Professional Documents
Culture Documents
وأهل السنة
تأليف /إحسان إلهي ظهير
رئيس تحرير مجلة "ترجمان الحديث" لهور –
باكستان
والمين العام لجمعية أهل الحديث – باكستان
مقدمة
الح مد ل رب العالم ين ،وال صلة وال سلم على خا تم المع صومين ،وأشرف المر سلين،
وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ،ومن سلك مسلكهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين ،وبعد:
إن م صر قلعة من قلع السلم وحصن من حصونه ،وإنها لمهد للحضارة السلمية،
معهد للعلوم والفنون ،وهي بلد الزهر ،وموطن العلماء ،وإنها لمحط أنظار المسلمين ،ومهوى
أفئدتهكم وقلوبهكم ،كمكا أنهكا كانكت ول زالت كعبكة عشاق العلم وطلبكه ،ومورد رواد الفككر
ومشتاقكي الدراك والمعرفكة ،وهكي مقكر الكتاب ،ومسكتقر الدعاة ،وموطكن الفقهاء ،ومنبكت
المحدثين ،لها ماضيها المجيد وحاضرها الحميد ،ينظر إليها المسلمون في كل قطر من أقطار
الرض ،وبقعكة مكن بقاعهكا . .نظرة إكبار وتقديكر لمكا لهكا مكن أياد بيضاء فكي إنارة الفككر
السلمي وإضاءة الطرق أمام منتهجيها وسالكيها ،فينظرون إلى كل ما صدر منها نظرة الثقة
والعتماد والت صديق ل صالة علوم ها ،ور سوخ علمائ ها في ها ،ولتحمل هم أعباء الدعوة بوجوه ها
الصحيحة .وأسسها الصيلة .وقواعدها المتينة الرزينة . .بالمانة العلمية والمسئولية الدينية ،مع
اعتقاد هم أن ل ع صمة ل حد ب عد نبي ال خا تم المع صومين و سيد المر سلين ،ول بد للعالم من
زلة وهفوة ،ك ما أ نه ل بد للفارس من كبوة ،فغ فر ال لمقترفي ها بغ ير ق صد ،ومرتكبي ها بدون
ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا [ . . .سورة البقرة :الية .]286 تعمد:
ولكن لم يكن ليخطر على بال أحد أن علما من أعلمها ،ورجلً من رجالتها ،يحمل قلما
في يوم من اليام ،ليك تب في موضوع ح ساس عو يص ،له أبعاده وأخطاره – و هو ل يعرف
عنه شيئا – وعفا ال عنه إن لم يكن يعرف – ول أظنه يعرف – لنه ل يتصور من أمثاله أن
يخاطر بنفسه ،ويقع في مثل هذه المزالق ،التي قد تذهب به وبآثاره الماضية في مكان سحيق ل
يتوقكع النجاة منكه ،ويهدم بكه مكا بناه مكن أمجاد ومكا أداه مكن خدمات إلى حيكث ل يرجكى
استرجاعها ،ويا ليتني لم أقرأ له هذه الرسالة أو يقع نظري على تلك الفقرة ،التي يقرر فيها :أنه
لم يدخر وسعا في بحثه ،في تحري الحقيقة! مع أنه لم يتحر الحقيقة ،ولم يبذل وسعه في البحث،
وإن كان هذا هو و سعه ،أظهره في كتي به ،الذي ن حن ب صدد ذكره الن ،ف ما أظ نه على سعة
وسعه الذي بذله في كتبه الكثيرة التي نشرت قائمته في آخر كتيبه ،مفخرة لعلمه وشرفا لثاره.
!.
وإذا كان هذا هو مفهوم تحري الحقي قة عنده في هذه الر سالة فل بد أن تتل شى الحقائق
عند من يقف على كتبه ومنشوراته!
لقكد سكمعت الكثيكر عكن علم الدكتور علي عبكد الواحكد وافكي وحدثنكي عنكه العديكد مكن
الصدقاء حتى دفعني الشوق إلى لقائه ،فإذا أنا أطرق باب مصر وأدخلها طالبا للعلم ،ومكتسبا
فضائل ها ،ومغترفا من بحار ها ،ممنيا الن فس باقتناء طرف من علوم ها ومعارف ها ،متشوقا إلى
آثار ها ومعالم ها ،وإلى كتب ها وكتّاب ها ،ومبتغيا طرائف ها ونفائ سها ،وأثناء ترددي على مكتبات ها،
باحثا عن الكتب الفاطمية وعن الوثائق السماعيلية التي أشتغل بالكتابة عنها ،التفت إلى كتيب
صكادر منكذ فترة وجيزة لذلك الشيكخ الذي تحدث عنكه المتحدثون ،وسكمع بكه السكامعون ،تحكت
عنوان" :بين الشيعة وأهل السنة".
ولقد جذبني عنوان الكتيب إليه ،لما ابتليت بالقوم ابتلء طويلً ،كما زادني انجذابا إليه. .
اسم كاتبه ،فمؤلفه دكتور في الداب من جامعة باريس ،وعضو المجمع الدولي لعلم الجتماع،
وعميد كلية العلوم بجامعة أم درمان ،وعميد كلية التربية بجامعة الزهر ،ووكيل كلية الداب،
ورئيكس قسكم الجتماع بجامعكة القاهرة سكابقا – عفكا ال عمكا سكلف – فنسكيت كتكب الفاطميكة
والفاطمي ين ،واشتغلت بتقل يب أوراق الكت يب ،ولم أب خل بشراء ن سختين م نه ،ظنا م ني أن م ثل
فضيل ته ل يكتب إل ب عد إلمام بالموضوع إلما مة كاملة ،وإدرا كه له حق الدراك ،وب عد معرفته
بجوان به كله ،وتعم قه في سبر أغواره ،وزيادة على ذلك دعواه في بدا ية مقدم ته بأ نه لم يد خر
وسعا في بحثه هذا . .في تحري الحقيقة ،وأيضا . .فقد سمعت من قبل من بعض المحبين له
ولي أنه شرع في كتابة هذا الموضوع! . .فعدت بنسختين من كتابه إلى الفندق الذي نزلت به،
عاجلً . .شوقا إلى لقياه من خلل كتيبه هذا ،الذي يعد بالنسبة لي أول تصنيف له أطالعه وأقرأ
ف يه – ف يا لح سرتي ،وأ سفا لشو قي ،وت سمع بالمعيدي خ ير من أن تراه – ول قد خاب أملي في
الستفادة منه ،بل انقلبت إلى التأسف والندم ..فيا ليتني لم أقرأ شيئا لفضيلته ،واكتفيت بالسماع
ع نه بدل اللتقاء به من خلل ر سالته هذه ،ول كن ل يس ال سمع كالمعاي نة ،ول يس من راء ك من
سمعا ،ولعل كتب فضيلته الخرى ل تكون على شاكلة هذا المؤلف ،من بذل الوسع في البحث
تحريا للحقيقة مثل هذه الرسالة ،وال غافر السيئات ومكفر الخطايا ،وإنه لستار العيوب.
. .وإني لعلى يقين ،بأن فضيلة الدكتور كلف نفسه عناء لم يستطع حمل أعبائه في هذا
العمر الخير ،حيث تضعف القوى ،وتتوانى الهمم ،وتكل العزائم ،وينفلت زمام المبادرة من يد
الفارس المغوار ،ك ما ينفلت زمام العلم والف كر . .من يد العالم المب صر ،ف هو لطول حيا ته قد
خا نه الب صر الح سير الكل يل ،وأعياه الزمان ،وأقعده الد هر ،وخان ته الذاكرة ،وله العذر !..ولول
هذا ل ما ك تب ما ك تب ،ول ما ألف ما ألف ،ولم ي بد ف يه ما أبدى من العجائب والغرائب ،و من
المضحكات والمبكيات ،من الخطاء الصريحة والغلط الفاحشة ،ولم يصل إلى ما وصل إليه
من الح كم والرأي في الشي عة ومعتقدات هم ،ولم يرض ما تقوّله بدون علم وبدون معر فة .ون حن
ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع مأمورون بأل نقول بدون علم ،ول نتكلم بدون معرفة:
[سورة السراء الية .]36 والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولً
وخاصة في مثل هذه المباحث التي تسبب تضليل كثير من الناس ،وإيقاعهم في المتاهات
والضللت ،بسبب زلة عالم وهفوة كاتب ،اعتمادا على من قرءوا له ،وثقة لما سمعوا به عنه،
وعلى ذلك يخاف أخوف ما يخاف من غل طة عالم وزل ته – سامحه ال على ما ك تب وغ فر ل نا
وله إنه لغفور رحيم وعفو كريم .-
هذا ول أدري مكا هكي السكباب التكي دفعكت فضيلة الدكتور وافكي إلى أن يكتكب هذه
الر سالة؟ وكان في غ نى عن أن يكتب ها ،ح يث أ نه يج هل أ صول مذ هب الشي عة الث نى عشر ية
وأسسه التي قام عليها ،وليس عنده من كتب القوم شيء – كما يظهر من قراءة رسالته هذه –
ح تى ي ستطيع أن يعلم ما ج هل ،ويعرف ما لم يعرف ،ثم ي صل إلى الح كم في هم ،و في عقائد هم
ول يكلف ال نفسا إل وسعها [ ..سورة البقرة الية – ]286لنه في كتيبه هذا.. ومذهبهم –
لم ينقل عبارة واحدة من كتب القوم أنفسهم رأسا وبل واسطة ،اللهم إل ما نقله من الذين كتبوا
عنهم ،نقلً محضا بدون تعقل ول تبصر ،مع ادعائه بأنه حقق آراءهم من أوثق المصادر لديهم
[بين الشيعة وأهل السنة ص 20تحت عنوان "موضوع البحث وأغراضه"].
فإن كان قصده النقل المحض عن الخرين الذين كتبوا عن الشيعة ،فما فائدة كتاباته إذن،
وكفى ال المؤمنين القتال؟
و من غرائب الشياء أن فضيل ته ي ضع في آ خر هذه الر سالة قائ مة ل هم المرا جع عن
الشي عة ،يذ كر في ها كتبا كثيرة مع أ نه – حف ظه ال – لم ين قل عن وا حد من ها عبارة واحدة بل
وا سطة ،ك ما لم يرد ذ كر لكث ير من ها في الكت يب ولو بوا سطة ،ولول ح سن ظ ني به ح سب ما
أمرنا النبي عليه أفضل الصلة والسلم " ظنوا بالمؤمنين خيرا " [وقد قيل :إنه من قول عمر
بكن الخطاب .انظكر :كتاب خطبكه ووصكاياه للدكتور محمكد عاشور] .لذهكب بكي الخيال إلى
افتراض دوافع كثيرة إجابة لسئلة محيرة ..ما الذي جعل الشيخ يكتب كتيبا ،ربما يقضي على
كل ما كتبه سابقا من الكتب القيمة – حسب رجائي وتمنياتي – وتركه من الثار الطيبة؟ ،وما
الدوافع إلى أن يهدم في عمره الخير كل ما بناه في ماضيه وسالف أيامه وهو يعلم ما نبه ال
ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا [ ..سورة المؤمنين العاملين عليه بقوله:
النحل الية .]92
وهذا هو حسن ظني به والذي يجعلني أقف منه موقف المعتذر عنه أن ما ذهب إليه في
رسالته كلها ،ما صدر منه ..إل لعدم المعرفة والعلم بأشياء ،هي ثابتة في كتب القوم وعقائدهم،
وإن فضيلة الدكتور لم يكبرئ سكاحة الشيعكة عكن العقائد التكي يعتقدونهكا ،وعكن الراء التكي
يحملونها ،ولم يدافع عنهم إل عن جهل ل لشيء آخر – وإني لعتذر عن هذه الكلمة الشديدة –
ل نه ل يد فع الوهام ع نه إل هذه الكل مة ال تي وإن كا نت ل كبيرة ،ف هي ال تي تد فع ع نه الظنون
والشبهات .في زمان كثرت ف يه القلم الم ستأجرة وشاع ف يه الكلم المأجور ،وإل ف هل يت صور
من عالم يعلم أصول مذهب الشيعة الثنى عشرية أو الجعفرية كما يسميهم الدكتور وافي ،ويعلم
أ سس شري عة ال ال تي جاء ب ها مح مد صلوات ال و سلمه عل يه ويعت قد ب ها الم سلمون أي أ هل
ال سنة بالذات .ثم يك تب "بأن الخلف بين نا وبين هم – مه ما بدا في ظاهره كبيرا – ل يخرج في
أهم أوضاعه عندنا وعندهم عن حيز الجتهاد – المسموح به" [الرسالة المذكورة ص .!]4
فيكا للسكذاجة والطيبكة ،ويكا للجهكل وعدم معرفكة المور ،مكن رجكل ذاع صكيته وعمكت
شهرته ،فمتى كانت الحكام بهذه السذاجة وبهذه الطيبة؟ فهل يمكن لفضيلة الدكتور أو لغيره أن
يثبت من كتاب واحد من كتب الشيعة ،التي كتبت لبيان مذهب السنة ،وتعريفه للشيعة ،أن يكون
الحكم فيه كهذا أو شبيهه في أهل السنة؟
كل ورب الكعبكة لم يصكدر مثكل هذا الحككم عكن أهكل السكنة فكي كتاب شيعكي على مكر
الزمان ومدى التاريخ ،حتى ول في كتاب دعاية كتب على التقية والمداراة والمسايرة!!.
فما الذي دفع فضيلة الدكتور علي عبد الواحد وافي عضو المجمع الدولي لعلم الجتماع،
بأن يكون اجتماعيا مع الذ ين ل يؤمنون بالجتماع ،وأن يدا فع عن هم في بلدة سنية صانها ال
وأهلهكا من النيكل مكن كرا مة خلفاء ال نبي الراشديكن ،الهداة المهدييكن ،رفا قه الخيرة وأ صحابه
البررة ،وأزواجه أمهات المؤمنين؟ البلد التي وقاها ال وحفظها وطهرها من أناس طالما وقعوا
فكي أسكلف هذه المكة وقادتهكا وزعمائهكا ،وطعنوا ومكا يزالون يطعنون فكي خيار خلق ال
وصكفوته ،حملة هذه الشريعكة المطهرة ،ونقلة هذا الديكن الحنيكف ،وحفظكة القرآن ،ورواة سكنة
نبي نا المختار صلوات ال و سلمه عل يه ،ن عم ماذا ير يد فضيل ته بدفا عه عن هذه الطائ فة ،الذ ين
جعلوا القرآن عضين ،ونبذوه وراء ظهورهم ،واتخذوه مهجورا؟ واعتقدوا بعدم حفظه وصيانته
إلى الناس وحملوها من وقوع التغيير والتحريف فيه ،وكفروا جميع من نقلوا أخبار الرسول
إلينا ،وجعلوا الكذب شعارً ودينا.
وك يف ي سوغ له أن يبرئ ساحتهم من العتقادات ال تي يحملون ها ،ويدينون ب ها ،و هي
أسكاس مذهبهكم وديانتهكم ،بككل سكذاجة وبككل طيبكة ،وبككل جرأة؛ ملتمسكا لهكم العذار التكي لم
يلتم سوها لنف سهم قط ،ومخترعا ل هم المعاذ ير ال تي لم يرضو ها ل هم ،في بلدة سنية خال ية من
الشيعة والتشيع بعد ما ذاقت المرين في عصر من ماضيها أيا تسلط طائفة [أي أيام الفاطميين
الذين يذكرهم الدكتور وافي في كتيبه هذا بأنه لم يكن مذهبهم بعيدا كل البعد عن مذاهب أهل
السنة ،ولم تكن وجوه الخلف بينه وبينهم لتزيد كثيرا عن وجوه الخلف بين أهل السنة بعضهم
مع بعض (ص )15وسيأتي بيان ذلك قريبا في محله إن شاء ال] منهم عليها ،وشهدت مساجدها
، وجوامعها المجالس العديدة التي كانت توجه فيها للسباب والشتائم إلى سادة أصحاب محمد
ووزرائه وخلفائه على مل من الشهاد ،وعلى مرأى من المسلمين ومسمعهم؟
هل عن قصد أو تعمد؟ – ل جعلنا ال نعتقد فيه هذا العتقاد – أم عن عدم فهم ومعرفة؟
– وهذا هو الظن الغالب – ولكن كان عليه أن يتعقل قبل القدام من عواقبه الوخيمة ،ويتبصر
في نتائجها السيئة حيث أن كثيرا من الشباب الذين يجهلون التشيع كليا ،ول يعرفون حقيقته قليلً
أو كثيرا – سيقعون في شراك هم وحبائل هم الممدة والمن صوبة من كل ناح ية و في كل جا نب
ليقاعهم فيها ولصطيادهم ،وخاصة في هذه الونة الحرجة التي كثرت فيها الدعايات المزورة،
ون شط في ها التبش ير الشي عي ،وازداد غزوه للبلد ال سنية الم سلمة وأهالي ها ،وكثرت في ها القلم
المأجورة ،وانتشرت فيهكا الكتكب المشبوهكة ،مثيرة الشبهات والشكوك فكي عقيدة أهكل السكنة
ل متواترا إلى يوم نا
،و عن أ صحابه نق ً والجما عة ،العقيدة المنقولة المتوار ثة عن ر سول ال
هذا.
نعم! ماذا يقصد من وراء هذه الكتيبات والرسائل وأمثالها؟ ..لقد كان المفروض أن يتنبه
المسكلمون ،وشبابهكم بالذات ،إلى مفاسكد هؤلء الناس ،وقبائحهكم ،وشنائع عقيدتهكم ،وفضائحهكم
التي ارتكبوها ضد المسلمين في مختلف العصور والدهور ،وإن ما يجري الن ضد المسلمين
السكنة فكي إيران مكن المظالم والضطهادات راجكع إلى أنهكم ل يؤمنون بمكا يعتقده القوم،
ومخالفت هم عقائد هم وأفكار هم ال تي يحملون ها تجاه القرآن وحفظ ته ،ونقلة سنته ،وحاملي رايات
السلم المظفرة المنصورة.
نعم! ينبغي أن يكون هذا هو مقصد علماء السنة وكتّابهم لينبهوا من كان غافلً ،ويعلموا
من كان جاهلً ،ويزيدوا معرفة من كان بصيرا ،بدل أن يقربوا إليهم عقائدهم ،وليهونوا عليهم
مساويهم ،ويحيبوا إليهم أضاليلهم وأباطيلهم ،بل أنه يجب على علماء مصر عامة ،وعلى علماء
الزهر خاصة – لما لهم من مكان القيادة الفكرية؛ والصدارة العلمية في العالم العربي بالذات –
أن يقوموا بتب صير الناس بأ مر الشي عة الذ ين بدأ خطر هم يزداد وي كبر ،ب عد تر بع التش يع على
عرش إيران ،وو ضع جم يع المكانات والو سائل في سبيل نشره وت صديره خارج إيران ،وإلى
البلدان ال سلمية ال سنية خا صة ،وب عد انخداع كث ير من الشباب الم سلم بثورت هم لعدم معرفت هم
بحقائق المور وخفاياهكا ،وأنهكا ثورة التشيكع ل ثورة السكلم ،وأنهكا ثورة شيعيكة ل ثورة
إ سلمية ،وبتعبير صحيح وصريح أكثر :إنها ثورة شيع ية على السلم ،تر يد ابتلع المسلمين
خارج إيران ،وإذابتهكم داخلهكا ،وككل مكن يتتبكع أحداث إيران اليوم ووقائعهكا ،يدرك تماما ماذا
يقصده القوم ،وإلى ماذا يهدفون.
فالمظالم ال تي ت صب على الكراد ،والفضائح ال تي ترت كب في بلو ش ستان ،والدماء ال تي
تراق في عرب ستان ،والعتقادات الوا سعة ال تي تجري في تبريز و ما حول ها ،لي ست إل و سيلة
لبادة أهل السنة نهائيا ،أو لدمجهم في صفوف الشيعة دمجا كاملً.
ولم يأت على أ هل ال سنة من الم سلمين في إيران زمان أ شد وطأة وأث قل ضر بة من هذا
الزمان ،ول أصعب وأعسر في الحفاظ على دينهم ومعتقداتهم ،إل ما نقل عن الصفويين ،ولعله
لم يكن ذاك الزمان يضاهي هذا الزمان ويوازيه ،في ظلمه وقسوته ،حيث لم يكن آنذاك وسائل
البادة والتدم ير كهذه ،ك ما لم ي كن سلب البناء من الباء ليداع هم المدارس الشيع ية ومرا كز
التشيع من الصغر ،كي ل يبقى عندهم أدنى معرفة وإلمام بمذهبهم ،ومعتقداتهم.
ومكا أشكد بؤسكهم وأسكوأ حالهكم لن العالم السكلمي السكني فكي غفلة عمكا يجري على
إخوان هم في إيران ،وإن هم ل صم وع مي عن صيحاتهم ونداءات هم المتكررة لن صرتهم وإغاثت هم،
وذلك أن القوم اجترءوا على غزو السنة خارج إيران ،وفي بلدانهم ،وعقر دارهم ،وملئوا مدنهم
وقراهم بمنشوراتهم الزائفة وكتبهم المزيفة ،وزاد الطين بلة أنهم بدل أن يجدوا مواجهة من قبل
علمائهم ،لصد تيارهم الجارف ،وصد هجومهم السافر ،وجدوا ضمائر مبيعة ،وأقلما رخيصة،
وعقولً مخدوعكة إل مكن رحكم ربكك ،فطاروا مرحا ونشاطا وفرحا وسكرورا ،وسكهلت عليهكم
مهمتهم ،وقربت إليهم أمنيتهم ،فشمروا عن ساق الجد ،واأسفا على تحقيق باطلهم ،وتقاعس أهل
الحق لتثبيت حقهم ،والدفاع عن حوزة حرماتهم وعقائدهم.
ف هل من مب صر يتب صر ،وعا قل يتع قل ،وعالم يعلم أ نه ل يو جد في إيران كل ها ش خص
واحد يستطيع أن يدعو الناس إلى السنة وعقائدهم ،ول من يقدر أن يمنع الشيعة عن غلوائهم في
القدح والطعكن فكي القرآن والسكنة ،وأصكحاب رسكول ال المبشريكن بالجنكة ،وأزواجكه أمهات
المؤمن ين بشهادة القرآن ،بدل أن يدعو هم إلى التقارب والتحا بب إلى أ هل ال سنة ،وإظهار القول
بأن مذهبهم ل يخرج في أهم أوضاعه عن حيز الجتهاد المسموح به؟!
فيا علماء مصر! رحمكم ال – أل تخبرون الناس بما يكنه القوم في صدورهم من حقد
وض غن و غل لهذه ال مة المجيدة وأ سلفها؟ و ما يكتمو نه من البغضاء والعداء لتعال يم شريعت ها
الصكحيحة ،وإرشاداتهكا المسكتقيمة ،الخاليكة مكن شوائب الشرك والوثنيكة ،والصكافية مكن أدران
المجوسية واليهودية؟.
فهبوا يا علماء الزهر ..بالواجب الديني والعلمي ،الذي يحتم عليكم تنوير الرأي العام،
وتبصكير فككر المسكلمين ،بحقائق ..طالمكا خفيكت على كثيكر مكن الناس ،فكي زمكن قلّ فيكه
المخلصون الغيورون ،وعزّ فيه الوفاء ،ورخص فيه بيع الضمائر والولء.
أليكس مكن المعقول أن يدعكى إلى التقارب قوم جعلوا الشتائم والسكباب دينا ،واللعائن
والمطا عن مذهبا ،بدل ناس يرون ها من أف سق الف سوق ،وأف جر الفجور ،وخا صة في أكابر هم
وأئمتهم حيث أنهم ل يراعون – إلّ ول ذمة في أئمتنا وأسلفنا؟.
أليكس مكن المحتكم أن تكتكب كتكب ،وينشكر بينهكم فكي بلدهكم تكبين لهكم حقيقكة المذهكب
السلمي السني ،وقواعده وأسسه ،التي عليها تركهم نبيهم وقائدهم محمد صلوات ال وسلمه
عليه ،ومن بعده خلفاؤه الراشدون المهديون؟.
وإنه لمن المؤسف حقا أنهم بدلً من أن يدعوا إلى ترك السباب والشتائم لحملة هذا الدين
ورواده وقادة جيو شه المظفرة ،وع ساكره المن صورة الميمو نة ،والعتقاد بالد ستور ال سلمي،
والناموس الل هي ،ورسالة ال الخيرة إلى الناس كا فة ،والتمسك ب سنة نبيه المصطفى صلوات
ال و سلمه عل يه ،أقواله وأفعاله وتقريرا ته ،المنقولة ع نه بوا سطة أ صحابه العدول ،وتلمذ ته
الصكادقين المخلصكين ،وتجنكب الهانكة والسكاءة والقول الزور – بدلً مكن هذا كله يدعكى
المسلمون أهل السنة إلى ترك عقائدهم ومعتقداتهم المستقاة من كتاب ربهم ،وسنة نبيهم ،وترك
الدفاع عن أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين ،وعن السلف الصالح ،وعن بلدهم ،لكي يفتحوا
أحضانهكم لسكتقبال التشيكع البشكع ،والشيعكة الحاقديكن الحانقيكن ،ويدفعوا شبابهكم وأبناءهكم إلى
السبئية الماكرة ،واليهودية الثيمة.
وأما نحن:
ول نلومهم إن لم يحبونا فال يشهد إنا ل نحبهم
القائل فيهم" :من أحبهم ول جعلنا ال من الذين يحبون من يبغضون أصحاب حبيب ال
فبحكبي أحبهكم ،ومكن أبغضهكم فببغضكي أبغضهكم" [رواه أحمكد ،قال صكاحب الفتكح الربانكي (
:)22/169أخرجه الترمذي ،وقال :هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه].
ول من الذين يشترون الحياة الدنيا وزخارفها ،وأموالها الفانية ،وشهرتها البائدة ،ومديح
طائفة منها ،ورضاهم بالخرة الباقية الدائمة ،والضللة بالهدى ،والعذاب بالمغفرة.
فالحمد ل ..لقد أدينا بعض ما يوجب علينا ديننا ،ويحتم علينا ضميرنا ،ويفرض علينا
علمنا الضئيل ،مع قلة حيلتنا ،وقصور باعنا ،وضعف إمكانياتنا ،وبعدنا عن بلد العروبة مهد
الحضارات ،وأيضا مكن منزل الرسكالة ومهبكط الوحكي ،وفكي بلد أعجميكة ،رغكم المتاعكب
والمشكلت التكي نواجههكا فكي الحصكول على العلوم والمعارف وكتبهكا وخزائنهكا ،فكتبنكا أول
كتاب فكي هذا الموضوع بعنوان (الشيعكة والسكنة) عام 1973م بعكد مكا ظهرت طلئع الغزو
الشيعي الجديد في بلد المسلمين آنذاك ،فشكرا ل على نعمائه ،فقد لقي ذلك الكتاب ،مع صغر
منق طع النظ ير ،ح يث صدر م نه ح تى الن أك ثر من حج مه ،الرواج والقبول من أ مة مح مد
نصف مليون نسخة باللغة العرب ية ،ثم ترجم إلى جميع اللغات الحية ال تي ينطق ب ها المسلمون
[م ثل النجليز ية والفار سية والندوني سية والتايلند ية والهو سا ،ول قد قا مت إدارة ترجمان ال سنة
بطبعها باللغة النجليزية والفارسية بالضافة إلى العربية].
ثم لما استولى التشيع المتعصب المحض على عرش إيران ،استبشر المسلمون خيرا في
كث ير من أقطار الرض وأطراف ها ،لعدم معرفت هم بحقي قة معتقدات القوم ونوايا هم ،ولكن نا ن حن
بحمد ال وفقنا في حينه بوضع كتاب آخر جامع باسم (الشيعة وأهل البيت) تعرضنا فيه لبيان
أهم معتقدات القوم من كتبهم الموثوقة ،ومصادرهم المعتمدة ،بذكر عباراتهم أنفسهم دون أدنى
تغي ير ..أو تبد يل ..أو حذف ..أو نق صان ..متج نبين أبعاد هذه الثورة ال سياسية ،قا صدين تبيين
الحقيقة وتوضيحها ،في إطار علمي بحت؟ ،وقصد هذا الكتاب أن يقوم بسرد الروايات الشيعية
من ك تب القوم أنف سهم ،والقت صار علي ها دون الرجوع إلى ك تب ال سنة ،وإيراد أ ية روا ية من ها
للستدلل والستنباط ،كي نكون منصفين في الحكم ،عادلين في الستنباط والستنتاج ،فاستبشر
،والمحبون له خيرا. به الغيورون من أمة محمد
ولمكا ازداد الخطكر ،واسكتفحل المكر ،وزاد القوم فكي غلوائهكم وعنترتهكم والهجوم على
عقائد السلف ،والطعن في أسلف هذه المة ،كان علينا نحن أن نهب لخدمة العقيدة الصحيحة
والتشرف بالدفاع عن الدين وعنهم فأضفنا إلى الكتابين كتابا ثالثا تحت عنوان (الشيعة والقرآن)
لتبصير المسلمين ،وتنوير رأيهم حول عقيدة الشيعة المتوارثة المنقولة عنهم ،جيلً بعد جيل ،في
القرآن المنزل من ال سماء ،على قلب سيد الب شر ،بن فس ال سلوب وبن فس المن هج ،الذي اخترناه
في الرد عليهم ،وعلى غيرهم من الفئات الباطلة المنحرفة ،أي إدانة القوم بما في كتبهم أنفسهم
وبعباراتهكم هكم ،نقلً عكن مراجعهكم الصكيلة ،ومصكادرهم السكاسية نقلً مباشرا [ل كمكا فعله
دكتورنا الفاضل عبد الواحد وافي؛ لنه لم ينقل مجرد عبارة واحدة عن كتب القوم رأسا ،بل كل
ما نقله نقله عن الخرين (دون تمحيص أو بصيرة) ،كما سنثبته إن شاء ال في محله] ،فأوردنا
في هذا الكتاب أكثر من ألف حديث شيعي من مختلف مصادره ومنابعه وتعدد رواته ونقلته ،كل
هذه الحاد يث الكثيرة الكثيرة تن بئ وت نص على أن القرآن الموجود بأيدي الناس محرّف ومغيّر
فيه ،زيد فيه ونقص منه كثير ،ثم انتظرنا برهة من الزمن أن يشاركنا أحد من العرب وخاصة
من مصر ،بلد العلم والعلماء ،ومن الزهر بالذات ،أكبر جامعة إسلمية وأم الجامعات الدينية،
ول كن يا لهف تي على الجام عة الزهر ية ال تي أعق مت أن تن جب واحدا ،ن عم واحدا يت صدى للرد
على الهجوم الذي يشنه الشيعة ،ويا لهفتي على مصر أنها لم تلد واحدا يقف في سبيل غزوهم
القارة الفريقيكة ،التكي تحتكل بموقعهكا الجغرافكي والعلمكي مكان الصكدارة على بابهكا ،ولذا فإن
العبء الملقى على كواهلها لثقيل ،والمسئولية عليها لكبيرة ،لم أجد هذا ،حتى بلغ السيل الزبى،
بكل وجدت مكن بيكن أبنائهكا ،ورجالت فكرهكا مكن ينادي بعككس ذلك ،ينادي بالوحدة معهكم،
والتقريب بين معتقداتهم وبين معتقدات أهل السنة ،غافلً عن خطورة المر وأضراره الجسيمة،
وعواقبه الوخيمة ،ناسيا ما يترتب عليه من المهادنة والهوان في سبيل العقيدة والدين ،وجاهلً
ب ما تخف يه هذه الدعوة من الضرب والنق صان للطائ فة الح قة المنصورة ..أ هل ال سنة والجما عة:
" ..يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا" [سورة مرين الية .]23
وعن أمثال هؤلء الطيبين الكارم اشتكى شاعر عربي قديم:
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
عند الحفيظة إن ذو لوثة لنا إذن لقام بنصري معش خشن
ليسوا من الشر في شيء وإن هانا لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد
وعن إساءة أهل السوء إحسانا يجزون عن ظلم أهل الظلم مغفرة
سواهم من جميع الناس إنسانا كأن ربك لم يخلق لخشيته
وتمنى أن يكون له قوم بدل قومه:
" شنوا الغارة فرسانا وركبانا ".
فهكل يخكبرني أحكد مكن سكادة الزهكر وعلمائه ،ورجالت مصكر ومفكريهكا وكتابهكا،
ومؤرخيها وباحثيها! هل هناك كتاب في إيرانهم وعراقهم ،أو في مجامعهم وجامعاتهم ..أعني
الشيعة ..كتاب واحد كتب لتقريب الشيعة إلى أهل السنة ولتحريضهم على حبهم وودادهم؟..
هل من مجيب يجيب؟!!
ول قد كت بت في كتا بي الول عن هم أع ني كتاب( :الشي عة وال سنة) سالف الذ كر "ول قد بدأ
الشي عة م نذ قر يب ينشرون كتبا ملف قة مزورة في بلد ال سلم ،يدعون في ها التقر يب إلى أ هل
ال سنة ،ول كن بت عبير صحيح يريدون ب ها تقر يب ال سنة إلي هم بترك عقائد هم ومعتقدات هم في ال،
وفكي رسكوله ،وأصكحابه الذيكن جاهدوا تحكت رايتكه ،وأزواجكه الطاهرات اللئي صكاحبنه فكي
معروف ،و في الكتاب الذي أنزله ال عل يه من اللوح المحفوظ ،ن عم يريدون أن يترك الم سلمون
كل هذا ،ويعتنقوا ما نسجته أيدي اليهودية الثيمة من الخرافات والترهات في ال ،بأنه يحصل
له "البدا" وفي كتاب ال بأنه محرف ،ومغير فيه ،وفي رسول ال ،بأن عليا وأولده أفضل منه،
وفكي أصكحابه حملة هذا الديكن ،أنهكم كانوا خونكة ،مرتديكن ،مكع مكن فيهكم أبكو بككر ،وعمكر،
وعثمان ،وأزواج ال نبي ،أمهات المؤمن ين ،مع من في هن الطي بة ،الطاهرة ،بشهادة من ال في
كتا به ،بأن هن خن ال ور سوله ،و في أئ مة الد ين ،من مالك ،وأ بي حني فة ،والشاف عي ،وأح مد،
والبخاري ،أنهم كانوا كفرة ملعونين – رضي ال عنهم ورحمهم أجمعين .-
نعم يريدون هذا ،وما ال بغافل عما يعملون [الشيعة والسنة ص -7 ،6ط إدارة ترجمان
السنة – لهور باكستان].
ول كن تغيرت المقاي يس الن وانقل بت المفاه يم ،فبدأ ب عض علماء أ هل ال سنة ينادون بهذه
الدعوة ..أع ني التقر يب ب ين أ هل ال سنة والشي عة ..ويرفعون شعار ها ،بدلً من أن يردوا على
ترهاتهم وخزعبلتهم ..بل طالبوا بإقامة دور التقريب في مدنهم وبلدانهم ،فوا عجبا من اجتماع
أهل الباطل على باطلهم والخلص له ،وتقاعس أهل الحق عن حقهم ،وتخاذلهم عن نصرته..
ووا أسفا على محاماة أهل الحق عن آراء أهل الباطل ،والدفاع عن عقائدهم الفاسدة ،والتحمس
فكي التماس العذار لهكم تطوعا ،أو بغيكر تطوع ،وبأخكذ البديكل والجرة ،أم دون أخذه تصكدقا
عنهم ،وتطوعا ،وما ال بغافل عما يعمل الظالمون.
هذا بالضافكة إلى أن الشيعكة قادة وشعبا ،عامكة وزعامكة ،جهالً وعلماء ..ل يخفون
بغضهم لهؤلء الطيبين وسادتهم ،كلما سنحت لهم الفرصة ،أو أتيح لم المجال ،لن مذهبهم ليس
مبنيا إل على مخال فة أ هل ال سنة ،ن عم! إل على مخال فة أ هل ال سنة وعقائد هم وآرائ هم ،ومخال فة
السس التي عليها يقوم مذهبهم ،وشريعتهم التي جاء بها محمد صلوات ال وسلمه عليه.
ومن أجل هذا فالقرآن أنكروه ،لن أهل السنة يعتقدونه ويؤمنون به.
سنة النبي الكريم أنكروها ،لن أهل السنة يتمسكون بها.
وأصحاب محمد يكفرونهم ،لن أهل السنة يحبونهم.
وأزواج النكبي يشتمونهكن ،لن أهكل السكنة يعظمونهكن ويجلونهكن ويفضلونهكن على
أمهاتهن ،لنهن أمهات المؤمنين بنص القرآن.
ومكة والمدينة يكرهونه ما ،لن أهل السنة يعتبرونهما أقدس بقاع الرض وأطهرها في
الكون.
والكذب يقدسونه ،لن أهل السنة يكرهونه ويهجرونه.
والمتعة يحلونها ،لن أهل السنة يحرمونها.
والرجعة يقرونها ،لن أهل السنة ينكرونها.
والبداء ل بمعنى الجهل يثبتونه ،لن أهل السنة يبرئون منها جنابه وجلله.
كلة إلى
كتغاثة بالقبور ،والصك
والوهام والخرافات والبدع والثونيات والشرك بال كالسك
الضرحكة ،والنداء للموات ،والسكتغاثة بالقبور ،والطواف حولهكا والسكجود عليهكا ،وإقامكة
الضر حة والقباب علي ها وإقا مة المآ تم والمجالس ..كل تلك الفعال الشرك ية يتشبثون ب ها ،لن
أهل السنة يتبرءون منها ،ويتنزهون عنها ،ويجحدونها.
و سيأتي بيان هذه الشياء كل ها ،إن شاء ال ،مف صلً مدعما بالدلة الواض حة والبراه ين
الساطعة ،من كتب القوم أنفسهم ،كل هذه العمال يأتون بها ويعملونها لنها مخالفة لما يعتقد به
أ هل ال سنة ،الذ ين يع تبرونهم العا مة في ا صطلحهم – ف عل اليهود ح يث يعدون أنف سهم خا صة
وغير هم عا مة – لن ال صل في مذهب هم هو مخال فة الم سلمين .وعلي ها قا مت ديانت هم .وإل يك
بعض النصوص دليلً على ما ذكرنا:
يذ كر الكلي ني أ بو جع فر مح مد بن يعقوب في صحيحه الذي ق يل ف يه :هو أجلّ أرب عة
الكتكب الصكول المعتمكد عليهكا ،والذي لم يكتكب مثله فكي المنقول مكن آل الرسكول [الذريعكة
للطهراني ج 17ص – 245ط إيران].
والذي قال فيه قائمهم الغائب :كاف لشيعتنا [مقدمة الكافي ص .]25
يذكر فيه عن جعفر بن محمد أن سائلً سأله:
"جعلت فداك ،أرأيت إن كان فقيهان عرفا حكما من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين
موافقا للعامة والخر مخالفا لهم ،بأي الخبرين يؤخذ؟
قال :ما خالف العامة ففيه الرشاد (وليس هذا فحسب)
فقلت :جعلت فداك ،فإن وافقهما الخبران جميعا؟
قال :ينظر إلى ما هم إليه أميل ،حكامهم وقضائهم ،فيترك ويؤخذ بالخر [الكافي للكليني
في الصول ،كتاب فضل العلم ،باب اختلف الحديث ج 1ص .]68
فهذا هكو مذهبهكم ،وهذه هكي كراهيتهكم للمسكلمين ،وهكم على ذلك قائمون ،وعلى نفكس
المن هج سالكون ،ولكن ب عض سفهاء أ هل ال سنة يخدعون بل سبب ،ويطيلون بل طلب ،ول جل
ذلك ك تب ال سيد الخمي ني ،زع يم شي عة إيران اليوم م صرحا ب عد ذ كر الروايات الكثيرة الكثيرة
بخصوص مخالفة المسلمين مثل ما رواها ابن بابويه القمي في كتابه عن علي بن أسباط ،قال:
قلت للرضكا – المام الثامكن عنكد القوم – عليكه السكلم :يحدث المكر ل أجكد بدا مكن معرفتكه،
وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك؟ قال :ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك ،فإذا
أفتاك بش يء ف خذ بخل فه ،فإن ال حق ف يه" [ر سالة التعادل والترج يح لل سيد الخمي ني ص -82ط
إيران].
ورواية أخرى عن المام المعصوم أنه قال:
"ما أنتم على شيء مما هم فيه ،ول هم عليه شيء مما أنتم فيه ،فخالفوهم فما هم من
الحنيفية على شيء" [رسالة التعادل والترجيح للسيد الخميني أيضا من .]83
ومثله ما رواه عن جع فر أ نه قال في جواب من سأله :يرد علي نا حديثان :وا حد يأمر نا
بالخذ به ،والخر ينهانا عنه ،قال :ل تعمل بواحد منهما حتى تلقى صاحبك فتسأله .قلت :ل بد
أن نعمل بواحد منهما .قال :خذ بما فيه خلف العامة" [رسالة التعادل والترجيح للسيد الخميني
ص .]83
هذا ..ومثل هذا ..كثيرا!!..
قال هذا ..وهكو رجكل سكياسي ،والسكياسة تتطلب المماشاة والمداراة ولكنكه يقول لطما
خدود الطيبين ،محبي الوحدة ،ومنادي التقريب ،ليفيقوا من سكرتهم ،يقول:
"فتحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن مرجح النصوص ينحصر في
أمرين :موافقة الكتاب والسنة ،ومخالفة العامة" [رسالة التعادل والترجيح للخميني ص .]83
فهل من مستفيد يستفيد؟ وهل من مستفيق يستفيق؟ أم هم في غفلة يعمهون؟!
وأما نحن يا علماء مصر! ويا علماء الزهر! فلسنا من قوم عيسى بأن نقدم الخد اليسر
لمن يصفع الخد اليمن ،فهل أنتم منتهون؟:
فنجهل فوق جهل الجاهلينا أل ل يجهلن أحد علينا
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والنف بالنف والذن بالذن والسن
بال سن والجروح ق صاص ف من ت صدق به ف هو كفارة له و من لم يح كم ب ما أنزل ال فأولئك هم
[سورة المائدة الية .]45 الظالمون
وأنت يا فضيلة الدكتور! عليك أن تفهم أن التوادد والتحابب والتقارب من باب التفاعل،
والذي يلزم ح صوله من الطرف ين ،ول يح صل من طرف وا حد ،وك يف و هم ين صون على أن
ال حب ،أي ها الطيبون ،ل ينب غي أن يكون إل من طرف كم أن تم ،وأ ما ن حن ف في طرف على رأ سه
لفتة "ممنوع الدخول ،اتجاه واحد".
فل تت من أن ت صل إلى قلوب هم وتد خل في أعماق هم ،وأ ما أ نت فلك الخيار فتف تح قدر ما
تشاء وتوصلهم إلى ما تشاء ،ولو إلى سويدائها.
وما انشغالك بهم يا طيب القلب؟
أتريكد أن ترضيهكم بحبكك لهكم ،وبموافقتكك إياهكم فكي أباطيلهكم وأضاليلهكم ،والدفاع عكن
أكاذيبهم وافتراءاتهم على ال والقرآن والرسول ،وهم مع ذلك ل يريدون إل مخالفتك في كل ما
تعتقده وتؤ من به ،و ما أظ نك ك نت تدري هذا ،وإل ما جرى قل مك ليقلب ال صدق كذبا ،والكذب
صدقا ،وليكتب الحق باطلً ،والباطل حقا:
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم!! فإن كنت ل تدري فتلك مصيبة
فسامحكم ال أيها الخوة الطيبون ،وإن كنتم لم تقرءوا كتبي الثلثة المذكورة آنفا وكتابي
الجد يد (الشي عة والتش يع فرق وتار يخ) الذي بي نت ف يه عقائد الشي عة الث نى عشر ية ،الذ ين في
أمثالهم قال علي رضي ال عنه أمير المؤمنين ،والرواية في أصح الكتب عندهم:
"لو ميزت شيع تي ل ما وجدت هم إل وا صفة ،ولو امتحنت هم ل ما وجدت هم إل مرتد ين ،ولو
تمحصتهم لما خلص من اللف واحد" [الكافي للكليني ،كتاب الروضة ج 8ص 338ط إيران].
والكتاب لذي وضكح للناس موقكف الشيعكة مكن المسكلمين ،واعتناقهكم عيكن تلك الراء
والفكار ال تي روج ها ا بن سبأ اليهودي الما كر ال خبيث بفرض إما مة علي ،وإظهار البراءة من
ورضوان ال علي هم أعدائه المزعوم ين ،من أ بي ب كر وع مر وعثمان وكا فة أ صحاب ال نبي
أجمع ين ،وتكفيره إيا هم ،وقوله بالو صاية والول ية والغي بة والرج عة وغ ير ذلك من الخرافات
والترهات ،كما أوضح الكتاب لكثير من الغافلين أن كل ما كان يعد غلوا في الماضي صار من
لوازم مذ هب الشي عة الث نى عشر ية اليوم ،وح تى الدكتور وا في الذي يخ طئ ش يخ ال سلم ا بن
تيمية [انظر :رسالته ص ]11لعدم معرفته للمور ووضعها في نصابها ،ل يعلم أن كل ما ذكره
شيخ السلم حق ل محيص عنه كما سنبينه مفصلً عند ذكر أخطاء فضيلته.
ن عم! كان من الوا جب علي كم أن تقرءوا ما كت به ب نو جلدت كم و سلفكم أمثال ال سيد الجل يل
الش يخ مح مد رش يد ر ضا من شئ "المنار" ،والبحا ثة المح قق ال سيد م حب الد ين الخط يب صاحب
"الفتح" تغمدهما ال برحمته وغفرانه ،والرسالة الخيرة مشهورة معروفة ،وموجودة منتشرة في
مصر وخارجها (الخطوط العريضة).
وإليكم ما كتبه السيد محمد رشيد رضا:
"إني شديد الحرص على هذا التفاق (بين السنة والشيعة) وقد جاهدت في سبله أكثر من
ثلث قرن ول أعرف أحدا من الم سلمين أو أ ظن أ نه أ شد م ني رغ بة وحر صا على ذلك ،و قد
ظ هر لي باختياري الطو يل أن أك ثر علماء الشي عة يأبون هذا التفاق أ شد الباء إذ يعتقدون أ نه
ينا في منافع هم الشخ صية من مال وجاه ،و قد تكل مت في هذا مع كثير ين في م صر و سورية
واله ند والعراق ،م ما علم ته بال خبر والتجر بة أن الشي عة أ شد تع صبا وشقاقا ل هل ال سنة ..و قد
نشطوا في هذا الع هد لتأل يف الك تب والر سائل في الط عن على ال سنة والخلفاء الراشد ين الذ ين
فتحوا المصكار ونشروا السكلم فكي القطار ،والطعكن على حفاظ السكنة وأئمتهكا وفكي المكة
العربيكة بجملتهكا" [مجلة المنار نقلً عكن تاريكخ الصكحافة السكلمية لنور الجندي الجزء الول
ص 139ط دار النصار بالقاهرة].
ويقول أيضا" :إننا ل نعرف أحدا من علماء أهل السنة المتقدمين ،ول المعاصرين يطعن
في أ حد من أئ مة آل الب يت علي هم ال سلم ك ما يط عن هؤلء الروا فض في ال صحابة الكرام ول
سكيما أبكي بككر وعمكر وفكي أئمكة حفاظ السكنة كالبخاري والذهكبي وابكن حجكر وغيرهكم فإنهكم
يعدونهم من النواصب لعدم موافقت هم لجهلة الروا فض على ما يفترو نه من الغلو في منا قب آل
البيت و قد أغنا هم ال عن اختلق المنا قب ل هم لكثرة مناقب هم ال صحيحة الثابتة بالن قل الصحيح،
أما النواصب فهم أولئك الخوارج اللذين يبرءون من علي كرم ال وجهه" [مجلة المنار م 31ص
،290نقلً عن تار يخ ال صحافة ال سلمية لنور الجندي الجزء الول الف صل الرا بع ص – 140
ط دار النصار بالقاهرة].
فما أصدق السيد! وما أعرفه بهم!.
وأخيرا يتحدث عن الشيعة بقوله:
"إنهم كانوا أشد النقم والدواهي التي أصيب بها السلم ،فهم مبتدعو أكثر البدع الفاسدة
التكي شوهكت نقاءه ،وهكم الذ ين صدعوا وحد ته ،وأضعفوا شوكتكه ،وشوهوا جماله ،وانتق صوا
كماله ،وجعلوا توحيده وثنية ،وأخوته عداوة وبغضاء ،وبثوا فيهم فتنة عبادة أناس لجل أنسابه،
وتقديكس عداوة وبغضاء ،وبثوا فيهكم فتنكة عبادة أناس ل جل أنسكابهم ،وتقديكس أناس لحسكابهم
وج عل سعادة الدن يا والد ين بو ساطتهم ع ند ال ،وتأثير هم في عل مه وإراد ته على ضد عقيدة
القرآن مكن كون الخالق تبارك وتعالى ل يطرأ على صكفاته تأثيكر مكن المخلوق ،وجميكع الفرق
ال تي ارتدت عن ال سلم من القرون ال سابقة كا نت من غلة الشي عة [ملحو ظة :إن ال سيد رش يد
ر ضا يق صد من الغلة الث نى عشر ية ،ك ما يق صد من المعتدل ين الزيد ية (الم صدر ال سابق ص
])144فمنهم جميع الفرق الباطنية الذين كانوا يلبسون لباس المسلمين ويظهرون التمسك به لتقبل
دعايتهكم ..كذلك كان غلة الشيعكة مثارا لفظكع الكوارث التكي هدت قوى السكلم وزعزعكت
الخل فة العباسية ودمرت الحضارة العربية التي كا نت زينة الرض وفخار أهلها ،و هي كارثة
التتار ،ك ما كانوا أولياء وأن صارا لعداء الم سلمين وإن هم أ شد عداوة ل هم وفتكا ب هم ل سلمهم
حتى الصليبيين.
ووجهكت العداوة الشيعيكة إلى أهكل السكنة خاصكة ،وزال ملك العرب مكن بلد الفرس،
وصكار السكلطان فيكه للترك ،فاتصكل مكا كان مكن عداوتهكم للعرب إلى الترك ،على اختلف
طوائفهم ..وصارت السنة في بلد إيران أضعف من المجوسية ،وقد ثبت شيعة إيران مذهبهم
فكي عرب العراف حتكى كاد يكون أكثكر البدو لهكم يقيمون مآتكم المام حسكين ويلعنون أبكا بككر
وع مر عليه ما أف ضل الرضوان ..فالشي عة كل هم دعاة إلى مذهب هم ح تى الن ساء" [المنار نقلً عن
تاريخ الصحافة السلمية لنور الجندي ص .]142 ،141
هذا ما كت به علم شا مخ من أعلم م صر في مجل ته الشهيرة ال تي ط بق صيتها الفاق،
فليتأمل فيها الكاتبون المصريون ،ولينظروا ما كتب أسلفهم في هذا المضمار قبل القدام على
الكتابة عنهم دون علم أو بصيرة ،ودون فقه أو معرفة أو إدراك ،غفر ال خطايانا وخطاياهم.
و كل ما كتبه ال سيد ل يس بجديد ول بعجيب ،بل هو ال حق وعين ال حق تنضح به كتب هم
ومصادرهم ،والفقرة الخيرة هو عين ما كتبه شيخ السلم ابن تيمية رحمة ال عليه في فتاواه
[انظر :لذلك فتاوى شيخ السلم ج 28ص .]479 ،478
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
ول أدري ك يف خ في كل هذا على من ينادي بدعوة التقر يب من أ هل ال سنة و في بلد
ال سنة ،ويدا فع عن هم ،ويح بب إلى الناس مذهب هم ،ويزينه في قلوب هم ،وك يف خ في هذا كله على
رب نا ل تزغ قلوب نا ب عد إذ من يد عي بأ نه ح قق مو سوعة بن خلدون التاريخ ية وعلق علي ها:
[سورة آل عمران الية .]8 هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
. .بما فعل السفهاء منا إن هي إل فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي ربنا ل تهلكنا:
من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ،واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي
[سورة العراف الية .]156 ،155 الخرة إنا هدنا إليك..
ول يخطر ببال أحد أننا من دعاة الطائفية أو التفرقة ،وحاشا ل أن نكون كذلك ،لننا لم
نقصكد بهذا الكاب ول بالكتكب الخرى التكي كتبناهكا سكواء عكن الشيعكة ،أو عكن الفرق الباطلة
المنحرفكة الخرى ..أن نثيكر عواطكف الناس ونحرضهكم على قتال بعضهكم بعضا ،ومحاربكة
الواحد الخر ،كما لم نرد أن نفرق كلمة جامعة ،بل كل ما قصدنا من هذا أن نكون على بينة
من المر وأن نعطي كل ذي حق حقه ،وأن ل نخدع ول نباغت من أحد لننا نعلم وندرك يقينا
بأن ال حق ل يتعدد ،وإن التعدد من لوازم البا طل ،فال حق وا حد و هو ما كان عليه ر سول ال
فكي حديثكه المشهور: وأصكحابه رضوان ال عليهكم أجمعيكن ،حسكب مكا ذكره رسكول ال
"ستفترق أمتي إلى ثلثة وسبعين فرقة ،كلها في النار إل واحدة .قالوا :ومن هم يا رسول ال؟
قال :ما أنا عليه وأصحابي" [أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم].
فليت نا أن ل نغرق في الدعوات الزائفة والشعارات المزي فة ،وأن نتم سك بكتاب ربنا جل
وأصحابه وسلم ،متمثلين بقوله" :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما جلله وعم نواله وسنة نبينا
مسككتم بهمكا ،كتاب ال وسكنة نكبيه" [انظكر :موطكأ المام مالك والحاككم فكي مسكتدركه واللفكظ
للموطأ].
إن نا ل سنا بدعاة تفر قة أو طائف ية ،ولكن نا ضد الطائف ية كل ها ،داع ين الناس أن يتركوا كل
. .أل إن حزب ال هكم المفلحون العصكبيات وككل التحزبات إل حزب ال وحزب رسكوله:
،وأن نعرض جميكع [سكورة المجادلة اليكة ،]22وإل العصكبية لكتاب ال وسكنة رسكوله
خلفاتنا على كتاب ال وسنة رسوله عليه الصلة والسلم ،فمن يوافقه الكتاب أو تناصره السنة
نؤيده ونتب عه ،و من يخال فه الكتاب وتخذله ال سنة ،نخال فه ونخذله ،وهذه هي الدعوة الح قة ال تي
لجل ها أر سل الر سل وأنزلت الر سالة ،وهذا هو ال صراط الم ستقيم الذي د عا إل يه ر سول ال
ول تتبعوا ال سبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم و صاكم به الناس كا فة بأ مر من ال عز و جل،
[سورة النعام الية .]153 لعلكم تتقون
فمنع الناس عن اتباع السبل ليس بتفرقة ،ودعوتهم إلى الصراط المستقيم ليست بطائفية،
بل هذه هي سبيل ال المختارة التي أمر ال نبيه وأتباعه بالدعوة إليها.
وإن اختلف بهكا المختلفون ،وانزجكر عنهكا المنزجرون ،واعترض عليهكا المعترضون،
وعاب عليها العائبون والمنتقدون.
