You are on page 1of 37

‫‪iv‬‬

‫بيل جيتس‬

‫العـمـال‬
‫بسرعة الخاطرة‬

‫ترجمة ومراجعة‪:‬‬
‫د‪ .‬فتحي حمد بن شتوان‬
‫‪v‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫مقـدمة‬
‫الباب الول‬
‫تدفق المعلومات هو قوام حياتك‬
‫‪ .1‬الدارة بقوة الحقائق‬
‫‪ .2‬هل يستطيع نظامك العصبي الرقمي أن يفعل هذا؟‬
‫‪ .3‬أوجد مكتبا‪ 1‬بل أوراق‬

‫الباب الثاني‬
‫التجارة‪ :‬النترنت تغير كل شئ‬
‫‪ .4‬إركب صاروخ التحول‬
‫‪ .5‬على الوسيط أن يضيف قيمة‬
‫‪ .6‬كن لصيقا‪ 1‬بعملئك‬
‫‪ .7‬انتهج أسلوب حياة النترنت‬
‫‪ .8‬غي‪L‬ر حدود أعمالك‬
‫‪ .9‬كن الول إلى السوق‬

‫الباب الثالث‬
‫تطويع المعرفة لتحسين التفكير‬
‫الستراتيجي‬
‫‪ .10‬على الخبار السيئة أن تسرع إليك‬
‫‪ .11‬أقلب الخبر السيىء إلى طيب‬
‫‪ .12‬أعرف أرقامك‬
‫‪ .13‬حو‪L‬ل موظفيك إلى التفكير بمنطق العمل‬
‫‪ .14‬ارفع مستوى ذكاء شركتك‬
‫‪ .15‬المكاسب الكبيرة تتطلب مجازفات كبيرة‬

‫الباب الرابع‬
‫اجعل للفراسة نصيبا@ في أعمالك‬
‫‪ .16‬ط‪L‬ور عمليات‪ c‬تعزز صلحيات العاملين‬
‫‪ .17‬تقنية المعلومات تتيح إمكانية إعادة الهندسة‬
‫‪ .18‬معاملة تقنية المعلومات كمورد استراتيجي‬

‫الباب الخامس‬
‫مشاريع خاصة‬
‫‪ .19‬نظم الرعاية الصحية ليست جزرا‪ 1‬منعزلة‬
‫‪ .20‬خذ الحكومة إلى الناس‬
‫‪ .21‬عندما تكون ردة الفعل مسألة حياة أو موت‬
‫‪ .22‬أوجد مجتمعات مترابطة للتعل‪h‬م‬

‫الباب السادس‬
‫توقع غير المتوقع‬
‫‪ .23‬استعد للمستقبل الرقمي‬
‫ملحق‪ :‬بناء عمليات رقمية على مقاييس‬
‫مسرد مصطلحات‬
‫مقـدمة‬

‫سوف تتغير العمال في السنين العشر المقبلة أكثر مما تغيرت في الخمسين‬
‫سنة الماضية‪.‬‬
‫أثناء قيامي بإعداد خطابي لول اجتماع قمة نعقده نحن مدراء الشركات‬
‫التنفيذيين في ربيع عام ‪ 1997‬كنت أفكر مليا‪ 0‬حول كيف أن العصر الرقمي‬
‫سيغير العمال التجارية تغييرا‪ 0‬جوهريا‪ .‬وقد أردت أن أتخطي حدود الخطاب‬
‫العادي لتحدث عن تطورات التقنية المذهلة وأتصدى لسئلة ما فتئت تشغل بال‬
‫القائمين على العمال مثل‪ :‬كيف يمكن للتقنية أن تساعدك في تسيير أعمالك‬
‫ق?دما‪ 0‬بصورة أفضل؟ كيف ستبدل التقنية أعمالك تبديل‪<<0‬؟ كيف يمكن أن تسهم‬
‫التقنية في جعلك ناجحا‪ 0‬بعد خمس أو عشر سنوات من الن؟‬
‫إذا كان عقد الثمانينيات عن النوعية والتسعينيات عن إعادة الهندسة‬
‫فإن العقد الول من اللفية الجديدة سيكون عن السرعة؛ السرعة التي ستتغير‬
‫بها طبيعة العمال‪ ..‬السرعة التي سنزاول بها العمال نفسها‪ ..‬الكيفية التي‬
‫ستغير بها سهولة الحصول على المعلومات أسلوب حياة العملء وتوقعاتهم من‬
‫العمل التجاري‪ .‬سوف تتحقق التحسينات في النوعية وفي إجراءات العمال‬
‫على نحو أسرع بكثير‪ .‬إن طبيعة العمال ذاتها تتغير عندما تكون الزيادة في‬
‫سرعة العمال كبيرة بالقدر الكافي؛ ذلك أن الصانع أو تاجر التجزئة الذي‬
‫يستجيب للتغييرات في المبيعات في ساعات بدل‪ 0‬من أسابيع ل يظل في الواقع‬
‫شركة منتجات بل شركة خدمات تقوم بعرض منتجات‪.‬‬
‫سوف تحدث هذه التغييرات بسبب فكرة بسيطة بساطة آسرة‪ :‬تدفق‬
‫المعلومات الرقمية‪ .‬إننا الن في عصر المعلومات منذ حوالى ثلثين سنة ولكن‬
‫‪ / viii‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫نظرا‪ 0‬لن أغلب المعلومات المتحركة بين العمال التجارية ظلت في الشكل‬
‫الورقي فقط فإن عملية عثور المشترين على بائعين بقيت بل تغيير‪ .‬صحيح أن‬
‫معظم الشركات تستخدم أدوات رقمية للشراف على عملياتها الساسية‪ :‬تسيير‬
‫نظمها النتاجية‪ ..‬استخراج فواتير العملء‪ ..‬إدارة حساباتها‪ ..‬إجراء أعمالها‬
‫الضريبية‪ ،‬إل أن هذه الستخدامات ل تفعل شيئا‪ 0‬سوى إضفاء التسيير اللي‬
‫على عمليات قديمة‪.‬‬
‫هناك قلة قليلة من الشركات تستعمل الن التقنية الرقمية في عمليات‬
‫جديدة تحس‪O‬ن طريقة أدائها تحسينا‪ 0‬جذريا‪ ..‬تعطيها الستفادة الكاملة من كل‬
‫قدرات عامليها‪ ..‬تعطيها سرعة الستجابة التي ستحتاج إليها للمنافسة في عالم‬
‫العمال الناشىء المتسارع‪ .‬ولتدرك أغلب الشركات أن أدوات تحقيق هذه‬
‫التغييرات هى الن في متناول كل فرد‪ .‬إن أغلب مشاكل العمال في حقيقتها‬
‫هي مشاكل معلوماتية ومع ذلك فل أحد تقريبا‪ 0‬يستعمل المعلومات كما ينبغي‪.‬‬
‫يبدو أن العديد من كبار المدراء يأخذون غياب المعلومات المواتية كأمر‬
‫مسلم به‪ .‬لقد عاش الناس زمنا‪ 0‬طويل‪ 0‬جدا‪ 0‬بدون معلومات تحت تصرفهم بحيث‬
‫أنهم ل يدركون ماذا ينقصهم‪ ،‬فل غرو أن كان أحد الهداف في خطابي لمدراء‬
‫الشركات التنفيذيين هو استزادة تطلعاتهم‪ .‬لقد أردت لهم أن يفزعوا من ضآلة‬
‫ما جنوه في مجال المعلومات العملية من استثماراتهم الراهنة في تقنية‬
‫المعلومات‪ .‬أردت من اولئك المدراء أن يطالبوا بتدفق من المعلومات يعطيهم‬
‫معرفة سريعة ومحسوسة عن كيف تسير المور حقا‪ 0‬لدى عملئهم‪.‬‬
‫حتى الشركات التي قامت باستثمارات ذات بال في تقنية المعلومات ل‬
‫تجني الن النتائج التي كان يمكن أن تجنيها‪ .‬إن ما يثير الهتمام هو أن الفجوة‬
‫ليست نتيجة لشح في النفاق على التقنية؛ فمعظم الشركات قد استثمرت في‬
‫‪ / ix‬مقدمة‬

‫اللبنات الساسية‪ :‬حواسيب شخصية لجل التطبيقات الخاصة بالنتاجية‪ ،‬شبكات‬


‫وبريد إلكتروني لجل التصالت‪ ،‬تطبيقات عمل أساسية‪ .‬لقد أنفقت الشركة‬
‫النمطية من هذه الشركات ‪ %80‬من استثمارها في التقنية التي يمكن أن‬
‫تعطيها تدفقا‪ 0‬ثرا‪ <0‬من المعلومات غير أنها ل تحصل إل على ‪ %20‬من الفوائد‬
‫الممكنة الن‪ .‬هذه الفجوة بين ما تنفقه الشركات وما تحصل عليه منشأوها‬
‫توليفة من عدم فهم ما هو ممكن وعدم رؤية المكانية الكامنة عند استعمال‬
‫التقنية لنقل المعلومات الملئمة بسرعة إلى كل فرد في الشركة‪.‬‬

