان يسرق تمور
الناس ،وم سخ ال سهيل ل نه كان عشارا باليم ين ،وم سخت الزهرة لن ها كا نت امرأة ف تن ب ها هاروت
وماروت ،وأ ما القردة والخناز ير فإ نه قوم من ب ني إ سرائيل اعتدوا في ال سبت ،وأ ما الجري وال ضب
ل نماما ،وأمما الزنبور فكان لحاما يسمرق فمي ففرقمة ممن بنمي إسمرائيل ،وأمما العقرب فإنمه كان رج ً
الميزان" ["علل الشرائع" ص .]486 ،485
هذا ونخ تم الب حث على شكاوى أئ مة القوم من هؤلء الناس الكذاب ين و ما أكثر هم ،ولم ي كن وا حد من
أهمل البيمت إل وقمد التمف حوله أمثال هؤلء ،فافتروا عليمه بافتراءات لم يخطمر بباله أبدا ،واختلقوا
القصمص والسماطير ،ونسمبوها إليهمم ومما أجرأهمم على ذلك ،وكتمب القوم مليئة ممن تلك الشكاوى
والتألم.
منها ما رواه الكشي عن ابن سنان أنه قال :
قال أبو عبد ال (ع) :إنا أهل البيت صادقون ل نخلو من كذاب يكذب علينا ،فيسقط صدقنا بكذبه عند
الناس -ثم عد واحدا ب عد وا حد من الكذاب ين -كان ر سول ال أ صدق البر ية له جة ،وكان م سيلمة
يكذب عليه ،وكان أمير المؤمنين (ع) أصدق من برأ ال من بعد رسول ال وكان الذي يكذب عليه من
الكذب عبد ال بن سبأ لعنه ال ،وكان أبو عبد ال الحسين بن علي (ع) قد ابتلي بالمختار ،ثم ذكر أبو
عبد ال الحارث الشامي والبنان فقال :كانا يكذبان على علي بن الحسين (ع) ثم ذكر المغيرة بن سعيد
وبزي عا وال سري وأ با الخطاب ومعمرا وبشار الشعري وحمزة اليزيدي و صائب النهدي -أي أ صحابه
-فقال :لعنهم ال ،إ نا ل نخلو من كذاب يكذب علينا -كفانا ال مؤنة كل كذاب وأذاقهم ال حر
الحديد" ["رجال الكشي" ص 258 ،257تحت ترجمة أبي الخطاب].
واشتكى بمثل هذه الشكوى حفيده أبو الحسن الرضا كما نقل عنه أنه قال :
كان بنان يكذب على علي بن الح سين (ع) فأذا قه ال حر الحد يد ،وكان المغيرة بن سعيد يكذب على
ا بن جع فر (ع) فأذا قه ال حر الحد يد ،وكان مح مد بن ب شر يكذب على ا بن الح سن علي بن مو سى
الرضا (ع) فأذاقه ال حر الحديد ،وكان أبو الخطاب يكذب على ابن عبد ال (ع) فأذاقه ال حر الحديد،
والذي يكذب على محمد بن الفرات" ["رجال الكشي" ص .]256
ولجل ذلك قال جعفر بن الباقر :لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم ["رجال الكشي" ص .]252
هذا و ما أح سن ما قاله جع فر -و هو صادق في قوله :-ل قد أم سينا و ما أ حد أعدى ل نا م من ينت حل
مودتنا" ["رجال الكشي" ص .]259
ذلك ما قاله الشيعة وهذا ما قاله أئمتهم ،وقانا ال من الكذب والكذابين.
وأهل بيت علي رضي السلمي والمة السلمية ،وإل فهل من الممكن أن يهان أهل بيت النبي
ال عنه؟ بل ونبي ال نفسه صلوات ال وسلمه عليه وعلي رضي ال عنه؟.
،ولقد حملت على مثل حمولة الرب ،وإن رسول ال الملئكة والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد
يد عى فيك سى ،واد عى فأك سى ،وي ستنطق وا ستنطق -إلى هذا ن حن سواء وأ ما أ نا -ول قد أوت يت
خصا ًل ما سبقني إليها أحد قبلي .علمت المنايا والبليا والنساب وفصل الخطاب ،فلم يفتني ما سبقني،
ولم يعزب عني ما غاب عني" ["الصول من الكافي" كتابالحجة ص .]197 ،196
فالر سول العظ يم عل يه ال صلة وال سلم ي ساوي عليا في خ صائل ،ولم يح صل له خ صائل أخرى ل نه
بشر ،وليس للبشر مهما بلغ شأنه ومقامه أن يتحلى بها إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي [سورة
الكهف الية .]110
و إن ال عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما
تدري نفس بأي أرض تموت إن ال عليم خبير [سورة لقمان الية .]34
و ل يعلم من في السماوات والرض الغيب إل ال [سورة النمل الية .]65
ل قالوه ح يث ذكروا أ نه وأ ما علي ف هو ما فوق ال نبي ل نه ما فوق الب شر ،ولعله ة ..؟ معاذا ل! وفع ً
قال :
أنا وجه ال ،وأنا جنب ال ،وأنا الول ،وأنا الخر ،وأنا الظاهر ،وأنا الباطن ،وأنا وارث الرض ،وأنا
سبيل اله ،وبه عزمت عليه" [رجال الكشي ص .]184
مقا بل وهذا ل يس بم ستعبد من القوم لنهمم تعودوا على ذلك ،وتجرؤا على تصمغير شأن نبي ال
علي رضي ال عنه ،ولقد ذكرنا عدة روايات فيما مضى [في الباب الثاني بعنوان "من الفضل؟ علي،
أم نبي"] تبرهن ذلك ن ستغني عن ذر ها هه نا ،ونورد هه نا ما لم نورد ها سابقا ،فل قد أورد العيا شي
،فيكتبان ت حت قول ال عز والحويزي في تف سيريهما روا ية تدل على علو مكا نة علي فوق ال نبي
وجل :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين :أن المراد من الصلوات :
"رسول ال أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ،والوسطى أمير المؤمنين" ["تفسير العياشي" ج
1ص 128ط طهران ،أيضا "نور الثقلين" ج 1ص 238ط قم].
؟ وهل هناك إساءة فوق هذا إلى سيد الخلئق ورسول الثقلين
ل من الصدوق أن الرسول لم يرسل إل لتبليغ نعم ! هناك أشنع من هذه وأقبح ،ما ذكره الحويزي نق ً
ولية علي إلى الناس ،ولو لم يبلغ ما أمر بتبليغه من ولية علي لحبط عمله ذ عياذا بال .-
وإليك النص :روى الصدوق في "المالي" أن رسول ال قال لعلي :
لو لم أبلغ ما أمرت به من وليتك لحبط عملي" [تفسير "نور الثقلين" ج 1ص .]654
ولم ل يكون كذلك؟ والحال أنمه لم يرفمع ذكره ذ ل يؤاخذنما ال بنقمل كفريات القوم ذ إل بعلي ،ولم
يوضع عنه وزره إل به ،كما ذكر البحراني عن ابن شهر آشوب تحت قوله :ووضعنا عنك وزرك :
"ثقل مقاتلة الكفار وأهل التأويل بعلي بن أبي طالب عليه السلم" ["البرهان" في تفسير القرآن ج 4ص
.]475
،وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان" وعن البرسي "ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك ،قرأها النبي
["البرهان" في تفسير القرآن ج 4ص .]475
ول جل ذلك كان ر سول ال يد عو ال وي سأله بحر مة علي ،ك ما ين قل البحرا ني عن ال سيد ر ضي من
كتابه "المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة" عن ابن مسعود أنه قال :
،فوجدته راكعا وساجدا وهو يقول :اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين خرجت إلى رسول ال
من أمتي -ولم يكتفوا بذلك ،بل زادوا في غلوائهم حيث قالوا :-إن النبي خلق من نوره السماوات
والرض ،وهو أفضل من السماوات والرض ،ولكن علي خلق من نوره العرش والكرسي ،وعلي أجل
من العرش والكرسي" ["البرهان" ج 4ص .]226
فهذا هو نبي في نظرهم ،وذاك هو علي أفضل وأعلى من الرسول صلوات ال وسلمه عليه ،وبالغوا
:لما عرج به ،وجاوزوا كل الحدود حتى قالوا عن النبي فيه عمدا وقصدا لتقليل مرتبة النبي
إلى السماء رأى عليا وأولده قد وصلوا إليها من قبل ،فسلم عليهم وقد فارقهم في الرض" ["تفسير
البرهان" ج 2ص 404نقلً عن البرسي].
وروى أيضا عن الصدوق في أماليه أن رسول ال قال :
لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي ،حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ،قال :يا محمد!
من تحبه من الخلق؟
قلت :يا رب! عليا ،قال :التفت يا مح مد! فالتفت عن ي ساري ،فإذا علي بن أ بي طالب عليه ال سلم"
["تفسير البرهان" ج 2ص .]404
وليس هذا ،بل وأكثر من ذلك ،لما سئل النبي :
"بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال :خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ،حتى قلت :أنت خاطبتني
أم علي؟" ["كشف الغمة" ج 1ص .]106
فعلي في كل مقام قبل نبي ،فهو قبله في السماء ،وقبله عند الرب ،وبلغته يخاطبه ال ،وبصوته يتكلم،
وهو أعلى منه خلقة ،وبه رفع ذكره ووضع عنه وزره ،وبحرمته أجيبت دعوته ،وبقوته وقيت نفسه،
وحفظت روحه ،وقويت عضده ،وقام دينه .وبهذا قال شيعي متحضر معاصر :
بنى الديمن فاستقام ولول
ضرب ماضيمه مما اسمتقام البناء" ["أصمل الشيعمة وأصمولها" لمحممد حسمين آل كاشمف الغطاء ص ،68
الطبعة التاسعة].
