Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
ف ظل التحولت و التغيات الديدة الت تيط بالؤسسات ,كالعولة ,و حرية حركة رؤوس الموال,
و اليدي العاملة ,و العلومات (ثورة العلومات) ,ظهور التكتلت ...وجسب على هذه الؤسسسات التأقلم و
التك يف مع هذه التغيات ل كي ي سمح ل ا بالنجاح و ال ستمرار ,فالؤ سسات الناج حة هي ال ت أدر كت أن
الهتمام بالورد البشري هم مفتاح لنجاح ها ,و على سبيل الثال ل ال صر ,الؤ سسات اليابان ية و اللان ية,
ح يث ارت بط ناح ها باعتماد ها على التشكيلة الثقاف ية و الجتماع ية ,هذا ما سح بتطا بق أهداف الفرد مع
أهداف الؤ سسة ,ح يث أولت هذه الؤ سسات أه ية ق صوى للق يم التنظيم ية ال ت ت ساعد على النجاح كق يم
النضباط ,الصرامة ,الدية ,و النافسة ,التقدير للكفاءة و البدعي بالضافة إل تشجيع القتراحات ,كل هذه
العناصر تدخل ضمن الثقافة التنظيمية للمؤسسة.
على ضوء ما سبق تأت إشكاليتنا كالتال:
"ما مدى أهية ثقافة الؤسسة و أدائها ف تطور الؤسسة و ناحها" ؟؟
و عليه ,تتفرع الشكالية إل تساؤلت و هي:
•كيف تطور مفهوم الثقافة التنظيمية ؟
•ماذا نقصد بالثقافة التنظيمية ؟
•ما هي أنواعها ؟
•ما مدى ارتباط الثقافة التنظيمية لداء الؤسسة ؟
•ما هو واقع الثقافة التنظيمية ف الؤسسة الزائرية (دراسة حالة) ؟
يهدف بث نا هذا إل الوقوف على مفهوم الثقا فة التنظيم ية و أداء الؤ سسة ,ك ما ير مي إل التعرف على ثقا فة
الؤسسة الزائرية (دراسة حالة).
تبز أهية الوضوع من خلل ما يساهم ف إضافة معلومات و نتائج تتعلق بالثقافة التنظيمية ,و يفتح لنا مال
لبحث خاصة و أن الوضوع مهم بالنسبة للمؤسسات الزائرية القتصادية.
و اعتمدنا ف بثنا على مراجع متنوعة ,منها الكتب ,الجلت ,اللتقيات ,الستبيان.
1
I-نشأة و تطور الثقافة:
1عثمان فراج" ,الثقافة و عملية التنشئة الجتماعية ف الوطن العرب" ,الثقافة و التسيي ,أعمال اللتقى الدول النعقد بالزائر 30-28نوفمب ,1992ديوان
الطبوعات الامعية ,1992 ,ص .38-36
2
نشأت الثقافة البشرية مع ظهور النسان على الرض ,و تطورت من عصر إل عصر على مرّ التاريخ.
ف من ملفات الن سان ن د الفريات ,هذه الخية تك شف ل نا تطور ثقا فة الن سان على الرض ,و ي سميها
العلماء "حفريات العقل".
ك ما تقد مت ثقاف ته يب طئ خلل تلك الع صور ,و بق يت الجيال عشرات اللف من ال سني دون تطور أو
ت سن يذ كر سوى بعض التقدم ف شطف الحجار و تذيبا ف شكل ها لفترة تتراوح ب ي 40.000-60.000
سنة ح ت ظهور الجيال الول من الن سان الد يث (الر جل الع قل) ,الذي ت الك شف ع نه ف حفريات
فلسطي و العراق ف صورة اليكل العظمي.
و تأ ت فترة ظهور الن سان ( 10.000سنة ق بل اليلد) ح يث ظ هر ال فن الند سي الام و الحجار ال صغية
الدببة , ...و ف سنة 5000قبل اليلد ت الظهور ت ظهور النسان الديث بصورة تثلت ف الضارة الذهلة
للفراعنة بعولة الندسيي و القابر الضخمة.
و ف سنة 1900قبل اليلد ,دخلت الثقافة النسانية العصر البونزي و خلط سبائك العادن و صنع السيوف
و الدروع ,و خوذات حاية الرأس العدنية و استئناس اليل .و ف عام 1000سنة قبل اليلد بدأ إنسان أوروبا
يد خل الع صر الديدي و صناعات ال سلحة و النقود العدن ية ,و من ه نا اكت شف الن سان ا ستخدام منا بع
جديدة للطاقم كالفحم ,و الغاز ث اللة البخارية ث البترول و آلت الحتراق الداخلي الت دخلت النسان إل
العصر الديث.
