You are on page 1of 11

‫انعكاسات المنظمة‬

‫العالمية للتجارة‬
‫على القتصاد‬
‫العالمي‬
‫المقدمة‬

‫نشأة المنظمة العالمية للتجارة‬ ‫الفصل الول‪:‬‬


‫‪.‬المبحث الول‪ :‬اتفاقية" الجات" كبديل مؤقت لقيام منضمة التجارة العالمية‬

‫‪.‬المطلب الول‪ :‬الهداف والمبادئ العامة لتفاقية الجات‬


‫المطلب الثاني‪ :‬أهم جولت اتفاقية "الجات" و التحول إلى ‪.OMC‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة تحليلية ل‬


‫‪OMC‬‬

‫‪.‬المطلب الول‪ :‬الهيكل التنظيمي للمنضمة‬


‫المطلب الثاني‪ :‬شروط العضوية إجراءات النضمام و النسحاب من ‪.omc‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬انعكاسات المنظمة العالمية للتجارة على القتصاد‬


‫العالمي‬
‫‪.‬المبحث الول‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة و عولمة القتصاد‬

‫المطلب الول‪ :‬التحولت الساسية للقتصاد العالمي في ظل ‪. OMC‬‬


‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬التكتلت القليمية في مواجهة عولمة القتصاد‬

‫‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الثار المتوقعة على القتصاد العالمي‬

‫‪.‬المطلب الول‪ :‬الثار اليجابية‬


‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬الثار السلبية و أهم النتقادات‬

‫الخاتمة‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫لقد سعت الدول الصناعية و على رأسها الوليات المتحدة المريكية بعد نهاية الحرب‬
‫العالمية الثانية من اجل قيام منضمة التجارة العالمية تكون مهمتها الرئيسية تنظيم التجارة الدولية و‬
‫تجنب النزعة الحمائية‪ .‬و على الرغم من أن هذه المنضمة المقترحة لم تحض بتأييد بعض الدول‬
‫الوروبية و كذالك لم يصادق عليها الكونغرس المريكي‪ ,‬إل أن الجهود استمرت من قبل‬
‫الوليات المتحدة و دول أوروبا الغربية ليجا إطار للمفاوضات التجارية بين دول العالم و تم سد‬
‫الفراغ بالتوقيع في" جنيف" عام ‪ 1947‬التفاقية العامة للتعريفات و التجارة ‪ GATT‬و قد أصبحت‬
‫هذه التفاقية سارية المفعول في أوائل سنة ‪ 1978‬واتخذت مدينة" جنيف" مقرا لها‪ .‬و تعد هذه‬
‫التفاقية بمثابة معاهدة دولية متعددة الطراف تنشئ حقوقا و التزامات على الدول العضاء و التي‬
‫تسمى "الطراف المتعاقدة"‪.‬‬

‫•و قد اتسمت العلقات التجارية الدولية بسياسات حمائية مختلفة ترتب عنها أكثر من ‪200‬‬
‫نوع من القيود و العوائق التجارية‪ ،‬مما خلق مناخا سلبيا أمام التبادل التجاري الدولي ينتابه‬
‫الشك و فقدان الثقة و الحذر مما جعل أسواق الدول الصناعية معزولة عن قوى السوق‬
‫العالمية‪.‬‬
‫•وأمام هذا الوضع الغير مناسب للقتصاد العالمي ‪ ،‬كان لبد من بذل الجهود في سبيل إزالة‬
‫الحواجز التي تكدست أمام حرية التبادل التجاري‪ ,‬لهذا قامت "الجات" بعقد عدد من جولت‬
‫المفاوضات لتصفية الجواء التجارية والتي بلغ عددها ثماني جولت كانت أولها في‬
‫"جنيف" عام ‪ 1947‬و آخرها بالوروجواي عام ‪ 1986‬و انتهت رسميا بإعلن مراكش‬
‫عام ‪ 1994‬التي أعلنت فيها عن قيام المنضمة التجارة العالمية التي طال انتظارها أكثر من‬
‫‪ 46‬سنة و حلت محل اتفاقية "الجات" في تنظيم التجارة الدولية و الشراف على فن‬
‫المنازعات التجارية ‪,‬وقد استطاعت هذه المنضمة أن تحقق تقدما ملموسا فيما يتعلق بتحرير‬
‫التجارة الدولية خاصة قطاعات المنتجات الزراعية و صناعة المنسوجات و الملبس‬
‫بالضافة إلى أنها أدخلت قطاعات جديدة لم تكن موجودة أصل كتجارة الخدمات و‬
‫الستثمارات الجنبية و حقوق الملكية‪.‬‬
‫و كون أن انعكاسات ‪ OMC‬لن تقتصر على الدول العضاء‪ ،‬بل أنها سوف تطول جميع دول‬
‫العالم سلبا و إيجابا بدرجة أو بأخرى‪ .‬سنحاول الجابة على بعض التساؤلت المتعلقة بالموضوع‪:‬‬