وقال ال خر :بالشيعمة قام السملم ،وبسميف إمامهمم أسمس السملم وثبتمت دعائممه" ["أعيان الشيعمة"
لمحسن المين ج 1الجزء الول ،القسم الول ص .]123
وقبلهما القمي أهان رسول ال العظيم حيث اختلق هذه القصة الباطلة الموضوعة أن رسول ال :
"كان بم كة ،ولم يج سر عل يه أ حد لمو ضع أ بي طالب ،وأغروا به ال صبيان ،وكان إذا خرج ر سول ال
يرمونه بالحجارة والتراب ،فشكى ذلك إلى علي عليه السلم -فانظر إلى التعبير السيئ والهانة
الصريحة لذلك النبي الشهم ،بطل البطال ،وفارس الفرسان وقائد الشجعان -فقال :بأبي أنت وأمي
وم عه أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم، يا ر سول ال! إذا خر جت فأخرج ني م عك ،فخرج ر سول ال
كعادتهم ،فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلم ،فكان يقضمهم في فتعرض الصبيان لرسول ال
وجوههم وآنافهم وآذانهم" ["تفسير القمي" ج 1ص .]114
ويقولون :إنه هو الذي وقى رسول ال يوم الغار" ["نور الثقلين" ج 2ص .]219
فعلي هو هو كل ش يء ولم ير سل نبي ال مح مد خا تم ال نبياء و سيد الر سل إل ليدعوا الناس إل يه
ويحب به إلى الناس ،وأ ما نف سه فل يس بش يء مقا بل علي -ن ستغفر ال ونتوب إل يه من هذه الهانات
والهفوات -كما رووا عن ابن بابويه القمي وغيره عن جعفر أنه قال :
عرج بالنبي عليه السلم إلى السماء مائة وعشرين مرة ،ما من مرة إل وقد أوحى ال فيها إلى النبي
بالولية لعلي أكثر ما أوصاه في سائر الفروض" ["مقدمة تفسير البرهان" ص .]22
وقال :يما محممد! ربمك يقرئك السملم ويقول :فرضمت الصملة وأيضا "إن جبرئيمل أتمى النمبي
ووضعتها عن المر يض ،وفر ضت الصوم ووضع ته عن المريض والم سافر ،وفر ضت الحج ووضعته
عن الم قل المد قع وفر ضت الزكاة ووضعت ها ع من ل يملك الن صاب ،وجعلت حب علي بن أ بي طالب
عليه السلم ليس فيه رخصة" [مقدمة البرهان ،نقلً عن البرقي في محاسنه ص .]22
وكذبوا على ال عز وجل أنه قال :
علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ،ونوري في بلدي ،وأميني على علمي ل أدخل النار من عرفه
وإن عصاني ،ول أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني" ["البرهان" مقدمة ص .]23
وأهانوا أولي العزم من الرسل ،واختلقوا ق صة غري بة ،فقالوا :إن عليا ل ما ولد ،ذ هب رسول ال
ل بين يديه ،واضعا يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنفية ،ويشهد
إليه ،ولكنه رآه ماث ً
بواحدانيمة ال وبرسمالته وهمو مولود ذلك اليوم ،ثمم قال لرسمول ال :اقرأ؟ فقال له :اقرأ ذ وبعده
النص حرفيا :-
لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها ال عز وجل على آدم ،فقام بها شيث فتلها من أول حرف فيها إلى آخر
حرف فيها ،حتى لو حضر بها شيث لقر له إنه أحفظ له منه ،ثم قرأ توراة موسى ،حتى لو حضره
موسى لقر بأنه أحفظ لها منه ،ثم قرأ زبور داؤد ،حتى لو حضره داؤد لقر بأنه أحفظ لها منه ،ثم
قرأ إنجيمل عيسمى ،حتمى لو حضره عيسمى ل قر بأنمه أحفمظ لهما منمه ،ثمم قرأ القرآن ،فوجدتمه يحفمظ
كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية" ["روضة الواعظين" ص .]84
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذبا.
هذا ولقد قالوا إنه ينادي مناد يوم القيامة :
"أين خليفة ال في أرضه؟ فيقوم داؤد عليه الصلة السلم ،فيأتي النداء من عند ال عز وجل :لسنا
إياك أردنا ،وإن كنت ل خليفة ،ثم ينادي (مناد) أين خليفة ال في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه الصلة السلم ،فيأتي النداء من قبل ال عز وجل :يا معشر الخلئق! هذا علي بن
أبي طالب خليفة ال في أرضه ،وحجته على عباده" ["كشف الغمة" ج 1ص .]141
وأهانوا رسمل ال وأنمبيائه حيمث قالوا :إن نمبي ال أيوب لم تتغيمر نعممة ال عليمه إل لنكاره وليمة
علي ،كذلك صفي ال يو نس عل يه ال سلم لم يح بس في ب طن الحوت إل لنكاره أيضا ،وكذلك يو سف
وقبله آدم عليهما السلم.
فأورد الحويزي رواية في تفسيره أنه قال :دخل عبد ال بن عمر على زين العابدين ،فقال :
يا ابن الحسين! أنت الذي تقول :إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي ،لنه عرضت عليه
ولية جدي ،فتوقف عندها؟ قال :بلى! ثكلتك أمك ،قال :فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين؟ فأمر
بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة ،ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا ،فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب
أمواجه ،فقال ابن عمر :
يا سيدي! دمي في رقبتك ،ال ال في نفسي ،فقال :هنيئة واريه إن كنت من الصادقين؟ ثم قال :يا
أيتها الحوت ! قال :فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول" لبيك لبيك يا ولي ال!
فقال :من أ نت؟ قال :حوت يو نس يا سميدي! قال :ايت نا بالخمبر ،قال :يا سيدي! إن ال تعالى لم
يب عث نبيا من آدم إلى أن صار جدك مح مد إل و قد عرض عل يه وليت كم أ هل الب يت ،ف من قبل ها من
النبياء سلم وتخلص ،ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المصيبة ،وما لقي نوح
من الغرق ،وما لقي إبراهيم من النار ،وما لقي يوسف من الجب ،وما لقي أيوب من البلء .وما لقي
داؤد من الخطيئة ،إلى أن بعث ال يو نس فأوحى ال إليه أن يا يو نس! تول أمير المؤمن ين" ["تف سير
نور الثقلين" ج 3ص .]435
ومثلها أورد البحراني في مقدمة تفسيره "البرهان" عن سلمان أنه قال لعلي رضي ال عنه :
بأ بي أ نت وأ مي يا قت يل كوفان! أ نت ح جة ال الذي به تاب على آدم ،و بك أن جى يو سف من ال جب،
وأنت قصة أيوب وسبب تغيير نعمة ال عليه" ["البرهان" مقدمة ص .]27
ونقمل عمن "معانمي الخبار" أن أبما عبمد ال سمئل عمن قول علي رضمي ال عنمه :إن أمرنما صمعب
مستعصب ،ل يقر به إل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن ال قلبه لليمان ،فقال :
إن في الملئكة مقربين وغير مقربين ،ومن النبياء مرسلين وغير مرسلين ،ومن المؤمنين ممتحنين
وغير ممتحنين ،فعرض أمركم على الملئكة فلم يقر به إل المقربون ،وعرض على النبياء فلم يقر به
إل المرسلون ،وعرض على المؤمنين فلم يقر به إل الممتحنون" ["مقدمة البرهان" ص .]26
وكتبوا عن أبي النبياء آدم صلوات ال وسلمه عليه "أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ،فتاب عليه،
هي سؤاله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين" ["كتاب الخصال" لبن بابويه القمي ج 1ص
270تحت عنوان "الكلمات التي تلقاها آدم من ربه"].
فهذه همي عقيدة القوم التمي يكنونهما فمي صمدورهم ،ويخفونهما فمي كتبهمم ،وهذه همي الهانات التمي
يوجهونهما إلى نجباء ال وأصمفيائه ،رسمل ال وأنمبيائه ممع ممن فيهمم سميد الرسمل والنمبياء وإمام
المرسلين بدعوى حب أهل البيت وموالتهم.
إهانة أهل البيت
والحال أن أهلي البيت سواء كانوا آل بيت النبي أو آل بيت علي لم يسلموا من سلطة لسانهم ،وبذاءة
أقلمهمم ،وخبمث باطنهمم ،ودناءة ضميرهمم ،فإنهمم أهانوا أيضا كمما أهانوا أنمبياء ال ورسمله عليهمم
الصلة والسلم ،فلقد قالوا في عباس رضي ال عنه وهو عم رسول ال وصنو أبيهز
إن الية :لبئس المولى ولبئس العشير :نزلت فيه" ["رجال الكشي" ص .]54
: وأيضا إن قول ال عز و جل :و من كان في هذه أع مى ف هو في الخرة أع مى وأ ضل سبيل
:نزلتا فيه" ["رجال الكشي" ص ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم وقول ال عز وجل :
.]53 ،52
وأما أبناء عم رسول ال ،وسيدا بني هاشم ،وعامل علي وصفية عبد ال بن عباس ،وأخوه عبيد ال
بن عباس فقالوا فيهما :
إن أم ير المؤمن ين قال :الل هم ال عن اب ني فلن -يع ني ع بد ال وعب يد ال ك ما في الها مش -وأ عم
ل على ع مى قلوبه ما"أب صارهما ك ما أعم يت قلوبه ما الجل ين في رقب تي ،واج عل ع مى أب صارهما دلي ً
["رجال الكشي" ص 52تحت عنوان دعاء علي على عبد ال وعبيد ال ابني عباس].