‫تغيير التقنية والتوقعات‬

‫كان ما تفعله أغلب الشركات بالمعلومات هذه اليام سيبدو رائعا‪ 0‬قبل عدة‬
‫سنوات؛ فالحصول على معلومات غنية كان أمرا‪ 0‬مكلفا‪ 0‬بصورة مثبطة ولم تكن‬
‫أدوات تحليلها وتنقيحها متوفرة في الثمانينيات بل وحتى في أوائل التسعينيات‪،‬‬
‫أما الن ونحن على عتبة القرن الحادي والعشرين فإن أدوات العصر الرقمي‬
‫واتصاليته تتيح لنا طريقة للحصول بسهولة على المعلومات والمشاركة فيها‬
‫والتعامل بها بطرق جديدة وعجيبة‪.‬‬
‫لول مرة بات من الممكن وضع كل ضروب المعلومات ـ أرقام ونص‬
‫وصوت وصورة ـ في شكل رقمي يستطيع أي حاسوب تخزينه ومعالجته‬
‫وإرساله ق?دما‪ .‬لول مرة تقوم معدات قياسية مجتمعة مع منصة برمجيات‬
‫قياسية بخلق اقتصاديات حجم تتيح حلول‪ 0‬حاسوبية قوية بتكلفة زهيدة لشركات‬
‫من كل الحجام‪ .‬وباتت كلمة " شخصي" في عبارة "الحاسوب الشخصي" تعني‬
‫أن كل فرد من عمال المعرفة‪ ((‬لديهم الن أداة قوية لتحليل واستعمال‬
‫المعلومات التي تجلبها هذه الحلول‪ .‬إن ثورة المعال\جات المصغرة ل تعطي الن‬
‫الحواسيب الشخصية طفرة أ]سية في القدرة فحسب بل هى أيضا? على وشك‬
‫خلق جيل جديد بالكامل من "المراف\قات" الرقمية الشخصية‪ :‬أجهزة ممسوكة‬
‫باليد‪ ،‬حواسيب شخصية للسيارات‪ ،(((‬بطاقات ذكية‪ ،‬وغيرها في الطريق ـ‬
‫والتي ستجعل استعمال المعلومات الرقمية أمرا‪ 0‬شائعا‪ .‬أحد الدلة على هذا‬
‫الشيوع هو التحسن في تقنيات النترنت التي تعطينا الن اتصالية عالمية‪.‬‬
‫تأخذ "التصالية" في العصر الرقمي معنى أوسع من مجرد وضع‬
‫شخصين أو أكثر على اتصال؛ فالنترنت تخلق مجال‪ 0‬شموليا‪ 0‬لتقاسم المعلومات‬
‫والتعاون فيها والتجارة بها‪ .‬إنها تتيح وسطا‪ 0‬جديدا‪ 0‬تأخذ فورية وتلقائية تقنيات‬
‫كالتلفاز والهاتف وتجمع بينهما وبين العمق والتساع المتأصلين في التصالت‬
‫الورقية‪ .‬وفضل‪ 0‬عن ذلك فإن القدرة على إيجاد معلومات والمضارعة بين أناس‬
‫ذوي اهتمامات مشتركة أمر جديد تماما‪.‬‬
‫سوف تعيد مقاييس المعدات والبرمجيات والتصالت هذه تشكيل مسلك‬
‫العمال والمستهلكين؛ ففي خلل عقد من الزمان سيستعمل معظم الناس‬
‫الحواسيب الشخصية بانتظام في العمل والبيت وسيستخدمون البريد اللكتروني‬

‫‪ (‬هم العاملون الذين مهمتهم الساسية تليل العلومات ومعالتها‪ .‬تستطيع الواسيب الشخصية تويل‬ ‫)‬

‫مزيد من العامليي إل عمال معرفة بإعطائهم معلومات أفضل عن العمليات الت ينفذونا‪.‬‬
‫)‪ ، ∗∗) Auto PC‬وهو جهاز حاسوب شخصـي للمركبات اللية يتيح الصـول على البيد‬ ‫)‬

‫اللكترون‬
‫والرسائل الصوتية والكالات الاتفية وتعليمات البار وما شابها من الوظائف‪ .‬ويكون التخاطب معه‬
‫بواسطة الوامر الصوتية أساسا‪ Y‬حت يتمكن السائقون من إبقاء أيديهم على القود وتركيز انتباههم على‬
‫حركة الرور‪.‬‬
‫‪ / xi‬مقدمة‬

‫بصورة روتينية ويرتبطون بالنترنت ويحملون أجهزة رقمية تحوي معلومات‬


‫عنهم وعن أعمالهم‪ .‬ستظهر أجهزة استهلكية جديدة تتناول في شكل رقمي كل‬
‫أنواع البيانات تقريبا‪ :‬النص والرقام والصوت البشري والصور المتحركة‪ .‬أنا‬
‫استخدم عبارتى "أسلوب عمل النترنت" و"أسلوب حياة النترنت" للتأكيد على‬
‫تأثير العاملين والمستهلكين المستفيدين من هذه التوصيلت الرقمية‪ .‬إننا اليوم‬
‫ل نتصل عادة بالمعلومات ال عندما نكون على مكاتبنا موصلين إلى النترنت‬
‫بسلك مادي أما في المستقبل فثمة أجهزة رقمية نقالة ستجعلنا على اتصال دائم‬
‫مع نظم أخرى وناس آخرين‪ ،‬كما أن أجهزتنا المستخدمة يوميا‪ 0‬مثل عدادات‬
‫الماء والكهرباء والنظمة المنية والسيارات ستكون موصولة لتقوم بإبلغنا‬
‫عن أدائها وحالتها‪ .‬إن كل تطبيق من تطبيقات المعلومات الرقمية هذه يقترب‬
‫الن من نقطة انعطاف ‪ -‬اللحظة التي عندها يصبح التغيير فيما يستعمله‬
‫المستهلكين مفاجئا‪ 0‬وهائل‪ .‬وهى معا‪ 0‬ستحو‪O‬ل أساليب حياتنا وعالم العمال‬
‫تحويل‪ 0‬جذريا‪.‬‬
‫لقد أخذ "أسلوب عمل النترنت" يغير سلفا‪ 0‬عمليات الشغل لدى‬
‫ميكروسوفت والشركات الخرى؛ فقد كان لقيامنا بإحلل عمليات رقمية جماعية‬
‫محل العمليات الورقية أن وف_ر أسابيعا‪ 0‬من زمن ميزانيتنا وغيرها من العمليات‬
‫التشغيلية‪ .‬هنالك مجموعات من العاملين تستخدم الن أدوات إلكترونية للعمل‬
‫معا‪ 0‬بذات السرعة التي يمكن أن يعمل بها شخص واحد ولكن برؤى فريق‬
‫كامل‪ .‬إن ف?رقا‪ 0‬محفزة تحفيزا‪ 0‬عاليا‪ 0‬تستفيد الن من تفكير كل فرد‪ .‬لقد بات‬
‫باستطاعتنا أن نتجاوب بصورة أسرع مع مشاكلنا وفرصنا بفضل الوصول‬
‫السرع إلى معلومات عن مبيعاتنا وعن أنشطة شركائنا و ـ الهم من ذلك ـ‬
‫‪ / xii‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫عن عملئنا‪ .‬كذلك فإن الشركات الرائدة الخرى العاكفة على التحول إلى‬
‫االنظام الرقمي تحقق الن إنجازات خارقة مماثلة‪.‬‬
‫ز̀ودنا مؤسستنا بمستوى جديد من الذكاء المبني على اللكترونيات‪ .‬وأنا‬
‫بذلك ل أتحدث عن شىء ميتافيزيقي أوعن كائن غامض في حلقة من حلقات‬
‫"درب النجوم"‪ ،‬إنما عن شئ جديد ومهم؛ فلكي نعمل كما ينبغي في العصر‬
‫الرقمي قمنا بتطوير بنية تحتية رقمية جديدة تشبه الجهاز العصبي للنسان‪ .‬إن‬
‫الجهاز العصبي البيولوجي يحفز حركاتك اللرادية حتى يمكنك الستجابة‬
‫بسرعة للخطر أو الحاجة؛ إنه يعطيك المعلومات التي تحتاج إليها وأنت تقل_ب‬
‫المسائل في ذهنك وتحدد اختياراتك‪ .‬وفيما تركز انتباهك على الشياء الهم‬
‫يقوم جهازك العصبي بسد الطريق على المعلومات غير المهمة لك‪ .‬تحتاج‬
‫الشركات إلى امتلك هذا النوع نفسه من الجهاز العصبي ـ القدرة على العمل‬
‫بسلسة وكفاءة‪ ..‬على الستجابة بسرعة للطوارئ والفرص‪ ..‬على ايصال‬
‫معلومات قيمة إلى من يحتاج لها من العاملين في الشركة‪ ..‬القدرة على سرعة‬
‫اتخاذ القرارات والتفاعل مع العملء‪.‬‬
‫أثناء نظري في هذه المسائل وعكوفي على وضع اللمسات النهائية‬
‫لخطابي الخاص بقمة مدراء الشركات التنفيذيين قفذت إلى ذهني فكرة جديدة‪:‬‬
‫"الجهاز العصبي الرقمي"‪ .‬والجهاز العصبي الرقمي هو المكافئ الرقمي في‬
‫الشركات لجهاز النسان العصبي؛ وهو بذلك يوفر تدفقا‪ 0‬من المعلومات متكامل‬
‫تكامل‪ 0‬جيدا‪ 0‬إلى الجزء المناسب من المؤسسة في الوقت المناسب‪ .‬يتألف‬
‫الجهاز العصبي الرقمي من العمليات الرقمية التي تتيح للشركة أن تعي ما‬
‫يحيط بها وتتفاعل معه وأ ن تحس بتحديات المنافسين واحتياجات العملء وأن‬
‫تدبر ردودا‪ 0‬مواتية‪ .‬يتطلب الجهاز العصبي الرقمي توليفة من المعدات‬
‫‪ / xiii‬مقدمة‬

‫والبرمجيات ويتميز عن مجرد شبكة من الحواسيب بدقة المعلومات التي يجلبها‬


‫لعمال المعرفة وفوريتها وثرائها وبالتبصر والتضافر اللذين تتيحهما المعلومات‪.‬‬
‫جعلت? الجهاز العصبي الرقمي موضوعا‪ 0‬لخطابي‪ .‬وكان هدفي هو إثارة‬
‫اهتمام مدراء الشركات التنفيذيين حول القدرة الكامنة للتقنيةعلى دفع تدفق‬
‫المعلومات ومساعدتهم في تسيير أعمالهم بشكل أفضل‪ .‬هو إفهامهم أنهم إذا‬
‫قاموا بعمل طيب تجاه تدفق المعلومات فإن كل حل من حلول الشغل سيأتي‬
‫بسهولة أكبر‪ .‬ولما كان الجهاز العصبي الرقمي العصبي سيفيد كل إدارة وكل‬
‫فرد في الشركة فقد أردت لهم أن يروا أنهم فقط‪ ،‬أى المدراء التنفيذيون‪ ،‬هم‬
‫من بمقدورهم الرتقاء إلى التغيير الذهني والثقافي اللزم لعادة تكييف مسلك‬
‫الشركة حول تدفق المعلومات الرقمي وأسلوب عمل النترنت‪ .‬ومعنى الرتقاء‬
‫إلى مثل هذا القرار هو أن عليهم الرتياح إلى التقنية الرقمية ارتياحا‪ 0‬يكفي لكى‬
‫يروا كيف أن بإمكانها تغيير عمليات أشغالهم تغييرا‪ 0‬جوهريا‪.‬‬
‫بعدئذ طلب مني كثير من مدراء الشركات التنفيذيين مزيدا <من المعلومات‬
‫عن النظام العصبي الرقمي‪ ،‬وأثناء استمراري في عرض أفكاري والحديث عن‬
‫الموضوع قصدني عديد من المدراء التنفيذيين الخرين ومدراء العمال‬
‫واختصاصيي تقنية المعلومات للحصول على تفاصيل أكثر‪ .‬وهناك آلف من‬
‫العملء يأتون سنويا‪ 0‬إلى مقر مؤسستنا لرؤية حلول عملنا الداخلية وقد طلبوا‬
‫مزيدا‪ 0‬من المعلومات عن لماذا وكيف بنينا جهازنا العصبي الرقمي وعن الكيفية‬
‫التي يستطيعون بها فعل الشىء نفسه‪ .‬وكتابي هذا هو جوابي على طلباتهم‪.‬‬
‫لقد أل_فت هذا الكتاب لمدراء الشركات التنفيذيين وغيرهم من رؤساء‬
‫المؤسسات والمدراء من كل المستويات‪ .‬وفيه أصف كيف يمكن للجهاز‬
‫العصبي الرقمي أن يبدل العمال تبديل‪ 0‬ويجعل الكيانات العامة أشد استجابة‬
‫‪ / xiv‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫بتنشيط العناصر الرئيسية الثلثة لى منشأة‪ :‬علقات العملء‪/‬الشركاء‬


