Professional Documents
Culture Documents
تخ صص :ال عل وم ال دا رية ك لية ا لعلوم ال قانو نية و الق تصا دية
وال جتما عية
الموظف
العمومي بالمغرب
بين القانونين
عم ر العياشي
س كينة العبو دي
اشراف
:
د .محمد يح يا
كلمة شكر
نود في بداية هذا البحث أن نتقدم بالشكر
الجزيل إلى أستاذنا الفاضل الدكتور محمد يحيا،
الذي أمدنا بنصائحه الغالية وإرشاداته النيرة ،و
كذا حسن معاملته ورحابة صدره.
خطة البحث
:
:
.
:
.
:
.
:
.
:
:
.
:
.
:
.
:
.
:
.
:
: *
.
*
. :
*
. :
: *
.
. : *
:
.
. :
:
.
. *
. *
:
تشهد المجتمعات المعاصرة على اختلف مشاربها السياسية وأنظمتها القتصادية
تزايدا ملحوظا في الدور الذي تلعبه الدولة قصد تحقيق رفاهية شعوبها.
فبعدما كان دور الدول يقتصر على ما يسمى بالدولة الدر كية أو الحارسة التي تقوم
بتأمين خدمات المن والدفاع عن حوزة التراب والسهر على صحة المواطنين الشئ
الذي جعل دور الموظف آنذاك بسيطا ومحتشما.
أصبحت فضل عن ذلك تتحمل على عاتقها مسؤولية تحقيق أهداف التنمية وذلك من
خلل تدخلتها في مختلف المجالت القتصادية والجتماعية والثقافية....
استجابة لوصفات توصيات صندوق النقد الدولي الذي اعتبر أن النشطة الدارية
التي يقوم بها موظفو هذه الدول تسودها ظاهرة البيروقراطية و يطالها الفساد في
مفهومه الواسع.
وتبعا لذلك أصبح العصر الحديث يشهد دورا جديدا ورائدا لجهزة الدارة يتسم
بالتشعب والتغلغل في مختلف أوجه النشاط داخل الدولة التي أصبح من اللزم عليها
إدخال ثقافة جديدة في تدبير الشأن العام للخروج من الزمات التي تعيشها.
ول غرو أن معظم الدول في الوقت الحاضر تهتم بدراسة وتقييم المشاكل الدارية
التي تواجهها أجهزتها الحكومية وذلك قصد الدفع بكفاءتها النتاجية إلى مواكبة
قاطرة التطور.
فلجأت إلى إصلحات إدارية تهتم بالدرجة الولى إلى تنظيم إدارة الشخاص
العاملين في قطاع الوظيفة العمومية.
بحيث شرعت في تحديث أسلوب ومضمون تكوينهم والرفع من قدرتهم على أداء
مهامهم استجابة لمتطلبات العصر.
هذا وحتى يكون المغرب في الموعد مع تحديث إدارته فانه نهج نفس المسار ذلك أنه
من أهم القضايا التي تشغل باله في الوقت الحاضر تلك التي تتعلق بحسن الداء
الداري.
وفي هذا المجال لبد من الشارة إلى ما عبرت عنه حكومة التناوب منذ تـأسيسها
سنة 1997فيما يخص «ميثاق حسن التدبير» للرفع من مرد ودية الداء الحكومي
وبالتالي مرد ودية قطاع الوظيفة العمومية.
وأيضا المذكرة رقم 46بتاريخ 26مايو 2004المتعلقة بشأن ميثاق «حسن سلوك
الموظف العمومي » التي هي مجموعة من القواعد القانونية العامة الملزمة والمجردة
والجاري بها العمل تتوخى إلمام الموظف بواجباته والتزاماته تجاه الرؤساء
والمرؤوسين والزملء وفي علقة بمرتفقي الدارة وما يتطلبه ذلك من التزام
بمواقيت العمل ولباقة في تواصله مع محيطه ومع المتعاملين معه بتفتح ورحابة
صدر واتزان ومسؤولية.
ويتخذ هذا الميثاق كآلية مرجعية لرساء أسس إدارة حديثة ومسئولة ومواطنة وقريبة
من انشغالت المواطنين في جو يسوده التعاون والتآزر والنضباط لقواعد
الخلقيات المهنية.
ومما لشك فيه أن موضوع تحديث الوظيفة العمومية أخذ باهتمام الفقهاء الداريين
الذين لم يبخلوا بإبداء آرائهم وتحليلتهم لواقع الوظيفة العمومية مبينين العراقيل التي
تقيد تطورها والحلول التي تسمح لها بالنفتاح على عصرها وذلك في مؤلفات عديدة.
والملحظ في هذه المؤلفات أن منها ما ركز على الطابع القانوني ومنها ما اعتمد
على الطابع السلوكي والداري وهذا الخير هو التجاه الحديث لعلم الوظيفة
العمومية.
ورغم هذا الختلف فان جميع هده المؤلفات تتفق على ضرورة تطوير الوظيفة
العمومية بما يتلءم وطبيعة أهداف المجتمعات الحديثة وبالتالي رفع مستوى أداء
الخدمات العامة والقضاء على مظاهر الروتين والتعقيد والسراف في استغلل
الموارد العامة للدولة.
كل هذا من أجل الرفع من مرد ودية الوظيفة العمومية والتي يجب أن يتضمن نظامها
القانوني القواعد التي تكفل حسن اختيار الموظفين عند التعين وأثناء العمل وأن
تضمن لهم مستوى معيشة جيدة يحفظ لهم كرامتهم آدميتهم وأن تعطى لهم الضمانات
اللزمة لذلك كما يجب أن تنظم رقابة فعالة تسمح بمعاقبة الموظف المهمل أو
المقصر بسرعة حزم وأن يكون كل ما يتعلق بالوظائف والموظفين بمنأى عن
السياسة والعتبارات الحزبية.
والحديث عن الوظيفة والموظف في المغرب يكشف لنا تطور مفهوم هذا الخير
تطورا متتاليا تبعا لمسيرة المهام التي تولتها الوظيفة العمومية عبر التاريخ.
من هذا المنطلق سنعمل على توضيح مفهوم الموظف العمومي بالمغرب بين
آختللت الماضي وتعديلت الحاضر في (الفصل الول) والقيام بدراسة نقدية
للتعديلت الجديدة على النظام الساسي العام للوظيفة العمومية بالمغرب.
:
إن الدولة باعتبارها شخصا معنويا عاما ل تستطيع أن تقوم برسالتها وأن تؤدي
دورها إل عن طريق شخص طبيعي يقوم بالتعبير عن إرادتها والذي يضطلع بدور
هام باعتباره منفذ سياسة الدولة و المسؤول عن تحقيق أهدافها في التنمية القتصادية
والجتماعية.
هذا الشخص يتمثل في الموظف العمومي الذي يطرح إشكالية تتمثل في وضع
مقاربة تعريفية له ومن ثم تحديد الطار القانوني الضابط والمنظم لنشاطه المهني
سواء في بعده الضيق المتمثل في القانون الداري المغربي الذي يجد سنده في
الظهير الشريف رقم 1.58.008بتاريخ 4شعبان 24( 1377فبراير )1958بشأن
النظام الساسي العام للوظيفة العمومية أو في بعده الواسع والشامل المستلهم من
الظهير الشريف رقم 1.59.413بتاريخ .1962.11.26
هدا الموظف وبغض النظر عن أساسه القانوني ٬فانه يدخل في علقة إدارية مع
الجهاز الداري الذي يتبع له.
هذه العلقة تترتب عنها حقوق يكتسبها الموظف طيلة مساره الوظيفي مقابل قيامه
بواجباته والتزاماته التي تقع على عاتقه وكل إخلل بها ينتج عنها قيام علقة أخرى
مع الجهاز الداري.
علقة قائمة على عنصر التأديب والزجر والتي تقتضي توفير كل الضمانات المقررة
عند هذا التأديب حماية للموظف من تعسف الدارة.
وانطلقا من كل هذا فإننا سنقوم بمقاربة كل هذه المعطيات في هذا الفصل وفق ثلثة
مباحث
سنتناول في المبحث الول :تعريف الموظف العمومي في القانون المغربي سواء
الداري أو الجنائي وفي المبحث الثاني سنتعرض لعلقة الموظف بالجهاز الداري
وفق التعديلت الجديدة والمرتبطة بحقوق وواجبات الموظف قبل أن نعرج في
المبحث الثالث إلى تأديب الموظف في القانونين الداري والجنائي.
:
عرف مفهوم الموظف العمومي عدة صعوبات في تحديد النظام القانوني الذي يحكم
قواعد استخدامه ،فهل يخضع لحكام قانون الشغل؟ أم يخضع لحكام قانون الوظيفة
العمومية؟ أم يخضع لقوانين أخرى خاصة ؟
الواقع أن تحديد مـدلول الموظف العمومي ،يستلزم استحضار مفهومين أساســين:
مفهوم ضيق (المفهوم الداري:المطلب الول) ومفهوم موسع (المفهوم
الجنائي:المطلب الثاني).
:
.
لم يكن المغرب يتوفر قبل الحماية الفرنسية المفروضة عليه سنة 1912على أية
إدارة متطورة وحديثة بمفهومها الغربي ،ول على أي نظام أساسي خاص بالوظيفة
العمومــية ،وبالتالي كانت جل المفاهيم المعاصرة في المجالين السياسي والداري
غائبة ول تحظى بالهتمام المطلوب ،ومن بين هده المفاهيم نجد مفهوم الموظف
العمومي ،الذي كان موجودا بالفعل خلل تلك المرحلة ،لكن في إطار تقليدي غير
مقنن وفقا لما تضمنته التشريعات الحديثة ،فإلى جانب الحكومة المخزنية ،كان النظام
المخزني في المغرب يتوفر على طاقم إداري تقليدي متكون من العمال والباشاوات
والقياد والولة والشيوخ والمقدمين يقومون بخدمة العرش والمحافظة عليه ويقومون
كذلك بتدبير الشؤون المخزنية المختلفة ،فكان *المخزني* كمفهوم تقليدي لفكرة
الموظف العمومي ،خادما للدولة والعتاب الشريفة ،والسلطان يمثله و ينوب عنه
ويجسده ويذوب في ذاته وكيان الدولة الشريفة حتى صار المر أهم مسالة
خصوصية في النظـام السياسـي والداري المغربـــي(.)1
وفي فترة الحماية ،شهد المغرب إصلحات إدارية عميقة وفقا لمعاهدة الحماية على
جميع المستويات ،فنال الحقل القانوني والداري نصيبه من هده الصلحات
الجوهرية المهمة ،وبدأ العاملون في الدارة الشريفة يتمتعون ببعض المتيازات ولو
على المستوى النظري على غرار زملئهم الموظفين العموميين الفرنسيين‘ وعرف
المغرب حركة تشريعية مهمة في بداية هده المرحلة ،حيث جاء ظهير اللتزامات
والعقود بتاريخ 12غشت 1912،لينص لول مرة في المغرب على مفهوم
الموظف وذلك عند تأسيسه للحكام مسؤوليات الدولة والبلديات عن الضرار الناتجة
مباشرة عن تسيير مختلف إداراتها وعن الخطاء المصلحية لحد موظفيها أو
مستخدميها إن كان هذا الخطأ غير مطبوع بالطابع الشخصي للموظف (الفصل 79
)1(1عتيق الزيادي:السؤولية الشخصية للموظف العمومي أطروحة لنيل الدكتورة ف القانون العام –كلية القوق الدار البيضاء 2000ص .24
من ظهير اللتزامات والعقود) أما ا ذا كان هذا الخطأ شخصيا فإن الموظف يكون هو
المسئول ول تطالب الدولة بالتعويض إل في حالة إعساره (الفصل 80من ظهير
اللتزامات والعقود) .لكن هذا التوظيف لمفهوم الموظف العمومي كانت إشارة
بسيطة لم ترقى إلى مستوى تعريف هذا المفهوم.
وبعد الستقلل شهد المغرب حركة تشريعية أخرى واسعة كان من بينها الظهير
الشريف رقم 1.58.008الصادر بتاريخ 24فبراير 1958بمثابة نظام أساسي عام
للوظيفة العمومية .
وقد جاء في الفصل الثاني من هذا القانون ما يلي « :يعد موظفا كل شخص يعين في
وظيفة قارة ويرسم قي إحدى رتب السلم الخاص بأسلك الدارة التابعة للدولة».
