Professional Documents
Culture Documents
< <êÛ×ÃÖ]<ovfÖ]æ<êÖ^ÃÖ]<Üé×ÃjÖ]<ì…]‡æ
< <íË×¢^e<…ç^Â<á^è‡<êÃÚ^¢]ˆÒ†¹]
< <éŠjÖ]æ<íè^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<íé×Ò
< <
< <
< <
< <íÚ^ÃÖ]<íéÖ^¹]<Œ^éÏÚ<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<íè^’jÎ]<Ýç×Â<íéÞ^nÖ]<íߊÖ]
< <02<tçËÖ]
< <
< <
< <
< <
< <Ùçu<o6
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <
< <<ƒ^j‰÷]<Í]†c<k<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ífתÖ]<]‚Âc<àÚ
ê¾ç˦<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<Øéפ]<…^j§<|çÞ…‡ •
xe]…<‹é×u •
< <
< <
< <
< <
< <2008K2007<íéÃÚ^¢]<íߊÖ]
< <
< <
< <
-2-
<< < <
< <
< <
ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻻﻭﻝ :ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻭ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ) ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻔﲏ ﻟﻼﺳﺘﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻀﺮﻳﱯ(.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﺮﺑﻂ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ .
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻌﺮ .
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﺽ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ( .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ.
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﳌﺰﺍﻳﺎ ﻭ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻭ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.
ﺧﺎﲤﺔ
-3-
مقدمة
ان التطور السريع الذي شھده العالم و اتساع نطاق المعامالت التجارية و المالية أجبر مختلف
دول العالم علي إيجاد وسائل و موارد جديدة لتمويل مشاريعھا ونفقاتھا العامة ،و من بين أھم ھذه
الموارد نجد الموارد الجبائية التي تلجأ إليھا الدول لتغطية متطلباتھا االقتصادية.
من ھنا يظھر لنا الدور الذي تلعبه الضريبة باعتبارھا أھم مورد يمول الخزينة العامة للدولة و
وسيلة لتدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،و اعتبارا لھذه األدوار الھامة التي تلعبھا في تدعيم إيرادات
الدولة أصبحت موضوع اھتمام رجال الفكر المالي سعيا منھم إليجاد حلول ايجابية و فعالة لألزمات
المالية و االقتصادية ،أي إشباع الحاجات المتزايدة.
و من ھذا المنطلق أصبح الحديث عن موضوع الضرائب علما قائما في كل أقطار العالم و
الذي ھو لب بحثنا
وعليه قمنا بتقسيم بحثنا ھذا الى ثالث مباحث ،حيث نتناول في المبحث األول الي ماھية
الضريبة ،ثم نتطرق في المبحث الثاني إلى التقسيمات والتصنيفات المختلفة للضرائب و تقدير
الضريبة و كيفية تحصيلھا ،ثم في األخير الى انواع الضريبة مزاياھا وعيوبھا.
-4-
المطلب األول :ماھية الضريبة وخصائصھا.
تعتبر الضريبة في عصرنا الحالي من أھم أنواع اإليرادات العامة التي تعتمد عليھا الدولة لتغطية
النفقات العانة للدولة ،ھذه األخيرة التي تجبر األفراد لنظام معين علي مجموعة من القواعد و المبادئ
التي تسيير الدول و التزام األفراد بأداء الضريبة ،و للضريبة أھميتھا البالغة للدولة باعتبارھا من أھم
الموارد الممولة لميزانيتھا و تستخدمھا كأداة فعالة في تنفيذ السياسات المالية و االقتصادية و
االجتماعية و عليه فاألجدر إلقاء الضوء عليھا.
الفرع األول :تعريف الضريبة
تعددت التعاريف التي أعطاھا علماء المالية و المفكرون االقتصاديون للضريبة غير أن ھذه التعاريف
تنصب في معين واحد و تحدد شرطين أساسين للضريبة و ھما عنصرا اإلجبار و المقابل الملموس.
التعريف األول :
عرفھا قاسطون جيز الذي يقول " ان الضريبة ھي األداء المالي اإلجباري الذي يدفعه الملزم
بھا )أي الضريبة( بصفة نھائية و بدون مقابل لتحقيق تغطية النفقات العمومية". 1
و استنتاجا لھذا التعريف أن له أربعة أركان أساسية و التي تفرق الضريبة عن باقي الموارد األخرى :
_ الضريبة مساھمة نقدية و أداء مالي بمعني أنه ال يجوز أن تكون في شكل سلعة أو خدمة فكنا
كان عليه الحال في التقديم حيث كانت تدفع عينا كنسبة معينة من المحصول الزراعي ،و في الوقت
الحاضر تم االستغناء عن األسلوب ألنه ال يتوافق مع مقتضيات النقدي. 2
_ الضريبة تدفع إجباريا و يبدو جليا مفھوم الجبر في انفراد السلطات العامة بوضع النظام
القانوني للضريبة من خالل تحديد وعائھا و كيفية تحصيلھا و ال تفرض أي الضريبة إال بقانون و ال
يجري تعديلھا أو إلغاءھا إال بقانون يظھر عادة من خالل قوانين المالية.
_ تدفع الضريبة بدون مقابل فالمكلف ال يعرف مقدار و ال طبيعة المنفعة التي تعود عليه و
السبب في ذلك أن المنفعة التي يستفيد منھا ال تتناسب مع مقدار الضريبة المدفوعة و عادة تقوم الدولة
بخدماتھا تحقيق للنفع العام مما يستلزم تكاثف و تضامن الجميع في المساھمة في األعباء و ال يمكن أن
يحتج الشخص بعدم المساھمة بحجة أنه ال يوافق علي الخدمات المقدمة.
إذن الضريبة فريضة عامة يتحملھا كل قادر علي الدفع ،تدفع الضريبة بصفة نھائية و ال يمكن
استردادھا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-حسين الصغير ،دروس في المالية و المحاسبة العمومية ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،سنة ،1999ص .53
-2علي العربي و عبد المعطي عساف ،إدارة المالية العامة ،جامعة اإلسكندرية ،مصر ،دون تاريخ ،ص .80
-5-
التعريف الثاني :
" ھي مساھمة نقدية تفرض علي المكلفين بھا حسب قدراتھم التساھمية و التي تقوم عن طريق
السلطة بتحويل األموال المحصلة و بشكل نھائي و دون مقابل محدد نحو تحقيق األھداف المحددة من
طرف السلطة العمومية".
التعريف الثالث :
" الضريبة ھي فريضة نقدية يتحملھا المكلفون بصورة نھائية دون مقابل و ھي أداة مالية تلجأ
1
. إليھا الدولة لتحقيق أھدافھا"
التعريف الرابع :
"أي اقتطاع نقدي ذو سلطة ،دون مقابل ،منجز لفائدة الجماعات اإلقليمية )دولة و جماعاتھا المحلية(
أو لصالح الھيئات العمومية اإلقليمية ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد زھير شامية و خالد الخطيب ،المالية العامة ،دار الزھرة للنشر و التوزيع ،سنة ، 1997ص .131 -1
-6-
الفرع الثاني :خصائص الضريبة
من التعاريف السابقة يمكن استخالص الخصائص التالية :
الضريبة ھي اقتطاع نقدي : .1
و يقصد بذلك أن المكلف بالضريبة يقوم بدفعھا لصالح الدولة في صورة نقدية ،عكس ما كان
عليه الحال في السابق ،أين كانت تدفع الضريبة بشكل عيني و ھذا بتقديم األفراد جزءا من محاصيلھم
الزراعية أو بالعمل أليام معدودة لصالح الدولة إال أن نظام الضريبة العينية لم يكن عادال عند فرض
الضريبة علي الناتج اإلجمالي دون النظر الي تكاليف اإلنتاج المكلف .1
.2الضريبة فريضة إلزامية :
أي أن للفرد الحرية في دفع الضريبة أو عدم دفعھا ،وال في اختيار مقدارھا وال في كيفية و
موعده ،بل ھو مجبر علي دفعھا و ھذا ما يميزھا عن غيرھا من اإليرادات المالية األخرى.
.3الضريبة تفرض من قبل الدولة :
تفرض الضريبة علي كل شخص قادر علي الدفع تبعا لمقدراته المالية ،فالضريبة ھي طريقة
لتقسيم األعباء العامة بين األفراد وفقا لمقدرتھم .
.4الضريبة تفرض دون مقابل :
كانت الضريبة ھي القشط التأمين يدفعه المكلفون للدولة كي يؤمنون به علي حياتھم و أموالھم ،
لكن الفكر المالي الحديث يرى أن الضريبة ھي تضامن اجتماعي أي تفرض علي كل األفراد بغض
النظر عن المنافع التي تعود عليھم من جراء قيام الدولة بدورھا في النشاط االقتصادي و االجتماعي و
ھكذا انتقت فكرة المقابل الملموس في فرض الضريبة و أصبحت فريضة بدون مقابل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-7-
أحمد زھير شامية و خالد الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص .132 -1
المطلب الثالث :قواعد الضريبة و أھدافھا
بعد ما تناولنا في المطلب األول مفھوم الضريبة و مختلف الخصائص التي تتوفر عليھا ،و
علما أن أساس فرض الضريبة ھو الجبر ، 1أي إخبار المكلفين بالدفع فأي قانون ينص علي أن نوع
من الضرائب يلزم المكلفين بدفعھا و الذين حددھم ھذا األخير بأدائھا دون أي تماطل و إال فرضت
عليه عقوبات التأخير طبقا لقوانين التھرب الضريبي.