‫والعاملون والعملية‪ ،‬وقد نظمت الكتاب حول مهام الشركة الثلث التي تحوي‬
‫تلك العناصر الثلثة‪ .‬هذه المهام هى‪ :‬التجارة وإدارة المعرفة وعمليات‬
‫الشغل‪ .‬وقد بدأت بالتجارة لن أسلوب حياة النترنت يغير الن كل شئ عن‬
‫التجارة‪ ،‬ومن شأن هذه التغيرات أن تدفع الشركات إلى إعادة بناء إدارة‬
‫المعرفة وعمليات الشغل لديها كى يتسنى لها الصمود‪ .‬يضم الكتاب أقساما‬
‫أخرى تغطي أهمية تدفق المعلومات ومشروعات خاصة تقدم دروسا‪ 0‬عامة‬
‫لمؤسسات أخرى‪ .‬وبما أن الهدف من نظام عصبي رقمي هو أن يحف_ز على‬
‫استجابة تضافرية من ق\بل العاملين لجل استنباط استراتيجية شغل وتنفيذها‬
‫فإنك سترى مرارا‪ 0‬وتكرارا‪ 0‬أن من شأن حلقة تغذية مرتدة رقمية محك_مة أن‬
‫تساعد شركة على التكيف مع التغيير تكيفا‪ 0‬سريعا‪ 0‬ومستديما‪ ،0‬وهذه فائدة‬
‫أساسية لى شركة تعتنق أسلوب عمل النترنت‪.‬‬
‫"العمال بسرعة الخاطرة" ليس كتابا‪ 0‬فنيا‪ 0‬إنما هو يشرح بالمثلة‬
‫أسباب الشغل المقتضية للعمليات الرقمية وكذا الستخدامات الفعلية لهذه‬
‫العمليات التي تحل مشاكل الشغل الحقيقية‪ .‬وقد ذكر أحد المدراء التنفيذيين‬
‫ممن قرأ مسودة متأخرة من مخطوطة الكتاب أن تلك المثلة كانت بمثابة قالب‬
‫ساعده على أن يفهم كيف يستعمل نظاما‪ 0‬عصبيا‪ 0‬رقميا‪ 0‬في شركته‪ .‬وكان رقيقا‬
‫إذ قال‪ " :‬لقد كنت أعد قائمة بملحظات لعطيكها وقائمة أخرى بأمور آخذها‬
‫معي لتنفيذها في شركتي"‪ .‬وإني آمل أن يكتشف قراء آخرون في مجال العمال‬
‫نفس ما لـ "كيف ‪ "..‬هذه من قيمة‪ .‬أما للميالون أكثر إلى الناحية الفنية فهنالك‬
‫موقع مرافق على النترنت على العنوان‪ www.Speed-of-Thought.com :‬يقدم‬
‫معلومات خلفية أكثر عن بعض المثلة وأساليب لتقييم قدرات نظم المعلومات‬
‫‪ / xv‬مقدمة‬

‫القائمة ومنحى معماريا‪ 0‬ومنهجيات لبناء جهاز عصبي رقمي‪ .‬ولموقع الكتاب‬
‫كذلك وصلت لمواقع أخرى على النترنت أشير إليها في ثنايا الكتاب‪.‬‬
‫لجعل تدفق المعلومات الرقمية جزءا‪ 0‬ل يتجزأ من شركتك إليك اثنا‬
‫عشرة خطوة رئيسية‪:‬‬

‫للعمل المرتبط بالمعرفة‬

‫‪-1‬عليك أن تص‪O‬ر على تدفق التصال خلل المؤسسة عبر البريد‬


‫اللكتروني لكى تتمكن من التصرف بناء على الخبار بسرعة تكاد‬
‫تكون انعكاسية‪.‬‬
‫‪ -2‬ادرس بيانات المبيعات حاسوبيا‪ (online) 0‬ليجاد أنماط وللمشاركة‬
‫في الرؤى بسهولة‪ .‬افهم التجاهات الكلية واحرص على إضفاء‬
‫الطابع الشخصي على خدمة كل عميل‪.‬‬
‫‪ -3‬استعمل الحواسيب الشخصية لتحليل العمال وحو‪O‬ل عمال المعرفة‬
‫إلى العمل ذي التفكير عالي المستوى حول المنتجات والخدمات‬
‫والربحية‪.‬‬
‫‪ -4‬استعمل أدوات رقمية لخلق فرق فعلية تعمل على نطاق كل الدارات‬
‫وتستطيع أن تتقاسم المعرفة وتبني على أفكار بعضها الخر في‬
‫وقت حقيقي وعلى امتداد العالم‪ .‬استعمل نظما‪ 0‬رقمية من أجل إرساء‬
‫تاريخ للشركة يستفيد منه أي شخص‪.‬‬
‫‪ -5‬قم بتحويل كل عملية ورقية إلى عملية رقمية مزيل‪ 0‬بذلك الختناقات‬
‫الدارية ومحررا‪ 0‬عمال المعرفة حتى يتفرغوا لمهام أهم‪.‬‬
‫‪ / xvi‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫لعمليات الشركة‬

‫‪ -6‬استعمل أدوات رقمية للتخلص ن الوظائف أحادية المهام أو لتغييرها‬


‫إلى وظائف ذات قيمة مضافة تستخدم مهارات عامل المعرفة‪.‬‬
‫‪ -7‬اوجد حلقة تغذية مرتدة رقمية لرفع كفاءة العمليات المادية وقم‬
‫بتحسين المنتجات والخدمات المقدمة‪ .‬يجب أن يكون كل مستخد‪j‬م‬
‫قادرا‪ 0‬على تتب‪k‬ع كل القياسات الرئيسية بسهولة‪.‬‬
‫‪ -8‬استعمل نظما‪ 0‬رقمية لتوجيه شكاوي العملء فورا‪ 0‬إلى من‬
‫باستطاعتهم تحسين منتج أو خدمة‪.‬‬
‫‪ -9‬استعمل التصالت الرقمية لعادة تعيين طبيعة أعمالك والحدود‬
‫المحيطة بأعمالك؛ فكن أكبر وأوفى أو أصغر وأشد خصوصية تبعا‬
‫لما يسوغه وضع العميل‪.‬‬

‫للتجارة‪:‬‬

‫‪ -10‬قاي\ض بالمعلومات الوقت؛ قلل زمن الدورة باستخدام المعاملت‬


‫الرقمية مع كل الموردين والشركاء وقم بتحويل كل عملية من‬
‫عمليات الشغل إلى نظام "التسليم في الوقت المناسب"‪.‬‬
‫‪ -11‬استعمل التسليم الرقمي للمبيعات والخدمة من أجل إبعاد الوسيط‬
‫عن معاملت العملء‪ .‬أما إذا كنت وسيطا‪ 0‬فاستعمل أدوات رقمية‬
‫لضافة قيمة إلى المعاملت‪.‬‬
‫‪ -12‬استعمل أدوات رقمية لمساعدة العملء على حل المشاكل بأنفسهم‪،‬‬
‫وإدخر التصال الشخصي لجل الستجابة إلى احتياجاتهم المعقدة‬
‫عالية القيمة‪.‬‬
‫‪ / xvii‬مقدمة‬

‫يغطي كل فصل من هذا الكتاب نقطة أو أكثر ـ ومن شأن تدفق جيد‬
‫للمعلومات أن يساعدك على القيام بعدة أشياء من هذه فورا‪ .‬بل إن أحد أهم‬
‫عناصر أى نظام عصبي رقمي هو ربط هذه النظمة المختلفة ـ إدارة المعرفة‬
‫وعمليات الشغل والتجارة ـ بعضها مع البعض‪.‬‬
‫تركز عدة أمثلة‪ ،‬لسيما في مجال عمليات الشغل‪ ،‬على مايكروسوفت‪.‬‬
‫ولذلك سببان أولهما رغبة العملء في معرفة كيف تستعمل مايكروسوفت ـ‬
‫باعتبارها من أنصار تقنية المعلومات ـ التقنية في تسيير أعمالها؛ هل تفعل ما‬
‫تنصح الخرين به؟ أما السبب الثاني فهو أن بإمكاني الحديث بتعمق عن حكمة‬
‫تطبيق النظم الرقمية على مشاكل التشغيل التي تواجهها شركتي )مايكروسوفت(‬
‫فعل‪ ،0‬وفي الوقت نفسه فقد زرت عشرات الشركات الرائدة للعثور على أفضل‬
‫الممارسات في كل الصناعات‪ .‬إنني أريد أن أبي‪l‬ن قابلية التطبيق الواسعة لنظام‬
‫عصبي رقمي‪ .‬ثمة بعض المجالت حيث تجاوزتنا شركات أخرى في التعاون‬
‫الرقمي‪.‬‬
‫ستكون الشركات الناجحة في العقود التالية هي تلك التي تستعمل‬
‫الدوات الرقمية لعادة اختراع الطريقة التي تعمل بها‪ .‬سوف تضع هذه‬
‫الشركات قراراتها بسرعة وتتصرف بكفاءة وتتصل بعملئها مباشرة بطرق‬
‫إيجابية‪ .‬إنني آمل أن تخرج من قراءة هذا الكتاب وقد أثارت اهتمامك إمكانيات‬
‫التغيير اليجابي في العشر سنوات القادمة‪ ،‬سوف يضعك التحول إلى النظام‬
‫الرقمي على الحافة المتقدمة لموجة تغيير مزلزلة ستحطم الطريقة القديمة‬
‫لمزاولة العمال‪ .‬سوف يتيح لك النظام العصبي الرقمي أن تزاول أعمالك‬
‫بسرعة الخاطرة‪ ،‬وهذا هو مفتاح النجاح في القرن الحادي والعشرين‪.‬‬
‫الباب الول‬

