Professional Documents
Culture Documents
-1مقدمة.
مقدمة:
1
شهدت السنوات الخيرة اندفاعا شديدا نحو تعظيم الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع
الخاص في التنمية وبطبيعة الحال فإن الخوصصة تحتاج كعنصر من عناصر الصلح
القتصادي والقانوني إلى السلوب المناسب لدارته بنجاح كما أن السرعة المناسبة للخوصصة
هي محل جدل بين القتصاديين خاصة عندما تدعى المؤسسات الدولية المشرفة على برامج
الصلح بأن دولة ما قد تباطأت في عملية الخوصصة.
في الجزائر مرت مسيرة التنمية القتصادية والجتماعية بعدة مراحل منذ الستقلل,
وشهدت تغيرات هيكلية هامة لسيما التخلي عن الشتراكية والتوجه تدريجيا نحو النظام
الرأسمالي والسوق الحرة حيث بادرت الحكومات الجزائرية المتعاقبة بتنفيذ المخططات التنموية
بعد محاولة إجراء دراسات وعملية إحصائية بمختلف الموارد التي يتوفر عليها القتصاد
الوطني بعد الستقلل وكان لوجود قطاع عام كبير ومؤثر أمرا ضروريا للسيطرة على هذه
الموارد القتصادية وسعيا للقضاء على روابط التبعية وإرساء قواعد الستقلل القتصادي لذلك
كان على كل تلك الحكومات المتعاقبة على سيادة الحكم في الجزائر أن تعمل على إصلح
القطاع العام والذي واجه مشاكل عدة جعلته ينحرف عن أهدافه المحددة حيث شهد خلل واضحا
من الناحية المالية والتنظيمية والذي جعله غير قادر على الصمود لمواجهة الزمة القتصادية
الممتدة في تلك السنوات ,مما أدى بالمسؤولين والسلطات المعنية إلى التفكير في حلول ممكنة
من شانها إعطاء نفس جديد للقطاع العمومي وجعل مؤسساته وشركاته فعالة وناجحة اقتصاديا.
كل هذه الصلحات لم يكن لها أثر كبير في إعادة قاطرة ومسار التنمية إلى مسارها
الصحيح بل زادت من المر حدة في ظل اقتصاد وطني يسير نحو المجهول وعبء نفقات
أثقلت كاهل الدولة.
وخوصصة القطاع العام ككل عملية تحتاج إلى بذل جهود اكبر لتعزيز قدرات الدول
على إدارة العمليات التخصيصية بفعالية ذلك لنه ل يمكن تجاهل مدى تعقيد مثل هذه العمليات
يجب اختيار المؤسسات الصالحة للتخصيص .وقد يتعين اتخاذ الجراءات لعادة تنظيم الهياكل,
ويتعين على ذلك اختيار أساليب بيع صالحة للتنفيذ ويجب تحديد شركاء من القطاع الخاص.
2
المطلب الول :تعاريف الخوصصة.
لقد اختلفت المفاهيم بالنسبة إلى الدول العربية .فما هو طبيعة ومفهوم الخوصصة؟ ماذا
وعلى الرغم من أن الهتمام بالقطاع الخاص يعود إلى المدرسة التجارية فإنه من المهم
إلى أن مفهوم الخوصصة في شكلها الحالي يعتبر من المفاهيم الحديثة التي ظهرت من الدبيات
القتصادية حيث ظهرت في المعاجم العربية أول مرة سنة 1989ومن الضروري أن نشير هنا
أن بريطانيا كانت من الوائل التي تبنت على نطاق واسع منذ أواخر السبعينات إلى أن انتشرت
التعريف الول :كلمة الخوصصة تعني تحويل ملكية النشاطات من القطاع العام إلى
القطاع الخاص وهي تعني اللجوء إلى الرأسمال الخاص (المحلي والجنبي) أو الخبراء في
التعريف الثاني :يقول الكاتب "بايلي" الخوصصة يمكن تعريفها بأنها مجهود يبذل
لسترجاع الحوافز المؤدية إلى الفاعلية في المؤسسة العمومية وذلك بدفعها إلى القطاع الخاص.
التعريف الثالث :يقوا الكاتب "اكتان" إن الخوصصة هي بيع أصول المؤسسة العمومية للقطاع
الخاص بمعنى نقل العديد من الوظائف والمهام التي كانت تقوم بها الحكومة كالنتاج والتوزيع
والتسعير....الخ إلى قوي السوق التي ستحدد كل هذه المظاهر في وسط تنافسي وفقا للعرض
والطلب.
