Professional Documents
Culture Documents
الشفاعة وحقيقتها
ويليــه الـجـــزء الـرابـــع بـحـــث حـــول
الغلو والغلة
كتبه (بالفارسية) الرحوم الستاذ
مي
حيدر علي قلمداران الُق ِّ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 1 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 2 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
مقدّمة الترجم
بسم ال الرحن الرحيم وبه وحده نستعي ،والصلة والسلم على سيدنا ممد وعلى آله
الطيبي الطاهرين وصحبه الخيار النتجبي ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين.
وبعد ،ففي الستينات من القرن الاضي (اليلدي) قبل حوال أربعي عاما ونيّف نشر أحد
الغلة التطرفي من النتسبي إل العلم من الشيعة المامية ويُ ْدعَى آية ال العظمى السيد أبو الفضل
النبوي ،ف قم/ايران ،كتابا (بالفارسية) سّاه «اُمرايِ هست » (أي أمراء الكون) طرح فيه نظرية
ل عََليْهِ وَآلِهِ) والئمة الثن عشر من آله عليهم السلم،
صلّى ا ُ
الولية التكوينية الطلقة للنب ( َ
واعتب أن ال جعلهم أمراءَ العالَم ومدبري شؤونه ومقسمي أرزاق العباد وال َقيّمِي على شؤونم...
وأن إياب اللق إليهم وحسابم عليهم ..وأنم شفعاء شيعتهم وملصو مواليهم يوم القيامة وغل
ف مفهوم الشفاعة حت وكأنا صكّ حتميّ ف الغفران لكل من انتسب إل الئمة واعتب نفسه من
شيعتهم وأقر بلسانه بوليتهم مهما كانت أعماله وأفعاله حت ولو ل يقم بشيء من حقوق ال
وانتهك حقوق العباد ،ومات مصرّا على كبائر الذنوب وظل ٍم وموبقاتٍ تبلغ عنان السماء!!
فقام أحد أعلم العتدال من الشيعة العفرية ،الستاذ الفاضل «حيدر علي قلمداران
القُ ّميّ» فردّ عليه ردّا شاملً مبيّنا مالفة أقواله للقرآن الكري والسنة الطهرة الصحيحة وتعاليم
أئمة العترة النبوية ،فألف كتابا بالفارسية من خسة مباحث أساه «راه نات از ش ّر غلة» (أي
طريق النجاة من شر الغُلة) ضمّنه الباحث التالية
«بث در اختصاص علم غيب به خدا» أي بث ف اختصاص علم الغيب بال.
«بث در وليت وحقيقت آن» أي بث ف الولية وحقيقتها.
«بث در شفاعت وحقيقت آن» أي البحث ف الشفاعة وحقيقتها.
«بث در باره غلة» أي البحث حول الغلة.
«بث در باره زيارت» أي البحث حول زيارة الراقد.
ول يتمكّن من طبع كتابه جلةً واحدةً ،نظرا لا أوجده حراس الرافات والغلو من عراقيل
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 3 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أمامه فاضط ّر إل طباعة ك ّل بث سِرّا وعلى حدة ف بعض مطابع الدن والبلدات الجاورة لدينته
قم .ث أعاد عام 1979م .طباعة البحثي الثالث والرابع أي (بث شفاعت) و(بث غلوّ) ف
كتاب واحد ،وهاأنذا أقدم للقراء الكرام ترجة الكتاب أي ترجة هذين البحثي ،بعد أن ترجتُ
فيما سبق بث الزيارة (أي زيارة الراقد).
ول بد ف هذا القام من توضيح بعض النقاط حول موضوع الشفاعة:
من العلوم أن الشفاعة من الوضوعات الت اختلفت فيها وجهات نظر السلمي منذ قدي
الزمان فمع أن الكلّ أثبتها يوم القيامة إل أنم اختلفوا ف مستحقّها فكان الناس فيه أقساما:
-1قسمٌ غل ف إثباتا وجعلها متاح ًة ومضمون ًة يقينا لكلّ عاصٍ ولو مات ُمصِرّا على
كبائر الث والفواحش منتهكا لقوق الِ والعباد ،ومن هؤلء الرجئة الذين قالوا ل تضر مع
اليان معصية ول تنفع مع الكفر طاعة ول يعلوا العمال جزءا من مفهوم اليان ،كما أن منهم
غلة الشيعة المامية وغلة الصوفية ،الذين استندوا ف إثباتم مثلَ هذا الفهوم الغال للشفاعة إل
عديد من الروايات والخبار (الضعيفة) ،وفتحوا بذلك الباب واسعا أمام الجرمي والعصاة كي
يستمروا مرتاحي ف شهواتم وآثامهم متكلي على هذه الشفاعة التميّة الت ستأخذهم -فقط
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) -إل جنات
صلّى ا ُ
لنم بالسم من أمة ممد أو من شيعة الئمة من آل الرسول ( َ
الرضوان ،ولو ل يعملوا خيا قط وماتوا مصرين على كل الوبقات والرائم وكبائر والث
والفواحش!.
-2وقس ٌم ضيّقها إل ح ّد أنه نفاها عن العاصي الذنبي ،وجعلها للمؤمني الصالي التائبي
ضلً من ال عليهم ،ومن هؤلء الوعيدية أي
فقط ،لزيادة درجاتم ورفع منلتهم ف النة ،تف ّ
العتزلة والوارج ،ويثّلهم ف عصرنا الشيعة الزيدية والباضية.
-3وقسم توسط ف المر فقال إنّ من مات مصرّا على الكبائر َأمْ ُرهُ موكولٌ إل ال إن شاء
عفا عنه وإن شاء عذّبه ،مع قولم أنه ف الصل مستحقّ للعذاب ومتع ّرضٌ للوعيد بسب نصوص
الكتاب والسنة ،فأثبتوا الشفاعة يوم القيامة للمذنبي وللتائبي وحت لهل الكبائر من يشاء ال أن
شفِيعَ ِعنْ َد اْلبَشَرِ يغفر لم بإذنه ،مع قولم بأن الشفاعة عند ال ليست كالشفاعة عند البشر َفِإنّ ال ّ
شفَعُ أَحَدٌ ُيؤَثّر على الشفوع إليه ويُغيّر قراره ويمله على تغيي حكمه ،ف حي أن الَ تعال لَا يَ ْ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 4 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
سيّ ُد
عِنْ َدهُ إِلّا بِإِ ْذنِهِ ،فهو الذي يأمر أولً بالشفاعة فَاْلَأمْرُ كُلّهُ إَِليْهَِ ،فلَا يُؤثّ ُر عََليْهِ َأحَ ٌد ِبوَجْهٍ .فَ َ
ل َتعَالَى َفقَالَ لَهُ الُ« :ارْفَعْ َرْأسَكَ ،وَقُ ْل يُسْمَعْ ،وَا ْسأَلْ الشّ َفعَا ِء َي ْومَ اْل ِقيَا َمةِ إِذَا سَجَدَ وَحَمِدَ ا َ
جّنةَ» ،فَاْلَأمْرُ كُلّهُ لِـلّهِ .كَمَا قَا َل َتعَالَى ﴿ :قُلْ إِنّ شفّعَْ ،فيَحُدّ لَهُ حَدّا َفيُدْخُِلهُمُ الْ َ
ُتعْطَهْ ،وَا ْشفَ ْع تُ َ
ك مِ َن الَْأمْ ِر َشيْءٌ ﴾ [آل ِعمْرَانَ،]128: الَْأمْرَ كُلّهُ لِـلّهِ ﴾ [آل ِعمْرَانَ ،]154:وَقَا َل َتعَالَىَ ﴿ :لْيسَ لَ َ
وَقَا َل َتعَالَى ﴿ :أَلَا لَ ُه الْخَ ْل ُق وَالَْأمْرُ ﴾ [اْلأَعْرَاف ،]54:فل يشفع أحدٌ لحدٍ إل بإذنه جلّ وعزّ ﴿ وَلَا
شفَعُونَ إِلّا لِ َمنِ ا ْرتَضَى ﴾ [النبياء.]28: يَ ْ
وبذا جعلوا أم َر الشفاعة والغفران موكولً كلّه إل ال فلم ُييْـئِسُوا الناس من رحته
الواسعة القريبة من الحسني ،كما ل يط ّمعُوهم بغفرانه التمي ويؤمّنوهم من مكر ال على نوٍ
ي ّرُئهُم على السترسال ف العاصي والكبائر دون توبة ،بل يبقى العبد بي الوف والرجاء ،وهذا
هو مذهب العتدلي الحققي من الشيعة وأهل السنة ،الذي يستندون فيه إل عدد من الحاديث
الصحيحة.
وقد ذهب الؤلف قلمداران ف بعض مناحي بثه حول الشفاعة إل نو هذا الوقف ،بيد أنه
نظرا إل كثرة ما وجده ف كتب الروايات لدى الشيعة المامية من الحاديث الوضوعة
والكذوبة والخبار اللفّقة العجيبة والمجوجة ف موضوع شفاعة النب والئمة وفاطمة (عليهم
السلم) والت جُ ّل رواتا من الغلة والكذابي ،حسب ما ُتبَـّينُهُ كتبُ علم الرجال الشيعية ذاتا،
تكوّنت لديه ر ّدةُ فعلٍ فأنكر جيع أحاديث الشفاعة ،واقتصر على مفهومها القرآن فحسب ،فرأى
ل شيئا وَأنّه يومٌ ل َبيْ ٌع فيه وَل
أن القرآن الكري يؤكّد أن يوم الدين يومٌ ل ُيغْنِي فيه مولً عن مَو ً
خُّل ٌة وَل َشفَا َعةٌ ،وأنّ الشّفَا َعةَ لِـلّ ِه جيعا ،وأنه ل يقوم با إل من أَ ِذنَ الُ له القيام با بق من
ارتضاه ال ،وهم الؤمنون الوحدون التائبون ،إذ ل شك أن ال ل يرتضي أهل الشرك ول أهل
الكبائر الجرمي الصرين على آثامهم ،فلما كانت الشفاعةُ لِـلّهِ جيعا فدور النب والولياء فيها
دو ٌر تشريفيّ لظهار فضلهم ومقامهم فحسب ،وليس فيها أي حتمٍ على ال ول استقل ٌل با
-أي ل يعطِ ال ُ تعال با أحدا (شيكا على بياض) كما يُقال -ول فيها َثْنيٌ لِـلّهِ عن حكمه،
ول إلغاءٌ لنذاراته ووعيده ،ورأى أن شفاعة النب واللئكة والؤمني هي استغفارهم الذي أمرهم
الُ تعال أن يطلبوه للمؤمني خلل حياتم ف عال الدنيا ،والذي لن َينَْتفِ َع منه يوم القيامة إل
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 5 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ل ِبقَ ْل ٍ
ب الصادقون ف إيانم السلمون لِـلّهِ ف حياتمَ ،ي ْومَ لَا يَنفَ ُع مَا ٌل وَلَا َبنُونَ إِلّا مَنْ َأتَى ا َ
سبَ َرهِيٌ، ئ بِمَا كَ َ
سَلِيمٍ ،فالمر أوّلً وآخرا موكولٌ لربّ الع ّز ِة واللل ،الذي بيّن أنّ ٍ كُ ّل امْرِ ٍ
ل وَِليّا
جدْ لَ ُه مِن دُونِ ا ِ ن أهل الكتاب بل مَن َيعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَ َل يَ ِ وأنه ليس بأماِنيّنا ول أما ّ
وَلَ َنصِيا .وقد اقترب الؤلّف ف بعض ما ذهب إليه -إل ح ّد ما -مِنْ مذهب الوعيدية من
العتزلة والشيعة الزيدية أيضا.
وقد تأكّد للمؤلّف هذا الفهوم للشفاعة من مطالعته لعديد من الحاديث الواردة عن النبّ
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) والئمة الداة من أهل بيته الكرام عليهم السلم ،ذكرها ف هذا الكتاب،
(صَلّى ا ُ
أكدوا فيها بأكثر العبارات صراحةً أنم لن يغنوا عن أتباعهم شيئا وأن ل ناة لسل ٍم يوم القيامة إل
بالتقوى والورع والعمل الصال.
وخلصة القول أن الؤلف اجتهد ملصا فيما طرحه من رأيٍ حول الفهوم الصحيح
للشفاعة ،وقد حالفه الصواب ف نواحٍ كثي ٍة وربّما جانبه الصواب ف نواحٍ أخرى ،ول حرج ف
ذلك ،فالجتهد مأجورٌ إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ ،ما دام له دلي ٌل مس ّوغٌ فيما
يذهب إليه من قَول.
هذا وترجتنا للكتاب ل تعن طبعا بالضرورة أننا نتفق معه ف كل جزئيةٍ ما قاله ،وإن كنا
نوافقه ف الفهوم العام للموضوع ،وف رفض الروايات الكذوبة والحاديث الوضوعة الت تزكم
رائحة الوضع فيها النوف ،وما تطرحه من شفاعةٍ استقللّيةٍ حتمّيةٍ واسعةٍ مبنية على مرّد الحبّة
القلبية والولء اللسان للئمة من آل الرسول -عليهم السلم -فتشمل كل مُ ّدعٍ للسلم
والتشيّع بلسانه مهما كانت أعماله ،حت ولو كان من مات مصرّا بغي توبة على كبائ َر كالبال
الراسيات!! ،لن مثل ذلك الفهوم للشفاعة -كما يقول الؤلف -يقضي على كل إنذارات
القرآن ويلغي جيع آيات الوعيد ويناقض مئات الخبار النبوية الصحيحة الت تضمّنت الوعيد
الكيد لفاعلي كثي من كبائر الثام الصرّين على أنواع من الوبقات وأصنافٍ من الفواحش
والظلم ،كما أن ذلك الفهوم ُيفْقِدُ العن من إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع وفرض
الحكام.
هذا ما أردت توضيحه ف هذه القدمة ،أسأل ال تعال أن يتقبّل منا هذا العمل ،ويعفو عما
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 6 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
حكْ ُم َوإَِليْهِ
ل التوفيق ،وَلَ ُه الْحَمْدُ فِي اْلأُولَى وَالْآخِ َرةِ وَلَهُ الْ ُ
بدر منا فيه من خطأ وزلل ،إنه و ّ
تُرْ َجعُونَ.
الترجم
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 7 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 8 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بـحـــث حـــول
الشفـاعة وحقيقتها
الجزء الثالث من كتاب طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 9 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
مقدمة الؤلّف
بسم ال الرحن الرحيم وبه نستعي ،المد ل رب العالي ،الرحن الرحيم ،مالك يوم
الدين ،والصلة والسلم على ممد وآله أجعي.
قبل عدة سنوات ألفتُ كتاب «راه نات از ش ّر غُلة» (أي طريق النجاة من شر الغلة)
وأعطيته لحدى الطابع ف قم لطباعته إل أنه مع السف بسبب العاقات والوانع الت كانت
ُمتَوَقّعة ف مثل ذلك الحيط ل تكتمل طباعته فاضطررتُ إل تقسيم الكتاب إل أجزاء وطباعة كل
قسم على حدة ف مطابع متعددة لبعض البلدات الجاورة ،والكتاب الال هو القسم التعلق
ببحث الشفاعة من كتابنا الذكور أعن «راه نات از ش ّر غُلة» أُق ّدمُ ُه اليوم بعون ال تعال لطالب
الق والقيقة آملً أن يكون سببا لليقظة والداية ف متمعنا الضال ،إذ إننا نعلم أن السبب
الصلي والهم لنفور جيل الشباب من مسائل الدين واليان هو انتشار الرافات واتساع
الوهومات الت تُ َروّج بي الناس باسم حقائق الدين ،وأهم تلك الوهومات هو موضوع الشفاعة
الت َج ّرأَ مفهومُها الاطئ هذا الشعبَ على ارتكاب أنواع الفسق والفجور والفساد إل درجة أن
النسان يرى أحيانا أن لو كان هذا الجتمع عدي الدين بنحو كامل لربا كانت تجزه فطرته عن
حرّف الذي ل َيبْقَ ف نظام حياته حدّ الثام على نو أفضل من مثل هذا الدين الشوّه والذهب الُ َ
ول س ّد بسبب الغرور بفهوم الشفاعة الاطئ الذي انتشر وراج إل درجة ل تب ِق لكثيٍ من أفراد
هذا الجتمع إسلما بل إنسانيةً!.
إن فائدة الدين هي أن يفظ لفراد الجتمع أرواحهم وأموالم وأعراضهم ويعلها ف أمان
ويدّد لكل إنسان حدّا يقف عنده وينتفع به بالقدار الذي يفيد متمعه .ولكن لسوء الظ إذا ل
ص عقلً إل درجة تعله غي قادر على أن يُقارِن متمعه بالجتمعات التقدمة
ُتبْقِ الوهوماتُ لشخ ٍ
الراقية ،عندئذٍ لن يفهم ف أي جهنم يعيش! وعلى أي حال سنقدم للقرّاء الكرام شرحا واضحا
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 10 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
لقيقة مسألة الشفاعة ف الشريعة السلمية كما يبينها القرآن الكري .وبال التوفيق.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 11 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
تـمـهيـد
إن مسألة الشفاعة اتّسعت كل هذا التساع ف شعبنا بسبب ترويها التواصل مِنْ ِقبَ ِل
خطبا ٍء أغلبهم عدي الطلع على حقائق الدين وغي واقفٍ على حدود الشرع البي ،بل ِمْنهُمْ
ُأمّيّونَ َل َيعْلَمُو َن الْ ِكتَابَ إِلّ َأمَاِنيّ! ومع ذلك يتصدّرون بغي ح ّق لقام ورثة النبياء والرسلي
ومنب الدعاة إل الدين ،فيضلّون الناسَ برافاتم الت ينشرونا صباح مساء تت اسم قراءة الآت ف
مالس العزاء ،ويَجْ َمعُون وهم متلئون ذنوبا من رأسهم إل أخص أقدامهم عوا َم الناس حولم
فيضلّونم با يبُثّونه فيهم من الحاديث الوضوعة والروايات الكذوبة والخبار اللفّقة الت تسوقهم
إل هاوية اللك عندما تسهّل لم (بشكل غي مباشر) ارتكاب الثام والعاصي.
وإذا دقّقنا ف المر علمنا أن هؤلء الذين يفتحون باب الشفاعة على مصراعيه بذا التساع
الكبي أمام الناس ليس لم من دافع نفسي إل ذلك سوى إغواء الشيطان ،وأنم لّا كانوا ملطّخي
بالثام والذنوب فإنم يريدون بطابم ذاك أن يوجدوا لنفسهم شركاء ورفقاء كي ل يشعروا
بالوحشة والوحدة ف طريق آثامهم ومصائبهم بل يسوقون آخرين إل مثل وضعهم لعل ال إذا
رأى أن هذا المر قد عمّت به البلوى واشترك فيه الكلّ يصرف النظر عن عذابم ويعفو عنهم
جيعا!!
والعلة الخرى لذه الدعوة إل الشفاعة (بفهومها الاطئ) هي استجلب رضا وسرور
السامعي والصول على بذل مالم والستفادة منهم.
وإضافةً إل ما ذُكر فإن مسألة الشفاعة بفهومها الاطئ قد وجدت طريقها ،على نو واسع
للسف ،إل كتب الديث والروايات ول يسلم من ذلك حت أفراد مشهورين ومترمي ذكروا
مثل ذلك الفهوم ف كتبهم الت ألّفوها وتركوها لنا ،وصارت مع السف مستمسكا لعوان
الشيطان ودليلً مكما يرجعون إليه ،كما ند على سبيل الثال ف أحد الكتب الفقهية العروفة
ي أنّ امرأة
الت دوّنا فقيهٌ مشهورٌ جليل القدر روايةً عجيبةً مَ ْر ِوّيةً بل سن ٍد ول مصد ٍر تقول إنه ُروْ َ
كانت تزن ث ترق أولدها الذين يأتون من الزنا خشية الفضيحة! ول يكن يعلم بذا الفعل
الشنيع سوى أمها فلمّا ماتت تلك الزانية وأرادوا دفنها لفظتها الرضَ ،و َمهْمَا حاولوا دفنها ف
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 12 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بقع أخرى واجهوا الشكلة نفسها ،فذهب أهلُها ف النهاية إل إمام الوقت عليه السلم وعرضوا
عليه الواقعة ،فطلب أمّها -الت كانت ل تزال حيّة -وسألا عن القضية فكشفت له حقيقة ما
كانت تصنعه ابنَـتُها ،فأمر بأن يُوضع ف قبها مقدارٌ من تربة قب السي عليه السلم وبذا
قبلتها الرض و ُخفّف عنها!!(.)1
وهناك شيخٌ معروفٌ آخر ذكر ف أحد كتبه الت ألفها ف هذا العصر ،لينشر بزعمه معارف
السلم ويوضّح معال الدين!! حكايةً ل نعلم من أين أتى با عن قصّة امرأةٍ كانت تُسْكِ ُر ابنَها
كي يزن با وكان البن يفعل ذلك على الدوام!! ولكن بعد موتا رؤوا تلك الرأة ف أعلى
درجات النة! فلمّا سألوها مستغربي قالت :كنتُ أصلي على النب وآله سبع مرات ف اليوم!!.
وتوجد مئات من مثل هذه الباطيل والكايات الت ل أساس لا نسمعها ف مالسنا الدينية!
هذا ف حي أنه لو رجعنا إل القرآن الكري لرأينا أن مثل هذه الشفاعة الزعومة بذه الصورة ل
وجود لا من الساس وأن ل سلطة ول حكم يوم القيامة إل لِـلّ ِه الواحد الحد القهّار ،وأن ل
ناة لنسان إل بإيانه وعمله الصال ،كما أننا لو عدنا إل العقل والوجدان ل يكننا أبدا أن
ب العالي لصلح الناس وهداية العبادَ ،وَب َعثَهُ بشريعةٍ مكم ِة البنيان
نصدّق أن النبّ الذي أرسله ر ّ
وقواني حكيمة؛ يعلّم الناس مثل هذا الفهوم عن الشفاعة الذي يقتلع كل تلك التعاليم من
جذورها!.
ف رأينا إن علة النطاط والذلّ الذي يعان منه الشرق لسيما السلمون وخاصة اليرانيون
منهم( )2هو أننا ل نترم أي قانون أو قواعد ثابتة فيما بيننا ومثل هذا الرض استفحل إل درجة
أصبح علجه فيها مستعصيا وأحد أسباب ذلك هو الغرور بذلك الفهوم للشفاعة الذي يهدم
حري أحكام الشريعة ول يبقي حرمةً لي حَ ّد ول قانون ،ول ريب أن الشعب الذي ُيْبتَلى بثل
هذا النمط من العتقاد يقع ف خسران عظيم.
لذا ندعو القرّاء الكِرام إل مطالعة هذه الرسالة الختصرة ليَ َروْا ما هي حقيقة مسألة الشفاعة
() انظر كتاب «منتهى الطلب» للعلمة اللي (ج /1ص .)461 1
() ُيذْكَر أن الؤلف ألّف كتابه هذا قبل أكثر من أربعي سنة أي ف ستينيات القرن الاضي ،ف وقت كانت إيران ترزح 2
فيه تت الكم الستبدادي الطلق للشاه ممد رضا بلوي الاضع كليا للوليات التحدة والصديق الميم لربيبتها
إسرائيل ،وينتشر فيها الفساد والتحلل والرشاوي والفيون ..ال (الترجم)
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 13 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الت أوقع فهمها الاطئ كل هذا السران والنطاط ف متمعنا وما هو أساسها وحقيقتها ف
الشريعة السلمية؟! وما توفيقي إل بال.
ب والئمةإن الشفاعة الت تروج اليوم ف ذهن عامة الناس هي أن أولياء ال القربي إليه كالن ّ
الكرام من آله عليه وعليهم السلم سيشفعون ،با لم من الاه والظوة عند ال ،لميع العصاة
من أتباعهم يوم القيامة ويأخذونم رغم كل معاصيهم وجرائمهم وآثامهم إل أعلى درجات
النان! ويققون لم آمالم ورغباتم ف هذه الدنيا أيضا .ومثل هذه الشفاعة مستقاة من مفهوم
الواسطة والتشفع لدى السلطي البارين والكام الستبدين الذين يعفون أحيانا عن مرم مفسد
واجب القتل لشفاعة بعض الشفعاء من أقارب السلطان له ،أو لتدخّل أحباب ذلك الاكم الستبد
البار لجل أن يعفو عن صديقهم الذي ارتكب جرائم تستوجب العقاب ،فيعفو الاكم عنه
لجل خاطرهم ،ل بل قد يقرّب الاكم أحيانا ذلك الجرم الذنب وينحه مقاما ف بلطه ،وقد
يُعطيه منصبا راقيا كالوزارة والمارة رغم عدم استحقاقه لا ،ف حي يُبعد أفرادا صالي وكفؤ
من تلك الناصب ل لشيء إل لنم ليسوا من معارف السلطان وليس لديهم من يقربم إليه
ويشفع لم عنده!!
أجل إن مثل هذه العقيدة ف الشفاعة إنا تنبع من تلك النظمة البعيدة عن العدل والنصاف
والغريبة عن الشرع .فالشعب الذي ل يسود فيه العدل والنصاف والعقل والوجدان ول قيمة فيه
للصدق والهلية بل أموره كلها تعتمد على الحسوبيّات والوساطات والشفعاء والذي ل ينال
الناصب والقامات لديه إل من ييد التملّق والطراء ومدح البارين والسلطي ،من الطبيعي أن
يتصور أن المر عند عتبة الذات الحديّة والرب الالق سيكون على هذا النحو وتلك الكيفية!
أسأل ال أن يوفقن من خلل هذه الرسالة لبيان حقيقة الشفاعة كما هي ليعرف الذين
يتصورون أنم سيستفيدون من تلّقهم وتوسلهم إل شفعائهم الوهومي أنم لن يصلوا إل أي
شيء ،وأن ل ناةَ ول فلحَ أمام ال العال بالغيب والشهادة ومالك يوم الدين إل بالصدق
والستقامة ،وما من شيء يقرّب إليه إل العبودية القّة لذاته العليّة ،عسى أن ينجو متمعنا بفضل
انتشار هذه القائق من الذلّ والنطاط وأن تعود المة أو على القل أجيالا القادمة إل مد
وعظمة مسلمي الصدر الول الذين كانوا بعيدين عن مثل تلك العقائد السخيفة والفكار
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 14 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
النحرفة ،ويشدوا المة والعزم على العمل والسعي إل رضوان ال ،ومن ال التوفيق وعليه التكلن
وهو الستعان.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 15 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
نفسه لجل الليقة!! هكذا كان يعلّم بولس مثلما جاء ف رسالته الثانية إل تيموثاوس (الصحاح
س وَاحِدٌَ ،و ُهوَ ا ِلنْسَانُ الْمَسِي ُح يَسُوعُ،
ل وَالنّا ِ
ط َبيْنَ ا ِ
ل وَاحِدٌ ،وَاْل َوسِي ُ
/2الفقرة « :)6-5فَِإنّ ا َ
الّذِي بَذَ َل َنفْسَهُ فِ ْدَيةً عِوَضا عَ ِن الْجَمِيعِ!.».
أما السلم فرغم كل ما بذله من سعيٍ ف س ّد باب الشفاعة الشركية إل أن الهواء النفسية
والغرور الشيطان وإغواء العداء وطمع الفسّاق والفجّار عملت عملها من جديد لتفتح ذلك
الباب بأوسع مال أمام السلمي.
لقد عرف أعداء السلم أن هذا الدين اعتلى شأنه وقوي أمره بفضل أسسه القوية الأخوذة
من اليان بال واليوم الخر والستمدة من كتابه السماوي العظيم وقرآنه الجيد الذي يعتب أن﴿ :
ئ بِمَا كَسَبَ َرهِيٌ ﴾ [الطور ،]21:و﴿ سَبتْ َرهِيَنةٌ ﴾ [الدثر ،]38:وأن ﴿ :كُ ّل امْرِ ٍ كُ ّل َن ْفسٍ بِمَا كَ َ
لوْفَى ﴾ [النجم-39: ف يُرَى * ثُ ّم يُجْزَا ُه الْجَزَا َء ا َ َوأَنْ َلْيسَ ِللِنسَانِ إِلّا مَا َسعَى * َوأَ ّن َس ْعيَهُ َسوْ َ
،]41ويرى أن سبيل دخول النة إنا يكون بتقدي النفس والموال رخيصة ف سبيل ال فيقول:
جّنةَ ُيقَاتِلُونَ فِي َسبِيلِ اللّهِ َفَي ْقتُلُونَ سهُ ْم َوَأمْوَاَلهُ ْم بَِأنّ َلهُ ُم الْ َ
﴿ إِنّ اللّ َه ا ْشتَرَى مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ أَنفُ َ
َويُ ْقتَلُونَ َوعْدًا عََليْهِ َحقّا فِي الّتوْرَا ِة وَالِنِي ِل وَاْلقُرْآنِ َومَنْ َأوْفَى ِب َعهْ ِد ِه مِنَ اللّهِ فَا ْستَبْشِرُوا ِببَْي ِعكُمُ
ك ُهوَ الْ َفوْ ُز اْلعَظِيمُ ﴾ [التوبة ،]111:ويستنكر على من يظن أن دخول النة الّذِي بَايَ ْعتُ ْم بِ ِه وَذَلِ َ
سْبتُمْ َأنْ تَ ْدخُلُوا رخيص متاح بل عمل ول تمّل مشقّاتٍ ،وصب على الكاره فيقولَ ﴿ :أمْ حَ ِ
جّنةَ وَلَمّا يَ ْأِتكُمْ مَثَ ُل الّذِينَ َخَلوْا مِنْ َقْبِلكُمْ مَسّْتهُ ُم اْلبَ ْأسَا ُء وَالضّرّا ُء وَزُْلزِلُوا َحتّى َيقُولَ ال ّرسُولُ الْ َ
جّن َة وَلَمّا َيعْلَمِسبْتُمْ َأ ْن تَدْخُلُوا الْ َ وَالّذِينَ آ َمنُوا َمعَ ُه َمتَى َنصْرُ اللّهِ ﴾ [البقرة ،]214:ويقولَ ﴿ :أمْ حَ ِ
اللّ ُه الّذِينَ جَاهَدُوا ِمْنكُ ْم َوَيعْلَ َم الصّابِرِينَ ﴾ [آل عمران ،]142:ويؤكد بأوضح بيان وأصرح كلم أن
ل أمل لن كذّب بآيات ال واستكب عنها بدخول النة والنجاة من النار فيقول ﴿ :إِ ّن الّذِينَ
جّنةَ َحتّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي كَ ّذبُوا بِآيَاتِنَا وَاسَْت ْكبَرُوا َعْنهَا ل ُت َفتّحُ َلهُمْ َأْبوَابُ السّمَا ِء وَل يَدْخُلُو َن الْ َ
ك نَجْزِي ش وَكَذَلِ َ ج ِرمِيَ * َلهُ ْم مِنْ َج َهنّ َم ِمهَا ٌد َومِنْ َفوِْقهِ ْم َغوَا ٍ جزِي الْمُ ْ ك نَ ْ ط وَكَذَلِ َ خيَا ِ سَ ّم الْ ِ
الظّالِمِيَ ﴾ [العراف.]41-40:
فمثل هذه النذارات وأصناف الوعيد إذا سعها النسان ليس من ال بل حت من سلطان
دنيوي ل يلك شيئا إل ما ملّكه ال ،فإنه ل يغمض له جفن ول يستطيع النوم خوفا منها ،فما
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 17 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بالك إذا كان قائلها رب العالي ومالك رقاب العباد يوم الدين؟! لذا لا كان السلمون الوائل
ل عَلَيه وَآلِهِ) ويوقنون بأنه بعد رحيلهم من صلّى ا ُ
يسمعون تلك اليات مباشرةً من رسول ال ( َ
جّنةِ وَفَرِيقٌ فِي السّعِيِ ﴾ [الشورى:
هذه الدنيا ليس أمامهم يوم القيامة إل أحد مكاني ﴿ :فَرِيقٌ فِي الْ َ
،]7كانوا يقدّمون النفس والال على طبق الخلص لجل تصيل رضا ال ودخول جنة رضوانه
ونيل نعمه الت ل تزول يدوهم الوف والرجاء ف سوق السعادة البدية ،وكان نتيجة تلك
ل عَلَيه
العقيدة أن بذل السلمون كل جهد لنشر السلم ف أناء العال سواء ف زمن النب (صَلّى ا ُ
وَآلِهِ) أو زمن اللفاء الراشدين من بعده ول يبخلوا بتقدي الروح والال بكل شوق ورضا عندما
تَطَلّب المر منهم ذلك ،وكانت ثرة ذلك أن أضاء نور السلم جوانب العال خلل نصف قرن
من الزمن وملت عدالته أطراف الدنيا وأخرج الناس من ظلمات الشرك والهل إل نور التوحيد
والعلم ،وأسس حكومة العدل والنظام الحسن الذي ل يكن يدر ف خلد ملوق قبل ذلك.
ولكن عندما اختلط السلمون -نتيج ًة لتساع رقعة السلم -بأرباب اللل والنحل والديان
الت كانت قبل السلم وكانت مشوبة بالرافات والوهومات ،بدأت تسري إل عقول وقلوب
بعضهم بعض العقائد الباطلة والراء الكاسدة لتلك المم ،كما نَشُطَ أعداء السلم ببثّ خرافاتم
وأوهام أديانم الت كانت مسؤولة عن هزيتهم أمام السلم ،بي السلمي ،سعيا منهم إل إيقاف
م ّد السلم ،واحتالوا لذلك حيلً شت فدخلت الفكار اليهودية (أي السرائيليات) والنصرانية
والجوسية بواسطة أشخاص مشبوهي أمثال «كعب الحبار» و«وهب بن منبه» و«عبد ال بن
سبأ» ومن التأخرين أمثال «الافظ رجب البسي» الغال وغيهم الذين يبدو أنم كانوا ينّون
إل مذاهبهم السابقة فدسّوا أفكارها الليئة بالغل ّو بالنبياء والصالي بي السلمي ونسبوها إل
أئمّة السلم ،ووضعوا على ألسنتهم أحاديث بذا الصدد وجعلوا الصول على النة رخيصا
يكفي فيه أداء بعض الصلوات وقراءة بعض الدعية وصيام بعض اليام وزيارة مراقد الئمة ونو
ذلك ،وأن هذه ستُورث فاعلها القصور والور وتعله جليسا للنبياء والئمة ولو كان خال
الوفاض من العمال الصالة وخفيف اليزان من الي والصلح.
وبذا تكنوا من إيقاف السلمي عن النشاط والركة والبذل والتضحية لنشر السلم
وحفظ حدوده وتشريعاته ،وثانيا جرّؤوا العوام على ارتكاب العاصي والفسق والفجور ،المر
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 18 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الذي يشكّل أفضل وسيلة للك المم وذهاب ريها وأوقعوا السلمي ف ذلك فيما وقع فيه
ب يُ ْد َعوْنَ إِلَى ِكتَابِ أسلفهم من المم كما قال تعال ﴿ :أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِينَ أُوتُوا َنصِيبًا مِ َن الْ ِكتَا ِ
سنَا النّارُ إِلّا َأيّامًا
ك ِبَأنّهُمْ قَالُوا لَ ْن تَمَ ّ
حكُ َم َبيَْنهُ ْم ثُ ّم َيَتوَلّى فَرِي ٌق ِمْنهُ ْم َوهُ ْم ُمعْرِضُونَ * ﴿ ذَلِ َ
اللّهِ ِليَ ْ
َمعْدُودَاتٍ وَغَ ّرهُمْ فِي دِيِنهِ ْم مَا كَانُوا َي ْفتَرُونَ ﴾ [آل عمران.]24-23:
أل يكن اليهود كذلك؟ أل يدّع النصارى عن السيح مثل ذلك وأنه تكفي مبة السيح
ووليته واليان به للنجاة يوم القيامة بدلً من تشم عناء العمال واللتزام بالشرع والحكام
النلة من عند ال؟!.
إن هؤلء ل يدركون أن ولية النب والمام الت تفيد السلم هي تلك الولية والنصرة الت
كانت ف حال حياتم وكانت منشأً للجهاد والنصرة والتضحيات والبذل ف ركاب النب صَلّى الُ
صةً
عَلَيه وَآلِ ِه أو المام ،أي كانت وليةً تستتبع العمل وليست مرد مبّة قلبيّة خالية وكلمية! خا ّ
إذا كانت مبةً لم بعد وفاتم الت ل تستتبع أعمالً وخيا ،فليت شعري ما هي العمال العظيمة
الت يقوم با اليوم مدعو التشيّع لعليّ الذين يدّعون ولءه ويفتخرون به؟ لّا كان ذلك المام المام
حيّا وكان باجة إل نصرة الناس ل يبذل له الولء إل قليلون وتقاعس عنه الكثيون فما هي
فائدة ادعاء الولية اليوم وما العمال الت يستتبعها هذا الدعاء؟! أل يقل رسول ال (صَلّى الُ
عَلَيه وَآلِهِ) وهو يبيّن ولية عل ّي ويأخذ با العهد على الناس...« :الّلهُ ّم وَا ِل مَ ْن وَالَاهُ الّلهُ ّم عَادِ
ل عَلَيه وَآلِهِ من الولية هنا مرد ولية قلبية دون مَ ْن عَادَاهُ»()1؟ فهل مراد النب الكري َ
صلّى ا ُ
عمل؟!
إذن مسألة الولية والشفاعة الت يُكثر القوم من التشبث با اليوم ليست بعيدة عن مسألة
مبة وشفاعة السيح الت تشبّث با النصارى ،ول شك أن هذه العقيدة إن ل يكن النصارى قد
أدخلوها بي السلمي فعلى القل أيّدوها وق ّووْها إذ إنا تفتح أمام العامة مال العصية والفسق
() الديث مشهور لدى الشيعة وأخرجه كث ٌي من مدّثي أهل السنة كالنسائي ف سننه الكبى وابن ماجه ف سننه وأحد 1
ل َعلَيْهِصلّى ا ُ ب قَالََ :أقَْبلْنَا َمعَ َرسُولِ الِ َ ف مسنده والاكم ف الستدرك وغيهم ...وتام لفظه ﴿ :عَنْ الْبَرَا ِء بْنِ عَازِ ٍ
ستُ َأ ْولَى ل عَنْ ُه َفقَالَ َألَ ْ
ضيَ ا ُ
َو َسّلمَ فِي َحجّتِهِ الّتِي حَ ّج فَنَزَ َل فِي َبعْضِ الطّرِي ِق فََأمَ َر الصّلَاةَ جَا ِمعَةً َفأَ َخذَ بَِيدِ َعلِ ّي رَ ِ
ستُ َأ ْولَى ِبكُ ّل ُمؤْمِ ٍن مِنْ َن ْفسِهِ؟ قَالُواَ :بلَى! قَالََ :ف َهذَا َوِل ّي مَنْ َأنَا َموْلَاهُ سهِمْ؟ قَالُواَ :بلَى! قَالََ :ألَ ْ
بِالْ ُم ْؤمِِنيَ مِنْ أَْن ُف ِ
الّل ُهمّ وَا ِل مَ ْن وَالَا ُه اللّ ُهمّ عَا ِد مَنْ عَادَاهُ ﴾( .الترجم)
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 19 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
والفجور الذي ستكون نتيجته التمية الضعف والسر للمم الخرى .وهكذا بدأ التوسع ف
مفهوم الشفاعة وانتشاره بصورة واسعة وجعل أئمة أهل البيت شفعاء الناس يوم القيامة إل الدّ
الذي أصبحوا فيه تالي لِـلّ ِه والعياذ بال تعال!
إن مسلمي الصدر الول كانوا يؤمنون بأن خالق العال هو وحده صاحب القدرة والرادة
والشيئة وأنه أكّد ف عشرات من آيات كتابه أنه ﴿ مَ ْن عَمِلَ صَالِحًا َفِلَنفْسِهِ َومَنْ َأسَاءَ َفعََلْيهَا ثُمّ
إِلَى َرّبكُ ْم تُرْ َجعُونَ ﴾ [الاثية ]15:وأنه ما خلق الناس عبثا وأن كل إنسان سيجن حتما نتائج ما
جعََلهُمْ كَالّذِينَ آ َمنُوا سيّئَاتِ َأنْ َن ْ سبَ الّذِينَ ا ْجتَ َرحُوا ال ّ كسبته يداه كما قال ربم سبحانهَ ﴿ :أمْ حَ ِ
حكُمُونَ * وَ َخلَقَ اللّهُ السّ َموَاتِ وَالَ ْرضَ حيَاهُمْ َومَمَاُتهُ ْم سَا َء مَا يَ ْ
ت َسوَاءً َم ْ
َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
ت َوهُمْ ل يُ ْظلَمُونَ ﴾ [الاثية.]22-21: سبَ ْجزَى كُ ّل َن ْفسٍ بِمَا كَ َبِالْحَ ّق وَِلتُ ْ
ولّا كان وعيد ال وإنذاراته تتصدع لا القلوب فل بُدّ من اللجوء إل قوة موازية ليصبح
النسان ف أمان منها لن الضعيف ليس بإمكانه أن يقاوم القوي ،لذا ل يكن ف ذهنهم أبدا اتاذ
أولياء من دون ال واللجوء إل ما سواه أي إل ما يسميه العوام اليوم «عزيز كردهء خدا» أي
العزّاء لدى ال ،أي الذين لديهم حظوة ومعزّة وجاه عند ال يكنهم من خللا أن يؤثروا على
إرادة ال ويشفعوا لم عنده ويموهم من قوانينه وسننه اللية!
أمّا السلمون اللحقون فوسّعوا مفهوم الشفاعة إل درجة أصبح فيها أداء عمل سهل
بإمكانه أن يؤمّنهم من كل تلك النذارات اللية ويضمن لم النان والنعيم البدي ،وبعبارة
أخرى صار هذا الفهوم الديد للشفاعة بثابة نسخ كل الشريعة اللية وإلغاء فائدتا ،وهو
بالضبط ما يريده أعداء السلم.
إن مفهوم الشفاعة الديد والنحرف يبتن على استبدال السعي والجاهدات والتضحيات
والصب على الكاره والعمال الصالة الت مرّ ذكرها باستعطاف قلب إنسانٍ ملوق ،من خلل
مدحه وإطرائه وقراءة أنواع الثناء عليه وتلّقه والتمسّح بأعتابه -أو بالحرى بأعتاب قبه -
وطلب الشفاعة منه ،فإذا فعل النسان ذلك نال شفاعته ول َيعُد باجةٍ إل التقيّد باللل والرام
وإجراء الحكام ،وصار ف غنً عن بذل الروح والال للدفاع عن حدود السلم وثغوره وعن
مال السلمي وعرضهم ،والهاد لجل نشر راية الدين وتقدي الروح العزيزة ف سبيل من هو أعزّ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 20 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
منها أي دين ال ،لن كل ذلك يكن استبداله بعدّة قطرات من الدموع وبالدعاء والثناء والحبة
لعدد من أولياء ال الخلوقي مثله ،مبّة ليس لا أي انعكاس على صعيد العمل واللتزام لن
حبّ ِه شيئا!
الحبوب فيها قد رحل عن الدنيا ول َيعُدْ له أم ٌر ول نيٌ ول إمكانيةَ أن يَطُْلبَ من مُ ِ
أجل لقد وصل أعداء السلم إل منتهى أملهم بأيسر طريق ،أل يققوا بذا المر مرادهم؟
-1لقد أغمدوا سيف الهاد الذي كان برقه يذهب بأبصار الطواغيت وأعداء دين ال
ويسقط عروشهم ويفتح الباب لدخول الناس فوجا فوجا ف دين ال .إذ إنه عندما ُفتِح للمسلمي
باب الولية بذلك الشكل والشفاعة بتلك الصورة ،قُتلت فيهم روح البذل والبسالة فاستراح أعداء
السلمي من سيطرة السلم وحققوا بذا انتقامهم من هذا الدين.
