Professional Documents
Culture Documents
فتــح البيـــان
ي من تفسير القرآن
فيما روي عن عل ٍ ّ
2
َعلِيّ مَ َع ال ُقرْآنِ وال ُقرْآنُ َمعَ َعلِيّ َلنْ يَ ْفتَ ِرقَا...
خات النبيي الرسول الكرم صلى ال عليه وآله وسلم
حبْتُهُ...
صِإنّ الكتَابَ لَعِي ،مَا فَا َرقْتُهُ ُمنْذُ َ
أمي الؤمني المام علي بن أب طالب عليه السلم
إنّ َعلَى كُلّ َح ّق حقيقةً ،و َعلَى كُلّ صَوَابٍ نُ ْورَا ،فَمَا وَا َفقَ ِكتَابَ
ل فَخُذُوا بِهِ ،ومَا خَالَفَ ِكتَابَ الِ فَدَعُوهُ.
اِ
أمي الؤمني المام علي بن أب طالب عليه السلم
3
فهرس الحتويات
4 فهرس المحتويات
7 فؤل ِّ ِ
م َ
ة ال ُ
م ُ
د َ م َ
ق ِّ ُ
الباب الول
9 عل ٌّ
ي والقرآن
والقرآن9............................................................... عليّ عليه السلم
ي عليه السلم ف وَصْفِ القرآن17................................................ كلمُ عل ّ
ي عليه السلم ف َذمّ تفسي القرآن بالرّأيِ 19...................................... كلمُ عل ّ
طنُهُ ف كَلمِ عَِليّ عليه السلم22.......................................... ظَاهِ ُر القُرْآ ِن وبا ِ
ي عليه السلم ف ذلك22....................................... َتيْسي َفهْ ِم القُرْآن ورأيُ عَِل ّ
ف عليّ عليه السلم25........................................ ب ُسوَ ِر القُرْآنِ ف ُمصْحَ ِ تَ ْرِتيْ ُ
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف تفسي فاتة الكتاب28....................................
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف آية الكرسي34...........................................
طعَة34................................. ف القَ ّي عَ ْن عليّ عليه السلم ف َتفْسِيِ الُرُو ِ ما ُروِ َ
ت القُرْآن36...................................... ي عَ ْن عليّ عليه السلم ف ُمتَشابِها ِ ما ُروِ َ
ل َتعَال39............................................. ي عَ ْن عليّ ف تفْسِي َتكْليمِ ا ِ ما ُروِ َ
حيْدِ40................................... ي عَ ْن عليّ عليه السلم ف تفسِيْرِ سُور ِة الّتوْ ِ ما ُروِ َ
ل وَالخِ ُر وَالظّاهِ ُر وَاْلبَاطِنُ42................................ ف تفسيه قوله تعالُ :ه َو الَوّ ُ
ن مَا كُنتُمْ))43.................................... تفسي عليّ لقوله تعالَ (( :و ُه َو َمعَكُمْ َأيْ َ
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم من تفسي "وَجْهِ ال"45......................................
جيْنِ َلعَّلكُ ْم تَذَكّرُونَ))()46................ ف تفسيه قوله تعالَ (( :ومِن كُ ّل َشيْءٍ خََل ْقنَا َزوْ َ
ف تفسيه قوله تعالَ (( :وَيعْلَ ُم مَا فِي الَرْحَامِ))()47.......................................
ف تفسيه قوله تعال(( :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوْا اّتقُواْ اللّهَ وَاْبَتغُواْ إِلَي ِه اْل َوسِيَلةَ))() 48..............
ف تفسيه قوله تعال
سَت ْغفِرُونَ))()49.............
(( َومَا كَانَ اللّهُ ِلُيعَ ّذَبهُمْ َوأَنتَ فِيهِ ْم َومَا كَانَ اللّ ُه ُمعَ ّذبَهُ ْم َوهُ ْم يَ ْ
شيْءٍ فَ ُردّوهُ إِلَى اللّ ِه وَال ّرسُولِ))() 50........... ف تفسيه لقوله العزيز..(( :فَإِن َتنَا َز ْعتُمْ فِي َ
4
تفسيه قوله تعال..(( :إِن تَنصُرُوا اللّ َه يَنصُرْ ُكمْ))
سنًا))51....................................
وقوله تعال(( :مَن ذَا الّذِي ُيقْ ِرضُ اللّهَ َقرْضًا حَ َ
الباب الثاني
ي عليه السلم
فيما روي عن عل ٍ ّ
53 ر لبعض آيات الحكام والعبادات من تفسي ٍ
الصلة53...................................... ي عَ ْن عَِليّ عليه السلم ف تعظيم أمر ما ُروِ َ
ن عَِليّ عليه السلم ف آية الوضوء54............................................ ي عَ ْ
ما ُروِ َ
ي عليه السلم ف تفسي الصلوة الوسطى56................................ ي عَ ْن عَِل ّما ُروِ َ
ن التّسْ ِمَيةِ57......................
ي الما ِم عليه السلم ف َسَببِ ُنزُو ِل ُسوْ َرةِ بَرَا َء َة مِنْ ُد ْو ِ رأ ُ
ي عَ ْن عَِليّ عليه السلم ف كيفية الصلة ما ُروِ َ
على النبّ صلى ال عليه وآله وسلم57....................................................
ن عليّ عليه السلم ف تفسي ما َيَتعَلّقُ بال ّدعَاءِ 58................................ ي عَ ْ
ما ُروِ َ
ن عَِليّ عليه السلم ف تفسي آداب الصلوة60.................................... ي عَ ْ
ما ُروِ َ
ق بصلوة الُ ُم َعةِ62.................................. مّا روي عَ ْن عَِل ّي عليه السلم فيما يََتعَلّ ٌ
ي عليه السلم65.......................................... عزائم السجود ف القرآن عند عل ّ
ن عَِليّ عليه السلم ف بيان نوافل الصبح والغرب 66............................. ي عَ ْ
ما ُروِ َ
ن عَِليّ عليه السلم ف بيان ملزمة الصلوة والزكوة 67........................... ما روى عَ ْ
ي عليه السلم فيما يتعلّق بآي الصيام68.................................... ي عَ ْن عَِل ّ
ما ُروِ َ
ي عليه السلم فيما يتعلّق بآي الجّ70...................................... ما روي عَ ْن عَِل ّ
سبِيلِ الِ73................................. ما ُروِيَ عن عل ّي عليه السلم ف آيِ الهادِ ف َ
ي عن الُْنكَرِ76.................... ي عَ ْن عَِل ّي عليه السلم ف آيِ المر بالعروف والنّه ِ ما ُروِ َ
ن عَِليّ عليه السلم ف تفسي آية كفّارة النث باليمي77......................... ي عَ ْ
ما ُروِ َ
ي النّكاحِ والطّلقِ 78............................ ي عَ ْن عَِل ّي عليه السلم ف تفسي آ ِ ما ُروِ َ
ي الوصية والياث 82............................ ي عَ ْن عَِل ّي عليه السلم ف تفسي آ ِ ما ُروِ َ
الباب الثالث
ما روى عن علي عليه السلم
84 في تفسير المتفرقات من مسائل القرآن
5
الباب الرابع
اقتباسات المام علي عليه السلم من القرآن الكريم102....
116 قائمة المراجع والمصادر
6
ُمقَ ّد َمةُ ا ُلؤَلّفِ
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ ،المدُ لِلّهِ ذي النعم التتابعة واللء التواترة واليات اللمعة
والجج البالغة ،حدا نتوسل به إل سعة غفرانه ونقترب به إل عظيم رضوانه ،ونسأله أن يصلى
على من اصطفاه لتبليغ أمره وأداء رسالته واجتباه لكمال دينه وإتام نعمته ،ممد الذي ختم به
النبيي وأرسله رحة للعالي ،وعلى آله الداة الهديي ،لسيما على يعسوب الؤمني علي إمام
التقي ما طلع نم ف السماء وتعاقب الصباح والساء وبعد،
لقد مَنّ ال تعال على هذه المّة إذ أرسل إليهم رسولً ذا خُلُقٍ عظيمٍ وأنزل عليه
ضوَانَهُ
((قُرآنًا عَ َرِبيّا غَيْرَ ذِي ِعوَجٍ ّلعَّلهُ ْم َيّتقُونَ)) [الزمر ]28:كتابا مبينا ((َيهْدِي بِهِ اللّ ُه مَ ِن اتّبَعَ رِ ْ
سَتقِيمٍ)) [الائدة]16: صرَاطٍ مّ ْ لمِ َويُخْرِ ُجهُم مّنِ الظّلُمَاتِ إِلَى النّو ِر بِإِ ْذنِ ِه َوَيهْدِيهِمْ إِلَى ِ سَ ُسبُلَ ال ّ
شوْنَ َرّبهُ ْم ثُ ّم تَِليُ ُجلُو ُدهُمْ شعِ ّر ِمنْهُ جُلُو ُد الّذِينَ َيخْ َ((أَحْسَ َن الْحَدِيثِ ِكتَابًا ّمتَشَاِبهًا ّمثَاِنيَ َتقْ َ
وَقُلُوُبهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللّهِ)) [الزمر ]23:ولو أنزله سبحانه تعال ((عَلَى َجبَلٍ لّ َرَأْيتَهُ خَا ِشعًا ّمَتصَ ّدعًا مّنْ
شَيةِ اللّهِ)) [الشر .]21:وقد نزّله -جلّ ذكره -على نبيّه صلى ال عليه وآله وسلم ،ليت َدبّر الناسُ خَ ْ
ب العقُولِ بواعِظِهِ ،فقال عزّ من قائلِ (( :كتَابٌ أَنزَْلنَاهُ إَِليْكَ مُبَا َركٌ ّليَ ّدبّرُوا آيَاتِهِ آياتِهِ وليتّعِظَ أربا ُ
وَِليَتَذَكّرَ ُأوْلُوا الَْلبَابِ)) [ص .]29:فكان مِمّن سارع ف أمر ربّه وسابق إل طاعة موله ,عليّ بنُ
أب طالبٍ الذي كان ذا ((أُ ُذنٍ وَا ِعَيةٍ)) لكلم ال ،وقلبٍ َعقُو ٍل لفهم كتابه ،فصار عليه السلم
ل بأمره ,نائيا عن نيه ,قاتل على تأويله كما قاتل رسوله ال عارفا بحكمه ,مؤمنا بتشابه ,عام ً
عليه وآله وسلم على تنيله ،فهو إمام الفسرين بعد رسول رب العالي .اقتبس منه علم التفسي
ابن عمه عبد ال بن عباس رضي ال عنه وأخذ الفسرون عن ابن عباس وهم عيال عليه ف تفسي
القرآن .إل أن جيع آثاره عليه السلم ف التفسي ل تصل إلينا ،ول ند إل قليلً منها متفرقا ف
الكتب كالدرر النثورة ،فأحببت أن أذكر -بعون ال العظيم -ف كتابٍ ،مكان َة المام عليه
السلم من القرآن ،واهتمامه بفظه وجعه وقراءته وتفسيه وتعليمه ،وأن أشرح نبذةً من طرائف
تفسيه ،وظرائف تعبيه ،حيث كان عليه السلم من أمراء الكلم وفرسان ميادين البيان( ،)1
وشرطت على نفسي أن ل أجع من الروايات إل ما وافق منطوق القرآن أو مفهومه وتركت منها
ما ل يوافق ظاهر الكتاب ما رواه الوضّاعون والغلة ،فهذا هو العيار الول والقياس الهم ف
() أشي إل قوله عليه السلم :إنا لمراء الكلم وفينا تنشبت عروقه وعلينا تدلت غصونه (راجع :نج البلغة ,خ.)23: 1
7
ي عن الئمة البرار عليهم السلم متواترا( .)2
قبول الثار ومعرفة صحيح الخبار ،كما ُروِ َ
وقد تساهل العلماء ف رواية التفسي عن قوم ل يوثقونم ف الديث وإنا تساهلوا ف الخذ
عنهم لن ما فسروا به ألفاظَهُ ،تشهد به لغات العرب ،وما شرطت على نفسي من موافقة ظاهر
ي عن الكلب ومقاتل والضحاك وأشباههم ف القرآن وسياقه أوثق من شرطهم ،وهم أوردوا ما ُروِ َ
كتبهم ،وأنا ذاكر بعض ما ُروِيَ عن ربّاِنيّ هذه المة والمام التفق على عظيم منلته ورفيع قدره
علي بن أب طالب عليه السلم الذي أخذ القرآن والعلم عن فم رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم ،كما قال عليه السلم عندما سُئلَ :مالك أكثر أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم حديثا؟ فقال :إن كنت إذا سألته أنبأن وإذا سكت ابتدأن( .)3
ب الُدى من القرآن فآثره
ت أسْمَا ُؤهُ -أن ينفع بكتاب هذا ك ّل مَ ْن طََل َ
أسأل ال -تق ّدسَ ْ
على ما سواه ،وعصمن ال سبحانه من الزيغ والزلل ف القول والعمل ،وهو حسب ونعم الوكيل.
() قال الشيمخ النصماري فم فرائده :الخبار الواردة فم طرح الخبار الخالفمة للكتاب والسمنة ولو ممع عدم العارض 2
قال" :هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ،وف الباب عن جابر ،وزيد بن أسلم وأب هريرة وأم سلمة" .وأخرجه
ابن سعد ف الطبقات الكبى.)2/338( :
8
الباب الول
عليّ والقرآن
عل ّي عليه السلم والقرآن
كان علي عليه السلم من كتبة الوحي النبوي وكان واعيا للقرآن الكري قد تكّن كتاب ال
صدُو ِر الّذِينَ أُوتُوا اْلعِلْمَ))
عزّ وجلّ ف صدره ،مصداقاً لقوله تعال(( :بَ ْل ُه َو آيَاتٌ َبّينَاتٌ فِي ُ
[العنكبوت ]49:فتجلّى القرآنُ ف عمَلِهِ وحُكْمِهِ وحُرُوبِهِ .وإليك لعة ما أشرق من القرآن ف
شؤون حياته عليه السلم:
-1روى أبو جعفر الطبي ف تفسيه بإسناده عن على بن حوشب ،قال :سعت
مكحولً( )4يقول« :قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلمَ (( :وَت ِعَيهَا أُ ُذ ٌن وَاعَِيةٌ)) ث التفت إل عليّ،
فقال" :سألت ال أن يعلها أذنك" ،قال علي رضي ال عنه :فما سعت شيئا من رسول ال صلى
ال عليه وسلم فنسيته»(.)5
-2روى "ممد بن سعد" ف كتاب الطبقات الكبى بإسناده عن سليمان الحسي عن
أبيه قال :قال عليّ عليه السلم« :وال ما نزلت آيةٌ إل وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى
من نزلت( ،)6إنّ ربّي وهب ل قلبا عقولً ولسانا طلقا»(.)7
-3وإنا لنجد ف كتاب ال تعال آية ل يعمل با أحد من هذه المّة إل علي بن أب طالب
عليه السلم ،كما روى ابن جرير الطبي ف تفسيه بإسناده عن ماهد( ،)8ف قولهَ(( :فقَ ّدمُوا بَيْنَ
جوَاكُمْ صَدََقةً)) قالُ« :نهُوا عن مناجاة النب صلى ال عليه وآله وسلم حت يتصدّقوا ،فلم
ي نَ ْ
يَدَ ْ
() مكحول :فقيه الشام ف عصره ،كان من حفاظ الديث ،توف (112هم). 4
() جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،للمام أب جعفر ممد بن جرير الطبي (ت310:هم) ،عند تفسيه لقوله تعال 5
ف سورة الاقة(( :لَِنجْ َعَلهَا َل ُكمْ َتذْ ِكرَةً وََتعَِيهَا أُ ُذ ٌن وَاعِيَةٌ)).)29/55( ،
() ل شك أنه ليس مقصود المام عليه السلم من هذا الكلم التفاخر ،فقد كان أبعد الناس عن الفخر واليلء ،وإنا 6
قصد من كلمه حثّ السلمي الدد وأجيال السلمي على الجيء إليه لتعلم علوم القرآن لينهلوا من غزير معرفته ،وهذا
م ثل قوله عل يه ال سلم (( سلون قل أن تفقدو ن!)) أي ا ستفيدوا من عل مي ق بل أن أرت ل إل جوار ر ب فل تدون ن
لتسألون.
() الطبقات الكبى ،لبن سعد( ،ج ،2:ق ،2:ص.)101: 7
9
يناجه إل عليّ بن أب طالب رضي ال عنه ق ّدمَ دينارَا فتص ّدقَ به ،ث أنزلت الرخصة ف ذلك»،
وروى بإسناده عن ماه ٍد أيضا قال :قال علي رضي ال عنه« :إن ف كتاب ال عز وجل لي ٌة ما
عمل با أحدٌ قبلي ،ول يعمل با أحد بعدي(( :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا إِذَا نَا َجيْتُمُ ال ّرسُولَ َفقَ ّدمُوا بَيْنَ
ختْ»(.)9
جوَاكُمْ صَدََقةً)) [الجادلة ]12:قال :فُرِضَت ،ث نُسِ َ
ي نَ ْ
يَدَ ْ
-4أخرج "ابن أب داود" ف كتاب "الصاحف" من طريق ابن سيين( )1 0قال« :لا توف
النب صلى ال عليه وآله وسلم أقسم علي عليه السلم أن ل يرتدي برداء إل لمعةٍ حت يمع
القرآن ف مصحف ،ففعل».
أقول :قد رأى ممد بن إسحق الندي هذا الصحف ف زمانه عند أب يعلى حزة السن
وشهد على ذلك ف كتابه السمى بم"الفهرست" وسيأت بيان ترتيب السور ف هذا الصحف إن
شاء ال.
- 5صوّب عليّ عليه السلم رأي عثمان ف الصاحف بعدما حضر ملسه ودخل ف ملٍ
من أصحاب النب صلى ال عليه وآله وسلم كما روى أبو جعفر الطبي ف تاريه عن سُ َويْد
غفلة العفي( )1 1قال :ل أحدّثكم إل ما سعته أذناي ووعاه قلب من علي بن أب طالب عليه
ل منا أصحاب
السلم سعته يقول« :ل تُسَمّوا عثمان شقّاق الصاحف فوال ما شقّقها إل عن م ٍ
ممد ولو وليتها لعملت فيها مثل الذي عمل»( .)1 2
-6اهت ّم عل ّي عليه السلم بتصحيح كتابة القرآن كما ُروِيَ ف "الناقب" لبن شهر
آشوب :أنّ زيد بن ثابت لّا قرأ "التابوة" قال عل ّي عليه السلم :اكتبه "التابوت" فكتبه كذلك(.)13
-7قيل أن أفصح القراءات قراءة عاصم بن أب النجود الكوف وعاصم قرأ على أب عبد
() ماهد بن جب ،من قرّاء التابعي وعلمائهم ف التفسي ،نل من معي عبد ال بن عبّاس فصار من أشهر الفسرين ف 8
() هو ممد بن سيين البصري من كبار علماء التابعي وفقهاء السلف الشهورين توف سنة (110هم). 10
ل ْعفِيّ-كما يقول العلمة الليّ-من أصحاب المام علي عليه السلم (انظر خلصة القوال ف معرفة
() ُسوَيْد بن َغ ْفلَة ا ُ 11
10
الرحن السلمي وقال أبو عبد الرحن :قرأت القرآن كلّه على عليّ بن أب طالب عليه السلم.
-8العدد الكوف ف القرآن منسوبٌ إل عليّ عليه السلم فإنه سع ذلك عن النب صلى ال
عليه وآله وسلم .قال أبو علي الطبسي ف "ممع البيان"« :روى الستاذ أحد الزاهد ف كتاب
"اليضاح" بإسناده عن سعيد بن السيب( )14عن علي بن أب طالب عليه السلم أنه قال سألتُ
النبّ عن ثواب القرآن؟ فأخبن بثواب سُوَرِهِ سُوْرَةً ُسوْ َرةً على نو ما نزلت من السماء
(إل أن قال) ،ث قال النب صلى ال عليه وآله وسلم( :جيع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة
وجيع آيات القرآن ستة آلف آية ومائتا آية وست وثلثون آية وجيع حروف القرآن ثلثائة
ألف حرف وعشرون ألف حرف ومائتان وخسون حرفا ،ل يرغب ف تعلم القرآن إل السعداء
ول يتعهد قراءته إل أولياء الرحن)»(.)15
-9إنّ عليّاً عليه السلم كان يُعَلّمُ الناسَ القرآنَ ،وهُمْ يقرؤون عليه لتقوي قراءتم،
كما ُروِيَ عن أب مري زِرّ بْنُ حُبَيْش( )16قال :قرأت القرآن من أوله إل آخره ف السجد
الامع بالكوفة على أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم( .)17وكما ُروِيَ عن رزين بن
حصي( )18رضي ال عنه قال :قرأت القرآن من أوله إل آخره على علي بن أب طالب رضي ال
عنه فلما بلغت الواميم ،قال ل :قد بلغت عرائس القرآن ،فلما بلغت اثنتي وعشرين آية من
((حم عسق)) بكى ث قال :اللهم إن أسألك إخبات الخبتي ،وإخلص الوقني ،ومرافقة البرار،
واستحقاق حقائق اليان ،والغنيمة من كل بر ،والسلمة من كل إث ،ورجوت رحتك والفوز
بالنة والنجاة من النار ،ث قال :يا رزين ،إذ ختمت فادع بذه ،فإن رسول ال صلى ال عليه وآله
وسلم أمرن أن أدعو بن عند ختم القرآن))(.)19
() سعيد بن السيّب من كبار التابعي وأحد فقهاء الدينة السبعة ومن العاصرين للمام علي عليه السلم والخذين عنه. 14
يذكر العلمة اللي ف كتابه الرجال "خلصة القوال" أن سعيد بن السيب تربّى على َيدَيْ عليّ عليه السلم.
() ممع البيان ف تفسي القرآن ( ،)614-10/613أو (.)29/140 15
() زِرّ بْنُ حُبَيْش السدي الكوف ،من أصحاب أمي الؤمني علي عليه السلم ،قال عنه ابن حجر ف "تقريب التهذيب": 16
(ثقةٌ جلي ٌل مضرمٌ مات سنة إحدى أو اثنتي أو ثلث وثاني هجرية وهو ابن ( )127سنة).
() انظر بار النوار للمجلسي.)89/206( : 17
() يبدو أنه من تصحيفات النساخ وأنه نفس زرّ بن حُبَيش الذكور آنفا ،حيث ل ذكر ف كتب الرجال لرجل اسه: 18
11
وروى السيوطي ف الدر النثور قال« :أخرج ابن النباري ف الصاحف عن أب عبد الرحن
السلمي قال :كنت أُ قرئُ السن والسي ،فمرّ ب علي بن أب طالب وأنا أقرئُهما فقال ل:
((أقرئهما وخاتَم النبيي بفتح التاء».
-10إنّ عليّاً عليه السلم ل يكتف بتعليم القرّاء،بل كان يشي ف السواق وحده ،وهو
بذاكَ يرشد الضا ّل ويعي الضعيف وي ّر بالبيّاع والبقّال فيفتح عليهم القرآن ويقرأ(( :تِلْكَ الدّارُ
ض وَل فَسَادًا وَاْلعَاِقَبةُ ِللْ ُمّتقِيَ)) [القصص.)2 0 (]83:
جعَُلهَا لِلّذِي َن ل يُرِيدُونَ عُُلوّا فِي الَ ْر ِ
الخِ َر ُة نَ ْ
-11وكان عليّ عليه السلم يستنبط استنباطات دقيقة من القرآن تعكس فهمه العميق
التميّز لكتاب ال وفقهه النيّر الذي ل يبارى ف القرآن الكري ،وهو فقهٌ خصّه ال تعال به وفتح
به عليه ،وقد حدّث بذه النعمة اللية ،فكان يقول لن سأله فيما إذا كان لديهم أهل البيت كتاب
خاصّ من رسول ال أو وحي سوى القرآن ،وغي ما لدى سائر السلمي؟؟ ،فيقول« :ل والذي
()21
فلق البة وبرأ النسمة ،ما أعلمه إل فهما يعطيه ال رجلً ف القرآن ،وما ف هذه الصحيفة
»( )22أو يقول« :ل! ما عندنا إل ما ف كتاب ال ،وما ف هذه الصحيفة ،إلّ أن يعطي ال عز
وجل عبدا فهما ف كتابه»(.)23
ومن أمثلة استنباطاته اللطيفة والدقيقة من القرآن الكري استنباطه عليه السلم ،أقل مدة
المل -وهو ستة أشهر -من قوله تعال(( :وَ َحمْلُ ُه وَِفصَالُ ُه ثَلثُونَ َشهْرًا)) [الحقاف ]15:وقوله
ضعْنَ َأوْلَ َدهُنّ َحوَْليْنِ كَامَِليْنِ)) [البقرة ،]233:لننا إذا طرحنا َسنَتِي الرضاعة
تعال(( :وَالْوَالِدَاتُ ُيرْ ِ
من الثلثي شهرا الذكورة لكلي المل والفطام من الرضاعة بقيت ستة أشهر مدة المل!
() يشي إل الصحيفة الامعة الت كان يضعها ف قراب سيفه وكان يدون فيها أحاديث رسول ال صلى ال عليه وآله 21
وسلم وما يتلقفه عنه من العلم .وقد نقلت كتب الديث عند الفريقي كثي من متوياتا.
() ان ظر صحيح البخاري-168 :باب فكاك ال سي ،و سنن الترمذي :ج :2أبواب الديات عن ر سُو ِل اللّ هِ صلّى اللّ هُ 22
ب مَا جَاءَ ل يُقت ُل م سلمٌ بكافرٍ ،و سنن ا بن ما جة :ج ،2باب ل يق تل م سلم بكا فر ،وان ظر الدر
علي ِه و سَلّم-16 :با ُ
النثور ف التفسي بالأثور للسيوطي ،ذيل تفسيه لقوله تعال ((فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول)) الية ()59
من سورة النساء.
() سنن النسائي :ج ،8كتاب القسامة ،باب سقوط القود من السلم للكافر. 23
12
و روى الفسّرون أن رجلا تزوّج من امرأة فولدت له تاما لستة أشهر ،فانطلق زوجها إل
عثمان بن عفان (وف بعض الروايات أنه انطلق إل عمر بن الطاب) فأمر برجها ،فبلغ ذلك عليا
عليه السلم ،فأتاه ،فقال :ما تصنع؟ قال :ولدت تاما لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال علي عليه
السلم :أما سعت ال تعال يقول ((وَ َحمْلُ ُه وَِفصَالُ ُه ثَلثُونَ َشهْرًا))؟ (الحقاف ]15:وقال:
()24
ضعْنَ َأوْلَ َدهُنّ َحوَْليْنِ كَامَِليْنِ)) [البقرة ]233:فكم تده بقي إل ستة أشهر؟
((وَالْوَالِدَاتُ ُيرْ ِ
ج أعداءه بالقرآن كما أثبت الؤرخون احتجاجاته مع
-12وكان عليّ عليه السلم يُحا ّ
الوارج وغيهم .من ذلك ما رواه الدينوري ف "الخبار الطوال" :حيث يقول :قالت الوارج
لعليّ عليه السلم« :إنا كفرنا حي رضينا بالكمي وقد تبنا إل ال من ذلك فإن تبت كما تبنا
ب فإنّا ُمنَابِذُوك على سواءٍ! فقال لم عليّ عليه السلم :أشهد على فنحن معك وإل فأذن بر ٍ
ضلَ ْلتُ إِذًا َومَا َأنَ ْا مِ َن الْ ُم ْهتَدِينَ)) [النعام ،]56:ث قال عليه السلم :ليَخْ ُرجْ نفسي بالكفر؟! ((..قَدْ َ
إلّ رج ٌل منكم ترضون به حت أقو َل ويقولَ ،فإ ْن وجبت عل ّي الُجّة أقررت لكم وتبت إل ال،
وإن وجبت عليكم فاتقوا الذي مردّكم إليه .فقالواِ :ل َعبْدِ ال بن ال َكوّاءِ -وكان من كبائهم:-
اخرج إليه حت تاجّه! فخرج إليه .فقال علي عليه السلم :يا ابن الكوّاء! ما الذي نقمتم عليّ؟
بعد رضاكم بوليت وجهادكم معي وطاعتكم ل؟! فهلّ برئتم منّي يوم المل؟! قال ابن الكوّاء:
ل يكن هناك تكيم .فقال علي عليه السلم :يا ابن الكواء! أنا أهدى أم رسول ال صلى ال عليه
وآله وسلم؟ قال ابن الكواء :بل رسول ال صلى ال عليه وسلم .قال :فما سعت قولَ ال عزّ
سنَا وأَنفُسَكُمْ)) [آل عمران]61:
وجلَّ...(( :فقُ ْل َتعَاَل ْواْ نَ ْدعُ َأْبنَاءنَا َوَأبْنَاءكُ ْم َونِسَاءنَا َونِسَاءكُمْ َوأَنفُ َ
أكان ال يشكّ أنم كاذبون؟ قال :إن ذلك كان احتجاجا عليهم وأنت شككت ف نفسك حي
ك فيك! قال علي عليه السلم :وإن ال تعال يقول(( :قُلْ رضيت بالكمي! فنحن أحرى أن نش ّ
َفأْتُوا ِب ِكتَابٍ مّ ْن عِندِ اللّ ِه ُهوَ َأهْدَى ِمنْهُمَا َأّتِبعْهُ)) [سورة القصص ،]49:قال ابن الكواء :ذلك أيضا
ج ابن الكوّاء بذا وشبهه .قال ابن الكوّاء :أنت احتجاجٌ منه عليهم! فلم يزل علي عليه السلم يا ّ
ت الكمي!»( .)2 5
صادق ف جيع ما تقول غي أنّك َكفَرْتَ حي حكّ ْم َ
() انظر تفسي الطبي ذيل تفسيه لقوله تعال(( :قُلْ إِن كَا نَ لِلرّ ْحمَ نِ َوَلدٌ َفأَنَا َأوّلُ اْلعَاِبدِي نَ)) [الزخرف ]81:وتفسي 24
الدر النثور للسيوطي ذيل تفسيه لقوله تعال ((وَ َح ْملُ هُ َوفِ صَالُهُ ثَلثُو نَ َشهْرًا)) [الحقاف ،]15:وتفسي القرطب ،ذيل
تفسيه لليتي الذكورتي.
() انظر :الخبار الطوال ،للدينوري( ،ص.)209-208: 25
13
وزاد الطبي ف تاريه :فقال عليّ عليه السلم« :إنا لسنا حكّ ْمنَا الرجال إنا حكّ ْمنَا القرآن
وهذا القرآن إنّما هو خطّ مسطورٌ بي دّفَتيْن ل ينطق إنّما يتكلّ ُم بِهِ الرّجَالُ» قالوا :فخبّرْنَا عن
الجل لِمَ جعلته فيما بينك وبينهم؟؟ قال« :ليعلم الاهل ويتثّبتَ العال ،ولعلّ الَ ع ّز وجلّ
يصلح ف هذه الدنة هذه المّة ،أدخلوا مصركم رحكم ال!»( .)2 6
-13وكان عل ّي عليه السلم يستشهد ف مكاتباته بأي القرآن كما أورد اليعقوب ف
تاريه نبذ ًة منها ،ومن ذلك كتابه عليه السلم إل "يزيد بن قيس الأرحب"( :)27أما بعد ،فإنك
أبطأت بمل خراجك ،وما أدري ما الذي حلك على ذلك .غي أن أوصيك بتقوى ال وأحذرك
أن تبط أجرك وتبطل جهادك بيانة السلمي ،فاتق ال ونزه نفسك عن الرام ،ول تعل ل
عليك سبيل ،فل أجد بُدّاً من اليقاع بك ،وأعزز السلمي ول تظلم العاهدين(( ،وَاْبتَغِ فِيمَا
س َنصِيبَكَ مِنَ ال ّدنْيَا َوأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللّهُ إَِليْكَ وَل َتبْ ِغ اْلفَسَادَ
آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الخِ َر َة وَل تَن َ
ب الْ ُمفْسِدِينَ)) [القصص.)28(]77:
ح ّ
فِي الَ ْرضِ ِإنّ اللّ َه ل يُ ِ
-14وكان عليه السلم إذا أراد أن يسي إل الرب قعد على دابّته وقال :المد ل رب
العالي على ِنعَمِهِ علينا وفضله العظيم (( ُسبْحانَ الّذِي َسخّرَ َلنَا هَذَا َومَا ُكنّا لَ ُه ُمقْ ِرنِيََ .وِإنّا إِلَى
َرّبنَا َلمُنقَِلبُونَ)) [الزخرف13:و ]14ث يوجّهُ دابّتَهُ إل القبلة ث يرفع يديه إل السماء ث يقول:
«اللهم إليك نقلت القدام وأفضت القلوب ورفعت اليدي وشخصت البصار ،نشكو إليك غيبة
َنبِّينَا وكثر َة عد ّونَا وتشّتتَ أهوائِنا (( َرّبنَا ا ْفتَ ْح بَْينَنا َوَبيْنَ َق ْومِنا بِاْلحَ ّق وَأنْتَ َخيْ ُر الْفاتِحِيَ))
[العراف ]89:سيوا على بركة ال!»(.)29
-15وكان عليه السلم إذا أراد الغزو حرّض أصحابه على القتال بآي القرآن فقال« :إن
ال عز وجل قد دلّكم على تارة تنجيكم من العذاب وتشفي بكم على الي ،إيان بال ورسوله
وجهاد ف سبيله ،وجعل ثوابه مغفرة الذنوب ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من ال
صفّا َكَأنّهُم بُنيَانٌ
ب الّذِي َن ُيقَاتِلُونَ فِي َسبِيلِهِ َ
ح ّ
أكب ،فأخبكم بالذي يبّ فقالِ(( :إنّ اللّ َه يُ ِ
() تاريخ المم واللوك للطبي .)5/66( ،والكامل ف التاريخ لبن الثي الزري.)3/328( ، 26
() كان عامل عل ّي عليه السلم على الريّ وهدان وأصفهان. 27
14
مّرْصُوصٌ)) [الصف.)30(»]4:
ي أنّه :أتى
-16وكان عليه السلم إذا أبصر بعض أصحابه ،بشّره بقراءة القرآن ،كما ُروِ َ
صرَد الُزاعي( )31عليّا أمي الؤمني عليه السلم ووجهه مضروبٌ بالسيف ،فلمّا نظر
سليمان بن ُ
[الحزاب]23: حبَ ُه َو ِمنْهُم مّن يَنتَظِ ُر َومَا بَدّلُوا َتبْدِيلً))
إليه علي عليه السلم قالَ(( :ف ِمْنهُم مّن َقضَى نَ ْ
فأنت مِمّن ينتظر َومِمّن ل يبدّل( .)3 2
-17وكان عليه السلم يكتب إل أمراء الجناد فيذكّرهم بالقرآن فكتب...(( :فاعزلوا
الناس عن الظلم والعدوان وخذوا على أيدي سفهائكم واحترسوا أن تعملوا أعمال ل يرضى ال
با عنا فيد علينا وعليكم دعاءنا فإن ال تعال يقول(( :قُ ْل ما َي ْعبَؤُا بِكُمْ َربّي َلوْل دُعاؤُكُمْ َفقَدْ
ف يَكُونُ ِلزَامَا)) [الفرقان.)3 3 (]77:
سوْ َ
كَ ّذْبتُمْ فَ َ
-18و ُربّما أنشد أح ٌد الشعر عند علي أمي الؤمني عل ّي عليه السلم فأمره أن يقرأ القرآن
ي أنّه عليه السلم لّا انتهى إل مدينة برسي (ف مسي صفّي) إذا رجلٌ من مكان شعره ،كما ُروِ َ
أصحابه يُقال له "حرّ بن سهم بن طريف" من بن ربيعة بن مالك ،ينظر إل آثار كسرى وهو
()34
يتمثل قول ابن يعفر التميمي
فكـأنـمـا كـانوا على ميعاد جرت الرياح على مكان ديارهم
ت َوعُيُونٍ وَ ُزرُوعٍ َومَقامٍ َك ِريٍ
فقال عليّ عليه السلم« :أفل قلت(( :كَ ْم تَرَكُوا مِنْ َجنّا ٍ
ك َوَأوْ َرثْناها َقوْما آ َخرِينَ فَما َب َكتْ عََلْيهِمُ السّما ُء وَالَ ْرضُ وَما
َونَعْ َم ٍة كانُوا فِيها فا ِكهِيَ كَذلِ َ
كانُوا ُمنْظَرِينَ)) [الدخان ]29-25:إنّ هؤلء كانوا وارثي فأصبحوا موروثي .إن هؤلء ل يشكروا
النعمة فسُلِبوا دنياهم بالعصية .إياكم و ُكفْ َر الّنعَمِ ل ت ّل ِبكُ ُم الّنقَمُ»(.)35
() سليمان بن صُرَد الزاعي أبو مطرف الكوف رضي ال عنه ،صحاب جليل وكان أيضا من أصحاب وشيعة المام علي 31
15
-19وربّما أعذر أح ٌد عنده فعذره عليه السلم ورفع عنه اللوم بآيةٍ من القرآن كما ُروِ َ
ي
خيْلَة رأى شيخا ف ظ ّل بيت على وجهه أثر الرض فسلّم عليه أنّه لّا رجع من صفّي وانتهى إل النّ َ
ت معنا غزاتَنا هذه؟ فردّ ردّا حسنا فسأله عن حاله وبشّرَه برحة ال وغفرانه وقال له« :هل شهد َ
حبِ الُمّى خذلن عنها .قال عليّ: قال :ل وال ما شهدتا ولقد أردتا ولكن ما ترى ب من َل َ
((ّلْيسَ عَلَى الضّ َعفَاء وَلَ عَلَى الْ َمرْضَى وَ َل عَلَى الّذِينَ لَ َيجِدُونَ مَا يُن ِفقُونَ حَ َرجٌ إِذَا َنصَحُواْ ِللّهِ
ي مِن سَبِي ٍل وَاللّ ُه َغفُورٌ رّحِيمٌ)) [التوبة.)36(]91:
سنِ َ
وَ َرسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْ ِ
-20وكان عل ّي عليه السلم يكثر من مدح القرآن ويثن على أهله خيا بأبلغ بيان
وأحسن الكلم وسيأت ذكره إن شاء ال تعال.
