You are on page 1of 228

‫السلم والرجعة‬

‫سلم والَّر ْ‬
‫جعَة‬ ‫ال ْ‬
‫ألفه (بالفارسية) الستاذ الشيخ‪:‬‬

‫عبد الوهاب فريد ُتنْكَابُن‬


‫تلميذ الصلح الشهي آية ال ممد حسن شريعت سنغلجي (‪1943‬م)‬

‫ترجه إل العربية وقدّم له وعلّق حواشيه‬


‫سعد ممود رستم‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 1 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫مقدمة الترجم‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المدُ ل وكفى‪ ،‬وسلمٌ على عبا ِد ِه الذين اصطفى‪ ،‬ل سيما خات‬
‫حبِهِ أهل الجرة‬
‫أنبيائه وأشرف رسله مم ٍد الادي الجتب وآله أعلم التّقى ومصابيح الُدَى وصَ ْ‬
‫جهِم ا ْهتَدَى وَلِ َطرِي ِقهِم ا ْقَتفَى‪ ،‬وبعد‪،‬‬
‫والنصرة والوفا‪َ ،‬ومَ ْن ِبنَهْ ِ‬
‫فلقد شهد القرن اليلدي العشرين منذ بداياته (أوائل القرن الجري الرابع عشر) ظهور عدد‬
‫من الصلحي الجدّدين بي علماء الشيعة المامية الثن عشرية ف إيران دعوا إل النقد الذات‬
‫وإعادة النظر ف العقائد والمارسات الشيعية الوروثة‪ ،‬ونبذ البدع الطارئة والرافات الدخيلة‪،‬‬
‫وإصلح مذهب العترة النبوية بإزالة ما تراكم فوق وجهه الناصع منذ العصور القدية من طبقات‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 2 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كثيفة من غبار العقائد الغالية والعمال الشركية والبدعية‪ ،‬والحاديث الرافية والثار والكتب‬
‫الوضوعة‪ ،‬والعودة به إل نقائه الصلي الذي يتجلى ف منابع السلم الصيلة‪ :‬القرآن الكري وما‬
‫وافقه من الصحيح القطوع به من السنة الحمدية الشريفة وما أيّدها من صحيح هدي أئمّة العترة‬
‫الطاهرة وسيتم‪.‬‬
‫وكان إرهاصة هذا الط التجديدي الصلحي وصاحب السبق فيه «آية ال الشيخ ممد‬
‫حسن شريعت سنغلجي» وتلميذيه‪ :‬الشيخ «عبد الوهاب فريد تنكابن» مؤلف كتابنا الال‬
‫«السلم والرجعة»‪ ،‬والستاذ الفاضل «الاج يوسف شُعَار التبيزي»‪ ،‬وقد تأثّر بم أو واصل‬
‫دعوتم من بعدهم مئات العلماء أو الراجع أو الساتذة الفضلء من الشيعة ف إيران وانتهجوا‬
‫صوَ ٍر متلفة ودرجات متفاوتة‪ ،‬منهم ‪ -‬على سبيل الثال ل الصر ‪ :-‬السيد أسد ال‬
‫نجهم بِ ُ‬
‫خرقان والرجع الجاهد آية ال الشيخ ممد مهدي الالصي‪ ،‬والدكتور الناضل علي شريعت‪..‬‬
‫وصولً إل آية ال السيد أبو الفضل بن الرضا البقعي والستاذ حيدر علي قلمداران القُ ّميّ‬
‫والشيخ إساعيل آل إسحاق الوئين وآية ال السيد ممد جواد الوسوي الغروي الصفهان وآية‬
‫ال الدكتور ممد الصادقي الطهران والعلمة السيد مصطفى حسين الطباطبائي ومؤخّرا الستاذ‬
‫أحد الكاتب و‪ ...‬ال‪.‬‬
‫وقد أطلق بعض العاصرين(‪ )1‬على هذا التيار الصلحي التجديدي اسم «القرآنيون‬
‫الشيعة» لن أصحابه أحسّوا بشيء من تغييب النص القرآن ف الثقافة الشيعية لصال الروايات‬
‫والخبار‪ ،‬لذا عملوا ‪ -‬من جهة ‪ -‬على ترسيخ الرجعية القرآنية‪ ،‬ولسيما فكرة إمكان فهم النص‬
‫القرآن بل حاجة للحديث‪ ،‬كما عملوا ‪ -‬من جهة أخرى ‪ -‬على نقد التراث الروائي الشيعي بل‬
‫على التشكيك بكانة معظم الخبار والحاديث من الساس‪ ،‬بنقد مصادرها‪ ،‬وإثبات ركاكتها‪.‬‬
‫وقد بدأ هذا التحوّل الديد نو النصّ القرآن مع آية ال الشيخ ممد حسن شريعت‬
‫سنغلجي (التوف سنة ‪1943‬م)‪ ،‬الذي يكن تسميته «مؤسّس الدرسة السلفية القرآنية الشيعية‬
‫الديثة»‪.‬‬

‫() حيدر حب ال‪« ،‬نظرية السنة ف الفكر المامي الشيعي‪ ،‬الَت َكوّن والصيورة»‪ ،‬بيوت‪ :‬مؤسسة النتشار العرب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت منه بعضَ ما ذكرتُ ُه ف هذه القدمة عن «شريعت سنغلجي» و«عبد‬ ‫‪2006‬م‪ ،‬ص ‪ 612‬فما بعد‪ .‬وقد استفد ُ‬
‫الوهاب فريد»‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 3 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫تتلمذ الشيخ «شريعت سنغلجي» على علماء إيران من أمثال الشهيد فضل ال النوري‪،‬‬
‫والشيخ النب النوري‪ ،‬واليزا الكرمنشاهي‪ ،‬الذي درس الفلسفة عنده‪ ،‬واليزا هاشم الشكوري‬
‫الذي درس عنده العرفان‪ ،‬ث سافر إل العراق‪ ،‬ودرس عند الحقق آغا ضياء الدين العراقي‪ ،‬والسيد‬
‫أب السن الصفهان‪ .‬وتأثّر «شريعت سنغلجي» بدرسة الشيخ هادي نم آبادي ف طهران‪ ،‬ث‬
‫عكف على تدريس القرآن ف الدينة نفسها‪ ،‬وأسّس دارا عرفت بدار التبليغ‪ ،‬إ ّل أنّه ووجه‬
‫بالرفض من جانب الؤسسة الدينية الرسية‪ ،‬حتّى عرّض به المام المين ف كتابه كشف‬
‫السرار(‪ ،)1‬ويقول سنغلجي أنّه قد مورست عليه ضغوط كثية‪ ،‬وأنه قد جرت ماولتان لغتياله‪،‬‬
‫بيد أنما باءتا بالفشل(‪.)2‬‬
‫ألّف سنغلجي كتبا عديدة من أهها كتابه «توحيد عبادت» أي (توحيد العبادة) الذي نقد‬
‫فيه كثيا من العقائد والمارسات الت أصبحت رائجة بي عوام الشيعة المامية عند مراقد أئمة‬
‫أهل البيت وذراريهم من تعظيمٍ للقبور وغل ّو بالئمة وطوافٍ حول الضرحة النتشرة ف كل‬
‫حدب وصوب ونَذْ ٍر لا واستغاث ٍة بأصحابا ما عتبه أعمالً شركية تتناقض مع توحيد العبادة‬
‫الذي هو أساس السلم‪ ،‬ما جعله يسب على التيار الناصر للحركة الوهابيّة ف إيران آنذاك‪،‬‬
‫بيد أ ّن أهمّ كتاب تركه الشيخ «شريعت سنغلجي» يكشف عن منهجه الصلحي كان كتاب‬
‫«كليد فهم قرآن» أي (مفتاح فهم القرآن)‪ ،‬فقد رأى سنغلجي ف كتابه هذا أن السلمي هجروا‬
‫القرآن‪ ،‬فكان نصيبهم الفشل والسران‪ ،‬وأن الّل الوحيد يكمن ف الرجوع إل الكتاب الكري‪.‬‬
‫إلّ أنّ السؤال كيف يكن فهم القرآن؟ هذا ما ييب عنه «شريعت سنغلجي» بأخذ الدين عن‬
‫السلف ل اللف‪ ،‬أولئك ‪ -‬أي اللف ‪ -‬الذين جاؤوا مع الفلسفة والتصوّف والعتزال(‪ .)3‬ولكي‬
‫يؤسّس لرجعية القرآن ودور السنّة الشريفة طرح ف كتابه أفكارا أساسيةً ها ّمةً حول القرآن‬
‫الكري منها أن النص القرآن غي مرّف‪ ،‬ويذكر سنغلجي أدلّته على ذلك‪ ،‬وأن القرآن قابل‬
‫للفهم‪ ،‬ل يتاج لغيه‪ ،‬وأن القرآن مستوعب لتمام قضايا الدين الساسية‪ ،‬دون أن يعن ذلك‬
‫التخلي عن السنة النبوية بل ينتقد سنغلجي تلك الركة الت حاولت رفض السنّة الشريفة رفضا‬

‫() المين‪« ،‬كشف السرار» (عرب)‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫() شريعت سنغلجي‪« ،‬كليد فهم قرآن»‪ ،‬ص ‪.7-5‬‬ ‫‪2‬‬

‫() شريعت سنغلجي‪ ،‬كليد فهم قرآن‪ ، ،‬ص ‪.5-4 -3‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 4 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫مطلقا‪ ،‬ويرى أنّ الاجة قائمة لا‪ ،‬لكن القبول ببدأ حجية السنّة‪ ،‬ل يعن تدخّلها ف شؤون الدين‬
‫كافّة‪ ،‬من هنا يطرح سنغلجي تفصيلً ف دور السنّة يتمثّل‪ ،‬برأيه‪ ،‬ف الاجة إل السنّة ف مال‬
‫الشرعيات‪ ،‬لنّها تفصّل أمر الكتاب الكري‪ ،‬أما العقائديات الساسية الت عليها مدار النجاة‬
‫واللك فالقرآن تكفّل ببيانا ول حاجة ‪ -‬عند سنغلجي ‪ -‬للسنّة فيها(‪.)1‬‬
‫وقد توّل سنغلجي إل تيار ف إيران‪ ،‬إذ وقع تت تأثيه جاعة‪ ،‬واستم ّر تياره ف النفوذ‬
‫والتنامي داخل الوسط الدين ف إيران حت ناية المسينات من القرن العشرين حي طغت عليه‬
‫الحداث السياسية للثورة اليرانية‪ ،‬فغاب عن الواجهة حت اليوم‪.‬‬
‫وكان من جلة من تأثر بالشيخ «شريعت سنغلجي» وسار على منهجه القرآن تاما تلميذه‬
‫القرّب الشيخ «عبد الوهاب فريد تنكابن» مؤلف كتابنا الال «إسلم ورجعت» الذي ر ّد فيه‬
‫عقيدة «الرّ ْجعَة» ‪-‬الت يعتبها معظم علماء المامية من العقائد الساسية للمذهب المامي الثن‬
‫عشري وأن الخبار تواترت عن الئمة ف إثباتا!‪ -‬وأ ّسسَ من خلل ذلك لنهج نقدي شامل‬
‫للتراث الديثي الشيعي وما ابتن عليه من عقائد مغالية‪.‬‬
‫«عبد الوهاب فريد تنكابن» وترسيخ التاه القـرآن الديد ونقد الروايات الشيعية‪:‬‬
‫يعلن «عبد الوهاب فريد تنكابن» ف مقدمة كتابه «إسلم ورجعت»(‪ )2‬أنّ اللّ يكمن ف‬
‫نبذ الرافات والساطي وألوان التعصّب‪ ،‬ث العودة إل القرآن الكري‪ ،‬تلك هي الرسالة الت‬
‫أرادتا حركة سنغلجي ف الوساط الشيعية‪ .‬ويفي «عبد الوهاب فريد» بدعوته للرجوع إل‬
‫القرآن‪ ،‬حيث نلحظه‪ ،‬كما نلحظ أكثر أنصار مدرسة القرآن الشيعية الديدة‪ ،‬يعتمد كثيا على‬
‫النص القرآن‪ ،‬إذا ند هذا النص حاضرا بقوّة ف ثنايا الصنفات والتأليفات‪ ،‬ما يكشف عن جدية‬
‫الدعوة ورسوخها العلمي النظري معا عند أصحابا‪.‬‬
‫وإذا كان «شريعت سنغلجي» قد ركّز ‪ -‬بوصفه الؤسّس ‪ -‬مفهوم مرجعية القرآن‪ ،‬فإنّ‬
‫() الصدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.41-39‬‬ ‫‪1‬‬

‫() طبع هذا الكتاب ‪ -‬كما يذكر آقا بزرگ الطهران ف «الذريعة إل تصانيف الشيعة» ‪ -‬عام ‪ 1318‬هجرية شسية‬ ‫‪2‬‬

‫(الوافق لسنة ‪1942‬م) وكُِتَبتْ عليه ردودٌ عديدة‪ ،‬من أبرزها ما كتبه اليزا عبد الرزاق الحدث المدان‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫«سلسل الديد على عنق العنيد عبد الوهاب فريد»‪ ،‬وكتاب‪« :‬الدين والرجعة ف الرد على السلم والرجعة» للشيخ‬
‫حسن بن السي السردرودي الولود سنة ‪1306‬هـ‪ ،‬راجع‪ :‬آقا بزرگ الطهران‪ ،‬الذريعة‪ ،‬ج ‪/11‬ص ‪ ،112‬وج‬
‫‪/12‬ص ‪ 210‬وج ‪/26‬ص ‪.302‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 5 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«عبد الوهاب فريد» ساهم ف تلك القبة ف نقد التراث الديثي والروائي الشيعي لصال الرجعية‬
‫القرآنية عينها‪ ،‬إذ فتح موضوع «وَضْع الديث»‪ ،‬ذلك الوضوع الامّ الذي ل تعرفه ‪-‬بذا‬
‫الشكل‪ -‬الثقافة الشيعية‪ ،‬رغم كثرة الحاديث والخبار الوضوعة ف تراثها‪.‬‬
‫عال «عبد الوهاب فريد» ظاهرة «وضع الديث» وأسبابا وتطبيقاتا ف دنيا الديث‬
‫والحدّثي بشكل مفصّل‪ ،‬وذكر سبعة أسباب لوضع الديث هي‪ )1( :‬اللف السياسي‪ :‬وهنا‬
‫يذكر «عبد الوهاب فريد» ‪-‬فيما يذكر‪ -‬الثر السيّئ الذي تركته فرق غلة الشيعة كالسبئية‬
‫والطابية والكيسانية وغيها ف التراث الروائي الشيعي (‪ )2‬التعصّب والنياز القومي‪ ،‬والذهب‪،‬‬
‫والناطقي‪ :‬وهنا تظهر روايات العرب‪ ،‬والعجم‪ ،‬وخواص البلد والدن و‪ )3( ....‬اختلط‬
‫السلمي بالجانب ودخول الفلسفة اليونانية والشرقية إل الثقافة السلمية‪ :‬وهنا يذكر «عبد‬
‫الوهاب فريد» جلة أمثلة هي‪ :‬أحاديث تفسي قصص القرآن‪ ،‬وأسرار اللق والكون‪ ،‬وأحاديث‬
‫التناسخ‪ ،‬وأحاديث تريف القرآن‪ ،‬وروايات كيفية العراج‪ ،‬وأخبار الرجعة‪ ،‬وروايات التجسيم‬
‫والتشبيه و‪ )4( ....‬ظهور فرقة الزنادقة وهدفها ف تريب السلم‪ )5( .‬التقرّب للخلفاء‪ ،‬ونيل‬
‫الكانة الجتماعية‪ )6( .‬الرتزاق وكسب الموال‪ )7( .‬ترغيب وترهيب جاعات الزهد‬
‫والتصوّف‪.‬‬
‫ث انتقل «عبد الوهاب فريد» إل بيان معايي كشف الديث الوضوع‪ ،‬فذكر ستة معايي‪،‬‬
‫هي ذاتا العايي الت قرّرها علماء أهل السنة لعرفة الديث الوضوع وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ركاكة التعبي أو العن‪ -2 .‬مالفة العقل‪ -3 .‬مالفة القرآن‪ ،‬ويعتبه مهما جدا‪-4 .‬‬
‫مالفة السنّة التواترة أو الجاع القطعي‪ -5 .‬ما تكثر الدواعي إل نقله ول ينقله سوى عدد‬
‫مدود‪ -6 .‬ترتيب الب ثوابا عظيما أو عقابا أليما على أم ٍر بسيط جدا‪ .‬ويلص «عبد الوهاب‬
‫فريد» إل استحالة وجود حديث متواتر ف غي ضروريات الدين‪.‬‬
‫والاصل أن هذا الكتاب يثّل ف الواقع الطوة القدم للصلحيي الشيعة ف نقد التراث‬
‫الديثي الشيعي‪ ،‬بعد تأسيس سنغلجي لشروع ترسيخ الرجعية القرآنية والعودة الجدّدة إل‬
‫القرآن الكري ف الوساط الشيعية وجعل القرآن الكري العيار الساسي والول لقبول أو‬
‫رفض كل الوروث الروائي والعقائدي الشيعي‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 6 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وقد عانيت خلل ترجت لذا الكتاب من موضوع اقتباسات مؤلفه من بعض الكتب العربية‬
‫القدية الت كانت ف عصره ول تعد متوفرة اليوم‪ ،‬مثل كتاب «الوحي الحمدي» للسيد ممد‬
‫رشيد رضا‪ ،‬وكتاب «تاريخ التمدن السلمي» لرجي زيدان‪ ،‬و«دائرة معارف القرن العشرين»‬
‫لفريد وجدي‪..‬ال‪ ،‬لعدم جواز ترجة هذه القتباسات بلغت بل ضرورة العودة إل الكتب الصلية‬
‫لنقل العبارات القتبسة بألفاظها‪ ،‬ما اضطرن إل الرجوع إل الكتبات العامة بثا عنها وقد ظفرت‬
‫با جيعا وَلِـلّهِ المد‪ ،‬سوى الرجع الرجال الذي رجع إليه الؤلف كثيا بل كان مرجعه‬
‫الوحيد ف تراجم رواة أحاديث المامية وهو كتاب «تنقيح القال ف علم الرجال» لية ال عبد‬
‫ال الامقان (‪1350‬هـ) فلم أظفر به‪ ،‬ولكنن حللت الشكلة بالرجوع إل الراجع الرجالية‬
‫القدم الت نقل عنها الامقان ذاته كرجال النجاشي واختيار معرفة الرجال للكشي ورجال ابن‬
‫الغضائري وخلصة القوال للعلمة اللي‪ ..‬ال‪ ،‬فنقلت العبارات منها‪ ،‬ومع ذلك اضطررت‬
‫أحيانا إل أن أترجم اقتباس الؤلف من كتاب الامقان ترجةً حرفيةً بلغت لن ل أجد عي عباراته‬
‫ف الكتب الرجالية القدم‪ ،‬فأرجو القارئ الكري النتباه إل هذا المر‪ ،‬ولكي أكون دقيقا ذكرت‬
‫ف الاشية ف مثل هذه الوارد (انظر الامقان‪ ،‬تنقيح القال) بدلً من (المامقان‪ ،‬تنقيح القال)‬
‫إشارةً إل أن النقل من الصدر هو بألفاظي أي بالعن وليس بعي ألفاظ الصدر‪.‬‬
‫وهنا أشي إل أن الصل ف حواشي الكتاب أنا جيعا للمؤلف نفسه‪ ،‬أما الواشي‬
‫والتعليقات الت علّقتُها من عندي فميّزتُها عن حواشي الؤلف بكلمة (الترجم) آخرَها‪.‬‬
‫هذا ما أردت ذكره ف هذه القدمة آمل أن ينفع ال تعال بذا الكتاب ويوقظ به أذهان‬
‫الؤمني النصفي إل مدى الاجة إل تنقية التراث الديثي لسيما الشيعي وإعادة النظر ف كل ما‬
‫انبن عليه من عقائد وتصورات والعودة إل القرآن الكري‪ ،‬والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫الترجم سعد رستم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 7 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫افتتاحية‬
‫﴾‬ ‫﴿ بِسْمِ اللّ ِه الْرّحَ ِن الْرّحَيمِ‬
‫جعَلْ لَ ُه ِعوَجَا * َقيّمًا ِليُنذِ َر َب ْأسًا شَدِيدًا مِنْ‬
‫حمْدُ لِلّ ِه الّذِي أَن َز َل عَلَى َعبْ ِدهِ الْ ِكتَابَ وََل ْم يَ ْ‬ ‫﴿ الْ َ‬
‫سنًا * مَاكِثِيَ فِيهِ َأبَدًا ﴾ [الكهف‪-1:‬‬ ‫ي الّذِي َن َيعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ َأنّ َلهُمْ أَجْرًا حَ َ‬ ‫لَ ُدنْ ُه َويُبَشّ َر الْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫‪.]3‬‬
‫﴾ [آل عمران‪:‬‬ ‫﴿ َرّبنَا ل تُ ِزغْ قُلُوَبنَا َبعْدَ ِإ ْذ هَ َدْيتَنَا َوهَبْ َلنَا مِنْ لَ ُدنْكَ رَ ْح َمةً ِإنّكَ َأْنتَ اْل َوهّابُ‬
‫‪َ ﴿ ]8‬رّبنَا ِإّننَا سَ ِم ْعنَا ُمنَا ِديًا ُينَادِي ِللِيَانِ أَنْ آ ِمنُوا بِ َرّبكُمْ فَآ َمنّا َرّبنَا فَا ْغفِرْ َلنَا ُذنُوَبنَا وَ َكفّ ْر َعنّا‬
‫َسيّئَاِتنَا َوَتوَّفنَا مَ َع الَبْرَارِ ﴾ [آل عمران‪َ ﴿ ]193:‬رّبنَا آ َمنّا بِمَا َأنْزَْلتَ وَاتَّب ْعنَا ال ّرسُولَ فَا ْكُتْبنَا َمعَ‬
‫ف الْمِيعَادَ ﴾‬ ‫خلِ ُ‬ ‫الشّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران‪َ ﴿ ]53:‬رّبنَا ِإنّكَ جَامِ ُع النّاسِ ِلَي ْومٍ ل َرْيبَ فِيهِ ِإنّ اللّ َه ل يُ ْ‬
‫ب َهبْ لِي مِنْ َل ُدنْكَ ذُ ّرّي ًة طَّيَبةً ِإنّكَ سَمِيعُ ال ّدعَاءِ ﴾‬ ‫[آل عمران‪ ﴿ ،]9:‬هُنَالِكَ َدعَا زَكَ ِريّا َربّهُ قَالَ رَ ّ‬
‫صبْرًا َوثَّبتْ أَقْدَامَنَا وَاْنصُ ْرنَا‬ ‫ت وَ ُجنُو ِدهِ قَالُوا َرّبنَا أَ ْف ِرغْ عََلْينَا َ‬ ‫[آل عمران‪ ﴿ ]38:‬وَلَمّا بَرَزُوا لِجَالُو َ‬
‫حيَ ﴾‬ ‫عَلَى اْل َق ْومِ اْلكَافِرِينَ ﴾ [البقرة‪َ ﴿ ،]250:‬رّبنَا ا ْفتَ ْح َبْينَنَا َوَبيْنَ َق ْو ِمنَا بِالْحَ ّق َوَأْنتَ َخيْ ُر اْلفَاتِ ِ‬
‫ك عَلَى كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ ﴾ [التحري‪َ ﴿ ،]8:‬رّبنَا ل‬ ‫[العراف‪َ ﴿ ،]89:‬رّبنَا َأتْمِمْ َلنَا نُو َرنَا وَا ْغفِرْ َلنَا إِنّ َ‬
‫ُتؤَاخِ ْذنَا ِإ ْن نَسِينَا َأوْ َأخْ َط ْأنَا َرّبنَا وَل تَحْمِلْ عََليْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَ ْلتَ ُه عَلَى الّذِي َن مِنْ َقبِْلنَا َرّبنَا وَل‬
‫ف عَنّا وَاغْفِرْ َلنَا وَارْحَ ْمنَا َأْنتَ َموْلنَا فَانصُ ْرنَا عَلَى اْل َقوْ ِم اْلكَافِرِينَ ﴾‬ ‫تُحَمّ ْلنَا مَا ل طَاَقةَ َلنَا بِهِ وَاعْ ُ‬
‫ك َتوَكّ ْلنَا َوإِلَيْكَ َأَنبْنَا َوإَِليْكَ الْ َمصِيُ ﴾ [المتحنة‪َ ﴿ ،]4:‬رّبنَا َت َقبّلْ ِمنّا ِإنّكَ‬ ‫[البقرة‪َ ﴿ ]286:‬رّبنَا عََليْ َ‬
‫َأنْتَ السّمِي ُع الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة‪.]127:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 8 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ديباجة‬
‫ق كثيا من أبناء السلم‬
‫ف اهتمامَ الناس بالسلم اليوم وسا َ‬
‫إن الشيء الوحيد الذي أضع َ‬
‫نو اللدينية‪ ،‬وف الوقت ذاته أصبح أكب مانع من تقدّم السلم‪ ،‬هو الرافات والوهام الت‬
‫اختلطت منذ أم ٍد طوي ٍل بقائق السلم الناصعة‪.‬‬
‫ت تعاليمُه الخلقية والجتماعية وسائر تشريعاته‬ ‫جرَ ْ‬
‫إن السلم الال‪ ،‬السلم الذي هُ ِ‬
‫السامية الخرى لتحلّ ملّها مموعةٌ من العادات الباطلة‪ ،‬السلم الذي استفحلت فيه كل تلك‬
‫الرافات الت ل يكن قبولا‪ ،‬وضربت الساطي الباطلة جذورها ف كل نواحيه‪ ،‬واحتجبت‬
‫حقائقه العظيمة خلف آلفٍ من ُحجُب الوهام‪ ،‬واللصة السلم الذي فقد صورته الميلة‬
‫الول وأخذ حاليا هذه الصورة النفرة! كيف يكننا اليومَ أن ندعو الدّنيا إليه؟!‬
‫كيف يكننا أن نذب أفكار الناس اليومَ إل مثل هذا ال ّديْن؟! ل ريب أن أدمغة أبناء العصر‬
‫الاضر ل تعد مستعدة لقبول كل هذه الرافات!‬
‫ت من السنّي الذين ل يزالون متمسّكي بالدّين بكم العادة أو لعوامل‬ ‫وإذا استثنينا جاعا ٍ‬
‫أخرى‪ ،‬كيف يكن للناسِ الذين تفتّحت أعينهم وآذانم على إثر هذه الثورات العلمية والتغيّرات‬
‫الدبية والجتماعية ف العال‪ ،‬واستيقظوا إل حدّ ما‪ ،‬والجتمع الذي فُت بظاهر الضارة الغربية‬
‫ص ًة أولئك الذين لم معرفة بالبهان‬
‫وأخذت الفكار العصرية مكانا ف أعماق روحه‪ ،‬خا ّ‬
‫والنطق‪ ،‬أن يقبلوا قبو ًل أعمى بكل تلك الرافات؟! إننا نقول بكل صراحة إن مثل هذا الدّين‬
‫الذي أصبح متزجا بكل هذه الباطيل مكو ٌم عليه بالفناء والزوال ف هذا العال بأوضاعه الالية!‬
‫ويا للسف! إن السلم‪ ،‬ذلك القانون السماوي الخي الذي اجتثّ بسرعة البق شجرة‬
‫الشرك والوثنيّة وأبلغ أهل الدنيا بصوت واضح انقضاء عهد الشرك وعبادة الصنام‪ ،‬ورفع لواء‬
‫التوحيد فوق أنقاض معابد الوثان الكبى ف الدنيا‪ ،‬انظروا اليوم كيف ظهرت ف عاله مظاهرُ‬
‫الوثنية ذاتا بأشكال متنوعة جديدة‪ ،‬وكيف تكنت شجرة الشرك الكبية أن تتمدد من جديد ف‬
‫ميط التوحيد وكيف تراخت أمة السلم السكينة وركنت ف ظل هذه الشجرة البيثة!‬
‫ذلك السلم الذي جعلت شريعته القدّسة العلمَ والعم َل عموديها الساسيي و َد َعتْ جيعَ‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 9 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أفراد البشر إل إعمال عقولم والتفكي وإل السعي والجاهدة‪ ،‬انظروا كيف أظلّت عاله اليوم‬
‫ظلمة الهل وكيف غرق أتباعه ف الكسل والتخلف!‬
‫ذلك الدّينُ الذي جعل هدفه تذيب النفوس وغايته الساسية تتميم مكارم أخلق البشر‪،‬‬
‫انظروا اليوم كيف سقط أتباعه بسبب فساد أخلقهم ف مستنقع اللك والشقاء وحّلتْ بم الغفلة‬
‫والضللة!‬
‫ذلك الدّينُ الذي قامت تعاليمه الجتماعية العظيمة على نواميس العدالة والخوّة والتعاون‪،‬‬
‫انظروا اليو َم كيف يتعدّى أتباعه ويتطاولون على بعضهم البعض وكيف صار النفاق والتلّون‬
‫بوجهي لم سجية وكيف صارت النانية والغرور والعجب بالنفس ديدنا لم‪.‬‬
‫وذلك النبّ الكري الذي بن أساس شريعته على الوحدة والتاد بي أفراد المة والجتمع‪،‬‬
‫وحذّر بأوضح العبارات من العواقب الوخيمة للتفرّق والتنازُع‪ ،‬وذكّر بشكلٍ خاصّ بالخاطر‬
‫والحذورات الترتّبة على العصبيّة الاهليّة‪ ،‬انظروا اليوم كيف أصبحنا نرى بأم أعيننا كيف مزّق‬
‫صبُ حبال الترابط بي أبناء أمته وفرّق أفراد متمعه السلميّ و َرمَى كلّ فرقةٍِ منهم ف‬‫اله ُل والتع ّ‬
‫ورطة الذل والشقاء!‬
‫السلم الذي اجتثّ شجرة التقليد العمى ونشر ف الوقت ذاته ناموس التجدّد والحياء ف‬
‫العال‪ ،‬لحظوا بكل حسرة كيف رضيَ السلمون اليومَ أن يضعوا على رقابم بل خجل ول حياء‬
‫ني التقليد العمى للمم الخرى‪ ،‬وفقدوا بذلك كل مدهم وعظمتهم الول!‬
‫السلم الذي ألغى كل التمايزات والعناوين الوهومة بي أبناء البشر وجعل الزّيةَ النسانّيةَ‬
‫الوحيدةَ مزّي َة التقوى‪ ،‬انظروا كيف سادت بي أبنائه اليوم التمايزات وكيف تشّبَثتْ كلّ جاعةٍ‬
‫من أبنائه بعناوين موهومة لتبّر لنفسها استغلل زحات وكدح الخرين بلطائف اليل!!‬
‫واللصة‪ :‬ذلك السلمُ الذي طهّر صفحة العال من لوث جيع الرافات وطوى صفحة‬
‫جبَتْ حقائقُه النيّرةُ اليومَ بكلّ هذه الُجُب الظلمة من‬
‫الوهومات‪ ،‬لحظوا بدقّة كيف ُح ِ‬
‫الرافات‪ ،‬وكيف ابتُلي السلمون بوضع مجل حي صاروا مكبّلي بكل هذه الوهومات!!‬
‫صلٍ شاملةٍ للخرافات عن الدّين‪ ،‬ويب‬
‫لذلك كلّه يب القيام بأسرع ما يكن بعملية فَ ْ‬
‫القضاء بكلّ ج ّديّة على هذا الطر الكبي والرض الهلك (مرض الرافات والوهومات) الذي‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 10 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫يهدّد السلم أي يهدّد منبع السعادة والفلح‪ ،‬بشكل كامل‪ .‬يب أن ننهض إل ماربة هذا العدو‬
‫الهلك‪ .‬يب أن نقضيَ على جرثومة الفساد هذه الت انتشرت ف عروق وأوردة أفراد متمعنا‬
‫وهي تسوقنا اليوم نو الزوال والنعدام‪ .‬يب حرق بيت الذلة والشقاء هذا‪ .‬يب اقتلع هذه‬
‫الشجرة البيثة من جذورها‪ .‬وبالجال وكيفما كان‪ ،‬يب أن نطهّر دين السلم القدّس‪ ،‬الذي‬
‫خرِجَ‬‫هو الوسيلة الوحيدة لتأمي السعادة والسلمة ف النشأتي‪ ،‬من لوث جيع الرافات‪ ،‬وأن نُ ْ‬
‫حقائق القرآن القدّس الشامة من دائرة الوهام الخجلة‪ ،‬وف النهاية يب أن نتمسّك بكل قوّة‬
‫وبنتهى الستقامة ببل ال التي القرآن الكري‪ ،‬وأن نطبّق ونعمل بشريعة السلم كما كان عليه‬
‫المر ف عهود ُرشْد ونوّ السلم الول‪ ،‬وإل َفعَلَيْنَا وعلى السلم السلم!‪.‬‬
‫أيها الخوة ف اليان‪ ،‬يا أمّة السلم! استيقظوا من مهد غفلتكم وجهلكم الذي غفوت به!‬
‫انتبهوا قليلً إل أوضاع العال الاليّة وإل وضعكم التعيس السود‪ ،‬انظروا كيف أصبحتم مرمىً‬
‫لسهام البشّرين الجانب السمومة! وكم من الراحات الهلكة يوقعونا كل يوم ف جسد‬
‫السلم‪ ،‬وكيف يستفيدون من جهلكم فيض ّعفُون إسلمكم ومنبع عزّتكم وسعادتكم بل يسعون‬
‫للقضاء عليه وإطفاء نوره!‬
‫وإذا كان المر كذلك‪ ،‬فهل يوز أن تساعدوا أعداءكم بتشّبثِكم بكل تلك الرافات‬
‫وبتلك العمال الاهلة؟؟ تعالوا وارحوا قليلً حالكم وحال أبناء مستقبلكم ول تساعدوا على‬
‫هدم ذاتكم! انتهوا عن هذه العمال الاهلة الت حجبت السلم بشكل كامل وسترت حقائقه‪،‬‬
‫وابتعدوا عن كل هذه الرافات الت ل يكن قبولا والت دخلت إل الدّين فأصبح كلّ فري ٍق يعتقد‬
‫با بشكل أعمى ويتشبّثُ با من كل روحه وقلبه‪ .‬وف النهاية َدعُوا السلم السكي باله و ُكفّوا‬
‫عن تشويهه! لن السلم ببانيه التقنة وحقائقه النيّرة إذا تلّص من أعمالكم الاهلة هذه وخرج‬
‫جبِ الرافات والوهام التراكمة فوقه‪ ،‬فإنه لن يقاوم أشد هجمات الجانب ق ّوةً‬
‫من تت حُ ُ‬
‫فحسب‪ ،‬بل من شأنه أن يبسط نفوذه وتأثيه ف زم ٍن قصيٍ على ك ّل العمورة‪ .‬وا حسرتاه! إنّ‬
‫السل َم مجوبٌ بالسلمي!‬
‫أجل‪ ،‬لقد شغل موضوع ضرورة ماربة الرافات والتعريف بقائق السلم الصحيحة‬
‫انتباهي وأرّق فكري منذ زمن طويل‪ ،‬حت جعلتُ منذ ذلك الزمن إنازَ هذا المر َديْنا وواجبا ف‬
‫عُنُقي‪ ،‬ول زلتُ أترصّد الفرص َة الناسبةَ لداء هذا ال ّديْن وإناز هذا العمل والقيام بذا الواجب‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 11 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ت بعون ال تعال بالسعي‬


‫الامّ‪ ،‬وأحد ال أن وجدتُ شيئا من الفراغ الساعد على هذا المر فقم ُ‬
‫إل تقيق أمنيت القدية هذه بقدر الوسع‪.‬‬
‫فاليوم أقوم ف هذا الكتاب «إسلم ورجعت» (السلم والرجعة) بالتعريف بانب من‬
‫مزايا السلم وحقائقه الناصعة‪ ،‬وخلل ذلك أبيّن بعض السائل الامة الاصّة بالديث‪ ،‬وأوضّحُ‬
‫ض المور الدخيلة على السلم والت من جلتها مسألة «الرّ ْجعَة»‪ ،‬مستخدما ف ذلك عبارات‬
‫بع َ‬
‫سهلة وأسلوب ميسّر يفهمه كل قارئ أيا كان مستواه العلمي‪ .‬هذا ولّا كانت عقيدة «ال ّرجْعَة»‬
‫قد فتحت باب الدعاوي الباطلة للشخاص الدجّالي‪ ،‬ولا كان لا تأثيٌ ف نشر العصبيّة الذهبيّة‪،‬‬
‫صةً ف بلدنا إيران‪ ،‬كما أنا و ّجهَت ف الوقت ذاته صفعةً كبيةً إل أركان التشيّع‪ ،‬فقد‬
‫خا ّ‬
‫عالتُها ف هذا الكتاب أكثر من غيها‪.‬‬
‫ورغم أن الصلح العظّم والعلمة الحترم الشيخ «شريعت سنغلجي»(‪ )1‬نض منذ سنوات‬
‫طويلة بإيان كامل وعزم راسخ إل شرح حقائق السلم وتوضيحها‪ ،‬وإزالة الرافات والوهام‪،‬‬
‫وأبْطَلَ منذ مدّة مديدة‪ ،‬ف مدرسته «دار التبليغ»‪ ،‬عقيدةَ «الرّ ْجعَة» ببيانات رائعة وجيلة وأتى‬
‫عليها من جذورها‪ ،‬إل أنّن لّا لحظتُ أن هذا الطلب ل يتّضح بعد وأسيئ فهمه بشكل كامل‬
‫بل أثّر على جاعات تأثيا سلبيا‪ ،‬خلفا لا كان متوقعا‪ ،‬إذْ جعل تلك العقيدة ترسخ فيهم أكثر‬
‫من قبل!‪ ،‬ومن الهة الخرى فإن بعض الشخاص الهووسي الذين يصطادون ف الاء العكر‪،‬‬
‫والنتسبي إل أطراف نعلمها جيعا قاموا بنشر هذه العقيدة (أي عقيدة الرجعة) الت كانت منذ‬
‫زمن بعيد مستورةً ضمن مموعة من الكتب القدية الت يعلوها الغبار‪ ،‬وطرحوها بي جاهي العامة‬
‫على أساس أنا من البان التقنة للسلم ومن مقومات فرقة «المامية»!‪ ،‬وباختصار لّا رأيت أن‬
‫السلم قد أُلبِس هذا اللباس الخجل الذي جعل إخوتنا الصريي العزّاء وأبناء البلدان السلمية‬
‫الخرى يهاجوننا نن «المامية» بسبب هذه العقيدة وبسبب مقولت «الغُلة» الخرى‪ ،‬أردتُ‬
‫أن أوضح أن المامية براء ومنهون من هذه القولة ولذلك اهتممتُ بذه العقيدة أكثر من غيها‬

‫() هو شيخ الؤلف وأستاذه أي الرحوم آية ال الشيخ ممد حسن شريعت سَْن ِگَلجِي (‪1890‬م ‪1943 -‬م) أحد رواد‬ ‫‪1‬‬

‫الصلح والتصحيح بي الشيعة المامية ف إيران ف عهد الشاه رضا خان البهلوي‪ ،‬كان من الداعي إل تصحيح العقائد‬
‫وإصلح السار ونبذ الغلوّ والعمال البدعية الشوبة بالشرك والرائجة بي العوام ف عصره‪ ،‬والعودة إل القرآن الكري‬
‫وتوحيده الناصع‪ ،‬وألف ف ذلك كُتُبا (بالفارسية) أشهرها‪ :‬كتاب [كليد فهم قرآن] أي مفتاح فهم القرآن‪ ،‬وكتاب‬
‫[توحيد عبادت] أي توحيد العبادة‪ ،‬وغيها‪ ،‬وقد طبعت كتبه عدّة مرات‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 12 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من مقالت «الغُلة» وصرفتُ مدة ف دراستها ودراسة أطرافها بشكل عميق وخرجتُ بذا‬
‫الكتاب طبقا لا سح به فكري الضعيف‪ ،‬ووضعته أمام إخوت ف اليان ليطالعوه‪.‬‬
‫ورغم أنن أعلم أن مثل هذا البحث غي مستساغ لغلب الناس لدينا‪ ،‬خاصة لقصيي النظر‬
‫الذين سوف يلومونن ويهاجونن بشأنه‪ ،‬وأنا أعلم علم اليقي أنن سُأبْتلى بسبب هذا الطريق‬
‫الذي سلكته بأشواك كثية وبفاء كثي! فالكل يعلم جيدا إل أي حدّ أُشربت ف قلوب الناس‬
‫ت وَأنِسُوا با حت أنم بجرد أن يروا شخصا ُمصْلِحا َخيّرا قام لصلح‬
‫الوهامُ والرافا ُ‬
‫مفاسدهم‪ ،‬يريد أن يأخذ من أيديهم أقل المور من العقائد الت ل أساس لا والعادات الباطلة الت‬
‫اعتادوا عليها‪ ،‬ترتفع أصواتم صارخي ف كل حدب وصوب واشريعتاه‪ ،‬وامذهباه! ولكن رغم‬
‫ذلك فإن لن أخشى أحدا ف بيان الق ولن أهابَه‪ ،‬لن نصينا هو الق والقيقة‪ ،‬ومُعتَمَدُنا هو‬
‫ال القادر التعال وحده‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬

‫طهران‪ -‬الامس عشر من شهر‬


‫جادى الثان ‪1300‬هـ‬

‫عبد الوهاب فريد‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫السلم دين الفطرة وشريعة النسانية‬

‫السلم دين الفطرة وشريعة النسانيّة‪ ،‬السلم دين العقل والفكر‪،‬‬


‫السلم دين الوسطيّة الامع بي حقوق الروح والسم والافظ لصال‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬السلم دين العلم والكمة وشريعة البهان والجة‪،‬‬
‫السلم عدو التقليد العمى والتعصّب الاهل‪.‬‬
‫_____________________‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 13 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫قد أتى على البشر حيٌ من الدهر ل يعرفون من «الدين» إل أنه تعاليم خارجةً عن ميط‬
‫العقل كُلّف البشر با(‪ )1‬مقاومةَ فطرتم‪ ،‬وتعذيب أنفسهم‪ ،‬ومكابرة عقولم وبصائرهم‪ ،‬خضوعا‬
‫للرؤساء الذين يل ّقنُونم إيّاها‪ ،‬فإن انقادوا لسيطرتم عليهم با كانوا من الفائزين‪ ،‬وإن خالفوهم‬
‫سرا أو جهرا كانوا من الالكي‪.‬‬
‫حت إذا بعث ال ممدا خات النبيي‪ ،‬يتلو عليهم آياته ويعلّمهم الكتاب والكمة ويزكّيهم‬
‫ما كانوا فيه من الضلل البي ‪ -‬بيّن لم أنّ دين ال السلم هو دين الفطرة‪ ،‬والعقل والفكر‪،‬‬
‫والعلم والكمة‪ ،‬والبهان والجة‪ ،‬والضمي والوجدان‪ ،‬والرية والستقلل‪ ،‬وأن ل سيطرة على‬
‫روح النسان وعقله وضميه لحد من خلق ال‪ ،‬وإنا رسل ال هداةٌ مرشدون‪ ،‬مبشّرون‬
‫ومنذرون(‪ .)2‬وأعلن للدنيا قوله تعال‪َ ﴿ :‬فأَقِ ْم وَ ْجهَكَ لِلدّينِ َحنِيفًا فِ ْط َرةَ اللّ ِه اّلتِي َفطَ َر النّاسَ عََلْيهَا‬
‫س ل َيعْلَمُونَ ﴾ [الروم‪ ،]30:‬فدعا البشر إل‬
‫ل تَبْدِيلَ ِلخَلْقِ اللّهِ ذَلِكَ الدّي ُن اْلقَيّ ُم وََلكِنّ أَ ْكثَ َر النّا ِ‬
‫دين الفطرة وشريعة النسانية وأفهم العال أن السلمَ دينُ الفطرة وشريع ُة العقل والتفكي‪ ،‬وأنّه‬
‫دي ُن الوسطية الام ُع لقوق الروح والسم والافظ لصال الدنيا والخرة‪ ،‬وأ ّن السلم قري ُن‬
‫العلم والكمة وتوأ ُم البهان والجة‪ ،‬وأنّه شريع ُة الستقلل والريّة‪ ،‬وأنّ السلم عد ّو التقليد‬
‫الاهل والتعصّب العمى‪ ،‬وأنّ السلم مربّي العقول ومكمّل قابليّات البشر ومُ َطوّر َمَلكَات‬
‫النسان‪ ،‬وباختصار أنّ الذي يؤمّن الطّمَأنينة ويضمن راحة النفس ورخاءها ويكفل للبشر سعادة‬
‫الدنيا والخرة إنا هو السلم‪.‬‬
‫أجل السلم دين العقل والفكر ‪:‬‬
‫إذا تدبّرنا آيات القرآنَ الكري بدقّة سوف نرى أن أساس دعوة السلم يرتكز على العقل‪،‬‬
‫وأنه بدلً من أن يقوم‪ ،‬مثل سائر الديان ودعوات الدنيا‪ ،‬بدعوة الناس مستخدما عوامل الكراه‬
‫والضطرار ومتشبثا بالترغيب والترهيب وإثارة عواطف الناس‪ ،‬يدعو البشرية لجل إثبات دعاويه‬
‫إل التعقّل والتفكّر والنظر ف كائنات السماء والرض‪ ،‬ويترك الكم ف هذه القضية إل عقولم‬
‫فيقول‪ ﴿ :‬وََل ْو شَاءَ َربّكَ لَآمَ َن مَنْ فِي الَ ْرضِ كُّلهُمْ جَمِيعًا أََفأَْنتَ ُتكْ ِر ُه النّاسَ َحتّى َيكُونُوا ُم ْؤ ِمنِيَ‬

‫() الظرف متعلق بالصدر الذي بعده وفعل التكليف يتعدّى بنفسه وعلماء الصول والفقه ُي َعدّونَه بالباء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ممد رشيد رضا‪ ،‬الوحي الحمّدي‪ ،‬طبع مصر‪1352 ،‬هـ‪1933/‬م‪ ،‬ص ‪.108‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 14 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫س عَلَى الّذِي َن ل َي ْعقِلُونَ * ُقلِ انْ ُظرُوا مَاذَا فِي‬


‫جعَلُ الرّ ْج َ‬
‫* َومَا كَانَ ِلَن ْفسٍ أَ ْن ُت ْؤمِنَ إِلّا بِِإ ْذنِ اللّ ِه َويَ ْ‬
‫ت وَالنّذُ ُر عَنْ َق ْومٍ ل ُي ْؤ ِمنُونَ ﴾ [يونس‪.]101-99:‬‬ ‫ت وَالَ ْرضِ َومَا ُت ْغنِي اليَا ُ‬ ‫السّ َموَا ِ‬
‫خلصـة مفاد هذه اليات أنه لا كانت عقول البشر وأفكارهم‪ ،‬وف النهاية نفوسهم متلفةً‬
‫بقتضى سنة ال الارية‪ ،‬وكانت أنظارهم ف آيات الفاق والنفس متلف ًة عن بعضها البعض‪،‬‬
‫فمن الطبيع ّي والتميّ أن يتلفوا أيضا حول اليان والكفر(‪ .)1‬فالوصول إل حقيقة دين السلم‬
‫حرّرُونَ عقولَهم من‬
‫واليان رهيٌ بالعقل وبالتفكّر‪ ،‬ونتيجةٌ للنظر ف آيات عال الوجود؛ فالذين يُ َ‬
‫تأثي العوامل الارجية‪ ،‬وينتبهون بتفكيٍ متجرّدٍ حُرّ مستقلّ إل كائنات السموات والرض‬
‫وعجائب عال الكون‪ ،‬وتساعدهم أيضا مََلكَاُتهُم الفطرية إل حدّ ما‪ ،‬سيصلون بالتأكيد إل حقيقة‬
‫الدّين ويدركون البدأ والعاد والخلق الت تشكّل أساس الدّين وعماده‪.‬‬
‫أمّا الذين تبقى عقولم أسيةً لتقليد عادات آبائهم واعتقادات أقرانم‪ ،‬ويظلّون قابعي بشكل‬
‫كامل تت تأثي بيئتهم والعوامل الخرى الحيطة بم‪ ،‬فإنّهم يفقدون استقلل الفكر‪ ،‬وكذلك‬
‫الشخاص الذين هم ف الساس قليلو العقل وضعيفو الهلية والكفاءة(‪ ،)2‬وباختصار الذين‬
‫ل يلكون من القدرة الفطرية ما يُ َم ّكنُهُم من التمييز بي هداية الدين وضلل الكفر‪ ،‬أو أنم نتيجةً‬
‫ب الذات ل يعرفون شيئا سوى الكل والشرب والنوم ول ينتبهون‬ ‫للغرور والعجب بالنفس وح ّ‬
‫أبدا إل أي شيء‪ ،‬مثل هؤلء سيبقون بالتأكيد ف ضلل الكفر‪ ...‬فيا أيها النب! ل ينبغي عليك‬
‫أن تب البشر قهرا على التصديق بالدّين واليان بال‪ ،‬بل وظيفتك الوحيدة أن تُذكّر الناسَ‬
‫بأحكام السلم وتعاليمه وأن تدعوهم إل مطالعة آيات الكتاب التكوينية والتأمّل والتفكّر ف‬
‫كائنات هذا العال‪ ،‬واللصة واجبك ف الدرجة الول التذكي وف الدرجة الثانية الدعوة إل‬
‫صيْطِرٍ ﴾ [الغاشية‪ ،]22-21:‬أي فل‬‫ت عََلْيهِ ْم بِ ُم َ‬
‫س َ‬
‫التعقّل والتفكي‪ ﴿ :‬فَذَكّرْ ِإنّمَا َأْنتَ ُمذَكّرٌ * لَ ْ‬
‫تـجبـرهم على قبول ما تدعوهم إليه وتكرههم عليه‪ ،‬بل ل ينبغي أن تكون أمنيتك أن يؤمن‬
‫جَبتْ‬
‫بكَ جيع أفراد البشر حت أولئك الذين خُتم على أبصارهم وقلوبم بات الهل والغرور وحَ َ‬

‫جعَلَ النّاسَ ُأمّ ًة وَا ِحدَ ًة وَل يَزَالُونَ‬


‫ك َل َ‬
‫() كما أشار ال تعال إل هذا العن ف آيات أخرى كقوله سبحانه‪َ (( :‬وَلوْ شَا َء رَبّ َ‬ ‫‪1‬‬

‫لنّ َجهَّن َم مِنَ اْلجِنّ ِة وَالنّاسِ أَ ْج َم ِعيَ)) [هود‪:‬‬ ‫ك لََأمْ َ‬


‫ك وَِل َذلِكَ َخلَ َق ُهمْ وََت ّمتْ َكِلمَةُ رَبّ َ‬
‫ي * ِإلّا مَنْ رَ ِح َم رَبّ َ‬
‫ُمخَْتلِ ِف َ‬
‫‪.]119-1187‬‬
‫() وهذا النوع من الناس أقليّة دائما خاصة ف عصرنا الاضر الذين أصبح فيه أمثالم نادرون وربا سيأت يوم ف الستقبل‬ ‫‪2‬‬

‫ينقرضون فيه بقتضى قانون الركة الفكرية والتطور العقلي‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 15 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫عقولَهم أغشيةٌ غليظةٌ من الكِبْر وعبادة الوى‪ ،‬لن ذلك خلفٌ لسنّت ومشيئت(‪ ،)1‬كما أن اتاد‬
‫أفكار وعقول جيع البشر مالفٌ لسنت الارية‪.‬‬
‫أجل إنه من الطبيعي أن يكون طريق تبليغ دين الفطرة هذا الطريق‪ ،‬ول يب أن يُدعى‬
‫النسان إل شريعة النسانية إل بذا السبيل‪ .‬فل ريب أن يكون التصديق واليان بالدّين الذي‬
‫ل الرض ومَ ْن عليها‪ ،‬ويعلّم‬ ‫يدّعي تأمي راحة النفس والطمأنينة لميع طبقات البشر حت يرث ا ُ‬
‫جيع تطورات البشر الروحية‪ ،‬وتتّفق أحكامه وتعاليمه مع أحكام العقل وتنسجم مع فطرة النسان‬
‫الصليّة‪ ،‬أقول ل ريب أن يكون التصديق بثل هذا الدين موكولً إل العقل ومنوطا بالتفكي‬
‫فحسب‪ ،‬وأن ل تكون هناك أيّ حاجة أبدا إل الكراه والجبار ف الدعوة إل هذا الدين‪ ،‬بل أن‬
‫يُدعى الناس فيه إل مراجعة عقولم ووجدانم فقط وإل أن يتعقّلوا ويتفكّروا‪.‬‬
‫من هنا نرى أن القرآن الكري ف دعوته إل كل أصل من أصول الدين‪ ،‬سواء أصل البدأ أم‬
‫حيْ ُل الناس إل عقولم‪ ،‬ويتم اليات التعلقة بالتوحيد والعاد‬ ‫العاد أم التعاليم والخلق‪ ،‬يُ ِ‬
‫والخلق بِجُمَل‪« :‬أفل تعقلون؟» «أفل تذكّرون؟» ونوها‪ ،‬أمّا الكنيسة فقد بنت دعوتا إل‬
‫خرافة التثليث على قاعدة «اعتقِ ْد وأنت أعمى» أو قاعدة «أطفئ سراج عقلك واْتَبعْن»‪ ،‬فدعت‬
‫الناس إل اتّباع تعاليمها اّتبَاعا أعمى!‪ .‬بعكس القرآن الكري الذي ند أنه يصف الؤمني بأنم‬
‫أولو اللباب أي أصحاب العقول‪ ،‬وأنم الذين يتفكرون والذين يعقلون‪ ﴿ :‬إِنّ فِي خَ ْلقِ السّ َموَاتِ‬
‫ض وَا ْختِلفِ الّليْ ِل وَالّنهَارِ لَآيَاتٍ ِلأُولِي الَْلبَابِ * الّذِي َن يَذْكُرُونَ اللّهَ ِقيَامًا وَُقعُودًا َوعَلَى‬ ‫وَالَ ْر ِ‬
‫ت وَالَ ْرضِ َربّنَا مَا َخَل ْقتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ َف ِقنَا عَذَابَ‬ ‫ُجنُوِبهِمْ َوَيَتفَكّرُونَ فِي خَ ْلقِ السّ َموَا ِ‬
‫النّارِ ﴾ [آل عمران‪ ،]191-190:‬ف حي يصف الكفار بأنم ص ّم عُ ْميٌ ل عقل لم ول تفكي‪:‬‬
‫ص ّم ُبكْمٌ عُ ْميٌ َفهُمْ ل‬ ‫﴿ َومَثَ ُل الّذِينَ َكفَرُوا كَ َمثَ ِل الّذِي َينْعِ ُق بِمَا ل يَسْ َمعُ إِلّا ُدعَا ًء َونِدَاءً ُ‬
‫َيعْقِلُونَ ﴾ [البقرة‪ ،]171:‬بل يعتبهم ف موضع آخر أضلّ من النعام أي البقار والمي فيقول‪:‬‬
‫سبِيلًا ﴾ [الفرقان‪:‬‬
‫سبُ َأنّ أَ ْكثَ َرهُ ْم يَسْ َمعُونَ َأ ْو َي ْعقِلُونَ ِإنْ هُمْ إِلّا كَا َلْنعَامِ بَ ْل هُمْ أَضَ ّل َ‬
‫﴿ َأمْ تَحْ َ‬
‫‪.]44‬‬
‫أما ذلك الرجل الغرور العابد لذاته(‪ )2‬أو إله الِرفان (!) فإنه كان ياطب أولئك السذّج‬
‫الذين اتبعوه بعبارة «أغنام ال»!‬

‫ب مَُتكَبّرٍ جَبّارٍ)) [غافر‪( .]35:‬الترجم)‬


‫ك يَطَْبعُ اللّهُ َعلَى كُ ّل َقلْ ِ‬
‫() إذ إن ال تعال يقول‪َ (( :‬ك َذلِ َ‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 16 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ عندما يقيم الجة على أن القرآن‬


‫ب السلم صَلّى ا ُ‬
‫وهكذا ند أنّ ن ّ‬
‫الكري كتاب ال وأنه مبعوثٌ مِنْ ِقبَلِ ال ييل الناس إل عقولم فيقول‪:‬‬
‫﴿ قُلْ َلوْ شَاءَ اللّ ُه مَا تََل ْوتُ ُه عََلْيكُمْ وَل َأدْرَاكُ ْم بِهِ َفقَدْ َلبِْثتُ فِيكُ ْم عُ ُمرًا مِنْ َقبْلِهِ أَفَل‬
‫َتعْقِلُونَ ﴾ [يونس‪.]16:‬‬
‫ويطرح كتاب ال أمام تفكي البشر ويدعوهم دائما إل التدبّر فيه فيقول لم‪:‬‬
‫﴿ ِكتَابٌ أَنزَْلنَاهُ إَِليْكَ مُبَا َركٌ ِليَ ّدبّرُوا آيَاتِ ِه وَِلَيتَذَكّرَ ُأوْلُوا الَلْبَابِ ﴾ [ص‪ ﴿ ،]29:‬أَفَل‬
‫َيتَ َدبّرُو َن اْلقُرْآنَ وََلوْ كَانَ مِ ْن ِعنْ ِد َغيْرِ اللّهِ َلوَجَدُوا فِيهِ ا ْختِلفًا َكثِيًا ﴾ [النساء‪ ﴿ ،]82:‬أَفَل َيتَ َدبّرُونَ‬
‫الْقُرْآنَ َأمْ عَلَى ُقلُوبٍ أَ ْقفَالُهَا ﴾ [ممد‪.]24:‬‬
‫ولذا السبب ياطب القرآ ُن العقل َء ويدعوهم دائما إل النظر ف جال عال الطبيعة والتفكّر‬
‫ن معتبا أن ذلك أهم وظائف العقل والوسيلة الوحيدة للرقي الادي‬ ‫ف آيات الكتاب الكو ّ‬
‫والعنوي للبشر‪ ،‬ويوكل فهم تلك اليات للعقلء فيقول‪:‬‬
‫ح ِر بِمَا‬
‫جرِي فِي اْلبَ ْ‬‫ك اّلتِي تَ ْ‬
‫ض وَا ْختِلفِ الّليْ ِل وَالّنهَارِ وَاْلفُلْ ِ‬ ‫ت وَالَ ْر ِ‬ ‫﴿ ِإنّ فِي خَلْقِ السّ َموَا ِ‬
‫ض َبعْدَ َم ْوِتهَا َوبَثّ فِيهَا مِنْ كُلّ دَاّبةٍ‬
‫يَنفَ ُع النّاسَ َومَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّمَا ِء مِ ْن مَاءٍ َفأَ ْحيَا بِ ِه الَ ْر َ‬
‫ب الْمُسَخّرِ بَيْنَ السّمَا ِء وَالَ ْرضِ لَآيَاتٍ ِل َق ْو ٍم َيعْقِلُونَ ﴾ [البقرة‪.]164:‬‬ ‫ح وَالسّحَا ِ‬ ‫َوتَصْرِيفِ ال ّريَا ِ‬
‫ت وَالَ ْرضِ ﴾ [آل عمران‪.]191:‬‬
‫﴿ َوَيَتفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّ َموَا ِ‬
‫كما يوكل فهم حقائق الكتاب التشريعي (القرآن) إل العقلء أصحاب اللباب أيضا‬
‫ن ُهوَ َأعْمَى ِإنّمَا َيتَذَكّرُ ُأوْلُوا الَْلبَابِ ﴾‬ ‫فيقول‪ ﴿ :‬أَفَ َم ْن َيعْلَمُ َأنّمَا أُنزِلَ إَِليْكَ مِنْ َربّكَ الْحَقّ كَمَ ْ‬
‫س وَِليُنذَرُوا بِ ِه وَِلَيعْلَمُوا أَنّمَا ُهوَ إِلَ ٌه وَاحِ ٌد وَِليَذّكّرَ ُأوْلُوا الَْلبَابِ ﴾‬
‫[الرعد‪ ﴿ ،]19:‬هَذَا بَلغٌ لِلنّا ِ‬
‫[إبراهيم‪.]52:‬‬
‫ولذا يصف القرآن الكري الناسَ الذين ل عقل لم ول َفهْ َم ول تفكي بأنم مثل «البهائم»‬
‫ب ل َي ْف َقهُونَ‬
‫ج ّن وَالِنسِ َلهُمْ قُلُو ٌ‬ ‫ج َهنّمَ َكثِيًا مِ َن الْ ِ‬‫بل أضلّ من البهائم فيقول‪ ﴿ :‬وََلقَدْ ذَ َرْأنَا لِ َ‬
‫ِبهَا وََلهُمْ َأ ْعيُ ٌن ل يُْبصِرُونَ ِبهَا وََلهُمْ آذَا ٌن ل يَسْ َمعُو َن ِبهَا ُأوْلَئِكَ كَا َلنْعَا ِم بَ ْل هُمْ أَضَلّ ُأوَْلئِكَ هُمُ‬

‫() يقصد بذلك مؤسس نلة البهائية «حسي علي باء الازندران» الذي ادّعى اللـهية وأطلق على أتباعه ف كتابه‬ ‫‪2‬‬

‫«القدس» عبارة «أغنام ال»! (الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 17 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الْغَافِلُونَ ﴾ [العراف‪.]179:‬‬
‫ويعل عدم استخدام قوى العقل سببا لعذاب الخرة فيقول‪ ﴿ :‬وَقَالُوا َلوْ ُكنّا نَسْمَعُ َأوْ‬
‫سعِيِ ﴾ [اللك‪.]10:‬‬
‫صحَابِ ال ّ‬
‫َنعْقِ ُل مَا ُكنّا فِي أَ ْ‬
‫أمّا الكنيسة فقد رأت أن حفظ مصالها يقتضي إبقاء الناس ف الغفلة والهالة فكانت تُنل‬
‫بأصحاب العقل ال ّر والتفكي الستق ّل العذاب والعقاب‪.‬‬
‫ي مقام سوى اتّباع ما يوحى إليه‪ ،‬ول يكن يرفع‬ ‫ب السلم يرى لنفسه أ ّ‬ ‫ومن هنا ل يكن ن ّ‬
‫نفسه عن مرتبة البشرية‪ ،‬وكان ينفي عن ذاته بكل صراحة علم الغيب والتصرّف ف خزائن الرض‬
‫أو امتلك رزق اللق الذي غالبا ما يدّعيه رؤساء الديان لنفسهم‪ ﴿ :‬قُلْ ل أَقُولُ َلكُ ْم عِندِي‬
‫سَتوِي‬
‫ب وَل أَقُولُ َلكُمْ ِإنّي مَلَكٌ إِنْ َأتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إِلَيّ قُ ْل هَ ْل يَ ْ‬
‫َخزَائِنُ اللّ ِه وَل َأعْلَ ُم اْلغَْي َ‬
‫الَعْمَى وَالَْبصِيُ أَفَل َتتَ َفكّرُونَ ﴾ [النعام‪.]50:‬‬
‫وكما يقول «آرنست رينان» الفرنسي‪[ :‬ل ي ّدعِ ممّدٌ أبدا القدرة على إحياء الوتى ول‬
‫يصلب نفسه بي السماء والرض ث ييا بعد موته‪ ،‬بل جعل معجزته هذا القرآن ذاته الذي ل‬
‫يستطع أي بشر حت الن أن يأت بثله فعلً‪ .‬إن كل عظمة ذلك الشخص الكبي هي أنه كان‬
‫يقول ويكرر‪« :‬إنا أنا بشر مثلكم»‪.‬‬
‫أما عيسى الذي تعرّفه الكنيسة فهو‪........‬‬
‫من هنا‪ ،‬عندما نتلو القرآن الكري نرى أن ذكر «العقل» باسه وأفعاله ف القرآن الكيم يبلغ‬
‫زهاء خسي مرة‪ ،‬وأما ذكر «أول اللباب» ففي بضع عشرة مرة‪ ،‬وأما كلمة «أول الّنهَى» أي‬
‫العقول فقد جاءت م ّرةً واحدةً ف آخر سورة طه‪.‬‬
‫ولكن مهما تفحّصتَ ف قاموس الكتاب القدّس فلن تد فيه كلمة «العقل» ول ما ف‬
‫معناها من أساء هذه الغريزة البشرية الت فضل النسان با جيع أنواع هذا النس الي كاللبّ‬
‫والنّهَي‪ ،‬ول أساء التفكّر والتدبّر والنظر ف العال الت هي أعظم وظائف العقل‪ ،‬ول أن الدين‬
‫موجّ ٌه إليه‪ ،‬وقائم به وعليه (‪.)1‬‬
‫إذن قد تبيّن بوضوح أن السلم دين العقل والفكر‪ ،‬دينٌ يريد بعد تشييده بنيانَه على‬
‫() ممد رشيد رضا‪« ،‬الوحي الحمدي»‪ ،‬ص ‪ ،111 -108‬باختصار وتصرف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 18 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ي العقل والعلم التيني وإقامته تعاليمه السامية على النواميس العقلية‪ ،‬يريد أن يرّر عقل‬
‫عمادَ ْ‬
‫النسان من كل الجب والقيود الت كبَّلتْهُ عهودا متمادية من الزمن‪ ،‬ويريد أن ينح للمجتمع‬
‫البشري الستقلل العقلي‪ ،‬ويريد أن يصل البشر ف ظل الرية الفكرية إل شاطئ السعادة الادية‬
‫والعنوية‪.‬‬
‫[وقد صرّح بعض حكماء الغرب‪ ،‬با ل يتلف فيه عاقلن ف الرض‪ ،‬من أن التفكّر هو‬
‫مبدأ ارتقاء البشر‪ ،‬وبقدر جودته يكون تفاضلهم فيه‪ ،‬وقد كانت التقاليد الدينية َحجَرَتْ حُ ّريّة‬
‫التفكي واستقلل العقل على البشر‪ ،‬حت جاء السلم فأبطل بكتابه هذا الَجْرَ‪ ،‬وأعتقهم من هذا‬
‫الرقّ‪ ،‬وقد تعلّم هذه الرّيةَ أممُ الغرب من السلمي ث نكس هؤلء السلمون على رؤوسهم‬
‫ح ّرمُوها على أنفسهم‪ ،‬حت عاد بعضهم يقلّدون فيها من أخذوها عن أجدادهم](‪.)1‬‬
‫فَ‬
‫فيا أمّة السلم هذا هو دينُكِ! هذا هو الدين الذي تنسبي نفسكِ إليه منذ سنوات طويلة‬
‫ولكنكِ ل تتمكن من استخدام قواك العقلية ف أي موضوع بل أبقيتِ رأس مال قواكِ العقلية ف‬
‫ركود وتوقف!‬
‫وأنت أيها السلم! ل يوز أن تكون مهملً لعقلكَ وفكركَ إل هذا ال ّد وأن تقلّد والديكَ‬
‫ف آداب الدّين تقليدا أعمى يعلك عندما تصادف ولو شبهة صغية‪ ،‬أو تغيّر بيئتك‪ ،‬متزلزل‬
‫اليان بل قد تسر أساس دينك وتعاليم شريعتكَ!‬
‫يا أخي! إن كنت مسلما حقيقةً فل يليق بقامك مثل هذا المود الفكري! وتأكّد من أن‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬ذاك الناطق بالقّ الذي ينادينا ربّه ف قرآنه الجيد فيقول‪:‬‬ ‫روح النبّ َ‬
‫ح َزنُوا َوأَْنتُ ُم ا َلعَْلوْنَ ِإنْ ُكْنتُ ْم ُم ْؤمِنِيَ ﴾ [آل عمران‪ ،]139:‬تتألّم من وضعك الذلّ‬
‫﴿ وَل َت ِهنُوا وَل تَ ْ‬
‫هذا!‪.‬‬
‫أنا على يقي أنكَ لو كنتَ قد أسَْل ْمتَ بذلك الطريق الذي عيّنه القرآن أي اعتنقتَ السلم‬
‫بفضل إرشاد العقل وف ظل التعقل والتفكر‪ ،‬لمتلكت بل أي شبهة ‪-‬كما وعد ال تعال ف تلك‬
‫الية الخية‪ -‬مقام العل ّو والعزّة والرفعة‪ ،‬ولكن يا للسف كان مرشدك للدين أمورٌ أخرى أو‬
‫أشخاصٌ آخرون هم أضل منك بكثي وأعجز من أن يديروا حت بيوتم!‬

‫() ممد رشيد رضا‪ ،‬الوحي الحمّدي‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 19 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫السْلمُ دِيْنُ الوَسَ ِطيّة‬

‫السلم دين الوسطية الامع بي حقوق الروح والسم والافظ‬


‫لصال الدنيا والخرة‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫لا كان النسان مركبا من روح وجسم كان لياته جانبان‪ :‬جانب جسمي وجانب‬
‫روحان‪ ،‬وبالتال فإن سعادته وفلحه الكاملي رهينان بتشييد مبان كل جانب من جانب حياته‪،‬‬
‫وهذان الانبان مرتبطان ببعضهما دائما بيث أن إهال إعمار أحدها يؤدي إل اضمحلل أساس‬
‫الخر كما أن التقصي ف تربية كلّ من ِقوَى السم أو قوى الروح يؤدي إل فتور قوى الخر‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى كما أن حفظ صحة وسلمة كل شخص رهي بفظ صحّة جسمه وروحه‬
‫ومرتبط بفظ التناسب بي قواه السمية والروحية والتوازن بينهما‪ ،‬فكذلك تأمي الطمأنينة‬
‫الكاملة والسعادة ف الدنيا والخرة منوط باستحكام أسس الياة السمية والروحية أو عمارة‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وبالتال فأولئك الذين ل يدون سعادتم إل ف تسي مستوى حياتم الؤقتة‬
‫(السمية) هذه ويهملون بشكل كامل بناء حياتم الروحية‪ ،‬يقعون ف خطأ كبي‪ ،‬وكذلك الذين‬
‫يدون سعادتم ف «الرهبانية» والعراض عن الدنيا ويظنون أن عزلتهم عن الناس وسوء ظنهم‬
‫باللق وإهال قواهم الذهنية وحالتم النفسية باسم تزكية النفس وتصفية الروح‪ ،‬وباختصار‬
‫يظنون أنم بتمضية عمرهم بالكسل والمول لجل القيام بجموعة من العبادات‪ ،‬ي َؤ ّمنُون راحتهم‬
‫الخروية ويصلون إل السعادة البدية مطئون أيضا بشكل كامل‪.‬‬
‫إن نتيج َة حياة الماعات الت فقدت ميزان التعادل بي الدنيا والخرة وسلكت طريق‬
‫الفراط أو التفريط نتيج ٌة سيّئةٌ مفعمةٌ بالشقاء وبعيدةٌ عن منل السعادة مسافات كبية‪.‬‬
‫إذا عرفنا أن السعادة الكاملة وراحة النفس الطلقة للبشر رهينة بفظ التعادل بي الياة‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 20 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫السمية والياة الروحية ورهينة بعمارة الدنيا والخرة‪ ،‬ومن ناحية أخرى لا كان «الدين» أكب‬
‫ناموس لفظ متمع بن آدم وأه ّم عامل مؤثّر ف انتظام حياة البشر‪ ،‬كان ل بد على النسان أن‬
‫يبحث عن دين وشريعة تفظ له هذا التعادل بأفضل صورة وتضمن له السعادة والراحة ف الدنيا‬
‫والخرة بشكل كامل‪.‬‬
‫ولسن الظ إذا ألقينا نظرة إجالية على أديان العال الالية أدركنا بكل وضوح أن ذلك‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِهِ‬ ‫الدين الذي يقق ما ذكرناه ليس سوى دين السلم النيف وشريعة ممد َ‬
‫َوسَلّمَ الطهّرة‪ ،‬لننا عندما نلحظ الكتب النسوبة إل الديان الاضية‪ ،‬نرى أنه‪ ،‬بعزل عن‬
‫احتوائها جيعا على مموعة من القصص الت هي أشبه بالساطي وعلى مطالب لهوتية ل فائدة‬
‫منها‪ ،‬نرى أن أحكامها وتعاليمها تتص إما بالانب الدنيوي من حياة النسان فقط أو تنحصر‬
‫بالانب الخروي من حياته‪ ،‬أما السلم فكما قال تعال‪ ﴿ :‬وَكَذَلِكَ َجعَ ْلنَاكُمْ ُأ ّم ًة َوسَطًا ِلتَكُونُوا‬
‫ُشهَدَاءَ عَلَى النّاسِ َوَيكُونَ ال ّرسُو ُل عََليْكُ ْم َشهِيدًا‪[ ﴾ ...‬البقرة‪.]143:‬‬
‫فهو الامع بي حقوق الروح والسم والافظ لصال الدنيا والخرة‪ ،‬وشريعته تتضمن‬
‫تعاليم عباديّة‪ ،‬إضافة إل قواني أخلقية وحقوقية وجزائية واجتماعية‪ ،‬وبذلك فإنه يضمن راحة‬
‫الروح والسم وسعادة الدنيا والخرة على أفضل وجه‪ ،‬ول ريب أنه لو طُّبقَت أحكام وتعاليم‬
‫السلم بشكل كامل ف كلّ متمع فإن أفراده يكونون عابدين لِـلّ ِه أتقياء طالبي للح ّق والقيقة‬
‫مبّي للشرف والستقامة مهتمّي بتنمية علومهم ومعارفهم َخيّرين صالي سالكي سلوكا حسنا‬
‫بعيدا عن حدود الفراط والتفريط‪ ،‬ومعتدلي ف عقائدهم وأخلقهم وأعمالم‪ ،‬ومالكي للشجاعة‬
‫والشهامة والعزم والرادة الصلبة‪ ،‬وباختصار يكونون أصحاب أخلق مرضيّة وملكات فاضلة‬
‫فيملكون موجبات سعادة الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وكما نعلم جيعا جيدا‪ ،‬بجرد أن نزلت أحكام هذا الدين ف عصر صدر السلم وبدأ‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ وجهاد سائر أئمة‬
‫السلمون يلتزمون با ف ظل جهاد النب الكري َ‬
‫شةً‪،‬‬
‫السلم‪ ،‬ل تض مدة طويلة إل وتولت حياة أولئك الذين كانوا من قبل يعيشون حياةً متوحّ َ‬
‫وكانوا متفرّقي متنازعي مشغولي على الدوام بالقتل والسلب والنهب‪ ،‬وكان كلّ فريق منهم قد‬
‫وضع على عنقه ني عبادة وثن أو صنم ل يض ّر ول ينفع‪ ،‬فتحولت حياتم وتركوا جيع نزاعاتم‬
‫واختلفاتم ببكة تعاليم السلم القدسة وأصبحوا بنعمة ال إخوانا متحدين‪ ،‬وترروا من قيد‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 21 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كل عبودية لغي ال ووصلوا إل القام الشامخ لفراد ال وحده بالعبادة والذي يتضمن ف القيقة‬
‫الرية الطلقة ‪-‬أي حرية النسان تاه غي ال‪ -‬فأفلحوا ونحوا وصاروا طلّاب حق وحقيقة‬
‫وأصحاب عدالةٍ وخيٍ وصَلح‪.‬‬
‫كانوا أنفسهم أولئك التعساء والذلء من قبل الذين حدّدوا أنفسهم لشدة خودهم وفقدانم‬
‫للحساس القومي الامع بدود قبائلهم من بن فلن وبن فلن‪ ،‬فأحدثت تعاليم السلم ف‬
‫أذهانم ثورة فكرية ومعنوية جعلتهم يسيطرون ف زم ٍن قياسيّ بفضل سلح التقوى والعمل‬
‫الصال على أجزاء كبية من العال آنذاك من بر الصي شرقا إل الحيط الطلسي غربا‪ ،‬وأشعلت‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ وسائر أئمة السلم العظام حرارة ف أعماق قلوب ذلك‬
‫بيانات النب صَلّى ا ُ‬
‫الشعب جعلت دمائه تفور نشاطا‪ ،‬ما أحدث تغياتٍ عميقةً ف حضارة العال فأثبتوا بكل شهامة‬
‫للدنيا وأهلها عظمة أمّتهم بعد أن كانوا قبائل مغمورة ل يؤبه لا‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬هؤلء هم أنفسهم الذين كانوا من قبل الهلءُ الذين يقتلون أولدهم خشية الفقر‬
‫والوع ويئدون بناتم حيّاتٍ خشية الفضيحة‪ ،‬ويبيعون النساء كما يبيعون النعام ويأكلون حقوق‬
‫بعضهم البعض بل حيا ٍء اتباعا لشهواتم وغرورهم‪ ،‬والذين ل يكن لم من العلم سوى خيالت‬
‫أسطورية وحفظ النساب‪ ،‬وباختصار كانوا أ ّمةً خارج حدود العتدال ل علم لم بآداب‬
‫النسانية مبتلي بآلف الفاسد الخلقية والجتماعية‪ ،‬فتخلصوا بفضل نور تعاليم السلم ف مدّة‬
‫قليلة من كل تلك الصائب والنكبات وصلُحت مفاسدهم وخَلُصوا من ورطات النطاط والذل‪،‬‬
‫وأفلحوا ف مقام الفضائل الخلقية‪ ،‬وبدلً من الظلم السائد فيهم أصبحت العدالة حاكمة ف جيع‬
‫شؤون حياتم على نو أصبحوا يشعرون فيه بالسؤولية أمام ال تعال الَكَ ِم العَدْل‪ ،‬وأصبحوا‬
‫يراعون حدود ومصال بعضهم البعض ويترمون شؤون بعضهم وأعراض بعضهم مشتركي ف‬
‫أفراح وأتراح بعضهم ومتعاوني ف العسر واليسر‪ ،‬فخرجوا من حدود الفراط والتفريط وأصبحوا‬
‫معتدلي ف جيع شؤون حياتم‪ ،‬وقوي فيهم حسّ طلب القيقة وأحبّوا العلم إل درجة جعلتهم‬
‫يسعون رغم قلّة الوسائل إل ترجة وتكميل علوم المم السابقة وفلسفتها‪ ،‬وف النهاية أصبحت‬
‫‪-‬بساعيهم‪ -‬جيع البلدان الت خضعت لنفوذهم مثل‪ :‬تركستان وإيران والندلس‪ ،‬مراكز للعلم‬
‫والعرفة‪.‬‬
‫نعم السلم هو دين الوسط والكفيل بسعادة الدنيا والخرة لن هذا الدين قد قرر لجل‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 22 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫حفظ مصال الروح والسم وعمارة الدنيا والخرة تعاليم متينة وبسيطة وسهلة التطبيق ف الوقت‬
‫ذاته‪ ،‬فهو دي ٌن يهت ّم بدعوتنا إل العبادة وتزكية النفس وتيئة موجبات السعادة الخروية البدية‬
‫بقدر اهتمامه بدعوتنا إل تصيل وسائل العيش وعمارة الدنيا‪ ﴿ :‬وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الخِ َرةَ‬
‫س َنصِيبَكَ مِنَ ال ّدنْيَا َوأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللّهُ إَِليْكَ وَل َتبْ ِغ اْلفَسَادَ فِي الَ ْرضِ ِإنّ اللّهَ ل‬
‫وَل تَن َ‬
‫ب الْ ُمفْسِدِينَ ﴾ [القصص‪.]77:‬‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫إضافة إل أن أحكام السلم وقوانينه الت نُظّمت على نو يكفل مصال الدنيا والخرة معا‬
‫تضمّنت فوائد أخرى أيضا يتاج شرحها إل كتب كثية‪.‬‬
‫وعلوة على كل ما ذُكر فإن السلم يسلك ف دعوتنا إل جيع مقاصده طرقا كل واحد‬
‫منها هو ف القيقة أفضل وسيلة لعمارة الدنيا ويضمن تأمي السعادة الدنيوية والرقي والتطور‬
‫الادي‪ ،‬وبعبارة أخرى إن السلم جعل المور الطبيعية سلّما للمور العنوية بيث أن النسان لو‬
‫أراد أن يصل إل قمّة العنويّات فعليه أن يترقّى ف الطبيعيّات ويصعد ف سلّمها‪ ،‬فمثلً ف دعوته‬
‫إل اليان ببدأ الوجود (أي ال تعال) والعاد (أي اليوم الخر) اللذان يشكلن أساس اعتقاداته‬
‫وأهم وأبرز مقاصده‪ ،‬بدلً من أن يورطنا ف خيالت معقدة مثل «فلسفة الفناء ف ال الندية» أو‬
‫«فلسفة الشراق» با فيها من التواءات تسوقنا إل طرق خطرة‪- ،‬كما أشرنا‪ -‬فإنه دعانا إل‬
‫النظر ف كائنات عال الكون والتفكّر ف هذه الجموعة الشمسية فقال‪ ﴿ :‬قُ ِل انْظُرُوا مَاذَا فِي‬
‫ت وَالَ ْرضِ‪[ ﴾ ...‬يونس‪.]101:‬‬
‫السّ َموَا ِ‬
‫ول يفى على أحد أن حضارة الدنيا الالية وكل رقيّ البشر العاصر إنا انطلق من هذا‬
‫النظر والتفكّر‪.‬‬
‫وف دعوته إل الخلق ‪-‬الت لا الهية الساسية ف نظر السلم بعد البدأ والعاد‪-‬‬
‫وتوعيتنا بفوائد الدّين والتديّن وأضرار قلّة الدّين وسوء الخلق‪ ،‬دعانا إل مطالعة تاريخ المم‬
‫الاضية والسي ف الرض والتأمل ف عاقبة السلوك السيئ والعمال الشريرة للشعوب الت تلت‬
‫عن الدّين واستشرى فيها سوء اللق فقال‪ ﴿ :‬قُ ْل سِيُوا فِي الَ ْرضِ ثُ ّم انظُرُوا َكيْفَ كَانَ عَاِقَبةُ‬
‫مجْ ِرمِيَ ﴾ [النمل‪:‬‬‫الْ ُمكَ ّذبِيَ ﴾ [النعام‪ ﴿ ،]11:‬قُلْ سِيُوا فِي الَ ْرضِ فَانظُرُوا َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ الْ ُ‬
‫‪َ ﴿ ،]69‬أوَ لَ ْم يَسِيُوا فِي الَ ْرضِ َفيَنظُرُوا َكيْفَ كَانَ عَاِقَبةُ الّذِينَ كَانُوا مِنْ َقبِْلهِمْ كَانُوا هُمْ َأشَدّ‬
‫ِمنْهُمْ ُق ّو ًة وَآثَارًا فِي الَ ْرضِ َفأَ َخ َذهُمُ اللّ ُه بِ ُذنُوِبهِ ْم َومَا كَانَ َلهُمْ مِنَ اللّ ِه مِ ْن وَاقٍ ﴾ [غافر‪.]21:‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 23 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ول شبهة أن كل ذلك من العوامل الهمة للتربية الخلقية الفردية والجتماعية‪.‬‬


‫وبصرف النظر عن ذلك فقد قصّ القرآن الكري علينا عَدَدا من القصص لجل هذا الدف‬
‫ذاته‪ ،‬وهذه القصص ‪-‬لو تدبّرناها بدقة‪ -‬لرأيناها تعلّمنا كثيا من السرار الخلقية والجتماعية‬
‫بعبارات بسيطة‪ ،‬وتوضّح لنا كثيا من مشاكل الجتمع‪ ،‬وف القيقة كل واحدة منها يكنها أن‬
‫تكون أفضل مثال ونوذج أخلقي لياتنا‪ ،‬وسأوضح هذا المر إن شاء ال ف الكتاب الذي أزمع‬
‫كتابته حول شرح مقاصد القرآن‪.‬‬
‫واللصة فإن السلم ‪-‬خلفا لسائر الديان والقواني الوضوعة لجل إصلح البشر‬
‫وتربيتهم‪ -‬ل يعتب الدنيا والخرة أمران منفصلن عن بعضهما ل ارتباط بينهما بل يهدف إل‬
‫ل به ويعل حياة النسان ف كلّ من الرحلتي مرتبطة‬ ‫اعتبار كل منهما مرتبطا بالخر ومتص ً‬
‫بياته ف الرحلة الخرى بشكل كامل‪ ،‬أي أن الشخاص الذين أمضوا أعمارهم ف البصية‬
‫والعرفة وحفظ ميزان التعادل ف تام شؤون حياتم فسلكوا ف هذه الياة الصراط الستقيم بشكل‬
‫حَيوْن بل شك ف آخرتم سعداء وسينالون الفلح واللص‪،‬‬ ‫سيَ ْ‬
‫كامل ‪-‬أو اتبعوا قانون الفطرة‪ -‬فَ َ‬
‫أما الذين وقعوا ف هذه الياة ف الهل والغفلة وكانوا أشقياء ضالي فإنم سيكونون ف الياة‬
‫الخرة أيضا ضالي أشقياء‪.‬‬
‫ومن هنا ند أن القرآن الكري يعتب الضلل والهل ف هذه الدنيا دليلً على الضلل‬
‫سبِيلًا ﴾‬
‫والشقاء ف الخرة فيقول‪َ ﴿ :‬ومَنْ كَانَ فِي هَ ِذهِ َأعْمَى َف ُهوَ فِي الخِ َرةِ أَعْمَى َوأَضَ ّل َ‬
‫[السراء‪.]72:‬‬
‫ومن هنا أيضا يبشّر ال تعال الؤمني الصالي بالتوفيق والسعادة ف الدنيا والخرة كلها‪:‬‬
‫ح َزنُونَ * الّذِينَ آ َمنُوا وَكَانُوا َيتّقُونَ * َلهُ ُم الْبُشْرَى‬‫ف عََلْيهِ ْم وَل هُ ْم يَ ْ‬
‫﴿ أَل ِإنّ َأوْلِيَاءَ اللّهِ ل َخوْ ٌ‬
‫ك ُهوَ الْ َفوْ ُز اْلعَظِيمُ ﴾ [يونس‪.]64-62:‬‬ ‫حيَاةِ ال ّدنْيَا وَفِي الخِ َرةِ ل َتبْدِيلَ ِلكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِ َ‬
‫فِي الْ َ‬
‫وعلى العكس من ذلك يتوعّد الكفّار ‪ -‬ف أكثر من موضع من القرآن‪ -‬بالذّل والزي ف‬
‫ي وََلهُمْ فِي الخِ َر ِة عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾‬
‫الدنيا‪ ،‬والعذاب ف الخرة فيقول مثلً‪َ ﴿ :‬لهُمْ فِي ال ّدْنيَا خِزْ ٌ‬
‫[البقرة‪.]114:‬‬
‫والن يب أن نرى هل الؤمنون هم حقيقةً مثلما وصفهم القرآن؟ هل يتمتعون بالرأة‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 24 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والشجاعة والشهامة؟ هل هم فعلً ل خوف عليهم ول هم يزنون؟ إن كاتب هذه السطور ل‬


‫يصادف مثل أولئك الؤمني حت هذه اللحظة!‬
‫لقد أباح القرآن الكري جيع وسائل الزينة والتجمّل ‪-‬ما عدا تلك الت ترج عن آداب‬
‫النسانية‪ -‬وجيع لوازم الراحة ووسائل التنعّم‪ ،‬وف النهاية كل ما هو من نعم الياة وطيباتا‪،‬‬
‫للمؤمني فقال‪ ﴿ :‬قُلْ مَنْ حَ ّرمَ زِيَنةَ اللّ ِه اّلتِي أَخْ َرجَ ِل ِعبَا ِدهِ وَال ّطّيبَاتِ مِنَ الرّ ْزقِ قُ ْل ِهيَ ِللّذِينَ آ َمنُوا‬
‫ك ُن َفصّ ُل اليَاتِ ِل َق ْومٍ َيعَْلمُونَ ﴾ [العراف‪.]32:‬‬ ‫صةً َي ْومَ اْل ِقيَا َمةِ كَذَلِ َ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا خَاِل َ‬
‫فِي الْ َ‬
‫ف حي أنه قرّر للكفار العذاب الشديد ف الدنيا والخرة‪َ ﴿ :‬فَأمّا الّذِينَ َكفَرُوا َفأُعَ ّذُبهُمْ‬
‫عَذَابًا شَدِيدًا فِي ال ّدْنيَا وَالخِ َرةِ َومَا َلهُ ْم مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران‪.]56:‬‬
‫ولكن ما يُؤسف له أن القذارة واستعمال كل لباس متسخ ومهترئ ف الياة أصبح اليوم‬
‫لدينا من علمات اليان!‬
‫ويصف القرآن الكري الؤمني بأنم يطلبون الي والسعادة ف الدنيا والخرة فقال‪ ﴿ :‬فَِإذَا‬
‫س مَ ْن َيقُولُ َرّبنَا آتِنَا فِي‬
‫ضيْتُ ْم َمنَاسِ َككُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ َكذِكْرِكُ ْم آبَاءَكُمْ َأوْ َأشَدّ ذِكْرًا فَ ِم َن النّا ِ‬
‫َق َ‬
‫سَنةً‬
‫سَن ًة وَفِي ال ِخ َرةِ حَ َ‬ ‫ال ّدنْيَا َومَا لَهُ فِي ال ِخ َرةِ مِنْ خَلقٍ * َومِْنهُ ْم مَ ْن َيقُولُ َرّبنَا آتِنَا فِي ال ّدنْيَا حَ َ‬
‫ب النّارِ ﴾ [البقرة‪.]201-200:‬‬ ‫وَِقنَا عَذَا َ‬
‫أما الكفار فقد ذمهم القرآن الكري ف عدة مواضع بأنم الاسرين للدنيا والخرة فقال‪:‬‬
‫حبّونَ‬
‫ك ُه َو الْخُسْرَانُ الْ ُمبِيُ ﴾ [الج‪ ،]11:‬وقال كذلك‪ ﴿ :‬إِ ّن الّذِي َن يُ ِ‬ ‫سرَ ال ّدنْيَا وَالخِ َرةَ ذَلِ َ‬
‫﴿ خَ ِ‬
‫شةُ فِي الّذِينَ آ َمنُوا َلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ال ّدْنيَا وَالخِ َر ِة وَاللّ ُه َيعْلَ ُم َوَأْنتُمْ ل َتعَْلمُونَ ﴾‬
‫أَ ْن تَشِي َع اْلفَاحِ َ‬
‫ن نَاصِرِينَ ﴾‬‫[النور‪ ،]19:‬وقال أيضا‪ُ ﴿ :‬أوَْلئِكَ الّذِينَ َحبِ َطتْ َأعْمَاُلهُمْ فِي ال ّدنْيَا وَالخِ َر ِة َومَا َلهُ ْم مِ ْ‬
‫[آل عمران‪ ،]22:‬وأمثالا من العبارات الشعرة بذلم وشقائهم ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫من هذا النطلق يعرّف القرآن الكري السلمي بوصفهم «المة الوسط» أي الجتمع العتدل‬
‫الالك لسعادة الدنيا والخرة ويعتبهم حجة وشاهدا على سائر أمم الدنيا أو مربّي لم وقادة‬
‫س َوَيكُونَ ال ّرسُو ُل عََلْيكُمْ‬
‫عليهم فيقول‪ ﴿ :‬وَكَذَلِكَ َجعَ ْلنَاكُمْ ُأ ّمةً َوسَطًا ِلَتكُونُوا ُشهَدَا َء عَلَى النّا ِ‬
‫َشهِيدًا‪[ ﴾ ...‬البقرة‪.]143:‬‬
‫فهذه الية تفيد أن ال تعال راعى ف جيع الحكام والتكاليف تربية القوى الروحية‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 25 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والسمية للنسان وتعمي دنياه وأخراه‪،‬مع حفظه للتعادل والتوازن بينها‪.‬‬