قل هذه سبيلي أد عو إلى ال على ب صيرة أ نا و من ابتع ني و سبحان ال و ما أ نا من
[سورة يوسف الية .108 المشركين
[سورة الحجر الية .]94 فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين
ودوا لو تدهكن فيدهنون * ول تطكع ككل حلف مهيكن * هماز مشاء بنميكم * مناع
للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم * أن كان ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير
[سورة القلم الية .]15-9 الولين
وإن تطع أكثر من في الرض يضلوك عن سبيل ال إن يتبعون إل الظن وإن هم إل
[سورة النعام الية يخرصون * إن ربك هو أعلم بمن يضل عن سبيل وهو أعلم بالمهتدين
.]117-116
فنحن دعاة الوحدة ال تي ل تحصل بالكلمات الفارغة ،والنعرات الرنا نة الطنانة ،والقلم
المأجورة ،واللسكنة المسكتأجرة ،والضمائر المشتراة ،والراء المسكتعارة ،ول تتأتكى بالحلم
الوهمية والمنيات الخيالية ،بل تتأتى وتحصل بتحكيم شرع ال في الخلفات والنزاعات ،وفي
. .فإن تنازع تم في ش يء فردوه إلى ال والر سول إن كن تم تؤمنون المناقشات والمناظرات
[سورة النساء الية .]59 بال واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويل
فل وربكك ل يؤمنون حتكى فعندئذ يكمكل اليمان ،ويحسكم النزاع ،ويرتفكع الخلف:
[ سورة يحكموك في ما ش جر بين هم ثم ل يجدوا في أن سهم حرجا م ما قض يت وي سلموا ت سليما
النساء الية .]65
ومن علئم اليمان أل يكون عصبية لحزب وجماعة ،وتحزب لطائفة وفرقة بعد حصول
وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن قضاء ال وثبوت حكم رسول ال:
[سورة الحزاب الية .]36 يكون لهم الخيرة من أمرهم
هذه هي الوحدة الحقيق ية ال تي تح صل بوحدة الف كر والعقيدة ،وبوحدة ال صول والقوا عد
. المبنية على كتاب ال وسنة رسول ال
إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا وعن آخذيها والمشبثين بها عبر القرآن في قوله تعالى:
[سورة النبياء الية .]92 ربكم فاعبدون
وأما فيما دون ذلك فلن تتحقق تلك المنية ،ولن نصل إليها.
،ل إلى أقوال العلماء فنحن دعاة الحق إن شاء ال ،لدعوتنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا
وآراء الرجال ،أيا كانوا ،وأينمكا كانوا ،ومهمكا بلغكو مكن المكانكة السكامية والشأن الرفيكع ،فككل
مأخوذ من قوله ومردود عليه ،إل النا طق بالوحي صلوات ال وسلمه عل يه ،و هو الذي تركنا
على المحجة البيضاء ،التي ليلها كنهارها ،ل يضل سالكها ول يهتدي تاركها ،والسالكون على
هذا المن هج القو يم ،والمنتهجون هذا ال صراط الم ستقيم هم الطائ فة المن صورة ال تي أ خبر عن ها
" :ل تزال طائفكة مكن أمتكي منصكورين ل يضرهكم خذلن مكن خذلهكم حتكى تقوم الرسكول
ال ساعة" [م سلم وأح مد وأ بو داود والحا كم وا بن ما جة وا بن حبان وال سيوطي في الف تح ال كبير
واللفظ له].
فالطائ في هو الذي يد عو إلى طائف ته وحز به ،ويأ مر الناس باتباع رجال لم ينزل ال ب هم
من سلطان.
والفرقي هو الذي ينادي الناس إلى فرقته ونحلته ويأمر الناس بترك الجماعة.
وأما الذي يدعو إلى الجماعة ،وإلى الصراط المستقيم ،وإلى كتاب ال وهدي رسول ال،
ويحذرهم من التفرقة واتباع سبيل غير سبيل المؤمنين ،ويمنعهم عن التفرق في السبل الملتوية
المعو جة كي ل يضلوا في ها ،وي خبرهم عن سوء العوا قب و شر النتائج ..أ ما م ثل هذا الدا عي
فليس منهم ،وبالرغم من أنه هو الداعي إلى الجماعة ،الذي من شذ عنها شذ في النار.
في جب ت صحيح المفاه يم والنتباه إلي ها فرب كل مة حق أر يد ب ها البا طل ،ول نه لو كا نت
التفر قة ب ين ال حق والبا طل شيئا مذموما ،و تبين الر شد من ال غي شيئا منكرا ل ما أخبر نا ال عن
ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم أنبيائهم بأنهم كلما جاهروا بالحق ،وأبطلوا الباطل اختلف الناس:
[سورة النمل الية .]45 صالحا أن اعبدوا ال فإذا هم فريقان يختصمون
و . . .قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة
[سورة البقرة الية .]256 الوثقى ل انفصام لها وال سميع عليم
. . .ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة . وبين سبب بعثة رسله بقوله:
[سورة النفال الية .]42 .
[سورة الكافرون الية .]6 لكم دينكم ولي دين وأمر نبيه أن يقول:
فالمفرقون والطائفيون هم الذين يسلكون سبيلً غير سبيل المؤمنين ،وينهجون منهجا غير
منهكج المؤمنيكن ،ويدعون الناس إلى وليكة أشخاص وتقليكد أناس لم يأمرنكا ال بكه فكي صكميم
في الثابت من سنته!!.. كتابه ،ول النبي
وأ ما الدعاة إلى ال وحده ،والتوحيد الخالص ،ون في الشراك بال صغيرا أم كبيرا ،جليا
أم خفيا ،وإلى اتباع رسكول ال فكي ككل مكا ثبكت عنكه مكن قوله وفعله وتقريره ،فهكم الدعاة إلى
الوحدة الحقيقيون مهما تقول المتقولون ،وتطول المتطاولون.
فهذا آخر ما كنا نريد التنبيه عليه في هذا المضمار.
ولقكد طال بكي الكلم وتشعكب بكي الحديكث والحديكث ذو شجون ،والسكبب فكي هذا تلك
الرسالة (بين الشيعة وأهل السنة) للدكتور علي عبد الواحد التي وقع نظري عليها – ويا ليتني
لم أر ها – ل قد قرأت هذا الكت يب – و يا ليت ني لم أقرأه – ولم أتر كه ح تى انته يت م نه ،فتأل مت
كثيرا لمكا فيكه مكن الخطاء الفاحشكة ،والمغالطات الظاهرة ،والعوار البيكن ،والزلت الكثيرة،
والح كم غ ير ال صحيح ،المب ني على ن هج غ ير موضو عي ول عل مي ،الل هم إل ما يبدو بأن ف يه
إغضابا لجهة تأذى منها مؤل فه ،أو إرضاء جان رضي عنه .اللهم ل تجعلنا من الذين يسيئون
الظن بعبادك – وإن بعض الظن إثم – ول تجعلنا من الظالمين في الحكم ،فشغلني هذا الكتيب
وألهاني عما كنت في صدده من البحث والتنقيب في الكتب السماعيلية والوثائق الفاطمية ،ولم
يبق بيني وبين المغادرة من مصر إل ليلة واحدة حيث أنوي السفر منها إلى تونس ،ومن تونس
إلى المغرب ،مارا على اسككور بأسكبانيا ،وباريكس بفرنسكا إلى لندن بإنجلترا ،وراء مقصكدي
وهدفي.
ولكننكي لم أ شأ أن أخرج من مصكر ول أ في بحق ها ،ول أتطرق إلى هذه الر سالة ال تي
أرى من الوا جب الدي ني والمح تم العل مي بأن أتطرق إلي ها ولو تطرقا طفيفا ي سيرا ،وأن لم ب ها
ولو إلمامة خفيفة سريعة ،فأجلت سفري يومين لعل ال أن يوفقني لن أوفي للدكتور وافي حقه،
وأنبه على أخطائه التي وقع فيها فضيلته بدون قصد ول عمد منه – إن شاء ال .-ولو أنني ل
يحضر ني في هذه الغر بة كث ير من المرا جع والم صادر إل أن أملي وثق تي بال كبيران بأ نه ل
ينقصني في الرد عليه شيء أحتاج إليه بفضله ومنه وإحسانه.
وإننكي لحاول فكي هذه العجالة أل ينفلت زمام قلمكي مكن يدي ،وأل أكون إل واقعيا
موضوعيا في تحري الحقيقة وتبيينها لفضيلة الدكتور ،ولمن قرأ رسالته ،وللناس أجمعين ،بدون
تع صب ول تح يز ،و سوف أق سم الب حث ح سب تق سيم الدكتور في ر سالته ،وأض يف قبله ف صلً
واحدا أبين فيه أخطاء فضيلته البديهية التي وقع فيها ،وإنني لمستغرب فعلً كيف أنها صدرت
عنه .وسبحان الذي ل ينسى ،وما من كاتب إل وقد أخطأ ،وما من قائل غل وقد غلط ولغا ،وما
من ناطق إل وقد ضل واهتدى ،اللهم إل المعصومين من خلقه ،أنبياء ال ورسله ،الذين ختمهم
،المشهود له بالعصمة في قوله تعالى: بخاتم المعصومين ،سيد المرسلين محمد بن عبد ال
[سورة النجم الية . 4 ،3 وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى
وأد عو ال العلي القد ير أن يوفق ني لداء هذه المه مة خلل يوم ين ق بل مغادر تي م صر
الطيبة ،وأن يلهمني الرشد والصواب.
وأخيرا أتوجكه إلى علماء مصكر والزهكر خاصكة ،مهيبا بهكم داعيا إياهكم أن يقوموا
بواجبهم الديني ودورهم الذي تحتم عليهم دفاعا عن شريعة ال ودينه الذي ارتضاه لنفسه ،دين
الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
لقد قدمنا ما كان في وسعنا وذخرنا مع أننا جئنا إلى مصر ببضاعة مزجاة ،فعليهم أن
يوفوا الك يل ويت صدقوا بعلم هم على الم سلمين ،ويردوا عن هم ك يد المبطل ين المنتحل ين ،وال ولي
النعم وهو ملهم التوفيق ،وصلى ال على رسوله خير خلقه محمد ،وعلى آله وأزواجه وأصحابه
الخيار ومن تبعهم إلى يوم الدين.
إحسان إلهي ظهير
القاهرة
ليلة الخميس 26ذي القعدة سنة 1404ه
الموافق 24أغسطس سنة 1984م
الباب الول
مغالطات الدكتور وافي وأغلطه
قبل أن ندخل في صميم الموضوع ونناقش الراء التي أظهرها الدكتور علي عبد الواحد
وافي في رسالته (بين الشيعة وأهل السنة) نريد أن نلفت أنظار القراء والباحثين إلى أن الدكتور
أخطأ فيها أخطاء فاحشة ل يتصور صدورها عن مثله غي ما بدر منه الخطأ في الفهم ،ثم بناء
على ذلك الخطأ في الح كم .ولعله لم يكتب هذه الر سالة ب عد المطال عة وال ستقراء ،والتع مق في
الب حث ،والتروي في التفك ير ،والتر يث ق بل الح كم .ول جل ذلك ظهرت وكل ها خ طأ على خ طأ،
بل لقد تضمنت بعض الخطاء البديهية التي ل يقع فيها من له إلمامة بسيطة بالتاريخ بخلف
سقطاته في العقائد .فك يف ي قع في ها ش خص ح قق "مقد مة ا بن خلدون وتاري خه ثل ثة أجزاء ب ها
ن حو ثل ثة آلف تعل يق وتمه يد في ن حو ثلث مائة صفحة من الق طع ال كبير" ح سب ما ذكره
فضيلته في آخر رسالته ،وكما أشار إليه داخل الكتاب أثناء تعليقه على بعض الفقرات؟
ول قد أ خبرت من ب عض الم حبين لي وله ،ممن أ ثق في صدقه ودينه ،بأ نه رأى الدكتور
وهو يشتغل بهذا الكتيب ولول ذلك ما كنت لثق بأن الكتاب من تأليفه ،وتيقنت بأن شخصا له
أطماع وأغراض أو مقا صد ومطالب . .ا ستغل ا سم فضيل ته ال كبير ،ووض عه على هذا الكت يب،
وإل فكيكف يعلل هذه الغلط الككبيرة التكي ازدانكت ب ها ككل صفحة من صكفحات هذا الكت يب
الصغير؟! وإن ل عجائب في خلقه وقدرته وقضائه وقدره.
فمثلً يقول الشيكخ فكي تمهيكد الكتيكب عندمكا يلقكي نظرة مجملة فكي التعريكف بالشيعكة
الجعفرية.
"ال نص على المام الول و هو المام علي قد جاء في اعتقاد هم بو صية الر سول عل يه
الصلة والسلم ،وأما الحد عشر إماما من بعده فقد استحق كل منهم الخلفة بوصية من المام
السكابق له ،وكان ككل منهكم البكن الككبر للمام السكابق مكا عدا الحسكين . . .ومكا عدا موسكى
الكاظم فإنه كان البن الثاني للمام السابق له وهو جعفر الصادق ،واستحق الخلفة لموت أخيه
الكبر إسماعيل قبل وفاة أبيه" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]7 ،6
ومحل الشاهد أن موسى الكاظم كان البن الثاني لجعفر الصادق.
ومكن ل يدري غيكر فضيلة الدكتور أن موسكى الكاظكم لم يككن البكن الثانكي لجعفكر بكن
الباقر ،ولم يكن هو الكبر بعد أخيه الذي توفي في حياة أبيه الجعفر ،بل كان هناك من يكبره
من إخوته.
وإليكم الشهادة على صحة ذلك من الشيعة أنفسهم ،بل ومن كبار الشيعة وقادتهم وأئمتهم
في الرجال والتاريخ ،فيذكر الكشي أبو عمرو ومحمد بن عمر ابن عبد العزيز في كتابه (معرفة
الناقلين عن الئمة الصادقين) المعروف برجال الكشي تحت عنوان الفطحية:
"هم القائلون بإمامة عبد ال بن جعفر بن محمد . . .والذين قالوا بإمامته عامة مشائخ
العصكابة وفقهائهكا ،مالوا إلى هذه المقالة ،فدخلت عليهكم الشبهكة لمكا روى عنكه (يعنكي أئمتهكم)
علي هم ال سلم أن هم قالوا :الما مة في الولد ال كبر من المام إذا م ضى إمام" [رجال الك شي ص
219ط كربلء].
هذا ول قد يذ كر مثله مح مد بن مح مد بن النعمان الع كبري المتو فى سنة 413ه المل قب
بالمف يد ،الذي يقولون ع نه :إن غائب هم المزعوم هو الذي لق به به [معالم العلماء ص – 101ط
إيران] وإل يه انت هت رئا سة الما مة في وق ته [روضات الجنات للخوان ساري ج 9ص – 153ط
إيران] وكان له لقاءات مع غائبهم الموهوم [مقدمة الرشاد ص – 4ط إيران] يقول هذا المؤرخ
الشيعي الكبير في كتابه الذي كتبه في ذكر أئمته:
"وكان عبد ال بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل . . .وادعى بعد أبيه المامة ،واحتج
بأ نه أ كبر الخوة الباق ين ،فاتب عه على قوله جما عة من أ صحاب أ بي ع بد ال (أي جع فر) عل يه
السلم . . .ودانوا بإمامة عبد ال بن جعفر ،الطائفة الملقبة بالفطحية" [الرشاد للمفيد ص ،285
.]286
وهذا ال مر ل يختلف ف يه اثنان ،ول يتنا طح ف يه كبشان ،و هو مت فق عل يه ب ين الشي عة
والسكنة ،وككل كتكب التاريكخ تنكص على ذلك ،ولككن ل ندري مكن أيكن جاء الدكتور الفاضكل
بمعلوما ته الجديدة "أن مو سى الكا ظم كان ال بن الثا ني للمام ال سابق له ،و قد ا ستحق الما مة
73 لكبره بعد موت أخيه إسماعيل" وقد أعاد نفس هذا الكلم في رسالته في الباب الرابع صفحة
و .74
هذا ما لم يستطع الشيعة أنفسهم التقول به مع تضايقهم وتحرجهم من مواجهة هذا اليراد
والعتراض" :كيف تحولون المامة من عبد ال بن جعفر بعد موت المام جعفر الصادق وهو
أكبر أبنائه بعده ،مع زعمكم بأن المامة في أكبر البناء؟ كما روى الكليني في كافيه عن جعفر
أنه قال :إن المر في الكبير" [الكافي في الصول ،كتاب الحجة ج 6ص – 357ط إيران].
وبذلك احتج عبد ال على مخالفيه بأنه أكبر الخوة الباقي ،فاتبعه على قوله جماعة من
أصحاب جعفر كما ذكرناه آنفا نقلً عن الشيعة أنفسهم.
وهذا هو اليراد الذي أوردناه ن حن في كتب نا "الشي عة والتش يع فرق وتار يخ" [ص ،227
]228ولم يستطيعوا الجواب عليه ،ولعلي ل أخطئ حسب ما أتذكر دون المراجعة لكتب الشيعة
لعدم وجودها عندي ههنا إذا قلت :إن موسى هذا كان البن الرابع لجعفر بن الباقر ،وكان يكبره
أيضا ب عد إ سماعيل وع بد ال ،مح مد بن جع فر الذي خرج أيام المأمون ود عا الناس إلى نف سه
وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين" [مقاتل الطالبين للصفهاني ص ،357تاريخ بغداد للخطيب
ج 2ص ،114الرشاد المفيد وغيرها من الكتب].
هذا . .ومثل هذا ما ذكره فضيلته في الكلم عن السماعيلية:
16 "وقد انتهت رئاسة الشيعة السماعيلية إلى أغا خان وإلى ولديه من بعده" [انظر :ص
من رسالته "بين الشيعة وأهل السنة"].
مع أن كل من يعلم ومن ل يعلم يعرف أن أغا خان حرم ولديه "علي" و"صدر الدين" من
رئاسة السماعيلية وإمامتها ،ووضعها في حفيده كريم خان زعيم السماعيلية الحالي الموجود،
ونفذت وصكيته عنكد وفاتكه وكان ذلك فكي حياة ابنكه علي خان والد كريكم خان الذي مات بعده
بسنوات في حادث اصطدام سيارته مع إحدى الممثلت الراقصات ،وابنه الثاني صدر الدين عم
كريم خان الذي ل زال حيا موجودا.
وكذلك قول فضيلته:
"ا سم الراف ضة ،و هو ل قب تطل قه الفرق الخرى علي هم ،وخا صة أ هل ال سنة ،و هو الذي
يستخدمه شيخ السلم ابن تيمية في مؤلفاته" [الرسالة المذكورة ص .]10 ،9
يدل أيضا على عدم معرفة الكاتب لكتب الشيعة أنفسهم لن الفرق الخرى لم تسمهم بهذا
السم وخاصة أهل السنة ،وأخص بالذكر شيخ السلم ابن تيمية في كتبه ،بل ال سماهم بهذا
السم كما ورد في بخاري القوم:
" عن مح مد بن سليمان عن أب يه أ نه قال :قلت ل بي ع بد ال – جع فر المام ال سادس
المعصكوم حسكب زعكم القوم :-جعلت فداك فإنكا قكد نبزنكا نبزا [النبكز :أن تنادي أخاك بلقكب
يكرهكه] أثقكل ظهورنكا ،وماتكت له أفئدتنكا ،واسكتحلت له الموالة دماءنكا فكي حديكث رواه لهكم
فقهاؤهم ،قال :فقال أبو عبد ال عليه السلم:
الرافضة؟
قلت :نعم.
ج5 قال :ل وال ما هم سموكم . . .ولكن ال سماكم به" [الكافي للكليني كتاب الروضة
ص – 34ط طهران].
وأعود لسأل :وماذا يقصد فضيلته من قوله:
"وير جع ال سبب في إطلق هذا الل قب علي هم أن هم رفضوا المام ز يد بن علي بن ز ين
العابدين لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شؤون السياسة" [بين الشيعة وأهل السنة ص
]10؟!
هل هذه محاولة عن ق صد وع مد ل تبرئة القوم من الشنا عة ال تي لزمت هم بأن الشي عة لم
يرفضوه لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شئون السياسة ،بل رفضوه لنه لم يرض أن
يشتم ويطعن في أبي بكر وعمر؟! إذن إليك ما يرويه الشيعي مرزا تقي خان في كتابه الكبير
في التاريخ بالفارسية:
"إن ناسا من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيدا حضروا يوما عنده وقالوا له:
رحمك ال . .ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟
قال :ما أقول فيهما إل خيرا ،كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إل خيرا ،ما
ظلمانا ول أحدا غيرنا ،وعمل بكتاب ال وسنة رسوله.
فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه.
فقال زيد :رفضونا اليوم ،ولجل ذلك سموا بالرافضة" [ناسخ التواريخ للميرزا تقي خان
الشيعي ج 2ص 590تحت عنوان أحوال المام زين العابدين].
فلم يرفضوه يا سيدي الدكتور لمخالفته لهم في بعض ما يذهبون إليه في شئون السياسة
كما أردت إفهام ذلك للناس!!.
أو فهمته خطأ بغير عمد ول قصد ،فسامحك ال إذن.
و ما أك ثر ما أخ طأ فه مك ،و ضل ع نك رشدك ،وخا نك عل مك في هذا الكت يب ال صغير،
فرحماك يا رب!
وزيد بن علي هذا لم يكن رجلً عاديا حتى في نظر الشيعة أنفسهم حيث يلقبونه "بحليف
القرآن" [انظر :الرشاد للمفيد ص 268تحت عنوان ذكر أخوة الباقر].
وأكثر من ذلك أن المام السادس المعصوم عندهم الذي إليه ينسبون مذهبهم في الفروع
جعفر بن محمد الباقر كان يعظمه ويجله إلى حد كبير كما ذكر أبو الفرج الصفهاني الشيعي
[ هو أبو الفرج علي بن الح سين ،ولد بأ صفهان سنة 284ومات سنة 356ه ،و قد ذكره مح سن
الميكن فكي طبقات شعراء الشيعكة وطبقكة المؤرخكن – أعيان الشيعكة ج 1ص ]175نقلً عكن
الشناني عن عبد ال بن جرير أنه قال:
"رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج" [مقاتل
الطالبين للصفهاني ص – 129ط دار المعرفة بيروت].
ثم إن رفض الشيعة زيد بن علي لم يكن شيئا مستغربا ول جديدا ،بل ذلك خلق توارثه
البناء عن آبائهم من قديم ،فإنه لزمهم من أول يوم وجدوا فيه ،فقد اشتكى منهم في ذلك كثير
من أئمت هم الذ ين يعتقدون بع صمتهم وأن هم ل ينطقون عن الهوى ،وأول هم علي بن أ بي طالب
ر ضي ال ع نه ح يث خذلوه ورفضوا ن صرته وتأييده في عد يد من المعارك والحروب ب عد ما
بايعوه ،وحلفوا على طاع ته والولء له ،وت ستروا وراء ا سمه ،ول كن كل ما دعا هم إلى المنا صرة
والمسكاعدة بدأوا يتسكللون منهكا ملتمسكين العذار ،وبدون التماسكها أيضا ..حتكى قال مخاطبا
إياهم:
"يا أشباه الرجال ول رجال ،حلوم الطفال ،وعقول ربات الحجال ،لوددت أني لم أركم
ولم أعرفككم ،معرفكة – وال – جرّت ندما ،وأعقبكت صكدما ..قاتلككم ال لقكد ملتكم قلبكي قبحا،
وشحنتكم صكدري غيظا ،وجرعتمونكي نغكب التهمام أنفاسكا ،وأفسكدتم علي رأيكي بالعصكيان
والخذلن ،حتى لقد قالت قريش :إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن ل علم له بالحرب ،ولكن
ل رأي لمن ل يطاع" [نهج البلغة ص – 71 ،70ط بيروت].
وفي معركة أخرى ارتكبوا نفس العمل الذي تعودوه ،فقال:
"أل وإني دعوتكم لقتال هؤلء ليلً ونهارا وسرا وإعلنا ..فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت
الغارات ،وملكت عليكم الوطان ..ثم انصرفوا وافرين ،ما نال رجلً منهم كلم ،ول أريق لهم
دم ،فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ،بل كان به عندي جديرا ..فقبحا
لكم وترحا ،حين صرتم غرضا يرمى ،يغار عليكم ول تغيرون ،وتغزون ول تغزون ،ويعصى
ال وترضون.
فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم :هذه حمارة القيظ ،أمهلنا يسبخ عنا الحر ،وإذا
أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم :هذه صبارة القر ،أمهلنا ينسلخ عنا البرد ،كل هذا فرارا من
ص 72 ،71 الحر والقر ،فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم وال من السيف أفر" [نهج البلغة
ط بيروت].
ومرة أخرى حتى قال:
"ولقد أصبحت المم تخاف ظلم رعاتها ،وأصبحت أخاف ظلم رعيتي ،استنفرتكم للجها
فلم تنفروا ،وأسمعتكم فلم تسمعوا ،ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا ،ونصحت لكم فلم تقبلوا،
شهود كغياب ،وعبيد كأرباب ،وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر قولي حتى أراكم
عني متفرقين أيادي سبأ ..منيت منكم بثلث واثنتين ،صم ذوو أسماع وبكم ذوو كلم ،وعمي
ذوو أبصكار ،ل أحرار صكدق عنكد اللقاء ،ول إخوان ثقكة عنكد البلء ..وال لكأنكي بككم فيمكا
إخالكم :أن لو حمس الوغاء ،وحمي الضراب قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن
قبلها" [نهج البلغة ص .]142 ،141
ولم ي :خذلن هم ،وترك ن صرتهم ،ور فض تأييد هم للح سن بن علي أ قل من أب يه ،ف هم
الذ ين تركوه في خ ضم المعارك ،وأرادوا ت سليمه إلى معاو ية ر ضي ال تعالى عنه ما ،وانتبهوا
مضاربه ،وجرحوه بمعول في فخذه [انظر لذلك :تاريخ اليعقوبي لحمد بن أبي يعقوب الكاتب
العباسي ج 2ص 215الشيعي المشهور ،ذكره العباسي القمي في الكنى واللقاب ج 3ص ،246
ومحسن المين في أعيان الشيعة ،وانظر أيضا مروج الذهب للمسعودي الشيعي ج 2ص ،431
الرشاد للمفيد الشيعي ص ،190كشف الغمة للربل الشيعي ص ،54الفصول الهمة ص -162
ط طهران ،ورجال الكشي ص 103وغيرها] .حتى اضطر إلى أن يقول:
"أرى وال معاو ية خيرا لي من هؤلء ،يزعمون أن هم لي شي عة ،ابتغوا قتلي ،وأخذوا
مالي ،وال لن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي ،وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع
أهكل بيتكي وأهلي ،وال لو قاتلت معاويكة لخذوا بعنقكي حتكى يدفعوا بكي إليكه سكلما ،وال لن
أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير" [الحتجاج للطبرسي ص .]148
وأما الحسين رضي ال ع نه فأمره وخذلن الشيعة إياه ،ورفضهم نصرته لمر مشهور
غني عن الذكر ،كما خذلوا ابن عمه وسفيره إليهم ،مسلم بن عقيل ،ونذكر ههنا عبارة صغيرة
ذكرها محسن المين الشيعي المشهور في موسوعته" ،ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون
ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ،وقتلوه" [أعيان الشيعة القسم الول ص .]34
وخطبة الحسين مشهورة معروفة ومنقولة في كتب القوم حينما خاطبهم بقوله:
"تبا لكم أيتها الجماعة! وترحا وبؤسا لكم وتعسا ،حين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم
موجفين ،فشحذتم علينا سيفا كان في أيدينا ،وحششتم علينا نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا،
فأ صبحتم ألبا على أوليائ كم ويدا على أعدائ كم من غ ير عدل أفشوه في كم ،ول أ مل أ صبح ل كم
في هم ،ول ذ نب كان م نا في كم ،فهل ل كم الويلت ،إذا كرهتمو نا وال سيف مش يم ،والجأش طا من،
والرأي لم ت ستخصف ،ولكن كم ا ستسرعتم إلى بيعت نا كطيرة الد با ،وتهاف تم كتها فت الفراش؛ ثم
نقضتمو ها ،سفها بعدا و سحقا لطواغ يت هذه ال مة وبق ية الحزاب ونبذة الكتاب ،ثم أن تم هؤلء
تتخاذلون ع نا وتقتلون نا ،أل لع نة ال على الظالم ين" [ك شف الغ مة للر بل الشي عي ج 2ص ،18
،19الحتجاج للطبرسي الشيعي ص .]145
ودعاؤه عليهم أيضا مشهور معروف ذكره المفيد والطبرسي وغيرهما أنه قبل استشهاده
رفع يديه ودعا ،وقال:
"اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا ،واجعلهم طرائق قددا ،ول ترضي الولة عنهم
أبدا ،فإنهكم دعونكا لينصكرونا ثكم عدوا علينكا فقتلونكا" [الرشاد ص ،241أيضا إعلم الورى
للطبرسي ص .]949
وخذلن هم لعلي بن الح سين المل قب بز ين العابد ين أش هر وأعرف من خذلن هم أباه ح تى
اضطر إلى أن يقر بعبوديته ليزيد بن معاوية كما رواه بخارى القوم الكليني في صحيحه الكافي
أن علي بن الحسين قال ليزيد بن معاوية:
" قد أقررت لك ب ما سألت ،أ نا ع بد مكره ،فإن شئت فأم سك ،وإن شئت ف بع" [الكا في
للكليني كتاب الروضة ج 8ص – 235ط طهران].
لنه حسب قوله على زعم الشيعة:
"إن جم يع الناس ارتدوا ب عد ق تل الح سين إل خم سة :أ بو خالد الكابلي ،ويح يى بن أم
الطويكل ،وجكبير بكن مطيكع ،وجابر بكن عبكد ال ،والشبككة زوجكة الحسكين" [مجالس المؤمنيكن
للشوستري الملقب بالشهيد عند الشيعة ،المجلس الخامس ص -144ط طهران ،ومثله في رجال
الكشي ص -111ط كربلء بدون ذكر الشبكة].
وأما محمد بن علي الباقر فكان بائسا من شيعته الروافض إلى حد أنه كان يقول:
"لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم لنا شكاكا ،والربع الخر أحمق" [رجال
الكشي ص .]79
وأ ما جع فر فكان أكثر هم شكا ية من أب يه عن الروا فض هؤلء ح تى كان يقول مخاطبا
إياهم:
"أ ما وال لو أ جد من كم ثل ثة مؤمن ين يكتمون حدي ثي ما ا ستحللت أن أكتم هم حديثا"
[الصول من الكافي ج 1ص -496ط الهند].
وعبد اله بن يعفور أحد تلمذته المخلصين ومريديه المطيعين ،الذي قال فيه جعفر نفسه:
ما وجدت أحدا يق بل و صيتي ويط يع أمري إل ع بد ال بن يعفور" [رجال الك شي ص -213ط
كربلء].
يأت يه يوما ويش كو إل يه م ساوئ الشي عة وخذلن هم ،ورفض هم منا صرة الئ مة ،واتباع هم
أوامرهم ،وعدم وفائهم وإخلصهم لهم ،فيقول كما رواه الكليني في الكافي أن عبد ال بن يعفور
قال :قلت لبي عبد ال (جعفر) عليه السلم:
إنكي أخالط الناس فيكثكر عجكبي مكن أقوام ل يتولونككم ،ويتولون فلنا وفلنا ،لهكم أمانكة
وصدق ووفاء ،وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك المانة ول الوفاء ول الصدق" [الكافي في الصول
ج 1ص -375ط طهران].
وبذلك روى ابن جعفر بن محمد موسى الملقب بالكاظم عن جده الول أنه قال:
"لو ميزت شيع تي لم أجد هم غل وا صفة ،ولو امتحنت هم ل ما وجدت هم إل مرتد ين ،ولو
تمح صتهم ل ما خلص من اللف وا حد ،ولو غربلت هم غربلة لم ي بق من هم إل ما كان لي ،إن هم
طالما اتكئوا على الرائك فقالوا :نحن شيعة علي" [الكافي للكليني كتاب الروضة ج 8ص .]338
فهؤلء هم الشيعة [من أراد الستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابنا "الشيعة وأهل
البيت" باب ذم الشيعة واللعن عليهم ص ،202-195وكتابنا "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ" الباب
السادس من ص 269إلى ما بعد .كلها طبعة إدارة ترجمان السنة لهور باكستان] – أيها السيد
الدكتور وا في – الذ ين ما أطلق علي هم ل قب الراف ضة لمخال فة ز يد بن علي ل هم في ب عض ما
يذهبون إليه في شئون السياسة كما أردت أن تصوره للناس – شئت أم أبيت – من فهم وقصد،
أم بدون فهم وعمد ،جعلك ال من القسم الثاني ،ولم يجعلك من الذين يعرفون ثم يكتمون ليضلوا
عباد ال عن سواء السبيل.
وأ ما قول الدكتور وا في "أ نه قد يطلق علي ها "أي الشي عة" كذلك ا سم الواقف ية لن ها ت قف
بالمامة عند المام الثاني عشر وتعتقد أنه ل يستحق الخلفة أحد من بعده" [بين الشيعة وأهل
السنة ص ]9فهو أيضا من عدم معرفته بعقائد الشيعة وتاريخها ،وتاريخ الفرق التي انبثقت منها
وتفرعت في مختلف اليام والدهور.
أولً :إن اسم الواقفية [وهذا هو السم الصحيح كما استعمله أصحاب الفرق من الشيعة]
لم يستعمل في كتب الفرق والرجال على الثني عشرية قط ،ل في الكتب الشيعية ول في الكتب
السنية.
ثانيا :إنما استعمل هذا اللقب في كتب الشيعة وفي كتب السنة على من توقف على إمامة
جعفر بن الباقر أو من توقف على موسى المل قب بالكاظم ،انظر لذلك من كتبهم :فرق الشيعة
للنوبخ تي ،والمقالت والفرق ل سعد بن ع بد ال الق مي ،وكتاب الرجال للك شي ،والرشاد للمف يد،
وأعيان الشيعكة لمحسكن الميكن ،ومكن كتكب أهكل السكنة الملل والنحكل للشهرسكتاني ،ومقالت
السلميين للشعري ،واعتقادات فرق المسلمين للرازي ،والفرق بين الفرق للبغدادي والتبصير
للسفرائيني وغيرها من الكتب.
ثم ا ستعمال لف ظة الخل فة في قول الدكتور أيضا خ طأ ،وإن دلّ هذا على ش يء دلّ على
عدم معرفتكه باصكطلحات الشيعكة ،لن الكتكب التكي تبحكث عكن الفرق والرجال عنكد الشيعكة،
وعند نا أيضا ل ت ستعمل هذه الكل مة إطلقا ،بل ت ستعمل ل فظ "الما مة" ف قط ع ند ذ كر أئمت هم
وعقائدهم ،وإنني أشك في أن مثل هذا يخفى على واحد ممن يشتغل بالكتابة عن الفرق ،حتى
المبتدئ فيها ،وإن الفرق بين المام والخليفة ،والمامة والخلفة ،فرق ظاهر بيّن ،يكاد أن يعد
مكن البديهيات بالنسكبة لطلبكة العلم دون أن يكون الكاتكب ممكن قضكى عمره وأفناه فكي الدرس
والتدريس ،وفي التعلم والتعليم ،ويحمل شهادات كبرى؛ زيادة على أنه حقق كتاب تاريخ عظيم
كتاريخ ابن خلدون وعلق عليه.
وإن الشيعكة أنفسكهم يقرون بمبايعكة أئمتهكم للخلفاء سكواء كانوا مكن الراشديكن الثلثكة أو
بعد هم من ب ني أم ية وب ني العباس ،فهؤلء الشي عة يذكرون إمام هم الول المع صوم عليا ر ضي
في رسالة أرسلها إلى أصحابه بمصر بعد مقتل ال عنه أنه ذكر الحداث بعد وفاة رسول ال
محمد بن أبي بكر ،فذكر فيما ذكر في ها انثيال الناس إلى أبي بكر وإسراعهم إليه ليبايعوه ،ثم
كتب:
"فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته ونهضت في تلك الحداث حتى زاغ الباطل وزهق
وكانت كلمة ال هي العليا ولو كره الكافرون ،فتولى أبو بكر تلك المور فيسر ،وسدد ،وقارب،
واقتصد ،فصحبته مناصحا ،وأطعته فيما أطاع ال جاهدا" [الغارت لبي إسحاق إبراهيم الثقفي
الكو في ال صبهاني الشي عي المتو فى سنة 283ه ج 1ص -307ط طهران ،و"منار الهدى" لعلي
البحراني الشيعي ص ،373أيضا ناسخ التواريخ للميرزا تقي ج 3ص -532ط طهران].
وكذلك ذكر الطوسي الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة في أماليه أن عليا رضي ال عنه
ذكر مبايعته لعمر مخاطبا أهل الشام:
"فبايعت ع مر كما بايعتموه ،فوف يت له بيعته ،حتى ل ما قتل جعلني سادس ستة ،فدخلت
حيث أدخلني" [المالي للطوسي ج 2ص -121ط نجف].
كما يذكر مبايعة علي رضي ال عنه لعثمان بن عفان رضي ال عنه ،ومن لسان علي
رضي ال عنه وإقراره بنفسه حيث قال:
"كرهكت أن أفرق جماعكة المسكلمين وأشكق عصكاهم ،فبايعتكم عثمان فبايعتكه" [المالي
للطوسي ج 2الجزء 18ص .]121
وكان من أول المبايعين له بعد عبد الرحمن بن عوف كما ذكره البخاري في صحيحه،
وابن سعد في طبقاته من السنة ،وابن أبي الحديد من الشيعة في شرحه للنهج تحت قول علي
رضي ال عنه:
وال لسلمن ما سلمت أمور المسلمين ،ولم يكن فيها جور إل عليّ خاصة التماسا لجر
ذلك وفضله" [نهج البلغة تحقيق صبحي صالح ص -102ط بيروت].
"ثم مدّ يده فبايعه" [شرح النهج لبن أبي الحديد].
ومث ذلك ذكر الميرزا تقي من الشيعة أيضا في تاريخه [ناسخ التواريخ ج 2كتاب 2ص
-449ط إيران].
ومبايعة حسن بن علي رضي ال عنهما معاوية بن أبي سفيان رضي ال عنهما ،وكذلك
مبايعة أخيه الحسين لشهر من أن يذكر ولكن رغبة في إقناع سيادة الدكتور والخوة الباحثين
نث بت هه نا عبارة من كتب الشي عة أنفسهم ،فلقد ذكر كل من الك شي والمجلسي – يلقبه الشيعة
بخات مة المحدث ين – والعباس الق مي عن جبر يل بن أح مد وأ بي إ سحاق حمدو يه وإبراه يم اب ني
نصير ،عنهم جميعا أنهم قالوا:
حدثنا عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بن يعقوب عن فضل غلم محمد بن راشد
قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي (بعد الصلح)
صلوات ال عليهما أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي ،فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة
النصاري وقدموا الشام ،فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء.
فقال :يا حسن قم فبايع.
فقام فبايع.
ثم قال للحسين :قم فبايع.
ثم قال لقيس (وكان قائد عساكر الحسن) :
قم فبايع.
فالتفت إلى الحسين عليه السلم ينظر ما يأمره؟
فقال :يا قيس! إنه إمامي – وفي رواية –
فقام إليه الحسن ،فقال له:
بايع يا قيس! فبايعه" [رجال الكشي ،واللفظ له ص ،102جلء العيون للمجلسي بالفارسية
ج 1ص 395ط طهران ،منتهى المال بالفارسية أيضا للعباسي القمي ص -316ط طهران].
وقبل ذلك جعل الحسن رضي ال عنه أحد شروط الصلح مع معاوية رضي ال عنه:
"أن يعمل بين الناس بكتاب ال ،وسنة رسوله ،وسيرة الخلفاء الراشدين ..وأخذ على هذه
الشروط ،العهود المغلظكة باليميكن" [جلء العيون للمجلسكي ج 1ص -393ط طهران 1398ه،
منتهى المال للعباس القمي ص -314ط إيران ،والفصول المهمة في معرفة أحوال الئمة ص
-163ط طهران].
وخبر علي بن الحسين زين العابدين قد ذكرناه فيما سبق من الكليني في كافيه الذي قال
فيه محدث الشيعة النوري الطبرسي:
"هو أحد الكتب التي عليها تدور رحى الفرقة المامية ..وكتاب الكافي بينها كالشمس بين
نجوم ال سماء ..وإذا تأ مل ف يه المن صف ي ستغني عن ملح ظة حال آحاد رجال سند الحاد يث
المود عة ف يه ،وتور ثه الوثوق ،ويح صل له الطمئنان ب صدورها وثبوت ها و صحتها" [م ستدرك
الوسائل ج 3ص -546ط مكتبة دار الخلفة طهران 1321ه].
وأمر الخرين السبعة ممن يزعمهم الشيعة أئمة لهم أمر مشهور ،ونذكر فقط عن واحد
منهم – و هو جع فر بن البا قر الذي إليه ين سب الشيعة الثنا عشرية مذهبهم – أنه في يوم من
اليام "أحضره المنصور وقال له:
قتلني ال إن لم أقتلك ،أتلحد في سلطاني؟
فقال له ال صاقد (ع) :وال ما فعلت ول أردت ،وإن كان بل غك ف من كاذب" [الشي عة في
التاريخ لمحمد حسين الزين ص -108 ،107ط بيروت سنة 1399ه].
ول جل ذلك لم يبا يع ع مه ع بد ال بن الح سن المث نى ول اب نه بعده مح مد بن ع بد ال
الملقب بالنفس الزكية الذي كتب عنه الصفهاني الشيعي:
وكان محمد بن عبد ال بن الحسن من أفضل أهل بيته ،وأكبر أهل زمانه في زمانه ،في
علمه بكتاب ال ،وحفظه له ،وفقهه في الدين ،وشجاعته ،وجوده ،وبأسه ،وكل أمر يجمل بمثله،
حتى لم يشك أحد أنه المهدي ،وشاع ذلك له في العامة ،وبايعه رجال من بني هاشم جميعا ،من
آل أبي طالب ،وآل بني العباس ،وسائر بني هاشم" [مقاتل الطالبين للصفهاني ص .]233
مع هذا كله لم يبايعه ،كما لم يبايع أباه من قبل [انظر لذلك :الكافي للكليني كتاب الحجة
ج 1ص 358وغيره من الكتب].
وإنني لرى بعد ذلك كله أنني لم أقصر في تفهيم المسألة وتبيين القضية ،ومن لم يفهم
بعد ذلك فإن ربك لستار العيوب وغفار الذنوب.
وأما ترجيح سيادته اسم الجعفرية واقتصاره على استعماله [بين الشيعة وأهل السنة ص
– ]8لو لم تكن عن سوء نية – فأيضا خطأ ،حيث أن هناك كثيرا من فرق الشيعة غير الثنى
عشر ية تد خل ت حت هذا ال سم ،لن كل فرق الشي عة الموجودة اليوم غ ير الزيد ية تعت قد بإما مة
جع فر وتن سب إل يه فقه ها من ال سماعيلية ،والنزار ية من ها والم ستعلية ،والن صيرية ،والدروز،
والقرامطة وغيرهم الكثيرين الكثيرين.
فل أدري أسباب ترجيح هذا السم عنده دون غيره مع عدم رضائه لختيار اسم المامية
لشتراك غيرهم معهم تحت هذا السم [انظر لذلك رسالته :بين الشيعة وأهل السنة ص .]9
وإليك سبب تركه هذا السم بألفاظه:
"وقد يطلق عليها كذلك اسم المامية ..ومع أن هذا اللقب هو الذي يكثر إطلقه علي هم
لدى عامت هم ويك ثر ا ستعماله كذلك في مؤلفات علمائ هم فإ نه ل يس مق صورا علي هم ،بل ينط بق
على فرق الشيعة الخرى تذهب في موضوع المامة إلى ما يذهبون إليه ،وخاصة فرقة الشيعة
السماعيلية" [انظر لذلك رسالته :بين الشيعة وأهل السنة ص .]9
ك عن ّي إلى السكيد المحترم بأن اسكم الجعفريكة يشمكل السكماعيلية وغيكر
ومكن مُبلغ ٌ
السماعيلية أيضا كما ذكرنه آنفاُ ،إن كان هذا هو سبب تركه!.
ومن يخبر شيخا ل يعرف عن الثنى عشرية شيئا مع انتشار كتبهم وتواجدهم في أكثر
البلدان ال سلمية أن ك تب الف قه ال سماعيلي وك تب الحد يث ال سماعيلية كل ها تدور حول الراء
المنسكوبة والروايات الموصكولة إلى جعفكر بكن الباقكر ،زيادة على ذلك أن كتكب الفرق التكي لم
يكلف ال سيد الدكتور نف سه العناء بإلقاء النظرة علي ها ،شيع ية كا نت أم سنية ،ت ستعمل هذا الل قب
على الفرق الشيعية التي وجدت قبل وجود الشيعة الثنى عشرية ،وما أظن أن مكتبته ينقصها
كتاب "الملل والنحل للشهرستاني" من السنة ،فليمسح الغبار عنه ويقلب أوراقه ويلقي نظرة ولو
خاطفة في مبحث الشيعة بعد عنوان "رجال المرجئة" فيجد أن اسم الجعفرية قد يطلق على قوم
توقفوا بالقول على إمامة جعفر ولم يجروها في أولده ،أي لم يعتقدوا ببقية الئمة الذين آمن بهم
الشيعة الثنا عشرية واعتقدوا بإمامته ،فعلى ذلك فإن السم الجامع المانع لهذه الفئة من الشيعة
هو الثنا عشرية ،لن غيرهم ل يعتقدون بمن يعتقد بهم هؤلء ولو جاز إطلق كل السماء من
المامية والجعفرية والروافض عليهم ،كما بيناه مفصلً في كتابنا (الشيعة والتشيع فرق وتاريخ)
فمن أراد الستزادة فليرجع إليه [وستصدر طبعته السادسة في مصر إن شاء ال].
ولكن نا أرد نا الت نبيه ه نا بأن اختياره وترجي حه ا سم الجعفر ية على غيره واقت صاره عل يه
ليس نابعا إل من عدم معرفته بالموضوع.
وكذلك قوله بأن هذه الفرقة تسمى الجعفرية "لعتمادها في جميع ما تذهب إليه من عقيدة
وشري عة على آراء ين سبونها إلى جع فر ال صادق" ["ب ين الشي عة وأ هل ال سنة" ص ]8يدل أيضا
على عدم علمه بالقوم وعقائدهم .ونذكر هنا عبارة واحدة لبيان تحري السيد الدكتور الحقيقة من
أهم مصادر الشيعة ،يقول السيد محسن المين – وهو يعد من كبار علماء الشيعة وأهم كتّابهم
في الماضي القريب – يكتب في موسوعته وهو يذكر سبب تسمية الثنى عشرية بالجعفرية:
"الجعفر ية باعتبار أن مذهب هم في الفروع هو مذ هب المام جع فر بن مح مد ال صادق
عليهمكا السكلم ،ونسكب مذهبهكم فكي الفروع إليكه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنكه" [أعيان الشيعكة
الجزء الول ،القسم الول ص -20ط بيروت].
وأما العقيدة والشريعة فلم يأخذها الشيعة عن جعفر ول غيره ،بل أخذوها عن اليهودية
الثيمكة ،الجريحكة التكي انسككرت فلولهكا ،واندحرت شوكتهكا ،وزلزلت أركانهكا ،واسكتؤصلت
شأفتها ،وهدمت قلعها ،ودمرت ديارها على يد رسول ال الصادق المين ،وخلفائه الراشدين،
الصديق ،والفاروق ،وأفلت نجومها أيام ذي النورين رضي ال عنهم أجمعين ،فترقبت لثأرها،
ودبرت لنتقام ها ،وخط طت مؤامرت ها وأح كم ن سيجها ،فأر سلت ابن ها البار ب ها ع بد ال بن سبأ
[را جع :لمعر فة التفا صيل عن شخ صيته الخبي ثة وأن ها حقيق ية كتاب نا "الشي عة وأ هل الب يت"] من
صنعاء الي من ليك يد لل سلم كيدا ،ويزرع في الم سلمين فتنا ،ويدس ل هم د سائس ،ويروج في هم
عقائد ل أسكاس لهكا فكي القرآن ول فكي السكنة ،لتنتشكر البلبلة ،ويفشكو الفسكاد ،وتعكم القلقكل،
وتضطرب المور ،وتقف القوافل ،قوافل النصر والظفر ،قوافل الجهاد والبطال ،كي ل يحيط
نور ال بالمعمورة ،وفعلً حصلت ما أرادت ول عاقبة المور ،وهو عليم بحكمها وعللها ،فجاء
ذلك اللعيكن إلى المدينكة ،ودخكل فكي زمرة المسكلمين وهكو يعتزم اليقاع بدينهكم ،وتقويكض
جماعت هم ،و في قل به حفي ظة علي هم ،ثم ذ هب إلى م صر ،ثم إلى الكو فة ،ثم إلى الشام ،محاولً
إضلل العقول الضعي فة ،والقلوب المري ضة ،وأ صحاب الغراض الذ ين لم يدخلوا في د ين ال
إل طمعا وحرصكا فكي زخارف الحياة ومتاع الدنيكا ،فأتكى مصكر ،فوجكد المرتكع الخصكب،
والرض القابلة للفتن ،فأقام بين أهلها يتنقل من مدينة إلى مدينة ،وقرية إلى قرية ،حتى استطاع
بزخرف القول أن يو غر صدورهم على خلي فة ر سول ال ،وزوج ابنت يه ،ذي النور ين ،صاحب
الجود والحياء ،أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ،كما استطاع أن ينشئ في عقائدهم خللً ،ويزين
ل هم من القول ما حمله من اليهود ية المدبرة من ورائه ،وأن يزحزح هم عن العقيدة ال صحيحة
المستقيمة ،حتى جرهم إلى قتل عثمان [انظر :لتفصيل هذه الحوادث كتابنا "الشيعة والتشيع فرق
وتاريكخ"] مكع مكن وجده مكن النصكار والمغتريكن بكه مكن مختلف المصكار السكلمية ،وبذلك
استطاع قلب الحكم السلمي ،وأوجد ثلمة في صفوف المسلمين ،وفتقا لم يرتق إلى يومنا هذا،
ك ما ا ستطاع أن ين شئ جما عة كاملة تح مل أفكاره وآراءه با سم العقيدة ال تي أتحف ها إيا هم من
اليهوديكة الجريحكة رمزا لنتقامهكا وشعارا لثأرهكا ،عقيدة وشريعكة ل تمكت إلى السكلم بصكلة
قريبة أو بعيدة ،وشريعة ال السماوية الحقة بريئة منها كل البراءة.
و ها هي تلك العقيدة من أو ثق ك تب الشي عة أنف سهم مع ب عض تحركا ته يذكر ها مؤرخ
شيعي إيراني في تاريخه الفارسي الكبير:
"إن ع بد ال بن سبأ تو جه إلى م صر عند ما علم أن مخالف يه (أي عثمان ذي النور ين)
كثيرون هناك ،فتظاهكر بالعلم والتقوى وافتتكن بكه الناس ،وبعكد الرسكوخ فيهكم بدأ يروج مذهبكه
ومسلكه بأن لكل نبي وصيا ،ووصي رسول ال على المتحلي بالعلم والفتوى ،والمتزين بالكرم
والشجا عة ،والمت صف بالما نة والت قى ،وإن ال مة ظلموا عليا وغ صبته حق الخل فة والول ية،
ويلزم الجم يع منا صرته ومعاضد ته وخلع طا عة عثمان ،وبيع ته كفارة لذ نب ارتكبوه ،وجري مة
اقترفوها لعطائهم حقه غيره ،فتأثر كثير من المصريين بأقواله ،وخرجوا على الخليفة عثمان"
[روضة الصفا ج 3ص -292ط طهران].
وما كتبه أقدم مؤرخ شيعي ،وأول كاتب في الفرق من الشيعة النوبختي أبو محمد الحسن
بن مو سى من أعلم الشي عة في القرن الثالث للهجرة ،و من تله بعده سعد بن ع بد ال الق مي،
وأقدم من ك تب في الرجال من هم أ بو عمرو بن ع بد العز يز الك شي من علماء القرن الرا بع،
لجدير بالعناية والهتمام.
فيذ كر كل وا حد من هم روا ية متقار بة اللفاظ والمع نى بتقد يم ل فظ وتأخ ير آ خر ،والل فظ
للنوبختي تحت عنوان "السبئية":
"عبد ال بن سبأ ،وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ،وتبرأ
منهكم ،وقال :إن عليا – عليكه السكلم – أمره بذلك ،فأخذه علي فسكأله عكن قوله هذا ،فأقرّ بكه،
فأمر بقتله ،فصاح الناس إليه :يا أمير المؤمنين! أتقتل رجلً يدعو إلى حبكم أهل البيت ،وإلى
وليتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.
وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي – عليه السلم – أن عبد ال بن سبأ كان
يهوديا فأسلم ووالى عليا – عليه السلم – وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد
مو سى – عل يه ال سلم – بهذه المقالة ،فقال ب عد إ سلمه في علي – عل يه ال سلم – بم ثل ذلك،
وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي – عليه السلم – وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالف يه ف من هناك قال من خالف الشيعة :إن أصل الر فض مأخوذ من اليهودية ،ول ما بلغ ع بد
ال بن سبأ ن عى علي بالمدائن قال للذي نعاه :كذبت ،لو جئت نا بدما غه في سبعين صرة وأقمت
ل لعلمنا أنه لم يقتل ،ول يموت حتى يملك الرض" [فرق الشيعة للنوبختي
على قتله سبعين عد ً
الشيعي ص -42 ،41ط المطبعة الحيدرية نجف بتعليق آل بحر العلوم-ط سنة ،1959المقالت
والفرق ل سعد بن ع بد ال الشعري الق مي ص -21ط طهران سنة 1963م ،رجال الك شي ص
-101-100ط كربلء وغيرها من الكتب الكثيرة].
فهذه هي العقائد ،وهذه هي الشري عة توارثت ها الشي عة جيلً ب عد ج يل ،وتناقل ها علماؤ هم
وعامتهم قرنا بعد قرن ،وذاك هو واضعها ومؤسسها وبانيها ،فمنه أخذوا ،وعليه اعتمدوا ،كما
سيأتي بيا نه مف صلً في محله إن شاء ال مدعما بالدلة ال صريحة والبراه ين القاط عة من ك تب
القوم أنفسهم بأن عقائد الشيعة الثنى عشرية اليوم هي عين تلك العقائد التي خططتها اليهودية،
وروجها اليهودي الماكر الخبيث.
فهذه هي الحقيقة ،ل كما تخيلها الدكتور الفاضل.
وكذلك قوله:
وهي آراء يتصل سند معظمها في نظرهم بالمام علي بن أبي طالب – فبالرسول" [بين
الشيعة وأهل السنة].
وحضرته ل يدرك بكلمه هذا أن المام في نظر الشيعة يتحلى بالعصمة مثلما يتحلى بها
النبياء ،ويحمل علما مثلما يحمله الرسل ،بل وأكثر ،فمن كان هذا شأنه ومكانته ل يحتاج ،ول
يطالب باتصكال كلمكه وإسكناده إلى الرسكول ،وعلى ذلك أورد محدثكو الشيعكة الثنكى عشريكة
أحاديث كثيرة بلغت حد التوا تر ،وجاوزت عنه ،أن ال نبياء والئمة في العصمة والعلم سواء،
بل الئمة يزيدون على أنبياء ال ورسله ول ينقصونهم ،كما أن محدثهم الكبير صاحب موسوعة
كبرى في الحد يث الشي عي" ،ال حر العال مي" المتو فى سنة 1104ه بوّب بابا م ستقلً في كتا به
"الفصول المهمة" بعنوان "الئمة الثنا عشر أفضل من سائر المخلوقات من النبياء والوصياء
السابقين والملئكة وغيرهم ،وأن النبياء أفضل من الملئكة".
