Professional Documents
Culture Documents
العالمية للتجارة
على القتصاد
العالمي
المقدمة
الخاتمة
المقدمة:
لقد سعت الدول الصناعية و على رأسها الوليات المتحدة المريكية بعد نهاية الحرب
العالمية الثانية من اجل قيام منضمة التجارة العالمية تكون مهمتها الرئيسية تنظيم التجارة الدولية و
تجنب النزعة الحمائية .و على الرغم من أن هذه المنضمة المقترحة لم تحض بتأييد بعض الدول
الوروبية و كذالك لم يصادق عليها الكونغرس المريكي ,إل أن الجهود استمرت من قبل
الوليات المتحدة و دول أوروبا الغربية ليجا إطار للمفاوضات التجارية بين دول العالم و تم سد
الفراغ بالتوقيع في" جنيف" عام 1947التفاقية العامة للتعريفات و التجارة GATTو قد أصبحت
هذه التفاقية سارية المفعول في أوائل سنة 1978واتخذت مدينة" جنيف" مقرا لها .و تعد هذه
التفاقية بمثابة معاهدة دولية متعددة الطراف تنشئ حقوقا و التزامات على الدول العضاء و التي
تسمى "الطراف المتعاقدة".
•و قد اتسمت العلقات التجارية الدولية بسياسات حمائية مختلفة ترتب عنها أكثر من 200
نوع من القيود و العوائق التجارية ،مما خلق مناخا سلبيا أمام التبادل التجاري الدولي ينتابه
الشك و فقدان الثقة و الحذر مما جعل أسواق الدول الصناعية معزولة عن قوى السوق
العالمية.
•وأمام هذا الوضع الغير مناسب للقتصاد العالمي ،كان لبد من بذل الجهود في سبيل إزالة
الحواجز التي تكدست أمام حرية التبادل التجاري ,لهذا قامت "الجات" بعقد عدد من جولت
المفاوضات لتصفية الجواء التجارية والتي بلغ عددها ثماني جولت كانت أولها في
"جنيف" عام 1947و آخرها بالوروجواي عام 1986و انتهت رسميا بإعلن مراكش
عام 1994التي أعلنت فيها عن قيام المنضمة التجارة العالمية التي طال انتظارها أكثر من
46سنة و حلت محل اتفاقية "الجات" في تنظيم التجارة الدولية و الشراف على فن
المنازعات التجارية ,وقد استطاعت هذه المنضمة أن تحقق تقدما ملموسا فيما يتعلق بتحرير
التجارة الدولية خاصة قطاعات المنتجات الزراعية و صناعة المنسوجات و الملبس
بالضافة إلى أنها أدخلت قطاعات جديدة لم تكن موجودة أصل كتجارة الخدمات و
الستثمارات الجنبية و حقوق الملكية.
و كون أن انعكاسات OMCلن تقتصر على الدول العضاء ،بل أنها سوف تطول جميع دول
العالم سلبا و إيجابا بدرجة أو بأخرى .سنحاول الجابة على بعض التساؤلت المتعلقة بالموضوع:
•ولكي نتمكن من الجابة على هذه السئلة وجدنا انه من الضروري العتماد عاى منهجين:
المنهج التاريخي :حيث ارتأينا استعماله من اجل سرد وقائع تاريخية و تقديم نبذة عن
الظروف ومختلف مراحل النتقال من GATTإلى OMCمرورا باهم جولت اتفاق
. GATT
المنهج التحليلي:ساعدنا هذا المنهج في إبراز مختلف الجوانب المتعلقة ب OMC
والثار المحتملة على القتصاد العالمي .
•ولمعالجة هذا الموضوع قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين ,نتطرق في الفصل الول إلى قيام و
نشأة OMCأما الفصل الثاني مخصص لدراسة انعكاسات OMCعلى القتصاد العالمي
واهم النتقادات الموجهة لها.
نشأة المنظمة العالمية للتجارة الفصل الول:
إن الوضاع المزرية للعالم بعد الحرب العالمية الثانية و ما ألحقته باقتصاد معظم الدول من
خسائر عمدت هذه الدول إلى أن تخطو الخطوة الولى في سبيل تخفيض القيود الجمركية
المفروضة على تجارتها الخارجية و إزالتها و التي تتمثل في التوقيع على التفاقية العامة
للتعريفات و التجارة "الجات " عام . 1947و في إطار نشاطات التفاقية تمت العديد من
الجولت التفاوضية حول تحرير تجارة السلع و الخدمات وصول إلى إنشاء المنضمة العالمية
للتجارة OMCعام 1994و التي باشرت نشاطها ابتداء من جانفي . 1995
و في هذا الصدد و تماشيا مع التحولت القتصادية التي يشهدها العالم ,فقد أولت الكثير من
الدول اهتماما خاصا لتجارتها الخارجية و أصبحت تأمل في النضمام و بصفة رسمية إلى
المنظمة العلمية للتجارة ,و هذا لتحقيق النسجام الخاص باقتصاد السوق في ظل اتفاقياتها مع
صندوق النقد الدولي .لقد خلقت هذه التطورات جدل واسعا فيما يتعلق بالنطباعات و
الطموحات الدول المتقدمة و الدول النامية و خاصة بالنسبة للتفاقيات الجديدة المتعددة
الطراف مثل الخدمات و حقوق الملكية الفردية و غيرها .و أصبحت هناك ترقب لما ستكشف
عنه الجوالت القادمة من أعضاء جدد للمنظمة و القرارات الرمية لتقليص الهوة بين مواقف
الدول المتقدمة و الدول النامية.
