You are on page 1of 146

‫المختصر الصحيح‬

‫عن الموت والقبر‬


‫والحشر‬

‫جمع وترتيب‬
‫عبد الكريم محمد نجيب‬
‫رحمه الله تعالى‬

‫‪1‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ,‬والصلة والسسسلم‬
‫على نسبيه الميسن‪ ,‬وعلسى آلسه وصسحبه أجمعيسن‪,‬‬
‫ومن سار على نهجهم واقتدى بهسديهم إلسى يسوم‬
‫الدين وبعد‪:‬‬
‫فإن الموت حقيقة ل ينكرها مؤمن ول‬
‫كافر‪ ,‬وحتى ُتنال العبرة منه ل بد من الحاطة‬
‫بحقيقته وبما يسبقه وبما يتبعه أو بقدر كاف من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وكنت فيمسسا مضسسى أشسسهد مجسسالس العسسزاء‬
‫ة ل أرتسساح لبعضسسها لعسسدم‬ ‫وأسسسمع أسسسئلة وأجوب س ً‬
‫مسسا جعلنسسي أشسسعر بالحاجسسة‬ ‫التأكد من صسسحتها‪ ,‬م ّ‬
‫للوقوف على الصحيح والقتصسسار عليسسه ونبسسذ مسسا‬
‫سسسواه مسسن أخبسسار المسسوت والحيسساة البرزخّيسسة‬
‫ب‬‫والحشر واليسسوم الخسسر حسستى وقفسست علسسى كتس ٍ‬
‫عديسسدة فسسي هسسذا البسساب‪ ،‬مسسن أشسسهرها كتسساب‬
‫»التسسذكرة فسسي أحسسوال المسسوتى وأمسسور الخسسرة«‬
‫للمام القرطبي ‪-‬رحمه الله‪ -‬وهو مسسن أجسسود مسسا‬
‫كتسسب فسسي الموضسسوع إل أن مسسؤلفه لسسم يخسسرج‬
‫الحاديث والثار الواردة فيسسه وتوسسسع فسسي بعسسض‬
‫أبوابه‪ ،‬وبالتالي فسسإن القسسارئ غيسسر المتخصسسص ل‬
‫كن من الفادة الكاملة من الكتاب المذكور‪.‬‬ ‫يتم ّ‬

‫‪2‬‬
‫كما اطلعت علسسى كتسساب »السسروح« للمسسام‬
‫ابسسن قيسسم الجوزيسسة ‪-‬رحمسسه اللسسه‪ -‬فوجسسدته مثسسل‬
‫سسسابقه يحسسوي عسسددا ً كسسبيرا ً مسسن الحسساديث غيسسر‬
‫المخرجة إضافة إلسسى أن كل ً مسسن الكتسسابين كسسبير‬
‫الحجم مما يجعل همم الكثيرين من أهسسل زماننسسا‬
‫تقصر عن مطالعته ‪ ،‬و اطلعت على غيرهما مما‬
‫تناول الموضوع فوجسسدت فسسي معظمهسسا التهسساون‬
‫في اختيار الصحيح من الخبار في كل باب ‪.‬‬
‫ولهميسسة الموضسسوع عقسسدت العسسزم علسسى‬
‫الكتابة فيه مع ثقتي بأن أهل العلم ‪-‬وما أكسسثرهم‬
‫ولله الحمد‪ -‬قد كتبوا وسيكتبون وبتوسع فيه ‪.‬‬
‫وأما اليوم الخر فهو يوم ينصف الله فيه‬
‫المظلوم من الظالم‪ ،‬فهو يوم العدل والجزاء‬
‫وقد دل عليه النقل من القرآن والسنة واليمان‬
‫به ركن من أركان اليمان‪،‬كما دل عليه العقل‬
‫لن تكرار ما هو موجود ممكن ففي هذه الدنيا‬
‫مظالم ل يعاقب الظالم فيها على ظلمه وإنما‬
‫جعل الله يوم القيامة لذلك قال تعالى‪ :‬فهل‬
‫ينظرون إل الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء‬
‫أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم‪‬‬
‫]محمد‪ ،[18 :‬وقال تعالى‪ :‬ونفخ في الصور‬
‫فإذا هم من الجداث إلى ربهم ينسلون‪] ‬يس‪:‬‬
‫‪ ،[51‬النفخة هي النفخة الثانية نفخة البعث‪.‬‬
‫ولقد تحدث العلماء عن أشراط الساعة وعن‬
‫البعث بالتفصيل وأطالوا في ذلك فذكروا كل ما‬
‫‪3‬‬
‫وصلهم من أحاديث وروايات وآراء ما صح منها‬
‫وما لم يصح ‪ 0‬وإذا كان خاصة الناس يتمكنون‬
‫من تمييز الحديث الصحيح من الضعيف فإن‬
‫ذلك ليس بوسع العامة‪ ,‬من أجل ذلك كتبت هذا‬
‫البحث واقتصرت على الستشهاد ببعض آيات‬
‫الكتاب المبين وببعض ما صح عن رسول الله ‪.r‬‬
‫والغاية من تقديم هذا الجهد المتواضع‬
‫للمكتبة السلمّية بعد التماس رضوان الله‬
‫تعالى والتقّرب إليه بما أحتسبه عنده ‪ ،‬تنبيه‬
‫ل مسلم القيام به‬ ‫القارئ إلى ما ينبغي على ك ّ‬
‫من العداد والستعداد للرحيل بالعلم النافع‬
‫والعمل الصالح قبل أن يأتي يوم ل ينفع فيه‬
‫ب سليم‪.‬‬ ‫ما ٌ‬
‫ل ول بنون إل من أتى الله بقل ٍ‬
‫وقد اختصرت في ذلك ما وسعني‬
‫الختصار ليصبح البحث سهل التناول من قبل‬
‫العامة أما الخاصة فيمكنهم الرجوع إلى ما كتبه‬
‫السلف والخلف من المطولت‪،‬واكتفيت بذكر‬
‫بعض أحاديث الصحيحين وبعض ما صح عند بقية‬
‫علماء الحديث لن كل ما في الصحيحين‬
‫صحيح‪،‬لكنه ليس كل الصحيح‪ .‬وإذا رأى هذا‬
‫البحث النور وأعانني الله فسوف أكتب حول‬
‫الجنة والنار وما فيهما من نعيم في الجنة‬
‫وعذاب في النار لنفع نفسي قبل غيري‪،‬فهو‬
‫حسبي ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على‬

‫‪4‬‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫‪‬‬

‫عبد الكريم محمد نجيب‬


‫حلب ‪1/1/2002‬‬

‫‪5‬‬
‫]‪[1‬‬
‫النهي عن تمني الموت والدعاء به‬
‫لضر نزل في المال والجسد‬
‫‪ -1‬عن أنس بن مالك ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬ل يتمنين أحسسدكم المسسوت لضسسر نسسزل بسه‪,‬‬
‫فإن كان ل بد متمنيا ً فليقل‪ :‬اللهسسم أحينسسي مسسا‬
‫كانت الحياة خيرا ً لي‪ ,‬وتوفني إذا كانت الوفاة‬
‫خيرا ً لي« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:r‬‬
‫»ل يتمنين أحدكم المسوت‪ ,‬إمسا محسسنا ً فلعلسه‬
‫أن يسسسزداد خيسسسرًا‪ ,‬وإمسسسا مسسسسيئا ً فلعلسسسه أن‬
‫يستعتب« أخرجه البخسساري‪ .‬ويسسستعتب‪ :‬يرجسسع‬
‫عن الساءة ويتوب‪.‬‬
‫‪ -3‬وعنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬ل يتمنين‬
‫أحدكم الموت ول يدع ُ بسسه مسسن قبسسل أن يسسأتيه‪,‬‬
‫إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله‪ ,‬وإنسسه ل يزيسسد‬
‫المؤمن عمره إل خيرا ًً« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫]‪[2‬‬
‫جواز تمني الموت والدعاء به‬
‫خوف ذهاب الدين‬
‫قسسال اللسسه عسسز وجسسل مخسسبرا ً عسسن يوسسسف ‪u:‬‬
‫‪‬تسسسوفني مسسسسلما ً وألحقنسسسي بالصسسسالحين‪‬‬
‫]يوسسسف‪،[101 :‬سس أي إذا جسساء أجلسسي تسسوفني‬
‫مسلمًا‪ ,‬أي تمنى الوفاة على السلم‪.‬‬
‫وقال تعالى مخبرا ً عن مريم‪ :‬يا ليتني مسست‬
‫قبل هذا وكنسست نسسسيا ً منسسسيا ً‪] ‬مريسسم‪،[23 :‬‬
‫وقد تمنت الموت لسببين‪:‬‬
‫الول‪ :‬لنهسسا خسسافت أن ُيظسسن بهسسا السسسوء فسسي‬
‫دينها وُتعير فيفتنها ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬لئل يقع قوم بسببها في البهتان والزور‬
‫والنسبة إلى الزنا وذلك مهلك لهم‪.‬‬
‫‪ -4‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»ل تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل‬
‫فيقسسول‪ :‬يسسا ليتنسسي مكسسانه« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسسسول اللسسه ‪» :r‬اللهسسم إنسسي أسسسألك فعسسل‬
‫الخيسسسسسسرات وتسسسسسسرك المنكسسسسسسرات وحسسسسسسب‬
‫المسسسسساكين‪،‬وإذا أردت فسسسسي النسسسساس فتنسسسسة‬
‫فاقبضسسني إليسسك غيسسر مفتسسون« أخرجسسه مالسسك‬
‫والترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫]‪[3‬‬
‫ذكر الموت وفضله والستعداد له‬
‫‪ -6‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:r‬‬
‫»أكسسثروا ذكسسر هسسادم اللسسذات«‪ ،‬يعنسسي المسسوت‪.‬‬
‫أخرجه النسائي وأحمد وابن ماجه والترمسسذي‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري ‪ t‬قال‪ :‬دخسسل رسسسول‬
‫الله ‪ r‬مصله فرأى ناسا ً يكثرون فقال‪ » :‬أمسسا‬
‫أنكم لو أكثرتم من ذكر هادم اللذات لشسسغلكم‬
‫عما أرى فأكثروا ذكسسر هسسادم اللسسذات«‪ ،‬أي لسسو‬
‫أكسسثروا مسسن ذكسسر المسسوت لشسسغلهم ذلسسك عسسن‬
‫الكلم الكثير الذي ل فائدة منه‪.‬‬
‫م سّر علسسى النسسبي ‪‬‬
‫‪ -7‬عن أبي قتادة ‪ t‬قال‪ُ :‬‬
‫بجنازة فقال‪» :‬مستريح ومستراح منه«‪ ،‬قالوا‬
‫يا رسول الله‪ :‬ما المستريح والمستراح منسسه؟‬
‫فقال‪» :‬العبد المؤمن يستريح من تعب السسدنيا‬
‫وأذاها إلى رحمة اللسسه‪ ,‬والفسساجر يسسستريح منسسه‬
‫العبسسساد والبلد والشسسسجر والسسسدواب«‪ ،‬أخرجسسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال الدقاق‪ :‬من أكثر مسسن ذكسسر المسسوت أكسسرم‬
‫بثلثة أشسسياء‪ :‬تعجيسسل التوبسسة‪ ,‬وقناعسسة القلسسب‪,‬‬
‫ونشسساط العبسسادة‪ ,‬ومسسن نسسسي المسسوت عسسوقب‬
‫بثلثة أشسسياء‪ :‬تسسسويف التوبسسة‪ ,‬وتسسرك الرضسسى‬
‫بالكفاف‪ ,‬والتكاسل في العبادة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -8‬عن ابن عمر رضي اللسسه عنهمسسا أنسه قسسال‪:‬‬
‫كنت جالسا ً مع رسول الله ‪ r‬فجاء رجسسل مسسن‬
‫النصار‪ ,‬فسلم على النبي ‪ r‬فقال‪ :‬يسسا رسسسول‬
‫اللسسه‪ ,‬أي المسسؤمنين أفضسسل؟ قسسال‪» :‬أحسسسنهم‬
‫خلقسسا ً« قسسال‪ :‬فسسأي المسسؤمنين أكيسسس؟ قسسال‪:‬‬
‫»أكسسثرهم للمسسوت ذكسسرا ً وأحسسسنهم لمسسا بعسسده‬
‫استعدادا ً أولئك الكياس«‪ ،‬أخرجسسه ابسسن مسساجه‬
‫ومالك‪.‬‬
‫وقال السدي في قوله تعسسالى‪ :‬السسذي خلسسق‬
‫الموت والحياة ليبلسسوكم أيكسسم أحسسسن عمل ً‪‬‬
‫]الملسسسك‪،[2 :‬سسس أي أكسسسثركم للمسسسوت ذكسسسرا ً‬
‫واستعدادا ً وخوفا ً وحذرًا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫]‪[4‬‬
‫ما يذكر بالموت والخرة ويزهد‬
‫في الدنيا‬
‫‪ -9‬عن أبسسي هريسسرة ‪ t‬قسسال‪ :‬زار النسسبي ‪ r‬قسسبر‬
‫أمه فبكى وأبكى من حوله فقسسال‪» :‬اسسستأذنت‬
‫ربي أن أستغفر لها فلم يسسؤذن لسسي‪،‬واسسستأذنته‬
‫في أن أزور قبرهسسا فسسأذن لسسي‪،‬فسسزوروا القبسسور‬
‫فإنها تذكر الموت« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫وجسسواز زيسسارة الرجسسال للقبسسور متفسسق عليسسه‪,‬‬
‫مختلسسف فيسسه للنسسساء‪ ,‬أمسسا الشسسابات فحسسرام‬
‫‪9‬‬
‫عليهسسن الخسسروج‪ ,‬وأمسسا القواعسسد »العجسسائز«‬
‫فمباح لهن‪ ,‬وجسسائز لجميسسع النسسساء إذا انفسسردن‬
‫بالخروج عن الرجال‪ ,‬وأما الموضسسع أو السسوقت‬
‫الذي يخشى فيسسه الفتنسسة مسسن اجتمساع الرجسسال‬
‫والنساء فل يجوز ول يحل‪ ,‬فبينا الرجسسل يخسسرج‬
‫ليعتسسبر فيقسسع بصسسره علسسى امسسرأة فيفتتسسن‪,‬‬
‫وبسسالعكس فيرجسسع كسسل واحسسد مسسن الرجسسال‬
‫والنساء مأزورا ً ل مأجورا ً‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫من علج القلوب القاسية‪:‬‬


‫‪ -1‬القلع عما هي عليه وحضسسور مجسسالس‬
‫العلم والوعظ‪.‬‬
‫‪ -2‬الكثسار مسن ذكسر المسوت)هسادم اللسذات‬
‫ومفسسسسرق الجماعسسسسات وميتسسسسم البنيسسسسن‬
‫والبنات(‪.‬‬
‫‪ -3‬مشسسساهدة المحتضسسسرين وسسسسكراتهم‬
‫ونزعاتهم وصورتهم بعد مماتهم‪.‬‬
‫‪ -10‬عسسن ابسسن عبسساس رضسسي اللسسه عنهمسسا أن‬
‫رسول الله ‪ r‬قال‪» :‬ليس الخسسبر كالمعاينسسة«‪،‬‬
‫أخرجه ابسن حبسان وأحمسد والسسبزار والطسسبراني‬
‫والحاكم‪ .‬أي أن معاينة ومشاهدة المحتضسسرين‬
‫وزيسسارة القبسسور ومعاينسسة السسدفن بعسسد تغسسسيل‬
‫وتكفين الميسست والصسسلة عليسسه كسسل ذلسسك أبلسسغ‬
‫وأنفسسسع للعتبسسسار مسسسن سسسسماع الخبسسسار دون‬
‫المشاهدة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫]‪[5‬‬
‫ما يقال عند زيارة القبور‪ ،‬وجواز‬
‫البكاء عندها‬
‫‪ -11‬عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قلت يا‬
‫رسول اللسه‪ :‬كيسف أقسول إذا دخلست المقسابر؟‬
‫قسسال‪» :‬قسسولي السسسلم علسسى أهسسل السسديار مسسن‬
‫المسسسسسؤمنين والمسسسسسسلمين‪ ,‬ويرحسسسسسم اللسسسسسه‬
‫المستقدمين منا والمتأخرين‪ ,‬وإنا إن شاء الله‬
‫بكم لحقون« وزاد في رواية‪» :‬أسأل الله لنسسا‬
‫ولكم العافية« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -12‬وفي الصحيحين أنه ‪ u‬م سّر بسسامرأة تبكسسي‬
‫عند قبر لها فقال لها‪» :‬اتقسسي اللسسه واصسسبري«‬
‫أخرجسسه البخسساري ومسسسلم‪ .‬ويظهسسر أن هسسذه‬
‫المسسرأة كسسانت جزعسسة فخشسسي ‪ r‬عليهسسا مسسن‬
‫النياحة وهي محرمة‪ .‬أما البكاء فجسسائز لبكسسائه‬
‫‪ r‬لما زار قبر أمسه‪ ،‬وحيسن مسات ابنسه إبراهيسم‬
‫والبكاء على الميسست عنسسد قسسبره حزنسا ً عليسسه أو‬
‫رحمة له مما بين يديه جسسائز كمسسا أبيسسح البكسساء‬
‫حين مسسوته‪.‬قسسال المسسام البخسساري رحمسسه اللسسه‪:‬‬
‫يعذب الميت ببعض بكسساء أهلسسه »بالنياحسسة« إذا‬
‫كان النوح من سنته لقول الله تع سالى‪ :‬قسسوا‬
‫أنفسكم وأهليكم نارا ً‪] ‬لتحريسسم‪ ،[6 :‬س وقسسال‬
‫النسسسسبي ‪» :r‬كلكسسسسم راع ومسسسسسؤول عسسسسن‬
‫رعيته«أخرجه البخاري ومسلم‪،‬فسسإذا لسسم يكسسن‬

‫‪11‬‬
‫من سنته فهو كمسسا قسسالت عائشسسة رضسسي اللسسه‬
‫عنها‪ :‬ول تزر وازرة وزر أخسسرى‪] ‬النعسسام‪:‬‬
‫‪،[ 164‬س أي يعسسذب الميسست بالنياحسسة عليسسه إن‬
‫أوصى بذلك قبل موته أو كان من عسسادة أهلسسه‬
‫وأقاربه أو غيرهم النياحة ولم ينههم عنها قبسسل‬
‫موته أما بكاء الحزن علسسى الميسست أو الرحمسسة‬
‫به مما سيلقيه فمباح‪.‬‬
‫‪‬‬

‫]‪[6‬‬
‫المؤمن يموت بعرق الجبين‬
‫‪ -13‬عن بريدة ‪ t‬أن النبي ‪ r‬قسسال‪» :‬المسسؤمن‬
‫يموت بعرق الجسسبين« أخرجسسه الترمسسذي وابسسن‬
‫ماجه‪.‬‬
‫‪ -14‬وفسسي حسسديث ابسسن مسسسعود ‪» :t‬مسسوت‬
‫المؤمن بعرق الجسبين‪،‬تبقسى عليسه البقيسة مسن‬
‫السسذنوب فيجسسازف بهسسا عنسسد المسسوت«‪ ،‬أخرجسسه‬
‫الحكيسسم الترمسسذي فسسي نسسوادر الصسسول‪ .‬وقيسسل‬
‫يعرق جبينه حياء من الله سبحانه لمسسا اقسسترف‬
‫من ذنوب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫]‪[7‬‬
‫سكرات الموت‬
‫وصف الله سبحانه وتعالى شدة الموت في‬
‫أربع آيات هي‪:‬‬
‫الولى‪ :‬قوله الحق‪ :‬وجاءت سسسكرة المسسوت‬
‫بالحق‪] ‬ق‪[19 :‬‬
‫والثانية‪ :‬قوله الحسسق‪ :‬ولسسو تسسرى إذ الظسسالمون‬
‫في غمرات الموت‪]‬النعام‪[93 :‬‬
‫والثالثسسسة‪ :‬قسسسوله الحسسسق‪ :‬فلسسسول إذا بلغسسست‬
‫الحلقوم‪] ‬الواقعة‪[83 :‬‬
‫والرابعة‪ :‬قوله تعالى‪ :‬كل إذا بلغت التراقي‬
‫‪] ‬القيامة‪[26 :‬‬
‫‪ -15‬عن عائشة رضسسي اللسسه عنهسسا أن رسسسول‬
‫الله ‪ ‬كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء‪,‬‬
‫فجعسسل يسسدخل يسسديه فسسي المسساء فيمسسسح بهمسسا‬
‫وجهسسه ويقسسول‪» :‬ل إلسسه إل اللسسه إن للمسسوت‬
‫سكرات« ثم نصب يسسديه فجعسسل يقسسول‪» :‬فسسي‬
‫الرفيسسق العلسسى« حسستى قبسسض ومسسالت يسسده‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -16‬وعنها قالت‪ :‬ما أغبط أحدا بهسسون مسسوت‪,‬‬
‫بعد الذي رأيت مسسن شسسدة مسسوت رسسسول اللسسه‬
‫‪ ،‬أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -17‬وعنها قالت‪ :‬مات رسسسول اللسسه ‪ ‬وإنسسه‬
‫لسسبين حسساقنتي‪ ((1‬وذاقنسستي‪ ،((2‬فل أكسسره شسسدة‬
‫الموت لحد أبدا ً بعد النبي ‪ ‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫أيهسسا النسساس‪ :‬قسسد آن للنسسائم أن يسسستيقظ مسسن‬
‫نومه‪ ,‬وحان للغافل أن يتنبسسه مسسن غفلتسسه قبسسل‬
‫هجوم الموت بمسسرارة كؤوسسسه‪ ,‬وقبسسل سسسكون‬
‫حركاته‪ ,‬وخمسسود أنفاسسسه‪ ,‬ورحلتسسه إلسسى قسسبره‪,‬‬
‫ومقامه بين أرماسه‪.‬‬
‫‪ -‬قسسال العلمسساء رحمسسة اللسسه عليهسسم‪ :‬إذا كسسان‬
‫الموت قد أصاب ويصيب النبيسساء والمرسسسلين‬
‫والوليسسساء والمتقيسسسن فمسسسا لنسسسا عسسسن ذكسسسره‬
‫مشغولون؟! وعن السسستعداد لسسه متخلفسسون؟!‬
‫‪‬قل هو نبسسأ عظيسسم أنتسسم عنسسه معرضسسون‪‬‬
‫]ص‪ [68-67 :‬وما جرى على النبيسساء صسسلوات‬
‫الله وسلمه عليهم أجمعين له فائدتان‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت‬
‫وأنه خفي خل الشهيد فل ألم لموته‪.‬‬
‫ابتلء النبياء والصالحين تكميل‬ ‫الثانية‪:‬‬
‫لفضائلهم ورفع لدرجاتهم وليسسس نقص سا ً‬
‫في حقهم ول عذابًا‪.‬‬
‫‪ -18‬قال رسول الله ‪» :r‬إن أشد الناس بلًء‬
‫في الدنيا النبياء ثم المثل فالمثسسل«‪ ،‬أخرجسسه‬
‫البخاري وغيره‪.‬‬
‫)‪ (1‬الحاقنة‪ :‬المطمئن بين الترقوة والحلق‪.‬‬
‫)‪ (2‬والذاقنة‪ :‬نقرة الذقن‪.‬وقسسال الخطسسابي‪ :‬الذاقنسسة‪ :‬مسسا تنسساله‬
‫الذقن من الصدر‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪‬‬

‫]‪[8‬‬
‫الموت كفارة لكل مسلم‬
‫‪ -19‬إنما كان الموت كفارة بسسسبب مسسا يلقسساه‬
‫الميت في مرضه من اللم والوجاع وقد قال‬
‫‪» :r‬ما من مسلم يصيبه أذى‪ ,‬من مرض فما‬
‫سسسواه إل حسسط اللسسه بسسه سسسيئاته كمسسا تحسسط‬
‫الشجرة ورقها« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -20‬عن عبيد بن خالد السسسلمي ‪ t‬عسسن النسسبي‬
‫‪» :r‬موت الفجأة أخذة أسف للكافر« أخرجه‬
‫أبو داود‪ .‬وعن عائشة رضسسي اللسسه عنهسسا‪» :‬إنسسه‬
‫راحة للمؤمن وأخسسذة أسسسف للكسسافر« أخرجسسه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫]‪[9‬‬
‫حسن الظن بالله‬
‫‪ -21‬عن جابر بن عبسسد اللسسه ‪ t‬قسسال‪ :‬سسسمعت‬
‫رسول الله ‪ r‬يقول قبل وفاته بثلثة أيسسام‪» :‬ل‬
‫يمسسوتن أحسسدكم إل وهسسو يحسسسن الظسسن بسسالله«‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -22‬عن أنس بسسن مالسسك ‪ t‬أن النسسبي ‪ r‬دخسسل‬
‫علسسى شسساب وهسسو فسسي المسسوت فقسسال‪» :‬كيسسف‬
‫تجسسدك؟« فقسسال‪ :‬أرجسسو اللسسه يسسا رسسسول اللسسه‬
‫وأخسساف ذنسسوبي‪ ,‬فقسسال رسسسول اللسسه ‪» :r‬ل‬
‫يجتمعان في قلب عبسسد مسسؤمن فسسي مثسسل هسسذا‬
‫الموطن إل أعطاه اللسسه مسسا يرجسسو وأمنسسه ممسسا‬
‫يخاف« أخرجه ابن ماجه والترمذي‪.‬‬
‫‪ -23‬عن وائلة بن السقع ‪ t‬أن رسول الله ‪r‬‬
‫قال‪ :‬يقول اللسسه فسسي الحسسديث القدسسسي‪» :‬أنسسا‬
‫عنسسد ظسسن عبسسدي بسسي فليظسسن بسسي مسسا شسساء«‬
‫أخرجه أحمد‪.‬‬
‫وعلسسى العبسسد أن يجمسسع بيسسن الخسسوف والرجسساء‬
‫ويكون الخوف أغلب في حال الصحة والرجاء‬
‫أغلب في حسال المسرض وهسو أن اللسه يرحمسه‬
‫ويتجسساوز عنسسه ويغفسسر لسسه وينبغسسي لجلسسسائه أن‬
‫يذكروه بذلك‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫تلقين المحتضر ل إله إل الله‬
‫‪ -24‬عسسن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» :‬لقنسسوا‬
‫موتاكم ل إله إل الله« أخرجه مسلم وأصحاب‬
‫السنن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -25‬قال رسول الله ‪» :r‬من كان آخر كلمه‬
‫ل إلسسه إل اللسسه دخسسل الجنسسة« أخرجسسه أبسسو داود‬
‫وأحمد والحاكم‪ .‬وفي رواية‪» :‬حرمه الله على‬
‫النار«‪.‬‬
‫وتلقين الشهادة للمحتضسسر سسسنة مسسأثورة فسسإن‬
‫قالها ختم له بالسسسعادة‪،‬ول يكسسثر مسسن التلقيسسن‬
‫واللحاح عليه إن قالهسسا أو فهسسم ذلسسك عنسسه إن‬
‫كان ل يستطيع الكلم والعبرة للقلسسب وتكسسون‬
‫النجاة به وأمسسا حركسسة اللسسسان وحسسده دون أن‬
‫تكون ترجمة عما في القلب فل فائدة فيها ول‬
‫عبرة عندها‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 11‬‬
‫من حضر المحتضر فليتكلم بخير‪،‬‬
‫وليدع له إن مات‬
‫‪ -26‬عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :r‬إذا حضرتم المريض أو الميت‬
‫فقولوا خيسسرا ً فسسإن الملئكسسة يؤمنسسون علسسى مسسا‬
‫تقولون«‪ ،‬قالت‪ :‬فلمسا مسات أبسو سسلمة أتيست‬
‫النبي ‪ r‬فقلت يا رسول الله‪ :‬إن أبا سلمة قسسد‬
‫مسسات فقسسال‪» :‬قسسولي‪ :‬اللهسسم اغفسسر لسسي ولسسه‬
‫واعقبني منسسه عقسسبى حسسسنة«‪ ،‬قسسالت فقلسست‪:‬‬
‫فأعقبني الله من هو خير منه‪ :‬رسول اللسسه ‪،r‬‬
‫أخرجه مسلم وأحمد وأصحاب السنن‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -27‬وعنها قسسالت‪ :‬دخسسل رسسسول اللسسه ‪ r‬علسسى‬
‫أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضسسه ثسسم قسال‪:‬‬
‫»إن الروح إذا قبض تبعه البصر« فضسسج نسساس‬
‫من أهله‪ ,‬فقسسال‪» :‬ل تسسدعوا علسسى أنفسسسكم إل‬
‫بخير فإن الملئكة يؤمنون على مسسا تقولسسون«‪،‬‬
‫ثم قال‪» :‬اللهم اغفر لبي سلمة وارفع درجته‬
‫في المهديين‪ ,‬واخلفه في عقبه في الغسسابرين‪,‬‬
‫واغفر لنا وله يا رب العالمين‪ ,‬وافسح له فسسي‬
‫قبره‪ ,‬ونسسور لسه فيسسه«‪ ،‬أخرجسسه مسسسلم وأحمسسد‬
‫وأبو داود‪.‬‬
‫ويستحب حضور الصالحين وأهسسل الخيسسر حيسسن‬
‫موت الميت ليذكروه‪ ,‬ويدعوا له ولمن يخلفسسه‬
‫ويقولوا خيرا ً فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملئكسسة‬
‫فينتفسسع بسسذلك الميسست ومسسن يصسساب بسسه ومسسن‬
‫يخلفه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 12‬‬
‫سوء الخاتمة‪،‬والعمل بالخواتيم‬
‫‪ -28‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قال‪:‬‬
‫»إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهسسل‬
‫الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهسسل النسسار‪ ,‬وإن‬
‫الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النسسار‬
‫ثم يختم له بعمل أهل الجنة« أخرجه مسلم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -29‬عن سهل بن سعد ‪ ،t‬عن النبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل‬
‫الجنة‪ ,‬ويعمل عمل أهل الجنة وإنسسه مسسن أهسسل‬
‫النسسار‪ ,‬وإنمسسا العمسسال بسسالخواتيم«‪ ،‬أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫واعلم أن سسسوء الخاتمسسة‪ -‬أعاذنسسا اللسسه منهسسا‪-‬ل‬
‫تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه‪ ,‬وإنمسسا‬
‫تكون لمن كان له فساد في العقل‪ ,‬أو إصسسرار‬
‫على الكبائر‪ ,‬وإقدام على العظائم‪ ,‬فينسسزل بسسه‬
‫الموت قبل التوبة‪.‬‬
‫‪ -30‬عن سالم عن عبد الله قال‪ :‬كسسان كسسثيرا ً‬
‫ما كان النبي ‪ r‬يحلسسف‪» :‬ل ومقلسسب القلسسوب«‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ -31‬وعن عائشة رضي الله عنها قسسالت‪ :‬كسسان‬
‫النبي ‪ r‬يكثر أن يقول‪» :‬يا مقلب القلوب ثبت‬
‫قلبي على طاعتك« فقلت‪ :‬يا رسول الله إنك‬
‫تكثر أن تدعو بهذا الدعاء فهل تخشسسى؟ قسسال‪:‬‬
‫»وما يسسؤمنني يسسا عائشسسة‪ ،‬وقلسسوب العبسساد بيسسن‬
‫إصسسبعين مسسن أصسسابع الجبسسار إذا أراد أن يقلسسب‬
‫قلب عبده قلبه« ‪.‬‬
‫فعلينسسا إخلص العمسسل للسسه والبعسسد عسسن الريسساء‬
‫والتوكل على الله ليثبسست قلوبنسسا علسسى طسساعته‬
‫فهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫] ‪[ 13‬‬
‫رسل ملك الموت قبل الوفاة‬
‫‪ -32‬عن أبي هريرة ‪ t‬عن النبي ‪ r‬قال‪:‬‬
‫»أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ‬
‫ستين سنة« أخرجه البخاري‪ .‬أي لم يبق عذر‬
‫لمن بلغ الستين من العمر‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪‬وجاءكم النذير‪] ‬فاطر‪ ،[37 :‬قيل‪ :‬النذير‬
‫هو القرآن‪،‬وقيل‪ :‬الرسل إلى الناس‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫هو الشيب عند كمال الربعين‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬
‫ب أوزعني أن‬ ‫‪‬وبلغ أربعين سنة قال ر ّ‬
‫أشكر نعمتك‪] ‬الحقاف‪.[15 :‬‬
‫‪ -33‬وفي الثار النبوية‪» :‬من شاب شيبة في‬
‫السلم كانت لسسه نسسورا ً يسسوم القيامسسة« أخرجسسه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫فمسسسن اسسسستمع إلسسسى مسسسواعظ ورثسسسة النبيسسساء‬
‫»العلماء« وظهسسر الشسسيب فسسي رأسسسه ووجهسسه‬
‫وبلسسغ أربعيسسن سسسنة ولسسم يتسسب ويسسستعد للسسدار‬
‫الخرة بالعمل الصالح فل يلومن إل نفسسسه إذا‬
‫فاجأه الموت ولسسم يمهلسه ولسم يقبسسل لسه عسذر‬
‫على ما فرط في جنب الله‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪20‬‬
‫] ‪[ 14‬‬
‫التوبة وشروطها‬
‫قال الله تعسسالى‪ :‬ثسسم يتوبسسون مسسن قريسسب‪‬‬
‫]النساء‪ ،[17 :‬س أي قبل معاينسسة ملسسك المسسوت‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وليست التوبة للسسذين يعملسسون‬
‫السيئات حسستى إذا حضسر أحسسدهم المسوت قسسال‬
‫إنسسي تبسست الن‪] ‬النسسساء‪،[18:‬سس أي ل تقبسسل‬
‫التوبة بعد الغرغرة ومشاهدة المحتضر لملسسك‬
‫الموت‪ .‬وقال تعالى‪ :‬وتوبوا إلى الله جميعا ً‬
‫أيها المؤمنون لعلكم تفلحون‪] ‬النور‪.[31:‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنسسوا توبسسوا إلسسى‬
‫الله توبة نصوحا ً‪] ‬التحريم‪.[8 :‬‬
‫تفيد اليتان أن التوبة فسسرض علسسى المسسؤمنين‪,‬‬
‫ولها شروط أربعة‪ :‬النسسدم فسسي القلسسب‪ ,‬وتسسرك‬
‫المعصية في الحال‪ ,‬والعسسزم علسسى أن ل يعسسود‬
‫إلى مثلها‪ ,‬وأن يكون ذلك حياء من الله تعالى‬
‫وخوفسسا ً منسسه ل مسسن غيسسره‪.‬ويجسسب العسستراف‬
‫بالسسذنب وكسسثرة السسستغفار السسذي يحسسل عقسسد‬
‫الصرار ويثبسست معنسساه فسسي الجنسسان ل التلفسسظ‬
‫باللسان فقط فأما من قسسال بلسسسانه‪ :‬أسسستغفر‬
‫الله وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك‬
‫يحتاج إلى استغفار وصغيرته لحقة بالكبائر‪.‬‬
‫روي عن الحسن البصري أنه قال‪ :‬اسسستغفارنا‬
‫يحتسساج إلسسى اسسستغفار‪ .‬هسسذا قسسوله فسسي زمسسانه‬