‫ماهي أهم التحولت القتصادية المنتظرة في ظل ‪ OMC‬؟‬


‫ماهي الثار المحتملة على القتصاد العالمي؟‬
‫من هو التضرر و المستفيد من ‪ OMC‬؟‬

‫•ولكي نتمكن من الجابة على هذه السئلة وجدنا انه من الضروري العتماد عاى منهجين‪:‬‬
‫‪‬المنهج التاريخي‪ :‬حيث ارتأينا استعماله من اجل سرد وقائع تاريخية و تقديم نبذة عن‬
‫الظروف ومختلف مراحل النتقال من ‪ GATT‬إلى ‪ OMC‬مرورا باهم جولت اتفاق‬
‫‪. GATT‬‬
‫‪‬المنهج التحليلي‪:‬ساعدنا هذا المنهج في إبراز مختلف الجوانب المتعلقة ب ‪OMC‬‬
‫والثار المحتملة على القتصاد العالمي ‪.‬‬

‫•ولمعالجة هذا الموضوع قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين ‪,‬نتطرق في الفصل الول إلى قيام و‬
‫نشأة ‪ OMC‬أما الفصل الثاني مخصص لدراسة انعكاسات ‪ OMC‬على القتصاد العالمي‬
‫واهم النتقادات الموجهة لها‪.‬‬
‫نشأة المنظمة العالمية للتجارة‬ ‫الفصل الول‪:‬‬
‫إن الوضاع المزرية للعالم بعد الحرب العالمية الثانية و ما ألحقته باقتصاد معظم الدول من‬
‫خسائر عمدت هذه الدول إلى أن تخطو الخطوة الولى في سبيل تخفيض القيود الجمركية‬
‫المفروضة على تجارتها الخارجية و إزالتها و التي تتمثل في التوقيع على التفاقية العامة‬
‫للتعريفات و التجارة "الجات " عام ‪ . 1947‬و في إطار نشاطات التفاقية تمت العديد من‬
‫الجولت التفاوضية حول تحرير تجارة السلع و الخدمات وصول إلى إنشاء المنضمة العالمية‬
‫للتجارة ‪ OMC‬عام ‪ 1994‬و التي باشرت نشاطها ابتداء من جانفي ‪. 1995‬‬
‫و في هذا الصدد و تماشيا مع التحولت القتصادية التي يشهدها العالم‪ ,‬فقد أولت الكثير من‬
‫الدول اهتماما خاصا لتجارتها الخارجية و أصبحت تأمل في النضمام و بصفة رسمية إلى‬
‫المنظمة العلمية للتجارة ‪ ,‬و هذا لتحقيق النسجام الخاص باقتصاد السوق في ظل اتفاقياتها مع‬
‫صندوق النقد الدولي‪ .‬لقد خلقت هذه التطورات جدل واسعا فيما يتعلق بالنطباعات و‬
‫الطموحات الدول المتقدمة و الدول النامية و خاصة بالنسبة للتفاقيات الجديدة المتعددة‬
‫الطراف مثل الخدمات و حقوق الملكية الفردية و غيرها‪ .‬و أصبحت هناك ترقب لما ستكشف‬
‫عنه الجوالت القادمة من أعضاء جدد للمنظمة و القرارات الرمية لتقليص الهوة بين مواقف‬
‫الدول المتقدمة و الدول النامية‪.‬‬
‫و بهدف اللمام بكل هذه المفاهيم تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين رئيسيين نتناول في المبحث‬
‫الول اتفاقية الجات كبديل مؤقت لقيام منظمة التجارة العالمية ‪,‬أما المبحث الثاني فخصص‬
‫لجراء دراسة تحليلية عن المنظمة العالمية للتجارة ‪. OMC‬‬
‫المبحث الول‪ :‬اتفاقية "الجات"( ‪ )Gatt‬كبديل مؤقت لقيام منضمة التجارة العالمية ‪. OMC‬‬
‫في إطار المساعي لتنشيط مسالة العلقات التجارية الدولية و تحريرها ‪,‬المنبثق عن مؤتمر "هافانا‬
‫بكوبا"ومع وضع منضمة التجارة العالمية موضع التنفيذ ‪,‬جرى التفاق بين ‪ 23‬دولة التوقيع على‬
‫التفاقية العامة للتعريفات والتجارة (‪)Gatt‬التي تمثل معاهدة دولية تنظم المبادلت التجارة بين‬
‫الدول المتعاقدة و التي ارتفع عددها إلى ‪ 117‬دولة في أوائل ‪.1994‬وعلى الرغم من أن "الجات"‬
‫ليس منظمة عالمية من الناحية القانونية مثل صندوق النقد الدولي إل أنها اكتسبت أهمية كبيرة‬
‫خصوصا بعد المفاوضات الثلثة الخيرة اللتي كللت بميلد المنظمة العالمية للتجارة في ‪.1994‬‬
‫‪ -‬ولبراز ذالك قمنا بتقسيم البحث إلى مطلبين ‪,‬الول يتعلق بالهداف و المبادئ العامة لتفاقية‬
‫"الجات" أما الثاني يتطرق لهم جولت اتفاقية "الجات" و التحول إلى المنظمة العالمية‬
‫للتجارة‪.‬‬