ويلحظ أن هذا الفصل يخص فقط الموظفين المرتبين بأسلك الدارة التابعة للدولة ،
لهذا جاء مرسوم شتنبر المتعلق بالنظام الساسي لموظفي الجماعات ليؤكد على نفس
التعريف بالنسبة لهؤلء الموظفين الجماعيين إذ ينص في فصله الول على ما يلي
«:يخول صفة موظفا في الجماعة كل شخص يعين في منصب دائم ويرسم بإحدى
درجات تسلسل أسلك الجماعات»(.)2
يظهر إذن من هذا التعريف أن المشرع المغربي يشترط ثلثة عناصر أساسية
باعتبار الشخص موظفا عموميا وهي كالتالي:
التعيين في وظيفة عمومية :يشترط لكي يعد الشخص موظفا عموميا أن يعين في
وظيفة عمومية من قبل السلطة التي تملك تعيينه قانونا( ،)3وهي سلطة مختصة
ومؤهلة للصدار قرار التعيين وأن يتخذ طبقا لما يستلزمه القانون من إجراءات
إدارية وإل سيعتبر القرار معيبا،وبالتالي لن نكون أمام موظفا عمومي شرعي عادي
بل نكون أمام أحد حالت الموظف الفعلي أوالوا قعي( )4بالنسبة للغير وقد ل يعتبر
موظفا عموميا الشخص المعين في وظيفة من قبل سلطة غير مختصة زمنيا أو مكانيا
أو موضوعيا فالسلطة المفوض إليها اختصاص التعين في حالت معينة ل يمكن لها
أن تتجاوز هذه الحالت أو السلطة المختصة بالتعين في زمان محدد ل يمكن أن
تعينه خارج هده المدة وأخيرا السلطة المختصة بالتعين في حدود جغرافية معينة ل
يمكن أن تعينه خارج هده الحدود فكل هذه التعيينات الخارجة عن مختلف تلك
الختصاصات تعتبر تعيينات غير قانونية وبالتالي ل يعتبر الشخاص المعينون اتجاه
الدارة موظفين عموميون ولو أنهم يعتبرون موظفون فعليون تجاه الغير بحكم
الظاهر(.)5
ومن جهة أخرى ،وارتباطا مع قرار التعين ،هناك من يعتبر ضرورة أن يقبل المعني
بالمر قرار التعين ،وبالتالي ل يعتبر موظفا عموميا الشخاص المجندون في الخدمة
)2(2عبد القادر باينة:الوظفون العموميون ف الغرب الطبعة الول الدار البيضاء دار توبقال للنشر 2002ص .10
)3(3أحد أجوييد:جرية رشوة الوظف العمومي ف التشريع الغرب دار الرشاد الديثة الطبعة الول الدار البيضاء 1983ص .20
الالة الثانية:بكم الضرورة:الشخص يارس عمل الدارة بكم الظروف نتيجة ظروف استثنائية.
)12(12مليكة الصروخ :ف القانون الداري دراسة مقارنة مطبعة النجاح الديدة الدار البيضاء الطبعة الامسة اكتوبر 2001ص.337-338-
:
لم تتبنى اغلب التشريعات الجنائية المفهوم الداري للموظف العمومي دلك أن القانون
الداري يأخذ بمعايير ثابتة ومستقرة وهو بدلك يضيق من حلقة الموظفين
العموميين عكس القانون الجنائي الذي يأخذ بتعريف واسع وشامل يتفق وسياسة
التجريم.
ولكن كل من يعتبر موظفا عموميا في القانون الداري هو كذلك في القانون الجنائي
على أن بعض الشخاص ل يعتبرون موظفين عموميين في القانون الداري ولكن
من وجهة نظر القانون الجنائي يعتبرون موظفين.
فالنظرية الجنائية لتعريف الموظف تشمل النظرية الدارية ولكن دون أن تقف عندها
أي تتعداها(.)13
ومن ثم يعمد التشريع الجنائي إلى التوسع في تحديد من يمارس سلطة عامة أو يكلف
بوظيفة مرفق عام أو يتولى نيابة عمومية ومن ثم يظهر أن الموظف العمومي في
القانون الجنائي فكرة أصيلة إن كانت تعبر عن تصور جد ممتد للوظيفة العمومية
فهي توضح في نفس الوقت استقلل القانون المذكور عن القانون الداري.
في هدا الصدد يذهب الستاذ الكشبور إلى أن الذي بهمنا في القانون الجنائي هو
المفهوم الذي أعطاه للموظف العمومي والدي يختلف كثيرا عن المفهوم الذي أتى به
قانون الوظيفة العمومية فبالرجوع إلى مقتضيات الفصل 224من القانون الجنائي
المغربي يلحظ نفس الستاذ أن مشروع القانون المذكور قد تجاهل تماما التعريف
الذي أورده ظهير 24فبراير 1958انف الذكر حيث جاء بمفهوم موسع يستطيع
القاضي الزجري بواسطته أن يلبس صفة موظف عمومي للغلبية أو كل من
يمارسون عمل تابعا في المؤسسات الخاصة التي من الممكن تكييف نشاطها بأنه
نشاط دو نفع عام على الرغم من خضوعها سواء من حيث النشاط الذي تقوم به أو
من حيث علقتها بمستخدميها في مختلف أجهزة الدولة وفي المؤسسات العمومية
وفي الشركات التي تقدم رأسمالها أو جزءا منه الدولة وكذلك الجماعات المحلية
سواء كانت بلدية أو قروية(.)14
ونجد الفصل 244من القانون الجنائي المغربي واضحا في هده الشمولية اد ينص
على أنه «يعد موظفا عموميا في تطبيق أحكام التشريع الجنائي كل شخص كيفما
كانت صفته يعهد إليه في حدود معينة بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة باجر أو
بدون أجر ويساهم بدلك في خدمة الدولة أو المصالح العمومية أو الهيئات البلدية أو
المؤسسات العمومية أو مصلحة ذات نفع عام ».
)14(14فريد السمون :مفهوم الوظف ف القانون النائي القارنمغربيفرنسي طبعة 2003ص .15
وهدا يبين أن المادة الثانية من ظهير 24فبراير 1958تحول دون تطبيق أحكام
التشريع الجنائي في غالب الحيان مع أن كثيرا من الشخاص يساهمون عمليا في
إدارة الشؤون العامة ومع دلك ليسوا موظفين بالمفهوم الداري.
ولقد أحسن المشرع صنعا بعدم اعتداده في الميدان الجنائي بالمعايير المتفق عليها في
عرف القانون الداري وهو بدلك يسعى إلى تعميم تطبيق التشريع الجنائي على كل
شخص يعمل باسم الدولة ولحسابها أو يساهم بعمله في خدمتها حتى ل يسلم الجناة
من العقاب الجنائي فالمشرع الجنائي بناء على دلك ل يعتد بنوعية العمل أو الوظيفة
أي أنها كانت دائمة أم مؤقتة ثبت فيها أم لم يثبت.
على انه يشترط أن يكون الشخص موظفا لدى الدارة الوطنية المغربي فان كان غير
دلك .أي كان تابعا لدارة أجنبية ولو كان يعمل في المغرب كرجال السلك السياسي
الجنبي العاملين في المغرب فانه ل يعتبر موظفا عموميا بمفهوم المادة 224من
القانون الجنائي أيضا الشرع لم يشترط في الشخص كي يعتبر موظفا عموميا توافره
على صفة معينة وأيضا أورد في سياق النص عبارة عامة(كيفما كانت صفته)الشيء
الذي يفهم منه انه ل عبرة بصفة الشخص و الصفة تنصرف إلى عدة معان فهو إما
يكون رسميا أو متدربا أو مؤقتا أو مستخدما يرتبط بالدولة بصفة نظامية أو تعاقدية.
وهو من جهة ثانية قد يكون موظفا سياسيا كالوزراء و كتاب الدولة و سائر الموظفين
السياسيين بالدولة على اختلف درجاتهم و أصنافهم حتى اقل الموظفين درجة في
السلم الداري و لو كانوا يؤدون ابسط أنواع الخدمات كحارس في مدرسة ابتدائية أو
بستاني البلدية و تجدر الشارة إلى انه ل عبرة بطبيعة الوظيفة أو المهمة فيستوي أن
تكون قارة أي ثابتة أو تكون عارضة أو مؤقتة(.)15
و عليه فان القاضي الجنائي و هو يبحث عن مفهوم الموظف العمومي عليه أن يرجع
إلى مقتضيات الفصل 224من القانون الجنائي و ليس إلى نصوص القانون الداري
و إل عرض حكمة النقض( )16و بالفعل فان هدا المفهوم الموسع للموظف سمح
لمحكمة العدل الخاصة السابقة (تم إلغاؤها) بإدانة العديد من الشخاص الدين
يمارسون عمل تابعا ومأجورا تحكمه قواعد القانون الخاص ولذلك نشير إلى أن هذه
المحكمة اعتبرت كموظفين عموميين الشخاص التي ذكرهم:
-الوزراء السابقين المتهمين بالرتشاء.
-المعينين من طرف وزير الفلحة المسؤولين عن التعاونيات الفلحية.
-مستخدمي الخطوط الملكية المغربية التي تحقق مصلحة ذات نفع عام.
-مستخدمي البناك الشعبية الجهوية وهي مؤسسات أعفاها المشرع من بعض
الضرائب وتولى مراقبة سيرها بصفة مباشرة وأصبح يعتبرها في الواقع كمصالح
ذات نفع عام بصرف النظر عن صفتها كشركات مجهولة السم.
-مستخدمي المكتب الوطني للشاي والسكر.
-أعوان الجماعات المحلية.
-العدول القباض لدى محاكم التوثيق.
)17(17أحد الوزان :مكمة العدل الاصة الرباط دار النشر الباب ص .23
)19(19الفصلي 225و 232من القانون النائي الغرب الظهي الضريف رقم 1.59.413بتاريخ .1962.11.26
وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن موضع هذا كله في التعريف المشار إليه خصوصا إذا
ما نظرنا إلى هذه التسميات منفصلة عن عبارة « موظف عمومي » في نفس
الفصول المذكورة واحتكاما كذلك المبدأ الشرعية الذي يفرض على المشرع الجنائي
اللتزام بالوضوح في التجريم.
ثانيا :أيضا صفة موظف في القانون الجنائي قد تشكل عنصرا تأسيسيا في بعض
الجرائم فنكون حينئذ أمام جرائم الوظيفة الصرفة أو بحصر المعنى كما قد تعمل
بالنسبة لبعض الجرائم العادية كظرف من ظروف التشديد وهنا ل جدال في هذه
التقنية التي قد يعتمدها المشرع الجنائي في بعض الحالت الخاصة التي غالبا ما
تبررها خطورة الوضعية الجرامية سواء على مستوى الفعال المرتكبة أو على
مستوى الشخاص مقترفي هذه الفعال فإنها بالنسبة للموظف تلعب دورا مزدوجا ل
يخلو من تعقيد إذ تقوم حينا لتشديد العقوبة عليه كما قد تكرس أيضا مظهرا من
مظاهر دعم حمايته جنائيا وهنا يصبح أعمال تقنية الظروف المشددة من ضمن إحدى
السمات المميزة لتحديد مفهوم الموظف في القانون الجنائي إن كنا ل نشك في أن
معرفة السباب الداعية لعمالها ستساهم بشكل كبير في تبرير التطبيقات المتعددة التي
يوظف بها المشرع الجنائي فكرة الموظف فإننا سنراهن من خللها كذلك على تلمس
الفلسفة التي يوظف بها المشرع المذكور لخضاع المجال العام لهذا التوجه المتشدد.
ثالثا :في نفس السياق ورغبة من المشرع المغربي في تعميق البعد الزجري لمفهوم
الموظف نجده يعهد ببعض الجرائم التي يرتكبها الموظف إلى محكمة متميزة وهي
محكمة العدل الخاصة التي لم يمكنها فقط من حق النطق بعقوبات اشد من تلك التي
حددها للمحاكم العادية بل امتد التشديد ليشمل الجانب الجرائي أيضا.
هذه الشكاليات التي يطرحها مفهوم الموظف في القانون الجنائي إنما تخلص بنا إلى
استنتاجين:
أولهما أن المشرع المغربي رغبة منه في إضفاء الشرعية الجنائية على المفهوم
الموسع لصفة «موظف» أتى تعريف يخالف تماما التحديد الضيق الذي وردت به
ذات الصفة في القانون الداري.