غير أن اإللزامية الضريبية أدت بعلماء المالية الي استخالص نظريات و قواعد الضريبة التي تحد من
حساسية الملزمين بھا و التي ترتكز عليھا الضريبة و كذلك األھداف المرجوة منھا.
-8-
.3قاعدة المالئمة في التحصيل :
يجب أن تحصل كل ضريبة في الفترة و حسب النمط الذي يمكن أن نراه األكثر مالئمة للمكلف
بالضريبة و بالكيفية األكثر تيسيرا له ،بحيث يحاول كل نظام ضريبي الوصول الي مفھوم المالئمة في
جباية الضرائب أي يجب أن يكون موعد دفع الضريبة من الممول الي الخزينة العمومية يتالءم مع
موعد تحقق الوعاء الخاضع للضريبة . 1
.4قاعدة االقتصاد في النفقات :
المقصود في االقتصاد في النفقات الجبائية ھو أن يكون الفرق بين ما يدفعه المكلفون من
ضرائب و ما يدخل منھا الي الخزينة العامة في أقل مبلغ ممكن ن وھذا األمر يتطلب فرض الضرائب
التي تكثر إيراداتھا و تقل نفقات تحصيلھا و لذلك تسعي إدارة الضرائب باختيار أسلوب الجباية و
2
،و في الوقت الحاضر يتم التحصيل األقل لكي ال تضطر الدولة الي التوسع في فرض الضرائب
استعمال اإلعالم اآللي
الذي تسيره طاقة بشرية مكونة بھدف التقليل من التكاليف و بالرغم من ھذا فان قاعدة االقتصاد ليس
من السھل تطبيقھا ن فھناك ضرائب يستدعي جمعھا عددا كبيرا من العاملين عليھا وھذا يتطلب أعباء
و نفقات مالية مرتفعة.
الفرع الثاني :أھداف الضريبة.
تستخدم الدول الضريبة كوسيلة لتحقيق أھداف معينة و تطورت ھذه األخيرة بتطور الضريبة ،
و نحاول التطرق في ھذا المطلب بعد قواعد الضريبة الي األھداف المرجوة من أي نظام ضريبي.
.1ھدف مالي و اقتصادي :
تعتبر الضريبة من أھم الوسائل المستعملة في تحصيل نفقات الدولة المتنوعة المتزايدة إال أن
ھذه األھمية تختلف من دولة الي أخرى ،فالھدف المالي يتمثل في تغطية األعباء العامة و يعني ھذا
ان تسمح بتوفير الموارد المالية للدولة بصورة تضمن لھا الوفاء بالتزامھا اتجاه اإلنفاق علي
الخدمات المطلوبة ألفراد المجتمع ،أي تمويل اإلنفاق علي الخدمات العامة ن و علي استثمارات
اإلدارة الحكومية ) كبناء السدد و المستشفيات و الجامعات و شق الطرق .......الخ(.
أما الھدف االقتصادي يتمثل في الوصول الي حالة االستقرار االقتصادي وأصبحت الضريبة من
الناحية االقتصادية في إطار الدول الحديثة وسيلة للتأثير علي الفعاليات االقتصادية ) االستثمار ،
. 3
االستھالك ،استراد ،تصدير ( و تحقيق االستقرار االقتصادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1بن جوزي محمد ،مرجع سبق ذكره .
-2علي العربي و عبد المعطي عساف ،مرجع سبق ذكره ،ص .84
-3بلعطوى نبيل و حميداني رفيق ،الضريبة علي أرباح الشركات ،مذكر تخرج لنيل شھادة الدراسات الجامعية التطبيقية ،تخصص إدارة أعمال ،كلية علوم
اقتصادية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر ،دفعة ، 2003ص .64
-9-
.2ھدف االجتماعي :
الھدف االجتماعي للضريبة يكون في استعمالھا لتحقيق أھداف ذات صبغة اجتماعية فيمكن استعمال
الضريبة للتقليل من الفوارق االجتماعية الموجودة بين مختلف الفئات ،و يتم ذلك بفرض الضرائب
علي الطبقة الغنية و تخصيص مواردھا لزيادة دخول الطبقة الفقيرة ،و ھذا ما سماه الباحثون
1
. االقتصاديون _ إعادة توزيع الدخل القومي_
تعتبر الضريبة أداة فعالة في تحقيق العدالة االجتماعية فھي تحاول الحد لبعض من الفوارق االجتماعية
من خالل فرض مختلف الضرائب كضريبة) (IRGضريبة علي الدخل اإلجمالي و ھي ضريبة
مباشرة تطبق علي دخل الفرد.
النظام الجزائري يأخذ بعين االعتبار عند فرضه الضريبة حالة الممول أي مقدرته علي الدفع ) دخل
المكلف ( و حالة االجتماعية ) أعزب أو متزوج ( و ان كان له أوالد أو ال و كذلك تقرير إعفاءات
مختلفة عن طريق نسبة مقررة قانون يختلف من حالة اجتماعية الي أخرى ،أما فيما يخص
الضرائب الغير مباشرة فان التكليف الضريبي يختلف من منتوج ألخر نسب منخفضة علي السلع
الضرورية و مرتفعة علي السلع ذات االستعمال الضيق أو السلع التي تزيد الدولة التخفيض من
استھالكھا .2
.3ھدف السياسي :
أي أن الضريبة أصبحت مرتبطة بشكل مباشر بمخططات التنمية االقتصادية و االجتماعية العامة ،
ففرض رسوم جمركية علي منتجات بعض الدول و تخفيضھا علي منتجات أخرى ،يعتبر استعمال
الضريبة ألھداف سياسية كما ھو الحال في الحروب التجارية بين البلدان المتقدمة ) اليابان ،و
الواليات المتحدة األمريكية مثال ( كما تستخدم الضريبة في محاربة طبقة اجتماعية معينة لطبقة مالك
األراضي.
كما أن إعفاء بعض الفئات كالمجاھدين أو التخفيض من الضريبة يعتبر استخداما للضريبة ألغراض
سياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1دراز عبد المجيد ،المالية العامة ،مؤسسة شباب الجامعة ،مصر ،سنة ، 1984ص .172
-2أستاذ شحمي ،التشريع الجبائي ،محاضرات غير منشورة ،فرع محاسبة ،المدرسة العليا للتجارة ،الجزائر ،سنة . 2002
- 10 -
المبحث الثاني :تقسيمات وتصنيفات الضريبة
سوف نتحدث فيمايلي عن أنواع التقسيمات والتصنيفات للضريبة ،و ذلك خالل النظر الي الوعاء
الخاضع للضريبة _.ھل ھو الشخص أو المال ؟
_ ھل تفرض الضريبة واحدة علي المكلف أو عدة ضرائب؟
- 11 -
العموم يمكن تقسيم المادة الخاضعة للضريبة وفق طبيعتھا الي ضريبة علي الدخل و ضريبة علي رأس
مال أو ضريبة علي اإلنفاق و تعد الضرائب علي الدخل من أوسع أنواع الضرائب انتشارا لكونھا
المصدر الطبيعي المتجدد للضريبة كفريضة متكررة كما أنه العنصر االقتصادي الذي تقع ) إال في
حاالت استثنائية( عليه كافة الضرائب علي اختالف أشكالھا كما أن الدخل يعتبر أحد لمعايير الرئيسية
التي ينظر من خاللھا لقدرة المكلف علي الدفع.
لتفسير أكثر تحديد عناصر الوعاء يستند الي قاعدتين ھما :
أ ـ تعدد العناصر :و نعني به التمييز بين الضريبة الوحيدة و الضريبة المتعددة.
ب ـ تنوع الضرائب :و نعني به الضرائب المباشرة و التي تخضع علي الدخل أو الثروة و أيضا
الضرائب الغير مباشرة أي الضرائب علي اإلنفاق.
تحديد أو تقدير الضريبة أي الطرق المختلفة لتقدير المادة الخاضعة لضريبة.
ھناك عدة طرق مباشرة و ھي طريقة اإلقرار) من المعني أو المكلف أو الغير ،يمكن لغير أن
يصرح بھذا اإلقرار( ،و ھناك طريقة غير مباشرة و يتم ھذا عن طريق بعض المظاھر الخارجية
لنشاط الشخص أي من خالل ھذه المظاھر الخارجية يتم تقدير الضريبة ،و ھناك طريقة أخرى و ھي
التقدير الجزافي أو اإلداري و يتحدد مقدار المادة الخاضعة للضريبة بناءا علي أدلة أو قرائن متوفرة
لدي اعتبار للمقدار الحقيقي و ھذا األسلوب في التقدير سھل نسبيا لذلك يلجأ إليه الكثير من األنظمة
الضريبية.