ل عن علي بن أبي طالب أنه قال -وهو يذكر وأما عقيل بن أبي طالب وشقيق علي فقد قالوا فيه نق ً
قلة أعوانه وأنصاره :-
ولم ي بق م عي من أ هل بي تي أ حد أطول به وأقوى ،أ ما حمزة فق تل يوم أ حد ،وجع فر ق تل يوم مؤ تة،
وبقيمت بيمن خلفيمن خائفيمن ذليليمن حقيريمن ،العباس وعقيمل" ["النوار النعمانيمة" للجزائري" ،مجالس
المؤمنين" ص 78ط إيران القديم].
ومثله ذكر الكليني عن محمد الباقر أنه قال :
وب قي م عه رجلن ضعيفان ،ذليلن ،حدي ثا ع هد بال سلم .عباس وعق يل" ["الفروع من الكا في" كتاب
الروضة].
سئل : والمعروف أن العباس والعقيل وآلهما من أهل بيت النبوة كما أقر به الربلي أن رسول ال
من أهل بيتك؟ قال :آل علي ،وآل جعفر ،وآل عقيل ،وآل عباس" ["كشف الغمة" ج 1ص .]43
وابن النبي
هذا ولقد رووا رواية باطلة أخرى فيها تصغير لشأن ابن النبي ،وتحقيره إياه مقابل حفيده من فاطمة
كان جال سا وعلى فخذه الي سر إبراه يم ر ضي ال عن هم أجمع ين وخل صة ما قالوا إن ر سول ال
ولده ،و عن يمي نه ح سين حفيده ،وكان يق بل هذا تارة وذاك تارة أخرى ،فن ظر جبر يل وقال :إن ر بك
أر سلني و سلم عل يك ،وقال :ل يجت مع هذان في و قت وا حد ،فاخ تر أحده ما على ال خر ،وا فد الثا ني
إلى إبراه يم وب كى ،ون ظر إلى سيد الشهداء -ان ظر إلى الت عبير الرق يق، عل يه ،فن ظر ر سول ال
والمواز نة ب ين ا بن علي وا بن نبي -وب كى ،ثم قال :إن إبراه يم أ مه مار ية ،فإن مات ل يحزن أ حد
عليه غيري ،وأما الحسن فأمه فاطمة وأبوه علي فإنه ابن عمي وبمنزلة روحي ،وإنه لحمي ودمي،
فإن مات ابنه يحزن وتحزن فاطمة ،فخاطب جبريل وقال :يا جبريل! أفديت إبراهيم الحسين ،ورضيت
بموته كي يبقى الحسين ويحيى" ["حياة القلوب" للمجلسي ص 593أيضا "المناقب" لبن شهر آشوب].
وبنات النبي
الثلثة حيث نفوا عنهن أبويته ،وقالوا :إن النبي لم ينجبهن ،بل كن ربيبات، وأهانوا بنات النبي
فيذكر حسن المين الشيعي :
"ذ كر المؤرخون أن لل نبي أر بع بنات ،ولدى التحق يق في الن صوص التاريخ ية لم ن جد دليلً على ثبوت
بنوة غ ير الزهراء (ع) من هن ،بل الظا هر أن البنات الخريات كن بنات خدي جة من زوج ها الول ق بل
محمد ( )" ["دائرة المعارف السلمية الشيعية" ج 1ص 27ط دار المعارف للمطبوعات بيروت].
وعلي أيضاً
هذا وعلي -المام المزعوم ع ند القوم ،والمع صوم الول عند هم -شأنه شأن الخر ين ،فلقد أهانوه،
وصغروه ،واحتقروه ،ونسبوه إلى الجبن والذل ،واتهموه بالتذلل والمسكنة وقالوا :إن أبا بكر رضي
ال عنه لما بويع بالخلفة ،وأنكر علي خلفته ،وامتنع عن بيعته فقال أبو بكر لقنفذ :
ارجع ،فإن خرج و إل فاقتحمو عليه بيته ،وإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار ،فانطلق قنفذ الملعون،
فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن ،وثار علي عليه السلم إلى سيفه ،فسبقوه إليه وكاثروه ،فتناول بعض
سيوفهم فألقوا في عنقه حبلً ،وحالت بينه وبينهم فاطمة عليها السلم عند باب البيت ،فضربها قنفذ
الملعون بالسوط ،فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه ال ،ثم انطلق بعلي
ل -أي يجرجر عنيفا ذ حتى انتهى به إلى أبي بكر -إلى أن قال -فنادى علي عليه السلم يعتل عت ً
عليه السلم قبل أن يبايع والحبل في عنقه :يا ابن أم! إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني" ["كتاب
سليم بن قيس" ص 84و .]89
فهذا هو علي بن أبي طالب في نظر الشيعة ،وهكذا يصورونه جبانا ،خائفا ،مذعورا ،ملببا ،وهو الذي
اختلقوا ف يه الق صص ،واخترعوا ف يه ال ساطير ،ف يه ،و في قو ته وشجاع ته وطاق ته وجرأ ته وب سالته،
وقد مر بيان بعضها سابقا.
، ول يس هذا فح سب ،بل اتهموه بالج بن والهوان إلى حد قالوا ف يه على ل سان زوج ته اب نة ال نبي
فاطمة رضي ال عنها أنها لمته ،وغضبت عليه ،وطعنته ،وشنعت عليه بعد ما طالبت فدك وتشاجرت
مع الصديق والفاروق رضي ال عنهم أجمعين ،ولم يساعدها علي في تلك القضية حسب زعمهم قالت
له :
يما ابمن أبمي طالب! اشتملت مشيممة الجنيمن ،وقعدت حجرة الظنيمن -إلى آخمر مما قالتمه ذ" ["المالي"
للطوسي ص " ،259حق اليقين" للمجلسي ص " ،204 ،203الحتجاج" للطبرسي].
"وإن فاطمة عليها السلم لمته على قعوده وهو ساكت" ["أعيان الشيعة" ص ،26القسم الول].
وأك ثر من ذلك أن هم قالوا إن ع مر بن الخطاب غ صب ابن ته ولم ي ستطع أن يمن عه من ذلك ،فل قد قال
الكليني أن أبا عبد ال قال في تزويج أم كلثوم بنت علي :
إن ذلك فرج غصبناه" ["الكافي في الفروع" ج 2ص 141ط الهند].
وأيضا "إن عليا لم ي كن ير يد أن يزوج ابن ته أم كلثوم من ع مر ،ولك نه خاف م نه ،فو كل ع مه عباس
ليزوجها منه" ["حديقة الشيعة" لمقدس الردبيلي ص .]277
وهذا ،والذي رفض قبول الخلفة والمارة حينما قدمت إليه بقوله :دعوني والتمسوا غيري :يهينونه
بالكذب عليه ،ويحطون عن مكانته ومقامه ،ويصورونه كالعامي الحريص الذي يجري خلف المناصب
وي سعى لجل ها م ستعملً في سبيلها كل الو سائل ،والو سائل ال تي تأ بى نفوس أب يه شري فة اختيار ها
وإتيان ها ،ن عم! يجعلو نه ك صاحب الهوس والهوى والغراض لي ستخدم للح صول علي ها ح سبه ون سبه
وح تى زوج ته وأولده ،فان ظر إلي هم وإهانت هم ل سيد أ هل الب يت ماذا يقولون ف يه في كتاب هم الم هم،
المعت مد الموثوق ل ما بو يع أ بو ب كر ،وو صل ال خبر إلى م سامع علي ،قال :إن هذا ال سم ل ي صلح إل
لي ،وسكت عنه يومه ذلك :
"فلما كان الليل حمل على فاطمة عليها السلم وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهما السلم ،فلم
إل أتاه في منزله ،فناشد هم ال ح قه ،ودعا هم إلى ن صرته ،ف ما يدع أحدا من أ صحاب ر سول ال
استجاب منهم رجل" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]83 ،82
وهل هناك إهانة أكبر من هذه أن يقال عن مثل علي رضي ال عنه أنه حمل زوجته ابنة النبي على
حمار ،وأخذ سبطيه ،وذهب إلى أبواب الناس يستعطفهم ويستنصرهم ويستجديهم؟
سبحان ال :ما أشنع الكذب وما أقبحه!
ثم زادوا على ذلك :
"إن عليا عل يه ال سلم ل ما رأى خذلن الناس إياه ،وترك هم ن صرته واجتماع كلمت هم مع أ بي ب كر
وتعظيمهم إياه لزم بيته" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]83
فليلحمظ الكلمات والحروف ،ولتكرر النظرة على هذه العبارة القصميرة تنبمئ وتخمبر الوجوه الصملية
والراء الحقيقية تجاه علي رضي ال عنه كيف يحقر ويصغر ،ويصور مطرودا مستردا من قبل الناس
أجمعين.