-2السلمون الذين ما كانوا يترئون أبدا على ارتكاب الث وإشاعة الفسق والفجور
أصبحوا بفضل العتماد على شفاعة أولياء ال والطمئنان إل أن بإمكانم بفضلها النجاة من النار
والوصول إل أعلى درجات النان بجرد القيام ببعض العمال البتدعة ،ل يشعرون بالرج إن
ألّوا بأنواع العاصي والذنوب حت الكبائر ،وهذا ما نده ف كثي من بلدان العال السلمي حيث
انتشر التحلل من الدين وعدم احترام نظامه وتشريعاته ،خاصة ف بلدنا حيث ند عدم اهتمام
كثي من الناس بدود ال وأوامره حت أصبحنا أسوأ بكثي من عديدٍ من أمم العال ،هذا رغم أن
مذهب شيعة أهل البيت يؤكد على التقوى ويوصي بالورع أكثر من أي مذهب إسلمي آخر.
ولكن للسف انتشر بينهم مفهوم الشفاعة النحرف هذا ،بسبب الدسائس الغرضة ودعايات
السوء الشيطانية ووجود الغل ّو والغلة بكثرة بي الشيعة أكثر من انتشارهم لدى سائر الذاهب
وأشدّ ،وذلك لسباب كثية منها أنه بذا الطريق يستطيع دعاة هذا الذهب الغالي أن يكرّسوا
النشقاق عن سائر السلمي وياصروا مساعي الوحدة السلمية ،ول نستبعد أن يكون لعداء
السلم والدول الستعمارية أياد خبيثة تدفع العلماء الغالي لكتابة كتب تفرّق بي طوائف
ث فيها أفكار طائفية مفرّقة با يقق تزّق
السلمي وتعمّق الناع بينهم وتدفعهم لتشكيل مالس ُتبَ ّ
السلمي وبالتال ضعفهم فيمكن السيادة عليهم حسب قاعدة «فرّق تسُد».
وند أنه عندما يقوم رجال مصلحون وينهض مفكرون إسلميون نابون لصلح هذا اللل
ورأب الصدع والسعي إل الوحدة السلمية ،يقوم أولئك العلماء الغلة وأيادي الستعمار
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 21 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الشبوهي بتوجيه التُهم إليهم وغالبا ما تؤثّر دعاياتم الغرضة وتعرقل جهود الصلحي الصلحية.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 22 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() القصود بالشيوخ زعماء وأمراء القبائل الذين يطلق عليهم لقب الشيخ ،وليس علماء الدين كما هو الفهوم من كلمة 1
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 23 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بعض الشباب من العرب أو من اليرانيي ويطب فتاةً بجة أنه يرغب الزواج منها ،ولكنه ف
باطن المر يعدها للبيع لمراء البلدان العربية أصحاب الري!
فمن هذه الهة ،فإنه إضافةً إل هدف الستعمار العروف الذي يسعى على الدوام إل إثارة
العداوة الطائفية بي الشيعة والسنة وجعلهم يصطفون ف مواجهة بعضهم البعض عن طريق نشر
الرطب واليابس من الكتب الت من شأنا أن تثي الختلف والتفرقة ،وغالبا ما تُطبع أعدادٌ كبيةٌ
جدا من أمثال تلك الكتب الت تثي التفرقة وتؤجج العداوة والبغضاء وتد للسف استقبالً لدى
كثيٍ من القراء ،أقول إضافة إل هذا المر فإن أولئك المراء الثرياء العرب الباحثي عن الماء،
لم مصلحة أيضا ف نشر كتب الغلة من الشيعة بل يوّل بعضهم أحيانا نشرَ مثل تلك الراء
صةً ُكتُبا مثل «امراء هست وتلي وليت» (أي أمراء الكون وتلي الولية)، الفرطة ف الغلوّ خا ّ
ومثل «عِلْ ِم اِمام» (أي علم المام) ،وأمثالا من الكتب الطافحة بالغل ّو والت تشكل دليلً جيدا
لتكفي الشيعة واعتبارهم مشركي وبالتال يصبح شراء بناتن بوصفهن إماء ُمبَرّرا وأمرا مباحا
وحللً.
والعجب أنه كلما قام بعض الواعي الريصي على مصلحة المة بالسعي لرفع الختلف
وتقريب فريقي السلمي الكبيين الشيعة والسنة من بعضهما ،قامت أبواق الستعمار وشياطينُه
الأمورون بتنفيذ مططاته ومؤامراته باتام دعاة التصحيح والصلح بأنم وهابيون يتقاضون
أجرهم من ابن سعود أو من حكومة مصر ف حي أن المر ليس كذلك بل لو قيض للمذكورين
أن ينشروا كتبا حول الشيعة فلن ينشروا سوى كتب من أمثال «أمراء هست» (أي أمراء الكون)،
أو «تلي وليت» (أي تلي الولية) وأمثالا من كتب الغل ّو الفرط الت ستكون مفيدة لن يريد
دليلً جيدا على اعتبار جيع الشيعة مشركي واستباحة التصرف بأموالم وناموسهم واتاذ بناتم
سبايا وشراء فتياتم من العراق وإيران كإماء يلؤون بن قسم الري ف قصورهم ويشبعون بن
شهواتم وغرائزهم!
ومنذ أكثر من مئة عام كان لدينا ناذج لثل أولـئك الشجعي على نشر أمثال تلك الكتب
الغالية من بي بعض حكام أهل السنة ،فقد قام حاكم بغداد زمن العثمانيي «عبد الباقي العمري»
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 24 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
-وهو من أهل السنة -بتشجيع وحثّ السيد «كاظم الرشت»(- )1الذي كان من أشد غلة
جيّة»( )2الكذوبة والطافحة
الشيعة غلوّا وصاحب كتاب «شرح القصيدة» وشارح «الطبة التّ ْطنَ ِ
بالغلوّ الحض -على نشر تلك الكتب! كما فعل ذلك أيضا «علي رضا باشا» وال بغداد ،لنم
كانوا يعرفون أنه بانتشار مثل تلك الكتب سيجدون البر للهجوم على إيران واستباحة دماء أهلها
وسب نسائها وبناتا ،والتاريخ القدي والعاصر خي شاهد على ما نقول!
() هو السيد كاظم بن قاسم السين ،الوسوي ،الكربلئي ،اليلن ،الرشت (1259 - 1212هـ) (- 1797 1
الفعال اللـهية ،وقد حكم جل علماء الشيعة ،ومنهم العلمة الجلسي صاحب بار النوار ،بكذب هذه الطبة وأنا
من وضع الغلة .وسيتكلم عنها الؤلف قلمداران ف بثه التال حول الغلو والغلة( .الترجم).
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 25 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 26 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
كانت من مسؤولية اللئكة واللة الصغية أو الوسطاء والشفعاء الذين ينبغي على الناس أن
يتجهوا من خللم إل الله الكبي ،لذا كان الناس الاهلون ف خوف ورجاء دائمَي من إعراض
وإقبال تلك اللة ،وقد ترك هذا أثره ف مفهوم التشفّع باللئكة لدى عرب الاهلية الشركي
الذين كانوا يتصوّرون تلك اللئكة العظام بوصفها بنات ال فيعبدونا رجاء منهم أن تشفع لم
عند ال وتقرّبم إل ال زُْلفَى ،وقد نقلت لنا كتب أخبار وقصص العرب طرفا من تلك العقائد
فمثلً يذكر اللوسي ف كتابه «بلوغ الرب» (ص /253ج )2أن العرب كانوا يعتقدون أن حلة
العرش أربع ملئكة كل واحد منها بشكل كائن ذي روح والذي ف صورة آدم هو الذي يشفع
للبشر والذي على شكل نسر هو الذي يشفع للطي!.
فمسألة شفاعة اللئكة ذات تاريخ قدي ف الديان الاضية ،ولا وُجدت النظمة اللكية بي
البشر ونشأت مؤسسةُ السلطنة والرئاسة وتقريبُ الفراد وإبعادُهم ومكافأتُهم وعقابُهم ،ث تتطور
المر إل أن الشخاص الذين كان السلطان أو رئيس العشية أو القبيلة يغضب عليهم يلتجئون إل
أقرباء وأعزّاء وحاشية السلطان أو الرئيس ويستفيدون من جاهه لدى السلطان ليحميهم من غضبه
وسخطه ،كانت النتيجة التمية لذلك أن تقع مبة الشفيع ف قلب التشفّع فيكرمه ويدمه.
فمنشأ العتقاد بذه الشفاعة هو التعوّد على ما اعتاده البشر ف أنظمة السلطي البّارين
الذين لديهم أشخاص ُمدَلّلُون و ُمقَ ّربُون منهم يكن لن ارتكب إثا واستح ّق عقابا أن يلجأ إليهم
لينقذوه من غضب السلطان ويرفعوا عنه عقابه.
هذه العقيدة ذاتا سرت إل التديني الذين تصور عوامّهم أن اللة الصغية أو الوثان
العبودة أو اللئكة العظام أو النبياء والولياء لم معزّة واحترام وجاه لدى ال على نو يكّنهم
من التوسط لديه والتأثي عليه ليغيّر حكمه ويرفع عقابه ،لذا ل بد من اللجوء إل هؤلء الشفعاء
عند القحط والغلء والتوسل إليهم ليشفعوا لحبيهم وعابديهم عند ال حت يرفع عنهم ذلك
البلء! .وكانت مثل تلك الشفاعة تُطَْلبُ ف بادئ المر لجل المور الدنيوية وإصلح أمور
العاش ول تكن لجل المور الخروية لن عرب الاهلية الشركي ،الذين كان لوضوع الشفاعة
ف دينهم -كما ذكرنا -أهية بالغة وانتشار واسع ،ل يكونوا يؤمنون بالعاد ،فكانوا يعبدون
الصنام رجاء نفعها لم ف الدنيا وكشفها الضر عنهم ويبرون ذلك بأنا شفعائهم عند ال﴿ :
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 27 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
َويَ ْعبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّ ِه مَا ل َيضُ ّرهُ ْم وَل َينْ َف ُعهُ ْم َوَيقُولُونَ َهؤُل ِء ُشفَعَا ُؤنَا عِنْدَ اللّهِ ُقلْ َأتَُنّبئُونَ اللّهَ
ض ُسبْحَانَ ُه َوتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس.]18: ت وَل فِي الَ ْر ِ بِمَا ل َيعْلَمُ فِي السّ َموَا ِ
هذا وقد جاء ف التواريخ العتبة أن منشأ عبادة الصنام بي عرب الاهلية يعود إل «عَ ْمرَو
ج مِ ْن َم ّكةَ إلَى الشّامِ فِي َب ْعضِ ُأمُو ِرهِ َفلَمّا حيّ» الذي كان من طبقة الشراف ف مكة و« َخرَ َ بْنَ لُ َ
ض الْبَ ْلقَاءَِ ،وِبهَا َيوْ َمئِ ٍذ اْلعَمَالِيقُ َ -وهُ ْم وَلَ ُد عِ ْملَاقٍَ ،ويُقَا ُل عِ ْملِي ُق بْنُ لَاوِ ْذ بْنِ
ب مِنْ أَ ْر ِ قَ ِد َم مَآ َ
صنَامَ َفقَالَ َلهُ ْم مَا هَ ِذ ِه اْلأَصْنَا ُم الّتِي أَرَاكُ ْم َت ْعبُدُونَ؟ قَالُوا لَهُ :هَ ِذهِ
سَامَ بْ ِن نُوحٍ -رَآهُمْ يَ ْعبُدُونَ اْلأَ ْ
صنَمًا َفَأسِيَ ستَْنصِ ُرهَا َفَتنْصُ ُرنَاَ ،فقَالَ َلهُمْ أََفلَا ُتعْطُوَننِي ِمْنهَا َستَمْ ِط ُرهَا َفتُ ْمطِ ُرنَا ،ونَ ْ صنَامٌ َن ْعبُ ُدهَاَ ،فنَ ْ
أَ ْ
صنَمًا ُيقَالُ لَهُ «هُبَلُ» َفقَ ِد َم بِهِ َم ّكةََ ،فَنصَبَ ُه َوَأمَ َر النّاسَ
ض الْعَرَبَِ ،فَي ْعبُدُوهُ؟ َفَأعْ َطوْهُ َ بِهِ إلَى أَ ْر ِ
ِبعِبَا َدتِ ِه َوَتعْظِيمِهِ ،)1(».واستمر ذلك إل الدّ الذي انتظر فيه الشركون وتنّوا من حضرة النبّ
ممّدٍ رسولِ ال أن يوافق على عبادة أصنامهم لن شفاعتها مرجوّة! كما هو مسطور ف قصة
«الغرانيق» حي نطق الشيطان بملة «تلك الغرانيق العل وإ ّن شفا َعَتهُ ّن لتُ ْرتَجى» ف إشارة إل
آلتهم اللت والعُزّى ومناة ،ففضح ال إلقاء الشيطان( ،)2فهذا يبي أن الشركي إنا كانوا يطلبون
من تلك الصنام الشفاعة ف تيسي أمور حياتم وتسي شؤون معاشهم وكشف الض ّر والبلء
عنهم.
والمر ذاته كان لدى الجوس ف عقيدتم باللئكة الذين كانوا ينتظرون منهم الشفاعة
والترّحم ليُمطر ال على الناس الطر وينبت الزرع والثمر ،وكانت النصرانية هي الدين الوحيد
الذي يتحدث عن الياة بعد الوت ودخول ملكوت السماء ،ومع ذلك فقد طرح موضوع
الشفاعة أيضا فيه بكل قوة ولكن بصورة متلفة.
فآيات الشفاعة ف القرآن الت تبيّن أن الشفاعة موقوفة على إذن ال ومنوطة بشيئته كثيٌ
منها يشي إل تلك الشفاعة الت كانت المم الاضية لسيما عرب الاهلية يؤمنون با لجل
حاجاتم ف الدنيا وإصلح أمور معاشهم وذلك كما قال تعال ف سورة البقرة ﴿ :مَنْ ذَا الّذِي
شفَعُ عِنْ َدهُ إِلّا بِإِ ْذنِهِ ﴾ [البقرة ]255:حيث جاءت هذه الملة بعد قوله تعالَ ﴿ :يعْلَ ُم مَا َبيْنَ
يَ ْ
() انظر سية ابن هشام (ج /1ص ،)83والبداية والنهاية لبن كثي ج /2ص ( .188الترجم) 1
() قصة الغرانيق روتا بعض كتب الشيعة والسنة وقد طعن بصحتها علما ٌء من الفريقي( .الترجم) 2
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 28 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ت هنا كل ٌم شيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة ،]255:فلم يأ ِ َأيْدِيهِ ْم َومَا َخ ْل َفهُ ْم وَل يُحِيطُونَ بِ َ
عن الخرة حت يكون هدف الشفاعة غفران الذنوب فيها ،وكذلك قوله تعالَ ﴿ :أَأتّخِ ُذ مِنْ دُونِهِ
ل ُمبِيٍ ﴾ آِل َهةً ِإ ْن يُرِ ْدنِ الرّ ْحمَ ُن ِبضُ ّر ل ُتغْنِ عَنّي َشفَا َعُتهُمْ شَْيئًا وَل يُنقِذُونِ * ِإنّي إِذًا َلفِي ضَل ٍ
[يس.]24-23:
فهذه اليات تنفي الشفاعة بعن قدرة غي ال على تدبي أمور السماء والرض وإيصال
الض ّر والنفع بدون إذن ال أي تلك الشفاعة ذاتا والتوسل والتوسط ذاته الذي كان الزردشتيون
وأتباع الفلسفة القائلون بالعقول العشرة ينتظرونه من اللئكة ،وأهل الاهلية ينتظرونه من
أصنامهم وآلتهم اللئكة أيضا.
نعم إن القرآن الكري يُص ّدقُ حقيقةَ أن اللئكة أُوكل إليها القيام ببعض شؤون الليقة ،مثل
ت الّذِي وُكّ َل ِبكُمْ ك الْ َموْ ِ ملك الوت الأمور بتوف نفوس العباد كما قال تعال ﴿ :قُلْ يََتوَفّاكُ ْم مَلَ ُ
ثُمّ إِلَى َرّبكُ ْم تُ ْر َجعُونَ ﴾ [السجدة .]11:أو قوله تعالَ ﴿ :وهُ َو اْلقَاهِرُ َف ْوقَ ِعبَا ِد ِه َويُ ْرسِ ُل عََلْيكُمْ
َحفَ َظةً َحتّى إِذَا جَاءَ أَ َحدَكُ ُم الْ َموْتُ َتوَفّتْهُ ُرسُُلنَا َوهُ ْم ل ُيفَ ّرطُونَ ﴾ [النعام ،]61:ومثل اللئكة الت
أوكل إليها تدبي بعض الوامر كما ف قوله سبحانه ﴿ :فَاْلمُ َدبّرَاتِ َأمْرًا ﴾ [النازعات ،]5:أو قوله
ل َن ْفسٍ لَمّا عََلْيهَا حَافِظٌ ﴾ تعالَ ﴿ :وإِ ّن عََلْيكُمْ لَحَافِ ِظيَ ﴾ [النفطار ،]10:وقوله تعال ﴿ :إِنْ كُ ّ
[الطارق ،]4:ولكن أيا من هؤلء اللئكة ل يكنهم التصرف ف الكون والكان دون إذن من رب
العالي ،وأكثرهم ل تصرف له أصلً ف أمور الليقة كما نقرأ ف سورة النجم قوله تعال ﴿ :وَكَمْ
ن يَشَا ُء َويَرْضَى ﴾ [النجم: ت ل ُت ْغنِي َشفَا َعُتهُ ْم َشيْئًا إِلّا مِ ْن َبعْدِ َأنْ َيأْ َذنَ اللّهُ ِلمَ ْ
مِ ْن مَلَكٍ فِي السّ َموَا ِ
]26فالطاب ف هذه الية موجه ف الواقع إل ُعبّاد الصنام الذين أشارت اليات الت قبلها إل
أنم كانوا يعبدون اللئكة وينحتون أصناما على شكلها الذي يتصورونه وذلك ف قوله تعال﴿ :
أَفَ َرَأْيتُمُ اللّاتَ وَاْلعُزّى * َومَنَا َة الثّاِلَثةَ الُ ْخرَى * أََلكُمُ الذّكَ ُر وَلَ ُه الُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْ َمةٌ ضِيزَى *
إِ ْن ِهيَ إِلّا َأسْمَا ٌء سَ ّمْيتُمُوهَا َأْنتُ ْم وَآبَاؤُكُمْ مَا أَن َزلَ اللّ ُه ِبهَا مِ ْن ُسلْطَانٍ إِ ْن َيتِّبعُونَ إِلّا الظّ ّن َومَا
س وََلقَدْ جَا َءهُ ْم مِنْ َرّبهِ ُم الْهُدَى ﴾ [النجم ،]23-19:كما أنا ذات علقة بالشفاعة َت ْهوَى ا َلْنفُ ُ
العامة والستغفار الذي تقوم به اللئكة للمؤمني.
وبعد أن ينفي الُ سبحانه وتعال الشفاعةَ عن اللئكة إل لن يأذن له ويأمره با بق من
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 29 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يرتضيه ،يقول عقب ذلكِ ﴿ :إ ّن الّذِينَ ل ُي ْؤ ِمنُو َن بِالخِ َرةِ َليُسَمّو َن الْمَلئِ َك َة تَسْ ِمَيةَ ا ُلْنثَى * َومَا
َلهُ ْم بِ ِه مِ ْن عِلْمٍ ِإنْ َيّتِبعُونَ إِلّا الظّنّ َوإِنّ الظّ ّن ل ُيغْنِي مِنَ الْحَ ّق َشيْئًا ﴾ [النجم ،]28-27:وهؤلء
الذين ل يؤمنون بالخرة هم ذاتم الذين وصفتهم الية التالية من السورة ذاتا ف قوله تعال﴿ :
حيَاةَ ال ّدْنيَا ﴾ [النجم ،]29:فلم يكونوا يتوقعون من ض عَ ْن مَ ْن َتوَلّى عَنْ ذِكْ ِرنَا وَلَ ْم يُ ِردْ إِلّا الْ َ
َفأَعْ ِر ْ
اللئكة الشفاعة ف أمور الخرة بل كانوا يظنون أنم يشفعون لم ف أمور الدنيا وأحوال العيشة.
وقد ذمّهم ال تعال بسبب اعتقادهم بتلك العقيدة وبيّن لم أنه ل يوجد كائ ٌن أيا كان يكنه أن
يتدخل -بدون إذن ال وأمره -ف أمور الدنيا والخرة .ويقول سبحانه ف سورة الزمرَ ﴿ :أمِ
شفَا َعةُ َجمِيعًا لَهُ خذُوا مِنْ دُونِ اللّ ِه ُش َفعَاءَ قُلْ َأوََلوْ كَانُوا ل يَ ْمِلكُو َن َشيْئًا وَل َي ْعقِلُونَ * قُلْ لِلّهِ ال ّ اتّ َ
ض ثُمّ إَِليْهِ تُ ْر َجعُونَ ﴾ [الزمر ،]44-43:أي ل يوز لي إنسان أن يتّخذ مُلْكُ السّ َموَاتِ وَالَ ْر ِ
ك السموات والرض له وحده ،وبالتال شفيعا فيتوجه إليه بالعابدة والدعاء من دون ال ل ّن مُلْ َ
فالتصرف بما له وحده ول يلك سواه حق التصرف فيهما ،ث يقول بعد ذلك مباشرة ﴿ َوإِذَا
ب الّذِينَ ل ُي ْؤ ِمنُو َن بِالخِ َر ِة َوإِذَا ذُكِرَ الّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ ذُ ِكرَ اللّ ُه وَحْ َد ُه اشْ َمأَزّتْ ُقلُو ُ
ستَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر ،]45:ففي هذه الية الخية يظهر بكل وضوح وجلء أن الوثنيي الشركي يَ ْ
الستشفعي باللئكة ل يكونوا يؤمنون بالخرة وبالتال فإن استشفاعهم باللئكة كان لجل
المور الدنيوية.
ض ثُمّ
ت وَالَ ْر ِ
شفَا َعةُ َجمِيعًا لَ ُه مُلْكُ السّ َموَا ِ
وقد أجاب ال على هؤلء بقوله ﴿ :قُلْ لِلّهِ ال ّ
إَِليْهِ تُ ْر َجعُونَ ﴾ [الزمر ]44:فلمّا كان اللك واللكوت والسموات والرض بيد ال وحده إذ هو
خالق الك ّل ومدبّر الكلّ فل يقّ لحد أن يتطفّل ويتدخّل ف ملكه تعال ولّا كان المر كذلك،
فدعاءُ أيّ كائ ٍن سوى ال والستمداد منه بجة طلب الشفاعة منه شركٌ وعمل ضالّ ول يغن عن
صاحبه شيئا إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما هو ببالغه....
وإذا كان فريقٌ من الوثنيّي يؤمنون ببقاء الرواح بعد الوت فإ ّن كثيا منهم ما كانوا
يعتقدون بوجود حساب وكتاب وثواب وعقاب حت يلتجئوا إل الشفاعة لجلها .إِ َذنْ فالشفاعة
ف مذهب الوثنيّي الشركي كانت منحصرة ف المور الدنيوية ،وهي شفاعة نفاها ال أو جعلها
موقوفة على إذنه ،فإذا كان لبعض اللئكة وظائف ف عال الكون بإذن ال وبأمره فإنم ل يلكون
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 30 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ض اليات القرآنية النافية للشفاعة كقوله تعال ف سورة مريَ ﴿ :ونَسُوقُ الْ ُمجْ ِرمِيَ إِلَى َج َهنّمَ بع ِ
خ َذ عِنْدَ الرّحْمَ ِن َعهْدًا ﴾ [مري ،]87-86:مع أن هذه الية وِرْدًا * ل يَ ْمِلكُونَ الشّفَا َعةَ إِلّا مَ ِن اتّ َ
ذاتا تنفي الشفاعة ،لن الستثناء الذي جاء ف آخرها هو إما استثناء منقط ٌع والكلم بعده
مستأنف معناه :ل يلكون الشفاعة ول أحد ينقذهم ول ينجو أحدٌ إل من كان لديه عه ٌد عند الُ
أن ينقذه من العذاب .وهذا العهد هو الذي قطعه ال على نفسه لبناء آدم أن ينقذ من النار كلّ
من كان منهم موحدا صالا ُمّتبِعا لداية ُرسُلِهِ فقال ﴿ :أَلَمْ َأ ْعهَدْ إَِليْكُ ْم يَاَبنِي آ َدمَ َأنْ ل َت ْعبُدُوا
سَتقِيمٌ ﴾ [يس.)1(]61:
ط مُ ْ
صرَا ٌ
الشّيْطَانَ ِإنّهُ َلكُ ْم عَ ُد ّو ُمبِيٌ * َوَأنِ ا ْعبُدُونِي هَذَا ِ
أو يكون الستثناء حقيقيا والقصود به أنه إذا كان لدى الجرمي عهد فهذا سينقذهم ولكن
ل وجود لثل هذا العهد ،وف هذا إشارة إل العهد الذي يدعيه الؤمّلُون بالنجاة دون وجه حق
سنَا النّارُ إِلّا َأيّامًا َمعْدُو َدةً ُقلْ
وهو الذي ذكره ال تعال ف سورة البقرة حي قال ﴿ :وَقَالُوا لَ ْن تَمَ ّ
َأتّخَ ْذتُ ْم ِعنْدَ اللّ ِه َعهْدًا َفلَ ْن يُخِْلفَ اللّ ُه َعهْ َدهُ َأ ْم َتقُولُونَ عَلَى اللّ ِه مَا ل َتعْلَمُونَ ﴾ [البقرة ]80:أي أنه
لو كان لكم عند ال عهدٌ بأنكم مهما عصيتم وارتكبتم من الثام فإن النبياء والولياء واللئكة
سيشفعون لكم فتغفر لكم ذنوبكم ول تُعذبون إل أياما معدودة ،فإن ال سيفي بعهده ولكن ال
ل يعط أحدا مثل هذا العهد.
والواقع أن القرآن الكري ر ّد مسألة الشفاعة (بعن التدخل ف الخرة لرفع العذاب عن
مستحقيه) ردّا شديدا كما بينّاه إل ح ّد أنه لّا نقل لنا قول الكفار ف تبيرهم عبادة اللئكة
بوصفها شفعاءهم عند الَ ﴿ :وَي ْعبُدُو َن مِنْ دُونِ اللّ ِه مَا ل َيضُ ّرهُمْ وَل َيْن َفعُهُ ْم َوَيقُولُو َن َهؤُلءِ
ُشفَعَا ُؤنَا عِنْدَ اللّهِ ﴾ [يونس ،]18:ردّ ادعاءهم فورا بقوله ﴿ :قُلْ َأُتنَّبئُونَ اللّ َه بِمَا ل َيعْلَمُ فِي
ض ُسبْحَانَ ُه َوتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس ،]18:أي أن ال تعال ل يضع ف ت وَل فِي الَ ْر ِ
السّ َموَا ِ
ملكه نظام وجود شفعاء يتوسطون لرفع العقاب عن مستحقيه .....وهذا َمثَلُه كمثل من يبك
بأن الشخص الفلن شريك لك ف بيتك وأثاثك فتجيبه وأنت العلم بأمور متلكاتك بأن ل علم
لك بذلك! ث يبي تعال أنه منه عن اتاذ الشركاء ما يُنبئُ أن من يعبد سواه بوصفه من الشفعاء
قد ارتكب الشرك وجعل لِـلّه شركاء ف أمره .وهذا عي ما يقع فيه ُجهّال الشيعة وغلتم
() ربا كان الول أن يستشهد الؤلف هنا بقوله تعالُ ﴿ :قلْنَا اهْبِطُوا مِْنهَا َجمِيعًا فَِإمّا يَ ْأتِيَّن ُكمْ مِنّي ُهدًى َفمَ ْن تَِبعَ 1
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 32 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 33 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 34 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ذكرنا فيما سبق أن كتابنا السماوي الجيد ل توجد فيه حت آية واحدة أو إشارة واحدة
ب أو غي نبّ -لنسان أو أناس آخرين إل «شفاعة» تصل يوم القيامة من إنسان من بن آدم -ن ّ
بدف رفع الزاء الخروي أو تفيفه ،وكل اليات الت وردت فيها كلمة «الشفاعة» -سواء
كانت تثبتها أو تنفيها -ناظرةٌ إل شفاعة الصنام الت كانت آلة معبودة للمشركي أو إل
اللئكة الدبّرة لشؤون اللق والتصرّفة بأمور السموات والرض طبقا لمر ال ومشيئته ،وهاتان
الطائفتان (الصنام العبودة واللئكة) كلها ليس من النس؛ فبالتأمل الدقيق والتعمّق ف آيات
القرآن الكرية يتبي أنه ل تأت كلمة «الشفاعة» أومشتقاتا ف الكلم عن إنسان «يشفع» يوم
القيامة لنسان آخر لينقذه من العذاب ،واليات الوحيدة الت يكننا أن نستنبط منها شفاعة إنسان
لنسان آخر هي اليات الت ورد فيها استغفار الؤمن للمؤمني سواء كان الؤم ُن الستغفِ ُر نبيا أو
غي نبّ ،فشفاعة النسان للنسان هي هذا المر فقط! وحت شفاعة اللئكة أيضا هي ف الواقع
استغفار للمؤمني أي طلبٌ لغفرة ذنوبم والرحة بم.
وهذا العن يدل عليه -إضافة إل العقل والوجدان -صريح آيات الكتاب كما سيأت
بيانه ،ونصوص الحاديث الصحيحة الت رواها الفريقان كما يلي:
-1جاء ف كتاب «المال» للشيخ الصدوق عليه الرحة بسنده «عن السي بن علوان عن
ل عَلَيه وَآلِهِ :ما من مؤمن
أب عبد ال الصادق جعفر بن ممد عن آبائه قال قال رسول ال صَلّى ا ُ
أو مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إل يوم القيامة إل وهم شفعاء لن يقول ف دعائه:
«اللهم اغفِر للمؤمني والؤمنات» .وإن العبد ليؤمر به إل النار يوم القيامة فيسحب فيقول
الؤمنون والؤمنات :يا ربنا! هذا الذي كان يدعو لنا فش ّفعْنا فيه فيش ّفعُهُم ال فيه فينجو.)1(».
فشفاعة الؤمني لبعضهم بعضا هي استغفارهم لبعضهم بعضا ومنه استغفار الؤمن لربعي مؤمن
ف صلة الليل أي شفاعته لربعي مؤمن ،كما جاء استحباب ذلك ف الخبار.
-2وروى الصدوق ف «علل الشرائع» و«عيون أخبار الرضا» عن الفضل بن شاذان فيما
() الشيخ الصدوق ،كتاب المال ،ص .456والديث رواه ال ُكلَيِْنيّ ف كتاب «الكاف» بلفظ قريب كما يلي ﴿ :مَا 1
ل عَزّ وجَلّ َعلَيْهِ مِثْلَ اّلذِي َدعَا َلهُ ْم بِ ِه مِنْ كُلّ ُم ْؤمِنٍ و ُم ْؤمِنَةٍ َمضَى مِنْ َأوّلِ مِ ْن ُمؤْمِنٍ دَعَا ِللْ ُم ْؤمِِنيَ واْل ُمؤْمِنَاتِ ِإلّا رَدّ ا ُ
ت يَا رَبّ َهذَاحبُ فََيقُولُ اْل ُمؤْمِنُونَ واْل ُم ْؤمِنَا ُ سَ الدّهْ ِر َأوْ ُهوَ آتٍ ِإلَى َي ْومِ اْلقِيَامَةِ ِإنّ اْلعَْبدَ لَُي ْؤمَرُ بِ ِه ِإلَى النّا ِر َي ْومَ اْلقِيَامَةِ فَُي ْ
شفّ ُع ُهمُ الُ عَ ّز وجَ ّل فِي ِه فَيَْنجُو ﴾« .الكاف» (ج /2ص ( .)507الترجم) شفّعْنَا فِي ِه فَُي َ
اّلذِي كَا َن َيدْعُو لَنَا َف َ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 35 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
رواه من العلل عن الرضا عليه السلم قال« :فإن قيل فَِلمَ ُأمِرُوا بالصلة على اليت؟ قيل ليشفعوا
له ويدعوا له بالغفرة لنه ل يكن ف وقت من الوقات أحوج إل الشفاعة فيه والطلبة والدعاء
()1
والستغفار من تلك الساعة»..
أجل لّا أصبح اليت ف آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الخرة وكان الؤمنون
الحياء عالي بأعماله وأخلقه فإنم يسألون له الغفرة والرحة فهذا هو مقصود حضرة المام من
الشفاعة أي أن حسن العمال دافع لستغفار الؤمني له.
-3ويقول الرحوم «الطرييّ» ف «ممع البحرين» ذيل كلمة «شفاعة» :الراد بالشفاعة
السنة الدعاء للمؤمني ،والشفاعة السيئة الدعاء عليهم.
وف حديث الصلة على اليت «وإن كان الستضعف بسبي ٍل منكَ فاستغفرْ له على وجه
الشفاعة منك ل على وجه الوَلية .».ويقصد بالستضعف غي الشيعيّ أي أنك تستغفر له لنه
مسلم فتشفع له بذا الستغفار.
شفَ ْع -4ويروي اللّا الفيض الكاشان ف تفسي «الصاف» ذيل تفسيه للية الكرية ﴿ مَ ْن يَ ْ
شفَ ْع َشفَا َعةً َسّيَئةً يَكُنْ لَهُ ِكفْ ٌل ِمْنهَا وَكَانَ اللّ ُه عَلَى ُكلّ
سَن ًة َيكُنْ لَ ُه َنصِيبٌ ِمْنهَا َومَنْ يَ ْ
َشفَا َعةً حَ َ
َشيْءٍ ُمقِيتًا ﴾ [النساء ]85:حديثا من أصول الكاف عن حضرة زين العابدين بن علي بن السي
عليهم السلم يؤيد العن الذي ذكرناه للشفاعة بأنا الستغفار.
-5ويروي الشيخ الصدوق ف «من ل يضره الفقيه» ،ف بَاب الصّلَاةِ عَلَى ا َليّتِ حديثا
عن الصادق عليه السلم هو ذلك الديث ذاته الذي أشار إليه الطري ّي بأ ّن الشفاعة هي دعاء
سبِيلٍ فَا ْستَ ْغفِرْ لَ ُه عَلَى وَجْهِ
ف ِمنْكَ بِ َ
ضعَ ُ
ستَ ْ
الؤمني لبعضهم بعضا ،جاء فيهَ ..« :وإِنْ كَانَ الُ ْ
الشّفَا َع ِة ِمنْكَ لَا عَلَى وَجْ ِه اْلوَلَاَيةِ»(.)2
() الشيخ الصدوق« ،علل الشرائع» -1 :باب علل الشرائع وأصول السلم ،ج /1ص ،267و«عيون أخبار الرضا»، 1
ج /2ص .113
ب الصّلَاةِ َعلَى اْل ُمسَْتضْ َعفِ () الشيخ الصدوق« ،منل يضره الفقيه» ،ج /1ص ،168ورواه ال ُكلَيِْنيّ ف «الكاف»/بَا ُ 2
و َعلَى مَنْ لَا َيعْ ِرفُ ،بسنده عن المام أَبِي عَْبدِ ال عليه السلم قَالَِ :إنْ كَانَ ُمسَْتضْعَفا َفقُلِ الّل ُهمّ ا ْغفِرْ ِلّلذِينَ تَابُوا
حبّ اْلخَيْ َر وََأ ْهلَهُ فَا ْغفِرْ لَهُجحِيمِ ،وَإِذَا كُْنتَ لَا َت ْدرِي مَا حَالُ ُه َفقُلِ :الّل ُهمّ ِإنْ كَا َن ُي ِ ك َوِق ِهمْ َعذَابَ اْل َ وَاتَّبعُوا سَبِيلَ َ
ك ِبسَبِيلٍ فَاسَْت ْغفِ ْر لَهُ َعلَى وَجْ ِه الشّفَاعَ ِة لَا َعلَى وَجْهِ اْلوَلَايَ ِة ﴾ الكاف ،ج ف مِنْ َ
ضعَ ُ وَارْ َحمْ ُه وََتجَا َوزْ َعنْهُ َوِإنْ كَانَ ا ُلسَْت ْ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 36 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
/3ص .187
() ال ُكلَيِْنيّ ف «الكاف» ،ج /3ص .185 1
() الشيخ الصدوق« ،منل يضره الفقيه» ،ج /1ص ،161حديث رقم .453ورواه ال ُكلَيِْن ّي ف «الكاف» /بَا ُ
ب َثوَابِ 3
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 37 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() صحيح مسلم ،كتاب النائز/باب من صلى عليه أربعون ُش ّفعُوا فيه. 1
() سنن النسائي ،كتاب النائز/باب فضل من صلى عليه مائة( .الترجم) 2
() صحيح مسلم ،كتاب النائز/باب من صلى عليه مائة ُشفّعوا فيه( .الترجم) 3
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 38 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
-4وأخرج النسائي ف سننه بسنده «عن ِإسْحَ ِق بْنِ ِإبْرَاهِيمَ قَالَ َأْنبََأنَا مُحَمّدُ بْنُ َسوَاءٍ َأبُو
صلّى ِبنَا َأبُو الْمَلِي ِح عَلَى َجنَا َزةٍ فَ َظَننّا َأنّهُ َقدْ
حكَ ُم بْنُ فَرّوخَ قَالَ َ الْخَطّابِ قَالَ حَ ّدَثنَا َأبُو َبكّا ٍر الْ َ
صفُوَفكُ ْم وَْلتَحْسُ ْن َشفَاعَُتكُمْ قَالَ َأبُو الْمَلِيحِ َح ّدثَنِي عَبْدُ الِ َكبّرَ َفأَ ْقبَلَ عََلْينَا ِبوَ ْجهِهِ َفقَالَ :أَقِيمُوا ُ
ج الّنبِيّ صلى ال عليه وسلم قَاَلتْ: ي َو ِهيَ َميْمُوَنةُ َزوْ ُ
ت الْ ُم ْؤمِنِ َ
ط عَنْ إِحْدَى ُأ ّمهَا ِ َوهُ َو ابْ ُن سَلِي ٍ
ت ُيصَلّي عََليْهِ ُأ ّمةٌ مِنْ النّاسِ إِلّا ُشفّعُوا فِيهِ، أَ ْخبَ َرنِي الّنبِيّ صلى ال عليه وسلم قَالَ :مَا مِ ْن َميّ ٍ
ح عَ ْن الُْأ ّمةِ َفقَالَ أَ ْرَبعُونَ» .ورواه كذلك المام أحد ف مسنده :ج /6ص 331 سأَلْتُ َأبَا الْ َملِي ِ
فَ َ
و .334
ب َموْلَى َعبْدِ ال -5وأخرج ابن ماجه ف سننه والمام أحد ف مسنده بسندها «عَنْ كُ َرْي ٍ
بْ ِن عَبّاسٍ قَالَ :هَلَكَ ابْنٌ ِل َعبْدِ ال بْ ِن َعبّاسٍ َفقَالَ لِي :يَا كُ َرْيبُ! قُمْ فَانْ ُظ ْر هَلْ ا ْجتَمَعَ لِاْبنِي أَحَدٌ؟
َفقُ ْلتُ نَعَمَْ .فقَالََ :ويْحَكَ كَ ْم تَرَاهُمْ أَ ْرَبعِيَ؟ قُ ْلتُ :لَا بَ ْل هُمْ أَ ْكثَرُ .قَالَ :فَاخْ ُرجُوا بِاْبنِيّ َفَأ ْشهَدُ
ش َفعُونَ لِ ُم ْؤمِنٍ إِلّا
ي مِ ْن ُم ْؤمِنٍ يَ ْ
لَسَ ِم ْعتُ َرسُولَ ال صلى ال عليه وسلم َيقُولُ :مَا مِنْ أَ ْرَبعِ َ
َشفّ َعهُمْ الُ»(.)1
فهذه الحاديث الت يتفق عليها جيع أئمة الديث من أهل السلم تُظهر أن الشفاعة هي
الستغفار الذي يؤديه الؤمنون لشخص مؤمن لسيما أثناء صلة النازة على اليت وذلك لنم
ف الدنيا يشهدون أعمال بعضهم البعض ويفرّقون إل حد ما بي الصال والطال فيطلبون الغفران
والرحة لن يدوه أهلً لذلك أي يشفعون له.
ولقد تفطّن إل ذلك العلمة فخر الدين الرازي -من علماء العامّة -ف تفسيه الكبي
«مفاتيح الغيب» (ج /1ص )35فقال« :قوله تعال لحمد ﷺ ﴿ :واستغفر لِذَنبِكَ ،وَلِ ْل ُم ْؤ ِمنِيَ
والؤمنات ﴾ [ممد ]19 :دلّت الية على أنه تعال أمَرَ ممدا بأن يستغفرَ لك ّل الؤمني
والؤمنات .........ول معن للشفاعة إل هذا» ،أي فذلك الستغفار الذي أمر ال تعال به نبيّه
هو شفاعته للمؤمني.
وهذه القيقة تؤيدها وتبيّنُها الروايات الواردة عن أئمة السلم :فقد روى الرحوم الشيخ
الطوسي ف تفسيه القيّم «التِبيان» (ج /1ص ،443طبع طهران) :ذيل تفسيه للية الكرية
() سنن ابن ماجه/كتاب ما جاء ف النائز/باب فيمن صلى عليه جاعة( .الترجم) 1
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 39 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() علي بن إبراهيم القمي ،تفسي القمي ،ط ،3قم :مؤسسة دار الكتاب 1404 ،هـ ،ج /2ص .202 2
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 40 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أوثانم وملئكتهم والوجودات الروحانية والسماوية حيث يطلبون منهم أن يشفعوا لم عند ال
ليعينهم ف القضايا الذكورة ،وعلى كل حال مثل تلك التصرفات للملئكة وقوى العال الروحان
رغم أنا موجودة ف عال المكان إل أنا ل تتصرف ف شؤون الكائنات إل بإذن خالق البيات
وأمره كما م ّر معنا ف اليات سابقة الذكر (فل يوز دعائها لجل ذلك بل يب أن يُدعى ال
وحده الذي بيده ملكوت كل شيء).
-2الشفاعة ف أمور الخرة أي ف غفران الذنوب والتجاوز عن السيئات ورفع الدرجات
يوم القيامة ،والقرآن ينفي حصول مثل هذه «الشفاعة» بذا اللفظ والسمّى يوم القيامة ويؤكد
مرارا أنّ يومَ الحشر يو ٌم ل بي ٌع فيه ول خُّل ٌة ول شفاعةٌ كما جاء ف عديد من اليات الت سبق
ذكر بعضها.