‫تدفق المعلومات هو قوام‬


‫حياتك‬
‫الفصل الول‬

‫الدارة بقوة الحقائق‬


‫قوام سداد الحكم في مجال العمال هو العثور على‬
‫الحقائق والحوال الخاصة بالتقنية والسوق‪ ،‬وما شابهها‪،‬‬
‫والتعرف عليها في صورها المتغيرة باستمرار‪ .‬إن سرعة‬
‫التغيير التقني الحديث يجعل البحث عن الحقائق سمة‬
‫ضرورية على الدوام‪.‬‬
‫الفريد ب‪ .‬سلون‪:‬‬
‫" سنواتي مع جنرال موتورز"‬

‫ي معتقد بسيط لكنه قوي وهو أن الطريقة الجدى لتمييز شركتك عن‬
‫ل‪l‬‬
‫منافسيك‪ ،‬الطريقة الفضل لوضع مسافة بينك وبين المتزاحمين‪ ،‬هو أن‬
‫تفعل بالمعلومات شيئا‪ 0‬ممبزا‪ .‬إن الكيفية التي بها ت‪m‬جمع المعلومات وتعللجها‬
‫وتستعملها سوف تحدد ما إذا كنت من الفائزين أم الخاسرين‪ .‬هناك الكثير‬
‫من المنافسين‪ .‬هناك الكثير من المعلومات المتاحة عنهم وعن السوق‪..‬‬
‫والذي هو الن عالمي‪ .‬سيكون الفائزون هم أولئك الذين يطورون نظاما‬
‫عصبي‪0‬ا رقميا‪ 0‬عالميا‪ 0‬يتيح للمعلومات أن تتدفق بسهولة خلل شركاتهم من‬
‫أجل التعلم المثل والدائم‪.‬‬
‫كأني بك ترد‪ :‬كل‪ ،‬بل إن الفيصل هو العمليات الكفؤة! هو الجودة!‬
‫هو شهرة الصنف والسعى وراء الحصة السوقية! هو القتراب من العملء!‬
‫بالطبع يعتمد النجاح على كل هذه الشياء؛ فما من أحد يستطيع مساعدتك‬

‫‪3‬‬
‫إذا كانت عملياتك متعثرة ‪ ..‬إذا لم تكن يقظا‪ 0‬بشأن النوعية ‪ ..‬إذا لم تعمل‬
‫جاهدا‪ 0‬لتوطيد صنفك ‪ ..‬إذا كانت خدمتك للعملء دون المستوى‪ .‬إن‬
‫الستراتيجية السيئة ستفشل مهما كانت جودة معلوماتك‪ ،‬كما أن التنفيذ‬
‫العرج يحبط الستراتيجية الجيدة‪ .‬إنك إذا أسأت أداء ما يكفي من الشياء‬
‫فسيكون مآلك الخروج من ساحة العمال‪.‬‬
‫ولكن مهما كان ما تتمنع به اليوم ـ موظفين حاذقين‪ ،‬منتجات‬
‫ممتازة‪ ،‬رضا العملء‪ ،‬سيولة نقدية في المصرف ـ فإنك تحتاج إلى تدفق‬
‫سريع من المعلومات الجيدة لتسليس العمليات والرتقاء بالنوعبة وتحسين‬
‫تنفيذ العمال‪ .‬معظم الشركات لديها أناس جيدون يعملون لها ومعظم‬
‫الشركات تريد فعل ما يرضى عملئها‪ .‬ثمة بيانات مجدية موجودة في مكان‬
‫ما داخل أغلب المؤسسات‪ .‬إن تدفق المعلومات هو ق\وام حياة شركتك لنه‬
‫يساعدك على استخلص أفضل ما لدى عامليك والتعلم من عملءك‪ .‬انظر‬
‫إذا كانت لديك المعلومات اللزمة للجابة على هذه السئلة‪:‬‬
‫ما رأي عملءك في منتجاتك؟ ما هي المشاكل التي يطالبونك‬ ‫‪‬‬

‫بحلها؟ وما هي السمات الجديدة التي يطالبونك بإضافتها؟‬


‫ما هي المشاكل التي يلقيها موزعوك وبائعوك أثناء بيع منتجاتك‬ ‫‪‬‬

‫أو أثناء عملهم معك؟‬


‫أين يكسب منافسوك أعمال‪ 0‬منك‪ ،‬ولماذا؟‬ ‫‪‬‬

‫هل متطلبات العملءالمتغيرة تدفعك إلى تطوير مقدرات جديدة؟‬ ‫‪‬‬

‫ماهي السواق الجديدة الناشئة التي ينبغي لك أن تدخلها؟‬ ‫‪‬‬

‫لن يضمن لك جهاز عصبي رقمي الجابات المناسبة على هذه‬


‫السئلة وإنما سيخلصك من أطنان من العمليات الورقية القديمة حتى يكون‬
‫‪ / 6‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫لديك الوقت أمام ناظريك كى تتمكن من رؤية التجاهات وهى مقبلة عليك‪.‬‬
‫من شأن جهاز عصبي رقمي أيضا‪ 0‬أن يجعل من الممكن ظهور الحقائق‬
‫والفكار سريعا‪ 0‬من أسفل في مؤسستك‪ ..‬من اؤلئك الذين لديهم معلومات‬
‫عن هذه السئلة ـ وربما العديد من الجوبة‪ .‬والهم من هذا وذلك هو أنه‬
‫سيساعدك في القيام بكل هذه الشياء على جناح السرعة‪.‬‬

‫إلجابة على السئلة الصعبة‬

‫تقول نكتة قديمة في مجال العمال إن السكك الحديدية لو أدركت أنها‬


‫تنتمي إلى مجال النقل وليس إلى مجال قضبان الصلب لكنا الن طائرين‬
‫على متن خطوط "يونيون باسيفيك" الجوية‪ .‬هناك منشآت عمل عديدة قامت‬
‫بتوسيع مهامها أو تغييرها بطرق أشد جوهرية من هذه؛ فصانعة غير‬
‫موفقة لول مطهاة أرز كهربائية في اليابان تتطورت للتصبح شركة سوني‪،‬‬
‫إحدى متصدرات العالم في اللكترونيات الستهلكية والتجارية وفي‬
‫صناعتى الموسيقى والفلم‪ .‬وثمة شركة بدأت بصنع آلت لحام وأجهزة‬
‫استشعار ممرات البولينغ وآلت تخفيض الوزن ثم انتقلت إلى مرسمات‬
‫التذبذب والحواسيب لتصبح ما نعرفه اليوم بـ"هويليت باكارد"‪ .‬لقد تتبعت‬
‫هذه الشركات السوق فأحرزت نجاحا‪ 0‬خارقا‪ ،<0‬ولكن معظم الشركات ل‬
‫تستطيع فعل ذلك‪.‬‬
‫بل حتى لو نظرت إلى مجال عملك الحالي فليس من الواضح دائما‬
‫أين تكون فرصة النمو التالية‪ .‬تتمتع شركة ماكدونالز في عالم الوجبات‬
‫السريعة المضطرب بأقوى اسم صنف وأكبر حصة سوقية وسمعة طيبة من‬
‫ناحية النوعية‪ ،‬ولكن أحد محللي السوق اقترح مؤخرا‪ 0‬أن تبد‪l‬ل ماكدونالدز‬
‫نمط عملها؛ فقال مشيرا‪ 0‬إلى اهتمام الشركة أحيانا بانتاج د‪p‬مى مستوحاة من‬
‫الفلم السينمائية إن على ماكدونالدز أن تسنخدم سندوتشات الهامبيرجر‬
‫ذات الهامش المنخفض لتبيع خطا‪ 0‬من دمى ذات هامش مرتفع عوضا‪ 0‬عن‬
‫االقيام بالعكس‪ .‬ومع أن تغييرا‪ 0‬كهذا أمر مستبعد لكنه ليس مما ل يمكن‬
‫التفكير فيه في عالم العمال الراهن المتغير سريعا‪.‬‬
‫العبرة المهمة هنا هى ال تأخذ شركة موضعها في السوق كأمر مسلم‬
‫به‪ ،‬بل عليها أن تعيد التقييم باستمرار‪ .‬فرب شركة ستحقق فتحا‪ 0‬مبينا‪ 0‬في‬
‫مجال آخر من مجالت العمال ورب أخرى ستجد أنها ينبغي أن تلزم ما‬
‫تجيد معرفته والقيام به‪ .‬والشيء الهم هو أن تكون لدى مدراء الشركة‬
‫المعلومات اللزمة لفهم مزيتهم التنافسية وماهية سوقهم الكبير التالي‪.‬‬
‫سوف يساعدك هذا الكتاب على استعمال تقنية المعلومات لتوجيه‬
‫السئلة الصعبة وكذلك للجابة عليها بشأن ماذا ينبغي أن تكون أعمالك‬
‫وأين ينبغي لها أن تذهب‪ .‬تتيح لك تقنية المعلومات الحصول على البيانات‬
‫التي تؤدي إلى الفهم النافذ لعمالك‪ .‬إنها تمك_نك من التصرف بسرعة‪،‬‬
‫وتتيح حلول‪ 0‬لمشاكل العمل لم تكن ببساطة متوفرة من قبل‪ .‬إن تقنية‬
‫المعلومات والعمال تصبحان الن مترابطين ترابطا‪ 0‬ل فكاك منه‪ .‬ول أعتقد‬
‫أن أي شخص يمكن أن يتحدث حديثا‪ 0‬ذا معنى عن أحدهما بدون أن يتحدث‬
‫عن الخر‪.‬‬

‫اتخاذ نهج موضوعي قائم على الحقائق‬

‫الخطوة الولى في الجابة على أي سؤال صعب متعلق بالعمال هى اتخاذ‬


‫نهج موضوعي قائم على الحقائق‪ .‬هذا المبدأ‪ ،‬السهل قول‪ 0‬عن العمل به‪،‬‬
‫‪ / 8‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫موضح في كتاب العمال الذي أفضله‪" :‬سنواتي مع جنرال موتورز "‬