‫الهداف و المبادئ العامة لتفاقية "الجات‬ ‫"المطلب الول‪:‬‬


‫حددت اتفاقية "الجات" الموقعة في جنيف عام ‪ 1947‬مجموعة من الهداف والمبادئ التي‬
‫سعت الدول العضاء لبلوغها باعتبارها اتفاقية متعددة الطراف تتضمن مزايا و‬
‫التزامات تبادلية في مجال سياسات التجارة الخارجية وهدا ما نستوضحه من خل ل‬
‫الفرعين اللحقين‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬الهداف العامة لتفاقية "الجات"‬
‫يمكن تلخيص الهداف العامة التي قصدت الدول العضاء التوصل إليها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬رفع مستوى المعيشة للدول العضاء‪ :‬رفع مستوي معيشة الدول هو الهدف الرئيس‬
‫الذي تسعي إليه الدول العضاء عن طريق تحري التجارة الخارجية من القيود الجمركية و‬
‫غير الجمركية التي تفرض التجارة الخارجية ‪,‬وقد ورد في هذا التفاق‪ (:‬إن الحكومة الموقعة‬
‫على التفاق ‪.....‬تعترف بأنه ينبغي أن تعمل لتسيير علقاتها في مجال التجارة و القتصاد‬
‫من اجل رفع مستوى المعيشة‪)1 (.)....‬‬
‫‪-2‬السعي نحو تحقيق مستويات التوظيف الكامل للدول العضاء‪ :‬جاء التركيز على هذا‬
‫الهدف في ضوء أوضاع العالم قبل و بعد الحرب العالمية الثانية‪ ,‬و التي أثبتت للعالم‬
‫ضرورة التوظيف الكامل للعمالة لتفادي مشكلة البطلة‪.‬‬
‫وقد ورد هذا الهدف في التفاق بنصها (‪...‬وضمان التشغيل الكامل و ضمان حجم كبير من‬
‫الدخل القومي الحقيقي تدريجيا فزيادة الطلب الحقيقي)‪.‬‬
‫‪-3‬الستخدام المثل للموارد القتصادية العالمي‪ :‬الستخدام المثل للموارد يؤكد إن عملية‬
‫تحرير التجارة برفع القيود الجمركية و العقبات التجارية ل يمكن الوصول إليه ‪،‬إل إذا تم‬
‫الحفاظ على هذه الثروات باستخدامها بطريقة عقلنية‪.‬‬
‫‪-‬والى جانب الهداف العامة التي سبق ذكرها يوجد هناك عدد من الهداف الخرى التي‬
‫تسعى الدول العضاء الوصول إليها و من أهمها ‪ -:‬تشجيع حركة رؤوس الموال و‬
‫الستثمارات ‪،‬تسهيل الوصول للسواق و مصادر المواد الولية ‪ ،‬حفظ الحواجز الجمركية و‬
‫الكمية لزيادة حجم التجارة الدولية ‪ ،‬إقرار المفاوضات كأساس لحل المنازعات المتعلقة‬
‫بالتجارة الدولية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬مبادئ اتفاقية"الجات"‬
‫لضمان تحقيق الهداف السابقة ‪ ،‬فقد تضمنت اتفاقية الجات عدة مبادئ أساسية يمكن إيجازها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬مبدأ عدم التمييز ‪ :‬تنص المادة الولى من لتفاقية على ضرورة منح كل طرف متعاقد‬
‫فورا بل شروط جميع المزايا و الحقوق و العفاءات التي تمنح لي بلد آخر دون الحاجة إلى‬
‫اتفاق جديد و دون تمييز ‪ ،‬تتساوى كل الدول العضاء في "الجات" ‪.‬هذا المبدأ يتحقق‬
‫بمراعاة شرطين أساسين هما شرط الدولة الولى بالرعاية وشرط المعاملة بالمثل‪)2( .‬‬

‫(‪ )1‬صلح الدين نامق‪،‬التجارة الدولية ‪ ،‬دار المعارف‪،‬القاهرة‪ ،1987،‬ص ‪. 225‬‬


‫(‪)2‬عبد الناصر نزال العبادي‪ OMC،‬واقتصاديات الدول النامية‪،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪،‬عمان ‪،1999،‬ص ‪.30‬‬

