Professional Documents
Culture Documents
من العروف أن لكل دولة معاملتا الارجية ،فالقيمون فيها سواء كانوا
شركات أو أفراد يقومون بالتصدير والستياد من الدول الخرى هذا بالضافة إل
الدمات ،وينتج عن هذه العاملت استحقاقات مالية متبادلة يتعي تسويتها عاجل
أو آجل.
هذه القوق واللتزامات تقوم ف الواقع بالنقود ،ويتعي أدائها ف تاريخ
معي ،ومن هنا فعلى كل دولة أن تعد بيانا كافيا أو سجل وافيا تسجل فيه ما لا
على الارج من حقوق ,وما عليها نوه من التزامات هذا السجل هو ما يدعى
ميزان الدفوعات .
فما هي إذن مكونات ميزان الدفوعات وما هي مؤشراته القتصادية ؟ ،ما
هو اختلل ميزان الدفوعات و ما هي آليات تسويته؟
خطة البحث
مقدمة
البحث الول:عموميات حول ميزان الدفوعات
الطلب :1تعريف ميزان الدفوعات:
الطلب : 2مكونات ميزان الدفوعات
الطلب : 3الؤشرات القتصادية ليزان الدفوعات
1
البحث الثان :التوازن والختلل ف ميزان الدفوعات
الطلب :1توازن ميزان الدفوعات
الطلب :2الختلل القتصادي ليزان الدفوعات
البحث الثالث :آلية التسوية التلقائية.
الطلب :1آلية التسوية ف ظل النظرية الكلسيكية
الطلب :2آلية التسوية ف ظل النظرية الكينية
الطلب :3آلية التسوية عن طريق التدفقات النقدية الدولية.
خاتة
يعتب ميزان الدفوعات من أهم الؤشرات أو الدوات الت تستعي با السلطات السياسية
والقتصادية ف رسم سياساتا القتصادية ،وما زاد ف أهيته هو الرتفاع اللحظ ف حجم البادلت
الارجية الدولية والتطور الذي عرفه هذا اليزان من خلل مكوناته .
لقد وردت ليزان الدفوعات عدة تعاريف ،ومن بي هذه التعاريف هو انه ((سجل ماسب منظم
لكافة البادلت القتصادية الت تت بي القيمي ف دولة ما وغي القيمي ف فترة زمنية معينة عادة ما
تكون سنة واحدة )) .
2
كما يعرفه صندوق النقد الدول على انه سجل يعتمد على القيد الزدوج ،يتناول إحصائيات فترة
زمنية معينة بالنسبة إل التغيات ف مكونات أو قيمة أصول اقتصاديات دولة ما بسبب تعاملها مع بقية
الدول أو بسبب هجرة الفراد وكذا التغيات ف قيمة أو مكونات ما تتفظ به من ذهب نقدي وحقوق
سحب خاصة من الصندوق وحقوقها والتزاماتا تاه بقية دول العال.
من خلل التعريفي نرى أن ميزان الدفوعات هو السجل الحاسب النقدي الذي يوضح جيع
العاملت القتصادية الت تتم بي دولة معينة ودولة أخرى ،أو كشف حساب للمعاملت مع الدول
الخرى ،ويقصد بالعمليات القتصادية كل عملية تبادل تدث على مستوى السلع والدمات ورؤوس
الموال بي القيمي ف دولة معينة وغي القيمي ،وقد تكون ف شكل تدفق حقيقي نقدي آو مال ،
كما يقصد بالقيمي جيع الشخاص( مهما كانت جنسيتهم) جيع الشخاص الطبيعيي والعنويي
الذين تربطهم علقات وثيقة بإقليم الدولة ،ويضعون لقوانينها ولم مصلحة مع القليم لدة سنة أو
أكثر.
يضا ميزان الدفوعات باهتمام السلطات العمومية ذلك انه يثل أهية قصوى ف مالت عدة بيث انه:
•يقدم معلومات هامة عن درجة ارتباط القتصاد القومي باقتصاديات العال الارجي.
•مساعدة واضعي السياسات القتصادية ف توجيه أمور الدولة .