‫للفريد ب‪ .‬سلون‪ ،‬البن‪ .‬إذا كنت تقرأ كتابا‪ 0‬واحدا‪ 0‬عن العمال فعليك بكتاب‬
‫سلون )ولكن ل تترك هذا الذي في يدك لتفعل ذلك(‪ .‬إن من الملهم أن يرى‬
‫المرء في رواية سلون عن حياته العملية كيف أن القيادة اليجابية الرشيدة‬
‫المركزة على المعلومات يمكن أن تقود إلى نجاح ساحق‪.‬‬
‫أثناء فترة إدارة سلون التي امتدت من ‪ 1923‬إلى ‪ 1956‬أصبحت‬
‫جنرال موتورز إحدى أوائل مؤسسات العمال المعقدة حقا‪ 0‬في الوليات‬
‫المتحدة‪ .‬لقد فهم سلون أن أى شركة ل يمكنها تطوير استراتيجية كاسحة‬
‫أو الضطلع بمشروعات مناسبة دون أن تبني على حقائق ورؤى من‬
‫الشخاص في المؤسسة‪ .‬وقد طو‪l‬ر فهمه الخاص به للعمال من تعاونه‬
‫الشخصي اللصيق مع الفنيين واختصاصي العمال من معاونيه وبزياراته‬
‫الشخصية المنتظمة لمرافق الشركة الفنية‪ ،‬غير أن تأثيره االكبر كمدير جاء‬
‫من الطريقة التي أقام بها علقات عمل مع موزعي جنرال موتورز على‬
‫امتداد القطر؛ فقد دأب على جمع معلومات من موزعي جنرال موتورز‬
‫وأنشأ معهم علقات وثيقة مثمرة‪.‬‬
‫استفاد سلون كثيرا‪ 0‬من رحلت لتقصي الحقائق‪ .‬لقد أعد ّعربة‬
‫خصوصية من عربات السكة الحديد كمكتب له وجاب كل أرجاء البلد زائرا‬
‫موزعي الشركة‪ ،‬وكان في الغالب يلتقي ما بين خمسة وعشرة منهم يوميا‪.‬‬
‫كان يريد أن يعرف ليس فقط ما تبيعه جنرال موتورز للموزعين بل وما‬
‫يباع من الحصص المخصصة لهم‪ .‬وقد ساعدت هذه الزيارات سلون على‬
‫أن يدرك في أواخر العشرينيات أن العمال في مجال السيارات آخذة في‬
‫التغيير؛ فالسيارات المستعملة باتت الن وسيلة المواصلت الساسية‪ ،‬وبات‬
‫المشترون من ذوي الدخل المتوسط يبتاعون سيارات جديدة أفخر بفضل‬
‫نظم البيع بالتقسيط والمقايضة الجزئية ]شراء سيارات جديدة بقديمة مع‬
‫دفع الفرق[‪ .‬أدرك سلون أن هذا التغيير يعني أن لب علقة جنرال موتورز‬
‫بالموزعيين يجب أن يتغير أيضا‪ 0‬بانتقال العمال في مجال السيارات من‬
‫مسألة بيع إلى متاجرة‪ .‬لقد بات على الصانع والموزع تطوير علقة أشبه‬
‫بالشراكة‪ .‬قام سلون بإنشاء مجلس موزعين يتقابل بانتظام مع كبار تنفيذيي‬
‫جنرال موتورز بمقر الشركة‪ ،‬كما أنشأ هيئة لشؤون الموزعين تتولى‬
‫شكاوى المزعين وأجرى دراسات اقتصادية لتحديد أفضل المواقع لقامة‬
‫مراكز توزيع جديدة‪ ،‬بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك بإرساء سياسة مفادها‬
‫المجازفة بتمويل أكفاء الرجال ممن لم يكن لديهم رأس مال جاهز لنشاء‬
‫مراكز توزيع‪.‬‬
‫بيد أن المعلومات الدقيقة بشأن المبيعات ظلت عسيرة المنال؛ فقد‬
‫كانت أرقام مبيعات جنزال موتورز غير متسقة وغير مستحدثة وناقصة‪.‬‬
‫كتب سلون‪" :‬عندما كان الموقف الربحي للموزع يعتل لم يكن أمامنا سبيل‬
‫لمعرفة ما إذا كان ذلك بسبب مشكلة سيارة جديدة أم مشكلة سيارة‬
‫مستعملة أم مشكلة خدمة أم مشكلة قطع غيار أم مشكلة أخرى‪ .‬وبدون‬
‫حقائق كهذه كان من المستحيل وضع أي سياسة توزيع سليمة موضع‬
‫التنفيذ‪ ".‬قال سلون إنه كان على استعداد لن يدفع "مبلغا‪ 0‬ضخما‪ "0‬ويحس‬
‫بأنه "محق تماما‪ 0‬في ذلك" إذا كان كل موزع "يستطيع معرفة الحقائق‬
‫المتعلقة بأعماله ويتعامل مع التفاصيل العديدة… بطريقة ذكية"‪ .‬كان سلون‬
‫يعتقد أن مساعدة الموزعين في مسائل المعلومات هذه "سيكون أفضل‬
‫استثمار قامت به جنرال موتورز إطلقا"‪.‬‬
‫‪ / 10‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫من أجل مواجهة هذه الحتياجات وضع سلون نظاما‪ 0‬قياسيا‪ 0‬للمحاسبة‬
‫على نطاق جنرال موتورز وكل مراكز توزيعها‪ .‬والكلمة المهمة هنا هي‬
‫كلمة "قياسي"؛ فكل موزع وكل مستدخ‪m‬م على كل مستوى في الشركة كان‬
‫يصن‪v‬ف الرقام بنفس الطريقة تماما‪ .‬وبحلول منتصف الثلثينيات بات بوسع‬
‫موزعي جنرال موتورز وأقسامها الخاصة بالسيارات ومكاتبها الرئيسية اأن‬
‫تقوم جميعا‪ 0‬بتحليل مالي مفص`ل باستعمال نفس الرقام‪ .‬فمثل‪ 0‬كان‬
‫باستطاعة مركز للتوزيع أن يقيس ليس فقط أداءه هو بل أداءه إزاء‬
‫متوسطات المجموعات الخرى‪.‬‬
‫لقد كان من شأن بنية تحتية أتاحت معلومات دقيقة أن أدت إلى‬
‫مؤسسة متجاوبة لم تستطع الشركات الخرى لصناعة السيارات أن تدانيها‬
‫مثيل‪ 0‬لعقود من الزمان‪ .‬ساهمت تلك البنية التحتية‪ ،‬التي أسميها "جهاز‬
‫الشركة العصبي"‪ ،‬في هيمنة جنرال موتورز على صناعة السيارات طوال‬
‫حياة سلون المهنية‪ .‬ولم تكن حينذاك رقمية بعد‪ p‬إل أنها كانت ثمينة للغاية‪.‬‬
‫كانت معرفة مخزون الموزع أمرا‪ 0‬تجيده جنرال موتورز أكثر من غيرها‪،‬‬
‫وقد نالت جنرال موتورز مزية تنافسية هائلة من استغلل تلك المعلومات‪.‬‬
‫وتجاوزت هذه الستفادة من المعلومات جدران جنرال موتورز؛ فقد‬
‫استعملت جنرال موتورز نظم معلومات ك?تيبية لبناء أول "اكسترانيت"ـ شبكة‬
‫تربط الشركة بمورديها وموزعيها‪.‬‬
‫بالطبع لم يكن في إمكانك الحصول على معلومات تتدفق خلل شركتك‬
‫آنذاك بمثل الكم الذي يمكنك الحصول عليه الن؛ فالمر كان سيقتضي‬
‫مكالمات هاتفية جد كثيرة وأناسا‪ 0‬جد كثيرين يتناقلون أوراقا‪ 0‬وينكبون على‬
‫سجلت ورقية محاولين الربط بين البيانات والعثور على النماط‪ .‬كان ذلك‬
‫ت اليوم إدارة شركة ذات مستوى عالمي فعليك أن‬
‫سيكلف باهظا‪ .‬وإذا أرد ‪m‬‬
‫تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتنجز بأسرع من ذلك بكثير‪ .‬إن الدارة بقوة‬
‫الحقائق ـ والتي هو أحد أساسيات العمال لدى سلون ـ تتطلب تقنية‬
‫المعلومات‪ .‬لقد تغير تغييرا‪ 0‬دراميا‪ 0‬ما تطيق الشركات القيام به وما ترى أنه‬
‫يستحق القيام به وما بمقدورها تنافسيا‪ 0‬القيام به‪.‬‬
‫تستعمل جنرال موتورز الن تقنية الحاسوب الشخصي ومقاييس‬
‫النترنت للتصال بعملئها؛ فحلها المتمثل في منظومتها المسماة "جي ام‬
‫أكسس" يستعمل شبكة للشركة واسعة النطاق تستخدم القمار الصناعية‬
‫للتعامل بين مقر الشركة ومصانعها وموزعيها البالغ عددهم ‪ ،9000‬والذين‬
‫لديهم أجهزة متصلةعلى الخط اللكتروني ))‪ online‬لغراض الدارة المالية‬
‫والتخطيط التشغيلي بما في ذلك إدارة الطلبات الجمالية وتحليل المبيعات‬
‫والتنبؤ بها‪ .‬وتقوم أداة بيع تفاعلية بالجمع بين سمات المنتجات‬
‫ومواصفاتها وتسعيرها وغيرها من المعلومات‪ .‬ويحظى فنيو خدمة‬
‫المنتجات بوصول فوري إلى أحدث المعلومات عن المنتجات وقطع الغيار‬
‫من خلل كتيبات الخدمة اللكترونية والنشرات الفنية وتخطيط قطع الغيار‬
‫وإعداد تقارير المخزون على الخط الحاسوبي‪ .‬يربط البريد اللكتروني‬
‫الموزعين بمقر جنرال موتورز ومصنعها وببعضهم بعضا‪ .‬يتم دمج الحل‬
‫الذي يأتي به الموزع الخاص في موقع جنرال موتورز العام على النترنت‬
‫حيث يجد العملء معلومات تفصيلية عن السيارات‪ .‬توفر تقنيات النترنت‬
‫الساس لتحول جوهري في الطريقة التي بها يتسو‪l‬ق المستهلكون‬
‫السيارات‪ ،‬فل غرو أنهم يضعون جنرال موتورز كهدف للتجارة اللكترونية‪.‬‬
‫‪ / 12‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫وبالطبع عمدت شركات صناعة السيارات الخرى كذلك إلى تحسين أنظمة‬
‫معلوماتها؛ فتويوتا تحديدا‪ 0‬استخدمت تقنية المعلومات لتطوير انتاج صناعي‬
‫على مستوى عالمي‪.‬‬