أما الستنتاج التالي في المكان أن يستشف من خلل مقابلة بعض نصوص المدونة
الجنائية المغربية و هو يتمثل في أن مفهوم الموظف في المجال الذي يهمنا ليس
مفهوما أحاديا بل يتميز بالتعدد أي يختلف تحديده بحسب كل جريمة على حدة و
بحسب مدى اعتبار الصفة ركنا تأسيسيا في جريمة أو مجرد ظرف من ظروف
تشديدها الشيء الذي يؤكد مرة أخرى أن تحديد المفهوم في موضوعنا لبد و أن
تتحكم فيه معطيات كثيرة و متنوعة من بينها التطبيقات المتعددة التي يعرفها بحسب
نصوص التجريم و هي مسالة تحتاج إلى التريث في اعتبار المفهوم الموسع للموظف
في القانون الجنائي .إنما هو تجسيد منطقي لختلف المفهوم المذكور عن نظرة
القانون الداري(.)21
)20(20كمقتضيات الفصل 228الذي يذكر الشرع النائي الغرب عبارة اليئة القضائية عوض عبارة قاض.
إن علقة الموظف بالجهاز الداري منظمة بموجب القانون الساسي للوظيفة خدمة
وتكليف وتنظيم لمجموعة من الختصاصات و المسؤوليات يمارسها الموظف خدمة
للمصلحة العامة ومن هنا يمكن القول أن الوظيفة العمومية هي خدمة وطنية شريفة
تناط بالقائم عليها مجموعة من الواجبات يتحملها كمقابل للحقوق المعترف له بها
وهدا ما عملت به نظرية الوظيفة العمومية هي ذات البنية المغلقة التي ألزمت
الموظفين بالخضوع لهده الواجبات لجتناب كل ما من شانه أن يجعلهم محل
عقوبات(.)22
ومقابل الواجبات التي يتحملها الموظف العمومي اعترف له ببعض الحقوق التي
تحقق له الحترام والتوقير اللزمين نظر لن الموظف العمومي يعتبر إلى حد كبير
تجسد لسيادة الدولة وهيبتها كما أن الوظيفة العمومية ل تعتبر فقط مهنة ولكنها كدالك
وظيفة اجتماعية وخدمة لصالح الموطنين ومن هدا المنطلق فان إقرار حقوق
وواجبات الموظفين من طرف المشرع يرمي إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما:
أول :تسيير الخدمات على أحسن وجه وبدون انقطاع وتوقف أي في نطاق
الستمرارية والدوام قصد تلبية رغبات المواطنين.
ثانيا :الحفاظ على كرامة الوظيفة العمومية حيث ل يمكن للموظف أن يشتغل صفة
الموظف لغراضه الشخصية(.)23
و هدا ما دفع المشرع إلى إصدار قوانين من اجل احترام واجبات الوظيفة و اتخاذ
عقوبات الجزاء لمخالفتها من طرف الموظف مقابل الحصول على حقوق و امتيازات
مهمة.
و ستعمل على تقسيم هدا المبحث إلى مطلبين نتناول في المطلب الول واجبات
الموظف العمومي على أن نخصص المطلب الثاني للحديث عن حقوقه مع
استعراض التعديلت المقترحة للظهير الشريف رقم 1.58.008الصادر في 24
فبراير بمثابة النظام الساسي العام للوظيفة العمومية من خلل إجراء تعديلت
جزئية على النظام المذكور قصد تجاوز بعض الختللت التي أبان عنها تطبيقه
العملي.
)22(22رضوان بوجعة –الوظيفة العمومية الغربية على درب التحديث الطبعة الول سنة 2003ص .241
ترتبط واجبات الموظف بالمصلحة العامة التي تسعى الدولة إلى تحقيقها للجماعة و
من تم فان أي تهاون أو امتناع عن القيام بالواجبات يعتبر مساسا للمصلحة العامة و
إذا كان القانون الساسي للوظيفة العمومية لم يشر إلى هده الواجبات بدقة و تفصيل
فانه يمكن استنباط أهمها من نص المقتضيات الخاصة التي توضح التزامات
الموظف التي يجب احترامها أثناء مزاولة نشاطه.
و من خلل قراءة متأنية لمجموعة من النصوص التي تتناول موضوع الواجبات
يمكن القول أن هده الخيرة تتمحور حول أربع نقط أساسية و هي إلزامية أداء العمل
الوظيفي و الطاعة الرئاسية و المتناع عن ممارسة عمل متعارض مع الوظيفة و كدا
اللزام بكتمان السر المهني.
. :
و يقتضي هدا الواجب أن يقوم الموظف بتأدية عمله المنوط به بنفسه بدقة و أمانة
وليس له أن يوكل غيره في دلك إل في الحدود التي يسمح بها القانون(.)24
فأول واجب من واجبات الموظف العمومي هو أن يؤدي عمله بنفسه و ل يفوضه
إلى غيره إل إذا أجاز القانون له دلك.
كما أن الموظف يجب أن يقبل المنصب الذي خصص له أثناء تعيينه و يلتحق بمقر
عمله لممارسة مهامه .لنه في حالة رفضه اللتحاق يعرض نفسه للعقوبات التأديبية
التي قد تصل إلى حذفه من قائمة الموظفين لن عدم اللتحاق بالمنصب بدون
مبررات قانونية يعتبر تخليا عنه.
لدلك نجد أن القضاء الداري اعتبر أن الموظف المتخلي عن منصبه ل يحق له أن
يطعن في قرار عزله على أساس عدم شرعيته إل إذا كان هدا الخير يشوبه عيب
واضح و خطير يسئ للمصلحة العامة لدلك ل بمكن معاقبة الموظف في حالة كان
التخلي عن منصبه ناتجا عن قوة قاهرة(.)25
لدلك فان المشرع راعى مصلحة الموظف في الفصل 64من قانون الوظيفة
العمومية ...و يجب أن تراعى في تعيين الموظفين الطلبات التي يقدمها من يهمهم
المر و كذلك حالتهم العائلية ضمن الحدود الملئمة لمصالح الدارة(.)26
:
الطاعة الرئاسية لم يخلقها القانون بذاته و إنما أتت و نشأت كظاهرة إدارية و
اجتماعية نتيجة لتطبيق الوظائف الدارية بصفة متدرجة ابتداء من وظائف التخطيط
و التصور و مرورا بوظائف التطبيق و النتهاء بوظائف التنفيذ و كما هو معلوم فان
تنظيم الدارة المغربية ينبني على قاعدة هرمية تقضي بان السلطة الدنى مطالبة
:
.
ل يجوز بحال من الحوال للموظف أن يجمع بين وظيفته وعمل آخر سواء أكان
عمله هذا في القطاع العام أو في القطاع الخاص والغاية من ذلك هي أن الموظف
ملزم بتكريس وقته لخدمة الجماعة ولن نشاطه الصلي قد يتضرر من مزاولة نشاط
آخر مع العلم انه يخشى أن يفقد الموظف حريته(.)29
وهذا ما أكد عليه الفصل 15من قانون الوظيفة العمومية الجديد حيث منع الموظف
من مزاولة أي نشاط مهني حر أو تابع للقطاع الخاص يدر عليه دخل كيفما كانت
طبيعته غير أنه أجاز بعض الستثناءات.
وقد نص الفصل 15من قانون الوظيفة العمومية الجديد على ما يلي:
<مع مراعاة الحكام التشريعية المنافية الخاصة ببعض الهيئات يمنع على الموظف
مزاولة أي نشاط مهني حر أو تابع للقطاع الخاص يدر عليه دخل كيفما كانت طبيعته
باستثناء:
-انجاز العمال العلمية و الدبية والفنية شريطة أل يطغى عليها الطابع التجاري و
ل يجوز للموظف المعني أن يذكر صفته الدارية بمناسبة نشر أو عرض هذه
العمال إل بموافقة رئيس الدارة التابع لها>.
-إجراء الخبرات و الستشارات أو القيام بدراسات أو بالتدريس شريطة أن تمارس
هذه العمال بصفة عرضية ولمدة محددة وأن ل يطغى عليها الطابع التجاري ول
يجوز للموظف الستفادة من هذين الستثناءين إل بعد تقديم تصريح بذلك لرئيس
إدارته الذي يمكنه العتراض متى تبن له أن النشطة التي يزاولها الموظف تتم أثناء
الفترة القانونية لعمله العمومي أو تخضعه إلى تبعية قانونية غير التبعية القانونية
لوظيفة العمومي أو تجعله في وضعية متنافية مع هذا الوظيف.
يلزم الموظف الذي له زوج يزاول مهنة حرة أو نشاطا اعتياديا تابعا للقطاع الخاص
يدر عليه دخل أن يصرح بدلك لدارته و يتعين على هده الخيرة أن اقتضى الحال
)29(29الاج الشكرة الوظيفة و الوظف ف القانون الداري الغرب الطبعة الول دار النضر سليكي اخوان 2006ص .36
اتخاذ التدابير اللزمة للمحافظة على مصالح الدارة و تحدد كيفيات تطبيق هدا
الفصل بنص تنظيمي(.)30
و هكذا يمكن أن نسجل بارتياح تفعيل النصوص المانعة للجمع بين الوظائف
خصوصا و أن المغرب يسعى اليوم إلى مكافحة البطالة التي أصبحت تنخر حسد
المجتمع.
. :
إن الموظف العمومي و بحكم وظيفته يطلع على أسرار المهنة المناطة به و بدلك ل
يجوز له إفشاء أسرار المهنة دونما ترخيص من الدارة و هدا ما يمكن تسميته
بكتمان السر المهني.
و السر المهني يراد به عدم إفشاء السرار التي يطلع عليها الموظف بحكم عمله إذا
كانت سرية بطبيعتها كالمور التي لها علقة بحياة المدار أو بموجب تعليمات
تقتضي دلك(.)31
كما أن التزام الموظف بكتمان أسرار المهنة يظل ساري المفعول حتى ولو بعد ترك
الموظف لوظيفته.
لدلك نجد أن الفصل 18من قانون الوظيفة العمومية يؤكد على ضرورة كتمان السر
المهني بنصه على « بقطع النظر عن القواعد المقررة في القانون الجنائي فيما يخص
السر المهني فان الموظف يكون ملزما بكتم سر المهنة في كل ما يخص العمال و
الخبار التي يعلمها أثناء مهامه أو بمناسبة مزاولتها».
إن فلسفة هدا اللتزام تظهر في كون تسرب معلومات للغير يفقد الثقة ما بين الداري
والمدار إن لم نقل فقد السلطة والهيبة التي من الضروري أن يتميز بها كل موظف
يوجد في خدمة الدولة غير أن هذه الفلسفة جعلت البعض ينظر إليها نظرة سلبية
خاصة إذا ظل سر المهنة مطلق وهكذا وحسب المناهضين لفكرة السرية يرون بان
اللتزام بكتمان سر المهنة قد يجعل من الدارة عالما مغلقا ومبهما بالنسبة للمجتمع
المدني وخاصة بالنسبة للباحثين في المجال القتصادي والجتماعي و الداري الذين
غالبا ما يعانون من صعوبة الحصول على المعلومات التي تحتكرها الدارة والتي
يكونون في حاجة ماسة إليها من أجل إغناء أبحاثهم التي قد تستفيد منها الدارة نفسها
لهذا كله لبد من التعامل مع هذا الواجب بشيء من المرونة لتيسير البحث العلمي
والمعرفة خاصة وأن الدارة العمومية تعتبر إدارة المواطنين تماشيا مع مبدأ تقريب
الدارة من المواطنين(.)32
)30(30الفصل 15من القانون يتمم الظهي الشريف رقم 1.5.8.008الصادر ف 4شعبان 24/ 1377فباتي 1958بشابة النظام الساسي العام
للوظيفة العمومية.
)32(32ادريس البصري /ميشيل الروسي /كرانيون :القانون الداري الغرب الطبعة الول 1988الرباط ص .391
:
يقوم الموظف العمومي بأداء الخدمة الوظيفية ويتحمل ما يتصل بها من التزامات
وأعباء كما سبق وذكر في المطلب الول .وفي مقابل ذلك يتمتع بعدد من الحقوق
التي تحقق له الحترام والتوقير اللزمين.
ويمكن تقسيم حقوق الموظف إلى قسمين الحقوق العامة والحقوق الخاصة.
. :
الحقوق العامة للموظف هي التي يستفد منها كمواطن كحرية الرأي او الحرية النقابية
وكذا حق الترشيح والتصويت.
: :
وقد تأكدت دستوريا في المغرب بواسطة الفصل التاسع وكذلك الفصل 20من النظام
الساسي العام للوظيفة العمومية الذي يمنع الشارة إلى نزاعات الموظف السياسية
والدينية في ملفه الشخصي إل أن الموظف وهو يمارس هذه الحقوق يبقى مقيدا
باحترام مقتضيات ومسؤوليات وظيفته والبتعاد عن كل ما من شانه أن يضر أو
يساهم في شل السير العادي للمرافق العمومية وذلك بإبداء آراء تتعارض وأهداف
وغايات هذه المرافق داخل أو خارج المصلحة أو تضر بسمعة الدارة(.)33
وبذلك يمكن القول أن حرية إبداء الرأي مضمونة شريطة احترام مقتضيات
ومسؤوليات وظيفته والبتعاد عن كل ما من شأنه أن يضره أو يساهم في شل السير
العادي للمرفق العام.