التعريف الرابع :يعرف الستاذ "عبد المالك الحمر" الخوصصة بأنها نقل ملكية
المؤسسات إلى القطاع الخاص من الظروف التي تعيشها البلد النامية هذه اليام والتي تعاني
3
إلى حد كبير من الثار التي تترتب على السياسات القتصادية التي اتبعتها تلك البلد خلل
وللشارة فإن هذه التعاريف ل تختلف كثيرا عن المفهوم الذي جاء في قانون المالية
التاميلي لسنة 1994للجمهورية الجزائرية الذي يوضحه المر رقم 6-25المؤرخ في 23
لخوصصة المؤسسات التي تمتلك فيها الدولة والشخاص المعنيون التابعين للقطاع العام
بالصيغة مباشرة جزءًا من رأسمالها أو كله تعني الخوصصة القيام بمعاملة تجارية تتجسد فيها
إما في تحويل ملكية كل الصول المادية أو المعنوية مؤسسة عمومية أو جزءًا منه لصالح
أشخاص طبيعيين أو معنويون تابعون للقطاع الخاص وإما في تحويل أو تسيير مؤسسات
عمومية إلى أشخاص طبيعيين أو معنويون تابعون للقانون الخاص وذلك بواسطة صيغ تعاقدية
إن كلمة الخوصصة تخلق كثيرا من الجدل وسوء فهم الذي ل علقة لموضوعها وفي
الغالب يرى البعض في هذه العملية إلى أنها تهدف إلى سيادة نظام السوق الحرة حيث يتنافس
الشخاص وقد يفسر البعض هذا على أنها ضد الحكومة خاصة من قبل الذين يتمتعون بمزايا
الخدمات الحكومية وبالتالي فهم يدافعون عن مصالحهم الخاصة عم طريق رفض عملية
الخوصصة ويرفضها البعض الخر لنهم يعتقدون أنها ضد القيم الجتماعية التي كان يعتقد
4
بأنه ل يمكن الحصول عليها إل من خلل الحكومة الكبيرة أثبتت على أنها معضلة ويمكن
من الضروري أن هناك مجموعة من المبادئ تحكم عملية الخوصصة هذه المبادئ تكون
الطار المرجعي والفكري لهذه العملية حتى تكون هناك ضوابط لها ,هذه المبادئ هي:
-3شفافية العمليات.
5
إن اختلف الظروف من مؤسسة لخرى ومن بلد لخر يفرض علينا أن نخوصص
حسبما يضمن لنا النجاح لذلك فإنه ل توجد شروط محددة مثالية فالمطلوب هنا هو تكييف
شروط الخوصصة مع الظروف التي تعيشها المؤسسة وخاصة تلك الشروط التي لبد أن تتوفر
في المحيط القتصادي المقبل على هذه المراحل ومن بين هذه الشروط.
إن التحضير الجيد للمؤسسات يعتبر من الشروط الساسية لنجاح المؤسسة ،كما أن ذلك
يتطلب في بعض الحيان تقسيم المؤسسات إلى وحدات صغيرة ليسهل بيعها إضافة إلى
-2مبدأ التدرج.
إن إنتقال المؤسسات العمومية من القطاع العام إلى القطاع الخاص ما هو إل جزء من
إصلحها.
6
إن بيع المؤسسات العمومية للقطاع الخاص يطلق عدة مشاكل اجتماعية وخاصة قيما يتعلق
بتسريح العمال ،وللحد من هذه المشاكل تم تخصيص جزء من عائدات الخوصصة لصالح
العمال.
سابعا :الشفافية.
عاشرا :تصنيف المؤسسات العمومية :يمكن تصنيف المؤسسة العمومية إلى أربعة أقسام:
-1مؤسسات عمومية استراتيجية قابلة للبقاء وهذه تبقى في يد الدولة لن احتكارها من قبل
7
إن الغالبية العظمى للمؤسسات العمومية تكون عبئا ثقيل على ميزانيات حكوماتها فهي
تعيش على حساب الدعيات والدعم المقدم من طرف الخزينة العامة للدولة ,ويعتبر انسحاب
الدولة من الدارة المباشرة للنشاطات النتاجية إحدى أهم بنود برنامج التصحيح الهيكلي
ومسجل ضمن الجال التي برمجتها الدولة حتى يتم البحث عن الفاعلية القتصادية ويمكن
/1دوافع داخلية:
ج -دوافع إدارية وقانونية :عرفت أجهزة المراقبة الدارية والقانونية لعمليات القطاع
العام انعدام في الفاعلية هذا نتيجة للتعقيد في الهياكل الدارية وتعدد الجراءات وتنوع مجالت
التدخل ولقد أدت هذه السباب من وراء ذلك اللجوء إلى الخوصصة قوي تلخصها في الجدول
التالي:
8
أكثر اقتصاد للنفقات.