غالبا ما يفرق بين نوعين من التقدير الجزافي :
• الجزافي القانوني :تستعمل خاصة في تقدير األرباح الصناعية حيث يحدد القانون المعامل الذي
تفرضه القيمة اإلجبارية لالستثمار بناءا علي بعض المعطيات المتوفرة و القرائن القانونية الذي
يحددھا المشرع.
• الجزافي االتفاقي :تجرى إدارة الضرائب اتفاق مع الممول حيث رقم أعماله المسجل في الدفاتر
المحاسبية و بناءا عليه تحدد مصلحة الضرائب المبلغ الواجب دفعه.
الفرع الثاني :الربط
يراد بربط الضريبة تحديد مبلغھا الذي يجب علي الممول دفعه نقدا و تحديد ھذا المبلغ يتم أوال
بتحديد وعاء الضريبة أو المادة الخاضعة لھا والختيار أسلوب الوصول الي ھذه المادة أھمية خاصة لما
لھا من عالقة وطيدة بمدي فعالية النظام الضريبي و عدالته فال يجب أن يكون ھذا التقدير أقل من
الواجب فتقل حصيلة و من ثم التقليل من فعالية النظام ،و ال يجب أن يغالي فيه فيكون التقدير أكبر من
الحقيقة و ھذا بالطبع مدخل بالعدالة الضريبية المفروضة و من ثم عدالة النظام الضريبي ككل ،فھناك
- 12 -
عد طرق معينة في تحديد و تقدير المادة الخاضعة للضريبة و يعتمد عليھا المشرع و يمكن تلخيصھا
في طريقتين أساسيتين ھما :طريقة التقدير الحقيقي ،طريقة التقدير الجزافي .
الفرع الثالث :تحصيل الضريبة .
تتبع إدارة الجباية طرق مختلفة لتحصيل الضريبة بحيث تختار كل ضريبة طريقة التحصيل
المناسبة التي تحقق كل من االقتصاد في النفقات الجبائية و المالئمة في تحديد مواعيد أدائھا بحيث تعمل
األنظمة الضريبة الحديثة علي الحد من حساسية المكلف بالضريبة اتجاه التزاماته بھا.
و يمكن أن تحصل الضريبة المباشرة من المكلف بھا لصالح مصلحة الضرائب و ذلك بعد انتھاء
الربط النھائي ،ھذه الطريقة مطابقة في بعض أنواع الضرائب المباشرة و الضرائب علي النشاط
الصناعي و التجاري بحيث يقوم المكلف بدفعھا مباشرة لمصلحة الضرائب و قد تتبع ھذه الطريقة
األقساط المقدمة و التي يقوم الممول بمقتضاھا بدفع أقساط دورية خالل السنة الضريبية طبقا لما يقدمه
من دخله المحتمل ،أوجب قيمة الضريبة المستحقة من السنة الماضية علي أن تتم التسوية النھائية
للضريبة فيما بعد ،ھذه الحالة مجسدة في الضريبة علي أرباح الشركات ) ، (IBSو أخيرا قد تلجأ
مصلحة الضرائب الجبائية حيث تحصيلھا لبعض أنواع الضرائب الي طريقة الحجز من المنبع التي
تمكن الخزينة العامة بتحصيل الضريبة باستمرار و ھذه الحالة مجسدة في الضريبة علي الدخل
اإلجمالي ) .( IRG
المطلب الثاني :تصنيف الضرائب.
تصنف الضرائب الي عدة أصناف نذكر منھا :
الفرع األول :من حيث الوعاء .
و ھو الشيء الذي تطرح عليه الضرائب أي المادة الخاضعة لھا و ھو المال الذي يخضعه القانون
للضريبة.
و تقدر الضريبة بعد طرح التكاليف كما ھو الحال بالنسبة للضريبة علي المرتبات و األجور حيث
يعفي المشرع من األجر ما يعادل األجر الوطني األدنى المضمون ) (SNMGو بناءا علي ھذا
الترتيب تقسم الضرائب الي :
.1ضرائب وحيدة :
و ذلك النظام الذي يعتمد علي ضريبة واحدة فيما يخص الجبايات ،و أول من نادي بھذا النظام
الطبيعيون في القرن 17قبل أن تبلغ الصناعة مبلغھا في أوروبا و عندما كانت األرض ھي المصدر
الوحيد للثروة ،فكان أرباب العمل و المالك يستغلونھا ثم يبيعون محاصيلھا فتفرض عليھم الضرائب
- 13 -
دون سواھم و كان عبئھا كبير غير أنھم ينقلونه الي المستھلكين عند شراءھم للمنتجات في شكل ضريبة
غير مباشرة . 1
أ ـ مزايا الضريبة الوحيدة :
لعل أنه من أھم المزايا لھذا النظام ھو مراعاة مبدأ االقتصاد في النفقات حيث ال تستدعي
تحصيلھا إدارات متعددة و عدد كبير من العمال .
اتسامھا بالوضوح و البساطة ألنھا مدرجة في ثمن السلعة و بذلك تقلل حساسية المكلف بھا.
ب ـ عيوب الضريبة الوحيدة :
األخذ بضريبة وحيدة يحمل المكلفين بھا الي التھرب منھا ألنھا ثقيلة العبء عليھم.
.2ضرائب متعددة :
لم تعد دول العالم تعمل بنظام الضريبة الوحيدة نظرا لعيوبه التي ذكرت سابقا و بالمقابل تبنت
نظام المتعددة الذي يحقق توزيع العبء الضريبي علي األفراد و بالتالي تخفيف من التھرب
الضريبي.
و تعدد الضرائب يعني أن تطرح الدولة ضرائب متنوعة علي األشخاص ،العقارات و األموال .
.3الضرائب علي األشخاص و األموال :
ننتبه ھنا ان المقصود من الضرائب علي األشخاص سواء أن كانوا طبيعيين أو معنويين األساس
ذاته أو المال كاألرباح التجارية أو األجور . الذي تأخذه إدارة الضرائب بعين االعتبار ھو الشخص
و مثال الضريبة المفروضة علي األشخاص ما كان يأخذه المسلمون من غير المسلمين المقيمين في
بالد اإلسالم مقابل الحفاظ علي أمنھم.و عمل أيضا بھذا النظام الرومان و الجزائر قبل االستقالل فكانت
تفرض علي رب األسرة المقيم بأرض الدولة ضريبة علي كل األفراد الذين يعولھم و البالغين من العمر
18سنة الي 60و القادرين علي العمل.
أما في الوقت الحاضر أصبحت معظم الدول تعتمد علي نظام الضرائب علي األموال و علي ذلك
يأخذ المال و ھو األساس لفرض الضريبة.
.4ضرائب مباشرة :
و التي ترض علي المال مباشرة و االقتطاع من الدخل أو علي رأس مال و المكلف بھا يستطيع إلقاء
عبئه علي غيره . 2
الفرع الثاني :ترتيب الضرائب من حيث السعر .
و ھي طريقة يتم بھا االقتطاع الضريبي من األوعية و ھو ما يعرف بتسعيرة الضرائب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1حسين الصغير ،مرجع سبق ذكره ،ص 56ـ . 58
-2حسين عواضه ،المالية العامة ـ ضرائب ورسوم دراسة مقارنة ،دار النھضة العربية ،الطبعة ، 3بيروت ،سنة ، 1973ص .365
- 14 -
.1نظام ضريبة التوزيع :
1
،فكان القانون أو اإلدارة المركزية تكتفي بتعين كان ھذا النظام سابقا نظام ضريبة الحصص
المبلغ اإلجمالي الواجب تحصيله من الضريبة و ذلك في كل سنة و توزيعه بين مختلف اإلدارات
اإلقليمية و الواليات ثم البلديات و يترك لھذه األخيرة مھمة تحديد تسعيرة الضريبة بصفة تسمح لھا
بتخفيض اإليرادات الجباية المنتظرة .
ھذا النظام يضمن للدولة المبالغ الحقيقية التي يحتاج إليھا و الخزينة تعرف سابقا المبلغ الذي
ستحصل عليه فھو يقلل من احتمال وقوع تھرب و من عيب ضريبة ھذا النظام الذي يوزع عبء
توزيعھا غير عادل.
.2نظام ضريبة الحصص :
ھذا النظام ھدفه ھو معالجة عيوب النظام السابق و ذلك بتحديد تسعيرة خاصة لكل أنواع الضرائب
دون معرفة مقدار الضرائب المحصلة .
.3الضرائب المتساوية :
تفرض الضريبة ھذه بنفس النسبة علي كل المواطنين دون تميز بين التفاوت في الدخول.
.4الضرائب النسبية :
و مفاد ھذا التقسيم تحديد لكل نوع من أنواع الدخول نسبة مئوية ثابتة مھما اختلفت المادة الخاضعة
للضريبة مثل تعيين %5لألرباح الصناعية و التجارية التي تتجاوز 50000د ج و ضمن
ھذا نميز نوعين من الضرائب :
أ ـ الضرائب المتصاعدة :
ھذه الطريقة تطبق نسبة واحدة علي مجمل المادة الخاضعة للضريبة و بالتالي كلما ارتفع مقدارھا
ارتفع مقدار الضريبة.