-21وكان من وصيّته عليه السلم لّا حضره الوت أنّه قال..« :والَ الَ ف القُرْآنِ ،ل
يسبِ ُقكُم بالعمل به غيُكُم!»( .)3 7
هكذا كان عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ كما أخب بذلك النب صلى ال عليه وآله
وسلم .روى الطيب البغدادي ف تاريه بسنده عن أب ثابت قال :دخلت على أمّ سلمة رضي
ال عنها فرأيتُها تبكي وتذكر عليّا! قالت :سعتُ النبّ صلى ال عليه وآله وسلم قال« :عليّ مع
ض يوم القيا َمةِ»( .)3 8
القرآن والقرآن مع عليّ ،لن يفترقا حت يردا عل ّي الو َ
16
كلمُ عل ّي عليه السلم ف وَصْفِ القرآن
إن عليا عليه السلم كثيا ما ندب أصحابه إل القرآن ،وبيّن فضله بأبلغ البيان ،فما نرى
أحدا من العلماء وَصَفَ القُرْآنَ كما وصفه أمي الؤمني عليه السلم ،لن عليّا كان قلبه مرآة
القرآن وعملُهُ ثرةً لذه الشجر ِة الباركةِ ،فينبغي لنا أن نسكت ف هذا القام ونف ّوضَ ن ْعتَ القرآن
إل عليّ عليه السلم (وف طَلْعةِ الشّ ْمسِ ما يغنيك عن ُزحَل!)؛ فاستمع إل كل ٍم تُشَدّ الرّحالُ
فيما دونه:
ج ِعبَا َد ُه مِ ْن عِبَا َدةِ
خرِ َ -1قال عليه السلمَ« :ب َعثَ اللّ ُه ُمحَمّدا صلى ال عليه وآله وسلم بِاْلحَقّ ِليُ ْ
شيْطَانِ إِلَى طَا َعتِ ِه ِبقُرْآنٍ قَ ْد َبّينَهُ وأَ ْحكَمَهُِ ،لَيعَْل َم الْ ِعبَادُ َرّبهُمْ ِإذْ
الَ ْوثَانِ إِلَى عِبَا َدتِ ِه َومِ ْن طَا َعةِ ال ّ
َجهِلُوهُ ،وِليُقِرّوا بِ ِه َبعْدَ إِذْ َجحَدُوهُ ،ولُِيْثبِتُوهُ َبعْدَ ِإذْ َأنْكَرُوهَُ ،فتَجَلّى َلهُ ْم ُسبْحَانَهُ فِي ِكتَابِ ِه مِنْ
غَيْرِ أَ ْن َيكُونُوا َرَأ ْوهُ ،فأراهم ِحلْمَه كيف َحلُمَ ،وأراهم ع ْف َوهُ كيف عفا ،وأَرَاهُمْ قُ ْدرَته كيف
ف مَحَ َق مَنْ مَحَقَ من قَدَرََ ،و َخوَّفهُ ْم مِ ْن سَ ْط َوتِهِ ،وَ َكيْفَ َخلَقَ ما َخلَقَ من اليات ،وَ َكيْ َ
ق وهَدَى وأعْطَى»( .)3 9
ت وَا ْحتَصَ َد مَنِ ا ْحَتصَ َد بِالّنقِمَاتِ ،وكيف رَ َز َ
العصاة بِالْ َمثُل ِ
-2وقال عليه السلم« :وَاعْلَمُوا َأ ّن هَذَا اْلقُرْآ َن ُهوَ النّاصِ ُح الّذِي ل َي ُغشّ وَاْلهَادِي الّذِي ل ُيضِلّ
س هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِل قَا َم َعنْهُ بِ ِزيَا َدةٍ َأ ْو ُن ْقصَانٍِ :زيَا َدةٍ ث الّذِي ل َيكْذِبَُ ،ومَا جَاَل َ وَالْمُحَدّ ُ
س عَلَى أَحَ ٍد َبعْ َد اْلقُرْآنِ مِنْ فَاَقةٍ ،وَل لَ َحدٍ َقبْلَ فِي هُدًى َأ ْو ُن ْقصَا ٍن مِ ْن عَمًى .وَاعْلَمُوا َأنّهُ َلْي َ
شفُو ُه مِنْ أَ ْدوَائِكُمْ ،وَاسَْتعِينُوا بِهِ عَلَى ْلوَاِئكُمْ ،فَِإنّ فِيهِ ِشفَا ًء مِنْ أَ ْكبَرِ الْقُرْآ ِن مِ ْن ِغنَىً؛ فَا ْستَ ْ
سأَلُوا بِهِ حبّهِ ،وَل تَ ْ ق وَاْل َغيّ وَالضّللُ ،فَاسْأَلُوا اللّ َه بِهَِ ،وَتوَ ّجهُوا إَِليْهِ ِب ُ الدّاءَِ ،و ُهوَ الْ ُكفْ ُر وَالّنفَا ُ
شفّعٌ ،وَقَائِ ٌل ُمصَ ّدقٌ»( .)4 0
خَ ْلقَهُِ ،إنّ ُه مَا َتوَجّ َه الْ ِعبَادُ إِلَى اللّهِ تَعَالَى بِ ِمثْلِهِ ،وَاعَْلمُوا َأنّهُ شَافِ ٌع مُ َ
حبْ ُل الْ َمتِيُ ،وَالنّو ُر الْ ُمبِيُ ،وَالشّفَا ُء النّافِعُ،
-3وقال عليه السلمَ « :وعََلْيكُ ْم بِ ِكتَابِ اللّهِ فَِإنّ ُه الْ َ
سَت ْعتَبَ ،وَل ي النّاقِعُ ،وَاْل ِعصْ َمةُ ِللْ ُمتَمَسّكِ ،وَالنّجَاةُ ِللْ ُمَتعَلّقِ ،ل َي ْعوَجّ َفُيقَامَ ،وَل يَزِيغُ َفيُ ْ
وَالرّ ّ
تُخِْلقُهُ َكثْ َرةُ الرّ ّد ووُلُوجُ السّ ْمعِ ،مَنْ قَا َل بِهِ صَ َدقََ ،ومَ ْن عَمِ َل بِ ِه َسبَقَ»( .)4 1
() را جع رو ضة الكا ف للكلي ن( ،ص ،)386:ون ج البل غة ،الط بة ( ،)147على اختل فٍ ي س ٍي ب ي روا ية الكلي ن 39
17
-4وقال عليه السلمَ « :وِإنّ اللّ َه ُسبْحَانَهُ لَ ْم َيعِظْ أَحَدا بِ ِمثْ ِل هَذَا اْلقُرْآنِ ،فَِإنّهُ َحبْلُ اللّ ِه الْ َمتِيُ
َوسََببُ ُه الَمِيُ ،وَفِيهِ َربِي ُع اْلقَ ْلبِ َوَينَابِي ُع اْلعِلْمَِ ،ومَا لِ ْل َق ْلبِ جِلءٌ َغيْ ُرهُ»( .)4 2
جةُ اللّ ِه عَلَى خَ ْلقِهِ ،أَخَذَ عََليْهِ
-5وقال عليه السلم« :فَاْلقُرْآنُ آمِرٌ زَا ِجرٌ ،وَصَا ِمتٌ نَاطِقٌُ ،ح ّ
سهُمَْ ،أتَ ّم نُو َرهُ َوأَكْمَ َل بِهِ دِينَهُ ،وََقَبضَ َنِبيّهُ صلى ال عليه وآله مِيثَاَقهُ ْم وَا ْرَتهَ َن عََلْيهِمْ أَْنفُ َ
وسلم ،وَقَدْ َف َرغَ إِلَى الْخَ ْل ِق مِنْ أَ ْحكَامِ اْلهُدَى بِهِ»( .)4 3
ك الْقُرْآنُ فَا ْسَتنْ ِطقُو ُه وَلَ ْن َينْطِقَ َلكُمْ ،ولَكِنْ أُ ْخبِرُ ُك ْم عَنْهُِ :إنّ فِي ِه عِلْمَ
-6وقال عليه السلم« :ذَلِ َ
مَا َمضَى َوعِلْ َم مَا َيأْتِي إِلَى َي ْومِ اْل ِقيَا َمةِ ،وَ ُحكْ َم مَا َبيَْنكُمْ»( .)4 4
حدِيثَِ ،وَت َفقّهُوا فِيهِ فَِإنّهُ َربِي ُع اْلقُلُوبِ،
-7وقال عليه السلمَ« :تعَلّمُوا اْلقُرْآنَ فَِإنّهُ أَحْسَ ُن الْ َ
صصِ»( .)4 5
سنُوا تِل َوتَهُ فَِإنّهُ َأْنفَعُ الْ َق َ
شفُوا ِبنُو ِرهِ فَِإنّ ُه ِشفَاءُ الصّدُورَِ ،وأَحْ ِ
وَا ْستَ ْ
-8وقال عليه السلم« :وَ ِكتَابُ اللّ ِه َبيْنَ َأ ْظهُرِكُمْ ،نَاطِ ٌق ل َيعْيَا لِسَانُهَُ ،وبَْيتٌ ل ُتهْ َدمُ أَرْكَانُهُ،
َوعِ ّز ل ُتهْ َزمُ َأ ْعوَانُهُ»( .)4 6
-9وقال عليه السلم« :وَفِي القُرْآ ِن َنبَُأ مَا َقبَْلكُم ،و َخبَ ُر ما بعْدَكُم ،و ُحكْ ُم ما بْينَكُم»( .)4 7
-10وقال عليه السلمِ« :إ ّن الْقُرْآ َن ظَاهِ ُرهُ َأنِيقٌ َوبَا ِطنُهُ عَمِيقٌ ،ل َت ْفنَى عَجَاِئبُهُ ،وَل َتْن َقضِي
غَرَائِبُهُ ،وَل تُكْشَفُ الظُّلمَاتُ إِل بِهِ»(.)48
18
كلمُ عل ّي عليه السلم ف ذَمّ تفسي القرآن بالرّأيِ
قسّم الما ُم عليّ عليه السلم العبادَ ف كلمه إل فئتي ،فئة قامعة لواها ،تابعة لكلم ربّها
تَحِلّ حيث حلّ القُرْآنُ ،فالقُرْآنُ إمامُها وقائِدُها .وأُخْرَى من أهل الزي ِغ والوى ،وتميلِ الرّأيِ
على القُرْآن ،كأّنهُم أئمّة الكتابِ وليس الكتابُ إمامهم! فقال ف وصفِ رج ٍل من الفئة الول:
ف الْحَ ّق وَيعْمَ ُل بِهِ ،ل «قَدْ أَلْ َز َم َنفْسَ ُه الْعَدْلََ ،فكَانَ َأوّ َل عَدْلِ ِه َنفْ ُي اْلهَوَى عَ ْن َنفْسِهَِ ،يصِ ُ
ب مِنْ ِزمَامِهِ َف ُهوَ قَائِ ُدهُ َوِإمَامُهُ َيحُلّ
خْي ِر غَاَيةً إِل َأمّهَا ول مَ ِظّنةً إِل َقصَ َدهَا قَدْ َأ ْمكَ َن الْ ِكتَا َ يَ َدعُ لِلْ َ
َحْيثُ حَ ّل َثقَلُ ُه وَينْزِلُ َحْيثُ كَانَ َمنْزِلُهُ»(.)49
ل آخر من الفئة الثانية فقال« :وَ آخَرُ َق ْد تَسَمّى عَالِما ولَْيسَ
ث وصف عليه السلم رج ً
صبَ لِلنّاسِ َأشْرَاكا مِنْ َحبَائِلِ غُرُو ٍر وََقوْلِ
بِهِ ،فَا ْقتََبسَ َجهَائِ َل مِنْ ُجهّا ٍل َوأَضَالِيلَ مِنْ ضُل ٍل َونَ َ
زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْ ِكتَابَ عَلَى آرَائِ ِه َوعَطَفَ الْحَ ّق عَلَى أَ ْهوَائِهِ»(.)50
وقال عليه السلم أيضا« :وَ ِإنّهُ َسَيأْتِي عََلْيكُ ْم مِ ْن َبعْدِي َزمَانٌ َلْيسَ فِي ِه َشيْءٌ أَ ْخفَى مِ َن
ب عَلَى اللّ ِه َو َرسُولِهِ ،وََلْيسَ عِنْدَ َأهْلِ ذَلِكَ ال ّزمَانِ الْحَ ّق وَل َأظْهَ َر مِنَ الْبَاطِلِ ،وَل أَ ْكثَ َر مِ َن اْلكَذِ ِ
ضعِهِ! وَل فِي الْبِلدِ ف عَ ْن َموَا ِ سِ ْل َعةٌ َأبْوَ َر مِ َن الْكتَابِ إِذَا تُِليَ حَقّ تِل َوتِهِ ،وَل َأْنفَ َق ِمنْهُ ِإذَا حُرّ َ
ف مِ َن الْ ُمنْكَرَِ ،فقَ ْد َنبَذَ اْل ِكتَابَ حَمََلتُ ُه َوَتنَاسَاهُ َحفَ َظتُهُ،
َشيْءٌ َأْنكَ َر مِ َن الْ َمعْرُوفِ ،وَل َأعْرَ َ
حبَانِ فِي طَرِي ٍق وَاحِ ٍد ل ُي ْؤوِيهِمَا ُم ْؤوٍ. ب َي ْو َمئِذٍ َوَأهْلُ ُه طَرِيدَانِ َمْن ِفيّا ِن وَصَا ِحبَانِ ُمصْ َط ِ فَاْلكِتَا ُ
ب َوَأهْلُهُ فِي ذَلِكَ ال ّزمَانِ فِي النّاسِ وَليْسَا فِيهِمَْ ،و َم َعهُمْ وَليْسَا َم َعهُمَْ ،لنّ الضّللَ َة ل ُتوَافِقُ فَاْلكِتَا ُ
جمَا َعةَِ ،كَأّنهُمْ َأئِ ّمةُ الْ ِكتَابِ وََلْيسَ اْلهُدَى َوإِنِ ا ْجتَ َمعَا ،فَا ْجتَمَ َع اْل َق ْومُ عَلَى اْلفُرَْق ِة وَافْتَرَقُوا عَلَى الْ َ
الْ ِكتَابُ ِإمَا َمهُمَْ ،فلَ ْم َيبْ َق عِنْ َدهُ ْم ِمنْهُ إِل اسْمُ ُه وَل َيعْرِفُونَ إِل َخطّهُ و َزبْ َرهَُ ،ومِنْ َقبْ ُل مَا َمثّلُوا
سيَّئةِ(.»)51
سَن ِة ُعقُوَبةَ ال ّ
بِالصّالِحِيَ كُ ّل ُمثَْل ٍة َوسَ ّموْا صِدَْقهُ ْم عَلَى اللّهِ فِ ْرَي ًة وَ َجعَلُوا فِي الْحَ َ
أقول :أصل هذا الكلم مروِيّ عن رسول ال فأخذ أمي الؤمني عليه السلم شطرا منه
وبيّنه بأفضل بيان وتفصيل .روى الكلين ف الروضة من الكاف بسنده عن أب عبد ال الصادق
19
قال :قال أمي الؤمني عليه السلم قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلمَ « :سَيأْتِي عَلَى النّاسِ
َزمَانٌ ل َيْبقَى مِ َن اْلقُرْآنِ إِل َرسْمُ ُه َومِ َن ا ِلسْلمِ إِل اسْمُهُ ،يُسَ ّموْ َن بِ ِه َوهُمْ أَْبعَ ُد النّاسِ ِمنْهُ،
ت ظِلّ السّمَاءِِ ،منْهُمْ ح َ مَسَاجِ ُدهُ ْم عَامِ َرٌة َوهِيَ َخرَابٌ مِ َن اْلهُدَىُ ،ف َقهَاءُ ذَلِكَ ال ّزمَا ِن شَرّ ُف َقهَا َء تَ ْ
َخرَ َجتِ الْ ِفْتَنةُ وإَِلْيهِمْ تَعُودُ»(.)52
وقال عليه السلم أيضا ف النهي عن تفسي القرآن بالرأي« :فإنّهُ يُنَادِي ُمنَا ٍد َيوْ َم القِيَا َمةِ :أَل
ث ُمْبتَلًى فِي َح ْرثِهِ وعَاِقَبةِ عَمَلِ ِه َغيْرَ َح َرَثةِ اْلقُرْآنِ َفكُونُوا مِنْ حَ َرَثتِهِ َوَأْتبَاعِهِ واسْتَدِلّوهُ
إِنّ كُلّ حَارِ ٍ
عَلَى َربّكُ ْم وَا ْستَْنصِحُوهُ عَلَى َأْنفُسِكُ ْم وَاّتهِمُوا عََليْهِ آرَاءَكُ ْم وَا ْسَتغِشّوا فِيهِ أَ ْهوَاءَكُمْ»(.)53
س آياتِه وِليَهتَدوا به،
أقول :ل ريب أن القرآن الكري نزل من عند ال رب العالي ليت َدبّر النا ُ
ي الْن ِهيّ عنه ف كلم أمي الؤمني عليه السلم ،تميل الرّأي التّخذ من فالراد من التفسي بالرّأ ِ
السالك الختلفة على القرآن كما هو معمو ٌل به عند أرباب الذاهب:
وليلى ل ُت ِقرّ لم بذاكا ل بليلى
فك ّل يدّعي وص ً
وأما من ترك تأويلت الصوفية ونسي الراء الفلسفية وأعرض عن القوال الكلمية وأمثالا
وتسّك ببل القُرْآن وطلب حلّ مشكل القُرْآن من نفسه وفسّر آي ًة منه بآيةٍ أخرى ،أو بسّنةٍ من
ط مستقيم .هذا هو النهج القّ ف تفسي رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقد هُدِيَ إل صرا ٍ
القُرْآن البِي وقد أشار إليه أمي الؤمني عليه السلم ف كلمه فقال:
شهَ ُد َبعْضُ ُه عَلَى
ض َويَ ْ
« ِكتَابُ اللّ ِه ُتْبصِرُونَ بِ ِه َوَتنْ ِطقُو َن بِهِ َوتَسْ َمعُونَ بِهَِ ،وَينْطِ ُق َبعْضُ ُه ِبَبعْ ٍ
()54
ف ِبصَا ِحبِهِ عَنِ اللّهِ»
ختَلِفُ فِي اللّهِ ،وَل يُخَالِ ُ
ض وَل يَ ْ
َبعْ ٍ
ك مِ َن
شَتبِهُ عََليْ َ
ب ويَ ْ
ك مِ َن الْخُطُو ِ وقال عليه السلم« :وَ ارْدُدْ إِلَى اللّهِ و َرسُولِهِ مَا ُيضِْلعُ َ
الُمُورِ َفقَدْ قَالَ اللّ ُه َتعَالَى ِل َقوْمٍ أَ َحبّ إِ ْرشَا َدهُمْ(( :يا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا َأطِيعُوا اللّ َه وَأطِيعُوا ال ّرسُولَ
حكَمِوأُولِي الَمْ ِر ِمْنكُمْ فَِإنْ تَنا َز ْعتُمْ فِي شَيْءٍ فَ ُردّوهُ إِلَى اللّهِ وال ّرسُولِ)) :فَالرّدّ إِلَى اللّ ِه الَخْ ُذ بِمُ ْ
سنّتِ ِه الْجَا ِم َعةِ غَيْ ِر الْ ُمفَرَّقةِ»(.)55
ِكتَابِهِ والرّدّ إِلَى ال ّرسُو ِل الَخْ ُذ بِ ُ
() الروضة من الكاف ،للكلين (حديث الفقهاء والعلماء) ح رقم (.)3 52
20
فعلى الفَسّر أن يسي إل ما يتّجه إليه القرآن ويسكت فيما سكت ال عنه فل يتكلّف نفسه
ف صرف مدلولت اليات عن ظواهرها ،ول ياوز حدود ال سبحانه ف كلمه كما قال أمي
ضّيعُوهَا وَحَدّ َلكُمْ حُدُودا فَل َت ْعتَدُوهَا
الؤمني عليه السلم« :إِنّ اللّهَ َف َرضَ عََلْيكُمْ َفرَاِئضَ فَل ُت َ
سيَانا فَل َتَتكَّلفُوها»(.)56
وَنهَاكُ ْم عَنْ َأ ْشيَاءَ فَل َتْنَتهِكُوهَا َو َس َكتَ َلكُ ْم عَنْ َأ ْشيَاءَ وََل ْم يَ َد ْعهَا نِ ْ
وذلك هو النهج العلويّ ف تفسي الذّكْر الكيم.
21
ظَا ِه ُر ال ُقرْآ ِن وباطُِنهُ ف كَلمِ عَ ِليّ عليه السلم
الشهور بي السلمي أن للقرآن الكري ظهرا وبطنا ،كما وجدنا هذا العن ف كلم أمي
الؤمني عليه السلم حيث يقول:
«َ ..وإِ ّن اْلقُرْآنَ ظَاهِ ُرهُ َأنِي ٌق َوبَا ِطنُ ُه عَمِي ٌق ل تَ ْفنَى عَجَاِئبُ ُه وَل تَْن َقضِي غَرَاِئبُهُ وَل ُتكْشَفُ
الظّلُمَاتُ إِل بِهِ»(.)57
فتعلّقت طائفة بذا الكلم وصرفوا معن القرآن عن وجهه فوضعوه ف غي موضعه ،وأتوا ف
تأويل باطن الكتاب با ل يُ ْروَ عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أمثاله ،ول عن الصحابة
والتابعي أشباهه! والصواب أن الراد من ظاهر القُرْآن هو فصيح لغته وعجيب نظمه ،وغريب
أسلوبه ،والقصود من باطن القُرْآن عمق معناه ولطف مفهومه كما رووا عن عليّ عليه السلم أنّه
قال:
«ما من آية إ ّل ولا أربعة معانٍ :ظاه ٌر وباطنٌ وحدّ ومطلعٌ ،فالظاهر التلوة والباطن الفهم،
وال ّد هو أحكام اللل والرام ،والطل ُع هو مُراد ال من العبد با»(.)58
صرّحَ به ف هذه الرواية هو عمق مفاهيمه ،وذلك يُدْرَك بالتدبّر والتأمّلِ. فباطن القُرْآن كما ُ
وأمّا ما ُح ِكيَ ف الروايات الشاذّة عن باطن القُرْآن ما ل يد ّل عليه الكتاب بوجهٍ من الوجوه،
فليس من باطن كتاب ال عزّ وجلّ ،فكيف ُيعَدّ من معان القُرْآن ما ل يد ّل القُرْآن عليه بدللةٍ
لفظّيةٍ ول معنوّيةٍ؟! والقرب أن تلك الروايات الشاذّة من وضع الباطنيّة والفرق الضالّة ،وضعوها
للتغرير بالنّاس ودعوتم إل مذاهبهم البتدعة.
تَيْسي َف ْهمِ ال ُقرْآن ورأيُ عَ ِليّ عليه السلم ف ذلك
ذهبت طائفة من السلمي إل أن القُرْآن الكري بعي ٌد معناه عن فهم البشر ل يدركه إل النبّ
ي غي سدي ٍد وظاهر البطلن يالف دعوةَ ال تعال عباده إل الات والمام العصوم .وهذا رأ ٌ
التفكّر ف القرآن ليعلموا أنّه القّ من ربّهم ،ويُضَادّ حديث رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم
() الصاف ف تفسي القرآن الكري ،للفيض الكاشان )1/18( ،أو (ص ،)31:ومفاتيح السرار ومصابيح البرار لحمد 58
22
ف ذلك كما رواه عنه عليّ بن أب طالب عليه السلم :فأما دعوة ال تعال فتجدها ف قوله
العزيز(( :وََلقَ ْد يَسّ ْرنَا الْقُرْآنَ لِلذّكْرِ َفهَ ْل مِن مّدّ ِكرٍ)) [القمر.]40-32-22-17:
ك ُمبَا َركٌ ّليَ ّدبّرُوا آيَاتِهِ وَِلَيتَذَكّرَ ُأوْلُوا الَْلبَابِ)) [ص.]29:
وقوله تعالِ (( :كتَابٌ أَنزَْلنَاهُ إِلَيْ َ
ل َيتَ َدبّرُو َن اْلقُرْآنَ وََلوْ كَانَ مِنْ عِن ِد َغيْرِ اللّهِ َلوَجَدُواْ فِيهِ ا ْخِتلَفًا
وقوله ع ّز شأنه(( :أََف َ
َكثِيًا)) [النساء .]82:ومثله قوله تعال(( :أَفَل َيتَ َدبّرُو َن اْلقُرْآنَ َأ ْم عَلَى قُلُوبٍ أَ ْقفَاُلهَا )) [ممد.]24:
ث ال ْعوَرُ" عن عليّ عليه
وأما حديث النب صلى ال عليه وآله وسلم فقد رواه "الارِ ُ
ث ال ْعوَرِ قالَ :مَرَرْتُ فِي السلم عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم كما يلي« :عن الارِ ِ
ت عَلَى عَِليّ ،فَقلت :يَا َأمِيَ ا ُل ْؤمِنِيَ أَ َل تَرَى جدِ فَإِذَا النّاسُ َيخُوضُونَ فِي الَحَادِيثِ َفدَخَ ْل ُ الَسْ ِ
النّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الحَا ِدْيثِ؟ قالَ :وقد َفعَلُوهَا؟ قلتَ :نعَمْ ،قالََ :أمَا إِن قد سَ ِم ْعتُ َرسُولَ ال
ج ِمْنهَا يَا َرسُولَ ال؟ قالَ: صلى ال عليه وآله وسلم َيقُولُ" :أَلَ ِإّنهَا َستَكُونُ ِفْتَنةٌ ،فَقلت :مَا الَخْ َر ُ
(( ِكتَابُ ال فِيهِ َنَبأُ مَا كان َقبَْلكُمْ ،وَ َخبَ ُر مَا َبعْدَكُمْ ،وَ ُحكْ ُم مَا َبْينَكُمَْ ،و ُهوَ ال َفصْلُ َلْيسَ بِاْلهَ ْزلِ،
مَ ْن تَرَكَ ُه مِنْ َجبّارٍ َقصَمَهُ الَ ،ومَنْ اَبَتغَى الُدَى فِي َغيْ ِرهِ أَضَلّهُ الَ ،و ُهوَ َحبْ ُل ال ا َلتِيُ ،وَ ُهوَ
سنَةُ ،وَلَسَتقِيمُُ ،ه َو الّذِي َل تَزِي ُع بِ ِه الَ ْهوَاءُ ،وَ َل تَ ْلَتِبسُ بِ ِه اللْ ِحكِيمَُ ،وهُ َو الصّرَاطُ الُ ْ الذّكْ ُر الْ َ
جنّ إِ ْذ سَ ِم َعتْهُشبَعُ ِمنْ ُه اْلعُلَمَاءُ ،وَ َل يَخُْل ُق عَلى َكثْ َرةِ ال ّردّ ،وَلَ َتْن َقضَي عَجَاِئبُهُُ ،ه َو الّذِي لَ ْم َتْنتَهِ الْ ِ
يَ ْ
جبَا َيهْدِي إِلَى ال ّرشْدِ فَآ َمنّا بِهِ)) ،مَنْ قا َل بِهِ صَ َدقََ ،ومَ ْن عَمِ َل بِهِ َحتّى قالُوا ((ِإنّا َس ِمعْنَا ُقرْآنَا عَ َ
سَتقِيمٍ ،خُ ْذهَا إَِليْكَ يَا َأ ْعوَرُ»( .)5 9
ط مُ ْ
أُجِرََ ،ومَنْ َحكَ َم بِهِ عَ َدلََ ،ومَنْ َدعَا إَِليْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَا ٍ
رواه من أهل السنّة الترمذي والدارمي ف سننهما ،ومن المامية ممد بن مسعود العيّاشيّ ف
تفسيه مع اختلفٍ يسيٍ ف ألفاظه.
وف الديث ما يدل على أن طائفة من النّ قد فهموا القرآن ،حيث علموا أنهَ(( :يهْدِي
إِلَى ال ّرشْدِ)) وآمنوا به ،فكيف ل يفهمه البشر وقد نزل القُرْآن بلسانم؟!
والديث أيضا شاه ٌد على أن الذين يطلبون الدى ف غي القرآن فل يهديهم ال إل صراطٍ
مستقيم ،فهل يوز أن يُقال الرجوع إل القُرْآن لطلب الدى باطلٌ أو عبثٌ بل فائدة؟!
() أخرجه الترمذي ف الامع الصحيح :ج ،5باب ما جاء ف فضل القرآن( ،ص ،)185:وجاء مثله ف تفسي العياشي 59
(.)1/3
23
فال ّق أ ّن القُرْآن نز َل بيانا للناس ليفهموا معاله وليعرفوا مقاصده ،ومع ذلك جائزٌ أن يُقال:
إن لفهم دقائق القُرْآن ومعرفة نكته ،درجاتٌ ومراتبٌ ،والنبّ صلى ال عليه وآله وسلم ف أعلى
درجته ،وعل ّي عليه السلم ف مرتب ٍة ساميةٍ منه ،ولذا لّا ُسئِلَ :هل عندكم (أهل البيت)كتاب؟
(أي كتاب خاص بكم) قال« :ل ،إل كتابُ ال ،أو فهمٌ ُأعْ ِطيَهُ رج ٌل مُسِْلمٌ ،أو ما ف هذه
الصحيفة .قال :قلت :فما ف هذه الصحيفة؟...الديث» رواه البخاري ف صحيحه( ،)6 0ورواه
ل عبْدَا َفهْمَا ف القُرْآنِ»( .)6 1
الكاشان ف تفسيه ولفظه« :إ ّل أنْ ُي ْؤتِيَ ا ُ
وهذا يد ّل على جواز استخراج العبد السلم من القُرْآن ما ل يفهمه غيه.
ي أيضا عن أمي الؤمني عليه السلم أنّه قال« :مَنْ َفهِمَ القُرْآنَ فَسّرَ جُمَ َل العِلْمِ»(.)62
و ُروِ َ
وعن أب حزة الثمال ،عن أب جعفر الباقر عليه السلم قال :قال أمي الؤمني (علي بن أب
طالب) عليه السلم:
س مِنْ رَ ْح َم ِة
«أل أُ ْخِبرُكُ ْم بِال َفقِيْهِ َحقّا؟ قَالُوا :بَلَى يَا أمِيْ َر الؤمني! قَالَ :مَنْ ْل ُي َقنّط النّا َ
الِ ،وَلَ ْم ُي ْؤمِْنهِ ْم مِ ْن عَذَابِ الِ ،وَلَ ْم يُ َر ّخصْ َل ُهمْ ف َمعَاصِي الِ ،وَلَ ْم َيتْ ُركْ القُرْآنَ َر ْغَبةً َعنْهُ إل
غَيْ ِرهِ .أل ل َخيْرَ ف عِلْمٍ َلْيسَ فِي ِه َتفَهُمٌ ،أل ل َخيْرَ ف ِقرَاءَةٍ َلْيسَ فيها تَ َدبّرٌ ،أل ل َخيْرَ ف ِعبِا َدةٍ
َلْيسَ فِيهَا َت َفقّهٌ»(.)63
س ويتدبّرُو ُه
فحاصل الكلم أن القُرْآن الكري قد نزل مِن عِنْدِ الِ ج ّل َوعَل ليعرفه النّا ُ
وَيهْتدوا به ،فمن كان َس ْعيُه ف هذا الجالِ أكثرَ ،كان حظّهُ من القُرْآن أوفرَ .وذلك ما عرفناه من
كلم أمي الؤمني سلم ال عليه ورحته وبركاته.
() صحيح البخاري ،لحمد بن إساعيل البخاري( ،ج( )1:باب كتابة العلم)( ،ص.)38: 60
() انظر كتاب الصاف ف تفسي القرآن ،للفيض الكاشان.)1/22( ، 61
() معان الخبار ،الشيخ الصدوق ممد بن علي بن السي بن بابويه القمي( ،ص.)226: 63
24
ب سُوَ ِر القُرْآنِ ف مُصْحَفِ عليّ عليه السلم
َت ْرتِيْ ُ
ترتيب اليات ف كل سورةٍ من القُرْآن كان بتعيي النب صلى ال عليه وآله وسلم وتوقيفه،
ول يكن مالً للرّأيِ والجتهاد فيه ،وأما ترتيب السور على ما هو عليه الن ،فلم يكن توقيفيا
كلّه ،بل كان كث ٌي منه باجتهاد من الصحابة ،يدلّ عليه أنّ مصاحف الصحابة مثل مصحف أب
بن كعب رضي ال عنه ومصحف عبد ال بن مسعودٍ رضي ال عنه ومصحف علي بن أب طالب
ب لجل تلوتا فكما يوز أن ُتتْلَىعليه السلم كانت متلفة ف ترتيب السور .والصاحف ُت ْكتَ ُ
سوَرُ ف الصاحف على غي ترتيب نزولا فكذلك جائ ٌز كتابتها على غي ذلك الترتيب. ال ّ
ب لنه وقع عن
سوَر على النّمَط الذي نراه اليوم أم ٌر واج ٌ
ومع هذا فإن احترام ترتيب ال ّ
إجاع الصحابة ،ووافقهم على ذلك أمي الؤمني علي بن أب طالبٍ عليه السلم.
فأما مصحف علي عليه السلم الذي كتبه بطه فقد رآه من الصنفي المامُ الادي يي بن
السي بن قاسم بن إبراهيم بن إساعيل بن السن بن علي بن أب طالب عليه السلم من أئمة
الزيديّة ،الذي توف سنة 2 9 8من الجرة ,فذكر ف كتابه السمى بم"الحكام" أنه وجد
صلّى الُ عَلَيه وَآلِ ِه َوسَلّمَ) عليه
مصحف عليّ عليه السلم عند عجوزٍ من آل السن (سبط النب َ
السلم فكان على ما ف أيدي الناس( .)6 4وف الائة الرابعة قد رأى ممد بن إسحاق الندي أيضا
مصحفا بط علي بن أب طالب عليه السلم عند أب يعلى السن وأخب بذلك ف كتابه السمى
بم"الفهرست" فقال:
"ورأيت أنا ف زماننا عند أب يعلى حزة الَسَن رحه ال مصحفا قد سقط منه أوراق
بط علي بن أب طالب يتوارثه بنو حسن على مرّ الزّمان وهذا ترتيب السور من ذلك
الصحف( ."..)6 5
وما يستدعي السف فقدان ذكر ذلك الترتيب من كتاب "الفهرست" ف جيع النسخ الت
وصلت إلينا ومع هذا يوجد ترتيب نزول السور برواية أمي الؤمني علي عليه السلم ف آثار
التأخرين من العلماء كما جاء ف تفسي "ممع البيان" لب عليّ الفضل بن السن الطبسي (من
() انظر :كتاب "الاكم الشيمي ومنهجه ف تفسي القرآن" ص .416 64
() انظر كتاب "الفهرست" لحمد بن إسحاق الندي( ,ص )48:باب "ترتيب سور القرآن ف مصحف أمي الؤمني علي 65
25
علماء المامة ف القرن السادس) وف تفسي "مفاتيح السرار ومصابيح البرار" لحمد بن عبد
الكري الشهرستان (من أعلم الائة السادسة) وف كتب غيها على اختلفٍ ف ترتيب بعض
السّوَر.
و نن نرجّح الترتيب الذي ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف الزء الول من كتاب
"مقدمتان من علوم القرآن" على غيه لن مصنفه قد أورد رواية الإمام عليه السلم من دون
تقطيعها ،بلف الشيخ أب علي الطبسي ،فإنه ذكر شطرا منها وحذف الباقي( .)6 6وأما رواية
الشهرستان عن مقاتل بن سليمان عن عليّ عليه السلم ففيها أخطاء كثية تنعنا عن العتماد
عليها.
فالصنّفُ الشار إليه (وهو أحد علماء الغاربة) روى بإسناده عن سعيد بن السيب عن
علي بن أب طالب عليه السلم أنه قال« :سألت النبّ صلى ال عليه وآله وسلم عن ثواب القرآن
فأخبن بثواب كل سورة على نو ما أنزلت من السماء وبأن أول ما أنزل عليه بكة فاتة
الكتاب ,ثم :إقراء باسم ربك ,ث :ن والقلم ,ث :يا أيها الدثر ,ث :يا أيها الزمل ,ث :إذا الشمس,
ث :سبح اسم ربك ,ث :والليل ,ث :والفجر ,ث :والضحى ,ث :أل نشرح ,ث والعصر ,ث:
والعاديات ,ث :الكوثر ,ث :ألاكم ,ث :أرأيت ,ث :الكافرون ,ث أل( ،)6 7ث :الفلق ,ث :الناس,
ث :الخلص ,ث :عبس ,ث :إنا أنزلناه ,ث :والشمس ,ث :البوج ,ث :والتي ,ث :ليلف ,ث:
القارعة ,ث :القيامة ,ث :هزة ,ث :الرسلت ,ث :البلد ,ث :الطارق ,ث :الساعة ,ث :ص ,ث:
الص ,ث :قل أوحى ,ث :يس ,ث :الفرقان ,ث :اللئكة ,ث :كهيعص ,ث :طه ,ث :الواقعة ,ث:
الشعراء ,ث :النمل ,ث :القصص ,ث :سبحان ,ث :يونس ,ث :هود ,ث :يوسف ,ث :الجر ,ث:
النعام ,ث :الصافات ,ث :لقمان ,ث :سبأ ,ث :الزمر ,ث :الواميمات يتبع بعضها بعضا ,ث:
الذاريات ,ث :الغاشية ,ث :الكهف ,ث :النخل ,ث :إنا أرسلنا ,ث :إبراهيم ,ث :النبياء ,ث:
الؤمنون ,ث :ال السجدة ,ث :والطور ,ث :اللك ,ث :الاقة ,ث :سأل سائل ,ث :عم يتساءلون,
ث :النازعات ,ث :انفطرت ,ث :الروم ,ث :العنكبوت ,ث :الطففي ,ث :انشقت.
وما أنزل بالدينة أول سورة :البقرة ,ث :النفال ,ث :آل عمران ,ث :الحزاب ,ث :المتحنة,
() انظر :تفسي "ممع البيان" للطبسي ,عند تفسي سورة النسان. 66
26
ث :النساء ,ث :إذا زلزلت ,ث :الديد ,ث :سورة ممد صلى ال عليه وآله وسلم ,ث :الرعد ,ث:
الرحن ,ث :هل أتى ,ث :الطلق ,ث :ل يكن ,ث :الشر ,ث :إذا جاء نصر ال ,ث :النور ,ث:
الج ,ث :النافقون ,ث :الجادلة ,ث :الجرات ,ث :التحري ,ث :المعة ,ث :التغابن ,ث :الفتح,
ث :الائدة ,ث :التوبة ,ث :النجم ,فهذا ما أنزل بالدينة( )6 8الديث»( .)6 9
أقول :إن هذه الرواية من أهم الروايات ف ترتيب السور القرآنية كما أُنزِلت من السماء،
()70
ومع السف قد وقع فيها نقصٌ وخللٌ ،حيث ل يوجد فيها سورة السد (ومكانا بعد الُ ّزمّل)
وسورة الصف (وموضعها بعد التغابن) ( )71ووضِعت سورة "النجم" ف آخرها وهي مكية نزلت
بعد سورة الخلص كما روي ف ممع البيان( )72وغيه عن ابن عباس رضي ال عنه وقد نزلت
( )7 3
سورة هود أيضا قبل سورة يونس كما يشهد عن ذلك بعض آياتما.
وف ظن أن أمي الؤمني عليا عليه السلم جع القرآن مرتي ،مرة جعه على ترتيب نزوله
وأخرى على النمط الذي نراه اليوم ف الصاحف كما شهد عليه الادي يي بن السي ف الائة
الثالثة وقال كان مصحفه عليه السلم على ما ف أيدي الناس.
وروى اليعقوبّ جعا ثالثا لمي الؤمني عليه السلم جزّءَ فيه القرآنَ على سبعة
أجزاء( .)7 4وال تعال أعلم.
() راجع :رواية ابن عباس ف ممع البيان للطبسي ،عند تفسي سورة النسان. 70
() قارن :بي سورة هود )13( :وسورة يونس )38( :ورا جع :قول "ماهد" من قدماء الف سرين ف كتاب الفهرست 73
27
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف تفسي فاتة الكتاب
سورة الفاتة أوّ ُل سورةٍ مكيّة أُنزلَت على رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم كما وجدناه
ف رواية المام علي عليه السلم حيث قال« :أوّ ُل ما أُنْ ِز َل عليه صلى اله عليه وآله وسلم ف م ّكةَ
فاتة الكتاب»( .)7 5
ي عن أمي الؤمني علي عليه السلم ف شأن هذه السورة الباركة:
وإليك ما ُروِ َ
-1أخرج الدارقطن والبيهقي ف السنن بسند صحيح عن عبدِ خيٍ قال ُسئِ َل عليّ رضي
ال عنه عن السبع الثان فقال(( :المد ل رب العالي)) ،فقيل له إنا هي ست آيات!
فقال« :بِسْمِ اللّهِ الرّحْ َمنِ الرّحِي ِم آيةٌ»(.)76
أقول :يؤيّد هذا القول ما ُروِيَ عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أنّه قال« :إذا قرأت
المد فاقرؤا ((بِسْمِ اللّهِ الرّ ْحمَنِ الرّحِيمِ)) إنا أم القرآن وأم الكتاب والسبع الثان َوبِسْمِ اللّهِ
الرّحْ َمنِ الرّحِيمِ إحدى آياتِها)) أخرجه الدارقطنّ وصححه ،والبيهقيّ ف السنن»( .)7 7
ومن طريق المامّيةِ روى ممّد بن علي بن السي بن بابويه القمّي بإسناده عن أمي الؤمني
عليّ عليه السلم أنّه قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم يقول« :إن ال عز وجل
قال ل :يا ممد! ((وََلقَ ْد آَتْينَا َك َسْبعًا مّ َن الْ َمثَانِي وَاْلقُرْآنَ اْلعَظِيمَ))( ،)78فأفرد المتنان عليّ بفاتةِ
الكتاب ،وجعلها بإزاء القرآن العظيم ،وإن فاتةَ الكتاب أشرفُ ما ف كنوز العرش»(.)79
قلت ويؤيد ذلك أيضا جهر عل ّي عليه السلم بالبسملة ف الفاتة وف كل سورة كما رواه
السيوطي ف الدر النثور فقال:
وأخرج البزار والدارقطن والبيهقي ف شعب اليان من طريق أب الطفيل قال :سعت علي
بن أب طالب ،وعمار يقولن :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يهر ف الكتوبات
() الشهور بي الفسّرين أن فاتة الكتاب أنزلت بعد نزول خس آيات من سورة العلق. 75
() انظر "عيون أخبار الرضا" ،لبن بابويه القمي( ،ص.)167: 79
28
بم((بسم ال الرحن الرحيم)) ف فاتة الكتاب.
وأخرج الدارقطن عن علي بن أب طالب قال" :كان النب يهر ب ((بسم ال الرحن
الرحيم)) ف السورتي جيعا .وأخرج الدارقطن عن علي بن أب طالب قال :قال النب"كيف
تقرأ إذا قمت إل الصلة؟ قلتُ ((المد ل رب العالي)) قال :قُلْ ((بسم ال الرحن
الرحيم))( .)8 0
وروى ابن بابويه القمي ف كتاب "التوحيد" أن رجلً سأ َل عليّ ب َن الُسَيْن عليهما السلم
عن معن " ((بِسْمِ اللّهِ الرّحْ َمنِ الرّحِيمِ))؟ فقال :حدّثن أب عن أخيه الس ِن عليه السلم عن أبيه
أمي الؤمني عليه السلم أن رجلً قام إليه فقال يا أمي الؤمني أخبن عن بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ
الرّحِي ِم ما معناه؟ فقال :إن قولك «ال» أعظم اسم من أساء ال عز وجل ،وهو السم الذي ل
ينبغي أن يسمّى به غي ال ،ول َيتَسَمّ به ملوقٌ)) .فقال الرجل :فما تفسي قوله «ال»؟ قال:
((هو الذي يتأله إليه عند الوائج والشدائد كل ملوق عند انقطاع الرجاء من جيع مَ ْن هو دونه
وتقطع السباب مِنْ كل مَ ْن سواه ،وذلك أن كل مترئس ف هذه الدنيا ومتعظم فيها وإن عظم
غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه فإنم سيحتاجون حوائج ل يقدر عليها هذا التعاظم
وكذلك هذا التعاظم يتاج حوائج ل يقدر عليها فينقطع إل ال عند ضرورته وفاقته حت إذا
كفى هه عاد إل شركه أمَا تسمع ال عز وجل يقول(( :قُلْ أ َرَأْيتَكُمْ ِإنْ أَتاكُ ْم عَذابُ اللّهِ َأوْ
ي بَلْ ِإيّا ُه تَ ْدعُونَ َفَيكْشِفُ ما تَ ْدعُونَ إَِليْهِ إِنْ شاءَ
َأتَْتكُمُ السّا َعةُ َأ َغيْرَ اللّ ِه تَ ْدعُونَ إِنْ ُكْنتُمْ صادِِق َ
س ْونَ ما تُشْرِكُونَ)) ،فقال ال عز وجل لعباده أيها الفقراء إل رحت إن قد ألزمتكم الاجة إل وتَنْ َ
ف كل حال وذلة العبودية ف كل وقت فإل فافزعوا ف كل أمر تأخذون فيه وترجون تامه وبلوغ
غايته فإن إن أردت أن أعطيكم ل يقدر غيي على منعكم وإن أردت أن أمنعكم ل يقدر غيي
ع إليه فقولوا عند افتتاح كل أمر صغي أو عظيم على إعطائكم فأنا أحق مَ ْن ُسئِلَ وأول من ُتضُ ّر َ
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ أي أستعي على هذا المر بال الذي ل يق العبادة لغيه ،الغيث إذا
استغيث ،الجيب إذا دعي ،الرحن الذي يرحم ببسط الرزق علينا ،الرحيم بنا ف أدياننا ودنيانا
ف علينا الدين و َجعَلَ ُه سهلً خفيفا ،وهو يرحنا بتميزنا من أعدائه .ث قال قال وآخرتنا ،خفّ َ
رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم« :من حزنه أمر تعاطاه فقال بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِي ِم وهو
() تفسي "ال ّدرّ النثور" للسيوطي ،ذيل تفسيه لسورة الفاتة. 80
29
ملص ل يقبل بقلبه إليه ل ينفك من إحدى اثنتي إما بلوغ حاجته ف الدنيا وإما يعد له عند ربه
يدخر لديه وما عند ال خي وأبقى للمؤمني»(.)81
أقول :الرّحَنُ والرّ ِحيْمُ كلمتان مأخوذتان من الرّحْمة ،والرّحيْمُ أرقّ من الرّحْمَن ،كما جاء
ف حديث ابن عباس رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وآله وسلم أنّه قال" :فالرّ ِحيْمُ أرقّ
من الرّحْ َم ِن وكلها رفيقان( .")82وهذا العن بيّنٌ ف كلم المام عليه السلم ،حيث حل معن
الرّحن على الذي يرحنا ببسط الرّزق علينا ،والرّحيم على من يرحنا ف أدياننا ودنيانا وآخرتنا
ف عَنكُمْ
خفّ َ
بالتسهيل علينا والتخفيف عنّا ،كما قال ال عزّ وجلّ ف كتابه(( :يُرِيدُ اللّهُ أَن يُ َ
ضعِيفًا)) [النساء.]28:
وَخُِل َق الِنسَانُ َ
ف با الالقُ فالراد بالرّّقةِ ف الديث :آثارُها
صفَاتِ الَلْق وَل يُوصَ ُ
ول يفى أن الرّّقةَ مِنْ ِ
ف وال َع ْفوِ كما قال المام عل ّي عليه السلم ف شأنه سبحانهَ« :بصِيْ ٌر ل يُوصَفُ خفِي ِ
من الْنعَامِ والتّ ْ
بِالَاسّةَِ ،ر ِحيْ ٌم ل يُوصَفُ بالرّّقةِ»( .)8 3
ُ -2روِيَ عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنّه قال« :الرّحْ َمنُ الرّ ِحيْ ُم ينفي بما القنوطَ عن
خَ ْلقِهِ»(.)84
-3وأخرج البيهقيّ عن عليّ قال« :بعث رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم سريّةً مِنْ
أهله فقال :اللهمّ لَكَ عَلَيّ إنْ رَدَدْتّهُمْ سَاليَ أنْ أشْكُرَكَ حقّ شُكْرِكَ.
فما لَبِثُوا أنْ جَاؤا سَاليَ ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم« :المد ل» عَلَى
سابِ ِغ ِنعَمِ الِ .فقلت :يا رسول ال! أل تَقُلْ إنْ ردّهُم الُ أنْ أشْكُرَهُ حَقّ
شُكْرِهِ ،فَقَالَ :أوَ ل أ ْفعَلْهُ؟!».
أقول :الراد من "المد" الشكر الكامل تارةً ،والثناء التّام تارةً أخرى ،كما ُروِيَ أيضا عن
ل َتعَال مِنَ الَ ْمدِ ولذلك أثْنَى
س شَيءٌ أحبّ إل ا ِ
النبّ صلى ال عليه وآله وسلم أنّه قالَ« :لْي َ
() كتاب "التوحيد" لحمّد بن علي بن السي بن بابويه القمّي( ،ص.)231-231: 81
() انظر تفسي كشف السرار وعدّة البرار ،لب الفضل اليبدي.)1/13( ، 84
30
عَلَى نفسِهِ َفقَالَ :الَمْدُ لِلّهِ»( .)8 5
-4قال أبو الفضل بن السن الط ِبسِيّ ف تفسي قوله تعال(( :اه ِدنَا الصّرَاطَ الُسَتقِيمَ))
( َروَوا عن أمي الؤمني عليه السلم أنّ معناه :ثَبتْنا))( .)8 6
-5وقال ال ّطبْ ِر ِسيّ :قيل ف معن "الصّرَاطِ الُسَتقِيمِ" وجوهُ:
أحدها :أنّه "كتاب ال" وهو الَ ْروِيّ عن النبّ صلى ال عليه وآله وسلم( .)8 7
أقول :أشار الشيخ أبو علي إل قول النب صلى ال عليه وآله وسلم ف رواية عل ّي عليه
السلم حيث قالِ ..« :كتَابُ ال فِي ِه َنبَُأ مَا كان َقبَْلكُمْ ،وَ َخَب ُر مَا َبعْدَكُمْ( ،إل قوله)َ ...:وهُوَ
سَتقِيمُ»(.)88
حكِيمَُ ،وهُ َو الصّرَاطُ الُ ْ
الذّكْ ُر الْ َ
[السراء]9: ويؤَيّ ُدهُ قوله تعال(( :إِ ّن هَذَا الْقُرْآ َن ِيهْدِي لِّلتِي هِيَ أَ ْق َومُ))
[النعام]126: سَتقِيمًا))
ك مُ ْ
(( َوهَذَا صِرَاطُ َربّ َ
سبُلَ َفَتفَ ّرقَ بِكُ ْم عَن َسبِيلِهِ)) [النعام.]153:
سَتقِيمًا فَاّتبِعُوهُ وَ َل َتّتبِعُواْ ال ّ
صرَاطِي مُ ْ
(( َوَأنّ هَذَا ِ
صةِ كما قال سبحانه: وقد فُسّرَ "الصّراطُ الستقيمُ" ،ف كتاب الِ عزّ وجلّ ،بالعبو ِدّيةِ الاِل َ
سَتقِيمٌ)) [يس .]61:ولّا قال إبليسُ َل َعنَهُ الُ..(( :لُ َزّينَنّ َل ُهمْ فِي ط مّ ْ(( َوأَ ْن اعْبُدُونِي هَذَا صِرَا ٌ
الَ ْرضِ وَ ُل ْغوَِيّنهُمْ أَجْ َمعِيَ .إِل ِعبَا َد َك ِمنْهُ ُم الْ ُمخَْلصِيَ)) كان جواب ال تعال له(( :قَالَ :هَذَا
ك أنّ هذه الّنعْمَة ك عََلْيهِ ْم سُلْطَانٌ)) [الجر ،]42-39:ول ش ّ سَتقِيمٌِ .إنّ ِعبَادِي َلْيسَ لَ َ
ط عََل ّي مُ ْ
صِرَا ٌ
حيْنَ
السامية والدرجة الرّفيعة هي الت أنعم ال عزّ وج ّل با على أنبيائه القَ ّربِي ،وعبا ِد ِه الصّالِ ِ
ت عَلَيهِمْ)) [الفاتة.]7:
ط الّذِينَ أَنعَم َ
صرَا َ
ولذلك قال تعالِ (( :
-6روى ممد بن عليّ بن السي بن بابويه الق ّميّ ف كتابه "معان الخبار" بإسناده عن
السن بن عليّ بن ممد بن علي بن موسى بن جعفر بن ممد بن علي بن السي بن
() انظر تفسي جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،لب جعفر بن جرير الطبي.)1/60( ، 85
() تفسر جوامع الامع لب علي الفضل بن السن الطبسي.)1/9( ، 86
() سبق تريج الديث قبل صفحات حيث أخرجه من أهل السنة :الترمذي والدرامي ف سننهما ،وأخرجه من المامية: 88
العياشي ف تفسيه.
31
ط الّذِينَ َأْنعَ ْمتَ عََلْيهِمْ)): علي بن أب طالب عليه السلم ف قول ال عزّ وجلّ(( :صِرا َ
أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك ،وهم الذين قال
ك مَ َع الّذِينَ َأنْعَمَ اللّ ُه عََلْيهِ ْم مِنَ
ال عز وجل فيهمَ (( :ومَ ْن يُطِعِ اللّهَ وال ّرسُولَ َفأُولئِ َ
ي وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقا)) [النساء ،]69:وحُكِيَ هذا ح َشهَدا ِء وَالصّالِ ِ ي وَال ّ
ي وَالصّدّيقِ َ
الّنبِيّ َ
بعينه عن أمي الؤمني عليه السلم.