‫تمييز شركتك في عصر المعلومات‬

‫إذا كانت إدارة المعلومات واستجابة المؤسسة قد أحدثتا مثل هذا الختلف‬
‫في صناعة تقليدية من ذات المداخن قبل سبعين سنة فأي تمييز أكثر‬
‫ست?حدثانه مدفوعتين بالتقنية؟ قد يكون لي شركة حديثة لصناعة السيارات‬
‫اسم تجاري قوي وسمعة لنوعية جيدة في يومنا هذا ولكنها تواجه منافسة‬
‫أكبر فأكبر على امتداد العالم‪ .‬إن كل شركات صناعة السيارات تستعمل نفس‬
‫الصلب ولها نفس آلت الثقب وتقريبا‪ 0‬طرق انتاج متماثلة كما أن لها نفس‬
‫تكاليف النقل‪ .‬تقوم الشركات الصانعة للسيارات بتمييز أنفسها عن غيرها‬
‫بمجموع من العوامل تتمثل في مدى جودة تصميمها لمنتجاتها ومدى ذكائها‬
‫في استغلل التذية المرتدة من العملء لتحسين منتجاتها وخدماتها ومدى‬
‫سرعتها في تحسين عملياتها النتاجية ومدى مهارتها في تسويق منتجاتها‬
‫ومدى كفاءتها في التوزيع وفي إدارة مخزوناتها‪ ..‬وكل هذه العمليات الغنية‬
‫بالمعلومات تستفيد من العمليات الرقمية‪.‬‬

‫تتجلى قيمة النهج الرقمي بصفة خاصة في العمال المتركزة حول‬


‫المعلومات مثل المصارف وشركات التأمين؛ ففي مجال المصارف نجد أن‬
‫البيانات الخاصة بعلقات العملء وتحليل العتمادات هي في قلب العمل‬
‫التقييس على نطاق العالم صعب في أى عصر‬
‫المصرفي وقد ظلت المصارف دائما‪ 0‬أكبر مستخدمي تقنية المعلومات في‬
‫عصر النترنت‪ ،‬ولكن في عصر النترنت والتحرير المتزايد للسواق المالية‬
‫لقد نمت أعمال مايكروسوفت نموا‪ 0‬سريعا‪ 0‬حقا‪ 0‬بمجرد شروعنا في التوسع دوليا?‪ .‬وكنا قد عقدنا العزم على النتقال إلى‬
‫السواق العالمية مبكرا‪ 0‬بقدر المكان وكانت المنشآت التابعة لنا في الخارج ]أو توابعنا[ تتمتع بقدرة كبيرة على‬
‫الضطلع بالمشروعات‪ .‬لقد كان لعطائها حرية تسيير أعمالها وفقا‪ 0‬لما هو أفضل في كل بلد أمرا‪ 0‬طيبا‪ 0‬للعملء‬
‫ومربحا‪ 0‬لنا‪ ..‬فكان أن نمت أعمالنا الدولية نموا‪ m‬حادا <من ‪ %41‬إيرادات في عام ‪ 1986‬إلى ‪ %55‬في ‪.1989‬‬
‫اتسع نطاق استقلل الشركات التابعة لنا ليشمل تقاريرها المالية والتي كانت تأتينا في عدد من الصيغ المختلفة‬
‫محكومة بعدد من ترتيبات العمال والقواعد الضريبية المحتلفة؛ فبعض توابعنا كانت تقد‪l‬م كشوف حسابهاعن المنتجات‬
‫التي من شركتنا النتاجية في إيرلندا بناءعلى تكلفتها‪ ،‬وأخرى كانت تستعمل نسبة من سعر المستهلك كتكلفة‪ .‬كانت‬
‫توابعنا تقوم بالتوفيق بين المبيعات الفعلية والرباح بطرق مختلفة؛ فبعضها كانت تتلقي عمولة على المبيعات المباشرة‬
‫لعملء كصناع الحواسيب الذين يبيعون حواسيب شخصية في بلدانها‪ ،‬وبعضها كانت تقوم بتسهيل المبيعات المباشرة‬
‫من الشركة الم فكنا نسدد لها ما أنفقته على أساس التكلفة الجمالية‪ .‬لقد كانت تلك النماذج المالية المتعددة المختلفة‬
‫تسبب لنا قدرا‪ <0‬كبيرا‪ 0‬من الصداع‪.‬‬
‫كان علينا أنا وستيف بالمر‪ ،‬نائب المدير التنفيذي للمبيعات والدعم آنذاك‪ ،‬أن نكون متوقدي الذهن إلى حد كبير‬
‫ونحن ننظر إلى الرقام‪ .‬كنا مثل‪ 0‬ننظر إلى كشف من الكشوف المالية وإذا بـ)مايك براون(‪ ،‬رئيس قسمنا المالي‬
‫آنذاك‪ ،‬يقول‪" :‬هاكم إحدى التوابع من فئة السلوب ‪ 6‬مع تكلفة إجمالية على هذا أو ذاك " قاصدا‪ 0‬بذلك أن تلك‬
‫الكشوفات المالية مختلفة عن النماذج الخمسة الخرى‪ .‬وكان علينا أن نعيد حساب الرقام الخاصة بتلك التابعة في‬
‫رؤوسنا بأسرع ما نستطيع كى يتسنى لنا مقارنتها مع الرقام الخرى‪.‬‬
‫"ما زادنا ذلك علما‪ ،"0‬يقولها )مايك( ثم يقرر هو ومراقبنا المالي )جون آندرسون( الستفادة من حقيقة أن الكل كان‬
‫يستعمل سلفا‪ 0‬جداول البيانات الحاسوبية في إجراء أنواع التحليل الخرى‪ ،‬فقاما بتصميم كشف مالي للرباح والخسائر‬
‫مبني على التكلفة ل يبين أى من الزيادات السعرية والعمولت التي تتم بين الشركات‪ ،‬ثم عرضا نظامهما الجديد عن‬
‫طريق اليريد اللكتروني على من يعنيهم المر فنال قبول‪ 0‬سريعا‪ 0‬عليه‪ .‬كنا بعد ذلك عندما ننظر إلى الكشوف المالية‬
‫لتوابعنا ل نلقي كبير عناء في معرفة كيف كانت المور تسير بالفعل‪ ،‬لسيما عندما نقوم بتدوير البيانات لنراها من‬
‫عدة زوايا مختلفة‪ .‬إن من الصعب المبالغة في وصف فائدة التمكن من مقارنة كل هذه البيانات حاسوبيا‪ .0‬وأحد الوجه‬
‫الهامة لهذه الفائدة هو أننا الن نستطيع التحكم بسهولة على افتراضات أسعار تبادل العملت بأي زاوية من الزوايا‬
‫بحيث يمكنك رؤية النتائج بتأثيرات أسعار تبادل العملت أو بدونها‪.‬‬
‫فيما بعد عندما كنا على استعداد لمركزة المعاملت الخاصة بمبيعاتنا في نظام واحد شامل للشركة كلها كنا قد‬
‫اكتسبنا سلفا بعض الخبرة في هذا المضمار‪ .‬إن كثيرا‪ 0‬من الشركات تضيع وقتا‪ 0‬في تحديد الكيفية التي تريد بها تنظيم‬
‫بياناتها المالية‪ ..‬ولننا كنا قد حسمناا ذلك سلفا‪ 0‬فقد بات بإمكاننا مركزة بيانات مبيعاتنا بقدر من السرعة والرخص‬
‫أكبر بكثير من شركات عديدة‪.‬‬
‫‪ / 4‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫كيف يتميز مصرفان بعضهما عن الخر؟ هذا المر يعود لذكاء ما يتبعه‬
‫البنك في تحليل العتمادات ومعالجة المخاطر وسرعة استجابته في علقته‬
‫بالعميل‪ .‬إن الذكاء هو الذي يعطي هذا المصرف أو ذاك تفوقا‪ 0‬على غيره‪،‬‬
‫كيف يتميز مصرفان بعضهما عن الخر؟ هذا المر يعود لذكاء ما يتبعه‬
‫البنك في تحليل العتمادات ومعالجة المخاطر وسرعة استجابته في علقته‬
‫بالعميل‪ .‬إن الذكاء هو الذي يعطي هذا المصرف أو ذاك تفوقا‪ 0‬على غيره‪،‬‬
‫وأنا ل أعني بذلك فقط المقدرات الفردية لموظفي المصرف وإنما أعني‬
‫مقدرة المصرف الكلية التي بموجبها يستفيد المصرف من التفكير الفضل‬
‫لجميع عامليه‪.‬‬
‫في هذه اليام ينبغي على نظم معلومات المصرف أن تقوم بأكثر من‬
‫مجرد إدارة كميات ضخمة من البيانات المالية‪ ،‬فعليها تزويد خبراء‬
‫إستراتيجية العمال التجارية ومسئولى القروض بمزيد من المعلومات عن‬
‫العملء كما عليها مساعدة العملء أنفسهم للوصول للمعلومات بصورة‬
‫مأمونة ودفع فواتيرهم مستعينين بالخطوط النظامية وذلك أثناء تعاون عمال‬
‫المعرفة في المصرف على أداء أنشطة ذات قيمة أعلى‪ .‬لم يعد إهتمام نظم‬
‫المعلومات منصبا‪ 0‬فقط على معالجة الرقام وتصحيح مواضعها وانما‬
‫استغلل المعلومات والستفادة منها نيابة عن العميل‪ .‬يقوم )كريستر بنك‬
‫أوف ريتشموند( بفرجينيا بتقديم الخدمات المصرفية والقروض العقارية‬
‫وخدمات تسديد الفواتير على النترنت وتقوم أجهزة الحاسبات والصرف‬
‫اللية في المواقع البعيدة مثل مجمعات السوبرماركت والمحلت التجارية‬
‫الضخمة بفتح الحسابات وتخصيص القروض للعملء – كل ذلك عن طريق‬
‫ربط العميل بالعمليات الخلفية عن طريق تدفق المعلومات الرقمي‪.‬‬
‫‪ / 5‬الدارة بقوة الحقائق‬