ولقد ذكر محدث القوم ابن بابويه القمي مثل هذه الروايات في كتابه حيث ذكر قصة طويلة أن أنصار
علي وأعوانمه القليليمن كيمف ردوا على أبمي بكمر ،وامتنعوا عمن قبول خلفتمه وإمارتمه ،وتكلموا ضده
جهرا وعلنا على رؤوس الشهاد ،فلما سمع أصحاب أبي بكر بذلك حضروا إليه :
"شاهرين السيوف ،وقال قائل منهم :وال! لئن عاد منكم أحد ،فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملن أسيافنا
م نه ،فجل سوا -أي أ صحاب علي ذ في منازل هم ،ولم يتكلم أ حد ب عد ذلك" ["كتاب الخ صال" للق مي ج 2
ص .]465
هذه من ناح ية ،و من ناح ية أخرى أهانوا المرت ضى علي بن أ بي طالب ر ضي ال ع نه ح يث و صفوه
بكل قبح في صورته ومزاجه ،وأنه كان مفلسا فقيرا ل مال له:
"ممن بيمت مفلس أخمذ جميمع أبنائه الخرون ليكفوا صماحبه مؤنتهمم ،ويخففوا عنمه ثقلهمم" ["مقاتمل
الطالبين" لبي الفرج ص .]26
ولجل ذلك رفضت فاطمة الزواج منه لما قدمه إليها أبوها ،وهذا هو النص:
-أن يزوجها عن علي أسر إليها ،فقالت :يا رسول الله! أنت أولى بما "فلما أراد -رسول ال
ترى غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن ،طويل الذراعين ضخم الكراديس ،أنزع،
عظيمم العينيمن ،لمنكمبيه مشاشا كمشاش البعيمر ،ضاحمك السمن ،ل مال له" ["تفسمير القممي" ج 2ص
.]336
ولقد ذكر الصفهاني عن ابن أبي إسحاق أنه قال :
أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة ،فرفعني ،فرأيت عليا يخطب على المنبر شيخا أصلع ،ناتئ الجبهة،
عريض ما بين المن كبين ،له لحية ملت صدره ،في عينه اطرغشاش" (يع ني ل ين في الع ين) ["مقا تل
الطالبين" ص .]27
وقال في وصف جامع :كان عليه السلم أسمر مربوعا ،وهو إلى القصر أقرب ،عظيم البطن ،دقيق
الصابع ،غليظ الذراعين ،حمش الساقين ،في عينيه لين ،عظيم اللحية ،أصلع ،ناتئ الجبهة" ["مقاتل
الطالبين" ص .]27
وهناك روايمة فمي الكافمي أوردهما الكلينمي تمبين أن فاطممة رضمي ال عنهما لم ترض بعلي حتمى بعمد
الزواج ،ولم تقبله عن طيب قلبها ،والرواية هذه :
عليا فاط مة عليه ما ال سلم د خل عليه ما و هي تب كي ،فقال ل ها :ما يبك يك؟ "ل ما زوج ر سول ال
فوال! لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه ،وما أنا زوجته ،ولكن ال زوجك" ["الفروع من الكافي"].
:قم يا بريدة نعود فاط مة ،فل ما أن دخل نا عليه ما وذ كر الربلي عن بريدة قال :قال ر سول ال
أبصرت أباها دمعت عيناها ،قال :ما يبكيك يا بنتي؟ قالت :قلة الطعم ،وكثرة الهم ،وشدة الغم ذ وفى
روايمة أخرى قالت :وال! لقمد اشتمد حزنمي ،واشتدت فاقتمي ،وطال سمقمي" ["كشمف الغممة" ج 1ص
.]150 ،149
فهذا همو القوم ،وهذا همو دأبهمم ،وماذا يرجمى ويتوقمع ممن الذيمن يتطاولون على صمحبة رسمول ال،
الصديق والفاروق وذي النورين وغيرهم من الخيار الطهار ،والذين يجترؤن على رسل ال وأنبيائه
وسيد المرسلين ،أيحترمون عليا وأهل بيته؟ كل! ل يمكن أن يكون كذلك.
وأهانوا عليا ،و سيده ر سول ال ،وزوج ته ر ضي ال عنه ما جميعا في روا ية باطلة خراف ية ،قبي حة
وسخيفة ،حيث ذكروا :
لحاف ل يس له لحاف غيره ،وم عه عائ شة ،فكان ر سول ال ( ) ينام ب ين عل يّ "كان لر سول ال
وعائشة ،ليس عليهم لحاف غيره ،فإذا قام رسول ال ( ) من الليل حطّ بيده اللحاف من وسطه بينه
وبين عائشة" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]221
هل هناك إهانة أكبر من هذه الهانة؟
وعنده أبو بكر وعمر ،فيقول: نعم! هناك أكبر وأكثر ،منها ما رواها القوم أن عليا أتى رسول ال
فقال :مه يا فجلست بينه وبين عائشة ،فقالت له عائشة :ما وجدت إل فخذي وفخذ رسول ال
عائشة!" ["البرهان في تفسير القرآن" ج 4ص .]225
ومرة أخرى جاء "فلم يجد مكانا ،فأشار رسول ال ( ) إليه :ههنا (يعني خلفه) وعائشة قائمة خلفه
وعلي ها ك ساء ،فجاء علي (ع) فق عد ب ين ر سول ال وب ين عائ شة ،فغض بت وقالت :ما وجدت ل ستك
موضعا غير حجري ،فغضب رسول ال وقال :يا حميراء! ل تؤذيني في أخي" ["كتاب سليم بن قيس
العامري" ص .]179
هذا وكانوا يهينو نه ويخذلو نه ب عد ما تولى الح كم و صار خلي فة للم سلمين وأميرا للمؤمن ين فلم ي كن
يذهمب بهمم إلى معركمة ول إلى حرب إل وكانوا يتسمللون منهما ملتمسمين العذار ،وبدون العذر أيضا
خفيمة تارة وجهرا تارة أخرى ،وكتمب التاريمخ مليئة بخذلنهمم إياه ،وتركهمم وحده فمي جميمع المعارك
التي خاضها ،والحروب التى أججت نيرانها وابتلي بها وعلى ذلك كان يقول :
قاتل كم ال :ل قد مل تم قل بي قيحا ،وشحن تم صدرى غيظا ،وجرعتمو ني ن غب التهمام أنفا سا ،وأف سدتم
علي رأ يي بالع صيان والخذلن ح تى ل قد قالت قر يش :إن ا بن أ بي طالب ر جل شجاع ،ول كن ل علم له
بالحرب -إلى أن قال -ولكن ل رأي لمن ل يطاع" ["نهج البلغة" ص .]71 ،70
وقال :أل وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلء القوم ليلً ونهارا ،وسرا وإعلنا ،و قلت لكم :اغزوهم قبل
أن يغزو كم ،فوال ما غزى قوم قط في ع قر دار هم إل ذلوا .فتواكل تم وتخاذل تم ح تى ش نت الغارات،
ومل كت علي كم الوطان .وهذا أ خو غا مد و قد وردت خيله النبار ،و قد ق تل ح سان بن ح سان البكري،
وأزال خيلكمم عمن مسمالحها ،ولقمد بلغنمي أن الرجمل منهمم كان يدخمل على المرأة المسملمة ،والخرى
المعاهدة ،فينتزع حجلهما وقلبهما ،وقلئدهما ورعثهما ،مما تمتنمع منمه إل بالسمترجاع والسمترحام .ثمم
انصرفوا وافرين .ما نال رجلً منهم كلهم ،ول أريق لهم دم ،فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا
ما كان به ملوما ،بل كان به عندي جديرا ،ف يا عجبا! عجبا -وال -يم يت القلب ويجلب ال هم من
اجتماع هؤلء القوم عن باطل هم ،وتفرق كم عن حق كم! فقبحا ل كم وترحا ،ح ين صرتم غرضا ير مى :
يغار عليكم ول تغيرون ،وتغزون ول تغزون ،ويعصى ال وترضون! فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام
الحر قلتم :هذه حمارة القيظ ،أمهلنا يسبخ عنا الحر ،وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم :هذه
صبارة القر ،أمهلنا ينسلخ عنا البرد ،كل هذا فرارا من الحر والقر ،فإذا كنتم من الحر والقر تفرون،
فأنتم وال من السيف أفر" ["نهج البلغة" ص .]71 ،70
الرسول وسيدة نساء أهل الجنة ،ومنها أنهم قالوا إنها كانت دائمة الغضب على ابن عم الرسول
رضي ال عنه ،وكانت تعترض عليه وتشكوه إلى أبيه في أشياء كثيرة ،صغيرة وتافهة ،كما مر بيانها
سابقا ،وحتى على أمور الخير كما يروي محدثهم ابن الفتال النيسابوري [هو محمد بن الحسن الفتال
الفارسي النيسابوري "متكلم جليل القدر ،فقيه ،عالم ،زاهد ،ورع ،قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس
نيسابور" (رجال الحلي ص 259ط إيران).
"وكان من شيوخ الشيعة في المائة الخامسة" ،وله كتاب" روضة الواعظين" (تأسيس الشيعة ص .)395
و"إنمه شيمخ جليمل ممن شيوخ الشيعمة وأعلم الطائفمة ،وكان مدرسما ،متكلما ،فقيها ،عالما ،مقرئا،
ل عمن مقدممة الكتاب ص 11لمحممد مهدي مفسمرا ،متدينا ،زاهدا ممن العلماء المناء المعتمديمن" (نق ً
غرس لعل يّ حدي قة ،فباع ها علي ،وق سم كل ما أ خذ من ها الخرا ساني ط قم إيران)] أن ر سول ال
إلى فقراء المدينة ومساكينها حتى لم يبقى درهم واحد.
فلما أتى المنزل قالت له فاطمة عليها السلم :يا ابن عم! بعت الحائط الذى غرسه والدي؟
ل أو آجلً ،قالت :فأين الثمن؟
قال :نعم! بخير منه عاج ً
قال :دفع ته إلى أع ين ا ستحييت أن أذل ها بذل الم سألة ،قالت فاط مة :أ نا جائ عة ،وابناي جائعان ،ول
شك أنك مثلنا في الجوع ،لم يكن منه لنا درهم ،وأخذت بطرف ثوب علي (ع) فقال علي :يا فاطمة!
خلني ،فقالت :ل وال! أو يحكم بيني وبينك أبي ،فهبط جبريل على رسول ال ( ) فقال :يا محمد!