نعم يذكر القرآن شفاعةً يكنها أن تنفع بعض الؤمني يوم القيامة وهم الؤمنون الذين رضي
ال عنهم وأَ ِذ َن بأن يُشفع لم ،لذا يقوم النبّ أو اللئكة بالستغفار للمؤمني حال حياتم ف هذه
ب موعو ٍد أو يففه عنهم ،أو يوجب رفع درجاتم فالدنيا ما ينفعهم ف الخرة وينجيهم من عذا ٍ
النة ،ولكن مثل هذه الشفاعة مشروطة بثلثة شروط وتعتمد على ثلثة أصول:
-الشرط الول :أن يكون الشفوع له من الؤمني لن الستغفار لغي الؤمني ل فائدة منه
ي مَ ّرةً َفلَنْ
سَتغْفِرْ َلهُمْ سَْبعِ َ
سَتغْفِرْ َل ُهمْ إِ ْن تَ ْ
إطلقا كما جاء ف قوله تعال ﴿ :ا ْستَ ْغفِرْ َلهُمْ َأ ْو ل تَ ْ
ك ِبَأنّهُمْ َكفَرُوا بِاللّ ِه وَ َرسُولِ ِه وَاللّهُ ل َيهْدِي اْل َق ْومَ اْلفَا ِسقِيَ ﴾ [التوبة ،]80:وقوله َيغْفِرَ اللّهُ َل ُهمْ ذَلِ َ
ي وََلوْ كَانُوا ُأوْلِي ُق ْربَى مِ ْن َبعْ ِد مَا شرِكِ َ ستَ ْغفِرُوا لِلْمُ ْ
سبحانه ﴿ :مَا كَانَ لِلّنبِ ّي وَالّذِينَ آمَنُوا َأ ْن يَ ْ
جحِيمِ ﴾ [التوبة.]113: ب الْ ََتبَيّنَ َلهُمْ َأّنهُمْ أَصْحَا ُ
-الشرط الثان :أن يكون الشفوع له -إضافةً إل كونه مسلما ومؤمنا -مستحقا للشفاعة
ل عَلَيه وَآلِهِ كما قال سبحانه... ﴿ :وَلَا ولئقا با وبالتال أن يرتضيه ال تعال ورسوله صَلّى ا ُ
ضيَ لَهُ شفَعُونَ إِلّا لِ َمنِ ا ْرتَضَى ﴾ [النبياء ]28:و﴿ َيوْ َمئِذٍ لّا تَنفَعُ الشّفَا َعةُ إِلّا مَنْ َأ ِذنَ لَهُ الرّحْمَ ُن وَرَ ِ
يَ ْ
َقوْلًا ﴾ [طـه.]109:
-الشرط الثالث :أن هذه الشفاعة موقوفةٌ على إذن ال تعال ومشيئته كما أشارت إليه
شفَاعَةُ
الية الخية وكما تشي إليه آيات عديدة أخرى كقوله تعال ف سورة سبأ ﴿ :وَلَا تَنفَعُ ال ّ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 41 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 42 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
فاليتان تدلن أن الشفاعة ل تنفع إل لن سبق له الذن من ال وهذه هي القيقة ذاتا الت
ل با وَأمَ َر با خلل الياة الدنيا وقام با النب والؤمنون وظهر بيناها من أن الشفاعة هي الت أَ ِذنَ ا ُ
نفعها ف الخرة ،وإل فإن حصول شفاعة متجدّدة يوم القيامة بتلك الصورة الت تصورها
الغرورون ل وجود لا .هذا ومن الدير بالذكر أنه ربا تت مثل هذه الشفاعة ف الدنيا مِنْ ِقبَلِ
ص ظاهرهم غي باطنهم أي ما كانوا جديرين با ،فهؤلء لن ب أو الؤمني أو اللئكة لشخا ٍ الن ّ
ينتفعوا با يوم القيامة ،كما جاء ف عدد من آيات الكتاب الكيم كقوله تعال ﴿ :فَمَا َتْن َفعُهُمْ
جزِي َن ْفسٌ عَ ْن َن ْفسٍ َشْيئًا وَل ُي ْقبَلُ َشفَا َعةُ الشّاِفعِيَ ﴾ [الدثر ]48:وقوله تعال ﴿ :وَاّتقُوا َيوْمًا ل تَ ْ
ِمنْهَا عَدْ ٌل وَل تَنفَ ُعهَا َشفَا َعةٌ وَل هُ ْم يُنصَرُونَ ﴾ [البقرة ،]123:وقوله تعال ﴿ :ا ْستَ ْغفِرْ َلهُمْ َأوْ ل
ك ِبأَّنهُمْ َكفَرُوا بِاللّ ِه وَ َرسُولِهِ وَاللّهُ ل ي مَ ّرةً فَلَنْ يَ ْغفِرَ اللّهُ َلهُمْ ذَلِ َ
ستَ ْغفِرْ َلهُمْ ِإ ْن تَسَْت ْغفِرْ َلهُ ْم َسْبعِ َ
تَ ْ
َيهْدِي الْ َق ْو َم الْفَا ِسقِيَ ﴾ [التوبة ،]80:وقوله عز من قائلَ ﴿ :سوَا ٌء عََلْيهِمْ َأ ْستَ ْغفَرْتَ َلهُمْ َأمْ لَمْ
ستَ ْغفِرْ َلهُمْ لَنْ يَ ْغفِرَ اللّهُ َلهُمْ ِإنّ اللّ َه ل َيهْدِي الْ َق ْو َم الْفَا ِسقِيَ ﴾ [النافقون.]6: تَ ْ
ل عَلَيه وَآلِهِ) والؤمنون لن ظاهره اليان دون أن
صلّى ا ُ
إ َذنْ من المكن أن يستغفر النب ( َ
يعلموا ما ف باطنه من الكفر ،فمثل هذا الستغفار والشفاعة لن تدي ذلك النافق نفعا كما ل
ت ِد شفاعة نوح عليه السلم لبنه ول شفاعة إبراهيم عليه السلم لبيه (قبل أن يتبي له موته على
الكفر فيتبأ منه).
وكما ذكرنا سابقا ل يأتِ ف كتاب ال تصريحٌ واضحٌ ول حت لرة واحدة بأن عمل
«الشفاعة» سيقوم به ،يوم القيامة ،إنسانٌ من بن آدم -أيّا كان -للناس الخرين ،بل كل ما جاء
من ذكر لكلمة «الشفاعة» إنا كان الكلم فيه عن اللئكة سواء كان التشفّع لجل المور
الدنيوية أو يوم القيامة للمور الخروية .وتوضيح ذلك كما يلي:
ذكرنا سابقا اليات القرآنية الكرية الت تثبت شفاعة اللئكة ف أمور الليقة وأما شفاعتهم
ت تؤيد تلك الشفاعة كقوله تعال﴿ : ف أمور العاد والخرة فقد جاءت ف القرآن الكري آيا ٌ
سبِقُونَهُ بِالْ َقوْ ِل َوهُ ْم ِبأَمْ ِر ِه َيعْمَلُونَ *
وَقَالُوا اتّخَذَ الرّحْمَ ُن وَلَدًا ُسبْحَانَ ُه بَ ْل عِبَا ٌد مُكْ َرمُونَ * ل يَ ْ
ش ِفقُونَ ﴾ [النبياء: شيَتِ ِه مُ ْ
ش َفعُونَ إِلّا لِمَنِ ا ْرَتضَى َوهُ ْم مِنْ خَ ْ َيعْلَ ُم مَا َبيْنَ أَيْدِيهِ ْم َومَا َخ ْل َفهُ ْم وَل يَ ْ
ت ل تُ ْغنِي َشفَا َعتُهُ ْم َشْيئًا إِلّا مِنْ بَعْدِ َأ ْن يَأْ َذنَ ،]28-26وقوله تعال ﴿ :وَكَ ْم مِ ْن َملَكٍ فِي السّ َموَا ِ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 43 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 44 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
خيال الوضاعي الذين أغوتم شياطي النس والن ليجرّئوا الجرمي والترفي على معصية ال
وتاوز حدوده ويسوقوا أمة السلم بذلك إل مهاوي الذل والوان كما حصل ذلك فعلً!.
-2استُعملت كلمة الشفاعة ف القرآن الكري -سواء كانت الشفاعة يوم العاد أو الشفاعة
ف أمور الدنيا -بشأن اللئكة الذين وظّفهم ال تعال بالقيام ببعض أمور الليقة والطبيعة ،وهؤلء
ل يكنهم أن يقوموا بعمل من العمال الت أوكلت إليهم دون إذن ومشيئة من ال ودون حول
ال وقوته فليس لم استقلل ف أي أمر من المور ول لم اعتماد على إرادتم الستقلة ف أي
شيء من الشياء.
وأما شفاعتهم ف أمر الخرة فهو الستغفار للمؤمني أو لعامة أهل الرض الذي يتم ف
الياة الدنيا وأمره موكولٌ إل ال إن شاء قبله وإن شاء ل يقبله.
-3ل توجد ف القرآن الكري آي ٌة تنصّ بصراحةٍ على وجود شفاعة النسان للنسان يوم
القيامة وفائدتا له ،سواء كان الشفيع نبيا أو إماما أو مؤمنا ،بل إن آيات الكتاب تنكر مثل هذه
س لنفسٍ شيئا والم ُر يومئذٍ لِـلّهِ وحدَه وأن ذلك الشفاعة وتؤكد أن ذلك اليوم ل تلك فيه نف ٌ
س ستكونُ رهينةً لعمالا الت اليوم ل تنف ُع فيه شفاع ٌة ول يغن فيه أحدٌ عن أحدٍ بل ك ّل نف ٍ
كسبتها ف هذه الياة الدنيا ،وإذا أردنا أن نستنبط من القرآن الكري إرادة خي وتشفّع يقوم به
ل عَلَيه وَآلِهِ) لبعض الؤمني
صلّى ا ُ
إنسان لنسان آخر فسنجد أنه الستغفار الذي قام به النبّ ( َ
ل بأمر ال تعال أو هو استغفار الؤمن للمؤمن وطلب الرحة له ف هذه الدنيا الت هي من أمته عم ً
دار عمل ومل عبادة وطاعة ،أما غي ذلك فل يرؤ أحد يوم القيامة على الكلم أمام ال تعال
وحله على تغيي حكمه وثنيه عن إنزال ما أوجبه من عذاب على مستحقيه من العباد كُ ّل بسب
أعماله ،كيف وهو يعلم أنه لن تنفع أحد شفاعةٌ ولن يُؤخذ من أحدٍ فدي ٌة ول هم يُستعتبون ،بل
ل عن غيه. كل امرئ سيكون مشغولً بنفسه وغاف ً
ب والؤمنون
-4ليس قبولُ ال ِ تعال للشفاع ِة والستغفا ِر الذي تقوم به اللئكة أو الن ّ
للخرين ليس حتميا إل إذا وقع على مستحقه أي كان الشفوع له مؤمنا صادق اليان مرضيا
من ال ،وذلك لن اللئكة حاملي العرش وكذلك النبياء والؤمني ل يعلمون على نو اليقي أن
من يستغفرون لم مؤمنون مرضيون من ال ،خاصة أن اللئكة حسب فطرتم ملهمون إل الي
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 45 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الحض فل يظهر منهم إل تن كل خي لكل أهل الرض ،على عكس الشياطي الشرار بطبيعتهم
فل يريدون لهل الرض إل الش ّر والسوء ،فاستغفار أولئك اللئكة َمثَلُهُ مثل مطر الرحة الذي
يهطل على الرض ولكن ل تنتفع منه إل الرض الصبة كذلك استغفارهم ل ينتفع منه إل من
ل عَلَيه وَآلِهِ الذي أكد لنا القرآ ُن الكر ُي أنه ل يعلم كان جديرا به وقابلً له ،وكذلك النب صَلّى ا ُ
الغيب ول يعلم جيع النافقي من أهل الدينة وما حولا كما قال سبحانهَ ﴿ :ومِمّنْ َحوَْلكُ ْم مِنَ
ب ُمنَاِفقُونَ َومِنْ َأهْ ِل الْمَدِيَن ِة مَرَدُوا عَلَى الّنفَاقِ ل َتعْلَ ُم ُه ْم نَحْ ُن َنعْلَ ُم ُه ْم َسنُعَ ّذُبهُ ْم مَ ّرَتيْ ِن ثُمّ
الَعْرَا ِ
ب عَظِيمٍ ﴾ [التوبة ،]101:قد يستغفر لناس مردوا على النفاق لكن شفاعته هذه لن يُرَدّونَ إِلَى عَذَا ٍ
تفيدهم شيئا لنم ليسوا من ارتضاه ال.
-5إن هذه الشفاعة الصحيحة الت أوضحناها تستلزم أن يسعى كل مؤمن يرجو اللص
يوم القيامة للكثار ما استطاع من العمال الصالة والخلق الفاضلة لكي يستحق استغفار
اللئكة والؤمني ويكون جديرا بشفاعتهم وطلبهم من ال تعال الرحة له ولكي يقبل ال تعال
استغفارهم وشفاعتهم ف حقّه ويتغمده برحته ومغفرته.
-6ومثل هذه الشفاعة هي ف القيقة نتيجةٌ لعمل النسان ذاته الذي يصبح من خلل
تكراره للعمال الصالة ومداومته على الخلق الفاضلة مستحقا لنيل مثل هذا الفيض وذلك
خلفا للشفاعة بفهومها الاطئ الت تورث الغرور والت يتصور صاحبها أنّ تقرّبه ومغالته بق
النب أو المام ستنيله شفاعتهما الت ستقبل حتما ولو كان الشفوع له من الثي الجرمي الذين
ل يكونوا يراعون لِـلّهِ حرم ًة ول يتورّعون عن الكبائر والوبقات وماتوا مصرّينَ عليها ،والذين
مصيهم الذي يستحقونه ف الساس أن يكونوا حطبا لهنّم! فلعمري ما ظنّ أولئك إل غرورٌ من
الشيطان.
-7إن شفاعة اللئكة والنب والؤمني الت وصفناها بأنا الستغفارُ للمؤمني ف الدنيا،
تتجسم يوم القيامة الذي تتجسم فيه العمال ،فيظهر الشفعاء والشفوع لم ف عرصات القيامة،
سواء الذين قُبلت الشفاعة فيهم أو الذين ل تقبل ،وهنا يتحسر النافقون والجرمون الفاجرون على
صلّى الُ عََليْهِ وَآلِهِ) والؤمني بشأنم وهو ما تشي إليه الية الت سبق عدم قبول شفاعة النبّ ( َ
وأوردناها من سورة الدثر ف قوله تعالَ ﴿ :فمَا َتنْ َف ُعهُ ْم َشفَا َعةُ الشّاِفعِيَ ﴾ [الدثر.]48:
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 46 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
لقد ظهر ما بيناه وأوضحناه أن الشفاعة الرائجة اليوم على ألسنة وأفواه خطباء النابر ل
أساس لا من القيقة وهي الغرور الشيطان ذاته الذي كان ف الديان الباطلة النسوخة قبل
السلم كاليهودية والسيحية وغيها والت روجها الشيطان بي أتباعها ليضلهم عن سبيل ال
واتبع سننها كثيون ف أمة السلم وكانت نتيجة ذلك ما نعلمه ونشهده من ذلّة وانطاط نتيجة
لتباع الشهوات وتعدي حدود ال والتخلف عن أوامره وانتهاك مرماته ما هو مشهود بي
السلمي عامة وبي الشيعة خاصة الذين راج فيهم كثيا هذا الفهوم النحرف للشفاعة الذي
يورث الغرور.
إن الشفاعة الت جاءت ف السلم وبينها القرآن ل ترّئ أحدا على العصية ول تورثه
الغرور وليس هذا فحسب بل هي بد ذاتا أفضل دافع ووسيلة مؤثرة للقيام بالعمال الصالة
والتخلق بالخلق الفاضلة الت تعل الؤمن مستحقا لدعاء إخوانه الؤمني له بالغفرة والرحة
والذي يتقبله ال ويساعده إن كانت أعماله الصالة غي كافية للنجاة من العذاب أو يساعده ف
رفع درجاته ف النة.
والنقطة ذات الهية البالغة الت تستحق النتباه الدقيق من القرّاء الكرام هي ما ذكرناه أنه
كلما ذُكرت الشفاعة ف يوم القيامة جاء معها كلمة «أَ ِذنَ » بصيغة فعل الاضي أي أنه ل بد أن
يكون الذن بالشفاعة قد ّت إعطاؤه سابقا حت ينتفع با الؤمن وبالتال فإن ما ينتظره الؤمن يوم
القيامة هو «نفع الشفاعة» وليس «وقوع الشفاعة» واليات الكرية تدلّ على هذا العن بوضوح
وتصرّح بأنه لن تصل يوم القيامة شفاعةٌ ولو وقعت -على سبيل فرض الحال -فلن تفيد ولن
تُقبَل ،وإنا قلنا على سبيل فرض الحال لن القرآن قرنا بأعمال هي من الحالت ليبيّ َن لنا أنه
حت وقوع الحالت لن يكون نافعا ول مقبولً ،فقرن عدم نفعها بعدم نفع إعطاء الفدية ول نفع
تقدي كل ما لدى النسان من مال ولو كان الدنيا وما فيها وبعدم نفع صداقة اللّان ،فقال تعال:
س َشْيئًا وَل ُي ْقبَلُ ِمْنهَا َشفَا َع ٌة وَل ُيؤْخَ ُذ ِمْنهَا عَ ْد ٌل وَل هُمْ س عَنْ نَ ْف ٍ ﴿ وَاّتقُوا َي ْومًا ل َتجْزِي َن ْف ٌ
يُنصَرُونَ ﴾ [البقرة ]48:وقال ﴿ :يَاَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا أَنفِقُوا ِممّا رَزَ ْقنَاكُ ْم مِنْ َقبْلِ َأ ْن يَ ْأِتيَ َي ْومٌ ل َبيْعٌ
فِيهِ وَل خُّل ٌة وَل َشفَا َع ٌة وَالْكَافِرُو َن هُمُ الظّالِمُونَ ﴾ [البقرة ،]254:وقالَ ﴿ :وذَكّ ْر بِهِ أَ ْن ُتبْسَ َل َن ْفسٌ
ذ ِمْنهَا ﴾ [النعام: سبَتْ َلْيسَ َلهَا مِنْ دُونِ اللّهِ وَلِ ّي وَل َشفِي ٌع َوِإنْ َتعْدِلْ كُ ّل عَدْ ٍل ل ُيؤْخَ ْ بِمَا كَ َ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 47 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
.]70فمن الواضح أنه ل يوجد يوم القيامة تقدي فدية ول عدل حت يقبل أو ل يقبل ،ومثله قوله
ب سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء ]89-88:مع أنه ل مال تعالَ ﴿ :يوْ َم ل َيْنفَعُ مَا ٌل وَل َبنُونَ * إِلّا مَنْ َأتَى اللّ َه ِبقَ ْل ٍ
يوم القيامة ول بنون يكن تقديهم حت ينتفع بذلك النسان أو ل ينتفع ،أي أن ال يريد أن يقول
حت لو كان هناك بفرض الحال ما ٌل أو بنون يوم القيامة أو ما ٌل لتقدي فِ ْديَة أو الفتداء بتقدي
أموال لدنيا وما فيها أو الستفادة من شفاعة صديق خليل فإنا لن تنفع ولن تُقبل.
والشفاعة الوحيدة الت تنفع وتُقبل هي أن يرى ال تعال عبده ف الدنيا قد قام بالعمال
الصالة الت جعلته مرضيا عند ال عندئذ تستغفر له اللئكة والنبياء والؤمنون أي يطلبون له
الغفران والرحة ،وهذا الستغفار هو الشفاعة الت ستنفعه يوم القيامة وتُوجب غفران سيئاته أو
رفع درجاته وأكب دليل على ذلك هو ميء الذن اللي بصيغة الاضي أي أنه أعطى الذن
للشفاعة -أي الستغفار -ف الدنيا فظهرت نفعها يوم القيامة.
هنا قد يأت سؤال أنه قد ورد ف بعض آيات القرآن لفظ الذن بالشفاعة أو الشفاعة نفسها
بصيغة الضارع كقوله تعال ﴿ :وَكَ ْم مِ ْن مَلَكٍ فِي السّ َموَاتِ ل ُت ْغنِي َشفَا َعُتهُ ْم َشيْئًا إِلّا مِ ْن َبعْدِ َأنْ
يَأْ َذنَ اللّهُ لِ َم ْن يَشَاءُ َويَ ْرضَى ﴾ [النجم ]26:وقوله سبحانهَ ﴿ :يعْلَ ُم مَا َبيْنَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم وَل
ش ِفقُونَ ﴾ [النبياء ،]28:فهنا نقول: شَيتِهِ مُ ْ
شفَعُونَ إِلّا لِ َمنِ ا ْرتَضَى وَهُ ْم مِنْ خَ ْ
يَ ْ
فهذه الشفاعات خاصة باللئكة وهي مستمرة نظرا إل استمرار توالد بن البشر وتناسلهم
على الدوام ،مثلما هو استغفار اللئكة للمؤمني الذي جاء بصيغة الضارع لنه مستمر ،فليس
المر مربوطا بالشفاعة بشأن الزاء يوم القيامة ،فل تناقض ول اختلف ف آيات الكتاب لن
تأمل من أول اللباب ،بل مطالب القرآن يؤيد بعضها بعضا ويعضد بعضها الخر ،كالبناء الرفيع
النيع الذي أتقنته يد الالق ومشيئته ،وشاهدته قوة العقل والفهم لدى كل مؤمن واعٍ فقال :تبارك
ل عَلَيه وَآلِهِ) مثل رسالته :بشارٌة وإنذارٌ ،ينتفع با من عمل
ال رب العالي .فشفاعة النب (صَلّى ا ُ
لا واستحقّها وإن ال بعباده لبي بصي.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 48 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 49 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
فهذه المور والحوال تقع للجميع ،وتلك المال والمنيات الت يتمناها الثون ويرجون
شفَع
أن يكون لم شفيع أو حيم مطاع أمنيات مستحيلة لنه لن يكون هناك يوم القيامة ل شفي ٌع يَ ْ
ول حي ٌم َيْنفَع ول فديةٌ تفيد ول عد ٌل يُؤخذ .وليس أوضح دللة على ذلك ول أصرح من قوله
تعال الذي جاء مكررا ف كتابه خطابا للمؤمنيَ ﴿ :ووَصّى ِبهَا ِإبْرَاهِيمُ َبنِيهِ َويَ ْعقُوبُ يَاَبِنيّ ِإنّ
اللّ َه اصْ َطفَى َلكُمُ الدّينَ فَل تَمُوتُنّ إِلّا َوَأْنتُ ْم مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة ،]132:ويقول ﴿ :يَاَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا
ن هُمُ الظّالِمُونَ ﴾ أَن ِفقُوا مِمّا رَزَ ْقنَاكُ ْم مِنْ َقبْلِ َأنْ َي ْأتِ َي َي ْومٌ ل َبيْعٌ فِي ِه وَل خُّل ٌة وَل َشفَاعَ ٌة وَالْكَاِفرُو َ
[البقرة.]254:
ويسلم بعض العترضي ولكن يقول إن أقصى ما تفيده اليات الذكورة أن هناك شفاعة يوم
القيامة ولكنها لن تقبل ولن تنفع .ونقول لؤلء إن تلك اليات الت نفت قبول الشفاعة وفائدتا
نفت كذلك قبول العدل (الفدية) وفائدتا ،فكلها على ح ّد سواء لن يكون موجودا ول حاصلً
يوم القيامة ،إذ من البديهي أن ل أحد يقدر على تقدي فدية يوم القيامة ولذلك يتمن الجرم أن
يتمّ تقدي شخص آخر بدلً منه فدي ًة عنه ،حت ولو كان ذلك الخر أع ّز الناس إليه مثل أبنائه أو
زوجته وإخوتهُ ﴿ :يَبصّرُوَنهُمْ َيوَدّ الْمُجْ ِرمُ َل ْو َي ْفتَدِي مِ ْن عَذَابِ َي ْو ِمئِ ٍذ بَِبنِيهِ * وَصَا ِحَبتِهِ َوأَخِيهِ *
وََفصِيَلتِ ِه اّلتِي ُتؤْويهِ ﴾ [العارج ،]13-11:والية التالية من سورة الديد تصرح بانتفاء أي فدية ف
ذلك اليوم ﴿ :فَاْلَي ْومَ ل ُيؤْ َخ ُذ ِمنْكُمْ فِ ْدَي ٌة وَل مِ َن الّذِينَ َكفَرُوا َم ْأوَاكُ ُم النّا ُر ِهيَ َموْلكُ ْم َوِبئْسَ
الْ َمصِيُ ﴾ [الديد ،]15:كما تصرح آيات عديدة بأنه -على فرض الحال -لو أوت الظالون أموال
الرض كلها لفتدوا با أنفسهم ولكن ذلك لن يفيدهم شيئا كما جاء ف قوله تعال ﴿ :وََلوْ َأنّ
ضيَ َبْينَهُ ْم بِاْلقِسْطِ ب وَُق ِ ت بِ ِه َوأَسَرّوا النّدَا َمةَ لَمّا َرَأوُا الْعَذَا َ
ت مَا فِي الَ ْرضِ ل ْفتَدَ ْ س ظَلَ َم ْ ِلكُ ّل نَ ْف ٍ
ستَجِيبُوا لَهُ َلوْ سنَى وَالّذِينَ لَ ْم يَ َْوهُمْ ل يُ ْظلَمُونَ ﴾ [يونس ،]54:وقولهِ ﴿ :للّذِي َن اسْتَجَابُوا لِ َرّبهِ ُم الْحُ ْ
ب َو َم ْأوَاهُمْ َج َهنّ ُم َوِبْئسَ أَنّ َلهُ ْم مَا فِي الَ ْرضِ جَمِيعًا َومِثْلَ ُه َمعَهُ ل ْفتَ َدوْا بِهِ ُأوَْلئِكَ َلهُ ْم سُو ُء الْحِسَا ِ
الْ ِمهَادُ ﴾ [الرعد ،]18:وقوله تعال ﴿ :إِ ّن الّذِينَ َكفَرُوا َلوْ َأنّ َلهُ ْم مَا فِي الَ ْرضِ َجمِيعًا َو ِمثْلَ ُه َمعَهُ
ب َي ْومِ اْل ِقيَامَ ِة مَا ُت ُقبّلَ ِمْنهُ ْم وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الائدة.]36:
ِلَيفْتَدُوا بِهِ مِ ْن عَذَا ِ
فكما أنه ل مال لتقدي فدية ولن تنفع لو قُدّمت فكذلك كلمة الشفاعة الت جاءت ماورة
لا ومنفية مثلها ل مال لوجودها ،ولو وجدت على فرض الحال فلن تنفع لذا يقول سبحانه﴿ :
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 50 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يَاأَّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا أَن ِفقُوا مِمّا َرزَ ْقنَاكُ ْم مِنْ َقبْلِ َأنْ َي ْأتِ َي َيوْ ٌم ل َبيْعٌ فِيهِ وَل خُّل ٌة وَل َشفَا َعةٌ
وَالْكَافِرُو َن هُمُ الظّالِمُونَ ﴾ [البقرة.]254:
فبهذا البيان يتّضح كيف أنه ل يوجد أي تناقض ف آيات القرآن الكري .والشفاعة بالصورة
الت بينّاها موجودةٌ وصحيح ٌة عقلً ونقلً ،أما القائلون بوجود شفاعةٍ جديد ٍة تصل يوم القيامة
بشأن رفع العذاب الخروي عن مستحقّيه ،فإنم يقعون ف تناقض صريح فمن ناحية يدون ف
ف الشفاعة على إذن ال ،ومن الناحية القرآن نفيا واضحا وصريا للشفاعة ،كما يدون وق َ
الخرى يريدون أن يستنبطوا من أمل الكافرين الجرمي بشفي ٍع يساعدهم -استنادا إل مفهوم
الخالفة -إل أن الؤمني سيكون لم شفيع يساعدهم ،وبالتال يفتحون باب سوق الشفاعة
للعصاة الجرمي على مصراعيه! وتناقضهم الخر هو أنم من جهة ُيقِرّون بوعيد ال للمجرمي
والفاجرين والظالي بالعذاب الهي ،ولكن من الهة الخرى يفتحون باب الشفاعة لم بذلك
العن وذلك التّساع فتذهب كل تلك النذارات أدراج الرياح وتصبح حبا على ورق ويتمّ هدم
بناء الدين العظيم الذي بناه الشارع القدّس وأحكم بنيانه بأحكامه وقوانينه من أساسه!! إن هؤلء
سيُفا َجؤُون يوم القيامة بذهاب آمالم أدراج الرياح فيصيحونَ ﴿ :فمَا َلنَا مِنْ شَاِفعِيَ * وَل صَدِيقٍ
حَمِيمٍ ﴾ [الشعراء ،]101-100:وعندئ ٍذ سُيقَال لم ﴿ :وََلقَدْ ِجْئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا َخَل ْقنَاكُمْ َأوّ َل َم ّرةٍ
َوتَرَ ْكتُ ْم مَا َخوّْلنَاكُ ْم وَرَاءَ ُظهُورِكُ ْم َومَا نَرَى َم َعكُ ْم ُشفَعَاءَكُ ُم الّذِينَ َزعَ ْمتُمْ َأّنهُمْ فِيكُ ْم شُرَكَاءُ
َلقَ ْد َتقَطّ َع َبيَْنكُ ْم وَضَ ّل عَنكُ ْم مَا كُنتُ ْم تَ ْزعُمُونَ ﴾ [النعام.]94:
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 51 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 52 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() الديث رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما والترمذي والنسائي ف سننهما وأحد ف مسنده وغيهم بعدة أسانيد 2
ل وَيَا
صفِيّةُ َعمّ َة َرسُولِ ا ِ
س ُكمْ مِنْ الِ ،يَا َ
وألفاظ متقاربة .وف رواية أحد ف السند ﴿ :يَا بَنِي عَْبدِ الُ ّطِلبِ! اشْتَرُوا أَْنفُ َ
ل شَيْئا َسلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئُْتمَا ﴾ ،هذا وقد نقل ل لَا ُأغْنِي عَْن ُكمَا مِنْ ا ِ
س ُكمَا مِنْ ا ِ
فَا ِطمَةُ بِْنتَ َرسُولِ الِ اشْتَرِيَا أَْنفُ َ
العلمة السيد ممد حسي الطباطبائي ف تفسيه اليزان (ج /15ص )333هذه الروايات ذيل تفسيه للية الذكورة
أي قوله تعال ﴿ :وَأَْن ِذرْ َعشِيَتَكَ الَْأقْرَِبيَ ﴾( .الترجم).
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 53 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 54 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() ال ُكلَيِْنيّ ،قسم «الروضة» من كتاب «الكاف» ،ج /8ص ( .16الترجم) 1
() هو أبو الفضل ،علي بن السن بن الفضل بن السن الطبسي .وهو ابن السن بن الفضل صاحب كتاب «مكارم 2
الخلق» وحفيد أمي السلم الفضل بن السن مؤلف تفسي «ممع البيان» .وهو من كبار علماء القرن السادس
الجري( .الترجم)
() علي بن السن الطبسي« ،مشكاة النوار» ،نشر الكتبة اليدرية ف النجف الشرف 1385 ،هـ. 3
() الشيخ الصدوق« ،صفات الشيعة» ،طهران :دار العلمي للنشر ،ص ( .6الترجم) 4
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 55 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ما نفعه حبه إياه شيئا ،فاتقوا ال واعملوا لا عند ال ليس بي ال وبي أحد قرابةٌ ،أحبّ العباد إل
ال وَأكرمهم عليه :أتقاهم له وَأعْ َمُلهُم بطاعته .يا جابر! ما يَتقرّبُ العبد إل ال تبارك وتعال إل
بالطاعة ،ما معنا براءةٌ من النار ول على ال لحد منكم حجةٌ ،من كان ل مطيعا فهو لنا ولّ
ومن كان ل عاصيا فهو لنا عد ّو ول تُنال وليتنا إل بالعمل والورع»(.)1
كانت تلك عشر روايات تنطبق مضامينها مع آيات القرآن الكرية ومع حكم العقل
والوجدان ولذا أوردناها دون بث ف رجالا وأسانيدها عملً بقول النب والئمة عليهم السلم:
خذُوهُ» وقد اكتفينا با ذكر رغم وجود أحاديث عديدة أخرى ف هذا الجال «َفمَا وَافَقَ القُرْآنَ فَ ُ
واللبيب من الشارة يفهم ،أما الاهل العاند فلم تكفِهِ توراةُ موسى وعصاه ول إنيل عيسى
صةً شيعة آل خي النام أن يرجعوا إل أنفسهم ويعودوا ومعجزاته! فكم حري بأمة السلم وخا ّ
إل جادّة الق والصواب وينقذوا أنفسهم من شر الدجالي والشياطي والكاذبي الغلة الذين
سرَ
أوقعوا كل ذلك السران ف دنيا السلمي وآخرتم ،وإل فسينطبق عليهم قوله تعال ﴿ :خَ ِ
ك ُه َو الْخُسْرَانُ الْ ُمبِيُ ﴾ [الج.]11:ال ّدنْيَا وَالخِ َرةَ ذَلِ َ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 56 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() شغلت أحاديث ذلك الباب أي باب الشفاعة الصفحات من 262حت 272من الجلد الثالث لبحار النوار، 2
الطبعة الجرية.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 57 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
علماء الشيعة -حيث قال« :علي بن فضّال ملعونٌ ورأس كل ضلل هو وأبوه».
وبعزل عن ذلك توجد ف تفسي العياشي مطالبٌ ل يكن لي مسلم يؤمن بالقرآن ول
لي شيعيّ من شيعة أمي الؤمني عليه السلم أن يقبل با أو يصدّقها ،فقد أورد الجلسي ف الزء
ل عن تفسي العياشي عن خيثمة -وهو ذاته الذي مرّ الثامن من بار النوار (ص )47-45نق ً
قبل صفحات روايته عن المام أب جعفر الباقر عليه السلم أنه خاطبه قائلً« :أبلغ شيعتنا أنا ل
نغن عنهم من ال شيئا» -روايةً طويل ًة هي التالية:
«عن خيثمة العفي قال كنت عند جعفر بن ممد عليه السلم أنا ومفضل بن عمر ليلً
س ّر به ،قال :نعم! إذاليس عنده أحد غينا فقال له مفضل العفيُ :جعِ ْلتُ فِدَاكَ! ح ّدثْنا حديثا نُ َ
كان يوم القيامة حشر ال اللئق ف صعيدٍ واحدٍ حفا ًة عراةً غرلً .قال فقلتُ :جعِ ْلتُ فِدَاكَ! ما
الغُ ْرلُ؟ قال :كما ُخِلقُوا أوّلَ م ّرةٍ ،فيقفون حت يلجمهم العرق فيقولون ليت ال يكم بيننا ولو
إل النار ،يرون أن ف النار راحة فيما هم فيه! ،ث يأتون آدم فيقولون :أنت أبونا وأنت نبّ فاسأل
ربك يكم بيننا ولو إل النار فيقول آدم :لست بصاحبكم خلقن رب بيده وحلن على عرشه
وأسجد ل ملئكته ث أمرن فعصيته ولكن أدلكم على ابن الصديق الذي مكث ف قومه ألف سنة
إل خسي عاما يدعوهم كلّما كذّبوا اشت ّد تصديقه نوح قال فيأتون نوحا فيقولون :سل ربك
يكم بيننا ولو إل النار ،قال فيقول :لست بصاحبكم إن قلت إن ابن من أهلي! ولكن أدلكم
على من اتذه ال خليلً ف دار الدنيا ائتوا إبراهيم .قال :فيأتون إبراهيم فيقول :لست بصاحبكم
إن قلت ِإنّي َسقِيمٌ( ...وهكذا ينتقلون إل موسى ث إل عيسى وكلها يعتذر ويقول لست
ل عَلَيه وَآلِهِ) قال فيقولون :يا ممد! سل ربك يكم بيننا صلّى ا ُ
بصاحبكم حت َيصُِل ْونَ إل النب َ
ولو إل النار! قال فيقول :نعم أنا صاحبكم فيأت دار الرحن وهي عدن وإن بابا سعته بعد ما بي
الشرق والغرب فيحرّك حلقة من اللق َفيُقَال :من هذا؟؟ وهو أعلم به ،فيقول :أنا ممد .فُيقَال:
افتحوا له ،قال :فيفتح ل قال فإذا نظرت إل رب مّ ْدتُهُ تجيدا ل يُ َمجّ ْدهُ أحدٌ كان قبلي ول
يُمَجّ ْدهُ أحدٌ كان بعدي ،ث أَخِ ّر ساجدا فيقول :يا ممد! ارفع رأسك وقل يُسمع قولُك واشفَعْ
شفَعْ َوسَلْ ُتعْطَ .قال :فإذا رفعتُ رأسي ونظرتُ إل رب مّ ْدتُهُ تجيدا أفضل من الول..... تُ ّ
(ويتكرر المر ذاته مرتي أخريي إل أن يقول له الرّبّ ف الثالثة) فيقول :نعم يا ممد! قال :ث
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 58 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يؤتى بناقة من ياقوت أحر وزمامها زبرجد أخضر حت أركبها ث آت القام الحمود حت أقضي
عليه وهو تَلّ من مسك أذفر بيال العرش ث يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها فيجيء حت يقف
ل عَلَيه وَآلِهِ) يده فضرب على
صلّى ا ُ
ل عَلَيه وَآلِهِ) ث رفع رسول ال ( َ
عن يي رسول ال (صَلّى ا ُ
كتف علي بن أب طالب ث قال :ث تؤتى وال بثلها فتحمل عليه( ..........إل قوله) :وكأن
بكما معي ث يؤتى بنا فيجلس على العرش ربّنا ويؤتى بالكتب فنرجع فنشهد على عدونا ونشفع
لن كان من شيعتنا مرهقا .قال قلت :جُعلتُ فداك! فما الرهق؟ قال :الذنب .فأما الذين اتقوا من
ح َزنُونَ ...الديث»(.)1
سهُمُ السّوءُ ول هُ ْم يَ ْ
ل بِمَفا َزِتهِ ْم ل يَمَ ّ
شيعتنا فقد نّاهم ا ُ
لحظ أيها القارئ اللبيب تلك العبارات الت وضعنا تتها خط الت وردت ف ذلك الديث
ي مؤمن الذي رواه العياشيّ والت تالف أصول مذهب الشيعة بل تالف ضروريات السلم :فأ ّ
يكنه أن يقبل بثل هذه الوهومات والباطيل مثل أن ال تعال ساكنٌ ف منلٍ له بابٌ وله
ب فياه الرسول!! ...ويصل بينهما ذلك الردّ ب يقرع عليه الباب فيخرج الر ّ
حلقتان!! ...والن ّ
والبدل والديث!! ...ويلس الربّ على العرش ويقرأ الكتب!!...إل آخر تلك التُرّهات ،ومن
الدير بالذكر أن العياش ّي لّا كان ف أول عمره من العامة( )2ث صار بعد ذلك من الشيعة فإنّ ف
أحاديثه آثارا كثيةً من تسنّنه السابق.
وجزءٌ آخر من أحاديث الشفاعة يوجد ف التفسي النسوب إل المام السن العسكري عليه
ب غيُ موثوقٍ على السلم ،وهذا التفسي -كما يعلم الطّلعون وكما بيناه فيما سبق -كتا ٌ
الطلق بل ل يوجد بي الكتب الشيعيّة كتابٌ أكث ُر فقدانا للعتبار والثقة وأكثر امتل ًء بالوهام
والتُرّهات والباطيل من ذلك التفسي!.
وجزء آخر من أحاديث الشفاعة نقله الجلسي من كتب أخرى مثل كتاب «الكاف»
للكلينّ ،أو بعض كتب الشيخ الصدوق أو كتاب «كن الفوائد» للكراجكيّ( ،)3مثل الديث
() أي من أهل السنة كما هو رائج لدى علماء الشيعة من التعبي عن أهل السنة بعبارة «العامة». 2
() هو الشيخ أبو الفتح ،ممد بن علي الكراجكي الطرابلسي من علماء الشيعة ف القرن الامس الجري ،وكان معاصرا 3
للشيخ الطوسي ،وكان فقيها وأصوليا وعالا بالرياضيات والنجوم وأديبا وعارفا بعلوم الديث والفلسفة والكلم والنحو
والخلق والتأريخ والرجال والتفسي وكان طبيبا ،وتوف ف مدينة صور ف جنوب لبنان سنة 449للهجرة( .الترجم)
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 59 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الذي جاء فيه «إن إلينا إياب هذا اللق وعلينا حسابم» الذي يُعتب من أهم مستندات الغلة
أمثال آية ال العظمى(!!) أب الفضل النبوي صاحب كتاب «أمراء هست» (أي أمراء الكون)،
وفيما يلي نص الديث:
صَب ٌة َتصْلى نارا حامَِيةً ج /8ص روى الكَُلْينِيّ ف «الكاف» (باب تفسي قوله تعال :عامَِلةٌ نا ِ
)162عن َسهْ ِل بْنِ ِزيَا ٍد عَ ِن ابْ ِن ِسنَا ٍن عَ ْن َسعْدَا َن عَ ْن سَمَا َعةَ قَالَ « ُكْنتُ قَاعِدا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ
خلْقِ
الَْأوّ ِل عليه السلم والنّاسُ فِي ال ّطوَافِ فِي َجوْفِ الّليْلِ َفقَالَ :يَا سَمَا َعةُ! إَِليْنَا ِإيَابُ هَذَا الْ َ
ل عَزّ وجَلّ َحتَ ْمنَا عَلَى الِ فِي تَرْكِهِ َلنَا وعََليْنَا حِسَاُبهُمْ َفمَا كَانَ َلهُمْ مِنْ َذْنبٍ َبْيَنهُ ْم وبَيْنَ ا ِ
ل عَزّضهُمُ ا ُ ك ومَا كَانَ َبْيَنهُمْ وبَيْ َن النّاسِ ا ْسَتوْ َهْبنَا ُه ِمْنهُمْ وأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ و َعوّ َ
َفأَجَاَبنَا إِلَى ذَلِ َ
وجَلّ».
ف العق َل والوجدان
ض كتابَ الِ ودين السلم معارضةً صريةً ويال َُف َمتْنُ هذا الديث يعار ُ
بل يتث الدين وأحكامه ويقتلعه من جذوره! ويشجع الناس على الرج والرج ويسوقهم إل
الفجور والوحشية ،وألفُ رح ٍة على البابا وصكوك غفرانه أمام مثل هذا الديث! لن صكوك
الغفران -على القل -تنح النة للمجرمي والفاسقي الذين دفعوا أموالً ،أما هذا الديث فيفتح
باب النة على مصراعيه للمجرمي الفاجرين مانا وبل أي مقابل!! إن هذا الديث حت لو كان
سنده من أصح السانيد يب أن يُضرب به عرض الائط ،ولكن لسن الظ أو لسوئه فإنه
حديث مدوش من حيث السند والرجال.
هذا وجلة « َحتَ ْمنَا عَلَى الِ فِي َترْكِهِ َلنَا» فيها من الوقاحة وسوء الدب مع ال ما ل يفى
ي كائن يلك أن يتم على ال ويبه على أمر؟! (لحظ أن التم ف اللغة المر على أحد ،فأ ّ
الواجب الذي ل يكن إسقاطه) .فيلزم من هذا الديث أن النسان الذي ضيّع حقوق ال فلم
ُيصَلّ ول يَصُمْ ول يجّ ول ياهد ول َيقُ ْم بشيء من العبادات وارتكب كل نوع من أنواع
حتُمُ
العاصي الشخصيّة من شرب المر والزنا واللواط وأمثالا من ليس فيه أكل حق الناسَ ،سيَ ْ
الئ ّمةُ على الِ أن يكل تلك المور إليهم وهم سيعفون شيعتهم من تبعاتا!! وأما ما كان من
حقوق العباد فهذا أيضا سيستوهبه الئمّة منهم!! أهكذا يكون الساب يوم القيامة؟! وهل يكن
لئمّة الدى عليهم السلم الذين نضوا لجل هداية الناس وصلح أمرهم وأفنوا أعمارهم للترويج
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 60 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ل عَلَيه وَآلِهِ) أن ينطقوا بثل هذا الكلم الذي يقضي على كل أتعاب
لدين نب السلم (صَلّى ا ُ
ذلك النب الكري ويذهب با أدراج الرياح؟! هل يكن لعاقل أن يصدق مثل هذا الكلم؟ وأي
شيء ف هذا الديث يوافق كتاب ال؟ وما معن عرض الحاديث على الكاتب ورفض ما يالفه
منها؟ أي كتاب وأي عقل وأي وجدان يكنه أن يصدق مثل ذلك الديث؟!.