هذا الع صر ال صناعي الذي يتاز بظهور عدة مؤ سسات اقت صادية تتوا جد ف م يط تتأ ثر و تؤ ثر ف يه ,ح يث
ظهرت عدة نظريات اهتمت بالثقافة التنظيمية ف الؤسسة القتصادية ,من بينها نظرية ( ,)Zإذ تنطوي الثقافة
عليهسا هذه النظريسة على مموعسة متميزة مسن القيسم ,كالتوظيسف الطويسل الدى ,و الثقسة التبادلة ,و العلقات
النسانية الوثيقة ,و من أهم المور الت تقوم عليها أو تدعو عليها نظرية ( ,)Zهي إعادة توجيه الهتمام إل
العلقات النسانية ف عال الؤسسات ف متلف الستويات التنظيمية.
ك ما أظهرت الدرا سات ف الثقا فة التنظيم ية لنظر ية ( )Zأن الفراد الذ ين يعيشون ف بيئة متكاملة تقدم ل م
الدعم النفسي ,يكونون أكثر ناحا ف الحتفاضات بالعلقات الجتماعية الطبية خارج نطاق العمل ,و من
السس السليمة لثقافة التنظيم أن تتم عملية اتاذ القرارات بالجاع و الشاركة ,و تعتب عملية الشاركة من
1
أهم الوسائل الت تكن من انتشار العلومات على نطاق واسع و على تكريس القيم و أخلقيات التنظيم.
تعريف الثقافة التنظيمية:
يعرف ها Edgar Morinعلى أن ا ":ذلك النظام الذي ين قل التجر بة الوجودة لدى الفراد و العر فة
الماع ية الرك بة ال ت تتم ثل ف التاهات (العتقدات) ,الق يم و العاي ي ال سائدة ب ي الماعات ,ال ساطي و
1
تاريخ النظمات و الطقوس الماعية".
أما "شي "Sheinفيعرفها ف كتابه "الثقافة التنظيمية و القيادة" بأنا" :مموع البادئ الساسية الت اخترعتها
أو اكتشفت ها أو طورت ا ,أثناء حل مشكلت ا للتك يف الار جي و الندماج الداخلي ,و ال ت أثب تت فعاليت ها و
من ث تعليمها للعضاء الدد كأحسن طريقة للشعور بالشكلت و إدراكها و فهمها".
حيث يقصد بالبادئ الساسية:
-احترام الحيط الطبيعي أو التفتح على العال الارجي.
-القيم الت تساعد على التكيف الداخلي ند مبدأ الستماع للغي و احترام القواعد.
2
أما Hélene Denisيعرفها ف كتابه "استراتيجيات الؤسسة و عدم التأكد مع الحيط" أنا ":تلك الجموعة
ال ت تر بط كل من طري قة التفك ي ,الشعور ,الر كة بطري قة مقن نة (متعارف علي ها) ,ح يث تتقا سم و توزع
بواسطة أغلبية الفراد ,و أن هذه الطرق تركب هؤلء الفراد ف مموعة متعاونة خاصة و متميزة".
هذا التعريسف واسسع جدا ,حيسث أن الثقافسة التنظيميسة هسي التس تربسط بسبي الفراد فيمسا يصس تصسرفاتم و
إح ساسهم و ذكائ هم ,هذا الرتباط الذي تبن يه الثقا فة هو ف ن فس الو قت موضو عي ,بع ن ي كن للثقا فة أن
تدرس ,ترصد من طرف ملحظ خارجي من الحيط ,و ف نفس الوقت رمزي أي بالستوى الذي يأخذ و
3
يوزع بي أفراد الماعة ,إذن هناك اشتراكية داخل الؤسسة.
1
File : //A: culture d’entreprise.htm
2مصطفى عشوي ,الوضوع ":الليفة الثقافية للقيادة ف الؤسسة القتصادية" ,مرجع سبق ذكره ,ص .273
3
Hélène Dénis, stratégies d’entreprise et incertitudes environnementales, Design organisationnel, culture et technologie,
P122, Ed Economica, 1990.