ي يديه"
ال يقرؤك السلم ويقول :اقرأ عليا مني السلم ،وقل لفاطمة :ليس لك أن تضربي على عل ّ
["روضة الواعظين" ج 1ص .]125
وكذلك ما نسبوا إليها أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك" ،وتشاجرت معهم ،وتكلمت في وسط
الناس ،وصاحت ،وجمع لها الناس" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]253
ومرة "أخذت بتلبيب عمر ،فجذبته إليها" ["الكافي في الصول].
ي لنشرن شعري ولشقن جيبي" ["تفسير العياشي" ج 2ص وأيضا هددت أبا بكر "لئن لم تكف عن عل ّ
،67ومثله في "الروضة من الكافي" ج 8ص .]238
وأن ها دخلت مع الخلفاء في المعارك ح تى وأحرق بيت ها وضر بت وو جع به جنب ها ،وك سر ضلع ها،
وأل قت جنين ها من بطن ها -عياذا بال من هذه الخرافات ذ وما تت في م ثل هذه الظروف ونتي جة هذه
الصدمات" ["كتاب سليم بن قيس" ص .]85 ،84
هذا ومثل هذا كثير.
الحسن بن علي
وأما الحسن رضي ال عنه فلم يهن أحد مثل ما أهين هو من قبل الشيعة ،فإنهم بعد زفاة أبيه علي
ر ضي ال ع نه جعلوه خليف ته وإماما ل هم ،ولكن هم لم يلبثوا إل ي سيرا ح تى خذلوه م ثل ما خذلوا أباه،
وخانوه أكثر مما خانوا عليا رضي ال عنه.
يقول المؤرخ الشيعي اليعقوبي :
وأقام الح سن ب عد أب يه شهر ين ،وق يل :أرب عة أش هر ،وو جه بعب يد ال بن عباس في اث نى ع شر ألفا
لقتال معاوية ة فأرسل معاوية إلى عبيد ال بن عباس فجعل له ألف ألف درهم ،فسار إليه في ثمانية
آلف من أ صحابه ة وو جه معاو ية إلى الح سن ،المغيرة بن شع بة وع بد ال بن شع بة وع بد ال بن
عا مر وع بد الرح من بن أم الح كم ،وأتوه و هو بالمدائن نازل في مضار به ،ثم خرجوا من عنده و هو
يقولون ويسممعون الناس :إن ال قمد حقمن بابمن رسمول ال الدماء ،وسمكن بمه الفتنمة ،وأجاب إلى
ال صلح ،فاضطرب الع سكر ولم ي شك الناس في صدقهم ،فوثبوا بالح سن ،فانتهبوا مضار به و ما في ها،
فركب الحسين فرسا له ومضى في مظلم ساباط ،وقد كمن الجراح بن سنان السدي ،فجرحه بمعول
في فخذه ،وقبض على لحية الجراح ثم لواها فدق عنقه.
وح مل الح سن إلى المدائن و قد نزف نزفا شديدا ،واشتدت به العلة ،فافترق ع نه الناس ،وقدم معاو ية
العراق ،فغلب على المر ،والحسن عليل شديد العلة ،فلما رأى الحسن أن ل قوة به ،وأن أصحابه قد
افترقوا عنه فلم يقوموا له ،صالح [صلح الحسن مع معاوية
ولقد يخجل القوم حينما يسمعون هذه الكلمة أعني صلح الحسن مع معاوية رضي ال عنهما ومبايعته
إياه ،ويتقولون بأشياء ،ويتأولون بتأويلت يمجهما العقمل ويزدريهما الفكمر ،وحصميلة مما يقولون إنمه
صالحه ولكنه لم يبايعه ،ولم يسلم إمرته وخلفته .فنحن احترازا من الطالة نورد ههنا رواية واحدة
من ك تب القوم ،ون ظن أن ها تكون كاف ية ل من أراد التب صر ،ول قد أورد هذه الروا ية كبيرهم في الرجال
عن أبي عبد ال جعفر أنه قال:
إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات ال عليهما أن اقدم أنت والحسين وأصحاب علي ،فخرج
معهم قيس بن سعد بن عبادة النصاري وقدموا الشام ،فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء فقال :يا
حسن! قم فبايع ،فقام فبايع ،ثم قال للحسين! قم فبايع ،ثم قال :يا قيس! قم فبايع فالتف إلى الحسين
عل يه ال سلم (بدل الح سن ل ما كان يعرف من شد ته وإنكاره على أخ يه في م سألة ال صلح) ين ظر ما
بأمره ،فقال :يا قيس! إنه إمامي يعني الحسين عليه السلم ذ وفي رواية :فقام إليه الحسن ،فقال له
بايع يا قيس! فبايع ذ" ("رجال الكشي" ص ])102معاوية ["تاريخ اليعقوبي" ج 2ص ."]215
وقد قال المسعودي الشيعي في كتابه أن الحسن رضي ال عنه لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية رضي
ال عنه قال :
يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عنكم إل لثلث خصال لذهلت :مقتلكم لبي ،وسلبكم ثقلي ،وطعنكم
في بطني ،وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا.
وقد كان أهل الكوفة انتبهوا سرداق الحسن ورحله وطعنوا بالخنجر في جوفه ،فلما تيقن ما نزل به
انقاد إلى الصلح" ["مروج الذهب" ج 2ص .]431
وأهانوه إلى أن :
شدوا على ف سطاطه وانتهبوه ح تى أخذوا م صله من تح ته ،ثم شد عل يه ع بد الرح من بن ع بد ال
الجعال الزدي ،فنزع مطر فة عن عات قه ،فب قى جال سا متقلدا ال سيف بغ ير رداء" ["الرشاد" للمف يد ص
.]190
"وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه ،فشقه حتى بلغ العظم ة .وحمل الحسن على
سرير إلى المدائن ة اشتغل بمعالجة جرحه ،وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سرا،
واستحثوه على سرعة المسير نحوهم ،وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك
به ،وبلغ الح سين عل يه ال سلم ذلك ة فازدادت ب صيرة الح سن عل يه ال سلم بخذلن هم له ،وف ساد نيات
المحكمة فيه وما أظهروه له من سبه وتكفيره ،واستحلل دمه ،ونهب أمواله" ["كشف الغمة" ص ،540
،541واللفظ له" ،الرشاد" ص " ،190الفصول المهمة في معرفة أحوال الئمة" ص 162ط طهران].
هذا وكانوا يهينونه بلسانهم كما كانوا يؤذونه بأيديهم ،ولقد ذكر الكشي عن أبي جعفر أنه قال :
جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلم يقال له سفيان بن أبي ليلى وهو على راحلة له ،فدخل على
الحسن عليه السلم وهو مختب في فناء داره ،فقال له :السلم عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك
بذلك؟
قال :عمدت إلى أممر الممة فخلعتمه ممن عنقمك وقلدتمه هذه الطاغيمة يحكمم بغيمر مما أنزل ال" ["رجال
الكشي" ص .]103
ثم بين الحسن وأوضح ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الساءات والهانات ،وأظهر
القول وجهر به فقال :
أرى وال معاو ية خ ير إلي من هؤلء يزعمون أن هم لي شي عة ،ابتغوا قتلي ،وأخذوا مالي .وال! لن
آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي،
وال :لو قاتلت معاوية لخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما .وال لئن أسالمه وأنا عزيز خير من
ي فيكون سنة على ب ني ها شم آ خر الد هر ولمعاو ية ل يزال ي من ب ها أن يقتل ني وأ نا أ سير ،وي من عل ّ
وعقبه على الحى منا والميت" ["الحتجاج" للطبرسي ص .]148
وأهانوه حيث قطعوا المامة من عقبه وأولده ،بل افتوا بكفر كل من يدعي المامة من ولده بعده.
الحسين بن علي
وأ ما الح سين فلم ي كن أ سعد من أخيمه وأ مه وأب يه حظا مع إظهار مغالة القوم ومبالغتهمم في ح به
وولئه ،فأهانوه رضي ال عنه وأرضاه قو ًل وفعلً ،فقالوا :
كرهت حمله ،وردت بشارة ولدته عدة مرات كما لم إن أمه فاطمة رضي ال عنها بنت رسول ال
يريد أن يقبل بشارة ولدته ،ووضعته فاطمة كرها ،ولكراهة أمه لم يرضع الحسين يكن رسول ال
من فاطمة ر ضي ال عنهما .وهذه الروايات من أ هم كتب الحد يث عند القوم وأ صحها م ثل البخاري
عند السنة ،فيروي الكليني عن جعفر أنه قال :
جاء جبريل إلى رسول ال .فقال :إن فاطمة عليها السلم ستلد غلما تقتله أمتك من بعدك ،فلما
حملت فاط مة بالح سين عل يه ال سلم كر هت حمله ،وح ين وضع ته كر هت وض عه ،ثم قال أ بو ع بد ال
عليه السلم :
لم تر في الدنيا أم تلد غلما تكره ،ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل ،قال :وفيه نزلت هذه الية :
ووصينا النسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها " ["الصول من الكافي" كتاب الحجة
ج 1ص ،464باب مولد الحسين].
وإهانتة! وأية إهانة؟ وإساءة! وأية إساءة؟ وكذب! وما أكبره؟
"ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلم ،ول من أنثى كان يؤتى بها النبي ،فيضع إبهامه في فيه
فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلث" ["الصول من الكافي" ص .]465
هذا وعاملوه معاملتهم أخيه وأبيه من قبل ،فلقد ذكر جميع مؤرخي الشيعة أن أهل الكوفة ،التي كان
مركزا للشيعة ،والتي قالوا فيها ما قالوا ،وإن جعفرا ذكرها بقوله :
إن وليت نا عر ضت على ال سموات والرض والجبال والم صار ،ما قبل ها قبول أ هل الكو فة" ["ب صائر
الدرجات للصفار" الجزء الثاني الباب العاشر].