‫كنت أتحدث في مؤتمر طاولة مستديرة للمصارف بكندا مؤخرا‬


‫ووجهت لي أسئلة حول استثمار المصارف في شبكات النترنت‪ .‬إن لدى‬
‫المصارف اليوم قواعد بيانات للعمليات الخلفية و تطبيقات للعاملين في‬
‫خدمة العملء على الهاتف ولجهزة الصرف وللمصارف الفرعية‪ .‬والن‬
‫يعملون جاهدين لضافة أجهزة جديدة تقوم بتزويد العملء بالبيانات عبر‬
‫النترنت قائلين‪" :‬نحن ل نريد نتكبد التكلفة الضافية والتعقيد اللذين‬
‫تقتضيهما واجهة تطبيق آخر"‪ .‬قلت لهم إن الحل بسيط‪ :‬فعليهم بناء واجهة‬
‫تطبيق كبيرة للعملء للطلع على البيانات عبر النترنت ومن ثم استخدام‬
‫نفس الواجهة لخذ البيانات داخليا‪ .‬سوف يكون لديهم مقدار صغير من‬
‫البيانات الضافية التي سيطلع عليها العاملون ‪ -‬والمتمثلة في بيانات‬
‫العملء وخلفياتهم حول التعاملت الخيرة مع العملء – إل أن واجهة‬
‫التطبيق ستظل على حالها‪ .‬إذا نفذوا النظام الجديد على منصة برمجيات‬
‫رئيسية يمكنهم استبدال كل الطرق المختلفة للنظر إلى البيانات‪ .‬وبمرور‬
‫الزمن عندما تبدي قاعدة اليانات الخلفية جدوى عمليا‪ 0‬يمكنهم تطويرها‬
‫لتناسب تقنية جديدة ولكن في غضون ذلك فإن واجهة التطبيق الخاصة‬
‫بالنترنت ستعمل على تبسيط حياتهم وليس تعقيدها أكثر‪ ..‬وعندئذ "تصبح"‬
‫واجهة التطبيق الجديدة هى المصرف داخليا‪ 0‬وخارجيا‪.0‬‬

‫توظيف المعلومات‬

‫بعد إدخالق الجهاز ‪ ،ENIAC‬وهو أول حاسوب معمم الغراض‪ ،‬أثناء‬


‫الحرب العالمية الثانية برهنت الحواسيب حثيثا‪ 0‬أنها أسرع وأدق من الناس‬
‫في تطبيقات كثيرة كإدارة سجلت العملء في المؤسسات الكبرى والتسيير‬
‫‪ / 6‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫اللي لى عملية ميكانيكية يمكن تجزءتها إلى خطوات متميزة متكررة‪ .‬غير‬
‫أن الحواسيب لم تكن تعمل بمستوى عال‪ .‬لقد كانت تساعد الناس ولكن‬
‫ليس بطريقة ذكية‪ .‬إن المر يحتاج إلى مقدرة ذهنية لفهم الجوانب‬
‫الفيزيائية واستنباط الحسابات الخاصة بالمسارات القوسية لقذائف المدفعية‬
‫أو الصواريخ الباليستية‪ ،‬بينما ل يتطلب سوى خادم بليد – الحاسوب‪-‬‬
‫لجراء تلك الحسابات في لحظة‪.‬‬
‫تحتاج العمال للقيام بنوع آخر من العمل أطلق عليه )ميشيل‬
‫ديرتوزوس(‪ ،‬مدير معمل علوم الحاسوب بمعهد ماساشوستس للتقنية ))‬
‫‪ MIT‬ومؤلف "ما سوف يكون"‪ ،‬اسم "عمل المعلومات"‪ .‬إننا‬
‫عادة ما نفكر في المعلومات – سواء كان مذكرة أو صورة أو تقريرا‪ 0‬ماليا‬
‫‪-‬على أنها ساكنة‪ .‬ولكن ديرتيوزوس يرى بصورة مقنعة أن هنالك نوعا‬
‫نشطا‪ 0‬من المعلومات ‪" -‬فعل" وليس اسم ساكن‪ .‬إن العمل المعلوماتي هو‬
‫"تحويل شكل المعلومة بواسطة العقل البشري أو البرامج الحاسوبية"‪ .‬يؤلف‬
‫العمل المعلوماتي ‪ -‬سواء كان تصميم مبنى أو تفاوض على عقد أو إعداد‬
‫استمارات الضرائب ‪ -‬أغلب المعلومات الحقيقية التي نتعامل بها وأغلب‬
‫العمل المنفذ في القتصاديات المتطورة‪ .‬يقول )ديرتوزوس( "إن النشطة‬
‫الخاصة بالمعلومات تهيمن على مجال المعلومات"‪ .‬و يقدر أن العمل‬
‫المعلوماتي يسهم بنسبة تتراوح من ‪ 50‬إلى ‪ 60‬بالمائة من االدخل القومي‬
‫لى قطر صناعي‪.‬‬
‫إن نظرة )ديرتوزوس( الثاقبة إلى المعلومات على أنها فعل هى نظرة‬
‫متعمقة‪ .‬لقد بدأت الحواسيب تسهم في العمل المعلوماتي عندما انتقلت من‬
‫مجرد تحليل الرقام إلى عمل نماذج محاكاة لمشاكل العمال‪ .‬لقد ظلت حتى‬
‫‪ / 7‬الدارة بقوة الحقائق‬

‫شركات التصنيع تنفق دائما‪ 0‬الكثير من طاقتها على معلومات حول العمل‬
‫أكثر من العمل ذاته‪ :‬معلومات حول تصميم المنتجات وتطويرها‪ ..‬وحول‬
‫الجدولة‪ ..‬وحول التسويق والمبيعات والتوزيع‪ ..‬وحول إصدار الفواتير‬
‫والتمويل‪ ..‬وحول النشاطات التعاونية مع البائعين‪ ..‬وحول خدمة العملء‪.‬‬
‫عندما أجلس مع مطوري البرامج في مايكروسوفت لمراجعة‬
‫مواصفات المنتجات أومع القائمين على أقسام المنتجات لمراجعة خططهم‬
‫للشغل ذات الثلثة سنوات أو مع مجموعاتنا المكلفة بالمبيعات لستعراض‬
‫أدائهم المالي فإننا نتصدى للقضايا الصعبة‪ ..‬بأن نناقش مقايضة ]أوالتنازل‬
‫عن[ بعض سمات منتجاتنا مقابل السراع بطرح هذه المنتجات في‬
‫السواق‪ ..‬نفقات التسويق مقابل اليرادات‪ ..‬عدد العاملين مقابل مردودهم‪..‬‬
‫وهلم جرا‪ .0‬إننا نقوم من خلل الذكاء البشري والتعاون بتحويل المبيعات‬
‫الساكنة وبيانات العميل والبيانات الديموغرافية إلى تصميم لمنتج أو‬
‫برنامج‪ ..‬إذن فالعمل المعلوماتي هو عمل فكري‪ .‬وعندما يجد التفكير‬
‫والتعاون مساعدة ذات بال من التقنية الحاسوبية فإنك تكون قد حصلت على‬
‫نظام عصبي رقمي‪ .‬ويتكون هذا النظام من الوسائل الرقمية المتقدمة التي‬
‫يستخدمها عمال المعرفة لصنع قرارات أفضل‪ ..‬للتفكير‪ ،‬والتصرف والتفاعل‬
‫والتكيف‪ .‬يقول )ديرتيوزوس( إن "سوق المعلومات" المستقبلي سوف‬
‫يقتضي "برمجيات مخصوصة كثيرة وتجميعات متلحمة تلحما‪ 0‬دقيقا‪ 0‬بين‬
‫عمل اإنسان واللة " – وهذا‪ ،‬لعمري‪ ،‬وصف ممتاز لنظام عصبي رقمي‬
‫أثناء عمله‪.‬‬

‫الحصول على الرقام بسهولة‬


‫‪ / 8‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫ينبغي للقيام بعمل معلوماتي أن يكون للعاملين بالشركة وصول فوري إلى‬
‫المعلومات‪ .‬غير أننا تعودنا حتى وقت قريب على العتقاد بوجوب حجز‬
‫"الرقام" لكبار التنفيذيين‪ .‬وربما ليزال هناك القليل من التنفيديين راغبين‬
‫في حجز المعلومات لديهم بغرض السرية أما في أغلب الحالت فقد ظل‬
‫الوصول إلى المعلومات مقصورا‪ <0‬لمجرد أن الحصول عليها كان صعبا‪0‬؛‬
‫فتداول المعلوات كان يستغرق وقتا‪ 0‬وجهدا‪ 0‬ومال‪ .‬إن المر كما لو أن أفكارنا‬
‫الجامدة ل زالت تعود القهقري إلى اليام التي كان هناك فيها هذا الكم الكبير‬
‫من العمل الناجم من الحاجة لكتابة برنامج مخصوص كلما أراد أحدهم أن‬
‫يرى الرقام بطريقة جديدة‪ .‬لقد كان استخلص البيانات من حاسوب كبير‬
‫أمرا‪ 0‬مكلفا‪ 0‬جدا‪ 0‬وكانت محاولة مضاهاة البيانات تستغرق جهدا‪ 0‬ضخما‪ 0‬بحيث‬
‫كان المر يقتضي منك أن تكون على القل نائب‪0‬ا لرئيس الشركة كى يتسنى‬
‫لك أن تطلب تنفيذ ذلك العمل‪ .‬وحتى في تلك الحالة كانت المعلومات أحيانا‬
‫غير منسجمة مع بعضها أو غير مستحدثة بحيث كان ل مفر لك من أن‬
‫تستدعي نواب الرئيس من مختلف الدارات لجتماعات عالية المستوى‬
‫جالبين معهم بياناتهم المختلفة! لقد كانت الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها‬
‫المدير التنفيذي لشركة جونسون آند جونسون‪ ،‬رالف لرسون‪ ،‬الحصول‬
‫على بيانات عن أي من شركات جونسون آند جونسون في أواخر‬
‫الثمانييات على سبيل المثال هى أن يطلب من الدارة المالية إعداد تقرير‬
‫خاص‪ ..‬وكما سنرى في الفصل الثامن عشر فإن المور باتت مختلفة الن‬
‫في شركة جونسون آند جونسون‪.‬‬
‫يمكنك في شبكات حواسيب اليوم إستعادة البيانات وتقديمهابسهولة‬
‫وبتكلفة زهيدة‪ .‬ويمكنك الغوص في البيانات لدنى مستوى من التفاصيل‬
‫‪ / 9‬الدارة بقوة الحقائق‬