‫‪21‬‬
‫فكيف في زماننا هذا الذي ي ُسسرى فيسسه النسسسان‬
‫مكبسسسا ً علسسسى الظلسسسم حريصسسسا ً عليسسسه ل يقلسسسع‬
‫عنه‪،‬والسبحة في يده زاعما ً أنه يسسستغفر مسسن‬
‫ذنبه وذلك استهزاء منه واستخفاف‪ ,‬فهو ممن‬
‫اتخسسذ آيسسات اللسسه هسسزوًا‪ ،‬وفسسي التنزيسسل‪ :‬ول‬
‫تتخذوا آيات الله هزوا ً‪] ‬البقرة‪.[231 :‬‬
‫والتوبة النصوح هي رد المظالم واستحلل‬
‫الخصوم أي العتذار منهم وطلب المسامحة‬
‫وإدمان الطاعات‪ .‬والذنوب التي يتاب منها إما‬
‫حق لله‪ ،‬وإما حق لغيره ‪.‬فحق الله تعالى‬
‫يكفي للتوبة منه الترك‪،‬وبعضها الترك مع‬
‫القضاء ‪،‬كالصلة والصوم ومنها الترك مع‬
‫الكفارة كالحنث في اليمان‪ .‬وأما حقوق‬
‫العباد فل بد من إيصالها إلى مستحقيها فإن‬
‫لم يوجدوا تصدق عنهم وإن كان الذي عليه‬
‫الحق معسرا ً فعفو الله مأمول وفضله‬
‫مبذول‪.‬أما إرضاء الخصوم فيكون برد عليهم‬
‫ما غصبهم من مال‪ ،‬أو خانهم أو غلهم أو‬
‫اغتابهم أو خرق أعراضهم‪،‬أو شتمهم‪،‬أو سبهم‬
‫فيرضيهم بما استطاع ويتحللهم من ذلك أي‬
‫يطلب منهم أن يسامحوه فإن انقرضوا ولهم‬
‫عنده مال دفعه إلى الورثة فإن لم يعرف‬
‫الورثة تصدق به عنهم واستغفر لهم بعد‬
‫موتهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫روي عن علي بن أبي طسسالب ‪ t‬أنسسه رأى رجل ً‬
‫قد فرغ من صلته وقال‪ :‬اللهم إني أسستغفرك‬
‫وأتوب إليك سريعا ً فقال له‪:‬يا هسسذا إن سسسرعة‬
‫اللسسسان بالسسستغفار توبسسة الكسسذابين وتوبتسسك‬
‫تحتاج إلى توبة‪ ,‬قسسال يسسا أميسسر المسؤمنين‪ :‬ومسسا‬
‫التوبة؟‬
‫قال‪ :‬اسم يقع على ستة معان‪:‬‬
‫‪ -1‬على الماضي من الذنوب‪ :‬الندامة‪.‬‬
‫‪ -2‬وتضييع الفرائض‪ :‬العسسادة‪ ,‬ورد المظسسالم‬
‫إلى أهلها‪.‬‬
‫‪ -3‬وإدئاب النفسس فسي الطاعسة كمسا أدأبتهسا‬
‫في المعصية‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذاقة النفس مرارة الطاعة كمسسا أذقتهسسا‬
‫حلوة المعصية‪.‬‬
‫‪ -5‬وأن تزيسسن نفسسسك فسسي طاعسسة اللسسه كمسسا‬
‫زينتها في معصيته‪.‬‬
‫‪ -6‬والبكاء بدل كل ضحك ضحكته‪.‬‬
‫وينبغسسي تغييسسر حسسال المعصسسية بحسسال الطاعسسة‪،‬‬
‫وذلك بتغييسسر اللبسساس باسسستبدال مسسا عليسسه مسسن‬
‫حسسرام بسسالحلل‪ ,‬وإن كسسانت ثيسساب كسسبر وخيلء‬
‫استبدلها بأطمار متوسسسطة‪ ,‬وتغييسسر المجلسسس‪:‬‬
‫بسسسترك مجسسسالس اللهسسسو واللعسسسب واسسسستبدالها‬
‫بمجسسسسسالس العلمسسسسساء والسسسسسذكر والفقسسسسسراء‬
‫والصالحين‪،‬وتغيير الطعام بأكسسل الحلل وتسسرك‬
‫ما فيه شبهة فض سل ً عسسن تسسرك الحسسرام وتغييسسر‬

‫‪23‬‬
‫النفقسسة بسسترك الحسسرام وكسسسب الحلل وتغييسسر‬
‫الزينة بترك التزين في الثاث والبناء واللبسساس‬
‫والطعسسام والشسسراب وتغييسسر الفسسراش بالقيسسام‬
‫بالليل عوض ما كان يشغله بالبطالسسة والغفلسسة‬
‫والمعصية كما قال تعالى‪ :‬تتجسسافى جنسسوبهم‬
‫عن المضاجع‪] ‬السجدة‪ .[16 :‬وتغيير الخلق‬
‫بأن ينقلب خلقه من الشسسدة إلسسى الليسسن ومسسن‬
‫الضسسيق إلسسى السسسعة ومسسن الشكاسسسة إلسسى‬
‫السماحة وتوسيع القلب بالنفاق ثقسسة بالقيسسام‬
‫على كل حال وتوسيع الكف بالسسسخاء واليثسسار‬
‫بالعطاء‪ ,‬وهكذا يبدل كل ما كان عليه كشسسرب‬
‫الخمر بكسر الناء سقي اللبن والعسل والزنا‬
‫بكفالة الرملة واليتيمة وتجهيزهما ويكسون مسسع‬
‫ذلك نادما ً على ما سلف منسسه ومتحسسسرا ً علسسى‬
‫ما ضيع من عمره فإذا كملت التوبة بالخصسسال‬
‫السستي ذكرنسسا والشسسروط السستي بينسسا تقبلهسسا اللسسه‬
‫بكرمه كمسسا قسسال تعسسالى‪ :‬وإنسسي لغفسسار لمسن‬
‫تاب وآمن وعمسسل صسسالحا ً ثسسم اهتسسدى‪] ‬طسسه‪:‬‬
‫‪ ،[82‬والصل في التوبة الحاديث التية‪:‬‬
‫‪ -34‬حديث أبي هريرة ‪ t‬في الرجل الذي قتل‬
‫مائة نفس ثم سأل‪ :‬هل له من توبة؟ فقال له‬
‫العالم‪ :‬ومن يحول بينك وبينها انطلق إلى‬
‫أرض بني فلن فإن بها ناسا ً صالحين يعبدون‬
‫الله‪ ,‬فاعبد الله معهم‪ ,‬ول تعد إلى أرضك‬
‫فإنها أرض سوء‪ ،‬أخرجه مسلم وأحمد‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -35‬قال مغفل لبن مسعود رضي الله عنسسه‪:‬‬
‫أسمعت رسسسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪» :‬إن العبسسد إذا‬
‫اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله عسسز وجسسل تسساب‬
‫الله عليه؟« فقال‪ :‬نعم سمعته يقول‪» :‬النسسدم‬
‫توبة« أخرجه ابن ماجه وأحمد‪.‬‬
‫‪ -36‬عسسن عائشسسة رضسسي اللسسه عنهسسا قسسالت‪:‬‬
‫سسسمعت رسسسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪» :‬إن العبسسد إذا‬
‫اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليسسه«‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -37‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قسسال رسسسول اللسسه‬
‫‪» :r‬الصلوات الخمس والجمعة إلسسى الجمعسسة‬
‫ورمضان إلى رمضسسان مكفسسرات مسسا بينهسسن إذا‬
‫اجتنبسسست الكبسسسائر« أخرجسسسه مسسسسلم وأحمسسسد‬
‫وأصحاب السنن الربعة‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إن تجتنبوا كبائر ما تنهسسون عنسسه‬
‫نكفر عنكم سيئاتكم‪] ‬النساء‪.[31 :‬‬
‫دلت هذه الية والحديث السسذي قبلهسسا علسسى أن‬
‫الذنوب كبائر وصسسغائر وأن الصسسغائر كاللمسسسة‬
‫والنظسسرة نكفسسر باجتنسساب الكبسسائر مسسع إقامسسة‬
‫الفرائض وذلك بوعده الصدق وقوله الحسسق‪ ,‬ل‬
‫أنه يجب عليه ذلك‪ .‬والكبائر هي الذنوب السستي‬
‫ورد الوعيد على مرتكبها باللعن أو الغضسسب أو‬
‫النار في القرآن والسسسنة أو فسسي أحسسدهما‪،‬ومسسا‬
‫عسسدا الكبسسائر فالسسذنوب صسسغائر ول بسسد لتكفيسسر‬
‫الكبائر من التوبة منها والقلع عنها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 15‬‬
‫ل تخرج روح العبد حتى يبشر‬
‫ويصعد بها‬
‫‪ -38‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»تحضر الملئكة فإذا كان الرجل صالحا ً قالوا‪:‬‬
‫اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت فسسي الجسسسد‬
‫الطيب‪ ،‬اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان‬
‫ورب راض غير غضبان‪ ,‬فل يزال يقال لها ذلك‬
‫حتى تخرج‪ ,‬ثم يعرج بها إلسسى السسسماء فيقسسال‪:‬‬
‫مسسن هسسذا؟ فيقولسسون‪ :‬فلن بسسن فلن فيقسسال‪:‬‬
‫مرحبسسا ً بسسالنفس الطيبسسة كسسانت فسسي الجسسسد‬
‫الطيب‪ ,‬ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحسسان‬
‫ورب راض غير غضبان‪ ,‬فل يزال يقال لها ذلك‬
‫حتى تنتهي إلى السماء التي فيها اللسسه تعسسالى‪,‬‬
‫]أي فيها أمر الله وحكمسسه أي يسسذهب بهسسا إلسسى‬
‫عليين[ فإذا كان الرجل السسسوء قسسال‪ :‬اخرجسسي‬
‫أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث‪,‬‬
‫اخرجي ذميمة وأبشري بجحيم وغسسساق وآخسسر‬
‫من شكله أزواج‪ ,‬فل يزال يقال لها ذلك حسستى‬
‫تخرج‪ ,‬ثم يعرج بها إلى السسماء فيسسستفتح لهسسا‬
‫فيقسسال‪ :‬ل مرحبسا ً بسالنفس الخبيثسسة كسسانت فسسي‬
‫الجسد الخبيث‪ ,‬ارجعسسي ذميمسسة فإنهسسا ل تفتسسح‬

‫‪26‬‬
‫لك أبسواب السسماء‪ ,‬فترسسل مسن السسماء ثسم‬
‫تصير إلى القبر« أخرجه ابن ماجه وأحمد‪.‬‬
‫‪ -39‬عن عبادة بسسن الصسسامت ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪r‬‬
‫قال‪» :‬من أحب لقسساء اللسسه أحسسب اللسسه لقسساءه‪,‬‬
‫ومن كره لقاء الله كسسره اللسسه لقسساءه« فقسسالت‬
‫عائشة ‪ -‬أو بعض أزواجسسه‪ :‬إنسسا لنكسسره المسسوت‪,‬‬
‫فقال‪» :‬ليس ذلسسك ولكسسن المسسؤمن إذا حضسسره‬
‫الموت بشر برضوان من الله وكرامته فليسسس‬
‫شيء أحب إليه ممسسا أمسسامه فسسأحب لقسساء اللسسه‬
‫وأحسسب اللسسه لقسساءه وإن الكسسافر إذا حضسسره‬
‫الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شسسيء‬
‫أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله‬
‫لقاءه« أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 16‬‬
‫تلقي الرواح في‬
‫السماء‪،‬والسؤال عن أهل الرض‬
‫‪ -40‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قسسال‬
‫الح سديث وفيسسه‪» :‬فيسسأتون بسسه أرواح المسسؤمنين‬
‫فلهم أشد فرحا ً من أحدكم بغائبه يقسسدم عليسسه‬
‫فيسسسألونه‪ :‬مسسا فعسسل فلن؟ مسسا فعلسست فلنسسة؟‬
‫فيقولون‪ :‬دعوه فإنه كان في غسسم السسدنيا فسسإذا‬
‫قال‪ :‬أو ما أتسساكم؟ قسسالوا‪ :‬ذهسسب بسسه إلسسى أمسسه‬

‫‪27‬‬
‫الهاويسة« أخرجسه النسسائي‪ .‬وفسي الحسديث أن‬
‫الموات يجهلون أحوال الحيسساء ول يسدرون مسسا‬
‫عملهم ول متى أجلهم‪ ،‬أخرجه النسائي‪.‬‬
‫‪ -41‬قال ‪» :r‬الرواح جنود مجندة فما تعارف‬
‫منها ائتلف‪ ,‬ومسسا تنسساكر منهسسا اختلسسف« أخرجسسه‬
‫البخسسسساري ومسسسسسلم‪ .‬قيسسسسل هسسسسذا التلقسسسسي‪،‬‬
‫وقيل‪:‬تلقي أرواح النيام والمسسوتى‪،‬وقيسسل غيسسر‬
‫هذا والله أعلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫نسبة الخلق والتصوير والوفاة‬
‫للملك نسبة مجازية‬
‫قال تعالى‪ :‬الله يتوفى النفس حيسسن موتهسسا‬
‫‪] ‬الزمر‪.[42 :‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وهو الذي أحياكم ثم يميتكم‪‬‬
‫]الحج‪.[66 :‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬ولقد خلقناكم ثم صسسورناكم‪‬‬
‫]العراف‪.[11 :‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬قل يتوفاكم ملك الموت الذي‬
‫وكل بكم‪] ‬السجدة‪.[11 :‬‬
‫وقسسال تعسسالى‪ :‬ولسسو تسسرى إذ يتسسوفى السسذين‬
‫كفروا الملئكة‪] ‬النفال‪.[50:‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬توفته رسلنا‪] ‬النعام‪.[61 :‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -42‬عن ابن مسعود ‪ t‬قال‪ :‬حدثنا رسول الله‬
‫‪ r‬وهو الصادق المصسدوق‪» :‬إن أحسدكم يجمسع‬
‫خلقه في بطسسن أمسسه أربعيسسن يوم سًا‪ ,‬ثسسم يكسسون‬
‫علقة مثل ذلك‪ ,‬ثم بكون مضغة مثل ذلك‪ ,‬ثسسم‬
‫يرسل الله الملك فينفخ فيسسه السسروح« أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -43‬عن حذيفة بسسن أ سسسيد الغفسساري ‪ ‬قسسال‪:‬‬
‫سمعت رسول الله ‪ r‬يقول‪» :‬إذا مر بالنطفسسة‬
‫اثنتان وأربعون بعث الله إليهسسا ملك سا ً فصسسورها‬
‫وخلسسسق سسسسمعها وبصسسسرها وشسسسعرها وجلسسسدها‬
‫ولحمها وعظامها‪ ,‬ثسسم يقسسول‪ :‬أي رب أذكسسر أم‬
‫أنثى؟ وذكر الحديث«‪ ،‬أخرجه مسلم‪...‬ونسسسبة‬
‫الخلسسق والتصسسوير للملسسك نسسسبة مجازيسسة ل‬
‫حقيقية‪ ,‬وقد تم التشكيل والتصوير بقدرة الله‬
‫تعالى وخلقه واختراعه إذ ل خالق لشيء مسسن‬
‫المخلوقات إل رب العالمين وهكذا القول فسسي‬
‫الحديث‪» :‬ثم يرسسسل اللسسه الملسسك فينفسسخ فيسسه‬
‫الروح«‪ ،‬أي أن النفخ فيه سبب يخلق الله فيه‬
‫السسروح والحيسساة‪ ,‬وكسسذلك القسسول فسسي سسسائر‬
‫السباب المعتادة فإنه بإحسسداث اللسسه تعسسالى ل‬
‫بغيره‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪29‬‬
‫] ‪[ 18‬‬
‫تحسين الكفن والسراع بالجنازة‬
‫وكلمها‬
‫‪ -44‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،t‬عن النبي ‪r‬‬
‫قال‪» :‬إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه إن‬
‫استطاع« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -45‬عن أبي سعيد الخدري ‪ :t‬كسسان النسسبي ‪r‬‬
‫يقول‪» :‬إذا وضعت الجنسسازة واحتملهسسا الرجسسال‬
‫علسسى أعنسساقهم‪ ,‬فسسإن كسسانت صسسالحة قسسالت‪:‬‬
‫قسسدموني قسسدموني‪ ,‬وإن كسسانت غيسسر صسسالحة‬
‫قالت‪ :‬يا ويلها أين تسسذهبون بهسسا يسسسمع صسسوتها‬
‫كسسل شسسيء إل النسسسان ولسسو سسسمعه لصسسعق«‬
‫أخرجه البخاري‪ .‬وصعق‪ :‬أي مات‪.‬‬
‫‪ -46‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»أسسسرعوا بالجنسسازة فسسإن تسسك صسسالحة فخيسسر‬
‫تقسسدمونها إليسسه‪ ,‬وإن تسسك سسسوى ذلسسك فشسسر‬
‫تضعونه عن رقابكم« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫والسسسراع قيسسل معنسساه‪ :‬السسسراع بحملهسسا إلسسى‬
‫قبرها في المشي وقيل‪ :‬تجهيزهسسا بعسسد موتهسسا‬
‫لئل تتغير‪ ,‬والول أظهر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪30‬‬
‫] ‪[ 19‬‬
‫هل ينتفع الموتى بشيء من‬
‫سعي الحياء أم ل؟‬
‫ينتفع الموتى بسعي الحياء بأمرين مجمع‬
‫عليهما بين أهل السنة من الفقهاء وأهل‬
‫الحديث والتفسير‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬ما تسبب إليه الميت في حياته‪.‬‬
‫الثـاني‪ :‬دعاء المسلمين واستغفارهم له‬
‫والصدقة والصسوم والحسسج مسع التفصسيل‬
‫في الصوم والحج‪.‬‬
‫واختلفوا في قراءة القسسرآن والسسذكر‪ .‬فجمهسسور‬
‫السسسلف ومسسذهب أحمسسد وبعسسض أصسسحاب أبسسي‬
‫حنيفسسسة‪ :‬الوصسسسول‪ .‬والمشسسسهور مسسسن مسسسذهب‬
‫الشسسافعي ومالسسك‪ :‬عسسدم الوصسسول‪.‬ولكسسل مسسن‬
‫الفريقين أدلته ول مجال لذكرها هنا ‪0‬‬
‫ونختسسم هسسذا الموضسسوع بسسأقوال أهسسل العلسسم‬
‫بالصوم والحج عن الميت‪:‬‬
‫‪ -1‬قسسال ابسسن عبسساس ‪ :t‬يصسسام عسسن‬
‫الميت في النذر‪ ,‬وُيطعم عنه في قضسساء‬
‫رمضان‪ ,‬وهذا مسسذهب المسسام أحمسسد بسسن‬
‫حنبل‪.‬‬
‫‪ -2‬قال أبو ثور وداود بن علسسي‪ :‬يصسسام‬
‫عنه في النذر والقضاء‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -3‬قال الوزاعي وسفيان الثوري فسسي‬
‫إحدى الروايتين عنسسه‪ُ :‬يطعسسم عنسسه وليسسه‪,‬‬
‫فإن لم يجد صام عنه‪.‬‬
‫‪ -4‬قال الحسن‪ :‬إذا كسسان عليسسه صسسيام‬
‫شهر فصام عنه ثلثون رجل ً يوما ً واحسسدا ً‬
‫جاز‪.‬‬
‫‪ -5‬والحج‪ :‬عنسد الجمهسور يصسل ثسواب‬
‫العمل نفسه وعند بعسسض الحنفيسسة يصسسل‬
‫ثسسسواب النفسسساق‪ .‬وأدلسسسة وصسسسول ثسسسواب‬
‫الصسسدقة والصسسوم والحسسج كسسثيرة نكتفسسي‬
‫بذكر دليل لكل عبادة تجنبا ً للطالسسة فسسي‬
‫الحاديث الثلثة التية ‪:‬‬
‫‪ -47‬عن عائشة رضي الله عنهسسا أن رجل ً أتسسى‬
‫النبي ‪ r‬فقال يا رسول الله‪ :‬إن أمسسي افتلتسست‬
‫نفسها ولم توص وأظنها لسسو تكلمسست تصسسدقت‬
‫أفلهسسا أجسسر إن تصسسدقت عنهسسا؟ قسسال‪» :‬نعسسم«‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -48‬وعنها أن رسول الله ‪ r‬قال‪» :‬من مسسات‬
‫وعليه صيام صام عنه وليه« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -49‬عن ابن عبسساس ‪ t‬أن امسسرأة مسسن جهينسسة‬
‫جاءت إلى النبي ‪ r‬فقالت‪ :‬إن أمي نسسذرت أن‬
‫تحج فلم تحج حتى ماتت‪ ،‬أفأحج عنهسسا؟ قسسال‪:‬‬
‫»حجي عنهسسا أرأيسست لسو كسسان علسسى أمسسك ديسسن‬

‫‪32‬‬
‫أكنسست قاضسسيته؟ اقضسسوا اللسسه‪ ,‬فسسالله أحسسق‬
‫بالقضاء« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 20‬‬
‫يدفن العبد في الرض التي خلق‬
‫منها‬
‫‪ -50‬عن مطر بن عكامش ‪ t‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :r‬إذا قضى الله لعبد أن يموت‬
‫بأرض جعل له إليها حاجة«أو قال‪» :‬بها‬
‫حاجة« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫قال العلماء رحمة الله عليهم‪ :‬والفائدة أن‬
‫يتنبه النسان ويتيقظ للموت والستعداد له‬
‫بحسن الطاعة والخروج عن المظلمة‪ ,‬وقضاء‬
‫الدين‪ ,‬وإتيان الوصية بما له أو عليه في‬
‫الحضر‪ ,‬فضل ً عن أوان الخروج عن وطنه إلى‬
‫سفر‪ ,‬فإنه ل يدري أين كتبت منيته من بقاع‬
‫الرض‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 21‬‬
‫كل عبد يذر عليه من تراب حفرته‬
‫‪ -51‬عن أبي هريرة ‪ ,t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬ما من مولود إل وقد ذر عليه من تراب‬

‫‪33‬‬
‫حفرته« أخرجه أبو نعيم في الحلية‪ ،‬أي أن‬
‫نطفة النسان تعجن بتراب البقعة التي‬
‫سيدفن فيها‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 22‬‬
‫ما يتبع الميت إلى قبره وما يبقى‬
‫معه وهول المطلع‬
‫‪ -52‬عن أنس بن مالسسك ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬يتبع الميت ثلث‪ ,‬فيرجع اثنان ويبقى‬
‫واحد‪ :‬يتبعه أهلسسه ومسساله وعملسسه فيرجسسع أهلسسه‬
‫وماله ويبقى عمله« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -53‬عن جابر بن عبد الله ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪» :r‬ل تمنسوا المسوت فسإن هسول المطلسع‬
‫شديد‪ ,‬وإن من السعادة أن يطول عمر العبسسد‬
‫حتى يرزقه الله النابة« أخرجه أحمد والبزار‪.‬‬
‫قال أبو الدرداء ‪» :t‬أضسسحكني ثلث وأبكسساني‬
‫ثلث‪ :‬أضسسحكني مؤمسسل دنيسسا والمسسوت يطلبسسه‪,‬‬
‫وغافل ليس بمغفول عنه‪ ,‬وضاحك بملء فيسسه‬
‫ل يسسدري أأرضسسى اللسسه أم أسسسخطه؟ وأبكسساني‬
‫فراق الحبة محمسد ‪ r‬وحزبسه‪ ,‬وأحزننسي هسول‬
‫مطلع عنسسد غمسسرات المسسوت‪ ,‬والوقسسوف بيسسن‬ ‫ال ُ‬
‫يدي الله تعالى يوم تبدو السريرة علنية ثم ل‬
‫يدري إلى الجنة أم إلى النار«‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫قال أنس بسسن مالسسك ‪» :t‬أل أحسسدثكم بيسسومين‬
‫وليلتين لسسم تسسسمع الخلئق بمثلهسسن‪ :‬أول يسسوم‬
‫يجيئك البشير من الله تعالى إما برضسساه وإمسسا‬
‫بسخطه‪ ,‬ويسسوم تعسسرض فيسسه علسسى ربسسك آخسسذا ً‬
‫كتابك إما بيمينك وإما بشمالك‪ ,‬وليلة تستأنف‬
‫فيها المبيت في القبر لم تبت فيسسه ليلسسة قسسط‪,‬‬
‫وليلة تمخض صسسبيحتها يسسوم القيامسسة«‪ .‬وهسسول‬
‫المطلع‪ :‬عندما يطلسسع المحتضسسر علسسى مقعسسده‬
‫مسسن الجنسسة أو النسسار وذلسسك عنسسدما يسسرى ملسسك‬
‫الموت‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 23‬‬
‫القبر أول منازل الخرة‬
‫‪ -54‬عن هانئ بن عثمان قال‪ :‬كان عثمسسان ‪t‬‬
‫إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيتسسه فقيسسل‬
‫له‪ :‬تذكر الجنسسة والنسسار ول تبكسسي‪ ,‬وتبكسسي مسسن‬
‫هذا؟ قال‪ :‬إن رسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪» :‬إن القسسبر‬
‫أول منازل الخرة‪ :‬فإن نجا منه أحد فما بعده‬
‫أيسر منسسه‪ ,‬وإن لسسم ينسسج منسسه فمسسا بعسسده أشسسد‬
‫منه« أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫‪ -55‬عن جابر بن عبد الله ‪ t‬قال‪ :‬نهى رسول‬
‫الله ‪ r‬أن يجصص القسسبر وأن يقعسسد عليسسه وأن‬
‫يبنى عليه« أخرجه مسلم‬

‫‪35‬‬
‫‪ -56‬وعنسسه أيضسسًا‪ :‬نهسسى رسسسول اللسسه ‪ r‬أن‬
‫تجصسسص القبسور‪ ,‬وأن يكتسب عليهسا‪ ,‬وأن يبنسى‬
‫عليها‪ ,‬وأن توطأ« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫يكسسره تجصسسيص القسسبر لن ذلسسك مسسن المباهسساة‬
‫وزينسسة الحيسساة السسدنيا والقبسسور منسسازل الخسسرة‪,‬‬
‫وليس بموضع للمباهاة‪ ,‬وإنما يزين الميت في‬
‫قبره عمله‬
‫‪ -57‬عن أبي الهياج السدي ‪ t‬قال‪ :‬قسسال لسسي‬
‫علي بن أبي طالب ‪ :t‬أل أبعثك على ما بعثني‬
‫عليسسه رسسسول اللسسه ‪r‬؟ س »أن ل تسسدع تمثسسال ً إل‬
‫طمسته‪ ,‬ول قبرا ً مشسسرفا ً إل سسسويته« أخرجسسه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬يسنم القبر ليعسسرف كسسي يحسسترم‪,‬‬
‫ويمنع من الرتفسساع الكسسثير السسذي كسسانت تفعلسسه‬
‫الجاهلية‪ ,‬فإنها كانت تعلي عليها‪ ,‬وتبني فوقها‬
‫تفخيما ً لها وتعظيمًا‪.‬‬
‫وقسسال أحسسد الصسسالحين‪ :‬أيهسسا النسساس إنسسي لكسسم‬
‫ناصسسح‪ ,‬وعليكسسم شسسفيق‪ ,‬فسساعملوا فسسي ظلمسسة‬
‫الليل لظلمة القسسبر‪ ,‬وصسسوموا فسسي الحسسر قبسسل‬
‫يسسوم النشسسور‪ ,‬وحجسسوا تحسسط عنكسسم عظسسائم‬
‫المور‪ ,‬وتصدقوا مخافة يوم عسير‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪36‬‬
‫] ‪[ 24‬‬
‫اختيار مكان الدفن وفضله في‬
‫المدينة المنورة‬
‫‪ -58‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ t‬قسسال‪ُ :‬أرسسسل ملسسك‬
‫الموت إلى موسى عليه الصلة والسلم‪ ,‬فلما‬
‫جاء صكه ففقأ عينسسه‪ ,‬فرجسسع إلسسى ربسسه فقسسال‪:‬‬
‫أرسلتني إلى عبد ل يريسسد المسسوت‪ ,‬قسسال‪ :‬فسسرد‬
‫الله إليه عينه وقال‪ :‬ارجع إليه وقل لسسه‪ :‬يضسسع‬
‫يده على متن جلسسد ثسور‪ ,‬فلسسه بمسا غطست يسده‬
‫بكل شعرة سنة‪ ,‬قال‪ :‬أي رب‪ ,‬ثم مسسه؟ قسسال‪:‬‬
‫ثم الموت‪ ,‬قال‪ :‬فالن‪ ,‬فسسسأل اللسسه أن يسسدنيه‬
‫من الرض المقدسة رمية حجر‪ ,‬فقال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬لو كنت ثم لريتكم قبره إلسى جسانب‬
‫الطريق تحت الكثيب الحمر« أخرجه البخاري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -59‬عن ابن عمر رضي الله عنهمسسا أن النسسبي‬
‫‪ r‬قسسال‪» :‬مسسن اسسستطاع أن يمسسوت بالمدينسسة‬
‫فليمت بها‪ ,‬فإني أشفع لمن مات بها« أخرجه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫قسسال العلمسساء رحمسسة اللسسه عليهسسم‪ :‬المسساكن ل‬
‫تقدس أحسسدا ً ول تطهسسره‪ ,‬وإنمسسا السسذي يقدسسسه‬
‫من وضر الذنوب ودنسسسها التوبسسة النصسسوح مسسع‬
‫العمال الصالحة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أما لماذا أقدم موسسى عليسه الصسلة والسسلم‬
‫على ضرب ملك الموت فالجواب‪» :‬أخبر نبينا‬
‫‪ r‬أن اللسه تعسالى ل يقبسض روح موسسى عليسه‬
‫الصلة والسلم حتى يخيره« أخرجه البخسساري‬
‫وغيره‪...‬فلما جاءه ملسسك المسسوت بسسدون تخييسسر‬
‫لطمه بدليل‪ :‬لما رجع إليه ملك الموت فخيره‬
‫بين الحياة والموت‪ ,‬اختار المسسوت واستسسسلم‪,‬‬
‫والله بغيبه أعلم وأحكم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 25‬‬
‫ضغط القبر على صاحبه وإن كان‬
‫صالحا ً‬
‫‪ -60‬عن عبد الله بن عمسسر رضسسي اللسسه عنهمسسا‬
‫عن رسول اللسسه ‪ r‬قسسال فسسي سسسعد بسسن معسساذ‪:‬‬
‫»هذا الذي تحرك له عسسرش الرحمسسن وفتحسست‬
‫له أبواب السسسماء‪ ,‬وشسسهده سسسبعون ألف سا ً مسسن‬
‫ضم ضمة ثم فرج عنسسه« أخرجسسه‬ ‫الملئكة لقد ُ‬
‫النسائي‪.‬‬
‫‪ -61‬عن عائشة رضي اللسسه عنهسسا قسسالت‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬إن للقبر ضغطة لو نجا منهسسا‬
‫أحد لنجا منها سعد بن معاذ« أخرجه أحمد‪.‬‬
‫والقبر إما لحد أو شسسق واللحسسد‪ :‬هسسو أن يحفسسر‬
‫للميت في جانب القبر‪ ,‬إن كانت الرض صلبة‬

‫‪38‬‬
‫وهو أفضل من الشق لنسسه السسذي اختسساره اللسسه‬
‫لنبيه ‪.r‬‬
‫‪ -62‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لما‬
‫أرادوا أن يحفروا لرسسسول اللسسه ‪ ,r‬بعثسسوا إلسسى‬
‫أبي عبيسسدة وكسسان يضسسرح كضسسريح أهسسل مكسسة‪,‬‬
‫وبعثوا إلى أبي طلحسسة وكسسان هسسو السسذي يحفسسر‬
‫لهسسل المدينسسة وكسسان يلحسسد‪ ,‬فبعثسسوا إليهمسسا‬
‫رسولين‪ ,‬قالوا‪ :‬اللهم خر لرسولك‪ ,‬فوجدا أبسسا‬
‫طلحة فجيء به‪ ,‬ولم يوجسسد أبسسو عبيسسدة فُلحسسد‬
‫لرسول الله ‪ ،r‬أخرجه ابن ماجة‪.‬‬
‫‪ -63‬وعنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬اللحد لنا‬
‫والشق لغيرنا« أخرجه ابن ماجه والترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 26‬‬
‫الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه‬
‫قال المام البخاري رحمه الله‪ :‬يعسسذب الميسست‬
‫ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سسسنته‬
‫لقول الله تعالى‪ :‬قوا أنفسكم وأهليكم نارا ً‬
‫‪] ‬التحريم‪،[ 6:‬س وقال النبي ‪» :r‬كلكم راع‬
‫ومسؤول عن رعيته« فإذا لم يكن مسسن سسسنته‬
‫فهو كما قالت عائشة رضي الله عنهسسا‪ :‬ل تسسزر‬
‫وازرة وزر أخسسرى‪ .‬وهسسو كقسسوله ‪ :‬وإن تسسدع‬
‫مثقلة إلى حملها ل يحمل منه شئ‪] ‬فاطر ‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ [18‬ومعنسسى مسسن سسسنته‪ :‬أي مسسن عسسادته كسسأن‬
‫يوصي بالبكاء عليه‪ ،‬أو يعلم بأن أهله سيبكون‬
‫عليه ول ينهاهم ‪0‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 27‬‬
‫الوقوف عند القبر بعد‬
‫الدفن‪،‬والدعاء للميت بالتثبيت‬
‫‪ -64‬عن شماسة المهري قال‪ :‬حضسسرنا عمسسرو‬
‫بن العاص وهو في سسسياقة المسسوت‪ ,‬الحسسديث‪:‬‬
‫وفيسه‪» :‬فسإذا دفنتمسسوني فشسنوا علسي الستراب‬
‫شنًا‪ ,‬ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جسسزور‬
‫ويقسم لحمها‪ ,‬حتى أستأنس بكم وأنظر مسساذا‬
‫أراجع به رسل ربي عز وجل« أخرجه مسسسلم‪.‬‬
‫وقسسد أوصسسى ‪ t‬بسسأن ل تصسسحبه نائحسسة ول نسسار‪،‬‬
‫لنهما من عمل الجاهلية ولنهي النبي ‪.r‬‬
‫قال العلماء‪ :‬ومسسن ذلسسك‪ :‬الضسسجيج بسسذكر اللسسه‬
‫سسسبحانه وتعسسالى أو بغيسسر ذلسسك حسسول الجنسسائز‪,‬‬
‫والبناء على القبسسور‪ ,‬والجتمسساع فسسي الجبانسسات‬
‫والمسسساجد والسسبيوت للقسسراءة وغيرهسسا لجسسل‬
‫المسسوتى‪ ,‬وكسسذلك الجتمسساع إلسسى أهسسل الميسست‬
‫وصنعة الطعام والمبيت عندهم‪ ,‬كل ذلسك مسن‬
‫أمر الجاهلية ونحو منسسه الطعسسام السسذي يصسسنعه‬
‫أهل الميت اليوم في يوم السسسابع أو الثسسالث ‪.‬‬
‫وعلى الرجل أن يمنع أهله من فعل شيء من‬