‫فالية تريد القول أن ال منحكم يا أمّة السلم كل القوق النسانية (حقوق الروح‬
‫والسم) وذكّركم بميع موجبات السعادة الادية والعنوية بشكل عام‪ ،‬وبكلمةٍ واحدةٍ‪ :‬أرشدكم‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ إل الطريق الوسط وجادة العتدال فجعلكم‬
‫بواسطة حضرة خات النبيي صَلّى ا ُ‬
‫أمة وسطا ومتمعا معتدلً‪ ،‬وهذا كله لكي تكونوا مرشدين لسائر أمم الدنيا‪ ،‬تلك المم الت‬
‫خرجت عن ال ّد وسلكت طرق الفراط أو التفريط‪ ،‬فتهدوهم إل طريق النسانية الستقيم‬
‫وتقومون على الدوام بواجب تربيتهم وإصلح مفاسدهم الخلقية والجتماعية وتعرّفوهم‬
‫واجبات النسانية وحقوقها‪.‬‬
‫واللصة أننا جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء وحجة على الناس فتبيّنوا للناس حقائق‬
‫السلم الامعة لكل حقوق النسان والضامنة لسعادة البشر الدنيوية والخروية‪.‬‬
‫وبعبارة أوضح‪ ،‬تقول الية‪ :‬إن ال وضع مهمة إصلح وتربية جيع طبقات البشر على‬
‫عاتقكم يا أمّة السلم‪ ،‬لنه ل يرَ أحدا ف هذه الدنيا أهلً لتقبل هذه السؤولية العظيمة سواكم‪،‬‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّ َم على الصراط الستقيم وجادة العتدال ف جيع‬
‫صلّى ا ُ‬
‫فجعلكم بواسطة ممد َ‬
‫الزايا النسانية من العقائد والخلق والعمال‪ ،‬با يعلكم قادرين على أن تشاهدوا الوضاع‬
‫السيئة لسائر الجتمعات الت اختارت طريق الفراط أو التفريط‪ ،‬فتقوموا بدايتهم وإرشادهم‬
‫وتربيتهم وإصلح مفاسدهم‪ ،‬أما الذين خرجوا عن ح ّد العتدال ف حياتم الادية والروحية‬
‫وضاعوا ف طرق خطرة من الفراط أو التفريط فل يكنهم الطلع على أوضاع بعضهم البعض‬
‫وأحوالم فضلً عن أن يتمكنوا من ترشيدها وإصلحها‪ ،‬لن الذي انرف عن الطريق الستقيم‬
‫كيف يكنه أن يرى وضع الطرف الخر من الادة؟ ل شك أن مشاهدة ومراقبة طرف الادة ل‬
‫يكون إل لن كان واقفا ف وسطها‪.‬‬
‫نعم هكذا ينبغي أن يكون أتباع السلم (ل السلمون الذين يشكلون اليوم فريقان أحدها‬
‫مفرط والخر مفرّط) لنم يسلكون ف كل شؤونم النسانية جادة العتدال فيمكنهم أن يعوا‬
‫مفاسد ونواقص المم الفرطة كالسيحيي (ول أقصد النصارى الاليي الذين ترك معظمهم العمل‬
‫بشريعة السيح وأصبحوا مفرّطي أو ماديي خالصي) أو الصابئة وطوائف الندوس وغيهم الذين‬
‫يسعون إل هضم حقوق جسمهم وحرمان أنفسهم من اللذات السمية وسلوك طريق الرهبنة‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 26 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والزهد وتعذيب السد وإذلل النفس‪ ،‬كما أنم يكنهم (أي السلمون القيقيون) الوقوف على‬
‫المم الفرّطة كالاديي واليهود وأمثالم الذين ضحوا ف سبيل منافعهم السمية وتعمي حياتم‬
‫الادية بكل حقوق الروح ومصال الياة الروحية‪ ،‬ولذلك كان من الطبيعي أن يُعهد بوظيفة‬
‫إصلح وتربية مثل أولئك المم إل المة العتدلة أي أمة السلم‪.‬‬
‫من هنا جاء ف القرآن الكري الشارة إل هذا العن وهذه الوظيفة للمة السلمية فقال‪:‬‬
‫ؤ ِمنُونَ بِاللّهِ‪[ ﴾ ...‬آل‬
‫ف َوَتْن َهوْ َن عَ ِن الْمُنكَ ِر َوُت ْ‬
‫س َت ْأمُرُو َن بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫﴿ ُكنْتُمْ َخيْرَ ُأ ّمةٍ أُ ْخرِ َجتْ لِلنّا ِ‬
‫عمران‪.]110:‬‬
‫فالمر بالعروف هو المر باتاذ وسائل تربية القوى الروحية والسمية وتصيل لوازم‬
‫عمارة الدنيا والخرة وباختصار‪ :‬إعداد موجبات السعادة الادية والعنوية‪ ،‬والنهي عن النكر ني‬
‫عن كل ما يؤدي إل الشقاء ف الدنيا والخرة‪ .‬ث انتم من الهة الخرى تؤمنون بال لذا فأنتم‬
‫خي أمة من المم الت ظهرت ف الدنيا! أي أن ال تعال يريد أن يقول ف الواقع‪ :‬لّا كنتم أيها‬
‫السلمون أمة التوسط والعتدال وقع على عاتقكم واجب «المر بالعروف والنهي عن النكر» أو‬
‫إصلح الفاسد الخلقية والجتماعية وتربية البشر‪ ،‬لذا ستكون قيادة البشرية لكم فعليكم أن‬
‫تكونوا على رأس جيع أمم الدنيا مراقبي على الدوام لوضاعها وشاهدين عليها‪ ،‬تعرّفوها بقوقها‬
‫وتقومون بإصلحها وتربيتها وتدعونا لللتزام بواجباتا النسانية وترجوها من الطرق الطرة‬
‫للفراط والتفريط وترشدونا إل جادة العتدال وشريعة الوسطية‪.‬‬
‫أيها القارئ الحترم! انظر أي مقام شامخ قرّره لنا السلم! وأي حق عظيم ف الدنيا‬
‫ل ونرى أننا معشر السلمي بذه الوضاع الضطربة الت نعيشها‪ ،‬وبياتنا هذه‬ ‫أعطانا! لنتأمل قلي ً‬
‫الت خرجت عن حدود العتدال وبسلوكنا لطرق معوجّة‪ ،‬هل يق لنا أن ننسب أنفسنا إل هذا‬
‫الدين؟! أل ينبغي علينا ‪-‬على القل أمام وجداننا‪ -‬أن نستحي من تسمية أنفسنا بالسلمي؟! هل‬
‫نستحق أكثر من هذا الذل والسكنة الت ابتُلينا با؟! أليس سبب كل ذلك الشقاء والسكنة هو أننا‬
‫خرجنا من إطار التربية السلمية وبالتال ابتعدنا عن جادة العتدال وسلك بعضنا طريق الفراط‬
‫وآخرون طريق التفريط؟!‬
‫ليت أفراد المة السلمية الاليي كانوا كسائر أمم الدنيا أصحاب منهج واحد إما الفراط‬
‫أو التفريط الحض لنم بذلك كانوا يفظون وحدتم الجتماعية على القل! ولكن للسف لقد‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 27 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫غزاهم عفريت الهل والتعصّب وجعلهم متفرّقي مبتعدين جيعا عن حد العتدال النسان‬
‫وسلكت كل جاعة منهم طريقا خطرا دون أن تشعر‪ :‬فجماعة جعلت كل اهتمامها إعمار الدنيا‬
‫والرقي الادي وانصرفت بشكل كامل عن العنويات وعن الخرة وكأنا ستعيش إل البد وكأن‬
‫اللتزام بطقوسها الدينية وما فيها من تزكية للنفس وتطهي للروح وإصلح للخلق سيسوّد‬
‫معيشتها‪ ،‬ومع ذلك ل تزال تعتب نفسها مسلمة؛ وجاعات أخرى أساءت فهم حديث «الدنيا‬
‫سجن الؤمن» فرأت أن الدنيا يب أن تكون كالسجن للمؤمني ل يوز لم اللص منه لذا‬
‫يب عليهم أن يبسوا أنفسهم ف حياة منحطة مبنية على النفور من الياة والبطالة والوع معتبة‬
‫أن تمّل كل هذه الصائب والنطاط عبادةٌ يؤجرون عليها! وأن هذا هو طريق الوصول إل‬
‫الخرة‪ ،‬فهذا النمط أيضا يعتب نفسه مسلما! بل إن بعض دعاة الدّين ‪-‬الذين يعتبون أن فهمَ‬
‫ص بم‪ -‬يعتبون السلم مناقضا للرق ّي والتمدّن وللسعي‪ ،‬ومالفا لميع شؤون‬ ‫حقائق الدّين مت ّ‬
‫الياة النسانية ويرونه علنا دين رهبانية وفلسفة ورياضات روحية ويدعون الناس باسه دائما إل‬
‫الكسل والمول والوساخة والفقر وجود الفكر والذلّة؛ وخاصة إل الغفلة والهل فيسوقون الناس‬
‫بذلك نو الشقاء‪ ،‬وباختصار يفسرون هذه الشريعة الطهرة على نو يرى أن الشخاص الغالي‬
‫ف الزهد هم فقط التباع القيقيون لذا الدين‪ ،‬ف حي توجد جاعات أخرى تزداد يوما بعد يوم‬
‫تد نفسها متأثرة من غربة السلم فتدّعي كل يوم أن السلم يتفق ف جيع شؤونه مع الضارة‬
‫الغربية الكاذبة‪ ،‬وتسعى على الدوام إل مطابقة أحكام السلم التينة مع كل نظرية جديدة غربيّة‬
‫يرج با جاهل ف «بلد الغرب»‪ ،‬حت أنن أعرف أشخاصا افتتنوا بظاهر الدنية ف أوربا‬
‫وأصبحوا أوربيي ف عقولم وتفكيهم إل درجة أنم أخذوا يكذبون حول الغرب ويترعون‬
‫مطالب باسم الوربيي أو يترعون أساء من أسائهم وينسبون إليهم أمورا غي حقيقيّة تسرّ قلوب‬
‫أمثالم من فتنوا بأوربا إل درجة الوله!‪ .‬وهؤلء الذلّاء اقتصروا على الانب الدنيوي والادي من‬
‫السلم وأخذوا يدعون الناس باسه إل الدنيا وعبادة الدنيا ويسوقونم نو الغرور والعجب‬
‫بالنفس وإنكار كل فضيلة وحقيقة‪ ،‬وبقدر ما استطاعوا قاموا بعرض معنويات السلم بصورة‬
‫ماديات وإذا أعجزهم المر أنكروا معنويات السلم من الساس! ف القيقة لقد اتّخذ هؤلء‬
‫الهلء السلم ظهريا وعرّفوه بصورة فلسفةٍ ما ّدّي ٍة مضةٍ‪ .‬وبعض هؤلء النمط إذا أراد تعريف‬
‫الناس بوازين السلم فإنه يلغي سية النب وسنّته وتعاليم الئمة الطهار ويكتفي بالقرآن!‬
‫وبعضهم على العكس اتذ القرآن وسنة النب الكرم وسيته ظهريا واهتم فقط بالخبار النسوبة‬
‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 28 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫إل الئمة الطهار فرجع إليها جيعا دون مراعاة للتمييز بي الصحيح والسقيم منها!‬
‫مسكي هذا السلم! لقد تزّق بي ذينك الشربي غي الستقيمي‪ ،‬ومساكي أولئك‬
‫السلمي التعساء الذين حيّرتم تلك الدعوات الختلفة والقوال التناقضة!!‬
‫أيّ مسلم غيور ل يعتريه الزن والقلق لرؤية هذه الوضاع الضطربة ول يُجرح قلبه من‬
‫هذا الوضع الحزن!! أجل‬
‫إن كان ف القلب إيان وإسلم‬ ‫***‬ ‫لثل هذا يذوب القلب من أسف‬
‫أيها الخوة العزاء! إنن كفرد مسلم أذكركم‪ :‬اليوم السلم ف خطر والقرآن ف معرض‬
‫الزوال بسبب هذه الوضاع الالية للدنيا وبسبب كل هذه التشكيلت الواسعة للكنيسة‬
‫النصرانية!! تعالوا وتوقّفوا عن أعمال الفراط والتفريط هذه ول تقضوا على ذاتكم بذاتكم أكثر‬
‫من ذلك! وإن ل تكونوا ف مقام ترويج السلم أو حفظ سعادتكم وسيادتكم فعلى القل ل‬
‫تكونوا سدّا ينع تقدّم السلم ول تفعلوا ما يؤدّي إل شقائكم!‬
‫ب الكرم وسيته وسية أئمة السلم‬ ‫أنا على يقي أنكم لو اتذت القرآن الكري وسنة الن ّ‬
‫العلم أسوة ونباسا لكم ف أعمالكم وسلوككم وانتهجتم ف ظل القرآن وسنة النبّ صَلّى الُ‬
‫عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ وسيته طريق العتدال‪ ،‬فإنكم ستنقذون السلم الذي هو وسيلة سعادتكم‬
‫وعزّكم من هذا الطر الكبي وليس هذا فحسب بل ستعودون إل مدكم وعزتكم! وإِنّ الَ لَ‬
‫سهِمْ‪.‬‬
‫ُيغَيّ ُر مَا ِب َق ْومٍ َحتّى ُي َغيّرُواْ مَا ِبأَْنفُ ِ‬
‫لقد ابتعدتُ عن مقصدي قليلً‪ ،‬فلعود إل كلمي وأقول‪ :‬لا كان السلم قد أخذ ف عي‬
‫العتبار ف جيع أحكامه تأمي السعادة الدنيوية والخروية للبشر ودعانا إل إعمار دنيانا وترقيتها‬
‫بقدر ما دعانا ف الوقت ذاته إل إعمار الخرة وترقية الروح والعنويات‪ ،‬ومن هذا النطلق رغّب‬
‫الناس بكسب العلم وتصيله بكل جديّة لنه أفضل وسيلة للرقيّ الادي والعنوي للبشر‪ ،‬فتوسعة‬
‫العلم ونشر العارف العلميّة تشكّل أهم عامل لتأمي السعادة الكاملة لكل متمع‪ ،‬وهذا ما يسمّيه‬
‫علماء الجتماع بالقوّة العقليّة والذهنيّة لسم الجتمع الت عليها أن تقوم بتربية وتأمي راحة‬
‫وسلمة سائر أعضائه‪.‬‬
‫فالسلم يسعى بكل جديّة إل إياد تلك القوّة وتوسعة العارف إل الد الذي يكن أن‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 29 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫نقول فيه بكلّ تأكيد أن السلم دين العلم والكمة‪:‬‬

‫السلم دين العلم والكمة!‬


‫يدلّ على ذلك أوّلً‪ :‬أ ّن السلم جعل تصيل العلم فريضةً على كلّ مسلم ومسلمة كما‬
‫ب العِلْ ِم َف ِريْضَةٌ عَلَى ُك ّل ُمسْ ِلمٍ](‪ .)1‬والقرآن الذي ل يزيد عدد آياته على‬
‫جاء ف الديث‪[ :‬طل ُ‬
‫ستة آلف آية(‪ )2‬رغّب البشر باكتساب العلوم الطبيعية ف أكثر من ‪ 750‬آية‪ ،‬أي تلك العلوم الت‬
‫هي الوسيلة الوحيدة لعمار الدنيا والت هي أفضل الطرق لعرفة حقائق هذا العال‪ ،‬هذا علوة‬
‫على اليات الخلقية والجتماعية الت تشكّل ف الواقع عصارة علم الخلق والجتماع‪ .‬إضافة‬
‫إل أنه توجد ‪ 150‬آية تتعلّق بعلم الفقه (علم القوق) وقد نُظّمت جيع موادّها على نو النظام‬
‫القانون من ناحية علم التشريع أي‪ :‬أمور العيشة والوفرة والمن والساواة الت تشكل أسس‬
‫السعادة العامة للبشر‪ ،‬فكلها لحظها السلم‪ ،‬ومن البديهي أن القرآن قد علّمنا بذا المر بشكل‬
‫ضمن طريقة وضع القواني!‬
‫وثانيا‪ :‬أن السلم ‪-‬لجل ترويج وتوسعة العلم‪ -‬أثن ف القرآن ثنا ًء كبيا على العلماء‬
‫وأعطاهم مقاما جليلً معطيا للعلم أهيةً بالغةً‪ ،‬إل حدّ أن القرآن‪ ،‬ف مقام الشهادة ل بالوحدانية‪،‬‬
‫أدرج «أهل العلم» إل جانب ال تعال واللئكة قائلً‪َ ﴿ :‬شهِدَ اللّهُ َأنّهُ ل إِلَهَ إِلّا ُهوَ وَالْمَلئِ َكةُ‬
‫حكِيمُ ﴾ [آل عمران‪ ،]18:‬فهل يكن أن نتصور‬ ‫َوُأوْلُوا الْعِ ْلمِ قَائِمًا بِاْلقِسْطِ ل إِلَهَ إِلّا ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫إجللً لهل العلم أكثر من ذلك!‬
‫ت رفيعةً فقال‪ ﴿ :‬يَرْفَعِ اللّهُ‬‫كما وعد القرآن بكل صراحة أهل العلم مقاما شاما ودرجا ٍ‬
‫الّذِينَ آمَنُوا ِمْنكُ ْم وَالّذِينَ أُوتُوا اْلعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللّ ُه بِمَا تَعْ َملُونَ َخبِيٌ ﴾ [الجادلة‪.]11:‬‬
‫وعلّم خات النبيي أن يدعو ويقول‪ ﴿ :‬وَقُلْ رَبّ ِز ْدنِي عِ ْلمًا ﴾ [طه‪ .]114:‬ففي هذه الية‬
‫يأمر ال تعال صاحب القام التمي الذي ل يتلوث قلبه أبدا بالفكار البشرية الحدودة‪ ،‬بل كان‬
‫يقظا بروحه الطاهرة النقيّة إل آيات ال ف هذا الكون اللمدود‪ ،‬وبعبارة متصرة كان قد وصل‬

‫() رواه السيوطي ف الامع الصغي وعزاه إل البيهقي ف شعب اليان والطبان ف العجم الوسط والكبي وغيها من‬ ‫‪1‬‬

‫مصادر الديث وصححه اللبان ف «صحيح الامع الصغي (‪( »)3913‬الترجم)‪.‬‬


‫() إساعيل بن كثي الدمشقي‪ ،‬تفسي القرآن العظيم‪ ،‬القدّمة‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 30 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫إل لبّ العارف الت تليق بقامه‪ ،‬ومع ذلك أمره ال تعال أن يطلب منه الزيد من العلم! أفل يدل‬
‫ذلك على أهية العلم وكمال عظمته؟‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ الذي هو مهبط‬
‫ل شك أن القارئ الحترم يدرك أنه إذا كان النب َ‬
‫الوحي ومركز العلم قد أُمر بذلك‪ ،‬فنحن أول بكثي أن نُخا َطبَ بذلك المر‪ ،‬لذا فإن ذلك المر‬
‫اللي يتوجّه إلينا بكلّ شدّة ويُلزمنا بك ّل تأكيد أن نسعى بكلّ جدّ واجتهاد إل زيادة العلم‪ ،‬وأن‬
‫نكون جيعا طلّاب علم ساعي ف تطوير العارف‪ ،‬وأن نمل لواء العلم والعرفة بكلّ سرور وبكلّ‬
‫ثبات ونروّج باستمرار للعلم ونمي العارف‪ ،‬ولاذا ل نكون كذلك؟! أولسنا نن السلمون المة‬
‫الوسط الت أخذت على عاتقها إصلح وتربية سائر طبقات البشر!‬
‫والقرآن الكري ينهانا بكل تأكيد عن اتّباع ما ليس لنا به علم من العقائد والفعال والقوال‬
‫سئُولًا ﴾‬
‫ك بِ ِه عِلْمٌ ِإنّ السّمْ َع وَالَْبصَ َر وَاْل ُفؤَادَ كُلّ ُأوَْلئِكَ كَانَ َعنْهُ مَ ْ‬
‫ف مَا َلْيسَ لَ َ‬
‫فيقول‪ ﴿ :‬وَل َتقْ ُ‬
‫[السراء‪.]36:‬‬
‫ويذمّ القرآن الكفار بأنم ل علم لم وأنم يتّبعون الظنون فيقول‪َ ﴿ :‬ومَا َلهُ ْم بِ ِه مِ ْن عِلْمٍ ِإ ْن‬
‫َيتِّبعُونَ إِلّا الظّ ّن َوإِنّ الظّ ّن ل ُي ْغنِي مِ َن الْحَ ّق َشْيئًا ﴾ [النجم‪ ،]28:‬ويقول أيضا‪ ﴿ :‬مَا َلهُ ْم بِ ِه مِ ْن عِلْمٍ‬
‫إِلّا اّتبَاعَ الظّ ّن َومَا َقتَلُو ُه َيقِينًا ﴾ [النساء‪ ،]157:‬ويقول كذلك‪َ ﴿ :‬ومَا َيّتبِعُ أَ ْكثَ ُرهُمْ إِلّا َظنّا ِإنّ الظّنّ‬
‫ح ّق َشيْئًا ﴾ [يونس‪.]36:‬‬ ‫ل ُيغْنِي مِ َن الْ َ‬
‫ويعتب القرآنُ «الِكْ َمةَ» وسيلةَ الوصول إل كلّ كما ٍل مطلوب ومنب َع الفضائل‪ ،‬وبكلمة‬
‫حكْ َمةَ‬
‫حكْ َم َة مَ ْن يَشَا ُء َومَ ْن ُيؤْتَ الْ ِ‬
‫متصرة يعتب «الِكْ َمةَ» منشأ الي الكثي فيقول‪ُ ﴿ :‬ي ْؤتِي الْ ِ‬
‫َفقَدْ أُوتِيَ َخيْرًا َكثِيًا َومَا يَذّكّرُ إِلّا ُأوْلُوا الَلْبَابِ ﴾ [البقرة‪.]269:‬‬
‫لكْ َمةِ»‬
‫ويعتب القرآنُ أحكامَ السلم وما أوحاه إل صاحب مقام ختم النُُبوّة‪ ،‬من «ا ِ‬
‫جعَ ْل مَعَ اللّهِ إَِلهًا آ َخرَ َفتُ ْلقَى فِي َج َهنّمَ‬
‫حكْ َم ِة وَل تَ ْ‬
‫ك مِ َن الْ ِ‬
‫ك مِمّا َأوْحَى إِلَيْكَ َربّ َ‬
‫فيقول‪ ﴿ :‬ذَلِ َ‬
‫مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾ [السراء‪.]39:‬‬
‫لكْ َمةَ» فيقول‪َ ﴿ :‬وأَن َزلَ اللّ ُه عََليْكَ الْ ِكتَابَ‬
‫ويقرن ال تعال بي «آيات القرآن» و«ا ِ‬
‫ك عَظِيمًا ﴾ [النساء‪.]113:‬‬
‫ك مَا لَ ْم َتكُنْ تَعَْل ُم وَكَانَ َفضْلُ اللّ ِه عََليْ َ‬
‫حكْ َمةَ َوعَلّمَ َ‬
‫وَالْ ِ‬
‫ويقول كذلك‪ُ ﴿ :‬هوَ الّذِي َب َعثَ فِي ا ُلمّيّيَ َرسُولًا ِمْنهُ ْم َيتْلُوا عََلْيهِ ْم آيَاتِهِ َويُزَكّيهِمْ‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 31 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫حكْ َم َة َوإِنْ كَانُوا مِنْ َقبْلُ َلفِي ضَل ٍل ُمبِيٍ ﴾ [المعة‪.]2:‬‬


‫ب وَالْ ِ‬
‫َويُعَلّ ُمهُ ُم اْلكِتَا َ‬
‫ويعتب القرآن «الِكْ َمةَ» أول وسائل الدعوة والتبليغ فيقول‪ ﴿ :‬ا ْدعُ إِلَى َسبِيلِ َربّكَ‬
‫سَن ِة وَجَادِْلهُ ْم بِاّلتِي هِيَ أَحْسَنُ‪[ ﴾ ...‬النحل‪.]125:‬‬
‫حكْ َم ِة وَالْ َموْعِ َظ ِة الْحَ َ‬
‫بِالْ ِ‬
‫ويصل القرآن ف تعظيمه لشأن «العلم» إل ح ّد أنه لدى تريه للشرك بال ‪-‬الذي يُ ْعَتبَرُ‬
‫القضا ُء عليه أه ّم أهداف السلم وأوّلَ مقاصده‪ -‬يلحظ أهية العلم فيعتب الشركَ قرينا لفقدان‬
‫ك بِهِ عِلْمٌ فَل‬
‫سنًا َوِإنْ جَاهَدَاكَ ِلتُشْ ِر َك بِي مَا َلْيسَ لَ َ‬
‫صْينَا ا ِلنْسَانَ ِبوَالِ َديْهِ حُ ْ‬
‫العلم فيقول‪َ ﴿ :‬ووَ ّ‬
‫تُ ِط ْعهُمَا‪[ ﴾ ...‬العنكبوت‪.]8:‬‬
‫ففي هذه الية وصّى ال تعال النسان أن ل يقصّر ف شيء من الحسان تاه والديه وأن‬
‫يتّبع أمرها على الدوام‪ ،‬إل إذا أمراه أن يشرك بال شيئا ل «علم» له به ول دليل عنده عليه‬
‫فعندئذٍ ل يوز له إطاعتهما‪.‬‬
‫كما أنه ف موضع آخر يقرن النهي عن الشرك بفقدان البهان عليه فيقول‪ ﴿ :‬قُلْ ِإنّمَا َح ّرمَ‬
‫شرِكُوا بِاللّ ِه مَا لَ ْم ُينَزّلْ بِهِ‬
‫ش مَا َظهَ َر ِمْنهَا َومَا بَطَنَ وَا ِلثْ َم وَالَْب ْغيَ ِب َغيْ ِر الْحَ ّق َوَأنْ تُ ْ‬
‫َرّبيَ اْل َفوَا ِح َ‬
‫سُلْطَانًا َوَأنْ َتقُولُوا عَلَى اللّهِ مَا ل َتعَْلمُونَ ﴾ [العراف‪ ،]33:‬فكما نلحظ يأمر ال تعال صاحب‬
‫مقام ختم النبوة أن يقول للمشركي إن رب حرّم أن يُشرَك به شيئا ل دليل عليه ول سلطان أي‬
‫ل برهان عليه! وف الواقع إنه يريد أن يقول إن الشرك بال وعبادة الصنام إنا حُرّمت لنه ل‬
‫برهان على صحتها ول دليل عليها!‬
‫فانظر أيها القارئ العزيز! إل أي ح ّد اعتن السلم بالعلم والبهان‪ ،‬فمع أن الشرك ف‬
‫نظره وف حقيقة الواقع بديهي البطلن ول يتاج أن يُقرن بأي وجه من الوجوه بأن ل علم به أو‬
‫ل برهان عليه‪ ،‬لكنه مع ذلك قيّد النهيَ عنه والن َع منه ف تلك اليات بفقدان العلم والبهان!‬
‫أجل إن تلك اليات ف الوقت الذي تشعرنا فيه بأهية العلم والبهان وكمال عظمتهما فإنا‬
‫تريد أيضا أن تفهمنا أن منشأ اليان والعتقاد يب أن يكون العلم والبهان! وأنه من دون إرشاد‬
‫هذين الدليلي والرشدين القويي ل يوز لحد أن يُدْخِلَ إل أعماق قلبه عقيدةً‪ ،‬فل يوز‬
‫للنسان أن يعل َخ ْل َوةَ قلبه مَحطّا لكل عقيدة بجرد التقليد العمى‪ .‬كما ند ذلك العن خلل‬
‫ماجّة إبراهيم لقومه‪ ،‬حيث ينقل القرآ ُن لنا على لسان إبراهيم مذمّته الشديدة للكفار لنم يعلون‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 32 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫لِـلّهِ شريكا دون أن يتلكوا أي برهان على ذلك فيقول‪:‬‬


‫ف مَا َأشْرَ ْكتُ ْم وَل تَخَافُونَ َأّنكُمْ َأشْرَ ْكتُ ْم بِاللّ ِه مَا لَ ْم ُينَزّ ْل بِ ِه عََلْيكُ ْم سُلْطَانًا‬
‫﴿ وَ َكيْفَ أَخَا ُ‬
‫َفأَيّ اْلفَرِي َقيْنِ أَحَ ّق بِا َلمْنِ إِنْ كُنتُ ْم َتعْلَمُونَ ﴾ [النعام‪ ،]81:‬وف موضع آخر يقيّد وعيده للمشركي‬
‫ع مَعَ اللّهِ إَِلهًا‬
‫‪ -‬خلل تويفه لم ‪ -‬بقيد فقدانم للبهان على ما يذهبون إليه فيقول‪َ ﴿ :‬ومَ ْن يَ ْد ُ‬
‫آخَرَ ل ُب ْرهَانَ لَ ُه بِهِ فَِإنّمَا حِسَابُ ُه ِعنْدَ َربّهِ ِإنّهُ ل ُيفْلِ ُح اْلكَافِرُونَ ﴾ [الؤمنون‪.]117:‬‬
‫هذا مع أننا نعلم أن الكفار ل برهان لم على مقولتم‪ ،‬ورغم ذلك ولجل تعظيم مقام‬
‫البهان فقط يقول‪ :‬لا كان الشركون فاقدين للبهان ل ينبغي أن يأملوا بالنجاة والفلح وليس‬
‫هذا إل لبيان تعظيم مقام البهان وإفهامنا أنه ف المور العتقادية ل بد أن نستند إل الدليل‬
‫والبهان‪.‬‬
‫إن هذا الحترام للبهان والعناية به وإن كان عجيبا ف حدّ ذاته إل أنه ليس غريبا على دين‬
‫السلم لن السلم أساسا دين البهان والجة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫السلم دين البهان والجّة!‬


‫لقد دعا القرآن الكري الناس إل السلم بوصفه بذا السم ذاته أي «البهان» فقال‪:‬‬
‫﴿ يَاأَّيهَا النّاسُ َقدْ جَاءَكُ ْم بُ ْرهَا ٌن مِنْ َرّبكُ ْم َوأَنزَْلنَا إَِلْيكُمْ نُورًا ُمبِينًا ﴾ [النساء‪.]174:‬‬
‫وبعد أن أقام القرآنُ برهانا على إبطال الشرك بقوله‪َ ﴿ :‬لوْ كَانَ فِيهِمَا آِل َهةٌ إِلّا اللّهُ َلفَسَ َدتَا‬
‫صفُونَ ﴾ [النبياء‪ ،]22:‬اته ف الية التالية إل الشركي فطالبهم‬ ‫ب اْلعَ ْرشِ عَمّا يَ ِ‬ ‫سبْحَانَ اللّهِ رَ ّ‬ ‫فَ ُ‬
‫بالبهان على عقيدتم فقال‪َ ﴿ :‬أمِ اتّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آِل َهةً قُ ْل هَاتُوا بُ ْرهَانَكُمْ‪[ ﴾ ...‬النبياء‪ ،]24:‬كما‬
‫أنه ف موضع آخر وبعد بيانه لدلة التوحيد‪ ،‬طالب الشركي بأن يأتوا ببهان على دعواهم الباطلة‬
‫ج ٍة مَا‬
‫ت َبهْ َ‬‫ت وَالَ ْرضَ َوأَنزَلَ َلكُ ْم مِنَ السّمَا ِء مَاءً َفَأْنبَْتنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَا َ‬ ‫فقال‪َ ﴿ :‬أمّنْ خََلقَ السّ َموَا ِ‬
‫كَانَ َلكُمْ َأنْ ُتْنِبتُوا شَجَ َرهَا َأئِلَ ٌه مَعَ اللّ ِه بَ ْل هُمْ َق ْو ٌم َيعْدِلُونَ ﴾ [النمل‪ ،]60:‬إل أن يصل إل قوله‪:‬‬
‫﴿ َأمّنْ يَبْ َدُأ الْخَ ْل َق ثُ ّم ُيعِي ُد ُه َومَ ْن يَرْزُُقكُ ْم مِنَ السّمَا ِء وَالَ ْرضِ َأئِلَ ٌه مَعَ اللّهِ قُ ْل هَاتُوا بُ ْرهَاَنكُمْ ِإنْ‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 33 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كُنتُمْ صَادِقِيَ ﴾ [النمل‪.]64:‬‬


‫ت سابقا إن ال تعال ذكر لنا ف القرآن على لسان حضرة إبراهيم عليه السلم أنه ذ ّم‬ ‫وقل ُ‬
‫أولئك الذين جعلوا لِـلّهِ شريكا وعاندوا توحيد ال دون برهان ول دليل‪ ،‬وف الوقت ذاته أثن‬
‫على إبراهيم لنه أطاح بأساس عبادة الصنام وحطّم معابدها بقوة الدليل والبهان‪ ،‬فقال تعال‬
‫جتُنَا آَتيْنَاهَا ِإبْرَاهِي َم عَلَى‬
‫عقب بيان الدلة الت أقامها إبراهيم لبطال عقيدة الشركي‪َ ﴿ :‬وتِلْكَ ُح ّ‬
‫ت مَ ْن نَشَاءُ ِإنّ َربّكَ َحكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [النعام‪.]83:‬‬
‫َق ْومِهِ َنرْفَعُ َدرَجَا ٍ‬
‫وقد اعتب القرآن ملة إبراهيم‪ ،‬أي تلك اللة الت تأسست بفضل القوة القاهرة للبهان‬
‫س ٌن وَاّتبَ َع مِّلةَ‬
‫والدليل‪ ،‬أفضل ملل الدنيا فقال‪َ ﴿ :‬ومَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمّنْ َأسْلَ َم وَ ْجهَهُ ِللّ ِه َو ُهوَ مُحْ ِ‬
‫ِإبْرَاهِيمَ َحنِيفًا وَاتّخَذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء‪.]125:‬‬
‫وعرّف حضرة الرسول الكرم دينه بأنه دين إبراهيم فقال‪ ﴿ :‬قُلْ ِإّننِي هَدَانِي َربّي إِلَى‬
‫سَتقِيمٍ دِينًا ِقيَمًا مِّلةَ ِإبْرَاهِيمَ َحنِيفًا َومَا كَا َن مِ َن الْمُشْرِكِيَ ﴾ [النعام‪.]161:‬‬
‫ط مُ ْ‬
‫صِرَا ٍ‬
‫وأمرنا باتّباع تلك اللّة النيفة والطريقة القوية لبراهيم الت هي ف القيقة ِشريعة البهان‬
‫شرِكِيَ ﴾ [آل عمران‪.]95:‬‬
‫والجة فقال‪ ﴿ :‬قُلْ صَ َدقَ اللّهُ فَاّتِبعُوا مِّلةَ ِإبْرَاهِيمَ َحنِيفًا َومَا كَانَ مِ َن الْمُ ْ‬
‫لقد اتّضح لنا تاما من كل ما سبق أن السلم دِين «العقل» و«الفكر» ودِين «العلم»‬
‫و«الكمة» وشريعة «البهان»‪ ،‬فهو الدّين الذي ارتكزت حقائقه الشامة على قاعدت «العقل»‬
‫لكْ َمةَ» و«البهان»‪ ،‬ول شك أن‬
‫و«العلم» التينتي وطُرحت تعاليمه التقنة على أسس «ا ِ‬
‫تصديق مثل هذا الدين سيقع على عاتق العقلء والعلماء لذلك يقول القرآن الكري‪َ ﴿ :‬ويَرَى‬
‫ط الْعَزِي ِز الْحَمِيدِ ﴾ [سبأ‪.]6:‬‬
‫صرَا ِ‬
‫ك ُه َو الْحَ ّق َوَيهْدِي إِلَى ِ‬
‫ك مِنْ َربّ َ‬
‫الّذِينَ أُوتُوا اْلعِلْ َم الّذِي أُن ِزلَ إِلَيْ َ‬
‫فل ينبغي أن نغت ّم ونتحسّر لكون الناس الهلء ينظرون إل هذا الدّين بعدم مبالة ويرمون‬
‫أنفسهم بشكل كامل من نعمة هذا الدين ويتيهون ف أودية خطرة من الضلل‪ ،‬لن هذا «الدّين»‬
‫ي بصيةٌ وأذنٌ سامع ٌة واعيةٌ‪ ،‬وف النهاية ياطب من كان‬ ‫ب واعِ وع ٌ‬ ‫إنا ياطب من كان له قل ٌ‬
‫عالا حكيما؛ ول ياطب من خُتم على سعه وقلبه بتم الهل والغرور وغشّت على بصره أغشية‬
‫الهل والتعصب الظلمة‪ِ ﴿ :‬إ ّن الّذِينَ َكفَرُوا َسوَاءٌ عََلْيهِمْ َأأَنذَ ْرَتهُمْ َأمْ َل ْم تُنذِ ْرهُ ْم ل ُيؤْ ِمنُونَ * َختَمَ‬
‫ب عَظِيمٌ ﴾ [البقرة‪.]7-6:‬‬ ‫اللّ ُه عَلَى ُقلُوِبهِمْ وَعَلَى سَ ْم ِعهِ ْم َوعَلَى َأبْصَا ِرهِ ْم غِشَا َوةٌ وََلهُ ْم عَذَا ٌ‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 34 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ك اْلكِتَابُ ل َرْيبَ فِيهِ هُدًى ِللْ ُمّتقِيَ * الّذِي َن ُي ْؤ ِمنُونَ‬ ‫والقرآن كما يقول عن ذاته‪ ﴿ :‬ذَلِ َ‬
‫بِاْلغَْيبِ َوُيقِيمُونَ الصّلة َومِمّا رَزَ ْقنَاهُ ْم يُنفِقُونَ ﴾ [البقرة‪ ،]3-2:‬هدايةٌ للمتّقي الذين حرّرُوا أنفسهم‬
‫جبِ الت تجب القيقة عن العقل وتو ّجهُوا‬ ‫من قيود التعصّب والتقليد الاهل وغي ذلك من الُ ُ‬
‫بفكرٍ حُرّ إل آيات الفاق والنفس ف صفحة الكون الواسعة فآمنوا بغيب الشياء وباطنها‪ ،‬أو‬
‫كما يقول ميي الشريعة النبوية حضرة المام «جعفر بن ممد»‪ :‬إن القرآن هدايةٌ لن صان نفسه‬
‫من غَلَبة الهل والسفاهة‪ ،‬وبكلمةٍ متصرةٍ‪ :‬إن القرآنَ هدايةٌ للشخاص الذين فتحوا أعينهم‬
‫وآذانم واستخدموا قواهم العقلية‪ ،‬وف النهاية وجدوا حياةً جديدةً ف نور «العلم»‪ ،‬إنه هدايةٌ‬
‫ب كثي ٍة وعجزوا عن أن يَخْطُوا خطو ًة فوق‬ ‫ج ٍ‬‫وإرشا ٌد لؤلء فقط‪ ،‬أما الذين حجبوا عقولم ِبحُ ُ‬
‫الحسوس والظاهر‪ ،‬الذين سيطر عليهم شيطان الهل َفغَ َدوُا سادرين ف الغ ّي منغمسي ف الهل‬
‫والغرور‪ ،‬فصاروا كالوتى الراقدين بل شعور ف القبور‪ ،‬هؤلء ل يتوجه إليهم القرآن والسلم‪،‬‬
‫كما قال تعال‪ِ ﴿ :‬إنّكَ ل تُسْمِعُ الْ َموْتَى وَل تُسْ ِم ُع الصّمّ ال ّدعَاءَ إِذَا وَّلوْا مُ ْدبِرِينَ * َومَا َأْنتَ ِبهَادِ‬
‫الْعُ ْم ِي عَنْ ضَلَلِتهِمْ إِ ْن تُسْمِعُ إِلّا مَ ْن ُي ْؤمِ ُن بِآيَاِتنَا َفهُ ْم مُسْلِمُونَ ﴾ [النمل‪.]81-80:‬‬
‫هذه هي قيمة «العلم» ومنلة «العلماء» ف السلم‪ ،‬والن لنرى كيف كان موقف‬
‫الكنيسة من العلم وكيف تصرّف رجال الكنيسة والقساوسة دينيّا مع العلماء؟؟‬

‫الكنيسة والعلم‬
‫بعد ظهور السيحية ف العال شكّلت «الكنيسة» مامع عديدة بأسامي متلفة ومن جلتها‪:‬‬
‫‪ -1‬ممع باسم «الجلس ‪ ،»Council‬يتألف من عدد من الساقفة يعيّنهم البابا تنحصر‬
‫وظيفتهم ف تفسي النيل والتوراة واستخراج العقائد والحكام منهما‪ ،‬إ ْذ إ ّن الكنيسة ل تكن‬
‫تعتقد بأن فهم الكتاب القدّس متاحٌ لعامّة الناس‪ ،‬وتعتقد من الناحية الخرى أن أحكام الدين يتم‬
‫الصول عليها عن طريق التفسي‪ ،‬لذا شكّلَت ذلك الجمع لتحقيق ذلك الدف‪.‬‬
‫وكانت الحكام الت ترج من تلك الجامع من خلل تفسي النيل والتوراة تتوافق تاما‬
‫مع مصال القساوسة! ونتيجةً لذلك ازدهرت الكنيسة ووصل مقام رجالا ونفوذهم إل حدّ‬
‫تدخّلهم ف جيع شؤون الملكة‪ ،‬حت أن النجباء والشراف كانوا يدخلون بكل افتخار ف خدمة‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 35 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫المور الدينية ويصيون أعضاءَ ف الكنيسة لجل كسب النلة والقام وتصيل النافع الادية‪ ،‬كما‬
‫كانوا يلجؤون لجل الصول على الولية على الملك الوَ ْقفِيّة إل أساليب ملتوية أدناها الرشوة‪،‬‬
‫وباختصار كانوا يلتحقون بالكنيسة ويصيون من رجالا ليتمكنوا من تأمي معيشتهم ولو ف ظل‬
‫ارتكاب كل نوع من الظلم والجرام‪.‬‬
‫‪ -2‬وأوجدت الكنيسة ممعا آخر باسم «كاسيون دولينديكس» وظيفته تفتيش الكتب‬
‫الضالة والحرّمة من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية وإصدار دليل أو فهرس با ينع قراءتا وبيعها‬
‫وتداولا دون أخذ موافقة مسبقة من رجل الكنيسة تت طائلة اللحقة والَرْم ال َكنَسِيّ‪ ،‬وقد‬
‫وصل عمل أعضاء هذا الجمع الاهل إل حدّ اعتبار جيع الكتب العلمية والفلسفية ف عداد‬
‫الكتب الضالّة والحرّمة الت تشكل خطرا على اليان والخلق ويب إحراقها بالنار!!!‬
‫هذا علوة على أن الكنيسة كانت تسك بكتّاب وقرّاء تلك الكتب الحرّمة ‪-‬بعد‬
‫تكفيهم‪ -‬وُتنْزِ ُل بم صنوف العذاب ث تعدمهم بصور بشعة‪ :‬مثل تقطيعهم إربا إربا أو حرقهم‬
‫أحياء! ولو رجعنا إل تاريخ الدب الفرنسي لرأينا أن كثيا من كتب الفلسفة الكبار صارت‬
‫طعمةً للحريق نتيجةً لتلك اللحقات(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬وأنشأت ثالثا «ماكم التفتيش» الت ُعهِ َد إليها بهمّة تفتيش عقائد الناس‪ ،‬وقد أُنشئت‬
‫هذه الحاكم خلل فترة الروب الصليبية ث أُلغيت ث أُعيد إقرارها على إثْرِ إجراءات البابا ف‬
‫جيع المالك الكاثوليكية (‪.)2‬‬
‫كان تشكيل تلك الحاكم الدينية ف القيقة جريةً من أكب الرائم ف حق العال التمدّن‬
‫والبشرية‪ ،‬لنا أدت إل قتل آلف الناس برم اتّباعهم لصول الصلح والبوتستانتية بشكل‬
‫مفجع!‬
‫يقول أحد الكتّاب النليز‪[ :‬قام «أُوْلوَا» وزير اللك «فيليب الثان» ملك إسبانيا(‪ )3‬مستعينا‬

‫() ملة «إيرانشهر» طبع برلي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ملة «إيرانشهر» طبع برلي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() اللك فيليب الثان (‪1598- 1527‬م) درس ف بداية حياته ف الكنيسة وصار من رجالا ث َخَلفَ أباه على عرش‬ ‫‪3‬‬

‫إسبانيا فمارس تعصبا شديدا خلل فترة حكمه واستخدم ماكم التفتيش للحقة من تعتبهم الكنيسة مرتدين أو‬
‫مشكوكا ف استقامة إيانم !! (الترجم نقل عن موسوعة إنكارتا)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 36 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بحاكم التفتيش القدسة بقتل ثانائة شخص تت التعذيب خلل أسبوع‪ .‬وكانت جرية القتولي‬
‫(‪)1‬‬
‫أمران‪ :‬الول اتّباعهم لصول البوتستانتية؛ والثان الغن والتمكّن الال!‬
‫وكان «أُوْلوَا» هذا يفتخر ف ناية السنة السادسة لثورته أنه خنق أكثر من ‪ 18‬ألف شخص‬
‫(‪)2‬‬
‫من بن جنسه وأغرقهم ف الاء أو أحرقهم أحياء أو قطع رؤوسهم!‬
‫وقد ألقى أعضاء مكمة التفتيش ف إسبانيا ف ليلة واحدة ‪ 800‬شخص من البوتستانت ف‬
‫البس وكانوا كلّما أمسكوا أشخاصا من تلك الفرقة أودعوهم السجن ث أحرقوهم‪ ،‬وكان هذا‬
‫المر جاريا ف معظم مدن إسبانيا!]‪.‬‬
‫ويقول الكاتب الذكور‪[ :‬إن شارع‪(...‬أحد أزقّة لندن) كثيا ما كانت تشتعلُ فيه النيانُ‬
‫وترتفع فيه ألسنةُ اللهب نتيجة إحراق البوتستانت!](‪.)3‬‬
‫ويقول الدكتور «آرنولد»‪[ :‬كانت سجون قصر البابا ف الفاتيكان إحدى أعجب الشياء‬
‫الت رأيتها ف عمري‪ .‬لقد كانت أسطحة الزنازين ل تزال سوداء من أثر دخان النار الت كان يتم‬
‫تعذيب الشخاص وحرقهم حت الوت با‪ ،‬وإذا ت فتح النافذة الصغية الطلة على الغرف السفلية‬
‫ونظر أحدٌ من خللا لرأى آثار دماء الشهداء والساكي الذين كان «جوردن» يرميهم من فوق‬
‫إل تلك الغرف السفلية عام ‪1791‬م‪ .‬كانت مشاهدةُ تلك الثار الت تكي لنا قصة شكلي من‬
‫أشكال الشرّ والجرام البشري مشاهد ًة ميفةً ومُ ْر ِو َعةً!](‪.)4‬‬
‫والهم من ذلك هو أن الظال والرائم الت كانت تلك الحاكم الدينية ُتنْزِلا بالعلم والعلماء‬
‫والت لوّثت صفحات تاريخ أمة السيح بوصمة عار ل تُمحى‪ ،‬وصلت إل حدّ أن كل من كان‬
‫يعبّر عن رأي جديد ف مسألة علميّة أو أخلقيّة أو اجتماعيّة خلفا لا تراه الكنيسة كان يتعرّض‬
‫للعتقال والتعذيب‪ ،‬المر الذي حال دون ترّؤ العلماء على السي ف اكتشافاتم ف مال العلوم‬
‫والرياضيّات والطبيعة خوفا من أن يظ ّن بم مأمورو ماكم التفتيش ظ ّن السوء فينلون بم أنواع‬
‫العذاب‪ ،‬فكانت تلك الحاكم ف القيقة مذابح للرجال العلماء أصحاب الحساس والفكر‬

‫() ملة وظيفة‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.79‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ملة وظيفة‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.80‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ملة وظيفة‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ملة وظيفة‪ :‬ج ‪/ 1‬ص ‪.82‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 37 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الرّ!‪...‬‬
‫لقد قاموا برق «برنو» ف روما بسبب إماطته الستار عن خطأ الفلسفة الكاذبة الرائجة ف‬
‫عصره! كما كانوا يرقون أتباع «كوبرنيكُس» عال الفلك الكبي بتهمة الكفر! كما رموا‬
‫بالسجن عال الرياضيات والطبيعة اليطال الشهور «غاليليو» الذي قال بركة الرض حول‬
‫الشمس! وأجبوا ذلك العال الكبي على أن يثو راكعا على ركبتيه وهو ف سن السبعي من‬
‫عمره ويُنكر اكتشافه العظيم! فضلً عن أنم اعتبوا جيع كتبه ف عداد الكتب الحرّمة‬
‫والمنوعة!(‪.)1‬‬
‫وكفّروا «كيبل» عال الرياضيات اللان العروف لـمَا أظهره من اعتقادات بشأن‬
‫استحالة الوهر‪ ،‬واعتبوا كتابه الوسوم بـ(تلخيص علم فلك كوبرنيكُس) ف روما من الكتب‬
‫الحرّمة والمنوعة وحبسوا أمّه الت كان عمرها ‪ 72‬عاما برم السحر‪ ،‬ث حكموا عليها بالرق‪،‬‬
‫ولا سع «كيبل» بالب سافر فورا إل مسقط رأسه لعلّه ينقذ أمّه من الرق! ولكنه ل يكد يصل‬
‫حت رأى نسخ التقاوي الت كان قد كتبها لجل عام ‪ 1624‬قد انتشرت بي الل العام وكان‬
‫الناس يرقونا ووضعوا الشمع الحر على مكتبته ث نتيجة للفتنة الت وقعت أُجب على الجرة من‬
‫وطنه فاستقر ف مدينة «سيكان» وتُوف فيها نتيجة مرض دماغي عرض له بسبب مطالعاته‬
‫(‪.)2‬‬
‫الكثية‬
‫وضربوا «بارتيلي» لنه قال أن النجوم ل تسقط!‬
‫وحاكموا «كامبانل» ‪ 27‬مرة لنه كان يرى أن الجرام السماوية غي مدودة! وعذبوا‬
‫«هارو» بشدة برم قوله بدوران الدم ف بدن النسان‪.‬‬
‫ي وأن الحيط‬ ‫وكفّروا «كولومبوس» مكتشف أمريكا لعتقاده أن شكل الرض كرو ّ‬
‫الارج عن العال القدي آنذاك ليس كلّه برا بل ل بدّ أن تكون فيه يابسة ف النهاية‪ ،‬فكفّروه ث‬
‫حبسوه بذا الرم! ث شكّلوا له مكمة ف إسبانيا بأمر ملكها وأوعزوا إل «سلمنكا» أحد‬
‫عقلئهم بطالعة ودراسة خريطة سفر كولومبوس واُ ْحضِ َر هو أيضا أثناء ذلك‪ ،‬فاعتبه رجال‬
‫الدين أحقا وأهانوه وطردوه من ملسهم لنم كانوا يعتبون أن الرض مسطّح ًة وأنه لو صحّ أنّ‬
‫() ملة وظيفة ج ‪/1‬ص ‪.89-87‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ملة وظيفة ج ‪/1‬ص ‪.89-88‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 38 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ف ذلك الطرف من الحيط أرضٌ جديدٌة يعيش عليها البشر‪ ،‬فإن ذلك سيعن بنظرهم خطأ عقيدة‬
‫أن جيع الناس من نسل آدم! ث بعد اكتشاف أمريكا قبضوا على كولومبوس وكأنه رجل مرم‬
‫وكبلوه بالسلسل وأرسلوه مغلولً ف السفينة إل إسبانيا‪ ،‬وف وسط الطريق تأثر «ويلكو»‬
‫الضابط السؤول عنه وفك الغلل عن رقبته فقال له كولومبوس‪ :‬ل‪ ،‬ل تفعل بل يب أن احتفظ‬
‫بذه الغلل ذكرى لدمات الت قدمتها! وكان ابن كولومبوس يقول‪ :‬كنتُ أرى تلك السلسلة‬
‫ف غرفة أب حت أنه أوصى أن تُدفن معه عندما تُوف!(‪.)1‬‬
‫واعتبوا «مونتانييه» زنديقا لنتهاكه الخلق و«موليي» كافرا لنتهاكه الدين والخلق‬
‫أيضا(‪.)2‬‬
‫وأما «جاندارك» تلك الفتاة الفرنسية القروية الغيورة الت أنقذت ملكة فرنسا بطريقة عجيبة‬
‫بعد أن احتلها النليز ف عهد اللك «شارل السابع» وأعادت للمَلِكِ تاجَه الذي سُلب منه‪ ،‬فقد‬
‫ح شيطانٍ قد حلّت‬
‫كافأها رجال ماكم التفتيش بأن اعتبوا أن عملها الحيّر ذاك دلي ٌل على أن رو َ‬
‫با‪ ،‬وأنا ف القيقة ساحرة! فحكموا بإعدامها حرقا وهي حيّة!‬
‫ول يسعنا ف هذا الكتاب أن نشرح كل الفجائع والفضائح الت ارتكبتها الكنيسة ضدّ كلّ‬
‫من كان يُبِزُ رأيا أو عقيدةً خارج فهم أعضاء الكنيسة‪ ،‬وضدّ كلّ من ل يستسلم استسلما‬
‫أعمى لرافاتا!‬
‫وكما يقول الكاتب الفرنسي «فيكتور هوغو» ف تصريه ضد قانون «فالر» ف كانون‬
‫الثان (يناير) ‪1850‬م‪[ :‬إن هذا الزب (أي أعضاء الكنيسة) وقف ف مواجهة القيقة وجعل من‬
‫الهل والشتباه حاميي كبيين له‪ ،‬إن هذا الزب جعل الناس مدودين ضمن تلك الصول‬
‫العتقادية الت كان يؤمن با و َحجَرَ على علم البشر وذكائهم وتفكيهم أن يطوا خطوة وراءَها!‬
‫وكُلّ خطوةٍ خطاها العقل والذكاء ف أوربا إنّما تت رغما عن ذلك الزب‪ .‬إن تاريخ ذلك‬
‫الزب كُتب ف تاريخ تطور النسان بشكل معكوس‪ ،‬لقد كان ضدّ كلّ شيء‪.)3(]..‬‬
‫ويقول أحد العلماء النصفي ف الغرب‪[ :‬إن الرقيّ الال للشعوب الغربية مدينٌ ف القيقة‬

‫() ملة وظيفة ج ‪/1‬ص ‪.92-89‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ملّة آينده‪ :‬ج ‪.9‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ملّة آينده‪ :‬ج ‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 39 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ وليس لمّة السيح‪ ،‬لن الكتاب الذي بي أيدي السلمي‬
‫لتباع ممد َ‬
‫(القرآن) هو الذي أدّى إل كلّ هذا الترقّي والتقدّم‪ ،‬ل الكتاب القدّس الذي يدعو البشر للعزلة‬
‫والرهبانية‪ ،‬بل هو (أي الكتاب القدس) سبب النطاط‪ ،‬الذي ابتُلي به السلمون حاليا!]‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫السلم عدو التقليد العمى والتعصّب الاهل‬


‫ل يفى على أحد أن التفكي بالعاقبة والآل والتفريق بي الق والباطل والتمييز بي الي‬
‫والشرّ وبي الَسَن والقبيح بطريق العقل والعلم من الصائص الت تيّز النسان عن سائر‬
‫ي والعنويّ للنسان‪ ،‬ومن الواضح‬ ‫اليوانات‪ ،‬وف الوقت ذاته تُعتَبَر من العوامل الهمّة للرقيّ الاد ّ‬
‫أن القيام بتلك المور مرتبطٌ بإعمال العقل واستخدام ِقوَاه‪ ،‬ولكن ينبغي أن نعلم أن أكثر ما يجز‬
‫قوى العقل عن العمل ويفظها بالة ركود وتوقف‪ ،‬وف النهاية يسلب من النسان تلك الزايا‬
‫النسانية هو مرض «التقليد العمى والتعصب الاهل»‪ ،‬ذلك أنّ الذين يقلّدون عقائد وأخلق‬
‫وأعمال الخرين ف حياتم تقليدا أعمى ويّتكِئون ف جيع شؤون حياتم الادية والعنوية على‬
‫غيهم ول يتخيّلون وجود حقيقة ف الدنيا خارج عادات وتقاليد أسلفهم أو أقرانم‪ ،‬ويقضون‬
‫على حسّ الحاكمة وقوة التمييز لديهم‪ ،‬ظاني أن سلوك الناس العاصرين واعتقاداتم هي ملك‬
‫صحة كل شيء‪ ،‬مثل هؤلء ل يتاجون إل قليلً إل قواهم العقلية لنم ل يعتمدون أساسا على‬
‫أنفسهم حت يُعمِلوا النظر ف شؤون حياتم‪ ،‬كما أن الناس الذين يراوحون مكانم بسبب تعصّبهم‬
‫وغرورهم ل يهتمون بكل ما يري ف الدنيا حولم لنم يقتصرون على الخلق الت ورثوها عن‬
‫آبائهم أو الت انتقلت إليهم عن طريق تأثي البيئة والتربية ا ُلسَ ِريّة‪ ،‬فل يرون أي مزيّة للخرين‪،‬‬
‫مثل هؤلء الناس لن يشعروا ف حياتم بأيّ حاجةٍ إل إعمال قواهم العقلية بسبب ضعف نفوسهم‬
‫واقتصارهم على الحافظة على عادات آبائهم وعقائدهم القدية‪.‬‬
‫ل شكّ أن القوى العقلية واللكات الذهنية لمثال أولئك القوام تبدأ ‪ -‬بعد بقائهم مدّة من‬
‫الزمن على تلك الال ‪ -‬بالضعف والضمحلل تدرييا‪ ،‬وف النهاية يبقون ف الراحل البدائية‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 40 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫للحياة ويعيشون حيا ًة أشبه بياة البهائم‪ ،‬وذلك مثل وضع هنود أميكا وأهال السكيمو وأقوام‬
‫أستراليا الصليي وبعض القبائل ف أدغال أفريقيا الذين ل يزالون يعيشون حالة التوحش البدائية‬
‫بسبب مافظتهم على عادات وعقائد آبائهم‪ ،‬ولو أن هؤلء أعملوا قواهم العقلية ف شؤون حياتم‬
‫مثل سائر القوام التحضّرين ف الدنيا لا بقوا على وضعهم الال‪.‬‬
‫واللصة إن القوام الذين يسيطر عليهم التقليد العمى والتعصّب الاهل لِـما ورثوه عن‬
‫آبائهم ل يستطيعون التفكي الصحيح نتيجة عدم اعتمادهم على قواهم العقلية وبالتال يُحرمون‬
‫من التطوّر‪ ،‬وليس هذا فحسب بل يفقدون تدرييا ملكاتم وأهليتهم الذاتية ويبقون ف حالة‬
‫انطاط وتأخّر؛ وكما يقول علماء الجتماع‪[ :‬كما تتطور ذرات الجسام وموادها الولية بفضل‬
‫قانون الركة التواصلة وتتحول إل صور متنوعة من الجسام هي الت نراها اليوم‪ ،‬كذلك تتطور‬
‫مواد جسم الجتمع البشري أي أفراد الجتمع طبقا لناموس الركة ذاك وتتحول إل صور أكثر‬
‫تقدما] أي ترج من حالة التوحّش والمجيّة إل حالة متمدّنة أكثر جالً‪ ،‬ول شك أنا ستترقى‬
‫ف الستقبل إل وضع أعلى وأكمل أيضا‪ ،‬أما لو جدت أقوام الدنيا على عاداتا وعلى تقاليد آبائها‬
‫القدية وقلّدت أبناء نلتها تقليدا أعمى لا وصلت إل واحد من ألف من الرقي والتطور الال‬
‫الذي وصلت إليه‪.‬‬
‫إذن تبي أن أكب آفة من آفات العقل النسان وأهم عامل يُبعد النسان عن مراحل‬
‫النسانية هو «التقليد العمى والتعصّب الاهل»‪ ،‬كما توصل علماء الجتماع بعد تتبّع كثي‬
‫إل قاعدة كّليّة تقول‪[ :‬إن قوة درجة روح التقليد تتناسب عكسا مع قوة العقل والرادة]‪ ،‬فمثلً‬
‫اليوانات‪ ،‬ل سيما تلك الت تشبه النسان كـ«الشامبانزي» و«الغوريل»‪ ،‬رغم أنا تعيش حياةً‬
‫اجتماعي ًة بصورة قطعان كقطعان الرفان والغزلن‪ ...‬هي ف الرتبة الول من ناحية التقليد‬
‫والمود‪ ،‬ويأت بعدها ف الدرجة القبائل التوحشة‪ ،‬ث يأت ف الدرجة الثالثة الطفال والنساء‬
‫والرجال عصبيو الزاج وضعيفو النفس(‪ .)1‬إل أن يصل المر إل النسان الراقي الذي يسيطر عقلُه‬
‫على عواطفه وتكون روح التقليد العمى والمود الفكري لديه ضعيفةً جدا ويكمه بدلً من‬
‫ذلك ناموس القتباس (أي التقليد العاقل والواعي) الذي يُعتب من أول علمات اكتمال العقل ومن‬
‫ستَ ِمعُو َن اْلقَوْلَ‬
‫أهم وسائل الرقي والتطور كما يقول القرآن الكري‪َ ﴿ :‬فبَشّ ْر ِعبَادِ * الّذِي َن يَ ْ‬

‫() علم الجتماع‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.96-92‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 41 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ك الّذِي َن هَدَاهُمُ اللّ ُه َوُأوَْلئِكَ هُمْ ُأوْلُوا الَْلبَابِ ﴾ [الزمر‪ ،]18-17:‬فهذا العن‬
‫سنَهُ ُأوْلَئِ َ‬
‫َفَيتِّبعُونَ أَحْ َ‬
‫يشي إل كمال قوة العقل وأن أصحاب العقل هم فقط الشخاص الذين يكمهم ناموس القتباس‬
‫الواعي‪ ،‬أي ل يقتصرون ف انتباههم إل ما حولم على عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم تعصبا‬
‫وجودا على وضعهم‪ ،‬كما ل يعلون قلوبم ملً ينعكس فيه كل شيء مهما كان منحطا أو‬
‫سيئا‪ ،‬بل يفتحون أعينهم وآذانم تاه كل الركات والصوات ف الدنيا فما يدونه حسنا‬
‫وصالا يتارونه بكل تعقل وفهم ث يتّبِعونه‪.‬‬
‫ف القيقة تركنا جانبا جيع آيات الخلق الفردية والجتماعية ف القرآن الكري‪ ،‬ول يكن‬
‫لدينا إل هذه الية القصية الخية لكانت وحدها كافية لتحقيق سعادة أفراد البشر الادية‬
‫ي والعنوي‬ ‫والعنوية‪ ،‬لننا لو لحظنا بدقة تاريخ تدّن النسان لرأينا أن جيع أنواع الرقيّ الاد ّ‬
‫لعال اليوم مرتبطة بفاد ذلك المر القدّس الذي تأمرنا به تلك الية‪ .‬فهذا التعليم من أهم تعاليم‬
‫الرقيّ بستوى العيش ومن أفضل طرق تربية الفكار‪ ،‬إنه تعليم ينقذنا من التقليد العمى والعصبية‬
‫الاهلة الت هي سبب كل انطاط وشقاء ومصدر كثي من اللم والنكبات وف الوقت ذاته‬
‫يعلّمنا الطريق الستقيم للقتباس الصال الذي هو أقصر الطرق لنيل السعادة الفردية والجتماعية‪.‬‬
‫وبكلمة واحدة‪ ،‬لا كان السلم يريد إحداث ثورة فكرية ف أعماق روح البشر ينتشلهم‬
‫س ويضعهم فيها أقدامهم على جادّة الرقيّ والكمال‪ ،‬ولا‬ ‫من خللا من حالة المود وفقدان ال ّ‬
‫كان هدف السلم وصول البشر إل الكمال وهداية عقولم إل الكمالت الادية والعنوية‬
‫بتحريرها من القيود الت تكبّل حريتها‪ ،‬وكما يقول «جوستاف لوبون»‪[ :‬لقد أراد السلم إياد‬
‫حضارة جديدة ف العال من خلل ثورة فكرية ومعنوية شاملة]‪ ،‬وف النهاية لا كان السلم يأخذ‬
‫على عاتقه مهمة تأمي الي والسعادة لكافة طبقات البشر إل البد‪ ،‬فإنّه اهت ّم بكل ج ّدّيةٍ بدم‬
‫أسس التقليد العمى والعصبيّة الاهليّة الت هي أكب سدّ أمام سعادة البشر‪ ،‬وقد جاءت ف ذلك‬
‫‪ -‬إضافة إل هذه الية وأمثالا من اليات الت تتكلّم عن فضيلة العلم وحريّة التفكي‪ ،-‬آياتٌ‬
‫عديدةٌ أخرى تذ ّم التقلي َد العمى والتعصّب الاهل كقوله تعال‪:‬‬
‫﴿ َوإِذَا قِيلَ َلهُ ُم اّتبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُوا بَ ْل َنتّبِ ُع مَا أَْل َفْينَا عََليْ ِه آبَا َءنَا َأوََلوْ كَانَ آبَا ُؤهُمْ ل‬
‫َيعْقِلُو َن َشيْئًا وَل َيهْتَدُونَ ﴾ [البقرة‪،]170:‬‬
‫سُبنَا مَا وَجَ ْدنَا عََليْ ِه آبَا َءنَا َأوََلوْ‬
‫﴿ َوإِذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَاَلوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ َوإِلَى ال ّرسُولِ قَالُوا حَ ْ‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 42 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كَانَ آبَا ُؤهُ ْم ل َيعْلَمُونَ َشْيئًا وَل َي ْهتَدُونَ ﴾ [الائدة‪.]104:‬‬


‫صلّى الُ عَلَيه‬
‫ففي هاتي اليتي يذمّ الُ تعال أولئك الذين رفضوا اتّباع دعوة النبّ الكرم ( َ‬
‫وَآلِهِ) لتّباعهم ما وجدوا عليه آباءَهم وتقليدهم سّنةَ أجدادهم‪.‬‬
‫شةً قَالُوا وَ َج ْدنَا عََلْيهَا آبَا َءنَا وَاللّهُ َأمَ َرنَا ِبهَا قُلْ ِإنّ اللّهَ ل‬
‫وقال تعال أيضا‪َ ﴿ :‬وإِذَا َف َعلُوا فَاحِ َ‬
‫يَ ْأمُ ُر بِاْلفَحْشَاءِ َأَتقُولُو َن عَلَى اللّ ِه مَا ل َتعْلَمُونَ ﴾ [العراف‪ ،]28:‬ففي هذه الية ذمّ الُ سبحانه‬
‫الذين يعلون أعمال آبائهم القبيحة ملكا لسن كل شيء ث ينسبون إل ال كل عمل قبيح‬
‫يأتون به بسبب ذلك التقليد!‬
‫ك مِنْ‬ ‫ويقول الق تعال ف موضع آخر‪ ﴿ :‬وَقَالُوا َل ْو شَاءَ الرّحْ َم ُن مَا عَبَ ْدنَاهُ ْم مَا َلهُ ْم بِذَلِ َ‬
‫سكُونَ * بَلْ قَالُوا ِإنّا وَ َج ْدنَا‬ ‫ستَمْ ِ‬‫خرُصُونَ * َأمْ آَتْينَاهُمْ ِكتَابًا مِنْ َقبْلِهِ َفهُ ْم بِ ِه مُ ْ‬
‫عِلْمٍ ِإنْ هُمْ إِلّا يَ ْ‬
‫ك مَا أَ ْرسَ ْلنَا مِنْ َقبْلِكَ فِي قَ ْرَي ٍة مِ ْن نَذِيرٍ إِلّا قَالَ‬‫آبَا َءنَا عَلَى ُأ ّمةٍ َوِإنّا عَلَى آثَا ِرهِ ْم ُم ْهتَدُونَ * وَكَذَلِ َ‬
‫ُمتْرَفُوهَا ِإنّا وَجَ ْدنَا آبَا َءنَا عَلَى ُأ ّم ٍة َوِإنّا عَلَى آثَا ِرهِ ْم ُمقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف‪.]23-20:‬‬
‫فنلحظ كيف يوبّخ الُ تعال بشدّة أولئك الذين كانوا يعبدون اللئكة ل لشيء إل لنم‬
‫وجدوا آباءَهم يفعلون ذلك فقلّدوهم!‬
‫وهذه الية الخية‪ ،‬إضاف ًة إل منعها التقلي َد العمى‪ ،‬تفيدنا معنً آخر إ ْذ ُت َعيّ ُن لنا ميزانا‬
‫مدّدا ف باب العقيدة حيث تقول‪ :‬إن الذين كانوا يعبدون اللئكة ل يكونوا يلكون أي دليل‬
‫صحيح أو برهان علمي على صحة عملهم‪ ،‬كما ل يكن لديهم أي كتاب سابقٍ منّل من ال‬
‫يتمسكون به ف ذلك‪ ،‬بل كلّ حجتهم اتّبا ُعهُم لطريقة آبائهم وحف ُظهُم لثار أجدادهم؛ وبالتال‬
‫فاليةُ تبيّن لنا أن منشأ ك ّل عقيدةٍ ل بدّ أن يكون إما العلم اليقين والبهان القاطع أو الكتابُ‬
‫السماوي النّل من ال‪.‬‬
‫جحِيمِ * ِإّنهُمْ أَْل َفوْا آبَا َءهُمْ ضَالّيَ * َف ُه ْم‬
‫ويقول سبحانه كذلك‪ ﴿ :‬ثُمّ ِإنّ مَ ْر ِج َعهُمْ لَإِلَى الْ َ‬
‫عَلَى آثَا ِرهِ ْم ُيهْ َرعُونَ * وََلقَدْ ضَلّ َقبَْلهُمْ أَ ْكثَ ُر ا َلوّلِيَ ﴾ [الصافات‪ ،]71-68:‬ففي هذه اليات يبنا‬
‫ال بكلّ وضوح أن مآل الذين يبقون أسرى التقليد العمى لعادات وتقاليد وعقائد آبائهم‬
‫وأجدادهم يظلّون مقيّدين بأغلل تقليدهم العمى وتعصّبهم الاهل الذي يبسهم ف مستنقع‬
‫الذ ّل والضلل‪ ،‬مآلم هو الحيم وعذاب النار‪ .‬أَجَل هذا هو مقتضى قاعدة‪َ ﴿ :‬ومَنْ كَانَ فِي‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 43 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫هَ ِذهِ َأعْمَى َف ُهوَ فِي الخِ َرةِ َأعْمَى َوأَضَ ّل َسبِيلًا ﴾ [السراء‪.]72:‬‬
‫وهناك آيات أخرى ف هذا الوضوع ندها ف قصة حضرة إبراهيم مع قومه ف سورة‬
‫النبياء (الية ‪ )53‬وسورة الشعراء (اليات ‪ ،)83-70‬يكن للقرّاء الحترمي أن يرجعوا إليها‪.‬‬
‫إذن اتّضَحَ من مموع كل آيات القرآن الكري تلك الت أوردناها حول الترغيب بالعلم‬
‫وبالتعقّل وبرية التفكي وحول أهيّة البهان‪ ،‬وحول مذمّة التقليد والتعصّب؛ أن السلم هو دين‬
‫العلم والعقل والفكر والبهان‪ ،‬وأ ّن السلم مضادّ بكل معن الكلمة للتقليد العمى والتعصّب‬
‫واتّباع الظنّ‪ ،‬وبالتال ل بد على السلمي أن يتسلّحوا دائما بسلح العلم والبهان‪ ،‬وأن يتلكوا‬
‫الستقلل العقلي وحرية الفكر وقوّة التدبّر‪ ،‬وأنّ على السلمي أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى‬
‫القتباس الواعي لِـما هو صال‪ ،‬وأ ْن يتنبوا بشدّة طرق الفراط والتفريط ويفظوا التعادل بي‬
‫حياتم الادية السمية وحياتم الروحية العنوية‪ ،‬ويب عليهم أن ُيْبقُوا عواطفهم تت سيطرة‬
‫العقل تاما وأن يتنبوا بش ّدةٍ اتّباع الظنون والوهام ويبتعدوا عن التقليد العمى والتعصّب‬
‫الاهل‪ ،‬وبالتال فيجب على السلم ‪ -‬خاصّة ف أمور العقيدة وما يتعلق باليان ‪-‬أن يبذل أقصى‬
‫جهده ف تتبع القيقة والجتهاد للوصول للحق‪ ،‬وبكلمة متصرة يب على السلم أن يكون‬
‫متدينا بشكل حقيق ّي واعٍ بدين السلم النيف!‬
‫إذا عرفنا أن العقل يكم بداهةً برمة التقليد واتّباع الظن‪ ،‬وأنّ القرآن الكري كذلك يرّم‬
‫بكل صراحة التقليد العمى واتّباع الظنون ‪-‬لسيما ف المور العتقاديّة‪ -‬آن الوان أن نأت‬
‫بآراء وأقوال جاعة من كبار الفقهاء والجتهدين من الشيعة الثن عشريّة حول هذه السألة كي ل‬
‫يظن القارئ أننا منفردون فيما أوردناه ف هذا الجال‪:‬‬
‫يقول الرحوم الشيخ «مرتضى النصاري» أعلى ال مقامه ف مبحث «حجية الظن» من‬
‫(‪)1‬‬
‫كتابه الصول «الرسائل»‪ ،‬عند بثه مسألة (اعتبار الظن ف أصول الدين) ف الصفحة ‪169‬‬
‫ب فيها أو ًل وبالذات إل العتقاد باطنا‬
‫ما نصه‪[ :‬إن مسائل أصول الدين ‪-‬وهي الت ل يُطَْل ُ‬
‫والتديّن ظاهرا وإن ترتّب على وجوب ذلك بعض الثار العَمَليّة‪ -‬على قسمي‪ :‬أحدها‪ :‬ما يب‬

‫() هذا ف الطبعة الجرية القدية الت كانت لدى الؤلّف‪ ،‬أما ف الطبعة الت رجعتُ إليها لنقل القتباس فانظر‪( :‬الشيخ‬ ‫‪1‬‬

‫مرتضى النصاري (‪ 1281‬هـ)‪« ،‬فرائد الصول» (وُيعْرَف أيضا بـ«الرسائل»)‪ ،‬تقيق لنة تقيق تراث الشيخ‬
‫العظم‪ ،‬ط ‪ ،1‬قم‪ :‬ممع الفكر السلمي‪ 1419 ،‬هـ ‪ 4( ،‬ملدات)‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( .)557 - 555‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 44 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫على الكلّف العتقاد والتديّن به غي مشروط بصول العلم كالعارف المسة (أي التوحيد‬
‫والعدل والعاد والنبوة والمامة)‪ ،‬لن العتقاد با واجبٌ مطلقا‪ ،‬فيكون تصيل العلم با (من‬
‫ناحية وجوبه) من مقدمات الواجب الطلق‪ ،‬فيجب‪( .‬والقِسْم) الثان‪ :‬ما يب العتقاد والتديّن به‬
‫إذا اتّفق حصول العلم به‪ ،‬كبعض تفاصيل العارف (المسة)‪.‬‬
‫أمّا (هذا القِسْم) الثان‪ ،‬فحيث كان الفروض عدم وجوب تصيل العرفة العلميّة‪ ،‬كان‬
‫ض حصوله‪ ،‬ووجوب التوقّف فيه‪ ،‬للخبار‬
‫القوى القول بعدم وجوب العمل فيه بالظن لو ُفرِ َ‬
‫الكثية الناهية عن القول بغي علم والمرة بالتوقف(‪ ،)1‬وأنه‪" :‬إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا‬
‫به‪ ،‬وإذا جاءكم ما ل تعلمون فها‪ .‬وأهوى بيده إل فيه"(‪ .)2‬ول فرق ف ذلك بي أن تكون‬
‫المارة الواردة ف تلك السألة خبا صحيحا أو غيه‪ .‬قال شيخنا الشهيد الثان ف «القاصد‬
‫العليّة» ‪ -‬بعد ذكر أن العرفة بتفاصيل البزخ والعاد غي لزمة ‪[ :-‬وأما ما ورد عنه (صلى ال‬
‫عليه وآله) ف ذلك من طريق الحاد فل يب التصديق به مطلقا وإن كان طريقه صحيحا‪،‬‬
‫لن خب الواحد ظنّ‪ ،‬وقد اختلف ف جواز العمل به ف الحكام الشرعية الظنية‪ ،‬فكيف‬
‫بالحكام العتقادية العِلْمِيّة](‪ ،)3‬انتهى‪ .‬وظاهر الشيخ (الطوسي) ف (كتابه) العُدّة‪ :‬أنّ عدم‬
‫جواز التعويل ف أصول الدين على أخبار الحاد اتفاقيّ إل عن بعض غفلة أصحاب‬
‫الديث(‪ .)4‬وظاهر الحكيّ ف السرائر عن السيد الرتضى عدم اللف فيه أصلً(‪ .)5‬وهو مقتضى‬
‫كلم ك ّل من قال بعدم اعتبار أخبار الحاد ف أصول الفقه(‪.)7()]6‬‬
‫وبعد بيان الشيخ النصاري لطريق تيّز هذا القسم الثان وبيان عدم اعتبار الظن ف العتقاد‬
‫بتفاصيل العارف المسة لصول السلم‪ ،‬وبعد أن َنقَ َل روايات كثيةً توافق هذا الدّعى‪ ،‬وصل‬

‫() راجع الشيخ الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،111 :18 ،‬الباب ‪ 12‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬ف وجوب التوقف‬ ‫‪1‬‬

‫والحتياط‪.‬‬
‫() انظر الشيخ الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،23 :18 ،‬الباب ‪ 6‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬القاصد العلية‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشيخ أبو جعفر ممد بن السن الطوسي‪ ،‬العدّة ‪.131 :1 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر ابن إدريس اللي‪ ،‬السرائر ‪ ،50 :1‬وانظر رسائل الشريف الرتضى ‪.211 :1‬‬ ‫‪5‬‬

‫() لنه إذا ل تكن أخبار الحاد معتبة ف أصول الفقه فهي غي معتبة ف أصول العتقاد من باب أول‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الشيخ مرتضى النصاري‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( .557 - 555‬الترجم)‬ ‫‪7‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 45 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أخيا ف الصفحة ‪ 174‬إل القول‪[ :‬وأما القسم الول الذي يب فيه النظر لتحصيل العتقاد‪،‬‬
‫فالكلم فيه يقع تارة بالنسبة إل القادر على تصيل العلم وأخرى بالنسبة إل العاجز‪ ،‬فهنا مقامان‪:‬‬
‫الول‪ :‬ف القادر والكلم ف جواز عمله بالظن يقع ف موضعي‪ :‬الول‪ :‬ف حكمه التكليفيّ‪.‬‬
‫والثان‪ :‬ف حكمه الوضعيّ من حيث اليان وعدمه‪ ،‬فنقول‪ :‬أما حكمه التكليفي‪ ،‬فل ينبغي التأمل‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ أو‬
‫ف عدم جواز اقتصاره على العمل بالظن‪ ،‬فمن ظنّ بنبوّة نبيّنا ممّد َ‬
‫بإمامة أحد من الئمّة صلوات ال عليهم فل يوز له القتصار‪ ،‬فيجب عليه ‪ -‬مع التفطّن لذه‬
‫السألة ‪ -‬زيادة النظر‪ ،‬ويب على العلماء أمره بزيادة النظر ليحصل له العلم إن ل يافوا عليه‬
‫الوقوع ف خلف الق‪ ،‬لنه حينئذ يدخل ف قسم العاجز عن تصيل العلم بالقّ‪ ،‬فإن بقاءه على‬
‫الظنّ بالق أول من رجوعه إل الشك أو الظن بالباطل‪ ،‬فضلً عن العلم به‪ .‬والدليل على ما‬
‫ذكرنا‪ :‬جيع اليات والخبار الدالة على وجوب اليان والعلم والتفقّه والعرفة والتصديق والقرار‬
‫والشهادة والتديّن وعدم الرخصة ف الهل والشكّ ومتابعة الظنّ‪ ،‬وهي أكثر من أن تُحصى‪ .‬وأما‬
‫الوضع الثان‪ :‬فالقوى فيه ‪ -‬بل التعيّن ‪ -‬الكم بعدم اليان‪ ،‬للخبار الفسرة لليان بالقرار‬
‫والشهادة والتديّن والعرفة وغي ذلك من العبائر الظاهرة ف العلم] إل آخر كلمه الشريف رحه‬
‫ال(‪.)1‬‬
‫ويقول الرحوم الشهيد الثان ف (الصفحة ‪)2( )3‬من كتابه «حقائق اليان»‪«[ :‬تعريف‬
‫اليان الشرعي»‪ :‬وأما اليان الشرعي‪ :‬فقد اختلفت ف بيان حقيقته العبارات بسب اختلف‬
‫العتبارات‪ .‬وبيان ذلك‪ :‬أن اليان شرعا‪ :‬إما أن يكون من أفعال القلوب فقط‪ ،‬أو من أفعال‬
‫الوارح فقط‪ ،‬أو منهما معا‪ .‬فإن كان الول‪ ،‬فهو التصديق بالقلب فقط‪ ،‬وهو مذهب‬
‫«الشاعرة» وجع من متقدّمي الماميّة ومتأخّريهم‪ ،‬ومنهم الحقّق الطوسي رحه ال ف‬
‫فصوله(‪ ،)3‬لكن اختلفوا ف معن التصديق‪ ،‬فقال أصحابنا‪ :‬هو العلم‪ .‬وقال «الشعريّة»‪ :‬هو‬
‫التصديق النفسان‪ ،‬وعنوا به أنه عبارة عن ربط القلب على ما علم من أخبار الخب‪ ،‬فهو أمر‬

‫() الشيخ مرتضى النصاري‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.570 - 569‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هذا ف النسخة القدية الت كانت لدى الؤلّف‪ ،‬أما الت رجعت إليها لنقل القتباس فانظر‪ :‬الشهيد الثان (‪966‬‬ ‫‪2‬‬

‫هـ)‪« ،‬حقائق اليان»‪ ،‬تقيق السيد مهدي الرجائي‪ ،‬ط ‪ ،1‬قم‪ :‬مكتبة آية ال العظمى النجفي الرعشي العامة ‪،‬‬
‫‪ 1419‬هـ‪ .‬ص ‪.54-53‬‬
‫() أي كتابه‪« :‬فصول العقائد»‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 46 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ب َيْثبُتُ باختيار الصدّق‪ ،‬ولذا يُثاب عليه بلف العلم والعرفة‪ ،‬فإنا ربا تصل بل كسب‪،‬‬
‫كس ّ‬
‫كما ف الضروريات‪ .‬وقد ذكر حاصل ذلك بعض الحققي‪ ،‬فقال‪ :‬التصديق هو أن تنسب‬
‫باختيارك الصدق إل الخب‪ ،‬حت لو وقع ذلك ف القلب من غي اختيار ل يكن تصديقا وإن كان‬
‫معرفةً‪ ،‬وسنبي إنشاء ال تعال [قصور] ذلك‪ .‬وإن كان الثان‪ ،‬فإمّا أن يكون عبارة عن التلفظ‬
‫بالشهادتي فقط‪ ،‬وهو مذهب «الكرّامية»‪ ،‬أو عن جيع أفعال الوارح من الطاعات بأسرها فرضا‬
‫ونفلً‪ ،‬وهو مذهب «الوارج» وقدماء «العتزلة» و«الغلة» و«القاضي عبد البار»‪ .‬أو عن‬
‫جيعها من الواجبات وترك الحظورات دون النوافل‪ ،‬وهو مذهب «أب علي البائي» وابنه «أب‬
‫هاشم» وأكثر معتزلة البصرة‪ .‬وإن كان الثالث‪ ،‬فهو‪ :‬إما أن يكون عبارة عن أفعال القلوب مع‬
‫جيع أفعال الوارح من الطاعات‪ ،‬وهو قول الحدّثي وجع من السلف كابن ماهد وغيه فإنم‬
‫قالوا‪ :‬إن اليان تصديق بالنان وإقرار باللسان وعمل بالركان](‪.)1‬‬
‫وبعد بيانه لدلة الذاهب الذكورة يقول ف الصفحة ‪:6‬‬
‫[اعلم أن العلماء أطبقوا على وجوب معرفة ال تعال بالنظر‪ ،‬وأنا ل تصل بالتقليد‪ ،‬إل‬
‫من شذّ منهم‪ ،‬كعبد ال بن السن العنبي والشوية والتعليمية‪ ،‬حيث ذهبوا إل جواز التقليد ف‬
‫العقائد الصولية‪ ،‬كوجود الصانع وما يب له ويتنع‪ ،‬والنبوّة‪ ،‬والعدل وغيها‪ ،‬بل ذهب إل‬
‫(‪) 2‬‬
‫وجوبه]‬
‫ث يقول ف الصفحة ‪ 57‬ف باب وجوب معرفة أصول الدين المسة‪:‬‬
‫[الصل الثالث (التصديق بنبوة ممد صلى ال عليه وآله) وبميع ما جاء به تفصيلً فيما‬
‫علم تفصيلً‪ ،‬وإجالً فيما علم إجالً‪ .‬وليس بعيدا أن يكون التصديق الجال بميع ما جاء به‬
‫عليه السلم كافيا ف تقق اليان‪ ،‬وإن كان الكلّف قادرا على «العلم» بذلك تفصيلً‪ ،‬يب‬
‫«العلم» بتفاصيل ما جاء به من الشرائع للعمل به‪ .‬وأما تفصيل ما أخب به من أحوال البدأ‬
‫والعاد‪ ،‬كالتكليف بالعبادات‪ ،‬والسؤال ف القب وعذابه‪ ،‬والعاد السمان‪ ،‬والساب والصراط‪،‬‬
‫والنّة‪ ،‬والنار‪ ،‬واليزان‪ ،‬وتطاير الكتب‪ ،‬ما ثبت ميئه به تواترا‪ ،‬فهل التصديق بتفاصيله معتبة ف‬
‫تقق اليان؟ صرّح باعتباره جعٌ من العلماء‪ .‬والظاهر أن التصديق به إجالً كاف‪ ،‬بعن إن‬
‫() الشهيد الثان‪« ،‬حقائق اليان»‪ ،‬ص ‪.54-53‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬حقائق اليان‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 47 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الكلّف لو اعتقد حقّية كل ما أخب به عليه السلم‪ ،‬بيث كلّما ثَبَتَ عنده جزئيّ منها صدّق به‬
‫تفصيلً كان مؤمنا‪.)1(].‬‬
‫ويقول الرحوم «الشيخ الطبسي» صاحب «تفسي ممع البيان» ف الصفحة ‪ 59‬ذيل‬
‫تفسيه لقوله تعال‪ ﴿ :‬ول تقف ما ليس لك به علم ﴾ [السراء‪ ،]٣٦:‬بعد نقله لقوال «ابن عباس»‬
‫و«قتادة» و«ممد بن حنفية»‪[ :‬والصل أنه عامّ ف كلّ قول‪ ،‬وفعل‪ ،‬أو عزم‪ ،‬يكون على غي‬
‫علم‪ ،‬فكأنّه سبحانه قال‪ :‬ل َتقُلْ إل ما تعلم أنه ما يوز أن يُقال‪ ،‬ول تفعل إل ما تعلم أنه ما‬
‫يوز أن ُي ْفعَلَ‪ ،‬ول تعتقد إل ما تعلم أنه ما يوز أن ُيعَْت َقدَ‪ .‬وقد استدلّ جاعةٌ من أصحابنا بذا‬
‫على أن العمل بالقياس‪ ،‬وبب الواحد غي جائز‪ ،‬لنما ل يوجبان «العلم»‪ ،‬وقد نى ال سبحانه‬
‫عن اتباع ما هو غي معلوم](‪.)2‬‬
‫فتبيّن ولِـلّ ِه المد أننا لسنا وحيدين ف هذا المر‪ ،‬وظهر بكل وضوح من النصوص الت‬
‫ذكرناها‪ ،‬أن التقليد واتباع الظنّ‪ ،‬خاصّة ف أمور العقيدة‪ ،‬منوعٌ وم ّر ٌم يقينا وبكلّ تأكيد‪ ،‬وأن‬
‫ميزان السلمي ف مال العقيدة هو الدلّة العلميّة اليقينيّة فقط‪ ،‬والت هي العقل السليم والقرآن‬
‫الكري والسية والسنة التواترة والسلّمة لنب السلم والئمّة الكرام عليهم السلم‪ ،‬أي أنه على‬
‫حرّرَ عقلَه من تأثي وسيطرة الوهام والعادات وتقاليد الباء‬ ‫السلم ف الدرجة الول أن يُ َ‬
‫ب والئمّة‬‫والجداد وتأثي بيئته الحيطة‪ ،‬ثّ عليه أن يضع نصب عينيه القرآن الكري وسنة الن ّ‬
‫وسيتم القطعيّة فيتخذها نباسا ويطابق جيع أفعاله القلبية والظاهرية وحالته الروحية والسمية‬
‫على تلك الوازين التقنة‪ ،‬ل أن يضع على عنقه طوق تقليد الباء والقران أو يتّبع كل خب‬
‫وحديث دون النظر إل ثبوته ومعرفة حقيقة مصدره ويتبيّن أي ملحدٍ افتراه واخترعه‪ ،‬وبالنهاية‬
‫يعل دماغه مركزا للباطيل والرافات‪.‬‬
‫حيّرٌ فيما أسّي به هذه الطريقة الت يّتِبعُها إخوت ف الدين؟! فهم ف الصول‬
‫وحقّا إنّي لَـ ُمتَ َ‬
‫الولية للدين (مقلّدون للب والم)‪ ،‬وف سائر العتقادات (أخباريون) وف الحكام العملية‬
‫والفرعية (أصوليون) وف العبادات (واصلون للحق) وف الكسل والبطالة والتخيلت (متّبعون‬
‫لفلسفة الفناء ف ال الندية) وف العمال الوافقة لوى النفس (مبّو عليّ!) وف التعبّد بالسنن‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬حقائق اليان‪ ،‬ص ‪.149 - 148‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشيخ الطبسي‪ ،‬تفسي ممع البيان‪ ،‬ج ‪ / 6‬ص ‪.251‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 48 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وحفظ النواميس اللية (أعداء أهل بيت ممّد!) ومع كل تلك العناوين يطلقون على أنفسهم‬
‫عنوان شيعة عل ّي وأتباعَ الذهب العفري‪.‬‬
‫و يا للسف! «عليّ أمي الؤمني» صاحب كل ذلك الزهد والتقوى والشجاعة المزوجة‬
‫بالعفّة‪ ،‬وصاحب روح البسالة القترنة بالعلم والكمة‪ ،‬وصاحب كل ذلك الهتمام بالفقراء‬
‫والضعفاء والقلق لالم‪ ،‬عليّ الذي تمل كل تلك التعاب والشقات ف طريق تطيم أصنام‬
‫الظلم والهل ومو الوهام والرافات‪ ،‬وصاحب كلّ تلك الدمات الت تيّر العقول الت بذلا ف‬
‫سبيل نشر حقائق السلم ف عال البشرية والت قدّم ف النهاية روحه فداءً لذلك الدف‪ ،‬أهكذا‬
‫تكون طريقة اتّباعه والتشيّع له؟!‪.‬‬
‫و«جعفر بن ممد» الذي كان يلس بكل رحابة صدر ويناقش الاديي ويأت على ُأسُس‬
‫الادية فيدحضها‪ ،‬والذي كان يصرف جيع أوقاته الشريفة ف نشر معارف السلم حت أنه ربّى‬
‫وعلّم قُرابةَ ‪ 4000‬تلميذ(‪ )1‬كان من جلتهم عال الكيمياء الشهي جابر بن حيان الطرسوسي‬
‫الذي ل تزال كتاباته تدرس ف الجامع العلمية الكبى ف الدنيا الذي ترج من مدرسته(‪ ،)2‬أليس‬
‫من الخجل لنا أن ننسب أنفسنا مع هذا الهل والبعد عن العلم الذي فينا إل ذلك المام؟!‬
‫حقا ل توجد مصيبة يعسر تملها أكثر ما نراه اليوم من اضطرار العلماء النابي الحققي ف‬
‫معارف السلم إل العزلة‪ ،‬ف حي يتول هذا المر الطي (أي نشر معارف السلم) رجال‬
‫جاهلون حت وصل المر إل أن يتلّ منابر رسول ال ف الجتمعات السلمية أشخاص ليس لم‬
‫نصيب من العلم أكثر من معرفة القراءة والكتابة وينسبون بكل جرأة كل حديث باطل وهراء إل‬
‫ب والئمة العصومي عليهم السلم ويفرضونا على أذهان الناس الساكي!‬ ‫الن ّ‬
‫وليت شعري! كيف ل يكون بقدور شخص أن يصدر حكمه وفتواه بشأن أخبار‬
‫«النجاسة والطهارة» إل بعد أن يصرف عمره ف تصيل علوم متلفة وبعد أن ينال مقام الجتهاد‬
‫الشامخ الذي هو أصعب ‪-‬حسب قول الرحوم الشيخ مرتضى النصاري‪ -‬من الهاد‪ ،‬ويصبح‬
‫قادرا على تييز صحيح الخبار من سقيمها وعلى إبداء الرأي ف مدلولتا والستنباط الصحيح‬
‫منها‪ ،‬أما عندما يتعلّق المر بالخبار والحاديث التعلّقة بأمور العقيدة الت مدارها على العلم‬
‫() انظر‪ :‬أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪.63‬‬ ‫‪1‬‬

‫() فريد وجدي‪ ،‬دائرة معارف القرن العشرين‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪.109‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 49 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫واليقي فقط‪َ ،‬فُيكْـتَفى ف فهمها والستنباط منها بعرفة بسيطة باللغة الفارسية؟؟ هذا مع وجود‬
‫كل تلك الخبار الوضوعة ف المور الغيبيّة والعقائديّة الت افتراها الوضّاعون بدوافع متلفة منذ‬
‫صدر السلم وحت اليوم (الت سنذكر لكم بعضها عن قريب) والت ل تشكّل الخبار الت‬
‫وضعت ف الحكام الفرعية بالنسبة إليها واحدا من ألف‪ ،‬كما أن الغموض الوجود فيها (أي ف‬
‫الخبار التعلقة بالغيبيات والمور العقائدية) ل يوجد مثله ف أخبار الفروع!‪.‬‬
‫وباختصار فإن التقليد واتّباع الظن أو العمل بالدلة الظنية من قبيل خب الحاد (حت ولو‬
‫كان صحيح السند) أو الجاع النقول‪ ،‬أو أي دليل ل يفيد العلم ل يوز بل يرم وينع ف جيع‬
‫السائل العتقادية سواء كانت أصول الدين المسة أو أي أمر مرتبط بالعقيدة‪.‬‬
‫ولجل رفع سوء التفاهم نرى من الضروري التذكي بنقطة هامة‪ :‬مشهورٌ بي الشيعة أن‬
‫على العوام الذين ل يستطيعون الجتهاد ف السائل الفرعية أن يقلّدوا الجتهدين ف الفقه‪ ،‬لذا فقد‬
‫يستشكل البعض ويقول‪ :‬أوليس التقليد منوعا ف السلم وحراما؟ ونقول ف الجابة عن ذلك‪:‬‬
‫إننا لو دققنا قليلً ف هذا المر لعلمنا أن هذا العن ليس ف القيقة تقليدا بل هو عبارة عن اتباع‬
‫للعال وخضوع لعلمه‪ ،‬كما يعتقد علماء المامية الكبار بأن التقليد ف الحكام العمليّة هو من‬
‫باب رجوع الاهل إل العال‪ ،‬وهذا المر من المور الفطرية البديهية والرتكازية لدى البشر‪،‬‬
‫وهذا ما يقرره بصراحة الرحوم «الخوند الراسان» ف كتابه «الكفاية» حيث يقول‪:‬‬
‫[ث إنه ل يذهب عليك أن جواز التقليد ورجوع الاهل إل العال ف الملة‪ ،‬يكون بديهيا‬
‫جبليا فطريا ل يتاج إل دليل‪ ،‬وإل لزم سد باب العلم به على العامي مطلقا غالبا‪ ،‬لعجزه عن‬
‫معرفة ما د ّل عليه كتابا وسّنةً‪ ،‬ول يوز التقليد فيه أيضا‪ ،‬وإل لدار أو تسلسل‪ ،‬بل هذه هي‬
‫العمدة ف أدلته‪ ،‬وأغلب ما عداه قابلٌ للمناقشة‪.)1(]..‬‬
‫أي أنه لا كان إياب استنباط الحكام العملية على كل فرد يؤدي إل العسر والرج‬
‫ويؤدي بالنتيجة إل اختلل نظام الجتمع لذا وجب أن يقوم أفراد ف كل متمع بذا الواجب‬
‫ليتمكن الباقون من الرجوع إليهم‪ ،‬كما يُوجب حفظ نظام الجتماع هذا العن ذاته بالنسبة إل‬
‫سائر العلوم والقواني الت يتاجها البشر ف حياتم‪.‬‬

‫() الخوند الراسان‪ ،‬كفاية الصول‪ ،‬ص ‪( .472‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 50 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫مكانة الديث وتاريخ تدوينه ف السلم‬


‫السنة أو الديث بشكل عام هي كل قول أو فعل أو تقرير للنبّ أو الئمة العصومي(‪ ،)1‬ولا‬
‫كان الديث يتضمّن بيان مملت القرآن الكري ويفصّل عموماته ومطلقاته ويبي جزءا هاما من‬
‫أحكام السلم الفرعية كان ذا أهية بالغة تتلو ف الدرجة مرتبة القرآن الكري‪ ،‬خاصة أن الديث‬
‫كان ف صدر السلم ف غاية الهية ف نظر عامة السلمي‪ ،‬فكان الصحابة والتابعون إذا أشكل‬
‫عليهم فهم آية أو حكم من أحكام السلم يرجعون إل تلك الحاديث الت كانت ف حوزة كل‬
‫منهم حيث كان ك ّل منهم يفظ شيئا منها قلّ أو كثر‪ ،‬ويستدلون با‪ ،‬وكانت عنايتهم بالديث‬
‫كبيةً إل درجة أنم لا تفرقوا على إثر خروجهم ف الفتوحات السلمية‪ ،‬إل مدن متلفة‪ ،‬ول‬
‫يكن ك ّل واحد منهم بالطبع يفظ جيع الحاديث‪ ،‬كانوا يرحلون من مدينة إل أخرى لسماع ما‬
‫ل يعرفونه من الديث فتجد أحدهم يرحل من دمشق أو الكوفة مثلً‪ ،‬إل بلدان أخرى كمكة أو‬
‫الدينة أو مصر أو الري لكي يأخذ الديث من الصحابة الخرين الذين استقروا فيها‪ ،‬فمثلً ند‬
‫صلّى الُ‬
‫جابر بن عبد ال النصاري لا سع أن «عبد ال بن أُنيس الهن» يعرف حديثا عن النب َ‬
‫عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ اشترى راحلة وانطلق با إل دمشق ل لشيء إل ليسمع منه ذلك الديث(‪،)2‬‬
‫وباختصار كان مرجع مسلمي الصدر الول ف كلّ أمر بعد القرآن الكري الحاديثُ النبوّيةُ‬
‫الشريفةُ‪.‬‬
‫ولكن بالنسبة إل تاريخ تدوين الديث ليس لدينا حت اليوم أي مستند صحيح يثبت أن‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬ومن السلّمات‬
‫صلّى ا ُ‬
‫هذا التدوين بدأ بنحوٍ رسيّ ف زمن حضرة رسول ال َ‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ل يتّخذ أشخاصا معيني‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫التاريية الت ل ينكرها أحد أن رسول ال َ‬
‫يأمرهم بمع وتدوين أحاديثه كما فعل بالنسبة إل تدوين آيات القرآن الكري الت اتّخذ لجلها‬

‫() أما ف الصطلح فُيقَال لقول العصوم وفعله وتقريره «سنة»‪ ،‬ف حي يطلق «الديث»على النصوص الت تروى‬ ‫‪1‬‬