وأورد تحت هذا الباب روايات كثيرة ننقل منها رواية واحدة رواها عن جعفر بن الباقر
أنه قال:
إن ال خلق أولي العزم من الر سل ،وفضل هم بالعلم ،وأورث نا علم هم ،وفضل نا علي هم في
ما لم يعلم هم ،وعلم نا علم الر سول وعلم هم" [الف صول المه مة في علم هم ،وعلم ر سول ال
أصول الئمة للحر العاملي ص 152ط إيران].
ومن كان هذا شأنه بأنه يفوق الرسل وسيد الرسل حيث يعلم علومهم وعلم ما أعطي له
لنفسه لماذا يحتاج أن يسند قوله إلى نبي أو رأيه إلى رسول؟
ولجل ذلك يقول السيد الخميني زعيم إيران اليوم في كتابه "ولية الفقيه" ما نصه:
"إن من ضروريات مذهبنا أل ينال أحد مقامات الئمة المعنوية الروحية ،ل ملك مقرب
ول نبي مرسل ،كما وردت في روايتنا أن الئمة كانوا أنوارا تحت العرش قبل تكوين العالم..
وعنهكم نقكل أنهكم قالوا :إن لنكا مكع ال أحوالً ل يسكعها ملك مقرب ول نكبي مرسكل ،وهذه
المعتقدات مكن القواعكد والسكس التكي عليهكا قام مذهبنكا" ["وليكت فيكه در خصكوص حكومكت
إسلمي" لنائب المام السيد الخميني تحت باب "وليت تكويني" من الصل الفارسي ص -58ط
طهران].
وأخيرا نورد في هذا الموضوع روا ية أخرى من ال صحيح الذي قال ف يه غائب هم :كاف
لشيعت نا [ان ظر :م ستدرك الو سائل ج 3ص ،533 ،532ال صافي ج 1ص ،4منت هى المال ص
،298نهاية الدراية ص ،219روضات الجنات ص 553نقلً عن معاشر – الصول ص .]31
أورد فيه الكليني عن جعفر أنه قال:
ما جاء به علي عليه السلم آخذ به ،وما نهى عنه انتهى عنه ،جرى له من الفضل مثل
وآله الفضل على جميع من خلق ال عز وجل ،المتعقب عليه في ما جرى لمحمد ،ولمحمد
شيء من أحكامه كالمتعقب على ال وعلى رسوله ،والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد
الشرك بال ،كان أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم باب ال ل يؤ تى إل م نه ،و سبيله الذي من سلك
بغيره هلك ،وكذلك يجري لئمكة الهدى واحدا بعكد واحكد جعلهكم ال أركان الرض أن تميكد
بأهلها ،وحجته البالغة على من فوق الرض ومن تحت الثرى ،وكان أمير المؤمنين صلوات ال
عل يه كثيرا ما يقول :أ نا ق سيم ال ب ين الج نة والنار ،وأ نا الفاروق ال كبر ،وأ نا صاحب الع صا
والميسم ولقد أقرت لي جميع الملئكة والروح والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد ،ولقد حملت
يدعكي فيكسكى ،وأدعكى فأكسكى، على مثكل حمولتكه وهكي حمولة الرب ،وأن رسكول ال
وي ستنطق وا ستنطق على حد منط قه ،ول قد أعط يت خ صالً ما سبقني إلي ها أ حد قبلي ،عل مت
المنايا والبليا ،والنساب وفصل الخطاب ،فلم يفتني ما سبقني ،ولم يعزب عني ما غاب عني"
[الصول من الكافي ج 1ص 197 ،196ط إيران].
وأ ما قول الدكتور بأن الشي عة يطلقون على جع فر والبا قر ا سم "الشيخ ين" فلم ن سمع هذا
من أحد قبله.
وأما تعريضه بشيخ السلم ابن تيمية حيث ادعى عليه أنه قد خلط بين الشيعة الجعفرية
وب ين غير ها من فرق الشي عة ،فن سب إلى الجعفر ية عقائد وآراء لي ست من عقائد هم ول من
آرائهم شيء [بين الشيعة وأهل السنة ص .]11فقد جاز به حد الخطأ – ولول الساءة – لقلت:
بلغ حد الجهل ،والجهل المركب ،الذي ل يدري صاحبه ،ول يدري بأنه ل يدري.
ول أدري ك يف ا ستساغ من ل يعرف البديهيات والشياء البدائ ية التاف هة عن الش عة أن
يتهكم بكود شامخ كابن تيمية .بدل أن يغترف من بحره الزاخر ،ويستفيد من علمه الوافر؟.
ك يف جاز له أن يته مه بعدم معرف ته من الث نى عشر ية؟ وعدم تفري قه بين هم وب ين من
عداهم في كتابه "منهاج السنة النبوية" الكتاب الذي ل زال مرجعا أساسيا ،ومصدرا فياضا لكل
مكن يريكد أن يعرف الشيعكة على حقيقتهكم ،ومسكاوئهم ومخازيهكم؟ وحضرة الدكتور مكع تعاليكه
وتفاخره كثيرا خلل الفقرات والتعليقات فكي هذه الرسكالة لم يثبكت لنفسكه ،ل العقكل ول معرفكة
النقكل ،كأن سكيادته ل يفرق بيكن الشرق والغرب ،ول بيكن الشمال والجنوب ،وأنكه ل يعرف
وما يستوي العمى والبصير ول الظلمات ول النور الحابل من النابل ،ول الليل من النهار:
ول الظل ول الحرور وما يستوي الحياء ول الموات إن ال يسمع من يشاء وما أنت بمسمع
[سورة فاطر الية .]22-19 من في القبور
وهكل يجوز لعالم أو منتسكب إلى العلم أن يحككم على شيكء بدون معرفتكه؟ ،وأن يصكدر
قضاءه بدون أدنى علم منه بالقضاء والقضية،؟ ولول حسن ظني بالسيد الدكتور وأنه ل يعرف
عن حقي قة الشي عة شيئا ك ما يبدو لول وهلة ل من يل قي نظرة ولو طارئة على كتي به ،وك ما بيناه
نحن آنفاُ بالوثائق والمستندات ،لذهب بي الخيال إلى ظنون كثيرة وبعيدة.
ف قد أو قع الدكتور نف سه في مأزق حرج بكتا بة هذه الر سالة ال تي لم ي كن ل ها مبرر أن
يكتب ها ،ويند فع إلى تبرئة الشي عة إلى حد يخ طئ ا بن تيم ية وآراءه في هم ،و هو ل يك تب سطرا
فيهم ،ول كلمة عنهم إل ويتدفق قلمه خطأ.
وينبغي أن يعرف الجميع أن كل ما نسب إلى الشيعة الثنى عشرية من الغلو في الئمة
واتصافهم بأوصاف ال وامتلكهم قدرته ،وسلطانه واختياراته التي ل يشاركه فيها أحد ممن في
السكماوات وممكن فكي الرض ،وتفضيلهكم إياهكم على أنكبياء ال ورسكله ،وإنكارهكم القرآن
والخلفاء واعتقادهكم التحريكف فيكه ،وتكفيرهكم المسكلمين وعلى رأسكهم أصكحاب رسكول ال
الراشدون مع بقية العشرة المبشرة غير علي ،وأزواج الرسول أمهات المؤمنين ،ومن بعدهم من
تبعهم من الئمة بإحسان إلى يوم الدين ،وإيمانهم بالرجعة والتناسخ والحلو ،ونسبة الجهل إلى
ال جكل وعل ،وجعكل الكذب دينا وديدنا وشعارا ،وتفريكق كلمكة المسكلمين ،والكراهيكة لهكم،
والوقوف ضد هم مع أعدائ هم ،كل هذا حق وثا بت من ك تب الشي عة الث نى عشر ية أنف سهم،
المعتمدة لدي هم والموثو قة عند هم ،ك ما ذكر نا بعضا من ها في هذا المب حث ،وك ما سنبين البق ية
الباقية فيما يأتي من هذه العجالة ،وإن كان إنكار هذه الحقائق الثابتة ليس إل إنكار الشمس وهي
طالعكة ،كمكا أنكه ليكس إل سكخرية بالعقول ،وتحكما بالحلم ،وتجنيا على العلم ،وكتمانا للحكق،
ونكاية بنفسه.
وأما كون الثنى عشرية ينكرون هذه العقائد فعليهم أن ينكروا قبل كل شيء كتبهم ،وما
كتب فيها من التفسير والحديث والفقه والصول والعقائد.
ثم ل أدري ،ولست أخال أدري!! هل العقائد والمعتقدات يحكم على وجودها وعدمها بناء
على أقوال أشخاص ومقولت رجال ل يس ل هم خيار صنعها وإنكار ها؟ ومقولت لم يتقولوا ب ها
إل فرارا مكن العار الذي لحقهكم حيكث ل يجدون عنهكا مخرجا ،وهذا مكع دعواهكم بأن مذهبهكم
مبني على أقوال المعصومين – حسب زعمهم – من أهل البيت [ل أهل بيت النبي كما يزعمه
ب عض غ ير العارف ين بمذهب هم لن الشي عة أنف سهم ي صرحون بأن المق صود من أ هل الب يت أ هل
ب يت علي ل ال نبي] علي ر ضي ال ع نه وآرائ هم ،وم ستقاة من أفعال هم وتقريرات هم ،فتمشيا مع
أصولهم وقواعدهم ي ساءلون :هل هم المعصومون أم أئمت هم الذ ين آخر هم غاب في سامراء –
حسب زعمهم –؟
فإن كان الحجكة أولئك فليسكتندوا لنكارهكم بروايات أولئك القوم مقابكل الروايات الكثيرة
الكثيرة الي بلغ بعض ها حد التوا تر في إثبات ما يلزمهم خصمهم من العقائد اليهودية ،والفكار
الوثن ية ،والراء المجو سية – معاذ ال أن تكون صادرة من الط يبين من أولد علي ر ضي ال
عنه.
ن عم! علي هم أن يثبتوا كل هذا من أئمت هم المع صومين ،و يبرهنوا على إنكار هم بأقوال هم
المنقولة عن كتبهم أنفسهم.
وأمكا مجرد النكار فل يعكد إل تهربا مكن الحقائق وفرارا مكن النتائج ،وتمسككا بالكذب
الذي أعطوه صبغة التقديس باسم التقية ،ل ينخدع به إل المغفلون ،أو من أراد خداع نفسه عن
قصكد أو سكوء نيكة .فافهكم فإنكه دقيكق ،وعليكه يترتكب فهكم كثيكر مكن المسكائل وحكل كثيكر مكن
الغوا مض واللغاز والمشا كل ،وليتدبر ف يه حضرة الدكتور الذي لم ي بن آراءه في ر سالته ال تي
كتبهكا – كمكا يظهكر – إل على السكمعيات ألقيكت فكي مسكامعه ،ولم يدر أنكه مكن زخرف القول
غرورا يوحكي بكه بعضهكم إلى بعكض ،ويلقكي بكه بعضهكم إلى بعكض معرضا عكن المرئيات
والب صريات ،ومنكرا على من اعت مد علي ها ،ثم ت سلل ع نه من أوق عه في هذا المأزق الزلق،
. . .وما كان وألقى عليه مثل هذا القول الزور ،وتركه وحيدا مستصرخا هو وأمثاله قائلً:
لي عليكم من سلطان إل أن دعوتكم فاستجبتم لي فل تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم
[سورة إبراهيم الية .]22 وما أنتم بمصرخي . .
ولو لم يك هذا ما كان له أن يكتب" :أن كثيرا من مؤلفي نا قد خلط ب ين الشي عة الجعفرية
وغير ها من فرق الشي عة ..تبدو هذه الظاهرة ح تى في مؤلفات العل مة ا بن تيم ية ،ان ظر كتا به
منهاج السنة" [ص 11من رسالة الدكتور] بل وجد عكس ذلك فإن كتب القوم في الحديث وفي
التف سير تش هد ب صدق ما كت به ا بن تيم ية وغيره م من سلك م سلكه وت بع خطوا ته في الرد على
هؤلء المنحرفين المبتدعين ،المنتحلين المبطلين -،غفر ال للرجل ولمثاله .-
وكذلك قول الدكتور في تمهيده:
"وقد بلغ كل إمام من هؤلء الئمة (الثنى عشر) سن الرشد وكانت له رسالة في قومه..
ما عدا المام الثاني عشر" [رسالته المذكورة ص .]7جهل محض لنه ل يعرف ماذا يقصد به؟
إن كان قصده أن كل إمام منهم نصب إماما بعد بلوغه سن الرشد فهذا من أخطاء سيادته
الكثيرة الكثيرة الموجودة في كل صفحة من صفحات هذا الكتيب الصغير ،وفي كل سطر من
سطوره ك ما يلح ظه القارئ لن الب عض من هم اعتقدوا بإمام ته ولم ي كن يع قل شيئا عن أمور
دنياه ،فضلً عن أمور دي نه ود ين الخر ين ،فمثلً إمام الث نى عشر ية العا شر علي بن مح مد
المك نى بأ بي الح سن والمل قب بالهادي أو الن قي أ نه ل ما مات أبوه مح مد بن علي بن مو سى بن
جعفر تركه هو وأخاه موسى وكان الكبر منهما لم يتجاوز الثامنة من العمر حسب قول الشيعة
[ان ظر :الرشاد للمف يد ،إعلم الورى للطبر سي ،ك شف الغ مة للر بل ،جلء العيون للمجل سي،
منتهى المال للعباس القمي ،والفصول المهمة لبن الصائغ].
وكانا من الصغر في العمر إلى حد أن "أوصى أبوهما على تركته من الضياع والموال
والنفقات والرقيق إلى عبد ال بن المساور إلى أن يبلغا الحلم" [صحيح الكافي للكليني ج 1ص
125ط إيران].
هذا وأبوه محمد المكنى بأبي جعفر الملقب بالجواد أو التقي المام التاسع للشيعة الثنى
عشر ية أيضا لم يك قد بلغ سن الر شد و قت وفاة أب يه ،بل كان في سن أ صغر من ولده علي
و قت وفاته :ومضى الرضا علي بن موسى عليهما السلم ولم يترك ولدا نعل مه إل المام بعده
أبا جعفر محمد بن علي – عليهما السلم ،وكانت سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا" [انظر:
الرشاد للمفيكد ص ،304إعلم الورى للطبرسكي ص ،313كشكف الغمكة للربكل ج 3ص ،72
جلء العيون للمجلسكي بالفارسكية ج 2ص ،345ومنتهكى المال للقمكي بالفارسكية ص ،1049
وعيون أخبار الرضا لبن بابويه القمي ج 3ص 347ط إيران].
وعلى ذلك اختلف الشي عة في إمام ته ،ك ما اختلفوا بعده في إما مة اب نه ،وتركوا التش يع
لعدم ثقت هم بالذي لم يبلغ سن الر شد والتمي يز في أمور دين هم ،والذي لم يعت مد عل يه والده في
أمور دنياه ،كيف لهم أن يطلبوا الرشد في المور الدينية ممن يحتاج الرشد وتسييره في أمور
دنياه؟ ك ما ذ كر النوبخ تي الشي عي نف سه مقولت هم ال تي قالو ها و قت تفرق هم عن مح مد الجواد
واختلفهم فيه:
ل يجوز المام إل بالغا ،ولو جاز أن يأ مر ال بطا عة غ ير بالغ لجاز أن يكلف ال غ ير
بالغ ،فكما ل يعقل أن يحتمل التكليف غير بالغ فكذلك ل يفهم القضاء بين الناس ودقيقه وجليله،
،ومكا تحتاج إليكه المكة إلى يوم وغامكض الحكام وشرائع الديكن وجميكع مكا أتكى بكه النكبي
القيامة من أمر دينها ودنياها ..طفل غير بالغ ،ولو جاز أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ
درجكة ..لجاز أن يفهكم ذلك مكن قكد نزل عكن حكد البلوغ درجتيكن وثلثا وأربعا راجعا إلى
الطفول ية! ح تى يجوز أن يف هم ذلك من ط فل في الم هد والخرق! وذلك غ ير معقول ول مفهوم
ول متعارف" [فرق الشيعة للنوبختي ص .]110
فتفكروا يا عباد ال! هل من المعقول أن يعت مد على صبي في أمور الد ين من لم يعتمد
عليه أبوه – وهو إمام معصوم عند الشيعة – في أمر دنياه كما مر سابقا بأن محمد الجواد هذا
جعكل وصكيته على ابنيكه عبكد ال بكن المسكاور على تركتكه مكن الضياع والموال والنفقات
والرقيق ،فعدلً عدلً أيتها الشيعة! أليس منكم رجل رشيد؟
هذا إن كان مراد الدكتور بأن كلً من أئمة الشيعة بلغ سن الرشد وقت نصبه على عرش
المامة وهو لم يكن كذلك كما أثبتناه من كتب الشيعة أنفسهم ،وإن كان مقصوده بأن كلً منهم
قد بلغ سن الرشد قبل موته ووفاته – وهو عبث ليس لذكره معنى – فلم الستثناء للثاني عشر
لنه لم يمت بعد حسب زعم الذين اعتقدوا ولدته؟
وأ ما ن حن فل نعت قد بولدة غائب هم الموهوم ،ونجزم أن الح سن الع سكري لم يتزوج ولم
يولد له ولد ،ل في حياته ول ب عد وفا ته بشهادة الشي عة أنف سهم ،و ها هو النوبخ تي كبير الشيعة
في الفرق يصرح عن الحسن العسكري:
"أ نه تو فى ولم يعرف له ولد ظا هر ،فاقت سم ميرا ثه أخوه جع فر وأ مه" [فرق الشي عة
للنوبختي ص .]119 ،118
وأك ثر من ذلك وأظ هر ،وأ صرح م نه وأو ثق ،ما رواه محد ثو الشي عة ومؤرخو هم في
كتبهم من الكليني والمفيد والطبرسي والربلي والمجلسي والقمي وغيرهم عن أحمد بن عبيد ال
بن خاقان الشيعي المشهور ،والمعلن لتشيعه وموالته للمحسن العسكري ،أن الحسن العسكري:
"لما اعتل بعث السلطان إلى أبيه أن ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته فبادر إلى دار
الخل فة ثم ر جع م ستعجلً وم عه خم سة من خدم أم ير المؤمن ين كل هم من ثقا ته وخا صة ،في هم
"تحر ير" فأمر هم بلزوم دار الح سن تعرف خبره وحاله ،وبعث إلى ن فر من المتطببين فأمرهم
بالختلف إليه وتعاهده صباحا ومساء ،فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلثة أخبر أنه قد ضعف،
فأمكر المتطبكبين بلزوم داره ،وبعكث إلى قاضكي القضاة فأحضره مجلسكه وأمره أن يختار مكن
أ صحابه عشرة م من يو ثق به في دي نه وأمان ته وور عه ،فأحضر هم فب عث ب هم إلى دار الح سن
وأمر هم بلزو مه ليلً ونهارا ،فلم يزالوا هناك ح تى تو فى عل يه ال سلم ،ف صارت " سر من رأى"
[مدينة من مدن العراق المشهرة التي تسمى الن سامراء] ضجة واحدة ،وبعث السلطان إلى
داره من فتشها وفتش حجرها ،وختم على جميع ما فيها ،وطلبوا أثر ولده وجاءوا بنساء يعرفن
الحمل ،فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ،فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل ،فجعلت في
حجرة وو كل ب ها تحر ير الخادم وأ صحابه ون سوة مع هم ،ثم أخذوا ب عد ذلك في تهيئة وعطلت
السواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته ،فكانت "سر من رأى" يومئذ
شبيها بالقيامة ،فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلة
عليه ،فلما وضعت الجنازة للصلة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني
هاشم من العلوية والعباسية والقواد ،والكتاب والقضاة والمعدلين وقال:
هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره
من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلن وفلن ومن القضاة فلن وفلن ومن المتطببين فلن وفلن،
ثم غطى وجهه وأمر بحمله من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه.
ولما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور ،وتوقفوا
عن قسمة ميراثه ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لزمين حتى تبين
بطلن الحمل ،فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ،وادعت أمه وصيته،
وثبكت ذلك عنكد القاضكي" [كتاب الحجكة مكن الكافكي ص ،505الرشاد للمفيكد ص ،339إعلم
الورى للطبرسي ص ،378 ،377كشف الغمة للربل ج 3ص ،199 ،198جلء العيون للمجلسي
تحكت ذككر المهدي ،الفصكول المهمكة تحكت ذككر المهدي ،ومنتهكى المال للقمكي تحكت ذككر
المهدي].
فهذه هكي الحقيقكة الناصكعة ،والروايكة الصكريحة الثابتكة ،الناطقكة بالحكق ،والقاطعكة فكي
الموضوع ،والمنقولة مكن كتكب الشيعكة أنفسكهم ،اعترفوا بهكا أم لم يعترفوا ،وسكلموا بهكا أو لم
يسلموا ،شاءوا أم أبوا ،ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن ال لسميع عليم.
. .أفمكن يهدي إلى الحكق أحكق أن يتبكع أم مكن ل يهدي إل أن يهدى فمكا لككم كيكف
تحكمون * وما يتبع أكثرهم إل ظنا إن الظن ل يغني من الحق شيئا إن ال عليم بما يفعلون
[سورة يونس الية .]36 ،35
والعجب العجاب أن الشيعة مع هذا كله ينسجون الساطير من الخيال ،ويؤمنون بالمعدوم
إن يتبعون إل ال ظن و ما ويعتقدون وجوده ،وهذه كتب هم تش هد علي هم و هم عن ها معرضون:
[سورة النجم الية .]23 تهوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى
ثم يأتي السيد الدكتور عبد الواحد وافي ،ويسرد حكايتهم الخيالية دون أدنى تعرض لبيان
ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم حقيقتها مع إعلنه تحري الحقيقة قدر وسعه وعلمه.
[سورة النجم الية .]30 بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى
ثم يخبط الدكتور وافي خبط عشواء ع ند ذكره الزيد ية ،وخلط الحابل بالنابل ح يث ذكر
رأي بعكض الزيديكة فكي الخلفكة ،ونسكبها إلى زيكد بكن علي مكع البون الشاسكع والفرق البيّن
الواضكح بيكن رأيكه الذي كان يراه مكن ثبوت الخلفكة لبكي بككر وعمكر وصكحتها لهكم ،ورأي
الجارود ية من الزيد ية ،والذ ين ل يجيزون ها لغ ير علي وأولده ،و من أراد معر فة ذلك فليرا جع
كتب الفرق.
وهكذا نسب إلى زيد أنه كان يرى من شروط صحة المامة أن يبايعه المسلمون مع أن
كتب الفرق والتاريخ خالية عن هذا الشرط تماما.
ولول خوف الطالة ،والخروج عن الموضوع الصلي ..لسردت النصوص في ذلك من
السنة والشيعة والزيدية أنفسهم ،ومن أراد الستزادة والتحقيق فليرجع إلى هذه الكتب.
وكذلك قوله" :مذهبهكم (أي الزيديكة) هكو أقرب مذاهكب الشيعكة إلى مذهكب السكنة" على
إطلقه غير صحيح أيضا لن فيهم من هم أبعد الناس عن السنة ومذاهبها.
وكلمه عن السماعيلية [في صفحة 13وما بعدها] ل يقل خطأ عن كلمه في الزيدية،
بل يزداد تطرفا وبعدا عن الصواب.
فيأخذ فكرة من ابن خلدون في مقدمته ويترك أخرى.
يأخذ من ابن خلدون "أن إسماعيل مات في حياة أبيه ولكن الخلفة انتقلت إلى ابنه الكبر
قياسكا على انتقال وظائف هارون إلى نسكله بعكد وفاتكه" مكع اتفاق أكثكر السكماعيلية اليوم أن
إسماعيل لم يمت إل أن جعفر أظهر موته تقية عليه من خلفاء بني العباس [انظر :الملل والنحل
للشهر ستاني ص 5على هوا مش الف صل وغيره من الك تب ال سنية والشيع ية ،وعيون الخبار،
وافتتاح الدعوة ،واستتار المام ،وتاريخ الدعوة السماعيلية ،والنور المبين ،وغيرها من الكتب
السماعيلية].
وعلى ككل فهناك رأيان وموقفان فكي الموضوع ،ولككن الغريكب فكي المكر أن السكيد
الدكتور يذكر هذا عن ابن خلدون ،ثم ينسى أمرا آخر وهو قول ابن خلدون :أن هؤلء يسمون
بالباطن ية ،ك ما ي سمون أيضا الملحدة ل ما في ض من مقالت هم من اللحاد" [ان ظر :مقد مة ا بن
خلدون ص -201ط مصر].
ولككن السكيد الدكتور يقول :إن مذهبهكم فكي هذا العهكد (أي أيام حكمهكم بمصكر) لم يككن
بعيدا ككل البعكد عكن مذاهكب أهكل السكنة ..ولككن بعكد أن تقوضكت خلفتهكم اسكتحال المذهكب
السماعيلي إلى مذهب باطني" [صفحة 15من رسالته].
مكع أن المكر لم يككن كذلك ،بكل كان كمكا قال ابكن خلدون :إنهكم كانوا باطنييكن قبكل أن
يظهر عبيدهم في المغرب ،وكانوا باطنيين بعد أن ظهر ،وكانوا باطنيين في عهد المعز عندما
استولى على مصر ،كما كانوا باطنيين إلى أن قضى عليهم صلح الدين اليوبي .وهذا مما ل
يختلف فيه أحد من المؤرخين القدامى.
وأما قوله" :إنه بعد تقويض خلفتهم دخل فيهم كثير من الديان والنحل غير السلمية"
فصكحيح مكن وجكه ،ولككن الديانكة السكماعيلية كلهكا مبنيكة على عقائد الديان والملل غيكر
السلمية.
ثم ل ندري بعد تعميم سيادته الحكم لماذا يستثني منه فرقة "البوهرة" مع أنها هي الوريثة
الحقيق ية للمذ هب ال سماعيلي ب ما ف يه من علت .ف ما ال سباب ال تي تج عل الدكتور يح كم علي ها
بذلك الحكم:
ألحاجة في نفس يعقوب قضاها؟ أم لشيء آخر؟
بال خبروني إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟
وتلك إذا قسمة ضيزى.
ول قد أثبتنا ن حن في كتاب نا الذي ن حن بصدد طب عه الن [ سيصدر الكتاب قريبا عاجلً إن
شاء ال بباك ستان وم صر في آن وا حد ،ويشت مل على بيان ال سماعيلية القدي مة والجديدة] عن
السماعيلية أن السماعيلية بجميع طوائفها حاملة عقائد ومعتقدات تخرجها عن الملة السلمية
قطعا ،سواء تظاهرت بالتمسك بالشريعة كالبوهرة ،أو تجاهرت بتركها كالغاخانية.
والجد ير بالذ كر أن مد عي زعا مة البوهرة دا عي الدعاة يد عي بأن له اختيارات يملك ها،
وأوصافاُ يتحلى بها إن لم تجعله فوق الرب فل تجعله دونه ،تعالى ال عما يقولون علوا كبيرا.
ولقكد أثبتنكا نكص البيان الذي قدمكه إلى المحكمكة القضائيكة ببومكبي والد الزعيكم الحالي،
طاهكر سكيف الديكن [ومكن المؤسكف أن الزهكر الشريكف منحكه شهادة الدكتوراه الفخريكة] عام
1920م جوابا للدعوى التي أقيمت عليه من قبل جمعية أحرار البوهرة حدا لختياراته وغلوائه،
والذي قال فيه" :ل يسأل عما يفعل لن اختياراته ل تقل عن اختيارات الرب جل وعل".
وأما ما كتبه الدكتور وافي وقرر فيه أن مذهب السماعيلية أيام حكمهم لم يكن بعيدا كل
الب عد عن مذا هب أ هل ال سنة ،ولم ت كن لتز يد عن وجوه الخلف ب ين مذا هب أ هل ال سنة نف سها
بعض ها عن ب عض ..فلي إل حكما عاطفيا ظالما ،وإل ف ما رأي الدكتور في كتا بة الشتائم على
محار يب الم ساجد ،والقذائف على منائر ها ضد الخلفاء الراشد ين الثل ثة ،وأزواج ال نبي أمهات
المؤمنين ،أل يعتبر هذا من وجوه الخلف بين الشيعة وبين مذاهب أهل السنة؟ وأن ادعاء نسخ
الشريعكة وتعطيلهكا والعتقاد بهكا أيضا أليكس مكن المور توسكع هوة الخلف بينهكم وبيكن أهكل
السنة؟
وكذلك جعكل محمكد بكن إسكماعيل ،سكابع النطقاء ومتمكم دور السكبعة أيعتكبر هذا مكن
الخلفات اليسيرة بين القوم وبين المسلمين؟
كما أن عين السخط تبدي المساويا وعين الرضا عن كل عيب كليلة
وتجنبا للطالة ،وتحرزا عن التطو يل نورد ه نا روا ية واحدة عن الم عز نف سه ،مؤ سس
الدولة الفاطمية ،ومنشئ السماعيلية بمصر.
يقول الم عز لد ين ال الفاط مي في دعائه المشهور المنقول من أدع ية اليام ال سبعة ب عد
الصلة على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى:
"وأخ صص الل هم مح مد بن ع بد ال من ولد إ سماعيل الذي شرف ته وكرم ته وعطلت به
ظا هر شري عة عي سى ،و صيره سادس النطقاء – "..إلى أن قال " :-و صلّ على القائم بال حق،
الناطق بالصدق ،التاسع من جده الرسول ،الثامن من أبيه الكوثر ،السابع من آبائه الئمة ،سابع
الرسل من آدم ،وسابع الوصياء من شيث ،وسابع الئمة من البررة صلوات ال عليهم كما قلت
سواء للسائلين ثم استوى ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما في ستة أيام سبحانك
إلى السكماء" وهكو اسكتواء أمكر النطقاء بالسكابع القائم صكلوات ال عليكه كمكا ذكرنكا آنفا" ،الذي
.. شرف ته ،وكرم ته وعظم ته ،وخت مت به عالم الطبائع ،وعطلت بقيا مه ظا هر شري عة مح مد
وهو يوم القيامة والبعث والنشور يوم ل ينفع الظالمين معذرتهم ..وصلّ على خلفائه الراشدين
الذين يقضون بالحق وبه يعدلون" ["أدعية اليام السبعة لمولنا المعز لدين ال"].
فهذه هكي حقيقكة التقارب بيكن السكماعيلية المسكتولية على مصكر ،وحقيقكة تقاربهكم مكن
مذا هب أ هل ال سنة ،ال تي ل تعلم ها أي ها ال سيد الدكتور! مع كو نك من م صر ،ومحققا الكتاب
التاريخي الكبير ،ومعلقا عليه بثلث آلف تعليقة.
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون.
ول قد أعلن هذه الحقي قة النا صعة الكثيرون الكثيرون من أئ مة الفاطمي ين ودعات هم ،ك ما
تناقلوا دعاء المعز هذا وتوارثوه جيلً بعد آخر.
ول قد ش هد بذلك الدا عي المطلق إبراه يم بن الح سين الحامدي الذي كان موجودا ف ع هد
ال مر بأحكام ال ،حا كم م صر في كتا به "ك نز الولد" الذي ط بع في م صر و في بيروت أيضا
بقوله:
"وأ ما مح مد بن إ سماعيل ف هو م تم شريع ته (شري عة مح مد) وموفي ها حقوق ها وحدود ها،
و هو ال سابع من الر سل ،بيان ذلك في أدع ية مول نا الم عز ال سبعة ،و هو الذي يش هد (ال نبي) له
وللقائم محمد بن عبد ال المهدي لنه قائم القيامة الوسطى ،وقائم القيامة الولى أمير المؤمنين،
وقائم القيامة الكبرى رسول ال صاحب الكشف في قوله "اشهد أن محمدا رسول ال" و"أشهد أن
محمدا ر سول ال" لن الخلق يشهدون بر سالته و هو يش هد لم تم دورة شريع ته ومنها جه" [ك نز
الولد لبراهيم بن الحسين الحامدي ص -211ط بيروت].
فمكا هكو رأيكك أيهكا السكيد الوقور! فكي السكماعيلية أيام تسكلطهم على مصكر ،والبوهرة
ورثتهم الذين يعدون المعز إماما من أئمتهم المعصومين ،ويدعون بدعائه ،والذين يعدون إبراهيم
الحامدي هذا الداعي المطلق الثاني من دعاة أيام الستر ،وقد بلغ العدد عندهم واحدا وخمسين؟
هكل تعيكد نظرتكك فكي رسكالتك هذه؟ ولول حرصكنا على أل ينخدع بهكا الشباب المسكلم
والغفلة من المسلمين لما تصدينا بالرد عليها وصرف الوقت فيها لمتلئها بالخطاء الفاحشة،
والغاليط الواضحة الصريحة ،والتي ل تخفى على ذي علم وبصيرة.
و من أراد ال ستزادة في هذا الموضوع فيرا جع كتاب نا عن ال سماعيلية ف سوق تتجلى له
الحقائق الكثيرة الكثيرة التي طالما خفيت على كثير من عباد ال بسبب قراءت هم لقلم مأجورة
وكتب رخيصة لم تصدر من كتابها إل كصناعة وحرفة ،وما أكثر ما صار في هذا الزمان من
المهن والحرف! وما أكثر من يتعاطونها أعني الكتابة حرفة وصناعة ،ل دينا ول إصلحا ،ول
رشدا ول غايكة ،اللهكم ل تجعكل أعمالنكا كلهكا إل لبتغاء مرضاتكك ،ول توفقنكا إل لمكا ترضاه
لوجهك الكريم ،وخدمة لدينك القويم ،ودفاعا عن رسولك الرؤوف الرحيم ،وعن شريعتك التي
ل تبدل ول تنسخ إلى يوم الدين.
هذا ول زل نا ح تى الن في تمهيدات الدكتور و في المشحو نة بالخطاء والغلط ،وم ما
يزيد الستغراب والستعجاب ،ويثير الحيرة والدهشة أن سيادته حاول في تمهيداته التي أخذت
قريبا مكن نصكف الكتيكب إيقاع القارئ فكي مغالطات كثيرة ،ول أعرف تماما أهذه المحاولة
مقصودة أم غير مقصودة؟
ل أعرف كل هذا ولك نه من المض حك المب كي أ نه يج عل الخلف ب ين ،الم سلمين أ هل
السنة وبينهم أعني الشيعة مبنيا على الجتهاد ،ويطالبنا بأل نحكم عليهم بالزيغ والنحراف لن
للمجتهد رأيه ويجوز العمل به ،وله أجره أخطأ أم أصاب ،فإن أخطأ فله أجر ،وإن أصاب فله
أجران [انظر صفحة ص 22من رسالته].
وأكثر من ذلك يقرر :أن ما ذهبوا إليه يكون هو الصواب ويحتمل أن ما ذهبنا إليه هو
الخطأ" [انظر صفحة ص 22من رسالته].
وإن كان المر كذلك فعلى السلم السلم.
وهكذا تقلب الموازين ويحق الباطل ويبطل الحق!!.
ويبلغ السكيل الزبكى حيكث يحككم الدكتور بككل قسكوة وظلم ،وبككل تعسكف وتعنكت "بأن
القضاء المصري أخذ بآراء انفرد به المذهب الجعفري ،منها وقوع الطلق المقترن بالعدد لفظا
أو إشارة طلقة واحدة" [صفحة 23من رسالته].
ثم يعلق بأن القضاء الم صري أ خذ هذا الرأي من ا بن تيم ية ،وا بن تيم ية من الشي عة"
[تعليقة رقم 16نفس الصفحة].
ومعاذ الله أن يكون المر كذلك ،وأعيذ علماء مصر بال أن يكون ظنهم ظنك ،ومن ل
يعرف غيكر الدكتور أن عامكة أهكل الحديكث فكي سكالف الزمان وحاضره يذهبون هذا المذهكب
ويأخذون بهذا الرأي ق بل ا بن تيم ية وبعده؟ وا بن تيم ية أ شد الناس حذرا من الشي عة ،وم ما يرد
ومأخوذ من سنته عن طريقهم وبواسطتهم ،ومذهب أهل الحديث مبني على عمل رسول ال
بأ نه عل يه ال صلة وال سلم – فداه أبواي ورو حي – كان ي عد التطليقات الثل ثة في مجلس وا حد
مرة واحدة تطلي قة واحدة ،وأ مر من أ تى ب ها إل يه أن يجعل ها واحدة ك ما رواه المام أح مد عن
عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :طلّق ركانة امرأته في مجلس واحد ،فحزن عليها
:كيف طلقتها؟ ..قال :ثلثا فقال :في مجلس واحد؟ قال :نعم. حزنا شديدا ،فسأله رسول ال
قال :فإنما تلك واحدة ،فأرجعها إن شئت فراجعها" [أخرجه أحمد (( 17/6الفتح الرباني))].
وأن عمر بن الخطاب رضي ال عنه الخليفة الراشد الثاني والملقب بالفاروق من النبي
ي صرح بقوله ما معناه أن الطلقات الثلث كا نت ت عد في ز من ال نبي وال صديق طلقا واحدا.
كما رواه مسلم في صحيحه:
قال أبو الصهباء لبن عباس :ألم تعلم أن الثلث كانت تجعل واحدة على عهد رسول ال
وأبي بكر وصدرا من خلفة عمر؟ ..قال :نعم [مسلم ( )3/669وغيره].
وأ بي ب كر و سنتين من وروي ع نه أيضا أ نه قال :كان الطلق على ع هد ر سول ال
خل فة ع مر طلق الثلث واحدة ،فقال ع مر بن الخطاب :إن الناس قد ا ستعجلوا في أ مر قد
كانت لهم فيه أناة فلو أمضينا عليهم فأمضاه عليهم [مسلم ( )3/668وأحمد ( -17/7الفتح الرباني)
وغيره].
وعليه الفتوى حتى اليوم في بلد الهند وباكستان عند أهل الحديث السلفيين ،وبذلك يفتي
السلفيون في البلد العربية ،البعيدون كل البعد عن الشيعة ورواياته ،والذين ل يتمسكون بأقوال
الرجال وآرائهم ولو كانوا من أهل السنة كيف يتصور منهم التمسك بآراء الرجال وأقوالهم وهم
من الشيعة أو ينسبون إلى التشيع؟
فهل هي محاولة مقصودة أم غير مقصودة؟ وهل هي مغالطة متربصة أم غير متربصة؟
في كل الحتمالين ل يغض الطرف عن خطورته ول يصرف النظر عن عظم فساده ،وما أكثر
ما أورده من المغالطات في كتيبه والتي تجعل غير الشاك في نية الدكتور وإخلصه يبدأ يرتاب
يعلم ما ي سرون و ما يعلنون إ نه ف يه وي شك في مقا صده ومرام يه .وال يعلم ال سرائر ،و هو
[سورة هود الية .]5 عليم بذات الصدور
[سورة غافر الية .]19 يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور و
ومغالطات كهذه الخافيكة منهكا والظاهرة هكي الصكفة المميزة لهذه الرسكالة التكي سكنأتي
ببيانها والرد عليها بعد دخولنا في المباحث الصلية ،ولم يكن قصدنا ههنا إل ذكر الغاليط التي
وقع فيها الدكتور وافي في مختصره هذا ،والتي قدمنا نموذجا منها من تمهيداته ومن صفحاته
الولى ف قط .وهذا قل يل من كث ير من بحره الزا خر ومائه الوا فر ،و ما أعرض نا عن ها نظرا،
و صفحنا عن ها جنبا فهي كثيرة كثيرة ل ت سعها هذه العجالة ،م ثل ذكره الشيعة في المدينة با سم
النخلية [صفحة رقم 11من رسالته] ،مع أن كل من عاش المدينة المنورة لبضعة أيام أو تطرق
إلى معرفة من يعايشها عرف أنهم نخاولة ،وليسوا نخلية.
وكذلك عنكد ذكره القليات السكنية فكي إيران يقتصكر على الكراد مكع أن سككان إقليكم
بلوشستان كلهم أهل السنة ،وكذلك طائفة من عرب عربستان ،وغيرها من الشياء الكثيرة نسأل
ال أن يلهمنا وإياه الصواب والرشاد.
فمن يكون حاله هكذا ل يحق له أن يتطرق إلى موضوع ليس له به صلة ،من قريب أو
بع يد .رب نا فاغ فر ل نا ذنوب نا وإ سرافنا في أمر نا ،واجعل نا م من ي ستمعون القول فيتبعون أح سنه
أولئك الذين هداهم ال ،وأولئك هم أولو اللباب.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.
واللهم أرنا الباطل باطلً وارزقنا اجتنابه.
الباب الثاني
الشيعة الثنا عشرية والقرآن الكريم
الخلف الذي يقع بين الناس ينقسم إلى ثلثة أقسام:
خلف منشؤه الختلف في الف هم ،يف هم ش خص من عبارة أو كل مة مفهوما .ويف هم من ها
الثاني مفهوما آخر.
والثاني منشؤه الجهل :إنسان يعلم شيئا ويعرفه ،وآخر يجهله ول يعرفه.
ثالثا :اختلف مبني على العناد بقطع النظر عن علم واحد وجهل آخر .أو عن الخطأ في
فهم عبارة أو كلمة أو تعبير.
فهذه هي القسام الثلثة للخلف الذي يقع فيه الناس.
وأما القسم الول والثاني من الخلف فيمكن رفعه ونزعه والقضاء عليه لنه حينما يعلم
الجاهل ويعرف غير العارف يرتفع الخلف ،وكذلك حينما يصح الفهم ويستقيم.
وأمكا الخلف الذي منشؤه العناد فل يمككن نزعكه ورفعكه لنكه مبنكي على المكابرة
والنكار ،والمن كر ل يم كن أن يحاج بش يء ول يح صل م نه على نتي جة .ل نه ل يس له قوا عد
وأ سس ير جع إلي ها و قت الخلف والنزاع بخلف الول والثا ني فإ نه ير جع و قت الخلف إلى
القوا عد الثاب تة وال سس الرا سخة .وعلى ذلك فالخلف الموجود ب ين مختلف طوائف الم سلمين
وفرق هم ير جع سببه إ ما إلى الق سم الول أو إلى الق سم الثا ني ول كن لعتراف الجم يع بالقوا عد
الثابتكة والسكس المعتمدة يرتفكع الخلف ويزول النزاع ،ويرجكى بذلك أن يأتكي يوم تذوب فيكه
الجماعات المختلفة والطوائف المتعددة .لنه إذا ما رجع أصحاب الفكر وأهل البصيرة من كل
طائفة إلى السس الصلية والقواعد الساسية انتهت الحزبية وقضي على التعدد والتفرق .وبهذا
يا أيها الذ ين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الر سول وأولي المر أمروا في كتاب ال عز وجل:
منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك خير
[سورة النساء الية .]59 وأحسن تأويلً
وأمكا الخلف الذي بينهكم وبيكن غيرهكم فل يمككن رفعكه وحله لنكه مبنكي على النكار
والمكابرة ،إنكار المبادئ والسس ومكابرة الحق وبطره ورفضه وإبطاله.
وهناك من فرقوا كل مة الم سلمين ،وشقوا ع صا طا عة جماعت هم ،وخالفوا عن كلمت هم،
ومزقوا جمعهم ،وأنشئوا جماعات ورسخوا في قلوبهم وعقولهم الراء والعقائد التي ل تمت إلى
السلم بصلة وهؤلء ل يمكن دمج عقائدهم مع عقائد المسلمين ،حيث وضعوا مخططا يشتمل
لنه على النكار المحض ،والمكابرة الصرفة ،وعلى عدم العتماد على القرآن ،وسنة النبي
مكع القرار بهذيكن الصكلين يمككن أن تتأتكى الوحدة ويحصكل التفاق ،ولككن عنكد افتقادهكم
وإنكارهمكا ل يمككن أن تحصكل وحدة فكي زمكن مكن الزمان أو يوم مكن اليام ،فأبعكد رؤسكاء
الشيعة اتباعهم عن المسلمين إلى حد أن جعلوا في مخالفتهم ،الحق ،كما مر بيانه سابقا.
وب عد هذا كله ك يف يت صور أن يح صل الوئام ،ويتأ تى الوفاق والخلفات الموجودة ب ين
أهل السنة والشيعة خلفات ل يمكن نزعها ،ول يحتمل رفعها.
ونت ساءل :على أي ش يء تعرض معتقدات هم؟ أعلى كتاب ال؟ هم ل يؤمنون به ،أم على
سكنة رسكول ال؟ هكم ل يعتقدونهكا ،لن القرآن الموجود بأيدي الناس هكو مكن جمكع وترتيكب
وتأليف أبي بكر وعمر وعثمان ،أعداء عل يّ وأهل بيته ،وغاصبي الخلفة ،وظالمي أهل البيت
– حسب زعم القوم – فكيف يؤتمن اللذين غصبوا حق علي وأولده؟.
ألم يحذفوا من القرآن ما كان لثبات أحق ية علي بالخل فة وأولده بعده ،و ما كان له من
فضائل ومناقب ومحامد؟.
بل كيف نصدق أنهم لم يحذفوا من القرآن ما نزل في مساوئهم ،وبيان نفاقهم وفسادهم –
عياذا بال – والطعن فيهم والتعريض بهم؟ فالقرآن والحال هذه غير مصون من تلعبهم ،وغير
محفوظ ،إذا فل يعتمد عل يه ول يو ثق فيه .ومن كان هذا شأنه أي لم ي سلم من الحذف والتغيير
بأيدي المخالفين كيف يرجع إليه لرفع المنازعات وحل الخلفات ،ومع أولئك المخالفين؟!.
-عياذا هذا في القرآن ،وأما السنة فهي منقولة مروية من أناس ارتدوا بعد رسول ال
بال – وغيروا أحكا مه ،وبدلوا تعالي مه ،ونبذوا إرشادا ته وراء أظهر هم ،ونكثوا بيع ته ونقضوا
ميثاقكه الذي أخذه عليهكم ،والذيكن ظلموا أهكل بيتكه ،وآذوا ابنتكه واضطهدوا وصكيه ،وطردوا
خليفتكه ،واغتصكبوا ماله وانتهكوا حرمتكه ،وحرموا أهله مكن إرثكه ،واقتحموا عليهكم بيتهكم،
وضربوا بضع ته ولح مه ود مه – إلى غ ير ذلك من الباط يل والضال يل – ف من كان هذا شأن هم
؟ فكيف يوثق بهم ،ويعتمد على رواياتهم التي ينقلونها عن رسول ال
ولذلك تراهكم ل يلجئون إلى كتاب ال ،وإلى سكنة نبينكا عليكه الصكلة والسكلم عنكد
الحتجاج واللجاج ،بكل يلجئون إلى أسكاطير وقصكص اخترعوهكا واختلقوهكا لحقاق باطلهكم
وإبطال الحق ،ونسبوها إلى أهل علي رضي ال عنه ،وهم منها براء.
والنتيجكة إنكار القرآن الموجود بأيدي الناس وسكنة النكبي الثابتكة ،أو بتعكبير أصكح منكه:
اعتقاد التحريف في القرآن بأنه غيّر وبدّل ،وكذلك السنة النبوية ،إنها منقولة بطريق المغيرين
والمبدلين والمرتدين.
تلك بعض أسس المذهب الثنى عشرية وبدون ذلك ل يثبت مذهبهم.
ولجل ذلك قال السيد هاشم البحراني المفسر الشيعي الكبير في مقدمة تفسيره "البرهان":
وعندي فكي وضوح صكحة هذا القول (بتحريكف القرآن وتغييره) بعكد تتبكع الخبار
وتفحص الثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع ،وإنه من أكبر مقاصد
غصب الخلفة فتدبر" [البرهان في تفسير القرآن ،مقدمة الفصل الرابع ص 49ط إيران].
وم ثل هذا ما نقله النوري عن خات مة محدثي الشي عة مل با قر الملج سي ،وزاد بعد سرد
رواية تنص على تغيير القرآن وتحريفه قوله:
"ل يخفى أن هذا الخبر وكثيرا من الخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره ،متواترة
معنكى ،وطرح جميعهكا يوجكب رفكع العتماد عكن الخبار رأسكا ،بكل أظكن أن الخبار فكي هذا
الباب ل تقصر عن أخبار المامة ،فكيف يثبتونها بالخبر" [مرآة العقول للمل باقر المجلسي باب
إن القرآن كله لم يجمعه إل الئمة عليهم السلم نقلً عن فصل الخطاب في تحريف كتاب رب
الرباب للنوري الطبرسي الشيعي ص .]253
وبذلك قال المحدث الشيعككي المشهور نعمككت ال الجزائري ردا على مككن يقول بعدم
التحريف في القرآن:
"إن ت سليم تواتره عن الو حي اللهي ،وكون ال كل قد نزل به الروح الم ين يفضي إلى
طرح الخبار الم ستفيضة ،بل المتواترة الدالة ب صريحها على وقوع التحر يف في القرآن كلما
ومادة وإعرابا ،مكع أن أصكحابنا قكد أطبقوا على صكحتها والتصكديق بهكا" [النوار النعمانيكة
للجزائري ج 2ص 357طبعة جديدة].
إن الخبار الدالة على هذا (التحر يف) تز يد على أل في حد يث واد عى ا ستفاضتها جما عة
كالمفيكد والمحقكق الداماد والعلمكة المجلسكي وغيره ،بكل الشيكخ (الطوسكي) أيضا صكرح فكي
(التبيان) بكثرتها ،بل ادعى تواتر ها جماعة" [أيضا نقلً عن فصل الخطاب للنوري الطبرسي
ص .]251
وأما الطبرسي فقال:
واعلم أن تلك الخبار منقولة من الك تب المع تبرة ال تي علي ها معول أ صحابنا في إثبات
الحكام الشرعية والثار النبوية" [فصل الخطاب ص .]252
وقال خات مة محد ثي القوم المل با قر المجل سي في كتا به "حياة القلوب" إن ر سول ال
أعلن يوم الغدير:
إن علي بن أبي طالب ولي ووصي وخليفتي من بعدي ،ولكن أصحابه عملوا عمل قوم
مو سى فاتبعوا ع جل هذه ال مة و سامريها أع ني أ با ب كر وع مر ..فغ صب المنافقون خلف ته،
خل فة ر سول ال من خليف ته ،وتجاوزوا إلى خلي فة ال أي كتاب ال ،فحرفوه ،وغيروه ،وعملوا
به ما أرادوه" [حياة القلوب للمجلسي الفارسي ص 554وما بعده – ط إيران].
ومثكل هذا كثيكر ،ومكن أراد السكتزادة فكي معرفكة أقوال أئمكة القوم وأعلمهكم فكي هذا
الباب ،فليرجكع إلى كتابنكا (الشيعكة والقرآن) حيكث قكد فصكلنا القول فيكه ،وبينكا هنالك أن أمكر
تحريف الصحابة للقرآن عقيدة عند الشيعة متواترة منقولة من سلفهم غير الصالح إلى خلفهم في
جميع العصور والدوار ،وإنها لعقيدة القوم أجمعهم بل استثناء ،اللهم إل من تظاهر بعدم القول
بالتحريف تقية وتهربا من إيرادات المعترضين وأدلة اعتراضاتهم.
ومكن الغرائب أن المتظاهريكن هؤلء لم يزد عددهكم أيضا على الربعكة ،مكن بيكن
المتقدم ين ،ك ما ذكر هم محد ثو الشي عة ،ومف سروهم في كتب هم ،و هم ،ا بن بابو يه الق مي المل قب
بالصدوق وأستاذ الفقيه محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالمفيد المتوفى سنة 381ه.
والسيد المرتضى الملقب بعلم الهدى المتوفى سنة 436ه ،وأبو جعفر الطوسي تلميذ الشيخ المفيد
المتوفى سنة 460ه .وأبو علي الطبرسي المتوفى سنة 548ه.
فهؤلء الربعة من المتقدم ين الذين تظاهروا بعدم اعتقاد التحريف في القرآن ل خامس
لهكم إطلقا من بيكن متقد مي الشيعكة من مفسكرين ومحدثيهكم وفقهائ هم .وبذلك صكرح المحدث
الغوري الطبرسي أن القائلين بعدم التحريف:
" هو ال صدوق في عقائده ،وال سيد المرت ضى ،وش يخ الطائ فة (الطو سي) ولم يعرف من
القدماء موافق لهم ..وممن صرح بهذا القول أبو علي الطبرسي ..وإلى طبقته لم يعرف الخلف
صريحا إل من هؤلء المشائخ الربعة" [فصل الخطاب ص .]34 ،33
وإن هؤلء الرب عة لم يلجئوا إلى التظا هر بإنكار هذه العقيدة ال تي علي ها أ ساس المذ هب
الشيعكي وبناؤه إل خداعا ومكرا ،وتقيكة وكذبا كمكا أثبتناه فكي كتابنكا (الشيعكة والقرآن) بالدلة
القاط عة والبراه ين ال ساطعة والح جج اللم عة ،و من ك تب الرب عة أنف سهم ،وك ما صرح بذلك
علماء الشي عة أنف سهم ،ف ها هو المحدث الشي عي المشهور ال سيد نع مت ال الجزائري يقول ب عد
إثبات التحريف في القرآن بالخبار المستفيضة والمتواترة:
نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي ،وحكموا بأن ما بين دفتي هذا
المصحف هو القرآن المنزل ل غير ،ولم يقع فيه تغيير ول تبديل ..والظاهر أن هذا القول إنما
صدر منهم لجل مصالح كثيرة ،منها :سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف
جاز العمكل بقواعده وأحكامكه مكع جواز لحوق التحريكف لهكا ،وسكيأتي الجواب عكن هذا كيكف
وهؤلء العلم رووا في مؤلفات هم أخبارا كثيرة تشت مل على وقوع تلك المور في القرآن [و قد
أثبتنكا بفضكل ال وتوفيقكه مكن كتكب هؤلء أنفسكهم فكي كتابنكا (الشيعكة والقرآن) أنهكم يعتقدون
التحر يف في القرآن أيضا ح يث ي سوقون روايات عديدة تدل عل يه ،ول ي سوقونها فح سب ،بل
يستدلون بها ويبنون عليها الحكام ويستنبطون منها المسائل ،فارجع إليه فإنه نفيس] وإن الية
هكذا أنزلت ثكم غيرت ..وإنكه قكد اسكتفاض فكي الخبار أن القرآن كمكا أنزل لم يؤلفكه إل أميكر
المؤمنين عليه السلم بوصية من النبي ،فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلً بجمعه ،فلما جمعه
ك ما أنزل ،أ تى به إلى المتخلف ين ب عد ر سول ال ،فقال ل هم :هذا كتاب ال ك ما أنزل ،فقال له
ع مر بن الخطاب :ل حا جة ب نا إل يك ول إلى قرآ نك؛ عند نا قرآن كت به عثمان ،فقال ل هم علي
عليه السلم :لن تروه بعد هذا اليوم ،ول يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلم ،وفي
ذلك القرآن زيادات كثيرة ،و هو خال من التحر يف ،وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الو حي
،وهي أل يكذبون في أمر القرآن ،بأن يقولوا :إنه مفترى ،أو إنه لم ينزل به لمصلحة رآها
الروح المين ،كما قاله أسلفهم ،بل قالوه هم أيضا ،وكذلك جعل معاوية من الكتّاب قبل موته
بستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضا ،وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون إل في المسجد مع
جماعة الناس ،فما يكتبون إل ما نزل به جبريل عليه السلم بين المل.
فلم يكن يكتبه إل أمير المؤمنين عليه السلم ،لن له أما الذي كان يأتي به داخل بيته
المحرميكة دخولً وخروجا ،فكان يتفرد بكتابكة مثكل هذا ،وهذا القرآن الموجود الن فكي أيدي
الناس هو خط عثمان ،و سموه المام وأحرقوا ما ساه أو أخفوه ،وبعثوا به ز من تخل فه (تول يه
الخل فة) إلى القطار والم صار .و من ثم ترى قوا عد خ طه تخالف قوا عد العرب ية م ثل كتا بة
اللف بعد واو المفرد وعدمها بعد واو الجمع وغير ذلك ،وسموه رسم الخط القرآني ولم يعلموا
أنه من عدم إطلع عثمان على قواعد العربية والخط.