-7و ُروِيَ عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنّه قال(( :إن الَ أمرَ عباده أن يسألوه طري َق
ا ُلنْعَ ِم عليهم وهم [النِبيّونَ] والصّدّيقونَ والشّهداء والصالون ،وأن يستعيذوا من طريق
الغضوب عليهم ،وهم اليهود الذين قال ال تعال فيهم(( :قُلْ هَلْ ُأَنّبئُكُم بِشَ ّر مّن ذَلِكَ
خنَازِي َر َوعَبَدَ
ب عََليْ ِه وَ َجعَ َل ِمْنهُ ُم الْقِ َر َد َة وَالْ َ
َمثُوَبةً عِندَ اللّ ِه مَن ّل َعنَهُ اللّ ُه َو َغضِ َ
الطّاغُوتَ)) [الائدة .]60:وأن يستعيذوا أيضا من طريق الضّالّي وهم الذين قال ال فيهم:
((قُلْ يَا َأهْ َل اْلكِتَابِ َل َتغْلُواْ فِي دِيِنكُ ْم غَيْرَ الْحَ ّق وَ َل تَّتِبعُواْ َأ ْهوَاء َق ْومٍ َقدْ ضَلّوْا مِن َقبْلُ
َوأَضَلّواْ َكثِيًا وَضَلّوْا عَن َسوَاء السّبِيلِ)) [الائدة ]77:وهم النّصارى .وقال عليه السلم:
ل فهو مغضوبٌ عليه ،وضا ّل عن سبيلِ الِ»( .)8 9
«كلّ منْ َكفَرَ با ِ
أقول :ذِك ُر اليهو ِد والّنصَارى ف تفسيِ الغضوب عليهم والضّالّي جاء من باب تعيي
صصُ الوارِدَ".
خّالصادي ِق وتطبيق الوارد ول شكّ "إ ّن الورِ َد ل يُ َ
-8و ُروِيَ عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنّه قال« :قال رسول ال صلى ال عليه وآله
ب َبيْنِي َوَبيْ َن َعبْدِي ِنصْفَيْنَِ .فِنصْ ُفهَا لِي
ح َة ال ِكتَا ِ
ت فاتِ َ
ل عَ ّن وَ َجلّ :قَسَ ْم ُ
وسلم :قَالَ ا ُ
صفُهَا ِل َعبْدِي .وَِل َعبْدِي مَا سَأَلَ .إذَا قَالَ الْ َعبْدُ" :بِسْمِ اللّهِ الرّحْ َمنِ الرّحِيمِ" ،قَالَ جلّ
َوِن ْ
جَللُهُ :بَدَأ َعبْدِي بِاسْمِي َوحَ ّق عََليّ أ ْن أتَمّمَ لَ ُه أمُو َرهُ وأبا ِركَ لهُ ف أحْوالِهِ .فَإذَا قَالَ
ب اْلعَالَمِيَ" .قَالَ الُ جلّ جَللُهُ :حَ ِم َدنِي َعبْدِي وعَلِ َم أنّ الّنعَمَ الت اْل َعبْدُ" :الْحَمْدُ لِ رَ ّ
ت َعنْهُ بِ َطوْلِي ُأشْهِدُكُم أن أضيف له إل نعمِ الدّنيا ل ُه مِ ْن ِعنْدِي ،وأنّ البَليَا الّت دََفعْ ُ
نعمَ الخرةِ وأدف ُع عن ُه بليا الخرةِ كما دَف ْعتُ عنه بليا الدنيا .فإذا قال "الرّحْمنِ
الرّحِيمِ" قَالَ الُ جلّ جَللُهَُ :شهِدَ ل عَبْدِي أن الرّحنُ الرحيمُ ُأ ْشهِدُكُم لوفّ َر ّن مِنْ
رّحت حظّ ُه ولُ ْجزِلَ ّن مِ ْن عَطَائي نصيبَهُ .فإذا قال "مالِكِ َيوْمِ الدّينِ" قَالَ الُ جلّ جَللُهُ:
32
ف أنّي أنا مالك يوم الدين ل َسهِلَ ّن يومَ السابِ حسابَ ُه ولتَجَاوَ َزنّ ُأ ْشهِدُكُم كما اعترَ َ
ي َيعْبُدُ ُأ ْشهِدُكُم ل عَزّ وَجَلّ :صدق عبدي إيّا َ عَ ْن سيئاتِهِ .فإذا قالِ" :إيّا َك َنعْبُدُ" قَالَ ا ُ
سَتعِيُ" لثِيبَنّهُ على عبادته ثوابا يغبطه ك ّل مَنْ خاَلفَهُ ف عبادته ل ،فإذا قالَ " :وِإيّاكَ نَ ْ
ل عَ ّز وَجَلّ :ب استعان عبدي والتجأ إلّ ُأ ْشهِدُكُم ُلعِيَننّهُ على أمْ ِرهِ و ُلغِيثَنّهُ ف قَالَ ا ُ
سَتقِيمَ إل آخر السورة"، ط الْمُ ْ
شدائده ،ولخُ َذنّ بيده يوم نوائبه ،فإذا قال" :اهْ ِدنَا الصّرا َ
ل عَ ّز وَجَلّ :هَذَا ِل َعبْدِي وَِل َعبْدِي مَا َسأَ َل فقد استجبتُ لعبدي وأعطيتُهُ ما أمّلَ قَالَ ا ُ
وآ َمْنتُهُ مِمّا ِمنْه وَجِلَ»( .)9 0
() انظر عيون أخبار الرضا ،لبن بابويه القمي( ،ص .)167-166:هذا وقد روى نوه من أهل السنة-بلفظ أقل وأكثر 90
اخت صارا بكث ي-م سلم ف صحيحه ،وأ صحاب ال سنن الرب عة أ بو داوود والترمذي والن سائي وا بن ما جة ،وأح د ف
مسنده.
33
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف آية الكرسي
حيّ اْل َقيّومُ َل تَأْ ُخ ُذهُ ِسَن ٌة وَلَ َن ْومٌ لّ ُه مَا فِي السّمَاوَاتِ قال ال تعال ((اللّهُ لَ إِلَهَ إِ ّل ُهوَ الْ َ
شفَ ُع عِنْ َدهُ إِ ّل بِإِ ْذنِ ِه َيعْلَ ُم مَا َبيْنَ َأيْدِيهِ ْم َومَا َخ ْل َفهُ ْم وَلَ ُيحِيطُونَ
ض مَن ذَا الّذِي يَ ْ
َومَا فِي الَ ْر ِ
ض وَلَ َيؤُو ُدهُ ِحفْ ُظهُمَا َو ُه َو الْعَِليّ
بِشَيْ ٍء مّ ْن عِلْمِهِ إِلّ بِمَا شَاء َوسِعَ ُك ْر ِسيّهُ السّمَاوَاتِ وَالَ ْر َ
الْعَظِيمُ)) [البقرة.]255:
أخرج ابن النباري ف الصاحف والبيهقي ف الشعب عن علي بن أب طالب قال :سيد آي
القرآن ((ال ل إله إل هو الي القيوم)).
وأخرج البيهقي عن علي بن أب طالب سعت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم .يقول:
«من قرأ آية الكرسي ف دبر كل صلة ل ينعه من دخول النة إل الوت ،ومن قرأها حي يأخذ
مضجعه أمنه ال على داره ودار جاره ،وأهل دويرات حوله».
وأخرج أبو عبيد وابن أب شيبة والدارمي وممد بن نصر وابن الضريس عن عليّ رضي ال
عنه قال :ما أرى رجل ولد ف السلم أو أدرك عقله السلم يبيت أبدا حت يقرأ هذه الية ((ال
ل إله إل هو الي القيوم)) ولو تعلمون ما هي ،إنا أعطيها نبيكم من كن تت العرش ،ول يعطها
أحد قبل نبيكم ،وما بت ليلة قط حت أقرأها ثلث مرات ،أقرؤها ف الركعتي بعد العشاء
الخرة ،وف وتري ،وحي آخذ مضجعي من فراشي))(.)91
ف القَ ّطعَة
ي الُرُو ِ
ما ُروِيَ َعنْ عليّ عليه السلم ف َت ْفسِ ِ
اختلف الفسرون ف تفسي الروف القطعة الت جاءت ف مفتتح بعض السور وأحسن
القوال فيها وأصوبا قول أمي الؤمني عليّ عليه السلم حيث قال أنا تشي إل "أساء ال عز
وجل" فكان يدعو ال تعال با ف حروبه ودعواته كما رواه نصر بن مزاحم النقري ف كتاب
"وقعة صفي" عن الأصبغ بن نباتة( )92قال" :ما كان علي عليه السلم ف قتال قط إل نادى:
() الروايات كلها من تفسي الدر النثور للسيوطي ذيل تفسيه لية الكرسي. 91
34
كهيعص"(.)93
وأخرج ابن ماجة ف تفسيه من طريق نافع عن أب نعيم القارئ عن فاطمة( )94بنت علي بن
أب طالب عليه السلم أنا سعت علي بن أب طالب يقول" :يا كهيعص اغفر ل"( .)95رواه ابن
جرير الطبي أيضا بسند آخر ف تفسيه(.)96
ويؤيّد هذا القول ما أخرجه ابن مردويه عن أب صال عن أم هانئ (أخت علي بن أب
طالب عليه السلم) عن الرسول صلى ال عليه وآله وسلم ف قوله" :كهيعص" قال :كافٍ ,هادٍ,
أميٌ( ,)97عالٌ ,صادقٌ(.)98
و من طريق المامية روى ممد بن علي بن حسي بن بابويه ف كتاب "معان الخبار"
وكتاب "التوحيد" بإسناده عن السي بن علي بن أب طالب عليهما السلم قال :جاء يهودي إل
النب صلى ال عليه وآله وسلم وعنده أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم فقال :ما الفائدة
ف حروف الجاء؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم لعليّ أجبه وقال :اللهم وفقه
وسدده .فقال علي بن أب طالب :ما من حرف إل وهو اسم من أساء ال عز وجل...
الديث(.)99
وقال الَيْبُدِيّ ف تفسيه" :كان يلف بكهيعص أمي الؤمني عليّ"( .)1 0 0واللف ل
يكون إل بأساء ال تعال.
وأمّا ما حكي عن أمي الؤمني عليه السلم أنه قال« :إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا
الكتاب حروف التهجي»( .)101فإنه ل يناف تفسيه عليه السلم هذه الروفَ ,بأساء ال ،لن
() ذكرها ممد بن نعمان الفيد ف كتابه "الرشاد" ف عداد أولد علي بن أب طالب عليه السلم. 94
() انظر :معان الخبار ,لبن بابويه ,ص ،44و"التوحيد" له أيضا ص .244 99
() راجع :كشف السرار وعدة البرار ,لب الفضل اليمبدي ,ص .6 100
35
الصفوة من كل شيء خالصه ومصطفاه ,ومن القرآن الكري أساءُ ال عز وجل الت هي مفتاح
سنَى فَا ْدعُو ُه ِبهَا َوذَرُواْ الّذِينَ
معرفته ووسيلة دعائه وعبادته .قال ال تعال(( :وَلِلّ ِه ا َلسْمَاء الْحُ ْ
ج َز ْونَ مَا كَانُواْ َيعْمَلُونَ)) [العراف.]180:
حدُونَ فِي َأسْمَآئِهِ َسيُ ْ
يُلْ ِ
وقد تكلمت العرب بالروف القطعة كقول شاعرهم:
قلنا لا قفي ,فقالت قاف! ل تسبن أنا نسينا الياف( ،)102والقاف ف هذا البيت تدل
على كلمة "وفقت" فدلت الرأة بتكلم القاف على تام مرادها ,كذلك كل حرف من الروف
القطعة ف كلم ال يدل على اسم كامل من أساء ال جل وعل.
وهذا التفسي أليق بكتاب ال تعال وأنسب من غيه ,وإل هذا ذهبت جاعةٌ من أصحاب
النب صلى ال عليه وآله وسلم ,منهم عبد ال بن مسعود وعبد ال بن عباس رضي ال عنهما,
قالوا :كل حرف من الروف المقطّعة "اشتُقّ من حروف هجاء أساء ال جل ثناءه" ,كما رواه
الطبي عنهم ف تفسيه( ،)103وأمّا سائر القوال فهي من الظنون الت ل دليل عليها مثل ما قيل
أنا رموزٌ بي ال تعال ورسوله! ول ملّ للرموز ف كتاب ال البي الذي أنزله سبحانه هدى
للناس ويسّره للذّكْر وقال(( :أََفلَ َيتَ َدبّرُونَ الْقُرْآنَ؟)) [النساء ،]82:وقالَ ..(( :وأَنزَْلنَا إَِليْكُ ْم نُورًا
ّمبِينًا)) [النساء.]174:
ت ال ُقرْآن
ما ُروِيَ َعنْ عليّ عليه السلم ف مُتَشابِها ِ
ل خلفَ بي السلمي أن ِل ْلقُرآنِ الكريِ مكما ومتشابا كما قال الُ عزّ وجلُّ (( :ه َو
ب َوأُخَ ُر ُمتَشَاِبهَاتٌ َفَأمّا الّذِينَ ف ت هُنّ ُأ ّم الْ ِكتَا ِ حكَمَا ٌ ت مّ ْب ِمنْهُ آيَا ٌ ك الْ ِكتَا َ
الّذِيَ أَنزَ َل عََليْ َ
قُلُوِبهِمْ َزيْغٌ َفَيّتبِعُونَ مَا تَشَابَ َه ِمنْهُ اْبتِغَاء اْل ِفتَْن ِة وَاْبِتغَاء َت ْأوِيلِ ِه َومَا َيعَْل ُم تَ ْأوِيلَهُ إِلّ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي
الْعِ ْل ِم َيقُولُونَ آ َمنّا بِهِ كُ ّل مّ ْن عِندِ َرّبنَا َومَا يَذّكّرُ إِلّ ُأوْلُواْ الْلبَابِ)) [آل عمران.]7:
واختلف الفسّرون من السلمي ف معن الحكم والتشابه فاشتهر بينهم أن الحكم ف
القُرْآن ما ل يتمل من العن إل وجها واحدا ،والتشابه ما يتمل وجهي فصاعدا من دون
36
ترجيح أحدِها على غيه! وغفلوا عن ذكر القرائن (التّصلة والنفصلة) ف القُرْآن النافية عنه التشابه
والبام! ونسوا أن الكتاب الذي يتمل وجوها من العان التعارضة ل يكون هاديا للناس ول
يرشدهم إل الصواب بل يوقعهم ف التيه والية وذلك يناف قوله العزيز(( :هَذَا َبيَانٌ لّلنّاسِ َوهُدًى
ك ُيَبيّنُ اللّهُ َلكُ ْم آيَاتِهِ َلعَّلكُ ْم َت ْهتَدُونَ))
َو َموْعِ َظةٌ لّ ْل ُمّتقِيَ)) [آل عمران ،]138:وقوله تعال ..(( :كَذَلِ َ
[آل عمران ]103:وأمثال هذه اليات.
وأمّا أمي الؤمني عليّ ع فإنه ذهب إل أ ّن التشابه ف القُرْآن الكيم هو الذي يبحث عن
جبَ الُ تعال عن العباد
"الغيب الحجوب" كصفات الربّ وأسرار ملكوته (جلّ وعل) وما حَ َ
عِلْمَهُ(.)104
وذهب المام عليه السلم أيضا إل أن الراسخي ف العلم يؤمنون بتشابه القُرْآن ول يعلمون
تأويلَه ،لنّه مّا استأثر ال تعال بعلمه( ،)1 0 5كما رواه ممد بن عليّ ين بابويه القمي ف كتابه
ضيّ ف "نج البلغة" .قال ابن أب الديد ف شرح نج البلغة:
"التوحيد" والشّ ِريْف الرّ ِ
سعَ َدةُ بْنُ صَدََق َة عَ ِن الصّا ِدقِ َج ْعفَ ِر بْ ِن مُحَمّدٍ عليه السلم َأنّهُ قَالَ :خَ َطبَ َأمِيُ « َروَى مَ ْ
ي ِبهَ ِذ ِه الْخُ ْطَب ِة عَلَى ِمْنبَ ِر اْلكُوَفةِ ،وذَلِكَ َأنّ رَ ُجلً َأتَاهُ َفقَالَ :يَا َأمِيَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ صِفْ َلنَا َرّبنَا الْ ُم ْؤمِنِ َ
ضبَ َونَادَى الصّلةَ جَا ِم َعةً! فَا ْجتَمَعَ إَِليْهِ النّاسُ َحتّى ِمثْلَ مَا َنرَا ُه ِعيَانا ِلنَزْدَادَ لَهُ ُحبّا وبِهِ َمعْرَِفةًَ ،ف َغ ِ
صلّى عَلَى حمِدَ اللّ َه َوَأثْنَى عََليْهِ وَ َ
ب ُمَتغَيّرُ الّل ْونِ ،فَ َ صعِ َد الْ ِمْنبَ َر َو ُهوَ ُم ْغضَ ٌ
ج ُد ِبأَهْلِهَِ ،ف َ
ص الْمَسْ ِ غَ ّ
الّنِبيّص ثُمّ قَالَ(( :الْحَمْدُ ِللّ ِه الّذِي ل َيفِ ُرهُ الْ َمنْ ُع وَالْجُمُو ُد وَل يُكْدِي ِه الِعْطَا ُء وَالْجُودُ ،إِذْ كُ ّل ُمعْطٍ
ُمنَْت ِقصٌ ِسوَاهُ وَكُ ّل مَانِ ٍع مَ ْذمُومٌ مَا خَلهَُ ،و ُهوَ الْ َمنّا ُن ِبفَوَائِ ِد الّنعَ ِم َو َعوَائِ ِد الْمَزِي ِد وَاْلقِسَمِِ ،عيَالُهُ
س بِمَا ُسئِلَ الْخَلئِقُ ،ضَمِنَ أَرْزَاَقهُ ْم وَقَدّرَ أَ ْقوَاَتهُمَْ ،وَنهَ َج َسبِيلَ الرّاغِبِيَ إَِليْ ِه وَالطّاِلبِيَ مَا َل َديْهِ وََلْي َ
بِأَ ْج َو َد ِمنْهُ بِمَا َل ْم يُسْأَلْ ،ا َلوّ ُل الّذِي لَ ْم َيكُنْ لَهُ َقبْلٌ َفَيكُونَ َشيْءٌ َقبْلَ ُه وَالْخِ ُر الّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ
() قال عليه السلم عن عجز العقول عن اكتناه علمه وغيبه(( :حار دون ملكوته عميقات مذاهب التفكي ،وانقطع دون 104
الرسوخ ف علمه جوامع التفسي ،وحال دون غيبه الكنون حجب من الغيوب ،تاهت ف أدن أدانيها طامات العقول)
(تيسي الطالب ف أمال أب طالب( ،ص.)198:
() ولسائلٍ أن يسأل :ما الكمة ف إنزال ال سبحانه آياتٍ متشابات ل يعلم معناها أحدٌ إل ال نفسه؟! والواب :ليس 105
ف هم معا ن اليات هو الش كل -سواء مكمات ا أو متشابات ا-لن ا ل ترج عن أ ساليب كلم العرب لغةً وإعرابا وإنّ ما
الشكال فم فهمم "تأويمل التشابمه منهما" أي معرفمة حقائقهما ومصماديقها ،كحقيقمة العرش ،واللوح الحفوظ ،وكتاب
العمال ،وأمثال هذه المور الغيبية.
37
َبعْدٌ َفيَكُونَ َشيْ ٌء َبعْدَهُ ،وَالرّا ِدعُ َأنَاسِ ّي الَْبصَا ِر عَنْ َأنْ َتنَالَهُ َأوْ تُدْرِكَهُ ،مَا ا ْختَلَفَ عََليْهِ َدهْرٌ
َفيَخْلِفَ مِنْ ُه الْحَا ُل وَل كَانَ فِي َمكَانٍ َفَيجُو َز عََليْهِ الْنتِقَالُ...
(إل أن وصل إل قوله):
ضئْ ِبنُو ِر هِدَاَيتِهَِ ،ومَا َكّلفَكَ ص َفتِهِ فَائْتَ ّم بِ ِه وَاسَْت ِ
ك اْلقُرْآ ُن عََليْ ِه مِنْ ِ فَانْ ُظرْ َأّيهَا السّائِلُ فَمَا دَلّ َ
ب عََليْكَ َفرْضُ ُه وَل فِي ُسّن ِة النِّبيّ صلى ال عليه وآله وسلم الشّيْطَا ُن عِلْمَ ُه مِمّا َلْيسَ فِي الْ ِكتَا ِ
ك ُمْنَتهَى حَقّ اللّهِ عََليْكَ .وَاعْلَمْ َأنّ َوأَئِ ّم ِة اْلهُدَى َأثَ ُرهَُ ،فكِ ْل عِلْمَهُ إِلَى اللّ ِه ُسبْحَانَهُ ،فَِإنّ ذَلِ َ
الرّاسِخِيَ فِي الْعِ ْل ِم هُ ُم الّذِينَ أَ ْغنَاهُ ْم عَ ِن اقْتِحَامِ السّ َد ِد الْ َمضْرُوَبةِ دُونَ اْل ُغيُوبِ ،الِقْرَا ُر بِجُ ْمَل ِة مَا
ج ِز عَ ْن َتنَاوُلِ مَا َل ْم يُحِيطُوا بِهِ
َجهِلُوا َتفْسِيَ ُه مِ َن اْلغَْيبِ الْ َمحْجُوبِ ،فَ َمدَحَ اللّ ُه ا ْعتِرَاَفهُمْ بِالْعَ ْ
ث عَن ُكْنهِهِ ُرسُوخا ،فَا ْقَتصِ ْر عَلَى ذَلِكَ ،وَل ح َعِلْماَ ،وسَمّى تَرْ َكهُ ُم التّعَمّقَ فِيمَا لَ ْم ُيكَّل ْفهُ ُم الْبَ ْ
ُتقَدّ ْر عَظَ َمةَ اللّ ِه ُسبْحَانَ ُه عَلَى َقدْ ِر َعقْلِكَ َفَتكُونَ مِ َن الْهَاِلكِيَ»(.)106
ص الليّ قولَه تبارك وتعالَ ..(( :فَأمّا الّذِينَ ف قُلُوِبهِمْ
أقول ما يؤيد هذا الكلم التي والن ّ
َزيْغٌ َفَيّتبِعُونَ مَا تَشَابَ َه ِمنْهُ اْبتِغَاء اْلفِْتَنةِ وَاْبِتغَاء َت ْأوِيلِهِ)) [آل عمران ]7:فلو ل يكن تأويل التشابه ما
ل سبحانه طائفةً على طلب تأويل التشابه ،واقتصر بذمّهم على ابتغائهم استأثر ال بعلمه ،لا ذمّ ا ُ
الفتنة فحسب( .)107وهذا امرٌ دقي ٌق ُي ْفهَمُ من كتاب ال( ،)108فتدبّر واغَْتنِمْ.
() را جع ن ج البل غة ،الط بة ( ،)91وشر حه ل بن أ ب الد يد ( )2/538وكتاب "التوح يد" ل بن بابو يه( :ص-55: 106
،)56ورواه أيضا من أئمة الزيدية السيد أبو طالب ف أماليه (ص )202:بإسناده عن زيد بن أسلم مع اختلف يسي ف
بعض ألفاظه فل يوجد فيه( :ما ليس ف الكتاب فرضه ول ف سنة النب ص وأئمة الدى أثره) وهكذا روى ابن عبد ربّه
شطرا منه ف العقد الفريد.
() فبناء على ذلك "الواو" ف قوله تعال(( :وَالرّا ِسخُو َن فِي اْل ِعلْ مِ َيقُولُو نَ آمَنّا بِ هِ كُ ّل مّ نْ عِن ِد رَبّنَا)) للستئناف وليست 107
عطفا.
() من هنا نفهم وجه غضب المام عليه السلم ،حي سأله الرجل عمّا ناه القرآن أن يوض فيه. 108
38
ل َتعَال
ما ُروِيَ َعنْ عليّ ف ت ْفسِي َتكْليمِ ا ِ
إن ال عزّ وجلّ كلّم من اصطفى من عباده على وجوهٍ متلفةٍ ،منها على صورة اللام أو
الوحيِ ف الّن ْومِ أو اليقظةِ ،ويُسَمّى هذا "وحي القلوب" .ومنها على وجه النّداء والنّقْرِ ف الذان.
ومنها على هيئة الياء بسبب اللئكة كما قال جلّ ذكره ف كتابه الكري:
شرٍ أَن ُيكَلّمَهُ اللّهُ إِل وَ ْحيًا َأوْ مِن َورَاء حِجَابٍ َأ ْو يُ ْرسِلَ َرسُولً َفيُو ِحيَ بِِإ ْذنِهِ
(( َومَا كَانَ ِلبَ َ
حكِيمٌ)) [الشورى]51: مَا يَشَاء ِإنّ ُه عَِليّ َ
ونعرف وجها آخر من كلمه سبحانه يُسَمّى "الكلم التكوين" وإليه أشار ف قوله تعال:
ض ِائِْتيَا َطوْعًا َأوْ َك ْرهًا قَاَلتَا َأَتْينَا طَاِئعِيَ)) [فصلت ]11:وف قولهِ(( :إنّمَا
((َ ..فقَالَ َلهَا وَِللَ ْر ِ
ض ابَْلعِي مَاءكِ
َأمْ ُرهُ ِإذَا أَرَا َد َشْيئًا أَ ْن َيقُولَ لَهُ كُنْ َفَيكُونُ)) [يس ]82:وف قوله تعال(( :وَقِيلَ يَا أَ ْر ُ
َويَا سَمَاء أَقِْلعِي)) [هود ]44:وأمثال هذه اليات.
وأمّا أمي الؤمني عل ّي عليه السلم فقد فسّرَ تكليم ال -ج ّل شأنه -ف خُ َطبِه با ل مزيد
عليه من السّداد ،فقال عند تلوتهِ (( :رجَا ٌل ل تُ ْلهِيهِ ْم تِجَا َرٌة وَل َبيْ ٌع عَن ذِكْرِ اللّهِ)) [النور:]37:
ت آلؤُهُ فِي الْبُ ْر َه ِة َبعْ َد الْبُ ْر َهةِ ،وَفِي أَ ْزمَا ِن اْلفَتَرَاتِِ ،عبَا ٌد نَاجَاهُمْ فِي
« َومَا َبرِحَ ِللّ ِه عَزّ ْ
ِفكْ ِرهِ ْم وَكَلّ َمهُمْ فِي ذَاتِ ُعقُوِلهِمْ»(.)109
فعبّر عليه السلم عن وعاء اللْهامِ "بالفكر والعقل" دون "القلب والفؤاد" لنّ اللام يتعلّقُ
بوعاء ال ّذهْنِ وذلك من دقائق تعبيه.
ثُمّ قال عليه السلم ف خطبةٍ أخرى من خطبه الليلة:
ح وَل َأ َدوَاتٍ ،وَل نُطْ ٍق وَل
«الّذِي كَلّ َم مُوسَى َتكْلِيما َوأَرَاهُ مِ ْن آيَاتِ ِه عَظِيما ،بِل َجوَا ِر َ
َل َهوَاتٍ»(.)110
ب الغيبِ فيسم َع نداءه،
وهذا وجهٌ آخرُ من تكليم ال تعال فإنّه ينادي عبدَه من وراء حجا ِ
وال تعال ل يُقاسُ بلقِهِ ول يتاجُ إل جوارح النّطْقِ وأدوات البيان.
39
ث قال عليه السلم ف خطبةٍ أخرى عند وصف اللئكة الاملي لوحيه إل رسله:
صْنعِهِ ،وَل يَ ّدعُونَ َأّنهُ ْم يَخُْلقُونَ
سبّحُ جَل َل عِ ّزتِهِ ،ل َيْنتَحِلُونَ مَا َظهَرَ فِي الْخَ ْل ِق مِنْ ُ
((..تُ َ
سِبقُونَ ُه بِاْلقَوْ ِل َوهُ ْم ِبَأمْ ِرهِ َيعْمَلُونَ))( ،)1 1 2
َشيْئا َمعَهُ ِممّا اْنفَ َر َد بِهِ((( ،)111بَ ْل عِبا ٌد ُمكْ َرمُونَ ل يَ ْ
ي وَدَائِعَ َأمْ ِرهِ وَن ْهيِهِ))(.)113
َجعََلهُمُ اللّهُ فِيمَا هُنَالِكَ َأهْ َل الَمَاَنةِ عَلَى وَ ْحيِ ِه وَ َحمَّلهُمْ إِلَى الْمُ ْرسَِل َ
وقال المام عليه السلم ف تفسي قوله تعال(( :كُنْ َفَيكُونُ)) وهو طورٌ آخرُ من كلمه
ت َيقْ َرعُ ،وَل ِبنِدَا ٍء يُسْمَعَُ ،وِإنّمَا كَلمُهُ
العزيزَ« :يقُولُ لِمَنْ أَرَادَ َكوْنَهُ كُنْ َفَيكُونُ ،ل ِبصَوْ ٍ
شأَ ُه َومَثّلَهَُ ،ل ْم َيكُنْ مِنْ َقبْلِ ذَلِكَ كَائِنا ،وََلوْ كَانَ َقدِيا َلكَانَ إِلَها
ُسبْحَانَهُ ِفعْلٌ مِنْهُ َأنْ َ
ثَانِيا!»(.)114
فان ُظرْ ف هذا التفسي فإنّه من كنوز العلم وطرائف الكمة.
ما ُروِيَ َعنْ عليّ عليه السلم ف تفسِ ْيرِ سُور ِة التّ ْوحِيْدِ
كان عليّ عليه السلم يبّ ذك َر وحدانيّة ال حبّا شديدا فجعل هذا الذّكرَ فات َة كلمِهِ
وغايةَ مرامِهِ ،ولجلِ ذلك كان يقرأ ف أكثر صلواته سورة التوحيد أو الخلص .فقد أخرج علي
ص
صيْن( )115أ ّن النبّ
بن السي بن بابويه الق ّميّ ف كتاب "التوحيد" بإسناده عن عمران بن ُح َ
بعث سري ًة واستعمل عليها عليّا عليه السلم فلمّا رجعوا سألم فقالوا :كلّ خ ٍي غ َي أنّهُ َقرَأ ِبنَا ف
حبّي ِلقُ ْل ُهوَ اللّهُ كُلّ صَلةٍ ِبقُ ْل هوَ الُ أَحَدٌ! فقال (رسول ال) :يا عليّ! ِلمَ َفعَ ْلتَ هذا؟؟ فقالِ :ل ُ
أَحَدٌ .فقال النب صلى ال عليه وآله وسلم« :مَا أَحَببْتَها َحتّى أ َحبّك الُ عزّ وجلّ»(.)116
() وف هذه العبارة يشي المام عليه السلم إل توحيد الالقيّة. 111
() عمران بن حُ صَيْن بن عبيد بن خلف الزاعي من أفاضل الصحابة ،أسلم عام خيب وكان فاضلً ،وكان من أصحاب 115
صلَِت ِهمْ فََيخْتِ مُ ب ((قُلْ ُهوَ ال أَ َحدٌ))َ .فلَمّا رَ َجعُوا صحَابِهِ فِي َ ث رَجُلً َعَلىَ سَرِيّةٍ .وَكَا نَ َيقْرَُأ لَ ْ
عل يه وآله و سلم َبعَ َ
صفَةُ الرّ ْحمَ نَُ .فأَنَا أُحِ بّ أَ نْ
ي َشيْءٍ يَ صَْنعُ َذلِ كَ؟" .فَ سََألُوهَُ .فقَالَ :لَّنهَا ِذُكِرَ َذلِ كَ لِرَ سُولِ اللّ هِ صلَ .فقَالََ " :سلُوهُ .لَ ّ
40
ث فسّر أمي الؤمنينع هذه السورة للمسلمي لّا سألوه عنها ،كما ُروِيَ ف تفسي "ممع
البيان" عن عبد خيٍ ،قال :سأل رج ٌل عليّا ع عن تفسي هذه السورة ،فقال:
«قُ ْل هوَ الُ أحَدٌ :بل تأويل عددٍ .ال الصّمَدُ :بل تبعيضِ ب َددٍ .لَ ْم يَِلدْ :فيكون موروثا
هالِكَا .وَلَ ْم يُولَدْ :فيكو َن إلا مشَارَكا .وَلَ ْم َيكُن لّهُ ُك ُفوًا من خلقِهِ أَحَدٌ»( .)1 1 7
وبيّ َن عليه السلم أيضا مفهوم وحدانيّة ال الذي جاء ف هذه السورة الكرية ،كما روى ابن
بابويه الق ّميّ ف كتابه "معان الخبار" وكتابه "التوحيد" بإسناده عن القدام بن ُش َريْح الانئ عن
أبيه( ،)1 1 8قال :إن أعرابيّا قام يوم المل إل أمي الؤمني عليه السلم فقال يا أمي الؤمني أتقول
إن ال واحد؟ قال فحمل الناس عليه ،قالوا يا أعراب أما ترى ما فيه أمي الؤمني من تقسم
القلب؟! فقال أمي الؤمني عليه السلم :دعوه فإن الذي يريده العراب هو الذي نريده من القوم،
ث قال :يا أعراب إن القول ف أن ال واحدٌ على أربعة أقسامٍ :فوجهان منها ل يوزان على ال عز
وجل ،ووجهان يثبتان فيه .فأما اللذان ل يوزان عليه :فقول القائل واح ٌد يقصد به باب العداد،
فهذا ما ل يوز لن ما ل ثان له ل يدخل ف باب العداد أما ترى أنه كفر من قال ثالث ثلثة،
وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من النس فهذا ما ل يوز عليه لنه تشبيه وجل
ربنا عن ذلك وتعال .وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه :فقول القائل هو واحد ليس له ف الشياء
شبه كذلك ربنا ،وقول القائل إنه عز وجل أحدي العن يعن به أنه ل ينقسم ف وجود ول عقل
ول وهم كذلك ربنا عز وجل))(.)119
وقال عليه السلم ف بعض ُخ َطبِه« :وَل صَمَ َد ُه مَ ْن أشار إليه وَت َوهّمَهُ»( .)120أي ما قصدَ
سّيةٍ أو وهِّيةٍ .والصمد هو الذي ُي ْقصَدُ إليه عند الوائج.
الَ تعال مَ ْن أشار إليه بإشارةٍ حِ ّ
و ُروِيَ عن عليّ عليه السلم أيضا أنّه قال« :الصّمَ ُد الّذي ليس فوقه أحدٌ»(.)121
ول منافاة بي المرين ،فالصّ َمدُ :هو القصود إليه ف الوائج الذي ليس فوقه أحدٌ ،جلّ ذِ ْك ُرهُ
َأقْ َرَأ ِبهَاَ .فقَالَ َرسُولُ اللّ ِه صلى ال عليه وآله وسلمَ" :أخْبِرُوهُ َأنّ ال ُيحِبّهُ".
() راجع ممع البيان للطبسي ،الزء الثلثون( ،ص ،)232:وكتاب" :معان الخبار" لبن بابويه الق ّميّ( ،ص.)5: 117
() شُرَيْح بن هانئ بن يزيد الارثيّ ،كان من ُخلّص أصحاب عليّ عليه السلم (تنقيح القال.)2/83( : 118
41
َتعَال.
() عاصم بن حيد (بضم الاء) الناط النفي أبو الفضل ،مول كوف ،ثقة ،عي ،صدوق (خلصة القوال) ،للحلي، 122
(ص.)220:
() أصول الكاف ،للكلين.)1/91( ، 123
() سنن الترمذي ،)5/440( ،وقال أبو عيسى الترمذي :هَذا حديثٌ َحسَنٌ صحيحٌ. 125
42
ت التّ ْدبِيِ الْ ُمْتقَ ِن وَالْ َقضَا ِء الْ ُمبْ َرمِ»(.)127
وقال أيضاَ « :ظهَرَ لِ ْل ُعقُو ِل بِمَا أَرَانَا مِ ْن عَلمَا ِ
فالراد من الظهور ف هذا الكلم الني ،ما يقابل الفاء والكمون ،ول منافاة بي التفسيين،
فإن لفظ الية يشملهما.
تفسي عليّ لقوله تعالَ (( :وهُ َو َمعَ ُكمْ َأْي َن مَا كُنُتمْ))
ما نُزّ َل ف سورة الديد قوله العزيزَ (( :و ُهوَ َمعَكُمْ َأيْ َن مَا كُنتُ ْم وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن َبصِيٌ))
[الديد ،]4:وقد أخرج إبراهيم ابن ممد الثقفي الكوف ف كتاب "الغارات" عن الارث ابن عبد ال
العور(« :)128أن عليا عليه السلم دخل يوما (من أيام خلفته) السوق فقال :يا معشر اللحامي
من نفخ منكم ف اللحم فليس منا فإذا هو برجل موليه ظهره فقال كل والذي احتجب بالسبع
فضربه علي عليه السلم على ظهره ث قال :يا لام! ومن الذي احتجب بالسبع؟؟ قال :رب
العالي يا أمي الؤمني! فقال له :أخطأت ثكلتك أمك( )129إن ال ليس بينه وبي خلقه حجاب
لنه معهم أينما كانوا .فقال الرجل :ما كفّارة ما قلت يا أمي الؤمني؟ قال :أن تعلم أن ال معك
حيث كنتَ .قال (اللحام) :أطعم الساكي؟ قال (علي) :ل إنا حلفت بغي ربك!»(.)130
ث إن عليا عليه السلم فسر للمسلمي معيّة ال تعال ف خطبه الليلة فقال« :مَعَ كُلّ شَيْءٍ
ل بِ ُمقَا َرَنةٍ و َغيْرُ كُ ّل َشيْ ٍء ل بِمُزَايََلةٍ»(.)131
حلُلْ فِي الَ ْشيَاءِ َفُيقَالَ ُهوَ كَائِنٌ ولَ ْم َينَْأ َعْنهَا َفُيقَا َل ُه َو ِمنْهَا
وقال عليه السلم« :لَ ْم يَ ْ
()132
بَائِنٌ»
() الارث ابن عبد ال العور المدان ،كان من ثقات أصحاب أمي الؤمني عليه السلم ،نص على توثيقه علماء الشيعة 128
ف كتب رجالم ووثقه بعض العلماء من أهل السنة كابن معي وغيه.
() جاء ف رواية الطبسي ف كتابه "الحتجاج" (ص )110:عبارة "يا وْيلَ كَ!" مكان "ثكلتك أمّك" وهذا أليق بكلم 129
43
()133
وقال عليه السلم« :قَرِيبٌ مِ َن الَ ْشيَا ِء غَيْ َر مُلِبسٍَ ،بعِي ٌد ِمْنهَا غَيْ َر ُمبَايِنٍ»
()134
وقال عليه السلمَ« :لْيسَ ف الشياء بِوالِ ٍج وَل َعنْها بِخارِجٍ»
ق وَلَ ْم َيْبعُ ْد عَْنهَا بِا ْفتِرَاقٍ»(.)135
ب مِ َن ا َلشْيَا ِء بِاْلِتصَا ٍ
وقال عليه السلم« :لَ ْم َيقْرُ ْ
أقول :كل هذه التعبيات عن معيّة ال سبحانه تنبئنا عن كمال إحاطته بكلّ شيءٍ ،مِنْ
دون قياسٍ وتشبيهٍ باللق ،كما قال عليه السلم ف بعض خطبه" :لَ ُه الِحَاطَ ُة ِبكُ ّل شَيْ ٍء وَاْلغََلَبةُ
ِلكُ ّل شَيْ ٍء وَاْلقُ ّوةُ عَلَى كُ ّل َشيْءٍ "(.)136
س بِالنّاسِ .قَرِيبٌ فِي س وَل يُقَا ُ حوَا ّ
س بِالْ َ
ح ّ شِبهُهُ صُو َرةٌ وَل يُ َ وقال عليه السلم أيضا" :ل يُ ْ
ُبعْ ِدهِ َبعِيدٌ فِي ُق ْربِهَِ .ف ْوقَ كُ ّل َشيْ ٍء وَل يُقَا ُل َشيْءٌ َفوْقَهَُ .أمَامَ كُ ّل َشيْ ٍء وَل ُيقَالُ لَهُ َأمَامٌ .دَاخِلٌ
ج مِنْ شَيْءٍُ ،سبْحَانَ مَنْ شيْءٍ خَارِ ٍج مِ َن الَ ْشيَاءِ ل كَ َ شيْءٍ دَاخِلٍ فِي َشيْءٍ ،وخَا ِر ٌ فِي ا َل ْشيَاءِ ل ك َ
ُهوَ َهكَذَا وَل َهكَذَا َغيْره ...الَ ِديْث"(.)137
هكذا كان مذهب أهل البيت عليهم السلم ف صفات ال عز وجل ومذهب سلف المة
رضي ال تعال عنهم.
() الصول من الكاف ،)1/86( ،وقريبا منه ذكره السيد أبو طالب من أئمة الزيديّة ف أماليه( .ص.)190: 137
44
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم من تفسي "وَ ْجهِ ال"
قد ورد ذكر وجه ال -تعال شأنه -ف عدة من آيات القرآن الكري كقوله جلّ ذكره:
((كُ ّل مَ ْن عََلْيهَا فَانٍ * َويَْبقَى وَجْهُ َربّكَ ذُو الْجَل ِل وَالِكْرَامِ)) [الرحن ]27-26:وقوله العزيز..(( :ل
إِلَهَ إِ ّل ُهوَ كُ ّل َشيْءٍ هَالِكٌ إِلّ وَ ْجهَهُ )) [القصص ،]88:فتوهّ َم بعض الناس من ل يعرف إشارات
الكلم أن لِلّهِ سبحانه وجها مغايرا لذاته (كوجه النسان!) فزلّت أقدمهم ف طريق معرفة ال
شيْءٌ )) [الشورى:
وسقطوا ف مضيق التشبيه ،كأنم ل يسمعوا قول ال عزّ وجلَّ..(( :لْيسَ كَ ِمثْلِ ِه َ
.]11
والمام عل ّي عليه السلم ردّ هذا الزع َم الباطلَ ،وأبطلَ ما ذهب إليه أهل التشبيه وبيّن وجهَ
القّ ف معن هذه اليات .فقد أخرج ممد بن علي بن السي بن بابويه ف كتابه "التوحيد"
بإسناده عن سلمان الفارسي رحة ال ف حديث طويل يذكر فيه قدوم الاثليق الدينة مع مائة من
النصارى بعد وفاة النب صلى ال عليه وآله وسلم وسؤاله أبا بكر عن مسائل ل يبه عنها ث أرشد
إل أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم فسأله عنها فأجابه« :فكان فيما سأله أن قال له:
أخبن عن وجه الرب تبارك وتعال؟ فدعا عليّ عليه السلم بنارٍ وحطبٍ فأضرمه ،فلما اشتعلت
قال علي عليه السلم :أين وجه هذه النار؟ قال النصران :هي وجه من جيع حدودها! قال علي
عليه السلم :هذه النار مُ َدبّرة مصنوعةٌ ل يعرف وجهها وخالقها ل يشبهها ((وَلِلّ ِه الْمَشْ ِرقُ
وَالْ َمغْرِبُ َفأَْينَمَا ُتوَلّواْ َفثَ ّم وَجْهُ اللّهِ))( )138ل يفَى عَلَى َرّبنَا خَاِفَيةٌ ...الديث(.)139
و"الوجه" ف كلم العرب ربا يُسَْتعْمَل ف معن حقيقة الشيء وذاته كما يُقال" :هذا وجه
()140
المر وذاك وجه الرأي" .وقد جاء ف كلم أمي الؤمني علي عليه السلم" :عَ ِميُ وجهُ المرِ"
أي َخ ِفيَت حقيقته.
وقال عليه السلمَ " :رجُ ٌل سَ ِم َع مِنْ َرسُولُ الِ صلى ال عليه وآله وسلم َشيْئا (حديثا) لَمْ
ْيفَظْ ُه عَلَى وَ ْجهِهِ"( )141أي على أصله وحقيقته .وقال عليه السلم" :وَا ْستَ ْظهَرَ زَادَا ِلَي ْومِ رَحِيلِهِ
45
ووَجْ ِه َسبِيلِهِ" أي ِج َهتِهِ وطَرِيقِهِ.
ل سبحانه وتعال ذاتُ ُه اليّ الباقي ،كما ُروِيَ عن أمي الؤمني عليه السلم أنه قال
َفوَجْهُ ا ِ
ف دعائه« :أللهم إن أسألك برحتك الت وسعت كل شيء ...وبوجهك الباقي بعد فناء كل
شيء»(.)142
هذا وللوجه معانٍ أُخر تُطَْلبُ ف مواردها.