‫عنهم‪.‬‬
‫() أخرجه المام أحد ف مسنده ‪ ،495 / 3‬والبخاري ف «الدب الفرد» (‪ ،)970‬والطيب البغدادي ف "الرحلة" (‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،)31‬وحسّنه الافظ ابن حجر ف «الفتح» ‪ ،158 / 1‬وصحّحه الاكم ف «الستدرك»‪ ،438 ،437 / 2 :‬ووافقه‬
‫الذهب‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 51 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫جاع ًة عُرفوا بـاسم «كتبة الوحي»‪ ،‬وليس من العلوم أن يكون الصحابة قد أقدموا على جع‬
‫وتدوين الحاديث من تلقاء أنفسهم‪ ،‬بل كما يُستفاد من بعض الحاديث الت روتا كتب الشيعة‬
‫والسنة َمنَعَ رسولُ ال صحابَتَه من فعل ذلك‪ ،‬كما يدل عليه الديث الذي رُوي عَنْ َأبِي َسعِيدٍ‬
‫الْخُدْرِيّ َأنّ َرسُولَ الِ صلى ال عليه وسلم قَالَ‪[ :‬لَا َتكْتُبُوا عَنّي َومَنْ كَتَبَ عَنّي غَ ْي َر الْ ُقرْآنِ‬
‫ح ُه َوحَ ّدثُوا عَنّي َولَا َحرَجَ َو َمنْ َكذَبَ عَ َل ّي مَُتعَ ّمدًا فَلْيَتََب ّوأْ َم ْق َع َدهُ ِمنْ النّارِ](‪.)1‬‬
‫فَلْيَمْ ُ‬
‫ويرى بعض علماء السلف أن سبب ذلك النع كان الشية من اختلط الديث بالقرآن‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬يُستفاد من بعض الروايات كالديث الذي نقله البخاري(‪ )2‬والديث الذي رُوي عن‬
‫عبد ال بن عمرو بن العاص أن «عبد ال بن عمرو» واثنان أو ثلثة من الصحابة الخرين كانوا‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ (‪ ،)3‬وعلى فرض صحة هذه‬
‫يكتبون كل ما يسمعونه من فم رسول ال صَلّى ا ُ‬
‫ب شكلً رسيّا عامّا بل اقتصر‬
‫الروايات فمن السلّم به أن هذا المر ل يتّخذ ف زمن حضرة الن ّ‬
‫على كتابة بعض الصحابة والتابعيي لحفوظاتم من الديث ف صحف خاصة بم‪ ،‬واللصة أنه‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ل يكن لدى السلمي سوى كتابٍ ساويّ مد ّونٍ‬
‫بعد رحلة النب الكرم صَلّى ا ُ‬
‫واح ٍد ومموعة من الحاديث غي الدونة الت كان الصحابةُ يفظها ف صدورهم‪ ،‬وحت اللفاء‬
‫(الراشدين) ل يأمر أيّ أح ٍد منهم بمع وتدوين الديث بشكل رسي بل ربا ل يكن ذلك المر‬
‫ميسورا لم أساسا لن عدد الصحابة الذين نقلوا الديث عن حضرة النب يصل إل حدود (‬
‫‪ )4()114000‬كانوا موزّعي ف أطراف الرض‪ ،‬وكان ك ّل منهم يفظ من الحاديث ما ل يفظه‬
‫غيه‪ ،‬فكيف يكن للخلفاء أن يمعوا كل أولئك الفراد ف مكان واحد ويستمعوا منهم جيع‬
‫الحاديث الت كانوا يفظونا ث يدوّنوها ف كتاب جامع واحد؟! ولو فرضنا أن اللفاء كانوا‬
‫يستطيعون فعل ذلك‪ ،‬فإن بقية الصحابة الذين كان أغلبهم أ ّميّا وكانوا يكتفون ‪ -‬ف حفظ ما‬
‫يعرفونه ‪ -‬بالعتماد على ذاكرتم‪ ،‬يبدو من البعيد جداًَ أن يتمكّنوا من إحصاء كلّ ما قاله رسول‬

‫() صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‪/‬باب التثبّت ف الديث وكتابة العلم‪( .‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫ب عام فتح مكّة َفجَا َء رَجُ ٌل مِنْ َأهْلِ الَْيمَنِ َفقَالَ اكُْتبْ لِي يَا َرسُولَ ال! َفقَالَ اكْتُبُوا‬
‫() أي [حول الطبة الت خطبها الن ّ‬ ‫‪2‬‬

‫لِأَبِي ُفلَانٍ]‪ ،‬انظر صحيح البخاري‪ :‬كتاب العلم‪/‬باب كتابة العلم‪( .‬الترجم)‬
‫() أحد أمي‪ ،‬فجر السلم‪ ،‬ص ‪.250‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬فجر السلم‪ ،‬ص ‪ ،256‬والشهيد الثان‪« ،‬الدراية»‪ ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 52 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ال صلى ال عليه وسلم أو َفعَله ف مدة ثلثةٍ وعشرين عاما من بدء الوحي إل الوفاة(‪.)1‬‬
‫وباختصار ل يتم ف القرن الجري الول جع وتدوين الديث بشكل رسي منظّم‪ ،‬وإذا قام‬
‫بعضهم أحيانا بالتدوين‪ ،‬كان ما دوّنه أشبه بذكّرات خاصّة به‪ ،‬لذا كان باب وضع الديث‬
‫مفتوحا أمام الوضّاعي لن الديث ل يكن قد ُجمِعَ و ُدوّن بعد ولن الديث كان له أهية بالغة‬
‫يتلو با مرتبة القرآن‪ ،‬وكان ف النهاية مرجع السلمي ف جيع شؤونم‪ ،‬لذا لا كان بعض الناس ل‬
‫يدون حديثا يؤيّد مواقفهم ف جيع اختلفاتم السياسية والدينية والعلمية وجيع الصومات‬
‫الشخصية وغيها كانوا يضعون الديث لنصرة موقفهم أو مذهبهم‪ ،‬ول يكن من السهل النتباه‬
‫إل هذا الدسّ لن الديث كما قلنا ل يكن قد ُجمِعَ و ُدوّن وضُبط بعد‪ ،‬وزاد الطي بِلّة أنه لا‬
‫دخل ف السلم أعدادٌ كثيةٌ من شعوب البلدان الجاورة لبلد العرب كالفرس والروم والببر‬
‫وأهل مصر والشام وغيهم على إثر الفتوحات السلمية وع ّز على طوائف منهم أن يتخّلوْا عن‬
‫عاداتم وتقاليدهم القدية الألوفة‪ ،‬توسّلوا إل حفظ عاداتم وتقاليدهم بوضع أحاديث ودسّ أخبار‬
‫ف هذا الصدد ونَشْرِها بي الناس‪.‬‬
‫كما لأت بعض الماعات الت ل تدخل ف السلم حقيقةً بل أسلمت ظاهرا خضوعا‬
‫لقوة السلمي وسيطرة السلم‪ ،‬إل تريب السلم من داخله بوضع خرافات ف قالب أحاديث‬
‫ي القائل‪َ[ :‬أّيهَا النّاسُ! َقدْ َكُثرَتْ عَ َليّ‬
‫ث النبو ّ‬
‫نبوية‪ ،‬ونشرها وإشاعتها بي الناس‪ .‬بل يدلّ الدي ُ‬
‫الْ َكذّاَبةُ فَ َمنْ َك َذبَ عَ َل ّي مَُتعَمّدا فَلْيَتََب ّوأْ َم ْقعَ َد ُه ِمنَ النّارِ‪ .‬ثُمّ ُك ِذبَ عَلَ ْي ِه ِمنْ َب ْع ِدهِ!](‪ )2‬الذي‬
‫رواه الشيعة والسنة‪ ،‬والذي يعتبه الرحوم الشهيد الثان ف كتابه «الدراية» من الحاديث‬
‫التواترة‪ ،‬على أن عمليّة الوضع هذه قد بدأت وراجت منذ زمن باكر ف زمن حياة رسول ال‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ ‪ ،‬إذ أنه من الواضح أن تلك الملة ل تصدر عن حضرته إل بعد وضع‬
‫صَلّى ا ُ‬
‫أحاديث كثية‪.‬‬
‫إل أن بدأ جع وتدوين الديث تدرييّا بشكل رسيّ ف القرن الثان‪ ،‬ولكن هذا أيضا ل‬

‫() انظر أحد أمي‪ ،‬فجر السلم‪ ،‬ص ‪.265‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصول من الكاف‪ ،‬الزء الول‪ ،‬طبع طهران‪ ،‬ص ‪ .62‬ولفظ الديث عن أمي الؤمني علي عليه السلم قال‪َ[ :‬قدْ‬ ‫‪2‬‬

‫ُكذِبَ َعلَى َرسُولِ ال صلى ال عليه وآله وسلم َعلَى َع ْهدِهِ حَتّى قَامَ خَطِيبا َفقَالَ‪ :‬أَّيهَا النّاسُ! َقدْ كَثُرَتْ َعَليّ اْل َكذّابَةُ‬
‫َفمَنْ َكذَبَ َعَل ّي مُتَ َعمّدا َفلْيَتََبوّْأ َم ْقعَدَ ُه مِنَ النّارِ‪ُ .‬ثمّ ُكذِبَ َعلَيْ ِه مِنْ َب ْعدِهِ!] وقارن با جاء ف نج البلغة‪ ،‬الطبة ‪،210‬‬
‫طبع بيوت‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 53 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ب أو‬
‫يتمّ بأن يتمع الميع ف مكان واحد ث يدونوا جيع الحاديث الصحيحة الت سعوها من الن ّ‬
‫شاهدوها بعد الداولت والناقشات وتبادل الراء ويضعوها بي أيدي الناس لكي يولوا بذلك‬
‫دون وضع الديث‪ ،‬بل قام كل عال ف كل مدينة بتدوين ما سعه من الصحابة وما اعتقد حسب‬
‫ع بعضهم صحة وسقم ما يدوّنه بل قام بمع كل ما وصل إليه‪.‬‬
‫فهمه أنه صحيح ل بل ل يرا ِ‬
‫وكما يقول الؤرخون وعلماء علم الرجال والدراية كانت الصول الربعمئة من أول‬
‫الكتب الديثية الت ُدوّنت لدى الشيعة‪ ،‬ف حي‪[ :‬وجدت هذه النعة إل تدوين الديث (لدى‬
‫أهل السنة الماعة) ف أمصار متلفة وف عصور متقاربة‪ ،‬ففي مكة جع الديثَ ابن ُجرَيج‬
‫(الرومي الصل) التوف نو سنة ‪ 150‬هـ‪ ،‬ول يوثقه البخاري وقال‪[ :‬إنه ل ُيتَابَع ف حديثه]‪،‬‬
‫وف الدينة ممد بن إسحق (‪ 151‬هـ)‪ ،‬ومالك بن أَنس (‪179‬هـ)‪ ،‬وبالبصرة الربيع ابن صَبيح‬
‫(‪ 160‬هـ)‪ ،‬وسعيد بن أب عَرُوبَة (‪ 156‬هـ)‪ ،‬وحاد بن َسلَمة (‪ 176‬هـ)‪ ،‬وبالكوفة سفيان‬
‫الثوري (‪ 161‬هـ)‪ ،‬وبالشام الوزاعي (‪ 156‬هـ)‪ ،‬وباليمن َمعْمَر (‪ 153‬هـ)‪ ،‬وبراسان ابن‬
‫(‪) 1‬‬
‫البارك (‪ ،)181‬وبصر الليث بن سعد (‪ 175‬هـ)]‬
‫وكان أول من بدأ بكتابة الديث من هؤلء قبل الميع ‪ -‬كما يقول ابن حجر ف شرح‬
‫البخاري ‪« -‬ربيع بن صبيح» و«سعيد بن أب عروبة»(‪ ،)2‬وف رواية أخرى «ابن جُ َريْج»(‪ ،)3‬وف‬
‫قول آخر «مالك»(‪.)4‬‬
‫وكان سند طريقة الشيعة إل الديث بعد الصحابة‪ ،‬الئمة عليهم السلم‪ ،‬وسند طريقة أهل‬
‫السنة والماعة من أهل الجاز مالك وأصحابه كالشافعي وأحد بن حنبل‪ ،‬وسند أهل العراق أبو‬
‫حنيفة وأتباعه(‪.)5‬‬
‫واللصة لا ل يتم ف هذا القرن عم ٌل أساسيّ شاملٌ ف جع وتدوين الديث بل قام ك ّل‬
‫شخص ف بلدته بمع ما رآه صحيحا طبق وجهة نظره‪ ،‬بقي باب وضع الديث كما كان سابقا‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.107‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬فجر السلم‪ ،‬ص ‪.266‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.107‬‬ ‫‪3‬‬

‫() تاريخ التمدن السلمي‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪.68‬‬ ‫‪4‬‬

‫() مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ص ‪.242‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 54 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫مفتوحا أمام الوضّاعي‪ ،‬فلم يَ ْمنَع ذلك التدوين للحديث من استمرار الوضاعي ف وضعهم‬
‫الديث‪ ،‬وليس هذا فحسب بل قد شاع الوضع ف هذه الفترة أكثر من ذي قبل‪ ،‬كما تد ّل عليه‬
‫رواياتٌ صحيح ٌة عديدةٌ من جلتها ما رُوي عن المام الصادق عليه السلم من قوله‪[ :‬إنّا أهل‬
‫سقُطُ صدقُنا ِب َكذِبِه علينا عند الناس‪ ،)1(]..‬أو‬
‫بيت صادقون ل نلو من كذّابٍ يكذب علينا فَي ْ‬
‫قوله أيضا‪[ :‬ل تقبلوا علينا حديثا إل ما وافق القرآن والسنة أو تدون معه شاهدا من أحاديثنا‬
‫التقدّمة‪ ،‬فإنّ الغية بن سعيد ‪ -‬لعنه ال ‪ -‬دسّ ف كتب أصحاب أب أحاديث ل يدّث با‬
‫أب! فاتقوا ال ول تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعال وسنة نبينا صلى ال عليه وآله‪ ،‬فإنّا إذا‬
‫حدّثنا قلنا‪ :‬قال ال عز وجل وقال رسول ال صَلّى ال عليه وَآِل ِه وَسَ ّلمَ](‪.)2‬‬
‫ت با قطعةً من أصحاب أب‬
‫وكذلك رُوي عن يونس أنه قال‪[ :‬وافيتُ العراقَ فوجد ُ‬
‫ت منهم وأخذتُ‬
‫جعفر عليه السلم‪ ،‬ووجدتُ أصحابَ أب عبد ال عليه السلم متوافرين فسمع ُ‬
‫كُتَُبهُم‪ ،‬فعرضْتُها من بعد على أب السن الرضا عليه السلم فأنكر منها أحاديث كثيةً أن‬
‫يكون من أحاديث أب عبد ال عليه السلم وقال ل إن أبا الطاب كذب على أب عبد ال عليه‬
‫السلم لعن ال أبا الطاب! وكذلك أصحاب أب الطاب يدسّون هذه الحاديث إل يومنا‬
‫هذا ف كتب أصحاب أب عبد ال عليه السلم فل تقبلوا علينا خلف القرآن](‪.)3‬‬
‫وف النهاية ظهر ف القرن الجري الثالث بي أهل السنة والماعة الحدثون من أصحاب‬
‫كتب الديث الذين دوّنوا الكتب الت عُرفت فيما بعد بالصحاح الستة‪ ،‬فألّف ممد بن إساعيل‬
‫البخاري التوف سنة ‪ 256‬هـ الامع الصحيح‪ ،‬وألّف مسلم التوف سنة ‪ 261‬هـ صحيحه‪،‬‬
‫وفيه أُّل َفتْ سنن ابن ماجه التوفّى سنة ‪ 273‬هـ‪ ،‬وسنن أب داود التوفّى سنة ‪ 275‬هـ‪ ،‬وجامع‬
‫الترمذي التوفّى سنة ‪ 279‬هـ‪ ،‬وسنن النسائي التوفّى سنة ‪ 303‬هـ‪ ،‬وهي الت تُسمّى ‪ -‬عادةَ‬
‫‪ -‬الكتب الستّة‪ ،‬والت عُدّت أص ّح كتب الديث(‪.)4‬‬
‫وف القرن الجري الرابع ظهر مدّثو الشيعة الذين دوّنوا كتب الديث الساسية وهم‬

‫() رجال ال ِكشّي‪ ،‬طبع كربلء‪ ،‬ص ‪.258 - 257‬‬ ‫‪1‬‬

‫() رجال ال ِكشّي‪ ،‬ص ‪ ،195‬طبع كربلء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() رجال ال ِكشّي‪ ،‬ص ‪ ،195‬طبع كربلء‪ ،‬ورواه الجلسي ف بار النوار‪ :‬ج ‪/2‬ص ‪.250‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪.110 - 109‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 55 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«ممد بن يعقوب الكَُليْنّ» (التوفّى ‪ 328‬هـ) صاحب كتاب «الكاف» و«أبو جعفر ممد بن‬
‫عليّ بن السي بن بابويه القميّ» (التوفّى ‪ 381‬هـ) صاحب كتاب «مدينة العلم» و«من ل‬
‫يضره الفقيه»‪ ،‬ث ظهر بي الشيعة ف القرن الجري الامس «أبو جعفر ممد بن السن بن علي‬
‫الطوسيّ» (التوفّى ‪ 460‬هـ) صاحب كتابَي «التهذيب» و«الستبصار»‪ ،‬جع كل واحد من‬
‫هؤلء بقدر هّته ما وصله من الديث ووضع كتابه بي أيدي الناس‪ ،‬وهذه الكتب العروفة لدى‬
‫الشيعة بالصول المسة مأخوذة من الصول الربعمئة‪ ،‬ولكن تلك الكتب ل تكن حاويةً لميع‬
‫الديث الصحيح ول خاليةً من كل حديث ضعيف‪ .‬ويكن باختصار أن ُنقَسّم جيع مدثي الشيعة‬
‫والسنة منذ بدء تدوين الديث (أواسط القرن الجري الثان) وحت أواخر القرن الادي عشر‪،‬‬
‫غي أولئك الذين كانوا يضعون الديث ويكذبونه‪ ،‬من ناحية طريقتهم ف نقل الديث وتدوينه‬
‫إل أربع مموعات‪:‬‬
‫‪ -1‬أشخاص ل يكن هدفهم من تدوين الديث انتخاب ما ص ّح منه بل كان هدفهم جع‬
‫وكتابة كل ما كان متداولً ف عصرهم من الديث بشكل عام وذلك مثل يى بن معي الذي‬
‫سُئل كم كتبت من الديث فقال‪ :‬كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث‪ ...‬وخلّف من الكتب‬
‫‪ -‬كما يقول ابن خلّكان ‪ -‬مائة قمطر وثلثي قمطرا وأربعة حباب شرابية ملوءة كتبا(‪ .)1‬واّتبَع‬
‫الرحوم الجلسي عليه الرحة ‪ -‬الذي يُعدّ من مدّثي الماميّة الكبار ف القرن الادي عشر ‪ -‬ذلك‬
‫النهج ف تدوينه لكتابه «بار النوار» الذي يشكّل ف الواقع دائرة معارف أحاديث الشيعة‬
‫تقريبا‪ ،‬فكان هدفه المع العام لكل الحاديث والثار النقولة عن الئمة الطهار أو النسوبة‬
‫إليهم‪ ،‬لذا يكن القول أنه ينتمي إل هذه الجموعة الول من مدون الديث‪.‬‬
‫‪ -2‬الجموعة الثانية رغم أن أصحابا قاموا بانتخاب ما يدوّنونه من حديث إل أنم ل‬
‫يلتزموا بالقتصار على تدوين الديث الصحيح فقط‪ ،‬ومن أمثال هؤلء «أبو داود» و«أبو‬
‫عيسى» و«النسائي» أصحاب صحاح العامة(‪ ،)2‬ومصنفي الصول المسة من الشيعة‪ ،‬مثل‬
‫«ممد بن يعقوب الكلين»‪ ،‬إذ الشهور أن مموع أحاديث كتابه «الكاف» يبلغ حوال‬
‫‪16199‬حديثا رغم انه انتخبها من الصول الربعمئة‪ ،‬والصحيح منها حوال «‪ »5070‬حديثا‬
‫() ابن خلّكان‪ ،‬وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان (العروف بتاريخ ابن خلّكان)‪ ،‬تقيق الد‪ .‬إحسان عباس‪ ،‬بيوت‪ :‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫صادر‪ ،‬ج ‪/ 6‬ص ‪( .139 - 138‬الترجم)‪.‬‬


‫() مقدمة ابن خلدون‪ ،‬الصفحات ‪ 442‬و ‪ 444‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 56 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬الجموعة الثالثة (من مدوّن الديث) ل يكن هدفهم أثناء رواية الديث ونقله أن‬
‫يتاروا أحاديث معينة‪ ،‬ولكنهم التزموا أثناء تدوينهم للحديث أن ل يُدوّنوا إل ما يعتقدونه‬
‫صحيحا‪ ،‬وذلك مثل «مالك» رغم أنه روى آلف الحاديث غي أنه ل يصحّ عنده ف كتابه‬
‫«الوطّأ» سوى ‪ 300‬حديث (نبوي)(‪ ،)1‬و«أحد بن حنبل» الذي روى مليون حديث(‪ ،)2‬ولكن‬
‫ل يدوّن ف «مسنده» سوى ‪ 50000‬حديث(‪ ،)3‬و«البخاري» اشتمل صحيحه على ‪9200‬‬
‫حديث منها ‪ 3000‬مكرّرة‪ ،‬دوّنا من أصل ‪ 600000‬حديث‪ ،‬و«مسلم» الذي استخرج‬
‫أحاديث صحيحه من ‪ 300000‬حديث مسموعة(‪.)4‬‬
‫‪ -4‬الجموعة الرابعة (من مدوّن الديث) ‪-‬خلفا للمجموعات الت سبقت‪ -‬ل يكن لا‬
‫اهتما ٌم كبي بالديث لنا كانت تستعمل‪ ،‬ف أغلب الحكام‪ ،‬القياسَ‪ ،‬لذا تشدّدت ف شروط‬
‫صحّة الديث وبالغت ف القلل من روايته وهم أصحاب الرأي وشيخهم أبو حنيفة فلم يصح‬
‫عنده إل ‪ 17‬حديثا فقط(‪.)5‬‬
‫وبشكل عام با أنه ل يتم تدوين الديث أصلً ف القرن الول‪ ،‬ث ل يُهتَم بشكل جدي‬
‫ومنظّمٍ بمعه وتدوينه بشكل جامع ف القرون التالية‪ ،‬بقي باب وضع الديث مفتوحا أمام أعداء‬
‫السلم والنافقي‪ ،‬لسيما الشخاص التعصّبون لذاهبهم وأصحاب الهواء‪.‬‬
‫والن حان الوقت لكي نذكُر باختصار الدوافع والدواعي لوضع الديث‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الدوافع لوضع الديث‬


‫() جرجي زيدان‪ ،‬تاريخ التمدن السلمي‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪ ،67‬وابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ص ‪.444‬‬ ‫‪1‬‬

‫() جرجي زيدان‪ ،‬تاريخ التمدن السلمي‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪.67-66‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 57 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -1‬الناع حول اللفة والصومة السياسية‪:‬‬


‫رغم أن السلم اهتمّ أكثر من أي شيء آخر بالوحدة الجتماعية وجعل من أهم أهدافه‬
‫إياد التاد بي أتباعه‪ ،‬وناهم بشكل أكيد عن كل موجبات التفرقة وذكّرهم بضا ّر التنازع‬
‫والختلف بذكره عدد من الشواهد التاريية ف القرآن الكري؛ إل أنه للسف قبل أن يفّ ماء‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬بدأ الختلف بي السلمي حول‬ ‫غسل جثمان حضرة الرسول الكرم َ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّ َم واشتعلت نار الفتنة الت فرّقت تلك الماعة الت كان يمعها‬ ‫خلفته صَلّى ا ُ‬
‫جيعا صبغة واحدة هي صبغة ﴿ إِنّ الدّي َن ِعنْدَ اللّهِ ا ِلسْلمُ ﴾ [آل عمران‪ ،]19:‬و﴿ ِإنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ‬
‫إِ ْخ َوةٌ ﴾ [الجرات‪ ،]10:‬ونداء واحد هو نداء (ل إله إل ال ممد رسول ال) فكانت جاعةً متحدةً‬
‫متآخيةً أخ ّوةً حيم ًة تت لواء السلم‪ ،‬فتفرّق أعضاؤها حت وصل المر ف عهد بن أمية إل أن‬
‫كل فرقة أصبحت ترى أن إزهاق أرواح الفرق الخرى وإتلف أموالا فريضةٌ دينّي ٌة واجبةٌ عليها!‬
‫ول زال السلمون َيكَْتوُون بنار هذا الختلف حت يومنا هذا!‬
‫أجل‪ ،‬إن الختلف بشأن اللفة الذي سبّب نشأة عديد من الفرق والحزاب ف السلم‬
‫وخاصة تلك الصومات بي المويي والعباسيي والفاطميي أدت إل قيام بعض أتباع كل فرقة‬
‫بوضع أحاديث ف صالها وف ذم الفرق الخالفة وفيما يلي نذكر باختصار ناذج منها‪:‬‬
‫بعد أن أسكت أبو بكر مالفيه بقراءته لديث (الئمّة من قريش) قام بعض أنصاره من‬
‫عُرفوا باسم «البكريّة» بوضع أحاديث ف فضله (وف أن رسول ال عيّنه خليفة له)‪ ،‬وهي أحاديث‬
‫يعترف أهل السنة والماعة بأنا من الحاديث الوضوعة من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قال أنس [كنت مع النب صلى ال عليه وسلم فجاء جا ٍء فاستفتح الباب‪ ،‬فقال‪ :‬يا أنس!‬
‫اخرج فانظر من هذا؟ فخرجت فإذا أبو بكر فرجعت فقلت‪ :‬هذا أبو بكر يا رسول ال! فقال‪:‬‬
‫ارجع فافتح له وبشّ ْر ُه بالنّة وأخبه بأنه الليفة من بعدي ث جاء جاءٍ إل آخره ف عمر‬
‫وعثمان](‪.)1‬‬
‫‪[ -‬قال عليّ‪ :‬أول من يدخل النة من هذه المة أبو بكر وعمر وإن لوقوف مع معاوية‬

‫() ممد طاهر بن علي الندي الفتن (‪ 986‬هـ)‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ،92‬وقال بعده‪ :‬كذب موضوع وإل‬ ‫‪1‬‬

‫لا جعل عمر اللفة شورى‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 58 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫(‪)1‬‬
‫للحساب]‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬وف القاصد [لو وزن إيان أب بكر بإيان الناس لرجح إيان أب بكر]‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪ -‬وف اللصة [ما صبّ الُ ف صدري شيئا إل وصببته ف صدر أب بكر]‬
‫‪ -‬وف الختصر [إنّ ال يتجلّى للنّاس عامّة ولب بكر خاصّة](‪.)5‬‬
‫‪[ -‬كل مولود يولد يُذَ ّر على سُ ّرتِهِ من تربته فإذا طال عمره ردّه الُ إل تربته الت خلقه‬
‫منها وأنا وأبو بكر وعمر ُخِل ْقنَا من تربة واحدة وفيها ندفن](‪.)6‬‬
‫‪ -‬وف الترمذي عن ابن عمر وعائشة [ل ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيه](‪.)7‬‬
‫حَيةً ف النّة!](‪.)4‬‬
‫‪[ -‬إن لبراهيم الليل ولب بكر الصديق لِـ ْ‬
‫وكذلك وضعوا أحاديث حول الليفة الثان (كما يذكر ذلك صاحب كتاب «تذكرة‬
‫الوضوعات») منها‪:‬‬
‫‪[ -‬لو ل أبعث فيكم لبعث عمر](‪[ .)5‬لو كان بعدي نبّ لكان عمر بن الطاب](‪[ .)6‬قال‬
‫(‪)7‬‬
‫ل جبيل لِـيَـبْكِ السلمُ على موتِ عُمَر]‬
‫‪ -‬اللصة [الق مع عمر حيث كان](‪ )8‬وكذا [عمر سراج أهل النة](‪.)9‬‬
‫وحول الليفة الثالث وضعوا أحاديث كذلك مثل‪:‬‬
‫() الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ .92‬وقال بعده‪ :‬أخرجه ابن الوزي ف الواهيات وف اللسان هذا أول بكتاب‬ ‫‪1‬‬

‫الوضوعات‪.‬‬
‫() الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ .93‬وقال بعده‪ :‬عن عمر موقوفا بسند صحيح وعن ابن عمر مرفوعا بسند‬ ‫‪2‬‬

‫ضعيف لكنه متابع وله شاهد‪.‬‬


‫() (‪ )7( )6( )5‬الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ .93‬وحكم بوضعها جيعا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .109‬وقال بعده‪ :‬قال شيخنا ل يصحّ ول أعرفه ف شيء من كتب الديث‬ ‫‪4‬‬

‫الشهورة ول الجزاء النثورة‪.‬‬


‫() الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.109‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .109‬وقال بعده‪ :‬حسّنه الترمذي‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫()الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ .109‬وقال بعده‪ :‬لب بكر ف الشريعة وابن الوزي ف الوضوعات‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫() الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .109‬وقال بعده‪ :‬قال الصغان موضوعٌ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫() الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.109‬‬ ‫‪9‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 59 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪[ -‬إن لكل نب خليلً من أمته وإن خليلي عثمان]‬
‫‪ -‬جابر [بينا نن مع النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لينهض كل رجل كفأه فنهض النب‬
‫صلى ال عليه وسلم إل عثمان فاعتنقه وقال له‪ :‬أنت وليّي ف الدنيا والخرة](‪.)2‬‬
‫‪ -‬وعن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪[ :‬إن آل أب طالب ليسوا‬
‫ل الؤمني!](‪.)3‬‬
‫ل وصا ُ‬
‫ل بأولياء‪ ،‬إنّما وِلّييَ ا ُ‬
‫وحول أم الؤمني وضعوا‪[ :‬خذوا شطر دينكم عن المياء](‪.)4‬‬
‫و ما وضعوه حول «معاوية»‪:‬‬
‫‪ -‬قال عليّ [بينا أنا جالس بي يدي النب صلى ال عليه وسلم أكتب إذ جاء معاوية فأخذ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم القلم من يدي فدفعه إل معاوية فما وجدت ف نفسي من ذلك إذ‬
‫علمت أن ال أمره بذلك‪ .‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنت من يا معاوية وأنا منك ولتزاحن على‬
‫باب النة كهاتي السبابة والوسطى] و[المناء سبعة اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبائيل‬
‫وممد ومعاوية بن أب سفيان] وعن العرباض‪[ :‬اللهم علمه الكتاب] و[اللهم اجعله هاديا‬
‫مهديّا]‪ ،‬و[أوّل من يتصم من هذه المة بي يدي الرب عز وجل علي رضي ال عنه ومعاوية‬
‫وأوّل من يدخل النة أبو بكر وعمر] فيه أبو حدان كذاب(‪.)5‬‬
‫وف مقابل ذلك قام «الغلة»‪ :‬أي أولئك الشخاص الهلء ذاتم الذين جرحوا قلب عليّ‬
‫أمي الؤمني وأولده الطهار أكثر من أيّ أحد آخر ولطّخوا تاريخ «الشيعة»‪ ،‬بوضع سلسلة من‬
‫الرافات بقالب أحاديث نسبوها إل الذوات القدّسة لعل ّي وسائر الئمّة‪ ،‬وأثبتوا ف تلك‬
‫الحاديث الوضوعة كثيا من الصفات الاصة بال تعال وكثيا من معجزات النبّ لعليّ والئمّة‬

‫() الصدر السابق‪ ،،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .109‬وقال بعده‪ :‬من أباطيل اللطي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.109‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬فجر السلم‪ ،‬ص ‪.255‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .100‬وقال بعده‪ :‬قال شيخنا ل أعرف له إسنادا ول رأيته ف شيء من‬ ‫‪4‬‬

‫كتب الديث إل ف ناية ابن الثي‪ ،‬وإل ف الفردوس بغي إسناد ولفظه [خذوا ثلث دينكم من بيت المياء] وسئل‬
‫الزن والذهب فلم يعرفاه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫() كلها ف الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ،100‬وبي وضعها وعدم صحتها جيعا‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 60 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من ولده‪ ،‬وأثبتوا لم «الرّ ْجعَة» و«التناسخ» وأشياء أخرى ل أساس لا ف السلم! ومن جلة‬
‫ذلك الطب الت نسبوها إل عليّ مثل «خطبة البيان» و«الطبة التّطْنَجِيّة» الت نضع بعض‬
‫عباراتا أمام القرّاء الكرام لنا تتضمن أغلب مقالت الغلة وأساطيهم‪:‬‬
‫[أنا الذي عندي مفاتيح الغيب ل يعلمها بعد ممّد غيي‪ ،‬أنا بكل شيء عليم‪ ...‬أنا ذو‬
‫القرني الذكور ف الصحف الول] إل أن يقول‪[ :‬أنا الذي أتول حساب اللئق‪ ،‬أنا اللوح‬
‫الحفوظ‪ ،‬أنا مقلب القلوب والبصار‪ ،‬إن إلينا إيابم ث علينا حسابم] إل أن يقول‪[:‬أنا فتاح‬
‫السباب‪ ،‬أنا منشئ السحاب الثقال‪ ...‬أنا مورق الشجار‪ ،‬أنا مفجر العيون]‪ ،‬إل أن يقول‪[ :‬أنا‬
‫دابة الرض أنا الراجعة‪ .....‬أنا أول ما خلق ال حجة‪ ...‬أنا مرج الؤمني من القبور‪ ،‬أنا‬
‫صاحب نوح ومنجيه‪ ،‬أنا صاحب أيوب البتلى ومنجيه‪ ،‬أنا صاحب يونس‪ ،‬أنا أقمت السموات‬
‫السبع‪ ،‬أنا الغفور الرحيم‪ ،‬وإن عذاب هو العذاب الليم](‪.)1‬‬
‫[أنا الذي أسلم أب إبراهيم الليل‪ ،‬أنا عصا الكليم‪ ،‬أنا الذي نظرت ف عال اللكوت فلم‬
‫ت البال وبسطت الرضي‪ ،‬أنا‬
‫أجد غيي شيئا‪ ....‬أنا بعثتُ النبيي والرسلي‪ ،‬أنا الذي أرسي ُ‬
‫مرج العيون ومنبت الزرع‪ ،‬ومسمع الرعد‪ ،‬ومشرق البق‪ ،‬أنا مضيء الشمس ومطلع القمر‪ ،‬أنا‬
‫الذي أقوم الساعة‪ ،‬أنا الذي إن ُأمِتّ ل أمُت‪ ،‬وإن قُتِلت ل ُأقْتَل‪ ،‬أنا الذي قال رسول ال أنا‬
‫وعليّ من نور واحد‪ ،‬أنا أهلكت البارين والفراعنة التقدمي بسيفي ذو الفقار‪ ،‬أنا الذي حلت‬
‫نوحا ف السفينة‪ ،‬أنا الذي أنيت إبراهيم من نار نرود‪ ،‬أنا صاحب موسى وخضر ومعلّمهما‪ ،‬أنا‬
‫منشئ اللكوت ف الكون‪ ،‬أنا الباري الصور ف الرحام‪ ،‬أنا الذي أبرى الكمه والبرص‪ ،‬أنا‬
‫البعوضة الت ضرب ال با مثلً‪ ،‬أنا الذي كسوت العظام لما‪ ....‬أنا الذي رُدّتْ إلّ الشمسُ‬
‫مرتي‪ ،‬أنا الذي أنشر الولي والخرين‪ ......‬أنا صاحب القرون الول‪ ،‬أنا أحي وأميت وأنا‬
‫أخلق وأرزق أنا السميع العليم‪ ،‬أنا البصي‪ ،‬أنا التكلم على لسان عيسى ف الهد‪ ،‬أنا يوسف‬
‫الصدّيق‪ ،‬أنا العذاب العظم‪ ،‬أنا الذي يصلي ف آخر الزمان عيسى خلفي‪ ،‬أنا الخرة والول‪ ،‬أنا‬
‫ئ وأعيد‪ ،‬أنا فرع من فروع زيتون‪ ،‬أنا الذي أرى أعمال العباد‪ ،‬ل يعزب عن شيء ف‬
‫أُبدِ ُ‬
‫الرض ول ف السماء‪ ،‬أنا الذي ُأقْتَل قتلتي وُأحْيَى مرّتي وأظهرُ كيف شئت‪ ،‬أنا الذكور ف‬
‫ب البت والطاغوت‪ ....‬أنا م ّم ٌد الصطفى‬
‫سالف الزمان والارج ف آخر الزمان‪ ،‬أنا معذّ ُ‬
‫() آيات الولية‪ ،‬ميزا بابا الشيازي (‪ 1286‬هـ) (بالفارسية)‪ ،‬ص ‪.417 - 405‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 61 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وعليّ الرتضى كما قال رسول ال عل ّي منّي وأنا منه](‪.)2‬‬


‫إنّ جُمَل تلك الطبة تد ّل بشكل عام على ثلثة أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬إثبات صفاتِ الِ تعال وأفعاله لعليّ‪ ،‬مثل جُمَل‪( :‬أنا أقمت السموات السبع)‪( ،‬أنا‬
‫بعثتُ النبيي)‪( ،‬أنا بسطت الرَضي)‪( ،‬أنا أقوم الساعة)‪( ،‬أنا أحيي وأميت وأنا أخلق وأرزق)‪،‬‬
‫و(أنا البارئ الصور ف الرحام)‪( ،‬وأنا أُبدئ وأعيد)‪.‬‬
‫‪ -2‬إثبات «التناسخ» و«اللول» الستفاد من كلمات مثل‪( :‬أنا ذو القرني‪ ،‬أنا عصا‬
‫الكليم‪ ،‬أنا التكلم عن لسان عيسى ف الهد‪ ،‬أنا يوسف الصدّيق‪ ،‬أنا أظهر كيف شئت‪ ،‬أنا ممد‬
‫الصطفى)‪.‬‬
‫‪ -3‬إثبات «ال ّرجْعَة» الستفادة من عبارة (أنا الذي أُ ْقتَل قتلتي وأُ ْحيَى مرتي‪ ،‬أنا الالد ف‬
‫آخر الزمان)‪.‬‬
‫وهذه العقائد الثلثة من بدع فرق «الغُلة» من الشيعة‪ ،‬والشيعة المامية الثن عشرية‬
‫منّهون من تلك العقائد ويبؤون بشدة من تلك القولت‪ ،‬ولكن نتيجةً لتلك الطب وأمثالا من‬
‫الطب والحاديث التضمّنة لتلك المور الثلثة وبسبب غفلة مدثي الشيعة المامية الثن عشرية‬
‫مع السف‪ ،‬اختلطت هذه الطب بأحاديث المامية وسرت العقائد الستنبطة منها إل أذهان‬
‫عوام الشيعة بشكل تدريي‪ ،‬وبدأ بعضهم يعتب «الرجعة» من العقائد الدينية‪ ،‬ف حي أنا كلها‬
‫من وضع الغلة!‬
‫ولجل توضيح هذه النقطة بشكل كامل أرى لزاما عليّ أن أذكر عقائد عدد من فرق‬
‫الغُلة الرئيسة مع مراعاة الختصار‪:‬‬
‫(الغُلة)‪[ :‬هم الذين غالوا ف حق أئمتهم حت أخرجوهم من حدود الليقية‪ ،‬وحكموا فيهم‬
‫بأحكام اللية؛ فربا شبّهوا واحدا من الئمة بالله‪،‬و ربا شبّهوا الله باللق‪ .‬وهم على طرف‬
‫الغل ّو والتقصي‪ .‬وإنا نشأت شبهاتم من مذاهب اللولية‪ ،‬ومذاهب التناسخية‪ ،‬ومذاهب اليهود‬
‫سرَت هذه‬
‫والنصارى؛ إذ اليهود شبّهت الالق باللق‪ ،‬والنصارى شبّهت اللق بالالق‪ .‬فَ َ‬
‫الشبهات ف أذهان الشيعة الغلة؛ حت حكمت بأحكام اللية ف حق بعض الئمة‪ .‬وكان التشبيه‬

‫() آيات الولية‪ ،‬ميزا بابا الشيازي (‪ 1286‬هـ) (بالفارسية)‪ ،‬ص ‪.417 - 405‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 62 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بالصل والوضع ف الشيعة وإنا عادت إل بعض أهل السنة بعد ذلك‪ ،‬وتكّن العتزال فيهم؛ لا‬
‫رأوا أن ذلك أقرب إل العقول‪ ،‬وأبعد من التشبيه واللول‪ .‬وبدع الغلة مصورة ف أربع‪:‬‬
‫التشبيه‪ ،‬والبداء‪ ،‬والرجعة‪ ،‬والتناسخ](‪.)1‬‬
‫وينقسم الغلة إل أصناف أولم ‪-‬كما يقول الشهرستان‪:-‬‬
‫[«السبئية» أصحاب عبد ال بن سبأ؛ الذي قال لعليّ كرّم ال وجهه‪ :‬أنت أنت يعن‪ :‬أنت‬
‫الله!؛ فنفاه إل الدائن‪ .‬زعموا‪ :‬أنه كان يهوديا فأسلم؛ وكان ف اليهودية يقول ف يوشع بن نون‬
‫وصيّ موسى عليهما السلم مثل ما قال ف علي رضي ال عنه‪ .‬وهو أوّل من أظهر القول بالنص‬
‫بإمامة عليّ رضي ال عنه‪ .‬ومنه انشعبت أصناف الغلة‪ .‬وزعم أن عليا حي ل يت؛ ففيه الزء‬
‫اللي؛ ول يوز أن يستول عليه‪ ،‬وهو الذي ييء ف السحاب‪ ،‬والرعد صوته‪ ،‬والبق تبسمه‪:‬‬
‫وأنه سينل إل الرض بعد ذلك؛ فيمل الرض عدلً كما ملئت جورا‪ .‬وإنا أظهر ابن سبأ هذه‬
‫القالة بعد انتقال علي رضي ال عنه‪.)2(].‬‬
‫ويقول «أبو ممد السن بن موسى النوبت» ‪-‬وهو من كبار متكلّمي الشيعة المامية‪ -‬ف‬
‫كتابه « ِفرَق الشيعة»‪[ :‬وحكى جاعة من أهل العال‪ :‬أن عبد ال بن سبأ كان يهوديا فأسلم‬
‫ووال عليا‪ ،‬وكان يقول وهو على يهوديته ف يوشع بن نون وصي موسى بذه القالة‪ ،‬فقال ف‬
‫إسلمه بعد وفاة رسول ال (صَلّى الُ عَلَيه وَآِلهِ) ف عليّ بثل ذلك‪.)3(].‬‬
‫واللصة بقي عبد ال بن سبأ هذا ينشر دعوته مدة من الزمن ف البصرة والكوفة ومصر‬
‫واجتمعت عليه جاعة عُرفوا باسم «السـبئية» كانوا ‪ -‬كما يقول الشهرستان‪..[ :‬أول فرقة‬
‫قالت بالتوقف‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والرجعة؛ وقالت بتناسخ الزء اللي ف الئمة بعد علي رضي ال‬
‫عنه](‪.)4‬‬
‫[«العلبائية» أصحاب‪ :‬العلباء بن ذراع الدوسي؛ وقال قوم‪ :‬هو السدي‪ .‬وكان يفضل عليا‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وزعم أنه الذي بعث ممدا؛ يعن عليا‪ ،‬وساه إلا‪ .‬وكان يقول‬
‫() الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() النوبت‪ ،‬فرق الشيعة‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 63 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بذم ممد‪ ،‬وزعم أنه بعث ليدعو إل علي فدعا إل نفسه‪ .‬ويسمون هذه الفرقة‪ :‬الذمية‪.‬‬
‫ومنهم من قال بإليتهما جيعا ويقدمون عليا ف أحكام إلية‪ ،‬ويسمونم‪ :‬العينية‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬بإليتهما جيعا‪ ،‬ويفضلون ممدا ف اللية ويسمونم‪ :‬اليمية‪.‬‬
‫ومنهم من قال باللية لملة أشخاص أصحاب الكساء‪ :‬ممد‪ ،‬وعلي‪ ،‬وفاطمة‪ ،‬والسن‪،‬‬
‫والسي‪ .‬وقالوا خستهم شيء واحد‪ ،‬والروح حالة فيهم بالسوية‪ ،‬ل فضل لواحد منهم على‬
‫(‪) 1‬‬
‫الخر؛ وكرهوا أن يقولوا‪ :‬فاطمة بالتأنيث؛ بل قالوا‪ :‬فاطم؛ بل هاء]‬
‫«الكيسانية» وهم عدة فرق ُينْسَبون جيعا ‪ -‬بشكل عام ‪ -‬إل الختار بن أب عبيدة الثقفي‬
‫الذي كان يلقّب بـ«كيسان»‪ .‬ويقول «النوبت» ف وصف فرقهم ومقالتم‪:‬‬
‫[وفرقةٌ (أي من الكيسانية) قالت أنّ ممّ َد بن النفية حيّ ل يَ ُمتْ‪ ،‬وأنه مقيم ببال رضوي‬
‫بي مكة والدنية تغذوه الرام تغدو عليه وتروح فيشرب من ألبانا ويأكل من لومها وعن يينه‬
‫أسد وعن يساره أسد‪ ،‬يفظانه إل أوان خروجه وميئه وقيامه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬عن ينيه أسد وعن‬
‫يساره نر‪ ،‬وهو عندهم المام النتظر الذي بشر به النب صلى ال عليه وآله أنه يل الرض عدلً‬
‫وقسطا فثبتوا على ذلك حت فنوا وانقرضوا إل قليلً من أبنائهم وهم إحدى فرق الكيسانية](‪.)2‬‬
‫[وقالت «الكيسانية» يرجع الناس ف أجسامهم الت كانوا فيها ويرجع ممد صلى ال عليه‬
‫وآله وجيع النبيي فيؤمنون به ويرجع علي بن أب طالب فيقتل معاوية بن أب سفيان وآل أب‬
‫سفيان ويهدم دمشق ويغرق البصرة](‪.)3‬‬
‫[وفرقةٌ (أي من الكيسانية) قالت أن ممد بن النفية هو الهدي ساه علي عليه السلم‬
‫مهديا ل يت ول يوت ول يوز ذلك ولكنه غاب ول يدري أين هو وسيجع ويلك الرض ول‬
‫إمام بعد غيبته إل رجوعه وهم أصحاب «ابن كرب» ويسمون «الكربية» وكان «حزة بن‬

‫() الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪1‬‬

‫() السن بن موسى النوبت‪ ،‬فرق الشيعة‪ ،‬ص ‪( 26‬الطبعة القدية)‪ ،‬أو ص ‪ 29‬من الطبعة الثانية‪ ،‬بيوت‪ :‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الضواء‪1984/ 1404 ،‬م‬


‫() النوبت‪ ،‬فرق الشيعة‪ ،‬ص ‪( 37‬الطبعة القدية)‪ ،‬أو ص ‪ 42-41‬من الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 64 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫عمارة الببري»(‪ )1‬منهم‪ ،‬وكان من أهل الدينة ففارقهم وادّعى أنه ن ّ‬


‫ب وأن ممد بن النفية هو‬
‫ال عز وجل ‪-‬تعال عن ذلك علوا كبيا ‪ -‬وأن حزة هو المام وأنه ينل عليه سبعة أسباب من‬
‫السماء فيفتح بن الرض ويلكها‪ ،‬فتبعه على ذلك ناس من أهل الدينة وأهل الكوفة فلعنه أبو‬
‫جعفر ممد بن علي بن السي عليه السلم وبرئ من كذبه وبرئت منه الشيعة فاتّبعه على رأيه‬
‫رجلن من ند يقال لحدها (صائد) (‪ )2‬وللخر (بيان) (‪ )3‬فكان بيان تبّانا يتب التب بالكوفة ث‬
‫ادّعى أن ممّد بن علي بن السي أوصى إليه‪ ،‬وأخذه خالد بن عبد ال القسري هو وخسة عشر‬
‫ب عليهم النفط ف مسجد الكوفة وألب فيهم‬ ‫رجلً من أصحابه فشدهم بأطنان القضيب وص ّ‬
‫النار فافلت منهم رجل فخرج بنفسه ث التفت فرأى أصحابه تأخذهم النار فكرّ راجعا إل أن‬
‫ألقى نفسه ف النار فاحترق معهم!‪ ،‬وكان حزة بن عمارة نكح ابنته وأحل جيع الحارم وقال‬
‫من عرف المام فليصنع ما شاء فل إث عليه‪ ،‬فأصحاب «بن كرب» أصحاب «صائد»‬
‫وأصحاب «بيان» ينتظرون رجوعهم ورجوع أصحابه ويزعمون أن ممد بن النفية يظهر‬
‫بنفسه بعد الستتار عن خلقه‪،‬ينل إل الدنيا ويكون أمي الؤمني وهذه آخرتم](‪.)4‬‬
‫وكما يقول «السيد مرتضى» ف كتابه «تبصرة العوام ف معرفة مقالت النام»‪[ :‬كل‬
‫فرق الكيسانية كافرة ف نظر المامية](‪.)5‬‬
‫«الطابية»‪[ :‬أصحاب‪ :‬أب الطاب ممد بن أب زينب السدي الجدع مول بن أسد‪،‬‬
‫وهو الذي عزا نفسه إل أب عبد ال جعفر بن ممد الصادق رضي ال عنه‪ ،‬فلما وقف الصادق‬

‫() حزة بن عمارة الببري من السبعة الذين لعنهم المام الصادق عليه السلم كما ذكره الكشي والعلمة اللي ف‬ ‫‪1‬‬

‫اللصة وغيها‪( .‬من تعليق ممد صادق آل بر العلوم على كتاب فرق الشيعة للنوبت)‪.‬‬
‫() صائد النهدي قد وردت ف ذمه رواية بريد العجلي عن المام أب عبد ال الصادق عليه السلم حيث عد الشياطي‬ ‫‪2‬‬

‫القصودين بقوله تعال‪[ :‬هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم] سبعةً أحدهم صائد النهدي‪ ،‬وقد‬
‫عده الصادق (ع) ف رواية عنه فيمن َكذَبَ عليه‪ ،‬انظر رجال الكشي واللصة وغيها‪( .‬من تعليق ممد صادق آل بر‬
‫العلوم على كتاب فرق الشيعة للنوبت)‪.‬‬
‫() هم أتباع بيان بن سعان النهدي بالباء ث الياء بعدها اللف والنون على ما ف الطبي والقريزي والفرق بي الفرق‬ ‫‪3‬‬

‫للبغدادي وقد ضبطه الشهرستان ف اللل والنحل بالباء ث النون وسّى الفرقة النسوبة إليه البنانية قتل سنة ‪119‬هـ وقد‬
‫ذكره ابن قتيبة ف عيون الخبار والطبي ف تاريه والصفدي ف الواف بالوفيات والكشي ف رجاله والذهب ف ميزان‬
‫العتدال ف ترجة بيان الزنديق وغي هؤلء‪( .‬من تعليق ممد صادق آل بر العلوم على كتاب فرق الشيعة للنوبت)‪.‬‬
‫() النوبت‪ ،‬فرق الشيعة‪ ،‬ص ‪(26 -25‬الطبعة القدية) ‪ ،‬أو الطبعة الثانية ف بيوت‪ :‬ص ‪.29-27‬‬ ‫‪4‬‬

‫() تبصرة العوام‪ ،‬ص ‪.178‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 65 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫على غلوه الباطل ف حقه‪ :‬تبأ منه ولعنه‪ ،‬وأمر أصحابه بالباءة منه‪ ،‬وشدد القول ف ذلكن وبالغ‬
‫ف التبي منه‪ ،‬واللعن إليه؛ فلما اعتزل عنه ادعى المامة لنفسه‪.‬‬
‫زعم أبو الطاب‪ :‬أن الئمة أنبياء ث آلة‪ ،‬وقال بإلية جعفر بن ممد وإلية آبائه رضي ال‬
‫عنهم؛ وهم أبناء ال وأحباؤه‪ .‬واللية نور ف النبوة‪ ،‬والنبوة نور ف المانة‪ ،‬ول يلو العال من‬
‫هذه الثار والنوار وزعم أن جعفرا هو الله ف زمانه‪ ،‬وليس هو الحسوس الذي يرونه؛ ولكن لا‬
‫(‪)1‬‬
‫نزل إل هذا العال‪ :‬لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها‪].‬‬
‫وقال «النوبت» واصفا مقالت أصحاب «أب الطاب»(‪:)2‬‬
‫[وأما أصحاب «أب الطاب ممد بن أب زينب الجدع السدي» ومن قال بقولم فإنم‬
‫افترقوا لا بلغهم أن أبا عبد ال جعفر بن ممد عليهما السلم لعنه وبريء منه ومن أصحابه‬
‫فصاروا أربع فرق وكان (أبو الطاب) يدّعى أن أبا عبد ال جعفر بن ممد عليهما السلم جعله‬
‫قيّمه ووصيّه من بعده وعلّمه اسم ال العظم ث ترقى إل أن أدعى النبوة ث أدعى الرسالة ث أدعى‬
‫أنه من اللئكة وأنه رسول ال إل أهل الرض والجة عليهم‪.‬‬
‫(ففرقة) منهم قالت أن أبا عبد ال جعفر بن ممد هو ال عز وجل وتعال ال عن ذلك علوا‬
‫كبيا ‪ -‬وأن (الطاب) نب مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته وأحلّوا الحارم من الزنا والسرقة‬
‫وشرب المر وتركوا الزكاة والصلة والصيام والج وأباحوا الشهوات بعضهم لبعض وقالوا‬
‫من سأله أخوه ليشهد له على مالفيه فليصدقه ويشهد له فإن ذلك فرض عليه واجب‪ ،‬وجعلوا‬
‫الفرائض رجا ًل سوهم والفواحش والعاصي رجا ًل وتأولوا على ما استحلوا قول ال عز وجل‪:‬‬
‫خفّفَ عَن ُكمْ ﴾ [النساء‪ ]28:‬وقالوا خفف عنا بأب الطاب ووضع عنا الغلل‬
‫ل أَن يُ َ‬
‫﴿ ُيرِيدُ ا ُ‬
‫يعنون الصلة والزكاة والصيام والج فمن عرف الرسول النب المام فليصنع ما أحبّ](‪.)3‬‬

‫() الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هو ممد بن مقلص أب زينب السدي الكوف الجدع الزراد البزاز ويكن تارة أبو الطاب وأخرى أبو الظبيان‬ ‫‪2‬‬

‫وثالثة أبو إساعيل وقد أورد الكشي ف رجاله روايات كثية صرية ف ذمه‪ .‬قتله عيسى بن موسى صاحب النصور‬
‫بسبخة الكوفة‪ .‬انظر تاريخ ابن الثي والقريزي ومنهج القال ومنتهى القال وغيها‪[ .‬من تعليق ممد صادق آل بر‬
‫العلوم على كتاب فرق الشيعة للنوبت)‪.‬‬
‫() النوبت‪ ،‬فرق الشيعة‪ ،‬الصفحات ‪( 40-39-38‬من الطبعة القدية)‪ .‬أو الصفحات‪ 43-42 :‬من الطبعة الثانية‬ ‫‪3‬‬

‫(بيوت‪ :‬دار الضواء)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 66 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وقد تتعجب أيها القارئ العزيز كيف أمكن لثل ذلك الوضع أن يسود بي السلمي وبي‬
‫الشيعة بالذات؟! فل تتعجب من ذلك لنك لو تأملت قليلً لرأيت أن شبيه تلك القالت بل‬
‫عينها منتشرة بيننا أيضا وتوجد ف كتبنا كذلك‪.‬‬
‫ففي كتاب «زاد العاد» (للمجلسي) رواية مضمونا أن القلم يُرفع عن شيعة علي ف ثلث‬
‫ليال من ربيع الول (عيد الزهراء!) أي يكنهم ارتكاب كل منكر ف تلك الليال!‬
‫ف باسم «النورانية» فسّر آية ﴿ أَقَامُوا الصّلةَ‬
‫وف كتاب «بار النوار» حديثٌ معرو ٌ‬
‫صبْ ِر‬
‫وَآتَوُا الزّكَاةَ ﴾ [الج‪ ،]41:‬بأن الصلة والزكاة عليّ عليه السلم!‪ ،‬وفسّر آية ﴿ وَا ْسَتعِينُوا بِال ّ‬
‫وَالصّلةِ ﴾ [البقرة‪ ،]45:‬بأن الصب هنا هو رسول ال! والصلة هنا أمي الؤمني!‪ ،‬وفسّر آية ﴿ إِنّ‬
‫الصّلةَ َتْنهَى عَ ِن اْلفَحْشَا ِء وَالْ ُمنْكَرِ ﴾ [العنكبوت‪ ،]45:‬بأن الصلةَ هنا عليّ والفحشا َء والنكرَ‬
‫الشيخان!‬
‫أليس مفاد هذه الرواية ورواية‪[ :‬نن الصلوة ونن الزكوة ونن صوم شهر رمضان] الروية‬
‫ف كتاب «بصائر الدرجات»(‪ )1‬عن المام الصادق هو بذاته مفاد تلك القالت الباطلة الفاسدة‬
‫لب الطاب الذي كان يقول أن ما جاء ف القرآن من واجب وحلل أو حرام إنا هو أساء‬
‫أشخاص؟ أل تلحظوا كيف أنه ف كتاب «آيات الولية»(‪ُ )2‬أوّلَت سدس آيات القرآن تقريبا‬
‫‪-‬ألف آية‪ -‬استنادا إل عدة أحاديث موضوعة أو تأويلت باردة جدا‪ ،‬بولية وفضائل أمي‬
‫الؤمني؟ وبقتضى تلك الروايات اعتُب البعوض والنحل والَمَل أيضا من ألقاب ذاته القدسة؟! أل‬
‫ضةً فَمَا َفوْ َقهَا ﴾ [البقرة‪:‬‬
‫ب َمثَلًا مَا َبعُو َ‬
‫حيِي َأنْ َيضْرِ َ‬
‫ستَ ْ‬
‫تشاهدوا ذلك ف تفسي آية ﴿ إِنّ اللّ َه ل يَ ْ‬

‫() «بصائر الدرجات»من كتب الديث القدية لدى المامية‪ ،‬تأليف الشيخ ممد بن السن بن فروخ الصفّار (التوف‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 290‬هـ)‪ ،‬وقد طبع مرارا‪( .‬الترجم)‬


‫() «آيات الولية» كتاب باللغة الفارسية من تأليف أحد الغلة التأخرين من المامية هو اليزا أب القاسم بن ممد نب‬ ‫‪2‬‬

‫السين الشريفي الذهب الشهي بـ «ميزا بابا الشيازي»‪ ،‬التوف سنة ‪1286‬هـ‪ ،.‬وطبع سنة ‪1322‬هـ ف ملدين‬
‫فسّر فيه إحدى وألف آية من كتاب ال العزيز بأنا نازلة ف أهل البيت! ثلثائة منها باتفاق الفسرين الشيعة والسنة‪،‬‬
‫والباقي حسب الروايات النقولة عن أئمة أهل البيت من طرق المامية خاصة‪ .‬وللميزا بابا الشيازي هذا ‪ -‬الذي أطلق‬
‫عليه آقا بزرگ الطهران ف الذريعة لقب «قطب العرفاء»!‪ -‬عدة كتب تدل على مدى غلوه منها (معال التأويل والتبيان‬
‫ف شرح خطبة البيان)!! و(ترجة تفسي المام السن العسكري) وديوان شعر بالفارسية طبع بعنوان «ديوان ميزا بابا»‬
‫ف (‪1312‬هـ) و(‪1320‬هـ) (انظر آقا بزرگ الطهران‪ ،‬الذريعة إل تصانيف الشيعة‪ :‬ج ‪/ 1‬ص ‪ 49‬و ج ‪/ 26‬‬
‫ص ‪ 92‬و ج ‪ / 21‬ص ‪ 198‬و ج ‪/ 12‬ص ‪282‬و ج ‪ 9‬ق ‪ / 2‬ص ‪( .346‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 67 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ ،]26‬وآية‪ ﴿ :‬أَفَل َينْظُرُونَ إِلَى ا ِلبِلِ َكيْفَ خُِل َقتْ ﴾ [الغاشية‪ ،]17:‬بأن القصود من البعوضة‬
‫والبل فيها ‪-‬استنادا إل عدد من الروايات‪ -‬عليّ عليه السلم؟! أول تعلموا على أيّ أساس أُلّفَ‬
‫كتاب «فصل الطاب ف تريف الكتاب»؟ أليس أنه لا أراد مؤلفه أن يُثبت فضائل لعليّ والئمة‬
‫الطهار‪ ،‬جَمَد على مموعة من الروايات الوضوعة وقام‪ ،‬بشكل أعمى‪ ،‬بزلزلة أركان السلم‬
‫وتلطيخ مقام القرآن الكري؟!!! سبحان ال! هل كان عليّ وأولده عليهم السلم مهول الال إل‬
‫تلك الدرجة حت يتوسل النسان إل التعريف بم بثل تلك الوسائل الفاضحة؟ أليس من الخجل‬
‫التشبّث بثل تلك الروايات الت ل تؤدّي إل إل إضعاف وإهانة تلك الذوات القدسة وزلزلة مقام‬
‫القرآن الكري لجل إثبات وليتهم وفضائلهم؟!‬
‫ولكن رغم ذلك يكننا القول إن الشخاص الذين دوّنوا ونشروا أمثال تلك الروايات‬
‫والحاديث ليس عليهم ذنب كبي‪ ،‬فماذا يفعلون؟ من جهة كان منهجهم وعادتم أن ل يدّققُوا‬
‫ف الروايات كثيا إل إذا كانت تتعلق بالفرائض وما هو واجب أو مرّم! ومن جهة أخرى كانت‬
‫تلك الخبار بشكل عام توافق عواطفهم‪ ،‬والروج من تت تأثي العاطفة صعبٌ جدا عادةً‪ ،‬كما‬
‫أن مقتضيات بيئتهم وعصرهم كانت تفرض إشاعة مثل تلك الخبار‪ ،‬لذا مع أخذ تلك المور‬
‫بعي العتبار ل ينبغي العتراض عليهم إذا قاموا بمع وتدوين مثل تلك الحاديث‪.‬‬
‫إذن أصبح معلوما أن أساس ومرتكز عقائد تلك الفرق الغالية هو‪[ :‬التشبيه والتناسخ‬
‫والرجعة]‪ ،‬وأما سائر عقائد فرق «الغُلة» فيخرج شرحها عن مهمة هذا الكتاب ومن أراد‬
‫الطلع الكامل على عقائد جيع فرق «الغُلة» من الشيعة فليجع إل كتاب « ِفرَق الشيعة»‬
‫للنوبت‪.‬‬
‫إذن أصبح معلوما الن أن «الرجعة» من عقائد «الغُلة»‪ .‬فلنر الن هل كان لدى الشيعة‬
‫الثن عشرية مثل تلك العقيدة أم ل؟ لنه من المكن أن تشترك فرق الغلة مع الشيعة الثن‬
‫عشرية ف هذه العقيدة‪ ،‬كما هو حال أغلب فرق ومذاهب العال الت مهما اختلفت ل بد أن‬
‫تشترك ف موضوع أو أكثر من الوضوعات‪.‬‬
‫ونقول ف الجابة عن ذلك‪ :‬إن فرقة الثن عشرية كانت ف البداية مبّاة ومنّهة تاما عن‬
‫القول بثل هذه القالة‪ ،‬لن جيع كتّاب كتب اللل والنحل الذين سجّلوا ووثّقوا عقائد جيع فرق‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 68 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫السلم بكل حياديّة‪ ،‬اعتبوا جيعا عقيدة «الرجعة» من عقائد «الغلة»‪ ،‬ف حي أنم عندما‬
‫يصلون إل شرح عقائد فرقة الثن عشرية ويبيّنون جيع اعتقاداتم ما كانوا يذكرون «الرجعةَ»‬
‫من ضمنها‪ ،‬فمثلً عبد الكري الشهرستان (التوف سنة ‪548‬هـ) ف كتابه «اللل والنحل»‪،‬‬
‫وابن حزم الندلسي (التوف سنة ‪456‬هـ) ف كتابه «الفِصَل ف اللل والهواء والنحل»‪،‬‬
‫اعتبا «الرجعة» من عقائد الغلة ‪-‬والمر ذاته يُستفاد من الخبار النقولة ف كتاب بار‬
‫النوار‪ ،-‬ولّا وصل إل بيان جيع عقائد «الثن عشرية» ل يذكرا من ضمنها أبدا شيئا اسه‬
‫«الرجعة»‪.‬‬
‫وكذلك اعتب عبد الرحن بن الوزي (التوف ‪597‬هـ) ف (ص ‪ )22‬من كتابه «تلبيس‬
‫صةً من فرق الشيعة الغلة وقال‪..[ :‬والرجعية زعموا أن عليا‬
‫إبليس»‪« :‬الرجعّيةَ» فرقةً خا ّ‬
‫وأصحابه يرجعون إل الدنيا وينتقمون من أعدائهم]‪ ،‬ولكنه لا وصل لذكر عقائد فرقة الشيعة‬
‫الثن عشرية ل يتعرض لذكر «الرجعة» أبدا من ضمن عقائدهم‪.‬‬
‫كما اعتب «أبو السن علي بن إساعيل الشعري» التوف سنة (‪324‬هـ) ف كتابه‬
‫«مقالت السلميي واختلف الصليي» «الرجعةَ» من عقائد قسم من الروافض‪ ،‬ولكنه عندما‬
‫وصل إل بيان عقائد المامية ل يتعرض لذكر عقيدة «الرجعة»(‪.)1‬‬
‫كما أن «أبا ممد السن بن موسى النوبت» الذي ُيعَدّ من كبار متكلمي الشيعة الثن‬
‫(‪)2‬‬
‫عشرية ف أوائل القرن الجري الثالث والذي أثن عليه وعدّله كثي من علماء المامية الكبار‬

‫() انظر أبو السن الشعري‪ ،‬مقالت السلميي‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ 46‬و ‪( .30‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫ل ف ما ذكره الصلح العظّم والستاذ الحترم السيد هبة الدين الشهرستان ف مقدمته على كتاب‬‫() كما ند ذلك مث ً‬ ‫‪2‬‬

‫«فرق الشيعة»‪ ،‬حيث ذكر أن الذين أثنوا على النوبت ومدحوه وزكّوه كثيا‪ :‬التفرشي ف كتابه «نقد الرجال» (ص‬
‫‪ ،)69‬والنجاشي ف «الفهرست» (طبع بومب‪/‬ص ‪ ،)47‬والعلمة اللي ف «اللصة» (ص ‪ ،)21‬الذين قالوا عن‬
‫النوبت‪[ :‬شيخنا التكلم ‪ ،‬البز على نظرائه ف زمانه قبل الثلثائة وبعدها]‪ .‬وقال عنه صاحب كتاب «منهج القال» ف‬
‫(ص ‪ )108‬والشيخ الطوسي ف «الفهرست» (طبع كلكوتة‪،‬ص ‪[ :)98‬ابن أخت أب سهل بن نوبت‪ُ ،‬مكَنّى بأب‬
‫ممد متكل ٌم فيلسوفٌ إثنا عشريّ حسن العتقاد وثقةٌ]‪ .‬وقال عنه صاحب كتاب «معال العلماء» ف موضعي من‬
‫كتابه‪[ :‬ابن موسى النوبت‪ ،‬ابن أخت أب سهل أبو ممد كان متلكما وثقةً]‪ ،‬وقال عنه القاضي نور ال الششتري ف‬
‫كتابه «مالس الؤمني» (ص ‪[ :)177‬السن بن موسى ابن أخت أب سهل بن نوبت من أكابر هذه الطائفة وعظماء‬
‫هذه السلسلة كان متكلما وفيلسوفا واثنا عشريا ف عقيدته]‪ ،‬وأثن عليه صاحب روضات النات ف (ص ‪)319‬خلل‬
‫ترجة أب سهل إساعيل بن علي النوبت بشرح مبسوط وقال ف آخره [النوبت من علماء الئة الثالثة الكبار]‪ .‬وأثن عليه‬
‫ابن الندي ف كتابه «الفهرست» (ص ‪ )177‬خلل بيانه لتكلّمي الشيعة‪ ،‬والسيد بن طاووس ف كتابه «فرج الموم»‬
‫ثناءً بالغا‪ .‬واعتب الرحوم الجلسي ف كتابه «السماء والعال» (ص ‪ )142‬هذا الشخص وأباه موسى بن السن النوبت‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 69 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ذكر ف كتابه « ِفرَق الشيعة» خلل شرحه لعقائد فرق الغلة عقيدة «الرجعة» كما هي اليوم‬
‫شائعة بي الشيعة ف عداد عقائد فرق «الكيسانية»‪« ،‬الختارية»‪« ،‬البيدنية»‪« ،‬الرمدينية»‪،‬‬
‫و«الواقفة»‪ ،‬لكنه لا وصل إل بيان عقائد الثن عشرية ف آخر كتابه ل يأت على «الرجعة»‬
‫بذكر‪ ،‬هذا مع أنه بذاته من المامية الثن عشرية وكان يهدف إل بيان جيع عقائدهم ورغم‬
‫ذلك ل يتعرّض أبدا إل ذكر «الرجعة»‪.‬‬
‫واعتب «السيد الرتضى» الذي ُيعَدّ من مفاخر علماء الشيعة المامية الثن عشرية ف كتابه‬
‫الوسوم بـ«تبصرة العوام ف معرفة مقالت النام» خلل نقله لراء ومقالت فرق الشيعة‬
‫الختلفة «الرجعةَ» من عقائد فرقة «البترية»‪ :‬أصحاب «كثي النواء البتر»‪ ،‬ولكنه عندما وصل‬
‫إل بيان عقائد الثن عشرية ل يشر إل «الرجعة» بشيء‪.‬‬
‫وخلفا لكتّاب كتب اللل والنحل ل يكن هدف الرحوم «السيد الرتضى» ف كتابه‬
‫الذكور مرد نقل وذكر عقائد فرق السلم الختلفة وغيها‪ ،‬بل كان غرضه إبطال جيع الديان‬
‫والفرق الامة وإثبات حقية فرقة الثن عشرية ولذلك تعرّض ف هذا الجال إل جيع تفاصيل‬
‫عقائدها حت المور الزئية مثل قضية فدك وغيها‪ ،‬ومع كل ذلك ل يتعرّض أبدا إل «ال ّرجْعَة»‬
‫الت جعلها بعض أصحاب النظر القاصر اليوم ف عداد «ضروريات» مذهب الشيعة المامية‪.‬‬
‫ورغم أن عدم تعرّض الرحوم النوبت والسيد الرتضى إل موضوع «ال ّرجْعَة» كجزء من‬
‫عقائد الشيعة الثن عشرية رغم كونما إماميي اثن عشريي وأن هدفهما كان شرح عقائد‬
‫الشيعة الثن عشرية‪ ،‬دليل كبي على إثبات مدعانا‪ ،‬إل أن الهم منه أيضا هو عدم تعرّض مالفي‬
‫المامية كالشهرستان وابن حزم وابن الوزي وأب السن الشعري إل ذلك‪ ،‬لن هؤلء ‪-‬‬
‫بسبب تعصّبهم ضد الشيعة‪ -‬ل يكونوا يوفّرون أي طعنٍ ونقدٍ يكن توجيهه إل جيع فرق الشيعة‬
‫وخاصة «الثن عشرية» منهم‪ ،‬ومع ذلك ورغم أنّهم كانوا يعتبون القول بالرجعة من الطاعن‬
‫الكبية بق فرق الغلة‪ ،‬توسّلوا للطعن ف الثن عشرية بأمور أخرى ول يطعنوا فيهم لقولم‬
‫«بالرجعة» أصلً‪ ،‬ول شك أنم لو احتملوا ولو احتما ًل بعيدا أن تكون «الرجعة» من عقائد‬
‫ف عداد علماء الشيعة الثن عشرية وفقهائهم الكبار الذين كان لم معرفة كاملة بعلم النجوم وتركوا مؤلفات كثية ف‬
‫هذا العلم‪ .‬واعتبه كلّ من صاحب كتاب «منتهى القال» (ص ‪ )105‬وصاحب كتاب «رياض العلماء» وصاحب‬
‫كتاب «أمل المل» (ص ‪ )469‬وصاحب كتاب «عيون النباء» (ص ‪ )216‬وصاحب كتاب «الشيعة وفنون‬
‫السلم» وصاحب كتاب «النية والمل» (ص ‪ )62‬من علماء الشيعة المامية الكبار‪ ،‬بعد أن أثنوا عليه ووثّقوه‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 70 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الشيعة الثن عشرية لعلوها على رأس قائمة مطاعنهم فيها‪.‬‬


‫إذن اتّضَح تاما ما ذُكر أن «الرجعة» كانت ف الساس جزءا من عقائد فرق «الغُلة»‪،‬‬
‫ول تكن من عقائد الشيعة المامية الثن عشرية وبالتال فإنّ الطبة الذكورة وسائر الحاديث‬
‫التضمنة للرجعة هي من موضوعات «الغُلة» ومفترياتم‪.‬‬
‫‪ -2‬التعصّب‪:‬‬
‫يعتقد علماء الجتماع أن عظمة كل شعب رهينةٌ بوجود روح عامة مشتركة تربط بي‬
‫أفراده‪ ،‬وطالا كانت تلك الروح قوية استمرت عظمة ذلك الشعب ودامت عزّته و َمنَعَته‪ ،‬وكلما‬
‫ضعفت تلك الروح أو تلشت انفرط معها عقد الجتمع ومُحيت هويته من صفحة الوجود‪،‬‬
‫ويكفي لثبات ذلك العن أن نلقي نظرةً على تاريخ السلم‪ :‬فتلك الماعة القليلة من أهل البادية‬
‫ب السلم استطاعوا ف مرحلة زمنية قصية‪ ،‬رغم ما كان ف صدورهم من‬ ‫الذين التفّوا حول ن ّ‬
‫َقبْل ومِنْ أمدٍ بعي ٍد من رعب وهيبة من عظمة أكاسرة الفرس وقياصرة الروم إ ْذ كانوا ينظرون‬
‫إليهم دائما بعي التعظيم والحترام‪ ،‬ورغم افتقادهم لك ّل الوسائل الاديّة‪ ،‬استطاعوا بسيوفهم‬
‫الكسورة الت كانوا يشدّونا إل خصورهم بأحزمةٍ من ألياف النخيل أن يدثوا ثورة ف حضارة‬
‫العال آنذاك وأن يأخذوا زمام أمور تينك المباطوريتي العظيمتي (إمباطورية الفرس والروم)‪،‬‬
‫وأثبتوا ف النهاية بكل إجلل عظم َة أمتهم وقومهم للعال وأهل الدنيا‪ ،‬وعلة ذلك هي تلك الروح‬
‫العامة الشتركة أي عقيدة «التوحيد» الت ربطت بينهم ووحّ َدتْهم وأزالت من بينهم جيع‬
‫العصبيات والختلفات وجعلتهم إخوة متحدين‪ ،‬رغم أنم كانوا حت عهد قريب يقتلون أولدهم‬
‫خشية الفقر والوع ويئدون بناتم حيّات‪ ،‬ولكنهم أصبحوا ف ظل تعاليم السلم القدّسة‬
‫يصمدون أمام أكب شدائد الدنيا بقلوب يلؤها حبّ ذلك الدين والعتزاز به‪ ،‬ول تكن تؤثّر فيهم‬
‫أية مصائب وأحزان‪ ،‬بل كانوا جيعا أصحاب شهامة وشجاعة وأصحاب إيان كامل وعزم راسخ‬
‫وإرادة حديديّة‪ ،‬وباختصار كانوا ف كامل الوحدة والتاد تت راية السلم متّبعي بكل نيّة‬
‫صافية وعقيدة خالصة تعاليمَ رسول ال مستسلمي لحكام السلم وتشريعاته‪ ،‬إل أن ارتل‬
‫حضرة صاحب الرتبة الاتة‪ ،‬ورغم بروز اختلف حول خلفته كما ذكرنا إل أن ذلك ل يؤد‬
‫إل تفرّق السلمي وذهاب وحدتم المية والجتماعية‪ ،‬ولكن لا ول أمر اللفة معاوية وسائر‬
‫خلفاء بن أمية وحوّلوا اللفة إل ملك جائر عضوض‪ ،‬وضحّوا بصال السلم ف سبيل شهواتم‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 71 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وظلمهم وتعصبهم‪ ،‬وكفّروا أول ماهد ف السلم (أي عليّ) ولعنوه علنا وتبؤوا منه على منابر‬
‫السلمي‪ ،‬وشدّدُوا الناق على أصحابه‪ ،‬ومارسوا التمييز والذى ضد السلمي من غي العرب ‪-‬‬
‫لِـمَا كان ف قلوبم منذ سنوات متمادية من تعصّب وكره لغي العرب‪ -‬فعذّبوهم وضغطوا‬
‫عليهم‪ ،‬وباختصار أعادوا عادات عصر الاهلية وأبعدوا السلم عن صورته الول الناصعة‪.‬‬
‫وبذلك بدأ السلمون تدرييا يفقدون تلك الخلق والداب السلمية لسيما ذلك التاد وتلك‬
‫الوحدة والخوّة الت كانت تمع بينهم وتفرّقوا عن بعضهم ف ظل العصبيات الاهلية وصاروا‬
‫أحزابا مُـمَزّقي‪.‬‬
‫[قال أحد كبار علماء اللان ف الستانة (اسطنبول) لبعض السلمي وفيهم أحد شرفاء‬
‫مكة‪ :‬إنه ينبغي لنا أن نقيم تثالً من الذهب لعاوية بن أب سفيان ف ميدان كذا من عاصمتنا‬
‫(برلي)! قيل له‪ :‬لاذا؟ قال‪ :‬لنه هو الذي حوّل نظام الكم السلمي عن قاعدته الديقراطية إل‬
‫عصبية الغلب‪ ،‬ولول ذلك لعَ ّم السلمُ العالَ كلّه وَل ُكنّا نن اللان وسائر شعوب أوروبة عربا‬
‫مسلمي](‪.)1‬‬
‫والاصل أن أكب ضربة وُ ّجهَت إل عال السلم وحالت دون تقدّم السلم السريع كانت‬
‫تعصّب اللفاء المويي الاهلي‪ ،‬حيث عادت ف عصرهم من جديد تلك العصبية الت كانت‬
‫زمن الاهلية وكانت أهم سبب لتفرّق العرب وتزقهم وانطاطهم عندما كانت قبائل العرب‬
‫تتفاخر بأنسابا على بعضها وعلى غي العرب وكان ل شغل لا سوى مدح الذات وهجاء‬
‫الخرين كما يظهر ذلك واضحا ف أشعار ذلك العصر‪ ،‬حيث نلحظ بشكل خاص تعصب‬
‫العرب ضد السلمي من غي العرب لسيما اليرانيي منهم فلم يكونوا يؤمنون بأي شأن وفضل‬
‫لم وليس هذا فحسب بل كانوا يهضمون حقوقهم الشروعة ول يألون جهدا ف تقيهم‬
‫وإهانتهم حت كانوا يرمونم من الكنية واللقاب الشريفة ويطلقون عليهم اسم «الوال» (جع‬
‫الول أي العبد)‪ ،‬ول يسمحون لم بالدخول إل مالسهم‪ ،‬ول يشون معهم ف صف واحد‪،‬‬
‫وكانوا يُهينون جنائزهم أيضا‪ ،‬فمثلً إذا مرّت جنازة عرب فإن قيل قرشي أو عرب صاحوا متأثرين‬
‫وا قوماه‪ ،‬وا بلدتاه‪ ،‬ولكن إن قيل من الوال قالوا بلهجة ل تلو من تقي‪[ :‬كان عبدا ملوكا‬
‫لِـلّهِ ولِـلّهِ أن يأخذ من يشاء وأن يترك من يشاء]‪ ،‬علوة على أنم كانوا يهجون العاجم‬

‫() السيد ممد رشيد رضا‪ ،‬الوحي الحمدي‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 72 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بأشعارهم وقصائدهم‪ ،‬ووضعوا أحاديث كثية ف فضل العرب ومذمة الفرس وف ما يلي نذكر‬
‫بعض تلك الحاديث‪:‬‬
‫[ف القاصد [أحبوا العرب لثلث لن عرب والقرآن عرب وكلم أهل النة عرب] وروي‬
‫[أنا عرب والقرآن وكلم أهل النة عرب]‪ ..‬وف الوجيز [أحبوا العرب لثلث]‪..‬ال‪..‬‬
‫ف الللئ [كلم أهل النة بالعربية وكلم أهل السماء وكلم أهل الوقف بي يدي ال‬
‫بالعربية]‪.‬‬
‫ف الذيل [خي الناس العرب وخي العرب قريش وخي قريش بنو هاشم]‬
‫وف الللئ أبو هريرة [أبغض الكلم إل ال تعال الفارسية وكلم الشيطان الوزية وكلم‬
‫أهل النار البخارية وكلم أهل النة العربية]‬
‫عن أب هريرة [إن ال تعال إذا رضي أنزل الوحي بالعربية وإذا غضب أنزل الوحي‬
‫بالفارسية]‪.‬‬
‫عن طلحة بن زيد [من تكلم بالفارسية زادت ف خسته ونقصت من مروءته] [من أحسن‬
‫منكم أن يتكلم بالعربية فل يتكلمن بالفارسية فإنه يورث النفاق]‬
‫ي العاجم] واعتمده مالك حيث قال‪[ :‬أميتوا سنة العجم‬
‫ف القاصد [قال عمر‪ :‬إياكم وز ّ‬
‫وأحيوا سنة العرب](‪.)1‬‬
‫ومنها أيضا‪[ :‬من َغشّ العرب ل يَدْخل ف شفاعت ول َتنَلْه َموَدّت](‪ ،)2‬ومثل [إذا اختلف‬
‫ب لثلث لن عرب‪ ،‬والقرآن عرب‪ ،‬ولسان أهل النة ف‬ ‫الناس فالق ف ُمضَر]‪ ،‬ومثل [أ ِحبّوا العر َ‬
‫النة عرب]‪ ،‬ومن ألطف ذلك أنم رووا حديثا للنب صلى ال عليه وسلم مع سلمان الفارسي‬
‫نفسه‪ ،‬ذلك أن رسول ال قال‪ :‬يا سلمان ل ُتبْ ِغضْن فتفارقَ دينك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال!‬
‫ب فتبغضن](‪)3‬ال‪.‬‬
‫كيف أبْغضك وبك هدان ال! قال ل تبغض العر َ‬
‫وكذلك وضعوا أحاديث كثية ف فضل مدنم مثل‪:‬‬

‫() كلها ف‪ :‬الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.113‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.76‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ،76‬نقل عن ابن قتيبة ف رسائل البلغاء ص ‪.293‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 73 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫[ف اللحم [إن الناس يصرون أمصارا وإن مصرا منها يقال له البصرة فإن أنت مررت]‬
‫ال‪ ...‬وف القاصد [الشام صفوة ال من بلده يتب إليه صفوته من خلقه]‪[ ..‬مصر أطيب‬
‫الراضي ترابا وعجمها أكرم العجم أنسابا]‪[ ..‬الية روضة من رياض النة ومصر خزائن ال ف‬
‫أرضه]](‪ .)1‬وكذلك وضعوا أحاديث كثية حول فضائل الشام وسائر البلد العربية ُنعْرِض عن‬
‫ذكرها رعاية للختصار‪.‬‬
‫وف القابل عارض السلمون من غي العرب تلك الحاديث بوضع أحاديث مناقضة لا‪،‬‬
‫وكانوا يطعنون ف العرب ويذمونم‪ ،‬سرا ف عهد المويي‪ ،‬وعلنا وبوسائل متعددة ف عهد بن‬
‫العباس‪ ،‬من جلتها أنم كتبوا كتبا كثيةً ف فضيلة العجم وذ ّم العرب‪ ،‬فمن ذلك أن «سعيد بن‬
‫حيد بتگان» الذي كان يعتب نفسه من أمراء ملوك إيران ألّف كتابا تت عنوان «انتصاف‬
‫العجم من العرب»‪ ،‬وكتابا آخر باسم «فضل العجم على العرب وافتخارها»(‪.)2‬‬
‫وألّف «أبو عبيدة معمر بن الثن»الذي كان من يهود فارس‪ ،‬كتبا باسم «أدعياء العرب»‬
‫و«لصوص العرب» و«فضائل الفرس»‪ ،‬كما ألّف «اليثم بن عدى» كتبا ف معايب العرب وف‬
‫ذمّهم مثل‪( :‬كتاب الثالب الصغي)‪( .‬كتاب الثالب الكبي)‪( .‬كتاب مثالب ربيعة)‪( .‬كتاب من‬
‫تزوج من الوال ف العرب)‪( .‬كتاب أساء بغايا قريش ف الاهلية وأساء من ولدن)(‪.)3‬‬
‫و عَمِ َل «علنٌ الشعوبّ»‪ ،‬وأصله من الفرس‪ ،‬كتاب «اليدان ف الثالب» الذي هتك فيه‬
‫العرب وأظهر مثالبها(‪ ،)4‬حت أن «سهل بن هارون» الذي كان ‪ -‬كما وصفه ابن الندي ف‬
‫الفهرس‪ -‬حكيما فصيحا شاعرا‪ ،‬فارسي الصل‪ ،‬شعوب الذهب‪ ،‬شديد العصبية على العرب؛ لا‬
‫وجد أن العرب ف ذلك الزمن مشهورون بالكرم والسخاء ألّف ‪ -‬نكايةً بالعرب ‪ -‬كتابا يدح‬
‫فيه «البُخل» ويرغّب فيه ويعتبه من اللكات الفاضلة ويذمّ الكرم والسخاء ويعتبه من الصفات‬

‫() كلها ف الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن الندي‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص ‪ .179‬ومن الدير بالذكر أن النسخة الت ف أيدينا من الفهرست ليس فيها سوى ذكر‬ ‫‪2‬‬

‫هذا الكتاب ول إشارة إل غيه‪ ،‬ولكن الدكتور أحد أمي ف الزء الول من كتابه «ضحى السلم » ذكر له كتابا‬
‫آخر باسم «انتصاف العجم من العرب»‪ ،‬فمن المكن أن تكون هذه الملة كانت ف النسخ القدية من الفهرست‬
‫وسقطت من النسخ الت بي أيدينا‪.‬‬
‫() ابن الندي‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص ‪.80 - 79‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ابن الندي‪ ،‬الفهرس‪ ،‬ص ‪.154 - 153‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 74 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الرذيلة!‪.‬‬
‫إضافة إل ذلك وضعوا أحاديث كثية ف فضائل أعراقهم وبلدهم‪ ،‬ومن ذلك ما اخترعه‬
‫شعوبية النبط من حديث نسبوه إل علي بن أب طالب فقد رووا أن رجلً سأله فقال‪ :‬أخبن يا‬
‫أمي الؤمني عن أصلكم معاشر قريش؟ فقال‪[ :‬نن قوم من نبط كُوثَى!](‪.)1‬‬
‫ومن ذلك‪[ :‬ل تَسبّوا فارسا فما سبّه أحدٌ إل اْنُتقِمَِ منه عاجلً أو آجلً](‪.)2‬‬
‫سَتبْدِلْ َق ْومًا‬
‫و َر َووْا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه تل هذه الآية‪َ ﴿ :‬وإِ ْن َتَتوَّلوْا يَ ْ‬
‫غَيْرَ ُك ْم ثُ ّم ل يَكُونُوا َأ ْمثَالَكُمْ ﴾ [ممد‪ ]38:‬فقالوا من يستبدل بنا؟ فضرب صلى ال عليه وسلم‬
‫على مَنكِب سلمان‪ :‬ث قال‪[ :‬هذا وقومه‪ ،‬والذي نفسي بيده لو كان اليان منوطا بالثريّا لناله‬
‫رجالٌ من فارس](‪.)3‬‬
‫جنْدُه ف السماء اللئكة و ُجنْدُه‬
‫و َر َووْا [[إنّ لِـلّهِ ف السماء جنودا وف الرض جنودا‪ ،‬ف ُ‬
‫ف الرض أهل خراسان]‪ ،‬و[بابان مفتوحان ف النة للدنيا عبادان وقزوين وأول بقعة آمنت‬
‫بحمد عبادان وأول بقعة آمنت بعيسى بن مري قزوين]‪ .‬و[لول أن ال أقسم بيمينه وعهد أن ل‬
‫يبعث بعدي نبيا لبعث من قزوين ألف نبّ]‪ ،‬و[يكون لمت مدينة يقال لا قزوين الساكن با‬
‫أفضل من الساكن بالرمي]‪ ،‬و[من بات بالري ليلة واحدة صلى فيها وصام فكأنا بات ف غيه‬
‫ألف ليلة صامها وقامها وخي خراسان نيسابور وهرات ث بلخ‪.)4(]..‬‬
‫ووضعوا أحاديث كثية أيضا ف فضائل «قم» و«ساوه» و«أصفهان» و«خوزستان»‬
‫و‪ُ .....‬نعْرِض عن ذكرها لن أكثرها معروف وف متناول الميع‪.‬‬
‫***‬
‫هذه الروايات وأمثالا الت تفضّل العرب على العجم أو العكس أو تثبت فضيلة للقبيلة‬
‫الفلنية أو مزية لهل الدينة الفلنية كلها من آثار العهد الموي النحوس ومن موضوعات‬
‫الشعوبية‪ ،‬وهي تالف تعاليم السلم لن السلم دعا الناس بصراحة إل الخوّة والؤاخاة فقال‪:‬‬
‫()أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ .74‬قال و«كوثى» بلدةٌ بسواد العراق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.75‬‬ ‫‪3‬‬

‫() كلها ف الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.120‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 75 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫﴿ ِإنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ إِ ْخ َوةٌ ﴾ [الجرات‪ ،]10:‬وألغى التفاخر بالعرق وسائر العناوين البشرية فقال‪:‬‬
‫﴿ يَاأَّيهَا النّاسُ ِإنّا َخَلقْنَاكُ ْم مِنْ ذَكَ ٍر َوأُنثَى وَ َجعَ ْلنَاكُ ْم ُشعُوبًا وََقبَائِلَ ِلَتعَارَفُوا ِإنّ أَ ْك َرمَكُ ْم ِعنْدَ اللّهِ‬
‫سَتوِي‬ ‫َأتْقَاكُمْ ِإنّ اللّهَ عَلِيمٌ َخبِيٌ ﴾ [الجرات‪ .]13:‬واعتب العل َم مقياسا للفضيلة فقال‪ ﴿ :‬قُلْ هَلْ يَ ْ‬
‫الّذِينَ يَعَْلمُونَ وَالّذِي َن ل َيعْلَمُونَ ِإنّمَا َيتَذَكّرُ ُأوْلُوا الَْلبَابِ ﴾ [الزمر‪.]9:‬‬
‫وبالجال هل يكن أن نتصور أن يفضّ َل السلمُ‪ ،‬الذي هو دين الخوّة والساواة بي جيع‬
‫أبناء البشر‪ ،‬جاع ًة ليس إل لكونم عربا أو عجما أو من أهل الدينة الفلنية أو البلد الفلن على‬
‫الخرين؟! وهل من المكن للنبّ الذي قال‪[ :‬إ ّن الناسَ من آدم إل يومنا هذا مثل أسنان الشط‪،‬‬
‫ب على العجميّ ول للحر على السود إل بالتقوى](‪ )1‬وأبلغ أمّته ف خطبة حجة‬
‫ل فضل للعر ّ‬
‫خرَهَا‬
‫خ َوةَ الَاهِلِّي ِة وفَ ْ‬
‫ل َقدْ أَ ْذهَبَ عَ ْن ُكمْ نَ ْ‬
‫الوداع بكل صراحة فقال‪..( :‬يَا أّيهَا الناسُ‪ ،‬إنّ ا َ‬
‫ض ٌل إل بِالتّ ْقوَى)(‪ ،)2‬أن يُثبت‬
‫ج ِميّ فَ ْ‬
‫س ِل َعرَِبيّ عَلَى عَ َ‬
‫بِالْآبَاءِ‪ ،‬كُّل ُك ْم ِمنْ آ َد َم وَآدَ ُم ِمنْ تُرَابٍ لَيْ َ‬
‫لجموعات من الناس بثل تلك العناوين العرقية أو القبلية الوهومة فضيلةً ومزّيةً على الخرين؟!‬
‫أجل كما كتبتُ إجالً‪ ،‬كان السلمون من غي العرب سواء كانوا من الفرس أم من غيهم‬
‫يعيشون ف جوّ من التمييز والظلم ضدهم خلل فترة اللفاء المويي‪ ،‬ومن الهة الخرى لا كان‬
‫حضرة علي أمي الؤمني وأولده‪ ،‬يعاملون جيع السلمي‪ ،‬كما كان يفعل النب الكرم صَلّى الُ‬
‫عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬بالعدل والساواة طبقا لتعاليم السلم‪ ،‬ول يكونوا يرجحون أحدا على آخر‬
‫إطلقا إل بالعلم والتقوى‪ ،‬لذا وقع ف قلوب السلمي من غي العرب منذ ذلك الزمن بغض بن‬
‫أمية وترسّخت فيهم مبة آل علي عليه السلم‪ ،‬فكانوا عندما ينعمون بنعمة الرية يقومون بوسائل‬
‫متلفة ببيان فضائل آل علي ومفاسد أخلق بن أمية‪ ،‬وأفرط بعضهم ف هذا المر فاندفع إل‬

‫() الجلسي‪ ،‬بار النوار‪ ،‬ج ‪/22‬ص ‪ 348‬نقلً عن كتاب الختصاص للشيخ الفيد‪ .‬ولدى أهل السنة روايات عديدة‬ ‫‪1‬‬

‫بذا العن بألفاظ قريبة كالذي رواه الطبان ف الوسط‪[ :‬عن أب سعيد قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنّ‬
‫ربكم واحد وأباكم واحد فل فضل لعرب على أعجمي ول أحر على أسود إل بالتقوى] انظر اليثمي ف ممع الزوائد‪:‬‬
‫كتاب الدب‪/‬باب ل فضل لحد على أحد إل بالتقوى‪( .‬الترجم)‬
‫ل َقدْ أَذْ َهبَ عَْن ُكمْ‬
‫() ل أجده بذا اللفظ ويوجد نوه ف سية ابن هشام‪( ،‬ج ‪/2‬ص ‪ ..[ : )411‬يَا َمعْشَ َر قُرَيْشٍ! إنّ ا َ‬ ‫‪2‬‬