4
هذه تترجسم بواسسطة ميكانيزمات السستقبال (رسسي أو غيس رسسي) ,و بواسسطة الركات اللموسسة ,مثال
الترقيات الت تعوض التصرفات الجهودة.
و ح سب ,Jeun Langatte, Jaques Mullerف كتاب ما "اقت صاد الؤ سسة" ,عر فا ثقا فة التنظيم ية على
أناس":تتكون مسن مموع مفاهيسم الديريسن ,اتاهاتمس (العتقدات) ,القيسم الجتماعيسة الوجودة لدى أفراد
الؤسسة".
و يكن لكل ثقافة مؤسسة أن تتفصل على الحور الفقي كالتال:
الثقافة الوطنية -ثقافة الجتمع تاريخ النشأة الثقافات الهنية الثقافات الفردية
ثسقافسة السمؤسسسة
•الثقافة الوطنية :با فيها الثقافة الهوية ,لكل بلد ثقافة خاصة به ,و التقارب الوجود بي الدول هو
جد مهم.
•تار يخ الؤ سسة :ل كل مؤ سسة تر بة ثقاف ية خا صة ب ا ,تار يخ الؤ سسة ي عل إظهار للواج هة
الحداث الكبية من أجل تفيز العمال ف الاضر.
•الثقافات الهنية :لكل مهنة تركب على أساس القيم الوجودة حولا.
1
•الثقافات الفردية :كل فرد هو وحيد.
من هذه التعار يف ي كن ل نا أن نعرف الثقا فة التنظيم ية على أن ا :مموع سلوك الفراد ,الدير ين ,اتاهات م,
قيمهم ,طريقة عملهم ,تاريخ النظمات و الطقوس الماعية.
1
Jean Langatte, Jaques Muller, Economie d’entreprise, 2ème édition, Dunod, Paris, 1999, P 96.
5
ويتوي الشروع على ناه ية الؤ سسة و ما هو لراد من ها ,إذن الثقا فة هي ج سزء أو تكون ض من مشروع
1
الؤسسة.
الحضارة:
تعن الدينة ,مأخوذة من اللتينية (مدن -حكومي) ,أي أنا جلة إنازات الجتمع الادية و الروحية,
و يقارن مفهوم الضارة عادة بفهوم الثقافة ,و غالبا ما يعن الفلسفة البجوازيون بالضارة إنازات الجتمع
الادية و التقنية ,و يقصرون الثقافة على القيمة الروحية.
و الضارة هي جلة البات الادية ,و يذهب "شينغلر" إل أن الضارة مرحلة من تطور الجتمع ت ل عندما
2
يعتري المود الثقافة كلها و تسي ف دروب النطاط و اللك.
تتركب الثقافة التنظيمية من الركبات التالية: مركبات الثقافة التنظيمية:
-1التاهات (العتقدات) ,القيم و العايي السائدة بي الماعات.
-3الطقوس الماعية (. )rites -2الساطي و تاريخ النظمات (Muthe).
-6الحرمات. -5التصرفات. -4الشفافية
-8الرموز. -7اللغة.
-1التجاهات :و يقصد بالتاهات:
•ميل و استعداد ذهن و عصب نو الشياء من حوله.
•ميل ذهن للتصرف بطريقة معينة؛
•تهيد ذهن للفرد يسبق تصرفه نو شيء معي إيابا أو سلبا.
•ميول مسبقة تشكل رد الفعل الذي يتخذه الفرد نو موقف أو فرد أو حدث معي.
•تيأ فكري و شعوري سبق سلوك الفرد نو شيء معي.
إذن التاهات تعب عن حالة فكرة أو مموعة من الراء ف ذهن الفرد نو الشياء من حوله ,فإذا أحب
الفرد وظيفته و كانت فكرته عنها إيابية و يكون لديه اتاه مساند للوظيفة ,المر الذي يعله يرى الوانب
السنة فيها و يتغاضى عن صعوباتا و يدافع عنها إذ انتقدها أحد ,و من ث فهو يقبل على أدائها بشغف ة
يرص على القيام بأعبائ ها ح سب م ستويات الدارة القررة ,و رب ا أبدع في ها ,و الع كس صحيح.و من ه نا
يأت السؤال كالتال :كيف تتكون التاهات لدى الفرد و ما هي العوامل الؤثرة فيها ؟
إن التاهات مكتسبة ,و تتكون لدى الفرد على مراحل متلفة من حياته ,و يكن أن تنقسم العوامل الت تؤثر
ف التاهات إل عوامل تربوية ,تعليمية ,اجتماعية ,عوامل موقفية ,جاعات العمل.