()143
ف تفسيه قوله تعالَ (( :ومِن ُك ّل شَيْ ٍء خَ َلقْنَا َزوْجَ ْي ِن َلعَلّ ُكمْ َتذَ ّكرُونَ))
روى ممد بن يعقوب الكلين ف الكاف عن المام َأبِي َعبْدِ اللّهِ جعفر بن ممّد الصادق
خ ُطبُ عَلَى ِمْنبَ ِر الْكُوَفةِ إِذْ قَامَ إَِليْهِ َرجُ ٌل ُيقَالُ لَهُ ِذعِْلبٌ ذُو قَالََ« :بيْنَا َأمِيُ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ عليه السلم يَ ْ
ك يَا
ي هَلْ َرَأيْتَ َربّكَ؟؟ قَالََ :ويْلَ َ ع اْلقَ ْلبِ َفقَالَ :يَا َأمِ َي الْ ُم ْؤ ِمنِ َ
ب شُجَا ُلِسَانٍ بَلِيغٍ فِي الْخُ َط ِ
ك يَا ِذعِْلبُ َلمْب مَا ُكنْتُ َأعْبُدُ َربّا َلمْ أَ َرهُ! َفقَالَ :يَا َأمِ َي الْ ُم ْؤمِنِيَ! َكيْفَ َرَأْيتَهُ؟! قَالََ :ويْلَ َ ِذعِْل ُ
حقَائِ ِق الِيَانِ... ب بِ َتَ َرهُ الْ ُعيُو ُن بِمُشَاهَ َدةِ ا َلْبصَارِ وَلكِنْ َرَأتْهُ اْلقُلُو ُ
ث بيّنَ له عل ّي عليه السلم شطرا ما رأى عقله الني وقلبه الطاهر من صفات ربه -جل
وعل -ومن جلته أن قال:
«َ ..وبِ ُمضَا ّدتِهِ بَيْ َن ا َل ْشيَاءِ عُرِفَ أَنْ ل ضِدّ لَهَُ ،وبِ ُمقَا َرَنتِ ِه بَيْ َن ا َل ْشيَاءِ عُ ِرفَ أَنْ ل قَرِينَ لَهُ،
ف َبيْ َن ُمتَعَا ِديَاِتهَا َو ُمفَ ّرقٌ
ضَا ّد النّو َر بِالظّلْ َم ِة وَاْلُيْبسَ بِاْلبَلَ ِل وَالْخَشِ َن بِالّليّ ِن وَالصّرْدَ بِالْحَرُورُِ ،مؤَلّ ٌ
َبيْنَ ُمتَدَاِنيَاِتهَا ،دَاّل ًة ِبتَفْرِي ِقهَا عَلَى ُمفَرِّقهَا َوِبَتأْلِي ِفهَا عَلَى ُمؤَّل ِفهَاَ ،وذَلِكَ َقوْلُ ُه َتعَالَى (( َومِنْ كُلّ
ق َبيْنَ َقبْلٍ َوبَعْدٍ ِلُيعْلَمَ َأنْ ل َقبْلَ لَ ُه وَل َبعْدَ َشيْءٍ َخَلقْنا َزوْ َجيْنِ َلعَّلكُ ْم تَذَكّرُونَ)) [الذارياتَ ]49:ففَ ّر َ
ضهَا عَنْ ب َبعْ َج َ خِب َرةٌ ِبَتوْقِيِتهَا َأنْ ل وَ ْقتَ لِ ُموَّقِتهَا ،حَ َ
لَهُ .شَاهِ َدةٌ ِبغَرَائِ ِزهَا أَ ْن ل غَرِي َزةَ لِ ُمغْرِ ِزهَا ،مُ ْ
ب َبْينَهُ َوَبيْنَ َخ ْلقِهِ ..الب»(.)144
َبعْضٍ ِلُيعْلَمَ َأنْ ل حِجَا َ
أقول :وسّع عليه السلم ف كلمه معن ما خلق ال من الزوجي (حيثما ضيقه بعض
() أصول الكاف ،)139-1/138( ،وارن بينه وبي ما ف نج البلغة ،الطبتي.)186-179( : 144
46
الفسرين!)( )145ليشمل كل شيء! وهذا من دقيق تفسيه وحسن تقريره .واستدلّ بزوجيّة
الشياء على أن ال سبحانه ل ضدّ له ول مثيل ،وفاقا للية الكرية الت قال تعال ف ذيلها:
"َلعَلّ ُكمْ َتذَ ّكرُونَ" :أي خلقنا الزواج كلها لتتذكّروا فتعرفوا خالقها بالوحدانية وتعبدوه
جعَلُوا مَعَ اللّهِ إَِلهًا
بالخلص له ،كما قال عزّوجلَ(( :ففِرّوا إِلَى اللّهِ ِإنّي َلكُم ّمنْ ُه نَذِي ٌر ّمبِيٌ .وَل تَ ْ
آخَرَ إِنّي َلكُم مّنْ ُه نَذِي ٌر ّمبِيٌ)) [الذاريات 50:و .]51
()146
ف تفسيه قوله تعالَ (( :ويَعْ َل ُم مَا فِي الَ ْرحَامِ))
ضيّ ف "نج البلغة" أ ّن الما َم عليّا عليه السلم خطبَ يوما من أيامِ
روَى الشّ ِريْف الرّ ِ
خلفته خطب ًة أومأ با إل وصف التراك (أي الغول) وأخب عن فتنتهم( )147وكان فيما قاله:
خيْ َل
ج َوَي ْعَتقِبُونَ الْ َ
ق وَالدّيبَا َ
« َكَأنّي أَرَاهُمْ َقوْما َكَأنّ وُجُو َههُ ُم الْمَجَا ّن الْمُ َطرَّقةُ ،يَ ْلبَسُونَ السّ َر َ
ح عَلَى الْ َم ْقتُولِ َوَيكُو َن الْ ُمفِْلتُ أَقَ ّل مِنَ
جرُو ُ ش َي الْمَ ْ حرَارُ َقتْلٍ َحتّى يَمْ ِ الْ ِعتَاقََ ،وَيكُو ُن ُهنَا َك اسْتِ ْ
الْ َمأْسُورِ.
ي عِلْ َم اْلغَْيبِ!
ت يَا َأمِ َي الْ ُم ْؤ ِمنِ َ
َفقَالَ لَ ُه َب ْعضُ أَصْحَابِهَِ :لقَدْ ُأعْطِي َ
َفضَحِكَ عليه السلم وَقَالَ لِلرّجُلِ -وَكَانَ كَ ْلِبيّا :-يَا أَخَا كَ ْلبٍ! َلْيسَ ُه َو ِبعِلْ ِم َغيْ ٍ
ب
ب عِلْمُ السّا َع ِة َومَا عَدّ َدهُ اللّ ُه ُسبْحَانَ ُه ِب َقوْلِهِِ(( :إنّ اللّهَ
َوإِنّمَا ُه َو َتعَلّ ٌم مِنْ ذِي عِلْمٍَ .وِإنّمَا عِلْ ُم اْل َغيْ ِ
سبُ غَدا وَما تَدْرِي عِنْ َد ُه عِلْمُ السّا َعةِ ويُنَزّلُ الْ َغْيثَ َوَيعْلَمُ ما فِي الَرْحا ِم وَما تَ ْدرِي َن ْفسٌ ماذا َتكْ ِ
ت الَيةَ))(َ ،)148فَيعْلَمُ اللّ ُه ُسبْحَانَ ُه مَا فِي الَرْحَا ِم مِنْ ذَكَرٍ َأوْ ُأْنثَى وََقبِيحٍ َأوْ
َن ْفسٌ ِبأَيّ أَ ْرضٍ تَمُو ُ
ي مُرَافِقا.
جنَانِ لِلّنِبيّ َ
خيّ َأ ْو بَخِي ٍل َو َشقِيّ َأ ْو َسعِيدٍَ ،ومَ ْن َيكُونُ فِي النّارِ َحطَبا َأوْ فِي الْ ِ
جَمِي ٍل َوسَ ِ
َفهَذَا عِلْ ُم اْلغَْيبِ الّذِي ل َيعَْلمُهُ أَحَدٌ إِل اللّ ُه َومَا ِسوَى ذَلِكَ َفعِلْ ٌم عَلّمَهُ اللّ ُه َنبِيّهُ صلى ال عليه وآله
() راجع :تفسي الكشاف للزمشري-رحة ال-حيث يقول( :ومن كل شيء) أي :من كل شيء من اليوان (خلقنا 145
البخاريّ ف صحيحه قبل أن تدث فتنة التراك ف التاريخ (انظر صحيح البخاري :كتاب الهاد ،باب قتال التّرْك( ،ص:
.)52
() سورة لقمان.)34( : 148
47
وسلم َفعَلّ َمنِي ِه وَ َدعَا لِي بَِأنْ يَ ِعيَهُ صَدْرِي»(.)149
أقول :إن ما فسره أمي الؤمني عليه السلم من الية الكرية ،تفسي واسع يوافق سعة علم
ال تعال .أمّا مَنْ تأوّل الية بأن ال يعلم ما ف الرحام "من ذكر وأنثى" فقد ضيّق معن الية من
خفَى عَلَى اللّ ِه مِن َشيْءٍ فَي الَ ْرضِ
غي دليلَ ،وعِلْمُ ال -جلّ ذكره -أوسع من ذلك (( َومَا يَ ْ
وَلَ فِي السّمَاء)) [إبراهيم.]38:
وما ُروِيَ عن عل ّي عليه السلم فيما يتص بال سبحانه من علم الغيب فذلك مثل ما ُروِيَ
عن رسول اللهص ف هذا المر كما أخرجه أحد ف مسنده عن رسول اللهص أنّه قال :خَ ْمسٌ ل
ث َوَيعْلَمُ ما فِي الَرْحامِ ..
ل (ثّ قرأ)ِ(( :إنّ اللّهَ عِنْ َد ُه عِلْمُ السّا َعةِ وُينَزّ ُل اْل َغيْ َ
َيعْلَ ُمهُنّ إل ا ُ
الية))(.)150
()151
ف تفسيه قوله تعال(( :يَا َأيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ اّتقُوْا ال ّلهَ وَابْتَغُواْ ِإلَيهِ اْلوَسِي َلةَ))
ضيّ ف "نج البلغة" عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنّه قالِ« :إ ّن روَى الشّ ِريْف الرّ ِ
جهَادُ فِي سَبِيلِهِ ،فَِإنّهُ أَ ْفضَلَ مَا َت َوسّ َل بِ ِه الْ ُمَتوَسّلُونَ إِلَى اللّ ِه ُسبْحَانَ ُه َوتَعَالَى الِيَانُ بِ ِه َوبِ َرسُولِهِ وَالْ ِ
ذِ ْر َو ُة ا ِلسْلمِ ،وَكَلِ َم ُة الِخْلصِ فَِإّنهَا اْلفِطْ َرةَُ ،وإِقَامُ الصّلةِ فَِإّنهَا الْمِّلةَُ ،وإِيتَاءُ الزّكَاةِ َفِإّنهَا َفرِيضَةٌ
ص ْو ُم َشهْرِ َر َمضَانَ فَِإنّهُ ُجّن ٌة مِ َن اْل ِعقَابِ ،وَ َح ّج اْلبَْيتِ وَا ْعتِمَا ُرهُ فَِإّنهُمَا َيْن ِفيَا ِن اْلفَقْرَ
وَا ِجَبةٌ ،وَ َ
سأَةٌ فِي الَجَلِ ،وَصَدََقةُ السّرّ فَِإّنهَا ُتكَفّرُ َويَرْ َحضَانِ ال ّذْنبَ ،وَصَِلةُ الرّ ِحمِ فَِإّنهَا َمثْرَاةٌ فِي الْمَا ِل َو َمنْ َ
صنَائِ ُع الْ َمعْرُوفِ َفِإّنهَا َتقِي َمصَا ِرعَ صدََقةُ الْعَلنَِيةِ فَِإّنهَا تَدْفَ ُع مِيَتةَ السّوءِ ،وَ َ
الْخَطِيَئةَ ،وَ َ
اْلهَوَانِ»(.)152
ي عليه السلم ب به العب ُد إليه ،ولقد بيّنَ أميُ الؤمن َ
أقول :الوسيلة إل ال تعال هي ما َيَتقَرّ ُ
ل سبحانَهُ ،وهو :اليان بال ورسوله، ف هذه الطبة السمّاة "بالديباج" أفضلَ طري ِق التقرّبِ إل ا ِ
والتعبّد با شرع ال من فرائض وأحكام .وأمّا الذين يدْعون مِنْ دونِ الِ تعال آلةً ِليَكْشِفوا عنهم
() ن ج البل غة ،الط بة ( .)110وقارن ب ا ف كتاب "ت فة العقول عن آل الرّ سول" للح سن بن شع بة الرّانّ( ،ص: 152
48
حوّلوه عنهم ويزعمون أنا الوسائل إل ال ،فأولئك عن صراط التوحيد لناكبون ،وعن الضّ ّر أو يُ َ
إخلص العبادة ل تعال لعادلون ،كما يقول ال عز وجل(( :قُلِ ا ْدعُوْا الّذِينَ َزعَ ْمتُم مّن دُونِهِ َفلَ
ك الّذِينَ يَ ْدعُونَ يَْبَتغُونَ إِلَى َرّبهِ ُم اْل َوسِيَلةَ َأّيهُمْ
حوِيلً .أُوَلئِ َ
ف الضّ ّر عَنكُ ْم وَ َل تَ ْيَمِْلكُونَ كَشْ َ
ن مَحْذُورًا )) [السراء]57-56: ب َويَرْجُونَ رَ ْح َمتَهُ َويَخَافُو َن عَذَابَهُ ِإ ّن عَذَابَ َربّكَ كَا َ
أَقْرَ ُ
ف تفسيه قوله تعال
()153
ت فِي ِهمْ َومَا كَا َن ال ّلهُ ُم َع ّذبَ ُهمْ وَ ُهمْ َيسَْت ْغ ِفرُونَ))
(( َومَا كَا َن ال ّلهُ لُِي َع ّذبَ ُهمْ وَأَن َ
ضيّ ف "نج البلغة"َ :حكَى َأبُو َج ْعفَرٍ مُحَمّدُ بْنُ عَِليّ اْلبَاقِرُ عليه السلم، قال الشّ ِريْف الرّ ِ
َأنّهُ (أي أمي الؤمني عل ّي عليه السلم) كَانَ قَالَ(( :كَانَ فِي الَ ْرضِ َأمَانَانِ مِ ْن عَذَابِ اللّ ِه وقَدْ
سكُوا بِهَِ .أمّا ا َلمَانُ الّذِي رُفِعَ َف ُهوَ َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه رُفِعَ أَ َح ُدهُمَا فَدُوَنكُمُ الخَرََ ،فتَمَ ّ
وآله وسلمَ ،وَأمّا ا َلمَانُ اْلبَاقِي فَال ْسِتغْفَارُ ،قَالَ اللّ ُه َتعَالَى(( :وَما كانَ اللّهُ ِلُيعَ ّذَبهُ ْم َوأَْنتَ فِيهِمْ
ضيّ :وهذا من ماسن الستخراج ولطائف وَما كانَ اللّ ُه ُمعَ ّذَبهُ ْم َوهُمْ يَسَْت ْغفِرُونَ)) .قَالَ الرّ ِ
الستنباط(.)154
أقول :روى أبو جعفر الطبي عن ابن عباس رضي ال عنه ما يشبه هذا الكلم ،قال« :كان
ل والستغفارُ ،فذهبَ النبّ صلى ال عليه وآله وسلم وبقي الستغفار»(.)155
فيهم أمانان :نبّ ا ِ
والقرب أن ابن عبّاسٍ قد أخذ هذا عن أمي الؤمني عل ّي عليه السلم فقد ُروِيَ عن ابن
عبّاسٍ أنّه قال« :ما أخذتُ من تفسيِ القُرْآن فعَ ْن عل ّي بن أب طالب»(.)156
فعلينا ف َف ْقدِ نبيّنا وذهاب المن الذي كان ببكته ،أن نلتجِأ إل الِ وحده ،ونستغفر
لذنوبنا ،عسى ربنا أن يغفر لنا ويدخلنا ف ظلل أمنه ورحته.
() نج البلغة ،باب الختار من ِح َكمِه عليه السلم ، )88( :وقارن :تذكرة الواصّ ،لسبط ابن الوزيّ( ،ص،)125: 154
() انظر "الحرر الوجيز ف تفسي الكتاب العزيز" ،لبن عطيّة الندلسيّ.)1/18( ، 156
49
()157
ف تفسيه لقوله العزيز..(( :فَإِن تَنَازَعُْت ْم فِي َشيْءٍ َفرُدّوهُ ِإلَى ال ّلهِ وَالرّسُولِ))
() هو مالك بن الارث الشتر النخعي ،كان من أشجع أصحاب أمي الؤمني عليّ عليه السلم وأبرزهمُ .روِيَ أن عليّا 158
عليه السلم قال فيه بعد موته :لقد كان ل ،كما كن تُ لرسول ال صلى ال عليه وآله وسلم (راجع خلصة القوال،
للعلمة الليّ( ،ص.)277:
() نج البلغة ،الكتاب ( ،)53و"تف العقول"( ،ص.)130: 159
() هو سعد بن معاذ رضي ال عنه من أجلء الصحابة النصار وزعيم طائفة الوس ،استشهد بعد غزوة الحزاب سنة 160
خس للهجرة.
() سورة الحزاب.)21( : 161
50
دم طائر(.)163(»!)162
فانظر كيف ر ّد ما تنازع فيه القوم إل مكم كتاب ال العزيز والسنّة النبويّة فأتّ بذا الردّ
ي َمنَاصٍ))!
الجّة عليهم وقطع سبيل عذرهم فل يبقى لم مفرّ(( ،وَلتَ ِح َ
صرْ ُكمْ))
صرُوا ال ّلهَ يَن ُ
تفسيه قوله تعال..(( :إِن تَن ُ
وقوله تعال(( :مَن ذَا اّلذِي ُي ْقرِضُ ال ّل َه َقرْضًا َحسَنًا))
ضيّ ف "نج البلغة": قال أمي الؤمني عل ّي عليه السلم ف خطبةٍ له رواها الشّ ِريْف الرّ ِ
حةِ َقبْ َل الضّيقِ فَا ْس َعوْا حةِ َقبْلَ السّقْ ِم وَفِي الْفُسْ َ«...فَاللّهَ اللّ َه َمعْشَ َر اْلعِبَا ِد َوَأْنتُ ْم سَالِمُونَ فِي الصّ ّ
فِي َفكَاكِ رِقَاِبكُ ْم مِنْ َقبْلِ َأنْ ُتغْلَقَ َرهَاِئُنهَاَ .أسْهِرُوا ُعيُوَنكُ ْم َوأَضْمِرُوا بُطُونَكُ ْم وَاسَْتعْمِلُوا
أَقْدَامَكُ ْم َوَأْنفِقُوا َأ ْموَالَكُ ْم وَ ُخذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ َفجُودُوا ِبهَا عَلَى َأْنفُسِكُ ْم وَل َتبْخَلُوا ِبهَا
ل ُسبْحانَهُِ(( :إ ْن تَْنصُرُوا اللّ َه يَْنصُرْكُ ْم َوُيَثبّتْ أَقْدامَكُمْ)) [ممد ،]7:وقالَ تعال: عَْنهَاَ،فقَدْ قَالَ ا ُ
سَتنْصِرْكُ ْم مِنْ ((مَنْ ذَا الّذِي ُيقْ ِرضُ اللّهَ قَرْضا حَسَنا َفيُضا ِعفَهُ لَ ُه وَلَهُ أَ ْجرٌ كَ ِريٌ)) [الديدَ ،]11:فلَ ْم يَ ْ
حكِيمُ ض َو ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ
ضكُ ْم مِنْ ُق ّل اسَْتْنصَرَكُ ْم وَلَهُ ُجنُودُ السّمَاوَاتِ وَالَ ْر ِ ستَقْرِ ْذُلّ وَلَ ْم يَ ْ
ض َو ُهوَ اْل َغنِ ّي الْحَمِي ُد َوِإنّمَا أَرَادَ َأنْ َيبُْلوَكُمْ َأّيكُمْ أَحْسَنُ
ضكُ ْم وَلَهُ َخزَائِنُ السّمَاوَاتِ وَالَ ْر ِ وَا ْسَتقْرَ َ
عَ َملً»(.)164
أقول :ربّما ظنّ أح ٌد أن ال سبحانه وتعال يبلو عباده ليعرفهم ويعلم ما ف صدورهم! وهذا
وهمٌ ل يليقُ بسلمٍ ،قال أمي الؤمني عليّ عليه السلم ف تفسي قوله تعال(( :وَاعْلَمُواْ َأنّمَا
َأ ْموَاُلكُمْ َوأَوْلَدُكُمْ ِفتَْن ٌة َوأَنّ اللّ َه عِن َدهُ أَ ْج ٌر عَظِيمٌ)) [النفال:]28:
ضيَ بِقِسْمِهَِ ،وِإنْ كَانَ
خَتبِ ُرهُ ْم بِا َل ْموَا ِل وَا َلوْلدِ ِليََتَبيّنَ السّاخِطَ لِرِزْقِ ِه وَالرّا ِ
« َم ْعنَى ذَلِكَ أَنّ ُه يَ ْ
ب وَالْ ِعقَابُ»(.)165
ستَحَ ُق الّثوَا ُ
سهِمْ ،وََلكِنْ ِلتَ ْظهَ َر الَ ْفعَالُ الّتِي ِبهَا يُ ْ
ُسبْحَانَهُ َأعَْل َم ِبهِمْ مِنْ َأنْفُ ِ
() إذا ق تل ا ُلحْرِ مُ طائرا فجزاؤه أن ُي َقوّ َم مثله ذوا عد ٍل من ال سلمي-ك ما ن صّت عل يه ال ية -ث يشتري بثم نه طعاما 162
51
52
الباب الثان
فيما روي عن عليّ عليه السلم
من تفسيٍ لبعض آيات الحكام والعبادات
ضيّ رضي ال عنه ف "َنهْج البَلغَة" :عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنه
روى الشّرِيفُ الرّ ِ
قال لصحابه:
«َتعَاهَدُوا َأمْ َر الصّلةِ وحَافِظُوا عََلْيهَا واسَْت ْكثِرُوا ِمْنهَا وَتقَ ّربُوا ِبهَا فَِإّنهَا ((كاَنتْ عَلَى
ي ُسئِلُوا ((ما سََل َككُمْ الْ ُم ْؤمِنِيَ كِتابا َموْقُوتا)) [النساء ،]103:أَل تَسْ َمعُونَ إِلَى َجوَابِ َأهْلِ النّارِ ِح َ
ق وتُطِْل ُقهَاحتّ ال ّذنُوبَ َحتّ اْلوَ َر ِ فِي َسقَرَ؟ قالُوا َل ْم نَكُ مِ َن الْ ُمصَلّيَ)) [ال ّدثّر ،]43 -42:وِإنّهَا َلتَ ُ
ح ّمةِ تَكُونُ عَلَى بَابِ الرّجُلِ َف ُهوَ إِطْلقَ ال ّربَقِ وشَّب َههَا َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه وآله وسلم بِالْ َ
َيغْتَسِ ُل ِمْنهَا فِي اْلَيوْمِ والّليَْلةِ َخ ْمسَ مَرّاتٍ َفمَا عَسَى َأنْ يَْبقَى عََليْ ِه مِنَ الدّ َرنِ( .)166وقَدْ عَرَفَ
شغَُلهُ ْم َعْنهَا زِيَنةُ َمتَاعٍ ول ُق ّرةُ َعيْ ٍن مِ ْن وَلَ ٍد ول مَالٍَ .يقُولُ ي الّذِي َن ل تَ َْح ّقهَا رِجَا ٌل مِ َن الْ ُم ْؤمِنِ َ
ع عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وإِقا ِم الصّل ِة وإِيتاءِ الزّكاةِ)) [النور: اللّ ُه ُسبْحَانَهُ(( :رِجالٌ ل تُ ْلهِيهِ ْم تِجا َرةٌ ول َبيْ ٌ
جّنةِ ِل َقوْلِ اللّهِ
.]37وكَانَ َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه وآله وسلم َنصِبا بِالصّل ِة َبعْ َد الّتبْشِيِ لَ ُه بِاْل َ
ك بِالصّل ِة واصْ َطبِ ْر عََليْها)) [طهَ ،]132:فكَا َن َي ْأمُ ُر ِبهَا َأهْلَ ُه وَيصْبِرُ عََلْيهَا ُسبْحَانَهُ(( :وْأمُرْ َأهْلَ َ
َنفْسَهُ»(.)167
أقول :رواه الكلين أيضا ف كتاب الهاد من الكاف عن عقيل الزاعي(َ )168أنّ َأمِيَ
ي ِبكَلِمَاتٍ َفَيقُولَُ :تعَاهَدُوا الصّلةَ
ب يُوصِي لِ ْلمُسْلِ ِم َ
حرْ َ
ي عليه السلم كَانَ إِذَا َحضَ َر الْ َ
الْ ُم ْؤمِنِ َ
() أخرج البخاري ف صحيحه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال(( :أرأيتم لو أن نرا بباب أحدكم ،يغتسل فيه 166
كل يوم خسا ،ما تقول :ذلك يبقي من درنه؟ .قالوا :ل يبقى من درنه شيئا ،قال :فذلك مثل الصلوات المس ،يحو
ال با الطايا)) .ج ،1كتاب مواقيت الصلة ،باب الصلوات المس كفّارة.
() نج البلغة ،الطبة (رقم( ،)199:ص.)317-316: 167
() عدة الشيخ الطوسي ف فهرسته من أصحاب أمي الؤمني علي (ع). 168
53
وَحَافِظُوا عََلْيهَا وَا ْستَ ْكثِرُوا ِمْنهَا وَتقَ ّربُوا ِبهَا َفِإّنهَا كَاَنتْ عَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَ ِكتَابا َموْقُوتا( ...ث
يرّضهم على الهاد) الديث(.)169
وف رواية الكلين هذه اختلف يسي عما رواه الشريف الرضي ف َنهْج البَلغَة.
ت اْلوَ َرقِ » روى المام زيد حتّ ال ّذنُوبَ َح ّهذا وف تفسي قول المام عليه السلمِ« :إّنهَا َلتَ ُ
بن علي عليه السلم عن أبيه عن جده عن أمي الؤمني عليّ عليهم السلم أنه قال« :الصلوات
لةَ طَرََف ِي النّهَارِ
صَت لا بينهُ ّن ما اُ ْجُتنَِبتِ الكبائر وهي قول ال عَ ّز وَجَلَّ (( :وأَقِ ِم ال ّ
المس كفّارا ٌ
سّيئَاتِ ذَلِكَ ذِ ْكرَى لِلذّاكِرِينَ)) [هود.)1 7 0 (»]114:
ت يُ ْذ ِهبْنَ ال ّ
سنَا ِ
وَزَُلفًا مّنَ الّليْلِ إِ ّن الْحَ َ
-1أخرج ابن جرير الطبي ف تفسيه عن علي عليه السلم أنه كان يتوضّأ عند كل صلةٍ
ويقرأ هذه الية(( :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ إِذَا قُ ْمتُمْ إِلَى الصّل ِة فاغْسِلُواْ ُوجُوهَكُ ْم َوَأيْ ِديَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِ ِق وَامْسَحُواْ بِ ُرؤُو ِسكُ ْم َوأَرْجَُلكُمْ إِلَى الْ َك ْعبَيِ)) [الائدة.)171(]6:
وقال أبو علي الطبسي ف "ممع البيان" عند تفسي آية الوضوء« :معناه :إذا أردت القيام إل
الصلوة وأنتم على غي طهر (فعليكم الوضوء) ...وقيل معناه :إذا أردت القيام إل الصلوة فعليكم
الوضوء ،عن عكرمة ،وإليه ذهب داود (أي الظاهري) قال :كان عليّ عليه السلم يتوضأ لكل
صلوة ويقرأ هذه الية .والقول الول هو الصحيح وإليه ذهب الفقهاء كلهم وما رووه من تديد
الوضوء فمحمول على الندب والستحباب»(.)172
أقول :المر ف آية الوضوء يدلّ على ترجيح الفعل على تركه وذلك مشترك بي الوجوب
والندب فإذا قمنا إل الصلوة ،وكنّا على غي طهر فعلينا أن نتوضأ وجوبا ،وإن كنّا على طهر فلنا
أن نتوضأ استحبابا لقوله تعالَ(( :أوْ جَاء أَحَ ٌد مّنكُم مّ َن اْلغَائِطِ فََل ْم تَجِدُوْا مَاءً)) [الائدة ]6:فدل
54
كلمه سبحانه وتعال على أن الوضوء واجب لن جاء من الغائط ،فوضوء من ل يدث ممول
على الستحباب ويؤيد هذا القول ما روى عن النبّ صلى ال عليه وآله وسلم أنه قال" :من توضأ
على طهر كتب له عشر حسنات"(.)173
-2أخرج ممد بن السن الطوسي ف كتاب "تذيب الحكام" بإسناده عن أب جعفر
الباقر (عليه السلم) قال :ما تقولون ف السح الفي؟ فقام الغية بن شعبة فقال :رأيت رسول
صلى ال عليه وآله وسلم يسح على الفي .فقال عل ّي عليه السلم :قبل الائدة أو بعدها؟ فقال:
ل أدري! فقال علي :سبق الكتاب الفي ،إنا أنزلت الائدة قبل أن يقبض بشهرين أو ثلثة(.)174
-3روى السيوطى ف "الد ّر النْثُورِ" عن أب عبد الرحن قال :قرأ السن والسي
( َوأَرْجَُلكُمْ إِلَى الْ َك ْعبَيِ) فسمع عل ّي عليه السلم ذلك - ،وكان يقضي بي الناس -فقال
( َوأَرْجَُلكُمْ) هذا من القدم والؤخّر من الكلم(.)175
أقول :أخرج ابن جرير ف تفسيه أصل هذا الب بإسناده عن أب عبد الرحن (وهو عبد ال
بن عمر( .))176وله صورة أخرى رواها أبو زرعة ف كتاب "حجة القراءات" عن أب عبد الرحن
قال :كنت أقرأ أنا والسن والسي قريبا من علي عليه السلم وعنده ناس فقرأناَ " :وأَرْ ُجَلكُمْ"
فقال رَ ُجلٌَ " :وأَرْجُِلكُمْ" بالكسر ،فسمع ذلك عل ّي عليه السلم فقال :ليس كما قلتَ ..إل آخر
الب(.)177
حبّ الْ ُمتَ َطهّرِينَ)) [البقرة.]222:
ي َويُ ِ
ب التّوّابِ َ
ح ّ
-4قال تعالِ ...(( :إنّ اللّ َه يُ ِ
أخرج ابن أب شيبة عن علي بن أب طالب« :أنه كان إذا فرغ من وضوئه قال :أشهد أن
()178
ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ،رب اجعلن من التوابي واجعلن من التطهرين»
() انظر :تذيب الحكام .)1/103( ،وقارن بينه وبي ما رواه أبو خالد الوسطى ف "مسند المام زيد (ص ")8:عن 174
() انظر :حجة القراءات ،لب زرعة (عبد ال بن ممد) ،ص .221 177
() راجع :تفسي الدر النثور للسيوطي ،ذيل تفسيه للية ( )222من سورة البقرة. 178
55
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف تفسي الصلوة الوسطى
ل سبحانَه وتعال عبادَه ف كتابه على عبادتِ ِه ولسيّما على إقامةِ الصلوات والحافظةِ حثّ ا ُ
لةِ الْ ُوسْطَى وَقُومُواْ ِللّهِ قَاِنتِيَ)) [البقرة.]238:
عليها فقال عَ ّز وَجَلّ(( :حَافِظُواْ عَلَى الصَّلوَاتِ والصّ َ
خصّ الصلوة الوسطى ف هذه الية تفخيما لشأنا وتريضا على حفظها ،فاختلف فَ
الفسّرون ف تعيينها :فقال بعضهم :هي صلوة الفجر ،وقيل هي صلوة الظهر ،وقيل أنا صلوة
الغرب ،وقيل هي صلوة العشاء.
وروى أبو على الطبسى ف تفسيه عن أمي الؤمني علي عليه السلم أنه قال« :أنا صلوة
العصر»(.)179
ب والعشاءِ،
أقول :وذلك لن صلو َة العصرِ ،قبْلَها صلوةُ الفجر والظهر ،وبعدَها صلوةُ الغر ِ
وهي الوسطى بي الصلوات .ويؤيّد هذا القول ما رواه أبو جعفر الطبي ف تفسيه بإسناده عن
عليّ عليه السلم قال« :شغلونا يوم الحزاب عن صلوة العصر حت سعت رسول ال صلى ال
عليه (وآله) وسلم يقول" :شغلونا عن الصلة الوسطى صلة العصر ،مل ال أجوافهم وقبورهم
نارا»(.)180
وأخرج الطبي بإسناده عن أب الصهباء البكري قال :سعت أبا الصهباء البكري يقول:
ب عن الصلة الوسطى؟ فقال :هي صلة العصر ،وهي الت ُفتِ َن با سليمان
سألت عليّ بنَ أب طال ٍ
بن داود عليهما السلم( .)181وروى الطبي أيضا بإسناده عن رجل :أرسلن أبو بكر وعمر وأنا
غلم صغي أسأله عن الصلة الوسطى ،فأخذ إصبعي الصغية فقال" :هذه الفجر" ،وقبض الت
تليها وقال" :هذه الظهر" ،ث قبض البام فقال" :هذه الغرب" ،ث قبض الت تليها ث قال" :هذه
العشاء" ،ث قال" :أي أصابعك بقيت؟" فقلت :الوسطى ،فقال" :أي صلةٍ بقيت؟"قلتُ :العصر،
قال" :هي العصر"(.)182
56
ب ُنزُو ِل سُوْ َر ِة َبرَا َء َة ِمنْ ُدوْ ِن التّسْمَِيةِ
رأيُ المامِ عليه السلم ف سَبَ ِ
يوز للمصلّي أن يفتتح ف صلوته ك ّل سورة من القرآن ببسم ال الرحن الرحيم ،واسُْتْثنَِيتْ
من ذلك سورة براءة لنا نزلت من دون التسمية ،وسبب ذلك أن فيها ذكر نبذ عهود الشركي
ضهِم ميثاَقهُم ،ول ريب أن اسم ال تعال ووصف رحته للعباد ،سل ٌم وأما ٌن فل يكتب ف با نق ِ
س رضي ال عنه أنه قال :سألت عليّ بن أب طالب عليه النبذ والحاربة ،ولذلك ُروِيَ عن ابن عبا ٍ
السلم لِمَ لَ ْم ُت ْكتَبْ ف براءة بسم ال الرحن الرحيم؟ قال« :لنا أمان ،وبراءة نزلت بالسيف!».
رواه السيوطي ف "الدر النثور"( )183والطبسي ف "ممع البيان" ولفظه« :إنه ل ينّلْ بسم ال
الرحن الرحيم على رأس سورة براءة لن بسم ال المان والرحة وبراءة نزلت لرفع المان
بالسيف عن علي عليه السلم»(.)184
أقول :فإن قيل قد كتب النب صلى ال عليه وآله وسلم إل الكفار" :بسم ال الرحن
ضهِم ميثاق النبّ صلى
الرحيم" كما كتب إل هرقل وغيه! قلنا :إنا كان ذلك ابتداءً ف غي نق ِ
ال عليه وآله وسلم فلم ينبذ العهد إليهم ،ولذلك أمر رسول ال أن يكتب ف كتابه إل هرقل بعد
التسمية" :السلم على من ابتع الدى"( ،)185وإنا يُذْكَ ُر هذا الكلمُ للدعوةِ إل القّ والسلمِ،
كما ذكره موسى وهارون عليهما السلم عند فرعون ،ف بدء دعوته إل أمر ال عَ ّز وَجَلّ .قال
ال تعالَ(( :فأِْتيَاهُ َفقُول ِإنّا َرسُول َربّكَ َفأَ ْرسِ ْل َم َعنَا َبنِي ِإسْرَائِي َل وَل ُتعَ ّذْبهُمْ قَدْ ِجْئنَا َك بِآَيةٍ مّن
ك وَالسّل ُم عَلَى مَ ِن اّتبَ َع اْلهُدَى)) [طه.]47: ّربّ َ
ل تبارك وتعال ف كتابه الكري وخطابه العظيم أن نصلي على نبيه الصطفى صلى ال أمرَنا ا ُ
صلّوا
عليه وآله وسلم فقال عَ ّز وَجَلِّ(( :إنّ اللّهَ َومَلِئكَتَ ُه ُيصَلّو َن عَلَى الّنِبيّ يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا َ
عََليْهِ َوسَلّمُوا تَسْلِيمًا)) [الحزاب ]56:فكان بعض الصحابة -رضي ال عنهم -يسألون رسول ال
() راجع :الدر النثور.)3/209( ، 183
57
ي عنه عليه
صلى ال عليه وآله وسلم عن كيفية الصلة عليه ،منهم عليّ بن أب طالب ،ف ُروِ َ
السلم .أنه قال« :قلت يا رسول ال كيف نصلى عليك؟» قال« :قولوا" :اللهم صل على ممد
وعلى آل ممدكما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم .انك حيد ميد» .رواه السيوطي ف الدر
النثور(.)186
أقول :الصلة من ال تعال ،لطفه ورأفته على عباده وهي ردف لرحته ف كتابه ،كما قال
صَلوَاتٌ مّن ّرّبهِ ْم وَرَحْ َمةٌ)) [البقرة.]157:
عَ ّز وَجَلّ(( :أُوَلئِكَ عََلْيهِمْ َ
ومن الندوب أن يق ّدمَ السل ُم الصلةَ على النبّ صلى ال عليه وآله وسلم على دعوته لنفسه،
ضيّ ف "نج البلغة" عن أمي الؤمني عليه السلم أنه قال« :إذا كانت لك كما روى الشّرِيفُ الرّ ِ
إل ال سبحانه حاجةٌ ،فابدأ بسألة الصلة على رسوله صلى ال عليه وآله وسلم ثُ ّم سَلْ
سأَلَ حَا َجتَيْنَِ ،فَي ْقضِيَ إِحْدَاهُمَا ويَ ْمنَ َع الُخْرَى»(.)187
حَا َجتَكَ ،فَِإنّ اللّهَ أَكْ َر ُم مِنْ َأنْ يُ ْ
ما ُروِيَ َعنْ عليّ عليه السلم ف تفسي ما يََتعَ ّلقُ بالدّعَاءِ
58
ب َتقِيّ»(.)190
َنقِ ّي وقَ ْل ٍ
وقال عليه السلم« :إ ّن الْمِ ْد َحةَ َقبْلَ الْمَسْأََلةِ فَإِذَا َد َعوْتَ اللّ َه عَ ّز وَ َجلّ فَ َمجّ ْدهُ»(.)191
ل عَ ّز وَ َجلّ ف سورة الفاتة (حيث يقول العبدُ :المد ل
أقول :هكذا ند الدعاء بعد حدِ ا ِ
رب العالي ....ث يسأل ال الداية).
ضيّ ف "َنهْ ِج البَل َغةِ" عن أمي الؤمني عليّ ف كلم له عليه السلم أنه وَ َروَى الشّرِيفُ الرّ ِ
ك بِالِجَاَبةِ قال« :اعَْلمْ أَ ّن الّذِي ِبيَ ِدهِ خَزَائِنُ السّمَاوَاتِ والَ ْرضِ قَدْ أَ ِذنَ لَكَ فِي ال ّدعَاءِ ،وَتكَفّلَ لَ َ
جبُكَ َعنْهُ ،ولَمْ حُ ك وَبيْنَ ُه مَ ْن يَ ْجعَ ْل َبيْنَ َ
ستَرْحِمَهُ ِليَرْحَمَكَ ،ولَمْ يَ ْ وَأمَ َركَ َأنْ تَسْأَلَهُ ِلُيعْ ِطيَكَ ،وتَ ْ
ك بِالّنقْمَة ،ولَ ْم ُيعَيّ ْركَ ت مِ َن التّ ْوَبةِ ولَ ْم ُيعَاجِلْ َ شفَعُ لَكَ إَِليْهِ ،ولَ ْم يَ ْمَنعْكَ ِإنْ َأسَأْ َ
جئْكَ إِلَى مَ ْن يَ ْ يُلْ ِ
ضيْتَ إَِليْهِ جوَاكََ ،فأَ ْف َ بِالِنَاَبةِ( ،إل أن قال عليه السلم ):فَإِذَا نَا َدْيتَهُ سَمِ َع نِدَاكَ ،وإِذَا نَا َجْيتَهُ عَلِ َم نَ ْ
شفْتَهُ كُرُوبَكَ ،واسَْت َعنْتَ ُه عَلَى بِحَا َجتِكَ ،وَأبَْثْثتَهُ ذَاتَ نَفْسِكَ ،و َش َكوْتَ إَِليْهِ هُمُومَكَ ،واسَْتكْ َ
حةِصُّأمُورِكَ ،و َسأَلْتَ ُه مِنْ َخزَائِنِ رَحْ َمتِ ِه مَا ل َيقْدِ ُر عَلَى إِعْطَائِ ِه َغيْ ُرهُ مِنْ ِزيَا َد ِة الَعْمَارِ ،و ِ
سأَلَتِهِ ،فَ َمتَى ك َمفَاتِيحَ خَزَائِنِ ِه بِمَا أَ ِذنَ لَكَ فِي ِه مِ ْن مَ ْالَبْدَانِ ،و َس َع ِة الَرْزَاقِ ،ثُمّ َجعَلَ فِي يَ َديْ َ
ب ِنعْ َمتِهِ وا ْستَمْطَرْتَ شَآبِيبَ رَحْ َمتِهِ ،فَل ُيقَنّ َطنّكَ ِإبْطَاءُ إِجَاَبتِهِ ،فَِإنّ حتَ بِال ّدعَاءِ َأْبوَا َ ت اسَْت ْفتَ ْ
ِشئْ َ
ت َعنْكَ الِجَاَبةُ ِليَكُونَ ذَلِكَ َأعْظَمَ لَ ْجرِ السّائِلِ ،وأَ ْجزَلَ ِلعَطَاءِ الْعَ ِطّي َة عَلَى قَدْ ِر الّنيّةِ و ُربّمَا أُخّرَ ْ
ف َعنْكَ لِمَا هُوَ َخْيرٌ صرِ َ شيْءَ فَل ُت ْؤتَاهُ وأُوتِيتَ َخيْرا ِمنْ ُه عَا ِجلً َأوْ آ ِجلً َأوْ ُ المِلِ و ُربّمَا َسأَْلتَ ال ّ
لَكَ فََلرُبّ َأمْرٍ قَ ْد طََلْبتَهُ فِيهِ هَلكُ دِينِكَ َلوْ أُوتِيتَهُ فَ ْلَتكُ ْن مَسأََلتُكَ فِيمَا َيبْقَى لَكَ جَمَالُ ُه وُيْنفَى
ك َوبَالُهُ»(.)192
عَنْ َ
أقول :رواه أيضا ابن شعبه ف "تف العقول" مع اختلف يسي ف بعض ألفاظه( .)193وقد
ك مِ َن
نى أمي الؤمني علي عليه السلم عن بعض الدعوات كقول الرجل" :الّلهُمّ ِإنّي َأعُو ُذ بِ َ
ك َووَلَ ِدكَ! يقو ُل ال عَزّ ل يقول ذلك :فقال :أراك تتعوّذ مِ ْن مَالِ َ
الْ ِفْتَنةِ! كما ُروِيَ عنه أنه سع رج ً
() انظر :تف العقول عن آل الرسول ،لبن شعبة الران( ،ص.)73: 193
59
وَجَلّ :إنّما َأمْواُلكُ ْم وَأوْلدُكُمْ ِفْتَنةٌ( .)194ولكن قل :الّلهُ ّم إنّي أعُو ُذ بِ َ
ك مِ ْن ُمضِلتِ اْل ِفتَنِ" .رواه
ممد بن السن الر العاملي ف "وسائل الشيعة"( )195وف رواية رواها أبو السن الرّ ِ
ضيّ ف "َنهْج
البَلغَة" قال قالَ أمي الؤمني عليه السلم:
شتَمِ ٌل عَلَى ِفْتَنةٍ، ك مِ َن اْل ِفتَْنةِ َلنّهُ َلْيسَ أَحَدٌ إِل و ُهوَ مُ ْ"ل َيقُولَنّ أَحَدُكُمْ الّلهُمّ ِإنّي أَعُو ُذ بِ َ
ضلّتِ اْل ِفتَنِ ،فَِإنَ اللّ َه ُسبْحَانَ ُه َيقُولُ :واعْلَمُوا َأنّما َأمْوالُكُمْ سَتعِ ْذ مِ ْن ُم ِ وَلكِنْ مَ ِن ا ْسَتعَاذَ فَ ْليَ ْ
ضيَ
خَتبِ ُرهُ ْم بِا َلمْوَا ِل والَوْلدِ ِلَيَتبَيّنَ السّاخِطَ ِلرِزْقِهِ والرّا ِ وَأوْلدُ ُكمْ ِفْتنَةٌ .و َم ْعنَى ذَلِكَ َأنّ ُه يَ ْ
ح ّق الّثوَابُ سهِمْ ولَكِنْ ِلتَ ْظهَ َر الَ ْفعَا ُل اّلتِي ِبهَا يُسْتَ َِبقِسْمِهِ ،وإِنْ كَانَ ُسبْحَانَهُ َأعْلَ َم ِبهِ ْم مِنْ َأْنفُ ِ
ب تَثْمِ َي الْمَا ِل وَيكْ َرهُ اْنثِلمَ
ح ّ ضهُ ْم يُ ِث وبَ ْع َحبّ الذّكُو َر وَيكْ َرهُ ا ِلنَا َ ضهُمْ ُي ِ والْ ِعقَابَُ ،لنّ َب ْع َ
الْحَالِ"( .)196قال الرّ ِ
ضيّ :وهذا من غريب ما سُ ِم َع منه ف التفسي.
[الؤمنون]2: قال ال عَ ّز وَجَلّ ف الذكر الكيم(( :الّذِي َن هُمْ فِي صَلِتهِمْ خَا ِشعُونَ))
إن ال سبحانه وتعال مدح عباده الؤمني ف هذه الية الكرية لشوعهم ف صلوتم ،فما
هو الشوع؟ وما الفرق بينه وبي الضوع؟
الشوع هو التذلل والنكسار ول فرق بينه وبي الضوع عند أكثر الفسرين حيث قالوا:
إنما كلمتان مترادفتان .وقال آخرون :بينهما فرق لن الشوع عمل الوارح والضوع عمل
القلب( .)197وهذا القول بعيد عن الصواب لقوله تعال(( :أَلَ ْم َي ْأنِ لِلّذِينَ آ َمنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوُبهُمْ
لِذِكْرِ اللّهِ)) [الديد .]16:فنسب ال سبحانه ف هذه الية الشوع للقلوب كما نسبه ف آية أخرى
إل بعض الوارح فقال سبحانهَ(( :أبْصَا ُرهَا خَا ِش َعةٌ)) [النازعات.]9:
و روى المام زيد بن علي بن السي عن آبائه عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنه قال:
60
ل يعبث بلحيته ف الصلوة فقال :أما هذا فلو
«أبصر رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم رج ً
خشع قلبه لشعت جوارحه»(.)198
ففي الديث ما يدلّ على أ ّن الشوع ف الصلوة يكون ف القلب وف الوارح ،ولكنّ أصل
هذا الشوع ينشأ ف القلب ومن القلب يسرى إل الوارح .فحقيقة الشوعِ ف القلب :الفزع
إل كبياء ال تعال والعراض عمّا سواه ،وف الوارح :ترك اللتفات والعبث كما ُروِيَ عن
عليّ عليه السلم أنه قال« :ل تاوز بطرفك ف الصلوة موضع سجودك»(.)199
ومن آداب الصلوة قراءة القرآن فيها بالترتيل ،قال ال العظيم(( :قُمِ الّليْلَ إِل قَلِيلً)) إل أن
قال تعال(( :وَ َرتّ ِل اْلقُرْآ َن تَ ْرتِيلً)) [الزمّل.»]4:
والترتيل :هو التأن ف الكلم والتأنق فيه ،قال ال عَزّ وَجَلّ(( :وَ َرتّ ْلنَا ُه تَ ْرتِيلً))
[الفرقان]32:
أي :أتينا به شيء بعد شيء بالتأن والتمهل (لتيسي فهمه وحفظه) .ولذلك روى الطبسي ف
تفسي "جوامع الامع" عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم قال ف معن الترتيل:
شعْ ِر ول َتْنثُ ْر ُه نَثْرَ ال ّرمْلِ ولَكِنْ أَ ْف ِزعُوا قُلُوَبكُمُ الْقَا ِسَيةَ ول َيكُنْ
«َبيّنْ ُه ِتبْيَانا ول َتهُ ّذ ُه هَذّ ال ّ
هَمّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السّو َرةِ»( .)200ورواه أيضا الكلين ف الكاف(.)201
و روى الطريي( )202ف كتاب "ممع البحرين" عن عل ّي عليه السلم أنه قال ف معن ترتيل
ظ الوُقُوف وبَيانُ الُرُوف»(.)203
القرآن هوِ « :حفْ ُ
أقول :قراءة القرآن ف الصلوة ُتعَدّ رُ ْكنَا من أركانا ،فطوب لن حفظ القرآن كلّه فقرأه ف
صلواته بالترتيل ،فقد َروَى المامُ زيدُ ب ُن عليّ عن آبائه عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنه قال:
«من قرأ القرآن وحفظه فظ ّن أنّ أحدا أوتِيَ أفضل مّا أُوِتيَ َفقَدْ عظّ َم مَا َحقّرَ ال وَ َحقّ َر مَا
() مسند المام زيد ،ص 119و رواه أيضا الطبسي ف ممع البيان ( )18/135والسيوطي (من أهل السنة) ف الامع 198
الصغي (.)2/165
() راجع :وسائل الشيعة ،للحر العاملي ،/4( ،ص .709 199
() هو الشيخ فخر الدين الطريي النجفي من علماء المامية له كتاب "ممع البحرين ومطلع النيين" ف تفسي غريب 202
القرآن والديث.