والتي قالوا فيها :
إن ال قمد اختار ممن البلدان أربعمة فقال :والتيمن والزيتون وطور سمينين وهذا البلد الميمن ،فالتيمن
المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سيناء الكوفة وهذا البلد المين مكة" ["مقدمة البرهان" ص .]223
كتبوا من هذه الكوفة كتبا إلى الحسين نحوا من مائة وخمسين كتابا ،كتبوا فيها :
ي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه عل يّ أمير المؤمنين. بسم ال الرحمن الرحيم! للحسين بن عل ّ
سلم ال عليك ،أما بعد! فإن الناس منتظروك ،ول رأي لهم غيرك فالعجل! العجل! يا ابن رسول ال!
والسلم عليكم ورحمة ال" ["كشف الغمة" ج 2ص ،32واللفظ له" ،الرشاد" ص " ،203الفصول المهمة
في معرفة أحوال الئمة" ص .]182
وكتابا آخمر :أمما بعمد! فقمد اخضرت الجنات ،وأينعمت الثمار ،فإذا شئت فأقبمل على جنمد لك مجندة،
والسلم" ["الرشاد" للمفيد ص ،203أيضا "إعلم الورى" للطبرسي ص 223واللفظ له].
ولما تتابعت إليه كتب الشيعة ،وتوالى الرسل أرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ،فانثل عليه أهل
الكو فة "واجتمعوا حوله ،فبايعوه و هم يبكون ،وتجاوز عدد هم من ثمان ية ع شر ألف" ["الرشاد" للمف يد
ص .]205
وبعد أيام كتب إليه مسلم بن عقيل " :إن لك مائة ألف سيف ول تتأخر" ["الرشاد" للمفيد ص .]220
فكتب ردا عليه وعليهم :
"قد شخصت من مكة يوم الثلثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ،فإذا قدم عليكم رسولي
فانكمشوا في أمركم وجدوا فإنى قادم إليكم" ["الرشاد" للمفيد ص .]220
ولكن انقلبت المور وتقلبت الشيعة كشأنهم ودأبهم سابقا ،وقتل مسلم بن عقيل بدون ناصر ومعين،
ولما بلغ الحسين نعيه وواجهه عسكر بن زياد من الكوفة و"خرج إليهم في إزار ورداء ونعلين ،فحمد
ال وأثنى عليه ،ثم قال :أيها الناس! إني لم آتكم حتى أتتنى كتبكم أن أقدم علينا ،فإنه ليس لنا إمام،
ل عل ال يجمع نا بك على الهدى وال حق ،فإن كن تم على ذلك ف قد جئت كم ،فأعطو ني ما أطمئن إل يه من
عهود كم ومواثيق كم ،وإن لم تفعلوا ،وكن تم لقدو مي كاره ين ان صرفت عن كم إلى المكان الذى جئت م نه
إليكم" ["الرشاد" ص .]224
ثم خذلوه ،وأعرضوا عنه ،وأسلموه للعدو حتى ق تل في نفر من أ هل بيته ورفا قه ،ك ما يذكر مح سن
المين :
"ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه .وبيعته في أعناقهم ،وقتلوه"
["أعيان الشيعة" القسم الول ص .]34
ويكتب اليعقوبي الشيعي أن أهل الكوفة لما قتلوه :
"انتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه ،وحملوهن إلى الكوفة ،فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن
ويبكين ،فقال علي بن الحسين :هؤلء يبكين علينا ،فمن قتلنا"؟ ["تاريخ اليعقوبي" ج 1ص .]235
فهؤلء هم الشي عة وأولئك أ هل الب يت وهذه معاملت هم وأحوال هم مع أ هل الب يت الذ ين يدعون أن هم
محبون وموالون لهم.
وكذلك فاطميي مصر [الفاطميون أهل بيت النبي باعتراف القوم بأنفسهم وأبناء عم رسول ال
ول أدري كيمف يتبناهمم شيعمة عصمرنا ويقولون :إنهما كانمت دولة شيعيمة ،وإنهمم بناة مجدنما ودعاة
مذهبنا ،ومؤسسوا العلم والحضارة في مصر ،ومنشؤوا المساجد ودور الكتب والجامعات" (الشيعة في
الميزان للمغنية ص 149وما بعد ،أعيان الشيعة ص 264القسم الثاني).
مع تكفيرهم إياهم واتفاقهم على خروجهم من السلم والملة السلمية الحنيفية .فلقد كتب محضر في
عصر الخليفة القادر العباسي في شهر ربيع الخر سنة اثنتين وأربعمائة .وعليه توقيعات من أشراف
القوم ونقبائهم ،وخ صوصا من يلقب بنقيب الشراف وجامع نهج البلغة ،ال سيد رضى وأخيه ال سيد
مرتضى ،واحتفاظا على التاريخ والوثيقة التاريخية ننقلها بتمامها ههنا-:
"إن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم ذ حكم ال عليه بالبوار والخزي والنكال ذ ابن
معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد ذ ل أسعده ال ذ فإنه لما سار إلى المغرب تسمى بعبيد ال
وتلقب بالمهدي ،هو ومن تقدمه من سلفه الرجاس النجاس ذ عليه وعليهم اللعنة ذ أدعياء خوارج،
ل نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ،وإن ذلك باطل وزور ،وإنهم ل يعلمون أن أحدا من الطالبيين
توقف عن إطلق القول في هؤلء الخوارج إنهم أدعياء ،وقد كان هذا النكار شائعا بالحرمين في أول
أمرهم بالمغرب ،منتشرا انتشار يمنع مع أن يدلس على أحد كذبهم ،أو يذهب وهم إلى تصديقهم ،وإن
هذا النا جم بم صر هو و سلفه كفار وف ساق فجار زنادقمة ولمذ هب الثنو ية والمجو سية معتقدون ،قد
عطلوا الحدود ،وأباحوا الفروج ،وسمفكوا الدماء ،وسمبوا النمبياء ،ولعنوا السملف ،وادعوا الربوبيمة.
التوقيعات-:
الشريف الرضي ،السيد المرتضى أخوه ،وابن الزرق الموسوي ،ومحمد بن محمد بن عمر بن أبي
يعلى العلويون .والقاضي أبو محمد عبد ال بن الكفاني ،والقاضي أبو القاضي أبو القاسم الجزري،
والمام أبو حامد السفرائيني وغيرهم الكثيرون الكثيرون" ("النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"
لجمال الدي تسمفري بردى التابكمي ،المتوفمى 874ه ج 4ص ،230 ،229أيضا" .شذرات الذهمب"
و"تاريخ السلم" للذهبي و"مرآة العقول" و"المنتظم" و"عقد الجمان")] ،ولقد اخترعوا روايات بخصوص
ذلك ،من ها أن أ با جع فر البا قر سئل عن قول ال عز و جل :ويوم القيا مة ترى الذ ين كذبوا على ال
وجوههم مسودة؟
قال :من قال إني إمام وليس بإمام .قال :قلت وإن كان علويا؟
قال :وإن كان علويا .قلت :وإن كان من ولد علي بن أبي طالب عليه السلم؟
قال :وإن كان ذ وفي رواية عن ابنه جعفر أنه قال :وإن كان فاطميا علويا" ["الصول من الكافي" ج
1ص .]372
وأيضا "من ادعى المامة وليس من أهلها فهو كافر" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]372
هذا وأما الثمانية من أولد الحسين الذين خلعوا عليهم لقب المام ،والتاسع الموهوم لم يكونوا
بأ قل توهينا وتحقيرا وت صغيرا من ق بل القوم أنف سهم ،فإن هم تكلموا في هم ،وشنعوا علي هم ،وخذلو هم،
وأذلوهم ،وضحكوا عليهم ،واتهموهم بتهم هم منها براء ،كفعلتهم مع آباءهم ،مع الحسنين ،وعلي بن
فأمر به فقتل. قتلك إياى بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليهما السلم ابن رسول ال
ثم أر سل إلى علي بن الح سين عليه ما ال سلم فقال له م ثل مقال ته للقر شي ،فقال له علي بن الح سين
عليهما السلم :أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالمس؟ فقال له يزيد لعنه ال بلى
فقال له علي بن الحسين عليهما السلم قد أقررت لك بما سألت ،أنا عبد مكره ،فإن شئت فأمسك وإن
شئت فبع" ["الروضة من الكافي" ج 8ص .]235 ،234
هذا وقد أهانوه وآذوه في ولده ووالدته ،فلقد قالوا :إنه سئل أحد أئمتهم المعصومين من شيعته :
"إن لي جارين ،أحدهما ناصب والخر زيدي ،ول بد من معاشرتهما ،فمن أعاشر؟
فقال :هما سيان ،من كذب بآية من كتاب ال فقد نبذ السلم وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن
والنبياء والمرسلين ،قال :ثم قال :إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا" ["الروضة من الكافي" ج
8ص .]235
وأوذي في والدته وأهين حيث قالوا :
إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إل الخمسة ،أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن
مطيع وجابر بن عبد ال والشبكة زوجة الحسين بن علي" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ،المجلسي
الخامس ص 144ط طهران].
ول ندري أين ذهبت أمه شهربانو حيث عدت شبكة ،ولم تذكر تلك.