وقكد أرسكل عمكر بكن الخطاب زمكن تخلفكه إلى علي عليكه السكلم بأن يبعكث له القرآن
الصلي الذي كان ألفه ،وكان عليه السلم يعلم أنه طلبه لجل أن يحرقه كقرآن ابن مسعود أو
يخفيه عنده حتى يقول الناس :إن القرآن هو هذا الكتاب الذي كتبه عثمان ل غير ،فلم يبعث به
إل يه و هو الن موجود ع ند مول نا المهدي عل يه ال سلم مع الك تب ال سماوية وموار يث ال نبياء،
ول ما جلس أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم على سرير الخل فة لم يتم كن من إظهار ذلك القرآن،
وإخفاؤه هذا راجع لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه ،كما لم يقدر على النهي عن صلة
الضحى ،وكما لم يقدر على إجراء المتمتعين ،متعة الحج ومتعة النساء ،حتى قال عليه السلم:
لول ما سبقني بنو الخطاب ما زنى إل شفا ،يعني إل جماعة قليلة ،لباحة المتعة ،وكما لم يقدر
ج2 على عزل شريح عن القضاء ومعاوية عن المارة" [النوار النعمانية لنعمت ال الجزائري
ص 357وما بعد].
وبم ثل ذلك ذ كر عل مة الشي عة في اله ند ال سيد مح مد اللكنوي ،ردا على من قال بعدم
التحريف في القرآن ،وهذه هي عبارته:
"أما ادعاء عدم التحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس فهو محل النظر ،بل هو ظاهر
الف ساد ،لن الروايات ال تي بل غت حد التوا تر تدل على أن علي بن أ بي طالب هو الذي اشت غل
وإل فتبقكى هذه الروايات لغوا محضا ،ل قيمكة لهكا .وهذا مكع أن بالقرآن بعكد وفاة النكبي
الروايات قكد كثرت عكن المعصكومين أن القرآن الحقيقكي مخزون مودع مودع عنكد صكاحب
العصر عليه الصلة والسلم" [ضرب حيدري ج 2ص -78ط الهند].
ومثل هذا لكثير.
و من الغرائب أن ال سيد الدكتور وا في ،الذي ل يعرف عن عقائد الشي عة شيئا ،أو يعرف
ويتجا هل ،ك يف ا ستساغ أن يرد على من يت هم الشي عة باعتقاد هم التحر يف في القرآن الموجود
بأيدي الناس ،والمضمون حفظه وسلمته من أي تغيير وتبديل ،وصيانته من نقص وزيادة من
ق بل ال عز و جل؟ ك يف يج يز لنف سه أن يرد على من يقول في الشي عة :بأن هم ل يؤمنون بهذا
الكتاب؟ بل يعتقدون وقوع التغي ير والتبد يل والتحر يف ف يه؟ ول يقولو نه من ع ند أنف سهم ،بل
يعتقدون وقوع التغيير والتبديل والتحريف فيه؟ ول يقولونه من عند أنفسهم ،بل بنقل الروايات
الكثيرة الكثيرة ،ال تي بل غت حد ال ستفاضة والتوا تر ،وكل ها منقولة من أئمت هم ح سب زعم هم
بروا ية الثقات عن الثقات ،والعدول عن العدول ،في صحاحهم وك تب الحد يث ال تي ت عد من
الصول ،وكذلك في كتب التفسير والفقه ،وحتى كتب العقائد؟!
و من أ ين له أن يختلق ل هم العذار ال تي لم يعتذر ب ها الشي عة أنف سهم ،بن قل آراء الحاد
من هم ،و في الن قل خيا نة أيضا – ح سبنا ال –؟ و ما كان في ظ ني أن أمثال الدكتور يأتون ب ها،
ولول لع بة واض حة ل عب ب ها ال سيد الدكتور في كتي به ما ا ستعملت في ح قه هذه الكلمات غ ير
المناسكبة ،فكي شأنكه ومقامكه ،ولككن على أي شيكء أحمكل كلمكه فكي الدفاع عكن الشيعكة حول
اعتقادهم في القرآن؟!
"و قد ت صدى كث ير من الشي عة الجعفر ية أنف سهم للرد على هذه الخبار الكاذ بة وبيان
بطلنها ،وبطلن نسبتها إلى أئمتهم ،وأنها ليست من مذهبهم في شيء" [بين الشيعة وأهل السنة
للدكتور وافي ص .]38
ولم يسكتطع بعكد هذا الدعاء العريكض أن يكبرهن على ذلك بالدليكل ،ويسكتدل بالحجكة،
ويستند ولو برواية واحدة عن أئمة القوم؟؟ وأنى له هذا؟ فقد عجز عنه الشيعة قاطبة بأن يأتوا
برواية واحدة عن أئمتهم المعصومين بطرقهم أنفسهم تنص وتدل على أن القرآن الموجود بأيدي
الناس هو قرآن كامل سالم من لحوق أي تغيير وتحريف فيه!.
نعم! قد ذكر السيد الدكتور بعد هذا الدعاء الفارغ بأنه جاء في تفسير الصافي:
"وأ ما الش يخ أ بو علي الطو سي فإ نه قال في مج مع البيان :أ ما الزيادة ف يه فمج مع على
بطلنها ،وأما النقصان والتغيير فقد روى عن جماعة من أصحابنا وجمع من حشوية العامة،
والصحيح من مذهبنا خلفه ..إلخ" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]39 ،38
وأغرب ما يكون في المر هو تحمس الدكتور في الدفاع عن الشيعة حيث أنه عقب بعد
هذه العبارة الطويلة ما نصه:
وجاء في كتاب مجمع البيان (للطوسي)
وأما الكلم في زيادته ..إلخ [بين الشيعة وأهل السنة ص .]39 ،38
يعني أعاد نفس الكلم الذي ذكره مقدما ،وعن نفس الرجل ون فس الكتاب بفرق أنه أولً
نقل كلمه من تفسير الصافي بواسطة ،ثم عنه بل واسطة ،وبنفس المعنى والمفهوم ،فل ندري
ما فائدة التكرار؟ أيكون لحاجة في نفس يعقوب قضاها؟..
أم لماذا؟..
والظاهكر أنكه أورد هذا لفتقاره وإفلسكه بأن يجكد دليلً على مكا ادعاه ،وبرهانا على
دعواه" ،إن كثيرا من الشيعة أنفسهم تصدى لرد هذه الخبار الكاذبة وبيان بطلنها".
فمن هم الكثيرون يا ترى؟
فاضطر لن يعدد الواحد ويذكر عبارة واحدة عن كتابين مختلفين والصادرة عن شخص
واحد.
فهل هناك خطأ أكبر من هذا الخطأ؟
نعم! هنالك ،حيث ادعى أن كثيرا من أئمة الشيعة أنفسهم ردوا هذا العتقاد ،ولقد أوهم
بأن صاحب تف سير ال صافي و صاحب مج مع البيان أ با علي الطو سي من أئ مة الشي عة ،ول يس
المر كذلك إطلقا ،لن كلً منهما ليس بإمام.
ثم خطأ آخر هو أنه أوهم بنقل هذه العبارة عن الصافي؛ أن صاحبه أي السيد المحسن
المل قب بالف يض الكاشا ني يعت قد بهذا العتقاد ح سب ما ين قل عن أ بي علي الطو سي ،مع أن
الكاشا ني في تف سيره لم ين قل كلم الطو سي إل للرد عل يه والجواب على مقول ته ،وب ين اعتقاده
واضحا صريحا مثل الخرين من مفسري الشيعة ومحدثيهم وفقهائهم ومتكلميهم ،ولذلك قال بعد
نقل كلمه:
أقول لقائل أن يقول :كمكا أن الدواعكي كانكت متوفرة على نقكل القرآن وحراسكته مكن
المؤمنيكن ،كذلك كانكت متوفرة على تغييره مكن المنافقيكن المبدليكن للوصكية ،المغيريكن للخلفكة
لتضمنكه مكا يضاد رأيهكم وهواهكم ،والتغييكر فيكه إن وقكع فإنمكا وقكع قبكل انتشاره فكي البلدان
واستقراره على ما هو عليه الن ،والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك ،فل تنافي بينهما ،بل لقائل
أن يقول:
إنه ما تغير في نفسه ،وإنما التغيير في كتابتهم إياه ،وتلفظهم به ،فإنهم ما حرفوا إل عند
نسخهم من الصل ،وبقي الصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به .فما هو عند العلماء
به ليس بمحرف ،وإنما المحرف ما أظهروه لتباعهم.
على مكا هكو عليكه الن فلم يثبكت ،وكيكف كان وأمكا كونكه مجموعا فكي عهكد النكبي
مجموعا وإنمكا كان ينزل نجوما؟ وكان ل يتكم إل بتمام عمره؟ وأمكا درسكه وختمكه فإنمكا كانوا
يدر سون ويختمون ما كان عند هم م نه لتما مه" [تف سير ال صافي لف يض الكاشا ني ج 1ص ،35
،36المقدمة السادسة –ط إيران].
وأطراف من هذا كله أن السيد الدكتور نقل عن أحد المحامين ببغداد الستاذ الفكيكي أنه
قال :إن الخبار الواردة في نقصه وتحريفه ضعيفة شاذة ،وأن مشائخ فقهاء المامية ضربوا بها
عرض الجدار ،بل لقد كفروا من دعاها" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]40
أقوم آل حصن أم نساء؟ ول أدري ولست إخال أدري
من يسأل الدكتور الناقل المحض بدون تدبر وتعقل :هل هذه هي الدلة على ثبوت دعواه
بأن أئ مة الشي عة ردوا هذه الخبار الكاذ بة وبينوا بطلن ها؟ ولم ي ستطع سيادة الدكتور في كتي به
كله أن ين قل تضع يف هذه الخبار إل من محام ببغداد ل نعرف من هو ،و ما مقا مه في العلم
ومكانته لدى الشيعة؟
ثم إن هذا المحا مي أيضا لم يض عف الروايات ولم ي ين شذوذ ها بطري قة علم ية معرو فة،
بل ادعى أن مشائخ فقهاء المامية ضربوا بها عرض الجدار.
فمن هم أولئك المشائخ؟ ،وفي أي عصر كانوا؟ وبأي دليل قالوا؟ وأين وجدوا ..في أي
أرض وفي أي قطر؟ وفي أي كتاب وأية صحيفة؟
دعوى بل بينة ،وكلم بل برهان.
وزاد الطين بلة أن المحامي المذكور ،ذكر كما نقل عنه الدكتور بخط مكبر جدا ،بل لقد
كفروا من ادعاها [انظر :صفحة 40من كتيبه].
وإن كان المر كذلك فمن كان من أعيان الشيعة وعلمائها مسلما ..بال خبروا! أبو جعفر
مح مد بن يعقوب الكلي ني ،صاحب كتاب الكا في ،إمام محد ثي الشي عة وعمدت هم في الحد يث ،أم
أ ستاذه علي بن إبراه يم الق مي ،صاحب تف سير الق مي ش يخ مشائخ الشي عة في التف سير وش يخ
الكليني أيضا ،أم محمد بن مسعود العياشي ،عين عيون الطائفة الشيعية ،وصاحب أقدم تفسير
شيعي ،أم محمد بن الحسن الصغار ،صحابي الحسن العسكري المام المعصوم عندهم ،وأستاذ
الكليني أيضا ،أم فرات بن إبراهيم الكوفي ،المفسر الشيعي القديم ،وأستاذ والد ابن بابويه القمي،
وشيخ شيخه ،أم محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد ،أستاذ شيخ الطائفة الطوسي ،أم محمد
بن إبراهيم النعماني ،تلمي الكليني وصاحب كتاب الغيبة ،أم المفسر محمد بن العباس الماهيار،
أم شيخ المتكلمين أبو سهل إسماعيل بن علي ،أم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى ،أم الشيخ
الجل يل إ سحاق بن إبراه يم ،أم إ سحاق الكا تب ،أم رئ يس الشي عة الذي رب ما ق يل بع صمته أ بو
القاسم حسين بن روح السفير الثالث بين الشيعة والغائب ،أم شيخ القدمين فضل بن زاذان ،أم
محمد بن الحسن الشيباني الشيعي صاحب تفسير نهج البيان ،أم محمد بن خالد البرقي ،أم علي
بن الحسن الفضال ،أم محمد بن الحسن الصيرفي ،أم أحمد بن محمد السيار من المتقدمين؟!
و من المتأخر ين الكثيرون م من ل يعدون ول يح صون من مف سري الشي عة ،ومحدثي هم،
وفقهائهم ،ومتكلميهم ،ممن ذكرنا أسماء الكثيرين منهم في كتابنا (الشيعة والقرآن).
وهؤلء هم عمدة مذ هب الشي عة وقدوت هم ،نواب أئمت هم المع صومين ،ومبل غو أخبار هم،
وحف ظة أحاديث هم ،ونقلة آثار هم ،وكل هم صرحوا بالتحر يف والتبد يل والتغي ير في القرآن بدون
إبهام ول غموض .و قد صنف ب عض من هم كتبا م ستقلة ،وألف الب عض ال خر أجزاء منف صلة
لبيان عقيدة الشيعة في القرآن وإثبات التبديل والتغيير فيه.
فإن كان هؤلء كلهم كفرة ،فمن كان من القوم مسلم؟!
ول يهمنكا ذلك ونحكن نعلن على مل الشهاد بأن الشيعكة لو أعلنوا بهذا العتقاد ،ووافكق
علماؤهكم على هذا القول بأن ككل مكن يقول بالتحريكف والتغييكر فكي القرآن أو يعتقكد الحذف
والنقص فيه فهو كافر ،أيا من كان ،فنحن نوافقهم على ذلك ،ونهنئهم ونبارك لهم بأن ال هداهم
إلى سكواء السكبيل ،فليعملوا مكع أولئك العلم معاملة مكا يقرون ويعلنون ،ويرموا كتبهكم فكي
النار ،ويتكبرءوا منهكم ومكن كتبهكم ،ونحكن نتكبرأ ممكا قلناه عنهكم ،وممكا نقوله ،ونتوب إلى ال
ونستغفره.
وما أنت فهل من مقدم يقدم؟ وهل من مجيب يجيب؟ وهل من سامع يسمع ويستجيب؟
بمسمع من في القبور .
تجري الرياح بما ل تشتهي السفن ما كل ما يتمنى المرء يدركه
ثم إن الدكتور وافي ل يدري بأن هذا القول – أي القول بتحريف القرآن وتغييره وتبديله
– ل يس بقول شاذ ،بل هو القول المعمول به في جم يع الجيال الشيع ية وع ند جم يع الطبقات
قديما وحديثا ،وهكو مبنكي على أقوال المعصكومين حسكب زعكم القوم ،وهكم الحجكة عندهكم ل
غيرهم؛ لنهم ل يعتقدون العصمة في غيرهم ومن سواهم ،ولم يخرج عن هذا العتقاد إل من
شكذ ونكد ،ولم يخرج هؤلء الحاد الشذاذ إل تهربا مكن العار الذي لحقهكم ،والفضيحكة التكي
لزمتهم ،ولم يكن رأيهم مبنيا على أصول شيعية ول مستنبطا من أقول المعصومين.
ولذلك قال سلطان علماء الشيعة – كما يلقبونه – السيد محمد دلدار علي ..بعد ذكر كلم
المرتضى في عدم التحريف في القرآن:
"فإن الحق أحق بالتباع ،ولم يكن السيد علم الهدى معصوما حتى يكون من الواجب أن
يطاع ،ولو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقا لم يلزمنا اتباعه ول ضير فيه" [ضربت حيدري ج
2ص -81ط الهند].
وقال المحدث النوري:
اعلم أن تلك الخبار منقولة مكن الكتكب المعتكبرة التكي عليهكا معول أصكحابنا فكي إثبات
الحكام الشرعية والثار النبوية" [فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص -252ط إيران].
وقال خاتمة المحدثين لدى الشيعة المل باقر المجلسي:
"ل يخفى أن كثيرا من الخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره ،وعندي أن
الخبار في هذا الباب متواترة مع نى ،وطرح جميع ها يو جب ر فع العتماد علي ها رأ سا" [مرآة
العقول للمجلسي نقلً عن فصل الخطاب ص .]353
وقال الجزائري:
"إن الخبار الدالة على هذا تز يد على أل في حد يث ،واد عى ا ستفاضتها جما عة كالمف يد
والمحقق الداماد والعلمة المجلسي وغيره ،بل إن الشيخ الطوسي أيضا ذكر في التبيان كثرتها،
بل ادعى تواترها جماعة" [مرآة العقول للمجلسي نقلً عن فصل الخطاب ص .]253
والجدير بالذكر أننا أوردنا في كتابنا (الشيعة والقرآن) أكثر من ألف حديث شيعي من
مختلف الطرق ومختلف الرواة ومختلف الكتب ،كلها تنص وتصرح بأن القرآن مغير ومحرف،
زيد فيه ونقص منه كثير ،غير ما ذكرناه في كتابنا (الشيعة والسنة) .من السباب التي جعلت
الشيعة يعتقدون هذا العتقاد الزائغ الخبيث بنقل روايات كثيرة كثيرة من أمهات كتب القوم.
وبعكد هذا كله ل ندري كيكف يجرؤ أحكد ويجسكر على خداع المسكلمين بأن الروايات
الشيعية التي تخبر وتدل على التحريف في القرآن روايات شاة وضعيفة.
فهل يحكم على المتواتر بالشذوذ والضعف؟
وأهكذا تقلب الحقائق؟ ويكذب الصدق؟
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم! إن كنت ل تدري فتلك مصيبة
ومع ذلك فليس من يتظاهر بإنكار التحريف في القرآن من الشيعة ،ول من يدافع عنهم
بدون علم ول هدى ول كتاب منير من غير الشيعة ،يستطيع أن يورد ولو رواية واحدة ضعيفة
أو شاذة مرو ية عن المع صومين لدى الشي عة ت نص وت صرح بأن القرآن الموجود بأيدي الناس
هو المنزل من ال سماء ،ومح فظ بح فظ ال له ،غ ير مغ ير ول مبدل ف يه ،ل يعتر يه ن قص ول
تلحقه زيادة.
فكيف يحق للشيعة والمناصرين لهم والمستميتين الدفاع عنهم والتأييد لهم ،أن يقولوا :إن
روايات بلغت التواتر تثبت التحريف ..هي روايات شاذة؟
ثم من يخبر سعادة الدكتور وافي ،أن الرواية ل يحكم عليها بالضعف والشذوذ إل بمكانة
الراوي الذي رواها ،ومكانة الكتاب الذي وردت فيه ،ل كما قاله هو:
"ولو وردت عن شيخ من شيوخهم أو في مؤلف من أمهات مراجعهم ،ولو أسندها هذا
الشيكخ أو هذا المؤلف إلى المام الصكادق نفسكه ،فمكن ذلك مثلً مكا ينسكبه الكلينكي فكي كتابكه
(الكافي) إلى المام الصادق من القول بأن القرآن الذي نزل به الوحي على محمد يزيد على
سبعمائة وسبع وسبعين آية عن الذي نقوله ،وأن الباقي مخزون عند آل البيت ..فعلى الرغم من
أن راوي هذه القوال ومد عي ن سبتها إلى المام ال صادق هو ش يخ من أ كبر شيوخ هم و هو أ بو
جعفر الكليني ،والذي يعد الرواية الول لخبارهم ،وعلى الرغم من أن الكتاب الذي وردت فيه
هذه الخبار ،وهو كتاب (الكافي) هو أحد الكتب الربعة التي يعدونها الصول لمذهبهم ،وينزله
كثير منهم منزلة البخاري عند أهل السنة على الرغم من هذا كله فإنهم يحكمون ببطلن ما ورد
فكي هذا الكتاب مكن أقوال عكن القرآن الكريكم ،فل يصكح أن نحاسكبهم على رأي قكد حكموا هكم
ببطلنه ول أن نعده من مذهبهم مهما كانت مكانة راويه عندهم ومكانة الكتاب الذي ورد فيه"
[بين الشيعة وأهل السنة ص ( 30 ،29م -6بين الشيعة وأهل السنة)].
وإن نا ل نك ثر ال ستغراب حين ما ن سمع رأيا م ثل هذا الرأي عن ش يخ جاوز الثمان ين من
عمره ،و قد أفناه في التعلم والتعل يم ،والدرس والتدر يس – الل هم إ نا نعوذ بك أن نرد إلى أرذل
العمر ،وعن الجهل بعد العلم.
فل عل سيادته ير يد أن يبت كر م صطلحا جديدا في الحد يث لن كل وا حد سواه ،م من له
إلمامة بسيطة بالمصطلح ،يعرف أن الحكم على الحديث والرواية ل يكون إل بالسناد ،فالحديث
الذي رواه الثقات العدول الضباط واحدا بعد واحد يحكم عليه بالصحة ،والعكس صحيح ،وكذلك
كل رواية وردت في البخاري أو مسلم عند السنة ل يلتفت إلى سنده حيث أن مؤلفيهما قد ألزما
نفسيهما بإيراد الصحيح في كتابيهما ل غير خلفا لمن لم يلتزم بذلك.
وكذلك الكا في ع ند الشي عة فإن ورد حد يث ف يه فل يلت فت إلى سنده وروا ته ،ل نه مجرد
وروده فكي الكافكي يكفكي للحككم على صكحته وتوثيقكه ،كمكا صكرح بذلك الكثيرون مكن محدثكي
الشي عة وعلمائ هم ،ومن هم المحدث النوري الطبر سي في آ خر كتا به ال كبير (م ستدرك الو سائل)
[مستدرك الوسائل ج 3ص -532ط إيران].
هذا ولقكد أكثكر الشيعكة الكلم فكي تمجيده والثناء عليكه فكي كتكب الرجال والمصكطلح
والشروح ،وقد أوردنا بعضا منها في كتابنا (الشيعة والقرآن).
ونكتفي بذكر عبارة واحدة عن الرجال المشهور العباس القمي ،أنه قال في الكافي:
هو أجل الكتب السلمية وأعظم المصنفات المامية والذي لم يعمل للمامية مثله ،قال
المولى محمد أمين الستر آبادي في محكى فوائده :سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف
في السلم كتاب يوازيه أو يدانيه" [الكنى واللقاب ج 3ص -98ط إيران].
وفوق ذلك أ نه مو ثق من ق بل المع صوم – الغائب الموهوم – الذي ل يخ طئ ول يغلط"
[روضات الجنات ج 6ص ،116مقدمة الكافي ص .]25
ثكم لم ينفرد بسكرد هذه الروايات الكلينكي وحده ،بكل شارككه فكي ذلك أسكاطين الشيعكة
وككبراؤهم فكي الحديكث والتفسكير والفقكه والكلم قبله وبعده كمكا ذكرناه سكابقا ،بكل إن الذيكن
تظاهروا بالنكار أوردوا روايات التحر يف كتب هم ك ما وضع نا النقاط على الحروف في كتاب نا
(الشيعة والسنة) و(الشيعة والقرآن) وعلى ذلك تناقل هذه العقيدة جيل بعد جيل من الشيعة ،ولم
يقت صر ذكر ها في ك تب الروايات بل أوردو ها في ك تب العقائد أيضا ،فهذا هو شيخ هم المف يد،
الذي يقولون فيه:
إنه أجلّ مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم ،وإنه أوثق أهل زمانه في الحديث ،وإنه كان
متقدما فكي علم الكلم والفقكه [مقدمكة أوائل المقالت فكي المذاهكب والمختارات ص -25 ،24ط
مكتبة الداورى – ط إيران].
وإنكه هكو الذي سكن طريكق الكلم لمكن بعده إلى اليوم [أعيان الشيعكة ص 237الطبعكة
الولى بدمشق].
وقال فيه ابن النديم الشيعي:
ص 252 انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة ،مقدم في صناعة الكلم [الفهرست لبن النديم
– ط مصر].
وإ نه كان وح يد دهره في كل العلوم ،انت هت إل يه رئا سة الشي عة [تأ سيس الشي عة العلوم
للمحسن الصدر ص -312ط العراق].
وهكو تلميكذ لبكن بابويكه القمكي الملقكب الصكدوق وأسكتاذ للشريكف الرضكى ،والشريكف
المرتضى الملقب بعلم الهدى ،وأبي جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة [وهذان أي المرتضى
والطوسكي همكا اللذان تظاهرا بإنكار التحريكف فكي القرآن] ،والنجاشكي [انظكر :كتكب الرجال
للشيعة].
المف يد هذا يذ كر في كتا به العقائدي المشهور (أوائل المقالت في المذا هب والمختارات)
عند سرد عقائد الشيعة في الرجعة ،والبداء ،وتحريف القرآن:
"واتفقت المامية على وجوب الرجعة ..واتفقوا على أن أئمة الضلل خالفوا في كثير من
،وأجمعكت المعتزلة والخوارج تأليكف القرآن ،وعدلوا فيكه بموجكب التنزيكل وسكنة النكبي
والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلف المامية" [أوائل المقالت ص .]52
هذا في التأليف أما الزيادة فيه والنقصان فقال:
باختلف القرآن "أقول :إن الخبار د جاءت م ستفيضة عن أئ مة الهدى من آل مح مد
وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ،فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه
بتقد يم المتأ خر وتأخ ير المتقدم ،و من عرف النا سخ والمن سوخ والم كي والمد ني لم ير تب ب ما
ذكرناه.
وأ ما النق صان فإن العقول ل تحيله ول تم نع من وقو عه ،و قد امتح نت مقالة من ادعاء
وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم فلم أظفر منهم بحجة أعتمدها في فساده – ثم يرد على من قال
بحذف التأو يل والتف سير ،ل ن فس القرآن – فيقول :من اد عى نق صان كلم من ن فس القرآن على
الحقيقة إليه أميل ..وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ،ويجوز صحتها من وجه..
ول ست أق طع على كون ذلك بل أم يل إلى عد مه و سلمة القرآن ع نه ،وهذا المذ هب خلف ما
سمعناه من بني نوبخت (قادة الشيعة وزعمائهم في عصرهم) رحمهم ال من الزيادة في القرآن
والنق صان ف يه ،و قد ذ هب إل يه جما عة من متكل مي المام ية وأ هل الف قه من هم والعتبار" [أوائل
المقالت لمحمد بن نعمان العكبري الملقب بالمفيد ص 93وما بعدها].
فهذه هي عقيدة المام ية ،المثب تة في ك تب العقائد أن القرآن على خلف التنز يل ،وأ نه
محرف منقوص ،وأما الزيادة عليه ..فإليه ذهب بنو نوبخت وجماعة من متكلمي المامية وأهل
الف قه من هم والعتبار ،ك ما صرح بذلك من انت هت إل يه رئا سة الشي عة :ش يخ علم الهدى وش يخ
الطائفكة الطوسكي وتلميكذ ابكن بابويكه القمكي فكي كتابكه الذي وضعكه لبيان عقائد الشيعكة الثنكى
عشرية ،بعد تصريحه بأن الخبار قد وردت مستفيضة عن الئمة المعصومين باختلف القرآن،
وما أحدثه بعض الظالمين من الحذف فيه والنقصان.
ولقكد تناول الشيعكة هذه العقيدة ،وتوارثوهكا ،خلفا عكن سكلف ،وأثبتوهكا فكي كتكب العقائد
وجعلوهكا مكن لوازم مذهكب الشيعكة كمكا صكرح بذلك الكثيرون الكثيرون ،منهكم مفسكر الشيعكة
الكبير السيد هاشم البحراني حيث قال:
"اعلم أن الحكق الذي ل محيكص عنكه بحسكب الخبار المتواترة التيكة وغيرهكا أن هذا
ش يء من التغييرات ،وأ سقط الذين جمعوه القرآن الذي في أيدينا قد و قع ف يه ب عد ر سول ال
بعده كثيرا من الكلمات واليات ،وأن القرآن ..المحفوظ ع ما ذ كر ،الموا فق ل ما أنزله ال تعالى
ما جمعه علي عليه السلم ،وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلم ،وهكذا إلى أن
انتهى إلى القائم عليه السلم ،وهو اليوم عنده صلوات ال عليه".
"ولهذا ك ما قد ورد صرحا في حد يث سنذكره أن ال عز و جل كان قد سبق في عل مه
الكامل صدور تلك الفعال الشنيعة من المفسدين في الدين ،إذ أنهم كلما اطلعوا على تصريح فيه
ما يضر لهم ،ويزيد في شأن علي عليه السلم وذريته الطاهرين ،حاولوا إسقاط ذلك رأسا أو
تغييره محرفيكن ،فكان فكي مشيئتكه الكاملة مكن الطاقكة الشاملة المحافظكة على أوامكر المامكة
والئمكة ،بحيكث تسكلم مكن تغييكر أهكل التضييكع والوليكة ،وممارسكة مظاهكر فضائل النكبي
والتحريف ،ويبقى لهل الحق مفادها ،مع بقاء التكليف ،لم يكتف بما كان مصرحا به منهما في
كتابه الشريف ،بل جعل جل بيانها بحسب البطون ،وعلى نهج التأويل ،وفي ضمن بيان ما تدل
عل يه ظوا هر التنز يل ،وأشار إلى ج مل من برهان ها بطر يق المجاز والتعر يض ،والت عبير عن ها
بالرموز والتورية ،وسائر ما هو من هذا القبيل ،حتى تتم حججه على الخلئق جميعا ،ولو بعد
إسقاط المسقطين ما يدل عليها صريحا بأحسن وجه وأجمل سبيل" البرهان ،مقدمة تحت عنوان
"المقدمة الثانية في بيان ما يوضح وقوع بعض تغيير في القرآن ،وإنه السر في جعل الرشاد
إلى أ مر الول ية والما مة والشارة إلى فضائل أ هل الب يت وفرض طا عة الئ مة بح سب ب طن
القرآن وتأويله ص -36ط إيران].
ثم قال بعد نقل هذه العقيدة عن كبار القوم وذكر أسمائهم:
"وعندي يقين من وضوح صحة هذا القول (أي القول بتحريف القرآن وتغييره) بعد تتبع
الخبار ،وتفحص الثار ،بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع" [البرهان في
تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني ،الفصل الرابع من المقدمة ص -49ط إيران].
وقال م ثل ذلك الش يخ علي أ صغر البروجردي من أعيان الشي عة في القرن الثالث ع شر
في الكتاب العقائدي:
"ووا جب علي نا أن نعت قد أن القرآن ال صلي لم يغ ير ولم يبدل و هو موجود ع ند إمام
العصر (الغائب) عجل ال فرجه ،ل عند غيره ،وإن المنافقين قد غيروا وبدلوا القرآن الموجود
عندهم" [كتاب عقائد الشيعة فارسي ص -27ط إيران].
وبمثل ذلك كتب المل محمد تقي الكاشاني في كتابه هداية الطالبين [ص -368ط إيران]
وزين العابدين الكرماني في رسالته تذييل [ص 13وما بعد – ط مطبعة سعادة بكرمان إيران]،
وأخوه في كتابه حسام الدين ،وقبلهما أبوهما محمد كريم خان المتوفى سنة 1288ه ،صرح بذلك
في كتابه نصرة الدين وأيضا في كتابه إرشاد العوام الذي ألفه في العقائد ،والسيد علي بن نقي
الرضوى مجتهد الشيعة بالهند في كتابه إسعاف المأمول [ص – 115ط مطبعة اثنا عشرى لكنؤ
الهند سنة 1312ه] وغيرهم.
هذا ولقد ذكرنا في كتابنا (الشيعة والقرآن) وقبله في (الشيعة والسنة) بأن علماء الشيعة
ألفوا كتبا ور سائل م ستقلة في إثبات التحر يف في القرآن في كل ع صر وبلد وجدوا ف يه ،ول
يخلو مكان أو زمان لم ت صنف ف يه م ثل هذه الك تب ك ما أثبت نا أ سماءهم وأ سماء كتب هم في كتب نا
المذكورة ،ولم ينكر هذه العقيدة ،من أنكر منهم ،إل مداراة للمسلمين ،وتقية وخداعا لهل السنة،
و سدا لباب المطا عن ،ولم يبنوا إنكار هم هذا على رواية من أئمت هم المع صومين ح يث يزعمون
أن مذهبهم قائم على آرائهم وأفكارهم ،ول على أصول مطر موجود.
ر غم أن القائلين بهذه المقولة ،المتجاهر ين بهذه العقيدة ،بينوا أ سبابا ألجأتهم إلى اعتناقها
والعتقاد بهكا .وأصكول المذهكب وأسكسه التكي وضكع عليهكا ..تقتضكي ذلك أيضا ،وسكاندها
وناصرها رجال من الشيعة ،لولهم لما قام لديانتهم عود ،ول استقام لها عمود.
وهذا واضح وجلي ،ل نظن أنه يخفى على عاقل وبصير[نظرة على ما كتبه البهنساوي:
من الغريب والمؤسف حقا أن بعض من ينتسب إلى العلم من أهل السنة انخدع بأباطيل
الشيعة وأكاذيبهم فك يف انخدع؟ ،وكيف خ طف ب صره بر يق عقائدهم المزورة الكاذ بة؟ ،وكيف
سمح له علمه قبل ضميره ودينه أن يتصدى للدفاع عنهم ،وعن عقائدهم الخبيثة الملتوية ،وعن
آرائ هم – المعو جة ،وأفكار هم الزائ غة عن سواء ال سبيل؟ ،].إل من أضله ال على علم ،وخ تم
على سمعه وقلبه ،وجعل على بصره غشاوة ،فمن يهديه من بعد ال؟!
كيف يكتب بدون معرفة وعلم ،وبدون فقه وبصيرة؟ لقد ظهر جهله الكلي بأصول مذهب
الشيعكة الثنكى عشريكة والسكس التكي قام عليهكا ،بسكبب عدم اطلعكه على كتبهكم الصكلية،
ومراجعهم القديمة والحديثة الصيلة ،في التفسير والحديث والفقه والكلم والتاريخ ،مثل السيد
الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه (بين الشيعة وأهل السنة) والستاذ سالم علي البهنساوي
في كتابه (السنة المفترى عليها) ،والدكتور عز الدين إبراهيم في كتابه (ل أساس للخلف بين
السنة والشيعة) وغيرهم من المخدوعين والمغترين بل علم ،وإن ال عز وجل يقول في كتابه:
[سورة ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول
السراء الية .]36
..ول تكن للخائنين خصيما ،واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما. وقال جل وعل:
ول تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن ال ل يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس
ول يستخفون من ال وهو معهم إذ يبيتون ما ل يرضى من القول وكان ال بما يعملون محيطا
* ها أن تم هؤلء جادل تم عن هم في الحياة الدن يا ف من يجادل ال عن هم يوم القيا مة أم من يكون
[سورة النساء الية 105إلى .]109 عليهم وكيل
ولقكد بينكا فيمكا سكبق أغلوطات السكيد الدكتور وفكي ومغالطاتكه وجهله ،أو تجاهله لكتكب
الشيعكة وعقائدهكم ،ونريكد أن نذيكل بحثنكا هذا بنظرة خاطفكة على مكا كتبكه السكتاذ سكالم علي
البهن ساوي في كتا به (ال سنة المفترى علي ها) ح يث تعرض سيادته ل ما كتب نا عن الشي عة و عن
عقائد هم وآرائ هم حول القرآن في كتاب نا (الشي عة وال سنة) فو قف مو قف المدا فع عن الشي عة،
والمكذب لما قلناه عنهم جاهلً قواعد البحث ،ومبادئ الخلف ،وأصول المناقشة ،كما أثبت على
نفسه أنه ل يعرف عن معتقدات الشيعة وكتبهم التي تبحث فيها ،كثيرا ول قليلً.
فإن ال سيد ال ستاذ البهن ساوي ع قد ف صلً م ستقلً في كتا به بعنوان (حوار حول دعوى
تحريف الشيعة للقرآن) [صفحة -26ط دار البحوث العلمية الكويت الطبعة الولى سنة 1979م]،
فكتب يقول:
"ل قد وجد نا ب ين أ هل ال سنة و من ين شر كتبا تتض من أن الدعوة إلى التقر يب ب ين ال سنة
والشيعة يراد بها تقريب السنة إلى معتقدات الشيعة التي تزعم أن القرآن الكريم محرف ،وهذه
وغيرها من البدع التي تنسجها اليدي اليهودية التي هي وراء الشيعة المامية".
و ما جاء في هذه الك تب عن تحر يف القرآن (أ ما الشي عة فإن هم ل يعتقدون بهذا القرآن
الموجود بين أيدي الناس والمحفوظ من قبل ال العظيم ..مكابرين للحق وتاركين للصواب.
فهذا هكو الختلف الحقيقكي السكاسي بيكن السكنة والشيعكة أو بالتعكبير الصكحيح بيكن
الم سلمين والشي عة ل نه ل يكون الن سان م سلما إل باعتقاد أن القرآن هو الذي بل غه ر سول ال
إلى المسلمين بأمر من ال عز وجل).
واستند هذا الكتاب وغيره إلى روايات للمحدث الشيعي الكليني في (الكافي في الصول)
واع تبره كالبخاري ع ند أ هل الشي عة .ك ما ن قل الكا تب هذا عن ا بن بابو يه الق مي ،وو صفه بأ نه
صدوق الشيعة" [السنة المفترى عليها لسالم علي البهنساوي ص -66ط دار البحوث العلمية سنة
1979م].
وبدلً من أن يب حث في الروايات ويتح قق من ن سبتها إلى الك تب ال تي عزو نا إلي ها ،أو
نقدها نقدا علميا معقولً ،بدل هذا كله كتب مقيما الحجة عليه وعلى عدم علمه ومعرفته فقال:
"ولما كان البحث في كتب إخواننا الشيعة لكل من قرأ كتب إحسان ظهير ومحب الدين
الخطيب وغيرهما ليس يسيرا فقد جمعت ما تضمنته هذه الكتب وقرنه بالمصادر والمراجع التي
نقلت عنها من كتب الشيعة ،وعرضت ذلك على الخ الصديق المام محمد مهدي الصفي ليبين
رأي أئمتهم في هذا الموضوع" [السنة المفترى عليها ص .]67
فمن كان هذا مبلغ علمه أله أن يحكم بين الناس؟ وأن يبين الحق من الباطل؟ وأن يفصل
في القضية؟ أو يبدي رأيا حاسما للنزاع بالترجيح أو التكذيب؟
وهكل فكي العالم شخكص يقكر على نفسكه وعلى أهله بالخطكأ والغلط؟ ويعترف بقصكوره
وجريمته؟
وهل ذكرنا كلما منقولً عن غير أئمتهم حتى يسأل شيعيا عن رأي أئمته في الموضوع؟
ثكم ماذا كان رد العالم الشيعكي غيكر الكلم الفارغ والدعوى بل دليكل أو بهان ،دون
التطرق إلى نقد الروايات التي أوردناها في كتابنا وأرسلها إليه الستاذ البهنساوي حسب قوله،
وبيان منطوق ها ومفهوم ها ،ودون بطلن ن سبتها إلى قائلي ها ،أو تجر يح الك تب ال تي وردت في ها
وغير ذلك من المور التي يتطلبها البحث العلمي والنقد الموضوعي ،اللهم إل ما ذكر عن السيد
الخوئي ومحمد رضا المظفر والبلغي وكاشف الغطاء والطباطبائي بأنهم أنكروا التحريف في
القرآن [انظر :صفحة 68وما بعد من الكتاب المذكور].
والجد ير بالذ كر أولً :أن هؤلء الخم سة كل هم من المتأخر ين و من ع صرنا هذا ،ولي سوا
من العمدة في المذهب ،ول يعدون من أئمة التشيع.
ثانيا :أن بعضا منهم كتبوا مقولتهم هذه في كتب دعائية لم تكتب للشيعة بل كتبت لخداع
المسلمين أهل السنة ،ولسد باب المطاعن عليهم.
ثالثا :أن جميع المذكورين ممن يدينون بدين التشيع ،الدين الذي قالوا فيه نقلً عن جعفر
أنه قال:
"إنكم على دين من كتمه أعزه ال ،ومن أذاعه أذله ال" [الكافي للكليني ج 2ص -222ط
إيران وج 1ص -485ط الهند].
و"إن تسعة أعشار الدين في التقية ،ول دين لمن ل تقية له" [الكافي في الصول ج 2ص
-217ط إيران وج 1ص -482ط الهند].
سوف نذكر هذا البحث في محله من هذا الكتاب إن شاء ال.
رابعا :أن كل واحد من هؤلء لم يفصح عن سبب اعتقاده عدم التحريف في القرآن ،ول
الجواب على ما ورد عن أئمتهم ورودا مستفيضا متواترا.
خام سا :لم يدع وا حد من هؤلء أن مذ هب التش يع مب ني على آرائه وأقواله ،ك ما لم يدع
العصمة لنفسه مع إقراره وإعلنه أن مذهبه مأخوذ من أئمته المعصومين الثنى عشر من علي
وأولده ،ومب ني على أقوال هم ،وأفكار هم ،وهذه الراء والفكار لم تن قل إل من ك تب ال صول
الربعة ،أهمها وأجلها الكافي للكليني ،والكتب الخرى التي نقلنا منها تلك المرويات التي تدل
صراحة على التحريف في القرآن.
سادسا :أن ل يس أ حد من هؤلء ي ساوي أو يضا هي أو يدا ني واحدا م من جا هر بالقول
بالتحر يف من المتقدم ين والمتأخر ين من المحدث ين والمف سرين والفقهاء والمتكلم ين ،ولم يذ كر
هؤلء الخمسة أولئك المجاهرين بالتحريف إل بكل التعظيم والتكريم والجلل والتفخيم وتلقيبهم
إياهكم بالئمكة والككبراء والزعماء والقادة ،فأيكن الخوئي مكن الصكفار؟ والبلغكي مكن الكلينكي؟
والطباطبائي مكن القمكي والعياشكي والفرات الكوفكي؟ والمظفكر وكاشكف الغطاء مكن المفيكد،
والطبرسي؟ أين هؤلء من أولئك؟
سابعا :لم يستطع هؤلء التقول بأنهم لم يكونوا معتقدين التحريف في القرآن.
ثامنا :لم يبنوا فساد مقولتهم وسبب ضعف أقوالهم وعلة الضعف؟.
تا سعا :ب عض هؤلء أنف سهم أوردوا في كتب هم ن فس الروايات ال تي ت نص على التحر يف
في القرآن دون التعرض لها بالنقد والجرح.
عاشرا :لم يتجرأ واحكد منهكم على أن يكتكب كتابا أو جزءا مسكتقلً أو رسكالة مسكتقلة
لثبات عدم التحريف في القرآن والرد على قائليه مع بيان بطلن ما ذهبوا إليه.
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب تلك عشرة كاملة [ ..سورة البقرة الية ،]196
[سورة ق~ في الية .]37 أو ألقى السمع وهو شهيد
[سورة ..قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنما يتذكر أولوا اللباب
الزمر الية .]9
ولو كان مجرد النكار يك في فل يلزم خ صم من العالم ين بش يء ل نه أن كر ،وو جد من
ين كر م عه من جماع ته اثن ين أو ثل ثة ،فال سني مثلً ل يلزم بش يء ورد في ال صحيحين ،أو في
الصحاح الخرى غيرهما ،أو المجاميع والمسانيد ،ولو بطريق الثقاة الضباط العدول؛ لنه ينكر
صكحته !.دون الرجوع إلى قواعكد ثابتكة وأسكس متينكة ،وكذلك الشافعكي والحنفكي والمالككي
والحنبلي ،وأكثر من ذلك اليهودي والنصراني والبوذي وغيرهم ،يمكن أن يتظاهر الواحد منهم
بإنكار أي شيكء ل يجكد الجواب عنكه ،ويجكد نفسكه فكي مأزق ضيكق حرج ..مكع إقرار قادتهكم
وسادتهم وأئمتهم وزعمائهم وعمدائهم ،وحججهم ،ومع إقرارهم بمذهبهم ودياناتهم.
نعم! يمكن القرار بالتبرؤ من ذلك المذهب وتلك الديانة بأني ل أؤمن بالمذهب الذي هذه
تعليماته وإرشاداته ،وتلك الديانة التي هذه آراؤها ،وأفكارها وتلك قواعدها وأسسها.
الثابتة عنه فكل من ينتسب إلى أهل السنة ل يسعه إنكار ما ورد من سنة النبي الكريم
وما كان عليه أصحابه ما دام سنيا.
وأما إذا أراد ذلك (النكار) فله ،ولكن ليس له أن يعد نفسه من أهل السنة.
فعلى هذا ليس على الشيعة الثنى عشرية أن ينكروا ما ثبت من عقائدهم وما تفرع وقام
عليه مذهبهم ما داموا يدعون التشيع.
ولهم أن ينكروا كل ما يرونه مخالفا للسلم ومنافيا للفطرة والعقل مع ثبوته في مذهبهم
وم سلكهم ،وكو نه من العقائد ال ساسية لديانت هم ول كن مع ال تبرؤ من هذه الديا نة الزائ فة ال تي
تشتمل على مثل تلك العقائد الفاسدة الواهية.
وإننكا لنرحكب بككل مكن يقدم على هذا ،ويقول بهذا القول ،ويعلن بهذا العتقاد ،وبذلك
سيرتفع الخلف ،ويح سم النزاع ،ونكون عباد ال إخوانا ،وإخوة في العقيدة ،يؤمنون كل هم ب ما
نزل على مح مد صلوات ال و سلمه عل يه ،وتولى ال حف ظه و صيانته من التغي ير والتحر يف
[صورة الحجر.]9 : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون بقوله:
ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد وبقوله جل وعل:
[سورة فصلت.]42 :
ولقكد أدرك خطكر هذا العتقاد أي اعتقاد عدم التحريكف فكي القرآن محدثكو الشيعكة
ومفسروهم وأهل الكلم والفقه منهم ،فلذلك قال قائلهم:
"اعلم أن تلك الخبار منقولة من الك تب المع تبرة ال تي علي ها معول أ صحابنا في إثبات
الحكام الشرعية والثار النبوية" [المحدث النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب ص .]252
و"إن الخبار فكي هذا الباب متواترة معنكى ،وطرح جميعهكا يوجكب رفكع العتماد على
الخبار رأ سا ،بل ظ ني أن الخبار في هذا الباب ل يق صر عن أخبار الما مة فك يف يثبتون ها
بالخكبر" [خاتمكة محدثكي الشيعكة الملك باقكر المجلسكي فكي كتابكه مرآة العقول نقلً عكن فصكل
الخطاب ص .]353
و"إن هذه العقيدة لمكن ضروريات مذهكب التشيكع" [المفسكر الشيعكي المشهور فكي مقدمكة
تفسيره البرهان الفصل الرابع ص .]52
وإن كان من ين كر هذا العتقاد مع انت سابه إلى الشي عة ل ين كر إل تق ية ،و قد نص على
ذلك الكثيرون من علماء الشيعة ،ومنهم السيد أحمد سلطان أحد أعيان القوم في الهند:
"إن علماء الشي عة الذ ين أنكروا التحر يف في القرآن ل يح مل إنكار هم إل على التق ية"
[تصحيف كاتبين ص -18ط الهند].
وهذه العبارة نص في المسألة.
وقبل أن ننتقل إلى موضوع آخر نريد أن نذكر ههنا أن السيد الصفي الذي أرسل إليه
ال سيد البهن ساوي – ح سب مقول ته – الروايات ال تي أرودنا ها في كتاب نا (الشي عة وال سنة) لبيان
عقيدة الشيعة في القرآن ،والتي تزيد على ستين رواية لم يبين العالم الشيعي المذكور فيها رأيه
حسب البحث العلمي السليم ،كما لم يتكلم في قيمة الكتب التي وردت فيها هذه الروايات ،وكذلك
لم يستطع أن ينكر علينا قولنا بأن الكليني عند الشيعة كالبخاري عندنا ،وابن بابويه القمي هو
المل قب بال صدوق ع ند الشي عة ،الل هم إل ما ذ كر عن روا ية أوردنا ها في كتاب نا عن علي بن
إبراهيم القمي في تفسيره عن أبيه عن الحسين بن خالد في آية الكرسي:
إن أبا الحسن علي بن موسى الرضا – المام الثامن عند الشيعة -قرأ آية الكرسي هكذا:
"ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السماوات وما في الرض وما
بينه ما و ما ت حت الثرى عالم الغ يب والشهادة ،الرح من الرح يم" [تف سير الق مي ج 1ص 84ط
إيران].
فقال بعكد ذككر هذه الروايكة :إنهكا روايكة غيكر معتكبرة وضعيفكة لن الحسكين بكن خالد
ال صيرفي أ حد الرواة في سلسلة الحد يث لم تث بت وثاق ته [ال سنة المفترى علي ها للبهن ساوي ص
.]73
ويا ليته عمل هذا العمل في جميع الروايات التي أوردناها ،وانتقدها انتقادا علميا ،حتى
يعلم الجميع ويعرف الكل ،أن الروايات التي وردت في هذا الموضوع ضعيفة فعلً لدى الشيعة،
ومجروحة ،فليس لمخالف في الرأي والعقيدة أن يلزمهم بمثل هذه الروايات الواهيات ،ولكن أنى
له ولغيره أن يتجرأ على هذا؟ لن الحاديث في هذا الموضوع جاوزت ألفي حديث وخبر.
ثم من يشجع السيد الصفي ومن يسلك مسلكه ويطمئنهم على أن أهل السنة ل يعرفون
عن رواة الشي عة شيئا ،ويجهلون كتب رجال القوم ،من يضمن لهم كل هذا؟! .فلذلك ترى أنهم
عنكد تهربهكم مكن مثكل هذه المآزق وتسكللهم بعيدا عكن هذه البحاث ل يلتجئون إلى البحكث
الموضوعي والنقد العلمي إل إلى النكار المحض الذي ل يشبع ول يغني من جوع.
فحمدا ل أن السكيد المذكور تجاسكر وأقدم على هذا حتكى وجده السكتاذ البهنسكاوي
والدكتور عز الدين إبراهيم كافيا للرد علينا وعلى محب الدين الخطيب.
ل كن ما هي الحقي قة؟ و ما هو ال صدق؟ تعالوا انظروا م عي ل كي ينجلي ال حق ويب طل
الباطل ولو كره المجرمون.
فال سيد ال صفي على دأب أ سلفه الذ ين جعلوا الكذب دي نه وديد نه ،فإ نه يد عي ،نقلً عن
أحد المعاصرين ،أن أحد رواة هذه الرواية ،وهو الحسين بن خالد الصيرفي لم تثبت وثاقته ،مع
أنه من أصحاب موسى الكاظم – المام السابع المعصوم عند الشيعة – وعلي بن موسى الرضا
– المام الثامن المعصوم عندهم – ولقد صرح بذلك الطوسي الملقب بشيخ الطائفة الشيعية في
رجاله ،فذككر أنكه مكن أصكحاب الكاظكم [رجال الطوسكي ص – 347ط قكم إيران] ،وأنكه مكن
أصحاب الرضا [ص .]373
وكذلك الرجالي الشي عي القد يم أ بو جع فر أح مد البر قي عدّه من أ صحاب مو سى الكا ظم
[انظر :كتاب الرجال للبرقي ص -53ط طهران].
وكذلك الردبيلي الحائري في كتابه (جامع الرواة) [انظر :ج 1ص -238ط قم إيران].
وقال ف يه آ ية ال الزنجا ني ،الذي يلقبو نه بالفق يه المح قق المد قق سماحة الح جة آ ية ال
الشيخ موسى:
الحسين بن خالد الصيرفي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السلم وقبله من أصحاب
الكاظم ،ثم ذكر بعض مروياته ومن روى عنه ،ومن يروي عنهم ،ثم قال:
وجل رواياته دالة على حسن اعتقاده ،أحاديثه على كثرتها وجودتها في غاية الستقامة،
والغالب روايته عن الرضا عليه السلم ،والكثر رواية عنه علي بن معبد ،ل أحسب الرجل إل
ث قة جليلً ،وأ عد ما رواه في ال صحيح" [الجا مع في الرجال ج 1ص -594ط قم إيران سنة
1394ه].
فهذا هكو الرجكل الذي قال عنكه السكيد الصكفي :لم تثبكت وثاقتكه ،والذي لجله ضعكف
الرواية.
فماذا يقول المنصفون فيه بعد ثبوت صحابيته لمامهم ووثاقته؟
زِد على ذلك أن هذه الروا ية لي ست بفريدة في موضوع ها ،بل ل ها شوا هد ومتابعات في
تفسير القمي وغير القمي.
وال سيد ال صفي معذور في ذلك ،ح يث اختار رواية واحدة ،من روايات كثيرة أوردنا ها
من تفسير القمي في هذا الموضوع ،وهذه حقيقة نقده وجرحه ،وجرأته على مثل هذا القدام.
ثم اختار ال سيد المذكور روا ية واحدة كذلك من الكا في للكلي ني ،وتكلم على أ حد روات ها
مع أنه أئمته في الرجال ذكروا بأن ذلك الراوي وهو معلي بن محمد يعتمد عليه شاهدا ،ولكي
ل يطول بنا الحديث نسأله هو ،وليفهم البهنساوي وغيره:
لماذا لم يتكلم على أول روايكة أوردناهكا فكي كتابنكا مكن الكلينكي فكي كافيكه لثبات عقيدة
التحر يف والحذف والنق صان في القرآن؟ هي روا ية مشهورة معرو فة ،و نص في الموضوع
نسوقها فيما يلي:
" عن علي بن الح كم عن هشام بن سالم عن أ بي ع بد ال (جع فر) عل يه ال سلم قال :إن
يز يد سبعة ع شر آلف آ ية" [الكا في في القرآن الذي جاء به جبر يل عل يه ال سلم إلى مح مد
الصول للكليني ،كتاب فضل القرآن ج 2ص -634ط إيران].
مع أن القرآن الموجود بأيدي الناس آياته ستة آلف آية وكسر" [وقد أخطأ الدكتور وافي
في هذا أيضا ح يث قال :إن الكلي ني ين سب إلى المام ال صادق من القول :إن القرآن الذي نزل
يزيد سبعمائة وسبع وثلثين آية على القرآن الذي نتلوه]. على محمد
فماذا يقول الصفي ومن دونه من علماء الشيعة أجمعين في هذه الرواية ورواتها حيث
أنهكا صكريحة فكي معناهكا ،واضحكة فكي مفهومهكا ،ل تحتمكل التأويكل والتفسكير ،وإن رواتهكا
لمعدودون على النامل ،معروفون مشهورون لدى الشيعة؟
أ ما مح مد بن يعقوب الكلي ني ف هو هو ،وأ ما علي بن الح كم ف قد ك تب ع نه الردبيلي
الحائري بعكد مكا ذككر أنكه هكو الذي روى الروايكة المذكورة فكي باب فضكل القرآن وفكي باب
النوادر:
"ثقة جليل القدر" [جامع الرواة ج 1ص .]575
والتفرشي في كتابه نقد الرجال [ص -234ط قم إيران].
وأ ما هشام بن سالم فقد ذكره شيخ الطائفة الطوسي في أصحاب جعفر الصادق [رجال
الطوسي ص .]329
وكذلك في أصحاب موسى الكاظم [ص .]363
وقال الرجالي الشيعي القديم النجاشي:
هشام بن سالم الجوالي قي ..روى عن أ بي عبد ال وأ بي الح سن عليه ما ال سلم .ث قة ث قة
[رجال النجاشي ص -305ط قم إيران].