‫أ‪ -‬شرط الدولة الولى بالرعاية‪ :‬يقصد إن أي ميزة أو حصانة أو معاملة تفضيلية أخرى‬
‫(تتعلق بالتعريفات الجمركية أو الرسوم المفروضة على الستيراد أو التصدير أو فيما يتعلق‬
‫بتحويل المدفوعات الدولية لتمويل الصادرات أو الواردات ) سوف تمنح فورا ‪،‬دون قيد أو‬
‫شرط لكل الدول الخرى المتعاقدة في" الجات" (‪.)1‬‬
‫مثل عند فتح سوقها لمنتج ما أمام دولة ما فان هذا السوق يعتبر مفتوحا أمام كل الدول‬
‫المتعاقدة أيضا دون شرط‪.‬‬
‫ونشير هنا إن لهذا المبدأ استثناءات للدول النامية يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬
‫الترتيبات الحمائية للصناعات الناشئة في الدول النامية حتى تقوى على المنافسة العالمية‬
‫العلقات التفضيلية التي تربط الدول الصناعية المتقدمة مع بعض البلدان النامية (مستعمرات‬
‫قديمة)‪.‬‬
‫الترتيبات المتعلقة بالتكتلت القتصادية كالتحاد الجمركي أو منطقة التجارة الحرة بحيث يتم‬
‫منح مزايا لدول التكتل دون غيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬شرط المعاملة بالمثل‪ :‬جوهره عدم اللجوء إلى القيود غير التعريفية كالضرائب و‬
‫الرسوم و الجراءات الخرى كوسيلة لحماية المنتجات المحلية ‪،‬و من ثم التمييز ضد المنتج‬
‫المستورد فمثل يمنع على الدولة المتعاقدة تقديم إعانة للمنتج المحلي لتفضيل استخدامه على‬
‫المنتج المثيل المستورد أو فرض ضرائب و رسوم على المنتج المستورد تفوق ما يفرض‬
‫على المنتج المحلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ حظر القيود الكمية ‪ :‬هذا المبدأ يعني اللتزام بان التعريفة الجمركية هي الوسيلة‬
‫الوحيدة للحماية دون اللجوء إلى القيود الكمية و نظام الحصص الكمية و سياسات الغراق‪،‬أي‬
‫اشترطت انه ليس حق أي طرف في التفاقية أن يفرض على منتجات الطراف المتعاقدة‬
‫الخرى أية قيود سواء في التصدير أو الستطراد لمنتج معين موجه لطرف متعاقد أخر أو‬
‫فرض أي قيود أخرى غير الرسوم الجمركية و الضرائب الخرى (‪.)2‬‬
‫‪ -3‬مبدأ تخفيض الرسوم الجمركية‪ :‬يتم تخفيض التعريفات الجمركية بصفة أساسية من‬
‫خلل الدخول في مفاوضات للتخفيض المتبادل للتعريفات الجمركية و ربط هذه التعريفات‬
‫أي تثبيتها و اللتزام بعدم رفعها بعد ذلك إل وفق إجراءات محددة قد تتمثل في تقديم‬
‫تعويضات للطراف المتضررة من زيادة التعريفة (‪.)3‬‬
‫‪ -4‬التعهد بتجنب سياسة الغراق ‪ :‬الغراق هو احد وسائل الرقابة غير المباشرة على‬
‫التجارة الخارجية ‪،‬يتمثل في مجموعة الجراءات العامة و الخاصة التي يتم بموجبها بيع‬
‫السلع في الخارج بأثمان تقل عادة عن أسعار السوق الداخلية للدولة المصدرة(‪.(4‬‬
‫وقد تمت الشارة للغراق في المادة ‪ 06‬من التفاقية‪.‬‬

‫(‪)3()2()1‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬الجات و أخواتها‪ ،‬بيروت‪،1995 ،‬ص ‪.17‬‬


‫إبراهيم محمد الفار‪ ،‬السياسات التجارية الخارجية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1987،‬ص ‪)4( 80‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهم جولت اتفاقية "الجات" و التحول إلى ‪OMC‬‬


‫لما كان الغرض الساسي من إبرام التفاقية العامة للتعريفات و التجارة هو تحرير و تسهيل‬
‫تدفق التجارة الدولية‪ .‬فقد كان من الضروري إجراء سلسلة من المفاوضات في صور‬
‫جولت متعاقبة (‪ 8‬جولت)‪.‬‬
‫و سنحاول في هذا المطلب تلخيص أهم جولت اتفاقية" الجات"و ذالك من خلل الفروع‬
‫اللحقة‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬جولت "الجات" ما بين ‪ 1947‬و ‪1961‬‬
‫خصصت جولت المفاوضات الخمس الولى لبث مسالة تخفيض و تبادل التنازلت الجمركية‬
‫بين الدول المشاركة و برز هذا التوجه بشكل جلي خلل الجولة الثالثة " ‪" TORQUAY‬‬
‫‪ -‬وفيما يلي نستعرض تواريخ و مكان و نتائج الجولت الولى‪:‬‬

‫أهم النتائج المحققة‬ ‫ع الدول‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم الجولة‬