ان حجم الحكومة كبير جدا وهي تلعب التقليل من دور الحكومة -2اليديولوجية
دورا كبيرا في صيانة حياة الفراد الذين
يعيشون في منفها لذلك فإن وجودها بهذا
الشكل يهدد المصالح العامة للفراد.
تشكل النفقات الحكومية جزءًا كبيرا من إيجاد عمل أكثر -3التجارية
اقتصاد الدولة ويجب توجيه قدر كبير
من هذه النفقات نحو المؤسسات
الخاصة.
القطاع الخاص بالخصوص حيث
يستطيع هذا الخير إدارة المشاريع التي
تملكها الدولة إضافة إلى إدارة ممتلكاتها
بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
يجب أن يكون لدى الفراد مجال أوسع إيجاد مجتمع أفضل -4شعبية
للختيار فيما بتعلق بالخدمات الحكومية
ويجب منح الفراد القدرة على تحديد
حاجياتهم العامة وإنشاء مجتمع أكثر
ترابطا من خلل العتماد على السرة
والحب والتجمعات السكانية بدل من
العتماد على هياكل الدولة
البيروقراطية.
9
المطلب الثاني :أهداف الخوصصة.
إذا كانت الخوصصة تهدف إلى جعل المؤسسات أكثر نجاعة وذات فاعلية اقتصادية في
القيام بمختلف وظائفها فإن السؤال الذي يمكن طرحه هو هل من الضروري خوصصة مؤسسة
إن الجابة عن هذا السؤال تتطلب منا التمييز بين الخوصصة كهدف في حد ذاتها
والخوصصة كوسيلة من وسائل الترشيد القتصادي الوطني والنتقال به إلى مرحلة اقتصاد
السوق هذا التمييز هو الذي يسهل عملية اختيار نمط الخوصصة وأدواتها الكثر ملئمة مع
ظروف القتصاد والبلد الذي طبقت فيه ومن بين الهداف الموجودة في الخوصصة نجد:
أول :رفع الكفاءة القتصادية :من بين الهداف التي تسعى إليها الخوصصة هي رفع كفاءة
المؤسسات وذلك بإدخالها إلى وسط تنافسي وفق مقتضيات القتصاد الحر وتتمثل الكفاءة في
العديد من الجوانب.
إمدادات نقدية
10
التضخم
المصدر :محمد بوزنبر ,مرجع سابق ,ص .37-36
-1نقل المديرين من موقع المسؤولية أمام البيروقراطية إلى موضع المسؤولية المباشرة أمام
-2فتح المجال للمبادرة الخاصة والتقليل من تحكم الحكومة في النشاط القتصادي العام أي
النسحاب التدريجي من ميادين النتاج باستثناء البعض منها ذات الهمية الستراتيجية
-3زيادة فرص عمل جديدة من خلل إيجاد مشاريع جديدة وفتح مجال الستثمار الخاص.
-4زيادة إرادة الدولة منم الموارد المالية خاصة في فترات العجز ونقص الموارد.
11
-7تخلي الدولة على مساعدة المؤسسات العاجزة ,وذات المردودية الضعيفة مما يوفر موارد
لعل واحدا من بين الجراءات المتخذة في إطار ما يسمى بالتعديل الهيكلي وهو إصلح
المؤسسات القتصادية باعتبارها مكانا لخلق الثروة وتراكمها ومنه فإن الحساب القتصادي
سيصبح المحرك الساسي لنشاط هذه الخيرة ,والواقع أنه تم هيكلة المؤسسات الصناعية
العمومية قبل 1996إذ أن الكثير منها حصلت على استقلليتها المالية والقانونية ,لقد ظهر أول
برنامج للخوصصة في أفريل 1996مدعوما من طرف البنك الدولي حيث كان من المقرر أن
يمس حوالي 200مؤسسة عمومية محلية صغيرة خاصة في قطاع الخدمات كما أنشأت لهذا
الغرض شركات قابضة وقد تم فعل حل وخوصصة أكثر من 100مؤسسة محلية أما بالنسبة
للمؤسسات العمومية الكبيرة فإنه حدد مع نهاية 1992اعتماد برنامج يقضي بخوصصة نحو
250مؤسسة خلل سنتي 1999-1998إل أن هذه العملية لم تشكل بشكل كامل لعدة أسباب
منها موضوعية وأخرى ذاتية ,لعد استقرار الطاقم الحكومي بالخصوص الهيئات القائمة على
في الحقيقة نظرا للغموض الذي يحيط بملف الخوصصة وعدم وجود شفافية حول هذا
الموضوع لذا يصعب علينا تقييم الخوصصة في الجزائر غير أننا سنحاول إعطاء آخر
12
الحصائيات التي تم الحصول عليها من كل المستويات لكن قبل عرض هذه البيانات وجب
التطرق إلى أول البرنامج التي فتحت أبواب الخوصصة ,لقد أكدت حكومة أحمد أويحيى في
مجلسها المنعقد أرقام حصيلة مقداد سيفي لسنة 1995والتي تم عرضها على المجلس النتقالي,
هذا التأكيد يأتي بعد النتقادات الواسعة التي صدرت عن خبراء وجمعيات اقتصادية حول صحة
وواقعية حصيلة سيفي والتي تحدث ت عن توفير ما يقارب 185ألف (خبراء وجمعيات
اقتصادية) منصب عمل مع تحقيق نمو في الناتج الداخلي الخام بنسبة .% 3.5
لقد حمل برنامج أويحيى إجراءات غير شعبية في اتجاه إعادة هيكلة القتصاد الوطني
وفي نفس الوقت ستباشر الحكومة الحالية عملية خوصصة 88كمؤسسة عمومية محلية و 45
مؤسسة وطنية إلى جانب وضع مخططات للبدء في خوصصة البنوك بعد أن انتهت مكاتب
للخوصصة ,صدرت بشأنها عروض في الصحافة الوطنية للتنازل عنها وتتوزع كما يلي :قطاع
الصناعة 60مؤسسة ,قطاع التجارة 41مؤسسة ,قطاع السياحة 17مؤسسة ,قطاع الفلحة 12
مؤسسة.