‫ب ُث ّم َتلَا َهذِهِ الْآيَ َة [ يَا أَّيهَا النّاسُ إِنّا َخلَقْنَا ُكمْ مِنْ ذَكَرٍ‬
‫خوَةَ اْلجَا ِهلِيّ ِة وََتعَ ّظمَهَا بِالْآبَاءِ‪ ،‬النّاسُ مِنْ آ َد َم وَآ َدمُ مِ ْن تُرَا ٍ‬
‫َن ْ‬
‫ل أَْتقَا ُك ْم ] الْآيَةَ ُكّلهَا]‪ .‬والبيهقي ف شعب اليان (باب‬ ‫َوأُنْثَى وَ َج َعلْنَا ُك ْم ُشعُوبًا َوقَبَائِلَ لَِتعَا َرفُوا ِإنّ أَكْ َر َم ُكمْ ِعْندَ ا ِ‬
‫‪ -34‬ف حفظ اللسان) بعدة ألفاظ منها‪[ :‬عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ...« :‬وال أذهب‬
‫فخر الاهلية وتكبها بآبائها‪ ،‬كلكم لدم وحواء‪ ،‬كطف الصاع بالصاع‪ ،‬وإن أكرمكم عند ال أتقاكم‪( ].‬الترجم)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 76 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وضع وإشاعة أحاديث ظاهرها إثبات فضائل لولد علي عليهم السلم لكنها ف القيقة ل تليق‬
‫بقامهم‪ ،‬كما وضع أحاديث تتضمن مطالب فاسدة ف مذمّة بن أمية ل تكن لئقة بم ونسب‬
‫تلك الطالب الباطلة والفاسدة إل الئمة الطهار ونشرها عنهم!‪.‬‬
‫من هنا يكننا أن نستنبط أن قصةً مثل «الرجعة» من ناحية كونا تشعر بفضلٍ ل ِل عليّ‬
‫وذمّ لبن أميّة كانت ف تلك الفترة تلقى ترحيبا كاملً وكانت الوضاع السائدة تساعد على‬
‫القول با لن الناس ف تلك الفترة‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬كانوا مستعدين نفسيا لدح عل ّي وسائر الئمّة‪ ،‬وذمّ‬
‫بن أمية والطعن بم وعدم توفي أي جهد ف هذا المر‪ ،‬فكانوا يتمسّكون بكلّ جِ ّدّيةٍ حت بأبسط‬
‫وسيلة لتحقيق ذلك الغرض‪ ،‬لذا والمر كذلك فإنه يبدو من البعيد جدا أن يصرفوا النظر عن‬
‫قضية «الرجعة» الت نشرها الغلة ف زمن علي بن أب طالب نفسه والت تتضمن من أولا إل‬
‫آخرها موضوع انتصار وسلطنة وسيادة آل عليّ وذ ّم بن أمية وغلبهم وهزيتهم‪ ،‬وأن ل يستفيدوا‬
‫منها ف هذا الجال‪.‬‬
‫وخلصة الكلم أننا عندما ندقّق النظر ف تاريخ العهد الموي والعباسي لسيما تاريخ‬
‫ظهور الشعوبية ووضع الفرس ف ذلك العصر‪ ،‬يتضح لنا أن القول بالرجعة الذي طُرح أساسه ف‬
‫زمن علي عليه السلم من قبل الغلة‪ ،‬بلغ ف ذلك العصر درجة الستحكام بسبب وجود مؤيدين‬
‫كثيين له أقدموا على توسعته وزخرفته‪ ،‬هذا إضافة إل أن هذا الوضوع يتضمن قضايا توافق‬
‫بشكل عام العاطفة‪ ،‬وعامة الناس (إل قليلً من العقلنيي) يستسلمون عادةً للعاطفة‪ ،‬ول ريب أن‬
‫مثل ذلك الب والبغض خاصة عندما يعود إل آل عليّ وبن أمية يد له آذانا صاغية وقلوبا‬
‫مستع ّد ًة لقبوله ما يساعد على تثبيته وتأييده بشكل كامل‪.‬‬
‫‪ -3‬اختلط السلمي بالجانب ودخول الفلسفة إل السلم‪:‬‬
‫من جلة دواعي وضع الديث ومزج تعاليم السلم برافات سُ ّرَبتْ إليه بصورة أحاديث‬
‫موضوعة‪ ،‬اختلط السلمي باللل الجاورة من يهود ونصارى وهندوس و‪ ،....‬فبعد أن دخل‬
‫كثيٌ من أبناء تلك الطوائف التنوّعة ف السلم على إثر الفتوحات السلمية‪ ،‬أو ل يدخلوا ف‬
‫ت بعضُ‬‫السلم ولكنهم خضعوا لسلطان السلم وحايته‪ ،‬اختلط بم السلمون ُحكْما‪ ،‬وسَرَ ْ‬
‫عقائدهم وعاداتم إل السلمي نتيجةَ هذا الحتكاك‪ ،‬وقام بعض اليهود والنصارى ف هذا الجال‬
‫بنقل بعض خرافاتم بوسائل متلفة‪ ،‬لسيما عن طريق وضع الديث‪ ،‬إل السلمي‪ ،‬لسيما أن‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 77 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بعض أولئك القوام‪ ،‬خاصة يهود اليمن‪ ،‬صاروا بعد دخولم ف السلم من الصحابة أو التابعي‬
‫ل لثقة السلمي بم وتقبّل أقوالم الت‬‫وف عداد القرّاء والحدّثي‪ ،‬وبالتال أصبحوا ف النهاية م ً‬
‫صةً الحاديث التعلقة بتفسي قصص القرآن‬ ‫كثيا ما ‪:‬تس ّرَبتْ بصورة أحاديث وأخبار‪ ،‬خا ّ‬
‫واليات الت تتكلم عن أسرار الكون واللق‪ ،‬وكما يقول ابن خلدون‪[ :‬والسبب ف ذلك أن‬
‫العرب ل يكونوا أهل كتاب ول علم‪ ،‬وإنا غلبت عليهم البداوة والمية‪ .‬فإذا تشوّقوا إل معرفة‬
‫شيء ما تتشوّق إليه النفوس البشريّة ف أسباب الكونات‪ ،‬وبدء الليقة‪ ،‬وأسرار الوجود‪ ،‬فإنا‬
‫يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم‪ ،‬وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من‬
‫النصارى‪ .‬وأهل التوراة الذين بي العرب يومئذ! بادية مثلهم‪ ،‬ول يعرفون من ذلك إل ما تعرفه‬
‫العامّة من أهل الكتاب‪ ،‬ومعظمهم من حِ ْميَر الذين أخذوا بدين اليهودية‪ .‬فلما أسلموا بقوا على ما‬
‫كان عندهم‪ ،‬ما ل تعلق له بالحكام الشرعية الت يتاطون لا‪ ،‬مثل أخبار بدء الليقة وما يرجع‬
‫إل الدثان واللحم وأمثال ذلك‪ .‬وهؤلء مثل «كعب الحبار» و«وهب بن منبه» و«عبد ال‬
‫بن سلم» وأمثالم‪ .‬فامتلت التفاسي من النقولت عندهم‪ ،‬ف أمثال هذه الغراض‪ ،‬أخبارا‬
‫موقوفة عليهم‪ ،‬وليست ما يرجع إل الحكام فيُتَحرّى ف الصحّة الت يب با العمل‪ .‬وتساهل‬
‫الفسّرون ف مثل ذلك وملؤوا كتب التفسي بذه النقولت‪ ،‬وأصلها كما قلناه عن أهل التوراة‬
‫الذين يسكنون البادية‪ ،‬ول تقيق عندهم بعرفة ما ينقلونه من ذلك‪ ،‬إل أنم ِلبُعْد صيتهم وعظمت‬
‫أقدارهم لا كانوا عليه من القامات ف الدين واللة‪ ،‬فتُُل ّقَيتْ بالقبول من يومئذ] (‪ ،)1‬مثل قصّة آدم‬
‫وحواء بتفصيلتا كالكلم عن أنّ النّة كانت ف مكان كذا وكذا وأنّ الشجرة النهي عنها‬
‫كانت كذا وأن اللئكة أكلت من ثرتا لجل اللود ف النّة وذهاب الشيطان ف جوف حيّة‬
‫وأن اليّة كان لا أقدام وأرجل و‪ ...‬و‪ .)2( ...‬وكذلك سائر ما ذُكر من الساطي والخبار ف‬
‫تفسي قصة هاروت وماروت وقصص النبياء مثل قصة عيسى ومري وهابيل وقابيل وزكريا‬
‫ويي‪ ،‬والت أوردتا التفاسي تت اسم الديث والخبار الواردة ف تفسي اليات والت هي ف‬
‫الواقع جيعا من السرائيليات الأخوذة من التوراة أو النيل‪ ،‬وند بشكل خاص أن الطبي قد‬
‫نقل ف تفسيه لغلب تلك القصص خاصة قصة آدم وحواء وعيسى بن مري الذكورة ف التوراة‬

‫() ابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬الباب السادس من الكتاب الول (العلوم وأصنافها)‪/‬الفصل الامس‪ :‬علوم القرآن‬ ‫‪1‬‬

‫من التفسي والقراءات‪ ،‬ص ‪.440‬‬


‫() انظر مثلً الطبي‪ ،‬تفسي الطبي‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.186‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 78 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والنيل أقاويل «أسباط» و«السُدّيّ» و«ابن جُ َريْج» و«وهب بن منبه» الذي كان فارسيّ‬
‫الصل ث صار يهوديا وف النهاية أصبح من مدّثي السلم‪.‬‬
‫ت بعضُ آراء تلك اللل ومقالتم اللهوتيّة والفلسفيّة إل‬
‫إضافةً إل ما ذُكر‪ ،‬فقد َسرَ ْ‬
‫السلمي وأدّت تدرييّا إل ظهور مذاهب متعدّدة تت عناوين متلفة ف السلم‪ ،‬وتفصيل ذلك‬
‫[أن كثيا مّن دخلوا ف السلم بعد الفتح كانوا من ديانات متلفة‪ :‬يهودية ونصرانية ومانوية‬
‫وزردشتية وبراهة وصابئة ودهريي ال‪ ،‬وكانوا قد نشؤوا على تعاليم هذه الديانات‪ ،‬فلما اطمأنّوا‬
‫وهدأت نفوسهم واستقرّت على الدّين الديد وهو السلم‪ ،‬أخذوا يفكّرون ف تعاليم دينهم‬
‫القدي‪ ،‬ويثيون مسائل من مسائله ويُ ْلبِسُونا لباس السلم‪ ،‬وهذا ما يعلّل ما نرى ف كتب الفرق‬
‫ل يقول ف‬ ‫من أقوال بعيدة كلّ البعد عن السلم؛ فنرى أحد بن حائط رأس فرقة «الائطية» مث ً‬
‫التناسخ شبه ما يقول الباهة‪ ،‬ويقول ف السيح (عليه السلم) قولً يشبه قول النصارى](‪.)1‬‬
‫(فلما انشغل السلمون ف عهد اللفاء العباسيي‪ ،‬لسيّما عهد الليفة «الأمون»‪ ،‬بترجة‬
‫كتب العلوم والفلسفة اليونانية واليرانية والندية و‪ ...‬ووقفوا على آرائهم ومقالتم‪ ،‬بدأ البحث‬
‫ف تلك السائل‪ ،‬وأسسوا نتيجةً لذلك علما باسم «علم الكلم»‪ ،‬واشتدّ بذلك ساعد‬
‫«العتزال» الذي كان قد نشأ ف أواخر القرن الجري الول‪ ،‬وازدهر أمره‪ ،‬أي أن «العتزلة»‬
‫تلقوا تلك الفلسفة تلقي الظمآن لوارد الاء وأقبلوا على تصفّحها والتبحّر فيها للستعانة با ف‬
‫تأييد مذهبهم‪ ،‬وإحكام أسسه وتقوية استدللتم‪ ،‬خاصة عندما تظاهر «الأمون» بالعتزال وقال‬
‫بلق القرآن وعمل على تأييد مقولت العتزلة وحايتها فازدهر بذلك مذهب «العتزال» وبلغ‬
‫أوجه‪ ،‬بيث أنم أصبحوا يظهرون علنا مقولتم كالقول بـ«خلق القرآن وحدوثه» الت ل‬
‫يكونوا يرؤون من قبل على العلن با خوفا من الفقهاء‪.)2()..‬‬
‫[وف هذا العصر تفرّق الناس إل شيع وأحزاب ومذاهب‪ ...‬وكل طائفة َتفَرّع منها فروع‬
‫يصعب عدها‪ ،‬فقد انقسم العتزلة إل نو ثلث عشرة فرقة‪ ،‬والوارج إل نو عشرين‪ ،‬والشيعة‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪ ،7‬وأحال إل «اللل والنحل» للشهرستان ‪ 1/77‬على هامش الفِصَل لبن‬ ‫‪1‬‬

‫حزم‪ .‬والوجود ف «اللل والنحل» وف «الفِصَل» هو «أحد بن خابط» بالاء العجمة وليس أحد بن حائط وأنه رأس‬
‫فرقة «الابطية» إحدى فرق العتزلة‪( .‬الترجم)‬
‫() جرجي زيدان‪ ،‬تاريخ التمدن السلمي‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪( ،140-139‬بذف واختصار وتصرف)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 79 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫إل نو ثلثي‪ ،‬والرجئة إل نو سبع‪ ،)1(].‬وكل واحد منها كان يعتب نفسه حامي السلم ومتّبعا‬
‫للقرآن ويعتب الخرين ضالي أو مرتدين! وكانوا ُي َؤوّلُون آيات القرآن والحاديث لتنطبق على‬
‫أقاويلهم‪ ،‬وأحيانا يضعون الحاديث لتأييد أقاويلهم ويبثّونا بي الناس! مع أنه ل تكن ف صدر‬
‫السلم أيّ من تلك العناوين والساء وعلى قول الرحوم الشيخ الصدوق عليه الرحة‪[ :‬كان‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) اثن عشر ألفا‪ ،‬ثانية آلف من الدينة وألفان من مكة‬
‫أصحاب رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫وألفان من الطلقاء‪ ،‬ول ُيرَ فيهم قدريّ ول مرجئ ول حروريّ ول معتزلّ ول صاحب رأي](‪.)2‬‬
‫من هنا نفهم منبع الحاديث الت تتحدّث عن حقيقة مراتب النفس وأرباب النواع وغيها‬
‫ب الكرم وإل عليّ أمي الؤمني‪ ،‬ول شك أن القارئ الكري‬ ‫من الفكار الفلسفية النسوبة إل الن ّ‬
‫ضعَت كلّها ف ذلك‬ ‫صادف مثل هذه الحاديث ف الكتب الفلسفية والصوفية‪ ،‬فهي أحاديث وُ ِ‬
‫العصر‪ ،‬لنه قبل حضرة المام الرضا عليه السلم ل تكن الفلسفة قد دخلت إل عال السلم بعد‪،‬‬
‫ولذلك ما كان لعامّة السلمي أيّ معرفةٍ بصطلحاتا ومطالبها فضلً عن أن يقوم النب الكرم أو‬
‫ي فائدة دينيّة ول دنيويّة‪،‬‬
‫عليّ أمي الؤمني ببيان مثل تلك الصطلحات والفكار الت ليس فيها أ ّ‬
‫والاصل أن الحاديث النسوبة إل النبّ الكرم والئمّة قبل المام الرضا إذا كانت تتضمن‬
‫ختَلَقة ف العهد العباسي‪.‬‬‫مطالب ومصطلحات فلسفية فهي بل شك من الوضوعات ال ْ‬
‫وخلصة الكلم‪ ،‬إن اختلط السلمي بأبناء اللل الجنبية ومعاشرتم لم وترجتهم لكتبهم‬
‫سيّة‬
‫العلمية والفلسفية أدّى إل تسرّب كثي من القالت الفلسفية والطالب اللهوتية ال َكنَ ِ‬
‫وخرافات اليهود إل السلم‪ ،‬ما أوقع اختلفات كثية بي السلمي وأوجد فرقا ل حصر لا‬
‫يرج شرحها عن عهدة هذا الكتاب‪ ،‬ونن نشي فيما يلي على نو الختصار إل جزء من تلك‬
‫الطالب والسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬تناسخ الرواح‪:‬‬
‫يقول أبو ريان البيون ف كتابه الوسوم بـ‪« :‬تقيق ما للهند من مقولة مقبولة ف العقل‬
‫أو مرذولة» عن عقيدة «تناسخ الرواح»‪[ :‬كما أنّ الشهادةَ بكلمة الخلص شعارُ إيان‬
‫ت علم ُة اليهوديّة‪ ،‬كذلك التناسخ عَلَ ُم النّحلة‬
‫السلمي‪ ،‬والتثليثَ علم ُة النصرانيّة‪ ،‬والِسبا َ‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.348‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدوق ابن بابويه القمي‪ ،‬الصال‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪.640‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 80 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ك منها‪ ،‬ول يُعدّ من جلتها](‪.)1‬‬


‫الندية‪ ،‬فمن ل ينتحله ل ي ُ‬
‫ويقول أحد أمي‪[ :‬وقد لعبت نظرية التناسخ دروا هاما ف الفلسفة اليونانية وف الديانة‬
‫الانوية‪ ،‬وف الذاهب السلمية وف التصوف وف النصرانية‪ .‬فقد قال «فيثاغورث» بنظرية‬
‫التناسخ‪ ،‬ويرجّح كثيون من مؤرخي الفلسفة اليونانية أنا مأخوذة ‪-‬ف الصل‪ -‬من الفلسفة‬
‫الندية‪ ،‬ث أخذها عن فيثاغورس‪ ،‬إمْبدُكلِيس‪ ،‬وأفلطون‪ .‬وقد كان فيثاغورس يرى تناسخ الرواح‬
‫بي النسان واليوان أن ترير النفس بترقّيها ف دورة الياة‪ ،‬وذلك بالشعائر الدينية وبالفكر‬
‫والتأمل والفلسفة](‪.)2‬‬
‫ض الند‪ ،‬ونقل التناسخ‬
‫وقد حكى «البيون» أن «مان» ُنفِيَ من بلد فارس فدخل أر َ‬
‫منهم إل نِحْلَـتِه(‪.)3‬‬
‫وقبل هؤلء روى «السبئِّيةُ»‪ ،‬أصحا ُ‬
‫ب عبد ال بن سبأ‪ ،‬عنه أنه قال لعليّ‪ :‬أنت أنت! أي‬
‫أنت اللـه! وتبعته فرقته فقالت بتناسخ الزء اللـهي ف الئمّة بعد عليّ‪ ،‬وبثل ذلك قال الغالية‬
‫من الشيعة‪.‬‬
‫وبعد هؤلء كان النصيية يعتقدون أن مرتكب الثام يعودون إل الدنيا يهودا أو نصارى أو‬
‫مسلمي ُسنّـيّي‪ ،‬أما من ل يؤمن بعل ّي فيعودون جِمالً أو بغالً أو حيا أو كلبا أو نو ذلك‬
‫من أصناف اليوان‪ ،‬وبثل ذلك يقول عوام الدروز(‪.)4‬‬
‫وبعد هؤلء قال «أحد بن حائط» (أو أحد بن خابط) رأس فرقة الائطية وتلميذه «أحد‬
‫بن نانوس» و«أبو مسلم الراسان» رأس طائفة «السلمية»‪ ،‬و«القرامطة»‪ ،‬و«ممد بن زكريا‬
‫الرازي» قالوا جيعا بالتناسخ وجعلوه أساس مذهبهم؛ فقالوا إن الرواح بعد مفارقتها للجساد‬
‫تنتقل إل أجساد جديدة (حت لو ل تكن من نوع الجساد الول نَفْسِه)‪ ،‬كل ما ف المر أن‬
‫أرواح الشخاص السيئي والفجّار تنتقل إل أجساد بائم خبيثة‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإن جيع الحاديث والطب الت تشعر بالتناسخ إنا هي من موضوعات‬
‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،238‬نقلً عن البيون ص ‪.24‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪.239‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ،239‬نقلً عن البيون‪« ،‬ما للهند من مقولة»‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪ / 1‬ص ‪.241 - 240‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 81 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أتباع تلك الطوائف والفرق‪.‬‬


‫‪ -2‬مسألة خلود وأبديّة عذاب جهنّم‬
‫يذكر «فون كرير» أن هذه السألة كانت من السائل الت تادلت فيها الكنائس النصرانية‬
‫أي مسألة خلود العذاب‪ ،‬فقد ذهب آباء الكنيسة اليونانية إل إنكار أبدية عذاب النار(‪ ،)1‬ويبيّنُ‬
‫القرآن الكري بصراحة أن ذلك القول كان من مقالت أهل الكتاب فيقول‪ ﴿ :‬أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي َن‬
‫حكُ َم َبْيَنهُ ْم ثُ ّم َيتَوَلّى َفرِي ٌق ِمْنهُ ْم َوهُمْ ُمعْ ِرضُونَ *‬
‫أُوتُوا َنصِيبًا مِ َن اْل ِكتَابِ يُ ْد َع ْونَ إِلَى ِكتَابِ اللّهِ ِليَ ْ‬
‫م مَا كَانُوا َي ْفتَرُونَ ﴾ [آل عمران‪:‬‬ ‫ت َوغَ ّرهُمْ فِي دِينِهِ ْ‬ ‫سنَا النّارُ إِلّا َأيّامًا َمعْدُودَا ٍ‬
‫ك ِبَأنّهُمْ قَالُوا لَ ْن تَمَ ّ‬
‫ذَلِ َ‬
‫‪.]24-23‬‬
‫والاصل أن النقاش والبحث ف هذه السألة ل يصل ف صدر السلم لنه ل يوجد ما‬
‫يُرشد إليه من نصوص القرآن أو من مسلمات عقيدة السلمي‪ ،‬وكما يقول ابن َحزْم [اتفقت فرق‬
‫المة كلّها على أنه ل فناء للجنة ول لنعيمها ول للنار ول لعذابا إل ُجهَم بن صفوان وأبا الذيل‬
‫العلف وقوما من الروافض فأمّا ُجهَم فقال‪ :‬إنّ النّة والنّار يفنيان ويفن أهلهما](‪ .)2‬ومع السف‬
‫سرت هذه الفكرة إل بعض أقطاب التصوّف ف السلم الذين أنكروا خلود العذاب لنه ف‬
‫رأيهم يتناف مع مبدأ الي الحض!!! وأوّلُوا جيع اليات الت تدل على خلود العذاب وأبديته‪،‬‬
‫كما قاموا بوضع بعض الحاديث الت تثبت عقيدتم‪.‬‬
‫‪ -3‬مسألة قِدَم و ُحدُوث كلم ال‪:‬‬
‫أي البحث ف كلم ال هل هو ملوق وحادث أم قدي وغي ملوق؟‬
‫َشغََلتْ هذه السألة َحيّزا من مباحث علم الكلم‪ ،‬بل كانت من أهم عوامل إياد ذلك‬
‫العلم‪ .‬ولو رجعنا إل التاريخ لعلمنا أن هذه الفكرة ليس لا أي سابقة ف السلم‪ ،‬بل هي من‬
‫الباحث اللهوتية لعلماء اليهود‪ ،‬كما يشي إل ذلك ابن الثي الزري (ف كتابه الكامل ف‬
‫التاريخ) عند حديثه عن عقائد القاضي أحد بن أب داود العتزل فيقول‪:‬‬
‫[‪...‬القاضي أبوعبد ال (أحد) بن أب دؤاد (العتزل)‪..‬وكان داعيةً إل القول بلق القرآن‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.344‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن حزم الندلسي‪ ،‬الفصل ف اللل والهواء والنحل‪ ،‬ج ‪/4‬ص ‪.70‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 82 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وغيه من مذاهب العتزلة‪ ،‬وأخذ ذلك عن بشر الريسي(‪ ،)1‬وأخذه بشر من الهم بن صفوان‪،‬‬
‫وأخذه جهم من العد بن درهم‪ ،‬وأخذه العد من أبان بن سعان‪ ،‬وأخذه أبان من طالوت ابن‬
‫أخت لبيد العصم وختنه‪ ،‬وأخذه طالوت من لبيد بن العصم اليهودي الذي سحر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وكان لبيد يقول بلق التوراة‪ ،‬وأول من صنف ف ذلك طالوت](‪.)2‬‬
‫فاللصة أن هذه السألة الت أصبحت من مسائل علم الكلم الهمة وجزءا من عقائد‬
‫العتزلة هي من جلة السرائيليات وتُحَف اليهود‪.‬‬
‫‪ -4‬مسألة القدر (الب والتفويض) والبحث ف صفات ال‪:‬‬
‫كل من له اطلع بسيط على تاريخ الكنيسة يعل ُم جيدا أن مثل هذه الباحث هي ف الواقع‬
‫من مسائل علم اللهوت الاص بالكنيسة‪ ،‬والت كانت مثارا لكثي من الدل والقيل والقال بي‬
‫قساوسة النصارى الذين كانوا طفيليي على الجتمع ول يكن لم عمل أو شغل فأخذوا يتناقشون‬
‫جةً‪ ،‬حت أن بعض علماء الغرب لا عرف أنّ ّثةَ‬ ‫ف مثل هذه القضايا ويصرفون ف بثها أوقاتا ّ‬
‫ت تلك السائل حكم يقينا بأن تلك الفرقة نشأت من النصرانية‪،‬‬ ‫حثَ ْ‬
‫فرقةً ف السلم باسم العتزلة َب َ‬
‫إذْ رأى رأي العي أنا بثت ف ذات السائل الت كانت الكنيسة تتنازع فيها‪ ،‬ورأى من الهة‬
‫الخرى أن مسلمي الصدر الول ل يتباحثوا إطلقا ف مثل تلك القضايا‪ .‬ومن الغربيي الذين قالوا‬
‫بذلك الرأي الستاذ «فون كرير» الذي يذهب إل [أن فرقة العتزلة نشأت من النصرانية لن آباء‬
‫الكنائس كانوا يتجادلون ف حرية الرادة وأن النسان مبور أو متار‪ ،‬وبعبارة أخرى ف مسألة‬
‫القدر‪ ،‬كما كانوا يتجادلون ف صفات ال وقد تس ّربَت هذه العقائد إل العتزلة من طريق‬
‫النصارى بعد فتح السلمي للشام‪ ،‬ومن أشهر من احتكّ بالسلمي ف ذلك العصر الموي‪« :‬يي‬
‫الدمشقي» و«ثيودور أبوكارا»(‪.)3‬‬
‫والاصل أن العتزلة علوة على تأويلهم آيات القرآن لتنطبق على مذاهبهم وأقوالم‪ ،‬وضع‬
‫صةً ف باب الب والتفويض‪ ،‬نعرض عن ذكرها تنبا لطالة الكلم‪.‬‬ ‫ث كثيةً خا ّ‬‫بعضهم أحادي َ‬

‫() يقول أحد أمي ف كتابه ضحى السلم (ج ‪/1‬ص ‪[ : )338-337‬كان «بشر الريسي» من أصل يهودي وكانت‬ ‫‪1‬‬

‫له آراء كثية انفرد با‪ ،‬وكرهه الناس من أجلها حت كادوا يقتلونه‪ ،‬وكان من أشهر الناس القائلي بلق القرآن]‪.‬‬
‫() ابن الثي الزري‪ ،‬الكامل ف التاريخ‪ ،‬ج ‪/7‬ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.344‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 83 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -5‬البحث ف كيفية العراج‪:‬‬


‫هذا الوضوع أيضا من الوضوعات الت اختلف فيها السلمون وفرّقتهم‪ ،‬كما صار ف‬
‫الوقت ذاته وسيل ًة يُظْهر عد ٌد من التفلسفي با فضلَهم وأصبح رأسال حانوت جاعةٍ آخرين‪،‬‬
‫وللسف كان ذلك أيضا من صادرات دكان خرافات تثليث الكنيسة!‬
‫ل ب ّد أنك سعتَ أيها القارئ الحترم بقصّة قساوسة مسجد «أيا صوفيا» ‪-‬الذي كان ف‬
‫الساس كنيسةً‪ :-‬لّا حاصر السلطان ممد الفاتح مدينة القسطنطينية (اسطنبول الالية)‪ ،‬حيث‬
‫كان أولئك القسيسون‪ ،‬طلّابُ الدّعة والراحة‪ ،‬يهيمون ف وادٍ آخر إ ْذ كانوا يبحثون عن كيفيّة‬
‫عروج عيسى إل السماء‪ :‬هل عرج ببدنه العنصري أم ببدنه الثال؟ ول يدروا أن السلمي‬
‫أصبحوا على أبواب عاصمة ملكتهم وأنم عن قريب سيبدّلون كنيستهم تلك ذاتا ومركز تثليثهم‬
‫إل مسجد وملّ للتوحيد!‬
‫على أيّ حال ل يظهر من أيّ تاريخ من التواريخ أن هذه السالة كانت مدارا للجدل ف‬
‫صدر السلم بل كان السلمون يتقبّلون ما جاء ف القرآن حول هذا الوضوع وما أخبهم به النب‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ دون بث ف التفاصيل‪ ،‬إل أن جاء جاعة فيما بعد وأخذوا‬
‫الكرم َ‬
‫ي فائدة دينية أو دنيوية‪ ،‬وأخذوا يادلون فيها‬
‫يتعمّقون ف هذه السألة مع أنه ليس ف بثها أ ّ‬
‫ويعلونا موضوعا لطبهم!‬
‫وما أريد قوله أنه ما لنا ولثل هذه القضية الت هي من خصائص صاحب الرتبة التميّة صَلّى‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ حت نتدخّل فيها؟ وكيف يكن أن نتصوّر أن بإمكاننا أن نقف على‬ ‫اُ‬
‫خصوصيّات هذه القضية ونطّلع على كيفيّاتا مع كونا من الحوال الشخصيّة الاصّة بضرة النب‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ ؟ إن الذي ل يصل ف عمره أبدا إل مرحلة العشق‪ ،‬ول َخبَرَ له عن‬
‫صَلّى ا ُ‬
‫مزايا العشق والبّ‪ ،‬هل يكنه أن يدرك خصوصيّات ليلة وصل العاشقي مهما شرحناها له؟‬
‫فعلينا أن نعتقد بذه العجزة كما شهد با القرآن وأخبنا با حضرة رسول ال صَلّى الُ‬
‫عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ وما عدا ذلك فهو خارج عن حدود وظيفتنا‪.‬‬
‫وتوجد حول هذا الوضوع أحاديث عديدة يشعر بعضها بالتشبيه والتجسيم وُضِعت‬
‫وتسللت إل كتب الديث‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 84 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وخلصة المر أنه بالرجوع إل تاريخ السلم والكنيسة يتضح أن هذه السائل الت شكّلت‬
‫أساس علم الكلم ل يكن لا سابقة ف السلم ول يبحثها السلمون الوائل أبدا‪ ،‬بل جيعها من‬
‫الباحث الكنسية اللهوتيّة الت شاعت بي السلمي تدرييا بعد الفتوحات السلمية وأدّت فيما‬
‫بعد إل تشكيل عدد من الفرق ف السلم!‬
‫وفضلً عن أن البحث والدل ف تلك القضايا والسائل كان ضربةً قوّي ًة وُ ّجهَت لتّحاد‬
‫المة ولوحدة متمع السلمي وسببا لوقوع التفرقة بينهم‪ ،‬فإنا شغلت للسف أفكار مفكري‬
‫السلم الذين كان من الواجب أن يهتمّوا بدلً من ذلك بإصلح الفاسد الخلقية والجتماعية‬
‫للمجتمع السلمي لكنهم اشتغلوا بثل تلك القولت فأصبح وجودهم كعدمه إذْ خاضوا ف‬
‫مسائل ل ُتقَدّم ول ُتأَخّر!‬
‫إن راقم هذه السطور يعتقد أن أهم عامل مؤثر ف انطاط عال السلم وأقوى سبب‬
‫لتخلفنا عن ركب التطور والرقيّ هو أن كثيا من علمائنا بدلً من بذل مساعيهم ف طريق‬
‫نشر حقائق السلم واهتمامهم بإصلح الفاسد الجتماعية والخلقية للمجتمع‪ ،‬صرفوا‬
‫أعمارهم ف دراسة وبث مثل تلك السائل الت ل طائل تتها وف النهاية حكموا على أنفسهم‬
‫وعالهم بالشقاء!!‪.‬‬
‫‪ -6‬الرجعة‪:‬‬
‫يذكر الشهرستان ف كتابه «اللل والنحل» أن «الرجعة» من عقائد اليهود القدية وأن‬
‫منشأ تلك العقيدة بينهم هو قصة عزير العروفة وخاصة قضية هارون ويقول ف هذا الصدد‪:‬‬
‫[وأما جواز الرجعة‪ :‬فإنا وقع لم من أمرين‪ :‬أحدها حديث عزير عليه السلم؛ إذ أماته ال‬
‫مائة عام ث بعثه‪ ،‬والثان حديث هارون عليه السلم؛ إذ مات ف التيه‪ ،‬وقد نسبوا موسى إل قتله‬
‫بألواحه قالوا‪ :‬حسده؛ لن اليهود كانوا أميل إليه (أي إل هارون) منهم إل موسى‪ .‬واختلفوا ف‬
‫حال موته‪ :‬فمنهم من قال‪ :‬إنه مات وسيجع‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬غاب وسيجع](‪ ،)1‬ولذلك بقوا‬
‫ينتظرون عودته‪.‬‬
‫أما ف السلم فليس لذه السألة أي ذكر ف السلم‪ ،‬وهي ‪-‬كما سيظهر عن قريب‪-‬‬

‫() عبد الكري الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪102‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 85 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫تالف نصوص القرآن‪ ،‬إل أن قام عبد ال بن سبأ اليهودي كما ذكرنا مرارا بنشر هذه القضية‬
‫بي السلمي‪ ،‬ث أصبحت من أسس مذهب فرقة «السبئية» وسائر فرق الغلة كما بيناه فيما‬
‫سبق‪ ،‬وقد وُضعت أخبا ٌر عديدةٌ ف هذه العقيدة ونُشرت بي السلمي سنبيّنُها إن شاء ال ف‬
‫مبحث أحاديث «ال ّرجْعَة» عن قريب‪.‬‬
‫ل عن أنا لعبت دورا ف تفريخ عددٍ من الذاهب والفرق‪ ،‬وسبّبت تشكيل‬ ‫وهذه السألة فض ً‬
‫ق كـ«البابية» و«البهائية» و«الزلية» وألقت بكثي من السلمي الساكي ف أودية الضللة‬ ‫فر ٍ‬
‫والشقاء‪ ،‬وجّهت أيضا لطم ًة كبيةً لساس التشيّع وجعلت هذا الذهب رغم كل مبانيه التقنة‬
‫وأسسه الحكمة الت اختصّ با هدفا لجمات عنيفة مِن ِقبَ ِل بقيّة طوائف السلمي وغيهم‪ ،‬وف‬
‫الوقت ذاته عرّفت مذهب التشيّع وكأنّه مذهبٌ موهو ٌم عدي الصل‪ ،‬كما هي نَظْرةُ جاعةٍ من‬
‫علماء أهل السنة والماعة و ُكتّابم التقدّمي‪ ،‬مثل شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬والعاصرين مثل السيد‬
‫ممد رشيد رضا صاحب «النار»‪ ،‬وشكيب أرسلن‪ ،‬ومؤلف ضحى السلم وفجر السلم‪،‬‬
‫وحت عدد من علماء الغرب مثل «رينان» الفرنسي‪ ،‬و«ستيوارت» المريكي‪ ،‬الذين اعتبوا‬
‫الشيعة بشكل كّليّ حزبا سياسيا انشق عن اليهود استنادا إل هذا الوضوع بالذات وسائر‬
‫مقالت فرق «الغُلة» من الشيعة‪ ،‬وكتبوا ف مؤلفاتم بصراحة أن اليهود اتذوا شكل الشيعة‬
‫لكي يقوموا بتخريب السلم‪ ،‬وأنّ العجم أيّدوا‪ ،‬من الهة الخرى‪ ،‬ذلك الذهب بسبب عداوتم‬
‫للعرب وبالتال شكلوا مذهب «الشيعة» الال!‬
‫‪ -7‬مسألة التشبيه‪:‬‬
‫أي تشبيه الالق باللق والذي هو باتفاق جيع علماء اللل والنحل من خصائص ملّة اليهود‪،‬‬
‫(ل ف كلّهم‪ ،‬بل ف القرّائي منهم)؛ كما أن التثليث وتشبيه اللق بالالق من متصّات أتباع‬
‫السيح‪ .‬ومنشأ شبهة التشبيه لدى اليهود ‪ -‬كما يقول الشهرستان ‪ -‬أنم وجدوا ف التوراة ألفاظا‬
‫كثية تدلّ على ذلك(‪ )1‬ويقول‪[ :‬وزادوا ف الخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إل النب عليه‬
‫السلم‪ ،‬وأكثرها مقتبسة من اليهود؛ فإن التشبيه فيهم طباع‪ ،‬حت قالوا‪ :‬اشتكت عيناه فعادته‬
‫اللئكة‪ ،‬وبكى على طوفان نوح حت رمدت عيناه‪ ،‬وإن العرش ليئط من تته كأطيط الل‬

‫() عبد الكري الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪102‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 86 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الديد‪ ،‬وإنه ليفضل من كل جانب أربع أصابع] (‪ ،)1‬ونوها من الساطي الت أدخلها اليهود مع‬
‫السف ف السلم وبالنتيجة صارت من العقائد الهمة لفرق الغلة‪ .‬فنحن إذا طالعنا مقالت‬
‫الغلة ف كتب اللل والنحل وجدنا أن قسما مهما من مقالتم يدور حول هذه السألة‪ ،‬وقد‬
‫سبق أن نقلنا قول الشهرستان أن بدع الغلة مصورة ف أربع‪ :‬التشبيه‪ ،‬والبداء‪ ،‬والرجعة‪،‬‬
‫والتناسخ‪.‬‬
‫وفضلً عما ذُكر فإن هذا الوضع أيضا لعب بدوره دورا ف تفرقة السلمي وإياد فرقٍ‬
‫باسم «الشبّهة» و«الجسّمة» ف السلم‪ ،‬وانقسم الشبهة إل فرق عدة من جلتها «الشامية»‬
‫و«الشوية»‪ ،‬وشرح عقائدهم يطول ويرج عن موضوع بثنا‪.‬‬
‫واللصة أن هؤلء بشكل عام يشبّهون الالق بالنسان بكل معن الكلمة حت أنم يثبتون‬
‫لِـلّ ِه الواس المسة والطراف أي اليدي والقدام والعي والنف و‪...‬ال‪ .‬وهؤلء‪ ،‬علوة على‬
‫تفسيهم آيات القرآن طبقا لقالتم‪ ،‬وضعوا أحاديث كثية ف هذا الباب نسبوها للنب الكرم‬
‫ب عليه السلم أنه قال‪[ :‬لقين ربّي؛ فصافحن‪ ،‬وكافحن‪ ،‬ووضع يده‬
‫والئمة مثل روايتهم عن الن ّ‬
‫بي كتفي حت وجدت برد أنامله](‪ .)2‬ومنها ما رووا عن الن ّ‬
‫ب عليه السلم أنه قال‪[ :‬ينادي ال‬
‫تعال يوم القيامة بصوت يسمعه الولون والخرون](‪.)3‬‬
‫و[رُويَ ف الللئ عن ابن عباس رفعه [رأيت رب ف صورة شاب له وفرة]‪ ،‬وروي [ف‬
‫صورة شاب أمرد]‪ .‬وف الذيل [رأيت ربّي بِ ِمنَى يوم الّنفْر على جل أوْرِق عليه ُجبّة صوف أمام‬
‫الناس]‪ ،‬و ُروِيَ [إذا أراد ال أن ينل إل السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته]] (‪ .)4‬ولدينا ف كتب‬
‫الخبار لسيما ملدات «بار النوار» أحاديث كثية تتضمن تشبيها وتسيما‪.‬‬
‫ومن العلوم أن هؤلء السادة الشبّهة والجسّمة كان لم باعٌ ف موضوع الرجعة‪ ،‬لن بعض‬
‫أحاديثها يذكر أنه تعقيبا على حرب الشيطان مع حضرة المي ينل البّار (أي ال تعال) إل‬
‫الرض و‪ ...‬ما سننقله لحقا إن شاء ال وما هو صريح ف التشبيه‪.‬‬

‫() عبد الكري الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪105‬‬ ‫‪1‬‬

‫() عبد الكري الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد الكري الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الحاديث الربعة الخية كلها من الفتن‪ ،‬تذكرة الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.13 - 12‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 87 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -8‬تريف كتاب ال‪:‬‬


‫يذكر علماء اللل والنحل أن ما اختصّ به اليهود تريفهم لكتاب ال ‪-‬أي التوراة‪ ،-‬إذ‬
‫كانوا يذفون أشياء من التوراة إذا اقتضت مصلحتهم أو يضيفون أشياء إليها‪ ،‬حت تشكّلت‬
‫التوراة الالية(‪.)1‬‬
‫وقد أخبنا القرآن ف عدة مواضع بشكلٍ إجالّ عن هذا العمل القبيح لليهود‪ ،‬فقال تعال‬
‫ن َبعْدِ مَا َعقَلُو ُه َوهُمْ َيعَْلمُونَ ﴾‬
‫حرّفُونَهُ مِ ْ‬
‫مثلً‪ ﴿ :‬وَقَدْ كَانَ َفرِي ٌق ِمْنهُ ْم يَسْ َمعُونَ كَلمَ اللّ ِه ثُ ّم يُ َ‬
‫ضعِهِ ﴾ [النساء‪ ،]46:‬وقال‪:‬‬ ‫[البقرة‪ ،]75:‬وقال تعال‪ ﴿ :‬مِ َن الّذِي َن هَادُوا يُحَرّفُو َن الْكَِل َم عَ ْن َموَا ِ‬
‫ضعِهِ ﴾ [الائدة‪.]41:‬‬ ‫﴿ يُحَرّفُو َن الْكَِل َم مِ ْن َبعْ ِد َموَا ِ‬
‫فهذا العمل الذي كان طبقا لصريح القرآن واتفاق علماء اللل والنحل من أوصاف اليهود‪،‬‬
‫سرى للسف إل السلمي أي إل فرق «الغلة» الذين ارتكبوا بدورهم جناية كبية بق عال‬
‫السلم!‪.‬‬
‫كل ما ف المر أن اليهود نحوا ف مسعاهم‪ ،‬واستطاعوا أن ينقصوا ويزيدوا ف التوراة‬
‫ويوجدوا «التوراة الالية»‪ ،‬أما القرآن الكري فلمّا أخذ ال على نفسه العهدَ بفظه وحراسته؛‬
‫َحفِظَهُ من ك ّل تبديل وتغيي‪ ،‬لذا فإن اليات الت حرّفها أو وضعها الغلة بقيت حبيسةَ حفنةٍ من‬
‫الكتب الغبّة ول تستطع أن تلوث صفحات القرآن الميلة‪.‬‬
‫وعلى كل حال لقد كانت فرق «الغلة» الت تنبع جيع مقالتا من خرافات اليهود عارا‬
‫على العال السلمي‪ ،‬وقد قام هؤلء «الغلة» باتباع اليهود ف نشرهم لقالت طفولية‪ ،‬أي‬
‫نشرهم لعقائدهم ف قالب ألفاظ يرجونا بشكل آيات قرآنية مُدّعي أنّ ّث َة سورة كذا قد‬
‫أُسقطت من القرآن ووضعوا أحاديث تفيد أن تلك الملة أو تلك السورة حُذفت من القرآن‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ والئمّة عليهم السلم‪.‬‬
‫صلّى ا ُ‬
‫ونسبوا تلك الحاديث إل النب َ‬
‫وقد م ّر معنا كيف أوّلَتْ فرقة «الطابية» أساء جيع العبادات والحرّمات بأساء أشخاص‪،‬‬
‫خفّفَ‬
‫وأجاز أتباعُها وطءَ الحارم واستندوا ف مقالتم تلك إل تريفهم لعن آية ﴿ يُرِيدُ اللّهُ َأ ْن يُ َ‬
‫عَْنكُمْ ﴾ [النساء‪ ]28:‬فقالوا لقد ُخفّفَ عنّا بأب الطاب ووضع عنا الغلل‪ :‬يعنون الصلة‬

‫() انظر مثلً الشهرستان‪ ،‬اللل والنحل‪ ،‬ص ‪ ،103‬وابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.160‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 88 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والزكاة والصيام والج فمن عرف الرسول النب المام فليصنع ما أحبّ!!‪ .‬ووضعوا أحاديث‬
‫مكذوبة افتروها ف ذلك المر! كما قام سائر فرق «الغلة» بصياغة كلمات تتضمّن فضائل لمي‬
‫الؤمني وسائر الئمة عليهم السلم وغي ذلك من مقالتم بشكل سور قرآنية وأحاديث موضوعة‬
‫وبثّوها بي الناس‪ ،‬وللسف جَمَد بعض مدّثينا على تلك الروايات الوضوعة وأوردوها ف كتبهم‬
‫دون أن يتأمّلوا ولو قليلً ف مضمونا ويقّقوا ف مصدرها! ويا ليتهم اكتفوا بذلك فقط ول يقم‬
‫أحدهم بتأليف كتابٍ على حدة جع فيه جيع ذلك النوع من الروايات!‬
‫أجل لقد قام أحدهم لجل إثبات تريف كتاب ال بتأليف كتابٍ خاصّ خلّفه ذكرى باقية‬
‫له! وقدّم بذا عونا كبيا لعداء السلم لسيما النصّرِين من رجال الكنيسة فأعطاهم بأيديهم‬
‫حرب ًة قوّيةً يطعنون با السلم! وقام بعض عديي العقل ف عصرنا بأخذ تلك الربة بتقليد أعمى‬
‫وأخذوا يرحون با جسد السلم دون أن يدروا ماذا يفعلون!!‬
‫ح ُن نَزّْلنَا الذّكْ َر َوِإنّا لَ ُه‬
‫للوهلة الول يبدو أن هؤلء ل يقرؤوا قوله تعال‪ِ ﴿ :‬إنّا نَ ْ‬
‫لَحَافِظُونَ ﴾ [الجر‪ ،]9:‬ولكن عندما ندقق قليلً‪ ،‬نرى أن علة المر أن أتباع القرآن أولئك (!) ل‬
‫يعرفوا القرآن بوصفه كتابا ساويا عَمَليّا‪ ،‬بل كل ما يفعلونه مع القرآن هو أنم يقرؤونه‬
‫كالببغاوات كفّار ًة لذنوبم‪ ،‬أو يعلونه رواق مالس العزاء والترحّم على الموات‪ ،‬أو سلحا‬
‫لحاربة الن أو وسيلة للستجداء‪ ،‬ول يعرفوا له مقاما ومنلة غي ذلك! ويعتبونه وكأنه مكتوب‬
‫بلغة هندية خارجة عن حدود إدراكهم وييلون فهمه إل الوجود القدّس لضرة ولّ العصر عجّل‬
‫ال فرجه! فل شك أنه بثل هذا الوضع يكنهم أن يضحّوا بالقرآن فداءً لكل خب ل أصل له أو‬
‫ث مكذوب موضوع!!‬ ‫حدي ٍ‬
‫أجل إن موضوع إثبات عدم تريف الكتاب ف غاية الهية وهو ف القيقة من السائل‬
‫الياتية للمجتمع السلمي‪ ،‬وهو من الواضيع الت يب أن تُكتب حولا كتب وأباث عديدة‪،‬‬
‫وأن تُلقى فيه خطبٌ كثيةٌ‪ ،‬وف النهاية يب إفهام العال بكل وسيلة مكنة أن دين السلم منه‬
‫تاما من هذه النقيصة وأن كتاب السلم مبأ تاما من تلك التهمة‪.‬‬
‫ونن نأسف أن وضع هذا الكتاب الختصر ل يسمح لنا أن نطيل البحث ف هذا الوضوع‬
‫ونشرح كل ما يتعلق حوله‪ ،‬ولكن حت ل نترك هذا المر دون توضيح كليا‪ ،‬ننقل فيما يلي‬
‫‪-‬باختصار‪ -‬آراء ونظريات علماء السلم الكبار ف هذا الشأن‪:‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 89 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫يقول الرحوم الشيخ الصدوق (ممد بن علي بن بابويه القمي) ف كتابه «العتقادات»‪:‬‬
‫[اعتقادنا‪ :‬أن القرآن الذي أنزله ال تعال على نبيه ممد (صَلّى الُ عَلَيه وَآِلهِ) هو ما بي‬
‫الدفتي وهو ما ف أيدي الناس‪ ،‬ليس بأكثر من ذلك‪ .‬ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشر‬
‫سورة‪ ...‬ومن نسب إلينا أنا نقول‪ :‬إنه أكثر من ذلك فهو كاذب](‪.)1‬‬
‫ويقول الرحوم الشيخ الطَبسي ف تفسيه «ممع البيان ف تفسي القرآن»‪:‬‬
‫ى جاع ٌة من أصحابنا وقومٌ من حشوية العامة أن ف القرآن تغييا ونقصانا‪،‬‬
‫[فقد رو ٰ‬
‫والصحيح من مذهبنا خلفه وهو الذي نصره الرتضى(‪ )2‬قدس ال روحه واستوف الكلم فيه‬
‫غاية الستيفاء ف جواب السائل الطرابلسيّات‪ .‬وذكر ف مواضع أن العلم بصحة نقل القرآن‬
‫كالعلم بالبلدان والوادث الكبار والوقائع العظيمة والكتب الشهورة‪ ،‬وأشعار العرب‬
‫السطورة‪ .‬فإن العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته وبلغت إل حدّ ل يبلغه‬
‫فيما ذكرناه‪ ،‬لن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والحكام الدينية وعلماء‬
‫السلمي قد بلغوا ف حفظه وحايته الغاية حت عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه‪،‬‬
‫وقراءته‪ ،‬وحروفه‪ ،‬وآياته‪ ،‬فكيف يوز أن يكون مغيا أو منقوصا‪ ،‬مع العناية الصادقة‪،‬‬
‫والضبط الشديد؟!‪ .‬وقال أيضا قدّس ال روحه‪ :‬إن العلم بتفسي القرآن وأبعاضه ف صحّة‬
‫نقله‪ ،‬كالعلم بملته‪ ،‬وجرى ذلك مرى ما علم ضرورة من الكتب الصنفة ككتاب سيبويه‬
‫والزنّ(‪ ،)3‬فإن أهل العناية بذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمون من جلتها حت لو أنّ‬
‫ف ومُّيزَ وعُ ِل َم أنه ملحق‬
‫ل أدخل ف كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب َلعُرِ َ‬
‫ُمدْخِ ً‬
‫وليس من أصل الكتاب وكذلك القول ف الزِنيّ ومعلو ٌم أن العناية بنقل القرآن وضبطه‬

‫() انظر الشيخ الصدوق‪ ،‬كتاب « العتقادات ف دين المامية» ص ‪ ،59‬أو الطبعة الجرية (الطبوعة مع شرح الباب‬ ‫‪1‬‬

‫الادي عشر)‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫() هو علي بن السي بن موسى الشهور بالسيد الرتضى علم الدى (‪ 433 - 355‬هـ‪ ).‬وهو أخو الشريف الرضي‬ ‫‪2‬‬

‫جامع« نج البلغة» وقد تول رئاسة الطائفة المامية ف عصره وترك عددا من الؤلفات أهها‪«:‬الشاف» وكتاب «تنيه‬
‫النبياء والئمة»‪( .‬الترجم)‬
‫() إساعيل الزن هو تلميذ الشافعي وناشر فتاويه‪ ،‬كتابه «الختصر» معروف ومشهور‪ ،‬وقد جع فيه خلصة فتاوى‬ ‫‪3‬‬

‫الفقه الشافعي بالضافة إل تعليقاته‪ ،‬توف عام ‪ 256‬هـ‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 90 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أضبط(‪ )1‬من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء‪ .‬وذكر أيضا رضي ال عنه أن‬
‫القرآن كان على عهد رسول ال صَلّى الُ عَلَ ْيهِ وَآِل ِه وَسَ ّلمَ مموعا مؤّلفَا على ما هو عليه‬
‫الن واستدلّ على ذلك بأن القرآن كان يُدرّس ويُحفَظ جيعه ف ذلك الزمان حت عيّن على‬
‫جاعة من الصحابة ف حفظهم له‪ ،‬وأنه كان يُعرض على النب صَلّى الُ عَلَ ْي ِه وَآِلهِ َوسَ ّلمَ ويُتْلى‬
‫عليه وأن جاع ًة من الصحابة مثل عبد ال بن مسعود وأب بن كعب وغيها ختموا القرآن‬
‫على النب صَلّى الُ عَلَ ْي ِه وَآِلهِ وَسَ ّلمَ عدّة ختمات وكل ذلك يدل بأدن تأمّل على أنه كان‬
‫مموعا مرتّبا غي مبتور ول مبثوث‪ .‬وذكر أن من خالف ف ذلك من المامية والشوية ل‬
‫ُيعْتَ ّد بلفهم فإن اللف ف ذلك مضاف إل قو ٍم من أصحاب الديث نقلوا أخبارا صحيحةً‬
‫ظنّوا صحتها ل ُي ْرجَع بثلها عن العلوم القطوع على صحّته](‪.)2‬‬
‫وقال الرحوم الشيخ «الفيد» ف أواخر فصل الطاب من كتابه «أوائل القالت»‪[ :‬وقد‬
‫قال جاعة من أهل المامة إنه ل ينقص من كلمة ول من آية ول من سورة ولكن حذف ما كان‬
‫مثبتا ف مصحف أمي الؤمني عليه السلم من تأويله وتفسي معانيه على حقيقة تنيله‪ ،‬وذلك كان‬
‫ثابتا منّلً وإن ل يكن من جلة كلم ال تعال الذي هو القرآن العجِز‪ ..‬وعندي أن هذا القول‬
‫أشبه من مقال من ادّعى نقصان كَِلمٍ من نفس القرآن على القيقة دون التأويل‪ ،‬وإليه أميل](‪.)3‬‬
‫وقال «الشيخ البهائي» ُقدّس سرّه(‪[ :)4‬الصحيح أنّ القرآن العظيم مفوظٌ عن التحريف‪،‬‬
‫زيادةً كان أو نقصانا‪ ،‬ويدلّ عليه قوله تعال‪[ :‬وإنّا َل ُه لَحَافِظُونَ] وما اشتهر بي الناس من‬
‫إسقاط اسم أمي الؤمني عليه السلم منه ف بعض الواضع‪ ،‬مثل قوله تعال‪[ :‬يا أيّها الرسولُ‬
‫بَلّغ ما ُأْنزِل إليكَ ‪ -‬ف عليّ ‪ ]-‬وغي ذلك‪ ،‬فهو غي معتبٍ عند العلماء](‪.)5‬‬
‫وعن القدّس البغداديّ ف «شرح الوافية»‪[ :‬وإنا الكلم ف النقيصة والعروف بي‬

‫() جاء ف النسخة الطبوعة ببيوت كلمة «أصدق»‪( .‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر تفسي ممع البيان (مقدمة الكتاب) طبع بيوت الصفحة ‪( 31- 30‬أو ف الصفحة ‪ 15‬من طبعة بيوت عام‬ ‫‪2‬‬

‫‪1379‬هـ)‪.‬‬
‫() الشيخ الفيد‪« ،‬أوائل القالت»‪ ،‬تقيق إبراهيم النصاري الزنان الوئين‪ ،‬بيوت‪ :‬دار الفيد‪ ،‬ط ‪ 1414 ،2‬هـ ‪/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1993‬م‪ ،‬ص ‪( .80‬الترجم)‬


‫() هو الشيخ ممد بن السي الارثي العاملي الشهي ببهاء الدين العاملي التوفّى ‪ 1030‬هـ‪( .‬الترجم)‬ ‫‪4‬‬

‫() ممد جواد البلغي‪ ،‬آلء الرحن‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.26‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 91 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أصحابنا‪ ،‬حت ُحكِ َي عليه الجاع‪ ،‬عدمُ النقيصة أيضا]‪،‬‬


‫وعنه أيضا عن الشيخ «علي بن عبد العال الكركي»(‪ )1‬أنّه صنّف ف نفى النقيصة رسالةً‬
‫مستق ّلةً وذكر كلم الصدوق التقدّم ث اعترض با يدلّ على النقيصة من الحاديث وأجاب [بأن‬
‫الديث إذا جاء على خلف الدليل من الكتاب والسنة التواترة أو الجاع ول يكن تأويله‬
‫ول حله على بعض الوجوه وجب طرحه](‪.)2‬‬
‫وقال القاضي «نور ال الشوشتري»(‪ )3‬ف كتابه «مصائب النواصب»‪[ :‬ما نسب إل‬
‫الشيعة المامية بوقوع التغيي ف القرآن ليس ما قال به جهور المامية إنا قال به شرذم ٌة قليلةٌ‬
‫منهم ل اعتداد بم فيما بينهم](‪.)4‬‬
‫وقال الرحوم الشيخ جعفر كاشف العطاء(‪)5‬ف كتابه «كشف الغطاء» (ص ‪ )299‬ما‬
‫نصه‪[ :‬البحث السابع ف زيادته‪ :‬ل زيادة فيه من سورة ول آي ٍة من بسملة وغيها ل كلمة‬
‫ول حرف وجيع ما بي الدفتي ما يتلى‪ ،‬كلم ال تعال بالضرورة من الذهب بل الدين‬
‫وإجاع السلمي‪ ،‬البحث الثامن ف نقصه‪ :‬ل ريب ف أنه مفوظ من النقصان بفظ اللك‬
‫(‪) 6‬‬
‫الديّان كما د ّل صريح القرآن وإجاع العلماء ف جيع الزمان]‪.‬‬
‫وقال العال العاصر فريد وجدي ف «دائرة معارف القرن العشرين» تت عنوان «سلمة‬

‫() هو الشيخ علي بن السي بن عبد العال الكركي‪ ،‬العاملي‪ ،‬العروف بالحقق الثان‪ ،‬والحقق الكركي‪ ،‬وبالشيخ‬ ‫‪1‬‬

‫العلئي‪ ،‬من أعلم فقهاء الشيعة ف عصره‪ ،‬له عدد من الكتب أشهرها‪« :‬جامع القاصد ف شرح القواعد ف الفقه ف‬
‫ست ملدات»‪ ،‬و«صيغ العقود واليقاعات» توف سنة ‪ 940‬هـ‪.‬‬
‫() ممد جواد البلغي‪ ،‬آلء الرحن ف تفسي القرآن‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.26 - 25‬‬ ‫‪2‬‬

‫() هو القاضي نور ال‪ ،‬أحد علماء الشيعة المامية البّزين الشهورين ف القرن الادي عشر الجري‪ ،‬عاش ف الند مدّةً‬ ‫‪3‬‬

‫طويلةً واستلم دكّة القضاة هناك‪ ،‬ومن تصنيفاته الشهورة كتاب «إحقاق الق»‪ ،‬وقد قتل بسبب الختلفات الطائفية‬
‫عام ‪1019‬هـ‪.‬ق‪( .‬الترجم)‬
‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() هو الشيخ جعفر الكبي النجفي العروف بـ«كاشف العطاء» من كبار علماء الشيعة المامية التأخرين‪ ،‬تول‬ ‫‪5‬‬

‫رئاستهم والرجعية الدينية فيهم‪ ،‬ومن كتبه‪« :‬كشف الغطاء» و«الق البي ف تصويب الجتهدين وتطئة الخباريي»‪،‬‬
‫توف سنة ‪ 1228‬هـ‪.‬ق‪( .‬الترجم)‬
‫() ويقول الشيخ ممد بن السن الطوسي اللقب بشيخ الطائفة (التوف سنة ‪ 460‬هـ) ف تفسيه‪« :‬التبيان ف تفسي‬ ‫‪6‬‬

‫صلّى الُ َعلَيْهِ وَآلِ ِه َو َسلّمَ بل هو أكب العجزات‬


‫القرآن»(ج ‪/1‬ص ‪« :)2‬اِعلَم أن القرآنَ معجزةٌ عظيمةٌ على صدق النب َ‬
‫(إل أن قال) وأما الكلم ف زيادته ونقصانه فممّا ل يليق به»‪( .‬الترجم)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 92 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫القرآن من التحريف»‪[ :‬لغط بعض الشاغبي بأن القرآن قد ل يسلم من التحريف فإن اختلف‬
‫الناس ف قراءته قد تكون سببا لزيادة بعض كلمات فيه أو نقصها منه‪ ،‬وهذا ظن ل يول إل ف‬
‫خيال من يريد إنكار الس‪.‬‬
‫فقد قلنا إن النب صلى ال عليه وسلم كان يستكتب القرآن عشرات من القراء وكان قد‬
‫حفظه هو نفسه عن ظهر قلب وحفظه معه عشرات من الناس وكانوا يتعبّدون بتلوته ف صلواتم‬
‫ويفصلون بآياته ف أقضيتهم فكيف يعقل أن يقع فيه التحريف مع هذه العناية كلها؟!‪.‬‬
‫ل يكن القرآن كغية من الكتب الت سبقته متكرا ف يد طائفة من الطوائف حت يسبق إل‬
‫الذهن ظنّ ف احتمال طروء التحريف إليه قصدا أو عفوا بل كان عاما شائعا بي أيدي السلمي‬
‫صوّر أن يقع فيه تريف ول يدري به جهورهم‬ ‫ُأمِرُوا أن يتعبّدوا بتلوته وأن يَحكموا به فكيف ُيتَ َ‬
‫وهم إذ ذاك جاعلوه دستورهم ف كل ماولتم الدينية والدنيوية والجتماعية؟! وهل يعقل أن‬
‫يقع فيه تريف أو تبديل ول يأتنا خب ذلك مع علمك بأن الصحابة كانوا يتنافسون ف ضبط‬
‫صوّر أن يقع مثل هذا المر اللل‬
‫ألفاظ الحاديث وصغريات المور التعلقة بالدين؟ هل ُيتَ َ‬
‫ول يرفعون به رأسا وهم كانوا على ما علمت من العناية والهتمام بشأنه؟‪.‬‬
‫ث إن القرآن جُمِعَ على عهد رسول ال وعلى عهد أب بكر وكان الكثيون من جامعيه ف‬
‫مصاحف يتلونَه ف بيوتم‪ ،‬ولا جعه عثمان أخيا كان كتّابه وحفّاظه ل يزالون على قيد الياة‬
‫فكيف يعقل أن يتطرق إليه التحريف والال كما رأيت؟‪.‬‬
‫إن شأن السلمي ف الحاديث وترّيهم للصادق منها‪ ،‬ونبذهم ما ل يبلغ سنده غاية القوة‬
‫أمر معلوم مشهور‪ ،‬ل تقم على مثله أمة من أمم العمور‪ ،‬وقد كُذِب على رسول ال ف حياته‬
‫حت اضطرّ لن يطب الناس ويقول‪َ [ :‬منْ َك َذبَ عَ َل ّي مَُتعَ ّمدًا فَلْيَتََب ّوأْ َم ْقعَ َد ُه ِمنْ النّارِ] ولكنه ل‬
‫ل مَُتعَ ّمدًا فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬لن ذلك كان مستحيلً‬
‫يقل ف يوم من اليام‪َ :‬منْ َك َذبَ َعلَى ا ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫لفظ القرآن بالكتابة كما قدمنا]‬
‫‪ -4‬تريب السلم وترويج الذاهب الباطلة‪:‬‬
‫من جلة أسباب وضع الديث قيام جاعة من الزنادقة التظاهرين بالسلم بنشر سلسلة من‬

‫() ممد فريد وجدي‪ ،‬دائرة معارف القرن العشرين‪ ،‬ط ‪ ،3‬بيوت‪ :‬دار العرفة‪1971 ،‬م‪ ،‬ج ‪/7‬ص ‪.668-667‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 93 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الوهام والرافات بصورة أحاديث موضوعة لجل إفساد تعاليم السلم والترويج لذاهبهم‬
‫الباطلة‪ ،‬ومن أولـئك الزنادقة عبد الكري بن أب العوجاء وبيان بن سعان وممد بن سعيد‬
‫الشامي وغلة الشيعة كأمثال أب الطاب‪ ،‬ويونس بن ظبيان‪ ،‬ويزيد الصائغ‪ ،‬وأضرابم‪ ،‬الذين‬
‫قاموا بوضع جلة من الديث ليفسدوا به السلم‪ ،‬وينصروا به مذهبهم‪.‬‬
‫وقد قُتل عبد الكري بن أب العوجاء بسبب زندقته وصُلب ف زمان الهدي بن النصور قال‬
‫ب ُعُنقُه‪ ،‬قال‪ :‬وضعتُ فيكم أربعة آلف حديثٍ أُ َح ّر ُم فيها اللل‬
‫ابن عدي‪ :‬لا أُ ِخ َذ لتُضْرَ َ‬
‫وأحلّلُ الرام!‪.‬‬
‫وكذلك ُقتِ َل «بيان بن سعان» ف الزندقة‪ ،‬قتله خالد القسري وأحرقه بالنار‪.‬‬
‫ض َعتْ الزنادقةُ على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫و روى العقيلي عن حاد بن زيد قال‪ :‬وَ َ‬
‫ل من الوارج رجع عن‬ ‫أربعة عشر ألف حديث‪ ،‬وروى عن عبد ال بن زيد القري‪ ،‬أن رج ً‬
‫بدعته فجعل يقول‪« :‬انظروا هذا الديث عمن تأخذونه فإنا كنا إذا رأينا رأيا جعلنا له‬
‫حديثا!»(‪.)1‬‬
‫وذكر ابن خلّكان ف تاريه‪ ...[ :‬وقال أبو عبد الرحن النّسائي‪ :‬الكذّابون العروفون بوضع‬
‫الديث على رسول ال صلى ال عليه وسلم أربعةٌ‪ :‬ابن أب يي بالدينة‪ ،‬والواقدي ببغداد‪،‬‬
‫ومقاتل بن سليمان براسان‪ ،‬وممد بن سعيد وُيعْرَف بالصلوب بالشام](‪.)2‬وأضاف ابن الوزي‬
‫عليهم أيضا «أحد ابن عبد ال الويبارى» و«ممد بن عكاشة الكرمان» و«ممد بن تيم‬
‫الفاراب»‪ ،‬وأسند إل سهل بن السرى الافظ أنه قال‪ :‬إن هؤلء وضعوا على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أكثر من عشرة آلف حديث (‪.)3‬‬
‫‪ -5‬التقرّب إل اللفاء وإحراز النلة والقام ف الجتمع‬
‫من جلة دواعي وضع الديث أن بعض الشخاص كانوا يتشبّثون بذيل الديث للتقرّب إل‬
‫اللفاء والنبلء ونيل الظوة لديهم فيضعون لم أحاديث توافق هواهم وذلك مثل «غياث بن‬
‫إبراهيم» الذي دخل على الهدي بن النصور وكان يُعجب بالمام الطيّارة الواردة من الماكن‬
‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف علم الدراية‪ ،‬ص ‪ ،74 - 73‬والامقان‪ ،‬مقباس الداية‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن خلكان‪ ،‬وفيات العيان‪ ،‬ج ‪ / 5‬ص ‪ .256‬وابن الوزي‪ ،‬الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر‪ :‬عبد الرحن بن الوزي‪« ،‬الوضوعات»‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 94 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ف أو‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ قال‪[ :‬ل سبق إل ف خ ّ‬
‫البعيدة فروى له فورا حديثا عن النب صَلّى ا ُ‬
‫حافرٍ أو نصلٍ أو جناح] فأمر له الهدي بعشرة آلف درهم‪ ،‬فلمّا خرج قال الهدي‪[ :‬أشهد أن‬
‫قفاه قفا كذّاب على رسول ال‪ ،‬ما قال رسول ال «جناح»‪ .‬ولكن هذا أراد أن يتقرّب إلينا]‪،‬‬
‫وأمر بذبها وقال‪ :‬أنا حلته على ذلك(‪.)1‬‬
‫وقد أشار ابن خلدون إل أنه لا انتشر بي الناس الطرب واللهو واللعب ف زمن خلفاء بن‬
‫العباس تأسيّا باللفاء العباسيي وضعوا أخبار كثية بشأن اللذ واللهي تقرّبا إل اللفاء وأكابر‬
‫القوم(‪.)2‬‬
‫كما قام فريق من الكسال وضعيفي الهلية من يبحثون ف الوقت ذاته عن الشهرة والكانة‬
‫ص ًة أنّ نقل‬
‫ف الجتمع‪ ،‬بوضع أحاديث وإضافتها إل مفوظاتم والتحدّث با ف الجامع‪ ،‬خا ّ‬
‫الديث ف تلك الزمنة كان علمة على الفضل ويُكسب صاحبه أهية وجاها بي الناس‪.‬‬
‫وباختصار‪ ،‬إذا راجعنا كتب الدراية والتاريخ علمنا أنه منذ بدء اتساع السلم تّ وضع‬
‫أحاديث كثية تقرّبا إل اللفاء والكابر حسب مقتضيات كل عصر وانتشرت بي الناس‪.‬‬
‫‪ -6‬الرتزاق‪:‬‬
‫من موجبات وضع الديث أن قوما كانوا يضعون على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أحاديث يكتسبون بذلك ويرتزقون به كأب سعيد الدائن وغيه‪ ،‬وقد ذكر الشهيد الثان ف‬
‫«الدراية» من هذا الباب ما اتفق لحد بن حنبل ويي بن معي ف مسجد الرصافة حيث دخل‬
‫السجد فسمعا قاصّا يقول‪[ :‬أخبنا أحد بن حنبل ويي بن معي‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪،‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬عن أنس أنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من قال‪ :‬ل إله إل ال خلق من كل كلمة طيا‬
‫منقاره من ذهب وريشه من مرجانة‪ ،‬وأخذ ف قصة طويلة‪ ،‬فأنكرا عليه الديث‪ ،‬فقال‪ :‬أليس ف‬
‫الدنيا غي كما أحد ويي!!](‪.)3‬‬

‫() الشهيد الثان زين الدين العاملي‪« ،‬الدراية»‪،‬ط ‪ ،3‬قم‪ :‬منشورات مكتبة الفيد‪ 1409 ،‬هـ‪ ،‬طبعة مصورة بالفست‬ ‫‪1‬‬

‫عن طبعة قدية نشر ممد جعفر آل إبراهيم‪ ،‬النجف‪ :‬مطبعة النعمان‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫() أحد أمي‪ ،‬ضحى السلم‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.162‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامقان‪« ،‬مقباس الداية»‪ ،‬ص ‪ .53‬وانظر عبد الرحن بن الوزي‪ ،‬الوضوعات‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،46‬ونور الدين علي‬ ‫‪3‬‬

‫القاري‪ ،‬السرار الرفوعة ف الخبار الوضوعة‪ ،‬طبع بيوت‪ ،‬ص ‪.55-54‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 95 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -7‬الترغيب والترهيب‪:‬‬
‫من جلة أسباب وضع الديث قومٌ ُينْسَبون إل الزهد والصلح بغي علم‪ ،‬كانوا يضعون‬
‫أحاديث حسبةً لِـلّهِ وتقرّبا إليه‪ ،‬ليجذبوا با قلوب الناس إل ال تعال بالترهيب والترغيب‪َ ،‬ف َقبِلَ‬
‫س موضوعاتم‪ ،‬ثق ًة بم‪ ،‬وركونا إليهم‪ ،‬لظهور حالم بالصلح والزهد‪ ،‬ويظهر لك ذلك من‬ ‫النا ُ‬
‫أحوال الخبار الت وضعها هؤلء ف الوعظ والزهد‪ ،‬وضمنوها أخبارا عنهم‪ ،‬ونسبوا إليهم أقوالً‬
‫وأحوالً خارقة للعادة وكرامات ل يتفق مثلها لول العزم من الرسل‪ ،‬بيث يقطع العقل بكونا‬
‫موضوعة وإن كانت كرامات الولياء مكنة ف نفسها‪.‬‬
‫وقد ذهب الكرّاميّة (أتباع ممد بن كرام السجستان) وبعض البتدعة من التصوّفة إل جواز‬
‫وضع الديث للترغيب والترهيب ترغيبا للناس ف الطاعة وزجرا لم عن العصية! قال يي بن‬
‫القطان‪[ :‬ما رأيتُ الكذبَ ف أحد أكثر منه ف من ينسب إل الي والزهد](‪.)1‬‬
‫ويقول الرحوم الشهيد الثان ف كتابه «الدراية»‪:‬‬
‫[وأعظمهم (أي واضعي الحاديث) ضررا‪ ،‬مَ ْن انتسب إل الزهد والصلح بغي علم‪،‬‬
‫فاحتسب وضعه حسبةً لِـلّهِ وتقرّبا إليه ليجذب با قلوب الناس إل ال تعال بالترغيب‬
‫والترهيب‪ ،‬فقبل الناس موضوعاتم‪ ،‬ثقة منهم بم‪ ،‬وركونا إليهم‪ ،‬لظهور حالم لصلح والزهد‪.‬‬
‫ويظهر لك ذلك من أحوال الخبار الت وضعها هؤلء ف الواعظ والزهد وضمّنوها أخبارا‬
‫عنهم‪ ،‬ونسبوا إليهم أفعا ًل وأحوالً‪ ،‬خارقة للعادة وكرامات ل يتفق مثلها لول العزم‪ ،‬بيث‬
‫يقطع العقل بكونا موضوعة وإن كانت كرامات الولياء مكنة ف نفسها‪ ،‬ومن ذلك ما ُروِىَ عن‬
‫أب عصمة نوح بن أب مري الروزي أنه قيل له‪ :‬مِنْ أين لك عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس ف فضائل‬
‫القرآن سورة سورة‪ ،‬وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟؟ فقال‪ :‬إن رأيت الناس قد أعرضوا عن‬
‫القرآن‪ ،‬واشتغلوا بفقه أب حنيفة‪ ،‬ومغازي ممد بن إسحاق‪ ،‬فوضعت هذا الديث حسبةً!‪.‬‬
‫وكان يقال لب عصمة‪ ،‬هذا‪ ،‬الامع‪ ،‬فقال أبو حات بن حبان‪« :‬جع كل شيء إل‬
‫الصدق!»‪.‬‬
‫وروى ابن حبان عن أب مهدي قال‪ :‬قلت ليسرة بن عبد ربه من أين جئت بذه‬

‫() الامقان‪« ،‬مقباس الداية»‪ ،‬ص ‪ ،53‬وانظر أيضا ابن الوزي‪ ،‬الوضوعات‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 96 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الحاديث‪ ،‬من قرأ كذا فله كذا؟ فقال‪ :‬وضعتها لر ّغبَ الناس فيها!(‪ ،)1‬وهكذا قيل ف حديث‬
‫«أب الطويل» ف فضائل سور القرآن‪ ،‬سورة سورة‪ ،‬فروى عن الؤمل‪ ،‬عن ابن إساعيل قال‪:‬‬
‫حدّثن شيخ به! فقلت للشيخ‪ :‬من حدّثك؟ فقال‪ :‬حدّثن رجل بالدائن وهو حيّ‪ .‬فصرت إليه‬
‫فقلت‪ :‬من حدّثك؟ فقال‪ :‬حدّثن شيخ بواسط وهو حيّ‪ .‬فصرت إليه فقال‪ :‬حدّثن شيخ‬
‫بالبصرة‪ ،‬فصرت إليه فقال‪ :‬حدّثن شيخ بعبادان! فصرت إليه فأخذ بيدي فأدخلن فإذا فيه قوم من‬
‫التصوفة ومعهم شيخ فقال‪ :‬هذا الشيخ حدثن‪ .‬فقلت‪ :‬يا شيخ من حدثك؟ فقال‪ :‬ل يدثن أحد‬
‫ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن‪ ،‬فوضعنا لم هذا الديث ليصرفوا قلوبم إل القرآن! وكل‬
‫من أودع هذه الحاديث تفسيَه كالواحدي والثعلب والزمشري‪ ،‬فقد أخطأ ف ذلك‪ ،‬ولعلّهم ل‬
‫يطلعوا على وضعه‪ ،‬مع أن جاعة من العلماء قد نبهوا عليه‪.)2(].‬‬
‫ث قال بعد عدة أسطر‪:‬‬
‫[وقد ذهب الكرّامية وبعض البتدعة من التصوّفة إل جواز وضع الديث ف الترغيب‬
‫والترهيب‪ ،‬ترغيبا للناس ف الطاعة وزجرا لم عن العصية‪ ،‬واستدلّوا با روى ف بعض طرق‬
‫الديث‪« :‬من كذب علي متعمدا ليض ّل به الناس فليتبوّأ مقعده من النار» وهذه الزيادة قد أبطلها‬
‫نقلة الديث‪ ،‬وحل بعضهم حديث من كذب عليّ‪ .......‬علي من قال «أنه ساحر أو منون»‬
‫حت قال بعض الخذولي‪ :‬إنا قال من كذب عليّ ونن نكذب له ونقي شرعه!!» نسأل ال‬
‫السلمة من الذلن‪.‬‬
‫وحكى القرطب ف (الفهم) عن بعض أهل الرأي أن ما وافق القياس اللي جاز أن يعزي إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم!‪.‬‬
‫ي تارةً يترعه الواضع‪ ،‬وتارةً يأخذ كلم غيه كبعض السلف الصال‪ ،‬أو قدماء‬
‫ث الرو ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫الكماء‪ ،‬أو السرائيليات‪ ،‬أو يأخذ حديثا ضعيف السناد فيكب له إسنادا صحيحا ليوج‪].‬‬
‫وينقل الرحوم «الامقان» ف كتابه «مقباس الداية» تلك الضامي ذاتا بذات العبارات عن‬
‫الشهيد الثان‪.‬‬
‫() وانظر ما يؤيد ذلك لدى ابن حجر العسقلن‪ ،‬لسان اليزان‪ ،‬ترجة ميسرة بن عبد ربه‪( .‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬الدراية‪ ،‬ص ‪.58 - 57‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الشهيد الثان‪« ،‬البداية ف علم الدراية»‪ ،‬ص ‪ ،75 - 71‬أو «الدراية» (الطبعة الثالثة)‪ :‬ص ‪.59-58‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 97 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫العلمات الت يُعرف با الديث الوضوع‬


‫رغم أنه يكننا أن نيّز الديث الوضوع من غيه بالرجوع إل علم الرجال‪ ،‬إل أن علماء‬
‫«علم الدراية» وضعوا مموعةً من الدلئل والعلمات تُعتب كلّ واحد ٍة منها ضابطةً كلّيةً يكن‬
‫من خللا بسهولة أن نشخّص الديث الوضوع‪ ،‬وهذه العلمات هي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ركاكة اللفاظ والعان‪ ،‬أي أنّ كلّ حديثٍ يتضمّن ألفاظا أو معا ٍن ركيكةً يُعلَم أنه‬
‫ث موضوعٌ(‪.)1‬‬
‫حدي ٌ‬
‫‪ -2‬مالفة الديث للعقل بيث ل يقبل التأويل(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬تد ّل معارضة الديث للقرآن أي مالفته لدللة الكتاب القطعيّة على أنه موضوع‬
‫قطعا(‪ .)3‬وقد جاءت رواياتٌ عديدةٌ عن الن ّ‬
‫ب الات والئمّة الطهار‪ ،‬يصل عددها ف نظر‬
‫الرحوم الشيخ مرتضى النصاري وف نظر جاع ٍة آخرين من العلماء الكبار إل حدّ التواتر‪،‬‬
‫ث القرآنَ الكريَ‬
‫ت حدي ٍ‬
‫تدلّ على وجوب عرض الحاديث على «كتاب ال»‪ ،‬فإذا عارضَ م ُ‬
‫وخالفه ل بدّ من طرحه جانبا‪ ،‬حت أن قسما من تلك الخبار تأمرنا أن نطرح جانبا كل‬
‫حديث ل يتوافق مفاده مع القرآن الكري أيضا فضلً عن أن يُعارضه ويالفه‪.‬‬
‫وهنا نرى من اللزم أن ننقل بعض تلك الحاديث كما أوردها الرحوم الشيخ النصاري ف‬
‫كتابه «الرسائل» حيث قال‪:‬‬
‫[[إن النبّ (صلى ال عليه وآله) قال‪[ :‬ما جاءكم عنّي ل يوافق القرآن فلم أقُلْه](‪.)4‬‬

‫() الامقان‪« ،‬مقباس الداية»‪ ،‬ص ‪ ،52‬والشهيد الثان‪« ،‬البداية ف علم الدراية»‪ ،‬ص ‪( 70‬أو ص ‪ 55‬من الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫الثالثة)‪.‬‬
‫() الامقان‪« ،‬مقباس الداية»‪ ،‬ص ‪ ،52‬الشهيد الثان‪« ،‬البداية»‪ ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامقان‪« ،‬مقباس الداية»‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج ‪/18‬ص ‪ ، 79‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪ ،15‬وفيه بدل "ل‬ ‫‪4‬‬

‫يوافق القرآن" ‪" :‬يالف كتاب ال"‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 98 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وقول أب جعفر وأب عبد ال (عليهما السلم)‪[ :‬ل يُصدّق علينا إل ما يوافق كتابَ ال‬
‫وسّن َة نبيّه صلّى ال عليه وآله](‪.)1‬‬
‫وقوله عليه السلم‪[ :‬إذا جاءكم حديثٌ عنّا فوجدت عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب‬
‫ال فخذوا به‪ ،‬وإل فقفوا عنده‪ ،‬ث ردّوه إلينا حت نبيّن لكم](‪.)2‬‬
‫ت أبا عبد ال عليه السلم عن اختلف الديث‪ ،‬يرويه‬
‫ورواية ابن أب يعفور قال‪[ :‬سأل ُ‬
‫ث فوجدت له شاهدا من كتاب ال أو من‬
‫من نثق به ومن ل نثق به؟ قال‪ :‬إذا ورد عليكم حدي ٌ‬
‫قول رسول ال (صلى ال عليه وآله) فخذوا به‪ ،‬وإل فالذي جاءكم به أول به](‪.)3‬‬
‫وقوله عليه السلم لحمد بن مسلم‪[ :‬ما جاءك من روايةٍ ‪ -‬من برّ أو فاجرٍ ‪ -‬يوافق‬
‫خذْ به‪ ،‬وما جاءك من رواي ٍة ‪ -‬من برّ أو فاجر ‪ -‬يالف كتاب ال فل تأخذ به](‪.)4‬‬
‫كتاب ال ف ُ‬
‫وقوله عليه السلم‪[ :‬ما جاءكم من حديث ل يص ّدقُه كتابُ ال فهو باطل](‪.)5‬‬
‫وقول الصادق عليه السلم‪[ :‬كلّ شي ٍء مردو ٌد إل كتاب ال والسنّة‪ ،‬وك ّل حديث‬
‫ل يوافق كتاب ال فهو زخرف](‪.)6‬‬
‫وصحيحة هشام بن الكم عن أب عبد ال عليه السلم‪[ :‬ل تقبلوا علينا حديثا إل ما وافق‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬أو تدون معه شاهدا من أحاديثنا التقدّمة‪ ،‬فإن الغية بن سعيد لعنه ال دسّ‬
‫ف كتب أصحاب أب أحاديث ل يدّث با أب‪ ،‬فاتّقوا ال ول تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا‬

‫() الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج ‪/18‬ص ‪ ،89‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪ ،47‬وفيه بدل "ل‬ ‫‪1‬‬

‫يصدق" ‪" :‬ل تصدق"‪.‬‬


‫() الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج ‪/18‬ص ‪ ،80‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪ .18‬وفيه‪" :‬حت‬ ‫‪2‬‬

‫يستبي"‪.‬‬
‫() الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج ‪/18‬ص ‪ ،78‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫() النوري الطبسي‪ ،‬مستدرك الوسائل‪ ،304 :17 ،‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪.5‬‬ ‫‪4‬‬

‫() النوري الطبسي‪ ،‬مستدرك الوسائل ‪ ،304 :17‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪ .7‬وفيه‪" :‬ما‬ ‫‪5‬‬

‫أتاكم"‪.‬‬
‫() الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج ‪/18‬ص ‪ ،79‬الباب ‪ 9‬من أبواب صفات القاضي‪ ،‬الديث ‪.14‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫تم تحميل المادة من موقع‪- 99 -‬‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وسنّة نبيّنا صلّى ال عليه وآله](‪.)2(]])1‬‬

‫والاصل أن الخبار الواردة ف هذا الصوص كثيةٌ إل درجة جعلت الرحوم الشيخ‬
‫النصاري ‪-‬رغم قوله ف «الرسائل» إن الخبار التواترة نادرٌة تقريبا ف شرع السلم‪ -‬ينصّ‬
‫صراح ًة على تواتر هذه الخبار فيقول خلل بيانه لدلّة الشخاص الذين ييزون العمل بب‬
‫الحاد‪[ :‬والخبار الواردة ف طرح الخبار الخالفة للكتاب والسنة ولو مع عدم العارض‬
‫متواترةٌ جدا](‪ .)3‬ويقول بعد عدة أسطر‪[ :‬أخبار العرض على الكتاب متواتر ٌة بالعن](‪.)4‬‬
‫وقد طبّق بعض العلماء هذه الخبار ‪-‬استنادا إل عمومها‪ -‬على السائل الفرعية أيضا‪،‬‬
‫فجعلها تشمل مالفة العموم والصوص أي ل ييزوا تصيص عمومات القرآن بأخبار الحاد‪.‬‬
‫واللصة ل يوز العمل بب الحاد الذي ل يفيد العلم بصدوره إن ل يكن مفوفا بالقرائن‬
‫الت تؤيّد صدوره من كتاب أو سنّة معلومة‪ ،‬ولكن الرحوم الشيخ بعد بيانه لتفاقه مع أولئك‬
‫العلماء ف مسألة مددة فقط وهي أن (الب الذي يُخالف القرآن على نو التباين الكلي هو فقط‬
‫الذي يب طرحه ف السائل الفرعية) يقول‪[ :‬فالقرب حلها (أي الحاديث الدالة على وجوب‬
‫طرح ما ل يتفق مع الكتاب) على الخبار الواردة ف أصول الدين‪ ،‬مثل مسائل الغلو والب‬
‫والتفويض الت ورد فيها اليات والخبار النبوية](‪.)5‬‬
‫فالاصل ما يستفاد يقينا من تلك الروايات التواترة ‪-‬كما استنبطه الرحوم الشيخ ‪ -‬أن‬
‫الحاديث العائدة إل السائل العتقادية بشكل عام ل بد من عرضها على القرآن الكري فإن‬
‫كانت مالف ًة له أو حت ل يكن لا ما يوافقها ف القرآن؛ فل ب ّد من طرحها‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن دلئل الوضع أيضا أن يكون الديث مالفا لدللة السنّة التواترة‪ ،‬أو الجاع‬

‫() الجلسي‪ ،‬بار النوار‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪ ،250‬الديث‪.62 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشيخ النصاري‪ ،‬فرائد الصول (أو «الرسائل»)‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( .244 - 243‬الترجم)‬ ‫‪2‬‬

‫() الشيخ النصاري‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( 245‬أو ص ‪ 68‬من الطبعة الجرية القدية)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشيخ النصاري‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( 247‬أو ص ‪ 69‬من الطبعة الجرية القدية)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشيخ النصاري‪ ،‬الرسائل‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪( 251‬أو ص ‪ 70‬من الطبعة الجرية القدية)‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 100‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫القطعي مع عدم إمكان المع(‪.)1‬‬


‫‪ -5‬ومنها‪ :‬أن يكون إخبارا عن أمرٍ جسيمٍ تتوفّر الدواعي على نقله بحضر المع ث ل‬
‫ينقله منهم إل واحدٌ(‪.)2‬‬
‫‪ -6‬ومنها الفراط بالوعيد الشديد على المر الصغي(‪ ،)3‬كالرواية الت تقول أن من حلق‬
‫ليته فكأنا زنا بأمه ف حَرَم ال سبعي مرّة!! فل ريب أن مثل هذه الحاديث موضوعة‪.‬‬
‫‪ -7‬ومنها الوعد بالثواب العظيم على الفعل القي(‪ .)4‬مثل بعض الروايات التعلّقة بأت‬
‫حضرة سيد الشهداء(‪.)5‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أقسام الديث‬
‫قسّم علماء «علم الدراية» الديثَ بشكل عام إل قسمي‪ :‬متواتر وآحاد‪.‬‬
‫فالتواتر‪ :‬هو ما بلغ رواتُهُ من الكثرة مبلغا تيلُ العاد ُة معه إمكان تواطئهم‪ -‬أي اتفاقهم ‪-‬‬
‫على الكذب‪ ،‬واستمرّ ذلك الوصف ف جيع الطبقات حيث تتعدّد‪ .‬ولجل تقّق التواتر على نو‬
‫يصبح الديث مفيدا للعلم والقطع بصدوره‪ ،‬ل بدّ من تقّق عدّة شروط أهّها‪ :‬أن يكون عدد‬
‫الرواة ف كل طبقة كثيا إل درج ٍة يستحيل معها اتّفاقهم على الكذب‪ ،‬أي أنْ يرويَهُ جاعةٌ ُكثُرٌ‬
‫ط مهولة‪ -‬عن‬ ‫ييل النسانُ عادةً احتمال تواطئهم على الكذب‪ ،‬يروو ُه مباشرةً ‪-‬أي بدون وسائ َ‬

‫() الامقان‪ ،‬مقباس الداية‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامقان‪ ،‬مقباس الداية‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامقان‪ ،‬مقباس الداية‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أي الواردة بترتيب الثواب العظيم والغفران العميم لن حضر ملس عزاء المام السي عليه السلم أو أقامه ونو‬ ‫‪5‬‬

‫ذلك‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 101‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ج ّم غفيٍ آخر يقّقون أيضا الشرط ذاته‪ ،‬أي استحالة اجتماعهم على الكذب‪ ،‬عن جاعة أخرى‬
‫ماثلة حت يصل المر إل جاعة كثية أيضا سعوا الديث مباشرة من النب أو المام‪ ،‬بيث أنه لو‬
‫وُجد شخصٌ واحدٌ ف إحدى الطبقات أو وُجدَت جاعةٌ من الشخاص ل يتّصفوا بذلك الوصف‬
‫(أي استحالة التواطؤ على الكذب) ل يكن الديث متواترا‪.‬‬
‫وما يدر ذكره ف هذا الصدد أن تقّق هذا العن (أي استحالة التواطؤ على الكذب) ل‬
‫ينحصر ف عدد خاصّ من الرواة بل العتب العدد الحصّل للوصف فقد يصل ف بعض الخبين‬
‫بعشرة وأقلّ‪ ،‬وقد ل يصل بئة‪ ،‬بسبب قربم إل وصف الصدق وعدمه‪.‬‬
‫وخلصة المر أن تقق التواتر ف الديث مرتبطٌ بأن يبلغ رواتُهُ ف الكثرة مبلغا تيل العادةُ‬
‫توا ُطؤَهم على الكذب وأن يستمر ذلك الوصف ف جيع الطبقات حيث تتعدد فيكون أوله ف هذا‬
‫الوصف كآخره ووسطه كطرفيه‪ ،‬وبذا ‪-‬كما يقول الشهيد الثان‪[ -‬ينتفي التواتر عن كثي من‬
‫الخبار الت بلغت رواتا ف زماننا ذلك الدّ لكن ل يتفق ذلك ف غي زماننا خصوصا ف‬
‫البتداء‪ ،‬وظ ّن كونا منها من ل يتفطّن لذا الشرط](‪.)1‬‬
‫ويقول بعد صفحتي موضحا هذا العن [وحديثُ إنا العمال بالنيّات ليس من التواتر وإن‬
‫نقله الن عدد التواتر وأكثر‪ ،‬فإن جيع علماء السلم ورواة الديث الن يروونه وهم يزيدون‬
‫عن عدد التواتر أضعافا مضاعفة‪ ،‬لن ذلك التواتر الدّعى قد طرأ ف وسط إسناده دون أوّله‪ ،‬فقد‬
‫انفرد به جاعة مترتبون أو شاركهم من ل يرج بم عن الحاد‪ ،‬وأكثر ما ادّعي تواتره هو من‬
‫هذا القبيل‪ ...‬بل ربا صار الديث «الوضوعُ» ابتداءً‪ ،‬متواترا بعد ذلك!‪ ...‬نعم حديث « َمنْ‬
‫َك َذبَ َع َليّ مَُتعَ ّمدًا فَلْيَتََب ّوْأ َمقْ َع َدهُ ِم ْن النّارِ» يكن ادعاء تواتره فقد نقله عن الن ّ‬
‫ب المّ الغفي (من‬
‫الصحابة)(‪.)2‬‬
‫والديث التواتر أيضا ينقسم إل قسمي‪ :‬لفظ ّي ومعنويّ‪.‬‬
‫فالديث التواتر لفظا‪ :‬هو ما اتّحدت فيه ألفاظ الخبين ف خبهم‪ ،‬أي أن تتطابق ألفاظ‬
‫وجل مَن َر َووْهُ ف كل الطبقات‪.‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف الدراية‪ ،‬ص ‪.13-12‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف الدراية‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 102‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والديث التواتر معنويا‪ :‬إذا اتّحد معن الديث ومدلوله فقط ولكن تعدّدت ألفاظ‬
‫الخبين به وجُ َملُهم‪ ،‬غي أنا تد ّل بالتضمّن واللتزام على ذلك العن الواحد‪.‬‬
‫وعلى كل حال إن إحراز تواتر الديث ‪-‬باستثناء موارد «ضروريّات الدين»‪ -‬أم ٌر عسيٌ‬
‫للغاية بل هو من الحالت تقريبا‪ ،‬لنه بعد حصول كل تلك الثورات والتغيّرات ف السلم‬
‫ل َيصِلُون ف‬
‫خاصّة تلك العارك التعلّقة بالديث‪ ،‬كيف يكن أن نرز أن رواة الديث الفلن مث ً‬
‫جيع طبقاتم ‪-‬أي من زمان العصوم وحت زماننا‪ -‬إل ح ّد التواتر؟‪ .‬ولذا يقول الشهيد الثان‪:‬‬
‫[إن التواتر يتحقق ف أصول الشرائع كوجوب الصلة اليومية وأعداد ركعاتا والزكاة والج‬
‫تقّقا كثيا وف القيقة مرجع إثبات تواترها إل العنوي ل اللفظي‪...‬وتقّقه (أي التواتر) قليلٌ‬
‫ف الحاديث الاصة النقولة باللفاظ الخصوصة لعدم اتفاق الطرفي والوسط فيها وإن تواتر‬
‫مدلولا ف بعض الوارد كالخبار الدالّة على شجاعة عليّ عليه السلم وكرم حات‬
‫ونظائرها](‪.)1‬‬
‫إذن أصبح معلوما ما ذُكر أنه ل توجد أخبارٌ حول تعاليم السلم يكن القول على نو‬
‫اليقي أنا متواترة سوى ضروريات الدّين‪ ،‬والتواتر من بي الحاديث الت بي أيدينا‪ ،‬لسيما‬
‫التواتر اللفظي‪ ،‬ف غاية الندرة‪ ،‬ويوجد عدد من الحاديث الت تتعلّق بسائل الدّين الضرورية‬
‫متواترةً تواترا معنويا‪.‬‬
‫وللسف لقد وقع اشتباه عجيب ف هذه السألة كما وقع ف مسألة «ضروريات الدين»‬
‫وسائر السائل الدينية! فكما أن عديي العقل يعتبون كلّ أمر شائع مشهور‪ ،‬ولو ل يكن له أصل‬
‫بل كان مرّد خرافة‪ ،‬من ضروريات الدّين‪ ،‬ويعتبون منكره كافرا‪ ،‬كذلك كلّما رؤوا حديثا‬
‫منتشرا ف عدد من الكتب (خاصة الكتب الطبوعة) أو سعوا عددا من الفراد يروونه ويتناقلونه‪،‬‬
‫اعتبوه دون تأمّل من الحاديث التواترة!!!‬
‫خب الحاد‪ :‬وهو ما ل ينتهي إل التواتر أي الذي ل يصل رواته إل ح ّد التواتر سواء كان‬
‫الراوي واحدا أم أكثر‪ ،‬فإذا كان الراوي واحدا سُمي الديث «غريبا» وإن كانا اثني أو ثلثة‬
‫سُمي الديث «مستفيضا» أو «مشهورا»‪.‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف الدراية‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 103‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وقد قسّموا أخبار وأحاديث الحاد من ناحية أحوال رواتا وأوصافهم على عدّة أقسام هي‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الصحيح‪ ،‬وهو ما اتصل سنده إل العصوم بنقل الماميّ العدل عن مثله ف جيع‬
‫الطبقات‪ ،‬بيث لو َفقَدَ ُروَاتُهُ أو راويه ف إحدى الطبقات ذينك الوصفي ل يعد الديث‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ح ُة الديث منوطةٌ بكون تام رواته إماميي عدول‪ ،‬وتُعرف العدالة بتنصيص عدلي‬‫فص ّ‬
‫عليها وبالستفاضة بأن تشتهر عدالته بي أهل النقل وغيهم من أهل العلم‪ ،‬أي أنه عندما ل‬
‫تكون العدالة مشهورةً مستفيضةً فل بدّ من شاهدَي عدل ينصّون صراح ًة على كون الراوي إماميا‬
‫عادلً (‪.)1‬‬
‫وهذا كلّه بشرط أن ل يكون هناك مَن َقدَحَ ف ذلك الراوي بفسق أو بفساد عقيدة لنه ف‬
‫مثل تلك الالة ُيقَدّم قول الارح ‪-‬باتفاق جهور العلماء‪ -‬حت ولو كان عدد العدّلي أكثر‬
‫من عدد الارحي(‪.)2‬‬
‫ل «العلّى بن خُنيس» رغم أن الرحوم الشيخ والحقق البحران والجلسي الول وابن‬ ‫فمث ً‬
‫طاووس عدّلوه ووثّقوه‪ ،‬ولكن با أن النجاشي والغضائري ضعّفاه واعتباه من الغلة لذا لن نقبل‬
‫رواياته بوصفها روايات صحيحة‪.‬‬
‫ولكن تقدي قول الارح إنا يت ّم عندما ل يلزم تكذيب كلم العدّل ف شهادته كما إذا قال‬
‫الزكّي‪« :‬هو عدلٌ»‪ ،‬وقال الارح‪« :‬رأيته يشرب المر»‪ ،‬فإنّ الزكّي إنا شهد باللكة وهي ل‬
‫تقتضي العصمة حت يُناف صدور الحرّم منه فيجتمعان‪ ،‬فإنه ل يُعتب ف العدالة ملزمتها ف جيع‬
‫الحوال‪ ،‬فلعلّه ارتكب الوجب للجرح ف بعض الحوال الت فارقته (العدالة) فيها(‪.)3‬‬
‫أما إذا ل يكن المع بي الرح والتعديل كما إذا شهد الارح بقتل إنسان ف وقت‪ ،‬فقال‬
‫العدّل‪« :‬رأيته بعده حيا»‪ ،‬فهنا لا تعارض البان فقد ذهب بعض العلماء ‪ -‬وهو الحكي عن‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف الدراية‪ ،‬ص ‪( ،87-86‬من الطبعة القدية)‪ ،‬أو ص ‪ 69‬من الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الشهيد الثان‪ ،‬البداية ف الدراية‪ ،‬ص ‪( 91‬من الطبعة القدية)‪ ،‬أو ص ‪ 73‬من الطبعة الديدة‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر مقباس الداية‪ ،‬ص ‪ ،64‬والبداية‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 104‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الشيخ الطوسي رحه ال ف اللف‪ -‬إل تساقطهما(‪( )1‬أي رفض كل القولي)‪ ،‬وذهب الشهيد‬
‫الثان إل أنه إن حصل الرجّحُ‪ ،‬بأن يكون أحدها أضبط وأورع أو أكثر عددا أو نو ذلك فيُعمل‬
‫بالراجح ويُترك الرجوح فإن ل يتّفق الترجيح وجب التوقّف للتعارض‪ ،‬مع استحالة الترجيح من‬
‫دون مرجّح(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬السن‪ ،‬وهو ما اتصل سنده بإماميّ مدوح من غي نصّ على عدالته ول تصريح‬
‫بضعفه‪ ،‬مع تقّق ذلك ف جيع مراتبه‪ ،‬ومع اتّصاف بقيّة رجاله بأوصاف رواة الديث الصحيح‪،‬‬
‫أي الديث السن هو الديث الذي يكون واح ٌد من رواته أو أكث ُر إما ِميّي مدوحي‪ ،‬ويكون‬
‫بقي ُة رواتِهِ عدو ًل إمامِيّي‪.‬‬
‫‪ -3‬الوثّق‪ ،‬وهو ما دخل ف طريقه مَن نصّ الصحا ُ‬
‫ب على توثيقه مع عدم كونه إماميّا‪،‬‬
‫وكان سنده متّصلً إل العصوم‪ ،‬وهنا أيضا ل بدّ من اتصاف جيع الرواة بذا الوصف أو اتصاف‬
‫بعضهم بذلك واتصاف البقية بأوصاف رواة الصحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬الضعيف‪ ،‬وهو ما ل يتمع فيه شروط أحد الثلثة التقدّمة‪ ،‬أي بأن يشتمل طريقُه على‬
‫مروح بالفسق ونوه أو مهول الال أو ما دون ذلك كالوَضّاع‪.‬‬
‫وقد عبّروا عن الديث الضعيف بألفاظ متنوعة أو قسّموه إل عدّة أقسام هي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقوف‪ ،‬هو الديث الذي رُويَ عن مصاحب العصوم‪ .‬فالحاديث الت رُويت ف‬
‫تفسي آيات القرآن عن أصحاب النب الكرم كلّها من نوع الديث الوقوف‪.‬‬
‫‪ -2‬الضمر‪ ،‬وهو ما يُطوى فيه ذكر العصوم عليه السلم عند انتهاء السند إليه‪ ،‬بأن يُعبّر‬
‫عنه عليه السلم ف ذلك القام بالضمي الغائب‪ ،‬إما لِتقيّةٍ‪ ،‬أو سبق ذكرٍه ف اللفظ أو الكتابة ث‬
‫عَرَض القطع لِداع‪ ،‬وذلك كما لو قال « َسأَلتُه»‪ ،‬أو «سَمِعتُه يقول» أو عنه‪ ،‬أو نو ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬الرسل‪ ،‬هو الديث الذي حُذف جيع رواته أو بعضهم أو ذُكر بألفاظ مبهمة مثل‪:‬‬
‫قال بعض أصحابنا‪ ،‬فإن سقط شخص واحد من إسناده سُمي «مقطوعا» ومنقطعا‪ ،‬وإن سقط‬
‫أكثر من واحد فهو«العضل»‪.‬‬