1
Jean Langatte, Jaques Muller, opcit, P 98.
2علي ممد أحد ,الوضوع" :خطر عولة الثقافات و الستبداد بالعلم على الثقافة العربية" ,الصراط ,ملة كلية العلوم السلمية للبحوث و الدراسات
القارنة ,مارس ,2002ص .56
6
إذن التاهات شيء ملموس ل نستطيع التعرف عليه إلّ من خلل انعكاسه على سلوك الفراد و علقاتم ف
العمل و نو الزملء و الرؤساء و الرؤوسي ,و لكن من الهم ف كثي من الواقف و بالنسبة لكثي من لقضايا
أن تتعرف الدارة على اتاهات العامليس ,مثل عنسد إدخال آلت جديدة دون أن تنتظسر حتس دخول آلت
فعلً ,و ترى ردود أفعالم أو تصرفاتم اتاهها ,أو قد تريد التعرف على شعور العاملي نو سياسة أو أسلوب
1
من الساليب الت تتبعها.
من أهم السبل إل ذلك:
-1إعطاء العلومات و القائق الصحيحة عن الواقف أو الدث الذي يواجهه الفراد.
-2الر بط ب ي تغي ي التاهات ف ال سار ال سلم الرغوب ,و ب ي الوا فز ال ت ي كن أن تعود على
الفراد نتيجة ذلك.
-3إن لماعسة العمسل أثسر كسبيا على اتاهات أعضائهسا ,فإن الماعسة مسن خلل الناقشات و
اللقاءات تعتب وسيلة فعّالة لتعديل اتاهات الفراد.
-4إعطاء الفرصة لتجربة الشيء (مثل آلة جديدة).
-5إبراز الاجة للتغيي و ماطبة الناس على قدرة عقولم مع استخدام مصادر العلومات الوثوق
2
با.
-2القيم:
عبارة عن شيء يرص الفرد على اكتسابه و الفاظ عليه ,و يعتبه أحد أسباب سعادته الياتية ,كما
ينظر للقيم على أنا تمع لنواحي الكره و الب ,عدم التفضيل و التفضيل ,و وجهات النظر و التحيزات ,و
النعات الداخلية و الكم الرشيد و الغي رشيد الت ترسم للفرد صورة العال من حوله.
كيف تتكسون القيسم ؟؟ تكتسب القيم من الجتمع الذي نعيش فيه ,ذلسك من خلل :التعليم ,اللحظة,
القتداء ,التاهات ,البات العلمية .كما أن هناك تصنيف يشتمل على القيم التالية:
•القسيم النسظرية :يعطي الفرد الهية الكبية ف هذه القيم للبحث عن القيقة ,فهو يهتم بكشف
القواني الت تكم الظواهر و الشياء ,و يعزل حطمه الشخصي عن العلومات الوضوعية (ل ينظر
3
إل القيمة العلمية).
•القيسم القتصاديسة :و تتمثل ف اهتمام الفرد بكل ما هو نافع مققا للكسب الادي و النظر إل
4
العال باعتباره مصدرا لزيادة الثروة و تنميتها.
1سعيد يس عامر ,علي ممد عبد الوهاب ,الفكر العاصر ف التنظيم و الدارة ,مركز زايد سيقي للستثمارات و التطوير الداري ,الطبعة الثانية ,1998
ص .324
2سعيد يس عامر ,نفس الرجع أعله ,ص .329
3سعيد يس عامر ,نفس الرجع ,ص .331-330
4مزيان ممد ,الثقافة و التسيي" ,بعض الؤشرات التحفيز للعمل و علقتها بقيم العمال" ,1992,ص .201
7
•القيسم الماليسة :ينظر الفرد تبعا لذه القيم إل الوانب الفنية للحياة ,فهو يرى قيمة الشكل و
البعد و الجم و النسجام الشكلي و اللون.
•القيسم الجتماعيسة :و تتمثل ف اهتمام الفرد بالخرين ,و تقدي العون و الساعدة لم ,و النظر
إليهم باعتبارهم غايات و السعي لدمتهم.
•القيسم السياسيسة :و تتمثل ف اهتمام الفرد بالسيطرة على الخرين ,و قيادتم و التحكم فيهم,
و ين جح الفرد الذي يع طي الق يم ال سياسية وز نا كبيا ف النا صب ال ت يتم تع في ها بالنفوذ على
الخرين.