•تعتب بيانات الدفوعات أداة للتقييم والتفسي العلمي لكثي من الظواهر القتصادية الرتبطة
بالقتصاد العالي.
•يسمح بالتنبؤ بأسعار الصرف .
•يسمح بالكم على الوضعية القتصادية والالية للبلد .
وبدون شك يعتب ميزان الدفوعات واحد من أكثر القوائم الحصائية بالنسبة لي بلد ،حيث انه
يبي الركز التجاري للبلد والتغيات ف صاف مركزه كمقرض أو مقترض دول ،والتغيات ف احتياطاته
من الذهب والعملت الجنبية .
3
جرت العادة إل تقسيم ميزان الدفوعات على أقسام مستقلة يضم كل منها متميزا من العاملت
القتصادية ذات الطبيعة الشابة أو القاربة ف أهدافها ومن بي التقسيمات الشائعة ف هذا الجال نأخذ
التقسيم الت لتميزه بالوضوح والنطقية.
هو ذلك اليزان الذي يضم كافة العاملت القتصادية الدائنة والدينة الت تتم بي القيمي وغي
القيمي خلل فترة زمنية معينة وترتبط بالنتاج والدخل خلل الفترة الزمنية مل الدراسة.
إذ يعتب من أهم مكونات ميزان الدفوعات ،ويشمل كل العمليات الت لا تأثي على الدخل الوطن،
(الصادرات والواردات من السلع والدمات ) ويضم حسابي فرعيي ها:
2-1-1اليزان التجاري
•الميزان التجاري السلعي:ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة النظورة ،ويضم كافة
السلع الت تتخذ شكل ماديا ملموسا .
•الميزان التجاري الخدمي :ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة غي النظورة ،وتظم
كافة الدمات التبادلة بي الدول (النقل ،السياحة ،التامي ،دخول العمل ،عوائد رأس الال )
.أما من حيث القيد ف ميزان الدفوعات فيمكن القول :أن كل عملية يترتب عليها طلب عملة
البلد وعرض عملة بلد آخر تقيد ف الانب الدائن أو جانب الصول وكل عملية يترتب عنها
عرض العملة الوطنية وطلب العملة الجنبية تقيد ف جانب الصوم أو الانب الدين
يشمل كافة العاملت القتصادية الدائنة والدينة اللزمة لانب واحد ،وتتم بي القيمي وغي
القيمي خلل فترة زمنية معينة ،حيث أن هذا الساب يصص للمعاملت الت يترتب عليها تويل
موارد حقيقية أو حقوق مالية من وال بقية دول العال دون أي مقابل .
4
ويشمل هذا الساب بندين الول يتعلق بالبات والتعويضات الاصة والثان يتعلق بالبات
والتعويضات العامة ،فالاصة ند فيها تويلت الفراد والنظمات النقدية منها والعينية ،والعامة تندرج
فيها كل التعويضات الت يعتبها صندوق النقد الدول إجبارية ،وكذا البات بأنواعها.ومن أمثلة هذه
العاملت التعويضات طبقا للتفاقيات الدولية العقودة بي دولتي ،وكذا النح للدول الخذة ف النمو.
ويضم كافة التغيات الت تطرأ على أصول القيمي وخصومهم تاه غي القيمي حيث انه يسجل
حركات رؤوس الموال بي البلد وبقية دول العال الت ينشا عنها تغي ف مركز دائنية أو مديونية البلد
الارجية وكذلك التغيات ف الصول الحتياطية الرسية للبلد .
يشمل كافة التغيات الت تطرأ على أصول القيمي وخصومهم تاه غي القيمي ،والت يزيد عمرها
عن عام (استثمارات مالية ،قروض مباشرة )...
يشمل كافة التغيات الت تطرأ على أصول القيمي وخصومهم اتاه غي القيمي ،والت يزيد ل
عمرها عن عام.
وتتم تركات رؤوس الموال قصية الجل لغراض عديدة منها التهرب من الظروف غي
اللئمة ،تقيق ربح أكب،الضاربة.
ويضم هذا الساب كل من تركات الذهب للغراض النقدية ،وكذا رصيد الملت الجنبية
والودائع الارية وحقوق السحب الاصة لدى صندوق النقد الدول الدائنة والدينة .