‫‪40‬‬
‫ذلك لقسسوله تعسسالى‪ :‬قسسوا أنفسسسكم وأهليكسسم‬
‫نارا ً‪ ‬قال العلماء معناه‪ :‬أدبوهم وعلموهم‪.‬‬
‫وقد أصبحت هذه المور عند الناس كالسسسنة ل‬
‫يتركونهسسا ومسسن حسساول رد النسساس إلسسى السسسنة‬
‫وترك ما خالفهسسا سسسخطوا عليسسه لنسسه خسسالفهم‬
‫ونهاهم عما اعتادوا عليه فالله يحسن تعويضه‬
‫كما في الحديث التي‪:‬‬
‫‪ -65‬عن ابن أبي موسى قال‪ :‬أغمي على أبي‬
‫موسسسى وأقبلسست امرأتسسه تصسسيح برنسسة‪,‬قسسال ثسسم‬
‫أفسساق‪,‬قسسال‪ :‬ألسسم تعلمسسي ‪ -‬وكسسان يحسسدثها ‪ -‬أن‬
‫رسسسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪» :‬أنسسا بريسسء ممسسن حلسسق‬
‫وسلق وخرق« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 28‬‬
‫سؤال الملكين للميت‬
‫‪ -66‬عن أنس بن مالسسك ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬إن العبد إذا وضع في قسسبره‪ ,‬وتسسولى‬
‫عنسسه أصسسحابه‪ ,‬إنسسه ليسسسمع قسسرع نعسسالهم أتسساه‬
‫ملكان فيقعدانه فيقسسولن لسسه‪ :‬مسسا كنسست تقسسول‬
‫في هذا الرجل محمد ‪r‬؟ فأما المؤمن فيقول‪:‬‬
‫أشهد أنه عبد الله ورسوله‪ ,‬فيقسسال لسسه‪ :‬انظسسر‬
‫إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعسسالى بسسه‬
‫مقعدا ً من الجنة فيراهما جميعا ً«‪ ،‬قال قتسسادة‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫ذكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعًا‪,‬‬ ‫و ُ‬
‫قال مسلم سبعون ذراع سًا‪ ,‬ويمل عليسسه خضسسرا ً‬
‫إلى يوم يبعثسسون‪ ,‬ثسسم رجسسع إلسسى حسسديث أنسسس‬
‫قال‪ :‬أما المنافق والكافر فيقال لسسه‪ :‬مسسا كنسست‬
‫تقول في هذا الرجل؟ فيقسسول‪ :‬ل أدري‪ ,‬كنسست‬
‫أقسسول مسسا يقسسول النسساس‪ ,‬فيقسسال‪ :‬ل دريسست ول‬
‫تليت‪ ,‬ويضرب بمطارق من حديسسد ضسسربة بيسسن‬
‫أذنيسسه فيصسسيح صسسيحة يسسسمعها مسسن يليسسه إل‬
‫الثقليسسن«أخرجسسه البخسساري‪ .‬معنسسى ول تليسست‬
‫)الصسسل ول تلسسوت( أي‪ :‬لسسم تسسدر‪ ،‬ولسسم تتسسل‬
‫القرآن‪.‬‬
‫‪ -67‬عن أبي هريرة ‪ t‬عن النبي ‪ r‬قسسال‪» :‬إن‬
‫الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصسالح‬
‫في قبره غير فزع ول مشغوف‪ ,‬ثم يقسسال لسسه‪:‬‬
‫فيم كنت؟ فيقول‪ :‬كنت في السسسلم! فيقسسال‪:‬‬
‫ما هذا الرجسسل؟ فيقسسول‪ :‬محمسسد رسسسول اللسسه‪,‬‬
‫جاءنا بالبينات من عند اللسسه فصسسدقناه‪ .‬فيقسسال‬
‫له‪ :‬هل رأيت الله؟ فيقول‪ :‬ل‪ ,‬ما ينبغسسي لحسسد‬
‫أن يرى الله! فيفرج له فرجة قبل النار فينظر‬
‫إليها يحطم بعضها بعضًا‪ ,‬فيقال له‪ :‬انظر إلسسى‬
‫ما وقاك الله‪ ,‬ثم يفرج لسسه فرجسسة قبسسل الجنسسة‬
‫فينظر إلى زهرتها ومسسا فيهسسا‪ ,‬فيقسسال لسسه‪ :‬هسسذا‬
‫مقعدك‪.‬ويقال له‪ :‬علسسى اليقيسسن كنسست‪ ,‬وعليسسه‬
‫مت‪ ,‬وعليه تبعث إن شاء الله تعالى‪ .‬وُيجلس‬
‫الرجل السوء في قبره فزع سا ً مرعوب سا ً فيقسسال‬

‫‪42‬‬
‫له‪ :‬فيم كنت؟ فيقول‪ :‬ل أدري‪ ,‬فيقال لسسه‪ :‬مسسا‬
‫هذا الرجل؟ فيقسسول‪ :‬سسسمعت النسساس يقولسسون‬
‫قول ً فقلته‪ ,‬فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظسسر‬
‫إلى زهرتها وما فيه‪ .‬فيقال له‪ :‬انظسسر إلسسى مسسا‬
‫صرفه الله عنك‪ ,‬ثم يفرج له فرجة قبسسل النسسار‬
‫فينظر إليها يحطم بعضسها بعضسًا‪ ,‬فيقسسال‪ :‬هسسذا‬
‫مقعدك‪ ،‬على الشك كنت‪ ،‬وعليه مسست‪ ،‬وعليسسه‬
‫تبعث إن شاء الله تعالى« أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫حديث البراء المشهور عن أحوال‬
‫الموتى‬
‫‪ -68‬عن البراء بن عسسازب ‪ t‬قسسال‪ :‬خرجنسسا مسسع‬
‫النبي ‪ r‬في جنازة رجل مسن النصسار‪ ,‬فانتهينسسا‬
‫إلى القبر ولمسسا يلحسسد‪ ,‬فجلسسس رسسسول اللسسه ‪r‬‬
‫مسسستقبل القبلسسة‪ ,‬وجلسسسنا حسسوله وكسسأن علسسى‬
‫رؤوسسسنا الطيسسر وفسسي يسسده عسسود ينكسست فسسي‬
‫الرض‪ ،‬فجعل ينظر إلى السسسماء وينظسسر إلسسى‬
‫الرض وجعسسل يرفسسع بصسسره ويخفضسسه ثلثسسا ً‪،‬‬
‫فقسسال‪» :‬اسسستعيذوا بسسالله مسسن عسسذاب القسسبر«‬
‫مرتين أو ثلثا ً‪ ،‬ثم قال‪» :‬اللهم إني أعسسوذ بسسك‬
‫من عذاب القسسبر ثلث سا ً«‪ ،‬ثسسم قسسال‪» :‬إن العبسسد‬
‫المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبسسال‬

‫‪43‬‬
‫من الخرة نزل إليه ملئكة من السسسماء بيسسض‬
‫الوجوه‪ ,‬كأن وجوههم الشسسمس ومعهسسم كفسسن‬
‫من أكفسسان الجنسسة وحنسوط مسن حنسسوط الجنسسة‪,‬‬
‫حتى يجلسوا منه مد البصسسر‪ ,‬ثسسم يجيسسء ملسسك‬
‫الموت ‪ u‬حتى يجلس عند رأسه فيقول‪ :‬أيتهسسا‬
‫النفسسس الطيبسسة ‪ -‬وفسسي روايسسة المطمئنسسة ‪-‬‬
‫اخرجي إلى مغفرة من اللسسه ورضسسوان‪ ,‬قسسال‪:‬‬
‫فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السسسقاء‪,‬‬
‫فيأخذها ‪ -‬وفي رواية‪ :‬حتى إذا خرجسست روحسسه‬
‫صلى عليه كل ملك بين السماء والرض وكسسل‬
‫ملك في السماء‪ ,‬وفتحت لسسه أبسسواب السسسماء‪,‬‬
‫ليس مسن أهسسل بساب إل وهسسم يسسدعون اللسسه أن‬
‫يعسسرج بروحسسه مسسن قبلهسسم ‪ -‬فسسإذا أخسسذها لسسم‬
‫يسسدعوها فسسي يسسده طرفسسة عيسسن حسستى يأخسسذوها‬
‫فيجعلوها في ذلك الكفن‪ ,‬وفي ذلك الحنوط ‪-‬‬
‫فسسذلك قسسوله تعسسالى‪ :‬تسسوفته رسسسلنا وهسسم ل‬
‫يفرطون‪] ‬النعام ‪ [61:‬ويخرج منها كأطيب‬
‫نفحة مسك وجسسدت علسسى وجسسه الرض‪ ,‬قسسال‪:‬‬
‫فيصعدون بهسسا فل يمسسرون ‪ -‬يعنسسي ‪ -‬بهسسا علسسى‬
‫ملسسك مسسن الملئكسسة إل قسسالوا‪ :‬مسسا هسسذا السسروح‬
‫الطيسسب؟ فيقولسسون‪ :‬فلن بسسن فلن بأحسسسن‬
‫أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا‪ ,‬حتى‬
‫ينتهوا بها إلى السسسماء السسدنيا فيسسستفتحون لسسه‬
‫فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى‬
‫السماء التي تليها حتى ينتهي به إلسسى السسسماء‬

‫‪44‬‬
‫السابعة‪ ,‬فيقول الله عسسز وجسسل‪ :‬اكتبسسوا كتسساب‬
‫عبسسدي فسسي علييسسن‪ ,‬ومسسا أدراك مسسا عليسسون‬
‫كتاب مرقوم يشهده المقربون‪] ‬المطففون‬
‫‪[19:‬فيكتب كتابه في عليين‪ ،‬ثم يقال‪ :‬أعيدوه‬
‫إلى الرض فسسإني وعسسدتهم أنسسي منهسسا خلقتهسسم‬
‫وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فيرد إلى الرض وتعاد روحه في جسده‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فإنه يسمع خفسق نعسال أصسسحابه إذا ولسوا عنسه‬
‫مدبرين فيأتيه ملكان شديدا النتهار فينتهرانسسه‬
‫ويجلسانه فيقولن له من ربك؟ فيقسسول‪ :‬ربسسي‬
‫اللسسه‪ ,‬فيقسسولن لسسه مسسا دينسسك؟ فيقسسول‪ :‬دينسسي‬
‫السلم‪ ,‬فيقولن له ما هذا الرجل الذي بعسسث‬
‫فيكم؟ فيقول‪ :‬هو رسول الله ‪ ,r‬فيقولن لسسه‪:‬‬
‫وما أعلمك؟ فيقول‪ :‬قرأت كتاب اللسسه فسسآمنت‬
‫به وصسسدقت‪ ,‬فينتهسسره فيقسسول‪ :‬مسسن ربسسك؟ مسسا‬
‫دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنسة تعسرض علسى‬
‫المسسؤمن‪ ,‬فسسذلك حيسسن يقسسول اللسسه عسسز وجسسل‪:‬‬
‫‪‬يثبت الله السذين آمنسوا بسالقول الثسابت فسي‬
‫الحياة الدنيا‪] ‬إبراهيم ‪[27:‬فيقول‪ :‬ربي الله‬
‫وديني السلم ونبي محمد ‪ .r‬فينادي مناد في‬
‫السماء‪ ,‬أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنسسة‪,‬‬
‫وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا ً إلى الجنسسة‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح لسسه فسسي‬
‫قبره مسسد بصسسره‪ ,‬قسسال‪ :‬ويسسأتيه ‪ -‬وفسسي روايسسة‪:‬‬
‫يمثل له ‪ -‬رجسسل حسسسن السسوجه حسسسن الثيسساب‪,‬‬
‫‪45‬‬
‫طيب الريح فيقول‪ :‬أبشر بالذي يسسرك أبشسر‬
‫برضوان من الله‪ ,‬وجنات فيها نعيم مقيم هسسذا‬
‫يومك السسذي كنسست توعسسده‪ ,‬فيقسسول لسسه‪ :‬وأنسست‬
‫فبشرك الله بخير‪ ,‬مسسن أنسست؟ فوجهسسك السسوجه‬
‫يجيء بالخير‪ ,‬فيقول‪ :‬أنسسا عملسسك الصسسالح‪ ,‬فسسو‬
‫الله ما علمتك إل كنت سريعا ً في إطاعة الله‪,‬‬
‫بطيئا ً في معصية الله‪ ,‬فجسسزاك اللسسه خيسسرا ً ثسسم‬
‫يفتح له باب من الجنة وباب من النسسار فيقسسال‪:‬‬
‫هذا منزلك لو عصيت الله‪ ,‬أبدلك الله به هذا!‬
‫فإذا رأى ما في الجنسسة قسسال‪ :‬رب عجسسل قيسسام‬
‫الساعة‪ ,‬كيما أرجع إلى أهلسسي ومسسالي‪ ,‬فيقسسال‬
‫له‪ :‬اسكن‪.‬‬
‫قال‪ :‬وإن العبد الكافر ‪ -‬وفي روايسسة الفسساجر ‪-‬‬
‫إذا كان فسسي انقطسساع مسسن السسدنيا‪ ,‬وإقبسسال مسسن‬
‫الخسسرة‪ ,‬نسسزل إليسسه مسسن السسسماء ملئكسسة غلظ‬
‫شداد‪ ,‬سود الوجوه‪ ,‬معهم المسوح من النسسار‪,‬‬
‫فيجلسسسون منسسه مسسد البصسسر‪ ,‬ثسسم يجيسسء ملسسك‬
‫الموت حتى يجلس عند رأسسسه‪ ,‬فيقسسول‪ :‬أيتهسسا‬
‫النفس الخبيثة‪ ,‬اخرجي إلسسى سسسخط مسن اللسسه‬
‫وغضب‪ ,‬قال‪ :‬فتفرق في جسده فينتزعها كما‬
‫ينتزع السفود ‪ -‬الكثير الشعب ‪ -‬مسسن الصسسوف‬
‫المبلول فتقطع معها العروق والعصب‪ ,‬فيلعنه‬
‫كل ملك بين السماء والرض وكسسل ملسسك فسسي‬
‫السماء‪ ,‬وتغلق أبواب السماء‪ ,‬ليس مسسن أهسسل‬
‫باب إل وهم يدعون الله أن ل تعرج روحه من‬

‫‪46‬‬
‫قبلهم«‪,‬فيأخذها‪ ,‬فإذا أخذها‪ ,‬لسسم يسسدعوها فسسي‬
‫يسسده طرفسسة عيسسن حسستى يجعلوهسسا فسسي تلسسك‬
‫المسوح‪ ,‬ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجسسدت‬
‫على وجه الرض‪ ,‬فيصسسعدون بهسسا‪ ,‬فل يمسسرون‬
‫بهسسا علسسى مل مسسن الملئكسسة إل قسسالوا‪ :‬مسا هسسذا‬
‫الروح الخبيث؟ فيقولون‪ :‬فلن بن فلن بأقبسسح‬
‫أسمائه التي كان يسمى بها فسسي السسدنيا‪ ,‬حسستى‬
‫ينتهي به إلى السسسماء السسدنيا فيسسستفتح لسسه فل‬
‫يفتح له‪ ,‬ثم قرأ رسول الله ‪r: ‬ل تفتح لهم‬
‫أبسسواب السسسماء ول يسسدخلون الجنسسة حسستى يلسسج‬
‫الجمسسسسسسسل فسسسسسسسي سسسسسسسسم الخيسسسسسسساط‪‬‬
‫]العراف‪[40 :‬فيقسول اللسه عسز وجسسل‪ :‬اكتبسوا‬
‫كتسسابه فسسي سسسجين‪ ,‬فسسي الرض السسسفلى‪ ,‬ثسسم‬
‫يقال‪ :‬أعيدوا عبدي إلى الرض فسسإني وعسسدتهم‬
‫أنسسي منهسسا خلقتهسسم وفيهسسا أعيسسدهم‪ ,‬ومنهسسا‬
‫أخرجهسسم تسسارة أخسسرى ‪ -‬فتطسسرح روحسسه مسسن‬
‫السماء طرحا ً حتى تقع فسسي جسسسده ثسسم قسسرأ‪:‬‬
‫‪ ‬ومن يشرك بالله فكأنما خسسر مسسن السسسماء‬
‫فتخطفه الطير أو تهوي بسسه الريسسح فسسي مكسسان‬
‫سحيق‪] ‬الحج‪ [31 :‬فتعاد روحه في جسده‬
‫قال‪ :‬فإنه يسمع خفق نعسسال أصسسحابه إذا ولسسوا‬
‫عنه‪.‬‬
‫ويسسسأتيه ملكسسسان شسسسديدا النتهسسسار فينتهرانسسسه‬
‫ويجلسانه فيقولن له من ربسسك؟ فيقسسول‪ :‬هسساه‬
‫هاه ل أدري‪ ,‬فيقولن له ما دينك؟ فيقول‪ :‬هاه‬

‫‪47‬‬
‫هسساه ل أدري‪ ,‬فيقسسولن‪ :‬فمسسا تقسسول فسسي هسسذا‬
‫الرجل الذي بعسسث فيكسسم؟ فل يهتسسدي لسسسمه‪,‬‬
‫فيقسسال‪ :‬محمسسد! فيقسسول‪ :‬هسساه هسساه ل أدري‪,‬‬
‫سمعت الناس يقولون ذاك! فيقسسال‪ :‬ل دريسست‬
‫ول تلوت‪ ,‬فينادي مناد مسسن السسسماء أن كسسذب‪,‬‬
‫فأفرشوا له من النار وافتحوا له بابا ً إلى النسسار‬
‫فيأتيه من حرها وسمومها‪ ,‬ويضيق عليه قسسبره‬
‫حتى تختلف فيه أضلعه ويأتيه ‪ -‬وفسسي روايسسة‪:‬‬
‫ويمثل له ‪ -‬رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن‬
‫الريح فيقول‪ :‬أبشر بالذي يسوؤك‪ ,‬هذا يومسسك‬
‫الذي كنت توعد‪ ,‬فيقول‪ :‬وأنسست فبشسسرك اللسسه‬
‫بالشر‪ ,‬من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬أنا عملك الخبيث‪ .‬فو اللسسه مسسا علمسست‬
‫إل كنسست بطيئا ً عسسن طاعسسة اللسسه‪ ,‬سسسريعا ً إلسسى‬
‫معصية الله‪ ,‬فجزاك اللسسه شسسرا ً ثسسم يقيسسض لسسه‬
‫أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضسسرب بهسسا‬
‫جبل ً كان ترابًا‪ ,‬فيضربه ضربة حسستى يصسسير بهسسا‬
‫ترابا ً ثم يعيده الله كمسسا كسسان‪ ,‬فيضسسربه ضسسربة‬
‫أخسسرى فيصسسيح صسسيحة يسسسمعه كسسل شسسيء إل‬
‫الثقلين ثم يفتح له باب مسسن النسسار ويمهسسد مسسن‬
‫فرش النار فيقسسول رب ل تقسسم السسساعة«‪ .‬تسسم‬
‫الحسسديث بطسسوله أخرجسسه أبسسو داود والحسساكم‬
‫والطيالسي والجري وأحمد والسياق له‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪48‬‬
‫] ‪[ 30‬‬
‫من أسباب عذاب القبر‬
‫‪ -69‬عن أبسسي هريسسرة ‪ t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪» :‬‬
‫أكثر عذاب القبر من البول« ‪-‬أخرجه ابن أبسسي‬
‫شيبة‪-‬‬
‫‪ -70‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬مر‬
‫النبي ‪ r‬علسسى قسسبرين فقسال‪» :‬إنهمسا ليعسسذبان‪،‬‬
‫وما يعذبان في كبير وإنسسه لكسسبير ‪،‬أمسسا أحسسدهما‬
‫فكسسان يمشسسي بالنميمسسة‪ ،‬وأمسسا الخسسر فكسسان ل‬
‫يستنزه من بوله« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 31‬‬
‫الستعاذة من عذاب القبر ومن‬
‫عذاب النار‬
‫‪ -71‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬كان رسول الله ‪r‬‬
‫يسسدعو‪» :‬اللهسسم إنسسي أعسسوذ بسسك مسسن عسسذاب‬
‫القسسبر‪،‬ومسسن عسسذاب النسسار‪،‬ومسسن فتنسسة المحيسسا‬
‫والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال« أخرجسسه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫‪ -72‬عن عائشة رضي الله عنهسسا قسسالت‪ :‬دخسسل‬
‫علي رسول الله ‪ r‬وعنسسدي امسسرأة مسسن اليهسسود‬
‫وهي تقول‪ :‬إنكم تفتنسسون فسسي القبسسور‪ ,‬فارتسساع‬

‫‪49‬‬
‫رسول الله ‪ r‬وقال‪» :‬إنما يفتن يهود«‪ ،‬قسسالت‬
‫عائشة فلبثنا ليسسالي‪ ،‬ثسسم قسسال رسسسول اللسسه ‪:r‬‬
‫»هل شعرت أنه أوحي إلي‪ :‬أنكم تفتنون فسسي‬
‫القبور؟ قالت عائشة فسمعت رسسسول اللسسه ‪r‬‬
‫يستعيذ من عذاب القبر« أخرجه النسائي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 32‬‬
‫ما ينجي من فتنة القبر وعذابه‬
‫تكون النجاة لخمسة وهم‪ :‬المرابط‪ ,‬والشهيد‪,‬‬
‫والسسذي يقسسرأ سسسورة الملسسك كسسل ليلسسة‪,‬والسسذي‬
‫يموت بمرض البطن كالسهال ونحوه‪ ,‬والسسذي‬
‫يموت يوم أو ليلة الجمعة‪.‬‬
‫‪ -73‬روى مسلم عن سلمان قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪» :r‬رباط يوم وليلة خير من صيام شسسهر‬
‫وقيامه‪ ،‬وإن مات جرى عليه عمله السسذي كسسان‬
‫يعمله وأجري عليسسه رزقسسه وأمسسن مسسن الفتسسن«‬
‫أخرجه مسلم‪.‬‬
‫والرباط ‪ :‬الملزمة في سسسبيل اللسسه لثغسسر مسسن‬
‫ثغور المسلمين‪ ،‬فأما سكان الثغور المقيمسسون‬
‫دائما ً بأهلهم الذين يعمرون ويكتسسسبون هنسساك‪،‬‬
‫فهم وإن كانوا حماة ً فليسوا بمرابطين‪.‬‬
‫‪ -74‬عن المقداد بن معد يكسسرب ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬للشهيد عند الله ست خصال‪:‬‬
‫‪50‬‬
‫يغفسسر لسسه فسسي أول دفعسسة‪،‬ويسسرى مقعسسده مسسن‬
‫الجنسسة‪،‬ويجسسار مسسن عسسذاب القسسبر‪ ،‬ويسسأمن مسسن‬
‫الفزع الكبر‪،‬ويوضع علسسى رأسسسه تسساج الوقسسار‪،‬‬
‫الياقوتة منه خير مسسن السسدنيا ومسسا فيهسسا‪،‬ويسسزوج‬
‫اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشسسفع‬
‫في سبعين من أقاربه« أخرجه الترمذي وابسسن‬
‫ماجه‪.‬‬
‫وهسسذا الشسسهيد هسسو مسسن تسسوافرت فيسسه شسسروط‬
‫شهداء ُأحد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يموت فسسي قتسسال الكفسسار تحسست رايسسة‬
‫قائد مسلم لعلء كلمة الله‪.‬‬
‫ث‪ :‬أي أن يموت متسسأثرا ً بجراحسسه‬ ‫ب‪ -‬أل يرت ّ‬
‫فل يتكلم ول يعي ما حوله‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ل تحصل ورثته على عوض مالي‪.‬‬
‫‪ -75‬عن ابن عبسساس رضسسي اللسسه عنهمسسا‪ ،‬عسسن‬
‫النسسبي ‪» :r‬مسسن قسسرأ سسسورة الملسسك كسسل ليلسسة‬
‫جسسساءت تجسسسادل عسسسن صسسساحبها« وروي أنهسسسا‬
‫المجادلة تجادل عن صاحبها يعني قارئهسسا فسسي‬
‫القبر‪ ,‬وروي أن من قرأها كل ليلة لسسم يضسسره‬
‫الفتان ‪ «0‬أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫‪ -76‬قال رسول الله ‪» :r‬من يقتله بطنه لسسم‬
‫يعذب في قبره« المبطسسون‪ :‬هسسو السسذي يمسسوت‬
‫بالسهال ونحوه‪ ،‬أخرجه النسائي‪.‬‬
‫‪ -77‬عن عبد الله بن عمرو بن العسساص رضسسي‬
‫الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬من مات‬

‫‪51‬‬
‫يوم الجمعسسة أو ليلسسة الجمعسسة وقسساه اللسسه فتنسسة‬
‫القبر« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 33‬‬
‫الميت ُيعرض عليه مقعده بالغداة‬
‫والعشي‬
‫‪ -78‬عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول‬
‫الله ‪ r‬قال‪» :‬إن أحدكم إذا مات ع ُسسرض عليسسه‬
‫مقعسسده بالغسسداة والعشسسي وإن كسسان مسسن أهسسل‬
‫الجنة فمن أهل الجنة‪،‬وإن كان من أهسسل النسسار‬
‫فمن أهل النار‪ُ،‬يقال‪ :‬هذا مقعدك حسستى يبعثسسك‬
‫اللسسه إليسسه يسسوم القيامسسة« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪52‬‬
‫] ‪[ 34‬‬
‫من هم الشهداء؟ سوى الشهيد‬
‫في سبيل الله؟‬
‫)أنواع الشهداء(‬
‫‪ -1‬المبطون‪ -2 ،‬المطعون‪ -3 ،‬الغريق‪-4 ،‬‬
‫صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساحب الهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدم‪،‬‬
‫‪-5‬الحريق‪ -6 ،‬صاحب ذات الجنب‪ -7 ،‬المرأة‬
‫جمع‪ ،‬وهسسي السستي تمسسوت مسسن‬ ‫جمع أو ب ِ‬
‫تموت ب ُ‬
‫الولدة وولدها في بطنها أو التي تمسسوت بكسسرا ً‬
‫لسسم يمسسسها الرجسسال أو السستي تمسسوت قبسسل أن‬
‫تحيسض وتطمسث‪ -8 ،‬مسن قتسل دون مساله‪-9 ،‬‬
‫من قتل دون دمسسه‪ -10 ،‬مسسن قتسسل دون دينسسه‪،‬‬
‫‪ -11‬من قتل دون أهله‪ -12 ،‬مسن قتسسل دون‬
‫ة‪.‬‬
‫مظلم ٍ‬
‫‪ -79‬عن أنس بن مالك رضي اللسه قسال‪ :‬قسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬مسسن طلسسب الشسسهادة صسسادقا ً‬
‫ُأعطيها ‪،‬وإن لم تصبه« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -80‬عن سهل بن حنيسسف ‪ t‬أن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»مسسسسسسسسسسسسسسن سسسسسسسسسسسسسسسأل اللسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫الشهادة بصدق بّلغه الله منازل الشسسهداء‪،‬وإن‬
‫مات على فراشه« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪53‬‬
‫] ‪[ 35‬‬
‫النسان يبلى إل عجب الذنب‬
‫‪ -81‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسسسول اللسسه‬
‫صلى عليه وسلم‪ » :‬ليس من النسسان شسسيء‬
‫إل يبلى‪ ،‬إل عظم واحد وهو عجب الذنب‪ ،‬منه‬
‫خلق ومنه يركب« أخرجه مسلم وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ -82‬وعنه أن رسسسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪» :‬كسسل ابسسن‬
‫آدم يأكله التراب‪،‬إل عجسب السذنب‪ ،‬منسه خلسق‬
‫ومنه يركب« أخرجه مسلم وابن ماجه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 36‬‬
‫أجساد النبياء والشهداء ل تبلى‪،‬‬
‫وهم أحياء‬
‫‪ -83‬عن أوس بن أوس ‪ t‬قسسال ‪ :‬قسال رسسول‬
‫الله ‪» : r‬إن أفضل أيامكم يوم الجمعة‪ ،‬فيه‬
‫خلسسق آدم وفيسسه قبسسض‪ ،‬وفيسسه النفخسسة وفيسسه‬
‫الصعقة‪ .‬فأكثروا علسسي مسسن الصسسلة فيسسه فسسإن‬
‫صسسسسسسلتكم معروضسسسسسسة علسسسسسسي« قسسسسسسالوا‪:‬‬
‫يا رسول الله كيف تعسسرض صسسلتنا عليسسك وقسسد‬
‫أرمت؟ يقولسسون‪ :‬بليسست‪ ،‬فقسسال‪» :‬إن اللسسه عسسز‬
‫وجسسسل حسسسّرم علسسسى الرض أن تأكسسسل أجسسسساد‬
‫النبياء« أخرجه أبو داود وابن ماجه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وإن معاوية ‪ t‬لما أجرى العين التي اسسستنبطها‬
‫بالمدينسسة فسسي وسسسط المقسسبرة وأمسسر النسساس‬
‫بتحويل موتاهم فسسي أيسسام خلفتسسه‪ ،‬وذلسسك بعسسد‬
‫وجسسدوا علسسى حسسالهم‬ ‫ُ‬
‫أحد بنحو خمسين سسسنة ف ُ‬
‫ل رأوا المسحاة وقد أصابت قسسدم‬ ‫حتى أن الك ّ‬
‫حمزة ‪ t‬فسال منسسه السسدم وأن جسسابر بسسن عبسسد‬
‫دفسسن‬‫الله أخرج أباه عبد الله بن حسسرام كأنمسسا ُ‬
‫بالمس وهذا أشهر في الشهداء من أن يحتاج‬
‫فيه إلى إكثار‪– .‬خبر صحيح‪-‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 37‬‬
‫الموتى يسمعون‬
‫‪ -84‬ثبت عسسن النسسبي ‪» : r‬أن الميسست يسسسمع‬
‫قسسرع نعسسال المشسسيعين لسسه إذا انصسسرفوا عنسسه«‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ -85‬وقد عّلم النبي ‪ r‬أمته أن يقولوا‪» :‬سسسلم‬
‫عليكم أهل الديار مسسن المسسؤمنين والمسسسلمين‬
‫وإنسسا إن شسساء اللسسه بكسسم لحقسسون يرحسسم اللسسه‬
‫المستقدمين منا ومنكم والمسسستأخرين نسسسأل‬
‫اللسسسه لنسسسا ولكسسسم العافيسسسة« أخرجسسسه مسسسسلم‬
‫والنسائي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪55‬‬
‫] ‪[ 38‬‬
‫عذاب القبر هو عذاب البرزخ‬
‫عذاب القبر ينسسال مسسن هسسو مسسستحق لسسه وممسسا‬
‫ينبغسسي أن ُيعلسسم أن عسسذاب القسسبر هسسو عسسذاب‬
‫البرزخ فكل من مسسات وهسسو مسسستحق للعسسذاب‬
‫ناله نصسيبه منسه‪،‬سسواء أقسبر أم لسم يقسبر فلسو‬
‫أكلته السباع أو أحرق حتى صار رمسسادا ً نسسسف‬
‫صلب أو غسسرق فسسي البحسسر وصسسل‬ ‫في الهواء أو ُ‬
‫إلى روحسسه وبسسدنه مسسن العسسذاب مسسا يصسسل إلسسى‬
‫القبور‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 39‬‬
‫رؤيا للنبي ‪:r‬‬
‫‪ -86‬عن سمرة بن جندب ‪ t‬قال‪ :‬كسسان النسسبي‬
‫‪ r‬إذا صسسلى صسسلة أقبسسل علينسسا بسسوجهه فقسسال‪:‬‬
‫»من رأى منكم الليلة رؤيا؟« قسسال‪ :‬فسسإن رأى‬
‫أحد رؤيا قصها‪ ،‬فيقول‪ :‬مسسا شسساء اللسسه فسسسألنا‬
‫يوما ً فقال‪» :‬هل رأى أحد منكم رؤيسسا؟« قلنسسا‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قسسال‪» :‬لكنسسي رأيسست الليلسسة رجليسسن أتيسساني‬
‫‪،‬فأخذا بيدي‪ ،‬وأخرجاني إلى الرض المقدسة‪،‬‬
‫فسسإذا رجسسل جسسالس ورجسسل قسسائم بيسسده كلسسوب‬
‫يدخله في شدقه حسستى يبلسسغ قفسساه‪ ،‬ثسسم يفعسسل‬
‫بشدقه الخسسر مثسسل ذلسسك ويلسستئم شسسدقه هسسذا‪،‬‬
‫فيعسسود فيصسسنع مثلسسه‪ ،‬قلسست‪ :‬مسسا هسسذا؟ قسسال‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫انطلسسسق‪ ،‬فانطلقنسسسا حسسستى أتينسسسا علسسسى رجسسسل‬
‫مضطجع على قفاه ورجسسل قسسائم علسسى رأسسسه‬
‫بصخرة أو فهر فيشدخ بها رأسه‪ ،‬فسسإذا ضسسربه‬
‫تدهده الحجر فانطلق إليسسه ليأخسسذه‪ ،‬فل يرجسسع‬
‫إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كمسسا هسسو‬
‫فعاد إليه فضربه‪ ،‬قلت‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬انطلسسق‪،‬‬
‫فانطلقنسسا إلسسى نقسسب مثسسل التنسسور أعله ضسسيق‬
‫وأسفله واسع يوقد تحته نسسار فسسإذا فيسسه رجسسال‬
‫ونساء عراة‪ ،‬فيأتيهم اللهسسب مسسن تحتهسسم فسسإذا‬
‫اقسسترب ارتفعسسوا حسستى كسسادوا يخرجسسون‪ ،‬فسسإذا‬
‫خمدت رجعوا‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هسسذا؟ قسسال‪ :‬انطلسسق‪،‬‬
‫فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجسسل‬
‫قسسائم وعلسسى وسسسط النهسسر‪ ،‬رجسسل بيسسن يسسديه‬
‫حجارة‪ ،‬فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد‬
‫ده‬‫أن يخرج رمسى الرجسسل بحجسر فسي فيسه فسر ّ‬
‫حيث كان فجعل كلمسسا جسساء ليخسسرج رمسسى فسسي‬
‫فيه بحجر فرجسسع كمسسا كسسان‪ ،‬فقلسست‪ :‬مسسا هسسذا؟‬
‫قال‪ :‬انطلق‪ ،‬فانطلقنسا حستى أتينسا إلسى روضسة‬
‫خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصسسلها شسسيخ‬
‫وصبيان‪ ،‬وإذا رجسسل قريسسب مسسن الشسسجرة بيسسن‬
‫يديه نار يوقدها‪ ،‬فصعدا بي الشجرة وأدخلني‬
‫دارا ً لسسم أر قسسط أحسسسن منهسسا‪ ،‬فيهسسا شسسيوخ‬
‫وشسسباب ونسسساء وصسسبيان‪ ،‬ثسسم أخرجسساني منهسسا‬
‫فصعدا بي الشجرة‪ ,‬فأدخلني دارا ً هي أحسن‬
‫وأفضل‪ ,‬فيها شيوخ وشباب‪ ،‬قلت‪ :‬طوفتماني‬