ھذا األسلوب التصاعدي ال يخلو من عيوب سوف يوضحھا جدول أخر فيه التوزيع الغير عادل من
حيث تحميل العبء الضريبي.
ب ـ الضريبة التصاعدية بالشرائح :
ھذا األسلوب يتالشي العبء السابق فبنسبة الضريبة المطبقة علي مجمل المادة الخاضعة للضريبة كما
ھو الحال في الطريقة الثانية و إنما يتم حساب الضريبة و تطبق المعدل علي الجزء من المادة
الخاضعة للضريبة حيث يفرق بين أجزاء الدخل و يقسم الي شرائح تفرض عن كل شريحة معدل
مقرر ،ثم تجمع الضريبة عن كل شريحة فتحصل علي الضريبة الواجب دعھا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
-1حسين الصغير ،مرجع سبق ذكره ،ص .7
- 15 -
المطلب الثالث :أثار الضريبة علي االقتصاد الوطني.
سنقتصر في ھذا المبحث علي دراسة اآلثار الناتجة من فرض الضريبة مباشرة علي دخل المكلف ،
كونھا ضريبة من أھم الضرائب التمويلية و ھذا راجع لغزارة و ثبات حصيلتھا ،و تتمثل اآلثار
االقتصادية للضريبة علي الدخل في تغيير كمية المعروضة من ساعات العمل ،كمية المدخرات في
القطاع العائلي و من ثم ستؤدي ھذا التغيرات بدورھا الي التأثير علي مستوي اإلنتاج القومي و علي
ھيكل توزيع الدخل القومي.
الفرع األول :أثار الضريبة علي كمية المعروض من ساعات العمل .
يوازن الفرد عادة بين عائد و تكاليف العمل ،وبين عائد و تكاليف وقت الفراغ ن فيوزع بناءا علي
ذلك تلك الموازنة ساعات يومية المحدودة ) 24ساعة بين عمل و راحة(.
فالدخل )أو أجر الساعة( ھو عائد العمل و التضحية بساعة من أوقات الفراغ ھو تكلفة العمل ،بينما
عائد وقت الفراغ و ھي قيمة ذلته تخضع لتقييم الممول نفسه و تختلف من شخص الي أخر ،أما
تكاليف الفراغ فھي قيمة الدخل الذي كان من الممكن تحقيقه لو ال الفراغ ،بحيث يحقق لنفيه أقصى
رفاھية اقتصادية ،ثم فرضت الضريبة بنسبة %50علي الدخل فھي تحثه بذلك إما علي زيادة ساعات
العمل أو زيادة أوقات الفراغ.
ان فرض مثل ھذه الضريبة علي الدخل تؤثر علي عائدات و تكاليف كل من العمل و الفراغ فان كانت
الضريبة ستقتطع %50من الدخل الفردي فمعني ذلك أن عائد العمل قد انخفض الي النصف ،و في
نفس الوقت تكلفة الفراغ قد انخفضت أيضا الي النصف ،و مع ثبات الفراغ فقد يجد الممول في ھذه
نفس الوقت تكلفة الفراغ قد انخفضت أيضا الي النصف ،و مع ثبات الفراغ فقد يجد الممول في ھذه
الحالة أن عائد العمل غير مجدي في حين أن تكلفة وقت الفراغ ليست مرتفعة و بالتالي تصبح أوقات
الراحة ذات جاذبية فيدفعھا ذلك الي إنقاص ساعات العمل و زيادة أوقات الفراغ.
و قد تتغير كمية المعروض من ساعات العمل العتبارات أخرى نذكر منھا :
قيمة أوقات الفراغ ليست قيمة مطلقة و لكنھا ترتبط ارتباكا وثيقا بثروة الممول و مستوي دخله
،فأوقت الفراغ تتطلب إنفاقا شخصيا و ما لم يكن ھناك دخل كاف يسمح بقضاء أوقات الفراغ ممتعة
فان ھذا الوقت قد يصبح نقمة.
العمل محبب بحد ذاته فاألشخاص يعملون ليكسبوا دخال ماديا ال جدال في ذلك ،و لكنھم
يعملون أيضا بحكم العادة و بحكم تفادي نظرة المجتمع الي الشخص العاطل و بحكم ما تضفي
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 16 -
عليھم أعمالھم من مكانة ممتازة في المجتمع.
نظرة الشخص نفسه الي دور الضريبة ،فإذا ما اعتبرھا ضريبة جائرة تستقطعھا الدولة منه
ظلما ،لتبدد حصيلتھا ھباء علي رجال الحكومة دون أن تعود ھذه النفقات بأي منافع حقيقية علي
المجتمع ،فان مثل ھذا الشخص يلجأ الي التقليل من ساعات عمله و إنقاص دخله و بالتالي إنقاص
حصيلة الضريبة ظنا منه أنه بذلك ينتقم من الحكومة.
أما إذا نظر الي الضريبة باعتبارھا مساھمة للدولة حتى تتمكن من تنفيذ برامجھا االنفاقية و
التي يعتبرھا ھامة و ضرورية للمجتمع سيعمل الفرد في ھذه الحالة علي الزيادة من ساعات العمل
حتى يحقق للدولة ما ترجوا إليه من حصيلة ضريبية.
الفرع الثالث :أثر الضريبة علي االستھالك العام ) علي استعماالت الدخل القومي( .
من المعروف أن الفرد متى حصل علي دخل فانه يسعي الي توزيعه علي نواحي االستھالك و
االدخارات المختلفة ،فإذا ما فرضت الضريبة علي ذا الدخل فأدت الي إنقاصه عما كان عليه فان ذلك
- 17 -
البد و أن يؤدي بالممول الي إعادة توزيع استعماالت دخله و يتوقف أثر فرض الضريبة للدخل علي
نوع الطبقة الذي ينتمي إليھا الممول ،فإذا كان من أفراد الطبقة ذات الدخل المرتفع ة التي تحرص أوال
علي االحتفاظ بمستواھا المعيشي ،ناظرة الي االدخار كفائض بعد اقتناء كافة حاجاته فانه من الراجح
أن يتم دفع الضريبة من ذلك الجزء من الدخل الذي كان سيوجه الي االدخار ،أي أن فرض الضريبة
علي مثل ھذا النوع من الممولين سيؤدي الي نقص االدخار و بقاء االستھالك علي ما كان عليه فرض
الضريبة .أما إذا كان الممول من أفراد الطبقات الدنيا و التي ال يكاد دخلھا يكفي حاجاتھا الضرورية ن
فانه البد و ان يدفع الضريبة و ان فرضت علي حساب نقص إنفاقه االستھالكي ،و من الواضح أن مثل
ھذا الممول ال يقوم بتخصيص أي جزء من دخله لالدخار سواء قبل الضريبة أو بعدھا ،كما أن نقص
اإلنفاق االستھالكي لن يقتصر علي الجانب الكمي فقط ،بل سيمثل التغيير في أنواع السلع المستھلكة
أيضا .
و أخيرا و ان كان الممول من أفراد الطبقة المتوسطة التي توزع دخلھا بين االستھالك و االدخار
بنظرات متفاوتة ،يختلف حسب طبيعتھا و موقعھا من طبقات المجتمع و البيئة المحيطة بھم ،فمنھم
من يدخر نسبة معينة من دخله اإلجمالي كحد أدنى بغض النظر عن الضريبة و منھم من يدخر مبلغ
محدد بھدف أن يترك ألوالده من بعده ثروة محددة ...........الخ.
و من الواضح أن فرض الضريبة للدخل في مثل ھذه الحاالت سيؤدي الي إنقاص مدخرات الممول
عما كانت عليه قبل فرض الضريبة بينما لن تتأثر مدخراته إذا كان من أفراد الطائفتين الثانية و الثالثة
و سيكون دفع الضريبة علي حساب نقص إنفاقه االستھالكي .
الفرع الرابع :أثر الضريبة علي توزيع الدخل القومي
سعت أكثر الدول الي استخدام الضرائب لمعالجة التفاوت الكبير لتحقيق التقارب بين دخول األفراد
و لقد أثبتت ضرائب الدخل التصاعدية تفوقھا ال يصارع في ھذا المجال.
فالكيفية التي يتم بھا إنفاق حصيلة الضريبة و أثرھا البالغ علي تحقيق التوزيع األمثل ،فقد تعد قل
السياسة االنفاقية ما تھدف إليه الضريبة بل و قد تلغي أثرھا قي إعادة توزيع الدخول إذا ما وجھت
الحكومة إنفاقھا العام ن بحيث يستفيد منه ذوي الدخول المرتفعة بقدر أكبر من ذوي الدخول المنخفضة
،أما إذا قررت الحكومة سياستھا االنفاقية بحيث يؤدي الي زيادة الخدمات و المنافع التي يستفيد منھا
أصحاب الدخول المنخفضة ،فان ذلك ال شك سوف يؤدي الي زيادة الدخول الحقيقية ألفراد الطبقات
الدنيا و بالتالي تقل الفوارق بين دخول الطبقات ن و ال يخفي أن عملية إعادة توزيع الدخل في حد ذاته
سوف تؤدي بدورھا الي التأثير علي متغيرات االقتصاد القومي ن مثل معدل تكوين رؤوس األموال و
مستوي االستثمار و ھكذا تتضح لنا أن تحقيق إعادة توزيع الدخل سيغير التركيب الطبقي للقطاع
العائلي ،و سوف تؤثر مرة أخرى بطريقة غير مباشرة علي حجم اإلنتاج و الدخل القومي.