5
إن التسجيلت ف الانب الدين والدائن قد ل تكون متماثلة نظرا لكون مصادر العلومات العتمدة
تتعدد وتتلف ،ولذا قد يدث وان يكون الجموع الدائن ل يساوي الدين والفرق بينهما يثل القيمة
الت تسجل ف حساب السهو والطأ ،كي يصبح ميزان الدفوعات متزنا حسابيا .
يكن معرفة الوضعية القتصادية لبلد ما عن طريق ميزان مدفوعاته ،وهذا بفضل مؤشراته القتصادية
الستخرجة أو تستنتج من أرصدة الوازين الفرعية الت رأيناها سابقا
لدينا العلقة التالية والت تقق الساواة بي الوارد والستخدامات ف اقتصاد ما :
)Y=C + I +(X-M)………………(1
حيث:
:النتاج من السلع مقيما بالناتج الداخلي الام( ) pibبسعر السوق ف فترة معينة . Y
:الستهلك الداخلي الام والعمومي . C
:الستثمار الداخلي الام والعمومي. I
:الصادرات من السلع . X
:الواردات من السلع. M
من العلقة ( )1يكن استنتاج ما يلي:
6
:X-Mرصيد اليزان التجاري .
فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي (، )Y-EL > 0فهذا يعن أن الستخدامات الداخلية
مغطاة بزء من الناتج الداخلي الام ويوجه الباقي منه( الفائض) إل التصدير ،وهو ما يفسر الرصيد
الوجب للميزان التجاري ف هذه الالة (. ) X-M > 0
وهو عبارة عن نسبة الواردات من السلع ()Mإل الناتج الحلي الام (. )PIB
كلما كان هذا العدل اصغر كلما كان البلد اقل تبعية للخارج.
7
هذا العدل يقيم بعدد اليام ،حيث كلما كان عددها أكب فان ذلك يعن أن البلد قادر على
تسديد فاتورة وارداته ف اقرب الجال ،ومن الستحسن أل يقل عن 3شهر وهو عبارة عن نسبة
الخزون من احتياطي الصرف إل الواردات من السلع .
يكن قياس العلقة بي رصيد ميزان العمليات الاري والناتج الداخلي الام بالعلقة التالية:
boc/pib
حيث :bocرصيد ميزان العمليات الاري
وعموما إذا ما كان هذا العدل يعادل فهو يعتب عاديا حسب آراء الباء ،أما إذا تاوز
فإن الوضعية القتصادية تصبح حرجة نوعا ما ،حيث أن احتياطات التمويل ف هذا البلد تستدعي
الستدانة .
إن هذه الؤشرات القتصادية والت تستخرج من الرصدة الفرعية لسابات ميزان الدفوعات تكننا
من معرفة وضعية البلد القتصادية ،إل أن ميزان الدفوعات ل يكون متوازنا ف جيع الالت فإذا اعتب
متوازنا من الناحية الحاسبية نتيجة لبدأ القيد الزدوج فانه ل يكون متوازنا من الناحية القتصادية ،وهذا
ما سنتطرق إليه ف البحث الوال.
يعتب ميزان الدفوعات من الناحية الحاسبية دائما متزنا نتيجة لبدأ القيد الزدوج التبع عند تسجيل
القيد الزدوج التبع عند تسجيل كل عملية وبالتال فان الختلل القصود هو الختلل القتصادي
حيث أن التوازن القتصادي تفسره عمليات معينة(عمليات تلقائية وعمليات موازنة ) ومنه يظهر العجز
أو الفائض ف ميزان الدفوعات .
8
إن القرارات التعلقة بالستياد والتصدير السلعي ،وكذا حركات رؤوس الموال ،عادة ما تصدر
عن العديد من الفراد والؤسسات واليئات ما يعل من العسي أن تتلقى أهداف الصدرين مع
الستوردين ،وكذا أهداف مستوردي ومصدري رؤوس الموال وبالتال فانه من الصعب أن تشهد
السابات الفرعية ليزان الدفوعات توازنا بي الانب الدين والانب الدائن .