‫‪57‬‬
‫الليلة فأخبراني عما رأيسست‪ ،‬قسسال‪ :‬نعسسم‪ ،‬السسذي‬
‫رأيسست يشسسق شسسدقه فكسسذاب يحسسدث بالكذبسسة‬
‫فُتحمل عنه حتى تبلسسغ الفسساق فيصسسنع بسسه إلسسى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬والذي رأيته يشدخ رأسسسه فرجسسل‬
‫علمه الله القرآن فنام عنه بالليسسل ولسسم يعمسسل‬
‫بسه بالنهسسار ُيفعسسل بسسه إلسسى يسوم القيامسة‪ ،‬وأمسسا‬
‫الذين رأيتهسسم فسسي النقسسب فهسسم الزنسساة والسسذي‬
‫رأيته في النهر فآكل الربا‪ ،‬وأمسسا الشسسيخ السسذي‬
‫في أصل الشسسجرة فسسإبراهيم والصسسبيان حسسوله‬
‫فأولد الناس‪ ،‬والذي يوقد النار فمالسسك خسسازن‬
‫النار والدار الولى دار عامسسة المسسؤمنين‪ ،‬وأمسسا‬
‫هسسذه السسدار فسسدار الشسسهداء وأنسسا جبريسسل وهسسذا‬
‫ميكائيسسل فسسارفع رأسسسك فرفعسست رأسسسي فسسإذا‬
‫قصر مثل السحابة‪ ،‬قسسال‪ :‬ذلسسك منزلسسك‪ ،‬قلسست‬
‫دعاني أدخل منزلي ‪،‬قال‪ :‬إنه بقي لك عمر لم‬
‫تستكمله فلو استكملته أتيت منزلك« أخرجسسه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫وهذا نص في عذاب القبر أو السسبرزخ لن رؤيسسا‬
‫النبياء وحي‪ ،‬والدليل على ذلك أن إبراهيسسم ‪u‬‬
‫جسساءه المسسر بالذبسسح فسسي المنسسام فشسسرع فسسي‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -87‬عن أنس بن مالسسك ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫عرج بي مررت بقوم لهم أظفار‬ ‫الله ‪» :r‬لما ُ‬
‫مسسسسسسن نحسسسسسساس يخمشسسسسسسون وجسسسسسسوههم‬
‫وصدورهم‪.‬فقلت‪ :‬من هؤلء يا جبريسسل؟ قسسال‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫السسذين يسسأكلون لحسسوم النسساس ويقعسسون فسسي‬
‫أعراضهم« أخرجه أبو داود‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 40‬‬
‫الرواح منعمة ومعذبة‬
‫الرواح قسسسمان ‪ :‬منعمسسة ومعذبسسة‪ ،‬فالمنعمسسة‬
‫المرسسسلة غيسسر المحبوسسسة تتلقسسى وتسستزاور‬
‫وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكسسون مسسن‬
‫أهل الدنيا فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو‬
‫على مثل عملهسسا والرواح المعذبسسة فهسسي فسسي‬
‫شغل بما هسسي فيسسه مسسن العسسذاب عسسن السستزاور‬
‫والتلقي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 41‬‬
‫للنفس أربع دور‬
‫الــدار الولــى‪ :‬بطسسسن الم حيسسسث الحصسسسر‬
‫والضيق والغم والظلمات الثلث‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬التي نشأت فيها وألفتهسسا واكتسسسبت‬
‫فيها الخير والشر وهي أوسع من الولى‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬دار البرزخ»القبر« وهي أوسع مسسن‬
‫الثانية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫والرابعة‪ :‬دار القرار وهي الجنة‪ ،‬أو النسسار فل‬
‫دار بعدها‪.‬‬
‫لقي عمر بن الخطسساب علسسي بسسن أبسسي طسسالب‬
‫رضي الله عنهما‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬ربما‬
‫شهدت ‪ -‬حضرت ‪ -‬وغبنسسا وشسسهدنا ‪ -‬حضسسرنا ‪-‬‬
‫وغبت‪ ،‬ثلث أسألك عنهن‪:‬‬
‫الولى‪ :‬الرجسسل يحسسب الرجسسل ولسسم يسسر منسسه‬
‫خيرًا‪ ،‬والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شسسرا ً‪،‬‬
‫فقال علي‪ :‬نعم سمعت رسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪:‬‬
‫»الرواح جنسسسود مجنسسسدة‪ ،‬فمسسسا تعسسسارف منهسسسا‬
‫ائتلف‪،‬وما تناكر منها اختلف« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫أي تلتقي أرواح الموتى القدامى بروح الميسست‬
‫الجديد‪ ،‬قال عمر‪ :‬هذه واحدة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الرجل يحدث الحديث إذ نسسسيه فبينسسا‬
‫هو وما نسيه إذ ذكره‪ .‬فقال علسسي‪ :‬نعسسم بينمسسا‬
‫القلسسب يتحسسدث إذ تجللتسسه سسسحابة فنسسسي وإذ‬
‫تجلت عنه فيذكر‪ .‬قال عمر‪ :‬اثنتان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الرجل يرى الرؤيسسا فمنهسسا مسسا يصسسدق‬
‫ومنها ما يكذب‪ ،‬فقسسال علسسي‪ :‬نعسسم‪.‬ينسسام العبسسد‬
‫فُيعرج بروحه إلى السسسماء فالسسذي ل يسسستيقظ‬
‫دون السماء فتلك الرؤيا السستي تصسسدق والسسذي‬
‫يستيقظ دون السماء فهي التي تكسسذب فقسسال‬
‫عمسسر‪ :‬ثلث كنسست فسسي طلبهسسن‪ ،‬فالحمسسد للسسه‬
‫أصبتهن قبل الموت‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫فالمرض‪،‬والموت‪،‬وسؤال الملكين للميت فسسي‬
‫القبر‪،‬وضسسغطة القسسبر والنعيسسم أو العسسذاب فسسي‬
‫البرزخ‪،‬وأسباب هذا العذاب كل ذلسسك ‪ -‬عنسسدما‬
‫يعرفه الحي ‪ -‬عليسسه أن يسسستعد بزيسسادة العمسسل‬
‫الصسسالح والبتعسساد عسسن العمسسل السسسيئ ليكسسون‬
‫علمه شاهدا ً له ل عليه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 42‬‬
‫أشراط الساعة‬
‫فأمسسا وقتهسسا فل يعلمسسه إل اللسسه‪.‬قسسال تعسسالى‪:‬‬
‫‪‬قسسال إنمسسا علمهسسا عنسسد ربسسي‪] ‬العسسراف‪:‬‬
‫‪.[187‬‬
‫‪ -88‬وفي حديث جبريل الطويل‪ ،‬وفيسسه قسسال‪:‬‬
‫أخبرني عن الساعة‪ ,‬قال‪» :‬ما المسؤول عنها‬
‫بسسأعلم مسسن السسسائل« قسسال فسسأخبرني عسسن‬
‫أماراتها؟ قال‪» :‬أن تلد المة ربتهسسا‪ ,‬وأن تسسرى‬
‫الحفسساة العسسراة رعسساء الشسساة يتطسساولون فسسي‬
‫البنيان«‪ ،‬وفي روايسسة‪» :‬إذا رأيسست المسسرأة تلسسد‬
‫ربها فسسذاك مسسن أشسسراطها‪ ,‬وإذا رأيسست الحفسساة‬
‫العراة الصسسم البكسسم ملسسوك الرض فسسذاك مسسن‬
‫أشراطها« أخرجه مسلم‪...‬‬
‫قال قتادة‪ :‬صم عن استماع الحسسق‪ ,‬بكسسم عسسن‬
‫التكلم بسسه‪ ,‬عمسسي عسسن البصسسار لسسه‪ ...‬وأن تلسسد‬

‫‪61‬‬
‫المسسة ربتهسسا وفسسي روايسسة ربهسسا‪ :‬أي سسسيدتها أو‬
‫سيدها‪ ,‬قال وكيع‪ :‬هو أن تلسسد العجسسم العسسرب‪،‬‬
‫وقيسسل‪ :‬هسسو أن يسسبيع السسسادات أمهسسات الولد‬
‫فربما اشترى المستولدة ولدها وهسسو ل يشسسعر‬
‫فيكسسون ربهسسا أي سسسيدها لن السسسيد إذا جسسامع‬
‫أمته فحملسست وولسسدت فل يجسسوز لسسه بعسسد ذلسسك‬
‫بيعهسسا ولكسسن قسسد يبيعهسسا بسسسبب غلبسسة الجهسسل‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد كثرة عقوق الولد فيعامل الولد‬
‫أمه معاملة السيد لمته‪ ،‬ويشسسهد لهسسذا حسسديث‬
‫أبي هريرة ‪ :t‬المرأة مكان المة‪ ،‬وقوله عليه‬
‫الصلة والسسسلم‪» :‬حسستى يكسسون الولسسد غيظسا ً«‬
‫وقيل‪ :‬تسبى المرأة المسلمة كمسسا حسسدث فسسي‬
‫الندلس وهي حبلى أو ولسسدها صسسغير‪ ,‬فيفسسرق‬
‫بينهما فيكبر الولسسد فربمسسا يجتمعسسان ويتزوجهسسا‬
‫ول يعرف أحدهما الخر‪ .‬ويدل على ذلك قوله‬
‫إذا ولسسدت المسسة بعلهسسا‪ ,‬وهسسذا هسسو المطسسابق‬
‫للشراط مع قوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪» :‬ل‬
‫تقسسوم السسساعة حسستى تكسسون السسروم أكسسثر أهسسل‬
‫الرض«‪ ،‬فهذه أربعة أقوال كلها مطابقسسة لمسسا‬
‫حصل ويحصل في الواقع‪ .‬وهي أربسسع أمسسارات‬
‫على قيام الساعة أيضًا‪:‬‬
‫‪ -1‬كسسثرة فتسسوح المسسسلمين واتسسساع رقعتهسسم‬
‫فيكسسثر التسسسري فيكسسون ولسسد المسسة مسسن‬
‫سيدها بمنزلة سيدها لشرفه‪.‬‬
‫‪ -2‬بيع أمهات الولد بسبب الجهل‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -3‬كثرة عقوق الولد‪.‬‬
‫‪ -4‬استيلء الكفار على بعض بلد المسسسلمين‬
‫وهذه المارة عكس الولى من المسسارات‬
‫الربع‪.‬‬
‫‪-‬قال العلماء رحمهم الله تعالى‪ :‬الحكمسسة فسسي‬
‫تقديم الشراط ودللسسة النسساس عليهسسا تنسسبيههم‬
‫من رقسسدتهم وحثهسسم علسسى الحتيسساط لنفسسهم‬
‫بالتوبة والنابة كسسي ل يبسساغتوا بسسالحؤول بينهسسم‬
‫وبين تدارك ما فاتهم ‪.‬وتقسسسم الشسسراط إلسسى‬
‫كبرى وصغرى‪.‬‬
‫أما الكبرى مثل‪ :‬خروج الدجال ونزول عيسسسى‬
‫‪ u‬وقتله الدجال‪ ،‬وخروج يأجوج ومأجوج ودابة‬
‫الرض وطلوع الشمس من مغربها‪.‬‬
‫وأما الصغرى مثل‪ :‬قبض العلم‪ ،‬وغلبة الجهسسل‬
‫واستيلء أهله‪ ،‬وبيع الحكسسم وظهسسور المعسسازف‬
‫واستفاضسسة شسسرب الخمسسور‪،‬واكتفسساء النسسساء‬
‫بالنسسساء والرجسسال بالرجسسال‪ ،‬وإطالسسة البنيسسان‪،‬‬
‫وزخرفة المساجد‪ ،‬وإمرة الصبيان ولعسسن آخسسر‬
‫هذه المسسة أولهسسا‪ ،‬وكسسثرة الهسسرج ‪ -‬أي القتسسل ‪-‬‬
‫وغيرها كثير‪.‬‬
‫وبذكر أشراط الساعة تتحقق معجزة النسسبي ‪r‬‬
‫وصدقه بكل ما أخبر به‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪63‬‬
‫] ‪[ 43‬‬
‫بعثت أنا والساعة كهاتين‬
‫‪ -89‬عن أنس بن مالسسك ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪ » : r‬بعثت أنسسا والسسساعة كهسساتين وضسسم‬
‫السبابة والوسطى« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫ومعنى الحديث‪ :‬أنا النبي الخير فل يليني نسسبي‬
‫آخسسر وإنمسسا تلينسسي القيامسسة كمسسا تلسسي السسسبابة‬
‫الوسطى وليس بينهما إصبع أخرى‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 44‬‬
‫أمور تكون بين يدي الساعة‬
‫‪ -90‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»ل تقوم الساعة حتى يقتتل فئتسسان عظيمتسسان‬
‫يكون بينهما مقتلسسة عظيمسسة دعواهمسسا واحسسدة‪،‬‬
‫وحتى يبعث دجالون كثيرون قريب من ثلثيسسن‬
‫كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم‬
‫وتكثر الزلزل ويتقارب الزمان وتظهسسر الفتسسن‬
‫ويكسسسثر الهسسسرج‪ ،‬وحسسستى يكسسسثر فيكسسسم المسسسال‬
‫فيفيسسض ‪،‬وحسستى يهسسم رب المسسال مسسن يقبسسض‬
‫صسسدقته وحسستى يعرضسسه فيقسسول السسذي يعرضسسه‬
‫عليه‪ :‬ل أرب لي فيسسه‪ ،‬وحسستى يتطسساول النسساس‬
‫في البنيسسان‪ ،‬وحسستى يمسسر الرجسسل بقسسبر الرجسسل‬
‫فيقول‪ :‬يا ليتني مكانه وحسستى تطلسسع الشسسمس‬

‫‪64‬‬
‫من مغربها‪ ،‬فإذا طلعت ورآها الناس أجمعسسون‬
‫فذلك حين‪ :‬ل ينفسسع نفسسا ً إيمانهسسا لسسم تكسسن‬
‫آمنت من قبل أو كسبت فسسي إيمانهسسا خيسسرا ً‪‬‬
‫]النعام‪ ،[158 :‬ولتقسسومن السسساعة وقسسد نشسسر‬
‫السسسرجلن ثوبهمسسسا فل يتبايعسسسانه ول يطويسسسانه‪،‬‬
‫ولتقومن السسساعة وقسسد انصسسرف الرجسسل بلبسسن‬
‫لقحته فل يطعمه‪ ،‬ولتقومن الساعة وهو يليط‬
‫حوضه فل يسقى فيه‪ ،‬ولتقومن السسساعة وقسسد‬
‫رفسسع أكلتسسه إلسسى فيسسه فل يطعمهسسا« أخرجسسه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫أما الفئتان العظيمتان‪ :‬فما جرى بيسسن معاويسسة‬
‫وعلي رضي الله عنهما بصفين‪ ،‬والدجال‪ :‬هسسو‬
‫الكذاب‪.‬ومعنى يقبض العلم‪ :‬أي يقبض العمسسل‬
‫به فل يبقى إل رسمه‪.‬‬
‫ومعنسسى يتقسسارب الزمسسان‪ :‬أي يفسسسد النسساس‬
‫بسرعة فما كان يحصسسل فسسي سسسنة مثل ً أصسسبح‬
‫يحصسسل فسسي شسسهر‪ .‬واللقحسسة‪ :‬الناقسسة الغزيسسرة‬
‫اللبن‪ .‬ومعنى يليط‪ :‬يصلح‪...‬وأكلته‪ :‬أي لقمته‪,‬‬
‫والهرج‪ :‬القتل‪.‬‬
‫‪ -91‬وعن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قال‪:‬‬
‫»ل تقسسوم السسساعة حسستى تخسسرج نسسار مسسن أرض‬
‫الحجاز تضيء أعنسساق البسسل ببصسسرى« أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -92‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»ل تقسسوم السسساعة حسستى يكسسثر المسسال ويفيسسض‬

‫‪65‬‬
‫وحتى يخرج الرجل زكسساة مسساله فل يجسسد أحسسدا ً‬
‫يقبلها منسسه وحسستى تعسسود أرض العسسرب مروج سا ً‬
‫وأنهارا ً« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ومروجا ً وأنهارًا‪ :‬بحفر البار وغرس الشسسجار‬
‫وبناء الديار‪.‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ -93‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضسسي‬
‫الله عنهما‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ r‬يقسسول‪:‬‬
‫»إن اللسسه ل ينسسزع العلسسم بعسسد أن أعطسساكموه‬
‫انتزاعا ً ولكن ينتزعه منهسسم مسسع قبسسض العلمسساء‬
‫بعلمهسم حستى إذا لسسم يبسق عسسالم اتخسسذ النساس‬
‫رؤساء جهال ً فسئلوا فأفتوا بغيسسر علسسم فضسسلوا‬
‫وأضلوا« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -94‬عسسن حذيفسسة بسسن اليمسسان ‪ t‬قسسال‪ :‬حسسدثنا‬
‫رسول الله ‪ r‬حديثين قسسد رأيسست أحسسدهما وأنسسا‬
‫أنتظسسر الخسسر‪ ،‬حسسدثنا‪» :‬أن المانسسة نزلسست فسسي‬
‫جسسذر قلسسوب الرجسسال ‪ -‬يعنسسي وسسسط قلسسوب‬
‫الرجال ‪ -‬ثم نزل القرآن فعلمسسوا مسسن القسسرآن‬
‫وعلموا من السنة«‪ ،‬ثم حدثنا عن رفع المانسسة‬
‫قال‪» :‬ينام الرجل النومة فتقبض المانسسة مسسن‬
‫قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثسسم ينسسام النومسسة‬
‫فتقبسسض المانسسة مسسن قلبسسه فيظسسل أثرهسسا مثسسل‬
‫المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه‬
‫منتسسبرا ً وليسسس فيسسه شسسيء ثسسم أخسسذ حصسساة‬
‫فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون ل‬
‫يكاد أحد يؤدي المانة حتى يقال‪ :‬إن في بنسسي‬

‫‪66‬‬
‫فلن رجل ً أمينا ً ‪،‬حتى يقال للرجل ما أجلده ما‬
‫أظرفه ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من‬
‫خردل من إيمسسان‪ .‬ولقسسد أتسسى علسسي زمسسان مسسا‬
‫أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ً ليردنه علي‬
‫دينه ولئن كان نصرانيا ً أو يهودي سا ً ليردنسسه علسسي‬
‫سساعيه‪ ،‬فأمسا اليسوم فمسا كنست أبسايع إل فلنسا ً‬
‫وفلنا ً« أخرجه البخسساري ومسسسلم وابسسن مسساجه‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫الوكت‪ :‬الثر اليسير‪ .‬المجل‪ :‬ارتفاع في باطن‬
‫اليد بسبب العمل بالفأس ونحوه يحتوي علسسى‬
‫ماء ثم يصلب ويبقى عقسسدًا‪ .‬ونفسسط‪ :‬أي ارتفسسع‬
‫جلدها وانتفخ‪ .‬منتبرًا‪ :‬مرتفعا ً والمقصسسود خلسسو‬
‫القلوب من المانة كمسسا يخلسسو المجسسل المنتسسبر‬
‫عن شيء يحويه‪ .‬ولقد أتى علي زمسسان‪ :‬يعنسسي‬
‫كانت المانة موجودة ثم قلت‪ .‬وساعيه‪ :‬يعنسسي‬
‫رئيسه‪.‬والمقصسسود بقسسوله‪ :‬فمسسا كنسست أبسسايع إل‬
‫فلنا ً وفلنا ً أي لقلة المانة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪67‬‬
‫] ‪[ 45‬‬
‫أول ما يرفع من الناس الخشوع‬
‫والفرائض‬
‫]علم المواريث[‬
‫‪ -95‬عن زياد بسسن لبيسسد ‪ t‬قسسال‪ :‬ذكسسر النسسبي ‪r‬‬
‫شيئاً قال‪» :‬ذلك عند أوان ذهاب العلم« قلسست‬
‫يا رسول الله‪ :‬كيف يذهب العلسسم ونحسسن نقسسرأ‬
‫القرآن ونقسرئه أبناءنسا ويقسرئه أبناؤنسا أبنساءهم‬
‫إلى يوم القيامة؟ قال‪» :‬ثكلتك أمك يا زياد إن‬
‫كنت لراك من أفقسسه رجسسل بالمدينسسة أو ليسسس‬
‫هسسسذه اليهسسسود والنصسسسارى يقسسسرؤون التسسسوراة‬
‫والنجيل ل يعملون بشيء منهما« أخرجه ابسسن‬
‫ماجة‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود ‪ :t‬ليس حفظ القرآن بحفظ‬
‫الحروف ولكن إقامة حدوده‪.‬‬
‫عن عبادة بن الصامت ‪ t‬قال‪ :‬أول علم يرفسسع‬
‫من الناس الخشوع‪ ،‬يوشسسك أن يسدخل الرجسسل‬
‫مسجد جماعة فل يرى فيه رجل ً خاشعًا‪.‬‬
‫وعن شداد بن أوس ‪ t‬قال‪ :‬أول ما يرفع مسسن‬
‫العلم الخشوع حتى ل ترى رجل ً خاشعًا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪68‬‬
‫] ‪[ 46‬‬
‫دروس السلم‪،‬وذهاب القرآن‬
‫‪ -96‬عن حذيفة بن اليمان ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪» :r‬يسسدرس السسسلم كمسسا يسسدرس وشسسي‬
‫الثسسوب حسستى ل يسسدرى مسسا صسسلة ول صسسيام ول‬
‫نسك ول صدقة ويسرى بكتاب اللسسه فسسي ليلسسة‬
‫فل يبقى منه فسسي الرض آيسسة وتبقسسى طسسوائف‬
‫من النسساس‪ :‬الشسسيخ الكسسبير والعجسسوز يقولسسون‪:‬‬
‫أدركنا آباءنا علسسى هسسذه الكلمسسة ل إلسسه إل اللسسه‬
‫فنحن نقولها«‪ ،‬قال له صلة‪ :‬ما تغني عنهسسم ل‬
‫إله إل الله وهم ل يسسدرون مسسا صسسلة ول صسسيام‬
‫ول نسك ول صسسدقة فسسأعرض عنسسه حذيفسسة ثسسم‬
‫ردها عليه ثلثا ً كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثسسم‬
‫أقبل عليه حذيفة فقال‪ :‬يسسا صسسلة تنجيهسسم مسسن‬
‫النار ثلثا ً‪ ،‬أخرجه ابن ماجة‪ ،‬ويكسسون هسسذا بعسسد‬
‫موت عيسى ‪.u‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 47‬‬
‫ذكر بعض ما جاء عن الدجال‬
‫‪ -97‬عن أبي الدرداء ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬قال‪:‬‬
‫»من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهسسف‬

‫‪69‬‬
‫عصم من السسدجال«‪ ،‬وفسسي روايسسة‪» :‬مسسن آخسسر‬
‫سورة الكهف« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -98‬عن حذيفة بن اليمان ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪» :r‬الدجال أعور العيسسن اليسسسرى جفسسال‬
‫الشعر معه جنة ونار فناره جنسسة وجنتسسه نسسار«‪،‬‬
‫وعنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬لنا أعلم بمسسا‬
‫مع الدجال منسسه معسسه نهسسران يجريسسان أحسسدهما‬
‫رأي العين مسساء أبيسسض والخسسر رأي العيسسن نسسار‬
‫تأجج‪ ،‬فإما أدركه أحد فليأت النهر السسذي يسسراه‬
‫نارا ً وليغمض وليطأطىء رأسه فيشسسرب فسسإنه‬
‫مسساء بسسارد وأن السسدجال ممسسسوخ العيسسن عليهسسا‬
‫ظفرة غليظة مكتوب بين عينيسسه كسسافر يقسسرؤه‬
‫كل مؤمن كاتب وغير كاتب« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -99‬عن أنس بن مالك ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬ليس من بلد إل سسسيطؤه السسدجال إل‬
‫مكسسة والمدينسسة« أخرجسسه البخسساري ومسسسلم‪،‬‬
‫وروي أيضًا‪ :‬بيت المقدس وجبل الطور‪.‬‬
‫‪ -100‬عن عمران بن حصين ‪ t‬قال‪ :‬سسسمعت‬
‫رسول الله ‪ r‬يقول‪» :‬مسسا بيسسن خلسسق آدم إلسسى‬
‫قيام الساعة خلسسق أكسسبر مسسن السسدجال«‪ ،‬وفسسي‬
‫روايسسة‪ :‬امسسرؤ بسسدل خلسسق« أخرجسسه مسسسلم‪،‬‬
‫والحديث يدل على عظم خلقته‪.‬‬
‫‪ -101‬عن حذيفة بن اليمان ‪ t‬قال‪ :‬كنسسا عنسسد‬
‫رسول الله ‪ r‬فذكر الدجال فقال‪» :‬لفتنة مسسن‬
‫بعضكم أخوف عندي مسسن فتنسسة السسدجال ليسسس‬
‫‪70‬‬
‫مسسن فتنسسة صسسغيرة ول كسسبيرة إل تضسسع لفتنسسة‬
‫الدجال فمن نجا من فتنسسة مسسا قبلهسسا فقسسد نجسسا‬
‫منها والله ل يضر مسسسلما ً مكتسسوب بيسسن عينيسسه‬
‫كافر« حديث صحيح أخرجه البزار‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 48‬‬
‫نزول عيسى عليه الصلة والسلم‬
‫‪ -102‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬لينزلن ابن مريم حكم سا ً عسسدل ً فليكسسسرن‬
‫الصسسليب وليقتلسسن الخنزيسسر وليضسسعن الجزيسسة‬
‫وليسستركن القلص فل يسسسعى عليهسسا وليسسذهبن‬
‫الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون النسساس‬
‫إلى المال فل يقبله أحد« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -103‬وعنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬كيسسف‬
‫أنتم إذا نزل عيسى بن مريسسم فيكسسم وإمسسامكم‬
‫منكم؟ وفي رواية‪» :‬فأمكم منكم«‪ ،‬قسسال ابسن‬
‫أبسسي ذئب‪ :‬تسسدري مسسا إمسسامكم منكسسم؟ قلسست‪:‬‬
‫تخبرني؟ قال‪ :‬فأمكم بكتساب ربكسم عسز وجسل‬
‫وسنة نبيكم وعنه عن النسسبي ‪ r‬قسسال‪» :‬والسسذي‬
‫نفسي بيده ليهلن ابن مريم بنفج من الروحسساء‬
‫حاجسسا ً أو معتمسسرا ً أو ليثنينهمسسا« أخرجسسه ابسسن‬
‫ماجة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -104‬وفسي حسسديث عبسسد اللسسه بسن عمسسرو بسن‬
‫العاص رضي الله عنهمسسا‪» :‬ثسسم يمكسسث النسساس‬
‫سبع سنين ليس بين اثنيسسن عسسداوة ثسسم يرسسسل‬
‫اللسسه ريح سا ً بسساردة مسسن قبسسل الشسسام« أخرجسسه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 49‬‬
‫خروج يأجوج ومأجوج‬
‫‪ -105‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» : r‬إن يأجوج ومأجوج يحفران كل يوم حتى‬
‫إذا كسسادوا يسسرون شسسعاع الشسسمس قسسال السسذي‬
‫عليهم‪ :‬ارجعوا فستحفرونه غسسدًا‪ ,‬فيعيسسده اللسسه‬
‫أشد ما كان‪ ،‬حتى إذا بلغت مسسدتهم وأراد اللسسه‬
‫أن يبعثهم على النساس حفسروا حستى إذا كسادوا‬
‫يسسسسرون شسسسسعاع الشسسسسمس قسسسسال‪ :‬ارجعسسسسوا‬
‫فستحفرونه غدا ً إن شاء اللسسه فيرجعسسون إليسسه‬
‫وهو كهيئته حين تركسسوه فيحفرونسسه ويخرجسسون‬
‫على الناس فينشفون المسساء ويتحصسسن النسساس‬
‫منهسسم فسسي حصسسونهم‪ ،‬فيرمسسون سسسهامهم فسسي‬
‫السسسماء فيرجسسع إليهسسا السسدم السسذي أحفسسظ‪،‬‬
‫فيقولسسون‪ :‬قهرنسسا أهسسل الرض وعلونسسا أهسسل‬
‫السسسسماء فيبعسسسث اللسسسه نغفسسسا ً فسسسي أقفسسسائهم‬
‫فيقتلهم«‪ ،‬قال رسول الله ‪» :r‬والذي نفسي‬
‫‪72‬‬
‫بيده إن دواب الرض لتسسسمن وتشسسكر شسسكرا ً‬
‫من كثرة ما تأكل مسسن لحسسومهم« أخرجسسه ابسسن‬
‫مسساجه‪ ،‬ومعنسسسى تشسسسكر شسسسكرًا‪ :‬تمتلسسسئ ملئا ً‬
‫والنغف‪ :‬نوع من الدواب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 50‬‬
‫خروج الدابة‪ ،‬ومن أين تخرج‬
‫قال تعالى‪ :‬وإذا وقع القول عليهسسم أخرجنسسا‬
‫لهم دابة من الرض تكلمهسسم‪] ‬النمسسل‪،[82 :‬‬
‫أي وجب الوعيد عليهم لتماديهم في العصسسيان‬
‫والعقوق والطغيان وإعراضهم عن آيسسات اللسسه‬
‫وتمسساديهم فسسي المعاصسسي وهسسي دابسسة تعقسسل‬
‫وتنطسسق ليعلمسسوا أنهسسا آيسسة مسسن قبسسل اللسسه لن‬
‫الدابة في العادة ل تتكلم ول تعقل ‪0‬‬
‫قال ابن عمر وابن عمسسرو رضسسي اللسسه عنهمسسا‪:‬‬
‫تخسسرج الدابسسة مسسن جبسسل الصسسفا بمكسسة ينصسسدع‬
‫فتخرج منه ل يفوتها أحد فتسم المؤمن فينيسسر‬
‫وجهه وتكتب بين عينيه‪ :‬مؤمن‪ ,‬وتسم الكسسافر‬
‫فيسود وجهه وتكتب بيسسن عينيسسه‪ :‬كسسافر‪.‬وهسسذه‬
‫الدابة تكلم الناس وتناظرهم وتقول من جملة‬
‫كلمها‪ :‬أل لعنة الله على الظالمين‪ ,‬وخروجهسسا‬
‫حين ينقطع الخير‪ ,‬ول يؤمر بمعروف ول ينهى‬
‫عن منكر‪ ,‬ول يبقى منيب ول تائب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪73‬‬
‫] ‪[ 51‬‬
‫طلوع الشمس من مغربها‬
‫‪ -106‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬ثلث إذا خرجن ل ينفع نفسسا ً إيمانهسا لسم‬
‫تكسسن آمنسست مسسن قبسسل أو كسسسبت فسسي إيمانهسسا‬
‫خيرًا‪ :‬طلوع الشسسمس مسسن مغربهسسا‪ ,‬والسسدجال‪,‬‬
‫ودابة الرض« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -107‬عن صفوان بن عسال المرادي ‪ t‬قال‪:‬‬
‫سمعت رسسسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪» :‬إن بسسالمغرب‬
‫باب سا ً مفتوح سا ً للتوبسسة مسسسيرته سسسبعين سسسنة ل‬
‫يغلق حنى تطلع الشمس مسن نحسوه« أخرجسه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫وأول اليسسات‪ :‬الخسسسوفات‪ ،‬ثسسم السسدجال‪ ،‬ثسسم‬
‫نزول عيسى ‪ ،u‬ثم خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬ثسسم‬
‫خروج الدابة‪ ،‬ثم طلوع الشمس من مغربها‪.‬‬
‫‪ -108‬عسسن حذيفسسة بسسن اليمسسان ‪ t‬قسسال‪ :‬كنسسا‬
‫جلوس سا ً فسسي المدينسسة فسسي ظسسل حسسائط وكسسان‬
‫رسول الله ‪ r‬في غرفة فأشرف علينسسا وقسسال‪:‬‬
‫» ما يجلسكم؟ فقلنا‪ :‬نتحدث‪.‬فقال في مسساذا؟‬
‫فقلنسسا‪ :‬عسسن السسساعة‪ .‬فقسسال‪» :‬إنكسسم ل تسسرون‬
‫السسساعة حسستى تسسروا قبلهسسا عشسسر آيسسات‪ :‬أولهسسا‬
‫طلوع الشسسمس مسسن مغربهسسا‪ ,‬ثسسم السسدخان‪,‬ثسسم‬
‫الدجال‪ ,‬ثم الدابة‪ ،‬ثسسم ثلثسسة خسسسوف‪ :‬خسسسف‬
‫بالمشرق وخسف بسسالمغرب وخسسسف بجزيسسرة‬
‫‪74‬‬
‫العسسسرب‪ ،‬وخسسسروج عيسسسسى‪ ،‬وخسسسروج يسسسأجوج‬
‫ومأجوج ويكون آخر ذلك نارا ً تخرج من اليمسسن‬
‫من حفرة عدن ل تدع أحسسدا ً خلفهسسا إل تسسسوقه‬
‫إلى المحشر« حسسديث صسسحيح أخرجسسه القتسسبي‬
‫فسسي عيسسون الخبسسار‪ ،‬وأخرجسسه مسسسلم بمعنسساه‪،‬‬
‫وفي رواية حذيفة هسسذه وروايتسسه عنسسد مسسسلم‪،‬‬
‫وحديث أنس عند البخاري‪ ،‬وحديث ابن عمسسرو‬
‫عند مسلم جاءت هذه اليسسات‪ :‬الشسسراط‪‬‬
‫مجموعة غير مرتبة وليس المر كذلك بل كما‬
‫ذكرنسسا‪ :‬الخسسسوف فالسسدجال فنسسزول عيسسسى‬
‫فيسسسأجوج ومسسسأجوج فخسسسروج الدابسسسة فطلسسسوع‬
‫الشمس من مغربها‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 52‬‬
‫ل تقوم الساعة حتى ل يقال في‬
‫الرض‪ :‬الله الله‬
‫‪ -109‬عن أنس بن مالك ‪ t‬قال‪ :‬قال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬ل تقسسوم السسساعة حسستى ل يقسسال فسسي‬
‫الرض‪ :‬الله الله« أخرجه مسلم‪ ،‬وفي روايسسة‬
‫أخرى‪» :‬ل تقوم الساعة على أحد يقول‪ :‬اللسسه‬
‫الله«‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫والمعنى‪ :‬إذا أراد الله زوال الدنيا قبسسض أرواح‬
‫المؤمنين فيزول التوحيسسد مسسن الرض وينقطسسع‬
‫المر بالمعروف والنهسسي عسسن المنكسسر فل أحسسد‬
‫يقول لغيره‪ :‬اتق الله‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 53‬‬
‫على من تقوم الساعة؟‬
‫‪ -110‬عسسن عقبسسة بسن عسسامر ‪ t‬قسسال‪ :‬سسسمعت‬
‫رسسسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪ » :‬ل تسسزال عصسسابة مسسن‬
‫أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم ل‬
‫يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم السسساعة وهسسم‬
‫على ذلك« فقال عبسسد اللسسه بسسن عمسسرو‪ :‬أجسسل‪:‬‬
‫»ثسسم يبعسسث اللسسه ريحسا ً كريسسح المسسسك‪ ،‬مسسسها‬
‫كمس الحرير ل تترك نفسا ً فسسي قلبهسسا مثقسسال‬
‫حبسسة مسسن إيمسسان إل قبضسستها‪ ،‬ثسسم يبقسسى شسسرار‬
‫الناس عليهم تقوم الساعة« أخرجه مسلم‬
‫وفي حسسديث عبسسد اللسسه بسن مسسسعود‪»:‬ل تقسسوم‬
‫الساعة إل على شسسرار النسساس‪ ,‬مسسن ل يعسسرف‬
‫معروفًا‪ ,‬ول ينكر منكرًا‪ ,‬يتهارجون كما تتهسسارج‬
‫الحمر« حديث صحيح‪.‬‬
‫قسال الصسمعي‪ :‬يتهسارجون يقسول‪ :‬يتسسافدون‬
‫يقال‪ :‬بات فلن يهرجها والهرج في غيسسر هسسذا‪:‬‬
‫الختلط والقتل‪ ،‬وهنا الزنى العلني كالحمر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫فــائدة‪ :‬يمكسسث السسدجال فسسي الرض أربعيسسن‬
‫يومًا‪ :‬يوم كسنة‪ ,‬ويوم كشسسهر‪ ,‬ويسسوم كجمعسسة‪,‬‬
‫وسائر أيامه كأيامكم‪.‬‬
‫أما عيسسسى ‪ u‬فيمكسسث فسسي الرض بعسسد نزولسسه‬
‫سبع سنين‪.‬‬
‫‪ -111‬عن معاوية ‪ t‬قال‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫‪ r‬يقسول‪ » :‬إن مسن أشسسراط السسساعة أن يقسسل‬
‫العلسسم‪ ,‬ويظهسسر الجهسسل‪ ,‬ويظهسسر الزنسسا‪ ,‬وتكسسثر‬
‫النساء‪ ,‬ويقل الرجسسال‪ ,‬حسستى يكسسون لخمسسسين‬
‫امرأة القيم الواحد« أخرجه البخاري‪ ،‬وأخرجه‬
‫مسلم من حديث أنس‪.‬‬
‫‪ -112‬عن أبي موسى الشعري ‪ ،t‬عن النسسبي‬
‫‪ r‬قسسال‪» :‬ليسسأتين علسسى النسساس زمسسان يطسسوف‬
‫الرجل بالصدقة من الذهب ل يجد أحدا ً يأخذها‬
‫منه‪ ,‬قال‪ :‬وُيرى الرجل الواحسسد يتبعسسه أربعسسون‬
‫امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء«‬
‫أخرجسسسه مسسسسلم‪ ،‬لن الرجسسسال يقتلسسسون فسسسي‬
‫الحروب وتبقى نساؤهم أرامسسل فيقبلسسن علسسى‬
‫الرجل الواحسسد فسسي قضسساء حسوائجهن ومصسالح‬
‫أمورهن من بيع وشراء وأخسسذ وعطسساء ويكسسون‬
‫معنى يلذن‪ :‬يستترن ويتحرزن من الملذ الذي‬
‫هو السترة ل من اللذة‪.‬‬
‫وهذا القول أرجح مسسن القسسول الخسسر وهسسو‪ :‬إن‬
‫لقلة الرجال وغلبة الشسسبق علسسى النسسساء يتبسسع‬