- 18 -
المبحث الثالث :أنواع الضرائب.
المشرع في إخضاعه للضريبة يختار صور معينة ،في حين أنھا تمس إما الدخل أو الثروة ،و
يعتمد علي اختيار ھذه الصور حتى يتحقق من تطبيق ا لسياسة الضريبية.
و تنقسم الضرائب بصفة عامة الي ضرائب مباشرة و غير مباشرة نذكرھا.
- 19 -
.1.1ضريبة علي أنواع النفقات : 1
كل نوع من اإلنفاق له ضريبة بينما الضريبة العامة ليست علي كل النفقات.تخدم الدول المتخلفة
اقتصاديا ،من حيث تقيمھا ھي غير عادلة و لھذا فان مختلف الدول يفضلون ضريبة من النوع الثاني
أي علي عموم النفقات .
من بين أمثلة الضريبة علي أنواع النفقات :حاجات ضرورية ،حاجات كمالية ن حاجات شائعة ،
الجمركية.
أ ـ الضرائب علي الحاجات الضرورية :
تفرض علي السلع التي ال يستطيع الفرد االستغناء عنھا ن ميزتھا أنھا توفر لخزينة الدولة أموال
أي غزارة مالية و لكنھا ليست عادلة و لھذا كثير من الدول تستبعد ھذا النوع من الضرائب.
ب ـ الضرائب علي الحاجات الكمالية :
و منھا السلع التي يمكن االستغناء عنھا و ال تطلبھا إال ذوي الدخل الكبير ،و ھذه الضرائب ھي
عادلة تتماشي مع دخل الفرد.
ج ـ الضرائب علي الحاجات الشائعة :
في أصلھا ليست ضرورية و إنما متداولة بين الناس و ال تتناول السلع علي االستھالك الضروري
و إنما ھي شائعة من الناحية العملية من طرف الناس كالقھوة ،الشاي ،و السجائر.
د ـ الضرائب الجمركية :
و تعتبر من أھم أنواع الضرائب الغير مباشرة علي االستھالك و تفرض علي السلع التي تجتاز
الحدود الدولية بمناسبة استرادھا أو تصديرھا تصنف ضمن الضرائب علي اإلنفاق لدي الدولة عدة
أھداف لفرض ھذا النوع من الضرائب الجمركية و ھي :
مالية :الدولة تحصل أكبر نسبة من األموال تدخل الي خزينة الدولة.
اقتصادية :ھو حماية االقتصاد الوطني من أي منافسة ) حماية المنتوجات الوطنية(.
اجتماعية :قد يكون اجتماعي و صحي في نفس الوقت ،و ذلك بفرض رسوم جمركية علي الخمر
ھدف صحي بالدرجة األولى و كذلك السجائر.
.2.1ضرائب علي عموم اإلنفاق :
ضريبة عامة علي النفاق ) النفقات( تأخذ بھا الدول النامية ) التي خرجت من التخلف ( متطورة
اقتصاديا و سياسيا و ھذه البلدان تملك وسائل المراجعة الكافية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1
أستاذ تيبورتين ،مرجع سبق ذكره .
- 20 -
أنظمه التكاليف المتطورة ،و إدارة ضريبية ذات كفاءة ن و ھذه الضريبة تتخذ ثالثة أشكال علي النحو
التالي :
أ ـ الضرائب المتدرجة :En Cassade 1
تأخذ الضرائب عامة علي األنفاق شكل الضريبة علي رقم األعمال المشتريات أو رقم أعمال
المبيعات في كل مرحلة من المراحل التي يقوم بھا عملية اإلنتاج أي أنھا تتناول جميع المراحل التي
تجتازھا البضاعة خالل انتقالھا من المنتج صاحب العمل الي البائع بالجملة ،فبائع التجزئة ثم الي
المستھلك ) تدرج من البداية تصنيع السلع الي المستھلك(.
من ناحية تقدير ھذه الضريبة تكون عادلة إذا كانت الحلقة ضيقة مثال :
تاجر الجملة المستھلك ،إذا كانت الحلقة واسعة ،المنتج تاجر ،التجزئة المنتج
المستھلك تجتر تاجر التجزئة
ھذا االتساع يؤدي ان السلعة تصل الي المستھلك حتى تكون مرتفعة نظر التساع الحلقة و بالتالي
تكون غير عادلة ،تراكم الضرائب معناه أنھا تتكرر عدة مرات ،بالنسبة للمشرع الجزائري ال يأخذ
بھذا الشكل من الضرائب.
ب ـ الضريبة الوحيدة : Unique 2
سعرھا يفوق سعر الضرائب المتدرجة ،في ھذا الشكل يكتفي بإخضاع مرحلة واحدة فقط حتى
مراحل اإلنتاج دون غيرھا للضريبة سواء في بداية الحلقة االقتصادية كالضرائب علي اإلنتاج أو في
نھاية الحلقة كالضرائب علي االستھالك ،ھذا االرتفاع في السعر قد يجعل المكلف بالضريبة يتھرب
منھا أي حافز للتھرب ) الضرائب المتدرجة ال يمكن للمكلف التھرب منھا ( ألن المكلف ال يمكنه إخفاء
جميع المراحل التي يمر بھا السلطة ،ھذا االنتقاد أو المساوئ لھذا الشكل أدي الي ظھور شكل ثالث و
الذي تستعمله المشرع الجزائري في إطار الضريبة العامة علي اإلنفاق.
ج ـ الضريبة علي القيمة المضافة :
تقريبا تشبه ضريبة علي اإلنفاق المتدرجة و لكن تفرض علي الزيادة علي المبيعات أو المشتريات
و علي الرغم من سريان الضريبة علي اإلنتاج في جميع مراحله إال أنھا ال تتم الي القيمة المضافة التي
تمثل الزيادة في قيمة اإلنتاج في كل مرحلة من مراحله عن قيمتھا في بداية ھذه المرحلة أو بعبارة
أخرى زيادة قيمة اإلنتاج المباعة في كل أو في نھاية كل مرحلة عن قيمة إنتاج مشتريات في بدايتھا.
بحيث ال يترك ھذا الشكل مجاال لظاھرة التراكم التي تنطوي علي سريان الضريبة علي نفس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1األستاذ شحمي ،مرجع سبق ذكره .
-2أستاذ تيبورتين ،مرجع سبق ذكره .
- 21 -
العناصر في مرات متعددة ،و يلجأ المشرع الضريبي بصدد تطبيق ھذه الضريبة علي مطالبة البائع
في كل مرحلة من مراحل اإلنتاج بحساب الضريبة علي كامل أسعار بيع إنتاجه ،و ان يقوم بأدائھا
باستلزام قيمة الضريبة التي سبق توريدھا للخزينة في المراحل السابقة مقابل تقدير المستندات و
القرائن المؤيدة لذلك ،و ما من شك أن ھذه الضريبة تمكن اإلدارة من أحكام الرقابة علي تطبيقھا و
التقليل من فرص التھرب منھا و تعتمد في ذلك علي المكلفين أنفسھم ،فمن مصلحة كل منھم التأكد من
قيام البائع بأداء الضريبة المستحقة ليتمكن من استلزام قيمتھا من قيمة الضريبة التي تستحق عليه عند
بيعه إلنتاجه.
.2الرسم علي القيمة المضافة و الرسوم الجمركية :
قد تكون الضريبة التي يؤديھا المكلف تستوفي بصورة غير مباشرة بمناسبة النفقات التي ينفقھا
الفرد من رأسماله أو دخله و تكون الضريبة في ھذه الحالة سعرا من سعر البيع ن و تكون الضريبة
الغير مباشرة التي تصل أو تمس المال مطروح الضريبة بطريق غير مباشر كالضرائب علي
المعامالت و االستھالك ) معياره األسس العملية( و تكون أيضا ھي التي يدفعھا شخص في البداية ثم
يعكسھا علي شخص أخر فيحمل عبأھا في نھاية مثل الضريبة علي السلع ألن دافعھا القانوني سواء
أكان صانع السلع أوتا جرھا يعكس عباھا علي المكلف االقتصادي و ھو المستھلك الذي يتحملھا في
النھاية حيث يدفع ثمنھا.