و بهدف اللمام بكل هذه المفاهيم تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين رئيسيين نتناول في المبحث
الول اتفاقية الجات كبديل مؤقت لقيام منظمة التجارة العالمية ,أما المبحث الثاني فخصص
لجراء دراسة تحليلية عن المنظمة العالمية للتجارة . OMC
المبحث الول :اتفاقية "الجات"( )Gattكبديل مؤقت لقيام منضمة التجارة العالمية . OMC
في إطار المساعي لتنشيط مسالة العلقات التجارية الدولية و تحريرها ,المنبثق عن مؤتمر "هافانا
بكوبا"ومع وضع منضمة التجارة العالمية موضع التنفيذ ,جرى التفاق بين 23دولة التوقيع على
التفاقية العامة للتعريفات والتجارة ()Gattالتي تمثل معاهدة دولية تنظم المبادلت التجارة بين
الدول المتعاقدة و التي ارتفع عددها إلى 117دولة في أوائل .1994وعلى الرغم من أن "الجات"
ليس منظمة عالمية من الناحية القانونية مثل صندوق النقد الدولي إل أنها اكتسبت أهمية كبيرة
خصوصا بعد المفاوضات الثلثة الخيرة اللتي كللت بميلد المنظمة العالمية للتجارة في .1994
-ولبراز ذالك قمنا بتقسيم البحث إلى مطلبين ,الول يتعلق بالهداف و المبادئ العامة لتفاقية
"الجات" أما الثاني يتطرق لهم جولت اتفاقية "الجات" و التحول إلى المنظمة العالمية
للتجارة.
أ -شرط الدولة الولى بالرعاية :يقصد إن أي ميزة أو حصانة أو معاملة تفضيلية أخرى
(تتعلق بالتعريفات الجمركية أو الرسوم المفروضة على الستيراد أو التصدير أو فيما يتعلق
بتحويل المدفوعات الدولية لتمويل الصادرات أو الواردات ) سوف تمنح فورا ،دون قيد أو
شرط لكل الدول الخرى المتعاقدة في" الجات" (.)1
مثل عند فتح سوقها لمنتج ما أمام دولة ما فان هذا السوق يعتبر مفتوحا أمام كل الدول
المتعاقدة أيضا دون شرط.
ونشير هنا إن لهذا المبدأ استثناءات للدول النامية يمكن إيجازها فيما يلي :
الترتيبات الحمائية للصناعات الناشئة في الدول النامية حتى تقوى على المنافسة العالمية
العلقات التفضيلية التي تربط الدول الصناعية المتقدمة مع بعض البلدان النامية (مستعمرات
قديمة).
الترتيبات المتعلقة بالتكتلت القتصادية كالتحاد الجمركي أو منطقة التجارة الحرة بحيث يتم
منح مزايا لدول التكتل دون غيرها.
ب -شرط المعاملة بالمثل :جوهره عدم اللجوء إلى القيود غير التعريفية كالضرائب و
الرسوم و الجراءات الخرى كوسيلة لحماية المنتجات المحلية ،و من ثم التمييز ضد المنتج
المستورد فمثل يمنع على الدولة المتعاقدة تقديم إعانة للمنتج المحلي لتفضيل استخدامه على
المنتج المثيل المستورد أو فرض ضرائب و رسوم على المنتج المستورد تفوق ما يفرض
على المنتج المحلي .
-2مبدأ حظر القيود الكمية :هذا المبدأ يعني اللتزام بان التعريفة الجمركية هي الوسيلة
الوحيدة للحماية دون اللجوء إلى القيود الكمية و نظام الحصص الكمية و سياسات الغراق،أي
اشترطت انه ليس حق أي طرف في التفاقية أن يفرض على منتجات الطراف المتعاقدة
الخرى أية قيود سواء في التصدير أو الستطراد لمنتج معين موجه لطرف متعاقد أخر أو
فرض أي قيود أخرى غير الرسوم الجمركية و الضرائب الخرى (.)2
-3مبدأ تخفيض الرسوم الجمركية :يتم تخفيض التعريفات الجمركية بصفة أساسية من
خلل الدخول في مفاوضات للتخفيض المتبادل للتعريفات الجمركية و ربط هذه التعريفات
أي تثبيتها و اللتزام بعدم رفعها بعد ذلك إل وفق إجراءات محددة قد تتمثل في تقديم
تعويضات للطراف المتضررة من زيادة التعريفة (.)3
-4التعهد بتجنب سياسة الغراق :الغراق هو احد وسائل الرقابة غير المباشرة على
التجارة الخارجية ،يتمثل في مجموعة الجراءات العامة و الخاصة التي يتم بموجبها بيع
السلع في الخارج بأثمان تقل عادة عن أسعار السوق الداخلية للدولة المصدرة(.(4
وقد تمت الشارة للغراق في المادة 06من التفاقية.
( )1نبيل حشاد الجات و مستقبل القتصاد العلمي و العربي ،دارا لنهضة ،القاهرة ،1995،ص 12
()2عطاف السيد،الجات والعام الثالث ،مطبعة رمضان و أولده ،السكندرية ،1999،ص 19
ي -التسليم المبدئي بحق الدول النامية و الدول القل نموا المستوردة للغذاء في التعويضات
لمواجهة الثار السلبية الناشئة عن تحرير التجارة من خلل المنح والقروض الميسرة من
جهة ،ومن جهة أخرى تخصيص صوت واحد لكل الدول دون النظر إلى حجم تجارتها
الخارجية و قوة اقتصادها.
-وهكذا كانت الجولة الخيرة بالورجواي بمثابة نهاية "الجات " و العلن عن إنشاء
المنظمة العالمية للتجارة التي سنحاول دراستها تحليليا في المبحث الثاني من خلل التطرق
إلى الهيكل التنظيمي للمنظمة ،أهم الهداف ،شروط العضوية وكيفية النضمام و
النسحاب من المنظمة.