•القيسم الدينيسة :و تتمثل ف اهتمام الفرد بعلقة النسان بربه ,و السعي لتباع التعاليم الدينية ,و
تأمل غايات خلقه.
تعتب القيم النظرية ,القيم الدينية ,القيم المالية ,قيم تقليدية موروثة ,بينما القيم السياسية ,القيم القتصادية ,و
القيم الجتماعية قيم معاصرة تظهر باستمرار نتيجة التفاعل و التجديد الضاريي ,كما أنا معاصرة لواقع
الفرد و إشغالته (هذا ما يفسر وجود صراعات بي الجيال).
و هناك ما يسمى بالقيم الحلية و القيم الستوردة ,فالقيم الحلية هي نتيجة تفاعل العناصر الداخلية و الت
ظهرت و تطورت مليا ,تاشيا مع واقع الجتمع و مشاكله و اهتماماته و طموحاته؛ أما القيم الستوردة فهي
تلك الت تظهر و تتطور ف أوساط حضارية أجنبية ,شرقية ,أم غربية بقيمها و إنشغالتا و أهدافها ,ث نقلت
إل متمع نا ر غم اختلف الضارت ي و الجتمع ي ,و تتم ثل هذه الق يم ف طرق الدارة و التنظ يم و الت سيي
1
الستوردة مع التكنولوجيا.
و من هنا فإن الختلف و الصراع بي الضارات ينقل إل داخل التنظيمات نتيجة الختلف و التناقض بي
الق يم ,فعند ما تتنا قض التوقعات أو التطلبات ال ت يلي ها الد ير أو الرئ يس البا شر أو إدارة النظ مة ,مع الق يم
الساسية الت يعتنقها الفرد و سيعان هذا الخي ف هذه الالة صراعا و نزاعا يسمى "نزاع الدور" ,فهو من
ناحية يريد أن يطيع أوامر رئيسه ,و لكنه من جهة أخرى ل يريد أن يسلك سلوكا ل يتسق مع قيمه.
و أيضا ,قد يدث نفس الشيء بي الماعات أو النظمات أو الدارات أو القسام الختلفة ,ف قسم النتاج
و الودة و السرعة و التنسيق... ,إل .فقد يدث نزاع بي مدير النتاج و مدير البيعات ,فبينما يركز الخي
على قيمة الربح و النافسة و النتشار الغراف و زيادة البيعات و تنويع النتج ,يركز الول على عنصر الكفاءة
2
و ضغط التكاليف و تنميط النتج.
-3الساطير و تاريح المنظمات:
1بوفلجة غياث ,الوضوع "تناقض القيم داخل التنظيم" ,الثقافة و التسيي ,مرجع سبق ذكره ,ص .215
2سعيد يس عامر ,مرجع سبق ذكره ,ص .334
8
-1الثقافات القوية:
فالؤسسة ذات الثقافة القوية تكتسب شهرة تستمد من خصوصية معينة ,و هي نتاج قيمها الت تتميز
بالثبات ,فتنشئ هذه الؤسسات قيمها و فلسفتها من خلل تبن مشروع مؤسسة ,أو تديد مهمة عمل يعمل
الميع على تقيقها.
فنجد أن أفراد الؤسسة يتقاسون مموعة من القيم و السلوكات التشابة و التماثلة ,و يعملون على زرعها و
ترسيخها ف العضاء الدد بجرد انضمامهم إليهم ,و أي فرد يالف قانون الؤسسة ,يكون دوما مل الراقبة.
إيجابياتها:
•تفيز الفراد على العمل ,من خلل الحتكام إل مموعة من القيم و النظم الشتركة ما يلق نوعا
من النسجام.
•العتراف التبادل و السؤول ,ما يقوي الشعور بالنتماء.
•الساواة و التكامل ,ما ينتج عنه رضا نفسي مرتفع بالستغلل الكامل لطاقاتم و قدراتم.
•تثمي العمل و تطويره.
•مبدأ الشاركة ف وضع الهداف ,الت يبعث الشعور باللتزام لتحقيق الهداف التنظيمية بنجاح.
3
Georges Nisard, identité et culture de l’entreprise, Harverd, l’expansion, Hiver 1989, Séminaire P 99.