() راجع :ممع البحرين (ف مادّة :رتَلَ). 203
61
ل َتعَال»(.)204
عظّمَ ا ُ
وهذا الديث متّفقٌ عليه بي الماميّة والزيديّة وأهل السنة(.)205
ومن آداب الصلوة ،دعاء الستفتاح ف بدء الصلوة بعد تكبية الحرام ،كما ُروِيَ عن أمي
الؤمني عليّ عليه السلم أنه كان إذا استفتح صلته قال« :ألّلهُ أكبُ ،وَ ّج ْهتُ وَ ْج ِهيَ ِللّذِي فَ َطرَ
ي ومَمات لِلّهِ رَبّ شرِكِيَ .إنّ صَلوت ونُسُكي ومَحْيا َالسّمَاوَاتِ وَالَ ْرضَ َحنِيفًا َومَا َأنَاْ مِ َن الْمُ ْ
ت وأنّا مِ َن الُسْلِمي»( .)206وهذا الكلم العظيم مأخوذ من
ي ل شَريكَ لَ ُه وبِذلِكَ ُأمِرْ ُ
العالَم َ
القرآن الكري(.)207
مّا روي َعنْ عَ ِليّ عليه السلم فيما يََتعَ ّلقٌ بصلوة الُ ُم َعةِ
إنا فرض ال تعال على السلمي ف كلّ ُج ُم َعةٍ صلوةً واحدةً ف جاع ٍة وهي صلو ُة المعةِ.
يقول ال َع ّز وَجَلّ ف كتابه(( :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا إِذَا نُودِي لِلصّل ِة مِن َيوْ ِم الْجُ ُم َعةِ فَا ْس َعوْا إِلَى
ت الصّلةُ فَانتَشِرُوا فِي الَ ْرضِ ذِ ْكرِ اللّ ِه وَذَرُوا الَْبيْعَ ذَِلكُمْ َخيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُونَ .فَِإذَا ُقضَِي ِ
وَاْبَتغُوا مِن َفضْلِ اللّ ِه وَاذْكُرُوا اللّهَ َكثِيًا ّلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ)) [المعة.]10- 9:
ظاهر اليات يدلّ على وجوب صلوة المعة على كل من آمن بال ورسوله ،إل من أخرجه
دلي ٌل شرعيّ ،ولذلك قال أمي الؤمني عل ّي عليه السلم:
شيْ ِخ الْ َكبِيِ
جنُونِ وال ّ
«الْجُ ُم َع ُة وَا ِجَبةٌ عَلَى كُ ّل ُم ْؤمِنٍ إِل عَلَى الصِّبيّ والْ َمرِيضِ والْمَ ْ
خيْنِ» .رواه ابن بابوية ف وا َلعْمَى والْمُسَاِف ِر والْمَ ْرَأةِ واْل َعبْ ِد الْمَمْلُو ِك ومَنْ كَانَ عَلَى َرأْسِ فَ ْر َس َ
كتاب "من ل يضره الفقيه"(.)208
فإذا شهد المعة من ل تب عليه ،فإنا تزئة عن صلوة الظهر كما ُروِيَ عن علي عليه
السلم أنه قال« :إذا شهدت الرأة والعبد المعة أجزأت عنهما يعن من صلوة الظهر»(.)209
() انظر :مسند المام زيد ،ص .387 204
() رواه من المامية الكلين (الصول ( )2/604ومن أهل السنة السيوطي (الامع الصغي.)2/165( ، 205
() راجع :مسند المام زيد( ،ص )103:وسنن النسائي ()2/130بإسناده عن عليّ مرفوعا. 206
62
وُيكْرَه السفر ف يوم المعة قبل أداء الصلوة إل لضرورة كما ُروِيَ ف "َنهْج البَلغَة" عن
صلً فِي َسبِيلِ اللّهِ َأوْ فِي
شهَدَ الصّلةَ إِل فَا ِ
عليّ عليه السلم قال« :ل تُسَافِرْ فِي َي ْومِ جُ ُم َعةٍ َحتّى تَ ْ
َأمْ ٍر ُتعْذَ ُر بِهِ »(.)210
ووقت صلوة المعة ،ساعة زوال الشمس كما قال المام عليه السلمُ« :تصَلّى المعة
وقت الزوال»(.)211
وصلوة المعة خطبتان وركعتان كما روي عن أمي الؤمني عليه السلم أنه قالِ« :إنّمَا
ت الْجُ ُم َعةُ رَ ْك َعَتيْنِ مِنْ أَجْ ِل الْخُ ْطَبَتيْنِ ُجعَِلتَا َمكَانَ الرّ ْك َعتَيْ ِن الَخِ َيَتيْنِ»(.)212
ُجعَِل ِ
ومن آداب صلوة المعة ،تسليم المام على الأمون إذا صعد النب ،كما جاء ف رواية ممد
بن السن الطوسي بإسناده عن عليّ عليه السلم قال« :من السنّة إذا صعد المام النب أن يسلّمَ
إذا استقبل الناس»(.)213
وعلى الناس أن يستمعوا للمام ويُْنصِتوا حي خطبته ،كما قال أمي الؤمني عليه السلم:
«ل كَلمَ وا ِلمَامُ َيخْ ُطبُ ول اْلِتفَاتَ إِل كَمَا َيحِلّ فِي الصّلةِ»(.)214
ودونك خطبةً من خطبه الغرّاء ف إحدى الُمَع ،قال عليه السلم« :المد ل ذي القدرة
والسلطان والرأفة والمتنان ،أحده على تتابع النعم ،وأعوذ به من العذاب والنقم ،وأشهد أن ل إله
إل ال وحده ل شريك له مالفة للجاحدين ومعاندة للمبطلي وإقرارا بأنه رب العالي ،وأشهد أن
ممدا عبده ورسوله َقفّى به الرسلي وختم به النبيي ،وبعثه رحة للعالي ،صلى ال عليه وعلى آله
أجعي.
أوصيكم عباد ال بتقوى ال الذي هو ول ثوابكم وإليه مردكم ومآبكم فبادروا بذلك قبل
الوت الذي ل ينجيكم منه حصن منيع ول هرب سريع ،فإنه وارد نازل وواقع عاجل ،وإن
تطاول الجل وامتد الهل ،وكل ما هو آت قريب ،ومن مهد لنفسه فهو الصيب .فتزودوا رحكم
() كتاب :من ل يضره الفقيه ،لبن بابويه القمي.)1/417( ، 214
63
ال اليوم ليوم المات واحذروا أليم هول البيات ،فإن عقاب ال عظيم وعذابه أليم ،نار تلهب،
ونفس تعذب ،وشراب من صديد ،ومقامع من حديد ،أعاذنا ال وإياكم من النار ورزقنا وإياكم
مرافقة البرار وغفر لنا ولكم جيعا إنه هو الغفور الرحيم.
إنّ أحْسَ َن الديثِ وأبل َغ الوعظ ِة كتابُ الِ( .ث تعوّذ بال ،وقرأ سورة العصر ،ث قال):
جعلنا ال وإياكم من تسعهم رحته ويشملهم عفوه ورأفته ،وأستغفر ال ل ولكم.
(ث جلس يسيا ،ث قام ،فقال):
المد ل الذي دنا ف علوه وعل ف دنوه وتواضع كل شيء للله واستسلم كل شيء
لعزته وخضع كل شيء لقدرته ،وأحده مقصرا عن كنه شكره وأومن به إذعانا لربوبيّته وأستعينه
طالبا لعصمته وأتوكل عليه مفوضا إليه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له إلا واحدا
أحدا فردا صمدا وترا ل يتخذ صاحب ًة ول ولدا ،وأشهد أن ممدا عبده الصطفى ورسوله
الجتب وأمينه الرتضى أرسله بالق بشيا ونذيرا وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيا فبلّغ الرسالة
وأدّى المانة ونصح المّة وعبد ال حت أتاه اليقي فصلّى ال عليه ف الولي وصلّى ال عليه ف
الخرين وصلى ال عليه يوم الدين.
أوصيكم عباد ال بتقوى ال والعمل بطاعته واجتناب معصيته فإنه من يطع ال ورسوله فقد
فاز فوزا عظيما ،ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً بعيدا وخسر خسرانا مبينا»(.)215
ومن السنّة أن يقرأ المام ف الركعة الول من صلوة المعة ،سورة المعة وف الركعة
الثانية ،سورة النافقي كما ُروِيَ عن ابن رافع(« :)216أن أمي الؤمني عليا عليه السلم كان يقرأ
ف المعة ف الول المعة وف الثانية النافقي»(.)217
أقول :كلّ ما ذكرت ف هذا الفصل من بيان أحكام المعة ،إنا أخذته من كتب الشيعة
ومداركهم ،وأنت تد أكثره ف كتب أهل السنة ومآخذهم ،فالمد ل على الوفاق.
() م ستدرك ن ج البل غة ،لكا شف الغطاء( ،ص .)68-67:والط بة موجودة ف كتاب "م صباح التهجّ د" للش يخ أ ب 215
جعفر الطوسي( :ص ،)386-384:برواية جابر العفي عن أب جعفر الباقر عن علي بن أب طالب عليهم السلم.
() هو عبيد ال بن أب رافع كان كاتبا لعليّ عليه السلم ومن خواصه له كتاب "قضايا أمي الؤمني عليه السلم" .انظر: 216
64
عزائم السجود ف القرآن عند عليّ عليه السلم
اختلف الفقهاء ف عزائم السجدة ف القرآن ف ُروِيَ عن أمي الؤمني عليه السلم أنه قال:
عزائم سجود القرآن أربع« :أل السجدة ،حم السجدة ،والنجم ،واقرأ باسم ربك الذي
خلق»(.)218
و ُروِيَ مثله عن أب عبد ال جعفر بن ممد عليهم السلم قال« :العزائم ال تنيل ،وحم
السجدة ،والنجم واقرأ باسم ربك ،وما عداها ف جيع القرآن مسنون وليس بفروض»(.)219
أقول :فآيات العزائم هي:
ِ(( -1إنّمَا ُيؤْمِ ُن بِآيَاتِنَا الّذِينَ إِذَا ذُكّرُوا ِبهَا َخرّوا سُجّدًا َو َسبّحُوا بِحَ ْمدِ َرّبهِ ْم َوهُمْ
ستَ ْكبِرُونَ)) [السجدة.]15: ل يَ ْ
س وَل ِل ْلقَمَ ِر وَاسْجُدُوا لِلّ ِه الّذِي
س وَالْقَ َم ُر ل تَسْجُدُوا لِلشّ ْم ِ
َ (( -2ومِ ْن آيَاتِهِ الّليْ ُل وَالّنهَا ُر وَالشّ ْم ُ
خََل َقهُنّ إِن كُنتُمْ ِإيّاهُ َت ْعبُدُونَ)) [فصلت.]37:
(( -3فَاسْجُدُوا لِلّ ِه وَاعْبُدُوا)) [النجم.]62:
ج ْد وَاقْتَرِبْ)) [العلق.]19:
(( -4وَاسْ ُ
فمن قرأ آيةً من هذه اليات ف صلوته فعليه أن يسجد ث يقوم فيتابع قراءته أو يقوم فيكع.
فقد روى أحد بن عيسى بن زيد عن آبائه الكرام عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنّه قال:
«كان صلى ال عليه وآله وسلم يقرأ ف فجر المعة "تنيل السجدة" ث يسجد با..
الديث»(.)220
وقال أحد بن عيسى عليه السلم« :قرأ عليّ عليه السلم سورة النجم ف صلوة الفجر فلما
ت الَرضُ" ث كبّر وركع»(.)221
قرأ السجدة ف آخر السورة سجد ث قام فقرأ" إذا زُلْزَِل ِ
65
ومن أراد معرفة تفصيل القوال ف هذه السنة وفروعها فلياجع كتب الفقه.
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف بيان نوافل الصبح والغرب
روى زيدُ بن عليّ عن أبيه عن جده عن أمي الؤمني عليهم السلم قال(:)222
«ل تدعنّ صلوة ركعتي بعد الغرب ف سفرٍ ول حض ٍر فإنّهما قول ال تعالَ " :وأَ ْدبَارَ
السّجُودِ"( .)223ول تدعنّ صلوة ركعتي بعد طلوع الفجر قبل أن تصلي الفريضة ف سفر ول
حضر فهي قول ال عَ ّز وَ َجلّ " َوإِ ْدبَا َر النّجُومِ"»(.)224
وقال أبو علي الطبسي ف "ممع البيان" عند تفسي قوله تعالَ " :وأَ ْدبَارَ السّجُودِ" :فيه أقوال
أحدها أن الراد به ركعتان بعد الغرب و"إِ ْدبَارَ النّجُومِ " ركعتان قبل الفجر عن عليّ بن أب طالب
عليه السلم(.)225
وقال ابن جرير الطبي ف تفسيه :بإسناده عن ابن عباس قال قال ل رسول صلى ال عليه
(وآله) وسلم" :يا ابن عباس ركعتان بعد الغرب أدبار السجود"(.)226
أقول :إن ال تعال أمر نبيه صلى ال عليه وآله وسلم ف كتابه بالتسبيح ف الليل والفجر
سبّحْهُ
سبّحْ ُه َوأَ ْدبَارَ السّجُودِ)) وقال جل وعلَ (( :ومِنَ الّليْلِ فَ َ فقال عزّ من قائلَ (( :ومِنَ الّليْلِ فَ َ
َوإِ ْدبَا َر النّجُومِ)) [الطور ،]49:وإنّه كثيا ما أمر ال سبحانه بتسبيحه ف كتابه ومراده إقامة الصلوة
لن فيها التسبيح له ،كقوله تعالَ (( :و َسبّحُوهُ ُبكْ َر ًة َوأَصِيلً)) [الحزاب ]42:وقوله عَزّ
ي ُتصْبِحُونَ)) [الروم .]17:فالراد من التسبيح بعد السجود، ي تُمْسُونَ وَ ِح َ سبْحَانَ اللّهِ ِح َ
وَجَلّ((:فَ ُ
نافلة الغرب الت يؤتى با بعد الفريضة والراد من التسبيح َوإِ ْدبَا َر النّجُومِ ،نافلة الصبح ،الت يؤتى
با قبل فريضة كما فَسّرها علي عليه السلم ،وروى ابن عباس رضي ال عنه عن النب صلى ال
عليه وسلم.
() راجع :العتصام ببل ال التي ،لقاسم بن ممد.)2/90( ، 222
() انظر :ممع البيان ،الزء السادس والعشرون ،ص .117 225
() راجع :جامع البيان ،الزء السادس والعشرون ،ص .181 226
66
ما روى َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف بيان ملزمة الصلوة والزكوة
إن ال -تعال ذكره -جعل أمر الزكوة قرينا للصلوة ف مواضع كثية من كتابه وجعل
بينهما الصلة الشرعية فل تقبل إحداها إل بالخرى ،كما ُروِيَ عن أمي الؤمني عل ّي عليه السلم
أنّه قال لبنه السن عليه السلم حي حضرته الوفاةُ« :أوصيك بإيتاء الزكوة عند ملها فإنا ل
ُتقْبل الصلوة مّن َمنَعَ الزكوة»(.)227
فعلى السلم أن يؤدّيَ زكوة ماله (إذا بلغ النصاب) بطيب نفسه ،كما عليه أن يصلّي ل
خِلصِيَ لَهُ الدّينَ ُحَنفَاء
تعال بالخلص له .قال ال عَ ّز وَجَلَّ (( :ومَا ُأمِرُوا إِل ِلَي ْعبُدُوا اللّ َه مُ ْ
َويُقِيمُوا الصّل َة َوُي ْؤتُوا الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِي ُن اْلقَيّ َمةِ)) [القيمة.]5:
ضيّ ف " َنهْ ِج البَل َغةِ" عن عل ّي أمي الؤمني ع أنّه قال:
وَ َروَى الشّرِيفُ الرّ ِ
((ِإنّ الزّكَاةَ ُج ِعَلتْ مَ َع الصّلةِ ُق ْربَانا َلهْ ِل الِسْلمِ فَمَنْ َأعْطَاهَا طَّيبَ الّن ْفسِ ِبهَا فَِإّنهَا
جعَلُ لَهُ َكفّا َرةً ومِنَ النّارِ ِحجَازا ووِقَاَيةً))(.)228
تُ ْ
أقول :ملزمة الصلوة والزكوة أمرٌ ظاهرٌ ف كتابِ ال تعال وف سنّ ِة نبيّهِ صلى ال عليه وآله
وسلم فقد روى أحد بن عيسى بسنده عن زيد بن عليّ عن آبائه عن عليّ عليه السلم ،قال قالَ
رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم« :ل تت ّم الصلوةُ إل بزكوةٍ ،ول ُت ْقبَل صدقة من غلول»(.)229
وروى الناوى (من أهل السنة) ف كتابه "كنوز القائق" عن النبّ صلى ال عليه وآله وسلم
قال« :ل تقبل صلوة من ل يؤدّي الزكوة»(.)230
سْبتُ ْم َومِمّا أَخْ َر ْجنَا َلكُم مّ َنت مَا كَ َ وقال ال تعال((:يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ أَن ِفقُوْا مِن َطيّبَا ِ
ستُم بِآخِذِيهِ إِلّ أَن ُتغْ ِمضُواْ فِي ِه وَاعَْلمُواْ َأنّ اللّ َه َغِنيّ
خبِيثَ ِمنْ ُه تُنفِقُونَ وَلَ ْ الَ ْرضِ وَ َل َتيَمّمُواْ الْ َ
حَمِيدٌ)) [البقرة]267:
() انظر :كتاب كنوز القائق ف حديث خي اللئق ،لعبد الرؤوف الناوي (طبع بامش الامع الصغي.)2/160( ، 230
67
وأخرج ابن جرير عن علي بن أب طالب ف قوله ((يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما
كسبتم)) قال :من الذهب والفضة ((و ما أخرجنا لكم من الرض)) قال :يعن من الب والتمر
وكل شيء عليه زكاة(.)231
هذا وللزكوة فروع كثية تطلب من كتب الديث والفقه.
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم فيما يتعلّق بآي الصيام
قال ال تبارك وتعال(( :يَا َأّيهَا النّاسُ ا ْعبُدُواْ َربّكُ ُم الّذِي خََل َقكُ ْم وَالّذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم
َتتّقُونَ َأيّامًا ّمعْدُودَاتٍ َفمَن كَا َن مِنكُم مّرِيضًا َأوْ عَلَى َسفَرٍ َفعِ ّدٌة مّنْ َأيّامٍ أُ َخ َر َوعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ
سكِيٍ فَمَن تَ َط ّوعَ َخيْرًا َف ُهوَ َخيْرٌ لّ ُه َوأَن تَصُومُواْ َخْيرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُمْ َتعَْلمُونََ .شهْرُ فِ ْدَي ٌة طَعَا ُم مِ ْ
شهْرََر َمضَا َن الّذِيَ أُنزِلَ فِي ِه اْلقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ َوبَّينَاتٍ مّ َن الْهُدَى وَاْلفُرْقَانِ فَمَن َشهِ َد مِنكُمُ ال ّ
فَ ْلَيصُمْ ُه َومَن كَانَ َمرِيضًا َأ ْو عَلَى َسفَرٍ َف ِع ّدةٌ مّنْ َأيّامٍ أُخَ َر يُرِيدُ اللّهُ بِكُ ُم اْليُسْ َر وَ َل يُرِي ُد ِبكُ ُم الْعُسْرَ
شكُرُونَ)) [البقرة.]185-183: وَِلتُكْمِلُوْا اْلعِ ّدةَ وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا هَدَاكُ ْم وََلعَّلكُ ْم تَ ْ
فما أبي هذه اليات لن نظر فيها؟ ومع ذلك نن نتاج إل جواب بعض السئلة حول هذه
اليات ،كقوله تعالَ (( :وعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ)) فمن هم؟ وهل يوز تفريق أيّام القضاء أم ل؟
وماذا وجب على من أفطر يوما من شهر رمضان عامدا بغي عذرٍ؟ وماذا على الذي أفطر ف شهر
رمضان ناسيا؟ وماذا على الذين أسلموا ف منتصف شهر رمضان ،من الصوم؟ نن نيب هذه
السئلة مستدلً با ُروِيَ عن أمي الؤمني عل ّي عليه السلم فنقول:
أما الواب عن السؤال الول :أي عن تفسي قوله تعالَ (( :وعَلَى الّذِي َن يُطِيقُونَهُ)) :فقد
أخرج أبو جعفر الطبي ف تفسيه عن عليّ بن أب طالب عليه السلم ف قوله تعالَ ( :وعَلَى
الّذِينَ يُطِيقُونَهُ ِف ْدَيةٌ َطعَا ُم مِسْكِيٍ) قال« :الشيخ الكبي الذي ل يستطيع الصوم ،يفطر ويطعم
مكان كل يوم مسكينا»(.)232
وف مسند المام زيد بن عل ّي عن أبيه عن جدّه عن أمي الؤمني عليّ عليهم السلم قال« :لا
() راجع تفسي الطبي وتفسي الدر النثور للسيوطي ذيل تفسي الية الشار إليها من سورة البقرة. 231
68
أنزل ال عَ ّز وَ َجلّ فريضة شهر رمضان ...أتى شيخ كبي يتوكأ بي رجلي فقال يا رسول ال هذا
شهر رمضان مفروض ول أطيق الصيام .فقال رسول صلى ال عليه وآله وسلم :اذهب فأطعم عن
كل يوم نصف صاع للمساكي»(.)233
أقول :حكم العجوز ف هذه السألة ملحق بالشيخ وأمرها سواء.
وأما عن السؤال الثان (أي صيام أيام القضاء) فروى أحد بن عيسى بن زيد ف أماليه عن
أمي الؤمني عل ّي أنه قال« :قضاء رمضان متتابعا وإن فرّقته أجزأك»(.)234
أقول :هذا القول يوافق إطلق الية قال ال عَ ّز وَ َجلَّ(( :فعِ ّدةٌ مّنْ أَيّامٍ أُخَرَ)) من دون
التقييد بم"التتابعات" وإذا صام الصائم متتابعا (على قياس أيام رمضان) فذلك أفضل.
وأما عن السؤال الثالث (أي عمن أفطر يوما من شهر رمضان عامدا بل عذر) ف ُروِيَ ف
مسند زيد بن علي عليه السلم عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أنه قال:
«جاء رجلٌ إل رسول ال ف شهر رمضان فقال :يا رسول ال إن قد هلكت! قال :وما
ذلك؟ قال :باشرت أهلي فغلبتن شهوت حت فعلت! فقال صلّى ال عليه وآله وسلّم :هل تد
عتقا؟ قال :ل وال ما ملكت ملوقا قطّ .قال صلّى ال عليه وآله وسلّم :فصم شهرين متتابعي.
قال :ل أطيقه .قال صلى ال عليه وآله وسلم :فانطلق فأطعم ستّي مسكينا .قال :ل وال ل أقوى
عليه .قال فأمر له رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم بمسة عشر صاعا لكل مسكي مدّ فقال:
ج إليهِ منّا! قال صلى ال عليه
يا رسول ال والذي بعثك بالق نبيّا ما بي لبتيها أهل بيتٍ أحو َ
ت وعِيالُكَ»(.)235
وآله وسلم :فانْطلِق وكُلْهُ أن َ
أقول :وقد روى هذا الديث من الماميّة :ابن بابويه ف "من ل يضره الفقيه"( )236ومن
أهل السنّة البخاريّ ف صحيحه( )237باختلف يسيٍ بألفاظه.
خفّفُ على قدر صاحبها.
ومن فقه الديث أنّ هذه الكفّارة تُ َ
() انظر :مسند المام زيد ،ص .208 233
69
وأمّا عن السؤال الرابع (أي عمّن أفطر ف شهر رمضان ناسيا) فقد روى النّعمان بن ممّدٍ
ف كتاب "دعائم السلم" عن عليّ عليه السلم قال ف قوله ال تعال ((َ ..ربّنَا لَ ُتؤَاخِ ْذنَا إِن
نّسِينَا َأوْ أَخْ َط ْأنَا)) [البقرةُ« :]286:ا ْستُجيب لم ذلك ف الذي ينسى فيفطر ف شهر رمضان »( .)2 3 8
وأمّا عن السؤال الامس (أي عمّن أسلم ف منتصف شهر رمضان) فقد روى الكَُلْيِنيّ ف
"الفروع من الكاف" بإسناده عن جعفر بن ممّد عن آبائه عليهم السلم« :أَ ّن عَِليّا صََلوَاتُ اللّهِ
ف َشهْرِ َر َمضَانَ ِإنّهُ َلْيسَ عََليْهِ إِل مَا يَسَْت ْقبِلُ»( .)2 3 9
عََليْهِ كَا َن َيقُولُ فِي َرجُلٍ َأسْلَمَ فِي ِنصْ ِ
ما روي َعنْ عَ ِليّ عليه السلم فيما يتعلّق بآي الجّ
70
عنه -عن النبّ صلى ال عليه وآله وسلم قال« :قلتُ يا رسول ال! ،أيّ مسجدٍ وُضِع أوّلُ؟ قال:
السجدُ الرامُ .قال :ث أيّ؟ قال :السج ُد القصى ..الديث»(.)242
وأخرج أيضا ابن جرير الطبي بإسناده عَ ِن الَارِثِ ع ْن عَِليّ بنِ أب طالبٍ عليه السلم
قالَ :قالَ رسولُ ال صلى ال عليه وآله وسلم« :مَ ْن مَلَكَ زَادا وَرَا ِحَل ًة ُتبَّلغُه إِل َبيْتِ ال وَلَمْ
ك أنّ الَ يقُولُ ف ِكتَابِهِ(( :وَلِلّ ِه عَلَى النّاسِ حِجّ ل عَليْهِ َأنْ يُوت َيهُو ِديّا أو َنصْرَاِنيّا وذَلِ َ
يَحُ ّج ف َ
ل َومَن َكفَرَ فَِإ ّن ال غَِن ّي عَنِ الْعَالَ ِميَ»( .)243والديث أخرجه
الَْبْيتِ مَ ِن ا ْستَطَاعَ إَِليْ ِه َسبِي ً
ي ف سننه أيضا بسنده عن الارث عن عليّ(.)244
الترمذ ّ
حدَ فَرْضَهُ ،وأْنكَ َر وجوبَه فماتَ ،فهو كاليهود والنّصارى الذين
أقول( :مَنْ َكفَرَ) أي من جَ َ
ماتوا على غي ملّة السلم ،لنّ إنكا َر الضّرُورِيّ ُكفْرٌ.
-2وف مسند زيد بن علي بن السي عن أبيه عن ج ّدهِ عن عليّ أمي الؤمني عليهم
صفَا وَالْ َم ْر َوةَ مِن َشعَآئِرِ اللّهِ فَ َمنْ حَجّ الَْبيْتَ َأوِ ا ْعتَمَرَ َفلَ
السلم ف قول ال عَ ّز وَجَلِّ(( :إ ّن ال ّ
ف ِبهِمَا َومَن تَ َط ّوعَ َخيْرًا فَِإنّ اللّ َه شَاكِ ٌر عَلِيمٌ)) [البقرة ،]158:قال« :كان ح عََليْهِ أَن يَ ّطوّ َ
ُجنَا َ
عليهما أصنامٌ فتحرّج السلمون من الطواف بينهما لج ِل الصنامِ فأنزل ال عَزّ وَجَ ّل لئلّ يكونَ
عليهِمُ حرجٌ ف الطواف من أجل الصنام»(.)245
أقول :إن الطواف بي الصفا والروة من أركان الجّ وواجباته ،ومع ذلك قال تعالَ(( :فلَ
ف ِبهِمَا)) فبيّن المام عليه السلم سبب ورود هذا التعبي ف كلمه ال
ح عََليْهِ أَن يَ ّطوّ َ
ُجنَا َ
سبحانه.
-3وف مسند زيد بن علي عن أمي الؤمني عل ّي عليهم السلم أنّه قال« :لّا نزل قوله
تعال(( :وَلِلّ ِه عَلَى النّاسِ ِح ّج الَْبْيتِ مَ ِن ا ْستَطَاعَ إِلَيْ ِه َسبِيلً)) قام رجلٌ إل النبّ صلّى ال عليه وآله
فقال :يا رسول ال! ال ّج واجبٌ علينا ف ك ّل سنةٍ؟ أو م ّرةً واحدةً ف ال ّدهْرِ؟ فقال النبّ صلّى ال
71
عليه وآله :بَلْ م ّرةً واحد ًة وََلوْ قُ ْلتُ ف ك ّل سنةٍ لوجبَ..الديث))(.)246
أقول :أخرج هذا الديث عدةٌ من أهل السنّة أيضا منهم النسائي ف سننه بسنده عن أب
هريرة قالَ :خ َطبَ َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه وسلّم النّاسَ َفقَالَ« :إنّ اللّ َه عَ ّز وَ َجلّ قَدْ َف َرضَ
ت َنعَمْس َكتَ َعنْهُ َحتّى َأعَا َد ُه َثلَثا! فقَالََ« :لوْ قُ ْل ُ حجّ» َفقَالَ رَجُلٌ :فِي كُ ّل عَامٍ؟ فَ َ عََليْكُ ُم الْ َ
ك مَنْ كَانَ َقبَْلكُ ْم ِبكَثْ َر ِة ُسؤَاِلهِمَْلوَ َجَبتْ وََل ْو وَ َجَبتْ مَا ُق ْمتُ ْم ِبهَا .ذَرُونِي مَا تَرَ ْكُتكُمْ فَإنّمَا هَلَ َ
خذُوا بِ ِه مَا اسْتَ َط ْعتُ ْم وَإذَا َنهَْيُتكُمْ عَ ْن َشيْءٍ
شيْءِ فَ ُوَا ْختِلَِفهِ ْم عَلَى َأنِْبيَاِئهِمْ فَإذَا َأمَ ْرُتكُمْ بِال ّ
فَا ْجَتِنبُوهُ»(.)247
و ُروِيَ أيضا ف مسند زيد بن علي عن أمي الؤمني عل ّي عليه السلم أنّه قال« :قال رجلٌ:
يا رسول ال! فالعمر ُة واجبةٌ مث ُل الجّ؟ قال ل ،ولكن إن اعتمرتَ خيا لكَ»(.)248
ح ّج وَالْعُ ْم َرةَ ِللّهِ ..الية)) [البقرة ،]196:فأمر
أقول :فإن قيل فإن ال تعال يقولَ (( :وَأتِمّواْ الْ َ
ل عَ ّز وَجَلّ بالعمرة وأمرُ الِ يدلّ على الوجوبِ! قلتُ :إنا أمر سبحانه بالتام ول يأمر بالبتداء اُ
والنشاء ،كما ف قول ال عَ ّز وَ َجلّ(( :يُوفُو َن بِالنّ ْذرِ ..الية)) [النسان ]7:حيث أوجب سبحانه
اليفاءَ ول يوجِب إنشاء النّذر.
ويؤيده ما رواه الترمذيّ عن جابر -رضي ال عنه -أنّ النبّ صلّى ال عليه (وآله) وسلّم
ُسئِلَ عن العمرة أواجبةٌ هي؟ فقال« :ل وأن تعتمروا هو أفضل»(.)249
وأخرج الطبي ف تفسيه بسنده عن أب صال النفي قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله وسلم« :الجّ ِجهَادٌ ،والعُ ْم َرةُ تَ َط ّوعٌ»(.)250
حجّ َأشْهُرٌ ّمعْلُومَاتٌ ...الية)) [البقرة:]197:.
-4وقال ال تعال(( :الْ َ
() سنن النسائي ،كتاب مناسك الج ،باب وجوب الجّ.)111-3/110( ، 247
() الاممع الصمحيح للترمذي ،كتاب الجم ،باب مما جاء فم العمرة ،.)3/270( ،وقال أبمو عيسمى (الترمذي) :هذا 249
حد يث ح سن صحيح ،و هو قول ب عض أ هل العلم قالوا العمرة لي ست بواج بة وكان يقال ه ا حجان :ال ج ال كب يوم
النحر والج الصغر العمرة .وقال الشافعي العمرة سنة..ال.
() تفسي الطبي.)3/212( ، 250
72
ُروِيَ ف كتاب "العتصام ببل ال" عن عليّ عليه السلم أنّه قال« :إنّ أشه َر الَ ّج شوّال
وذو القعدة ،والعشر الوّل من ذي الجّة»(.)251
-5وقال ال عَ ّز وَ َجلَّ (( :وأَذَا ٌن مّنَ اللّ ِه وَ َرسُولِهِ إِلَى النّاسِ َي ْو َم الْحَ ّج الَ ْكبَرِ ..الية))
[التوبة.]3:
حرِ
وقد تظاهرت الخبار عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم أن يوم ال ّج الك ِب هو يوم النّ ْ
كما رواها ابن جريرٍ الطبيّ ف تفسيه ،وهو الروِيّ عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم
قال« :ثنا ممد بن جعفر ،قال :ثنا شعبة ،عن عمرو بن مرة ،عن مرة المدان ،عن رجلٍ من
أصحاب النب صلى ال عليه وآله وسلم قال :قام فينا رسول ال على ناقةٍ حراء مضرمةٍ ،فقال:
ي يومٍ يو ُمكُم؟ قالوا :يو ُم النّحْرِ ،قال :صدقتم يومُ ال ّج الكبِ»(.)252
أتدرون أ ّ
حجّ فَمَا ا ْستَيْسَ َر مِ َن اْلهَدْيِ َفمَن لّمْ
-6وقال ال عَ ّز وَجَلَّ..(( :فمَن تَ َمتّ َع بِاْلعُمْ َرةِ إِلَى الْ َ
م تِلْكَ عَشَ َرةٌ كَامَِلةٌ ..الية)) [البقرة]196: صيَامُ ثَلَثةِ َأيّامٍ فِي الْحَ ّج َو َسْبعَةٍ إِذَا َر َجعْتُ ْ
يَجِدْ َف ِ
روى السيوطي ف الدر النثور قال« :أخرج عبد الرزاق وابن أب شيبة وعبد بن حيد وابن
جرير وابن أب حات والبيهقي عن علي بن أب طالب ((فصيام ثلثة أيام ف الج)) قال« :قبل
التروية يوم ،ويوم التروية ،ويوم عرفة ،فإن فاتته صامهن أيام التشريق».
ي الهادِ ف سَبِيلِ الِ
ما ُروِيَ عن عليّ عليه السلم ف آ ِ
-1قال ال العظيم ف كتابه(( :اْنفِرُواْ ِخفَافًا َوِثقَالً وَجَاهِدُوْا ِبأَ ْموَالِكُ ْم َوأَنفُسِكُمْ فِي َسبِيلِ
اللّهِ ذَِلكُمْ َخْيرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُمْ تَعَْلمُونَ)) [التوبة.]41:
روى الكَُلْينِيّ ف الفروع من الكاف بإسناده عن الصبغِ ب ِن نُباتةَ( )253قال :قال أم ُي الؤمني
جهَادُ الرّجُ ِل بَذْ ُل مَالِ ِه وَنفْسِهِ َحتّى
جهَا َد عَلَى الرّجَا ِل والنّسَاءِ َف ِ
عليّ عليه السلمَ (( :كَتبَ اللّ ُه الْ ِ
س ُن الّتَبعّل))(.)254
ُيقْتَلَ فِي َسبِيلِ اللّهِ .قال :وَ ِجهَا ُد الْ َم ْرأَةِ حُ ْ
() العتصام ببل ال ،للقاسم بن ممد (من أئمة الشيعة الزيديّة).)3/23( ، 251
() قال العلمة ابن الطهّر اللي :الصبغ بن نباتة كان من خا صّة أصحاب أمي الؤمني عليه السلمُ ،عمّرَ بعده ،وهو 253
73
صفّ َ
ي وروى الكَُلْينِيّ عن مَالِكِ بْنِ أَ ْعيَنَ قَالََ « :ح ّرضَ َأمِ ُي الْ ُم ْؤمِنِيَ عليه السلم النّاسَ بِ ِ
َفقَالَ (مشيا إل ما جاء ف سورة الصَفّ) إِنّ اللّ َه عَزّ و َجلّ دَّلكُ ْم عَلى تِجا َر ٍة ُتنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ
جهَادِ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَ َجعَ َل َثوَابَهُ َم ْغفِ َرةً لِل ّذْنبِ خيْ ِر الِيَانِ بِاللّ ِه والْ ِشفِي ِبكُ ْم عَلَى الْ َ أَلِيمٍ َوتُ ْ
صفّا ب الّذِي َن يُقاتِلُونَ فِي َسبِيلِهِ َ ح ّ ت عَ ْدنٍ .وَقَا َل عَ ّز وَ َجلِّ(( :إنّ اللّ َه يُ ِ َومَساكِنَ طَّيَبةً فِي َجنّا ِ
صفُوفَكُمْ كَاْلُبْنيَا ِن الْمَرْصُوصِ... سوّوا ُ َكأَّنهُ ْم ُبنْيا ٌن مَرْصُوصٌ)) فَ َ
ص ْلتُمْ إِلَى ِرجَا ِل اْل َقوْمِ فَل َت ْهتِكُوا ِستْرا وَل تَدْ ُخلُوا دَارا (إل قوله) وَل تُ َمثّلُوا بِ َقتِي ٍل وإِذَا وَ َ
سكَ ِرهِمْ ،وَل ُت َهيّجُوا امْ َرَأ ًة ِبأَذًىَ ،وإِ ْن َشتَمْنَ وَل َتأْخُذُوا َشيْئا مِنْ َأ ْموَاِلهِمْ إِل مَا وَجَ ْدتُمْ فِي عَ ْ
ضعَافُ الْ ُقوَى وَالَْن ُفسِ وَاْل ُعقُولِ ،وََقدْ ُكنّا ُن ْؤمَرُ صلَحَاءَكُمَْ ،فِإّنهُنّ ِ َأعْرَاضَكُ ْم َو َسَببْنَ ُأمَرَاءَكُ ْم وَ ُ
ت َوإِنْ كَانَ الرّجُلُ َلَيتَنَاوَ ُل الْمَ ْرَأةَ َفُيعَيّرُ ِبهَا َو َع ِقبُهُ مِ ْن َبعْ ِدهِ. شرِكَا ٌ ف َعْنهُ ّن َوهُنّ مُ ْ بِالْكَ ّ
حفّو َن بِرَايَاتِهِ ْم وَي ْكتَِنفُوَنهَا وَيصِيُونَ ِحفَاَفْيهَا ووَرَا َءهَا ظ هُ ُم الّذِينَ يَ ُ حفَا ِ َو اعْلَمُوا أَنّ َأهْلَ الْ ِ
ضّيعُوَنهَا ل َيتَأَخّرُو َن َعْنهَا َفيُسَلّمُوهَا ول َيَتقَ ّدمُونَ عََلْيهَا َفُيفْ ِردُوهَا َرحِمَ اللّ ُه امْ َرأً وَأمَا َمهَا ول يُ َ
ك اللئِ َم َة وَيأِْتيَ ب بِذَلِ َ جتَمِعَ ِق ْرنُهُ وقِ ْرنُ َأخِيهِ َفَي ْكتَسِ َ وَاسَى أَخَاهُ ِبَنفْسِهِ ولَ ْم يَكِلْ ِق ْرنَهُ إِلَى أَخِيهِ َفيَ ْ
ك يَ َدهُ َقدْ خَلّى ِق ْرنَهُ عَلَى أَخِي ِه هَارِبا ك و ُه َو ُيقَاتِ ُل الْثنَيْ ِن وهَذَا ُممْسِ ٌ ف ل يَكُونُ كَذَلِ َ بِ َدنَا َءةٍ و َكيْ َ
ِمنْهُ َينْظُرُ إَِليْ ِه وهَذَا َفمَ ْن َي ْفعَلْهُ يَ ْمقُتْهُ اللّهُ فَل َتعَرّضُوا ِل َمقْتِ اللّ ِه عَزّ و َجلّ فَِإنّمَا مَ َمرّكُمْ إِلَى اللّهِ
وَقَدْ قَالَ اللّ ُه عَزّ وَجَلّ ((لَ ْن َيْن َفعَكُ ُم اْلفِرارُ ِإنْ َفرَ ْرتُ ْم مِ َن الْ َموْتِ َأ ِو الْ َقتْ ِل وإِذا ل تُ َمّتعُونَ إِل
صبْرِ ف اْلعَاجَِل ِة ل تَسْلَمُو َن مِ ْن ُسيُوفِ الجَِلةِ ،فَا ْسَتعِينُوا بِال ّ قَلِيلً)) .وَأيْمُ اللّهِ َلئِنْ َفرَ ْرتُ ْم مِ ْن ُسيُو ِ
صبْرِ فَجَاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ ِجهَا ِدهِ ،وَل ُق ّوةَ إِل بِاللّهِ... وَالصّ ْدقِ فَِإنّمَا َينْزِ ُل الّنصْ ُر َبعْدَ ال ّ
الديث))(.)255
وَ َروَى الكَُلْينِيّ ف الفروع من الكاف أيضا عن عقي ٍل الُزاعِيّ قال :إن أمي الؤمني عليّ
جهَادَ َأشْرَفُ عليه السلم كان إذا حضر الرب يوصي السلمي بكلمات (منها)« :ثُمّ ِإ ّن الْ ِ
الَعْمَا ِل َبعْ َد ا ِلسْل ِم َو ُهوَ ِقوَامُ الدّينِ وَالَ ْجرُ فِيهِ عَظِي ٌم مَ َع اْلعِ ّز ِة وَالْ َمنَ َعةَِ ،و ُهوَ اْلكَ ّرةُ فِيهِ
ب وَاْلكَرَا َمةَِ .يقُولُ اللّهُ عَ ّز وَجَلّ شهَا َدةِ َوبِالرّ ْزقِ غَدا ِعنْدَ الرّ ّ جّن ِة َبعْدَ ال ّ
سنَاتُ وَاْلبُشْرَى بِالْ َ الْحَ َ
ف مِنْ ِجهَادِ خوْ َ ب وَالْ َ سبَ ّن الّذِينَ ُقِتلُوا فِي َسبِيلِ اللّ ِه أمْواتا ..الَيةَ» ثُمّ ِإنّ ال ّرعْ َ ((وَل َتحْ َ
صغَارِ، جهَا ِد والْ ُمَتوَازِرِي َن عَلَى الضّللِ ،ضَللٌ فِي الدّي ِن َوسَ ْلبٌ لِل ّدنْيَا ،مَعَ الذّ ّل وَال ّ ستَحِقّ لِ ْل ِ
الْمُ ْ
ف عِنْدَ َحضْ َرةِ الْ ِقتَالَِ .يقُولُ اللّ ُه َع ّز وَجَلّ(( :يا َأّيهَا الّذِينَ ب النّا ِر بِاْلفِرَا ِر مِنَ الزّ ْح ِ
وَفِيهِ ا ْستِيجَا ُ
() الفروع من الكاف ،ج ،5باب ما كان يوصي أمي الؤمني عليه السلم به( ،ص.)39: 255
74
آ َمنُوا إِذا َلقِيتُ ُم الّذِينَ َكفَرُوا زَحْفا فَل ُتوَلّوهُ ُم الَدْبارَ)) فَحَاِفظُوا عَلَى َأمْرِ اللّ ِه عَ ّز وَجَلّ فِي هَ ِذ ِه
صبْ ُر عََلْيهَا كَ َر ٌم َو َسعَا َدةٌ ونَجَاةٌ فِي ال ّدْنيَا وَالخِ َر ِة مِنْ فَظِي ِع اْل َهوْ ِل وَالْمَخَاَفةِ .فَِإنّ الْ َموَاطِ ِن الّتِي ال ّ
ف بِ ِه عِلْما ،وَكُلّ ذَلِكَ فِي كِتابٍ ل اللّ َه عَ ّز وَجَ ّل ل َي ْعبَُأ بِمَا اْل ِعبَا ُد ُمقْتَرِفُونَ َليَْلهُ ْم َوَنهَا َرهُمْ .لَطُ َ
صبِرُوا وَصَابِرُوا وَاسْأَلُوا الّنصْ َر َووَ ّطنُوا َأْنفُسَكُ ْم عَلَى اْلقِتَالِ .وَاّتقُوا اللّ َه عَزّ َيضِلّ َربّي وَل َينْسى .فَا ْ
سنُونَ»(.)256 وَجَلّ فَِإنّ اللّ َه مَ َع الّذِي َن اتّ َقوْا وَالّذِي َن هُ ْم مُحْ ِ
-2ويقول ال سبحانه يقول ف كتابه(( :وَقَاتِلُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه الّذِي َن ُيقَاتِلُوَنكُ ْم وَلَ َت ْعتَدُواْ
ب الْ ُم ْعتَدِينَ)) [البقرة.]190:
ح ّ
إِنّ اللّهَ َل يُ ِ
وقد بيّن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم لصحابه معن العتداء ومصاديقه فقال:
ل وَل امْرَأ ًة وَل شيخا كبيا ل يطيق قتالكم ،وَل ُتغْوِرُوا عينا ،ول «...فل تقتلوا وليدا وَل طِ ْف ً
تقطعوا شجرا إ ّل شجرا َيضُرّكُمْ ،وَل تثّلوا بآدميّ وَل بيمةٍ ،وَل تغُلّوا وَل َتغْدِرُوا (وَل تظلموا
ول تعتدوا) ،وأيّمَا رج ٍل منكم من أقصاكم أو أدناكم ،من أحراركم أو عبيدكم ،أعطى رجلً
منهم أمانا ،أو أشا َر إلي ِه بيدهِ فأقبل إليه بإشارته ،فله المان حت يسمع كلم ال ،أي كتاب ال،
فإنْ َقبِلَ فأخوكم ف دينكم ،وأنْ أب فردّوه إل مأمنه واستعينوا بال عليه»( .)257كما رواه عليّ
عليه السلم عن النب صلى ال عليه وسلم.