‫المشاركة‬ ‫النعقاد‬
‫‪ -‬تخفيض ‪ 45000‬تعريفة جمركية بما قيمته‬ ‫‪ -1‬جولة ‪Geneve‬‬
‫‪ 23‬دولة‬ ‫‪1947‬‬
‫‪ 10‬مليار دولر‪.‬‬ ‫(سويسرا)‬
‫‪-‬تخفيض ‪ 5000‬تعريفة جمركية على السلع‬ ‫‪ -2‬جولة ‪Annecy‬‬
‫‪13‬دولة‬ ‫‪1949‬‬
‫الصناعية‪.‬‬ ‫(بفرنسا)‬
‫تخفيض ‪ 7800‬تعريفة جمركية بما يعادل ‪55‬‬ ‫‪ -3‬جولة‬
‫‪ 38‬دولة ‪ %‬من مستوى التعريفة عام ‪1949‬‬ ‫‪1951‬‬ ‫‪) Torquay‬‬
‫بانجلترا(‬
‫تخفيض التعريفة الجمركة للسلع تبلغ قيمته‬ ‫‪ -4‬جولة ‪Geneve‬‬
‫‪ 36‬دولة‬ ‫‪1958‬‬
‫‪ 2.5‬مليار دولر‪.‬‬ ‫(الثانية)‬
‫تخفيض ‪ 4400‬تعريفة جمركية بقيمة ‪4.9‬‬ ‫‪ -5‬جولة ‪) Dillon‬‬
‫‪ 26‬دولة‬ ‫‪1960‬‬
‫مليار دولر‪.‬‬ ‫بجنيف(‬

‫جولة ‪Kennedy 1964/1967‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬


‫تعتبر جولة كنيدي أهم جولة مفاوضات تمت في إطار اتفاقية "الجات"‪ ,‬بعد مطالبة الرئيس‬
‫المريكي آنذاك "جون كنيدي" الكونغرس المريكي ضرورة القيام بمفاوضات في نطاق‬
‫"الجات"‪ ,‬لجراء تخفيض في الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫وبحضور ‪ 50‬دولة‪ ,‬ترتب عن الجولة التفاق على مكافحة الغراق و تخفيض التعريفة‬
‫الجمركية بنسبة معينة لمجموعة من السلع تصل إلى ‪- % 50‬بعكس ما كان معهودا وهو‬
‫التفاوض للتخفيض على أساس سلعة بسلعة‪ -‬يتم على مدار ‪ 5‬سنوات ينتهي بحلول جوان‬
‫‪. 1967‬‬
‫و ما لوحظ خلل هذه الجولة زيادة الدول العضاء من الدول النامية نتيجة إضافة فقرة‬
‫التجارة و التنمية التي تملي على الدول المتقدمة أن تولى عناية خاصة في تخفيض التعريفات‬
‫الجمركية على منتجات الدول النامية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جولة ‪ Tokyo‬من ‪1973/1979‬‬
‫بدأت جولة طوكيو عام ‪ 1973‬بممثلين عن ‪ 99‬دولة لمحاولة تنشيط التجارة الدولية فيما‬
‫بينها و قد استمرت هذه الجولة على مدار ‪ 6‬سنوات سعيا منها البحث عن حلول لهم المسائل‬
‫التي لم تتمكن المفاوضات السابقة التوصل إلى نتائج ايجابية بشأنها كزيادة صادرات الدول‬
‫النامية و منح معاملة خاصة للدول المنتجة للمنتجات الزراعية‪.‬‬
‫ومن أهم انجازات جولة طوكيو الوصول إلى تخفيض عام للتعريفة بنسبة ‪ % 30‬يتم على‬
‫مدار ‪ 8‬سنوات ‪,‬بالضافة إلى وثيقة إعلن طوكيو التي تضمنت قواعد و مجالت التفاوض‬
‫لتخفيض أو إزالة القيود الجمركية‪،‬و مبادئ استخدام العوائق التجارية غير الجمركية‬
‫كالعانات و الحوافز الفنية للتجارة و إجراءات تراخيص الستيراد(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جولة الورجواى و العلن عن ميلد ‪OMC 1986/1994‬‬