‫() مقباس الداية ص ‪.64‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البداية‪ ،‬ص ‪( .92‬أو ف الطبعة الثالثة للدراية‪ :‬ص ‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 105‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -4‬الهمل‪ ،‬وهو ما ل يُذكر بعض رواته ف كتب الرجال ذاتا ووصفا‪.‬‬


‫‪ -5‬الجهول‪ ،‬وهو ما ذُكر رواته ف كتب الرجال ولكن ل يُعلَم حال البعض أو الكلّ‬
‫بالنسبة إل العقيدة‪.‬‬
‫‪ -6‬الوضوع‪ ،‬وهو الكذوب الختلق الصنوع وهو ‪ -‬كما يقول الشهيد الثان‪ -‬شرّ أقسام‬
‫الضعيف ول تل روايته للعال إل مبينا لاله من كونه موضوعا(‪.)1‬‬

‫إل هنا أختتم ما أردتُ ذكره حول التعريف بانب من مزايا السلم‪ ،‬وشرح وضع‬
‫الديث‪ ،‬والذي أمطتُ خلله اللثام عن كثي من الرافات والساطي الت تسربت من ملة اليهود‬
‫وسائر اللل الجنبية إل السلم وحوّلا مرُور الزمان إل جزء من تعاليم السلم ومعارفه‪ ،‬لسيّما‬
‫موضوع «ال ّرجْعَة» الذي اتّضح إل حدّ ما وَفهِ َم أولو اللباب من أمره ما يب أن يفهموه‪ ،‬والن‬
‫ولجل أن تتضح هذه السألة لخوت ف الدين بشكلٍ كاملٍ سآت إل تفصيل القول ف هذه‬
‫السألة «الرّ ْجعَة» وأبث فيما كتبوه أو قالوه بشأنا‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الرجعة تُخالف الصل الثابت ف عال الكون وسنة ال التمية‬


‫ل يفى أن رجعة الموات إل عال الدنيا من ناحية استلزامه للحركة إل الوراء‪ ،‬ويستلزم‬
‫‪-‬على قول الفلسفة‪ -‬الروجَ من الفعل إل القوة‪ ،‬أمرٌ مالفٌ للسنة اللية ومانبٌ لريان نظام‬
‫عال الطبيعة‪ ،‬وف النهاية أمرٌ مالٌ ف العادة‪ ،‬كما أ ّن عودةَ النسان السنّ إل مراحل خلقته الول‬
‫خلفٌ للسنن التمية ونواميس التغيي اللية الت ل تتخلّف والت تستحيل عادةً‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن من السّنَن التمية والصول اللية السلّمة الت ل تد لا تبديلً ف عال‬
‫الكون‪ ،‬العال الذي تتجه جيع أجزائه نو الرق ّي والتكامل‪ ،‬وتتحرك موجوداتُه باستمرار نو‬
‫ل لنه يكون قد‬‫الكمال‪ ،‬أنه عندما ينتقل موجودٌ من عال إل عال آخر فإنه ل يعود إل العال الو ّ‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية‪ ،‬ص ‪ ،70 -21‬والدراية‪ ،‬ص ‪ .103-77‬والامقان‪ ،‬مقباس الداية‪ ،‬ص ‪( .52-33‬وهو ف‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة الثالثة من الدراية للشهيد الثان ف ص ‪.)55-19‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 106‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫استوف جيع مزايا العال الول‪ ،‬وكل ما كان يلكه بالقوة من خصوصيات ذلك العال وصل إل‬
‫الرحلة الفعلية‪ ،‬ومن البديهيّ أن العودة إل العال السابق يستلزم الروج من الفعلية إل القوة وهو‬
‫ل عندما ينتقل النسان بعد طيّه الطوار البتدائية للقته إل عال النسانية‪،‬‬ ‫أمرٌ ما ٌل بداهةً‪ ،‬فمث ً‬
‫وتتحقق فيه جيع مزايا النسان‪ ،‬ل يكننا أبدا أن نتصوّر أنه يعود إل عال اليوان النويّ وسائر‬
‫العوال السابقة‪ ،‬وكذلك عندما ينطلق من هذا العال الفان نو عال روحانّ أرقى وأوسع‪ ،‬فمن‬
‫غي المكن أن يعود من جديد إل حفرة الياة الدنيوية‪ ،‬لنه عندما انتقل إل العال الديد فإنه‬
‫كان قد استوف جيع الراحل الطبيعية للعال الول واستفاد من كل ما كان متناسبا مع أهليته‬
‫واستعداده وقام ببذر كل بذرة بالتناسب مع أهليته ولياقته‪ ،‬وف النهاية فإنه طوى تلك الراحل‬
‫بالطريقة والعمال الت أرادها‪ ،‬وانتقل إل آخر مرحلة من مراحل السفر وإل منل الثبات‬
‫البدي‪ ،‬وهو النل الذي يصده من البذور الت زرعها ف منله الؤقت ف الياة الدنيا‪ ،‬وقد حان‬
‫الوقت الن لظهور آثارها وبروز نتيجتها‪ ،‬ول يعد يوج ُد هنا مكانٌ للنقص والركة ول مكانٌ‬
‫للعمل والسعي والكدّ للوصول للمطلوب بل هو مكانٌ للكمال والفعلية‪ ،‬مكانٌ ل َيعُد فيه لي‬
‫شخص حال ُة انتظار بل هو م ّل وصلت فيه جيع القوى إل فعليتها وجيع الركات إل السكون‪.‬‬
‫ب وأعجوبة الدهر هذا‪ ،‬ويظهر كل ما‬ ‫ففي ذلك النل يُزال الستار عن خفايا أمور النسان الترا ّ‬
‫كان خافيا ومستترا ف أعماق قلبه من مكنوناته بصور متلفة ويصل ف النهاية إل النل الذي هو‬
‫مكانه البدي وموطنه الدائم‪ ،‬لذلك كيف يكن لِـلّهِ الكيم على الطلق أن يُعيد النسان‬
‫القهقرى من جديد إل مراحله الول؟ وكيف يكن للموجود الذي وصل إل الرحلة الفعليّة بكل‬
‫معن الكلمة ونال كماله اللئق باله أن يعود إل مرحلة القوّة ويتنّل إل حالة النقص السابقة؟‬
‫أجل إن هذا البدأ السلّم والسنة اللية بشأن النسان فضلً عن كونا قابلة لن يدركها‬
‫كلّ مسلم مقّق‪ ،‬فإن القرآن الكري أيضا أشار إليها ف عدة مواضع‪ ،‬كقوله تعال‪:‬‬
‫﴿ وََلقَدْ َخَل ْقنَا الِنسَانَ مِ ْن سُلَل ٍة مِ ْن طِيٍ * ثُمّ َجعَ ْلنَاهُ نُ ْط َفةً فِي َقرَا ٍر َمكِيٍ * ثُمّ َخَل ْقنَا‬
‫حمًا ثُمّ أَنشَ ْأنَاهُ خَ ْلقًا آ َخرَ‬‫س ْونَا الْعِظَامَ لَ ْ‬ ‫ض َغةَ عِظَامًا َفكَ َ‬
‫خَل ْقنَا الْ ُم ْ‬
‫ض َغةً فَ َ‬
‫خَلقْنَا اْلعََل َقةَ مُ ْ‬
‫النّ ْط َف َة عََل َقةً فَ َ‬
‫م َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة ُتبْ َعثُونَ ﴾ [الؤمنون‪:‬‬
‫َفَتبَارَكَ اللّهُ أَحْسَ ُن الْخَاِلقِيَ * ثُمّ ِإّنكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَ َمّيتُونَ * ثُمّ ِإّنكُ ْ‬
‫‪.]16-12‬‬
‫فهذه اليات ‪-‬كما نلحظ‪ -‬تبنا عن جيع مراحل تطوّر خلقة النسان وأطوار سيه‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 107‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫التكاملي وهي ف القيقة تتضمن ذلك الصل والناموس الذي ندركه بفطرتنا ووجداننا‪.‬‬
‫بعد أن عرفتَ أن «الرجعة» تالف البدأ والقانون والسنة الارية ف هذا العال‪ ،‬آن الن أن‬
‫تفهم ما هو الصل الذي ارتكز إليه القائلون بالرجعة وجعلهم يصرفون النظر عن ذلك البدأ‬
‫والسنة الارية ف الطبيعة‪ ،‬وما هو البهان والدليل القطعي على ثبوت تلك القضية الخالفة للسنة‬
‫اللية ولنظام عال الطبيعة؟ إذْ من البديهي أنّه ل يكن الروج من مقتضيات مبدأ ثابت وسنة إلية‬
‫مسلّمة دون دليل قطعي‪ ،‬وبعبارة أوضح إذا ل يكن لدينا برهانٌ ودليلٌ علميّ يقول لنا إن مشيئة‬
‫ال ف الورد الفلن مثلً تعلّقت با يالف سنّته الارية بناء على حكمةٍ ومصلح ٍة معيّنةٍ للبشر؛‬
‫ل يكننا أبدا أن نتخلّى عن ذلك الصل وتلك السنة‪ ،‬فمثلً ف قضية ولدة حضرة عيسى بدون‬
‫ص على هذا العن آمنّا به واعتقدناه رغم كونه حسب الظاهر مالفا‬ ‫أب لّا وجدنا القرآ َن ين ّ‬
‫للصل والسنة اللية‪ .‬وكذلك معجزات النبياء الكرام رغم أنا جيعا تالف حسب الظاهر سنن‬
‫الطبيعة وترق قوانينها‪ ،‬إل أنا لّا د ّل القرآن ومموعة من الخبار التواترة على وقوع كثي منها‬
‫فإننا نؤمن با تعبّدا‪ .‬وباختصار‪ ،‬با أننا نلك ف هذه المور الخالفة للصول والسنن اللية أدّلةً‬
‫قطعّيةً كالقرآن الكري أو الب التواتر لذا فإنّنا نتخلّى ف تلك الوارد الحدّدة عن تلك الصول‪،‬‬
‫أما ف كلّ مورد آخر ل نلك بشأنه دليلً قطعيا فل بدّ أن نبقى متمسّكي بكلّ قوّة بتلك الصول‬
‫والنواميس الليّة الارية‪.‬‬
‫بناءً على ما ذُكر ل بدّ من دراسة الدلّة الت يستند إليها القائلون بالرجعة بشكل دقيق لنرى‬
‫هل هي أدّلةٌ قطعّي ٌة تتيحُ لنا أن نصرف النظر عن الصل الثابت والسنّة السلّمة الارية ف الكون أم‬
‫ل؟ لذا سنبحث الن با قالوه أو كتبوه ف هذا الشأن بكل ترّد وإنصاف وف البداية يب أن‬
‫نعرف أولً عدد الدلة الت ذكروها ف هذا الصدد‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫القائلون بالرجعة ل يقيموا على قولم إل دليلً واحدا‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 108‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الدلة الت أقامها الرحوم الجلسي عليه الرحة والخرون رغم أنا حسب الظاهر ثلثة‬
‫أدلة‪( :‬الكتاب والب والجاع)‪ ،‬ولكن نظرا إل أنم إنا يستدلّون باليات استنادا للروايات‪،‬‬
‫صةً ف هذا الوضوع حيث تسّكوا بعدّة آيات فُسّرت بواسطة بعض الروايات النسوبة للئمّة‪،‬‬
‫خا ّ‬
‫كما أنّ الجاع النقول شُعبةٌ من شعب خب الحاد وباصطلح علماء الصول هو خبُ واحدٍ‬
‫ل واحدا أل وهو‬
‫ُلبّـيّ؛ لذا يكننا القول‪ :‬إن القائلي بالرجعة ل يلكون ف الواقع إل دلي ً‬
‫(الخبار والروايات) فحسب‪ ،‬ولكن رغم ذلك سنتماشى معهم ونعال كل واحد من أدلتهم‬
‫ل مستقلً فندرسه ونحّصه‪:‬‬
‫بوصفه دلي ً‬
‫أمّا الخبار‪ ،‬فيجمعها الخبار الت نقلها الرحوم الجلسي ف الجلد الثالث عشر من «بار‬
‫النوار»(‪ )1‬وعددها (‪ )198‬رواية فسنستعرضها عن قريب ونحّصها‪ ،‬ولكن قبل ذلك نقول من‬
‫الن أنه ينبغي أن نعرف هل هذه الخبار أخبار آحاد أم متواترة‪ ،‬وعلى فرض تواترها هل هي‬
‫متواترة تواترا لفظيا أم معنويا‪ ،‬وإن كانت أخبار آحاد فهل هي صحيحة أم ضعيفة؟‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أخبار الرجعة ليست متواترة ل لفظيا ول معنويا‬


‫كما ستلحظون بعد عدّة صفحات ل يوجد ف موضوع «الرجعة» أيّ خ ٍب متواترٍ لفظا‪،‬‬
‫والذين نقلوا أخبار الرجعة عن العصوم ‪-‬حسب الظاهر‪ -‬نقلوها بألفاظ متلفة وجل متنوعة‪ ،‬كلّ‬
‫ما ف المر أنّ ثّة شبهة ‪-‬كما يُسمع كثيا ف مثل هذه الوارد‪ -‬أن تكون تلك الخبا ُر متواترةً‬
‫معنويا‪ ،‬لذا أرى من اللزم رفعا لذه الشبهة أن أذكّر من جديد بشروط تقّق التواتر العنوي ف‬
‫الب وموارد وقوعه‪:‬‬
‫الب التواتر معنويّا عبارة عن مموعة من أخبار الحاد تدلّ جيعا‪ ،‬سواء على نو التضمّن‬

‫() هذا ف الطبعة الجرية القدية للبحار‪ ،‬أما ف طبعة بيوت الحدث (نشر مؤسّسة الوفاء‪ ،‬عام ‪1404‬هـ) ذات ال‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 110‬ملدات‪ ،‬فأحاديث الرجعة تقع ف الجلّد (‪ )53‬منها‪ ،‬وقد أشرتُ ف الاشية إل رقم كل حديث ورقم صفحته‬
‫ف هذه الطبعة البيوتية النتشرة ليسهل على من أراد الرجوع إليها‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 109‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أم اللتزام‪ ،‬على موضوع واحد‪ ،‬ولكن يب أن يصل عدد رواة مموع تلك الخبار ف كل‬
‫الطبقات إل ح ّد التواتر‪ ،‬أي يشكّلوا جاعة من الناس تيل العادة تواطؤهم على الكذب‪ ،‬بيث لو‬
‫ل يصل عددهم ف كل طبقة من الطبقات إل هذا الدّ ل يكننا القول بأن هذا الب متواتر‪.‬‬
‫وتقّق هذا القسم من التواتر ‪-‬كما ذكرنا قبل عدة صفحات نقلً عن الرحوم الشهيد الثان‬
‫وعبد الصمد المدان والامقان‪ -‬أكثره ف أصول الشرائع كوجوب الصلة والزكاة والج وسائر‬
‫السائل العلومة من الدين بالضرورة‪.‬‬
‫فإذا عرفت معن التواتر العنوي عندئذ على الشخص الذي يدّعي هذا التواتر العنوي ف‬
‫أخبار الرجعة أن يُثبت بشكل واضح أن جيع رواة تلك الروايات الت يصل ك ّل منها إل المام‬
‫عب خسة إل عشرة رواة‪ ،‬هم ف كل طبقة من طبقاتم المسة أو العشرة بالغون ف عددهم حدّ‬
‫التواتر‪ ،‬أي يشكلون جاعة تيل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫إن مموع روايات الرجعة كما قلنا (‪ )198‬رواية وكلها ‪-‬كما سيتبي ف الصفحات‬
‫التية‪ -‬باستثناء ستة منها الت هي اصطلحا ف رتبة الديث السن‪ -‬أحاديث ضعيفة كما يلي‪:‬‬
‫(‪ )79‬رواية‪ ،‬ف سندها أشخاص غلة‬
‫(‪ )15‬رواية ف سندها أشخاص ضعّفهم علماء الرجال لفساد عقيدتم‬
‫(‪ )46‬رواية سقط رواتا بشكل كامل فهي من قبيل الديث الرسل اصطلحا‬
‫(‪ )35‬رواية حال رواتا مهولٌ أي ل علم لنا بقيقة عقيدتم الدينية‬
‫(‪ )17‬رواية رواتُها مهولون أي ل ذكر لسائهم ف كتب الرجال‬
‫والن أسألك أيها القارئ النصف هل يكننا أن نكم بتواتر مثل تلك الخبار الت أكثر من‬
‫ثلثيها «مرسل» و«مهمل» و«مهول»(‪ )1‬وبقية رواتا من الغلة؟ هل يكن لنسان عاقل أن يكم‬
‫بثل ذلك الكم استنادا إل منقولت عدد من الشخاص كانوا يعيشون قبل ألف عام معظمهم‬

‫() لجل توضيح ما ذكرناه هنا كي ل يصل سوء تفاهم لدى القرّاء‪ ،‬أرى من اللزم أن أوضح نقطة هي أن الـ(‪)72‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواية الت ينتهي سندها إل «غلة»‪ 9 :‬منها سقط بعض رجال سندها فهي من قبيل الرسل‪ ،‬و ‪ 18‬منها بعض رواتا‬
‫أشخاص مهولو الال‪ ،‬و ‪ 9‬منها ينتهي سندها إل أشخاص مهملي‪ ،‬ولذا كتبتُ أن أكثر من ثلثي روايات «الرجعة»‪:‬‬
‫مرسلة ومهولة ومهملة‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 110‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من مهول الال؟ خاصة عندما يتعلّق المر بوضوع كان هناك منذ زمن خلفة عليّ أمي الؤمني‬
‫وحت عهد قريب ‪-‬كما قلنا‪ -‬دواعٍ كثيةٌ للقول به وانتشاره بي عامة الناس؟!‬
‫أجل بل أدن شبهة ل يكن تقّق التواتر بثل هذه الخبار لنه من الحتمل جدا أن يكون‬
‫الرواة الساقطون من السند ف الروايات الرسلة‪ ،‬وكذلك الرواة الجهولون‪ ،‬أن يكونوا من‬
‫«الغُلة» الذين تواطؤوا مع بعضهم على إشاعة مثل تلك الخبار‪ ،‬لسيما أننا بيّنا فيما سبق أن‬
‫«الرّجْعة» كانت من بدع الغلة وأسس مذهبهم لذا ل عجب أن يضعوا أحاديث لنشرها وتثبيتها‬
‫وينسبوها إل الئمة عليهم السلم‪ ،‬والذي ُيقَوّي هذا الحتمال تاما بل قد يوصله إل درجة‬
‫القطع واليقي هو تلك الـ(‪ )79‬رواية الت ينتهي سندها إل «الغُلة» بل إل بعض رؤوسهم‪،‬‬
‫فمع هذا الحتمال القوي هل يكن أن نكم بأ ّن رواة هذه الخبار ف تام طبقاتم يشكلون‬
‫جاعة تيل العادة تواطؤهم على الكذب؟؟‪.‬‬
‫علوة على ذلك فإنه من الحتمل أن يكون ف الروايات الرسلة شخص واحد بعينه سقط‬
‫من جيع السانيد أي أن تنتهي جيع الطرق الختلفة إل هذا الراوي وبالتال يكون الديث ف‬
‫الواقع حديث آحاد فرد‪ .‬وبالنسبة إل بقية الروايات ذات السند الكامل فإنا إذا حُذف منها الرواة‬
‫الشتركون تؤول إل اثنت عشرة رواية فقط‪ ،‬وبالتال فإنّ جيع الروايات الـ(‪ )198‬تقريبا لا‬
‫حكم (‪ )13‬رواية فقط‪ ،‬فهل يكن ادعاء التواتر بـ(‪ )13‬رواية معظم أسانيدها تنتهي إل‬
‫«الغُلة»؟‬
‫إضافة إل ما ذُكر‪ ،‬فإن تلك الروايات الت تقول إن السي بن عل ّي عليهما السلم سوف‬
‫يكم بعد حضرة الهدي (ع) مدة مديدة أو أربعي ألف سنة وأن أمي الؤمني وسائر الئمة‬
‫عليهم السلم ك ّل منهم سيحكم م ّدةً عند الرجعة‪ ،‬تُعارض الروايات الصحيحة الت تقول إنه بعد‬
‫‪ 40‬يوما من رحلة حضرة القائم (ع) ستقوم القيامة وبعد دولة الهدي لن تقوم دولةٌ لحد‪ ،‬ولن‬
‫يكون هناك خي وسعادة ف الياة لحد‪ ،‬ومعظم هذه الروايات رواها الشيخ الصدوق ابن بابويه‬
‫القمي ف كتابه «إكمال الدين» والشيخ «مي ممد باقر داماد» ف كتابه «شرعة التسمية» و«مي‬
‫لوحي» ف كتابه «الربعي» و«الافظ أبو نعيم أحد بن عبد ال الصفهان» ف كتاب‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 111‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«الربعي» وقد ذكرها جيعا صاحب «كشف الغمّة ف معرفة الئمة»(‪ )1‬ولكن بذف‬
‫السانيد(‪.)2‬‬
‫ولذلك يقول الرحوم «الشيخ الفيد» ف ناية كتابه «الرشاد» بشكل واضح‪:‬‬
‫[و ليس بعد دولة القائم (ع) لحد دولةٌ إل ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء ال‬
‫ذلك‪ ،‬ول ترد به على القطع والثبات‪ ،‬وأكثر الروايات أنه لن يضي مهدي هذه المة (ع) إل قبل‬
‫القيامة بأربعي يوما يكون فيها الرج وعلمات خروج الموات وقيام الساعة للحساب والزاء‪.‬‬
‫وال أعلم](‪.)3‬‬
‫فالاصل أن هذه الخبار لا كانت معارضة للروايات الصحيحة الواردة حول حضرة القائم‪،‬‬
‫ولا كانت أضعف سندا من أن تلك القدرة على مقاومة تلك الروايات الصحيحة لذا ل بد من‬
‫طرحها جيعا وبالتال فكيف يكن أن يتحقّق التواتر بواسطة مثل هذه الخبار؟‬
‫وبعزل عن كل ما سبق‪ ،‬لنفرض أن جيع روايات «ال ّرجْعة» هذه «صحيحة» و«مسندة»‬
‫فل يكننا مع ذلك أن نثبت تواترها‪ ،‬لن إحرا َز التواتر‪ ،‬خاصة ف مثل هذه الوضوعات التعلّقة‬
‫بالعقيدة والت كانت هناك دواعٍ كثية لنتشارها‪ ،‬أم ٌر ف غاية العسر بل يقترب من الحال؛ ولذا‬
‫فقد صرّح الرحوم الشيخ مرتضى النصاري رغم كل ما كان يتمتّع به من علم ومعرف ٍة بالديث‬
‫والروايات بأن الخبار التواترة نادرةٌ جدا ف شريعة السلم‪.‬‬
‫وكما قلنا فقد قال الرحوم الشهيد الثان ف كتابه «البداية»‪:‬‬
‫[والتواتر يتحقق ف أصول الشرايع كوجوب الصلة اليومية وأعداد ركعاتا والزكاة‬
‫والج‪ ....‬وقيل (والقائل هو أبو الصلح)‪ :‬مَن سأل عن إبراز مثالٍ لذلك (أي للحديث التواتر)‬
‫أعياه طلبه](‪.)4‬‬
‫ففي مثل هذا الوضع كيف يتسنّى أن نثبت وصولَ جيع رواة تلك الخبار ‪-‬الت ينتهي كلّ‬

‫() وهو الشيخ والشاعر باء الدين علي بن عيسى الربلي (‪692‬هـ)‪( .‬الترجم)‬ ‫‪1‬‬

‫() كتاب «الربعي» لـ«مي لوحي» ل يُطبع وهو مطوط توجد منه نسخة ف مكتبة الرحوم الاج الشيخ فضل ال‬ ‫‪2‬‬

‫نوري‪.‬‬
‫() الشيخ الفيد‪ ،‬الرشاد‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.387‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشهيد الثان‪ ،‬البداية‪ ،‬ص ‪ (15‬وف طبعة النجف ف ص ‪15‬أيضا)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 112‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫منها إل المام بواسطة عشرة وسائط‪ -‬إل ح ّد التواتر ف كل طبقة من طبقاتم؟‬


‫من هنا واستنادا إل جيع ما ذكرناه يتضح أن الروايات الواردة حول «الرّجْعة» ليست‬
‫متواترةً لفظا ول متواتر ًة معنويا‪ ،‬بل جيعها من نط أخبار الحاد‪ ،‬كما يقرّ بذلك الرحوم السيد‬
‫الرتضى ‪-‬طبقا لا ينقله عنه الرحوم الجلسي ف «بار النوار» (ج ‪/13‬ص ‪ )1()235‬حيث‬
‫يقول‪:‬‬
‫[وقال السيد الشريف الرتضى رضي ال عنه وحشره مع آبائه الطاهرين ف أجوبة السائل‬
‫الت وردت عليه من بلد الري حيث سألوا عن حقيقة الرجعة لن شذاذ المامية يذهبون إل أن‬
‫الرجعة رجوع دولتهم ف أيام القائم (ع) من دون رجوع أجسامهم‪( ....‬فقال) الواب‪...:‬‬
‫‪ ...‬فأمّا من تأوّل الرجعة ف أصحابنا على أن معناها رجوع الدولة والمر والنهي من دون‬
‫رجوع الشخاص وإحياء الموات فإن قوما من الشيعة لا عجزوا عن نصرة الرجعة وبيان جوازها‬
‫وأنا تناف التكليف عوّلوا على هذا التأويل للخبار الواردة بالرجعة‪ .‬وهذا منهم غي صحيح لن‬
‫الرجعة ل تثبت بظواهر الخبار النقولة فيطرق التأويلت عليها‪ - ،‬فكيف يثبت ما هو مقطوع‬
‫على صحته بأخبار الحاد الت ل توجب العلم؟‪ -‬وإنا العول ف إثبات الرجعة على إجاع‬
‫المامية‪ ...‬انتهى]‪.‬‬
‫فإذا علمت أن أخبار «ال ّرجْعة» أخبار آحاد حان الوقت لتعلم من أي قسم من أقسام خب‬
‫الواحد هي‪ :‬هل هي أخبارٌ صحيحةٌ أم ضعيفةٌ أم موثّقةٌ أم حسنةٌ؟‪.‬‬
‫و لكي نيب على هذا السؤال على نو التفصيل ومن خلل ذلك نؤيد ما قاله علماء اللل‬
‫والنحل حول «ال ّرجْعَة» ‪-‬كما ذكرناه ف الصفحات الاضية‪ -‬سنقوم بنقل جيع هذه الخبار‬
‫ونترجم لرواتا‪ ،‬ونأمل أن يستفيد القرّاء أشياء ل نستطع أن نذكرها بوضوح هنا من خلل‬
‫مندرجات هذه الروايات‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫() وهو ف ج ‪ /53‬ص ‪ 139‬من الطبعة الديدة لبحار النوار‪ ،‬بيوت‪ :‬مؤسسة الوفاء‪1404 ،‬هـ‪ .‬وقد اختصر‬ ‫‪1‬‬

‫الؤلف القتباس من الصدر فوسعته قليلً ليتضح سياقه أكثر‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 113‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫تحيص روايات الرجعة الت نقلها الرحوم الجلسي ف «بار النوار»‬


‫‪ُ [ -1‬منْتَخَب البصائر](‪ :)1‬سعد عن ابن عيسى وابن أب الطاب عن البزنطي عن حاد بن‬
‫عثمان عن ممد بن مسلم قال سعت «حران بن أعي» و«أبا الطّاب» يدّثان جيعا ‪-‬قبل أن‬
‫ث «أبو الطّاب» ما أحدث ‪ -‬أنما سعا أبا عبد ال عليه السلم يقول‪[ :‬أوّل من تنشقّ‬
‫يُحْدِ َ‬
‫الرض عنه ويرجع إل الدنيا السي بن علي عليه السلم وإن الرجعة ليست بعامّة وهي خاصّة ل‬
‫يرجع إل من مض اليان مضا أو مض الشرك مضا](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أبو الطّاب»‪ :‬هو باتّفاق جيع علماء الرّجال‪ ،‬مؤسّس أحد أهم فرق‬
‫«الغُلة» وهي فرقة «الطّابيّة»‪ ،‬وهو وضّاعٌ للحديث‪ ،‬وقد ذمّ ُه الئمّة الطهار ولعنوه(‪.)3‬‬
‫و«حران بن أعي»‪ :‬ذكر الرحوم الامَقَا ّ‬
‫ن أن الشهيد الثان وصاحب الدارك ض ّعفُوا رواياته‬
‫كّليّا(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)(‪.)5‬‬
‫ك فيه‬
‫‪ُ [ -2‬منْتَخَب البصائر]‪ :‬بذا السناد عن حاد عن بكي بن أعي قال قال ل من ل أش ّ‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّ َم وعليّا سيجعان](‪.)6‬‬
‫‪-‬يعن أبا جعفر عليه السلم ‪[ :-‬إن رسول ال صَلّى ا ُ‬
‫() «منتخب البصائر» أحد الصادر الرئيسة الت نقل الجلسي منها أحاديث الرجعة‪ ،‬حيث أورد منه أكثر من ‪60‬‬ ‫‪1‬‬

‫حديثا‪ ،‬وهو للشيخ «السن بن سليمان بن ممد اللي» تلميذ الشهيد الول صاحب كتاب «الحتضر» وكتاب‬
‫«الرجعة» (كان حيا سنة ‪ 802‬هـ)‪ ،‬ذكروا أنه انتخبه من كتاب «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد ال بن أب خلف‬
‫الشعري القمّي (التوف ‪ 301‬أو ‪299‬هـ)‪ِ ،‬علْما أن كتاب الشعري هذا قد ُف ِقدَ ول يوجد اليوم إل منتخبه الشار‬
‫إليه‪ ،‬بل حت هذا النتخب ل يعد له وجود ولول ما نقله الجلسي عنه لا سعنا به‪( .‬انظر ترجته ف‪ :‬السيد مسن المي‬
‫العاملي‪ ،‬أعيان الشيعة‪ ،‬ج ‪/ 5‬ص ‪( .)106‬الترجم)‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬طبعة بيوت‪ :‬مؤسسة الوفاء‪1404 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.189‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.371‬‬ ‫‪4‬‬

‫() ينبغي الشارة إل أن مقصود الؤلف من كلمة (ضعيف) ليس العن الشهور ف مصطلح الديث لدى أهل السنة‪ ،‬بل‬ ‫‪5‬‬

‫مقصوده من الضعيف ما هو مقابل للحديث القبول‪ ،‬فالضعيف هنا معناه‪ :‬الردود الذي ل يص ّح صدوره بل هو ساقط‬
‫من العتبار ل يُعتمد عليه‪ ،‬كما سيظهر من كلمه ذاته‪( .‬الترجم)‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.39‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 114‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬روا ُة هذا الديث وثّقهم معظم علماء الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫‪ُ [ -3‬منْتَخَب البصائر]‪ :‬بذا السناد عن حاد عن «الفضيل» عن أب جعفر عليه السلم‬
‫قال‪[ :‬ل تقولوا البت والطاغوت ول تقولوا الرجعة فإن قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) قد كان يتألّف الناس بالائة ألف‬
‫فقولوا أما اليوم فل نقول!‪ ،‬فإن رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫درهم ليكفّوا عنه فل تتألّفونم بالكلم](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬الفضيل» مهولٌ‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -4‬منْتَخَب البصائر]‪ :‬بذا السناد عن حاد عن زرارة قال سألت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫عن هذه المور العظام من الرجعة وأشباهها فقال‪[ :‬إن هذا الذي تسألون عنه ل يئ أوانه‪ ،‬وقد‬
‫قال ال عزّ وجلّ‪ ﴿ :‬بَلْ كَ ّذبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا ِبعِلْمِهِ ولَمّا يَ ْأِتهِ ْم َتأْوِيلُهُ ﴾ (‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬روا ُة هذا الديث ُموَثّقون لدى علماء الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫‪ُ [ -5‬منْتَخَب البصائر]‪ :‬سعد عن ابن يزيد وابن أب الطاب و«اليقطين» وإبراهيم بن ممد‬
‫جيعا عن ابن أب عمي عن ابن أذينة عن ممد بن الطيار [عن أب عبد ال عليه السلم ف قول ال‬
‫عز وجل‪َ ﴿ :‬وَي ْومَ َنحْشُ ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجًا ﴾ [النمل‪ ]83:‬فقال‪ :‬ليس أحد من الؤمني قتل إل‬
‫سيجع حت يوت ول أحد من الؤمني مات إل سيجع حت يقتل](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى اليقطين» ضعّف الرحو ُم الشيخ الطوسي ف كتابيه‬
‫ختَلَف» والشهيد الثان ف‬
‫«الرجال» و«الفهرس» والحقّق ف «ا ُل ْعتَبَر» والعلّامة الِّل ّي ف «الُ ْ‬
‫«روض النان»‪ ،‬والفاضل القداد ف «التنقيح» وابن طاوس وصاحب الدارك وصاحب الذخية‪،‬‬
‫جي َع رواياته واعتَ َبهُ بعضُهم غاليا‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.40-39‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.40‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.40‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 115‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬


‫‪ُ [ -6‬منْتَخَب البصائر]‪ :‬سعد عن ابن عيسى عن الهوازي عن حاد بن عيسى عن «السي‬
‫بن الختار» عن أب بصي قال قال ل أبو جعفر عليه السلم‪[ :‬ينكر أهل العراق الرجعة؟! قلت‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬أما يقرؤون القرآن‪َ ﴿ :‬وَي ْومَ َنحْشُ ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجًا ﴾ [النمل‪]]83:‬؟(‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السي بن متار» ضعّف الرحو ُم الشيخ والعلم ُة والحقّقُ ف «ا ُل ْعتَبَر»‬
‫والشي ُخ البهائي ف كتاب «مشرق الشمسي» جي َع رواياته واعتبوه «واقفيّا»‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬لقد استُدِلّ ف الروايتي (‪ )5‬و(‪- )6‬الذين أثبتنا ضعفهما‪ -‬بذه الية الت يعتبها‬
‫القائلون بالرجعة من أقوى أدلتهم؛ لذا أرى من الضروري أن أذكر شرحا مملً لذه الية‬
‫يكشف حقيقة معناها ويبي خطأ الستدلي با على «الرّ ْجعَة» فأقول‪ :‬لو تأملنا مت الرواية‬
‫الذكورة أعله بدقة لرأينا أن ما يطرحه راويها من استناد المام إليها للستدلل على الرجعة إنا‬
‫يعتمد ف الواقع على أن «مفهوم» الية أي قوله تعال‪َ ﴿ :‬وَيوْ َم نَحْ ُ‬
‫ش ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َف ْوجًا مِمّنْ‬
‫ب بِآيَاِتنَا َفهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل‪ ،]83:‬يعارض «منطوق» قوله تعال‪ ﴿ :‬وَحَشَ ْرنَاهُمْ َفلَ ْم ُنغَادِرْ‬
‫يُكَذّ ُ‬
‫ِمنْهُمْ أَ َحدًا ﴾ [الكهف‪ ،]47:‬لذا فل بد من حل الية الول على «الرّ ْجعَة» رفعا للتعارض‪.‬‬
‫ول يفى على أهل العلم أن «الوَصْف» ل يكون له مفهومٌ إل إذا كانت علّة ثبوت الكم‬
‫ي مفهومٍ أبدا؛ مثلً إذا قل َ‬
‫ت‬ ‫منحصرةً ف موضوع هذا الوصف‪ ،‬وإل فل يكون للوصف أ ّ‬
‫ف اليومَ العلماءَ‪ ،‬فإذا ل تكن علة استضافتك هي صفة العلم ف العلماء فل يكون‬
‫سأستضي ُ‬
‫ي مفهومِ مالفةٍ‪ ،‬أي ل تدل أبدا على أنك لن تستضيف أطيافا أخرى من الناس غي‬ ‫لملتك أ ّ‬
‫العلماء‪ .‬وبناء على ذلك لو كان للية مفهومٌ لكان وصف «التكذيب» علة منحصرة لثبوت‬
‫الشر أي «الرّ ْجعَة»‪ ،‬ففي تلك الصورة ل ينبغي على الئمة والسعداء أن يرجعوا‪ ،‬على عكس‬
‫عقيدة الرجعة الت أساسها وقاعدتا رجعة الئمة والشخاص السعداء؛ وإضافة إل ذلك إذا كان‬
‫﴾‬ ‫لـ«الوصف» ف تلك الية مفهومٌ‪ ،‬فيجب أن يكون لية‪َ ﴿ :‬وَي ْومَ َنْب َعثُ مِنْ كُلّ ُأ ّم ٍة َشهِيدًا‬
‫[النحل‪ ،]84:‬الت تتحدّث بل أي شبهة عن يوم القيامة‪ ،‬مفهومٌ أيضا‪ ،‬وبالتال يب أن نقول إن‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 116‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫البعث ف القيامة خاصّ بالشهداء أي النبياء مع أنه ل يكن لعاقل أن يلتزم بثل هذا العن‪ ،‬اللهم‬
‫إل أن يمل القائلون بالرجعة هذه الية أيضا على الرجعة؛ وليس هذا ببعيد عنهم‪ ،‬لننا نراهم‬
‫كلما صادفوا ف القرآن كلمة‪« :‬حشر» و«بعث» و«آخرة»‪ ،‬وباختصار كلما صادفوا كلمةً تعود‬
‫إل القيامة فإنم يؤوّلونا بالرجعة!‪.‬‬
‫وثانيا لو فرضنا ‪-‬فرض مال‪ -‬أن للوصف ف الية الذكورة مفهومٌ‪ ،‬فإنه ما ل شبهة فيه أنّه‬
‫ل يكن لـ«مفهوم» جُ ْمَلةٍ‪ ،‬خاصة الفهوم الخالف‪ ،‬أن يقوى على معارضة «منطوق» جلةٍ‬
‫أخرى أبدا‪ ،‬حت يتاج النسان إل رفع التعارض‪ ،‬فعُِلمَ أن الستدلل بذه الية ف خصوص‬
‫«الرّ ْجعَة» خطأ مض ول أساس له من الصحة‪ ،‬ومن هنا نفهم أيضا أن الروايات الت استُدِ ّل فيها‬
‫بذه الية على «ال ّرجْعَة» موضوعةٌ ومتلقةٌ‪ ،‬لن مثل هذه الغالطة والستدلل الاطئ ل يليق‬
‫بالقام الشامخ لضرة المام «جعفر بن ممد» بل ل يليق حت بقام شخص عادي!‬
‫وبعزل عن كل ما ذكر لو فرضنا أن هذه الية نزلت بشأن الرجعة فإن أقصى ما يُستفاد‬
‫منها هو رجوع الشقياء والكذبي فقط‪ ،‬فكيف يب ال عن رجوع الكذّبي ولكنه يسكت تاما‬
‫عن رجوع الئمّة والسعداء ول يأت بذكر لكومة السي مدة (‪ )44‬ألف عام ورسالة النب‬
‫الكرم ومقتل الشيطان الفلن‪...‬ال!‬
‫ت أنّ هذه الية ل علقة لا بالرجعة ل من قريب ول من بعيد‪ ،‬نأت الن إل‬ ‫إذا علم َ‬
‫تفسيها مراعي الختصار فنقول‪ :‬إن أفضل طريقة لتفسي القرآن هي القرآن نفسه طبقا لقاعدة‬
‫(القرآن يفسّر بعضه بعضا) فما يُستفاد بوضوح من قوله تعال‪ ﴿ :‬وَ َجنّاتٍ أَْلفَافًا * إِ ّن َي ْومَ اْل َفصْلِ‬
‫كَانَ مِيقَاتًا * َيوْ َم يُنفَخُ فِي الصّورِ َفَت ْأتُونَ أَ ْفوَاجًا ﴾ [النبأ‪ ،]18-16:‬هو أن أفراد البشر سيحشرون‬
‫يوم اليقات والقيامة‪ ،‬بعد النفخ ف الصور‪ ،‬فوجا فوجا وجاعة جاعة‪ ،‬والية‪:‬‬
‫ج َسأََلهُمْ َخ َزَنتُهَا أَلَ ْم َي ْأتِكُ ْم نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ‬
‫﴿ َتكَا ُد تَ َميّ ُز مِ َن اْل َغيْظِ كُلّمَا أُْل ِقيَ فِيهَا َفوْ ٌ‬
‫جَا َءنَا نَذِيرٌ َفكَ ّذْبنَا وَقُ ْلنَا مَا نَزّلَ اللّ ُه مِ ْن َشيْءٍ ﴾ [اللك‪.]9-8:‬‬
‫تعل الكذبي بكل وضوح فوجا وجاعة خاصة‪ ،‬فانطلقا من مفاد اليتي الذكورتي‬
‫يتضح بشكل كامل أن آية‪:‬‬
‫ب بِآيَاِتنَا َفهُ ْم يُو َزعُونَ ﴾ [النمل‪ ،]83:‬إنا تبي‬
‫﴿ َوَي ْومَ َنحْشُ ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجًا مِمّ ْن يُكَذّ ُ‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 117‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كيفية حشر أفواج الكذبي يوم القيامة ول علقة لا بالرجعة‪.‬‬


‫وبعبارة أخرى فإن آية‪َ ﴿ :‬ي ْومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ َفَتأْتُونَ أَ ْفوَاجًا ﴾ [النبأ‪ ،]18:‬تبنا من جهة‬
‫أن الناس سيحشرون يوم القيامة فوجا فوجا‪ ،‬ومن الطرف الخر فإن آية ﴿ كُلّمَا أُْل ِقيَ فِيهَا‬
‫َفوْجٌ ﴾ [اللك‪ ]8:‬تقول بصراحة إن الكذبي فوج مصوص‪ ،‬فمن ملحظة اليتي مع بعضهما يتبي‬
‫ش ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َف ْوجًا ﴾ [النمل‪ ]83:‬إنا تعود إل القيامة وتب عن‬ ‫بكل وضوح أن آية‪َ ﴿ :‬وَيوْ َم نَحْ ُ‬
‫كيفية حشر الكذبي‪.‬‬
‫‪ُ [ -7‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن عبد ال بن الغية عمن حدثه عن‬
‫«جابر بن يزيد» عن أب جعفر عليه السلم قال‪ُ [ :‬سئِلَ عن قول ال عزّ وجلّ ﴿ وَلئِنْ ُقتِ ْلتُمْ فِي‬
‫َسبِيلِ الِ َأ ْو ُمتّمْ ﴾ فقال‪ :‬يا جابر! أتدري ما سبيل ال؟ قلت‪ :‬ل وال إل إذا سعت منك! فقال‪:‬‬
‫القتل ف سبيل عليّ عليه السلم وذرّيتِهِ‪ ،‬فمن ُقتِل ف وليته ُقتِل ف سبيل ال! وليس أح ٌد يؤمن‬
‫بذه الية إل وله قتل ٌة وميتةٌ‪ ،‬إنّه من ُقتِل ُينْشَر حت يوت ومن مات يُنْشَر حت ُي ْقتَل!](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬جابر بن يزيد العفي» قال عنه النجاشي‪[ :‬روى عنه جاعةٌ غُ ِم َز فيهم‬
‫ض ّعفُوا‪ ،‬منهم‪ :‬عمرو بن شر‪ ،‬ومفضل بن صال‪ ،‬ومنخل بن جيل‪ ،‬ويوسف بن يعقوب‪ .‬وكان‬
‫وُ‬
‫ف نفسه متلطا‪ ...‬وق ّل ما يورد عنه شيءٌ ف اللل والرام](‪.)2‬‬
‫واعتبه الفاضل الزائري من «الضعفاء» غي مقبول الرواية‪.‬‬
‫وعلّق الشهيد الثان على قول العلمة ف «اللصة» بشأن روايات جابر العفي‪[ :‬وأرى‬
‫الترك لا روى هؤلء عنه‪ ،‬والتوقّف ف الباقي إل ما خرج شاهدا]‪ ،‬فقال‪[ :‬التوقّف ف ما رواه‬
‫الضعفاء عن جابر ل مل له بل الواجب ردها جيعا‪ ،‬والجدر بالصنف ‪ -‬أي العلمة ‪ -‬أن‬
‫يتوقف بالروايات الت رواها جابر نفسه لن الناس اختلفوا فيه مدحه وذمه‪ ،‬هذا إنْ ل ُنقَدّم قولَ‬
‫الارح]‪.‬‬
‫أي أما إذا قلنا بأن قول الارح مقدمٌ على قول العدّل ‪ -‬كما هو رأي الشهيد الثان ذاته‬
‫وقول كثي من العلماء كما أوضحناه سابقا ‪ ،-‬فينبغي عندئذ طرح جيع روايات جابر لعفي‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.41-40‬‬ ‫‪1‬‬

‫() النجاشي (‪ 450‬هـ) ‪ ،‬رجال النجاشي‪ ،‬ط ‪ ،5‬قم‪ :‬مؤسسة النشر السلمي التابعة لماعة الدرسي‪ 1416 ،‬هـ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.12‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 118‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وقال ابن الغضائري‪[ :‬إن جابر بن يزيد العفي الكوف ثقة ف نفسه‪ ،‬ولكنّ جُلّ من روى‬
‫عنه ضعيفٌ](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬تذكرتُ هنا نقطةً ل بد من بيانا‪ :‬وهي أن بعض معاصرينا يقول ‪ -‬خلل سعيه‬
‫لقامة الدلة على إثبات «ال ّرجْ َعةِ»‪ :-‬لا ردّ علماء أهل السنة والماعة روايات جابر العفي‬
‫لقوله بالرجعة دلّ ذلك على أن «الرّ ْج َعةَ» كانت من القوال الاصة بالشيعة الت امتازوا با عن‬
‫غيهم‪ .‬فأقول‪ :‬إن هذا الدعاء خطأ كبي لن الذين طعنوا ف «جابر العفي» من أهل السنّة‬
‫وردّوا رواياته ل يكونوا يعتبونه من الشيعة المامية الثن عشرية بل كانوا جيعا يعتبونه ‪-‬بسبب‬
‫قوله بالرجعة‪ -‬من الغلة أي «السبئية» أتباع «عبد ال بن سبأ»‪ ،‬وللتأكّد من ذلك يكن للقارئ‬
‫أن يرجع إل ترجة «جابر العفي» ف كتاب «تنقيح القال»‪/‬الزء الول‪ ،‬لكي يتضح له أن‬
‫«الرّ ْجعَة» كانت من عقائد الغلة وخصائصهم ل من عقائد المامية الثن عشرية‪.‬‬
‫‪ - 8‬وروى «العياشيّ» الرواية ذاتا ف تفسيه وف سندها «جابر» و«ابن الغية» أيضا‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬انظر ترجة رواة الرواية السابقة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -9‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن السي بن عمر بن يزيد عن‬
‫عمر بن أبان عن ابن بكي عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬كأن بمران بن أعي وميسر بن‬
‫عبد العزيز يبطان الناس بأسيافهما بي الصفا والروة](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السي بن عمران بن يزيد» إماميّ ولكنّ حالَه مهولٌ‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -10‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن ممد بن سنان عن ابن مسكان عن فيض‬
‫ل مِيثاقَ‬
‫بن أب شيبة قال‪[ :‬سعت أبا عبد ال عليه السلم يقول وتل هذه الية ﴿ وإِذْ أَ َخذَ ا ُ‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.204 - 201‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ .40‬وهو الديث رقم ‪ 7‬ف الطبعة الديدة‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 119‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ولينصُ ُرنّ عليّا أميَ الؤمني عليه‬


‫الّنِبيّيَ‪ ..‬الية ﴾ قال ليؤمنُنّ برسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫السلم! قلتُ‪ :‬ولينصر ّن أمي الؤمني؟! قال عليه السلم‪ :‬نعم وال من لدن آدم فهلم جرّا فلم‬
‫يبعث ال نبيا ول رسولً إل ردّ جيعهم إل الدنيا حت يقاتلوا بي يدي علي بن أب طالب أمي‬
‫الؤمني عليه السلم!](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» اعتبه الرحوم الشيخ الطوسي والنجاشي والفيد والحقّق‬
‫ختَلَف» والشهيد الثان وكثي من علماء الرجال والفقهاء‬
‫ف «الُ ْعَتبَر» والعلّامة الِّليّ ف «الُ ْ‬
‫الكبار‪ ،‬غاليا ومن الضعفاء‪ .‬قال عنه النجاشي ف رجاله (ص ‪[ :)328‬وهو (أي ممد بن سنان)‬
‫رجلٌ ضعيفٌ جدا ل يُعوّل عليه ول يُلتفت إل ما تفرّد به‪ ،‬وقد ذكر أبو عمرو ف رجاله‪ ..:‬قال‬
‫أبو ممد الفضل بن شاذان‪ :‬ل أحل لكم أن ترووا أحاديث ممد بن سنان]‪.‬‬
‫وقال العلمة اللي ف «خلصة القوال» (ص ‪[ :)394‬وقد اختلف علماؤنا ف شأنه‪،‬‬
‫فالشيخ الفيد رحه ال قال‪ :‬إنه ثقة‪ ،‬وأما الشيخ الطوسي رحه ال فإنه ضعّفه‪ ،‬وكذا قال‬
‫النجاشي‪ ،‬وابن الغضائري قال‪ :‬إنه ضعيف غا ٍل ل يلتفت إليه‪ ،‬وروى الكشي فيه قدحا عظيما‪،‬‬
‫وأثن عليه أيضا‪ .‬والوجه عندي التوقف فيما يرويه‪ ،‬فان الفضل بن شاذان رحه ال قال ف بعض‬
‫كتبه‪ :‬إ ّن من الكذّابي الشهورين اب ُن سِنان] (‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -11‬وروى «العيّاشيّ» ف تفسيه مضمون الرواية الخية ذاته عن «فيض بن أب شيبة»‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬فيض بن أب شيبة» ل ذكر لسه ف كتب الرجال‪ ،‬فهو اصطلحا مهملٌ‬
‫ومهولٌ‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -12‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن ممد بن سنان عن عمار بن مسروق‬
‫عن النخل بن جيل عن جابر بن يزيد عن أب جعفر عليه السلم‪[ :‬ف قول ال عزّ وجلّ ﴿ يا َأّيهَا‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) وقيامه ف الرجعة ينذر فيها وقوله‬
‫الْمُ ّدثّرُ قُمْ َفأَنْذِرْ ﴾ يعن بذلك ممدا (صَلّى ا ُ‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ .41‬وهو الديث رقم ‪ 9‬ف الطبعة الديدة‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 120‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ﴿ نَذِيرا ِل ْلبَشَرِ ﴾ ف الرجعة وف‬


‫صلّى ا ُ‬
‫﴿ ِإنّها لَإِ ْحدَى اْلكُبَ ِر نَذِيرا ﴾ يعن ممدا ( َ‬
‫قوله ﴿ إنا أرسلناك كَاّفةً لِلنّاسِ ﴾ ف الرجعة!](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» عرفنا حاله وأنه من «الغُلة»‪ ،‬و«منخل بن جيل» باتفاق‬
‫جيع علماء الرجال من «الغُلة»(‪ ،)2‬و«عمار بن مسروق» ل ذكر لسه ف كتب الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -13‬منْتَخَب البصائر] بذا السناد عن أب جعفر عليه السلم أن أمي الؤمني صلوات ال‬
‫عليه كان يقول‪[ :‬إن الدثر هو كائن عند الرجعة‪ .‬فقال له رجل‪ :‬يا أمي الؤمني! أحياةٌ قبل‬
‫القيامة ث موتٌ؟؟ قال فقال له عند ذلك‪ :‬نعم! وال لكفرة من الكفر بعد الرجعة أشد من كفرات‬
‫قبلها](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع ترجة رواة الرواية السابقة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -14‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن موسى بن سعدان عن عبد ال بن‬
‫القاسم الضرمي عن عبد الكري بن عمرو الثعمي قال سعت أبا عبد ال عليه السلم يقول إن‬
‫ك مِ َن الْ ُمنْظَرِينَ إِل َي ْو ِم اْلوَقْتِ‬
‫إبليس قال َأنْظِ ْرنِي إِل َي ْو ِم ُيبْ َعثُونَ فأب ال ذلك عليه قالَ فَِإنّ َ‬
‫الْ َمعْلُومِ فإذا كان يوم الوقت العلوم ظهر إبليس لعنه ال ف جيع أشياعه منذ خلق ال آدم إل يوم‬
‫الوقت العلوم وهي آخر كرّة يكرّها أمي الؤمني عليه السلم فقلت وإنا لكرات قال نعم إنا‬
‫لكرات وكرات ما من إمام ف قرن إل ويكر معه الب والفاجر ف دهره حت يديل ال الؤمن من‬
‫الكافر فإذا كان يوم الوقت العلوم كر أمي الؤمني عليه السلم ف أصحابه وجاء إبليس ف‬
‫أصحابه ويكون ميقاتم ف أرض من أراضي الفرات يقال له الروحا قريب من كوفتكم فيقتتلون‬
‫قتالً ل يقتتل مثله منذ خلق ال عزّ وجلّ العالي فكأن أنظر إل أصحاب على أمي الؤمني عليه‬
‫السلم قد رجعوا إل خلفهم القهقرى مائة قدم وكأن أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم ف‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ .42‬وهو الديث رقم ‪ 10‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.247‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ .42‬وهو الديث رقم ‪ 11‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 121‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ضيَ اْلَأمْرُ رسول ال‬


‫الفرات فعند ذلك يهبط البار عزّ وجلّ فِي ظُلَ ٍل مِ َن اْلغَمامِ والْمَلِئكَ ُة وُق ِ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصا على‬ ‫(صَلّى ا ُ‬
‫عقبيه فيقولون له أصحابه أين تريد وقد ظفرت فيقول‪ِ :‬إنّي أَرى ما ل تَ َر ْونَ إِنّي أَخافُ ال رَبّ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) فيطعنه طعنةً بي كتفيه فيكون هلكه وهلك جيع‬ ‫الْعالَ ِميَ فيلحقه النب (صَلّى ا ُ‬
‫أشياعه‪ ،‬فعند ذلك يُعبَد ال عزّ وج ّل ول يُشرَك به شيئا ويلك أمي الؤمني عليه السلم أربعا‬
‫وأربعي ألف سنة حت يلد الرجل من شيعة عليّ عليه السلم ألف ولد من صلبه ذكرا وعند ذلك‬
‫تظهر النتان الدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله با شاء ال](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أ ّولً‪« :‬موسى بن سعدان»‪ :‬ذكر العلمة اللي ف «اللصة» والنجاشي‬
‫وابن الغضائري أنه من «الغُلة»(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪« :‬عبد ال بن قاسم الضرمي»‪ :‬ذكر النجاشي وابن الغضائري والعلمة ف‬
‫«اللصة» وابن داود أنه كذّابٌ وضّاعٌ للحديث‪ ،‬واعتبه بعضهم «غاليا» واعتبه آخرون‬
‫«واقفيا» يروي كثيا عن الغلة‪ ،‬وبشكل عام ردّوا رواياته(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -15‬منْتَخَب البصائر] بذا السناد عن عبد ال بن القاسم عن السي بن أحد النقري‬
‫عن «يونس بن ظبيان» عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم‬
‫القيامة السي بن عليّ عليه السلم فأمّا يوم القيامة فإنا هو بعثٌ إل النة وبعثٌ إل النار(‪.)5()]4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أ ّولً‪« :‬السي بن أحد النقري» ذكر العلمة ف «اللصة» والجلسي ف‬
‫ف جدا ل تُقبل رواياته(‪.)6‬‬
‫«الوجيزة» والنجاشي وابن داود‪ ...‬أنه ضعي ٌ‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،43 -42‬وهو الديث رقم (‪ )12‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.256‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.203‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص على أن‬
‫() هذه الرواية ‪-‬إضافة لضعفها بسبب ضعف سندها‪ -‬مرفوض ٌة لخالفتها للقرآن الكري لن القرآن ين ّ‬ ‫‪4‬‬

‫حساب اللق يكون يومَ القيامة فقط وليس قبله وقد سّى القرآنُ يومَ القيامة بيوم الساب‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،43‬وهو الديث رقم (‪ )13‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.319‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 122‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ثانيا‪« :‬يونس الظبيان» قال عنه النجاشي ف رجاله (ص ‪[ :)448‬يونس بن ظبيان مول‪،‬‬
‫ت إل ما رواه‪ .‬كلّ ُكتُبه تليطٌ]‪ .‬وقال الشيخ الطوسي ف «اختيار معرفة‬
‫ف جداٌ‪ ،‬ل يُلَْتفَ ُ‬
‫ضعي ٌ‬
‫الرجال» (ج ‪/2‬ص ‪[ :)658 - 657‬قال ممد بن مسعود‪ :‬يونس بن ظبيان مُّت َهمٌ غالٍ‪....‬‬
‫ل يونسَ بن ظبيان ألف لعنة يتبعها‬
‫(وقال) أبو السن (أي المام الرضا) عليه السلم‪ ...:‬ولعن ا ُ‬
‫ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم‪ ،‬أما إن يونس مع أب الطاب ف أشد العذاب‬
‫مقرونان‪ ،‬وأصحابما إل ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون ف أشد العذاب‪ ،‬سعت ذلك من‬
‫أب عليه السلم] (‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -16‬منْتَخَب البصائر] سعد عن أيوب بن نوح والسن بن علي بن عبد ال معا عن‬
‫العباس بن عامر عن سعيد عن داود بن راشد عن حران عن أب جعفر عليه السلم‪ ،‬قال‪[ :‬إن أول‬
‫من يرجع لاركم السي عليه السلم فيملك حت تقع حاجباه على عينيه من الكب](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬داود بن راشد» إماميّ إل أنه حاله مهولٌ(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -17‬منْتَخَب البصائر] الراوية السابقة ذاتا نقلها جاعة ينتهي سندهم إل «داود بن‬
‫راشد»‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬تقدّم حال «داود بن راشد» ف الراوية السابقة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -18‬منْتَخَب البصائر] سعد عن أحد بن ممد السياري عن أحد بن عبد ال بن قبيصة‬
‫عن أبيه عن بعض رجاله عن أب عبد ال عليه السلم ف قول ال عزّ وج ّل [َي ْومَ هُ ْم عَلَى النّارِ‬
‫ُيفَْتنُونَ] قال‪[ :‬يُكْسرون ف الكرّة كما يكسر الذهب حت يرجع كل شيء إل شبهه يعن إل‬

‫() وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.338-337‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪ ،44 - 43‬وهو الديث رقم (‪ )14‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.408‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 123‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫حقيقته](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن ممد السيّاري» قال عنه النجاشي وابن الغضائري والعلمة ف‬
‫«اللصة» والجلسي ف «الوجيزة» وابن داود و‪« :...‬غالٍ»ومن القائلي بالتناسخ(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)(‪.)3‬‬
‫‪ُ [ -19‬منْتَخَب البصائر] سعد عن اليقطين عن القاسم عن جده السن عن أب إبراهيم عليه‬
‫السلم قال قال‪[ :‬لترجعن نفوس ذهبت وليقتصن يوم يقوم ومن عذب يقتص بعذابه ومن أغيظ‬
‫أغاظ بغيظه ومن قتل اقتص بقتله ويرد لم أعداؤهم معهم حت يأخذوا بثأرهم ث يعمرون بعدهم‬
‫ثلثي شهرا ث يوتون ف ليلة واحدة‪...‬ال](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى اليقطين» من «الغُلة»‪ ،‬كما تقدّمت ترجته لدى ترجة‬
‫رواة الراوية رقم (‪ )5‬فراجعها‪ .‬و«القاسم» حالُه مهولٌ‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -20‬منْتَخَب البصائر] بذا السناد عن السن بن راشد عن ممد بن عبد ال بن السي‬
‫قال‪[ :‬دخلت مع أب على أب عبد ال عليه السلم فجرى بينهما حديث فقال أب لب عبد ال‬
‫عليه السلم ما تقول ف الكرّة؟ قال‪ :‬أقول فيها ما قال ال ع ّز وجلّ وذلك أن تفسيها صار إل‬
‫رسول ال قبل أن يأت هذا الرف بمس وعشرين ليلة قول الِ عزّ وجلّ‪ ﴿ :‬تِلْكَ إِذا كَ ّرةٌ‬
‫خاسِ َرةٌ ﴾ إذا رجعوا إل الدنيا ول يقضوا ذحولم(‪...)5‬ال](‪.)6‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عبد ال بن السي» إماميّ إل أنّ حالَه مهولٌ(‪.)7‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪ ،44‬وهو الديث رقم (‪ )15‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.87‬‬ ‫‪2‬‬

‫() هذه الرواية ضعيفة من ناحية إرسالا أيضا حيث سقط بعض رواة سندها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪ ،44‬وهو الديث رقم (‪ )16‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() قال الجلسي ف شرحه لذه الرواية‪[ :‬الذحول جع الذحل وهو طلب الثأر ولعل العن أنم إنا وصفوا هذه الكرة‬ ‫‪5‬‬

‫بالاسرة لنم بعد أن قتلوا وعذبوا ل ينته عذابم بل عقوبات القيامة معدة لم أو أنم ل يكنهم تدارك ما يفعل بم من‬
‫أنواع القتل والعقاب] اهـ (بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪.)45‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪ ،45- 44‬وهو الديث رقم (‪ )17‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() نتائج التنقيح ‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪7‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 124‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬


‫‪ُ [ -21‬منْتَخَب البصائر] سعد عن جاعة من أصحابنا عن ابن أب عثمان وإبراهيم بن‬
‫إسحاق عن ممد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال‪[ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال‬
‫عزّ وجلّ‪...﴿ :‬إِذْ َجعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَ َجعََلكُم مّلُوكًا‪( ﴾ ..‬الائدة‪)20:‬؟ فقال‪ :‬النبياء رسول ال‬
‫وإبراهيم وإساعيل وذريته واللوك الئمة عليهم السلم قال‪ :‬فقلتُ‪ :‬وأيّ ملك ُأعْطيتم؟ فقال‪:‬‬
‫مُلك النة وملك الكَرّة](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬ابن أب عثمان» ملعونٌ على لسان أغلب علماء الرّجال الذين‬
‫اعتبوه «غاليا» من أتباع مذهب «العلئية»(‪.)2‬‬
‫وثانيا‪« :‬ممد بن سليمان الديلمي» كان من «الغُلة» أيضا‪ ،‬كما ذكر ذلك الرحوم‬
‫الشيخ «الطوسي» ف «رجاله» وابن الغضائري والنجاشي و‪ ،...‬وقد ضعّفوا جيع رواياته(‪.)3‬‬
‫وثالثا‪« :‬سليمان الديلمي» قال عنه ابن الغضائري‪«[ :‬ممد بن سليمان بن زكريا الديلمي‬
‫ف ف حديثه‪ ،‬مرتفعٌ ف مذهبه‪ ،‬ل يُلَتفَت إليه]‪ ،‬وقال النجاشي فيه‪«[ :‬ممد‬
‫أبو عبد ال»‪ :‬ضعي ٌ‬
‫ف جدا‪ ،‬ل يُعوّل عليه ف شيءٍ‪ ...‬وقيل‪ :‬كان غاليا‬
‫بن سليمان بن عبد ال الديلمي»‪ :‬ضعي ٌ‬
‫كذّابا وكذلك ابنه ممد ل يُعمل با انفردا به من الرواية](‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)(‪.)5‬‬
‫‪ُ [ -22‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن الهوازي وممد البقي عن النضر عن‬
‫يي اللب عن العلى أب عثمان عن «العلى بن خنيس» قال‪[ :‬قال ل أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫أول من يرجع إل الدنيا السي بن عليّ عليه السلم فيملك حت يسقط حاجباه على عينيه من‬
‫ك اْلقُرْآنَ‬
‫الكب قال فقال أبو عبد ال عليه السلم ف قول ال ع ّز وجلّ‪ ﴿ :‬إِ ّن الّذِي َف َرضَ عََليْ َ‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪ /53‬ص ‪ ،46 -45‬وهو الديث رقم (‪ )18‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الرجال الكبي‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.122‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.60‬‬ ‫‪4‬‬

‫() وهذه الرواية ضعيفة أيضا بسبب إرسالا وسقوط عدد من رجال سندها‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 125‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ل عَلَيه وَآلِهِ) راجع إليكم](‪.)1‬‬


‫صلّى ا ُ‬
‫لَرَا ّدكَ إِلَى َمعَادٍ ﴾ [القصص‪ ،]85:‬قال‪ :‬نبيّكم ( َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬العلى بن خُنيس» كان «غاليا» و«مغييّا» (أي من أتباع الغال اللعون‬
‫الغية بن سعيد)‪ .‬قال عنه الشيخ ممد تقي التستري ف «قاموس الرجال» (ج ‪/10‬ص ‪:)158‬‬
‫[معلى بن خنيس‪ ..‬عَْن َونَهُ ابن الغضائري‪ ،‬قائلً‪ :‬مول أب عبد ال (عليه السلم) كان أول أمره‬
‫مغييّا‪ ،‬ث دعا إل ممد بن عبد ال (أي النفس الزكية)‪ ،‬وف هذه الظنة أخذه داود (بن علي)‬
‫فقتله‪ ،‬والغلة يضيفون إليه كثيا‪ ،‬ول أرى العتماد على شيء من حديثه‪ .‬و(عَْن َونَهُ)النجاشي‪،‬‬
‫قائلً‪ :‬أبو عبد ال مول جعفر بن ممد (عليه السلم) ومن قبله كان مول بن أسد‪ ،‬كوفٌ بزّازٌ‪،‬‬
‫ف جدا‪ ،‬ل يُعوّل عليه](‪.)2‬‬
‫ضعي ٌ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -23‬منْتَخَب البصائر] عن «ممد بن السن بن عبد ال الطروش» عن جعفر بن ممد‬
‫البجلي عن «البقي» عن ابن أب نران عن عاصم بن حيد عن أب جعفر الباقر عليه السلم قال‬
‫قال أمي الؤمني عليه السلم‪[ :‬إن ال تبارك وتعال أحدٌ واحدٌ تفرّد ف وحدانيته ث تكلّم بكلمة‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) وخلقن وذريت ث تكلّم بكلمة‬‫فصارت نورا ث خلق من ذلك النور ممدا (صَلّى ا ُ‬
‫فصارت روحا فأسكنه ال ف ذلك النور وأسكنه ف أبداننا فنحن روح ال وكلماته فبنا احتجّ‬
‫على خلقه فما زلنا ف ظلة خضراء حيث ل شس ول قمر ول ليل ول نار ول عي تطرف نعبده‬
‫ونقدسه ونسبحه وذلك قبل أن يلق اللق وأخذ ميثاق النبياء باليان والنصرة‪( .....‬حت‬
‫يقول)‪...:‬ول ينصرن أحد من أنبياء ال ورسله وذلك لا قبضهم ال إليه وسوف ينصرونن‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) كل‬
‫صلّى ا ُ‬
‫ويكون ل ما بي مشرقها إل مغربا وليبعثن ال أحياء من آدم إل ممد ( َ‬
‫نبّ مرسل يضربون بي يدي بالسيف هام الموات والحياء والثقلي جيعا فيا عجبا وكيف ل‬
‫أعجب من أموات يبعثهم ال أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي ال قد تللوا‬
‫بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون با هام الكفرة وجبابرتم وأتباعهم‬
‫من جبارة الولي والخرين‪( ....‬حت يقول)‪...:‬وإن ل الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة‬
‫وأنا صاحب الرجعات والكرات‪( ...‬حت يقول)‪ ...:‬وإلّ إياب اللق جيعا‪ ...‬وإلّ حساب‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،46‬وهو الديث رقم (‪ )19‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.230‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 126‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫اللق جيعا‪( ...‬حت يقول)‪ ..:‬وأنا الذي سخرت ل السحاب والرعد والبق والظلم والنوار‬
‫والرياح والبال والبحار والنجوم والشمس والقمر‪...‬ال](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬ممد بن خالد البقيّ»‪ :‬قال التُستري ف «قاموس الرجال» (ج‬
‫‪/9‬ص ‪ ..[ :)250 - 249‬وكان ممد (بن خالد البقي) ضعيفا ف الديث‪ ،‬وكان أديبا حسن‬
‫العرفة بالخبار وعلوم العرب‪ .‬وعنونه ابن الغضائري قائلً‪..:‬حديثه يُعرف ويُنكر‪ ،‬ويروي عن‬
‫الضعفاء ويعتمد الراسيل] وعدّه ابن داود ف جلة الضعفاء(‪.)2‬‬
‫وثانيا‪« :‬ممد بن حسن بن عبد ال الطروش» ل ذكر لسه ف كتب الرجال فهو‬
‫اصطلحا « ُمهْ َملٌ»‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -24‬تفسي العياشي] عن صال بن ميثم قال‪[ :‬سألت أبا جعفر عن قول ال‪ ﴿ :‬أََفغَيْرَ دِينِ‬
‫ض َطوْعًا وَكَ ْرهًا َوإِلَيْ ِه يُ ْر َجعُونَ ﴾ [آل عمران‪ ]83:‬قال‪:‬‬
‫اللّ ِه َيبْغُونَ وَلَهُ َأسْلَ َم مَنْ فِي السّ َموَاتِ وَالَ ْر ِ‬
‫ذلك حي يقول عليّ عليه السلم‪ :‬أنا أول الناس بذه الية‪:‬‬
‫ت بَلَى وَعْدًا عََليْهِ َحقّا وََلكِنّ أَكْثَرَ‬
‫﴿ َوأَقْسَمُوا بِاللّهِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ ْم ل َيْبعَثُ اللّ ُه مَ ْن يَمُو ُ‬
‫س ل َيعْلَمُونَ ﴾ [النحل‪.)3(]]38:‬‬
‫النّا ِ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن مسعود العيّاشِيّ» رغم أن علماء الرّجال وثّقوه‪ ،‬إل أن الرحوم‬
‫الشيخ «ممد» ابن «الشهيد الثان» طعن ف توثيقه‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن الهة الخرى لا كانت‬
‫أغلب روايات «العيّاشِيّ» عن الضعفاء فل ثقة با ول ُي ْعتَمَ ُد عليها‪ ،‬وعلى كل حال فهذه الراوية‬
‫ضعيفة من جهة إرسالا لن «العيّاشِيّ» ‪-‬كما يقول الرحوم الشيخ الطوسي ف رجاله‪ -‬ل يرو‬
‫عن الئمة‪ ،‬والعن الظاهر من كلمه أنه ل يدرك زمن الئمة‪ ،‬وبالتال فل يكن أن يروي بل‬
‫واسطة عن «صال بن ميثم» الذي كان من أصحاب حضرة المام الباقر‪ ،‬لننا لو فرضنا أن‬
‫«صال بن ميثم» عمّر بعد وفاة المام الباقر ‪-‬الت وقعت سنة ‪114‬هـ‪ -‬مئةً وعشرين عاما‪ ،‬فل‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،49 - 46‬وهو الديث رقم (‪ )20‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،50‬وهو الديث رقم (‪ )21‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 127‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫يكن أيضا تصوّر لقاء «العيّاشِيّ» به لن وفاة المام العسكري كانت سنة ‪260‬هـ والغيبة‬
‫الكبى بدأت عام ‪328‬هـ!‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -25‬المال للصدوق] ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن علي بن الكم عن عامر‬
‫بن معقل عن أب حزة الثمال عن أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬قال ل يا أبا حزة ل تضعوا عليّا‬
‫دون ما وضعه ال ول ترفعوا عليّا فوق ما رفعه ال كفى بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة وأن يزوّج أهل‬
‫النّة](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عامر بن معقل» مهمل ومهول‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪ -26‬وروى صاحب [ ُمْنتَخَب البصائر] الرواية ذاتا عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن‬
‫النعمان عن عامر بن معقل مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪[ -27‬تفسي القمي] أب عن ابن أب عمي عن ابن مسكان عن أب عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪[ :‬ما بعث ال نبيّا من لدن آدم فهلم جرا إل ويرجع إل الدنيا وينصر أمي الؤمني عليه السلم‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ولتنصرن أمي الؤمني](‪.)2‬‬
‫صلّى ا ُ‬
‫وهو قوله َلُت ْؤمِنُ ّن بِهِ يعن برسول ال ( َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬وثّقهم علماء الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫‪[ -28‬تفسي القمي] ﴿ َوِإنْ مِنْ َأهْ ِل اْلكِتَابِ إِلّا َلُي ْؤمِنَ ّن بِهِ َقبْ َل َم ْوتِهِ َوَي ْومَ اْل ِقيَامَ ِة َيكُو ُن‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) إذا رجع آمن به الناس‬ ‫عََلْيهِ ْم َشهِيدًا ﴾ [النساء‪ ]159:‬فإنه روي أن رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫كلّهم‪ .‬قال وحدثن أب عن القاسم بن ممد عن «سليمان بن داود النقري» عن أب حزة عن‬
‫«شهر بن حوشب» قال‪[ :‬قال ل الجّاجُ‪ :‬يا شهر! آيةٌ ف كتاب ال قد أعيتن! فقلتُ‪ :‬أيها‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،50‬وهو الديث رقم (‪ )22‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،50‬وهو الديث رقم (‪ )23‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 128‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫المي أّيةُ آَيةٍ هي؟ فقال‪ :‬قوله‪َ ﴿ :‬وإِ ْن مِنْ َأهْ ِل الْ ِكتَابِ إِلّا َلُي ْؤ ِمنَ ّن بِهِ َقبْ َل َم ْوتِهِ ﴾ [النساء‪ ]159:‬وال‬
‫إن لمُ ُر باليهودي والنصران فتُضرب ُعنُقه ث أرمقه بعين فما أراه يرك شفتيه حت يُحْمَل!‪.‬‬
‫فقلتُ‪ :‬أصلح ال المي! ليس على ما تأوّلت‪ .‬قال‪ :‬كيف هو؟ قلتُ‪ :‬إن عيسى ينل قبل يوم‬
‫القيامة إل الدنيا فل يبقى أهل ملة يهودي ول غيه إل آمن به قبل موته ويصلي خلف الهدي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ويك! أنّى لك هذا ومن أين جئت به؟! فقلتُ‪ :‬حدّثن به (المام الباقر) ممد بن علي بن‬
‫السي بن علي بن أب طالب عليهم السلم‪ .‬فقال‪ :‬جئت وال با من عي صافية](‪.)1‬‬
‫ف جدّا‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬سليمان بن داود النقري» قال عنه ابن الغضائري‪ :‬إنه ضعي ٌ‬
‫ت إليه يضع كثيا على الهمّات‪ ،‬وأورده العلمة ف القسم الثان من «اللصة»‬
‫ل يُلَْتفَ ُ‬
‫الخصّص للضعفاء‪ ،‬وعدّه الجلسيّ من الضعفاء أيضا(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪« :‬شهر بن حوشب» إماميّ ولكنه مهول الال(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -29‬تفسي القمي] ﴿ بَلْ كَ ّذبُوا بِمَا لَ ْم يُحِيطُوا ِبعِلْمِ ِه وَلَمّا َي ْأتِهِ ْم َت ْأوِيلُهُ ﴾ [يونس‪ ]39:‬أي‬
‫ب الّذِي َن مِنْ َقبِْلهِمْ ﴾ [يونس‪ :]39:‬قال‪ :‬نزلت ف «ال ّرجْعَة» كذّبوا با‬
‫ل يأتم تأويله ﴿ كَذَلِكَ كَذّ َ‬
‫أي أنا ل تكون‪.)4( ....‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)(‪.)5‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬لو رجعنا إل الية الت قبل الية الذكورة ف الرواية لوجدنا قوله تعال‪َ ﴿ :‬أمْ‬
‫﴾ [يونس‪:‬‬ ‫َيقُولُونَ ا ْفتَرَاهُ ُقلْ َفأْتُوا بِسُو َر ٍة ِمثْلِ ِه وَا ْدعُوا مَ ِن اسْتَ َط ْعتُ ْم مِنْ دُونِ اللّهِ ِإنْ ُكْنتُمْ صَادِِق َ‬
‫ي‬
‫‪ ،]38‬ث عقّب سبحانه وتعال على ذلك بقوله‪ ﴿ :‬بَلْ كَ ّذبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا ِبعِلْمِ ِه وَلَمّا يَ ْأِتهِمْ‬
‫تَ ْأوِيلُهُ ﴾ [يونس‪ ]39:‬أي أن الكفار إنا كذبوا بالقرآن لنم ل يفهموا مقاصده ول مرامه فكذبوا‬
‫به تكذيبا أعمى قبل أن يعرفوا تأويله ﴿ وَلَمّا َيأِْتهِ ْم َت ْأوِيلُهُ ﴾ أي ول يأتم بعد حقيقة تأويله أي‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،51- 50‬وهو الديث رقم (‪ )24‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.89‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،51‬وهو الديث رقم (‪ )25‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() حذف الرحوم «علي بن إبراهيم القميّ» رواة هذه الرواية جيعا‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 129‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫حقيقة ما وعد به القرآن ما سيؤول إليه أمرهم من العقوبة؛ أي تلك العقوبة الت أوعدهم ال إياها‬
‫وهي خسارة الدنيا والخرة فلن يدركوا هذه العقوبة حت تقع بم‪ ،‬عندئذ سيصدقون أن القرآن‬
‫وحي ساوي منّل من عند ال سبحانه وتعال‪ .‬أو أن الراد من قوله تعال‪ ﴿ :‬وَلَمّا َيأِْتهِ ْم َت ْأوِيلُهُ ﴾‬
‫أنه لا كانت ف القرآن الكري معانٍ ومطالب ل بد لفهمها من مراجعة الشخص البيّن للقرآن أي‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ تكبا منهم‬ ‫النب الكرم‪ ،‬ولا كان الكفار يتنعون عن مراجعة ممد صَلّى ا ُ‬
‫وعنجهّيةً‪ ،‬لذا كذّبوا بالقرآن جهلً بقيقة تأويله‪.‬‬
‫واللصة أن هذه الية من آيات التحدي ول علقة لا بالرجعة من قريب ول من بعيد‪ ،‬ول‬
‫ينقضي العجب من الرحوم «علي بن إبراهيم القميّ» ‪-‬الذي كان طبقا لقول علماء رجال‬
‫الشيعة‪ :‬عالا جليل القدر ‪ ،-‬كيف يذكر ف تفسيه مثل تلك التأويلت الت هي بكل وضوح من‬
‫تأويلت اللحدة والباطنية! اللهم إل أن نقول أن ذلك التفسي النسوب إليه تفسيٌ موضوعٌ متلقٌ‬
‫وليس من تأليف ذلك العال الليل‪ ،‬وإل فكيف يكن لثل ذلك العال أن يكون عدي الطلع‬
‫على مبان القرآن الكري إل ذلك الدّ فيلوثه بثل تلك التأويلت الباطلة عدية الساس!!‪.‬‬
‫‪[ - 30‬تفسي القمي] ﴿ وََلوْ َأنّ ِلكُ ّل َن ْفسٍ ظََل َمتْ ﴾ آل ممد حقهم ﴿ مَا فِي الَ ْرضِ‬
‫ت بِهِ ﴾ ف ذلك الوقت يعن «الرّ ْجعَة»(‪.)1‬‬
‫ل ْفتَدَ ْ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪:‬مرسل(‪.]2‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬كمال الية الت جاء ذكرها ف الرواية هو‪ ﴿ :‬وََلوْ َأنّ ِلكُ ّل َن ْفسٍ ظََل َمتْ مَا فِي‬
‫ضيَ َبْيَنهُ ْم بِاْلقِسْطِ َوهُ ْم ل يُظَْلمُونَ * أَل ِإنّ‬ ‫ت بِ ِه َوَأسَرّوا النّدَامَةَ لَمّا َرَأوُا اْلعَذَابَ وَُق ِ‬
‫الَ ْرضِ ل ْفتَدَ ْ‬
‫حيِي َويُمِيتُ‬
‫ت وَالَ ْرضِ أَل ِإنّ َوعْدَ اللّهِ حَ ّق وََلكِنّ أَكْثَ َرهُ ْم ل َيعْلَمُو َن * ُه َو يُ ْ‬ ‫لِلّ ِه مَا فِي السّ َموَا ِ‬
‫َوإِلَيْ ِه تُرْ َجعُونَ ﴾ [يونس‪.]56-54:‬‬
‫هذه اليات تبيّن عدل ال تعال‪ ،‬وقبح الظلم بشكل عام وتبي عاقبة الظالي الوخيمة‪ ،‬ول‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬ناية ما ف المر أن‬
‫تتصّ بالكلم عن الظلم الذي وقع على آل ممد َ‬
‫هذا الظلم هو أحد مصاديق الية‪ ،‬إنه لن الخجل حقا أن يتم حشر جل ل تناسب معان الية‬
‫حيِي‬
‫من قريب ول من بعيد‪ ،‬رغم وضوح القصود من الية الخية أي قوله تعال‪ُ ﴿ :‬هوَ يُ ْ‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪ ،51‬وهو الديث رقم (‪ )26‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() حذف علي بن إبراهيم القميّ جيع رواة السند‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 130‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ت َوإَِليْهِ تُ ْر َجعُونَ ﴾ [يونس‪ ،]56:‬ل لشيء إل ليُقال أن الية نزلت بشأن «الرّ ْجعَة»!‬
‫َويُمِي ُ‬
‫ش ْرنَاهُمْ فَلَ ْم ُنغَا ِد ْر ِمْنهُمْ َأحَدًا ﴾ [الكهف‪ُ [ ،]47:‬سئِ َل المام أبو‬
‫‪[ -31‬تفسي القمي] ﴿ وَحَ َ‬
‫عبد ال عليه السلم عن قوله‪َ ﴿ :‬وَي ْومَ َنحْشُ ُر مِنْ كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجًا ﴾ [النمل‪ ]83:‬قال ما يقول الناس‬
‫فيها؟ قلتُ‪ :‬يقولون إنا ف القيامة‪ .‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪[ :‬أيشر ال ف القيامة من كل‬
‫أمة فوجا ويترك الباقي؟! إنّما ذلك ف «ال ّرجْعَة» فأمّا آيةُ القيامة فهذه ﴿ وَحَ َ‬
‫ش ْرنَاهُمْ فَلَ ْم ُنغَا ِدرْ‬
‫ِمنْهُمْ أَ َحدًا ﴾ [الكهف‪ ]47:‬إل قوله ﴿ َم ْوعِدًا ﴾](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ -32‬تفسي القمي] أحد بن إدريس عن أحد بن ممد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم‬
‫بن الستني عن معاوية بن عمار قال‪[ :‬قلت لب عبد ال عليه السلم قول ال‪ ﴿ :‬فَِإنّ لَ ُه َمعِيشَةً‬
‫ضنْكا ﴾ قال هي وال للُنصّاب! قال‪ُ :‬جعِ ْلتُ فداك! قد رأيناهم دهرهم الطول ف كفاية حت‬ ‫َ‬
‫ماتوا‪ .‬قال ذاك وال ف «الرّ ْجعَة» يأكلون العَذَرَة](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬عمر بن عبد العزيز بن أب يسار» من الضعفاء وذلك طبقا لا ذكره‬
‫علماء الرّجال مثل‪ :‬العلمة والنجاشي وابن داود والكش ّي والجلسي ف الوجيزة‪ ،‬واعتبه بعضهم‬
‫من «الغُلة»‪ .‬قال التفرشي ف «نقد الرجال» (ج ‪/3‬ص ‪[ :)359 - 358‬عمر بن عبد العزيز‪:‬‬
‫عرب‪ ،‬بصري‪ ،‬ملّط; له كتاب‪ ...،‬وقال الكشي‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن أب يسار‪ ،‬أبو حفص‪،‬‬
‫العروف بزحل‪ ،‬قال ممد بن مسعود‪ :‬حدثن عبد ال بن حدويه البيهقي قال‪ :‬سعت الفضل بن‬
‫شاذان يقول‪ :‬زحل أبو حفص‪ ،‬يروي الناكي وليس بغال](‪.)3‬‬
‫ثانيا‪« :‬إبراهيم بن مني» إماميّ ولكن حاله مهولٌ(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫شةً ضَنكًا ﴾ [طه‪ ،]124:‬جاء بعد‬ ‫توضيحٌ‪ :‬قوله تعال‪َ ﴿ :‬ومَنْ َأعْ َر َ‬
‫ض عَنْ ذِ ْكرِي فَِإنّ لَ ُه َمعِي َ‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،51‬وهو الديث رقم (‪ )27‬ف الطبعة الديدة‪ .‬وراجع ما ذكره الؤلف حول التفسي‬ ‫‪1‬‬

‫الصحيح لذه الية عند تعليقه على الديث رقم ‪.6‬‬


‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،51‬وهو الديث رقم (‪ )28‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.345-344‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.34‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 131‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بيان قصة آدم وحواء الت ابتدأت من الية (‪ )115‬وانتهت بالية (‪ )126‬كما يلي‪:‬‬
‫س َي وَلَ ْم نَجِدْ لَ ُه َع ْزمًا * َوإِذْ قُ ْلنَا ِللْمَلئِ َك ِة اسْجُدُوا لِآ َد َم‬
‫﴿ وََلقَ ْد َعهِ ْدنَا إِلَى آ َد َم مِنْ َقبْلُ َفنَ ِ‬
‫شقَى‬ ‫جّنةِ َفتَ ْ‬
‫خرِ َجّنكُمَا مِ َن الْ َ‬ ‫جدُوا إِلّا ِإبْلِيسَ َأبَى * َفقُ ْلنَا يَاآ َدمُ ِإنّ هَذَا عَ ُدوّ لَكَ وَلِ َزوْجِكَ فَل يُ ْ‬ ‫فَسَ َ‬
‫شيْطَانُ قَالَ‬ ‫* ِإنّ لَكَ أَلّا تَجُوعَ فِيهَا وَل َتعْرَى * َوَأنّكَ ل تَظْ َمأُ فِيهَا وَل َتضْحَى * َف َو ْسوَسَ إَِليْهِ ال ّ‬
‫ك ل َيبْلَى * َفأَكَل ِمْنهَا َفبَدَتْ َلهُمَا َسوْآُتهُمَا َو َطفِقَا‬ ‫ك عَلَى شَجَ َر ِة الْخُ ْل ِد َومُلْ ٍ‬ ‫يَاآ َد ُم هَلْ أَدُلّ َ‬
‫ب عََليْهِ َوهَدَى * قَالَ‬ ‫جّن ِة َوعَصَى آ َدمُ َربّهُ َف َغوَى * ثُمّ ا ْجَتبَاهُ َربّهُ َفتَا َ‬ ‫ق الْ َ‬ ‫صفَا ِن عََلْيهِمَا مِ ْن وَ َر ِ‬
‫خِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ض عَ ُدوّ فَِإمّا يَ ْأِتيَّنكُ ْم ِمنّي هُدًى فَ َمنِ اّتبَ َع هُدَايَ فَل يَضِ ّل وَل‬ ‫ضكُمْ ِلَبعْ ٍ‬ ‫ا ْهبِطَا ِمْنهَا جَمِيعًا َبعْ ُ‬
‫شقَى ﴾ [طه‪ .]123-115:‬فبعد هذه اليات قال تعال‪:‬‬ ‫يَ ْ‬
‫شةً ضَنكًا ﴾ [طه‪.]124:‬‬
‫ض عَنْ ذِ ْكرِي فَِإنّ لَ ُه َمعِي َ‬
‫﴿ َومَنْ َأعْ َر َ‬
‫هذه اليات من أبرز آيات القرآن الكري وتتضمن أفضل نوذج يُحتذى لياة البشر‪ ،‬فهي‬
‫توقظ عقولنا إل أسرار الياة ورموزها وتذكرنا بصدر جيع أنواع الشقاء وأسباب التعاسة‪ ،‬كما‬
‫تبي لنا ف الوقت ذاته طريق السعادة‪ .‬وبعبارة واضحة تذكّرنا هذه اليات بصراحة أنه ف ساحة‬
‫التزاحم ف الياة ل بد من الوقوف ف وجه الشخاص الدجالي ذوي الصفات الشيطانية‬
‫ومقاومتهم وعدم السماح لنفسنا أن نُفتَنَ بكلمهم اللّاب النمّق الذي يتزن السم ف داخله‬
‫طمعا ف الوصول إل آمالنا وأمنياتنا‪ ،‬فهذه اليات تبنا بكل وضوح عن العواقب الوخيمة للطمع‬
‫وعدم السيطرة على النفس‪ ،‬وخاصة عن النتائج السيئة للعراض عن كلمات ال ونصائحه‬
‫وذكره‪ ،‬ذلك العراض الذي هو سِرّ ك ّل شقاء‪ ،‬وهي توصينا وتؤكّد علينا أن نذكر ال تعال‬
‫دائما ونتّبع هُداهُ ف هذه الياة الشوبة بآلف أنواع الحن واللم‪ ،‬واللصة توصينا أن نكون‬
‫عاملي دائما بالقرآن الكري ومتّبعي لسنّة وسية من جاء بالقرآن‪ ،‬عندئذ لن نضل أبدا ولن‬
‫نشقى‪.‬‬
‫ولكن جيع هذه المور إنا تكون عندما ل يُقصد من تلك اليات القدّسة بيان ما يصلح‬
‫ج ًة لعداء أهل البيت بشأن «ال ّرجْعَة»!!‬
‫لن يكون ح ّ‬
‫ويا للقرآن السكي!! حقا لقد وصل ب التأثّر والنفعال إل حدّ ل أعد أعلم ما أكتبه فيه؟!‬
‫ول أجد مندوح ًة سوى أن أختم كلمي هنا وألزم الصمت‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 132‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -33‬وروى صاحب [ ُمْنتَخَب البصائر] الديث ذاته عن سعد عن أحد بن ممد مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -34‬تفسي القمي] قـوله‪ ﴿ :‬وَ َحرَامٌ عَلَى قَ ْرَيةٍ َأهَْل ْكنَاهَا َأّنهُ ْم ل يَرْ ِجعُونَ ﴾ [النبياء‪،]95:‬‬
‫فإنه حدثن أب عن ابن أب عمي عن ابن سنان عن أب بصي وممد بن مسلم عن أب عبد ال وأب‬
‫جعفر عليه السلم قال‪[ :‬كل قرية أهلك ال أهلها بالعذاب ل يرجعون ف «الرّ ْجعَة»‪ ،‬فهذه الية‬
‫من أعظم الدللة ف «ال ّرجْعَة» لن أحدا من أهل السلم ل ينكر أن الناس كلهم يرجعون إل‬
‫القيامة من هلك ومن ل يهلك فقوله ﴿ ل يَ ْر ِجعُونَ ﴾ [النبياء‪َ ]95:‬عنَى ف «الرّ ْجعَة» فأما إل‬
‫القيامة يرجعون حت يدخلوا النار](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫﴾ [النبياء‪:‬‬ ‫توضيحٌ‪ :‬ل يدلّ «منطوق» اليـة ﴿ وَحَرَا ٌم عَلَى َق ْرَيةٍ أَهَْل ْكنَاهَا َأّنهُ ْم ل يَ ْر ِجعُونَ‬
‫‪ ،]95‬على «الرّ ْجعَة» إطلقا‪ ،‬وليس هذا فحسب بل ينفيها بكل صراحة‪ ،‬لن الية تقول‪ :‬كل‬
‫قرية أهلكناها وَأمَتْنا أهلها فإنم لن يرجعوا إل الدنيا(‪ ،)2‬كما أنه ل يكن استفادة معن «ال ّرجْعَة»‬
‫من «مفهوم» الية ‪-‬حت لو قلنا أن الوصف له مفهوم‪ -‬وليس هذا فحسب بل ل يُستفاد من‬
‫ن أساسا لن مفاد مفهومها سيكون‪ :‬القرية الت ل نلك أهلها ول نتهم‬
‫مفهومها أيّ مع ً‬
‫سيجعون إل الدنيا! وبديهيّ أن «الرّ ْجعَة» ل تكون إل بعد الوت ول معن لا قبله‪ ،‬أما إذا أراد‬
‫أحدٌ أن يستفيد من مفهوم الية شيئا ‪-‬هذا على فرض ثبوت الفهوم للوصف‪ -‬فل ب ّد أن يُقدّر‬
‫بعد كلمة «أهلكناها» كلمة «بالعذاب»‪ ،‬أو يُثبت أن «اللك» ف اللغة واصطلحات القرآن هو‬
‫ف اللك بالعذاب فقط‪ ،‬لنه ف هذه الالة سيصبح مُفاد منطوق الية كما يلي‪ :‬كل قرية‬
‫أهلكناها وأمتنا أهلها بالعذاب ل يرجعون إل الدنيا‪ ،‬وبناء على ذلك فمفاد مفهومها سيكون‪:‬‬
‫كل قرية ل نلك أهلها بالعذاب سيجعون‪ ،‬ولكن كل المرين ل يكن القول بما هنا‪ ،‬أولً لن‬
‫الصل عدم التقدير‪ ،‬وثانيا لن ادّعاء أن «الهلك» ف اللغة أو ف اصطلح القرآن هو الهلك‬
‫بالعذاب فقط ادعا ٌء غي صحيح‪ ،‬لن الهلكَ لغةً هو الفناءُ سواء كان بالعذاب أم بغيه‪ ،‬وهو‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،52‬وهو الديث رقم (‪ )29‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هذا تفسي وهناك تفسي آخر أن القصود بالية‪ :‬حرامٌ أي متن ٌع على من أهلكناهم عدم رجعتهم إل الساب يوم‬ ‫‪2‬‬