شبْرٍ،
واتّبع عل ّي عليه السلم ابنَ عمّهِ رسولَ الِ صلى ال عليه وآله وسلم ف حروبِ ِه ِشبْرا ب ِ
كما روى الكَُلْينِ ّي بإسناده عن أب حزة الثمال( )258قال قلتُ لعليّ بن السي صلوات ال
عليهما :إن عليّا عليه السلم سار ف أهل القبلة بلف سيةِ رسولِ ال صلى ال عليه وآله وسلم
ل فيهم بسيةِ رسولِ ال صلى ال عليه س وَقالَ« :سا َر وَا ِ ضبَ ثّ جل َ ف أهل الشّ ْركِ! قال :فغ ِ
ك و ُهوَ عَلَى ُمقَ ّد َمتِهِ َي ْو َم الَْبصْ َر ِة بَِأنْ ل يَ ْطعُنَ فِي َغيْرِ
وآله وسلم يومَ الفتحِ .إ ّن عليّا َكتَبَ إِلَى مَالِ ٍ
ُمقْبِ ٍل وَل َي ْقتُلَ مُ ْدبِرا وَل ُيجِي َز عَلَى جَرِيحٍَ ،ومَنْ َأغْلَ َق بَابَهُ َف ُهوَ آمِنٌ»(.)259
و َعهِدَ رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم إل أمراء جُن ِدهِ يوم فتح م ّكةَ« :أن ل يُقاتِلوا إل
() الفروع من الكاف.)38-5/37( ، 256
() مسند المام زيد( ،ص ،)351:وتيسي الطالب ف أمال أب طالب( ،ص( ،)290:وقد جعت ف الرواية أعله بي 257
ألفاظهما الختلفة يسيا) ،ودرر الحاديث النبوية بالسانيد اليحيوية( ،ص .)182-181:ووسائل الشيعة،)11/43( ،
ومن كتب أهل اسنة انظر إل" :التاج الامع للصول" لبن الثي.)4/367( ،
() هو ثابت بن دينار وكنيته أبو حزة الثمال ،روى عن علي بن السي السجّاد عليه السلم ،وكان ثقةً ثَبْتا وكان له 258
75
من قاتلهم (كما قال ال عَ ّز وَ َجلّ :وَقَاتِلُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه الّذِي َن ُيقَاتِلُونَكُ ْم وَ َل َت ْعتَدُواْ ِإنّ اللّهَ َل
س أمي جيشه(( :ل تُقاتِلَنّ إ ّل مَنْ ب الْ ُمعْتَدِينَ) ،وكذلك قال عليّ عليه السلم لِ َم ْعقِلِ بن قي ٍ ح ّيُ ِ
()260
قَاتَلَكَ))
و َروَى البلذريّ ف كتابه "أنساب الشراف" قال« :وقال أبو منف وغيه وَأمَ َر عَِل ّي
جهِزُوا على جريحٍ ،ول يثّلوا ،ول يدخلوا دارا بغي
أصحابَه أن ل يُقاتِلُوا حت ُيبْ َدؤُا ،وأن ل ُي ْ
إذنٍ ،ول يشتموا أحدا ،ول يهيجوا امرأةً ،ول يأخذوا إل ما ف عسكرهم»(.)261
ب عن أبيه أن أمي الؤمني عليا صلوات ال عليه كان يأمر وف حديثِ عبد الرّحن بن جندُ ٍ
جةٍ
ف ك ّل موطنٍ لقينا فيه عدوّا فيقول« :ل ُتقَاتِلُوا الْ َق ْومَ َحتّى َيبْدَءُوكُمْ فَِإّنكُ ْم بِحَ ْمدِ اللّ ِه عَلَى حُ ّ
جهِزُوا عَلَى
جةٌ َلكُمْ أُ ْخرَى فَِإذَا هَ َز ْمتُمُوهُمْ فَل َتقْتُلُوا مُ ْدبِرا ول تُ ْ وتَرْ ُككُمْ إِيّاهُمْ َحتّى َيبْدَءُوكُمْ حُ ّ
شفُوا َعوْ َرةً ول تُ َمثّلُوا بِ َقتِيلٍ»(.)262
َجرِي ٍح ول َتكْ ِ
قال ال سبحانه وتعالُ(( :لعِ َن الّذِينَ َكفَرُوْا مِن َبنِي ِإسْرَائِي َل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْ ِن
س مَا كَانُوْا َيفْعَلُونَ))
مَ ْريَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وّكَانُواْ َي ْعتَدُونَ .كَانُواْ َل َيَتنَا َه ْونَ عَن مّنكَرٍ َفعَلُوهُ َلِبْئ َ
[الائدة.]79-78:
روى أبو جعفر السكاف العتزل ف كتابه "العيار والوازنة" تت عنوان« :ف كلم عل ّي
عليه السلم ف تأكّد وجوب المر بالعروف والنهي عن النكر وعدم جواز الداراة مع الفساق
والنافقي والطغاة» ،أنه عليه السلم قال ف المر بالعروف والنهي عن النكر والدعاء إل ماربة
أهل البغي:
«أوصيكم عباد ال بتقوى ال وأحذركم الدنيا وما فيها من الغضارة والبهاء والكرامة
والبهجة الت ليست بلف ما زين ال به العلماء وبا أعطوا من العقب الدائمة والكرامة الباقية،
ذلك بأن العاقبة للمتقي والسرة والندامة والويل الطويل على الظالي .فاعتبوا با وعظ ال به
76
أولياءه من سوء ثنائه على الحبار إذ يقولَ(( :لوْلَ َيْنهَاهُمُ ال ّربّانِيّونَ وَالَ ْحبَا ُر عَن َقوِْلهِ ُم الِثْمَ
حتَ)) [الائدة ،]63:وقالُ(( :لعِ َن الّذِينَ َكفَرُواْ مِن َبنِي ِإسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ َوأَكِْلهِمُ السّ ْ
س مَاك بِمَا َعصَوا وّكَانُوْا َيعْتَدُونَ .كَانُواْ لَ يََتنَا َهوْ َن عَن مّنكَرٍ َفعَلُوهُ َلِبئْ َ
َوعِيسَى ابْ ِن مَ ْريَمَ ذَلِ َ
كَانُوْا َيفْعَلُونَ)) [الائدة.]79-78:
وإنا عاب ال ذلك عليهم لنم كانوا يرون من الظلمة الذين بي أظهرهم المر النكر من
الفساد ف بلدهم فل ينهون عن ذلك رغبةً فيما كانوا ينالون منهم ،ورهبةً ما كانوا يذرون,
حكُمُ ِبهَا الّنبِيّونَ الّذِينَ َأسْلَمُواْ لِلّذِي َن هَادُواْ وال يقولِ(( :إنّا أَنزَْلنَا الّتوْرَاةَ فِيهَا هُدًى َونُورٌ َي ْ
ش ُواْ النّاسَ
ل تَخْ َ حفِظُوْا مِن ِكتَابِ اللّ ِه وَكَانُواْ عََليْهِ ُشهَدَاء َف َ وَال ّربّاِنيّو َن وَالَ ْحبَا ُر بِمَا اسْتُ ْ
ضهُمْ َأوِْليَاء َب ْعضٍ َي ْأمُرُونَ
ت َبعْ ُ
شوْنِ ..الية)) [الائدة .]44:وقال(( :وَالْ ُم ْؤ ِمنُونَ وَالْ ُم ْؤ ِمنَا ُ وَاخْ َ
ف َوَيْنهَ ْونَ عَ ِن الْمُنكَرِ ..الية)) [التوبة ،]71:فبدأ ال بالمر بالعروف والنهي عن النكر بِالْ َمعْرُو ِ
فريضة منه لعلمه بأنا إذا أ ّديَت وأقِيمت استقامت الفرائض كلّها هّينُها وصعبُها .ذلك بأن المر
بالعروف والنهي عن النكر دعاء إل السلم مع ردّ الظال ومالفة الظال وقسمة الفيء والغنائم
وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها ف حقها .ث أنتم أيتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة
وبالي مذكورة وبالنصيحة معروفة وبال ف أنفس الناس لكم مهابة ،يهابكم الشريف ويكرمكم
الضعيف ويؤثركم من ل فضل لكم عليه ،ول يد لكم عنده تشفعون بالوائج إذا امتنعت من
طلبا ،وتشون ف الطريق بيبة اللوك وكرامة الكابر .أليس كل ذلك إنا نلتموه لا يرجى
عندكم من قيام بق ال؟ ,وإن كنتم عن أكثر حقه مقصرين واستخففتم بق الئمّة .فأما حق ال
وحق الضعفاء فضيعتم ،وأما حقكم بزعمكم فطلبتم فكنتم كحراس مدينة أسلموها وأهلها للعدو
[و] بنلة الطباء الذين استوفوا ثن الدواء وعطلوا الرضى ...الديث)) (.)263
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف تفسي آية كفّارة النث باليمي
قال ال سبحانه وتعالَ (( :ل ُيؤَاخِذُكُمُ اللّ ُه بِالّل ْغوِ فِي أَيْمَاِنكُ ْم وََلكِن ُيؤَاخِذُكُم بِمَا َعقّدتّ ُم
حرِيرُ رََقَبةٍ س َوُتهُمْ َأوْ تَ ْ
ط مَا تُ ْطعِمُونَ َأهْلِيكُمْ َأوْ كِ ْ ي مِنْ َأ ْوسَ ِ الَيْمَانَ َف َكفّا َرتُهُ ِإ ْطعَامُ عَشَ َر ِة مَسَاكِ َ
ك ُيبَيّنُ اللّهُ
لَثةِ َأيّامٍ ذَلِكَ َكفّا َرةُ َأيْمَاِنكُمْ إِذَا حََل ْفتُ ْم وَا ْحفَظُواْ َأيْمَاَنكُمْ كَذَلِ َ
صيَامُ ثَ َ
فَمَن لّ ْم يَجِدْ َف ِ
77
[الائدة]89: شكُرُونَ))
َلكُ ْم آيَاتِهِ َلعَّلكُ ْم تَ ْ
روى السيوطي ف الدر النثور قال :أخرج عبد الرزاق وابن أب شيبة وعبد بن حيد وابن
جرير وابن أب حات وأبو الشيخ عن علي بن أب طالب قال« :ف كفارة اليمي إطعام عشرة
مساكي ،لكل مسكي نصف صاع من حنطة» .ث روى السيوطي مثله عن ابن عباس وماهد،
ث قال:
وأخرج عبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات عن علي بن أب طالب ف قوله
((فكفارته إطعام عشرة مساكي)) قال« :يغديهم ويعشيهم ،إن شئت خبزا ولما ،أو خبزا
وزيتا ،أو خبزا وسنا ،أو خبزا وترا»(.)264
[الائدة: س َوُتهُمْ))
وأخرج القاضي النعمان بسنده عن علي عليه السلم ف قوله تعالَ(( :أوْ كِ ْ
:]89قال« :ثوبان لكل إنسان»(.)265
ح والطّلقِ
ي النّكا ِ
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف تفسي آ ِ
() انظر الدر النثور ف التفسي بالأثور للسيوطي ،ذيل تفسيه للية الذكورة ( )89من سورة الائدة. 264
78
()267
ي ول النصرانّ السلمةَ ،وينكحُ السل ُم اليهودّيةَ والنصرانّيةَ»
«ل ينكحُ اليهود ّ
سَتنْبَطُ هذا الكم مّا أحلّ ال تعال ف كتابه للمسلم أن ينكحَ امرأ ًة كتابّيةَ ول يأذنْ أقول :يُ ْ
حلّونَ
للمسلمة أن ينكحها رجلٌ من أهل الكتاب .أمّا قوله قوله تعال(( :ل هُنّ حِلّ ّلهُ ْم وَل هُ ْم يَ ِ
َلهُنّ)) [المتحنة ]10:فإنّه نزل ف الكفّار الوثنيي والسلمات الهاجرات.
-3و ُروِيَ ف مسند المام زيد بن علي عن عليّ عليه السلم ف الرّجُلِ تأت امرأتُه ِبوَلَ ٍد فينفيَهُ،
قال:
سةَ
ي وَالْخَامِ َت بِاللّهِ ِإنّهُ َلمِ َن الصّادِقِ َشهَدُ أَ ْربَ َع َشهَادَا ٍ
«يلع ُن المامُ َبْينَهُمَا يبْ َدأُ بالرّ ُج ِل فيَ ْ
ت بِاللّهِ ِإنّهُ لَمِ َن اْلكَا ِذبِيَ
أَنّ َل ْعنَتَ اللّ ِه عََليْهِ إِن كَا َن مِ َن الْكَا ِذبِيَ .ث تشه ُد الرأةُ أَ ْربَ َع َشهَادَا ٍ
ضبَ اللّ ِه عََلْيهَا إِن كَانَ مِ َن الصّادِقِيَ .فإذا َفعَل ذلِكَ فَرّق المَامُ َبْيَنهُمَا وَ ْل يتَ ِمعَا سةَ َأ ّن غَ َ
وَالْخَامِ َ
ح َق الوَلَدَ بِأمّهِ»(.)268
أبَدا .وألْ َ
أقول :هذا تفسي ما جاء ف سورة النّور مِ ْن أمْرِ اللعان(.)269
ي فيه أيضا أ ّن عليّا عليه السلم قال« :اليلءُ هو القسَمُ ،وهو الَ ْلفُ ،وإذا حَلَفَ -4و ُروِ َ
الرّجُلُ ل يقربُ امرأتَه أربع َة أشهُ ٍر أو أكثرَ من ذلك فهو ُموْلٍ ،وإن كان دون الربعة أشهرٍ فليس
بولٍ .أقول :هذا تفسي قوله العزيز(( :لّلّذِي َن ُيؤْلُونَ مِن نّسَآِئهِ ْم تَ َرّبصُ أَ ْربَ َعةِ َأ ْشهُرٍ فَِإنْ فَآؤُوا فَِإنّ
لقَ فَِإنّ اللّ َه سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة.]227-226: اللّ َه َغفُورٌ رّحِيمٌَ .وإِ ْن عَ َزمُواْ ال ّط َ
لَثةَ ُق ُروَ ٍء وَلَ يَحِلّ َلهُنّ أَن َي ْكتُمْنَ
ت َيتَ َرّبصْنَ ِبأَنفُسِهِ ّن َث َ
-5قال ال عَ ّز َوجَلّ(( :وَالْمُطَّلقَا ُ
مَا خََلقَ اللّهُ فِي أَ ْرحَا ِمهِنّ ..الية)) [البقرة.]228:
أقول :القروء جع قُرْءٍ ،واختلف الفسّرونَ ف معن القرء ،فقالت طائفة منهم أن الراد بالقرء
هو فترة ال ّطهْر ،وقالت طائفة أخرى القُرْء هو اليض ،ورووا ذلك عن أمي الؤمني عليّ عليه
السلم( .)270وبه قال ابن عبا ٍ
س وابن مسعود رضي ال عنهما ،وغيها من الصحابة.
والصواب أ ّن القُرْءَ يطلق على اليض وال ّطهْرِ لغ ًة ولكن القرب أن الراد هنا ف الشرع هو:
() مسند المام زيد( ،ص.)312: 267
() انظر ممع البيان ،للطبسي ،)2/227( ،ومسند المام زيد( ،ص.)323: 270
79
لئِي َيئِسْ َن مِ َن
ي عن المام عليه السلم ،والوجهُ ف ذلك أن ال تعال قال(( :وَال ّ اليضُ ،كما ُروِ َ
الْمَحِيضِ مِن نّسَاِئكُمْ ِإنِ ا ْرَتْبتُمْ َفعِ ّدُتهُنّ ثَلَثةُ َأشْهُرٍ ...الية)) [الطلق ،]4:فأقام ال سبحانه الشهر
ليَض دون الطهار .و ُروِيَ عن النبّ صلى ال عليه وآله وسلم أنّه قال لفاطمة بنتِ أب مقام ا ِ
ي أيّامَ َحْيضِكِ»(.)271
ُحَبْيشٍَ « :دعِي الصّل َوةَ أيّامَ أقْرَائِكِ ،أ ْ
وقال عليّ عليه السلم ف قوله عزّ شأنه ف بقية الية الذكورة من سورة البقرة أي:
صلَحًا)) [البقرة« :]228:تل لزوجها الرجعة عليها
((َ ..وُبعُولَُتهُنّ أَحَ ّق ِبرَ ّدهِنّ فِي ذَلِكَ ِإنْ أَرَادُواْ إِ ْ
حت تغتسل من اليضة الثالثة ،وتل للزواج»(.)272
ومع ذلك كلّه فإ ّن المر اختلف ،والماميّة رووا عن أمي الؤمني عليّ عليه السلم رأيا غي
ذلك( )273وال تعال أعلم.
[البقرة]241: ت َمتَاعٌ بِالْ َمعْرُوفِ َحقّا عَلَى الْ ُمّتقِيَ))
(( -6وَلِلْمُ َطّلقَا ِ
قال السيوطي ف الدر النثور :أخرج ابن النذر عن علي بن أب طالب قال :لكل مؤمنة
ت َمتَاعٌ بالعْرُوفِ َحقّا عَلَى الّتقِيَ)) .وأخرج
ت حرةً أو أمةً ،مُ ْتعَةٌ ،وقرأ ((وللمطّلقَا ِ
طُ ّلقَ ْ
البيهقي عن جابر بن عبد ال قال« :لا طلق حفص بن الغية امرأته فاطمة أتت النب صلى ال
عليه وسلم فقال لزوجها .متعها .قال :ل أجد ما أمتعها .قال :فإنه ل بد من التاع ،متعها ولو
نصف صاع من تر».
ضةً
ضتُمْ َلهُنّ َفرِي َ
-7قال ال عَ ّز َوجَلَّ (( :وإِن طَّل ْقتُمُوهُ ّن مِن َقبْلِ أَن تَمَسّوهُنّ وََقدْ فَرَ ْ
ح َوَأنْ َت ْعفُواْ أَقْرَبُ لِلّت ْقوَى وَلَ
ضتُمْ إَلّ أَن َي ْعفُونَ َأ ْو َي ْع ُفوَ الّذِي ِبيَ ِدهِ عُقْ َد ُة النّكَا ِ
َفِنصْفُ مَا َفرَ ْ
تَنسَ ُواْ الْ َفضْ َل َبيَْنكُمْ ِإنّ اللّ َه بِمَا َتعْمَلُو َن َبصِيٌ)) [البقرة.]237:
أخرج ممد ابن جرير الطبي عن عيسى بن عاصم السديّ« :أ ّن عليّا سَأ َل شُ َريْحا عَنِ
الّذِي ِبيَدِ ِه ُعقْ َدةُ الّنكَاحِ ،فقال :هو الوَِليّ .فقال عليّ :ل ،ولكنّهُ ال ّز ْوجُ»(.)274
() انظر تفسي الطبي ،)2/444( ،وهذا الديث أخرجه أيضا المام أحد ف مسنده ،الجلد السادس ،مسند عائشة. 271
() الدر النثور ف التفسي بالأثور ،ذيل تفسيه لقوله تعال(( :والطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء)) البقرة، )228( : 272
قال :أخرج الشافعي وعبد الرزاق وعبد بن حيد والبيهقي عن علي بن أب طالب قال :الديث.
() راجع الفروع من الكاف[)9/89( ،باب معن القراء]. 273
80
أقول :ومعن ذلك إن شاءت الرأة عفتْ فتركت نصف الصداق ،وإن شاء زوجُها يتمّ لا
الصّداق .ومن قال إنّ الراد من الذي بيده عقدة النكاح هو الولّ ،فقوله غي مستقيمٍ لن الوِليّ ل
حقّ له ف صداق الرأة حت يعفوَ أو ل يعفوَ عن صداقها! والوَلِيّ ليست ِبيَ ِد ِه عُقْ َد ُة النّكَاحِ ،ولكن
سكُها أو ُيلّها هو الزوج! ح فيُمْ ِ
بيده " َعقْدُ" الّنكَاحِ! والذي بيده ُعقْ َد ُة الّنكَا ِ
-8وقال تعالَ (( :وإِنْ ِخ ْفتُ ْم ِشقَاقَ َبْيِنهِمَا فَاْبعَثُواْ َحكَمًا مّنْ َأهْلِ ِه وَ َحكَمًا مّنْ َأهِْلهَا إِن
صلَحًا ُيوَفّقِ اللّ ُه َبْيَنهُمَا ِإنّ اللّهَ كَا َن عَلِيمًا َخبِيًا)) [النساء.]35:
يُرِيدَا إِ ْ
روى العيّاشيّ (ممد بن مسعود) عن ممد بن سيين عن عبيدة قال أتى عليّ بنَ أب طالبٍ
عليه السلم رج ٌل وامرأةٌ ،مع كلّ واح ٍد منهما فئامٌ( )275من النّاسِ .فقال عليه السلم(( :ابعثوا
حكما من أهله وحكما من أهلها ،ث قال للحكمي :هل تدريان ما عليكما؟ عليكما إن رأيتما أن
ل عليّ ولّ ،فقال
ت بكتابِ ا ِ
يُجْ َمعَا َج َم ْعتُمَا ،وان رأيتما أن ُيفَرّقَا فَرّ ْقتُمَا ،فقالت الرأة :رضي ُ
الرجل :أمّا ف الفرقة فل ،فقال عل ٌي عليه السلم :ما تبح َحتّى تُقِرّ با أقرّتْ به))(.)276
ح والتفريق من شؤون الَكَ ِمّيةِ فإذا أمر ال تعال باتّخاذ الَكَ َميْنِ ف قوله أقول :حقّ الصل ِ
ح والتفريقِ إليهما. عَ ّز وَجَلّ(( :فَاْب َعثُواْ َحكَمًا مّنْ َأهْلِ ِه وَ َحكَمًا مّنْ أَهِْلهَا)) فقد فوّض حقّ الصل ِ
- 9وقال ال ع ّز وجلّ(( :وَالّذِينَ ُيَتوَّفوْ َن مِنكُمْ َويَ َذرُونَ أَ ْزوَاجًا َيتَ َرّبصْنَ ِبأَنفُسِهِنّ أَ ْرَب َعةَ
ف وَاللّ ُه بِمَا
سهِ ّن بِالْ َمعْرُو ِ
ح عََلْيكُمْ فِيمَا َفعَلْنَ فِي أَنفُ ِ َأ ْشهُ ٍر َوعَشْرًا فَِإذَا َبَلغْنَ أَجََلهُنّ َفلَ ُجنَا َ
ض مِن نّسَائِكُمْ ِإنِ ا ْرَتْبتُمْ َتعْمَلُونَ َخبِيٌ)) [البقرة .]234:وقال سبحانه(( :وَاللئِي َيئِسْ َن مِ َن الْمَحِي ِ
ضعْنَ حَ ْمَلهُ ّن َومَن َيتّقِ اللّهَ ت الَحْمَالِ أَ َجُلهُنّ أَن َي َ حضْنَ َوأُوْل ُ َفعِ ّدُتهُ ّن ثَلَثةُ َأ ْشهُ ٍر وَاللئِي لَ ْم َي ِ
جعَل لّ ُه مِنْ َأمْ ِر ِه يُسْرًا)) [الطلق.]4: يَ ْ
ذهب أمي الؤمني عليّ عليه السلم إل أن الامل الَتوَفّى عنها زوجها تعتدّ بأبعد
الجلي :وضع المل أو الربعة أشهر وعشرا .وفيما يلي ما نقله السيوطي ف الدر النثور من
روايات عن أمي الؤمني ف هذا المر ،قال:
«وأخرج عبد بن حيد وابن أب شيبة عن علي بن أب طالب ف الامل إذا وضعت بعد
81
وفاة زوجها قال" :تعتد أربعة أشهر وعشرا".
وأخرج ابن أب شيبة عن سعيد بن السيب أن عمر استشار علي بن أب طالب وزيد بن
ثابت (أي ف الرأة الامل الت وضعت حلها بعد أن توف عنها زوجها) ،قال زيد :قد حلت،
وقال علي بن أب طالب :أربعة أشهر وعشرا .قال زيد :أرأيت إن كانت آيسا؟ قال عليّ:
فآخر الجلي.
وأخرج ابن النذر عن مغية قال :قلت للشعب :ما أصدّق أن علي بن أب طالب ،كان
يقول :عدة التوف عنها زوجها آخر الجلي ،قال :بلى ،فصدّق به كأشد ما صدّقت بشيءٍ،
كان عل ّي يقول :إنا قوله(( :وأولت الحال أجلهن أن يضعن حلهن» ف الطلّقة)) انتهى من
الدر النثور.
ي الوصية والياث
ما ُروِيَ َعنْ عَ ِليّ عليه السلم ف تفسي آ ِ
روى الطبسي ف ممع البيان« :أن علي بن أب طالب دخل على مول لم ف الوت ،وله
سبعمائة درهم أو ستمائة درهم فقال :أل أوصي؟ قال :ل! إنا قال ال(( :إِن تَ َركَ َخيْرا)) وليس
لك كثي مال ،فدع مالك لورثتك»(.)277
أقول :أما بالنسبة لدلول الية ف جواز الوصية للوارث (كالوالدين) فقد اختُِلفَ ف ذلك
وأنه هل هذه الية منسوخة أم ل؟ والصحيح أنا غي منسوخة لن »مَنْ قال أنا منسوخة بآية
الواريث فقوله باطل لن النسخ بي البين إنا يكون إذا تناف العمل بوجبهما ،ول تناف بي آية
الواريث وآية الوصية! ..ومَنْ قال أنا منسوخة بقوله صلى ال عليه وآله(( :ل وصية لوارث))
ح لكان يقتضي الظن ول يوز أن ينسخ كتاب ال تعال فقد أبعد ،لن الب لو سَلِمَ مِنْ كلّ قد ٍ
() را جع م مع البيان للطب سي ذ يل تف سيه لل ية ( )180من سورة البقرة ،ورواه من أ هل ال سنة ال طبي ف تف سيه 277
ل إل عبد الرزاق والفرياب وسعيد بن منصور وابن أب شيبة والسيوطي ف الدر النثور عنه وعن ابن عباس وعائشة مي ً
وعبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والبيهقي ف سننه.
82
الذي يوجب العلم اليقي با يقتضي الظن .ولو سلمنا الب -مع ما ورد من الطعن على روايته -
لصصنا عموم الية وحلناها على أنه ل وصية لوارث با يزيد عن الثلث لن ظاهر الية يقتضي
أن الوصية لم جائزة بميع ما يلك»(.)278
هذا وقد ذهب أئمة العترة عليهم السلم كالباقر والصادق( )279والادي إل الق يي بن
السي( ،)280وغيهم إل جواز الوصية للوارث (بقدار الثلث) عملً بظاهر هذه الية الكرية.
() ممع البيان للطبسي ذيل تفسيه للية ( )180من سورة البقرة. 278
() انظر كتاب "درر الحاديث النبوية بالسانيد اليحيوية" باب ف ذكر الوصايا( ،ص.)174: 280
83
الباب الثالث
ما روى عن علي عليه السلم
ف تفسي التفرقات من مسائل القرآن
ض عَ ُد ّو وََلكُمْ فِي
ضكُمْ ِلَبعْ ٍ
ُ -1روِيَ عن عل ّي عليه السلم ف قوله تعال..(( :وَقُ ْلنَا ا ْهبِطُوْا َبعْ ُ
ستَقَ ّر َو َمتَاعٌ إِلَى ِحيٍ)) [البقرة ]36:قال« :أطيب ريح الرض الند ،أهبط با آدم فعلق ض مُ ْ
الَ ْر ِ
ريها من شجر النة»(.)281
-2وقال عليه السلم ف قوله تعال ...(( :وَقُولُواْ لِلنّاسِ حُسْنا)) [البقرة« :]83:قال :يعن الناسَ
كّل ُهمْ»(.)282
[البقرة: خَتصّ بِ َرحْ َمتِ ِه مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو اْلفَضْ ِل اْلعَظِيمِ))
-3وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :يَ ْ
]105قال« :أن الراد برحته هنا النبوة»(.)283
-4وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :وإِ ِذ ابْتَلَى ِإبْرَاهِيمَ َربّ ُه ِبكَلِمَاتٍ َفَأتَ ّمهُنّ قَالَ ِإنّي جَاعِلُكَ
لِلنّاسِ ِإمَامًا قَا َل َومِن ذُ ّرّيتِي قَالَ َل َينَا ُل َعهْدِي الظّالِمِيَ)) [البقرة« :]124:قال النب صلى ال
عليه وآله وسلم ل طاعة إل ف العروف»(.)284
أقول :وقد روى الفريقان الشيعة والسنّة عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قوله« :ل
طاعة لخلوق ف معصية الالق»(.)285
ل َيقُولُِ(( :إنّا ِللّ ِه َوإِنّا إَِليْهِ را ِجعُونَ)) [البقرةِ« :]156:إنّ َقوْلَنَا -5وقال عليه السلم حي سَ ِمعَ رَ ُج ً
سنَا
سنَا بِالْمُلْكِ ،وََقوَْلنَا " َوإِنّا إَِليْهِ را ِجعُونَ" إِقْرَا ٌر عَلَى َأنْفُ ِ
"ِإنّا لِلّهِ " إِقْرَا ٌر عَلَى َأنْفُ ِ
البعث وابن عساكر عن ابن عباس قال :قال علي بن أب طالب :الديث.
() رواه السيوطي ف الدر النثور ذيل الية ( )83من سورة البقرة ميل إل البيهقي ف شعب اليان. 282
() رواه السيوطي ف الدر النثور ذيل الية ( )124من سورة البقرة ميل إل وكيع وابن مردويه عن علي بن أب طالب 284
84
بِاْلهُلْكِ»(.)286
ب عََلْيكُمُ
-6وَ ُروِيَ عنه عليه السلم أنه قال ف تأويل قوله تعال(( :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ُكتِ َ
ح ّر وَالْ َعبْ ُد بِاْل َعبْدِ وَالُنثَى بِالُنثَى ..الية)) [البقرة« :]178:أيا حر
اْل ِقصَاصُ فِي الْ َقتْلَى الْحُ ّر بِالْ ُ
قتل عبدا فهو قود به ،فإن شاء موال العبد أن يقتلوا الر قتلوه ،وقاصوهم بثمن العبد من دية
الر ،وأدوا إل أولياء الر بقية ديته .وإن عبد قتل حرا فهو به قود ،فإن شاء أولياء الر قتلوا
العبد ،وقاصوهم بثمن العبد وأخذوا بقية دية الر ،وإن شاؤوا أخذوا الدية كلها واستحيوا
العبد .وأي حر قتل امرأة فهو با قود ،فإن شاء أولياء الرأة قتلوه وأدوا نصف الدية إل أولياء
الر .وإن امرأة قتلت حرا فهي به قود ،فإن شاء أولياء الر قتلوها وأخذوا نصف الدية ،وإن
()287
شاؤوا أخذوا الدية كلها واستحيوها وإن شاؤوا عفوا»
سَن ًة وَفِي ال ِخ َرةِ
-7وقال عليه السلم ف قوله تعالِ (( :ومِْنهُم مّن َيقُولُ َرّبنَا آتِنَا فِي ال ّدنْيَا حَ َ
سَنةً وَِقنَا عَذَابَ النّارِ)) [البقرة« .]201:هي الرأة الصالة ف الدنيا ،وف الخرة النة»(.)288
حَ َ
-8وقال عليه السلم ف معن قوله تعال(( :وَاللّهُ سَرِي ُع الْحِسَابِ)) [البقرة« :]202:إنه ياسب
اللق دفعةً كما يرزقهم دفعةً»(.)289
س مَن يَشْرِي َنفْسَ ُه ابِْتغَاء مَرْضَاتِ اللّ ِه وَاللّ ُه
-9وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :ومِ َن النّا ِ
ف بِاْل ِعبَادِ)) [البقرة :]207:إن الراد بالية الرجل الذي ُي ْقتَلُ على المر بالعروف والنهي عن َرؤُو ٌ
النكر(.)290
ح عََلْيهِمَا فِيمَا ا ْفتَدَتْ بِهِ)) [البقرة :]229:الهر
-10وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :فلَ ُجنَا َ
()291
فقط.
[البقرة: أقول :يؤيد هذا الرأي قوله تعال(( :وَ َل يَحِلّ َلكُمْ أَن تَأْ ُخذُواْ مِمّا آَتْيتُمُوهُنّ َشْيئًا))
() نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)99: 286
() ابن جرير الطبي ف تفسيه جامع البيان عند تفسي الية الذكورة. 287
85
]229أي ل تأخذوا من مهورهن شيئا وهذا ف الرجعيات وأما ف الختلعات فيفع النع
ويؤخذ ما منعوا من قبل من أخذ الهور.
-11وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :وَ َل َتتّخِ ُذ َوْا آيَاتِ اللّ ِه هُ ُزوًا)) [البقرة(( :]231:مَنْ قَ َرَأ اْلقُرْآنَ
َفمَاتَ فَدَ َخ َل النّارَ َف ُه َو مِمّنْ كَا َن َيتّخِ ُذ آيَاتِ اللّ ِه هُزُوا))(.)292
-12وقال عليه السلم ف قول ال عزّ وجلّ :ما كان ف الولي فهو رضاع ول رضاع بعد
ضعْنَ َأوْل َدهُنّ َحوَْليْنِ كامَِليْنِ)) [البقرة.)293(]233:
الفطام .قال ال عزّ وجلّ(( :وَالْوالِداتُ ُيرْ ِ
-13وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :أَلَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ ِإبْرَاهِيمَ فِي ِربّهِ)) [البقرة :]258:هو
نرود بن كنعان(.)294
س على ٌمعْسِرٍ قال ال عزّ وجلَّ (( :وِإنْ كانَ ذُو عُسْ َرةٍ َفنَ ِظ َرةٌ إِل
-14وقال عليه السلم« :ل َحْب َ
َميْسَ َرةٍ)) [البقرة.)295(»]280:
س بِا َلنِْبيَاءِ َأعْلَ ُمهُ ْم بِمَا جَاءُوا بِهِ ،ثُ ّم تَلِ(( :إنّ َأوْلَى النّا ِ
س -15وقال عليه السلمِ« :إنّ َأوْلَى النّا ِ
بِِإبْراهِيمَ َللّذِي َن اتَّبعُوهُ وَهذَا الّنِبيّ وَالّذِينَ آ َمنُوا)) [آل عمران ]68:ثُمّ قَالَِ :إنّ وَِل ّي مُحَمّدٍ مَنْ أَطَاعَ
اللّ َه َوِإنْ َبعُدَتْ ُلحْ َمتُهَُ ،وإِ ّن عَ ُد ّو مُحَمّ ٍد مَ ْن َعصَى اللّ َه َوإِنْ قَ ُرَبتْ قَرَاَبتُهُ»(.)296
-16وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :وََلكِن كُونُواْ َربّاِنيّيَ)) [آل عمران :]79:أي كونوا علماء
فقهاء(.)297
ق النِّبّييْنَ َلمَا آَتيُْتكُم مّن ِكتَابٍ َو ِحكْ َمةٍ -17وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :وإِذْ أَ َخذَ اللّ ُه مِيثَا َ
ثُمّ جَاءكُمْ َرسُو ٌل ّمصَ ّدقٌ لّمَا َم َعكُمْ َلُتؤْ ِمنُ ّن بِهِ وَلَتَنصُ ُرنّهُ قَالَ َأأَقْرَ ْرتُ ْم َوأَ َخ ْذتُ ْم عَلَى ذَِلكُمْ
صرِي قَالُواْ أَقْ َر ْرنَا قَالَ فَا ْشهَدُواْ َوَأنَ ْا َمعَكُم مّنَ الشّاهِدِينَ)) [آل عمران« :]81:ل يبعث ال نبيا إِ ْ
آدم فمن بعده إل أخذ عليه العهد لئن َبعَثَ الُ ممدا وهو ح ّي ليؤمِنَ ّن به ولينص َرنّهُ وأمره أن
() نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)228: 292
() نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)96: 296
86
أخذ العهد بذلك على قومه»(.)298
صبِرُواْ وَصَاِبرُواْ وَرَابِطُواْ وَاّتقُواْ
-18و ُروِيَ عنه عليه السلم ف قوله تعال(( :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ا ْ
اللّهَ َلعَّلكُ ْم ُتفِْلحُونَ)) [آل عمران« ]200:إن معن رابطوا أي :رابطوا الصلوات ،ومعناه :انتظروها
واحدة بعد واحدة»(.)299
قلت :هذا بيان لحد أهم مصاديق الرباط .وقد روى الطبسي ف ممع البيان ما يؤيد هذا
عن النب " صلى ال عليه وآله وسلم " أنه ُسئِل عن أفضل العمال ،فقال« :إسباغ الوضوء ف
السبات ،ونقل القدام إل الماعات ،وانتظار الصلة بعد الصلة ،فذلكم الرباط»(.)300
ورواه جعٌ من أهل السنة كمسلم ف صحيحه والنسائي والترمذي ف سننهما ولفظ الترمذي
ل بِ ِه الْخَطَايا َويَرفَعُ بِهِ عن النب صلى ال عليه وآله وسلم قال« :ألَ أَدُّلكُ ْم عَلَى مَا يَمْحُو ا ُ
خطَا إِل الدّ َرجَاتِ؟ قَالَوا :بَلَى يَا َرسُولَ الِ .قَالَِ :إ ْسبَاغُ اْلوُضُوءِ عَلَى الَكا ِر ِه وَ َكثْ َرةُ الْ ُ
لةَِ" ،فذَِلكُمُ ال ّربَاطُ ،فَذَِلكُمُ ال ّربَاطُ ،فَذَِلكُمُ ال ّربَاطُ"صَصلَ ِة َبعْ َد ال ّ
الْمَسَا ِجدِ ،وَاْنتِظَا ُر ال ّ
َثلَثا»(.)301
أقول :ول عجب ف ذلك فالرباط ملزمة ثغر العدو لنعه ،وهذه العمال تسد طرق الشيطان
عنه وتنع النفس عن الشهوات ،وعداوة النفس والشيطان ل تفى ،فهذا هو الهاد الكب
الذي فيه قهر أعدى عدوه ،فلذلك قال الرباط بالتعريف والتكرار تعظيما لشأنه.
-19وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إ ّن الّذِينَ َيأْكُلُونَ َأ ْموَالَ الَْيتَامَى ظُلْمًا ِإنّمَا َيأْكُلُونَ فِي
بُطُوِنهِ ْم نَارًا َوسََيصَْل ْونَ َسعِيًا)) [النساء« :]10:من أكل مال اليتيم ظلما ،سيدركه وبال ذلك ف
ش الّذِينَ َلوْخ َعقبه من بعده ،ويلحقه وبال ذلك ف الخرة .أما ف الدنيا فإن ال يقول(( :وَْليَ ْ
ضعَافًا خَافُوْا عََلْيهِمْ فَ ْلَيّتقُوا اللّ َه وَْلَيقُولُواْ َقوْ ًل سَدِيدًا)) [النساء ،]9:وأما
تَرَكُوْا مِنْ َخ ْل ِفهِمْ ذُ ّرّيةً ِ
ف الخرة ،فإن ال يقولِ(( :إ ّن الّذِينَ َيأْكُلُونَ َأ ْموَالَ الَْيتَامَى ظُلْمًا ِإنّمَا َيأْكُلُونَ فِي بُطُوِنهِمْ
() الطبسي ف ممع البيان .)3/131( ،ورواه ابن جرير الطبي ف ممع البيان والسيوطي ف الدر لنثور. 298
() انظر ممع البيان للطبسي ،ذيل تفسيه للية ( )200من سورة آل عمران. 299
() الامع الصحيح للترمذي ،ج ،1أبواب الطهارة ،باب ما جاء ف إسباغ الوضوء .ونوه لدى النسائي ف سننه ومسلم 301
87
نَارًا َو َسيَصَْل ْو َن َسعِيًا))»(.)302
-20وقال عليه السلم ف قول ال عزّ وجلّ(( :وَ َل تَنكِحُوْا مَا َنكَحَ آبَاؤُكُم مّ َن النّسَاء إِلّ مَا َقدْ
سََلفَ)) [النساء« :]22:إذا نكح رجلٌ امرأ ًة ث توفّيَ عنها أو طلّقها ،ل تلّ لحدٍ من ولده إن
دخل با أو ل يدخل با»(.)303
-21وقال عليه السلم(( :إذا تزوّج الرجلُ الرأةَ فدخل با أو ل يدخل باَ ،ح ُر َمتْ عليه أمّها.
ت نِسَآئِكُمْ)) [النساء ]23:فهي مبهمة مرّمة ف كتاب الوذلك لقول ال تعال ((َ ..وُأمّهَا ُ
تعال))(.)304
لتِي
لتِي فِي حُجُورِكُم مّن نّسَآئِكُ ُم ال ّ
-22وقال عليه السلم ف قول ال عزّ وجلّ(( :وَ َربَاِئبُكُ ُم ال ّ
دَخَ ْلتُم ِبهِنّ)) [النساء« ]23:هي ابنة امرأته ،عليه حرام إذا كان دخل بأمها ،فإن ل يكن دخل
بأمها فتزويها له حلل»(.)305
أقول :ربيبة الرجل ابنة امرأته من غيه ،وقيد ف «فِي ُحجُورِكُم» خرج مرج الغالب لن
الغالب ف الربيبة أن تعيش ف كنف أمها ،فالكم يعم كل ربيبة سواء كانت ف حجر زوج
أمها أم ل تكن.
صلَ َة َوأَنتُ ْم ُسكَارَى َحّت َى َتعْلَمُواْ مَا َتقُولُونَ
-23وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :ل َتقْ َربُواْ ال ّ
وَلَ ُجُنبًا إِلّ عَابِرِي َسبِيلٍ)) [النساء« :]43:أي إل أن تكونوا مسافرين فيجوز لكم أداؤها
بالتيمّم»(.)306
ستُمُ النّسَاء)) [النساء« :]43:الراد به الماع»(.)307
-24وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :أوْ َلمَ ْ
أقول :يؤيد هذا التفسي ما روى عنه عليه السلم ف نج البلغة حيث قال(( :إِذَا نَظَرَ أَ َحدُكُمْ
88
جبُهُ َف ْليُلمِسْ َأهْلَهُ فَِإنّمَا ِهيَ امْ َرَأةٌ كَامْ َرَأتِهِ)) (.)308
إِلَى امْ َرَأ ٍة ُتعْ ِ
-25وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إنّ اللّهَ لَ َي ْغفِرُ أَن يُشْ َركَ بِ ِه َوَي ْغفِ ُر مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاء)) [النساء« :]48:ما ف القرآن آيةٌ أرجى عندي من هذه الية»(.)309
-26وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إنّ اللّهَ يَ ْأمُرُكُمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ إِلَى أَهِْلهَا َوإِذَا َحكَ ْمتُم
حكُمُواْ بِاْلعَدْلِ ِإنّ اللّهَ نِعِمّا َيعِ ُظكُم بِهِ ِإنّ اللّهَ كَا َن سَمِيعًا َبصِيًا)) [النساء:]58:
َبيْ َن النّاسِ أَن تَ ْ
«ح ّق على المام أن يكم با أنزل ال ،وأن يؤدّي المانة ،فإذا فعل ذلك فحقّ على الناس
أن يسمعوا له وأن يطيعوا ،وأن ييبوا إذا دُعوا»(.)310
-27وقال عليه السلم لرتدّ :إن كنتُ لستتيبه ثلثا .ث قرأ هذه الية(( :إِ ّن الّذِينَ آ َمنُواْ ،ثُمّ
َكفَرُواْ ،ثُمّ آ َمنُوْا ثُمّ َكفَرُوا ،ثُمّ ا ْزدَادُواْ ُكفْرًا)) [النساء.)311(]137:
-28وقال عليه السلم« :كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وإنا كان يؤخذ من أمر رسول ال صلى
ال عليه وآله وسلم بآخره وكان من آخر ما نزل عليه سورة الائدة نسخت ما قبلها ول
ينسخها شيء .لقد نزلت عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليه الوحى حت وقفت وتدل
بطنها حت رأيت سرتا تكاد تس الرض وأغمى على رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم
حت وضع يده على رأسه شبيه بن وهب المحى ث رفع ذلك عن رسول ال فقرأ علينا سورة
الائدة فعمل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم وعملنا»(.)312
-29وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :أَكْ َم ْلتُ َلكُمْ دِيَنكُمْ)) [الائدة ]3:أنزلت هذه الية على
رسول صلى ال عليه (وآله) وسلم وهو قائم عشية عرفة(.)313
حتِ)) [الائدة« :]42:السحت هو الرشوة ف
-30وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :أَكّالُونَ لِلسّ ْ
() السيوطي ف الدر النثور ذيل تفسيه الية ( )58الذكورة من سورة النساء. 310
89
الكم ..الديث»(.)314
أقول :وقد روى مثل هذا القول عن النب صلى ال عليه وآله وسلم.
س َوُتهُمْ)) [الائدة :]89:ثوبان لكل إنسان(.)315
-31وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :أوْ كِ ْ
-32وقال عليه السلم« :ل َت ْأمَنَ ّن عَلَى َخيْ ِر هَ ِذ ِه ا ُل ّمةِ عَذَابَ اللّهِ ِل َقوْلِهِ َتعَالَى(( :أََفَأمِنُواْ َمكْرَ اللّ ِه
ل َي ْأمَنُ َمكْرَ اللّهِ إِ ّل اْل َقوْ ُم الْخَاسِرُونَ)) [العراف ،]99:ول َتيَْأسَنّ لِشَرّ هَ ِذهِ ا ُل ّمةِ مِنْ َروْحِ اللّهَِف َ
س مِن ّروْحِ اللّهِ إِ ّل اْل َقوْ ُم اْلكَافِرُونَ)) [يوسف.)316(»]87:
لقوله تعالَ (( :ل يَْيأَ ُ
حِيَينّهُ َحيَاةً َطيَّبةً)) [النحلَ :]97:فقَا َل ِهيَ
ُ -33سئِلَ عليّ عليه السلم عن قوله تعال(( :فََلنُ ْ
اْل َقنَا َعةُ(.)317
-34وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إنّ اللّهَ يَ ْأمُ ُر بِاْلعَدْ ِل وَالِحْسانِ)) [النحل :]90:اْلعَدْلُ
ف وَالِحْسَانُ الّت َفضّلُ(.)318
ا ِلنْصَا ُ
-35وقال عليه السلم ف قوله تعال ف سورة النفال عن غزوة بدر ((َ ...ومَا أَنزَْلنَا عَلَى َعبْ ِدنَا
َي ْومَ الْفُرْقَا ِن َي ْومَ اْلَتقَى الْجَ ْمعَانِ)) [النفال« :]41:كانت ليلة الفرقان َي ْومَ اْلَتقَى الْجَ ْمعَانِ ف
صبيحتها ليلة المعة ،لسبع عشرة مضت من رمضان»(.)319
ق عِندَ َرّبهِمْ..