أما من ناحية السند فصحيح أن هذا الكتاب ورد ف «الكاف» أي أول وأهم كتب حديث
الشيعة (المامية) إل أن ذلك الكتاب الذي يضم ستة عشر ألف حديث ،تسعة أعشاره -حسب
تشخيص العلمة الجلسي ف كتابه «مرآة العقول» -أحاديث ساقطة عن درجة الصحة ،هذا من
الناحية العامة ،وأما من ناحية السند الاص لذا الديث فأول رواته هو «سهل» وهو «سهل بن
زياد الدمي الرازي أبو سعيد» الذي يعتبه علماء الرجال من أصحاب حضرة المام الواد عليه
السلم ويقول عنه النجاشي ف رجاله (ص ،140طبع طهران)« :سهل بن زياد أبو علي الدمي
كان ضعيفا ف الديث غي مُعتَمَدٍ فيه وكان أحد بن ممد بن عيسى يشهد عليه بالغل ّو والكذب
وأخرجه من قم إل الريّ».
وقال عنه الشيخ الطوسي عليه الرحة ف «الستبصار»« :إن أبا سعيد الدميّ ضعيفٌ جدا
عند ُنقّاد الخبار».
وقال الغضائري عنه كما جاء ف تنقيح القال للمامقان (ج /2ص « :)75سهل بن زياد
الدميّ الرازيّ كان ضعيفا جدا فاسد الرواية والدين ،وكان أحد بن ممد بن عيسى الشعري
أخرجه من قم وأظهر الباءة منه والرواية عنه ويروي الراسيل ويعتمد الجاهيل».
واعتبه الفضل بن شاذان أيضا أحقا ،كما اعتبه بن داوود ف رجاله (ص )460ضعيفا
وفاسد الرواية ومن أهل الغلو والكذب ،وكذلك وصفه مي مصطفى التفرشي ف «نقد الرجال»
بثل تلك الوصاف .فهذا هو حال أول رواة ذلك الديث الشريف جدا!!
وقد روى سهل حديثه هذا عن «ممد بن سنان» وفيما يلي بيان حاله:
أ) قال النجاشي ف رجاله (ص « :)252هو رجل ضعيف جدا ل يعوّل عليه ويُلتفت إل ما
تفرّد به وكان الفضل بن شاذان يقول ل أستحل أن أروي أحاديث ممد بن سنان».
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 61 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ب) وروى الشيخ أبو عمرو الكشيّ ف رجاله (ص )332عن أيوب بن نوح أنه كان
يقول« :ل أستحل أن أروي أحاديث ممد بن سنان» ،وف صفحة 427روى حدويه بن نصي
عن أيوب بن نوح أن «ممد بن سنان» قال حي وفاته« :كل ما حدثتكم به ل أسعه من أحد بل
وجدته!».
ج) وقال عنه الشيخ الطوسي ف «الفهرست» (ص « :)143له ُكتُبٌ وقد ُطعِ َن عليه
ضعّفَ .وكُُتبُه مثل كتب السي بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر وجيع ما رواه إل ما
وُ
كان فيها من تليط أو غلوّ.»...
د) وقال عنه العلمة اللي ف رجاله (ص « :)251ممد بن سنان...وقد اختلف علماؤنا
ف شأنه فالشيخ الفيد رضي ال عنه قال إنه ثقة وأما الشيخ الطوسي رحه ال فإنه ض ّعفَه وكذا
ت إليه .وروى الكشي فيه قدحا
قال النجاشي ،وابن الغضائري قال :إنه ضعيف غال ل يُلَتفَ ُ
عظيما وأثن عليه أيضا! والوجه عندي التوقّف فيما يرويه فإن الفضل بن شاذان رحه ال قال ف
بعض كتبه :إن من الكذابي الشهورين ابن سنان.»..
هـ) وأورده ابن داوود ف رجاله (ص )505ف قسم الضعفاء وقال« :إن ممد بن سنان
ت شيئا ،فإنا هي كتب اشتريتها من السوق!» ث قال:
كان يقول« :ل ترووا عن ما حدث ُ
والغالب على حديثه الفساد وعلماء الرجال متفقون على أنه من الكذابي.».
وممد بن سنان هذا روى حديثه عن «سعدان» ،الذي قال عنه الامقان ف تنقيح القال
(ص « :)23أهله ف اللصة والذخية والبُلغة وغيها ول يتعرضوا له أصلً وف موضع من
الذخية :إنه ضعيفٌ وف موضع آخر منه غي موثوق ف كتب الرجال».
والخي روى حديثه عن «ساعة بن مهران» الذي اعتبه الشيخ الصدوق ف كتابه «من ل
يضره الفقيه» باب ما يب على مَن أفطر أو جامع ف شهر رمضان ،واقفيا ،ف حي اعتبه بعض
علماء الرجال فطحيّا فاسد الذهب .كما أورده بن داوود ف رجاله (ص )460ضمن الضعفاء
والجروحي .هذا ويذكر ابن الغضائري والنجاشي أنه تُوف ف زمان حياة المام الصادق عليه
السلم سنة 145هـ .وبالتال فإن روايته لذا الديث عن المام موسى الكاظم عليه السلم
ب مضٌ!!. افترا ٌء على المام ل أساس له من الصحة وكذ ٌ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 62 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أجل بثل هذه الحاديث الباطلة قام ذلك اللقب بآية ال العظمى ونظراؤه إل ماربة القرآن
وعقد ف كتابه «أمراء هست» (أي أمراء الكون) بابا تت عنوان «التصرف ف الكون والكان
وتدبي عال المكان ف ولية الئمّة»! ،وبابا آخر فتح فيه باب شفاعة الئمّة يوم القيامة على
مصراعيه أمام الفسّاق والفجّار! وصوّر أئمة الشيعة من آل الرسول الذين كانوا من أخلص عباد
ال الصالي وأكثرهم تواضعا وكأنم آلة والعياذ بال مهيمني وحاكمي على ربّ العالي،
وأظهر مذهب شيعة أهل البيت وكأنه مذهب ملوءٌ بالشرك!.
ولعلك أيها القارئ العزيز تتصور أن ذلك الديث الذي م ّر سابقا والذي جاء فيه أن
الرسول قرع بيت ال وفتح له فشاهده...ال هو فريد ف بطلنه وموهوماته وخرافيته خلفا لسائر
أحاديث الشفاعة الت تتمتع بالصحة والثقة ،لذا سأضطر إل أن أذكر جيع أحاديث الشفاعة
جلِسيّ» ضمن «باب الشفاعة» من موضوع «العاد» ف كتابه واحدا واحدا ،كما أوردها «الَ ْ
«بار النوار» ،وأمّصها من حيث السند لكي يتبي لك أن كل تلك الحاديث واهنةٌ بل ساقطةٌ
سندا وغي موثوقة ول يكن العتماد عليها ،هذا رغم أنه عندما يكون مت الديث باطلً ومالفا
لصريح آيات القرآن الكري فأيا كان سنده حت ولو كان -على فرض الحال -مسموعا من
العصوم مباشرةً فل يوز إل أن يُضرب به عرض الائط طبقا لوصية الئمّة عليهم السلم أنفسهم
إضافة إل حكم القرآن والعقل والوجدان.
وفيما يلي نذكر كل تلك الحاديث الت أوردها الجلسي ف باب الشفاعة ويبلغ عددها
حدود ستي حديثا دون التقيّد بأرقامها لن بعضها ليس بديث وبعضها مكرر:
الديث الول :منقول عن كتاب «الصال» للشيخ الصدوق ،رواه عن رواة العامة مثل
أب السن طاهر بن ممد بن يونس عن ممد بن عثمان بن الروي وإل أنس بن مالك وكلهم
رواة ل ند لم ذكرا ف كتب رجال الشيعة ،وأمّا أنس بن مالك فقد كان بشهادة التاريخ من
النحرفي عن أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم ،ولجل تقيق الال راجعوا كتاب
ستَجَاَبةٌ قَدْ َدعَا ِبهَا وقَ ْد َسأَلَ
تنقيح القال (ج /1ص )154ومضمون الديث أن ِلكُلّ َنِبيّ َد ْعوَ ٌة مُ ْ
شفَاعَت ِلأُ ّمتِي َي ْومَ الْ ِقيَا َمةِ.
سُؤا ًل وَقَدْ أ ْخَبأْتُ َد ْع َوتِي لِ َ
الديث الثان :ل علقة له بالشفاعة فل حاجة لناقشة سنده.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 63 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الديث الثالث :نقله الجلسي عن كتاب «الصال» للشيخ الصدوق ومضمونه أن أمي
الؤمني قال :ل ُت َعنّونَا ف الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم.
والصدوق رواه عن ممد بن عيسى اليقطين والقاسم بن يي وكلها ضعيف وغالٍ.
الديث الرابع :جاء ف سنده إبراهيم بن هاشم الذي ل توثقه كتب الرجال ،وهو رواه عن
ص فيه بالتوثيق ول مُدِح»
علي بن معبد الذي قال عنه ف تنقيح القال (ج /2ص « :)309ل يَُن ّ
وف (الصفحة )110اعتبه إماميا مهولً.
الديث الامس :هو رأي الصدوق وليس حديثا.
الديث السادس :أورده عن كتاب «المال» للشيخ الصدوق بسنده عن «أب قلبة عبد
اللك بن ممد» وهو رجل ل ذكر له ول أثر ف كتب الرجال .وهو رواه «عن غان بن السن
السعدي» وهو أيضا اس ٌم بل مسمّى ،وهو رواه «عن مسلم بن خالد الكي» الذي اعتبه
صاحب تنقيح القال (ف ص 214وص )149من الجاهيل.
ل عَلَيه وَآلِهِ)« :يا أبتاه
صلّى ا ُ
ومضمون الديث أن فاطمة عليها السلم قالت لرسول ال ( َ
أين ألقاك يوم الوقف العظم ويوم الهوال ويوم الفزع الكب؟ قال :يا فاطمة عند باب النة
ومعي لواء المد وأنا الشفيع لمت إل رب .قالت :يا أبتاه! فإن ل ألقك هناك؟ قال :القين على
الوض وأنا أسقي أمت .قالت :يا أبتاه! إن ل ألقك هناك؟ قال :القين على الصراط وأنا قائم
أقول ربّ سلّم أمّت .قالت :فإن ل ألقك هناك؟ قال :القين وأنا عند اليزان أقول ربّ سلّم أمّت.
قالت :فإن ل ألقك هناك؟ قال :القين على شفي جهنم أمنع شررها ولبها عن أمت .فاستبشرت
فاطمة بذلك صلى ال عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها!».
الديث السابع :نقله الجلسي عن تفسي القميّ عن ابن مبوب عن زرعة عن ساعة عن
أب عبد ال عليه السلم ،و«زرعة» طبقا لا صرح به الشيخ الطوسي ف رجاله (ص )350كان
واقفيا ،وأورده ابن داوود أيضا ف رجاله (ص )453ف عداد الجروحي والضعفاء ،وكذا فعل
العلمة اللي الذي أورده ف القسم الثان من رجاله الخصّص للضعفاء (ص .)244وقد روى
زرعة حديثه عن «ساعة» الذي بيّنا حاله فيما سبق حيث ذكرنا أنه كان واقفيّا .أما مت الديث
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 64 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
فهو مشابه للحديث الذي رواه العياشي ف تفسيه والذي يذكر انتقال الناس من نب إل آخر طلبا
ل عَلَيه وَآلِهِ) ...ال.
للشفاعة إل أن يأتون رسول ال (صَلّى ا ُ
الديث الثامن :نقله الجلسي عن تفسي القمي عن ممد بن أب عمي عن معاوية وهشام
ل عَلَيه وَآلِهِ)« :لو قد قمت القام
عن أب عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال (صَلّى ا ُ
الحمود لشفعت ف أب وأمي وعمي وأخ كان ل ف الاهلية.».
وأقول :لّا كان هذا الت ل يتناسب مع الطلب الذي نن ف صدده فل حاجة بنا إل
مناقشة سنده.
الديث التاسع :نقله الجلسي عن تفسي علي بن إبراهيم القمي أيضا عن جعفر بن أحد
عن عبيد ال بن موسى عن ابن البطائن عن أبيه عن أب بصي عن أب عبد ال عليه السلم ف قوله
﴿ ل يَمِْلكُونَ الشّفا َعةَ إِلّا مَ ِن اتّخَ َذ ِعنْدَ الرّحْم ِن َعهْدا ﴾ قال« :ل يشفع ول يشفع لم ول
يشفعون إِلّا مَ ِن اتّخَ َذ ِعنْدَ الرّحْم ِن َعهْدا إل من أذن له بولية أمي الؤمني والئمة من بعده فهو
العهد عند ال ....الب».
قلت :ف سنده ابن البطائن وهو إما علي بن حزة البطائن أو ابنه السن بن علي بن حزة،
فإن كان الول فقد قال عنه ابن الغضائري« :علي بن حزة لعنه ال أصل الوقف وأشدّ اللق
عداوةً للمول «يعن الرضا عليه السلم»» ،وأورد صاحب تنقيح القال (ج /2ص )261عشرات
الحاديث ف ذمه .وأغلب الظن أنه هو .أما إن كان ابنه أي السن بن علي بن حزة فقد قال
الغضائري عنه« :السن بن علي بن حزة البطائن مول النصار أبو ممد ،واقفي بن واقفي،
ضعيف ف نفسه» .وقال عنه الكشي« :السن بن علي بن حزة كذّاب» .وأوضح صاحب تنقيح
القال حاله الوخيمة (ج /1ص .)290ولذلك فإنّ مثل هذا الرجل ل يستحق السماع.
الديث العاشر :نقله الجلسي عن أمال الصدوق وعن كتاب «بشارة الصطفى» بسندها
عن سلمة بن الطاب عن السي بن سعيد عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد ال بن صباح عن أب
بصي عن أب عبد ال الصادق عليه السلم قال« :إذا كان يوم القيامة جع ال الولي والخرين
ف صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إل ربم ويقولون يا رب اكشف عنا هذه الظلمة
قال :فيقبل قوم يشي النور بي أيديهم قد أضاء أرض القيامة ،فيقول أهل المع :فهؤلء أنبياء
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 65 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ال ،فيجيئهم النداء من عند ال :ما هؤلء بأنبياء فيقول أهل المع :فهؤلء ملئكة ،فيجيئهم
النداء من عند ال ما هؤلء بلئكة ،فيقول أهل المع :هؤلء شهداء فيجيئهم النداء من عند ال
ما هؤلء بشهداء .فيقولون :من هم؟ فيجيئهم النداء :يا أهل المع! سلوهم من أنتم فيقول
ل عَلَيه وَآلِهِ) نن
المع :من أنتم؟ فيقولون :نن العلويّون نن ذريّة ممد رسول ال (صَلّى ا ُ
أولد عليّ ولّ الِ نن الخصوصون بكرامة ال نن المنون الطمئنّون فيجيئهم النداء من عند ال
ش ّفعُون».
عز وجل اشفعوا ف مبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم فيشفعون فيُ َ
قلت ف سنده «سلمة بن الطاب» قال عنه النجاشي ف رجاله (ص « :)142كان ضعيفا
ف حديثه» ،وأورده العلمة الليّ ف القسم الثان من خلصته (ص )104واعتبه من الضعفاء،
وكذلك أورده ابن داوود ف القسم الثان من رجاله (ص )458الخصص للضعفاء والجروحي
وقال« :كان ضعيفا ف حديثه» .كما اعتبه التفرشي ف نقد الرجال (ص )157ضعيفا ،وف
«ترير الطاووسي» ذُكر أنه كان واقفيا .وبقية رجال السند ماهيل لذا الديث غي معتب ول
موثوق.
الديث الادي عشر :نقله الجلسي عن كتاب «علل الشرائع» للشيخ الصدوق الذي رواه
بسنده عن أبيه عن ممد العطار عن جعفر بن ممد بن مالك عن أحد بن مدين عن ممد بن
عمار عن أبيه عن أب بصي عن أب عبد ال عليه السلم قال« :شيعتُنا من نور ال خلقوا ،وإليه
ش ّفعُونَ،
شفَعُونَ َفتُ َ
شفّعُ ووال إنكم َلتَ ْ شفَعُ َفنُ َ
يعودون ،وال إنكم للحقون بنا يوم القيامة وإنا لنَ ْ
وما من رجل منكم إل وسترفع له نار عن شاله وجنة عن يينه فيُدْ ِخلُ أ ِحبّاءَه الّنةَ وأعداءَه
النّارَ».
قلتُ :ف سنده «جعفر بن ممد بن مالك» الذي قال عنه النجاشي رحه ال ف رجاله:
«كان ضعيفا ف الديث وكان أحد بن السي يقول عنه :كان يضع الديث وضعا ،ويروي
عن الجاهيل ،وسعت من قال كان أيضا فاسد الذهب والرواية».
وقد روى هذا الوضّاع حديثا عمن أساه «أحد بن مدين» الذي ل ند له ذكرا ف كتب
الرجال فيبدو أنه من مترعاته ومثله الراوي التال ف سلسلة السند أي «ممد بن عمار» (انظر
تنقيح القال :ج /3ص .)162
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 66 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الديث الثان عشر :نقله الجلسي عن كتاب «المال» للصدوق عن ابن التوكل عن
ممد العطار عن ابن أب الطاب عن النضر بن شعيب عن القلنسي عن الصادق جعفر بن ممد
ل عَلَيه وَآلِهِ)« :إذا قمت القام
صلّى ا ُ
عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال قال رسول ال ( َ
ش ّفعُن ال فيهم ،وال ل تش ّفعْتُ فيمن آذى الحمود تشفّعت ف أصحاب الكبائر من أمّت َفيُ َ
ذُ ّريّت».
قلت« :النضر بن شعيب» قال عنه الامقان ف تنقيح القال (ج /3ص )272أنه مهول،
وكذلك اعتبه الشهيد الثان رحة ال عليه مهولً ،وأما سائر رواة الديث فكلّهم ماهيل لذا
فالديث ساقط من العتبار.
الديث الثالث عشر :رواه الجلسي نق ً
ل عن «المال» للشيخ الصدوق بسنده عن القطّان
عن السكري عن الوهري عن ممد بن عمارة عن أبيه قال :قال الصادق جعفر بن ممد عليه
السلم« :من أنكر ثلثة أشياء فليس من شيعتنا العراج والساءلة ف القب والشفاعة».
قلت :أحد بن القطان طبقا لا ذكره الامقان ف تنقيح القال (ج /1ص )56عن السيد
صدر الدين وحواشيه ف منتهى القال عاميّ .وأما السكري فليس له اسم ف كتب الرجال،
و«ممد بن عمارة» مهول الال (كما ف تنقيح القال :ج /3ص )164وكذلك أبوه (ج /2ص
)322لذا فالديث ساقط عن العتبار.
الديث الرابع عشر :نقله الجلسي عن تفسي القمي بسنده عن أبيه عن ابن مبوب عن أب
أسامة عن أب عبد ال وأب جعفر عليهما السلم قال« :وال لنشفعنّ وال لنشفعنّ ف الذنبي من
شيعتنا حت تقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك فَما لَنا مِنْ شاِفعِيَ ول صَدِيقٍ حَمِيمٍ فََلوْ َأنّ لَنا َك ّرةً
َفنَكُونَ مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ!».
قلت :ليس ف سند الديث إل را ٍو واحد هو أبو أسامة الذي هو «زيد الشحّام» اعتبه ابن
الغضائري وإسحاق بن علي بن عمّان وغيها ضعيفا وأشار بن داود ف رجاله (ص )164إل أنه
كان واقفيا .وعلى أيّ حال طالا أن بقيّة رجال السند بي أب أسامة والمام الصادق عليه السلم
مفقودون فالديث مرسل أو منقطع وساقط من العتبار.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 67 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الديث الامس عشر :نقله الجلسي عن «تفسي علي بن إبراهيم القمي» قال« :حدثن
أب عن ابن أب عمي عن معاوية بن عمار عن أب العباس الكب قال دخل مول لمرأة علي بن
السي صلوات ال عليهما على أب جعفر عليه السلم يُقال له :أبو أين ،فقال :يا أبا جعفر!
َتغُرّو َن الناسَ وتقولو َن شفاعةُ ممّدٍ شفاعةُ ممّدٍ! فغضب أبو جعفر عليه السلم حت تربّد وجهه
ث قال :ويك يا أبا أين! أغرّك أن عف بطنك وفرجك! أما لو قد رأيت أفزاع القيامة لقد
ل عَلَيه وَآلِهِ) ويلك! فهل يشفع إل لن وجبت له النار؟! ث قال: احتجت إل شفاعة ممد (صَلّى ا ُ
صلّى الُ عَلَيه وَآلِهِ) يوم القيامة .ث
ما أحدٌ من الوّلي والخرين إل وهو متاج إل شفاعة ممد ( َ
ل عَلَيه وَآلِهِ َوسَلّ َم الشفاعة ف أمته ولنا شفاعة
قال أبو جعفر عليه السلم :إن لرسول ال صَلّى ا ُ
ف شيعتنا ولشيعتنا شفاعة ف أهاليهم .ث قال :وإن الؤمن ليشفع ف مثل ربيعة ومضر وإن الؤمن
ليشفع حت لادمه ويقول يا رب حق خدمت كان يقين الر والبد».
قلتُ :ف سنده «معاوية بن عمار» الذي جاء ف «تنقيح القال» (ج /3ص )324أنه «متل
العقل» ،وف قاموس الرجال (ج /9ص )42قال عنه «علي بن أحد العقيقي» الذي ُيعَدّ من كبار
علماء الرجال« :ل يكن معاوية بن عمار عند أصحابنا مستقيما ،كان ضعيف العقل متهما ف
حديثه».
وروى عن «أب العبّاس الكب» ول نعلم من هو ،وأيا كان فقد روى معاوية بن عمار هذا
الديث ف سن الشيخوخة ول شك أنه رواه ف الوقت الذي بدأ فيه يرف ويفقد حواسه!.
الديث السادس عشر :يكفي ف بطلنه أن من رواته «ممد بن سنان» الغال والكذّاب
الشهور الذي بيّـنّا أحواله فيما سبق.
الديث السابع عشر :نقله الجلسي عن كتاب «الصال» للشيخ الصدوق الذي رواه
بسنده عن علي بن الكم عن أبان عن ممد بن الفضل الزرقي عن أب عبد ال عن أبيه عن جده
عن علي عليه السلم قال« :إن للجنة ثانية أبواب بابٌ يدخل منه النبيّون والصدّيقون وبابٌ
يدخل منه الشهداء والصالون وخسة أبوابٍ يدخل منه شيعتنا ومبّونا فل أزال واقفا على
الصراط أدعو وأقول :ربّ سلّم شيعت ومّبيّ وأنصاري ومن تولّان ف دار الدنيا ،فإذا النداء من
بطنان العرش :قد أجيبت دعوتك و ُشفّ ْعتَ ف شيعتك ويشفع كل رجل من شيعت ومن تولن
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 68 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
كتاب «ميزان العتدال» ،وثابت البنان أيضا اسم مشترك بي عدة شخصيات ،ولكن لّا كانت
الرواية منقولة عن أب نواس الشاعر الفاسق العروف بشرب المر واللواط وكان مضمون روايته
أيضا مالفا للقرآن الجيد ولروح السلم ولتعاليم جيع النبياء فالديث ساقط من أساسه،
صلّى الُ عَلَيه وَآلِهِ) رغم اقترافهم الوبقات
ولعمري إذا كان مرتكبو الكبائر سينالون شفاعة النب ( َ
والكبائر فما هي فائدة الدين والشريعة؟ وبالناسبة سنذكر لحقا مزيدا ما جاء بشان أب نواس
الذي ل يكن يؤمن بالقيامة ونكتفي هنا ف مذمته بأن نذكر أن حضرة المام الادي عليه السلم
كان يطلق عليه لقب أب نواس الباطل.
الديث العشرون :نقله الجلسي عن كتاب «عيون أخبار الرضا» للصدوق قال« :أحد بن
أب جعفر البيهقي عن علي بن جعفر الدن عن علي بن ممد بن مهرويه القزوين عن داود بن
ل عَلَيه
صلّى ا ُ
سليمان عن الرضا عن آبائه عن أمي الؤمني عليه السلم قال قال رسول ال ( َ
ب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبي ال عز وجل وَآلِهِ) :إذا كان يوم القيامة وُلّينا حسا َ
حكمنا فيها فأجابنا ومن كانت مظلمته بينه وفيما بي الناس استوهبناها فوهبت لنا ومن كانت
مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من عفا وصفح!».
إن مت هذا الديث مؤداه أن عال الليقة ونظامه رهيٌ لرادة أخلّاء ال وأحبابه!! ،وهذا
الت يذكّرنا بت الديث الذي رواه صاحب كتاب «أمراء الكون» مع فارق أن الديث هنا
ل عَلَيه وَآلِهِ) وهناك منسوب إل حضرة المام الكاظم ،ورُواة
صلّى ا ُ
منسوب إل الرسول ( َ
الديث من المام الرضا حت أمي الؤمني من العصومي ،فما أعظمه من سند يستفيد منه
الغرورون الخربون لدين السلم إذ يفتح الباب للجتراء على كل معصية ما يرب الدين أكثر
من فعل مئة ألف جندي.
أما حال رجال سنده فإن «أحد بن أب جعفر البيهقي» و«علي بن جعفر البيهقي» و«علي
بن جعفر الدن» ل ذكر لم ف كتب الرجال ،بل هناك ذكر للرواة التالي فقط أي «علي بن
مهرويه القزوين» الذي اعتبه الامقان ف تنقيح القال مهول الال ،و«داوود بن سليمان» الذي
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 70 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اعتبه الوحيد البهبهان(( )1ج /1ص )2( )410عاميا .والواقع أن علي بن مهرويه أيضا من رواة
العامة ،وقد ذكر ابن حجر العسقلن ف «ميزان العتدال» (ج /2ص )8بشأنه ما نصّه:
«داود بن سليمان الرجان الغازي :عن علي بن موسى الرضا وغيه كذّبه يي ابن معي
ول يعرفه أبو حات وبكل حال فهو شيخٌ كذّابٌ له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا
رواها علي بن ممد بن جهرويه القزوين الصدوق عنه قال :حدثنا علي بن موسى أخبنا أب عن
أبيه عن جده عن علي بن السي عن أبيه عن علي رضي ال عنه مرفوعا" :اختنوا أولدكم يوم
السابع فإنه أطهر( ...وذكر الديث بطوله وهو ركيك اللفظ) وبه" :أربعة أنا أشفع لم يوم
القيامة ولو أتون بذنب أهل الرض :الضارب بسيفه أمام ذريت والقاضي لم حوائجهم والساعي
لم ف حوائجهم عندما اضطروا إليه والحب لم بقلبه ولسانه"».
قلتُ :فمن هذا يظهر أن تلك الرواية هي ما أتفنا به الشيخ الصدوق عليه الرحة نقلً عن
العامة أو بالحرى عن الكذابي منهم ولّا كان «داوود بن سليمان» هذا من الخالفي للشيعة
ولهل البيت فل عجب أن ينسب مثل تلك الرسالة الشحونة بالكذب إل المام الرضا عليه
السلم لكي يشوّه صورة مذهب الشيعة وأئمتهم! وإل فلو صحّ ذلك الديث ل يبقَ هناك معنً
سبٍ بي ال تعال والشيعة ما للبعثة الرسل وإنزال الكتب! ومن الهة الخرى أيّ قراب ٍة ونَ َ
يوجد مثله بي ال وبقية عباده؟! فهل هناك ضللٌ أوضح من ذلك ،ول ندري ربا كانت هناك
س مثل هذا الديث.
أيادٍ نصرانية خفيّة وراء د ّ
الديث الواحد والعشرون :هو حديث ل سند له ومتنه مطابق لت الديث الرابع الذي
مرّ.
الديث الثان والعشرون( :وهو الديث رقم 26ف الطبعة الديدة لبحار النوار) رواه
() هو ممد باقر بن ممد أكمل البهبهان (توف عام )1205جدته لمه بنت الجلسي الول وأخت الثان! وهو أحد 1
أهم مراجع ومتهدي الشيعة المامية ف عصره وهو مي طريقة الصوليي الجتهدين والقاضي على طريقة الخباريي
الت كانت قد استفحلت قبله بفضل ممد أمي السترآبادي (1036هـ) وتلمذة مدرسته .وقد جعل مركزه العلمي
مدينة كربلء( .الترجم).
() ل يذكر الؤلف أن هذا الزء والصفحة من أي كتاب؟ والظاهر أنا من تعليق البهبهان على كتاب «منهج القال ف 2
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 71 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 72 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 73 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
إساعيل عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع يا جابر ل تستعن بعدونا ف حاجة ول تستعطه
ول تسأله شربة ماء إنه ليمر به الؤمن ف النار فيقول يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا؟
فيستحيي منه فيستنقذه من النار ،فإنا سي الؤمن مؤمنا لنه يؤمن على ال فيؤمن فيجيز أمانه».
قلتُ :ف سنده أبان عن «أسد بن إساعيل» والخي مهول الال كما جاء ف «تنقيح
القال» (ج /1ص )7فضلً عن أن مت الديث ل علقة له بتلك الشفاعة الواسعة الدّعاة.
الديث الواحد والثلثون :نقله عن كتاب «الحاسن» للبقي أيضا« :أب عن فضالة عن
ل عَلَيه وَآلِهِ) شفاعةٌ ف أمته ولنا شفاعةٌ ف
صلّى ا ُ
حسي بن عثمان عن أب حزة أنه قال :للنبّ ( َ
شيعتنا ولشيعتنا شفاعةٌ ف أهل بيتهم».
قلتُ :هذا الديث من كلم أب حزة فهو ليس مرفوعا إل العصوم فل حجة فيه .وعلى
ل عَلَيه وَآلِهِ) لمته ثابتة ولكن بعن استغفاره لم وطلبه الرحة
كل حال فشفاعة النب (صَلّى ا ُ
لم.
الديث الثان والثلثون :نقله الجلسي عن كتاب «الناقب» لبن شهرآشوب كالتال:
«علي بن العد عن شعبة عن قتادة عن أب الوزاء عن ابن عباس ف قوله تعال فَما تَْن َف ُعهُ ْم شَفا َعةُ
الشّاِفعِيَ قال يعن ما تنفع كفار مكة شفاعة الشافعي ث قال أول من يشفع يوم القيامة ف أمته
رسول ال وأول من يشفع ف أهل بيته وولده أمي الؤمني وأول من يشفع ف الروم السلمي
صهيب وأول من يشفع ف مؤمن البشة بلل!».
قلت :جيع رواة سند الديث من العامة (أهل السنة) وهو موقوف على ابن عباس وليس
من كلم العصوم.
الديث الثالث والثلثون والرابع والثلثون :أيضا منقولن عن العامة ومضمونما بعيد
عن الشفاعة الدعاة ول يعارض ما ذكرناه.
الديث الامس والثلثون :منقول عن «التفسي» النسوب للمام السن العسكري الذي
سبق وبينا أنه كتاب منحول وغي موثوق بل ضعيف ومكذوب.
الديث السادس والثلثون :ومضمونه مشابه لديث الشفاعة الطويل النقول عن «تفسي
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 74 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
العياشي» والذي فيه أن رسول ال يقرع حلقة باب بيت ال فيخرج ال ويسأل مَن بالباب...ال.
ما سبق بيان بطلنه عقلً وشرعا.
الحاديث 39-38-37كلها منقولة كلها عن تفسي العياشي دون سند فل حجة فيها
ول تستحق العتناء.
الديث الربعون( :وهو الديث رقم 53ف الطبعة الديدة) :نقله الجلسي عن كتاب
«بشارة الصطفى» بالسند التال :يي بن ممد بن السن الوان عن جامع بن أحد الدهستان
عن علي بن السن بن العباس الصندل عن أحد بن ممد بن إبراهيم الثعالب عن يعقوب بن أحد
السري عن ممد بن عبد ال بن ممد عن عبد ال بن أحد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن
موسى الرضا عن آبائه عليه السلم عن أمي الؤمني صلوات ال عليه قال قال رسول ال (صَلّى
ل عَلَيه وَآلِهِ)« :أربعةٌ أنا لم شفيعٌ يوم القيامة الكرِم لذريّت والقاضي لم حوائجهم والساعي ف
اُ
أمورهم ما اضطروا إليه والحب لم بقلبه ولسانه عند ما اضطروا».
قلتُ :رواة الديث بدأً من يي بن ممد الوان وانتهاءً بيعقوب بن أحد السري كلهم
مهولون وليس لم ذكر ف كتب رجال الشيعة ،والخي يرويه عن «ممد بن عبد ال بن ممد»
وهو إن ل يكن مهو ًل فل بد أنه «ممد بن عبد ال بن ممد بن عبد ال» الذي اعتبه النجاشي
ضعيفا .والراوي التال «عبد ال بن أحد بن عامر الطائي عن أبيه» وأبوه أي (أحد بن عامر
الطائي) قال عنه الامقان ف تنقيح القال (ج /1ص :)63مهول الال .وأحد هذا روى الديث
عن عامر بن سليمان بن صال وهو شخص مهول ل ذكر له ف كتب الرجال .فهذا الديث
فاسد السند ساقط من العتبار من جيع الهات.
الديث الواحد والربعون (أو رقم 54ف الطبعة الديدة) :نقله الجلسي عن «كن جامع
الفوائد وتأويل اليات الظاهرة» كما يلي« :ممد بن العباس عن أحد بن هوذة عن إبراهيم بن
إسحاق عن عبد ال بن حاد عن عبد ال بن سنان عن أب عبد ال عليه السلم قال :إذا كان يوم
القيامة وكلنا ال بساب شيعتنا فما كان سألنا ال أن يهبه لنا فهو لم وما كان للدميي سألنا ال
أن يعوضهم بدله فهو لم وما كان لنا فهو لم ث قرأ :إِنّ إَِليْنا إِياَبهُمْ ثُمّ إِ ّن عََليْنا حِساَبهُمْ».
قلتُ« :ممد بن العباس» و«أحد بن هوذة» كلها مهول الال (انظر تنقيح القال :ج
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 75 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
/3ص 135وج /1ص .)99و«إبراهيم بن إسحاق» اعتبه الشيخ الطوسي ف رجاله (ص )451
ضعيفا ،وقال الشيخ الطوسي ف الفهرست (ص « :)29إبراهيم بن إسحاق أبو السحاق
النهاوندي كان ضعيفا ف حديثه متهما ف دينه» .وقال العلمة ف القسم الثان من خلصته (ص
« :)198إبراهيم بن إسحاق ...كان ضعيفا ف دينه وف مذهبه ارتفاع ،وأمره متلط ،ل أعمل
على شيء ما يرويه».
والراوي التال هو «عبد ال بن حاد» قال عنه ابن الغضائري« :عبد ال بن حاد أبو ممد
النصاري نزل قم ،ل يروِ عن أحد من الئمّة وحديثه يُعرف تارة ويُنكر أخرى.».
والراوي الخي هو «عبد ال بن سنان» وهو خازن مكتبة أبو جعفر النصور الدوانيقي.
فهذا هو سند الديث الذي استدل به الدعو آية ال العظمى (!) أبو الفضل النبوي ف كتابه
«أمراء الكون» على أن إياب اللق إل الئمّة وحسابم عليهم!!
الديث الثان والربعون (أو رقم 55ف الطبعة الديدة) :متنه كالديث السابق وسنده
مشترك معه ف بدايته إل أنه يصل ف آخره إل «ممد بن جعفر» عن أبيه المام جعفر الصادق
عليه السلم ،وقد عرفنا حال الرواة من بداية السند وحت عبد ال بن حاد ،وبقي أن نتعرف على
حال «ممد بن جعفر»:
ذكر الشيخ الفيد ف كتابه «الرشاد» أن «ممد بن جعفر» كان يرى رأي الزيدية ف
الروج بالسيف( ،)1وقد خرج بذاته على الأمون ف مكة سنة 199هـ ،ودعا إل نفسه وتسمّى
بأمي الؤمني وبويع له باللفة ،واتبعته الزيدية الارودية ،فخرج لقتاله عيسى اللودي ففرق
جعه وأخذه وأنفذه إل الأمون .)2(...وجاء ف كتاب «كشف الغمّة بعرفة الئمّة» لعلي بن
عيسى الربلي ،ف الديث عن موسى بن جعفر ما نصّه« :ومات (المام موسى بن جعفر الكاظم
عليه السلم) ف حبس (هارون) الرشيد وقيل سعى به جاعة من أهل بيته منهم ممد بن جعفر بن
() أي عقيدة الزيدية ف أن المامة بعد السن والسي شورى بي أولدها ،فمن خرج منهم ،سواء كان من ذرية 1
السن أو من ذرية السي ،وشهر سيفه ودعا إل نفسه فهو الستحق للمامة ،ولذا فقد ساقت الزيدية المامة إل كلّ
ع سخيّ خرج للمامة بالسيف ،فاعتبته إماما واجب الطاعة( .الترجم)
فاطميّ عالٍ زاهدٍ شجا ٍ
() انظر الشيخ الفيد« ،الرشاد» :ج /2ص ،112 - 111وباء الدين علي بن عيسى الربلي (التوف 692هـ)، 2
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 76 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() باء الدين علي بن عيسى الربلي« ،كشف الغمّة بعرفة الئمّة» ،ج /2ص ( .252الترجم) 1
() الشيخ الصدوق« ،عيون أخبار الرضا» ،ج /1ص .73 2
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 77 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
قلت :يكفي ف بيان وضعه واختلقه أن ف سنده «ابن سنان» الذي هو ممد بن سنان
الضعيف الغال الذي سبق بيان حاله.
الديث الرابع والربعون( :وهو رقم 59ف الطبعة الديدة) :نقله الجلسي عن كتاب
«تفسي فرات بن إبراهيم» قال« :سهل بن أحد الدينوري بإسناده عن الصادق عليه السلم قال
قال جابر لب جعفر عليه السلم ُجعِ ْلتُ فِدَاكَ! يا ابن رسول ال! حدثن بديث ف فضل جدتك
فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك ،قال أبو جعفر عليه السلم حدثن أب عن جدي عن
ل عَلَيه وَآلِهِ) قال :إذا كان يوم القيامة نصب للنبياء والرسل منابر من نور
صلّى ا ُ
رسول ال ( َ
صبُ لعل ّي منبٌ وللحسني منبٌ و ..و ..حت
فيكون منبي أعلى منابرهم يوم القيامة (ويذكر أنه ُينْ َ
يقول) :فيقول ال تعال يا أهل المع إن قد جعلت الكرم لحمد وعلي والسن والسي وفاطمة
يا أهل المع طأطئوا الرؤوس وغُضوا البصار فإن هذه فاطمة تسي إل النة فيأتيها جبئيل بناقة
من نوق النة مدبة النبي خطامها من اللؤلؤ الرطب عليها رحل من الرجان فتناخ بي يديها
فتركبها فيبعث ال مائة ألف ملك ليسيوا عن يينها ويبعث إليها مائة ألف ملك عن يسارها
ويبعث إليها مائة ألف ملك يملونا على أجنحتهم حت يصيوها على باب النة فإذا صارت عند
باب النة تلتفت فيقول ال يا بنت حبيب ما التفاتك وقد أمرت بك إل جنت فتقول يا رب
أحببت أن يعرف قدري ف مثل هذا اليوم فيقول ال يا بنت حبيب ارجعي فانظري من كان ف
قلبه حب لك أو لحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه النة...الديث بطوله».
قلت :ل يذكر الجلسي تفصيل السند الشار إليه وكل ما ذكر هو الراوي «سهل بن أحد
الدينوري» ،وهذا كاف لعرفة كذب الديث ،لن «سهل بن أحد» هذا قال عنه ابن الغضائري
-كما ذكر الامقان ف تنقيح القال (ج /2ص « :-)74كان يضع الحاديث ويروي عن
الجاهيل!» ،كما عرف العقيقي بأنه« :كان واقفيّا غاليا» .وهكذا جاء تضعيفه وجرحه بالوضع
الغلو ف جيع كتب الرجال ،فابن داود اللي مثلً أورده ف قسم الضعفاء من رجاله (ص ،)460
والتفرشي قال عنه ف «نقد الرجال» (ص )164أنه هو الذي وضع التفسي النسوب إل المام،
وانظر أيضا قاموس الرجال للتُسْتَ ِريّ (ج /5ص .)32
الديث الامس والربعون :نقله الجلسي عن كتاب «المال» للشيخ الطوسي عن الفيد
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 78 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
عن ابن قولويه عن الميي عن أبيه عن البقي عن التفليسي عن أب العباس الفضل بن عبد اللك
عن الصادق عليه السلم قال« :يا فضل إنا سي الؤمن مؤمنا لنه يؤمن على ال فيجيز ال أمانه ث
قال أ ما سعت ال يقول ف أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة فَما لَنا مِنْ
شاِفعِيَ ول صَدِيقٍ َحمِيمٍ».
والتفليسي لقب «بشر بن بيان» الذي اعتبه ف تنقيح القال (ج /1ص )172مهولً وذكر
ف صفحة 20أنه ل وجود له .وإن كان الراد من التفليسي «بيان بن حوان» فهو أيضا مهول
كما ف (ج /1ص )185من تنقيح القال .وإن كان الراد منه «شريف بن سابق» فهو حسب
قول الغضائري ضعيف ومضطرب المر ،وعلى قول صاحب تنقيح القال (ج /2ص :)84
«كلهم يتسالون على ضعف الرجل».
الديث السادس والربعون :عن الكاف للكلين« :علي عن أبيه عن ابن فضال عن حفص
الؤذن عن أب عبد ال عليه السلم ف رسالته إل أصحابه قال :واعلموا أنه ليس يغن عنكم من
ال أحد من خلقه شيئا ل ملك مقرب ول نب مرسل ول من دون ذلك فمن سره أن ينفعه شفاعة
الشافعي عند ال فليطلب إل ال أن يرضى عنه».
قلت :مت هذا الديث صحيح موافق للقرآن ولا بيناه من حقيقة الشفاعة.
الديث السابع والربعون :حديثٌ طويلٌ جدا أورده الجلسي نقلً عن «تفسي فرات بن
إبراهيم الكوف» بل سند عن ابن عباس ،ولّا كان فاقدا للسند فل حجة فيه .ومضمونه يكي عن
قدوم فاطمة عليها السلم إل أرض الحشر على نو مصوص..ال.
الديث الثامن والربعون :نقله الجلسي عن كتاب «علل الشرائع»« :أب عن أحد بن
إدريس عن حنان قال سعت أبا جعفر عليه السلم يقول :ل تسألوهم فتكّلفُونا قضاء حوائجهم
يوم القيامة».
قلت :ف سند هذا الديث «حنان بن سدير» الذي تذكر كتب الرجال أنه كان واقفيا
(رجال الكشي ص )465وذكره ابن داود ف رجاله مع الجهولي والجروحي والضعفاء (ص
)450كما اعتبه العلمة (ص )218واقفيا ونقل عن الشيخ الطوسي قوله« :إنه ثقة ،وعندي ف
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 79 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
روايته توقّفٌ ،»...ول ندري أن الملة الثانية ،أي التوقف ف روايته ،هي رأي الطوسي أم قول
العلمة والظهر أنا قول الطوسي.