9
معاملت اقتصادية تت الط :حيث ينظر إليها كمجموعة الجراءات الت تتخذها السلطات العمومية
لعالة اللل ،وهذا بناءا على العمليات القتصادية فوق الط .
طبقا لذا العيار فان العاملت القتصادية الواقعة فوق الط تتمثل ف حساب العاملت الارية
بالضافة إل حساب رأس الال طويل الجل وكذا قصي الجل أما العاملت القتصادية تت الط
تتمثل ف الحتياطات الركزية من الذهب والصرف الجنب .
ويقق ميزان الدفوعات فائضا إذا كانت العاملت القتصادية الدائنة اكب من الدينة ،مع استبعاد
حركات الذهب والعملت الجنبية الدائنة والدينة حيث أنما يستعملن ف معادلة ميزان الدفوعات
حسابيا .
يعطي هذا العيار أهية للدور الذي تلعبه احتياطات البنوك من الذهب والصرف الجنب ،
فالعاملت القتصادية الواقعة فوق الط تتمثل ف حساب العاملت الارية مع حساب رؤوس الموال
الارية طويلة الجل ،وكذا حساب راس الال قصي الجل بعد استبعاد القوق واللتزامات الارجية
للبنوك التجارية ,أما العاملت القتصادية الواقعة تت الط فتشمل الحتياطات الركزية من الذهب
والصرف الجنب وكذا الحتياطات من الذهب والصرف الجنب لدى البنوك التجارية .
طبقا لذا العيار فان العاملت القتصادية الواقعة فوق الط تتمثل ف حساب العاملت الارية و
حساب رأس الال طويل الجل بينما العاملت القتصادية تت الط تتمثل ف حساب رأس الال قصي
الجل والحتياطات الركزية من الذهب والصرف الجنب .
10
يعتمد هذا السلوب الذي اقترحه صندوق النقد الدول عام 1949على التفرقة بي العاملت
القتصادية الستقلة ومموعة العاملت القتصادية التابعة او التعويضية .
ويقصد بالعاملت الستقلة تلك الت تتم بغض النظر عن حالة ميزان الدفوعات وطبقا لذا العيار
فان العاملت القتصادية فوق الط تشمل ف حساب العاملت الارية و حساب رأس الال طويل
الجل وبعض حركات رؤوس الوال قصية الجل بدف الضاربة مثل أو هروبا من عدم
الستقرار،بينما العاملت القتصادية تت الط فتتمثل ف حساب رأس الال طويل الجل والقصي
الجل التابع وكذا حساب الذهب والصرف الجنب .
ظهر هذا العيار ف ضوء النتقادات الوجهة إل العايي الربعة السابقة ،حيث يقترح كبديل عنها إن
يضع التوازن القتصادي لعايي قوى السوق مثلة ف الطلب وعرض الصرف الجنب مع الطلب عليه
خلل الفترة مل الدراسة .
ويدث ف البلدان الت تعتمد صادراتا على منتجات موسية ف فترة معينة من السنة ،فيحدث مثل
ف البلدان الزراعية الت تعتمد على مصول واحد كأهم صادراتا ،وبالتال يكون اختلل ميزان
الدفوعات ف موسم ما بينما يعود التعادل خلل فترة مل الدراسة .
ناجم عن أسباب طارئة أو عارضة سرعان ما تتلشى لزوال السباب الت أفضت إل حدوثه دون
الاجة إل تغيي أساسي ف الهاز القتصادي للدولة ،وف سياستها القتصادية كتعرض الحصول
11
الزراعي لحدى الكوارث ف إحدى السنوات ما يقلل من حجمه أو من جودته وهو اختلل مؤقت
يزول بزوال السبب الذي أوجده ويكن مواجهته بالديون قصية الجل أو الوارد الاصة .
2-2-1-3الختلل الدوري:
يدث هذا الختلل عادة ف الدول الرأسالية ،إذ يرتبط بفترات الرخاء القتصادي فحدوث العجز
أو الفائض يشكل اختلل دوريا نسبة إل الدورة القتصادية ،وتساهم التجارة الارجية بقسط كبي ف
انتقال هذه التقلبات من دولة إل دولة أخرى.