ونقل الحائري بعد ذكر هذا كله عن شيخ الطائفة في فهرسته أنه صحيح العقيدة معروف
الولية غير مدافع [جامع الرواة ج 2ص .]315
وقد ذكر الكشي في مدحه روايات [انظر لذلك :رجال الكشي ص .]239
وأما أب عبد ال جعفر بن الباقر فمقامه معروف لدى الشيعة حيث يعدونه معصوما ل
يخطئ .فهذه هي الرواية الولى التي أوردناها في مبحثنا :الشيعة والقرآن :في كتابنا (الشيعة
والسنة) الذي أرسله الستاذ البهنساوي إلى السيد الصفي ،فل ندري لماذا تخطى السيد الصفي
هذه الرواية والروايات الكثيرة الخرى المنقولة في الكافي أيضا إلى الرواية التي جعلها غرضا
لنقده وجرحه؟ إل أنه لم يجد في رواة بقية الروايات من يستطيع أن يتكلم فيهم؟
وها نحن نعلن بأننا نرحب بكل عالم شيعي ينبري ويتصدى لتضعيف روايات أوردناها
في كتبنا حول هذا الموضوع من أمهات كتب الشيعة وأهم مراجعهم سالكا مسلك النقد والجرح
المعروف ،وملتزما القواعد الثابتة والسس المعروفة في هذا الشأن.
فهذه حقيقة رد الشيعة علينا ،وهذه حقيقة الحوار المزعوم حول عقيدة الشيعة في القرآن.
ولو كان ال ستاذ البهن ساوي متحريا عن ال حق وطالبا الحقي قة لكان عل يه أن يتث بت من
الموضوع وير سل بيان ال صفي إلي نا ق بل إدرا جه في كتا به ،سامحنا ال وإياه وغ فر له ما بدر
منه على إضلله كثيرا من المسلمين أهل السنة.
وق بل أن نخ تم الكلم في هذا الموضوع نر يد أن نبين شب هة أخرى يثير ها الشي عة ،وي قع
فيها كثير من سُذّج أهل السنة بهذا الخصوص ،وهي:
أن الشيعة ل يقرءون إل هذا القرآن ول يتناقلون بين هم إل هذا نف سه ،وإن كان لهم قرآن
غير هذا فأين هو؟
فإن لم يكونوا يؤمنون به ،ويعتقدون فيه التحريف والحذف والنقصان فلماذا يقرءونه؟
فالجواب :إن مكن يقول بهذا الكلم مكن أهكل السكنة ل يقوله إل جهلً بمعتقات الشيعكة
ومروياتهم ومن يقوله من الشيعة ل يقوله إل خداعا للمسلمين أهل السنة وتغطية للحق وتعمية
للب صار ،لن القوم ن صوا على ذلك و صرحوا بأن القرآن ال صلي المحفوظ هو ع ند القائم من
ولد علي رضكي ال عنكه ،وأن الشيعكة أمروا بقراءة هذا القرآن إلى أن يخرج القائم كمكا يروي
الكليني في كافيه عن سالم بن سلمة أنه قال:
قرأ رجل على أبي عبد ال عليه السلم وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأه
الناس فقال أبو عبد ال عليه السلم :كفّ عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأه الناس حتى يقوم القائم،
فإذا قام القائم قرأ كتاب ال عز و جل على حده وأخرج الم صحف الذي كت به علي عل يه ال سلم،
وقال :أخر جه علي عل يه ال سلم إلى الناس ح ين فرغ م نه وكت به ،فقال ل هم :هذا كتاب ال عز
،ل حا جة ل نا ف يه ،فقال :أ ما وال ل ترو نه ب عد يوم كم هذا و جل ك ما أنزله ال على مح مد
أبدا ،إنمكا كان علي أن أخكبركم حيكن جمعتكه لتقرءوه" [الكافكي فكي الصكول ج 2ص -633ط
طهران].
وروى أيضا بسنده:
عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن
أبي الحسن عليه السلم قال :قلت له:
"جعلت فداك إنا نسمع اليات في القرآن ليس هي عندنا كم نسمعها ول نحسن أن نقرأها
كما بلغنا عنكم ،فهل نأثم؟ فقال:
ج3 ل! إقرءوها كما تعلمتم فيجيئكم من يعلمكم" [الكافي باب أن القرآن يرفع كما أنزل
ص -119ط طهران ،وص -664ط الهند].
وأيضا ما رواه الطبرسي في (الحتجاج) كذبا على أبي ذر رضي ال عنه أنه قال:
جمع علي عليه السلم القرآن وجاء به إلى المهاجرين والنصار لما توفى رسول ال
،فل ما فت حه أ بو ب كر خرج في أول صفحة وعر ضه علي هم ل ما قد أو صاه بذلك ر سول ال
فتحها فضائح القوم ،فوثب عمر فقال :يا علي! اردده فل حاجة لنا فيه ،فأخذه علي عليه السلم
وانصرف ،ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن ،فقال له عمر :إن عليا عليه السلم جاءنا
بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والنصار وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه
فضي حة وه تك للمهاجر ين والن صار ،فأجا به ز يد إلى ذلك ،ثم قال :فإن أ نا فر غت من القرآن
على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه ،أليس قد بطل كل ما قد عملتم؟ ثم قال عمر :فما
الحيلة؟ قال ز يد :أن تم أعلم بالحيلة ،فقال ع مر :ما الحيلة دون أن نقتله ون ستريح م نه؟ فدبر في
قتله على يد خالد بن الوليد ،فلم يقدر على ذلك ،وقد مضى شرح ذلك.
فلمكا اسكتخلف عمكر سكأل عليا أن يدفكع إليهكم القرآن فيحرفوه فيمكا بينهكم ،فقال :يكا أبكا
الحسن! إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه ،فقال علي عليه السلم:
هيهات! ليس إلى ذلك سبيل ،إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ول تقولوا يوم القيامة
إ نا ك نا عن هذا غافل ين ،أو تقولوا ما جئت نا به ،إن القرآن الذي عندي ل يم سه إل المطهرون
والوصياء من ولدي ،فقال عمر:
فهل وقت لظهاره معلوم؟
قال علي عل يه ال سلم :ن عم! إذا قام القائم من ولدي يظهره ويح مل الناس عل يه ،فتجري
السنة به" [الحتجاج للطبرسي ج 1ص ،228الصافي للكاشاني ج 1ص .]27
وعلى ذلك جعلوا من عقائدهم:
"ووا جب علي نا أن نعت قد أن القرآن ال صلي لم يغ ير ولم يبدل ،و هو الموجود ع ند إمام
الع صر الغائب ع جل ال فر جه ل ع ند غيره" [عقائد الشي عة الفار سي علي أ صغر البروجردي
ص -27ط إيران].
وقال الكرماني:
"و قع التحر يف والت صحيف والن قص في القرآن ..وأن القرآن المحفوظ ل يس إل ع ند
القائم ..وإن الشيعكة لمجبورون على أن يقرءوا هذا القرآن تقيكة بأمكر آل محمكد عليهكم السكلم"
[تذييل في الرد على هاشم الشامي ص 13وما بعد-ط كرمان إيران].
وقال المفسر الفيض الكاشاني في تفسيره ردا على من يقول بعدم التحريف في القرآن:
أقول :يكفكي فكي وجوده فكي ككل عصكر وجوده جميعا كمكا أنزله ال محفوظا عنكد أهله
ج1 ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي" [تفسير الصافي المقدمة السادسة
ص .]36
وقال السيد نعمت ال الجزائري مجيبا على نفس هذه الشبهة:
فإن قلت :قد جازت القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير؟
قلت :قد روى في الخبار أنهم عليهم السلم أمروا شيعتهم بقراءتهم هذا القرآن الموجود
بأيدي الناس في الصلة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولنا صاحب الزمان فيرتفع هذا
القرآن من أيدي الناس إلى ال سماء ويخرج القرآن الذي أل فه أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم فيقرأ
ج2 ويع مل بأحكا مه ..والخبار الواردة بهذا المضمون كثيرة جدا" [النوار النعمان ية للجزائري
ص .]364 ،363
وأخيرا ننقل ما ذكره المفسر الشيعي المشهور السيد هاشم البحراني المتوفى عام 1108ه:
اعلم أن الحكق الذي ل محيكص عنكه بحسكب الخبار المتواترة التيكة وغيرهكا أن هذا
ش يء من التغييرات ،وأ سقط الذي جمعوه القرآن الذي في أيدي نا قد و قع ف يه ب عد ر سول ال
كثيرا مكن الكلمات واليات ،وإن القرآن المحفوظ عمكا ذككر ،الموافكق لمكا أنزله ال تعالى ،مكا
جمعه علي عليه السلم وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلم ،وهكذا إلى أن انتهى
إلى القائم عليه السلم ،وهو اليوم عنده صلوات ال عليه" [البرهان في تفسير القرآن مقدمة ص
.]36
وبعكد هذا كله ل نرى أن أحدا ينطلي عليكه كذب القوم أو تخفكى عليكه عقيدتهكم الحقيقيكة
ال صلية ون سأل ال عز و جل أن يهدي نا وإيا هم إلى سواء ال سبيل ،وجعل نا وإيا هم م من ي ستمع
القول ويتبع أحسنه ويعرف الخطأ ول يصر عليه ول يعاند ،بل يرجع إلى الحق والصواب.
الباب الثالث
الشيعة الثنا عشرية والسّنة النبوية
إن الصل الثاني من أصول الشريعة السلمية هو السنة .أي ما ثبت عن رسول ال
..و ما آتا كم الر سول فخذوه و ما نها كم عنه قولً أو فعلً أو تقريرا .و قد أمر نا بالتم سك ب ها
[سورة الحشر الية .]7 فانتهوا واتقوا ال إن ال شديد العقاب
وما ينطق عن الهوى * إن هو إل وحي يوحى هو الناطق بالوحي وإن الرسول
[سورة النجم الية .]3
من يطع الرسول فقد أطاع وعلى ذلك جعلت طاعته طاعة ال ومعصيته معصية ال
[سورة النساء الية .]80 ال ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى
[سورة النساء الية .]115 ونصله جهنم وساءت مصيرا
أطيعوا ال ورسكوله ول تولوا عنكه وأنتكم ولذلك قرنكت إطاعكة الرسكول بإطاعكة ال
[سورة النفال الية .]20 تسمعون
واليات في هذه المعنى كثيرة جدا ،ومنكر السنة النبوية الثابتة عن كافر ،كما أن منكر
القرآن خارج عكن الملة السكلمية ،لن السكنة بيان للقرآن وتوضكح وشرح له وتفسكير لمعانيكه
[ سورة الن حل ..وأنزل نا إل يك الذ كر ل تبين للناس ما نزل إلي هم ولعل هم يتفكرون ومطال به
الية .]44
وعلى ذلك قال المام ابن حزم الندلسي:
لو أن امرأ قال :ل نأخذ إل بما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع المة" [الحكام في
أصول الحكام].
وقال:
بقول ال إن ما احتجج نا في تكفير نا من ا ستحل خلف ما صح عنده عن ر سول ال
: تعالى مخاطبا لنبيه
فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا مما
[سورة النساء الية .]65 قضيت ويسلموا تسليما
ويثبكت عنكه صكدوره ،منكره ل يكون مؤمنا بنكص فككل مكا يصكدر عكن رسكول ال
القرآن.
وهذا الموضوع له تفصيل في محله ل نريد الطناب فيه ههنا.
ومحل الشاهد في هذا المبحث أن السنة النبوية على صاحبها الصلة والسلم لها منزلتها
ومكانت ها في التشر يع ال سلمي ،ك ما أن ها من ال سس ال تي تح سم النزاعات الدين ية والمذهب ية
حسب قول ال عز وجل:
..فإن تنازع تم في ش يء فردوه إلى ال والر سول إن كن تم تؤمنون بال واليوم ال خر
[سورة النساء الية .]59 ذلك خير وأحسن تأويلً
ولككن الشيعكة ل يقرون بهذا الصكل الثانكي مثكل عدم إقرارهكم بالصكل الول ،وبنفكس
النقول والحيل ،وبنفس المقولت والعلل.
فإن هم يقولون :إن ال سنة النبو ية منقولة عن طر يق أ صحاب مح مد صلوات ال و سلمه
عل يه ،وإن أ صحابه ارتدوا كل هم ب ما في هم سادة ب ني ها شم وغيره من الن صار والمهاجر ين إل
ثلثة :مقداد ،وأبو ذر ،وسلمان ،وهؤلء لم يرو عنهم إل القليل بل وأقل من القليل ،وأما البقية
فل يطمئن إليهكم ول إلى مروياتهكم لنقلبهكم على أعقابهكم إلى الكفكر – نعوذ بال مكن ذلك
ونسكتغفر ال مكن الكذب المتعمكد على الرسكول – ول يعتمكد عليهكم ول يوثكق بأخباره ،فإنهكا
ساقطة ،مكذوبة ،موضوعة.
فكل حديث أو خبر نقل عن أحد من هؤلء ،أو ورد في سنده أحد ينتهج منهجهم ويتبع
خطاهم يسقط من العتبار ،فهذه قاعدة محكمة متينة في مصطلح الحديث عندهم ،حتى أقر بذلك
محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه الدعائي المشهور ،الذي لم يكتبه إل لخداع المسلمين
أهل السنة تغطية للحقائق ،وتعمية عليهم الصدق ،حيث قال:
إنهم (الشيعة) ل يعتبرون بشيء من السنة أعني الحاديث النبوية إل ما صح لهم عن
طريق أهل البيت عن جدهم يعني ما رواه الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه زين العابدين عن
الحسين السبط عن رسول ال سلم ال عليهم جميعا ،أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن
جندب ومروان بن الح كم وعمران بن حطان الخار جي وعمرو بن العاس ونظائر هم فل يس له
عند المامية من العتبار مقدار بعوضة ،وأمرهم أشهر من أن يذكر" [أصل الشيعة وأصولها
ص -79ط مؤسسة العلمي ببيروت].
وقد فصل القول في ذلك حسين بن عبد الصمد العاملي المتوفى سنة 984ه في كتابه الذي
كتبه في مصطلح الحديث [ويعد الشيعة كتابه هذا ثاني مؤلف في علوم الحديث لديهم ،وقد سبقه
في ذلك أ ستاذه المل قب بالشه يد الثا ني( .ان ظر رياض العلماء)] يقول ف يه العاملي ردا على أ هل
السنة في تعديل الصحابة رضوان ال عيهم أجمعين:
وقد جازف أهل السنة كل المجازفة بل وصلوا إلى حد المخارفة فحكموا بعدالة الصحابة
من ل بس من هم الف تن و من لم يل بس ،و قد كان في هم المقهورون على ال سلم ،والداخلون على
غير البصيرة ،والشكاك ،كما وقع من فلتات ألسنتهم الكثير .بل كان فيهم المنافقون ،كما أخبر
به الباري جل ثناؤه ،وكان في هم شار بو الخ مر ،وقاتلو الن فس ،وفاعلو الف سق والمنكرات ،ك ما
نقله عنهم ،وما نقلنا نحن بعضه فيما سبق من صحاحهم من الحاديث المتكثرة المتواترة المعنى
فضلً عكن فسكقهم – ثكم قال :-إن الصكحابة على ثلثكة يدل على ارتدادهكم بعكد رسكول ال
أقسكام :معلوم العدالة [ومعروف أن الروايكة ل تقبكل إل عكن معلوم العدالة كمكا عرف المؤلف
المذكور :ال صحيح ،هو ما اتصل سنده بالعدل المامي الضا بط مثله حتى ي صل إلى المعصوم
مكن غيكر شذوذ ول علة .انظكر :كتاب وصكول الخيار إلى أصكول الخبار ص -93ط مطبعكة
الخيام قكم سكنة 1401ه] ،ومعلوم الفسكق ،ومجهول الحال ،أمكا معلوم العدالة فكسكلمان والمقداد
وممن لم يمل عن أهل البيت طرفة عين..
وأما معلوم الفسق والكفر فكم مال عن أهل البيت وأظهر لهم البغض والعداوة والحرب،
ك ما جاء في الخبار فهذا يدل على أ نه لم ي كن آ من ،بل كان منافقا أو أ نه ار تد ب عد ال نبي
ل يبغض ول يحارب أهل بيته الذين أكد ال ورسوله الصحيحة عندهم ،لن من يحب النبي
كل التأك يد في مدح هم والو صية ب هم والتم سك بحب هم ..وهؤلء نتقرب إلى ال تعالى ور سوله
ببغضهم وسبهم وبغض من أحبهم – ومن هم يا ترى؟ -والجابة نقلً عن علي :-هم الذين –
ككة الضللة والدعاة إلى الضلل بالزور والكذب
) فتقربوا إلى أئمك ككول ال
بقوا بعده (رسك
والبهتان ،فولو هم العمال وحملو هم على رقاب الناس وأكلوا ب هم أموال الدن يا ،وإن ما الناس مع
ص 162 الملوك والدنيا إل من عصمه ال" [وصول الخيار إلى أصول الخبار تحسين العاملي
وما بعد].
وتكفير عثمان :بأنه كان يحكم بغير ما أنزل ال" [انظر :صفحة .]78
وتكفير معاوية :على أنه كان يحمل غلً كامنا ،وكفرا باطنا" [انظر :صفحة .]79
وتكف ير عائ شة أم المؤمن ين :ح يث كذب على ال نبي أن ر سول ال قام خطيبا فأشار ن حو
مسكن عائشة وقال:
ورفض نا عا مة أ صحابه ،وطرح نا ما تفردوا بنقله ،إل من علم نا من ال صلح ك سلمان
والمقداد وعمار بن يا سر وأ بي ذر وأشباه هم من أتقياء ال صحابة وأجلئ هم المقرر ين في ك تب
الرجال عندنا" [وصول الخيار إلى أصول الخبار لحسين بن عبد الصمد العاملي ص .]84
ثم بيّن الحكم العام فقال:
"فصحح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح" [وصول الخيار إلى أصول الخبار
ص .]94
وقد بالغوا في هذا إلى أن جاوزوا جميع الحدود حتى قالوا:
الصل في التشريع عندهم هو مخالفة أهل السنة ،وما روى عنهم وعن أعيانهم وعلى
رأسهم أصحاب رسول ال ،وما يرونه من الرأي كما نقلنا ذلك سابقا وكما سنذكره بعد قليل.
وبهذا يظ هر أن هم ل يؤمنون بال صل الثا ني من أ صول الشري عة ال سلمية و هو ال سنة،
ول تغتر بأنهم يدّعون ذلك! فدعواهم في هذا ل تختلف عن دعواهم في اليمان بالقرآن ،لن ما
فنزر يسير جدا أيضا، روي بطرقهم عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه ،عن رسول ال
ومكا روي عكن جعفكر عكن باقكر بكن زيكن العابديكن عكن الحسكين عكن علي فهكو أقكل القليكل،
وصحاحهم الربعة وكتبهم في الحديث الخرى تشهد على ما قلناه.
وكذلك ما روي عن أصحاب النبي الصلة الذين لم يرتدوا من بين أصحاب رسول ال
أجمع ين – ح سب زعم هم – أي المقداد وأ بي ذر و سلمان فلم يرووا عن هم عن ر سول ال
في كتبهم أنفسهم إل ما يعد على النامل.
أضكف إلى ذلك أن جكل المرويات بكل كلهكا عكن علي رضكي ال عنكه وعكن هؤلء
الصحاب الثلثة ليست من قسم المتواتر بل هي أخبار آحاد.
والحاد ل تو جب العلم ع ند الشي عة قاط بة ول الع مل ع ند الجمهور ،و هو الرأي الرا جح
عند الشيعة ،ل كما ظنه السيد الدكتور وافي وصرح به في كتيبه [انظر :بين الشيعة وأهل السنة
ص ]45فيقول العاملي:
"ثم الخبار ،منها المتواتر :وهو ما رواه جماعة يحصل العلم بقولهم بعدم إمكان تواطئهم
على الكذب عادة ،ويشترط ذلك فكي ككل طبقاتهكم صكحيحا كان أو غيكر صكحيح ،وهكو مقبول
لوجوب العمل بالعلم ،وهذا ل يكاد يعرفه المحدثون في الحاديث لقلته ..وحديث الغدير متواتر
عندنا" [وصول الخيار إلى أصول الخبار ص .]92
وأمكا الحاد فقكد قال شيخهكم المفيكد فكي ذلك فكي كتابكه العقائدي المشهور تحكت عنوان
"القول في أخبار الحاد":
"وأقول :إ نه ل ي جب العلم ول الع مل بش يء من أخبار الحاد ..وهذا مذ هب جمهور
الشي عة وكث ير من المعتزلة والمحك مة وطائ فة من المرجئة و هو خلف ل ما عل يه متفق هة العا مة
(أي أهل السنة) وأصحاب الرأي" [أوائل لمقالت في العقائد والمختارات للمفيد ص .]139
وم ثل ذلك ذكر العاملي عن الشريف المرتضى المل قب بعلم الهدى ع ند الشيعة وجماعة
من كبار العلماء حيث قال:
والسيد المرتضى رحمه ال تعالى وجماعة من كبار علمائنا منعوا من العمل به محتجين
بعدم الدل يل الدال على وجوب الع مل به .وإذا لم ي قم دل يل على وجوب الع مل لم يع مل به ،ك ما
أنه لم يقم دليل على وجوب صلة سادسة .قالوا :وما نقلتموه من أن الصحابة ومن بعدهم كانوا
يعملون بأخبار الحاد ،فهي أيضا أخبار آحاد ل تفيد علما ،والعمل بخبر الواحد مسألة أصولية
ول يجوز أن يكون مستندها ظنا ،فكيف تعلمون أن ال تعبّدكم بالعمل بخبر الواحد؟ وبعد التسليم
ب صدق هذه الحاد يث؟ إن ما علم ل كم أن ال صحابة عملوا عند ها ل ب ها .فجاز أن يكونوا تذاكروا
بها نصا أو تأيد بها عندهم دليل آخر ،فالتساوي حاصل الشك ،والتوقف فرض من فقد الدليل
القاطع" [رسول الخيار إلى أصول الخبار ص .]186
وهذا مكع أن رواة الشيعكة الذيكن عليهكم مدار نقكل الحاديكث الشيعيكة رواة مختلفون فكي
توثيق هم وتضعيف هم ،فش خص وا حد يو ثق ويح كم بعدال ته و هو نف سه يض عف ويح كم بف سقه بل
كفره ،ل من ق بل المهرة والنقاد في الحد يث والرجال بل من ق بل المع صومين – ح سب ز عم
الشي عة – أنف سهم ،والذ ين ع صمتهم" :كع صمة ال نبياء ،وأنهم ل يجوز من هم صغيرة إل ما قدم
ذ كر جوازه على ال نبياء ،وأ نه ل يجوز ل هم سهو في ش يء من الد ين ،ول ين سون شيئا من
الحكام ،وعلى هذا مذهب سائر المامية" [أوائل المقالت للمفيد ص .]74
وخير مثال لذلك رواة الشيعة الربعة الذين هم مدار الروايات الشيعية ومحورها.
وهم أقطاب الحاديث وأوتادها لدى القوم ،عليهم تدور رحى الروايات زرارة بن أعين،
وأ بو ب صير الل يث المرادي ،ومح مد بن م سلم ،وبر يد بن معاو ية العجلي ،الذ ين قال في هم إمام
الشيعة السادس المعصوم – حسب زعمهم – جعفر بن الباقر:
"ما أجد أحدا أحيا زكرنا وأحاديث أبي إل زرارة ،وأبو بصير ليث المرادي ،ومحمد بن
مسكلم ،وبريكد بكن معاويكة العجلي ،ولول هؤلء مكا كان أحكد يسكتنبط هذا ،هؤلء حفاظ الديكن
وأمناء أ بي على حلل ال وحرا مه ،و هم ال سابقون إلي نا في الدن يا وال سابقون إلي نا في الخرة"
[رجال الك شي ص – 125 ،124ط مؤ سسة العل مي للمطبوعات بالعراق ت حت ذ كر زرارة بن
أعين].
فانظكر ماذا يقول فيهكم القوم مكن توثيقهكم وتضعيفهكم ،ومكن المدح فيهكم واللعكن عيهكم،
فزرارة بن أعين قال فيه جميل بن دراج أحد رواة الشيعة المشهورين:
"ما كنا حول زرارة بن أعين إل بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم" [رجال الكشي
ص .]123
وقال فيه جعفر بن محمد الباقر:
"رحم ال زرارة بن أعين ،لول زرارة ونظراؤه لندرست أحاديث أبي" [رجال الكشي
ص .]124
وقال فيه علي بن موسى الرضا – المام الثامن المعصوم لدى الشيعة" :أترى أحدا كان
أصدع بحق من زرارة" [رجال الكشي ص .]130
وقال ف يه النجا شي" :زرارة ش يخ أ صحابنا في زما نه ومتقدم هم ،وكان قارئا فقيها متكلما
شاعرا أديبا ،قد اجتمعت فيه خلل الفضل والدين" [رجال النجاشي ص -125ط قم إيران].
وقال علي بن داود الحلي" :زرارة كان أ صدق أ هل زما نه وأفضل هم ،قال ف يه ال صادق
عليكه السكلم" :لول زرارة لقلت إن أحاديكث أبكي لتذهكب" [كتاب الرجال لبكن داود الحلي ص
-156ط طهران].
ومثل ذلك قال ابن المطهر الحلي [انظر :رجال العلمة الحلي ص .]76
وقال الحائري" :أجمعكت العصكابة على تصكديقه والنقياد له بكه" [جامكع الرواة ج 1ص
.]324
ومثل ذلك الزنجاني [انظر الجامع في :الرجال ج 1ص .]789
هذا – والكشي روى في كتابه عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد ال (جعفر) قال:
"قلت :الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ،قال (جعفر) :أعاذنا ال وإياك من ذلك الظلم،
قلت :ما هو؟
قال (جعفر) :هو وال ما أحدث زرارة وأبو حنيفة وهذا الضرب.
قال :قلت :الزنا معه؟
قال" :الزنا ذنب" [رجال الشكي ص .]132 ،131
ومثل ذلك روي عن أبي بصير وعن هارون بن خارجة.
وروى الك شي أيضا عن كل يب ال صيداوي أن هم كانوا جلو سا ومع هم عزا فر ال صيرفي
وعدة من أ صحابهم ،معهم أ بو عبد ال ر ضي ال ع نه ،قال :فابتدع أبو ع بد ال من غير ذكر
لبي زرارة فقال" :لعن ال زرارة ،لعن ال زرارة ،لعن ال زرارة ثلث مرات" [رجال الكشي
ص .]135
وروي أيضا عن عمران الزعفرا ني [ قد حاول ب عض الشي عة التوف يق ب ين هذه الروايات
بقوله :إن الروايات التي وردت في ذم زرارة والقدح فيه فإنها ضعيفة لوجود محمد بن عيسى
في إ سنادها .ان ظر :ن قد الرجال للتفر شي ص ،137مع أن أك ثر الروايات ال تي ورد في ها الذم
لزرارة والقدح فيكه ل يس فكي إ سنادها محمكد بن عيسكى بل هكي مرو ية بطرق متعددة كثيرة]،
سمعت أبا عبد ال رضي ال عنه يقول :ما أحدث أحد في السلم ما أحدث زرارة من البدع
عليه لعنة ال" [رجال الكشي ص .]134
وعن ليث المرادي أنه قال :سمعت أبا عبد ال رضي ال عنه يقول:
"ل يموت زرارة إل تائها" [رجال الكشي ص .]134
وروى عن القصير أنه قال:
"استأذن زرارة بن أعين وأبو الجارود ،على أبي عبد ال رضي ال عنه قال :يا غلم!
أدخلهما ،فإنهما عجل المحيا وعجل الممات" [رجال الكشي ص .]135
وهذا هو زرارة الذي قالوا فيه:
"أفقه الولين ستة ،وأفقه الستة زرارة" [نقد الرجال للتفرشي ص .]137
وعدد من أصحاب محمد الباقر وأصحاب جعفر بن الباقر [انظر رجال البرقي ص 14و
،16ورجال الطوسي ص 123و .]201
وأنه من أصحاب موسى بن جعفر الكاظم أيضا [انظر :رجال الطوسي ص ،350وكتاب
الرجال للبرقي ص .]47
فر جل كهذا الذي أدرك ثل ثة من الئ مة المع صومين ح سب ز عم الشي عة وروى عن هم،
يختلفون فيه هذا الختلف ،يوثقونه بأعلى ألفاظ التوثيق ويضعفونه بأدنى درجة التضعيف ،مرة
يقولون فيه :إن أبا عبد ال جعفر بن محمد الباقر – المام السادس المعصوم الذي ل ينطق عن
الهوى – قال له:
"يا زرارة! إن اسمك في أسامي أهل الجنة" [رجال الكشي ص .]122
وقال عن زرارة:
"أما ما رواه زرارة عن أبي جعفر فل يجوز لي رده" [رجال الكشي ص .]122
ومرة قال فيه:
"زرارة شر من اليهود والن صارى و من قال :إن ال ثالث ثل ثة ،وقال :إن مرض فل
تعده ،وإن مات فل تشهد جنازته" [رجال الكشي ص .]142
وروى الكشي أيضا عن ميسر أنه قال:
"كنا عند أبي عبد ال فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته ،قال :فقال
أبو عبد ال رضي ال عنه :فما ذنبي أن ال قد نكس زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم"
[رجال الكشي ص .]142
وأ ما أ بو جع فر أع ني محمدا البا قر فكان يعت قد ف يه بأ نه من جوا سيس الحكام وعيون هم
عليه .وأنه يبلغ إليهم أخباره وأعماله كما روى الكشي أيضا عن هشام بن سالم أنه قال:
"إن زرارة سأل أبا جعفر (محمدا الباقر) عليه السلم عن جوائز العمال؟ فقال :ل بأس
به.
ثم قال (أبو جعفر محمد الباقر) :إنما أراد زرارة أن يبلغ هشاما – ابن عبد الملك – إني
أحرم أعمال السلطان" [رجال الكشي ص .]139
وعلى ذلك كان يكره اب نه جع فر أن يد خل عل يه زرارة ك ما روى الك شي عن الول يد بن
صبيح قال:
"مررت برو ضة من المدي نة فإذا إن سان قد جذب ني ،فالت فت فإذا أ نا بزرارة ،فقال لي:
اسكتأذن لي على صكاحبك ،قال :فخرجكت مكن المسكجد ودخلت على أبكي عبكد ال عليكه السكلم
فأخبرته الخبر ،فضرب بيده على صدره ،ثم قال أبو عبد ال عليه ال سلم :ل تأذن له ،ل تأذن
له ،ل تأذن له ،فإن زرارة يريدنكي على ككبير السكن ،وليكس مكن دينكي ول ديكن آبائي" [رجال
الكشي ص .]142
وأما زرارة نفسه فكان يشك في علم جعفر بن الباقر وإمامته وإمامة ابنه موسى الكاظم
كما روى الكشي صريحا عن ابن مسكان أنه قال:
" سمعت زرارة يقول :ر حم ال أ با جع فر ،وأ ما جع فر فإن في قلب عل يه لف تة" [رجال
الكشي ص .]131
وكما روي عن زياد بن أبي الهلل في رواية طويلة أن زرارة قال له عن أبي عبد ال
جعفر:
"صاحبكم هذا ليس له بصر بكلم الرجال" [رجال الكشي ص .]133
وأمكا موسكى بكن جعفكر الملقكب بالكاظكم فمكع أن الشيعكة ورجالهكم يعدون زرارة مكن
أصحابه ،لكن الكشي يصرح في عديد من الروايات أنه لم يعتقد بإمامته ،ونورد هنا رواية عن
نضر بن شعيب عن عمة زرارة قالت:
"لما وقع زرارة واشتد به قال:
ناوليني المصحف ،فناولته وفتحته ووضعته على صدره وأخذه مني ،ثم قال:
يا عمة! اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب" [رجال الكشي ص .]139
فهذا هو أحد أساطين الرواية في الحديث عند الشيعة وهذه هي أحواله من حيث التوثيق
والتضعيف والتعديل والتجريح عند القوم أنفسهم وفي أم كتاب الرجال عندهم ..تلك التي تناول
تراجكم الرواة والمحدثيكن والعلماء لدى هذه الطائفكة ،والتكي قالوا فيهكا" :أهكم الكتكب فكي هذا
الموضوع من مؤلفات المتقدمين هي أربعة كتب ،عليها المعول وهي الصول الربعة في هذا
الباب ،وهي:
1ك رجال الكشي.
2ك رجال النجاشي.
3ك رجال الطوسي.
4ك الفهرست للطوسي.
وأقدم هذه الك تب الرب عة هو رجال الك شي" [مقد مة رجال الك شي لل سيد أح مد الح سيني
ص .]4
وأما الثاني فهو أبو بصير ليث المرادي ،فقد قالوا فيه :إن جعفر بن محمد قال فيه وفي
أصحابه:
"بشر المخبتين بالجنة :بريد بن معاوية العجلي ،وأبا بصير البختري المرادي ،ومحمد بن
مسكلم ،وزرارة ،أربعكة نجباء ،أمناء ال فكي حلله وحرامكه لول هؤلء انقطعكت آثار النبوة
واندرست" [رجال الكشي ص 152تحت ذكر أبي بصير ليث المرادي].
"وكان هذا من أصحاب الباقر وأصحاب جعفر أيضا كم ذكر ذلك البرقي في رجاله" [ص
13وص ،18أيضا رجال الطوسي ص 134وص .]278
"وعده من أصحاب موسى الكاظم أيضا" [ص .]358
ومثل ما روي عن جعفر فيه بأنه من المبشرين بالجنة ،روى عن أبيه محمد الباقر أيضا
نفس ذلك.
وأنه لوله لنقطعت آثار النبوةاندرست" [كتاب الرجال لبن داود الحلي ص .]393 ،392
وعده في القسم الول من الرجال يعني من الثقات.
وذكره النجاشي أيضا بأنه من أصحاب الباقر وجعفر بن الباقر ،وله كتاب يرويه جماعة
[رجال النجاشي ص .]225
ك ما عده ا بن المط هر الحلي من الثقات الذ ين يعت مد على روايت هم [رجال العل مة الحلي
ص .]137
وكذلك التفر شي في كتا به ،وقال :إ نه من أ صحابنا المام ية [ن قد الرجال للتفر شي ص
.]287
ورووا عن ميل بن دراج أنه قال:
أوتاد الرض وأعلم الديكن أربعكة :أحدهكم ليكث بكن البختري المرادي [جامكع الرواة
للحائري ج 2ص .]34
كما ذكر القمي عن شعي العقرقوفي أنه قال:
"قلت لبي عبد ال (ع) :ربما احتجنا أن نسأل عن شيء؟ فمن نسأل؟ قال:
عليك بالسدي يعني أبا بصير ،والخبر في أعلى درجة الصحة [انظر :الكنى واللقاب ج
1ص -18ط قم إيران].
وروى الكشي فيه عن داود بن سرحان أنه قال:
"إني لحدث الرجال الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين ال ،فأنهاه عن القياس
فيخرج مكن عندي فيتأول حديثكي على غيكر تأويله ،إنكي أمرت قوما أن يتكلموا ،ونهيكت قوما،
فككل يؤول لنفسكه ،يريكد المعصكية ل ولرسكوله ،فلو سكمعوا وأطاعوا لودعتهكم مكا أودع أبكي
أصحابه ،إن أصحاب أبي كانوا زينا ،أحياء وأمواتا ،وأعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث
المرادي وبريكد العجلي ،هؤلء القوامون بالقسكط ،هؤلء القوامون بالقسكط ،وهؤلء السكابقون
أولئك المقربون" [رجال الكشي ص .]152
وأيضا ما رواه عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير أنه قال:
"دخلت على أبي عبد ال (ع) فقال لي :حضرت عليا عند موته؟
قال :قلت :نعكم! وأخكبرني أنكك ضمنكت له الجنكة وسكألني أن أذكرك ذلك .قال :صكدق.
قال:
فبكيكت ،ثكم قلت :جعلت فداك ،فمكا لي ألسكت ككبير السكن الضعيكف الضريكر البصكير
المنقطع إليكم فاضمنها لي .قال:
قد فعلت .قال :قلت :اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا .قال :فعلت .قلت:
.قال :قد فعلت. فاضمنها لي على رسول ال
قال :قلت :اضمنها لي على ال تعالى .قال :فأطرق ثم قال :قد فعلت" [رجال الكشي ص
.]152
هذا من جانب ،وهذه المبالغة من ناحية ،ومن ناحية أخرى روى فيه الكشي عن حماد
الناب أنه قال:
"جلس أبو بصير على باب أبي عبد ال ليطلب الذن ،فلم يؤذن له ،فقال أبو بصير:
لو كان معنا طبق لذن .قال :فجاء كلب فشغر [شغر الكلب :رفع رجله ليبول] في وجه
أبي بصير ،قال :أف أف ،ما هذا؟
قال جليسه :هذا كلب شغر في وجهك" [رجال الكشي ص .]155
وروى الكشي :أنه كان يدخل بيوت الئمة وهو جنب [انظر :رجال الكشي ص .]152
وكان أ بو ب صير هذا دائما يت هم جع فر بن البا قر بجم عه للمال وح به للدن يا ،ك ما روى
الكشي عديدا من الروايات في هذا المعنى ،منها ما رواه عن ابن أبي يعفور أنه قال:
"خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي قال :قلت
له:
يا أ با ب صير! ا تق ال و حج بمالك فإ نك ذو مال كث ير ،فقال :ا سكت فلو أن الدن يا وق عت
لصاحبك لشتمل عليها بكسائه" [رجال الكشي ص .]152
وأيضا عن حماد بن عثمان أنه قال:
"خر جت أ نا وا بن أ بي يعفور وآ خر إلى الحيرة أو إلى ب عض الموا ضع فتذكر نا الدن يا،
فقال أبو بصير المرادي:
أ ما إن صاحبكم لو ظ فر ب ها ل ستأثر ب ها؟ قال :فأغ فى ،فجاء كلب ير يد أن يش غر عل يه
فذهبت لطرده ،فقال ابن أبي يعفور :دعه ،فجاءه حتى شغر في أذنه" [رجال الكشي ص .]154
وكان ل يؤمن بإمامة موسى بن جعفر ،كما كان يتهمه بعدم العلم ومعرفة الحكام ،كما
روى الكشي أيضا عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
امرأة تزو جت ول ها زوج ،فظ هر علي ها قال :تر جم المرأة ويضرب الر جل مائة سوط ل نه لم
يسأل .قال شعيب:
فدخلت على أبي الحسن – موسى بن جعفر – فقلت له :امرأة تزوجت ولها زوج؟
قال :تر جم المرأة ول ش يء على الر جل .قال :فلق يت أ با ب صير فق تل :سألت مو سى بن
جعفر عليه السلم عن المرأة التي تزوجت ولها زوج .قال :ترجم المرأة ول شيء على الرجل.
قال (شع يب) :فم سح صدره وقال (أ بو ب صر) :ما أ ظن صاحبنا تنا هى حك مه ب عد" [رجال
الكشي ص .]154 ،153
وفي رواية أخرى :فضرب بيده على صدره يحكها وقال" :أظن صاحبنا ما تكامل علمه"
[رجال الكشي ص .]154
وروى الكشي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال:
"إن أبا بصير كان مختلطا" [رجال الكشي ص .]155
وأخيرا مكا قاله ابكن الغضايري" :كان أبكو عبكد ال عليكه السكلم يتضجكر بكه ويتكبرم،
وأصحابه يختلفون في شأنه" [جامع الرواة للردبيلي الحائري ج 2ص .]34
فهذا هكو الرجكل الثانكي مكن رواة الشيعكة الكبار ونقله أحاديثهكم ،تضاربكت فيكه الراء
وتعارضت فيه القوال ،حتى ل يدرى على أيها يعتمد :على توثيق الرجل وصحة مروياته ،أم
على تضعيف الرجل وعدم وثاقته وخطأ العتماد على مروياته وأخباره؟.
وأمكا الثالث فمحمكد بكن مسكلم ليكس شأنكه وحاله بأحسكن مكن أحوالهكم ،كمكا أن الراء
المتعارضة ليست بأقل مما ذكرت وسردت فيهما ،فهذه هي مقولت القوم فيه ،فيقول النجاشي:
"محمد بن مسلم بن رباح أبو جعفر الوقسي الطحان مولى ثقيف العور ،وجه أصحابنا
بالكوفة ،فقه ورع ،صحب أبا جعفر وأبا عبد ال عليهما السلم وروى عنهما ،وكان من أوثق
الناس لهما" [رجال النجاشي ص .]226
وذكره الطوسي أيضا أنه من أصحاب الباقر [رجال الطوسي ص .]135
ومن أصحاب جعفر بن الباقر أيضا [رجال الطوسي ص .]300
كما ذكره البرقي أيضا من أصحابهما [انظر :كتاب الرجال للبرقي ص .]17 ،9
وذكره ابن داود في القسم الول من الموثوقين [كتاب الرجال للمحلي ص .]336
وذ كر ا بن المط هر الحلي نقلً عن الك شي :أن مح مد بن م سلم من حواري أ بي جع فر
محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلم" [رجال العلمة الحلي ص .]150
و هو الذي روى ف يه الك شي ك ما سبق أن جع فر بن مح مد قال :إ نه من النجباء الرب عة
الذين حفظوا آثار النبوة وأخبارها ،كما روى الكشي أيضا أنه روى عن أبي جعفر محمد الباقر
ثلثين ألف حديث ،وروى عن ابنه جعفر ستة عشر ألف حديث [انظر :رجال الكشي ص .]146
وأيضا ما رواه عن هشام بن سالم أنه قال:
أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل على أبي جعفر عليه السلم يسأله ،ثم كان
يدخل على جعفر بن محمد يسأله .قال أبو أحمد:
"فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقولن :ما كان أحد من الشيعة أفقه
من محمد بن مسلم" [رجال الكشي ص .]150 ،149
وروى التفر شي عن الك شي أيضا عن ع بد ال بن أ بي يعفور قال" :قلت ل بي ع بد ال
عليه السلم :إنه ليس كل ساعة ألقاك ،ويمكن القدوم ويجيء الرجل من أصحابنا وليس عندي
كل ما يسألني عنه .قال:
فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي ،فإنه سمع من أبي وكان عنده وجيها" [نقد الرجال
للتفرشي ص ]334 ،333فهذا هو محمد بن مسلم ،وهذه هي مكانته وهذا هو شأنه.
ول كن هناك ما يعارض هذا الرأي ويخال فه ك ما رواه الك شي أيضا عن مف ضل بن ع مر
أنه قال:
سمعت أبا عبد ال يقول:
"لعن ال محمد بن مسلم ،كان يقول :إن ال ل يعلم الشي حتى يكون" [رجال الكشي ص
.]155
وأيضا ما رواه عن أبي الصباح أنه قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
" يا أ با ال صباح! هلك المتريثون [الظا هر أن ال صحيح الم ستريبون أي الذ ين يشكون في
أديانهم] في أديانهم ،منهم :محمد بن مسلم" [رجال الكشي ص .]156
وكذلك قال جعفر بن محمد في زرارة ومحمد بن مسلم:
"إنهما ليسا بشيء في وليتي" [رجال الكشي ص .]151
وأما الرابع وهو يريد بن معاوية فهو أيضا من أصحاب الباقر وجعفر بن الباقر [انظر:
رجال الطوسي ص ،158 ،108أيضا كتاب الرجال للبرقي ص .]17 ،14
ذكر فيه الكشي عن جعفر بن محمد أنه كان يقول:
"أوتاد الرض وأعلم الدين أربعة ،أحدهم بريد بن معاوية" [رجال الكشي] ،وروى أيضا
عنه أنه قال:
"ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إل زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد بن
معاوية العجلين ولول هؤلء ما كان أحد يستنبط هذا ،هؤلء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلل
ال وحرامه ،وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الخرة" [رجال الكشي ص .]125
وأيضا "هؤلء القوامون بالقسككط ،هؤلء قوامون بالصككدق ،هؤلء السككابقون أولئك
المقربون" [رجال الكشي ص .]207
ثم الكشي هذا يروي عن أبي سيار قال :سمعت أبا عبد ال عيه السلم يقول" :لعن ال
بريدا ولعن ال زرارة" [رجال الكشي ص .]208
وروى أيضا عن عبد الرحيم القصير أنه قال:
"قال أبو عبد ال عليه السلم :ائت زرارة وبريدا وقل لهما :ما هذه البدعة؟ أما علمتم أن
قال " :كل بد عة ضللة" ،فقلت له :إ ني أخاف منه ما ،فأر سل م عي ليثا المرادي، ر سول ال
فأتي نا زرارة فقل نا له ما قال أ بو ع بد ال عل يه ال سلم ،فقال :وال ل قد أعطا ني ال ستطاعة و ما
شعر ،وأما بريد فقال :وال ل أرجع عنها أبدا" [رجال الكشي ص .]208
فهؤلء هكم رواة الحاديكث الشيعيكة الربعكة ،عليهكم تدور رحكى أخبارهكم وأحاديثهكم،
يختلفون فيهكم هذا الختلف الشديكد ويسكردون فيهكم الراء المتعارضكة المتناقضكة ،وكلهكا مكن
المعصومين ،روايات تثبت عدالتهم وتوثيقهم وتنص على صحة عقيدتهم وكونهم من أهل الجنة،
وروايات تن قى عن ها كل هذا وت نص على ف سقهم وكون هم ملعون ين على ل سان المع صومين ،بل
وكفرهم وكونهم من أهل النار!!.
فمكن يكك هذا شأنهكم ،وهذه أحواله ،فبأي شيكء يحككم على مروياتهكم وأخبارهكم التكي
رووها؟!
إنمكا هكم نماذج اخترناهكا مكن بيكن الكثيريكن ،الكثيريكن ممكن ل يقكل وصكفهم بالتعديكل
والتجر يح وبالتوث يق والتضع يف وبالتبش ير والتكف ير عن هؤلء الرب عة الذ ين هم أبرز الرواة
قاط بة من ب ين رواة الشي عة ،و قد أدركوا ز من الئ مة الثل ثة من ب ين الئ مة الث نى ع شر لدى
الشيعة ،ويعدون من كبار أصحابهم ونقلة آثارهم ،فبأي شيء يحكم على الحاديث الشيعية من
جهة القبول والرد ،ومن جهة الصحة والضعف؟
وعلى أية قاعدة مطردة تبنى الحكام ،وعلى أي أسس توضع المصطلحات؟
فهل من مفكر يتفكر؟ ومدبر يتدبر؟.
إن في ذلك لعبرة لولي البصار.
و ببيان هذه الشياء كل ها وتف صيل القول في ها يظ هر بأن معت قد الشي عة في ال صل الثا ني
للشري عة ال سلمية ل يختلف عن معتقد هم في ال صل الول ،بل ويز يد ال مر خطورة أن هم ل
يعتقدون بهذا الصل الثاني إطلقا فعلً ،ولو أنهم يدعون العتقاد به قولً ،لنهم زيادة على ما
ذكرناه يجعلون لدليل العقل تأثيرا في قبول الحديث ورده.
ولشيكخ طائفكة الشيعكة الطوسكي بحكث مشهور فكي هذا الموضوع وقكد يروون فكي ذلك
روايات كثيرة ،وبهذه الروايات بدأ الكليني كتابه (الكافي) مع أن المعروف أن العقل قاصر عن
إدراك كنه كثير من الحكام اللهية الربانية.
ولن العقول متفاو تة متفاضلة ،ي قص بعض ها عن إدراك ما تدر كه الخرى ،فأي ع قل
يكون حكما في الموضوع؟ ولمن تكون الحجة حينذاك؟.
ويظهر من هذا كله أن الذين وضعوا (الديانة) الشيعية لم يضعوها إلى لمخالفة المسلمين
كل هم ومخال فة ما يؤمنون به من القرآن وال سنة ،و ما يعتقدون به من الراء والفكار كي ل
يتحدوا ويتفوقا معهم يوما من اليام ول تجمع كلمتهم ويتألف شملهم ،وعلى ذلك اختلقوا روايات
كثيرة على ل سان أئمت هم – كذبا علي هم – أن على الشي عة أن يخالفوا الم سلمين في جم يع المور
حتى جعلوا هذه المخالفة أصلً من أصول المذهب وأساسا من أسسه كما رواه ابن بابويه القمي
عن علي بن أسباط أنه قال:
"قلت للرضا عليه السلم :يحدث المر ل أجد بدا من معرفته ،وليس في البلد الذي أنا
فيه من أستفتيه من مواليك؟
قال :فقال :إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك ،فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلفه فإن الحق فيه"
[عيون أخبار الرضكا لبكن بابويكه القمكي ج 1ص -275ط طهران ،ومثله فكي (التهذيكب)
للطوسي].
ورووا أيضا عن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال:
"شيعتنا ،المسلمون لمرنا ،الخذون بقولنا ،المخالفون لعدائنا ،فمن لم يكن كذلك فليس
منا" [الفصول المهمة في أصول الئمة للحر العاملي ص -225ط مكتبة بصيرتي قم إيران].
وروى أيضا عن المفضل بن عمر أنه قال عن جعفر بن محمد الباقر:
كذب من ز عم أ نه من شيعت نا و هو متو ثق بعروة غير نا" [الف صول المه مة في أ صول
الئمة للحر العاملي ص -225ط مكتبة بصيرتي قم إيران].
وهناك روايات أخرى كثرة في هذا المعنى بلغت التواتر كما صرح بذلك محدث الشيعة
و صاحب مو سوعة حديث ية شيع ية كبرى (و سائل الشي عة) ال حر العاملي ب عد ذ كر هذه الروايات
وغيرها تحت باب مستقل بعنوان (باب عدم جواز العمل بما يوافق العامة وطريقتهم):
أقول :والحاد يث في ذلك متواترة ..ف من ذلك قول ال صادق عل يه ال سلم في الحديث ين
المختلفين:
اعرضوهما على أخبار العامة ،فما وافق أخبارهم فذروه ،وما خالف أخبارهم فخذوه.
وقوله عليه السلم (يعني جعفر بن الباقر):
إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم.
وقوله عليه السلم:
ما خالف العامة ففيه الرشاد.
قوله عليه السلم:
خذ بما فيه خلف العامة.
وقوله عليه السلم:
ما أنتم وال على شيء مما هم فيه ،ول هم على شيء مما أنتم فيه ،فخالفوهم ،فما هم
من الحنيفية على شيء.
وقوله عليه السلم:
وال ما ج عل ال ل حد خيرة في اتباع غير نا ،وإن من وافق نا خالف عدو نا ،و من وا فق
عدونا في قول أو عمل فليس منا ول نحن منه.
وقول العبد الصالح عليه السلم في الحديثن المختلفين:
خذ بما خالف القوم ،وما وافق القوم فاجتنبه.
وقول الرضا عليه السلم:
إذا ورد علي كم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منه ما العا مة فخذوه ،وانظروا
بما يوافق أخبارهم فدعوه.
وقول الصادق عليه السلم:
"وال ما ب قي في أيدي هم ش يء من ال حق إل ا ستقبال الكع بة ف قط" [الف صول المه مة في
أصول الئمة للحر العاملي ص .]326 ،325
وبعد ذكر هذه الروايات رد على بعض المتأخرين فمن يظن بأن الخبار في هذا المعنى
ل تخرج عن كونها آحادا ،وقال:
"والحاديث ..قد تجاوزت حد التواتر ،فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن ان الدليل
ه نا خبر وا حد ..واعلم أ نه يظ هر من هذه الحاد يث المتواترة بطلن أك ثر القوا عد ال صولية
المذكورة في كتب العامة" [الفصول المهمة في أصول الئمة للحر العاملي ص .]326 ،325
وأ ما علة مخال فة الم سلمين في معتقدات هم ومرويات هم فيذكر ها ا بن بابو يه الق مي المل قب
بال صدوق ع ند الشي عة في كتا به (علل الشرائع) ت حت باب (العلة ال تي من أجل ها ي جب ال خذ
بخلف ما تقوله العامة) :
عن أبي إسحاق الرجاني رفعه قال:
قال أ بو ع بد ال عل يه ال سلم :أتدري لم أمر تم بال خذ بخلف ما تقوله العا مة؟ فقلت :ل
ندري ،فقال:
"إن عليا عليه السلم لم يكن يدين ال بدين إل خالف عليه المة إلى غيره إرادة لبطال
أمره ،وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلم عن الشيء الذي ل يعلمونه ،فإذا أفتاهم جعلوا
له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس" [علل الشرائع لبن بابويه القمي ص 531ط – إيران].
فتلك هي المؤامرة ،وهذه هي حصيلتها ،أي إنكار كل ما يؤمن به المسلمون ،قرآنا كان
أم سنة .وأكثر من ذلك أن الشيعة بتصريحهم أنفسهم ل يجتمعون مع المسلمين على الله ،ول
على نبي ،ول على إمام كما صرح بذلك كبيرهم نعمت ال الجزائري بقوله:
"إنا ل نجتمع معهم على الله ،ول على نبي ،ول على إمام ،وذلك أنهم يقولون :إن ربهم
نبيه ،خليفته بعده أبو بكر ،ونحن ل نقول بهذا الرب ،ول بذلك النبي ،بل هو الذي كان محمد
نقول :إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ،ول ذلك النبي نبينا" [النوار النعمانية باب
نور في حقيقة دين المامية وأنه يجب اتباعه دون غيره ج 2ص – 278ط جديد تبريز إيران].
فالعبارة واضحكة جليكة فكي معناهكا ل تحتاج إلى بيان وتفسكير وتفهيكم مكن يظكن مكن
مخدو عي أ هل ال سنة بأباط يل الشي عة وأكاذيب هم بأن الخلف بين هم وب ين الم سلمين أ هل ال سنة
اختلف يسير ل يخرج عن حيز الجتهاد المسموح به [بين الشيعة وأهل السنة مقدمة ص ]4
وليس كما يقوله السيد الدكتور في مبحثه (الشيعة والسنة النبوية) :
"ولجميع هذه الراء أشباه ونظائر كثيرة في آراء أهل السنة أنفسهم وليس منها ما يمكن
أن يوصف صاحبه بزيغ أو انحراف" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]47
إن المر ليس كما وصفت أيها السيد! الدكتور منحنا ال وإياك قلبا نفقه به ،وأعينا نبصر
بها ،وآذانا نسمع بها ..وما ذلك على ال بعزيز ..لن الحكمة ضالة المؤمن فهو أحق بها حيث
وجدها.
فمن يرد ال أن يهديه يشح صدره للسلم.