.1.2الرسم علي القيمة المضافة TVA :
يمثل الرسم علي رقم األعمال و المتمثل في الرسم الوحيد اإلجمالي علي اإلنتاج الذي كان سائدا في
سنة 1991ال يندرج و ال ينطبق مع اإلصالحات االقتصادية المدرجة في السنوات األخيرة ،و ھذا
كون أن الرسم الوحيد اإلجمالي علي اإلنتاج ال يظھر بصفة واضحة علي المستوي االقتصادي بالنسبة
للمتعاملين و بالنسبة لتكاليف الرسوم علي النفقات التي يجب أن يتحملھا المستھلك النھائي لھذا تظھر
ضرورة استبدال ھذا الرسم » « TIGPو » « TUGPSبضريبة حديثة تعرف بالرسم علي القيمة
المضافة التي تمثل رسم علي االستھالك ن و يطبق ھذا الرسم علي العمليات التي لھا طابع صناعي ن
تجاري ،حرفي أو خاص باستثناء تجارة التجزئة و المساحات الكبرى ،و يمكن لألشخاص الذين
يخضعون لھذا الرسم سواء كانوا طبيعيين أو معنويين ،تجار
الجملة أو الفروع الشركات تخفيض مبلغ الرسم الوارد علي فواتير المشتريات من مبلغ الرسم
الموجود علي فواتير المبيعات .2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستاذ تيبورتين ،مرجع سبق ذكره . -1
-2
بلعطوى نبيل و حميداني رفيق ،مرجع سبق ذكره ،ص.98
- 22 -
و من أھم الخصائص التي يتميز بھا ھذا الرسم :
_ تحقيق مبدأ الحياد بحيث أن مجال تطبيق الرسم قد وسع و أصبح يمس اقتصاديات اليد العاملة ،
اقتصاديات ذات الرأسمال و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .
_ عدم التأثير في مدا خيل األسرة المتواضعة و ذلك عن طريق فرض رسوم بسيطة أو منخفضة أو
حق اإلعفاء منھا إذا يتعلق األمر بالمواد الضرورية ذات االستھالك الواسع .
_ خلق مصادر جديدة لتمويل الخزانة العامة باإليرادات .
_ كما يسمح تطبيق ھذا الرسم و بصفة مؤقتة معطيات االقتصاد الكلي مثل اإلنتاج الداخلي اإلجمالي ،
مجموعة القيم المضافة سواءا لفروع األنشطة الداخلية في تطبيق الرسم أو األنشطة الخارجية أو
المعفية عنه و ذلك من خالل حساب الحسم الخاص بكل فرع من األنشطة التي تسمح بتقسيم مبلغ
االستھالك المتوسط.
.2.2الرسوم الجمركية :
مما ال شك فيه أن الرسوم الجمركية أقدم الوسائل التي استعملتھا الدولة في الرقابة علي التجارة
الخارجية و المراد بالتعريفة الجمركية ھي جدول الرسوم و الضرائب التي تفرضھا الدولة علي السلع
صادرات أم واردات كانت و الھدف من فرض مثل ھذه التعريفات الجمركية ليس جبائيا فقط ،بل قد
تستعمل في حماية االقتصاد الوطني من المنافسة األجنبية بحيث أن الرسم يفرض علي المنتجات
األجنبية المستوردة للحد منھا ،و ان كانت الرسوم علي الواردات ھي أھم أنواع الرسوم الجمركية علي
اإلطالق.
و تعتبر السالح الحكومي التقليدي في حماية الصناعات الوطنية كما أنھا تشكل مصدرا أساسيا
لإليرادات العامة و بصفة عامة تقسم الرسوم الجمركية الي نوعين :
_ منھا ما يفرض بقصد تحقيق إيراد عام للدولة .
_ و منھا ما يفرض رقابة المنتوج الوطني من المنافسة األجنبية.
ان ھذا التقسيم يراد به تبيان الطبيعة االقتصادية لھذه الرسوم و يمكننا أن نبين أھمية الرسوم الجمركية
من الناحية التمويلية لميزانية الدولة.
• مكونات التعريفة الجمركية :
أ ـ الحقوق الجمركية :نسبتھا من 0الي %60و ھي عبارة عن حق الدولة أي الثمن المدفوع من
طرف المستورد و ذلك لحق دخول البضاعة داخل اإلقليم.
ب ـ أتاوات جمركية :نسبتھا 4%و ھي عبارة عن حق اإلدارة الجمركية.
- 23 -
ج ـ أتاوات مقابل الخدمات الجمركية :ھي عبارة عن مقابل ما تستلمه المصالح الجمركية لتغطية
نفقاتھا.
د ـ الرسم التعويضي :نسبته 10%الي 20%و قد تصل الي 50%بالنسبة للمواد الكمالية و ھو
عبارة عن رسم يطبق علي السلع المستوردة و ذلك لتغطية ما تتحمله من نفقات لتدعيم بعض السلع.
ھـ ـ الرسم الجزافي :نسبته من 50%الي 250%و ھذا حسب مبدأ التجميعية بدفع ھذا الرسم في
حالة استراد أجھزة و مواد استھالكية ليست لھا طابع تجاري و غالبا تكون عن طريق أشخاص عادين.
• كيفية تحديد القاعدة الضريبية :ان القاعدة الضريبية أو المادة الخاضعة للضريبة في ھذا المجال تحدد
علي أساس قيمة C.A.F.و ھي خاصة بالواردات العابرة للحدود اإلقليمية ،ھذه القيمة علي أساس
قيمة السلعة في ميناء الدولة المستوردة بما فيھا مصاريف النقل و التأمين.
قيمة = C.A.Fالتأمين +مصاريف النقل +قيمة السلع .
و لدينا أيضا :
قيمة ) = T.V.Aقيمة + C.A.Fالحقوق الجمركية ( .21%.
- 24 -
أي ال تراعي ظروف المكلف ن الضرائب العامة ھي ضرائب شخصية أي تراعي الجانب الشخصي
للمكلف و تأخذ بعين االعتبار االعفاء الحد األدنى من الدخول أو التزامات يتناسب و النفقات
الضرورية للمعيشة بحيث ال يستفيد بھذا االعفاء المكلفين الذين تزيد دخولھم علي قدر معين فضال
عن إعفاء أخر يقابل األعباء العائلية يتناسب و عدد األفراد الذين يعولھم المكلف.
و من أھم عناصر تشخيص الضريبة تطبيق الضريبة التصاعدية أي كلما ارتفع الدخل كلما
ارتفعت الضريبة أي معدل تصاعدي علي الدخل و أيضا من بين عناصر التشخيص توجد مفاضلة أي
اختبار أنواع الدخول ألي التمييز بين الدخول و من بين ھذه الدخول ھي دخل عن العمل و دخل ينتج
عن رأس المال.
و الضرائب العامة تتميز أو تتطلب إدارة جبائية ذات كفاءة و درجة عالية من التنظيم و أغلب
الدول تعتمد علي الضريبتين أي العامة و النوعية و درجة االعتماد تختلف وفق النظم المتواجدة في
الدول من نظام سياسي و اجتماعي و اقتصادي...........الخ .
• الضرائب علي رأس المال :
تتناول الضريبة علي رأس المال عناصر الثروة المكونة للخدمة المالية للفرد و ھذه الضريبة
علي رأس المال حسب بعض المفكرين الذين يعتبرونھا أداة مالئمة للتوزيع األعباء العامة علي أساس
أن مقدار ما يملكه شخص معين في لحظة معينة من عناصر الثروة يظھر بصورة أكثر وضوحا من
مقدار دخله و خاصة رأس المال العاطل الذي ال يستثمر حتى يرغم ھذا الشخص علي استثمار رأس
ماله . 1
و من أوجه انتقاد الضريبة علي رأس المال في فرض الضريبة علي رأس المال يؤدي الي
استنفاد رأس المال القومي بوصف أحد عوامل اإلنتاج الرئيسية مما يؤدي الي إحداث أثار سيئة
بالنسبة لالقتصاد و انخفاض تدريجي للحصيلة من جانب أخر أي كلما انخفض رأس المال انخفضت
الضريبة ھذا من جھة و من جھة أخرى زيادة عبئھا نتيجة زيادة سعرھا الي الحد الذي يدفع المكلفين
الي التھرب منھا و خاصة أصحاب األموال المنقولة مما يھدد مبدأ العدالة في التوزيع العبء
الضريبي بينھم و بين أصحاب األموال العقارية الذين سيحمل عليھم التھرب منھا ،و ھنا نفرق بين
الضرائب الفعلية علي رأس المال و الضرائب االستثنائية.
فيما يتعلق بالضرائب الفعلية ھي التي تفرض بصورة منتظمة مثل ضرائب نقل الملكية و
ضرائب علي المكاسب الرأسمالية كالزيادة في قيمة وأيضا أرباح اليناصيب ،أما الضرائب
االستثنائية تفرض في حاالت غير عادية كالحروب و الكوارث ) األزمات ( و الضرائب السنوية ذات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1
أستاذ شحمي ،مرجع سبق ذكره .
- 25 -
أسعار منخفضة و ھذه الضريبة تقتطع من الدخل الذي ينتج من رأس المال و قيمة ضريبة مكملة
لضريبة للدخل الذي ينتج عن رأس المال .