هو ذلك الختلل الذي يظهر ف اليزان التجاري على وجه الصوص ويصيب عادة موازين
مدفوعات الدول النامية ،باعتبار أنه خلل الفترات الول من التنمية يزداد الطلب على الواردات من
الواد الولية والتجهيزات النتاجية والسلع الوسيطة ،دون أن يقابل ذلك نفس الوتية من الصادرات ،
وعندها يدث الختلل الذي يتم تسويته عن طريق تركات رؤوس الموال.
قد يعود اختلل ميزان الدفوعات إل العلقة بي السعار الداخلية للدولة والسعار الارجية ،
فارتفاع وانفاض السعار الداخلية عن مستوى السعار الارجية يؤدي إل وجود فائض أو عجز ف
ميزان الدفوعات .
أيا كان بي الختلل التصل بالسعار فإنه يكن علجه بتعديل سعر الصرف ،حيث يتناسب مع
العلقة بي السعار الداخلية والسعار العالية.
12
ورد عن صندوق النقد الدول أنه مت اقتنع الصندوق ،بناء على طلب العضو أن ثة اختلل أساسيا
ظاهرا أو مكبوتا ف ميزان الدفوعات فإنه ييز له تغيي سعر التعادل.
وينتج من هذا أنه ف حالة تغي سعر الصرف وكذا التجارة الارجية فإن التوازن يكون ظاهريا فقط
ف ميزان الدفوعات ،ويفي وراءه اختلل مكبوتا.
تر الدول بظروف معينة من شأنا إحداث اختلل ف موازين مدفوعاتا سواء ف صورة عجز أو
فائض وهذا الختلل يأخذ صورة متلفة بسب مصدره والسباب الت ينشأ عنها:
-عوامل ل يكن توقعها أو التنبؤ با ومعالتها عن طريق التدخل الكومي والسياسات النقدية
والالية كالتضخم والنكماش وانتقالما من دولة إل أخرى.
-إقدام الدول السائرة ف طريق النمو على استياد اللت والتجهيزات الختلفة وغيها من السلع
والدمات الختلفة ،حيث تقوم بتموينها بقروض طويلة الجل معقودة مسبقا .
-أسعار الصرف الجنبية ،حيث أنا تربط بي مستويات الئتمان ف الدول الختلفة فإذا كان
سعر الصرف مرتفعا بالقارنة مع الثان السائدة فإننا سنقع ف حالة فائض
-التغيي ف ظرف العرض والطلب :فاكتشاف مادة أولية جديدة مثل ،يؤدي إل زيادة الطلب
عليها بالقارنة مع الادة الت كانت تستعمل سابقا ,كما حدث عند اكتشاف البترول عند
الدول العربية .
(( ...إذا استمر العجز ف ميزان الدفوعات لعدد من السنوات بسبب بعض الظروف القتصادية غي
اللئمة الت تسيطر على النشاط القتصادي بصفة مستمرة فإنه يعادل لدى البلد عجزا دائما أو عجزا
أساسيا ،حيث أن له بعض الذور ف النشاط القتصادي للبلد ،ونشاهد ظاهرة العجز الدائم أو
الختلل ف موازين معظم البلدان الختلفة .
وقد أمكن لبعض الدول الختلفة تغطية بعض العجز عن طريق القتراض طويل الجل من الارج.
إن القصور الرئيسي ف نظام النقد الدول الال يعل من الدول أن تكون غي مستعدة لقبول وسائل
الوازنة الت يقتضيها هذا النظام ،فهي تعمل على تميد وسائل العلج والتقليل من آثارها .
(( تتلخص النظرية الكلسيكية ف أن توازن ميزان مدفوعات لدولة ما يتم نتيجة لتغيات السعار
ف الداخل والارج ,والمر الذي يؤثر على حجم التصدير والستياد))
14
وييز التقليديون والتقليديون الدد بي ثبات أسعار الصرف وحرية الصرف ,حيث عند الثبات
فإن أسعار السلع والدمات ,وكذا أسعار الفائدة الداخلية والارجية هي الت تقوم بدور إعادة التوازن
,وف حالة حرية الصرف فأسعار الصرف هي الت تقوم بذا الدور .