الباب الرابع
الشيعة الثنا عشرية ونزول الوحي والملئكة بعد الرسل
إن السيد الدكتور وافي ذكر في الباب الثاني أيضا عند كلمه عن الشيعة والسنة النبوية
أن الشيعة يعتقدون العصمة واللهام في أئمتهم [بين الشيعة وأهل السنة ص .]48
ثم اعتذر ل هم بثبوت اللهام لكث ير من ال صحابة ،وأ نه ل لوم في هذا العتقاد ،ك ما ن فى
على أ حد [ان ظر ب ين الشي عة وأ هل ال سنة عن الشي عة اعتقاد هم بنزول الو حي ب عد ر سول ال
ص .]43
مع أن سيادته لم يدر حقيقة مذهب الشيعة في هذا كالمعهود عنه ،أو تجاهل – ل قدر ال
– تسكامحا وتكرما وتحببا وتقربا إليهكم ،لن الشيعكة يعتقدون نزول الوحكي على أئمتهكم وعكن
طريق جبريل وعن طريق ملك أعظم وأفضل من جبريل ،فإن أئمتهم في الحديث بوبوا أبوابا
م ستقلة في هذا الخ صوص ولو تفضل سيادته بإلقاء النظرة العابرة الخاط فة على فهارس كتب هم
في الحد يث دون تح مل العناء والمش قة في قراءة الروايات وتلوة الخبار المرو ية الواردة في
هذا الباب لعلم يقينا بأن القوم فكي هذا الباب أيضا يختلفون مكع المكة المسكلمة اختلفا كليا،
وينتهجون مسلكا بعيدا عن مسلكهم ومذهبهم كل البعد .ونحن نكتفي لبيان معتقداتهم المعارضة
لعقائد المكة أجمعهكا بذككر عناويكن بعكض البواب التكي زينوا بهكا صكحاحهم ومجاميعهكم فكي
أو صاف أئمت هم من الك تب المعتمدة الموثوق ب ها المعتكبرة في الحد يث لدي هم ،ول ن سرد كل
الروايات التي أوردوها في هذه البواب من تلك الكتب ،بل نكتفي بخبر أو خبرين من الخبار
الكثيرة الكثيرة التي رووها فيها ،ليحق ال الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
فيروي مح مد بن الح سن ال صفار المتو فى سنة 290ه الذي يعدو نه من أ صحاب المام
المعصوم الحادي عشر – حسب زعمهم – الحسن العسكري [رجال الطوسي ص .]436
ويعدو نه "ث قة ،عظ يم القدر ،راجحا ،قل يل ال سقط في الرواية" [ان ظر رجال النجا شي ص
،251وابكن داود ص ،307وجامكع الرواة ج 2ص ،93وخلصكة الرجال ص ،73والكنكى
واللقاب ج 2ص .]37
و"ثقة جليلً ،صدوقا" [وسائل الشيعة ج 20ص 39وص 323ط سادسة طهران].
وهو من أساتذة الكليني صاحب الكافي.
ك ما أن كتا به (ب صائر الدرجات ال كبرى في فضائل آل مح مد) ب عد من الك تب المعتمدة
المهمة والصول المعتبرة الشيعية التي عليها اعتماد أئمة الشيعة في الحديث كما صرح بذلك
المجلسي والصفهاني والحر العاملي وغيرهم من أعاظم القوم في هذا الفن [انظر لذلك وسائل
الشي عة ج 20ص ،39والبحار وغيره ما من الك تب] وخا صة أن له لقاءات وم سائل مع الح سن
الع سكري المذكور ك ما صرح بذلك الطو سي في رجاله [ان ظر لذلك و سائل الشي عة ج 20ص
،436والبحار وغيرهما من الكتب].
يروي الصفار ذاك في كتابه هذا في أجزائه العشرة أخبارا كثيرة ل تعد ول تحصى في
إثبات الوحي على أئمة الشيعة ونزول الملئكة عليهم تحت عناوين كثيرة في أبواب شتى ،فنبدأ
بسرد عناوين البواب والروايات:
الباب ال سادس ع شر من الجزء الثا من في أم ير المؤمن ين أن ال ناجاه بالطائف وغير ها
ونزل بينهما جبريل.
وروى تحته روايات عشرا ،منها:
"عن حمران بن أعين قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك ،بلغني أن ال
تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلم؟
قال :أ جل! قد كان بينه ما مناجاة بالطائف نزل بينه ما جبر يل" [ب صائر الدرجات ال كبرى
الجزء الثامن الباب السادس عشر ص -430ط إيران].
وروي عن أبي نافع قال:
عليا يوم خيبر ،فتفل في عينيه وقال له :إذا أنت فتحتها فقف بين لما دعا رسول ال
الناس ،فإن ال أمرني بذلك .قال أبو رافع :فمضى علي عليه السلم وأنا معه ،فلما أصبح افتتح
خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف ،فقال الناس:
إن عليا عليه السلم ينا جي ربه ،فل ما م كث ساعة أمر بانتهاب المدينة ال تي فتحها ،قال
أبو رافع :فأتيت رسول ال ،فقلت :إن عليا عليه السلم وقف بين الناس كما أمرته ،قال قوم
منهم:
إن ال ناجاه ،فقال :ن عم يا را فع! إن ال ناجاه يوم الطائف ويوم عق بة ويوم حن ين ،ويوم
غُسّلَ رسول ال [بصائر الدرجات الكبرى ص .]431
وهذا ل يس من اخت صاصات علي ر ضي ال ع نه ح سب معت قد الشي عة ،بل يشار كه في ها
غيره من الئمة الثنى عشر كما يصرح بذلك القوم ،ومنها ما رواه الصفار في الجزء التاسع
من كتابه تحت عنوان (الباب الخامس عشر في الئمة عليهم السلم أن روح القدس يتلقاهم إذا
احتاجوا إليهم) وروى تحته ثلثة عشر حديثا عن أسباط عن أبي عبد ال جعفر أنه قال:
"قلت :تسألون عن الشيء فل يكون عندكم علمه؟
قال :ربما كان كذلك.
قلت :كيف تصنعون؟
قال :تلقانا به روح القدس" [بصائر الدرجات لل صفار الباب الخامس عشر الجزء التاسع
ص .]471
وكذلك أوحينا إليك روحا ثم بوب بابا آخر بعنوان (باب الروح التي قال ال في كتابه:
وفي الئمة يخبرهم ويسددهم ويوفقهم). من أمرنا ،إنها في رسول ال
وذكر تحته خمشة عشر خبرا ،منها ما رواه عن أبي بصير قال:
"قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك عن قول ال تبارك وتعالى:
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمان ولكن جعلنه
نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط ال الذي له ما في
السماوات وما في الرض أل إلى ال تصير المور [ .سورة الشورى – 52وما بعدها] .قال:
يخبره ويسدده، يا أبا محمد :خلق وال أعظم من جبرئيل وميكائيل ،وقد كان مع رسول ال
و هو مع الئ مة ي خبرهم وي سددهم" [ب صائر الدرجات ال كبرى لل صفار الباب ال سادس ع شر من
الجزء التاسع ص .]475
وروى م ثل هذا الكلي ني في كاف يه ت حت عنوان (باب الروح ال تي ي سدد ال ب ها الئ مة
عليهم السلم) عن أسباط بن سالم قال :سأل رجل من أهل هيت أبا عبد ال عليه السلم عن
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ..فقال: قول ال عز وجل:
ما صعد إلى السماء ،وإنه لفينا – "منذ أن أنزل ال عز وجل ذلك الروح على محمد
وفي رواية :كان مع رسول ال يخبره ويسدده ،وهو مع الئمة من بعده" [الكافي في الصول
كتاب الحجة ج 1ص 273ط طهران].
هذا ول قد أورد ال صفار الث قة الجل يل ال صدوق لدى الشي عة روا ية أخرى ت حت باب ( ما
ي سأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عند هم ازداده أو روا ية فأ خبر ب سر وإن ذلك
من الروح):
"عن عبد ال بن طلحة قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
عن العلم الذي تحدثونا به أمن صحف عندكم أم من رواية أخبرني يا ابن رسول ال
يرويها بعضكم عن بعض أو كيف حال العلم عندكم؟ قال:
يا عبد ال! المر أعظم من ذلك وأجل ،أما تقرأ كتاب ال؟.
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب قلت :بلى! قال :أما تقرأ:
أفترون أنككه كان فككي حال ل يدري مككا الكتاب ول اليمان؟ قال :قلت :هكذا ول اليمان
نقرؤ ها! قال :ن عم ،قد كان في حال ل يدري ما الكتاب ول اليمان ح تى ب عث ال تلك الروح
فعلمه بها العلم والفهم ،وكذلك تجري تلك الروح إذا بعثها ال إلى عبد علمه بها العلم والفهم –
وفي رواية :تعرض بنفسه عليه السلم (أي أراد من العبد نفسه)" [بصائر الدرجات الباب السابع
عشر من الجزء التاسع ص .]479 ،478
وي سألونك عن الروح قل الروح وعنون بابا آ خر بعنوان (باب الروح ال تي قال ال:
وأهل بيته عليهم السلم يسددهم [ :سورة السراء – ]85إنها في رسول ال من أمر ربي
ويوفقهم ويفقههم).
وذكر تحته اثنى عشر حديثا ،منها ما رواه عن أبي بصير قال:
ي سألونك عن الروح قل الروح من أ مر ر بي " سمعت أ با ع بد ال عل يه ال سلم يقول:
،وهو مع قال :ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد
الئمة يسددهم" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن عشر من الجزء التاسع ص .]481
وأورد هذه الروايات الكلي ني في (الكا في) عن أ بي ب صير أيضا وغيره بل فظ" :و هو من
الملكوت" [الكافي كتاب الحجة باب الروح الذي يسدد ال به الئمة ج 1ص .]273
ينزل الملئككة ثكم عقكد الصكفار بابا آخكر (باب فكي الروح التكي قال ال عكز وجكل:
بالروح مكن أمره [ . ..سكورة النحكل – ]2وهكي تكون مكع النكبياء والوصكياء) [انظكر الباب
التاسع عشر من الجزء التاسع ص .]483
وذ كر تح ته روايات عديدة .ك ما بوّب بابا آ خر بعنوان (باب في المام أ نه يعلم ال ساعة
التي يمضي فيها وما يزاد في الليل والنهار ول يوكّل إلى نفسه).
وأورد تحته تسع روايات [انظر الباب العشرين من الجزء التاسع ص .]484
وقبكل أن ننتقكل إلى الجزء الخكر مكن هذا الكتاب نريكد أن نذككر أنكه مكا مكن كتاب فكي
الخبار والروايات والحد يث ع ند الشي عة إل وف يه أبواب م ستقلة بم ثل هذه البواب ال تي بوب ها
ال صفار ،وأورد أ صحابها تلك الروايات بعين ها أو مثيلت ها ال تي أورد ها ال صفار في (ب صائر
الدرجات) ،من المتقدمين والمتأخرين.
فمثلً يعقد الحر العاملي بابا في كتابه (الفصول المهمة في أصول الئمة) جاء فيه :إن
الملئ كة ينزلون ليلة القدر إلى الرض وي خبرون الئ مة علي هم ال سلم بجم يع ما يكون في تلك
السنة من قضاء وقدر ،وإنهم يعلمون كل علم النبياء عليهم السلم.
ثم سرد تح ته روايات كثيرة في هذا المع نى [ان ظر كتاب الف صول المه مة في أ صول
الئمة باب 94ص .]145
ك ما أ نه ع قد أبوابا أخرى لبيان هذه العقيدة الواض حة ال صريحة الثاب تة لدى الشي عة م ثل
غيره من محدثي الشيعة ومتكلميهم ،ونحن نورد بعضا منها في خاتمة الكلم.
ول قد بوب ال صفار أبوابا عديدة في الجزء الثا من من كتا به لبيان أن أئ مة الشي عة يو حى
إليهم ،ويتنزل عليهم الملئكة.
فإنه عنون الباب التاسع من الجزء الثامن بعنوان (باب ما تزاد الئمة ويعرض على كل
من كان قبلهم من الئمة ،رسول ال ومن دونه من الئمة عليهم السلم).
وروى تحته أحد عشر حديثا ومنها ما رواه عن سماعة بن مهران قال:
"قال أبو عبد ال عليه السلم :إن ل عالمين ،عالما أظهر عليه ملئكته ،وأنبياءه ورسله،
فما أظهر عليه ملئكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه ،وعالما استأثر به ،فإذا بدا ل في شيء منه
أعلمناه ذلك ،وعرض على الئ مة الذ ين كانوا من قبل نا" [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب التا سع
من الجزء الثامن ص .]414
وفي باب آخر بعنوان (باب في الئمة أنهم يزادون في الليل والنهار ،ولول ذلك لنفد ما
عندهم) سرد ثماني روايات ،منها ما رواه عن أبي حمزة الثمالي قال:
فقكد أعطاه أميكر المؤمنيكن بعده ،ثكم "قلت :جعلت فداك ككل مكا كان عنكد رسكول ال
الحسن بعد أمير المؤمنين عليه السلم ،ثم الحسين ،ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة؟
قال :نعم ،مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ،إي وال ..وفي كل ساعة"
[بصائر الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء الثامن ص .]415
وما رواه عن بشر بن إبراهيم أنه قال:
"ك نت جال سا ع ند أ بي ع بد ال عل يه ال سلم إذ جاءه ر جل ف سأله عن م سألة؟ فقال :ما
عندي فيها شيء ،فقال الرجل :إنا ل وإنا إليه راجعون ،هذا المام مفترض الطاعة سألته عن
م سألة فز عم أ نه ل يس عنده في ها ش يء ،فأ صغى أ بو ع بد ال عل يه ال سلم أذ نه إلى الحائط كأن
إنسانا يكلمه ،فقال:
أين السائل عن مسألة كذا وكذا؟ وكان الرجل قد جاوز أسكفة (عتبة) الباب .قال :هاأنذا،
فقال :القوم فيها هكذا .ثم التفت إلي فقال:
لول نزاد لن فد ما عند نا" [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب العا شر من الجزء الثا من ص
.]416
ثم أورد بابا آخر (باب في الئمة أنهم يعرفون بالخبار من هو غائب عنهم).
و سرد تح ته روايات عديدة [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب الحادي عا شر ص 416و ما
بعد].
وبالمناسكبة مكا دمنكا أوردنكا روايات وذكرنكا أبوبا مكن (بصكائر الدرجات الككبرى) لثقكة
الشيعة بالئمة وعظيم تقديرهم لوصاف الئمة نريد أن نذكر بابا آخر عقده في آخر جزء من
هذا الكتاب لطراف ته ولو أ نه ل عل قة له بموضوع نا رأ سا ،و هو باب عنو نه بعنوان (باب في
ركوب أمير المؤمنين عليه السلم السحاب ،وترقيه في السباب والفلك).
وأطرف مكن ذلك أن المعلق على الكتاب وهكو علمكة الشيعكة وحجتهكم ميرزه محسكن،
علق على العنوان بقوله:
ول يخفى ما في عنوان الباب فإنه ل يختص بعلي عليه السلم بل به ،وبالحجة المنتظر
عليهمكا السكلم" [بصكائر الدرجات الككبرى الباب الخامكس عشكر مكن الجزء الثامكن ص ،428
وهامش رقم 1أيضا].
وروى تحت هذا الباب روايات عديدة ،منها ما روي عن أبي جعفر أنه قال:
"أما إن ذا القرنين قد خير السحابين ،فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب .قلت :وما
الصعب؟
قال :ما كان من سحاب ف يه ر عد وبرق و صاعقة ف صاحبكم يرك به ،أ ما إ نه سيركب
السحاب ويرقى في السباب أسباب السماوات السبع ،خمسة عوامر واثنين خراب ،وفي رواية
أخرى :أسباب السماوات السبع والرضين السبع" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس عشر
من الجزء الثامن ص .]429
ونرجع إلى موضوعنا فنقول :إن الصفار أدرج في الجزء السابع من الكتاب أيضا أبوابا
كثيرة في هذا الموضوع ،وسرد تحتها روايات كثيرة ،منها الباب الثاني بعنوان (باب في المام
بأنه إن شاء أن يعلم العلم لعلم).
منها ما رواه عن عمرو بن سعيد المدائني:
عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
"إذا أراد المام أن يعلم شيئا علمه ال ذلك" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الثاني من
الجزء السابع ص .]335
وبابا آخر بعنوان (ما يفعل بالمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم).
أورد تحته ثلث عشرة رواية .منها عن الحارث بن مغيرة أنه قال:
"قلت ل بي ع بد ال عل يه ال سلم :هذا العلم الذي يعل مه عالم كم أش يء يل قى في قل به أو
ين كت في أذ نه ،ف سكت ح تى غ فل القوم ،ثم قال :ذاك وذاك" [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب
الثالث من الجزء السابع ص .]337
وفكي روايكة :فقال :وحكي كوحكي أم موسكى ،وروايكة أخرى :وقكد يكونان معا" [بصكائر
الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص .]338 ،337
وعن النجاشي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال:
"فينا وال من ينقر في أذنه وينكت في قلبه وتصافحه الملئكة.
قلت :كان ،أو يكون ،أو اليوم؟
قال :بل اليوم.
قلت :كان ،أو اليوم؟
قال :بكل اليوم وال يكا ابكن النجاشكي حتكى قالهكا ثلثا" [بصكائر الدرجات الككبرى الباب
الثالث من الجزء السابع ص .]338
وباب آخر (باب فيه تفسير الئمة لوجود علومهم الثلثة وتأويل ذلك).
وروى تحته روايات منها ما رواها عن علي السائي قال:
"سألت الصادق عليه السلم عن مبلغ علمهم؟ فقال :مبلغ علمنا ثلثة وجوه :ماض وغابر
وحادث ،فأما الماضي فمفسر ،وأما الغابر فمزبور [أي مكتوب] .وأما الحادث فقذف في القلوب
ونقر في السماع وهو أفضل علمنا ول نبي بعد نبينا ،وفي رواية :وأما النقر في السماع فإنه
من الملك" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الرابع من الجزء السابع ص .]338
وباب آخر (باب في الئمة عليهم السلم محدثون مفهمون) ،وروى تحته ثماني روايات،
منها:
"عن الحكم بن عيينة قال :دخلت على علي بن الحسن يوما فقال لي :يا حكم ..هل تدري
ما ال ية ال تي كان علي بن أ بي طالب عل يه ال سلم يعرف ب ها صاحب قتله ويعلم ب ها المور
العظام التي كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم :فقلت في نفسي :قد وقفت على علم من علم علي
بن الح سين أعلم بذلك تلك المور العظام .قال :فقلت :ل وال! ل أعلم به ،أ خبرني ب ها يا ا بن
.قال: رسول ال
و ما أر سلنا من ر سول ول نبي ول محدث ،فقلت :وكان علي بن وال! قول ال:
أبي طالب محدثا؟
قال :نعم! وكل إمام منا أهل البيت فهو محدث" [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس
من الجزء السابع ص .]340 ،339
وفي الباب الذي يليه يبين من هو المحدث ،وما هو شأنه؟ بعنوان (باب في أن المحدث
كيف صفته؟ وكيف يصنع به؟ وكيف يحدث الئمة؟).
وأورد تحته ثلث عشرة رواية ،ومنها ما يرويها عن ابن أبي يعفور أنه قال:
"قلت لبي عبد ال عليه السلم :إنا نقول :إن عليا عليه السلم لينكت في قلبه ،أو ينقر
في صدره وأذنه؟
قال :إن عليا عل يه ال سلم كان محدثا .قال :فل ما أكثرت عل يه قال :إن عليا عل يه ال سلم
كان يوم بني قريظة وبني النضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه" [بصائر
الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص .]341
وروى عن علي بن الحسين أنه قال:
"علم علي عليه السلم في آية من القرآن وكتمنا الية .قال :اقرأ يا حمران فقرأت :وما
أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي .قال :فقال أبو جعفر عليه السلم :وما أرسلنا من قبلك من
رسول ول نبي ول محدث .قلت :وكان علي عليه السلم محدثا؟
قال :ن عم! فجئت إلى أ صحابنا ،فقلت :قد أ صبت الذي كان الح كم يكتم نا .قال :قلت :قال
أ بو جع فر عل يه ال سلم كان يقول :علي عل يه ال سلم محدث ،فقالوا لي :ما صنعت شيئا ..أل
سألته من يحدثه؟
قال :فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر عليه السلم فقلت :أليس حدثني أن عليا عليه السلم
كان محدثا؟
قال :بلى! قلت :من يحدثه؟
قال :ملك يحدثه .قال :قلت :أقول :إنه نبي أو رسول؟
قال :ل .قال :بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ،ومثله مثل ذي القرنين"
[بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص .]344
وباب آخر ( باب من يلقى شيء بعد شيء يوما بيوم وساعة بساعة مما يحدث).
وروى تحته عن ضريس أنه قال:
"ك نت مع أ بي ب صير ع ند أ بي جع فر عل يه ال سلم ،فقال له أ بو ب صير :بم يعلم عالم كم
جعلت فداك؟
قال :يا أبا محمد! إن عالمنا ل يعلم الغيب ،ولو وكل ال عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم
ول كن يحدث إل يه ساعة ب عد ساعة" [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب ال سادس من الجزء ال سابع
ص .]345
وروى أيضا عن أبي بصير قال:
"قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك ،أي شيء هو العلم عندكم؟ قال :ما يحدث
بالل يل والنهار وال مر ب عد ال مر والش يء ب عد الش يء إلى يوم القيا مة ،و في روا ية أخرى :ما
يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السابع من الجزء
السابع ص .]345
وعن علي عليه وباب آخر (باب في الئمة عليهم السلم ورثوا العلم عن رسول ال
السلم ،وإن العلم يقذف في صدورهم وينكت في آذانهم).
وأورد تحته تسع روايات.
و في الجزء ال سادس روى روا ية في (باب في أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم أن ال نبي
علمه العلم كله ،وشاركه في العلم ولم يشاركه في النبوة).
عن حمران أنه قال:
"قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك :قد بلغني أن ال قد ناجى عليا؟ قال :أجل!
قكد كان بينهمكا مناجاة بالطائف ونزل بينهمكا جبريكل ،وقال :إن ال علم رسكوله الحلل والحرام
عليا عليه السلم علمه كله" [بصائر الدرجات الكبرى الباب العاشر والتأويل ،فعلم رسول ال
من الجزء السادس ص .]311
وعلى ذلك ذككر فكي الجزء الرابكع مكن كتابكه (باب فكي أن الئمكة يخاطبون ويسكمعون
الصوت ويأتيهم صور أعظم من جبريل وميكائيل) عن أبي عبد ال أنه قال:
"إنا لنزاد في الليل والنهار ،ولو لم نزد لنفد ما عندنا ،قال أبو بصير :جعلت فداك من
يأتيكم به؟
قال :إن منا من يعاي ،وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت ،وإن منا لمن يسمع بأذنه
وقعا كوقع السلسلة في الطست .قال :فقلت له :من الذي يأتيكم بذلك؟
قال :خلق أعظم من جبريل وميكائيل" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السابع من الجزء
الخامس ص .]252
وكذلك روي في الباب الثامن من هذا الجزء بعنوان (باب في المام أنه تراءى له جبريل
وميكائيل وملك الموت).
وروي ت حت روايات "أن جعفرا وأباه البا قر جاءه ما جبر يل وملك الموت ب صورة ش يخ
طويكل جميكل أبيكض الرأس واللحيكة ،ورجكل أدم حسكن الوجكه والشيمكة وكان الول جبريكل،
والثا ني ملك الموت" [ب صائر الدرجات ال كبرى الباب الثا من من الجزء الخا مس ص 253وص
254الرواية الولى والثالثة].
وعلى ذلك ينكص القوم بأن أئمتهكم أفضكل مكن جميكع النكبياء بمكا فيهكم أولو العزم مكن
الرسل وأعلم منهم ،كما بوب صاحبنا هذا محمد بن الحسن الصفار (باب في أمي المؤمنين عليه
السلم وأولو العزم أيهم أعلم) [بصائر الدرجات الكبرى الباب الخامس من الجزء الخامس ص
.]247
كما أن الحر العاملي بوب بابا بعنوان (إن النبي والئمة الثنى عشر عليهم السلم أفضل
من سائر المخلوقات من ال نبياء والو صياء ال سابقين ،والملئ كة وغير هم ،وإن ال نبياء أف ضل
من الملئكة) [الفصول المهمة في أصول الئمة باب 101ص .]151
وا بن بابو يه الق مي المل قب ب صدوق الشي عة بوب بابا في كتا به بعنوان (أفضل ية ال نبي
والئمة على جميع الملئكة والنبياء عليهم السلم) [عين أخبار الرضا ج 1ص .]262
ول يخلو كتاب من كتب الشيعة إل وفيه أبواب متشابهة في هذا المعنى.
وقد سردوا تحتها روايات أكثر من أن تحصى حسب تعبير محدث الشيعة الحر العاملي
[انظر الفصول المهمة ص .]154
منها ما رووا عن أبي جعفر أنه قال لحد أتباعه" :يا عبد ال! ما تقول الشيعة في علي
عل يه السلم وموسى وعي سى [ان ظر قوة القوم وإ ساءة أدبهم في حق أنبياء ال ور سله حيث ل
يستعملون اسم واحد من أئمتهم إل ويعقبونه بكلمة عليه السلم ،وإنما يذكرون أنبياء ال ورسله
فيبخلون بالصلة والسلم عليهم]؟ قال:
قلت :جعلت فداك ،وعن أي حالت تسألني؟
قال :أسألك عن العلم ،فأما الفضل فهم سواء.
قال :قلت :جعلت فداك ،فما عسى أقول فيهم.
فقال :هو وال أعلم منهما" [بصائر الدرجات الباب الخامس من الجزء الخامس ص ،248
الفصول المهمة ص .]151
ورووا عن ابنه جعفر أنه قال:
"إن ال خلق أولي العزم من الر سل وفضل هم بالعلم ،وأورث نا علم هم وفضل هم ،وفضل نا
وعلم هم" [ب صائر ما لم يعلموا ،وعلمنا علم ر سول ال علي هم في علم هم ،وعلم ر سول ال
الدرجات ص ،248الفصول المهمة ص .]152
وهناك باب آخر بعنوان (باب أن الئمة عليهم السلم أفضل من موسى والخضر عليهما
السلم).
ثم روى تحته روايات عديدة ،منها ما رواه عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال:
لقد سأل موسى العالم (يعني الخضر) مسألة لم يكن عنده جوابها ،ولقد سأل العالم موسى
مسألة لم يكن عنده جوابها ،ولو كنت بينهما لخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته ،ولسألتهما
عن مسألة ل يكون عندهما جوابها" [بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء الخامس
ص .]250
هذا وإننكا لنرى بأن مكا أوردناه مكن البواب وسكردناه مكن الروايات يكفكي لبيان الحكق
والحقي قة ،والمعتقدات ال صيلة الشيع ية في أئمت هم حول نزول الو حي والملئ كة علي هم ،وأ نه ل
فرق بينهم وبين أنبياء ال ورسله حيث أنهم يخاطبون ويكلمون ،ويقذف في قلوبهم ،ويلقى في
مسامعهم ،وتنزل عليهم الملئكة ،جبرئيل ومن دونه وفوقه ،ويناجيهم الرب جل وعل – تعالى
ال عمكا يقولون علوا ككبيرا – ول نريكد إكثار الروايات المملة فكي هذا الموضوع مكع وجود
أضعاف الضعاف منها في (بصائر الدرجات) وغيره من الكتب المعتبرة الموثقة المعتمدة [ومن
أراد السكتزادة فعليكه أن يرجكع إلى كتكب التفسكير والحديكث فإنهكا مليئة بمثكل هذه الخرافات
والترهات] لدى الشيعة ،كما نريد أن نبين ههنا أنه لم يكن اختيارنا كتاب (بصائر الدرجات) هذا
لبيان معتقدهم في نزول الوحي والملئكة على أئمتهم مع وجود هذه الروايات في كتب الحديث
والتفسير الخرى إل أن صاحب (البصائر) وهو الصفار من أقدم المحدثين الشيعة وشيخ مؤلفي
الصحاح الربعة أو شيخ شيخهم.
وأيضا فإن هذا الكتاب لم يؤلف إل لسكرد الروايات الشيعيكة مكن الئمكة المعصكومين
المزعوميكن فكي فضائلهكم ،وإننكا لندرك أننكا أكثرنكا الروايات فكي هذا البحكث خلف البحوث
المتقدمة لننا لم نورد هذا المبحث وهذه الروايات في كتبنا الربعة عن الشيعة [الشيعة والسنة،
والشي عة وأ هل الب يت ،والشي عة والقرآن ،والشي عة والتش يع فرق وتار يخ] ول نه م هم في ف هم
أصول الشيعة وعقائدهم.
وجلء للحق الذي هو واضح وجلي مما سبق نريد أن نذكر بعض العناوين للبواب التي
ذكرها الكليني في (الصول من الكافي) في هذا الخصوص فقط .وفي كتاب الحجة ل غير كي
ل تبقى شبهة لشاك ول ريب لمرتاب.
فهذه بعض عناوين البواب من كتاب الحجة في (الصول من الكافي) :
باب طبقات النبياء والرسل والئمة.
باب أن الئمة ولة أمر ال وخزنة علمه.
باب أن الئمة خلفاء ال عز وجل في أرضه ،وأبوابه التي منها يؤتى.
باب أن الئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملئكة.
باب عرش العمال على النبي والئمة.
باب أن الئمة ورثوا علم النبي وجميع النبياء والوصياء الذين من قبلهم.
باب أن الئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند ال عز وجل وأنه يعرفونها على
اختلف ألسنتهم.
باب ما عند الئمة من آيات النبياء.
باب في أن الئمة يزدادون في ليلة الجمعة.
باب لول أن الئمة يزدادون لنفد ما عندهم.
باب أن الئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملئكة والنبياء والرسل.
باب أن الئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
باب أن الئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه ل يخفى عليهم الشيء.
باب أن ال عكز وجكل لم يعلم نكبيه علما إل أمره أن يعلمكه أميكر المؤمنيكن ،وأنكه كان
شريكه في العلم.
باب أن الئمة محدثون مفهمون.
باب فيه ذكر الرواح التي في الئمة.
باب الروح التي يسدد ال بها الئمة.
باب أن الئمكة لم يفعلوا شيئا ول يفعلون إل بعهكد مكن ال عكز وجكل وأمكر منكه ل
يتجاوزونه.
باب أن الئمة تدخل الملئكة بيوتهم ،وتطأ بسطهم ،وتأتيهم بالخبار ،وهذا آخر ما أردنا
ثبته في هذا الباب.
وإن في ذلك لعبرة لولي اللباب.
الباب الخامس
الشيعة الثنا عشرية وعقائدهم
الفصل الول
الرجعة
من الفكار اليهودية المدسوسة بين المسلمين وال تي تولى كبر إثمها ابن اليهودية .البار
ب ها ع بد ال بن سبأ ..فكرة الرج عة ،أي رجوع الموات ق بل الب عث والنشور ع ند ظهور القائم
الشيعكي المعدوم المزعوم ،مكن أئمتهكم وأتباعهكم ،مكع أعدائهكم ومخالفيهكم لينتقموا منهكم ويشفوا
صدورهم كما ذكر المجلسي خاتمة محدثي الشيعة:
ويرجع للدنيا يوم ظهور حضرة القائم عليه السلم مَن َمحَض اليمان محضا أو محض
الك فر محضا ،فير جع أعداؤه لين تم من هم في هذا العالم ويشاهدون من ظهور كل مة ال حق وعلو
كلمة أهل البيت ما أنكروه عليهم ،فتكون رجعة الكفار لينالهم عقاب شديد" [حياة القلوب للمجلس
ج 3فصل 35ص 303نقلً عن (عقيدة الشيعة) لدونالدس ط عربي].
وهذا العتقاد كاد أن يكون من المج مع عل يه ع ند الشي عة ،ل خلف بين هم في ذلك ،ولم
يشذ فيه أحد ممن يعتد به ويعتمد على قوله كما ذكر الحر العاملي مستدلً على صحة الرجعة
وإمكان ها ووقوع ها .بإجماع جم يع الشي عة المام ية وإطباق الشي عة الث نى عشر ية على صحة
اعتقاد الرجعة فل يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين ول اللحقين ،وقد علم دخول
و عن الئ مة علي هم ال سلم، المع صوم في هذا الجماع بورود الحاد يث الواردة عن ال نبي
الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة حتى إنه قد ورد ذلك عن صاحب الزمان محمد بن الحسن
المهدي عل يه ال سلم في التوقيعات الواردة ع نه وغير ها مع قلة ما ورد ع نه في م ثل ذلك من
ن سبة ما ورد عن آبائه علي هم ال سلم" [اليقاظ من الهج عة بالبرهان على الرج عة لل حر العاملي
صاحب (وسائل الشيعة) ص 34ط المطبعة العلمية – قم – إيران].
وم ثل ذلك ذكره أيضا مف سر الشي عة القد يم أ بو علي الطبر سي في تف سيره ت حت قول ال
واستدل بهذه الية ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون عز وجل:
على صحة الرج عة من ذ هب إلى ذلك من المام ية بأن قال :إن دخول من في الكلم يو جب
التبعيكض ،فدل ذلك على أن اليوم المشار إليكه فكي اليكة يحشكر فيكه قوم دون قوم ،وليكس ذلك
..وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا . صفة يوم القيامة ،الذي يقول فيه سبحانه:
في أن ال سيعيد عند قيا المهدي "وقد تظاهرت الخبار عن أئمة الهدى من آل محمد
قوما ممكن تقدم موتهكم مكن أوليائه وشيعتكه ليفوزوا بثواب نصكرته ومعونتكه ويبتهجوا بظهور
دولته ،ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل
على أيدي شيع ته والذل والخزي ب ما يشاهدون من علو كلم ته ..على أن جما عة من المام ية
تأولوا ما ورد من الخبار في الرجعة على رجوع الدولة والمر والنهي دون رجوع الشخاص
وإحياء الموات ،وأولوا الخبار الواردة فكي ذلك لمكا ظنوا أن الرجعكة تنافكي التكليكف .وليكس
ذلك ،ل نه ل يس في ها ما يل جئ إلى ف عل الوا جب والمتناع من القب يح والتكل يف ي صح مع ها ك ما
يصكح مكع ظهور المعجزات الباهرة واليات القاهرة كفلق الب حر وقلب الع صا تعبانا و ما أشبكه
ذلك ،ولن الرج عة لم تث بت بظوا هر الخبار المنقولة فيتطرق التأو يل علي ها ،وإن ما المعول في
ذلك على إجماع الشي عة المام ية وإن كا نت الخبار تعضده وتؤيده" [تف سير مج مع البيان ل بي
علي الطبرسي ج 4ص .]235 ،234
وقبله قال بهذا القول الشر يف المرت ضى المل قب ع ند الش عة بعلم الهدى في جواب أ سئلة
سئل بها عن حقيقة الرجعة فأجاب:
"بأن الذي تذهب إل يه الشي عة المام ية أن ال تعالى يع يد ع ند ظهور المهدي قوما ممن
تقدم موته من شيعته وقوما من أعدائه" [انظر أعيان الشيعة ج 1الجزء الول ص 132الطبعة
الولى دمشق].
وقبله ش يخ المرت ضى وإمام متكل مي الشي عة وفقهائ ها ،مح مد بن النعمان المل قب بالمف يد
قال:
اتف قت المام ية على وجوب رج عة كث ير من الموات إلى الدن يا ق بل يوم القيا مة" [ان ظر
أوائل المقالت ص .]52
وقال في موضع آخر في مقالته تحت عنوان (القول في الرجعة):
أقول :إن ال تعالى يرد قوما من الموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ،فيعز
منهم فريقا ويذل فريقا ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين ،وذلك عند
قيام مهدي آل محمد عليهم السلم وعليه السلم.
وأقول :إن الراجعيكن إلى الدنيكا فريقان :أحدهمكا مكن علت درجتكه فكي اليمان وكثرت
أعماله ال صالحات وخرج من الدن يا على اجتناب الكبائر والموبقات ،فير يه ال عز و جل دولة
الحق ويعزه بها ويعطيه من الدنيا ما كان يتمناه ،والخر من بلغ الغاية في الفساد وانتهى في
خلف المحقين إلى أقصى الغايات وكثر ظلمه لولياء ال واقترافه السيئات ،فينتصر ال تعالى
لمن تعدى قبل الممات ويشفي غيظهم منه بما يحله من النقمات ،ثم يصير الفريقان من بعد ذلك
إلى الموت ومكن بعده إلى النشور ومكا يسكتحقونه مكن دوام الثواب والعقاب ،وقكد جاء القرآن
بصحة ذلك ،تظاهرت به الخبار ،والمامية بأجمعها عليه إل شذاذ منهم تأولوا ما ورد فيه مما
ذكرناه على وجه يخالف ما وصفناه" [أوائل المقالت ص .]90
ون قف ه نا بر هة ي سيرة لنل قي نظرة على مغال طة الدكتور وا في سواء و قع في ها أو أراد
إيقاع الناس فيها حيث كتب تحت عنوان الرجعة:
"للرجعة في عقيدة الشيعة الجعفرية مظهران:
النوع الول :مكن الرجعكة فكي عقائدهكم وهكو رجوع المام المهدي بمعنكى ظهوره مكن
مخبئه وهو موضع اتفاق عندهم ،بل هو عماد مذهبهم.
وأ ما النوع الثا ني :و هو رج عة البرار والشرار رج عة مؤق تة فل يس من العقائد المت فق
عليها عندهم ،بل إن كثيرا منهم لينكر هذا النوع من الرجعة" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]57
ثم كتب في الهامش :ان ظر أوائل المقالت وتصحيح العتقادات للش يخ المف يد ،وهو من
كبار شيوخهم" [الهامش رقم .]47
ويتلخص ردنا في النقاط التالية:
أولً :إن ال سيد الدكتور ل يدري إطلقا مذ هب الشي عة الجعفر ية في الرج عة ح يث قال:
"إن رجعة البرار والشرار رجعة مؤقتة فليس من العقائد المتفق عليها عندهم .بل إن كثيرا
من هم لين كر هذا النوع من الرج عة" لن نا ك ما ذكر نا سابقا وك ما ن حن ب صدد ذكره أن الشي عة
الجعفريكة أو الماميكة أو الثنكى عشريكة كلهكم تقريبا متفقون على هذه العقيدة مكن أعيانهكم
وكبرائهم ومشائخهم من المحدثين والمفسرين والفقهاء والكلميين.
وعلى ذلك قال الحر العاملي:
"فل يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين واللحقين ،وقد علم دخول المعصوم
في هذا الجماع" [انظر اليقاظ من الهجعة ص .]34
وبذلك قال صدوق الشي عة ورئ يس محدثي هم ا بن بابو يه الق مي في كتا به الكل مي ت حت
عنوان (باب العتقاد في الرجعة):
"اعتقادنا يعني معشر المامية في الرجعة أنها حق" [نقلً عن كتاب الهجعة ص .]40 ،39
وقال المل باقر المجلسي صاحب (بحار النوار) بعد سرد الخبار الكثيرة عن الرجعة:
اعلم يا أخي أني ل أظن أنك قد ترتاب بعد ما مهدت وأوضحت لك بالقول في الرجعة
ال تي أجم عت عل يه الشي عة في جم يع الع صار واشتهرت بين هم كالش مس في رابعات النهار..
وك يف ي شك مؤ من بأحق ية الئ مة الطهار في ما تواترت عن هم من مائ تي حد يث روا ها ن يف
وأربعون من الثقات العظام والعلماء العلم في أز يد من خم سين من مؤلفات هم" [بحار النوار
للمجلسي ج 13ص 225الطبعة الولى المنقول من كتابنا (الشيعة والتشيع) ص .]360
ومثل ذلك قال الحر العاملي:
"ومما يدل على ثبوت الجماع اتفاقهم على أحاديث الرجعة حتى إنه ل يكاد يخلو منه
كتاب من كتب الشيعة ،ول تراهم يضعفون حديثا واحدا منها ،ول يتعرضون لتأويل شيء منها،
فعلم أن هم يعتقدون مضمون ها لن هم يضعفون كل حد يث يخالف اعتقاد هم أو ي صرحون بتأويله
و صرفه عن ظاهره" [اليقاظ من الهج عة لل حر العاملي المتو فى عام ( 1104الباب الثا ني في
الستدلل على صحة الرجعة) ص .]43 ،42
وقال أيضا:
"وممكا يدل على ذلك أيضا كثرة النصكوص الصكريحة الموجودة فكي الكتكب الربعكة
وغيرها من الكتب المعتمدة ..ما يزيد على سبعين كتابا قد صنفها عظماء المامية" [ص 43وما
بعدها].
وهذا يدل على أن السيد الدكتور مع ادعائه معرفة مذهب الشيعة ل يعرف عنه شيئا.
أو . . .وإن بعض الظن إثم!!!
ثانيا :إن الدكتور وا في ك تب على ها مش الكلم :أوائل المقالت للش يخ المف يد و هو من
كبار شيوخهم :كأنه يريد أن يفهم القارئ بأن هذا الكلم منقول عن المفيد الذي له مرتبته وشأنه
لدى الشيعة.
ول أدري كيف أبرر له موقفه هذا ،وأجد له المعاذير؟.
مع العبارة الصريحة التي نقلناها عن المفيد التي ل غموض فيها ول إشكال" ،هل السيد
الدكتور عجز عن فهم كلم المفيد ،الذي يفهمه الصغير والكبير" بل صعوبة أو مشقة؟
أم أن السيد الدكتور لم يعرف عن كتاب المفيد إل اسمه ،وذكر كتابه دون أن يراجعه أو
ينظر ما فيه؟
أم علم وقرأ ولكنه ..معاذ ال أن يذهب بي الخيال إلى ما يريد أن يذهب إليه!.
وكلم المفيد واضح جلي كما ذكرناه آنفا والذي قال في آخره:
"وقد جاء القرآن بصحة ذلك وتظاهرت به الخبار ،والمامية بأجمعها عليه ،إل شذاذ
منهم تأولوا ما ورد فيه مما ذكرناه على وجه يخالف ما وصفناه" [أوائل المقالت للمفيد ص ،89
.]90
وبعكد هذا ل أسكتيطع أن أعلل كلم الدكتور الذي قال فيكه" :إن رجعكة البرار والشرار
رج عة مؤق تة ،فل يس من العقائد المت فق علي ها عند هم ،بل إن كثيرا من هم لين كر هذا النوع من
الرجعة :ثم ينسب الكلم إلى (أوائل المقالت) للمفيد.
وإن دلّ هذا على شيكء فإنمكا يدلّ على أن السكيد الدكتور ومكن حذا حذوه ممكن تأثروا
بدعوة التقر يب في م صر يجهلون مذ هب الشي عة وعقائد هم ،ول يعلمون ع نه وعن ها شيئا مع
ادعائهكم العلم والمعرفكة ،ول يرددون إل كلمات ألقيكت فكي مسكامعهم مزورة مموهكة مكن قبكل
المخادعين الماكرين [ويؤيد ذلك أيضا ما سمعته من شريط أر سل إلى قريبا لحد كبار الكتاب
في مصر والدعاة إلى السلم ،الذي نحسن الظن فيه حيث أنه ردد فيه مثل تلك الكلمات وبرأ
ساحة الشيعة من كثير من المعتقدات التي يعتقدونها هم ،وخطأ ناسا يتهمونهم باعتقاد التحريف
في القرآن وعدم العتماد على السنة ،وتكفير صحابة النبي وإتيان الفواحش باسم المتعة ،وقال:
إنها تهم باطلة بتهمهم بها جاهل غير عالم :مع أن حضرته نفسه جاهل في هذا عالم في غيره.
و ما أق بح أن يدا فع عالم من علماء ال سنة وعلم من أعلم ها ،ويبيح الصلة خلف هم ،و هم
الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين ويغلظون فيهم القول – كما سيأتي بيانه
– وك ما بيناه مف صلً في كتاب نا (الشي عة وأ هل ال سنة) ول يؤمنون بالقرآن ول بال سنة النبو ية،
وينكرون العقائد السكلمية الصكحيحة ويؤمنون بالفكار التكي أسكستها ووضعتهكا لهكم اليهوديكة
الثيمة .فإنا ل وإنا إليه راجعون .وإلى ال المشتكى.
أل يدري هذا العالم ومن يحذو حذوه أنه ل يوجد في الشيعة رجل واحد ،نعم رجل واحد
يدا فع عن ال سنة وأ سلفهم هذا الدفاع المم يت في بلد هم ،بل ل يو جد أ حد من هم يقول ل هم :ل
تسبوا أصحاب رسول ال فإن قوما من المسلمين يتألمون من فعلكم هذا :بل يوجد فيهم من يقول
وهو محدثهم الكبير:
"وهؤلء (أي أ صحاب ر سول ال) نتقرب إلى ال تعالى ور سوله ببغض هم ،و سبهم،
وبغض من أحبهم" (وصول الخيار إلى أصول الخبار) لمحدث الشيعة حسين العاملي المتوفى
سنة 984ص ]164من الشيعة الذين ترددوا على مصر وعلى البلد السنية الخرى التي لم تبتل
بالتشيكع ،ولم يحتكج علماؤهكا ومفكروهكا إلى معرفكة هذه الديانكة التكي لم تؤسكس إل على أفكار
وآراء تعارض الراء ال سلمية وأفكار ها ال صحيحة الم ستقاة من كتاب ال و سنة ر سول ال،
والمبنية عليهما تماما.
ومعلوم أن نصكوص الكتاب والسكنة تخالف هذه العقيدة السكخيفة أيضا حيكث أن ل ثواب
ول عقاب ول جزاء ول عطاء ،ول حسكاب ول كتاب إل يوم القيامكة ،وهكو يوم الفصكل ويوم
الديكن ،يوم البعكث ويوم النشور ،ويوم الحشكر ،واليات القرآنيكة الناطقكة بهذه الحقائق الناصكعة
أكثر من أن تعد أو تحصى ،ومنها ما ذكر فيها حكاية عن المذنبين:
حتى إذا جاء أحده الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كل إنها
كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون * فإذا نفخ في الصور فل أنساب بينهم يومئذ
ول يت ساءلون * ف من ثقلت موازي نه فأولئك هم المفلحون * و من خ فت موازي نه فأولئك الذ ين
[سورة المؤمنون الية 99وما بعدها]. خسروا أنفسهم في جهنم خالدون
وهذه الية صريحة في معناها ل تحتمل التأويل أنه ليس بعد الموت إل البرزخ إلى يوم
البعث ،ويوم البعث هو اليوم الذي يفصل فيه بين الصالحين وغير الصالحين ،ويدخل أهل الجنة
الجنة وأهل النار النار.
وقال ال عز وجل مبينا خلقة النسان وما إليه يصير في كلمه المحكم:
ولقد خلقنا النسان من سلسة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا
النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
[سورة المؤمنون الية 12وما بعدها]. فتبارك ال أحسن الخالقين
وقال ال عز وجل حكاية عن الكفار وأهل النار:
وكانوا يقولون أئذا مت نا وك نا ترابا وعظاما أئ نا لمبعوثون * أ بو آباؤ نا الولون * قل
[سورة الواقعة الية 47وما بعدها]. إن الولين والخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم
وقال تعالى:
ز عم الذ ين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى ور بي لتعب ثن ثم لتنبؤن ب ما عمل تم وذلك على
ال ي سير * فآمنوا بال ور سوله والنور الذي أنزل نا وال ب ما تعملون خبير * يوم يجمع كم ليوم
الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بال ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من
تحت ها النهار خالد ين في ها أبدا ذلك الفوز العظ يم * والذي كفروا وكذبوا بآيات نا أولئك أ صحاب
[سورة التغابن الية 7وما بعدها]. النار خالدين فيها وبئس المصير
أي ل يكون البعث إل يوم الجمع للحساب والكتاب ويوم دخول الجنة والنار ،ل قبله.
ومثل ذلك قول ال عز وجل:
[سورة الحج الية .]7 وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من في القبور
أي ل يكون بعث من في القبور إل يوم القيامة.
. واليات في هذا المعنى كثيرة جدا ،وكذلك الحاديث الشريفة الثابتة عن رسول ال
وإنهكا أي مسكألة البعكث فكي الدنيكا تنافكي العقكل أيضا كمكا فصكل القول فيهكا فكي الكتكب
الكلمية.
ولكن الشيعة يعتقدون عكس ذلك ويقولون:
إذا آن قيام القائم ومطكر الناس فكي جمادى الخرة وعشرة أيام مكن رجكب مطرا لم يكر
الناس مثله ،فينبت ال به لحوم المؤمنين في أبدانهم في قبورهم ،فكأني أنظر إليهم مقبلين من
ق بل جهي نة ينفضون رءو سهم من التراب [الرشاد للمف يد ص ،363إعلم الورى للطبر سي ص
،462بحار النوار للمجلسي ج 13ص ،223الصراط المستقيم للنباتي ج 2ص .]251
ويقولون:
إن الحسكين عليكه السكلم يرجكع إلى الدنيكا مكع خمسكة وسكبعين ألفا مكن الرجال [النوار
النعمانية للجزائري ج 2ص .]99 ،98
وأيضا ما رووه عن جعفر أنه قال:
إن أمير المؤمنين عليه السلم يرجع مع ابنه الحسين عليه السلم رجعة ،وترجع معه بنو
أم ية ،معاو ية وآل معاو ية ،و كل من قاتله ،فيعذب هم بالق تل وغيره ،وير جع ال من أ هل الكو فة
ثلث ين ألفا ،و من سائر الناس سبعين ألفا ،ويتلقون في الحرب مع معاو ية في ذلك المكان ،ثم
يحيي هم ال سبحانه مرة فيعذب هم مع فرعون وآل فرعون ا شد العذاب ،ثم ير جع أم ير المؤمن ين
وجم يع ال نبياء علي هم ال سلم" [النوار النعمان ية للجزائري عل يه ال سلم مرة أخرى مع ال نبي
ص .]103
وأكثر من ذلك أنهم قالوا:
ل يبعث ال نبيا ول رسولً إل رد إلى الدنيا من آدم فهلم جرا حتى يقاتل بين يدي علي
بن أبي طالب عليه السلم" [تفسير العياشي ج 1ص ،281البرهان ج 1ص ،295وبحار النوار
وغيره].
هذا ولقد سردنا روايات كثيرة في هذا المعنى في كتابنا (الشيعة والتشيع فرق وتاريخ)،
ومن أراد الستزادة فليرجع إلى ذلك.
وهذا يدل على أن عقيدة الرج عة ع ند الشي عة من العقائد المت فق علي ها عند هم ،ويعدون ها
مكن ضروريات المذهكب كمكا صكرح بذلك الحكر العاملي [انظكر :اليقاظ مكن الهجعكة ص ،67
وتاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة لعبد ال فياض ص -170ط بيروت].
ونقلوا عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:
"ليس منا من لم يؤمن بكرتنا – رجعتنا – ويستحل متعتنا" [من ل يحضره الفقيه لبن
بابويه القمي ج 3ص ،458وتفسير الصافي للكاشاني 1ص .]347
وقد ألفوا لثبات هذه العقيدة كتبا كثيرة ،منها:
1111ه ،و(إثبات الرجعكة) لجمال (إثبات الرجعكة) للمل باقكر المجلسكي المتوفكى عام
الخوان ساري المتو فى سنة 1125ه ،و(إثبات الرج عة) للح سن الحلي من علماء الشي عة في القرن
السابع ،و(إثبات الرجعة) لبن المطهر الحلي المتوفى سنة 726ه ،و(إثبات الرجعة) لمير محمد
عباس الت ستري الهندي المتو فى سنة 1306ه ،و(إثبات الرج عة) لمل سلطان محمود من تلمذة
المجلسي ،و(إثبات الرجعة) لسليمان القطيفي المتوفى سنة 1266ه ،و(إثبات الرجعة) للفضل بن
شاذان النيسكابوري المتوفكى سكنة 260ه ،و(إثبات الرجعكة) ليحيكى البحرانكي ،و(إثبات الرجعكة)
للميرزا ح سن الق مي ،و(إثبات الرج عة) لمح مد ر ضا الطب سي ،و(المام ية والرج عة) لع بد ال
رزاق الهمدانكي ،و(اليقاظ مكن الهجعكة بالبرهان على الرجعكة) للحكر العاملي ،و(بشارة الفرج)
للمل فرج بن عاشور ،و(تفر يج الكر بة عن المنت قم ل هم في الرج عة) لمحمود ف تح ال الكاظ مي
المتو فى سنة 1058ه ،و(الجو هر المنضود في إثبات رج عة الموعود) لح مد بيان ال صفهاني،
و(حياة الموات ب عد الموت) لح مد البحرا ني المتو فى سنة 1131ه ،و(د حض البد عة من إنكار
الرجعة) لمحمد علي السنقري ،و(دلئل الرجعة) لغلم علي العقيقي ،و(الرجعة أحاديثها المنقولة
عن آل الع صمة) لح مد بن المح سن ،و(الرج عة وظهور الح جة) للميرزا مح مد مؤ من ال سترا
آبادي المتوفى سنة 1088ه ،و(كتاب الرجعة) لمحمد بن مسعود العياشي صاحب تفسير العياشي
المشهور ،و(كتاب الرج عة) ل بن بابو يه الق مي المتو فى سنة 381ه ،و(الرج عة) للمل حبيب ال
الكاشاني المتوفى سنة 1340ه ،و(النجعة في إثبات الرجعة) لعلي النقي الهندي.
والجدير بالذكر أن هذه العقيدة أعني الرجعة مأخوذة من اليهودية أيضا كما صرح بذلك
جولدزيهر:
"إن فكرة الرج عة ذات ها لي ست من و ضع الشي عة أو من عقائد هم ال تي اخت صوا ب ها،
ويحتمكل أن تكون قد تسكربت إلى السكلم عكن طريكق المؤثرات اليهوديكة والمسكيحية" [العقيدة
والشريعة ص .]215
وبمثل ذلك قال أحمد أمين:
"اليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة" [فجر السلم ص .]276
وهذا ظاهر ل يحتاج في إثباته إلى دليل حيث أن المؤرخين والكتّاب في الفرق والديان
صرحوا أن مؤسس الديانة الشيعية عبد ال بن سبأ هو الذي روج فيهم فكرة الرجعة ،وهو أول
من قال بها كما نقل الطبري:
"كان عبد ال بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء ،أمه سوداء فأسلم زمان عثمان ،ثم تنقل في
بلدان الم سلمين يحاول ضللت هم ،فبدأ بالحجاز ثم الب صرة ثم الكو فة ثم الشام ،فلم يقدر على ما
يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم فقال لهم فيما يقول:
العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجع؟ وقد قال ال عز وجل :إن
الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد.
فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ،قال :فقبل ذلك عنه ،ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها"
50 [تاريكخ الطكبري ج 5ص ،98ومثكل ذلك فكي (مقالت السكلميين) للشعري – ج 1ص
الهامش – ط مصر].
ويوافق الطبري في هذا غيره من المؤرخين.
وبعد هذا ل يبقى مجال للشك على يهودية الفكرة.
وقبكل أن ننتقكل إلى موضكع آخكر نقرر هنكا أن القوم ل يعتقدون بالرجعكة فحسكب ،بكل
يتجاوزونها إلى التناسخ حيث أوردوا روايات كثيرة عن أئمتهم المعصومين حسب زعمهم في
ذلك المعنى ،منها ما رووا أن أبا جعفر الملقب بمؤمن الطاق عند الشيعة ،وشيطان الطاق عند
الخرين لقي يوما من اليام أبا حنيفة نعمان بن ثابت المام رحمه ال ،فسأله أبو حنيفة :إنكم
تقولون بالرجعة؟
قال :نعم.
قال أبو حنيفة :فأعطني الن ألف درهم حتى أعطيك ألف دينار إذا رجعنا.
قال الطاقي لبي حني فة :فأعطني كفيلً بأنك ترجع إنسانا ول تر جع خنزيرا" [الحتجاج
للطبرسي المتوفى سنة 620ه ج 2ص ،148أيضا اليقاظ من الهجعة للحر العاملي ص .]66
وقد روى النجاشي أنه قال له:
أريكد ضمينا يضمكن لي أنكك تعود إنسكانا ،فإنكي أخاف أن تعود قردا فل أتمككن مكن
استرجاع ما أخذت مني" [رجال النجاشي ص ،288اليقاظ ص .]67
ومثل هذا كثير.
أ ما محاولة الدكتور علي ع بد الوا حد وا قي و ضع هذه العقيدة ال سخيفة ،يهود ية ال صل
بجانب عقيدة أهل السنة بالمهدي المنتظر فليس إل عبثا محضا.