.1الضريبة علي الدخل اإلجمالي I.R.G :
ان الضريبة علي الدخل اإلجمالي تفرض علي مجموع الدخل و تسمى أحيانا بالضريبة علي
اإليراد العام و حسب المفھوم الضريبي يعتبر كدخل ناتج عن نشاط مؤجر أو امتالك وسيلة اإلنتاج .
ففيما يخص النشاط المؤجر يمكن أن يكون ھذا الدخل أجور أو مرتبات بالنسبة للموظفين أما بالنسبة
المتالك وسيلة اإلنتاج فان الدخل في ھذه الحالة يتمثل في األرباح الصناعية و التجارية و يمكن أن
ترتب أنواع الضرائب المباشرة حسب أصناف المداخيل ) الدخول األجرية ،الدخول العقارية ،دخول
فالحيه ،دخول رأسمالية ..............الخ( .
فمن المعروف أن كل أنواع الضرائب المفروضة علي الدخول ھي من نوع الضرائب المباشرة
و يستند القائلون بھذا النوع من الضرائب بأن االتجاه الحديث للضرائب ھو مراعاة األوضاع
الشخصية و االجتماعية للمكلف و لذلك يتطلب معرفة الدخل اإلجمالي للمكلف دفعة واحدة ،بحيث
يتسنى الدارة المالية تكوين فكرة واقعية و صحيحة عن أوضاعه الشخصية و مقدرته المالية و بذلك
يمكن تطبيق اإلعفاء من الحد األدنى للمعيشة تطبيقا عادال و صحيحا ،إذ أن المكلف في حالة تعدد
الضرائب علي فروع الدخل يمكن ان يصل علي أحد الفروع من اإلعفاء و من فرع ألخر يتجاوز ھذا
النصاب كما أن المعدل التصاعدي ال يكون عادة إذا لم يطبق علي مجموع دخله للمكلف ،و ھي
ضريبة وحيدة إجمالية تمس مداخيل األشخاص الطبيعيين و تخضع لھذه الضريبة مداخيل شتى تتمثل
فيما يلي : 1
_ األرباح الصناعية و التجارية و الحرفية.
_ المداخيل العقارية المتحصل عليھا من إيجاد الممتلكات .
_ مداخيل الموال المنقولة مثل السندات و األسھم.
_ األرباح غير التجارية .
_ الجور و المرتبات.
_ القيمة الزائدة للممتلكات المبنية و الغير مبنية.
_ المداخيل الفالحية.
أ ـ األشخاص الخاضعين للضريبة علي الدخل اإلجمالي :
يخضع لھذه الضريبة كل من :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1
أستاذ شحمي ،مرجع سبق ذكره .
- 26 -
األشخاص القاطنين بالجزائر أو األشخاص األجانب و لھم عائدات من مصدر جزائري.
أعوان الدولة الممارسين لمھامھم في الخارج دون خضوع دخولھم للضريبة علي الدخل اإلجمالي
في بلد أجنبي.
األشخاص من جنسية جزائرية و يحصلون في الجزائر علي أرباح و مداخيل .
ب ـ اإلعفاءات :
يعفي من ھذه الضريبة كل األشخاص الذين ال يتعدي دخلھم الصافي مبلغ الحد األدنى المعفي من
1
سنويا باإلضافة الي : الضريبة و ھو 60000د ج
المنظمة المكلفة بالمعوقين و كذلك الفرق المدرسية.
تعفي مؤقتا ) 3سنوات( كل األرباح المحققة في ترقية االستثمارات للوكالة الوطنية
ادعم و ترقية االستثمار ) (ANDIو في إطار الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب )
(ANSEJوكذلك عندما تكون النشاطات في مناطق معزولة أو صعبة مثل الجنوب.
.2الرسم علي النشاط المھنيT.A.P. :
و يستحق ھذا الرسم سنويا علي رقم األعمال الذي يحققه في الجزائر األشخاص الطبيعيين أو
المعنويين و يقصد برقم األعمال اإليرادات المحققة علي كافة عمليات البيع أو الخدمات من النشاطات
،أما بالنسبة لوحدات مؤسسات األشغال العمومية و البناء يتكون رقم األعمال من مبلغ المقبوضات.
• التصريحات :
يتعين علي كل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للرسم علي النشاط المھني ان يكتب سنويا لدي
مفتشيه الضرائب المباشرة التابعة لمكان فرض الضريبة بمبلغ رقم األعمال المحقق يجب أن يبرز
التصريح بوضوح جزء رقم األعمال الذي قد يستفيد من التخفيض و بشأن العمليات المنجزة حسب
شروط البيع بالجملة يجب دعم التصريح بجدول يتضمن المعلومات التالية علي كل زبون :
االسم و اللقب أو العنوان التجاري.
العنوان.
مبلغ عمليات البيع المحققة.
يجب إيداع ھذا الجدول في آن واحد مع التصريح السنوي . 2
.3الرسم العقاري T.F :
يطبق ھذا الرسم العقاري علي الملكيات المبنية و غير المبنية و تقدم إيراداته السنوية الي البلدية
و ھذا نظرا لدوره البارز في الجباية و التنمية المحلية ،و يحدد قانونيا من خالل المواد 142و
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1المادة ) (10من قانون المالية لسنة .1999
-2المادة ) (224من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة ،لسنة .1992
- 27 -
261من قانون الضرائب المباشرة التي عدلت بموجب قانون المالية لسنة 1992من خالل
مادته .43
أ ـ مجال تطبيقه :
يؤسس الرسم العقاري علي الملكيات المبنية و غير المبنية و الموجودة علي التراب الوطني و نخص
بالذكر أرضيات المباني و األراضي غير المزروعة و الغير موجھة الستعمال التجاري أو الصناعي.
ب ـ اإلعفاءات :
تعفي من الرسم العقاري المفروض علي الملكيات المبنية بشرط ان تكون مخصصة لمرفق عام
أو ذو منفعة عامة و أن ال تدر دخال كل العقارات التابعة للدولة و الواليات و البلديات و كذلك تلك
التابعة للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التي تمارس نشاطا في التعليم و البحث العلمي و
الحماية الصحية و االجتماعية و في ميدان الثقافة و الرياضة . 1
كما تعفي أيضا من الرسم العقاري المفروض علي الملكيات المبنية مايلي :
البنايات المخصصة للقيام بالشعائر الدينية.
األمالك العمومية التابعة للوقف و المتكونة من ملكيات مبنية.
العقارات التابعة للدول األجنبية و المخصصة لإلقامة الرسمية لبعثاتھم الدبلوماسية و
القنصلية المعتمدة لدي الحكومة الجزائرية.
أما فيما يخص الملكيات غير المبنية فتعفي من الرسم العقاري كمايلي : 2
الملكيات التابعة للدولة و البلديات و المؤسسات العمومية عندما تكون مخصصة لنشاط
ذو منفعة .
األراضي التي تشغلھا السكك الحديدية.
األمالك التابعة لألوقاف العمومية و المتكونة من ملكيات غير مبنية.
األراضي و القطع األرضية الخاضعة للرسم العقاري علي الملكيات المبنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1المادة ) (250من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة ،لسنة .1992
-2المادة ) (261من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة ،لسنة .1992
- 28 -
و قد تم تخفيض المعدل الي % 4من خالل قانون المالية التكميلي لسنة 2001و ھذا ابتدأ من 01
جويلية . 2001
• اإلعفاءات الخاصة بالدفع الجزافي :
و يمكن حصرھا فيما يلي :
المنح ذات الطابع العائلي.
األجور المدفوعة في إطار تشغيل الشباب.
تعويضات التنقل في المھمة.
تعويضات المقدمة لضحايا حوادث العمل أو لذوي الحقوق.
تعويضات المنطقة الجغرافية.
.5الضريبة علي أرباح الشركات I .B.S :
الضريبة علي أرباح الشركات تأسست تجسيدا لمبدأ فصل الضريبة علي دخل األشخاص و
الضريبة علي دخل الشركات و ھي ضريبة تستحق سنويا علي أرباح الشركات الصناعية و التجارية
و الحرفية و كذلك المنجمية ،تدفع ھذه الضريبة لصالح الميزانية العامة للدولة و تمثل إيرادا عموميا
وھي من أھم اإليرادات التي تعتمد عليھا الدولة لتمويل نفقاتھا العامة ،تأسست الضريبة علي أرباح
الشركات بموجب المادة رقم ) (38من قانون المالية لسنة 1991حيث تنص المادة رقم ) (135من
قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة علي مايلي ـ " تؤسس ضريبة سنوية علي مجمل األرباح
و المداخيل التي تحققھا الشركات و غيرھا من األشخاص المعنويين المشار إليھم في المادة ) ( 136
و تسمي ھذه الضريبة بالضريبة علي أرباح الشركات " .