: :
وقد نص على هذا الحق الفصل 18من الدستور المراجع في 13شتنبر 1996بأنه
« لكل مواطن ذكرا كان أم أنثى الحق في أن يكون ناخبا إذا كان بالغا سن الرشد
ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ».
و استنادا إلى هدا كله فالموظف كسائر المواطنين يمكن أن يكون ناخبا أو منتخبا( ).
34
غير انه توجد هناك بعض الستثناءات التي نص عليها القانون فيما يخص عضوية
مجلس النواب حيث ل يجوز لبعض الموظفين الترشح لها كالقضاة و قضاة المجلس
العلى للحسابات و العمال و الكتاب العامون للعمالت أو القاليم و الخلفاء الولون
للعمال و الباشاوات و رؤساء دواوين العمال و رؤساء المقاطعات و رؤساء الدوائر
و القواد و خلفائهم و خلفاء المقاطعات و الشيوخ و المقدمون العسكريون و أعوان
القوة العمومية حسب المادة السادسة من القانون التنظيمي 31-97المتعلق بمجلس
النواب(.)35
كما تنص المادة السابعة من نفس القانون على مايلي « ل يؤهل للترشح إلى النتخاب
الشخاص التي ذكره في كل دائرة تقع داخل النفوذ الذي زاولوا فيه مهامهم منذ اقل
)33(33ممد البخاري /ممد اللفي :الوظيفة العمومية الغربية وكالة الصحافة و العلم الطبعة الول الدار البيضاء 1992ص .32
. :
الحقوق الخاصة للموظف العمومي و هي الحقوق المشتملة على الطابع المادي و
المعنوي للموظف و الواردة في النظام الساسي العام للوظيفة العمومية ،و هي
الراتب الشهري و الترقية و المعاش و العطل أو الرخص.
. :
الراتب و هو عبارة عن المبلغ الذي يتقاضاه الموظف شهريا في مقابل الخدمة التي
يقدمها للدارة ،و يعتبر الراتب هو الحق الساسي و الول للموظف العمومي ،بل
هو السبب الرئيسي لللتحاق بالوظيفة ،و يكاد البعض يعتبره من عناصر تعريف
الموظف العام.
و حسب المادة 26من النظام الساسي العام للوظيفة العمومية ،فالجرة تشتمل على
المرتب و التعويضات العائلية و غيرها من التعويضات المحدثة بمقتضى النصوص
التشريعية و النظامية(.)36
و بذلك ،فإن الموظف له الحق في تقاضي مرتبه بصفة منتظمة ،طالما أنه مستمر في
أداء عمله ،و بالضافة إلى هذا يتمتع بحقه في التعويضات التي قد تكون عامة،
فتطبق على جميع الموظفين العموميين ،و قد تكون خاصة بفئة معينة منهم(.)37
)35(35القانون التنظيمي رقم 31-97التعلق بجلس النواب الصادر بتنفيد الظهي الشريف رقم 1-97-185الصادر بتاريخ 4ديسمب 1997
)39(37ممد ييا الغرب الداري الصفحة طبعة الثالتة السنة 2004مطبعة اسبارطيل طنجة ص .408
. :
تعتبر الترقية من أهم الدعامات التي تقوم عليه نظم التوظيف ،و تعتبر من الحقوق
الساسية للموظف ،فالموظف يضع نصب عينيه من أول المر احتمال صعود
درجات السلم أو تلك الرتبة.
فحسب مقتضيات الفصل 29من القانون الساسي العام للوظيفة العمومية ،فالترقية
تشمل الصعود إلى طبقة أو رتبة ،و تنجز الترقية بصفة مستمرة من طبقة إلى طبقة،
و من درجة إلى درجة ،و من رتبة إلى رتبة ،بعد رأي اللجنة الدارية المتساوية
العضاء ذات النظر(.)38
و الترقية تتم بالقدمية للصعود إلى الدرجة العليا على أساس النقط المحصل عليها ،و
إما عن طريق الختبار للصعود إلى الدرجة بعد التسجيل في لئحة الترقية ،و بهذا
الخصوص لبد من رأي اللجنة المتساوية العضاء قبل الحصول على الترقية.
و القدمية تتم إما بالقدمية للصعود إلى الدرجة العليا على أساس النقط المحصل
عليها ،و إما عن طريق الختبار للصعود إلى الدرجة بعد التسجيل في لئحة الترقية،
و في جميع الحالت لبد من رأي اللجنة الدارية المتساوية العضاء قبل الحصول
على الترقية(.)39
و لتجاوز السلبيات التي تطبع المنظومة الحالية ،يقترح مشروع قانون الوظيفة
العمومية إعادة ضبط القواعد الساسية التي تحكم مجال تقييم الداء و الترقي ،ل
سيما على مستوى التمييز بين مختلف أنماط الترقية ،حسب الفصلين 30و 31من
القانون الجديد للوظيفة العمومية.
فحسب الفصل ،30فقد نص على "تتم الترقية في الرتبة بكيفية مستمرة من رتبة إلى
الرتبة التي تليها مباشرة ،بناءا على أقدمية الموظف و على النقطة العددية الممنوحة
له ،و تتم الترقية في الدرجة أو الطار إلى درجة ،بعد اجتياز امتحان الكفاءة المهنية،
و عن طريق الختبار حسب الستحقاق ،بعد التقييد في اللئحة السنوية للترقي.
و يتعين على كل موظف تمت ترقيته إلى درجة أعلى ،أن يقبل الوظيفة المنوطة به
في درجته الجديدة ،و يترتب عن رفضه هذه الوظيفة إلغاء ترقيته ،كما يمكن حذفه
من جدول الترقي"(.)40
تحدد شروط و كيفيات تطبيق هذا الفصل بموجب مرسوم.
أما الفصل ،31فقد نص على "تحدد النظمة الساسية الخاصة المشار إليها في
الفصل 5من هذا القانون ،الشروط المطابقة لكل نمط من أنماط الترقية المشار إليها
في الفصل 30أعله ،على أن يراعى مبدأ النسجام بين هذه النظمة فيما يخص
أنماط الترقي المعتمدة(.)41
38
39
)40( 40الفصل 30من قانون بتغيي و تتميم الظهي الشريف رقم 1.58.002الصادر ف 04شعبان 1377الوافق ل 20فباير 1958بثابة النظام
41
و بذلك ،يمكن القول أن مشروع قانون الوظيفة العمومية اعتمد على آليتين ،تتمثلن
في امتحان الكفاءة المهنية ،و الختبار بعد التقييد في اللئحة السنوية للترقي.
. :
حسب مقتضيات الفصل 3من القانون رقم ،011.71فإنه يستفيد من راتب التقاعد
كل من الموظفون الجارية عليهم مقتضيات قانون الوظيفة العمومية ،و رجال
القضاء ،و المتصرفون ،و المتصرفون المساعدون بوزارة الداخلية الخاضعون
لظهير فاتح مارس ،1963و العوان المرسمين في أسلك الجماعات و المؤسسات
العمومية التي تحدد لئحتها بموجب مرسوم.
فحسب مقتضيات الفصل 5من ظهير ،011.71فإن الحق في المعاش يستفيد منه
الموظفون ،و المستخدمون الذين قضوا في الخدمة الفعلية مدة ل تقل عن 21سنة.
كما يكتسب الحق في معاش التقاعد ،بالنسبة للموظفين و المستخدمين الذين حذفوا من
أسلك الموظفين و المستخدمين المنتمين إليها بسبب إصابتهم بعجز ،سواء أكان ناشئا
عن ممارسة المهام المنوطة بهم ،أو غير ناشئ عنها ،و ذلك دون شروط في مدة
الخدمات.
و يتكون المعاش من المرتب الساسي ،المخصص للرقم الستدللي المطابق
للدرجة ،و السلم ،و الرتبة ،أو الطبقة التي يوجد فيها الموظف أو المستخدم ،و
يضاف إليه التعويض التكميلي المنصوص عليه في الفصل 32من الظهير الشريف
رقم ،1.58.008المعتبر بمثابة النظام الساسي للوظيفة العمومية ،إن كان الموظف
ينتفع به ،و كذا تعويض القامة المقرر للمنطقة ج ،و مجموع التعويضات و المكافآت
الدائمة التي يتمتع بها الموظف أو المستخدم بحكم وضعيته النظامية ،باستثناء كل
عنصر آخر يدخل في تحديد أجرته ،خصوصا التعويضات عن المصاريف و عن
العباء العائلية(.)42
كما أن المشرع أعطى للموظف معاشا سمي بمعاش الزمانة ،في حالة تعرض
الموظف لحادث أثناء عمله ،و قد نص الفصل 25من القانون 06.89السالف الذكر،
على أنه "إذا حصل لموظف أو مستخدم عجز ناتج عن جرح أو مرض أصيب به،
أو تفاقم إما في مزاولة الخدمة المنوطة به أو بسببها ،أو عند قيامه بعمل في سبيل
مصلحة عامة ،أو المخاطرة بحياته لنقاذ شخص أو أشخاص ،و كان العجز المصاب
به ل يقل عن ،%25استحق الحصول على معاش زمانة مؤقت أو دائم"(.)43
أما في حالة وفاة الموظف ،فإن الذي يستفيد من المعاش هم المستحقين عن صاحب
المعاش الصلي ،و هم أرملة الموظف أو المستخدم ،و زوج الموظفة المتوفاة ،و
اليتام طبق الشروط المنصوص عليها قانونا.
. :
42
( )43الفصل 25من القانون 06.89التعلق بتغيي و تتميم القانون رقم 011.71يدث بوجبه نظام العاشات الدنية.
الصل أن وقت الموظف كله ملك للدولة ،فل يجوز له أن يتغيب عن العمل ،إل
لجازة يستحقها وفقا لحكام الجازات المقررة في القوانين و النظمة.
ولمصلحة العمل ،و لعتبارات اجتماعية و وطنية ،يحق للموظف الحصول على
الجازة أو الرخصة ،و هي على شكلين :الجازة السنوية و يقصد بها إتاحة الفرصة
للموظف في الحصول على قدر من الراحة بعد عمل طويل و صعب ،و هذا النوع
من الجازات أصبح حقا تقره التشريعات الدارية و أنظمة الوظائف لجميع
الموظفين ،أما الشكل الثاني من الجازات ،و هي الرخص الخاصة كالحج أو الوضع
للموظفة ،فالموظف قد يقع مريضا و ل يستطيع القيام بعمله الوظيفي ،لذلك منحه
المشرع الحق في الرخصة في مثل هذه الحالت.
ففيما يتعلق بالرخصة الدارية السنوية ،تم تحديدها في 22يوما من أيام العمل الفعلي
دون احتساب أيام الراحة السبوعية و العطل الرسمية ،حسب قانون الوظيفة
العمومية الجديد عوض مدة شهر.
و قد نص على ذلك الفصل 40من قانون الوظيفة العمومية ،على "للموظف
المزاول لعمله بصفة فعلية الحق في رخصة سنوية و مؤدى عنها ،تحدد مدة
الرخصة في 22يوم عمل برسم كل سنة زاول الموظف خللها عمله فعليا ،على أن
الرخصة الولى ل يسمح بها ،إل بعد قضاء اثني عشر شهرا في الوظيفة (.)44
كما أعطى الفصل 40من نفس القانون للدارة صلحية تحديد جدولة الرخص ،مع
الخذ بعين العتبار الوضعية العائلية ،من أجل تخويل السبقية في اختيار فترات
الرخص السنوية ،كما منع على الموظف تأجيل الرخصة السنوية ،كما جاء في
الفصل 40السالف الذكر "و ل يمكن تأجيل الستفادة من الرخصة السنوية برسم
سنة معينة إلى السنة الموالية ،إل استثناءا أو لمرة واحدة".
و ل يخول عدم الستفادة من الرخصة السنوية الحق في تقاضي أي تعويض عن
ذلك.
هذا بالنسبة للجازة السنوية ،أما بالنسبة للرخص الخاصة فنجد رخصة أداء فريضة
الحج ،و هذه الرخصة ل تعطى إل مرة واحدة في الحياة الدارية ،و ل حق لهؤلء
الموظفين في التمتع بالرخصة المقررة في الفصل 40خلل السنة التي ينالون فيها
تلك الرخصة الخصوصية(.)45
كما نجد ضمن الرخص الخاصة المخولة للموظف الرخص لسباب صحية ،و تشمل
الرخص القصيرة المد ،و يتقاضى خللها الموظف أجرته كاملة أي خلل الثلثة
أشهر الولى عن فترة 12شهرا متتابعا ،و يتقاضى خلل الثلثة أشهر مجموع
أجرته ،و تخفض الجرة إلى النصف في الثلثة الشهر الموالية.