‫القيامة‪ ،‬أي ل بد من رجوعهم‪ ،‬حيث نفي النفي إثبات‪ ،‬فالية إثبات للبعث‪( .‬الترجم)‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 133‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«الهلك» ف اصطلح القرآن أيضا‪ ،‬إذ إنه كلما ذُكر اللك ف القرآن بشكل مطلق (دون قيد)‬
‫أُريد منه الوت والفناء بشكل عام وليس الفناء نتيجة لنزال العذاب‪ ،‬وذلك كما ف اليات التالية‪:‬‬
‫ف مَا تَ َركَ ﴾ [النساء‪ ﴿ ،]176:‬كُ ّل َشيْءٍ‬ ‫﴿ ِإنْ امْ ُر ٌؤ هَلَكَ َلْيسَ لَ ُه وَلَ ٌد وَلَهُ أُ ْختٌ فََلهَا ِنصْ ُ‬
‫هَالِكٌ إِلّا وَ ْجهَهُ ﴾ [القصص‪ ،]88:‬و﴿ َوِإنْ مِنْ َق ْرَيةٍ إِلّا َنحْ ُن ُمهِْلكُوهَا َقبْ َل َي ْومِ اْل ِقيَا َمةِ َأ ْو ُمعَ ّذبُوهَا‬
‫كنَا إِلّا ال ّدهْرُ ﴾‬
‫حيَا َومَا ُيهِْل ُ‬ ‫ت َونَ ْ‬ ‫عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [السراء‪ ﴿ ،]58:‬وَقَالُوا مَا ِهيَ إِلّا َحيَاتُنَا ال ّدْنيَا نَمُو ُ‬
‫[الاثية‪ ،]24:‬و﴿ اللّ ُه ُمهِْل ُكهُمْ َأ ْو ُمعَ ّذُبهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [العراف‪.]164:‬‬
‫أما عندما يريد القرآن من «اللك» الهلك بواسطة العذاب‪ ،‬فإنه يذكره مقيدا بالعذاب‬
‫ب مِنْ َقبْلِهِ ﴾ [طه‪.]134:‬‬
‫كقوله تعال‪ ﴿ :‬وََلوْ َأنّا َأهَْل ْكنَاهُمْ بِعَذَا ٍ‬
‫فأصبح معلوما أن «الهلك» ف القرآن معناه مطلق الفناء‪ ،‬ولذا لا ذُكر «الهلك» ف‬
‫الية موضع الستشهاد ف الديث‪ ،‬مطلقا من أي قيد‪ ،‬فإن معناه الوت والفناء الطلق‪ ،‬لذا حت‬
‫لو فرضنا أن للوصف مفهوما‪ ،‬فل يكن أن نستفيد منه «ال ّرجْعَة»‪ ،‬أي أن ذلك الفهوم ل معن له‬
‫أبدا لن مفاد مفهومه ‪-‬كما قلنا‪ -‬سيكون‪ :‬كل قرية ل نلك أهلها ول نفنيهم فإنم سيجعون!‬
‫فهل هناك أي معن أو مفهوم لرجعة الحياء إل الدنيا وهم ل يزالون فيها؟!‬
‫ولو تنّلنا وقلنا إن «الهلك» ف الية معناه الماتة بواسطة العذاب واعتبنا أن لفهومه‬
‫معن‪ ،‬فإن هذا ل يكون إل عندما يكون وصف «الهلك بالعذاب» علةً وحيدةً (حصرّيةً) لعدم‬
‫ثبوت الرجعة‪ ،‬إ ْذ أ ّن ثبوت الفهوم للوصف ‪ -‬كما قلنا مرارا ‪ -‬رهيٌ بأن يكون الوصفُ عّلةً‬
‫وحيدةً وحصرّيةً لثبوت الكم ف موضوعه‪ ،‬وعندئذ فينبغي أن ل يرجع أيضا إل الدنيا كل‬
‫أولئك الشركون الاسرون الذين أهلكهم ال بعذابه ف القرون الاضية ‪-‬كما ينص على ذلك‬
‫القرآن‪ ،-‬مع أن مضمون قسمٍ من أدلة القائلي بالرجعة هو رجعة كل الشركي الذين مضوا‬
‫الكفر‪.‬‬
‫إذا علمت أن الية والرواية ل تصلحان دليلً على «ال ّرجْعَة» نقول من المكن أن نستفيد‬
‫من تلك الملة مؤيداتٍ لنفي «ال ّرجْعَة»‪ ،‬لنه إذا أُريد من اللك الوت والفناء العام ‪-‬كما هو‬
‫حقيقة المر فعلً‪ -‬فإن الية تدل بصراحة على نفي «ال ّرجْعَة» تاما‪ ،‬لن مفاد الية الصريح هو‪:‬‬
‫كل قرية أهلكناها أي أهلكنا كل الذين كانوا يعيشون فيها‪ ،‬فمن اللزم أن ل يعودوا بعد موتم‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 134‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫إل الدنيا‪ ،‬وإن أُريد إهلكهم بالعذاب‪ ،‬كما يقوله الفسرون وتقوله الرواية‪ ،‬فأيضا يُفهم من الية‬
‫نفي رجوع قسم من أفراد البشر‪ ،‬لنا تقول إن الذين أُهلِكوا بالعذاب لن يرجعوا‪ ،‬فإن قلتَ‪ :‬إذن‬
‫هذا يدل على أن الذين ل يُهلكوا بسبب العذاب سيجعون إل الدنيا‪ ،‬قلنا‪ :‬إن الوصف ل مفهوم‬
‫له‪ ،‬لن نفي الشيء ل يدل على ثبوت ما عداه‪ ،‬كما أن إثبات الشيء ل يدل على نفي ما عداه‪.‬‬
‫‪[ -35‬تفسي القمي] أب عن ابن أب عمي عن أب بصي عن أب عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) إل أمي الؤمني عليه السلم وهو نائم ف السجد قد جع‬
‫صلّى ا ُ‬
‫[انتهى رسول ال ( َ‬
‫رملً ووضع رأسه عليه‪ ،‬فحركه برجله ث قال‪ :‬قم يا دابة ال! فقال رجل من أصحابه‪ :‬يا رسول‬
‫ال! أنسمي بعضنا بعضا بذا السم؟ فقال‪ :‬ل وال ما هو إل له خاصة وهو الدابة الت ذكر ال ف‬
‫كتابه‪:‬‬
‫ض ُتكَلّ ُمهُمْ َأنّ النّاسَ كَانُوا بِآيَاِتنَا ل‬
‫﴿ َوإِذَا وَقَ َع اْل َقوْ ُل عََلْيهِمْ أَخْرَ ْجنَا َلهُمْ دَاّبةً مِ َن الَ ْر ِ‬
‫يُوقِنُونَ ﴾ [النمل‪.]82:‬‬
‫ث قال‪ :‬يا عليّ! إذا كان آخر الزمان أخرجك ال ف أحسن صورة ومعك ميسم تسم به‬
‫أعداءك فقال الرجل لب عبد ال عليه السلم إن العامة يقولون هذه الية إنا تكلمهم فقال أبو‬
‫عبد ال كلمهم ال ف نار جهنم إنا هو تكلمهم من الكلم](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬رغم أن فهم القرآن يعتمد ف الدرجة الول على معرفة اللغة العربية وأسلوب‬
‫الطاب العرب َزمَ َن الاهلية‪ ،‬وباختصار يعتمد على معرفة آداب اللغة العربية ف عصر نزول‬
‫ظ لم من كل‬‫القرآن‪ ،‬ويعتمد ثانيا على القرآن ذاته‪ ،‬إل أننا ند للسف أن أشخاصا ل ح ّ‬
‫المرين لسباب نعرفها جيعا يقومون بتفسي اليات القرآنية بنحو منحرف ويذهبون مذاهب‬
‫منحرفة ضالّة‪ ،‬ونتيجة لذلك يبتعدون عن مرام اليات ومقاصدها وليس هذا فحسب بل يُضلّون‬
‫الخرين معهم‪.‬‬
‫إن راقم هذه السطور يعتقد أن السبب الساسي لكل هذه التفرقة الت وقعت بي‬
‫السلمي وجعلت ك ّل فرقة منهم مبتلية بأوهام وخرافات هو هذا المر (أي الهل بالقرآن‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،53 - 52‬وهو الديث رقم (‪ )30‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 135‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وتريف معانيه)‪ ،‬وهو السبب أيضا وراء نفور جاهي غفية من الناس لسيما أبناء اليوم من‬
‫السلم‪ ،‬بل خروج جاعات منهم عن ملّة السلم بشكل كامل!‬
‫ول ريب أنّ هؤلء القوم لو تل ّقوْا القرآ َن بالبساطة الت تلقّاها به السلمون الوائل الذين‬
‫ترّبوْا بالقرآن ف صدر السلم‪ ،‬ول يسمحوا لفكار فلن أو علن ول لخبارٍ وأحاديث ل‬
‫يُعرف صحيحها من سقيمها أن تتدخّل ف فهمهم للقرآن‪ ،‬لكان وضع السلم وأوضاع‬
‫السلمي غي ما نشاهده عليه اليوم! ولديّ على كل ما أقوله أدّلةٌ يرج شرحها عن موضوع‬
‫هذا الكتاب‪.‬‬
‫أجل إن آية «دابة الرض» من اليات الت سعى الهووسون من أصحاب الهواء منذ زمن‬
‫بعيد إل تفسيها على هواهم وأتى كل منهم بنغمة جديدة حولا‪ ،‬فبعضهم اعتبها حيوانا ذا‬
‫ذنب وريش وأربعة قوائم‪ ،‬وبعضهم اعتبها داّبةً ذات ريش ودون ذنب‪ ،‬وآخرون اعتبوها حيوانا‬
‫طوله ستون ذراعاً يتلك عصا موسى وخات سليمان والقدرة على تشخيص الكفر واليان!‪،‬‬
‫وآخرون اعتبوها طائرا له صورة كصورة النسان‪ ،‬وآخرون مع وجود كل تلك الساطي‬
‫اعتبوها المام علي عليه السلم!! والسوأ من كل ذلك أنم نسبوا كل تلك الساطي التهافتة‬
‫ل عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّ َم والئمة الطهار! وللسف الشديد يقوم بعض‬
‫إل حضرة النب الات صَلّى ا ُ‬
‫العلماء اليوم برواية كل تلك الساطي ف كتبهم على أنا أحاديث آل ممد!‪ ،‬ث يأت آخرون من‬
‫خطباء النابر فينشرونا ف عقول الناس!‬
‫يا إلي! لاذا كل هذه التناقضات؟ وما الفائدة من نقل كل تلك المور التهافتة؟! أليست‬
‫تلك الخبار والقوال من وضع أناس أرادوا تريب السلم ونسبوها إل آل بيت النب لهانتهم‪،‬‬
‫فلماذا يقوم أولئك الذين كنا نظنّهم حت اليوم علما َء وأتقياءَ ول نذكر اسهم إل بإجلل واحترام‬
‫بذكر مثل هذه الساطي ف كتبهم؟! سبحان ال! هل كان ال تعال يارس «التقيّة» مع أهل‬
‫التسنّن حت يذكر عليّا أميَ الؤمني م ّرةً باسم «بعوضة» وأخرى باسم «فيل» وثالثةً باسم «دابّة‬
‫الرض» ف كتابه؟!‬
‫حقا لقد كان عليّ أم ُي الؤمني مظلوما جدا ف هذه الدنيا‪ ،‬فتار ًة يؤلّهوه وطورا يرفضون‬
‫حت العتراف بلفته!‪ ،‬وأحيانا يلعنوه على النابر وأخرى يصفه أصدقاؤه الهلء ف كتبهم‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 136‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ومامعهم السلمية بأنه القصود من «البعوضة» و«الفيل» و«دابّة الرض» ف القرآن!‬


‫وعلى كلّ حال يب تفسي هذه الية بالرجوع إل آيات القرآن الخرى‪ ،‬فأوّلً يب أن‬
‫ننظر إل معن كلمة «الدابة» ف القرآن‪ ،‬لذا يب أن نرجع إل جيع اليات الت تتضمّن هذه‬
‫الكلمة‪ .‬لقد أُطِْل َقتْ كلمة «الدابة» ف القرآن على عدّة معان‪ ،‬فأطلقت ف عديد من الواضع على‬
‫مطلق اليوان‪ ،‬كما ف اليات التالية‪:‬‬
‫﴿ َومَا مِنْ دَاّبةٍ فِي الَ ْرضِ إِلّا عَلَى اللّهِ رِزُْقهَا ﴾ [هود‪.]6:‬‬
‫صيَِتهَا ﴾ [هود‪.]56:‬‬
‫﴿ مَا مِنْ دَاّبةٍ إِلّا ُهوَ آخِ ٌذ ِبنَا ِ‬
‫﴾‬ ‫سَتكْبِرُونَ‬
‫ض مِنْ دَاّب ٍة وَالْمَلِئ َكةُ َوهُ ْم ل يَ ْ‬
‫ت َومَا فِي الَ ْر ِ‬
‫سجُ ُد مَا فِي السّ َموَا ِ‬
‫﴿ وَلِلّ ِه يَ ْ‬
‫[النحل‪.]49:‬‬
‫ح ِر بِمَا‬
‫جرِي فِي اْلبَ ْ‬
‫ك اّلتِي تَ ْ‬
‫ض وَا ْختِلفِ الّليْ ِل وَالّنهَارِ وَاْلفُلْ ِ‬ ‫ت وَالَ ْر ِ‬ ‫﴿ ِإنّ فِي خَلْقِ السّ َموَا ِ‬
‫ض َبعْدَ َم ْوِتهَا َوبَثّ فِيهَا مِنْ كُلّ دَاّبةٍ ﴾‬
‫يَنفَ ُع النّاسَ َومَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّمَا ِء مِ ْن مَاءٍ َفأَ ْحيَا بِ ِه الَ ْر َ‬
‫[البقرة‪.]164:‬‬
‫ت ِبغَيْ ِر عَ َم ٍد تَ َر ْوَنهَا َوأَْلقَى فِي الَ ْرضِ َروَا ِسيَ َأ ْن تَمِي َد ِبكُمْ َوبَثّ فِيهَا مِنْ‬
‫﴿ خَلَقَ السّ َموَا ِ‬
‫كُلّ دَاّبةٍ‪[ ﴾ ...‬لقمان‪.]10:‬‬
‫ت وَالَ ْرضِ َومَا َبثّ فِيهِمَا مِنْ دَاّبةٍ َو ُهوَ عَلَى جَ ْم ِعهِمْ إِذَا يَشَاءُ‬
‫﴿ َومِ ْن آيَاتِهِ خَ ْلقُ السّ َموَا ِ‬
‫قَدِيرٌ ﴾ [الشورى‪.]29:‬‬
‫وأُطلقت الدابة ف ثلثة مواضع من القرآن على اليوانات ف مقابل النسان كما ف اليات‬
‫التالية‪:‬‬
‫س وَاْلقَمَ ُر وَالنّجُومُ‬
‫ض وَالشّ ْم ُ‬
‫﴿ أَلَ ْم تَرَ أَنّ اللّ َه يَسْجُدُ لَ ُه مَنْ فِي السّ َموَاتِ َومَنْ فِي الَ ْر ِ‬
‫ج ُر وَال ّدوَابّ وَ َكثِيٌ مِنَ النّاسِ ﴾ [الج‪.]18:‬‬ ‫جبَا ُل وَالشّ َ‬‫وَالْ ِ‬
‫ث مِنْ دَاّب ٍة آيَاتٌ ِل َقوْ ٍم يُوِقنُونَ ﴾ [الاثية‪.]4:‬‬
‫﴿ وَفِي خَ ْل ِقكُ ْم َومَا َيبُ ّ‬
‫حمِلُ ِرزَْقهَا اللّهُ يَرْزُُقهَا َوِإيّاكُمْ وَ ُهوَ السّمِي ُع اْلعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت‪.]60:‬‬
‫﴿ وَ َكَأيّن مِنْ دَاّبةٍ ل تَ ْ‬
‫وأُطلقت «الدابة» ف مورد واحد على ما يقابل الطي وذلك ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬ومَا مِنْ دَاّبةٍ‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 137‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫جنَا َحيْهِ إِلّا ُأمَمٌ َأ ْمثَالُكُمْ ﴾ [النعام‪.]38:‬‬


‫ض وَل طَائِ ٍر يَطِ ُي بِ َ‬
‫فِي الَ ْر ِ‬
‫وف موضع آخر أُطلقت «الدابة» على اليوانات الت تقابل النسان وتقابل النعام كما ف‬
‫ختَلِفٌ أَْلوَانُهُ ﴾ [فاطر‪.]28:‬‬
‫س وَال ّدوَابّ وَا َلنْعَا ِم مُ ْ‬
‫قوله تعال‪َ ﴿ :‬ومِ َن النّا ِ‬
‫وف أحد الوارد أُطلقت الدابة على كل من يدّب على الرض من الناس الظالي كما ف‬
‫قوله تعال‪ ﴿ :‬وََلوْ ُيؤَاخِذُ اللّ ُه النّاسَ بِظُلْ ِمهِ ْم مَا َت َركَ عََلْيهَا مِنْ دَاّبةٍ ﴾ [النحل‪.]61:‬‬
‫وف مورد آخر أُطلقت الدابة على الناس الذين ل عقل لم ول فهم كما ف قوله تعال‪:‬‬
‫ب عِنْدَ اللّ ِه الصّ ّم اْلبُكْ ُم الّذِي َن ل َي ْعقِلُونَ ﴾ [النفال‪.]22:‬‬
‫﴿ إِ ّن شَرّ ال ّدوَا ّ‬
‫ب عِنْدَ اللّ ِه الّذِينَ‬
‫وف مورد آخر أُطلقت على الكفار كما ف قوله تعال‪ ﴿ :‬إِ ّن شَرّ ال ّدوَا ّ‬
‫َكفَرُوا َفهُمْ ل ُي ْؤ ِمنُونَ ﴾ [النفال‪.]55:‬‬
‫ضْينَا عََليْ ِه‬
‫وف مورد آخر أُطلقت على اليوانات الصغية كما ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬فلَمّا َق َ‬
‫جنّ َأنْ َلوْ كَانُوا َيعْلَمُونَ‬ ‫سَأتَهُ َفلَمّا خَ ّر َتَبيَّنتِ الْ ِ‬
‫الْ َموْتَ مَا دَّلهُ ْم عَلَى َموْتِهِ إِلّا دَاّب ُة الَ ْرضِ َتأْكُلُ مِن َ‬
‫ب الْ ُمهِيِ ﴾ [سبأ‪.]14:‬‬ ‫الْ َغْيبَ مَا َلِبثُوا فِي الْعَذَا ِ‬
‫فإذا علمنا موارد استعمال كلمة «الدابة» ف القرآن الكري أمكننا الن أن نفهم معن الية‬
‫ض ُتكَلّ ُمهُمْ َأنّ‬
‫مورد البحث أي قوله تعال‪َ ﴿ :‬وإِذَا وَقَ َع اْل َقوْ ُل عََلْيهِمْ أَخْرَ ْجنَا َلهُمْ دَاّبةً مِ َن الَ ْر ِ‬
‫النّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا ل يُوِقنُونَ ﴾ [النمل‪ ]82:‬دون أي تكلّف‪ ،‬فكلمة «وقع» معناها وجب وثبت‪،‬‬
‫والقصود من «القول» العذاب أو الغضب‪ ،‬كما ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬لقَدْ حَ ّق اْل َقوْ ُل عَلَى أَكْثَ ِرهِمْ‬
‫َفهُ ْم ل ُي ْؤمِنُونَ ﴾ [يس‪ .]7:‬وقوله سبحانه‪ ﴿ :‬قَا َل الّذِينَ حَ ّق عََلْيهِ ُم اْل َقوْلُ ﴾ [القصص‪ .]63:‬حيث‬
‫فسّر الطبيّ القولَ هنا بالعذاب والغضب(‪.)1‬‬
‫فيحتمل أن يكون الراد من «دابة الرض» ف الية‪ ،‬الشرار والظالي والهلء كما ف‬
‫اليات الثلث الت أوردناها أعله والت أُطلقت فيها الدابة على الظالي والكفار وعلى الصم‬
‫البكم الذين ل يعقلون‪ ،‬وقد قال الراغب الصفهان ف كتابه «الفردات» خلل شرحه لعن‬
‫«الدابة»‪[ :‬قيل إنا حيوان بلف ما نعرفه يتص خروجها بي القيامة‪ ،‬وقيل عن با الشرار‬

‫() تفسي الطبي (ج ‪/20‬ص ‪.)10‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 138‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الذين هم ف الهل بنلة الدّواب](‪.)1‬‬


‫بناء على ذلك يكن أن يكون معن الية هو التال‪ :‬إذا وجب عذاب ال وغضبه على الناس‬
‫الظالي الشرار أخرجنا لم وسلّطنا عليهم رجا ًل ظالي وأشرارا ل يعقلون‪ ،‬أي إذا ترك قوم‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر استحقّوا عذاب ال وغضبه فسلّط ال تعال عليهم أشخاصا‬
‫ظالي كالدواب ل يعقلون‪.‬‬
‫س تَ ْأمُرُونَ‬
‫وذلك لن ال سبحانه وتعال قال ف كتابه‪ُ ﴿ :‬كْنتُمْ َخيْرَ ُأ ّمةٍ أُخْ ِر َجتْ لِلنّا ِ‬
‫ف َوَتْنهَ ْونَ عَ ِن الْمُنكَرِ ﴾ [آل عمران‪ .]110:‬ما يدل على أن الطريق الوحيد لسيادة قوم‬ ‫بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫وعزتم هي إشاعة المر بالعروف والنهي عن النكر بينهم‪ ،‬وقد ذكّرنا ال بكل وضوح ف قوله‪:‬‬
‫شهِيدًا ﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫﴿ وَكَذَلِكَ َجعَ ْلنَاكُمْ ُأ ّم ًة َوسَطًا ِلتَكُونُوا ُشهَدَاءَ عَلَى النّاسِ َوَيكُونَ ال ّرسُو ُل عََلْيكُمْ َ‬
‫‪ ]143‬بأن المة الوسط ستكون شاهدة على الناس ومرشدة لم وف النهاية سيدة على سائر أهل‬
‫الدنيا‪ ،‬وهنا يريد أن يقول إن الماعة الذين يتخّلوْن عن هذه الصلة الميدة ووسيلة السيادة‪،‬‬
‫سنسلّط عليهم الشرار والراذل‪.‬‬
‫واللصة لّا كان ترك المر بالعروف والنهي عن النكر يؤدي إل النطاط والنقراض‪،‬‬
‫كان موردا لغضب ال الذي ينتقم من ذلك الجتمع بأن يسلّط عليه الظالي الذين ل يعقلون‬
‫ويرمهم من نعمة السعادة والسيادة‪ ،‬ويسي بم نو اللك والنقراض‪.‬‬
‫ويُحتمل أيضا أن يُراد من «دابة الرض» اليوانات الصغية أي «الراثيم» كما جاء ف‬
‫الية ‪ 14‬من سورة سبأ الت ذكرناها أعله‪ ،‬فيكون معن الية على هذا القول‪ :‬إذا حلّ غضب ال‬
‫وعذابه على قوم أخرج لم دوّابا أي حيوانات صغية «جراثيم المراض» أو اليوانات الت تمل‬
‫الراثيم وذلك ليهلكهم بذه الراثيم أو لينشر بينهم اليوانات الت تمل تلك الراثيم‪ ،‬ففي هذه‬
‫الالة يب أن تُفسّر كلمة «تكلّمهم» على أنا مشتقة من «الكَلِم» أي الرح كما قرأها بعضهم‬
‫كذلك(‪.)2‬‬
‫() الراغب الصفهان‪ ،‬الفردات ف غريب القرآن‪ ،‬تقيق وضبط ممد سيد كيلن‪( ،‬ط ‪/2‬ص ‪.)164‬‬ ‫‪1‬‬

‫ل بقوله تعال ف شأن التشابات‪ُ [ :‬هوَ اّلذِيَ أَنزَلَ‬ ‫() الول عدم الزم بالراد من هذه الدابة وعدم الوض ف تأويلها عم ً‬ ‫‪2‬‬

‫ب وَُأخَرُ مَُتشَاِبهَاتٌ َفَأمّا اّلذِي َن ف ُقلُوبِ ِه ْم زَيْ ٌغ فَيَتِّبعُو َن مَا َتشَابَ َه مِنْهُ ابِْتغَاء‬
‫ح َكمَاتٌ هُنّ ُأمّ اْلكِتَا ِ‬ ‫ت ّم ْ‬ ‫ب مِنْهُ آيَا ٌ‬ ‫َعلَيْكَ اْلكِتَا َ‬
‫ل وَالرّا ِسخُونَ فِي اْلعِ ْلمِ َيقُولُو َن آمَنّا بِهِ كُ ّل مّنْ عِندِ رَبّنَا َومَا َيذّكّرُ إِ ّل ُأ ْولُواْ‬ ‫اْلفِتْنَ ِة وَابِْتغَاء تَ ْأوِيلِ ِه َومَا َي ْعَلمُ َت ْأوِيلَهُ ِإلّ ا ُ‬
‫اللْبَابِ] (آل عمران‪ ،)7:‬ولنعم ما ذكره الرحوم العلمة السيد ممد حسي الطباطبائي ف تفسيه اليزان حيث قال‪:‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 139‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وعلى كل حال فالية من اليات الجتماعية البارزة ف القرآن الكري والت تتضمّن أصلً‬
‫هاما من أصول الجتماع‪ ،‬ول علقة لا من قريب ول من بعيد برجعة عليّ بن أب طالب أو‬
‫غيه‪ ،‬وإنه لن الخجل حقا أن تُؤوّل هذه الية الثمينة الدالّة على معن اجتماعي يتضمّن حلً‬
‫لهم الشاكل الجتماعية الهمّة بثل تلك السطورة‪.‬‬
‫‪[ - 36‬تفسي القمي] ﴿ قَالُوا َرّبنَا َأ َمّتنَا اْثَنتَيْ ِن َوأَ ْحَييَْتنَا اثَْنَتيْنِ فَا ْعتَرَ ْفنَا بِ ُذنُوبِنَا َفهَلْ إِلَى‬
‫ج مِ ْن َسبِيلٍ ﴾ [غافر‪ ]11:‬قال الصادق عليه السلم‪[ :‬ذلك ف «الرّ ْجعَة»](‪.)1‬‬
‫ُخرُو ٍ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬سياق الية الذكورة هو التال‪ِ ﴿ :‬إ ّن الّذِينَ َكفَرُوا ُينَا َد ْونَ َل َمقْتُ اللّهِ أَ ْكبَ ُر مِنْ‬
‫َمقِْتكُمْ َأْنفُسَكُمْ إِ ْذ تُ ْد َع ْونَ إِلَى الِيَانِ َفَت ْكفُرُونَ * قَالُوا َرّبنَا َأمَّتنَا اثَْنَتيْنِ َوأَ ْحَيْيتَنَا اْثنََتيْنِ فَا ْعتَرَ ْفنَا‬
‫ج مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر‪.]11-10:‬‬ ‫بِ ُذنُوِبنَا َفهَلْ إِلَى خُرُو ٍ‬
‫فمعن ﴿ قَالُوا َرّبنَا َأ َمتّنَا اثَْنَتيْنِ َوأَ ْحيَْيَتنَا اْثنََتيْنِ ﴾ [غافر‪ ]11:‬ربنا خلقتنا ف البدء أمواتا ث‬
‫وهبتَ لنا الياة فأحييتنا وبعد ذلك أمتّنا ف الدنيا ث أحييتنا ثانيةً للبعث والنشور يوم القيامة‬
‫ج مّن َسبِيلٍ ﴾ [غافر‪ ،]11:‬وهذا السؤال جوابه مق ّدرٌ مذوفٌ يدلّ‬ ‫﴿ فَا ْعتَرَ ْفنَا بِ ُذنُوِبنَا َفهَلْ إِلَى ُخرُو ٍ‬
‫عليه سياق الكلم وتقديره «ل سبيل إل خروجكم»‪ ،‬أي ل سبيل إل عودتكم إل الدنيا لنكم‬

‫ض ُت َكلّ ُم ُهمْ‪ ] ..‬بيان لية خارقة من اليات الوعودة ف قوله‪[ :‬سَنُرِي ِهمْ آيَاتِنَا فِي‬
‫[وقوله‪َ ..[ :‬أخْرَجْنَا َل ُهمْ دَابّ ًة مّنَ الَْأرْ ِ‬
‫سهِمْ حَتّى يَتَبَيّ َن َل ُهمْ َأنّهُ اْلحَقّ] (فصّلت‪ )53:‬وف كونه وصفا لمر خارق للعادة دللةٌ على أن الراد‬ ‫ق َوفِي أَن ُف ِ‬
‫الْآفَا ِ‬
‫بف‬ ‫بالخراج من الرض إما الحياء والبعث بعد الوت وإما أمر يقرب منه‪ ،‬وأما كونا دابة تكلّمهم فالدابة ما يد ّ‬
‫الرض من ذوات الياة إنسانا كان أو حيوانا غيه فإن كان إنسانا كان تكليمه الناس على العادة وإن كان حيوانا‬
‫أعجم كان تكليمه كخروجه من الرض خرقا للعادة‪ .‬ول ند ف كلمه تعال ما يصلح لتفسي هذه الية وأن هذه‬
‫الدابة الت سيخرجها لم من الرض فتكلمهم ما هي؟ وما صفتها؟ وكيف ترج؟ وماذا تتكلم به؟ بل سياق الية نعم‬
‫الدليل على أن القصد إل البام فهو كلم مرموز فيه‪ .‬ومصل العن‪ :‬إنه إذا آل أمر الناس ‪ -‬وسوف يؤول ‪ -‬إل أن‬
‫كانوا ل يوقنون بآياتنا الشهودة لم وبطل استعدادهم لليان بنا بالتعقل والعتبار؛ آن وقت أن نريهم ما وعدنا إراءته‬
‫لم من اليات الارقة للعادة البينة لم الق بيث يضطرون إل العتراف بالق فأخرجنا لم دابة من الرض تكلّمهم‪.‬‬
‫هذا ما يعطيه السياق ويهدي إليه التدبّر ف الية من معناها‪ ،‬وقد أغرب الفسرون حيث أمعنوا ف الختلف ف معان‬
‫مفردات الية وجلها والحصل منها وف حقيقة هذه الدابة وصفتها ومعن تكليمها وكيفية خروجها وزمان خروجها‬
‫وعدد خروجها والكان الذي ترج منه ف أقوال كثية ل معوّل فيها إل على التحكّم‪ ،‬ولذا أضربنا عن نقلها والبحث‬
‫عنها‪ ،‬ومن أراد الوقوف عليها فعليه بالطولت] انتهى‪( .‬الترجم)‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،56‬وهو الديث رقم (‪ )36‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 140‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كذّبتم من دعاكم إل اليان بال الواحد الحد‪ ،‬ولو دعاكم إل أن تشركوا بال أصناما‬
‫ومعبودات أخرى لصدّقتموه وأجبتموه‪ ،‬فالكم فيكم اليوم لِـلّهِ العليّ القدير‪ .‬هذا رغم أن بعض‬
‫ج مّن َسبِيلٍ؟ ﴾ ولكن لا كانت أفضل‬ ‫الفسّرين احتمل تفسيا آخر لقوله تعال‪َ ﴿ :‬فهَلْ إِلَى ُخرُو ٍ‬
‫طريقة لفهم القرآن هي العودة إل القرآن ذاته لذا فإننا بالرجوع إل قوله تعال‪ ﴿ :‬بَ ْل بَدَا َلهُ ْم مَا‬
‫خفُونَ مِنْ َقبْ ُل وََلوْ ُردّوا َلعَادُوا لِمَا ُنهُوا َعنْ ُه َوإِّنهُمْ َلكَا ِذبُونَ * وَقَالُوا ِإنْ ِهيَ إِلّا َحيَاتُنَا‬
‫كَانُوا يُ ْ‬
‫ال ّدنْيَا َومَا نَحْ ُن بِ َمْبعُوثِيَ ﴾ [النعام‪.]29-28:‬‬
‫ج مّن َسبِيلٍ؟‬
‫﴾‬ ‫الذي يتضمن مقالة الكفار ف الخرة يظهر لنا أن جلة‪َ ﴿ :‬فهَلْ إِلَى ُخرُو ٍ‬
‫متمّمة ‪-‬كما قلنا‪ -‬لقالة الكفار والراد منها طلب الكفار أن يعودوا إل الدنيا‪ ،‬كما فسّرها بذلك‬
‫‪-‬جازما‪ -‬كلّ من الزمشري ف «الكشاف» والبيضاوي ف تفسيه وفسّرها على سبيل الحتمال‬
‫الشيخ الطبسي ف «ممع البيان»‪ ،‬ومن هنا يكننا أن نعتب هذه الية ‪-‬الت يظنّها القائلون بالرجعة‬
‫من الدلّة القويّة على قولم‪ -‬دليلً على نفي «الرّ ْجعَة»‪.‬‬
‫﴾ [غافر‪]11:‬‬ ‫نعم لقد أوّل القائلون بالرجعة آية‪ ﴿ :‬قَالُوا َرّبنَا َأ َمتّنَا اثَْنَتيْنِ َوأَ ْحيَْيَتنَا اْثنََتيْنِ‬
‫ل خاطئا ليجعلوها دليلً على «الرّ ْجعَة» فقالوا أن الوتتي‬
‫فتلعبوا بعناها منذ البداية وأوّلوها تأوي ً‬
‫ها الوت الول ف الدنيا والوت الثان بعد «الرّ ْجعَة»‪ ،‬والياتي الياة عند الرجعة والياة‬
‫الديدة يوم القيامة‪ ،‬ث ذكروا عدة روايات‪ ،‬من جلتها الرواية الذكورة هنا‪ ،‬دليلً على تفسيهم‬
‫الذكور‪ ،‬ث إن بعض العلماء العاصرين لا اعتبوا أن فهم القرآن منحصر ف الخبار ‪-‬دون رعاية‬
‫لصحيحها وسقيمها‪ -‬جدوا على هذه الخبار الضعيفة فاعتبوا اليةً الذكورة مثبتةً للرجعة‪ ،‬ولو‬
‫ف َتكْفُرُونَ‬ ‫أنم عادوا إل القرآن الكري وانتبهوا قليلً إل سائر آياته ولحظوا قوله تعال‪َ ﴿ :‬كيْ َ‬
‫حيِيكُ ْم ثُمّ إَِليْهِ ُترْ َجعُونَ ﴾ [البقرة‪ ،]28:‬الت تفسّر الية‬ ‫بِاللّ ِه وَكُنتُمْ َأ ْموَاتًا َفأَ ْحيَاكُ ْم ثُ ّم يُمِيتُكُ ْم ثُ ّم ُي ْ‬
‫الذكورة وتبينها بكل وضوح لا وقعوا ف ذلك الشتباه‪ ،‬فالية الخية تقول ف مقام بيان السي‬
‫التكاملي لبن البشر أن للنسان موتتي‪ :‬موتٌ قبل اللقة وموتةٌ بعد اللقة‪ ،‬وحياتي‪ :‬حياة ف‬
‫الدنيا وحياة ف الخرة‪ ،‬وهذا بل أي شبهة يُنّل على معن آية‪ ﴿ :‬قَالُوا َرّبنَا َأ َمّتنَا اْثَنتَيْ ِن َوأَ ْحَييَْتنَا‬
‫اْثَنتَيْنِ ﴾ [غافر‪ ]11:‬الت تدل على موتتي وحياتي للنسان‪ ،‬أي الُستفاد من آية‪َ ﴿ :‬كيْفَ َت ْكفُرُونَ‬
‫بِاللّهِ ﴾ [البقرة‪ ]28:‬هو أن ال يقول موبّخا الكفار‪ :‬كيف تُنكِرون البدأ والعاد وتعلون الوت‬
‫والياة من أفعال الطبيعة رغم تلك التطورات الت تشاهدونا بأنفسكم‪ ،‬وف آية‪ ﴿ :‬قَالُوا َرّبنَا َأ َمتّنَا‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 141‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫اْثَنتَيْ ِن َوأَ ْحَيْيتَنَا اثَْنَتيْنِ ﴾ [غافر‪ ]11:‬يريد أن يقول إن ما ينكره الشركون ف الدنيا (أي إنكارهم‬
‫الياة الخروية وإنكارهم استناد الوت والياة الدنيوية إل ال) سيصدقون به يوم القيامة عندما‬
‫يواجهون ف الخرة عذاب ال‪ ،‬أي أن الشركي بقولم‪َ ﴿ :‬رّبنَا َأ َمتّنَا اثَْنَتيْنِ ﴾ يريدون أن يقولوا‪:‬‬
‫[يا رب خلقتنا ف البداية كائنات ميتة ث أحييتنا ث أمتنا ثانية ث ها أنت أحييتنا ثانية‪ ،‬فاعترفنا‬
‫بذنوبنا]‪.‬‬
‫فعُِل َم ما سبق أن القصود من قوله تعال‪ ﴿ :‬قَالُوا َرّبنَا َأ َمتّنَا اثَْنَتيْنِ َوأَ ْحيَْيَتنَا اْثنََتيْنِ ﴾ هو عي‬
‫حيِيكُ ْم ثُمّ إَِليْهِ‬
‫ل وَكُنتُمْ َأمْوَاتا َفأَ ْحيَاكُ ْم ثُ ّم يُمِيُتكُ ْم ثُ ّم يُ ْ‬
‫ف َتكْفُرُونَ با ِ‬
‫القصود من آية‪َ ﴿ :‬كيْ َ‬
‫تُرْ َجعُونَ ﴾ ول علقة لتلك الية بالرجعة‪.‬‬
‫وقد يُشكل أحدهم على ما ذكرناه بأن آية‪َ ﴿ :‬رّبنَا َأ َمّتنَا اْثَنتَيْنِ ﴾ تتضمن إماتتي وإحيائي‬
‫ف َتكْفُرُو َن بِال ﴾ تدل على موت واحد وإحيائي فكيف تكون مفسرة‬ ‫ف حي أن آية‪َ ﴿ :‬كيْ َ‬
‫للية السابقة؟ فنقول‪ :‬إن كلمة «إماتة» كما تستعمل ف معن «إناء الياة» تُستعمل أيضا ‪-‬كما‬
‫يذكر ذلك الزمشري ف تفسيه الكشاف (ص ‪ )274‬واللوسي ف تفسيه روح العان (ج‬
‫‪/24‬ص ‪ )46‬والبيضاوي ف تفسيه (ص ‪ -)224‬بعن إياد الشيء ميتا وجعل الشيء معدوم‬
‫للحياة‪ ،‬وذلك مثل كلمة «تصغي» و«تكبي» اللتان تُستخدمان بعن تصغي الشيء بعد أن كان‬
‫كبيا أو تكبيه بعد أن كان صغيا‪ ،‬كما تُستعمل ف جعل الشيء من الصل صغيا أو كبيا‬
‫كما ف قول القائل‪[ :‬سبحان مَن صغّر جسم البعوضة وكبّر جسم الفيل] وبناء على ذلك فمعن‬
‫ف َتكْفُرُو َن بِال ﴾‪ ،‬أما إذا‬
‫آية‪َ ﴿ :‬رّبنَا َأ َمتّنَا اثَْنَتيْنِ ﴾ هو موت وإماتة‪ ،‬مثلما هو معن آية‪َ ﴿ :‬كيْ َ‬
‫أُريد من ﴿ َرّبنَا َأ َمّتنَا اْثَنتَيْنِ ﴾ إماتتان أي إماتة ف الدنيا وإماتة بعد الرجعة‪ ،‬فل بد أن يكون‬
‫للنسان على هذا ثلث إحياءات‪ ،‬وهذا العن يُخالف صريح القرآن‪.‬‬
‫‪[ -37‬تفسي القمي] أب عن النضر عن يي اللب عن عبد الميد الطائي عن أب خالد‬
‫ك اْلقُرْآنَ َلرَا ّدكَ إِلَى‬
‫الكابلي عن علي بن السي عليه السلم ف قوله‪ ﴿ :‬إِ ّن الّذِي َف َرضَ عََليْ َ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)(‪.)1‬‬
‫صلّى ا ُ‬
‫َمعَادٍ ﴾ [القصص‪ ،]85:‬قال‪ :‬يرجع إليكم نبيكم ( َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬يي اللب» مهمل ومهول‪ ،‬و«أبو خالد الكابلي» ذكر صاحب‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،56‬وهو الديث رقم (‪ )33‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 142‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«الاوي» أنه ضعيف(‪.)1‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيفٌ‪ :‬مهملٌ)‪.‬‬
‫‪[ - 38‬تفسي الق ّميّ] جعفر بن أحد عن عبيد ال بن موسى عن «السن بن علي بن أب‬
‫حزة» عن أبيه عن أب بصي [ف قوله‪ ﴿ :‬فَمَا لَ ُه مِنْ ُق ّو ٍة وَل نَاصِرٍ ﴾ [الطارق‪]10:‬؟ قال‪ :‬ما له قوة‬
‫كيْدًا ﴾‬ ‫َيقْوَى با على خالقه ول ناصر من ال ينصره إن أراد به سوءا‪ .‬قلتُ‪ِ ﴿ :‬إنّهُ ْم َيكِيدُونَ َ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) وكادوا عليّا عليه السلم وكادوا فاطمة‬ ‫[الطارق‪ ،]15:‬قال كادوا رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫عليها السلم فقال ال‪ :‬يا ممد! ﴿ ِإّنهُ ْم َيكِيدُونَ َكيْدًا * َوأَكِيدُ َكيْدًا * فَ َمهّ ِل اْلكَافِرِينَ َأ ْمهِ ْلهُمْ‬
‫ُر َويْدًا ﴾ [الطارق‪ ،]17-15:‬لو قد بعث القائم (ع) فينتقم ل من البارين والطواغيت من قريش‬
‫وبن أمية وسائر الناس](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬السن بن علي بن أب حزة» اتفق علماء الرجال على أنه كان‬
‫واقفيا وعدّه ابن الغضائري والعلمة وابن داود ضعيفا‪ ،‬وقال الكشي‪ :‬قال ممد بن مسعود‪:‬‬
‫سألت علي بن السن ابن فضال عن السن بن علي بن أب حزة البطائن فقال‪ :‬كذّابٌ‬
‫ملعونٌ(‪ .)3‬وثانيا‪« :‬علي بن أب حزة» واقف ّي باتفاق أغلب علماء الرجال‪ ،‬وكذّابٌ و ُمتّهمٌ ف دينه‬
‫لدى بعضهم(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -39‬تفسي القمي] بالسناد التقدم عن أب بصي عن أب عبد ال عليه السلم [ف قوله‬
‫ل عَلَيه‬
‫صلّى ا ُ‬
‫ك مِنَ الُولَى ﴾ [الضحى‪ ]4:‬قال يعن الكرّة هي الخرة للنب ( َ‬
‫﴿ وَلَلخِ َرةُ َخيْرٌ لَ َ‬
‫(‪)5‬‬
‫وَآلِهِ])‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -40‬عيون أخبار الرضا عليه السلم] تيم القريشي عن أبيه عن أحد النصاري عن‬
‫() تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪ ،314‬و ‪ 297‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،58‬وهو الديث رقم (‪ )42‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.290‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.261‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،59‬وهو الديث رقم (‪ )43‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 143‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫السن بن الهم قال‪[ :‬قال الأمون للرضا عليه السلم‪ :‬يا أبا السن! ما تقول ف الرجعة فقال‬
‫عليه السلم‪ :‬إنا الق قد كانت ف المم السالفة ونطق با القرآن وقد قال رسول ال (صَلّى الُ‬
‫عَلَيه وَآلِهِ) يكون ف هذه المة كل ما كان ف المم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة‪.)1(].‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬تيم القريشي» عدّه العلمة ف «اللصة» والجلسي ف الوجيزة‬
‫وابن داود وابن الغضائري من الضعفاء(‪ .)2‬وثانيا‪« :‬عبد ال بن تيم» مهمل ف الظاهر‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 41‬معان الخبار] أب عن سعد عن البقي عن ممد بن علي الكوف عن سفيان عن‬
‫فراس عن الشعب قال‪[ :‬قال ابن الكواء لعلي صلى ال عليه يا أمي الؤمني! أرأيت قولك العجب‬
‫كل العجب بي جادى ورجب؟؟ قال‪ :‬ويك يا أعور! هو جع أشتات ونشر أموات وحصد‬
‫نبات وهنات بعد هنات مهلكات مبيات لست أنا ول أنت هناك](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن علي الكوف» ذكر الشيخ ف «الفهرست» والكشي ف رجاله أن‬
‫ممد بن علي الصيف الكوف العروف بـ«أبو سينة» غال ومدلّس‪ ،‬وعن الفضل بن شاذان ف‬
‫بعض كتبه‪ :‬الكذّابون الشهورون‪ :‬أبو الطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ وممد بن سنان‬
‫وممد ين علي الكوف (أبو سينة)‪ ،‬وأبو سينة أشهرهم (‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 42‬معان الخبار] ابن الوليد عن الصفار عن أحد بن ممد عن عثمان بن عيسى عن‬
‫صال بن ميثم عن عباية السدي قال‪[ :‬سعت أمي الؤمني صلوات ال عليه ‪-‬وهو مشتكي وأنا‬
‫قائم عليه‪ :-‬لْبِنيَنّ بصر منبا ولنقضنّ دمشق حجرا حجرا ولخرجن اليهود والنصارى من كل‬
‫كور العرب ولسوقنّ العرب بعصاي هذه‪ .‬قال‪ :‬قلتُ له يا أمي الؤمني كأنك تب أنك تيا بعد‬
‫(‪)6( ]5‬‬
‫ما توت! فقال‪ :‬هيهات يا عباية ذهبت ف غي مذهب يفعله رجل من! )‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،59‬وهو الديث رقم (‪ )45‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.187‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،59‬وهو الديث رقم (‪ )46‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.157‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 144‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عثمان بن عيسى» ذكر الفاضل الزائري ف «الاوي» والحقق ف‬
‫«العتب» والحقق الردبيلي ف «ممع الفائدة» والفاضل القداد ف «التنقيح» والعلمة ف القسم‬
‫ف وواقفيّ(‪.)1‬‬
‫الثان من «اللصة» وصاحب الدارك أن عثمان بن عيسى ضعي ٌ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 43‬تفسي القمي] أب عن ابن أب عمي عن عبد ال بن مسكان عن أب عبد ال عليه‬
‫ب وَ ِحكْ َم ٍة ثُمّ جَاءَكُمْ َرسُولٌ‬
‫ق النِّبيّيَ لَمَا آَتْيتُكُ ْم مِنْ ِكتَا ٍ‬
‫السلم‪ :‬ف قوله ﴿ َوإِذْ أَ َخذَ اللّ ُه مِيثَا َ‬
‫ُمصَ ّدقٌ ِلمَا َمعَكُمْ َلُت ْؤ ِمنُنّ بِ ِه وََلَتنْصُ ُرنّهُ ﴾ [آل عمران‪ ،]81:‬قال‪[ :‬ما بعث ال نبيّا من لدن آدم إل‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‬
‫صلّى ا ُ‬
‫ويرجع إل الدنيا فينصر أمي الؤمني! وقوله ﴿ َلُتؤْ ِمنُ ّن بِهِ ﴾ يعن رسول ال ( َ‬
‫﴿ وَلتَْنصُ ُرنّهُ ﴾ يعن أمي الؤمني عليه السلم](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال بن مسكان» رغم أن علماء الرّجال وثّقوه‪ ،‬إل أن الكشي روى‬
‫عن يونس أن عبد ال بن مسكان ل يسمع من الصادق عليه السلم إل حديث‪( :‬من أدرك الشعر‬
‫فقد أدرك الج)‪ ،‬ونقل الرحوم العلمة هذا القول ذاته عن النجاشي‪ .‬كما ذكر الكشي ف رجاله‬
‫أن أبا النضر ممد بن مسعود زعم أن ابن مسكان كان ل يدخل على أب عبد ال عليه السلم‬
‫شفقة أن ل يوفيه حق إجلله‪ ،‬وكان يسمع من أصحابه‪ ،‬ويأب أن يدخل عليه إجللً له‬
‫وإعظاما‪.)3(.‬‬
‫وبناء على ذلك يكننا أن نقول أن الروايات الت جاء فيها رواية عبد ال بن مسكان عن‬
‫المام الصدق بل واسطة هي من جلة هذه الروايات الت ل يكن يسمعها من الصادق مباشرة بل‬
‫كان يسمعها من أصحابه‪ ،‬فهي جيعا مرسلةٌ‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫() علّق الجلسي على هذه الرواية بعد إيرادها بقوله‪([ :‬قوله رجلٌ منّي أي من ذريت)‪ .‬قال الصدوق رضي ال عنه إن‬ ‫‪5‬‬

‫أمي الؤمني اتقى عباية السدي ف هذا الديث واتقى ابن الكواء ف الديث الول لنما كانا غي متملي لسرار آل‬
‫صلّى الُ َعلَيه وَآلِهِ) ] (الترجم)‪.‬‬
‫ممد ( َ‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،60- 59‬وهو الديث رقم (‪ )47‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.247‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،61‬وهو الديث رقم (‪ )50‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر‪ :‬الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.216‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 145‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪[ -44‬تفسي القمي] أب عن أحد بن النضر عن عمرو بن شر قال‪[ :‬ذُ ِكرَ عند أب جعفر‬
‫عليه السلم جابرٌ‪ ،‬فقال‪ :‬رحم ال جابرا لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الية‪ِ ﴿ :‬إنّ‬
‫ك اْلقُرْآنَ لَرَا ّدكَ إِلَى َمعَادٍ ﴾ [القصص‪ ]85:‬يعن الرجعة](‪.)1‬‬
‫ض عََليْ َ‬
‫الّذِي فَ َر َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عمرو بن شر» ذكر النجاشي أنه ضعيف جدا وقال‪ِ :‬زيْدَ أحاديث ف‬
‫كتب جابر العفي يُنسب بعضها إليه [أي كان يضع أحاديث باسم جابر]‪ ،‬وعده العلمة وابن‬
‫الغضائري أيضا ضعيفا (‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -45‬الرائج والرائح] سهل بن زياد عن ابن مبوب عن ابن فضيل عن سعد اللب عن‬
‫جابر عن أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬قال السي عليه السلم لصحابه قبل أن يقتل إن رسول‬
‫ال قال ل يا بن إنك ستساق إل العراق وهي أرض قد التقى با النبيون وأوصياء النبيي وهي‬
‫أرض تُدعى عمورا وإنك تستشهد با ويستشهد معك جاعة من أصحابك ل يدون أل مس‬
‫الديد وتل قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْدا وسَلما عَلى ِإبْراهِيمَ يكون الرب بردا وسلما عليك وعليهم‬
‫فأبشروا فوال لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا قال ث أمكث ما شاء ال فأكون أول من ينشق الرض‬
‫عنه فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمي الؤمني وقيام قائمنا ث لينلن على وفد من السماء من‬
‫عند ال ل ينلوا إل الرض قط ولينلن إل جبئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من اللئكة‬
‫ولينلن ممد وعلي وأنا وأخي وجيع من من ال عليه ف حولت من حولت الرب خيل بلق من‬
‫نور ل يركبها ملوق ث ليهزن ممد لواءه وليدفعنه إل قائمنا مع سيفه ث إنا نكث من بعد ذلك‬
‫ما شاء ال ث إن ال يرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من ماء وعينا من لب ث إن أمي‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ويبعثن إل الشرق والغرب‬
‫الؤمني عليه السلم يدفع إل سيف رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫فل آت على عدو ل إل أهرقت دمه ول أدع صنما إل أحرقته حت أقع إل الند فأفتحها‪( ...‬إل‬
‫قوله)‪ ..‬ول يبقى رجل من شيعتنا إل أنزل ال إليه ملكا يسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه‬
‫ومنلته ف النة‪ ..‬ال](‪.)3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،61‬وهو الديث رقم (‪ )51‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.332‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،62 - 61‬وهو الديث رقم (‪ )52‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 146‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬سهل بن زياد» الرازي غالٍ وضّاعٌ للحديث‪ ،‬وذكر النجاشي وابن‬
‫الغضائري أنه ضعيفٌ ف الديث غيُ معتمد عليه فيه‪ ،‬وكان أحد بن ممد بن عيسى يشهد عليه‬
‫بالغلو والكذب وأخرجه من قم إل الري وكان يسكنها‪ .‬وجاء ف «ترير الطاووسي» و«رجال‬
‫شيّ» أن الفضل بن شاذان كان ل يرتضي أبا سعيد (سهل بن زياد) الدمي ويقول‪" :‬هو‬
‫الك ّ‬
‫أحق"‪ ،‬وضعّفه سائر علماء الرّجال والفقهاء كالشيخ ف «الفهرست» والعلمة ف «اللصة»‬
‫والحقّق ف «الشرائع» والشهيد الثان وصاحب الدارك والحقق الردبيلي والحقق السبزواري‬
‫والشيخ البهائي والل صال الازندران و‪ .)1( ...‬وثانيا‪« :‬ممد بن فُضيل»‪ :‬ذكر الشيخ ف رجاله‬
‫والعلمة ف «اللصة» وابن داود أنه كان غاليا (‪.)2‬وثالثا‪« :‬جابر بن يزيد العفي» تقدّم الكلم‬
‫عليه ف ترجة رواة الرواية رقم (‪ )7‬فراجعه‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 46‬منْتَخَب البصائر] ما رواه ل السيد علي بن عبد الكري بن عبد الميد السن‬
‫بإسناده عن سهل (أي سهل بن زياد) مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬تقدّم الكلم على «سهل بن زياد» ف الرواية السابقة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -47‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب وابن يزيد عن أحد بن السن اليثمي‬
‫عن ممد بن السي عن أبان بن عثمان عن موسى الناط قال سعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪[ :‬أيام ال ثلثة‪ :‬يوم يقوم القائم (ع) ويوم الكرّة ويوم القيامة](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬موسى بن سعدان النّاط»‪ :‬ضعيفٌ ف مذهبه غلوّ كما نصّ عليه ابن‬
‫الغضائري والعلمة ف «اللصة»‪ ,‬واعتبه النجاشي وابن داود أيضا ضعيفا ف الديث(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.172‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،63‬وهو الديث رقم (‪ )53‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.256‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 147‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ - 48‬وعن سعد عن ابن يزيد عن ممد بن السن اليثمي عن مثن الناط عن أب جعفر‬
‫عليه السلم مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬مثن النّاط» إماميّ حاله مهول(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 49‬معان الخبار] أب عن الميي عن ابن هاشم عن ابن أب عمي عن الثن (النّاط)‬
‫مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 50‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جيل‬
‫بن دراج عن العلى بن خنيس وزيد الشحام عن أب عبد ال عليه السلم قال سعناه يقول‪[ :‬إن‬
‫أول من يكرّ ف الرجعة السي بن عليّ عليه السلم ويكث ف الرض أربعي سنة حت يسقط‬
‫حاجباه على عينيه](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬العلّى بن خُنيس» تقدّم الكلم عليه ف التعليق على رواة الديث رقم (‬
‫‪ )22‬وأنه من الغلة فراجعه ثة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف ومرسل)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 51‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن ممد بن سنان عن عمار بن مروان‬
‫عن النخل بن جيل عن جابر بن يزيد عن أب جعفر عليه السلم قال ليس من مؤمن إل وله قتلة‬
‫وموتة‪ ،‬إنه من ُقتِل نُشِر حت يوت ومن مات نُشِر حت ُي ِقتَل ث تلوت على أب جعفر عليه السلم‬
‫هذه الية‪ ﴿ :‬كُ ّل َن ْفسٍ ذَاِئ َقةُ الْ َموْتِ ﴾ [آل عمران‪ ،]185:‬فقال‪َ ﴿ :‬ومَنْشُو َرةٌ ﴾ قلتُ قولك‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ﴿ كُ ّل َن ْفسٍ‬
‫﴿ َومَنْشُو َرةٌ ﴾ ما هو؟؟ فقال هكذا أنزل با جبئيل على ممد (صَلّى ا ُ‬
‫ت َو َمنْشُورَةٌ ﴾!‪...‬الديث](‪.)3‬‬
‫ذاِئ َقةُ الْ َموْ ِ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» و«منخل بن جيل» كلها من الغلة وتقدّم الكلم‬
‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.105‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،64- 63‬وهو الديث رقم (‪ )54‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،64‬وهو الديث رقم (‪ )55‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 148‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫عليهما ف التعليق على الديثي رقم (‪ )10‬و(‪ )12‬فراجعه‪.‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -52‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن علي بن الكم عن ابن عمية عن أب داود‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) كيف أنت إذا استيأست أمت من‬
‫عن بريدة السلمي قال‪[ :‬قال رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫الهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء وأهل الرض؟‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)! بعد الوت؟ فقال‪ :‬وال إن بعد الوت(‪ )1‬هدىً وإيانا ونورا‪ .‬قلتُ‪ :‬يا‬
‫(صَلّى ا ُ‬
‫ي العُمْ َريْن أطول؟ قال‪ :‬الخر بالضعف](‪.)2‬‬
‫رسول ال! أ ّ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬بريدة السلمي» مهول الال(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -53‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جيل بن دراج عن‬
‫أب عبد ال عليه السلم قال قلت له‪[ :‬قولُ الِ عزّ وجلّ‪ِ ﴿ :‬إنّا َلنَنصُرُ ُرسَُلنَا وَالّذِينَ آ َمنُوا فِي‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َوَي ْو َم َيقُو ُم الَ ْشهَادُ ﴾ [غافر‪]51:‬؟‬
‫الْ َ‬
‫قال ذلك وال ف «الرّ ْجعَة»‪ ،‬أما علمتَ أن ف أنبياء ال كثيا ل ُيْنصَروا ف الدنيا وُقتِلُوا‬
‫وأئ ّمةٌ قد ُقتِلُوا ول ُيْنصَروا؟ فذلك ف «ال ّرجْعَة»‪ .‬قلتُ‪ ﴿ :‬وَا ْستَمِ ْع َي ْو َم يُنَا ِد الْ ُمنَا ِد مِ ْن َمكَانٍ‬
‫خرُوجِ ﴾ [ق‪]42-41:‬؟ قال‪ :‬هي «ال ّرجْعَة»](‪.)4‬‬
‫ك َيوْ ُم الْ ُ‬
‫ح َة بِالْحَقّ ذَلِ َ‬
‫صيْ َ‬
‫قَرِيبٍ * َي ْومَ يَسْ َمعُونَ ال ّ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عمر بن عبد العزيز» تقدّم الكلم عليه ف الديث رقم (‪.)32‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -54‬تفسي القمي] أحد بن إدريس عن ابن عيسى مثله وفيه‪( :‬والئمة من بعدهم قتلوا‬
‫ول ينصروا ف الدنيا‪.).‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫صلّى الُ َعلَيه وَآلِهِ)‪( :‬إن بعد الوت) أي بعد موت سائر اللق ل الهدي‪.‬‬
‫() قال الجلسي ‪ :‬بيانٌ‪ :‬قولُه ( َ‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،65‬وهو الديث رقم (‪ )56‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.164‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،65‬وهو الديث رقم (‪ )57‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 149‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ُ [ -55‬منْتَخَب البصائر] سعد عن أحد وعبد ال ابن ممد بن عيسى وابن أب الطاب‬
‫جيعا عن ابن مبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن المام أب جعفر الباقر عليه السلم ف حديث‬
‫طويل آخ ُرهُ قو ُل المام‪ ..[ :‬إن مَنْ ُقتِلَ ل بدّ أن يرجع إل الدنيا حت يذوق الوت](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال بن ممد بن عيسى» مهمل ومهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 56‬تفسي العياشي] عن زرارة مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 57‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن الصفوان [عن الرضا عليه السلم‬
‫قال سعته يقول ف الرجعة من مات من الؤمني ُقتِ َل ومَنْ ُقتِ َل منهم مات](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬رواة هذا الديث من الثّقاة‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬حسن)‪.‬‬
‫‪ُ [ -58‬منْتَخَب البصائر] سعد عن أحد وعبد ال ابن ممد بن عيسى عن ابن مبوب عن‬
‫ل عَلَيه‬
‫أب جيلة عن أبان بن تغلب عن أب عبد ال عليه السلم قال إنه بلغ رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫وَآلِهِ) عن بطني من قريش كلمٌ تكلّموا به فقال يرى ممد أن لو قد قضى أن هذا المر يعود ف‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ذلك فباح ف ممع من قريش با كان‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫أهل بيته من بعده فأعلم رسول ال ( َ‬
‫يكتمه فقال كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرت بعدي ث رأيتمون ف كتيبةٍ من أصحاب أضرب‬
‫وجوهكم ورقابكم بالسيف‪ ...‬الديث](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬عبد ال بن ممد بن عيسى» تقدّم الكلم عليه عند الديث رقم (‬
‫‪ )55‬فراجعه‪ .‬وثانيا‪« :‬أبو جيلة الفضّل بن صال»‪ :‬ضعيفٌ‪ ،‬كذّابٌ‪ ،‬يضع الديث كما ذكر‬
‫ذلك عنه ابن الغضائري والعلمة ف «اللصة»‪ ،‬وعدّه سائر علماء الرّجال كالنجاشي وابن داود‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،66 - 65‬وهو الديث رقم (‪ )58‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.184‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،66‬وهو الديث رقم (‪ )59‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،67 - 66‬وهو الديث رقم (‪ )60‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 150‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫والجلسي و‪ ...‬ضعيفا وبعضهم عدّه غاليا (‪.)1‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 59‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن اليقطين عن علي بن الكم عن الثن بن‬
‫الوليد عن أب بصي عن أحدها (ع) ف قول ال عزّ وجلّ‪َ ﴿ :‬ومَنْ كَانَ فِي هَ ِذهِ َأعْمَى َف ُهوَ فِي‬
‫الخِ َرةِ أَعْمَى َوأَضَ ّل َسبِيلًا ﴾ [السراء‪]72:‬؟ قال‪ :‬ف «الرّ ْجعَة»](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى اليقطين» تقدّم الكلم عليه ف الرواية رقم (‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -60‬تفسي العياشي] عن علي اللب عن أب بصي مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬علي اللب» مهمل وحاله مهول‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 61‬منْتَخَب البصائر] بذا السناد عن علي بن الكم عن رفاعة عن عبد ال بن عطا‬
‫عن أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬كنت مريضا بن وأب عليه السلم عندي فجاءه الغلم فقال‬
‫هاهنا رهط من العراقيي يسألون الذن عليك فقال أب عليه السلم أدخلهم الفسطاط وقام إليهم‬
‫فدخل عليهم فما لبث أن سعت ضحك أب عليه السلم قد ارتفع فأنكرت ووجدت ف نفسي‬
‫من ضحكه وأنا ف تلك الال ث عاد إلّ فقال‪ :‬يا أبا جعفر! عساك وجدت ف نفسك من‬
‫ضحكي فقلتُ‪ :‬وما الذي غلبك منه الضحك جُعلت فداك؟! فقال‪ :‬إن هؤلء العراقيي سألون‬
‫عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون فغلبن الضحك سرورا أن ف اللق من‬
‫يؤمن به ويقرّ‪ .‬فقلتُ‪ :‬وما هو جُعلت فداك؟! قال‪ :‬سألون عن الموات مت يبعثون فيقاتلون‬
‫الحياء على الدين](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال بن عطا» مهمل ومهول الال‪.‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.238‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،67‬وهو الديث رقم (‪ )61‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،67‬وهو الديث رقم (‪ )62‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 151‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬


‫‪ُ [ -62‬منْتَخَب البصائر] سعد عن السندي بن ممد عن صفوان عن رفاعة مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪ُ [ -63‬منْتَخَب البصائر] بالسناد عن علي بن الكم عن حنان بن سدير عن أبيه قال‪:‬‬
‫[سألت أبا جعفر عن الرجعة فقال‪ :‬القدرية تنكرها ثلثا](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬حنان بن سُدير» غالٍ من «الكيسانية» كما يذكر صاحب تنقيح القال‪،‬‬
‫و«واقفيّ» حسبما يذكر الشيخ الطوسي والعلمة اللي وابن داود (‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -64‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن وهيب بن حفص عن أب بصي قال‬
‫دخلت على أب عبد ال عليه السلم فقلتُ‪ :‬إنا نتحدث أن عمر بن ذر ل يوت حت يقاتل قائم‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)؟ فقال‪[ :‬إن مثل ابن ذر مثل رجل كان ف بن إسرائيل يقال له عبد‬
‫آل ممد (صَلّى ا ُ‬
‫ربّه وكان يدعو أصحابه إل ضللة فمات فكانوا يلوذون بقبه ويتحدّثون عنده إذا خرج عليهم‬
‫من قبه ينفض التراب من رأسه ويقول لم كيت وكيت](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬وهيب بن حفص» إماميّ مهول الال(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -65‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن هشام عن البقي عن ممد بن سنان أو غيه عن عبد‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) لقد أسرى‬
‫ال بن سنان قال قال أبو عبد ال عليه السلم‪[ :‬قال رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫ب رب ع ّز وجلّ فأوحى إلّ من وراء حجاب ما أوحى‪( ....‬إل قوله)‪..‬يا ممد! عليّ أول ما‬
‫آخذ ميثاقه من الئمة‪ ،‬يا ممد! عليّ آخر من أقبض روحه من الئمة وهو الدابة الت تكلّمهم‪ .‬يا‬
‫ممد! عليّ أظهره على جيع ما أوحيه إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا‪ .‬يا ممد! أبطنه الذي‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،67‬وهو الديث رقم (‪ )63‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.381‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،68 - 67‬وهو الديث رقم (‪ )64‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.282‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 152‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أسررته إليك فليس ما بين وبينك سر دونه‪ ...‬الديث](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» تقدّم الكلم عليه أكثر من مرة وأنه من «الغُلة» فانظر‬
‫التعليق على حديث رقم (‪.)10‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -66‬منْتَخَب البصائر] من كتاب سليم بن قيس اللل رحة ال عليه الذي رواه عنه أبان‬
‫بن أب عياش وقرأ جيعه على سيدنا علي بن السي عليه السلم بضور جاعة أعيان من الصحابة‬
‫منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين عليه السلم وقال‪[ :‬هذه أحاديثنا صحيحة قال أبّان‬
‫ت أبا الطفيل بعد ذلك ف منله فحدّثن ف الرجعة عن أناس من أهل بدر وعن سلمان والقداد‬ ‫لقي ُ‬
‫وأب بن كعب وقال أبو الطفيل فعرضتُ هذا الذي سعته منهم على عليّ بن أب طالب سلم ال‬
‫عليه بالكوفة فقال هذا علمٌ خاصّ ل يسع المّة جهله ورُ ّد علمه إل ال تعال ث صدّقَن بكل ما‬
‫حدثون‪( ....‬إل قوله)‪ ..‬فقلت يا أمي الؤمني قول ال ع ّز وجلّ‪َ ﴿ :‬وإِذَا وََق َع الْ َقوْ ُل عََلْيهِمْ‬
‫ض ُتكَلّ ُمهُمْ َأ ّن النّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا ل يُوقِنُونَ ﴾ [النمل‪ ]82:‬ما الدابة؟!‬
‫أَخْ َر ْجنَا َل ُهمْ دَاّبةً مِ َن الَ ْر ِ‬
‫قال‪ ..:‬هي داّب ٌة تأكل الطعام وتشي ف السواق وتنكح النساء‪ .‬فقلتُ‪ :‬يا أمي الؤمني! من هو؟؟‬
‫قال‪ :‬هو زر الرض الذي تسكن الرض به‪ .‬قلتُ‪ :‬يا أمي الؤمني! من هو؟؟ قال‪ :‬صدّيق هذه‬
‫المة وفاروقها ورِبيّها وذو قرنيها!‪ ...‬إل آخر الديث](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أبّان بن أب عيّاش»‪ :‬تابعيّ ضعيفٌ جدا كما قال العلمة ف «اللصة»‪،‬‬
‫وقال السيد علي بن أحد العقيقي ف كتاب الرجال أنه كان فاسد الذهب‪ ،‬وقال ابن الغضائري‪:‬‬
‫ضعيفٌ ل يُلَتفَت إليه‪ ،‬وينسب أصحابنا وضع كتاب «سليم ابن قيس» إليه(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -67‬تفسي العياشي] عن سلم بن الستني عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬لقد تسموا‬
‫باسم ما سى ال به أحدا إل علي بن أب طالب وما جاء تأويله‪ .‬قلتُ‪ :‬جُعلت فداك! مت ييء‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،68‬وهو الديث رقم (‪ )65‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،70 - 68‬وهو الديث رقم (‪ )66‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر العلمة الّليّ‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،326-325‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.3‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 153‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫تأويله؟ قال إذا جاءت جع ال أمامه النبيي والؤمني حت ينصروه وهو قول ال‪َ ﴿ :‬وإِذْ أَ َخذَ اللّهُ‬
‫ب وَ ِحكْ َم ٍة ثُمّ جَاءَ ُكمْ َرسُو ٌل ُمصَ ّدقٌ ِلمَا َمعَكُمْ َلُت ْؤ ِمنُنّ بِهِ‬
‫ق الّنِبيّيَ لَمَا آَتْيتُكُ ْم مِنْ ِكتَا ٍ‬ ‫مِيثَا َ‬
‫وََلتَْنصُ ُرنّهُ قَالَ َأأَقْرَ ْرتُ ْم َوأَ َخ ْذتُ ْم عَلَى ذَِلكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَ ْرنَا قَالَ فَا ْشهَدُوا َوَأنَا َمعَكُ ْم مِنَ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) اللواء إل عليّ بن أب‬ ‫صلّى ا ُ‬ ‫الشّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران‪ ،]81:‬فيومئذ يدفع رسول ال ( َ‬
‫طالب عليه السلم فيكون أمي اللئق كلهم أجعي يكون اللئق كلهم تت لوائه ويكون هو‬
‫أميهم فهذا تأويله](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سلم بن مستني» إماميّ حاله مهول(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫﴾‬ ‫‪[ -68‬تفسي العياشي] عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلم‪ ﴿ :‬كُ ّل َن ْفسٍ ذَائِ َق ُة الْ َموْتِ‬
‫[آل عمران‪ :]185:‬ل يذق الوت من ُقتِلَ‪ ،‬وقال‪ :‬ل بد من أن يرجع حت يذوق الوت](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع ما ذكرناه عن «العياشي» عند التعليق على الديث رقم (‪.)24‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -69‬تفسي العياشي] عن سيين قال كنت عند أب عبد ال عليه السلم إذ قال‪[ :‬ما يقول‬
‫حقّا ﴾‬
‫ت بَلَى وَعْدًا عََليْهِ َ‬
‫الناس ف هذه الية‪َ ﴿ :‬وأَقْسَمُوا بِاللّهِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ ْم ل َيْبعَثُ اللّ ُه مَ ْن يَمُو ُ‬
‫[النحل‪]38:‬؟ قال‪ :‬يقولون ل قيامة ول بعث ول نشور؟ فقال‪ :‬كذبوا وال إنا ذلك إذا قام القائم‬
‫وكرّ(‪ )4‬معه الكرون‪ ...‬الديث](‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سيين» ل ذكر لسه ف كتب الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيفٌ‪ُ ،‬مهْ َملٌ)‪.‬‬
‫‪ُ [ -70‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن وهيب بن حفص عن أب بصي قال‪:‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،70‬وهو الديث رقم (‪ )67‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،71‬وهو الديث رقم (‪ )68‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() ك ّر معه‪ :‬أي رجع معه إل الياة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،71‬وهو الديث رقم (‪ )69‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 154‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫[سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزّ وجلّ‪ِ ﴿ :‬إنّ اللّهَ ا ْشتَرَى مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ أَنفُسَهُ ْم‬
‫جّنةَ ُيقَاتِلُونَ فِي َسبِيلِ اللّهِ َفَي ْقتُلُونَ َوُي ْقتَلُو َن َوعْدًا عََليْهِ َحقّا فِي الّتوْرَا ِة وَالِنِيلِ‬ ‫َوَأمْوَاَلهُ ْم بَِأنّ َل ُه ُم الْ َ‬
‫سَتبْشِرُوا ِبَبْيعِكُ ُم الّذِي بَاَي ْعتُمْ بِ ِه َوذَلِكَ هُ َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ ﴾‬ ‫وَالْقُرْآ ِن َومَنْ َأوْفَى ِب َعهْ ِدهِ مِنَ اللّهِ فَا ْ‬
‫[التوبة‪.]111:‬‬
‫فقال‪ :‬ذلك ف اليثاق ث قرأتُ ﴿ التّاِئبُو َن الْعابِدُونَ ﴾ فقال أبو جعفر عليه السلم ل تقرأ‬
‫هكذا ولكن اقرأ ﴿ التائبي العابدين ﴾ إل آخر الية‪ .‬ث قال‪ :‬إذا رأيت هؤلء فعند ذلك هم الذين‬
‫اشترى منهم أنفسهم وأموالم يعن ف «ال ّرجْعَة» ث قال أبو جعفر عليه السلم ما من مؤمن إل‬
‫وله ميتة وقتلة؛ من مات بعث حت يقتل ومن قتل بعث حت يوت](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬وهيب بن حفص» تقدّم الكلم عليه عند التعليق على الديث رقم (‪)64‬‬
‫فراجعه‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 71‬تفسي العياشي] عن أب بصي مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬انظر ما ذكرناه عن العياشي عند التعليق على الديث رقم (‪.)24‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -72‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى وابن عبد البار وأحد بن السن بن فضال‬
‫جيعا عن السن بن علي بن فضال عن حيد بن الثن عن شعيب الذاء عن أب الصباح قال‬
‫سألت أبا جعفر عليه السلم فقلتُ‪ُ :‬جعِ ْلتُ فِداكَ! أكره أن أسيها له‪ .‬فقال ل‪[ :‬هو عن الكرّات‬
‫تسألن؟ فقلتُ‪ :‬نعم! فقال‪ :‬تلك القدرة ول ينكرها إل القدرية‪ ،‬ل تنكر تلك القدرة‪ ،‬ل تنكرها‪..‬‬
‫الديث](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السن بن علي فضال» رغم توثيق جاعة له بل قوله بللته إل أنّ بن‬
‫إدريس وصاحب الدارك اعتبوه كافرا ملعونا وقالوا إنه كان «فطحيا» (‪ .)3‬و«شعيب الذّاء»‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،71‬وهو الديث رقم (‪ )70‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،72‬وهو الديث رقم (‪ )71‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.299-298‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 155‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫مهول الال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -73‬منْتَخَب البصائر] ابن عيسى عن السن عن السي بن علوان عن ممد بن داود‬
‫العبدي عن الصبغ بن نباتة‪[ :‬أن عبد ال بن أب بكر اليشكري قام إل أمي الؤمني سلم ال عليه‬
‫فقال‪ :‬يا أمي الؤمني! إن أبا العتمر تكلّم آنفا بكلم ل يتمله قلب! فقال‪ :‬وما ذاك؟ قال‪ :‬يزعم‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) يقول إنا قد رأينا أو سعنا برجل أكب سنا‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫أنك حدثته أنك سعت رسول ال ( َ‬
‫من أبيه!! فقال أمي الؤمني عليه السلم‪ :‬فهذا الذي َكبُرَ عليك؟ قال‪ :‬نعم فهل تؤمن أنت بذا‬
‫وتعرفه؟ فقال‪ :‬نعم ويلك يا ابن الكواء اِ ْفقَهْ عن أخبك عن ذلك‪ ،‬إن عزيرا خرج من أهله وامرأته‬
‫ف شهرها وله يومئذ خسون سنة فلما ابتله ال ع ّز وجلّ بذنبه أماته مِاَئ َة عامٍ ثُ ّم َب َعثَهُ فرجع إل‬
‫أهله وهو ابن خسي سنة فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ورد ال عزيرا إل الذي كان به‪ ...‬إل‬
‫آخر الديث](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬السي بن علوان»‪ :‬عدّه العلمة ف القسم الثان من «اللصة»‬
‫والفاضل الزائري ف «الاوي» من الضعفاء(‪ .)2‬وثانيا‪« :‬ممد بن داود العبدي» مهمل‬
‫ومهول‪ ،‬وثالثا‪« :‬عبد ال بن أب بكر» إماميّ لكن حاله مهول(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -74‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن أب الطاب عن أب خالد القماط عن عبد الرحن‬
‫القصي [عن أب جعفر عليه السلم قال قرأ هذه الية‪ِ ﴿ :‬إنّ اللّهَ ا ْشتَرَى مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ أَنفُسَهُمْ‬
‫جّنةَ ُيقَاتِلُونَ فِي َسبِيلِ اللّهِ َفَي ْقتُلُونَ َوُي ْقتَلُو َن َوعْدًا عََليْهِ َحقّا فِي الّتوْرَا ِة وَالِنِيلِ‬ ‫َوَأمْوَاَلهُ ْم بَِأنّ َل ُه ُم الْ َ‬
‫سَتبْشِرُوا ِبَبْيعِكُ ُم الّذِي بَاَي ْعتُمْ بِ ِه َوذَلِكَ هُ َو اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ ﴾‬ ‫وَالْقُرْآ ِن َومَنْ َأوْفَى ِب َعهْ ِدهِ مِنَ اللّهِ فَا ْ‬
‫[التوبة‪.]111:‬‬
‫فقال‪ :‬هل تدري من يعن؟ فقلتُ‪ :‬يقاتل الؤمنون َفَي ْقتُلُونَ وُي ْقتَلُونَ‪ .‬فقال‪ :‬ل! ولكن من ُقتِل‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،74 - 72‬وهو الديث رقم (‪ )72‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.336‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.162‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 156‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من الؤمني رُدّ حت يوت ومن مات رُدّ حت يُقتَل‪ .‬وتلك القدرة فل تنكرها](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬لدينا أربعة أشخاص يُكنّون بـ«أب خالد القمّاط» وهم‪ -1 :‬خالد بن زيد‬
‫أبو خالد القمّاط‪ -2 ،‬خالد بن يزيد أبو خالد القمّاط‪ -3 ،‬صال أبو خالد القمّاط‪ -4 ،‬خالد بن‬
‫سعيد أبو خالد القمّاط‪ :‬فالخي ثقة والبقية حالم مهول‪ ،‬ورغم كثرة البحث ل أستطع أن أقف‬
‫على ما ييّزهم لذا فالراوي مهول الال‪ .‬و«عبد الرحن القصي» مهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -75‬تفسي العياشي] عن عبد الرحيم مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد الرحيم» لدينا عديدٌ من الرواة يملون هذا السم والثقة الوحيد فيهم‬
‫هو «عبد الرحيم بن عبد ربه»‪ ،‬أما «عبد الرحيم القصي» فهو حسن والبقية حالم مهول‪،‬‬
‫ورغم شدة التفحّص ل أقف على ما ييّز عبد الرحيم هذا الذي ذكره العياشي‪ ،‬ولا كان العياشي‬
‫ينقل أغلب أخباره عن الضعفاء ‪-‬كما بيّنا ذلك فيما سبق‪-‬؛ لذا ل يكننا الطمئنان إل كون عبد‬
‫الرحيم هذا هو عبد الرحيم الثقة أو السن‪ ،‬وعلى كل حال فالراوي مهول‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 76‬منْتَخَب البصائر] بذا السناد عن أب خالد القماط عن حران بن أعي عن أب‬
‫جعفر عليه السلم قال‪[ :‬قلت له كان ف بن إسرائيل شيء ل يكون هاهنا مثله؟ فقال‪ :‬ل! فقلتُ‪:‬‬
‫فحدثن عن قول ال ع ّز وجلّ‪:‬‬
‫﴿ أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِينَ َخرَجُوا مِنْ ِديَا ِرهِ ْم َوهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْ َموْتِ َفقَالَ َل ُهمُ اللّ ُه مُوتُوا ثُ ّم‬
‫أَ ْحيَاهُمْ ﴾ [البقرة‪ ]243:‬حت نظر الناس إليهم ث أماتم من يومهم أو ردّهم إل الدنيا؟ فقال‪ :‬بل‬
‫ردهم إل الدنيا حت سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء ال ث ماتوا‬
‫بالجال](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أبو خالد القمّاط»‪ ،‬و«حران بن أعي» تقدّمت ترجتهما عند التعليق‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،74‬وهو الديث رقم (‪ )73‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.147‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،74‬وهو الديث رقم (‪ )74‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 157‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫على الديث رقم (‪ )74‬و(‪ )1‬على الترتيب‪.‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -77‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى عن اليقطين عن السي بن سفيان عن عمرو‬
‫بن شر عن جابر بن يزيد عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬إن لعليّ عليه السلم ف الرض كرّة‬
‫مع السي ابنه صلوات ال عليهما يقبل برايته حت ينتقم له من بن أمية ومعاوية وآل معاوية ومن‬
‫شهد حربه‪ ،‬ث يبعث ال إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلثي ألفا ومن سائر الناس سبعي‬
‫ألفا فيلقاهم بصفّي مثل الرّة الول حت يقتلهم ول يبقى منهم مبا ث يبعثهم ال عزّ وجلّ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‬
‫فيدخلهم أشدّ عذابه مع فرعون وآل فرعون ث كرّة أخرى مع رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫حت يكون خليفة ف الرض وتكون الئمة عليهم السلم عمّاله وحت يبعثه ال علني ًة فتكون‬
‫عبادته علنيةً ف الرض كما عبد ال سرّا ف الرض ث قال‪ :‬إي وال وأضعاف ذلك‪ ،‬ث عقد‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ملك جيع أهل الدنيا منذ يوم خلق ال الدنيا إل‬
‫صلّى ا ُ‬
‫بيده أضعافا يعطي ال نبيه ( َ‬
‫يوم يفنيها حت ينجز له موعودة ف كتابه كما قال ِليُ ْظهِ َر ُه عَلَى الدّينِ ُكلّهِ وَلوْ َك ِرهَ الُشْرِكُونَ](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬اليقطين» و«عمرو بن شر» و«جابر بن يزيد العفي» كلهم ضعفاء‬
‫سبق بيان حالم ف التعليق على الحاديث ذات الرقام (‪ )5‬و(‪ )44‬و(‪ )7‬على الترتيب‪ ،‬فراجعها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ -78‬منْتَخَب البصائر] سعد عن موسى بن عمر عن عثمان بن عيسى عن خالد بن يي‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) أبا بكر صديقا؟ فقال‪:‬‬
‫قال‪[ :‬قلت لب عبد ال عليه السلم سى رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) إن لرى سفينة بن‬ ‫نعم إنه حيث كان معه أبو بكر ف الغار قال رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫عبد الطلب تضطرب ف البحر ضالة‪ .‬فقال له أبو بكر‪ :‬وإنك لتراها؟ قال‪ :‬نعم! فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال! تقدر أن ترينيها؟ فقال‪ :‬ادن من‪ ،‬فدنا منه فمسح يده على عينيه ث قال له انظر فنظر أبو بكر‬
‫فرأى السفينة تضطرب ف البحر ث نظر إل قصور أهل الدينة فقال ف نفسه‪ :‬الن صدقت أنك‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‪ :‬صدّيق أنت‪ .‬فقلتُ‪ :‬ل سّي عمر الفاروق؟ قال‪:‬‬ ‫ساحر! فقال له رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫نعم! أل ترى أنه قد فرق بي الق والباطل وأخذ الناس بالباطل؟ فقلتُ‪ :‬فلم سي سالا المي؟‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،75 - 74‬وهو الديث رقم (‪ )75‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 158‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫قال‪ :‬لا أن كتبوا الكتب ووضعوها على يد سال فصار المي‪ .‬قلتُ‪ :‬فقال اتقوا دعوة سعد؟ قال‪:‬‬
‫نعم! قلتُ‪ :‬وكيف ذلك؟ قال‪ :‬إن سعدا يك ّر فيقاتل عليّا عليه السلم!](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عثمان بن عيسى» سبق بيان ضعف حاله عند التعليق على الديث (‪.)42‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 79‬الغيبة للشيخ الطوسي] ممد الميي عن أبيه عن علي بن سليمان بن رشيد عن‬
‫السن بن علي الزاز قال دخل عليّ بن أب حزة على أب السن الرضا عليه السلم فقال له أنت‬
‫إمام؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال له‪ :‬إن سعت جدك جعفر بن ممد عليه السلم يقول ل يكون المام إل‬
‫وله عقب‪ .‬فقال‪ :‬أنسيت يا شيخ أم تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر‪ ،‬إنا قال جعفر‪ :‬ل يكون‬
‫المام إل وله عقب إل المام الذي يرج عليه السي بن عليّ عليه السلم فإنه ل عقب له‪ .‬فقال‬
‫له‪ :‬صدقت جعلت فداك هكذا سعت جدك يقول](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬علي بن سليمان بن رشيد» إمامي حاله مهول(‪ .)3‬ثانيا‪« :‬علي بن‬
‫أب حزة سال البطائن» واقفي باتفاق علماء الرّجال‪ ،‬واعتبه بعضهم‪ ،‬كابن الغضائري‪ ،‬كذّابا‬
‫ملعونا متهما ف روايته(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 80‬تفسي العياشي] عن رفاعة بن موسى قال قال أبو عبد ال عليه السلم‪[ :‬إن أول من‬
‫يكر إل الدنيا السي بن عليّ عليه السلم وأصحابه ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو‬
‫القذة بالقذة ث قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫﴾‬ ‫ي وَ َجعَ ْلنَاكُمْ أَ ْكثَ َر َنفِيًا‬
‫﴿ ثُمّ رَ َد ْدنَا َلكُ ُم اْلكَ ّرةَ عََلْيهِمْ َوَأمْ َد ْدنَاكُ ْم بَِأ ْموَالٍ َوَبنِ َ‬
‫[السراء‪.)5(]]6:‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،75‬وهو الديث رقم (‪ )76‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76 - 75‬وهو الديث رقم (‪ )77‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.219‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.261‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76‬وهو الديث رقم (‪ )78‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 159‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬العياشيّ» تقدّم الكلم عليه ف التعليق على الديث رقم (‪.)24‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫توضيحٌ‪ :‬سياق الية الت ذكرها هو‪:‬‬
‫ض مَ ّرَتيْ ِن وََلتَعُْل ّن عُُلوّا َكبِيًا * َفإِذَا‬
‫ضْينَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي اْل ِكتَابِ َلُتفْسِ ُدنّ فِي الَ ْر ِ‬ ‫﴿ وََق َ‬
‫س شَدِيدٍ َفجَاسُوا خِللَ ال ّديَا ِر وَكَانَ وَعْدًا َم ْفعُولًا‬ ‫جَا َء َوعْدُ أُولهُمَا بَ َعْثنَا عََلْيكُ ْم ِعبَادًا َلنَا أُولِي بَأْ ٍ‬
‫ي وَ َجعَ ْلنَاكُمْ أَ ْكثَ َر َنفِيًا * ِإنْ أَحْسَنتُمْ َأحْسَنتُمْ‬ ‫* ثُمّ َردَ ْدنَا َلكُ ُم اْلكَ ّرةَ عََلْيهِ ْم َوَأمْدَ ْدنَاكُ ْم ِبَأ ْموَا ٍل َوَبنِ َ‬
‫سجِدَ كَمَا دَ َخلُوهُ‬ ‫سكُ ْم َوإِنْ َأسَ ْأتُمْ فََلهَا فَِإذَا جَا َء َوعْدُ الخِ َرةِ ِليَسُوءُوا وُجُوهَكُ ْم وَِليَدْ ُخلُوا الْمَ ْ‬ ‫ِلأَنفُ ِ‬
‫َأوّ َل مَ ّرةٍ وَلُِيَتبّرُوا مَا عََلوْا َتتْبِيًا ﴾ [السراء‪.]7-4:‬‬
‫هذه اليات‪ ،‬كسائر قصص القرآن‪ ،‬رغم بيانا لقصة تاريية مددة‪ ،‬إل أن معناها يتضمن‬
‫بيان فلسفة التاريخ كالقصص الت يذكرها علماء الجتماع والخلق‪ ،‬فالية ترشدنا إل عاقبة‬
‫الظلم والنتائج السيئة للفساد ف الرض والتكب فيها‪ ،‬وتبنا عن النقلب السيئ لن يُعرِضون عن‬
‫ال ورسوله‪ ،‬كما تُبيّن لنا فوائد الصلح والحسان‪ ،‬وباختصار تدلنا على طريق الفلح والسعادة‬
‫ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫إذا علمتَ ذلك عرفتَ أن هذه الية ل علقة لا بالرجعة إطلقا‪ ،‬وإنه لن العجيب الحيّر‬
‫فعلً درجة الغالطة الت يقوم با «الغُلة» ف هذه القصّة! وكيف أنم لشدّة هوسهم بإثبات‬
‫«الرّ ْجعَة» أصبحوا كلّما صادفوا كلمة «كرّة» أو «رجوع» أو «حشر» أو «بعث» أو «آخرة»‬
‫وأمثالا يسارعون فورا إل الزم بأن القصود منها «ال ّرجْعَة»! غافلي عن أن ال تعال سيقيّض ف‬
‫الوقت الناسب مَن يكشف تلعبهم بآياته ويبطل أعمالم السوداء الت أساؤوا فيها إل السلم‬
‫منذ زمن طويل‪ ،‬ويبِّئُ رجال السلم العظام مّا نسبوه إليهم ويطهّر السلمي من وصمة العار‬
‫تلك‪.‬‬
‫‪[ - 81‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] روى السن بن أب السن الديلمي‬
‫بإسناده إل ممد بن علي عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله ع ّز وجلّ‪ ﴿ :‬أَفَمَ ْن َوعَ ْدنَاهُ َوعْدًا‬
‫سنًا َف ُهوَ لقِيهِ ﴾ [القصص‪ ]61:‬قال‪[ :‬الوعود علي بن أب طالب وعده ال أن ينتقم له من أعدائه‬ ‫حَ َ‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 160‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ف الدنيا ووعده النة له ولوليائه ف الخرة](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السن بن أب السن الديلمي» مهمل ومهول الال(‪ .)2‬و«ممد بن‬
‫علي» حاله مهول أيضا‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف(‪.)3‬‬
‫‪[ - 82‬الجالس للمفيد] الكاتب عن الزعفران عن الثقفي عن إساعيل بن أبان عن الفضل‬
‫بن الزبي عن عمران بن ميثم عن عباية السدي قال‪[ :‬سعت عليّا عليه السلم يقول‪ :‬أنا سيّد‬
‫ف سّنةٌ من أيوب‪ .‬وال ليجمعن ال ل أهلي كما جعوا ليعقوب](‪.)4‬‬
‫الشيب و ّ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إساعيل بن أبّان» و«الفضل بن الزبي» و«عمران بن ميثم التمّار» كلهم‬
‫مهولو الال(‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 83‬رجال الكشي] أبو صال خلف بن حاد عن سهل بن زياد عن علي بن الغية عن‬
‫أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬كأن بعبد ال بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاها بي‬
‫كتفيه مصعدا ف لف البل(‪ )6‬بي يدي قائمنا أهل البيت ف أربعة آلف مكبّرون ومكرّون](‪.)7‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سهل بن زياد» تقدّم بيان حاله ف التعليق على الديث رقم (‪.)45‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 84‬رجال الكشي] عبد ال بن ممد عن الوشاء عن أحد بن عائذ عن أب خدية قال‬
‫سعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪[ :‬إن سألت ال ف إساعيل أن يبقيه بعدي فأب ولكنه قد‬
‫أعطان فيه منلةً أخرى إنه يكون أول منشور ف عشرة من أصحابه ومنهم عبد ال بن شريك‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76‬وهو الديث رقم (‪ )79‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.294‬‬ ‫‪2‬‬

‫() لا حُذف بعض رواة هذا الديث اعتبناه ضعيفا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76‬وهو الديث رقم (‪ )80‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ 126‬وج ‪/3‬ص ‪13‬و ج ‪/2‬ص ‪ 352‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() قال الجلسي ف شرحه‪[ :‬اللحف‪ :‬بالكسر أصل البل]‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76‬وهو الديث رقم (‪ )81‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 161‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وهو صاحب لوائه](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سال بن مُكرم أبو خدية» غالٍ من أتباع «أب الطاب»‪ ،‬وعدّه الرحوم‬
‫الشيخ ف «الفهرست» وابن داود ف رجاله من الضعفاء(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 85‬منْتَخَب البصائر] سعد عن ابن عيسى وابن أب الطاب معا عن الوشاء عن أحد بن‬
‫عائذ عن «أب سلمة سال بن مكرم المال» مثله(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 86‬رجال الكشي] وجدت ف كتاب ممد بن السن بن بندار القمي بطه حدثن‬
‫السن بن أحد الالكي عن جعفر بن فضيل قال‪[ :‬قلت لِـ«ممد بن فرات» لقيت أنت‬
‫الصبغ؟ قال‪ :‬نعم لقيته مع أب فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالً قال له أب‪ :‬حدثنا بديث‬
‫سعته من أمي الؤمني عليه السلم؟ قال سعته يقول على النب‪ :‬أنا سيد الشيب وف شبه من أيوب‬
‫وليجمعن ال ل شلي كما جعه ليوب!‪.)4(].‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬جعفر بن فضيل» مهول‪ .‬وثانيا «ممد بن فرات»‪ :‬ذكره العلمة‬
‫ف القسم الثان من «اللصة»‪ ،‬وقال‪( :‬أورد الكشّيّ أخبارا متعددة ف ذمّه‪ ...‬وكان ممد بن‬
‫ف وابن‬
‫ب وأنه نبّ‪ ...‬وقال ابن الغضائري ممد بن فرات بن أحنف ضعي ٌ‬
‫فرات يدّعِي أنه با ٌ‬
‫ف ل يُكتَب حديثه‪ .‬وذكر الكشي ف رجاله عن ممد بن فرات أنه كان يغلو ف القول‬
‫ضعي ٍ‬
‫وكان يشرب المر‪ .‬فقتله إبراهيم بن الهدي بن منصور(‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 87‬رجال الكشي] طاهر بن عيسى عن الشجاعي عن السي بن بشار عن «داود‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،76‬وهو الديث رقم (‪ )82‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،77‬وهو غي مرقّم ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،77‬وهو الديث رقم (‪ )83‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر العلمة ف «اللصة»‪ ،‬ص ‪ ،401‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.170‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 162‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الرقي» قال‪[ :‬قلت له إن قد كبت ودق عظمي‪ ،‬أحب أن يتم عمري بقتلٍ فيكم‪ .‬فقال‪ :‬وما‬
‫من هذا بدّ إن ل يكن ف العاجلة تكون ف الجلة](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬داود الرقيّ»‪ :‬ذكر ابن الغضائري والنجاشي أنه كان فاسد الذهب‬
‫ضعيف جدا ل يُلَتفَت إليه وأن الغلة تروي عنه‪ ،‬وعده الحقق البحران والفاضل الزائري‬
‫والشهيد الثان وابن داود ضعيفا أيضا (‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 88‬رجال الكشي] أحد بن ممد بن رباح عن ممد بن عبد ال بن غالب عن ممد بن‬
‫الوليد عن يونس بن يعقوب عن عبد ال بن خفقة قال‪[ :‬قال ل أبان بن تغلب مررت بقوم يعيبون‬
‫على روايت عن جعفر عليه السلم قال فقلت كيف تلومون ف روايت عن رجل ما سألته عن‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‪ ،‬قال فمر صبيان وهم ينشدون العجب كل‬
‫شيء إل قال قال رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫العجب بي جادى ورجب فسألته عنه فقال لقاء الحياء بالموات](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬ممد بن عبد ال بن غالب» بشهادة النجاشي والعلمة وابن داود‬
‫«واقفيّ»‪ .‬وثانيا‪« :‬ممد بن الوليد» فطحيّ إل أن علماء الرجال وثّقوه(‪ .)4‬وثالثا‪« :‬عبد ال بن‬
‫خفقة» ل ذكر لسه ف كتب الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪ُ [ - 89‬منْتَخَب البصائر] وقفتُ على كتاب خطب لولنا أمي الؤمني عليه السلم وعليه‬
‫خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس‪ ،‬ما صورته هذا الكتاب‪ ،‬ذَكَ َر كاتبُه رجلي بعد‬
‫الصادق عليه السلم فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد الائتي من الجرة لنه عليه السلم انتقل‬
‫بعد سنة ‪ 240‬من الجرة وقد روى بعض ما فيه عن «أب روح فرج بن فروة» عن «مسعدة بن‬
‫صدقة» عن «جعفر بن ممد» وبعض ما فيه عن غيها ذكر ف الكتاب الشار إليه خطبة لمي‬
‫الؤمني عليه السلم تسمى «الخزون»‪ ،‬وجاء ضمنها‪ ..[ :‬يا عجبا كل العجب بي جادى‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،77‬وهو الديث رقم (‪ )84‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر التفرشي‪ ،‬نقد الرجال‪ ،‬جزء ‪ ،2‬ص ‪ ،220-219‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.414‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،77‬وهو الديث رقم (‪ )85‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.197‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 163‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ورجب فقال رجل من شرطة الميس ما هذا العجب يا أمي الؤمني؟؟ قال‪ :‬وما ل ل أعجب‬
‫وسبق القضاء فيكم وما تفقهون الديث إل صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات‪...‬‬
‫إل آخر الطبة الطويلة‪.)1(]..‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]2‬‬
‫‪[ - 90‬الكاف] السي بن ممد وممد بن يي عن ممد بن سال بن أب سلمة عن السن‬
‫بن شاذان الواسطي قال‪[ :‬كتبتُ إل أب السن الرضا عليه السلم أشكو جفاء أهل واسط‬
‫وحلهم عليّ وكانت عصابة من العثمانية تؤذين فوقع بطّه‪ :‬إنّ الَ جلّ ذكره أخذ ميثاق أوليائنا‬
‫حكْمِ َربّكَ فلو قد قام سيد اللق لقالوا يا َويْلَنا مَ ْن َبعَثَنا مِنْ‬
‫صبِرْ لِ ُ‬
‫على الصب ف دولة الباطل فَا ْ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ص َدقَ الُ ْرسَلون]‬
‫مَرْقَدِنا هذا ما َوعَدَ الرّحْمنُ و َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سال بن أب سلمة الكندي السجستان» اعتبه العلمةُ ف القسم‬
‫الثان من «اللصة» والجلسيّ ف الوجيزة وابنُ داود واب ُن الغضائري‪ :‬ضعيفا(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 91‬تفسي العياشي] عن «صال بن سهل» عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله تعال‬
‫﴿ ثُمّ َردَدْنا َلكُ ُم الْكَ ّر َة عََلْيهِمْ ﴾؟ قال‪[ :‬خروج السي عليه السلم ف الكرّة ف سبعي رجلً من‬
‫أصحابه الذين قتلوا معه عليهم البيض الذهبة لكل بيضة وجهان إل آخر ما مر ف باب اليات‬
‫الؤولة بالقائم (ع])(‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬صال بن سهل» ذكر ابن الغضائري والكشي والعلمة ف القسم الثان من‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،88 - 77‬وهو الديث رقم (‪ )86‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ل يُذكَرْ الراوي الاص لذه الطبة بل ذُكرت مرسلة دون سند‪ ،‬لذا اعتُب الديث ضعيفا‪ .‬وحت لو فرضنا أن راويها‬ ‫‪2‬‬