وقد وجهت انتقادات لذه النظرية تتمثل أساسا ف أن فرضياتا أصبحت غي مطابقة للواقع
القتصادي الال ,كما يوجد تناقض بي تقيق الستقرار ف السعار الداخلية وتوازن ميزان الدفوعات
,وقد استمر العمل بذه النظرية حت الرب العالية الثانية إل أن أتى العال القتصادي -كين -بنظرية
الدخل وفسر كيفية إعادة التوازن عن طريق تغيات الدخل .
تعتمد النظرية الكنية ف تليلها لتوازن ميزان الدفوعات على فكرة أساسية ,وهي أن الختلل
يؤدي إل تغيي حجم الدخل الوطن ومستوى التشغيل ,معتمدة ف ذلك على اليل الدي للستياد
ومضاعف التجارة الارجية ,فعن طريق الضاعف تؤثر الصادرات على مستوى الدخل ,وهذا الخي
يؤثر على مستوى الواردات عن طريق اليل الدي للستياد ,وترتكز هذه النظرية على الفرضيات
التالية :
* الدخل الوطن يستقر عند مستوى أقل من التشغيل الكامل للموارد .
(( وف تفسيه للتوازن يعتمد كين على فكرتي أساسيتي للستياد ومضاعف التجارة الارجية ,أما
اليل الدي للستياد فيعب عن العلقة بي مقدار التغيي ف الوردات ' زيادة أو نقصانا ,ومقدار التغي
ف الدخل ,بالزيادة أو النقصان .فهو النسبة بي التغي ف الوردات والتغيي ف الدخل القومي ,وأما
مضاعف التجارة الارجية فالقصود به هو نسبة التغيي ف الدخل القومي إل ذلك التغي الذات ,أو
الصلي ف النفاق الذي تقق عن طريق تقق فائض ,أو تسبب ف حدوث عجز ف ميزان مدفوعات
الدولة مع الدولة الخرى ,وهكذا توجد علقة تبادلية بي الدخل القومي وميزان
15
الدفوعات )).
ففي حالة الفائض لا تكون الصادرات أكب من الواردات فإن النفاق على السلع والدمات النتجة
مليا يزداد ,ما يؤدي إل زيادة الدخل الوطن بقدار الزيادة ف الصادرات مرجحة بضاعف التجارة
الارجية ,هذا الرتفاع ف الدخل يؤدي إل زيادة الواردات عن طريق أثر اليل الدي للستياد
وهكذا ييل الفائض إل الزوال .
أما ف حالة العجز فإن النفاق على السلع والدمات النتجة مليا ينخفض ما يؤدي إل انفاض
الدخل
الوطن بقدار النفاض ف الصادرات مرجحا مضاعف التجارة الارجية ,هذا النفاض ف الدخل
وبفضل اليل الدي للستياد يؤدي إل انفاض الواردات وهكذا ييل العجز إل الزوال .
لكن هذه النظرية تعل العلقة بي تغي النفاق وتغي الدخل تلعب دورا أساسيا ف إحداث التوازن
وتتجاهل العوامل الخرى ,ومن جلة النتقادات الوجهة ما يلي:
* ل يوجد ضمان لتحقيق التوازن تلقائيا بسبب تغيات الدخل الوطن ,إذ يكن أن يتص الدخار جزاء
من الزيادة الت حدثت ف الدخل.
* تعتمد على التحليل الساكن ,إذ تغض النظر عن زيادة الطاقة النتاجية وتكتفي بالطاقة العاطلة الت
افترض كين وجودها.
(( إن نظرية إعادة التوازن الارجي عن طريق التأثي ف الدخول أو الئتمان ,ل تأخذ بالسبان
التدفقات الالية ,ومع ذلك تسهم هذه ف الحافظة على توازن الدفوعات الدولية بنفس الدرجة الت
تسهم با تدفقات السلع والدمات .وانطلقا من حالة التوازن ف دولة ما ,لبد من أخذ مسألتي ف
العتبار ,الول هي احتمال حدوث ردود فعل تشكل تغي تلقائي ف التدفقات الالية قادرة على
تصحيح هذا التغيي ,أو تعويضه بركة ماثلة ف رصيد العاملت الارية ,والثانية هي احتمال أن
يعقب التغي الستقبلي ف رصيد العاملت الارية تغييات معوضة ف التدفقات الالية)).