أما الرخص المتوسطة المد ،فل يجوز أن تزيد عن 3سنوات ،يتقاضى الموظف
طوال السنتين الوليتين من الرخصة المذكورة مجموع أجرته ،و تخفض هذه الجرة
إلى النصف في السنة الثالثة.
و أما الرخص الطويلة المد ،فل يجوز أن تزيد مدتها عن 5سنوات ،يتقاضى طيلة
3سنوات مجموع أجرته ،و نصف هذه الجرة طوال السنتين التاليتين.
)44(44الفصل 40من القانون بثابة النظام الساسي العام للوظيفة العمومية يغي و يتمم الظهي الشريف رقم .1.58.008
:
:
في مقابل الضمانات التي يتمتع بها الموظف العمومي ،فقد تقررت جملة إجراءات
تكفل مراقبته والتحقيق معه وتأديبه عما يقع من إهمال أو خطأ في أداء واجبات
وظيفته .فكما أنه من اللزم أن يكافأ الموظف المجد على اجتهاده بالترقية وغيرها
فإنه من الضروري أن يعاقب الموظف المهمل على إهماله بالعقوبات المناسبة.
هذا التأديب قد يكون تأديبا إداريا (المطلب الول) أو تأديبا جنائيا (المطلب الثاني).
: :
من أجل اللمام بهذا الموضوع يتعين التطرق للخطأ الذي يرتكبه الموظف ويؤدي
إلى تأديبه (الفرع الول) .ثم العقوبة التأديبية التي يمكن أن توقع عليه في حالة
ارتكابه لهذا الخطأ (الفرع الثاني) .والضمانات التي يجب توفرها أثناء التأديب
(الفرع الثالث) .والسلطة المختصة بالتأديب (الفرع الرابع).
: :
من الصعب أن نجد مفهوما للخطأ التأديبي مادام القانون الساسي للوظيفة العمومية
لو يوضح بدقة مدلوله ،إل أنه يمكن القول بأنه كل فعل أو امتناع يرتكبه الموظف
إخلل بواجبات منصبه إيجابا أو سلبا سواء تلك التي نص أو لم ينص عليها القانون
مما يستوجب توقيع الجزاء التأديبي عليه.))48
ويتميز الخطأ التأديبي بكونه غير محدد بنصوص قانونية صريحة ،ومن ثم فخه
يخضع للسلطة التقديرية للدارة وللرئيس التسلسلي الذي يقدر في كل حالة على حدة
ما إذا كان سلوك الموظف يشكل خطأ يستوجب التأديب أن ل.
)46(46الفصل 46من القانون بثابة النظام الساسي العام للوظيفة العمومية يغي و يتمم الظهي الشريف رقم .1.58.008
: :
لقد أحاط الشرع العقوبات التأديبية بعدة ضمانات ،حماية للموظف من تعسف
رؤسائهم أو تجاوزهم في استخدام سلطتهم التأديبية ،أو استغلل تلك السلطات في
تحقيق أغراض شخصية.
))52
ويمكن إجمال تلك الضمانات في التي:
-تمكين الموظف من الطلع على ملفه الشخصي بتمامه وعلى جميع الوثائق
الملحقة وذلك بمجرد ما يحال على التأديب ،سواء بتقديم ملحظات كتابية أو
شفهية أو باستحضار الشهود والسماح له بالستعانة بمحام لمساندته طبقا
للفصل السابع والستون من النظام الساسي العام للوظيف العمومية .
-عدم توقيع عقوبة تأديبية أشد من العقوبة التي اقترحها المجلس التأديبي إل
إذا وافق على ذلك الوزير الول ،وإل اعتبر القرار باطل،ويجوز الطعن
فيه بدعوى اللغاء بسبب الشطط في استعمال السلطة.
-عدم معاقبة الموظف عن الفعل الواحد مرتين استنادا إلى المبدأ القانوني
القاضي بعدم تعدد الجزاءات على الجريمة الواحدة ،ومعنى ذلك أنه إذا وقع
جزاء على الموظف عن فعل ارتكبه فل يجوز تكرار الجزاء عليه عن
السلوك ذاته ما دام هو عن عين الجريمة التأديبية ،ومن ثم فإن قيام السلطة
الـتأديبية بمعاقبة الموظف ثانية عن الفعل المعاقب عليه يرتب إلغاء مقررها
للشطط في استعمال السلطة.
:
:
يقصد بالسلطة التأديبية الجهة التي عينها الشرع لتطبيق العقوبات التأديبية
المنصوص عليها قانون إل الجهة التي خصها الشرع بذلك .ول يجوز لها التفويض
في التأديب إل وفقا لما هو منصوص عليه في القانون.
وتختلف الجهة التي تملك هذا الحق في التأديب من تشريع إلى آخر باختلف
النظمة ففي النظام الداري يعهد بهذه السلطة الدارية إذ الرئيس العلى في كل
))53
جهاز إداري هو الذي يتولى التجريم والعقاب.
والسلطة المتخصصة بالتأديب هي السلطة التي تملك حق التسمية (التعيين) غير أنه
ل يمكنها أن توقع أية عقوبة ،غير عقوبتي النذار والتوبيخ .إل بعد عرض المر
على اللجنة الدارية المتساوية العضاء ،والتي تقوم بدور المجلس التأديبي.
وينظر المجلس التأديبي في تقرير الدارة .بيد أنه إذا رأى بأن العقوبات المقدمة من
طرف هذه الخيرة غير كافية .يمكنه أن يطلب إجراء بحث إضافي وبعد الستماع
إلى تصريحات المعني بالمر ،وتصريحات الشهود ،يقوم المجلس بإعطاء رأيه
المعلل بخصوص العقوبة التي يرى وجوب اتخاذها إزاء العمال الصادرة عن
الموظف .على أن يوجه على السلطة التي لها حق التأديب.
ويدلي المجلس التأديبي برأيه بخصوص العقوبة الملئمة في اجل شهر واحد ابتداء
من يوم النازلة ،مع إمكانية تمديد هذه الجال إل في حالة متابعة المعني بالمر أمام
محكمة زجرية،حيث يمكنه آنذاك تأجيل الدلء برأيه،إلي حين صدور حكم
المحكمة.
وتجدر الشارة إلى أن المغرب يأخذ بالنظام الشبه القضائي في التأديب ،إذا السلطة
التي تختص بتطبيق الجزاء هي السلطة الرئاسة التي تملك الحق في التسمية عمل
بالفصل 65من قانون الوظيفة العمومية رقم 1.58.008والتي خولها الشرع
الحق في تطبيق العقوبات دون مشاركة أية هيئة أخرى.بينما وكما رأينا استلزم
بالنسبة إلى بعضها الخر ضرورة استطلع رأي هيئة معينة هي اللجنة الدارية
:
حسب الفصل 224من القانون الجنائي المغربي فانه يعد موظفا عموميا في تطبيق
أحكام التشريع الجنائي كل شخص كيفما كانت صفته يعهد إليه في حدود معينة
بمباشرة وظيفة أو مهمة ولو مؤقتة باجر أو بدون أجر ويساهم بذلك في خدمة الدولة
والدارات العمومية أو الهيئات البلدية أو المؤسسات العمومية أو مصلحة ذات نفع
عام.))55
هذا الفصل يعتبر بمثابة تعريف للموظف العمومي في القانون الجنائي ويؤخذ بهذا
التعريف عند زجر الجرائم المتعلقة باختلس الموال العمومية وجرائم الرشوة
والغدر وسنتناول في الفقرة الولى العقوبات التأديبية للموظف في حال ارتكابه لهذا
النوع من الجرائم ونخصص الفقرة الثانية للحديث عن العقوبات التأديبية للموظف
في حالة ارتكابه لجريمة الزور واستعمال نفوذه للتعدي على حقوق الفراد.
:
:
تعتبر الرشوة ظاهرة خطيرة وجديرة بالمكافحة,لنها تؤدي كما ذهب الدكتور
المرصفاوي إلى أمرين خطيرين .أولهما أنها تسفر عن فقدان الثقة لدى الفراد
بالمهمة التي أودعتها الدولة بين أيدي الموظفين العموميين .والمر الخر يكمن في
أن الرشوة في حد ذاتها تؤدي إلى انتفاء العدالة بين المواطنين .فمن كانت له القدرة
( )55الفصل 224من القانون الجنائي المغربي رقم 1.59.413الصادر بقتضى الظهي الضريف 1962/11/26
على دفع المقابل,تؤدى لمصلحته العمال الوظيفية.ومن ل يستطيع أول يريد تعففا
تهدر حقوقه ومصلحته.))56
لذلك نجد أن الفصل 248من القانون الجنائي ينص على ما يلي" يعد مرتكبا لجريمة
الرشوة ويعاقب بالحبس من سنين إلى خمس سنوات و غرامة من 1200إلى
خمسة آلف درهم من طلب أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو
أية فائدة أخرى من اجل:
القيام بعمل من أعمال وظيفته بصفته قاضيا أو موظفا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا
أو المتناع عن هذا العمل سواء أكان عمل مشروعا أو غير مشروع طالما انه غير
مشروط باجر وكذلك القيام أو المتناع عن أي عمل ولو انه خارج عن اختصاصاته
الشخصية إل أن وظيفته سهلته أو كان من الممكن أن تسهله.))57
كما انه و بعد أن كانت جريمة الرشوة تعتبر مجرد جنحة تخضع لختصاصات
المحاكم العادية .وفي إطار سياسة مكافحة الرشوة بدت نصوص قانون 26نونبر
1962ل تكفي لمواجهة التجار الذي اخذ يتفش في الجهاز الداري و الذي ينذر
بتطور اخطر إن لم يزجر بصرامة ولم يضرب.))58
لذلك نجد أن المشرع المغربي أعاد النظر في جريمة الرشوة فاصدر قانون
20مارس 1965احدث بموجبه محكمة العدل الخاصة عهد إليها دون غيرها
بزجر مرتكبي جريمة الرشوة وجعل من هذه الجريمة المحالة على المحكمة جناية
بعدما كانت جنحة.
:
حسب الفصل 243من القانون الجنائي يعد مرتكب لجريمة فيعاقب بالحبس من
سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من 1200الى عشرة ألف درهم كل قاض أو
موظف عمومي طلب أو تلقى أو فرض أوامر بتحصيل ما يعلم انه غير مستحق أو
انه يتجاوز المستحق سواء للدارة العامة أو الفراد الذين يحصل لحسابهم أو لنفسه
خاصة.))59
كما ينص الفصل 244من نفس القانون على ما يلي "يعاقب بالعقوبات المقررة في
الفصل السابق كل ذي سلطة عامة ,أمر بتحصيل جبايات مباشرة أو غير مباشرة .لم
يقررها القانون وكذلك كل موظف عمومي أعد قوائم التحصيل وباشر استخلص
تلك الجبايات وتطبيق نفس العقوبات على ذوي السلطة العمومية .أو الموظفين
العموميين اللذين يمنحون بدون إذن من القانون بأي شكل ,ولي سبب .كان إعفاء
أو تجاوز عن و جبية أو ضريبة أو رسم عام أو يسلمون مجانا محصولت
مؤسسات الدولة.أما المستفيد فيعاقب كمشارك خاصة.))60
( : )56أحمد أجوييد .مرجع سابق ص .73
( )57الفصل 248من القانون الجنائي المغربي رقم 1.59.413الصادر بقتضى الظهي الضريف 1962/11/26
( )59الفصل 243من القانون الجنائي المغربي رقم 1.59.413الصادر بقتضى الظهي الضريف 1962/11/26
( )60الفصل 244من القانون الجنائي المغربي رقم 1.59.413الصادر بقتضى الظهي الضريف 1962/11/26
فجريمة الغدر إذن تتجلى في متاجرة الموظف في مجال خاص جدا .يتمثل في
تحصيل المستحق وهو مجال ما من شك في أن المشرع ذاته أحاطه بمجموعة من
الضمانات الحمائية,بحيث يسهل على الموظف المكلف باستغللها و النحراف بها
على وجه غير قانوني.ومن دون إن يشعر بذلك المكلف الذي يبقى ضحية على كل
حال .مادام أنه لم يشارك في العمل الجرامي ,بل إن استجابته للموظف لم تكن
سوى خضوع لوامر القانون المصطنعة.والتي سمحت صفة الموظف المحصل
بانعكاسها في شكل مشروع .وهو أمر بنظرنا يخفي خطورة أكبر من تلك التي تتسم
بها جريمة الرشوة.))61
وبذلك يمكن أن نميز جريمة الغدر عن الرشوة في سند التحصيل ,أي الباعث على
الحصول على الشيء أو المبلغ المستحق.