موسى بن جعفر
وأما موسى بن جعفر فأهانوه ،وأهانوا أمه فقالوا :
إن ابن عكاشة دخل على أبي جعفر وكان أبو عبد ال عليه السلم قائما عنده ،فقدم إليه عنبا ،فقال :
حبة حبة يأكله الشيخ الكبير والصبي الصغير وثلثة وأربعة يأكله من يظن أنه ل يشبع ،وكله حبتين
حبتين فإنه يستحب .فقال لبي جعفر عليه السلم :لي شيء ل تزوج أبا عبد ال فقد أدرك التزويج؟
قال :وبيمن يديمه صمرة مختوممة ،فقال :أمما إنمه سميجيء نخاس ممن أهمل بربر فينزل دار ميمون،
فنشتري له بهذه الصرة جارية ،قال :فأتى لذلك ما أتى ،فدخلنا يوما على أبي جعفر عليه السلم فقال
:أل أ خبركم عن النخاس الذى ذكر ته ل كم قد قدم ،فاذهبوا فاشتروا بهذه ال صرة م نه جار ية ،قال :
فأتي نا النخاس فقال :قد ب عت ما كان عندي إل جاريت ين مريضت ين إحداه ما أم ثل من الخرى ،قل نا :
فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما ،فقلنا :بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال :
بسبعين دينارا ،قلنا أحسن ،قال :ل أنقص من سبعين دينارا ،قلنا له :نشتريها منك بهذه الصرة ما
بل غت ول ندري ما في ها وكان عنده ر جل أب يض الرأس واللح ية قال :فكوا وزنوا ،فقال النخاس :ل
تفكوا فإن ها إن نق صت ح بة من سبعين دينارا لم أبايع كم ،فقال الش يخ :ادنوا ،فدنو نا وفكك نا الخا تم
ووز نا الدنان ير ،فإذا هى سبعون دينارا ل تز يد ول تن قص ،فأخذ نا الجار ية فأدخلنا ها على أ بي جع فر
عليه السلم وجعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر جعفر بما كان ،فحمد ال وأثنى عليه ثم قال لها :ما
ا سمك؟ قالت :حميدة ،فقال حميدة في الدن يا ،محمودة في الخرة ،أ خبريني ع نك أب كر أ نت أم ث يب ؟
قالت :بكر قال :
وك يف ول ي قع في أيدي النخا سين ش يء إل أف سدوه ،فقال :قد كان يجيئ ني م ني مق عد الر جل من
ل أبيض الرأس واللحية ،فل يزال يلطمه حتى يقوم عني ،ففعل بي مرارا المرأة ،فيسلط ال عليه رج ً
وفعل الشيخ به مرارا فقال :يا جعفر! خذها إليك ،فولدت خير أهل الرض موسى بن جعفر عليهما
السلم" ["الصول من الكافي" كتاب الحجة ،باب مولد موسى بن جعفر ج 1ص .]477
وتكلموا في علمه وعقله حيث قالوا :إنه سئل عن امرأة تزوجت ولها زوج؟
قال :ترجم المرأة ،ول شيء على الرجل ،فلقيت أبا بصير [من كبار الشيعة ومشائخهم الذين قال فيهم
جع فر :لول هؤلء انقط عت آثار النبوة واندر ست" (رجال الك شي ص ])152فقلت له :إ ني سألت أ با
الح سن عن المرأة ال تي تزو جت ول ها زوج ،قال :تر جم المرأة ول ش يء على الر جل ،قال :فم سح
صدره (أ بو ب صير) وقال :ما أ ظن صاحبنا تنا هى حك مه ب عد ذ و فى روا ية أخرى :أ ظن صاحبنا ما
تكامل علمه" ["رجال الكشي" .]154 ،153
وكان أبو بصير المرادي هذا يتهم موسى بن جعفر أنه رجل الدنيا كما ذكر الكشي عن حماد بن عثمان
أنه قال :
خر جت أ نا وا بن أ بي يعفور وآ خر إلى الحيرة أو إلى ب عض الموا ضع ،فتذاكر نا الدن يا فقال أ بو ب صير
المرادي :
أما إن صاحبكم لو ظفر بها لستأثر بها" ["رجال الكشي" ص .]154
علي بن موسى
وأ ما علي بن مو سى بن جع فر هو الذى قالوا ع نه إ نه كان يرى جواز إتيان الر جل المرأة في دبر ها
["الستبصار" باب إتيان النساء ما دون الفرج ،ج 3ص .]343
وحكوا عنه نفس القصة التى حكوا عن أبيه موسى بن جعفر :
عن ها شم بن أحمد قال :قال أ بو الح سن الول عليه ال سلم :هل عل مت أحدا من أ هل المغرب قدم؟
قلت :ل ،فقال عل يه ال سلم :بلى قد قدم ر جل أح مر فانطلق ب نا ،فر كب وركب نا م عه ح تى انتهي نا إلى
الرجل ،فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق فقال له :
أعرض علينا ،فعرض علينا تسع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن عليه السلم ل حاجة لي فيها ،ثم قال
له :أعرض علينما ،قال :مما عندي شيمء فقال له :بلى أعرض علينما قال :ل وال ،مما عندي إل
جارية مريضة فقال له :ما عليك أن تعرضها؟ فأبى عليه ،ثم انصرف عليه السلم ثم إنه أرسلني من
ال غد إل يه ،فقال لي :قل له كم غاي تك في ها؟ فإذا قال :كذا وكذا .ف قل :قد أخذت ها ،فأتي ته ،فقال :ما
أر يد أن أنق صها من كذا فقلت :قد أخذت ها و هو لك ،فقال :هي لك ،ول كن من الر جل الذي كان م عك
بالمس؟ فقلت :رجل من بني هاشم ،فقال :
من أي بني هاشم؟ فقلت :من نقبائهم ،فقال :أريد أكثر منه ،فقلت :ما عندي أكثر من هذا ،فقال :
أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصى بلد المغرب ،فلقيتني امرأة من أهل الكتاب ،فقلت :
ما هذه الوصيفة معك؟
فقلت :اشتريت ها لنف سي ،فقالت :ما ينب غي أن تكون هذه الو صيفة ع ند مثلك! إن هذه الجار ية ينب غي
ل حتمى تلد منمه غلما يديمن له شرق الرض أن تكون عنمد خيمر أهمل الرض ،فل تلبمث عنده إل قلي ً
ل .ح تى ولدت له عليا عل يه ال سلم" ["عيون أخبار وغرب ها ،قال :فأتي ته ب ها ،فلم تل بث عنده إل قلي ً
الرضا" لبن بابويه ج 1ص " ،18 ،17الصول من الكافي" للكليني ج 1ص .]486
وهل من المعقول أن مثل موسى بن جعفر وجعفر بن باقر ل يجدان امرأة من بني هاشم وغيرهم من
الشراف ليتزوجما بهما وممن الحرائر حتمى اضطمر إلى اشتراء جوار وإماء وممن النخاسمين الذيمن
جردوهما من الملبس وجلسوا منهن مجلس الرجل من المرأة .فيا للعجائب المضحكات المبكيات معا.
ثم وقد نسبوا إلى هذا الرضا بأنه كان يعشق ابنة عم المأمون وهى تعشقه كما يذكر ابن بابويه القمي
في بيان علقات ذي الرياستين وأبي الحسن الرضا :
"وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة على الرضا عليه السلم وحسده على ما كان المأمون يفضل به،
فأول ما ظهر لذي الرياستين من أبي الحسن عليه السلم أن ابنة عم المأمون كانت تحبه وكان يحبها،
وكان ينفتح باب حجرتها إلى مجلس المأمون ،وكانت تميل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلم وتحبه،
وتذكمر ذا الرياسمتين وتقمع فيمه ،فقال ذو الرياسمتين حيمن بلغمه ذكرهما له ل ينبغمي أن يكون باب دار
النساء مشرعا إلى مجلسك ،فأمر المأمون بسده ،وكان المأمون يأتي الرضا عليه السلم يوما والرضا
عليه السلم يأتي المأمون يوما ،وكان منزل أبي الحسن عليه السلم بجنب منزل المأمون ،فلما دخل
أ بو الح سن عل يه ال سلم إلى المأمون ون ظر إلى الباب م سدودا قال :يا أم ير المؤمن ين ما هذا الباب
الذى سددته؟
فقال :رأى الفضل ذلك وكرهه ،فقال عليه السلم :إنا ل وإنا إليه راجعون ،ما للفضل والدخول بين
أمير المؤمنين وحرمه؟
قال :ف ما ترى؟ قال :فتحه والدخول إلى اب نة عمك ول تقبل قول الف ضل فيما ل يحل ول ي سع ،فأمر
المأمون بهدمه ودخل على ابنة عمه ،فبلغ الفضل ذلك فغمه" ["عيون أخبار الرضا" ص .]154 ،153
وينسبونه إلى جبن ومذلة بقولهم لما أرسل إليه الجلودى -أحد أمراء الرشيد -لينهب بيته ويسلب
أمواله ،فبدل أن يدافع عنه وعن أهل بيته وعن شرفه وحرمه وحرماته بدأ يدفع إليه الموال :
"فدخل الحسن أبو الرضا عليه السلم ،فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلخيلهن وأزرارهن إل
أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير -ودفعها إليه ذ" ["عيون أخبار الرضا" ج 2ص
.]161
المام التاسع
وأما ابن الرضا محمد الملقب بالقانع والمكنى بأبي جعفر الثاني ،فقد شكوا في بنوته للرضا وترددوا
في قبول إمامته لسوداد وجهه وتغير لونه ،وقالوا إن الذين سبقوا إلى الشك فيه هم عمومته وإخوته
كما نقلوا عن علي بن جعفر بن الباقر أنه قال له إخوته (أي الرضا) :
ما كان فينا إمام قط حائل اللون ["حال لونه أي تغير واسود ،كما في هامش الصل] فقال لهم الرضا
قد ق ضى بالقا فة [ج مع القائف و هو الذي يعرف عل يه ال سلم :هو اب ني ،قالوا :فإن ر سول ال
الثار والشباه ويحكم بالنسب] فبيننا وبينك القافة ،قال :ابعثوا أنتم إليهم ،فأما أنا فل ،ول تعلموهم
لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم.