‫‪77‬‬
‫الرجل الواحد أربعون امرأة كل واحدة تقسسول‪:‬‬
‫انكحني انكحني‪.‬‬
‫‪ -113‬قال رسول الله ‪» :r‬لتتبعن سنن مسسن‬
‫قبلكسم شسبرا ً بشسبر‪ ,‬وذراعسا ً بسذراع‪ ,‬حستى لسو‬
‫دخلوا جحر ضب لدخلتموه«‪ ،‬قالوا يسسا رسسسول‬
‫الله‪ :‬اليهود والنصارى؟ قال‪» :‬فمسسن« أخرجسسه‬
‫البخاري‪ ،‬يعني فمن غيرهم‪ .‬أي من الشسسراط‬
‫ظهور الفساد بين المسلمين‪.‬‬
‫تحدثنا فيما مضى عسسن أشسسراط السسساعة والن‬
‫نتحدث ‪ -‬بعون الله ‪ -‬عن البعث والنشور‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 54‬‬
‫انقراض الخلق‪،‬وذكر النفخ‬
‫والصعق‬
‫‪ -114‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬ما بين النفخسستين أربعسسون« قسسالوا‪ :‬يسسا أبسسا‬
‫هريرة أربعين يومًا؟ قال‪ :‬أبيت قسسالوا‪ :‬أربعيسسن‬
‫شهرا ً قال‪ :‬أبيت‪ ,‬قسسالوا‪ :‬أربعيسسن عام سًا؟ قسسال‪:‬‬
‫أبيت‪ ,‬ثم ينسسزل اللسسه تعسسالى مسسن السسسماء مسساًء‬
‫فينبتسسون كمسسا ينبسست البقسسل قسسال‪» :‬ليسسس مسسن‬
‫النسسسان شسسيء إل يبلسسى‪ ,‬إل عظم سا ً واحسسدا ً«‪،‬‬
‫وفي رواية‪» :‬ل تأكله الرض أبدا ً« وهو عجسسب‬
‫الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة« أخرجه‬

‫‪78‬‬
‫مسلم‪ ،‬وقول أبي هريرة ‪ :‬أبيت فيسسه تسسأويلن‪:‬‬
‫الول‪ :‬كان عنده علم مسسن ذلسسك‪ ،‬والثسساني‪ :‬لسسم‬
‫يكن عنده علسسم مسسن ذلسسك‪ ,‬والول أظهسسر ولسسم‬
‫يبينه لنه لم ُترهق لذلك حاجة لنه ليسسس مسسن‬
‫البينات والهدى الذي ُأمر بتبليغه‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ونفسسخ فسسي الصسسور فصسسعق مسسن‬
‫في السسسموات ومسسن فسسي الرض إل مسسن شسساء‬
‫اللسسسسه‪] ‬الزمسسسسر‪ [68 :‬أي إل الشسسسسهداء أو‬
‫الملئكة أو النبياء أو حملة العسسرش أو جبريسسل‬
‫أو ميكائيل أو ملك الموت‪ .‬فأما صعق النبيسساء‬
‫فالظهر أنه‪ :‬غشسسية‪ ,‬وأمسسا صسسعق غيسسر النبيسساء‬
‫فهو موت‪ .‬وأما قول النبي ‪ r‬ل تفضلوني على‬
‫يونس بن متى‪ :‬فإن يسسونس بسسن مسستى ‪ u‬ألقسسي‬
‫في البحسسر فسسالتقمه الحسسوت‪ ,‬وصسسار فسسي قعسسر‬
‫البحسسر فسسي ظلمسسات ثلث ونسسادى‪ :‬ل إلسسه إل‬
‫أنت سبحانك إني كنت من الظسسالمين‪ ،‬ولسسم‬
‫يكسسن محمسسد ‪ r‬حيسسن جلسسس علسسى الرفسسرف‬
‫صعدا ً حسستى انُتهسي بسه إلسسى‬‫الخضر وارُتقي به ُ‬
‫موضع يسمع فيه صريف القلم ناجاه ربه بما‬
‫ناجاه به وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله‬
‫من يونس ‪ u‬في ظلمة البحر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪79‬‬
‫] ‪[ 55‬‬
‫يفنى العباد ويبقى الملك لله‬
‫وحده‬
‫‪ -115‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬يقبض الله الرض يوم القيامسسة‪ ,‬ويطسسوي‬
‫السماء بيمينه‪ ,‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك أين ملسسوك‬
‫الرض« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -116‬عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬يطوي الله السماء‬
‫يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى‪ ,‬ثم يقول‪:‬‬
‫أنا الملك أين الجبارون؟ أيسن المتكسبرون؟ ثسم‬
‫يطوي الرض بشماله‪ ,‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك أين‬
‫الجبارون؟ أين المتكبرون؟« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 56‬‬
‫النفخ الثاني للبعث في الصور‬
‫قال تعالى‪ :‬ونفخ في الصسسور فسسإذا هسسم مسسن‬
‫الجداث إلى ربهم ينسلون‪] ‬يس‪ [51 :‬هي‬
‫النفخة الثانية‪ ،‬وهسسي نفخسسة البعسسث وروي عسسن‬
‫مجاهسسد أنسسه قسسال‪ :‬للكسسافرين هجعسسة قبسسل يسسوم‬
‫القيامة يجدون فيها طعم النسسوم فسإذا صسسيح يسا‬
‫أهل القبور قاموا مسسذعورين عجليسسن ينظسسرون‬
‫ما يراد بهم لقوله تعالى‪ :‬ثم نفخ فيه أخرى‬

‫‪80‬‬
‫فإذا هم قيام ينظرون‪ ،‬وقسسد أخسسبر اللسسه عسسز‬
‫وجل عن الكفار أنهم يقولون‪ :‬يا ويلنسسا مسسن‬
‫بعثنسسسا مسسسن مرقسسسدنا‪] ‬يسسسس‪ ،[52 :‬وعسسسدد‬
‫النفخات‪ :‬نفختان‪ ,‬نفخة الفزع والصعق‪،‬ونفخة‬
‫البعث وبين النفختين‪ :‬أربعون سنة‪.‬‬
‫‪ -117‬عن عبد الرحمن بن أبي عمرو ‪ t‬قسسال‪:‬‬
‫»ما من صسباح إل وملكسان يقسولن‪ :‬يسا طسالب‬
‫الخير أقبل‪ ,‬ويا طسسالب الشسسر أقصسسر‪ ,‬وملكسسان‬
‫موكلن يقولن‪ :‬اللهم أعط منفقا ً خلفًا‪ ,‬وأعط‬
‫ممسسسسكا ً تلفسسسا ً« أخرجسسسه البخسسساري مختصسسسرا ً‬
‫وأحمد‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 57‬‬
‫يبعث كل عبد على ما مات عليه‬
‫‪ -118‬عن جابر بن عبد الله ‪ t‬قسسال‪ :‬سسسمعت‬
‫رسول الله ‪ r‬يقول‪» :‬يبعث كل عبد علسسى مسسا‬
‫مات عليه« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -119‬عن عبد بسسن عمسسر رضسسي اللسسه عنهمسسا‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت رسسسول اللسسه ‪ r‬يقسسول‪ » :‬إذا أراد‬
‫الله بقوم عذابا ً أصاب العذاب من كان فيهسسم‪,‬‬
‫ثسسم بعثسسوا علسسى نيسساتهم« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪ ،‬ولفظ البخاري عنه قال‪ :‬قال رسسسول‬
‫اللسسه ‪» :r‬إذا أنسسزل اللسسه بقسسوم عسسذابا ً أصسساب‬

‫‪81‬‬
‫العسسسذاب مسسسن كسسسان فيهسسسم ثسسسم بعثسسسوا علسسسى‬
‫أعمالهم«‪.‬‬
‫‪ -120‬عن ابن عباس رضي الله عنهمسسا‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» :r‬النياحة على الميت مسسن‬
‫أمر الجاهلية‪ ,‬وإن النائحة إذا لم تتب قبسسل أن‬
‫تموت فإنها تبعث يوم القيامسسة عليهسسا سسسرابيل‬
‫من قطران‪ ,‬ثم ُيعلسسى عليهسسا بسسدرع مسسن لهسسب‬
‫النار« أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 58‬‬
‫أين يكون الناس؟‬
‫‪‬يوم تبدل الرض غير الرض‬
‫والسموات ‪‬‬
‫‪ -121‬عن ثوبان ‪ t‬مولى رسول الله ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫كنت قائما ً عند رسول اللسسه ‪ r‬فجسساء حسسبر مسسن‬
‫أحبسار اليهسود فقسال‪ :‬السسلم عليسك يسا محمسد‬
‫وذكر الحديث وفيه‪ :‬فقال اليهودي فأين يكون‬
‫النسسساس ‪‬يسسسوم تبسسسسدل الرض غيسسسر الرض‬
‫والسموات‪‬؟ فقال رسول الله ‪» :r‬هم في‬
‫الظلمة دون الجسر« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -122‬عن عائشة ‪t‬ا قالت‪ :‬سئل رسسسول اللسسه‬
‫‪ r‬عن قوله تعسسالى‪ :‬يسسوم تبسسدل الرض غيسسر‬

‫‪82‬‬
‫الرض والسسسسموات‪ ‬فسسسأين يكسسسون النسسساس‬
‫يومئذ؟ قال‪» :‬على الصراط« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫أي أن الرض والسموات تبدل وتسسزال ويخلسسق‬
‫الله أرضا ً أخرى يكون عليها الناس بعد كونهم‬
‫على الجسر وهو الصراط‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 59‬‬
‫أمور تكون قبل الساعة‬
‫لما نبأ النبي ‪ r‬بذكر الزلزلة السستي تكسسون عنسسد‬
‫النفخة الولى ذكر ما يكون في ذلك اليوم من‬
‫الهوال العظام ومن فزعها ما ل تطيق حملسسه‬
‫النفوس‪ ،‬وهو قوله لدم‪ :‬ابعث بعث النار‪‬‬
‫في يوم يشسسيب فيسسه الوليسسد‪ ,‬وتضسسع الحوامسسل‪,‬‬
‫وتذهل المراضع‪ ,‬والزلزلة من أشراط الساعة‬
‫وهسسي فسسي السسدنيا وقسسوله تعسسالى‪ :‬ترونهسسا‪‬‬
‫للزلزلسسة أو للقيامسسة وقسسوله تعسسالى‪ :‬وتسسرى‬
‫النسساس سسسكارى‪ ‬أي مسسن العسسذاب والخسسوف‬
‫‪‬وما هم بسكارى‪ ‬من الشراب‪ ،‬وقد طلب‬
‫إبليسسس النظسسرة والمهسسال إلسسى يسسوم البعسسث‬
‫والحسسسساب أي طلسسسب أن ل يمسسسوت لن يسسسوم‬
‫البعسسث ل مسسوت بعسسده فقسسد أنظسسره اللسسه إلسسى‬
‫النفخة الولى حيث يموت الخلق كلهم‪ .‬وكسسان‬
‫طلب النظار إلى النفخسسة الثانيسسة حيسسث يقسسوم‬
‫الناس لسسرب العسسالمين فسأبى اللسسه ذلسك عليسه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وقسال تعسالى‪ :‬إذا زلزلسست الرض زلزالهسا‪‬‬
‫هذه الزلزلة تكسسون بعسسد إحيسساء النسساس وبعثهسسم‬
‫من قبورهم لنه ل يسسراد بهسسا إل إذعسسان النسساس‬
‫والتهويل عليهم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 60‬‬
‫الحشر ومعناه الجمع‬
‫‪ -123‬عن أبسسي هريسسرة ‪ t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»يحشسسر النسساس علسسى ثلث طسسرائق‪ :‬راغسسبين‬
‫وراهبين‪ ,‬واثنان على بعيسسر‪ ,‬وثلثسسة علسسى بعيسسر‬
‫وتحشر بقيتهم النار تسسبيت معهسسم حيسسث بسساتوا‪,‬‬
‫وتقيل معهم حيث قالوا‪ ,‬وتصسسبح معهسسم حيسسث‬
‫أصبحوا‪ ,‬وتمسي معهم حيث أمسسسوا« أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬قسسوله علسسى ثلث طسسرائق يحتمسسل‪ :‬البسسرار‬
‫والمخلطون والكفار‪ ،‬فالبرار يؤتون بالنجائب‪,‬‬
‫والمخلطسسون يشسستركون فسسي البعيسسر‪ ,‬والكفسسار‬
‫تحشرهم النار‪ ,‬فاعمل هدانا الله وإياك ليكون‬
‫لك بعير خالص من الشركة‪.‬‬
‫‪ -124‬عن أنس بسسن مالسك ‪ t‬أن رجل ً قسسال يسا‬
‫رسول الله‪ :‬السسذين يحشسسرون علسسى وجسسوههم‪,‬‬
‫أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول الله ‪:r‬‬
‫»أليس الذي أمشسساه علسسى الرجليسسن قسسادرا ً أن‬

‫‪84‬‬
‫يمشيه على وجهه يوم القيامسسة؟« قسسال قتسسادة‬
‫حين بلغه‪ :‬بلسسى وعسسزة ربنسسا‪ .‬أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -125‬عن سهل بن سعد ‪ t‬قال‪ :‬قال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬يحشر الناس يوم القيامة على أرض‬
‫بيضاء عفسسراء كقرصسة النقسسي ليسسس فيسسه علسسم‬
‫لحد« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -126‬عسسسن أبسسسي ذر ‪ t‬قسسسال‪» :‬إن الصسسسادق‬
‫المصسسدوق حسسدثني أن النسساس يحشسسرون ثلثسسة‬
‫أفواج‪ ,‬فوجا ً راكبين طاعمين كاسسسين‪ ,‬وفوج سا ً‬
‫تسسسحبهم الملئكسسة علسسى وجسسوههم‪ ,‬ويحشسسر‬
‫الناس فوجا ً يمشون ويسعون‪ ,‬يلقي الله الفة‬
‫على الظهر فل تبقى حتى إن الرجل لتكون له‬
‫الحديقة يعطيها بسسذات القتسسب ل يقسسدر عليهسسا«‬
‫أخرجه النسائي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 61‬‬
‫أحوال الناس بعد البعث وكيف‬
‫يحشرون‬
‫إذا بعث الكفار للحشر فلهم خمسة أحوال‪:‬‬
‫‪ -‬حسسال البعسسث مسسن القبسسور‪ :‬يكسسون الكفسسار‬
‫بحواس وجوارح كاملة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬السسسوق إلسسى موضسسع الحسسساب‪ :‬يكونسسون‬
‫بحواس وجوارح كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة المحاسبة‪ :‬يكونون بحسسواس وجسسوارح‬
‫كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬السسسوق إلسسى جهنسسم‪ :‬تسسسلب أسسسماعهم‬
‫وأبصارهم وألسنتهم‪.‬‬
‫‪ -‬القامة في النار‪ :‬وهذه الحالة تنقسم إلسسى‬
‫بدو ومآل‪ ،‬فبدوها‪ :‬أنهم يقطعون المسافة‬
‫بين موقف الحسسساب وشسسفير جهنسسم عمي سا ً‬
‫وبكما ً وصما ً إذلل ً لهم تمييزا ً عسسن غيرهسسم‪،‬‬
‫ومآل حالهم‪ :‬ترد الحواس إليهم ليشسساهدوا‬
‫النار وما أعد اللسسه لهسسم فيهسسا مسسن العسسذاب‬
‫ويسسروا ملئكسسة العسسذاب وكسسل مسسا كسسانوا بسسه‬
‫مكسسذبين‪ ,‬فيسسستقرون فسسي النسسار نسساطقين‬
‫سامعين مبصرين‪ .‬وينسسادى‪ :‬يسسا أهسسل النسسار‪:‬‬
‫خلود فل مسسوت وتسسسلب فسسي ذلسسك السسوقت‬
‫أسسسماعهم‪ ,‬وقسسد تسسسلب البصسسار والكلم‪,‬‬
‫لكن سسلب السسمع يقيسن‪ :‬لن اللسه تعسالى‬
‫يقسسول‪ :‬لهسسم فيهسسا زفيسسر وهسسم فيهسسا ل‬
‫يسمعون‪] ‬النبياء‪ [100 :‬ولكل حالة آيسسة‬
‫أو أكسسثر تسسدل عليهسسا ولسسم نسسذكرها طلبسسا ً‬
‫للقتصار‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪86‬‬
‫] ‪[ 62‬‬
‫يحشر الناس حفاة عراة غرل ً‬
‫‪ -127‬عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫قام فينا رسول الله ‪ r‬بموعظة فقسسال‪ » :‬أيهسسا‬
‫الناس إنكسسم تحشسسرون إلسسى اللسسه حفسساة عسسراة‬
‫غرل ً كما بدأنا أول خلق نعيده وعسسدا ً علينسسا إنسسا‬
‫كنسسا فسساعلين‪ ,‬أل وإن أول النسساس يكسسسى يسسوم‬
‫القيامة إبراهيم عليه الصلة والسلم‪ ,‬أل وإنسسه‬
‫يسسؤتى برجسسال مسسن أمسستي فيؤخسسذ بهسسم ذات‬
‫الشمال فأقول‪ :‬يا رب أصحابي فيقول‪ :‬إنك ل‬
‫تدري ما أحدثوا بعدك‪ ,‬فأقول كمسسا قسسال العبسسد‬
‫الصالح‪ :‬وكنت عليهم شهيدا ً ما دمت فيهسسم‬
‫‪ ‬إلى قسسوله‪ :‬العزيسسز الحكيسسم‪] ‬المسسائدة‪:‬‬
‫‪ [118-117‬قسسال‪ :‬فيقسسال‪ :‬إنهسسم لسسم يزالسسوا‬
‫مدبرين مرتدين على أعقابهم منسسذ فسسارقتهم«‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -128‬عن معاوية بسسن حيسسدة ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪r‬‬
‫في حديث ذكره قال‪ :‬وأشار بيده إلسسى الشسسام‬
‫فقال‪» :‬ههنا إلى ههنا تحشرون ركبانا ً ومشاةً‬
‫وتجسسرون علسسى وجسسوهكم يسسوم القيامسسة‪ ,‬علسسى‬
‫أفسسواهكم الفسسدام‪ ,‬توفسسون سسسبعين أمسسة‪ ,‬أنتسسم‬
‫خيرهم على الله وأكرمهم على الله‪ ,‬وإن أول‬
‫ما يعرب عن أحدكم فخذه«‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وفي رواية أخرى ذكرها ابن أبي شسسيبة‪» :‬وإن‬
‫أول مسسا يتكلسسم مسسن النسسسان فخسسذه وكفسسه«‬
‫أخرجه البخاري والترمذي‪...‬‬
‫ل‪ :‬غيسسر مختسسونين‪ .‬النقسسى‪:‬‬‫معاني الكلمات‪ :‬غر ً‬
‫الدقيق الحواري‪ .‬عفسسراء‪ :‬بيضسساء تضسسرب إلسسى‬
‫ل‪ .‬الفدام‪ :‬مصفاة الكوز أو البريق‬ ‫الحمرة قلي ً‬
‫أي منعوا الكلم حتى تتكلسسم أفخسساذهم تشسسبيها ً‬
‫بالفدام على البريق‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 63‬‬
‫لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه‬
‫‪ -129‬عسن عائشسة رضسي اللسه عنهسا‪ ،‬قسالت‪:‬‬
‫سمعت رسول الله ‪ r‬يقسسول‪» :‬يحشسسر النسساس‬
‫يوم القيامة حفاة عراة غرل ً« قلت‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ ,‬الرجال والنساء جميعا ً ينظر بعضهم إلسسي‬
‫بعسسض؟ قسسال‪ :‬يسسا عائشسسة‪ ,‬المسسر أشسسد مسسن أن‬
‫ينظر بعضهم لبعض« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -130‬عن ابن عباس رضسسي اللسسه عنهمسسا‪ ،‬أن‬
‫النبي ‪ r‬قال‪» :‬تحشرون حفسساة عسسراة غسسرل ً«‪،‬‬
‫فقسسالت امسسرأة‪ :‬أيبصسسر بعضسسنا أو يسسرى بعضسسنا‬
‫عورة بعض؟ قال‪» :‬يافلنة لكسسل امسسرئ منهسسم‬
‫يومئذ شأن يغنيه« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪88‬‬
‫] ‪[ 64‬‬
‫يوم القيامة في سور التكوير‪،‬‬
‫والنفطار‪ ،‬والنشقاق‬
‫‪ -‬من أسماء يوم القيامة‪ :‬يوم العرض‬
‫‪ -131‬عن عائشة رضي الله عنها‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» : r‬مسسن حوسسسب يسسوم القيامسسة‬
‫عذب«‪ ،‬قالت فقلت يا رسول اللسه أليسسس قسسد‬ ‫ُ‬
‫قال اللسسه‪ :‬فسسوف يحاسسسب حسسابا ً يسسسيرا ً‬
‫‪«‬؟ ]النشسسسقاق‪ ،[8 :‬فقسسسال‪» :‬ليسسسس ذلسسسك‬
‫الحسسسساب إنمسسسا ذلسسسك العسسسرض مسسسن نسسسوقش‬
‫الحساب يوم القيامة عذب« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ومـــن أســـماء يـــوم القيامـــة‪ :‬يـــوم‬
‫الحساب‬
‫يروى عن علي بن أبي طالب ‪ t‬أنه سئل عسسن‬
‫محاسبة الله للخلق فقال‪» :‬كما يرزقهسسم فسسي‬
‫غسسداة واحسسدة كسسذلك يحاسسسبهم فسسي سسساعة‬
‫واحدة«‪.‬‬
‫‪ -132‬عن أبسسي هريسسرة ‪ t‬قسسال‪ :‬سسسأل النسساس‬
‫رسول الله ‪ r‬هل نرى ربنا يوم القيامسسة؟ قسسال‬
‫رسسسول اللسسه ‪» :r‬هسسل تضسسارون فسسي رؤيسسة‬
‫الشمس في الظهيرة ليسسست فسسي سسسحابة؟«‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪» :‬فهل تضارون في رؤية القمسسر‬
‫ليلة البدر وليس في سحابة«‪ ،‬قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫»فو الذي نفسسس محمسسد بيسسده ل تضسسارون فسسي‬
‫رؤية ربكم إل كما تضارون في رؤية أحدهما«‪،‬‬
‫قال‪» :‬فيلقى العبد فيقول‪ :‬أي عبدي قل‪ :‬ألم‬
‫أكرمك وأسودك وأزوجسك وأسسخر لسك الخيسل‬
‫والبسسل وأذرك تسسرأس وترتسسع؟ فيقسسول‪ :‬بلسسى‪,‬‬
‫فيقسسول‪ :‬أفظننسست أنسسك ملقسسي؟ فيقسسول‪ :‬ل‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬إنسسي أنسسساك كمسسا نسسسيتني‪ ,‬ثسسم يلقسسى‬
‫الثاني فيقول له‪ :‬ويقول هو مثل ذلك بعينه ثم‬
‫يلقى الثالث فيقول لسسه مثسسل ذلسسك فيقسسول‪ :‬يسسا‬
‫رب آمنسست بسسك وبكتابسسك وبرسسسلك‪ ,‬وصسسليت‪,‬‬
‫وتصدقت‪ ,‬وصمت‪ ,‬ويثنسسي بخيسسر مسسا اسسستطاع‪,‬‬
‫قسال‪ :‬فيقسول‪ :‬ههنسسا إذا ً ثسم يقسول‪ :‬الن نبعسسث‬
‫شاهدا ً عليك فيقسسول فسسي نفسسسه مسسن ذا السسذي‬
‫يشهد علي؟ فيختم على فيسسه‪ ,‬ويقسسال لفخسسذه‪:‬‬
‫انطقي فتنطق فخذه‪ ,‬ولحمه‪ ,‬وعظامه‪ ,‬بعمله‬
‫وذلك ليعذر في نفسه‪ ,‬وذلسسك المنسسافق وذلسسك‬
‫الذي يسخط الله عليه‪ ,‬وقد قال اللسسه تعسسالى‪:‬‬
‫‪‬اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسسسيبا‬
‫‪] ‬السسسراء‪ [14 :‬أي‪ :‬حاسسسبًا‪ ,‬فعيل ً بمعنسسى‬
‫فاعل« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ومـــن أســـماء يـــوم القيامـــة‪ :‬يـــوم‬
‫السؤال‬
‫‪ -133‬عن ابسسن عمسسر رضسسي اللسه عنهمسسا‪ ،‬عسسن‬
‫النبي ‪ r‬قال‪» :‬أل كلكسسم راع وكلكسسم مسسسؤول‬
‫عسسن رعيتسسه فسسالمير السسذي علسسى النسساس راع‬
‫‪90‬‬
‫ومسؤول عن رعيته‪ ,‬والرجسسل راع علسسى أهسسل‬
‫بيته وهو مسؤول عنهم‪ ,‬والمسسرأة راعيسسة علسسى‬
‫بيسست زوجهسسا وهسسي مسسسؤولة عنسسه‪ ,‬والعبسسد راع‬
‫على مال سيده وهو مسؤول عنسسه‪ ,‬أل فكلكسسم‬
‫راع ومسسسؤول عسسن رعيتسسه« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أسماء يوم القيامة‪ :‬يوم القضاء‬
‫وهو أيضا ً يوم الحكم والفصل‬
‫‪ -134‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ t‬أن رسسسول اللسسه ‪r‬‬
‫قال‪» :‬ما من صاحب ذهب ول فضسسة ل يسسؤدي‬
‫منها حقها إل إذا كان يوم القيامة صسسفحت لسسه‬
‫صفائح من نسسار فسسأحمي عليهسسا فسسي نسسار جهنسسم‬
‫فيكوى بها جنبسسه وجسسبينه وظهسسره كلمسسا بسسردت‬
‫أعيدت له في يوم كان مقداره خمسسسين ألسسف‬
‫سنة حتى يقضى بين العباد« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 65‬‬
‫من أهوال يوم القيامة‬
‫‪ -135‬عن المقداد بن السود ‪ t‬قال‪ :‬سمعت‬
‫النبي ‪ r‬يقول‪» :‬تسسدنى الشسسمس يسسوم القيامسسة‬
‫من الخلق حستى تكسون منهسم كمقسدار ميسل«‪،‬‬
‫قال سليم بن عامر ما أدري ما يعنسسي بالميسسل‪:‬‬
‫أمسافة الرض أو الميل الذي تكحل به العيسسن‬
‫‪91‬‬
‫قال‪» :‬فيكون الناس على قسسدر أعمسسالهم فسسي‬
‫العرق‪ ,‬فمنهم مسن يكسون إلسى كعسبيه‪ ,‬ومنهسسم‬
‫من يكون إلى ركبتيه‪ ,‬ومنهسسم مسسن يكسسون إلسسى‬
‫حقويه‪ ,‬ومنهم من يلجمه العرق إلجاما ً« قال‪:‬‬
‫وأشسار رسسول اللسسه ‪ r‬بيسده إلسسى فيسه‪.‬أخرجسسه‬
‫مسلم والترمذي وزاد قوله‪ :‬تكحسسل بسسه العيسسن‬
‫فتصهرهم الشمس‪.‬‬
‫‪ -136‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ t‬أن رسسسول اللسسه ‪r‬‬
‫قسسال‪» :‬إن العسسرق يسسوم القيامسسة ليسسذهب فسسي‬
‫الرض سبعين باعا ً وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس‬
‫أو آذانهم« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -137‬عن ابن عمسسر رضسسي اللسه عنهمسسا‪ ،‬عسسن‬
‫النبي ‪» :r‬يوم يقوم النسساس لسسرب العسسالمين«‬
‫قال‪» :‬يوم يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف‬
‫أذنيه« أخرجه البخاري والترمذي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 66‬‬
‫ما ينجي من أهوال يوم القيامة‬
‫‪ -138‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬من نفسسس عسسن مسسسلم كربسسة مسسن كسسرب‬
‫السسدنيا نفسسس اللسسه عنسسه كربسسة مسسن كسسرب يسسوم‬
‫القيامة« أخرجه مسلم‪ .‬وقد ينجسسي منهسا كلهسا‬
‫ما جاء في الحديث التي‪:‬‬
‫‪92‬‬
‫‪-139‬عن عبد اللسسه بسسن مسسسعود ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسسسول اللسسه ‪» :r‬حوسسسب رجسسل ممسسن كسسان‬
‫قبلكم فلم يوجد لسسه مسسن الخيسسر شسسيء إل أنسسه‬
‫كان يخالط النساس وكسان موسسرا ً فكسان يسأمر‬
‫غلمانه أن يتجاوزوا عسسن المعسسسر‪ ,‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫الله عز وجل‪ :‬أنا أحق بذلك منك‪ ,‬تجاوزوا عن‬
‫عبدي« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -140‬عن أبي قتسادة ‪ t‬أنسه طلسب غريمسا ً لسه‬
‫فتسسوارى عنسسه‪ ,‬ثسسم وجسسده فقسسال‪ :‬إنسسي معسسسر‪,‬‬
‫قال‪ :‬آللسه؟ فقسال‪ :‬آللسه‪ ,‬قسال‪ :‬فسإني سسمعت‬
‫رسول الله ‪ r‬يقول‪» :‬من سره أن ينجيه اللسسه‬
‫من كرب يوم القيامة فلينفس عسسن معسسسر أو‬
‫يضع عنه« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -141‬عن أبي هريسسرة ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»سبعة يظلهم اللسسه فسسي ظلسسه يسسوم ل ظسسل إل‬
‫ظله‪ :‬المام العسسادل‪ ,‬وشسساب نشسسأ فسسي عبسسادة‬
‫اللسسه‪ ,‬ورجسسل قلبسسه معلسسق بالمسسساجد‪ ,‬ورجلن‬
‫تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ,‬ورجل‬
‫دعته امسسرأة ذات منصسسب وجمسال فقسال‪ :‬إنسسي‬
‫أخاف الله‪ ,‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى‬
‫ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ,‬ورجل ذكر اللسسه‬
‫خاليسسسا ً ففاضسسست عينسسساه«‪ ،‬أخرجسسسه البخسسساري‬
‫ومسسسسلم‪ ،‬معنسسسى فسسسي ظلسسسه‪ :‬أي فسسسي ظسسسل‬
‫عرشه‪...‬جاء هكذا مفسرا ً في الحديث‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -142‬عن حذيفة ‪ t‬عن النبي ‪ r‬أن رجل ً مات‬
‫فدخل الجنة‪ ,‬فقيل له‪ :‬ما كنت تعمل؟ فقسسال‪:‬‬
‫»أما ذكسسروا مسسا ذكسسر‪ ,‬فقسسال‪ :‬إنسسي كنسست أبسسايع‬
‫النسساس‪ ,‬فكنسست أنظسسر المعسسسر وأتجسساوز فسسي‬
‫السكة أو في النقد فغفسسر لسسه« فقسسال لسسه أبسسو‬
‫مسعود ‪ :t‬وأنسسا سسسمعته مسسن رسسسول اللسسه ‪«r‬‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -143‬عن كعب بن عمرو ‪ t‬أنه سمع رسسسول‬
‫الله ‪ r‬يقول‪» :‬من أنظر معسرا ً أو وضسسع عنسسه‬
‫أظله الله في ظله« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫الشفاعة العامة لهل المحشر‬
‫‪ -144‬عن أبسسي هريسسرة ‪ t‬قسسال‪ :‬أتسسي النسسبي ‪r‬‬
‫يومسا ً بلحسسم فرفسسع إليسسه السذراع وكسسانت تعجبسه‬
‫فنهش منها نهشة فقال‪» :‬أنا سيد الناس يسسوم‬
‫القيامسسة وهسسل تسسدرون بسسم ذاك؟ يجمسسع اللسسه‬
‫الولين والخرين فسي صسعيد واحسسد فيسسسمعهم‬
‫الداعي وينفذهم البصر وتسسدنو الشسمس فيبلسسغ‬
‫النسساس مسسن الغسسم والكسسرب مسسا ل يطيقسسون ول‬
‫يحتملون‪ ،‬فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬أل ترون‬
‫مسسا أنتسسم فيسسه؟ أل تسسرون مسسا قسسد بلغكسسم؟ أل‬
‫تنظسسرون إلسسى مسسن يشسسفع لكسسم إلسسى ربكسسم؟‬
‫فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬ائتسسوا آدم‪ ,‬فيسسأتون‬
‫‪94‬‬
‫آدم فيقولسسون‪ :‬يسسا آدم أنسست أبونسسا أبسسو البشسسر‬
‫خلقك الله بيده ونفسسخ فيسسك مسسن روحسسه‪ ,‬وأمسسر‬
‫الملئكة فسجدوا لسسك اشسسفع لنسسا إلسسى ربسسك أل‬
‫ترى ما نحن فيه‪ ,‬أل ترى ما قد بلغنا؟ فيقسسول‬
‫آدم‪ :‬إن ربسي غضسب اليسوم غضسبا ً لسم يغضسب‬
‫قبله مثله ولن يغضب بعسسده مثلسسه وإنسسه نهسساني‬
‫عن الشجرة فعصيته‪ ,‬نفسسسي نفسسسي‪ ,‬اذهبسسوا‬
‫إلسسى غيسسري‪ ,‬اذهبسسوا إلسسى نسسوح‪ ,‬فيسسأتون نوح سا ً‬
‫فيقولون‪ :‬يا نوح‪ ,‬أنت أول الرسل إلى الرض‬
‫وسماك الله عبدا ً شكورًا‪ ,‬اشفع لنا إلى ربسسك‪,‬‬
‫أل ترى إلى ما نحن فيه؟ أل ترى ما قد بلغنا؟‬
‫فيقسسول لهسسم نسسوح‪ :‬إن ربسسي قسسد غضسسب اليسسوم‬
‫غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولسسن يغضسسب بعسسده‬
‫مثله‪ ,‬وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها علسسى‬
‫قومي‪ :‬نفسسسي نفسسسي‪ ,‬اذهبسسوا إلسسى إبراهيسسم‪,‬‬
‫فيأتون إبراهيم فيقولون‪ :‬يا إبراهيم أنسست نسسبي‬
‫الله وخليله من أهل الرض اشفع لنا إلى ربك‬
‫أل ترى إلى ما نحن فيه؟ أل ترى إلسسى مسسا قسسد‬
‫بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم‪ :‬إن ربي قسسد غضسسب‬
‫اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثلسسه ولسسن يغضسسب‬
‫بعده مثله‪ ,‬وذكر كذباته‪ ,‬نفسي نفسي اذهبسسوا‬
‫إلى غيري‪ ,‬اذهبوا إلى موسى‪ ,‬فيأتون موسسسى‬
‫فيقولون‪ :‬يا موسى‪ ,‬أنت رسسسول اللسسه فضسسلك‬
‫الله برسالته وبتكليمه علسى النساس اشسفع لنسا‬
‫إلى ربك‪ ,‬أل ترى إلى مسسا نحسسن فيسسه؟ أل تسسرى‬