‫وتحويرها لتراها في أبعاد مختلفة‪ .‬ويمكنك تبادل المعلومات والفكار مع‬


‫الناس الخرين‪ .‬ويمكنك دمج أفكار وأعمال عدة أشخاص أو ف?رق للخروج‬
‫بنتيجة جد مدروسة ومنسقة‪ .‬نريد أن نزيح من الذهان العتقاد المترسخ‬
‫بأن الحصول على المعلومات وتداولها أمر صعب ومكلف‪ .‬وإنه لمن‬
‫الحصافة الجوهرية أن تجعل كل بيانات شركتك ‪ -‬من اللف إلى الياء ‪-‬في‬
‫متناول كل فرد يمكنه الستفادة منها‪.‬‬
‫يحتاج مدراء الشركة المتوسطون والعاملون العاديون‪ ،‬وليس كبار‬
‫مسؤوليها التنفيذيين فحسب" إلى رؤية بيانات العمال‪ .‬إنه لمن المهم لي‬
‫كمدير تنفيذي أن أفهم كيف تسير المور في الشركة على امتداد القاليم أو‬
‫خطوط النتاج أو شرائح العملء وإنه لفخري أن أتصدر هذه الشياء‪ .‬غير‬
‫أن المدراء على المستوى المتوسط بكل شركة هم م‪j‬ن يحتاج لفهم أين تكمن‬
‫أرباحهم وخسائرهم ونوع البرامج التسويقية التي يجدونها من عدمها وأي‬
‫النفقات سيتكلفون‪ .‬إنهم في الواقع هم من يحتاجون لبيانات دقيقة وعملية‬
‫لنهم الفراد الذين عليهم العمل‪ .‬يحتاجون لتدفق فوري ثابت واستعراض ثر‬
‫للمعلومات المناسبة‪ .‬هؤلء الموظفون ليس عليهم أن ينتظروا مجئ‬
‫المعلومات إليهم من الدارة العليا‪ .‬إن على الشركات أن تهدر وقتا‪ 0‬أقل في‬
‫حماية البيانات المالية من الموظفين ووقت أكثر في تعليمهم تحليل البيانات‬
‫والعمل عليها‪.‬‬
‫بالطبع ستعمل كل شركة على أن تضع في موضع ما حدا‪ 0‬لمكانية‬
‫الوصول إلى بياناتها‪ .‬إن كل شركة تحتفظ بمرتباتها كسر من السرار‪ ،‬غير‬
‫أنني عموما‪ 0‬اؤمن بضرورة اتخاذ سياسة جد مفتوحة بشأن المعلومات‪.‬‬
‫هناك قيمة بالغة لجعل كل فرد ذي صلة بمنتوج ما‪ ،‬بمن فيهم أصغر فرد‬
‫‪ / 10‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫من أفراد فريق‪ ،‬أن يفهم سجل المنتوج وتسعيره ووكيفية سير البيع حول‬
‫العالم وبين شرائح العملء‪ .‬إن قيمة أن تجعل كل فرد يحصل على الصورة‬
‫الكاملة وأن تأمن كل شخص عليها تفوق كثيرا‪ 0‬المخاطرة المرتبطة بذلك‪.‬‬
‫في عديد من الشركات يمكن أن يكون مدراء المستوى المتوسط‬
‫غارقين في خضم المشاكل اليومية بدون أن تكون لديهم معلومات تساعدهم‬
‫على حلها‪ .‬ولربما كان لديهم كم هائل من البيانات أمامهم – وبالتحديد كم‬
‫هائل من التقارير الورقية – يصعب تحليلها أو مضاهاتها بالبيانات في‬
‫التقارير الخرى‪ .‬إن من علمات النظام العصبي الرقمي الجيدة تعزيز سلطة‬
‫المدراء ذوي المستوى المتوسط عن طريق تدفق معلومات عملية محددة‪.‬‬
‫وعليهم رؤية أرقام مبيعاتهم وتفاصيل نفقاتهم وتكاليف البائعيين‬
‫والمقاولين وحالة المشاريع الكبرىمبينة على الخط اللكتروني في شكل‬
‫يحف‪v‬ز على التحليل علوة على التنسيق مع العاملين الخرين‪ .‬إن النظم‬
‫إخطارهم بالتطورات غير العادية وفقا‪ 0‬للمعايير المعدة لذات الغرض‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ :‬في حالة خروج بند إنفاق من الخط اللكتروني النتاجي فإن‬
‫المر ل يحتاج إلى مراقبة النشاط النفاقي العادي‪ .‬هذه القدرات متوفرة لدى‬
‫شركات قليلة ولكنني في غاية التعجب من استخدام قليل من الشركات لتقنية‬
‫المعلومات بغرض الفادة الجيدة لمدرائهم العاملين بخط النتاج مع تجنيبهم‬
‫المراجعة الروتينية‪.‬‬
‫إنه ليدهشني أن أرى المسار المتعرج الذي كثيرا‪ 0‬ما تتخذه معلومات‬
‫حيوية عبر عديد من الشركات الـ ‪ 500‬في قائمة ]مجلة[ فورتشن‪ .‬إنني‬
‫لمحظوظ لتمكني من أن أرسل بالبريد اللكتروني ملخصا‪ 0‬لحدث البيانات إلى‬
‫كبار المدراء وأن أدعهم يغوصون فيها‪ .‬وفي شركة ماكدونالدز كان ل بد‬
‫‪ /11‬الدارة بقوة الحقائق‬

‫لبيانات المبيعات أن تتداولها‪ ،‬حتى وقت قريب‪ ،‬كثير من اليدي عدة مرات‬
‫قبل إرسالها لمن يحتاجون إليها‪ ،‬أما اليوم فإن شركة ماكدونالدز على وشك‬
‫أن تقوم بإدخال نظام معلومات جديد يستخدم الحواسيب الشخصية وتقنيات‬
‫شبكة النترنت لرصد المبيعات في جميع مطاعمها في الوقت الحقيقي‪.‬‬
‫فبمجرد طلبك وجبتين من الصنف "هابي ميلز" سيعلم مدير تسويق‬
‫ماكدونالدز بذلك على الفور ‪ .‬وبدل‪ 0‬من البيانات السطحية أو الخيالية‬
‫فستكون أمام مسؤول التسويق هذا بيانات فعلية لمتابعة التجاهات‪.‬‬
‫كما سنرى في وصف رد فعل مايكروسوفت للنترنت هناك علمة‬
‫أخرى لجهاز عصبي رقمي جيد أل وهى عدد الفكار الجيدة التي تترى من‬
‫مدراء خطوط النتاج وعمال المعرفة‪ .‬إن الناس عندما يستطيعون تحليل‬
‫بيانات ملموسة فإنه يأتون بأفكار محددة الكيفية التي يعملون بها الشياء‬
‫على نحو أفضل‪ -‬ويتم محاسبتهم بشأن ذلك أيضا‪.0‬‬
‫يحب الناس معرفة فائدة شئ يقومون بتنفيذه‪ .‬وهم يستمتعون‬
‫باستعمال التقنية التي تشجعهم على تقييم النظريات المختلفة عما يحدث في‬
‫أسواقهم‪ ..‬إنهم يحصلون على نشوة كبيرة من إجراء تحليلت "ماذا يحدث‬
‫إذا" ‪ .‬الناس حقا‪ 0‬يحبون المعلومات وإنها لدافع كبير‪.‬‬
‫هنالك علمة أخيرة لي نظام عصبي رقمي جيد هي كيفية تركيز‬
‫إجتماعاتك المباشرة وما إذا كانت هناك خطوات عملية محددة ناتجة عنها‪.‬‬
‫يرى الطيارون أن حالت الهبوط الجيد ماهي إل حصيلة وسائل جيدة‪ .‬كذلك‬
‫فإن الجتماعات الجيدة حصيلة إعداد جيد لها‪ .‬يجب أل ت?ستغل الجتماعات‬
‫على نحو أساسي لتقديم المعلومات‪ .‬فمن الكفأ والجدر استخدام البريد‬
‫اللكتروني لكي يستطيع الناس تحليل البيانات على نحو مسبق ومن ثم‬
‫‪ / 12‬العمال بسرعة الخاطرة‬

‫دخول الجتماعات وهم مستعدون لتخاذ التوصيات الجرائية والنشغال في‬


‫نقاش عملي مثمر‪ .‬الشركات التي تعمل جاهدة مع الكثير من الجتماعات‬
‫غير المثمرة والكثير من الوراق ل تفقد الطاقة والعقول‪ .‬والبيانات التي‬
‫تحتاجها قائمة في مكان ما بالشركة بشكل ما‪ .‬ولكنهم فقط ليستطيعون‬
‫الحصول على البيانات على الفور من العديد من المصادر وعلى القدرة على‬
‫تحليلها من جوانب ورؤى متعددة‪.‬‬
‫لقد قال الفريد سلون رئيس شركة جنرال موتورز أنه بدون الحقائق‬
‫من الصعوبة وضع سياسة سليمة موضع التنفيذ‪ .‬وإنني متفاءل تماما‪ 0‬بحيث‬
‫اعتقد أن بوسعك إذا كان لديك حقائق سليمة أن تضع سياسة سليمة موضع‬
‫التنفيذ‪ .‬وقد قام سلوان بذلك عدة مرات‪ .‬إننا وفق ما نشهده اليوم من خطى‬
‫التغيير في مجال العمال نحتاج أكثر من ذي قبل لن ندبر بقوة الحقائق‪.‬‬
‫ما أصفه هنا هو مستوى جديد من تحليل المعلومات يتيح لعمال‬
‫المعرفة أ ن يحيلوا بيانات جامدة إلى معلومات نشطة‪ -‬ما يسميه )مايكل‬
‫ديرتوزوس( ب "المعلومات كفعل"‪ .‬إن من شأن نظام عصبي رقمي أن ينيح‬
‫لشركة القيام بالعمل المعلوماتي على نحو أكفأ وأعمق وأبدع بكثير‪.‬‬

‫دروس في العمال‬

‫تدفق المعلومات هو المفاضل الساسي بين العمال في العصر‬ ‫‪‬‬

‫الرقمي‪.‬‬
‫معظم العمل في كل العمال هو "عمل معلوماتي" وهو مصطلح‬ ‫‪‬‬

‫صاغه )مايكل ديرتوزوس( لوصف التفكير البشري المطبق على‬


‫البيانات لحل مشكلة ما‪.‬‬
‫‪ /13‬الدارة بقوة الحقائق‬

‫يجتاج المدراء المتوسطون إلى نفس كمية البيانات التي يحتاجها‬ ‫‪‬‬

‫كبار التنفيذيين ولكنهم في الغالب يحصلون على أقل من ذلك‪.‬‬


‫الجتماعات غير المثمرة أوتلك المرتبطة غالبا‪ 0‬بآخر البيانات عن‬ ‫‪‬‬

‫حالة العمال هى علمات على ضعف تدفق المعلومات‪.‬‬

‫تشخيص نظامك العصبي الرقميي‬

‫هل عندك التدفق المعلوماتي الذي يتيح لك الجابة على لسئلة‬ ‫‪‬‬

‫الصعبة عما يعتقده عملؤك وشركاؤك عن منتجاتك وخدماتك‪..‬‬


‫وما هي السواق التي تخسرها ولماذا‪ ..‬وما هى مزيتك التنافسية‬
‫الحقيقية؟‬
‫‪‬هل تقتصر أنظمة معلوماتك على تحليل الرقام فحسب في الغرفة‬
‫الخلفية أم أنها تساهم في حل مشاكل العملء مباشرة؟‬

You might also like