وأهم الوحدات المعنية بالخوصصة هي تلك التابعة لخمس مؤسسات اقتصادية وطنية
13
-مؤسسة صيدالSAIDAL.
وبالنسبة لمؤسسة العصير والمصبرات الغذائية فقد قامت بفتح 20%من رأس مالها المقدر بـ
147000000دج للخواص ,أما مؤسسة الديوان الجهوي بالشرق فتنوي فتح رأس مالها المقدر
الديوان الوطني للنتاج المالي فيعتزم فتح رأس مالها بـ 585000000دج تعرض أمام
الخواص الوطنيين والجانب خوصصة تسيير مركب إنتاج الدوية بالمدية (عقد تسيير)
بالضافة إلى العروض الخاصة ببيع 41وحدة للتوزيع (المساحات الكبرى) في كل من باتنة,
قسنطينة ,البليدة ,وهران ,سطيف ,البويرة ,بشار .أما القطاع السياحي وفيه 7فنادق للبيع في
16ولية ,ويعتبر القطاع السياحي من أول القطاعات التي وضعت للخوصصة بدعوى أنه ل
يعتبر استراتيجيا حيث أنه في معظم الدول القطاع السياحي يعتمد كليا على مبادرات الخواص ,
والتأخر الكبير الذي سجلته الجزائر في تنفيذ عمليات الخوصصة طيلة سنة ونصف السنة جعل
لقد اقترح البنك العالمي بخوصصة 300مؤسسة عمومية وطنية(ربع العدد الجمالي
للمؤسسات العمومية الوطنية) عن طريق الخوصصة الجماهيرية التي تتمثل في توزيع قسيمات
بأسعار رمزية على جميع الفقرة الولى من المرسوم تتعلق على الخصوص بمؤسسات البناء
والسياحة والتجارة التي من المفروض أن تنطلق عمليات البيع قبل نهاية جوان 1991ويتكفل
المجلس الوطني للخوصصة كما تم إنشاء شركة مختلطة من خبراء جزائريين وأجانب للتقييم
14
الصناعي والمالي لكل مؤسسة قابلة للخوصصة وما لوحظ في خوصصة المؤسسات العمومية
الخاتمة:
الخوصصة ,الخصخصة ,تعددت المصطلحات والمعنى واحد ,ظهرت كآلية للتحول من
القطاع العام إلى القطاع الخاص فقد كان التدخل الدائم للدولة في مختلف القطاعات الحساسة
للمؤسسات العمومية القتصادية القدر الكبر في انحرافه وتحويل مساره المرسوم بالضافة إلى
الفساد الداري والتسيير غير الفعال والهمال وهذا ما ولّد ضغطا كبيرا من الشعب ومن طرف
مختلف المنظمات والمناداة بوجوب فتح المجال أمام القطاع الخاص للمساهمة في التنمية.
حاولنا في هذا البحث التطرق ولو بشكل مختصر إلى تحديد مفهوم الخوصصة
كمصطلح اقتصادي وفكرة جديدة للصلح الناقص في اقتصاد أي دولة خاصة الدول النامية,
مبادئها وشروطها وأخيرا إلى أسباب الدعوة على الخوصصة وكذلك الهداف الموجودة منها,
15
غير أننا نبقى نتساءل عن الجراءات اللزمة لتحويل أي مؤسسة عامة إلى مؤسسة خاصة فهذه
العملية تتطلب تخطيطا خاصا وتنظيما ورقابة كاملة من طرف القائمين على هذا.
16