‫‪95‬‬
‫إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسسى‪ :‬إن ربسي‬
‫قد غضب اليوم غضسسبا ً لسسم يغضسسب قبلسسه مثلسسه‬
‫ولن يغضب بعده مثله وإنسسي قتلسست نفس سا ً لسسم‬
‫أومر بقتلها‪ ,‬نفسي نفسي اذهبوا إلسى عيسسى‬
‫فيسسأتون عيسسسى فيقولسسون‪ :‬يسسا عيسسسى‪ ,‬أنسست‬
‫رسول الله وكلمت النسساس فسسي المهسسد وكلمسة‬
‫منه ألقاها إلسسى مريسسم وروح منسسه‪ ,‬فاشسسفع لنسسا‬
‫إلى ربك‪ ,‬أل ترى إلى مسسا نحسسن فيسسه؟ أل تسسرى‬
‫إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسسسى‪ :‬إن ربسسي‬
‫غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبلسسه مثلسسه‪ ,‬ولسسم‬
‫يغضسسب بعسسده مثلسسه ولسسم يسسذكر ذنب سا ً‪ ،‬نفسسسي‬
‫نفسي‪ ,‬اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلسسى محمسسد ‪r‬‬
‫فيأتون فيقولون‪ :‬يسسا محمسسد أنسست رسسسول اللسسه‬
‫وخاتم النبيسساء‪ ,‬وغفسسر اللسسه لسك مسا تقسسدم ومسسا‬
‫تأخر‪ ,‬اشفع لنا إلى ربك أل ترى إلى مسسا نحسسن‬
‫فيه؟ أل ترى إلى ما قد بلغنسسا؟ فسسأنطلق فسسآتي‬
‫تحت العرش فأقع ساجدا ً لربي‪ ,‬ثم يفتح اللسسه‬
‫علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليسسه‬
‫شيئا ً لم يفتحه لحد غيري من قبلي ثسسم قسسال‪:‬‬
‫يا محمسسد‪ ,‬ارفسسع رأسسسك‪ ,‬وسسل تعطسسه واشسفع‬
‫تشسسفع‪ ,‬فسسأرفع رأسسسي فسسأقول‪ :‬يسسا رب أمسستي‬
‫أمتي‪ ,‬فيقال يا محمد أدخل الجنسسة مسسن أمتسسك‬
‫مسسن ل حسسساب عليسسه مسسن البسساب اليمسسن مسسن‬
‫أبواب الجنة وهم شسسركاء النسساس فيمسسا سسسوى‬
‫ذلك من البواب‪ ,‬والذي نفس محمسد بيسده إن‬

‫‪96‬‬
‫ما بين المصسسراعين مسسن مصسساريع الجنسسة لكمسسا‬
‫بين مكسسة وهجسسر أو كمسسا بيسسن مكسسة وبصسسرى«‪،‬‬
‫وفي البخاري‪» :‬كما بين مكة وحمير« أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 68‬‬
‫الشفاعة العامة لهل الموقف‬
‫هي المقام المحمود‬
‫‪ -145‬عن ابن عمر رضسسي اللسسه عنهمسسا‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫»إن الناس يصيرون يوم القيامة جثيا ً كل أمسسة‬
‫تتبسسسسع نبيهسسسسا تقسسسسول‪ :‬يسسسسا فلن‪,‬اشسسسسفع‪,‬يسسسسا‬
‫فلن‪,‬اشفع‪,‬حتى تنتهي الشفاعة إلسسى النسسبي ‪r‬‬
‫فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود« أخرجه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫‪ -146‬عن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪» :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامسسة‬
‫ول فخر‪ ،‬وبيدي لواء الحمد ول فخسسر‪،‬ومسسا مسسن‬
‫نبي يومئذ آدم وما سواه إل تحت لسسوائي ‪,‬وأنسسا‬
‫أول مسسن تنشسسق عنسسه الرض ول فخسسر قسسال‪:‬‬
‫فيفسسسزع النسسساس ثلث فزعسسسات فيسسسأتون آدم‬
‫فيقولسسون‪ :‬أنسست أبونسسا فاشسسفع لنسسا إلسسى ربسسك‬
‫فيقول‪ :‬أنا أذنبت ذنبا ً فأهبطت به إلسسى الرض‬
‫ائتوا نوحا ً فيقول‪ :‬إني دعوت على أهل الرض‬

‫‪97‬‬
‫دعسسوة فسسأهلكوا ولكسسن اذهبسسوا إلسسى إبراهيسسم‬
‫فيسسأتون إبراهيسسم فيقسسول‪ :‬إنسسي كسسذبت ثلث‬
‫كذبات‪,‬ثم قال رسول الله ‪ :r‬ما منها كذبسسة إل‬
‫ما حل بها عن ديسسن اللسسه ولكسسن ائتسسوا موسسسى‬
‫فيأتون موسى فيقسسول‪ :‬إنسسي قسسد قتلسست نفسسا ً‬
‫عبدت من دون‬ ‫ولكن ائتوا عيسى فيقول‪ :‬إني ُ‬
‫اللسسه ولكسسن ائتسسوا محمسسدا ً ‪ r‬فيسسأتوني فسسأنطلق‬
‫معهم«‪ ،‬قال ابسسن جسسدعان قسسال أنسسس‪ :‬فكسسأني‬
‫أنظر إلى رسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪» :‬فآخسسذ بحلقسسة‬
‫باب الجنة فأقعقعها فيقال‪ :‬مسسن هسسذا؟ فيقسسال‬
‫محمسسد فيفتحسسون لسسي ويرحبسسون فيقولسسون‪:‬‬
‫مرحبًا‪،‬فسسأخر سساجدا ً للسسه فيلهمنسسي مسن الثنسساء‬
‫والحمسد فيقسال لسي ارفسع رأسسك وسسل تعسط‬
‫واشفع تشفع وقل يسمع لقولسسك وهسسو المقسام‬
‫المحمسسود السسذي قسسال اللسسه فيسسه‪ :‬عسسسى أن‬
‫يبعثك ربك مقاما ً محمودا ً‪] ‬السراء‪،«[79 :‬‬
‫قال سفيان‪ :‬ليس عن أنسسس إل هسسذه الكلمسسة‪:‬‬
‫فآخسذ بحلقسة بساب الجنسسة فأقعقعهسسا‪ ...‬أخرجسسه‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫فيفزع الناس ثلث فزعات‪ :‬ذلسسك واللسسه أعلسسم‬
‫عندما تزفر النار ثلث زفرات‪.‬‬
‫أقوال في المقام المحمود‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنه الشفاعة العامة للناس يوم القيامسسة‬
‫كما تقدم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إخراجه طائفة من النار‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫شفاعات نبينا ‪ r‬يوم القيامة‪:‬‬
‫الولسسى‪ :‬وهسسي العامسسة لهسسل الموقسسف ليعجسسل‬
‫حسابهم ويراحوا من الهول‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إدخال قوم الجنة بغير حساب‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬في جماعة مسسن أمتسسه اسسستوجبوا النسسار‬
‫بذنوبهم حتى ل يدخلوها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فيمسن دخسل النسار مسن المسذنبين مسن‬
‫أمته حتى يخرجوا منها‪.‬‬
‫الخامسسسة‪ :‬فسسي زيسسادة السسدرجات فسسي الجنسسة‬
‫لهلها‪.‬‬
‫السادسسسسة‪ :‬شسسسفاعته ‪ r‬لعمسسسه أبسسسي طسسسالب‬
‫للتخفيف عنه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 69‬‬
‫أسعد الناس بشفاعة النبي ‪r‬‬
‫‪ -147‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قلت يسا رسسول‬
‫الله‪ ,‬من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامسسة؟‬
‫فقال‪» :‬لقد ظننت يا أبا هريسسرة أن ل يسسسألني‬
‫عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت مسسن‬
‫حرصك على الحديث‪ ,‬أسعد الناس بشسسفاعتي‬
‫يوم القيامة‪ :‬من قال ل إله إل الله خالصا ً مسسن‬
‫قبل نفسه« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪99‬‬
‫] ‪[ 70‬‬
‫العرض وتطاير الصحف ومن‬
‫عذب‬‫نوقش الحساب ُ‬
‫حديث عائشة في البخساري وقسسد تقسدم برقسم‪:‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ -148‬روي عن رسسسول اللسسه ‪» :r‬أن النسساس‬
‫ُيعرضسسون ثلث عرضسسات يسسوم القيامسسة‪ ,‬فأمسسا‬
‫عرضسستان‪ :‬فجسسدال ومعسساذير‪ ,‬وأمسسا العرضسسة‬
‫الثالثة‪ :‬فتطاير الصحف‪ ,‬فالجدال لهل الهواء‬
‫يجادلون لنهم ل يعرفون ربهم فيظنسسون أنهسسم‬
‫إذا جادلوه نجوا وقامت حجتهم والمعاذير للسسه‬
‫تعسسالى يعتسسذر الكريسسم إلسسى آدم وإلسسى أنبيسسائه‬
‫ويقيم حجته عندهم على العسسداء‪ ,‬ثسسم يبعثهسسم‬
‫إلسسى النسسار‪ ,‬فسسإنه يجسسب أن يكسسون عسسذره عنسسد‬
‫أنبيسسسائه وأوليسسسائه ظسسساهرا ً حسسستى ل تأخسسسذهم‬
‫الحيرة«‪ ،‬ولذلك قيل عن رسسسول اللسسه ‪» :r‬ل‬
‫أحد أحب إليه المدح من اللسسه تعسسالى‪ ،‬ول أحسسد‬
‫أحسب إليسه العسسذر مسن اللسه‪ ,‬والعرضسة الثالثسة‬
‫للمسسؤمنين وهسسو العسسرض الكسسبر يخلسسو بهسسم‬
‫فيعسساتبهم فسسي تلسسك الخلسسوات مسسن يريسسد أن‬
‫يعاتبهم حتى يذوق وبال الحياء ويرفسسض عرقسا ً‬
‫بين يديه ويفيض العسسرق منهسسم علسسى أقسسدامهم‬
‫من شدة الحياء‪ ,‬ثم يغفر لهم ويرضى عنهسسم«‬

‫‪100‬‬
‫حديث صحيح‪ ،‬أخرجسسه ا لترمسسذي الحكيسسم فسسي‬
‫الصل السادس والثمانين‪.‬‬
‫فتخيل نفسك وأنت بين يدي ربسسك وفسسي يسسدك‬
‫صحيفتك مخبرة بعملك ل تغادر بلية كتمتها ول‬
‫مخبأة أسررتها وأنت تقرأ ما فيها بلسان كليل‬
‫منكسر والهوال محدقسسة بسسك مسسن بيسسن يسسديك‬
‫ومن خلفك فكم من بلية كنت نسيتها تسسذكرتها‬
‫الن وكم من سيئة أخفيتها ظهسسرت الن وكسسم‬
‫من عمل ظننت أنه سسسلم لسسك وخلسسص قسسد ُرد‬
‫عليك في ذلسسك الموقسسف وُأحبسسط وكسسان أملسسك‬
‫فيه عظيما ً فيا حسرة قلبك ويا أسفك على ما‬
‫فرطت فيه من طاعة ربك‪ .‬فأكثر من الطاعة‬
‫لتعطسسى كتابسسك بيمينسسك فتكسسون مسسن الفسسائزين‬
‫وابتعسسد عسسن المعاصسسي حسستى ل تعطسسى كتابسسك‬
‫بشمالك فتكون من الخاسرين‪.‬‬
‫‪ -‬ما يسأل عنه العبد وكيفية السؤال؟‬
‫قال تعالى‪ :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ً يره‬
‫ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره‪] ‬الزلزلة ‪-7‬‬
‫‪.[8‬‬
‫‪ -149‬عن أبسي بسرزة السسلمي ‪ t‬قسسال‪ :‬قسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬ل تزول قدما عبد يوم القيامة‬
‫حتى يسأل عن أربع‪ :‬عسسن عمسسره فيسسم أفنسساه؟‬
‫وعن جسده فيم أبله؟ وعسسن علمسسه مسسا عمسسل‬
‫فيسسه؟ وعسسن مسساله مسسن أيسسن اكتسسسبه؟ وفيسسم‬
‫أنفقه؟« أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -150‬عن معاذ بن جبل ‪ t‬قال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬ل تزول قدما عبد يوم القيامسسة حسستى‬
‫يسأل عن أربع خصال‪ :‬عن عمره فيم أفنسساه؟‬
‫وعسسن شسسبابه فيسسم أبله؟ وعسسن مسساله مسسن أيسسن‬
‫اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمسسه مسساذا عمسسل‬
‫فيه؟« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫‪ -151‬عن ابن عمر ‪t‬ما قال‪ :‬سمعت رسسسول‬
‫الله ‪ r‬يقول في النجوى‪» :‬يدنى المؤمن يسسوم‬
‫القيامة حتى يضع عليه كنفه ‪ -‬أي يسسستره مسسن‬
‫الخلئق ‪ -‬فيقرره بذنوبه‪ ,‬فيقول هسسل تعسسرف؟‬
‫فيقول‪ :‬رب أعرف‪ ,‬قال فيقول‪ :‬إنسسي سسسترتها‬
‫عليك في الدنيا وأنا أغفرهسسا لسسك اليسسوم‪ ,‬قسسال‪:‬‬
‫فيعطسسسى صسسسحيفة حسسسسناته‪ ,‬وأمسسسا الكفسسسار‬
‫والمنافقون‪ ,‬فينادى بهم علسسى رؤوس الخلئق‬
‫هؤلء الذين كذبوا على الله« أخرجه البخاري‪،‬‬
‫وقال في آخسسره‪ :‬هسسؤلء السسذين كسسذبوا علسسى‬
‫ربهسسم أل لعنسسة اللسسه علسسى الظسسالمين‪] ‬هسسود‪:‬‬
‫‪.[18‬‬
‫‪ -152‬عن أبي ذر ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:r‬‬
‫»يؤتى بالرجل يسسوم القيامسسة فيقسسال‪ :‬اعرضسسوا‬
‫عليسسه صسسغار ذنسسوبه وتخبسسأ كبارهسسا‪ ,‬فيقسسال لسسه‪:‬‬
‫عملت يوم كسسذا وكسسذا كسسذا وكسسذا ثلث مسسرات‪,‬‬
‫قال‪ :‬وهو يقر ليسسس ينكسسر قسسال‪ :‬وهسسو مشسسفق‬
‫من الكبائر أن تجيىء قسسال‪ :‬فسسإذا أراد اللسه بسه‬
‫خيرا ً قسسال‪ :‬أعطسسوه مكسسان كسسل سسسيئة حسسسنة‪,‬‬
‫‪102‬‬
‫فيقول حين طمع‪ :‬يا رب إن لي ذنوبا ً ما رأيتها‬
‫ههنا‪ ,‬قال‪ :‬فلقد رأيسست رسسسول اللسسه ‪ r‬ضسسحك‬
‫حتى بدت نواجذه‪ ,‬ثم تل‪ :‬فأولئك يبدل الله‬
‫سيئاتهم حسنات‪ ‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -153‬عن ابن مسعود ‪ t‬أنه قسسال‪» :‬مسسا سسستر‬
‫الله علسسى عبسسد فسسي السسدنيا إل سسستر عليسسه فسسي‬
‫الخرة« وهذا مأخوذ من حديث النجوى‪ ,‬ومسسن‬
‫قسسوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪» :‬ل يسسستر اللسسه‬
‫علسسسسى عبسسسسد فسسسسي السسسسدنيا إل سسسسستره يسسسسوم‬
‫القيامة«أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -154‬عن أبي هريرة ‪» :t‬من سسستر مسسسلما ً‬
‫ستره الله في الدنيا والخرة« أخرجه مسسسلم‪،‬‬
‫وروي‪» :‬من سسستر علسسى مسسسلم عسسورته‪ ,‬سسستر‬
‫الله عورته يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 71‬‬
‫الله تعالى يكلم العبد ليس بينه‬
‫وبينه ترجمان‬
‫‪ -155‬عن عدي بن حاتم ‪ t‬قال‪ :‬قال رسسسول‬
‫الله ‪» :r‬ما منكم مسسن أحسسد إل سسسيكلمه اللسسه‬
‫ليس بينه وبينه ترجمان فينظسسر أيمسسن منسسه فل‬
‫يرى إل ما قدم‪ ,‬وينظر أشأم منسسه فل يسسرى إل‬
‫ما قدم وينظر بين يديه فل يرى إل النار تلقسساء‬
‫‪103‬‬
‫وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمسسرة«‪ ،‬وزاد فسسي‬
‫روايسسة‪» :‬ولسسو بكلمسسة طيبسسة« أخرجسسه البخسساري‬
‫والترمذي‪.‬‬
‫فالعاقل من استعد لذلك اليوم فتزود بالعمسسل‬
‫الصالح حيث ل ينفع درهم ول دينار فمن ثقلت‬
‫موازينه بالحسنات فهو في عيشة راضية ومن‬
‫خفت موازينه فأمه هاوية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 72‬‬
‫القصاص يوم القيامة بين الناس‬
‫‪ -156‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ t‬أن رسسسول اللسسه ‪r‬‬
‫قال‪» :‬لتؤدن الحقوق إلى أهلهسسا يسسوم القيامسسة‬
‫حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشسساة القرنسساء«‬
‫أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -157‬وعنه أن رسول الله ‪ r‬قال‪» :‬من كانت‬
‫عنسسده مظلمسسة لخيسسه مسسن عرضسسه أو شسسيء‬
‫فليتحلله منه اليوم قبسسل أن ل يكسسون دينسسار ول‬
‫درهم‪ ,‬وإن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر‬
‫مظلمته‪ ,‬وإن لسسم يكسسن لسسه حسسسنات أخسسذ مسسن‬
‫سيئات صاحبه فحمل عليه« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ -158‬وعنه أن رسول الله ‪ r‬قسسال‪» :‬أتسسدرون‬
‫من المفلس؟ قالوا‪ :‬المفلس فينا من ل درهم‬
‫له ول متاع‪ ,‬قال‪ :‬إن المفلس من أمسستي‪ ,‬مسسن‬
‫يأتي يوم القيامة بصلة وصيام وزكسساة‪ ,‬ويسسأتي‬
‫‪104‬‬
‫قد شسستم هسسذا‪ ,‬وقسسذف هسسذا‪ ,‬وأكسسل مسسال هسسذا‪,‬‬
‫وسفك دم هذا‪ ,‬وضرب هذا‪ ,‬فيعطى هسسذا مسسن‬
‫حسناته وهذا من حسناته‪ ,‬فإن فنيت حسسسناته‬
‫قبسسل انقضسساء مسسا عليسسه ُأخسسذ مسسن خطايسساهم‬
‫فطرحت عليسسه ثسسم طسسرح فسسي النسسار« أخرجسسه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ -159‬عن ابن عمر رضي اللسسه عنهمسسا‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» :r‬من مات وعليه دينسسار أو‬
‫درهم قضى مسن حسسناته‪ ,‬ليسسس َثسم دينسار ول‬
‫درهسسم‪ ,‬مسسن تسسرك دين سا ً أو ضسسياعا ً فعلسسى اللسسه‬
‫ورسوله« أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫فما أشد فرح بعض النسساس اليسسوم بالمضمضسسة‬
‫بأعراض المسلمين وأخسسذ أمسوالهم‪ ,‬ومسسا أشسد‬
‫حسرتهم غدا ً عندما يأخسسذ حسسسناتهم الخصسسوم‬
‫عنسسدما يقسسف الظسسالم والمظلسسوم علسسى بسساط‬
‫العدل والعاقل من عمل الصسالحات كمسا قسال‬
‫عمر بن الخطاب ‪ :t‬حاسبوا أنفسكم قبسسل أن‬
‫تحاسسسبوا وزنوهسسا قبسسل أن توزنسسوا‪ ,‬وحسسساب‬
‫النفسسس يكسسون بالتوبسسة وتسسدارك التقصسسير فسسي‬
‫فرائض الله وبرد الحقوق إلى أهلها أو التحلل‬
‫»المسامحة« منهم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪105‬‬
‫] ‪[ 73‬‬
‫أول من يحاسب أمة محمد ‪r‬‬
‫‪ -160‬عن ابن عباس رضي الله عنهمسسا‪ ،‬عسسن‬
‫النسسبي ‪ r‬قسسال‪» :‬نحسسن آخسسر المسسم وأول مسسن‬
‫يحاسب يقال‪ :‬أين المة المية ونبيهسسا؟ فنحسسن‬
‫الخسسرون الولسسون« أخرجسسه ابسسن مسساجه وفسسي‬
‫روايسسة عسسن ابسسن عبسساس رضسسي اللسسه عنهمسسا‪:‬‬
‫»فتفرج لنا المسسم عسسن طريقنسسا فنمضسسي غسسرا ً‬
‫محجلين من آثار الوضوء فتقول المم‪ :‬كسسادت‬
‫هذه المة أن تكسسون أنبيسساء كلهسسا« أخرجسسه أبسسو‬
‫داود الطيالسي في مسنده بمعناه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 74‬‬
‫أول ما يحاسب عليه من العمال‪،‬‬
‫وما يقضى فيه‬
‫‪ -161‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪ » :r‬أول مسسا يقضسسى بيسسن النسساس‬
‫يسسوم القيامسسة فسسي السسدماء« أخرجسسه البخسساري‬
‫ومسلم والنسائي والترمذي‪.‬‬
‫‪ -162‬وعنه أن رسول اللسسه ‪ r‬قسسال‪» :‬أول مسسا‬
‫يحاسب عليه العبسسد‪ :‬الصسسلة وأول مسسا يقضسسى‬
‫بين الناس‪ :‬الدماء« أخرجه النسائي‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -163‬عن علي بن أبي طالب ‪ t‬أنه قال‪» :‬أنا‬
‫أول من يجثو يوم القيامسسة بيسسن يسسدي الرحمسسن‬
‫للخصومة« أخرجه البخاري‪ ,‬يريسسد قصسسته فسسي‬
‫مبارزته هو وصاحباه الثلثة مسسن كفسسار قريسسش‬
‫فسسي غسسزوة بسسدر‪ .‬قسسال أبسسو ذر‪ :‬وفيهسسم نزلسست‪:‬‬
‫‪‬هذان خصمان اختصموا في ربهم‪] ‬الحج‪:‬‬
‫‪.[19‬‬
‫‪ -164‬عسسن حذيفسسة ‪ t‬أنسسه رأى رجل ً ل يتسسم‬
‫ركوعه ول سجوده‪ ,‬فلما قضى صلته قسسال لسه‬
‫حذيفة‪ :‬ما صليت ولو مت مت على غير سسسنة‬
‫محمد ‪ «r‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ -‬على المسلم المحافظة على الفسسروض مسسن‬
‫إتمام ركوع وسجود وحضسسور قلسسب فسسإن غفسسل‬
‫عن شيء من ذلك اجتهد في نفله ول يتساهل‬
‫فيه ومن ل يحسن صلة الفرض فلسسن يحسسسن‬
‫النفل لتهاون النساس فيسه ونقسره كنقسر السديك‬
‫وإذا كانت الصلة بهسسذه الصسسفة دخسسل صسساحبها‬
‫في معنى قوله تعالى‪ :‬فخلسسف مسسن بعسسدهم‬
‫خلف أضاعوا الصسسلة‪ ‬والتضسسييع للصسسلة هسسو‬
‫عدم مراعاة حدودها من وقت وطهارة وتمسسام‬
‫ركوع وسجود ونحو ذلك وهو مع ذلك يصسسليها‪,‬‬
‫ول يمتنع من القيام بها في وقتها وغير وقتهسسا‪,‬‬
‫وأما من تركها أصل ً فهو كافر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪107‬‬
‫] ‪[ 75‬‬
‫شهادة أعضاء الكافر والمنافق‬
‫عليهما‬
‫‪ -165‬عن أنسسس بسسن مالسسك ‪ t‬قسسال‪ :‬كنسسا عنسسد‬
‫رسول اللسسه ‪ ،r‬فضسسحك‪ ،‬فقسسال‪» :‬هسسل تسدرون‬
‫مما أضحك«؟ قلنا‪ :‬الله ورسوله أعلسسم‪ .‬قسسال‪:‬‬
‫»من مخاطبة العبسسد ربسسه‪ ,‬يقسسول‪ :‬يسسا رب‪ ,‬ألسسم‬
‫تجرني مسسن الظلسسم؟ قسسال‪ :‬يقسسول‪ :‬بلسسى قسسال‪:‬‬
‫فيقول‪ :‬فإني ل أجيسسز علسسى نفسسسي إل شسساهدا ً‬
‫مني قال‪ :‬كفسسى بنفسسسك اليسسوم عليسسك شسسهيدا ً‬
‫وبالكرام الكاتبين شسسهودًا‪ ,‬قسسال‪ :‬فيختسسم علسسى‬
‫فيه فيقال لركسسانه‪ :‬انطقسسي فتنطسسق بأعمسساله‪,‬‬
‫قال‪ :‬ثم يخلى بينسه وبيسن الكلم قسال فيقسول‪:‬‬
‫بعدا ً لكن وسحقا ً فعنكن كنت أناضل« أخرجسسه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ -166‬وعنه أن النبي ‪ r‬قسسال‪» :‬يجسساء بالكسسافر‬
‫يوم القيامة فيقال له‪ :‬أرأيت لو كان لك ملسسء‬
‫الرض ذهب سا ً كنسست تفتسسدي بسسه؟ فيقسسول‪ :‬نعسسم‪,‬‬
‫فيقال له قسسد كنسست سسسئلت مسسا هسسو أيسسسر مسسن‬
‫ذلك« أخرجسسه البخسساري ومسسسلم‪ ،‬وفسسي روايسسة‬
‫مسلم‪ :‬بدل »قد كنت«‪» :‬كذبت قد سئلت ما‬
‫هو أيسر من ذلك«‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫أول مــا يتكلــم مــن النســان فخــذه‬
‫يحتمل وجهين‪:‬‬
‫الول‪ :‬زيادة في الفضسسيحة والخسسزي لنسسه كسسان‬
‫في الدنيا يجاهر بالفواحش‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬لمن جحد ما فسسي كتسسابه فاسسستحق مسن‬
‫الله الفضح والخزاء‪.‬‬
‫والناس يوم القيامة ثلث فرق‪:‬‬
‫فرقة ل يحاسبون أصل ً وهي من‬ ‫‪-1‬‬
‫المؤمنين‪.‬‬
‫فرقة تحاسب حسابا ً يسيرا ً وهي‬ ‫‪-2‬‬
‫من المؤمنين‪.‬‬
‫فرقة تحاسب حسابا ً عسيرا ً يكون‬ ‫‪-3‬‬
‫منها مسلم وكافر‪.‬‬
‫والقيامة مواطن‪ :‬فموطن يكون فيه سؤال‬
‫وكلم وموطن ل يكون فيه ذلك‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪‬فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون‬
‫‪] ‬الحجر‪ ،[92 :‬وقال تعالى‪ :‬ول يسأل‬
‫عن ذنبه إنس ول جان‪] ‬الرحمن‪.[39 :‬‬
‫‪‬‬