9
لدراسة العلقة بي الثقافة بالداء ,قام الباحثان J. Heskett & J. kotterبتحليل تاريخ 20مؤسسة
ف الفترة ما بي ,1970-1980و قد وجدا أن ثقافتهما متلفة عن النظمة الثقافية التبناة ف الؤسسات ذات
الداء الرتفع ف تلك الفترة.
ف بداية تاريها ند مسييها أكفاء ,و استراتيجيتها فعّالة ,و لا رؤية واضحة مستقبلية ,و نظرا لغياب منافسة
حادة و فعلية ,توز الؤسسة على وضعية مسيطرة ف السوق أو عدة أسواق.
غي أن استمرار النمو أحدث تقلبات داخل الؤسسة ,ما استوجب تنيد الوارد البشرية و إعادة هيكلتها ,و
هسو مسا سساهم فس تعقيسد التسسيي اليومسي ,و لواجهسة هذه التغيات قامست الدارة بتوظيسف إطارات يلكون
العلومات اللزمة فيما يص التسيي و الالية ,و لكن يفتقرون لرؤية واضحة مستقبلية للمؤسسة ,و قدرة على
وضع استراتيجية تعتمد على الثقافة.
فتغيي الفراد و سهولة تقيق النجاح ف ظل غياب النافسة ,أدى إل إهال و نسيان القيم الثقافية الت سحت
بنجاحهم ,فبدأت الثقافة السلبية بالظهور شيئا فشيئا ,و من أهم خصائصها أو سلبياتا:
•سلوك تيز السؤولي لفكارهم ,و النجاح التكرر للمؤسسة ,و اعتبار أنفسهم حاملي للحقيقة.
•عدم أخسذ السسيين بعيس العتبار متطلبات الزبائن ,مصسال السساهي ,و كذا متطلبات الوارد
البشرية.
•اتسام هذه الثقافات بالعدائية ,و ذهنية اتاذ القرار.
و بعد هذا النوع من الثقافة رهان لستقبل الؤسسة ,باعتبار أنه ل يساعد على التغيي ,و نظرا لصدار السيين
على ت طبيق ا ستراتيجيات تاوزت ا الحداث ,و ر فض ت مل ال سؤولي إزاء التغي ي ,إ ما لقتراب نا ية حيات م
الهنية ,أو لشية الصطدام بعارضة الخرين ,أو لكونم يفتقدون الشجاعة.
الثقافات المتكيفة مع الستراتيجية:
إن الفرضيسة التس تدرس العلقسة بيس الداء و الثقافسة ,تركسز أكثسر على تكييسف الثقافسة مسع ميطهسا,
فجوهر ها ل يك من ف قوة الثقا فة ,و إن ا ف تكييف ها ,و الذي يتج سد من خلل الالة العا مة للمؤ سسة,
الهداف الت تعمل على تقيقها ,و شكل الستراتيجية القررة.
أي أن الغرض ال ساسي لوجود الثقا فة هو تف يز الورد البشري و توج يه نشاطا ته ,أ خذ بع ي العتبار طبي عة
الطار الذي تندرج ضمنسه .و فس هذا السسياق تسبي أن امتياز الداء هسو نتاج الثقافسة الحترمسة للسستراتيجية
الحترمة ,بيث كلما كان التكيف مرتفع كلمسا كان الداء متميسز ,و العكس صحيح.
و نشي ف الخي ,إل أن الفرضية لقت صدى كبي ف العديد من الؤسسات ,و تعتب مكملة للفرع الول ,إل
أن النتقاد الوجه لا كونا غي فعّالة بجرد تغ ي الحيط ,إضافة إل أنه عندما يتغي مصي الؤسسة ,ن د أن
الثقافة تتطور ببطء ,و يؤدي إل إنفاض الداء.
11
207 و ف هذا ال صدد نش ي إل الدرا سات ال ت قام ب ا , J. Heskett & J. kotterح يث اختار من ب ي
مؤسسة 22مؤسسة تنتمي إل 10قطاعات متلفة و تتلك كلها ثقافة قوية ,و استنتج ما يلي:
•أن لثقا فة الؤسسة أثر إياب ف الؤسسات الكثر أداء ,و أثر سلب ف الؤسسات القل أداء ,و
هذا راجع لنوع الثقافة الطبقة الت تعد مصدر النجاح أو الفشل.
•ثقا فة الؤ سسات الك ثر أداء جدّ متكي فة مع ا ستراتيجيتها مع ال سوق ,مع الح يط ,التناف سي,
الحيط التكنولوجي و البيئة بختلف أبعادها.