-36وقال عليه السلم ف قوله تعالَ ..(( :وبَشّ ِر الّذِينَ آ َمنُواْ َأنّ َلهُمْ َق َدمَ صِ ْد ٍ
الية)) [يونس« ]2:قال( :هو) ممد صلى ال عليه وآله وسلم ،شفي ٌع لم يوم القيامة»(.)320
-37وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :فَلوْلَ كَاَنتْ قَ ْرَيةٌ آ َمنَتْ َفَنفَ َعهَا إِيَاُنهَا إِلّ َق ْومَ يُوُنسَ َلمّآ
حيَاةَ ال ّدنْيَا َو َمتّ ْعنَاهُمْ إِلَى ِحيٍ)) [يونس« :]98:إن الذر ش ْفنَا َعْنهُ ْم عَذَابَ الِزْيِ فِي الْ َ
آ َمنُواْ كَ َ
() َنهْج البَلغَةِ :باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)377: 316
() نج البلغة :باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)229: 317
() نج البلغة :باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)231: 318
() السيوطي ف الدر النثور ،ميلً إل ابن مردويه ف تفسيه عن علي بن أب طالب. 319
() السيوطي ف الدر النثور ،ميلً إل ابن مردويه عن علي بن أب طالب ،وروى مثله عن السن وعن أب سعيد الدري 320
كذلك.
90
ش ْفنَا
ل يرد القدر وإن الدعاء يرد القدر ،وذلك ف كتاب ال(( :إِلّ َق ْو َم يُوُنسَ َلمّآ آمَنُواْ كَ َ
َعْنهُ ْم عَذَابَ الِزْيِ))»(.)321
وأقول :لقد روى الفريقان نو هذا عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال" :ل يرد
القدر إل الدعاء" وقال" :ل يغن حذر من قدر ،والدعاء ينفع ما نزل وما ل ينل.)322("..
-38وقال عليه السلم« :أربعٌ تعليمٌ من ال عزّ وجلّ لس َن بواجباتٍ .قوله(( :فَكاِتبُوهُمْ ِإنْ
عَِل ْمتُمْ فِيهِمْ َخيْرا)) [النور ]33:فمَ ْن شاء كاتب رقيقه َومَنْ شاء ل يكاتب .وََقوْلُهَُ (( :وإِذا حََل ْلتُمْ
فَاصْطادُوا)) [الائدة :]2:فمن شاء اصطاد ومن شاء ل يصطد .وََقوْلُهَُ(( :فكُلُوا ِمنْها َوأَ ْطعِمُوا
ت الصّلةُ ضيَ ِ
الْقانِ َع وَالْ ُم ْعتَرّ)) [الج :]36:فمن شاء أكل َومَنْ شاء ل يأكل .وََقوْلُهُ(( :فَإِذا ُق ِ
فَاْنتَشِرُوا فِي الَ ْرضِ)) [المعة :]10:فمن شاء انتشر َومَنْ شاء جلس»(.)323
-39وقال عليه السلم« :أيعجز أحدكم إذا مرض أن يسأل امرأته فتهب له من مهرها درها
فيشتري به عسل فيشربه باء السماء فإن ال عزّ وجلّ يقول ف الهر(( :فَِإ ْن ِطبْنَ َلكُ ْم عَنْ
َشيْ ٍء ِمنْهُ َنفْسا َفكُلُوهُ َهنِيئا مَرِيئا)) [النساء ]4:ويقول ف العسل(( :فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ)) [النحل:]69:
ويقول ف ماء السماءَ (( :ونَزّلْنا مِنَ السّماءِ ما ًء مُبارَكا)) [سورة ق.)324(»]9:
سَتقِيمٍ)) [هود« :]56:إنه على حق،
ط مّ ْ
-40وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إنّ َربّي عَلَى صِرَا ٍ
يزي بالحسان إحسانا وبالسيئ سيئا ،ويعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعال»(.)325
-41وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :ألَ ْم تَرَ إِلَى الّذِي َن بَدّلُواْ ِنعْ َمةَ اللّهِ ُكفْرًا َوأَحَلّواْ َق ْو َمهُمْ دَا َر
س اْلقَرَارُ)) [إبراهيم..« ]29 -28:أل أحد يسألن عن القرآن؟ فوال لو اْلَبوَارَِ .ج َهنّ َم َيصَْل ْوَنهَا َوبِْئ َ
أعلم اليوم أحد أعلم به من ،وإن كان من وراء البحور لتيته .فقام عبد ال بن الكواء فقال:
مَنِ ((الّذِي َن بَدّلُواْ نِعْ َمةَ اللّهِ ُكفْرًا»؟ قال :هم مشركو قريش ،أتتهم نعمة ال اليان فبدلوا
() السيوطي ف الدر النثور ،ميلً إل ابن أب حات والللكائي ف السنة عن علي بن أب طالب ..الديث. 321
() انظر الدر النثور للسيوطي ذيل تفسيه للية الذكورة من سورة يونس. 322
91
()326
حرُوا يوم بدر»
قومهم دار البوار)) وقال أيضا« :هم كفار قريش الذين نُ ِ
صدُو ِرهِم مّ ْن غِلّ إِ ْخوَانًا عَلَى
-42وقال عليه السلم فينا وال أهل بدرٍ نزلت (( َونَ َز ْعنَا مَا فِي ُ
()327
[الجر]47: سُ ُر ٍر ّمتَقَابِِليَ))
-43وقال عليه السلم :إن لرجو أن أكون أنا وعثمان والزبي وطلحة من قال الَ (( :ونَ َزعْنَا مَا
فِي صُدُو ِرهِم مّ ْن غِلّ)) [الجر.)328(]47:
صفْ َح الْجَمِيلَ))
صفَحِ ال ّ
-44و ُروِيَ أنه عليه السلم قال ف قوله تعالَ ..(( :وإِنّ السّاعَ َة لِتَيةٌ فَا ْ
[الجر« :]85:إن الصفح الميل هو العفو من غي عتاب» وقيل :هو العفو بغي تعنيف
وتوبيخ.)329(.
ش ًة َوسَاء سَبِيلً))
-45و ُروِيَ عنه عليه السلم ف قوله تعال(( :وَ َل َتقْ َربُواْ ال ّزنَى ِإنّهُ كَانَ فَاحِ َ
[السراء :]32:قال« :سعت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم يقول :ف الزنا ست خصال،
ثلث ف الدنيا ،وثلث ف الخرة .فأما اللوات ف الدنيا فيذهب بنور الوجه ،ويقطع الرزق،
ويسرع الفنا .وأما اللوات ف الخرة :فغضب الرب ،وسوء الساب ،والدخول ف النار ،أو
اللود ف النار»(.)330
-46وقال عليه السلم ف تفسي قوله تعالَ (( :ومَن ُقتِ َل مَظْلُومًا َفقَدْ َجعَ ْلنَا ِلوَِليّ ِه سُلْطَانًا َف َ
ل
يُسْرِف فّي اْل َقتْلِ إِنّهُ كَانَ مَْنصُورًا)) [السراء« :]33:والسراف ف القتل أن تقتل غي قاتلك،
فقد نى ال عن ذلك ،وهو الغشم الذي نى ال عنه»(.)331
-47وقال عليه السلم« :إذا حلف الرجل بال فله ثنياها إل أربعي يوما وذلك أن قوما من
اليهود سألوا النب صلى ال عليه وآله وسلم عن شيء ،فقال ائتون غدا -ول يستثن -حت
() تف سي ال طبي ،وال سيوطي ف الدر النثور ،بالحالة إل ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير وا بن النذر ف تفا سيهم ،ذ يل 326
() رواه أبو جعفر السكاف ،ف كتاب العيار والوازنة ،ص .97 331
92
شيْءٍ ِإنّي
أُ ْخبِرَ ُكمْ ،فاحتبس عنه جبئيل عليه السلم أربعي يوما ث أتاه ،وقال (( :وَل تَقُولَنّ لِ َ
ك غَدا .إِل َأ ْن يَشاءَ ال وَاذْكُرْ َربّكَ إِذا نَسِيتَ)) [الكهف 23:و .)332(»]24
فاعِلٌ ذلِ َ
-48روى أن يهوديا سأل على بن أب طالب عليه السلم عن مدة لبث أصحاب الكهف ف
ي وَازْدَادُوا
ث مِاَئةٍ ِسنِ َ
كهفهم فأخب با ف القرآن من قوله تعال(( :وََلِبثُوا فِي َك ْه ِفهِ ْم ثَل َ
سعًا)) [الكهف ]25:فقال :إنا ند ف كتابنا ثلثائة ،فقال عليه السلم :ذاك بسن الشمس وهذا تِ ْ
بسن القمر(.)333
ت الصّالِحَاتُ َخيْرٌ
حيَاةِ ال ّدنْيَا وَالْبَاِقيَا ُ
-49وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :الْمَا ُل وَاْلَبنُونَ زِيَنةُ الْ َ
ك َثوَابًا وَ َخيْرٌ َأ َملً)) [الكهف« :]46:الال والبنون حرث الدنيا ،والعمل الصال حرث عِندَ َربّ َ
الخرة ،وقد يمعهما ال لقوام»(.)334
ك عَن ذِي اْلقَ ْرَنيْنِ)) [الكهف« :]83:إنه كان عبدا
سأَلُونَ َ
-50وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :ويَ ْ
صالا أحب ال وأحبه ال وناصح ال وناصحه .قد أمر قومه بتقوى ال فضربوه على قرنه
ضربة بالسيف فذلك قرناه وفيكم مثله»(.)335
جعَلُ َلهُمُ الرّ ْحمَنُ
ت َسيَ ْ
-51وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إ ّن الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
ُودّا)) [مري« :]96:مبة ف قلوب الؤمني».
قلت رواه السيوطي ف الدر النثور قال :وأخرج الطبان وابن مردويه ،عن ابن عباس قال:
نزلت ف علي بن أب طالب «إن الذين آمنوا وعملوا الصالات سيجعل لم الرحن ودا» قال:
مبة ف قلوب الؤمني .وأخرج الكيم الترمذي وابن مردويه ،عن علي بن أب طالب قال:
سألت رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم عن قوله« :سيجعل لم الرحن ودا» ما هو؟ قال:
الحبة ،ف قلوب الؤمني ،واللئكة القربي .يا علي ،إن ال أعطى الؤمن ثلثا .النة والحبة
واللوة والهابة ف صدور الصالي))(.)336
() السيوطي ف الدر النثور ذيل تفسي الية الذكورة من سورة الكهف وأحال إل ابن أب حات ف تفسيه. 334
() السيوطي ف الدر النثور :ذيل تفسي الية الذكورة من سورة مري. 336
93
-52وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :فَأوْ َجسَ فِي َنفْسِهِ خِي َف ًة مّوسَى)) [طه« :]67:لَ ْم يُو ِجسْ
جهّالِ وَ ُدوَ ِل الضّللِ»(.)337
مُوسَى عليه السلم خِي َف ًة عَلَى َنفْسِ ِه بَلْ َأ ْشفَقَ مِ ْن غََلَبةِ الْ ُ
-53وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إّننِي َأنَا اللّهُ ل إِلَهَ إِل َأنَا فَاعْبُ ْدنِي َوأَقِ ِم الصّلةَ لِذِ ْكرِي))
[طه« ]14:حدثنا رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ،عن جبيل عليه السلم قال :قال ال عز
وجل ((أن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن» "من جاءن منكم بشهادة أن ل إله إل ال
بالخلص دخل حصن ،ومن دخل حصن أمن عذاب"))(.)338
-54وقال عليه السلم ف قول ال عزّ وجلّ(( :وَالّذِي َن يَ ْرمُونَ أَ ْزوَا َجهُ ْم وَلَ ْم َيكُن ّلهُ ْم ُشهَدَاءُ إِل
ت بِاللّهِ ِإنّهُ لَمِ َن الصّادِقِيَ)) [النور« :]6:من قذف امرأته شهَا َدةُ أَحَ ِدهِمْ أَ ْربَ ُع َشهَادَا ٍ
سهُمْ فَ َ
أَنفُ ُ
فل لعان بينه وبينها حتّى ي ّدعِي ال ّر ْؤَي َة فيقول :رأيتُ رجل بي رجليها يزن با»(.)339
[القصص]85: ك الْقُرْآنَ لَرَا ّدكَ إِلَى َمعَادٍ))
ض عََليْ َ
-55وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :إ ّن الّذِي فَ َر َ
قال :النة(.)340
-56وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا ل َتكُونُوا كَالّذِينَ آ َذوْا مُوسَى َفَب ّرأَ ُه
اللّ ُه مِمّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللّ ِه وَجِيهًا)) [الحزاب« :]69:إن موسى وهارون عليهما السلم صعدا
البل فمات هارون ،فقالت بنو إسرائيل أنت قتلته فأمر ال اللئكة فحملته حت مروا به على
بن إسرائيل وتكلمت اللئكة بوته حت عرفوا أنه مات ،وبرّأه ال من ذلك»(.)341
-57وقال عليه السلم ف قصة دواد النب عليه السلم الت جاءت ف سورة ص« :ل أوتى برجل
يزعم أن داود تزوج امرأة أوريا إل جلدته حدين ،حدا للنبوة وحدا للسلم»(.)342
قال ابن جزّي :وقد اختلف الناس ف هذه القصة وأكثروا فيها قديا وحديثا حت قال علي بن
أب طالب رضي ال عنه« :مَنْ حدّث با يقول هؤلء القصّاص ف أمر داود عليه السلم
() السيوطي ف الدر النثور ،ذيل تفسي الية الذكورة من سورة طه ،ميل إل أب نعيم الصفهان ف حلية الولياء. 338
94
جلدته حدّين لا ارتكب من حرمة من رفع ال ملّه»(.)343
[يس]70: -58وقال عليه السلم ف قوله تعالِ(( :ليُنذِ َر مَن كَانَ َحيّا َويَحِ ّق اْل َقوْ ُل عَلَى اْلكَافِرِينَ))
أي من كان عاقلً(.)344
-59وقال عليه السلم :من سره أن يكتال بالكيال الوف من الجر يوم القيامة فليقل آخر ملسه
حي يريد أن يقوم ((سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل
رب العالي)).
أخرجه السيوطي ف الدر النثور عن النب صلى ال عليه وآله وسلم ورواه أيضا عن علي بن
أب طالب فقال« :وأخرج حيد بن زنويه ف ترغيبه من طريق الصبغ بن نباتة عن علي بن
أب طالب رضي ال عنه قال :من سره أن يكتال بالكيال الوف فليقرأ هذه الية ثلث مرات
((سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب العالي))».
-60وقال عليه السلم :إن ال -وله المد -افتتح الكتاب بالمد لنفسه ،وختم أمر الدنيا
ب الْعالَمِيَ))
ضيَ َبْيَنهُ ْم بِالْحَ ّق وَقِي َل الْحَ ْمدُ لِلّهِ رَ ّ
وميء الخرة بالمد لنفسه فقال(( :وُق ِ
[الزمر.)345(]75:
-61وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :وَقَا َل الّذِينَ َكفَرُوا َرّبنَا أَ ِرنَا الّ َذيْنِ أَضَلنَا مِ َن الْجِ ّن
وَالِنسِ)) [ُفصّلت« :]29:قال :إبليس البالسة وابن آدم الذي قتل أخاه» وف رواية أخرى عنه
عليه السلم((« :فإنما ابن آدم القاتل ،وإبليس البالسة .فأما ابن آدم فيدعو به كل صاحب
كبية دخل النار من أجل الدعوة .وأما إبليس فيدعو به كل صاحب شرك ،يدعوانما ف
النار»(.)346
-62وقال عليه السلم« :قال ال تعالِ(( :إنّ الّذِينَ قالُوا َرّبنَا اللّ ُه ثُ ّم ا ْستَقامُوا َتَتنَزّ ُل عََلْيهِ ُم
جّن ِة اّلتِي ُكْنتُمْ تُوعَدُونَ)) [فصلت :]30:وَقَدْ قُ ْلتُمْ ح َزنُوا وَأبْشِرُوا بِالْ َ
الْمَلِئكَةُ أَل تَخافُوا وَل تَ ْ
ح ِة مِ ْن عِبَا َدتِه .ثُمّ ل َرّبنَا اللّهُ فَا ْسَتقِيمُوا عَلَى ِكتَابِ ِه َوعَلَى ِمْنهَاجِ َأمْ ِر ِه َوعَلَى الطّرِي َق ِة الصّالِ َ
() راجع :كتاب التسهيل لعلوم التنمزيل ،لحمد بن أحد بن جزّي الكلب.)3/182( ، 343
() أخرج الروايتي ابن جرير الطبي ف تفسيه جامع البيان ،ذيل تفسي الية ( )29من سورة فصلت. 346
95
تَ ْمرُقُوا ِمْنهَا وَل َتْبتَ ِدعُوا فِيهَا وَل تُخَاِلفُوا عَْنهَا ،فَِإنّ أَهْ َل الْ ُمرُوقِ ُمْنقَطَ ٌع ِبهِ ْم ِعنْدَ اللّ ِه َيوْمَ
اْل ِقيَا َمةِ»(.)347
سبَتْ َأيْدِيكُ ْم َوَي ْعفُو عَن
-63وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :ومَا أَصَاَبكُم مّن ّمصِيَبةٍ َفبِمَا كَ َ
َكثِيٍ)) [الشورى ]30:قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم« :خي آية ف كتاب ال هذه
الية ،يا علي! ما من خدش عود ول نكبة قدم إل بذنب وما عفا ال عنه ف الدنيا فهو أكرم
من أن يعود فيه ،وما عاقب ف الدنيا فهو أعدل من أن يثن على عبده»(.)348
-64وقال عليه السلم :قيل للنب هل عبدت وثنا قط؟ قال :ل .قالوا :فهل شربت خرا قط؟
قال :ل وما زلت أعرف الذي هم عليه ُكفْرٌ وما كنت أدرى ما الكتاب ول اليان وبذلك
ب وَل الِيَانُ)) [الشورى.)349(]52:
ت تَدْرِي مَا اْلكِتَا ُ
نزل القرآن(( :مَا كُن َ
ض الّذِينَ َك َفرُوا عَلَى النّارِ َأ ْذهَْبتُ ْم -65وقد عاش وتفاعل عليه السلم مع قوله تعال (( َوَيوْ َم ُيعْ َر ُ
َطّيبَاِتكُمْ فِي َحيَاتِكُمُ ال ّدْنيَا وَا ْستَ ْمَتعْتُم ِبهَا)) [الحقاف ]20:وأمثالا من اليات البينة لقارة الدنيا
ط بِهِحيَاةِ ال ّدنْيَا كَمَاء أَنزَْلنَاهُ مِنَ السّمَاء فَا ْختَلَ َ وتفاهتها كقوله تعال(( :وَاضْرِبْ َلهُم ّمثَ َل الْ َ
ح وَكَانَ اللّ ُه عَلَى كُ ّل َشيْءٍ ّم ْقتَدِرًا .الْمَا ُل وَاْلبَنُونَ صبَ َح هَشِيمًا تَذْرُوهُ ال ّريَا ُ ت الَ ْرضِ َفأَ ْ َنبَا ُ
حيَاةِ ال ّدْنيَا وَاْلبَاِقيَاتُ الصّالِحَاتُ َخيْ ٌر عِندَ َربّكَ َثوَابًا َو َخيْرٌ َأ َملً)) [الكهف ]46 -45:وقوله زِيَن ُة الْ َ
حيَاةُ ال ّدْنيَا َل ِعبٌ وََل ْه ٌو وَزِينَ ٌة َوَتفَاخُ ٌر َبْينَكُ ْم َوَتكَاثُرٌ فِي ا َل ْموَالِ
سبحانه(( :اِعَْلمُوا َأنّمَا الْ َ
جبَ اْل ُكفّارَ نَبَاتُ ُه ثُ ّم َيهِيجُ َفَترَا ُه ُمصْفَرّا ثُ ّم َيكُونُ حُطَامًا وَفِي الخِ َرةِ وَا َلوْلدِ كَ َمثَ ِل َغيْثٍ َأعْ َ
ع اْلغُرُورِ))( .الديد،]20: حيَاةُ ال ّدنْيَا إِل َمتَا ُ ضوَانٌ َومَا الْ َ ب شَدِي ٌد َو َم ْغفِ َرةٌ مّنَ اللّ ِه وَرِ ْ
عَذَا ٌ
فكانت حياته تفسيا عمليا وتسيدا حيّا لذه اليات الكرية.
وف هذا ،يروي الطبسي ف ممع البيان فيقول« :وقال علي بن أب طالب ،عليه أفضل
الصلوات ،ف بعض خطبه :وال لقد رقعت مدرعت هذه حت استحييت من راقعها ،ولقد قال
ل قائل :أل تنبذها؟ فقلت :اغرب عن ،فعند الصباح يمد القوم السرى» .وروى ممد بن
قيس ،عن أب جعفر الباقر عليه السلم أنه قال« :وال إن كان عليّ عليه السلم ليأكل أكلة
96
العبد ،ويلس جلسة العبد ،وإن كان ليشتري القميصي فيخي غلمه خيها ،ث يلبس الخر،
فإذا جاز أصابعه قطعه ،وإذا جاز كعبه حذفه ،ولقد ول خس سني ،ما وضع آجرة على
آجرة ،ول لبنة على لبنة ،ول أورث بيضاء ول حراء ،وإن كان ليطعم الناس على خبز الب
واللحم ،وينصرف إل منله فيأكل خبز الشعي ،والزيت والل ،وما ورد عليه أمران كلها
ل ،عَ ّز وَجَلّ ،فيه رضىً ،إل أخذ بأشدها على بدنه .ولقد أعتق ألف ملوك من كد يينه،
تربت منه يداه ،وعرق فيه وجهه .وما أطاق عمله أحد من الناس بعده ،وإن كان ليصلي ف
اليوم والليلة ألف ركعة ،وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن السي عليه السلم ،ما أطاق
عمله أحد من الناس بعده» .ث إنه قد اشتهر ف الرواية أنه (أي أمي الؤمني عليّ) عليه السلم
لا دخل على العلء بن زياد بالبصرة يعوده ،قال له العلء :يا أمي الؤمني أشكو إليك أخي
عاصم بن زياد ،لبس العباءة ،وتلى عن الدنيا؟ فقال عليه السلم :عليّ به .فلمّا جاء به قال:
ي َنفْسِهِ! لقد استهام بك البيث .أما رحت أهلك وولدك؟ أترى ال أحل لك يا عُدَ ّ
الطيبات ،وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على ال من ذلك! قال :يا أمي الؤمني! هذا
أنت ف خشونة ملبسك ،وجشوبة مأكلك؟ قال :ويك إن لست كأنت! إن ال تعال فرض
على أئمة الق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس ،كيل يتبيّغ بالفقي فقره))( )350قلت ويتبيّغ من باغ الدم
بيغا وتبيّغ :هاج وثار.
-66وقال عليه السلم ف قوله تعالَ ((:وأَلْ َز َمهُمْ كَِل َم َة الّت ْقوَى)) [الفتح ]26:هي ل إله إل ال(.)351
-67وقال عليه السلم ف قوله تعال((:يَا َأّيهَا النّاسُ ِإنّا خََل ْقنَاكُم مّن ذَ َك ٍر َوأُنثَى َو َجعَ ْلنَاكُ ْم ُشعُوبًا
وََقبَائِلَ ِلَتعَارَفُوا ِإنّ أَكْ َر َمكُ ْم عِندَ اللّهِ َأتْقَاكُمْ ِإنّ اللّ َه عَلِيمٌ َخبِيٌ)) [الجرات« :]13:قال النب صلى
ال عليه وآله وسلم" :إذا كان يوم القيامة أوقف العباد بي يدي ال تعال غرل بما فيقول
ال :عبادي أمرتكم فضيعتم أمري ،ورفعتم أنسابكم فتفاخرت با ،اليوم أضع أنسابكم ،أنا
اللك الديان أين التقون؟ أين التقون؟ إن أكرمكم عند ال أتقاكم»(.)352
-68وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :وَجَاءتْ كُ ّل َن ْفسٍ ّم َعهَا سَائِقٌ َو َشهِيدٌ)) [ق(( .]21:سَائِقٌ
() السيوطي ف الدر النثور ،ذيل تفسيه الية الذكورة من سورة الجرات وأحال الرواية إل الطيب البغدادي. 352
97
شهَ ُد عََلْيهَا ِبعَمَِلهَا))(.)353
ش ِرهَا َوشَاهِ ٌد يَ ْ
يَسُوُقهَا إِلَى مَحْ َ
ُ -69روِيَ أ ّن اب َن الكوّا سأل أمي الؤمني عليّا عليه السلم وهو يطب على النب ،فقال :ما
((الذّا ِريَاتِ ذَ ْروًا))؟ قال :الرياح ،قال(( :فَاْلحَامِلتِ وِ ْقرًا))؟ قال :السحاب .قال:
ت يُسْرًا))؟ قال :السفن .قال(( :فَالْ ُمقَسّمَاتِ َأمْرًا))؟( )354قال :اللئكة(.)355
((فَاْلجَا ِريَا ِ
حبُكِ)) [الذاريات :]7:معناه :ذات السن
-70وقال عليه السلم ف قوله تعال((:وَالسّمَاءِ ذَاتِ الْ ُ
والزينة(.)356
-71وروى عنه عليه السلم ف معن قول ال ع ّز وجلّ(( :هَلْ جَزَاء الِحْسَانِ إِل الِحْسَانُ))
[الرحن ]60:قال« :سعت رسول صلى ال عليه وآله وسلم يقول :إن ال ع ّز وجلّ قال :ما
جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إل النة»(.)357
[الواقعة]27: ب اْليَمِيِ))
صحَا ُ
-72وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :وأَصْحَابُ الْيَمِيِ مَا أَ ْ
«أصحاب اليمي :أطفال الؤمني»(.)358
-73وقال عليه السلم« :الزهد كله بي الكلمتي من القرآن .قال ال سبحانهِ(( :ل َكيْل َت ْأ َسوْا
س عَلَى الْمَاضِي وَلَ ْم َيفْ َرحْ
عَلَى مَا فَاَتكُمْ وَل َتفْ َرحُوا بِمَا آتَاكُمْ)) [الديدَ .]23:ومَنْ لَمْ يَأْ َ
بِالتِي َفقَدْ أَ َخذَ ال ّزهْ َد بِطَرََفيْهِ»(.)359
أقول :فليكن فرح الؤمن الزاهد با نال من ثواب الخرة أكثر من فرحه بعوائد الدنيا كما قال
ال تعال((:قُلْ بِ َفضْلِ اللّ ِه َوبِرَ ْح َمتِهِ َفبِذَلِكَ َف ْلَيفْرَحُواْ هُوَ َخْي ٌر مّمّا يَجْ َمعُونَ)) [يونس ]58:ويؤيد
هذا العن وصيته عليه السلم لبن عباس رضي ال عنه حيث قال له« :فَ ْلَيكُ ْن سُرُو ُر َك بِمَا
ك ِمنْهَاَ ،ومَا نِ ْلتَ مِنْ ُدْنيَاكَ فَل ُتكْثِرْ بِهِ َفرَحا،
ت مِنْ آ ِخ َرتِكَ ،وَلَْيكُنْ َأ َسفُكَ عَلَى مَا فَاتَ َنِ ْل َ
() َنهْج البَلغَةِ :باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)439: 359
98
ك ِمْنهَا فَل َتأْسَ عََليْهِ َجزَعا»(.)360
َومَا فَاتَ َ
-74وقال عليه السلم ف قوله تعالُ (( :عتُ ّل َبعْدَ ذَلِكَ َزنِيمٍ)) [القلم« :]13:الزنيم هو الجي
الكافر»(.)361
أقول :وقد روى السيوطي ف الدر الأثور أيضا عن ابن عباس أن نافع بن الزرق سأله عن
قوله« :زنيم» قال :ولد الزنا .قال :وهل تعرف العرب ذلك؟ قال :نعم أما سعت قول
الشاعر:
كما زيد ف عرض الدي الكارع زنيــم تداعتـه الرجـال زيادة
س الْبَرَكَاتِت وَ َحْب ِ -75وقال عليه السلمِ« :إنّ اللّهَ يَْبتَلِي عِبَا َد ُه ِعنْ َد الَعْمَالِ السّّيَئةِ ِبَن ْقصِ الثّمَرَا ِ
خْيرَاتِ ِلَيتُوبَ تَاِئبٌ َوُيقْلِعَ ُمقْلِ ٌع َوَيتَذَكّ َر ُمتَذَكّ ٌر َويَزْ َدجِ َر ُمزْدَ ِج ٌر وَقَدْ َجعَلَ َوِإغْلقِ َخزَائِنِ الْ َ
ت ا ْستَ ْغفِرُوا
ق وَرَ ْح َمةِ الْخَلْقِ َفقَا َل ُسبْحَانَهَُ(( :فقُ ْل ُ اللّ ُه ُسبْحَانَ ُه الِاسِْت ْغفَا َر َسبَبا لِ ُدرُورِ الرّ ْز ِ
جعَل ّلكُمْ َرّبكُمْ ِإنّهُ كَانَ َغفّارًاُ .ي ْرسِلِ السّمَاء عََليْكُم مّ ْدرَارًاَ .ويُمْ ِددْكُ ْم ِبَأمْوَا ٍل َوَبنِيَ َويَ ْ
جعَل ّلكُمْ َأْنهَارًا» [نوح .]12-10:فرحم ال امرًأ استقبل توتبه واستقال خطيئته وبادر َجنّاتٍ َويَ ْ
َمِنيّتَهُ))(.)362
-76وقال عليه السلم ف قوله تعال« :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا قُوا أَنفُسَكُ ْم َوَأهْلِيكُمْ نَارًا وَقُو ُدهَا
حجَا َرةُ..الية)) [التحري« :]6:علّموا أنفسَكم وأهليكم الي وأدّبوهم»(.)363
النّاسُ وَالْ ِ
أقول :وروى السيوطي ف الدر النثور نو هذا عن رسول اللهص عن قوله تعال(( :قُوا
أَنفُسَكُ ْم َوَأهْلِيكُ ْم نَارًا)) قالوا :يا رسول ال! كيف نقي أهلنا نارا؟ قال" :تأمرونم با يبه ال
وتنهونم عما يكره ال")).
صفًا)) [الرسلت .]2:قال:
ت َع ْ
صفَا ِ
-77و ُروِيَ أن رجلً قام إل عليّ عليه السلم فقال(( :فَاْلعَا ِ
() السيوطي ف الدر النثور ذيل الية الذكورة من سورة نون والقلم. 361
() ابن جرير الطبي ف تفسيه ،والسيوطي ف الدر النثور ذيل تفسيهم للية ( )6الذكورة من سورة التحري ،وقال 363
السيوطي(( :أخرج عبد الرزاق والفرياب وسعيد بن منصور وعبد بن حيد وابن جرير وا بن النذر والاكم وصححه
والبيهقي ف الدخل عن علي بن أب طالب ..الديث.
99
الرياح(.)364
-78و ُروِيَ أن عليا عليه السلم نظر ف رجوعه من صفي إل القابر فقال :هذه كفاة الموات
أي مساكنهم .ث نظر إل بيوت الكوفة فقال :هذه كفاة الحياء ث تل قوله تعال(( :أَلَمْ
جعَ ِل الَ ْرضَ ِكفَاتًا * أَ ْحيَاء َوَأمْوَاتًا)) [الرسلت 25:و .)365(]26
نَ ْ
-79وقال عليه السلم ف قوله تعال( :وَالنّا ِزعَاتِ َغرْقًا) أنا اللئكة ينعون أرواح الكفار عن
أبدانم بالشدّة(.)366
أقول :من دان بالتوحيد فعليه أن ياف مقام ربه ويترك الوى .قال ال تعالَ (( :وَأمّا مَنْ
جّن َة هِ َي الْ َم ْأوَى)) [النازعات 40:و .]41
ف َمقَامَ َربّهِ َوَنهَى الّن ْفسَ عَ ِن اْل َهوَىَ .فِإنّ الْ َ
خَا َ
-80وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :كَل ِإّنهُمْ عَن ّرّبهِ ْم َيوْ َمئِذٍ لّ َمحْجُوبُونَ)) [الطففي ]15:يعن
مرومون عن ثوابه وكرامته(.)367
جوَا ِر الْ ُكّنسِ)) [التكوير15:و ]16يعن
س الْ َ
خّن ِ
-81وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :فَل أُقْسِ ُم بِالْ ُ
النجوم تكنس بالنهار وتبدو بالليل(.)368
س َعسَ)) [التكوير ]17:يعن :إذا أدبر
-82وقال عليه السلم ف قوله تعال(( :وَالّليْلِ إِذَا عَ ْ
بظلمه( .)369أقول" :عسعس" من الضداد بعن "أقبل" و"أدبر" كما جاء ف هذه الية الكرية
بالعن الخي.
ك الَعْلَى)) فقال :سبحان رب
-83وعن علي بن أب طالب عليه السلم أنه قرأ (( َسبّ ِح اسْمَ َربّ َ
العلى ،وهو ف الصلة! فقيل له :أتزيد ف القرآن؟! قال :ل إنا أمرنا بشيء فقلته(.)370
() السيوطي ف الدر النثور.)6/303( ، 364
() رواه الطبي ف تفسيه جامع البيان عن تأويل آي القرآن.)30/75( ، 368
() رواه السيوطي ف الدر النثور ذيل تفسيه للية الذكورة من سورة العلى ،وأحاله إل الفرياب وابن أب شيبة وعبد بن 370
حيد وابن النباري ف الصاحف كلهم عن علي بن أب طالب ..الديث .وروى مثله عن النب ص وعن ابن عباس وابن
الزبي وأب موسى الشعري وغيهم.
100
-84وقال عليه السلم :ف قوله تعالِ(( :إنّ َربّكَ َلبِالْمِرْصَادِ)) [الفجر ]14:معناه :إنّ ربّك قادر
على أن يزي أهل العاصي جزاءهم(.)371
-85وقال عليه السلم ف قوله تعالَ ((:وهَ َدْينَا ُه النّجْ َديْنِ)) [البلد :]10:أي سبيل الي وسبيل
الشر(.)372
-86وقال عليه السلم ف قوله تعالَ(( :ف َويْلٌ لّ ْل ُمصَلّيَ * الّذِينَ هُ ْم عَن صَلِتهِ ْم سَاهُونَ * الّذِينَ
هُ ْم يُرَاؤُونَ)) [الاعون« :]6-4:يراؤون بصلتم»(.)373
-87وقال عليه السلم ف قوله تعالَ (( :ويَ ْمَنعُو َن الْمَاعُونَ)) [الاعون ،]7:هي الزكوة الفروضة(.)374
() رواه ابن جرير الطبي ف تفسيه ،والسيوطي ف الدر النثور ذيل تفسيها لسورة الاعون ،وأحاله إل ابن جرير وابن 373
101
الباب الرابع
اقتباسات المام علي عليه السلم من القرآن الكري
كان عليّ عليه السلم يأخذ عن آيات الذكر الكيم شيئا كثيا ويزين كلمه با وإليك
شطرا من اقتباساته:
.1قال عليه السلم« :إِلَى اللّهِ َأشْكُو مِ ْن َمعْشَ ٍر َيعِيشُونَ ُجهّالً َويَمُوتُونَ ضُللً َلْيسَ فِيهِ ْم ِس ْل َعةٌ
َأبْوَ ُر مِ َن اْل ِكتَابِ ِإذَا تُِليَ َح ّق تِل َوتِ ِه وَل ِس ْل َعةٌ َأْنفَ ُق َبيْعا وَل َأغْلَى ثَمَنا مِ َن اْلكِتَابِ إِذَا ُحرّفَ
ضعِهِ!»(.)375
عَ ْن َموَا ِ
ك ُيؤْ ِمنُونَ
ل َوتِهِ ُأوَْلئِ َ
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :الّذِينَ آتَْينَاهُمُ الْ ِكتَابَ َيتْلُونَهُ حَ ّق ِت َ
ضعِهِ)) [الائدة.]13: بِهِ)) [البقرة ]121:وعن قوله تعال(( :يُحَرّفُو َن الْكَِل َم عَن ّموَا ِ
.2وقال عليه السلم ..« :إن الال والبني حرث الدنيا ،والعمل الصال حرث الخرة ،قد يمعها
لقوام ،فاحذروا من ال ما حذركم من نفسه»(.)376
ت الصّالِحَاتُ حيَاةِ ال ّدنْيَا وَالْبَاِقيَا ُ
أقول :أخذ كلمه عن قوله عزّ وجلّ(( :الْمَا ُل وَاْلَبنُونَ زِيَنةُ الْ َ
َخيْ ٌر عِندَ َربّكَ َثوَابًا َو َخيْرٌ َأ َملً)) [الكهف ،]49:وعن قوله تعال(( :مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ال ِخ َرةِ
ومَا لَهُ فِي الخِ َر ِة مِن ّنصِيبٍ)) [الشورى: نَ ِزدْ لَهُ فِي حَ ْرثِ ِه َومَن كَا َن يُرِيدُ َحرْثَ ال ّدنْيَا نُؤتِهِ ِمْنهَا َ
حذّرُكُمُ اللّ ُه َنفْسَهُ)) [آل عمران.]28: ،]20وعن قوله تعالَ (( :ويُ َ
.3وقال عليه السلم للخوارج بعد ما طلبوا منه أن يشهد لنفسه بالكفر جاهلي بإيانه العظيم:
«أْبعَدَ إِيَانِي بِاللّ ِه وَ ِجهَادِي مَعَ َرسُولِ اللّهِ صلى ال عليه وآله وسلم َأ ْشهَ ُد عَلَى َنفْسِي
بِالْ ُكفْرِ؟! َلقَدْ ضََل ْلتُ إِذا وَما َأنَا مِ َن الْ ُم ْهتَدِينَ»(.)377
ضلَ ْلتُ إِذًا َومَا َأنَاْ مِنَ
أقول :أخذ ذيل كلمه عن قوله تعال(( :قُل لّ َأّتبِعُ َأ ْهوَاءكُمْ قَدْ َ
الْ ُم ْهتَدِينَ)) [النعام.]56:
ت عِتَاَبكُمْ أَرَضِيتُمْ بِاْلحَياةِ ال ّدنْيا مِنَ ال ِخ َرةِ ِعوَضا
.4وقال عليه السلم« :أُفّ َلكُمْ َلقَ ْد َسئِ ْم ُ
() راجع :نج البلغة ،الطبة (.)17 375
102
َوبِالذّ ّل مِ َن اْلعِزّ َخلَفا ِإذَا َد َعوُْتكُمْ إِلَى ِجهَا ِد عَ ُدوّكُمْ دَارَتْ َأ ْعُينُكُمْ َكَأنّكُ ْم مِ َن الْ َموْتِ فِي
غَمْ َرةٍ»(.)378
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُوْا مَا َلكُمْ ِإذَا قِيلَ َلكُ ُم انفِرُواْ فِي َسبِيلِ
حيَاةِ ال ّدْنيَا مِنَ الخِ َرةِ؟)) [التوبة .]38:وعن قوله عزّ وجلّ: اللّ ِه اثّاقَ ْلتُمْ إِلَى الَ ْرضِ أَرَضِيتُم بِالْ َ
خوْفُ َرَأْيَتهُ ْم يَن ُظرُونَ إَِليْكَ تَدُورُ َأعُْيُنهُمْ كَالّذِي ُيغْشَى عََليْ ِه مِ َن الْ َموْتِ))
((فَِإذَا جَاء الْ َ
[الحزاب.]19:
.5و قال عليه السلمِ« :إنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ َل ْم يَخُْل ْقكُ ْم َعبَثا وَلَ ْم َيتْرُ ْككُ ْم سُدًى ...وَلَ ْم يَ َد ْعكُمْ فِي
َجهَاَل ٍة وَل عَمًى َق ْد سَمّى آثَارَكُمْ وَعَِلمَ َأعْمَاَلكُمْ وَ َكَتبَ آجَاَلكُ ْم َوأَنْ َز َل عََلْيكُمُ اْل ِكتَابَ ِتبْيانا
ضيَ ِلكُ ّل شَيْ ٍء َوعَمّرَ فِيكُ ْم َنبِيّهُ أَ ْزمَانا َحتّى أَكْمَلَ لَهُ وَكُمْ فِيمَا َأنْزَ َل مِنْ ِكتَابِهِ دِينَهُ الّذِي رَ ِ
ِلَنفْسِهِ»(.)379
سْبتُمْ َأنّمَا خََل ْقنَاكُ ْم َعَبثًا)) [الؤمنون ]115:وعن قوله عزّ أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :أَفَحَ ِ
سبُ الِنسَانُ أَن ُيتْ َر َك سُدًى؟!)) [القيامة ]36:وعن قوله تعالَ (( :ونَزّْلنَا عََليْكَ وجلَّ(( :أيَحْ َ
ب ِتْبيَانًا ّلكُ ّل َشيْءٍ)) [النحل ]89:وعن قوله جل ذكره(( :الَْي ْومَ أَكْمَ ْلتُ َلكُمْ دِينَكُمْ اْلكِتَا َ
لمَ دِينًا)) [الادة.]3:
ت عََلْيكُمْ ِنعْ َمتِي وَرَضِيتُ َلكُ ُم ا ِلسْ َ
َوَأتْمَ ْم ُ
.6و قال عليه السلمَ« :ب َعثَهُ وَالنّاسُ ضُللٌ فِي َحيْ َرةٍَ .......فبَالَغَ صلى ال عليه وآله فِي
سَنةِ»(.)380
حكْ َم ِة وَالْ َم ْوعِ َظ ِة الْحَ َ
ح ِة َومَضَى عَلَى الطّرِي َقةِ ،وَ َدعَا إِلَى الْ ِ
الّنصِي َ
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعالُ (( :هوَ الّذِي َب َعثَ فِي ا ُلمّيّيَ َرسُول ّمْنهُ ْم َيتْلُو عََلْيهِ ْم آيَاتِ ِه
حكْ َم َة َوإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي ضَل ٍل ّمبِيٍ)) [المعة ]2:وعن قوله ب وَالْ ِ
َويُزَكّيهِ ْم َوُيعَلّ ُمهُ ُم اْلكِتَا َ
سَنةِ)) [النحل.]125: حكْ َمةِ وَالْ َم ْوعِ َظ ِة الْحَ َ
تعال ذكره(( :ا ْدعُ إِلِى َسبِيلِ َربّكَ بِاْل ِ
.7وقال عليه السلم« :فَِإنّي أُحَذّرُكُمُ ال ّدنْيَا ....غُرُو ٌر مَا فِيهَا فَاِنَيةٌ ،فَا ٍن مَ ْن عََلْيهَا ،ل َخيْرَ فِي
َشيْءٍ مِنْ أَ ْزوَا ِدهَا إِل الّت ْقوَى»(.)381
() انظر :نج البلغة ،الطبة (.)34 378
103
حيَاةُ ال ّدْنيَا)) [فاطر ]5:وعن قوله جل وعل(( :كُ ّل مَ ْن عََلْيهَا فَانٍ)) أقول(( :فَل َتغُ ّرّنكُ ُم الْ َ
[الرحن .]26:وعن قوله عزّ وجلَّ (( :وتَ َزوّدُواْ فَِإنّ َخيْرَ الزّا ِد الّت ْقوَى)) [البقرة.]197:
.8و قال عليه السلم« :اعْمَلُوا ِلَيوْ ٍم تُذْ َخرُ لَهُ الذّخَائِرَُ ،وُتبْلَى فِيهِ السّرَائِرُ»(.)382
[الطارق-9: صرٍ))
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعالَ(( :يوْ َم ُتبْلَى السّرَائِرُ * فَمَا لَ ُه مِن ُق ّو ٍة وَل نَا ِ
.]10
.9وقال عليه السلم لب ذر رضي ال عنه...« :ولو أن السموات والرضي كانتا على عبدٍ
()383
رتقا ،ث اتقى الً لعل الُ له منهما مرجا!»