‫‪109‬‬
‫] ‪[ 76‬‬
‫شهادة الرض بما عمل عليها‬
‫وشهادة المال على صاحبه‬
‫‪ -167‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،t‬عن النسسبي ‪r‬‬
‫أنسسه قسسال‪» :‬إن هسسذا المسسال خضسسر حلسسو‪ ,‬ونعسسم‬
‫صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين‬
‫واليتيم وابن السبيل‪ -‬أو كما قال رسسسول اللسسه‬
‫‪ - r‬وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكسسل ول‬
‫يشبع ويكون عليه شهيدا ً يوم القيامة« أخرجه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ -168‬ق سال رسسسول اللسسه ‪» :r‬ل يسسسمع مسسدى‬
‫صوت المؤذن جن ول إنس ول شسجر ول مسدر‬
‫إل شهد له يوم القيامسسة« أخرجسسه مالسسك وابسسن‬
‫ماجه‪.‬‬
‫فكسسر أيهسسا المسسسلم بأنسسك مشسسهود عليسسك فسسي‬
‫فعلك ومقالك وأعظم الشهود هو الله سبحانه‬
‫الذي ل تخفى عليه خافية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪110‬‬
‫] ‪[ 77‬‬
‫سؤال الله للنبياء وشهادة هذه‬
‫المة لهم بالتبليغ‬
‫‪ -169‬عن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪ r‬قال‪» :‬يجيء النبي يوم القيامسسة‬
‫ومعسسه الرجسسل ويجيسسء النسسبي ومعسسه السسرجلن‬
‫ويجيء النسسبي ومعسسه الثلثسسة‪ ,‬وأكسسثر مسسن ذلسسك‬
‫فيقسسال لسسه‪ :‬هسسل بلغسست قومسسك؟ فيقسسول‪ :‬نعسسم‬
‫فيدعى قومه فيقال‪ :‬هل بلغكسسم؟ فيقولسسون ل‬
‫فيقال‪ :‬من يشهد لسسك؟ فيقسسول‪ :‬محمسسد وأمتسسه‬
‫فتسسدعى أمسسة محمسسد ‪ r‬فيقسسال‪ :‬هسسل بلسسغ هسسذا؟‬
‫فيقولسسون‪ :‬نعسسم‪ .‬فيقسسول‪ :‬ومسسا علمكسسم بسسذلك؟‬
‫فيقولون أخبرنسسا نبينسسا ‪ r‬بسسذلك أن الرسسسل قسسد‬
‫بلغوا فصدقناه‪ ,‬قال‪ :‬فسسذلك قسسوله‪ :‬وكسسذلك‬
‫جعلنسساكم أمسسة وسسسطا ً لتكونسسوا شسسهداء علسسى‬
‫النسساس ويكسسون الرسسسول عليكسسم شسسهيدا ً ‪«‬‬
‫أخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 78‬‬
‫عقوبة منع الزكاة والغلول والغدر‬
‫‪ -170‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قام فينا رسول‬
‫الله ذات يوم فذكر الغلول وعظسسم أمسسره‪ ،‬ثسسم‬
‫‪111‬‬
‫قال‪» :‬ل ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة علسسى‬
‫رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله‪ ,‬أغثني‬
‫فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا ًً قد أبلغتسسك‪ ,‬ل ألفيسسن‬
‫أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته فرس لسسه‬
‫حمحمة‪ ,‬يقول يا رسول الله‪ ,‬أغثني فأقول‪ :‬ل‬
‫أملك لسسك شسسيئا ًً قسسد أبلغتسسك‪ ,‬ل ألفيسسن أحسسدكم‬
‫يجئ يوم القيامسسة علسسى رقبتسسه شسساة لهسسا ثغسساء‬
‫يقول‪ :‬يا رسول الله أغثنسسي‪ ,‬فسسأقول‪ :‬ل أملسسك‬
‫لك شيئا ً قد أبلغتك ل ألفين أحدكم يجسسئ يسسوم‬
‫القيامة على رقبته نفس لهسسا صسسياح‪ ,‬يقسسول يسسا‬
‫رسول الله‪ :‬أغثني‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لسسك شسسيئا ً‬
‫قد أبلغتك‪ ,‬ل ألفين أحدكم يجسسئ يسسوم القيامسسة‬
‫على رقبته رقاع تخفق فيقول‪ :‬يا رسول اللسسه‬
‫أغثني‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من اللسسه شسسيئا ًً قسسد‬
‫أبلغتك ل ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة علسسى‬
‫رقبته صسسامت فيقسسول يسسا رسسسول اللسسه‪ ,‬أغثنسسي‬
‫فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً قد أبلغتسسك«‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫هذا عن الغلول وهو أخذ المجاهد من الغنيمسسة‬
‫قبل قسمتها فهو وإن كسسان لسه سسسهم منهسسا فل‬
‫يجوز له أن يأخذ سوى الحصة المخصصسسة لسسه‬
‫بعد القسمة كما ل يجسسوز للموظسسف ول لغيسسره‬
‫الخذ من مال الدولة سوى ما خصص لسه مسن‬
‫راتب ونحوه كمسسا ل يجسسوز اسسستخدام سسسيارات‬

‫‪112‬‬
‫الدولسسسة – أثنسسساء أو بعسسسد السسسدوام‪ -‬للغسسسراض‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ -171‬عن ابن عمر ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪r‬‬
‫‪» :‬إذا جمع الله الولين والخرين يوم القيامة‬
‫يرفع لكل غادر لواء فيقسسال‪ :‬هسسذه غسسدرة فلن‬
‫ابن فلن« أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -172‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» : r‬ما من صاحب ذهب ولفضة ليؤدي منها‬
‫حقهسسا إل إذا كسسان يسسوم القيامسسة صسسفحت لسسه‬
‫صفائح من نسسار فسسأحمي عليهسسا فسسي نسسار جهنسسم‬
‫فيكوى بها جنبسسه وجسسبينه وظهسسره كلمسسا بسسردت‬
‫أعيدت له في يوم كان مقداره خمسسسين ألسسف‬
‫سنة حتى يقضى بين العباد فيسسرى سسسبيله إمسسا‬
‫إلسسسسى الجنسسسسة وإمسسسسا إلسسسسى النسسسسار قيسسسسل‬
‫يا رسول الله فالبل ؟ قال‪» :‬ول صسساحب إبسسل‬
‫ل يسسؤدي منهسسا حقهسسا ومسسن حقهسسا حلبهسسا يسسوم‬
‫ورودها إل إذا كان يوم القيامة بطسسح لهسسا بقسساع‬
‫قرقسسر‪ ،‬أوفسسر مسسا كسسانت‪ ،‬ل يفقسسد منهسسا فصسسيل ً‬
‫واحسسدا ً ‪ ،‬تطسسؤه بأخفافهسسا ‪ ،‬وتعضسسه بأفواههسسا ‪،‬‬
‫كلما مر عليه أولها ‪،‬رد عليه أخراها ‪،‬في يسسوم‬
‫كان مقداره خمسين ألف سسسنة ‪،‬حسستى يقضسسى‬
‫بين العباد ‪ ،‬فيرى سبيله إمسسا إلسسى الجنسسة وإمسسا‬
‫إلى النار ‪....‬الخ « أخرجه مسلم‪.‬‬
‫أي أن الله سبحانه يجمع الفضيحة مع العذاب‬
‫لكل من مسسانع الزكسساة والغسسال والغسسادر‪.‬أجارنسسا‬

‫‪113‬‬
‫الله وجميع المسلمين من هذه السسذنوب ومسسن‬
‫غيرها وأعاننا على طاعته إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 79‬‬
‫حوض النبي ‪r‬‬
‫‪ -172‬عن أنس بن مالك ‪ t‬قال‪ :‬بينسسا رسسسول‬
‫الله ‪ r‬ذات يوم بين أظهرنسسا إذ أغفسسى إغفسساءة‬
‫ثم رفسسع رأسسسه متبسسسما ً فقلنسسا‪ :‬مسسا أضسسحك يسسا‬
‫رسول الله؟ قسسال‪» :‬نزلسست علسسي آنف سا ً سسسورة‬
‫فقرأ ‪‬بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك‬
‫الكسسوثر‪ ,‬فصسسل لربسسك وانحسسر‪ ,‬إن شسسانئك هسسو‬
‫البتر‪ ،‬ثم قال‪ :‬أتدرون ما الكوثر؟ قلنا‪ :‬الله‬
‫ورسوله أعلم‪ ,‬قسسال‪ :‬فسسإنه نهسسر وعسسدنيه ربسسي‪,‬‬
‫عليه خير كثير‪ ,‬وهو حوض ترد عليه أمتي يوم‬
‫القيامسسة آنيتسسه عسسدد النجسسوم‪ ,‬فيختلسسج العبسسد‬
‫فأقول‪ :‬يا رب‪ ,‬إنه من أمتي فيقال‪ :‬مسسا تسسدري‬
‫ما أحدث بعدك« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -173‬عن أبي ذر ‪ t‬قال‪ :‬قلت يا رسول الله‪،‬‬
‫ما آنية الحوض؟ قسسال‪» :‬والسسذي نفسسس محمسسد‬
‫بيسسده لنيتسسه أكسسثر مسسن عسسدد نجسسوم السسسماء‬
‫وكواكبها في الليلسسة المظلمسسة المصسسحية‪ ،‬آنيسسة‬
‫الجنة من شرب منها لم يظمأ‪ ،‬آخسسر مسسا عليسسه‬
‫يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منسسه‬

‫‪114‬‬
‫لم يظمأ‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬ما بين عمان إلى‬
‫أيلة‪ ،‬ماؤه أشد بياضسسا مسسن الثلسسج وأحلسسى مسسن‬
‫العسل« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -174‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي‬
‫الله عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬حوضي‬
‫مسيرة شهر‪ ،‬وزواياه سواء‪ ،‬وماؤه أبيض مسسن‬
‫السسوِرق‪ ،‬وريحسسه أطيسسب مسسن المسسسك‪ ،‬كيزانسسه‬
‫كنجوم السماء‪ ،‬من ورد فشرب منه لم يظمسسأ‬
‫بعده أبدا ً« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫يشخب‪ :‬يسيل‪ .‬السسورق‪ :‬الفضسسة‪ .‬والصسسحيح أن‬
‫للنبي ‪ r‬حوضين‪ :‬أحسسدهما فسسي الموقسسف قبسسل‬
‫الصسسراط والخسسر فسسي الجنسسة وكلهمسسا يسسسمى‬
‫كوثرًا‪.‬‬
‫‪ -175‬عن أنس ‪ t‬عن النبي ‪ r‬قسسال‪» :‬ليسسردن‬
‫ي نسساس مسسن أصسسحابي الحسسوض حسستى إذا‬ ‫علسس َ‬
‫عرفتهسسم اختلجسسوا دونسسي فسسأقول‪ :‬أصسسحابي‪،‬‬
‫فيقال لي‪ :‬ل تدري ما أحسسدثوا بعسسدك« أخرجسسه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫قال العلماء رحمة الله عليهم أجمعين كل من‬
‫ارتد عن دين الله أو أحسدث فيسه مسا ل يرضساه‬
‫الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن‬
‫الحوض المبعدين عنه‪.‬‬
‫‪ -176‬عن ا بن عمر رضي الله عنهمسسا‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪» : r‬الكوثر نهسسر فسسي الجنسسة‬
‫حافتاه من ذهب ومجراه الدر والياقوت‪ ،‬تربته‬
‫‪115‬‬
‫أطيب من المسك ومسساؤه أحلسسى مسسن العسسسل‬
‫وأبيض من الثلج« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫‪ -177‬عن أسماء بنسست أبسسي بكسسر رضسسي اللسسه‬
‫عنهما قالت‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬إنسسي علسسى‬
‫الحسسوض حسستى أنظسسر مسسن يسسرد علسسي منكسسم‪,‬‬
‫وسيؤخذ ناس دوني فأقول‪ :‬يا رب منسسي ومسن‬
‫أمتي فيقسسال‪ :‬أمسسا شسسعرت مسسا عملسسوا بعسسدك؟‬
‫والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقسسابهم«‬
‫أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -‬أيها القارئ الكريم‪ :‬ينبغي أن ل يخطر ببالك‬
‫أو يسسذهب بسسك السسوهم إلسسى أن الحسسوض يكسسون‬
‫على وجه هذه الرض وإنما يكون وجسسوده فسسي‬
‫الرض المبدلة على مساميه هسسذه القطسسار أو‬
‫فسسي المواضسسع السستي تكسسون بسسدل ً مسسن هسسذه‬
‫المواضسسع فسسي هسسذه الرض وهسسي أرض بيضسساء‬
‫كالفضة لم يسفك فيهسسا دم‪ ,‬ولسسم ُيظلسسم علسسى‬
‫ظهرها أحد قط‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 80‬‬
‫ما جاء في الميزان وأنه حق‬
‫قال تعالى‪ :‬ونضسسع المسسوازين القسسسط ليسسوم‬
‫القيامة فل تظلم نفس شيئاً‪] ‬النبياء‪.[47 :‬‬

‫‪116‬‬
‫وقال تعسسالى‪ :‬ومسسن خفسست مسوازينه فسسأولئك‬
‫السسسذين خسسسسروا أنفسسسسهم‪] ‬العسسسراف‪,[9 :‬‬
‫]المؤمنسسسسون‪ ،[103 :‬اليسسسسة فسسسسي العسسسسراف‬
‫والمؤمنين‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬إذا انقضسسى الحسسساب جسساء بعسسده‬
‫الحساب لظهار مقادير العمال ليكون الجزاء‬
‫بحسسسسبها‪ ،‬والمعنيسسسون بقسسسوله تعسسسالى‪ :‬خفسسست‬
‫موازينه هم الكفار‪.‬‬
‫‪ -178‬عن أبي هريسسرة ‪ ،t‬عسسن النسسبي ‪ r‬قسسال‪:‬‬
‫»إنسسسسسسسسسسسسسه ليسسسسسسسسسسسسسأتي الرجسسسسسسسسسسسسسل‬
‫العظيم السمين يوم القيامة ل يزن عنسسد اللسسه‬
‫جناح بعوضسسة واقسسرؤوا إن شسسئتم‪ :‬فل نقيسسم‬
‫لهسسم يسسوم القيامسسة وزنسسا ً‪] ‬الكهسسف‪«[105 :‬‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬
‫ومعنى الحديث‪ :‬ل ثسواب لهسسم ول حسسسنة لهسسم‬
‫توزن‪ ،‬وقيل‪ :‬أي ل قدر لهم عندنا والله أعلسسم‪.‬‬
‫وفسسي الحسسديث مسسن الفقسسه‪ :‬ذم السسسمن لمسسن‬
‫تكلفه بل تحريم كثرة الكل السسزائد علسسى قسسدر‬
‫الكفاية المبتغى به الترفه والسمن‪.‬‬
‫‪ -179‬عسسن عبسسد اللسسه بسسن عمسسرو رضسسي اللسسه‬
‫عنهمسا‪ ،‬قسال‪ :‬قسسال رسسسول اللسه ‪» :r‬إن اللسه‬
‫يستخلص رجل ً من أمتي علسسى رؤوس الخلئق‬
‫‪ -‬وعند ابن ماجه‪ :‬يصاح برجل من أمتي ‪ -‬يوم‬
‫القيامة‪ ,‬فينشر عليه تسعة وتسعين سجل ً كل‬
‫سجل مثل مد البصر ثم يقول‪ :‬أتنكر مسسن هسسذا‬
‫‪117‬‬
‫شسسيئًا‪ ,‬أظلمسسك كتبسستي الحسسافظون؟ فيقسسول‪:‬‬
‫ليارب‪ ,‬فيقول‪ :‬أفلك عسسذر؟ فقسسال‪ :‬ل يسسا رب‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬بل إن لك عنسسدنا حسسسنة فسسإنه ل ظلسسم‬
‫عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إله إل الله وأن محمدا ً عبده ورسوله‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫احضر وزنك فيقول‪ :‬يسسا رب مسسا هسسذه البطاقسسة‬
‫مع هذه السجلت؟ فيقال‪ :‬إنك ل تظلم‪ .‬قسسال‪:‬‬
‫فتوضع السجلت في كفة والبطاقة فسسي كفسسة‬
‫فطاشت السجلت وثقلسست البطاقسسة فل يثقسسل‬
‫مع اسم الله شيء« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫وتوزن أعمال الكسسافر فيوضسسع كفسسره وسسسيئاته‬
‫في كفة وتوضع في الكفة الخرى مسسا لسسه مسسن‬
‫صلة الرحم ومواسات الناس وعتسق المملسوك‬
‫ونحو ذلك مما لو كسسانت مسسن المسسسلم لكسسانت‬
‫قربسسة وطاعسسة فترجسسح كفسسة الكفسسر ويجسسزى‬
‫بأعمال البر فيخفسسف عنسسه بسسدليل حسسديث أبسسي‬
‫طالب فسسإنه قيسسل لسسه‪ :‬يسسا رسسسول اللسسه! إن أبسسا‬
‫طالب كان يحوطك وينصرك فهل تفعل ذلك؟‬
‫فقسسال‪» :‬نعسسم وجسسدته فسسي غمسسرات مسسن النسسار‬
‫فسسأخرجته إلسسى ضحضسساح ولسسول أنسسا لكسسان فسسي‬
‫السسدرك السسسفل مسسن النسسار« ]وهسسذه شسسفاعة‬
‫خاصة من النبي ‪ r‬لعمه أبي طالب[ وسسسئل ‪r‬‬
‫عن عبد الله بن جسسدعان‪ ،‬وقيسسل لسسه‪ :‬إنسسه كسسان‬
‫يقسسري الضسسيف ويصسسل الرحسسم ويعيسسن فسسي‬
‫النوائب‪ ,‬فهل ينفعه ذلك؟ فقسسال‪» :‬ل لنسسه لسسم‬

‫‪118‬‬
‫يقل يوما ً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين«أي‬
‫ل يدخل الجنة ول يتنعم بها والله أعلم‪ .‬وسأله‬
‫عدي بن حاتم عن أبيه مثسسل ذلسسك فقسسال‪» :‬إن‬
‫أباك طلب أمرا ً فأدركه« يعني الذكر فهو أيضا ً‬
‫ل يدخل الجنة ول يتنعم بها واللسسه أعلسسم‪ .‬فسسدل‬
‫أن الخيرات من الكسسافر ليسسست بخيسسرات‪ ,‬وأن‬
‫وجودها وعدمها بمنزلة واحدة سواء ومع ذلسسك‬
‫توزن لصاحبها والكفار مسؤولون عن اليمسسان‬
‫والبعث وإقام الصلة وإيتاء الزكاة ومحاسبون‬
‫ومجزيسسون علسسى الخلل بهسسا بسسدليل أنسسه يقسسال‬
‫للمشركين‪ :‬ما سلككم في سقر؟ قالوا لسسم‬
‫نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا‬
‫نخوض مع الخائضين وكنا نكسسذب بيسسوم السسدين‬
‫حتى أتانا اليقين‪] ‬المسسدثر‪ ،[47-42 :‬والسسذي‬
‫يسسسوزن‪ :‬صسسسحف العمسسسال فتوضسسسع صسسسحف‬
‫الحسنات في كفة وصحف السيئات في كفة‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬الناس في الخرة ثلث طبقسسات‪:‬‬
‫متقون ل كبسسائر لهسسم‪ ,‬ومخلطسسون وهسسم السسذين‬
‫ارتكبوا الفواحش والكبائر‪ ,‬وكفسسار‪ .‬فسسالمتقون‬
‫تثقسسل مسسوازينهم‪ ,‬والمخلطسسون فإمسسا أن تثقسسل‬
‫مسسسوازينهم فيسسسدخلون الجنسسسة وإمسسسا أن تخسسسف‬
‫فيدخلون النار ثم يخرجون بالشفاعة وأمسسا إذا‬
‫تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيكونون من أهسسل‬
‫العراف‪ .‬وأما الكفار فكفسسة الحسسسنات فارغسسة‬
‫وكفة السيئات مليئة فيأمر الله تعالى بهم إلى‬

‫‪119‬‬
‫النسسار‪ ،‬وتسسوزن أعمسسال المسسؤمن التقسسي لظهسسار‬
‫فضله والكافر لخزيسسه وذلسسه والمخلسسط السسسيئ‬
‫بالصالح فإن دخل النار فيخرج بالشفاعة‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬إنسسك إن تلقسسى اللسسه عسسز‬
‫وجل بسبعين ذنبا ً بينك وبينه أهون عليسسك مسسن‬
‫أن تلقاه بذنب واحد فيمسسا بينسسك وبيسسن العبسساد‪،‬‬
‫لن الله غني كريسسم‪ ,‬وابسسن آدم فقيسسر مسسسكين‬
‫محتاج في ذلسسك اليسسوم إلسسى حسسسنة يسسدفع بهسسا‬
‫سيئة إن كانت عليه حتى ترجح ميزانسسه فيكسسثر‬
‫خيره وثوابه‪.‬‬
‫والميزان حق ول يكون في حق كل أحد بدليل‬
‫قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬فيقسسال يسسا محمسسد!‬
‫أدخل الجنسسة مسسن أمتسسك مسسن ل حسسساب عليسسه‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ :‬يعسسرف المجرمسسون بسسسيماهم‬
‫‪ ‬اليسسة ‪ -‬وإنمسسا يكسسون لمسسن بقسسي مسسن أهسسل‬
‫المحشر ممن خلسسط عمل ً صسسالحا ً وآخسسر سسسيئا ً‬
‫مسسن المسسؤمنين وقسسد يكسسون للكسسافرين‪ .‬والجسسن‬
‫مثسسل النسسس يحاسسسبون وتسسوزن أعمسسالهم كمسسا‬
‫يحاسب النس وتوزن أعمالهم سواء بسواء‪.‬‬
‫‪ -180‬عن عائشة رضسسي اللسسه عنهسسا‪ ،‬أن رجل ً‬
‫قعد بين يدي النبي ‪ r‬فقال‪ :‬يا رسول الله! إن‬
‫لي مملوكين يكذبونني ويخونسونني ويعصسسونني‬
‫وأشسستمهم وأضسسربهم فكيسسف أنسسا منهسسم؟ قسسال‪:‬‬
‫»يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابسسك‬
‫إياهم‪ ,‬فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان‬

‫‪120‬‬
‫فضل ً لك‪ ,‬وإن كان عقابك إياهم فسسوق ذنسسوبهم‬
‫اقتص لهم منك الفضل«‪ ،‬قال‪ :‬فتنحى الرجسسل‬
‫فجعل يبكي ويهتف‪ ,‬فقال رسول الله ‪ :r‬أمسسا‬
‫تقسسرأ كتسساب اللسسه تعسسالى‪ :‬ونضسسع المسسوازين‬
‫القسسسط ليسسوم القيامسسة فل تظلسسم نفسسس شسسيئا ً‬
‫‪]‬النبيسساء ‪ ،[ 47 :‬س فقسسال الرجسسل‪ :‬واللسسه يسسا‬
‫رسول الله ما أجد لي ولهؤلء شيئا ً خيسسرا ً مسسن‬
‫مفارقتهم‪ ,‬أشهدك أنهم أحسسرار كلهسسم‪ ،‬أخرجسسه‬
‫الترمذي وأحمد‪.‬‬
‫ومن تساوت حسناته وسيئاته أصبح مسسن أهسسل‬
‫العراف وهو سور بين الجنة والنار وعسسن ابسسن‬
‫مسعود هم آخر أهل الجنة دخول ً الجنة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 81‬‬
‫يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت‬
‫تعبد‬
‫‪ -181‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن ناسا ً قالوا لرسول‬
‫اللسسه ‪ :r‬يسسا رسسسول اللسسه! هسسل نسسرى ربنسسا يسسوم‬
‫القيامة؟ فقال رسول الله ‪» :r‬هسسل تضسسارون‬
‫في القمر ليلة البدر؟ قالوا‪ :‬ل يا رسول اللسسه‪,‬‬
‫قال‪ :‬هل تضسسارون فسسي رؤيسسة الشسسمس ليسسس‬
‫دونهسسا سسسحاب؟ قسسالوا‪ :‬ل قسسال‪ :‬فسسإنكم ترونسسه‬
‫كذلك‪ ,‬يجمع الله الناس يسسوم القيامسسة فيقسسول‪:‬‬
‫من كان يعبد شيئا ً فليتبعه‪ ,‬فيتبع من كان يعبد‬
‫‪121‬‬
‫الشمس الشمس‪ ,‬ويتبع من كان يعبسسد القمسسر‬
‫القمسسسر‪ ,‬ويتبسسسع مسسسن كسسسان يعبسسسد الطسسسواغيت‬
‫الطواغيت‪ ,‬وتبقى هذه المسسة فيهسسا منافقوهسسا‪,‬‬
‫فيسسأتيهم اللسسه فسسي صسسورة غيسسر صسسورته السستي‬
‫يعرفون فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله‬
‫منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ ,‬فسسإذا جسساء ربنسسا‬
‫عرفنسسساه‪ ,‬فيسسسأتيهم اللسسسه فسسسي صسسسورته السسستي‬
‫يعرفون‪ ,‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬فيقولون‪ :‬أنت ربنسسا‬
‫فيتبعونه‪ ،‬ويضرب الصراط بين ظهري جهنم‪,‬‬
‫فسسأكون أنسسا وأمسستي أول مسسن يجسسوز ول يتكلسسم‬
‫يومئذ إل الرسل‪ ,‬ودعوى الرسل يومئذ‪ :‬اللهم‬
‫سسلم سسلم‪ ,‬وفسسي جهنسم كلليسب مثسل شسوك‬
‫السعدان‪ ,‬هل رأيتم السعدان؟ قسسالوا‪ :‬نعسسم يسسا‬
‫رسول الله‪ ,‬قال فإنهسسا مثسسل شسسوك السسسعدان‬
‫غير أنه ل يعلسسم قسسدر عظمهسسا إل اللسسه تخطسسف‬
‫الناس بأعمالهم ‪ ،‬فمنهم الموبق بعمله ومنهم‬
‫المجازى حتى ينجى« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -‬فيأتيهم اللسسه فسسي صسسورة غيسسر صسسورته السستي‬
‫يعرفون‪ :‬هذا امتحان للمنافقين أما المؤمنسسون‬
‫فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك ل نشرك بالله شسسيئا ً‬
‫مرتين أو ثلثا لنهم عرفسسوا اللسسه سسسبحانه فسسي‬
‫الدنيا وأنه منزه عسسن صسسفات هسسذه الصسسور لن‬
‫صسسسفاتها صسسسفات المخلسسسوقين‪ ,‬ومعنسسسى هسسسل‬
‫تضارون‪ :‬ل يحجب بعضكم بعضا ً ول يضسسره ول‬
‫يزاحمه ول يجادله كما يفعل عند رؤية الهلسسة‪,‬‬