فالموظف في الحالتين يطلب أو يأخذ ما ليس مستحقا,ويكون المال في جريمة
الغدر.على أساس الرسومات أو الغرامات أو الضرائب أو تحصيل جبايات مباشرة
أو غير مباشرة.أو التجاوز في قيمة هذه الشياء إن كان القانون يفرضها ,أي أن
جريمة الغدر تشمل كل ما يأخذه الموظف باسم القانون وهو يعلم أن القانون ل يجيز
له ذلك.))62
. :
وقد نص على عقوبة جريمة الختلس ,كل من المواد 241و 242من القانون
الجنائي و المادة 32من ظهير 6أكتوبر 1972التي تنص على " يعاقب بالسجن
من عشر سنوات إلى عشرين سنة ,كل قاض أو موظف عمومي ,بدد أو اختلس أو
احتجز بدون حق .أو أخفى أموال عامة أو خاصة أو سندات أو حججا أو مستندات
أو عقودا أو منقولت موضوعة تحت يده بحكم وظيفته أو بسببها.))63
وبذلك يمكن استنتاج أن جريمة الختلس وفق القانون المغربي يمكن أن تتحقق عند
تبديد الشياء .كإعارتها أو استهلكها ,أو الستيلء عليها بنية تملكها أو احتجازها
أو إخفائها.
وفي جميع الحوال نجد أن المشرع لم يقرر عقوبة الغرامة في جريمة الختلس
عكس ما نجده في عقوبتي جريمة الرشوة و الغدر.
:
:
:فريد السموني مرجع سابق ص .55 ()61
( )62القسم الخاص في القانون الجنائي .فريد السموني الجزء الول ,طبعة .1981ص 103
. :
تعتبر جريمة الزور من جرائم المساس بالثقة العامة .ومن جرائم الزور التي قد
يرتكبها الموظف في الوراق الرسمية لذلك نجد أن المشرع المغربي وبمقتضى
الفصل 352من القانون الجنائي المغربي يقرر عقوبة السجن المؤبد لمقترف هذه
الجريمة ولعل هذه إشارة قوية من طرف المشرع المغربي على القل تفيد أن
انحراف الموظف في الجرائم العادية قد يشكل في بعض الحيان خطورة أكبر من
النحراف في مجال الشأن العام.
وعموما فإننا نعتقد أنه إذا كان من السهل على المدونة الجنائية العامة أن تتوسع في
مفهوم الموظف باسم الضرورات الزجرية ورغبة في إرضاء الفعل المجتمعي ولو
بخطاب تشريعي يدرك مسبقا بأنه يبالغ في توظيف الداة الرعدية ,فإن النتيجة
المحصل عليها لم تكشف على أية حال سوى توظيف مبتذل لدور القاعدة الجنائية
ظلت المجهودات المبذولة عبارة عن ترميمات قاصرة عن ترسيخ القتناع بأذن أمام
مرحلة جديدة من البناء القانوني ل بد وأن يتمكن فيها القانون الجنائي شأنه شأن بقية
القوانين الخرى من مواجهة قضايا العصر بمفاهيم متطورة عن المن والستقرار
ولكن تمكن أيضا لكل مكونات المجتمع علقات واضحة ومسئولة تصبح فيها
التناقضات المجتمعية المضمون الحيوي الذي ينبغي عليه المشرع تصوره للحقيقة
القانونية.))65
( )64الفصل 231من القانون الجنائي المغربي رقم 1.59.413الصادر بقتضى الظهي الضريف 1962/11/26
.
إن مصداقية أي قانون كيفما كان شكله ومهما عل شأنه تتوقف على تجسيده على
أرض الواقع.
وبالطبع فان التجسيد الحقيقي هو الذي يؤدي إلى المساهمة في إيجاد أجوبة للمشاكل
والشكاليات المطروحة.
ويلحظ في هذا الباب على سبيل المثال أنه إذا كان العديد من الساتذة والفقهاء
والباحثين قد اعتبروا الظهير الشريف رقم 1 .58 .008المؤرخ في 4شعبان
. 1377موافق 24فبراير 1958والذي يعتبر النظام الساسي العام للوظيفة
العمومية .بمثابة قفزة نوعية تساهم في بناء صرح الدولة المغربية الحديثة.
فإنه قد تبين مع مرور الوقت أنه يحتاج لتعديلت تستجيب للتطورات القانونية
المتسارعة سواء وطنيا أو دوليا.
وانطلقا من ذلك أخذ المشرع على عاتقه طرح قانون تعديل النظام الساسي
للوظيفة العمومية من خلل وزارة تحديث القطاعات العامة .التي قامت بإعداده ثم
عرضه على البرلمان بغرفتيه للنظر فيه ومناقشته وفق المساطر الجرائية المعمول
بها .
ونشير هنا أن الغرفة الولى المتمثلة في مجلس النواب قد صوتت لصالح هذا
المشروع بينما ل يزال في ردهات الغرفة الثانية لمجلس المستشارين ينتظر دوره
في المناقشة والمصدقة أو الرفض.
وانطلقا من كل هذا سنحاول أن نناقش في الفصل الثاني من هذا البحث التعديلت
الجديدة على النظام الساسي العام للوظيفة العمومية كمبحث أول حيث سنتعرف
على الضافات الجديدة التي أتى بها القانون الجديد،ثم في المبحث الثاني سنتطرق
للملحظات الشكلية و الجوهرية على القانون.
:
.
الموظف خاضع للحكام عامة موجودة سلفاً ،وليس له أي دخل في وضعها أو
تحديدها محتواها وتسري على جميع الموظفين.))66
كما للدارة حق تعديل أحكام الوظيفة العمومية دون انتظار قبول أو رفض الموظف
حتى وإن كان التعديل يمس بوضعيته القانونية.
والتعديل يجب أن يكون عاماً ومجرداً ل يخص موظفاً بذاته ،كما يجب أن يتم التعديل
بمقتضى قواعد تشريعية من نفس درجة القواعد المعدلة .))67
وإذا ما قمنا بمقارنة بين النظام الساسي العام للوظيفة العمومية المعمول به حالياً
والمشروع الجديد ،فإن هذا الخير يتضمن عدة مقتضيات جديدة ،يستهدف المشرع
منها تجاوز الختللت التي ظهرت في الوظيفة العمومية ،وسنحاول أن نبرز ذلك
من خلل المطالب الموالية .
:
.
يتجه القانون الجديد بحصر التوظيف بالدارات العمومية بواسطة المباريات ،وفي
حدود المناصب المالية المفتوحة لهذا الغرض ،والتي يمكن أن تنظم بصفة مشتركة
بين عدة إدارات عمومية وبصورة غير ممركزة .
وهنا يدخل في هذا الطار مبدأ الجدارة في النظم الدارية ،حيث يعتمد في الختيار
والتعيين على عقد مسابقة للمتقدمين للحصول على الوظيفة بعد العلن عنها ،
وهذه المتحانات تختلف طبيعتها ومضمونها وأسلوبها باختلف الوظائف المراد
شغلها .
فالفصل 22من النظام الساسي للوظيفة العمومية المغربي ينص على " يقع
التوظيف في كل منصب من المناصب إما عن طريق مباريات تجري بواسطة
الختبارات أو نظراً للشهادات ،وإما بواسطة امتحان الهلية أو القيام بتمرين لثبات
الكفاءة .وذلك مع مراعاة المقتضيات المؤقتة المقررة في التشريع الجاري به
العمل ،وفيما يتعلق بالوظائف التي تكون إطاراً واحداً فإن التوظيف يمكنه أن يكون
خاصًا بكل إدارة أو مشتركًا بين عدة إدارات ".
هنا اعتمد المشرع على التوظيف بناء على الشهادات ،وهذا السلوب ل يفتح في
الصل إل في إحدى الحالتين إما أن عدد الوظائف المطلوب شغلها من القلة بحيث ل
تستلزم إجراء المتحان ،أو أن هذه الوظائف على درجة عالية من الهمية وتتطلب
من صاحبها إمكانية علمية أعلى من التي قد يحصل عليها عن طريق مسابقة
بالختبار ،مثال الطباء التابعين لسلك وزارة الصحة العمومية المطالبين بالتوفر
على شهادة الدكتورة في الطب .
( )66ممد ييا مرجع سابق .ص.404 .
( )67مليكة الصروخ " :نظرية الرافق العامة الكب" دراسة مقارنة .ط .الثانية .مطبعة النجاح الديدة . 1992ص.4. 223.
وتعتبر المباريات والمتحانات من أهم الساليب لتكريس مبدأ المساواة وبناء على
الفصل 22من النظام الساسي للوظيفة العمومية فهو يعتبرها طريقة أساسية ،
ويتبعها في معظم مجالت التوظيف .
وقد نظمتها عدة مراسيم حيث تضمنت مقتضيات عامة وأساسية في بيان كيفية
إجراء المباريات وتنظيمها .هذه المقتضيات تعد هامة ومشتركة بين مختلف
الجهزة الدارية للدولة مع مراعاة المقتضيات الخاصة ببعض النظمة الساسية .
فإذا كان النص القديم قد حدد التوظيف عبر أربع منطلقات هي التوظيف عن طريق
المباراة أو الشهادات أو امتحان الهلية أو القيام بتمرين لثبات الكفاءة .
إضافة لذلك فالقانون الجديد يعلن أن التوظيف سيكون في حدود المناصب المالية
المفتوحة لهذا الغرض.
زيادة على ذلك هناك إمكانية إدخال النتقاء ،وهذا تناقض واضح فبعد إلغاء طرق
التوظيف المذكورة أعله والكتفاء فقط بالمباراة يعلن القانون في الفقرة الثانية من
الفصل 22أنه يمكن أن يخضع الترشيح للمباراة لنتقاء أولي.
كما بعلن المشرع في الفقرة الرابعة من نفس الفصل 22على أن المباريات غير
مفتوحة كل سنة في وجه المترشحين وإنما بحسب الحاجة على المستوى المركزي
أو اللممركز.
وهناك أيضا التنصيص على أن امتحانات التخرج من المؤسسات التي تقوم بالتكوين
خصيصا لفائدة الدارة يدخل في حكم المباراة ( .)68
ومن المستجدات ما تنص عليه الفقرة الخامسة من الفصل 22على أن النظمة
الساسية الخاصة ستحدد طبيعة الشهادات المطلوبة ،وعند القتضاء مدة الخدمات
الفعلية اللزمة للمشركة في هذه المباريات .
بينما يحدد المشرع في الفقرة السادسة من نفس الفصل على أن كل إدارة واعتباراً
لمصلحتها تقوم بتسهيل ولوج الطر والدرجات التسلسلية العليا لجميع الموظفين
المتوفرين على الشروط المطلوبة عن طريق مباريات مهنية .
كما ينص المشرع في الفقرة الخيرة من نفس الفصل على أنه سيتم تحديد شروط و
كيفيات تطبيق مقتضيات هذا الفصل بواسطة مرسوم .
ومن التعديلت الجديدة الواردة في المشروع فتح إمكانية التشغيل بموجب عقد
شريطة عدم توفر الدارة المعنية على موظفين يتوفرون على نفس المؤهلت ،
ويحُد المشرع أن هذا التشغيل ل ينتج في أي حال من الحوال حق الترسيم في أطر
الدارة.
من هنا نستنتج أن المغرب الذي يعمل بالنظام الوظيفي المغلق يتجه و ينحو إلى
النظام المفتوح ،فما هي دواعي ذلك ؟ هل ضغوط دولية على المغرب ؟ أم اتجاه
لتخلي الدولة عن الوظيفة العمومية والمرفق العام؟
( )68الفقرة الثالثة .من الفصل 22من القانون الديد بتغيي ةتتميم الظهي الضريف رقم 1.58.008الصادر ف 4شعبان 1377ه ( 24فباير
.
يتجه القانون الجديد إلى مراجعة نظام الوضعيات في اتجاه تدعيم الحركية بالنسبة
لوضعية القيام بالوظيفة ،ثم إلى وضعية اللحاق.
:
.
ما جاء في القانون الجديد في هذا الصدد ،هو توسيع مجال إعادة النتشار ،بفتح
إمكانية نقل الموظفين من الجماعات المحلية إلى الدارات العمومية ،و اعتماد
إجراءات تحفيزية لفائدة الموظفين المنقولين (فصل 38مكرر).