من خالل التعريف السابق يتضح أن الضريبة علي أرباح الشركات ھي ضريبة مباشرة تفرض
علي أشخاص معنويين . 1
- 29 -
االقتصادية مثل الدخل الناتج عن الملكية الزراعية ،السندات المالية ،دخل األجور و المرتبات ،و
ميزة ھذه العناصر أنھا ثابتة و بالتالي فحصيلة الضريبة تبقي ثابتة ال تتغير ،و العكس بالنسبة
للضرائب الغير مباشرة فھي تتأثر بالتقلبات االقتصادية ،فاإلنفاق مثال و تداول السلع يزيد وقت
الرخاء و االنتعاش و يقل في وقت الكساد.1
قلة النفقات الجبائية ،حيث أن الضرائب المباشرة ھيكلة التنظيم تتميز ببساطة فھي قليلة
بالمقارنة مع نفقات الضرائب الغير مباشرة ،ألن عناصرھا واضحة و معروفة لإلدارة الجبائية و
موظفيھا أقل فال تحتاج المادة الخاضعة للضريبة للمراقبة و التفتيش و مكافحة التھرب ،بينما
الضرائب الغير مباشرة تتطلب موظفين عديدين لمراقبة حركة المواد و منع تھريبھا.
من حيث مرد ودية الضرائب تتميز الضرائب الغير مباشرة بالثبات و استقرار إيراداته بحيث
يسھل الدارة الضرائب معرفة و تقدير المبالغ المالية التي تحصل منھا من مختلف المصادر و من
حيث التحصيل عادة ما يعتقد أن الضرائب المباشرة تمتاز بسھولة تغطيتھا ألنه ليس من الصعب إيجاد
العناصر المكونة للثروة الدائمة .
بالنسبة للتھرب الضريبي نجد أن الضرائب المباشرة و نظرا لوضوحھا و سھولة حسابھا يلجأ
الفرد الي التھرب عن دفعھا أو التالعب في تصريحھا .2
الضرائب المباشرة أكثر وضوحا و تأثيرا بالنسبة للمكلفين ألنھم يشعرون بثقلھا و يدفعونھا
مجبرين أو مكرھين و لذلك تزداد يقتضھم بالشؤون العامة لسياسة اإلنفاق الحكومي.
- 30 -
يشعر الممول ) المكلف ( بثقل عبئھا و لذلك لن يحاول التھرب منھا.
تعارض الضرائب المباشرة مع الضرورات الشخصية كأسرار المكلف و نوعية مھنته و
ظروفه المالية مما يسبب له اإلحراج و قد يدفعه ذلك الي عدم التعاون مع اإلدارة ن كأن يقدم لھا مثال
معلومات و إحصاءات خاطئة مما ال يتفق بالتالي مع أھداف النظام في التحصيل و التمويل.
تعارضھا مع ضروريات التمويل ،فالضرائب المباشرة يتطلب فرضھا إجراءات قانونية
تنظيمية طويلة و كثيرة و كذلك جبايتھا ،ھذا يتنافي و أھداف السياسة المالية المرسومة للدولة و
خطط الدولة في التمويل و النمو و بسبب تلك اإلجراءات قد يفوت الغرض من التحصيل في وقتھا و
ھذا علي عكس الضرائب الغير مباشرة فقد يتحقق الغرض من التحصيل مباشرة و آليا بمناسبة حدوث
و إنشاء الوقائع المنشأة للضريبة دون تقييد بإجراءات معينة في التحصيل ،و يأخذ علي الضرائب
المباشرة أيضا تأخر حصيلتھا في التواجد كمرور مدة معينة يحددھا النظام الضريبي عادة بمضي سنة
كاملة قبل البدأ في تنفيذ إجراءات التحصيل في الوقت الحاضر مع تعقد المفاھيم حيث أصبحت
الضريبة تشمل بعض العناصر التي ليس من السھل تحديدھا مثل الضرائب علي الدخل فيصعب
إيجادھا و يتطلب ذلك جھاز مكون من عدد كبير من موظفي الضرائب . 1
تعارضھا مع فواعد العدالة نظرا لخضوع فريضتھا أحيانا لألھواء الشخصية و المحسوبية
كتقرير إعفاءات معينة ألشخاص محدودين و نظرا لتعارض المصالح المتباينة للممولين المكلفين و
اإلدارة الضريبية حيث أن الضرائب المباشرة عادة ما تتطلب إجراءات تقديم اإلقرار من المكلف ،
أحواله ،نشاطاته ،و ممتلكاته ن و حاجاته الشخصية ،فيكون األفراد محل النزاع مع الضريبة مما
يفوق و بالتالي الغرض من فريضة ھذه الضريبة.
- 31 -
اإلنتاج و االستھالك و ھذا كله عكس الضرائب المباشرة حيث ال تفرض إال علي حد معين تصل إليه
الدخول و تتصف بعدم االستقرار و قلة المرونة.
ضعف عبئھا حيث تتميز بسھولة دفع الممول لھذه الضرائب فھو يتحمل عبئھا بكل رضي
نتيجة ضعف عبئھا و توفر عنصر االختيار لدي المكلف و ذلك أنھا تختفي في ثمن السلعة التي
يشتريھا ،فالممول يدفع الضريبة دون ان يحس بھا و ذلك عكس الضرائب المباشرة ال يستطيع
الممول أو المكلف استخدام إيراداته في تخفيض عبئھا و ذلك باالنتقاص بالوقائع كإنقاص االستھالك و
الشراء و الممارسة األقل للعامالت فالضرائب الغير مباشرة ال تستند الي اإلجبار و القصر في
اإللزام،إال أنه يرد علي ھذه الميزة افتقارھا لبعض الوقائع المستحدثة حيث ينعدم عنصر االختيار
بالنسبة لسلم االستھالك الجاري كالسجائر و سعر الشاي و الخبز ........الخ.
قلة نفقات الجباية و ھذا يرجع الي بساطة الھيكل التنظيمي للضرائب الغير مباشرة و عدم
الضرورة لوجود الجداول االسمية و الكشوف و اإلقرارات كما ھو الحال بالنسبة للضرائب المباشرة
و كذلك ما يدفع للموظفين مما يقلل من نفقات الجباية.
إمكانياتھا في أن تعكس االنتعاش االقتصادي و ھو ما يضمن للخزينة العامة أن تستفيد من ھذا
االنتعاش ،كما تعطي حصيلتھا بصفة مستمرة أي طوال السنة و ھو ما يفيد في تمويل الميزانية و
خاصة في الشھور األولي من السنة المالية.
اتسامھا بالمرونة و العدالة ألن مبدأ العمومية ال يعني المساواة المطلقة بين القدرات التكليفية
للمولين فان عبء الضرائب الغير مباشرة يكون أكثر ثقال علي أفراد الطبقة الفقيرة مما يدفعھم الي
مضاعفة العمل و اإلنتاج تعويضا علي المقتطع منھا ،ز كذلك فان ھذا العيب يدفع أفراد الطبقة الغنية
الي مضاعفة العمل و اإلنتاج أيضا بسبب تناقص السعر للضريبة مع تزايد الدخل مما يؤدي الي
زيادة حصيلة الضريبة.
الفرع الثاني :عيوب الضرائب الغير مباشرة.
لعل من أھم عيوب الضرائب الغير مباشرة أنھا ل تتناسب مع المقدرة التكليفية للممول بل
نتيجة الي تناسب مع ھذه لمقدرة تناسبا عكسيا ،و ما يزيد من خطورة العيب أن الضرائب الغير
مباشرة األكثر حصيلة ھي تلك التي تفرض علي السلع الضرورية أو الواسعة االستھالك و أن فكرة
العدالة تتعارض مع فكرة الحصيلة فالضرائب الغير مباشرة أشد عبئا علي الفقراء منھا علي األغنياء
،ذلك أن الفقراء يخصصون لالستھالك نسبة كبيرة من دخلھم من تلك التي يخصصھا األغنياء ،لذلك
تعتبر الضرائب الغير مباشرة ضرائب غير عادلة.
انخفاض حصيلتھا خاصة في وقت الكساد و التي تتطلب الضرورة الملحة لألموال و يجب
عدم الثبات في حصيلتھا الي ضعفھا و انخفاضھا.
- 32 -
خاتمة
حسب ما ذكر سابقا فان الضريبة ھي عبارة عن فريضة جبرية نقدية دفعھا يكون بال مقابل
مباشر و نھائي ،تخضع لمبادئ و قواعد منھا اليقين و المالئمة في الدفع و االقتصاد في النفقات ،و
الغرض من ھذه القواعد ھو التوفيق بين مصلحة الدولة و مصلحة المكلفين.
كما تستخلص أيضا ان الضريبة ليست حيادية إذ ان الدولة تستخدمھا لتحقيق أھدافھا و كذا
تحافظ بھا علي االستقرار االقتصادي مثل عالج التضخم و االنكماش االقتصاديين.
و لقد اتضح ان كل دولة تختار مزيجا ضريبيا خاصا بھا إذ أن ھذه النظم ال تكون شرطا في كل
الدول ،المھم أن تحقق ما سطرت و خططت لتحقيقه .
و عليه فإن الضريبة الي جانب كونھا تمويلية فھي أيضا وسيلة لتحقيق أھداف اجتماعية و
اقتصادية ،و لقد اسند الدور التدخلي للدولة في فرض الضرائب لتوجيه االقتصاد و ترقيته .
- 33 -