‫‪122‬‬
‫بل كالحسسال عنسسد رؤيسسة الشسسمس والقمسسر ليلسسة‬
‫تمامه‪.‬‬
‫فيتبعونه ‪:‬أي فيتبعون أمره أو ملئكته ورسسسله‬
‫الذين يسوقونهم إلى الجنة والله أعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬والسسسعدان ‪:‬نبسسات كسسثير الشسسوك ‪ ،‬الموبسسق‬
‫‪:‬المهلك ‪ ،‬الدعوى ‪:‬الدعاء‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 82‬‬
‫المرور على الصراط‬
‫‪ -182‬عسسن أبسسي هريسسرة ‪ :t‬فيسسأتون محمسسدا ً ‪r‬‬
‫فيؤذن لهم وترسل المانسسة والرحسسم فيقومسسان‬
‫جنبسستي الصسسراط يمينسسا ً وشسسمال ً فيمسسر أولهسسم‬
‫كالبرق الخاطف قال‪ :‬قلت‪ :‬بسسأبي أنسست وأمسسي‬
‫وأي شيء كمر البرق؟ قسسال‪» :‬ألسسم تسسرى إلسسى‬
‫البرق كيف يمر ويرجع فسسي طرفسسة عيسسن؟ ثسسم‬
‫كمر الريح‪ ,‬ثم كمر الطير وشد الرجال تجسسري‬
‫بهسسم أعمسسالهم ونسسبيكم ‪ r‬قسسائم علسسى الصسسراط‬
‫يقول‪ :‬يسا رب سسسلم سسسلم حسستى تعجسز أعمسسال‬
‫العباد حتى يجيء الرجل ول يستطيع السير إل‬
‫زحف سا ً« قسسال‪ :‬وفسسي حسسافتي الصسسراط كلليسسب‬
‫معلقسسة مسسأمورة بأخسسذ مسسن أمسسرت بأخسسذه‪,‬‬
‫فمخدوش نسساج‪ ,‬ومكسسردس فسسي النسسار‪ ,‬والسسذي‬
‫نفسسس محمسسد بيسسده‪ ,‬إن قعسسر جهنسسم لسسسبعون‬
‫خريفا ً« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -183‬عن حفصة رضي الله عنها‪ ،‬أن رسسسول‬
‫الله ‪ r‬قال‪» :‬ل يدخل النار أحد مسسن أهسسل بسسدر‬
‫والحديبية«‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول الله وأيسسن‬
‫قول الله عز وجل‪ :‬وإن منكم إل واردهسسا‪‬‬
‫]مريم‪ ،[71:‬فقال رسول الله ‪r: ‬ثم ننجسسي‬
‫الذين اتقوا‪] ‬مريم ‪ [72 :‬أخرجه مسلم من‬
‫حديث أم مبشر قالت‪ :‬سمعت رسول اللسسه ‪r‬‬
‫عند حفصة‪ ,‬الحديث‪.‬‬
‫‪ -184‬عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪» :r‬ل يموت لحد مسسن المسسسلمين ثلثسسة مسسن‬
‫الولد فتمسه النسسار إل تحلسسة القسسسم« أخرجسسه‬
‫البخسساري ومسسسلم‪ ،‬أمسسا معنسسى السسورود‪ :‬فهسسو‬
‫المرور على الصراط‪ ,‬وقيل‪ :‬السسدخول‪ ,‬وقيسسل‪:‬‬
‫النظسسر إليهسسا فسسي القسسبر‪ ,‬وقيسسل‪ :‬الشسسراف‬
‫والطلع عليهسسا والقسسرب منهسسا عنسسد الحسسساب‪،‬‬
‫والذي يجمسسع القسسوال السسسابقة أن يقسسال‪ :‬مسسن‬
‫وردها ولم تؤذه بلهبها وحرهسسا فقسسد ُأبعسسد عنهسسا‬
‫وُنجسسي منهسسا‪ ,‬نجانسسا اللسسه منهسسا بفضسسله وكرمسسه‬
‫وجعلنا ممن وردها سالما ً وخرج منها غانمًا‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪124‬‬
‫] ‪[ 83‬‬
‫الصراط الثاني وهو قنطرة بين‬
‫الجنة والنار‬
‫إن في الخرة صراطين‪ :‬أحسسدهما مجسساز لهسسل‬
‫المحشر كلهم ثقيلهم وخفيفهسسم إل مسسن دخسسل‬
‫الجنة بغير حساب أو مسسن يلتقطسسه عنسسق النسسار‬
‫فإذا خلص من خلص من هذا الصسسراط الكسسبر‬
‫السسذي ذكرنسساه ول يخلسسص إل المؤمنسسون السسذين‬
‫علسسسم اللسسسه منهسسسم أن القصسسساص ل يسسسستنفذ‬
‫حسناتهم حبسوا على صراط آخر خسساص لهسسم‬
‫ول يرجع إلى النار من هؤلء أحد إن شاء اللسسه‬
‫لنهم قد عبروا الصراط الول المضروب على‬
‫متن جهنم الذي ُيسقط فيهسسا مسسن أوبقسسه ذنبسسه‬
‫وأربى جرمه على الحسنات بالقصاص‪.‬‬
‫‪ -185‬عن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬يخلسسص المؤمنسسون مسسن النسسار‬
‫فيحبسسسون علسسى قنطسسرة بيسسن الجنسسة والنسسار‬
‫فُيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهسسم‬
‫في الدنيا حتى إذا هسسذبوا ونقسسوا ُأذن لهسسم فسسي‬
‫دخول الجنة‪ ,‬والذي نفس محمد بيده لحسسدهم‬
‫أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان له في‬
‫الدنيا« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪125‬‬
‫] ‪[ 84‬‬
‫من دخل النار من الموحدين‬
‫يحترق ويموت ثم يخرج بالشفاعة‬
‫‪ -186‬عن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬قسسال‪ :‬قسسال‬
‫رسول الله ‪» :r‬أما أهل النار الذين هم أهلها‬
‫فإنهم ل يموتون فيهسسا ول يحيسسون ولكسسن ناس سا ً‬
‫أصسسابتهم النسسار بسسذنوبهم أو قسسال‪ :‬بخطايسساهم‬
‫فأماتهم اللسسه إماتسسة حسستى إذا كسسانوا فحمسا ً ُأذن‬
‫لهم في الشسفاعة فيجيسء بهسم ضسبائر ضسبائر‬
‫فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل‪ :‬يسسا أهسسل الجنسسة‬
‫حبسسة تكسسون فسسي‬ ‫أفيضوا عليهم فينبتون نبات ال ِ‬
‫حميل السيل« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫أي أن العصسسساة يموتسسسون بعسسسد أن يحسسسترقوا‬
‫ويصبحوا فحما ً أما الكفار فهسسم ل يموتسسون لن‬
‫الله تعالى قال عنهم‪ :‬كلما نضجت جلودهم‬
‫بسسدلناهم جلسسودا ً غيرهسسسا ليسسسذوقوا العسسسذاب‪‬‬
‫]النسسساء‪ ,[56 :‬وضسسبائر ضسسبائر‪ :‬أي جماعسسات‬
‫حبسسة‪ :‬بسسذر‬‫جماعسسات‪ ,‬وبثسسوا‪ :‬أي ُفرقسسوا‪ ,‬وال ِ‬
‫البقول‪ ,‬وحميل السيل‪ :‬مسسا احتملسسه مسسن غثسساء‬
‫وطين‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪126‬‬
‫] ‪[ 85‬‬
‫من هدي القرآن والسنة‬
‫قال عز وجل‪ :‬يا أيها الناس اتقسسوا ربكسسم إن‬
‫زلزلة الساعة شئ عظيسسم يسسوم ترونهسسا تسسذهل‬
‫كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل‬
‫حملها وترى الناس سكارى وما هسسم بسسسكارى‬
‫ولكن عذاب الله شديد‪] ‬الحج‪ ،[2-1 :‬وقسسال‬
‫تعالى‪ :‬ول يسأل حميسسم حميم سًا‪ ,‬يبصسسرونهم‬
‫يود المجرم لو يفتدي من عسسذاب يسسومئذ ببنيسسه‬
‫وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن فسسي‬
‫الرض جميعا ً ثسسم ينجيسسه كل إنهسسا لظسسى نزاعسسة‬
‫للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فسسأوعى‪‬‬
‫]المعسسسسسسارج‪ ،[18-10 :‬وقسسسسسسال تعسسسسسسالى‪:‬‬
‫‪‬فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه‬
‫وأمه وأبيه وصسساحبته وبنيسسه لكسسل امسسرئ منهسسم‬
‫يومئذ شأن يغنيه‪] ‬عبس‪.[37-33 :‬‬
‫‪ -187‬عن أبي هريرة ‪ t‬أن رسول الله ‪ r‬حين‬
‫أنسسزل اللسسه عسسز وجسسل‪ :‬وأنسسذر عشسسيرتك‬
‫القربين‪ ،‬قال‪» :‬يا معشسسر قريسسش أو كلمسسة‬
‫نحوها‪ :‬اشتروا أنفسكم ل أغني عنكم من الله‬
‫شيئا ً‪ ،‬يا بني عبسسد منسساف‪ :‬ل أغنسسي عنكسسم مسسن‬
‫الله شيئا ً‪ ،‬يا عباس بن عبد المطلب‪ :‬ل أغنسسي‬
‫عنك من اللسسه شسسيئا ً‪ ،‬ويسسا صسسفية عمسسة رسسسول‬
‫الله‪ :‬ل أغني عنك من الله شسسيئا ً‪ ،‬ويسسا فاطمسسة‬
‫‪127‬‬
‫بنت محمد‪ :‬سليني ما شئت من مالي ل أغني‬
‫عنك من الله شيئا ً« أخرجه البخاري‪.‬‬
‫فكر أيها المسلم وفكري أيتهسسا المسسسلمة فسسي‬
‫المر العظيم وهو قيسسام السسساعة وإنسسه لعظيسسم‬
‫حق سا ً حيسسن تسسذهل الم عسسن رضسسيعها وتسسسقط‬
‫الحامسسل حملهسسا وتكسسون عقسسول النسساس خاويسسة‬
‫وكل ذلك من الخوف والذي ينجسسي مسسن ذلسسك‪:‬‬
‫طاعة الله عز وجل وتسسرك معاصسسيه‪ .‬وحيسسن ل‬
‫يسسسأل الصسسديق عسسن صسسديقه ويبصسسر القريسسب‬
‫قريبه ويود المذنب لو يفدي نفسه من عسسذاب‬
‫يوم القيامة بأولده وبزوجته وبأخيه وبعشسيرته‬
‫وبجميع مسسن فسسي الرض‪ ,‬كل‪ ,‬إنهسسا النسسار السستي‬
‫تنزع اللحم عن العظم وتدعو المعرض البخيل‬
‫لتصليه في حرها والذي ينجي من ذلك‪ :‬طاعة‬
‫اللسسسه وتسسسرك معاصسسسيه‪.‬و إذا قسسسامت السسسساعة‬
‫وصسسخت الذان فعنسسدها يفسسر المسسرء مسسن أخيسسه‬
‫وأمه وأبيسسه وزوجتسسه وأولده ولكسسل واحسسد ممسسا‬
‫ذكر شأن يغنيه عن غيسسره ويجعلسسه خائف سا ً مسسن‬
‫النار والذي ينجي من هذه الهوال هسسو طاعسسة‬
‫الله والبعد عن معاصيه‬
‫وإذا كان النبي ‪ r‬ل يغني عن أقسساربه شسسيئا ً فل‬
‫يغني عن عمه ول عن عمته ول حتى عن ابنته‬
‫أفل يدل ذلك على أن ليس للنسان إل عملسسه‬
‫الصالح وفي ذلك فليتنافس المتنافسون‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫إن الله شديد العقاب وإنه غفور رحيم فبسسترك‬
‫الذنوب بعد رحمة الله ننجو من عقابه‬
‫وبفعسسسل الطاعسسسات بعسسسد عفسسسو اللسسسه نحظسسسى‬
‫بمغفرته‪.‬ونعيسسش بيسسن الرجسساء والخسسوف ففسسي‬
‫حال الصحة نقدم الخوف فنبتعد عسسن السسذنوب‬
‫والمعاصي وفسسي حسسال المسسرض نقسسدم الرجسساء‬
‫ونحسسسن الظسسن بسسالله لنسسه تعسسالى قسسال فسسي‬
‫الحديث القدسي‪» :‬أنا عند حسن ظسسن عبسسدي‬
‫بسسي«‪ ،‬وقسسال تعسسالى‪ :‬واتقسسوا يومسا ً ل تجسسزي‬
‫نفس عن نفس شيئا ً ول يقبل منها شفاعة ول‬
‫يؤخسسذ منهسسا عسسدل ول هسسم ينصسسرون‪ ‬وقسسال‬
‫تعالى‪ :‬واتقوا يوما ً ُترجعون فيه إلى الله ثم‬
‫توفى كل نفس ما كسبت وهسسم ل يظلمسسون‪‬‬
‫]البقرة‪ ،[281 ,48 :‬س وقال تعالى‪ :‬يسسا أيهسسا‬
‫الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نسسارا ً وقودهسسا‬
‫الناس والحجارة عليهسسا ملئكسسة غلظ شسسداد ل‬
‫يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يسسؤمرون‪‬‬
‫]التحريم ‪،[6 :‬س وقال تعالى‪ :‬يسسا أيهسسا السسذين‬
‫آمنوا ل تقدموا بين يدي اللسسه ورسسسوله واتقسسوا‬
‫اللسسه إن اللسسه سسسميع عليسسم‪] ‬الحجسسرات‪،[1 :‬‬
‫وقسسال تعسسالى‪ :‬يسسا أيهسسا السسذين آمنسسوا إن مسسن‬
‫أزواجكم وأولدكم عسسدوا ً لكسسم فاحسسذروهم وإن‬
‫تعفسسوا وتصسسفحوا فسسإن اللسسه غفسسور رحيسسم‪‬‬
‫]التغابن‪ ،[14 :‬وقال تعسسالى‪ :‬إنمسسا أمسسوالكم‬
‫وأولدكم فتنسسة وأن اللسسه عنسسده أجسسر عظيسسم‪‬‬
‫‪129‬‬
‫]اليسسة السسسابقة مسسن سسسورة النفسسال ورقمهسسا‪:‬‬
‫‪.[28‬‬
‫‪ -188‬عن أسامة بن زيد رضسسي اللسسه عنهمسسا‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :r‬ما ادع ُ بعسسدي فتنسسة‬
‫أضسسر علسسى الرجسسال مسسن النسسساء« أخرجسسه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -189‬عسسن أبسسي سسسعيد الخسسدري ‪ t‬أن رسسسول‬
‫الله ‪ r‬قام خطيبا ً وكان فيما قسسال‪» :‬إن السسدنيا‬
‫خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فنسساظر‬
‫كيسسسسف تعملسسسسون‪.‬أل فسسسساتقوا النسسسسار واتقسسسسوا‬
‫النساء‪.‬فإن أول فتنة بني إسرائيل كسسانت فسسي‬
‫النساء« أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ -190‬عن كعسسب بسسن عيسساض ‪ t‬قسسال‪ :‬سسسمعت‬
‫رسول الله ‪ r‬يقول‪» :‬إن لكل أمة فتنة وفتنسسة‬
‫أمتي المال« أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫لقد أمسسرت آيسسة سسسورة التحريسسم بالوقايسسة مسسن‬
‫النار للنفس والهل من الزوج والولد‪.‬‬
‫ونهت آية سورة الحجسسرات عسسن التقسسدم علسسى‬
‫الكتاب والسنة فما أمسسر اللسسه بسسه فسسي القسسرآن‬
‫نفعله وما نهى عنه نتركه وكسسذلك مسسا أمسسر بسسه‬
‫النبي ‪ r‬نفعله وما نهى عنه نتركه‪.‬‬
‫أما آيات سورتي التغابن والنفسسال فقسسد نبهسست‬
‫وحذرت من الموال والزواج والولد‪.‬‬
‫وأما الحساديث فقسد نبهست وحسذرت مسن فتنسة‬
‫النساء ومن فتنة المال‪ ،‬فإذا اعتبرنسسا واتعظنسسا‬
‫‪130‬‬
‫بما سبق عن الموت وأهسسواله وشسسدائده وعسسن‬
‫القبر ونعيمه أو عذابه فلنحاسب أنفسسسنا قبسسل‬
‫أن ُنحاسب‪.‬‬
‫هل نفعسسل مسسا أمرنسسا اللسسه بسسه ومسساأمر رسسسوله‬
‫وننتهي عما نهسسى اللسسه ورسسسوله لنقسسي أنفسسسنا‬
‫من النار؟ وهل نقي الزوجة مسن النسار بأمرهسسا‬
‫بالواجبسسات كالصسسلة والحجسساب ونهيهسسا عسسن‬
‫المحرمات كترك الصلة والتبرج وهل الزوجسسة‬
‫ترفسسض طاعسسة زوجهسسا فسسي معصسسية اللسسه كسسأن‬
‫يكون ل يصلي أو كسسان يسدخن ولبسسد مسن بيسسان‬
‫جواز كشف وجسسه المسسرأة بشسسروط ثلثسسة عنسسد‬
‫القائلين من العلماء بالجواز وهذه الشروط‪:‬‬
‫عدم تعرضها للفتنة أي عدم‬ ‫الول‪:‬‬
‫تعرض الرجال لها بالكلم ونحوه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون الوجه كما خلقه الله‬
‫تعالى أي بدون زينة على الطلق‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أل تكون بارعة الجمال حتى‬
‫لتعّرض الرجال للفتنة‪.‬‬
‫والقول الخر للعلماء هو وجوب تغطية المرأة‬
‫لوجهها ولكل فريق أدلته وليس مكسسان ذكرهسسا‬
‫هنا وفي كل قضية يكون للعلمسساء فيهسسا قسسولن‬
‫ينبغسسي الخسسذ بسسالحوط ففسسي تغطيسسة أو عسسدم‬
‫تغطية وجه المرأة يكون الفضسسل التغطيسسة إذا‬
‫تسسوافرت الشسسروط السسسابقة والوجسسب إذا لسسم‬
‫تتسسسوافر بكاملهسسسا‪ .‬أمسسسا الختلط كالسسسسهرات‬

‫‪131‬‬
‫الجماعية بين الرجال والنسسساء والسستي ل تخلسسو‬
‫مسسن كشسسف للسسوجه ومسسزاح وضسسحك فل تجسسوز‬
‫وهي حرام وأما السسدخان فتطبسسق عليسسه وعلسسى‬
‫غيره القاعسسدة الفقهيسسة‪» :‬مسسا زاد ضسسرره عسسن‬
‫نفعه فهو حرام«‪.‬‬
‫ضسان الولد علسى الطاعسات‬ ‫وهل الوالسدان يح ّ‬
‫للنجاح في امتحان القبر كمسسا يحضسسانهم علسسى‬
‫الدراسة للنجاح في امتحانات الدنيا؟؟؟؟‬
‫فالولسسد فتنسسة»امتحسسان« لوالسسديه فسسإن ربيسساه‬
‫وعوداه على الطاعات كانا شركاءه في الجر‪،‬‬
‫وإن تركاه يرتسسع فسسي المعاصسسي كانسسا شسسركاءه‬
‫في الوزر‪.‬‬
‫والمسسرأة العاصسسية للسسه عسسدوة لزوجهسسا لنهسسا‬
‫تشركه في وزرها والسسزوج العاصسسي للسسه عسسدو‬
‫لزوجته لنه يشسسركها فسسي وزره‪ ،‬والمسسال فتنسسة‬
‫لصسساحبه فسسالفوز والربسسح فسسي كسسسبه بسسالحلل‬
‫وإنفسساقه فسسي الحلل والهلك والخسسسران فسسي‬
‫كسبه بالحرام وإنفاقه في الحرام‪.‬‬
‫والولسسد العاصسسي للسسه كتسسارك الصسسلة كالعسسدو‬
‫لوالديه يخاصمهما يوم القيامة لهمالهمسسا فسسي‬
‫توجيهه وكما يسبب العدو ضررا ً لعدوه يسسسبب‬
‫الولد العاصي ضررا ً لوالديه بزيادة سيئاتهما‪.‬‬
‫والمسسرأة بسسوجه عسسام فتنسسة للرجسسل فسسإن كسسانت‬
‫علقته بها بالحلل فاز ونجا وإن كانت بالحرام‬
‫خاب وخسر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪132‬‬
‫] ‪[ 86‬‬
‫الفرق بيننا وبين السلف‬
‫الفرق بيننا وبين السلف الصالح فسسي اليمسسان‪:‬‬
‫نقص في إيماننا وزيادة في إيمانهم‪ ،‬كسسانوا إذا‬
‫تحدثوا عن الجنة آمنوا بهسسا كسسأنهم يرونهسسا رأي‬
‫دوا فسسي طلبهسسا بمسسا اسسستطاعوا مسسن‬ ‫العين فجس ّ‬
‫صدقة وصوم وتطوع وصلة في الليل والناس‬
‫نيسسام إلسسى غيسسر ذلسسك مسسن النوافسسل فض سل ً عسسن‬
‫الواجبات‪ ،‬أما نحسن فنتحسدث عسسن الجنسة كسأي‬
‫موضسسوع دون أن نتسسأثر أو يتغيسسر فسسي سسسلوكنا‬
‫شيء نحسو الفضسسل فنبقسسى نصسلي فسي بيوتنسسا‬
‫بالرغم من أن صلة الجماعة في المسسسجد إن‬
‫لم تكن واجبة فهسسي أفضسسل مسسن صسسلة الفسسرد‬
‫بسسسبع وعشسسرين درجسسة وصسسلة الجماعسسة فسسي‬
‫المسجد أفضل من صلة الجماعة فسسي السسبيت‬
‫لنه كلمسا زاد عسدد المصسلين زاد الجسر وعسدد‬
‫الجماعة في المسسسجد أكسسثر مسسن عسسددهم فسسي‬
‫البيت‪.‬‬
‫وإن تحدثوا عن النسسار آمنسوا بهسا كسأنهم يرونهسا‬
‫رأي العين فتركوا صسسغائر السسذنوب فض سل ً عسسن‬
‫كبائرها أما نحن فنتحسسدث عسسن النسسار فنضسسحك‬
‫بدل ً من البكاء وكأننا نتحدث عن موقد للتدفئة‬

‫‪133‬‬
‫وربما انتقلنا من ارتكاب الصغائر إلى ارتكسساب‬
‫الكبائر كالغيبة والنميمة إن لم يكن أكبر‪.‬‬
‫إذا ً الفرق بيننا وبينهم هو‪ :‬نقص إيماننا وزيسسادة‬
‫إيمانهم‪ ،‬ومن العلج المفيسسد لزيسسادة اليمسسان ‪-‬‬
‫بعسسد توفيسسق اللسسه ‪ -‬الكثسسار مسسن ذكسسر مسسا نحسسن‬
‫بصدده وهو الموت‪.‬‬
‫وفي مناقشة بين علي بن أبي طالب ‪ t‬وبيسسن‬
‫بعض المشركين قال لهم‪ :‬نأكسسل كمسسا تسسأكلون‬
‫ونشرب كما تشسسربون ونسستزوج كمسسا تسستزوجون‬
‫فإن كانت حيساة بعسسد المسسوت وحسساب وجسزاء‬
‫فنحن الرابحون وأنتم الخاسرون وإن لم تكسسن‬
‫حياة ول حساب ول جزاء فنحن وأنتسسم سسسواء‪،‬‬
‫ففكر السامعون وآمن أكسسثرهم ونحسسن ‪ -‬وللسسه‬
‫الحمد مؤمنون ‪ -‬وإن كسان فسي إيماننسا ضسعف‬
‫فلو أكثرنا من ذكر هادم اللذات الموت فلعسسل‬
‫الله المنسسان ذا الجسسود والكسسرام يتفضسسل علينسسا‬
‫بزيسسادة إيماننسسا فهسسو نعسسم المسسسؤول ونعسسم‬
‫المجيب‪.‬‬
‫وعلينسسا بزيسسادة تلوة القسسرآن بتمهسسل وإمعسسان‬
‫فذلك مما يساعد على زيادة اليمان وليكن ما‬
‫نتلوه كل يوم ل يقل عن جزء واحد وذلك بعسسد‬
‫صلة الفجر وقبل بدء العمل أو فسسي أي وقسست‬
‫من اليوم‪ .‬ويجب أن تكون التلوة في الصسسلة‬
‫أو خارجها بتمهل وترتيل ‪0‬فمسسن أراد الخشسسوع‬
‫في الصلة فليقرأ بتجويد وترتيل والتمهل فسسي‬

‫‪134‬‬
‫القراءة يساعد على الترتيل ومما يساعد على‬
‫الخشوع أيضا ً تنويع القسسراءة بحيسسث يقسسرأ فسسي‬
‫كل ركعة من سورة وإن كان ما يحفظسسه قليل ً‬
‫فيكفيسسه أن يقسسرأ بعسسد الفاتحسسة فسسي الركعسستين‬
‫الولييسن مسن الصسلة الثلثيسة والرباعيسة وفسي‬
‫ركعسستي الفجسسر يكفيسسه أن يقسسرأ آيسسة طويلسسة أو‬
‫ثلث آيسسات قصسسار ‪0‬ول يسسداوم القسسراءة مسسن‬
‫سورة واحدة أو من سور محددة فسسإن ذلسسك ل‬
‫يساعد على الخشوع‪.‬‬
‫‪‬‬

‫] ‪[ 87‬‬
‫الخاتمة‬
‫بدأت بحمد اللسسه وأختسسم بحمسسده سسسبحانه فهسسو‬
‫وحسسده المسسستحق للحمسسد علسسى نعمسسه السستي‬
‫لُتحصى وأجلها نعمسسة اليمسسان وأرجسسوه تعسسالى‬
‫أن يجعلنسسي ممسسن وصسسفهم بقسسوله‪ :‬إنمسسا‬
‫المؤمنون الذين إذا ذكسسر اللسسه وجلسست قلسسوبهم‬
‫وإذا تليسست عليهسسم آيسساته زادتهسسم إيمان سا ً وعلسسى‬
‫ربهم يتوكلون‪] ‬النفال‪.[2 :‬‬
‫إن مشاهدة المحتضرين وإغماض عيونهم فور‬
‫موتهم ومشاهدة القبر وكيفية دفن الميت فيه‬
‫ومن قبل تغسيله وتكفينسسه والصسلة عليسه كسل‬

‫‪135‬‬
‫ذلك إذا لم يؤثر فينا فما الذي يؤثر؟؟؟ وكذلك‬
‫معرفة أمارات الساعة وما يجري بعسسد البعسسث‬
‫والنشسسور مسن تطسساير الصسسحف ووزن العمسسال‬
‫والمرور على الصراط ففي ذلسسك ذكسسرى لمسن‬
‫يتذكر ويتعظ‪.‬‬
‫وفي الحديث‪» :‬ليس الخبر كالمعاينسسة« السسذي‬
‫مر برقم ‪ -10-‬تنبيه لذلك‪.‬‬
‫ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم لمسسا نسسزل‬
‫قوله تعالى‪ :‬ياأيها الذين آمنسسوا إنمسسا الخمسسر‬
‫والميسر والنصاب والزلم رجسسس مسسن عمسسل‬
‫الشيطان فاجتنبوه لعلكسسم تفلحسسون إنمسسا يريسسد‬
‫الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في‬
‫الخمر والميسر ويصدكم عسن ذكسر اللسه وعسن‬
‫الصسسلة فهسسل أنتسسم منتهسسون‪] ‬المسسائدة‪-90 :‬‬
‫‪.[91‬‬
‫قالوا ‪ :‬انتهينا يا رب انتهينا وأراقوا دنان الخمر‬
‫في أزقة المدينة‪.‬‬
‫وهل يكفي أن نعلم أن هول المطلع شديد ثم‬
‫ل نتأثر ول يتحسسول سسسلوكنا نحسسو الفضسسل ؟ أل‬
‫نكون عندئذ من الغافلين؟؟!! والعياذ بالله‪.‬‬
‫عنسسدما ُنحتضسسر‪ -‬وليسسس ذلسسك ببعيسسد ‪ -‬ونسسرى‬
‫مقعدنا من الجنة أو النار‪،‬ونشاهد ملك الموت‬
‫وملئكة الرحمة أو العذاب ل فائدة عندئذ مسسن‬
‫الرؤيسسسة والمشسسساهدة فقسسسد انتهسسسى المتحسسسان‬
‫وصسسدرت النتسسائج كمسسا عنسسدما يحيسسن موعسسد‬

‫‪136‬‬
‫الحساب والمرور على الصراط يظهسسر الفسسرق‬
‫بين من قدم لنفسسسه ومسسن لسسم يقسسدم ول ينفسسع‬
‫الندم‪.‬‬
‫أمسسا الن فعلينسسا اغتنسسام الحيسساة قبسسل المسسوت‬
‫‪،‬والصسسسسحة قبسسسسل المسسسسرض‪ ،‬والغنسسسسى قبسسسسل‬
‫الفقسسر‪،‬والشسسباب قبسسل الهسسرم‪،‬والفسسراغ قبسسل‬
‫الشغل‪،‬للتزّود بالعمسال الصسالحة والبعسد عسسن‬
‫العمال السيئة‪.‬‬
‫سام رحمسسه اللسسه‬‫روي عن الشيخ عز الدين الق ّ‬
‫ث ويشجع المجاهدين الفلسسسطينين‬ ‫أنه كان يح ّ‬
‫لقتال اليهود وقد شعر المجاهسسدون أن الشسسيخ‬
‫سيخرج للجهاد فقالوا له‪ :‬نكفيسسك عسسن الجهسساد‬
‫للحاجة إليك للتوجيه قسسال‪ :‬إنسسي لسسستحي مسسن‬
‫الله أن أدعو إلسى الجهساد ول أجاهسد‪،‬ثسم خسرج‬
‫وقاتل حتى اسُتشسسهد‪،‬وعلينسسا أن نسسستحي مسسن‬
‫الله بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وبسسذلك‬
‫نكون قد اعتبرنا بسسالموت ومسسا بعسسده وبسسالبعث‬
‫وما بعده‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين‬
‫‪‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -‬الفهرس ‪-‬‬
‫الموضوع‬ ‫الرقم‬
‫الصفحة‬
‫المقدمة‪2.............................................‬‬
‫[‬ ‫‪1‬‬ ‫]‬
‫النهي عن تمني الموت والدعاء به لضسسر نسسزل‬
‫في المال والجسد‪6................................‬‬
‫[‬ ‫‪2‬‬ ‫]‬
‫جواز تمني المسسوت والسسدعاء بسسه خسسوف ذهسساب‬
‫الدين‪7................................................‬‬
‫[‬ ‫‪3‬‬ ‫]‬
‫ذكر الموت وفضله والستعداد له‪8..............‬‬
‫[‬ ‫‪4‬‬ ‫]‬
‫ما يذكر بالموت والخرة ويزهد في الدنيا‪9....‬‬
‫[‬ ‫‪5‬‬ ‫]‬
‫ما يقال عند زيارة القبور‪ ،‬وجواز البكاء عندها‬
‫‪11‬‬
‫[‬ ‫‪6‬‬ ‫]‬
‫المؤمن يموت بعرق الجبين‪12..................‬‬
‫[‬ ‫‪7‬‬ ‫]‬
‫سكرات الموت‪13..................................‬‬
‫[‬ ‫‪8‬‬ ‫]‬
‫الموت كفارة لكل مسلم‪15......................‬‬

‫‪138‬‬
‫[‬ ‫‪9‬‬ ‫]‬
‫حسن الظن بالله‪15...............................‬‬
‫[‬ ‫‪10‬‬ ‫]‬
‫تلقين المحتضر ل إله إل الله ‪16................‬‬
‫[‬ ‫‪11‬‬ ‫]‬
‫من حضر المحتضر فليتكلم بخير‪ ،‬وليدع له إن‬
‫مات‪17...............................................‬‬
‫[‬ ‫‪12‬‬ ‫]‬
‫سوء الخاتمة‪،‬والعمل بالخواتيم‪18...............‬‬
‫[‬ ‫‪13‬‬ ‫]‬
‫رسل ملك الموت قبل الوفاة‪20................‬‬
‫[‬ ‫‪14‬‬ ‫]‬
‫التوبة وشروطها‪21.................................‬‬
‫[‬ ‫‪15‬‬ ‫]‬
‫ل تخرج روح العبد حتى يبشر ويصعد بها‪26...‬‬
‫[‬ ‫‪16‬‬ ‫]‬
‫تلقي الرواح في السماء‪،‬والسؤال عسسن أهسسل‬
‫الرض‪27.............................................‬‬
‫[‬ ‫‪17‬‬ ‫]‬
‫نسبة الخلق والتصسسوير والوفسساة للملسسك نسسسبة‬
‫مجازية‪28............................................‬‬
‫[‬ ‫‪18‬‬ ‫]‬
‫تحسين الكفن والسراع بالجنازة وكلمها‪30. .‬‬

‫‪139‬‬
‫[‬ ‫‪19‬‬ ‫]‬
‫هل ينتفع الموتى بشيء من سسسعي الحيسساء أم‬
‫ل؟‪31.................................................‬‬
‫[‬ ‫‪20‬‬ ‫]‬
‫يدفن العبد في الرض التي خلق منها‪33......‬‬
‫[‬ ‫‪21‬‬ ‫]‬
‫كل عبد يذر عليه من تراب حفرته‪33...........‬‬
‫[‬ ‫‪22‬‬ ‫]‬
‫ما يتبع الميت إلى قبره وما يبقى معسسه وهسسول‬
‫المطلع‪34............................................‬‬
‫[‬ ‫‪23‬‬ ‫]‬
‫القبر أول منازل الخرة‪35........................‬‬
‫[‬ ‫‪24‬‬ ‫]‬
‫اختيسسار مكسسان السسدفن وفضسسله فسسي المدينسسة‬
‫المنورة‪37...........................................‬‬
‫[‬ ‫‪25‬‬ ‫]‬
‫ضغط القبر على صاحبه وإن كان صالحا ً‪38. .‬‬
‫[‬ ‫‪26‬‬ ‫]‬
‫الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه‪39..........‬‬
‫[‬ ‫‪27‬‬ ‫]‬
‫الوقوف عند القبر بعد الدفن‪،‬والسسدعاء للميسست‬
‫بالتثبيت‪40...........................................‬‬
‫[‬ ‫‪28‬‬ ‫]‬
‫سؤال الملكين للميت‪41..........................‬‬

‫‪140‬‬
‫[‬ ‫‪29‬‬ ‫]‬
‫حديث البراء المشهور عن أحوال الموتى‪43..‬‬
‫[‬ ‫‪30‬‬ ‫]‬
‫من أسباب عذاب القبر‪49........................‬‬
‫[‬ ‫‪31‬‬ ‫]‬
‫الستعاذة من عذاب القبر ومن عذاب النار‪. . .‬‬
‫‪49‬‬
‫[‬ ‫‪32‬‬ ‫]‬
‫ما ينجي من فتنة القبر وعذابه‪50...............‬‬
‫[‬ ‫‪33‬‬ ‫]‬
‫الميت ُيعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ‪52‬‬
‫[‬ ‫‪34‬‬ ‫]‬
‫من هم الشسسهداء؟ سسسوى الشسسهيد فسسي سسسبيل‬
‫اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه؟‬
‫)أنواع الشهداء(‪53.................................‬‬
‫[‬ ‫‪35‬‬ ‫]‬
‫النسان يبلى إل عجب الذنب‪54.................‬‬
‫[‬ ‫‪36‬‬ ‫]‬
‫أجساد النبياء والشهداء ل تبلى‪ ،‬وهم أحياء ‪54‬‬
‫[‬ ‫‪37‬‬ ‫]‬
‫الموتى يسمعون‪55................................‬‬
‫[‬ ‫‪38‬‬ ‫]‬
‫عذاب القبر هو عذاب البرزخ‪56.................‬‬
‫[‬ ‫‪39‬‬ ‫]‬
‫رؤيا للنبي ‪56.....................................r :‬‬

‫‪141‬‬
‫[‬ ‫‪40‬‬ ‫]‬
‫الرواح منعمة ومعذبة‪59..........................‬‬
‫[‬ ‫‪41‬‬ ‫]‬
‫للنفس أربع دور‪59................................‬‬
‫[‬ ‫‪42‬‬ ‫]‬
‫أشراط الساعة‪61..................................‬‬
‫[‬ ‫‪43‬‬ ‫]‬
‫بعثت أنا والساعة كهاتين‪64......................‬‬
‫[‬ ‫‪44‬‬ ‫]‬
‫أمور تكون بين يدي الساعة‪64..................‬‬
‫[‬ ‫‪45‬‬ ‫]‬
‫أول ما يرفع مسسن النسساس الخشسسوع والفسسرائض‬
‫]علم المواريث[‪68.................................‬‬
‫[‬ ‫‪46‬‬ ‫]‬
‫دروس السلم‪،‬وذهاب القرآن‪69................‬‬
‫[‬ ‫‪47‬‬ ‫]‬
‫ذكر بعض ما جاء عن الدجال‪69.................‬‬
‫[‬ ‫‪48‬‬ ‫]‬
‫نزول عيسى عليه الصلة والسلم‪71...........‬‬
‫[‬ ‫‪49‬‬ ‫]‬
‫خروج يأجوج ومأجوج‪72..........................‬‬
‫[‬ ‫‪50‬‬ ‫]‬
‫خروج الدابة‪ ،‬ومن أين تخرج‪73.................‬‬
‫[‬ ‫‪51‬‬ ‫]‬
‫طلوع الشمس من مغربها‪74....................‬‬

‫‪142‬‬
‫[‬ ‫‪52‬‬ ‫]‬
‫ل تقوم الساعة حتى ل يقال في الرض‪ :‬اللسسه‬
‫الله‪75................................................‬‬
‫[‬ ‫‪53‬‬ ‫]‬
‫على من تقوم الساعة؟‪76.......................‬‬
‫[‬ ‫‪54‬‬ ‫]‬
‫انقراض الخلق‪،‬وذكر النفخ والصعق‪78.........‬‬
‫[‬ ‫‪55‬‬ ‫]‬
‫يفنى العباد ويبقى الملك لله وحده‪80..........‬‬
‫[‬ ‫‪56‬‬ ‫]‬
‫النفخ الثاني للبعث في الصور‪80................‬‬
‫[‬ ‫‪57‬‬ ‫]‬
‫يبعث كل عبد على ما مات عليه‪81.............‬‬
‫[‬ ‫‪58‬‬ ‫]‬
‫أيسسسسسسسسسسسسسن يكسسسسسسسسسسسسسون النسسسسسسسسسسسسساس؟‬
‫‪‬يوم تبدل الرض غير الرض والسموات‪. ‬‬
‫‪82‬‬
‫[‬ ‫‪59‬‬ ‫]‬
‫أمور تكون قبل الساعة‪83........................‬‬
‫[‬ ‫‪60‬‬ ‫]‬
‫الحشر ومعناه الجمع‪84...........................‬‬
‫[‬ ‫‪61‬‬ ‫]‬
‫أحوال الناس بعد البعث وكيف يحشرون‪85...‬‬
‫[‬ ‫‪62‬‬ ‫]‬
‫يحشر الناس حفاة عراة غرل ً‪87................‬‬

‫‪143‬‬
‫[‬ ‫‪63‬‬ ‫]‬
‫لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه‪88...........‬‬
‫[‬ ‫‪64‬‬ ‫]‬
‫يسسوم القيامسسة فسسي سسسور التكسسوير‪ ،‬والنفطسسار‪،‬‬
‫والنشقاق‪89........................................‬‬
‫[‬ ‫‪65‬‬ ‫]‬
‫من أهوال يوم القيامة‪91.........................‬‬
‫[‬ ‫‪66‬‬ ‫]‬
‫ما ينجي من أهوال يوم القيامة‪92..............‬‬
‫[‬ ‫‪67‬‬ ‫]‬
‫الشفاعة العامة لهل المحشر‪94...............‬‬
‫[‬ ‫‪68‬‬ ‫]‬
‫الشسسفاعة العامسسة لهسسل الموقسسف هسسي المقسسام‬
‫المحمود‪97..........................................‬‬
‫[‬ ‫‪69‬‬ ‫]‬
‫أسعد الناس بشفاعة النبي ‪99.................r‬‬
‫[‬ ‫‪70‬‬ ‫]‬
‫العرض وتطاير الصحف ومن نوقش الحسساب‬
‫عذب‪100............................................‬‬
‫ُ‬
‫[‬ ‫‪71‬‬ ‫]‬
‫الله تعالى يكلم العبد ليس بينه وبينه ترجمان ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫[‬ ‫‪72‬‬ ‫]‬
‫القصاص يوم القيامة بين الناس‪104...........‬‬

‫‪144‬‬
‫[‬ ‫‪73‬‬ ‫]‬
‫أول من يحاسب أمة محمد ‪106..............r‬‬
‫[‬ ‫‪74‬‬ ‫]‬
‫أول ما يحاسب عليه من العمال‪ ،‬وما يقضسسى‬
‫فيه‪106...............................................‬‬
‫[‬ ‫‪75‬‬ ‫]‬
‫شهادة أعضاء الكافر والمنافق عليهما‪108....‬‬
‫[‬ ‫‪76‬‬ ‫]‬
‫شهادة الرض بما عمل عليهسسا وشسهادة المسال‬
‫على صاحبه‪110....................................‬‬
‫[‬ ‫‪77‬‬ ‫]‬
‫سؤال اللسسه للنبيسساء وشسسهادة هسسذه المسسة لهسسم‬
‫بالتبليغ‪111..........................................‬‬
‫[‬ ‫‪78‬‬ ‫]‬
‫عقوبة منع الزكاة والغلول والغدر‪111.........‬‬
‫[‬ ‫‪79‬‬ ‫]‬
‫حوض النبي ‪114.................................r‬‬
‫[‬ ‫‪80‬‬ ‫]‬
‫ما جاء في الميزان وأنه حق‪116................‬‬
‫[‬ ‫‪81‬‬ ‫]‬
‫يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد‪121....‬‬
‫[‬ ‫‪82‬‬ ‫]‬
‫المرور على الصراط‪123.........................‬‬

‫‪145‬‬
‫[‬ ‫‪83‬‬ ‫]‬
‫الصراط الثاني وهو قنطرة بين الجنة والنار‪...‬‬
‫‪125‬‬
‫[‬ ‫‪84‬‬ ‫]‬
‫من دخل النار من الموحسسدين يحسسترق ويمسسوت‬
‫ثم يخرج بالشفاعة‪126...........................‬‬
‫[‬ ‫‪85‬‬ ‫]‬
‫من هدي القرآن والسنة‪127.....................‬‬
‫[‬ ‫‪86‬‬ ‫]‬
‫الفرق بيننا وبين السلف‪133.....................‬‬
‫[‬ ‫‪87‬‬ ‫]‬
‫الخاتمة‪135..........................................‬‬
‫‪ -‬الفهرس ‪138....................................-‬‬
‫‪‬‬

‫‪146‬‬

You might also like