و قد وضع المشروع شروطا لنقل الموظفين ،منها ما تنص عليه الفقرة الثالثة من
الفصل 38مكرر "أن النقل يكون تلقائيا بمبادرة من الدارة العمومية ،أو الجماعة
المحلية ،عندما تقتضي حاجيات المصلحة ،شريطة أن ل يؤدي هذا النقل إلى تغيير
محل إقامة الموظف".
و تنص الفقرة الرابعة "أنه يمكن ذلك بموافقة الموظف ،إذا كان هذا النقل سيؤدي
إلى تغيير محل إقامته ،و في هذه الحالة يمكن تخويل الموظفين المعنيين تعويضا
خاصا".
و يخبرنا هذا الفصل في فقرته الخيرة ،أن كيفيات تطبيق هذا الفصل ستتحدد
بموجب مرسوم.
دائما في مجال وضعية القيام بالوظيفة ،حيث ينص الفصل 38على التنصيص على
إمكانية وضع موظفين رهن الشارة لدى إدارة أخرى ،و استفادتهم من التفرغ
النقابي لدى إحدى المنظمات النقابية الكثر تمثيل ،و اعتبار الموظفين المستفيدين من
ذلك في وضعية القيام بوظيفة.
و من المعلوم أن الوضعيات الدارية للموظفين ،كما ينص عليها النظام الساسي
العام للوظيفة العمومية محددة في أربع حالت:
)1الموظف في حالة القيام بالوظيفة.
)2الموظف في حالة اللحاق.
)3الموظف في حالة التوقيف المؤقت عن العمل.
)4الموظف في حالة وضعية الجندية.
إضافة للحالت أعله ،فالمشرع أضاف حالة جديدة ،و سماها حالة الموظف
الموضوع رهن الشارة ،حيث "يكون الموظف موضوعا رهن الشارة ،عندما يبقى
تابعا لطاره بإدارته الصلية ،و شاغل لمنصبه المالي بها ،و يزاول مهامه بإدارة
عمومية أخرى ،و يظل الموظف الموضوع رهن الشارة متمتعا بإدارته الصلية
بجميع حقوقه في الجرة و الترقية و التقاعد ،كما ل يجوز الوضع رهن الشارة لدى
إدارة عمومية أخرى ،إل لحاجيات المصلحة الضرورية ،من أجل إنجاز مهام معينة،
و خلل مدة محددة بموافقة الموظف ،كما يمارس الموظف الموضوع رهن الشارة
مهاما من مستوى تراتبي ،مماثل للمهام التي كان يمارسها في إدارته الصلية(.)48
و يخبرنا القانون في نهاية الفصل ،أن كيفية تطبيق هذا الفصل سوف تحدد بمقتضى
مرسوم.
أما في مسألة التفرغ النقابي ،فحسب ما جاء به الفصل 46مكرر ثلث مرات من
المشروع الجديد "فيكون الموظف مستفيدا من التفرغ النقابي ،عندما يبقى تابعا
لطاره بإدارته الصلية ،و شاغل لمنصبه المالي بها ،و يزاول مهامه بإحدى
النقابات الكثر تمثيل(.)49
كما يتمتع بجميع حقوقه في الجرة و الترقية و التقاعد(.)50
كما يعطي لنا المشرع ضوابط تحديد المنظمة النقابية الكثر تمثيل ،حيث يجب الخذ
بعين العتبار بما يلي:
_ الحصول على القل على % 6من مجموع ممثلي الموظفين المنتخبين برسم
اللجان الدارية المتساوية العضاء على الصعيد الوطني.
_ الحصول على القل على % 35من مجموع ممثلي الموظفين المنتخبين برسم
اللجان الدارية المتساوية العضاء على صعيد الوزارة ،أو الدارة المعنية.
_ الستقلل الفعلي للنقابة.
و إذا عدنا للفصل ،38فإننا نستشف أن وضعية القيام بالوظيفة تتطلب توافر ثلثة
شروط:
_ النتماء إلى درجة من درجات الوظيفة العمومية.
_ مزاولة العمل فعل في الطار الصلي الذي عين فيه.
_ الترسيم.
. :
يعتبر اللحاق إحدى الوضعيات الربع التي يمكن أن يكون فيها الموظف ،و قد حدد
القانون الجديد في الفصل 48منه قائمة الدارات و الهيئات التي يمكن إلحاق
الموظفين إليها و هي:
)1إدارة الدولة.
)1(48الفصل 46مكرر مرتي.
49
50
)2جماعة محلية.
)3المؤسسات العامة ،وشركات الدولة ،و الشركات التابعة العامة ،و
الشركات المختلطة ،و المقاولت ذات المتياز المشار إليها في المادة
الولى من القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على
المنشآت العامة ،و هيئات أخرى الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
103.195بتاريخ 16رمضان 1424الموافق ل 11نونبر .2003
)4هيأة خصوصية ذات مصلحة عامة ،أو جمعية ذات منفعة عامة.
)5دولة أجنبية ،أو منظمة جهوية ،أو دولية.
و ينص هذا الفصل على أن اللحاق يتم بطلب من الموظف ،و يمكنه أن يتراجع
عنه ،كما أن الجراءات و مساطر اللحاق ستحدد بواسطة مرسوم.
كما تم تحديد حالت اللحاق بقوة القانون في القانون الجديد ،و هذا مانص عليه
الفصل 48مكرر "أنه خلفا للفصل 48يلحق الموظف بحكم القانون في الحالت
التالية:
+التعيين بصفة عضو في الحكومة.
+القيام بنيابة عمومية ،أو بنيابة نقابية إن اقتضت تلك النيابة واجبات تحول دون
القيام بالمهام بصفة عادية.
+شغل إحدى الوظائف العليا المنصوص عليها في الفصل 6من النظام الساسي
العام للوظيفة العمومية.
كما يقوم القانون الجديد على ضبط القواعد المتعلقة بإعادة إدماج الموظفين الملحقين،
حيث أن الموظف الملحق الذي يرجع إلى إدارته الصلية لي سبب غير ارتكابه
لهفوة في مزاولة مهامه ،و الذي ل يمكن إعادة إدماجه في سلكه الصلي ،بسبب عدم
وجود منصب شاغر مطابق لدرجة الموظف في إطاره الصلي ،يستمر في تقاضي
أجرته المطابقة لوضعيته النظامية ،خلل السنة الجارية من الدارة التي كان ملحقا
بها ،و تتحمل الدارة الصلية وجوبا الموظف المعني ،إبتداءا من السنة الموالية في
أحد المناصب المالية المطابقة (فصل .*)51
أما الموظف الذي وقع إلحاقه للقيام بمهمة عمومية لدى دولة أجنبية ،أو لدى منظمة
دولية ،فيرجع في الحال إلى سلكه الصلي ،في حالة إنهاء إلحاقه.
و عند عدم وجود أي منصب شاغر مطابق لدرجة الموظف في إطاره الصلي ،يعاد
إدماجه زيادة عن العدد ،بقرار لرئيس الدارة المعني ،تؤشر عليه السلطة الحكومية
المكلفة بالمالية ،و تستدرك هذه الزيادة عن العدد المحدد ،مباشرة عند توفر أول
منصب في الميزانية يطابق الدرجة المعنية.
و يدمج كذلك زيادة عن العدد المحدد ،الموظفون المشار إليهم في الفصل 48من
نفس القانون ،و الموظفون الملحقون للقيام بمهام عضو في الدواوين الوزارية.
:
أما بخصوص نظام الترقية ،فقد تم اعتماد آليتين :تتمثلن في امتحان الكفاءة المهنية،
و الختيار بعد التقييد في اللئحة السنوية للترقي.
و لتجاوز السلبيات التي تطبع المنظومة الحالية ،يقترح القانون إعادة ضبط القواعد
الساسية ،التي تحكم مجال تقييم الداء و الترقية ،لسيما على مستوى التمييز بين
مختلف أنماط الترقية.
فالفصل 30من القانون الجديد جاء في الفقرة الثانيةمنه ،بما يلي "و تتم الترقية في
الدرجة أو الطار من درجة إلى درجة ،بعد اجتياز امتحان الكفاءة المهنية ،و عن
الختيار حسب الستحقاق ،بعد التقييد في اللئحة السنوية للترقي" ،الباقي بدون
تغيير.
أي أن كل موظف أراد أن يترقى من درجة إلى درجة أو في الطار ،فالسبيل الوحيد
إليهما هو اجتياز امتحان الكفاءة المهنية ،و ليس كل موظف متاح له هذا المر،
فهناك الستحقاق كأمر لبد منه ،و الدارة هي التي تحدد شروطه بعد التقييد في
اللئحة السنوية للترقي.
كما ينص الفصل 31على أنه "سيتم تحديد النظمة الساسية الخاصة ،المشار إليها
في الفصل 5من هذا القانون ،الشروط المطابقة لكل نمط من أنماط الترقية المشار
إليها في الفصل ،30على أن يراعى مبدأ النسجام بين هذه النظمة ،فيما يخص
أنماط الترقي المعتمدة.
:
في هذا الصدد ،سنتحدث هنا عن الجديد الذي أتى به القانون ،فيما يخص الجمع بين
الوظائف و الجور من جهة ،و الرخص الدارية و السنوية من جهة أخرى.
:
.
هنا يحاول المشرع التدقيق في مقتضيات الفصل 15من النظام الساسي العام
للوظيفة العمومية ،و ذلك بتحديد مجال الستثناء من قاعدة المنع من مزاولة
الموظف لنشاط يدر عليه دخل في:
_ إنجاز العمال العلمية و الدبية و الفنية.
_ إجراء الخبرات أو الستشارات ،و القيام بدراسات أو بالتدريس.
و قد تم ربط الستفادة من هذين الستثنائين ،بتقديم تصريح بذلك لرئيس الدارة،
الذي يمكنه العتراض على ذلك ،متى تبين له أن النشطة التي يزاولها الموظف تتم
أثناء الفترة القانونية لعمله العمومي ،أو تخضعه إلى تبعية قانونية غير التبعية
القانونية لوظيفه العمومي ،أو تجعله في وضعيته متنافية مع هذا الوظيف ،كما تم
اشتراط أل يطغى على تلك العمال و الخبرات الطابع التجاري من جهة ،و أل يذكر
الموظف صفته الدارية من جهة أخرى.
كما يلزم الموظف الذي له زوج يزاول مهنة حرة أو نشاطا اعتياديا ،تابعا للقطاع
الخاص يدر عليه دخل ،أن يصرح بذلك لدارته ،و يتعين على هذه الخيرة ـ إن
اقتضى الحال ـ اتخاذ التدابير اللزمة للمحافظة على مصالح الدارة (الفقرة 5
الفصل .*)15
و في نهاية هذا الفصل ،يخبرنا المشرع أن كيفيات تطبيق هذا الفصل ،سوف تحدد
بواسطة نص تنظيمي.
أما بخصوص منع الجمع بين أجرتين أو أكثر ،فقد نص عليها الفصل 26مكررمن
القانون الجديد "يمنع على الموظف الجمع بين أجرتين أو أكثر ،تؤدى مقابل مزاولة
وظيفة بصفة قارة أو عرضية من ميزانية الدولة ،أو الجماعات المحلية ،أو
المؤسسات العمومية ،أو الشركات ،أو المقاولت التي تملك فيها الدولة أو المؤسسات
العمومية أو الجماعات المحلية على انفراد أو بصفة مشتركة أو بصفة مباشرة أو
غير مباشرة أغلبية السهم في الرأسمال ،أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار".
و يقصد بالوظيفة لتطبيق مقتضيات هذا الفصل ،ممارسة أي عمل يقوم به الموظف
خلل أوقات العمل الدارية ،علوة على وظيفته النظامية بصفة دائمة أو عرضية
مقابل أجرة ،كيفما كانت طبيعتها أو نوعها.
و ل يشمل المنع المنصوص عليه في الفقرة الولى من هذا الفصل:
_ التعويضات أو التعاب المرتبطة بالنشطة المشار إليها في الفصل .15
_ الجور التكميلية أو التعويضات الممنوحة بصفة نظامية (الفصل 26مكرر)*.
. :
تشتمل على تدقيق المقتضيات المنظمة لمدة الرخصة الدارية و السنوية ،و ذلك
بتحديدها في 22يوما من أيام العمل الفعلي ،دون احتساب أيام الراحة السبوعية و
العطل الرسمية ،حيث رفع مدة رخصة الولدة من 12إلى 14أسبوعا ،انسجاما مع
ما تنص عليها المعاهدات الدولية في هذا المجال ،و الجديد الذي جاء به القانون ،هو
تقليص مدة العطلة السنوية من شهر إلى 22يوما فقط ،مع إعطاء الصلحية للدارة
لتحديد جدولة الرخص السنوية ،و يمكن لها رعيا لضرورة المصلحة ،أن تعترض
على تجزئتها.