وكذلك حك مه على الحاديث الكثيرة عن ذلك المهدي بأن كثيرا منها موضوع ،وما بقي
من ها ضع يف كل الض عف فل يس إل حكما جائرا غ ير صحيح لدى المحقق ين والنقاد المهرة من
أهل السنة.
الفصل الثاني
أعمال العباد
إن الشي عة الث نى عشر ية يقولون :إن أفعال العباد غ ير مخلو قة ل ..و قد روي عن أ بي
الحسن الثالث عليه السلم أنه سئل عن أفعال العباد :هل هي مخلوقة؟
فقال عليه السلم :لو كان خالقا لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه وتعالى :إن ال بريء
من المشرك ين ور سوله ،ولم يرد البراءة من خلق ذوات هم ،وإن ما تبرأ من شرك هم وقبائح هم"
[(شرح اعتقادات الصدوق) للمفيد ،الملحق بكتاب (أوائل المقالت) ص .]188 ،187
وقكد قال الحكر العاملي فكي كتابكه تحكت باب( :إن ال سكبحانه خالق ككل شيكء إل أفعال
العباد):
أقول:
"مذ هب المام ية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عن هم و هم خالقون ل ها" [الف صول
المهمة في أصول الئمة ص .]81
ولكن شيخهم المفيد كره إطلق لفظ خالق على أحد من العباد حيث قال تحت عنوان (إ
الخلق يفعلون ويحدثون ويخترعون ويصكنعون ويكتسكبون ول أطلق عليهكم القول بأنهكم يخلقون
ول لهم خالقون)" [أوائل المقالت ص .]64
وهذا مخالف لصريح القرآن حيث ذكر فيه:
[سورة الصافات الية .]96 وال خلقكم وما تعملون
[سورة غافر الية .]62 ذلكم ال ربكم خالق كل شيء ل إله إل هو . . و
[سورة الفرقان الية .]2 ..وخلق كل شيء فقدره تقديرا و
ذلكم ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شيء فاعبدوه [ ..سورة النعام الية .]102 و
[سورة الرعد الية .]16 ..قل ال خالق كل شيء وهو الواحد القهار وأيضا
[سورة الزمر الية .]62 ال خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل وأيضا
وغير ذلك من اليات الكثيرة.
ومعروف أن أفعال العباد داخلة في "كل شيء".
وقد أقر بذلك الباقر حيث قال:
"إن ال خلو من خل قه ،وخل قه خلو م نه ،و كل ما و قع عل يه ا سم ش يء ما خل ال ف هو
مخلوق ،وال خالق كل شيء" [الفصول المهمة ص .]81
وأما "نفي نسبة أفعال العباد إلى ال لن فيها قبيحا ل يصح أن ينسب إليه" فليس إل لغوا
محضا؛ لن الخالق المتعالي خلق كل شيء ثم أخبر النسان عن الحسن والقبيح وأمرهم بإتيان
الول واجتناب الثانكي وخيرهكم فكي ذلك ،وأنار لهكم السكبل ،وأرسكل لهكم الرسكل لبيان الخيكر
ل ليتفكروا بهكا ويعقلوا ،وقلوبا
والشكر ،والحكق والباطكل ،والحسكن والقبيكح ،وأعطكى لهكم عقو ً
[سورة البلد الية .]10 وهديناه النجدين ليتدبروا بها ويتبصروا ،قال جل وعل:
قل هذه سبيل أد عو إلى ال على ب صيرة أ نا و من اتبع ني [ ..سورة يو سف ال ية و
.]108
وأن هذا صكراطي مسكتقيما فاتبعوه ول تتبعوا السكبل فتفرق بككم عكن سكبيله ذلككم و
[سورة النعام الية .]153 وصاكم به لعلكم تتقون
وقال:
[سكورة الزلزلة فمكن يعمكل مثقال ذرة خيرا يره * ومكن يعمكل مثقال ذرة شرا يره
الية .]8 ،7
وقال:
وأن ل يس للن سان إل ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الو فى
[سورة النجم الي .]41 ،40 ،39
أي أن النسان ليس مجبورا محضا ،ول مختارا مطلقا ،بل هو بين الجبر والختيار .إن
ال خلق النسان ،وإن ال يعلم ما سيعمل في حيا ته ويف عل في م ستقبله فخلق أفعاله على علمه
ذاك ،ويسكر له السكبل بعكد تفويضكه الختيار أن يعمكل هذا أو ذاك ،وبعكد إرشاده أن هذا حسكن
وذاك قبيح ،قال سبحانه وتعالى:
فأمكا مكن أعطكى واتقكى * وصكدق بالحسكنى * فسكنيسره لليسكرى * وأمكا مكن بخكل
[سورة الليل الية .]11-5 واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى
ولم يجبرهم على هذا أو ذاك .قال تعالى:
[سورة يونس الية .]99 ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا ..
وقال:
[سورة هود الية .]118 ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ..
ومعنى هذا كله أن ال خلق أفعال العباد حسب علمه الذي أحاط بكل شيء.
. .وكان ال بكل شيء محيطا .
[سورة الطلق الية .]12 وأن ال قد أحاط بكل شيء علما و
[سكورة النسكاء اليكة ،176وسكورة البقرة اليكة ،282 . .وال بككل شيكء عليكم و
وسورة النور الية ،35وسورة الحجرات الية ،16سورة التغابن الية .]11
[ سورة آل عمران ال ية إن ال ل يخ فى عل يه ش يء في الرض ول في ال سماء و
.] 5
[سورة النعام الية .]80 ..وسع ربي كل شيء علما أفل تتذكرون و
[سورة إبراهيم الية ..وما يخفى على ال من شيء في الرض ول في السماء و
.]38
وأمكا عقاب العبكد وثوابكه ،فل يكون إل على اكتسكاب العبكد ذلك الفعكل والعمكل بكه بعكد
اختياره على ك سب ذلك أو تر كه ،فإن كان شرا ف شر ،وإن كان خيرا فخ ير .ل د خل ف يه لقدرة
العباد على خلق الفعال أو على عدم الخلق ،وهذا ما صرح ال عز وجل في كتابه بقوله:
[سورة الشورى الية وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
.]30
وقوله عز وجل:
ظ هر الف ساد في البر والب حر ب ما ك سبت أيدي الناس ليذيق هم ب عض الذي عملوا لعل هم
[سورة الروم الية .]41 يرجعون
وقوله تبارك وتعالى:
[سورة النحل الية .]118 . .وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
فالثواب والعقاب على الكتساب ل على الخلق وعدم الخلق ،وهذه المسألة قد تا هت في ها
عقول الشيعكة الماميكة فلم يفهموهكا ،ل فكي ضوء الكتاب ول السكنة – وهكم يعتقدون فيهمكا مكا
يعتقدون – ول في ضوء روايات أئمت هم المع صومين ح سب زعم هم ،ك ما روى الكلي ني وغيره
عن أبي بصير أنه قال:
"ك نت ب ين يدي أ بي ع بد ال عل يه ال سلم جال سا ف سأله سائل ،فقال :جعلت فداك يا ا بن
رسول ال من أين لحق الشقاء بأهل المعصية حتى حكم لهم بالعذاب على عملهم في علمه؟
فقال أبو عبد ال :أيها السائل علم ال عز وجل ل يقوم له أحد من خلقه بحقه ،فلما حكم
بذلك وهب لهل محبته القوة على طاعته ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ،ووهب
ل هل المع صية القوة على مع صيتهم ل سبق عل مه في هم ومنع هم إطا عة القبول من هم ،فوافقوا ما
سبق ل هم في عل مه تعالى ولم يقدروا أن يأتوا حالً تنجي هم من عذا به ،لن عل مه أولى بحقي قة
ج1 الت صديق ،و هو مع نى شاء ما شاء و هو سره" [ال صول من الكا في باب ال سعادة والشفاء،
ص 152ط طهران].
وأيضا ما رواه الكليني عن أبي عبد ال جعفر بن الباقر أنه قال:
ل جبر ول تفويض ولكنه أمر بين أمرين" [الصول من الكافي ج 1ص .]155
ومثل ذلك روي عن علي بن موسى الرضا – المام الثامن لدى الشيعة – وقد رواه يزيد
بن عمير أنه قال:
دخلت على علي بن موسى الرضا وقلت له:
يا ابن رسول ال روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :ل جبر ول
تفويض ولكنه أمر بين أمرين ،فما معناه؟
فقال :وجود السبل إلى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه.
فقلت :فهل ل عز وجل مشيئة وإرادة في ذلك؟
فقال :أما الطاعة فإرادة ال وميشئته فيها المر بها والرضا لها والمعاونة عليها ،وإرادته
ومشيئته في المعاصي النهي عنها والسخط لهما والخذلن عليها.
قلت :فلله عز وجل فيها القضاء؟
قال :ن عم ما من ف عل يفعله العباد من خ ير و شر إل وف يه قضاء" [الف صول المه مة في
معرفة أصول الئمة ص .]74
ومثل ذلك روي أيضا عن جعفر أنه سئل عن الجبر والقدر؟
فقال :ل جبر ول قدر ،ولكن منزلة بينهما" [الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص
.]72
وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال:
الناس في القدر على ثلثة أوجه :رجل يزعم أن ال أجبر العبد على المعاصي فهذا قد
ظلم ال في حكمه فهو كافر ،ورجل يزعم أن ال فوض المور إليهم فهذا وهن ال في سلطانه
ف هو كا فر ،ور جل يقول :إن ال كلف العباد ب ما يطيقون ،ولم يكلف هم ب ما ل يطيقون ،فإذا أح سن
حمد ال ،وإذا أساء استغفر ال فهذا مسلم بالغ" [الفصول المهمة للحر العاملي ص .]72 ،71
فحاصل الكلم :أن العبد ليس بمجبور محض ول بمختار مطلق ،ل كما يزعمه الشيعة:
"أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمة للحر العاملي ص .]81
لن العقاب والثواب ل يكون على خلق الفعال ،بل على كسب الفعال.
وأ ما قول هم :إن ن سبة أفعال العباد إلى ال بأن ها مخلو قة له ،وفي ها قب يح ل ت صح" فقول
مخالف روايات أئمتهم أيضا حيث أن أئمتهم قالوا كما ذكر محدثوهم أن ال خلق الشر كما خلق
الخير ،والشر قبيح بل شك ،فكيف ينسبونه – وهم المعصومون حسب زعمهم – إلى ال؟ وهذه
هي رواياتهم:
يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:
"إن ال كتب في كتبه :إني أنا ال ل إله إل أنا خلقت الخير والشر ،فطوبى لمن أجريت
على يده الخير ،وويل لمن أجريت على يده الشر" [الصول من الكافي للكليني ج 1ص .]154
ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد ال أنه كان يقول:
م ما أو حى ال تعالى على مو سى وأنزل عل يه التوراة :أ ني أ نا ال ل إله إل أ نا خل قت
الخلق وخلقت الخير ،وأجريته على يد من أحب ،فطوبى لمن أجريته على يديه ،وأنا ال ل إله
إل أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريد ،وويل لمن أجريت على يده الشر"
[الكافي للكليني ج 1ص .]154
ومثل ذلك ذكر القمي في تفسيره عنه أنه قال:
قال ال عز وجل :أنا ال ل إله إل أنا خالق الخير والشر" [الكافي للكليني ج 1ص .]154
فهل من مجيب :الشر قبيح أم ل؟
فكيف نسبه أئمتهم المعصومون – حسب زعمهم – إلى ال عز وجل؟
وهم رووا أيضا في كتبهم عن جعفر بن محمد الباقر أنه نسب خلق الشقاوة إلى ال أيضا
ول شك في قبحها كما رواه الكليني عن منصور بن حازم أنه قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :إن ال خلق ال سعادة والشقاوة ق بل أن يخلق الخلق" [الكافي
للكليني ج 1ص .]154
ثم وما معنى قول الدكتور عبد الواحد وافي:
"يذ هب الشي عة الجعفر ية إلى أن الع بد يحدث أعماله ول كن بقدرة أودع ها ال ف يه" [ب ين
الشيعة وأهل السنة ص .]57
فمن يكون الموجود الحقيقي إذا؟ هل الذي أوجد قدرة الفعل في خلقه أم الذي خلقت فيه
هذه القدرة على ذلك الفعل؟
لن الع بد محروم من قدرة اليجاد والبداع ،وقدرة الف عل والكت ساب ،و ما دام ال هو
المبدع وهو الخالق فيه هذه القدرة فل تنسب ثمرته ونتيجته إل إليه ،ول دخل للنسان فيه.
فليتدبر الشيعة في جوابه.
وأما كون الرب خالقا لفعال العباد فهل يقال إنه فعل ما هو قبيح منه وظلم أم ل؟ فيجيب
على ذلك شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال في الرد على ابن المطهر الحلي بقوله:
فأهكل السكنة المثبتون للقدرة يقولون :ليكس هكو بذلك ظالما ول فاعلً قكبيحا ،والقدريكة
يقولون :لو كان خالقا لفعال العباد كان ظالما فاعلً لما هو قبيح منه ،وأما كون الفعل قبيحا من
فاعله فل يقتضي أن يكون قبيحا من خالقه ،كما أن كونه أكلً وشربا لفاعله ل يقتضي أن يكون
كذلك لخالقه لن الخالق خلقه في غيره ولم يقم بذاته ،فالمتصف به من قام به الفعل ل من خلقه
في غيره ك ما أ نه إذا خلق لغيره لونا وريحا وحر كة وقدرة كان ذلك الغ ير هو المت صف بذلك
اللون والريح والحركة والقدرة والعلم ،فهو المتحرك بتلك الحركة ،والمتلون بذلك اللون ،والعالم
بذلك العلم ،والقادر بتلك القدرة ،فكذلك إذا خلق فكي غيره كلما أو صكلة أو صكياما أو طوافا
لن ذلك الغير هو المتكلم بذلك الكلم وهو المصلي وهو الصائم وهو الطائف ولكن من قال :إن
الف عل هو المفعول يقول :إن أفعال العباد هي ف عل ال ،فإن قال :و هو أيضا ف عل ل هم لز مه أن
يكون الفعل والحد لفاعلين كما يحكى عن أبي إسحاق السفرائيني.
وإن لم يقكل :هكي فعكل لهكم لزمكه أن تكون أفعال العباد فعلً ل ل لعباده كمكا يقوله
الشعري ومن وافقه من أصحاب الئمة الربعة وغيرهم الذين يقولون :إن الخلق هو المخلوق،
وإن أفعال العباد خلق ال ،فتكون هكي ل وهكي مفعول ل كمكا أنهكا خلقكه وهكي مخلوقكة ،وهذا
الذي ينكره جمهور العقلء ويقولون :إن مكابرة للحس ومخالفة للشرع والعقل.
وأ ما جمهور أ هل ال سنة فيقولون :إن ف عل الع بد ف عل له حقي قة ولك نه مخلوق ل ومفعول
ل ،ل يقولون :هو نفس فعل ال ،ويفرقون بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول [منهاج السنة
لشيخ السلم ابن تيمية ج 1ص .]214 ،213
وب عد بيان هذا كله نل قي نظرة عابرة على أخطاء الدكتور وا في في هذا الف صل الق صير
أيضا ك ما عهدنا ها في جم يع الف صول والبواب ،وعلى محاول ته تبرئة الشي عة من كث ير من
النحرافات والزيغ والضلل ،وتصويبهم في آرائهم ومعتقداتهم ،فيقول:
إن الشي عة الجعفر ية يتفقون في ب عض نوا حي هذه العقيدة مع المعتزلة والقدر ية ولكن هم
يتقون انحراف المعتزلة بعدم موافقتهكم لهكم على القول بأن العباد خالقون لعمالهكم ،وهكو القول
الذي انحرف به المعتزلة عن العتقاد السليم" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]59
ومكن المؤسكف حقا أن الشيكخ ل يعلم وهكو فكي هذه المنزلة مكن العلم وتلك المرحلة مكن
العمر ،وبهذه الجرأة في القدام على الكتابة لتبرئة الشيعة ما لزمهم من العار والشنار ،والقول
بالبا طل :إن الشي عة اتقوا انحراف المعتزلة بأن العباد خالقون لعمال هم ذلك القول الذي انحرف
به المعتزلة عن العتقاد ال سليم ،بل وقعوا في ع ين ذلك النحراف ك ما نقل نا عن ال حر العاملي
صاحب موسوعة حديثية شيعية كبرى (وسائل الشيعة) حيث يقول:
مذهب المامية هو عين مذهب المعتزلة في أفعال العباد ،وهذا هو نص عبارته في كتابه
(الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة) تحت الباب السابع والربعين:
إن ال خالق كل ش يء إل أفعال العباد :أقول :مذ هب المام ية والمعتزلة أن أفعال العباد
صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمة ص .]81 ،80
وقد أقر بذلك شيخ الشيعة المفيد في كتابه (أوائل المقالت) ت حت باب :القول في العدل
والخلق ،بعد نفي خلق الفعال عن ال تعالى:
،وإليه يذهب وعلى هذا القول جمهور أهل المامة ،وبه تواترت الثار عن آل محمد
المعتزلة بأسرها إل ضرارا منها وأتباعهم وخالف فيه جمهور العامة (أي أهل السنة) وبقايا من
عددناهم [أوائل المقالت في المذاهب والمختارات ص .]64 ،63
ون قل هذه العقيدة عن هم ش يخ ال سلم ا بن تيم ية والشاه ع بد العز يز الدهلوي في (التح فة
الثنى عشرية) وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة الذين كتبوا في الرد على الشيعة.
وهذه هي العقيدة المنقولة المتوارثة عن الشيعة قديما وحديثا ،وقد تجاهلها الدكتور وافي.
وأما تبرئة الدكتور وافي الشيعة وتقريره بأنهم ل يسمون غير ال خالقا قد انفرد بالخلق
والتكوين فليست إل تبرئة قائمة على حسن الظن وعدم المعرفة بكلم القوم لن الشيعة ينسبون
الخلق إلى غير ال كما مر سابقا في أفعال العباد ،وأيضا وقد رووه عن فتح بن يزيد الجرجاني
أنه قال:
قلت لبي الحسن عليه السلم :هل غير الخالق الجليل خالق؟
قال :إن ال تبارك وتعالى يقول:
. .فتبارك ال أحسن الخالقين .
إن في العباد خالقين وغير خالقين ،منهم عيسى عليه السلم خلق من الطين كهيئة الطير
بإذن ال .والسامري خلق لهم عجلً جسدا له خوار" [الفصول المهمة ص .]81
وهناك روايات أخرى عن أبي جعفر وغيره تدل على أن الخلق ينسب إلى الملك:
"هو الذي خلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء".
وكذلك ما رواه الكليني أن ملكين خلقين يخلقان بإذن ال من ذكر وأنثى وشقي وسعيد"
[الكافي للكليني ج 1ص .]152
وغير ذلك من الروايات.
ول أدري مكع ذلك كيكف أباح الدكتور لنفسكه أن يدعكي هذا الدعاء؟ وأن يلقكن الشيعكة
ويلقي في أفواههم ما ل يقولونه أنفسهم؟
الفصل الثالث
التقية
ذكر الدكتور وافي فيما من معتقدات الشيعة التقية موافقا إياهم في جوازها ،مستندا على
القرآن والسنة حيث يقول:
إن نا نت فق مع هم في جواز التق ية في الموا طن ال تي يشيرون إلي ها ،وال تي أجاز ها القرآن
وأجازتها السنة النبوية الشريفة" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]63
ول يعلم الدكتور أن التق ية الشيع ية مخال فة للقرآن وال سنة كل المخال فة ،ح يث أن معنا ها
الكذب المحكض والنفاق الخالص .ولم ترد آيكة فكي القرآن تبيكح الكذب والنفاق ،ل روايكة ع
رسول ال تجيزهما ،بل على العكس من ذلك وردت آيات كثيرة في القرآن وأحاديث عديدة عن
تحرم هذا وذاك .ولقد صرح بذلك شيخ السلم ابن تيمية في منهاجه حيث قال: رسول ال
النفاق والزندقة في الروافض أكثر من سائر الطوائف ،بل ل بد لكل منهم من شعبة نفاق
فإن أ ساس النفاق الذي ب ني عل يه الكذب أن يقول الر جل بل سانه ما ل يس في قل به ك ما أ خبر ال
والراف ضة تج عل هذا من يقولون بأل سنتهم ما ل يس في قلوب هم تعالى عن المنافق ين أن هم
أصول دينها وتسميه التقية ،وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم ال عن ذلك ،بل كانوا
من أعظم الناس صدقا وتحقيقا لليمان وكان دينهم التقوى ،ل التقية.
ل يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمن ين ومن يفعل ذلك وقول ال تعالى:
[ سورة آل عمران :ال ية :]28إن ما هو ال مر فل يس من ال في ش يء إل أن تتقوا من هم تقاة
بالتقاء من الكفار ،ل ال مر بالنفاق والكذب ،وال تعالى قد أباح ل من أكره على كل مة الك فر أن
يتكلم بها إذا كان قلبه مطمئنا باليمان لكن لم يكره أحدا من أهل البيت على شيء من ذلك حتى
أن أبا بكر رضي ال عنه لم يكره أحدا ،ل منهم ول من غيرهم على متابعته ،فضلً أن يكرههم
على مد حه والثناء عل يه ،بل كان علي وغيره من أ هل الب يت يظهرون ذ كر فضائل ال صحابة
والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم ،ولم يكن أحد يكرههم على شيء منه باتفاق الناس.
وقكد كان فكي زمكن بنكي أميكة وبنكي العباس خلق عظيكم دون علي وغيره فكي اليمان
والتقوى يكرهون من هم أشياء ول يمدحون هم ،ول يثنون علي هم ،ول يقربون هم ،و مع هذا لم ي كن
هؤلء يخافونهم ولم يكن أولئك يكرهونهم مع أن الخلفاء الراشد ين كانوا باتفاق الخلق أب عد عن
ق هر الناس وعقوبت هم على طاعت هم من هؤلء ،فإذا لم ي كن الناس مع هؤلء مكره ين على أن
يقولوا بأل سنتهم خلف ما في قلوب هم ..فك يف يكونون مكره ين مع الخلفاء على ذلك ،بل على
الكذب وشهادة الزور وإظهار الكفر كما تقوله الرافضة من غير أن يكرههم أحد على ذلك ،فعلم
أن ما تتظاهر به الرافضة هو من باب الكذب والنفاق ،وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم،
ج1 ل من باب ما يكره المؤ من عل يه من التكلم بالك فر" [منهاج ال سنة لش يخ ال سلم ا بن تيم ية
ص 160 ،159ط باكستان].
وهكو كمكا قاله شيكخ السكلم لن الشيعكة لم يؤسكسوا دينهكم إل على الكذب والنفاق ،ولم
يروجوا ديانت هم إل بإظهار ما لم يعتقدوه في ال سر وإعلن ما يبطنون خل فه دون أن ي جبرهم
على ذلك أحد أو يكرههم ،وخير مثال لذلك ما رواه الكشي في كتابه عن أبان بن تغلب أنه قال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم :إني أقعد في الم سجد فيجيء الناس ،فيسألوني ،فإني لم
أجبهم لم يقبلوا مني ،وأكره أن أجيبهم بقولكم ،وما جاء منكم؟
فقال لي :ان ظر ما عل مت أ نه من قول هم فأ خبرهم بذلك" [رجال الك شي ص – 280ط
ص 327 مؤسسة العلمي كربلء – العراق ،ومثل ذلك في الصول الصلية والقواعد الشرعية
– ط مكتبة المفيد قم – إيران].
ومثل ذلك رواه معاذ بن مسلم النحوي قال:
"قال لي أبو عبد ال عليه السلم :بلغي أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟
قال :قلت :نعم ،وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ،إني أقعد في الجامع فيجيء
الرجل فيسألني عن الشيء ،فإذا عرفته بالخلف لكم أخبرته بما يقولون ،ويجيء الرجل أعرفه
بحب كم أو مودت كم فأ خبره ب ما جاء عن كم ..قال :فقال لي (أي أ بو جع فر) :ا صنع كذا فإن أ صنع
كذا!" [رجال الكشي ص 218تحت ترجمة معاذ بن مسلم الحراء النحوي].
ومثل ذلك روى أبو بصير عن محمد الباقر قال:
"خالطو هم بالبران ية (أي ظاهرا) وخالفو هم بالجوان ية (أي باطنا)" [الكا في في ال صول
للكليني ج 2ص 220ط إيران].
وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناها ل تحتاج إلى تشريح وتوضيح لبيان أن التقية
الشيعية ليست إل النفاق بعينها ،وهذا هو المعبر عن المنافقين في القرآن الحكيم:
وإذا لقوا الذيكن آمنوا قالوا آمنكا وإذا خلوا إلى شياطينهكم قالوا إنكا معككم إنمكا نحكن
[سورة البقرة الية .]14 مستهزئون
وذكره ال في أوصافهم وخصائصهم:
[ سورة آل عمران . .يقولون بأفواه هم ما ل يس في قلوب هم وال أعلم ب ما يكتمون
الية .]167
وإن الروايات الشيع ية عن أئمت هم المع صومين – ح سب زعم هم – ال تي تن بئ وت خبر أن
التقيكة الشيعيكة ليسكت إل نفاقا محضا ،كثيرة جدا ،وقكد أوردنكا الكثيكر منهكا فكي كتابنكا (الشيعكة
وال سنة) ت حت باب (الشي عة والكذب) ،و ما لم نورد ها ف يه نذ كر بعضا من ها هه نا زيادة للفائدة
والمعرفة ،فيروي الكليني في كافيه عن هشام الكندي أنه قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
ل يعيرونا به ،فإن ولد السوء يعير والده بعمله ،كونوا لمن انقطعتم
"إياكم أن تعملوا عم ً
إليه زينا ،ول تكونوا عليه شينا ،صلوا في عشائرهم ،وعودوا مرضاهم ،واشهدوا جنائزهم ،ول
يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم .وال ،ما عبد ال بشيء أحب إليه من الخبء.
قلت :وما الخبء؟
قال :التقية" [الصول من الكافي ج 2ص 218ط إيران].
وروي ابن بابويه القمي عن المدرك بن هزهاز أنه قال:
"قال أ بو ع بد ال عل يه ال سلم :يا مدرك ،ر حم ال عبدا اج تر مودة الناس إلى نف سه
فحدثهم بما يعرفون ،وترك ما ينكرون" [كتاب الخصال لبن بابويه القمي 1ص 25ط إيران].
وكذبوا على أصكحاب الكهكف حيكث اتهموهكم بالنفاق وخداع الناس بإظهارهكم خلف مكا
يبطنون في قلوبهم حيث نقلوا عن جعفر أنه قال:
" ما بلغ التق ية أ حد تق ية أ صحاب الك هف إن كانوا ليشهدون العياد ويشدون الزنان ير
فأعطاهم ال أجرهم مرتين" [الصول من الكافي للكليني ج 2ص .]218
..إنهم فتية مع أن الرب تبارك وتعالى أخبر عكس ذلك حيث ذكر في كلمه المحكم:
آمنوا بربهم وزدناهم هدى * وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والرض
لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا * هؤلء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لول يأتون عليهم
بسكلطان بيّن فمكن أظلم م من افترى على ال كذبا * وإذ اعتزلتمو هم ومكا يعبدون إل ال فأووا
[سورة الكهف الية -13 إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا
.]16
ولككن القوم يقولون عككس ذلك ،ويأمرون الناس بالكذب ،وأن يصكيروا مكن المنافقيكن،
الذين قال ال عنهم:
[ سورة الن ساء ال ية إن المنافق ين في الدرك ال سفل من النار ولن ت جد ل هم ن صيرا
.]145
ومعروف أن النسكان إذا كان فكي بلدة يخاف على دينكه وعرضكه وماله مكن تعرض
المخالفين وجبرهم وظلمهم وقهرهم على عدم إظهار دينه والعمل بأحكامه وتعاليمه ،وجب عليه
أن يهاجر إلى محل يقدر فيه على إظهار دينه والعمل به كما قال ال عز وجل:
إن الذيكن توفاهكم الملئككة ظالمكي أنفسكهم قالوا فيكم كنتكم قالوا كنكا مسكتضعفين فكي
الرض قالوا ألم ت كن أرض ال وا سعة فتهاجروا في ها فأولئك مأوا هم جه نم و ساءت م صيرا *
إل المسكتضعفين مكن الرجال والنسكاء والولدان ل يسكتطيعون حيلة ول يهتدون سكبيلً * فأولئك
ع سى ال أن يع فو عن هم وكان ال عفوا غفورا * و من يها جر في سبيل ال ي جد في الرض
مراغما كثيرا و سعة و من يخرج من بي ته مهاجرا إلى ال ور سوله ثم يدر كه الموت ف قد و قع
[سورة النساء الية 97وما بعدها]. أجره على ال وكان ال غفورا رحيما
فأمر هم الرب تبارك وتعالى بالهجرة ،إل الم ستضعفين من هم ،فإ نه يجوز ل هم الم كث مع
المخالفكة والموافقكة بقدر الضرورة ،وو جب عليهكم أيضا أن يسكعوا فكي الحيلة للخروج والفرار
بدينهم.
نعكم ،إن وقكع شخكص فكي أيدي الكفار ،وأجكبروه على كلمكة الكفكر بالتخويكف والتهديكد
والحبكس والفتكك والقتكل ،جاز له أن ينطكق بتلك الكلمكة وقلبكه مطمئن باليمان ،وفكي تلك
الصورة ..فإن التفوه بهذه الكلمة رخصة وعدم التفوه بها عزيمة ،ولو قتل دون ذلك فهو شهيد
ك ما يدل على ذلك ما قاله الر سول الع ظم صلوات ال و سلمه عل يه عن رجل ين من أ صحابه
أخذهما مسيلمة الكذاب ،فقال لحدهما:
أتشهد أن محمدا رسول ال؟
قال :نعم ،فقال :أتشهد أني رسول ال؟
قال :نعم ،ثم دعا الخر فقال له :أتشهد أن محمدا رسول ال؟
قال :نعم ،قال :أتشهد أني رسول ال؟
قال :إني أصم .قالها ثلثا ،وفي كل يجيبه :إني أصم ،فضرب عنقه ،فبلغ ذلك رسول ال
فقال:
"أما هذا المقتول فقد مضى على صدقه ويقينه وأخذ بفضله ،فهنيئا له ،وأما الخر فقد
رحمه ال تعالى فل تبعة عليه" [مشكاة المصابيح].
ولككن الشيعكة جعلوا النفاق والكذب عزيمكة ،والصكدق والمجاهرة بالحكق رخصكة ،ول
رخ صة أيضا ح يث نقلوا عن أئمت هم المع صومين ح سب زعم هم – و هم يكذبون علي هم – أن هم
قالوا كما رواه الكليني عن جعفر:
ج2 يا سليمان ،إن كم على د ين من كت مه أعزه ال ،ومن أذاعه أذله ال" [الكا في للكليني
ص ،222كتاب اليمان والكفر].
وكما رواه الكليني أيضا عن جعفر أنه قال لحد أصحابه معلي بن خنيس :يا معلى ،اكتم
أمرنا ول تذعه ،فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه ال به في الدنيا ،وجعله نورا بين عينيه في
الخرة ،يقوده في الجنة.
يا معلى ،من أذاع أمر نا ولم يكتمه أذله ال به في الدنيا ونزع النور من ب ين عينيه في
الخرة ،وجله ظلمة تقوده إلى النار.
يا معلى ،إن التقية من ديني ودين آبائي ،ول دين لمن ل تقية له" [الصول من الكافي ج
2ص .]224 ،223
وروى الكليني أيضا عن جعفر عن أبيه محمد الباقر أنه قال:
ل وال ما على وجه الرض شيء أحب إلي من التقية ،يا حبيب ،إنه من كانت له تقية
رف عه ال ،يا حبيب ،من لم ت كن له تق ية وض عه ال" [الكا في في ال صول ج 2ص 217كتاب
اليمان والكفر باب التقية].
وعنه أيضا عن أبي عمر العجمي أنه قال:
قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا عمر ،إن تسعة أعشار الدين في التقية ،ول دين
لمن ل تقية له ،والتقية في كل شيء إل النبيذ والمسح على الخفين" [الكافي.]2/217 :
كما روى أيضا عن جعفر أنه قال:
كان أ بي عل يه ال سلم يقول :وأي ش يء أ قر لعي ني من التق ية ،وإن التق ية ج نة المؤ من"
[الكافي ج 2ص .]220
هذا و قد أورد عالم شي عي كبير هو ع بد ال شبر في كتا به (ال صول ال صيلة والقوا عد
الشرعية) روايات كثيرة في وجوب التقية ،منها ما رواه عن الحسين بن علي أنه قال:
لول التقية ما عرف ولينا من عدونا.
وعن محمد الباقر أنه قال:
أشرف أخلق الئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية.
وعن أبيه علي بن الحسين أنه قال:
يغ فر ال للمؤ من كل ذ نب ويطهره م نه في الدن يا والخرة ما خل ذ نبين ،ترك التق ية
وتضييع حقوق الخوان.
وعن موسى بن جعفر أنه قال لرجل:
لو جعل إليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى؟
قال :كنت أتمنى أن أرزق التقية في ديني وقضاء حقوق إخواني ،فقال :أحسنت ،أعطوه
ألفي درهم.
وعن علي بن محمد – المام العاشر للشيعة – أنه سئل :من أكمل الناس؟
قال :أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه إلى أن قال:
فأعظم فرائض ال عليكم بعد فرض موالتنا ومعاداة أعدائكم استعمال التقية على أنفسكم
وأموالكم ومعارفكم ،وقضاء حقوق إخوانكم ،وإن ال يغفر كل ذنب بعد ذلك ول يستقصي ،فأما
هذان فقل من ينجو منهما إل بعد مس عذاب شديد" [الصول الصلية والقواعد الشرعية لعبد
ال شبر المتوفى سنة 1242ه ص 324 ،323ط قم – إيران].
ورووا أيضا عن أبي الحسن – إمامهم المعصوم المزعوم – أنه قال:
إن أكرمكم عند ال أتقاكم ،قال :أشدكم تقية" [المحاسن للبرقي ص 258باب التقية ط قم
– إيران].
وع داود الصرمي أنه قال:
قال لي مولنكا علي بكن محمكد عليكه السكلم :يكا داود ،لو قلت :إن تارك التقيكة كتارك
الصلة لكنت صادقا" [كتاب السرائر نقلً عن (الصول الصلية) لعبد ال الشبر ص 320ط قم
– إيران].
وروى الطوسي في أماليه عن جعفر أنه قال:
ليكس منكا مكن لم يلزم التقيكة" [المالي للطوسكي نقلً عكن الصكول الصكلية والقواعكد
الشرعية لعبد ال الشبر].
فهذه هكي التقيكة الشرعيكة ،وهذه هكي مكانتهكا وشأنهكا عندهكم يقول السكيد محكب الديكن
الخطيب المصري في رسالته (الخطوط العريضة للسس التي قام عليها مذهب الشيعة الثنى
عشرية):
"وأول موانع التجاوب الصادق بإخلص بيننا وبينهم ما يسمونه التقية ،فإنها عقيدة دينية
تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون ،فينخدع سليم القلب منا بما يتطاهرون له به من رغبتهم
فككي التعاون والتقارب ،وهككم ل يريدون ذلك ،ول يرضون بككه ،ول يعملون له" [الخطوط
العريضة ص 9 ،8الطبعة السادسة].
وأ ضف إلى قول ال سيد الخط يب :إن الشي عة ل يظهرون بغ ير ما يبطنون ل نا أ هل ال سنة
خا صة .بل إن هم يعودون على الكذب ح تى مع أ هل مذهب هم كي ي صير الكذب والنفاق سجيتهم
وطبيعتهم كما روى الطوسي في أماليه أنه قال جعفر لشيعته:
عليكم بالتقية ،فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره وداثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع
من يحذره" [المالي للطوسي نقلً عن الصول الصلية ص .]220
فمن يك هذا دينهم ،أيقال عنهم :إننا نتفق معهم في جواز التقية في المواطن التي أشير
إليها ،والتي أجازها القرآن الكريم وأجازته السنة النبوية الشريفة".
ولقد أخطأ السيد الدكتور حيث قال:
وقد أجازها الشيعة الجعفرية" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]61
لن الشي عة ل يجيزون ها فح سب ،بل يوجبون ها ك ما نقل نا عن هم روايات كثيرة في ذلك،
وكما صرح به صدوقهم ابن بابويه القمي في اعتقاداته:
"التقية واجبة ل يجوز رفعها إلى أن يقوم القائم ،ومن تركها قبل خروجه فقد خرج عن
دين المامية ،وخالف ال ورسوله والئمة" [العتقادات لبن بابويه القمي].
وقال مفيدهم:
"التق ية كتمان ال حق و ستر العتقاد ف يه ،ومكات مة المخالف ين وترك مظاهرت هم ب ما يع قب
ضررا في الد ين أو الدن يا ،وفرض ذلك إذا علم بالضرورة أو قوي في ال ظن" [شرح اعتقادات
الصدوق فصل التقية ص .]241
وقال في (أوائل المقالت):
إنهكا قكد تجكب أحيانا ويكون فرضا ،وتجوز أحيانا مكن غيكر وجوب [أوائل المقالت ص
.]135
ولقد فصلنا القول في ذلك في كتابنا (الشيعة والسنة) وبحثنا فيه عن السباب التي ألجأت
الشيعكة وأرغمتهكم على اعتقادهكا ،كمكا أوردنكا فيكه روايات كثيرة ونصكوصا عديدة مكن كتبهكم
المعتمدة ورجالتهم الموثوقين ،أعرضنا عن إيرادها ههنا تجنبا للتكرار والطالة ،وعلى كل من
يريد أن يعرف حقيقة هذه العقيدة فليرجع إليه ،فإنه ل غنى عنه.
ونختم الكلم في هذا المبحث برواية يرويها بخاريهم الكليني عن عبد ال بن يعفور أنه
قال:
قلت لبكي ع بد ال عل يه السكلم :إنكي أخالط الناس فيك ثر عجكبي من أقوام ل يتولونككم
ويتولون فلنا وفلنا ،لهم أمانة وصدق ووفاء ،وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك المانة ول الوفاء
ول الصدق ،قال:
فاستوى أبو عبد ال عليه السلم جالسا ،فأقبل علي كالغضبان ،ثم قال:
ل د ين ل من دان ال بول ية إمام ل يس من ال" [الكا في في ال صول ج 1ص – 237ط
الهند].
فكيف يكون الصدق والوفاء لقوم أمروا بالكذب والنفاق؟
يقول عالم شيعي هندي هو السيد إمام:
"إن مذهب المامية وأهل السنة عينان تجريان إلى مختلف الجهات ،وإلى القيامة تجريان
هكذا متباعدتين ،ل يمكن اجتماعهما أبدا" [مصباح الظلم للسيد إمداد إمام ص .]42 ،41
الفصل الرابع
البَداء
هنالك عقيدة شيعية أخرى ل تقل شناعة عن العقائد الخرى التي يختص بها القوم ،وهي
عقيدة البداء في ال.
ومعنى البداء الظهور بعد الخفاء كما ذكر ذلك السيد محسن المين في كتابه (الشيعة بين
الحقائق والوهام) تحت عنوان البداء:
البداء م صدر بدا يبدو بداء أي ظ هر ،وي ستعمل في العرف بمع نى الظهور ب عد الخفاء،
ص 46 ،45 فيقال :فلن كان عازما على كذا ثم بدا له فعدل عنه" [الشيعة بين الحقائق والوهام
الطبعة الثالثة سنة 1977م بيروت].
وبمثل ذلك نقل ابن منظور الفريقي عن اللغويين حيث قالوا:
البداء استصواب شيء بعد أن لم يعلم ..وقال الفراء :بدا لي بداء أي ظهر لي رأي آخر
وأنشد:
ثم لم يبد لي سواه بداء لو على العهد لم يخنه لدمنا
قال الجوهري :وبدا له في المر بداء أي نشأ له فيه رأي – وذكر أيضا :-بدا لي أي
تغير لي رأي على ما كان عليه" [لسان العرب ج 14ص 66ط مصر وبيروت].
وفي هذا المعنى استعمل هذا اللفظ في القرآن الكريم:
[سورة الزمر الية .]47 . .وبدا لهم من ال ما لم يكونوا يحتسبون
[ سورة الز مر ال ية وبدا ل هم سيئات ما ك سبوا وحاق ب هم ما كانوا به ي ستهزئون
.]48
[ سورة الجاث ية ال ية وبدا ل هم سيئات ما عملوا وحاق ب هم ما كانوا به ي ستهزئون
.]33
[سورة آل عمران الية . .قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر
.]118
[سورة العراف الية .]22 . .فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما . . وأيضا:
ففي كل اليات استعمل هذا اللفظ بمعنى الظهور بعد الخفاء.
وتجيكز الشيعكة هذا البداء ل ،أي يظهكر له أمكر بعدمكا كان خفيا عليكه – تعالى ال عمكا
يقولون علوا ككبيرا – كمكا تنكص على ذلك روايات شيعيكة كثيرة فكي أمهات كتبهكم ،المعتمدة
الموثوقة ،منها مارووه عن جعفر أنه كان يقول بإمامة ابنه إسماعيل بعده ،ثم مات إسماعيل في
حياته فقال:
ما بدا ل في شيء ك ما بدا له في إ سماعيل اب ني" [كمال الد ين وتمام النعمة ل بن بابو يه
القمي ج 1ص – 69ط طهران سنة 1395ه ،وفرق الشيعة للنوبختي ص ،64وكتاب المقالت
359 والفرق لسعد بن عبد ال القمي ص 78ط طهران سنة 1963م ،والنوار النعمانية ج 1ص
ط إيران]
وم ثل ذلك ما رواه الكلي ني في كاف يه عن إمام هم العا شر علي بن مح مد المك نى بأ بي
الحسن أنه لما مات ابنه الكبر محمد المكنى بأبي جعفر وبقي له ابنه الصغر الحسن المكنى
بأبي محمد قال كما روى أبو هاشم الجعفري:
كنت عند أبي الحسن عليه السلم بعد ما مضى ابنه جعفر وإني لفكر في نفسي أريد أن
أقول :كأنه ما أع ني أ با جع فر وأ با مح مد في هذا الو قت كأ بي الح سن مو سى وإ سماعيل اب ني
جعفر بن محمد عليهم السلم وأن قصتهما كقصتهما ،إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر
عليه السلم فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق فقال:
نعم يا أبا هاش ،بدا ل في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلم ما لم يكن يعرف له،
كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره
المبطلون ،وأبو محمد ابنى المخلف من بعدي [الصول من الكافي ج 1ص .]327
وكما رواه أيضا عن محمد بن عبد ال النباري أنه قال:
كنت حاضرا أبا الحسن عليه السلم لما توفي ابنه محمد فقال للحسن:
يا بني أحدث ل شكرا فقد أحدث فيك أمرا [الصول من الكافي ص .]326
وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناها بأن ال لم يكن يعلم بأن كلً من إسماعيل بن
جع فر ،ومح مد بن علي ل ي صلحان للما مة ،وخ في ال مر عل يه ،ثم ظ هر له عدم صلحيتهما
لتلك المنزلة وذلك المنصب فأحدث المامة في موسى بن جعفر وحسن بن علي.
هذا وروى محدثو الشيعة روايات كثيرة في هذا المعنى ،منها ما رواه ابن بابويه القمي
الملقب بالصدوق عن علي بن موسى الملقب بالرضا – المام الثامن لدى الشيعة :-
قال: لقد أخبرني أبي عن آبائي عليهم السلم عن رسول ال
"إن ال أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلنا الملك :أني متوفيه إلي كذا وكذا.
فأتاه ذلك النبي فأخبره ،فدعا ال الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ،قال :يا
رب ،عجلني حتى يشب طفلي ويقضى أمري.
فأو حى ال عز و جل إلى ذلك ال نبي أن ائت الملك فأعلم أ ني قد أن سيت في أجله وزدت
في عمره إلى خ مس عشرة سنة ،فقال ذلك ال نبي عل يه ال سلم :يا رب ،إ نك لتعلم أ ني لم أكذب
قط ،فأوحى ال عز وجل إليه :إنك عبد مأمور فأبلغه ذلك ،وال ل يسأل عما يفعل [عيون أخبار
الرضا ج 1ص 182 ،181تحت عنوان (البداء وما يتعلق به)].
ورووا مثل ذلك عن نبي ال عيسى الناطق بالوحي أنه مر بقوم مجلبين كما نقله القمي
عن جعفر بن محمد فقال عيسى عليه السلم:
ما لهؤلء؟
قيل :يا روح ال إن فلنة بنت فلن تهدى إلى فلن بن فلن في ليلتها هذه قال :يجلبون
اليوم ويبكون غدا ،فقال قائل منهم :ولم يا رسول ال؟
قال :لن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه ،فقال القائلون بمقالته :صدق ال وصدق رسوله،
وقال أ هل النفاق :ما أقرب غدا ،فل ما أ صبحوا جاءوا فوجدو ها على حال ها لم يحدث ب ها ش يء،
فقالوا :يا روح ال إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت ،فقال عيسى عليه السلم :يفعل ال
ما يشاء ،فاذهبوا ب نا إلي ها ،فذهبوا يت سابقون ح تى قرعوا الباب فخرج زوج ها ،فقال له عي سى
عليه السلم :استأذن لي إلى صاحبتك ،قال :فدخل عليها فأخبرها أن روح ال وكلمته بالباب مع
عدة ،قال :فتخدرت ،فدخل عليها فقال لها :ما صنعت ليلتك هذه؟
قال :لم أ صنع شيئا إل و قد ك نت أ صنعه في ما م ضى إ نه كان يعتري نا سائل في كل ليلة
جمعكة فننيله مكا يقوتكه إلى مثله ،وأنكه جاءنكي فكي ليلتكي هذه وأنكا مشغولة بأمري وأهلي فكي
مشاغيل ،فهتف فلم يجبه أحد ،ثم هتف فلم يجبه أحد حتى هتف مرارا ،فلما سمعت مقالته قمت
متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله ،فقال لها :تنحي عن مجلسك :فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة
عاض على ذنبه ،فقال عليه السلم :بما صنعت صرف ال عنك هذا [أمالي الصدوق المجلسي
الخامس والسبعون ص .]405 ،404
وكذبوا على نبي ال محمد صلوات ال وسلمه عليه نقلً عن جعفر أيضا أنه قال:
:عليك ،فقال أصحابه :إنما فقال :السلم عليك ،فقال رسول ال مر يهودي بالنبي
:إن هذا :كذلك رددت ،ثكم قال النكبي سكلم عليكك بالموت .قال :الموت عليكك .قال النكبي
اليهودي يع ضه أ سود في قفاه فيقتله .قال :فذ هب اليهودي فاحت طب حطبا كثيرا فاحتمله ،ثم لم
:ض عه فو ضع الح طب فإذا أ سود في جوف الح طب يل بث أن ان صرف فقال له ر سول ال
عاض على عود ،فقال :يا يهودي ما عملت اليوم؟ قال :ما عملت عملً إل ح طبي هذا احتمل ته
: فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة على مسكين ،فقال رسول ال
ج4 ب ها د فع ال ع نه ،وقال :إن ال صدقة تد فع مي تة ال سوء عن الن سان" [الكا في للكلي ني
ص – 5كتاب الزكاة].
ومعنكى الروايتيكن واضكح جلي أن نكبي ال عيسكى عليكه السكلم أخكبر بموت العروسكة
بإخبار من ال عز وجل وبوحي منه وخفي على ال – عياذا بال – بأن العروسة واليهودي ل
يموتان في وقتهما الذي حدد لموتهما العارضة تعرض ،وسبب يحدث ،كما لم يظهر له – تعالى
ال عمكا يقولونكه علوا ككبيرا – أن رسكوليه يكذبان مكن قبكل المعانديكن ،ويهزأ بهمكا مكن قبكل
المنافق ين ،ويتكلم الناس في أمره ما ما يتكلمون ،ويكون في أيدي هم ح جة لتكذيب هم إيا هم وللرد
على مقولتهم وأنبائهم فل يبقى إذا معنى النبوة والنبوءة.
وعلى ذلك اضطرب القوم في أ مر هذه العقيدة الخبي ثة ،المت فق علي ها ع ند جم يع الشي عة
ك ما قال شيخ هم المف يد :واتف قت المام ية على إطلق ل فظ البداء في و صف ال تعالى وإن كان
ذلك من جهة السمع دون القياس [أوائل المقالت ص .]52
فهذه العقيدة المتفقكة عندهكم جعلتهكم يضطربون عنكد اليرادات والشكالت ول يجدون
عن ها مخل صا إل بالتأويلت الركي كة والتوجيهات الضعي فة الرخي صة ،من ها ما الت جأ إل يه كا تب
شي عي دعائي في كتا به الدعائي (المشهور أ صل الشي عة وأ صولها) ،وض عف قو ته وفتور هم ته
وقلة حيلته وعدم ثقته بكلمه تتدفق من عبارته وهو يقول:
وغامض علومهم حتى أما البداء الذي تقول به الشيعة الذي هو من أسرار آل محمد
ورد في أخبار هم الشري فة أ نه :ما ع بد ال بش يء م ثل القول بالبداء ،وأ نه :ما عرف ال حق
معرف ته ولم يعرف بالبداء ،إلى كث ير من أمثال ذلك ،ف هو عبارة عن إظهار ال جل شأ نه أمرا
يرسكم فكي ألواح المحكو والثبات وربمكا يطلع عليكه بعكض الملئككة المقربيكن أو أحكد النكبياء
والمرسلين فيخبر الملك به النبي ،والنبي يخبر به أمته ،لم يقع بعد ذلك خلفه لنه محاه وأوجد
في الخارج غيره وكل ذلك كان جلت عظمته يعلمه حق العلم ولكن في علمه المخزون المصون
الذي لم يطلع عليكه ل ملك مقرب ول نكبي مرسكل ول ولي ممتحكن ،وهذا المقام مكن العلم هكو
يمحو ال ما المعبر عنه القرآن الكريم بأم الكتاب المشار إليه ،وإلى المقام الول بقوله تعالى:
يشاء ويثبكت وعنده أم الكتاب ،ول يتوهكم الضعيكف أن هذا الخفاء والبداء يكون مكن قبيكل
الغراء بالجهكل وبيان خلف الواقكع ،فإن فكي ذلك حكما ومصكالح تقصكر عنهكا العقول وتقكف
عندها اللباب [أصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء ص .]148
ثم إن القوم لم يقفوا في سرد الروايات لدعم عقيدتهم هذه إلى هذا الحد بل قالوا :إن نبي
ال لوطا عليه السلم كان يخاف من البداء ل إلى حد أنه طالب ملئكة العذاب أن يعجلوا بقومه
العذاب كي ل تتغير إرادة ال فيهم بسبب من السباب التي خفيت عليه وتظهر فيما بعد.
وهذه هي عبارة القوم نقلً عن مح مد البا قر ب عد ذ كر ر سل ال الذ ين أر سلوا إلى قوم
لوط:
قال لهم لوط :يا رسول ربي فما أمركم ربي فيهم؟
قالوا :أمرنا أن نأخذهم بالسحر.
قال :فلي إليكم حاجة.
قالوا :وما حاجتك؟
قال :تأخذونهم الساعة ،فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم.
ج5 فقالوا :يا لوط ،إن موعدهم الصبح ،أليس الصبح بقريب [الكافي في الفروع للكليني
ص ،546كتاب النكاح باب اللواط].
وقد بالغوا هذا حتى قالوا نقلً عن محمد الباقر :أنه قال:
إن ال عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما
يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم – أن افتحي بابك حتى
يلج ف يك خل قي وقضائي النا فذ وقدري ،فتف تح الر حم باب ها فت صل النط فة إلى الر حم ،فتردد ف يه
أربعين يوما .ثم تصير علقة أربعين يوما ،ثم تصير مضغة أربعين يوما ،ثم تصير لحما تجري
ف يه عروق مشتب كة ،ثم يب عث ال ملك ين خلق ين يخلقان في الرحام ما يشاء ال فيقتحمان في
بطن المرأة من فم المرأة فيصلن إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلب الرجال
وأرحام النسكاء فينفخان فيهكا روح الحياة والبقاء ويشقان له السكمع والبصكر وجميكع الجوارح
وجميع ما في البطن بإذن ال ،ثم يوحي ال إلى الملكين :اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمرين
واشترطكا لي البداء فيمكا تكتبان ..فيملي أحدهمكا على صكاحبه فيكتبان جميكع مكا فكي اللوح
ويشترطان البداء في ما يكتبان [الكا في في الفروج ج 6ص 14 ،13كتاب العقي قة باب بدء خلق
النسان].
وقد عظموا هذه العقيدة حتى نقلوا عن أئمتهم أنهم قالوا:
"ما عبد ال بشيء مثل البداء" قاله محمد الباقر [الكافي في الصول ج 1ص ،146كتاب
التوحيد باب البدء].
وعن جعفر أنه قال:
"ما عظم ال بمثل البداء" [الكافي في الصول].
وعنه أيضا ما نقله مالك الجهني أنه قال:
"لو علم الناس ما في القول بالبداء من ال جر ما افتروا من الكلم ف يه [ال صول من
الكافي .]1/148
وعن مرازم بن حكيم أنه قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
مكا تنبكأ نكبي قكط حتكى يقكر ل بخمكس خ صال :بالبداء ،والمشيئة ،والسكجود والعبوديكة،
والطاعة [الصول من الكافي].
وأخيرا ما رواه الريان بن الصلت أنه قال:
" سمعت الرضا عليه ال سلم يقول :ما بعث ال نبيا قط إل بتحر يم الخمر ،وأن ي قر ل
بالبداء" [الكافي في الصول .]1/148
هذا ما يقوله الشي عة عن ال ويعتقدوه ف يه ورا ثة عن اليهود ية البغي ضة ،وناقلة أفكار ها
الخبيثة من قول اليهود:
"رأي الرب أن شر الن سان قد ك ثر في الرض ،وأن كل ت صور أفكار قل به إن ما هو
شرير كل يوم .فحزن الرب أنه عمل النسان في الرض وتأسف في قل به ،فقال الرب :أمحو
عن وجه الرض النسان الذي خلقته النسان مع البهائم ودبابات وطيور السماء ،لني حزنت
أني عملتهم [سفر التكوين من التوراة الصحاح السادس الفقرة .]7 ،6 ،5
وم ثل هذه الفقرات كثيرة في التوراة واض حة تش ير إلى أن ال ف عل شيئا ولم ي كن ليف عل
لو عل في حينه أن نتيجته خلف ما أراده ،وخفي عليه ما ظهر فيما بعد – سبحانه عما يصفو.
وأما ما يقوله الرب جل وعل في كتابه المحكم الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من
خلفه فهو مخالف تمام المخالفة لما يعتقده اليهود والشيعة يقول الرب عز وجل عن نفسه:
. .عالم الغيب ل يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ول في الرض ول أصغر من
[سورة سبأ الية .]3 ذلك ول أكبر إل في كتاب مبين
وقال:
و ما يعزب عن ر بك من مثقال ذرة في الرض ول في ال سماء [ ..سورة يو نس
الية .]61
وقال:
وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إل
[ سورة النعام يعلم ها ول ح بة في ظلمات الرض ول ر طب ول يا بس إل في كتاب مبين
الية .]59
وأمر ملئكته أن يقولوا:
وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا
[سورة مريم الية .]65
وقال على لسان موسى عليه السلم:
[سورة طه الية .]52 . .ل يضل ربي ول ينسى
وقال:
[سورة الطلق الية .]12 . .وأن ال قد أحاط بكل شيء علما
[سورة النساء الية .]126 . .وكان ال بكل شيء محيطا وقال:
[سورة فصلت الية .]54 . .أل إنه بكل شيء محيط وقال:
واليات في هذا المعنى كثيرة ل تعد ول تحصى.