‫تعتبر جولة بالورجواي من أهم جولت "الجات" على الطلق وهي في الوقت نفسه أخر‬
‫الجولت وذلك بسبب إقرار هذه الجولة إنشاء منظمة التجارة العالمية ‪، OMC‬و جاءت الدعوة‬
‫إلى جولة الورجواي من قبل الدول الكبرى ‪،‬حيث تم التفاوض لول مرة حول السلع الزراعية‬
‫وأدخلت قطاع الخدمات وتحرير انتقال رؤوس الموال من دولة لخرى و حماية الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬كما أنها اختلفت عن سابقاتها في أن النتائج يجب قبولها كلها أو رفضها كلها و ل مجال‬
‫للقبول الجزئي فيها‪ ،‬و بعد مفاوضات دامت ‪ 7‬سنوات وقع مثلوا ‪117‬دولة في مدينة مراكش و‬
‫بالتحديد في ‪ 15/04/1994‬اتفاقا عالميا أصبح يعرف باتفاق مراكش وتم العلن عن إنشاء‬
‫المنظمة العالمية للتجارة ‪ OMC‬التي بدأت أعمالها في ‪ 01/12/1995‬لتحل محل اتفاقية‬
‫"الجات" التي عملت مراقبا مؤقتا للتجارة الدولية منذ ‪.1947‬‬
‫‪ -‬وفيما يلي نحاول إيجاز أهم نتائج جولة بالورجواي‪)2(:‬‬
‫أ‪ -‬إنشاء منظمة التجارة العالمية للشراف على تطبيق اتفاقية "الجات" لعام ‪،1947‬و وضع‬
‫أسس للتعاون بينها و بين البنك العالمي و صندوق النقد الدولي من اجل تنسيق السياسات‬
‫التجارية و المالية للدول العضاء ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إقامة نظام متكامل أكثر إنصافا لتسوية المنازعات التجارية بين الدول العضاء ‪ ،‬كما‬
‫يسهم هذا النظام المتكامل لتسوية المنازعات في حماية الدول الصغر و الضعف من‬
‫مخاطر التعرض لجراءات انتقامية منفردة من جانب الدول الكبرى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬دعم النظام القانوني "للجات " ل سيما إجراءات الوقاية من الواردات و مكافحة الدعم و‬
‫الغراق ‪،‬فضل عن إصلح قواعد "الجات" المتعلقة بالعلنات الرسمية‪.‬‬
‫د‪ -‬استكمال أوجه النقص و القصور في القواعد و الضوابط المسؤولة عن تحرير التجارة‬
‫الدولية ‪ ،‬والتوصل لنضام أكثر انضباطا وفعالية للرقابة على تنفيذ اتفاقيات و مبادئ المنظمة‬
‫العالمية للتجارة ‪.‬‬
‫ه‪ -‬تخفيض الرسوم الجمركية و الحواجز غير الجمركية على التجارة و توسيع قواعد‬
‫"الجات" لتشمل تحرير تجارة السلع الزراعية ‪،‬المنسوجات والملبس و تجارة الخدمات و‬
‫الجوانب التجارية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية و الشهار‪.‬‬
‫و‪ -‬التفاق عن الستمرار في المعاملت التفضيلية للدول النامية عامة و الدول القل نموا‬
‫خاصة فيما يتصل بنطاق اللتزامات‪.‬‬