مع الخذ بعين العتبار الوضعية العائلية ،من أجل تخويل السبقية في اختيار
الرخص السنوية (.)51
و ل يمكن تأجيل الستفادة من الرخصة السنوية برسم سنة معينة إلى السنة الموالية،
إل استثناءا ،و لمرة واحدة (.)52
و ل يخول عدم الستفادة من الرخصة السنوية الحق في تقاضي أي تعويض عن
ذلك.
أما رخصة الولدة ،فإن العمل و الولدة وظيفة اجتماعية ،تقوم بها المرأة بالضافة
إلى مختلف الوظائف التي تقوم بها ،بما فيها مهمتها المهنية كموظفة ،و لعطاء
الهتمام لوظيفة المومة ،فقد متعها القانون الجديد برخصة عن الولدة مدتها أربعة
عشر أسبوعا ،تتقاضى خللها كامل أجرتها ،باستثناء التعويضات عن
المصاريف( ،)53بينما كانت في النظام الساسي العام للوظيفة العمومية تستفيد من إثنا
عشر أسبوعا فقط.
)6(53الفصل .46
:
.
من خلل قراءة فاحصة للقانون الجديد حول الوظيفة العمومية بتمعن يظهر لنا انه
يتضمن عدة ملحظات من ناحية الشكل و أخرى من ناحية الجوهر لبد من
الوقوف عليها.
:
.
من حيث شكل هذا القانون الجديد ,فقد جاء عبر ثلث مواد:
فالمادة الولى تضم اثنا عشر( )12فصل ثم تغييرها.
والمادة الثانية همت تتميم خمسة( )5فصول.
بينما المادة الثالثة :فقد تضمنت فقرة واحدة وقصيرة يعلن عبرها المشرع ان العمل
بهذا القانون يبتدئ من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية .
كما تكررت بالقانون عبارة "تحدد كيفية تطبيق هذا الفصل بموجب مرسوم''ستة()6
مرات.وهمت الفصول 6-38-30-22مكرر 46-مكرر مرتين 46-مكرر ثلث
مرات.
بينما وردت عبارة '' تحدد كيفيات تطبيق هذا الفصل بنص تنظيمي '' لمرة واحدة
فقط ,وكان ذلك في الفصل 15منه.
مما يلحظ أيضا وجود بعض الصيغ الغامضة والغير محددة ,على القل في الفصل
6-40-30مكرر.
وهكذا بالنسبة للفصل 30الفقرة الثالثة :نجد عبارة '' يمكن حذفه من جدول الترقية
'' .وهنا المشرع لم يحدد هل هذا الحذف نهائي أم في الفترة التي تمت فيها الترقية,
إذن هناك غموض يجب تداركه.
وقد وردت في الفصل 40الفقرة الثانية عبارة '' للدارة صلحية تحديد جدولة
الرخص السنوية ,ويمكن لها رعيا لضرورة المصلحة أن تعترض على تجزئتها ''.
فهذه العبارة فضفاضة وتستحق التأويل وفيها مس بحقوق الموظف .
وكذلك المر في الفصل 6مكرر الذي ينص على إمكانية الدارات العمومية أن
تشغل أعوانا بموجب عقود .فالمشرع هنا لم يحدد نوعية العقود ومداها وقابليتها و
شروطها .
ومن الملحظات التي تسترعي النتباه هو تشتت المقتضيات المتجانسة ويتجلى ذلك
من خلل الطلع على الفصول 46مكرر مرتين ,والفصل 38و 46مكرر
ثلث مرات ,والفصل .48
وهكذا يلحظ أن المشرع تطرق إلى مسالة القيام بالوظيفة في الفصل 38و 38
مكرر والفصل 46مكرر مرتين ,وكان من المستحب التطرق إليهما في فصل
واحد أو في فصلين متتاليين لتجانس مقتضياتهما .
وكذلك الفقرة الخامسة من الفصل 22والتي تنص على أن النظمة الخاصة تحدد
طبيعة الشهادات المطلوبة ,وعند القتضاء مدة الخدمات الفعلية اللزمة للمشاركة
في المباريات .فقد كان من الحسن وضعها كفقرة ثالثة عوض الفقرة التي تقول ''
يدخل في حكم المباراة وفق مقتضيات الفقرة الولى امتحانات التخرج من
المؤسسات التي تقوم بالتكوين لفائدة الدارة* '' حتى يكون تجانس وانسجام على
مستوى الصياغة لن اجتياز المباراة يتطلب الحصول على الشواهد ,من هذا كان
من اللزم تقديم الفقرة الخامسة عن الثالثة .
:
.
نستطيع من خلل الطلع على المقتضيات الواردة بالمواد -52-46-40-30-22
46مكرر ثلث مرات .تسجيل العديد من الملحظات الجوهرية .
وهكذا يتبين من الفصل 22أن التوظيف تم حصره بناءا على المباراة فقط وفي
حدود المناصب المالية المفتوحة لهذا الغرض مع خضوع الترشيح للمباراة لنتقاء
أولي .
وهذا يضرب بقوة عمق المساواة التي ينص عليها حتى الدستور المغربي في حق
تولي الوظائف ,غير أن الشروط التي أتى بها المشروع الجديد تبدو مجحفة وتحرم
أغلبية حاملي الشهادات من حق ولوج الوظيفة العمومية.
حتى مبدأ دورية تنظيم المباريات هو في الطريق إلى اللغاء ,حيث يعلن القانون
الجديد أن تنظيم المباريات حسب الحاجة على المستوى المركزي أو اللممركز
وغياب المساواة يتجلى أيضا في منح حق الولوج المباشر للوظيفة لطر المؤسسات
التي تقوم بالتكوين خصيصا لفائدة الدارة ,نموذج '' المدرسة الوطنية للدارة
العمومية '' وسيصبح الولوج للوظيفة العمومية ميسرا لفئة محدودة جدا هي أبناء
النخبة السائدة.
والمادة 30التي تتحدث عن الترقية عامة,نجد في الفقرة الثانية منها أن المشرع
يعلن أن اجتياز امتحان الكفاءة المهنية يتم عن طريق الختيار وحسب الستحقاق
بعد التقييد في اللئحة السنوية للترقية.
والمشرع هنا لم يحدد المقصود بعبارة عن طريق الختيار وتركها مبهمة ومفتوحة
على كل التأويلت ,مما يفتح الباب أمام المحسوبية والزبونية في الترقيات .وقد
حاول المشرع تدارك المر قي العبارة الموالية حيث أشار ''حسب الستحقاق'' لكن
دائما مع غياب العلن عن المساطر المتبعة في ذلك.
ونتمنى أن يتم تدارك هذا المر في المرسوم التطبيقي لهذا الفصل.
وفي الفصل 40فالمشرع قلص فترة العطلة السنوية من شهر إلى 22يوما فقط مع
إلغاء إمكانية تجزئتها عكس ما كان معمول به ,وفي ذلك إجحاف للموظف وضرب
حق مكتسب منذ سنين.
ومن الشياء اليجابية التي أتى بها القانون الجديد رفع مدة رخصة الولدة من اثنا
عشر 12أسبوعا إلى أربعة عشر 14أسبوعا (الفصل *)46وقد جاء ذلك في
خضم مصادقة المغرب على اتفاقيات دولية في هذا المجال ويأتي ذلك في سياق
إعطاء مزيد من الحقوق للمرأة للرفع من قدراتها الوظيفية.
ملحظة جوهرية أخرى تسترعي النتباه هو العودة في الحال للطار الصلي
للموظف الذي أنهى لدى الدول الجنبية أو المنظمات الدولية ,وكذا الموظفون
الملحقون للقيام بمهام في الدواوين الوزارية.
إلى درجة أن المشرع أعطاهم امتياز الدماج زيادة عن العدد (الفصل *)52
ومعروف أن تلك المناصب ل يعين فيها أي كان بل هي محجوزة للطبقة النافذة في
السلطة .بينما الموظفون العاديون ل يتمتعون بنفس المتيازات وهنا يظهر أن هناك
طبقية حتى على مستوى التشريع.
ومن الملحظات الهامة في القانون الجديد هو أن المغرب ينحو بالوظيفة العمومية
في اتجاه النظام المفتوح بعدما كان السائد هو النظام الوظيفي المغلق ,فبعد إجراء
المغادرة الطوعية والذي أفقد الدارة المغربية من أجود كفاءاتها .يأتي المشرع
بحاجز آخر أل وهو إلغاء إمكانية الترسيم ,والتشغيل عن طريق عقود (.الفصل
6مكرر)*
ويأتي هذا في سياق تحديث الدارة ,لكن عن طريق املءات خارجية من طرف
صندوق النقد الدولي مما يطرح التساؤل حول مصير السيادة الوطنية إلى أين ...؟
وهنا القانون لم يحدد للفئة أو العوان الذين سيشتغلون بعقود ,نوعية هذه العقود
ومدتها وإمكانية تجديدها أم ل ؟
كما لم يحدد هل هذه الفئة بحكم أنها غير مرسمة هل لها حق مزاولة أنشطة حرة
أخرى تدر عليها دخل أم ل ؟
فالقانون لم يتناول هذه المسألة بالنسبة لهذه الفئة ل بالبت ول بالمطلق .
موضوع آخر وهو التمثيلية النقابية فقد نصت الفقرة الثالثة من الفصل 46مكرر
ثلث مرات.
على شروط لتحديد المنظمة الكثر تمثيل ,إضافة للنسبة التي تخول ذلك سواء على
الصعيد الوطني أو على صعيد الدارة المعنية ,فهناك شرط الستقلل الفعلي
للنقابة.
يمكن القول أن هذا الشرط كلمة حق أريد بها باطل ,فكما هو معلوم بالمغرب هناك
تقاطع ما بين هو سياسي بالنقابي ,فجل النقابات المغربية تابعة للحزاب حتى أننا
نجد أغلب الزعماء النقابيين متربعين على كراسي المسؤولية الحزبية أيضا .فأين
هاته الستقللية التي يتحدث عنها القانون.
وحتى نسبة %35من مجموع ممثلي الموظفين المنتخبين برسم اللجان الدارية
المتساوية العضاء على صعيد الوزارة أو الدارة المعنية يبدو رقما كبيرا بحكم
ضعف تمثيلية النقابات وتشتتها ,مما يجعل عزوفا للنضال بجانبها نتيجة
بيروقراطيتها ,حتى أن التجاه السائد هو تأسيس إما جمعيات أو لجان مستقلة ,
للنضال على حقوق ومكتسبات الموظفين في أغلبية القطاعات مما جعل القاعدة
الجماهيرية للنقابات تسير نحو التقلص.
خاتمة:
1( :
_ _
_
_ _
:
.
.1988
: _
.
.
.1983 .
: _
. , .
.1977
. _
:
.
.2006 :
: _
) _ (
.2003
2004 . : _
. .
_ _
:
.
.
.1992 .
_
:
.
: _
.
.
.1992 ,
: _
_
.
.
. .
.2001
: _
.
.
.2002 .
: _
.2003 . .
: _
.
.2000 .
2 (:
1.58.008
1958 24 1377
11 2372 .
.1958
06.89 _
00.11.71
.
31.97 _
109.7.185
.1997
.1997 4516
_
24 1058.008
.1958
.
........................................................................
3 ............................
.........:
5 .........................................................................................
6 ..................................
6 ...................................
9 ..................................
:
...........................................................
14 .......................................
:
14 .........................................................
...........................................................
15 ........
:
.....................................................
15 ..................
16 .........................................
17 ................................................................
17 .........................................................
:
17 ............................................................
:
........................................................................
17 ................
:
.....................................................
18 .................
19 ..........................................................
:
.................................................................
19 ...............
:
....................................................
19 .....................................
:
.................................................................
20 .........................
:
.......................................................................
21 ..................
23 .............................
...........................................................
23 .........
23 .......................................................................
:
..............................................
24 .......................
...........................................................
26 ..........
....................................................
27 .....
...........................................................
28 .........
.................................................................
28 ..
:
.................................................................
28 .................
:
.............................................................................
29 .......
30 .............................................................
:
.................................................................
30 ............
30 ............................................
:
.......................................................................
30 ..
....................................................
32 ............................................
33 ..................
33 ..........................
34 ...................................
:
....................................................
35 .......
...........................................................
36 ..........
.................................................................
37 .........
38 ......................
38 ......................................................
:
.......................................................................
38 ..
....................................................
40 ............................................
...........................................................
40 ......
:
....................................................
41 .........