16
والتغي التلقائي ف التدفقات الالية قد يكون نتيجة استثمارات خارجية طارئة ف الدولة ,أو نتيجة
زيادة العونات للدول النامية ,أو نتيجة ائتمان مصرف ,أو أي نوع آخر من العمليات الت رأيناها
سابقا .
إن الفائض ف ميزان الدفوعات يؤدي إل ارتفاع السيولة ف البلد الذي حقق فائضا ,هذه السيولة
تؤدي إل زيادة العرض من الموال التاحة للقراض مسببة ف ذلك انفاضا ف معدلت الفائدة ,
وبالتال خروج رؤوس الموال من البلد ومن ث السهام ف عودة التوازن إل ميزان الدفوعات .
أما العجز ف اليزان فيؤدي إل انفاض السيولة ث انفاض عرض رؤوس الموال وبالتال ارتفاع
معدلت الفائدة ما يسبب دخول لرؤوس الموال اتاه البلد صاحب العجز ,وبذا يعود التوازن إل
ميزان الدفوعات .
رغم أن آليات التسوية تبدو منطقية ,إل أن الفرضيات الت ترتكز عليها أصبحت غي مققة حاليا ,
كون أن إتباع البلد لنظام الصرف الثابت يعن آلية التسوية التلقائية عن طريق سعر الصرف ,ما قد
يؤدي إل استمرار الختلل وزيادة حدة آثاره السلبية
17
الاتة:
من كل ما سبق يتبي لنا أهية اليزان التجاري وتنجلي عن أذهاننا بعض العطيات أو
العلومات الاطئة الت ترسبت ف أذهاننا بقصد أو بغي قصد إن فكرة التوازن الساب ليزان
الدفوعات ل تعن أن البلد ل يواجه صعوبات ف الدفوعات بل على العكس فالتوازن القيقي
(القتصادي) ليزان الدفوعات ،يستلزم فئات معينة من البنود الدائنة والدينة ،فالفائض والعجز يعرف
بدللة مموعة معينة من البنود .
إن عدم قبول غالبية الدول بوسائل الوازنة ( التخفيض ,التعوي ...ال ) ,الت
يقتضيها وضع ميزان مدفوعاتا -إذ تعمل على التجميد أو التقليل من تنفيذ البامج التفق عليها مع
صندوق النقد الدول -يؤدي إل استمرار الختلل إضافة إل التأثي على مستوى ادائها القتصادي ،
ما يستوجب الثورة على صندوق النقد الدول واللتفات فقط ال مصلحة القتصاد الوطن.
18
الراجع
-سامي عفيفي حات .التجارة الارجية بي التنظي والتنظيم .الدار اللبنانية مصر 1991
-د .ممود يونس إ دولية .الدار الامعية .مصر 2000-1999.
-مذكرة ترج شهادة ليسانس.سعر الصرف ودوره ف توازن ميزان الدفوعات -2003.
2004
19
خطــة البحــث:حـــــــــــــول موضـــــــــوع ميــــزان
المدفــوعــــــات
:مقدمـة
المبحث الول:ماهية ميزان المدفوعات
المطلب الول:تعريف ميزان المدفوعات
المطلب الثاني:مكونات ميزان المدفوعات
المطلب الثالث:التفسير القتصادي لرصدة ميزان المدفوعات
المبحث الثاني:ماهية توازن و اختلل ميزان المدفوعات
المطلب الول:مفهوم توازن ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثاني:مفهوم اختلل ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثالث:أسباب و مقاييس اختلل ميزان المدفوعات
المبحث الثالث:تطور ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
المطلب الول:عرض و تحليل ميزان المدفوعات الجزائري و
أرصدته
المطلب الثاني:مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
المطلب الثالث:آفاق ميزان المدفوعات الجزائري في ظل
المعطيات القتصادية الجديدة
:الخاتمـة
20