فلما جاؤا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته ،وأخذوا الرضا عليه السلم وألبسوه
جبة صوف وقلنسوة منها ،ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له :ادخل البستان كأنك تعمل فيه ،ثم
جاؤا بأبي جعفر عليه السلم فقالوا :ألحقوا هذا الغلم بأبيه ،فقالوا :
ليمس له ههنما أب ولكمن هذا عمم أبيمه ،وهذا عممه ،وهذه عمتمه ،وإن يكمن له ههنما أب فهمو صماحب
البستان ،فإن قدميه وقدميه واحدة ،فلما رجع أبو الحسن عليه السلم قالوا :هذا أبوه" ["الصول من
الكافي" ج 1ص .]323 ،322
ان ظر إلى هذه الم سرحية وك يف يحكون عن ها؟ و كم في ها من ال ساءات إلى أ هل ب يت علي ر ضي ال
عنه؟
ويقولون عنه إنه كان جبانا خوافا إلى أنه لما طلبه المعتصم العباسي مرة ثانية إليه :
"بكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت فقال :عنده هذه يخاف علي" ["الصول من الكافي" ج 1ص ،322
.]323
المام العاشر
وأ ما اب نه علي فيقولون إ نه مات أبوه وكان في الثام نة من عمره ،فاختلفوا في إمام ته وتكلموا كثيرا
حولها حتى أثبتوها بشهادة رجل لم يكن منهم وبعد إجباره على تلك الشهادة [انظر تفصيل تلك القصة
في كتاب الحجة ،باب الشارة والنص على أبي الحسن الثالث ج 1ص .]324
ويقولون إنه مع إمامته "لم يسلم إليه تركته من الضياع والموال والنفقات والرقيق ،وجعل عبد ال بن
المساور قائما عليها إلى أن يبلغ من قبل أبيه" ["الصول من الكافي" ج 1ص .]325
مع أنهم يحكون عن أبيه :
"إ نه ا ستأذن عل يه قوم من أ هل النوا حي من الشيعة فأذن لهم ،فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن
ثلثين ألف مسألة فأجاب عليه السلم وله عشر سنين" ["الصول من الكافي" كتاب الحجة ،باب مولد
محمد بن علي ج 1ص .]496
وما أدري لم يستصغرونه حتى يضطرون إلى القائم يقوم بأمره إلى أن يبلغ
ثم ويتهمونه بأنه لم يكن يعرف من سيكون المام بعده حتى إنه (أي علي بن محمد) جعل المامة إلى
الكبر من ولده -يعني إلى أبي جعفر محمد -ولم يدر أنه ل يبقى بعده بل سيموت في حياته ،فلما
مات قال :ما أنا الذي أخطأت ولكن ال لم يعلم من الذي سيكون المام بعدي وإليك النص :
بدا [معناه النسميان والجهمل ل تعالى .انظمر لتفصميل ذلك كتاب "الشيعمة والسمنة" الباب الول ،مسمألة
البدا] ل في أبي محمد (يعني ابنه الثاني الحسن العسكري) بعد أبي جعفر (يعني ابنه الكبر محمدا) ما
لم يكن يعرف له كما بدا في موسى بعد مضي إسماعيل (يعني ابني جعفر) ما كشف به عن حاله وهو
كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون" ["الرشاد" للمفيد ص .]337
وأما الحادي عشر حسن بن علي الملقب بالعسكري فيقولون عنه إنه شكر ال عزوجل على وفاة أخيه
الكبر محمد بن على لما سمع أن المامة تصل إليه بعد ما شق جيوبه ولطم خدوده كما ذكره المفيد
في "الرشاد" ["الرشاد" ص ]326والربلي في "كشف الغمة" ["الرشاد" ص .]405
هذا وأما الثاني عشر الموهوم فكفى فيه القول أنهم يصرحون في كتبهم أنفسهم أنه لم يولد ولم يعثر
عل يه ولم ير له أ ثر مع كل التفت يش والتنق يب ،ثم يحكون حكايات ،وين سجون ال ساطير ،ويختلقون
الق صص والباط يل في ولد ته وأو صافه ،إ ما موجود ولد ،وإ ما معدوم لم يولد؟ غ ير مولود ومولود!
ومعدوم وموجود! فأ ية إ ساءة أ كبر من ها؟ وأ ية إها نة أك ثر من ها .وإلي كم ال نص من أ هم كتب هم هم،
فيروون عن أحمد بن عبيد ال بن خاقان أنه قال في قصة طويلة أن الحسن العسكري:
"لما اعتل بعث السلطان إلى أبيه أن ابن الرضا قد اعتل ،فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلفة ثم
ل وم عه خم سة من خدم أم ير المؤمن ين كل هم من ثقا ته وخا صته ،في هم نحر ير فأمر هم ر جع م ستعج ً
بلزوم دار الح سن وتعرف خبره وحاله ،وب عث إلى ن فر من المتط ببين فأمر هم بالختلف إل يه وتعاهده
صباحا وم ساءً ،فل ما كان ب عد ذلك بيوم ين أو ثل ثة أ خبر أ نه قد ض عف ،فأ مر المتط ببين بلزوم داره
وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشر ممن يوثق به في دينه
وأمان ته وور عه ،فأحضر هم فب عث ب هم إلى دار الح سن وأمر هم بلزو مه ليلً ونهارا ،فلم يزالوا هناك
حتى توفي عليه السلم فصارت سر من رأى ضجة واحدة وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش
حجر ها وخ تم على جم يع ما في ها وطلبوا أ ثر ولده وجاؤا بن ساء يعر فن الح مل ،فدخلن إلى جوار يه
ينظرن إليهمن ،فذكمر بعضهمن أن هناك جاريمة بهما حممل فجعلت فمي حجرة ووكمل بهما نحريمر الخادم
وأصحابه ونسوة معهم ،ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت السواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي
و سائر الناس إلى جناز ته ،فكا نت سر من رأى يومئذ شبيها بالقيا مة ،فل ما فرغوا من تهيئ ته ب عث
ال سلطان إلى أ بي عي سى بن المتو كل فأ مر بال صلة عل يه ،فل ما وض عت الجنازة لل صلة عل يه د نا أ بو
عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة
والمعدلين وقال :
هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من الخدم أمير
المؤمنيمن وثقا ته فلن وفلن وممن القضاة فلن وفلن وممن المتطبمبين فلن وفلن ،ثمم غ طى وج هه
وأمر بحمله فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه.
ل ما د فن أ خذ ال سلطان والناس في طلب ولده وك ثر التفت يش في المنازل والدور وتوقفوا عن ق سمة
ميرا ثه ولم يزل الذ ين وكلوا بح فظ الجار ية ال تي تو هم علي ها الح مل لزم ين ح تى تبين بطلن الح مل،
فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي"
["كتاب الحجمة ممن الكافمي" ص " ،505الرشاد" للمفيمد ص " ،340 ،339كشمف الغممة" ص ،409 ،408
"الفصول المهمة" ص " ،289جلء العيون" ج 2ص " 762إعلم الورى" للطبرسي ص .]378 ،377
و ما أح سن ما ك تب أ حد كتاب ال سنة في هذا أن مهدي الشي عة وقائم هم مختلق معدوم موهوم ،وإن
قرآنهم كذلك معدوم غير موجود ،وإن مذهبهم أيضا مخترع موضوع ،وسيكون معدوما إن شاء ال.
وهذه الروايمة التمي ذكرهما جميمع مؤرخمي الشيعمة ومؤلفيهما ومحدثيهما تهدم مما أرادوا بنائه على
ال ساطير والق صص من ولدة المام الثا ني ع شر ونشأ ته وإمام ته ،وأن ل يكون كذلك ف هم ل يريدون
من ذ كر هذه الروايات وثبت ها إل إهان ته وإيذاءه ح يث ين سبونه إلى عدم الوجود والولدة و هو مولود
وموجود! فالعدل ،العدل.
ولقد كتب المفيد وغيره "فلم يظهر ولده في حياته ،ول عرفه الجمهور بعد وفاته وتولى جعفر بن علي
أ خو أ بي مح مد "ع" وأ خذ ترك ته و سعى في ح بس جواري أ بي مح مد واعتقال حلئله ة ..وحاز جع فر
ظاهرا تركته أبي مح مد عليه السلم واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه" ["الرشاد" ص " 345إعلم
الورى" ص .]380
ل اعتقد القوم منهم إمامته وسموا بالجعفرية ،ولكن
فهذا هو الثاني عشر إن كان لهم الثاني عشر ،وفع ً
الشيعة سبوه وشتموه كعادتهم مع الخرين ،فقالوا فيه أي جعفر بن محمد :
هو معلن الفسق فاجر ،ماجن ،شريب للخمور ،أقل من رأيته من الرجال ،وأهتكهم لنفسه ،خفيف ،قليل
في نفسه" ["الصول من الكافي" ج 1ص .504
ويسمونه جعفر الكذاب وغير ذلك من الوصاف الكثيرة القبيحة.
من ك تب القوم أنف سهم ،ووضع نا النقاط على الحروف ،ف هل من عا قل يتع قل؟ ول هل ب يت ال نبي
وهل من بصير يتبصر؟
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،وال أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا
اتباعه ،ويرينا الباطل باطلً ويرزقنا اجتنابه ،وهو الهادي إلى سواء السبيل وعليه نتوكل وإليه ننيب.
http://www.albrhan.com