واعتبه النجاشي عليه الرحة ف رجاله (ص )113غي ثبت.
وقال عنه صاحب تنقيح القال (ج /1ص « :)381حنان ضعيف لنه كيسان» ،وقال جيع
علماء الرجال أن حنانا ل يدرك المام الباقر عليه السلم ومع ذلك فإنه روى هذا الديث
ت أبا جعفر عليه السلم» ما يبي أن حديثه كذب من أساسه. بصيغة« :سع ُ
الديث التاسع والربعون :سنده كسابقه ومتنه شبيه به فل اعتبار له.
الديث المسون :نقله الجلسي عن كتاب «المال» للشيخ الطوسي« :ابن عبدون عن
ابن الزبي عن علي بن السن بن فضال عن العباس بن عامر عن أحد بن رزق عن ممد بن عبد
ل عَلَيه وَآلِهِ) ل تستخفوا بشيعة
الرحن عن أب عبد ال عليه السلم قال قال رسول ال (صَلّى ا ُ
علي فإن الرجل منهم ليشفع لعدد ربيعة ومضر».
قلت :ابن عبدون هو (أحد بن عبد الواحد) الذي قال عنه الامقان ف تنقيح القال (ج
/1ص « :)66ل يرد ف الرجل توثيق صحيح» .وأما «ابن الزبي» فقد اعتبه الوحيد البهبهان
غاليا .والخي روى عن «علي بن السن بن الفضال» وهو من أسوء رجال الديث سعةً وقد
سبق أن بينا حاله .وسائر رجال السند مهولون ل ذكر لم ف كتب الرجال .وبالتال فهذا
الديث واه من حيث السند بل من أوهن الحاديث وأضعفها ثقةً.
الديث الواحد والمسون :من تفسي فرات بن إبراهيم الكوف «معنعنا عن جعفر بن
ي وَل
ممد عن أبيه عليه السلم قال :نزلت هذه الية فينا وف شيعتنا قوله تعال فَما لَنا مِنْ شاِفعِ َ
صَدِيقٍ َحمِيمٍ وذلك أن ال تعال يفضلنا ويفضل شيعتنا حت إنا لنشفع ويشفعون فإذا رأى ذلك
من ليس منهم قالوا فَما لَنا مِنْ شاِفعِيَ ول صَدِيقٍ َحمِيمٍ»
هذا الديث كما هو ظاهر مروي هنا بدون سند ولكنه جاء ف تفسي القمي (ص 473
من الطبعة القدية) مسندا عن إبراهيم بن هاشم عن السن بن مبوب عن أب أسامة عن المام
جعفر الصادق عليه السلم.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 80 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وأبو أسامة هو زيد الشحّام المدوح لدى أكثر أرباب الرجال ولكن الغضائري اعتبه
ضعيفا ،وإبراهيم بن هاشم ل يوثقه كثي من علماء الرجال.
الديث الثان والمسون( :وهو حديث رقم 70ف الطبعة الديدة) نقله الجلسي عن
«الكاف» للكَُليْن قال« :ممد بن يي عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عمر
بن أبان عن عبد الميد الوابشي عن أب جعفر عليه السلم قال قلت له :إن لنا جارا ينتهك
ل عن غيها ،فقال :سبحان ال وأعظم ذلك أل أخبكم الحارم كلّها حت أنه ليترك الصلة فض ً
بن هو شرّ منه؟ قلت :بلى! قال :الناصب لنا ش ّر منه ،أما إنه ليس من عبد يُذْكَر عنده أهل البيت
فيقّ لذكرنا إل مسحت اللئكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إل أن ييء بذنب يرجه من اليان،
وإن الشفاعة لقبولةٌ وما تُقبَل ف ناصب ،وإن الؤمن ليشفع لاره وما له حسنة! فيقول :يا ربّ!
شفّع فيه ،فيقول ال تبارك وتعال :أنا ربك وأنا أحق من كاف جاري كان يكف عن الذى ،فيُ َ
عنك فيدخله النة وما له من حسنة! وإن أدن الؤمني شفاعة ليشفع لثلثي إنسانا ،فعند ذلك
يقول أهل النار فَما لَنا مِنْ شاِفعِيَ ول صَدِيقٍ َحمِيمٍ».
قلت :أحد رواته «عليّ بن فضال» الذي عرفناه فيما سبق ،وبقية رواته مهولون
ومهملون .أما متنه فيمكن فهمه على نو يتفق مع مفهوم الشفاعة الشرعية الذي سنشرحه لحقا.
الديث الثالث والمسون :هو الديث التشبيهي الفاضح ذاته الذي استند إليه آية ال أبو
الفضل النبوي وقد بينا ضعفه فيما سبق.
الديث الرابع والمسون :عن تفسي فرات بن إبراهيم« :ممد بن القاسم بن عبيد معنعنا
عن بشر بن شريح البصري قال :قلت لحمد بن علي عليه السلم :أّي ُة آيةٍ ف كتاب ال أرجى؟
سهِ ْم ل َتقْنَطُوا مِنْ
ي الّذِينَ َأسْرَفُوا عَلى َأْنفُ ِ
قال :ما يقول فيها قومك؟ قال قلت :يقولون يا عِبادِ َ
ي شيء تقولون فيها؟ قال نقول: رَ ْح َمةِ الِ .قال :لكنا أهل البيت ل نقول ذلك! قال قلت :فأ ّ
سوْفَ يُعْطِيكَ َربّكَ َفتَرْضى ،الشفاعة وال الشفاعة وال الشفاعة». وَلَ َ
قلتُ :إذا كان الراوي «ممد بن القاسم» هو «ممد بن القاسم السترآبادي» فهو كذاب
متروك الديث لن الغضائري قال عنه -كما ف تنقيح القال« :ضعيف كذّاب ،وهو الذي وضع
التفسي النسوب إل المام» .أما إذا كان «ممد بن القاسم بن عبيد» فهو مهول وكذلك الراوي
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 81 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الذي بعده أعن «بشر بن شريح» ،فالديث ساقط من العتبار لن ف سنده ماهيل ل ذكر لم
ف كتب الرجال .ومن الدير بالذكر أن اسم «بشر» جاء ف «تفسي فرات الكوف» باسم
«نشر» وهو أيضا مهول!
الديث الامس والمسون :منقول عن التفسي النسوب إل المام السن العسكري الذي
بينا فيما سبق أنّه كتاب موضوع مكذوب.
الديث السادس والمسون :من كتاب «صفات الشيعة» للصدوق رحه ال بإسناده عن
عمار الساباطي عن أب عبد ال عليه السلم قال« :لكلّ مؤمنٍ خس ساعات يوم القيامة يشفع
فيها.».
قلت :عمّارٌ الساباطيّ كان فطح ّي الذهب ،قال عنه صاحب «كاشف الرموز»« :عمّا ٌر
فطحيّ ل أعمل على روايته» .وقال عنه الشيخ الطوسي ف الرواية الت أوردها حول السهو ف
صلة الغرب« :هو فطح ّي ملعونٌ من الكلب المطورة».
الديث السابع والمسون :عن كتاب «دعوات الراوندي» :عن ساعة بن مهران قال قال
أبو السن عليه السلم« :إذا كانت لك حاجة إل ال فقل اللهم إن أسألك بق ممد وعلي فإن
لما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحقّ ذلك الشأن وذلك القدر أن تصلّي على ممد
وآل ممد وأن تفعل ب كذا وكذا ،فإنه إذا كان يوم القيامة ل يبق ملكٌ مقرّبٌ ول نبّ مرسَ ٌل ول
مؤمنٌ متحنٌ إل وهو يتاج إليهما ف ذلك اليوم.».
قلتُ :قال الشيخ الصدوق« :أنا ل أفت برواية ساعة بن مهران» .ث إن ساعة هذا مات عام
145هـ زمن المام الصادق عليه السلم ،ومع ذلك فإنه يروي هذه الرواية عن المام الرضا عليه
السلم الذي ولد عام 148هـ! فهذا يدلّ إما على النقطاع ف السند أو كذب ف الرواية.
وكلها يعل السند ضعيفا ل يكن الوثوق به.
الديث الثامن والمسون :منقو ٌل من غي سند عن «التفسي النسوب إل المام السن
ل عن أن مت الديث الطويل
العسكري» الذي ذكرنا مرارا أنه كتابٌ منحو ٌل موضوعٌ ،فض ً
يتضمّن مطالب واضحة البطلن تنضح منها علمات الوضع ،كحكايته عن رجل من شيعة عليّ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 82 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يأت يوم القيامة وقد وضع له ف كفّة سيئاته من الثام ما هو أعظم من البال الرواسي والبحار
السيارة وليس عنده حسنة واحدة! (وليت شعري كيف ُيعَدّ مثل هذا الجرم الثيم من شيعة
علي؟!) ،ومع ذلك ُت ْغفَرُ له كل ذنوبه عندما َيهَبُ ُه عليّ عليه السلم ثواب َن َفسٍ من أنفاسه ليلة
ل عَلَيه وَآلِهِ)!! وغي ذلك من التّرّهات غي الستغربة من مثل ذلك مبيته ف فراش النبّ (صَلّى ا ُ
الديث اللفّق الكذوب.
الديث التاسع والمسون :منقول عن تفسي العياشي «عن أسباط قال :قلت لب عبد ال
عليه السلم :قوله ل يقبل ال منه صرفا ول عدلً ،قال :الصّرْفُ النافلة والعدل الفريضة».
قلتُ :بّينّا فيما سبق أن العياشي ضعيف ف الرواية ،فضلً عن أن موضوع هذه الرواية ل
علقة له بسألة الشفاعة الت نتكلم عنها.
الديث الستون :منقول كذلك عن تفسي العياشي عن أبان بن تغلب قال« :سعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :إن الؤمن ليشفع يوم القيامة لهل بيته فيشفع فيهم حت يبقى خادمه فيقول
فيفع سبابتيه يا رب خويدمي كان يقين الرّ والبد فيشفع فيه».
ل عن النقطاع ف سنده فل تقوم به حجة.قلتُ :فيه ما ف سابقه من ضعف العيّاشي ،فض ً
أما متنه فإذا فهمنا الشفاعة هنا على معن استغفار الؤمن لخيه الذي يبّه فل إشكال ف هذا ،لنه
هو العن الصحيح للشفاعة كما بّينّا.
تلك كانت عمدة أحاديث الشفاعة الت جّعها الجلسي من كتب الرواية الختلفة ف كتابه
«بار النوار»/باب الشفاعة - ،وقد اكتفينا بستي منها لن بعضها الخر ليس بديث والبعض
ل سند له ،-وكما لحظنا ل يوجد بينها حديث صحيح واحد ،كما أن كثيا منها يتضمن
قصصا وخيالت عجيبة ملفّقة مِ ْن نَسْجِ َخيَالِ ُروَا ٍة ُمضِلّي دجّالي أغواهم الشيطان فأبعدوا الناس
صلّى الُ
بأكاذيبهم هذه عن كتاب ال وجعلوا دين ال مهجورا وأغفلوا عن إنذارات رسول ال ( َ
عَلَيه وَآلِهِ) فجعلوها عدية الفائدة والثر فيهم با أمّلوهم من هذه الشفاعة لن ذنوبه وكبائره
كالبال الرواسي والبحار السيارة وليس له حسنة قط! ول حول ول قوة إل بال.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 83 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 84 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أمرا بجازاته وعقابه وليس لذا الزاء قاعدة ثابتة وإنا يضع لوى السلطان وما يراه من
الصلحة!.
)3عندما يتوسل مرتكب الرم بصاحب الاه والظوة لدى السلطان ويرجوه أن يشفع له
عند السلطان فإن صاحب الاه إذا عرف أن هذه الشفاعة فيها نفع له أكب من ِثقَل ترجّي
السلطان فإنه يشفع وإل لو شعر أن شفاعته لن تفيده ماديا ول معنويا فإنه يأب الشفاعة.
)4الشفيع الذي يتدخل ويتوسط للمجرم لدى السلطان عادةً ما يقدم للسلطان أعذارا
وتبيرات لا فعله الشفوع له ،أو يبي له أن من يشفع لجله ل يرتكب ف الواقع ذلك الرم
النسوب له ،أو أنه ارتكبه جهلً منه ودون قصد أو عن غي عمد ،أو يبي للسلطان أن هذا
الشفوع له وإن أجرم إل أنه ف مقابل ذلك له إيابيات فيها فائدة للسلطان وحكمه ،فا َلوْل
العفو عنه والستفادة منه ،فعندئذ يقتنع السلطان ويقبل الشفاعة ويعفو عن الشفوع له.
)5قبول السلطان لشفاعة الشفيع ينجم عادة عن عدم اطلعه الكامل على ما فعله الشفوع
له واحتماله القوي أو يقينه بأن ما يقوله الشفيع حول عدم تقصي الجرم أو استحقاقه العفو
صحيح ،أو أنه يقبل شفاعة الشفيع كي ل ييب أمله ول يغضبه ،إذ قد يكون لرفض شفاعته آثار
وتبعات سلبية تضر بالسلطان لذا فإنه يقبل وساطته تنبا لتلك التبعات.
)6نتيجة مثل هذه الشفاعة تكون عادةً ناة الجرم من العقاب الستحق عليه وبالتال فإن
الشفيع الذي نح ف مسعاه يظى لدى الناس باحترامٍ أكثر من السلطان إ ْذ يشعر الناس أنم
مدينون له وأنه يستحق التذلل له أكثر من السلطان ،لنم سيدركون أن السلطان ليس مبسوط
اليد ف بلده تاما وأن هناك من يؤثر على أحكامه وقدرته...
لذا فإن الجرمي ف مثل هذه الالة يرضون عن الشفيع أكثر من رضاهم عن السلطان وتقع
مبة الشفيع ف قلوبم أكثر لنه هو الذي حال دون تنفيذ العقاب بقهم!
والن أيها القارئ الكري ضع هذه النقاط الست للشفاعة أمامك وقارنا بإرادة خالق العال
ومشيئته الطلقة وقدرته وسلطانه الت ل حدّ لا ،وانظر هل من المكن القول بثل ذلك الفهوم
للشفاعة بق الباري عزّ وجلّ؟
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 86 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
هل ال تعال غي مطلع على أفعال عباده؟ هل نظام الليقة قائم على الوى أم على السنن
والقواني اللية الت ل تتخلّف؟ هل يتاج العباد لوسطاء وشفعاء لخاطبة ال تعال مع أنه القائل:
ستَجِيبُوا لِي وَلُْي ْؤ ِمنُوا بِي
ك ِعبَادِي َعنّي فَِإنّي َقرِيبٌ أُجِيبُ َد ْعوَةَ الدّاعِ إِذَا َدعَانِ فَ ْليَ ْ
﴿ َوإِذَا َسأَلَ َ
َلعَّلهُ ْم يَ ْرشُدُونَ ﴾ [البقرة.]186:
وهل الشفعاء الذين اخترعهم الغلة والاهلون لجل يوم القيامة باجة إل الجرمي
والستفادة منهم؟ وهل هم أرحم بلق ال من ال تعال!؟ هذا مع أنه حت النب ممد والمام علي
عليهما السلم اللذَين يعتقد أولئك القوم أنما رحاء بأتباعهم ومبي حبا جّا لشيعتهم ،مهما بلغ
مقدار مبتهما وشفقتهما لن يكون أكثر من قطرة ف بر رحة ال ومبته لعباده.
وهل يكن للشفعاء أيا كانوا أن ُيْثنُوا الَ عن حك ٍم اتذه َويَحْمِلُوهُ على تغييه؟! وهل ال
تعال يسب حسابا للشفعاء ويشى عدم إرضائهم!؟
إن القول بأي واحد ما سبق كفر وجهل بال ،تعال ال عما يقول الاهلون.
والطأ الخر ف مسألة الشفاعة هو أن القائلي با على ذلك النحو يتصورون أن نتيجة
الشفاعة هي النجاة من عذاب جهنم ودخول النة ،مثلما يصل ف الدنيا إذ أنه يصل ف الدنيا
أحيانا أن الجرم الذي يستحق العقاب يتم العفو عنه بعد شفاعة الشفيع صاحب النلة لدى
صاحب السلطة ،فينجو من العقاب ،وليس هذا فحسب بل قد يظى بالتقرّب من السلطان
فيصبح من جلسائه وذوي القام لديه ،وهذا وإن كان وقوعه ف الدنيا قليلً لكنه يصل أحيانا
خاص ًة عندما يكون الجرم صاحب كفاءات وملكات بارزة وشخصيّة قويّة ،فيقربه السلطان بعد
عفوه عنه وقد يعطيه منصبا وزاريا أو قد يرتقي به إل أعلى من ذلك.
ولكن مثل هذا التصوّر للشفاعة ل مكان له مطلقا ف يوم الحشر لن العذاب أو الثواب
الستحقان على العبد هنالك نتيجة حتميّة ودقيقة لعماله وللياقته وشخصيته فإن كان معذبا
فلجل ملكاته البيثة الت تكوّنَت ف نفسه نتيجة أعماله ،ومثل هذا لو سيق فرضا إل جنّات
الفردوس فلن يتلذذ بشيء منها ،مثله مثل الريض الذي فقد كل إحساس ف جهازه الضمي نتيجة
عطب ف ذلك الهاز إذا أعطوه طعاما لذيذا ليأكله لن يشعر بطعمه ولن يتلذذ به ،أو مثل الرجل
العني والعجوز الذي فقد كل قواه النسية حت ل يبق له حسّ اللمس ول البصر ما عساه أن
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 87 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يستفيد من رؤية الور العي وكيف سيتمتّع بنّ؟ إن الشفاعة ل يكن أن تضفي على الشفوع له
ي يتمتّعُ فيه بنعيمِ جّنةِ
كما ًل آنيّا ف ساعة واحدة وتبدّلَ ملكاته السيئة بكما ٍل ورق ّي معنو ّ
الرضوان ،وينطبق عليه مثل الشاعر بابا طاهر الذي يقول( :أمسيتُ كرديا وأصبحتُ عربيا)!
فليس ف كون ال مثل هذه الطفرات .إن إدراك مقام الرضوان اللي والسعادة والنعيم الخروي
يتاج إل مقام العبادة والرياضة ول يكن تصيل تلك الكمالت إل ف الدنيا كما قال أمي
ب ول عَمَلَ». ب وغَدا حِسَا ٌ الؤمني عليّ عليه السلم« :وإِ ّن اْليَ ْو َم عَمَلٌ ول حِسَا َ
إن دين السلم ل يؤمن بالتناسخ والياة الديدة على الرض بعد الوت كما ف البوذية
والبهية فل يكن تصيل مقام القرب والعروج نو الذات الحدية ف فرص الياة الديدة
التكررة بعد الوت بل هذه الياة الدنيا هي فرصة النسان الوحيدة لتحصيل الكمالت وتذيب
النفس والقرب من ال كما قال الشاعر:
دگر هرگز بعال در نيفت چه رفت از جهان يكباره رفت
أي :إذا رحلت عن العال رحلت نائيا ولن تعود بعدها أبدا إل الدنيا ثانيةً.
ُي ْؤ ِمنُونَ ﴾ [مري]39: ض َي الَمْ ُر َوهُمْ فِي َغفَْل ٍة َوهُمْ ل
قال تعالَ ﴿ :وأَن ِذ ْرهُمْ َيوْ َم الْحَسْ َرةِ إِذْ ُق ِ
وقالَ ﴿ :حتّى ِإذَا جَاءَ أَحَ َدهُ ُم الْ َموْتُ قَالَ رَبّ ارْ ِجعُونِ * َلعَلّي َأعْمَلُ صَاِلحًا فِيمَا تَرَ ْكتُ كَلّا
ِإنّهَا كَِل َم ٌة ُهوَ قَائُِلهَا َومِ ْن وَرَاِئهِ ْم بَرْ َزخٌ إِلَى َي ْومِ يُْب َعثُونَ ﴾ [الؤمنون.]100-99:
إن القام الخروي هو الدرجة نفسها الت وصل إليها النسان ف هذا العال ول يكن أن
تصل خلل لظة بسبب الشفاعة!.
وإذا كانت القامات والراتب العلمية ف الدنيا ل يكن الصول عليها بغتة وف لظة عن
طريق هبتها لشخص بل ل بد من سهر الليال وتعب السنوات وبذل الدّ والجتهاد للوصول إل
تلك الراتب ،فإنّ تصيل الراتب العنوية والدرجات الخروية أكثر أهية وصعوبة من تلك الراتب
العلمية ف الدنيا ،ول بدّ للحصول عليها من سنوات طويلة من العبادات وجهاد النفس ورياضتها،
وهذا ما تدل عليه آيات كثية ف القرآن الكري كقوله تعال:
َيعْمَلُونَ ﴾ [النعام]132: ك ِبغَافِ ٍل عَمّا
ت مِمّا عَ ِملُوا َومَا َربّ َ
﴿ وَِلكُلّ َدرَجَا ٌ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 88 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
سعَى ﴾ [النجم]39:
َ ﴿ َوَأنْ َلْيسَ ِللِنسَانِ إِلّا مَا
شكُورًا * كُلّا نُمِدّ﴿ َومَنْ أَرَادَ ال ِخ َرةَ َو َسعَى َلهَا َس ْعَيهَا َو ُه َو ُمؤْمِنٌ َفُأوَْلئِكَ كَا َن َس ْعيُهُ ْم مَ ْ
ضهُ ْم عَلَى
َهؤُل ِء َو َهؤُلءِ مِ ْن عَطَاءِ َربّكَ َومَا كَانَ عَطَاءُ َربّكَ مَحْظُورًا * انظُرْ َكيْفَ َفضّ ْلنَا َبعْ َ
ت َوأَ ْكبَ ُر َتفْضِيلًا ﴾ [السراء.]21-19: ض وَلَلخِ َرةُ أَ ْكبَرُ َدرَجَا ٍ
َبعْ ٍ
يُظَْلمُونَ ﴾ [الحقاف]19: ت مِمّا عَ ِملُوا وَِلُيوَّفيَهُمْ َأعْمَاَلهُ ْم َوهُ ْم ل
﴿ وَِلكُلّ َدرَجَا ٌ
خبِيٌ ﴾ [الجادلة:
َ ت وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُونَ
﴿ يَرَْفعِ اللّ ُه الّذِينَ آمَنُوا ِمْنكُ ْم وَالّذِينَ أُوتُوا اْلعِلْمَ دَرَجَا ٍ
.]11
جرِي
ت الْعُلى * َجنّاتُ عَ ْد ٍن تَ ْ
﴿ َومَ ْن َي ْأتِهِ ُم ْؤ ِمنًا َق ْد عَمِ َل الصّالِحَاتِ َفُأوْلَئِكَ َلهُمُ الدّرَجَا ُ
حِتهَا الَْنهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا َوذَلِكَ جَزَا ُء مَ ْن تَزَكّى ﴾ [طه.]76-75: مِ ْن تَ ْ
واليات الت تدل على هذا العن وأن درجات النة وإدراك لذاتا على قدر تزكية النفس
وكمالتا ومقدار السعي إل الخرة الذي قام به العبد ف الدنيا وعلى قدر درجة العلم بال الت
اكتسبها العبد ف الدنيا كثية وهي كلها تؤكد بوضوح ما ذكرناه بأن عال الليقة ليس اعتباطيا
ول طفرات فيه ،وحساب الخرة أدق بكثي من حساب الدنيا ،فإذا كان تقسيم الرزاق ف هذه
الدنيا بتقدير من ال فإ ّن مصي النسان ف عال الخرة رهي بسعيه وأعماله وما كسبته يداه:
ئ بِمَا كَسَبَ َرهِيٌ ﴾ [الطور.]21:
﴿ كُ ّل امْرِ ٍ
سَبتْ َرهِيَنةٌ ﴾ [الدثر.]38:
س بِمَا كَ َ
﴿ كُ ّل َن ْف ٍ
فحت لو فرضنا وجود شفاعة أخروية بالعن الذي يقولونه فل يكن الوصول عن طريقها إل
الدرجات العالية ف النة الت ل تصل إل بطي مقامات النسانية بواسطة العبادات والجاهدات.
إن هذا الكمال ل بدّ أن يصل ف نفس النسان بواسطة العلم والعرفان والسلم واليان
والحسان ول يصل ف لظة.
ومن العجب كيف يغفل النسان العاقل عن نفسه وعن الدف من خلقه ،مع أنه ف هذه
الدنيا كلما حصّل مقاما ل يقتنع به وسعى إل إحراز مقام أعلى وأفضل ،هذا مع أن مقامات
الدنيا ،أيا كانت ،فهي فانية وزائلة ول تعادل شيئا بالنسبة للخرة ،ولكن ذلك النسان بدلً من
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 89 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
سعيه إل كسب القامات الخروية الت تورثه السعادة البدية الت ل تزول يغ ّر نفسه بشفاعة من
ل ول شرعا بل هو من أوهام وخيالت ذلك النوع والفهوم الذي ل أساس له من الصحة ل عق ً
الغافلي ودسائس ومكر أعداء السلم الذين قادوا السلمي إل وضعهم التعيس الذي نراه!
إننا اليوم ل نرى أحكام السلم الت فيها قوام حياة السلمي وعزّتم مطبقة بينهم ،لسيما
فريضة الدفاع عن حياض الدين والهاد وإقامة الكومة السلمية واتاد السلمي ،بل نرى
أعمالً وبدعا اخترعها الغلة والدجّالون واعتبوها من أفضل العمال ف حي أن ضررها واضح
حيَاةِ ال ّدْنيَا َوهُمْ
للعيان ،قال تعال ﴿ :قُ ْل هَ ْل ُننَّبُئكُ ْم بِالَخْسَرِينَ َأعْمَالًا * الّذِينَ ضَ ّل َس ْعُيهُمْ فِي الْ َ
صْنعًا ﴾ [الكهف.]104-103: سنُونَ ُ سبُونَ َأّنهُ ْم يُحْ ِ
يَحْ َ
ب الي وإرادته فحقيقة الشفاعة هي ما ذكرناه من قبل من أن اللئكة الجبولي على ح ّ
للمؤمني ،يستغفرون لم كما قال تعال ﴿ :الّذِينَ يَحْمِلُو َن اْلعَ ْرشَ َومَنْ َحوْلَهُ يُسَبّحُو َن بِحَ ْمدِ
َرّبهِ ْم َوُيؤْ ِمنُو َن بِ ِه َويَسَْت ْغفِرُونَ ِللّذِينَ آ َمنُوا َرّبنَا َوسِ ْعتَ كُ ّل َشيْءٍ َرحْ َم ًة َوعِلْمًا فَاغْفِرْ ِللّذِي َن تَابُوا
ب الْجَحِيمِ ﴾ [غافر ،]7:وبعضهم يطلب الي لميع أهل الرض ك وَِقهِ ْم عَذَا َ وَاّتَبعُوا َسبِيلَ َ
سَتغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الَ ْرضِ حمْدِ َرّبهِ ْم َويَ ْ
سبّحُونَ بِ َ
ويستغفرون لم كما قال تعال ﴿ :وَالْمَلئِ َك ُة يُ َ
أَل ِإنّ اللّ َه ُهوَ اْل َغفُورُ الرّحِيمُ ﴾ [الشورى ،]5:ولكن هذا الستغفار والشفاعة بق أهل الرض لن
ينفع جيع الناس بل لن ينتفع منه إل الذين رضي ال عنهم كما قال تعال ﴿ :وَكَ ْم مِ ْن مَلَكٍ فِي
ت ل ُت ْغنِي َشفَا َعُتهُ ْم َشيْئًا إِلّا مِ ْن َبعْدِ َأنْ َيأْ َذنَ اللّهُ ِلمَ ْن يَشَا ُء َويَرْضَى ﴾ [النجم.]26: السّ َموَا ِ
ونلحظ ف آية استغفار حلة العرش للمؤمني تصريا واضحا بأن الذين سيستحقون النجاة
هم الذين آمنوا وتابوا واتبعوا سبيل ال وصلحوا هم وآبائهم وأزواجهم وذرياتم فالدار أولً
حمْدِ َرّبهِمْ سبّحُونَ بِ َ ش َومَنْ َحوْلَ ُه يُ َ حمِلُونَ اْلعَ ْر َ
وآخرا على اليان والتوبة والصلح ﴿ :الّذِي َن يَ ْ
َوُيؤْ ِمنُو َن بِ ِه َويَسَْت ْغفِرُونَ ِللّذِينَ آ َمنُوا َرّبنَا َو ِس ْعتَ ُك ّل شَيْءٍ َرحْ َم ًة َوعِلْمًا فَا ْغفِرْ ِللّذِي َن تَابُوا وَاّتَبعُوا
ت عَ ْدنٍ اّلتِي َوعَ ْدَتهُم َومَنْ صََل َح مِ ْن آبَائِهِمْ ب الْجَحِيمِ * َرّبنَا َوأَدْخِ ْل ُهمْ َجنّا ِ ك وَِقهِ ْم عَذَا َ َسبِيلَ َ
حكِيمُ ﴾ [غافر.]8-7: َوأَ ْزوَا ِجهِمْ وَذُ ّريّاِتهِمْ ِإنّكَ َأْنتَ اْلعَزِي ُز الْ َ
ل عَلَيه وَآلِهِ) بالشفاعة لمته أي أن يستغفر
صلّى ا ُ
ومن الدير بالذكر أنه كما أُمر النب ( َ
لم ويطلب الرحة لم فإن اللئكة أيضا تستغفر للنب لنا تستغفر لميع الؤمني بل لميع أهل
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 90 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ل عَلَيه وَآلِهِ) منهم ،وكذلك أُمرت اللئكة أن تصلي على النب بشكل الرض وهو (صَلّى ا ُ
خاص ،ومعلومٌ أن الصلة معناها طلب الرحة وعلوّ الدرجة ،كما قال تعالِ ﴿ :إنّ اللّهَ َومَلِئكَتَهُ
سلِيمًا ﴾ [الحزاب ،]56:والؤمنون كذلك ُيصَلّو َن عَلَى الّنبِ ّي يَاَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا صَلّوا عََليْ ِه َوسَلّمُوا تَ ْ
ل عَلَيه وَآلِهِ)« :إن رب قد وعدن مأمورون بالصلة على النب ،ولذلك ورد عن النب (صَلّى ا ُ
درجة ل تُنال إل بدعاء أمت»(.)1
إذن الشفاعة وطلب الرحة والغفران الذي تقوم به اللئكة من غي حلة العرش لعامة أهل
الرض ل يشمل إل من كان قابلً للشفاعة ومستحقا للغفران ومثل هذه القابلية والستعداد إنا
تصل لدى الفراد من كل جيل لكل من يطوي مقامات القرب من ال وهذا المر يتكرر على
الدوام لذا جاء التعبي ف الية الذكورة سابقا بصيغة الضارع ﴿ وَكَ ْم مِ ْن مَلَكٍ فِي السّ َموَاتِ ل
ُتغْنِي َشفَا َعُتهُمْ شَْيئًا إِلّا مِ ْن َبعْدِ أَ ْن َيأْ َذنَ اللّهُ لِ َم ْن يَشَا ُء َويَرْضَى ﴾ [النجم.]26:
فهذه هي حقيقة الشفاعة الت عرضناها ف الصفحات السابقة وبينا أنا ذلك الستغفار
والدعاء ذاته الذي تقوم به اللئكة ويقوم به النب للمؤمني أو يقوم به الؤمنون لبعضهم بعضا
ضيَ لَهُ َقوْلًا ﴾ [طه:
شفَا َعةُ إِلّا مَنْ َأ ِذنَ لَهُ الرّ ْحمَ ُن وَرَ ِ
وكل ذلك منوط بإذن الَ ﴿ :يوْ َمئِ ٍذ ل تَنفَعُ ال ّ
.]109
فالشرط الهم لقبول الشفاعة أن يكون ال قد أذن با سابقا ف الدنيا للملئكة والنب
والؤمني ،لذا جاء الذن بصيغة الاضي ،وهو الذن الذي أذنه ال للملئكة وأشار إليه ال تعال
بقولهَ ﴿ :ويَسَْت ْغفِرُونَ ِللّذِينَ آ َمنُوا ﴾ ،كما أذن به للنب وهو ما أشار إليه ف مواضع عديدة من
كتابه كقوله تعال:
ت وَاللّ ُه َيعَْل ُم ُمتَقَّلَبكُمْ
﴿ فَاعَْلمْ َأنّهُ ل إِلَهَ إِلّا اللّ ُه وَا ْسَت ْغفِرْ لِ َذْنبِكَ وَلِ ْل ُم ْؤ ِمنِيَ وَالْ ُم ْؤ ِمنَا ِ
َومَْثوَاكُمْ ﴾ [ممد.]19:
() ل أجد هذا الديث بذا اللفظ ،ولكن هناك حديث صحيح معناه قريب منه وهو ما رواه المام أحد ف مسنده ( 1
صلّى
( )3/83وصحّحه اللبان ف«صحيح الامع الصغي ( »)7151عن أب سعيد الدري رضي ال عنه عن النب ( َ
الُ َعلَيه وَآلِ ِه َو َسلّمَ) قال ﴿ :الوسيلة درجة عند ال ليس فوقها درجة فسلوا ال أن يؤتين الوسيلة ﴾ وروي بلفظ﴿ :
إن الوسيلة درجة عند ال ليس فوقها درجة فسلوا ال أن يؤتينيها على اللق يوم القيامة ﴾ رواه السيوطي ف الامع
الصغي وحسّنه اللبان ف «صحيح الامع الصغي (( .»)1988الترجم)
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 91 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
رَحِيمٌ ﴾ [النور]62: وقوله سبحانه ﴿ :وَا ْسَت ْغفِرْ َلهُمُ اللّهَ ِإنّ اللّ َه َغفُورٌ
رَحِيمٌ ﴾ [المتحنة]12: وقوله تعالَ ﴿ :فبَايِ ْعهُ ّن وَاسَْت ْغفِرْ َلهُنّ اللّهَ ِإنّ اللّ َه َغفُورٌ
وهو ما قام به خليل ال إبراهيم عليه السلم عندما دعا قائلًَ ﴿ :رّبنَا اغْفِرْ لِي وَِلوَالِدَيّ
ي َي ْومَ َيقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم]41:
وَلِلْ ُم ْؤ ِمنِ َ
وكذلك ما قام به حضرة نوح عليه السلم من دعائه لنفسه ووالديه والؤمني كما ف قوله
ت وَل تَزِدِ
ي وَالْ ُم ْؤمِنَا ِ
ي وَلِ َمنْ دَ َخ َل َبيِْتيَ ُم ْؤ ِمنًا وَلِلْ ُم ْؤ ِمنِ َ
تعال عنه ﴿ :رَبّ ا ْغفِرْ لِي وَِلوَالِدَ ّ
الظّالِمِيَ إِلّا َتبَارًا ﴾ [نوح]28:
فكل هذه الدعية وطلب الغفران الذي يقوم به النبياء هو نفس الشفاعة الت أذن با ال
والت ستنفع الؤمني الذين يرتضيهم ال ،أما غي الؤمني فلن ينتفعوا منها بشيء ،وهو معن أكدته
عديد من اليات الت بينت أن استغفار اللئكة والنبياء لن كانوا من النافقي أو من كانوا من
العصاة الصرين على آثامهم الظالي لنفسهم لن تنفعهم شيئا ،ومن ذلك قوله تعالَ ﴿ :سوَاءٌ
سقِيَ ﴾ سَتغْفِرْ َلهُمْ لَ ْن َيغْفِرَ اللّهُ َلهُمْ إِنّ اللّ َه ل َيهْدِي اْل َقوْ َم اْلفَا ِ
عََلْيهِمْ َأسَْت ْغفَرْتَ َلهُمْ َأمْ لَ ْم تَ ْ
ي مَ ّرةً فَلَ ْن َي ْغفِرَ
سَت ْغفِرْ َلهُ ْم َسْبعِ َ
[النافقون ،]6:وقوله سبحانه ﴿ :اسَْت ْغفِرْ َلهُمْ َأ ْو ل تَسَْت ْغفِرْ َلهُمْ ِإنْ تَ ْ
ك ِبَأّنهُمْ َكفَرُوا بِاللّ ِه وَ َرسُولِ ِه وَاللّ ُه ل َيهْدِي الْ َق ْو َم الْفَا ِسقِيَ ﴾ [التوبة.]80: اللّهُ َلهُمْ ذَلِ َ
ب عَنْ ِإبْرَاهِيمَ ال ّر ْوعُ
ولذا ند أن شفاعة إبراهيم لقوم لوط ل تُقبَل ،قال تعالَ ﴿ :فلَمّا َذهَ َ
ض عَ ْن هَذَا وَجَا َءتْ ُه الْبُشْرَى يُجَادُِلنَا فِي َق ْومِ لُوطٍ * ِإنّ ِإبْرَاهِيمَ َلحَلِيمٌ َأوّا ٌه ُمنِيبٌ * يَاِإبْرَاهِيمُ َأعْ ِر ْ
ب َغيْ ُر مَرْدُودٍ ﴾ [هود.]76-74: ك َوِإّنهُ ْم آتِيهِ ْم عَذَا ٌ
ِإنّهُ َقدْ جَاءَ َأمْرُ َربّ َ
جبَا ِل َونَادَى نُو ٌ
ح وشفاعة نوح لبنه ل تُقبل ،قال تعالَ ﴿ :وهِ َي تَجْرِي ِبهِمْ فِي َموْجٍ كَاْل ِ
اْبنَ ُه وَكَانَ فِي َمعْزِ ٍل يَاُبنَيّ ارْكَب ّم َعنَا وَل َتكُ ْن مَ َع اْلكَافِرِينَ * قَا َل سَآوِي إِلَى َجبَ ٍل َيعْصِ ُمنِي مِنَ
الْمَاءِ قَا َل ل عَاصِ َم اْلَيوْ َم مِنْ َأمْرِ اللّهِ إِلّا مَنْ َرحِ َم وَحَا َل َبيَْنهُمَا الْ َموْجُ َفكَانَ مِ َن الْ ُمغْرَقِيَ * وَقِيلَ
ي وَقِي َل ُبعْدًا ت عَلَى الْجُودِ ّ ضيَ ا َلمْ ُر وَاسَْتوَ ْيَاأَ ْرضُ ابَْلعِي مَا َء ِك َويَاسَمَاءُ أَقِْلعِي َوغِيضَ الْمَا ُء وَُق ِ
لِ ْل َق ْومِ الظّاِلمِيَ * َونَادَى نُوحٌ َربّهُ َفقَالَ رَبّ ِإنّ اْبنِي مِنْ َأهْلِي َوإِ ّن َوعْ َدكَ الْحَقّ َوأَْنتَ َأ ْحكَمُ
ك بِ ِه عِلْمٌ ِإنّي سأَلْنِ مَا َلْيسَ لَ َ الْحَاكِمِيَ * قَا َل يَانُوحُ ِإنّهُ َلْيسَ مِنْ َأهْلِكَ ِإنّهُ عَمَ ٌل َغيْرُ صَالِحٍ فَل تَ ْ
َأعِظُكَ َأ ْن تَكُونَ مِ َن الْجَاهِلِيَ * قَالَ رَبّ ِإنّي َأعُو ُذ بِكَ أَنْ َأ ْسأَلَكَ مَا َلْيسَ لِي بِ ِه عِلْ ٌم َوإِلّا َت ْغفِرْ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 92 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 93 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 94 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
خلصة بث الشفاعة
-1إن مسألة الشفاعة بالصورة الت راجت بي أمة السلم عموما وف مذهب الشيعة
خصوصا ل أساس لا من الشرع ول العقل ومن اليقي أنا سرت إل السلمي من اللل والنحل
السابقة ،ومن شأن التحقيق ف تلك اللل والديان أن يكشف هذه القيقة ويؤكد هذا الطلب.
-2إن الشفاعة بالصورة الت فُهمت لدى العامة هي من طراز وكيفية شفاعة القربي
للسلطي البارين الذين يقوم حكمهم على إرادتم الستبدة وتنفيذ غضبهم وشهوتم الظالة
ب العالي الكيمة ومشيئته العالة
والاهلة ،ول تتناسب ل من قريب ول من بعيد مع إرادة ر ّ
وسنته العادلة ،وتصور مثل تلك الشفاعة بق خالق العال وصانعه الكيم ناية الهل بال كما
سبق وأوضحناه.
-3معظم آيات الشفاعة ف القرآن الكري جاءت ردّا ودفعا للعقائد الاهلية الت كانت
رائجة قبل السلم لسيما بي العرب الشركي عبّاد الوثان والجوس وأتباع فلسفة اليونان
القائلي بتعدد اللة والرباب السيّرين لنظام الليقة والذين لديهم قدرة ومشيئة خاصة بم مثل إله
الريح والطر وإله الرب والسلم وإله القحط والصوبة وإله الرض والصحة وغي ذلك وكلٌ له
سلطانه وعزّته واحترامه ومقامه لدى الله الواحد الكبي توّلم أن يطلبوا منه إيصال النفع لفلن
وفلن من العبيد الذي تقرّب إليهم وطلب الشفاعة منهم ،فيقبل الله الكبي شفاعة تلك اللة،
وينجز تلك الطلبات الت كانت ف الواقع طلبات دنيوية لن الشركي َزمَنَ نزول القرآن ل يكونوا
يؤمنون بالخرة فعبادتم لللة رجاء شفاعتها كان هدفه تقيق رغباتم ومصالهم الدنيوية،
والتأمل بدقّة ف آيات القرآن الكرية يوضّح هذا العن لطالب القيقة كما أوضحناه.
-4إن آيات الشفاعة الت تشي إل أنه ثة شفاعة أذن با ال تعال أو يأذن با يوم القيامة
وسينتفع با الؤمنون الذين ارتضى ال الشفاعة بقّهم ،إنا تشي إل شفاعة ملئكة السماء
والنبياء والؤمني لسائر الؤمني بواسطة الستغفار لم وطلب الرحة لم ومثل هذه الشفاعة كما
شرحناه سابقا لا أصول وشروط أولا أن يكون الشخص الشفوع له مستحقا وجديرا بشفاعة
ب والؤمني له ،أي أن يكون مُوحدا مرضيا لِـلّه، اللئكة واستغفارهم له وأهلً لشفاعة الن ّ
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 95 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وثانيا :أن يأذن ال تعال بالستغفار له ،وثالثا أن تتم هذه الشفاعة والستغفار أثناء حياة ذلك
الشخص ف هذا العال وإل فيوم القيامة يومٌ ل بي ٌع فيه ول خّل ٌة ول شفاعةٌ ،أي أن أثر تلك
الشفاعة واستغفار اللئكة والنبيي للمؤمني ف حال حياتم ف الدنيا ينعكس ف الخرة الت
تتجسّم فيها العمال وينتفع با الؤمنون الوحّدون كما يفيده قوله تعالَ ﴿ :ي ْو َمئِذٍ ل تَنفَعُ
ضيَ لَهُ َقوْلًا ﴾ [طه .]109:فاليات الت تتحدث عن الشفاعة الشّفَا َعةُ إِلّا مَنْ أَ ِذنَ لَهُ الرّحْمَ ُن وَ َر ِ
والذن با يوم القيامة ل تشي بالضرورة إل وقوع الشفاعة مدّدا ف القيامة بل تشي إل نفعها أو
عدم نفعها ف ذلك اليوم.
-5جيع الحاديث الت جاءت ف كتب الرواية ف باب الشفاعة الخروية الشاملة مدوشةٌ
متنا وغي صحيحة سندا بل ضعيفة متهافتة كما م ّر تفصيله.