ت وَالَ ْرضَ كَاَنتَا َرْتقًاأقول :أخذه عن معن قوله تعالَ(( :أوَلَ ْم يَ َر الّذِينَ َكفَرُوا َأنّ السّمَاوَا ِ
خرَجًا)) [الطلق.]2: جعَل لّ ُه مَ ْ
َف َفتَ ْقنَاهُمَا)) [النبياء ]30:وعن قوله جل ذكرهَ (( :ومَن َيتّقِ اللّ َه يَ ْ
حمْ ُد عَلَى مَا تَأْ ُخ ُذ َوتُعْطِي...حَمْدا ل َينْقَطِ ُع عَ َد ُدهُ وَل َي ْفنَى ك الْ َ
.10وقال عليه السلم« :الّلهُمّ لَ َ
سنَا َنعْلَمُ ُكنْ َه عَظَ َمتِكَ إِل َأنّا َنعْلَمُ َأنّكَ َحيّ َقيّومُ ل َتأْخُ ُذ َك ِسَنةٌ وَل َنوْمٌ لَ ْم َيْنتَهِ إَِليْكَ
مَدَ ُدهُ ،فَلَ ْ
ت بِالّنوَاصِينظَ ٌر وَلَ ْم يُ ْدرِكْكَ بَصَرٌَ ،أدْرَ ْكتَ ا َلْبصَا َر َوأَ ْحصَْيتَ ا َلعْمَا َل َوأَ َخذْ َ
وَالَقْدَامِ»(.)384
حيّ اْل َقيّومُ َل تَأْ ُخ ُذهُ ِسَن ٌة وَلَ َن ْومٌ))
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :اللّهُ لَ إِلَهَ إِ ّل ُهوَ الْ َ
[البقرة ]255:وعن قوله عزّ وجلّّ (( :ل تُدْرِكُ ُه الَْبصَا ُر َو ُهوَ يُ ْد ِركُ ا َلبْصَارَ)) [النعام ]103:وعن
قوله ع ّز وجلَّ(( :يوْ َم َيْبعَُثهُمُ اللّهُ َجمِيعًا َفُيَنبُّئهُم بِمَا عَ ِملُوا أَ ْحصَاهُ اللّ ُه َونَسُو ُه وَاللّهُ عَلَى كُلّ
ف الْ ُمجْ ِرمُونَ بِسِيمَاهُمْ َفُيؤْخَ ُذ بِالّنوَاصِي َشيْ ٍء َشهِيدٌ)) [الجادلة ،]6:وعن قوله جل وعلُ(( :يعْرَ ُ
وَالَقْدَامِ)) [الرحن.]41:
ت الَرْحَامَِ ،و ُمضَاعَفَاتِشأُ الْمَ ْر ِعيّ فِي ظُلُمَا ِ
ي وَالْ ُمنْ َ
سوِ ّ
.11وقال عليه السلمَ« :أّيهَا الْمَخْلُوقُ ال ّ
ضعْتَ فِي قَرا ٍر َمكِيٍ إِل َقدَ ٍر َمعْلُومٍ َوأَجَ ٍل َمقْسُومٍ إل ي َووُ ِالَ ْستَارِ ،بُ ِدْئتَ مِ ْن سُلَل ٍة مِ ْن طِ ٍ
آخر الطبة»(.)385
() انظر :نج البلغة ،الطبة (.)120 382
104
سوّاكَ َفعَدَلَكَ)) [النفطار ،]7:ث أخذ أقول :أخذ أول كلمه من قوله تعال(( :الّذِي خََلقَكَ فَ َ
بقية كلمه من قول ربه حيث قال(( :وََلقَدْ َخَل ْقنَا الِنسَانَ مِن سُلَل ٍة مّن طِيٍ * ثُمّ َجعَ ْلنَاهُ
خلُقكّم مّن مّاء ّمهِيٍ * نُ ْط َفةً فِي قَرَا ٍر ّمكِيٍ)) [الؤمنون .]13-12:وعن قوله عزّ وجلّ(( :أَلَ ْم نَ ْ
َجعَ ْلنَاهُ فِي قَرَا ٍر ّمكِيٍ * إِلَى قَدَ ٍر ّمعْلُومٍ)) [الرسلت.]22-21-20:
سكُوا ِب َوثَاِئ ِقهَا
.12وقال عليه السلم(( :أُوصِيكُ ْم ِعبَادَ اللّ ِه ِبَتقْوَى اللّهِ فَِإّنهَا ال ّزمَامُ وَاْل ِقوَامُ َفتَمَ ّ
حرْ ِز َو َمنَازِ ِل اْلعِزّ فِي
س َعةِ َو َمعَاقِ ِل الْ ِ
حقَاِئ ِقهَا َتؤُ ْل ِبكُمْ إِلَى أَ ْكنَانِ ال ّد َعةِ َوَأ ْوطَانِ ال ّ
وَا ْعَتصِمُوا بِ َ
صرُومُ اْلعِشَا ِر َوُينْفَخُ فِي الصّورِ َفَت ْزهَقُ خصُ فِي ِه الَْبصَا ُر َوتُظْلِمُ لَ ُه الَقْطَارُ َوتُعَطّلُ فِيهِ ُ َيوْ ٍم تَشْ َ
شوَامِ ُخ وَالصّمّ ال ّروَاسِخُ َفَيصِيُ صَلْ ُدهَا سَرَابا رَقْرَقا جةٍ وَذِلّ الشّمّ ال ّ ج ٍة َوَتبْكَمُ كُلّ َل ْه َ
كُ ّل ُمهْ َ
شفَ ُع وَل َحمِي ٌم َينْفَ ُع وَل َمعْذِ َرٌة تَدْفَعُ))(.)386
َو َمعْهَ ُدهَا قَاعا سَمْلَقا فَل َشفِيعٌ يَ ْ
ل عَمّا َيعْمَلُ الظّالِمُونَ ِإنّمَا ُيؤَخّ ُرهُمْ سبَنّ اللّ َه غَاِف ً
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :وَ َل تَحْ َ
وإِذَا اْلعِشَا ُر عُطَّلتْ)) [التكوير]4: خصُ فِي ِه الَْبصَارُ)) [إبراهيم .]24:وعن قوله عزّ وجلَّ (( : ِلَيوْ ٍم تَشْ َ
وعن قوله تعال شأنهَ(( :ي ْومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ َفَتأْتُونَ أَ ْفوَاجًا)) [النبأ ]18:وعن قوله العزيز:
ت سَرَابًا)) [النبأ ]20:وعن قوله جل ذكرهَ (( :وأَن ِذ ْرهُمْ َيوْمَ الزَِفةِ إِذِ جبَالُ َفكَاَن ْ(( َوسُيّرَتِ الْ ِ
ي مِنْ َحمِي ٍم وَل َشفِي ٍع يُطَاعُ)) [غافر ]18:وعن قوله ي مَا لِلظّالِ ِم َ
حنَاجِرِ كَاظِ ِم َالْقُلُوبُ َلدَى الْ َ
ي َمعْذِ َرُتهُمْ)) [غافر.]52:تعالَ(( :يوْمَ ل يَنفَعُ الظّالِ ِم َ
ت اْل ُقبُورُ؟ ((هُنالِكَ َتبْلُوا كُلّ
ت ِبكُمُ ا ُلمُو ُر َوُبعْثِرَ ِ
ف بِكُمْ َل ْو َتنَاهَ ْ
.13وقال عليه السلمَ« :ف َكيْ َ
َن ْفسٍ ما َأسَْل َفتْ وَ ُردّوا إِلَى اللّ ِه َموْلهُ ُم الْحَقّ وَضَ ّل َعنْهُ ْم ما كانُوا َي ْفتَرُونَ))»(.)387
أقول :أخذ أوّل كلمه عن قوله تعالَ (( :وإِذَا اْلقُبُو ُر ُب ْعثِرَتْ)) [النفطار ]4:وبقيته من سورة
يونس :الية .30
.14وكتب عليه السلم إل معاويةِ ...« :إنّمَا الشّورَى لِ ْل ُمهَاجِرِي َن وَا َلنْصَارِ فَِإنِ ا ْجتَ َمعُوا عَلَى
ج بِ َطعْنٍ َأوْ بِ ْد َعةٍ َردّوهُ إِلَى
ج عَنْ َأمْ ِرهِمْ خَا ِر ٌ
رَ ُج ٍل َوسَ ّموْهُ ِإمَاما كَانَ ذَلِكَ ِللّهِ رِضًا فَِإنْ َخرَ َ
ي َووَلهُ اللّ ُه مَا َتوَلّى»(.)388
ج ِمنْهُ فَِإنْ َأبَى قَاتَلُو ُه عَلَى اّتبَاعِهِ َغيْ َر َسبِيلِ الْ ُمؤْ ِمنِ َ
مَا خَ َر َ
105
وأقول :أخذ ذيل كلمه عن قوله تعالَ (( :ومَن يُشَاقِقِ ال ّرسُو َل مِن َبعْدِ مَا َتَبيّنَ لَ ُه اْلهُدَى َويَّتبِعْ
غَيْرَ سَبِي ِل الْ ُم ْؤ ِمنِيَ ُنوَلّ ِه مَا َتوَلّى ..الية)) [النساء.]115:
شتّتَ َأهْوَائِنَا
ك َغيَْب َة َنبِّينَا وَ َكثْ َرةَ عَ ُد ّونَا َوتَ َ
شكُو إِلَيْ َ
.15وقال عليه السلم ف دعائه« :الّلهُمّ ِإنّا نَ ْ
حيَ»(.)389
َرّبنَا ا ْفتَ ْح َبْينَنا َوَبيْنَ َق ْومِنا بِالْحَ ّق َوَأْنتَ َخيْ ُر الْفاتِ ِ
أقول :أخذ الملة الخية من هذا الدعاء عن آخر الية 89من سورة العراف ،حيث قال
سبحانهَ ..« :وسِعَ َرّبنَا كُ ّل َشيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّ ِه َتوَكّ ْلنَا َرّبنَا افْتَ ْح َبْينَنَا َوَبيْنَ َق ْومِنَا بِالْحَقّ َوأَنتَ
َخيْ ُر اْلفَاتِحِيَ».
ت مَا كَا َن مِنْ َأمْرِي َوَأمْ ِر ُعثْمَانَ فَلَكَ أَنْ .16وكتب عليه السلم إل معاوية« ....:ثُمّ ذَكَرْ َ
ك ِمنْهُ َفَأّينَا كَانَ َأعْدَى لَ ُه َوأَهْدَى إِلَى َمقَاتِلِهِ َأمَ ْن بَذَلَ لَهُ نُصْ َرتَهُ
ب عَ ْن هَ ِذهِ لِرَ ِحمِ َ تُجَا َ
فَا ْستَ ْقعَ َد ُه وَا ْسَتكَفّهُ َأمْ مَنِ ا ْسَتنْصَ َرهُ َفتَرَاخَى َعنْهُ َوَبثّ الْ َمنُونَ إَِليْهِ َحتّى َأتَى َقدَ ُر ُه عََليْهِ كَل
ي ِمنْكُ ْم وَالْقائِلِيَ لِخْواِنهِمْ هَُلمّ إَِليْنا وَل َيأْتُونَ اْلبَأْسَ إِل قَلِيلًَ .ومَا وَاللّهِ َلقَ ْد َيعْلَمُ اللّ ُه الْ ُم َعوّقِ َ
ُكنْتُ َلعْتَ ِذ َر مِنْ َأنّي ُكنْتُ َأْنقِمُ عََليْهِ أَ ْحدَاثا فَِإنْ كَانَ ال ّذْنبُ إَِليْهِ إِ ْرشَادِي َوهِدَايَتِي لَهُ فَرُبّ
ت وَما َتوْفِيقِي ح مَا ا ْستَ َطعْ ُ مَلُومٍ ل َذْنبَ لَ ُه وَقَدْ يَسَْتفِيدُ ال ّظّنةَ الْ ُمَتنَصّ ُح َومَا أَ َردْتُ إِل الِصْل َ
ت َوإِلَيْهِ ُأنِيبُ»(.)390
إِل بِاللّهِ عََليْهِ َتوَكّ ْل ُ
ي مِنكُ ْم وَاْلقَائِلِيَ لِ ْخوَاِنهِمْ
أقول :أخذ جزءا من كلمه عن قوله تعالَ(( :ق ْد َيعْلَمُ اللّ ُه الْ ُم َعوّقِ َ
هَلُمّ إَِلْينَا وَل َيأْتُونَ اْلَبأْسَ إِلّا قَلِيلً)) [الحزاب ،]18:وجزءا آخر عن قوله ع ّز شأنهَ ..(( :ومَا
ت َومَا َتوْفِيقِي إِ ّل بِاللّهِ
ح مَا اسْتَ َط ْع ُ صلَ َ أُرِيدُ َأنْ أُخَاِل َفكُمْ إِلَى مَا َأْنهَاكُ ْم َعنْهُ ِإنْ أُرِيدُ إِلّ الِ ْ
ت َوإَِليْهِ ُأنِيبُ)) [هود.]88: عََليْهِ َتوَكّ ْل ُ
.17وكتب عليه السلم ف وصيته لبنه السي عليه السلم« :وَجَاهِدْ فِي اللّهِ حَقّ ِجهَا ِد ِه وَل
تَأْ ُخ ْذكَ فِي اللّهِ َل ْو َمةُ لئِمٍ»(.)391
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :وَجَاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ ِجهَا ِدهِ)) [الج ]78:وعن قوله
العزيز(( :يُجَاهِدُونَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه وَ َل يَخَافُونَ َل ْو َمةَ لئِمٍ)) [الائدة.]54:
() انظر :نج البلغة( )15( ،من دعاء له عليه السلم). 389
106
.18وكتب عليه السلم ف كتابه( )392للشتر النخعي حي وله مصر..« :فإنّه جَل اسْمُهُ قَ ْد َت َكفّلَ
ِبنَصْ ِر مَ ْن َنصَ َر ُه َوِإعْزَازِ مَنْ أَعَ ّزهُ .أقول :أخذه عن قوله تعال(( :وََليَنصُ َرنّ اللّ ُه مَن يَنصُ ُرهُ ِإ ّن
ت ويَ َز َعهَاش َهوَا ِ
اللّهَ َل َقوِيّ عَزِيزٌ)) [الج ]40:ث كتب عليه السلم :وَأمَ َرهُ َأ ْن يَكْسِرَ نَفْسَ ُه مِنَ ال ّ
جمَحَاتِ فَِإ ّن النّ ْفسَ َأمّا َرةٌ بِالسّوءِ إِل مَا رَ ِحمَ اللّهُ».
عِنْ َد الْ َ
أقول :أخذه عن قوله تعال(( :إِ ّن النّ ْفسَ َلمّا َرةٌ بِالسّوءِ إِ ّل مَا رَ ِحمَ َرّبيَ)) [يوسف.]53:
ب َوتَرْضَى َأنْ ُيعْ ِطيَكَ اللّهُ
ح ّ
صفْحِكَ مِثْ ِل الّذِي تُ ِ
ث كتب عليه السلمَ« :فأَعْ ِطهِ ْم مِ ْن َع ْف ِوكَ وَ َ
صفْحِهِ».
مِ ْن َعفْ ِو ِه وَ َ
حبّونَ أَن َي ْغفِرَ اللّهُ َلكُمْ)) [النور.]23:
أقول :أخذه عن قوله تعال(( :وَْليَ ْعفُوا وَْلَيصْفَحُوا أَل تُ ِ
صعّرْ خَ ّدكَ
ث كتب عليه السلم« :ول تعصر خدك لم» .أقول :أخذه عن قوله تعال(( :وَل ُت َ
لِلنّاسِ)) [لقمان.]18:
ث كتب عليه السلم« :وإياك والن على رعيتك بإحسانك ....فإن الن يبطل الحسان».
أقول :أخذه عن قول ال ع ّز وجلّ(( :يَا أَّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ لَ تُبْ ِطلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالذَى))
[البقرة.]264:
.19وكتب عليه السلم ...« :فَِإنّ اللّ َه ُسبْحَانَهُ قَدْ َجعَلَ ال ّدنْيَا لِمَا َبعْ َدهَا وَاْبتَلَى فِيهَا َأهَْلهَا ِلَيعْلَمَ
س ُن عَ َملً»(.)393
َأيّهُمْ أَحْ َ
حيَاةَ ِلَيبُْلوَكُمْ أَّيكُمْ أَحْسَنُ
أقول :أخذ كلمه عن قوله عزّ وجلّ(( :الّذِي خََل َق الْ َموْتَ وَالْ َ
عَمَل)) [اللك.]2:
.20وكتب عليه السلم ...« :مَنْ َل ّج َوتَمَادَى َف ُهوَ الرّا ِكسُ الّذِي رَانَ اللّ ُه عَلَى قَ ْلبِ ِه وَصَارَتْ
دَائِ َرةُ السّوْ ِء عَلَى َرْأسِهِ»(.)394
[الطففي: سبُونَ))
أقول :أخذ كلمه عن قوله عزّ وجلَّ (( :كلّ بَلْ رَا َن عَلَى ُقلُوِبهِم مّا كَانُوا يَكْ ِ
]14وعن قوله تعال(( :عََلْيهِمْ دَائِ َرةُ السّوْءِ)) [التوبة.]98:
107
صتْ َوإِلَى َأمْصَارِكُمْ َقدِ
.21وكتب عليه السلم« :أَل تَ َر ْونَ إِلَى َأطْرَافِكُمْ قَدِ اْنَتقَ َ
حتْ؟!»(.)395
افُْتتِ َ
صهَا مِنْ َأطْرَاِفهَا ض نَنقُ ُ
أقول :أخذ أول كلمه عن قوله العزيز..(( :أَفَل يَ َر ْونَ َأنّا َنأْتِي الَ ْر َ
صهَا مِنْ أََفهُ ُم الْغَاِلبُونَ)) [النبياء ،]44:وعن قوله عزّ وجلَّ(( :أوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا َن ْأتِي الَ ْرضَ نَن ُق ُ
أَطْرَاِفهَا)) [الرعد.]41:
ت الَغْلَفُ الْقَ ْلبِ))(.)396
.22وكتب عليه السلم إل معاويةَ ..(( :وِإنّكَ وَاللّ ِه مَا عَلِ ْم ُ
أقول :أخذه عن قوله تعال(( :وقالوُا قُلُوبُنا غُلْفٌ)) [البقرة ]88:وقوله تعال ..(( :وََقوِْلهِمْ قُلُوُبنَا
ف بَ ْل َطبَعَ اللّهُ عََلْيهَا ِب ُكفْ ِرهِمْ)) [النساء.]155:
غُلْ ٌ
ي َوَبعْ َد اْلبَيَانِ إِل
.23وكتب عليه السلم أيضا إل معاوية« :فَمَا ذَا َبعْ َد الْحَقّ إِل الضّللُ الْ ُمبِ ُ
الّلْبسُ»()397؟!
[يونس: ضلَلُ))
حقّ فَمَاذَا َبعْ َد الْحَقّ إِ ّل ال ّ
أقول :أخذه عن قول ال تعالَ(( :فذَِلكُمُ اللّهُ َربّكُ ُم الْ َ
.]32
.24وكتب عليه السلم إل معاوية أيضا...« :إن أول الناس بذه المة قديا وحديثا أقربا من
رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم وأعلمها بكتاب ال وأفقهها ف دين ال وأولا إسلما
وأفضلها جهادا وأشدها بتحمل أمور الرعية اضطلعا ،فاتقوا ال الذي إليه ترجعون ((وَلَ
تَ ْلبِسُوْا الْحَ ّق بِاْلبَاطِلِ َوتَ ْكتُمُواْ الْحَ ّق َوأَنتُ ْم َتعْلَمُونَ))»(.)398
[الائدة: شرُونَ))
أقول :أخذ عليه السلم ذيل كلمه عن قوله تعال(( :وَاّتقُواْ اللّهَ الّذِيَ إِلَيْ ِه تُحْ َ
ح ّق َوأَنتُ ْم َتعْلَمُونَ)) [البقرة.]42: ]96وقوله(( :وَ َل تَ ْلبِسُواْ الْحَقّ بِالْبَاطِ ِل َوتَ ْكتُمُواْ الْ َ
.25وكتب عليه السلم إل حذيفة بن اليمان رضي ال عنه ....« :واخفض لرعيتك جناحك،
وواس بينهم ف ملسك وليكن القريب والبعيد عندك ف الق سواء ،ول تف ف ال لومة
() انظر :مستدرك نج البلغة ،للشيخ هادي كاشف الغطاء( ،ص.)111: 398
108
لئم فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون»(.)399
[الشعراء]215: أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :وَا ْخ ِفضْ َجنَاحَكَ لِمَنِ اّتَبعَكَ مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ))
وعن قوله العزيز(( :وَ َل يَخَافُونَ َل ْو َمةَ لئِمٍ ذَلِكَ َفضْلُ اللّهِ ُيؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّ ُه وَاسِ ٌع عَلِيمٌ))
سنُونَ)) [النحل.]128: [الائدة ]54:وعن قوله عزّ وجلِّ(( :إنّ اللّهَ مَ َع الّذِينَ اّتقَوْا وّالّذِي َن هُم مّحْ ِ
.26وكتب عليه السلم إل معاوية ...« :فاتق ال ول تكن من ل يرجو ل وقارا ،ومن حقت
عليه كلمة العذاب ،فإن ال بالرصاد»(.)400
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :مّا َلكُ ْم ل تَرْجُونَ لِلّ ِه وَقَارًا)) [نوح ]13:وعن قوله العزيز:
ب عَلَى الْكَافِرِينَ)) [الزمر ]71:وعن قوله عزّ وجلِّ(( :إنّ َربّكَ ((وََلكِنْ َح ّقتْ كَِل َم ُة الْعَذَا ِ
َلبِالْمِرْصَادِ)) [الفجر.]14:
.27وكتب عليه السلم إل الارجي باليمن...((« :فإن أحد ال الذي ل إله إل هو الذي ل
يعقب لكمه ول يرد له قضاء ،ول يرد بأسه عن القوم الجرمي ...فمن أحسن فلنفسه ومن
أساء فعليها .وما ربك بظلم للعبيد»(.)401
حكْمِهِ)) [الرعد ]41:وعن قولهحكُمُ َل ُم َعقّبَ لِ ُ أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال(( :وَاللّ ُه يَ ْ
ج ِرمِيَ)) [النعام ]147:وعن قوله عزّ وجلّ(( :مَ ْن عَمِلَ العزيز(( :وَلَ ُيرَ ّد َب ْأسُهُ عَ ِن اْل َق ْومِ الْمُ ْ
صَالِحًا َفِلَنفْسِهِ َومَنْ َأسَاء َفعََلْيهَا َومَا َربّكَ بِظَلمٍ لّ ْل َعبِيدِ)) [فصلت.]46:
.28وكتب عليه السلم إل أهل الكوفة...« :فإن أحد ال الذي ل إله إل هو ،أما بعد فإن ال
سهِمْ َوِإذَا أَرَادَ اللّ ُه ِب َق ْومٍ سُوءًا َفلَ مَرَدّ لَ ُه َومَا
حكم عدلٌ َل ُي َغيّ ُر مَا ِب َقوْمٍ َحتّى يُ َغيّرُوْا مَا بَِأْنفُ ِ
َلهُم مّن دُونِ ِه مِن وَالٍ»(.)402
أقول :أخذ كلمه عن قوله تعال ف سورة الرّعدِ..(( :إنّ اللّهَ لَ ُي َغيّ ُر مَا ِب َق ْومٍ َحتّى ُيغَيّرُوْا مَا
ل مَرَدّ لَهُ َومَا َلهُم مّن دُونِ ِه مِن وَالٍ)) [الرعد ]11:ونو ذلك سهِ ْم َوإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِ َق ْو ٍم سُوءًا َف َ
بَِأْنفُ ِ
ك ُم َغيّرًا ّنعْ َمةً َأْنعَ َمهَا عَلَى َق ْومٍ َحتّى ك ِبأَنّ اللّهَ لَ ْم يَ ُ
ما ف سورة النفال من قوله تعال(( :ذَلِ َ
() راجع :مستدرك نج البلغة( :ص.)117: 399
109
سهِ ْم َوأَنّ اللّ َه سَمِي ٌع عَلِيمٌ)) [النفال.]53:
ُيغَيّرُوْا مَا بِأَنفُ ِ
.29وكتب عليه السلم إل بعض من أرسله ليأخذ الصدقات(( ....قَدْ جَاءتْكُم َبّيَنةٌ مّن ّربّكُ ْم
َفَأوْفُوْا الْ َكيْ َل وَالْمِيزَا َن وَلَ َتبْخَسُوْا النّاسَ َأ ْشيَاءهُ ْم وَ َل ُتفْسِدُواْ َب ِقّيةُ اللّهِ َخيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُم
حفِيظٍ)) إذا أتاك كتاب هذا فاحتفظ با ف يدك حت يأت من يقبضه ي َومَا َأنَاْ عََليْكُم بِ َ ّم ْؤمِنِ َ
منك والسلم(.)403
أقول :أخذ كلمه من قوله تعال ف سورة العراف (( َوإِلَى مَ ْديَنَ أَخَاهُ ْم ُش َعيْبًا قَالَ يَا َق ْو ِم
ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُم مّنْ إِلَ ٍه َغيْ ُرهُ َقدْ جَاءْتكُم َبيَّن ٌة مّن ّرّبكُمْ َفَأوْفُوْا الْ َكيْ َل وَالْمِيزَا َن وَ َل َتبْخَسُواْ
صلَ ِحهَا ذَِلكُمْ َخيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُم ّم ْؤ ِمنِيَ)) النّاسَ َأ ْشيَاءهُ ْم وَ َل ُتفْسِدُواْ فِي الَ ْرضِ َبعْدَ إِ ْ
ط وَلَ [العراف ،]85:ومن قوله تعال ف سورة هودَ (( :ويَا َق ْومِ َأوْفُوْا الْ ِمكْيَا َل وَالْمِيزَانَ بِاْلقِسْ ِ
ي َومَا َتبْخَسُوْا النّاسَ َأ ْشيَاءهُ ْم وَلَ َت ْعَثوْاْ فِي الَ ْرضِ ُمفْسِدِينََ .ب ِقيّةُ اللّهِ َخْيرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُم ّم ْؤ ِمنِ َ
حفِيظٍ)) [هود.]86-85: َأنَاْ عََلْيكُم بِ َ
.30وكتب عليه السلم إل ولده ممد رضي ال عنه « ...واضمم آراء الرجال واختر أقربا إل
الصواب وأبعدها عن الرتياب»(.)404
ستَ ِمعُو َن اْلقَوْلَ َفَيّتِبعُونَ
أقول :أخذ كلمه عن معن قوله تعالَ..(( :فبَشّ ْر ِعبَادِ * الّذِي َن يَ ْ
ك هُمْ ُأوْلُوا الَلْبَابِ)) [الزمر.]18-17: سنَهُ ُأوَْلئِكَ الّذِي َن هَدَاهُمُ اللّ ُه َوُأوَْلئِ َ
أَحْ َ
صبُ َأ ْعيُِنهِمْ فِي آجَاِلهِمْ »(.)405
.31وقال عليه السلمَ« :أعْمَا ُل اْل ِعبَادِ فِي عَاجِِلهِ ْم ُن ْ
حضَرًا َومَا عَمَِلتْت مِنْ َخيْ ٍر مّ ْس مّا عَمَِل ْ أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ(( :ي ْومَ تَجِدُ كُ ّل َن ْف ٍ
ف بِاْل ِعبَادِ)) [آل عمران:
مِن ُسوَ ٍء َتوَدّ َلوْ َأنّ َبْيَنهَا َوَبْينَهُ َأمَدًا َبعِيدًا َويُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَ ُه وَاللّهُ َرؤُو ُ
،]30وعن معن قوله تعالَ(( :يوْ َم َيتَذَكّ ُر الِنسَا ُن مَا َسعَى)) [النازعات.]35:
ت َتعْصِيهِ
ك ِنعَمَ ُه وَأنْ َ
ك ُسبْحَانَ ُه ُيتَابِ ُع عََليْ َ
.32وقال عليه السلم« :يَا ابْنَ آ َدمَ إِذَا َرَأْيتَ َربّ َ
فَاحْ َذ ْرهُ»(.)406
() انظر :مستدرك نج البلغة( ،ص.)138: 403
() نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة رقم (.)7 405
() انظر نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)25: 406
110
حنَا عََلْيهِمْ َأْبوَابَ كُ ّل َشيْءٍ َحتّى
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ(( :فلَمّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ َفتَ ْ
ذنَاهُم بَ ْغَتةً فَإِذَا هُم ّمبْلِسُونَ)) [النعام]44:
إِذَا َفرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَ َخ ْ
.33وقال عليه السلم« :مَا أَضْ َمرَ أَحَ ٌد َشيْئا إِل َظهَرَ فِي فََلتَاتِ لِسَانِهِ»(.)407
صدُو ُرهُمْ أَ ْكبَرُ))
خفِي ُ
ت اْلَبغْضَاء مِنْ أَ ْفوَا ِههِ ْم َومَا تُ ْ
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :قَ ْد بَدَ ِ
[آل عمران ،]118:وقوله تعال..(( :وََلَتعْرَِفّنهُمْ فِي َلحْ ِن اْل َقوْلِ)) [ممد.]30:
.34وقال عليه السلم« :أَ ْفضَلُ ال ّزهْدِ إِ ْخفَاءُ ال ّزهْدِ »(.)408
خفُوهَا َوُتؤْتُوهَا اْل ُفقَرَاء
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :إِن ُتبْدُواْ الصّدَقَاتِ َفِنعِمّا هِ َي َوإِن تُ ْ
َف ُهوَ َخيْرٌ ّلكُمْ)) [البقرة.]271:
ع الْمُ ْلَتقَى »(.)409
.35وقال عليه السلم« :إِذَا ُكْنتَ فِي إِ ْدبَا ٍر والْ َموْتُ فِي إِقْبَالٍ َفمَا َأسْ َر َ
ت الّذِي َتفِرّونَ ِمنْهُ فَِإنّ ُه مُلقِيكُمْ)) [المعة.]8:
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :قُلْ ِإنّ الْ َموْ َ
()410
.36وقال عليه السلم« :كُ ْن سَمْحا ول َتكُنْ ُمبَذّرا وكُ ْن ُمقَدّرا ول َتكُ ْن ُمقَتّرا»
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :وَالّذِينَ ِإذَا أَن َفقُوا لَ ْم يُسْرِفُوا وَلَ ْم َيقْتُرُوا وَكَانَ َبيْنَ ذَلِكَ
َقوَامًا)) [الفرقان.]67:
()411
ح ّي ِبأَحْسَ َن ِمْنهَا »
حّيةٍ فَ َ
.37وقال عليه السلم« :إِذَا ُحيّيتَ ِبتَ ِ
حيّواْ ِبأَحْسَ َن ِمْنهَا َأوْ رُدّوهَا إِنّ اللّهَ
حّيةٍ فَ َ
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ (( :وإِذَا ُحّييْتُم ِبتَ ِ
شيْءٍ حَسِيبًا)) [النساء]86:
كَانَ عَلَى كُ ّل َ
سهُمْ مِنْ
س مِنْ َرحْ َمةِ اللّهِ ولَ ْم ُي ْؤيِ ْ
.38وقال عليه السلم« :الفقيهُ ك ّل الفقيهِ :مَنْ لَ ْم ُي َقنّطِ النّا َ
()412
َروْحِ اللّهِ ولَمْ ُيؤْ ِمْنهُ ْم مِ ْن َمكْرِ اللّهِ»
() راجع :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)26: 407
() انظر نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم)28: 408
() راجع :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)29: 409
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)33: 410
() راجع :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)62: 411
() انظر :نج البلغة باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)90: 412
111
ي الّذِينَ َأسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ل َت ْقنَطُوا مِن
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :قُ ْل يَا ِعبَادِ َ
رّ ْح َمةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ َجمِيعًا ِإنّ ُه ُهوَ اْل َغفُورُ الرّحِيمُ)) [الزمر ]53:ومعن قوله تعال:
ل يَ ْأمَ ُن َمكْرَ اللّهِ إِ ّل الْ َق ْومُ الْخَاسِرُونَ)) [العراف.]99:
((أََفأَ ِمنُوْا َمكْرَ اللّهِ َف َ
()413
ف َيقِ ّل مَا ُيَت َقبّلُ؟»
.39وقال عليه السلم« :ل َيقِ ّل عَمَ ٌل مَ َع الّت ْقوَى و َكيْ َ
[الائدة]27: أقول :أخذه عن معن قوله تعالِ ..(( :إنّمَا َيتَ َقبّلُ اللّ ُه مِ َن الْ ُمّتقِيَ))
سنِ
ستْ ِر عََليْهَِ ،و َمفْتُونٍ بِحُ ْ
ج بِالِحْسَانِ إَِليْهَِ ،و َمغْرُو ٍر بِال ّ
.40وقال عليه السلم« :كَ ْم مِنْ مُسْتَ ْدرَ ٍ
()414
الْ َقوْلِ فِي ِه ومَا اْبتَلَى اللّهُ أَحَدا بِ ِمثْ ِل ا ِلمْلءِ لَهُ»
ستَدْرِ ُجهُم مّنْ َحْيثُ ل َيعْلَمُونََ .وُأمْلِي َلهُمْ ِإنّ
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ ..« :سنَ ْ
َكيْدِي َمتِيٌ» [القلم.]45-44:
()415
شأَ َة الُولَى»
شَأةَ الُخْرَى َوهُ َو يَرَى النّ ْ
جْبتُ لِمَنْ َأْنكَ َر النّ ْ
.41وقال عليه السلم« :عَ ِ
خلْ َق ثُمّ اللّ ُه
أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :قُلْ سِيُوا فِي الَ ْرضِ فَانظُرُوا َكيْفَ بَ َدأَ الْ َ
شئُ النّشَْأةَ الخِ َرةَ إِنّ اللّ َه عَلَى كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ)) [العنكبوت ،]20:ومن قوله تعال(( :أََف َعيِينَا يُن ِ
جدِيدٍ)) [سورة ق]15: س مّنْ َخلْقٍ َ
خلْ ِق ا َلوّ ِل بَ ْل هُمْ فِي َلْب ٍ
بِالْ َ
شكْ ِر وُيغْلِ َق َعنْهُ بَابَ ال ّزيَا َدةِ ول ِلَيفْتَحَ .42وقال عليه السلم« :مَا كَانَ اللّهُ ِليَ ْفتَ َح عَلَى عَبْ ٍد بَابَ ال ّ
ب التّ ْوَبةِ ويُغْلِقَ عَنْ ُه بَابَ
ب الِجَاَبةِ ول ِلَيفْتَحَ ِل َعبْ ٍد بَا َ
عَلَى َعبْ ٍد بَابَ ال ّدعَاءِ وُيغْلِ َق َعنْ ُه بَا َ
الْ َم ْغفِ َرةِ»(.)416
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ (( :وإِ ْذ َتأَ ّذنَ َرّبكُمْ َلئِن شَكَ ْرتُمْ َلزِي َدنّكُمْ)) [إبراهيم،]7:ومن
جبْ َلكُمْ)) [غافر ،]60:وقوله تعالَ (( :وإِذَا َسأَلَكَ قوله سبحانه(( :وَقَالَ َرّبكُمُ ا ْدعُونِي َأسْتَ ِ
ستَجِيبُواْ لِي وَْلُيؤْ ِمنُواْ بِي َل َعّلهُمْ
ِعبَادِي َعنّي فَِإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ َد ْع َوةَ الدّاعِ إِذَا َدعَانِ َف ْليَ ْ
ب مِن َبعْ ِد ظُلْمِ ِه َوأَصْلَحَ َفِإنّ اللّ َه َيتُوبُ عََليْهِ يَ ْرشُدُونَ)) [البقرة ،]186:ومن قوله تعالَ(( :فمَن تَا َ
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم .)95:وانظر الدر النثور ف التفسي بالأثور 413
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)126: 415
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)435: 416
112
سوَ َء
ِإنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ)) [الائدة ،]39:وقوله سبحانهِ(( :إنّمَا الّت ْوَبةُ عَلَى اللّهِ لِلّذِي َن َيعْمَلُونَ ال ّ
جهَاَل ٍة ثُ ّم َيتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ َفُأوَْلئِكَ يَتُوبُ اللّ ُه عََلْيهِ ْم وَكَانَ اللّ ُه عَلِيما َحكِيما)) [النساء.]17:
بِ َ
()417
حتَ لِسَانِهِ»
خبُو ٌء تَ ْ
.43وقال عليه السلمَ« :تكَلّمُوا ُتعْرَفُوا فَِإ ّن الْمَرْ َء مَ ْ
ح ِن الْ َقوْلِ)) [ممد.]30:
أقول :أخذه عن معن قوله تعال..(( :وََلتَعْرَِفّنهُمْ فِي لَ ْ
()418
.44وقال عليه السلم« :ل َتكُ ْن مِمّ ْن يَ ْرجُو ال ِخ َرةَ ِب َغيْرِ عملٍ»
ب مَن َيعْمَ ْل سُوءًا أقول :أخذه عن معن قوله العزيزّ(( :لْيسَ ِبَأمَانِّيكُ ْم وَل َأمَاِنيّ َأهْ ِل اْلكِتَا ِ
ت مِن ذَ َكرٍ َأوْ أُنثَى يُجْ َز بِ ِه وَ َل يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ َل َنصِيًاَ .ومَن َيعْمَ ْل مِ َن الصّالِحَا َ
جّن َة وَلَ يُ ْظلَمُونَ َنقِيًا)) [النساء .]124-123:ومن قوله تعال: ك يَدْ ُخلُو َن الْ َ َوهُ َو ُم ْؤمِنٌ َفُأوْلَئِ َ
((..فَمَن كَا َن يَرْجُو ِلقَاء َربّهِ َف ْليَعْ َم ْل عَ َملً صَالِحًا وَل يُشْ ِر ْك ِبعِبَا َدةِ َربّهِ أَحَدًا)) [الكهف.]110:
جّنةَ بِمَا كُنتُمْ
ي َيقُولُونَ سَلمٌ عََليْكُمُ ا ْدخُلُواْ الْ َ وقوله تعال(( :الّذِي َن َتَتوَفّاهُ ُم الْمَلِئ َكةُ َطّيبِ َ
َتعْمَلُونَ)) [النحل.]32:
جبُ ِبَنفْسِهِ ِإذَا عُوِفيَ وَي ْقنَطُ ِإذَا اْبتُِليَ ِإنْ أَصَابَهُ بَلءٌ َدعَا
.45وقال عليه السلم« :ل تَكُ ْن مِمّ ْن ُيعْ َ
ض ُمغْتَرّا»(.)419
ُمضْطَرّا وِإنْ نَالَهُ رَخَاءٌ َأعْ َر َ
ضرّ َدعَانَا ثُمّ إِذَا َخوّْلنَاهُ ِنعْ َم ًة ّمنّا قَا َل س الِنسَانَ ُ أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :فَِإذَا َم ّ
سَأمُ
ِإنّمَا أُوتِيتُ ُه عَلَى عِ ْل ٍم بَ ْل ِهيَ ِفْتَنةٌ وََلكِنّ أَ ْكثَ َرهُ ْم ل َيعْلَمُونَ)) [الزمر ،]49:وقوله تعال(( :ل يَ ْ
خيْرِ َوإِن مّسّهُ الشّرّ َفَيؤُوسٌ َقنُوطٌ)) [فصلت ،]49:وعن معن قوله تعال: الِنسَا ُن مِن ُدعَاء الْ َ
ض َونَأَى بِجَاِنبِ ِه َوإِذَا مَسّهُ الشّرّ كَا َن َيؤُوسًا)) [السراء ،]83:وعن (( َوإِذَآ َأْنعَ ْمنَا عَلَى الِنسَانِ َأعْ َر َ
ضرّ َدعَا َربّ ُه ُمنِيبًا إَِليْهِ ثُمّ ِإذَا َخوّلَهُ ِنعْ َم ًة ّمنْ ُه نَسِ َي مَا
س الِنسَانَ ُ معن قوله ع ّز وجلَّ (( :وإِذَا َم ّ
سبِيلِهِ)) [الزمر]8: كَا َن يَ ْدعُو إَِليْ ِه مِن َقبْ ُل وَ َجعَلَ لِلّهِ أَندَادًا ّلُيضِلّ عَن َ
ئ عَاِقَبةٌ حُ ْل َوةٌ َأوْ ُم ّرةٌ »(.)420
.46وقال عليه السلمِ« :لكُ ّل امْرِ ٍ
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)392: 417
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)150: 418
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)150: 419
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)151: 420
113
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ(( :ي ْومَ يَأْتِ َل َتكَلّ ُم َن ْفسٌ إِ ّل بِإِ ْذنِهِ فَ ِمْنهُ ْم َش ِقيّ َو َسعِيدٌ))
جّن ِة وَفَرِيقٌ فِي
[هود ،]105:ومعن قوله تعالَ ..(( :وتُنذِرَ َيوْ َم الْجَ ْمعِ ل َرْيبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْ َ
سعِيِ)) [الشورى.]7:
ال ّ
()421
.47وقال عليه السلم« :النّاسُ أَعْدَا ُء مَا َجهِلُوا»
[يونس: أقول :أخذه عن معن قوله تعال(( :بَلْ كَ ّذبُواْ بِمَا لَ ْم يُحِيطُوْا ِبعِلْمِ ِه وَلَمّا َي ْأتِهِ ْم َت ْأوِيلُهُ))
.]39
ف َموَاقِ َع الْخَطَإِ»(.)422
.48وقال عليه السلم« :مَ ِن ا ْسَتقْبَ َل وُجُوهَ الرَا ِء عَرَ َ
سنَهُ
أقول :أخذه عن معن قوله العزيزَ...(( :فبَشّ ْر ِعبَادِ * الّذِينَ يَسْتَ ِمعُونَ اْل َقوْلَ َفَيتِّبعُونَ أَحْ َ
ك هُمْ ُأوْلُوا الَلْبَابِ)) [الزمر.]18-17: ُأوَْلئِكَ الّذِي َن هَدَاهُمُ اللّ ُه َوُأوْلَئِ َ
.49وقال عليه السلم« :آَلةُ ال ّريَا َسةِ َسعَ ُة الصّدْرِ»(.)423
أقول :أخذه عن معن قوله تعالَ(( :فبِمَا رَ ْح َم ٍة مّنَ اللّهِ لِنتَ َلهُ ْم وََلوْ كُنتَ فَظّا غَلِيظَ اْلقَ ْلبِ
لَن َفضّواْ مِنْ َحوْلِكَ)) [آل عمران.]159:
.50وقال عليه السلم« :مَا ا ْختََل َفتْ َد ْع َوتَانِ إِل كَاَنتْ إِحْدَاهُمَا ضَلَلةً»( .)424أقول :أخذه عن
ضلَلُ َفَأنّى ُتصْرَفُونَ)) [يونس.]32:
معن قوله تعال ...(( :فَمَاذَا َبعْ َد الْحَقّ إِلّ ال ّ
هذا غيضٌ من فيضٍ ونرٌ من ب ِر الكلم الأثور عن أمي الؤمني عل ّي عليه السلم ا ُل ْقَتبَ ِ
س
من مِشْكاةِ القرآن وإن تأمّ ْلتَ ف سائر كلماته تع ِرفْ معن الديث الرويّ عن النبّ الكرم صلى
ال عليه وآله وسلم حيث قال« :عَِل ّي مَ َع القُرْآنِ والقُرْآنُ مَعَ عَِليّ لَ ْن َي ْفتَرِقَا حت يردا عل ّي الوض
يوم القيامة»(.)425
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)172: 421
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)173: 422
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)176: 423
() انظر :نج البلغة ،باب حكم أمي الؤمني عليه السلم ،الكمة (رقم.)183: 424
114
وت الكتاب بعون العزيز الوهّاب ،والمد ل أول وآخرا..
115
قائمة الراجع والصادر
()1التقان ف علوم القرآن ,للسيوطي.
()2الحتجاج ،للطبسي.
()3الخبار الطوال ،للدينوري.
()4الرشاد ،للشيخ ممد بن النعمان الفيد.
()5أصول الكاف ،للكلين.
()6العتصام ببل ال ،للقاسم بن ممد (من أئمة الشيعة الزيدية).
()7أمال أحد بن عيسى( .من كتب الديث لدى الشيعة الزيدية).
()8أنساب الشراف ،للبلذري.
()9بار النوار ،للعلمة الجلسي.
( )10البهان ف تفسي القرآن ،للمحدّث البحران.
( )11تاريخ المم واللوك ،للطبي.
( )12تاريخ اليعقوب ،لليعقوب
( )13تاريخ بغداد ،للخطيب البغدادي.
( )14تف العقول عن آل الرسول ،لبن شعبة الران
( )15تفسر جوامع الامع ،لب علي الفضل بن السن الطبسي.
( )16تفسي الطبي :جامع البيان ف تفسي آي القرآن ،لب جعفر ممد بن جرير الطبي.
( )17تفسي العياشي ،لحمد بن مسعود العياشي.
( )18تفسي الكشاف ،لار ال ممود بن عمر الزمشري العتزل.
( )19تفسي علي بن إبراهيم الق ّميّ.
( )20تفسي كشف السرار وعدّة البرار ،لب الفضل اليبدي.
( )21تنقيح القال ف علم الرجال ،عبد ال المقان.
( )22تذيب الحكام ،لشيخ الطائفة أب جعفر الطوسي.
( )23التوحيد ،لبن بابويه القمي
( )24تيسي الطالب ف أمال أب طالب ،للسيد أب طالب من أئمة الزيديّة.
116
( )25جامع الرواة ،للردبيلي.
( )26الامع الصحيح ،للترمذي.
( )27الامع الصغي من حديث البشي النذير للسيوطي.
( )28الاكم الشيمي ومنهجه ف تفسي القرآن.
( )29حجة القراءات ،لب زرعة (عبد ال بن ممد).
( )30خلصة القوال ف معرفة الرجال ،للعلمة اللي.
( )31الد ّر النثور ف التفسي بالأثور ،للل الدين السيوطي
( )32دعائم السلم ،للقاضي النعمان بن ممد.
( )33الروضة من الكاف ،للكلين.
( )34سنن ابن ماجة ،لبن ماجة القزوين.
( )35سنن أب داود ،لب داود السجستان.
( )36سنن النسائي ،لب شعيب النسائي.
( )37شرح نج البلغة ،لبن أب الديد العتزل.
( )38الصاف ف تفسي القرآن الكري ،للفيض الكاشان.
( )39صحيح مسلم ،لسلم بن الجاج النيشابوري.
( )40صحيحه البخاري ،لحمد بن إساعيل البخاري.
( )41الطبقات الكبى ،لبن سعد.
( )42عيون أخبار الرضا ،للشيخ الصدوق ممد بن علي بن بابويه القمي.
( )43الغارات ،للثقفي.
( )44فرائد الصول ،للشيخ النصاري.
( )45الفروع من الكاف ،للكلين
( )46فروق اللغات ،للجزائري.
( )47الفهرست ،للشيخ الطوسي.
( )48الفهرست ،لحمد بن إسحاق الندي.
( )49الكامل ف التاريخ ،لبن الثي الزري
( )50كتاب التسهيل لعلوم التنيل ،لحمد بن أحد بن جزّي الكلب.
117
( )51كتاب العيار والوازنة ،لب جعفر السكاف العتزل.
( )52كنوز القائق ف حديث خي اللئق ،لعبد الرؤوف الناوي.
( )53ممع البحرين ومطلع النيين ،للشيخ فخر الدين الطريي النجفي.
( )54ممع البيان ف تفسي القرآن ،لب عليّ الفضل بن السن الطبسي.
( )55الحرر الوجيز ف تفسي الكتاب العزيز ،لبن عطيّة الندلسيّ.
( )56مستدرك نج البلغة ،لكاشف الغطاء.
( )57مسند المام زيد بن علي ،للمام زيد بن علي عليه السلم.
( )58السند ،للمام أحد بن حنبل.
( )59مصباح التهجد ,لب جعفر الطوسي.
( )60معان الخبار ،للشيخ الصدوق ممد بن علي بن السي بن بابويه القمي.
( )61مفاتيح السرار ومصابيح البرار ،لحمد بن عبد الكري الشهرستان.
( )62مقدمتان ف علوم القرآن,
( )63من ل يضره الفقيه ،للشيخ الصدوق ممد بن علي بن بابويه الق ّميّ
( )64مناقب آل أب طالب ،لبن شهر آشوب الازندران.
( )65نج البلغة ،جعه الشريف الرضي من كلم أمي الؤمني علي بن أب طالب عليه السلم.
()66وسائل الشيعة إل تصيل مسائل الشريعة ،للحرّ العاملي.
()67وقعة صفي ،لنصر بن مزاحم الثقفي.
118