‫(‪ )1‬نبيل حشاد الجات و مستقبل القتصاد العلمي و العربي‪ ،‬دارا لنهضة‪ ،‬القاهرة ‪ ،1995،‬ص ‪12‬‬
‫(‪)2‬عطاف السيد‪،‬الجات والعام الثالث‪ ،‬مطبعة رمضان و أولده‪ ،‬السكندرية ‪ ،1999،‬ص ‪19‬‬
‫ي‪ -‬التسليم المبدئي بحق الدول النامية و الدول القل نموا المستوردة للغذاء في التعويضات‬
‫لمواجهة الثار السلبية الناشئة عن تحرير التجارة من خلل المنح والقروض الميسرة من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تخصيص صوت واحد لكل الدول دون النظر إلى حجم تجارتها‬
‫الخارجية و قوة اقتصادها‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا كانت الجولة الخيرة بالورجواي بمثابة نهاية "الجات " و العلن عن إنشاء‬
‫المنظمة العالمية للتجارة التي سنحاول دراستها تحليليا في المبحث الثاني من خلل التطرق‬
‫إلى الهيكل التنظيمي للمنظمة ‪ ،‬أهم الهداف ‪ ،‬شروط العضوية وكيفية النضمام و‬
‫النسحاب من المنظمة‪.‬‬

You might also like