-6من الؤكد أن الدافع وراء توسيع موضوع الشفاعة والبالغة با على ذلك النحو الرائج
هو سعي الغلة وأعداء السلم لرف السلمي عن قرآنم وإنذاراته وتسهيل باب الفسق
والفجور والنماك ف الشهوات عليهم لضعافهم وإيقاف انتشار دين السلم لن المة الت
ينتشر فيها الكسل والتباهي والغرور تسي نو النطاط فيصل بذلك أولئك العداء إل هدفهم!.
-7إن دعاة السوء الاهلون ينشطون ف منابرهم ف نشر وإشاعة ذلك الفهوم الباطل
للشفاعة مدفوعي من قبل أعداء السلم سواء علموا بذلك أم ل يعلموا ،ويستفيدون بذلك إقبال
العامة عليهم لا َي ْلقَى هذا الفهوم لدى العامة من استقبال كونه مبّبا إل نفوسهم منسجما مع
روح الطمع والطبيعة اليوانية فيهم ،وإل فإن أدن تعقّل وتفكّر وتدبّر ليات القرآن تبيّن فساد
ذلك العن وحقيقة الشفاعة التوحيدية.
-8الشفاعة الت يبينها القرآن الكري ل تبعث على الغرور والتجرّؤ على العاصي كما هو
شأن التصوّر الشوّه للشفاعة بل على العكس هي بد ذاتا أفضل وسيلة لتربية النسان وترقيّه
الروحي وبث روح خشية ال فيه وتشجيعه على العمال الصالة ،ولّا كانت هذه النقطة مهمة
جدا فإننا نوضحها فيما يلي بزيد من الشرح والتفصيل:
ص ًة يوم
ف الكتاب الجيد السماوي لدين التوحيد كل الول والقوة والرادة والشيئة وخا ّ
القيامة متصة بالِـله ربّ العاليِ مالك يوم الدين وحده ،ول تأثي ول ُق ّو َة ول ُحكْمَ لحد من
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 96 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الخلوقات سواء كانوا من اللئكة القربي أم من النبياء الرسلي أم من الولياء الصالي ف ذلك
اليوم ،ل بل حت ل يرؤ أحدُ على قول كلمة ف مضر ال إل بعد أن يأذن ل يشاء من يقول
صفّا ل يََتكَلّمُونَ إِلّا مَنْ أَ ِذنَ لَهُ ح وَالْمَلئِ َكةُ َ
قولً صوابا كما قال سبحانهَ ﴿ :ي ْومَ يَقُومُ الرّو ُ
ختِ ُم عَلَى أَ ْفوَا ِههِ ْم َوُتكَلّ ُمنَا
صوَابًا ﴾ [النبأ ،]38:ويقول عن ذلك اليوم ﴿ :اْلَيوْ َم نَ ْ الرّحْ َم ُن وَقَالَ َ
سبُونَ ﴾ [يس.]65: شهَدُ أَرْ ُجُلهُ ْم بِمَا كَانُوا َيكْ ِ
َأيْدِيهِ ْم َوتَ ْ
ط وعد الشفاعة يوم القيامة لي أحد من عباد ال من النس سواء
ففي منطق القرآن ل يُع َ
كانوا من النبياء أو الئمة والصالي ،ل بل أكثر من ذلك لقد جاء ف القرآن ر ّد شفاعة بعض
النبياء لقربائهم كر ّد شفاعة نوح لبنه ورفض شفاعة إبراهيم لبيه وشفاعته لقوم لوط ورفض
شفاعة الرسول الكرم لبعض أقربائه أو صحبه من كان من النافقي.
أما الشفاعة الت يصرّح با القرآن فهي عبارٌة عن بعض المور الت يقوم با بعض اللئكة
بتسيي بعض شؤون نظام الطبيعة بأمر ال وإذنه وتقديره ،كما هي عبارة عن استغفار اللئكة من
حلة العرش للمؤمني واستغفار سائر اللئكة لهل الرض أجعي لا جبلوا عليه ف طبيعتهم
اللكوتيّة من الي الحض ،وهو طلب للغفران أي شفاعةٌ لن تنفع إل أصحاب الستحقاق
الديرين با من عباد ال الذين رضيها ال لم وأذن با ف حقهم ﴿ :وَكَ ْم مِ ْن َملَكٍ فِي السّ َموَاتِ
ل ُتغْنِي َشفَا َعُتهُمْ َشْيئًا إِلّا مِ ْن َبعْدِ َأ ْن َيأْ َذنَ اللّهُ لِ َم ْن يَشَاءُ َويَرْضَى ﴾ [النجم.]26:
والشفاعة الت يُثبتها القرآن للبشر من بن آدم هي ذات الستغفار أي طلب الرحة وغفران
الذنوب الذي يقوم به النبياء للمؤمني أو يطلبه الؤمنون ويدعون به لبعضهم البعض ،وتعود
بركته على الستحقي له الديرين به يوم القيامة.
وأثر اليان بثل هذه الشفاعة أن يسعى الؤمنون -خلل حياتم الدنيوية من خلل اليان
والعمال الصالة والخلق الفاضلة -ف أن يكونوا أهلً لذلك الستغفار وجديرين بدعاء النب
والؤمني بالغفران لم ،أي يسعون أن يكونوا مرضيي ل تعال ،ل أن يغتروا بشفاعةٍ مطلقة
يستفيد منها كل واحد مهما فعل فيستسهلوا النغماس ف أودية الفسق والفجور وإشباع
الشهوات وارتكاب الحرمات فيستحقون العذاب اللي البدي وينالون الذلّ ف الدنيا والخرة
كما هو مشهود!.
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 97 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وأثر اليان بذه الشفاعة التوحيدية هو أن يعرف الؤمن أن ل معبود ف عال الوجود سوى
ال الواحد الحد ،فل ُيوَلّون وجوههم شطر أندا ٍد وأولياء شركاء ل بوصفهم شفعاء عنده ،كما
كان يفعل الشركون من قبل ،بل يتجهون بكل قلوبم وأرواحهم لذات الواحد الحد الذي بيده
خفَى عَلَى اللّ ِه ِمْنهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الشفاعة جيعا وله الكم له وحده ﴿ َيوْ َم هُ ْم بَارِزُو َن ل يَ ْ
الَْي ْومَ لِلّ ِه اْلوَا ِح ِد الْ َقهّارِ ﴾ [غافر ،]16:فيكونون موحدين حقيقيي ل يدعون إل ال ول يلتجئون إل
إليه ول يشركون بعبادة ربم أحدا كما قال تعال ﴿ :فَمَنْ كَا َن يَرْجُوا ِلقَاءَ َربّهِ فَ ْلَيعْمَ ْل عَ َملًا
صَالِحًا وَل يُشْ ِر ْك ِب ِعبَا َدةِ َربّهِ أَ َحدًا ﴾ [الكهف.]110:
وأثر تلك الشفاعة التوحيدية أيضا أن يسعى كل فردٍ لللتزام بأوامر الشرع ومعاملة الناس
معاملة تعل النب والؤمني يستغفرون له ويطلبون له العفو والرحة من صميم قلبهم لنم كانوا
راضي عن عشرته وسلوكه ف الدنيا فعندئ ٍذ تشمله شفاعة النب والؤمني الت تنفعه ف الخرة
فتوجب ناته أو تفيف العذاب عنه أو رفع درجاته ف حي أن مثل هذه الشفاعة التوحيدية لن
عةُ الشّا ِفعِيَ ﴾ [الدثر:
تنفع الجرمي ول الكفار ول الشركي كما قال تعالَ ﴿ :فمَا َتنْ َف ُعهُ ْم َشفَا َ
.]48
أجل مثل هذه الشفاعة توجب رقيّ النفس وعلوّ روح الؤمني وتعلهم لئقي لجالسة
الؤمني والصالي يوم القيامة ،وهي منسجمة مع منطق القرآن والعقل والوجدان وما عدا ذلك
كله ليس سوى إلقاءات من الشيطان وخداع من العداء.
حمْدُ لِلّ ِه الّذِي هَدَانَا ِلهَذَا َومَا ُكنّا ِلَنهْتَدِيَ َلوْل َأنْ هَدَانَا اللّهُ ﴾ [العراف ]43:والسلم
و﴿ الْ َ
علينا وعلى عباد ال الصالي.
حيـدر علـي قلمـداران
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 98 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
تم تحميل المادة من موقع- 99 -
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 100
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
)28علي بن إبراهيم القمي ،تفسي القمي ،ط ،3قم :مؤسسة دار الكتاب1404 ،
هـ.
اجتهادات
موقع - 102
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بـحـــث حـــول
الغـــلو والغــــلة
الجزء الرابع من كتاب طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 103
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
حقّ ﴾ [النساء:
اْل َ ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ل َتغْلُوا فِي دِينِ ُكمْ وَل َتقُولُوا عَلَى ال ّلهِ إِلّا
]171
اجتهادات
موقع - 104
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ومقصودهم بأسرع وقت ،إل درجة أن معبودهم لو جُسّمَ أمامهم بصورة عجل لسرعوا إل
عبادته! لذلك كلّه نرى ف تاريخ الديان أن الدّين الذي نح ف جلب أكثرية الناس هو ذلك
الذي طرح معبودا بصورة مسوسة وملموسة كما فعل السامريّ عندما صنع عجلً ذهبيا له ُخوَارٌ
فخطف بذا العمل النجاحَ من موسى كليم ال وتكّن من جذب أتباع موسى إل عبادة العِجْل.
ولذا السبب بالذات يسعى بعض الفراد إل الستغلل السيئ للطاقة القوية لعتقادات أكثرية
الناس والستفادة منها على نو غي مشروع ،فيصنعون معبودات وينجحون ف هذا الطريق! أما
النبياء العظام والولياء الكرام دُعاة التوحيد الالص الذين يسعون ف خلص الناس وتكميل
نفوسهم وناتم فإنم غالبا ما يُغَلبُون ،لن الكثرية تعجز عن تلقي حقائق الدين العالية وتوحيده
الالص التامّ ،كما قال تعالَ ﴿ :ومَا ُي ْؤمِنُ أَ ْكثَ ُرهُ ْم بِاللّهِ إِلّا َوهُ ْم مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف.]106:
والعلّة الثالثة لظهور الغُُل ّو وانتشار الرافات أن النبياء الختارين الذين يصطفيهم ال من بي
جيع بن آدم ويبعثهم لداية البشر ،يتميزون عاد ًة بقدرات فكرية وِقوَى علميّة وشائل أخلقية
عالية يفوقون فيها سائر أفراد البشر ،كما أن ال ينحهم -لجل تأييد نبوتم -تصرفات ف
المكنات من خرق العادات وإظهار العجزات ،ما يعل الناس ،الذين غالبيتهم بضاعتهم مزجاة ف
معرفة عالَم الكون ،ل يتحمّلون رؤية تلك اليات ،وَبدلً من أن يؤمنوا بصاحب القدرة والنعم
الذي أظهر تلك العجزات على أيدي النبياء ويسلّموا بأن النبياء والولياء عبادٌ لِـلّهِ بشرٌ
كسائر البشر ارتقوا إل تلك القامات والرتب بفضل طاعتهم لِـلّهِ وإخلصهم ف عبوديته ،وأن
ال تعال ينح الطيعي ثوابا ل ح ّد له وُينْزِل بالعاصي الجرمي عذابه ،وأنه أراد إظهار تلك
شهُم تلك القوى العجزات على أيديهم إلزاما للحجة وإتاما للنعمة ،أقول بدلً من ذلك تُ ْدهِ ُ
سحَرُون با ويستنتجون منها خطأً أن أصحابا ذوي والدرجات العالية والعجزات الباهرة فيُ ْ
صفات إلية فيقعون ف الغُُل ّو والنراف وتدخل من هذا السبيل كثي من الرافات.
ب العالي عموم أهل الكتاب التديني بدين ساوي ولعل هذا السبب يوضح لاذا اختار ر ّ
وشرعة إلية والؤمني بوحيٍ ورسالة ،من بي جيع أمم بن آدم ،ليعاتبهم ويعلهم مستحقي
م وَل َتقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلّا الْحَقّ ﴾ [النساء:
لطابه فيقول لم ﴿ يَاَأهْ َل الْ ِكتَابِ ل َتغْلُوا فِي دِينِكُ ْ
.]171
اجتهادات
موقع - 106
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وإذا راجعنا تاريخ الديان السابقة وطالعنا كتبهم السماوية لرأينا أن كثيا منهم وقعوا ف
الغُُلوّ والرافات فغلوا ف أولياء دينهم وبد ًل من اتّباعهم والعمل بتعاليمهم هاموا عشقا بم
وتصوروهم أبناءً لِـلّ ِه ومتصرفي ف عال الليقة ،وبذا الغُُل ّو رأوا أنفسهم أعلى من غيهم
ورفعوا ذاتم كل يوم درجة أخرى وصاروا يرون أنفسهم ودينهم ،تبعا لذلك ،ف مقام أعلى من
سائر المم حت وصل بم المر أن يروا أنفسهم أبناءَ ال وأحبّاءَه وربّما وضعوا أولياء دينهم
موضع ال!!
مثل هذا الغُُل ّو وُ ِجدَ بي اليهود كما تشهد به التوراة والتلمود ،فقد جاء ف «سفر
س َيَتكَاثَرُو َن عَلَى سَ ْط ِح الَ ْرضِ َووُلِدَ َلهُمْ التكوين/الصحاح السادس»« :وَحَدَثَ َلمّا اْبتَ َدَأ النّا ُ
سهِ ْم ِمْنهُنّ
ج َذَبتْ َأنْظَارُ َأْبنَاءِ الِ إِلَى َبنَاتِ النّاسِ فَ َرَأوْا أَّنهُنّ َجمِيلتٌ فَاتّخَذُوا َلْنفُ ِ َبنَاتٌ2 ،انْ َ
سبَ مَا طَابَ َلهُمَْ3 .فقَالَ الرّبّ« :لَ ْن يَ ْم ُكثَ رُوحِي ُمجَاهِدا فِي ا ِلنْسَانِ إِلَى ا َلبَدِ. َزوْجَاتٍ حَ َ
ح َقبِ، ك الْ ِ
ُهوَ بَشَرِيّ زَائِغٌِ ،لذَلِكَ لَ ْن تَطُولَ َأيّامُهُ أَ ْكثَ َر مِ ْن ِمَئ ٍة َوعِشْرِي َن َسنَةً َفقَطْ»4 .وَفِي تِلْ َ
ت النّاسِ وَلَ ْدنَ َلهُمْ َأْبنَاءً ،صَا َر َهؤُلَءِ
ل عَلَى بَنَا ِ كَانَ فِي الَ ْرضِ َجبَابِ َرةٌَ ،وَبعْدَ َأنْ دَخَلَ َأْبنَاءُ ا ِ
شهُورِينَ ُمنْ ُذ اْلقِ َدمِ».جبَابِ َر َة الْمَ ْ
سهُ ُم الْ َ
الَْبنَاءُ َأنْفُ ُ
فنلحظ أن ف هذه اليات من التوراة اعتُب الؤمنون أبناء ال وأنم غي سائر الدميي.
وف الصحاح الرابع من سفر الروج/فقرة َ« :22فَتقُولُ ِلفِ ْر َع ْونََ :هكَذَا َيقُولُ الرّبّ:
ِإسْرَائِي ُل ابْنِي الِْبكْرُ.».
وف الصحاح الول من سفر أيوب6« :وَكَانَ ذَاتَ َي ْومٍ أَنّهُ جَاءَ بَنُو الِ ِليَ ْمثُلُوا َأمَامَ الرّبّ
شيْطَانُ َأْيضَا فِي َوسَ ِطهِمْ ،».وف الصحاح 38من السفر ذاته جاءِ 7« :عنْ َدمَا تَ َرنّ َمتْ وَجَاءَ ال ّ
صبْ ِح مَعا َو َهتَفَ جَمِي ُع َبنِي الِ!».
َكوَا ِكبُ ال ّ
ت ابْنِيَ .أنَا
وف مزامي داوود/الزمور الثانِ7« :إنّي أُ ْخِب ُر مِنْ ِج َهةِ َقضَاءِ الرّبّ .قَالَ لِيَ :أنْ َ
ض مُلْكا لَكَ ».صيَ الَ ْر ِ ك َوأَقَا ِ الَْي ْومَ وَلَ ْدتُكَِ8 .ا ْسأَلْنِي َفُأعْ ِطيَكَ ا ُلمَ َم مِيَاثا لَ َ
فكما قلنا رغم أن اليهود قالوا ف بداية المر أن عزيرا ابن ال إل أن هذه العقيدة توسعت
تدرييا حت اعتب مبتدعو عقيدة العزير ابن ال أنفسهم أيضا أبناءً لِـلّهِ ،وكما سنرى إن هدف
كثي من الغلة ف كل دين من غلوّهم بقّ نبّ ذلك الدين أو أوليائه الصالي أن يلصقوا أنفسهم
اجتهادات
موقع - 107
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 108
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
لا كان فيه من الصائص واليزات الفائقة إل أن العلة الصلية لذلك الغُُل ّو به وابتداع تلك الرافة
هي أن يُوجِدَ مترعو تلك العقيدة لنفسهم مقاما متميزا ومتفوّقا على سائر المم الخرى إل
ح ّد أنم أصبحوا يعتبون أنفسهم أبناءَ ال وأحباءَه.
وقد ردّ الُ تعال ادعاء اليهود والنصارى هذا وذمهم عليه فقال ﴿ :وَقَاَلتِ اْلَيهُو ُد وَالّنصَارَى
نَحْنُ َأْبنَاءُ اللّ ِه َوأَ ِحبّا ُؤهُ قُلْ فَِل َم ُيعَ ّذبُكُ ْم بِ ُذنُوبِكُ ْم بَلْ َأْنتُ ْم بَشَ ٌر مِمّنْ خََل َق َيغْفِرُ ِلمَ ْن يَشَا ُء َوُيعَذّبُ
ض َومَا بَْيَنهُمَا َوإَِليْهِ الْ َمصِيُ ﴾ [الائدة.]18: مَ ْن يَشَا ُء وَلِلّ ِه مُلْكُ السّ َموَاتِ وَالَ ْر ِ
أما دين السلم فقد نفى بكل صراحة وقطع ُبُنوّةَ أيّ كائنٍ لِـلّهِ تعال ،كما نقرأ ذلك ف
خذَ الرّحْ َم ُن وَلَدًا * َلقَدْ
عديد من آيات القرآن الكري كقوله تعال ف سورة مري ﴿ :وَقَالُوا اتّ َ
جبَا ُل هَدّا * َأنْ َد َعوْا لِلرّحْ َمنِ خ ّر الْ ِ
ِجْئتُ ْم َشيْئًا إِدّا * َتكَادُ السّ َموَاتُ يََتفَطّ ْر َن ِمنْهُ َوتَنشَ ّق الَ ْرضُ َوتَ ِ
ت وَالَ ْرضِ إِلّا آتِي الرّحْمَ ِن َعبْدًا وَلَدًا * َومَا يَْنَبغِي لِلرّحْ َمنِ َأنْ َيتّخِ َذ وَلَدًا * ِإنْ كُ ّل مَنْ فِي السّ َموَا ِ
خ َذ مِ ْن وَلَ ٍد ُسبْحَانَهُ إِذَا َقضَى َأمْرًا
﴾ [مري .]93-88:وقوله ف ذات السورة ﴿ :مَا كَانَ لِلّهِ َأنْ َيتّ ِ
فَِإنّمَا َيقُولُ لَهُ كُنْ َفيَكُونُ ﴾ [مري.]35:
ويكفي ف ذلك سورة الخلص الت يقرؤها كل مسلم عشر مرات ف صلواته الفروضة.
فل مال ف هذا الدين القدّس أن يُنسب النبياء والولياء إل بنوة ال .ولكن الغلة ف هذا الدين
أدخلوا مثل هذه العقيدة الت استقوها حتما من اليهودية أو النصرانية أو ربا كانوا أنفسهم يهودا
أو نصارى أسلموا وبقوا متأثرين بعقائدهم السابقة ،أقوال أدخلوها ف دين السلم ،بأسلوب
جديد ،هادفي من وراء ذلك إل أن يوجدوا لنفسهم من خلل غلوهم بنبيهم وأئمتهم ف الدين
مقاما متميزا على سائر الناس ،فخاطب ال تعال السلمي جنبا إل جنب ماطبة أهل الكتاب
مذرا إياهم من الغُُلوّ الذي وقع فيه أهل الكتاب فقال ﴿ :يَاَأهْ َل الْ ِكتَابِ ل َتغْلُوا فِي دِينِكُ ْم وَل
َتقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلّا الْحَقّ ﴾ [النساء ،]171:وقال ﴿ :قُ ْل يَاَأهْلَ اْل ِكتَابِ ل َتغْلُوا فِي دِينِكُ ْم َغيْ َر الْحَقّ
سبِيلِ ﴾ [الائدة.]77: ضلّوا عَ ْن َسوَاءِ ال ّ
وَل َتّتِبعُوا َأهْوَاءَ َق ْومٍ َقدْ ضَلّوا مِنْ َقبْ ُل َوأَضَلّوا َكثِيًا وَ َ
اجتهادات
موقع - 109
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 110
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وهو أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أب طالب ،وأظهر الباءة من أعدائه وكاشف
مالفيه وأكفرهم ،فمِ ْن ها هنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية ،ولا بلغ
ابن سبأ وأصحابه نعيَ عل ّي وهو بالدائن وقَ ِدمَ عليهم راكبٌ فسأله الناس ،فقال :ما خب أمي
الؤمني؟ قال :ضربه أشقاها ضربةً قد يعيش الرجل من أعظم منها ويوت من وقتها ،ث اتصل خب
ت يا عدو ال! لو جئتنا وال بدماغه ضربة ،فأقمت على قتله سبعي موته فقالوا للذي نعاه :كذب َ
عدلً ما صدّقْناك ،ولعلمنا أنه ل يت ول يُ ْقتَل ،وأنه ل يوت حت يسوق العرب بعصاه ،ويلك
الرض!».
ث أخذ سعد بن عبد ال الشعري يفصّل الكلم ف فرق الغلة ويبي عقائدهم إل قوله ف
الصفحة « :41فكان أول ما شرع لم تري التان!» إل قوله« :وزعموا أنه أحل لم اليتة ولم
النير!».
ويشرح تلك الطوائف الغالية الت تفرّقت من الشيعة وقالت بعقائد عجيبة غالية ،إضافةً إل
إضعافها للعتقادات السلمية وتضييعها لحكام اللل والرام ،حت يصل إل ذكر طائفة
«النصورية» من غلة الشيعة الت اعتقد أتباعها بأن آل ممد هم السماء والشيعة هم الرض وأول
خلق ال هو عيسى ث علي بن أب طالب عليه السلم ،وهذه العقيدة تبيّن بوضوح أن مترعها كان
مسيحيا ،إل أن يصل إل قوله« :واستحلّت جيع ما حرّم ال ،وقالوا ل يرّم ال علينا شيئا تطيب
به أنفسنا وتقوى به أجسادنا!!»...
وحت يصل إل وصف فرقة «الطّابية» الفرطي ف الغُُلوّ ويكتب عنهم« :فرقةٌ منهم قالت
أن جعفر بن ممد هو ال وأن أبا الطاب نبّ مرسلٌ أرسله جعفر وأمر بطاعته! وأباحوا الحارم
كلها من الزنا واللواط والسرقة وشرب المور ...ومن أتباع أب الطاب سُمّوا الخمّسَة لنم
زعموا أن ال عز وجل هو ممد وأنه ظهر ف خسة أشباح وخس صور متلفة أي ظهر ف صورة
ممد وعلي وفاطمة والسن والسي ،وزعموا أن أربعة من هذه المسة تلتبس ل حقيقة لا
والعن شخص ممد وصورته لنه أول شخص ظهر وأول ناطق نطق ،ل يزل بي خلقه موجودا
بذاته يتكوّن ف أي صورة شاء ،يظهر للقه ف صور شت من صورة الذكران والناث والشيوخ
والشباب إل ...وزعموا أن ممدا (أي تلك القيقة الحمدية اللية الت كانت أول شخص ظهر
اجتهادات
موقع - 111
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وأول ناطق نطق!) كان آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ،ل يزل ظاهرا ف العرب والعجم،
وكما أنه ف العرب ظهر ،كذلك هو ف العجم ظاهرٌ ف صورة غي صورته ف العرب ،ف صورة
الكاسرة واللوك الذين ملكوا الدنيا ،وإنا معناهم ممد ل غيه ،تعال ال عن ذلك علوّا كبيا.
ل ْلقِهِ ف كلّ الدوار والدهور ،وأنه تراءى لم بالنورانية فدعاهم إل القرار
وأنه كان يُ ْظهِ ُر نفسَه َ
بوحدانيته ،فأنكروه ،فتراءى لم من باب النبوة والرسالة فأنكروه ،فتراءى لم من باب المامة
فقبلوه ،فظاهر ال عز وجل عندهم المامة وباطنه ال الذي معناه ممد ...وله باب هو سلمان...
ال»(.)1
ويشرح الرحوم سعد بن عبد ال الشعري (وكذلك الرحوم النوبت) -ونذكّر ثانية أنما
من كبار أعلم علماء الشيعة الماميّة -عقائد فرقة «الطّابية» من غلة الشيعة حت الصفحة 53
ث يبدأ ف شرح عقائد طائفة «العمّريي» الذين يقولون أن معمّر هو ال وأن معمّر أحلّ كل
الشهوات وليس لديه شيء مرّم وأنه كان يقول أن هذا الشيء خُلق لذلك الشيء فلماذا هو
حرام!؟ ث يشرح ف الصفحة 59فرقة «العليائية» وهم أتباع «بشار الشعيي» الذين كانوا من
غلة الشيعة أيضا وكانوا يقفون على أربعة أشخاص علي وفاطمة والسن والسي وكانوا أيضا
كسائر الغلة يبيحون الحرمات ويعطلون الحكام ويقولون بالتناسخ.
ث يشرع ف الصفحة 81ببيان عقائد الساعيلية الالصة الذين كانوا من غلة الطابية
ويبي أنم أظهروا الباحة وجعلوا كل شيء مباحا لم ،ويشرح ف الصفحة 85عقيدة عموم
أصحاب أب الطاب وأنم« :استحلوا مع ذلك استعراض الناس بالسيف وسفك دمائهم وأخذ
أموالم والشهادة عليهم بالكفر والشرك على مذهب البيهسية والزارقة ف الوارج.»..
وف الصفحة 100يكي عن فرقة النميية أتباع ممد بن نُصي النميي الذي ادعى أنه باب
لضرة المام علي النقي عليه السلم (الادي) ،وكان «يدّعي أنه نبّ رسولٌ ،وأ ّن عليّ بنَ ممد
العسكري (الادي) أرسله ،وكان يقول بالتناسخ ،ويغلو ف أب السن (أي المام العاشر علي بن
ممد الادي) ويقول فيه بالربوبية ويقول بالباحة للمحارم ويلل نكاح الرجال بعضهم بعضا ف
أدبارهم ،ويزعم أن ذلك من التواضع والخبات والتذلل ف الفعول به!.»..
اجتهادات
موقع - 112
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وكل طوائف الغلة أو أكثرها كان لا مثل تلك العقائد وكما قلنا مرارا كان هدفهم من
نشر تلك العتقادات تريب أساس السلم وتليل كل فعل حرام.
اجتهادات
موقع - 113
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() هو الشيخ علي اليزدي الائري التوف سنة 1333ه ف كربلء ،والذي جاء وصفه ف مقدمة كتابه الشار إليه بأنه 1
شيخ الفقهاء والجتهدين حجة السلم والسلمي آية ال الكبى ف الرضي! (الترجم).
اجتهادات
موقع - 114
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
خلل موضوعات كتابه أن يثبت مسألة «الغيبة» أي بقاء المام الثان عشر الغائب ،وكما ادّعى
ناشر الكتاب قام كبار علماء العصر بساعدته على طبعه ونشره ولو ذكرنا أساء أولئك العلماء
الكبار هنا لستغرب القرّاء واستنكروا ذلك!.
وف ذلك الكتاب وبدف إثبات مدّعاه أورد الؤلف مطالب يبأ منها حت غلة علماء
الشيعة زمن الصفوية! فمثلً كان من مستمسكات ذلك الؤلف «خطبةُ البيان» و«الطبةُ
جيّة( »)1النسوبتان إل أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم والرفوضتان من ُجلّ علماء
التّ ْطنَ ِ
الشيعة ،والت رفضها الرحوم العلمة الجلسي كما ف بار النوار (ج /7ص ،264من طبعة
كمبان الجرية القدية) وقال« :ما ورد من الخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان وأمثالا فلم
يوجد إل ف كتب الغلة وأشباههم».
جيّة» الت وردت ف وسنورد فيما يلي بعض الفقرات من «خطبة البيان» و«الطبة التّ ْطنَ ِ
ذلك الكتاب الذي يهدف إل إثبات حياة إمام الشيعة الغائب والذي ساعد بعض علماء زماننا
الكبار على نشره ،لكي يرى القرّاء الكرام أن غلة عصرنا ل يقلّون ف خرافاتم وغُلوّهم عن
الغلة القدماء الذين كان الئمة يذّرُون منهم ويلعنونم ويتبؤون منهم.
جاء ف تلك الطبة الت يدّعي مفتريها وواضعها أن حضرة أمي الؤمني علي عليه السلم
خبِر عن الكائنات...أنا سرّ الفيات ...أنا مفيض
وقف يطب با ف البصرة فقال« :أنا الُ ْ
الفرات ...أنا مظهر العجزات ،أنا مكلّم الموات ،أنا مفرّج الكربات ،أنا ملل الشكلت ...أنا
رافع إدريس مكانا عليّا ،أنا مُنطِق عيسى ف الهد صبيّا ،أنا مدين اليادين وواضع الرض ،أنا
قاسها أخاسا ،فجعلت خسا برا ،وخسا برا ،وخسا جبالً ،وخسا عمارا ،وخسا خرابا .أنا
خرقت القلزم من الترجيم ،وخرقت العقيم من اليم ،وخرقت كل من كل ،وخرقت بعضا ف
بعض ،أنا طيثا ،أنا جانبوثا ،أنا البارحلون،»!!...
ويستمر ف نسبة أفعال ال وصفاته تعال -الفهومة وغي الفهومة -إل نفسه حت يصل
إل قوله« :أنا أبو الهدي القائم ف آخر الزمان» ،وبعد هذه الملة يسأل مالك الشتر أمي
() الطبة التّطَْنجِيّة خطبة موضوعة طويلة رواها ونسبها إل أمي الؤمني ،الشي ُخ حافظ رجب البسي (كان حيّا 813 1
هـ) ف كتابه «مشارق أنوار اليقي ف حقائق أسرار أمي الؤمني» ،وجاء اسها من عبارة ﴿ أنا الواقفُ على التّطَْنجَيْن
﴾ وها -كما يزعم البسي -خليجان من ماء!( .الترجم).
اجتهادات
موقع - 115
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الؤمني :هذا القائم من وُلْ ِدكَ مت يكون ظهوره؟ فيجيب« :فقال :إذا زهق الزاهق وحقت
القائق ولق اللحق ..وذرفت العيون وأغب الغبون وشاط النشاط وحاط الباط وعجز الطاع
وأظلم الشعاع وصمت الساع وذهب العفاف وسجسج النصاف واستحوذ الشيطان وعظم
العصيان وحكمت النسوان وفدحت الوادث ونفثت النوافث وهجم الواثب واختلفت الهواء
وعظمت البلوى واشتدت الشكوى واستمرت الدعوى وقرض القارض ولض اللمض وتلحم
الشداد ونقل اللحاد( .....ويستمر أسطرا ف سرد مثل هذه العبارات الت ل معن لا حت يصل
إل قوله)...وساهم الستحيح ومنع الفليج وكفكف الترويج وخدخد البلوع وتكلكل اللوع
وفدفد الذعور وندند الديور ونكس النشور وعبس العبوس وكسكس الموس وأجلب الناموس
ودعدع الشقيق وجرث النيق !...ال»،
فبال عليك أيها القارئ الكري هل هذه الكلمات والعبارت يكن أن تصدر عن خطيب نج
سكْر َوعْيَهُ فأخذ
البلغة وإمام البيان الفصاحة؟؟ لعمري إنا أقرب إل هذيان شخص ثَ ِملٍ أفقده ال ّ
يهلوس بكلمات مهملة ل معن لا!
وأعجب العجب أنه جاء ف بداية هذه الرواية أن راويها «عبد ال بن مسعود» رضي ال
صلّى الُ عَلَيه وَآلِهِ) رواها عن أمي الؤمني علي عليه
عنه الذي كان من كبار صحابة رسول ال ( َ
السلم ،وأن المام ألقاها ف مسجد البصرة بعد انتهاء حرب المل ،هذا ف حي أن عبد ال بن
مسعود تُوف سنة 33هجرية زمن خلفة عثمان ودُفن ف الدينة ،أما أمي الؤمني فقد ول اللفة
سنة 35للهجرة ،ووقعت واقعة المل ودخوله عليه السلم إل البصرة بعد ذلك ،فكيف تسنّى
لعبد ال بن مسعود أن يرج من قبه ويضر إل البصرة ليسمع تلك الطبة الليئة بالترّهات
ويرويها والعياذ بال عن علي بن أب طالب؟!؟! وأكذب الكذب ما كذّبه التاريخ.
كما أنه كيف يكن لمي الؤمني عليه السلم أن يلقي مثل هذا الكلم على أهل البصرة
الذين خرجوا عليه بعد مقتل عثمان -إذ كانوا يعتبون عليّا شريكا ف دم عثمان أو على القل
مالئا ِل َقتََلتِهِ لذا فهو ف نظرهم يستحق القتل -فيأت عليّ ويلقي على مثل هؤلء الناس مثل تلك
جيّة»« :أنا مدبرها ،أنا بانيها ،أنا
العبارات؟!! إل الد الذي جاء ف الطبة الدعوة بالطبة «التّ ْطنَ ِ
داحيها ،أنا ميتها ،أنا مييها ،أنا الول ،أنا الخر ،أنا الظاهر ،أنا الباطن ،أنا مع الكور قبل
اجتهادات
موقع - 116
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الكور ...أنا مع اللوح قبل اللوح ،أنا صاحب الزلية الولية ...أنا مدبر العال الول حي ل
ل ُيرَدّ أمرُ اللقِ غدا بأمرِ َربّي ....أنا أخلق وأرزق وأحيي
ساؤكم هذه ول غباؤكم ...فإ ّ
وأميت ...أنا ...أنا...ال» ،وليت شعري إذا ل يكن هذا إدّعا ٌء لللـهية فما هو إذن؟! أل يبقَ
هناك عقلٌ -فك ٌر -تفكيٌ -شعورٌ -وجدانٌ -إنصافٌ -حياءٌ ف هذه الدنيا؟!!
وهكذا يواصل كلماته السجّعة ف تلك الطبة حت يصل إل قوله...« :أنا مبجُ البراج
وعاقد الرياح ،ومفتّحُ الفراج وباسط العجاج ،»!!...نعم عندما ل يبقى هناك دينٌ ول حيا ٌء فل
غرابة ف أن ُتنْسَبَ مثل تلك الكلمات الت هي من أقذع وأفسد العبارات إل لسان أفصح بلغاء
العال ومفخرة أولد آدم ،لكي يتخذ الكاتب منها حجة على ادّعائه وحلً لشكلته!
إننا ل نتعجب من واضعي تلك الطب ومتلقيها الذين ل ريب أنم كانوا زنادقةً عديي
الدين أو على القل ل يهتمّون بالدين أساسا لنم أيّا كانوا فهم على أيّ حال أعداءٌ للسلم ول
يُنتظر من العدوّ غي ذلك! ولكن تعجبنا من الشخاص الذين يتلبّسون بلباس علماء الدين
ويطرحون أنفسهم ف الجتمع بوصفهم حفّاظ شريعته كيف يسمحون لنفسهم بنشر تلك
الباطيل! والعجب أيضا من الشخاص الذين يعرّفون أنفسهم ف زماننا بوصفهم مراجع الشيعة
ويشتهرون بذا القام ومع ذلك يساعدون على نشر هذه الرافات الت يعرفون قبل أي احد آخر
أنا تلفيقات مكذوبة من نسج خيال حفنة من الرضى الهووسي.
إن تلك الباطيل والترّهات ل تتلف عن تلك الباطيل الت ندها لدى اليهود الذين
يصفون ال با يصغّر شأنه من أنه كان يتمشّى ف النة ويبحث عن آدم الذي كان متبئا تت
إحدى شجراتا!! أو أنه يدخل ف مصارعة مع يعقوب ،أو يأكل العجلَ الشويّ الذي هيّأه
إبراهيم ،مع اثنان من اللئكة! أو أباطيل النصارى الت نقرؤها ف سفر الرؤية4« :وَقَدْ َأحَاطَ
س عََلْيهَا أَ ْرَب َع ٌة َوعِشْرُونَ َشيْخا يَ ْلبَسُونَ ِثيَابا َبْيضَاءََ ،وعَلَى جِل ُ بِاْلعَ ْرشِ أَ ْرَب َع ٌة َوعِشْرُونَ عَرْشا يَ ْ
صوَاتٌَ ،وَأمَامَهُ سَْب َعةُ ق وَ ُرعُو ٌد َوأَ ْ
ش بُرُو ٌ
خرُجُ مِ َن الْعَ ْر ُِرؤَو ِسهِمْ أَكَالِي ُل مِنْ َذهَبٍ5 .وَكَاَنتْ تَ ْ
َمصَابِي ِح نَا ٍر ُمضَا َءةٍِ ،هيَ أَ ْروَاحُ الِ السّْب َعةُ6 .وَكَا َن َيبْدُو َكأَ ّن بَحْرا َشفّافا ِمثْ َل الْبِّلوْ ِر يَ ْمتَدّ َأمَامَ
ت َتكْسُوهَا ُعيُونٌ َكثِ َيةٌ مِنَ ا َلمَا ِم َومِنَ الْخَلْفِ: ش وَ َحوْلَهُ أَ ْرَب َعةُ كَائِنَا ٍ
الْعَ ْرشِ ،وَفِي َوسَطِ الْعَ ْر ِ
شبِهُ اْلعِجْلَ ،وَالثّالِثُ لَ ُه وَجْ ٌه ِمثْ ُل وَجْهِ ِإنْسَانٍ....ال». شبِ ُه ا َلسَدَ ،وَالثّانِي يُ ْ 7الْكَائِ ُن ا َلوّلُ يُ ْ
اجتهادات
موقع - 117
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ول عجب من مثل أولئك الذين يؤمنون بتلك الحلم والترّهات أن ينسبوا لِـلّ ِه الب َن فل
نتوقع منهم أفضل من ذلك ،ولكن العجب من ينتسب إل السلم وكتابه السماوي هو القرآن
الذي يصف ال بنتهى العظمة فيبي أن إدراك ذاته من الحالت وأنه ميط بكل شيء كما قال
صغَ ُر مِنْ ذَلِكَ ض وَل أَ ْ ت وَل فِي الَ ْر ِ ب عَنْ ُه ِمْثقَالُ ذَ ّرةٍ فِي السّ َموَا ِ ب ل َيعْزُ ُ
سبحانه ﴿ :عَالِ ِم اْل َغيْ ِ
وَل أَ ْكبَرُ إِلّا فِي ِكتَابٍ ُمبِيٍ ﴾ [سبأ ]3:وقال ﴿ :ل تُدْرِكُ ُه ا َلْبصَارُ َو ُه َو يُدْ ِر ُك الَْبصَا َر َو ُهوَ
ض وَكَانَ اللّهُ ت َومَا فِي الَ ْر ِ خبِيُ ﴾ [النعام ،]103:وقال كذلك ﴿ :وَلِلّ ِه مَا فِي السّ َموَا ِ ف الْ َ
اللّطِي ُ
بِكُ ّل َشيْ ٍء مُحِيطًا ﴾ [النساءَ ﴿ ،]126:يوْ َم َيْبعَُثهُمُ اللّهُ َجمِيعًا َفُيَنبُّئهُ ْم بِمَا عَ ِملُوا أَ ْحصَاهُ اللّ ُه َونَسُوهُ
وَاللّهُ عَلَى كُ ّل َشيْ ٍء َشهِيدٌ ﴾ [الجادلة.]6:
ل عَلَيه وَآلِهِ) عظمة ال تعال فيقول إن هذا العال بكل وسعته وعظمته
صلّى ا ُ
ويصف النبّ ( َ
وسواته وأراضيه بالنسبة إل الكرسي مثل حلقة ف فلة( )1والكرسي بكل عظمته بالنسبة إل
العرش كحلقة ف فلة(.)2
وقد ثبت ف علم الفلك اليوم أن هذا الكون عظيم وواسع إل درجة يعجز العقل عن
استيعابا ،فبعد اختراع التلسكوب وبناء مرصد «أرسي بوير» ف «بورتوريكو» الذي يبلغ قطر
عدسته 300م لتأمّل النيازك والشهب ف الليل ،أصبح العلماء يسكون برؤوسهم خوفا من أن
تطي منها عقولم ويصابون بالنون لول ما يرونه! إذ يرون أن السافة بي النيازك البعيدة والرض
تصل إل تسعة مليارات سنة ضوئية (علما أن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء -الذي تبلغ
سرعته 300ألف كم/بالثانية الواحدة -خلل سنة من الزمن!) ،ويرون مليي الجرّات الت
تلك كل واحدة منها مليي الشموس والكواكب الت ل تشكّل شسنا بالنسبة إليها أكثر من
شعة مقابل الشمس ،ومسافة الجرّة الت تُشكّل شسنا جزءا منها تصل إل درجة أن الشمس الت
تنتقل بتلك السرعة الائلة تتاج إل أكثر من 500مليون سنة لتدور ضمن تلك الجرّة.
() الفلة :الصحراء والرض الواسعة الت ل ماء فيها( .الترجم) 1
ب لب ذر الغفاري الت رواها الشيخ الصدوق ف كتابيه« :الصال» ،و«معان الخبار»، () يشي إل حديث موعظة الن ّ 2
اجتهادات
موقع - 118
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أجل نن نعيش ف مثل ذلك الزمان وف مثل هذه الدنيا ،أفليس من العار أن يوجد ف
ج البراج ...ومفتّح زماننا مسلمي يعتقدون أن هناك أفراد من البشر يقولون« :أنا ُمبَرّ ُ
الفراج»!! ،أو أن هناك بشرٌ يدّعي أنه« :أنا مدبر العال الول حي ل ساؤكم هذه ول
ل ُيرَدّ أمرُ اللقِ غدا بأمرِ َربّي ...أنا أخلق وأرزق وأحيي وأميت ...أنا... غباؤكم ...فإ ّ
ب إليه تلك الكلمات أنا...ال» ،هذا ف حي أن كل الناس كانوا يرون ذلك الشخص الذي ُتنْسَ ُ
إنسانا كسائر البشر ل يتلف عنهم من حيث حاجاته وبشريته ،فهو قد وُلد كما ولدوا وكان
طفلً رضيعا وكانت تعرض له كل عوارض الياة من الوع والعطش والرض والنوم والاجة إل
الرأة والولد ،مهما كان مقامه عاليا من ناحية الفضل والعلم والتقوى ،ولكنه ل يكن كائنا ل
نظي له من ناحية البشرية بل كان بشرا كما أمر ال تعال من هو أفضل منه أن يقول ويبلغ
ت مِنَب ل ْستَ ْكثَرْ ُ
الناس ﴿ :قُلْ ل َأمْلِكُ ِلَنفْسِي َن ْفعًا وَل ضَرّا إِلّا مَا شَاءَ اللّ ُه وََلوْ كُنتُ َأعْلَ ُم اْل َغيْ َ
سنِيَ السّوءُ ِإنْ أَنَا إِلّا نَذِي ٌر َوبَشِيٌ ِل َقوْ ٍم ُي ْؤمِنُونَ ﴾ [العراف ،]188:و﴿ قُلْ ل َأمْلِكُ خيْ ِر َومَا مَ ّ
الْ َ
سَتأْخِرُو َن سَاعَ ًة وَل ِلَنفْسِي ضَرّا وَل َنفْعًا إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ ِلكُلّ ُأمّةٍ أَجَلٌ ِإذَا جَاءَ أَجَُل ُهمْ فَل يَ ْ
ستَقْ ِدمُونَ ﴾ [يونس.]49: يَ ْ
وأساسا أيّ حاقةٍ تلك أن نقوم بد ًل من اتّباع عباد ال الص َطفَيْن الذين اختارهم ال لدايتنا
وليشدونا إل طريق الصواب والطأ حت ل نكون مسؤولي ومعاقبي أمام ال تعال الذي
أرسلهم ،أن نقوم بدلً من ذلك بتعظيم أولئك الداة إل حدّ إخراجهم عن البشرية والغلوّ بم
والوقوع ف مستنقع الكفر والشرك؟!