الفرق بين الثقافة اليجابية و الثقافة السلبية:
"الداء ف الؤ سسة هو ح صيلة تفا عل عوا مل داخل ية تتعلق بالتنظ يم الداخلي للمؤ سسة ,و عوا مل
خارجية تتعلق بالبيئة الارجية الحيطة بالؤسسة ,إضافة إل عوامل ذاتية أو الشخصية و هي العوامل التعلقة
1
بالتصرف ذاته".
2
مفهوم تقييم أداء:
هناك عدة تعار يف لتقي يم الداء من ق بل الباحث ي ,و هذا ما سبب ف عدم وجود تعر يف شا مل و
موحد للداء ,و من بينها نذكر التعاريف التالية:
التعريف الول:
يعب تقييم الداء عن تقييم نشاط الوحدة القتصادية ف ضوء ما توصلت إليه من نتائج ف ناية فترة
مالية معينة ,و هي السنة الالية ,و هو يهتم ب:
-1التحقق من بلوغ الداف.
-2قياس كفاءة الوحدة فس اسستخدام الوارد التاحسة ,سسواءا كانست مواردهسا موارد بشريسة أو
رأسالية.
من هذا التعريف نستنتج أن تقييم الداء يتعلق ف القام الول بالداء ,و النجاح الال و ذلك خلل فترة زمنية
معينة.
تعريف ثاني:
" تقييم الداء هو الدراسات و البحوث الت تستهدف التعرف على العلقات بي الوارد البشرية و
الادية و الالية التاحة ,و بي كفاءة استخدامها ف الوحدة النتاجية ,و كيفية تطور هذه العلقات خلل فترة
زمنية واحدة ,و ذلك بقارنة مع ما تقق فعل با كان سيهدف إل تقيقه ,و كذا بقارنة ما تقق فعل بعايي
نطية لا كان يكن تقيقه.
ومن الكتاب من يركز على عنصر الكفاءة و الفاعلية ,من خلل مفهوم الداء ,فيى " أن الدف من
عملية التقييم هو التوصل إل حطم عام على درجة كفاءة و فاعلية الوحدة القتصادية ككل ,و لكافة جوانب
النشاط و العلقات الختلفسة ,و أن عمليسة التقييسم هذه ,يبس أن تكون شاملة لكسل جزئيات و أقسسام نشاط
الوحدة ,في تم تقي يم كل مر كز على حدى ,ث ت مع النتائج لي تم تقي يم كل الرا كز لت صل إل التقي يم الشا مل
للوحدة ككل ,حيث أن النشطة الت تقوم با الوحدة رغم اختلفها ,تتميز بالترابط ,لتكامل ما يعل كفاءة
الركز الواحد تؤثر على الراكز الخرى.
1
Riadh Zghal, Jamil choabouni, la performance, théorie , perceptio, pratique, CLE , contribution à la l’ettérature
d’entreprise, 1992, P 302.
2
Riadh Zghal, Jamil choabouni, opcit, P 290.
13
و منهم من يعتب عملية التقييم الداء جزءا من الوظيفة الرقابية ف الؤسسة ,دون الخذ ف العتبار أن
عمل ية تقي يم الداء ل بد أن تلزم بق ية الوظائف الدار ية الخرى ف الؤ سسة ,كالتن بؤ ,التخط يط ,اليكلة و
التحفيز ,و ف هذا الجال نذكر التعريف التال:
" تقي يم الداء ي ثل خطوة رئي سية ف العمل ية الرقاب ية ,و يك من جو هر عمل ية التقي يم ف مقار نة الداء الفعلي
بؤشرات مددة مقد ما ,و الوقوف على النرافات و تبير ها ,و تد يد ال سؤولية الال ية و الدار ية عن ها ,ث
1
اتاذ الطوات التصحيحية كلما أمكن ذلك".
1
Riadh Zghal, Jamil choabouni, opcit, P 291.
14
النموذج الجزائري:
أقي مت دراسسة على 07وحدات لصسناعات النسسيج ,و تس ا ستجواب أك ثر مسن 400شخسص حول
العوامل الؤثرة ف فعاليات التنظيمات ,و ت استنتاج ما يلي:
-لزالت نظرة الجتمع لدور الرأة نظرة تقليدية (عملها ف البيت) ,ما جعل الكثي من العاملت تركن
العمل بجرد زواجهن أو إنابن للمولود الول ,هذا ما أدى إل صعوبة بالنسبة للوحدات الت تشغل
العاملت ,و أيضا تكوين مستمر تسبا لزواج أي عاملة أو تركها العمل.