‫«فرج بن فروة» و«مسعدة بن صدق» فإن الول ‪-‬كما يذكر الامقانّ ف تنقيح القال (ج ‪/3‬ص ‪ -)4‬مهول الال‪،‬‬
‫والثان ‪-‬كما يذكر العلمة ف اللصة والفاضل الزائري والجلسي والامَقَانّ ف تنقيح القال( ج ‪/ 3‬ص ‪)212‬‬
‫ضعيفٌ‪ .‬لذا فالديث سيبقى ضعيفا أيضا‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،89‬وهو الديث رقم (‪ )87‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.118‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،89‬وهو الديث رقم (‪ )90‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 164‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫اللصة والسيد طاووس ف التحرير وابن داود أنه من «الغُلة» الوضّاعي للحديث(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 92‬الرشاد] مسعدة بن صدقة عن أب عبد ال عن أمي الؤمني عليه السلم قال‪[ :‬أنا‬
‫سيد الشيب وف سنة من أيوب وسيجمع ال ل أهلي كما جع ليعقوب شله وذلك إذا استدار‬
‫الفلك وقلتم مات أو هلك‪.)2(]..‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬مسعدة بن صدقة» عدّه العلمة ف اللصة والجلسي ف الوجيزة‬
‫والفاضل الزائري‪ :‬من الضعفاء(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -93‬منتخب البصائر] سعد عن أحد بن ممد وعبد ال بن عامر بن سعد عن ممد بن‬
‫خالد (بن عبد ال البجلي) عن الثمال قال قال أبو جعفر عليه السلم‪[ :‬كان أمي الؤمني عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان والباكي على أهل‬
‫النهروان‪ ،‬إن من لقي ال مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي ال عزّ وجلّ ساخطا عليه ول يدرك‬
‫الدجّال‪ .‬فقال رجلٌ‪ :‬يا أمي الؤمني! فإن مات قبل ذلك؟! قال‪ :‬فيبعث من قبه حت يؤمن به‬
‫وإن رغم أنفه](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن خالد بن عبد ال البجلي» إماميّ ولكن حاله مهول(‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -94‬علل الشرائع] ماجيلويه عن عمه عن البقي عن أبيه عن ممد بن سليمان عن داود‬
‫بن النعمان عن عبد الرحيم القصي قال قال ل أبو جعفر عليه السلم‪[ :‬أما لو قد قام قائمنا لقد‬
‫ردت إليه المياء حت يلدها الد وحت ينتقم لبنة ممد فاطمة عليها السلم منها‪.)6(].‬‬
‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.92‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،90-89‬وهو الديث رقم (‪ )91‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.212‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،90‬وهو الديث رقم (‪ )92‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.114‬‬ ‫‪5‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،90‬وهو الديث رقم (‪ )93‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 165‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬أحد بن ممد بن خالد البقي» رغم أنه ثقة جليل القدر ولكن ‪-‬‬
‫كما ذكر النجاشي والشيخ ف «الفهرست» والعلمة ف «اللصة» ‪ ،-‬يروي غالبا عن الضعفاء‬
‫ويعتمد الراسيل كثيا‪ ،‬ما جعل القمّيي يطعنون فيه كما نصّ على ذلك ابن الغضائري‪ ،‬لذا‬
‫فرواياته غي موثوقة عند العلماء(‪ .)1‬ثانيا‪« :‬ممد بن خالد البقي» ضعّفه جاعة كالنجاشي وابن‬
‫الغضائري والشهيد الثان(‪ .)2‬ثالثا‪« :‬ممد بن سليمان الديلمي» من «الغُلة» وراجع التعليق على‬
‫الديث رقم (‪ .)21‬رابعا «عبد الرحن القصي» ضعيف ف رأي صاحب العتب وحسنٌ ف رأي‬
‫جاعة من العلماء(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -95‬الرشاد] روى عبد الكري الثعمي عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬إذا آن قيام‬
‫القائم مطر الناس جادى الخرة وعشرة أيام من رجب مطرا ل تر اللئق مثله فينبت ال به لوم‬
‫الؤمني وأبدانم ف قبورهم وكأن أنظر إليهم مقبلي من قبل جهينة ينفضون شعورهم من‬
‫التراب](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد الكري الثعمي»‪ :‬واقفي باتفاق العلماء‪ ،‬ورغم توثيق جاعة له‪ ،‬إل‬
‫أن العلمة ف القسم الثان من اللصة نقل عن ابن الغضائري قوله فيه‪[ :‬إن الواقفة تدعيه‪ ،‬والغلة‬
‫تروي عنه كثيا]‪ ،‬ث قال العلمة‪[ :‬والذي أراه التوقف عما يرويه](‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -96‬إعلم الورى] [الرشاد] روى «الفضل بن عمر» عن أب عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫[يرج مع القائم (ع) من ظهر الكوفة سبع وعشرون رجلً خسة عشر من قوم موسى عليه‬
‫السلم الذين كانوا َيهْدُو َن بِالْحَ ّق وبِ ِه َيعْدِلُونَ وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.150‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،90‬وهو الديث رقم (‪ )94‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،381‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.160‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 166‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وأبو دجانة النصاري والقداد ومالك الشتر فيكونون بي يديه أنصارا وحكّاما](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬الفضل بن عمر العفي»‪ :‬كان غاليا‪ ،‬كما نص على ذلك ابن الغضائري‬
‫والنجاشي‪ ،‬وكان خطّابيا وكذابا وضّاعا للحديث‪ ،‬وعده العلمة ف القسم الثان من «اللصة»‬
‫والجلسي ف الوجيزة وابن داود و‪ ...‬ضعيفا(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 97‬تفسي العياشي] عن الفضل مثله بتغيي ما‪ ،‬وقد مرّ‪.‬‬
‫‪[ - 98‬الغيبة للنعمان] أحد بن ممد بن سعيد عن يي بن زكريا عن يوسف بن كليب‬
‫عن ابن البطائن عن ابن حيد عن الثمال عن أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬لو قد خرج قائم آل‬
‫ممد لنصره ال باللئكة وأول من يتبعه ممد وعلى الثان إل آخر ما مرّ](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن عبيد» مهول الال‪ ،‬و«يي بن زكريا النرماسيي» طبقا‬
‫لشهادة العلمة ف القسم الثان من اللصة وابن داود وابن الغضائري والنجاشي‪ :‬غالٍ وضّاع‬
‫للحديث(‪ .)4‬وأما «علي بن أب حزة سال البطائن» فكذا ٌ‬
‫ب متّهمٌ ف دينه‪ :‬كما مرّت ترجته ف‬
‫التعليق على الديث (‪ )38‬فراجعها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 99‬الغيبة للشيخ الطوسي] سعد عن السن بن علي الزيتون والميي معا عن أحد بن‬
‫هلل عن ابن مبوب عن الرضا عليه السلم ف حديث له طويل ف علمات ظهور القائم (ع)‬
‫قال‪[ :‬والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نو عي الشمس هذا أمي الؤمني قد كرّ ف هلك‬
‫الظالي‪ ..‬الب](‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬السن بن علي الزيتون الشعري» إماميّ ولكنه مهول الال(‪.)6‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،91-90‬وهو الديث رقم (‪ )95‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الطوسي‪ ،‬اختيار معرفة الرجال‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪ ،614-612‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.238‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،91‬وهو الديث رقم (‪ )96‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪ .67‬وج ‪/3‬ص ‪ 315‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،91‬وهو الديث رقم (‪ )97‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.295‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 167‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ثانيا‪« :‬أحد بن هلل»‪ :‬ذكر الشيخ ف رجاله وصاحب كتاب التهذيب ف باب الوصية‬
‫وصاحب التحرير أن أحد بن هلل «غالٍ»‪ ،‬وبعضهم لعنه وذكر العلمة ف اللصة أنه غالٍ‬
‫ورد فيه ذم كثي وتوقّف ابن الغضائري ف حديثه‪ ...‬وقال عندي أن روايته غي مقبولة(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 100‬الغيبة للنعمان] ممد بن هام عن أحد بن مابنداذ والميي معا عن أحد بن‬
‫هلل مثله‪.‬‬
‫‪[ - 101‬الغيبة للشيخ الطوسي] الفضل عن ممد بن علي عن جعفر بن بشي عن خالد بن‬
‫أب عمارة عن الفضل بن عمر قال ذكرنا القائم عليه السلم ومن مات من أصحابنا ينتظره فقال‬
‫لنا أبو عبد ال عليه السلم‪[ :‬إذا قام أت الؤمن ف قبه فيقال له يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن‬
‫تشأ أن تلحق به فالق وإن تشأ أن تقيم ف كرامة ربك فأقم](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬الفضّل بن عمر» م ّر بيان حاله ف التعليق على الديث (‪.)96‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 102‬من ل يضر الفقيه] علي بن أحد بن موسى والسي بن إبراهيم بن أحد الكاتب‬
‫عن ممد بن أب عبد ال الكوف عن «ممد بن إساعيل البمكي» عن موسى بن عبد ال النخعي‬
‫عن أب السن الثالث عليه السلم ف الزيارة الامعة وساق الزيارة إل أن قال‪[ :‬وجعلن من‬
‫يقتص آثاركم ويسلك سبلكم ويهتدي بداكم ويشر ف زمرتكم ويكر ف رجعتكم ويلك ف‬
‫دولتكم ويشرف ف عافيتكم ويكن ف أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم وف زيارة الوداع ومكنن‬
‫ف دولتكم وأحيان ف رجعتكم](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن إساعيل البمكي» ذكر ابن الغضائري أنه ضعيف‪ .‬و«موسى بن‬
‫عبد ال النخعي» إماميّ ولكنه مهول الال ظاهرا(‪.)4‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،320‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.99‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،92-91‬وهو الديث رقم (‪ )98‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،92‬وهو الديث رقم (‪ )99‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪ .81‬ث ج ‪/3‬ص ‪.257‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 168‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬


‫‪[ - 103‬تذيب الحكام] جاعة من أصحابنا عن هارون بن موسى التلعكبي عن ممد‬
‫بن علي بن معمر عن علي بن ممد بن مسعدة والسن بن علي بن فضال عن سعدان بن مسلم‬
‫عن صفوان بن مهران المال عن الصادق عليه السلم ف زيارة الربعي‪[ :‬وأشهد أن بكم مؤمن‬
‫وبإيابكم موقن بشرائع دين وخواتيم عملي](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬علي بن ممد بن مسعدة» مهمل حسب الظاهر‪ ،‬وثانيا‪« :‬السن‬
‫بن علي بن فضّال» مرّت ترجته ف التعليق على الديث رقم (‪ )72‬فراجعها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]2‬‬
‫‪[ - 104‬من ل يضره الفقيه] قال الصادق عليه السلم‪[ :‬ليس منا من ل يؤمن بكرّتنا ول‬
‫يستحل متعتنا](‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]4‬‬
‫‪[ - 105‬الكاف] جاعة عن «سهل بن زياد» عن «ممد بن سليمان الديلمي» عن أبيه عن‬
‫أب بصي قال قلت لب عبد ال عليه السلم قوله تبارك وتعال‪ ﴿ :‬وأَقْسَمُوا بالِ َجهْدَ أَيْماِنهِمْ ل‬
‫ت بَلى َوعْدا عََليْهِ َحقّا ولكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسِ ل َيعْلَمُونَ ﴾؟ قال‪ :‬فقال ل يا أبا‬
‫ل مَ ْن يَمُو ُ‬
‫َيبْ َعثُ ا ُ‬
‫بصي! ما تقول ف هذه الية؟‪ ....‬إل آخر الديث](‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬مرّت ترجة رواة هذا الديث عند التعليق على الديثي رقم (‪ )45‬و(‪)21‬‬
‫فراجعها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف(‪.]6‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،92‬وهو الديث رقم (‪ )100‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سقط بعض رواة هذه الرواية فهي ضعيفة أيضا لرسالا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،92‬وهو الديث رقم (‪ )101‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سقط بعض رواة سند هذه الرواية فهي ضعيفة لرسالا‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،93-92‬وهو الديث رقم (‪ )102‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() عبّر عن بعض رواته بكلمة «جاعة» فذُكِر بنحو الرسال‪ ،‬فهو اصطلحا ضعيفٌ من هذه الهة أيضا‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 169‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪[ -106‬تفسي العياشي] عن أب بصي مثله‪.‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع الكلم على العياشي ورواياته ف تعليقنا على الديث (‪.)24‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪ -107‬أقول روى السيد ف كتاب سعد السعود من كتاب ما نزل من القرآن ف أهل البيت‬
‫عليهم السلم تأليف الفيد رحه ال عن ابن أب هراسة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد ال بن‬
‫حاد عن أب بصي عن أب جعفر وأب عبد ال عليه السلم مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إبراهيم بن إسحاق»‪ :‬كان غاليا كما ذكر ذلك الرحوم الشيخ ف‬
‫«الفهرست» وابن الغضائري والنجاشي (‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 108‬الكاف] العدة عن سهل عن «ابن شّون» عن الصم عن عبد ال بن القاسم البطل‬
‫ضيْنا إِل بَنِي ِإسْرائِيلَ فِي اْلكِتابِ َلُتفْسِ ُدنّ فِي‬
‫عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله تعال‪ ﴿ :‬وَق َ‬
‫ض مَ ّرَتيْنِ ﴾ قال قتل علي بن أب طالب عليه السلم وطعن السن عليه السلم ﴿ وَلَتعْلُ ّن عُُلوّا‬ ‫الْأَ ْر ِ‬
‫َكبِيا ﴾ قال‪ :‬قتل السي عليه السلم ﴿ فَإِذا جا َء َوعْدُ أُولهُما ﴾ إذا جاء نصر دم السي‬
‫﴿ َبعَثْنا عََليْكُ ْم عِبادا لَنا أُولِي َبأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِللَ الدّيارِ ﴾ قوم يبعثهم ال قبل خروج القائم‬
‫فل يدعون وترا لل ممد إل قتلوه ﴿ وكانَ وَعْدا َم ْفعُولًا ﴾ خروج القائم (ع) ﴿ ثُمّ َردَدْنا َلكُمُ‬
‫الْكَ ّر َة عََلْيهِمْ ﴾ خروج السي عليه السلم ف سبعي من أصحابه عليهم البيض الذهبة لكل بيضة‬
‫وجهان الؤدون إل الناس إن هذا السي قد خرج حت ل يشك الؤمنون فيه وإنه ليس بدجّال‬
‫ول شيطان والجّة القائم بي أظهرهم فإذا استقرّت العرفة ف قلوب الؤمني أنه السي عليه‬
‫السلم جاء الجّة الوت فيكون الذي يغسله ويكفنه وينّطه ويلحده ف حفرته السي بن عليّ‬
‫عليه السلم ول يلي الوص ّي إل الوصيّ](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سهل بن زياد» و«عبد ال بن قاسم البطل» من «الغُلة» كما تقدّم بيانه‬
‫ف التعليق على الديث رقم (‪ )45‬ورقم (‪ )14‬على الترتيب فراجعها‪ .‬و«ممد بن حسن بن‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،94-93‬وهو الديث رقم (‪ )103‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 170‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫شّون» من «الغُلة» كما ذكر الشيخ والنجاشي والعلمة ف «اللصة» وابن داود و‪.)1(...‬‬
‫وأخيا «خالد الصم» مهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 109‬الصباح] روى لنا جاعة عن أب عبد ال ممد بن أحد بن عبد ال بن قضاعة بن‬
‫صفوان بن مهران المال عن أبيه عن جده صفوان قال استأذنت الصادق عليه السلم لزيارة‬
‫مولنا السي عليه السلم وسألته أن يعرفن ما أعمل عليه وساق الديث إل أن قال عليه السلم‬
‫ف الزيارة‪ :‬وأشهد ال وملئكته وأنبياءه ورسله أن بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرائع دين‬
‫وخواتيم عملي](‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ - 110‬الصباح] ف زيارة العباس أن بكم مؤمن وبإيابكم من الوقني(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]5‬‬
‫‪[ - 111‬الصباحي] [مصباح الزائر] زيارة رواها «ابن عياش» قال‪ :‬حدثن خي بن عبد ال‬
‫عن السي بن روح قال‪[ :‬زر أي الشاهد كنت بضرتا ف رجب تقول إذا دخلت‪ ...‬وساق‬
‫الزيارة إل أن قال‪ ...‬حت العود إل حضرتكم والفوز ف ك ّرتِكم](‪.)6‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن ممد بن عبيد ال بن حسن بن عيّاش»‪ :‬ذكر الشيخ ف رجاله‬
‫والنجاشي والعلمة ف القسم الثان من «اللصة» وابن داود أنه اختل ف آخر عمره‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم إن القصود الختلل العقليّ‪ ،‬ولكن عبارة النجاشي تد ّل على اختلله ف الذهب‬
‫والعقيدة‪ ،‬وعلى كلّ حال ع ّدهُ علماء الرّجال والفاضل الزائري والجلسي ف الوجيزة ضعيفا(‪.)7‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.103-102‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.386‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،94‬وهو الديث رقم (‪ )104‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،94‬وهو الديث رقم (‪ )105‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() هذه الرواية والت سبقتها مرويتان بإسناد منقطع أو بدون إسناد فهما ضعيفتان لهة إرسالما‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،94‬وهو الديث رقم (‪ )106‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.88‬‬ ‫‪7‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 171‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬


‫‪[ -112‬إقبال العمال] [الصباحي] خرج إل أب القاسم بن العلء المدان وكيل أب‬
‫ممد عليه السلم أن مولنا السي عليه السلم ولد يوم الميس لثلث خلون من شعبان فصمه‬
‫وادع فيه بذا الدعاء‪ ,‬وساق الدعاء إل قوله‪[ :‬وسيد السرة المدود بالنصرة يوم الكرّة‪ ...‬إل‬
‫قوله‪[ :‬فنحن عائذون بقبه نشهد تربته وننتظر أوبته‪.)1(].‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ - 113‬مصباح الزائر] ف زيارة القائم (ع) ف السرداب‪[ :‬ووفقن يا رب للقيام بطاعته‬
‫(إل قوله)‪ :‬فاجعلن يا رب فيمن يكرّ ف رجعته ويلك ف دولته ويتمكن ف أيامه‪..‬ال](‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]3‬‬
‫‪[ -114‬مصباح الزائر] ف زيارة أخرى له (ع)‪[ :‬وإن أدركن الوت قبل ظهورك فإن‬
‫أتوسل بك إل ال سبحانه أن يصلي على ممد وآل ممد وأن يعل ل كرة ف ظهورك ورجعة‬
‫ف أيامك لبلغ من طاعتك مرادي وأشفي من أعدائك فؤادي](‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ - 115‬مصباح الزائر] ف زيارة أخرى‪[ :‬اللهم أرنا وجه وليك اليمون ف حياتنا وبعد‬
‫النون اللهم إن أدين لك بالرجعة بي يدي صاحب هذه البقعة](‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ - 116‬مصباح الزائر] عن جعفر بن ممد الصادق عليه السلم أنه قال‪[ :‬من دعا إل ال‬
‫أربعي صباحا بذا العهد كان من أنصار قائمنا فإن مات قبله أخرجه ال تعال من قبه وأعطاه‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،95-94‬وهو الديث رقم (‪ )107‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،95‬وهو الديث رقم (‪ )108‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ذكر مؤلفا الكتب الشار إليها هذه الرواية والت قبلها مرسلتي دون سند‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،95‬وهو الديث رقم (‪ )109‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،95‬وهو الديث رقم (‪ )110‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 172‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بكل كلمة ألف حسنة وما عنه ألف سيئة‪( ...‬ث أورد مت هذا العهد])(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ - 117‬مصباح الزائر] روي عن الصادق جعفر بن ممد عليه السلم أنه قال‪[ :‬من أراد‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) والئمة صلوات ال عليهم من بعيد فليقل‪( :‬وساق‬
‫أن يزور قب رسول ال (صَلّى ا ُ‬
‫الزيارة إل قوله) إن من القائلي بفضلكم مقرّ برجعتكم‪.)2(].‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]3‬‬
‫‪[ -118‬الكاف] ممد بن يي عن أحد بن ممد عن «ممد بن سنان» عن عمار بن مروان‬
‫عمّن سع أبا عبد ال عليه السلم ف حديث طويل ف صفة قبض روح الؤمن قال‪[ :‬ث يزور آل‬
‫ممد ف جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ويشرب معهم من شرابم ويتحدث معهم ف‬
‫مالسهم حت يقوم قائمنا أهل البيت فإذا قام قائمنا بعثهم ال فأقبلوا معه يلبون‪ ...‬إل آخر‬
‫الديث](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» مرّت ترجته ف التعليق على الديث رقم(‪.)10‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -119‬وروى الشيخ «حسن بن سليمان» ف كتاب الحتضر من كتاب القائم للفضل بن‬
‫شاذان عن ممد بن إساعيل عن ممد بن سنان مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 120‬كامل الزيارات] «السي بن ممد بن عامر» عن أحد بن إسحاق بن سعد عن‬
‫سعدان بن مسلم قائد أب بصي قال حدثن بعض أصحابنا عن أب عبد ال عليه السلم ف زيارة‬
‫السي عليه السلم‪ :‬إل قوله ونصرت لكم معدّة حت يكم ال ويبعثكم‪ ،‬فمعكم معكم ل مع‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،97-95‬وهو الديث رقم (‪ )111‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،97‬وهو الديث رقم (‪ )112‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ذكر مؤلفو الكتب الذكورة ف الحاديث الربعة الخية‪ ،‬أي‪ :‬من رقم (‪ )114‬حت (‪ )117‬رواياتم مرسلةً بل‬ ‫‪3‬‬

‫سند‪ ،‬فهي ضعيفةٌ لهة إرسالا‪.‬‬


‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،97‬وهو الديث رقم (‪ )113‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 173‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫عدوّكم إن من الؤمني برجعتكم‪ ...‬ال](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السن بن ممد بن عامر» إماميّ ولكن حاله مهول(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 121‬السي بن عبد ال الرجائي] روى عن الصادق أن عليا عليه السلم قال‪[ :‬أنا‬
‫الفاروق الكب وصاحب اليسم وأنا صاحب النشر الول والنشر الخر وصاحب الكرات ودولة‬
‫الدول وعلى يدي يتم موعد ال وتكمل كلمته‪.)3( ].‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السن بن عبد ال الرجائي» إماميّ ظاهرا‪ ،‬ولكن حاله مهول(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 122‬كامل الزيارات] أبو عبد الرحن ممد بن أحد بن السن العسكري وممد بن‬
‫السن جيعا عن السن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أب عمي عن ممد بن مروان عن أب‬
‫حزة الثمال عن الصادق عليه السلم ف زيارة السي عليه السلم‪[ :‬ونصرت لكم معدة حت‬
‫يييكم ال لدينه ويبعثكم‪...‬إل آخر الزيارة](‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن مروان» مهول الال(‪.)6‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -123‬كامل الزيارات] أب وجاعة مشايي عن ممد بن يي العطار وحدثن ممد بن‬
‫مت الوهري جيعا عن ممد بن أحد بن يي عن علي بن حسان عن عروة بن أخي شعيب‬
‫العقرقوف عمن ذكره عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬إذا أتيت عند قب السي عليه السلم‪..‬‬
‫(وساق إل قوله)‪[ :‬اللهم ل تعله آخر العهد من زيارة قب ابن نبيك وابعثه مقاما ممودا تنتصر به‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،98‬وهو الديث رقم (‪ )115‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.342‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،98‬وهو الديث رقم (‪ )114‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.333‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،98‬وهو الديث رقم (‪ )116‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.182‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 174‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫لدينك وتقتل به عدوك‪.)1(]..‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن ميب الوهري» إماميّ حاله مهول (‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -124‬إقبال العمال] «للسيد علي بن طاووس» يستحب أن يدعى ف يوم دحو الرض‬
‫بذا الدعاء‪( :‬وساقه إل قوله)‪[ :‬وابعثنا ف كرته حت نكون ف زمانه من أعوانه](‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]4‬‬
‫‪[ -125‬تفسي القمي] ﴿ ُقتِ َل الِْإنْسانُ ما أَ ْكفَ َرهُ ﴾ قال‪ :‬هو أمي الؤمني قال‪[ :‬ما أَ ْكفَ َرهُ؟]‬
‫سبِيلَ‬
‫ي َشيْءٍ َخَلقَ ُه مِ ْن نُ ْط َفةٍ خََلقَهُ َفقَدّ َر ُه ثُمّ ال ّ‬
‫أي ما ذا فعل وأذنب حت قتلوه ث قال‪ ﴿ :‬مِنْ أَ ّ‬
‫يَسّ َرهُ ﴾ قال‪ :‬يسر له طريق الي ﴿ ثُمّ أَماتَهُ َفأَ ْقبَ َرهُ ثُمّ إِذا شاءَ َأنْشَ َرهُ ﴾ قال‪ :‬ف الرجعة ﴿ كَلّا لَمّا‬
‫َيقْضِ ما َأمَ َرهُ ﴾ أي ل يقض أمي الؤمني ما قد أمره وسيجع حت يقضي ما أمره]‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن إدريس عن أحد بن ممد عن ابن أب نصر عن جيل بن دراج عن أب‬
‫سلمة عن أب جعفر عليه السلم قال سألته عن قول ال ﴿ ُقتِ َل الِْإنْسانُ ما أَ ْكفَ َرهُ ﴾‪ ...‬وذكر‬
‫الديث(‪.)5‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬لدينا ستة أشخاص يملون كنية «أبو سلمة» وهم‪ -1 :‬ممد بن حنظلة‬
‫العبدي أبو سلمة‪ -2 ،‬ممد بن حنظلة القيسي أبو سلمة‪ -3 ،‬خالد بن سلمة الهن الكوف أبو‬
‫سلمة‪ -4 ،‬راشد بن سعيد الفزاري أبو سلمة‪ -5 ،‬عليم بن ممد البكري أبو سلمة‪ -6 ،‬غيلن‬
‫بن عثمان أبو سلمة‪ ،‬وهم جيعا ‪-‬كما يقول الرحوم الامقان ف «نتائج التنقيح» ف الصفحات (‬
‫‪ )136‬و(‪ )48‬و(‪ )53‬و(‪ )110‬و(‪ )120‬على الترتيب‪ -‬مهولو الال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،99-98‬وهو الديث رقم (‪ )117‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.178‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،99‬وهو الديث رقم (‪ )118‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() هذه الرواية والت سبقتها ذُكرتا من غي سند فهما ضعيفتان أيضا لهة الرسال‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،99‬وهو الديث رقم (‪ )119‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 175‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ - 126‬و ُروِيَ مت الرواية السابقة ذاته ف كتاب [كن جامع الفوائد وتأويل اليات‬
‫الظاهرة] عن «أب سلمة» أيضا‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ - 127‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] ممد بن العباس عن جعفر بن ممد بن‬
‫السي عن عبد ال بن عبد الرحن (الصم) عن ممد بن عبد الميد عن مفضل بن صال عن‬
‫جابر عن أب عبد ال الدل قال دخلت على علي بن أب طالب عليه السلم يوما فقال‪[ :‬أنا دابة‬
‫الرض](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬عبد ال بن عبد الرحن الصم» قال عنه العلمة ف «اللصة»‪:‬‬
‫ف غالٍ‪ ،‬ليس بشيء‪ ،‬وله كتابٌ ف الزايات يدلّ على خبث عظيم ومذهب‬
‫[بصريّ ضعي ٌ‬
‫متهافت‪ ،‬وكان من كذّابة أهل البصرة]‪ ،‬وذكر عنه مثل ذلك النجاشي ف رجاله وابن الغضائري‬
‫وابن داود(‪ .)2‬وثانيا‪« :‬الفضّل بن صال» تقدّمت ترجته عند التعليق على الديث رقم (‪.)58‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -128‬الغيبة للشيخ الطوسي] الفضل بن شاذان عن السن بن مبوب عن عمرو بن أب‬
‫القدام عن جابر العفي قال سعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪[ :‬وال ليملكن منا أهل البيت‬
‫رج ٌل بعد موته ثلثائة سنة يزداد تسعا‪ .‬قلتُ‪ :‬مت يكون ذلك؟ قال‪ :‬بعد القائم‪ .‬قلتُ‪ :‬وكم يقوم‬
‫القائم ف عاله؟ قال‪ :‬تسع عشرة سنة ث يرج النتصر فيطلب بدم السي ودماء أصحابه فيقتل‬
‫ويسب حت يرج السفاح(‪.)4()]3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عمرو بن أب القدام ثابت بن هرمز العجلي»‪ :‬زيديٌ بتريٌ كما ذكر‬
‫ف جدا‪ ،‬وضعّفه‬
‫ذلك الردبيلي ف جامع الرواة‪ ،‬وقال عنه العلمة اللي ف «اللصة»‪ :‬ضعي ٌ‬
‫كذلك الجلسي ف الوجيزة والفاضل الزائري وابن الغضائري(‪.)5‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،100‬وهو الديث رقم (‪ )120‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،372‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.196‬‬ ‫‪2‬‬

‫ل َعلَيه وَآلِهِ) كما سيأت‪.‬‬


‫صلّى ا ُ‬
‫() قال الجلسي معلقا‪ :‬الظاهر أن الراد بالنتصر السي وبالسفاح أمي الؤمني ( َ‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،100‬وهو الديث رقم (‪ )121‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 176‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬


‫‪ -129‬و ُروِيَ مت الديث السابق ذاته ف كتاب [الختصاص] عن «عمرو بن ثابت» عن‬
‫جابر‪.)1( .‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -130‬الكاف] ممد بن يي وأحد بن ممد جيعا عن ممد بن السن عن علي بن‬
‫حسان عن أب عبد ال الرياحي عن أب الصامت اللوان عن أب جعفر عليه السلم قال قال أمي‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‪[ :‬لقد أعطيت الست علم النايا والبليا والوصايا وفصل الطاب‬
‫الؤمني (صَلّى ا ُ‬
‫وإن لصاحب الكرات ودولة الدول وإن لصاحب العصا واليسم والدابة الت تكلم الناس](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أبو عبد ال الرياحي» و«أبو صامت اللوان» كلها حاله مهول(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -131‬وروى صاحب كتاب [بصائر الدرجات] الديث السبق ذاته بسنده عن علي بن‬
‫حسان عن أب عبد ال الرياحي عن أب الصامت اللوان مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -132‬الكاف] ممد بن مهران عن ممد بن علي وممد بن يي عن أحد بن ممد جيعا‬
‫ل عَلَيه‬
‫عن ممد بن سنان عن الفضل عن أب عبد ال عليه السلم قال كان أمي الؤمني (صَلّى ا ُ‬
‫وَآلِهِ) عليه كثيا ما يقول‪[ :‬أنا قسيم ال بي النة والنار وأنا الفاروق الكب وأنا صاحب العصا‬
‫واليسم‪ ..‬الب](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سنان» و«الفضّل بن صال» تقدّمت ترجتهما عند التعليق على‬

‫() انظر ممد علي الردبيلي‪ ،‬جامع الرواة‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ،139‬والعلمة الليّ‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬هامش ص ‪-212‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،213‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.324‬‬


‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،101-100‬وهو الديث رقم (‪ )122‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،101‬وهو الديث رقم (‪ )123‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪ ،3‬فصل الكِن ‪/‬ص ‪25‬و ‪ 20‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،101‬وهو الديث رقم (‪ )124‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 177‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الديث رقم (‪ )10‬والديث رقم(‪.)58‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -133‬وروى صاحب [الكاف] الرواية السابقة ذاتا عن السي بن ممد عن «العلى» عن‬
‫«ممد بن جهور» عن «ممد بن سنان» مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬العلى بن ممد البصري»‪ :‬قال عنه العلمة ف «اللصة»‪:‬‬
‫[مضطرب الديث والذهب‪ ،‬وقال ابن الغضائري‪ :‬العلى بن ممد البصري‪ ،‬أبو ممد‪ ،‬يعرف‬
‫حديثه وينكر‪ ،‬ويروي عن الضعفاء‪ ،‬ويوز أن يرج شاهدا](‪ .)1‬ثانيا‪« :‬ممد بن المهور»‪:‬‬
‫عربّ بصريٌ غالٍ‪ ،‬بشهادة الرحوم الشيخ ف رجاله والنجاشي والعلمة ف القسم الثان من‬
‫«اللصة» وابن الغضائري(‪ .)2‬وثالثا‪« :‬ممد بن سنان»‪ :‬غالٍ أيضا‪ ،‬وقد تقدمت ترجته مرارا‪،‬‬
‫انظر التعليق على الرواية رقم (‪.)10‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -134‬وروى صاحب [الكاف] الرواية السابقة ذاتا عن علي بن ممد وممد بن السن‬
‫عن سهل بن زياد عن ممد بن الوليد شباب الصيف عن سعيد العرج عن أب عبد ال عليه‬
‫السلم مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سهل بن زياد» و«ممد بن وليد» تقدمت ترجتهما ف التعليق على‬
‫الديث رقم (‪ )45‬و(‪ )88‬على الترتيب فراجعها‪ .‬و«سعيد بن عبد الرحن العرج» مهول‬
‫ختَلَف» والفاضل القداد ف «التنقيح» والفخر ف‬
‫الال كما نصّ على ذلك العلّامة الِّليّ ف «الُ ْ‬
‫«اليضاح»(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -135‬تذيب الحكام] [الكاف] علي عن أبيه عن حاد عن «حريز» عن «بريد بن‬
‫معاوية» عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬وال ل تذهب اليام والليال حت ييي ال الوتى‬

‫() العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،409‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.233‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الطوسي‪« ،‬اختيار معرفة الرجال»‪ ،‬ج ‪/1‬شرح ص ‪ ،416‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.96‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.27‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 178‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وييت الحياء ويرد الق إل أهله‪ ...‬إل آخر الديث](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬حُريز»‪ :‬ذكر علماء الرجال أن «حريز» كان من شهر السيف ف‬
‫قتال الوارج ف سجستان ف حياة أب عبد ال عليه السلم بدون إذنٍ منه‪ ،‬ولا كان هذا العمل‬
‫جبَه الما ُم الصادق عن ملسه‪ ،‬واحتمل بعضهم أن يكون سبب منعه من‬ ‫منوعا ف الشرع َح َ‬
‫حضور ملس الصادق ارتكاب عمل قبيح فاحش‪ ،‬وعلى كل حال اعتب صاحب التكملة‪ ،‬ومنتهى‬
‫القال روايات «حريز» غي موثوقة لذا السبب(‪ .)2‬ثانيا‪« :‬بُريد بن معاوية»‪:‬رغم أنه ثقة جليل‬
‫القدر وثّقه علماء الرجال‪ ،‬إل أن الكشيّ روى أنه كان من أهل البدع‪ ،‬وروى أن المام الصادق‬
‫َل َعنَهُ!(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -136‬منتخب البصائر] ما رواه ل السيد الليل باء الدين علي بن عبد الميد السين‬
‫رواه بطريقه عن أحد بن ممد اليادي يرفعه إل أحد بن عقبة عن أبيه عن أب عبد ال عليه‬
‫السلم سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال‪[ :‬نعم]‪ .‬فقيل له‪ :‬من أول من يرج؟ قال‪[ :‬السي يرج‬
‫على أثر القائم (ع)‪ .‬قلتُ‪[ :‬ومعه الناس كلهم؟ قال‪ :‬ل! بل كما ذكر ال تعال ف كتابه ﴿ َيوْمَ‬
‫ُينْفَخُ فِي الصّورِ َفَت ْأتُونَ أَفْواجا ﴾ قومٌ بعد قوم](‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]5‬‬
‫‪ -137‬وعنه عليه السلم‪[ :‬ويقبل السي عليه السلم ف أصحابه الذين قتلوا معه ومعه‬
‫سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع إليه القائم (ع) الات فيكون السي عليه‬
‫السلم هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه ف حفرته]‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪ -138‬وعن جابر العفي قال سعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪[ :‬وال ليملكن منا أهل‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،102‬وهو الديث رقم (‪ )125‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.261‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.165‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،103‬وهو الديث رقم (‪ )130‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() سقط ف هذه الرواية الرواة الواقعون بي «أحد بن ممد» و«أحد بن عقبة» فهي ضعيفة لنقطاع سندها‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 179‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫البيت رجل بعد موته ثلثائة سنة ويزداد تسعا‪ .‬قلتُ‪ :‬مت يكون ذلك؟ قال‪[ :‬بعد القائم (ع])‪.‬‬
‫قلتُ‪ :‬وكم يقوم القائم ف عاله؟ قال‪[ :‬تسع عشرة سنة]‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)(‪.)1‬‬
‫‪ -139‬ورويت عنه أيضا بطريقه إل «أسد بن إساعيل» عن أب عبد ال عليه السلم أنه‬
‫سيَ أَلْ َ‬
‫ف‬ ‫قال حي سُئل عن اليوم الذي ذكر ال مقداره ف القرآن ﴿ فِي َي ْو ٍم كانَ ِمقْدا ُرهُ خَمْ ِ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) فيكون ملكه ف كرته خسي ألف سنة ويلك‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫َسَنةٍ ﴾‪[ :‬وهي كرّة رسول ال ( َ‬
‫أمي الؤمني ف كرته أربعة وأربعي ألف سنة]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أسد بن إساعيل» حاله مهول(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]3‬‬
‫‪ -140‬الشيخ علي بن عبد الميد صاحب كتاب «النوار الضيئة» بإسناده عن الفضل بن‬
‫شاذان بإسناده عن أب جعفر الباقر عليه السلم قال‪[ :‬إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث ال تعال‬
‫من ظهر الكوفة سبعي ألف صديق فيكونون ف أصحابه وأنصاره]‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]4‬‬
‫‪[ -141‬منتخب البصائر] من كتاب «السلطان الفرّج عن أهل اليان» تصنيف السيد‬
‫الليل باء الدين علي بن عبد الكري السن يرفعه إل علي بن مهزيار قال‪ :‬كنتُ نائما ف مرقدي‬
‫ل يقول‪ :‬حُ ّج السنةَ فإنك تلقى صاحب الزمان‪ ..‬وذكر الديث‬
‫إذ رأيت فيما يرى النائم قائ ً‬
‫بطوله‪ ،‬ث قال‪ :‬يا ابن مهزيار! إنه إذا فقد «الصي» وترك «الغرب» وسار «العباسي» وبويع‬

‫() هذه الرواية والرواية الت قبلها جاءت ف كتاب «منتخب البصائر» وهو للحسن بن سليمان بن خالد الذي كان‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬طبقا لا ذكره الرحوم الامقان ف «تنقيح القال» ج ‪/1‬ص ‪ 284‬من تلميذ الرحوم الشهيد (الول)‪ ،‬ومثل هذا‬
‫الشخص ل يكنه أن يروي عن المام الصادق بل واسطة‪ ،‬كما ل يكنه أن يروي عن جابر بن يزيد العفي الذي كان‬
‫‪-‬على قولٍ‪ -‬من أصحاب المام الباقر أو ‪ -‬على قولٍ آخر ‪ -‬من أصحاب الصادق‪ ،‬فمن اليقي أن هناك عدة رواة‬
‫مذوفون من السند فالديثان مرسلن وضعيفان لرسالما‪.‬‬
‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫() حّذف بعض رواة السند ف هذا الديث لذا فهو ضعيف لهة إرساله‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() حذف مؤلف كتاب «النوار الضيئة» الوسائط بينه وبي «الفضل بن شاذان» وكذلك الوسائط بينه وبي المام‬ ‫‪4‬‬

‫الباقر‪ ،‬فالديث ضعيف لرساله‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 180‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫«السفيان» يُؤذن لولّ ال‪ ،‬فأخرج بي الصفا والروة ف ثلثائة وثلثة عشر فأجيء إل الكوفة‬
‫فأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الول‪ ،‬وأهدم ما حوله من بناء البابرة وأح ّج بالناس حجّة‬
‫السلم‪ ،‬وأجيء إل يثرب فأهدم الجرة وأخرج من با وها طريان فأمر بما تاه البقيع وآمر‬
‫بشبتي يصلبان عليهما فتورقان من تتهما فيفتت الناس بما أشد من الول فينادي مناد الفتنة من‬
‫السماء يا ساء انبذي ويا أرض خذي!! فيومئذ ل يبقى على وجه الرض إل مؤمن قد أخلص قلبه‬
‫لليان! قلت‪ :‬يا سيدي! ما يكون بعد ذلك؟ قال‪ :‬الكرّة الكرّة الرّجعة! ث تل هذه الية‪ ﴿ :‬ثُمّ‬
‫رَ َددْنا َلكُ ُم الْكَ ّر َة عََلْيهِ ْم وَأمْدَدْناكُ ْم ِبَأمْوا ٍل وبَنِيَ و َجعَلْناكُمْ أَ ْكثَ َر َنفِيا ﴾](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]2‬‬
‫‪[ - 142‬كامل الزيارات] ممد بن جعفر الرزاز عن ابن أب الطاب وأحد بن السن بن‬
‫علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن بريد العجلي قال قلت لب عبد ال عليه السلم يا ابن‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) أخبن عن إساعيل الذي ذكره ال ف كتابه حيث يقول‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫رسول ال ( َ‬
‫ق الْ َوعْ ِد وكانَ َرسُولًا َنِبيّا ﴾ أكان إساعيل بن‬
‫﴿ واذْكُرْ فِي الْكِتابِ ِإسْماعِيلَ ِإنّ ُه كانَ صا ِد َ‬
‫إبراهيم عليهما السلم فإن الناس يزعمون أنه إساعيل بن إبراهيم فقال عليه السلم‪[ :‬إن إساعيل‬
‫مات قبل إبراهيم وإن إبراهيم كان حجة لِـلّهِ قائما صاحب شريعة‪ ،‬فإل من أرسل إساعيل‬
‫إذا؟] قلتُ‪ :‬فمن كان جعلت فداك؟! قال‪[ :‬ذاك إساعيل بن حزقيل النب عليه السلم بعثه ال إل‬
‫قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا فروة وجهه فغضب ال له عليهم فوجه إليه سطاطائيل ملك العذاب‬
‫فقال له يا إساعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب وجهن رب العزة إليك لعذب قومك بأنواع‬
‫العذاب كما شئت فقال له إساعيل ل حاجة ل ف ذلك يا سطاطائيل فأوحى ال إليه فما حاجتك‬
‫يا إساعيل فقال إساعيل يا رب إنك أخذت اليثاق لنفسك بالربوبية ولحمد بالنبوة ولوصيائه‬
‫بالولية وأخبت خلقك با تفعل أمته بالسي بن عليّ عليه السلم من بعد نبيها وإنك وعدت‬
‫السي أن تكره إل الدنيا حت ينتقم بنفسه من فعل ذلك به فحاجت إليك يا رب أن تكرن إل‬
‫الدنيا حت أنتقم من فعل ذلك ب ما فعل كما تكر السي فوعد ال إساعيل بن حزقيل ذلك فهو‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،105-104‬وهو الديث رقم (‪ )131‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ف «علي بن عبد الكري» صاحب الكتاب الذكور ‪-‬كما أشار بنفسه إل ذلك‪ -‬الوسائط بينه وبي «علي بن‬ ‫() َح َذ َ‬ ‫‪2‬‬

‫مهزيار» فهذه الرواية والت قبلها ضعيفتان لهة إرسالا‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 181‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫يكر مع السي بن عليّ عليه السلم](‪.)1‬‬


‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬أحد بن حسن بن علي الفضّال»‪ :‬رغم أنه فَ َط ِ‬
‫حيّ‪ ،‬وثّقَهُ معظم‬
‫علماء الرّجال‪ ،‬إل أن العلمة اعتبه ف القسم الثان من «اللصة» ضعيفا(‪ .)2‬وثانيا‪« :‬بريد‬
‫العجلي» تقدم بيان حاله ف التعليق على الديث رقم (‪.)135‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)(‪.)3‬‬
‫‪[ -143‬كامل الزيارات] الميي عن أبيه عن علي بن ممد بن سال عن ممد بن خالد‬
‫عن عبد ال بن حاد البصري عن عبد ال بن عبد الرحن الصم عن أب عبيدة البزاز عن حريز‬
‫قال قلت لب عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك! ما أقل بقاءكم أهل البيت وأقرب آجالكم‬
‫بعضها من بعض مع حاجة هذا اللق إليكم؟! فقال‪[ :‬إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يتاج‬
‫إليه أن يعمل به ف مدته فإذا انقضى ما فيها ما أمر به عرف أن أجله قد حضر وأتاه النب ينعى إليه‬
‫نفسه وأخبه با له عند ال وإن السي صلوات ال عليه قرأ صحيفته الت أعطيها وفسر له ما يأت‬
‫وما يبقى وبقي منها أشياء ل تنقض فخرج إل القتال وكانت تلك المور الت بقيت أن اللئكة‬
‫سألت ال ف نصرته فأذن لم فمكثت تستعد للقتال وتتأهب لذلك حت قتل فنلت وقد انقطعت‬
‫مدته وقتل صلوات ال عليه‪ .‬فقالت اللئكة‪ :‬يا رب! أذنت لنا ف الندار وأذنت لنا ف نصرته‬
‫فاندرنا وقد قبضته؛ فأوحى ال تبارك وتعال إليهم أن الزموا قبته حت ترونه قد خرج فانصروه‬
‫وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته وإنكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه‪ ،‬فبكت اللئكة‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،105‬وهو الديث رقم (‪ )132‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.55‬‬ ‫‪2‬‬

‫() لو لحظنا أصل هذه الرواية ف البحار لرأينا أن ابن أب الطاب يرويها بل واسطة عن مروان بن مسلم‪ ،‬ولكن الرواية‬ ‫‪3‬‬

‫ذاتا موجودة من عدة طرق ف باب الجة من كتاب أصول الكاف وف أسانيدها ثلث أو أربع وسائط بي ابن أب‬
‫الطاب ومروان بن مسلم‪ ،‬لذا فالظنّ أنه ثّة وسائط بي الشخصي الذكورين ف هذه الرواية ت حذفهما فالرواية‬
‫مرسلة؛ كما نوّه بذلك «الامقان» ف تنقيح القال (ج ‪/1‬ص ‪ )209‬حيث ذكر أن الرحوم الشيخ حسن صاحب‬
‫«النتقى» والرحوم الشيخ ممد وجاعة من الحققي مثل ممد أمي الكاظمي وغيه اعتبوا جيعا هذا المر من‬
‫علمات الرسال ف الرواية‪ ،‬أي أننا إذا رأينا أن شخصا يروي عادة عن آخر من خلل عدة وسائط ث رأينا له رواية‬
‫عن هذا الخر بدون واسطة حكمنا أن الرواية الخية مرسلة‪ ،‬لذا فهذه الرواية الذكورة ف الت رغم أن رواتا أي‬
‫«بريد» و«أحد بن السن بن علي الفضّال» من الثقاة كما ينص على ذلك جاعة من علماء الرّجال إل أنا ضعيفة من‬
‫ناحية إرسالا‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 182‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫تقربا وجزعا على ما فاتم من نصرته فإذا خرج صلوات ال عليه يكونون أنصاره](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال بن عبد الرحن الصم» من «الغُلة» راجع التعليق على الرواية‬
‫رقم (‪.)127‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -144‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] ممد بن العباس عن جعفر بن ممد بن‬
‫مالك عن القاسم بن إساعيل عن علي بن خالد العاقول عن عبد الكري الثعمي عن سليمان بن‬
‫خالد قال قال أبو عبد ال عليه السلم ف قوله تعال ﴿ َيوْ َم تَ ْرجُفُ الرّا ِج َفةُ َتْتَب ُعهَا الرّادَِفةُ ﴾ قال‪:‬‬
‫[الراجفة السي بن عليّ عليه السلم والرادفة علي بن أب طالب عليه السلم وأول من ينفض عن‬
‫رأسه التراب السي بن عليّ عليه السلم ف خسة وسبعي ألفا‪ ،‬وهو قوله تعال‪ِ ﴿ :‬إنّا َلَننْصُرُ‬
‫ي َمعْذِ َرُتهُمْ وَلهُمُ الّل ْعَنةُ‬
‫ُرسُلَنا والّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ ال ّدنْيا وَيوْ َم َيقُومُ اْلأَشْها ُد َي ْومَ ل َينْفَعُ الظّالِ ِم َ‬
‫وَلهُ ْم سُوءُ الدّارِ ﴾](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬جعفر بن ممد بن مالك»‪ :‬ذكر النجاشي وابن الغضائري والعلمة‬
‫ف القسم الثان من «اللصة» أنه غالٍ كذّاب وأنه كان يضع الديث‪ ،‬وقال عنه ابن الغضائري‬
‫بشكل خاص‪[ :‬إنه كان كذّابا مترو َك الديث جلةً‪ ،‬وكان ف مذهبه ارتفاعٌ‪ ،‬يروى عن‬
‫الضعفاء والجاهيل‪ ،‬كل عيوب الضعفاء متمعة فيه!]‪ .‬ويقول الشيخ الطوسي‪[ :‬جعفر بن ممد‬
‫ف ثق ٌة ويضعّفه قومٌ‪ ،‬روى ف مولد القائم عليه السلم أعاجيب!] (‪ .)3‬ثانيا‪:‬‬
‫بن مالك‪ :‬كو ّ‬
‫«علي بن خالد العاقول» ليس لسه ذكر ف كتب الرجال وهو اصطلحا مهمل(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -145‬وهذه الرواية السابقة ذاتا ُر ِويَت ف [تفسي فرات بن إبراهيم] عن أب القاسم‬
‫العلوي معنعنا عن أب عبد ال عليه السلم مثله وفيه ف خسة وتسعي ألفا‪.‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،106‬وهو الديث رقم (‪ )133‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،107-106‬وهو الديث رقم (‪ )134‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.225‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.288‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 183‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.)1‬‬


‫‪ - 146‬ورواها صاحب كتاب «روضة الفضائل» عن أب عبد ال عليه السلم مثله‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.)2‬‬
‫‪[ -147‬منتخب البصائر] من كتاب التنيل والتحريف «أحد بن ممد السياري» عن ممد‬
‫بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد ال بن نيح اليمان قال قلت لب عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫صلّى الُ‬‫سئَلُ ّن َي ْومَئِ ٍذ عَ ِن النّعِيمِ ﴾؟ قال‪[ :‬النعيم الذي أنعم ال عليكم بحمد وآل ممد ( َ‬
‫﴿ ثُمّ َلتُ ْ‬
‫عَلَيه وَآلِهِ)‪ .‬وف قوله تعال ﴿ َلوْ تَعَْلمُونَ عِلْمَ الَْيقِيِ ﴾ قال‪ :‬العاينة‪ .‬وف قوله تعال ﴿ كَلّا َسوْفَ‬
‫َتعْلَمُونَ ﴾ قال‪ :‬مرة بالكرة وأخرى يوم القيامة](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن ممد السياري» من «الغُلة» القائلي بالتناسخ‪ ،‬وقد تقدّمت‬
‫ترجته ف التعليق على الديث رقم (‪.)18‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫ت كثيةٌ‬
‫‪ -148‬وقال النجاشي ف [الفهرست]‪[ :‬كانت لؤمن الطاق مع أب حنيفة حكايا ٌ‬
‫فمنها أنه قال له يوما‪ :‬يا أبا جعفر! تقول بالرجعة؟ فقال‪ :‬نعم! فقال له‪ :‬أقرضن من كيسك هذا‬
‫خسمائة دينار فإذا عدت أنا وأنت رددتا إليك! فقال له ف الال‪ :‬أريد ضمينا يضمن ل أنك‬
‫تعود إنسانا وإن أخاف أن تعود قردا فل أتكن من استرجاع ما أخذت!!(‪.)5())4‬‬

‫() أرسل الراوي «أبو القاسم العلوي» روايته من غي سند عن المام الصادق‪ ،‬كما يظهر ذلك من أصل الرواية‪ ،‬فهي‬ ‫‪1‬‬

‫رواية مرسلة‬
‫() أسقط صاحب كتاب «روضة الفضائل» جيع الرواة بينه وبي المام الصادق‪ ،‬لذا فالرواية مرسلة بل سند وضعيفة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ل عن أن كتاب «روضة الفضائل» بد ذاته ‪-‬كما يذكر الرحوم الجلسي ف الزء الول من البحار خلل بيانه‬ ‫هذا فض ً‬
‫لراجع ومصادر كتابه البحار‪ -‬كتاب غي موثوق‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،107‬وهو الديث رقم (‪ )135‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() حقا إنه لبعيد جدا عن القام الشامخ للمرحوم الجلسي أن يذكر قصة فكاهية جرت بي شخصي ف عداد أحاديث‬ ‫‪4‬‬

‫الئمة ويعتبها جزءا من الدلة الثبتة لسألة اعتقادية يفترض أن تستند إل العلم واليقي!! إل أن نقول أن تلميذه لا‬
‫كانوا يكتبون له أبواب كتاب «البحار» وويرتبونا له ث يعرضونا عليه‪ ،‬كان لكثرة مشاغله وكونه شيخ إسلم البلد‪،‬‬
‫ل ينتبه إل هذه القسام ف كتابه‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،107‬وهو الديث رقم (‪ )136‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 184‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ - 149‬وذكرت القصة ذاتا بشيء من التغيي ف كتاب [الحتجاج]‪.‬‬


‫‪ -150‬وروى إبراهيم بن ممد الثقفي ف كتابه [الغارات] حديثاًٍ عن أمي الؤمني عليه‬
‫السلم منه قيل له فما ذو القرني؟ قال عليه السلم‪[ :‬رج ٌل بعثه ال إل قومه فكذبوه وضربوه‬
‫على قرنه فمات ث أحياه ال ث بعثه إل قومه فكذبوه وضربوه على قرنه الخر فمات ث أحياه ال‬
‫فهو ذو القرني لنه ضربت قرناه!!](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)(‪.)2‬‬
‫‪ -151‬وف حديث آخر وفيكم مثله يريد نفسه‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪ -152‬ومنه أيضا حدثنا عبد ال بن أسيد الكندي وكان من شرطة الميس عن أبيه قال‪:‬‬
‫[إن لالس مع الناس عند عليّ عليه السلم إذ جاء ابن معز وابن نعج معهما عبد ال بن وهب قد‬
‫جعل ف حلقه ثوبا يرانه فقال يا أمي الؤمني‪ :‬اقتله ول تداهن الكذابي قال‪ :‬ادنه فدنا فقال لما‬
‫فما يقول؟ قال‪ :‬يزعم أنك دابة الرض وأنك تضرب على هذا قبيل هذا يعنون رأسه إل ليته!‬
‫فقال‪ :‬ما يقول هؤلء؟ قال‪ :‬يا أمي الؤمني! حدثتهم حديثا ح ّدثَنيه عمار بن ياسر‪ .‬قال اتركوه‬
‫فقد روى عن غيه‪ ...‬الديث](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال بن أسيد الكندي» وأبوه «أسيد الكندي» مهملن ومهولن‬
‫ظاهرا‪ ،‬فضلً عن أن «إبراهيم بن ممد الثقفي» ‪-‬كما ذكرنا ف حاشية الروايتي السابقتي‪-‬‬
‫تُوف عام ‪283‬هـ وبالتال فمن البعيد جدا أن يتمكن من الرواية عن أسيد الكندي الذي التقى‬
‫بعلي عليه السلم طبقا لضمون الرواية الذكورة‪ ،‬عب واسطة واحدة‪ ،‬لن هناك فاصل زمن بي‬
‫وفاة علي عليه السلم وبي إبراهيم الثقفي مقداره (‪ )243‬سنة! وعلى كل حال فهذه الرواية‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،107‬وهو الديث رقم (‪ )137‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() روى «إبراهيم بن ممد الثقفي» هذه الرواية والت بعدها دون واسطة عن علي أمي الؤمني مع أن الثقفي ‪-‬كما‬ ‫‪2‬‬

‫يذكر أبو علي وسائر علماء الرّجال ف كتبهم‪ -‬متوف سنة ‪283‬هـ ف حي أن عليا عليه السلم تُوف سنة ‪40‬هـ‬
‫فهناك فاصل زمن بقدار ‪ 243‬سنة بينهما! فمن الؤكد أنه كانت هناك وسائط من الرواة ت حذفهم‪ ،‬لذا فالروايتان‬
‫مرسلتان وبالتال ضعيفتان‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،108‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )137‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 185‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ضعيفة إما لهة إهال رواتا وكونم مهول الال أو لهة إرسالا وحذف رواة سندها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪ -153‬وروى إبراهيم بن ممد الثقفي ف كتابه الذكور [الغارات] أيضا عن «عباية» قال‬
‫ف سّن ٌة من أيوب لن أيوب ابتلي ث عافاه ال من‬ ‫سعت عليا عليه السلم يقول‪ :‬أنا سيد الشيب و ّ‬
‫بلواه وآتاه أهله ومثلهم معهم كما حكى ال سبحانه فروي أنه أحيا له أهله الذين قد ماتوا‪...‬‬
‫ال](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عباية بن رفاعة» مهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)(‪.)3‬‬
‫‪ - 154‬حدثنا علي بن عبد ال بن أسد (السدي) عن إبراهيم بن ممد عن أحد بن معمر‬
‫السدي عن ممد بن فضل عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس ف قوله عزّ وجلّ ﴿ ِإنْ نَشَأْ‬
‫ضعِيَ ﴾ قال‪[ :‬هذه نزلت فينا وف بن أميّة‬
‫ُننَزّ ْل عََلْيهِ ْم مِنَ السّما ِء آَيةً َفظَّلتْ َأعْناُقهُمْ لَها خا ِ‬
‫يكون لنا عليهم دولة فتذل أعناقهم لنا بعد صعوبة وهوان بعد عزّ](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬علي بن عبد ال بن أسد» و«أحد بن معمر» ل ذكر لسهما ف كتب‬
‫الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪ - 155‬حدثنا السي بن أحد عن ممد بن عيسى (اليقطين) عن يونس عن بعض‬
‫أصحابنا عن أب بصي عن أب جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قول ال عزّ وجلّ ﴿ ِإنْ نَشَ ْأ ُننَزّلْ‬
‫ض ِعيَ ﴾ قال‪[ :‬تضع لا (أي للية) رقاب بن أمية‪،‬‬ ‫عََلْيهِ ْم مِنَ السّما ِء آَيةً َفظَّلتْ أَعْناُقهُمْ لَها خا ِ‬
‫قال ذلك بارز عند زوال الشمس قال وذلك (أي الية هي) علي بن أب طالب يبز عند زوال‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،108‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )137‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.132‬‬ ‫‪2‬‬

‫() نقل إبراهيم الثقفي هذه الرواية مباشرة من غي واسطة عن علي عليه السلم وبالتال فهي مرسلة وضعيفة لذا السبب‬ ‫‪3‬‬

‫أيضا‪.‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،109‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 186‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الشمس على رءوس الناس ساعة حت يبز وجهه يعرف الناس حسبه ونسبه‪ ،‬ث قال أما إن بن‬
‫أمية ليخبي الرجل منهم إل جنب شجرة فتقول هذا رجل من بن أمية فاقتلوه](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى اليقطين» مرت ترجته ف التعليق على الديث رقم (‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]2‬‬
‫‪ -157‬حدثنا علي بن أحد بن حات عن (إساعيل بن إسحاق الراشدي) عن (خالد بن‬
‫ملد) عن (عبد الكري بن يعقوب العفي) عن جابر بن يزيد عن أب عبد ال الدل قال دخلتُ‬
‫علَى عليّ بن أب طالب عليه السلم فقال‪[ :‬أل أحدّثك ثلثا قبل أن يدخل علّي وعليكَ داخلٌ؟‬
‫قلتُ‪ :‬بلى! فقال‪ :‬أنا عبد ال أنا دابة الرض صدقها وعدلا وأخو نبيها وأنا عبد ال‪ .‬أل أخبك‬
‫بأنف الهدي وعينه؟ قال قلت‪ :‬نعم! فضرب بيده إل صدره فقال أنا](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إساعيل بن إسحاق» و«خالد بن ملد» و«عبد الكري بن يعقوب» ل‬
‫ذكر لسهم ف كتب الرجال فهم مهملون حسب الظاهر‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهمل)‪.‬‬
‫‪ -158‬حدثنا (ممد بن السن بن الصباح) عن السي بن السن القاشي عن علي بن‬
‫الكم عن (أبان بن عثمان الحر البجلي) عن عبد الرحن بن سيابة عن (أب داود) عن أب عبد‬
‫ال الدل قال دخلتُ علَى عليّ عليه السلم فقال‪[ :‬أحدثك بسبعة أحاديث إل أن يدخل علينا‬
‫داخلٌ قال قلت افعل جعلت فداك قال أتعرف أنف الهدي وعينه؟ قال قلت أنت يا أمي‬
‫الؤمني‪.)4(]..‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬ممد بن حسن الصبّاح» مهول الال(‪ .)5‬ثانيا‪« :‬أبان بن عثمان»‪:‬‬
‫غالٍ من الناووسية(‪ ،)6‬ومع ذلك وثّقه أغلب علماء الرّجال‪ ،‬طبقا لا نقله الكشي من أن العصابة‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،110 -109‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() حُذف بعض رواة سند هذا الديث فهو ضعيف أيضا من جهة إرساله‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،110‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،110‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() نتائج التنقيح للمامقان‪ :‬ص ‪.135‬‬ ‫‪5‬‬

‫() «الناووسية» فرقة من الغلة كانت تعتب أن المام جعفر بن ممد الصادق هو الهدي النتظر‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 187‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أجعت على تصحيح ما يصح عن أبان والقرار له بالفقه‪ ،‬غي أن ابن داود وفخر الحققي اعتباه‪:‬‬
‫ضعيفا‪ ،‬وعن فخر الحققي أنه قال‪ :‬سألت والدي رحه ال عنه فقال‪ :‬القرب عدم قبول روايته‬
‫لقوله تعال ﴿ إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ﴾ ول فسق أعظم من عدم اليان‪ ،‬انتهى(‪ .)1‬وثالثا‪:‬‬
‫«أبو داود» الذي روى عن أب عبد ال الدل مهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ - 159‬حدثنا أحد بن ممد بن سعيد عن السن السلمي عن أيوب بن نوح عن صفوان‬
‫عن يعقوب بن شعيب عن (عمران بن ميثم التمّار) عن (عباية) قال أتى رج ٌل أميَ الؤمني عليه‬
‫السلم فقال حدثن عن الدابة؟ قال‪ :‬وما تريد منها؟ قال‪ :‬أحببت أن أعلم علمها‪ .‬قال‪[ :‬هي دابة‬
‫مؤمنة تقرأ القرآن وتؤمن بالرحن وتأكل الطعام وتشي ف السواق](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عمران بن ميثم التمّار» و«عباية» مرت ترجتهما ف التعليق على الديث‬
‫رقم (‪ )82‬و(‪.)153‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -160‬حدثنا السي بن أحد عن ممد بن عيسى عن صفوان مثله وزاد ف آخره قال‪ :‬من‬
‫هو يا أمي الؤمني؟ قال‪ :‬هو عليّ ثكلتك أمك(‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬محمد بن عيسى اليقطين» مضت ترجته ف التعليق على الديث رقم(‬
‫‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -161‬حدثنا إسحاق بن ممد بن مروان عن أبيه عن (عبد ال بن الزبي القرشي) عن‬
‫يعقوب بن شعيب عن (عمران بن ميثم التمّار) أن عباية حدثه أنه كان عند أمي الؤمني عليه‬
‫السلم وهو يقول‪[ :‬حدثن أخي أنه ختم ألف نبّ وإن ختمت ألف وصيّ وإن كلفت ما ل‬

‫() انظر التفرشي‪ ،‬نقد الرجال‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ،46 - 43‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.6-5‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪ ،3‬فصل الكِن ‪/‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،111 - 110‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،111‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 188‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ل عَلَيه وَآلِهِ) ما منها كلمة إل‬ ‫صلّى ا ُ‬ ‫يكلّفوا وإن لعلم ألف كلمة ما يعلمها غيي وغي ممد ( َ‬
‫مفتاح ألف باب بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة غي أنكم تقرءون منها آية واحدة ف القرآن‬
‫س كانُوا بِآياتِنا ل يُوقِنُونَ وما‬
‫ض ُتكَلّ ُمهُمْ َأ ّن النّا َ‬
‫وإِذا وََق َع الْ َقوْ ُل عََلْيهِمْ أَ ْخرَجْنا َلهُمْ دَاّب ًة مِ َن الْأَ ْر ِ‬
‫تدرونا من](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬لدينا ف كتب الرجال أربعة أشخاص اسهم «عبد ال بن الزبي»‪ -1 :‬عبد‬
‫ال بن الزبي القرشي‪ -2 ،‬عبد ال بن الزبي السدي‪ -3 ،‬عبد ال بن الزبي والد أب أحد‬
‫الزبيي‪ -4 ،‬عبد ال بن الزبي الرسان‪ .‬فالول عدوّ لعلي بن أب طالب ومن مدعي اللفة‪،‬‬
‫والثان والثالث مهول الال‪ ،‬والرابع اعتبه العلمة اللي ف «اللصة» ضعيفا لكونه زيديا‪ ،‬وقد‬
‫ت كثيا لعرف أيا منهم هو عبد ال بن الزبي الذكور ف الرواية فلم أصل إل شيء‪ ،‬ولكن‬ ‫بث ُ‬
‫الظاهر أن الراد منه عبد ال بن الزبي القرشي العروف‪ ،‬لن البقية غي معروفي بلقب القرشي‪.‬‬
‫ولكن هذا الشخص لا كان من مدعي اللفة وأعداء علي عليه السلم فمن البعيد جدا أن يروي‬
‫مثل هذه الرواية الت تدل صراحة على خلفة علي عليه السلم‪ ،‬وعلى كل حال لا كان هذا‬
‫السم مترددا بي الضعيف والجهول فإن الرواية ضعيفة‪.‬‬
‫و«عمران بن ميثم التمّار» أشرنا إل حاله ف التعليق على الديث رقم (‪.)82‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -162‬حدثنا أحد بن إدريس عن أحد بن ممد بن سعيد عن (أحد بن ممد بن إسحاق‬
‫الضرمي) عن أحد بن مستني عن جعفر بن عثمان وهو عمه قال حدثن صباح الزن وممد بن‬
‫كثي بن بشي بن عمية الزدي قال حدثنا عمران بن ميثم عن عباية بن ربعي قال كنت جالسا‬
‫عند أمي الؤمني عليه السلم خامس خسة وذكر نوه(‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن ممد بن إسحاق» ل ذكر لسه ف كتب الرجال‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -163‬حدثنا السي بن إساعيل القاضي عن عبد ال بن أيوب الخزومي عن (يي بن أب‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،111‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،111‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 189‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بكر) عن أب حريز عن علي بن زيد بن جذعان عن خالد بن أوس عن (أب هريرة) قال قال‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ)‪[ :‬ترج دابة الرض ومعها عصى موسى عليه السلم وخات‬
‫صلّى ا ُ‬
‫رسول ال ( َ‬
‫سليمان عليه السلم تلو وجه الؤمن بعصا موسى عليه السلم وتسم وجه الكافر بات سليمان‬
‫عليه السلم](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬يي بن أب بكر» مهمل ومهول(‪ .)2‬ثانيا‪« :‬أبو هريرة» لدينا ف‬
‫كتب الرجال ثلثة أشخاص كنيتهم «أبو هريرة»‪:‬‬
‫صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ ‪ ،‬وهو غي‬
‫‪ -1‬أبو هريرة الدوسي الذي كان من أصحاب النب َ‬
‫مقبول الرواية لدى الشيعة‪ ،‬بل ضعّف روايته بعض أهل السنة (‪ )3‬كابن أب الديد ف شرحه لنهج‬
‫البلغة وأبو أسامة والوارزمي والاحظ ف كتابه «التوحيد» والسمعان (‪،)4‬‬
‫‪ -2‬أبو هريرة البزاز‪ :‬قال عنه العلمة ف «اللصة»‪[ :‬أبو هريرة البزاز‪ :‬قال العقيقي‪:‬‬
‫ترحم عليه أبو عبد ال عليه السلم‪ ،‬فقيل إنه كان يشرب النبيذ!‪ ،‬فقال‪ :‬أيعز على ال أن يغفر‬
‫(‪)5‬‬
‫لحبّ عليّ عليه السلم شرب النبيذ والمر!]‬
‫‪ -3‬أبو هريرة العجلي وهذا الشخص من أصحاب المام الصادق أو المام الباقر ظاهرا‪،‬‬
‫كما يروي ذلك ابن شهر آشوب ف كتابه «العال»‪ .)6(...‬ولا كان أبو هريرة ف الديث الذكور‬
‫قد نقل حديثه عن النب الكرم مباشرة من غي واسطة فل ب ّد أن يكون أبا هريرة الصحاب‬
‫العروف ذاته‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مهملٌ)‪.‬‬
‫‪ -164‬حدثنا أحد بن ممد بن السن الفقيه عن أحد بن عبيد بن ناصح عن (السي بن‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،111‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )138‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.308‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الواقع أن الذي ضعّف روايته أو انتقدها هم بعض العتزلة فقط كالذين أشار إليهم الؤلف ف الت‪ ،‬أما بقية جهور‬ ‫‪3‬‬

‫ت عدو ٌل ُيحْتَجّ بروايتهم‪.‬‬


‫ب جلي ٌل وعندهم جيع الصحابة ثقا ٌ‬
‫أهل السنة فهو عندهم صحا ّ‬
‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.165‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،306‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪ 3‬فصل الكِن ‪/‬ص ‪.38‬‬ ‫‪5‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪ ،3‬فصل الكِن ‪/‬ص ‪ .38‬وحقيقةً نمد ال ونشكره أن شيع َة عليّ ل يشربون المر‬ ‫‪6‬‬

‫ول يارسون العاصي ليلً نارا‪ ،‬رغم وجود مثل هذه الحاديث الكذوبة الوضوعة!‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 190‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫علوان) عن (سعد بن طريف) عن الصبغ بن نباتة قال‪[ :‬دخلت على أمي الؤمني عليه السلم‬
‫ل وزيتا فقلت‪ :‬يا أمي الؤمني! قال ال ع ّز وجلّ‪ ﴿ :‬وإِذا وََق َع الْ َقوْ ُل عََلْيهِمْ‬ ‫وهو يأكل خبزا وخ ً‬
‫ض تُكَلّ ُمهُمْ ﴾ فما هذه الدابة؟؟ قال‪ :‬هي داّب ٌة تأكل خبزا وخلً‬ ‫أَخْ َرجْنا َل ُهمْ دَاّبةً مِ َن اْلأَ ْر ِ‬
‫وزيتا!]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬السي بن علوان» مرت ترجته ف التعليق على الديث رقم (‪.)73‬‬
‫و«سعد بن ظريف النظلي السكاف»‪ :‬غالٍ وناووسيّ كما ذكر العلمة اللي ف «اللصة»‬
‫وابن داود ف رجاله نقلً عن الكشي‪ ،‬كما عده النجاشي وابن الغضائري وصاحب الاوي‬
‫ضعيفا(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -165‬حدثنا السي بن أحد عن ممد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحن عن ساعة بن‬
‫مهران عن الفضل بن الزبي عن الصبغ بن نباتة قال قال ل معاوية‪ :‬يا معشر الشيعة! تزعمون أن‬
‫عليّا عليه السلم دابة الرض فقلت نن نقول واليهود تقول فأرسل إل رأس الالوت فقال‪:‬‬
‫ويك تدون دابة الرض عندكم مكتوبة! فقال‪ :‬نعم! فقال‪ :‬ما هي؟ فقال‪ :‬رجلٌ‪ .‬فقال‪ :‬أتدري‬
‫ما اسه؟ قال‪ :‬نعم اسه إليا‪ .‬قال‪ :‬فالتفت إل فقال‪ :‬ويك يا أصبغ! ما أقرب إليا من عليا]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬ساعة بن مهران» نصّ الرحوم الشيخ الطوسي وجاعة من الفقهاء‬
‫أنه كان واقفيّا‪ ،‬ولذا السبب ل يعمل برواياته الرحوم الصدوق وصاحب الدارك و‪ .)2(..‬وثانيا‪:‬‬
‫«الفضيل بن الزبي» مهول الال(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -166‬حدثنا السي بن أحد عن ممد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أب‬
‫بصي قال قال أبو جعفر عليه السلم أي شيء يقول الناس ف هذه الية ﴿ وإِذا وَقَ َع اْل َقوْ ُل عََلْيهِمْ‬
‫ض تُكَلّ ُمهُمْ ﴾ فقال هو أمي الؤمني عليه السلم]‪.‬‬
‫أَخْ َرجْنا َل ُهمْ دَاّبةً مِ َن اْلأَ ْر ِ‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.67‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.13‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 191‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى» م ّر بيان حاله ف التعليق على الديث رقم (‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]1‬‬
‫‪ -167‬حدثنا «ممد بن السن بن الصباح» عن السي بن السن عن علي الكم عن‬
‫«أبان بن عثمان» عن عبد الرحن بن سيابة ويعقوب بن شعيب عن «صال بن ميثم» [قال قلتُ‬
‫لب جعفر عليه السلم‪ :‬حدّثن‪ .‬قال فقال‪ :‬أما سعت الديث من أبيك؟ قلتُ‪ :‬ل كنتُ صغيا‪،‬‬
‫ت نعم وإن أخطأتُ رددتَن عن الطأ‪ .‬قال‪ :‬ما أشد شرطك! قال‬ ‫قال قُلتُ‪ :‬فأقولُ فإن أصبتُ قل َ‬
‫قلتُ‪ :‬فأقولُ فإن أصبتُ سكتّ وإن أخطأتُ رددتَن! قال‪ :‬هذا أهون عليّ‪ .‬قلتُ‪ :‬تزعم أن عليا‬
‫عليه السلم دابة الرض‪.]..‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع التعليق على رواة الديث رقم (‪.)158‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -168‬حدثنا حيد بن زياد عن عبيد ال بن أحد بن نيك عن عيسى بن هشام عن أبان‬
‫عن عبد الرحن بن سيابة عن صال بن ميثم عن أب جعفر عليه السلم قال قُلتُ له‪ :‬حدثن‪ .‬قال‪:‬‬
‫ت وإن أخطأتُ‬‫ت سك ّ‬‫أليس قد سعت أباك؟ قلت‪ :‬هلك أب وأنا صبّ‪ .‬قال قُلتُ‪ :‬فأقول فإن أصب ُ‬
‫رددتَن عن الطاء‪ .‬قال‪ :‬هذا أهون‪ .‬قال قُلتُ‪ :‬فإن أزعم أن عليّا دابة الرض(‪ )2‬قال وسَ َكتَ قال‬
‫فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬وأراك وال ستقول إن عليّا راج ٌع إلينا وقرأ ﴿ إِ ّن الّذِي َف َرضَ عََليْ َ‬
‫ك‬
‫الْقُرْآنَ لَرا ّدكَ إِل مَعادٍ ﴾! قال قُلتُ‪ :‬وال قد جعلتها فيما أريد أن أسألك عنها فنسيتُها‪ .‬فقال أبو‬
‫جعفر عليه السلم‪ :‬أفل أخبك با هو أعظم من هذا؟ ﴿ وما أَ ْرسَلْناكَ إِلّا كَاّفةً لِلنّاسِ بَشِيا‬
‫صلّى الُ‬‫ونَذِيرا ﴾ ل تبقى أرضٌ إل نودي فيها بشهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ( َ‬
‫عَلَيه وَآلِهِ) وأشار بيده إل آفاق الرض]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عيسى بن هشام» مهول الال(‪.)3‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫() حُذف بعض رجال سند هذا الديث فهو مرسل وضعيف من هذه الهة أيضا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() يدر عليك أيها القارئ العزيز عندما تصل إل مثل هذه الروايات الت تفسّر دابة الرض بأنا علي عليه السلم أن‬ ‫‪2‬‬

‫تعود إل ما ذكرناه ف التعليق على الديث رقم (‪.)35‬‬


‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.364‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 192‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -169‬حدثنا السي بن أحد عن (ممد بن عيسى) عن يونس عن إبراهيم بن عبد الميد‬


‫عن (أبان ‪ -‬بن عثمان ‪ -‬الحر) رفعه إل أب جعفر عليه السلم ف قول ال ع ّز وجلّ ﴿ إِ ّن الّذِي‬
‫ك اْلقُرْآنَ لَرا ّدكَ إِل مَعادٍ ﴾ فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما أحسب نبيكم (صَلّى الُ‬
‫ض عََليْ َ‬
‫فَ َر َ‬
‫عَلَيه وَآلِهِ) إل سيطّلع عليكم اطّلعة]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع ما ذكرناه ف التعليق على الديث رقم (‪ )5‬و(‪ )158‬لعرفة حال رواة‬
‫هذا الديث‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]1‬‬
‫‪ -170‬حدثنا (جعفر بن ممد بن مالك) عن السن بن علي بن مروان عن سعيد بن عمار‬
‫عن أب مروان قال‪[ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال ع ّز وجلّ‪ ﴿ :‬إِ ّن الّذِي َف َرضَ‬
‫عََليْكَ اْلقُرْآنَ لَرا ّدكَ إِل مَعادٍ ﴾؟ قال فقال ل‪ :‬ل وال! ل تنقضي الدنيا ول تذهب حت يتمع‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) وعليّ بالثوية فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجدا له اثنا عشر ألف‬
‫صلّى ا ُ‬
‫رسول ال ( َ‬
‫باب يعن موضعا بالكوفة]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬جعفر بن ممد بن مالك» غالٍ وكذّاب‪ ،‬وراجع ما ذكرناه ف التعليق‬
‫على الديث رقم (‪.)144‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -171‬حدثنا أحد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد ال بن‬
‫حاد النصاري عن أب مري النصاري قال سألت أبا عبد ال عليه السلم وذكر مثله‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إبراهيم بن إسحاق النهاوندي» قال عنه العلمة ف «اللصة»‪[ :‬إبراهيم‬
‫بن إسحاق‪ ،‬أبو إسحاق الحري النهاوندي‪ ،‬كان ضعيفا ف حديثه متّهما ف دينه وف مذهبه‬
‫ارتفاع وأمره متلط ل أعمل على شيءٍ ما يرويه‪ ،‬وقد ضعّفه الشيخ رحه ال ف‬
‫الفهرست](‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫() حُذف بعض رجال سند هذا الديث فهو مرسل وضعيف من هذه الهة أيضا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،314‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 193‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪ -172‬قوله ﴿ وَلنُذِي َقّنهُ ْم مِ َن اْلعَذابِ اْلأَدْن دُونَ اْلعَذابِ اْلأَ ْكبَرِ ﴾‪ :‬حدثنا السي بن ممد‬
‫عن (ممد بن عيسى) عن يونس عن (مفضل بن صال) عن زيد الشحّام عن أب عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪[ :‬العذاب الدن دون العذاب الكب الرجعة]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن عيسى» من «الغُلة»‪ ،‬و«مفضل بن صال» وضّاع للحديث‬
‫وراجع ف ذلك التعليق على الرواية رقم (‪ )5‬و(‪.)58‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -173‬حدثنا السي بن ممد عن (ممد بن عيسى) عن يونس عن (مفضل بن صال) عن‬
‫زيد الشحّام عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬العذاب الدن دابّة الرض]‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -174‬حدثنا هاشم بن أب خلف عن إبراهيم بن إساعيل بن يي بن سلمة بن كهيل عن‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) أنه قال ف‬
‫صلّى ا ُ‬
‫أبيه عن (سلمة بن كهيل) عن ماهد عن ابن عباس عن النب ( َ‬
‫خطبة خطبها ف حجة الوداع‪[ :‬لقتلنّ العمالقة ف كتيبة فقال له جبئيل عليه السلم أو علي قال‬
‫أو علي بن أب طالب عليه السلم]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬سلمة بن كهيل» كان ‪ -‬ف الظاهر ‪ -‬معاصرا للمام السجاد ومن‬
‫أصحاب المامي الباقر والصادق عليهم السلم‪ ،‬وكان ‪ -‬طبقا لا ذكره ابن داود والكشي‬
‫والعلمة ‪ -‬من «البتريّة» بل من رؤسائهم‪ ،‬وض ّعفُوا حديثه‪.)1(.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -175‬ممد بن يعقوب عن ممد بن يي عمن ذكره عن السن بن موسى الشاب عن‬
‫(جعفر بن ممد) عن (كرام) قال قال أبو عبد ال عليه السلم‪[ :‬لو كان الناس رجلي لكان‬
‫أحدها المام عليه السلم وقال إن آخر من يوت المام عليه السلم لئل يتجّ أحدٌ على ال أنه‬
‫جةٍ لِـلّهِ عليه]‪.‬‬
‫تركه بغي ح ّ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬جعفر بن ممد بن حكيم» ف رأي صاحب الدارك والجلسي ف‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 194‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الوجيزة‪ :‬مهول الال(‪ .)1‬و«عبد الكري بن عمرو بن صال الثعمي» واقفيّ‪ ،‬وراجع ف ذلك ما‬
‫ذكرناه ف التعليق على الديث رقم (‪.)95‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -176‬ممد بن علي بن السي بن موسى بن بابويه عن علي بن أحد بن موسى الدقاق‬
‫عن ممد بن أب عبد ال الكوف عن موسى بن عمران النخعي عن عمه السي بن يزيد النوفلي‬
‫عن علي بن أب حزة عن أبيه عن أب بصي قال‪[ :‬قلت للصادق عليه السلم يا ابن رسول ال!‬
‫سعت من أبيك أنه قال يكون بعد القائم (ع) اثنا عشر إماما؟ فقال‪ :‬قد قال اثنا عشر مهديا ول‬
‫يقل اثنا عشر إماما ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إل موالتنا ومعرفة حقنا!]‪.‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬أولً‪« :‬موسى بن عمران النخعي» مهول الال(‪ .)2‬وثانيا‪« :‬السي بن‬
‫يزيد النوفلي»‪ :‬قال عنه العلمة ف «اللصة»‪[ :‬السي بن يزيد بن ممد بن عبد اللك النوفلي‪،‬‬
‫نوفل النخع‪ ،‬مولهم كوف‪ ،‬أبو عبد ال‪ ،‬كان شاعرا أديبا وسكن الري ومات با‪ ،‬وقال قوم من‬
‫القميي‪ :‬إنّه غل ف آخر عمره‪ ،‬وال أعلم‪ .‬وقال النجاشي‪ :‬وما رأينا له رواية تدل على هذا‪.‬‬
‫وأما عندي ف روايته توقّف لجرد ما نقله عن القميي وعدم الظفر بتعديل الصحاب له]‪،‬‬
‫ونقل ابن داود أيضا عن الكشي أن السي بن يزيد غل ف آخر عمره‪ ،‬وعلى أي حال رد علماء‬
‫الرّجال كالعلمة وابن داود وشارح التهذيب والفاضل الجلسي رواياته(‪ .)3‬وثالثا‪« :‬علي بن أب‬
‫حزة» مرت ترجته حاله ف التعليق على الديث رقم (‪.)79‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -177‬ومن كتاب البشارة للسيد رضي الدين علي بن طاوس وجدت ف كتاب تأليف‬
‫جعفر بن ممد بن مالك الكوف بإسناده إل حران قال‪[ :‬عمر الدنيا مائة ألف سنة‪ :‬لسائر الناس‬
‫عشرون ألف سنة‪ ،‬وثانون ألف سنة لل ممد!] (‪.)4‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.224‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.258‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،339‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.349‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الحاديث الخية من رقم ‪ - 164‬إل رقم ‪ 177‬كلها ف ج ‪/53‬الصفحات من ‪ 112‬إل ‪ 115‬من بار النوار‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫وكلها تابعة للحديث رقم (‪ )138‬من الطبعة الديدة‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 195‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬جعفر بن ممد بن مالك» غالٍ وكذّاب‪ ،‬وقد ذكرنا حاله ف التعليق على‬
‫الديث رقم (‪.)144‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -178‬منتخب البصائر] من كتاب الشيخة للحسن بن مبوب بإسنادي التصل إليه عن‬
‫ممد بن سال عن أب جعفر عليه السلم ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬ربّنا َأ َمّتنَا اْثَنتَيْ ِن وأَ ْحَييَْتنَا اثَْنَتيْنِ فَا ْعتَرَفْنا‬
‫ج مِنْ سَبِيلٍ ﴾ قال عليه السلم‪ :‬هو خاص لقوام ف الرجعة بعد الوت‬ ‫بِ ُذنُوبِنا َفهَلْ إِل خُرُو ٍ‬
‫ويري ف القيامة ﴿ َفُبعْدا لِ ْل َق ْومِ الظّالِمِيَ ﴾ (‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن سال» مهول الال(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -179‬كامل الزيارات] السي بن ممد عن (العلى بن خنيس) عن (أب الفضل) عن ابن‬
‫صدقة عن (الفضل بن عمر) عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬كأن بسرير من نور قد وضع وقد‬
‫ضربت عليه قبة من ياقوتة حراء مكللة بالوهر وكأن بالسي عليه السلم جالسا على ذلك‬
‫السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأن بالؤمني يزورونه ويسلمون عليه فيقول ال عزّ‬
‫وجلّ لم أوليائي سلون فطالا أوذيتم وذللتم واضطهدت فهذا يوم ل تسألون حاجة من حوائج‬
‫الدنيا والخرة إل قضيتها لكم فيكون أكلهم وشربم من النة فهذه وال الكرامة](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬العلى بن خنيس» و«الفضل بن عمر» كلها من «الغُلة» فالول من‬
‫فرقة «الغيية» (أتباع «الغية بن سعيد»)‪ ،‬والثان من «الطابية» (أتباع «أب الطاب‬
‫السدي»)‪ ،‬وراجع ما ذكرناه ف التعليق على الديثي رقم (‪ )22‬و(‪ .)96‬و«أبو الفضل ممد‬
‫بن عبد ال بن الطلب الشيبان»‪ :‬قال عنه العلمة ف «اللصة»‪[ :‬ممد بن عبد ال بن الطلب‬
‫الشيبان‪ ،‬يكن أبا الفضل‪ ،‬كثي الرواية حسن الفظ‪ ،‬ضعّفه جاعة من أصحابنا‪ .‬وقال ابن‬
‫الغضائري‪ :‬إنّه وضّاعٌ‪ ،‬كثي الناكي‪ ،‬رأيت كتبه وفيها السانيد من دون التون والتون من دون‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،116‬وهو الديث رقم (‪ )139‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.119‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،116‬وهو الديث رقم (‪ )140‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 196‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫السانيد‪ .‬وأرى ترك ما تفرد به](‪ ،)1‬وضعّف الرحوم الشيخ ف رجاله وجاعة آخرون رواياته‬
‫وكذلك ضعّفه الرحوم الجلسي ف الوجيزة(‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -180‬الناقب لبن شهرآشوب] قال الرضا عليه السلم ف قوله تعال‪ ﴿ :‬أَخْ َرجْنا َل ُهمْ‬
‫ض تُكَلّ ُمهُمْ ﴾ قال عليّ عليه السلم](‪.)3‬‬
‫دَاّبةً مِنَ الْأَ ْر ِ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ -181‬الناقب لبن شهرآشوب]‪ :‬أبو عبد ال الدل قال أمي الؤمني عليه السلم‪[ :‬أنا‬
‫دابة الرض](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن علي بن شهرآشوب» الازندران صاحب كتاب «الناقب» كان‬
‫حيا ف القرن السادس الجري ومعاصرا لبن إدريس صاحب السرائر وتُوف سنة ‪ 578‬هـ‪ ،‬ول‬
‫شك أن مثله ل يكنه أن يروي دون واسطة حديثا عن عبد ال الدل الذي كان من أصحاب‬
‫علي أمي الؤمني!‪ ،‬ول أن يروي عن حضرة المام الرضا ‪-‬كالرواية السابقة‪ ،-‬فل شك أن هناك‬
‫وسائط حُذفت من السند‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫ت غَيْ ُر‬
‫‪[ -182‬تفسي العياشي] عن جابر عن أب جعفر عليه السلم ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬أمْوا ٌ‬
‫شعُرُونَ َأيّانَ ُيْب َعثُونَ ﴾ فإنه يعن أنم ل يؤمنون‬
‫أَحْياءٍ ﴾ يعن كفار غي مؤمني‪ ،‬وأما قوله‪ ﴿ :‬وما يَ ْ‬
‫وأنم يشركون ﴿ ِإلُكُمْ إِل ٌه واحِدٌ ﴾ فإنه كما قال ال‪ ،‬وأما قوله‪ ﴿ :‬فَالّذِي َن ل ُي ْؤمِنُونَ ﴾ فإنه يعن‬
‫ل يؤمنون بالرجعة أنا حقّ](‪.)5‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]6‬‬
‫() العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪.397‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 3‬ص ‪.146‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،117‬وهو الديث رقم (‪ )145‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،117‬وهو الديث رقم (‪ )146‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫()بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،118‬وهو الديث رقم (‪ )147‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() راجع ما ذكرناه عن العياشي وتفسيه ف تعليقنا على الديث رقم (‪.)24‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 197‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪[ -183‬تفسي العياشي] عن أب حزة عن أب جعفر عليه السلم مثله(‪.)1‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ -184‬تفسي فرات بن إبراهيم] عبد الرحن بن ممد العلوي معنعنا عن ابن عباس ف قوله‬
‫تعال‪ ﴿ :‬والنّهارِ إِذا َجلّاها ﴾؟‬
‫قال‪[ :‬يعن الئمّة منّا أهل البيت يلكون الرض ف آخر الزمان فيملؤونا عدلً وقسطا](‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬موقوف(‪.]3‬‬
‫‪[ -185‬بصائر الدرجات] عبد ال بن ممد عن إبراهيم بن ممد الثقفي عن بعض من رفعه‬
‫إل أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬قال أمي الؤمني‪ :‬إن لصاحب العصا واليسم الب](‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]5‬‬
‫‪[ -186‬بصائر الدرجات] أحد بن ممد وعبد ال بن عامر عن (ممد بن سنان) عن‬
‫(الفضل) عن أب عبد ال عليه السلم قال‪[ :‬قال أمي الؤمني‪ :‬أنا صاحب العصا واليسم](‪.)6‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪ :‬راجع التعليق على الديث رقم (‪ )10‬و(‪.)96‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -187‬بصائر الدرجات] أبو الفضل العلوي عن سعد بن عيسى عن (إبراهيم بن الكم بن‬
‫ظهي) عن أبيه عن شريك بن عبد ال عن عبد العلى عن أب وقاص عن سلمان الفارسي عن أمي‬
‫الؤمني عليه السلم قال‪[ :‬أنا صاحب اليسم وأنا الفاروق الكب وأنا صاحب الكرات ودولة‬
‫الدول الب](‪.)7‬‬
‫()ب حار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،118‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )147‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،118‬وهو الديث رقم (‪ )148‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() لا كانت الرواية كن كلم بن عباس فهي ف الصطلح موقوفة‪ ،‬والديث الوقوف من أقسام الديث الضعيف‬ ‫‪3‬‬