ل لنا باتّباعهم والتأسّي بم ظل ٌم
لو كان لولئك العباد مثل تلك القدرة والقوة لكان أمرُ ا ِ
كبيٌ وعم ٌل قبي ٌح لنه يكون بذلك كمن يأمر طفلً أن يشي بسرعة سيارة أو طيارة! فهل يكن
ب العالي الكيم والعادل يأمرنا بتقليد شخص يقول عن نفسه أنا مدبّر لحد أن يتصور أن ر ّ
العال حي ل ساءكم ول أرضكم ،..واتّباعه؟! كل وألف كل ومعاذ ال ،وتعال ال عمّا يقول
الظالون علوّا كبيا.
وكما ذكرنا فيما سبق إن مثل تلك الفكار والعقائد إنا يترعها أشخاص متكبون
جاهلون يتعيّرون من أن يكون نبيهم وإمامهم من البشر يأكل ويشرب وينام ويامع ويرض
اجتهادات
موقع - 119
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ويوت ،لذا يدّعون أن أئمتهم ف الدين يسمعون الصوات ويقضون الاجات ويشفون العاهات
وييون الموات ونو ذلك من الباطيل والترّهات ،ويوّلون أئمتهم ف الدين إل معشوقي
خياليي ومعبودين مثاليي.
إن كثيا من شيعة اليوم الذين يقولون إنم ليسوا من الغلة ول من البنانيّة أو الطّابية أو
الغييّة أو البشييّة أو الساعيلية أو القرامطة ويبؤون من الكل بل حت يبؤون من الشيخيّة
والصوفيّة ،يؤمنون -ظاهرا أو باطنا -بعقائد وأفكار تتطابق مع السف مع عقائد أولـئك الغلة
الذين كان الئمة يلعنونم ويتبؤون من عقائدهم.
إل درجة وصل معها المر إل نشر وإشاعة مثل هذه العقائد الوجودة ف خطبٍ كان
جيّة»،
يرفضها حت علماء الشيعة الصفويي (رغم غلوّهم) ،مثل «خطبة البيان» و«الطبة التّ ْطنَ ِ
فينشرونا ف القرن العشرين ،أي هذا الزمن الذي أصبحت فيه حت عقائد الدين الصحيحة
موضوعا لطعن وهجوم كثي من الناس الذين انتشرت بينهم الفكار اللادية .ويفعل أولئك
العلماء ذلك تت عنوان إلزام الصم وإثبات الجة فيسمحون بنشرها وطباعتها مالفي بذلك
علماء الصدر الول من كبار وأعلم الشيعة ف القرني الثان والثالث (الذي كانوا يرفضون مثل
تلك العقائد الغالية جلة وتفصيلً ،ويلعنون أصحابا ويبؤون منهم ويكذّبون أقوالم ويطردونم
من صفوفهم).
إن علماءَنا الكرام الذين كانوا معاصرين للئمة عليهم السلم ورأوهم وعاشروهم وتتلمذوا
على أيديهم كانوا أعلم بقيقة الئمة من جاء بعدهم ،وكانوا يطردون من صفوفهم كل من
ظ اعتقاد القدماء بالئمة بقبولم بل
يدون فيه شائبة غلوّ مهما كانت صغية ،أما التأخرون فلم ي َ
اعتب أولـئك التأخرون أن تلميذ الئمة القدماء كانوا من القصّرين بق الئمة حت قال قائل
أحد التأخرين ،وهو آية ال عبد ال الامقان (1350هـ) ف مقدمته على كتابه الرجالّ «تنقيح
القال ف أحوال الرجال» (ص :)212
«...وتلخيص القال أن التتبع النيقد يد أن أكثر من ُرمِيَ بالغلوّ بريء من الغلو ف
القيقة(!!) ،وأن أكثر ما يُع ّد اليوم من ضروريات الذهب ف أوصاف الئمة عليهم السلم كان
القول به معدودا ف العهد السابق من الغلو ،وذلك نشأ من أئمتنا عليهم السلم حيث أنم لا
اجتهادات
موقع - 120
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وجدوا أن الشيطان دخل مع شيعتهم من هذا السبيل لضللم وفاءا لا حلف به من إغواء عباد
ال أجعي ،حذروهم من القول ف حقّهم بملة من مراتبهم ،إبعادا لم عمّا هو غل ٌو حقيقة ،فهم
منعوا الشيعة من القول بملة من شؤونم حفظا لشؤون ال جلّت عظمته حيث كان أهم من
حفظ شؤونم ،لنه الصل وشؤونم فرع نشأت من قربم لديه ومنلتهم عنده ،وهذا هو الامع
بي الخبار الثبتة لملة من الشؤون لم والنافية لا.)1(»...
ب السلم أو ول يقم أحد ليقول لشيخ آخر الزمن هذا :أيها السيد! وهل جاء نبّ بعد ن ّ
إمامٌ بعد أئ ّمةِ الدى فأخبك ،أو نزل عليك ملكٌ فقال لك :إن العقائد الغالية الت كان الئمة ف
زمانم يعتبونا غلوا ويعتبون القائلي با غلةً مفسدين أشرّ من اليهود والنصارى والجوس
والذين أشركوا ،يب أن نعتبها اليوم من ضروريات الدين والذهب؟؟!! فمن أين لك هذا
الدّعاء؟! ولاذا؟ هل لنّ أساس الدين أصبح مزلز ًل اليوم فيجب أن نواصل نشر تلك الزعبلت
حت نشوّه الدين ونريق ماء وجهه أكثر؟! خاصة ف هذا العصر الذي أصبح فيه تقدّم العلوم وسعة
الكون وعظمته أكثر دللة من ذي قبل بليي الرات على عظمة الالق وأكثر برهانا على نقص
البشر وعجزهم أمام عال الليقة العظيم بليي مراته وما ل يصى من كواكبه وسياراته الت
يدرك النسان أمامها مدى ضآلته وضعف شأنه؟!.
()3
أهذا هو العصر الناسب لنشر كتب من أمثال «عيون العجزات»( )2و«مدينة العاجز»
الليئة بالساطي والرافات الضحكة -الت صارت موضوعا للسخرية وهزء الطبقة الثقفة والناس
الفاضل بالدين -واعتبار ما فيها من مطالب مغالية من ضروريات مذهب الشيعة؟!
وإذا كان الشّ ْركُ ف نظر الشرع وف حكم العقل أكب العاصي بل أكب الكبائر ،فهل يوز
() راجع كتاب تنقيح القال ف علم الرجال (ج /1ص ،226وج /2ص ،93وج /2-2ص ،82وج /3ص 122 1
و 132و .)238
() أي كتاب «عيون العجزات النتخب من بصائر الدرجات ف تنيه النبوات» تأليف الشيخ حسي بن عبد الوهاب، 2
التوف ف القرن 5الجري (بعد 448هـ؟) ،نشر :ممد كاظم الشيخ صادق الكتب ،طبع النجف :الطبعة اليدرية،
1369هـ 1950/م ،.و«بصائر الدرجات» هذا هو غي كتاب «بصائر الدرجات الكبى ف فضائل آل ممد»
لحمد بن السن الصفار( .الترجم)
() كتاب «مدينة العاجز» للسيد هاشم بن سليمان البحران التوبلي الكتكان التوف عام 1107هـ (وقيل 3
1109هـ) من أعلم أخباريي المامية وصاحب تفسي« :البهان ف تفسي القرآن»( .الترجم)
اجتهادات
موقع - 121
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أن نقوم بترويج ونشر تلك العقائد الشركية بل الشرك الصريح والليّ عينه ف عبارات من مثل
«أنا أخلق وأنا أرزق وأنا أحي وأميت »...الذي هو اشدّ بكثي من شرك الاهلية ،باسم دين
السلم وباسم مذهب الشيعة حت نذ ّل طائفة الشيعة ونفقدها احترامها ووزنا أكثر ما هو قائم
أمام سائر طوائف السلمي ومذاهبهم الخرى ف الدنيا؟! إل الدّ الذي أصبح مالفو هذا الذهب
(أي مذهب الشيعة المامية) يعتبون هذه الطائفة -من بي جيع السلمي -مشركي ،ويعتبون
دمهم ومالم وعرضهم مباحا لم ،ويستفيدون من كل طريق لتشويه تلك الطائفة والساءة إل
سعتها ويقومون ببيع وشراء فتياتا كإماء؟
وأسأل هؤلء الناشرين لتلك الرافات ما هي النتيجة الفيدة أو اليدة الت حصّلتموها حت
الن من إصراركم على نشر مثل تلك الزعبلت ،حت تواصلوا نشرها؟! وما الذي يعود عليكم
أو يزيد ف مكانتكم من توسيع مسألة الولية ،أو تضييقها وحصرها بعدد من الفراد ،وتوسيع
موضوع الشفاعة إل حد مفرط وتعميمها لكل أحد ،والدعوة إل الزيارات الخترعة وابتداع إقامة
الآت وقراءة الراثي؟! وهل تستفيدون من هذه البدع سوى خصومة أبناء دينكم من سائر السلمي
وتسهيل ارتكاب العاصي على العوام ،وهدر الموال الطائلة فيما ل طائل تته ،وسخرية الثقّفي
والتعلّمي وسائر شعوب العال من مراسكم وطقوسكم تلك؟!
إنّ عقيدة غلة شيعة اليوم و ُجهَلِئهِم ليست متأثّرةً بعقائد الغلة زمن الئمة عليهم السلم
فحسب ،بل أصبحت تضاهي العقائد الوثنية الباطلة للشعوب واللل القدية؛ فكما يعلم الطّلِعون
كان أهال مصر القدماء يعتقدون بآل ٍة مثل اللـه «أوزيرِس» وزوجته الت هي أخته ف نفس
الوقت إلـهة الصوبة« :إيزيس» ،فكانوا يؤمنون بآلة متعددة ،ولكن ف الوقت ذاته كانوا
يؤمنون باللـه «آمونَ -رعْ» الذي يعتبونه أكب من جيع اللـهة وأبو اللة وسيدهم ،وبارئ
البشر وخالقهم ورب جيع الكائنات .ولكن «أوزيرِس» الذي كان إلـه الوت ،رغم خضوعه
لللـه العظيم «آمونَ -رعْ» ،إل أنه كان أكثر قدرةً من إلـه اللة! وكان له تأثي ف الناس أكثر
منه! لذا فإن الصريي القدماء كان يذكرون اسم اللـه «أوزيرِس» أثناء أخذ العهد واليثاق ،أو
يوكلون عقاب الخالفي للقواني أو الائني إليه.
وأنتم تعلمون أن شبيه هذه العقيدة يوجد لدى عوام شيعتنا بشأن «أب الفضل العباس» أو
اجتهادات
موقع - 122
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
«المامزاده داود» أو «شاه چراغ» وأمثالم حيث ل يصدّق الناس القَسَم بال ولكنهم يصدّقون
القَسَم «بضرة العباس»! ول يافون من انتقام ال ولكنهم يافون من انتقام «حضرة العباس»!
ول ينذرون لِـلّ ِه ولكنهم ينذرون لضرة العباس ،وينذرون لرقيّة أو سكينة ابنت السي عليهم
السلم أكثر ما ينذرون لِـلّهِ!!
هذا ف حي أن كتابم السماوي ينهى بكل صراحة ووضوح ف أكثر من مئة آية عن مثل
هذه العقائد والعمال الشركية ويذم فاعليها ويلومهم على اتّباع مثل هذه الطرق ،من ذلك قوله
تعال ف سورة «الؤمنون» ﴿ :قُلْ مَ ْن بِيَ ِد ِه مََلكُوتُ كُ ّل َشيْءٍ َو ُهوَ يُجِ ُي وَل ُيجَا ُر عََليْهِ إِنْ كُنتُمْ
َتعْلَمُونَ * َسيَقُولُونَ لِلّهِ ُقلْ َفأَنّى تُسْحَرُونَ ﴾ [الؤمنون ،]89-88:أي ل أحد يستطيع أن يلجأ إل
سأَلُو َن مَن ِبيَدِهِ
آخَر كي يُجيه من عقاب ال .ولحظ أن الية تبي أن الشركي لا كانوا يُ ْ
مََلكُوتُ كُلّ شَيْ ٍء َو ُهوَ يُجِ ُي وَلَا يُجَا ُر عََليْهِ؟ كانوا ييبون على الفور« :ال»! فكثّر الُ خيَ
مشركي ذلك الزمن (!) إذ إنم على القل كانوا ييبون بل تردد« :ال»! ف حي أن كثيا من
سنُونَ مثلَ هذه الجابة الفورية! .ويقول تعال ف سورة النحل ﴿ أبناء متمعنا اليوم قد ل يُحْ ِ
جعَلُونَ ِلمَا ل َيعْلَمُونَ َنصِيبًا مِمّا رَزَ ْقنَاهُمْ تَاللّهِ َلتُسْأَلُ ّن عَمّا ُكْنتُ ْم َتفْتَرُونَ ﴾ [النحل ]56:أي كانوا
َويَ ْ
ينذرون للتهم النذورات والوقاف ويعلون لم نصيبا ما رَزََقهُمُ الُ تاما كما يفعل العوام ف
عصرنا الذين ينذرون لضرة العباس وللمام الرضا!.
سأَلُ ّن عَمّا ُكْنتُ ْم َت ْفتَرُونَ
إن خوفنا من تلك السؤولية الت أشارت إليها الية الخية ﴿ تَاللّهِ َلتُ ْ
﴾ [النحل ]56:هو الذي حلنا على تشم عناء خوض هذه الباحث ف هذا الزمن الذي وجدنا
أنفسنا فيه ف متمع قد انتشر فيه الكفر والبدع والشرك واللاد أكثر من أي وقت مضى،
متحمّلي ف هذا السبيل التهم والبهتان بل حت الضرب والقتل ،إبرا ًء لذمتنا أمام رب العالي،
وحت ل نكون مسؤولي عن أعمال أولئك الفسدين .ولن يهمّنا ف أداء هذا الواجب القدّس ما
سنتعرّض له من تكفي وإبعاد أو تديد الغلة وأنصارهم ،لنه ف ميدان الهاد كلما كان عددُ
العداء وعدّتم أكثر ،كان ذلك أدعى للفخر والشموخ ورفع الرأس ،ودليلً على شجاعة
الجاهدين الذي يوضون هذه العركة وبسالتهم وفدائيتهم ،وأن أجرهم لدى ربم وإلـههم
سيكون -يقينا -كبيا وعظيما ﴿ ،فَا ْستَبْشِرُوا ِببَْي ِعكُ ُم الّذِي بَايَ ْعتُ ْم بِهِ ﴾ [التوبةَ ﴿ ]111:ومَا َتوْفِيقِي
اجتهادات
موقع - 123
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 124
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() هو أبو عمرو ،ممد بن عمر بن عبد العزيز الكشي من كبار علماء الشيعة وأقدم رِجَاليّيهم ف القرني الثالث والرابع 1
الجريي ،ينتسب إل منطقة «كش» من نواحي سرقند (ف آسيا الوسطى) ،ل يعرف تاريخ ولدته بالضبط .قال عنه
النجاشي ﴿ :كان ثقة عي ،روى عن الضعفاء كثيا وصحب العياشي وأخذ عنه ،ترج عليه ف داره الت كانت مرتعا
للشيعة وأهل العلم ﴾ اهـ ،وكان الكشيّ صديقا لل ُكلَيِْنيّ صاحب «الكاف» .قيل إن وفاته كانت ف حدود سنة 350
هـ ،ويُعتَبَر كتاب الكشيّ الذي ساه ابن شهر آشوب ف العال بـ "معرفة الناقلي عن الئمة الصادقي" أحد الصول
الربعة الرجالية لدى المامية( .الترجم)
() هو الفقيه المامي وأحد أبرز مراجع الشيعة ف عصره آية ال الشيخ عبد ال الامقان (1290هـ 1351 -هـ)، 2
ُأطْلِق عليه لقب «العلمة الثان» ،وهو صاحب «تنقيح القال ف أحوال الرجال» الذي يعتب أحد أهم كتب علم الرجال
ف القرن الاضي إ ْذ جع فيه كل ما ُد ّونَ ف الكتب الرجالية الت سبقته (الترجم)
اجتهادات
موقع - 125
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الكوفة ف أوائل القرن الجري الثالث وكان ف بداية عمره زيدي الذهب ،ث انتقل إل مذهب المامية الثنا عشرية،
وتوف ف مدينة أصفهان عام 283هـ( .الترجم)
() ف كتاب الغارات لبراهيم بن ممد الثقفيُ :م ِ
حبّ مُطْـرٍ( .الترجم) 2
() انظر إبراهيم بن ممد الثقفي« ،الغارات» ،ط ،1دار الكتاب1410 ،هـ ،ج /2ص .403- 402 -401وهذه 3
الرواية أخرجها بتمامها من أهل السنة :عبد ال بن المام أحد بن حنبل ف زوائده على مسند المام أحد ،والاكم
النيسابوري ف الستدرك على الصحيحي ،وأبو ُنعَيم ف فضائل الصحابة ،وأبو يعلى الوصلي ف مسنده ،والبزار ف
مسنده (جزء منها) .وانظر اليثمي ف «ممع الزوائد» (باب مناقب علي بن أب طالب رضي ال عنه/باب فيمن يفرط ف
مبته وبغضه) ،والتقي الندي ف «كن العمال» (ج /11ص ،623ج /13ص ( .)125الترجم)
() قوله ﴿ مبّ غالٍ ﴾ الغال هو التجاوز للحدّ ف حبّه أي الذي يبالغ ف حب المام حت يرجه عن البشرية ويضفي 4
عليه الصفات اللـهية أو يقول بلول اللهوت فيه ونو ذلك ،وقوله ﴿ :مبغضٌ قا ٍل ﴾ :القال هو البغض شديد
البغض( .الترجم)
() نج البلغة ،جع وتدوين الشريف الرضي ،تقيق الدكتور صبحي الصال ،بيوت :دار الكتاب اللبنان ،باب حكم 5
اجتهادات
موقع - 126
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
«وكان الرضا عليه السلم يقول ف دعائه :اللهم إن بريء من الول والقوة ول حول
ول قوة إل بك .اللهم إن أعوذ بك وأبرأ إليك من الذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بقّ .اللهم إن أبرأ
إليك من الذين قالوا فينا ما ل نقله ف أنفسنا .اللهم لك اللق ومنك الرزق وِإيّاكَ َن ْعبُ ُد َوِإيّاكَ
ستَعِيُ .اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الولي وآبائنا الخرين .اللهم ل تليق الربوبية إل بك ول نَ ْ
تصلح اللية إل لك فالعن النصارى الذين صغّروا عظمتك والعن الضاهئي لقولم من بريتك.
اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ل نلك لنفسنا نفعا ول ضرا ول موتا ولحياةً ول نشورا .اللهم
مَنْ َزعَ َم أنّا أربابٌ فنح ُن منه بَراءٌ ومَنْ َزعَ َم أن إلينا اللق وعلينا الرزق فنحن برا ٌء منه كباءة
عيسى ابن مري عليه السلم من النصارى .اللهم إنا ل ندعهم إل ما يزعمون فل تؤاخذنا با
يقولون واغفر لنا ما ي ّدعُون ول تَ َدعْ على الرضِ منهم َديّارا ِإنّكَ إِ ْن تَذَ ْرهُ ْم ُيضِلّوا عِبا َد َك وَل
يَلِدُوا إِلّا فاجِرا َكفّارا»(.)1
-4وروى الشيخ الطوسي ف «المال» (ص )650بسنده عن الصبغ بن نباتة قال :قال
أمي الؤمني عليه السلم:
«اللهم إن بريءٌ من الغُلةِ كباءةِ عيسى ابنِ مري من النصارى ،اللهمّ اخْذُلم أبدا ،ول
تنصر منهم أحدا.».
-5وروى الكشي ف رجاله (ص )299 - 298بسنده عن حدويه ،قال حدثنا يعقوب،
()2
عن ابن أب عمي ،عن عبد الصمد بن بشي ،عن مصادف قال« :لا لبّى القوم الذين لبّوا بالكوفة
خرّ ساجدا وألْ َزقَ جؤج َؤهُ بالرض َوبَكَى،
دخلتُ على أب عبد ال عليه السلم فأخبتُهُ بذلك ،فَ َ
وَأقبل يلو ُذ بإصبعه ويقول :بَلْ عَبْدُ الِ ِقنّ( )3داخرٌ( )4مرارا كثيةً ،ث رفع رأسه ودموعُهُ تسيلُ
على ليته ،فندمتُ على إخباري إيّاه ،فقلتُ ُجعِ ْلتُ فِداكَ! وما عليك أنت من ذا؟ فقال :يا
() الشيخ الصدوق« ،اعتقادات المامية»/باب العتقاد ف نفي الغلو والتفويض ،ص ( .74الترجم) 1
() أي قالوا :لبيك يا جعفر ،أي فألّـهُوا المام جعفر الصادق عليه السلم( .الترجم) 2
() القِنّ هو التمّحض ف العبودية والرق .وقيل :القِنّ من العبيد الذي ُملِكَ ُه َو وَأَبوَاهُ( .الترجم) 3
يفعل ما يؤمر به ،شاءَ أَو أَب صاغِرا َقمِيئا .ومنه الية :أَو ل يروا إِل ما خلق ال من شيء يَتَفيّأُ ظلله عن اليمي
والشمائل ُسجّدا لِـلّ ِه وهم داخرون؛ أي خاضعون لِـلّهِ مُْنقَادُون لَهُ( .الترجم)
اجتهادات
موقع - 127
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ت عما قالت النصارى فيه لكان حقّا على ال أن يصمّ سعه ويعم َى
مصادف! إن عيسى لو سك َ
ف أبو الطاب لكان حقّا على ال أن يصمّ سعي ويُعمىَ بصري». بصره ،ولو َسكَتّ عمّا قال ّ
-6وروى الشيخ الصدوق ف «عيون أخبار الرضا» (ج /2ص )203بسنده عن أب هاشم
العفري قال :سألتُ أبا السن الرضا عليه السلم عن الغلة والفوضة؟ فقال« :الغلةُ كفّارٌ
والفوّضةُ مشركون ،مَنْ جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربم أو واصلهم أو زوّجهم أو
تزوّج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدّق حديثهم أو أعانم بشطر كلمة خرج من
ل عَلَيه وَآلِهِ) ووليتنا أهل البيت.».
صلّى ا ُ
ولية ال عز وجل وولية رسول ال ( َ
والعجب أن المر أصبح ف زماننا على عكس ما تفيده هذه الرواية الشريفة ،إذْ أصبح من
ل يقول بأقوال الغلة فل ُيثِْبتُ للئمّة الولي َة التكوينيةَ وتصرّفهم ف تدبي الكونُ ،ي ْعتَبَ ُر ناقص
الولية ،بل يُ ْعَتبَ ُر ُسنّـيّا و َوهّابِيّا ،بل ُي ْعتَبَ ُر أسوأ من النواصب!!
اللهم إننا مبتلون اليوم بأناسٍ نبأ إليك من كفرياتم وشركياتم كما كان أئمتنا يبؤون
شهِ ُدكَ أننا ل نعتب أئ ّمتَنا سوى هداة إل طريق ال و ُروَاة صادقي لديث رسول ال منهم ،ونُ ْ
ل عَلَيه وَآلِهِ) وندعو بدعاء المام الرضا عليهم السلم « َرّبنَا لَا تَذَ ْر عَلَى اْلأَ ْرضِ ِمْنهُمْ
(صَلّى ا ُ
َديّارا»!.
-7وروى الكش ّي أيضا ف رجاله (ص )108عن عمي عن هشام بن سال ،عن أب حزة
الثمال ،قال ،قال علي بن السي عليه السلم« :لعن ال من كذب علينا ،إن ذكرت عبد ال بن
سبإ فقامت كل شعرة ف جسدي ،لقد ا ّدعَى أمرا عظيما ،ما له لعنه ال؟ كان عليّ عليه السلم
صلّى الُ عَلَيه وَآلِهِ) ،ما نال الكرام َة مِ َن ال إل بطاعته
والِ عبدا لِـلّهِ صالا ،أخو رسول ال ( َ
ل عَلَيه وَآلِهِ) الكرام َة مِنَ ال إل بطاعته.». صلّى ا ُ
لِـلّ ِه ولرسوله ،وما نال رسول ال ( َ
جرٌ ف فم آيةِ ال الغال أب الفضل
قلتُ :إن هذا الكلم للمام زين العابدين عليه السلم حَ َ
النبوي الذي قال ف الصفحة 24من كتابه «امراء هست» (أمراء الكون) «إن الكمال النهائي من
ض فهي كمال ذاتّ ناحية الولية الت كانت لهل بيت العصمة نابعٌ من طينتهم الت هي نورٌ م ٌ
ب وليست كما ًل كسبيّا!».
وه ّ
ويقول ف الصفحة 30من كتابه أيضا« :خلفا لولياء ال الذين يصلون إل هذا القام
اجتهادات
موقع - 128
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
والرتبة بواسطة السعي والسلوك والرياضة والجاهدات وطي الراحل البتدائية ،فإن ذلك القام
ضعَتْ فيهم منذ بدء وجودهم طبقا للتقدير والشيئة
للئمة هبةٌ إلـهّي ٌة ُو ِهبَتْ َلهُ ْم ووُ ِ
السبحانية!».
وأقول :إن هؤلء العلماء الغلة لا ابتعدوا عن الصراط الستقيم وعن طريق العقل والقرآن
الكري ،استمسكوا بكل عقيدة موهومة وحديث متلق لثبات مدّعاهم ،من ذلك تسكهم برواية
ملفّقة تذكر أن عليّا بادر إل قراءة آياتٍ من القرآن الكري عقب ولدته وهو ل يزال رضيعا ف
الهد!( ،)1هذا مع أن القرآن ما نزل على نب السلم إل بعد 12سنة من ولدة عل ّي عليه السلم،
ل عَلَيه وَآلِهِ) ل يكن له علم به ،كما قال تعال ﴿ :نَحْ ُن َن ُقصّ عََليْ َ
ك وحت رسول ال (صَلّى ا ُ
ت مِنْ َقبْلِهِ لَ ِم َن اْلغَافِلِيَ ﴾ [يوسف ]3:وكما ك هَذَا اْلقُرْآ َن َوإِنْ كُن َ ص بِمَا َأوْ َحْينَا إَِليْ َ
أَحْسَ َن اْل َقصَ ِ
ت وَل َق ْومُكَ ت َتعْلَ ُمهَا َأنْ َ
ك مَا كُن َ
ب نُوحِيهَا إَِليْ َ
ك مِنْ َأْنبَاءِ اْل َغيْ ِ
قال ف موضع آخر أيضا ﴿ :تِلْ َ
صبِرْ ِإنّ الْعاِقَبةَ لِ ْل ُمّتقِيَ ﴾ [هود ،]49:وقال سبحانه أيضاَ ﴿ :ومَا ُكْنتَ َتتْلُوا مِنْ َقْبلِهِ مِنْ َقبْ ِل هَذَا فَا ْ
ب الْ ُمبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت ،]48:وقال كذلك ﴿ :وَكَذَلِكَ خطّ ُه ِبيَمِينِكَ إِذًا ل ْرتَا َ مِنْ ِكتَابٍ وَل تَ ُ
َأوْ َحيْنَا إَِليْكَ رُوحًا مِنْ َأمْ ِرنَا مَا ُكْنتَ تَدْرِي مَا اْل ِكتَابُ وَل الِيَا ُن وََلكِنْ َجعَ ْلنَاهُ نُورًا َنهْدِي بِهِ مَنْ
سَتقِيمٍ ﴾ [الشورى.]52: ط مُ ْ نَشَاءُ مِ ْن عِبَا ِدنَا َوِإنّكَ َلَتهْدِي إِلَى صِرَا ٍ
فهذه اليات تبي بصراحة عدم اطلع النب على القرآن قبل أن يوحى به إليه ،وعدم علمه
بأنبائه وأخباره.
ولكن أولئك الغلة الضالون يريدون نسف كل تلك اليات بديث هراء باطل أسطوري،
ل يعلمُ أحدٌ أيّ غالٍ عدي اليان أو عونٍ من أعوان الشيطان اخترعه وافتراه ،رواه «ابن
ال َفتّال»( )2ف كتابه «روضة الواعظي» ،عند حديثه عن موضوع ولدة المام علي عليه السلم،
ل عََليْهِ وَآلِهِ) قوله ....« :ولقد هبط حبيب جبئيل ف وقت
فنسبَ فيه إل رسول ال (صَلّى ا ُ
() هو ممد بن السن بن علي بن أحد بن علي الفتال النيشابوري العروف بابن الفتال ،من علماء الشيعة المامية ف 2
القرن الامس الجري .من مشايه شيخ الطائفة الشيخ الطوسي والسيد الرتضى علم الدى ،ومن تلمذته ابن
شهرآشوب الازندران .من أشهر مؤلفاته «روضة الواعظي وبصية التعظي» وهو من مصادر بار النوار وطبع مرارا
ف إيران والعراق .توف ابن الفتال مقتو ًل سنة 508هـ( .الترجم).
اجتهادات
موقع - 129
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ل يقرأ عليك السل َم ويهنّئك بولدة أخيك عليّ ......فقمتولدة عليّ فقال ل :يا حبيبَ الِ! ا ُ
مبادرا فوجدت فاطمة بنت أسد ،أ ّم عليّ ،وقد جاءها الخاض وهو بي النساء والقوابل
حولا( .....إل قوله) ث قال ل جبئيل :امدد يدك يا ممّد! فإنه صاحبك اليمي! فمددت يدي
نو أمه فإذا بعل ّي مائلً على يدي واضعا يده اليمن ف أذنه اليمن وهو يؤذّن ويقيم بالنفية
ويشهد بوحدانية ال عزّ وجل وبرسالت!»(،)1
هذا مع أن الذان إنا نزل بعد الجرة إل الدينة! ويتابع الديث حت يصل إل القول« :ث
قال ل (عليّ الولود حديثا) :يا رسول ال! أقرأُ؟ قلتُ :إقرأْ! فو الذي نفسُ ممّد بيده لقد ابتدأ
ث فتلها من أول حرف فيها إل آخر بالصّحف الت أنزلا ال عز وجل على آدم فقام با شي ٌ
حرف فيها حت لو حضر با شيث لقرّ له أنه أحفظ له منه! ث قرأ توراة موسى حت لو حضره
موسى لق ّر بأنه أحفظ لا منه! ث قرأ زبور داود !....ث قرأ إنيل عيسى ،...ث قرأ القرآن الذي
أنزله ال عليّ من أوله إل آخره فوجدته يفظ كحفظي له الساعة!!...ال الديث الطويل الليء
بالباطيل»(.)2
فانظر أيها القارئ اللبيب ف أي واد من وديان الغل ّو يقع النسانُ الذي يصدّق بثل هذا
الديث الكاذب ،وف أي حفرة من الضللة الت ل إمكان للنجاة منها ،يسقط!
ولا كان مت هذا الديث الراف يالف صريح القرآن الكري ويناقض العقل والوجدان
والتاريخ ،فإننا ف غن عن البحث ف سنده وبيان ضعفه ،إذْ إنه على درجة من البطلن والراء
يجل معها النسان من مرد ذكره وبيان كذبه.
مع أن ذلك الديث الفترى يناقض ما رواه ابن الفتال نفسه ف كتابه ذاته من أن عليا إنا
وُلِدَ داخل الكعبة( ،)3هذا ويذكر ابن الفتال روايا ٍ
ت غريبةٍ أخرى مليئةٍ بالترّهات حول رج ٍل عابدٍ
ب ُيقَال له «الثرم بن رعيب بن الشيقنام»!! وكيف أن أبا طالب ذهب إليه و...و ...إل آخر
راه ٍ
تلك الوهومات الت بعزل عن سندها الذي فيه روا ٌة مهولون وغلةٌ ،مَْتنُها على درجة من
() ابن الفتال« ،روضة الواعظي» ،قم :دار الرض ّي للنشر ،بدون تاريخ ،وذكر فيه أنه ُ
ص ّورَ طبقا لنسخة طبعت سنة 1
اجتهادات
موقع - 130
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
التهافت والبطلن تكفي لتشهد بأنه افتراء مض من نسج خيال قصاصي وضّاعي حقى.
و روايات ابن الفتال هذه متناقضة تعل الذي يقرأها ل يدري ف النهاية هل وُلِ َد عليّ داخل
الكعبة ،أم وُلِدَ ف بيت أب طالب؟؟ وهل كانت قابل ُة عليّ حوريةٌ من نساء النّة أم كان رسول
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) نفسه؟!
ال (صَلّى ا ُ
إن أولئك الغلة المقى يظنون أن مثل تلك الروايات الت تشبه أضغاث أحل ٍم ل يُعرف
أولا من آخرها هي من فضائل الول أمي الؤمني عليه السلم! إنم يريدون أن يثبتوا استنادا إل
تلك الترّهات الباطلة والرافية موضوع تصرّف عليّ ف الكون والكان!!؟
ما هي نتيجة قبول مثل تلك الروايات؟ إنا لن تكون سوى القول بأن قراءة عليّ للقرآن
حي ولدته وقبل بعثة رسول ال بعدة سنوات ،إن ل تدل على إلـهية عل ّي وعلمه بكل شيء،
ل عََليْهِ
فعلى القل ستد ّل على أن عليا -والعياذ بال -أفضل وأعلم من رسول ال (صَلّى ا ُ
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) جنبا إل جنب عدم وَآلِهِ)!! لن القرآن الكري بي لنا عدم اطلع رسول ال (صَلّى ا ُ
ك مِنْ َأْنبَا ِء الْ َغْيبِ نُوحِيهَا إَِليْكَ مَا
اطلع قومه على أخبار القرآن ومطالبه ،فيقول تعال ﴿ :تِلْ َ
صِبرْ إِ ّن الْعاقَِبةَ لِ ْل ُمّتقِيَ ﴾ [هود ،]49:والقول بأفضلية ت َتعْلَ ُمهَا َأْنتَ وَل َق ْومُكَ مِنْ َقبْ ِل هَذَا فَا ْ
كُن َ
عليّ على رسول ال أو مساواته له ف الفضل كفرٌ .وأصلً لو قرأ عليّ كل آيات القرآن على
رسول ال -كما تدعي تلك الرواية الرافية -فإن رسول ال سيكون قد سع من عليّ آيات
حادثة الفك ف سورة النور الت تبيّن تزكية وطهارة أم الؤمني عائشة ،وبالتال تكون براءة عائشة
ل عََليْهِ قد أصبحت مسلّمة له ،فلماذا إذن تلك الية والتفكي الذي وقع به رسول ال (صَلّى ا ُ
ل عََليْهِ وَآلِهِ) طلق صلّى ا ُ وَآلِهِ) لا سع ذلك الوضوع؟! ولاذا إذن اقترح عليٌ على رسول ال ( َ
عائشة ف تلك الادثة؟ ولاذا استوضح رسول ال خادمة عائشة عن المر؟! .ومئات القضايا
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) يدري با قبل أن تقع الخرى الت يتضمنّها القرآن ،والت ل يكن رسول ال (صَلّى ا ُ
خلل سيته.
وإذا تركنا كل ذلك جانبا ،فإننا نسأل ما هي الفائدة من صدور كل تلك العمال العجيبة
من عليّ حي ولدته والت ل بد أنا تعتب معجزات؟ لاذا كان عليّ يظهر تلك العجزات للنبّ؟
أكان النب منكرا لفضائل عليّ فأراد عليّ أن يبينها له؟!! فبال عليكم أيها القراء الكرام هل هناك
اجتهادات
موقع - 131
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أح ٌق فضلً عن عاقل يكنه أن يقبل بثل تلك الطالب أو يستند إل مثل تلك الوهام لثبات
عقيدةٍ ما؟!
ل مفصّلً قريبا من هذا العن نقلً عن وقد ذكر الجلسي ف «بار النوار» أيضا حديثا طوي ً
كتاب «المال» للشيخ أب جعفر الطوسي جاء فيه أنّه بعد ولدة عل ّي وعودة أمّه إل بيتها عزمَ
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) على الذهاب إل بيت أب طالب لرؤية الوليد الديد ،فذهب نبّ الِ م ّمدٌ (صَلّى ا ُ
صلّى الُ عََليْهِ وَآلِهِ) فََلمّا َدخَ َل اهتز له أمي الؤمني عليه السلم وضحك ولاَ « :دخَلَ َرسُولُ الِ ( َ
ف وجهه وقال :السلم عليك يا رسول ال ورحة ال وبركاته! .قال :ث تنحنح بإذن ال تعال
وقال :بِسْمِ الِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ .قَدْ أَفَْل َح الْ ُم ْؤمِنُونَ .الّذِي َن هُمْ فِي صَلتِهِمْ خا ِشعُون .إل آخر
ل عََليْهِ وَآلِهِ) :قد أفلحوا بك وقرأ تام اليات إل قولهُ :أوْلَئِكَ اليات .فقال رسول ال (صَلّى ا ُ
ل عََليْهِ وَآلِهِ):
س هُمْ فِيهَا خَاِلدُونَ .فقال رسول ال (صَلّى ا ُ هُ ُم اْلوَا ِرثُونَ .الّذِي َن يَ ِرثُو َن اْلفِرْ َدوْ َ
أنتَ وال أميُهُم ...الديث»(.)1
ويُقال ف هذه الرواية الوضوعة ما قيل ف سابقتها من أن متنها مالفٌ لصريح آيات القرآن
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) ،ول لقومه ،أيّ علمٍ بالقرآن الكري قبل
صلّى ا ُ
الت تؤكد أنه ل يكن للنب الكرم ( َ
نزوله ،هذا فضلً عن أن سند الرواية رواةٌ غلةٌ وضّاعون.
نسأل ال تعال أن يمينا وجيع السلمي من أمثال تلك الوهومات والرافات وأن ينجينا
من ش ّر الغلة الذين هم من أسوأ الفات ،ويهدينا إل الدين الصحيح والصراط اللـهي الستقيم
الذي هو دين السلم واتّباع القرآن.
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) كثيا حت لعنهم وتبأ
صلّى ا ُ
أجل ،لقد آذى أولئك الغلة سيدنا رسول ال ( َ
منهم مرارا وإليكم الديث التال حول ذلك:
-8روى الكشي ف رجاله قال أبو السن علي بن ممد بن قتيبة وما وقع عبد ال بن
حدويه البيهقي و َكَتبْتُهُ من رقعته« :أن أهل النيسابور قد اختلفوا ف دينهم وخالف بعضهم بعضا
ل عَلَيه وَآلِهِ) عرف جيع لغات أهل الرض
ويكفر بعضهم بعضا وبا قو ٌم يقولون إن النب (صَلّى ا ُ
ولغات الطيور وجيع ما خلق ال وكذلك ل بد أن يكون ف كل زمان من يعرف ذلك ويعلم ما
() الل ممد باقر الجلسي« ،بار النوار» ،ج /35ص ( .38-37الترجم). 1
اجتهادات
موقع - 132
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
يضمر النسان ويعلم ما يعمل أهل كل بلد ف بلدهم ومنازلم ،وإذا لقي طفلي فيعلم أيهما
مؤمن وأيهما يكون منافقا ،وأنه يعرف أساء جيع من يتوله ف الدنيا وأساء آبائهم وإذا رأى
صلّى
أحدهم عرفه باسه من قبل أن يكلمه .ويزعمون ُجعِ ْلتُ فِداكَ أن الوحي ل ينقطع والنب ( َ
ل عَلَيه وَآلِهِ) ل يكن عنده كمال العلم ول كان عند أحد من بعده وإذا حدث الشيء ف أي اُ
زمان كان ول يكن علم ذلك عند صاحب الزمان أوحى ال إليه وإليهم! فقال :كذبوا لعنهم ال
وافتروا إثا عظيما»(.)1
ل عََليْهِ
وأقول :إن هذا التوقيع واللعن والباءة تشمل كل من يعتقد بالمام أو النب (صَلّى ا ُ
وَآلِهِ) مثل تلك العقائد الغالية ،كيف ل وقد ضل كثي من عامة الناس بل خاصتهم وبعض
التسمّي بآيات ال العظمى منهم(!) (كأب الفضل النبوي) بسبب تلك الحاديث الكاذبة الت
وضعها الغلة وندها ف ثنايا كتب مثل كتاب «بصائر الدرجات» لحمد بن السن الصفار (
290هـ) أو كتاب «الكاف» للكَُليِْنيّ ( 329هـ) ،وغيها.
-9وف رجال الكشي أيضا (ص )2()196عن السن بن موسى الشاب ،عن علي بن
السان ،عن عمه عبد الرحن بن كثي ،قال ،قال أبو عبد ال عليه السلم يوما لصحابه« :لع َن
ال الغيةَ ب َن سعيدٍ ولعن يهودية كان يتلف إليها يتعلم منها السحر والشعبذة والخاريق إن الغية
كذبَ على أب عليه السلم فسلبه ال اليان ،وإن قوما كذبوا عل ّي ما لم أذاقهم ال حرّ الديد،
فوال ما نن إل عبيدُ الذي خلقنا واصطفانا ما نقدر على ضر ول نفع إن رحنا فبحته وإن عذبنا
فبذنوبنا ،وال ما لنا على ال من حجة ول معنا من ال براءة وإنا ليتون ومقبورون ومنشرون
صلّى الُ
ومبعوثون وموقوفون ومسئولون ،ويلهم ما لم لعنهم ال فلقد آذوا ال وآذوا رسوله ( َ
عَلَيه وَآلِهِ) ف قبه وأمي الؤمني وفاطمة والسن والسي وعلي بن السي وممد بن علي
(صلوات ال عليهم) ،وها أنا ذا بي أظهركم لم رسول ال وجلد رسول ال أبيت على فراشي
خائفا وجلً مرعوبا ،يأمنون وأفزع وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل ،أتقلقل بي
البال والباري ،أبرأ إل ال ما قال ف الجدع الباد عبد بن أسد أبو الطاب لعنه ال ،وال لو
() وهي ف نسخة رجال الكشي ،طبع مؤسسة النشر ف جامعة مشهد/إيران 1348 ،هـ ف ص.226 - 225 : 2
(الترجم)
اجتهادات
موقع - 133
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب أل يقبلوه فكيف وهم يرون خائفا وجلً أستعدي ا َ
ل
ل عَلَيه وَآلِهِ) وما معي
عليهم ،وأت ّبأُ إل ال منهم ،أشهدكم أن امرؤ ولدن رسول ال (صَلّى ا ُ
براءة من ال ،إن أطعته رَحِمَن وإن عصيته عذّبن عذابا شديدا أو أش ّد عذابه.».