-لحظ أن العاملت ف تلك الؤسسات عادة ما ت ُكنّ سببا لعدة مشاكل عاطفية ,و ثقافية و هذا نظرا
لوجود نظرة اجتماعية سلبية للعمل الختلط بي النسي.
-عدم احترام الوقت و الواصلة ف العمل ,و اعتماد أوقات فضفاضة ,ف ضبط الواعيد (وقت الظهر,
وقت العصر.)...
-إلتماس العذار لتبير مالفاتم كقلة الواصلت.
-للمناسبات العائلية و الظروف السرية أولوية على الشغل.
-تكاثر الغيابات أيام السوق السبوعية و خاصة ف الدن الصغية.
-تكاثر الغيابات أثناء الباراة و خاصة الدولية ف رياضة كرة القدم بالخص.
-معدل دوران العمل كبي جدا.
-إهال إجراءات ال من ب سبب عدم التعود على العمال ال صناعية و الخا طر الحي طة ب ا ,م ا ج عل
2
العمال ل يستطيعون الصب على استعمال اللبسة الواقية من أقنعة و قفازات ...إل.
1
Hélène Denis, opcid, P 35.
ذكره ,ص .193 2بو عبد ال لسن ,البعد الثقاف و الجتماعي لسلوك العامل و علقته بإدارة الؤسسة ,الثقافة و التسيي ,مرجع سبق
15
-العتماد على الرؤساء إعتماد كلي على الشلة و القربي( ,مع العلم أن هناك جاعات .)les clans
10-عمال يؤكدون أن الرئيس ل يضرب الثل ف الخلق و السلوك و النضباط ,و 04العكس.
12-عامل يرون أنه أحيانا ما يكون هناك تطابق القوال مع الفعال و أحيانا ل ,و 02يرون أن هناك
تطابق القوال مع الفعال.
12-يعتقدون وجود كثيس مسن الخالفات و النرافات فس مال العمسل و لكسن بالسسرية ,و 02ل
يعتقدان.
12-عامل ل يرون مشاركة بي الرؤساء و الرؤوسي ف التخطيط ,و 02يرون ذلك.
12-عامسل يؤكدون على عدم اسستعمال السسؤولي لوجهات النظسر بالنسسبة للمرؤوسسي ,و الباقسي
العكس.
14-عامل يؤكدون أن الفراد يستغلون مراكزهم الوظيفية.
10-عمال يؤكدون على وجود ارتباط الكافآت بالعلقات الشخصية ,و 04أحيانا و أحيانا ل.
-تعاون بي العاملي ,تذبذب ف الراء.
الخاتمة:
إن دراسة الطار الثقاف للمنظمة يساعد على فهم و تفسي سلوك الفراد ,و بسيكولوجياتم,
و القيسم الت يؤمنسون با ,فسأهسميسة الوقت ,السلسوك السمنظسم ,السمثابسرة ,الرغبة ف
النسجاز ,الرادة و إتقسان العمسل ...كلسها سسمسات ضرورية للنجاح ف أي ميسدان ,و أن
كيفيسة استخدامهسا تتلسف باختلف الثقسافسات.
19
ك سل هذه العلومات ت ساعسد رجال الت سيي على تل يل ت صرفات العمال و التنب سأ بذا ال سلوك و
التحكسم فيسه ,و بنسساءا كسسل هذه العطيات ,يكسن لدارة الؤسسسسة رسسسم السسيساسسات
النساجحة الكفيلسة بتوجيسه سلسوك الفسراد.
مراجع البحث:
-1الكتب العربية:
30 -1عبد الفيظ مقدم – الثقافة و التسييسر -أعمال اللتقى الدول النعقد بالزائر من
– 28نوفمب ,1992ديسوان الطبسوعات الامعيسة ,الزائر.
-2سعيد يس عا مر ,علي م مد ع بد الوهاب ,الف كر العا صر ف التنظي سم و الدارة,
مر كز وا يد سيقسن لل ستشارات و التطو ير الداري , WSCADالطب عة الثان ية,
.1998
ج -المجلت:
•ملة كلية العلوم السلمية للبحوث و الدراسات القارنة ,الصسراط ,مسارس .2002