‫وراجع ف ذلك ما ذكرناه ف باب أقسام الديث الضعيف‪.‬‬


‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،119‬وهو الديث رقم (‪ )150‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() حذف إبراهيم بن ممد الثقفي جيع رواة السند بينه وبي العصوم‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،119‬وهو الديث رقم (‪ )151‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،119‬وهو الديث رقم (‪ )152‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 198‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إبراهيم بن الكم بن ظهي الفزاري» مهول الال(‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -188‬الناقب لبن شهرآشوب] عن الباقر عليه السلم ف شرح قول أمي الؤمني عليه‬
‫السلم على يدي تقوم الساعة قال‪[ :‬يعن الرجعة قبل القيامة ينصر ال ب وبذريت الؤمني](‪.)2‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل)‪.‬‬
‫‪[ -189‬تفسي القمي] جعفر بن أحد عن عبيد ال بن موسى عن ابن البطائن عن أبيه عن‬
‫أب بصي عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله تعال‪ِ ﴿ :‬إنّهُ ْم َيكِيدُونَ َكيْدا ﴾ قال‪[ :‬كادوا رسول‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ) وكادوا عليّا عليه السلم وكادوا فاطمة عليها السلم فقال ال‪ :‬يا ممد!‬ ‫ال (صَلّى ا ُ‬
‫﴿ ِإنّهُ ْم َيكِيدُونَ َكيْدا وأَكِيدُ َكيْدا َف َمهّ ِل الْكافِرِي َن يا ممد َأ ْمهِ ْلهُمْ ُر َويْدا ﴾ لو قد بعث القائم‬
‫(ع) فينتقم ل من البارين والطواغيت من قريش وبن أمية وسائر الناس](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬علي بن أب حزة» راجع ما ذكرناه ف التعليق على الديث رقم (‪.)79‬‬
‫و«سال البطائن» أبو علي بن أب حزة مهول الال(‪.)4‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -190‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] ممد بن العباس عن علي بن ممد عن‬
‫(الفضل بن صال أب جيلة) عن اللب ورواه أيضا عن علي بن الكم عن (أبان بن عثمان) عن‬
‫سوّاها ﴾‬
‫(الفضل بن العباس) عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله‪ ﴿ :‬فَ َدمْ َد َم عََلْيهِمْ َرّبهُ ْم بِ َذْنِبهِمْ فَ َ‬
‫ف ُعقْباها ﴾ قال ل ياف من مثلها إذا رجع](‪.)5‬‬
‫قال ف الرجعة ﴿ ول يَخا ُ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬الفضل بن صال» وضّاع للحديث وكذّاب‪ .‬و«أبان بن عثمان» من‬
‫«الغُلة»‪ ،‬راجع ما ذكرناه ف ترجتهما ف التعليق على الديثي رقم (‪ )58‬و(‪ .)158‬و«الفضل‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،120‬وهو الديث رقم (‪ )153‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،120‬وهو الديث رقم (‪ )154‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.4‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،120‬وهو الديث رقم (‪ )155‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 199‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بن العباس» مهول الال(‪.)1‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -191‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] ف تفسي أهل البيت عليهم السلم قال‬
‫حدثنا بعض أصحابنا عن ممد بن علي عن عمر بن عبد العزيز عن عبد ال بن نيح قال‪ :‬قلتُ‬
‫ف َتعْلَمُونَ ﴾ قال‪:‬‬
‫ف َتعْلَمُونَ ثُمّ كَلّا َسوْ َ‬
‫لب عبد ال عليه السلم‪ :‬قوله ع ّز وجلّ‪ ﴿ :‬كَلّا َسوْ َ‬
‫[يعن مرّة ف الكرّة ومرّة أخرى يوم القيامة](‪.)2‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عمر بن عبد العزيز» من «الغُلة» راجع ما ذكرناه ف ترجته ف التعليق‬
‫على الديث رقم (‪ .)32‬و«عبد ال بن نيح» مهمل ومهول‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]3‬‬
‫‪[ -192‬كن جامع الفوائد وتأويل اليات الظاهرة] روي مرفوعا بالسناد إل ممد بن‬
‫خالد عن ابن ساعة عن عبد ال القاسم عن ممد بن يي عن ميسر عن أب جعفر عليه السلم ف‬
‫ك اْلَيوْ ُم الّذِي كانُوا يُوعَدُونَ ﴾ قال‪ :‬يعن يوم‬
‫قوله عزّ وجلّ ﴿ خا ِش َعةً َأبْصا ُرهُمْ تَ ْر َهقُهُمْ ذِّلةٌ ذلِ َ‬
‫خروج القائم (ع)](‪.)4‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬عبد ال القاسم الارثي»‪ :‬قال عنه العلمة ف «اللصة»‪[ :‬عبد ال بن‬
‫القاسم الارثي‪ ،‬كان ضعيفا غاليا‪ ،‬صحب معاوية ابن عمار‪ ،‬ث خلط وفارقه‪ ،‬وكان متروك‬
‫الديث‪ ،‬معدولً عن ذكره] وقال عنه ابن الغضائري‪[ :‬عبد ال بن القاسم بن البطل‪ ،‬الارثي‪،‬‬
‫بصريّ‪ ،‬كذّابٌ‪ ،‬غالٍ‪ ،‬ضعيفٌ‪ ،‬مترو ُك الديث‪ ،‬معدولٌ عن ذكره] (‪.)5‬‬
‫قلت‪ :‬وكذبه واضحٌ من هذه الحاديث الت يرويها‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬

‫() الامَقَانّ‪ ،‬نتائج التنقيح ‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،120‬وهو الديث رقم (‪ )156‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() حُذف بعض رواة السند فالديث مرسل وضعيف من هذه الهة أيضا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،120‬وهو الديث رقم (‪ )157‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() انظر العلمة اللي‪ ،‬خلصة القوال‪ ،‬ص ‪ ،373‬وانظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 2‬ص ‪.202‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 200‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪[ -193‬رجال الكشي] قال (أحد بن علي بن كلثوم) كان أحكم بن بشار إذا ذكر عنده‬
‫الرجعة فأنكرها فنقول أحد الكذّبي](‪.)1‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬أحد بن علي بن كلثوم السرخسي»‪ :‬قال عنه الرحوم الشيخ الطوسي‪:‬‬
‫[متّه ٌم بالغلوّ]‪ ،‬ويُستفاد من ظاهر كلم الكش ّي أنه كان غاليا‪ ،‬وعلى أي حال فقد رد حديثه‬
‫جاع ٌة مثل الفاضل الجلسي ف الوجيزة والعلمة اللي ف اللصة وابن داود وصاحب‬
‫الاوي‪.)2(.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -194‬رجال الكشي] أحد بن علي القمي عن إدريس بن أيوب عن السي بن سعيد عن‬
‫ابن مبوب عن عبد العزيز العبدي عن زرارة عن أب جعفر عليه السلم قال‪[ :‬جابرٌ يعلم قول ال‬
‫ك الْقُرْآنَ لَرا ّدكَ إِل مَعادٍ ﴾](‪.)3‬‬
‫ض عََليْ َ‬
‫عزّ وجلّ‪ِ ﴿ :‬إ ّن الّذِي فَ َر َ‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬إدريس بن أيوب» مهمل ومهول‪ .‬و«عبد العزيز العبدي» ضعيفٌ ف‬
‫رأي العلمة ف «اللصة» والجلسي ف الوجيزة وابن داود والنجاشي‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -195‬رجال الكشي] بذا السناد عن السي عن هشام بن سال عن ممد بن مسلم‬
‫وزرارة قال سألنا أبا جعفر عليه السلم عن أحاديث نرواها عن جابر فقلنا ما لنا ولابر فقال بلغ‬
‫ك اْلقُرْآنَ لَرا ّدكَ إِل مَعادٍ](‪.)4‬‬
‫من إيان جابر أنه كان يقرأ هذه الية ِإنّ الّذِي َف َرضَ عََليْ َ‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪[ -196‬رجال الكشي] بذا السناد عن السي عن ممد بن إساعيل عن ابن أذينة عن‬
‫زرارة مثله(‪.)5‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو الديث رقم (‪ )158‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الا َمقَانّ‪ ،‬تنقيح القال‪ ،‬ج ‪/ 1‬ص ‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو الديث رقم (‪ )159‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو الديث رقم (‪ )160‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )160‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 201‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ممد بن إساعيل» مهمل ومهول‪.‬‬


‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫‪ -197‬كتاب صفات الشيعة‪ ،‬للصدوق عن علي بن أحد بن عبد ال بن أحد بن أب عبد‬
‫ال البقي بإسناده عن الصادق عليه السلم قال‪[ :‬من أق ّر بسبعة أشياء فهو مؤمن وذكر منها‬
‫اليان بالرجعة](‪.)1‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف‪ :‬مرسل(‪.]2‬‬
‫‪ -198‬وروى أيضا فيه عن ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‬
‫السلم قال‪[ :‬من أقر بتوحيد ال‪( ...‬وساق الكلم إل أن قال)‪ :‬وأقر بالرجعة والتعتي وآمن‬
‫بالعراج والساءلة ف القب والوض والشفاعة وخلق النة والنار والصراط واليزان والبعث والنشور‬
‫والزاء والساب فهو مؤمن حقا وهو من شيعتنا أهل البيت](‪.)3‬‬
‫َت ْرجَ َمةُ الرّواة‪« :‬ابن عبدوس» من الضعفاء ف رأي صاحب الاوي‪ ،‬ومهول الال ف‬
‫رأي الامقان وغيه‪.‬‬
‫ُحكْ ُم الديث‪( :‬ضعيف)‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫أيها القارئ الحترم لقد أدركتَ من مطالعتكَ لتراجم رواة تلك الحاديث أنه ل يوجد من‬
‫بي جيع تلك الحاديث حديثٌ صحيحٌ واحدٌ‪ ،‬بل جيع تلك الحاديث الت عددها ‪ 198‬حديثا‬
‫‪-‬باستثناء ستة منها رتبتها (حسن)‪ -‬هي اصطلحا من الحاديث الضعيفة الردودة الت ل يكن‬
‫العتماد عليها إما لن سندها ينتهي إل رواة غلة أو مهول الال ومهملي‪ ،‬أو لنا روايات‬
‫مرسلة بل سند أصلً‪.‬‬
‫وحت لو فرضنا أن جيع تلك الروايات صحيحةٌ فإنا لن تكون مقبول ًة لثبات هذا الوضوع‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو الديث رقم (‪ )161‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() كما يظهر من مت الرواية‪ ،‬حذف البقي الوسائط بينه وبي العصوم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بار النوار‪ ،‬ج ‪/ 53‬ص ‪ ،121‬وهو تابع للحديث رقم (‪ )161‬ف الطبعة الديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 202‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫لن خب الحاد ‪-‬كما قلنا مرارا ‪ -‬من الدلة الظنية‪ ،‬وجواز العمل بالدليل الظن ‪-‬على فرض‬
‫ثبوته‪ -‬منحصرٌ ف السائل الظنية أي السائل الت يكفي فيها الدليل الظن‪ ،‬مثل الحكام الفرعية‬
‫العمليّة‪ ،‬أما الحكام القلبية والسائل العتقادية والت يعبّر عنها العلماء بالحكام العلمية واليقينية‬
‫فإنا لا كان ثبوتا منوطا بالعلم واليقي؛ ل يُعتب فيها ‪-‬بأي وجه من الوجوه‪ -‬الدليلُ الظنّ كخب‬
‫الحاد‪ .‬وقد سبق أن أوضحنا هذه القضية ف كتابنا هذا با نقلناه عن علماء المامية الكبار‬
‫كالشيخ «مرتضى النصاري» و«الشهيد الثان» و«الشيخ الطوسي» و«ابن إدريس» و«الشيخ‬
‫الطبسي» و«السيد الرتضى» الذين أطبقوا جيعا على أنه ل يوز التعويل ف الحكام العتقادية‬
‫على الدلة الظنية كخب الحاد حت لو كان صحيحا‪ ،‬وأن «الجاع النقول» وغيه‪ ،‬من الدلة‬
‫الظنية الت ل تُقبل ف الحكام العتقادية مطلقا‪.‬‬
‫فإذا علمتَ أن هذه الخبار ضعيفةٌ ومردودةٌ سندا؛ فمن الناسب الن أن نعرضها على‬
‫القرآن الكري‪ ،‬لن أقوى ميزان لعرفة صحّة الديث من سقمه ‪-‬خاصة الحاديث التعلقة‬
‫بالسائل العتقادية‪ -‬هو القرآن الكري‪ ،‬أي أن الديث الذي يتضمن أحد الحكام والسائل‬
‫العتقادية‪ ،‬إذا خالف متنه القرآن أو ل يوافق ما ف القرآن؛ يب طرحه‪ ،‬كما نص على ذلك‬
‫الرحوم الشيخ النصاري الذي صرّح ف كتابه «الرسائل» ‪-‬رغم اعتقاده بأن الب التواتر نادر‬
‫جدا ف شريعة السلم‪ -‬أن الخبارَ الوارد َة عن الئمة ف وجوب طرح كل خب يُخالف القرآن‬
‫أو ل يوافق ما ف القرآن ف السائل العتقادية أخبا ٌر متواترةٌ‪ ،‬لذا نرجع الن إل القرآن الكري‬
‫لنرى ماذا يقوله عن موضوع «الرّ ْجعَة»؟‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫القرآن يقول‪ :‬الوتى ل يرجعون إل الدنيا أبدا‬


‫إذا ثبتَ أن القرآن ينصّ على أن الوتى ل يرجعون أبدا إل الدنيا فإنّ كلّ حديث يالف‬
‫هذا المر هو ‪-‬كما يقول المام جعفر بن ممد عليه السلم ‪ -‬زخرف وباطل‪.‬‬
‫حتْ َيأْجُوجُ‬
‫‪ -1‬يقول تعال‪ ﴿ :‬وَحَرَا ٌم عَلَى َق ْرَيةٍ أَهَْل ْكنَاهَا َأّنهُ ْم ل يَ ْر ِجعُونَ * َحتّى إِذَا ُفتِ َ‬
‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 203‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ب يَنسِلُونَ ﴾ [النبياء‪.]96-95:‬‬
‫ج َوهُمْ مِنْ كُلّ حَدَ ٍ‬
‫َومَأْجُو ُ‬
‫تدلّ هذه الية على أن الوتى ل يرجعون إل الدنيا حت يوم القيامة لن فتح سدّ يأجوج‬
‫ومأجوج‪ ،‬بقرينة الية الت بعدها‪ ،‬وباتفاق جيع الفسرين الشيعة والسنة‪ ،‬هو من علمات القيامة‪،‬‬
‫خاصة طبقا لقراءة ابن عباس وابن مسعود الل َذيْن قرأا ( َجدْث) بعن القب‪ ،‬بدلً من ( َحدَبٍ)‪ ،‬وأن‬
‫ضمي (هم) قبلها يشي إل كافة بن البشر‪ ،‬ما يد ّل على أن فتح يأجوج ومأجوج من علمات‬
‫القيامة‪ ،‬فيكون معن الية الصريح‪ :‬كل قرية أهلكناها يلزم أن ل تعود إل الدنيا حت قيام الساعة‪،‬‬
‫بعد فتح يأجوج ومأجوج وخروج الناس من قبورهم أي حت قيام القيامة؛ وباختصار إن ما تفيده‬
‫الية هو أ ّن سنّة الِ وما جرى من قضائه التميّ يقضيان بأن من يهلكهم الُ من أهل الدنيا لن‬
‫يعودوا إليها مادامت الدنيا باقة‪ ،‬ول تكون عودتم إل ف نشأة الخرة كي ينالوا جزاء أعمالم‪.‬‬
‫ول يفى أن هذا العن ينفي بكل صراحة «الرّ ْجعَة»‪ ،‬وحت أولئك الذين جعلوا هذه الية‬
‫دليلً على إثبات «الرّ ْجعَة» مثل‪« :‬علي بن إبراهيم القميّ» و«العلمة الجلسي» فسّروا هذه الية‬
‫على النحو الذي ذكرناه‪ ،‬ولكن القائلي بالرجعة لا عجزوا عن الستدلل بظاهر الية ومنطوقها‬
‫بل ل يتمكنوا من الستدلل حت بفهومها ‪-‬كما شرحنا ذلك على نو مبسوط ف التعليق على‬
‫الديث رقم (‪ -)34‬قاموا حسب ظنهم بتدبيٍ ماه ٍر فاستخرجوا بواسطة الفهوم الخالف‬
‫جيّة له‬
‫للوصف ف الية ما يثبتون به مرادهم مع أن مفهوم الوصف‪ ،‬لسيما الفهوم الخالف‪ ،‬ل ح ّ‬
‫باتفاق العلماء‪.‬‬
‫أجل إن جيع الفسرين متفقون على تفسي الية على النحو الذي ذكرناه‪ ،‬ناية ما ف المر‬
‫ل منهم ذهب مذهبا ف كيفية استفادته هذا العن من الية طبقا للقواعد اللغوية‪ ،‬فبعضهم‬ ‫أن ك ً‬
‫فسّر الية طبقا لا رُوي عن ابن عباس ورأي الكسائي والفرّاء والزجّاج الذين قالوا إنّ كلمة حرام‬
‫هنا معناها «واجب»(‪ ،)1‬كما جاء ذلك العن ف قوله تعال‪ ﴿ :‬قُ ْل َتعَاَلوْا َأتْ ُل مَا حَ ّرمَ َربّكُمْ‬
‫عََليْكُمْ أَلّا تُشْرِكُوا بِهِ َشْيئًا ﴾ [النعام‪ ،]151:‬إذْ من البديهي أن ال أوجب أن ل نشرك به‪ ،‬وقد‬
‫استُعملت كلمة حرام ف هذا العن أيضا ف أشعار العرب عص َر الاهلية كقول عبد الرحن بن‬
‫جانة الحارب الاهلي‪:‬‬

‫() تاج العروس‪ ،‬ج ‪/8‬ص ‪.241‬‬ ‫‪1‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 204‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫(‪) 2‬‬
‫وإن حراما ل أرى الدهر باكيا *** على شجوة إل بكيت على عمرو‬
‫أي يب أن ل أرى الدهر باكيا‪ ،‬كما أنه من الشائع ف ماورات العرب استخدام مثل هذه‬
‫اللفاظ الت لا معنيان متضادان‪.‬‬
‫وقال بعضهم أن كلمة حرام استُخدمت ف معناها العروف ذاته‪ ،‬ولكنها خب لبتدأ مذوف‬
‫وقرؤوا «إنّ» ف كلمة «إنم» بالكسرة‪ ،‬أي حرام على قرية أهلكناها رجوعهم‪ ،‬إنم ل يرجعون‪.‬‬
‫وبعضهم رغم تفسيه كلمة حرام بعناها الشهور ذاته إل أنه اعتب حرف «ل» زائدا وذلك‬
‫كحرف «ل» الذي جاء ف قوله تعال‪ ﴿ :‬قَا َل مَا مََنعَكَ أَلّا تَسْجُدَ إِذْ َأمَ ْرتُكَ قَالَ َأنَا َخيْ ٌر ِمنْهُ‬
‫خََل ْقَتنِي مِ ْن نَا ٍر َوخََل ْقتَهُ مِنْ طِيٍ ﴾ [العراف‪ ،]12:‬وبناء على ذلك فمعن الية «كل قرية أهلكنا‬
‫أهلها حرام عليهم أن يعودوا ثانية»‪ .‬ويؤيد هذا العن ناية الية التالية‪:‬‬
‫‪ ﴿ -2‬أَلَ ْم يَ َروْا كَمْ َأهَْل ْكنَا َقبَْل ُه ْم مِ َن اْلقُرُونِ َأّنهُمْ إِلَْيهِ ْم ل يَ ْر ِجعُونَ * َوِإنْ كُلّ َلمّا َجمِيعٌ‬
‫حضَرُونَ ﴾ [يس‪.]32-31:‬‬ ‫لَ َدْينَا ُم ْ‬
‫اللطيفة ف ذكر حرف «كَمْ» التكثييّة قبل فعل «أهلكنا» ف الية‪ :‬إفهامنا أنه لا كان عدم‬
‫عودة الموات إل الدنيا من النواميس اللية التمية؛ لذا فأنتم أيضا ستكونون مثلهم‪ ،‬أي عندما‬
‫ستموتون لن تعودوا إل الدنيا‪ ،‬ولكنكم ستبعثون يوم القيامة لتنالوا جزاء أعمالكم‪ ،‬لذا‬
‫سنحضركم جيعا لدينا يوم القيامة للحساب والزاء‪ ،‬فهذه الية كما هو ملحظ تنفي «الرّ ْجعَة»‬
‫بصراحة‪ ،‬ولذلك قال «الزمشري» ف تفسيه‪[ :‬وهذا ما يردّ قول أهل الرجعة‪ .‬ويكى عن ابن‬
‫ث قبل يوم القيامة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫عباس رضي ال عنهما أنه قيل له‪ :‬إن قوما يزعمون أ ّن عليا مبعو ٌ‬
‫بئس القوم نن إذن‪ :‬نكحنا نساءه وقسمنا مياثه](‪.)2‬‬
‫وينقل ابن الثي أيضا ف كتابه «الكامل ف التاريخ» عن السن بن علي روايةً بضمون‬
‫الرواية السابقة ذاته فيقول‪[ :‬قال عمرو بن الصم‪ :‬قلت للحسن بن علي‪ :‬إن هذه الشيعة تزعم‬
‫أن عليا مبعوثٌ قبل القيامة! فقال‪ :‬كذب وال هؤلء الشيعة‪ ،‬لو علمنا أنه مبعوث قبل القيامة‬
‫ما زوجنا نساءه ول قسمنا ماله]‪ ،‬ويعقّب ابن الثي على هذه الرواية بقوله‪[ :‬أما قوله‪ :‬هذه‬

‫() تاج العروس‪ ،‬ج ‪/8‬ص ‪.242‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الزمشري‪ ،‬تفسي الكشاف‪ ،‬ج ‪/2‬ص ‪.251‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 205‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫الشيعة‪ ،‬فل شك أنه يعن طائفة منها‪ ،‬فإن كل الشيعة ل تقول هذا إنا تقوله طائفة يسية‬
‫منهم‪ ،‬ومن مشهوري هذه الطائفة‪ :‬جابر بن يزيد العفي الكوف‪ ،‬وقد انقرض القائلون بذه‬
‫القاتلة فيما نعلمه](‪.)1‬‬
‫ك مِ ْن‬‫حيَا َومَا ُيهِْل ُكنَا إِلّا ال ّدهْ ُر َومَا َلهُ ْم بِذَلِ َ‬
‫ت َونَ ْ‬
‫‪ ﴿ -3‬وَقَالُوا مَا ِهيَ إِلّا َحيَاتُنَا ال ّدْنيَا نَمُو ُ‬
‫جَتهُمْ إِلّا َأنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَاِئنَا ِإنْ‬
‫ت مَا كَانَ حُ ّ‬ ‫عِلْمٍ ِإنْ هُمْ إِلّا يَ ُظنّونَ * َوإِذَا ُتتْلَى عََلْيهِ ْم آيَاتُنَا َبيّنَا ٍ‬
‫ج َمعُكُمْ إِلَى َيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ ل َرْيبَ فِي ِه وََلكِنّ أَكْثَرَ‬ ‫حيِيكُ ْم ثُ ّم يُمِيتُكُ ْم ثُ ّم يَ ْ‬‫كُنتُمْ صَادِقِيَ * قُلِ اللّ ُه يُ ْ‬
‫س ل َيعْلَمُونَ ﴾ [الاثية‪.]26-24:‬‬ ‫النّا ِ‬
‫فهذه الية تدل على أن «ال ّرجْعَة» وعودة الموات إل الدنيا مالفٌ للسنّة اللية وقضاء ال‬
‫التمي‪ ،‬فإن قيل لا كانت الية تنفي رجعة الكفار فقط فهي تالف الخبار الت تتضمن عودة‬
‫الكفار ول تالف الخبار والروايات الت تفيد رجعة الئمّة والؤمني‪ ،‬فنقول لو أن النبّ الكرم‬
‫قال ف جوابه على مقولة الكافرين ﴿ ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقي ﴾‪ :‬إن آبائكم لن يرجعوا إل‬
‫الدنيا‪ ،‬لكان هناك ملٌ لذلك الشكال‪ ،‬ولكن الجابة كانت شاملة لميع أفراد البشر لن قوله‬
‫ج َمعُكُمْ إِلَى َيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ ل َرْيبَ فِي ِه وََلكِنّ أَكْثَ َر النّاسِ ل‬
‫حيِيكُمْ ثُ ّم يُمِيُتكُ ْم ثُ ّم يَ ْ‬
‫تعال‪ ﴿ :‬قُلِ اللّ ُه يُ ْ‬
‫َيعْلَمُونَ ﴾ [الاثية‪ ،]26:‬صريح ف بيان أحد النواميس اللية الكلية الت تعتب جزءا من نظام عال‬
‫اللك واللكوت وتشمل بل شك جيع أفراد البشر‪ ،‬ومثل ذلك كمن طلب من إدارة منظمة شيئا‬
‫ما فذكّ َر ُه رئيسُ الدارة بأحد بنود التعاليم والقررات العامة لنظام الدارة التعلق بسؤاله‪ ،‬فجواب‬
‫الدير وإن كان ظاهره متجها إل الشخص السائل لكنه لا أحاله إل الواد العامة لنظام الدارة فإن‬
‫كلمه ف القيقة موجه إل كل سائل أيضا‪ .‬ويؤيد ذلك الية التالية‪:‬‬
‫‪َ ﴿ -4‬حتّى إِذَا جَاءَ أَ َح َدهُ ُم الْ َموْتُ قَالَ رَبّ ارْ ِجعُونِ * َلعَلّي أَعْ َملُ صَالِحًا فِيمَا تَرَ ْكتُ كَلّا‬
‫ِإنّهَا كَِل َم ٌة ُهوَ قَائُِلهَا َومِ ْن وَرَاِئهِ ْم بَرْ َزخٌ إِلَى َي ْومِ يُْب َعثُونَ ﴾ [الؤمنون‪.]100-99:‬‬

‫() ابن الثي الزري‪ ،‬الكامل ف التاريخ‪ ،‬ج ‪/3‬ص ‪ .157‬هذا وقد أخرجه المام أحد ف مسنده (‪ ،148 /1‬وبرقم‬ ‫‪1‬‬

‫حسَنِ بْنِ َعِليّ ِإنّ الشّيعَ َة يَزْ ُعمُونَ َأنّ‬‫ضمْرَةَ قَالَ ُق ْلتُ ِل ْل َ‬
‫ص ِم بْنِ َ‬ ‫‪( 1265‬ط‪.‬شاكر) وقال‪ :‬إسناده صحيح) بسنده عن عَا ِ‬
‫سمْنَا مِيَاثَهُ]‪ .‬وكذلك‬ ‫ب أُولَئِكَ اْل َكذّابُونَ‪َ ،‬لوْ َعِلمْنَا ذَا َك مَا تَ َز ّوجَ ِنسَاؤُهُ وَل َق َ‬
‫َعلِيّا رضي ال عنه يَ ْر ِجعُ! قَالَ‪َ [ :‬كذَ َ‬
‫أخرجه ابن سعد ف الطبقات الكبى (ج ‪/ 3‬ص ‪ )39‬بسنده عن أب إسحاق عن عمرو قال‪ :‬قيل للحسن بن علي إن‬
‫ناسا من شيعة أب السن عليّ عليه السلم يزعمون أنه دابّة الرض‪ ،‬وأنه سيبعث قبل يوم القيامة‪ ،‬فقال‪[ :‬كذبوا‪ ،‬ليس‬
‫أولئك شيعته أولئك أعداؤه‪ ،‬لو علمنا ذلك ما قسـمنا مياثه ول أنكحنا نسـاءه] (الترجم)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 206‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫فهذه الية صرية ف نفي رجعة النسان إل الياة الدنيا بعد موته وغنية عن التعليق‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫لقد عرفتَ إذن أن «ال ّرجْعَة» تالف نصوص القرآن الكري‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن جيع‬
‫الروايات الت تتضمن «الرّ ْجعَة» هي ‪-‬بتعبي المام جعفر بن ممد الصادق‪ -‬زخرف وباطل‪ ،‬لنا‬
‫تالف القرآن الكري‪ ،‬ويب طرحها جيعا وأن يُضرب با عرض الائط‪.‬‬
‫ولو فرضنا أنه ل توجد ف القرآن الكري آيةٌ واحدةٌ تالف «الرّ ْجعَة»‪ ،‬فيكفي لردّ روايات‬
‫«الرّ ْجعَة» أنه ل توجد ف القرآن أية آية توافق هذا العن‪ ،‬وذلك طبقا للقاعدة الت نقلناها عن‬
‫الشيخ مرتضى النصاري ف بدايات هذا الكتاب (ف فقرة «العلمات الت يُعرف با الديث‬
‫الوضوع»)‪.‬‬
‫خلصة هذا البحث‪:‬‬
‫إن الروايات الت نقلها الرحوم الجلسي ف الزء ‪ 13‬من بار النوار ضعيفةٌ من عدة‬
‫وجوه فهي تتضمن مموعة من المل والكلمات الت ل يوز أبدا ‪-‬طبقا للموازين الشرعية‬
‫التالية‪ -‬أن نعتبها من أحاديث الئمة الطهار‪:‬‬
‫‪ -1‬بسبب ضعف سندها أو ضعف رواتا كما أثبتنا ذلك بالتفصيل‪ ،‬فضلً عن أن معظمها‬
‫يتضمن حكم الئمة بعد الهدي وهو أمر يعارض الروايات الصحيحة الواردة بشأن الهدي‪ ،‬لذا‬
‫فهي ساقط من العتبار‪.‬‬
‫‪ -2‬بسبب معارضة متونا لنصوص القرآن الكري‪.‬‬
‫‪ -3‬بسبب عدم وجود آيات ف القرآن الكري توافق مضمون تلك الروايات‪.‬‬
‫‪ -4‬وعلى فرض كون جيع تلك الروايات صحيحة ول يالف مضمونا نصوصَ القرآن‬
‫الكري؛ فإنا لا كانت أخبار آحاد فليست حجة ف السائل العتقادية‪.‬‬
‫وِلكُلّ ما ذُ ِكرَ من السباب يب أن نشطب بط البطلن على جيع تلك الروايات وننّه‬
‫الئمّة الطهار وفرقة الشيعة المامية من مثل تلك العقيدة الباطلة عدية الصل والساس‪.‬‬
‫والن نطالب القائلي بالرجعة بالنصاف ونسألم‪ :‬هل يكن بناء عقيدة على أساس حفنة‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 207‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من أخبار الحاد الضعيفة الخالفة للقرآن الت ل تقوى على إعطاء ظن ضعيف للنسان‪ ،‬مع أن‬
‫العقائد طبقا لدستور العقل والشرع ل بد أن ُتْبنَي على العلم واليقي؟؟ خاصة أن المر يتعلق‬
‫بعقيدة تالف الصل الثابت والسنة اللية الت ل تتبدل ول تتغي ف عال الكون!‬
‫يا ربّ! باذا سيجيبك يوم القيامة هؤلء الشخاص الذين يمدون على مثل تلك الخبار‬
‫الوضوعة ويلؤون أدمغتهم بثل تلك الرافات‪ ،‬فيزلزلون بذلك أساس التشيّع التي الذي ليس‬
‫سوى اتباع عل ّي والتعبّد بنصوص السلم الواضحة البسيطة‪ ،‬وبالتال يقضون على جيع أتعاب‬
‫علي بن أب طالب وجعفر بن ممد وسائر الئمة الطهار؟‬
‫يا ربّ! أنت شاهد أنن ل أقصد من كلمي هذا أشخاصا مدّدين وحت الشخاص الذين‬
‫دوّنوا تلك الخبار ل ألومهم كثيا لنم أصبحوا ف ذمّة ال‪ ،‬ولكن ألي هو لاذا ند أخوتنا ف‬
‫العقيدة واليان غي مهتمّي بالدين الذي هو الوسيلة الوحيدة لسعادتم وفلحهم‪ ،‬فل يصرفون‬
‫أدن وقت للتحقيق بعقائده وفهم حقائقه؟ لاذا فقدنا موازين السلم إل الد الذي أصبح كل‬
‫جاهل قادرا على أن يفرض علينا كل خرافة ووهم؟ لاذا ل نزال ‪ -‬مثل الشعوب البدائية‪ -‬نارس‬
‫التقليد العمى لكل ما ورثناه عن أسلفنا‪ ،‬حت ولو كانت عقائدهم أوهاما باطلة ل أساس لا؟‬
‫سبحان ال! لاذا ند التقليد الاهل حاكما على الناس على نو يعل أذهانم ملً لكل‬
‫عقيدة وهية‪ ،‬رغم أن دينهم اهتم غاية الهتمام بدعوة البشر للتفكي والتدبّر‪ ,‬وفرضَ فرض عي‬
‫على كل مسلم أن يتهد ويصّل اليقي ف أمور عقيدته؟‬
‫إنا لقصّ ٌة غريبةٌ حقا! إن هؤلء القوم عندما يلتزمون بالدين تدهم يقلّدون آباءَهم تقليدا‬
‫أعمى‪ ،‬فإذا تلوا عن الدين تدهم يصبحون أتباعا مقلّدين لكل جاهل عدي الدين! ل أدري إل‬
‫مت سيبقى هؤلء القوم أسرى العبودية والتقليد‪ ،‬وكأنم خلقوا للعبودية أساسا‪.‬‬
‫ل فََنسَِيهُمْ‪( ﴾ ...‬التوبة‪ ،)67 :‬إل أننا‬
‫يا ربّ! رغم أنك قلت ف كتابك‪َ ..﴿ :‬نسُواْ ا َ‬
‫نتضرّع إل ساحتك القدسة أن ترحم هذا الشعب السكي‪ ،‬فأنت تعلم أن الطريق الذي سلكوه‬
‫طريقٌ عظيم الطر‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 208‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫استدلل السيد الرتضى على الرجعة والجابة عنه‬


‫روى الفريقان عن النبّ الكرم حديثا هو التال‪ :‬روى الميدي ف المع بي الصحيحيٍ‬
‫عَنْ َأبِي َسعِيدٍ رضي ال عنه ‪َ :‬أنّ الّنبِيّ صلى ال عليه وسلم قَالَ‪ ﴿ :‬لَتَتِّب ُعنّ سَُننَ مَ ْن قَبْ َل ُكمْ شِ ْبرًا‬
‫ب تَِبعْتُمُو ُهمْ! قُلْنَا‪ :‬يَا َرسُولَ الِ! الَْيهُودَ‬
‫حرَ ضَ ّ‬
‫ع حَتّى لَو َدخَلُوا جُ ْ‬
‫ِبشِ ْبرٍ َوذِرَاعًا ِبذِرَا ٍ‬
‫﴾‬ ‫وَالنّصَارَى؟ قَالَ‪ :‬فَ َمنْ؟‪.‬‬
‫وروى الزمشري ف تفسيه «الكشاف» فقال‪[ :‬وعن حذيفة‪ :‬أنتم أشبه المم ستا ببن‬
‫ب طريقهم حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة‪ ،‬غي أن ل أدري أتعبدون العجل أم‬
‫إسرائيل‪ :‬لترك ّ‬
‫ل؟](‪.)1‬‬
‫خلصة استدلل الرحوم السيد الرتضى بالديث الذكور ما يلي‪[ :‬إذا كانت هذه بعض‬
‫رواياتم ف متابعة المم الاضية وبن إسرائيل واليهود فقد نطق القرآن الشريف والخبار التواترة‬
‫أن خلقا من المم الاضية واليهود لا قالوا‪ :‬لَ ْن ُن ْؤمِنَ لَكَ َحتّى نَرَى الَ َجهْ َر ًة فأماتم ال ث‬
‫أحياهم فيكون على هذا ف أمتنا من يييهم ال ف الياة الدنيا](‪.)2‬‬
‫وفيما يلي الجابة عن استدلله مع شرح معن الديث الذكور‪ ،‬فنقول‪ -1 :‬يقول ال‬
‫تعال‪َ ﴿ :‬وإِذْ قُ ْلتُ ْم يَامُوسَى لَ ْن ُن ْؤمِنَ لَكَ َحتّى نَرَى اللّهَ َج ْه َرةً َفأَ َخ َذتْكُ ُم الصّاعِ َق ُة َوَأنْتُ ْم تَنظُرُونَ *‬
‫شكُرُونَ ﴾ [البقرة‪.]56-55:‬‬ ‫ثُ ّم َبعَْثنَاكُ ْم مِ ْن َبعْ ِد َم ْوتِكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫هذه الية ليست صرية ف أن ال تعال أحيا جاعة وأرجعهم إل الدنيا بعد أن أماتم زمنَ‬
‫وتِكُمْ ﴾ [البقرة‪:‬‬
‫موسى عليه السلم‪ ،‬لنه من الحتمل أن يُراد بقوله تعال‪ ﴿ :‬ثُ ّم َبعَْثنَاكُ ْم مِ ْن َبعْ ِد َم ْ‬
‫‪ ]56‬بعثة النبياء‪ ،‬أي بعد أن أمتناكم بعثنا بينكم أنبياء(‪ .)3‬كما أن من الحتمل أن يُراد بالوت ف‬
‫الية الغماء وفقدان الوعي‪ ،‬كالوت الذي جاء ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬وَيأْتِي ِه الْ َموْتُ مِنْ كُ ّل َمكَا ٍن َومَا‬
‫ُهوَ بِ َمّيتٍ ﴾ [إبراهيم‪ ،]17:‬وأن يكون القصود بالبعث «الستيقاظ والعودة إل الوعي» فيكون‬

‫() الزمشري‪ ،‬تفسي الكشاف‪ ،‬ذيل تفسيه للية رقم (‪ )44‬من سورة الائدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الجلسي‪ ،‬بار النوار‪ ،‬ج ‪/53‬ص ‪.141‬‬ ‫‪2‬‬

‫() انظر الطبسي‪ ،‬ممع البيان‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 209‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫العن‪ :‬أيقظناكم وأعدناكم إل وعيكم بعد أن صعقتم وأُغمي عليكم‪.‬‬


‫كما أنه من الحتمل أن يُقصد بالوت الهل كما ف قوله تعال‪َ ﴿ :‬أ َومَنْ كَا َن َميْتًا‬
‫َفأَ ْحيَْينَاهُ ﴾ [النعام‪ ،]122:‬كما استخدم الشعراء الوت بذا العن كقول الشاعر‪:‬‬
‫وأوصاله تت التراب رميمُ‬ ‫أخو العلم حيّ خالد بعد موته‬
‫يُ َظنّ من الحياء وهو عديُ‬ ‫وذو الهل ميّت وهو ماش على الثرى‬
‫أي أن معن الية‪ :‬جعلناكم علماء بعد أن كنتم جهلء(‪ ،)1‬وكذلك من الحتمل أن يُراد‬
‫بالبعث كثرة النسل‪ ،‬أي بعد أن متم على إثر الصاعقة وظُنّ أنكم انقرضتم كثّرنا ذريتكم‬
‫وأولدكم(‪.)2‬‬
‫وعلى كل حال ل تدل الية الذكورة صراحةً على بعث جاعة بعد موتم ورحيلهم عن‬
‫الدنيا زمن حضرة موسى‪ ،‬ورجوعهم إل الدنيا‪.‬‬
‫‪ -2‬ولو فرضنا أن الية تدل على هذا العن وأن جاعةً عادوا إل الدنيا بعد موتم زمن‬
‫ص ًة لوسى عليه السلم‪ ،‬أي أن بن إسرائيل لا‬‫موسى فل شك أن هذه القضية كانت معجزةً خا ّ‬
‫كذّبوا دعوة موسى وكانوا ل يُذعِنون لعقيدة البدأ والعاد؛ أمات ال جاعةً منهم ث أحياهم تأييدا‬
‫لنبوة موسى عليه السلم‪ ،‬وهذا الوضوع كان خرقا لنظام عال الطبيعة كي يكون تعريفا برسالة‬
‫موسى ودليلً على صحتها‪ ،‬فما علقة ذلك ببعثة جاعة ف آخر الزمن ورجعتهم إل الدنيا بعد‬
‫ب سيبعث ف آخر الزمان حت‬ ‫موتم ل لشيء إل لينتقم بعضهم من البعض الخر؟ وهل هناك ن ّ‬
‫ل أقواما تأييدا لنبوته؟‬
‫يُحْيي ا ُ‬
‫‪ -3‬قال النب الكري ف ذلك الديث الشريف أن السلمي سيتّبعون سنن اليهود والنصارى‪،‬‬
‫فهل إحياء الوتى وإعادتم إل الياة من سنن اليهود حت يُقال أن الديث الذي يُثبت متابعة‬
‫السلمي لسنن اليهود‪ ،‬يدل على أنه ل بد أن يوت منهم جاعة ث ييون ويعودون إل الدنيا؟‬
‫ومثلً لو قلنا أن القرويي يتبعون ف الغالب سنن أهل الدن بيث لو ورد أهل الدن أيّ مستنقع‬
‫وحفرة لتبعهم أهال القرى إتباعا أعمى فيها وسلكوا مسلكهم‪ ،‬فهل مقصود ذلك أنه لا كان‬

‫() اللوسي‪ ،‬روح العان‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.340-339‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر تفسي الشيخ ممد عبده‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪.322‬‬ ‫‪2‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 210‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أهال الدن يوت منهم ألف بأجلهم وألفان بالزلزال وسائر الكوارث الطبيعية فإن أهل القرى‬
‫سيقع عليهم ذلك أيضا؟! من الواضح أنه ل يكن لي طفل أن يفهم هذا العن‪ ،‬بل القصود أن‬
‫أهال القرى بسبب ضعفهم الدب والعلمي والخلقي يقبلون عادة أخلق وعادات وسنن أهال‬
‫الدن دون تأمل بل اتّباعا أعمى إ ْذ يُفتَنون بظاهر مدنيّتهم فيفقدون سننهم وعاداتم الاصة‬
‫ويركضون بشكل جنون وراء عادات أهل الدن‪ ،‬فهذا الديث النبوي أيضا يقول‪ :‬إن السلمي‬
‫سيتّبعون سنن اليهود‪ ،‬وليس مقصوده أنه إذا أحيا ال جاعة من اليهود بعد إماتتهم فإن ال‬
‫سيحيي جاعة من السلمي بعد موتم ويرجعهم إل الدنيا‪ ،‬لنه من البديهي أن إحياء الموات من‬
‫سنن ال ل من سنن اليهود! إن القصود من ذلك الديث أن السلمي سيهجرون تعاليم القرآن‬
‫الكري وسنة وسية خات الرسلي ويتّخذون أحكام شريعتهم ِظهْ ِريّا ويتخلّقون بأخلق اليهود‬
‫تلك الخلق الت ستجرّهم إل مستنقع الذ ّل والشقاء‪ ،‬وتعل من أمّ ٍة كانت لا تلك العظمة أمام‬
‫سائر اللل‪ ،‬مّل ًة ضربت عليها الذلّة والسكنة لتباعهم أخلق اليهود وسننهم ف نظامهم‬
‫الجتماعي البن على التفكّك والتنازع وسائر الفعال الت أصابت اليهود‪-‬كما يقول القرآن‪-‬‬
‫بالذ ّل والسكنة!‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اتباع كثي من السلمي سنن من قبلهم لسيما اليهود‬


‫نعم‪ ،‬صدق الديث النبوي الشريف فلقد اتّبع السلمون كثيا من أخلق وسنن اليهود‪،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬الروج من دائرة التوحيد‪ :‬كما أن اليهود اتهوا بسرعة إل تقليد الصريي ف عبادة‬
‫العجل بسبب اختلطهم بالصريي الذين كانوا يعبدون العجل فأخذوا عنهم هذه العادة الوثنية‪،‬‬
‫فكذلك سيفعل بعض السلمي ‪-‬خاصة جاعة من الشيعة‪ -‬الذين هجروا منذ زمن طويل التوحيد‬
‫الالص والرية الول الت جاءهم با السلم‪ ،‬ووضعوا على أعناقهم ني عبادة آلف العجول!‬
‫ويا ليت أولئك القلدين الهلء اكتفوا بذلك ول يصبحوا أكثر تمّسا لعبوداتم من الشركي‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 211‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ذاتم‪ ،‬حت عبدوا الحجار والشجار والقبور وجعلوا عبادتا شعارهم!‬


‫‪ -2‬الغترار ف الدّين نتيجة اليان بشفاعة عبثيّة ل حد لا ول حساب‪ :‬كان اليهود‬
‫مغترين بشفاعة أجدادهم ويعتقدون أنم لن تسهم النار إل أياما معدودات لذا كانوا يعرضون عن‬
‫اللتزام بأحكام كتاب ال «التوراة» وبعبارة أخرى كانوا يعتقدون أنم ‪ -‬بفضل انتسابم إل‬
‫يعقوب «إسرائيل» عليه السلم وكونم من ذريته‪ -‬أحباءُ ال وسينالون الشفاعة‪ ،‬فلذلك أخرجوا‬
‫أنفسهم من ال ّد الوسط الواقع بي الوف والرجاء وهو الالة العتدلة الت ترّك النسان نو كل‬
‫كمال‪ ،‬وتعلّقوا بأمان مضة واتذوا كتاب ال ظهريّا وارتكبوا كل قبيح مسرورين بأن يعقوب‬
‫أخذ عهدا من ال أن ل يعذب ذريته إل أياما معدودات‪ ﴿ :‬أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِينَ أُوتُوا َنصِيبًا مِنَ‬
‫ك ِبَأنّهُمْ‬
‫حكُ َم َبيَْنهُ ْم ثُ ّم َيَتوَلّى فَرِي ٌق ِمْنهُ ْم َوهُ ْم ُمعْرِضُونَ * ذَلِ َ‬
‫ب يُ ْد َعوْنَ إِلَى ِكتَابِ اللّهِ ِليَ ْ‬ ‫الْ ِكتَا ِ‬
‫ت َوغَ ّرهُمْ فِي دِيِنهِ ْم مَا كَانُوا َيفْتَرُونَ ﴾ [آل عمران‪.]24-23:‬‬ ‫سنَا النّارُ إِلّا َأيّامًا َمعْدُودَا ٍ‬
‫قَالُوا لَ ْن تَمَ ّ‬
‫وكذلك فعل إخوتنا ف الدين حيث آمنوا ‪-‬كما نعلم جيعا‪ -‬بشفاعة بغي حساب للنب‬
‫والئمة الكرام‪ ،‬وضحوا بالقرآن الكري ومعظم أحكام السلم على مذبح مبّة كاذبة لل عليّ‬
‫ب وعليّ‬
‫ومشاركة ف مآتهم الت معظمها رياء وتزوير‪ ،‬وقالوا بكل صراحة‪ :‬إن كل ما بذله الن ّ‬
‫وسائر رجال السلم العظام وتملوه ف سبيل نشر السلم حت قضوا نبهم ف سبيل ال بطرق‬
‫مفجعة‪ :‬فهذا عليّ عليه السلم الذي ضُرب على رأسه بالسيف وسقط صريعا ف مراب العبادة‬
‫وذاك السي عليه السلم قُتل ف كربلء وأُخذت نساؤه وأبناؤه وأطفاله أسرى دون ذنب‬
‫ارتكبوه وغي ذلك من الصائب الت تملها الئمة الكرام ف سبيل الدين‪ ،‬كل ذلك ل يكن إل‬
‫ليشفعوا للعصاة والذنبي من شيعتهم؛ كل ذلك كان لجل أن نتمكن نن شيعة عليّ عليه السلم‬
‫أن نرتكب كل قبيح ومنكر ف الدنيا‪ ،‬ث يأت عليّ والئمة يوم القيامة فيأخذوا بأيدينا نو غرف‬
‫النة الميلة ويضعوننا ف أحضان الوريات الميلت ل لشيء إل لكوننا قد صرفنا شيئا من‬
‫أموالنا ف الدنيا ف طريق مبة آل عليّ أي خصّصنا شهرين من كل سنة لقامة مالس عزاء السي‬
‫عليه السلم‪ ،‬مالسَ ل تلو من مفاسد أخلقية واجتماعية‪ ،‬هذا على الرغم من وجود فقراء كثر‬
‫حولنا ل نكن نسمع أصوات مسكنة نسائهم الائعات وأطفالم الفاة رغم علوّها‪ ،‬أو قمنا بزيارةٍ‬
‫عبادية ظاهرا ‪-‬وللنهة والتجارة باطنا‪ -‬م ّرةً كل بضع سنوات إل مراقد الئمة أو أبنائهم أو‬
‫بناتم ف قم ومشهد والعراق!!‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 212‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫واللصة كما أن اليهود ُعبّاد الدنيا والاه آمنوا بعن خاطئ ول أساس له للشفاعة‪،‬‬
‫وتعاملوا نتيجةً لذلك مع تعاليم كتاب ال وشريعتهم بكل استهتار‪ ،‬فإن جاعتنا وإخوتنا استغلوا‬
‫موضوع الشفاعة أسوأ استغلل وتعاملوا مع معظم تعاليم القرآن والسلم ببودة وقلّة اهتمام‪.‬‬
‫أيها القارئ العزيز! إن الذين ل يهتمّون بأحكام وتشريعات السلم ‪-‬سوى قلة معدودة‬
‫يؤدونا بسبب العادة والتقليد‪ -‬وينتهكون كل يوم حرمة شريعة السلم ويرتكبون النكرات‪،‬‬
‫الشخاص الذين ابتعدوا عن رحة الق بسبب أخلقهم السيئة وأعمالم القبيحة‪ ،‬وسلبوا عن‬
‫أنفسهم أهلية الغفران والعفو‪ ،‬وباختصار الشخاص الذين ل يقدّمون من عمل سوى إظهار الحبة‬
‫للنبّ الكرم والئمة الكرام وبذلك ل يكسبون سوى نفور الرواح الطاهرة لتلك الذوات القدسة‬
‫منهم‪ ،‬ويهيئون أنفسهم لعذاب ال الليم‪ ،‬هل مكن للنب والئمة أن يشفعوا لمثالم؟ هؤلء‬
‫الذين ل يوجد أي شبه أو تناسب بينهم وبي النب والئمة ف مكمة العدل اللية؟!‬
‫هل يُنال الفلح والسعادة الخروية بأشياء مادية كالال والاه والنصب الت تُعطى للناس‬
‫بتوسّط النب؟ هل يكن أن نتصور أن ال العادل على الطلق والقائل ف كتابه‪ ﴿ :‬فَمَ ْن َيعْمَلْ‬
‫ِمثْقَالَ ذَ ّرةٍ َخيْرًا يَرَه * َومَ ْن َيعْمَ ْل ِمْثقَالَ ذَ ّر ٍة شَرّا يَرَه ﴾ [الزلزلة‪ ،]8-7:‬والقائل ف موضع آخر‪:‬‬
‫﴿ َومَنْ كَانَ فِي هَ ِذهِ َأعْمَى َف ُهوَ فِي الخِ َرةِ أَعْمَى َوأَضَ ّل َسبِيلًا ﴾ [السراء‪ ،]72:‬أن يأذن‬
‫بالشفاعة لثل أولئك الناس؟‬
‫وإذا وصل الكلم إل هنا فمن الناسب أن نوضح باختصار معن «الشفاعة» بقدر ما يسمح‬
‫به علمي الضعيف‪:‬‬
‫العن القيقي للشفاعة‪:‬‬
‫كلمة «الشفاعة» مشتقة من «الشفيع» بعن القرين‪ .‬فعندما يد صاحب الاجة نفسه‬
‫وحيدا فإنه يعل الشخص الشفيع قرينه‪ ،‬أي عندما يد أنه عاجز عن قضاء حاجته والوصول إل‬
‫مطلوبه وحده‪ ،‬فإنه ي ّد يد التوسّل إل شخص آخر أي «الشفيع» ويطلب منه مساعدته‪ .‬ويب‬
‫أن نعلم أن نوع شفاعة الشفيع ليس واحدا ف كل مكان‪ ،‬بل تتغي الشفاعة بتغي مورد الاجة‬
‫وكونه من الاديات أم من المور العنوية‪.‬‬
‫فمثلً التلميذ الفقي الذي يعل معلمه شفيعا وواسطة له لدى وزير العارف لكي يؤمن له‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 213‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫وسائل عيشه‪ ،‬تتلف طريقة شفاعة العلم هنا عن شفاعته عندما يطلب منه أحد أن يتوسط له‬
‫لدى الوزير ليفع من مقامه ويرقيه إل مقام علميّ أفضل‪ ،‬لنه ف الالة الول تكون صورة‬
‫الشفاعة أن يأخذ العلم يد التلميذ ويذهب به إل الوزير ويشرح له أوضاع هذا التلميذ وفقره‬
‫ويلتمس منه مساعدته ف تأمي مصاريف دراسته‪ ،‬أما ف الالة الثانية فلما كان طلب التلميذ‬
‫يتعلّق بأمور مرتبطة بالروح‪ ،‬وبعبارة أوضح يتعلق بأشياء مرتبطة برقيّ النفس وتنتج عادة عن‬
‫كمال النفس وباختصار يتعلّق بأمور هي من القامات النفسية والروحية‪ ،‬فإن شفاعة العلم ف هذه‬
‫الالة هي أن يُذكّرَ التلمي َذ بوسائل الرق ّي بالنفس ومزايا كمال الروح‪ ،‬وشروط أهلية الوصول إل‬
‫القامات العلمية الرفيعة‪ ،‬وبعبارة أخرى أن يعل التلميذ خاضعا لتعليمه وتربيته ويعمله أن يأخذ‬
‫بالسباب ويتعلّم الزايا العلمية والخلقية الت توصله إل القام الذي يبحث عنه‪.‬‬
‫فالن لو اتبع التلميذ معلّمه بشكل كامل ووضع نصب عينيه على الدوام نصائح وتعليمات‬
‫معلّمه‪ ،‬وباختصار قَ َرنَ روحَه بروح العلم فإنه سينال أهلية الوصول إل ذلك القام الذي يهدف‬
‫إليه‪ ،‬وعندئذٍ بجرد أن يُطْلِع الوزي َر العا َل على هذا المر فإنّه سيضعه ف ذلك النصب الذي‬
‫يستحقه‪ .‬وهنا يب أن نقول أن العلم شفع لذلك التلميذ لدى مضر ذلك الوزير ودخل التلميذ‬
‫ف شفاعته‪ ،‬أما لو أن التلميذ أهل تعليمات معلمه واستهتر ف دراسته وأمضى أوقاته بالكسل‬
‫والبطالة وبدلً من ابتدائه باتباع أفعال معلمه واهتمامه بأقواله اكتفى بإبراز الحبة له وتوقع ف‬
‫الوقت ذاته أن يقوم الوزير بسبب وساطة العلم له بنحه مقام الستاذية مثلً‪ ،‬فل شبهة أن مثل‬
‫هذا التلميذ قد حرم نفسه بسوء صنيعه من شفاعة العلم وبالتال فل يق لثل هذا التلميذ توقع‬
‫شفاعة العلم ليصاله لذلك النصب ولو توقع مثل ذلك فل ينبغي أن يُعتب من العقلء‪.‬‬
‫والاصل أن الشفاعة ف الالة الثانية لا قواعد ومبادئ‪ ،‬وهي ف القيقة مثل الشجرة الت‬
‫لا بذور وأغصان وأوراق وثار‪ ،‬بذرها التعليم الذي زرعه العلم ف أعماق قلب التلميذ‪ ،‬وأغصانا‬
‫وأوراقها وثراتا هي القامات العلمية الت كانت مط نظر التلميذ؛ فإذا قام التلميذ بسقاية تلك‬
‫البذور العلمية والخلقية بأعماله‪ ،‬فل شك أنه سيتمتع بثمارها ف الوقت الطلوب‪ ،‬أي ستقوم‬
‫روح العلم أو روح التلميذ ذاته الت هي ف الواقع من رشحات ومظاهر روح العلم بإيصاله قهرا‬
‫إل ذلك القام العلمي الطلوب‪ .‬وباختصار ستُ ْدخِلُ هذا التلميذَ ف إطار العلم وحري شفاعته‪.‬‬
‫أيها القارئ الحترم! ل بد أنك أدركت من هذا الثال معن شفاعة النبياء ‪ -‬العلمون ف‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 214‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫مدرسة النسانية ‪ -‬وفهمت جيدا أن شفاعتهم ليست عبثّيةً بل لا عدة أسس ومبادئ‪ ،‬ولا بذور‬
‫وأغصان وأوراق وثار؛ فبذرها تلك التعاليم الت جاء با أولئك النبياء مربّو البشر‪ ،‬كل واحد‬
‫منهم بدوره‪ ،‬وبذروها ف قلوب الناس‪ ،‬فالذين ربوا تلك البذور ف أعماق قلوبم بعملهم طبقا‬
‫لتعليمات النبياء‪ ،‬فل شك أنم سيتمتعون ف ناية المر بشجرة ذات أغصان وأوراق وبالثمار‬
‫الناتة عن الشقات والتعاب الت تمّلوها ف تربية تلك الشجرة وتنشئتها والت تثل الفلح‬
‫والنجاح‪ ،‬وسوف يعيشون بل ناية ف ظلها الوارف‪.‬‬
‫واللصة‪ ،‬إن كل من قرن روحه ف هذه الدنيا بأرواح الذوات القدسة للنب والئمة‬
‫الطهار وسار على هديهم أي جعل القرآن وسنة النب والئمة وسيتم نباس حياته وميزان‬
‫أعماله فإنه سيصل إل منل السعادة البدية وف النهاية سيدخل ف حري شفاعتهم ويشر معهم‪:‬‬
‫غفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران‪:‬‬
‫حِببْكُمُ اللّ ُه َوَي ْغفِرْ َلكُمْ ُذنُوبَكُ ْم وَاللّ ُه َ‬
‫حبّونَ اللّهَ فَاّتِبعُونِي يُ ْ‬
‫﴿ قُلْ ِإنْ ُكْنتُ ْم تُ ِ‬
‫‪.]31‬‬
‫وما جاء ف الحاديث الروية من طرق الشيعة والسنة أن «العلماء» أيضا سيكونون من‬
‫الشفعاء يؤيد جيدا هذا العن ذاته‪ ،‬لن العلماء هم ف القيقة ورثة النبياء‪ ،‬إنم أولئك الذين‬
‫ب والئمّة‬
‫يعلّمون الناس ما تعلموه من أولئك العلّمي الليي‪ ،‬وما درسوه من كتاب ال وسنة الن ّ‬
‫وسيتم‪ ،‬وف النهاية يبذرون بدورهم بذر الشفاعة ف قلوب أفراد البشر‪ ،‬فك ّل مَن اتّبع أولئك‬
‫ب وعمل بأقواله‪ ،‬وف النهاية قرن روحه بأرواحهم فل شك أنه‬ ‫العلماء وباتّباعهم اتّبع ف القيقة الن ّ‬
‫سيدخل ف الخرة ف دائرة شفاعتهم ويشر ف زمرتم‪.‬‬
‫فهذا معن شفاعة النبياء والولياء‪ ،‬وهذه هي الشفاعة الت تدفع النسان دائما إل العمل‬
‫وال ّد والستكثار من اليات‪ ،‬بدلً من جعل النسان يتكّل على غيه ف أمور الدّين ويستهتر‬
‫بتعاليمه ويتكاسل ف تطبيق شرائعه‪ ،‬وهذه هي الشفاعة الت تعل النسان يعيش دائما بي الوف‬
‫والرجاء وهو الشعور الوحيد الؤثّر ف دفع النسان نو السعي والعمل‪ ،‬وتعله ينظر بعي الجلل‬
‫والتعظيم لشعائر ال وأوامره واحترام أحكامه‪ ،‬وبالنتيجة يرى نفسه أصغر من أن يكنه يطو‬
‫خطوة ف طريق معارضتها ومالفتها‪ ،‬بدلً من أن يعيش على المان الفارغة الت تغريه بالتساهل‬
‫ف انتهاك نواميس الشرع وبارتكاب العاصي‪.‬‬
‫وباختصار هذا هو فقط معن الشفاعة الت توجب سعادة الدنيا والخرة للمسلم‪ ،‬وليس‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 215‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫قيام النب والئمة وجاعة آخرون ف الخرة بالشفاعة لناس ل لشيء إل لنم كانوا يظهرون‬
‫مبتهم لم ولكن ف الوقت ذاته يستهترون بميع أحكام دينهم ويعرّضون أنفسهم لنار جهنم الت‬
‫ل ورسولَه وتعدّيهم حدودَه‪ ،‬فينقذونم من‬ ‫ستكون ملزمة لم ل تنفك عنهم نتيجة عصيانم ا َ‬
‫هذا العذاب ويأخذونم إل جنات الرضوان الت ل ينالا إل من اتبع ال ورسوله‪ ،‬لنه كما قلنا‬
‫مرارا إن السعادة والشقاء الخرويي ‪-‬طبقا لكم الشرع والعقل ونصوص القرآن الكري‬
‫شيْئًا وَل تُجْ َز ْونَ إِلّا مَا كُنتُ ْم َتعْمَلُونَ ﴾‬
‫س َ‬
‫الصرية‪ -‬رهينان بأعمال النسان‪ ﴿ :‬فَاْلَي ْومَ ل تُ ْظلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫[يس‪.]54:‬‬
‫ت ل ظُلْ َم اْلَيوْمَ ِإنّ اللّ َه سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر‪.]17:‬‬
‫سبَ ْ‬
‫جزَى كُ ّل َن ْفسٍ بِمَا كَ َ‬
‫﴿ اْلَيوْ َم تُ ْ‬
‫فذلك اليوم تُجزى فيه كل نفس با اكتسبته وبا عملته‪ ،‬فتنال فيه جزاءَها الذي تستحقه‬
‫بالضبط‪ ،‬ول ظلم اليوم‪ :‬أي ل تُظلم نفس شيئا فل يُنقص من ثواب أحد شيئا ول يُعاقب شخصٌ‬
‫زيادةً على ما يستحق‪.‬‬
‫‪ -3‬كتمان الق‪ :‬كما قام علماء اليهود وأحبارهم بابتداع أمور باطلة من عند أنفسهم‬
‫لصالهم الشخصية وخلطوها بقائق التوراة وكتموا بعض حقائقها واشتروا بآيات ال ثنا قليلً‬
‫من منافع الدنيا وجعلوا الهل والباطل وسيلتهم لفظ منافعهم وإغفال عوام الناس كما قال تعال‪:‬‬
‫﴿ يَاَبنِي ِإسْرَائِيلَ اذْ ُكرُوا ِنعْ َمِتيَ اّلتِي َأْنعَ ْمتُ عََلْيكُ ْم َوَأوْفُوا ِب َعهْدِي أُوفِ ِب َعهْدِكُ ْم َوِإيّا َ‬
‫ي‬
‫شتَرُوا بِآيَاتِي ثَ َمنًا‬
‫فَا ْر َهبُونِ * وَآ ِمنُوا بِمَا أَنزَْلتُ ُمصَدّقًا ِلمَا َمعَكُ ْم وَل َتكُونُوا َأوّلَ كَاِف ٍر بِهِ وَل تَ ْ‬
‫ح ّق َوأَْنتُ ْم َتعْلَمُونَ ﴾ [البقرة‪.]42-40:‬‬ ‫قَلِيلًا َوِإيّايَ فَاّتقُونِ * وَل تَ ْلبِسُوا الْحَ ّق بِاْلبَاطِ ِل َوتَ ْكتُمُوا الْ َ‬
‫كذلك اتبع جاعة من التلبسي بلباس علماء الدين بي السلمي منذ قدي الزمان هذا النهج‬
‫ذاته فخلطوا تعاليم السلم القة بأباطيل مبتدعة وجرّوا السلم والنظام الجتماعي للمسلمي إل‬
‫حالة يُرثى لا‪.‬‬
‫‪ -4‬النفاق‪ :‬فقد اليهود على إثر ضعف نفوسهم وجبنهم الفطري ملكة الصدق واستشرى‬
‫فيهم النفاق والتلوّن بوجهي وتثلوا رذيلة الكذب الت لا أسوأ الثر ف تريب الجتمعات‬
‫ضهُمْ إِلَى‬
‫وانللا ما ضرب عليهم الذلة والسكنة‪َ ﴿ :‬وإِذَا َلقُوا الّذِينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنّا َوإِذَا خَل َبعْ ُ‬
‫ح ّدثُوَنهُ ْم بِمَا َفتَحَ اللّ ُه عََلْيكُمْ ِليُحَاجّوكُمْ بِهِ ِعنْدَ َرّبكُمْ أَفَل َت ْعقِلُونَ ﴾ [البقرة‪.]76:‬‬
‫َبعْضٍ قَالُوا َأتُ َ‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 216‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫كذلك فقد كثي من السلمي شيمة الصدق الت هي أساس الفضائل ومنبع الكارم‬
‫الخلقية‪ ،‬وحلّ ملها النفاق والتلون بوجهي والكذب بميع مظاهره‪.‬‬
‫‪ -5‬أمرُ الناس بالب ونسيان أنفسهم‪ :‬كما حصل بي اليهود من أمرهم الناس بالتقوى‬
‫والصلح وتلّقهم ف الوقت ذاته بآلف الخلق السيئة وف القيقة اعتبار أنفسهم وكأنم فوق‬
‫القانون ومقربون من ال مهما فعلوا‪ ،‬فلم يكونوا يهتمون ح ّق الهتمام بأحكام دينهم وتعاليمه‬
‫س ْونَ‬
‫س بِاْلبِ ّر َوتَن َ‬
‫الخلقية وكانوا مثالً حيا للواعظ غي التّعظ كما قال سبحانه‪َ ﴿ :‬أتَ ْأمُرُونَ النّا َ‬
‫سكُ ْم َوَأنْتُ ْم َتتْلُونَ اْل ِكتَابَ أَفَل َت ْعقِلُونَ ﴾ [البقرة‪]44:‬؛ كذلك اتبع جاعة من السلمي هذه‬
‫أَنفُ َ‬
‫الطريقة اليهودية القبيحة فكانوا ي ْدعُونَ الناسَ إل الخلق وشريعة النسانية وف الوقت ذاته‬
‫يبتعدون بأنفسهم مراحل كثية عن العمل بذه الخلق‪ ،‬ورغم ما يظهرونه ف كل مفل وملس‬
‫من مبتهم للدين وتعلّقهم الشديد به‪ ،‬يتصرفون عملً تصرّف أعداء السلم ول يطون خطوة ف‬
‫سبيله تتعارض مع مصالهم! أجل لو ل يكن المر كذلك لا وجدنا السلم يعان من هذا‬
‫النطاط ولا وجدنا السلمي واقعي ف هذه الذلة والسكنة الت نراها اليوم‪.‬‬
‫‪ -6‬تريف كتاب ال‪ :‬كما قام أحبار اليهود بتحريف كتاب ال لتحقيق مآربم الشخصية‬
‫كما قال سبحانه‪:‬‬
‫ن َبعْ ِد مَا َعقَلُوهُ َوهُ ْم َيعْلَمُونَ ﴾‬
‫﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِي ٌق ِمْنهُ ْم يَسْ َمعُونَ كَلمَ اللّ ِه ثُ ّم يُحَرّفُونَ ُه مِ ْ‬
‫[البقرة‪.]75:‬‬
‫كذلك قامت « ِفرَقُ الغُلة» من الشيعة ‪ -‬كما مرّ مبسوطا ف الفقرة الثامنة من فصل‬
‫أسباب وضع الديث ف هذا الكتاب ‪ -‬بتحريف معان القرآن الكري وتأويلها لتنطبق على‬
‫عقائدهم الباطلة‪ ،‬وكانوا ينشرون حفنة من الراء الطابقة لعقائدهم السخيفة بوصفها من تعاليم‬
‫القرآن ويضعون لتأييدها أحاديث ينسبونا إل الئمة الطهار ويشيعونا بي الناس‪.‬‬
‫ناية ما ف المر أن اليهود نحوا ف هذا السعى واستطاعوا أن يكتموا ما أرادوا كتمانه من‬
‫التوراة ويضيفوا ما أرادوا إضافته إليها وف النهاية أوجدوا هذه التوراة الالية‪ ،‬أما اليات الوضوعة‬
‫الت افترتا « ِفرَقُ الغُلة» فبقيت لسن الطالع حبيسةً ضمن الحاديث الوضوعة ول تستطع حت‬
‫اليوم ولِـلّهِ المد أن تلوّث القرآن القدّس‪.‬‬
‫أيها القرّاء الحترمون! لو تأمّلتم عادات اليهود وأخلقهم الفردية والجتماعية وعادات كثي‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 217‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫من عوام السلمي ‪-‬خاصّة الشيعة‪ -‬لفهمتم أن كثيا من أخلق اليهود الت شرحتُها سَرَتْ إل‬
‫صلّى‬
‫ب الات َ‬ ‫السلمي‪ ،‬وف النهاية ستصدّقون أنّ ذلك الديث الشريف هو من جلة معجزات الن ّ‬
‫ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّمَ‪.‬‬
‫اُ‬
‫كما ذكرنا ف الصفحة (‪ )144‬من هذا الكتاب‪ ،‬ل يستطع القائلون بالرجعة أن يُبزوا دليلً‬
‫لثبات عقيدتم سوى «الب» (أي الديث)‪ ،‬بل ليس لديهم من دليل سوى ذلك‪ ،‬ورغم‬
‫تسكهم ببعض اليات القرآنية وبالجاع النقول‪ ،‬إل أنم لا كانوا يفسرون اليات طبقا لُفاد‬
‫تلك الحاديث ول يفهمون القرآن الكري إل من خلل تلك الروايات‪ ،‬كما أن «الجاع‬
‫النقول» هو من شعب خب الواحد ويسمى ف الصطلح بـ«خب الواحد اللّب»؛ لذا فإن‬
‫مرجعهم القيقي ف استدللم باليات والجاع هو إل «خب الحاد» ذاته‪ .‬ومع ذلك ولننا‬
‫وعدناكم أن نتماشى مع القائلي بالرجعة وأن نبحث كل دليل من أدلتهم الثلثة على حدة‪ ،‬لذا‬
‫بعد أن فصّلنا الكلم عن أدلتهم من الخبار وكذلك أجبنا خلل ذلك عن استدللتم من بعض‬
‫آيات القرآن‪ ،‬نأت الن إل مناقشة استدللم بالجاع فنقول‪:‬‬
‫ذكر الجلسي بعد نقله لخبار الرجعة ناقلً عن السيد الرتضى أن عمدة الدلة على الرجعة‬
‫هو إجاع الطائفة الذي يعكس قول العصوم‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬إن جيع الحققي يتّفقون على أن «الجاع النقول» ليس دليلً مستقلً بل هو أحد‬
‫أقسام خب الحاد ويُعبّر عنه بـ«خب الواحد اللّب»‪ ،‬ول ير جاعة من الحققي كالشهيد الثان‬
‫والشيخ مرتضى النصاري والخوند الراسان وغيهم حجيّته حت ف السائل الفرعية الت تكفي‬
‫فيها الدلة الظنية‪ ،‬فضلً عن السائل العتقادية الت تتوقف على العلم واليقي‪.‬‬
‫واللصة فإن «الجاع النقول» على فرض ثبوت حجيّته‪ ،‬من الدلّة الظنيّة‪ ،‬والدليل الظنّ‬
‫كما بيّنا ف بداية الكتاب ل يُقبَل ف السائل العتقادية إطلقا‪.‬‬
‫أصبح معلوما إذن ما ّت ذكره أنّ «الرّ ْجعَة» وعودة الموات إل الدنيا لا كانت أمرا‬
‫مالفا للصل الثابت ف عال الكون ولسنّة ال التميّة وأنه ليس لدينا أي دليل عقل ّي أو نقليّ‬
‫صحيح يسمح لنا أن نُعرض عن هذا الصل السلّم‪ ،‬فل مندوحة أمامنا من أن نعتب هذه‬
‫العقيدة عقيدة موهومة ل أصل لا‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 218‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫أجل إن تلك الخبار الت ذكرناها‪ ،‬بعزل عن مالفتها للقرآن الكري ولكم العقل‪ ،‬أو عدم‬
‫وجود آيات قرآنية تؤيدها‪ ،‬يكن تأويلها بأن يكون الراد من الرجعة فيها رجعة آثار الئمة‬
‫الطهار ودولتهم كما أشار السيد الرتضى ‪-‬فيما نقله الرحوم الجلسيّ عنه‪ -‬إل ذهاب بعض‬
‫المامية إل هذا الرأي وقال‪[ :‬فأما من تأوّل الرجعةَ ف أصحابنا على أ ّن معناها رجوع الدولة‬
‫والمر والنهي من دون رجوع الشخاص وإحياء الموات فإن قوما من الشيعة لا عجزوا عن‬
‫نصرة «ال ّرجْعَة» وبيان جوازها وأنا تناف التكليف عوّلوا على هذا التأويل للخبار الواردة‬
‫بالرّجعة‪]..‬‬
‫ق وتكامل متواصَليْن فسيأت يومٌ ف‬
‫فأقول‪ :‬لا كانت عقول البشر وأفكارهم ف حالة تر ّ‬
‫النهاية يصبح فيه أكثر الناس عقلءً مفكرين‪ ،‬ول شك أن الناسَ ستدرك ف مثل ذلك اليوم حقائقَ‬
‫دين السلم وشريعةَ الفطرة والعقل الت هدفها منذ اليوم الول هم العقلء وأولو اللباب‪،‬‬
‫وسيعود السلم ف النهاية إل عظمته وازدهاره الوّل وهذه العودة هي ف القيقة عودةٌ أيضا‬
‫لثار الئمّة الكرام ورجعةٌ لم‪.‬‬
‫وبالطبع فرضٌ على كل مسلم اعتقد بالرجعة بذا العن أن ينتظر دائما مثل هذا اليوم‪.‬‬
‫وف التام نسلّم على كل مَن اتّبع الدّين القّ أو هو يبحث عنه‪.‬‬
‫وصلّى ال على سيّدنا ممد وآله الطيّبي الطاهرين‬

‫قائمة الصادر والراجع‬


‫(ملحظة‪ :‬ل يذكر الؤلف قائمة مصادره‪ ،‬ولكن استقرأتُ مصادره ومراجعه هذه من حواشي‬
‫كتابه‪ ،‬بيد أنه ل يشي ف حواشيه إل تاريخ ومكان النشر للمصادر الت يرجع إليها‪،‬‬
‫بل أحيانا ل يشي حت لسم مؤلف الصدر‪ ،‬بلي يكتفي بذكر اسم الصدر متصرا‬
‫ورقم الصفحة‪ .‬فتواريخ وأماكن النشر الذكورة أدناه من عندي وهي للطبعات الت‬
‫ت أنا منها‪( ).‬الترجم)‬
‫رجع إليها وأحيانا لتلك الت َوّثقْ ُ‬
‫‪-1‬القرآن الكري‪.‬‬
‫‪-2‬ابن الثي الزري‪ ،‬عز الدين أبو السن علي (‪ 630‬ه)‪« ،‬الكامل ف التاريخ»‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 219‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪1302‬ه‪.‬‬
‫‪-3‬ابن الوزي‪ ،‬أبو الفـرج عبد الرحن بن عل ّي البغدادي النبلي (‪ 597‬هـ)‪« ،‬الوضوعات»‪.‬‬
‫‪-4‬ابن الوزي‪ ،‬أبو الفـرج عبد الرحن بن عل ّي البغدادي النبلي (‪ 597‬هـ)‪« ،‬تلبيس‬
‫إبليس»‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيوت‪ :‬دار الكتاب العرب‪1405 ،‬ه‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪-5‬ابن الندي‪ ،‬أبو الفرج ممّد بن أب يعقوب‪( ،‬ت ‪« ،)380‬الفهرست»‪ ،‬طبع طهران‪.‬‬
‫‪-6‬ابن حزم الندلسي‪ ،‬أبو ممد علي بن أحد (‪ 456‬ه)‪« .،‬ال ِفصَل ف اللل والهواء والنحل»‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة الاني‪.‬‬
‫‪-7‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحن بن ممد الضرمي (‪ 808‬هـ)‪« ،‬القدمة»‪ ،‬طبع القاهرة‪.‬‬
‫‪-8‬ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شس الدين أحد بن ممد بن أب بكر (‪681‬هـ)‪«،‬وفيات العيان‬
‫وأنباء أبناء الزمان» (العروف بتاريخ ابن خلّكان)‪ ،‬تقيق‪ :‬د‪ .‬إحسان عباس‪ ،‬بيوت‪ :‬دار‬
‫الثقافة‪1978 ،‬م‪ 8( .‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪-9‬ابن طاووس‪ ،‬السيد عليّ بن موسى بن جعفر اللّي (‪ 644‬هـ)‪« ،.‬فرج الهموم ف تاريخ‬
‫علماء النجوم»‪.‬‬
‫‪-10‬ابن كثي‪ ،‬الافظ أبو الفداء إساعيل الدمشقي (‪ 774‬هـ)‪« ،‬تفسي القرآن العظيم»‪ ،‬طبع‬
‫بيوت‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-11‬أبو السن الشعري‪ ،‬المام علي بن إساعيل (‪ 324‬أو ‪330‬ه؟)‪« ،‬مقالت السلميي‬
‫واختلف الصلي»‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪ .‬بتحقيق وتعليق ممد مي الدين عبد الميد‪1389 ،‬ه‪.‬‬
‫‪-12‬أبو علي الائري‪ ،‬الشيخ ممد بن إساعيل (‪ 1215‬هـ)‪« ،‬منتهى القال ف علم الرجال»‪.‬‬
‫‪-13‬أحد أمي‪« ،‬ضحى السلم»‪ ،‬ط ‪ ،10‬بيوت‪ :‬دار الكتاب العرب‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪-14‬أحد أمي‪« ،‬فجر السلم»‪ ،‬ط ‪ ،11‬بيوت‪ :‬دار الكتاب العرب‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪-15‬الخوند الراسان‪« ،‬كفاية الصول»‪.‬‬
‫‪-16‬السترآبادي‪ ،‬اليزا ممد (‪ 1021‬هـ)‪« ،‬منهج القال ف تقيق أحوال الرجال» العروف‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 220‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫بالرجال الكبي‪ ،‬طبع طهران‪1306 ،‬هـ‪.‬‬


‫‪-17‬النصاري‪ ،‬الشيخ مرتضى (‪ 1281‬هـ)‪« ،‬فرائد الصول» (وُيعْرَف أيضا بـ«الرسائل»)‪،‬‬
‫تقيق لنة تقيق تراث الشيخ العظم‪ ،‬ط ‪ ،1‬قم‪ :‬ممع الفكر السلمي‪ 1419 ،‬هـ‪4( ،‬‬
‫ملدات)‪.‬‬
‫‪-18‬البغدادي‪ ،‬المام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (‪ 429‬ه)‪« ،‬الفَرق بي الفِرَق‬
‫وبيان الفرقة الناجية»‪ ،‬بيوت‪ :‬دار الفاق الديدة‪ ،‬ط ‪1977 ،2‬م‪.‬‬
‫‪-19‬البلغي‪ ،‬الشيخ ممد جواد النجفي (‪1352‬هـ)‪« ،‬آلء الرحن ف تفسي القرآن»‪.‬‬
‫‪-20‬التفرشي‪ ،‬آقا مي مصطفى بن السي السين (‪ 1015‬أو ‪ 1031‬هـ؟)‪« ،‬نقد الرجال»‪،‬‬
‫طهران‪1318 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-21‬جرجي زيدان‪« ،‬تاريخ التمدن السلمي»‪ ،‬ط ‪ ،2‬مصر‪ :‬مطبعة اللل بالفجالة‪ 1918 ،‬م‪.‬‬
‫‪-22‬الر العاملي‪ ،‬الشيخ أبو جعفر ممد بن السن (‪1104‬ه)‪« ،‬أمل المل ف معرفة علماء جبل‬
‫عامل» (الطبوع ف ناية كتاب منهج القال للسترآبادي)‪ ،‬طهران‪ 1306 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-23‬حسن‪ ،‬الشيخ‪ ،‬العروف بـ«صاحب العال» جال الدين بن منصور بن زين الدين الشهيد‬
‫الثان (‪ 1011‬هـ) «منتقى المان ف الحاديث الصحاح والسان»‪.‬‬
‫‪-24‬اللي‪ ،‬العلمة السن بن يوسف بن الطهر (‪ 726‬هـ)‪« ،‬خلصة القوال ف معرفة‬
‫الرجال»‪.‬‬
‫‪-25‬الراغب الصفهان‪« ،‬الفردات ف غريب القرآن»‪ ،‬تقيق وضبط ممد سيد كيلن‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫طهران‪.‬‬
‫‪-26‬رشيد رضا‪ ،‬السيد ممد منشئ ملة النار‪« ،‬الوحي الحمّدي»‪ ،‬طبع مصر‪1352 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1933‬م‬
‫‪-27‬الزبيدي‪ ،‬مب الدين ممّد مرتضى السين الواسطي (‪ 1205‬هـ)‪« ،‬تاج العروس»‪ ،‬تقيق‬
‫علي شيي‪ ،‬بيوت‪ :‬دار الفكر‪ 1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-28‬الزمشري‪ ،‬أبو القاسم مـمود بن عمر (‪ 538‬هـ)‪« ،‬تفسي الكشاف»‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 221‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪-29‬السيوطي‪ ،‬جلل الدين عبد الرحن (‪ 911‬هـ)‪« ،‬الامع الصغي ف أحاديث البشي النذير»‪،‬‬
‫بيوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-30‬الشريف الرضي‪ ،‬نج البلغة‪ ،‬طبع بيوت‪.‬‬
‫‪-31‬الشهرستان‪ ،‬أبو الفتح ممّد بن عبد الكري (‪ 548‬هـ)‪« ،‬اللل والنحل»‪ ،‬بيوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪-32‬الشهيد الثان‪ ،‬الشيخ زين الدين العاملي (‪ 966‬هـ)‪« ،‬حقائق اليان»‪ ،‬تقيق السيد مهدي‬
‫الرجائي‪ ،‬ط ‪ ،1‬قم‪ :‬مكتبة آية ال العظمى النجفي الرعشي العامة‪ 1419 ،‬هـ‪..‬‬
‫‪-33‬الشهيد الثان‪ ،‬الشيخ زين الدين العاملي (‪ 966‬هـ)‪« ،‬البداية ف علم الدراية»‪.‬‬
‫‪-34‬الشهيد الثان‪ ،‬الشيخ زين الدين العاملي (‪ 966‬هـ)‪« ،‬القاصد العلية»‪.‬‬
‫‪-35‬الشهيد الثان‪ ،‬الشيخ زين الدين العاملي‪ 966( ،‬هـ)‪« ،‬الدراية»‪ ،‬ط ‪ ،3‬قم‪ :‬منشورات‬
‫مكتبة الفيد‪ 1409 ،‬هـ‪ ،‬طبعة مصورة بالفست عن طبعة قدية نشر ممد جعفر آل‬
‫إبراهيم‪ ،‬النجف‪ :‬مطبعة النعمان‪.‬‬
‫‪-36‬الشوشتري‪ ،‬الشهيد الثالث القاضي نور ال (‪ 1021‬هـ)‪« ،‬مالس الؤمني»‪.‬‬
‫‪-37‬الصدر‪ ،‬السيد حسن الوسوي العاملي الكاظمي (‪ 1354‬هـ)‪« ،‬الشيعة وفنون السلم»‪.‬‬
‫‪-38‬الصدوق‪ ،‬الشيخ ممد بن علي بن بابويه القمي (‪ 381‬ه)‪« ،‬الصال»‪.‬‬
‫‪-39‬الصدوق‪ ،‬الشيخ ممد بن علي بن بابويه القمي (‪ 381‬ه)‪« ،‬العتقادات ف دين المامية» أو‬
‫الطبعة الجرية (الطبوعة مع شرح الباب الادي عشر)‬
‫‪-40‬الصفّار‪ ،‬الشيخ ممد بن السن بن فروخ (التوف ‪ 290‬هـ)‪« ،‬بصائر الدرجات»‪ ،‬طبع‬
‫طهران‪.‬‬
‫‪-41‬صفي الدين‪ ،‬أبو تراب الرتضى بن الداعي بن القاسم السين الرازي اللقب بعلم الدى‬
‫(القرن ‪ 6‬الجري) «تبصرة العوام ومعرفة مقالت النام» (بالفارسية ف اللل والنحل)‪.‬‬
‫‪-42‬الطبسي‪ ،‬الشيخ أمي السلم أبو على الفضل بن السن (‪ 560‬هـ)‪« ،‬ممع البيان ف تفسي‬
‫القرآن»‪ ،‬طبع بيوت‪1379 ،‬هـ‪ 6( .‬أجزاء)‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 222‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪-43‬الطبي‪ ،‬أبو جعفر ممد بن جرير الملي (‪ 310‬هـ)‪« ،‬تفسي الطبي أو جامع البيان ف‬
‫تأويل القرآن»‪ 20( .‬جزءا)‬
‫‪-44‬الطوسي‪ ،‬شيخ الطائفة أبو جعفر ممد بن السن (‪ 460‬هـ)‪« ،‬اختيار معرفة الرجال»‪.‬‬
‫‪-45‬الطوسي‪ ،‬شيخ الطائفة أبو جعفر ممد بن السن (‪ 460‬هـ)‪« ،‬الفهرست» طبع كلكوتة‪.‬‬
‫‪-46‬الطوسي‪ ،‬شيخ الطائفة أبو جعفر ممد بن السن‪ 460( ،‬هـ)‪« ،‬عدّة الصول»‪.‬‬
‫‪-47‬عبده‪ ،‬الشيخ ممد‪« ،‬التفسي»‪.‬‬
‫‪-48‬الفتن‪ ،‬الحدث ممد طاهر بن علي الندي (‪ 986‬هـ)‪« ،‬تذكرة الوضوعات»‪.‬‬
‫‪-49‬فريد وجدي‪ ،‬الستاذ ممد‪« ،‬دائرة معارف القرن العشرين»‪ ،‬ط ‪ ،3‬بيوت‪ :‬دار العرفة‪،‬‬
‫‪1971‬م‪.‬‬
‫‪-50‬الكشي‪« ،‬اختيار معرفة الرجال أو رجال الكِشّي»‪ ،‬طبع كربلء‪.‬‬
‫‪-51‬الكلين‪ ،‬الشيخ الحدث ممد بن يعقوب (‪ 329‬هـ)‪« ،‬الصول من الكاف»‪ ،‬طبع طهران‪.‬‬
‫‪-52‬الا َمقَانّ‪ ،‬الشيخ عبد ال (‪ 1350‬أو ‪ 1351‬هـ)‪« ،‬تنقيح القال ف أحوال الرجال»‪ ،‬الطبعة‬
‫الجرية القدية (ف ‪ 3‬ملدات)‪.‬‬
‫‪-53‬الامقان‪ ،‬الشيخ عبد ال (‪ 1350‬أو ‪ 1351‬هـ)‪« ،‬مقباس الداية ف علم الدراية»‪( .‬الطبوع‬
‫مع كتابه الرجال الكبي‪ :‬تنقيح القال)‪.‬‬
‫‪-54‬الامقان‪ ،‬الشيخ عبد ال (‪ 1350‬أو ‪ 1351‬هـ)‪« ،‬نتائج التنقيح»‪.‬‬
‫‪-55‬ملة «إيرانشهر» طبع برلي‪( .‬بالفارسية)‪.‬‬
‫‪-56‬ملّة «آينده»‪ ،‬طبع طهران‪( .‬بالفارسية)‪.‬‬
‫‪-57‬ملة «وظيفة»‪ ،‬طبع طهران‪( .‬بالفارسية)‪.‬‬
‫‪-58‬الجلسي‪ ،‬الل ممد باقر بن ممد تقي(‪ 1111‬هـ)‪« ،‬الوجيزة»‪.‬‬
‫‪-59‬الجلسي‪ ،‬الل ممد باقر بن ممد تقي(‪ 1111‬هـ)‪« ،‬بار النوار»‪ ،‬الطبعة الجرية القدية‪،‬‬
‫وطبعة بيوت‪ :‬مؤسّسة الوفاء‪ ،‬عام ‪1404‬هـ‪ 110( ،‬ملدات)‪.‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 223‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫‪-60‬الجلسي‪ ،‬الل ممد باقر بن ممد تقي(‪ 1111‬هـ)‪« ،‬زاد العاد» (بالفارسية)‪.‬‬
‫‪-61‬الجلسي‪ ،‬لل ممد باقر بن ممد تقي (‪ 1111‬هـ)‪« ،‬السماء والعال»‪.‬‬
‫‪-62‬مسلم‪ ،‬المام مسلم بن الجاج القشيي النيسابوري (‪ 261‬ه)‪« ،‬صحيح مسلم»‪.‬‬
‫‪-63‬الفيد‪ ،‬الشيخ ممد بن ممد بن النعمان ابن العلم أبو عبد ال‪ ،‬العكبي البغدادي (‪413‬‬
‫هـ)‪« ،‬أوائل القالت»‪ ،‬تقيق إبراهيم النصاري الزنان الوئين‪ ،‬بيوت‪ :‬دار الفيد‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪ 1414‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫‪-64‬الهدي لدين ال‪ ،‬المام الزيدي أحد بن يي بن الرتضى (‪ 840‬هـ) «النية والمل ف شرح‬
‫كتاب اللل والنحل»‪.‬‬
‫‪-65‬مي داماد‪ ،‬ممّد باقر السين الرعشي‪« ،‬الرواشح السماوية»‪ ،‬قم‪ :‬منشورات مكتبة آية ال‬
‫الرعشي النجفي‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-66‬اليزا الصفهان‪ ،‬عبد ال الفندي التبيزي (‪ 1134‬هـ)‪« ،‬رياض العلماء وحياض‬
‫الفضلء»‪.‬‬
‫‪-67‬ميزا بابا الشيازي (‪1286‬هـ)‪« ،‬آيات الولية» (بالفارسية)‪ ،‬طبع طهران‪.‬‬
‫‪-68‬النجاشي‪ ،‬الشيخ الليل أبو العباس أحد بن علي (‪ 405‬هـ)‪« ،‬الرجال»‪ ،‬طبع ببئي‪ .‬وط ‪،5‬‬
‫قم‪ :‬مؤسسة النشر السلمي التابعة لماعة الدرسي‪ 1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-69‬النوبت‪ ،‬أبو ممد السن بن موسى (توف بي ‪ 300‬و ‪ 310‬هـ)‪« ،‬فرق الشيعة»‪( ،‬الطبعة‬
‫القدية)‪ ،‬صححه وعلق عليه‪ :‬السيد ممد صادق آل بر العلوم‪ ،‬النجف ‪1355‬ه‪ .‬وط ‪،2‬‬
‫بيوت‪ :‬دار الضواء‪1404/1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪-70‬النوري الطبسي‪ ،‬اليزا حسي الازندران (‪ 1320‬هـ)‪« ،‬مستدرك الوسائل»‪.‬‬
‫الراجع الضافية الت رجعت إليه أيضا ف التحقيق والواشي‪:‬‬
‫‪-1‬ابن هشام‪ ،‬عبد اللك بن هشام بن أيوب الميي (‪ 213‬أو ‪218‬ه)‪« ،‬السية النبوية»‪ ،‬تقيق‬
‫مصطفى السقا وآخرين‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-2‬الردبيلي‪ ،‬ممد بن علي الغروي الائري (‪ 1101‬هـ)‪« ،‬جامع الرواة»‪ ،‬طبع قم‪1403 ،‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 224‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫هـ‪.‬‬
‫‪-3‬اللبان‪ ،‬الحدّث ممد ناصر الدين‪« ،‬صحيح الامع الصغي»‪ ،‬الرياض‪ :‬الكتب السلمي‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪-4‬المي‪ ،‬السيد مسن العاملي الدمشقي (‪ 1370‬ه)‪« ،‬أعيان الشيعة»‪ ،‬تقيق حسن المي‪،‬‬
‫بيوت‪ :‬دار العارف‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-5‬البخاري‪ ،‬المام ممد بن إساعيل العفي (‪ 256‬ه)‪« ،‬صحيح البخاري»‪ ،‬الكتبة العصرية‪،‬‬
‫بيوت‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-6‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحد بن السي (‪ 458‬هـ)‪« ،‬شعب اليان»‪ ،‬طبع مصر‪ 1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-7‬الطهران‪ ،‬آقا بزرگ (‪1388‬هـ أو ‪ 1389‬هـ)‪« ،‬الذريعة إل تصانيف الشيعة»‪ ،‬إعداد‬
‫وتنسيق وفهرسة‪ :‬السيد أحد السين‪ ،‬ط ‪ 1986 - 1406 ،2‬م‪ ،‬بيوت‪ :‬دار الضواء‪( .‬‬
‫‪ 26‬جزءا)‬
‫‪-8‬التستري‪ ،‬الشيخ ممد تقي (القرن ‪ 14‬هـ)‪« ،‬قاموس الرجال»‪ ،‬طهران‪ 1379 ،‬هـ‪11( .‬‬
‫ملدا)‪.‬‬
‫‪-9‬الر العاملي‪ ،‬الشيخ أبو جعفر ممد بن السن (‪1104‬ه)‪« ،‬وسائل الشيعة إل تصيل مسائل‬
‫الشريعة»‪ ،‬الطبعة الجرية‪ ،‬وط مؤسسة آل البيت‪ ،‬قم‪1409 ،‬ه‪.‬‬
‫‪-10‬الطباطبائي العلمة السيد ممد حسي (‪ 1412‬هـ)‪« ،‬تفسي اليزان»‪ ،‬طبع بيوت‪20( .‬‬
‫جزءا)‬
‫‪-11‬الطوسي‪ ،‬شيخ الطائفة أبو جعفر ممد بن السن‪« ،‬التبيان ف تفسي القرآن»‪ ،‬الطبعة‬
‫الجرية‪.‬‬
‫‪-12‬اليثمي‪ ،‬الافظ نور الدين علي بن أب بكر اليثمي (‪807‬هـ)‪« ،‬ممع الزوائد ومنبع‬
‫الفوائد»‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الريان للتراث‪ ،‬وبيوت‪ :‬دار الكتاب العرب‪ 1407 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 225‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫فهرس الحتويات‬
‫مقدمة المترجم‪2........................................ .................................‬‬
‫افتتاحية‪8............................................................ .......................‬‬
‫ديباجة‪9............................................................... ......................‬‬
‫السلم دين الفطرة وشريعة النسانية‪13............................................‬‬
‫أجل السلم دين العقل والفكر ‪14................................................:‬‬
‫سطِيَّة‪20............................................................... ..‬‬
‫ن الوَ َ‬
‫م دِي ْ ُ‬
‫سل ُ‬‫ال ْ‬
‫السلم دين العلم والحكمة!‪30....................................................... ..‬‬
‫جة!‪33.......................................................‬‬ ‫السلم دين البرهان والح َّ‬
‫الكنيسة والعلم ‪35................................................................. .......‬‬
‫صب الجاهل‪40...................................‬‬ ‫السلم عدو التقليد العمى والتع ّ‬
‫مكانة الحديث وتاريخ تدوينه في السلم ‪51.........................................‬‬
‫الدوافع لوضع الحديث ‪57...............................................................‬‬
‫‪ -1‬النزاع حول الخلفة والخصومة السياسية‪58..................................:‬‬
‫صب‪71........................................................................... :‬‬ ‫‪ -2‬التع ُّ‬
‫‪ -3‬اختلط المسلمين بالجانب ودخول الفلسفة إلى السلم‪77..............:‬‬
‫‪ -1‬تناسخ الرواح‪80.................................... .............................:‬‬
‫‪ -2‬مسألة خلود وأبديّة عذاب جهنّم‪82............................................‬‬
‫حدُوث كلم الله‪82........................................ ......:‬‬ ‫‪ -3‬مسألة قِدَم و ُ‬
‫‪ -4‬مسألة القدر (الجبر والتفويض) والبحث في صفات الله‪83.............:‬‬
‫‪ -5‬البحث في كيفية المعراج‪84....................................... ............:‬‬
‫‪ -6‬الرجعة‪85.........................................................................:‬‬
‫‪ -7‬مسألة التشبيه‪86............................................. ...................:‬‬
‫‪ -8‬تحريف كتاب الله‪88............................................................:‬‬
‫‪ -4‬تخريب السلم وترويج المذاهب الباطلة‪93...................................:‬‬
‫رب إلى الخلفاء وإحراز المنزلة والمقام في المجتمع‪94...............‬‬ ‫‪ -5‬التق ّ‬
‫‪ -6‬الرتزاق‪95........................................................................... :‬‬
‫‪ -7‬الترغيب والترهيب‪96................................................. .............:‬‬
‫العلمات التي يُعرف بها الحديث الموضوع‪98.......................................‬‬
‫أقسام الحديث‪101........................................................... .............‬‬
‫الرجعة تُخالف الصل الثابت في عالم الكون وسنة الله الحتمية‪106...........‬‬
‫القائلون بالرجعة لم يقيموا على قولهم إل دليل ً واحداً ‪108........................‬‬
‫أخبار الرجعة ليست متواترة ل لفظيا ً ول معنويا ً ‪109...............................‬‬
‫تمحيص روايات الرجعة التي نقلها المرحوم المجلسي في «بحار النوار» ‪114‬‬
‫القرآن يقول‪ :‬الموتى ل يرجعون إلى الدنيا أبداً ‪203................................‬‬
‫خلصة هذا البحث‪207.............................................................. ...:‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 226‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫استدلل السيد المرتضى على الرجعة والجابة عنه‪209...........................‬‬


‫اتباع كثير من المسلمين سنن من قبلهم لسيما اليهود ‪211......................‬‬
‫المعنى الحقيقي للشفاعة‪213.................................................. .....:‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪219....................................... .....................‬‬
‫المراجع الضافية التي رجعت إليه أيضا ً في التحقيق والحواشي‪224........:‬‬
‫فهرس المحتويات‪226...................................................... ..............‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 227‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬
‫السلم والرجعة‬

‫ت بمد ال‪...‬‬

‫اجتهادات‬
‫موقع ‪- 228‬‬
‫‪-‬‬ ‫تم تحميل المادة من‬
‫‪www.ijtehadat.com‬‬

You might also like