وأقول :انظروا كيف كذّب المام الصادق عليه السلم بتلك العبارات الواضحة الصرية
كل تلك الترّهات والكاذيب الت ينسبها إليه الغلة ،والت ل يزال بعض غلة عصرنا يعتقدون
بثلها بق المام الصادق وشفاعته والتوسل به!.
ول غرو أن يقول المام الصادق ما قاله فقد جاء ف كتاب ال العزيز إنذارٌ لدّه رسول ال
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) ف قوله تعال ﴿ :وََلقَدْ أُو ِحيَ إَِليْكَ َوإِلَى الّذِي َن مِنْ َقبْلِكَ َلئِنْ َأشْرَ ْكتَ (صَلّى ا ُ
ك وََلَتكُونَ ّن مِ َن الْخَا ِسرِينَ ﴾ [الزمر ،]65:هذا بعد أن ينقل القرآن الكري لنا عن لسان حبَطَ ّن عَمَلُ َ َليَ ْ
صيْتُ َربّي عَذَابَ َي ْومٍ عَظِيمٍ ﴾ [النعام،]15: ل عََليْهِ وَآلِهِ) ﴿ :قُلْ إِنّي أَخَافُ ِإنْ َع َالنب (صَلّى ا ُ
ومثلها ف سورة يونس /آية ،15وسورة الزمر/آية .13فيحق للصادق أن يكون كذلك أيضا
ب ول قرابةٌ ،ولن ينجيه إل لنه ليس بي ال تعال وبي أحد من َخ ْلقِهِ -مهما علت منلته -نس ٌ
ب مَ ْن َيعْمَ ْل سُوءًا ُيجْزَ
عَمَلُ ُه ورحةُ ربّه ،أل يقل ال تعالَ ﴿ :لْيسَ ِبَأمَانِّيكُ ْم وَل َأمَاِنيّ َأهْ ِل اْلكِتَا ِ
ت مِنْ ذَكَرٍ َأوْ أُنثَى َوهُوَ جدْ لَ ُه مِنْ دُونِ اللّ ِه وَِليّا وَل َنصِيًا * َومَ ْن َيعْمَ ْل مِ َن الصّالِحَا ِ
بِهِ وَل يَ ِ
جّنةَ وَل يُظَْلمُونَ َنقِيًا ﴾ [النساء.]124-123: ُم ْؤمِنٌ َفُأوَْلئِكَ يَ ْدخُلُو َن الْ َ
إن ذلك الديث الذي أوردناه عن المام الصادق عليه السلم يبيّن براءته من مقالت الغلة
الت كان غلة عصره ينشرونا وخلّفوها للسف للجيال اللحقة حت تلقّفها منهم غلة عصرنا،
أل لعنةُ ال عليهم لعنا وبيلً.
- 10رورى الكشيّ ف رجاله (ص )1()254كذلك عن ممد بن مسعود ،قال حدثن
عبد ال بن ممد بن خالد ،عن علي بن حسان ،عن بعض أصحابنا ،رفعه إل أب عبد ال عليه
السلم قال :ذُكِ َر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أب الطاب ،فقيل إنه صار إل بيوذ،
وقال فيهم و ُهوَ الّذِي فِي السّماءِ إِل ٌه وفِي اْلأَ ْرضِ إِلهٌ ،قال :هو المام ،فقال أبو عبد ال عليه
ف بيتٍ أبدا ،هم ش ّر من اليهود والنصارى والجوس والذين السلم« :ل وال ل يأوين وإياه سق ُ
() وف نسخة طبعة جامعة مشهد الحققة :ص ( .301 - 300الترجم) 1
اجتهادات
موقع - 134
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
أشركوا ،وال ما صغّر عظمةَ ال تصغيهم شيء قط ،إن عُ َزيْرا جال ف صدره ما قالت فيه اليهود
فمحا ال اسه من النبوة ،وال لو أن عيسى أقرّ با قالت النصارى لورثه ال صمما إل يوم
القيامة ،وال لو أقررت با يقول فّ أهلُ الكوفة لخذتن الرض ،وما أنا إل عب ٌد ملوكٌ ل أقدر
على شيء ض ّر ول نفع.».
أقول :وِلنُدَقّق ف جلة «فمحا ال اسه من النبوة» ففيها معنً دقيق وعال ،إذ إنا تبي عدم
صحة تلك العصمة الوهبية الطلقة الت يدعيها الغالون بالئمة وتبعا لذلك بالنبياء والرسل ،لن
عزيرا قد مُحي اسه من سجل النبياء لجرد أنه جال ف ذهنه أو تصور أن يكون له مثل ذلك
القام ،فل عصمة على ذلك النحو الذي يقولونه ،حت لو أن عيسى بن مري أقرّ -والعياذ بال -
با قالته النصارى بقّه لفعل ال تعال به كذا كذا ،كما جاء ف الرواية.
-11ويذكر الطبسي( )1ف كتابه «الحتجاج» (ج /2ص )439رواي ًة عن المام الرضا
عليه السلم كما يلي« :فقام إليه رجل فقال :يا ابن رسول ال! صف لنا ربك فإ ّن مَنْ َقبَْلنَا قد
اختلفوا علينا! فوصفه الرضا عليه السلم أحسن وصف ومّدَه ون ّزهَه عمّا ل يليق به تعال .فقال
الرجل :بأب أنت وأمي يا ابن رسول ال! فإ ّن معي من ينتحل موالتكم ويزعم أن هذه كلّها من
صفات عليّ عليه السلم وأنه هو ال رب العاليّ! قال فلما سعها الرضا عليه السلم ارتعدت
فرائصه وتصبّبَ عرقا وقال :سبحان ال عمّا يشركون! سبحانه عمّا يقول الكافرون علوّا كبيا!
أوليس عليّ كان آكلً ف الكلي وشاربا ف الشاربي وناكحا ف الناكحي ومدثا ف الحدثي
ل وإليه أوّاها منيبا؟ أفمن هذه صفته يكون إلا؟؟ وكان مع ذلك مصليا خاضعا بي يدي ال ذلي ً
فإن كان هذا إلا فليس منكم أح ٌد إل وهو إلهٌ لشاركته له ف هذه الصفات الدالت على حدوث
كل موصوف با! فقال الرجل :يا ابن رسول ال! إنم يزعمون أن عليا لا أظهر من نفسه
العجزات الت ل يقدر عليها غي ال دلّ على أنه إلهٌ ،ولا ظهر لم بصفات الحدثي العاجزين
لبّس ذلك عليهم وامتحنهم ليعرفوه وليكون إيانم اختيارا من أنفسهم! فقال الرضا عليه السلم:
أوّ ُل ما هاهنا أنم ل ينفصلون من قلب هذا عليهم فقال :لّا ظهر منه الفقر والفاقة دلّ على أ ّن مَنْ
() هو الشيخ أحد بن علي بن أب طالب الطبسي ،ل يُعرف تاريخ ولدته أو وفاته بدقة ،وكل ما يُعرف عنه أنه من 1
علماء القرن السادس الجري ومن معاصري أمي السلم الطبسي ( 548هـ) صاحب تفسي "ممع البيان" الشهي،
وكل الطبسيي من مشايخ ابن شهر آشوب الازندران التوف سنة 588هـ.
اجتهادات
موقع - 135
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء الحتاجون ل تكون العجزات فعلهَ ،فعُلِ َم بذا أن الذي أظهره
من العجزات إنا كانت فعل القادر الذي ل يشبه الخلوقي ل فعل الحدث الشارك للضعفاء ف
صفات الضعف.».
- 12وذكر الكشي ف رجاله روايةً أخرى ف هذا الجال فقال« :وبذا السناد ،عن ممد
بن خالد الطيالسي ،عن ابن أب نران ،عن عبد ال ،قال ،قال أبو عبد ال عليه السلم :إنا أهل
بيت صدّيقون ل نلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ،كان رسول
ل عََليْ ِه وَآلِهِ) أصدق الناس لجة وأصدق البيّة كلها ،وكان مسيلمة يكذب عليه،
ال (صَلّى ا ُ
وكان أمي الؤمني عليه السلم أصدقَ من بَ َرأَ الُ بعدَ رسولِ الِ ،وكان الذي يكذب عليه ويعمل
ف تكذيب صدقه ويفتري على ال الكذب عبد ال بن سبإ ».ث تابع الكشيّ قوله« :ذكر بعض
أهل العلم أن عبد ال بن سبإ كان يهوديا فأسلم ووال عليا عليه السلم وكان يقول وهو على
صلّى الُ عََليْهِ
يهوديته ف يوشع بن نون وصي موسى بالغلو ،فقال ف إسلمه بعد وفاة رسول ال ( َ
وَآلِهِ) ف علي عليه السلم مثل ذلك ،وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي وأظهر الباءة
من أعدائه وكاشف مالفيه وأكفرهم ،فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض
مأخوذ من اليهودية!» انتهى كلم الكشّي(.)1
-13وروى الصدوق ف «عيون أخبار الرضا عليه السلم» بسنده عن أب عن السن بن
أحد الالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أب ممود قال قلت للرضا عليه السلم :يا ابن رسول ال! إن
عندنا أخبارا ف فضائل أمي الؤمني عليه السلم وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مالفيكم ول
نعرف مثلها عنكم أفندين با؟؟ فقال :يا ابن أب ممود! لقد أخبن أب عن أبيه عن جده عليه
ل عَلَيه وَآلِهِ) قال :مَنْ أصغى إل ناطق فقد عبده فإن كان الناطق
السلم أن رسول ال (صَلّى ا ُ
عن ال عز وجل فقد عبد ال وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس.
ث قال الرضا عليه السلم« :يا ابن أب ممود! إن مالفينا وضعوا أخبارا ف فضائلنا
وجعلوها على أقسام ثلثة أحدها الغلو وثانيها التقصي ف أمرنا وثالثها التصريح بثالب أعدائنا فإذا
سع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إل القول بربوبيتنا وإذا سعوا التقصي اعتقدوه فينا
() رجال الكشي ،ص 100ف الطبعة القدية ،أو ص 109 - 108ف طبعة جامعة مشهد( .الترجم) 1
اجتهادات
موقع - 136
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() الشيخ الصدوق« ،عيون أخبار الرضا» ،ج /1ص .304 1
() قوله ﴿ ينتحل التشيّع ﴾ أي ينتسب إليه زورا وكذبا ،من النّحلة ،قال ابن منظور ف لسان العرب ﴿ :والّنحْلةُ: 2
اجتهادات
موقع - 137
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() للشيخ هاشم معروف السن ف كتابه «الوضوعات ف الثار والخبار» كلم متاز يؤيد تاما ما يذكره الؤلّف هنا 1
حيث يقول[[ :فقد كان من أخطر الدخلء على التشيع جاعة تظاهروا بالولء لهل البيت ،واْن َدسّوا بي الرواة
وأصحاب الئمة (عليهم السلم) مدّ ًة طويل ًة من الزمن استطاعوا خللا أن يتقربوا من المامي الباقر والصادق واطمأن
إليهم جع من الرواة فوضعوا مموعة كبية من الحاديث ودسّوها بي أحاديث الئمة وف أصول كتب الديث ،كما
تشي إل ذلك بعض الروايات ،وقد اشتهر من هؤلء ممد بن مقلص السدي الذي يكنّيه الشهرستان بأب زينب،
اجتهادات
موقع - 138
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
والقريزي بابن أب ثور ،والغية بن سعيد ،ويزيع بن موسى الائك ،وبشار الشعيي ،ومعمر بن خيثم ،والسري وحزة
اليزيدي وصائد الندي ،وبيان سعان التميمي ،والرث الشامي ،وعبد ال بن الرث وغي هؤلء من ل يسعنا
استقصاؤهم ،وكان بشار الشعيي وحزة اليزيدي ومعمر بن خيثم وبيان بن سعان والغية بن سعيد من دعاة اللاد
والغلو ،فلقد ادعى بشار بأن عليا هو الله ،وقال بالتناسخ ،وجاء عن المام الصادق (عليه السلم) أنه قال ِلمَرَزِام وكان
جارا لبشار ،قال له :إذا قدمت الكوفة فقل له :يقول لك جعفر :يا فاسق يا كافر يا مشرك أنا بريء منك! قال مرزام:
فلما َقدِ ْمتُ الكوف َة بلّغْتُهُ الرسالةَ ،فقال بشار :وقد ذكرن سيدي؟ قال نعم ذكرك بذا ،فقال له جزاك ال خيا .وأما
معمر بن خثيم فقد أح ّل جيع الحرمات ،وأما حزة فكان يدعي بأن أبا جعفر يأتيه بالوحي ف كل ليلة ،وأما بيان فلقد
ادّعى النبوة بعد أب هاشم بن ممد بن النفية ،وأما الغية بن سعيد فلقد ادعى النبوة وكان أكثرهم أتباعا لنه كان
يستعمل السحر والشعبذة والساليب الت تضلل البسطاء الغفلي.
وجاء عن أب السن الرضا عليه السلم أنه قال ﴿ :كان بيان يكذب على علي بن السي فأذاقه ال حر الديد ،وكان الغية
يكذب على أب جعفر الباقر ،وكان ممد ابن فرات يكذب على أب السن موسى بن جعفر ،وكان أبو الطاب يكذب
على أب عبد ال الصادق ﴾.
وجاء عن يي بن عبد الميد المان :أن جعفر بن ممد (أي المام الصادق عليه السلم) كان رجلً صالا مسلما ورعا
فاكتنفه قومٌ جهال يدخلون عليه ويرجون يقولون :حدّثنا جعفر بن ممد ،ويدّثون بأحاديث منكرة كلها كذب على
المام جعفر بن ممد يستأكلون با الناس ،كالفضّل بن عمر وبيان وعمر النبطي وغيهم من الوضّاعي ونسبوا إليه أنه
قال :إن معركة المام تكفي عن الصلة والصيام ،وأن عليا ف السحاب يطي مع الريح ،وأن الَ إلهُ السماء والمامَ إلهُ
الرض ،إل غي ذلك من القالت.
وتؤكد الرويات الصحيحة عن المام الصادق عليه السلم وغيه من الئمة أن الغية بن سعيد وبيانا وصائد الندي وعمر
النبطي والفضل وغيهم من النحرفي عن التشيع والندسي ف صفوف الشيعة وضعوا بي الرويات عن الئمة عددا
كبيا ف متلف الواضيع.
ل بي صفوف وجاء عن الغية أنه قال :وضعتُ ف أخبار جعفر بن ممد اثن عشر ألف حديث! ،وظلّ هو وأتباعه زمنا طوي ً
الشيعة يترددون معهم إل ملس الئمة (عليهم السلم) ول ينكشف حالم إل بعد أن امتلت أصول كتب الديث
الول بروياتم كما تشي إل ذلك رواية يي بن عبد الميد السابقة( ]].الترجم).
() وهو ف ص 225من طبعة مشهد( .الترجم) 2
اجتهادات
موقع - 139
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() أي ف القسم الثان من كتابه ﴿ طريق النجاة من شر الغلة ﴾ وهو القسم العنون بـ «بث در وليت وحقيقت 1
اجتهادات
موقع - 140
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
عليّ وأولد عل ّي هي ف القيقة مبة حقائق الدين والعمال السنة والصائل الفاضلة الت كان
ب عليّ يعن حبّ اليان بال ،لن عليّا كان من عليّ والُلّص من أولده مظهرا بارزا لا .فح ّ
ب عليّ يعن حبّ اليان بالقيامة والرص على أكب الؤمني بال ،بل الظهر الت لليان ،وح ّ
إعداد الزاد لا من التقوى والعمال الصالة ،لن عليّا كان من أكب الؤمني بالقيامة ،كما قال
تعال بشأنه وشأن أهل بيتهَ ﴿ :ويَخَافُو َن َيوْمًا كَا َن شَ ّرهُ مُسْتَطِيًا ﴾ [النسان ،]7:وف النهاية حبّ
ب الصلة والزكاة والساواة ونصرة الظلوم وماربة الظال والخذ على يديه ،وحب عليّ يعن ح ّ
العدالة ،وسائر الفضائل النسانية العالية الت كان عليّ أكبَ مظهر لا ،أما تلك الحبة الوهيّة الت
يدّعيها التخيّلون أصحاب الوهام -ويسمّونا ولية عليّ -ل ينشأ منها أي خي وفائدة.
إن التشابه ف السنخ وف الطبيعة اللقية هي الت تعل الفراد أحباء بعضهم بعضا .أما أنواع
الب الخرى فليست بشيء ،وربا كان منشؤها أمورا مادّيةً .فشيعة عل ّي وأتباعه معناها أنم
مبّو العدالة والمانة والعفّة والتقوى و ...و ...كما روى الطبسي( )1ف كتابه «مشكاة النوار»
عن «عبد ال بن زياد قال سلّمنا على أب عبد ال عليه السلم بن ث قلتُ :يا ابن رسول ال! إنا
قومٌ متازون لسنا نطيق هذا الجلس منك كلما أردناه ول نقدر عليه َفَأوْصِنا .قال :أوصيكم
بتقوى ال وصدق الديث وأداء المانة وحسن الصحابة لن صاحبكم وإفشاء السلم وإطعام
الطعام صلوا ف مساجدهم وعودوا مرضاهم واتّبعوا جنائزهم فإن أب حدثن أن شيعتَنا أه َل البيت
كانوا خيار من كانوا منهم ،إن كان فقيه كان منهم وإن كان مؤذن كان منهم وإن كان إمام
كان منهم وإن كان كافل يتيم كان منهم وإن كان صاحب أمانة كان منهم وإن كان صاحب
وديعة كان منهم فكذلك فكونوا ،حّببُونا إل الناس ول ُتبَ ّغضُونا إليهم»(.)2
وروى الشيخ الفيد ف «الرشاد» بسنده عن سفيان بن عيينة عن ابن شهاب الزهري قال:
«حدثنا علي بن السي عليه السلم وكان أفضل هاشي أدركناه قال :أحبونا حب السلم فما
() هو أبو الفضل ،علي بن السن بن الفضل بن السن الطبسي .وهو ابن السن بن الفضل الطبسي صاحب كتاب 1
«مكارم الخلق» وحفيد أمي السلم الفضل بن السن الطبسي صاحب تفسي «ممع البيان» .وهو من كبار علماء
المامية ف القرن السادس الجري ،ول ُيعْرَف بالضبط تاريخ ولدته ووفاته ،ولكن بالنظر إل أن تاريخ وفاة جده أمي
السلم الطبسي كانت ف سنة 548للهجرة فمن الحتمل قويا أنه قد أدرك جده وعلى هذا فإنه يكن القول بأن وفاته
كانت خلل سنوات ال 600للهجرة.
() علي بن السن الطبسي« ،مشكاة النوار» ،ط ،2النجف :الطبعة اليدرية1385 ،هـ ،ص .146 2
اجتهادات
موقع - 141
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
() هو رشيد الدين ،ممد بن شهرآشوب الازندران ،من علماء الشيعة المامية وفقهائهم ومدثيهم البارزين ف القرن 2
السادس الجريُ ،ولِ َد ف مازندران (شال إيران) سنة 489هـ ،وطاف ف البلدان يتلقى العلم عن علماء الشيعة والسنة
ف عصره فكان من أساتذته جار ال الزمشري العتزل ،والفضل بن السن الطبسي صاحب تفسي ممع البيان والشيخ
الطبسي صاحب الحتجاج وقطب الدين الراوندي وغيهم .من أشهر كتبه« :مناقب آل أب طالب عليهمالسلم» ف
أربعة ملدات وكتاب متشابه القرآن وكتاب أساب النول .وما ميز ابن شهر آشوب أنه من علماء الشيعة الذين أطرى
عليهم علماء أهل السنة كثيا ،فوصفه العلمة شس الدين الداودي تلميذ السيوطي بأنه وصل إل غاية التخصص ف
متلف العلوم وكان إمام زمانه ووحيد عصره .أكثر تضلعه ف علوم القرآن والديث وهو بي الشيعة من حيث اعتباره
ومنلته كالطيب البغدادي بي أهل السنة .اهـ .وجاء ف ترجته ف كتاب «الواف بالوفيات» للصفدي :أن ابن
شهرآشوب حفظ القرآن وله ثان سني وبلغ النهاية ف أصول الشيعة،كان يُ ْرحَل إليه من البلد ،ث تقدم ف علم القرآن
والغريب والنحو ،ووعظ على النب أيام القتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه ،وكان بي النظر حسن الوجه والشيبة صدوق
اللهجة مليح الحاورة واسع العلم كثي الشوع والعبادة والتهجد ل يكون إل على وضوء.اهـُ ،.ت ُوّفيَ ف حلب شال
سورية ،سنة 558هـ ودفن با( .الترجم)
() ابن شهرآشوب الازندران« ،الناقب» ،قم :مؤسسة العلمة للنشر1379 ،هـ ،ج /4ص .162 3
اجتهادات
موقع - 142
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
قلتُ :ومن البديهي أن أحدا من أمة السلم لن يرؤ على القول بأن المام الفلن كان ابن
ال ،تعال ال عن ذلك ،لن آيات القرآن ردت على نو متكرر وبأشد العبارات صراحة ادعاء
البن لِـلّهِ ،والسلمون يقرؤون على القل خس مرات ف اليوم والليلة ف ركعات صلواتم سورة
الخلص الت تؤكد أنه تعال ﴿ :لَمْ يَلِ ْد وَلَ ْم يُولَدْ ﴾ [الخلص ،]3:لذا فإن الغلو سيكون بشكل
آخر أل وهو نسبة الصفات اللـهية الغالية للئمة كالقول بأنم مدبّرو الكون والتصرّفون ف
عال المكان ونو ذلك من العقائد الباطلة السخيفة ،والواقع أن مثل هذه العقائد أسوأ وأقبح ما
ادعته اليهود بق العُزَير والنصارى بق عيسى بن مري عليه السلم ،كما نبّه إل ذلك الئمة
س وَالذِي َن أشْرَكُوا»!
أنفسهم حي قال صادقهم« :وَالِ إ ّن الغلةَ شرّ من الَيهُودِ وَالّنصَارى وَالجُو ِ
فالذي يؤمن بال الواحد وبنبوة النبياء ويشى يوم الساب ويتبع أهل بيت النب الطاهرين
ويبهم ويتمتع بعقل نابه ووجدان حي ل يكن أبدا أن يتفوه بثل تلك الكلمات الت هي من
عقائد الغلة فضلً عن أن يسمح لثل تلك اليالت الباطلة والشرك الحض أن تد طريقها إل
قلبه بل ينهض إل ماربة مثل تلك الرافات دون خوف من أتباعها حت ولو خالفه آلف من
يتسمّون بآيات ال العظمى ،وعمدوا إل إصدار الفتاوى ف تكفيه لن هذه الفتاوى هي ف
القيقة مردودة عليهم فهم أصحاب العقائد الكفرية والشركية بنص القرآن الكري.
بذا نتتم هذا الفصل آملي أن ينفع تذكينا هذا متمعنا الذي عشعشت فيه الرافات وأن
يوقظ النفوس الصادقة التهيئة لقبول حقائق السلم ويهديها إل الق والصواب ،فتبأ من أمثال
تلك الوهومات وتتمسك بعروة النجاة الوثقى القرآن الكري والحاديث الت يصدّقها القرآن
فتنجو من تلك الضللت وتنال سعادة الدنيا والخرة إن شاء ال ول حول ول قوة إل بال.
اجتهادات
موقع - 143
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 144
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الْ َغْيبِ فَل يُ ْظهِ ُر عَلَى َغْيبِهِ أَ َحدًا * إِلّا مَنِ ا ْرَتضَى مِنْ َرسُولٍ فَِإنّهُ يَسْلُكُ مِ ْن بَيْ ِن يَ َديْ ِه َومِنْ َخ ْلفِهِ
رَصَدًا ﴾ [الن ،]27-25:وقد أثبتنا أن هذا الطلب ثابت وواضح ف آيات القرآن الكري وسية
ل عَلَيه وَآلِهِ) وتاريخ الئمة عليهم السلم وعقائد الصحاب والاصة وأقوال النب الكري (صَلّى ا ُ
العلماء والفقهاء .وعلوة على ذلك فإن العقل والوجدان والبينة والبهان كلها شاهد صدق كافٍ
على هذه القيقة .كما أوضحنا أن معرفة علم الغيب والطلع على الوادث الستقبلية ل ينفع
أي بشر بل هو مضر تاما ولجل هذه الكمة البالغة اختص ال تعال ذاته القدسة بعلم الغيب
وأخفاه عن ملوقاته وستره عنها.
-2ف البحث الثان حول موضوع الولية حققنا وبثنا ف حقيقة الولية وأثبتنا أنا الحبة
والولء والودة الت يبذلا الؤمنون لبعضهم البعض والت أوصى با ال تعال وأكد عليها ف قرابة
مئة آية من آيات القرآن ,وللسف ،ليس هناك أث ٌر اليوم لتلك الودة والحبة الت أرادها القرآن بي
السلمي .بل كما نرى بكل أسف لقد فسروا الولية الت أرادها القرآنُ تفسيا خاطئا حوّلا إل
وسيلة للعداوة بي طوائف السلمي الذين يبتعدون يوما بعد يوم عن بعضهم بسبب ما يثيه
العداء بينهم ,إل حد القتتال بي أفرادهم ،ذلك لنم من جهة حصروا الولية التعلقة ف الصل
بعامة السلمي تاه بعضهم البعض بولية أفراد معدودين خاصي وهم الئمة من آل البيت الذين
رحلوا جيعا عن هذه الدنيا ول يبق أحد منهم اليوم كي يستفيد من تلك الولية ,وحت لو وُجِد
فمن السلّم أنه ل يكنه الستفادة منها لن العن الذي يريده أولئك من الولية والحبة لولئك
الفراد الاصي ،والذي حرموا منه الخرين ومنعوه عنهم هو نوع من الحبة اليالية الت الحبة
والحبوب كلها فيها خياليان ،أما كون الحبوب فيها خياليا ُمَتوَهّما فلنّ عليّا الذي يبّه الغلة
هو عل ّي الحيط -حسب تيلهم -بكل العالَم والسيطر على جيع المم من بن آدم وعلى كل
الوجودات والعالِـ ُم بالغيبات والقادرُ على حل جيع الشكلت وقاضي الاجات وميي
الموات وأمثال هذه الصفات ،وف الوقت ذاته هو عليّ الذي -حسب اعتقادهم -سيدافع عن
أعمالم ويشفع لم ويحو سيئاتم ويأخذهم ف النهاية إل أعلى درجات النان .فإذن هم يبون
كائنا ل يوجد ف عال الواقع بل ل يوجد إل ف خيالم .وشتّان شتّان بي القيقة وتلك
اليالت! ث آنئذ جعلوا هذه الولية الت ل أحد يدري من الول فيها ومن الولّى عليه وسيلة
للعداوة مع سائر السلمي من أبناء الطوائف الخرى الذين ُأمِروا ف الصل أن يوالوهم ويبوهم.
اجتهادات
موقع - 145
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
وأما كون الحبة ف تلك الولية خيالية فلنم ابتدعوا ولي ًة عجيبةً ل علقة لا بالشعور أو
العاطفة ،إذ يقصدون بالولية الت يدّعونا لمي الؤمني علي عليه السلم والئمة اليامي من
أولده ،الولية التكوينية أي أن أمي الؤمني وكل واحد من الئمة الخرين متصرفٌ ف الكون
والكان ومدبّرٌ لعال المكان ,ودليلهم علي هذه الولية ,كما يظهر ف كلماتم ومؤلفاتم ,هو
قوله تعالِ ﴿ :إنّمَا وَِليّكُمُ اللّ ُه وَ َرسُولُ ُه وَالّذِينَ آ َمنُوا الّذِي َن ُيقِيمُو َن الصّلةَ َوُي ْؤتُونَ الزّكَاةَ َوهُمْ
رَا ِكعُونَ ﴾ [الائدة ،]55:هذا مع أن الية خطاب للمؤمني ،فالولية فيها خاصة بم ف حي أن ما
يذكروه من ولية تكوينية ل تتصّ بالؤمني بل تعمّ كلّ الخلوقات لن الوال التصرف ف الكون
والكان يلك الولية على كل الوجودات ل على طائفة خاصة من الؤمني؟! إن هؤلء ل
يسمحوا لنفسهم أن يفكروا أنه لو كانت الولية بذا العن فلماذا جعلها ال متصة بالؤمني ،ول
يلحظوا أن هذا ل ينسجم أبدا مع معن الولية التكوينية وتدبي أمور العال ،هذا بعزل عن أن
مثل هذه العقيدة بالولية التكوينية شرك مض بل أسوأ من شرك مشركي زمن الاهلية!! والواقع
أن الية الستشهد با ل علقة لا بتلك الولية التكوينىة الدّعاة بل معناها -إذا تركنا التعصب
والعناد والماقة جانبا -واضح وضوح الشمس ف وَضَح النهار ،وهو الحبة والودة والتعاون بي
الؤمني الت يدل على وجوبا العقل والوجدان وسنة الكون الت ل تتغي إضافة إل مئات اليات
القرآنية الكرية الخرى .وهذه الحبة لو شاعت بي الؤمني لولت الدنيا إل جنة ولرتقت
بالسلمي إل أعلى الدرجات .أما الحبة الت يدعيها أولئك الغلة فما الذي أفادته حت الن سوى
العداوة والتفرقة بي السلمي؟! أحقا كان هدف ال من خلق العال وبعثة النبياء وإنزال الكتب
خاصة القرآن بكل آياته هو إثبات تلك الولية الدّعاة؟! تعال ال عما يقول الاهلون علوا كبيا.
ول شك أن ولية علي وآل علي عليهم السلم بعن مبتهم واليان بإمامتهم من جهة أنم
أفضل الؤمني من أفضل الوليات ،والحاديث والخبار الت صدرت حول هذا الوضوع عن
النب والئمة سلم ال عليهم والت ُحفِظَت من دسائس الغلة والدجالي أحاديث صحيحة
وقائمة ،ولكن كم كان من الفضل أن ُتقَدّم تلك الحبة والولء والودة إليهم حال حياتم لتكون
منشأً لعمال صالة ،كما هو بكل تأكيد الغاية من صدور تلك الروايات وتواترها ,وإل فما هي
اليات والبكات النتَظَرة من مبة الموات وعشقهم؟ وما الثمرات الاصلة منها سوى الحبة
اليالية لحبوبي خياليي والدائح الليئة بالغلو ونسبة صفات ال تعال إل بعض عباده الحتاجي
اجتهادات
موقع - 146
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
إليه ،والت ليست سوى شرك وابتعاد عن القائق وتعدي على حرمة التوحيد.
ما هي الفوائد -بشهادة التجربة والس والتاريخ -الت حصلت من ذلك الفهوم للولية
حت اليوم حت نستمر به؟! ولعل قائلً يقول إن نتيجة وأثر مثل تلك الولية والحبة هي أن تستقرّ
مبة النب والئمة ف القلوب وتطمئن القلوب لصدقهم وحقيتهم وبالنتيجة تتبعهم النفس ف
تعاليمهم فتطبق أحكام ال تعال بفضل ذلك .وهذا الدعاء وإن كان صحيحا ف الظاهر إل أن
الذي نراه ف متمعنا هو خلف هذه النتيجة .إن هذا الدعاء إنا يكون صحيحا عندما يكون
الظروف أعز من الظرف ،وعندما يكون الدف من حفظ واحترام الظرف هو حرمة وعزة
الظروف ،وبعبارة أخرى ،عندما تكون مبة أولياء ال الذين هم ظرف القائق والحكام اللية
فرعا لحبة تلك الحكام وشرائع الدين ،ف حي أن القضية اليوم هي عكس ذلك تاما ،فقد
استغرق القوم بحبة الظرف ذاته (ذوات النبّ والئمة) إل أبعد حد وغرقوا ف مبة خيالية,
وضعف اهتمامهم بالظروف -أي بالدين والتعاليم ،-والعيان يكفي عن البيان .وبعبارة ملخّصة،
إ ّن مبّة المام فرعٌ لحبة الدّين وليس العكس!
-3وف البحث الثالث الذي خصصناه للبحث ف مسألة «الشفاعة وحقيقتها» بّينّا أن
مفهومها الاطئ الذي شاع بي السلمي حول الشفاعة كان أحد السباب الساسية لغرورهم
وتأخرهم وترّؤ أرباب الفجور على معاصي ال وت ّربِهم من العمل بشرائعه وأحكامه ،إضافة إل
أن ذلك الفهوم الاطئ للشفاعة أدى إل نشأة بدع وأعمال ما أنزل ال با من سلطان ،بل نى
عنها الرحن ،فذلك الفهوم للشفاعة هو الذي دعا إل تعمي القبور وتصيصها وبناء الضرحة
والراقد وتزيينها بالذهب والفضة والواهر وإضاعة الموال على قبور الموات واختراع زيارات
وتضمينها عبارات مغاليةً كفريةً ,وإقامة مالس عزاء مبتدعة ونذورات وموقوفات مالفة لوامر
ال ومرضاته واختراع أدعية وصلوات مهولة أو عبادات غي مشروعة ول معقولة أملً بتلك
الشفاعة اليالية .هذا مع أن الشفاعة بتلك الصورة والكيفية الت يتخيلونا ل يشهد لا ل العقل
ول الوجدان ول يصدقها القرآن .بل اليات الت جاءت ف القرآن حول الشفاعة ،أكثرها يتعلق
برد تلك العقيدة الدينية الت كانت ف أزمنة الاهلية والت كان أصحابا يؤمنون باللة الت تدير
بعض شؤون الليقة والت كان لكل منها مقام إلي خاص مثل :إله الطر ،إله البحر ،إله الرب،
اجتهادات
موقع - 147
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
إله القحط والرخص ,وأخيا تطورت تلك العقيدة إل صورة ألطف شركا حيث أصبحت عقيدة
بلئكة وبأولياء صلحاء خاضعون لسلطان إله اللة الذي يدد لم مهامهم الت عليهم تنفيذها ف
الكون.
ولقد أنكر القرآن الكري واسطة وشفاعة اللئكة ف شؤون الليقة لكنه اعتب عملهم وسيلة
شفَ ُع ِعنْدَهُ إِ ّل بِإِ ْذنِهِ[ ﴾ ...البقرة ]255:ول يقبل بإذن رب العالي الذي قال ﴿ ...مَن ذَا الّذِي يَ ْ
الشفاعة ف الخرة بتلك الصورة التصوّرة أبدا ،لنه أولً ل يكن الوثنيون الشركون الذين نفى
القرآن الكري شفاعة أصنامهم يعتقدون بالخرة والقيامة أساسا .وثانيا :إن الشفاعة بتلك الصورة
تشبيه لنظام اللق ببلط السلطي الستبدين البارين ,وهي منافية لليان بالرب العليم القدير
ل عَلَيه
صلّى ا ُ
والختار .نعم ،الشفاعة الت يقبلها القرآن والعقل والوجدان هي استغفار الرسول ( َ
وَآلِهِ) والؤمني لسائر الؤمني ،وكذلك استغفار اللئكة لن ف الرض طبقا لذن ال التعال
ي وَالْ ُم ْؤ ِمنَاتِ[ ﴾ ...ممد ]19:وهي وعملً بأمره الذي قال ... ﴿ :وَا ْسَت ْغفِرْ لِذَنبِكَ وَِللْ ُم ْؤ ِمنِ َ
الشفاعة ذاتا الت أذن ال با قبلً للمؤمني والت سيظهر نفعها يوم القيامة كما قال سبحانه﴿ :
ضيَ لَهُ َقوْلًا ﴾ [طـه ]109:كما مر شرحه َيوْ َمئِذٍ لّا تَنفَعُ الشّفَا َعةُ إِلّا مَنْ َأ ِذنَ لَهُ الرّحْمَ ُن وَرَ ِ
صلً. مف ّ
-4وف البحث الرابع الذي خصصناه لوضوع «زيارة الراقد» بيّنّا أنه ل أثر ول دليل على
ل عَلَيه وَآلِهِ) ول ف
تلك الزيارات الاصّة للمراقد ل ف كتاب ال ول ف سنة رسول ال (صَلّى ا ُ
ل عَلَيه وَآلِهِ) ف بداية بعثته عن
عمل مسلمي الصدر الول ،بل بينا أن نىَ رسول ال (صَلّى ا ُ
ل عَلَيه وَآلِهِ) لنا تذكرنا بالخرة .ولكننا نرى اليوم صلّى ا ُ زيارة القبور أمر متواتر .ث سح با ( َ
أن هذه الزيارات للقبور والراقد قد أخذت صورة يكن أن نقول إنا مصداقٌ كاملٌ للية الكرية
حتُونَ؟؟ ﴾ [الصافات .]95:فلقد بن السلمون الت ذمّت عبّاد الوثان فقالت ﴿ :قَالَ َأَتعْبُدُو َن مَا تَنْ ِ
مراقد على ما اعتبوه ف منامهم أو خيالم قبورا لئمة أو صالي ،وشيّدوا عليها قبابا وأضرحة
وأخذوا يترعون لا زيارات وأدعية خاصة ويعلم ال كم أصاب السلمي ،من هذا الباب ،من
ضرر وخسائر ف دنياهم وآخرتم.
-5وف البحث الامس درسنا موضوع «الغلو والغلة» فبحثنا ف نشأة الغلو وعرّفنا
اجتهادات
موقع - 148
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
بالغلة وأفكارهم وفرقهم وبينّا أنم أعداء الدين القيقيي الذين أدخلوا فيه كل تلك البدع
والرافات ،وبينّا كيف قام الئمة عليهم السلم بالتحذير من شرهم وأنم أسوأ من اليهود
والنصارى والجوس والشركي ,كما جاء عن المام الصادق عليه السلم قوله« :احذروا على
صغّرُو َن عَظَ َمةَ الَِِ ،ويَ ّدعُونَ ال ّربُوِبّيةَ ِلعِبَادِ
شبابكم الغُلةَ ل ُيفْسِدُوَنهُم ،فإنّ الغُلةَ شرّ خَلْقِ الِِ ،يُ َ
س وَالذِي َن أشْرَكُوا». الِِ ،وَالِ إنّ الغل َة شَ ّر مِ َن الَيهُو ِد وَالّنصَارى وَالجُو ِ
وأخيا نقول :رغم أن إزالة غبار الرافات والباطيل التراكم بشدّة فوق الوجه النوران
ل عسيا للغاية يتطلب جهودا جبّارة وت ّملً لذى كبي، لشريعة السلم قد يبدو لول وهلة عم ً
نظرا لطول العهود الت تراكمت فيها تلك الوساخ والشوائب ,حت أصبح الكثيون يظنّون أنا
جزء ل يتجزأ من حقيقة الدين ،إل أن هذا ل يعفينا من السؤولية الت توجب علينا أن نقوم بذا
الهد الذي له من الهية البالغة ف نظرنا ما يفوق أهيّة أيّ أمر آخر.
ل عََليْ ِه َتوَكّ ْلتُ َوإِلَيْهِ ُأنِيبُ ﴾.
ت َومَا َتوْفِيقِي إِلّا با ِ
ح مَا ا ْستَ َطعْ ُ
صلَ َ
﴿ ِإنْ أُرِيدُ إِلّا الِ ْ
اجتهادات
موقع - 149
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 150
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
الصحيحي.
)12الشريف الرضي (406هـ) ،نج البلغة ،تقيق الدكتور صبحي الصال ،ط ،1
بيوت :دار الكتاب اللبنان1980 ،م.
)13الصدوق ،الشيخ ممد بن علي بن السي بن بابويه القمي ( 381هـ)،
«اعتقادات المامية».
)14الطبسي ،علي بن السن الطبسي (القرن السادس الجري؟)« ،مشكاة النوار»،
ط ،2النجف :الطبعة اليدرية1385 ،هـ.
)15الطوسي ،الشّيْخُ أبو جعفر ممد بن السن الطوسي اللقب بشيخ الطائفة (460
هـ) ،كتاب «الَمَاِليِ» (أو الجالس) ،ط ،1قم :دار الثقافة للنشر 1414 ،هـ
)16طه نف ،آية ال الشيخ ممد طه نف« ،إتقان القال ف أحوال الرجال».
)17الكشي ،أبو عمرو ،ممد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (حدود سنة 350هـ؟)،
«رجال الكشي» ،الطبعة القدية ،أو طبعة مؤسسة النشر ف جامعة مشهد /إيران،
1348هـ ،بتحقيق الدكتور حسن الصطفوي.
)18الامقان (أو المقان) ،آية ال الشيخ عبد ال (1350هـ)« ،تنقيح القال ف أحوال
الرجال» ،طبعة حجرية بدون مشخصات.
)19الامقان (أو المقان) ،آية ال الشيخ عبد ال (1350هـ)« ،مقباس الداية ف علم
الدراية».
)20التقي الندي ،العلمة علء الدين علي التقى بن حسام الدين الندي البهان فوري
(975هـ)« ،كن العمال» ،ضبطه وصححه ووضع فهارسه الشيخ بكري حيان
والشيخ صفوة السقا ،بيوت :مؤسسة الرسالة 1409 ،هـ 1989 /م.
)21الجلسي ،العلمة النل ممد باقر بن ممد تقي (1110هـ)« ،بار النوار» ،طبعة
كمپان الجرية القدية ف تبيز ،وطبعة بيوت ،مؤسسة الوفاء1404 ،هـ ف
110ملدات.
اجتهادات
موقع - 151
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
اجتهادات
موقع - 152
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com
طريق النجاة من شر الغلة
فهرس الوضوعات
مقدِّمة المترجم 3........................................ .................................
صورة لغلف الكتاب باللغة الفارسية8...............................................
بـحـــث حـــول
الشفـاعة وحقيقتها9................................. ....................................
مقدمة المؤل ِّف10.......................................................... ...............
تـمـهيـد 12....................................................... ..........................
موضوع الشفاعة وحقيقته16...........................................................
الغلو23...........................
ّ من أسباب نشر كتب الغلة وترويج عقائد أهل
نظرة تاريخية إلى مفهوم الشفاعة لدى المم السابقة26........................
حقيقة الشفاعة الصحيحة ومفهومها في الكتاب والسنة34.......................
ة عنه49................................................................. ض والجاب ُ اعترا ٌ
مة المعصومون ينفون الشفاعة عن أنفسهم الئ َّ
ويحصرون النجاة بالتقوى والورع52.................................... ...............
تمحيص أحاديث الشفاعة وبيان ضعفها 57....................................... ....
الشفاعة عند الله ل تُقاس على الشفاعة عند سلطين الدنيا85.................
خلصة بحث الشفاعة95...................................................... ...........
مصادر التأليف والتحقيق لبحث الشفاعة 99........................................
بـحـــث حـــول
الغـــلو والغــــلة103.................................................................... .
تمهيد في علل نشأة الغُلُوّ في الديان 105................................ ...........
مبدأ نشأة الغُلُوّ في السلم وبين الشيعة110.......................................
تسرب بعض عقائد الغلة القدماء إلى المتأخرين 114.............................
براءة أئمة أهل البيت من الغلو ولعنهم الغلة125................................. ..
ُ
س كثير من أخبار الغلوّ تمك ّن الغلة من د ّ
بين الثار الصحيحة المروية عن الئمة138...........................................
خلصة مباحث كتاب «طريق النجاة من شر الغلة»144..........................
مصادر التأليف والتحقيق لبحث الغلوّ150.............................................
فهرس الموضوعات153.................................................................
اجتهادات
موقع - 153
- تم تحميل المادة من
www.ijtehadat.com