أما الشيعة فيعتقدون في ال عكس ما يقوله الرب عنه جل جلله ،وعم نواله ،مصرحين
بأن ال تعالى ظ هر له من ال مر ما لم ي كن ظاهرا [ر سالة أعلم الهدى في تحق يق البداء لنظام
الدين الجيلني الشيعي نقلً عن تحفة اثنى عشرية ص .]226
ولماذا قالوا بالبداء؟
هؤلء القوم لماذا يقولون بهذه المقالة الشنيعة؟
يجيب على ذلك أقدم من كتب في فرق الشيعة من الشيعة ومن يليه أبو محمد الحسن بن
موسى النوبختي ،وسعد بن عبد ال القمي في كتابيهما (فرق الشيعة) ،وكتاب (المقالت والفرق)
نقلً عن سليمان بن جرير:
"إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين ل يظهرون معهما من أئمتهم على كذبهم أبدا،
وهما القول بالبداء ،وإجازة التقية.
فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل النبياء من رعيتها في العلم فيما
كان ويكون ،والخبار ب ما يكون في ال غد ،وقالوا لشيعت هم :إ نه سيكون في غد و في غابر اليام
كذا وكذا ،فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم:
ألم نعلم كم أن هذا يكون ،فن حن نعلم من ق بل ال عز و جل ما علمته ال نبياء عن ال ما
عل مت ،وإن لم ي كن ذلك الش يء الذي أخبروا به على ما قالوا ،اعتذروا لشيعتهم بقولهم :بدا ل
في ذلك بكونه.
فما أصدقه وأحسن به.
هذا ولم يقولوا بهذه المقالة ولم يعتقدوا بهذا العتقاد إل لمخالفتهكم المسكلمين أهكل السكنة
ح يث أن هم أ سسوا قوا عد مذهب هم على مخال فة العقائد ال سلمية الخال صة الم ستقاة من كتاب ال
جل وعل وسنة نبيه المصطفى صلوات ال وسلمه عليه كما بيناه فيما مضى.
وليكس المكر كمكا تصكوره السكيد الدكتور ومكن يحذو حذوه ويسكلك مسكلكه دون علم أو
برهان.
الفصل الخامس
الجفر
وأما الجفر الذي تعرض لذكره الدكتور وافي وحين قال:
"هذا الكتاب لم تتصل روايته ،ول عرف عينه ول صحة نسبته إلى المام جعفر ،ومع
تردد ذكره في الكتب المعتمدة عند الشيعة الجعفرية ،فإن معظمهم ل يعرض لتأييده" .فإنه ثابت
موجود لدى الشيعكة الثنكى عشريكة ،مقرر عندهكم ،ولم يعرض أحكد لرده خلف الدكتور ،وقكد
صحت ن سبته إلى جع فر بن البا قر ح سب ز عم القوم وات صلت رواي ته ،فإن مح مد بن الح سن
الصفار مثلً الذي يعد من أصحاب الحسن العسكري – المام الحادي عشر المعصوم المزعوم
– ومن أساتذة أئمة الحديث الشيعي كالكليني ووالد صدوق الشيعة علي بن الحسين ،وغيرهم،
ذكر في كتابه (بصائر الدرجات) أربعا وثلثين رواية موصولة متصلة ،منها واحدة ثلثون عن
جعفر بن محمد ،وواحدة منها عن أبيه محمد الباقر ،وأخرى عن أبيه ابن الحسين ،والثالثة منها
عن أبي الحسن.
وكذلك أورد الكلي ني إمام محدثي الشيعة ثماني روايات في ذكر الجفر ،كلها عن جعفر
بن محمد ،روايات متصلة صحيحة السناد حسب قواعد الشيعة وأصول القوم.
ول أدري على أي أ ساس قال ما قاله سيادته في ذلك ،تبرئة ل ساحة الشيعة عما يلزم هم
من الشناعة والسخرية بسبب عقائدهم الغريبة.
ونود أن نورد ه نا روايات كي يعرف القارئ الج فر الشي عي الذي يؤ هل أئ مة الشي عة أن
يساووا النبياء والمرسلين ،بل وأكثر من ذلك أن يضاهوا علم ال بعلمهم ومعرفتهم ما سيكون
ويحدث إلى يوم القيامكة – تعالى ال عمكا يقولون علوا ككبيرا ،يضاهئون قول الذيكن كفروا مكن
قبل قاتلهم ال أنى يؤفكون.
فيروي الكليني عن أبي بصير أنه قال:
دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت له :جعلت فداك ،إني أسألك عن مسألة ،ههنا
أحد يسمع كلمي؟
قال :فرفع أبو عبد ال سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ،ثم قال:
يا أبا محمد ،سل عما بدا لك .قال :قلت :جعلت فداك ،إن شيعتك يتحدثون أن رسول ال
علم عليا عليه السلم بابا ينفتح له منه ألف باب؟
عليا عل يه ال سلم ألف باب يف تح من كل باب قال :فقال :يا أ با مح مد ،علم ر سول ال
ألف باب.
قال :قلت :هذا وال العلم .قال :فنكت ساعة في الرض ثم قال إنه لعلم وما هو بذاك . .
ثم قال:
وإن عندنا الجفر ،وما يدريهم ما الجفر؟
قال :قلت :وما الجفر؟
قال :وعاء مكن أدم فيكه علم النكبيين والوصكيين ،وعلم العلماء الذيكن مضوا مكن بنكي
إسرائيل" [الكافي في الصول كتاب الحجة باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف
فاطمة عليها السلم ج 1ص .]239
وروي أيضا عن الحسين بن أبي العلء أنه قال:
سمعت أ با ع بد ال عل يه ال سلم يقول :إن عندي الج فر الب يض ،قال :فقلت :أي ش يء
فيه؟
قال :زبور داود ،وتوراة موسى ،وإنجيل عيسى ،وصحف إبراهيم عليه السلم ،والحلل
والحرام ..وعندي الجفر الحمر ،قال :قلت :وأي شيء في الجفر الحمر؟
قال :ال سلح ،وذلك إن ما يفتح للدم يفت حه صاحب ال سيف للقتل ،فقال له عبد ال بن أ بي
يعفور :أصلحك ال .أيعرف هذا بنو الحسن؟
فقال :إي وال كما يعرفون الليل أنه ليل ،والنهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب
ج1 الدن يا على الجحود والنكار ،ولو طلبوا ال حق بال حق لكان خيرا ل هم" [ال صول من الكا في
ص .]240
وروى الصفار عن أبي مريم عن محمد الباقر أنه قال في رواية طويلة:
"وعندنا الجفر ،وهو أديم عكاظي قد كتب فيه حتى ملئت أكارعه ،فيه ما كان وما هو
كائن إلى يوم القيامة" [بصائر الدرجات الكبرى للصفار الجزء الثالث ص .]180
وروي أيضا عن أبي بصير عن جعفر بن محمد أنه قال في رواية طويلة عنه:
"إن عندنا الجفر ،وما يدريهم ما الجفر؟ مسك شاة أو جلد بعير؟
قال :قلت :جعلت فداك ما الجفر؟
قال :وعاء أحمر أو أدم ،أحمر فيه علم النبيين والوصيين ،قلت :هذا وال هو العلم .قال:
إنه لعلم وما هو بذاك ..ثم سكت ساعة ثم قال :إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم
السكاعة .قال :قلت :جعلت فداك هذا وال هكو العلم .قال :إنكه لعلم ومكا هكو بذاك ،قال :قلت:
جعلت فداك :وأي شيء هو العلم؟
قال :ما يحدث بالل يل والنهار ،ال مر ب عد ال مر ،والش يء ب عد الش يء إلى يوم القيا مة"
[بصائر الدرجات .]172
فهذا هو الجفر لدى القوم ،وما ال بغافل عما يقولون ويعملون.
وأما جعل الدكتور الجفر ومصحف فاطمة شيئا واحدا فيدل على عدم علمه بكتب الشيعة
ومعرف ته بمذهبهم ومعتقد هم ح يث أنهم يجعلون الج فر شيئا آ خر م ستقلً وم صحف فاط مة كتابا
آخر ل علقة بينهما إطلقا.
كمكا أن حضرتكه نسكي فكي غمرات الحكب والدفاع عكن معتقدات القوم أن مكا يقوله فكي
صفحة 72من كتيبه عن الجفر يخالف ما قاله في صفحة ،43حيث يقول في معرض الكلم عن
الجفر وعدم نسبته إلى جعفر:
ولو صح سنده لحمل أن ما فيه يتمثل في إلهام إلهي للمام الصادق ،وقد ذكرنا فيما سبق
أن الجمهور ي قر حقي قة اللهام للم صطفين الخيار من الناس ،و من ع سى أن يكون أ حق بهذا
الو صف من المام جع فر ال صادق وآل ب يت الر سول صلوات ال و سلمه عل يه" [ب ين الشي عة
وأهل السنة ص .]72
وهو الذي نقل رواية قبل ذلك عن الكليني في كتابه عن جعفر بن محمد:
"مكثت فاطمة بعد النبي خمسة وسبعين يوما صبت عليها مصائب من الحزن ل يعلمها
إل ال ،فأرسل ال إليها جبريل يسليها ويعزيها ويحدثها عن أبيها وما يحدث لذريتها وكان علي
يسمع ويكتب حتى جاء به مصحفا قدر القرآن ثلث مرات ليس فيه شيء من الحلل والحرام
ولكن فيه علم ما يكون – ثم قال :-ولعل هذا هو الجفر" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]43
فكيف التوافق بين هذا وذاك؟
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والخرة.
وأمكا قوله :ومكن عسكى أن يكون أحكق بهذا الوصكف (يعنكي اللهام) مكن المام جعفكر
ال صادق وآل ب يت الر سول :فل يس إل مجاز فة ومبال غة ومغالة ،وتخ صيص قوم بالفضائل دون
قوم آخريكن بدون سكند ول دليكل مكن الكتاب والسكنة ،لن التقرب إلى ال والصكطفاء لديكه ل
يكون لحسكب ول نسكب ،والعكز والشرف والمكرمكة عنده ل تكون لقوم دون قوم ،وقكبيلة دون
يكا أيهكا الناس إنكا خلقناككم مكن ذككر وأنثكى قكبيلة ،بكل مداره طهارة النفكس وتقوى القلوب:
[سورة الحجرات الية .]13 وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم
ف كم من الهاشمي ين لم ينالوا مرت بة أو منزلة ع ند ال وع ند ر سوله الهاش مي صلوات ال
عن وسلمه عليه مثل ما نالها غيرهم من العرب وغير العرب أيضا ،وقد أخبر رسول ال
عمر بن الخطاب أنه ملهم في أمته ،كما ذكره الدكتور وافي ،ولم يخبر عن عباس – وهو سيد
،وعمه الحقيقي – وكذلك نال من الكرامة والصحبة أبو بكر رضي بني هاشم بعد نبي ال
ال عنه ما لم ينلها أحد غيره في الكون من أهل البيت وغير أهل البيت.
وغلى ذلك أشار شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال كما نقل عنه الذهبي:
"ولول أن الناس وجدوا ع نه مالك والشاف عي وأح مد أك ثر م ما وجدوه ع ند مو سى بن
جع فر ،وعلي بن مو سى ،ومح مد بن علي ل ما عدلوا عن هؤلء إلى هؤلء ..ون فس ب ني ها شم
كانوا ي ستفيدون من علم مالك بن أ نس أك ثر م ما ي ستفيدون من ا بن عم هم مو سى بن جع فر"
[المنتقى من منهاج العتدال للذهبي ص – 191ط المطبعة السلفية – القاهرة].
الباب السادس
الشيعة الثنا عشرية ومسألة المامة
إن الما مة ع ند الشي عة الث نى عشر ية كالنبوة ،والمام عند هم كال نبي غ ير أ نه ل يطلق
عليه لفظ النبوة كما صرح بذلك الكليني في كافيه ،حيث روى عن محمد بن مسلم أنه قال:
،إل أنهكم ليسكوا وسكمعت أبكا عبكد ال عليكه السكلم يقول :الئمكة بمنزلة رسكول ال
،فأ ما ما خل ذلك ف هم بمنزلة ر سول ال بأ نبياء ،ول ي حل ل هم من الن ساء ما ي حل لل نبي
" [الكافي في الصول كتاب الحجة باب في أن الئمة بمن يشبهون ممن مضى ج 1ص .]270
وروي أيضا عن جعفر أنه قال:
"نحن خزان علم ال ،نحن تراجمة أمر ال ،نحن قوم معصومون ،أمر ال تبارك وتعالى
بطاعتنا ،ونهى عن عصيتنا ،نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الرض" [الصول
من الكافي ج 2ص .]269
وأورد روا ية أخرى عن مف ضل بن ع مر عن جع فر أ نه سئل عن علم المام ب ما في
أقطار الرض وهو في بيته مرخي عليه ستره ،فقال:
خم سة أرواح ،روح الحياة ف يه دب " يا مف ضل ،إن ال تبارك وتعالى ج عل في ال نبي
ودرج ،وروح القوة فيه نهض وجاهد ،وروح الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلل،
انتقكل روح وروح اليمان فيكه آمكن وعدل ،وروح القدس فيكه حمكل النبوة ،فإذا قبكض النكبي
القدس ف صار إلى المام [و هل يم كن أن يقال ب عد هذا :بأن هم يعتقدون باعتقاد خ تم نبوة مح مد
وأنهم ليسوا بأول من أنكر ختم النبوة عليه واعتقدوا بجريانها بعده؟] ،وروح القدس ل ينام ول
يغفل ،ول يلهو ول يزهو ،وأربعة الرواح تنام وتغفل ،وتزهو وتلهو ،وروح القدس كان يرى
به" [الصول من الكافي كتاب الحجة باب فيه ذكر أرواح الئمة عليهم السلم ج 1ص .]272
وكما روى الكليني هذا أيضا عن جعفر أنه سأله رجل من أهل هيت عن قول ال عز
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ،فقال :منذ أنزل ال عز وجل ذلك الروح على وجل:
ي خبره وي سدده – ما صعد إلى ال سماء وإ نه لفي نا ،و في روا ية :كان مع ر سول ال مح مد
وهو مع الئمة من بعده – وهو من الملكوت" [الصول من الكافي كتاب الحجة باب الروح التي
يسدد ال بها الئمة عليهم السلم ج 1ص .]273
وهناك روايات أخرى صريحة أك ثر من ذلك قد ذكر نا بعضا من ها في ما سبق ،ونكت في
ههنا بذكر روايتين من الصفار عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال:
إحداهمكا وكسكر الخرى برمانتيكن فأككل رسكول ال "إن جبريكل أتكى رسكول ال
: نصفين ،فأكل نصفها وأطعم رسول ال عليا نصفها ،ثم قال رسول ال
يا أخي :هل تدري ما هاتان الرمانتان؟
قال :ل.
قال :أمكا الولى فالنبوة ،ليكس لك فيهكا شيكء ،وأمكا الخرى فالعلم ،أنكت شريككي فيكه،
فقلت :أصلحك ال كيف يكون شريكه فيه؟
قال :ل يعلم ال محمدا علما إل وأمره أن يعلم عليا" [بصكائر الدرجات الككبرى باب فكي
مشار كه في العلم ولم يشار كه في النبوة ،وذ كر أم ير المؤمن ين عل يه ال سلم أن ر سول ال
الرمانين ص .]312
وروي أيضا عن علي بن الحسين:
كنا أهل البيت ورثته ،ونحن كان أمين ال في أرضه ،فلما قبض محمد "إن محمدا
أمناء ال فكي أرضكه ،عندنكا عكل البليكا والمنايكا وأنسكاب العرب ومولد السكلم ،وإنكا لنعرف
الر جل إذا رأيناه بحقي قة اليمان وحقي قة النفاق ،وأن شيعت نا لمكتوبون بأ سمائهم وأ سماء آبائ هم،
أ خذ ال علي نا وعلي هم الميثاق ،يردون مورد نا ،ويدخلون مدخل نا ،ن حن النجباء ،وأفراط نا أفراط
النكبياء ،ونحكن أبناء الوصكياء ،ونحكن المخصكصون فكي كتاب ال ،ونحكن أولى الناس بال،
ونحن أولى الناس بكتاب ال ،ونحن أولى الناس بدين ال ،ونحن الذين شرع لنا دينه ،فقال في
كتا به :شرع ل كم يا آل مح مد من الد ين ما و صى به نوحا ،و قد و صانا ب ما أو صى به نوحا،
والذي أوحينكا إليكك يكا محمكد ومكا وصكينا بكه إبراهيكم وإسكماعيل وموسكى وعيسكى وإسكحاق
ويعقوب ،فقد علمنا وبلغنا ما علمنا ،واستودعنا علمهم ،نحن ورثة النبياء ،ونحن ورثة أولي
العزم من الر سل :أن أقيموا الد ين يا آل مح مد ول تفرقوا ف يه وكونوا على جما عة كبر على
المشركين من أشرك بولية على ما تدعوهم إليه من ولية علي إن ال يا محمد يهدي إليه من
ينيب من يجيبك إلى ولية علي [ومن المعروف أن هذه العبارة ليست من القرآن بل إنها مختلفة
مزورة مكذوبكة على لسكان علي زيكن العابديكن ،وأن علي بكن الحسكن وأمثاله براء ممكا يعتقده
الشيعة من التحريف في القرآن] عليه السلم" [بصائر الدرجات الكبرى – باب في الئمة أنهم
ورثوا علم أولي العزم من الرسل وجميع النبياء ،وأنهم صلوات ال عليهم أمناء ال في أرضه،
وعندهم علم البليا والمنايا وأنساب – العرب ص .]138
فهذه هي الما مة ع ند الشي عة وهذا هو المام ،ول بأس أن نورد هه نا روايت ين أخري ين
أوردهما صدوق الشي عة – و هو كذوب – ا بن بابو يه القمي ،و هو وا حد من أ صحاب ال صحاح
الربعة أنه روى عن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين
[وهذا أصح الروايات عند الشيعة حيث يروي إمام معصوم حسب زعمهم عن إمام معصوم إلى
آخره] أنه قال:
"ن حن أئ مة الم سلمين وح جج ال على العالم ين ،و سادة المؤمن ين ،وقادة ال غر المحجل ين،
وموالي المؤمنين ،ونحن أمان لهل الرض ،كما أن النجوم أمان لهل السماء ،ونحن الذين بنا
يمسك ال السماء أن تقع على الرض إل بإذنه ،وبنا يمسك الرض أن تميد بأهلها ،وبنا ينزل
الغ يث ،وتن شر الرح مة ،وتخرج بركات الرض ،ولول ما في الرض م نا ل ساخت بأهل ها ،ثم
قال:
"ولم تخل الرض منذ خلق ال آدم من حجة ال فيها ظاهر مشهور ،أو غائب مستور،
ول تخلو إلى أن تقكم السكاعة مكن حجكة ال فيهكا ،ولول ذلك لمكا يعبكد ال ،قال سكليمان :فقلت
للصادق عليه السلم:
فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟
قال :كمكا ينتفعون بالشمكس إذا سكترها السكحاب" [كمال الديكن وتمام النعمكة لبكن بابويكه
القمي ،باب العلة التي من أجلها يحتاج إلى المام ج 1ص .]207
وروي أيضا عن محمد الباقر أنه قال:
"نحن جنب ال ،ونحن صفوته ،ونحون حوزته ،ونحن مستودع مواريث النبياء ،ونحن
أمناء ال عز و جل ،ون حن ح جج ال ،ون حن أركان اليمان ،ون حن دعائم ال سلم ،ون حن من
رحمة ال على خلقه ،ونحن من بنا يفتح وبنا يختم ،ونحن أئمة الهدى ،ونحن مصابيه الدجى،
ونحن منار الهدى ،ونحن السابقون ،ونحن الخرون ،ونحن العلم المرفوع للخق ،من تمسك بنا
لحق ،ومن تأخر عنا غرق ،ونحن قادة الغر المحجلين ،ونحن خيرة ال ،ونحن الطريق الواضح
والصراط المستقيم إلى ال عز وجل ،ونحن من نعمة ال عز وجل على خلقه ،ونحن المنهاج،
ونحن معدن النبوة ،ونحن موضع الرسالة ،ونحن الذين إلينا تختلف الملئكة ،ونحن السراج لمن
استضاء بنا ،ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ،ونحن الهداة إلى الجنة ،ونحن عرى السلم ،ونحن
الج سور والقنا طر ،من م ضى علي ها لم ي سبق ،و من تخلف عن ها م حق ،ون حن ال سنام العظام،
ون حن الذ ين ب نا ينزل ال عز و جل الرح مة ،وب نا ي سقون الغ يث ،ون حن الذ ين ب نا ي صر عن كم
العذاب ،فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا" [كمال الدين وتمام النعمة
لبن بابويه القمي ج 1ص .]206
وعلى ذلك قالوا" :ي جب على ال ن صب المام كن صب ال نبي" [ان ظر لذلك منهاج الكرا مة
للحلي ص ،72وأيضا أعيان الشيعة الجزء الول ،القسم الثاني ص ،6أيضا الشيعة في التاريخ
لمح مد ح سين الزي ص ،45 ،44أيضا أ صول المعارف لمحمد المو سوي ص ،82أيضا اللف ين
الفارق بين الصدق والمين للمحلي ص .]15
وليس للخلئق خيار في اختيار المام وتعيينه ،وال نصب للعالم أجمع اثنى عشر إماما،
أولهم علي وآخرهم معدومهم الذي يزعمونه ابنا للحسن العسكري الذي لم يولد قط.
و من الغرائب أن واحدا من هؤلء الث نى ع شر لم يملك زمام الح كم أبدا غ ير علي بن
أبي طالب رضي ال عنه الذي جعل المام باختيار من الناس بعد خلفاء رسول ال الثلثة الذين
سبقوه على من صب الما مة والزعا مة ب عد ر سول ال ،والذ ين ا ستشهد علي ر ضي ال ع نه
على صحة خلف ته ب صحة خلفت هم ح يث قال ك ما ورد في أقدس كتاب شي عي (ن هج البل غة)-
عكس ما يقوله القوم ورغم أنوفهم:
"إ نه بايع ني القوم الذ ين بايعوا أ با ب كر وع مر وعثمان على ما بايعو هم عل يه ،فلم ي كن
للشاهكد أن يختار ،ول للغائب أن يرد ،وإنمكا الشورى للمهاجريكن والنصكار ،فإن اجتمعوا على
رجل وسموه إماما كان ذلك ل رضى ،فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما
خرج م نه ،فإن أ بى قاتلوه على اتبا عه غ ير سبيل المؤمن ين ،ووله ال ما تولى" [ن هج البل غة
بتحقيق صبحي صالح ص – 367 ،366ط بيروت].
وحاصل الكلم" :أننا ل نفهم المامة الشيعية التي يجعلونها واجبة ،والتي يقولون فيها:
إن على ال أن ين صب من يشغل ها ويجوز ب ها لردع الظالم عن ظل مه وح مل الناس على الخ ير
وردعهم عن الشر" [أعيان الشيعة الجزء الول القسم الثاني ص .]6
و :لح فظ الشري عة من الضياع ور فع الف ساد وإقا مة الحدود ون شر الحكام والنت صاف
للمظلوم من الظالم" [أصول المعارف لمحمد الموسوي ص .]82
و :إن الناس متكى كان لهكم رئيكس منبسكط اليكد ،قاهكر ،عادل ،يردع المعانديكن ،ويقمكع
المتغلب ين ،وينت صف للمظلوم ين من الظالم ين ،ات سقت المور ،و سكنت الف تن ،ودرت المعا يش،
وكان الناس مكع وجوده إلى الصكلح أقرب .ومتكى خلوا مكن رئس صكفته مكا ذكرناه تكدرت
معايشهكم وتغلب القوي على الضعيكف ،وانهمكوا فكي المعاصكي ،ووقكع الهرج والمرج ،وكانوا
إلى الف ساد أقرب ،و من ال صلح أب عد" [تلخ يص الشا في للطو سي ج 1ص 60ط قم – إيران
الطبعة السادسة صنة 1974م].
لن أئمتهكم الثنكى عشكر بمكا فيهكم علي رضكي ال تعالى عنكه – حسكب مقولتهكم – لم
يسكتطيعوا ردع الظالم عكن ظلمكه إياهكم ،ولم يتمكنوا بإقامكة الحدود ول رفكع الفسكاد ،ول
النتصاف لنفسهم من الظالم ..فضلً عن غيرهم من المظلومين ،وبذلك رد عليهم شيخ السلم
ا بن تيم ية ب عد ذ كر كلم الحلي :إ نه ن صب أولياء مع صومين لئل يخلي ال العالم من لط فه،
فقال:
هم يقولون :إن الئ مة المع صومين مقهورون مظلومون عاجزون ،ل يس ل هم سلطان ول
إلى أن ا ستخلف ،و في قدرة ح تى إن هم يقولون ذلك في علي ر ضي ال ع نه م نذ مات ال نبي
. .فقكد آتينكا آل الثنكى عشكر ،ويقرون أن ال مكا مكنهكم ول ملكهكم ،وقكد قال ال تعالى:
إبراهيكم الكتاب والحكمكة وآتيناهكم ملكا عظيما ،فإن قيكل :المراد بنصكبهم أنكه أوجكب عليهكم
طاعتهكم فإذا أطاعوهكم هدوهكم ،ولككن الخلق عصكوهم ،فيقال :لم يحصكل – بمجرد ذلك – فكي
العالم ،ل ل طف ول رح مة ،بل إن ما حصل تكذ يب الناس ل هم ومع صيتهم إيا هم .و(المنتظر) ما
انت فع به من أ قر به ول من جحده ،وأ ما سائر الث نى ع شر – سوى علي ر ضي ال ع نه –
فكا نت المنف عة بأحد هم كالمنف عة بأمثاله من أئ مة الد ين والعلم ،وأ ما المنف عة المطلو بة من أولي
المكر فلم تحصكل بهكم ،فتكبين أن مكا ذكره مكن (اللطكف) تلبيكس وكذب" [المنتقكى مكن منهاج
العتدال للذهبي ص .]34
و قد ذكر نا عجزه هم ،و ما حل ب هم من ق هر وظلم ،وغل بة الغ ير علي هم من ك تب القوم
أنفسهم في كتابنا (الشيعة وأهل البيت) وكتابنا (الشيعة والتشيع) ،وأكثر من ذلك أثبتنا أن المنفعة
الدينية أيضا لم تكن تحصل منهم للخلق حيث أنهم كانوا يخافون الحكام ويهابون المخالفين ،ولم
يكونوا يستطيعون أن يظهروا ما في قلوبهم حسب علمهم وإيمانهم ،وقد أوردنا في ذلك روايات
كثيرة ،منها ما ذكرناها عن الكليني أنه روى عن زرارة بن أعين أنه قال:
سألت أبا جعفر عليه السلم عن مسألة فأجابني ،ثم جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلف
ما أجاب ني ،ثم جاء ر جل فسأله فأجا به بخلف ما أجاب ني وأجاب صاحبي ،فل ما خرج الرجلن
قلت :يا ابن رسول ال ،رجلن من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألن فأجبت كل واحد منهما
بغير ما أجبت به صاحبه؟.
فقال :يا زرارة ،إن هذا خير لنا وأبقى لكم ،ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس
علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
قال :ثم قلت لبي عبد ال عليه ال سلم :شيعتكم لو حملتمو هم على ال سنة أو على النار
لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين؟ قال :فأجابني بمثل جواب أبيه" [الصول من الكافي
في باب اختلف الحديث ج 1ص .]65
وكما أوردنا رواية في مبحث التقية عن جعفر أنه قال لحد متبعيه:
"يا سليمان ،إنكم على دين من كتمه أعزه ال ،ومن أذاعه أذله ال" [الكافي في الصول
ج 2ص 222باب التقية – ط إيران].
وهناك روايات في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى.
وحا صل الكلم :أن هذه هي الما مة الشيع ية ال تي يوجبون ها على ال ولم تح صل ل حد،
ولم تثبت ولم تتحقق ..وقد بحثناها مفصلً في كتابنا (الشيعة والتشيع).
وهؤلء هم أئمتهم :علي وأولده الحد عشر بما فيهم المعدوم ،ويعدون غيرهم وكل من
تولى الخلفة والمامة في زمنهم خلفاء غاصبين مغتصبين [انظر( :عقائد الشيعة) تأليف الحاج
ميرزا آقاسي – نقلً عن (عقيدة الشيعة) لرونالدسن – ط عربي القاهرة ص 35باب (الغاصبون
الثلثكة) وغيره مكن كتكب الشيعكة الكثيرة] بمكا فيهكم أبكو بككر وعمكر وعثمان الخلفاء الراشدون
الثلثة رضي ال عنه أجمعين ،ويوجبون البراءة منهم ،والولء لئمتهم ،ويجعلون وليتهم أصلً
من أصول السلم وأساسا من أسسه ودعائمه ،ل يؤمن من ل يعتقد بها ،ول يكفر من يؤمن
بها .والروايات والتصريحات في هذا لكثيرة جدا ،فالخلف بيننا وبينهم في هذه المسألة خلف
جوهري وأصولي وعقائدي ،ل كما زعمه السيد الدكتور وصرح به حيث يقول:
"إن خلفهم معنا في هذا الصدد خلف نظري وأقرب أن يكون اختلفا في حقائق التاريخ
ول يؤثر في إيمانهم شيئا" [بين الشيعة وأهل السنة ص .]75
وعلى ذلك يكفر الشيعة كل من ينكر إمامة أئمتهم المزعومين ،كما أن منكر النبوة كافر
بالتفاق ،لن الما مة ل تختلف مع النبوة في أ صلها ،وجوهر ها ك ما بيناه مقدما ،وك ما صرح
بذلك أساطين الشيعة وصناديدها الذين نحن بصدد ذكرهم الن ،وكما دلت عليه روايات كثيرة
عن أئمت هم المع صومين – ح سب زعم هم – و سيأتي ذكر ها إن شاء ال ،ل ك ما زع مه سيادة
الدكتور حيث قال:
إنهم لم يحكموا بالكفر على من ل يعتقد بالمامة على النحو الذي ذكروه ولو أنهم حكموا
بذلك لكان لنا معهم موقف آخر إذ يكون معنى حكمهم هذا تكفير جميع أهل السنة [بين الشيعة
وأهل السنة ص .]77
يا لتساهل الدكتور ،وفي هذا العمر!!!
ويا لتحمسه لهل السنة المساكين!!!
ولقكد ذكرنكي قوله هذا بكبيت شعكر أورد مكا معناه :لم يككن يسكعنا إل أن نموت مكن شدة
الفرح والسرور لو كنا نعرف صدق وعده ووفائه.
واأسفاه على عدم معرفة السيد الدكتور عقائد القوم وعدم علمه بالحقائق الثابتة الموجودة
الم سطورة في جم يع كتب هم من التف سير والحد يث والعقائد والكلم والتار يخ ،وأن ها كل ها مليئة
بتكفير أهل السنة قاطبة وتسميتهم النواصب .اللهم إل بعض الكتب الدعائية التي لم تكتب لبيان
المعتقدات وتعليمها وتفهيمها الشيعة ،بل لمغالطة أهل السنة وخداعهم والتلبيس عليهم وتزوير
الحقائق أمامهم ،وإن لم يكن كذلك فلي شيء حصل الفتراق والختلف؟.
بالردة ،خيار خلق ال بعكد النكبياء وإن القوم الذيكن حكموا على أصكحاب رسكول ال
والمرسلين ،وصفوتهم ،لم يحكموا عليهم بهذا الحكم القدسي الجاني إل لعدم مبايعتهم عليا رضي
ال ع نه – ح سب زعم هم – ومبايعت هم أ با ب كر ال صديق ،وبعده ع مر الفاروق ،وبعده عثمان ذا
النورين رضي ال عنهم أجعين ،وتركهم مناصرة علي وخذلنهم إياه كما يذكرون!!
فهذا هو الكليني وغيره يروون عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال:
إل ثل ثة :المقداد بن ال سود ،و سلمان الفار سي ،وأ بو "كان الناس أ هل ردة ب عد ال نبي
ذر الغفاري . .وقال:
ج8 هؤلء الذين دارت عليهم الرحى وأوا أن يبايعوا" [كتاب الروضة من الكافي للكليني
ص .]246
وروى الكليني أيضا عنه أنه قال:
يوما كئيبا حزينا ،فقال له علي عل يه ال سلم :ما لي أراك يا ر سول أ صبح ر سول ال
ال كئيبا حزينا؟.
قال :وك يف ل أكون كذلك و قد رأ يت في ليل تي هذه أن ب ني ت يم (أي أ با ب كر وقو مه)،
وب ني عدي (أي ع مر و قبيلته) ،وب ني أم ية (أي عثمان وعشير ته) ي صعدون م نبري هذا يردون
الناس عن السلم القهقرى:
فقلت (يعي الرسول) :يا رب ،في حياتي أو بعد موتي؟
فقال :بعد موتك" [كتاب الروضة من الكافي للكليني ج 8ص .]246
وبلغوا في اللؤم حيث كذبوا على محمد الباقر أنه قال:
ما كان ولد يعقوب أ نبياء ولكن هم كانوا أ سباط أولد ال نبياء ،ولم ي كن يفارقون الدن يا إل
سعداء ،تابوا وتذكروا ما صنعوا.
وإن الشيخ ين (يع ني أ با ب كر وع مر) فار قا الدن يا ولم يتو با ،ولم يتذكرا ما صنعا بأم ير
المؤمن ين عل يه ال سلم ،فعليه ما لع نة ال والملئ كة والناس أجمع ين" [كتاب الرو ضة من الكا في
للكليني ج 8ص .]246
ف من كان هذا شأن هم مع أولئك الخيار البرار فماذا سيكون موقف هم في أخلف هم ،و من
يسلكون مسلكهم ،وينهجون منهجهم ،ويتبعونهم بإحسان؟.
فإن القوم ل يكتمون حقدهم وبغضهم وعقيدتهم في أولئك ،فيقولون بكل صراحة ووقاحة:
"اتفقت المامية على كفر من أنكر إمامة أحد من الئمة ،وجحد ما أوجب ال تعالى له
من فرض إطاع ته ف هو كا فر ضال م ستحق الخلود في النار" – قاله المف يد مح مد بن النعمان
العككبري [كتاب المسكائل للمفيكد المنقول مكن (البرهان فكي تفسكير القرآن) مقدمكة ص – 20ط
إيران].
وقال أيضا:
في بني هاشم خاصة ،ثم في علي والحسن "اتفقت المامية على أن المامة بعد النبي
والح سين ،و من بعده في ولد الح سين عل يه ال سلم دون ولد الح سن إلى آ خر العالم ..واتف قت
المامية على أن رسول ال استخلف أمير المؤمنين عليه السلم في حياته ،ونص عليه بالمامة
بعد وفاته ،وإن من دفع ذلك عنه دفع فرضا من الدين" [أوائل المقالت ص .]48
وقال ابن بابويه القمي:
"اعتقادنا فيم جحد إمامة أمير المؤمنين والئمة من بعده عليهم السلم أنه بمنزلة من جحد
نبوة ال نبياء علي هم ال سلم ،وفي من أ قر بأم ير المؤمن ين وأن كر واحدا من بعده من الئ مة علي هم
" [اعتقادات الصدوق – نقلً عن السلم أنه بمنزلة من آمن بجميع النبياء وأنكر نبوة محمد
مقدمة البرهان ص .]20 ،19
وقال أيضا:
"يجب أن يعتقد أنه ل يتم اليمان إل بموالة أولياء ال ومعاداة أعدائه ،وإن أعداء الئمة
كفار مخلدون في النار وإن أظهروا السلم ،فمن عرف ال ورسوله والئمة وتولهم وتبرأ من
أعدائهم فهو مؤمن ،ومن أنكرهم أو شك فيهم أو في أحدهم أو تولى أعداءهم فهو ضال هالك،
بل كافر ،ول ينفعه عمل ول تقبل له طاعة" [اعتقادات الصدوق – نقلً عن مقدمة البرهان ص
.]20 ،19
هذا وقال السد المرتضى الملقب بعمل الهدى:
"إن المعرفة بهم (يعني الئمة) كالمعرفة به تعالى فإنها إيمان وإسلم ،وإن الجهل والشك
فيهم كالجهل والشك فيه فإنه كفر وخروج من اليمان ،وهذه المنزلة ليست لحد من البشر إل
والئمة من بعده ،على أولده الطاهرين ..والذي يدل على أن معرفة إمامة من ذكرناه لنبينا
من الئ مة علي هم ال سلم من جملة اليمان ،وأن الخلل ب ها ك فر ورجوع عن اليمان بإجماع
المامية" [الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة – نقلً عن مقدمة البرهان ص .]20
وقال الطوسي الملقب بشيخ الطائفة:
دفع المامة كفر ،كما أن دفع النبوة كفر ،لن الجهل بهما على حد واحد ،وقد روي عن
أنه قال: النبي
"من مات وهو ل يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ،وميتة الجاهلية ل تكون إل على
كفر" [تلخيص الشافي للطوسي ج 4ص .]132-131
وقال أيضا:
"إن المخالف لهل الحق كافر ،فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار" [انظر :مقدمة البرهان
ص .]120
وقال الهاشم البحراني:
"إن القرار بنبوة النبي وإمامة الئمة والتزام حبهم وإطاعتهم وبغض أعدائهم ومخالفيهم
أ صل اليمان مع توح يد ال عز و جل بح يث ل ي صح الد ين إل بذلك كله ،بل إن ها سبب إيجاد
العالم ،وبناء حكم التكليف ،وشرط قبول العمال ،والخروج عن حد الكفر والشرك ،وإنها التي
عرضكت كالتوحيكد على جميكع الخلق ،وأخكذ عليهكا الميثاق ،وبعكث بهكا النكبياء ،وأنزلت فكي
الكتب ،وكلف بها جميع المم ولو ضمنا ،وأن نسبة النبوة إلى المامة كنسبتها إلى التوحيد في
تلزم القرار ب ها وبقرينهكا بحيكث أن الكفكر بأحدهكا فكي حككم الك فر بالخكر ،ول يف يد اليمان
بب عض دون ب عض ،وإن الئ مة م ثل ال نبي في فرض الطا عة والفضل ية ..وإن الحاد يث غ ير
المحصكورة تدل على هذه المور المذكورة ،بكل أكثرهكا ممكا هكو مجمكع عليكه عنكد علمائنكا
الماميين.
وقكد نكص على حقيقتكه ،بكل كون جلهكا مكن ضروريات هذا المذهكب أعاظكم أصكحابنا
المحدثين" [انظر المقالة الثانية في :مقدمة تفسير البرهان للهاشم البحراني ص .]19
وأما السيد حسين الملقب ببحر العلوم فقد أوضح أكثر مما قال به الخرون حيث رجّح
المامة على النبوة فقال:
"إن منطلق المامكة هكو منطلق النبوة بالذات ،والهدف الذي مكن أجله وجبكت النبوة هكو
نفسه الهدف الذي من أجله تجب المامة ،وكما أن النبوة لطف من ال تعالى كذلك المامة لطف
من ال أيضا ،واللحظة الحاسمة التي انبثقت فيها النبوة – وهي يوم الدار – هي نفسها اللحظة
بالتشر يع النبوي المقدس إل و ضم ال تي انبث قت في ها الما مة ،ف ما انطلق ل سان ال نبي الع ظم
إليكه المحافظكة والوزارة والخلفكة لعلي عليكه السكلم بقوله" :أنكت وزيري وخليفتكي" .وهكذا
ا ستمرت الدعوة ال سلمية ذات ل سانين :النبوة والما مة في خط وا حد ،وامتازت الما مة على
النبوة :أن ها ا ستمرت بأداء الر سالة ب عد انتهاء دور النبوة – ولن تزال – ببر كة وجود صاحب
المر عجل ال فرجه.
فالمامة إذن قرين النبوة بالتشريع ،وامتداد لها بالمحافظة والرعاية ،وبهذا المعنى نفسر
كلم المام الكا ظم عل يه ال سلم – ك ما في أ صول الكا في – أن النبوة ل طف خاص ،والما مة
لطف عام" [تلخيص الشافي للطوسي ج 4ص – 132 ،131الهامش].
وقال محدث الشيعة الكبير الحر العاملي:
"إن من اد عى الما مة بغ ير حق ،أو أن كر إما مة إمام ال حق ك فر" [الف صول المه مة في
معرفة أصول الئمة ص .]142
أو بعد هذا كله مجال للشك بأن الشيعة ل يكفرون جميع أهل السنة؟
ثم ..وي جب أن يعلم بأن عقيدت هم هذه لي ست إل مبن ية على تعال يم أئمت هم المع صومين –
حسب زعمهم – وأقوالهم وتصريحاتهم.
وعلى ذلك نختم هذا الباب ونسأل ال الهداية والتوفيق.
الباب السابع
الشيعة الثنا عشرية وسب الشيخين
إن الدكتور وافي ذكر مسألة سب الشيخين في موضعين من كتبه ،وفي كل الموضعين
حاول عبثا تبرئة الشيعة من هذه التهمة الشنيعة تكرما أو تجاهلً ،فكتب:
"ن ستبعد كذلك ما ي صدر من عوام هم من أقوال وأعمال ل يقر ها فقهاؤ هم ويعتبرون ها
مخالفة لصول مذهبهم ،فمن ذلك أن عوامهم يسبون الشيخين أبا بكر وعمر رضي ال عنهما..
ولككن أمثال هذه القوال والعمال – ل يرضكى عنهكا شيوخهكم ويحكمون بحرمتهكا ..وإذا كنكا
سنحاسب الطوائف ب ما يفعله عوام هم فإن ح سابنا يكون ع سيرا لكث ير من جماعات أ هل ال سنة
أنفسهم" [بين الشيعة وأهل السنة ص 32وما بعدها].
ثم أعاد هذا القول فكتب:
بقيت مسألة سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي ال عنهما ،واتهام عثمان بأنه يهودي،
وقكد ذكرنكا فيمكا سكبق أنكه يبوء بهذا الثكم عامتهكم وسكفهاؤهم ولككن شيوخهكم ل يقرون بذلك،
ويحكمون بحرمته ،وأنه ل يصح أن يحاسب الجعفرية بما يقوله ويفعله عامتهم وسفهائهم" [بين
الشيعة وأهل السنة ص .]77
ونسأل الدكتور وافي :في أي كتاب قرأ هذا الحكم؟ ومن أين نقله؟ ..لننا ل ندري!!
كما أننا ل نعرف من هم سفهاء القوم؟ ومن هم عقلؤهم وشيوخهم؟
ف هل العيا شي [ هو أ بو الن ضر مح مد بن م سعود العيا شي ال سلمي ال سمرقندي ،المعروف
بالعيا شي من أعيان علماء الشي عة م من عاش في القرن الثالث من الهجرة ،قال ع نه النجا شي:
ثقة ،صدوق ،عين من أعيان هذه الطائفة ،وكبيرها( :رجال النجاشي ص 247ط قم – إيران]،
والقمي [هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي ،إمام مفسري الشيعة ،وأقدمهم ،من أعيان القوم
في القرن الثالث من الهجرة] ،والبحرا ني [ هو ها شم بن سليمان بن إ سماعيل ،ولد في قر ية
(التوبل) في منتصف القرن الحادي عشر ،ومات في سنة 1107ه ،قال فيه الخوانساري :فاضل،
عالم ،ماهر ،مدقق ،فقيه ،عرف بالتفسير والعربية الرجال ،وكان محدثا فاضلً ..ومن مصنفاته
8ص ،)181أيضا (أعيان الشيعكة)]، (البرهان فكي تفسكير القرآن) – (روضات الجنات ج
والكاشاني [هو المل فتح ال الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين ،ولم يصنف تصنيفه إل ردا
على الم سلمين أ هل ال سنة با سم (من هج ال صادقين في إلزام المخالف ين)] وغير هم من المف سرين
يعدون من العلماء أم من السفهاء؟
و هل الكلي ني [ هو مح مد بن يعقوب الكلي ني رئ يس محد ثي الشي عة ،وأ حد مؤل في الك تب
الربعة وهو (الكافي)] ،وابن بابويه القمي [هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه
القمكي .لقكب بالصكدوق ،مكن مواليكد أوائل القرن الرابكع مكن الهجرة ،وتوفكي سكنة 381ه مكن
الهجرة ،و هو من كبار القوم ومحدثي هم ،وكتا به ( من ل يحضره الفق يه) أ حد الك تب الرب عة]،
والطوسي [هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460ه الملقب بشيخ الطائفة،
من كبار محدثي القوم ومؤلف كتابين من الكتب الربعة (التهذيب) و(الستبصار)] ،والمفيد [هو
محمكد بكن محمكد بكن النعمان العككبري البغدادي ،ولد سكنة 338ه ومات فكي بغداد سكنة 413ه،
و صلى عل يه ال سيد المرت ضى ،واشت هر بالمف يد (لن الغائب المهدي لق به به) – ك ما يزعمون –
(معالم العلماء ص ،])101والكشي [هو أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ،قال
ع نه الق مي :هو الش يخ الجل يل المتقدم أ بو عمرو ،قال الش يخ الطو سي :إ نه ث قة ب صير بالخبار
والرجال ،حسن العتقاد( :الكنى واللقاب ج 3ص ،])94والمنبساطي [هو أبو محمد زين الدين
علي بكن يونكس العاملي ،ولد فكي أوليات القرن التاسكع ومات سكنة 877ه :فقيكه ،محدث ،مفسكر
(مع جم المؤلف ين ج 7ص ،])266والردبيلي [ هو أح مد بن مح مد الردبيلي من موال يد القرن
العا شر من الهجرة ومات سنة 993ه :كان متكلما فقيها عظ يم الشأن ،جل يل القدر ،رف يع المنزلة
وأنه ممن رأى المام صاحب الزمان (الكنى واللقاب ،])3/67وابن الطاؤس الحسني [هو علي
بن موسى بن الطاؤس ،ولد سنة 589ه وتوفي سنة 66ه ،قال فيه التفرشي :إنه من أجلء هذه
الطائفة وثقاتها ،جليل القدر( :نقد الرجال ص ،])144والمجلسي [هو المل محمد باقر بن محمد
ت قي المجل سي ،ولد سنة 1037ه ومات سنة 1110ه ،من ألد أعداء ال سنة وخ صومهم .قال ع نه
القمي :المجلسي إذا أطلق فهو شيخ السلم والمسلمين ،مروج المذهب والدين ،المام ،العلمة،
المح قق ،المد قق( :الك نى واللقاب ج 3ص ،])121وغير هم من المحدث ين والفقهاء يعدون من
العلماء عند الدكتور أم من السفهاء؟
ولقد أوردنا نصوصا عديدة ،وروايات كثيرة من هؤلء في كتابنا (الشيعة وأهل البيت)
كل ها سب وش تم وط عن في أ صحاب مح مد صلوات ال و سلمه عل يه ،وخا صة في أ بي ب كر
وعمر وعثمان رضي ال عنهم ،ولم يكتفوا بسبهم وشتمهم ،بل طعنوا في إسلم كل من يتولهم
ويحترز عن اللعن والطعن فيهم ،ومن أراد تفصيل ذلك فليرجع إلى الكتاب .ونورد ههنا بعض
الروايات والعبارات لمعرفة القوم وعقيدتهم في السب والشتم لصحاب رسول ال عام .ولخلفاء
الرسول الثلثة خاصة كي يهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ،ولئلً يتوهم متوهم
بأننكا بنينكا الحككم على غيكر دليكل وبرهان كمكا بناه السكيد الدكتور ،وليعلم أن مشائخ الشيعكة
وعلماؤ هم يتفقون مع سفهائهم وأوباش هم في هذا الخ بث واللؤم ،ول فرق بين هم ..الل هم إل من
تظاهر عكس ذلك تقية وخداعا للمسلمين.
وكذلك جعلنا لكل فهذا هو مفسر الشيعة الكبير القمي يكتب تحت قول ال عز وجل:
نبي عدوا شياطين النس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا . ..عن أبي
عبد ال عليه السلم قال:
ما بعث ال نبيا إل وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلن الناس بعده ،فأما صاحبا نوح..
وأما صاحب محمد فجبتر وزريق" [تفسير القمي ج 1ص – 214ط مطبعة النجف – العراق
سنة 1386ه].
وكتب تحت ذلك عالمهم الهندي المل مقبول بقوله:
"روى أن الزريق مصغر أزرق ،والجبتر معناه الثعلب ،فالمراد من الول ،الول (أبو
بكر) لنه كان أزرق العينين ،والمراد من الثاني ،الثاني (عمر) كناية عن دهائه ومكره" [مقبول
قرآن الشيعي في الردية ص -281ط الهند].
وأما كلينيهم فقد كتب في كافيه عن أبي جعفر أنه قال:
ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسباطا أولد النبياء ،ولم يفارقوا الدنيا إل سعداء،
تابوا وتذكروا مكا صكنعوا ،وإن الشيخيكن فارقكا الدنيكا ولم يتوبكا ،ولم يتذكرا مكا صكنعا بأميكر
المؤمنين عليه السلم ،فعليهما لعنة ال والملئكة والناس أجمعين" [الكافي للكليني كتاب الروضة
ج 8ص -246ط إيران].
وكتب النباطي العلي في أبي بكر الصديق:
كذبوا عليه ومنزل القرآن قالوا أبو بكر خليفة أحمد
بكل كان ذاك خليفكة الشيطان [الصكراط المسكتقيم مكا كان تيمكي له بخليفكة
للنباطي ج 2ص -299ط إيران].
وكتب في عمر الفاروق:
فقدم الدال قبل العي في النسب إذا نسبت عديا في بني مضر
و عد زنيكم عتكل خائن النصكب [ال صراط الم ستقيم وقدم السكوء والفحشاء فكي ر جل
للنباطي ج 3ص .]29
وكتكب فكي عثمان ذي النوريكن أنكه سكمي نعثلً تشكبيها بذككر الضباع ،فإنكه نعثكل لكثرة
شعره ..ويقال :النعثل :التيس الكبير العظيم الجثة ،وقال الكلبي في (كتاب المثالب)" :كان عثمان
ممن يلعب به ويتخنث ،وكان يضرب بالدف" [الصراط المستقيم ج 3ص .]30
هذا ول قد ب حث متكلموا الشي عة في ك تب العقائد في تكف ير عائ شة أم المؤمن ين وطل حة
والزب ير وغير هم من كبار أ صحاب ر سول ال وأجلة هذه ال مة ،وبنوا حكم هم على أن م سلك
الشي عة الث نى عشر ية المت فق عل يه هو تكف ير هؤلء الخيار ،وعلى أن هم مخلدون في النار –
عياذا بال – كما ذكر ذلك المفيد في (أوائل المقالت في المذاهب والمختارات) .والطوسي في
(تلخيص الشافي) وغيرهما.
وقد قال فيهم محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه في مصطلح الحديث
(وصول الخيار إلى أصول الخبار) بعد ذكر هؤلء الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين:
وهؤلء نتقرب إلى ال تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم ،وبغض من أحبهم" [وصول
الخيار إلى أصول الخبار ص -164ط مكتبة الخيام قم – إيران سة 1401ه].
فهذه هكي عقيدة القوم ،مشائخهكم وعلمائهكم ،فقهائهكم ومتكلميهكم ،دون سكفلتهم وسكفهائهم
ع كس ما يذكره الدكتور وا في ،و من أراد ال ستزادة في هذا الباب فلير جع إلى كتاب نا (الشي عة
وأهل اليبت) ،وأيضا كتابنا (الشيعة والسنة) ففيهما الكفاية في هذا الموضوع.
والجدير بالذكر أنه ل يخلو كتاب من كتب الشيعة من سب هؤلء الخيار وشتمهم ،كما
ل يو جد كتاب ما في العقائد أو الحد يث أو التف سير أو الف قه يذ كر ف يه تحر يم ال سباب والشتائم
ل صحاب ر سول ال ،وخا صة الشيخ ين أ بي ب كر وع مر اللذ ين قال فيه ما علي بن أ بي طالب
رضي ال تعالى عنه:
،من إنهما إماما الهدى ،وشيخا السلم ،ورجل قريش ،والمقتدى بهما بعد رسول ال
ج2 اقتدى به ما ع صم ،و من ات بع آثاره ما هدي إلى صراط م ستقيم" [تلخ يص الشا في للطو سي
ص .]428
وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب وال سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
لقد بدأنا في كتابة هذا البحث وكنا في القاهرة عندما رأينا كتاب السيد الدكتور علي عبد
الوا حد وا في رغ بة م نا في إنجازه وإتما مه في القاهرة ول كن حال دون تحق يق هذه الرغ بة عدم
وجود كتب القوم هناك .وقلة أيا المكوث فيها ،وكثرة الشغال ،ولقد أكملنا المقدمة والباب الول
ون حن فيها .ثم واصلنا ال سفر إلى أور با ،وعند إياب نا إلى بلدنا شرعنا في كتابة البحث ولكن
ببطكء لكثرة الخطكب والمحاضرات فكي المدن المختلفكة الباكسكتانية ،شاسكعة الطراف وبعيدة
الجوانب ،فكنا طوال هذه المدة في السفر نهارا ،وفي الخطب ليلً ،ولكننا لم نجد فرصة خلل
هذه السفار المتواصلة والخطب المسلسلة إل وقد اختلسناها لكمال هذا البحث لهميته واحتياج
الناس إليه لما قد ظهر في كتب الدكتور وافي المذكور من خطاء كثيرة ومغالطات كبيرة – عفا
ال عنه – بقصد أو دون قصد ،وال يعلم السرائر وبواطن المور .ولكن الدكتور – على شأنه
ومنزلته – يخشى أن يغتر به المغترون .وينخدع بكلمه المنخدعو لما له من منزلة ومقام في
عيون طلبة العلم وأهله.
وإنه لمؤسف حقا أنه لم يتحر الحقيقة في كتابه (بين الشيعة وأهل السنة) ولم يحمل نفسه
عناء البحث والتحقيق رغم ما ادعاه في مقدمة كتيبه وخاتمته .بل على عكس ذلك لم يكتب إل
نقلً على ن قل دون الرجوع إلى ال صول المعتمدة والك تب الموث قة لدى الشي عة ،وكأن ني ل أبالغ
إذا قلت إن سيادته لم يطلع على كتاب واحد من ك تب الشي عة أنفسهم ك ما يظ هر من كتيبه هذا،
وهذا ل يليق لمن ينتسب إلى العلم فضلً عن أن يكون في مقام السيد الدكتور.
ول أود أن يصدق عليه قول ال عز وجل:
[سكورة الحكج ومكن الناس مكن يجادل فكي ا ل بغيكر علم ول هدى ول كتاب منيكر
الية .]8
وإنكي لم أكتكب هذا الكتاب إل بيانا للحكق ،ولوضكع المور فكي نصكابها ،ونصكيحة
للمسلمين ،لن الدين النصيحة .قال الرسول عليه الصلة والسلم:
"الدين النصيحة .قلنا لمن يا رسول ال؟
قال :ل ،ولكتابه ،ولرسوله ،ولئمة المسلمين ،وعامتهم" [رواه مسلم].
وأرجكو ال العلي القديكر أن يخلص نياتنكا لوجهكه الكريكم ،ويجعلنكا مدافعيكن عكن حوزة
العقيدة الصحيحة والصراط المستقيم .إنه سميع مجيب.
إحسان إلهي ظهير
لهور – باكستان
صفر 1405ه
نوفمبر 1984م